كتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
المؤلف : لسان الدين بن الخطيب
وفرض الجهاد قد قام به المؤمنون والأموال قد سمح بها المسلمون وهذه الأمور هي التي تمشت بقريبها أو بعيدها أحوال الإسلام والآمال المعدة لتوجيه الأيام ثم اتصل بنا الخبر الكارث بما كان من خور العزائم المؤمنة بعد كورها وتسويف مواعيد النصرة بعد استشعار فورها وأن الحركة معملة إلى مراكش الجهة التي في يديكم زمامها وإليكم وإن ترامى الطول ترجع أحكامها والقطر الذي لا يفوتكم مع الغفلة ولا يعجزكم مع الصولة ولا يطلبكم إن تركتموه ولا يمنعكم إن طرقتموه وعركتموه فسقط في الأيدي الممدودة وأخلفت المواعد المحدودة وخسئت الأبصار المرتقبة ورجعت المكاتل الآشبة وساءت الظنون وذرقت العيون وأكذب الفضلاء الخبر وأنفو أن يعتبر وقالوا هذا لا يمكن حيث الدين الحنيف والملك المنيف والعلما الذين أخذ الله ميثاقهم وحمل النصيحة أعناقهم هذا هو المفترض الذي لا يبعد والقائم الذي يقعد يأباه الله والإسلام تأباه العلماء الأعلام تأباه المآذن والمنابر تأباه الهمم الأكابر فبادرنا نستطلع طلع هذا النبإ الذي إن كان باطلا فهو الظن والله المن وإن كان خلافه لرأي رجح وتنفق الملك وتبجج فنحن نوفد كل من يقدم إلى الله بهذا القطر في شفاعة ويمد إليه كف ضراعة ومن يوسم بصلاح وعبادة ويقصد في الدين ببث إفادة يتطارحون عليكم في نقض ما أبرم ونسخ ما أحكم فإنكم تجنون به على من استنصركم عكس ما قصد وتحلون عليه ما عقد وهب العذر يقبل في عدم الإعانة وضرورة الاستهانة والاستكانة أي عذر يقبل في الأطراح والإعراض الصراح كأن الدين غير واحد كأن هذا القطر لكلمة
الإسلام جاحد كأن ذمام الإسلام غير جامع كأن الله غير راء ولا سامع فنحن نسلكم الله الذي تسألون به والأرحام ونأنف لكم من هذا الإحجام ونتطارح عليكم في أن تتركوا الله حظكم في أهل تلك الجهة حتى يحكم الله بيننا وبين العدو الذي يتكالب علينا بإدباركم بعدما تضاءل لاستنفاركم ولإنصافكم ولا نكلفكم غير اقتراب داركم وما سامكم المسلمون به شططا ولا حملوكم إلا قصدا وسطا وما ذهبتم إليه لا يفوت ولا يبعد وقد تجاورت البيوت إنما الفائت ما وراءكم من حديث تأنف من سماعه أوداؤكم ودين يشمت به أعداؤكم فاسعفوا بالشفاعة لمن بتلك الجهة المراكشية قصدنا وحاشى إحسانكم أن يرضى فيه ردنا وأنتم بعد بالخيار فيما يجريه الله على أيديكم من قدره أو يلهمكم إليه من نصره وجوابكم مرتقب بما يليق بكم ويجمل بحسبكم والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم بمنه والسلام الكريم عليكم ورحمة الله وبركاته وفي كذا
كتب الشكر على الهدايا الواردات
راجعت السلطان الكبير أبا عنان رحمه الله عن هدية بعث بها إلى الأندلس تشتمل على خيول ومهندات محلاة ومهاميز محكمة ودنانير من الذهب العين بقولي بعد الفاتحة المقام الذي شأنه هبات تبث وعزمات تحث وهمم يبث الإسلام إليها همومه فيذهب البث مقام محل أخينا الذي قضايا مجده منتشرة في الجهات فردية بحسب الوصف والذات عرفية في الأزمات مشروطة في مذاهب العزمات يزهى بوجودها الزمن الحاضر وباستقبالها الزمن الآت ويطرز بها فخر الدين رواق الآيات البينات السلطان الجليل الرفيع الأسنى الأمجد الأسعد الأوحد الأسمى الأغر الكبير المجاهد الأمضى أبي عنان ابن السلطان الجليل الكذا أبي الحسن أبقاه الله وحيد العلماء على تعدد فضله واشتراكه فذلكة حساب أولي الأحساب من خلائف الإسلام وأملاكه ولا زال بدر هدى صهوة الطرف من أفلاكه وبحر ندا ينسب جيد الوجود إلى عنصره العميم الجود درر أسلاكه فمتى حاول قصدا جنح منه النجح إلى ملاكه ومهما كاد ضدا كانت النجوم الشوابك من شباكه حتى يرمي سعده عن قوس الأفق ويظفر بسماكه معظم مقامه الذي هو بالتعظيم مخصوص وموجب حمده الذي محكمه في كتاب البر منصوص وموقر ملكه الذيثناؤه على أساس الأصالة مرصوص الأمير عبد الله يوسف بن أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر سلام كريم عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي جعل الشكر مفترضا وألف بين قلوب المؤمنين بعواطف فضله المرهوب فلم يبق فيها مرضا وخلص جواهر الاعتقاد من شبه الانتقاد فلم يترك عوضا وسدد الأعمال الودية والأقوال الاعتقادية إلى مرامي التوفيق فأصابت سهامها غرضا والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي سل من الحق حساما منتضا وندب إلى التماس الخلال التي تحمد والأخلاق التي ترتضى وبين من المآخذ والمتارك ما كان مسلما أو مفترضا والرضا عن آله وأصحابه الذين اقتضوا من آدابه الكريمة أسنى مقتضى وباعوا نفوسهم النفيسة من الله في نصر دينه ففازوا بدار الخلد عوضا والعزم الذي يحرض النفوس على جهاد عدو الدين حتى يعود حرضا فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من العز أفسحه جنابا ومن السعد أسبغه أثوابا وملأ صحائف صفاحكم الماضية فخرا وثوابا وجعل الصنع الإلآهي لندا دعوتكم جوابا وأسعد الإسلام بأيالتكم التي استأنفت شباب ووصلت بأسباب التمهيد أسبابا من حمراء غرناطة حرسها الله وللتشيع في سلطانكم العلي سبيل لا يلتبس والاعتقاد في رفيع جلالكم نور يقتبس منه المقتبس وإلى هذا أيد الله أمركم ورفع قدركم فقد تقرر جبلة مطبوعة وسنة متبوعة أن المهاداة تغرس المحبة وتثبتها وتصرح الأضغان وتوزعها وتسل السخائم وتنزعها
فكيف إذا وردت على ضمائر أصفى في ذات الله من نطف الغمام واصدق من ذرر الأزهار في أصداف الكمام وقلوب متعاقدة على مرضاة الله والإسلام فيالها من مودات تزكو حينئذ ثمارها واعتقادات تسطع أنوارها وإننا ورد علينا كتابكم الكريم على حال اشتياق لوارد وظما إلى موارد حائزا في ميدان البلاغة مزية التقديم واصلا سبب البر الحديث والقديم إلى ألفاظ مصقولة الأديم ومعان حلت من البيان محل الكأس من كف النديم مصحبا بالهدية الجهادية والمقاصد الودادية والمواعد السنية والعزائم المتكفلة بنيل الأمنية فوقفنا من ذلك كله على أنواع بر في أصنافها مختارة وضروب فضل تختال من الاحتفا في أكمل شارة وتشير إلى ما وراءها من العزم الجهادي أكرم إشارة من كل طرف ذكى الجنان طموح في العنان مسرج بالهلال ملتحف بالعنان منقاد لوحى الطرف وإشارة البنان ممتر في كلام النقع بذيال السنان كأنما زاحم النجم بتليله فألجم بثرياه وقلد بإكليله وكأن الصباح غمر وجهه بمسيله والنسيم اللدن مسح عطفه بمنديله ونهر المجرة أبقى البلل في تحجيله فلو رآه القس لمثله في ظهر إنجيله متبختر فيها مشيه مختال في عصبه ووشيه يلاعب ظله نشاطا وترفيها ويطرف عن مقلة ملئت تيها وأودع سحر هاروت فهيا وكل صارم صقيل الحد كامل الفصل في الخد تميمة من تمائم المجد ما شيت من ماء في الجلد مسكوب وحزام في الغمد منشوب ورومى إلى الهند منسوب كلف بالعلا وازدان بأبهى الحلا وهام بيض الطلا حتى بان نحوله بالهوى ورق جثمانه وتضاءل بين الأجفان إنسانه من اللاءى عودتهما الإيالة الفارسية
خوض الغمار وجردتها من مخيطها للحج بين مقامها والاعتمار وعلمتها بنثار الجماجم رمي الجمار وكل محكمة المقدار محلات ببحث النظار منظومة الخرز نظم الفقار أبدعتها أرباب الحروف في أشكال المحاريب وأبرزتها في المرأى الأنيق والشكل الغريب تهمز بها حروف الجياد عند سكونها وتثار عقبان الصفوف من ركوبها فيالها من هدية أزرى فيها العيان بالسمع وثنية قامت عندنا مقام الجمع وذكرتنا بازدواجها الحكمة في ازدواج الجوارح كالعين والسمع وعرفتنا بتثنية أشكالها وانفراد الكتاب المعرب عن جلالها بركة الوتر والشفع فأغرينا لسان الشكر بخلال مهديها وأقبلنا وجوه الود وفادة موديها وقلنا لا ينكر العذب من منبعه ولا النور من مطلعه ولا الفضل إذا صدر من موضعه وهذه البلاد أيدكم الله أسماع أعدائها مصيخة إلى مثل هذه الأنباء وقلوبها من اتصال اليد بذلك العلا محملة بأثقال الأعباء فإذا عرفت اعتناءكم بأمرها وعملكم على نصرها واهتمامكم بشأنها ومواعدكم المتكفلة باتصال أمانها قصر شأن عدوانها وتضاءل نار طغيانها ووازنت الأحوال بميزاتها ونحن إن ذهبنا إلى تقرير ما عندنا من التشيع الذي آياته محكمة ومقدماته مسلمة فلا يعترض منها رسم ولا ينازع فيها والحمد لله خصم لم يتسع نطاق النطق لأداء معلومها ولا وفى المكتوب ببعض مكتومها فحسبنا أن نكل ذلك إلى من يعلم ما خفي من السرائر ويبلو مخبآت الضمائر وعرفتمونا بعزمكم على الحركة الشرقية التي قد حتم زندها فأورى وأثرتم طرفها فانبرى وأنكم تمهدون إلى الجهاد في سبيل الله سبيلا وترفعون الشواغب جملة وتفصيلا ولكون نيتكم الصادقة تقصد هذا المرمى وتخطب هذا الغرض الأسمى
خصكم الله بالأثرة الأثيرة ونصركم في المواطن الكثيرة فإنكم إنما تعاملون من لا يضيع عمل عامل ولا يخيب لديه أمل آمل والله تعالى يقدم الخيرة بين يديكم ويتمم نعمته عليكم ويجزل عوارف المواهب لديكم بمنه وفضله واعلموا وصل الله لكم سعادة متصلة الأسباب ووقاية سابغة الأذيال ضافية الأثواب أنه حضر بين أيدينا خديمكم الشيخ الأجل الأعز المرفع أبو فلان كتب الله سلامته ووالى كرامته فألقينا إليه من شكر مقامكم الكريم ما لزم ووجب وجلونا منه بعض ما تستر بالعجز عن إدراكه واحتجب فلمجدكم أبقاه الله الفضل في الإصغاء لما يلقيه والقبول على ما من ذلك يوديه والله سبحانه يصل لكم عوارف آلائه ويحملكم من مرضاته على ما يضاعف لديكم مواهب نعمايه ويحقق الظنون فيكم من الدفاع عن دينه وجهاد أعدائه والقيام بسنن الجلة من خلفائه وهو جل وعلا يحفظكم في كل الأحوال ويسدل عليكم عصمته الوارفة الظلال والسلام الكريم يخص مقامكم الأعلى وأخوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته وكتب في كذا من التاريخ عرفنا الله خيره
ومن ذلك ما كتبت به للسلطان أبي عنان المذكور رحمه الله وقد وجه إلى بابه سلطان الأندلس أمير المسلمين أبو الحجاج ابن نصر رحمة الله عليه هدية تشتمل على فره من البغال وغير ذلك وهذا الكتاب فقره على حروف المعجم المقام الذي طيب الأفواه ثناؤه وطرزت صحف الحمد أنباؤه وزينت
بكواكب المفاخر والمناقب التي ترك الأول للآخر منها سماؤه وعلى أساس الملك الأصيل والمجد الأثيل بناؤه واشتهر اهتمامه بالمكارم واعتناؤه وتعددت مكارمه العميمة وآلاؤه مقام محل أخينا الذي بره محتوم الوجوب وحبه مرسوم في أسرار القلوب وسعده كفيل للإسلام بنيل المطلوب ومآثره تشهد بها صفوف المحاريب ومضارب الحروب السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله يمهد قواعد الملك الرفيع ويثبتها ويتقبل الأعمال الودية بقبول حسن وينبتها ولا زال معصوما بوقاية الله من كل حادث معصوبا منه حق الدين بأقرب وارث معزز أمنه من السماء بثالث معظم مقامه الجاري من التعظيم له على منهاج الصادع بحجة التشيع فيه يوم تبارى الحجاج المستند من تأميله إلى مقدمات مجد صادقة الإنتاج المبتهج بما يسنيه الله من أسباب سعادته كل الابتهاج فلان أما بعد حمد الله الذي أطلع في أفق الإسلام من أنوار إيالتكم المنصورة الأعلام صباحا وملأ بها العيون قرة والصدور انشراحا فجياد الأمل تزهى نشاطا ومراحا وأعطاف المكارم تبدي اهتزازا وارتياحا والإسلام يستأنف عزا صراحا ويحمد مغدا في ظل الأمان ومراحا والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي طلع في سماء الهدا بدرا لياحا ونورا وضاحا وكانت رسالته المؤيدة بالحق لأبواب السعادة الأبدية مفتاحا فبذكره تقرع أبواب الرغبات تيمنا واستنجاحا وبجاهه نتوسل استنزالا لرحمة الله واستمناحا وفي مرضاته نصل الوداد سدادا لأمته وصلاحا والرضا عن آله وأصحابه الذين كانوا غيوثا كلما سئلوا سماحا وليوثا كلما شهدوا كفاحا الباذلين في نصره أموالا وأرواحا المعملين في مظاهرة أمره عزائم راضية ومناصل ماضية ورماحا حتى أدوا إلينا سنته حسانا أحاديثها وصحاحا والدعاء لمقامكم الأسنى بالنصر الذي يوري
زنده في العدو اقتداحا والعز الذي يضفي على الدين الحنيف جناحا والصنع الذي يعم البسيطة وهادا وهضابا وبطاحا ولا زال رأيه مؤيدا وعلمه منصورا وسيفه سفاحا فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم عزا باذخا وسعدا ساميا شامخا وملكا راسيا راسخا من حمراء غرناطة حرسها الله وصنع الله باد ولطفه جل وعلا متماد والتشيع في مقامكم العلي لا يحتاج مستسلمه إلى استشهاد ولا يفتقر جاهله إلى إعادة ولا ترداد وجنابكم بعد الله هو المعتمد إذا اضطر إلى إعانة وجهاد أو التماس إرفاد وإلى هذا عرفكم الله عوارف السعادة جملا وافذاذا كما جعلكم في مهمات الدين ملاذا ومن وقع الخطوب عياذا فقد علم وتقرر وتأكد وتحرر ووضح وضوح الصباح لمن أبصر ما عندنا من الود الذي تألق نوره وثبت في صحف الخلوص مسطوره وخلصت من الشوائب بحوره وتحلت بجواهر الصفا نحوره فهو على الأيام يخلص خلوص الإبريز وتصفو حلله مونقة التطريز وتتحصن مضمراته من معاقل الاعتقاد الجميل بالمحل الحريز وتنتصب حقوقه الجمة للعيان مع الأحيان على التمييز وكيف لا تحل كرام صنائعكم من متبوأ الشكر بالمحل المغبوط وتتلازم موجبات الثناء على ملككم الرفيع البنا تلازم المشروطات مع المشروط وتختال مكارمكم من الإشادة بمواليها والإذاعة لمقدمها وتاليها في البرود المذهبة والمروط وقد شمل هذه البلاد منكم الرعى واللحظ وكرم
منكم في إمدادها وإنجادها المعنى واللفظ وتوفر لها من اعتنايكم الكفل والحفظ وأننا بحسب هذا الاعتماد والاستمساك والود المستقيم الأفلاك والولا الذي يصرع نوره دياجي الأحلاك نود أن لا يمر جزء من الزمان إلا عن رسالة تعمل أو مخاطبة تتحمل أو مكاتبة تحشر فيها حروف الهجا كهذه فلا تعمل أو وجه تعريف يستقبل أو استطلاع لما يسنيه لله من مزيد عناية ترجى لكم وتؤمل وإن كنا لا نسوف الإمكان بهذا الغرض الحري بالتقديم ولا نغفل صلة الحديث بالقديم ولا نبرح عن التكميل له والتتميم قد جعلنا ذلك شأنا واستشعرناه سرا وإعلانا وشغلنا به لسانا وجنانا فودنا على الاستكثار حريص وله مع العموم تنصيص ومن بعد العموم تخصيص وغرضنا لو نستنفد الأوقات في فروض بر تقضى واغتنام ملاطفة ترضى واستحثاث مراسلة تنفذ وتمضي ولأجل ذلك رأينا أن أوفدنا على بابكم من يجدد عهدنا بأنباء ذلك المقام السعيد المطالع الرفيع المصاعد والمصانع وينهى إلينا عنه إن شاء الله قرة العيون وسرور المسامع وشافهنا بما يتأكد قبله من نعمة الله سابغة ومنة منه سابقة وموهبة بالغة فيشاركه في الشكر على فضل الله المترادف ويسره البادي والعاكف ونسئله صلة ما عود من اللطائف ونرى أن ما ينشأ بتلك السما من غيث ففضله عائد على هذه الآفاق وأن ما يرومه من تمهيد الأقطار وتأمين الرفاق ذريعة إلى الجهاد فيها وتخليد الذكر الباق هيأ الله من حلل العز ما يستأنف لباسه ومن مصانع الصنع ما يمهد أساسه ويسنى به قومه الكرام وناسه وأبقاه لفخر فاش وحمد يشي حلته واش وفضل لا يختلف
عليه راكب ولا ماش فبعثنا في هذا الغرض مولى نعمتنا غالبا وصل الله له بالوجهة إلى بابكم أسباب الوجاهة وحفظ عليه لباس الحظوة والنباهة وألقينا إليه في هذا المعنى ما يجدي إلى غايته القصوى وجلالكم الذي مآثره تردى ومكارمه تردها الهيم فتروى يعلم أننا جعلنا بين يدي حركتكم السعيدة بالا فيوليه قبولا وإقبالا وينعم بالإصغاء إليه على عادته التي راقت جمالا وفاقت كمالا فسح الله له في السعادة مجالا وجعل له النصر مآلا والسلام العاطر رياه الرائق محياه المعتمد بالرحمة والبركة أسحاره وعشاياه يخص مقامه الذي كرمت خصائصه ومزاياه وطابت شمائله الزكية وسجاياه ورحمة الله تعالى وبركاته وفي مدرجة طي هذا الكتاب يا محل أخينا وصل الله بقاءكم ووالى في سماء السعد ارتقاءكم حملنا الود الذي ملك الإدلال مقادته وكفل الخلوص إبداءه وإعادته أن وجهنا إلى بابكم العلي وصل الله إسعاده وفسح في العز آماده أن يتفضل بقبوله التي تستقبلان بها إن شاء الله وجوه السعادة وجهنا معها ما أمكن من الدواب البعلية مما أن عسى يسعد بخدمة مثابتكم العلية على سبيل السمح وسنة الهدية ولو وقع في الهدايا الاعتبار ولوحظت الأقدار لم يوجد في الوجود ما يتعين لذلك المقام الكريم هدية فيسلك في مكافأة فضله سبيلا سوية وإن قصرت الأعمال فما قصرت النية والسلام
ومن ذلك جواب على هدية بعث بها سلطان المغرب أمير المسلمين أبو عنان رحمة الله عليه ولم يصل كتاب مع الهدية المقام الذي يهب الجياد عرابا ويرسلها أسرابا ويصل للأمداد أسباب ويقدح العزم شهابا مقام محل أخينا الذي نؤمل منه ظهيرا مدافعا ونصيرا لأعلام الملة رافعا ونستوكف من غمام عزماته السامية القتام ريا نافعا السلطان الكذا أبقاه الله وهباته جزيلة ومقاصده في الإسلام جميلة ومظاهرته بكل أمل كفيلة معظم قدره الكبير المثنى على فضله الشهير ومجده الأثير الأمير عبد الله فلان سلام كريم يجعله البدر تاجا فوق جبينه ويحمل منه الفخر الصادق لوا بيمينه يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله فاتح أبواب السعادة لمن تمسك بسبب طاعته وموضح أسباب نجح الإدارة ونيل الإرادة لمن أفرده بمقام رغبته وضراعته جاعل التواصل في ذاته علاجا يكفل بصلاح الأحوال من حينه وساعنه والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله ضامن حسن المآل وعقبي الظفر بالآمال لمن تعلق بسنته وجماعته وعقد بجاهه المكين أكف طاعته صاحب الحوض المورود واللواء المعقود المجير بوسيلته المنقذ بشفاعته والرضا عن آله وأصحابه وأحبابه وأحزابه الذين أنفوا لدينه الحق من إهماله وإضاعته
وكلفوا بإظهاره وإعلائه وإشهاره وإذاعته والدعاء لمقام أخوتكم السلطانية وصل الله ترفيع شأنه وحرس جوانب سلطانه وولى الدفاع عن أوطانه بالسعد الذي يخدمه خطى الكتائب بسنانه وخط الكتب ببراعة والصنع الذي يقوم الوجود لأنبائه المبشرة بحق إشاعته ويعمل فيها البيان جهد استطاعته فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا تسطر في نصر الإسلام جمله ونصرا يدنو به للدين الحنيف أمله وعزا يبدو به سروره وجدله من حمراء غرناطة حرسها الله وحبكم في ذات الله لاحبة سبله وأخوتكم يمحضها التشيع ضافية حلله وإلى هذا وصل الله لكم سوابغ الآلاء وحرس ما لأخوتكم الفارسية من العلا فمن المعلوم عامة وشرعا والذائع الذي ليس له نكرا ولا بدعا أن الهدية وإن كان غيثها رذاذا وحسناتها أفذاذا يستخلص ضمائر المودات وتزكى نقود الأذمة المعتقدات فكيف إذا كانت جيادا عتاقا وجردا تستبق الصريخ استباقا ومذاكي ملأ الشموس منها أحداقا وأتلع العجب لها أعناقا وأنفا وردت علينا هديتكم التي غنيت بدالة الحسن عن خطاب يلتمس لها أذنا وكتاب يزيدها حسنا من كل جواد يرد من ماء الشبيبة ري جواد ويقضم حب كل فؤاد تود الأهلة أن تكون لها سروجا وخضراء السما أن تصير لسرحها مروجا وترتاح إلى الجهاد في سبيل الله أعطافها وتجنح إلى الاختضاب بمهج أسود الغاب أطرافها وتكلف بالاتصال بسورة الأنفال أعرافها فيا لها من كتيبة أغنت عن الكتاب
وطليعة أنس من الإعتاب بعد العتاب كأن خضرها غمسن في ماء الشباب وشهبها تحلين في بيض الدما بساطع الجلباب وحمرها استرفقن صنع الأنامل المطرقة بالعناب فبرز إلى مشاهدتها النظار وسارت بوفادتها الأخبار وسر المسلمون لها وسيء الكفار وكيف لا تنظم بها للبشرى عقود وتحسب أكف الأنامل بيسر منقود وقد أخبر الصادق عليه السلام إن الخير في نواصيها معقود ولما مثلت لدينا تلك الجياد والروض الذي صدق فيه الارتياد رأى أن يهتز في أدواحه الأسل المياد وعينا لها في الحين المواقع التي عينها الاجتهاد ورضيها الجهاد وارتضاها الارتباط في سبيل الله والاستعداد قابلنا الهدية بالثناء والاستحسان وقلنا لا ينكر الوابل على الغمام الهتان والفضل على مثابة من مثابات العدل والإحسان وقد كان ذاع الخبر الذي ترون فوق أعطاف الإسلام منه الحبر بما صرف الله إليه عزمكم من تجديد ما درس وإحياء ما ألقح سلفكم واغترس من الأساطيل السابحة والتجارة الرابحة والأعمال الباقية الصالحة وإن الإنشا قد استدعى إليه الخلق والعزم تتبلج منه الصباح الطلق وشيم منه البرق وذهب الفرق فلا تسلوا عن موقع هذه الأنبا من صديق يعدها فضلا من الله ومنا وعدو يسيء به ظنا فلكل منها شرب معلوم وحظ مقسوم جعله الله قصدا بحجه محتوم وغرضه بمناصحة الله والمسلمين مرسوم وحضر بين يدينا مؤدى الهدية السنية خديمكم فلان وألقى من مقاصدكم الجميلة وأعراقكم الأصيلة ومواعيدكم الكفيلة ما أغرينا به لسان الشكر بأقسامه وأقبلنا مرآة البر مشرق قسامه وحملناه من
تقرير مثله ما يفي إن شاء الله بإتمامه وإن تشوفتم إلى أخبار النصري فلم يزد بعد ما تقدم به إعلامكم إلا أن طاغيتهم رأى أن يعاجل من أخوته من له ببلاد المسلمين اتصال وفي الاستنصار بهم خصال وليكون منه لما سوى ذلك ممن يستدرك أمره بعد الوقت إغفال فطوى المراحل ونازل أخاه المبشر صاحب قنطرة السيف بمدينة شقورة وأقام عليه ثمانية أيام بين قتال لم يجد مع منعة المدينة معنى ومرام صلح أبي الله أن يتسنى واتصل به غياث من خلف وراء ظهره في أرضه وهلك بعضه والحمد لله ببعضه فارتحل عن منزله الذي نزله ورجع أدراجه ولم يبلغ أمله هذا ما عندنا في شأنه وما يتزيد نعرفكم به لمكانه ونحن على ما يجب لأخوتكم من التعظيم والإجلال والثناء بما لكم من الشيم الكريمة والخلال وهو سبحانه يبلغ الجميع من مرضاته غاية الآمال فهو ولى الإجابة وملجأ السؤال والسلام الكريم عليكم ورحمة الله وبركاته وأهدى أيضا جمالا مختارة بعث بها إلى الأندلس فصدرت عن ذلك مراجعة من إملاءي بما نصه المقام الذي من هباته الإبل الهادرة والبدن المسارعة إلى داعي الله المبادرة قمنا فيه المناقب الفاخرة ومكارمه في ضمنها الدنيا والآخرة
مقام محل أخينا الذي إن وهب احتفل وإن اعتمد في الله كفى وكفل فجلاله في حلل المكارم قد رفل وشهاب سعده من بعد الشرون ما أفل السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله ومبراته فروض مؤداة وسيوفه هندية وعطاياه هنيدات ولا زال ينجز منه بالنصر على أعداء الله عدات ويصرخ دينه منه جنود مجندات معظم قدره وملتزم بره المطنب في حمده وشكره فلان سلام كريم بر عميم يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله مطرز صحائف الأعمال بالرسائل البرة ومروض رياض الآمال بسحائب النعم الثرة الذي وضع عدله في الدنيا والآخرة قسطا من الجزا فلا يضيع مثقال ذرة ولا أقل من مثقال ذرة معود هذه الجزيرة من أوليائه الكرام السيرة من يتعاهدها بالإرفاد والإمداد في القديم والحديث المرة بعد المرة ويعاملها برعى المصلحة ودرء المضرة فثغورها تبتسم عن الثغور المفترة وتحيل عليها ريح الأنبا السارة راح المسرة والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسوله مؤمل الأنفس العائذة وملجأ الأكف المضطرة الدي بالتواصل في ذاته نستجلي سعادة الحال والمال رائقة الغرة ونقتبل وجوه العناية الإلهية متألقة الأسرة والرضا عن آله وأصحابه أولى السجايا الكريمة والفضائل العميمة والنفوس الحرة والدعاء لمقامكم الأسمى بالسعادة الدائمة المستمرة والنصر الذي يمضي نصله في عدو الله أيدي القدرة ولازال عز ملككم يوالي سبيل الجهاد والرباط والحج والعمرة ويوضح خطيه في خط الدفاع عن الدين أشكال النصرة وقتضي لغريم الإسلام دين ما وعد الله من الكره فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من حظوظ السعد أوفرها وأقطعكم من جوانب الصنع أينعها وأنضرها وتولى صنائعكم الجميلة بشكرها من حمراء غرناطة
حرسها الله والثناء عليكم يستغرق أوقات الزمان آصالها وبكرها وفضائلكم هى الشمس ضل من أنكرها وإلى هذا وصل الله علاءكم ونشر بالنصر على أعداء الله لواءكم فإننا نعرف جناب أخوتكم السلطانية بعد تقرير الشكر وتمهيد قواعد البر بورود الهدية الغريبة السافرة عن يمن النقيبة وفضل الضريبة هدية الجمال اللابسة أثواب الجمال والقلاص التى أصبحت بحمل أزواد أهل الجهاد ذات اختصاص فلقد طلع منها على هذه البلاد المباركة ركب له في العناية والأصالة مجال رحب من كل نجيب ماثل في المرأى العجيب وكرما إلى الأنساب العربية ذات انتما كأنها أهلة حلك أو قسى من دارة الفلك سفارين بر وخزائن قانع ومعتر وكيف لا يسنح لها باليمن طير ويكون لها في مجال السعادة سير والله عز وجل يقول لكم فيها خير أذكرت أهل هذه البلاد أيام الحج والثج وصيرت طريق الجهاد كطريق الحج ترهق فتجيبها الصواهل وتعرض عن الما فتشتاق إليها المناهل ووصل مؤديها فلان وهو الخبير بجزثياتها والحافظ لمعانى آياتها ومن أنس بجوارها طبعه وطرب بحدايها سمعه واتسع لمعرفة أحوالها ذرعه وكان أمله يقدم بها على حضرتنا إبلاغا في المبرة وتضمنا للمسرة إلا أننا رأينا أن نعفيها من السفر ترفيها ونرفع عنها من توعر الطريق ما يتوقع أن يؤثر فيها ونتركها بفحص مالقه حرسها الله في مسرح يخصبها عشبه ويرويها شربه إلى أن نشاهدها بالعيان ونعطى حروفها من الخطابة عليها ما يقتضيه علم البيان ونحن نقابل مقاصدكم الفاضلة بالثناء والاستحسان ونشكر ما لأخوتكم الفاضلة من المزايا البرة والسجايا الحسان والله تعالى يصل لكم سعدا وثيق البيان ويعلى بمظاهرتكم
إيانا شعار الأيمان وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس الطاهر مجدكم ويضاعف نعمه عندكم بمنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكتب في كذا من التاريخ عرفنا الله خيره وبركته
ومن ذلك ما كتبت به عن السلطان أبي الحجاج رحمة الله عليه جوابا عن هدية بعثها السلطان أبو عنان مشتملة على خيل وعدة من المهندات والذهب العين المقام الذي من سجاياه الشيم الغلا ومن عطاياه الجرد العتاق تختال في الحلا وتحاسن عقبان الجو وغزلان الفلا والأحوال التي جلا روض الجود من أزهار صفرائها للوجود أبهى مجتلا مقام محل أخينا الذي قسم زمانه بين رفد مقسوم ووعد بالصدق موسوم وفضل في صحف المجد مرسوم السلطان الكذا أبي عنان ابن السلطان أبي الحسن ابن السلطان الكذا أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق أبقاه الله عالي الهمم متوالي الجواد والكرم مجمع يمينه من سيفها المرهوب وسببها الموهوب بين الري والضرم وتأمن النفوس في ظل عدله الممدود وفضله المقصود أمن حمام المحرم ولا زال ثناؤه في الخافقين كنصر خافق العلم وأخبار عزه المأثور ومجده المشهور هجير اللسان والقلم وأنوار سعده ماحية للظلم وعزمات سيوفه ترتقب في الفضا أمد السلم قبض السلم معظم أخوته الرفيعة المثنى على ماله من كرم الصنيعة المستند من التشيع إليه والاعتداد به إلى المعاقل المنيعة الأمير عبد الله
يوسف بن إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب عميم يخص مقامكم الأسمى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي جعل الشكر على المكارم وقفا ونهج منه بازايها سبيلا لا يلتبس ولا يخفى وعقد بينه وبين المزيد سببا وحلفا وجعل المودة في ذاته مما يقرب إليه زلفى مربح تجارة من قصد وجهه بعمله ومبلغه من القبول أقصى أمله حتى يرى الشيء ضعفا والواحد ألفا وناصر هذه الجزيرة من أوليائه الكرام السيرة بمن يوسعها فضلا وعطفا ويدني ثمار الآمال يتمتع بها اجتنا وقطفا والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد النبي العربي الكريم الرؤوف الرحيم الذي قد من الرحمة على الأمة سجفا وملأ قلوبها تعطفا وتقاربا ولطفا القايل من أيقن بالخلف جاد بالعطية ووعد من عامل الله بربح المقاصد السنية وعدا لا يجد خلفا والرضا عن آله وأصحابه الذين كانوا من بعده للإسلام كهفا وعلى ى أهله في الهواجر ظلا ملتفا غيوث الندا كلما ساموا سماحا وليوث العدا كلما شهدوا زحفا والدعاء لقام أخوتكم الأسمى بالنصر الذي يكف من عدوان الكفر كفا والعز الذي يغض من الشرك ناظرا ويرغم أنفا والمجد الذي لا يغادر كتابه في المفاخر التي ترك الأول منها للأخر حرفا والعزم الذي يفيد جوارح الإسلام قوة لا تعرف بعدها ضعفا فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا خافقا علمه وعزا يتبارى في ميدان الاستقلال بحسب وظائف الأعمال سيفه وقلمه وفخرا تجلى به عن أفق
الدين الحنيف ظلمه ويشفى بعلاجه الناجع ألمه وشكرا عن هذه البلاد جودكم الذي وكفت ديمه وأبقى عليها وجودكم الذي راقت شيمه من حمراء غرناطة حرسها الله تعالى والتشيع فيكم لا يعرف النسخ محكمه ولا يقبل الالتماس معلمه وإلى هذا شكر الله عن الإسلام صنائع مقامكم وعرفكم عوارف العز في غرر أيامكم فإننا وصلنا كتابكم الكريم الوفادة العظيم الإفادة مصحبا بالهدية التي صحبها الكمال وصدقت في احتفائها واحتفالها الآمال واشتملت على نكايتي العدو وهما الخيل والمال فكأنه كان لواء نصر خفق أمام كتيبة ونسيم زهر عبق عن روضة عجيبة ويا لها من هدية اتخذ الناس يومها عيدا وموسما سعيدا وعزما رآه العدو قريبا وكان يحسبه بعيدا نتيجة الهمة التي تقف الهمم دون مداها وتستقري الغيوث مساقط نداها والشيم التي ترى العواذل في الوجود من عداها فلو خير المجد لما بعد مداها وقفنا من مضمنه على لجة جود للسان فيها سبح طويل ومحجة فضل للأقلام فيها نصر من كل طرف وسم بالصباح منه جبين ناشي في الحلية وهو في خصام الحرب مبين من أشهب للشهب فارح ولإحراز الغايات مسارع حاسر في شكل دارع كأنما خلعت عليه البزاة البيض صدورها وقلدته الكواكب شذورها وأشقر عسجدي اللباس شعلة من شعل الباس كأن أذنه ورقة الآس وغرته الحبابة الطافية في الكاس وأحمر وردي الأديم حايز في حلبة الحسن مزية التقديم كأنما صنع من العندم أو صبغ بالرحيق المغدم يحسد الأسد الورد في لونه ويدعى الريح أنها مادة كونه وكميت ما في خلقه من أمت كأنه قطعة من الغسق خالطت دهمتها حمرة الشفق وقرطاسي كأنه درة سمع استحسان الغرر فجاء وكله غرة كأنه أفق الفجر وسرجه هلاله وخالص الدر
وصدفه جلاله وأدهم زنجي البزة مرتد برداء البأو والعزة كأن العيون النجل نفضت علها سوادها والغصون الملد علمته انثناءها وانقيادها وكل صامت ناطق متصف بزينة معشوق ولون عاشق مريني المنتمى والضرب عدة في السلم والحرب قامت قيامة العدو لطلوع شمسه من الغرب أشبه شمس العالم في استدارة قرصه وانتقال شخصه واعتدال طبعه وعموم نفعه تعشو غيون الأماني إلى ضوء ناره وتدور فراش المطامع حول أنواره وتحوم نحل الآمال على نواره وكل صقيل الفرند منسوب إلى الهند يخطب من الكلام بمقتضبه ويضحك في الروع عند غضبه ومن الآلات كل ماثلة في المرآى الجميل بعض مغمزها إلى السمعيل فمن للسان الشكران أن يوفى حقا أو يهتدي في هذه البيداء طرقا إنما نكل الشكر لمن سمحتم بذلك المدد في سبيله وأملتم فيه موهبة قبوله فما هي في التحقيق إلا كتائب للعدو جهز ثمرها ومواعد نصر أنجز نموها ومناقب أسلاف جددتموها وأحرزتموها وحضر لدينا رسولكم فلان فألقى من القول الذي صدقه الفعل واللفظ الذي شرحه المجد والفضل وما أوثق أسباب الآمال ووصلها وأحرزها وحصلها وقرر اعتقاد الود الجميل وأصلها وقد رأيتم بالاستقرار الصريح والنظر الصحيح ما أثمر اعتناؤكم بهذا القطر المتمسك بأسبابكم المعتمد على جنابكم من صلة نصركم وإعزاز أمركم واتساق سعدكم وإسعاف قصدكم فاشكروا الله الذي
أجرى الخير على يديكم وألهمكم ما يحفظ نعمه الجزيلة لديكم ويضفي ستر عصمته عليكم وكتبنا إليكم هذا الكتاب فلو أن حمرة مثله معتادة حسبما اقتضاه عرف وعادة لقلنا خجل من تقصيره فعلته حمرة الخجل لما ضاق عن مراده ذرع المروى والمترجل لاكن على إغضا ذلك المقام المعتمد فهو الذي يعد منه في الفضل الأمد والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكتبت أيضا المقام الذي بر ووفى وكفل وكفى وخلص على كدر الزمان وصفا وشفا الأمر على شفا وأوجب ما أوجبه المجد ونفا وسجل عقد الرعى والوفا الحميد السعي فاستقل رسمه واكتفى وسكنت صولة عزه ريح الكفر وقد كان هفا وقامت على قصده الجميل الأدلة التي تسعد بها الملة مما بدا عما خفا مقام محل أبينا الذي إلى ظل فضله الاستناد بحجة نصره يرتفع العناد وعلى مجده الاعتماد وتشيعنا إلى أبوته يشهد به الحي والجماد أبقاه العناد وعلى مجده الاعتماد وتشيعنا إلى أبوته يشهد به الحي والجماد أبقاه الله يخلف أولياءه في أبنائه أحسن الخلف ويتحلى من حسن العهد بأكرم ما يؤثر عمن شهر من السلف ويتحمل في سبيل الله ثقيل المون وباهظ الكلف وحرس بدر علاه من السرار والكلف معظم مقامه وملتزم إجلاله وإعظامه فلان سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد حمد الله الذي لا تحصى آلاؤه ولا تعد صنايعه ولا تفتقر إلى المثل المحدودة والرسوم المتلوة بدايعه قيوم السموات والأرض فلا يناويه ضد ولا ينازعه الذي يعلم السر وأخفى فما من ضمير إلا وهو مجتليه ولا ندا إلا وهو سامعه فمن توكل عليه وأسند الأمر إليه أحسبت بالخير العاجل والآجل مطامعه ومن توكل على فضله علت مراتبه وأخصبت مرابعه والشكر لنعمه الباطنه والظاهرة والمزيد منها مقترن بالشكر متتابعه والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله نور الكون الذى بهر ساطعه وبرهان النبوة الذي فصح المعاندين قاطعه الذي أنارت بمصباح آياته البينات مراقب الهدى ومطالعه وغمام الرحمة الذي أغاث العباد والبلاد هامعه فإن توقع الخطب فجاهه دافعه أو عظم الذنب فهو في القيامة شافعه وأنموذج الكمال الذي اشتملت على المكارم أخلاقه وطبايعه وعنوان أمر الله يبايع الله من يبايعه ويشايع الحق المبين من يشايعه والرضا عن آله وأصحابه الذين أقيمت بهم من بعده شعائره وشرايعه وحفظت رسوم دينه فروعيت مصالحه وسدت ذرايعه فضفت بالبر والتقوى مدارعه وأثمرت استقامة الأحوال ونجاح الأعمال مزارعه وشقى بهم عاصيه وسعد طايعه وتأرج عن رياض الحق نسيم ثنايهم الجميل فنم ذايعه والدعاء لمقام أبوتكم بالصنع الإلآهي الذي يشهد بالعناية الأزلية رايقه ورايعه والنصر الذي يتجلى في منصات المنابر فتكاته بالكفر ووقائعه والسعد الذي يتجلى تجلى الصباح الطلق فلا
يخفى عن أعين الخلق ناصعه والعز الذي لا تناجزه الكتايب المشتركة ولا تدافعه ولا زالت الأقدار الإلآهية توافقه وتطاوعه فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من فضله أسنى ما أثبت الخلفا الكفلا وكتبه وأوجب لكم من جزا الأئمة الأوفيا خير ما أوجبه وكافأ ملككم الذي تقلد مذهب أهل الحق وارتكبه وجدد عادة الفضل ووصل سببه بما يكافي به من أخلص إليه النية فيما وهبه وعضد الرعي الذي ورثه بالرعي الذي كسبه وولى وجهه شطر ما عند الله وقصر عليه طلبه من حمراء غرناطة حرسها الله ونعم الله علينا ببركة أبوتكم منسحبة ظلالها وآلاؤه متوال نوالها نتعرف وجوه السعادة يروق جمالها ونترجى بنيتكم سبل المصالح الذي يحمد مآلها ونستزيد من جميل نظركم ما تطاوع به للنفوس آمالها وعندنا من الثناء على معاليكم أعلام عقدت في قنن الأقلام فخفقت وظهرت وبضايع طيب خلقت بها هبوب الرياح فذاعت في الآفاق واشتهرت ومن الود الأصيل أصول تقررت وحجج تخلصت من شوب الشبهات وتحررت ومقاصد طافت بذكر ذلك المقام الأبوي واعتمرت وضماير أثمرت من صاغيته المنقادة لداعي الكرم والحرية ما أثمرت وإلى هذا وصل الله لنا بقايكم فإننا نؤمل إغضاءكم حتى عن قصور الألسنة من الثناء على أبوتكم المحسبة المحسنة فإن المدارك إذا بعدت غاياتها عذر طلابها والكمالات إذا نالت من آياتها رحم خطابها ومن للعبارة أن تدرك شأو فضل تجاوز العادة بخرق حجابها ويرفع عن طور الأمور المألوفة فتخط ى حسابها ونعرفكم بوصول كتابكم الكريم جوابا عما
خاطبنا به أبوتكم مع رسولنا إليكم كاتب سرنا ووزير أمرنا الكذا الكذا أبا عبد الله بن الخطيب وصل الله عزته ووالى رفعته متضمنا من الهداية التي تنقاد النفوس بزمامها وتجبرها على الرضا بالمقادير وأحكامها والحظوظ وأقسامها والآجال وبلوغ أيامها معزيا عن فقيدنا العزيز فقده مخمدا من الحزن الذي اشتعل وقده داعيا إلى الصبر الذي ضمن كالي الأجر نقده واستقل بين يدي ذاكم الخلق الجميل عقده مقررا في المساهمة بما يليق بمثلكم ممن يحمله عليها الدين الوثيق والحسب العريق والوفا الذي صح منه الطريق مهنيا بما سناه الله بنيتكم من وراثة الملك الذي تأميلكم مدار أمره وقبتكم فطنة نصره وموالاتكم أنفس ذخره فاجتنينا من ضروب هذه الفضال الحسية والمعنوية ضربا مشورا واجتلينا من طرس ذلك الخطاب لواء النصر منشورا وصدعنا به في الحفل اعتزازا به وظهورا وقدحنا منه في ظلام الخطب نورا وشرحنا به للمسلمين صدورا وأطلعنا من أنبائه شموسا وبدورا وأضحكنا بمسرته من هذه الثغور القاصية ثغورا ووقف رسولنا بين تقرير بصور لمجدكم وتمهيد وتفسير لسور فضلكم وتجويد وتقسيم لضروب محاسنكم وتعديد حتى ظننا النجوم
تنظم عقودا وشذورا والرياح تحمل مسكا منثورا ورقاق الهند تحدوا قطار مسطورا وروضة الحسن تحي بالنفوس اللطيفة دوحا ممطورا واستصحب من المال الذي يقيم الأود ويوضح المستند والهدنة التي حازت من ميدان الفضل الأمد وأوصل من المواعد تتحمل المون العويصة واجتناء الآمال الحريصة ما نقلته الدواب من الأسباب ووضحت من الثقة بإنجازه الغرر والشيات وما لا ينكر على تلك الشيم ولا يستغرب في مواقع تلك الديم فالعمايم شأنها أن تهمي هباتها والشمس عادتها أن تعم إفادتها فقلنا الحمد لله الذي شرفنا بهذه الأبوة وذخر لنا زمانها وعطف علينا هذه السرحة الكريمة نستظل ظلالها وتتجع أفنانها وشرح لنا هذه المثابة التي رفع شأنها ولم نكد نشابه شط هذا البحر الذي عبره ونستوفي شرح ما خبره إلا وتلاحقت مراكب الطعمة وبواكر ما يعم المسلمين من النعمة فأنتج المتقدم والتالي مطلوب القبول وأفصح لسان الحال ولسان المقال بالنسب الموصول وزادت والحمد لله فنون الفروع والأصول وصح عن ابن الخطيب حمل ذلك المحصول وإنا وإن عجزنا عن المجازاة وتبينت الحقائق من المجازاة لنشمر في التشييع والحب عن ساعد لا يطاول بحول الله ولا يظهر ويجول في الثناء على جواد هو الأسبق الأشهر ونعلم في مجال الشكر بسيمة لا تلتبس ولا تنكر ونلتزم من الأبوة التي أوجبها
سبيلا تحمد للأبناء وتشكر حتى يعلم الله أننا أبلينا عذرا وقضينا نذرا ورعينا حقا وسلكنا من البر طرقا وقد كنا على حياة مولانا الوالد نحمل أحاديث مجدكم بالإجازة العامة ونعمل حكم التواتر بشروطه التامة فالآن صحت لنا المناولة والسماع وصدقت في الإفادة الأطماع ووقع على القضية الإجماع وكتبنا إليكم هذا الكتاب لنودي فروض الشكر الذي وجب ونثني بالفضل الذي اجتلينا منه العجب وما عسى أن يبلغ الثنا وإن اتسع نطاقه وجاشت آفاقه وكان إلى داعي الإجادة اشتياقه في تلك الشيم التي راهنت العلما فبذتها وتخطت مراقي الرتب فاطرحتها إلى ما فوقها ونبذتها والهمة التي سمت نحو الحظوظ الباقية وطمحت واحتقرت في الله ما به سمحت وهامت بأنواره التي التمحت لتهنها السعادة الكبرى والعناية التي تجمع لها بين عز الدنيا والأخرى وهذه الجزيرة الأندلسية لكم ولسلفكم محراب مناجاة وسوق بضايع غير مزجاة وميدان جهاد وخلوة ذكر واجتهاد فلا تعدم منكم ممتعضا لحرمتها راعيا لأذمتها مصرخا عند الشدائد لأمتها ولو سئلت على كثرة من عرفت لأقرت بفضلكم واعترفت فأنكم شفيتم منها داء وسبقتموها بالجيل ابتداء ولم تشغلكم الشواغل عن تداركها حتى فرج سعدكم شدائدها وكان إمدادكم طبيبها وإنجادكم عائدها فكيف بعد تمهيد ملككم الأمل وإذا كرم الماضي فأولى أن يكرم المستقبل نسل الله أن يمتعكم وإيانا ببقائكم مادة سعودها وحياة وجودها ويبقى بمناصحة
الله فيها ذكركم ويعلى بجهاد عدوه قدركم وهو سبحانه يصل بركم ويوزع شكركم والسلام الكريم عليكم ورحمة الله وبركاته وكتب في كذا وكتبت هذا أيضا في هذا الغرض جوابا لصاحب البلاد القبلية عن خيل عتاق بعث بها إلى الأندلس رحمة الله عليه من الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر أيده الله بنصره وأمده بمعونته ويسره إلى محل أخينا الذي ودادنا له في ذات الله وثيق البنيان وخلوصنا له كبير الأثر والعيان وتشيعنا لجانبه فسيح الميدان وثناؤنا على مكارمه ومكارم سلفه تركض في مجاله الرحب جياد ابن السلطان أبي يحيى يغمرا سن بن زيان أبقاه الله وقو اعد ملكه به راسخة راسية ومعالم فضله سامية عالية وعناية الله له كالية وفواضله لديه متواترة متوالية حتى ينسى بمآثره الراضية مناقب أسلافه الماضية ويخلد له في سبيل الجهاد المفاخر الباقية والأعمال الصاعدة إلى محل القبول الراقية سلام كريم عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله ولى الحمد وأهله والثنا عليه بما أولاه من مواهب فضله والاستعانة به سبحانه على الأمر كله والضراعة إليه في صلة تيسيره وحمله والصلاة على سيدنا ومولانا محمد الكريم المصطفى خيرة أنبيائه وخاتم
رسله المفضل بعلو مكانه ورفعة محله ملجأ الخلق يوم لا ظل غير وارف ظله الذي هدانا إلى سلوك الحق واتباع سبله وأمدنا بالمؤاخاه في ذاته ابتغاء مرضاته ومن أجله والرضا عن آله وصحابته وقرابته وأهله المثابرين على اتباع سنته في قوله وفعله والدعاء لمقام أخوتكم الفضلى بتأييده ونصره في سبيل الله ومضاء نصله واستيلائه من ميدان السعد على قصب خصله فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا باسما باسقا وعزا متناسبا متناسقا وصنعا جميلا رائقا وتوفيقا من لدنه موافقا من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله جل جلاله ثم بما عندنا من جميل الاعتقاد في مقامكم الرفيع الذي تسنت من فضل الله آماله وسعد حاله ومآله إلا النعم الواكفة والصنايع المترادفة والحمد لله كثيرا كما هو أهله فلا فضل إلا فضله وعندنا لأخوتكم الكريمة تشيع واضحة مذاهبه ووداد كريم شاهده وغايبه وإخلاص أشرقت في سما الصفا كواكبه ولم لا وودادكم قد أحكم السلف المبارك رضي الله عنه معاقده وأوضح في مرضاة الله موارده وأقام على التعاون في سبيل الله سبحانه قواعده فهو بتأكد وعلى مر الأيام يتجدد وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم فلو استطعنا لا تمر ساعة إلا عن مكاتبة بيننا وبينكم تتردد وذمام كريم يتأكد اغتباطا بولائكم وارتباطا إلى مصافاة علائكم وفي هذه الأيام وصلنا كتابكم صحبة الخيل الذي تفضلتم بإهدائها وسلكتم بها سبل الملوك مع أودائها فكرم عندنا موقع ودكم ووصلنا الثنا على أصالة مجدكم وقلنا فضل صدر عن محله وبر جاء من أهله وإمداد أتى
من عنصر الإمداد وإعانة وصلت من مكان الإعانة والإرفاد والمعاضدة في سبيل الجهاد وماجد سلك سبيل سلفه الأمجاد فوجب علينا أن نبعث إليكم هذا الكتاب نشكر به ما كان من أفضالكم ونشير بالثنا على كمالكم وباهر خلالكم ونستطلع ما يسر إن شاء الله من متزيدات أحوالكم عملا على شاكلة الود الكريم والاعتقاد السليم والرعى لما سلف بين قومنا وقومكم من الذمام القديم ولم يتزيد عندنا ما نطالع به مقامكم الرفيع لما نعلمه من تشوفكم لأحوال المسلمين بهذا القطر دافع الله عن أهله وحملهم على أنهج طرق السداد وأقوم سبله إلا أننا عقدنا في هذه الأيام الفارطة السلم مع سلطان قشتالة وأحكمناها وجددنا شروطها ورسمناها وتم المراد من ذلك بنيتكم التي منها يلتمس ومن بركتها يقتبس والناس والحمد لله قد شملهم التمهيد وتشاور في الأمر منهم القريب والبعيد والله سبحانه المستعان في جميع الأحوال والمرجو لصلة النوال هذا ما تزيد عندنا طالعنا به مقامكم وبادرنا به أعلامكم فعرفونا بما يتزيد ليدكم ويتجدد من فضل الله عليكم لنسر بوارده ونتأنس بوافده والله سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم عليكم كثيرا أثيرا ورحمة الله وبركاته وكتب في كذا من التاريخ عرف الله خيره وكتبت أيضا جوابا عن هدية بعث بها المذكور المقام الذي تجددت بسعادته دولة أسلافه واتفق بها قولها بعد اختلافه وعاد العقد إلى انتظامه والشمل إلى ائتلافه مقام ولينا في الله الذي هيأ الله له من جميل صنعه أسبابا وفتح به من مبهم السعد أبوابا
وأطلع منه في سما قومه شهابا وصفينا الذي نسهب القول في شكر جلاله ووصف خلاله إسهابا السلطان الكذا أبي سعيد عثمان ابن الأمير أبي زيد ابن الأمير أبي زكريا ابن السلطان أبي يحى يغمراسن بن زيان أبقاه الله للدولة الزيانية يزن بالأعمال الصالحة أجيادها ويملك بالعدل والإحسان قيادها ويجري في ميدان الندى والبأس ووضع العرف بين الله والناس جيادها سلام كريم كما زحفت للصباح شهب المواكب وتفحت على نهر المجرة أزهار الكواكب ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله جامع الشمل بعد انصداعه وشتاته وواصل الحبل بعد انقطاعه وانبتاته سبحانه لا مبدل لكلماته والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الصادع بآياته المؤيد ببيناته الذي اصطفاه لحمل الأمانة الكبرى وحياه بالقدر الرفيع والمحل الأسنى والله يعلم حيث يجعل رسالاته والرضا عن آله وأنصاره وحزبه وحماته المتواصلين في ذات الله وذاته القائمين بنصر دينه وقهر عداته فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا ثابت الأركان وعزا سامي المكان ومجدا وثيق البنيان وصنعا كريم الأثر والعيان من حمراء غرناطة حرسها الله والثقة بالله سبحانه أسبابها وثيقة وأنسابها عتيقة والتوكل عليه لا تلتبس من مذاهبه طريقة ولا تختلط منه بالمجاز حقيقة وعندنا في الاعتداد بكم في الله عقود مبرمة وآي في كتاب
الإخلاص محكمة ولدينا من السرور بما سناه الله لكم من أسباب الظهور الذي حلله معلمة وحججه البالغة مسلمة ما لا تفي العبارة ببعض حقوقه الملتزمة وإلى هذا أيد الله سلطانكم وسنى أوطاركم ومهد أقطاركم فإننا ورد على بابنا فلان وصل الله كرامته وسنى سلامته صادرا عن جهتكم الرفيعة الجانب السامية المراتب طلق اللسان بالثنا بما خصكم الله به من فضل الشمائل وكرم المذاهب محدثا عن بحر مكارمكم بالعجائب فحضر بين يدينا ملقيا ما شاهده من ازديان المشاهد بتلك الإيالة واستبشار المعاهد بعود ذلك الملك الرفيع الجلالة الشهير الأصالة ووصل صحبته ما حملتم جفنه من الطعام إغاثة لهذه البلاد الأندلسية والأمداد التي افتتحتم به ديوان أعمالكم السنية وأعربتم عما لكم في سبيل الله من إخلاص النية وأخبر أن ذلك إنما هو رشة من غمام وطليعة من جيش لهام ورفد من عدد وبعض من مدد وإن عزائمكم في الإعانة والإمداد على أولها ومكارمكم تنسى الماضي بمستقبلها فأثنينا على قصدكم الذي لله أخلصتموه وهذا العمل البر الذي خصصتموه وقلنا لا ينكر الفضل على أهله وهذا بر صدر عن محله فليست إعانة هذه البلاد الجهادية ببدع من مكارم جنابكم الرفيع والإشارة فيما أسدى على الأيام من حسن الصنيع فقد علم الشاهد والغائب ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب ما تقدم لسلفكم في هذه البلاد من الإرفاق والإرفاد والأخذ بالحظ الموفور من المدافعة والجهاد وأنتم أولى من جدد عهود قومه وكان غداه في الفخر أكبر من يومه وقد ظهر لله في جبر تلك الإيالة
الربانية نتيجة تلك المقدمات وعرفت بركة ما أسلفته من المكرمات وسنى الله سبحانه بين يدي وصول ما به تفضلتم وفي سبيله بذلتم أن فتح جيشنا حصنا من الحصون المجاورة لغربي مالقة يعرف بحصن قنيط من الحصون الشهيرة المعروفة والبقع المذكورة بالخصب الموصوفة دفع الله مضرته عن الإسلام وأهله ويسره بمعهود فضله فجعلنا في ذلك الطعام الذي وجهتم طعمة حماته ونفقات رجاله ورماته اختيارا له في أرضى المرافق من سبيل الخير وجهاته وأما نحن فإن ذهبنا إلى تقرير ما عندنا من الثنا على ملككم الأصيل البنا والاعتماد على مقامكم الرفيع العماد والاستناد إلى ولائكم الثابت الإسناد لم نبلغ بعض المراد ولا وفي اللسان بما في الفؤاد فمن الله نسل أن يجعله في ذاته ووسيلة إلى مرضاته ومرادنا من فضلكم العميم وودكم السليم أن تحسبوا هذه الجهة كجهتكم فيما يعن من الأغراض ليعمل في تتميمها يحسب الود الصافي الحياض والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام وكتبت في غرض الشكر على الهدية للسلطان أبي فارس ابن السلطان أبي الحسن وفى أول عام سبعين وسبعمائة المقام الذي جدد العهد وخلف وليه العهد واستأنف السعد وتأذن الله في كتابه أن ينجز له الوعد مقام محل أخينا الجاري في الفضل جرى الجواد على أعراقه المتميز بحميد شيمه وكريم أخلاقه مطلع ذرى السعد من
آفاقه وملبس الإسلام ما تعود من أطواقه وناظم عقد الشتيت على أحسن اتساقه السلطان الكذا أبي فارس عبد العزيز ابن محل والدنا الذي نعظمه ونجله ونوجب له الحق الذي هو أهله السلطان الكذا أبى الحسن ابن السلطان الكذا أبي سعيد بن السلطان الكذا أبي يوسف بن عبد الحق أبقاه الله رفيعا شأنه سعيدا زمانه واضحا في المكرمات رهانه سابقا إلى الغايات أولى الغرر من قومه والشتات إذا احتفل ميدانه معظم قدره العالي في الأقدار المسرور لهلاله السعيد بجلالة الأبدار واستقامة المدار الداعي له بمساعدة الأقدار وعقبى الدار الأمير عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد ابن نصر سلام كريم طيب بر عميم كما أهدت الرياض شذا رياها وجلت الشمس محياها يخص مقامكم الأعلى ودولتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الولي الحميد المبدى المعيد معيد القلادة إلى الجيد المجيد ومعرف عوارف التجديد لمعالم السعد الجديد والجد السعيد ومظهر العناية بالإسلام واضحة الأعلام للقريب والبعيد رابط عوايد النصر والتأييد بمبادي التوفيق والتشديد وناظم الخلال السمية نظم
الغريد لأولى المزيد التي اقتضتها إرادة المريد والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الظل المديد والملجأ المنيع في الخطب الشديد جالى ظلم الكفر والإلحاد بنور التوحيد وهادي من سبقت له سابقة الفوز إلى صراط العزيز الحميد الذي نتعاون في إعلاء كلمته بالمناصحة البالغة والقصد السديد ونصل المودة في ذاته كفيلة من مرضاته ومرضاة ربه بالمزيد ونجاهد العدو جهادا يوسع السيوف اجتهادا من بعد التقليد ويملأ الأكف بالأنفال من بعد فض الأقفال مستوعبة للطارف منها والتليد والرضا عن آله وأصحابه وأوليائه وأحزابه السادة القادة الصيد فذلكة الحساب وبيت القصيد العايثة سيوفهم الباترة وغراماتهم المتواترة في أعدا ملته عياث النار في يبس الحصيد الذين ظاهروه في حياته بالعزايم الصادقة على بأس الحديد وخلفوه في أمته بحفظ ما أنزل عليه من الوعد الصادق والوعيد فكانوا في سماء ملته نجوما هادية للسمت الرشيد وأعلاما مائلة تهدي الساري في عراض البيد والدعاء لمقامكم الأعلى ومثابتكم الفضلى بالعز المشيد والنصر الذي يرغم أنف الجبار العنيد والصنع الذي لا يمل حديثه على الترديد ولا زال سيفكم الماضي يقوم في أبواب المآرب الصعاب مقام الإقليد وأنباء فخركم تهديها إلى نازح البلاد ركاب الرياح فضلا عن راكب البريد فإننا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا مصاحبا للتأييد وتوفيقا يصيب شاكلة الرمى بالسهم السديد من حمراء غرناطة حرسها الله ونعم الله محسبة أمل المستفيد وآلاؤه مجيبة داعي المستزيد ومجدكم الخليق بالتمجيد وودكم المخصوص
بتبعية العطف والتوكيد والحمد لله كما هو أهله فلا فضل إلا فضله فهو مستحق التحميد وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم وضاعف مواهب عنايته عندكم فإننا ورد علينا كتابكم الكريم الفصول المتعاضد الفروع بالأصول المستولى من ميادين الفضل على أبعد آمادها المجرى شيم المجد على معتادها الرافل من أثواب البلاغة والبراعة في حلل المتكفل للإسلام بأردى غلل وتجديد أمل أطال وأصاب وزين بالخط الخطاب ودنت معاطفه لما استكملت الأوطاب لجة بيان تقذف بالدر وأفق لزهر المعاني الغر ومصحبا بأشتات الهديات حسا ومعنى أما الحس فالصواهل الضامرة والآلات الفاخرة والمهندات الباقرة والذخائر الباهرة والعروض المخزونة المصونة واليلب المنيعة الحصينة واللطف المجتناة والطرف التي تباهي بعيونها الهبات والطيب ينتشق له المهبات وأما المعنوي وهو أعلقها بالنفس وأعودهما بالمزيد من الأنس وإن كان الكل نفيسا وبرهان مجده لا يحتمل تلبيسا فالتعريف بما أنتم عليه من استقامة التدبير وإسعاف المقادير واضطراد التمهيد واستشعار العنابة من الله والمزيد واستئناف الصنع الجديد واستقبال الزمن السعيد وما كيفه القدر والحظ المبتدر واليمن الذي راقت منه الغرر ومن تنوع الأحوال بمراكش وجهاتها وعزمكم على انتهاز الفرصة واهتبالها وعدم مطاولتها وإهمالها وأنكم أنهدتم وزيركم مرتادا لركاب النصر مصحبا أداة الحصر مغتنما هبوب الريح وسعادة العصر فابتدر الخط بين يدي تلك العزائم الماضية والسعود المتقاضية والشيم الراضية والله
عز وجل يجعل التوفيق مواكب ركابكم والسعد ملازم مصراع بابكم ويتم علينا وعليكم النعم ويجزل من مواهبه القسم ويطلعنا من أنبائكم على ما يبهج النفوس ويشرح الصدور ويمهد الجهات ويصلح الأمور ويطيب الألسنة ويضحك الثغور وثناونا على نوعى هذه الهدية ثناء الروض على الغمام الواكف والعارض المترادف فقد جدد الله عهد الزمن السالف والظل الوارف فالله يشكر مجدكم الذي احتفى واحتفل واختال في حلل الفضل ورفل وأطلع نير العناية بهذه البلاد بعد ما أفل وكفى بدولتكم السعيدة وكفل فلا تسلوا عما للإسلام فيكم من أمل مذخور ورجاء موفور ونية لخشيتها الصالحة ظهور ولنورها سفور فقد شاع ما تحليتم به من الشيم الباهرة والمكارم الباطنة والظاهرة وأنكم وارث السلف الذي شكر الله سعيه وأوجب الله ذكره ورعية عفة منسدلة الأطناب واستظهارا بكل حسن المناب واتصافا بطهارة الجناب ومشاورة لذوي الألباب وغبطة بمودة الأهداف والأحباب وتقربا إلى الله باكتتاب ما أنزل من سور الكتاب ومحافظة على الأركان ومباشرة للرسوم مع الأحيان واستكفاء لذوي الأديان وإذا علم الله منكم الاتصاف بهذه الصفات المرضية والشيم الطاهرة الزكية والأعمال الصادرة عن خلوص النية تكفل الله لكم في الدنيا والآخرة بالأمنية وأنبت دولتكم النبات الحسن وأجزل لكم المنن وأضفى عليكم من وقايته الجنن زادكم الله من فضله وحملكم على ما فيه السعد المجدد والفخر المخلد بعيد الأمر كله ولا قطع عنا وعنكم عادة لطفه الذي نأوى إلى ظله وماذا عسى أن نثني على فضلكم
الطالع من أفق الجلالة أو نقرر من ودكم التوارث لا عن كلالة وقدركم عندنا أجل وذكركم بالجميل يملا فلا نمل وقد حضر بين يدينا رسولكم الكريم المناب فيما قرره من الود الوثيق وأدى من البر الجدير بالشكر الخليق وأحكم من معاقد العهد الوثيق وأوضح في الفضل منه الطريق الشيخ الفقيه المرفع الحسيب السنى الحظى المتعدد الأذمة أبو يحيى بن أبي مدين والحاج المكرم المبرور أبو محمد بن عبد الواحد وصل الله لهم ولأمثالهم عادة إنعامكم وأعانهم على خدمة مقامكم وقررا ما يسر سماعه على التكرار والإعادة وإن كان غنيا عن الإشادة ومليا فلا يتشوف إلى الزيادة فالقلوب تبنى بعضها بعضا بما تجن والنفوس تجنح إلى أشكالها وتحن وتلقى من الجواب عن ذلك جهد عبارة لا تجلى عن كنه المفهوم ولا توفي مع الإطالة بالغرض المروم والله عز وجل يجعله في ذاته ودا وثيقا وينهج به إلى ما يرضاه طريقا ويريه المسلمين تصورا وتصديقا حتى تجتمع الأيدي المسلمة على جهاد الكافرين وتلوح آيات النصر واضحة للمبصرين وهو سبحانه يصل لكم عوايد النصر والتمكين ويعرفكم عوارف النصر العزيز والفتح المبين ويطلع من أنبائكم على كل واضح الغرة مشرق الجبين والسلام الكريم البر العميم يخصكم ورحمة الله تعالى وبركاته وكتب في كذا من التاريخ عرفنا الله بركته بمنه
كتب تقرير المودات
( صدر عنى مخاطبة السلطان أبى الحسن بن( السلطان أبى سعيد ابن السلطان أبى يوسف
( ابن عبد الحق ما نصه
المقام الذي أخبار سعده توسع الصدور انشراحا وتطلع في ليل الشدائد صباحا وتورد ظمأ الأمل من موارد السرور والجذل عذبا قراحا مقام محل والدنا الذي مناهل ودنا فيه على كدر الزمان صافية وحلل تشيعنا لمقامه الأسمى أذيالها ضافية وحظوظ بره الدنيا نامية وافية وابتهالنا إلى الله في اتصال سعده وتيسير قصده كافية السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله يصحبه من عنايته سبحانه ألطاف خافية وصنايع يكنفها يسر وعافية حتى تداوى علل الأيام منه سياسة شافية معظم مقداره الذي يحق له التعظيم المعترف بفضله العميم المحافظ على وده الأصيل وعهده الكريم محافظة الولد الرضي والصفى المخلص والولي الحميم الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرح بن نصر سلام كريم طيب برعميم يخص مقامكم الأسمى وأبوتكم الفضلى عليكم ورحمة الله أما بعد حمد الله الذي هن توكل عليه فقد استمسك بالعروة الوثقى ومن اعتمد عليه فقد ظفر بما هو خير وأبقى والصلاة على سيدنا ومولانا محمد
رسوله منقذ الناس وهم في لجة الجهل غرقى الذي لم ترعه الشدائد وقد تبارت كتايبها سبقا حتى ملأت جهتى المعمور غربا وشرقا والرضا عن آله وصحبه الذين وفوا بعهده وسلكوا من اتباعه من بعده مذاهب واضحة وطرقا حتى وجدوا ما وعد ربهم حقا والدعا لملككم الأعلى ومقامكم الأرقى بالصنع الذي ينطق ألسنة الأقلام من بعد الجماح نطقا ويوسع صدر الإسلام التئاما ورتقا ويتكفل للإسلام بالعاقبة الحسنى الذي لا يضل بعدها ولا يشقى فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم عناية منه واضحة الغرر وسعادة يساعدها تصريف القدر من حمراء غرناطة حرسها الله وأبوتكم معتمدة بالبر الكريم الأثر والخلوص المنزه على الكدر وعندنا من التشيع لمقامكم مالا تحمله الأيام إذا حالت ولا تميل دعائمه كلما مادت أو مالت رعيا لفضائلكم التي سبقت وتوالت وقياما بحق أبوتكم التي صابت بركتها وانثالت وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم فإننا ورد علينا كتابكم المبرور وخطابكم المأثور يطلع بارجائنا من صنع الله لكم أنوار البشر وينشى سحايب الآلاء هامية الدرر عرفتمونا فيه بما خول الله سلطانكم من إعزاز الجانب وإعذاب المشارب وانجلاء الغياهب والتئام الجيوش واجتماع الكتائب وأن الدهر وقف بين يدي مقامكم موقف التائب والسعد قد أبدى لكم وجوه العجائب وأن قبائل تلك البلاد دخلت في دين الله باتباع دعوتكم المرضية أفواجا وسلكت من التقوى والبر منهاجا وراجعت البصائر الصادقة وآثرت النعم البالغة السابقة وشمرت أشياخها إلى المناصحة تشمير الأحرار وتبادروا إلى المدافعة
عن حمى سلطانكم أكرم الابتدار وبذلوا العزائم التي حكمت لكم بالإعلاء والإظهار والعز الذي جنوا أفنانه من أغصان الذوابل وأوراق الشفار وأن مقامكم لمن يلحق بركابه العلى من وفود العرب على قدم الانتظار وقد كنا تعرفنا من كتابكم الوارد قبله بما سناه الله لمقامكم العلي من اتساق سعده وانتظامه واستئناف عزه وإبلال أيامه واشتمال شمله على الأميرين المكرمين الأسعدين الأمجدين الأظهرين أخوينا أسعدهما الله ثم عظم الابتهاج بمضمن كتابكم هذا الذي قاد إلينا السرور بزمامه واعلموا أن مقامكم الأسمى طوق البلاد وأهلها فواضل لا تفارق أجيادها وأوسعها أيادي ملكت قيادها وأوجبت برها وشكرها وانقيادها فمن وفى ببعضها وأقام بأداء فرضها فإنما سلك سوا المحجة وسلم لصدق الحجة وأوى من البر إلى بر يقيه غائلة اللجة ونحن نقرر لديكم ما لدينا من المسرة بعصمة مقامكم الرفيع ونشكر الله على ما أسداه لكم من حسن الصنيع ونهنئكم بتيسير العز المنيع والشمل الجميع ونرتقب للإسلام ببركة نيتكم الصالحة إطلال النصر السريع وتمهيد الجناب المريع وقد أعلمنا مقامكم بما كان من أثر نيتكم الصالحة للإسلام وخواطركم الصافية السهام في أخذ الله تعالى طاغية قشتالة أشد ما كان طغيانا وأنه سبحانه أرانا فيه عجائب قدرته عيانا له الحمد على نعمه التي لا نطيق لها حسبانا والآية المتواترة مثنى ووحدانا وهو سبحانه الكفيل بأن يصل للجميع عوارف فضله ويسلك بنا من إعانته وإسعاده أوضح سبله ووقفنا على ما أشرتم إليه في الأجفان الغزوية الثلاثة وما تعرفتم عن خبرها وخاطبكم به خدامكم أعزهم الله في شان سفرها والذي عندنا في ذلك هو أن الخواطر ما برحت بما يرضى مقامكم الكريم معمورة
والآمال في ميدان بركم ممدودة وعليه مقصورة إلا أن العوائق عديدة والأحوال أزماتها شديدة والأيام في لبها بالأماني مبدية معيدة وفيما سلف كانت الأساطيل المدمرة تسد المسالك وتقطع ما يراد من ذلك ولما كفى الله تعالى شره ودافع ضره تعرفنا الآن أن أجفان سبتة عمر منها إلى مرسى الجزائر سبع قطعات ما بين صغير وكبير تحققنا خبر انصرافها إلى جهاتكم عصمها الله من خبير وهذه أيدكم الله موانع لا تخفى أعذارها ولا يجهل مقدارها والقلوب بعد لما تقتضيه المودة الكريمة جانحة والآمال في ميدان ذلك غادية ورائحة وعندنا منه ما أن ذهبنا إلى تقريره ضاق ذرع البراعة عن شرح يسيره فضلا عن كثيره لا كن العلم بأصيله وشهيره يغني عن بسطه وتفسيره وقد حضر بين يدينا مودى كتابكم إلينا خديمكم الأنصح المبرور فلان وصل الله حفظه وأجزل من مواهب السلامة حظه وألقينا إليه من جزئيات الأحوال ما يلقيه إلى مقامكم السامي الجلال وما يتزيد عندكم من الأنباء فتعريفنا به صلة لعوايد الأفضال منكم والإجمال والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم يخص مقامكم ورحمة الله وبركاته وكتب في كذا من التاريخ عرف الله بركته ومن هذا الغرض ما صدر عني المقام الذي أقمار سعده في انتظام واتساق وجياد عزه أس للغاية القصوى ذات استباق والقلوب على حبه ذات اتفاق وعناية الله عليه مديدة
الرواق وأياديه الجمة في الأعناق ألزم من الأطواق وأحاديث مجده سمر النوادي وحديث الرفاق مقام محل أبينا الذي شأن قلوبنا الاهتمام بشأنه وأعظم مطلوبنا من الله سعادة سلطانه السلطان أبي الحسن ابن السلطان أبي سعيد ابن عبد الحق أبقاه الله والصنايع اللآلهية تحط ببابه والألطاف الخفية تغرس في جنابه والنصر العزيز يحف بركابه وأسباب التوفيق متصلة بأسبابه والقلوب الشجية لا تفارقه مسرورة بإيابه معظم سلطانه الذي له الحقوق المحتومة والفواضل المشهورة المعلومة والمكارم المسطورة المرسومة والمفاخر المنسوقة المنطومة الداعي إلى الله في وقاية ذاته المعصومة وحفظها على هذه الأمة المرحومة الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل ابن فرج بن نصر سلام كريم طيب بر عميم كما سطعت في غيهب الشدة أنوار الفرج وهبت نواسم ألطاف الله عاطرة الأرج يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله جالي الظلم بعد اعتكارها ومقيل الأيام بعد عثارها ومزين سما الملوك بشموسها المنجبة وأقمارها ومريح القلوب من وحشة أفكارها ومنشى سحاب الرحمة على هذه الأمة بعد افتقارها وشدة اضطرارها ومتداركها باللطف الكفيل بتمهيد أوطانها وتيسير أوطارها والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله صفوة النبوة ومختارها ولباب مجدها الباذخ ونجارها نبي الملاحم وخائض تيارها ومذهب رسوم الفتن ومطفى
نارها الذي لم ترعه الشدائد باضطراب بحارها حتى بلغت كلمة الله ما شاءت من سطوع أنوارها ووضوح آثارها والرضا عن آله وأصحابه الذين تمسكوا بعهده على إحلاء الحوادث وأمرارها وباعوا نفوسهم في إعلاء دعوته الحنيفية وإظهارها والدعاء لمقامكم الأعلى باتصال السعادة واستمرارها وانسحاب العناية الإلآهية وانسدال أستارها حتى تقف الأيام بباكم موقف اعتذارها وتعرض على مثابتكم ذنوبها راغبة في اغتفارها فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم أوفى ما كتب لصالحي الملوك من مواهب إسعاده وعرفكم عوارف الآلاء في إصدار أمركم الرفيع وإيراده وأجرى الفلك الدوار بحكم مراده وجعل العاقبة للحسنى كما وعد في محكم كتابه الكريم الميسر للصالحين من عباده من حمراء غرناطة حرسها الله وليس بفضل الله الذي عليه في الشدائد الاعتماد وإلى كنف فضله الاستناد ثم ببركة نبيه الذي وضح بهدايته الرشاد إلا الصنائع التي تشام بوارق اللطف من خلالها وتخبر سيماها بطلوع السعود واستقبالها وتدل مخايل يمنها على حسن مآلها لله الحمد على نعمه التي نرغب في كمالها ونستدر عذب زلالها وعندنا من الاستبشار بانساق أمركم وانتظامه والسرور بسعادة أيامه والدعا إلى الله في إظهاره وإتمامه ما لا تفي العبارة بإمكانه ولا يتعاطى اللسان حصر أحكامه وإلى هذا أيد الله أمركم وأعلاه وخار لسلطانكم الرضا وتولاه فقد علم الحاضر والغائب وخلص الخلوص الذي لا تغيره الشوائب ما عندنا من الحب الذي صفت منه المشارب والتشيع الذي وضحت منه المذاهب وإننا من لدن اتصل بنا ما جرت به الأحكام من الأمور التي صحبت مقامكم فيها العناية من الله والعصمة وجلبت على العباد والبلاد الوقاية
والنعمة لا يستقر بقلوبنا القرار ولا تتأتى بأوطاننا الأوطار لما تنتجه لكم الأقدار ويبرزه من سعادتكم الليل والنهار ورجاؤنا في استئناف سعادتكم يشتد على الأوقات ويقوى علما بأن العاقبة للتقوى وفي هذه الأيام عميت الأنبا وتكالبت في البر والبحر الأعدا واختلفت الفصول والأهوا وعاقت الوراد الأنوا وعلى ذلك فلم ينقطع من فضل الله الرجا ولو كنا نجد للاتصال بكم سببا أو نلقى لإعانتكم مذهبا لما شغلنا البعد الذي بيننا اعترض ولا العدو الذي بساحتنا خيم في هذه الأيام وربض وكان خديمكم الذي رفع من الوفاء راية خافقة واقتنى منه في سوق الكساد بضاعة نافقة الشيخ الأجل الأعز المرفع أبو محمد بن أجانا سنى الله مأموله وبلغه من سعادة أمركم سوله قد ورد على بابنا وتخير اللحاق بجانبنا ليتيسر له من جهتنا عليكم القدوم ويتأتى له بإعانتنا الغرض المروم فبينما نحن ننظر في تتميم غرضه وإعانته على الوفا الذي قام بمفترضه إذ اتصل بنا خبر قرقورتين من الأجفان التي استعنتم بها على الحركة والعزمة المقترنة بالبركة حطت إحداها بمرسى المنكب والأخرى بمرسى ألمرية في كنف العناية الالآهية تلقينا فيها من الواصلين بها الأنباء المحققة بعد التباسها والأخبار التي يغني نصها عن قياسها وتعرفنا ما كان من عزمكم على السفر وحركتكم المقرونة باليمن والظفر وأنكم استخرتم الله في اللحاق بالأوطان التي يؤمن قدومكم خائفها ويولف طرائقها ويسكن راجفها ويصلح أحوالها ويخفض أهوالها وأنكم سبقتم حركتها بعشرة أيام مستظهرين بالعزم المبرور والسعد الموفور
واليمن الرائق الثغور والأسطول المنصور فلا تسلوا عن انبعاث الآمال بعد سكونها ونهوض طيور الرجا من وكورها واستبشار الأمة المحمدية منكم بقرة أعينها ومحقق ظنونها وارتياح البلاد إلى دعوتكم التي ألبستها ملابس العدل والإحسان وقلدتها قلائد السير الحسان وما منها إلا من باح بما يخفيه من وجده وجهر بشكر الله وحمده وابتهل إليه في تيسير غرض مقامكم الشهير وتتميم قصده واستأنس نور سعده وكم مطل الانتظار بديوان آمالها والمطاولة من اعتلالها وأما نحن فلا تسلوا عمن استشعر دنو حبيبه بعد طول مغيبه إنما هو صدر راجعه فؤاده وطرف عاد إليه رقاده وفكر ساعده مراده فلما بلغنا هذا الخبر بادرنا إلى إنجاز ما بذلنا لخديمكم المذكور من الوعد واغتنمنا ميقات هذا السعد ليصل سببه بأسبابكم ويسرع لحاقة بجنابكم فعنده خدم نرجو أن ييسر الله أسبابها ويفتح بنيتكم الصالحة أبوابها وقد شاهد من امتعاضنا لذلك المقام الذي ندين له بالتشيع الكريم الوداد ونصل على بعد المزار ونزوح الأقطار سبب الاعتداد ما يغني عن القلم والمداد وقد ألقينا إليه من ذلك ما يلقيه إلى مقامكم الرفيع العماد وكتبنا إلى من بالسواحل من ولاتنا نحد لهم ما يكون عليه عملهم في بر من يرد عليهم من جهة أبوتكم الكريمة ذات الحقوق العظيمة والأيادي الحادثة والقديمة وهم يعملون في ذلك بحسب المراد وعلى شاكلة جميل الاعتقاد ويعلم الله أننا لو لم تعق العوائق الكثيرة والموانع الكبيرة والأعداء الذين دهيت بهم في الوقت هذه
الجزيرة ما قدمنا عملا على اللحاق بكم والاتصال بسببكم حتى نوفي لأبوتكم الكريمة حقها ونوضح من المبرة طرقها لاكن الأعذار واضحة وضوح المثل السائر ونيتنا لكم يعلمها علام السرائر وإلى الله نبتهل في أن يوضح لكم من التيسير طريقا ويجعل السعد مصاحبا لكم ورفيقا ولا يعدمكم عناية منه وتوفيقا ويتم سرورنا عن قريب بتعرف أنبائكم السارة وسعودكم الدارة فذلك منه سبحانه غاية آمالنا وفيه إعمال ضراعتنا وسؤالنا هذا ما عندنا بادرنا إعلامكم به أسرع البدار والله يوفد عليكم أكرم الأخبار بسعادة ملككم السامي المقدار وييسر ما له من الأوطار ويصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك قولي أيضا المقام الذي لا تفل الشدائد غرب عزمه ولا تستخف الحوادث هضبة حلمه فنفسه الكريمة مسلمة لأمر الله السابق في علمه ونيته الصالحة تستنجز منه سبحانه وعد نصره واثقة بحكمه وسعد ملكه قد استقام على رسمه والدهر قد تاب لديه من ظلمه مقام محل والدنا الذي تشيعنا إليه مشدود الأواخي وأوامر أبوته محمولة لدينا على الفور لا على التراخي السلطان الكذا أبقاه الله ماضية إلى الأغراض البعيدة سهامه مسطور في صحف الأيام صبره وحلمه وجوده وإقدامه مذخورا بجهاد الكفار حسامه خاضعة لديه بالتوبة النصوح ليالي الدهر وأيامه حتى تخفق بنصر الإسلام ألويته وأعلامه معظم مقامه الذي يجب إعظامه المثنى على فضله الذي راق قسامه وتوفرت
أقسامه الأمير عبد الله يوسف بن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج ابن نصر سلام كريم طيب بر عميم يخصكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد حمد الله ولي المحامد على اختلاف أجناسها وموضح المذاهب بعد التباسها وملين صروف الأيام بعد شماسها ذو الألطاف الخفية عن الأفكار وقياسها والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد أكرم الرسل ما بين شيثها وإلياسها شهاب الهداية ونبراسها الذي باتباعه نختال في حلل السعادة ونستمتع بلباسها والرضا عن آله وصحبه عترة الحق المقتدى في الخلق بنداها وبأسها الذين لم يألوا في اتباع مرضاته والتماسها فهم الأنوار التي هديت الأمة باقتباسها والتمسك بأمراسها والدعاء لمقام أبوتكم العظمى التي يبنى المجد الصراح على أساسها بالنصر الذي ترسم آياته في أوراق السعادة وأطراسها والعزة التي تقصر أيدي الليالي عن اختلاسها ولا زالت عزماته تفرق الآساد من افتراسها ونيته الصالحة تجتنى ثمار الأماني من زاكى غراسها فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم مجدا عاليا وصنعا متواليا وعزا حافظا كاليا من حمراء غرناطة حرسها الله ونعم الله سبحانه بما تعرفناه من خبر ملككم أعلى الله سلطانه ومهد أوطانه لا يغب انسكابها ولا يشح سحابها وعنايته تنسدل عليه أطنابها وعندنا من التشيع إلى جنابكم الرفيع قدره الواجب بره مالا تتعاطى العبارة شرح مجمله ولا ينال اللسان من إيضاحه بعض أمله فحسبنا نية يعلمها علام السرائر ونية المؤمن خير من عمله وكيف لا يكون ثناؤنا على معاليكم الباهرة مقصورا ومسكه في جيوب
الآفاق منثورا وقد أسلفتم في هذه الأقطار الغريبة ما يسطع نورا ورفع للفخر لواء منثورا عرفكم الله عزا وظهورا وجعل رأيكم مأمونا وعلمكم منصورا وإلى هذا أدام الله سعدكم وحرس مجدكم فإننا في جميع هذه الأمور التي تعاقبت فيها ألوان الزمان وصروفه وتنكر فيها معروفه نطوى الصدور على المضض الأليم ونرز الجيوب من مساعيكم على ما يعلمه السميع العليم ونمدكم من الدعاء بمدد عظيم ونجعل شغل بالنا بما أهمكم هجير اليوم الشامس وسمير الليل البهيم ولو استطعنا لأطلعنا عليكم ثمرة الاعتقاد السليم والعهد الكريم وما غفلنا عن حث الكتاب على بعد الشقة ونزوح الركاب وعادية العدو وغائلة العباب والاستنشاق لنسيم يهب من ذلك الجناب فتارة نتعلل بعليل الأخبار ونشم في ليل الخطب بارقة الاستبشار وتارة نطوى القلوب على أحر من الجمر ونفوض الأمور إلى من بيده ملاك الخلق والأمر وأملنا قوي فيما عودكم الله من اليسر بعد العسر ووعد من ينصر دينه من مواعد النصر إلى أن وصلنا كتابكم الذي هو عندنا الوافد الكريم الوفادة العظيم الإفادة على يدي التاجر النصراني فلان أكرمه الله بتقواه فجددنا العهد بمخاطبتكم التي فيها لأمراض القلوب شفا ولسهر الجفون غفا عرفتمونا فيه بما سناه الله لكم من الفضل الكبير وأنه سبحانه يفتح لكم الأبواب التي أبهمت ويحل بسعدكم العرى التي أحكمت ويصل لكم الأسباب التي فصمت وأن جيشكم المنصور افتتح المدينة عنوة وقهرا واستولى على
من كان بها من الفرسان والرجال قسرا وإن تلك الجهات التي تخالفكم قد اضطربت وعن هيبة مقامكم أعربت وأنكم على قدم الحركة التي جعلتم فيها التوكل على الله دليلا والاستعانة به وليا وقبيلا وكان بكم وقد سلك الله بكم من الظهور واليمن البادي السفور سبيلا فارتحنا لهذا النبأ الذي شفا منا غليلا وسجب على آمالنا الضاحية ظلا ظليلا فجميع ما ينالكم من عناية الله وتأييده سهمنا فيه المعلى والرقيب ولنا فيه الحظ الوافر والنصيب فأعمالكم في هذه الأقطار الغريبة لا تخيب ولا يضيعها الشاهد الرقيب وخاطبناكم في كتابنا هذا نشكر في التعريف فضل مجدكم ونحمد الله على ما كيفه من سعدكم ونسله أن يبلغكم من عنايته تمام قصدكم ونقرر لديكم ما عندنا من التشيع الذي موارده على كدر الزمان صافية وسجيته على تقلبات الأحوال ثابتة وافية ومعرفتكم بما تقرر لدينا من ذلك عن تقريره بحمد الله كافية وإن ذهب مقامكم حرس الله أكناف جلاله إلى ما يخص هذا القطر من أحواله فإن سلطان قشتالة أصابه مرض أفضى به إلى زمانة مقعدة ووقعت بينه وبين الزعماء القرمانيين وحشة مبرقة مرعدة أشعلوها ببلادهم وكشفوا وجه عنادهم وسلطان برجلونة يرليان آخر نواحيه يستدعى قومه إلى المفاضة في وحشة وقعت بينه وبين أخيه وأهل هذه البلاد المنقطعة قد أنسوا بوحشة عدوهم وشاموا بارقة الأمن في رواحهم وغدوهم ويرجى أن يكمل الله سرورهم ويشرح صدورهم بما يتصل بهم من وفور نعم الله لديكم وتوالي غمائم السعادة عليكم وجهة الغرب ليس عندنا فيها زيادة على ما وصفتهم وما حدث ببعض جباله من الحال التي تعرفتم وما أشرتم به في قضية من بألمرية حرسها الله من خدامكم فلم يمنعهم من اللحاق بمقامكم إلا ما يحذر من غائلة
البحر الذي عدوه في الوقت موفور واقتحامه مخوف محذور والله تعالى يمن بجمع كلمة الإسلام ويعرف أهله ما عودهم من نعمه الثرة وآلائه الجسام وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته وكتب في كذا من التاريخ وكتبت في ذلك المقام الذي أغراضه موفأة الحقوق ومخائل بره صادقة البروق وقواعد وده لا تعارض بالفروق وأنباء مجده تتلى مع الغروب والشروق مقام محل أخينا الذي نيتنا في وده أبلغ من الأعمال وإن كانت والحمد لله بالغة وشموس جميل اعتقادنا فيه لا تزال لا يحة بازغة فلا نزال نلبس من موالاته الكريمة حلة سابغة ونتعرف منها نعما سابغة السلطان الكذا أبي الحسن أبقاه الله معروف الحق حائزا في ميدان السعادة قصب السبق مغيث الغيث صادق البرق معروف الحلم والفضل في الغرب والشرق معظم قدره وملتزم إعظامه وبره المثابر على مواصلة حمده وشكره الأمير عبد الله يوسف بن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب برعميم يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله ميسر المآرب ومبين المذاهب ونشكره على آلائه الهامية السحايب حمدا وشكرا يتكفلان بمزيد المواهب والصلاة على سيدنا ومولانا
محمد رسوله الهادي إلى السبيل الواضح والنهج اللاحب الذي بجاهه نعتصم عند النوائب وببركته نستفتح أبواب المطالب والرضا عن آله وأصحابه الكرام الخلال والضرايب الذين خلفوه في أمته بالسير الجميلة والمناقب ودافعوا أعداءه بالسمر المواضي والبيض القواضب وكانوا من بعده كالنجوم الثواقب والدعاء لمقامكم الأسمى باعزاز الجانب ولازال حالا من هضاب المجد بأعلى المراقي والمراتب متكفلا سعده بعواقب الحسنى وحسن العواقب فإنا كتبناه إليكم من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زايد بفضل الله سبحانه إلا الخير الواكف الدرر واليسر المشرق الغرر والحمد لله كما هو أهله فلا فضل إلى فضله وعندنا لكم ود مشرق قسامه وخلوص وافرة أقسامه وتشيع تشهد به ليالي الدهر وأيامه وإلى هذا أيد الله أمركم وأعز بتأييده نصركم فإننا وقفنا على كتابكم الكريم الوفادة السافر عن السعادة الذي وجهتموه مع خديمكم فلان وصل الله عزته وتعرفنا بما التمسه من كان بألمرية حرسها الله من عفوكم الممنوح وما أظهروه من الطاعة إلى على سلطانكم والجنوح وما ارتاحوا إليه من الوفادة على بابكم المفتوح وأنكم بذلتم لهم في ذلك ما سألوه وأنلتموهم ما رغبوه وهي سجية بذرتم في أرض السياسة زرعها فأينع نباته وأثمر
وعاملتم فيها الله فزكى فيها المتجر وخاطبتموهم بمعهود الشفقة التي تجبر الأحوال وتجمع الشمل بالأوطان وتخلف الأموال شكر الله ذلك الجلال وكافأ ذلك الكمال وأشرتم علينا أن نعينكم على هذا الغرض ونيسر لكم أسباب القيام بهذا الواجب المفترض ولم يصل كتابكم هذا بما يعلمه من أوصله من خدامكم وأولياء مقامكم إلا ونحن قد عملنا فيه العمل الذي يرضيكم وتممنا الأرب بما يحق لمعاليكم وألقينا إلى الشيخ الأجل أبي ثابت الهنتاني أعزه الله في هذا المعنى بالمشافهة ما يغبطه بالقدوم عليكم والتزام ما لديكم وأصحبناه منا مخاطبة في شأنه إليكم فانصرف عنا قوير العين منشرح الصدر واثقا بقبول مقامكم الرفيع القدر وعينا من أسطولنا من يتولى الخدمة في هذا الأمر فلما ورد علينا كتابكم الآن ألفى حاجة قد قضيت ومثابة كريمة قد أرضيت وحقوقا واجبة قد وفيت وموارد وداد قد أعذبت وأصفيت والخواطر إذا طابت كفيلة إن شاء الله ببلوغ الآمال والنيات أبلغ من الأعمال ولو ذهبنا إلى تقرير ما لدينا فيكم من الحب الواضح الشواهد والاعتقاد الكريم الموارد والتشيع الراسخ القواعد لضاق الكتاب عن تقرير ما لدينا ولم يقم بعشر ما يخفيه من حبكم ما أبدينا وإلى الله نكل العلم بذلك ونسله أن يسلك بنا من الإعانة على ما فيه رضاه أوضح لمسالك وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام وصدر عني أيضا وكلما تقدم في هذه الترجمة من أوليات ما كتبت به المقام الذي عقود سعده متناسقة ووعود دهره بإعزاز نصره صادقة
وجياد مكارمه سابقة متلاحقة وعناية الله بنودها عليه خافقة مقام محل أخينا الذي من أنصاره القدر والقضاء ومن خلاله السماحة والرجاحة والمضاء ومن سجاياه الصفح والمنح والإغضاء السلطان الكذا أبقاه الله تسطر في ديوان المجد أخباره وتروى على الأيام مآثره وآثاره ويقضي في أعدائه وأوليائه اختياره وتمهد أوطانه وتيسر مآربه وأوطاره معظم مجده الذي تعظيمه حكم لا يبدل وإجلاله فرض لا يضيع ولا يهمل المثنى على مكارمه التي غمر منها الفارض المسبل وكرم الآخر منها والأول الأمير عبد الله فلان بن فلان سلام عليكم يخص مقامكم الأسنى ومثابتكم التي تأسس من أصالتها البني وتطابق منها اللفظ والمعنى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله واصل أسباب المنن ومواليها ومسدى الآلاء الرغاب إلى من هو أحق بها من أهليها وجامع كلمات الإسلام ليرفع قواعده ويعليها ومجازي من أخلص النية لعباده بالعناية التي تروق عيون مجتليها والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله ذي الرسالة التي بهرت معاليها والآيات التي لا يمل تاليها على تعاقب العصور وتواليها حافظ الأمة بما عقد من سياج العصمة وكاليها ونبي الرحمة الذي لا يزال في حال الحياة والممات
يوليها والرضا عن آله وأسرته وصحابته وعترته الذين ذادت عنه بصفاحها الماضية وعواليها وكانت لأمته من بعده كالنجوم الزاهرة إذا أربدت لياليها والدعاء لمقامكم الأعلى باتصال الصنايع الإلهية التي لا يزال لسان السلوان يمليها وتوالي السعادة التي تبلى الزمان ولا يبليها فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا جديدا وجدا سعيدا ولا أعدمكم فضلا منه ومزيدا وعرفكم عوارف اليمن كلما رميتم غرضا بعيدا من حمراء غرناطة حرسها الله ولدينا من جميل الاعتقاد في أصالتكم الرفيعة العماد مالا يزال موصول السبب واضح المذهب متحليا من الصدق والوفاء بالعلا المذهب وكيف لا يكون التشيع إلى مقام تلك الأخوة الكريمة الذي به يتجمل ورواقنا الذي به نتظلل وعدتنا التي بها نقول ونفعل وقد تواترت من فضائلكم قبلنا ما يعجز الشكر والحمد ويستحق الخلوص والود أبقى الله مقامكم عدة للآمال متكفلا للدين ببلوغ الآمال جليل العلى عالي الجلال منيل المواهب موهوب النوال متعرفا عوارف النجح في جميع الأحوال وإلى هذا أيد الله أمركم وأعز نصركم فإن كتابكم الأكرم طلع علينا منه شهاب وقاد وتأرج منه لدينا نسيم عطر خلوص واعتقاد إجتلينا منه أنباء ذلك المقام الذي عضد الله له مصاحب وسبيل سعده لا حب تعرفون باتصال المواهب ووضوح المذاهب واضطراد التوفيق العذب المشارب واتساق العناية المتكفلة ببلوغ المآرب فسررنا بما كان من انتظام النصر لكم واضطراد السعد في
مجاله واستخلاص الأمر واستكماله وسعادة ذلك الملك ونجاح أعماله وسألنا الله أن يزيدكم من مواهب أفضاله ويعرفكم من عوارف الخير ما يروى الإسلام بزلاله ويستند إلى أروقته الوارفة وظلاله فأنتم ملجأ المسلمين إذا رماهم العدو بأهواله وناصرهم الذي يسمع دعاءهم فيسمح في الله بنفسه النفيسة وما له فكتبنا هذا إلى مقامكم نقرر من ودكم ما ثبت وتقرر وتردد وتكرر وتخلص بالحس والمشاهدة وتحرر وقد علم الله والناس أن ودادنا فيكم أصفى موردا وأوضح مقصدا وأبعد في مرضات الله أمدا من أن يحصره تقدير أو يشرحه تفسير فثقوا بما يسر مما يتعاقب لديكم من السعد الجديد والعمر العريض المديد ونهنئكم بالصنع السامي المجيد ونضرع لكم إلى الله في اتصال المزيد ونعلم أن ما يترادف لديكم من مواهب الله كفيل لمن بهذه الجزيرة الغريبة بالنصر والتأييد والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم عليكم ورحمة الله وبركاته وكتبت أيضا في غرض تقرير المودة المقام الذي جياد سعده إلى الغاية القصوى ذات استباق وأكواس فتوحه المؤيدة بفضل الله وروحه تحثها أيدى اصطباح واغتباق وعقود حمده
ذات انتظام في لبات الليالي واتساق وآثار مجده كواكب آفاق وأحكام وده مذاهب إجماع وإصفاق فله من عناية الله واق ومن عصمته أي رواق والقلوب على طاعته ذات اتفاق وجداول سيوفه قد آلت ألا تبقى على الأرض شعبة نفاق مقام محل أخينا الذي قضايا سعده وجودية منتشرة ورياح سعده مبشرة ووجوه الدين بما ينتجه الله لملكه المكين من النصر العزيز والفتح المبين مستبشرة وقدرة عزمه وصفات كماله على توقد جلاله متكثرة ونهار نصره آياته مبصرة وأقلام اللوح المحفوظ عند قسم الحدود والحظوظ مطيلة لا مختصرة وموارد العيش الهنى لموارد ملكه السني بادرة خضرة السلطان الكذا أبقاه الله ناصر الكلمة العليا يمهد منها الإيالة ويؤسس لها الجلالة ويتسدر من صنع الله الزيادة والإنالة معظم مقامه التعظيم الذي لا يبرح وناشر كماله الذي طيور حمده في روضات مجده الدهر تسرح وجياد ثنايه في ميدان علائه تسرح وأقلام إطابة ذكره في صحف فخره تطنب وتشرح فلان سلام كريم طيب بر عميم كما تأرج غيث السماء زهره وفاض للصبح على دوحة الليل نهره يخص مقامكم الأعلى ومثابتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي جعل الفتوح لملككم ديما تصوب وتنثال والصنائع عجائب تضربها الامثال وروى نصركم في ولائم النصر العزيز والصنع الوحي الوفير ما أطمعني وسقاني بعد أن عظم الاحتفاء والاحتفال وسماكم
فارس هذا الملك لما ذكركم لنظم منتشر السلك فصدقت السمة ونجح الفال فمهما رمتم غرضا أصابته شاكلة النبال ومهما أثرتم عزما رجفت الجيال ومهما أردتم رأيا نجحت بعده الأعمال ومهما خطبتم عناية الله تسنت منها الآمال ومهما رمتم وجهة صحب ركابكم اليمن والإقبال والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله ونبيه الذي ختم به النبيون والإرسال الملجأ الذي له الأفياء الوارفة الظلال والمورد الذي هو العذب الزلال نور الله الذي لا يفارقه التمام حسب وعده والكمال وآيته التي لا يلحقها الدثور ولا الاضمحلال الهادي إلى الحق وقد ارتبك الظلام واشتبك الضلال صاحب المقام المحمود إذا اشتد الظمأ وعظمت الأهوال والشفاعة المذخورة إذا شهدت الجوارح وحقق الحساب ودقق السؤال والرضا عن آله وصحبه وأنصاره وإشاعه وأتباعه والصحابة والآل سيوف جلاده إذا اشتد النزال والسنة جداله إذا انحمى في الدين الحجاج وتعوطى الجدال والنجوم الزاهرة من بعده في سما دينه التي سمت منها الخلال فبهم عرف الحرام والحلال ووضحت المقاصد وزال الإشكال والدعاء لمقامكم الأعلى بالصنع الذي رحب منه المجال والنصر الذي زان منه الجمال والعز الذي لا يرومه المقال والسعد الذي تساعده المطالع والمواضع والاجتماع والاستقبال ولا زال ملككم يمضي منه في أعداء دين الله النصال وتخدمه البكر والآصال ويتجدد بينه وبين عناية الله الاتصال فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم فتوحا منظومة ومنوحا بالمزيد موسومة
وصنايع في صحف الأيام مرسومة وعناية إلهية منطوقة دلالتها ومفهومة من حمراء غرناطة حرسها الله ونعم الله واكفة ومواهبه مترادفة ومذاهب التشيع على رسوم الاعتقاد الجميل عاكفة وركايب الاستمداد بركن مقامكم الرفيع العماد طائفة وإلى هذا أيد الله أمركم وأعز نصركم كما شرح لشكر أنعمه صدركم وأعلى بإضمار ما يرتضيه أمركم فإننا ورد علينا كتابكم الكريم الوفادة الذي رقمته أطراف اليراع وإنهاء الصناع وجادته سحائب الإبداع فجاء روضة ذات إيناع وما على الصبح غطاء ولا على الشمس قناع تعرفون اتساق الطاعة وخطبة البلاد الإفريقية لإمرتكم المطاعة وما كان من دخول أشياخ القبائل الذين سميتم في دينها أفواجا وأن دواء السياسة الفارسية أوسع أدوائها علاجا وملأ القلوب منها بعد الهم ابتهاجا وأنكم أعدتم حاجبكم إلى سد مدينة بجاية بعد القدوم عليكم بمن خلصت نيته من أعيانها وما اعتمدتم به تلك المثابة من إحسانها وما ضمن وليكم الشيخ أبو يعقوب من إصلاح شأنها وتمهيد أوطانها وإطفاء نار عدوانها ومنه وإن تشوفتم إلى ما تزيد في هذه البلاد من الأخبار بما يقتضيه فضلكم الباهر الأنوار فاعلموا أن صاحب قشتالة توجه في هذه الأيام إلى بلاد خوان منوال التي هلك صاحبها والتبست مذاهبها لينظر في مصرف أمرها الذي رجعت إليه وأحكامها الذي توقفت عليه بعد أن صالح القند أخاه الذي كان له حربا وعليه ألبا ووجه إلينا رسوله يعرفنا بعزمه إلى منازلة حصن بلى المخالف لطاعته الخارج عن حكم جماعته وطلب منا مددا كثيرا من الرماة والرجال وإعانة على القتال فراجعناه بأننا إنما نقف في المدد عندما
وقع به الشرط وتضمنه العقد والربط من تعيين ثلاثمائة من الفرسان يكونون في جملة أتباعه يستظهر بهم على من يخالفه من أشياعه بطول ثلاثة اشهر من العام الذي يتوجه فيه إليهم احتياجه ويصح في تعيينه بسبب الصلح احتياجه ويوم كتبنا هذا كان رسولنا إليه متوجها في هذه الأمور والله يطلع على ما يكون فيه للإسلام سبب الظهور عرفنا كم بذلك عملا على بركم المأثور وما يتزيد فمقامكم يطالع به صلة السبب البر بسببه والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي تترامى إلى اتصال سعادته منا الآمال وتتوارد على التماس مرضاته النيات منا والأعمال ويتعمد إغضاؤه ما تدعو إليه المودة ويوجبه الإدلال ويتعرف منه على مر الأيام الفضل والكمال مقام محل أخينا الذي له القدر السامي والرفد الهامي والسعد المصيب المرامي والنصل الدامي والرأي الإلهامي والمآثر التي يتدارسها العراقي والشامي السلطان الكذا أبقاه الله متصلة بالسعد أسبابه مقصوداً بجانب الثناء جنابه غاصا بوفود التعظيم بابه تفرق لسطوته أعداء الله وترتاح لنصرته أحبابه معملا فيما يرضيه حزمه وعزمه وركابه مؤنسة في حومة الحرب كتيبته وفي حالة السلم كتابه معظم قدره الرفيع العالي المعتمد بملكه الشهير المعالي والمثنى على فضله المتوالي الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسمعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى ومثابتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته
أما بعد حمد الله الذي شملنا فضله ونهج لنا من التحاب منهجا تفضي إلى السعادة سبله فالدين متصل حبله مجتمع شمله والأمن مديد ظله واليمن رحيب محله والإسلام متحقق عزه والكفر متوقع ذله سبحانه وتعالى عليه نتوكل وبيده الأمر كله والصلاة على سيدنا ومولانا محمد النبي الكريم الذي به ختم رسله والذي بفناء جاهه نلقى رحل الرجاء ونحله وبحبه نستدر خلف السعادة فيدر رسله والرضا عن آله وأصحابه وأحزابه وأشياعه الذين عزبهم نصره ومضى في الأعداد نصله حتى سما فرع دينه وثبت أصله ورسم بالعز جنسه وفصله والدعاء لمقامكم الأعلى بالنصر الذي لا ينفصل سببه ولا ينفصم وصله والسعد الذي تصيب أغراض الآمال نبله كما خصكم بالفضل الذي لا يسع جهله وذخركم لنصر الدين يؤمل دفاعكم ناشئه وكهله فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من العز أوفاه قسما ومن الصنع الجميل أوضحه رسما ومن السعد المساعد أثبته رسما وأكرمه اسما ومسما ولا زالت بعزكم حوزة الحق تحمى وشاكلة النصر ترمى فإننا لو تنخلنا آمالنا واعتبرنا بمعيار الاختيار أعمالنا لوجدنا صلة ودكم لبابها وحسبناها جسوما وقوى التشيع لكم ألبابها وبودنا لذلك أن تكون المخاطبات تتعدد بتعدد أجزاء الزمان وتنتظم على الساعات انتظام الجمان فلا نزال نثابر على ذلك بجهد الإمكان ونعذر العزم مهما احتج بتزوح المكان وإننا الآن وجهنا من يجدد العهد بهذا الغرض ويقوم منه بالواجب المفترض ويصحب ما حمل الإدلال عليه من قليل سوغه الفضل الكثير ويسير بحل بغناء المجد الكبير من مطايا تشرفت بخدمته وغير ذلك من معتاد يتوسل إلى قبوله بما سبق من أذمته وهو
فلان وألقينا إليه من تقرير الود ما يرجى أن يضطلع به وإن كان تحصيل حاصل وتوصيل واصل ولما نعلمه من تشوف مقامكم الأعلى للأخبار بمقتضى عنايتكم المشرقة الأنوار نعرفكم أن الرسول الذي كنا وجهناه إلى صاحب قشتالة في هذه الأيام متطلعا على أحواله وما توجهت إليه وجوه أعماله وللكلام في حقوق المسلمين قبل أرضه وبأيدي رجاله وصل مجالا في الشكايات على من عينه هو من ظهراء محاله مستوعبا جميع أنبائه في مقامه وارتحاله فأخبر أن أمور الصلح جارية على مجاريها وأن أحواله لا زيادة فيها وأنه متفرغ لاسترجاع ما كان لوزيره الفار عنه من البلاد وماله من الطارف والتلاد يعرض على معاقله لإقامة الحجة نفسه ويواصل بيومه في الجد فيهم أمسه والوزير المذكور قد لجأ إلى كنف غيره واستشعر الحذر فجد في سيره وإن هذا الشاغل في الوقت هو همه الذي نصب عينيه وجده مصروف إلى اقتضاء دينه وأن الأمور ببركة الاعتداد بكم ملحوظة والعهود محفوظة والله يصل إشغالهم ويمكن في الفتنة إيغالهم ويعلى بعز نصركم كلمة الإسلام ويجعل لكم الطائلة على أعداء الدين وعبدة الأصنام بادرنا لكم بالإعلام بمقتضى الود الثابت الإحكام والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي لا يغفل من بره واجب مفترض ولا يقدم على التشيع فيه غرض مقام محل أخينا الذي له القدر السامي والرفد الهامي والعز السعيد المرام البعيد المرامي السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله كريم الخلال رفيع الجلال مبلغا من فضله أقصى الآمال معظم قدره وملتزم بره القائم
بواجب حمده وشكره العارف بأصالة حسبه وكرم نجره فلان سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله على آلائه الوافية ومننه الكافية وألطافه الظاهرة والخافية والصلاة على سيدنا محمد ذي المعجزات البادية والآيات الهادية والرضا عن آله وأصحابه أولى المكارم الباقية والاعمال الصالحة الراقية والدعاء لمقامكم الأسمى بالعناية الصافية واتصال النعم الضافية ودوام البشر والعافية فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من الخيرات أوفرها نصيبا وأثبت لكم في ثغرة السداد سهما مصيبا وخول ملككم الأعلى في أعداء الله صنعا عجيبا وهيأ لكم من لدنه نصرا عزيزا وفتحا قريبا من حمراء غرناطة حرسها الله وعتدنا من التعظيم لجلالكم مالا يزال متصل الذمام على توالي الأيام ومن التشيع لمقامكم آيات ثابتات الأحكام ودلائل واضحات الأعلام وإلى هذا أيد الله أمركم وأعز نصركم فإننا بمقتضى الود الذي رسخت قواعده ووضحت شواهده وتساوى غائبه وشاهده لا نزال نسل عن أحوال مقامكم الرفيعة مصاعده ونلتمس ما نستفتح به ودكم الذي اتضحت في الفضل مقاصده وكنا تعرفنا فيما سلف من الأيام أن لملككم اهتماما بجوارح الصيد من الطير عملا على شاكلة الملوك الكبار في تنويه الملك الرفيع المقدار والاستزادة من آلائه والاستكثار وجعل المباح موضوعا لملاذه حسبما يحققه الاعتبار فصرفنا وجه النظر إلى ما يوفد من ذلك عليكم على بابكم ويتحف
به على جنابكم ووجهنا إلى ما نأى من البلاد الرومية في هذا الغرض المروم وكلفنا ذلك من يقوم بخدمتنا فيه بالمحدود والرسوم واختيرت لنا منه جملة كافية وعدة بهذا القصد وافية من الحرافين والبزاة وغير ذلك ولما اقتحمه جالبها من هول البحار وما عرضها من اختلاف الطعام وغوائل الأسفار هلك معظمها قبل وصولها وبعده ولم يخلص منها إلا من استشعر قوة زائدة وشدة وتأخرت منيته لكي يحظى بخدمتكم المدة وهي ما يصل على يدى بازيارنا الخديم فلان ومجدكم يلقى ذلك بالقبول الذي يليق بفضله والإغضاء الذي لا ينكر على محله فيعلم الله ما عندنا من البر الموصول لذلك الجلال والثناء على ماله من كريم الخلال والعمل على ما يوافق أغراضه في كل الأحوال ولنا تشوف إلى أحوال مقامكم الذي في تسنى عافيته منتهى الآمال فإن تفضل بإطلاعنا على ما يسر من ذلك بمقتضى الإفضال فذلك مما نعده من غرر الأعمال ونحسبه من عيون ما له من الإجمال والله تعالى يصل لكم أسباب السعادة الضافية الأذيال والعافية الكفيلة بتمهيد الخلال والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي بره بعين الملاحظة ملحوظ وحقه في صحف الواجبات المتأكدات محفوظ وإعظامه تتوفر منه لدينا أقسام وحظوظ مقام محل أخينا الذي مجده ثابت الأركان وعزه وثيق البنيان وصنع الله يغني عن الأثر بالعيان ومكارمه على أحاديثها السلوان وعزائمه يشهد بها موقف الروع وصدر الميدان ومقاصده الجميلة كفيلة للإسلام وأهله باليمن والأمان السلطان
الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله مرفعا جانبه كريمة أنحاؤه ومذاهبه عميمة مواهبه معمورا برضى الله تعالى شاهده وغائبه مصحبة بتأييد الله كتائبه معظم مقامه وملتزم إعظامه المثنى على مجده في تتابع الدهر وتوالي أيامه العتد في جهاد الأعداء بعلى مقامه فلان أما بعد حمد الله الغني الحميد المتكفل لمن اعتمد عليه بالحسنى من فضله والمزيد الذي نسله أن يسلك بنا سبيل التوفيق والتسديد ويمدنا على أعدائه الكافرين بالإعانة والتأييد والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله ذي العز العريض المديد والشرف الغض الجديد مظهر كلمة التوحيد الذي لجاهه نلجأ في الأمر الشديد ونستظهر بالعدة الواقية والعديد ونرتقب الصنع الجميل وضاح الجبين مشرف الجيد والرضا عن آله وأصحابه المستولين على الفخر البعيد والعز المشيد الذين لا تمل أحاديثهم على الإعادة والترديد والدعاء لسلطانكم الأعلى بالسعد الجديد والجد السعيد والنصر الذي يجلو خدود الصفاح رائقة التوريد ويصرف قضاة الصوارم إلى الاجتهاد من بعد التقليد فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من أقسام السعادة أوفرها نصيبا وسدد منكم إلى هدف الحق والتماس الصدق سهما مصيبا وأوضح كلم في ابتغاء مرضاته سبيلا رحيبا كما نصركم نصرا عزيزا وفتح لكم فتحا قريبا من حمراء غرناطة حرسها الله والود في مقامكم الأعلى على أوله والتشيع ينسى ماضيه بمستقبله والخلوص يعضد نيته بعمله وإلى هذا أيد الله أمركم وأعز نصركم فإننا لما نثابر عليه من تعرف أنبائكم الكريمة على الأحيان ونرومه من تقرير الود الصادق الإسرار والإعلان رأينا أن وجهنا إلى بابكم
الكريم بكتابنا صحبة إرسالكم الواصلين إلينا الوافدين علينا من يجدد العهد بتقرير ما نبديه من الود ونعيده ونلتمسه من جميل اعتقادكم ونستزيده ونشرح ما لدينا من التشيع الصحيحة أسانيده وهو القائد أبو فلان وهو ممن له ببساطنا مكانة وله في طرف الرسالة دربة بها وأمانة أصحبناه إرسالكم وصل الله كرامتهم ويمن ظعانتهم وإقامتهم فألقينا إليه في جميع الجزئيات التي وردوا فيها ما يلقيه وحملناه ما يعيده لمقامكم ويبديه مما رجونا حسن منابه فيه والمراد من مقامكم أسماه الله وأعلاه وأعانه على ما تولاه أن يتفضل بالإصغاء لما لديه والقبول عليه ومحلكم مؤثر للنصفة مثابر على الإنصاف من إيثار الحق بأحسن الصفة والله تعالى يزيد ملككم بسطة وتأييدا ويطلع عليكم وجه العناية سعيدا ولا يعدمكم من فضله مزيدا ويؤتكم من فضله توفيقا وتسديدا حتى يعود ركن الإسلام بكم شديدا وظل الأمان على الإيمان مديدا بمنه
ومن ذلك المقام الذي يبدي الفضل ويعيده ويحق الحق ويشيده ويزيح الباطل ويبيده ويسبغ الطول ويفيده فلا يشرئب للترهات جيده ولا يخلق من وده الأصيل جديده ولا ينفق عنده من القول والعمل إلا ما ظهر صدقه وبان تسديده مقام محل أخينا الذي برهان وده لا يعارض بالشبهات وأصيل اعتقاده لا يستنزل بالترهات وشمس فضله باهرة الآيات وجياد مجده مستولية على الغايات السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان
الكذا أبقاه الله يعطي الأمور بعقله الرصين حقوقها ويحرس أرجاء المودة في الله أن تعتاد الألاقي الكاذبة طروقها وينحى على غراس السعايات بتتبع عروقها معظم مقامه الحقيق بالتعظيم منصبا وسيما وموقر ملكه توقيرا دائما ملتزما المثنى على فضله ثناء متمما الداعى إلى الله في صلة بقائه يرفع للإسلام علما ويعمر من ربع المجد معلما الأمير عبد الله فلان سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى وأخوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله مظهر الحق ومعليه يحكم آياته وينسخ ما يلقى الشيطان ويمليه حتى يروق وجه اليقين لمجتليه ويفوز بحسن العقبى حزبه ومتوليه والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله ونبيه الذي جمع الفضل فيه وأنقذ الخلق من مهاوى التلف بتلافيه فثبت ما كان الضلال ينفيه وقصت قوادم الباطل وخوافيه والرضا عن آله وأصحابه وقرابته وذويه الذين كانوا نجوم ناديه وبروق غواديه وسيوفه على أعاديه والدعا لمقامكم الأسمى حرس الله أكناف معاليه وعرفه مقدم الفتح وتاليه وأبقاه لفخر يبنيه وأمل للدين يسنيه بالنصر الذي كرمت ألفاظه ومعانيه والصنع الذي عذبت مجانيه والصنع الذي يجمع للإسلام شتى أمانيه فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا راياته منشورة وصنعا كتائب عناية الله
لديه محشودة محشورة ومجدا آياته مؤرخة مسطورة وقضاياه شائعة ووصاياه ذائعة مشهورة من حمراء غرناطة حرسها الله والتشيع فيكم قوى بسببه جدير أن يتسنى به للإسلام مطلبه ويتحصل للدين الحنيف أربه وإلى هذا وصل الله سعدكم ووالى تأييدكم وعضدكم فإننا ورد علينا كتابكم الكريم الأنباء الباهر السناء السافر عن محيا المودة والولاء تعرفون بما انتهى إليه حال من عاندكم من التضييق على جهاته وأخذكم عليه طريق منجاته وأنكم أقمتم تلقاءه الحصص وجرعتموه الغصص وإن الحاين الذي دلا دلاه بالغرور وقدح زناد هذه الشرور ورام شق عصا الأمة بعد سكون هذه الأمور وإشراق النور يعقوب بن أبي عياد أورطة الله في حال مكيدته التي نصبها وأشرقه بإكلته التي اغتصبها وأمكن منه يد قدرتكم التي عودها التمكين وعرفها العز المكين بما جحد من عفو كم الذي ألبستموه وحلمكم الذي أوليتموه فأطفأتم بجدول السيف نار شره وحسمتم بعلاج اليد سبب ضره وأنفذتم فيه حكم الله سبحانه بمقتضى أمره وأنه لما استفهم عن شأنه وأسباب خذلانه ختم عار فعله بعار لسانه ورغم أن هذه الفعلة التي ارتكبها والدرة التي جلبها إنما كانت بإشارة من جهتنا اعتمدها ورمى أمدها وأن مقامكم الذي أقامه الله قسطاس من حق وعقلكم الذي لا يلتبس لديه باطل بحق أنحى على هذه الدعوة الخبيثة بالتكذيب ولم يعدها من الممكن القريب وأضرب عن قول العدو في الحبيب فاستوفينا ما فسرتم وحصلنا ما قررتم فقابلنا نعم الله عليكم بحمده وشكره وسألنا لكم مزيد رفده ومعلوم أن مقامكم محفوف من الله بعناية ملابسها لا تخلق مكنوف برعاية أنوارها تتألق وأنه سبحانه قد اختاركم وهو أعلم باختياره وقلدكم الأمانة ولا يفتات عليه في مقداره والعجب ممن خفيت عن بصيرته هذه الدلائل والشواهد أو غابت عنه هذه
القواعد زادكم الله من فضله وحكم لملككم باعتناء محله ونحن نصل شكركم على التعريف ثم على رفض ما ألقاه ذلك الخبيث من الكلام السخيف بين يدى الرعب المخيف والحين المطيف ومقامكم آصل عقلا وأشهر فضلا من أن يصغي إلى كلام يقوم البرهان على بطلانه ويشهد الحس بخسار قائله وخذلانه فالدعاوى إذا وقعت من برى الجانب واضح المذاهب لا تقبل عن غير دليل يعضدها أو شهادة تؤيدها فكيف إذا صدرت عن ناكث غادر مسارع إلى شق عصا الأمة مبادر مسلوب العدالة يستنجد خدع النفس الختاله ويشاهد في السيف مجرى حوبائه المسالة ونحن نكل الأمر إلى علمكم بسيرتنا وسيرة سلفنا في اجتناب هذه الشبهات والإعراض عن شيم بوارق الترهات والتحفظ عن مداخلة الفتن مهما وقعت بتلك الجهات ولا دليل أرجح ولا برهان أوضح مما شاهده كثير من خدامكم الذين بين يديكم حسبما تقرر لديكم من أن والدكم محل أبينا السلطان الواجب علينا حقه الواضحة في البر والتشبع لدينا طرفه لما طلب منا الإعانة لما كان بسبيله وصرف إلى الأنجاد في الأجفان وغيرها وجه تأميله قابلنا طلبه بالإعذار وأمسكنا عن الركض في ذلك المضمار حذرا أن تكون بيننا وبين تلك الجهات تره تتعقب عن الهدنة أو مداخلة في شيء من أسباب الفتنة هذا وحقوقه تحجنا بالسنة فصيحة وتجادلنا بأدلة صريحة ولكنا اخترنا الوقف مذهبا ولم تترك للحجة علينا سببا والحال في جهتكم عندنا الآن أعظم والسبيل بحمد الله أقوم فإنكم ردتم في البر وأربيتم وأعدتم في الفضل
وأبديتم وما حمل أخوكم على ارتكاب الخطأ الذي قل ما نجا راكبه واقتحام البحر المحيط الذي لا تبين مذاهبه ولا تهدي السارين كواكبه وتقبيل يد العدو الكافر وهو العمل الذي لا تمحي مثالبه إلا لما يئس من مداخلتنا في أمره الذي أبرمه وأعانته على ما يممه وبعد أن سدت عليه المسالك القريبة من مرمى أمله ولم يجد فينا طمعا لقبول قوله ولا عمله فانفرد بغائلة ضميره ولم يطلع غير طائفته على تدبيره فالذي عملتم من رفض هذا القول هو اللائق بدينكم وصدق يقينكم فمثلكم لا يرتاب في أحبائه وأوليائه ولا تلتبس لديه مذاهب التشيع لعلائه وتعريفكم عندنا مقابل شكر مقامكم الرفيع وثنائه على اتصال الدهر وتوالى آنائه والله تعالى يعرفكم عوارف آلائه ويجزيكم عن الإسلام خير جزائه وينصر عزمكم على أضداد دين الله وأعدائه والسلام الكريم المبارك العميم ويخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي شهد الليل والنهار بأصالة سعادته وجرى الفلك الدوار بحكم إرادته وتعود الظفر بمن يناوئه فاضطرد والحمد لله جريان عادته فوليه متحقق لإفادته وعدوه مرتقب لإبادته وحلل الصنائع إلالهية تضفي على أعطاف مجادته مقام محل أخينا الذي سهم سعده صائب وأمل من كاده خاسر خائب وسر الفلك الدوار في مرضاته دائب وصنائع الله له تصحبها الألطاف العجائب فسيان مشاهد منه في عصمة الله وغائب السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله مسدد السهم ماضى العزم تجل
سعوده عن تصور الوهم ولا زال مرهوب الحد ممتثل الرسم موفور الحظ من نعمة الله عند تعود القسم فايزا بفلج الخصام عند لدد الخصم معظم قدره وملتزم بره المبتهج بما يسنيه الله له من إعزاز نصره وإظهار أمره فلان سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى السعيد ومثابتكم التي حازت في الفخر لأمد البعيد وفازت من التأييد والنصر بالحظ السعيد ورحمته الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي فسح لملككم الرفيع في العز مدا وعرفه عوارف آلائه وعوائد النصر على أعدائه يوما وغدا وحرس سما علائه بشهب من قدره وقضايه فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا وجعل نجح أعماله وحسن مآله قياسا مضطردا فرب مزيد ضره ضر نفسه وهاد إليه الجيش أهدى وما أسدى والصلاة على سيدنا ومولانا محمد نبيه ورسوله الذي ملأ الكون نورا وهدى وأحيا مراسم الحق وقد صارت طرائق قددا أعلى الأنام يدا وأشرفهم محتدا الذي بجاهه نلبس أثواب السعادة جددا ونظفر بالنعيم الذي لا ينقطع أبدا والرضا عن آله وأصحابه الذين رفعوا لسماء سنته عمدا فأوضحوا من سبيل اتباعه مقصدا وتقبلوا شيمه الطاهرة عدلا وفضلا وبأسا وندا فكانوا في النهار أسدا وبالليل ركعا سجدا سيوفا على من اعتدى ونجوما لمن اهتدى حتى علت فروع ملته صعدا وأصبح بناؤها مديدا مخلدا والدعاء لمقامكم الأسمى بالنصر الذي يتصل سرمدا والصنع الذي يتوالى مثنى وموحدا كما جمع لملككم ما تفرق من الألقاب على توالي
الأحقاب فجعل سيفكم سفاحا وعلمكم منصورا ورأيكم رشيدا وعزمكم مؤيدا فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم صنعا يشرح للإسلام خلدا ونصرا يقيم للدين الحنيف أودا وعزا يملأ أفئدة الكفر كمدا وجعلكم ممن هيأ لأمره رشدا ويسر لكم العاقبة الحسنى كما وعد في كتابه والله أصدق موعدا من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زايد بفضل الله سبحانه إلا استطلاع سعودكم في آفاق العناية واعتقاد جميل صنع الله لكم في البداية والنهاية والعلم بأن ملككم تحدى من الظهور على أعدائه بآية وأجرى جياد السعد في ميدان لا يحد بغاية وخرق حجاب المعتاد بما لم يظهر إلا لأصحاب الكرامة والولاية ونحن على ما علمتم من السرور بما يهز لملككم المنصور عطفا ويسدل عليه من العصمة سجفا تقاسمه الارتياح لمواقع نعم الله يصفا ويضفا وبفقد بين أنباء مسرته وبين الشكر لله حلفا ونعد التشيع مما يقرب إلى الله زلفى ونؤمل من أمداده ونرتقب من جهاده وقتا يكفل به الدين ويكفا وتروى علل النفوس وتشفى وإلى هذا وصل الله سعدكم ووالى نصركم وعضدكم فإننا من لدن صدر عن أخيكم أبي الفضل ما صدر من الانقياد لخدع الآمال والاغترار بموارد الآل وفال رأيه في اقتحام الأحوال وتورط في هفوة صار فيها حيرة أهل الكلام في الأحوال وناصب من أمركم السعيد جبلا قضى الله له بالاستقرار والاستقلال ومن ذا يزاحم الأطواد ويزحزح الجبال وأخلف الظن منا في وفائه وأضمر عملا استأثر عنا بإخفانه واستظهر من عدو الدين بمعين قل ما ورى لمن استنصر به زند ولا حقق لمن تولاه بالنصر بند وأن الطاغية أعانه وأنجده ورأى أنه سهم على المسلمين سدده وعضب للفتنة
جرده فسخر له الفلك وأمل أن يستخدم بسببه ذلك الملك فأورده الهلك والظلم الحلك وعلمنا أن طرف سعادته كاب ومنجاة آماله غير ذات انسكاب وقدم غرة لم يستقر من السداد في غرز ركاب وأن نجاح أعمال النفوس مرتبط بنياتها وغايات الأمور تظهر في بداياتها وعوائد الله فيمن نازع قدرته لا تجهل ومن غالب أمر الله خاب منه المعول فبينا نحن نرتقب خسار تلك الصفقة المعقودة وخمود تلك الشعلة الموقودة وصلنا كتابكم يشرح الصدر بشرح الأخبار ويهدي طرف المسرات على أكف الاستبشار ويعرب بلسان حال المسارعة والابتدار عن الود الواضح وضوح النهار والتحقق لخلوصنا الذي يعلمه عالم الأسرار فأعاد في الإفادة وأبدا وأسدى من الفضائل الجلائل ما أسدى فعلمنا منه مآل من رام أن يقدح زند الشتات من بعد الالتئام ويثير عجاج المنازعة من بعد ركود القتام هيهات تلك قلادة الله التي ما كان يتركها بغير نظام ولم يدر أنكم نصبتم له من الحزم حبالة لا يفلتها قنيص وسددتم له من السعد سهما ما له عنه من محيص بما كان من إرسال جوارح الأسطول السعيد في مطاره حائلا بينه وبين أوطاره فما كان إلا التسمية والإرسال ثم الإمساك والقتال ثم الاقتيات والاستعمال فيا له من زجر استنطق لسان الوجود فجدله واستنصر بالبحر فخذله وصارع القدر فجدله لما جد له وان خدامكم استولوا على ما كان فيه من مؤمل غاية بعيدة ومنتسب إلى نصبة غير سعيدة وشاني عمرته من الكفار خدام الماء وأولياء النار فحكمت فيهم أطراف العوالي وصدور الشفار وتحصل منهم من تخطاه الحمام قبضة الإسار فعجبنا من تيسير هذا المرام وإخماد الله لهذا الضرام وقلنا
تكييف لا يحصل في الأوهام وتسديد لا تستطيع إصابته السهام كلما قدح الخلاف زندا أطفأ سعدكم شعلته أو ظهر الشتات ألما أبرأ يمن طائركم غلته ما ذلك إلا لنية صدقت معاملتها في جنب الله وصحت واسترسلت بركتها وسحت وجهاد نذرتموه إذا فرغت شواغلكم وتمت واهتمامكم بالإسلام يكفيه الخطوب التي همت فنحن نهنيكم بمنح الله ومننه ونسله أن يلبسكم من اعتنائه أو فى جننه فآمالنا أن تطرد آمالكم وتنجح في مرضات الله أعمالكم فمقامكم هو العمدة التي نقاتل العدو بسلاحها وتتبلج ظلمات كفره بأنوار صباحها وتنام العيون الساهرة تحت ظلال صفاحها فكيف لا نهنيكم بصنع على جهاتنا يعود وبآفاقنا تطلع منه السعود فتيقنوا ما عندنا من الاعتقاد الذي رسومه قد استقلت واكتفت وديمة بسابحة الود قد وكفت والله عز وجل يجعل لكم الفتوح عادة ولا يعدمكم غاية وسعادة وهو سبحانه يعلى مقامكم ويهنى الإسلام أيامكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي يغني عن كل مفقود بوجوده ويهز به إلى جميل العوائد أعطاف بأسه وجوده ونستضيء عند إظلام الخطوب بنور سعوده ونرث من الاعتماد عليه أسنى ذخر يرثه الولد عن آبائه وجدودوه مقام محل أبينا الذي رعى الأذمة شانه وصلة الرعى سجية انفرد بها سلطانه ومواعد النصر ينجزها زمانه القول والفعل في ذات الله تكفلت بها يده الكريمة ولسانه وتطابق فيها إسراره وإعلانه السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله محروسا من غير الأيام جنابه موصولة بالوقاية الإلهية أسبابه مسدولا على
ذاته الكريمة ستر الله وحجابه مصروفا عنه من صرف القدر ما يعجز عن رده بوابه ولا زال ملجأ تنفق لديه الوسائل التي يدخرها لأولاده أولياؤه وأحبابه وتسطر في صحف الفخر نوابه ويشتمل على مكارم الدين والدنيا أثوابه ويتكفل بنصر الإسلام وجبر القلوب عند طوارق الأيام كتائبه أو كتابه معظم ما عظم من كبير حقه السائر من إجلاله وشكر خلاله على لاحب طرفه المستضيء في ظلمة الخطب بنور أفقه الأمير عبد الله بن محمد بن أمير المسلمين أبي الحجاج بن أمير المسلمين أبي الوليد بن فرج بن نصر سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي لا راد لأمره ولا معارض لفعله مصرف الأمر بحكمته وقدرته وعدله الملك الحق الذي بيده ملاك الأمر كله مقدر الآجال والأعمار فلا يتأخر شيء عن ميقاته ولا يبرح عن محله جاعل الدنيا مناخ قلقة لا يغتبط العاقل بمائه ولا ظله وسبيل رحله فما أكتب ظعنه من حله والصلاة على سيدنا ومولانا محمد صفوته من خلقه وخيرة أنبيائه وخاتم رسله الذي نعتصم بسببه الأقوى ونتمسك بحبله ونمديد الافتقار إلى فضله ونجاهد في سبيله من كذب به أو حاد عن سبله ونصل اليد ابتغاء مرضاته ومن أجله والرضا عن أصحابه وأحزابه وأنصاره وأهله المستولين من ميدان الكمال على خصله والدعاء لمقامكم الأعلى بعز نصره ومضاء نصله فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم وقاية لا تطرق الخطوب حماها وعصمة ترجع عنها سهام النوائب كلما فوقها الدهر ورماها وعناية لا تغير الحوادث اسمها ولا مسماها
من حمراء غرناطة حرسها الله ونعم الله تتوافر لدينا دفعا ونفعا وألطافه نتعرفها وترا وشفعا ومقامكم الابوى هو المستند الأوفى والمورد الذي ترده آمال الإسلام وتهدي إليه أفئدتهم فتجد ما تهوى ومثابتكم العدة التي تأسست مبانيها على البر والتقوى وإلى هذا وصل الله سعدكم وأبقى مجدكم فإننا لما نعلم من مساهمة مجدكم التي يقتضيها كرم الطباع وطباع الكرم وتدعو إليها ذمم الراعي ورعي الذمم نعرفكم بعد الدعاء لملككم بدفاع الله عن حوباته وإمتاع الله المسلمين ببقائه بما كان من وفاة مولانا الوالد نفعه الله بالشهادة التي ألبست حلتها والسعادة التي في أعماله الزكية كتبها والدرجة العالية التي ختمها له وأوجبها وبما تصير إلينا من أمره وضم بنا من نشره وسدل على من خلفه من ستره وإنها لعبرة لمن ألقى السمع وموعظة تهز الجمع وترسل الدمع وحادثة أجمل الله فيها الدفع وشرح مجملها وإن أخرس اللسان هولها وأسلم العبارة قوتها وحولها أنه رضي الله عنه لما برز الإقامة سنة هذا العيد مستشعرا شعار كلمة التوحيد مظهرا سمة الخضوع للمولى الذي تخضع بين يديه رقاب العبيد آمنا بين قومه وأهله متسربلا في حلل نعم الله وفضله قرير العين بإكمال عزه واجتماع شمله قد احترس بأقصى استطاعته واستظهر بخلصان طاعته والأجل المكتوب قد حضر والإرادة الإلهية قد أنجزت القضاء والقدر وسجد بعد الركعة الثانية من صلاته أتاه أمر الله لميقاته على حين الشباب غض جلبابه والسلاح زاخر عبابه والدين بهذا القطر قد أينع بالأمن جنابه وأمر من يقول للشيء كن فيكون قد بلغ
كتابه ولم يرعه وقد اطمأنت بذكر الله القلوب وخلصت الرغبات إلى فضله المخطوب إلا شقي قيضه الله لسعادته غير معروف ولا منسوب وخبيث لم يكن بمعتبر ولا محسوب تخلل الصفوف المعقودة وتجاوز الأبواب المسدودة وخاض الجموع المشهودة والأمم المحشودة إلى طاعة الله المحمودة لا تدل العين عليه شارة ولا بزة ولا تحمل على الحذر من مثله أنفة ولا عزة وإنما هو خبيث ممرور وكلب عقور وحية سمها وحى محذور وآلة منصوبة لينفذ بها قدر مقدور فلما طعنه وأثبته وأعلق به شرك الحين فما أفلته قبض عليه من الأولياء الخلصان من خبر ضميره وأحكم تقديره ولم يجب عن الاستفهام جوابا يعقل ولا عثر منه على شيء ينقل لطفا من الله أفاد براءة الذمم وطهر من دنس الظنة من حضر من الأمم وتعاورته للحين أيدي التمزيق وأتبع شلوه بالتحريق واحتمل مولانا الوالد رحمه الله إلى القصر وبه ذما لم يلبث بعد الفتكة العمرية إلا أيسر من التيسير وتخلف الملك ينظر عن الطرف الحسير وينهض بالجناح الكسير وقد عاد جمع السلامة إلى صيغة التكسير إلا أن الله تدارك هذا القطر الغريب بأن أقامنا مقامه لوقته وحينه ورفع بنا عماد ملكه ولم شعث دينه وكان جمع من حضر المشهد من شريف الناس ومشروفهم وأعلامهم ولفيفهم قد جمعهم ذلك الميقات وحضر الأولياء الثقات فلم تختلف علينا كلمة ولا شذت منهم عن بيعتنا نسمة مسلمة ولا أخيف برى ولا حذر جرى ولا فر من فرى ولا وقع ليس
ولا استوحشت نفس ولا نبض للفتنة عرق ولا أغفل للدين حق فاستند الثقل إلى نصه ولم نعدم من فقيدنا غير شخصه وبادرنا إلى مخاطبة البلاد فمهدها ونسكنها ونقرر الطاعة في النفوس ونمكنها وأمرنا الناس بها بكف الأيدي ورفع التعدي والعمل من حفظ الشروط المسالمة المعقودة بما يجدي ومن شره منهم بالعوار عاجلناه بالإنكار وصرفنا عن النصرى ما أوصلوه مصحبا بالاعتذار وخاطبنا صاحب قشتالة نرى ما عنده في صلة السلم إلى أمدها من الأخبار واتصلت البيعات بنا من جميع الأقطار وعفى على حزن المسلمين بوالدنا ما ظهر عليهم بولايتنا من الاستبشار واستبقوا تطير بهم أجنحة الابتدار جعلنا الله ممن قابل الحوادث بالاعتبار وكان على حذر من تصاريف الأقدار واختلاف الليل والنهار وأعاننا على إقامة دينه في هذا الوطن الغريب المنقطع بين العدو الطاغي والبحر الزخار وألهمنا من شكره لما يتكفل بالمزيد من نعمه ولا قطع عنا عوائد كرمه وإن فقدنا والدنا فأنتم بعده الوالد والذخر الذي تكرم منه العوائد والحب يتوارث كما ورد في الاخبار التي وضحت منها الشواهد ومن أعد مثلكم لبنيه فقد تيسرت من بعد الممات أمانيه وتأنست قواعد ملكه وتشيدت مبانيه فالاعتقاد الجميل موصول وللفروع في التشيع إليكم أصول وفي تقرير فخركم محصول وأنتم ردء المسلمين بهذه البلاد المسلمة الذي يعينهم بإرفاده وينصرهم بإنجاده ويعامل الله فيهم بصدق جهاده وعندما استقر
هذا الأمر الذي تبعث المحنة فيه المنحة وراقت من فضل الله ولطفه فيه الصفحة وأخذنا البيعة من أهل حضرتنا بعد استدعاء خواصهم وأعيانهم وتزاحمت على رقها المنشور خطوط إيمانهم وتأصلت قواعد ألفاظها ومعانيها في قلوبهم وآذانهم وضمنوا الوفاء بما عاهدوا الله عليه وقد خبر سلفنا والحمد لله وفاء ضمانهم بادرنا تعريف مقامكم الذي نعلم مساهمته فيما ساء وسر وأحلى وأمر عملا بمقتضى الخلوص الذي ثبت واستقر والحب الذي ما مال يوما ولا ازور وما أحق تعريف مقامكم بوقوع هذا الأمر المحذور وانجلاء ليله عن صبح الصنع البادي السفور وإن كنا قد خاطبنا من خدامكم من يبادر إعلامكم بالأمور إلا أنه أمر له ما بعده وحادث يأخذ حده ونبعث إلى بابكم من شاهد الحال ما بين وقوعها إلى استقرارها رأى العيان وتولى تسديد الأمور بأعماله الكريمة ومقاصده الحسان ليكون أبلغ في البر وأشرح للصدر وأوعب للبيان فوجهنا إليكم وزير أمرنا وكاتب سرنا الكذا أبو فلان وألقينا إليه من تقرير تعويلنا على ذلك المقام الأسنى واستنادنا من التشيع إليه إلى الركن الوثيق المبنى ما نرجو أن يكون له فيه المقام الأغنى والثمرة العذبة المجتنى فاهتمامه بهذا الغرض الأكيد الذي هو أساس بنائنا وقامع أعدائنا آثرنا توجيهه على توفر الاحتياج إليه ومدار الحال عليه والمرغوب من أبوتكم المؤملة أن يتلقاه قبولها بما يليق بالملك العالي والخلافة السامية المعالي والله عز وجل يديم أيامكم لصلة الفضل المتوالي ويحفظ مجدكم من غير الأيام والليالي وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم ويوالي نصركم وعضدكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي بره الفرض الأكيد وقصده القصد الحميد وتأمليه للإسلام وأهله هو الركن الشديد فلباس فخره هو المعلم الجديد وسهم سعادته السهم السديد مقام محل والدنا الذي نستولي من تعظيمه على أمده ونثابر على بره وتتميم مقصده ونرتاح إلى تعرف أحوال محل الأخ الكريم ولده السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله قرير العين بشمول العافية في النفس والولد مستوليا من ميدان الكمال على المد عالى الصيت واليد عدة الإسلام وأهله في اليوم والغد معظم مقداره وملتزم إجلاله وإكباره المعترف بمآثره الكريمة وآثاره والشاكر لفضله العميم في إيراده وإصداره المعتمد بمضا غراره المثنى عليه ثناء النسيم على الروض غب قطاره فلان سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى وأبوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله واصل أسباب الود الكريم وموضح مناهج القصد القويم منجد من توكل عليه باللطف العميم المتكفل لمن شكر بالمزيد منها والتتميم والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الرؤوف الرحيم الذي أثنى في كتابه الحكيم على خلقه العظيم فبجاهه يتجلى لنا وجه السعادة في المرأى الوسيم ونلبس أثواب العز رائقة التسهيم وبهديه نهتدي في الليل البهيم والرضا عن آله وصحبه أولى الفضل الحديث والمجد القديم السائرين
من أتباع مرضاته الصراط المستقيم الذين ظاهروه في حياته بالعزم الصميم وخلفوه بعد وفاته في أمته بالهدى الكريم والدعاء لمقامكم الأسمى بالعز الخالد والسعد المقيم والنصر الكريم الإجمال والتقسيم والصنع الذي يقضى ارتياده بنجح المسيم من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه ثم بما عندنا من الاعتداد بمقامكم أعلى الله سلطانه ورفع شأنه ومهد بالعز أوطانه إلا الخير الدائم الانسكاب واليسر الخضل الجناب والسعد المقتبل الشباب ونحن نتمسك بالود المتين الأسباب ونختال من حلل التعظيم في آنق الأثواب ونمت بالولاء الخالص والحب اللباب وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم وشكر غرضكم في نصر الإسلام وقصدكم فإننا لما ورد رسولنا بابكم منشرح الصدر بما أولاه مقامكم من البر تعرفنا منه بأن محل أخينا الأمير الأسعد أبا زيان أقر الله عين الإسلام بكمال بدره ووفر برضاكم عنه أسباب علو قدره وأمتعه ببقاء مقامكم وانفساح عمره حتى يسركم الله بنجح جهاده في طاعتكم وإعزاز نصره لما عاد من وجهته التي لها عينتموه وحركته التي بها أمرتموه واصابه ألم تدارك الله برفعه وإزالته وأعاد جسده إلى حالته فسألنا الله عز وجل اتصال العافية وتوالى الألطاف الخافية والمواهب الوافية وحمدناه على ما أتاح من النعمة الكافية ومع هذا فلم نقنع إلا بمزيد السؤال واستطلاع الأحوال وتعرف أنبائه على الكمال فكتبنا هذا الكتاب نرغب أن يشرح لنا حاله عن أمركم الكريم شرحا يقر العيون ويخلص من الشك والظنون فإن عافيته لدينا أهم ما يلتمس
والسرور براحته أبهى ما يلبس وصل الله أسباب عصمته ووالى لديه ولديكم مواهب نعمته وألقى إلنيا الرسول المذكور ما اشرتم به من توجيه الطبيب لمباشرة إعقاب هذا المرض الذي يرجى أن يكون قد انفصل وتمام الغرض من الراحة قد حصل ولولا أن الطبيب الذي ذكرتم وإلى بعثه أشرتم كان أصابته شكاية التزم لها داره لأوجبنا للوقت والحين بداره وعلى الأثر يصلكم كيف ما تيسر وعلى أي حال قدر فلا شيء أهم علينا من المسارعة لتتميم ما يعن لأبوتكم من غرض لا سيما ما يرجى به شفاء مرض فلا تسلوا عمالنا عما يهم مقامكم من اهتمام بمقتضى مالنا لديكم من وسيلة وذمام أطلعنا الله من أحوالكم على ما يرضى في افتتاح واختتام وهو سبحانه يصل لكم سعادة لا تؤذن بانصرام ويحرس مقامكم في كل مقام ويعين على أداء مالكم من حقوق جسام والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي بهر فضله واشتهر عدله وسما في الملوك الصالحين محله وتظاهر في نصر دين الله قوله وفعله فمجده واضحة سبله وعزه وارف ظله مقام محل أخينا الذي سبب اعتمادنا عليه بعد الله شديد الأواخي وأمر إشارته لدينا محمول على الفوز لا على التراخي السطلان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله رفيعا جلاله رحيبا في السعد مجاله ميسرة من فضل الله آماله ناجحة في سبيله أعماله مكنوفة بالعصمة خلاله ورافة بالعز ظلاله معظم قدره الذي يجب تعظيمه وشاكر فضله الذي اتصل بالحديث قديمه الأمير فلان سلام كريم طيب برعميم يخص جنابكم الأعلى ورحمة الله وبركاته
أما بعد حمد الله الذي أولى النعم وخولها ووالى المنن ووصلها وتمم المآرب وكملها وعرفنا ببركة أبوتكم عوارف العافية نسحب حللها ونحمد حالها ومستقبلها والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي شرف ذاته الكريمة على الذوات البشرية وفضلها وبعثه شافيا أدواء النفوس وعللها ومد به أروقة النجاة وسدلها خاتم الرسل والأنبياء وإن كان بالعناية أولها الذي عم البرية ببركة دعوته وشملها وحمل على جادة الحق حملها والرضا عن آله وصحبه وعترته وحزبه أعلام الهدى الذي انتخبها له وانتخلها وقواعد الملة التي مهدها وأصلها وشهب الاقتدا الذين أوضحوا محرم الديانة ومحللها وبينوا مجملها وشرحوا قولها وعملها والدعا لمقام أبوتكم الأسمى بالنصر الذي يبلغ النفوس المسلمة أملها ويوفر نعم الله قبلها والصنع الذى يروى غللها ويشفى عللها والفتح الذي يطلع انوار البشر لها فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعادة كريمة السمات وغرة مشرقة القسمات وعناية تتكفل بفتح الأبواب المبهمات من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه ثم بما عندنا من التشيع لمقامكم أعلى الله سلطانه ومهد باتصال الصنع الكريم أوطانه إلا الخير الذي يتوالى مدده ويترامى إلى المرامي القاصية أمده واليسر الذي يتصل سنده على أساس السعادة عمده وعندنا لمثابتكم العظمى عقائد
واخت قواعد الاعتقاد ومذاهب ترفعت عن قبول الانتقاد وحجج وثيقة الإسناد وأبيات أمنت من الأنواء والسناد وإلى هذا وصل الله لكم أسباب الإسعاد وكتب لكم محتوم العناية في المبدأ والمعاد فإننا لما ورد رسولنا القريب عهده بمثابتكم مثابة العدل والإحسان وعنصر الشيم الكريمة والأثر الحسان منبئا عما كان ألم بأخينا الأمير الأسعد الاطهر أبي زيان إنسان عين عالم الإنسان ألبسه الله بطاعتكم المقترنة بطاعته ملابس الرضوان من الألم الذي تفديه من مثله الصدور بلباتها والقلوب بحباتها لا بل البدور بآياتها ثم بما من الله به من معافاة المجد بمعافاته وإعادته من لباس الصحة إلى أفضل عاداته وأن الله أسبغ على الإسلام بسلامته لباس المنة وزائر الألم راعى في التخفيف أعمال السنة أنهى إلينا الإشارة بتوجيه الطبيب الإسلامى الذى صدقت إلى بابنا هجرته وبانت لدينا ولدى سلفنا أثرته الحكيم العارف إبراهيم بن زرزار وصل الله بتقواه سعادته وسنى له من الخير بها إرادته فكان من الاتفاق أن الفني المذكور وقد أصابته شكاية تردد بني لهواتها وكاد يتردى في مهواتها إذ عالم الكون والفساد لا بد أن تعترضه العلل وأشراك القدر لا تنجى منها الحيل فلما أبل أو كاد وغلب بإذن الله الكون والفساد وجب صرفه لإزالة العلة التي منعت وارتفاع العوايق التي قطعت وإن كانت العافية قد أغنت وملابس العصمة والحمد لله قد أجنت فرأينا أن البر إنما هو في توجيهه وبعثه وحاله تغنى عن تقرير العذر في لبثه وأصحبناه إلى محل أخينا العزيز علينا العظيم الحق لدينا على الإدلال الذي يحمل فيه كماله ويغضى عنه جلاله من يخدم في مثل هذا الغرض الذي توجه إليه ويتصرف في مثل هذه الأمور بين يديه وإغضاؤكم عن التقصير معتاد وفضلكم قد شهد به حى وجماد
ومجدكم قد بعدت منه آماد نسل الله أن يؤيد الإسلام بتأييدكم ويعز فيه الحق بإعزاز نصركم ويوتيكم في النفس والولد ما يتكفل بقرة عينكم وانشراح صدركم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته ومن مذلك المقام الذي اتصال عافيته نعمة عميمة وكمال راحته منة جسيمة ودوام سعادته سقيا للاقطار وديمة وتمام صحته على العدوتين تميمة فشيم فضله لا يفضلها في الحديث والقديم شيمة ومذاهب عدله واضحة مستقيمة ومكارمه شاملة عميمة وآثاره في سبيل الله حادثة وقديمة مقام محل أبينا الذي لنا باتصال نعم الله عليه ابتهاج وفي ميدان التشيع فيه إلجام وإسراج وفي مناظرة الثناء على مجده العالي استدلال واحتجاج فقياس حبنا المتوارث لا يعدم فيه إنتاج وعقد أخلاصنا لا يناظره عناد ولا لجاج وتعويلنا عليه بعد الله في الظهور وسلوك السنن المشهور سراج وهاج السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله يلبس ثياب العافية جددا ويتعرف عوارف السعادة المعادة يوما وغدا ويفسح له في العمر الطويل مدا وأعلى على الأعداء الكافرين يدا وأبقى ملكه للدين والدنيا مستندا وللإسلام وأهله معتمدا يتعرفون ما بين سلمه وحربه النصر عزيزا والعيش رغدا معظم قدره السامي في الأقدار وموجب حقه المتأكد الوجوب المشرق الأنوار المثنى على فضله الكريم العمال والأقوال والأخبار الساحب لأنباء عصمته وراحته أثواب الجذل والاستبشار الداعى باتصال نعم الله لديه اتصالا يؤذن بالدوام والاستقرار الأمير فلان
أما بعد حمد الله واهب النعم ومديمها ورافع قواعد الدين الحنيف ومقيمها وواصل حديث الصنايع الإلهية والألطاف الخفية بقديمها متمم الآلاء حق تتميمها ومنسق أنفاس العناية ينشط النفوس أريج نسيمها ومعرف العوارف الكريمة تظهر معاني الفضل العميم عند سبرها وتقسيمها ومبدي صفحات المنن تروق الأبصار لمحات وسيمها والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله منقذ الخلائق بتبيين مأخذ الهداية وتعليمها ذي المعجزات التي تلقت صحيحها العقول بإقرارها وتسليمها سيد الأنبياء بين خليلها وكليمها خاتم النبوة والفائز بتقديمها الموصوف من الأوصاف القدسية برءوفها ورحيمها ومن الخلق الرضية بعظيمها فبجاهه نلبس أثواب السعادة يروق صبح أديمها ونتفيأ ظلال اليمن والأمان فنستمتع بنعيمها والرضا عن آله وصحبه وشيعته وأحزابه درر الملة التي عنيت أيدي العناية بتنظيمها ووقفت الألسن على توقيرها وتعظيمها الذين دافعوا بسيوفهم الماضية عن نفوس الملة الراضية وحريمها والدعاء لمقامكم الأعلى بالعناية التي لا مطل لغريمها ولا ظعن لمقيمها والسعادة التي تغني كواكبها عن تعديل النصب وتقويمها والعزة التي تتناول تخصيص كل عز بتعميمها فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم عافية مديدة الظلال وصحة ضافية السربال وعصمة مستصحبة في الحال والمآل وأبقى علينا مكان اعتقادكم الجميل مثابة لنجاح الأعمال وبلوغ الآمال حتى نتعرف في هذه الجزيرة عوارف الأمن المنسدل الجناح على النفوس والأموال وتتهنأ أيامكم الأبوية في صنع يقتضي صلاح الأحوال وتمهيد الخلال وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس
مجدكم فإننا لما ورد علينا كتابكم الذي كف وكفا وداوى بخبر شفائكم وشفا وقد كانت الحال على شفا وسكن من الآمال ما كان هفا ونظر في موضوعي المودود والمكروه فأثبت ونفا وأخبر بذهاب البوس وتنفيس الله عن النفوس وأضفى السرور وأسبغ اللبوس وأضحك وجه الزمان العبوس راجعنا نشكر صنع الله فيما تخلق به طيف ذلك الألم من التخفيف ونسله أن يعظم وقد فعل أجر المضيف ونثني بذكر مقامكم في تعجيل التعريف وإطلاع صبح البشاير في جنح الخطب المخيف ثم إن نفس الشفيق لا تقنع في مثل هذا بخبر واحد ولا تجتزى بمعان مفرد أو مشاهد حتى يتصل التحقيق ويتضح الطريق وتقوى قوة التصور والتصديق فوجهنا من يباشر أحوال ذلك المقام الذي صلاح الأمور بصلاح أمره منوط والسعادة مع استقامة عافيته شرط ومشروط فإنكم العدة التي تمد اليد إلى نصره كلما طمح العدو إلى اعتدائه أو جمع في غلوائه والثمال المعول عليه في ابتداء كل أمر وانتهائه ونحن أولا وآخرا نشكر الله على ما من به من عصمة ذاته ونسله دوام ستره عليه واتصال حياته ونعتد به على ابتغاء ما فيه ابتغاء خير ما عند الله والتماس مرضاته فهذه البلاد لا تجهل ما سلف فيها لسلفه الأرضي من أعمال أمنت الخائف وأجزلت اللطائف وأنست الأملاك الماضية والخلائف وطرزت بالبر الصحائف وهو إن شاء الله يربي على الماضي بمستقبله وينسى بآخره أوله حتى يزكو في البر عمله ويساعده في ابتغاء الفخر وبقاء الذكر أمله بحول الله واخترنا لتقرير هذا الفرض الأكيد والقصد السديد من يقوم فيه بالمقام الحميد وينتقل إلى مرتبة الاجتهاد عن مرتبة التقليد ذلك القايد الكذا وألقينا إليه ما يلقيه إليكم ويورده عليكم وأنتم تولونه برا وإقبالا وتفتحون له في الإصغاء إلى ما عنده مجالا بحول الله والله يصل سعادتكم
ويحرس أصالتكم السلطانية ومجادتكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي لا تشوب معاملته في الله الأوشاب ولا يتطرق إلى يقينه الارتياب ولا ينقطع مع تأميله الأسباب مقام محل والدنا الذي نجري في محل التشبت بوده ملء العنان ونجعل التشيع إليه شغل الجنان والثناء على معاليه هجير اللسان ونستند منه في سبيل الله إلى المعتصم الوثيق البنيان ونهيب به إلى ما هو أحرص عليه من ابتغاء مرضاة الرحمن ونعرض على جلاله من الأنباء ما يهم المسلمين شأنه بهذه البلدان أبقاه الله خالص العمل لوجهه الكريم مصدق ظنون من يؤمل إنجاده من أهل الإسلام بهذا الإقليم وجعله ممن أتاه في غد بالقلب السليم معظم قدره حق التعظيم المثنى على مجده السامي وفضله العميم المعند بعزمه الأقصى وجهاده الأرضي ومجده العظيم فلان سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي تغمدنا جميعا فضله وكرمه وجادت آمالنا البعيدة ديمه وجعل اتصال اليد من أجله في الإسلام بين أهله متاتا ترعى ذممه فمن عول عليه وصرف القصد إليه علت هممه وكانت شيم المتقين الأبرار شيمه والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الخافق بالهداية علمه المؤتى جوامع الحكم كلمه الذي أطلع نور الحق فانجابت حنادس الباطل
وظلمه ودل على كنز المعرفة بالله فأثرى به بائس الوجود ومعدمه فهو الملجأ الذي يؤوينا حرمه وتنجينا من المكاره عصمته والرضا عن آله وأصحابه الذين شفا جهادهم الدين وقد أعيا ألمه وحمى الخلق فحفظ مال كل مسلم ودمه والدعاء لمقامكم الأسمى بالصنع الوافرة قسمه والتوفيق المشرقة أنجمه والسعد الذي تنجده الأقدار وتخدمه فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا واضحة حكمه وعزا يتبارى في الافتخار بما فيه سعادة الأمصار والأعصار سيفه وقلمه من حمراء غرناطة حرسها الله وليس بفضل الله سبحانه الا بنوة شأنها الدهر صدق اعتذار وحق ابتدار واعترف بما لتلك الأبوة من حقوق كبار ومد أيدي انتصار واستظهار ومطالعة بأنباء مهمة وأخبار واقتباس راى سديد يستمد الضياء من مشكاته أنوار والله يجعل ذلك في ذاته متصل السبب كفيلا في الدنيا والآخرة بنيل الأرب وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم فإننا بحسب الود الوثيق عقده المورى زنده والتشيع الخافق بنده نود أن لا يمر زمان إلا عن تجديد مخاطبة وترديد مكاتبة نودي منها فرضا واجبا ونسلك سننا لاحبا ونقلد منها المراجعة مسلكا في في التشيع على مهيع السنة راغبا ولأذيال الإغضاء والتؤده مصاحبا فأبناؤكم عندنا رقى يشفى بها للتشوف الألم وكتبكم سحائب بركات لا يغب منها غمام وبحسب هذا الاعتقاد الذي هو أصل لا يعارض وفصل لا يناقض وجهنا هذه المخاطبة نجدد لمقام أبوتكم عهدا ونسلك من تعظيم مثابتكم قصدا
ونستطلع جميل نظركم صدرا ووردا ونقرر من أحوال العدو المحارب والمسالم ما نلتمس به بركة رأيكم ونجاح قصدكم الله وسعيكم فاعلموا أن منها كذا وكذا
ومن ذلك المقام الذي إليه اللجأ والجنوح وله الرفد الممنوح والصدر المشروح والفضل الذي تألق منه الوضوح والعزمات التي تؤيدها الملائكة والروح مقام مؤملي الذي إليه الاستناد وبعزه الاعتداد وعليه بعد الله الاعتماد السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله يجير الكسير ويسنى الظهير ويضم الشتيت وينظم النثير ويؤمل القاصد ملكه الكبير ويستدرك الفائت بعز دخيله من أضاع الحزم وأهمل التدبير مؤمل نصره ومعمل أمره وقاصر الرجا بعد الله على قصره الداعي إلى الله بإعلاء قدره واتصال عمره فلان أما بعد حمد الله على كل حال عاطل أو حال والتسليم لقدرته سبحانه في كل حل وارتحال والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الماحي ببرهان الحق كل محال منقذ الناس بشفاعته وقد تورطوا من الغي في أوحال وتشبثوا بسوء انتحال والرضا عن آله وصحبه خير صحب وآل فكتبه إليكم من ظاهر مربلة حرسها الله وقد استظل في ظل إيالتكم القرار واطمأنت الدار وتمحض لعز خيلكم الانتصار لما خذلت الأنصار وإلى هذا أبقاكم الله فقد كان تقدم إيفاد المخاطبة على بابكم التماسا لنظركم الجميل وبابكم
الأصيل وجعل في يدكم العليا زمام التأميل ورجيت الأيام بانتظار ما يرد من ذلك المقام الجليل وقد أعيا على من تعدى على شيعتكم الأمر وضاق منه الصدر ووقع الانتصاف في المجال وصدقت عزائم الأولياء من الرجال وأمل فضل الله الذي يفرج الشدائد ورحمته المتعرفة العوائد إلى أن وصل رسولكم الفقيه الشريف الميمون النقيبة السعيد الإدارة الذى شهدت شيمته بالانتماء الصادق إلى المختار وسلالته المختارة أبو القاسم وصل الله عزة شرفه ونفع بمحبته سلفه وألقى مضمن ما توجه فيه وعرض الدواء الذي يبرى ء الداء ويشفيه فصادف قلبا إليه مقلوبا وهدى بتأييد الله وتوفيقه مغلوبا فيمن من الجنوح إلى مثابتكم أملا مطلوبا وقد كان شيعتكم بين أمرين من المقام بين أظهر الأولياء من أهل وادي آش محصلا من عهدهم مالا يتطرق النكث إلى وفائه ولا يتصدر الكدر إلى صفائه يفدون من النفوس بكرام النفوس ويستظهرون من الصبر الجميل بأضفى اللبوس ويعينون بما ملكت أيديهم وتدل على حسن الخواتم كرائم مبادئهم إلى أن يحي من حي عن بينة أو يهلك من هلك عن بينة أنفا لبيعة موثقة وطاعة متسقة أو اللحاق بأرض الكفر مؤثرا والحمد لله على الوقاية من ذلك داعية الهوى منخرطا في سلك من تعدى وهوى لتحرق الفتنة من آثارها أو تبلغ النفس ثارها فوقع بإشارتكم الدينية الاجتزا ورجى من أهل الله الخف وأمل منه الجزا وارتفع اللبس وطابت بالمثول ببابكم النفس وظهر لشيعتكم كفاء لعناية مقامكم الأسمى وعملا بما يجب من طاعة جلالتكم العظمى أن استحضر أهل العقد والحل ووجوه أهل الدين والفضل فخرج لكم عن المدينة بما اشتملت
عليه من الحصون والأقوات والبقاع والمستخلصات والرباع والحقوق على اختلاف الأنواع بحكم الهبة التي أوضح الشرح سبيلها وأثبت دليلها وحازها رسولكم أبقاه الله حيازة لم تبق شبهة ملك لغيركم فيها وسلمها من أمركم العزيز إلى من يكفلها ويكفيها فيدكم عليها لا يرفعها غصب غاصب ولا يدفع حجتها لغو مكايد للحق مناصب وهي ما هي من جباية يفضل فيها الدخل على الخرج وبلد الزرع والضرع والظهر والسرج ومعقل الإباية والمنعة أعزها الله بعز طاعتكم وهنأ أهلها نظمكم إياها في سلك جماعتكم وانصرف عنها إلى بابكم وتحت خفارة جنابكم بعد أن أقام أهلها مأتما للفراق وخدوا الخدود بدموع الآفاق وحكموا الزفير في الاطواق ولم يقع الخطور على بلده إلا وبرز أهلها يعج عجيجهم ويعلو بكاؤهم ونشيجهم حسرة لبيعة مكفورة وذمة مخفورة وعقد بغير الحق محلولة وحقوق مجهولة وقد صرفت الوجوه إلى الباب الذي يضم الشارد ويعذب الموارد ويروى الوارد ويؤنس الغريب ويضمن النصر العزيز والفتح القريب والدنيا وأهلها ما علمتم رهن نفاد وزيال والاعمار تطوى بين أيام تمر وليال ولا يبقى إلا فخر يخلد في الأعقاب ومنن تعقد في الرقاب وأجر يحسب يوم الحساب والملك وإن تفاضل يقوم بين أهله مقام الانتساب والنعرة المرينية باقية والهمم اليعقوبية عالية والحرمة متوالية وحقوق الدخيل في ذلك القبيل جديدة غير بالية وهذ أمر قدم العهد به ونرجو أن يكون الامتعاض له مناسبا والحق عاصبا والنفوس الكريمة لهضمه مشفقة والمساعي غير خافية ولا مخفقة وإذا وقع الشرف بلقائكم تستوفي المشافهة ما قصر عنه الكتاب وتوصل
الأسباب ويفتح من قبول الله على يدكم الباب وهو سبحانه يقيكم عثرات الأزمان ونكث الإيمان ويفني ذوي العدوان ويلبس الأرض بإيالتكم ملابس الأمان ويجعل طاعتكم عنوانا على طاعة الرحمن ويصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ومن ذلك الإمارة التي نقيها بالنفوس ونفديها ونلحم برود برها ونسديها ونستطلع أنباء عافيتها ونستهديها إمارة محل أخينا الذي مجده صراح وصبح فضله وضاح ولنا بتعرف راحته ارتياح الأمير الأجل الاعز الأسنى الأطهر الاظهر الأسمى الأسعد الأرشد الارضى المؤمل الأمضى الأفضل الأكمل أبو زيان ابن محل والدنا الذى ندين بإجلاله ونعترف بأفضاله ونستظهر بأقواله وأفعاله ونمت بالود المتوارث إلى جلاله السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله محفوظا من السرار بدره رفيعا بالعز قدره رحيبا بالفضل صدره ماضيا في طاعة الله وطاعة أبيه نهيه وأمره معظم أخوته الكريمة الأصالة وموقر إمارته الرفيعة الجلالة الداعي إلى الله لها بالعافية الدائمة والنعم المنثالة كما زين ببدرها مدار تلك الهالة وجعلها حليا لتلك الإيالة فلان سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي جعل بإزاء تألم عبده أجرا وثوابا وبإزاء شكره مزيدا وعطاء حسابا ووصل من نعمه العميقة أسبابا وألبس ذاتكم الطاهرة من العافية أثوابا وسوغ الإسلام من الاستبشار بإقبالها موارد عذابا والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي نقتبس من سنته الكريمة أخلاقا حميدة وآدابا ونلبس من الاقتدا بمراسمه الواضحة جلبابا ونصل الود في مرضاته
فنسعد حالا ومثالا والرضا عن آله وأصحابه الذين فضلوا الأمة أذهانا وألبابا ومكارم رغابا وتصادقوا في دينه فحمد منهم مآبا والدعاء لإمارتكم السامية التي أطلعت في سماء الجلالة شهابا وأنشأت في أفق الفضل سحابا ونادتها ألسن التوفيق فكانت المبادرة منها جوابا بالسعد الذي يفتح إلى مرضاة الله أبوابا ويمهد منه جنابا فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من آلائه أجزل الأقسام ووفر أسباب عافيتكم التي فيها أمل الإسلام ودافع عن ذاتكم الإمارية طوارق الآلام وألهمكم من الشكر على العافية ما يستدعى مزيدها كما وعد في كتابة الثابت الأحكام من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه ثم بما عندنا من التشيع لمقام محل والدنا أبيكم أعلى الله سلطانه ومهد أوطانه ثم بما يتبع ذلك من الاعتداد بودكم الذي يوثر شأنه ويجل مكانه إلا الخير الدائم واليسر الملازم والحمد لله وموجبه إلى جلالكم الذي نؤمله ونعده ونوثقه ونشده فلا يبلى لدينا وده هو أن رسولنا الآيب في هذه الأيام من أبوابكم الصادر بالبر والثناء على جنابكم كان مما عرفنا به أن ثواب الله تفقد ذاتكم الطاهرة وزيارته أوجبت لكم الأجور الفاخرة ثم تدارك سبحانه بالعافية التي أطلعت الأنوار الباهرة وسحبت البركات الطاهره فلولا أن الخبر اشتمل على خبر الراحة وأمن الساحة لعظم الأمر واشتغل الفكر لا كننا لم نقنع في هذه القضية بخبر واحد ولا اجتزينا بمعاين مفرد أو مشاهد فبعثنا هذا الكتاب لنستزيد به وضوحا ونطلب الخبر مشروحا ونستنشق من جو
السرور بمزيد عنايتكم روحا ونهنيكم أولا بإيابكم من السفر وثانيا بما من الله من رفع الضرر فإننا ننطوى من ودكم وتعظيمكم على عقائد لا تلتبس أصولها ولا تتعارض فصولها ونؤمل من مظاهرتكم في طاعة الله وطاعة والدكم ما يعود بعز الإسلام وأهله وقمع الكفر وذله وإظهار دين الله على الدين كله والله يحقق الأمان ويبلغ الآمال فمرادنا منكم أن تتفضلوا بالتعريف بحالكم لنكون على علم برفع الالتباس وذهاب الباس وتمام السرور والإيناس وفضلكم يتمم المقاصد والمآرب ويعذب من البر المشارب إن شاء الله
ومن ذلك الإمارة التي أشرق في سماء الملك شهابها واتصلت بأسباب العز أسبابها واشتملت على الفضل والطهارة أثوابها وأجليت قداح المفاخر فكان إلى جهة الله أشرابها إمارة محل أخينا الذي تأسس على مرضاة الله أصل فخره واتسم بالمرابط المجاهد على اقتبال سنه وجدة عمره وبدا بفضل الجهاد صحيفة أجره وافتتح بالرباط والصلاح ديوان نهيه وأمره لما يسره من سعادة نصبته وحباه من عز نصره الأمير الأعز الأرفع الأسنى الأطهر الأظهر الأمنع الأصعد الأسمى الموفق الأرضى محل أخينا العزيز علينا المهداة أنباء مأمول جواره إلينا أبي بكر السعيد ابن محل والدنا الذي مقاصده للإسلام وأهله على مرضاة الله جارية وعزائمه إلى نصر الملة الحنيفية متسارية السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله سديدة آراؤه ناجحة أعماله مسيرة أغراضه من فضل الله متمة آماله رحيبا في السعد مجاله يكنفه من الله ومحل أبينا غمام وارفة ظلاله هام نواله حتى يرضي الله
مصاعه بين يديه ومصاله وتمضي في الأعداء أمام رايته المنصورة نصاله أخوه المسرور بقربه المنطوي على مضمر حبه فلان سلام كريم طيب بر عميم يخص أخوتكم الفضلى وإمارتكم التي آثارها بحول الله تتلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله على ما كيف من ألطافه المشرقة الأنوار ويسره لهذه الأوطان بنصرته من الأوطار فكلما دجت بها شدة طلع الفجر عليها طلوع النهار وكلما اضطرب منها جانب أعاده بفضل من أقامه لذلك واختاره إلى حال السكون والقرار والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله المصطفى المختار الذي أكد جبريل صلوات الله عليهما حق الجوار حتى كاد يلحقه بالوسائل والقرب الكبار وصانا بالالتئام واتصال اليد في نصر الإسلام فنحن نقابل مرضاته بالبدار ونجري على نهجه الواضح الآثار ونرتجي باتباعه الجمع بين سعادة هذه الدار وتلك الدار والرضا عن آله وأصحابه وأنصاره وأحزابه أكرم الآل والأحزاب والأنصار الذين كانوا كما أخبر الله عنهم على لسانه الصادق الأخبار رحماء بينهم أشداء على الكفار والدعاء لإمارتكم السعيدة السعيدية بالتوفيق الذي تجرى به الأمور على حسب الاختيار والعز المنيع الذمار والسعد القويم المدار والوقاية التي تأمن بها أهلتها من السرار فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم أسنى ما كتب للأمراء الأرضياء الأخيار ومتعكم من بقا والدكم بالعدة العظمى والسيرة الرحمى والجلال الرفيع المقدار
من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زايد بفضل الله سبحانه ثم ببركة سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي أوضح برهانه إلا ألطاف باهرة وعناية من الله باطنة وظاهرة وبشارة بالقبول واردة وبالشكر صادرة والله يصل لدينا نعمه ويوالي فضله وكرمه وإلى هذا فإننا اتصل بنا في هذه الأيام ما كان من عناية والدكم محل أبينا أبقاه الله بهذه البلاد المستندة إلى تأميل مجده وإقطاعها الغاية التي لا فوقها من حسن نظره وجميل قصده وتعيينكم إلى المقام بجبل الفتح إبلاغا في اجتهاده الديني وجده فقلنا هذا خبر إن صدق مخبره وتحصل منتظره فهو فخر تجددت أثوابه وإعشاء تفتحت أبوابه وعمل بر عند الله ثوابه فإن الأندلس عصمها الله وإن أنجدتها عدده وأمواله ونجحت فينصرها مقاصده الكريمة وأعماله لا يذر موقع النظر لها من نفسه وزيادة يومها في العناية على أمسه حتى يسمح لها بولده ويخصها بقرة عينه وفلذة كبده فلما ورد الخبر الذي راقت منه الخبر ووضحت من سعادته الغرر بإجازتكم البحر واختياركم في حال الشبيبة الفخر وصدق مخيلة الدين فيكم واستقراركم في الثغر الشهير الذي افتتحه سيف جدكم واستنقذه سعد أبيكم سررنا بقرب المقام ودنو الدار وقابلنا صنع الله بالاستبشار ووثقنا وإن لم نزل على ثقة من عناية الله وعناية محل والدنا بهذه الأقطار وحمدنا الله على هذه الآلاء المشرقة والنعم المغدقة والصنايع المتألقة بادرنا نهني أخوتكم أولا بما يسر الله تعالى لكم من سلامة المجاز ثم بما منحكم من فضل الاختصاص بهذا الفرض والامتياز فإمارتكم الإمارة التي أخذت بأسباب العلا وركبت إلى الجهاد في سبيل الله
جياد الخيل وجياد الماء وأصبحت على حال الشبيبة شجا في حاوق الأعداء وسبقت الذي منه في الحديث والقديم كان جهاد الأعداء ونحن أحق بهذا الهنا ولكنها عادة الود وسنة الأخا والله عز وجل يجعله مقدما ميمون الطائر متصل البشائر متهلل بصنع الله بعده وجوه القبائل والعشائر ويجري خبر سعادته مجرى الخبر السائر وبشكر محل والدنا فيما كان من اختياره ومزيد إيثاره ويجازيه جزاء من سمح في ذاته بمظنة ادخاره ولما رأينا أن هذا الغرض لا يجتزأ فيه بالكتابة دون الاستنابة وجهنا لكم من يقوم بحقه ويجري من تقرير ما لدينا على أوضح طرقه وهو القائد كذا ومجدكم يصغى لما يلقيه ويقابل بالقبول ما من ذلك يوديه والله عز وجل يصل سعادتكم ويحرس مجادتكم والسلام
ومن ذلك الإمارة التي إلى مثابتها تهوى ركاب الأمال وعلى أصالتها تقصر أوصاف الكمال فأفعال إشارتها الكريمة معتمدة الإعمال ومعلم غرضها موصول بالإكمال إمارة محل أخينا الذي بهرت جلالته وظهرت ظهور الصبح المبين طهارته وأصالته وسعدت في سما الملك هالته الأمير الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله بعيد النظير والشبيه ممتعا بأيام أبيه جاريا في كل أحواله على ما يرضى الله ويرضيه حتى تصدق آمال الدين فيه وتشقى بجهاده تحت رايته المنصورة أحزاب الكفر وذويه معظم قدره الأسمى وموقر إمارته العظمى فلان سلام كريم طيب بر عميم يخص أخوتكم الكريمة ورحمة الله وبركاته
أما بعد حمد الله واصل الأسباب ومسدى الآراب الذي جعل المودة فيه كفيلة بالزلفى وحسن المآب والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله ذي المجد الصراح اللباب والعز الرفيع الجناب رسول الرحمة المفتحة الأبواب وهادى الخلق إلى مستقر الكرامة ومثابة الثواب والرضا عمن له من الآل والقرابة والأصحاب الذين نصروه في حياته بإعمال السمر اللدان والبيض العضاب وخلفوه في أمته بالهدى المشرق الشهاب والدعاء لمقام والدنا أبيكم بالسعد الضافي الأثواب والنصر الحميد المآب والصنع الذي تروق سماته عند تجليها لأبصار أولى الألباب فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من السعادة أسنى ما كتبه لمثلكم من علية الأمراء ووفر حظكم من مقاسم السراء وأضفى عليكم ملابس الاعتناء وحفظ من طوارق الحدثان إمارتكم السامية البناء من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زايد بفضل الله الذي يؤمل بعد وصول التشيع فيكم اتصاله والسير الذي راقت بفضل الله ثم ببركة إمارتكم بكره وآصاله وحبنا فيكم قد تمخض زلاله ووقفت علينا أماني الدين وآماله وإلى هذا وصل الله أسباب سعدكم وحفظ علينا ما نستعذبه من ودكم فإننا لو أمكنا أن تكون المراسلة والمخاطبة بيننا وبينكم تتردد مع الأنفاس فضلا عن الساعات لأنضينا ركاب الاستطاعات واقتنينا من ذلك أنفس البضاعات ولكن الاعذار تتيح التأخير في العبادات والطاعات فضلا عما للمودة من المراعات وكنتم عندما أصابكم التألم الذي توفر فيه الثواب وضفت بعد العافية الأثواب وردت علينا الإشارة الكريمة بتوجيه طبيب دارنا كي
يباشر خدمتكم في جملة من ببابكم من الأطبا والحكما أولي الألباب ووافق ذلك الطبيب المذكور وقد أصابته شكاية تخبط في أشراكها ونحى منحى الحارث بن همام في وطيس عراكها وعجز النفوس البشرية عن الإدراك غاية إدراكها وبيد باريها سبحانه أزمة سكونها وحراكها فلما بان إبلاله وظهر استقلاله صرفنا مثابتكم الإمارية وجه ابتداره وأمرنا بحث تسياره فتلبيته الندا بذلك مشروعة ودعوته بكل فج عميق مسموعة ومن أخر واجبا لعذره ثم قضاه فهو كمن أوقعه في ميقاته المختار وأمضاه وغاية الطب كما تقرر غرضان أحدهما إزالة المرض ورفع السبب الكفيل بدفع العرض وثانيها حفظ الصحة بحالها وإيجاد الأفعال الطبيعية بكمالها فمذ أغنى الله عن الأول بكمال العافية وانسحاب أثوابها الضافية ومن على المسلمين بإتاحة راحتكم بلطائفه الخافية فعسى أن يكون لهذا الحكيم في الغرض الثاني غنا زائد ونجح بتسني الآمال رائد فأنتم مقلة الإسلام التي بها يبصر ومقامكم ومقام أبيكم هو العدة التي بها ينتصر فإن شملتكم العافية شملت الأقطار ومن فيها وإذا ألم بكم ألم أكبت ليديها وفيها فمرضكم يمرضها وشفاؤكم يشفيها وقد حملنا الإدلال الذي هو عنوان الوداد وعلامة خلوص الاعتقاد أن وجهنا إلى بابكم معه من يتصرف فيما تعين من هذه الأغراض من خدمة ويتطوق من قبولكم عليه بأعظم نعمة وذلك كذا من الروميات وكذا من صبيان الروم وكذا من البغلات ولو كان قدركم بحيث تلقى هدية تناسبه أن توجد تحفة يكافأ بها جانبه لذهبنا مذهب الاعتذار واعترفنا بالتقصير في حقوقكم الكبار ولكنه إن عظم الحق الكبير وجل أن يأخذه التقدير يتساوى فيه الجم واليسير والتافه والخطير فليس إلا ود لا يتهم بالنقص والتقصير جانبه ولا ترمى بالالتباس مذاهبه والله تعالى يصله محفوظا من الغير مكنوفا بفضل السير حتى تجتمع اليد على جهاد العدو وتفوز تلك
المثابة الكريمة بالثناء المتلو والفخر المجلو وقد ألقينا إلى موصله الحكيم المذكور من تقرير الود اللباب والخلوص الوثيق الأسباب بيان ما أجملته عبارة هذا الكتاب وفضلكم يتكفل بالإصغاء إلى ما من ذلك يوديه والقبول على ما يعيده ويبديه بفضل الله سبحانه وهو يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ومن ذلك المقام الذي تقلد نافلة الفضل شفعا وجود سورة الكمال إفرادا وجمعا وجمع بين المنح والتهنئة بالفتح فأحرز الكمال أصلا وفرعا واستحق الشكر عقلا وشرعا وأغرى ايدى جوده بالمقصد الذي هو حظ وليه من وجوده فأثار من جيش اللقا نفعا ووسط به جمعا مقام محل أخينا الذي أقلام مقاصده دربة بحسن التوقيع وعيون فضله مذكاة لإحكام الصنيع وعذبات فضله تنفق بذروة العلم المنيع ومكارمه تتفنن فيها مذاهب التنويع أبقاه الله وألسن فضله ناطقة وأقيسه سعده صادقة وألويته بالنصر العزيز خافقة وبضائع مكارمه في أسواق البر نافقة وعصائب التوفيق لركائب أغراضه موافقة السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى وأخوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته مجل قدركم وملتزم بركم وموجب حمدكم وشكركم فلان أما بعد حمد الله الذى جعل الشكر على المكرمات وقفا ونهج منه بإزائها سبيلا لا تلتبس ولا تخفي وعقد بينه وبين المزيد سببا وحلفا وجعل المودة في ذاته مما يقرب إليه زلفى مربح تجارة من قصد وجهه بعمله حتى يرى الشيء ضعفا
وناصر هذه الجزيرة من أوليائه الكرام السير بمن يوسعها فضلا وعطفا ويدنى ثمار الآمال فنتمتع بها اجتناء وقطفا والصلاة على سيدنا ومولانا محمد النبي العربي الكريم الرؤوف الرحيم الذي مد من الرحمة على الأمة سجفا وملأ قلوبها تعاطفا وتعارفا ولطفا القائل من أيقن بالخلف جاد بالعطية ووعد من عامل الله بربح المقاصد السنية وعدا لا نجد فيه خلفا والرضا عن آله وأصحابه الذين كانوا من بعده للإسلام كهفا وعلى أهله في الهواجر ظلا ملتفا غيوث الندا كلما شاموا سماحا وليوث العدا كلما شهدوا زحفا والدعاء لمقام أخوتكم الأسعد بالنصر الذي يكف من عدوان الكفر كفا والمجد لذي لا يغادر كتابه من المفاخر الذى ترك الأول للآخر حرفا والى هذا أيدكم الله بنصر من عنده وحكم لملككم الأسمى باتصال سعده وأنجحز في ظهوره على من عاند أمره سابق وعده فإننا نقرر لدى مقامكم وإن كان الغني بأصالة عقله عن اختلاف الشاهد ونقله وجلاء البيان وصقله أن الهدايا وإن لم تحل العين بها كلما حلت أو تناوبها الاستنزار فما نبهت في لحظ الاعتبار ولا جلت أو كانت زيفا كلما أغرى بها الاختيار قلت لا بد أن تترك في النفوس ميلا وأن تستدعي من حسن الجزاء كيلا وأن تنال من جانب التعاطف والتراحم نيلا وأي دليل أوضح محجة وأبين حجة من قوله {صلى الله عليه وسلم} تهادوا تحابوا من غير تبيين مقدار ولا إعمال اعتبار ولا تفرقه بين لجين ولا نضار فكيف إذا كانت الهدية فلذة الكبد الذي لا يلذ العيش بعد فراقها ولا تضيء ظلم الجوانح إلا بعد طلوع شمسها وإشراقها وجمع الشمل الذي هو أقصى آمال النفوس الألفة والنواظر المصاحبة للحنين المحالفة ولا سيما إذا اقتعدت محمل الهنا بالفتح الرائق السنا وخفت بها
من خلفها وأمامها صنايع البر وقومه الاعتنا فهناك تفخر ألسن السنا وتتطابق أعلام الشكر السامية البنا وأننا ورد علينا كتابكم الذي سطره البر وأملاه وكنفه اللحظ وتولاه ووشحه البيان وحلاه مهنئا بما منحه الله جل جلاله من رد الحق وتحقيق الحق وتعين الجمع ورفع الفرق وتطويق الأمان وأمان الطوق وإسعاد السعد وبلوغ القصد وقطع دابر من جحد نعمة الأب والجد وسل سيف البغي دامي الخد فالحمد لله حمدا يلهمه ويتيحه ونسله أمدادا يسوغه ويسيحه على أن أحسن العقبى وأعقب الحسنى وأرى النعم بين فرادى وشتى وجمع الشمل وقد تبدد وجدد رسم السعادة لهذا القطر فتجدد وأخذ الظالم فلم يجد من محيص وجمع لنا الأجر والفخر بين تخصيص وتمحيص وقلد برءوس أولئك الفجرة الغدرة شرفات الفرضة التي فرعوها وأطفأ بمراق دمائهم نار الضلالة التي شرعوها وكتب لقبيلكم الفضل الذي يحمد ويشكر والحق الذي لا يحجد ولا ينكر فلقد أوى لما تبرأت الخلصان وتخفى عند ما تنكر الزمان وسبب الإدالة وطلوع الأصالة والجلالة حتى فرج الله الكربة وأنس الغربة وأقال العثرة وتقبل القربة له الحمد على آلائه وصلة نعمايه ملء أرضه وسمائه ووصل صحبته الولد مكنوفا بجناح اللطف ممهدا له ببركتكم مهاد العطف فبرزنا إلى تلقيه تنويها بهديتكم وإشادة وإبداء في بركم وإعادة وأركبنا الجيش الذي آثرنا لحين استقلالنا عرضه وقررنا بموجب الاستحقاق فرضه فبرز إلى الفضاء الأفيح حسن الترتيب سافرا عن المرأى العجيب ولولا الحنين الذي تجده النفوس للأبناء وتستشعره والتشوق للقاء الذي لا يجحده منصف
ولا ينكره لما شق علينا طول مقامه في حجركم ولا ثواؤ لصق أريكة أمركم فجواركم محل لاستعادة رسوم الإمارة وتعلم السياسة والإدارة حتى يرد علينا يقدم كتيبة جهادكم ويقود إلينا طليعة نصركم إيانا وإمدادكم فنحن الآن نشكر مقاصدكم التي اقتضى الكمال سياقها وزين المجد آفاقها وقدرها فأحكم طباقها ونقرر لديكم أن حظنا من ودادكم ومحلنا من جميل اعتقادكم حظ بان رجحانه وفضله ولم يتأت بين من سلف من السلف مثله من الصحبة في المنزل الخشن وهي الوسيلة وفي رعيها تظهر الفضيلة والاشتراك في لازم الوصول إلى الحق وضم أشتات الخلق والمودة الواضحة الطرق إلى ما بين السلف من الود الآمن بدره من الكلف المذخور إذمته للخلف فإذا كانت المعاملات جارية على حسبه وشعبها راجعة إلى مذهبه جنى الإسلام ثمرة حافلة واستكفى الدين إياله كافلة فالله عز وجل يمهد البلاد بيمن تدبيركم ويجري على مهيع السداد جميع أموركم ويجعلكم ممن زين الجهاد عواتق أعماله وكان رضا الله أقصى آماله حتى تربى مآثركم على مآثر سلفكم الذي عرف هذا الوطن الجهادي أمدادهم وشكر جهادهم وقبل الله فيه أموالهم وأولادهم وحسن من أجله معادهم وقد حضر بين يدينا رسولكم الذي وجهتم الولد أسعده الله إلى نظره وتخيرتموه لصحبة سفره فلان وهو من الأمانة والفضل والرجاحه والعقل بحيث طابق اختياركم واستحق إيثاركم فأطنب في تقدير ما لديكم من عناية بهذه الأوطان عينت الرفد وضربت الوعد وأخلصت في سبيل الله القصد وغير ذلك مما يؤكد المودة المستقرة الأركان على التقوى والرضوان فأجبناه بأضعاف ذلك مما لدينا لديكم وقابلنا بالثناء الجميل قولكم وعملكم والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
الأبواب التي تفتح لنصرها أبواب السماء وتستدر من آفاقها سحاب النعماء وتجلى بأنوار سعدها دياجي الظلماء وتعرف نكرة العباد والبلاد بالانتساب إلى محبتها والانتماء على اختلاف العروض وتباين الحدود وتعدد الأسماء وتجتزئ من صلاة صلاتها عند الموانع من كمال حالات صفاتها بالإيماء وتحمل لها التحية ذات الدسر والألواح طاعنة نحر الصباح على كبد الماء أبواب السلطان الكبير الجليل الشهير الظاهر الطاهر الأوحد الأسعد الأصعد الأمجد الأعلى العادل العالم الفاضل الكامل سلطان الإسلام والمسلمين عماد الدنيا والدين رافع ظلال العدل على العالمين جمال الإسلام علم الأعلام فخر الليالي والأيام ملك البرين والبحرين ( إمام الحرمين ) مؤمل الأمصار والأقطار عاصب تاج الفخار هازم الفرنج والترك والتطار الملك المنصور ابن الأمير الرفيع المجادة الكريم الولادة الظاهر الطاهر الكبير الشهير المعظم الممجد الأسمى الموقر الأعلى فخر الملة سيف الأمة تاج الإمارة عز الإسلام مستظل الأنام قمر الميدان أسد الحرب العوان المقدس المطهر الأمير أحمد بن والد السلاطين وملك المسلمين وسيف خلافة الله على العالمين وولي المؤمنين سلطان الجهاد والحج ومقيم رسم العج والبج والثج محي
معالم الدين قامع المعتدين قاهر الخوارج والمتمردين ناصر السنة محي الملة ملك البرين والبحرين سلطان الحرمين الملك العادل العالم العامل الطاهر الظاهر الأسعد الأصعد الأوحد الأعلى المنصور المؤيد المعان المرفع المعظم المبجل المجاهد المرابط الغازي الممجد المكمل المطهر الكبير الشهير المقدس الملك الناصر أبو عبد الله محمد بن قلاون الصالحي جعل الله قسطاس دعوته معمودا بعمود الصبح وحركات عزمه مبنية على الفتح ومجمل سعادته غنيا عن الشرح وجياد أوصافه متبارية في ميدان المدح وزناد آرابه وارية عن القدح موجب حقه وجوب الشعائر الخمس المرحب لأجل أفقه الشرقي بوفادة الشمس المجدد في اليوم حكم ما تقرر بين السلف رحمه الله في الأمس أمير المسلمين بالأندلس عبد الله الغالب به محمد بن يوسف بن إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب كما زحفت راية الصباح تقدمها طلائع مبشرات الرياح تفاوح زهر الأدواح وتحاسن طرر الوجوه الملاح يخص أبوتكم التي رتب العز فصولها وعضدت نصوص النظر فصولها ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذى جعله فاتحة القرآن وخاتمة دعا أهل الجنان وشكره على ما أولى من مواهب الإحسان حمدا وشكرا استخدما زمر الإحسان ملكتي القلب واللسان والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله زهرة كمامة الأكوان وسيد ولد آدم على اختلاف اللغات والألوان الذي أذل بعزة الله أنوف الطغيان وغطى بدينه الحق على الأديان زويت له الأرض فرأى ملك أمته يبلغ ما زوى له فكان الخبر وفق العيان والرضا عمن له من الأصحاب والأحباب والأعمام والأخوال والإخوان صلاة يجددها الجديدان ويمليها
الملوان وتتزاحم على تربته المقدسة مع الأحيان ما سجعت طيور البراعة في أغماد اليراعة على الأفنان والتفتت عيون الالتفات من بين أجفان البيان والدعاء لمقام أبوتكم الشريفة جعل الله عصمته يقيم بها وظيفتي الحجابة والاستئذان وضرب بدعوتها التي هي لدة الإمامة والأذان على الآذان واستخدم بروح الفلك الدوار في أمرها العزيز الأنصار والأعوان حتى يعمل في المدافعة عن حماها مخالب السرحان وفي الإشادة بعدلها كفتى الميزان ويهدي لها من الزهرة كرة الميدان ومن الهلال عوض الصولجان وأبقى في عواملها ضمير الأمر والشان إلى يوم تعنى وجوه الملوك إلى الملك الديان فإننا كتبناه إلى تلك الأبواب كتب الله لعتبها النصر الداخلة كما أخجل بمكارمها السحاب الباخلة وجعل مفارق مناصلها المختضبة من نجيع عداها عين الناصلة وقرن بكل سبب من أضدادها فاصلة من دار ملك الإسلام بالأندلس حمراء غرناطة وصل الله سبحانه عادة الدفاع عن أرجائها وشد بأيدي اليقين عرى أملها في الله ورجائها حيث المصاف المعقود وثمن النفوس المنقود ونار الحرب ذات الوقود حيث الأفق قد تردى بالقتام وتعمم والسيف قد تجرد وتيمم وغبار الجهاد يقول أنا الأمان من دخان جهنم حيث الإسلام من عدوه كالشامة من جلد البعير والتمرة من أوسق العير حيث المصارع تتزاحم الحور على شهدائها والأبطال يعلو بالتكبير مسمع ندائها حيث الوجوه الضاحكة المستبشرة قد زينتها الكلوم وفر عن سماتها اللوم ودارت بها الجوامع تواريها وسلمت منها النفوس إلى الله مشتريها حيث لا آله إلا الله قد اقتطعها عمن وراءها بحر يزخر وكفر عن الإقدام
عليها لا يتأخر وكلمة بتثليث الله تفخر تعالى الله عن ذلك وأمة لا تصون نفوسها عن الموت ولا تذخر وعندنا من التعظيم لتلك الأبواب ما لو اعتقدته الرياح لسكنت وقارا أو الأفلاك ما الفت مدارا توسع عن أنبائكم مطالع الصباح استخبارا ونستهدي لطائفها أنفاس الرياح أصائل وأسحارا ونقنع بالقليل قنوع المحب إذا لم يجد مزارا ونعد من الاستغراق بجهاد المراد المراق عن مراسلة تلك الآفاق أعذارا لا يوسعها الحق إلا قبولا وإيثارا ولما ضاق نطاق الصبر عن ذلك عما يواريه وأصبح بين خجل يلقيه وأمل يغريه وبرى اليراع إلى مكة شوق كاد يفنيه عمن يبريه أصدرنا هذه المخاطبة الحمرا قد ورد خدها الخجل وقصر عن القيام بعذرها المروي والمرتجل تنوب عن الكلام بالإشارة وتخاف الرد لإغفال الزيارة واقفة بباب الإيوان متقاصرة بدارة الخوان عن رتب الإخوان قصاراها تحصيل الإغضا عن قصورها ورفع الإهمال عن سورها والارتما عن غربتها وبعد رتبتها ورعى وسيلتها وقربتها فلتنعم الأبواب الشريفة بالإصغاء وليلغ عن باب الإلغا ولتعلم مجالسها الممهدة على التقوى المؤسسة وحلومها المشرقة المقدسة أن هذا القطر الذي أفضت إلينا رعاياه ومهدت لسياستها أكوار مطاياه وجعلت بيدنا والمنة لله عباب عطاياه قطر مستقل بنفسه مرب يومه في البر على أمسه زكي المنابت عذب المشارب متمم المآمل مكمل المآرب فاره الحيوان معتدل السمن والألوان وسيطة في الأقاليم السبعة شاهدة لله بأحكام الصنعة أما خيله ففارهة وإلى الركض شارهة وأما سيوفه فلمواطن الغمود كارهة وأما أسله فحسن النعت لين العطف وأما أسنته فمتداركة الخطف وأما عوامله فبينة الحذف وأما نباله فمحذورة القذف
إلا أن الإسلام في سفط مع الحيات ودريئة للمنيات الوحيات وهدفا للنبال وأكلة للسبال تطأهم الغارات المتعاقبة وتتخيفهم الحدود المصاقبة وتجوس خلالهم العيون المراقبة وتريب من أشكال مختطهم إلا بفضل الله العافية فليس إلا الصبر والضرب الهبر والهنى والتبر والمقابلة والجبر وقد حال البحر بينهم وبين إخوان ملتهم وأساة علتهم يقومون بهذا الغرض عن أهل الأرض ويقرضون ملك يوم العرض أحسن القرض فلولا بعد المدى وغول الردى ولغط العدا وما عدا عمائدا لسمعتم تكبير الحملات وزئير أسود تلك الفلات ودوى الحوافر وصليل السيوف من فوق المقاصر وصراخ الثكالى والارتفاع إلى الله تعالى ولو ارتفع قيد المكان وهو للأولياء مثلكم من حيز الإمكان لمغلتم مقل الأسنة الزرق حالة من أطراف قضب الرماح محال الورق وأبصرتم القنا الخطار قد عاد أخله والسيوف قد صارت فوق بدور الحدود أهلة وعقود الشهادة عند قاضي السعادة مستقلة وكان كما تحضره علومكم الشريفة حذق سورة الفتح وآخر دلاء ذلك المنح عرض على الفاروق فاحتاط وأغرى به من بعده فاستشاط واختط وخاط وسرحت خيل ابن أبي سرح في خبر يدعو إلى الشرح حتى إذا ولد مروان تقلدوا كربتها التي هوت وخضموا ما أنضجت ورثة الحق وشوبت ويدهم على الأمر احتوت وفازت منه بما نوت نفل ولايده الوليد وجلب له الطارف والتليد وطرقته خيل طارق وضاقت عن أخباره المهارق وجلت الفائدة وظهر على الذخيرة التي منها المائدة ثم استرسل المهب ونصر الرب ويكثر الطير حيث ينتشر الحب وصرفت أسراب الشام أعفتها إلى التماس خيره وطارت
بأجنحة الغرام تيمنا بطيره وقصدته الطلائع صحبة بلج بن بشر وغيره ففتحت الأقفال ونفلت الأنفال ونجح الفال ودسمت الأغفال وافتتحت البلاد الشهيرة وانتقيت العذارى الخيرة واقتنيت الذخيرة وتجاوز الإسلام الدروب وتخطا وخضد الأرطى وأركب وأمطى واستوثق واستوطى وتثاءب وتمطى حتى إذا تعددت مراحل البريد وسخنت عين الشيطان المريد واستوسق الإسلام ملك ضخم السرادق مرهوب البوارق رفيع العمد بعيد الأمد تشهد بذلك الآثار والأخبار والوقائع الكبار والأوراق والأسطار وهل يخفي النهار ولكل هبوب ركود والدهر حسود لمن يسود فراجعت الفرنج كرتها واستدركت معرتها فدوخت جوارحها وحلقت وأومضت بوارقها وتألقت وتشبثت وتعلقت وارسلت الأعنة وأطلقت وراجعت العقائل التي طلقت حتى لم يبق من الكتاب إلا الحاشية ولا من الليل إلا الناشية وسقطت الغاشية وأخلدت ألفية المتلاشية وتقلصت الظلال الفاشية إلا أن الله تدارك بقوم رجح من سلفنا استثبتوا في مستنقع الحرب أقدامهم وأخلصوا لله بأسهم وأقدامهم ووصاوا سيوفهم الباترة بخطاهم وأعطاهم منشور العز من أعطاهم حتى تعين الدين وتحيز واشتهر بالموافقة وتميز وعادت الحروب سجالا وعلم الروم أن لله رجالا وقد أوفد جدنا رضي الله عنه على أبواب سلفكم من وقائعه في العدو كل منتشره ووجودية نتشرة ضحكت لها ثغور الثغور وسرت في الأعطاف حميا
السرور وكانت المراجعة عنها شفا بالصدور وتمائم في الدور وخفرا في وجوه البدور فإن ذمام الإسلام موصول وفروعه تجمعها في الله أصول وما أقرب الحق ممن داره صول والملة والمنة لله واحدة والنفوس لا منكرة للحق ولا جاحدة والأقدار معروفة والآمال إلى ما يوصل إلى الله مصروفة فإذا لم يكن الاستدعاء أمكن الدعا والخواطر فعالة والكل على الله عالة والدين غريب والغريب يحن إلى أصله والمرء كثير بأخيه على بعد محله ولما صير الله إلينا تراثهم الهنى وأمرهم السنى وبناءهم العبادى وملكهم الجهادى أجرانا وله الطول على سننهم ورفع أعلامنا في هضابهم المشرقة وقننهم وحملنا فهم خير حمل ونظم لنا بهم أي شمل وألبس أيامنا سلما فسيح الإثارة وأحكم الإدارة وهنا الإمارة ومكن العمارة وأمن في البر والبحر السيارة والعبارة لولا ما طرقهم فيها من تمحيص أجلى عن تخصيص وتمحض بتره بعد تخليص ومرام عويص نبثكم بثه ونوالي لديكم حثه ونجمع منبثة فإن فى قص الحوادث ذكرى ومعروف الدهر لا يومن أن يكون نكرا وشر الوجود معاقب بخيره والسعيد من اتعظ بغيره والحزم أفضل ما إليه ينتسب وعقل التجربة بالمران يكتسب وهو أن بعضا ممن ينتسب إلى بيتنا بوشايج الأعراق لا بمكارم الأخلاق ويمت إلينا بالقرابة البعيدة لا بالنصبة السعيدة ممن كفلناه يتيما وصناه
ذميما شتيما وبوأناه مبوأ كريما بعد أن نشأ حرفوشا ذميما وملعونا لئيما ونوهناه من خموله بالولاية ونسخنا حكم تسحبه بآية العناية داخل أخا لنا كنا ألزمنا الاقتصار على قصره ولم نجعل أداة تدل على حصره وسامحناه في كثير من أمره ولم نرتب بزيده ولا عمره واغتررنا برماده على حجره فاستدعى له من الصعاليك شيعته كل درب بفك الأغلاق وتسرب انفاق النفاق وخارق للإجماع والاصناق وخبير بمكايد الخراب ومذاهب الفساق وتسور بهم القلعة من ثلم شرع في سده بعد هده ولم تكمل الأقدار المميزة في حده في ليلة آثرنا مبيتها ببعض البساتين خارج قصرنا واستنبنا من يضطلع بأمورنا فاستتم الحيلة التي شرعها واقتحم القلعة وافترعها وجدل حرسة العورة وصرعها وكبس محل النائب عنا وحدله ولم ينشب أن جدله واستخرج الأخ اليايس فنصبه وشد به تاج الولاية وعصبه وابتز أمرنا وغصبه وتوهم الناس أن الحادثة على ذاتنا قد تمت والدبرة بنا قد ألمت ولقد همت بخذل الناصر وانقطعت الأواصر وأقدم المتقاصر واقتحمت الأبهاء والمقاصر وتفرقت الأجزاء وتحللت العناصر وفقد من عين الأعيان النور الباصرة فأعطوه طاعة معروفة وأضحت الوجوه إليه مصروفة وركضنا وسرعان الخيل تقفو أثر شجاتنا والظلام يخفيها وتكفي علينا السماء والله يكفيها إلى أن خلصنا إلى مدينة وادي آش خلوص القمر من السرار لا نملك إلا نفسا مسلمة لحكم الأقدار ملقية لله مقادة الاختيار مسلوبة الملك والبل د والأهل والولد والشعار والأثار لا تعرف سببا لنكث العهد من بعد العمل بموجبه والاستقرار وناصحنا أهل المدينة فعملوا على الحصار واستبصروا
في الدفاع عنا أتم الاستبصار ورضوا لبيوتهم المصحرة وبساتينهم المستبحرة بفساد الحديد وعياث النار ولم يرضوا لجوارهم بالإخفار ولا لنفوسهم بالعار إلى أن كان الخروج عن الوطن بعد خطوب تسبح فيها الأقلام سبحا طويلا وتوسعها الشجون شرحا وتأويلا ويلقى القصص منها الأذان قولا ثقيلا وجزنا البحر وضلوع موجه إشفاقا علينا تخفق وأكف رياحه حسرة تصفق ونزلنا من جناب سلطان بني مرين على المثوى الذي رحب بنا ذرعه ودل على كرم ا لاصول فرعة والكريم الذي وهب فأجزل ونزل لنا عن الصهوة وتنزل وخير وحكم ورد على الدهر الذي تهكم واستعبر وتبسم وآلى وأقسم وبسمل وقدم واستركب لنا واستخدم ولما بدا لما وراءنا سيئات ما اكتسبوا وحققوا ما حسبوا وطفا الغثا ورهبوا ولم ينشب الشقى الجرى أن قتل البائس الذي مده بزيفه وطوقه بسيفه ودل ركب المخافة على خيفة إذ أمن المغصوب من كيده وجعل ضرغامه بازيا لصيده واستقل على أريكته استقلال الظليم على تريكته حاسر الهامة متنفقا بالشجاعة والشهامة مستظهرا بأولى الجهالة والجهامة وساءت في محاولة عدو الدين سيرته ولما حصحص الحق انتكثت مريرته وخبثت سريرته وارتابت لحينه المستور جيرته وفغر عليه طاغية الروم فمه فالتهمه ومد عليه الصليب ذراعه فراعه وشد عليه الكفر يده فما عضده الله ولا أيده وتخرمت ثغور الإسلام بعد انتظامها وشكت إلى الله باهتضامها وغصت بأشلاء عباد الله وعظامها ظهور أوضامها وركلت السنة والجماعة وانقطعت من النجح الطاعة واشتدت المجاعة وطلعت
شمس دعوتنا من المغرب فقامت عليها الساعة وأجزنا البحر تكاد جهتاه تتقارب تيسيرا ورياحه لا تعرف في غير وجهتنا مسيرا وكأن ماءه ذوب لقي إكسيرا ونهضنا يتقدمنا الرعب ويتبعنا الدعا وتحاجى بنا الإشارة ويحفزنا الاستدعاء وأقصر الطاغية عن البلاد بعد أن ترك ثغورها مهتومة والإخافة عليها محتومة وطوابعها مفضوضة وكانت بنا مختومة وأخذت الخائن الصيحة فاختبل وظهر هوره الذي عليه جبل فجمع أوباشه السفلة وأوشابه وطرقه الذي غش به المخض وشابه وعمد إلى الذخيرة التي صانتها الأغلاق الحريزة والمعاقل العزيزة فملأ بها المناطق واستوعب الصامت والناطق والوشح والغراطق واحتمل عدد الحرب والزينة وخرج ليلا عن المدينة واقتضت آراؤه الفائلة وهامته الشايلة ودولة بغيه الزائلة أن يقصد طاغية الروم بقضه وقضيضه وأوجه وحضيضه وطويله وعريضه من غير عقد اقتضى وثيقته ولا أمر عرف حقيقته إلا ما أمل اشتراطه من تبديل الكلمة واستئصال الأمة المسلمة فلم يكن إلا أن تحصل في قبضته ودنا من مضجع ربضته واستشار نصحاه في أمره وحكم الحيلة في جناية غدره وشهره ببلده وتولى بعد قتله بيده وألحق به بعبد جميع من أمده في غيه وظاهره على سوء سعيه ووجه إلينا برءوسهم فنصبت بمشور غدرها وقلدت لبة تلك البنية بشذرها وأصبحت عبرة للمعتبرين وآية للمبصرين وأحق الله الحق بكلماته وقطع دابر الكافرين وعندنا إلى أريكة ملكنا كما رجع القمر إلى بيته بعد كيتة وكيته أو العقد إلى جيده بعد انتشار فريده أو الطير إلى وكره مفلتا من غدر الشرك ومكره ينظر الناس
إلينا بعيون لم تر منذ غبنا من محيا رحمة ولا طمثت عليها بعدنا غمامة نعمة ولا باتت للسياسة في ذمة ولا ركنت لدين ولا منة فطوينا بساط العتاب طى الكتاب وعاجلنا سطور المؤاخذة بالإضراب وأنسنا نفوس أولى الافتراق بالاقتراب وسهلنا الوصول إلينا واستغفرنا الله لنفسنا ولمن جنى علينا فلا تسلوا عما آثار ذلك من استدراك ندم ورسوخ قدم واستمتاع بوجود بعد عدم فسبحان الذى يمحص ليثيب ويأمر بالدعاء فيجيب وينبه من الغفلة ويهيب ويجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه ينيب ورأينا أن نطالع علومكم المشرفة بهذا الواقع تسييبا للفاتحة المعتمدة وتمهيدا للموالاة المجددة فأخبار الأقطار مما تنفقه الملوك على أسمارها وترقم ببدائعه هالات أقمارها وتستفيد منه حسن السير والأمان من الغير وتستعين على الدهر بالتجارب وتستدل على الشهد بالغائب وبلادكم ينبوع الخير وأهله ورواق الإسلام الذي يأوى قريبه وبعيده إلى ظله ومطلع نور الرسالة وأفق الرحمة المنثالة تقوم علينا الكواكب تضرب آباط أفلاكها وتتخلل مداريها المذهبة غداير أحلاكها وتستدعي البدور ثم يدعو بها إلى المغرب الخدور وتطلع الشموس متجردة من كمام ليلها متهادية في دكان ميلها ثم تسحب إلى الغروب فضل ذيلها ومن تلقائكم ورد العلم والعمل وأرعى الهمل فنحن نستوهب من مظان الإجابة لديكم دعاء يقوم لدينا مقام المدد ويعدل منه الشيء بالمال والعدد ففي دعاء المؤمن يظهر الغيب ما فيه والله يعلم ما يبديه العبد وما يخفيه وإياه نسل أن يدفع عنا وعنكم عوادي الفتن وغوائل المحن
ويحملنا على سنن السنن ويلبسنا من تقواه أوفى الجنن وهو سبحانه يصل لأبوابكم سعدا تستقل لدى قاضي القضاة رسومه فتكتب حقوقه وتكبت خصومه ولا تكلفه الأيام ولا تسومه بفضل الله وعزته وكرمه ومنته والسلام الكريم الطيب المبارك بدءا بعد عود وجودا أثر جود ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك من الأمير فلان أيده الله ونصره وأعلى نصره وأظهره إلى ولينا في الله الذي له القدر الرفيع المناصب والمجد السامي الذوائب والسياسة التي أخبارها سمر المشاهد وحدو الركائب الشيخ الجليل الكبير الشهير الهمام الخطير الأمضى الرفيع الأعلى الأمجد الأوحد الأصعد الأسعد الأرقى الطاهر الظاهر الفاضل الباسل الأرضى الأنقى المعظم الموقر المبرور علم الاعلام سلالة أكابر أصحاب الإمام معيد دولة التوحيد إلى الانتظام أبو محمد عبد الله ابن الشيخ الجليل الكبير الشهير الماجد الخطير الرفيع الأسعد الامجد الحسيب الأصيل الطاهر الظاهر الأرضى الأمضى الأفضل الأكمل المعظم المقدس المرحوم أبى العباس بن تيفرا جين وصل الله له عزة تناسب شهرة فضله وسعادة تتكفل له في الدارين برفعة محله سلام كريم يخص مجادتكم الفاضلة ورتبتكم الحافلة ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي يمحص ليثيب ويأمر بالاستقالة ليجيب ويعقب ليل الشدة بصبح الفرج القريب ونجني من شجر التوكل عليه والتسليم إليه ثمر الصنع العجيب ويظهر العبر مهمى كسر ثم جبر لكل عبد منيب
والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي نلجأ إلى ظل شفاعته في اليوم العصيب ونستظهر بجاهه على جهاد عبدة الصليب ونستكثر بمدد بركاته في هذا الثغر الغريب ونصول منه على العدو بالحبيب والرضا عن آله وصحبه نجوم الهداية من بعده ولأمته من الأفول والمغيب فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم عزة متصلة وعصمة بالأمان من نوب الزمان متكفلة من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله الذي لطف وجبر وأظهر في الإقالة وحسن الإدالة العبر وجعلنا ممن كتب له العقبى لما صبر إلا الخير الذي كسا الألطاف الجبر والصنع الذي صدق الخبر والخبر والحمد لله كثيرا كما هو أهله فلا فضل إلا فضله ولمكانتكم عندنا المحل الذي قررت شهرة فضلكم قواعده وأعلت مصاعده وأثبت التواتر شواهده إذ لا نزال نتحف بسيركم التي هي في التدبير أثر يقتضي وعلم يسترشد إذا العلم اختفى والسبيل عفا وإن تلك الدولة بكم استقام أودها وقامت والحمد لله عمدها وإنكم رعيتم في البنين حقوق آبائها وحفظتم عليها ميراث عليائها ولو لم تتصل بنا أنباؤكم الحميدة وآراؤكم السديدة بما يفيد العلم بفضل ذاتكم ويقوى قوى الاستحسان بصفاتكم لغبطنا بمخاطبتكم ومفاتحتكم ما نجده من الميل إليكم طبعا وجبلة من غير أن نعتبر سببا أو علة فالتعارف بين الأرواح لا ينكر والحديث الكريم يؤيد ما من ذلك ينقل ويذكر وبحسب ذلك نطلعكم على غريب ما جرى به ملكنا القدر وحيث بلغ الورد وكيف كان الصدر وربما اتصلت بكم الحادثة التي أكفاها على دار ملكنا من لم يعرف غير نعمتنا غاديا ولا برح في جوانب إحسانها رايحا وغاديا يتيم حجرها
الكافل ورضيع درها الحافل الشقى الخاسر الخائن الغادر محمد بن إسماعيل المستجير بنا من لوم غدره الخفية عنا حيل مكره الخمول قدره إذ دعاه محتوم الغدر ليهلك إلى أن يهلك وسولت له نفسه الأمارة بالسوء أن يملك أخانا الخاسر ثم يملك وسبحان الذي يقول يا نوح إنه ليس من أهلك وكيف تم له ما أبرمه من تسور الأسوار واقتحام البوار وتملك الدار والاستيلاء على قطب المدار وإننا كنفتنا عصمة الله بمتحولنا الذي كان به ليلتئذ محل ثوائنا وكفت القدرة الإلهية أكف أعدائنا وخلصنا غلابا بحال انفراد إلا من عنايته ونعم الرفيق وصدق اللجأ إلى رحمته التي ساحتها عن مثلنا لا تضيق مهمى تنكر الزمان وتفرق الفريق وشرذمة الغدر تأخذ علينا كل فج عميق حتى أوينا من مدينة وادي آش إلى الجبل العاصم من الحادث القاصم والحجة المرغمة أنف المخاصم ثم أجزنا البحر بعد معاناة خطوب وتجهم من الدهر وقطوب وبلى الله هذا الوطن بمن لا يرجى لله وقارا ولا يألوا لشعائره المعظمة احتقارا فأضرمه نارا وجلل وجوه وجوهه خزيا وعارا ثم انتهك الباطل حماه وغير اسمه ومسماه وبدد حاميته المتجبرة وشذبها وسخم دواوينه التي محصها الترتيب والتجريب وهذبها وأهلك نفوسها وأموالها وأساء لولا تدارك الله أحوالها ولما تأذن جل جلاله في إقالة العثار ودرك الثار وأنشأت نواسم رضاه إدامة الاستغفار ورأينا أن قلادة الإسلام قد أذن انتثارها والملة الحنيفية كادت تذهب آثارها وسائل الخلاف يتعدد مثارها وجعلت الملتان نحونا تشير والملك يأمل أن يوافيه بقدومنا البشير تحركنا حركة خفيفة تشعر أنها حركة للفتح ونهضنا نبتدر ما كتب الله من المنح وقد
امتعض لنا الكون بما حمل واستخدم الفلك نفسه بمشيئة الله واكتمل وكاد يقرب لقرى طريقنا الثور والحمل وظاهرنا محل أخينا السلطان الكبير الرفيع المعظم المقدس أبو سالم الذي كان وطنه مأوى الجنوح ومهب النصر الممنوح رحمة الله عليه من مظاهرة مثله من الملوك الأعاظم وختم الجميل بالجميل والأعمال بالخواتم وأنف حتى عدو الدين لنعمتنا المكفورة وحقوقنا المستورة فأصبح وإن كان العدو حبيبا وعاد بعد الإباية منيبا وسخر أساطيله وتحضيضا على الإجازة وترغيبا واستقبلنا البلاد وبحر البشر يزخر موجه وفلك الإسلام قد خر على الحضيض أوجه والروم مستولية على الثغور وقد ساءت ظنون المؤمنين بالعقبى ولله عاقبة الأمور والخبيث الغادر الذي كان يموه بالإقدام قد ظهر كذب وعده وهان مثواه وتورط في إشراك المندمة تورط من اتبع هواه ومجد نعمة مولاه فلولا أن الله عز وجل تدارك جزيرة الأندلس بركابنا وعاجل أوراها بانسكابنا لكانت القاضية ولم تر لها بعد تلك الريح العقيم من باقية لاكنا والفضل لله رفعنا وطأة العدو ووفدنا بكلكل وابتززناه منها إلى مشرب ومأكل واعتززنا عليه بالله الذي يعز ويذل ويهدي ويضل فلم نسامحه في شرط يجر غضاضة ولا يخلف في القلوب مضاضة وخضنا بحر الهول وبرئنا إلى الله ربنا من القدرة والحول وظهرت للمسلمين ثمرة سريرتنا وما بذلنا في مصانعة العدو عن الإجهاز عليهم من حسن سيرتنا فقويت فينا أطماعهم وانعقد على التحوم بنا إجماعهم وقصدنا مالقة بعد أن انثالت الجهة الغربيه واذعنت المعاقل الأبيه فيسر الله فتحها وهنأ منحها ثم توالت البيعات وصرخت بمآذن البلاد الوعاظ واضطرب أمر المخالف وقد ذلفت المخاوف إليه وحسب كل صيحة عليه
فاقتضت نعامته الشاملة ودولة بغيه الزائلة وآراؤه الفائلة أن ضم ما أمكنه من ذخيرة مكنونة وآلة للملك مصونة واستركب أوباشه الذين استباح الحق دمايهم وعرف الخلق اعتزاءهم للغدر وانتماءهم وقد سلطان قشتالة عن غير عهد ولا ثقة ولا مثلى طريقه ولا شيمة بالرعى خليقه لا كن الله عز وجل حمله على قدمه لإراقة دمه وزين الوجود بعدمه فلحين قدومه عليه راجيا أن يستفزه بعرض أو يحيل صحة عقده المبرم إلى مرض ومؤملا هو وشيعته الغادرة كرة على الإسلام مجهزه ونصرة لمواعيد الشيطان مستنجزة تقبض عليه وعلى شيعته وصم عن سماع خديعته وأفحش بهم المثلة وأساء بحسن رأيه فيهم القتلة فأراح الله بإبادتهم نفوس العباد وأحيا بهلاكهم أرماق البلاد وحثثنا السير إلى دار ملكنا فدخلناها في اليوم الاغر المحجل وحصلنا منها على الفتح الهني المعجل وعدنا إلى الأريكة التي نبا عنها التمحيص فما حسبناه إلا سرارا أعقبه الكمال ومرضا عاجله الإبلال فثابت للدين الآمال ونجحت الأعمال وبذلنا في النفوس من العفو ما تغمد الذنوب وجبر القلوب وأشعنا العفو في القريب والقصى وألبسنا المريب ثوب البري وتألفنا الشارد وأعذبنا الموارد وأجرينا العوايد واسنينا الفوايد إلا ما كان من شرذمة عظمت جرايرهم وخبثت في معاملة الله سرايرهم وعرف شومهم وصدق من يلومهم فأقصيناهم وشردناهم وأجليناهم عن هذا الوطن الجهادي وأبعدناهم ولما تعرف سلطان قشتالة باستقلالنا واستقرارنا بحضرة الملك واحتلالنا
بادر يعرف بمن كان من عمله فيما لحق به من طائفة الغدر وإخوان الخديعة والمكر وبعث إلينا برؤسهم ما بين ريسهم الشقى ومرءوسهم وقد طفا على جداول السيوف حبابها وراق بحناء الدماء خضابها وبرز الناس إلى مشاهدتها معتبرين وفي قدرة الله مستبصرين ولدفاع الله الناس بعضهم لبعض شاكرين وأحق الله الحق بكلماته وقطع دابر الكافرين فأمرنا بنصب تلك الرءوس بمنسور الغدر التي فرعته وجعلناها علما على عاتق العمل السيء الذي اخترعته وشرعنا في معالجة الكلم وأفضنا على العباد والبلاد حكم السلم فاجتمع الشمل كأحسن حاله وسكن هذا الوطن بعد زلزاله وأفاق من أهواله ولعلمنا بفضلكم الذي قضاياه شائعه ومقدماته ذائعة أخبرنا كم به على اختصار وإجتزاء واقتصار لييسر دينكم المتين بتماسك هذا الثغر الأقصى بعد استرساله وإشرافه على سوء مآله وكنا نخاطب محل أخينا السلطان الجليل المعظم الأسعد الأوحد الخليفة أمير المؤمنين أبو إسحق ابن الخليفة الإمام المعظم المقدس أبي يحيى أبي بكر ابن الأئمة المهتدين والخلفاء الراشدين وصل الله أسباب سعده وحرس أكناف مجده لو أننا تعرفنا مقيما بغير تلكم الحضرة التونسيه فاجتزأنا بمخاطبة جهتكم السنيه لتنوبوا عنا في حفظ ملكه وعمادة داره فبين سلفنا وسلفكم الكريم من الود الراسخ البنيان والخلوص الأثر والعيان ما يدعو إلى أن يكون سبب المخاطبة موصولا وآخرة الود خير من الأولى لكن الطريق جم العوائق والبحر معروف البوائق وقبول العذر بشواغل هذا القطر بالفضل لائق ومرادنا أن يتصل الود ويتجدد العهد والله عز وجل يتولى أمور المسلمين بمتعود إحسانه ويجمع قلوبهم حيث كانوا على طاعة الله ورضوانه
وهو سبحانه يصل سعادتكم ويحرس مجادتكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك إلى الأمير المؤتمن على أمر سلطان المسلمين المقلد تدبيره السديد قلادة الدين المثنى على رسوم بره المقامة بباب الحرم الأمين الآوى من مرضات الله ورسوله إلى الربوة ذات القرار والمعين المستعين من الله على ما حمله وأمله بالقوى المعين سيف الدعوة ركن الدولة قوام الملة مؤمل الأمة تاج الخواص أسد الجيوش كافي الكفاة زين الأمرا علم الكبرا عين الأعيان حسنة الزمان الأجل المرفع الأسنى الكبير الأشهر الأسمى الحافل الفاضل الكامل المعظم الموقر الأمير الأوحد يلبغا الخاصكي وصل الله له سعادة تشرق عزتها وصنائع تسح فلا تشح درتها وأبقى تلك المثابة قلادة الله وهو درتها سلام كريم طيب بر عميم يخص إمارتكم التي جعل الله السعد على سعادتها إمارة واليسر لها شارة فساعد الفلك الدوار مهمى أعملت بإداره وتمتثل الرسوم كلما أشارت إشارة أما بعد حمد الله الذي هو بعلمه في كل مكان من قاص ودان وإليه توجه الوجوه وإن اختلفت السير وتباعدت البلدان ومنه يلتمس الإحسان وبذكره ينشرح الصدر ويطهر القلب ويمرح اللسان والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله العظيم الشان ونبيه الصادق البيان الواضح البرهان والرضا عن آله وأصحابه وأعمامه أحلاس الخيل ورهبان الليل وأسود
الميدان والدعاء لإمارتكم السعيدة بالعز الرائق الخبر والعيان والتوفيق الوثيق البنيان فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم حظا من فضله وافرا وصنعا من محيا السرور سافرا وفي جو الإعلام بالنعم الجسام مسافرا من حمراء غرناطة حرسها الله دار ملك الأندلس دافع الله عن حوزتها كيد العداة وأتحف نصلها ببواكر النصر المهداة ولا زائد بفضل الله إلا تشوق إلى التعارف بتلكلم الأبواب الشريفة التي أنتم عنوان كتابها المرقوم وبيت قصيدها المنظوم والتماس بركاتها الثابتة الرسوم وتقرير المثول في سبيل زيارتها بالأرواح عند تعذرها بالجسوم وإلى هذا فاننا كانت بين سلفنا تقبل الله جهادهم وقدس نفوسهم وأمن معادهم وبين تلك الأبواب السلطانية أبقى الله على المسلمين والإسلام ظلالها كما عرفهم عدلها وأفضالها مراسلة ينم عرف الخلوص من خلالها وتسطع أنوار السعادة من آفاق كمالها وتلتمح من أسطار طروسها محاسن تلك المعاهد الزاكية المشاهد وتعرب عن فضل المذاهب وكرم المقاصد اشتقنا إلى أن نجددها بحسن منابكم ونصلها بمواصلة جنابكم ونغتنم في عودها الحميد مكانكم ونؤمل لها زمامكم فخاطبنا الأبواب الشريفة في هذا الغرض بمخاطبة خجلة من التقصير وجلة من الناقد والبصير نؤمل الوصول في خفارة يدكم التي لها الأيادي البيض والموارد التي لا تغيض ومثلكم لا تخيب المقاصد في شمائله ولا تهمل المآمل في ظل خمائله فقد اشتهر من جميل
سيركم ما طبق الآفاق وصحب الرفاق واستلزم الإصفاق وهذه البلاد مباركة ما أسلف أحد فيها مشاركة إلا وجدها في نفسه ودينه وماله والله أكرم من وفى الأمر بمكياله والله جل جلاله يجمع القلوب على طاعته وينفع بوسيلة النبي {صلى الله عليه وسلم} الذي نعول على شفاعته ويبقى تلك الأبواب ملجأ للإسلام والمسلمين وظلا لله على العالمين وإقامة لشعائر الحرم الأمين ويتولى إعانتكم على وظائف الدين ويجعلكم ممن أنعم عليه من المجاهدين والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبكراته
ومن ذلك من الأمير فلان إلى الشيخ الكذا ابن الشيخ الكذا وصل الله له سعادة تجذبه وعناية إليه تقربه وقبولا يدعوه إلى خير ما عند الله ويندبه سلام كريم عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله المرشد المثيب السميع المجيب معود اللطف الخفي والصنع العجيب المتكفل بإنجاز وعد النصر العزيز والفتح القريب والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله ذي القدر الرفيع والعز المنيع والجناب الرحيب الذي به نرجو ظهور عباد الله على عبدة الصليب ونستظهر به على العدو بالحبيب ونعده في الشدائد عدتنا لليوم العصيب والرضا عن آله وصحبه الذين فازوا من مشاهدته بأوفى نصيب ورموا إلى هدف مرضاته بالسهم المصيب فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم عملا صالحا يختم الجهاد صحائف بره ويتمخض لأن تكون كلمة الله هي العليا جوامع أمره وجعلكم ممن تهنا في الأرض التي فتح فيها أبواب الجنة حصة عمره
من حمراء غرناطة حرسها الله ولطف الله هامي السحاب وصنعه رائق الجناب والله يصل لنا ولكم ما عود من صلة لطفه عند انبتات الأسباب وإلى هذا أيها الولي في الله الذي هو بركة المغرب المشار إليها بالبنان وواحد في رفعة الشان المؤثر ما عند الله على الزخرف الفتان المتقلل من المتاع الفان المستشرف إلى مقام العرفان من درج الإسلام والإيمان والإحسان فإننا لما نوثره من بركم الذي نعده من الأمر الأكيد ونضمره من ودكم الذي نحله محل الكنز العتيد ونلتمسه من دعائكم التماس العدة والعديد لا نزال نسل عن أحوالكم التي ترقت في أطوار السعادة ووصلت جناب الحق بمجرى العادة وألقت يد التسليم لله والتوكل عليه بالمقادة فنسر بما هيأه الله لكم من القبول وبلغكم من المأمول وألهمكم من الكلف بالقرب إليه والوصول والفوز بما لديه والحصول وعندما رد الله علينا ملكنا الرد الجميل وأنالنا فضله الجزيل وكان لعثارنا المقيل خاطبناكم بذلك لمكانكم من ودادنا ومحلكم من حسن اعتقادنا ووجهنا إلى وجهة دعائكم وجه اعتدادنا والله ينفع بجميل الظن في دينكم المتين وفضلكم المبين ويجمع الشمل بكم في الجهاد عن الدين وتعرفنا الآن ممن له بأنبائكم اعتنا وعلى جلالكم حمد وثنا ولجانب ودكم اعتزاز وإنما أنكم يتحاول عزمكم بين حج مبرور ترغبون من أجره في ازدياد وتجددون العهد منه بأليف اعتياد وبين رباط في سبيل الله وجهاد وتوثير مهاد بين ربى أثيره عند الله ووهاد تحشر يوم القيامة شهداؤها مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين فرحين بما آتاهم الله من فضله والله أصدق
الصادقين حيث الإغارة لعدو الإسلام تتقي ولاثنية إلا لابتغاء ما لدين الله ترتقي حيث رحمة الله قد فتحت أبوابها وحور الجنان قد زينت أترابها بدار العرب الذين قارعوا باب الفتح وفازوا بجزيل المنح وخلدوا الآثار وأرغموا الكفار وأقالوا العثار وأخذوا الثأر وأمنوا من لفح جهنم بما علا وجوههم في ذلك الغبار فكتبنا إليكم هذا نقوي بصيرتكم على جهة الجهاد من العزمين ونهب بكم إلى إحدى الحسنيين والصبح غير خاف عند ذي عينين والفضل الجاهز لإحدى المنزلتين فإنكم إذا حججتم أعدتم فرضا أديتموه وفضلا ارتديتموه فائدته عليكم مقصورة وقضيته فيكم محصورة وإذا أقمتم الجهاد جلبتم إلى حسناتكم عملا غريبا واستأنفتم سعيا من الله قريبا وتعددت المنفعة إلى ألوف من النفوس المستشعرة لباس البؤس ولو كان الجهاد بحيث يخفى عليكم فضله لأطلنا وأعنة الإدلال أرسلنا هذا لو قدمتهم على هذا الوطن وفضلكم غفل من الاشتهار ومن به لا يوجب لكم ترفيع المقدار فكيف وفضلكم أشهر من محيا النهار ولقاؤكم أشهى الآمال وآثر الأوطار فإن قوى عزمكم والله يقويه ويعيننا من بركم على ما ننويه فالبلاد بلادكم وما فيها طريفكم وتلادكم وكهولها أخوانكم وأحداثها أولادكم ونرجو أن تجدوا بذكركم الله في رباها حلاوة زائدة ولا تعدموا فيها من روح الله فائدة وتتكيف نفسكم فيها تكييفات تقصر عنها خلوات السلوك إلى ملك الملوك حتى تغتبطوا بفضل الله الذي يوليكم وتروا أثر رحمته فيكم وتخلفوا
فخر هذا الانقطاع إلى الله في قبيلكم وبنيكم وتختتموا العمر الطيب بالجهاد الذي يحليكم ومن الله يدنيكم فنبيكم العربي صلوات الله عليه وسلامه نبي الملاحم ومعمل الصوارم وبجهاد الفرنج ختم عمل جهاده والأعمال بالخواتم هذا على بعد بلادهم من بلاده وأنتم أحق الناس باقتفاء جهاده والاستباق إلى آماده هذا ما عندنا حثثاكم عليه وندبناكم إليه وأنتم في إيثار هذا الجوار ومقارضة ما عندنا بقدومكم على بلادنا من الاستبشار بحسب ما يخلق عندكم من بيده مقادة الاختبار وتصريف الليل والنهار وتقليب القلوب وإجالة الأفكار وإذا تعارضت الحظوظ فما عند الله خير للأبرار والدار الآخرة دار القرار وخير الأعمال عمل أوصل إلى الجنة وباعد من النار ولتعلموا أن أهل الكشف والاطلاع بهذه الأرجاء والأصقاع قد اتفقت أخبارها واتحدت أسرارها على البشارة بفتح قرب أوانه وأظل زمانه فنرجو الله أن تكونوا ممن يحضر مدعاه ويكرم فيه مسعاه ويسلف فيه بالعمل الذي يشكره الله ويرعاه والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله
جمهور الأغراض السلطانيات
من ذلك ما كتبت به المقام الذي رمى له الملك الأصيل بأفلاذه وأوى منه الإسلام إلى ملجأه الأحمى وملاذه وكلفت السعود بإمضاء أمره المطاع وإنفاذه وشا حلبة الكروم فكان وحيد آماده وفذ أفذاذه وابتدع غريب الجود فقال لسان الوجود نعم البدعة هذه مقام محل أخينا الذي أركان مجده راسية راسخة وغرر عزه بادية باذخة وأعلام فخره سامية شامخة وآيات سعده محكمة ناسخة السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله يجري بسعده الفلك ويجلى بنور هديه الحلك ويسطر حسنات ملكه الملك ويشيد بفضل بأسه ونداه النادي والمعترك معظم حقوقه التي تأكد فرضها المثنى على مكارمه التي أعيا الأوصاف البليغة بعضها الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب بر عميم يخص أخوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي هيأ لملة الإسلام بظاهره ملككم المنصور الأعلام إظهارا وإعزازا وجعل لها العاقبة الحسنى بيمن مقامكم الأسمى تصديقا لدعوة الحق وإنجازا وسهل لها بسعدكم كل صعب المرام وقد سامتها صروف
الأيام ليا وإعوازا وأتاح لها منكم وليا يسوم أعداها إسلاما وابتزازا وسكن آمالها وقد استشعرت انحفازا حمدا يكون على حلل النعم العميمة والآراء الكريمة طرازا والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي بهرت آياته وضوحا وإعجازا واستحقت الكمال صفاته حقيقة لا مجازا ونبيه الذي بين للخلق أحكام دينه الحق امتناعا وجوازا ويسر لهم وقد ضلوا في مفاوز الشك مفازا والرضا عن آله وأصحابه المستولين على ميادين فضائل الدنيا والدين اختصاصا بها واختبارا فكانوا غيوثا إذا وجدوا محلا وليوثا إذا شهدوا برازا والدعاء لمقام أخوتكم الأسمى بنصر على أعدائه تبدي له الجياد الجرد ارتياحا والرماح الملد اهتزازا وعز بطأ من أكناف البسيطة وأرجائها المحيطة سهلا وعزازا ويمن يشمل من بلاد الإيمان أقطارا نازحة ويعم أحوازا وسعد تجول في ميدان ذكره المطاع أطراف أسنة اليراع إسهابا وإيجازا وفخر يجوب الأقطار جوب المثل السيار عراقا وحجازا ولازالت كتايب سعده تنتهز فرص الدهر انتهازا وتوسع ملكات الكفر انتهابا واحتيازا فإنا كتبناه إلى مقامكم كتب الله له سعدا ثابت المراكز وعزا لا تلين قناته في يد الغامز وثناء لا تثني عنان مداه عرض المفاوز وصنعا رحيب الجوانب رغيب الحوايز من حمراء غرناطة حرسها الله وفضله عز وجل قد أدال العسر يسرا وأحال القبض بسطا وقرب نوازح الآمال بعد أن تناءت ديارها شحطا وراض
مركب الدهر الذي كان لا يلين لمن استمطى وقرب غريم الرجا في هذه الأرجاء وكان مشتطا والتوكل عليه سبحانه قد أحكم منه اليقين والاستبصار المبين ربطا ومشروط المزيد من نعمه قد لزم من الشكر شطرا ومقامكم هو عدة الإسلام إذا جد حفاظه وظله الظليل إذا ألفح الكفر شواظه وملجأه الذي تنام في كنف أمنه إيقاظه ووزره الذي إلى نصره تمد أيديه وتشير ألحاظه ففي أرجاء ثنائه تسرح معانيه وألفاظه ولخطب تمجيده وتحميده يقول قسه عكاظه وتشيعنا إلى ذلك الجناب طويل وعريض ومقدمات ودنا إياه لا يعترضها نقيض وأفلاك تعظيمنا له ليس لأوجها الرفيع حضيض وأنوار اعتقادنا الجميل فيه يشف سواد الحبر عن أوجهها البيض وإلى هذا ألبسكم الله ثوب السعادة المعادة فضفاضا كما صرف بإيالتكم الكريمة على ربوع الإسلام وجوه الليالي والأيام وقد ازورت إعراضا وبسطت آمالها وقد استشعرت انقباضا فإننا ورد علينا كتابكم الكريم الذي كرم أنحاء وأغراضا ومادت البلاغة من طرسه الفسيح المجال الفصيح المقال رياضا ووردت الأفكار من معانيه الغرائب وألفاظه المزرية بدرر النحور والترائب بحورا صافية وحياضا واجتلينا منه حلة من حلل الود سابغة وحجة من حجج المجد بالغة وشمسا في فلك السعد بازغة الذي بين المقاصد الكريمة وشرحها وجلى الفضائل العميمة وأوضحها في أكرم شيم ذلك الجلال وأسمحها وأفضل خلال ذلك الكمال وأرجحها حثثتم فيه على إحكام السلم الذي يحوط الانفس والحريم بسياج ويداوي القطر العليل منها بأنجى علاج والحال ذات احتياج وساحة الجبل عصمة الله ميدان هياج ومتبوأ
أعلاج ومظنه اختلاف الظنون الموحشة واختلاج فحضر لدينا متحمله وزيركم الشيخ الأجل المرفع المعظم الأسمى الخاصة الأحظى أبو علي ابن الشيخ الوزير الأجل الحافل الفاضل المجاهد الكامل أبي عبد الله بن محلى والشيخ الفقيه الأستاذ الصالح المبارك الأعرف الفاضل الكامل أبو عبد الله ابن الشيخ الفقيه الأجل العارف الفاضل الصالح المبارك المبرور المرحوم أبي عبد الله الفشتالي وصل الله سعادتهما وحرص مجادتهما حالين من مراتب ترفيعنا أعلى محال الإعزاز وواردين على أحلى القبول الذي لا تشاب حقيقته بالمجاز عملا بما يجب علينا لمن يصل إلينا من تلك الأنحاء الكريمة والأحواز فتلقينا ما اشتملت عليه الإحالة السلطانية من الود الذي كرم مفهوما ونصا والبر الذي ذهب من مذاهب الفضل والكمال إلى الأمد الأقصى وقد كان سبقهما صنع الله جل جلاله بما أخلف الظنون وشرح الصدور وأقر العيون فلم يصلا إلينا إلا وقد أهلك الله الطاغية ومزق أحزابه الباغية نعمة منه سبحانه ومنة ملأت الصدور انشراحا وعمت الأرجاء أفراحا وعنوانا على سعد مقامكم الذي راق غررا في المكرمات وأوضاحا ومد يده إلى سهام المواهب الإلاهية فحاز أعلاما قداحا فتشوفت نفوس المسلمين إلى ما كانت تؤمله من فضل الله وترجوه وبدت في القضية التي أشرتم بإعمالها الوجوه وانبعث الآمال بما آلت إليه هذه الحال انبعاثا والتأثت أمور العدو قصمه الله التياثا وانتقض غزله من بعد قوته بفضل الله إنكاثا واحتملت المسئلة التي تفضلتم بعرضها وأشرتم إلى فرضها مآخذ وأبحاثا فألقينا في هذه الحال إلى رسوليكم أعزهما الله ما يلقيانه إلى مقامكم الأعلى ومثابتكم الفضلى وبما يتزيد عندنا من الأمور فركائب التعريف بها إليكم محثوثه
وجزئياتها بين يدي مقامكم الرفيع مبثوثة وقد اضطربت أحواله وفالت آراؤه واستحكم بالشتات داؤه وارتجت بزلزال الفتنة أرجاؤه وتيسرت آمال الإسلام بفضل الله ورجائه وما هو إلا السعد يذلل لكم صعب العدو ويروضه والله يهنى لكم فضل الجهاد حتى تقضى لكم فروضه وأما الذي لكم عندنا من الخلوص الصافية شرائعه والثنا الذي هو الروض تأرج ذائعه فأوضح من فلق الصبح إذا أشرقت طلائعه جعله الله في ذاته وسيلة إلى مرضاته ورسولاكم يشرحان الحال بجزئياته ويقرران ما عندنا من الود الذي سطع نور آياته وهو سبحانه يصل لكم سعدا سامي المراقب والمراقي ويجمع لكم بعد بعد المدا وتمهيد دين الهدى بين نعيم الدنيا والنعيم الباقي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك من الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبى الوليد إسمعيل بن فرج ابن نصر إلى محل أخينا الذي نثني على مجادته أكرم الثنا ونجدد ما سلف بين الأسلاف الكرام من الولاء ونتحفه من سعادة الإسلام وأهله بالأخبار السارة والأنباء السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله رفيع المقدار كريم المآثر والآثار وعرفنا من عوارف فضله كل مشرق الأنوار كفيل بالحسنى وعقبى الدار سلام كريم يخص جلالكم الأرفع ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله على عميم آلائه وجزيل نعمائه ميسر الصعب بعد إبائه والكفيل بتقريب الفرج وإدنائه له الحمد والشكر ملء أرضه وسمائه والصلاة
على سيدنا ومولانا محمد خاتم رسله الكرام وأنبيائه الهادي إلى سبيل الرشد وسوائه مطلع نور الحق يجلو ظلم الشك بضيائه والرضا عن آله وأصحابه وأصهاره وأحزابه وخلفائه السائرين في الدنيا والآخرة تحت لوائه الباذلين نفوسهم في إظهار دينه القويم وإعلائه والدعا لمقامكم بتيسير أمله من فضل الله سبحانه ورجائه واختصاصه بأوفر الحظوظ من اعتنائه فإنا كتبناه إليكم كتبكم الله فيمن ارتضى قوله وعمله من أوليائه وعرفكم عوارف السعادة المعادة في نهاية كل أمر وابتدائه من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه ثم ببركة سيدنا ومولانا محمد رسوله الكريم الذي أوضح برهانه وعظم أمره ورفع شأنه ثم بما عندنا من الود الكريم وتجديد العهد القديم لمقامكم أعلى الله سلطانه إلا الخير الهامي السحاب واليسر المبين الأسباب واليمن المفتح الأبواب والسعد الجديد الأثواب ومقامكم معتمد بترفيع الجناب متعهد بالود الخالص والاعتقاد اللباب معلوم ماله من فضل الدين وأصالة الأحساب وإلى هذا وصل الله لكم سعدا مديد الأطناب ثاقب الشهاب وأطلع عليكم وجوه البشائر سافرة النقاب فإنه قد كان بلغكم ما آلت الحال إليه بطاغية قشتالة الذي كلب على هذه الأقطار الغريبة من وراء البحار وما سامها من الإرهاق والأضرار وأنه جرى في ميدان الإملاء والأغترار ومحص المسلمين على يديه بالوقائع العظيمة الكبار وأنه نكث العهد الذي عقده وحل الميثاق الذي أكده وحمله الطمع الفاضح على أن أجلب على بلاد المسلمين بخيله ورجله ودهمها بتيار سيله وقطع ليله وأمل أن يستولي على جبل الفتح الذي منه بدأ فتحها
وطلع للملة المحمدية صبحها فضيقه حصارا واتخذه دارا وعندما عظم الإشفاق وأظلمت الآفاق ظهر فينا بقدرة الله الصنع العجيب ونزل الفجر القريب وقبل الدعا السميع المجيب وطرق الطاغية جند من جنود الله أخذه أخذة رابية ولم يبق له من باقية فهلك على الجبل حتف أنفه وغالته غوائل حتفه فتفرقت جموعه وأحزابه وانقطعت أسبابه وتعجل لنار الله مآبه وأصبحت البلاد مستبشرة ورحمة الله منتشرة فرأينا أن هذه البشارة التي يأخذ كل مسلم منها بالنصيب الموفور ويشارك فيما جلبته من السرور أنتم أولى من نتحفه بطيب رياها ونطلع عليه جميل محياها لما تقرر عندنا من دينكم المتين وفضلكم المبين وعملكم من المساهمة على شاكلة صالحي السلاطين فما ذاك إلا بفضل نيتكم المسلمين في هذه البلاد واثر ما عندكم من جميل الاعتقاد وقد ورد رسولنا عليكم القائد أبو عبد الله بن أبي الفتح أعزه الله مقررا ما لديكم من الود الراسخ القواعد والخلوص الصافي الموارد الواضح الشواهد وأثنى على مكارمكم الأصيلة وألقى ما عندكم من المذاهب الجليلة فقابلنا ذلك بالشكر الذي يتصل سببه ويتضح مذهبه وسألنا الله بأن يجعله ودا في ذاته ووسيلة إلى مرضاته وتعرفنا ما كان من تفضلكم بالطريرة المفتوحة الموخر وما صدر عن الرئيس المعروف بالناظر من خدام دار الصنعة بالمرية من قبح محاولته وسوء معاملته فأمرنا بقطع جرايته وثقافه بمطمورة القصبة جزاء لجنايته ولولا أننا توقعنا أن يكون عظيم عقابه مما لا يقع من مقامكم بوفقه المشهور عفافه ورفقه لجعلناه نكالا لأمثاله وعبرة لأشكاله وقد وجهنا جفنا سفريا لإيساق الخيل التي ذكرتم وايصال ما إليه
من ذلك اشرتم ويكمل القصد إن شاء الله تحت لحظ اعتنائكم وفضل ولائكم هذا ما تزيد عندنا عرفناكم به عملا على شاكلة الود الجميل والولاء الكريم الإجمال والتفصيل فعرفونا بما تزيد عندكم يكون من جملة أعمالكم الفاضلة ومكارمكم الحافلة والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي عناية الله به موجودة مؤملة وأزمنة سعادته إن شاء الله حاضرة مستقبلة وواجبات بره في علن الأمر وسره متممة مكملة وقضايا التشيع في أبوته يأبى الحق أن ترى وهي مهملة مقام محل أبينا الذي ودادنا له صافي الورود إذا كدرت المشارب واضح السبل إذا التبست المذاهب وتعظيمنا له فسيح الجانب ووفائنا بعهد فضله من أوجب الواجب وثناؤنا على مكارمه تحدو نجائبه الصبا والجنائب السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله يستقبل وجه السعد سافرا نقابه ويستأنف العز ضافيا جلبابه والاعتناء الإلآهي مفتحا أبوابه موصولة أسبابه معظم أبوته التي لها الحقوق المرعية والمذاهب المرضية المثنى على مكارمه التي راقت أنوارها السنية وتعاضدت منها الأعمال والنية الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسمعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى وأبوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله ميسر الألطاف عذبة الجنى دانية القطاف ومذلل الشدائد بعد الاستيساد والاستشراف ومسكن الأهوال بعد الإرجاف وجامع
الأهوا من بعد الاختلاف الذي لا معول إلا على فضله الكاف ووعده الواف والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله المختار من لباب هاشم بن عبد مناف الآتي بالآيات البينات والبرهان الشاف والرضا عن آله وصحبه الكرام البررة الأشراف المتصفين من طاعة الله وطاعته بأحسن الخلال وأكرم الأوصاف والدعاء لمقامكم الأسمى بسعد يغني عن الإيجاف ونصر على أعدائه تفنى به الآحاد عن الآلاف من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه ثم بنية مقامكم أعلى الله سلطانه ووالى لديه إنعامه وإحسانه إلا ما جرت به العوائد من صلة نعم الله بعد الافتقار وإدالة اليسر من الإعسار عرفنا الله وإياكم عوارف إحسانه المدرار وكان لنا ولكم حيث لا يكون لأنفسنا من مواطن الشدائد والاضطرار وجنابكم عندنا عظيم المقدار كريم المآثر والآثار نصل الدعاء له بإلإعلا على دين الله والإظهار ونلازم التشيع فيه على بعد الدار ونثني على فضائله التي ثبتت حسناتها في صحائف الليل والنهار من ذلك مجمل يضيق عنها نطاق الأخبار ويعجز عن استيفائها إنشاء الرسائل وخلال الأسطار فنكلها إلى العالم بخفيات الأسرار وإلى هذا أيد الله سلطانكم ونصركم على أعدائه وأعانكم فإنا كتبناه إليكم مع أرسالكم لنا يبين إليكم وصل الله كرامتهم وسنى سلامتهم بما عليه الأحوال بهذا الأرجاء وبما نحن نرومه من عقد المهادنة بيننا وبين الأعداء وبما كتبنا به في شأن الجفن الذي استقر لكم في ملك قشتالة بحكم القدر الحتم والقضا وأننا أمسكنا رسولكم الشيخ الفقيه الفاضل أبا العباس الحصار أعزه الله بخلال ما يعود جواب الطاغية بما كتبناه في ذلك الجفن إليه وعرضنا في
قضيته عليه ليرجع إليكم في المسئلة بجواب يحصل به الإنجاز الصريح أو اليأس المريح وأخذنا في القضية بما يوجب الحب الخالص والاعتقاد الصحيح وآب أرسالنا وقد عقدوا الصلح ببركة نيتكم التي هي للإسلام عدة وملجأ الإسلام كلما نالته شدة وأحكموا شروطه على ما جرت به العوائد القديمة وتوخيها في تثبتها الطرق القويمة وصدر من سلطانهم في قضية الجفن المذكور كتابه الذي وجهنا إليكم صحبة هذا الكتاب بعد أن أمرنا بشرح ما تضمنه ووقفنا على ما أعلنه وأحوال النصرى معروفة وأمورهم في هذا الباب موصوفة ولكم عند الله خلف في كل مفقود وإذا سلمتم فلا خوف بفضل الله من مكروه ولا فايت ومردود والله تعالى يعرفكم عوارف إحسانه الموجود ولطفه الذي ظهرت حكمته في الوجود ويظفر كم من مرضى خير الدنيا والآخرة بالغرض المقصود هذا ما عندنا شرحناه إليكم وأوضحناه لديكم ورسولكم الشيخ الأجل أبو العباس الحصار أعزه الله يشرح لكم جزئيات الأمور شرح المعاين المشاهد ويستوفى لكم منها كل شارد وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي بنيته الصالحة تجري الأمور على أفضل معتادها وبيمن نقيبته تسفر السعود عن وجوه إسعادها وببركة دولته توضح الأيام مذاهب صلاحها وسدادها وفي ميدان جوده تركض جياد الأمل إلى أقصى آمادها مقام محل أخينا الذي له القدر الرفيع والمكارم التي راق منها الصنيع والفواضل التي مقدماتها عند الله سبحانه لا تضيع السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن
السلطان الكذا أبقاه الله عالية أعلامه موسومة باليمن والأمان أيامه كريما عهده في الله وذمامه ميسرا من فضله سبحانه قصده البر ومرامه جاريا بما يرضي الله حربه وسلمه ونقضه وإبرامه حتى ينتشر في الخافقين ثناؤه كالزهر فض كمامه وترد الآمال مورد جوده ضافية جمامه وتومي بعلاج عزمه في هذا الدين ولو بعد حين كلامه معظم مقامه الذي تعظيمه فرض أكيد وموقر كماله الذي ظل أفضاله مديد المتجمل من التشيع فيه بلباس إخلاص تخلق ملابس الدهر وهو جديد المثنى على مكارمه التي توالت لدينا وانثالت والمزار بعيد وسفرت عن وجوه الرجا والوقت شديد المعتد بوده اعتدادا ما عليه مزيد الأمير عبد الله يوسف بن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم بر عميم يخص مقامكم الأعلى ومثابتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله ميسر المصاعب وموضح المقاصد بعد انبهامها والمذاهب ومعرف أهل هذا القطر الغريب عوارف الصنع العجيب بيمن مقامكم الرفيع الجانب حتى تنام عيونه في كنف أفضالكم الدائم الدائب وتصبح ظنونه آمنة من النوائب وتجري أموره من التمهيد والنظر السديد على السبيل اللاحب والصلاة على سيدنا ومولانا محمد ورسوله الحاشر العاقب المجتبي من ذرية لؤي بن غالب الذي جلى بنوره الحق قطع الغياهب ووصل أسباب الود في الله بين الشاهد من أمته والغائب والرضا عن آله وصحبه أولي المفاخر والمناقب الذين عمروا في طاعة الله وطاعته صفوف الحروب وصفوف المحارب وكانوا لأمته من بعده كالنجوم الثواقب فإنا كتبناه إليكم كتب الله لملككم أعلى صلاح العواقب وأطلع كواكب سعده في أعلى المراقي وأسعد المراقب
من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه إلا الخير الذي تبنيت ببركة نيتكم أحواله فأنتم عقدة الإسلام وثماله وفي ميدان فضائلكم العميمة ومكارمكم الحديثة والقديمة تمرح آماله وباتصال اليد بسلطانكم الأسعد تنجح أعماله وترف ظلاله وعندنا من التشيع الصافي ولاؤه المنزهة عن الريب خلاله ما لا يزال متصلا دوامه دائما اتصاله شاهدة به بكر الزمان وآصاله وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم فإنا بحسب الوداد الصريح والاعتقاد الصحيح نود أن لا يمر لنا يوم إلا عن مخاطبة نوردها عليكم ومراسلة نتعرف بها ما استقر من فضل الله لديكم وقد كنا في متقدم التاريخ عرفنا مقامكم بما شرعنا فيه من محاولة الهدنة التي تأخذ فيه العزائم مأخذ اعتدادها وتنام العيون بعد إنضائها في الجهاد وإجهادها فأخذنا في ذلك بمعونة الله أكمل الأخذ وأتمه وأمضينا بعز مظاهرتكم الكريمة حكمه فإن جهتكم هي العدة التي تتسنى بها في العدو الآراب وتتأتى الصنائع العجائب واللطائف الغراب وآب أرسالنا من إشبيلية أعادها الله وقد عقدنا السلم وعقدوها وأخذوا المواثيق وأكدوها على الشروط التي تصلكم نسخة من عقدها صحبة هذا الكتاب وضمنا عنكم إمضائكم لما عقدناه على جهتكم العلية ووصول كتاب كريم منكم بما يكون فيه خلاص القضية وهذه الهدنة من يمن ملككم الأصيل محسوبة وإلى ديوان سعادتكم منسوبة والرجا في فضل الله أن تتمهد فيها أيامكم الفاضلة وتستكثر من عدة الجهاد في مدتها دولتكم العادلة وتكون اليد عن استكمالها بخير وعافية إن شاء الله مجتمعة والعزائم إلى ما يرضي الله من العمل الصالح مسرعة لتضربوا في جهاد العدو
بأعلى القداح وتأخذوا بأوفر حظ ناله لسلفكم الكريم من هذه الأرباح أعانكم الله وأيدكم وأعلى على أعدائه بدكم وجوابكم العلي مرتقب بإمضاء ما ذكر في الشروط والإذن في إعمال تلك الربوط هذا ما زاد عندنا طالعنا به مقامكم الأسمى ومثابتكم العظمي عملا بما يجب وإبداء لوجوه البر التي تحتجب والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي أبوته مرعية الحقوق وآثار فضله متلوة مع الغروب والشروق وقواعد وده لا تعارض بالفروق مقام محل أبينا الذي نعظمه ونجله ونوجب له الحق الذي هو أحق به وأهله السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله يستطلع وجوه السعادة رائقة ويتلقى وجوه العنايات الالاهيات متسابقة ويجتلى ثغورها باسمة وأفنانها باسقة ويتقلد عقودها الرائقة متناسقة معظم مقداره وملتزم إجلاله وإكباره العارف بمآثره الكريمة وآثاره المثنى على أصالة ملكه وكرم نجاره وفضله التي ثبتت صحائح أخباره ثنا الروض على واكفات أمطاره الأمير عبد الله يوسف بن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى وأبوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله ولي المحامد على اختلافها ومستحقها على تباين أصنافها مسنى أسباب السعادة وميسر استئنافها والصلاة على سيدنا ومولانا محمد المنتخب في لباب العرب ما بين بني زهرتها وبني كلابها يمهد الأرض بالدعوة الحنيفية عند اضطراب أكنافها والرضا عن آله وصحبه وأنصاره وحزبه سادة الأمة
وأشرافها فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا أسبابه وثيقة مبرمة وعزا آياته ثابتة محكمة من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه وبركة سيدنا ومولانا محمد {صلى الله عليه وسلم} الذي رفع قدره وأعلى شأنه ثم بما عندنا من الاعتقاد الجميل في مقامكم أسعد الله سلطانه إلا الخير المنهمل السحاب واليسر المفتح الأبواب والصنع الكفيل بنيل الآراب ونحن نعتد بنيتكم الصالحة في تكييف الألطاف وتيسر الأسباب ونصل الثنا على مجدكم الرفيع الجناب ونمحض لكم من الود الخالص والحب اللباب ما ترجى عليه إثابة العزيز الوهاب ونعترف بما لكم من المكارم والجلائل والفواضل الرغاب عندنا من ذلك ما لا تحيله الأيام ولا تبليه الأحقاب وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم فإننا وإن حالت بيننا البحار المترامية والمراحل القاصية لو استطعنا أن نجعل المخاطبة سببا موصولا والمكاتبة لا تنفصل آخرتها عن الأولى لم نقدم عملا على ذلك ولا تورعنا عن سلوك هذه المسالك وأننا خاطبنا مقامكم الكريم في هذه الأيام القريبة مع خديمكم المكرم المبرور أبي عبد الله الجزيري حفظه الله مراجعة عن كتابكم الرفيع المقدار وإلماعا ببعض الأخبار وتقريرا للود الكريم الإعلان والإسرار ولم يتزيد بعده ما يحمل على الإسراع بالتعريف والبدار غير أن الحال بصدد الصلاح والاستقرار والقلوب تستروح من الله سبحانه نسيم الاستبشار ونرتقب ما وعد به الدين الحنيف من الإظهار فالفرج موكل بالشدة والجبر موكل بالانكسار والآمال قد أشرقت آفاقها من بعد الاعتكار بما يتوقع من اتصال
شتات الكفار واشتعال الفتنة بين أهل النار وذلك أن العلجة التي كانت خاصة صاحب قشتالة الهالك على ما كانت عليه من الثقات وأولادها وقرابتها قد شبوا نار الخلاف والوحشة بينهم وبين سلطانهم مقتبلة وأسباب القطيعة بينهم متصلة وسلطانهم يجتهد في مصالحتهم الحيل ويروم مصالحة ما أصاب كلمة النصرانية من العلل وعسى الله أن يجعل بأسهم بينهم شديدا ويضفي على الإسلام ظل عنايته مديدا بفضله ولم يمنع من لدينا من أرسالكم الجلة الأثرا الفضلا المبرورين خديمكم أبي بكر بن موسى والفقيه أبي العباس الحصار والقائد أبي إسحاق بن الحاج وصل الله عزتهم ووالى مبرتهم من القدوم على بابكم واللحاق بخدمة ركابكم إلا أن الأنواء في هذه الأيام شديدة الإلحاح والآفاق غاصة بالأمطار الهامية والرياح وأسباب السفر متعذرة مع المساء والإصباح وإذا من الله سبحانه بانجلا الأنواء واستقامة حال الهوا فنحن ننظر لهم ولمن بالمرية حرسها الله من خدامكم ما يسافرون إليكم فيه ويحمل كلا منهم على ما يرضيه عملا بما توجبه مبرة الأبوة الكريمة وتقضيه والله المسئول أن يقضي خير م يقضيه ويحرس مقامكم الباهرة معاليه هذا ما عندنا بادرنا به أعلامكم وأخبرنا به مقامكم والله سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي تكفل فضله بتيسير الأغراض وضمن ملكه للإسلام صلاح الأحوال وشفاء الأمراض وتبرأت مذاهب مجده عن شبه الأعراض وحسدت أنفاس الثنا على معاليه أنفاس الرياض مقام محل أخينا الذي نجتلى على الأحيان
من بره وجوها ضاحكة مسفرة أو نستنشق من أفقه الأعلى رياح النصر مبشرة السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله يختال في ملابس السعد ويشد أركان المجد ويتكفل للإسلام ببلوغ القصد ويخلد في صفحات الأيام سطور الحمد معظم سلطانه الأعلى السالك من بره وإيجاب شكره على الطريقة المثلى المتحلى من أمحاض وده وإجلال مجده بأنفس ما يتحلى المثنى على مكارمه التي أخبارها تتلى وأنوارها تجلى الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل من فرج بن نصر سلام كريم بر عميم يخص مثابتكم العظمى وأخوتكم الفضلى ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد حمد الله الذي في ذاته تزكو ثمرات الوداد ولدى ابتغا مرضاته تخلق موارد الاعتقاد منجد الإسلام على مر الأيام بمظاهرة ملككم الرفيع العماد والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله هادي العباد إلى سبيل الرشاد المستولي من كمال الخلال وخلال الكمال على أقصى الآماد الذي شهد بصدقة لسان الحي والجماد وبهرت أنوار معجزاته كالصباح الباد والرضا عن آله وصحبه وعثرته وحزبه أولى الجدال في نصره والجلاد المدافعين عنه بالبيض الرقاق والسمر الحداد حتى استقرت أنوار دعوته راسية الأطوار والدعا لمقام أخوتكم العظمى بتوالي الإسعاد واتصال اليسر الخصيب المراد فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من فضله أجزل المواهب وحملكم من توفيقه وتسديده على أوضح المذاهب وطرز بنصركم على أعدائه صحائف الكتب وصفحات الكتائب وبلغ الإسلام ما يؤمله فيكم ويرجوه في معاليكم من تمهيد الأرجاء وكتب كفرة الأعداء وتكييف الصنائع العجائب
من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه ثم بما عندنا من الاعتداد بمقامكم أعلى الله سلطانه ومهد بالخير العاجل والآجل أوطانه إلا ود يستحكم سببه وتشيع يتضح مذهبه واعتقاد سما عماده وانفسحت طنيه وولاء ثبت في شجرة الخلوص نسبه وإلى هذا أيد الله أمركم وأعز نصركم فإننا ورد على بابنا خديمكم الشيخ الفقيه الخطيب الافضل الأرضى العابد المجاهد الأمضى المبرور أبو العباس بن الخطيب وصل الله كرامته وسنى سلامته فألقى إلينا مشافهة من جميل اعتقادكم وكريم ودادكم ما لو اجتهدت الأقلام في تنميقه وثابرت الكتب على تحصيله وتحقيقه لم تجد مزيدا عليه ولا فضلت ما لديه وبالغ في تقرير ما لديكم بهذه الجهات من العناية بأحوالها والتحقيق لآمالها والنية الخالصة لله في جهاد أعدائها وتمهيد رحابها فحمدنا الله ما وهبنا من ودكم وعلمنا أن نية الجهاد كفيلة لكم في الدارين ببلوغ قصدكم وما أعمالكم والحمد لله منذ أقامكم الله ذلك المقام إلا متسابقة في النظر لها متوالية ولا همتكم في العناية بها إلا عالية أعانكم الله على ما يعظم لكم الأجر ويخلد الفخر وقد ألقينا إليه من شكر أفضالكم والثناء على جلالكم ما نرجو أن يقوم فيه أحسن القيام ويعمل فيه عمل مثله من سراة الخدام وإن كان ما ألقيناه إليه تعجز عنه فصول الكلام وألسنة الأقلام وتلاحق بنا أيام مقامه لدينا رسولكم والقائد الأجل خديمنا أبو عبد الله بن غرون أعزه الله وأوصل إلينا كتابكم متضمنا ما سناه الله لكم من مساعدة الأيام وتيسير المرام واستصحب أيضا ما عقدنا على مقامكم في صلح العدو من الأحكام فحصل الغرض المطلوب واستبشرت بتمام الصلح والقلوب وما زال ملككم حفظ الله معاليه وشكر مكارمه المتوالية يتمم لهذه البلاد المصالح ويوفيها ويسلك بها سبل الخير ويقتفيها ويثابر على الأعمال التي يرضى الله فيها فيلي فضائلكم المترادفة فضل الشكر وتوجب
البر أبملفوظها أم بمكتوبها أعاننا الله على القيام بوجوبها وما عندنا ما نعرفكم به إلا الخير الذي يرجى بمظاهرتكم اتصاله واليسر الممتدة ظلاله وعندنا من القيام بحقكم الواجب والثناء على محلكم الرفيع الجانب مالا يزال متصل الدوام باقيا على الأيام والله تعالى يقضى على يديكم بعز الإسلام ويصل لكم من عنايته كل وافر الأقسام بفضله وهو سبحانه وتعالى يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام عليكم ورحمة الله
ومن ذلك المقام الذي حقوق بره موفاة مؤداة وواجبات شكره مقدمات مبداه وأخبار عصمته تحف هداه مقام محل والدنا الذي نعظمه ونكبره ونجله ونوقره ونعترف بماله من المجد الزاكي عنصره والفضل الكريم أثره السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله ومساعيه في الله ناصحة ومعاليه باقية صالحة وغرر مآثره مشرقة واضحة وآيات سعادته لمعاني العناية الإلهية شارحة معظم سلطانه الرفيع الجلالة والمثنى على فضائله المنثالة ومكارمه التي يقصر عنها لسان الإطالة الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأسمى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله ميسر الألطاف الخافية ومحول المواهب الوافرة الوافية ومانح العصم الكافلة الكافية وجاعل العاقبة للتقوى إسباغا للنعم الضافية والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله ذي الدعوة الهادية والمعجزات الظاهرة البادية والدرجة الرفيعة العالية والبركة المترادفة المتوالية والرضا
عن آله وصحبه أولي الآثار الصالحة الباقية والهمم السامية الراقية والدعاء لمقامكم الأسمى بنجح الأعمال الراضية ونصر العزائم الصادقة في في جهاد العدو الماضية والصنائع التي تسفر عن وجود اليسر والعافية فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا واضح السمات وصنعا يتكفل بدرء الشدائد ورفع الأزمات من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله جل وتعالى وآلائه التي لم تزل تترادف وتتوالى إلا الخير الكامل واليسر الشامل والفضل الذي تقضى به الحاج وتنال المآمل والحمد لله كثيرا كما هو أهله فلا فضل إلا فضله وعندنا لمقامكم الأسمى تشيع ثابتة أركانه وود جديد على بلى الجديدين ريعانه وخلوص لا تغيره حوادث الدهر وإيوانه وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم فإننا في هذه الأيام أجبنا مقامكم الكريم عن فصول الكتابين الواردين علينا المهديين تحف أنبائكم السارة إلينا المتأديين على يدي خديمكم الشيخ الأجل المكرم المبرور أبي بكر بن موسى وأبي عبد الله الجزيري أعزهما الله في خطاب آب به أبو عبد الله الجزيري المذكور إلى بابكم وتوجه إلى جنابكم إلا ما كان من مضمن المدرج في شأن الغرقورة فإننا أرجأنا جوابه خلال ما يتجه لنا في ذلك نظر يعمل أو وجه لا يهمل وظهر لنا الآن أن وجهنا إلى سلطان قشتالة قريبنا الريس الأجل أبا جعفر بن نصر وصاحب ترجمتنا وصل الله كرامتها ويسر سلامتهما ليلقيا إليه في شأن ما جرا على أبيه من هلاكه وما تصير إليه من ميراث ملكه ما لا ينكر بين الملوك تردده ولا يجهل في أبواب التدبير مقصده وجعلنا قضية الغرقورة
الغرض المقدم والسبيل المتمم وكتبنا إلى صاحب قشتالة في هذه القضية كتابا يصلكم نسخته طي كتابنا هذا لتكونوا على علم من فصوله واطلاع على فروع هذا الحال وأصوله وأذنا للشيخين الأجلين رسوليكم الوافدين علينا والواصلين إلينا الخديم الأجل أبي بكر بن موسى والقائد أبي سالم بن الحاج أعزهما الله في اللحاق بمقامكم الأسمى والقدوم على أبوتكم العظمى لكونهما ممن لهما في الحركة بين يديكم غنا ومذاهب سبيلهما في الخدمة سوا وأمسكنا ثالثهما الفقيه أبا العباس الحصار حفظه الله لا يعدمه بحول الله مبرة ولا اعتنا حتى يقف من جواب الطاغية على ما يكون فيه إعلام لكم وإنبا أطلع الله تعالى من الأمر كله على ما يكون فيه لاعتلال الأيام شفا ولدين الله ظهورا واعتلا ولعوائده سبحانه اتصال وولا هذا ما عندنا خاطبنا به مقامكم العلي وصل الله أسباب سعده وحرس أكناف مجده وهو سبحانه يصل لديكم مواهب آلائه ويشملكم بمواهب نعمائه ويوفر حظكم من اعتنائه والسلام الكريم يخص مقامكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي شأو فسيح المدا وتتراكض فيه جياد الباس والندا وأخبار فخره يروى صحائفها كل من راح وغدا ونيته في نصر الإسلام يعرفه عوارف النعم الجسام يوما وغدا مقام محل أخينا الذي مقاصد وده سافرة الغرر وآيات مجده خالدة الأثر ومكارمه هامية الدرر ومواعيد نصره على أعداء الإسلام يتشوف الدين إلى ميقاتها المنتظر ورايات جلالته لا تونى من ضعف الخبر وصنايعه في سبيل الله يرفل الإسلام منها في رايق الحبر
السلطان الكذا بن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله عالي المجد كريم القصد رافلا في حلل الفخر والسعد معظم مقامه السامي المصاعد المثنى على مجده الأثيل القواعد ووده العذب الموارد وفضله الواضح الشواهد الأمير عبد الله بن يوسف بن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم بر عميم يخص أخوتكم الفاضلة ومملكتكم الحافلة ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد حمد الله ولي الحمد وأهله الذي تخلص المودات الصادقة من أجله ويستعان بحوله وقوته في الأمر كله فلا يخيب من اعتمد على كرمه أو عول على فضله والصلاة على سيدنا ومولانا محمد خيرة أنبيائه وخاتم رسله الذي نأوي عند الفزع الأكبر إلى ظله ونرتجي النجاة في التمسك بحبله ونستجير بجاهه على شدائد الدهر وأزله ونتوسل إلى الله بعزة قدره لديه ورفعة محله فسلك من الإسعاد على أوضح سبله والرضا عن آله وصحبه وعترته وأهله المقتدين به في قوله الكريم وفعله فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من عنايته أوفى الحظوظ والأقسام وعرفكم عوارف الآلاء الجسام وأنجح في نصركم على أعدائه الكافرين أمل أهل الإسلام حتى ترتسم حسنات جهادكم في صحف الأيام من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه ثم بما عندنا من الاعتداد بمقامكم الأسمى مهد الله سلطانه إلا الخير المديد الرواق والصنع الباهر الإشراق والأمن المنسحب على الآفاق وتشيعنا إلى مثابتكم العلية محكم الميثاق ومورد ثنائنا على مكارمكم السنية عذب المذاق ولا نزال نجتلى
من مخاطباتكم البرة أزهار البيان من فوق الأوراق ونقتني من أنفاسها إثمد الأحداق ونثني بما خولكم الله تعالى من المجد الذي أحرزتموه بالاستحقاق وجريتم فيه جرى الجياد على الأعراق وإلى هذا أيدكم الله بالنصر على أعدائه وعرفكم عوارف العناية الإلهية في مختم كل أمر وابتدائه فإننا ورد علينا كتابكم السافرة عن محيا الدين فصوله القائمة على كريم العهد أصوله الناطق بلسان الفضل المبين محصوله اجتنينا منه روضة نمت صوادح البر بأفنانها وحلة نم طيب الخلوص من أردائها تعرفون بما كان من وجهتكم التي اتخذتم فيها الحزم طريقا والعزم مصاحبا ورفيقا والتوكل على الله سبحانه قبيلا وفريقا وإن ركابكم لم يلو على من تلوم وطرق عزمكم ما اغضى ولا هوم فلم تقفكم الأطواد وقد سمت صياصيها وشابت بالثلج نواصيها حتى ألحقتم أدانيها بأقاصيها وحللتم بسجلماسة حلول الإصراخ والبدار والمعاجلة المسقطة للأعذار وطلعتم بآفاقها طلوع النهار وأعدتموها إلى ما كانت عليه من التمهيد والقرار ووفد بها عليكم من سميتم من الأشياخ الكبار ووجوه القبائل الأحرار على اختلاف الصفات وتباين الأقدار وأنهم وردوا من قبولكم على أعذب المشارب وشملهم صفح مقامكم الرفيع الجانب وانتظموا فيمن حف بكم من الجيوش والكتائب وأنتم صرفتم إلى الأحواز المراكشية صدور الركائب وشرعتم في صلة العزم الدائب واستوفينا ما قرره مقامكم الأعلى بمقتضى الود الكريم الواضح المذاهب ورأينا أن الذي يحمل أخوتكم
الكريمة على تعريفنا بجزيئات أحوالها في مقامها الرفيع وارتحالها على انتزاح حلالها وشواغل جلالها إنما هو الود الذي زكت شهوده وثبتت عقوده وعذب في الله وروده فأطلقنا في الثناء على مقامكم أعنة اللسان وأطنبنا في ذكر فواضلكم العميمة ومقاصدكم الحسان وقلنا نعم الود الذي أصبح على مرضاة الله قائم البنيان فلو استعرنا لسان بديع الزمان وغيره من فرسان البيان لما وفينا بعض شكركم الفسيح الميدان الكريم الأثر والعيان واعلموا أن ذلك القطر وصل الله له عوائد التمهيد وعرفه عارفة اليمن المديد إذا سكن زلزاله وحسنت عواقبه وكرم ماله وصلحت باجتماع الكلمة أحواله عادت على بلادنا عوائد الأمان وأغضى عن هذا القطر جفن الزمان وعلم العدو أن ناصر الإسلام يمكنه الدفاع عن أرجائه والتفرغ إلى تيسير رجائه مع الأحيان فمن الله سبحانه نسل أن يعرفنا من تلك الجهات العلية المؤملة ما يكون فيه سكون الأقطار وتمهيد الديار والصنع الكفيل بعز الإسلام وثبار الكفار وأما ما لدينا من الاعتداد بمقامكم العلي المقدار والثناء على فضلكم المتألق الأنوار فشيء تضيق عنه ألسنة الأقلام وبطون الأسفار فواصلوا تعريفنا بما يتزيد لديكم ويتجدد من الأمور عليكم يكون ذلك صلة لما عودتم من مكارمكم الفائقة وفواضلكم السابقة والله تعالى يشكر مجدكم ويبلغكم من نصر الإسلام والمسلمين قصدكم بمنه والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي وسع بالأمتين عدله وإحسانه وتكفل بجبر القلوب
وتيسير الأمل المطلوب علمه ولسانه واشتمل على المكارم المتعددة شأنه وقام على الفضل المبين والمآثر الرائقة الجبين برهانه مقام محل أخينا الذي حكمه عدل وشيمته مجد وفضل وملكه لنصر الله إياه أهل وحقوقه على أهل الإسلام لا يصدعها جهل وسيل مكارمه لا حب سهل السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله مخولا من التوفيق أسنى المواهب سالكا نظره في السداد أوضح المذاهب متغمدا جوانب الإسلام بألطافه العجائب ذاخرا من نصره إياه جيوش عزم تسير أمام الكتائب صارفا إليه من وجوه سياسته ما يقضى بحفظ الشاهد منه والغائب معظم مقداره الذي فاق الأقدار ووضح فضله فأشبه النهار وموقر ملكه الذي حاز الفخار وعم فضله الأقطار فلان أما بعد حمد الله الذي آلاؤه العميمة لا يقلع مدرارها وألطافه الخفية لا تلتبس آثارها وعناياته بمن وقف عليه رجاؤه تشرق أنوارها الذي أقامكم لنصر كلمة الإسلام ليحمي ذمارها ويعلو منارها فآراؤكم له تتعدى السداد أنظارها وعزائمكم تنتظر مقطع الوفا شفارها ومكارمكم تعب في سبيل الله بحارها والصلاة على سيدنا ومولانا محمد وسيلتنا الذي عظم عند الله مقدارها وعمدتنا التي في التعويل على شفاعته من هذه الأمة استبصارها وملجأها الذي تمد إليه أيديها وأبصارها والرضا عن آله وصحبه شموس سماء الدعوة الحنيفية وأقمارها الذين كانوا غيوثا تستسقى أمطارها وليوثا يرهب زأرها وأعلاما تمهد سنن الاقتداء أخبارها والدعاء لإيالتكم العليا بالعز الذي تعمر به أقطارها والسعد الذي يتسنى به أوطارها فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم عناية تكرم أسرارها وسعادة تجنى في سبيل الله ثمارها
من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه إلا الخير المنسحب البرود واليسر المنتظم العقود والحمد لله ونحن نعتمد من مقامكم على الظل الممدود والمورد المقصود وإلى هذا وصل الله لكم أسباب السعود وإنجاز الوعود فإننا وصلنا كتابكم يسطع أرجه نشرا وتزف عزته بشرا تعرفون بما كان من لحاق الشيخ أبي زكريا يحي بن رحو بمثابتكم العلية وشرحه ما انتهى إليه عمله في تلك القضية ووقوفه عند مذاهب العدل المرضية وما ظهر لكم من شمائل الأمة النصرانية من دغل الطوية والحيدة عن المذاهب الجلية وإنكم آثرتم الحق طريقا وارتضيتم العدل في جنب العدو صديقا وأمرتم بخلاصهم من الشكايات التي تقتضي عليهم إيمانهم وطلبتم بما يثبت للمسلمين بمثل ذلك مما يقتضيه ضمانهم وتوجيه من يباشر هذا الغرض الذي تفضلتم بإبرام عقده وإتمام قصده فقابلنا هذه المقاصد الكريمة التي لم تدع سبيلا في الوفا إلا نهجته ولا مطلوبا إلا أنتجته بالشكر الطويل المديد والثناء الغض الجديد والدعاء لمقامكم بصلة التوفيق والتسديد واعلموا أيدكم الله أن النصرى كما تقدم أمه تجادل في الحق بعد بيانه وتتمسك بالحبال الرثيثة بعد وضوح برهانه ولو كانوا على آثاره من إنصاف واتصفوا من الانقياد للواجب ببعض اتصاف لم يكونوا أهل باطل معتقد وزيغ منتقد ولاكن أبلغ عدلكم الأمور منتهاها وتمم أسباب النصفة ووفاها ونحن ناظرون في تعيين من يباشر ما ذكرتم حسبما به أشرتم وعندنا من الشكر الجزيل ما يقصر عنه اللسان ومن الثنا على هذه الأغراض الكريمة ما لا يدركه الاستحسان فما زالت أعمالكم في سبيل الله كريمة الخواتم والفواتح شاهدة بما لكم عند الله
من التجر الرابح كافأ الله قصدكم المتكفل برعي المصالح وإن تشوقتم إلى أحوال النصرى فهي على حسب ما عرفناكم به في كتاب أصدرناه إلى مقامكم قبله نؤكد الود وتقرره ونشرح من ذكر ونفسره وبحسب ما يتزيد عندنا نعجل أعلامكم ونطالع بمتزيده مقامكم والله تعالى يعمر بالعز أيامكم ويبشر بالنصر على أعدائه أعلامكم وهو يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام يعتمد أخوتكم الفاضلة ومجادتكم الحافلة ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي يكل لصلاح الأمور نظره الجميل ويعدلها كلما همت أن تميل وتبلغ هذه المستمسكة بأسبابه القصد والتأميل ويلاحظ من مصلحها الكثير والقليل ويذهب عن مذهب أمانها التأويل والتعليل ويؤويها من جناب رعيه الظل الظليل مقام محل أخينا الذي على وداده الاعتماد وإلى جميل نظره الاستناد وبه الانتصار إذا وقع العناد ومن جهته التمهيد إذا قلق المهاد ومن تلقاء تدبيره العلاج إذا تطرق إلى كون الهدنة الفساد فمكارمه قد وضحت منها الأشهاد ومفاخره يعرفها الحسام العضب والقنا المياد وعزماته يدخرها الجهاد وفضائله يعرفها العباد والبلاد السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله مؤمل النظر كريم الخبر والخبر كفيلا عدله يرعى المصلحة ودرء الضرر ولا زالت سعوده متألقة الغرر ومكارمه هامية الدرر مرجوا للنصر المنتظر حميد المساعي مرضي السير محروسا مقامه من الحوادث والغير معظم قدره وملتزم بره المطنب بملء اللسان في حمده وشكره العارف بكبير مجده وأصيل فخره فلان
أما بعد حمد الله المتوالي حمده المتوالي إنعامه ورفده الذي جعل التواصل في ذاته سببا لا يفصم عقده والصلاة على سيدنا ومولانا محمد الرفيع قدره الكريم مجده رسول الله الرحمة الذي اشرق بدعوته غور المعمورة ونجده الداعي إلى الدين القويم والصراط المستقيم الذي لا يضل قصده والرضا عن آله وأصحابه الذين أنجز بنصرهم وعده ورفعت بهم أركان ملته بعد ما ضم عليه ضريحه الطاهر ولحده والدعاء لمقام أخوتكم العالية بالسعد الذي لا يبلغ حده والنصر الذي يمضي في الأعداء حده والتأييد الإلهي الذي لا يتقلص ممتده فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا باهر الأنوار ومجدا عالي المقدار وصنعا تجري بمصاعدته أحكام الأقدار وتتصرف وفق إرادته حركة الفلك الدوار وأجرى مجرى أمور هذه البلاد الغريبة والأقطار من تدبيركم الحميد الآثار ونظركم الجميل الأعمال والأخبار على ما يقع من الإسلام موقع الاختيار ويتكفل بتأمين الحال والديار من حمراء غرناطة حرسها الله والاعتماد عليكم بعد الله وثيق السبب واضح المذهب والتشيع لكم كفيل للدين بنيل الأرب وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم فإننا إن عقدنا سلما عقدناه بريحكم التي يحذر العدو وهبوبها وإن شننا حربا استغثنا بعزماتكم التي تنال بها الملة مطلوبها وإن ضمنا عنكم أمرا صدق الضمان وإن وثقنا بكم انقاد الزمان ورأى ما يسره الإيمان فأحوال المسلمين في هذا القطر على جميل نظركم معتمدة
وعناياتكم في كل يوم متجددة فكلما توقع في أسباب هدنتها مرض عرض منكم على الأسى الطبيب أو حذر من عدوها مكروه صرفت الوجوه منكم إلى الولي الحبيب فوجوه لحظكم سافرة على حال المغيب وهي وإن كانت بعيدة منكم توجبون لها بدينكم حق الغريب وإن هذا الصلح الذي تسنى في أيامكم وانقاد إليه العدو بسبب اعتزامكم واتصال اليد بمقامكم تكاثرت فيه بين الفريقين شكايات وهي إذا تكاثرت في النفوس نكايات وإن تغوفل في حسم عللها وإصلاح خللها والتنزل فيها الإنصاف ورفع النزاع في سببها والاختلاف أدت لانطلاق الأيدي ومجازات التعدي بالتعدي حتى تتقلص ظلال الهدنة والمساهمة وينتقل الحكم من الكلام إلى المكالمة والحاجة إلى الهدنة لا خفاء بها عن مقامكم الرفيع العماد إذ في اقتضا ما عين لها الآن من الآماد جبر الاعداد وإمكان الاستعداد بخلال ما يستوفي إن شاء الله على المهل أغراض الجهاد وأن رسول قشتاله ردد إلينا الإرسال بطلب خلاص ناسه ما به إليه ستظهروا وقد حشدوا كثيرا من الشكايات وحضروا بين يدينا فألقوا ما يختص بإيالتنا منسوبا إلى المواضع والبلاد وما يختص بما رجع لإيالتكم الرفعية العماد وطلبوا بالإنصاف مما تثبت دعواه وخلاص كل شاك من شكواه فبلغنا الجهد فيما يرجع إلينا في دفع الحجة التي فيها مدفع والإتيان بما فيه مقنع وغرم ما لزمنا واتجه علينا حكمه بحسب التسديد الذي تتمشى به الأحوال ويحمد فيه بفضل الله المآل وقيدوا
بتلك الجهة التي لجميل نظركم قضايا مقررة ودعاوي مفسرة ذكرنا لكم منها في مدرج كتابنا أشهرها عند الاعتبار وأولاها بالإيثار وسايرها كثير يقع الكلام فيه بين منتحلي الجوار من المسلمين والكفار وتبني الأحكام فيه على ثبوت الآثار ولم تجد فيها حيلة إلا مخاطبة مقامكم الرفيع المقدار إذ وجوه خدامكم بهذه البلاد أعزهم الله قد تنزلوا من هذه الدعاوي منزلة الخصوم وطال الكلام في المنطوق منها والمفهوم فنحن الآن نرغب من مقامكم الأعلى ومثابتكم الفضلى أن يتعين من بابكم من يصل لخلاص ما يجب خلاصه واستخلاص ما يحق استخلاصه ممن يمضي بأمركم العلي الحق حيث تعين ويفصل بالواجب فيما ظهر وتبين ونعين نحن من يقوم فيما يختص بجهتنا هذا المقام ويعين سلطان قشتالة من جهته من يروم هذا المرام حتى يرتفع النزاع ويظهر الحق الشعاع وتستأنف الهدنة والأمان الأصقاع فما زال مقامكم يلتمس لها أسباب الرفق ويدر لها سحائب الرزق ويلتمس في التماس صلاحها أوضح الطرق وبهذا النظر الذي سألناه من علاكم تتمشى الأمور وتشرح بالحق الصدور ويطلب بجميع ما للمسلمين من الشكايات على ما تضمنه العهد المنشور والعقد المسطور وملك الروم في الوقت قريب الدار داني الجوار يغتنم دنوه لخلاص هذه الأمور التي يعوق عنها المطال إذا بعد مكانه وشطت داره ونزحت أوطانه عرضنا عليكم هذا الأمر المهم قبل أن يختل ما عقد ويهي ما سدد وأنتم أكفى وأكفل وجميل نظركم المؤمل وعلى مقاصدكم الكريمة المعول وقد وجهنا إلى بابكم في هذا الغرض من يشرح الأمور فيها ويقرر المقاصد ويستوفيها وله بذلك دربة وخبرة ومعرفة مستقرة ذلك القائد الكذا ومقامكم يتفضل بالإصغا لما يلقيه والقبول
لما يؤديه والله تعالى يبقى مقامكم سامية معاليه عائدا بجميل نظره بالخير على من يواليه والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي تبادر بالمتزيدات أعلامه ويتأكد على مر الزمان إكباره وإعظامه ويقابل جانبه بالتشيع الثابتة أحكامه الواضحة أعلامه مقام محل أخينا الذي سعده كفيل بحسن العواقب ومجده كلف بإحراز المناقب وسما فخره قد زينت من نجوم الفخر بالشهب الثواقب مكابده مسدود المذاهب ومنازعه مغالب ونيته الصالحة ضمينة لنيل المطالب وإدراك الرغائب السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله عزيز الجلال كريم الخلال قريب النوال بعيد المنال كفيلا توكله على الله بحسن المآل منشرحا صدره في جميع الأحوال تشهد بمجده ظهور الجياد والسنة البيض الحداد ومواقف النزال معظم مقامه الذي تعظيمه الفرض المحتوم وإجلاله تطابق منه المنطوق والمفهوم والمنقول والمعلوم المثنى على مكارمه التي خجلت منها الغيوم ومناقبه التي اقتبست منها النجوم فلان سلام كريم بر عميم يخص مقامكم الأعلى وأخوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله عالم خفيات الصدور الذي أحاط علمه بما خفي من جزئيات الأمور الكفيل لمن توكل عليه وفوض الأمور إليه بالعلي والظهور جاعل العاقبة للتقوى كما وعد في كتابه الحكيم المسطور الذي في ذاته تعقد أسباب المودة الخالصة على مر الدهور ولابتغاء مرضاته نصل اليد على جهاد
العدو الكفور والصلاة على سيدنا ومولانا محمد المبتعث بالهدى والنور الهادي إلى السبيل الواضح والسنن المأثور الذي بجاهه نرد موارد السرور وببركته نستقبل وجوه الخير بادية السفور وبالاعتماد على ركنه الأقوى نتعرف عوارف السعد في الدنيا ويوم النشور والرضا عن آله وصحبه الذين كانوا في سماء الملة الحنيفية أمثال البدور وفي لبتها كاللآلي والشذور الذين دافعوا عنا في حياته بالحسام المطرور وخلفوه بعد مماته بالسعي المبرور والدعا لمقامكم الأعلى بصلة النصر المشهور والصنع الكفيل للإسلام وأهله بالسرور فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم أسنى مواهب الخير الموفور وجعل العاقبة الحميدة لملككم المنصور من حمراء غرناطة حرسها الله وعندنا من التشيع في مقامكم الأعلى ما هو أوضح من النهار وأجلى من شروق الأنوار فبحسبه نبادر إلى مقامكم بأنباء الأخبار ونحرس على بسط الأعذار ونبذل من إمحاض النية لكم ما يعلمه العالم بخفيات الأسرار وإلى هذا أيد الله أمركم وأعز نصركم فإن الإنسان وإن توصل إلى معرفة الظواهر والبواطن عنه محجوبة والخفيات إلى علم الله لا إلى غيره منسوبة وله في كل شيء أحكام مكتوبة وكنا عرفنا مقامكم الأعلى بما عندنا من صرف نظر الملاحظة إلى من لدينا من إخوانكم وقرابتكم بحيث لا يبرح رقيبها ولا يختل ترتيبها وإننا نصل التفقد إلى أحوالهم وندلي العيون إلى أقوالهم وأعمالهم فجرينا من ذلك على السنن اللاحب وقمنا منه بالواجب ولم ندع جهدا إلا سلكنا منه أوضح المذاهب ومن اضمر المكيدة يرتقب أوانها ويلتمس مكانها والخواطر لا يعلم إلا الله شأنها وبظاهر
حضرتنا أماكن مباركة مشهورة وزواياها مباركة مقصودة ينفر إليها الجمهور في الليالي التي يقوم بها للبر سوق وتوفى من تعظيمها حقوق وخصوصا ليلة ميلاد رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ابتغاء البركة لديه فهي بحيث ذكر من المواسم التي ينتدب إليها الناس وتتسابق منهم الأنواع والاجناس وإن أخاكم أبا الفضل لما كان قد استبطن عقيدة المكيدة وأثر اتباع الآراء غير السديدة جعل قصد ذلك ليلتئذ سببا لأربه وورى بها عن مذهبه ومن الغد تفقدنا ففقدناه ووصلنا عادتنا في طلبه فتعرفنا ما كان من هربه فبادرنا إلى توجيه الفرسان في أثره وطيرنا من أنجاد الخدام من يعوقه عن وطره والمرحلة التي بيننا وبين بلد النصرى قريبة على من يركض الخيل ويقطع بحث ركابه الليل فألفوه قد لحق بأرض النصرى راكبا في قصدها الخطر ومقتحما في تأميلها الغرر في حميلة تنتمي إلى ثلاثة عشر ليس فيهم من به عبرة ولا من تميزه شهرة إلا من كان من يعقوب بن أبي عياد شيطانه الذي أغواه وجذبه من شطن هواه وأرداه في ورطة يتعذر منها منجاه فإن من خاطر بنفسه في قصد بلاد النصرى للغرض الذي قصده والمذهب الذي اعتمده قلما نجح له عمل ولا تأتى له منها أمل ولا يساعده حاضر من الزمان ولا مستقبل فهي مثابة وجودها عدم ومفازة ليس على الطريق بها علم قطعت بمن قصدها على القدم وقضت بتمزيق الشمل ومذلة الندم فامتعضنا لهذا الواقع عندما تعرفناه ووجهنا إليه وجه العزم وصرفناه ورجعنا على أخيه وأبناء عمه باللأئمه التي لم نقبل فيها عذرا ولا أثرنا فيها صبرا إذ كنا قد أغرينا بينهم فجعلنا بعضهم على بعض عيونا ساهرة ورقبا تبحث عن كل خافية وظاهرة فاتهمناهم بكتمانهم ما استوثقنا منهم فيه والمداهنة في هذا الأمر الذي لا ترتضيه فكبسنا منازلهم بالرجال مرة واحدة لم نوسعهم
فيها إمهالا ولا فسحنا لهم في الإقالة مجالا وقبضنا على جميعهم مع تباين أمورهم وتباعد منازلهم ودورهم قبضا هائلا لم يفلت معه منهم أحد ولا انخرم من جملتهم عدد وثقفناهم بحمرائنا في أماكن لهم أعددناها ورتبنا عليهم الحراسة وجددناها نكالا لما وقع من الأمر الذي حرصنا على سد بابه وجهدنا في قطع أسبابه وبادرنا إلى تعريف مقامكم الذي نعتد بجنابه ونمحض له من الود صفو لبابه ليكون على علم من هذا الواقع الذي اتفق والأمر الذي غلب الحزم عليه قدر سبق بمقتضى الود الذي تقرر وتحقق والخلوص الذي فرع وانبثق ونحن على علم بأن أخاكم ركب بحرا لا نجاة لراكبه وامتطى صعبا يقطع به عن مآربه إذ لا بد للنصرى من أصحابه إلى سلطانهم وهو في الوقت بداخل سلطان قشتالة بحيث تتعدد المراحل وتطول الأيام ويتعذر على قاصده المرام وأحوال النصرى في فتور هذه الأمور لديهم لا تتخيلها الأوهام ولم يزل يتصل بهم أهل البسالة من كبار البأس والإقدام وأولو المضا المشهور والاعتزام فيستولي على أمورهم الاختلال وتشملهم الحاجة وتضيق منهم الأحوال فمنهم من يرجع أدراجه بعد أن يكون الصفح والإقالة أقصى أمنيته ومنهم من يرتجيه مما تورط فيه حلول منيته وسعادتكم تتكفل بجريان الأمور أفضل مجاريها واستقامة الأحوال على أوثق مبانيها وقد وجهنا إليكم بكتابنا هذا القائد الكذا لكونه ممن اتفق لمشاهدة هذا الأمر حضوره وحدثت بمرأى منه أموره فهو يلقى إليكم ما قررنا مما يقتضيه الحب ويشرح منة ما أجمله الكتب ومقامكم يصغي إلى ما يلقيه ويقابل بالقبول ما يؤديه والله سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي وده متأكد الوجوب ووجه فضله ليس بالمحجوب وعقد فضله متقرر في القلوب ونيته الصالحة متكفلة للإسلام وأهله بنيل المطلوب وبلوغ المرغوب مقام محل أخينا الذي شأننا كله تشيع له وخلوص وحكم ودنا فيه عموم وخصوص وثنا اعتقادنا الجميل فيه على أساس ابتغا رضوان الله مرصوص أبقاه الله رفيع القدر عزيز الأمر معترفا بوجوب حقه لسان الدهر معظم مقداره الخليق بالتعظيم المثنى على مجده العالي وفضله العميم المعتد منه بالذخر الكريم فلان أما بعد حمد الله الذي إلهامنا إليه من أعظم نعمه وهدايتنا إليه من أكرم كرمه منجح بأخلص من وسائل الود وذممه وموفق الآراء إلى سلوك قصده الواضح وأممه الذي عليه نتوكل في مبدأ كل أمر ومختتمه فنظفر من السعد بأوفر قسمه والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي تسير الأنبياء والإرسال تحت علمه سيد الكون بين عربه وعجمه ونور الله الذي أذهب ما تكاثف من غياهب الباطل وظلمه وغيث الرحمة الذي تمد يد السؤال إلى استقامة ديمه والرضا عن آله وأنصاره السالكين مناهج سجاياه الشريفة وشيمه الآوين من اتباعه إلى أمنع حرمه المثابرين على إعلاء معلمة المهتدين بفعله وكلمة والدعاء لمقامكم الأسمى بنصر عزيز تكون الفتوح الغر من خدمه وسعد يغني عن اختبار نصب الفلك الدوار وتعديل أنجمه وصنع تكفل العناية الآلهية بإيضاح محكمه فإنا كتبنا إليكم كتب الله لكم تأييدا يقر عين الإسلام برسوخ قدمه
من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله إلا الخير الذي يقوي باعتداد بابكم سببه ويبين مذهبه واليسر الذي يتأتى بإعانتكم أمل الإسلام ومطلبه وعندنا من البر لكم عقائد لا يدخل الشك أصولها ولا يعترض النقد فصولها ولا تفوت الأيام محصولها ومن الاعتداد بجهاتكم عزمات يشحذ الحق نصولها وآمال يرتب حسن الظن بالله صلتها وموصولها وإلى هذا أيد الله أمركم وأعز نصركم فإننا بادرنا تعرفكم بما حدث عندنا من قضية أخيكم أبي الفضل الذي كنا وثقنا فيما كنا شرطنا عليه من الهدو والاستقامة بحسن عهده ورجونا عمله فيه على شاكلة مجده وأصلنا له أصلا ظننا وقوفه عند حده وأنه قيض له من يعقوب بن أبي عياد مثير عجاجه ومنفق لجاجه صدع بها شمل سكونه وانسحاب العافية عليه صدع زجاجه فورى بقصده ربط العبادات وأماكن القرب المودات وقد أضمر الحيلة وأكذب فيه المخيلة ولحق بالروم في عدد نذر وطائفة لا تستقل بأمر متورطا في لجج هائلة بآراء فائلة وأننا اتهمنا أخاه وابني عمه بالإدمان في قضيته والعلم بما كان في طويته وأنكرنا عليهم ما كان من إخفاء هذا الغرض الذي أخذنا عليهم بإعلامنا به اشد الميثاق وركنا إلى ما تقتضيه أصالة الأحساب ومكارم الأخلاق فنضا شمل جماعتهم واستوعبها وراع جملتهم وأرعبها ومازلنا نبحث عن أحوالهم ونواصل النقير عن أقوالهم وأعمالهم ونختبر ما نطنا بهم من الشيم الداعية إلى اعتقالهم والريب الحاملة على نكالهم فثبت عندنا براءة جوانبهم وسلامة مذاهبهم وحققنا من بسط الأحوال واستقل لدينا أتم الاستقلال أن أبا الفضل
انفرد عنهم بتدبيره وطوى عنهم ما هجس بضميره حتى ركب الخطر الذي يتعذر الخلاص معه وآثر الطمع الذي قل ما صارع أحدا إلا صرعه وانقضت مدة من تعرف ركوبه البحر لم يسمع له خبر ولا دلت منه عين على أثر حتى أن حالة التلف أقرب إليه بحسب ما تدل العوائد عليه وما كان الله ليظهر لملككم من العجائب ما أظهره وأيد سلطانه في كل موطن ونصره إلا لخبيئة عناية لا يضر معها كيد من كاده ولا ينجح بسوء أراده تم المجلد الأول من كتاب الريحانة
الجزء الثانى من كتاب / ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
المؤلف / لسان الدين بن الخطيب
دار النشر / مكتبة الخانجي - القاهرة - 1980م
عدد الأجزاء / 2
الطبعة : الأولى
تحقيق : محمد عبد الله عنان
جمهور الأغراض السلطانيات
ومن ذلك المقام الذي بنور سعادته تتجلى الغما وتتصل النعما فنيته قد صح منها لجانب الله الانتما واتفقت منها المسميات والأسما مقام محل أبينا الذي تتفيأ أفياءهن الجزيرة الغريبة أفياء نيته الصالحة وعمله ونثق بحسن العاقبة اعتمادا على وعد الله المنزل على خيرة رسله ونجتنى ثمار النجح من أفنان آرائه المتألقة تألق الصبح حالى ريثه وعجله ونتعرف حالى المودود والمكروه عارفة الخير والعافية من قبله أبقاه الله يحسم الأدواء كلما استشرت ويحلى موارد العافية كلما أمرت ويعفى على آثار الأطماع الكاذبة مهمى خدعت بخلبها وغرت ويضمن سعده عودة الأمور إلى ما عليه استقرت معظم مقامه الذي هو بالتعظيم حقيق وموقر ملكه الذي لا يلتبس منه في الفخر والعز طريق ولا يختلف في فضله العميم ومجده الكريم رفيق أما بعد حمد الله المثيب العاقبة الكفيل لأهل التقوى بحسن العواقب المشيد بالعمل الصالح إلى أرفع المراقى والمراقب يهدى من يشاء ويضل من يشاء فبقضائه وقدره اختلاف المسالك والمذاهب والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الحاشر العاقب ونبيه الكريم الرءوف الرحيم ذى المفاخر السامية والمناقب والرضا عن آله وأصحابه وأنصاره وأحزابه الذين ظاهروه في حياته بأعمال السمر العوالي والبيض القواضب وخلفوه في أمته بخلوص الضمائر عند شوب الشوائب وكانوا في سماء ملته كالنجوم الثواقب والدعاء لمقامكم الأسمى بالسعادة المعادة في الشاهد من الزمن والغائب والنصر الذي يقضى بعز الركائب والصنع الذي يطلع من ثناياه غر الصنائع العجائب
من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه ثم بما عندنا من الاعتداد بمقامكم أعلى الله سلطانه وشمل بالتمهيد أوطانه إلا تشيع ثابت ومزيد وإخلاص ما عليه في ميدان الاستطلاع مزيد وتعظيم أشرف منه عيد وثناء راق فوق رياضه تحميد وتمجيد وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس الطاهر الكريم مجدكم فقد وصلنا كتابكم الذي هو على الخلوص والاعتقاد عنوان وفي الاحتجاج على الرضا والقبول برهان تنطق بالفضل فضوله وتشير إلى كرم العقد فروعه الزكية وأصوله ويحق أن ينسب إلى ذلك الفخر الأصيل محصوله عرفتمونا بما ذهب إليه عيسى بن الحسن من الخلاف الذي ارتكبه وسبيل الصواب الذي تنكبه وتنبهون على ما حده الحق في مثل ذلك وأوجبه حتى لا يصل أحد من جهتنا سببه ولا يظاهره مهمى ندبه ولا يسعفه في الإيواء طلبه فاستوقفنا من ذلك ما استدعاه البيان الصريح وجلبه وخطه القلم الفصيح وكتبه وليعلم مقامكم وهو غني عن الإعلام ولكن لا بد من الاستراحة بالكلام والتنفس ونفثات الأقلام أننا إنما نجرى أمورنا مع هذا العدو الكافر الذي يلينا بجواره وبلينا والحمد لله بمصادمة تياره على تعدد أقطاره واتساع براريه وبحاره بأن تكون الأمة المحمدية بالعدوتين تحت وفاق وأسواق غير ذات نفاق والجماهير تحت عهد الله وميثاق فمهمى تعرفنا أن اثنين اختلف منهما بالعدوتين عقدان وقع منهما في مقبول الطاعة رد ساءنا واقعه وعظمت لدينا مواقعه وسألنا أن يتدارك الخزي راقعه لما نتوقعه من التشاغل عن نصرنا وتفرغ العدو إلى ضرنا فكيف إذا وقعت الفتنة في صقعنا ونظرنا إنما هي شعلة في نقض بيوتنا وقعت وحادثة إلى جهتنا أشرعت إن كان لسوانا لفظ فلنا معناها وعلى وطننا يعود جناها فنحن أحرص الناس على إطفائها وإخمادها والسعي في إصلاح فسادها والمثابرة
على كفها عن استئسادها وما الظن في دار فسد بابها وآمال رثت أسبابها وجريرة لا تستغنم أحوال من بها إلا بالسكون وسلم العدو المغرور المفتون حتى يقتضى منه بإعانتكم الديون وإن اضطرابها داء نستبصر من رأيكم فيه بطبيب وهدفه خطب نرميه من عزمكم بسهم مصيب وأمر نضرع في تداركه إلى سميع الدعاء مجيب ونحن فيه يد أمام يدكم ومقصودنا فيه تبع لمقصدكم وتصرفنا على حد إشارتكم جار وعزمنا إلى منتهى مرضاتكم متبار وعقدنا في مشايعة أمركم غير متوار وقد كنا لأول اتصال هذا الخبر القبيح العين والأثر بادرنا إلى تعريفكم بجميع ما اتصل بنا في شأنه ولم نطوعنكم شيئا من إسراره ولا إعلانه وبعثنا رسولنا إلى بابكم العلى نعتد بسلطانه ونرتجى تمهيد هذا الوطن بتمهيد أوطانه وبادرنا بالمخاطبة لمن وجبت مخاطبته من أهل مربلة وإسطبونة نثبت بصائرهم في الطاعة ونقويها ونعدهم بتوجيه من يحفظ جهاتهم ويحميها وعجلنا إلى بعضها مددا من الرماة والسلاح ليكون ذلك عدة فيها وعملنا ما أوجب الله من الأعمال التي يزلف بها ويرتضيها وكيف لا نظاهر أمركم وهو العدة المذخورة والفئة الناصرة المنصورة والباطل سراب يخدع والحق إليه يرجع والبغي يردع ويصرع وكم تقدم في الدهر من مفتر شذ عن الطاعة وخرج عن الجماعة ومخالف على الدول في العصور الأولى بهرج الحق زائفه ورجمت شهب الأسنة طائفه وأخذت عليه الضيعة وهاده ونتابعه فتقلص ظله ونبا به محله وكما قال يذهب الباطل وأهله لا سيما وسعادة ملككم قد وطأت المسالك وحدتها وقهرت الأعدا وتعبدتها وأطفأت جداول سيوفكم النار التي أوقدتها وكأن بالأمور إذا أعملتم فيها رأيكم السديد قد عادت إلى خير أحوالها والبلاد بيمن تدبيركم قد شفى ما ظهر من