كتاب : تصحيح التصحيف وتحرير التحريف
المؤلف : الصفدي

(وزح) ويقولون: قدِمَ سائِر الحاجّ، واستوفى سائِرَ الخراج، فيستعملون سائراً بمعنى الجميع، وهو في كلام العرب بمعنى الباقي، ومنه قيل لما يبقى في الإناء: سُؤْرٌ، والدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لغيلان حين أسلم وعنده عشر نسوة: (اخترْ أربعاً منهنّ وفارقْ سائرَهن)، أي مَنْ بقي بعد الأربع اللاتي تختارهن. ومنع بعضهم من استعماله بمعنى الباقي الأقل، والصحيح استعماله فيما كثُر أو قَلّ؛ لأن الحديث إذا شربتم فأسئروا: أي أبقوا في الإناء بقيةً ما، وأنشد سيبويه:
تَرى الثورَ فيها مُدخِلَ الظِّلّ رأسَه ... وسائرُه بادٍ الى الشمس أجمَعُ
ويقولون لمن يكثر السؤال: سائِل، ومن النساء سائِلة. والصواب أن يقال: سالَّة وسالَّة، وأنشد بعضهم في الخَمْرة:
سالّة للفتَى ما ليس في يَدِه ... ذهّابة بعقولِ القومِ والمالِ
والأصل في مباني الأفاعيل ملاحظة حفظ المعاني التي تتميز باختلاف صيغ الأمثلة، فبُنيَ مثال مَنْ فَعَل الشيءَ مرةً على فاعِل نحو قاتِل وفاتِك، وبُنِيَ مثال من كَرّر الفعلَ على فعّال مثل قَتّال وفتّاك، وبُنيَ مثال من بالغ في الفعل وكان قوياً عليه على فَعول مثل صَبور وشَكور، وبنِيَ مثال من اعتاد الفعل على مِفْعال مثل امرأة مِذْكار، إذا كان من عادتها أن تلد الذكور، ومِئْناث، إذا كانت تلد الإناث، ومِعْقاب، إذا كان من عادتها أن تلد نوبة ذكراً ونوبة أنثى، وبُنِيَ مثال من كان آلة للفعل وعدة له على مِفْعَل مثل مِحْرَب ومِزْحَم.
(ز) ويقولون: سابُور المركب، لما ثُقِّلَ به، بالسين، والصواب صابور بالصاد، لأنه صُبِرَ فيه، ومنه صُبْرَة الطعام.
(ز) ويقولون: سانِيَة للخشب تُديره الدّابّة إذا سنَتْ، والسانية هي الدابة بعينها التي تَسْنو، يقال: سَنا يسْنو سِنايةً وسِناوةً وسُنُوّاً، قال لبيد:
تَسْنو فيُعْجِلُ كرَّها مُتَبَذِّلٌ ... شَشْنٌ، بهِ دَنَسُ الهِناءِ، ذَميمُ
(ز) ويقولون: سايل الشيء، يعنون باقيه. والصواب سائر بالراء، يقال سائر وسَارٌ مثل بائر وهائر، فمن قال: سارٌ بناه على فَعل كقولهم رجل مالٌ وكبشٌ صافٌ، وطريقٌ طانٌ، إذا كان كثير الطين.
(ص) ويقولون: ماله سائحة ولا رائحة. والصواب سارحة ولا رائحة. يقال: سرَحَت الماشية بالغداة وراحت بالعشي.
(ص) ويقولون لضرب من الشجر: ساسَم. والصواب: سأسَم، بالهمزة، وسأسَب أيضاً بالباء.
(زو) العامة تقول: سايلتُ فلاناً فبالغتُ في المسايلة، وهما يتسايلان. والصواب: سألتُه فبالغتُ في المسألة وهما يتساءلان.
ويقولون في جواب مَنْ قال: سألت عنك: فيقولون سأل عنك الخير، فيستحيل المعنى بإسناد الفعل إليه، لأن الخير إذا سأل عنه فكأنه جاهل به أو متناءٍ عنه، وصواب القول سُئِلَ عنك الخير، أي كان من الملازمة لك والاقتران بك بحيث يُساءَلُ عنك.
(س) قال الحزنبل: كنا عند ابن الأعرابي ومعنا عبد الله بن أحمد بن سعيد فأنشد ابن الأعرابي لذي الرمة:
كأنني من هَوَى خَرْقاء مُطَّرَفٌ ... دامِي الأظَلِّ بعيدُ الشأو مَهْيومُ
فقال له عبد الله: بعيد الشاو، فقال: الشأو وأهمز، فقال لم أرد الهمز، أهو بالشين؟ فقال: نعم. فقال: إن أصحابنا أنشدوه بالسين.
فقال ابن الأعرابي يقال: الشأو والسأو بمعنى: الطَّلَق، وليس هذا بمحفوظ، والصحيح أن الشأو بالشين المعجمة: الطلق، والسأو بغير معجمة الهِمّة، والمراد صرفت الى هذا الأمر سأوي، أي همتي ومرادي.
(ز) ويقولون: مضى لذلك سُبوت وحُدود. والصواب: آحاد، وهو جمع أحد.
(و) العامة تقول: سَبِحْتُ في الماء. والصواب: فتح الباء.
(و) العامة تقول: منذ سُبوع ما رأيتك. والصواب منذ أسبوع.
(وق) ويقولون: فعَلَتْ سِتّي، وقالت سِتّي، وهو غلط. والصواب أن يقال: سَيّدتي، لأنه تأنيث السيّد. وقرأت بخط أبي الحسن عليّ بن محمد الكوفي: حدث عبد الله بن عمار الطحني قال حدثني الزعل قال رأيت ابن الأعرابي في منزلنا فقالت عجوز لنا: سِتّي تقول كذا وكذا، قال: فقال ابن الأعرابي: إن كان من السؤدد فسيدتي وإن كان من العدد فسِتّي، لا أعرف في اللغة لسِتِّي معنى.
وقد تأوله ابن الأنباري فقال: يريدون يا ست جوارحي، وهو تأوُّل بعيد مخالف للمراد.

قلت: وضمن هذا التأويل البعيد غلط كبير فاحش، فإن جوارح الإنسان التي يكتسب بها هي حواسه الخمس ومشاعره، وهي السمع والبصر والشم والذوق واللمس، اللهم إلا أن يضاف الى ذلك الرِّجْل لكونها للسعي، كما أن اليد للبطش، وهو بعيد، ولعل ابن الأنباري أراد الجهات الست فغلط عليه لأن بعض الشعراء قال:
بنفسي مَنْ أسَمّيها بسِتّي ... فتَرْمُقُني النحاةُ بعينِ مَقْتِ
وقد ملَكَتْ جِهاتي السِتِّ عِشْقاً ... فلا عجَبٌ إذا ما قُلتُ سِتّي
وما أحلى قولَ القائل وأظرفه:
إني لأعشقُ سِتّي ... إي والذي شقّ خَمْسي
(و) العامة تقول: سَخِرتُ به. والصواب سخِرتُ منه.
(ز) ويقولون: سَخْنَةُ عيْن. والصواب سُخْنَةُ عين، على مثال فُعْلَة، يقال: سخَنتْ عينُه سُخْنَةً وسُخوناً، وأسخنها الله، ورجل سَخين العين، وكذلك قُرّة العين على فُعْلَة أيضاً.
ويقولون: هو سَدادٌ من عَوَز، فيلحَنون في فتح السين كما لحَنَ هُشَيم المحدِّث فيها. والصواب سِدادٌ بالكسر، وقد ذكر أن النَّضْر بن شُمَيل المازنيّ استفاد بإفادة هذا الحرف ثمانين ألف درهم من المأمون، وساق الخبر.
(س ث) قال ابن دريد: قال الخليل بن أحمد: السَّدَفُ: الشَّخْص. وإنما هو الشَّدَف بالشين المنقوطة، وهو من غلط الليث على الخليل.
(س) قد ادّعى أبو عبيدة على الأصمعي أنه كان يقول: السَّدوس الطيلسان، وإن اسم القبيلة سُدوس ضم السين، وذلك مما غلِطَ فيه الأصمعي وقَلَبَه. وقال أبو عبيدة: إنما السّدوس، بضم السين، الطيلسان، وسَدوس بفتح السين: القبيلة، وأنشد أبو عبيدة ليزيد بن خَذّاق:
وداويْتُها حتّى شتَتتْ حَبشيّةًكأن على نفسهِ العوَضَ عمّا خيّلتْهُ المطامعُ في ذلكَ الغرَض. ولم يقدرْ على الاحتجاجِ بتقصيرٍ صدرَ من كافور، فهل هذا ذنبٌ استحقّ بهِ أن يقولَ بعدَ ذلك المدح فيه:
من علّمَ الأسودَ المَخْصيَّ مَكرُمَةً ... أقَوْمُهُ البيضُ أمْ آباؤهُ الصِّيدُ
ولو عدَدْنا مَنْ فعلَ ذلك من الشُعراء، ومن قابَلَ منهم الإحسانَ بالذّمِّ والهجاءِ، لصنَّفْنا في ذلك كُتُباً، وأوردْنا منه طريفاً عجَباً.
هذا زُبدَةُ من مَخَّضَ وِطابَهُ في ذمِّ الشعرِ والشُعراء، ونبذِه ونبْذِهمْ من الجَفوةِ بالعَرا والعراء. وسنذكُرُ الجوابَ عن ذلك مختصراً إويقولون: سُرّة الدراهم. والصواب صُرّة الدراهم.
(ص) ويقولون خرجَ سُرْعانَ الناس. والصواب: سَرَعان بفتح السين والراء، وقيل سَرْعان.
(س ث) أنشد أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء:
قالتْ قَتيلةُ ما لَهُ ... قد جُلِّلَتْ شَيْباً شَواتُهْ
فقال أبو عمرو: صحَّف، إنما هو سَراتُه فسكت أبو الخطاب ثم أقبل على القوم وقال: بل هو الذي صحّف، إنما هو شَواتُه، والشّواة: جلدة الرأس.
(ص) ويقولون: فلمّا جاء سَرَغ. والصواب: سَرْغ بإسكان الراء.
قلت: هو اسم مكان.
(و) ويقولون: تعلّمتُ العِلْمَ قبل أن تُقطَع سُرَّتُك، وذلك خطأ، والصواب سُرُّك.
قلت: الصواب بلا تاء والسُّرَّة هي التي تبقى بعد القطع.
(و) العامة تقول: سَرْجِين، بفتح السين. والصواب بكسرها.
(و) العامة تقول: سِرْوال. والصواب: سَراويل، وهي فارسية.
(و) العامة تجعل السَّيْرَ السُّرَى، أي وقت كان.
والصواب: أنّ السُّرَى في الليل والسَّيْر في النهار.
قلت: ما أحسن قول ابن سناء الملك في محبوب زاره ليلاً:
ما زار إلا في ضِياءِ جَبينِه ... فأقول سارَ ولا أقولُ له سَرَى
(ص) يقولون في جمع السَّرِيّ: سُراة. والصواب فتح السين.
يقال: هو من سَراة الناس، فأما السُّراة فهم الذين يسرون بالليل.
(م ز) ويقولون للإناء المتّخذ من الصُّفْر: سَطْل. والصواب: سَيْطَل، على مثال فَيْعَل، قال الطرماح يصف ثوراً:
حُبِسَتْ صُهارتُه فظلّ عُثانُهُ ... في سَيْطَلٍ كُفِئَتْ له يتردّدُ
(ص) ويقولون: السُّعْلة والشّوْصَة. والصواب فتح السين والشين.
(و) والعامة تقول: نحن في سِعَة بكسر السين. والصواب فتحها.

(ز) ويقولون: سَعَوْتُ في الأمر. والصواب سعَيْت في الأمر سَعْياً ومَسْعاةً، والسّعْيُ: عدْوٌ غير شديد، وكل عمل من خير أو بر فهو سَعْيٌ، قال الله تعالى: (فاسْعَوْا الى ذِكْر الله).
(ص) ويقولون: سَعْتر. والصواب: صَعْتر، فأما السَّعْتريّ - رجل من أصحاب الحديث - فبالسين، منسوب الى قرية اسمها سعترة.
قلت: أصله سَعْتر بالسين، ولكن الأطباء كتبوه بالصاد حتى لا يتصحف بالشعير، بالشين معجمة وبالياء آخر الحروف.
(ص) ومن ذلك السِّفاد، لا يكون عندهم إلا للطير خاصةً، وليس كذلك. بل السِّفاد يكون أيضاً للتيس والثور وجميع السباع.
(و) العامة تقول: سُفِلَ الشيءُ. والصواب سَفَل بفتح الفاء. والعامة تكسر الفاء وتضم السين.
(و) العامة تقول: فلان سُفلة. والصواب من السَّفِلة.
قلت: يريد أنهم يضمون السين ويفتحونها، والصواب فتح السين وكسر الفاء.
(و) العامة تقول: سفَفْتُ الدواء. والصواب بكسر الفاء الأولى.
(وز) يقولون: سفُرجل وسُفُرجلة. والصواب فتحها، وفي الحديث: أكل السَّفَرجل يذهب بِطَخاءِ القَلب.
(ص) ابن أبي السَّفَر من رجال الحديث، وهو بالسين والفاء.
ويقولون للنادم المُتحَيِّر: سقَطَ في يده، بفتح السين.
والصواب سُقِطَ بضمها. وقد سُمِع عنهم: أُسقِطَ، إلا أنهم قالوا إن الأولى أفصح لقوله تعالى: (ولمّا سُقِطَ في أيديهم).
(ز) ويقولون لبائع السكاكين: سَكّاك. والصواب: سَكّان، يقال ذهبتُ الى السكّانين، فأما السّكّاك فبائع السِّكَك التي تفلح بها الأرضون.
(ز) ويقولون للحديدة التي يفلح بها الأرض: سَكَّة. والصواب: سِكّة، وجمعها سِكَك، وكذلك السِّكّة من النخل، وهي الطريقة المصطفة منه، والسِّكَة: إحدى سكك المدينة، وهي الدور المُصطفّة في الأزقة، والسِّكة التي يُضرَب عليها الدراهم.
والعوام يفتحون هذا كله، والصواب كسره كله.
(ص ز) ويقولون: سَكْرانة، يبنونها على سَكْران.
والصواب: سَكْرَى وسَكْران، مثل رَيّا وريّان، وقوم من بني أسد يقولون: سكرانة، وذلك ضعيف ورديء، ولبني أسد لغات يُرغَب عنها، وقد قال عُمارة بن عَقيل: امرأة رَيّانة:
ومن ليلةٍ قد بِتُّها غَيْرَ آثِمٍ ... بساجيةِ الحجلينِ رَيّانةِ القُلْبِ
وكان أبو حاتم لا يثق بعربية عُمارة هذا القائل.
قلت: عُمارة هذا هو عُمارة بن عَقيل بن بلال بن جرير، الشاعر المشهور، فبينه وبين جرير ثلاث بطون، وكان شاعراً فصيحاً يسكن بادية الكوفة، وكان يمدح خلفاء بني العباس وغيرهم من القواد، وكان نحاة البصرة يأخذون النحو عنه، وكان المبرد يقول: ختمت الفصاحة في شعر المحدثين بعمارة بن عقيل.
(ز) ويقولون: بلغ فلان السُّكَيْكا. والصواب: السُّكاكَة.
وقال الكسائي: السُّكاك والسُّكاكة: الهواء بين السناء والأرض، يقال: لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في السُّكاكة.
(ص) ويقولون: سِكِّينَة. والصواب: سِكّين.
(وص) ويقولون: سُكُرُّجَة. والصواب: سُكُرَّجَة، بفتح الراء.
(و) العامة تقول: السِّكران، بكسر السين، والصواب فتحها.
(ح ص ز) ويقولون: أخذه السَّلُّ. والصواب: سِلٌ وسُلالٌ، ويقال: سُلَّ الرجلُ فهو مَسْلول، وأسَلّه اللهُ، وأنشد ابن قتيبة لعروة بن حزام:
بيَ السِّلُّ أو داء الهيام أصابني ... فإيّاك عنّي لا يَكُنْ بك ما بِيا
قلت: يريد أنهم يفتحون أوله والصواب كسره.
(ص) ويقولون: سُلُّوم. والصواب: سُلَّم.
قلت: قال الله عز وجل: (أو سُلَّماً في السّماءِ).
(ص) ويقولون: السِّلَى. والصواب: السَّلى بالفتح، وهي المشيمة.
(ص) ويقولون: سُلُوقيّ، بضم السين. والصواب: فتح السين، منسوب الى سَلوق موضع باليمن تنسب إليها الدروع والكلاب.
(ق و) العامة تقول: السُّلاميّات، تشدد الياء.
والصواب تخفيفها، الواحد سُلامَى.
قلت: السُّلامَيَات عظام الأصابع، قال أبو عبيد: السُّلامَى في الأصل عظم يكون في فُرْسِن البعير، يقال إن آخر ما يبقى فيه المُخُّ من البعير - إذا عجُفَ - في السُّلامَى والعين.
(ق) وهي سَلَمْيَة، ولا تشدد الياء منها.
(ص) ويقولون: سَلَيتُ السمن. والصواب: سَلأْتُه.
ويقولون: سِمْسِماني. وهو خطأ. والصواب سِمْسِميّ.
قلت: قد تقدم تعليل مثل هذا في باقلاني في حرف الباء.

(ص) ويقولون لحَبٍّ صغير أسود: سُمْسُم، وإنما هو السِّمْسِم، بكسر السين الأولى والثانية.
(ز) ويقولون لما بيع من المتاع: سَلْعَة. والصواب: سِلْعَة، بكسر السين، والجمع سِلَع وسِلْعات، يقال: أسلع الرجل، إذا كثرت سِلَعُه.
(ز) يقولون سَلْفُ الرجل، إذا تزوجا أختين.
والصواب: سَلِفٌ، وهم الأسلاف، قال أوس بن حجر:
والفارسية فيهم غير مُنْكَرَةٍ ... فكلهم لأبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ
والضَّيْزَنانِ: المتساويان، ويقال سِلْف أيضاً.
قلت: يريد أنهم يفتحون السين ويسكنون اللام. والصواب فتح السين وكسر اللام أو كسر السين وسكون اللام.
ومما عدلوا به عن رسوم الكتابة أنني وجدت كتاباً أنشئ عن ديوان الخلافة القادرية الى أحد الأمراء البوهية وفي أوله وآخره: سلام عليك ورحمة الله، بتنكير السلام في الطرفين. والصواب أن يكون في آخره معرَّفاً لأن النكرة إذا أعيدت في الكلام عُرِّفَت كقوله تعالى: (كَما أرْسَلْنا الى فِرْعَونَ رَسولاً، فعصى فِرْعَونُ الرّسولَ).
(و) العامة تقول: السُّمَيْدع، بضم السين، والصواب: فتحها.
قلت: هو السيد الموطَّأ الأكناف.
(ق و) العامة تقول: سُماريّة لضرب من السفن، بالألف. والصواب: سُمَيْريّة منسوبة الى مَنْ عمِلَها أوّل الناس.
(ص و) ويقولون لهذا الطائر المعروف: سُمّان بتشديد الميم.
والصواب: سُمَانَى مخفف الميم مُرسَل الآخر.
(ز) ويقولون: السَّمَن، بفتح الميم. والصواب: السَّمْن، بإسكانها، وقد أسمنوا، إذا كثُرَ سَمْنُهم، وسَمَنْتُه أسْمُنه، وسَمنتُ الطعام أسمِنه، إذا عملته بالسَّمْن.
(و) تقول العامة للريح الحارة: سُموم بضم السين. والصواب سَموم بفتح السين.
(و) العامة تقول: السِّماخ بالسين، وهو بالصاد.
(ص) يقولون: سُنبوسَك. والصواب: سَنبوسَج وسَنبوسَق أيضاً.
قلت: وهذه الجيم والقاف يتعاقبان على هذا الباب فتقول: لوزِينج ولَوزينق، وفالوذَق وفالوذج وجَوزينج وجوزينق.
(ص) ويقولون: سَنَم البعير. والصواب: سَنام البعير.
(ص) ويقولون: سُناط. والصواب: سِناط، بكسر السين، وسَنوط.
(و) العامة تقول: السُّنون بضم السين. والصواب كسرها.
(و) العامة تقول لما يرمى به عن القوس: سهم كيفما كان.
والعرب تقول له أول ما يُقطَع: قَضيب، فإذا أمَرَّتْ عليه الحديدَ فهو مِنْجاب، فإذا رُكِّبَ عليه الريش والنّصْل: سهم، فإذا كان طويلاً فهو النُّشّاب.
(ص) ويقولون في جمع سِنّ: سِنان. والصواب: أسنان.
(و) العامة تقول: سَنْجة الميزان، بالسين. والصواب بالصاد.
(س ث ك) حدثنا إبراهيم بن المعلَّى عن أبي الحسن الطوسي، وحدثناه أحمد بن محمد بن إسحاق عن ابن حبيب أن ابن الأعرابي أنشد بيت الحطيئة:
كفوا سَنَتَيْنِ بالأضياف نَقعاً ... على تلك الجِفانِ من النَّقِيّ
ثم فسّره فقال: كفَوا قومهم عامين ينحرون لهم، والنحر النقع، انتقع فلان نقيعة، انتحر نحيرة، والنقيعة الناقة ينحرها القادم من سفره، وأنشد:
إنا لنضرب بالسيوف رءوسَهم ... ضربَ القُدار نقيعةَ القُدّامِ
جمع قادم، والقدار: الجزار، والنقى: الحُوّارَى، ورواه أبو عمرو كذا إلا أنه قال فيه بالأسياف، وروى هذا البيت أبو عبيدة والأصمعي، فحدثنا أبو خليفة وأبو ذكوان قالا: حدثنا أبو محمد عبد الله التَّوَّجِيّ قال: أنشدنا أبو عبيدة والأصمعي للحطيئة:
كَفَوا سَنِتِينَ بالأصياف بُقْعاً ... على تلك الجفارِ من النَّفِيّ
وفسّر أبو عبيدة: السَّنتونَ: المُجدِبون، وأسنتَ القوم وسنتوا: أجدبوا، البُقْع: أراد البُقْع الظهورِ، من النَّفِيّ: من نَفِيّ الأرشية عليهم إذا استقوا للناس، وذاك أن بني عدي بن فزارة كانوا قد أجدبوا فاشتدتْ حالهم حتى صاروا يستقون لأصحاب الإبل إذا وردتْ في الصيف فيعطون عليه أجراً، فلما غزا عُيينة بن حِصن الحجاز وبني تغلب بالخابور غزوتين في سنة، وغنِمَ أصحابُه أفضلوا على قومهم، والجِفار: الآبار، ويقال: بِئر نَفِيّ إذا كانت منقطعة من الآبار بعيدة، قال الشاعر:
وعَصِبَ الوِرْدُ بزَوراء نَفِي
بعيدة القعر لِجالِيها دَوِي

فصحّفه ابن الأعرابي ولم يميز أن الحطيئة لا يقول كفوا سنتينِ بالأضياف، يريد كفوا سنتين الأضيافَ، ثم لم يرضَ حتى قال: صحّف الأصمعي في بيت الحطيئة من أوله الى آخره، وكان الأصمعي إذا بلغه هذا ذكر بيت أبي الأسود وينشد:
يُصيبُ فما يَدري ويُخطي وما درى ... وكيفَ يكون النَّوْكُ إلا كذالكا
(و) العامة تقول: سُهِلَ الشيءُ، بضم السين وكسر الهاء. والصواب: فتح السين وضم الهاء.
(ص) سُواج موضع بالبصرة، قال الراجز:
أقْبلنَ من نِيرٍ ومنْ سُواجِ
وأبو سُؤاج، مهموز، رجل معروف، قال الأخطل:
مَنِيُّ العبْدِ عبدِ أبي سُواجِ ... أحقُّ منَ المدامةِ أنْ تَعيبا
(ز) يقولون: السِّويق. والصواب: السَّويق.
قلت: يريد أنهم يكسرون السين والصواب فتحها.
ويقولون لهذا النوع من المشموم: سُوسَن، بضم السين فيوهمون. والصواب أن يقال: سَوْسَن، كما أن بعض المُحْدَثين ضمها فتطير من اسمه حين أُهدِيَ إليه وكتب الى مَنْ أهداه له:
لم يَكفِكَ الهجرُ فأهديتَ لي ... تفاؤلاً بالسوء لي سُوسَنهْ
أوّلها سُوءٌ وباقي اسمها ... يخبر أنّ السُّوءَ يَبْقى سَنَهْ
(ق وص ح) ومنه أيضاً توهمهم أن السُّوقة اسم لأهل السّوق، وليس كذلك بل السوقة الرعية، سموا بذلك لأن المَلِك يسوقهم الى إرادته، ويستوي فيه لفظ الواحد والجماعة، فيقال: رجلٌ سُوْقَة وقومٌ سوقَةٌ، فأما أهل السوق فهم السّوقيون، واحدهم سوقِيّ، والسّوق في كلام العرب يُذَكَّر ويؤنَّث.
(ز) ويقولون في جمع سائِس: سِوَس. والصواب سائِس وسُوّاس كصائم وصُوّام وراكب ورُكّاب، ويقال ساسَةٌ أيضاً.
(ص ز) ويقولون لجمع السّوداء: سَوْدانات. والصواب: سَوداوات وسود.
(ص) يقولون: سُوْسَنْجَرد اسم موضع. والصواب كسر الجيم.
(ص) يقولون: لا فارقَ سوادِي بياضَه حتى يقضيني حقي. وهو غلط، والصواب: لا فارقَ سوادِي سَوادَه، أي: شَخْصي شَخْصَه.
(ص) ويقولون: سِوائيا بكسر السين. والصواب فتحها، تقول: ما رأيت سوى زيد وما رأيت سواه، فإذا قصرت كسرت، وإذا مددت فتحت.
(ز) يقولون لنبتٍ تدوم خُضْرته في القيظ: السَّيْكَران. والصواب: سَيْكُران بضم الكاف، وذكروا أن له حَبّاً كحب الرازيانج.
(ز) يقولون: سيما أخوك، فيسقطون لا. والصواب أن يقال لاسيما، وقد أولع بذلك جماعة من الكتاب والأدباء والشعراء، أنشدني إسماعيل بن القاسم لأبيه عن ابن الأعرابي عن صاحب له:
طُرْق بغداد أضيقُ الأرضِ طُرْقاً ... سِيّما بينَ قَصْرِها والرُّصافهْ
قلت: وأنشدني الشيخ محمود الحافي بن طيّ، ورشيد الدين يوسف بن أبي البيان، كلاهما قال: أنشدني عفيف الدين سليمان التلمساني لنفسه:
ما دونَ رامةَ للمُحبِّ مَرامُ ... سِيما إذا لاحَتْ له الأعْلامُ
وفي شعره من هذا غير موضع.
(ق و) تقول العامة: سَيَلان السكّين، بتحريك الياء. والصواب: كسر السين وسكون الياء، وأنشدوا:
ولن أصالحكم مادام لي فرسٌ ... واشتدّ قَبْضاً على السِّيْلانِ إبهامِي
(س) ومما خولف فيه أبو عبيدة، والصواب قوله، ما سمعت مشايخنا يحكونه أن أبا عبيدة ذكر بيت الشاعر:
من السُّحِّ جَوّالاً كأنّ غلامَه ... يُصرِّفُ سِيداً في العِنان عَمرَّدا
فقال: المصحفون لهذا كثير، يروونه سِيداً بالياء، وإنما هو سِبْدا بباء معجمة بواحدة، يقال: فلان سِبْدُ أسْباد، أي داهية دُهاة.

حرف الشين المعجمة
(ق ز) يقولون لضرب من النبات: الشبابك، وهو بالقاف.
قلت: يريد أنهم يقولونه بالكاف في آخره.
(وح ق) الشّأْم بوزن رأس، مهموز.

قلت: هذا الحرف من العجائب، لأن الناس يغلطون فيه كثيراً حتى أهله. ما رأيت فيه مَنْ يحقق لفظه غير شيخنا الحافظ جمال الدين المزيّ، رحمه الله، وغالب الناس، بل كلهم، يقولونه ممدوداً فيقولون فيه الشّآم على وزن الشَّعاع، والفاضل منهم من يقوله بفتح الشين، وأما الذي يتفاصح فإنه يقول فيه الشِّآم، بكسر الشين، وهو لحن فاضح وغلط قبيح، وأقبح من هذا أنهم يؤنثونه ولفظه مذكر، وقد ابُتلِيتُ بجماعة وأخذوني وقالوا: لأي شيء تكتب في تواقيعك وكتبك: الشام المحروس، والناس كلهم يقولون: مصر المحروسة وحلب المحروسة وحمص المحروسة، فأقول: الأصل فيه التذكير لقول الشاعر:
يقولون إنّ الشّأْمَ يقتلُ أهلَهُ ... فمَنْ لي إنْ لم آتِهِ بخُلودِ
وهذا البيت فيه ثلاثة شواهد على تذكيره وعلى همزه دون مده وعلى فتح شينه، وإنما أوقع الناس في مده النسبة إليه لأن فيها ثلاثة أوجه: شَأْمِيّ بالقصر وشآمٍ بياء مخففة مثل المنقوص، وشآمِيّ، وهذا الآخر شاذ لأنه بمنزلة المنسوب الى المنسوب، وهذه الأوجه الثلاثة تجوز في النسبة الى اليمن، وقال ابن الجوزي في كتابه تقويم اللسان: وهي الشام لا غير، فغلط في التأنيث.
(ص) ويقولون: ابن شاذان، لهذا الفارسي الذي كا بعَدَن. والصواب ابن شادِل، بالدال واللام.
(ص) ويقولون: هو مباح للشارد والوارد. والصواب للصادر والوارد.
(ز) ويقولون للرجل من الشيعة: شاعٍ، على وزن قاضٍ، ويجمعونه على شُعاة، ويصغرونه شُوَيعي حتى قال بعض شعرائهم:
لعَمْري لقد قادَ الشُّوَيعيَّ موتُه ... ............
والصواب شيعيّ، منسوب الى الشّيعة.
(ص) ويقولون للأنثى من جميع الحيوان المُسِن: شارِفَة. والصواب شارِف، بحذف الهاء، وأكثر ما يستعمل الشّارِفُ في النّوق، وقد يقال في الجمل أيضاً وفي غيره من الحيوان شارِفٌ.
(ق) ويقولون لساقي الماء شارِب. وهو قلب للكلام، إنما المَسْقِيُّ الشارب، وصاحب الماء السّاقي.
(ص) وكذلك الشاة، عندهم أنهم الأنثى من الضأن، وليس كذلك. بل الشاة تقع على الذكر والأنثى من الغنم ضأنِها ومعزِها، وعلى الذكر والأنثى من بقر الوحش، قال الأعشى:
............ ... وكانَ انطلاقُ الشاةِ منْ حيثُ خيَّما
(ث) روى الكلابي بيت عمر بن أبي ربيعة:
كأنّ أحورَ من غِزْلان ذي بقَرٍ ... أهْدَى لَها شِبْهَ العينينِ والجِيدا
فقال له ابن الأعرابي: صحّفتَ، إنما هو: سِنَة العينين والجِيدا.
قلت: أورده الكلابي بالشين المعجمة والباء الموحدة، وإنما هو بالسين المهملة والنون.
(س) قال أبو حاتم: قرأتُ على الأصمعي شعرَ المتلمِّس فسبقني لساني فأردتُ أن أقول:
أغنيتُ شأني فأغنوا اليوم شأنكُمُ ... واستحمقوا في مراس الحَرْبِ أو كِيسوا
فقلت: أغنيتُ شاتي، فقال بالعَجَلة قبل رجوعي: فأغنوا اليوم تيسكم إذن! قلت: الصواب شاني بالنون.
(ص ز) ويقولون: هم في شَبَعٍ. والصواب: شِبَع، قال امرؤ القيس:
............ ... وحسْبُك من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ
قلت: يريد أنهم يفتحون الشين.
(ص) ويقولون فلان شَبَح قائِمٌ، أي صِفْرٌ خالٍ، وليس كذلك، إنما الشَّيَحُ الشّخْصُ.
(و) العامة تقول: الشَّبثُ بتخفيف الثاء. والصواب تشديدها.
قلت: هو بكسر الشين والباء الموحدة وتشديد الثاء المثلثة على وزن طِمِرّ.
(و) العامة تقول: شَتّان ما بينهما. والصواب شتّانَ ما هما.
قلت: وقد أشبعتُ القولَ في هذه المسألة في كتاب نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم.
(ز) ويقولون: نزل اليوم شِتاءٌ كثير، يعنون المطر. والشِّتاءُ فصل من فصول السنة كالربيع والصيف، فأما قولهم يومٌ شاتٍ فكقولهم يومٌ صائِفٌ، يريدون شدة الحرّ والبرد.
(ز) ويقولون فاكهة شتَويّة. بفتح التاء. والصواب شَتْويّة منسوبة الى الشّتْوة، قال ذو الرمة:
كأنّ النّدى الشَّتْويَّ يرفَضُّ ماؤهُ ... على أشنبِ الأنيابِ مُتّسِقِ الثّغْرِ
(و) العامة تقول: شِجَرة، بكسر الشين. والصواب فتحها.

(ق و) العامة تقول: الشَّحنة بفتح الشين. والصواب كسرها، وقال شيخنا أبو منصور: هو اسم للرابطة من الخيل في البلد من أولياء السلطان لضبط أهله، وليس باسم الأمير والقائد كما تذهب إليه العامة، والنسبة إليه شِحْنيّ، ولا تقل شحنكية، والكلمة عربية صحيحة، واشتقاقها من: شحنتُ البلد بالخيل، إذا ملأته.
(ق و ح) ويقولون: شحاث، بالثاء المعجمة بثلاث. والصواب شحاذ بالذال المعجمة، من قولك: شحذت السيف، إذا بالغت في إحداده، فكأن الشحاذ مُبالِغٌ في طلب الصدقة.
(و) العامة تقول: شَخِصَ البصرُ. والصواب شخَصَ بفتح الخاء.
(ص) ويقولون: حملت الأمر على شِدّة. والصواب أشَدِّه، بفتح الشين وزيادة الهمزة.
ويقولون لجانب الفم: شذق. والصواب: شِدْق بالدال المهملة، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنّ أبغَضَكُم إليّ الثرثارون المتفيهقون المتشدقون).
(ص) ويقولون: شذَخْتُ رأسَ الحيّة، وهو الشّذّاخ لضرب من التمر. والصواب: شدَخْتُ والشّدّاخ بالدال غير المعجمة.
(زس) ويقولون لبعض الصقور: شُدانِق. والصواب سُودَانِق وسودَق وسَوْدَنيق، كل ذلك بالسين.
قلت: بالسين المهملة والدال المهملة.
(ك) رَوى ابن السكيت أن الفراء أنشد:
فلو كان في لَيْلى شَذاً من خُصومةٍ ... للَوَّيْتُ أعناقَ الخُصومِ المَلاوِيا
قال: كذا أنشده بالذال المعجمة على أنه الحَدّ، فقيل له: إنما هو شَدا بالدال المهملة، أي بقية، فقَبلَ ذلك وصيره في كتابه المقصور والممدود.
(ص) ويقولون: شُرافَة، وفي الجمع: شُرافات.
والصواب: شُرْفة والجمع شُرُفات وشُرَف أيضاً.
قلت: قال الشاعر:
............ ... والقصرِ ذي الشُّرُفاتِ من سندادِ.
(ص) ويقولون لضرب من الفازات: شُراع. والصواب: شِراع بالكسر، كذلك يقال في القِلْع: شِراع بالكسر أيضاً.
قلت: واحد الفازات فازة، وهي مِظَلّة تُمَدُّ بعمود.
(ص) ويقولون: حلّت الشمس بالشُّرُطين، بضم الشين والراء. والصواب فتحهما، ولا يفرد واحد منهما.
قلت: قال الجوهري: الشَّرطانِ: نجمانِ من نجوم الحَمَلِ، وهما قرناه، الى جانب الشمالِيّ منهما كوكب صغير. ومن العرب مَنْ يعدُّه معهما فيقول: هو ثلاثة كواكب، ويسميها الأشراط، قال الكميت
هاجَتْ عليهِ من الأشْراطِ نافِجَةٌ ... في فَلْتَةٍ بينَ إظلامٍ وإسفارِ
(ص) ويقولون: لا ينتقض الوضوء من مَسِّ شَرْجٍ ولا رُفْغٍ.
والصواب: شَرَج، بفتح الراء.
(و) العامة تقول: القطعة من الشيء شِرْدمة، بالدال المهملة. والصواب بالذال المعجمة.
(و) العامة تقول: شرَعتُ الرمح قِبَلَ العدوّ. والصواب أَشْرعتُ.
(س) قال إبراهيم بن المعلّى الباهلي: كنا عند الطوسي وما سمعته صحّفَ إلا في قوله: ما يومُ حَليمةَ بشَرٍّ. وإنما هو بِسِرٍّ.
قلت: يريد أنه قاله بالشين المعجمة، وإنما هو بالسين المهملة، وأصله أنّ حليمة بنت الحارث بن أبي شَمِر كان أبوها وجّه جيشاً الى المنذر بن ماء السماء فأخرجتْ لهم طِيباً فطيبتهم، وكان هذا اليوم أشهر أيام العرب. فكان يقال إن العجاج ارتفع فيه حتى غطّى عينَ الشمسِ وظهرتِ الكواكبُ. وقد تقدم هذا في حرف الباء الموحدة.
(ص وح) ويقولون للعبة الهندية: الشَّطرنج، بفتح الشين.
وقياس كلام العرب أن تُكسَر، لأن من مذهبهم إذا عُرِّبَ الاسمُ العجميّ رُدّ الى ما يستعمل من نظائره في لغتهم وزناً وصيغةً، وليس في كلامهم فَعْلَل بفتح الفاء، والمنقول فِعْلَلٌّ ليلتحق بجِرْدَحل، وهو الضخم من الإبل، وقد جُوِّز فيه السين المهملة.
قلت: إنْ قلنا إنه من تسطير رقعته فهو بالشين المهملة، وإن قلنا إنه من المشاطرة فهو بالشين المعجمة.
(ز) ويقولون: شَظّ الفرسُ. والصواب شَذّ يشِذُّ شُذوذاً. وكل ما خرج عن شكله فهو شاذّ.
قلت: يريد أنهم يقولونه بالظاء المعجمة، وهو بالذال المعجمة.
(ص) ويقولون: شطَبَةٌ. والصواب شَطْبَة.
قلت: الصواب شَطْبة بسكون الطاء، والشَّطْبة الخضراء الرَّطْبة، وجارية شَطْبة، أي طويلة.

(ز) ويقولون للأرض المَواتِ التي تُنبت ضرباً من العيدان: شَعْراً. والصواب أن الشَّعْراء: الشجر الكثير، عن الأصمعي، وقال يعقوب: أرض كثيرة الشَّعارِي، أي كثيرة الشجر، وقال أبو عمرو: وبالموصل جبل يقال له شَعْران لكثرة شجره.
(و) العامة تقول: الشَّعَبيّ، بفتح العين. والصواب سكونها.
قلت: هو عامر بن شَراحِيل أبو عمرو، من شَعْب هَمْدان، علاّمة أهل الكوفة، رَوى عن عليّ، رضي الله عنه، يسيراً، وقال: أدركتُ خمسمائة من الصحابة وأكثر.
(وح) ويقولون: ما شَعُرتُ به. بضم العين، فيحيلون المعنى، لأن معنى ما شعرت بضم العين: ما صِرتُ شاعراً، فأما الفعل الذي بمعنى عَلِمتُ فهو بفتح العين، ومنه قولهم: ليت شِعْري، أي ليت عِلْمي.
(ص) ويقولون: شِعيرٌ وبِعيدٌ وشِهِدْتُ ولِعِبْتُ، بكسر أوائل ذلك كله.
والصواب فتح أول كل ذلك.
(وص ح) ويقولون: فيه شَغَبٌ بفتح الغين، فيوهمون فيه كما وهم فيه بعض المُحدَثين في قوله:
يا ظالِماً يتجَنّى جِئْتَ بالعَجَبِ ... شغَبتَ كيما تغطّى الذنبَ بالشَّغَبِ
ظَلَمتَ سِرّاً وتستعدي علانيةً ... أضرمتَ ناراً وتستعفِي من اللّهَبِ
والصواب شَغْبٌ، بسكون الغين، كما قال الشاعر:
رأيتُك لمّا نِلْتَ مالاً وعَظَّنا ... زمانٌ تَرى في حدِّ أنيابِه شغْبا
جعلتَ لنا ذَنْباً لتمنعَ نائِلاً ... فأمسكْ ولا تجعلْ غِناكَ لنا ذَنْبا
(وح) ويقولون: شفَعتُ الرسولين بثالثٍ، فيوهمون فيه، لأن العرب تقول: شَفَعتُ الرسول بآخر، أي جعلتهما اثنين، ليطابق هذا القول معنى الشفع الذي هو في كلامهم بمعنى الاثنين، وأما إذا بعثت الثالث فوجه الكلام أن يقال: عزّزتُ بثالث، كما قال سبحانه: (... فعَزَّزْنا بثالِثٍ...)، والمعنى عزّزته: قوّيته.
(وص) ويقولونه: شُفَّة. والصواب شَفَة بالتخفيف وفتح الشين.
(ص) ويقولون للمِخْرَز: الشِّفا. والصواب: الإشْفَى.
قلت: هو بكسر الهمزة وسكون الشين وبعد الفاء ألف مقصورة.
(ز) ويقولون لبعض الفئوس التي يُقطَع بها الخشب: شَقور، بالشين. والصواب صاقُور والجمع الصواقِير، والصَّقْر ضرب الحجارة بالصاقور. وقال أبو عمرو: الصاقور الفأس العظيمة التي لها رأس واحد رقيق يُكسَر بها الحجارة، وهي المِعْوَل.
(ز) ويقولون لجمع الشُّقَّة: شِقَقٌ. والصواب شِقاق وشُقَق، وكل ما كان على فُعْلة مضموم الأول فجمعه يأتي على فُعَلٍ قياساً مطَّرداً، وربما جاء على فِعال نحو بُرْمة وبِرام وجُمّة وجُم وجِمام، وكذلك قُبّة وقُبَبٌ وقِباب.
(وص) ويقولون: في رجلي شُقاق. والصواب: شُقوق، فأما الشُّقاق فَداءٌ من أدواء الدوابّ، وهو صُدوع تكون في حوافرها وأرساغها.
ويقولون: امرأة شَكورة وصَبورة وخَؤونة ولَجوجة فيلحقونها هاء التأنيث. والصواب أن هذه الهاء إنما تدخل على فَعول إذا كان بمعنى مَفْعول كقولك: ناقة رَكوبة وشاة حَلوبة، فأما إذا كانت بمعنى فاعِل نحو صَبور الذي بمعنى صابِر فيمتنع من إلحاق الهاء به.
(ص) ويقولون: شُلَّتْ يده، وينشد كثير منهم قول كُثَيّر:
وكنتُ كَذي رِجلين، رِجلٍ صحيحةٍ ... ورجلٍ رَمى فيها الزّمانُ فشُلَّتِ
والصواب: شَلّت بفتح الشين.
(وح) ويقولون: شِلْتُ الشيءَ، فيعدون اللازم بغير حرف التعدية. ووجه الكلام أن يقال: أشَلْتُ الشيءَ وشُلْتُ بِه، فيُعدّى بهمزة النقل وبالباء، تقول شالتِ الناقةُ بذنبها وأشالتْ ذنبَها.
(وق) ويقولون فلان حسَنُ الشمائل، إذا كان حسن التّثنّي والتعطف في المشي، وإنما الشمائِلُ الخلائق، واحدها شِمال، والنحويون يذهبون الى أن شِمالاً يكون واحداً وجمعاً، قال الشاعر:
ألمْ تَعْلَما أنّ المَلامةَ نفْعُها ... قَليلٌ وما لوْمي أخي من شِمالِيا
(ص) ويقولون: شَمَرْذَلٌ. والصواب شمَرْدَلٌ، بالدال غير معجمة، وهو الجمل الطويل. وأما الشَّمَيْذَر، فبالذال معجمة، وهو الجمل السريع.
(و) العامة تقول: شَمَمْتُ الشيءَ، بفتح الميم.
والصواب شمِمْتُ، بالكسر.
(و) والعامة تقول للذي تأمُرُه بالشَّمِّ: شُمَّ، بضم الشين.
والصواب فتحها.

(و) العامة تسمي صغار البِطّيخ شَمّاماً وشَمّامةً، فيجعلونه المفعول. وإنما الشّمّام والشَّمّامة بناء للفاعلِ مبالغةً. والصواب: أن كل ما يُقصَد شَمُّه مَشْموم.
(ق) والشَّنُّ: القِربة الخَلَق اليابسة، وكل وعاء أخْلَقَ من أدَمٍ وجفّ فهو شَنٌ، ولا تقل شِنٌ، بالكسر.
(و) العامة تقول: شِنْفُ المرأة، بكسر الشين. والصواب فتحها.
(و) العامة تقول: الشّهْدانك. والصواب شهْدانج، بالجيم.
(ص) شهِقَ، ونَحِل جِسمُه. والصواب: شهَقَ ونَحَلَ، بالفتح.
(ص) ويقولون: شَوْنيز للحَبّة السوداء.
والصواب شُونيز بضم الشين، وقال ابن الأعرابي شِئْنيز.
(ص) ويقولون: شُوصة. والصواب فتح الشين.
(م ز) ويقولون: شَوْرةُ العروس والبيت. والصواب شَوار. والشَّوار متاع البيت، قال أبو نصر: شَوارُ الرجل وشارته: هيئته.
(ز) يقولون: شُوبَة من عسَل. والصواب: شُوْرَة من عسل، من قولك: شُرْتُ العسَلَ أشُوره.
(ق و) العامة تقول: شوّشْتُ الشيءَ، إذا خلطته.
والصواب هوشته، ومنه اسم أبي المُهَوِّش الشاعر.
(ص) ويقولون في جمع شاة: شِياتْ.
والصواب: شِياه، بالهاء.
قلت: لأن أصل الشاة شاهة، لأن تصغيرها شُوَيْهَة، فالجمع يكون شِياهاً فتقول ثلاثُ شياه الى العشرة، فإذا جاوزت فالتاء، فإذا كثّرْت قلت: هذه شاءٌ كثيرة، وجمع الشاء شَويٌ.
(ز) ويقولون: افعَلْ في ذلك شِيتَك. والصواب شِئَتَك، على مثال شيعَتَك، قال أبو زيد: أردتُه بكل رِيْدَة، وشِئتُه بكل شيئةٍ، وفِعْلَة تأتي في هذا الباب كثيراً، وإن خففت الهمزة قلت: افعَلْ شِيَتَك، بالتخفيف.
(وح) ويقولون في تصغير شيء وعين: شُوَيٌ وعُوَيْنَة، فيقلبون الياء فيهما واواً. والأفصح أن يقال: شُيَيْء وعُيَيْنَة، بإثبات الياء وضم أولهما. وقد جُوِّز كسر أولهما في تصغيرهما من أجل الياء ليتشاكل الحرفُ والحركة.
وقد روي من شعر الأعشى قوله أيضاً:
نفَى الذّمَّ عن آلِ المُحَلَّقِ جَفْنَةٌ ... كجابيةِ الشيخِ العراقيِّ تَفْهَقُ
فمَنْ رواه كجابية السيح، بالسين المهملة، عَنى بالجابية دِجلة وبالسيح الماءَ السائح.
ومَنْ رواه بالشين المعجمة جعل الإشارة فيه الى كِسْرَى لأنه صاحب دجلة. وأراد الأعشى بهذا التشبيه أنّ جفنة آل المُحلَّق تمدّ بالطعام كما تمدّ دجلة بالماء بعد الماء.

حرف الصاد المهملة
يقولون: هذا أمر يعرفه الصادر والوارد، ووجه الكلام أن يقال: الوارد والصادر، لأنه مأخوذ من الوِرْد والصَّدَر، ومنه قيل للخادع: يُورد ولا يُصدر، ولما كان الوِرْد قبْل الصَّدَر وجَبَ أن يُقَدَّم لفظه. ويماثل قولهم الصادر والوارد قولهم القارب والهارب، فالقارب طالب الماء، والهارب الذي يصدر عنه.
ومن قبيل ما تثبت فيه الألف في موطن وتحذف في موطن: صالح ومالك وخالد، فتثبت فيها إذا وقعت صفات كقولك: زيدٌ صالحٌ، وهذا مالكُ الدار، والمؤمنُ خالدٌ في الجنّة. وتحذف الألف منها إذا جُعلَتْ أسماء محضة.
(وق) ويقولون لهذا الإناء من الخزف الذي يُتطهَّر فيه: صاغِرَة، بالغين، وإنما هو صاخِرة.
قلت: يريد الصواب بالخاء المعجمة قبل الراء.
(ز) ويقولون لعود الشراع: صارٍ. والصاري الملاح، وجمعه صُرّاء، هكذا روى أبو نصر، وصَوارٍ أيضاً.

(ز) ويقولون لموقف الدابّة: صَبْل، ويجمعونه على صُبول. والصواب اصْطَبْل، وهو من كلام أهل الشام، وجمعه أصاطب، وزعم المبرد أن الهمزة أصلية، وقال: إن الهمزة إذا كانت خامسة فصاعداً فحكمها أن تكون أصلاً إلا في باب اشهباب وإكرام ونحوهما، وقال: إنما يقضي عليها بالزيادة إذا كانت أولاً رابعة. وتصغير اصطبل على نحو جمعه: أُصَيْطِب، وقال بعض النحويين: جمع اصطبل: صطابل وتصغيره صُطَيْبِل، وقال: أحذف الهمزة كما أحذفها من إبراهيم وإسماعيل، والحجة في حذفها أنها وإن كانت غير زائدة فهي من حروف الزوائد، ألا ترى أنّ بعضهم يصغر فرزدقاً وشمردلاً على فُرَيزق وشُمَيْرِل، ويجمعهما على ذلك. قال أبو بكر الزبيدي: والقول الأول أحبّ إليّ، لأن القياس أن يأخذ التصغير والجمع حقَّهما ثم يرتدعانِ فيحذف ما بعد الحرف الذي ارتدعا عنده، بل لا يجوز غيره عند سيبويه، لأنه لا يجوز عنده أن يُحذَف من الخماسي إلا آخره، وإن كان الرابع من الحروف التي تشبه الزوائد ولم يكن زائداً جاز حذفه مثل النون في خَدَرْنَق والدال في فرزدق، ولا يجوز عنده حذف الثالث البتة مثل الميم في جَحْمَرِش.
(وح) ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين قولهم: زيد يأتينا صباحَ مساءٍ على الإضافة، ويأتينا صباحَ مساءَ على التركيب.
وبينهما فرق مختلف المعنى فيه: وهو أن المراد به مع الإضافة أنه يأتي في الصباح وحده، وتقدير الكلام يأتينا في صباحِ مساءٍ.
والمراد به تركيب الاسمين وبنائهما على الفتح أنه يأتي في الصباح وفي المساء، وكان الأصل هو يأتينا صباحاً ومساءً فحذفوا الواو العاطفة وركب الإسمان وبُنيا على الفتح لأنه أخفّ الحركات، كما جُعِلَ في العدد المركب من أحدَ عشرَ الى تسعةَ عشرَ.
(ق) وهي الصحراء، ولا تقلْ الصحراه، بالهاء.
ويقولون لمن يقتبس من الصُّحُف: صُحُفِيّ، مقايسةً على قولهم في النسب الى الأنصار أنصاريّ والى الأعراب أعرابيّ. والصواب عند النحويين البصريين أن يوقع النسب الى واحدة الصحف وهي صحيفة فيقال صَحَفيّ، كما يقال في النسب الى حَنيفة: حَنَفيّ، لأنهم لا يرون النسبة إلا الى الواحد، كما يقال في النسب الى الى الفرائض: فَرَضِيّ، والى المفاريض، مِفْراضيّ، اللهم إلا أن تجعل الجمع اسماً علماً للمنسوب إليه، فيوقع النسب حينئذ الى صيغته، كقولهم في النسبة إلى قبيلة هوازن: هَوازِني، والى حي كِلاب: كِلابيّ، والى الأنبار: أنباريّ، والى المدائن: مدائنيّ، فإنه شذّ عن أصله.
(ز) ويقولون لجماعة الصاحِب: صَحابٌ، والصواب: صِحاب، بالكسر ولا يكون فَعالٌ جمعاً مكسراً، إلا قولهم شَباب لجماعة الشّابّ، فأما نَعام وحَمام فمن الجمع الذي ليس بينه وبين واحدِه إلا الهاء.
(و) والصِّحْناءُ والصِّحْناءَةُ، ممدودان. والعامة تقول: صَحينَة.
(و) العامة تقول: صَحَتِ السماءُ، فهي صاحِية. والصواب: أصحتْ، فهي مُصْحِيَة.
(و) والعامة تقول لعيد الفُرس الذي يوقدونَ فيه النيرانَ ليلاً: الّدى. والصواب فيه الصَّدَق.
قلت: يريد الصدق بالقاف بعد الدال.
(ص) ويقولون: صُرّة البطن وسُرّة الدراهم. والصواب: سُرّة البطن وصُرّة الدراهم.
(ص) ويقولون: فعلت ذلك صُراحاً. والصواب صِراحاً بكسر الصاد مصدر صارَحتُ بالأمر صِراحاً.
فأما الصُّراح فهو الخالص من كل شيء.
(ص) ويقولون: ريح الصّعانين. والصواب بالسين، وهو يوم معروف يسمّى عيد السعانين، وهو عيد الزيتون عند النصارى.
(و) العامة تقول: صَعلوك. والصواب ضم الصاد.
(و) تقول العامة: صَعُق فلان، بضم العين. والصواب كسرها إلا أنْ تكون قد أصابته صاعقة.
(ص) ويقولون: الصُّغْر والكُبْر والغُلْظ والقُدْم.
والصواب: صَغُرَ صِغَراً، وكبِرَ كِبَراً، وغَلُظً غِلَظاً، وقَدُمَ قِدَماً، وعظُم وعِظَماً وعُظْماً، هذه وحدها فيها لغتان.
(ص) ويقولون للدفتر: صِفْر. والصواب: سِفْرٌ، قال الله تعالى: (... كمَثَلِ الحِمارِ يحْمِلُ أسفارا...)، فأما الصِّفْر فهو الخالي.
(ص) ومما يُشكَل من هذا الباب: أبو الصّقْر الشاعر، بالصاد والقاف، وكذلك عبد الله بن الصَّقْر من رجال الحديث، فأما ابن أبي السَّفَر من رجال الحديث فبالسين والفاء.
(زص) ويقولون لضرب من سباع الطير: صَقْر. والصَّقْر كل ما يصيد من سباع الطير، قال العجاج:

تَقَضِّيَ البازي من الصُّقورِ
وزعم قوم أن كل ما يصيد يقال له صَقْرٌ إلا النَّسْر والعُقاب.
(و) العامة تقول: صِفْرٌ، للنحاس. والصواب بالضم من أوله.
(و) تقول العامة: قد صُلِبَ الشيءُ. والصواب فتح الصاد وضم اللام، وإلا فذاك إخبارٌ عمن صُلِبَ وصار مَصْلوباً.
(ق) ومن ذلك الصَّلَف، تذهب العامة الى أنه التِّيه، والذي حكاه أهل اللغة في الصَّلَف أنه قِلّة الخير، يقال: امرأة صَلِفَة، أي قليلة الخير لا تحظى عند زوجها، ومن أمثالهم: رُبَّ صَلَفٍ تحت الرّاعدة.
(ز) ويقولون للسيف: صِمْصامَة وصِمْصام، فيكسرون. والصواب بالفتح.
(ص ز) ويقولون: صُمْعَة المسجدِ، ويجمعونها على صُمَع. والصواب صَوْمَعَة والجمع صَوامِع، قال أبو نصر: أتانا بثريدة مُصَمَّعة، إذا دقَّقها. ويقال: بَعَرات مُصَمَّعات، إذا كانت مُلتَزِقات عِطاشاً فهي ضُمْرٌ.
(ص و) العامة تقول: صُنَارة المغزل. والصواب كسر الصاد.
(ص) ويقولون: عود صِنْفِي. والصواب صَنْفِيّ.
قلت: الصواب فتح الصاد.
(زص) ويقولون لضرب من الشجر: صُنُوبَر. والصواب صَنَوْبَر، والصَّنَوْبَريّ الشاعر.
قلت: الصواب فتح الصاد والنون.
(ز) ويقولون: صَنيفة الثوب، ويجمعونها على صَنائف، كما يجمعون فضيلة على فضائل. والصواب صَنِفَة والجمع صَنِفات، والصَّنِفَة: طُرّة الثوب، والطُّرّة: شبه العَلَم يكون بجانبه على حاشيته.
(ص) ويقولون في جمع صُورة: صِوَر بكسر الصاد، وهو جائز إلا أن ضم الصاد أفصح.
(م ز ص) ويقولون: صِئْبانة. والصواب: صُؤَابة، وجمعهما صُؤاب، وجمع الجمع صِئبان، كما يقال غُراب وغِربان.
(ص) ويقولون للكلب القصير: صِينيّ، والصواب: زِئْنيّ، بالزاي والهمز.
(س ك) حدثنا أبو علي بن الخرساني قال: جلس اليعقوبي وابن مكرَّم الى ابن أبي فَنَن فمرّ به صَعوداء، أبو سعيد محمد بن هُبَيرة، فجلس إليهم فأنشد صَعوداء:
بكيتُ صِيانة وبكيتُ شَوْقاً ... كذاك الدّهْرُ أضْحَكَني وأبكَى
فقال اليعقوبي: يا سلحة الفراء! لو كانت صيانة ما بكيت وإنما هو صبابة. فاستحيا وقام.

حرف الضاد المعجمة
(ز) يقولون: ضارة المرأة. والصواب: ضَرّة المرأة، والجمع ضَرائِر، قال الشاعر:
............ ... ضَرائِر حِرمِيٍّ تفاحَشَ غارُها
والضِّرُّ: تزوج المرأة على ضَرَّة، وروى بعضهم: تزوج على ضِرّ وضُرّ، وإضرار، ويقال: رجل مُضِرّ وامرأة مُضِرّة، مثله.
قلت: قوله الضِّرُّ: تزوج المرأة على ضِرّ، هو بالكسر من الضاد، يقال: نكحت فلانة على ضِرّ وعلى ضُرّ أيضاً بضم الضاد.
(وح) ويقولون: الَّبْعَة العرجاء، ووجه القول: الضَّبُعُ العرجاء، لأن الضَّبُع اسم يختص بأنثى الضباع، والذكر منها ضِبْعان، ومن أصول العربية أن كل شيء يختص بالمؤنث مثل حِجْر وأتان وضَبُع وعَناق، لا تدخل عليه هاء التأنيث، وحكى ثعلب قال: أنشدني ابن الأعرابي في أماليه:
تفرَّقَتْ غَنَمي يوماً فقُلتُ لها ... يا رَبِّ سَلِّطْ عليها الذئبَ والضَّبُعا
قلت: ولأربابِ المعاني في هذا البيت كلام، وهل هو دعاء لها أو عليها، وقد ذكرتُ ذلك في كتابي حَلْي النّواهِد على ما في الصحاح من الشّواهِد. انتهى.
وقال الحريري رحمه الله تعالى: وفي مسائل الضبُع مسألة لطيفة قَلّ مَن اطّلع على خَبْئِها، وهي أن من أصول العربية التي يطرد حكمها أنه متى اجتمع المذكر والمؤنث غلب حكم المذكر على المؤنث لأنه هو الأصل إلا في موضعين: أحدهما: أنك إذا أردت تثنية الذكر والأنثى من الضباع قلت: ضَبُعان فأجريت التثنية على لفظ المؤنث الذي هو ضَبُع، لا على لفظ المذكر الذي هو ضِبْعان، وفُعِلَ ذلك فِراراً مما يجتمع من الزوائد لو ثُنّي على لفظ المذكر.
الثاني: أنهم في باب التاريخ أرخوا بالليالي دون الأيام مراعاة للأسبق من الشهر.
(ق) ولا تقل: الضَّبَغْطَغ. وإنما هو الضَّبَغْطَى: شيء يُفَزَّعُ به الصبيان، قال الراجز:
وزوجها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى
يُفَزَّع إن فُزّع بالضَّبَغْطَى
قلت: الزَّوَنْزَك، بزايين بينهما واو مفتوحة ونون ساكنة وفي آخره بعد الزاي الثانية كاف، وهو القصير، والزَّوَنْزَى بعد الزاي الثانية ألف مقصورة، مثله.

(و) العامة تقول: ضَجّ القوم، إذا صاحوا وجَلَّبوا.
والصواب: أضَجّوا، وإنما يقال ضَجّوا، إذا جَزِعوا.
(م) ولا يفرقون بين الضُّر بالضم وبين الضَّر بالفتح. والضُّر بالضم: السُّقْم، وبالفتح ضد النفع.
(ص) ويقولون ضَرَعُ الشاة. والصواب ضَرْع، بالإسكان.
(ز) ويقولون: هو ذو نَفْعٍ وضُرٍّ. والصواب ضَرٌ، بفتح الضاد، يقال ضَرّه يضُرُّه ضَرّاً، وضارَه يَضيره ضَيْراً.
(و) تقول العامة: ضُرِسَ الرجل، بضم الضاد. والصواب فتح الضاد وكسر الراء.
(ص) تقول الخاصة: الضَّعَفا والفَقَرا. وتقول العامة الضَّعْفا، بإسكان العين مع القصر. وقول العامة أشبه لأن فَعْلَى أصل في جمع فعِيل إذا كان بمعنى مَفعول كجريح وجرحى وقتيل وقتلى.
(و) العامة تقول: ضُعِفَ الشيء، بضم الضاد. والصواب فتح الضاد وضم العين.
والعامة تقول: قَوّى اللهُ ضَعْفَك، وهو دعاء على الشخص لا له، إلا أن يريد بذلك قوّى اللهُ ضَعيفَك، فإنه قد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنّي ضعيف فقَوِّ في رِضاك ضَعْفي، وصواب الكلام أن تقول: قوّى اللهُ منك ما ضَعُفَ.
قلت: ولقد قال يوماً بعض أصحاب ديوان الإنشاء بالشام فيما عاب به كلام القاضي الفاضل، رحمه الله تعالى: قول الفاضل اللهم ضَعْ في ضَعْفي قوّةً هذا دعاء على نفسه، لأنه يسأل من الله عز وجل أن يقوي ضعفه، فحفظها جماعة الديوان عليه واستجهلوه في هذا الكلام وكونه فهم عن الفاضل هذا الفهم.
وقد قلت أنا كان وكان قد بلغت من العمر أربعين سنة:
يا رَبِّ ضعْ في ضَعْفي قوّةً وجنبني الأذى ... فالحال منّي تغيَّرَ والنهدّتِ الأركانْ
نصفُ الثمانينَ عُمري وذا الكِبَرُ قدْ هدّني ... لوْ كان نصف الميَّة للعُمرِ عندي كانْ
(ص) يقولون: قَدِم الأميرُ في ضَفَفٍ، يعنون في كثرة وحفدة. وإنما: الضَّفَفُ: قلّة الطعام وكثرة الآكلين. والحَفَف: أن يكون الطعام على قدر آكليه.
قلت: قال ابن السكيت: الضّفَف كثرة العيال، وأنشد لبشير بن النَّكْث:
لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَلْ
وقال مالك بن دينار: حدثنا الحسن قال: ما شَبع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من خُبزٍ ولحْمٍ قط إلا على ضَفَف، قال مالك: فسألتُ بدوياً عنها فقال: تناولاً مع الناس. وقال الخليل: الضَّفَف: كثرة الأيدي على الطعام. وقال أبو زيد: الضّفَف: الضيق والشدة، وقال ابن الأعرابي مثله، تقول: رجل ضَفُّ الحالِ. وقال الأصمعي: أن يكون المال قليلاً ومن يأكله كثيراً. وقال الفراء: الضفف: الحاجة. ويقال أيضاً: لقيته على ضفف، أي على عجلة، والضفف أيضاً ازدحام الناس على الماء.
(م ز) ويقولون: ضِفْدَع بفتح الدال. والصواب: ضِفْدِع على مثال فِعْلِل، وفِعْلَل بالفتح قليل في كلامهم.
ويجمع على ضفادع، وبعض العرب يقول ضفادِي بالياء في موضع العين.
قلت: الصواب كسر الضاد والدال.
(م ز) ويقولون: ضَلْع الإنسان. والصواب: ضِلْع وضِلَع والجمع أضلاع وضُلوع، يقال: هم على ضِلَعٍ جائرة، إذا كانوا على غير استقامة.
قلت: يريد الصواب فتح اللام أو سكونها وكسر الضاد.
(و) العامة تقول: ضُمِر البطنُ، فتضم الضاد وتكسر الميم، ومنهم من يفتح الضاد ويضم الميم. والصواب فتح الضاد والميم.
(م ح ز) ويقولون في تصغير ضَيْعَة: ضُوَيْعة، ويجمعونها على ضِيَع.
والصواب ضُيَيْعَة، وإن شئتَ قلتَ ضِيَيْعَة، بكسر أوله، وكذلك كل ما كان أصله الياء من هذا المثال، والجمع ضِياع.
ويقولون: الصيف ضيّعتَ اللّبن، بفتح التاء. والصواب كسرها، لأنه مثَلٌ، والأمثال تَجيءُ على أصل صيغها وأوّلية وَضْعِها؛ وهذا أصله أن عمرو بن عَمرو بن عُدَس كان تزوج ابنة عمة أبيه دَخْتَنوس بنت لقيط بن زُرارة بعدما أسنّ، وكان أكثرَ قومِه مالاً، فلم تزلْ تسأله الطلاقَ حتى طلقها، فتزوجها عُمير بن مَعبد بن زُرارة، وكان شاباً مُمْلِقاً، فمرّتْ بها ذات يوم إبل عمرو، وكانت في ضُرّ، فقالتْ لخدمتها: قولي له اسقنا من اللبن، فلما أبلغتْه قال لها: قولي لها، الصيفَ ضيعتِ اللّبن، فلما أدتْ جوابَه إليها ضربتْ يدها على كتف زوجها وقالت: هذا ومَذْقَةٌ خيرٌ. وإنما خَصّ الصيف بالذكر لأنهاسألتْه الطلاقَ فيه.

حرف الطاء المهملة

(ز) يقولون: دابة طائِقة. والصواب مُطيقَة، لأنه من أطاق إطاقة، يقال حمّل الدابّة فوق طاقتها، وإطاقتها، وفوق طوْقِها.
(ص ز) يقولون للطين الذي يُختَم به: طابع. والصواب: طابَع، فأما الطّابع فهو الرجل الذي يطْبَع الكتاب.
(ص) يقولون: طاجِن. والصواب: قالَب وطاجَن.
قلت: الصواب فتح الجيم.
(ص ز) يقولون للسكر: طَبَرْز. والصواب طَبَرْزَلٌ، باللام. قال أبو عليّ: ويقال طَبَرْزَل وطَبَرْزَن، باللام والنون، وقال أبو حاتم هو الطّبَرْزَذ، بالذال.
قلت: يريد بالذال المعجمة.
(ص) ويقولون: ابن طَباطِب العلَويّ. والصواب طَبَاطَبا، وإنما سُمّي بذلك لأنه كانت في لسانه لُكْنة، فكان يحوّل القاف طاءً، فسقطت النارُ يوماً في ثيابه فصاح بالغلام: الطبا الطبا! (ص) ابن الطَّثْرية، بالإسكان.
قلت: يريد سكون الثاء المثلثة.
(ص) ويقولون: ما يدري ما طحاها، إنما يريدون قول الله عز وجل: (والأرضِ وما طَحاها)، ومعنى طحاها بسطها ووسّعَها، وقال الأصمعي: طحاها: مدّها، يقال: طحا قلبُه في كذا وكذا، إذا تطاول وتمادى، ومنه قول علقمة:
طَحا بكَ قلْبٌ في الحسانِ طَروبُ ... بُعَيْدَ الشبابِ عصْرَ حانَ مَشيبُ
(و) العامة تقول: الطِّحين، بكسر الطاء. والصواب فتحها.
(ز) ويقولون للذي تُجعَل فيه الثياب: طَخْتٌ. والصواب تَخْت وتُخوت.
(وح) يقولون لمن نبَتَ شارِبه: طُرَّ، بضم الطاء. والصواب أن يقال: طَرّ وبَرُ الناقةِ، إذا بَدا صِغارُه وناعِمُه، ومنه قولهم: شارِب طَرير، وعليه قول الشاعر:
وما زلتُ في ليْلَى لدُنْ طَرَّ شارِبي ... الى اليوم أبدي إحنةً وأواحِنُ
وأما طُرَّ، بضم الطاء فمعناه: قُطِعَ، ومنه اشتقاق اسم الطَّرّار، وبه سميت الطُّرّة لأنها تُقطَع.
وأما قولهم: جاءَ القوم طُرّاً فهو بمعنى: جاء القوم جميعاً، وانتصابه على الحال.
ويقولون: طرَدَه السلطانُ، ووجه الكلام أن يقال: أطْرَدَه، لأن معنى طَرَدَه أبعَده بيدٍ أو بآلة من كفّه، كما تقول طردت الذباب عن الشراب، وما المقصود هذا المعنى، بل المراد أنّ السلطان أخرجه عن البلد، والعرب تقول في مثله: أطرده، كما تقول أطرد فلان إبلَه، أي أمر بطَرْدِها.
(زص) ويقولون: أخذت بطَرْفِ ثوبِه وأمسكت بطَرْف الحبل. والصواب طَرَف، قال الشاعر:
فإنّكَ لن ترى طرْداً لحُرٍّ ... كإلصاقٍ به طرَفَ الهَوانِ
(ص) ويقولون للذي يُطَرِّزُ: طرّاز. والصواب مُطرِّزٌ.
(ز) ويقولون: طَرْفة لضرب من الشجر، والصواب طَرَفة وطَرْفاء، وقال سيبويه في الطَّرْفاء كمقالته في الحَلِفَة.
قلت: يريد أنهم يسكنون الراء مع الهاء، والصواب فتحها أو سكونها مع المد.
(و) العامة تقول: طَرْسوس، بسكون الراء.
والصواب فتحها.
(و) العامة تقول: طرَدتُه فانْطَرَد. والصواب: طرَدتُه فذهَب.
قلت: يقال طردته فذهب، ولا يقال فيه انْفَعَل ولا افْتَعَل إلا في لغة رديئة، والرجل مطْرود وطَريد.
(ث ك س) قال خلف الأحمر: أنشد المفضَّل الضّبي للمُخبَّل السعدي:
وإذا ألمّ خَيالُها طُرِقَتْ ... عيني فماءُ دُموعِها سَجْمُ
فقلت له: طُرِفَتْ، فرجعَ.
قلت: يريد أنه قال بالقاف، وصوابه بالفاء.
(ز) ويقولون: طَفّف، إذا زاد، والتطفيف: النقصان، يقال: إناءٌ طفّان، وهو الذي قاربَ أن يمتلئ.
(ص) ويقولون: ماء طَلوبٌ، أي بعيد. وصوابه مُطْلِب، يقال: أطلبَ الماءُ، إذا بعُدَ فأحوجك الى أن تطْلُبَه.
(ص) ويقولون: عليه طِلاوة. والصواب: طُلاوة وطَلاوة، بالضم والفتح، والضم أفصح.
(ص) ومن ذلك قولهم لقَدَح من نُحاس خاصةً: طِنْجِهارَة.
والصواب: طِرْجَهارَة، وليست مقصورة على النحاس دون غيره، قال ابن الأعرابي: هو القدَح والغُمَر، والتِّبْن والصحن والطرجهارة والكاس والطاس.
(و) العامة تقول: الطَّنْبور، بالفتح. وصوابه ضم الطاء.
(وص ح) ويقولون: السَّبْع الطِّوَل بكسر الطاء، فيلحنون فيه، لأن الطِّوَل هو الحَبْل، ووجه الكلام أن يقال: السبع الطُّوَل لأنه جمع الطّولَى، وكل ما كان على وزن فُعْلَى مؤنث أفْعَل جُمِع على فُعَل كما جاء في القرآن: (إنها لإحْدى الكُبَر)، وهي جمع كُبْرَي.
(ص ز) ويقولون للحَبْل الذي يُربَط به الدابّة: طِوال.

والصواب طِوَل، يقال: أرخِ للفرس من طِوَله، قال طرَفة:
لعَمْرُك إنّ الموتَ ما أخْطأ الفَتى ... لكالطِّوَل المُرخَى وثِنْياهُ في اليدِ
(و) العامة تقول: طوبَاك. والصواب طوبَى لك.
ويكتب طُووِع وعُووِد، بواوين ليُعلَم بذلك أن إحدى الواوين أصلية والأخرى هي المنقلبة عن ألف فاعَلَ، وكذلك يجب إبرازها في اللفظ بأنْ يُلْبَثَ على الأولَى منهما لَبْثَة مّا، ثم يُلفَظ بالثانية، وعلى هذا يُنشَد بيت جرير:
بانَ الخليطُ ولو طُوْوِعْتُ ما بانا ... وقطّعوا من حِبالِ الوَصْلِ أقْرانا
ومَنْ أنشده ولو طُوِّعتُ ما بانا بالإدغام كان لاحِناً، كما أنّ مَنْ كتبها بواو واحدة فقد أخطأ خطأ شائناً.
(وق) ويقولون في الدعاء: نعوذ بك من طَوارِق الليل وطوارِق النهار، وهو غلط، لأن الطُّروق هو الإتيان بالليل خاصة، ولهذا سُمِّيَ النجم طارِقاً.
والصواب أن يقال: من طَوارِق الليل وجَوارِح النهار؛ لأن أبا زيد حكى عن العرب: جرَحْتُه نهاراً وطرَقْتُه ليلاً، قال الله تعالى: (وهوَ الذي يتوَفّاكُم باللّيْلِ ويعْلَمُ ما جرَحْتُم بالنّهار...).
(ص) ويقولون: طِيْحال ولُوْبان. والصواب: طِحالٌ ولُبان.
قلت: يريد أنهم يكسرون الطاء ويزيدون بعدها ياءً - آخر الحروف - ويضمون اللام ويزيدون بعدها واواً. والصواب كسر الطاء وضم اللام لا غير.
(ص) ويقولون: حاتم طَيّ. والصواب حاتم طَيِّئ بهمزة بعد ياء مشددة.
(و) العامة تقول: الطَّيْلِسان، بكسر اللام. والصواب فتحها.

حرف الظاء المعجمة
(زص) يقولون: ظِفْر وشِفْرٌ، والصواب: ظُفْرٌ وشُفْرٌ.
قلت: يريد أنهم يكسرون الظاء والشين والصواب ضمهما.
(ص) ويقولون: ظفِرَ المسلمون ظَفْراً عظيماً. والصواب: ظَفَراً.
قلت: يريد أنهم يسكنون الفاء، والصواب فتحها.
(ز) ويقولون لجمع الظِّهارة، التي هي خلاف البطانة: ظَواهِر. والصواب: ظَهائِر، مثل رِسالة ورسائل، وبِطانة وبَطائِن. قال أبو زيد: يقال بِطانة وظِهارة. فأما الظّواهر فجمع ظاهرة وهو ما أشْرَف وظَهَر من الأرض.
ويقولون: هو بين ظَهْرانِيهم، بكسر النون. والصواب أن يقال: ظَهْرانَيْهم بفتح النون، وأجاز أبو حاتم أن يقال ظَهْرَيْهم. وحكى الفراء قال: قال لي أعرابي ونحن في حلقة يونس بن حبيب بالبصرة: أين مسكنك؟ قلت: الكوفة. فقال: يا سبحان الله! هذه بنو أسد بين ظَهْرانَيْكم وأنت تطالب اللغة بالبصرة.
(ز) ويقولون: في عينه ظِفْر. والصواب: ظَفَرَة، وقد ظَفِرَتْ عينُه تَظْفَرُ ظَفَراً فهو ظَفِرٌ، وهو داء يعرض للعين من لحم يعلو الحدَقة.
(وق) وقولهم: فلان ظريف يعنون به أنه حسَنُ اللباس لبِقُه، ويخصونه به. وليس كذلك، إنما الظّرْف في اللسان والجسم، أُخبِرتُ عن الحسن بن عليّ عن الخراز عن أبي عمر عن ثعلب قال: الظريف يكون حسن الوجه وحسن اللسان، الظّرْف في الجسم والمنطق ولا يكون في اللباس. وقال ابن الأعرابي: فلان عفيف الطّرْف نقي الظّرْف، يعني بنقى الظّرْف البدن.
(و) قال الحسن: إذا كان اللص ظريفاً لم يُقطَع، أي إذا كان فصيحاً بليغاً احتجّ عن نفسه بما يُسقِطُ عنه الحدَّ.
حرف العين المهملة
(ز) يقولون: لم أفعلْ هذا عادَ، بمعنى حتى الآن. والصواب لم أفعل هذا بعْدُ، وأما عادٌ فاسم الأمّة، وعادٌ أيضاً جمع عادَة، ولا وجه له هاهنا. وأنشد أبو عليّ لبعض الأعراب:
قضَيتُ الغواني غيْرَ أنّ لُبانَةً ... لأسماءَ ما قَضّيْتُ آخرَها بعْدُ
قلت: بقي من أقسام عاد التي ذكرها الزبيدي عادَ الفعل الذي هو بمعنى رجَع، من العَوْد.
(زص) ويقولون للذي لا زوج له عازِبٌ، وللمرأة عازِبَة. والصواب: عَزَبٌ، والأنثى عزَبة، قال الشاعر:
هَنيئاً لأربابِ البُيوتِ بُيوتُهمْ ... وللعَزَبِ المسكين ما يتلمّسُ
وقد يقال للأنثى: عزَبٌ أيضاً لقول الشاعر:
يا مَنْ يدُلّ عزَباً على عزَبْ
(ص) ويقولون: كُلّ يومٍ ليلتُه قبْلَه إلا يومَ عاشوراء، فإن ليلته بعدَه. وليس كذلك، إنما قال أهل العلم: كل يوم ليلته قبله إلا يوم عرَفَة.
(ص) ويقولون: كتاب العارِية. والصواب العاريَّة، بتشديد الياء.

(ق و) تقول العامة: كذَبَ العاذِلون بالله، بالذال معجمة، وهو بالدال المهملة.
(ص) ويقولون: يوم عاشورا. والصواب عاشوراء بالمد، وقد حُكِيَ عن أبي عمرو: عاشورا، مقصوراً.
(وص) ويقولون: ما عازَك من شيء فهو عندي، وما يَعوزني إلا كذا. والصواب: أعْوَز يُعْوِز.
(ق) ومن ذلك العامُ والسّنَة، لا يفرق عوامُّ الناس بينهما ويضعون أحدهما موضع الآخر، فيقولون لمَن سافر في وقت من السنة الى مثله، أي وقت كان: سافر عاماً. والصواب ما أُخبِرت عن أحمد بن يحيى، رحمه الله تعالى، أنه قال: السَّنَة من أي يوم عددتها فهي سَنَة، والعام لا يكون إلا شتاءً وصيفاً، وليس السنة والعام مشتقين من شيء، قال: فإذا عددنا من اليوم الى مثله فهو سنة، يدخل فيه نصف الشتاء ونصف الصيف، والعام لا يكون إلا صيفاً وشتاء، ومن الأول يقع الرُّبُع والرُّبُع والنصف والنصف، إذا حلَف لا يكمله عاماً لا يدخل بعضه في بعض إنما هو الشتاء والصيف، والعام أخص من السنة، فعلى هذا تقول: كلّ عامٍ سنةٌ وليس كلّ سنةٍ عاماً.
(ص) يقولون علقمة بن عَبْدَة، بالسكون. والصواب فتح الباء، وهو وحده عبَدَة، وسائر الأسماء عَبْدَة بالإسكان، منهم عَبْدَة بن الطبيب وغيره.
ويقولون: ما عتّبَ أن فعل كذا. ووجه الكلام: ما عتّم، أي ما أبطأ، ومنه اشتقاق صلاة العَتَمة لتأخير الصلاة فيها.
(ص) ويقولون: عَتْنون. والصواب عُثْنون، بالضم من العين وبالثاء.
قلت: العُثْنون شُعَيرات طوال تحت حَنَكِ البعير يقال بعير ذو عثانين، كما قالوا لمَفْرِق الرأس مفارق، وهو بالثاء المثلثة.
(ص) ويقولون: عبد الرحمن بن القاسم العُتَقِي، بفتح التاء. والصواب العُتُقي، بضمها.
(وص) ويقولون: عُتِقَ المملوك. والصواب: عتَقَ وأُعتِق. وفي الحديث: وإلا فقد عتَق منه ما عتَقَ، بفتح العين والتاء.
(و) العامة تَقْصُر العِتْرَةَ على الذرية فقط. والصواب أنها الذرية والعشيرة الأدْنَوْن.
(ص) يقولون: رفَعَ ثيابَه على عَتِقِه. والصواب: على عاتِقِه.
(وق) ويقولون: العِثْقُ. والصواب: العِذْقُ، بالذال، وهم يقولونه بالثاء المثلثة.
(وق) ويقولون: عَجوزَة. والصواب: عَجوز. فإذا صغّرتَ قلت: عُجَيِّز، كما قال الشاعر:
عُجَيِّزٌ عارِضُها مُنْفَلُّ
طَعامُها اللُّهْنَةُ أو أقَلُّ
(ص) ولا يفرقون بين العَجْزِ والكسَل. والعَجْز عن الشيء هو ألا يستطيعه، والكسَل: أن تترك الشيء وتتراخى عنه وإن كنتَ تستطيعه.
(ز) ويقولون: عجَزْت عن الشيء، وإن كان يستطيعه، والصواب: كسِلتُ عنه، قال: وحُدِّثْتُ أنّ بعض الصُنّاع بمكة وعدَ رجلاً من أهل العِلْم بصناعة شيء من عمله، وحدّ له وقتاً، فأتاه للوقت فلم يجد ذلك الشيء كاملاً، فقال له: أعجزت؟ فقال لم أعجز ولكن كسِلتُ، قال: فتصاغرت إليّ نفسي أنْ يكونَ الصانِعُ أعلَمَ بمواقع الكلام مني.
(و) العامة تقول: عَجْمُ الزبيب، بسكون الجيم. والصواب فتحها.
(ز) يقولون: عدَنْبَس، فيلحقون نوناً. والصواب: عدَبَّس، والعدَبَّس الأسد.
قلت: هو بتشديد الباء.
ومن كلامهم في الدعاء الذي لا يراد وقوعه لمن قُصِدَ به: لا عُدَّ مِن نفَرِه، كما قال امرؤ القيس:
فهْوَ لا تَنْمي رَميّتُهُ ... ما لَه عُدَّ مِن نفَرِهْ
فظاهر كلامه أنه دعاء عليه بالموت الذي يخرج عن أن يعد من قومه، ومخرج هذا القول مخرج المدح له والإعجاب بما بدا منه، لأنه وصفه بسداد الرماية وإصماء الرميّة، وهو معنى قوله: لا تَنمي رميَّتُه، لأنهم قالوا في الصيد رماه فأصماه، إذا قتله مكانه، ورماه فأنماه، إذا غاب عن عينه ثم وجده ميتاً، ونظير هذا قولهم للشاعر المُفْلِق: قاتله الله، وللفارس المِحْرَب: لا أبَ له.
(ك) حدثنا عون بن محمد، ثنا النّضر بن حديد قال: كنا عند الأحمر فأنشد يوماً ليزيد بن خَذّاق، من عبد القيس:
إذا ما قطَعْنا رَمْلَةً وعذابَها ... فإنّ لنا أمراً أحذَّ غموسا
فقال له رجل في المجلس: أنتَ أنشدتنا وعدابها، فقال له الأحمر: وما العداب؟ قال: مسترق الرمل. فقال له: لك عندنا صلة مذ أيام، فرُحْ إلينا لأخذها.
قلت: العَداب بالفتح ما استرق من الرمل، ومنه قول الشاعر:

كثَوْر العَداب الفرْدِ يَضْربُه النّدى ... تَعلّى النّدى في مَتْنِه وتحدّرا
والنّدى الثاني: الشحم.
(س) قال الأصمعي: إن أبا عبيدة كان يصحّف في عُدُس بن زيد بن عبد الله بن دارم فيقول: عُدَس مفتوح الدال، وذكر محمد بن حبيب أيضاً ذلك عن أبي عبيدة في عُدَس.
قلت: عند أهل النسب أن عُدس الذي في تميم وحده مضموم الدال، وكل عُدس سوى هذا في العرب فهو مفتوح، هذا مذهب البصريين وخالفهم ابن الأعرابي فقال: كل عدس في العرب فهو مفتوح إلا عمرو بن عمرو بن عُدُس.
(ز) ويقولون للذي يُحدِث عند غشيان النساء: عُذْيوط.
والصواب: عِذْيَوط على وزن فِعْيَوْل مثل كِدْيَوْن وحِرْدَون، ولا نعلم شيئاً على مثال فُعْيُوْل في اسم ولا صفة.
(ص) ويقولون للشاعر: العَرَجيّ، بفتح الراء. والصواب سكونها، وهو من ولَد عثمان رضي الله عنه، منسوب الى عرْج الطائف.
(ص) ويقولون: عِرابَةُ الأوسي. والصواب عَرَابَة، بفتح العين، قال الشماخ:
إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمَجْدٍ ... تلقّاها عَرابَةُ باليمينِ
(ص) ويقولون: عرّسَ الرجلُ بامرأته. والصواب: أعرس. فأما عرّسَ فهو النزول آخر الليل.
(ص ز) ويقولون لشجر في الجبال عَرْعار. والصواب عَرْعَر، قال بشر بن أبي خازم:
وصَعْبٍ تَزِلّ العُصْمُ عن قُذُفاتِه ... بحافاتِه بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ
(ز) ويقولون دابة عَريّ. والصواب: عُرْيٌ، يقال جمل عُرْي وحِمار عُري والجمع أعْراء، وقد اعْرَوْرَيْتُ الدابّة اعْرِيراءً.
(ص) ويقولون: نعوذ بالله من الجوع والعُرا. والصواب: والعُرْي بالياء وسكون الراء.
(ق زوص) ويقولون: عَروسة. والصواب عَروس، وكذلك يقال للرجل أيضاً، قال الشاعر:
أترضَى بأنّا لم تجِفّ دِماؤُنا ... وهذا عَروساً باليمامةِ خالِدُ
(ص) ويقولون: عرْطَزَ المُهْرُ، إذا مرّ يمْرَح أو يرمح. والعَرْطَزة عند العرب التّنحّي، يقال عرطز الرجل إذا تنحّى.
(ص) ويقولون: عرِفتُ مُرادَك. والصواب عرَفْتُ، بفتح الراء.
(ص) ويقولن: عرَصَة الدار. بفتح الراء. والصواب إسكانها.
(ص) ويقولون: عَرَمَة الطعام. والصواب عَرْمَة، بسكون الراء.
(ص) ويقولون في الحديث: فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعَرْقِ تمرٍ، بالإسكان. والصواب تحريك الراء بالفتح.
والعَرَقُ: المِكْتَل، وعن أبي عمران، رضي الله عنه، قال: رويناه بعَرْق بالإسكان. والصواب بالفتح.
(ص) ويقولون: العَيْن والعَرَض، ويباع الدين بعَرَض. والصواب عَرْض بسكون الراء.
(و) العامة تقول: فلان عرَبيّ، إذا نسبه الى العرب وإن لم يكن بدوياً أو كان بدوياً. والصواب أنه عَرَبيّ وإن لم يكن بدوياً.
(ق و) ويقولون للخشبة التي في رأسها حُجْنَة: عُرْقافَة. والصواب عُقّافة.
(و) العامة تذهب الى أن العِرْضَ سَلَفُ الرجل من آبائه وأمهاته، وليس كذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيعجَزُ أحدُكم أن يكون كأبي ضَمْضَم، كان يقول: اللهم إني قد تصدّقتُ بعِرْضي على مَنْ ظلَمَني).
(ص) العَرْصَة عندهم كلّ بناء قائم كالسارية، وليس كذلك، وإنما العَرْصة كل بقعة ليس فيها بناء.
(ص) يقولون: العَرْبون، وفيه ست لغات: عَرَبُون وعُرْبون وعُرْبان وأرَبُون وأُرْبُون وأُرْبان، وهم يقولونه بإسكان الراء، ولا يجوز.
قلت: الأول فتح العين والراء، والثاني ضم العين وسكون الراء، والثالث ضم العين وسكون الراء وألف بدل الواو، والرابع فتح الهمزة والراء، والخمس ضم الهمزة وسكون الراء، والسادس ضم الهمزة وسكون الراء وألف بدل الواو.
(م) ويقولون: جارية عَزْباء، للتي لا زوج لها، والصواب: عَزَبَة، وعَزَب للرجل.
(ق ح) ويقولون لفم المزادة: عَزْلَة، وفي كلام العرب عَزْلاء وجمعها عَزالِي، ومنه قول الشاعر:
سَقاها منَ الوسميِّ كُلُّ مُجَلْجلٍ ... سَكوبُ العَزالِي صادِق البرق والرّعْدِ
(ص) ويقولون في قول الشاعر:
أتعْرِفُ رَسْماً كاطّرادِ المذاهبِ ... لعَزّةَ وحْشاً غيرَ موقف راكِبِ
والصواب أنه لعمرة بدلاً من عزّة.
(و) العامة تقول لجميع الأغاني عَزْف، وليس كذلك، والعَزْف أصوات القِيان إذا كان فيها عود.

(ص) ويقولون: رجل عَسَرِيّ، إذا كان يعمل بشماله. والصواب أعسَر.
(و) العامة تُطلقُ العَسَس على الواحد، وهو للجماعة، جمع عاسٍّ، وعسسَ كغائب وغَيَبٍ.
(ص) ويقولون وقد عصّب بطنَه بعِصابةٍ. والصواب بالتخفيف، ولا يكاد يُستَعمل عصّبَ بالتشديد إلا في التاج، يقال ملِك مُعَصَّب، ومريض مَعْصوب الرأس.
(ق و) العامة تقول: ضُرِب فلانٌ بالعُصْي، ولا تشدد. والصواب بالعِصيّ، بكسر العين وتشديد الياء.
(و) العامة تقول: ضُرِبَ فلانٌ بالعُصْي، ولا تشدد. والصواب بالعِصيّ، بكسر العين وتشديد الياء.
(و) العامة تقول: هذه عصاتي، قال الفراء: أوّلُ لحْن سُمِعَ بالعراق: هذه عصاتي، والصواب: عَصاي.
قلت: قال الله سبحانه وتعالى: (قالَ هيَ عَصايَ...).
يخبِطون خبْطَ العشواءِ فيما يُكتَب من الأسماء المقصورة بالألف وما يكتب بالياء. والحكم فيه أن تُعتَبر الألف فيه، إن كانت منقلبة عن واو كتب ذلك بالألف، وإن كانت من ذوات الياء كتب بالياء، فعلى هذا تكتب العصا والقفا بالألف لقولك في الفعل منهما: عصوت وقفوت.
(ز) يقولون للتّين الرَّطْب: عَصير. والعصير ما عصر من العنب وما أشبهه من الثمرات، قال عروة بن الورد:
بآنسةِ الحديثِ رُضابُ فيها ... بُعَيدَ النومِ كالعنبِ العَصيرِ
(ص) يقولون في جمع عِضَة: عِضات. والصواب عِضاه، ترد المحذوف من عضة كما تقول في جميع شَفَة: شِفاه، بالهاء.
(ق و) العامة تقول للذي يُحْدثُ عند الجِماع: عُضْرُوط، وهو غلط، إنما هو العِذْيَوْط، والعُضْرُوط الذي يخدمُك بطعام بطنه، قال الأصمعي: هم الأُجَراء.
(و) العامة تقول: عَطِستُ، بكسر الطاء. والصواب فتحها.
(ص) ويقولون: عُفوان الأمر، يعني معظمه. والصواب عُنْفُوان، وعُنْفوان الشيء: أوّله، لا معظمه. وهو بزيادة النون.
(ص) ويقولون: عَقّت الدابّة. والصواب: أعقّت، ولكن لا يقال لها مُعِقٌ، وإنما يقال لها عَقوق.
(ص) ويقولون: عَقِل المجنون، وينشدون قول الشاعر:
يسُرُّنا أنْ تَمرَّ أشْهُرُنا ... ولو عَقِلْنا لكان يُبكينا
بكسر القاف، والصواب فتحها.
ويقولون في تصغير عَقْرب: عُقَيْرَيَة. والعرب تصغرها عُقَيْرِب، كما تصغر زَينب على زُيَينب، لأن الهاء إنما ألحقت في تصغير الثلاثي، نحو قِدْر وقُدَيرة وشمس وشميسة لخفته، والرباعي لما ثَقُلَ بكثرة حروفه نُزِّل الحرفُ الأخير منه منزلة هاء التأنيث.
(و) العامة تقول: ما له عِقار بكسر العين. والصواب فتح العين، لأن العَقَار بالفتح: للنخل.
(ص) ويقولون لما تجمعه المرأة من شعرها: عُكْسَة. والصواب عِقْصَة، وجمعها عِقاص.
قلت: يقولونها بعين مضمومة وكاف بعدها، والصواب بعين مكسورة بعدها قاف ساكنة.
(ز) ويقولون لدُرْدِي الزيت وغيره: عُكارٌ. والصواب: عَكَر، العَكر كل ما خشُنَ من شراب أو صِبْغ، وكذلك عَكَر النبيذ والجِرْيال.
(ز) ويقولون: عَكْرِمة. والصواب عِكْرِمة.
قلت: الصواب بكسر العين والراء.
(ص) يقولون قول البحتري:
عرِّجْ على حلَبٍ فَرَوِّ مَحلّةً ... مأنوسةً فيها لعُلْوَةَ منزِلُ
وقوله أيضاً:
تناءَتْ دارُ علوة بعد قُربٍ ... فهل طيْفٌ يُبَلِّغُها السّلامَا
فيضمون العين من عَلْوَة، وهو خطأ. والصواب الفتح.
(ص) ومما يُشكل من هذا الباب قولهم: عُمان بضم العين وتخفيف الميم: بلدٌ على شاطئ البحر بين البصرة وعدن، وإليه تضاف الأزد فيقال: أزد عمان، وأزد شَنوءة وأزد العَتيك وأزد السَّراة، وعَمّان، بفتح العين وتشديد الميم: بلدٌ بالشام.
قال الشاعر:
أين عَمّانُ من قُصورِ عُمانِ
(ق و) العامة تقول: هذه لُغة عِمْرانيّة. والصواب: عِبْرانيّة، بالباء.
(ز) يقولون: أخذَه عُمْيٌ. والصواب: عَمىً، وقد عمِيَ يَعْمَى عَمىً فهو أعْمى، وعَمِيَ عن الحق فهو عَمٍ.
(ص) ويقولون لمن يخرج من العين من رُطوبة ووسخ: عُماشٌ، وليس كذلك. إنما العمَشُ داءٌ في جوف العين، فأما الذي يعنونه فهو رَمَصٌ فإذا جفّ فهو غَمَص.
(و) العامة تقول: ما له عِناق بكسر العين. والصواب فتحها.
قلت: العَناق بفتح العين الأنثى من ولد المعز، والجمع أعنق وعُنوق، والعِناق بكسر العين المُعانَقة.

(ص) ويقولون: عَنْكبوتة. والصواب عَنْكَبوت. قال الله عز وجل: (... كمَثَلِ العَنْكَبوتِ اتّخَذَتْ بيْتاً).
(ص) ويقولون: عَنقود. والصواب ضم العين.
(ص) يقولون: عَنيتُ بزيدٍ، وعَنيتُ في حاجته أعني. والصواب: عُنِيتُ، بضم العين، فأما عَنيتُ أعنَى فمعناه تعِبْتُ ونَصِبتُ.
(ق ز) العامة تقول: بصل العنصُر بالراء. والصواب: العُنْصُل باللام.
(ح و) ويقولون: جئتُ الى عندك. والصواب جئت مِن عندك لأن عند لا يدخل عليها من حروف الجر غير مِن.
ويقولون: بالرجل عُنّة. ولا وجه لذلك، لأن العُنّة الحَظيرةُ من الخشب. والصواب أن يقال: به عِنِّينَةٌ أن تَعْنين، وأصله من عَنَّ، أي اعترض، وكأنه متعرِّض للنكاح ولا يقدر، والعرب تُسمّي العِنّين السِّريس، كما قال الشاعر:
ألا حُيِّيتِ عنّا يا لَميسُ ... عَلانيةً فقد بلغَ النَّسيسُ
رغِبتُ إليكِ كيما تَنكحيني ... فقلتِ بأنّه رجلٌ سَريسُ
ولو جرّبتِني في ذاك يوماً ... رضيتِ وقلتِ: أنتَ الدّردَربِيسُ
(ص) ويقولون للتّيْس: عَنْز.
والعنز: الأنثى من المَعْز خاصة، والذكر تَيْس.
(ص) ويقولون: عَنْتر العَبْسي. والصواب عَنْتَرة.
(ص) ويقولون: الأسود العَنَسيّ. والصواب سكون النون.
(ص) ويقولون: أرض العُنْوَة، بضم العين، والصواب فتحها.
(وز) ويقولون: عُوش الطائر، ويجمعونه على أعواش.
والصواب: عُشٌ وأعشاش، وقد عَشّش الطائرُ، وأعتشّ، قال أبو عمْرو: العُشّ ما كان في جبل أو شجر أو حطام النبت والعيدان، والوَكْنة موقع الطائر، والأُفْحُوص للقطا، والأُدْحِيّ للنعامة.
(و) العامة تقول في تصغير عَيْن: عُوَيْنة. والصواب: عُيَيْنَة، والجاسوس ذو العُيَيْنين.
(ص) ويقولون: سافرنا في العَواشر، يعنون عَشْرَ ذي الحجة، والعواشر جمع عاشرة. والصواب أن يقال: سافرنا في العَشْرِ.
(و) العامة تقول: استكثرْ من الزّاد خَوف العِوَز، بكسر العين. والصواب فتحها.
(ص) ويقولون: رجل عِيٌّ. والصواب عَيٌ، فأما العِيّ بالكسر فهو المصدر، يقال: رجل عَيٌ بيّنُ العِيّ.
(ص) ويقولون: أنا عَيّان من المَشْي، والصواب مُعْي. قلت: مثل أرْخَى فهو مُرْخٍ.
(و) العامة تقول: مشيت حتى عَييتُ. والصواب حتى أعْيَيْتُ، وإنما عَيِيتُ فيما يلتبس أمره.
(ص) ويقولون: عندي عِيْرَة. والصواب عارِيّة، بالتشديد، وقد جاء مخفَّفاً، إلا أن التشديد أكثر.
(ص) ويقولون: عَيَّرتُ الموازين. والصواب عايَرْتُها عِياراً.
ويقولون: عيّرته بالكذب. والأفصح أن يقال: عيّرتُه الكذبَ، بحذف الباء، كما قال أبو ذؤيب:
وعيّرني الواشونَ أنّي أحبُّها ... وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها
(وح) ويقولون: قد كثُرتْ عَيْلَةُ فلانٍ، إشارة الى عِيالِه، وهو خطأ، لأن العَيْلَة هي الفقر، قال الله تعالى: (وإنْ خِفْتُم عَيْلَة...).
(ص) ويكسرون العين من عيدان من قول الشاعر:
إنّ الرياحَ إذا ما أعْصَفَتْ قَصَفَتْ ... عيدان نجْدٍ ولمْ يَعبأنَ بالرّتَمِ
وذلك غلطٌ، إنما هو جمع عَيْدَانة وهي الشجرة الطويلة.
(ص) قولهم: فلان عيّارٌ، هو في كلام العرب الذي يُخَلِّي نفْسَه وهواها، لا يزجرها. من عارتِ الدابّةُ، إذا انفلتتْ، وتَعايرَ الرجل، مشتق من هذا. وقيل الأصل فيه: تعايرَ القومُ، إذا ذكَروا العارَ بينهم، ثم قيل لمن تكلّم بقبيح: تعايَرَ، وقيل: الماجِنُ الذي يخلِط الجِدَّ بالهَزْل.

حرف الغين المعجمة
(ز) ويقولون: يا غايث المستغيثين. والصواب: مُغِيث المستغيثين لأنه من أغاثَ يُغيثُ، وقد لحَنَ في هذا رجل من جلة الخطباء.
(وق) ويقولون: سلعة غَالَة. والصواب غالِيَة، ومنه سُمّي هذا الضرب من الطيب غالِيَة، فيما حكى المفضَّل بن سلمة، أن معاوية بن أبي سفيان شمها من عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فاستطابها فسأله عنها فوصفها له، فقال له: هذه غالية، فسميت غالية، وهذه حكاية ضعيفة واهية، لما رُوِيَ عن عائشة: أنها كانتْ تُطَيِّبُ النّبي صلى الله عليه وسلم بالغالية إذا أراد أن يُحرِم، وعنها أنها قالت: كنتُ أخلل لحية النّبي صلى الله عليه وسلم بالغالية ثم يحرم، فدلّ على أن الغالية معروفة قبل ذلك.

(و) العامة تقول: غايظته. والصواب غِظْتُه.
(س) قال الحمدوني الشاعر: صحّف المبرّد في قول الشاعر:
فأخلِفْ وأتلِفْ إنما المالُ عارة ... فَكُلْهُ مع الدّهرِ الذي هو آكِلُه
فقال غارة بالغين معجمة، وإنما هو بالعين مهملة.
الغَبْنُ والغَبَن، والمَيْل والمَيَل، والوَسْط والوسَط، والقبْض والقَبَض، والخَلْف والخَلَف، بين كل لفظيتن من هاتين المتجانستين فرقٌ يمتاز معناها فيه بحسب السكون والفتح: فالغَبْن بالسكون يكون في المال، وبالفتح في العقل والرأي، والمَيْل بالسكون من القلب واللسان، وبالفتح فيما يُدرَك، والوَسْط بالسكون ظرف مكان يحل محل بين وبه يفعتَبر، وبالفتح اسم يتعاقب عليه الإعراب، ولهذا يقول النحويون: وسْط رأسهِ دُهْن، ووسَط رأسه صُلْب، والقَبْض بالسكون مصدر قَبَضَ وبالفتح اسم الشيء المقبوض، والخَلْف بالسكون يكون من الطالحين، وبالفتح يكون من الصالحين، وقيل غير ذلك.
(و) العامة تقول: غَثَيتْ نفْسي. والصواب غَثَتْ.
قلت: يريد أنهم يزيدون ياء، آخر الحروف، بعد الغين.
(ص) ويقولون: خرجت من عنده يوم كذا، فلما كان كالغَدِ أتيته، ومنهم من يقول: لكالغَدِ، وأقرب الى الصواب من يقول من الغَدِ. والصواب: فلما كان غَدٌ أو الغَدُ، وقد وقع في المُوَطّأ من لفظ أبي إدريس الخَوْلانيّ: فلما كان من الغَد هجّرتُ، ووقع في البُخاريّ من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: أسرينا ليْلَتَنا ومن الغَدِ، حتى قام قائِمُ الظّهيرة.
(ص) ويقولون: رِزْقٌ غَدْقٌ، ولَقْبُ فلان كذا.
والصواب: غدَق ولقَب.
قلت: يريد أنهم يسكنون وسطهما، والصواب فتحهما.
(س ك) حدثنا محمد بن موسى البربري، ثنا الحسن بن وهب، وكان أحسنَ الناسِ عِلْماً بالشعر والبلاغة، قال: حضرنا ابن الأعرابي فكان عالِماً بغريب الشعر، لا بتصاريفه وجيّده، فأنشدنا:
هُرَيْرةَ ودِّعْها وإنْ لامَ لائمُ ... غَداةَ غدَتْ أم أنت للبَيْن واجِمُ
فقلت له: غَداةَ غَدٍ، فقال: سواء، فقلت: غداة غدت قريب من المحال، كيف يتأهب لوداعها وقد غدتْ؟! (ص) ويقولون: غُرْدوف. والصواب: غُرْضوف.
قلت: ويقال غُضْروف أيضاً، وهو المشهور بين الأطباء.
(وص) ويقولون: غَرارة. والصواب: غِرارة.
قلت: يريد أنهم يفتحون الغين والصواب كسرها، وهي واحدة الغرائر التي للتبن.
(و) العامة تقول: غرُبَتْ الشمس، بضم الراء. والصواب فتحها.
(م ز) ويقولون للطائر: غَرْنوق. والصواب: غِرْنَوق وغُرنُوق، والغُرانِق وهو الشاب الناعم. وأما الطائر فهو الغُرْنَيْق، قال الهُذَليّ:
أجازَ إليها لُجّةً بعد لُجّةٍ ... أزلُّ كغُرْنَيْقِ الضُّحولِ عَموجُ
قلت: الطائر بضم الغين وسكون الراء وفتح النون وسكون الياء.
(ص) ويقولون للكَراكِيّ: غَرانيق. والغرانيق عند العرب طيور الماء.
(ز) ويقولون للذي يُنْخَلُ به الحنطة: غَرْبال. والصواب مُغَرْبِل، تقول: غَرْبَلْتُ الشيءَ، إذا جلّلْتَه وأخذتَ خياره، فهو مُغَرْبَل.
(وح) ويقولون لما يُغسَل به الرأس: غَسْلَة. وهو خطأ، لأن الغَسْلَة كناية عن المرة الواحدة من الغُسْل، وأما الغَسول فهو الغِسْلة، بكسر الغين.
(ص) ويقولون: حتى تَجلاّني الغَشيُّ، بالتشديد.
والصواب: الغَشْيُ، بالتخفيف.
قلت: يريد تشديد الياء وتخفيفها.
(ق) العامة تقول: الغِضارة، بكسر الغين. والصواب فتحها.
(ص) ويقولون: غَطْفان بسكون الطاء. والصواب تحريكها بالفتح.
(ص) وينشدون قول حسان بن ثابت الأنصاري:
رُبَّ حِلْمٍ أضاعَهُ عدَمُ الما ... لِ وجَهْلٍ غَطّى عليه النعيمُ
يشددون الطاء، والرواية غَطا بالتخفيف، وغطّى بمعنى ستر، وقد روي فيه التشديد إلا أن التخفيف أكثر.
(ز) ويقولون لكساء يُخاطُ ويُلبَس كالرداء: غِفارة. والصواب أنّ الغِفارة عند العرب خِرْقة تكون على رأس المرأة تُوقي الخِمار بها عن الدُهن، وهي الصِّقاع والوِقاية، ولم تكن هذه التي تشير إليها العامة من لِباس العرب ولا مِن زيّهم.
(ص) ويقولون: خرجنا في غِفارة فلان، وهذا غَفير القوم.
والصواب بالخاء، يقال: خِفارة وخُفارة وخُفْرة.

(وق) ومن ذلك الغُلام والجارية، يذهب عوامُّ الناس الى أنهما العَبْدُ والأمَة، وليس كذلك. إنما الغُلام والجارية الصغيران، وقيل الغُلام للطارِّ الشارب، ويقال للجارية غُلامة أيضاً، قال الشاعر:
............ ... تُهانُ لها الغُلامَةُ والغُلامُ
(ث) روى أبو عمرو بن العلاء بيت امرئ القيس:
تأوَّبَني دائي القديمُ فغلّسا ... أُحاذِرُ أنْ يشتدَّ دائي فأُنكَسا
فقال أبو زيد: هذا تصحيفٌ، لأن المتأوِّبَ لا يكون مُغَلِّساً بحالٍ واحدة، لأن غلّس إنما هو في آخر الليل، وتأوّب، جاء في أوّله، وإنما هو فعَلّسا، أي اشتدّ وبرّح.
قلت: وهو بالعين المهملة.
(ك) حدثني يعقوب بن بيان قال: حدثني علي بن الحسين الإسكافي قال: أنشد ابن الأعرابي:
يشْتَدَّ حين يُريدُ فارِسُه ... شدَّ الجُداية غَمَّها الكَرَبُ
فأنشدتُ البيت أبا محلم فقال: أخطأ والله، إنما هو غَمَّه الكرب، غرته الهاء فظن الجداية الأنثى من ولد الظبية، أو ما سمع قول عنترة:
وكأنّما التفتتْ بجِيدِ جَدايةٍ ... رَشأ من الغِزْلانِ حُرٍّ أرْثَمِ
(ص) ويقولون: لعِبَ الصبيانُ الغُمَّيْضَة. والصواب الغُمَّيْضَى والغُمَيْضاء، إذا خفّفت مددت وإذا قصرت شدّدت.
(ص) ومما يسمون به: غَمَرٌ بفتح الميم. والصواب غمْر، وهو السّخيّ، قال الشاعر:
غمْرُ الرِّداءِ إذا تبسّم ضاحِكاً ... غلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رِقابُ المالِ
فأما غَمْرٌ فمعناه: جاهِلٌ غير مُجَرِّب للأمور، يقال: غُمْرٌ وغَمَرٌ.
قلت: بضم الغين وسكون الميم، وبفتحهما.
(ص) ويقولون: غَمْدُ السيف. والصواب: غِمْدٌ والجمع أغماد.
قلت: يريد أنهم يفتحون الغين، والصواب كسرها.
(ص) ويقولون لموضعٍ بمكة: الغُمَيْم، على التصغير، والصواب: الغَميمُ، جاء ذكره في البُخاريّ وغيره.
قلت: بفتح الغين وكسر الميم.
(ص) ومن ذلك الغَنَم لا يعرفونها إلا الضأن خاصةً دون المَعْز، وليس كذلك. إنما الغنَمُ اسم للضأن والمعز جميعاً.
(ص) ويقولون: فيك غِيرَة. والصواب: غَيْرَة بفتح الغين، وغارٌ أيضاً، قال الشاعر:
............: ضرائر حرمى تفاحش غارها
(و) العامة تقول: غيْثٌ حيث جاءَ. والصواب أنه إن جاء في وقته فهو غيْث، وإلا فهو مطر.
ويقولون: فعَلَ الغيْرُ ذاك، فيدخلون على غير آلةَ التعريف، والمحققون من النحويين يمنعون من إدخال الألف واللام عليه، لأن المقصود بدخول آلة التعريف على النكرة أن تخصصه بشخص بعينه، فإذا قيل الغير اشتملتْ هذه اللفظةُ على ما لا يُحصَى كثرةً، ولهذا لم تدخل على جملة مشاهير المعارف كدِجْلة وعرَفة وذُكاء ونحوه لوضوح اشتهارها.

حرف الفاء
(ص) يقولون: فلان فادَ في سفره، إذا كسَبَ مالاً. والصواب: أفاَ.
(ص) فارَة المسك، غير مهموزة، والفأرة من الحيوان مهموزة. ورجل فالُ الرأي، أي مُخطئ، غير مهموز، والفأْل ضد الطِّيَرة، مهموز.
(ص) يقولون: رجل فاطِر، وامرأة فاطِرة، والصواب مُفطِر ومُفطِرَة.
(و) العامة تقول: الفالوذَج. والصواب الفالوذ والفالوذَق.
قلت: في هذا الذي ذكره نظر.
(ص) يقولون فالولَج. والصواب فالوذَج وفالوذَق.
(وح) ويقولون للمنسوب الى الفاكهة: فاكهاني. والصواب فاكِهيّ، كما يُنسَب الى السامرة: سامِريّ.
قلت: قد تقدم في حرف الباء في ذكر باقلانيّ والنسبة إليه ما يكفي في مثله.
(ك) حدثنا يحيى بن علي بن يحيى قال: ثنا ابراهيم بن علي بن مخلد قال: كنا في مجلس ابن الأعرابي فأنشدنا:
لو قاتَلَ الموتَ امرؤٌ عن حَميمِهِ ... لقاتَلْتُ جَهْدي سَكْرَةَ الموتِ عن مَعْنِ
فتًى لا يقولُ الموتُ من وَقْعِهِ به ... لكَ ابنُكَ خُذْهُ ليس من حاجتي دعْني
فكتبناه على هذا، ثم جاءه إنسان حسَنُ العلم ضَرير فتذاكرا، فقال الضرير: هذا مثل قوله:
قِتالاً يقولُ الموتُ من وقْعِه بهِ ... ............
فالتفتَ إلينا ابن الأعرابي وقال: اجعلوه كما قال، فإن الذي أمليتُكم خطأ.
(ق) قال القُتَبيّ: ليس الفَتى بمعنى الشابّ والحَدَث، وإنما هو بمعنى الكامل الجَزْل من الرِّجال.

(ز) يقولون لما سَقَطَ من الخُبز خاصة: فِتاتة، والمتفصح منهم يقول: فَتاتة. والصواب: فُتاتة، وفُتات للجميع، وهو اسم لما تفتّت من كل شيء، وهذا البناء، أعني فُعالة يأتي اسماً لما سَقَطَ من الشيء، ولما بقي منه، ولما أُخِذَ منه، مثل النُّحاتة والبُرايَة والسُّقاطة والصُّبابة، وهي بقية الماء.
(و) العامة تقول: الفَتيتُ للذي تشربه المرأة. والصواب: الفَتوت، وإنما الفَتيت ما تساقط من الشيء.
(ز) ويقولون لضرب من المسامير: فَتْلِيّة. والصواب فِتْرِيّة، والفِتْرُ ما بين طرَفِ الإبهام والسّبّابة.
(س) قال إدريس بن إدريس: دخلتُ البصرةَ فإذا أبو عبيدة جالس والناس يقرءون عليه، فقُرِئَ عليه لكُثير قوله:
كذاكَ وقد يَشفي الفتى بعدَ زَيغِهِ ... من الأوَدِ البادِي ثِقافُ المُقَوِّمِ
فلم يُغيِّره، فقلت له: يرحمُك الله! إنما هو القنا، فقال: صدقتَ، أصلحوه.
(و) يقولون: مات فلان فُجا، وتجعل الألف ياء.
والصواب ضم الفاء مع مدّ الألف.
(ز) ويقولون: فحْصٌ للواسع. والصواب أفْيَح، وبلدة فَيْحاء، ويقال: دار فَيْحاء، وقد فاحَت الجرحةُ، بالفتح، إذا اتسعت بالدم، وأفحتها أنا، ويجمع على فِيْح.
(ص) ومن ذلك الفَحَجُ في الخيل، يسمونه فُحوجة ويمدحونه بذلك. والصواب فَحَج، وهو تباعد بين العُرْقوبين، وذلك في الخيل عيبٌ، والصَّكَكُ ضده، وهو عيب.
(م) يقولون: الفحْم بسكون الحاء. والصواب فتحها.
(ص ز) ويقولون لأحقال الأرض: فدّادين. والصواب التخفيف، واحدها فدّان مشدد، وهي البقر التي تحرث الأرض، وقيل الفدّان يجمع أداة الثورين.
(ص) ويقولون: رجل فَدَمٌ. والصواب: فدْم، وهو الثقيل.
قلت: يريد أنهم يقولونه بتحريك الدال، وصوابه سكونها.
(وق) ولا تقل: فرّاشة القُفل، إنما هي فَرَاشَة بالتخفيف، يقال لكل رقيق عظم أو حديد: فَراشَة، ومنه فَراشُ الرأسِ وهي عظام رقاق، الواحدة فَراشَة، قال النابغة:
............ ... ويتبعها منهم فَراشُ الحَواجِبِ
ويقولون لما يخرج من الكَرِش: الفَرْثُ فيوهمون فيه، لأنه يسمّى فرْثاً ما دام في الكَرِش، قال الله تعالى: (من بيْن فرْثٍ ودَمٍ)، فإذا لُفظ منها سُمّي السِّرْجِين.
(ز) ويقولون: بين الأمرين فِرْقٌ. والصواب فرْقٌ، بفتح أوله، تقول: فرَقْتُ الشعرَ فرْقاً أفْرُقه، وفرَقْتُ بين الحقّ والباطل فَرْقاً وفُرْقاناً، فأما الفِرْق، بالكسر، فالقطيع من الغَنم، والفِرْق اسم ما انفرق من الشيء تُبدّده وتحرثه، قال الله تعالى: (فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطَّوْدِ العَظيمِ).
(ص) ويقولون: هذه فُرْسَة فانتهزها. والصواب: فُرْصَة، بالصاد.
(ص) ويقولون: فِرْزُ الشطرنج. وصوابه: فِرْزان، وجمعه فَرازِين.
(ص) ويقولون: ما ألقاه إلا في الفُرَط. والصواب الفَرْط، بإسكان الراء وفتح الفاء، لأنه لا يقال له فُرْطة فتجمعها على فُرَط، قال بشار:
إذا جِئْتَه في الفَرْطِ أغلقَ بابَهُ ... فلمْ تَلْقَه إلا وأنتَ كَمينُ
(و) العامة تقول: ارتعدتْ فرائِسُ الرجل، بالسين. والصواب فرائِصُ، بالصاد.
(و) العامة تقول: فرَكَت المرأةُ زوجَها، بفتح الراء. والصواب كسرها.
(ق و) العامة تقول: فَرْوانك للذي ينذر بين يدي الأسد، وهو سَبُع يصيح بين يديه كأنه يعلم الناس بمجيئه. والصواب فُرانِق، وهو اسم أعجمي.
قلت: هو البريد الذي ينذر بين يدي الأسد، وهو معرب بروانك، قال امرؤ القيس:
فإني أَذِينٌ إنْ رجَعتُ مُمَلَّكاً ... بسيرٍ تَرى منه الفُرانِق أزوَرا
(ز) ويقولون: فارسٌ حسَنُ الفَرْسَنَة. والصواب الفُروسيّة، ويقال الفَراسَةُ أيضاً.
(ص) ويقولون: فِزارة، وفِزاريّ. والصواب فتح الفاء، قال الشاعر:
ولقد طعَنْتَ أبا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزارةُ بعدَها أن يغْضَبوا
(ص) ويقولون: الفُسْتُق. والصواب الفسْتَق بفتح التاء، قال الراجز:
جاريةٌ لم تأكُلِ المُرَقَّقا
ولم تَذُقْ من البُقولِ الفُسْتَقا
(و) العامة تقول فُسِدَ الشيءُ، بضم الفاء. والصواب فتحها وفتح السين.
(و) العامة تقول: الفِصُّ، بالكسر، وهي لغة رديئة. والصواب فتح الفاء.
(و) العامة تقول: هذا الفُطور، بضم الفاء. والصواب فتحها.

(ص) ويقولون لضرب من الكَمْأةِ: فُقّاع. والصواب: فَقْعٌ وفِقْع.
قلت يريد فتح الفاء وكسرها.
(ص) ويقولون لجمع فَقير: فَقْرا. والصواب فُقَراء، بالضم والمدّ.
(ص) ويقولون: فَقَسَ البيضُ. والصواب: فقَصَ بالصاد وفتح القاف في الماضي وكسرها في المستقبل.
(ص) ويقولون: فُقّوس. والصواب: فَقّوص، بالصاد.
(و) العامة تقول: فِقار الظهرِ، بكسر الفاء. وصوابه فتحها.
(ص) ويقولون لسيف النبي صلى الله عليه وسلم: ذو الفِقار. والصواب الفَقار.
قلت يريد أنهم يكسرون الفاء، والصواب فتحها.
(و) العامة تقول: فِكاكُ الرّهن، بكسر الفاء. والصواب فتحها.
(ص) ويقولون: أهل الفَلاحة، وكتاب الفَلاحة، وينشدون بيت أبي تمام:
بَلَدُ الفلاحة لو أتاها جَرْوَلٌ ... أعنى الحُطَيئةَ، لاغْتدى حرّاثا
بفتح الفاء. والصواب كسرها، لأنها صِناعة من الصناعات مثل الزِّراعة والحِراثة، والفَلْحُ: شقّ الأرض.
(وص) ويقولون: فِلْفِل وفُلْفُل، بالكسر والضم، وليس ذلك بمُنكَر، ذكرهما ابن دريد وابن السكيت، إلا أنّ الضم أعلى وأفصح.
(و) العامة تقول: الفِلْكَة، بكسر الفاء. والصواب فتحها.
(و) العامة تقول لوَلَدِ الفرس: الفُلُو، بضم الفاء، وبعضهم يسكن الواو. والصواب فتح الفاء وتشديد الواو.
قلت: على وزن عَدوّ.
(و) العامة تقول: فَلَسْطِين، بفتح الفاء. والصواب كسرها.
(وص) قولُهم في الفَمِ: فَمٌّ جائِزٌ عند العرب، أنشد ابن السكيت:
يا لَيْتَها قدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ
ويقال: فَمٌ وفُمٌ وفِمٌ، ثلاث لغات، وروى الأصمعي:
............ ... إذ تَقْلِصُ الشّفَتانِ عن وضَحِ الفِمِ
(ز) يقولون: فَنِيقة لبعض الظروف التي يُكال بها الطّعام والفَنيقة وعاء أصغر من الغِرارة، والغِرارة تسمى الوليجة.
(ص) ويقولون: فِهْرِسَةُ الكتبِ، فيجعلون التاء فيه للتأنيث، ويقفون عليه بالهاء.
والصواب فِهْرِسْت، بإسكان السين، والتاء فيه أصلٌ. ومعناه: جُملة العدد، بالفارسية.
(ص) ويقولون للسّذاب: فَيْجَل. والصواب: فَيْجَن، بالنون وفتح الجيم.
(وح) يقولون: جلست في فَيءِ الشجرة. والصواب أن يقال: ظِلّ الشجرة، كما جاء في الحديث: إنّ في الجنّة لَشَجرةً يَسيرُ الرّاكِبُ في ظِلِّها مائةَ عامِ.
(ص) ويقولون في جمع فِيْلٍ: فَيَلَة والصواب: فِيَلَة، كما يقال: دِيْكٌ ودِيَكَة، بكسر الفاء والدال.

حرف القاف
يقولون: قاما الرّجُلان، وقاموا الرِّجالُ، فيلحقونَ الفِعل علامة التثنية والجمع، وما سُمِع ذلك إلا في لُغَيّة ضعيفة لم ينطق بها القرآنُ ولا أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نُقِل عن الفصحاء، ووجه الكلام توحيدُ الفعل، كما قال تعالى: (قال رَجُلانِ...)، و(إذا جاءَكَ المُنافِقون...)، فأما قوله تعالى: (وأسَرّوا النّجْوى الذينَ ظَلَموا...)، فالذين بَدَل من الضمير الذي في لفظة أسَرّوا، وقيل بل موضعه نصب على الذم، وكذلك قوله: (ثمّ عَمُوا وصَمّوا كثيرٌ منهُمْ)، فكثيرٌ بدل من الضمير.
(وح) ويقولون: ودّعتُ قافلة الحاجّ، فينطقون بما يناقض الكلام، لأنّ التوديع إنما يكون لمن يخرج الى السّفر، والقافِلة اسم للرُّفْقَة الراجعة الى الوطن.
(ص) ويقولون: برْدٌ قارِص. والصواب: قارِس.
قلت: الصواب بالسين.
(ص) ويقولون لبعض آلات النجار: قادوم، وفي الجمع قَوادِم. والصواب: قَدُوم، والجمع قُدُم، كقولك جَزُور وجُزُر.
(ص) ويقولون: قالِب وطاجِن. والصواب قالَب وطاجَن، بالفتح.
(ص) ويقولون لحرف الرَّوِيّ: قافيّة، بالتشديد. والصواب: قافِيَة، بالتخفيف، على وزن فاعِلَة، لأنها تَقْفو صاحِبتَها.
(ص) ومما يشكل: أبو جعفر القارئ، مهموز، فاعِل من القراءة.
وعبد الرحمن بن عبْدٍ القارِيّ، مشدد غير مهموز، منسوب الى القارَة، قبيلة.
(ق و) العامة تقول: قانِسَة الطير، بالسين. والصواب قانِصَة، بالصاد.
(ص) ويقولون: طعام قاتول وموْتٌ جاروف، وغاسول، وخالوق.
والصواب قَتولٌ وجَروفٌ وغَسول وخَلوق.
(ز) يقولون لبعض الآنية: قادوس، ويجمعونه على قَوادِيس.
والصواب: قدَسٌ والجمع أقْداس، قال أبو إسحاق الزجاج: إنما سُمّي السّطل قدَساً لأنه يُتطهَّر به ويتوضأ منه، والقُدْس الطُهْرَة.

(س) في كتاب العين ما لا يذهبُ مثلُه على الخليل، قوله القارِح، بالقاف وحاء غير معجمة: القوْس التي بانَ وتَرُها عن مَقبِضِها، وإنما هو الفارِج، بالفاء والجيم.
(ز) ويقولون للناطِف: قُبَّيْد. والصواب قُبَّيط وقُبَّيْطى، على مثال فُعَّيْلَى، وزعم بعض اللغويين أن من العرب من يخفِّف ويمدّ فيقول: قُبَيْطاء.
(ز) ويقولون لبعض الآنية: قَبٌ. والصواب كُوْبٌ وجمعه أكواب، وزعم أبو عبيدة أنّ الكُوبَ من الأباريق الواسعُ الرأس الذي لا خرطوم له، وقال: بل هو الذي لا عروة له، فأما القَبُّ، بالفتح فهو الخشبة التي فوقها أسنان المَحالَة.
(ز) ويقولون للإنْفَحة: قَبا. والصواب: قِبَةٌ وتصغيرها وُقَيْبَة، مثل تصغير عِدَة وزِنَة.
(ق) والقَباءُ ممدود، وهو عربي فصيح، وسمي قَباءً لاجتماع أطرافه، وكل شيء جمعته بأصابعك فقد قَبَوْتَه قَبْواً.
(ص) ويقولون لوعاءِ جُرْدانِ الفرسِ: قُبٌّ. والصواب قُنْبٌ.
قلت: يريد أنهم يقولون بالباء مشددة، وصوابه بنون وباء بعد القاف.
(ص) ويقولون لصناعة القابِلة: قَبالَة. والصواب: قِبالَة، بالكسر.
(ص) قولهم: ما يعرف قَبِيلاً من دَبير، القَبيل: ما أقبلتْ به المرأة الى صدرها فتفتله، والدّبير: ما أدبرتْ به.
(ص) ويقولون في جمع قُبّة: قِبَبٌ. والصواب: قِباب، مثل جُبّة وجِباب.
(و) القَباء ممدودة، والعامة تقصره.
(ص) ويقولون: قُبَوٌّ ويجمعونه على أقبية. والصواب قَبْو بالتخفيف وإسكان الباء.
(ز) ويقولون لنَبْتٍ ينبُتُ في القِيعان وأسافل الجبال: قبّار. والصواب: كَبَر.
قلت: يقولونه بالقاف وبالباء مشددة، وصوابه بالكاف وبالباء الموحدة مخففة.
(وح) ويقولونه: قتَلَه شرَّ قَتْلَة، بفتح القاف. والصواب كسرها، لأن المراد الإخبار بها عن هيئة القتل التي صيغ مثالها على فِعْلَة.
ويقولون: قَتَلَه الحُبُّ. واصوابه اقْتَتَله، كما قال ذو الرمة:
إذا ما امْرُؤٌ حاوَلْنَ زن يقْتَتِلْنَه ... بِلا إحْنَةٍ بين النّفوسِ ولا ذَحْلِ
(م ز) ويقولون: قَثّاءة فيفتحون. والصواب قِثّاءة، وزعم أبو علي أن بعض بني أسد يقول: قُثّاءة بضم أوله، وقال: وقد قرأ يحيى بن وثّاب: (مِنْ بَقْلِها وقُثّائِها).
قلت: يريد أن الصواب كسر القاف.
(س ث) قال أبو الفضل: أنا أبو معمر عن عبد الوارث قال: كنا بباب بكر حبيب فقال عيسى بن عمر في عرض كلام له: قَحْمَة العِشاء، فقلنا له: لعله فحْمة العشاء، فقال: هي قَحْمة العشاء لا يختلف فيه، فدخلنا على بكر بن حبيب فحكينا له فقال: هي فَحْمَة العشاء.
قلت: الذي قال عيسى بن عمر بالقاف، وهو خطأ، والصواب بالفاء.
(وق) ويقولون: قوْس قدح، وهو تصحيف قبيح، والصواب قوْس قُزَح، واختلف العلماء في تفسيره، فرُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: لا تقولوا قوْسَ قُزَح، فإن قُزَح اسم شيطان، ولكن قولوا: قَوْس الله، وقيل: القُزَح الطرائق التي فيها، الواحدة قُزْحَة.
(ص) ومن ذلك القَدَم، يذهبون الى أنها مؤخَّرة الرِّجْل، وليس كذلك. إنما القدَم مُقدَّمها، والأصابع ما يليهن، قال الشاعر:
............ ... ولكنْ على أقدامِنا تقْطُرُ الدِّما
(وق) ويقولون: فلان قَذِيف الجسم. والصواب قَضيف، وجارية قضيفة الجسم، وقد قَضُفَ قِضَفاً، وقَضَفاً، وقَضافةً، وهو النحيف خِلْقَةً لا من هُزال.
(ز) ويقولون: قُرَشيّ ثابت القَرَشيّة. والصواب: ثابت القُرَشيّة.
(ق ز) ويقولون لجمع القَرْيَة: قَرايا. والصواب قُرىً وقَرْيات، كأنهم تابعوا في الجمع من شدّد القرية، وذلك خطأ، وأنشدنا أبو عليّ قال: أنشدنا ابن الأنباري:
فَقُرَى العِراقِ مَقيلُ يومٍ واحد ... والبصرتانِ وواسِطٌ تَكْميلُه
(ص ز) ويقولون لثوبٍ من ملابس النساء: قَرْقَلٌّ، بالتشديد.
والصواب قَرْقَلٌ، خفيف.
(ز) ويقولون للتي يُعلَّى بها السقوف: القَراميد، والقَرامِيدُ أيضاً جمع قَرْمَد، والقَرْمَد: ما طُلِيَ به الحائط من جَصّ وجيّار.
(م ز) ويقولون لبعض قشور الشجر: قِرْفا. والصواب قِرْفَة وجمعها قِرَفٌ، والقَرْف: القَشْر، يقال: قَرَفْتُ القُرْحَة، إذا قشّرْتَها.
(ز) ويقولون لبعض الأصبغة: قَرْمَزٌ. والصواب: قِرْمِز، على مثال فِعلِل، مكسور.

(وق) ويقولون: قد قَرْفَشَهُ، إذا أخذه، وإنما هو قد قَرْفَصَه، ومعناه: شدّ يديه الى رجليه ثم أخذه كما يُفعَل باللصوص.
ويقولون: هو قَرابَتي. والصواب أن يقال: هو ذُو قَرابَتي، كما قال الشاعر:
يَبكي الغَريبُ عليه ليس يعرِفُهُ ... وذو قَرابَتِه في الحيِّ مسْرورُ
(وح) ويقولون قَريص، لما يجمدُ من فرْطِ البرْدِ، كما وهِمَ بعضُ المحْدَثين فيما كتب به الى صديق يدعوه:
عِندَنا قَبْج مَصوصُ ... ولَنا جَدْيٌ قَريصُ
ومنَ الحَلْواءِ لوْنا ... نِ عَقيدٌ وخَبيصُ
ونبيذٌ لوْ خرَطْنا ... هُ أتتْ منه فُصوصُ
(ص) ويقولون: ارتعدتْ قَرابِصُه، بالقاف والباء. والصواب فَرائِصُه، جمع فَريصَة، وهي اللحمة التي تَرْعَدُ من تحت الكتِف من الدابّة والإنسان.
(ص) ويقولون: قَريْتُ الكتابَ. والصواب قرأتُ، بالهمز، وسمع أبو عمرو أبا زيد يقول: من العرب مَنْ يقول: قريْتُ في معنى قرأتُ، فقال له أبو عمرو: فكيف تقول في المستقبل؟ فسكَتَ أبو زيد ولم يُحِرْ جواباً، لأنه لو قال: يقراه لجاء من هذا فعَلَ يفْعَلُ بفتح العين في الماضي والمستقبل، وليس عينُه ولا لامُه حرْف حَلْق، ولم يجئ كذلك، باتفاق منهم، إلا أبَى يأبى وحده، يعني ما وقع الإجماع عليه، وإلا ففي الكلام، فعَل يفْعَل، وهو قولهم أبَى يأبى، وقد عرِيَ من حُروفِ الحلْقِ، ووَرَد غير ذلك، وهو مخْتَلفٌ فيه.
(وص) ويقولون: قَرْبوص السرج. والصواب قَرَبوس، بالسين وفتح الراء.
(ص) ويقولون للدُّبّاءِ القَرَع. والصواب سكون الراء.
(ص) ويقولون: فلان قِرْنُ فلانٍ إذا كان على سِنّه.
والصواب: قَرْنُه، فأما قِرْنُه بكسر القاف فهو كُفؤه.
(ص) ويقولون: ما قرَبْتُ زيداً. والصواب ما قرَبْتُه أقرَبُه، وقَرُبْتُ منه أقْرُبُ.
(ص) وقولهم للبوادي: قُرًى، وخرجنا الى القرية، إذا خرجوا الى البادية. وليس كذلك.
وإنما القرية المدينةُ، قال الله تعالى: (... على رَجُلٍ منَ القَرْيَتَيْنِ عَظيمٍ)، قيل أراد مكة والطائف.
(ص) وكذلك قولهم لساكن القيروان: قَرَويّ. وليس كذلك، بل كل مَنْ سكن القرية يقال له: قارٍ وقَرَويّ، وكل من سكن البادية يقال له: بادٍ وبَدَويّ، فليس القيروان أحقَّ بهذا النسب من غيرها.
(ص) ويقولون: ابن شعبان القُرَطيّ. والصواب القُرْطيّ بالإسكان.
(ص) ويقولون: قَرْطَسَ على الشيء، إذا أصاب قَدْرَه أو عرف عدده بالحدس والتخمين.
وأصل ذلك من إصابة القرطاس.
(و) العامة تقول: أخذتُ منه قِرَضة. والصواب: أخذت من فلان قَرْضاً، وله علي قُروض.
(و) العامة تقول: قُرِبَ الشيءُ، بضم القاف وكسر الراء.
والصواب قَرُبَ، بفتح القاف وضم الراء.
(ز) ويقولون: قُرُنْفُل بضم الراء، والصواب: قَرَنْفُل، بالفتح على مثال فَعَنْلُل، وذلك حكم النون - إذا أتت ثالثة في هذا البناء - الزيادة.
(وص) ويقولون: قُرنَبيط. والصواب قُنّبيط واحدتها قُنّبيطة.
(ص) ويقولون: أبو قَرَعة، بفتح الراء. والصواب سكونها.
(ص) ويقولون: قَزْدير وقَنديل. والصواب فيهما: قِزدير وقِنديل، ويقال قِصدير، بالصاد أيضاً.
(ص ز) ويقولون: هذا كتاب قِسْم واتفاق. والصواب قَسْم، يقال قَسَمْتُ المالَ بينهم قَسْماً وقَسْمَة، وأما القِسْم بالكسر فهو الحَظّ والنصيب، تقول: كم قِسْمك من هذه الأرض؟ أي كم حظّك. وجمع القِسْم أقْسام.
(ق و) العامة تقول لما تُعلَفه الدوابّ: قَسيل، بالسين.
والصواب قَصيل بالصاد. من قَصَلْتُ إذا قطعتُ.
(ز) ويقولون للذي يَنقُدُ الدراهمَ ويَميز جَيِّدَها من زيوفها: قَسْطال، ويسمون فِعْلَه: القَسْطَلة. والصواب قَسْطار، وهم القَساطِرة، ويقال أيضاً: قِسْطِر. وأهل الشام يسمون العالِمَ قسطرياً.
(ز) ويقولون: حلَفتُ خمسينَ يميناً قَسّامة، بالتشديد.
والصواب قَسامة بالتخفيف، والقَسامة الأيمان.
(ص و) العامة تقول: القُسطنطينية، بتشديد الياء. والصواب تخفيفها.
(ق و) العامة تقول: القِشْمِش، بالقاف. وصوابه الكِشمِش، بالكاف.

(وز) يقولون: قِصْعَة لواحدة القِصراع. والصواب قَصْعَة، بالفتح، ولو كانت مكسورة الأول لجمعتْ على قِصَع، وذلك غير معروف، وقد غلط في هذا بعضٌ من جِلّة الأدباء. وقال الكسائي: القَصْعة تشبع العَشَرة، والصَّحفة تشبع الخمسة والمِئْكلة للرجلين والثلاثة، والصّحيفة للرّجُل الواحد. وتجمع القَصْعَة على قِصاع مثل كلبة وكِلاب.
قلت: ظرّفَ بعضُ الأشياخ وقد قرأ عليه بعض الطلبة قِصْعَة بكسر القاف، فقال له: لا تكسر القَصْعَة! (وص) ويقولون: أخذته قَصْراً. والصواب بالسين، والقَسْر: القَهْر.
(ص) ويقولون: رأت المرأة القُصّة البيضاء. والصواب القَصَّة البيضاء، بالفتح.
(ز) ويقولون لجمع القِطعة: قِطاع. والصواب قِطَع، وكذلك كل ما كان على فِعْلَة مثل كِسْرَة وكِسَر وسِدْرَة وسِدَر.
(ز) ويقولون لجمع القِطّ: قَطاطيس. والصواب قِطَط وقُطوط، قال الشاعر:
أكلتَ القِطاطَ فأفنيتَها ... فهلْ في الخَنانِيصِ منْ مَغْمَزِ
ويقال للقِطّ الضَّيْون والسِّنَّور.
(ص) ويقولون في بيت امرئ القيس:
كأن المُدامَ وصوبَ الغَمامِ ... وريحَ الخُزامَى ونَشْرَ القَطَرْ
يفتحون القاف فيه. والصواب ضمها وضم الطاء.
(ص) ويقولون لمؤخَّر الظهر: قَطْنَة. وإنما القَطِنَة، بكسر الطاء، كالرمانة في جوف البقرة، وهي أيضاً الفَحِثُ الذي تسميه العامة الفحتة، وأما مؤخَّر الظهر فهو قَطَن على وزن وطَن.
(ح و) العامة تقول: لا أفعل هذا قطّ، في المستقبل، ولا أفعله أبداً، وهو غلط. والصواب أن تقوله في الماضي ما فعلت هذا قطّ، أي فيما انقطع من عمري، لأنه من قططتُ، إذا قطعتَ، وهو مشدد الطاء.
(ز) يقولون: قَطينَة لواحدة القطانيّ. والصواب قِطْنيّة، والجمع قَطانيّ بالتشديد، وإن شئتَ خففت.
(ق) وبَزْرُقَطوناء، بالمدّ لا بالقصر.
(ص) يقولون لداءٍ يصيب الدوابّ، ويَسيلُ من أنوفها شيءٌ: القُعاس بالسين، لا يعرفون غير ذلك.
والصواب: القُعاص، وقد قُصِعَتْ بالصاد. وكذلك تقول: رميته فقتلته قَعْصاً، إذا قتلته مكانه، وأقعصته مثل أصميته.
(وص) ويقولون في جمع قَفاً: أقفية، وفي جمع رَحىً أرحية. والصواب: أقْفاء وأرْحاء.
(م) ويقولون: ما عندي إلا خُبْز قِفار بكسر القاف. وإنما هو بفتحها، أي ما عندي إلا خبز وحده ليس معه إدام.
ويقولون: جَرى الوادي فطمّ على القَليب. والصواب فطمّ على القَرِيّ، وهو مجرى الماء الى الروضة، ومعنى طَمّ علا وقهر، ومنه سميت القيامة طامّة.
(ص) ويقولون: قِلْفاط. والصواب: جِلْفاط، وصناعته الجَلْفَطَة، ذكره ابن دريد.
(ص) ويقولون لشراع السفينة: قِلاع. والصواب قِلْع، والجمع قُلوع.
(ز) ويقولون: قَليع المركب، ويجمعونه على قُلوع. والصواب قِلاع، وجمع القِلاع: قُلُع.
قلت: فعلى هذا بَطَل قولُ الزبيدي في كونه غلّطهم في قولهم قِلاع المركب، اللهم إلا أن يقول: هذا جمع، وهم يريدون به الواحد.
(وز) ويقولون: قَلْسُوة. والصواب: قَلَنْسُوَة وقَلَنْسِيَة وقَلَنْساة وقَلْساة، وذكر الطوسي عن أبي عمرو: قَلْسُوَة.
(ز) ويقولون للميزان العظيم: القَلَسْطون. والصواب قَرَسْطون، وهي شامية، ولا أعرف في كلام العرب بناءً على هذا المثال إلا حرفاً رواه يعقوب قال: يقال للرجل الطويل سَمَرْطَل وسَمَرْطول على وزن فَعَلّول.
(ز) ويقولون للحزام: قِلادة. والقِلادَة: العِقْد يوضع في العُنُق، والعُنُق يقال له المُقَلَّد.
(ص) ويقولون: القَلْعة. وصوابه القَلَعة بفتح اللام، وكذلك أيضاً القَلَعة: السحابة العظيمة، والجمع قَلَعٌ، بفتح اللام وأنشد يعقوب:
تَفَقّأ فوقَه القَلَعُ السّواري ... وجُنُّ الخازِبار به جُنونا
قلت: قال الجوهري: القَلْعةُ الحِصْن على الجبل.
(و) العامة تقول: رَصاصٌ قَلْعي، بسكون اللام. والصواب فتحها.
(ق) هو القُلاع، من أدواء الفم، مُخففٌ ولا تشدِّدْه، كالصُّداع والسُّعال والزُّكام.

(ق) ويقولون: القَلْطَبان للذي لا غَيْرَةَ له على أهله، وهو مُغَيَّر عن وجهه، وإنما الكلام الكَلْتبان، وروي عن ثعلب عن أبي نصر عن الأصمعي قال: الكلتبان مأخوذ من الكَلَب، وهو القيادة والتاء والنون زائدتان، قال: وهذه اللفظة هي القديمة عن العرب، وغيرتها العامة، الأولى فقالت: القلطبان، وجاءت العامة السُّفْلَى فزادتْ على الأولى وقالت: القَرْطَبان.
(ز) ويقولون للسَّفَط يكون فيه الكتب: قَمَطْرٌ. والصواب قِمَطْر، والجمع قَماطير.
قلت: يريد أنهم يفتحون القاف، والصواب كسرها وفتح الميم وسكون الطاء.
(ص) ويقولون: دابّة فيها قُماص. والصواب قِماص بالكسر.
(زق) ويقولون للأمير من الروم: القُمْس. والصواب: القُومُس، كذلك تكلمتْ به العربُ، وهي رومية معرّبة، ويقال إن القومس يكون تحت يده نيِّف وثلاثون رجلاً.
ويقولون: قَمِئَ الرجلُ ودَفِئَ اليوم. والصواب فيهما أن يقال قَمُؤَ ودَفُؤَ، لينتظما في سلك حيزهما من أفعال الطبائع التي تأتي على فَعُل مثل بدُنَ وسخُنَ وضَخُمَ وعظُم.
(ز) ويقولون للذي يُصَبّ فيه الماءُ في القِرَب: قِماء ويجمعونه على أقمية. والصواب: قِمْع، والجمع أقماع، وفيه لغة أخرى مثل ضِلْع وضِلَع.
(و) العامة تقول: عُود قِماريّ بكسر القاف. والصواب فتحها وقَمَار مدينة باليمن.
(م) ويقولون: قَنبيط، بفتح القاف. والصواب ضمها.
(ز) ويقولون للدّويبة المُلبَّسة الظهر بالشوك: قُنفَط.
والصواب قُنفَذ وقُنفُذ والجمع قَنافِذ.
(ص) ويقولون قُنْفُد. والصواب: قُنفُذ، بالذال المعجمة، وقُنفُظ وقُنفَظ، لا غير.
(ص) ويقولون: القُنْيُ في جمع قناة. والصواب: القُنِيُّ بالتشديد كما تقول: دَواة ودُوِيّ. ويقال في جمع القناة أيضاً قَناً، وفي جمع الدواة دَوَى، بينَه وبين واحدتِه الهاء.
(ص) ويقولون: قُنْزَعَة الديك. والصواب قَوْزَعة، وقد قوْزَع الديكُ، إذا نبتتْ قوْزَعَتُه.
(ز) ويقولون للميزان العظيم: قَنْبان. والصواب قَفّان.
قلت: يقولونه بالنون والباء الموحدة بعد القاف، وصوابه بالفاء مشددة بعد القاف.
(وص) ويقولونه: قَنّينَة. والصواب قِنِّينة بكسر القاف.
(ز) ويقولون لبعض البقول قَنّبيط. والصواب قُنَّبيط، هذا البناء ليس من أبنية العرب.
(ز) ويقولون: بالدابة قَوام، فيفتحون. والصواب قُوام على مثال فُعال، من باب الأدواء.
(ص و) ويقولون: قَوّارة الطَّوْق. والصواب: قُوَارة بالتخفيف وضم القاف.
(و) والعامة تقول: القُوبة. وهي القوبَاء، ممدودة.
(و) العامة تقول: القَوْصَرَة، بتخفيف الراء. وهي مشددة.
(ز) يقولون: ليس بينهما قَيْسُ شعرة. والصواب قِيسُ شعرة، مثل قِيد، ومعناه القَدْر، يقال: عُود قِيسُ إصبع.
قلت: يريد أنهم يفتحون القاف والصواب كسرها.
(ز) ويقولون للبيت الذي بجانب البيت المسكون: قَيْطون. والقَيْطون الذي يكون في جوف البيت يُتخَذُ للنساء، قال عبد الرحمن بن حسان:
قُبّةً من مَراجلٍ ضَرَبتُها ... عند برْدِ الشتاءِ في قَيْطونِ
(ز) ويقولون للشَّمَع: قِيرٌ. والقِيرُ والقارُ واحدٌ، يقال: قيّرتُ الإناءَ، إذا طليته بالقِير.
(ص) يقولون: قيّمْتُ الرجلَ من مكانه، ومن منامه. والصواب: قوّمت وأقَمْتُه.
(زص) ويقولون لما يخرج من الجُرح وغيرِه: قِيح. والصواب قَيْح، بفتح القاف.
(ص) ويقولون: لولا أنّ الله قيّضَك لي لهَلَكَت. والتقييضُ لا يكون إلا في الشَّرِّ.
قلت: قد جاء في الحديث في الخير.
يتوهّمون أن القَيْنَة اسم للمغنية، وهي في كلام العرب للأمَة مغنيةً كانت أو غير ذلك.

حرف الكاف
(وح) ونظيرُ هذا الوهم قولُهم: حضرتِ الكافّةُ، فيوهمون فيه أيضاً، على ما حكاه ثعلب فيما فسره من معاني القرآن، كما وهِمَ القاضي أبو بكر بن قُرَيْعَة حين استُثبِتَ عن شيء حكاه فقال: هذا ترويه الكافّةُ عن الكافّة، والحافّةُ عن الحافّةِ والصافّةُ عن الصافّة. والصواب فيه أن يقال: حضرَ الناسُ كافّةً، كما قال تعالى: (ادْخُلوا في السِّلْمِ كافّةً)، لأن العرب لم تُلحق لامَ التعريف بكافّة كما لم تُلحقها بلفظة مَعاً ولا بلفظة طُرّاً.

ومن حكم لفظة كافّة أن تأتي متعقِّبة، وأما تصديرها في قوله تعالى: (وما أرسلناكَ إلا كافّةً للنّاس)، فقيل إنه مما قُدِّم لفظُه وأُخِّر معناه، وتقديره: وما أرسلناك إلا جامعاً بالإنذار والبشارة للناس كافّةً، كما حُمِلَ قولُه تعالى: (وغَرابيبُ سودٌ) على التقديم والتأخير، وقيل إن كافّة في الآية بمعنى كافّ، وإلحاق الهاء للمبالغة، كالهاء في علاّمة ونسّابة.
(ص ز) ويقولون: كاغَظ، بالظاء المعجمة. والصواب كاغَد، بالدال غير المعجمة، أخبرنا به أبو عليّ، ولا أدري ذلك عن غيره.
(ز) ويقولون للجارية التي استكملت النّهود: كاعِبٌ، والكاعب التي كعَبَ ثديُها، وذلك قبل النهود، يقال: كعَبَ ثديُها وتكعّبَ، إذا تدوّر، وجارية كاعِب وكَعاب.
(ص) ويقولون: أقرتْ فلانة، امرأةُ - كانَ - فلان، المتوفَّى عنها، فيجمعون بين العِيّ واللحن، لأن بقولهم: المتوفّى عنها يُعلَم أنّ الزوجية قد انقطعتْ بينهما بالوفاةِ، وأنها الآن ليست في عصمته، وإنما كانت زوجةً في حياته، فلا معنى لزيادة كان إلا العِيّ.
وأما اللحن فلأنهم حالوا بكان بين المضافِ والمضافِ إليه وإنما تدخل كان في مثل هذه المواضع في ضرورة الشعر لإقامة الوزن، كما قال الشاعر:
سَراةُ بني أبي بكر تَسامَىعلى كانَ المطهَّمةِ الجِيادِ
(و) العامة تقول: الكُبولة، وإنما هي الجَبولاء بالجيم والمد.
(ز) ويقولون: في وجهه كَبْأةٌ، بالهمز. والصواب كَبْوَة، وقد كَبا يكْبو إذا تغيّر وجهُه، وأكبأه الأمرُ يُكبِئُه قال الشاعر:
لا يغلِبُ الجهلُ حِلْمي عند مَقْدرةٍ ... ولا العَضيهةُ من ذي الضِّغْنِ تُكبيني
(ص) ويقولون: كَبّار للقَبّار. والصواب: كبَر.
(و) العامة تقول: كِتّان بكسر الكاف: والصواب فتح الكاف.
(وق) ويقولون: كبَلْتُ الشيءَ إذا خلَطته، والمعروف: لبَكْتُ وبكّلت وربّكت، إذا خلطت، فأما كبَلْتُ فمعناه: قيدت يقال: كبلته كبْلاً، والكَبْل: القيد.
(و) العامة تقول: عندي شيء بكثرة، بكسر الكاف. والصواب فتحها.
(و) العامة تقول: قد كُثِرَ الشيءُ وكُسِدَ، بضم الكاف فيهما. والصواب: كثُرَ وكَسُد، بفتح الكاف فيهما وضم الثاء والسين.
(ز) ويقولون للصُّبْرة من الطعام: كُدْس بالضم. والصواب كَدْس بالفتح، والجمع أكداس، ومعناه ركوب الشيءِ الشيءَ، ومنه التكدس في سير الدوابّ، وهو ركوب بعضها بعضاً.
(ق) وهو كَداء، بالمد، جبل بمكة، والعامة تقصره.
(وق) ويقولون للخيوط المعقّدة: كُدّاد، وإنما كلام العرب جُدّاد.
(وق) ويقولون لبثرة تخرج في جوف العين: كُدكُد.
الصواب فيه الجُدْجُد، بجيمين.
(ق) ويقولون للمتأفِّف: قد كدّفَ وهو يكَدِّف.
وإنما يقال: جدّف يجدِّف تجديفاً، بالجيم، إذا استقلّ ما أعطاه الله من النعمة، ويقال: لا تجدِّفْ بأيام الله.
(ك) حدثنا الحزنبل محمد بن عبد الله بن عاصم قال: كنا عند ابن الأعرابي وحضر أبو هِفّان، فقال ابن الأعرابي: قال ابن أبي شبة العبلي:
أفاضَ المَدامِعَ قَتْلى كذا وقَتْلى بكُثْوة لم تُرْمَسِ
فغمز أبو هفان رجلاً فقال: قل: ما معنى قتلى كذا؟ قال: قال يريد كثرتهم. فلما قمنا قال لي أبو هفان: سمعتَ الى هذا المُعجِبِ الرقيع، صحّف اسمَ الرجل وهو ابن أبي سِنّة، والشعر:
أفاض المدامعَ قتلى كدا ... ............
(ز) ويقولون: كُرْناسَة، للدفتر، ويجمعونها على كرانس، ويصرفون الفعل فيقولون: كرْنَستُ الكتابَ، وذلك خطأ. والصواب كُرّاسة وكراريس، وقد كرّست الدفتر، وكل ما ضممتَ وركبتَ بعضَه فوق بعض فهو مكرَّس، ولذلك قيل كراسة لأنها مُطارَقة بعضها فوق بعض.
(ز) ويقولون لجمع الكَرْمِ: كرْمات والصواب كُروم، والكُروم القلائد أيضاً، ويقال كرْمَة وكرْمات، ويجوز أن يقال كُرومات فيكون جمعاً للجميع كما يقال: طُرُقات لجمع الطُرَق.
(ز) ويقولون: كُرْعُ الشاةِ وغيرها. والصواب: كُراع، والكراع من الإنسان ما دون الركبة، ومن الدوابّ ما دون الكعْب ويقال للدقيق القوائم من الدوابّ: أكرع، وللأنثى كرْعاء.
(ص) ويقولون في جمع كُراع: كَوارِع. والصواب أكارِع، وفي أقل العدد: أكْرُع.
(ق ز) ويقولون للبلد: كرَمان، وينسبون إليه: كرَمانيّ.
والصواب: كرْمان.

قلت: يريد أنهم يحركون الراء بالفتح والصواب سكونها.
(وق) ويقولون للجوالق الصغير: كُرْزَكَة، وإنما هو الكُرْز، ومنه المثل: يا رُبَّ شَدٍّ في الكُرْز.
(وق) وتقول: هو الكُرْدوس، والجمع كَرادِيس، بالسين المهملة لا غير. والعامة تقوله بالشين، وهو خطأ.
والكراديس رءوس العظام، وقيل كل عظم تام كُرْدوس.
(ق) وهي كَرْبَلاء بالمدّ، والعامة تقصرها.
قلت: هو مكان قتل به الحسين بن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنهما، وماأحسن قول بعض الشعراء فيه يرثيه:
لا كربَ لا إلاّ رَزِيّة كَرْبَلا
(و) العامة تقول: فعلتُ هذا كَراهيّة أنْ أعصيك، وتشدّد الياء من الكراهية وهي مخففة.
(و) العامة تقول الكَرَوْيَا، مقصورة. والصواب مدُّها.
قلت: قال بعض أهل اللغة كَرَوِيّاء على مثل زَكَريّاء، قاله ابن بري، وقال أبو منصور الجواليقي: هو ممدود كَرَوْيَا بفتح الراء وسكون الواو وفتح الياء مخففة، وقال بعضهم كَرْوِيّا بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الواو وتشديد الياء وآخره ألف مقصورة، ورأيته بخطّ ياقوت كَرَوْياء، بفتح الكاف والراء وسكون الواو وفتح الياء مخففة وبعدها ألف ممدودة.
(ز) ويقولون للعود الذي يُتَبَخَّر به كُسْتٌ. والصواب: قُسْط، وفيه لغة أخرى: كُسْط.
(ص) ويقولون: نَدمتُ ندامةَ الكُسْعِيّ. والصواب الكُسَعِيّ، بفتح السين.
(ق) ويقولون: كِسْلان بكسر الكاف. والصواب كَسْلان بالفتح.
(ص) ويقولون: كُشْكار. والصواب خُشْكار، بالخاء في أوله.
(ص) ويقولون: كُشاجِم. والصواب كَشاجِم، بفتح الكاف.
حكى لنا الشيخ أبو بكر عن أبي القاسم بن أبي مخلد العُماني قال: كشاجم لقب له، جمعت أحرفه من صناعته، أخذ الكاف من كاتب والشين من شاعر والألف من أديب، والجيم من مُنَجِّم، والميم من مُغَنٍّ. قال: ثم طلَبَ الطّبَّ بعد ذلك حتى مَهَرَ فيه وصار أكبر علمه فزيد في اسمه طاء من طيب، ثم قدمت على سائر حروفه لغلبة الطبِّ عليه فقيل طَكَشاجم، ولكنه لم يَسِرْ كما سار كشاجم.
(و) العامة تقول: أصاب فلاناً كَظّة، فيفتحون الكاف. والصواب كسرها.
قلت: الكِظّةُ ما يعتري الإنسان عن الامتلاء من الطعام، يقال كظّه يكظه كظاً، وكظني الأمر، أي جهدني.
(ز) ويقولون لعقب الرجل: كَعْب. والكَعْب هو العظم الناتئ في مَفْصِل القدم من الساق، وهو حد الوضوء.
وروى أبو حاتم عن الأصمعي أن الكَعْبَ ما بين المِنْجَمَين الغائص في ظهر القدم.
قلت: قال الجوهري: الكعْبُ: العظمُ الناشِزُ عند ملتقى الساق والقدم، وأنكر الأصمعي قول القائل إنه في ظهر القدم، وكُعوب الرمح: النواشِزُ في أطراف الأنابيب.
(ز) ويقولون: كفّفتِ المرأةُ شعرَها، إذا صرّفته.
والصواب كفَأَتْ شعرَها، قال يعقوب: كفّأ لمّته يُكَفِّئُها تكفِئَة، إذا صرّفها، وليس الأول ببعيد من الاشتقاق.
(و) العامة تقول: كفّة الميزان. والصواب كِفّة، بكسر الكاف.
(ز) ويقولون لواحد الكُلَى: كُلْوَة. والصواب كُلْيَة، تقول كَلَيْتُه، إذا أصبتَ كُلْيَته، فهو مَكْليّ، وبعض اللغويين قال إن أهل اليمن يقولون: كُلْوَة بالضم، وذلك مردود.
(ز) ويقولون للآلة التي يُمسك بها القينُ الحديدَ عند الإيقاد والضرب: كَلْبَتان، وكذلك يقولون للتي يُقلَع بها الأسنان.
والصواب المعروف من كلامهم: كلاليب واحدها كُلاّب وكَلّوب، قال رؤبة:
بجذبِ كَلّوب شديدِ المِحْجَن
ومثل ذلك أنهم لا يؤكدون بلفظة كُلّ إلا ما يمكن فيه التبعيض، فلهذا أجازوا أن يقال: ذهبَ المالُ كُلُّه، لكونه يُبَعَّضُ، ومنعوا: ذهب زيدٌ كلُّه، لأنه مما لا يتجزّأ.
قلت: ويجوز أن يقول: اشتريتُ العَبْدَ كُلَّه، لجواز أن يكون مُبَعَّضاً.
ويقولون: كلا الرجلين خَرَجا، وكلتا المرأتين حضرَتا. والاختيار أن يوحَّدَ لفظُ الخبر فيهما فيقال: كلا الرجلين خرجَ وكلتا المرأتين حضَرتْ، لأن كلا وكلتا اسمانِ مفردان وضعا لتأكيد الاثنين، وليستا في ذاتيهما مثنيين.
قلت: لو كانتا مثنيين لكان لهما واحد، ولا واحد لهما فهما غير مثنيين حقيقةً، إذ لا يقال كِلت مفرد كِلا ولا كِلت مفرد كِلتا، ومثلما اثنانِ واثنتانِ ليس مفردهما اثنا واثنتا، فاعرفْه.

ومن ذلك أنهم يكتبون كُلّما موصولة في كل موطن. والصواب أن تُكتَب موصولة إذا كانت بمعنى كلّ وقت كقوله عزّ وجلّ: (كلّما أوْقَدوا ناراً للحَرْبِ أطْفأَها الله)، وإن وقعتْ ما المقترِنة بها موقع الذي كتبت مفصولة نحو: كُلّ ما عِندَك حسَنٌ، وكذلك حكم إنّ وأين وأيّ.
فأما مَنْ إذا اتصلتْ بلفظة كلّ أو بلفظة مع لم تكتب إلا مفصولة، وإنما كتبت موصولة في عمّنْ وممّنْ لأجل إدغام النون في الميم، كما أدغمتْ في عمّا وفي إنْ الشرطية إذا وصلتْ بما فصارت إمّا.
(ز) ويقولون كَلّة لشقاق الحَرير المتّخذة كالبيت. والصواب كِلَّة، وكِلَل وكِلال.
قلت: يريد أنهم يفتحون الكاف، والصواب بالكسر.
(ز) ويقولون في النسبة الى كَلْب: كِلْبيّ. والصواب كَلْبيّ بفتح الكاف.
(ص) ويقولون: كُلِفْتُ بكذا. والصواب كَلِفتُ أكْلَفُ.
قلت يريد أنهم يضمون الكاف ويكسرون اللام، والصواب فتح الكاف وكسر اللام.
(م) ويقولون كُلوة الخروف. والصواب كُلْيَة.
(ز) ويقولون: فرس كَمْتا. والصواب كُمَيْت للذكر والأنثى، هكذا استعملته العرب مصغَّراً تصغير الترخيم، وكان أصله أكمت للمذكر وكَمْتاء للمؤنث، فإذا جمعوا جعلوا الجمع على التكبير فقالوا كُمْت، وزعم الخليل أنهم إنما استعملوه مصغراً لأنها حمرة مخالَطة بسواد.
(و) العامة تقول كَنّاني فلانٌ، بالتشديد. وصوابه التخفيف.
(ق) ويقولون لضرب من السمك الكَنْعَتُ بالتاء، وإنما الكَنْعَدُ بالدال، قال جرير:
كانوا إذا جعَلوا في صِيرِهم بَصلاً ... ثم اشتوَوا مالِحاً من كَنْعَدٍ جدَفوا
(ز) ويقولون للوعاء الذي يجعل الرجلُ فيه متاعه عند السفر من سكين وغيره: كيْف. والصواب كِنْف، بالنون، لأنه يكتنف ما فيه، ومنه قول عمر رضي الله عنه في ابن مسعود: كُنَيْفٌ حُشِيَ عِلْماً.
(ز) ويقولون كَنيسية، فيزيدون آخرها ياءً. والصواب كَنيسة وجمعها كَنائس.
(ص) ويقولون: الكَهانة. والصواب الكِهانة، بالكسر، ومن أمثالهم: ظَنُّ العاقِلِ كِهانة.
(ق ص) ويقولون: رجل كُوْسَج. والصواب كَوْسَج، بفتح الكاف والسين.
(ص) ويقولون: الكُورة والصَّلْوجان والصواب: الكُرة والصّولَجان.
قلت: يريد الكُرَة مخففة الراء، والصولجان الواو قبل اللام.
(ص) ويقولون: ما يعرِفُ كوعَه من بوعِه.
الكوع: رأس الزَّند الذي يلي الإبهام، والبُوع: ما يلي طَرَفَيْ يدي الإنسان إذا مدّهما يميناً وشمالاً، يقال: باعَ يَبوعُ، وقد بُعْتُ الحبلَ بَوْعاً، إذا قِستَه بباعِك.
(ص) ويقولون للأسود: كُوش. والصواب كُوشيّ أو ابن كوشيّ، لأن كُوشاً ولدُ حام بن نوح عليه السلام.
(ق) ويقولون لمدقّ القصّار: الكُوذين، والكلام الكُذَيْنِق، قال الشاعر:
قامة القُصْعُلِ الضئيل وكفٌ ... خِنصَراها كُذَيْنِقا قَصّارِ
(ز) ويقولون للزقِّ الذي ينفخ به الحداد: كِيْر. والصواب الصحيح المعروف أن الكِيْرَ موقدُ النار الذي يبنيه الحداد، ويقال له الكُور أيضاً، قال علقمة بن عَبَدة يصف سنام الناقة:
قد عُرِّيَتْ حقبةً حتّى استطفّ لَها ... كِتْرٌ كَحافَةِ كَيْرِ القينِ مَلْمومُ
(وح) يقولون: قال فلان كيْتَ وكَيْتَ، فيوهمون فيه، لأن العرب تقول: كان الأمر كيْتَ وكيْتَ، وقال فلان: ذَيْتَ وذَيْتَ، فيجعلون كيْتَ وكَيْتَ كنايةً عن الأفعال، وذَيْتَ وذَيْتَ كنايةً عن المقال، كما يكنون عن مقدار الشيء بكذا وكذا فيقولون: قال فلان من الشعر كذا وكذا بيتاً، واشترى الأمير كذا وكذا عَبْداً.

حرف اللام
(ز) يقولون للحجر المطبوخ: لاجُور. والصواب آجُرّ وآجُور، وهو فارسي معرّب، ويقال أيضاً آجُرون، وقال أبو دؤاد الإيادي:
ولقد كان في كتائبَ خُضْرٍ ... وبلاطٍ يُلاطُ بالآجُرونِ
(و) يقول بعض من يتفاصح في مثل بغداذ والبصرة: ما بين لابَتَيْهَا مثلُ فلانٍ، وذلك خطأ، إنما ذاك في المدينة لأنها بين لابتينِ، واللابة: الحَرّة، وهي الأرض تركبها حجارة سود.
(س ث) قال: صحف الأصمعي لمّا رَوى بيتَ الحطيئة فقال:
وغَرَرْتَني وزعمتَ أنّ ... كَ لا تَني بالضّيْفِ تامُرْ
فقال أبو عمرو: إذا صحفتم فصحفوا مثل هذا، إنما هو لابِنٌ بالصّيْفِ تامِرْ.

قلت: يريد أنه ناسب في تصحيفه فقال: لا تفتر تأمر بإنزال الضيف، وهو تصحيف حسن.
(ص) ويقولون: لَبِدَ يلْبِدُ. والصواب لَبَدَ يلْبُدُ بالأرض لُبوداً.
قلت: يريد أنهم يكسرون الباء في الماضي والمضارع، والصواب فتح الباء في الماضي وضمها في المضارع.
(ص) ويقولون: هذا لُبوس أهل الشرّ. والصواب لَبوس بفتح اللام، قال الراجز:
البَسْ لكلِّ عيشةٍ لَبوسَها
إمّا نعيمَها وإمّا بوسَها
ويقولون: ما أحسنَ لُبْس الفرس، إشارة الى تِجفافة، فيضمون اللام من لبس. والصواب كسرها، كما يقال لكسوة الكعبة: لِبْسٌ، ولِغشاء الهودج: لِبْسٌ، ومنه قول حُمَيد بن ثَوْر:
فلمّا كشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مسَحْنَه ... بأطرافِ طَفُلٍ زان عبْلاً موشَّما
(ص) ويقولون اللِّبا، لأول ما يُحلَب من اللبن. والصواب اللِّبَأ بالهمز والقصر.
(وص) ومن ذلك اللبن يجعلونه لبنات آدم كالبهائم ثم يقولون: تداويتُ بلبنِ النساءِ، وشبع الطفلُ بلبنِ أمِّه، وذلك غلط، إنما يقال: لبنُ الشاةِ، ولِبان المرأة، قال الشاعر:
............ ... أخي أرضعتْنِي أمُّه بلِبانها
(ز) ويقولون: شاةٌ لَبون للتي لها اللبن خاصةً. واللبون: ذات اللبن، واللبون أيضاً: الخليقة أن يكون لها لبن وإنْ لم تكن ذات لبن.
(و) العامة تقول: اللبْوَة، بسكون الباء ولا يهمزون الواو. والصواب اللّبُؤَة، بضم الباء وهمز الواو مفتوحة.
(وح) ويقولون: بعد اللُّتَيّا والتي، فيضمون اللام الثانية من اللَّتَيّا. وهو لحن فاحش، وغلط شائن، إذ الصواب فيها اللَّتيّا بفتح اللام، لأن العرب خصّتْ الذي والتي عند تصغيرهما وتصغير أسماء الإشارة بإقرار فتحة أوائلها على صِيَغها، وبأن زادتْ ألفاً في آخرها عوضاً من ضمّ أولها، فقالوا في تصغير الذي والتي: اللَّذَيّا واللَّتَيّا، وفي تصغير ذاك وذلك: ذَيّاك وذَيّالك.
(وص) ويقولون للحم الأسنان لَثّة. والصواب لِثّة بتخفيف الثاء وكسر اللام.
(ز) ويقولون: مسجد اللِّجاجة بالكسر. والصواب اللَّجاجة بالفتح، يقال: لَجّ في الأمر يلَجُّ لَجاجةً، وقد يُحتَمل أن يكون لِجاجَة من لاججتهُ لِجاجاً ولِجاجة، مثل راميتُه رِماءً ورِمايةً، ولم أسمعه، والأوّل أفصح.
(ز) ويقولون: لِحافٌ للغطاء الذي يكون على الأسرّة خاصة. واللِّحاف والمِلْحَفة والمِلْحَف: كل ما التُحِفَ فيه من ثوب أو رداء أو كساء، في حال قيام أو قعود أو اضطجاع.
(ز) ويقولون: هو ابنُ عمّي لَحاً، بالتخفيف. والصواب لَحّاً بالتشديد، وهذا ابن عمّ لَحٍّ، في النكرة، وكذلك تقول في المؤنث والتثنية والجمع بمنزلة الرجل الواحد، وهو من قولهم لحِحَتْ عينُه، إذا التصقَ جفناها.
(ص) وكذلك لُحىً في جمع لِحْية، جاء لُحىً ولِحىً، إلا أنّ الكسر أفصح.
(و) تقول العامة: لحَسْتُ الإناء، بفتح الحاء. والصواب كسرها.
(و) العامة تقول: في الكتاب لَحْقٌ بسكون الحاء. والصواب لَحَقٌ بفتحها، وهو اللَّحاق، والعامة تكسر اللام.
(و) العامة تقول: لُحْمَة الثوب، بضم اللام، وهي بفتحها، فأما لُحْمَة النّسَب فبالضمّ.
(ص) ومن غلطهم في النّسَب الى القبائل نسبهم الى لَخْمٍ: لَخَميّ والى النَّخَع: نَخْعِيّ.
والصواب: لَخْميّ بإسكان الخاء، ونَخَعي بفتحها.
(ص) ويقولون: لَدَغَتْه الحيّة تلدُغُه. والصواب تلدَغُه بفتح الدال.
(و) وتقول: لسَعتْه العقرب، وكذلك كلَّ ما يضرب بذنبه، فأما ما يضرب بفيه كالحيّةِ فيقال: لدَغتْه.
(م ز) ويقولون: لُطِخَ الرجل بشرٍّ. والصواب: لُطِحَ بالحاء غير المعجمة، يقال: لُطِحَ فلان بشرّ، وأجاز أبو عليّ، لُطِخَ بالخاء المعجمة.
(ز) ويقولون: لطَمْتُ الخُبزة، إذا صنعَها بيده. والصواب طَلَمْتُها، والطُّلْمَة الخُبزة بعينها، والجمع طُلَم، وفي الحديث: أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم مرّ برجلٍ يعالِجُ طُلْمةً لأصحابه في سَفَر.
(ق) ويقولون: لطّشَ الكتاب، إذا مَحاه، وإنما هو طَلَسَه، إذا محاه ليفسد خطّه، ويقال للصحيفة إذا مُحيَتْ طِلْسٌ، فإذا أنعمت محوه قلت: طَرَسْتُه، وفي الحديث: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمرَ بطَلْسِ الصُّوَر.
(و) العامة تقول: لعَقْتُ العسلَ، بفتح العين، والصواب كسرها.
(و) اللَّعوق بفتح اللام، والعامة تضمها.

(ح و) وتقول العامة: لعلّه قد قدِمَ، وهو غلط. والصواب لعلّ فلاناً يقدم، لأن لعلّ لترقب الآتي، لا للماضي.
(ص ز) ويقولون: رجل لَغَويّ يعنون صاحب لُغَة. والصواب لُغَويّ صاحب لُغة، ولُغِيّ: منسوب الى اللُّغة، فأما اللَّغَوي بالفتح فهو الكثير اللَّغا، وهو القبيح من القول، قال الراجز:
عنِ اللَّغا ورَفَثِ التّكلُّمِ
(ص) ويقولون لجنس من الحيات: لَفْعَة. والصواب أفعى، وهي الأنثى، والذكر أُفْعُوان.
(ز) ويقولون لِقّةُ المدادِ، فيشددون. والصواب لِيقَة، يقال لاقت الدواة، أي لَصِقَتْ، ولِقْتُها أنا وألَقْتُها أُلِيقُها، حتى لاقَتْ: أي لصِقَتْ.
(ص) ويقولون في جمع لُقْمَة: لِقام. والصواب لُقَم.
(ص) يقولون: يُغَنَّى باللِّقاع. والصواب بالإيقاع، مصدر أوقع يوقِع.
ومن أملح ما أنشدنيه الشيخ أبو بكر، رحمه الله، لبعض البغداذيين:
غنّى وللإيقاع قب ... ل بيانِ منطِقهِ بَيانُ
فكأنّما يده فمٌ ... وقضيبه فيها لِسانُ
ويقولون: لقيتُه لَقاةً واحدة. والصواب: لقيتُه لَقْيَةً ولِقاءَةً ولِقْيانَةً، إذا أرادوا به المرة الواحدة، فإن أرادوا المصدر قالوا: لِقاءً ولُقِيّاً ولُقياناً ولُقىً، على وزن هُدًى.
قلت: ومن مصادره أيضاً: لَقْياً بسكون القاف، ولَقاةً، مقصوراً من غير مدٍّ، ولَقًى، بفتح اللام، ولِقْياناً، بكسر اللام ولِقايَةً.
(ز) ويقولون لحَبّةِ القلب: لُهَيّا، ولم أرَ أحداً، من مؤدبي العربية وغيرهم يفسرها إلا بذلك، واللُّهَيّا، فُعَيْلى من اللهو.
والصواب: اجعلْ هذا في حبّة قلبك، وفي جُلْجُلان قلبك وفي حَماطَة قلبك، وفي أقصى قلبك، وفي أسود قلبك وفي سويداء قلبك وفي سودائه.
(و) العامة تقول: اللِّهاة بكسر اللام. والصواب فتحها.
(وق) ويقولون: لولاك. والجيد: لولا أنت، قال الله عز وجل: (... لوْلاً أنتُم لكنّا مؤمِنين).
(ق) ويقولون: اللّوبْيا. والصواب اللوبياء بالمد.
(ص) ويقولون في جمع لوْح: لَواح. والصواب ألواح.
(ص) ويقولون لواحد الألواح: لُوْح. والصواب لَوْح، بفتح اللام، واللُّوح: الهواء بين السماء والأرض.
(ز) ويقولون لبعض الأصماغ المجلوبة: لَوْبان. والصواب لُبان، وحدثنا أبو عليّ قال: ثنا أبو بكر بن دريد قال: روى بعضهم بيت امرئ القيس يصف فرسه:
وسالِفَةٌ كسَحوقِ اللُّبا ... نِ أضْرَمَ فيه الغَويُّ السُّعُرْ
قال أبو بكر: هذا محال، كيف يشبه عنق الفرس بشجرة اللبان وهي قدر قِعدة الرَّجُل؟ وإنما هي كسحوق اللِّيان، واللِّيان: النخل.
(ز) ويقولون لبعض الأدوية لَوْغاذِيا. والصواب لُوْغاذِيّة، وهي منسوبة، فيما ذكروا، الى رجل من الأوائل اسمه لوْغاذيا.
(و) العامة تقصر اللَّئيمَ على البخيل، والصحيح أنه لِمَنْ جمع مَهانة النفسِ والأصل.

حرف الميم
ومن هذا قولهم رجل مأوُوف العقل، فيلفظون به على الأصل. ووجه القول أن يقال: مَئُوف العقل، على وزن مَخوف، وكذلك يقال: زَرْعٌ مَئوف، وكلاهما مأخوذ من الآفة.
وشذّ من هذا الباب مَدْوُوف فلفظوا به على الأصل، وهو ما لا يُعبأ به ولا يُقاس عليه.
يتوهم أكثر الخاصة أن المأتم مَجْمَع المناحة، وهي عند العرب النساءُ يجتمعنَ في الخير والشرِّ، بدلالة قول الشاعر:
رَمَتْه أناةٌ من ربيعة عامِرٍ ... نَئُومُ الضُّحى في مأتَمٍ أيّ مأتَمِ
(وق) الماصِر بكسر الصاد. وفتحها خطأ والمأصَرُ في اللغة الموضع الحابِسُ، من قولهم: أصَرتُ فلاناً على الشيءِ آصِرُه أصْراً إذا حبسته عليه وعطفته.
يقولون: بلّغك اللهُ المأثور. يعنون به ما يؤثِره المدعوّ له. وليس هو في معنى المؤثَر، ولا هو مشتق منه، لأن المأثور ما يأثِرهُ اللسان، لا ما يؤثِره الإنسان، وهو مشتق من أثَرتُ الحديثَ، أي رويتُه، لا مِن آثرتُ الشيءَ، أي اخترتُه.
(ص) ويقولون: سدّ مآرب. والصواب مارب على وزن قارب.
(ص) يقولون: مانِي المُوَسْوس. والصواب مانِيّ بتشديد النون، اسم فارسيّ. فأما المَنَويّ الذي تنسب إليه المانويّة فاسمه مانا بتخفيف النون وألف بعدها.
(ص) ويقولون: القوة الماسِكة، وضَعُفتْ المَواسِكُ. والصواب: القوة المُمْسِكة والمُمْسِكات.
(ص) ويصحِّفون قول جميل:

راحتْ بُثَيْنَةُ في الخَليطِ الرّائِحِ ... فانهلّ دمعُك مثلَ غرْبِ الماتِحِ
فيقولون المايح بالياء. والصواب الماتح بالتاء المعجمة من فوق.
(ق) وهي المائة، ولا تَقُلْ مِيّة.
(و) تقول: هذا المارَستان، بفتح الراء، والعامة تكسرها، وبعضهم يتفاصح فيقول البيمارستان، وهو أعجمي عُرِّبَ فقيل المارَستان.
(ح و) العامة تقول المائدة للخِوان، ولا يكون مائدة إلاّ إذا كان عليه طعام، وإلا فهو خِوان.
(وق) ويقولون: مُبَرْطح. والكلام: مُفَلْطَح، يقال: درهم مُفَلْطَح ونعْل مفَلْطَحة، وكذلك قرص مفلطح، إذا بُسِط. وقال رجل من بني الحارث:
جُعِلتْ لَهازِمُه عِزينَ ورأسُه ... كالقُرصِ فُلْطِحَ من طَحين شَعيرِ
ويقولون: مَبْيوع ومَعيوب. والصواب فيه مَبيع ومَعي، كما جاء في القرآن الكريم في نظائرهما: (... وقَصْرٍ مَّشِيدٍ) و(... كانَتِ الجبالُ كَثيباً مَّهيلاً).
(ز) ويقولون: مِبْتاع، بكسر أوّله. والصواب مُبْتاع بضم أوّله.
(ص ز) يقولون: هو مَبْطول اليد. والصواب مُبْطَل، من قولك أبطَلَه اللهُ. إلا أنْ يكون خَرَج مَخْرَجَ مَجْنون ومَزْكوم، وهذا ما يحفظ ولا يقاس عليه.
(ز) ويقولون: ثوب مُبَنَّق، وبيت مُبَنَّق، إذا كان مُعَوَّجاً، والتبنيقُ التحسينُ والتزيينُ وبنَّقتُ الكتابَ، إذا جمعته وحسنته، وقيل بنائق القميص لأنها تحسِّنُه.
ويقولون: مَبْرَد ومَبْضَع. وصوابه مِبْرَد ومِبْضَع، لأن أسماء الآلات كذلك.
(ص) ويقولون: عَرَض عليّ المِبيتَ. والصواب: المَبيت بفتح الميم.
(ص) ويقولون: عالم مُبَرَّز. والصواب مُبَرِّز بكسر الراء.
(و) العامة تقول: مَبْغوض. والصواب مُبْغَض.
(وص زح) ومن مفاضح اللحن الشنيع قولهم: قلب مَتْعوب وعمل مَفْسود ورجل مَبْغوض.
ووجه القول أن يقال: قلب مُتْعَب وعمل مُفْسَد ورجل مُبْغَ، لأن مفعول الرباعي يبنى على مُفْعَل.
ويقولون: رجل مَتْوس. ووجه الكلام أن يقال تاعِس كما يقال عاثِر.
(ص) المُتَنَخِّل الهذلي الشاعر، بكسر الخاء المعجمة.
(ص) قول الشاعر:
مُتعَوِّدٌ لَحِنٌ يفعيدُ بكفِّه ... قلَماً على عُسُبٍ ذَبلْنَ وبانِ
والرواية فيه مُتعوِّد بالدال غير معجمة، وقوله لحِنٌ أي فطن، ولم يكن لهم قراطيس يكتبون فيها فكانوا يكتبون في عُسُب النخل.
(ص) ويقولون: فلان مُتبَضِّخٌ في النعمة. وصوابه متَبَذِّخ بالذال معجمة.
(ص) ويقولون: فلان المُتَطَبِّبُ إذا أرادوا عالِماً بالطب، ويتوهمون أنه أبلغ من طَبيب. وليس كذلك، لأن المُتَفَعِّل هو الذي يُدخل نفسَه في الشيء ليضاف إليه ويصير من أهله، ألا ترى أنك تقول: مُتَجَلِّد ومُتشَجِّع.
(و) العامة تقول: فلانٌ متَفنِّن. والمتَفَنِّن: الضعيف. والصواب مُفْتَنٌ. وقد افتنّ في الأمر: أخذَ من كلّ فنٍّ، وتفنّن: أخذ من الفَنَنِ، وهو ما لانَ وضَعُف من أعلى الغُصن.
(ق) ومنذلك المُتَفَتِّيَة، تذهب العامة الى أنها الفاجرة، وليس الأمر كذلك، إنما المُتَفتِّية: الفتاة المراهقة، يقال تفتَّتِ الجاريةُ، إذا راهَقَتْ فخدِّرتْ ومُنِعتْ من اللعب مع الصبيان، وقد فُتِّيَتْ تَفْتِيَة.
(ز) ويقولون للذي يقلع عن الشراب ويصيبه صداع وكسل: مَثْمول. والثَّمِل: الذي يغلبه السُّكْر، يقال ثَمِلَ يَثْمَل فهو ثَمِلٌ.
قال الأعشى:
فقلت للشَّرْبِ في دُرْنا وقد ثَمِلوا ... شِيموا وكيف يَشيمُ الشارِبُ الثَّمِلُ
والذي أصابه ذاك هو مخمور.
(وح) ويقولون للَّندِّ المتَّخذ من ثلاثة أنواع من الطِّيب: مُثَلَّث. والصواب أن يقال فيه مَثلوث، كما قالت العرب: حبل مَثْلوث، إذا أُبرِم على ثلاث قُوًى.
(ق وز) ويقولون للدينار: مِثْقال. والمِثقال: زِنَة الشيء الذي يثقل به، قال الله عز وجل: (فمَنْ يعمَلْ مِثْقال ذرّة...).
(ص) أبو المثلِّم الهُذَلي، بكسر اللام لا بفتحها.
(ص) ويقولون مُثِّلْتُ بين يديه. والصواب مثَلْتُ، أي قُمتُ.
قلت: يريد أنه بفتح الميم وتخفيف الثاء.
(ص) ويقولون: شيء مُثْنى. والصواب مَثْنِيّ، بفتح الميم وكسر النون.
(و) العامة تقول: شيء مَثْبوتٌ. والصواب مُثْبَت.
(وح) ويقولون لما يكثر ثمنه: مُثْمِن. وصوابه: ثَمينٌ.

(وق ح) ويقولون: صبي مُجَدَّرٌ. والصواب مَجْدور، لأنه داء يصيب الإنسان مرّة في عمره من غير أن يتكرر فيلزم أن يُبنى المثالُ منه على مفعول، كما يقال مقتول، وإنما يوضع مُفَعَّل للتكرير فيقال لمن يُجرَح جُرحاً على جُرح: مُجَرَّح، واشتقاقه من الجَدْرِ وهو الكَدْم في عُنُق الحمار.
(وح) ويقولون: فعلته مَجْراك، فيحيلون في بنيته لأن كلام العرب: فعلته منْ جَرّاك، وفي الحديث: أنّ امرأةً دخلتِ النارَ من جَرّا هِرّة. ومعناه: فعلته: مِن جَريرتك.
(ز) ويقولون للذي يصيبه البلاء: مِجْذام. والمِجْذام النافِذُ في الأمور الماضي، وأصله من الجَذْم وهو القطع.
(وق) ويقولون: المِجْلِس، بكسر الميم. وإنما هو بفتح الميم، وليس في الكلام مِفْعِل بكسر الميم والعين إلا مِنْخِر ومِنْتِن ومِغيِرة.
(ص) ويقولون للدابة المهزولة: مَجْعومة. وإنما يقال: جَعِمَتْ الدابّة فهي جَعِمَة، إذا قَرِمتْ الى ما تأكله، لا إذا هُزِلتْ، وكذلك يقال رجل جَعِمٌ الى الفاكهة، إذا كان قَرِماً إليها.
(و) العامة تقول: المُجوس، بضم الميم. والصواب فتحها.
(س) قال: حدث أبو زيد الأنصاريُّ مرّةً بهذا الحديث: فقال: يظلّ السِّقْطُ مُحْبَنْظِياً، بالظاء المعجمة، يُراغِمُ رَبَّه، فقال أبو عبيدة: صحّف في موضعين، إنما هو يُزاعِمُ ربَّه بزاي معجمة وعين غير معجمة، وقال: مُحْبَنْظِياً، وإنما هو مُحْبَنْطِياً، تحت الطاء نقطة، أنشدني رؤبة:
إني إذا استُنشِدْتُ لا أحْبَنْطي
ولا أحِبُّ كَثْرةَ التّمَطّي
(ز) يقولون: مِحْتال ومِحْتاج، بكسر أولهما. والصواب ضمهما.
(ص) المُحَلَّق الذي قال فيه الأعشى:
............ ... وباتَ علي النارِ النّدَى والمُحَلَّقُ
وهو بفتح اللام، لأن فرسه عضّه في خدّه فصار أثرُه كالحَلْقةِ، وقيل: بل اكْتوَى للَقْوَةٍ كانت به.
(ص) ويقولون: مال محْروز، وخبز محْروق. والصواب: مُحْرَز ومُحْرَق.
(ص) ويقولون في قول الشاعر:
فلَمْ أبْرحْ أَجولُ به ... على بَصرِي ومِحجرِهِ
بكسر الميم، وذلك غلط، وصوابه فتح الميم وكسر الجيم مثل مسْجِد.
(ص) ويقولون: جاء فلان مُحِثّاً، أي مُسْرِعاً. والصواب حاثّاً.
(ص) ويقولون: زاد المُحْكي في حكايته كذا. وصوابه الحاكي.
(ق) وهي المَحارَة مخففة الحاء، ولا تشددها.
(و) تقول: هذا مَحْشوٌ بفتح الميم وتشديد الواو.
والعامة تقول مُحْشِي بضم الميم وكسر الشين.
(س ك) قال خلف الأحمر: أنشدنا المفضل الضبّي يوماً للأعشى:
ساعةً أكبر النهار كما ش ... دَّ مُحيلٌ لبونَهُ إعتاما
فقلت له: مُخيلٌ أي: رأى خالاً من السحاب فَخَشيَ على بهْمِه أن تَفرَّق للمطر فشدّها، وأكبَر النهار: ضُحاه.
قلت: يريد أنه قاله بالحاء المهملة، وهو بالخاء المعجمة.
(م ز) ويقولون للمتهم بالقبيح: مُخَنَّث، والمُخَنَّث من الرجال الذي فيه تكسُّرٌ ورَخاوة، ومنه قولهم: امرأة خُنُث، ويقال خَنَثْتُ السِّقاء، إذا أملته وكسرته، وفي الحديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اخْتِناث الأسقية، ومعناه أن تُمالَ فيشرب من أفواهها.
ويقولون في تصغير مُخْتار: مُخَيْتِير. والصواب فيه مُخَيِّر، لأن الأصل في مُختار: مُخْتَيِر، فالتاء فيه تاء مُفْتَعِل التي لا تكون إلا زائدة، ولأن اشتقاقه من الخير ومن حكم التصغير حذف هذه التاء فلهذا قيل: مُخَيِّر، وقد غلط فيه الأصمعي غلطاً فاحشاً.
(وح) ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين مَخوف ومُخيف والفرق بينهما: أنك إذا قلت: الشيء مَخوف، كان إخباراً عما حصل الخوفُ منه، كقولك الأسد مَخوف والطريق مَخوف، فإذا قلت: مُخيف كان إخباراً عمّا يتولد الخوفُ منه، كقولك: مرضٌ مُخيف، أي يتولد الخوف لمَن يُشاهِدُه.
(ز) ويقولون: فلان مَخْمول، إذا أخمله السلطانُ. والصواب مُخْمَل، يقال: أُخْمِل فهو مُخْمَل، وأخْمَله السلطانُ فخَمَل يخْمُل خُمولاً، وهو خامِل وخامِن الذكر بالنون، والنون هنا داخلة على اللام لتقارب مخرجيهما.
(ص) مَخْسَفٌ. والصواب مِخْصَف، بالصاد وكسر الميم.
(ص) والأسماء كله مَخْلَد إلا مُخَلَّد بن بكار الشاعر، على وزن محمَّد.
(ص) المُخَبَّل السّعدي الشعر، بفتح الباء الموحدة.

(ص) ويقولون: دارٌ مَخْروبة. والصواب مُخْرَبَة.
(و) العامة تقول مَخَدّة، بفتح الميم. وصوابه كسرها.
(ز) ويقولون هو مُداجِن لنا، إذا كان على مُدالَسَةٍ، والمُداجَنَة: حُسْنُ المخالَفة، وقال يعقوب: الدُّجون الأُلفةُ والدّاجِنُ: الشاةُ التي تألفُ البيتَ ولا ترعى مع السائمة.
قلت: الظاهر أنهم يريدون به المُداجاةُ وهي مساترة العداوة، قال قَعْنَب:
كُلٌ يُداجي على البغضاءِ صاحِبَه ... ولن أُعالنهم إلا بما علَنوا
وكان أصله مُداجٍ فزادوه بدل التنوين نوناً صريحة.
(ق) يقولون: مِدْريك، يريدون به: ما يُدْريك.
ويقولون: باقِلاّ مُدَوَّد وطعام مُسوَّس. والصواب مُدَوِّد ومسوِّس.
قلت: يريد أنهم يفتحون الواو، والصواب كسرها.
(ز) ويقولون: رجل مَدْوِيّ، إذا كان به داء. والصواب: دَوٍ، خفيف. ومَدْوِيّ بفتح الميم.
(ص) ويقولون: بقيت مُدَبْدَباً، أي حائراً، ما أدري ما أعزم عليه. والصواب مُذَبْذَب.
قلت: يريد أنه بالذال معجمة.
(ص) ويقولون مَدْحِج لقبيلة من اليمن. والصواب مُذْحِج.
قلت: يريد أنه بالذال المعجمة أيضاً.
(ز) ويقولون: فلان مذْهولُ العقلِ. والصواب: ذاهِل العقلِ، يقال: ذهِلَ وذهَل يذْهَلُ، فهو ذاهِلٌ، وأذهله الأمر حتى ذُهِلَ والذُّهول: النسيان.
(ز) ويقولون: شراب مُذاف، بالذال المعجمة. والصواب مَدوف، وقد دُفْتُ الشيء بغيره أدوفُه دَوفاً.
ويقولون للبُسْرَةِ إذا بَدا الإرطاب فيها من أسفل: مُذَنَّبة، بفتح النون.
وصوابه مُذَنِّبة، بكسر النون.
(ز) ويقولون: مَرْقَة، بالتخفيف. والصواب مَرَقة، ومرَقٌ للجمع، يقال: مرَقتُ القدرَ أمرُقها إذا أكثرت مرَقها.
(ز) ويقولون: رجل مِرْياح، يعنون الذي أصابه الريح. والصواب مَروح، وقد رِيحَ يُراح، وقال الكسائي: شجرة مَروحة: مَبْرودة، أي ذهبَ الريحُ والبردُ بورقها.
(ق) ويقولون لكثير الأشغال: مَرْبوب. وذلك قلب للكلام. والوجه أن يقال: رابٌّ.
فأما المَرْبوب فهو المُصْلَح المُربَّى، قال الشاعر:
............ ... يُعْطى دَواءً قَفِيَّ السَّكْنِ مَرْبوبِ
ويقال سقاء مَرْبوب، إذا مُتِّنَ بالرُّبِّ.
(وق) المَرْزَنكوش. وهو خطأ، والصواب المَرْزَنجوش.
(وق) ويقولون: المَربَد، بفتح الميم. وهو المِرْبَد بكسرها وفتح الباء.
قلت: المِرْبَد الموضع الذي تحبس فيه الإبل وغيرها، وأهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفف فيه التمر مِرْبَداً وهو المِسْطَح والجرين في لغة أهل نجد.
(وق) وهي المَرَقِّيَّة بفتح الميم وتشديد القاف، لأنها منسوبة الى المَرَقِّ، واحد مَراقِّ البطن، ولا تَقُل مُراقِّيَّة.
ويقولون لما يُتَرَوَّح به: مَرْوَحَة، بفتح الميم. والصواب كسرها.
(وح) ويقولون في جمع مِرْآة: مَرايا، فيوهمون فيه. والصواب أن يقال فيها مَرَآءٍ على وزن مَراعٍ.
فأما مَرايا فهي جمع ناقةٍ مَريّ، وهي التي تَدِرُّ إذا مُرِيَ ضرعُها، وقد جُمعتْ على أصلها الذي هو مَريّة، وإنما حذفت الهاء منها عند إفرادها لكونها صفةً لا يشاركها المذكر فيها.
(م ز) ويقولون: ثوب مَرْوِيّ، بالفتح. والصواب: مَرْوَزِيّ، لأنه منسوب الى مَرْو، وهي من عمل خراسان.
قلت: قد شذّ في النسب هذا النسب الى الرَّيّ، أيضاً، فقالوا في النسبة الى مَرْو: مَرْوَزِي، وفي النسبة الى الرَّيّ: رازِيّ، فزادوهما زاياً، وهو على غير قياس فيهما.
(ز) ويقولون: مَرْعِزّ، بفتح أوّله. والصواب: مِرْعِزّ، هكذا قال سيبويه بالكسر فيه.
وفيه لغات: مِرْعِزَّى، على مثال مِفْعِلَّى، ومن العرب مَنْ يقول مِرْعِزاء، فيخفف ويمدّ، ومنهم مَنْ يقول مَرْعِزاء، وهي نبطية معرَّبة، وأصلها مِرْنِزاء.
(م ز) ويقولون: تاجر مُردٍ ومُخْسِر ومُرْبِح.
والصواب: رادٌّ ورابِحٌ وخسِر؛ لأنه من رَدَّ وربِحَ وخسِرَ.
(ص) ويقولون: مِراة. والصواب مِرْآة، على وزن مِخْلاة، وهي في الأصل مِفْعَلَة.
(ص) ويقولون: قصيدة مَرْدوفَة بألف. والصواب: مُرْدَفَة.
(ص) ويقولون: للشيء المُطَرَّح: مُرْمَى. والصواب مَرْمِيّ، بكسر الميم.
(ص) ويقولون: كِلَّة مُرْخِيّة. والصواب مُرْخاة.
(وق) وتقول للحبل: مَرَس، بفتح الراء، ولا تقل مرْش، إنما المَرْش، كالخدش، جُرحٌ غير مُؤثِّر.

(و) العامة تقول: مِرْقاة، بكسر الميم. والصواب فتحها.
قلت: المَرْقاة بالفتح: الدرجة فمن كسرها شبهها بالآلة التي يفعتَمل بها، ومن فتح قال: هذا موضع يُفعَل فيه فجعله مخالِفاً بفتح الميم، عن يعقوب بن السكيت.
(و) العامة تقول مَرْوحة بفتح الميم. والصواب كسرها.
(و) المِرّيخ تقوله العامة بفتح الميم. والصواب كسرها.
(و) تقول هذا المَرْيُ بإسكان الراء. والعامة تكسرها. قال أبو هلال العسكري: ليس في العربية اسم على فَعِل وفي آخره ياء، وإنما هو المَرْي، مأخوذ من مَرَيْتُ الضَّرْعَ، إذا مسحته ليَدِرَّ.
(و) العامة تقول: مَرْزبَّة. والصواب: إرْزَبَّة.
(و) العامة تقول مَرْجوحَة. والصواب أُرْجوحَة.
(ز) ويقولون للشيء يجعل تحت الصُّدْغ: مَزْدَغَة. والصواب مِصْدَغَة، وإن شئت قلت مِزْدَغَة بالزاي، والزاي تخلف الصاد إذا كانت ساكنة وبعدها الدال، يقال: أزْدِقاء وأصْدِقاء، وتقول العرب: لم يُحرَمْ مَنْ فُصْدَ له، وفُزْدَ له يعنون: مَن فُصِدَ له ذراعُ البعير، وكانوا يفعلون ذلك عند المجاعات ويعالجون الدم بالطبخ ويأكلونه.
(ز) ويقولون لبعض الملاهي: مِزْهَر. والمِزْهَر: العود الذي يُضرَب به.
قلت: يريد به الدُّفّ الصغير.
(ص) ويقولون: أمرٌ مُزْجَل. والصواب مُسْجَل، أي مُطلَق.
(ص) ويقولون: حديث مُزادٌ فيه. والصواب مَزيد فيه.
(وق) ويقولون: قد مزَّج العنبُ. والصواب مجّجَ، بجيمين والمَجَجُ: بلوغ العنب، وفي الحديث: لا تَبعْ العنبَ حتّى يظهرَ مَجَجُه.
(س ث) روى المفضَّل بيت أوس بن حجر:
ليْثٌ عليه من البَرْدِيّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَزْبَراني عَيّالٌ بأوصالِ
فقال له الأصمعي: ما المزبراني؟ فقال: ذو الزُّبْرة، فقال يا عجباً! تشبهه بنفسه؟ إنما هو كالمَرْزُباني، أحد مرازبة الفُرْس.
(ص) ويقولون: فرس مَسْروج مَلْجوم. والصواب مُسْرَجٌ مُلْجَم.
(ص) ويقولون: رجل مُسْمِن. والصواب: مُسْمَن، بفتح الميم الثانية.
(ص) ويقولون: مِسْجان الحمام. والصواب مِزْجَل لأن الحمام يُرمَى به، أي يُزجَل.
(وص) ويقولون: حَديث مُستَفاض. والصواب مُسْتَفيض.
(و) وتقول: عُقدة مُستَرخِية، بتخفيف الياء، والعامة تشددها.
(و) العامة تقول: مَسكته. والصواب أمْسكته.
(ق ص) وقول العامة للمسجد مَسْيد هو جائز، حكاه غير واحد، إلا أنّ العامة تقوله بكسر الميم. والصواب فتحها.
(زص) ويقولون: المَسيخ الدجال، بالخاء معجمة. والصواب بالحاء غير معجمة، على وزن جَريح، وقد رُوِي مِسّيح، على وزن سِكّيت، إلا أن رواية التخفيف أكثر وأعرف.
(زص) ولا يكاد أحد منهم يقول إلا: شهد الشهود المُسَمُّون، بضم الميم الثانية، والصواب فتحها، كما تقول: مُصطفَى ومُصطَفَوْن.
(ص) ويقولون في قول البحتري:
أعيدي فيّ نظرةَ مُستَثيبٍ ... تَوخّى الأجرَ أو كَرهَ الآثاما
يقولون مستتيب بتاءين. والصواب بالتاء والثاء المثلثة.
(ز) ويقولون للحجر الذي تُشحَذُ عليه الحديدة: مُسَنّ. والصواب مِسَنّ بكسر أوله، ويقال له أيضاً السِّنان.
(م ز) ويقولون: أخضر مُسَنِّيّ. والصواب مِسَنّي، منسوب الى المِسَنّ الذي يُشحَذ عليه الحديد.
(وح ق) ويقولون في الدعاء للمريض: مسَحَ الله ما بك. والصواب مصَحَ اللهُ ما بك، قال الأعشى:
وإذا الخمرةُ فيها أزبدتْ ... أفَلَ الإزبادُ فيها فمصَحْ
قلت: وقول الشاعر:
قد كاد من طول البِلَى أن يَمْصَحا
ويقولون: مُستَهَلّ الشهر، لأولِ يومٍ من الشهر.
وذلك غلط، لأن الهلال إنما يُرى في الليل، وإنما يقال أوّلُ الشّهر أو غُرَّته في اليوم. وأما الليلة فيقال: كتب في مُستَهلِّ كذا، ولا يقال ليلة خلتْ، لأنها ما انقضتْ.
(ص) ويقولون: ظهرت مَساويه. والصواب مَساوئُه، بالهمزة.
(ص) ويقولون: مُسَقَّر أيْلَة. والصواب مُصَقَّر، بالصاد.
(وص) ويقولون لضرب من الأصماغ: مِسْتكى. والصواب: مَصْطَكا.
(ص) ويقولون: مُسْمار ومُسْواك، بضم الميم فيهما. والصواب كسرهما.
(ص) ويقولون شرب المُسْكَر، بفتح الكاف، وهي مكسورة.

(ز) ويقولون للحديدة يستعملها الذين يدقون اللحم: مِشْحَذَة. والصواب مِسْحتَة، يقال سَحَتَ الشيءَ أسحتَه، إذا استأصله، قال الله عزّ وجل: (فيُسْحِتَكُم بعَذابٍ...).
قلت: يريد أنهم يقولونه بالشين والذال معجمتين والصواب بالسين مهملة والتاء ثالثة الحروف.
(ز) ويقولون: ثوب أخضر مَشْرَب. والصواب مُشْرَب، كأنه أُشْرِبَ هذا اللون.
وتولَعُ به العامة فلا يقولونه إلا على الأخضر خاصةً، وهو جائز في سائر الألوان.
(وق و) المُشانُ، بضم الميم.
قلت: هو نوع من الثمر، وقيل هو الرُّطَب، وفي المثل: بعِلّةِ الوَرَشان تأكل رُطَبَ المُشان.
(وق) ويقولون: فلان مُمشقِع، بالشين. وإنما هو مُمَسْقِع، بالسين غير معجمة، من قولهم خطيب مِسْقَع، لتبججه وكثرة كلامه.
(وح) ويقولون: المَشْوَرَة مباركة، فيبنونها على مَفْعَلَة. والصواب مَشُورَة على وزن مَثوبَة ومَعونة، كما قال بشار:
إذا بلَغَ الرأيُ المَشورَةَ فاستشرْ ... ............
ويقولون: شَوّشتَ الأمر فهو مُشَوَّش. والصواب أن يقال: هوّشته فهو مُهَوَّش، لأنه من الهَوْش، وهو اختلاط الشيء، ومنه الحديث: إياكم وهَوْشات الأسواق، وفيه: مَنْ أصاب مالاً من مَهاوِش أذهبه اللهُ في نَهابِر، والمهاوش: التخاليط، والنهابر: المهالك.
(وح) ويقولون: هو مَشوم. والصواب مَشْئوم بالهمز، وقد شُئِمَ، إذا صار مَشئوماً، واشتقاق الشُّؤم من الشّأمَة، وهي الشمال، والعرب تنسب الخير الى اليمين والشرَّ الى الشمال.
يقولون: جاءوا كالجراد المُشْعَل، بفتح العين. وصوابه بكسر العين، ومعناه كالجراد المنتشر، وقولهم كتيبة مُشْعِلة أي متفرِّقة.
(ز) ويقولون: أمر مُشْهَر. والصواب مَشْهور، شَهَرتُ السيفَ وغيره فهو مَشْهور.
(ز) ويقولون: مِشْكاة للرصاصة المتخذة للذُّبال.
والمشكاة: الكُوّة غير النافذة، وهي بلغة الحبشة.
(ص) ويقولون: مُشْتَهِد في حاجتك، بالشين. وصوابه بالجيم.
(ص) يقولون: خَطٌ مِشق. والصواب فتح الميم.
(وز) ويقولون لواحد المُصْران: مصرانة. والصواب مَصير، ثم يجمع على مُصران، مثل قضيب وقضبان، ثم يجمع المصران على مصارين قال النابغة:
............ ... طاوِي المَصير كسيفِ الصَّيْقَلِ الفَرِدِ
(ز) ويقولون: لزِم الناسُ مَصافَهم، فيخففون. والصواب لزِموا مَصَفَّهم ومَصافَّهم، بالتشديد.
(ق) والمِصِّيصَة، بكسر الميم لا فتحها.
(وح) ويقولون لما يُصانُ: هو مُصانٌ. والصواب مَصون، قال الشاعر:
............ ... ويَرْتَعُ منك في عِرْضٍ مَصونِ
ويقولون: مُصاغ. والصواب: مَصوغ.
(ز) ويقولون: لعصير العنب أول ما يُعصَر: مُصْطار. والمُصْطار: الخمر التي فيها حموضة، وهي أيضاً الخَمْطَة.
(ص) ويقولون: مُصْباح. والصواب بكسر الميم.
(ص) ويقولون: شيء مَصْلوح. والصواب مُصْلَح.
(ص) ويقولون للحصير التي يُصلَّى عليها: مُصَلِّية. والصواب مُصلّى.
(ص) ويقولون مَصْحَف. والصواب مُصْحَف بضم الميم، ومِصْحَف بكسر الميم.
(و) العامة تقول: مَصَصتُ الرمانَ بفتح الصاد. والصواب كسرها.
(وق) وهو المُطبَق، بضم الميم للسجن، لأنه أُطبقَ على مَنْ فيه.
ويقولون للمُتَشبِّع بما ليس عنده: مُطَرْمِذ، وبعضهم يقول: طِرْمِذار.
والصواب فيه طِرْماذ.
قلت: هو بالذال المعجمة، قال الشاعر:
طَرْمَذَةً منّي على طِرْماذِ
(ز) ويقولون للرمح القصير: مَطْرَد. والصواب مِطْرَد.
قلت: يريد بكسر الميم لا فتحها.
(ص) ويقولون: إناء مُطْلِيّ. والصواب مَطْلِيّ بفتح الميم.
(ص) ويقولون: للمرأة الكهلة المسترخية اللحم: مُطَهَّمة.
قال الأصمعي: المُطَهَّم التامُّ كلّ شيء منه على حِدَتِه، يقال صبيٌ مطهَّم، إذا كان حسن الخَلْق.
(ص) ويقولون: مَطْرَف. والصواب مُطْرَف، بضم الميم.
(ص) ويقولون: عثمان بن مَطْعون. وصوابه بالظاء المعجمة.
(و) العامة تقول: ثوب مُطْوِي بضم الميم. والصواب فتحها.
(و) العامة تقول: مَعاوية، بفتح الميم. والصواب ضمها.
(و) العامة تقول: عصا مُعَوَّجَة. والصواب مُعْوَجّة، بضم الميم وسكون العين وفتح الواو وتشديد الجيم.

(ص) ويقولون للفرس الذي في عينيه ورمٌ وابيضاض: مِعْران. وإنما هو المَعْرون، على وزن مَفْعول: الذي في أرساغه تشقُّقٌ. فأما الوَرَم في العين فهو الغَرَب، وفرس مُغْرَب، والعَرَن لا يكون إلا في القوائم.
(ز) ويقولون: جاء القوم مَعَدا فلاناً. والصواب ما عدا فلاناً. وعدا وخلا حرفانِ يستثنى بهما، تقول: جاء القوم عدا زيداً وخلا زيداً، وتدخل عليما ما فتقول: ما عدا زيداً.
(ق) ويقولون لضرب من الحلوى: المَعْقودَة. وصوابه المُعَقَّدة.
(وح) ويقولون للعليل: هو مَعلول. والمَعْلول هو الذي سُقِيَ العَلَل. فأما المَفْعول من العِلّة فهو مُعَلٌ، وقد أعلّه الله.
(ز) يقولون: رجل مُعَرْبِض. واصوابه مُعَرْبِد، بالدال غير المعجمة، قال ابن قتيبة: اشتقاقه من العِرْبَدّ، وهي حية تنفخ ولا تؤذي.
(ص) ويقولون: مُعَرْبِذ، بالذال معجمة، وهو بالدال المهملة.
(ز) ويقولون: مَعَلّى ومَعاذ، بفتح الميم. والصواب ضمها منهما.
(ص) ويقولون للعنز: مَعزة. والصواب: ماعِزَة.
(ص) ويقولون: جلستُ بمَعْزَل. والصواب بمَعْزِل.
قلت: يريد فتح الميم وكسر الزاي.
(ص) ويقولون: أبو مِعْشَر. وصوابه فتح الميم.
(وص) ويقولون: رجل مُعاب. وصوابه مَعيب.
(ص) ويقولون: أنا مُعْجِبٌ بك. وصوابه مُعْجَب، بفتح الجيم، وكذلك الذي فيه كِبْر، لا يقال إلا مُعْجَب أيضاً، فأما المُعجِب فهو الذي يُعجبُك.
(زص) ويقولون: أنت مُعْزِم على السفر. والصواب أنت عازِم.
(و) العامة تقول مَعْدَن بفتح الدال. والصواب كسرها.
(و) تقول قرأت المُعَوِّذَتين، بكسر الواو. والعامة تفتحها.
(ص) يقولون: مَغْزَل المرأة. والصواب مِغْزَل بكسر الميم وفتح الزاي.
(ص) ويقولون: عبد الله بن مُغَفَّل.
قلت: هما اثنان، وكلاهما عبد الله، ولكن الصحابي المُزَنيّ عبد الله بن مغفَّل، بالغين معجمة وبالفاء مشددة، وعبد الله بن مَعْقِل، بالعين مهملة والقاف مخففة، تابعيّ.
ويقولون للداء المُعترض في البطن: المَغَص، بفتح الغين.
والمَغَص بفتح الغين هو خِيار الإبل، يدلّ عليه قول الراجز:
أنتَ وهبتَ هَجْمةً جُرْجورا
أُدْماً وحُمْراً مَغَصاً وخُبورا
وأما اسم الداء فهو المَغْص، بإسكان الغين، وقد يقال بالسين.
(و) تقول: ماء مُغْلَى، بفتح اللام. والعامة تكسرها.
(وص) ويقولون: مُفتاح. والصواب مِفْتاح، بكسر الميم.
(ز) ويقولون: مَفْقوع العين. والصواب مَفْقوء العين، وقد فقَأت عينَه، وقد تفقّأ الرجلُ شحماً.
(ق) يقولون فلان مُقْرَى بكذا. وإنما هو مُغْرَى، بالغين المعجمة.
(و) العامة تقول: أعطاني على المَقْلول كذا وكذا. وصوابه أعطاني على الأقل.
(م ز) ويقولون للحبل الذي تُقادُ به الدابّة: مَقْود.
والصواب: مِقْوَد ومِقْواد ومَقاوِيد، ولا أعلم من كلام العرب مَفْعَلاً من المعتلّ.
ومن هذا قولهم: فرس مُقاد وشعر مُقال. وصوابه مَقُود وشعر مَقول.
(ز) ويقولون لمَن أُقعِدَ عن المشي والقيام من عِلّة أو خِلْقة: مَقْعَد. والصواب مُقْعَد، بالضم لأن مُفْعَل من أقعده الله، ويقال للضفادع مُقْعَدات، لأنهن لا ينهضن إلا تقافزاً، فكأنهن أُقعِدن.
(ز) ويقولون للظرف الذي يُقلَى فيه الحَبُّ وغيره: مِقْلاة. والصواب مِقْلَى، بلا هاء، تقول: قَلَوت الحَبَّ في المِقْلَى أقْلوه قَلْواً، وقَلَيتُ أيضاً لغة ضعيفة، وقد تقَلّى الحبُّ فهو متقَلٍّ.
(ص ز) ويقولون لخادم الرَّحى: مَقّاس. والصواب مكّاس، وقال أبو نصر: المكّاس: العشّار، وقال بعض اللغويين: أصلُ المَكْس النقصُ، ومنه المماكسة في البيع، وقال أبو زيد: المكس الجباية.
وبعض العوام يقول لبائع المِقَصّ: مَقّاص. والصاب: صاحب المقاصّ.
(و) تقول: فلان مُغْرَى، بكذا بالغين معجمة. والعامة تقول: مُقْرَى، بالقاف.
ويقولون لمَنْ انقطعتْ حُجّتُه: مُقْطَع، بفتح الطاء. والصواب كسرها، لأن العرب تقول للمحجوج: أقْطَعَ الرجلُ، فهو مُقْطِعْ، فأما المُقْطَع بفتح الطاء، فيقع على العِنِّين، وعلى من أقطِعَ قطيعة وعلى المحروم دون نظرائه.
(وح) ويقولون: المِقْراض والمِقَصّ. والصواب: مِقْراضان ومِقَصّان وجَلَمانِ، لأنهما اثنان.
(م ص) ويقولون: مِقْداف. والصواب مِجْداف، وقد جدّف الملاح.

(ص) ويقولون: للبخيل: مُقْرِف. والمُقْرِف الذي أمُّه كريمة وأبوه ليس كذلك.
(و) ومُقدِّمة العسكر، بكسر الدال.
(ص) ويقولون: ابن المُقَفَّع. والصواب ابن المُقَفِّع بكسر الفاء، لأنه كان يعمل القِفاع ويبيعها.
قلت: القَفعَة شيء شبيه بالزنبيل بلا عروة، وتعمل من خوص، وليس بالكبير، وقيل إن أباه كان مُقَفَّع الأصابع، فهو حينئذ بفتح الفاء.
(ص) ويقولون: المُقْضَى كائن. والصواب المَقْضِيّ.
قلت: هو بفتح الميم وسكون القاف وكسر الضاد وتشديد الياء.
(وص) ويقولون: متاع مُقارَب. والصواب مُقارِب بكسر الراء.
(ص) ويقولون: رجل مَقْطوع. والصواب مُقْطَع به.
(ص) ويقولون: مَقرط فلان، إذا تابع الكلام وأكثر: والصواب: قَرْمَطَ، يقال: قَرْمَطَ خَطوَه، إذا قاربه في سرعة، وقرمط خطّه، إذا جمعه وضمّ بعضَه الى بعض.
(م ز) ويقولون: مَقْنَعَة ومَقْنَع للذي يُغطَّى به الرأس. والصواب مِقْنَع، ومِقْنَعَة، بكسر الميم.
(ز) ويقولون: رجل مُكَدِّي. وأكثر ما يلحن في هذا أهل المشرق، ويقولون المُكَدِّية، للسؤّال الطوافين على البلاد. والصواب: رجل مُكْدٍ، من قولك: حفرَ فأكْدَى، إذا بلغ الكُدية فلم تُنبِطْ ماءً، والكُدْية أرض صُلْبة، إذا بلغ الحافرُ إليها يَئس من الماء.
قلت: يريد أنهم يقولون: مُكَدٍّ، بفتح الكاف وتشديد الدال، والصواب ضم الميم وسكون الكاف وتخفيف الدال.
(وق) ويقولون في جمع المَكّوك: مَكاكي. وإنما المَكاكي جمع مكّاءٍ، وهو طائر يسقط في الرياض ويَمْكو، أي يَصْفِر. والصواب أن يقال: مَكاكِيك.
قلت: إنما كانت ثلاث كافات في جمع مفرده فيه كافان، لأن لفظ مكّوك، الكافُ الأولى مشدّدة فهي حرفان.
(ص) ويقولون: رجل مُكْرِيّ. والصواب مَكْريّ.
قلت: بفتح الميم وسكون القاف وكسر الراء وتشديد الياء.
(ص) ويقولون: هذه مكانُ عُمْرَتِك، بضم النون. والصواب فتحها.
(زص) ويقولون: أقرّ المُكْنَى بأبي فلان. والصواب المَكْنِيّ، بفتح الميم وسكون الكاف وكسر النون وتشديد الياء.
(وق) وهي المِكْنَسة، بفتح النون، ولا تُكْسَر.
(و) وهذا المَكْتَبُ والمكاتِبُ. والعامة تقول الكُتّاب والكتاتيب. وهو غلط، لأن الكُتّاب الذين يكتبون.
(و) العامة تقول: جارِي مُكاشِري، بالشين معجمة. وصوابه بالسين المهملة.
(ك س) أملى اللحياني يوماً: هو جاري مُكاشِري، بالشين، فقال ابن السكيت: مُكاسِري، يريد كِسْر بيتي الى كِسْر بيته، فقطع الإملاء ولم يُمل.
قلت: صوابه بالسين المهملة.
(وص ح) ويقولون: وحقِّ المِلْح، إشارة الى: ما يؤتدم به، فيحرفون المكني عنه، لأن الإشارة الى الملح، فيما تُقْسِمُ به العرب، هو الرَّضاع لا غير، والدليل عليه قول وفد هوازن للنبي صلى الله عليه وسلم: لو كنّا مَلَحْنا للحارث أو للنعمان لحَفِظَ ذلك فينا، أي لو أرضعنا له، وعليه قول: أبي الطَّمَحان في قوم أضافهم فلما أجنهم الليل استاقوا نعمه:
وإنّي لأرْجو مِلْحَها في بُطونِكُم ... وما بَسَطتْ من جِلدِ أشعثَ أغْبَرِ
يريد: إني لأرجو أن تؤخذوا بغدركم في مقابلة ما شربتم من لبنها.
وأما قولهم: مِلْحُهُ على رُكبَتِه، أي أنه ممن يضيع حق الرَّضاع.
(ص) ويقولون: رمان مَلِّيسيّ. والصواب إمْلِيسيّ.
(ص) ويقولون للفرس القليل اللحم المضطرب الخَلْق: مِلْواح. والمِلْواح: السريعُ العطش.
(ص) وكذلك: المِلْحَفة لا تكون عندهم إلا من قطن. وليس كذلك، بل كلّ ما التُحِفَ به فهو مِلْحَفة.
(ص) والمَلْحاءُ من البعير ما تحت سنامه، وهو ممدود غير مقصور.
(ز) ويقولون لبعض أردية الحرير: مُلاءة. والمُلاءة المِلْحَفة. قال الأصمعي: الرَّيْطَة: كُلّ مُلاءة لم تكن لِفْقَين. وقال ابن قتيبة: إذا كانت المَلاءة واحدةً فهي رَيْطَة وإذا كانت نِصْفاً فهي شُقّة.
(ص) ويقولون: إناء مَلا. والصواب مَلآن على وزن سَكْران.
(ق و) مَلَطْيَة اسمُ المدينة. قال شيخنا أبو منصور: الياء خفيفة لا تُشَدَّد.
(و) تقول: مِلاكُ الدّين الوَرَعُ، بكسر الميم. والعامة تقول بفتحه.
(و) العامة تقول: كنا في مِلاكِ فلان. والصواب إمْلاك.
(ص) والمُمَزّق من المُضَرَّب بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، يقال بكسر الزاي وفتحها، والكسر أبينُ لأنه يقال إنما سمي المُمَزِّق لقوله:

أنا المُمَزِّقُ أعراضَ اللئامِ كما ... أنّ المُخَرِّقَ أعراضَ اللئامِ أبي
(م) ويقولون: لا مَمْدوحة من كذا. والصواب لا مَنْدوحة بالنون.
(و) العامة تقول: ما رأيته من أمس، ومن أيام. وهو غلط. والصواب مُذْ أمسِ، ومنذ أيام، لأن مِنْ تختص بالمكان، ومُذْ ومُنذ تختصانِ بالزمان، فإن اعترضَ معترِض بقوله تعالى: (... مِن يومِ الجُمُعَة...)، فالجواب أنها بمعنى في، وإن اعترضَ بقوله تعالى: (... من أوّل يومٍ...)، فالجواب أنّ تقديره: مِن تأسيس أوّل يومٍ، وقول الشاعر:
............ ... أقْوَينَ من حِجَجٍ ومن عَشْرِ
(ز) ويقولون: هو مُنْتَن الريحِ، بفتح التاء. والصواب مُنْتِن بكسر التاء، لأنه من أنتَن.
(ز) ويقولون: مَنْكَب الإنسان وغيره. والصواب: مَنْكِب بالكسر.
قلت: يريد كسر الكاف.
(و) العامة تقول: مَنْفَحة. والصواب: إنْفَحّة.
(ز) ويقولون: مَنْتَقَة. والصواب: مِنْطَقَة، ومناطق.
قلت: يريد كسر الميم وسكون النون وبعدها طاء مهملة، وهو النِّطاق أيضاً.
(ز) ويقولون للشيء الذي لا غُضون فيه ولا حُزوز: مُنَوْبَل. والصواب: نَبيل، وأصلُ النُّبْلِ الارتفاع.
(ص) ويقولون: مِنْجِل والصواب: مِنْجَل، بفتح الجيم.
(ص) ويقولون: مُنْكِر ونِكير. والصواب فتح الكاف من مُنْكَر وفتح النون من نَكير.
(ص) ويقولون: اللهم اجعلنا من المُنسِيّين في قلوب المؤذيّين. والصواب المَنْسِيّين بفتح الميم، والمؤذين على وزن المُعْطين.
(ص) يقولون: المُنْعَى إليها زوجُها. والصواب المَنْعِيّ، بفتح الميم وسكون النون وكسر العين وتشديد الياء.
(و) وتقول للرَّطْلينِ: مَناً مخففاً، وفي التثنية: مَنَوانِ، والجمع أمناء. والعامة تقول مَنّاً وأمنَان.
(ص) ومن ذلك: المَنْكِب والمَرْفِق، لا يفرقون بينهما.
والمَرْفِق: رأس الذراع الذي يلي العَضُد، والمَنْكِب رأسُ العضُد الذي يلي الكتِف.
(ص) ويقولون: المَنِي والوَذِي. والصواب مَنيّ، بالتشديد على وزن صَبيّ، ومَذْي بإسكان الذال، على وزن ظَبْي، وقد يقال مَذِيّ على وزن مَنِيّ.
(ص ق) ويقولون لضرب من الثياب يُتخَذ من صوف: مَنْطَر. والصواب: مِمْطَر، وهو مِفْعَل من المَطَر، كأنهم أرادوا أنهم يلبسونه في المطر.
(وق) ويقولون للذي يُسْتَصْبَحُ به على أبواب الملوك: مِنْيار، بالياء. والصواب مِنْوار بالواو.
(ص) ويقولون للصَّقْلَبيّ: مَنْبوص. والصواب: مَنْموص.
(ص) ويقولون في جمع مَنارة: مَناير. والصواب مَناوِر.
(وص) ويقولون: حُوت مَنْقور. والصواب مَمْقور.
(س) أخبرنا ابن دريد عن أبي حاتم قال: قال الأصمعي: أنشد أبو كعب أبا عمرو بن العلاء:
وأنا المَنيّةُ بعدما قد نوّموا ... وأنا المُعالِنُ صفحةَ النُّوّامِ
فقلت: أنا المُنَبِّه بالباء، فقال أبو عمرو: خذها عنه. ومذهب الأصمعي أقوى في صنعة الشعر.
(وزق) ويقولون: أمر مُهْوِل. وإنما هو هائِل، يقال: هالني الشيء يَهولني هَوْلاً، إذا أفزعك، فهو هائِل، والهَوْل المخافة من الأمر.
(وق) ويقولون: المُهَنذِز، بالزاي. وهو المُهَندِس، بالسين لا غير، وهو مشتق من الهِنداز، فصيرت الزاي سيناً، لأنه ليس في كلام العرب زاي بعد دال، والاسم الهندسة.
قلت: ولقد قلتُ هذه القاعدةَ لبعض الناس، فغاب عني حيناً وجاءني وقال: انتقضتْ قاعدتُك التي ادّعيتها في أنه لا تجتمع الزاي بعد الدال في كلمة من الكلام. قلت له: بمَ نقضتَها؟ قال: تقول: عند زيد. فقلتُ: هذه نادرة.
(ص) ويقولون: مُهَلْهَل، بالفتح. والصواب مُهَلْهِل بالكسر.
قلت: يريد به اسم الشاعر، لأنه اسم امرئ القيس بن ربيعة أخي كليب وائل، أوّل مَنْ أرَقّ الشعرَ وهَلْهَل نَسْجَه.
(ص) ويقولون: هو مَهْدور الجِناية. والصواب مُهْدَرٌ، لأنه لا يقال: هُدِرَ دَمُه. وإنما يقال: أُهْدِر.
(ص) ويقولون: سَيْل مَهْزوز. والصواب: مَهْزور، الأولى زاي والأخرى راء.
(ص) ويقولون: مَوْتَة سُوءٍ. والصواب مِيتَةُ سوءٍ.
(ص ز) ويقولون للحديدة التي يُقطَع بها ويحلق: مُوسٌ، ويجمعونه أمواساً، حتى قال بعض شعرائهم:
بَرِئْتُ من نَجْمٍ ومِن فُلوسِه
وحُلِّقَتْ لِحيتُه بِموسِه

والصواب: موسَى، يقال: هذه موسَى حديدة، وزعم الأموي أن موسَى مُفْعَل مذكر، وصرّف له فِعْلاً وقال: أوسيت رأسَه، إذا حلقته. وقال الكسائي: موسَى فُعْلَى. وأكثر اللغويين على أن ألف موسَى لغير التأنيث. ولذلك ما يلحقونها التنوين.
(ز) ويقولون: موخِرَة السّرْج. والصواب آخِرَة السَّرْج، وكذلك آخِرَة الرحل وقادمتهما.
(ز) ويقولون: صوف مُوَضَّح، بالضاد. والصواب مُوَذَّح، بالذال المعجمة، وقَلَنْسُوة مُوَذَّحة. وأصل الوَذَح ما لَصِقَ بأصواف الغنم من أبعارها وأبوالها، واحدتها وَذَحَة.
(ز) ويقولون: رجل موْسوع عليه. والصواب مُوَسَّع عليه، وقد أوسَع الرجلُ إيساعاً، إذا استغنى.
(ز) ويقولون: شجرة مؤقَرة. والصواب مُوقَرة ومُوقِرة وشجر موقِر أيضاً، كأنه أوقر نفسه.
(ص) وهو المؤَمَّل بن أُمَيْل الشاعر، بفتح الميم الثانية.
(ص) ويقولون: لحم موقوع. وهو خطأ، لأن وقَعَ لا يتعدى، لا يقال وقعته، وإنما أوقعته فوَقَع.
قلت: فالصواب فيه مُوَقَّع.
(ص) ويقولون: نار مَوقودَة. والصواب مُوقَدَة.
(ق وص ح) ويقولون: أما مؤيس من كذا. والصواب يائس وآيس، كلاهما على وزن فاعل، مقلوب.
(ص) ويقولون: شاة مولودة، للتي ولَدَتْ قريباً، وهو غلط. إنما المَوْلودة ولَدُها إذا كانت أنثى.
(ص) ويقولون: جرحة موضَحة. والصواب موضِحة، بكسر الضاد، لأنها توضِحُ عن العَظْم، أي تُبْدي عن وضَحِه.
(ص) ويقولون المُولَى عليه. والصواب: المَولِيّ عليه، بفتح الميم وكسر اللام وتشديد الياء.
(و) وهذه مَؤُنة، مفتوح الميم مهموز الواو. والعامة تقول مُوْنَة.
(و) العامة تقول: يا مُولاي، بضم الميم. والصواب فتحها.
(م) ويقولون: مَيْشوم. والصواب مَشْئوم.
(م ز) يقولون للموضع الذي تحطُّ فيه السفن: مِينَة.
والصواب مِينا، بالقصر والمد، والقصر فيه أكثر، وهو مشتق من الوَنا، وهو الفُتور والسكون.
(س ك) حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثنا أبو محمد سلمة بن عاصم عن أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء أنه قال: المِيناءُ جوهَرُ الزجاج، ممدود يكتب بالألف، والمِينَى: موضع تُرْفأ إليه السفن، مقصور يكتب بالياء. وهذا مما غلِطَ فيه وقلَبَه؛ المِينَى جوهرُ الزجاج، مقصور يكتب بالياء، والميناء الموضع الذي ترفأ إليه السفن، ممدود يكتب بالألف، قال كُثَيِّر:
كأنكَ لم تسمعْ ولم ترَ قبلَها ... تَفَرُّقَ أُلاّفٍ لهُنّ حَنينُ
تأطّرنَ بالميناءِ ثمّ ترَكْنَه ... وقد لاح من أثقالهِنّ شُجونُ
(ز) ويقولون للذي يُدَقُّ به الوَتِد: مَيْجَم. والصواب مِنْجَم، وهو مِفْعَل من نَجَمَ الشيءُ، إذا بَدا وظهر، كأنه تَنَأ على العودِ الذي يقبض عليه الضاربُ، ومنه مِنْجَم الكَعْبِ والعرقوب، وهما موضع نجومهما ونتوئهما.
(وز) ويقولون للمَطْهَرة: مِيضَة. وبعضهم يقول مِيضاة.
والصواب: مِيْضَأة، بالهمز، والجمع مَواضِئ، وأصل الياء الواو في مِيضَأة.
(ز) ويقولون: ماتَ مَيْتَة سوء، بالفتح والصواب: مِيْتَة، بكسر الميم.
(ز) ويقولون لجمع الماء مِياةٌ، بالتاء، حتى قال بعض شعرائهم المطبوعين:
فَسَماؤها بنُجومِها، وسَحابُها ... ورِياحُها وبحارُها ومياتُها
والصواب أمْواه، للجمع الأقلّ، ومِياه للكثير.
(ص) ويقولون لوِطاءِ السَّرْج: مَيْثَرة.
والصواب: مِيْثَرة، بكسر الميم، وياؤها منقلبة عن واو؛ لأنها مِفْعَلة من الشيء الوَثير، وهو الوَطِِئ.

حرف النون
(ز) يقولون: نافِقُ القميص. والصواب نَيْفَقٌ، وكذلك نَيْفَقُ السراويل، والجمع نَيافِق.
وعامة أهل المشرق يقولون نِيْفَق. وذلك خطأ لأنه لا يكون شيء من كلام العرب على فِيْعَل.
قلت: يريد بذلك كسر النون من نِيْفَق.
(ث) قال الرياشي: حدثني مُسلِمُ بن خالد بن أبي سفيان بن العلاء قال: لما أُشخِصَ أبو عبيدة جاء ابنُ خالد النميري ليَخْلُفَه، فكان أوّل شِعْرٍ أنشده قصيدة للأسْعَر بن مالك الجُعْفيّ، فلما بلغ هذا البيت:
أمّا إذا استدبَرْتَه فكأنّه ... باز يُكفكِفُ أن يطيرَ وقد رأى
أنشده نار، فقال فيه الشاعر:
جعلَ البازَ للجهالةِ ناراً ... وتَمادَى في غَيِّه وتجَبَّرْ

(س) قال: أنشد أبو عمرو الشيباني لحُمَيد بن ثور:
عَرِيبيّة لا ناخِصٌ من قَدامَةٍ ... ولا مُعْصِرٌ تجري عليها القَلائدُ
وقال: نَخَصَ لحمُها أي قلّ، قال: قال أبو العباس: إنما هو ناحِضٌ مهزولة، وجسَدٌ نحيض، إذا كان مهزولاً، وأنشد للراعي:
بنات نَحيضِ الزَّوْرِ يَبْرُقُ خَدُّهُ ... عِظامُ مِلاطَيْهِ مَوائِرُ جُنَّحُ
ورجل نَحيض وامرأة نحيضة، إذا كانا هزيلين، وسِنانٌ نحيض ومَنْحوض.
قلت: قال الجوهري: نَخَص الرجلُ، بالخاء المعجمة، ينْخُضُ، بالضم، أي تخَدَّد وهُزِلَ كِبَراً، وعجوز ناخص: نخَصَها الكِبَرُ وخدَّدَها.
وقال أيضاً: النّحْضُ والنّحْضَةُ: اللحمُ المُكْتَنِزُ، كلحم الفخذ، وسِنانٌ نحيض، وقد نحّضته، أي رقّقته.
قلت: فذكره بمعنى واحد في فصل الخاء المعجمة من باب الصاد المهملة، وفي باب الضاد المعجمة في فصل الحاء المهملة.
(وص ح) وهو النّاجِذُ بالذال المعجمة، والجمع نَواجِذ.
(ص) يقولون: امرأة نافِسَة. والصواب نُفَساء، يقال: نُفِسَت بضم النون، إذا ولَدتْ، ونَفِسَتْ، بفتحها، إذا حاضت.
قلت: النُّفَساء، بضم النون وفتح الفاء وبعد السين المهملة ألف ممدودة.
(ص) وكذلك النّاب من الإبل، يكون عندهم للذكر والأنثى. وليس كذلك، إنما الناب: الأنثى المُسنّة من الإبل خاصّة.
(ص) ويقولون: ما نالَ لك أن تفعل كذا. والصواب ما أنالَ لك، رباعيّ، وما آنَ لك، وما أنَى لك، كلّه بمعنى.
(ك ث) حدث موسى بن سعيد بن مُسْلِم الباهلي قال: كان ابن الأعرابي يؤدِّبُنا فدخل الأصمعي ونحن نقرأ شعر ابن أحمر فلما وصلنا الى قوله:
أرى ذا شَيْبَةٍ حَمّالَ ثِقلٍ ... وأبيضَ مثلِ صدْرِ السّيفِ نالا
فقال الأصمعي: ما معنى نالا؟ فقال: من النّوال.
فقال: إنما هو بالا بالباء لا بالنون.
قلت: البال: الحال، أي كالسيف في حاله.
(ص ز) ويقولون: نَبْلَة لواحدة النَّبْل، وذلك خطأ، لأن النَّبْل عند العرب جمع لا واحد له من لفظه، مثل الغَنَم والخيْل، وواحد النَّبْل سهْمٌ أو قِدْح، كما أن واحد الخيل فرس.
يقال: أنْبَلتُ الرجلَ، إذا أعطيته سَهْماً، وقد نَبَلَه ينبُلُه، إذا رماه بالنَّبْل.
(ص) ويقولون: النَّبْق. والصواب النَّبِقْ، بكسر الباء.
(ق ص) ويقولون نَبيِّة، وإنما هي نَفِيَّة، بالفاء، وهي سُفْرَة تُعمَل من الخوص، وعن زيد بن أسلم: يُصنَعُ لنا نَفِيَّتيْن نُشَرِّرُ عليهما الأقِط.
(و) العامة تقول: نبَحَتْ عليه الكلاب. والصواب نَبَحَتْهُ.
(وص) ويقولون: نَتَجت الدابّة. والصواب نُتِجَتْ ونَتَجْتُها أنا.
قلت: يريد نُتِجَتْ بضم النون وكسر التاء مُغَيَّراً لما لم يُسَمّ فاعله.
(و) العامة تقول: نثَر كِنانَتَه. والصواب نثَلَ، باللام.
(وح) يقولون: نَجَزَت القصيدةُ، بفتح الجيم، إشارة الى انقضائها. ومعنى نجَزَ، بفتح الجيم، حضَر، ومنه قولهم: بِعْتُه ناجزاً بناجز، أي حاضراً بحاضر. والصواب نجِزَتْ، بكسر الجيم، ذكر ذلك أبو عبيد الهَرَويّ في كتاب الغَريبين.
(ز) ويقولون: نجَزَني كذا وكذا، إذا لم يُحضِرْه. والصواب أعجزني الشيء يعجزني، إذا لم يستطع عليه. وقد عجَزتُ عنه أُعجِزُ، فأما النّاجِزُ فهو الحاضر.
(ص) ويقولون نَجِبَ الغلامُ. والصواب نجُبَ نَجابَةً، بالضم.
(ص) ويقولون: رجل نَحَويّ. والصواب نَحْويّ، بإسكان الحاء، منسوب الى النّحْو.
(ق) ويقولون: نُحُنَى فعلنا ذلك، يريدون نحْنُ، وهو لُكْنَة قبيحة.
(ص) ويقولون لبائع الدواب والرقيق نخّاص. والصواب نخّاس، وأصله من النَّخْس وهو الضرب باليد على الكَفَل.
(ص) ويقولون: نَخْعِيّ. والصواب فتح النون والخاء، وهو إبراهيم النّخَعِيّ، والأشْتَرُ النّخَعيّ.
(و) العامة تقول: نُخْبَة القوم، بسكون الخاء. والصواب فتحها.
(ك) حدثنا الحزنبل قال: كنا عند ابن السكيت فأنشدنا شعراً منه:
ومَجازُ مُعْتَرَكٍ سقيتُ به ... أُدْمَ القِلاصِ كأنّها النّخْلُ
فقال له رجل: ما معنى النخل هنا؟ قال: من دقتها وهزالها، فإذا ضمُرَتْ طالتْ، فقال له الرجل: أنشدنا إسحاق: كأنها نَحْلُ، وقال: سألت عنها الأصمعي فقال: شبهها بالنحل لصغرها وهزالها.

(وص) ويقولون: أرض نَدِيّة، وعصا مُستويّة، ومُلتَويّة ومُستَرخِيّة، وسمعت مُغَنيّة، ورأيت المُكارِيّين.
والصواب في ذلك كله تخفيف الياء.
ومما لا يستعمل إلا في الشّرِّ قولهم: ندّد به وسمّع به، وقولهم قيّض له كذا، ومثله (وباءُوا بغَضَبٍ...)، وذكر أهل التفسير أنه لم يأت لفظ الأمطار ولا لفظ الريح إلا في الشّرِّ.
قلت: هذا ينتقض بما في القراءات السبع، فإنه قد قُرِئَ الريح، مفرداً: رياحاً، بالجمع.
(م) ويقولون: سبحان مَنْ ليس له نَدٌّ، بفتح النون.
والصواب كسرها.
كما أن النِّذارة تكون عند إطلاق لفظها في الشّرِّ، كذلك البشارة تكون في الخير.
(ز) ويقولون: نَرْجَس، بفتح الجيم، ويسمون به.
والصواب نَرْجِس، بالكسر، وزعم أبو عثمان المازني أن نرْجِساً على وزن نَفْعِل وأن النون فيه زائدة، لأنه ليس في الكلام على مثال فَعْلِل.
(ز) ويقولون لبعض آلة النسّاج: نَزْق. والصواب مِنْسَق، يقال: نسَقَ النّسّاج اللُّحمة بين سَدَى الثوب، ينسُقُ.
(وح) يقولون لضد الذِّكْر: النَّسَيان، بفتح النون والسين.
والنَّسَيَان: تثنية النَّسا، وهو العِرْق الذي في الفخِذ، فأما المصدر من نَسِيَ فهو النِّسْيان، على وزن فِعْلان مثل العِرْفان والكِتْمان، فإن جاءت مصادر في كلام العرب على فَعَلان، بفتح الفاء والعين، فهي مما يختص بالحركة والاضطراب، كالوَخَدان والرَّمَلان واللَّمَعان والضّرَبان.
(ص) ويقولون لصانع السفن: نشّاء. والصواب مُنْشِئ، لأنه من أنْشأَ.
ويقولون: قد نشِبَ فيه. ووجه الكلام أن يقال: نشّم، لاشتقاقه من نشّمَ اللحمُ، إذا بَدا التغيّرُ والإرْواحُ فيه، وعلى هذا جاء في مقتل عثمان رضي الله عنه فلما نشّم الناسُ في الأمر، أي ابتدءوا في التوثب عليه والنيل منه. ونشّم كان الأصمعي يرى أنها لا تستعمل إلا في الشرِّ.
(و) العامة تقول: نشَقْتُ ريحاً طيبةً، بفتح الشين.
والصواب كسرها.
(و) تقول العامة للصغار: نَشْو، بالواو. والصواب نَشْءٌ بالهمز.
(و) النَّشاءُ المأكول، ممدود، وهم يقصرونه.
(ص) ويقولون لضرب من الطيب: نُضوحٌ.
والصواب نَضوح، بالفتح، كما يقال: سَفوف، ولَعوق، ذَرور ودَلوك.
(م ص ز) ويقولون للجِلد الذي يُبسَطُ للطعام: نَطاً، ويجمعونه على أنطاء. والصواب: نِطَعٌ، وأنطاع للجميع ونُطوع، وزعم الكسائي أن فيه أربع لغات: نِطْعٌ، ونِطَعٌ، ونَطْع ونطَعٌ.
قلت: كسر النون وسكون الطاء، ثم كسر النون فتح الطاء، ثم فتح النون وسكون الطاء، ثم فتح النون والطاء.
(زق) يقولون: نُعْرَة، بسكون العين. وهي نُعَرَة، واحدة النُّعَر، وهو الذباب الذي يدخل أنف الحمار.
ويقولون: نِعْمَ مَنْ مدحتَ. وبِئْسَ مَنْ ذممتَ. والصواب أن تقول: نِعْمَ الرجلُ منْ مدحتَ، وبِئْسَ الشخصُ مَنْ ذممتَ، كما قال عمرو بن مَعْدِيكَرِب وقد سُئِلَ عن قومه فقال: نعم القومُ قومي عند السيف المسلول والمال المسئول.
ويكون التقدير: نعم الرجل زيد، أي الممدوح من الرجال زيد. وقد يجوز أن يُقتَصر على ذكر الجنس وتضمر المقصود بالمدح والذم اكتفاء بتقدم ذكره، كما جاء في التنزيل: (ووَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ، نِعْمَ العَبْدُ)، أي نِعْمَ العبدُ سليمان.
قلت: وطوّلَ الحريريُّ، رحمه الله، الكلامَ في هذا الفصل، وتقريره على هذه القاعدة التي ذكرها، ومع ذلك فقد قال في مقاماته، في المقامة الثالثة والأربعين:
إنّكَ نِعْمَ مَنْ إليه يُحْتَكَمْ
فجاء فيه بغير ما قرره في كتابه درة الغواص.
(ص ح) ومن أوهامهم أنهم لا يفرقون بين معنى نَعَم ومعنى بَلَى ويقيمون إحداهما مقام الأخرى.
وليس كذلك، لأن نَعَمْ تقع في جواب الاستخبار المجرد من النفي؛ فيَرِدُ الكلامُ الذي بعد حرف الاستفهام، كما قال تعالى: (فهَلْ وجَدتُّم ما وَعَد ربُّكُم حقّاً؟ قالوا: نَعَم)، لأن تقديره: نَعَمْ وجَدنا ما وَعَدنا ربُّنا حقّاً.

وأما بَلَى فتستعمل في جواب الاستخبار عن النفي ومعناها إثبات المنفي وردّ الكلام من الجَحْد الى التحقيق، فهي بمنزلة بَلْ، وإنما زِيدتْ عليها الألف ليحسُنَ السكوتُ عليها. وحكمها أنها متى جاءتْ بعد ألاَ وأمَا وألَمْ وألَيْسَ رفعتْ حكم النفي وأحالت الكلامَ الى الإثبات، ولو وقَع مكانَها نَعَمْ لحققت النفي وصدقت الجَحْدَ، ولهذا قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تأويل قوله تعالى: (ألَسْتُ بربِّكُم؟ قالوا: بَلَى...): لو أنهم قالوا: نَعَمْ كفروا. وهو صحيح لأن حكم نعم أن ترفع الاستفهام، فلو أنهم قالوا: نَعم لكان تقدير كلامهم: لست بربنا، وهو كفر. ويُحى أن أبا بكر بن الأنباري حضر مع جماعة من العُدول ليشهدوا على رجُل، فقال أحدهم للمشهود عليه: ألا نشهد عليك؟ فقال: نعمْ، فشهدت الجماعةُ عليه، وامتنع ابنُ الأنباري وقال: إن الرجل منَع من أن يُشهَدَ عليه بقوله نعم. لأن تقدير كلامه: لا تشهدوا عليّ.
ومن ذلك: النَّعَمُ والأنعام، لا يفرقون بينهما. وقد فرّقت العرب بينهما فجعلت النَّعَم اسماً للإبل خاصة وللماشية التي فيها الإبل، وقد تُذكَّر وتؤنّث، وجعلت الأنعامَ اسماً لأنواع المواشي من الإبل والبقر والغنم، حتى إن بعضهم أدخل فيها الظباء وحُمُر الوحش، لقوله تعالى: (أُحِلّت لكُم بَهيمة الأنْعام).
(م ز) ويقولون لريحانة طيبة الريح: نَعْنَع. والصواب: نُعْنُع، بضم النونين، قال أبو حنيفة الأصبهاني: النُّعْنُع: والنُّعنُع من صفات ذكر الإنسان، ويقال للرجل الطويل: نُعْنُع. وروى بعض اللغويين فتْنا وقُلْنا إذْ نزَلْنا بحانِهِ.عنِ الصّافِناتِ الجُرْدِ والضُّمرِ العِيسِ أيا عابِدَ النّاسوت، إنّا عِصابةً.أتَيْنا لتَثْليثِ بَلَى ولتَسْديسِ وما قصْدُنا إلاّ المُقامُ بحانَةٍ.مَحاريبُ شتّى لاخْتِلاف النّواميسِ بَدَرْنا لَها طينَ الخِتامِ بسَجْدَةٍ.أرَدْنا بِها تجْديدَ حسْرَةِ إبْليسِ ودارَ العَذارَى بالمُدامِ كأنّها.قَطاً تَتهادَى في رِياشِ الطّواوِيسِ وصارَفْنا فِيها نُضاراً بمِثْلِه.كأنّا ملأنا الكأسَ ليْلاً من الكِيسِ وقُمْنا نَشاوَى عندَما متَعَ الضّحَى.كما نهَضَتْ غُلْبُ الأسودِ منَ الخِيسِ فلاثة من الرجال الى العشرة فيقال: هم ثلاثة نَفَرٍ، وهؤلاء عشرة نَفَرٍ، ولم يسمع عن العرب استعمال النّفَر فيما جاوز العشرة بحال.
(وح) ويقولون: مالي فيه مَنْفوع ولا مَنْفَعَة. وهو وَهمٌ، ويتوهمون أنه مما جاء على المصدر.
ولم يجئ من المصادر على وزن مَفْعول إلا أسماء قليلة، وهي: الميْسور والمعْسور، بمعنى العُسْر واليُسْر، وقولهم: ماله معقول ولا مَجْلود، أي ليس له عقل ولا جلَد، وقولهم: حَلَف محْلوفاً، وقد أُلحِقَ به المفتون، واحتجوا بقوله عز وجل: (بأيِّكُمُ المَفْنونُ)، أي: الفُتون، وقيل هو مفعول والباء زائدة وتقديره: أيكم المفْتون.
قلت: إن العوام يقولون: مالي منْفوع، والصواب: نفْعٌ ومنْفَعة.
(ص) ويقولون: رجل نفّاق. والصواب مُنْفِق، وهو كثير الإنفاق.
(ص) ويقولون: نفَحَتْ الدابةُ، إذا ضربتْ برجلها، وليس كذلك، إنما يقال: نفَحَتْ بيدها ورمَحتْ برجلها.
(ص) ويقولون: إذا أعطى الإمامُ النَّفْل. والصواب النَّفَل، بفتح الفاء، وكذلك النّبْت أيضاً: نفَلٌ بالفتح.
(ص) ويقولون: نِقاوَة القمحِ، يذهبون الى غلَثِه الذي يُطرَح منه، وإنما ذلك نُفايَتُه، فأما نُقاوة كل شيء فهو خِيارُه، بضم النون.
(ص) ويقولون في جمع نِقْمة: نَقْمات، بفتح النون.
والصواب: نِقْمات، بكسرها.
(ز) ويقولون للذي يصيب الرِّجْلَ: نَقْرَس.
والصواب نِقْرِس، بالكسر، على مثال فِعْلِل، وقد نُقْرِس الرَّجُلُ، إذا أصابه ذلك، والنِّقْرِس أيضاً العالِم، وكذلك النِّقْريس.
(ص) ويقولون: نكّبَ عن الطريق. والصواب نكَبَ، بالتخفيف، قال الله تعالى: (عنِ الصّراط لَناكِبون).
(س ك) حدثنا محمد بن عبد الله التميمي قال: أملى ابن السكيت شعر عبد القيس فأنشد:
إذا عُجْنَ السّوالِفَ مُصعَباتٍ ... ونَقّبنَ الوَصاوِصَ للعُيون
فقيل له: ثقّبنَ، بالثاء. فقال: كلٌ واحِدٌ. قيل له: لو كان كذا لسُمّيَ المُنَقِّب، لأنه إنم سُمّي المُثَقِّب لهذا.
(ص) ويقولون للبساط: نُمْرُقة. وهو غلَط.

إنما النُّمْرُقة الوسادة.
(س ت ك) قال خلف الأحمر: أخذتُ على المُفضَّل في يومٍ واحدٍ ثلاث تصحيفاتٍ: أنشد لامرئ القيس:
نَمَسُّ بأعْرافِ الجيادِ أكُفَّنا ... إذا نحن قُمنا عن شِواءٍ مُضَهَّبِ
فقلت له: نمشُّ، والمشُّ: مسْحُ اليد بشيء يَقشِرُ الدَّسَم، ويقال للمنديل: مَشوش، فرجعَ الى قوْلي.
(ص) ويقولون: رجل نِهْميّ في الأكل. والصواب: نَهِمٌ، فأما النَّهْميّ فمنسوب الى نِهْمٍ، قبيلة من هَمْدان.
(و) تقول: نَهاوَند، والنَّهْرَوان، بفتح النون. والعامة تكسرها.
(و) وتقول: نَهَشْتُ اللحمَ، إذا أخذته بأضراسك، وإذا تناولته بأطراف الأسنان قلتَ: نهَسْتُه، بالسين غير معجمة. والعامة تجعل الكُلَّ نَهْشاً.
(ز) ويقولون للسحاب المتراكم: نَوْء. والصواب أنه طلوع نجم من نجوم المنازل عند سقوط نجم آخر، يقال: ناءَ يَنوءُ نَوْءاً، إذا نهض متثاقِلاً، وناءَ الرجلُ بحملِه، من هذا.
(م ز) ويقولون للملاح: نَوْتِيّ، بالفتح، ويجمعونه على نَواتِيّة.
والصواب نُوْتِيّ، بضم أوله، والجمع نَواتيّ، وإن شئت خففت، قال الأعشى:
إذا دَهِمَ الموجُ نُوْتِيَّهُ ... يحُطُّ القِلاعَ ويُرْخي الإزارا
ويقال للنّوتيّ أيضاً: عَرَكِيّ، وهو منسوب الى العرَك.
(ق و) وهو أبو نُواس، بضم النون وتخفيف الواو، والعامة تقول: نَوّاس، بفتح النون وتشدد الواو.
(و) وتقول لمَنْ بعُدَ عن أحبابه: ذهبتْ به النّوَى، فأما مَنْ لم يترك مَنْ يحبُّه فلا يقال في سفره نَوًى، والعامة تُطلِق النّوى على كل مسافر.
(ز) ويقولون: مائة دينار غير نَيِّف. وإنما غلطوا في ذلك لأنهم حسبوا أن النَّيِّفَ بمعنى اليسير، وإنما النّيفُ الزيادة، من قولك: أناف على الشيء، إذا أشرف عليه، وامرأة نِيافٌ، أي مُشرِفَة.
(وح) ويقولون: مائة ونَيْف، بإسكان الياء. والصواب أن يقال نيِّف، بتشديدها.
وقد اختلف في مقدار النّيِّف، فذكر أبو زيد أنه ما بين العَقْدينِ، وقال غيره: هو الواحد الى الثلاثة.
(ص) ويقولون: نِينوفَر. والصواب نِيْنَوفَر، بفتح النون الثانية، ونِيْلَوفر باللام أيضاً.
(ص) ويقولون لهذا الذي يُصبَغُ به: النِّيْل. والصواب: النِّيْلَج، والنّيلَنْج أيضاً، بزيادة نون.
(م ص) ويقولون: لحم نَيّ. والصواب: نِيءٌ بالهمز وكسر النون، وقد أنأته أُنِيئه إناءةً، إذا لم تُنضجه، فأما النَّيُّ فهو الشحم.

حرف الهاء
(ز) يقولون: في أمور هادّة، يعنون ساكنة.
والصواب هادِئَة، بالهمز، يقال: هدأتِ الحالُ تَهْدأُ هُدوءاً، وأتيتُهم بعدما هدأتِ الرِّجْلُ، أي سكنتْ.
فأما الهادَّة، بالتثقيل، فالتي تهدُّ، أي تكسر.
(وح) ويقولون للاثنين: هاتا، بمعنى أعطيا، فيخطئون فيه؛ لأن هاتا اسم للإشارة الى مؤنث حاضر، وعليه قول عِمْران بن حِطّان:
وليس لعَيْشِنا هذا مَهاهٌ ... وليست دارُنا هاتا بِدارِ
والصواب أن يقال: هاتيا، لأن العرب تقول للواحد المذكر: هاتِ، بكسر التاء، وللجمع: هاتوا، لا كما تقول العامة: هاتُم.
ويقولون: هاوَن وراوَق، فيوهمون فيه؛ إذ ليس في كلام العرب فاعَل والعين منه واو. والصواب أن يقال: هاوُون وراووق لينتظما فيما جاء على فاعول مثل قارون وماعون.
ومنها أنهم أيضاً يكتبون هاذاك وهاتاك بحذف الألف مقايسة على حذفها في هذا وهذه، فيوهمون فيه، لأن هَا التي للتنبيه لما وُصِلَتْ بذا جُعِلا كالشيء الواحد، فحذف الألِف من ها لهذه العلة، فإذا اتصلتْ بالكلمة كافُ الخطاب استغني بها عن التنبيه؛ فوجب لذلك فصله عن اسم الإشارة وإثبات الألف فيه.
(ص) ويقولون: هاجَ الزرعُ، إذا غلُظَ وخَشُن، لا يعرفون فيه غير ذلك، وإنما هاجَ: تصوّح وجفّ، قال الله تعالى: (ثمّ يَهيجُ فَتراه مُصْفَرّاً).
(ح وص) وكذلك يقولون: الذّهَبُ بالوَرِقِ رِباً إلا ها وها، بالقصر والأصواب هاءَ وهاءَ، بالمدّ، وهي لغة القرآن: (هاؤُمُ اقْرَءوا كِتابِيَهْ).
(و) تقول: ها هنا وهنا. والعامة تقول: هَوْنا.
(وح) يقولون: هَبْ أنّي فعلت، وهَبْ أنّه فعل. والصواب إلحاق الضمير المتصل به فيقال هَبْني فعلتُ، وهَبْهُ فعَل.
(وق) ويقولون: قد هجَزَ بقلبي كذا وكذا. والصواب هَجَس، بالسين.

(و) العامة تقول: هَجَيتُ الرجلَ. وصوابه هَجَوتُ.
(ز) ويقولون: بعينيه هُدْبُد. والصواب هُدَبد، قال الأصمعي: الهُدَبِدُ: عَمَشٌ يكون في العينين، والعُدَبِدُ أيضاً: اللبنُ الخاثِرُ، والأصل فيه هُدابِد، فحذفت الألف.
(وص) ويقولون: هدَيتُ من قلقي. والصواب هدَأتُ، قال الشاعر:
............ ... إذا ما قُلتُ قد هدَأ استَطارا
(ز) ويقولون لبيت الطعام: هُرِيّ. والصواب هُرْيٌ، والجمع أهْراء.
(ز) ويقولون للمرأة الكَهْلَة المُترهِّلة اللحم: هِرْكَوْل، ويعيبونها بذلك. والهِرْكَوْلَة: الضخمة الوَرِكَين، وقيل الحسنة الخَلْق والجسم والمِشية.
(ص) ويقولون: ابن هَرَمة الشاعر. والصواب: ابن هَرْمَة بسكون الراء.
(ص) ويقولون: فلَن يزال الهَرَج الى يوم القيامة، بفتح الراء. والصواب الهَرْج بإسكانها.
(وح) ويقولون لما يتعجّل من الزرع والثمار: هرّفَ. وهي ألفاظ الأنباط ومفاضح الأغلاط. والصواب أن يقال: بَكّر، لأن العرب تقول لكُلِّ ما يتقدّم على وقته: بكّر، فيقولون: بكّر الحَرُّ وبكّر البرْدُ، وبكّرتِ النخلةُ، والثمرةُ المتعجّلة باكورة.
(ق) يقولون لما يُدفَع بين السّلامة والعَيْب: هَرْش، وقد هرّشَ السلعة. وإنما هو أرْش، وقد أرَّشتُ الثوبَ، وسُمّي أرْشاً لأن المُبْتاع للثوب على أنه صحيح إذا وقف منه على خَرْقٍ أو عيْب وقَع بينه وبين البائع أرْش، أي خصومة، من قولك أرّشتُ بينهما، إذا أغريت أحدهما بالآخر.
(ص) ويقولون: هِزار الغناء. والصواب: هَزار الغناء، بالفتح، وكذلك الهَزار أيضاً: طائر، والهَزار: كلمة فارسية، ومعناه ألْفٌ، ومنه تسميتهم هَزار مَرْد معناه: ألْفُ رجل، ومَرْد عندهم: رجُل.
(و) تقول العامة: هشَشْتُ للمعروف، بفتح الشين. والصواب كسرها.
(ص) وكذلك أبو هِفّان الشاعر، بكسر الهاء.
وكذلك لا يفرقون بين موْطِنَيْ لا الداخلة على هَلْ وبلْ وقد فرّق بينهما العلماء بأصول الهجاء فقالوا: تكتب هَلاّ موصولة وبل لا مفصولة، وعللوا ذلك بأن لا لم تغير معنى بل لما دخلتْ عليها، وغيرت معنى هل فنقلتها من أدوات الاستفهام الى حيز التحضيض، فلذلك رُكِّبتْ معها وجُعِلَتا بمنزلة الكلمة الواحدة.
(و) العامة تقول: هَلِيلَج. والصواب: إهْلِيلَج.
(وح) ويقولون: هَمْ فعَلتَ، وهَمْ خرَجتَ، فيزيدون هَمْ في افتتاح الكلام. وهو من أشنع الأغلاط والأوهام، حكى أحمد بن المعذَّل قال: سمعت الأخفشَ يقول لتلامذته: جنبوني أن تقولوا: بَسَّ وأن تقولوا هَمْ، وليس لفلان بخْتٌ. والمنقول من لغات العرب أن بعض أهل اليمن يزيدون أمْ في الكلام فيقولون: أمْ نحن نضرِبُ الهامَ أم نحن نُطعمُ الطعامَ، أي نحن نضرِبُ ونطعم، وأخذوا في زيادة أمْ مأخذ زيادة معكوسها وهو ما، مثل قوله تعالى: (فبِما رحْمةٍ منَ الله...) و(عمّا قليل...).
(ص) ومما يشكل: هَمْدان، بالدال وفتح الهاء وإسكان الميم، قبيلة من اليمن، على وزن عَطْشان، وهَمَذان، بالذال المعجمة وفتح الهاء والميم، موضع بخراسان.
(م ز) ويقولون في جمع الهِمْيان: هَمايا. والصواب هَمايينُ، ومحمله في التصغير والجمع محمل سِرْحان، وحُدِّثتُ أنّ بعض الشُّهَيْديّين كتب الى رجل من أدباء الخَدَمَة: مُوصِل كتابي إليك رجلٌ من تجّار الهَمايا، فكتب إليه بأبيات أولها:
جمَعتَ هِمْياناً على هَمايا ... وأنتَ قرْمٌ قد شأى البَرايا
(س ث) قال ابن دريد: قال الخليل بن أحمد: الهَمْيَع: الموتُ الوَحِيُّ. ولا خلاف بين الناس أنه بالغين منقوطة.
(وح ق) ويقولون: هوْلى فعلوا ذاك. وإنما هو هَؤلاءِ، بالمدّ، وإن شئت قصرت.
(وق) وهي هَوامُّ الأرضِ، بالتشديد، الواحد هامّة، وسُمِّيتْ بذلك من الهَميم، وهوالدَّبيب.
(وح) ويقولون: هُو ذا يفعل، وهو ذا يصنع. وهو غلط فاحش، والصواب أن يقال: ها هو ذا يفعل، وكان أصل القول هو هذا يفعل، فنُزِع حرفُ التنبيه الذي هو ها من اسم الإشارة الذي هو ذا وصُدِّر في الكلام وأُقحِم بينهما الضمير، ويسمّى هذا: التقريب، إلا أنه إذا قيل: ها هو ذا كُتِبَ حرفُ التنبيه بإثبات الألف لئلا يبقى على حرف واحد، والعرب تكثر الإشارة والتنبيه فيما تقصد به التفخيم.

(وح) ومن توهمهم: أن هَوى لا يُستعمل إلا في الهبوط. وليس كذلك، بل معناه الإسراع الذي قد يكون في الصعود والهبوط، وفي حديث البُراق: فانطلق يهْوي به، أي يسرع، وذكر أهل اللغة أن مصدر الصعود الهُوِيّ، بضم الهاء، ومصدر الهبوط: الهَويّ، بفتحها.
(ص) ويقولون: هَوْذِج. والصواب: هَوْدَج، بفتح الدال المهملة، والجمع هوادج.
(ص) يقولون في قول ابن دريد:
إنّ القَضاء قاذِفِي في هوّةٍ ... لا تَستَبِلُّ نفْسُ مَنْ فيها هَوى
فيقولون في هُوَةٍ، بالتخفيف، وصوابه هُوّة، بتشديد الواو، وكذا قول الشاعر:
لو عرَفْتِ الهوى عذَرْتِ ولكنْ ... هانَ لمّا خفِي هَوايَ عليْكِ
والصواب: هان لمّا خفِيَ عليْكِ علَيْكِ، وتقديره: لمّا خفِيَ عليكِ هوايَ هانَ عليكِ.
(ز) ويقولون: أخذتْه من السلطان هَوْبة. والصواب هَيْبَة، وقد هابَ الرجل الشيءَ يهابُه هَيْبَة، وقد تهيّبتُ الرجلَ، إذا هِبتَه.
(ق) ويقولون جلست هَوْنا. وصوابه هاهُنا.
(ص) ويقولون: سمعنا هَيْمَلة عظيمة، وبعضهم يقول هَتْلَمة.
والصواب هَيْنَمة، وهَتْمَلة أيضاً، قال الكميت:
ولا أشهدُ الهُجْرَ والقائِليه ... إذا هُمْ بهَيْنَمةٍ هَتْمَلوا
(ص) ويقولن عند الاستعجال: هيّا، وربما قالوا أيّا. والصواب هِيّا، بالكسر، وأكثر ما تستعمله العرب في استحثاث الإبل، قال الشاعر:
وقدْ دَنا الصُّبْحُ فهِيّا هِيّا
(ص) ويقولون: رجل هَيوبٌ، للذي يهابُه الناس. والصواب: مَهيبٌ. فأما الهَيوب فهو الجَبان.

حرف الواو
ويقولون: قَدِمَ الحاجُّ واحداً واحداً، واثنين اثنين، وثلاثةً ثلاثةً، وأربعة أربعة.
والصواب: جاءوا أُحادَ، وثُناءَ، وثُلاث ورُباع، أو يقال: جاءوا مَوْحَدَ، ومثْنَى، ومَثلَث ومَرْبَع، لأن العرب عدلتْ بهذه الألفاظ الى هذه الصيغ لتستغني بها عن تكرار الاسم، ويدلّ معناها على ما يدلّ مجموع الاسمين عليه، ولهذا امتنع أن يقال للواحد: هذا أُحاد، وللاثنين: هما مَثْنى.
ويقولون: هذا واحد اثنان ثلاثة، فيعربون أسماء الأعداد المُرسَلة. والصواب أن تُبْنى على السكون في حالة العدد، فيقال: واحدْ، بسكون الدال، وكذلك حكم نظائره، اللهم إلا أن يوصَف أن يُعطَف بعضها على بعض فيُعرب حينئذ بالوصف كقولك: تسعةٌ أكثر من ثمانية، وثلاثة نصف الستة.
(وص) ويقولون: واكَلْتُ فلاناً، بمعنى أكلتُ معه. والصواب آكلتُه.
(ص) ويقولون: وارَبْتُه. والصواب: آرَبْتُه مؤارَبة، بالهمز، وهي المُخالَفة.
(ص) ويقولون: وازَيتُه، أي حازَيتُه، والأفصح آزَيتُه، لأنه من الإزاء، فتقول: جلست بإزائه، ولا تقل بوِزائه.
(ص) ويقولون: واخَذْتُك بذنبك. والصواب آخذتك.
(ص) ويقولون: واتيتك على ما تريد. والصواب: آتيتك.
(و) العامة تقول: واجَرْته الدارَ. والصواب آجرته.
(ز) ويقولون: درهم وافٍ، إذا كان يزيد في وزنه، والوافي الذي لا زيادة فيه ولا نقص، وهو الذي قد وَفَى بزِنَته، وكذلك الوافي في العروض: هو الذي لم يذهب الانتقاص بجزئه.
(ز) ومما يوقعونه على الشيء خاصة وقد يشركه فيه غيره قولهم الوادِي للنهر خاصة.
والوادي كُلّ بطْن من الأرض مطمئن، وربما استقر فيه الماء، والجمع أودية، على غير قياس.
(و) العامة تقول: والَك. والصواب وَيْلك.
(ق و) العامة تقول واشَتْ. وليس بشيء. والصواب وَيْ، وهو كناية عن الويل.
(ز) ويقولون: وَتْرُ القوسِ، فيخففون. والصواب وَتَر، والجمع أوتار، ويقولون للبخيل: ما يَنْدَى للوَتَر.
(ز) ويقولون وَتَد، فيفتحون التاء. والصواب وَتِد ومَنْ خفّف قال: وَتْدٌ، ولزمه الإدغام، لقرب مخرج التاء والدال، فيصير على ودّ، فإن جمعت الوَدَّ قلت: أوتاد، فأظهرت ما كان مدغماً. وتقول: وَتَدتُ والوَتِد أتِدُه، ووتَّده توْتيداً.
قلت: يريد أن الصواب وَتِد، بكسر التاء، وقال الشعر في لغة الوَدّ، مُدْغماً:
ثم اضربي بالوَدّ مِرْفَقيها
يريد الوَتِد.
(و) العامة تقول وَثِئَتْ يدُه، بفتح الواو. والصواب ضمها.
(ص) ويقولون: مكان وَحِش، وبلد وَعِر. والأشهر والأفصح الإسكان.

(ص) ويقولون: خرجنا وُوحودَنا، وجاء القوم وُحودَهم. وذلك على غير الصواب، وإنما يقال خرج زيدٌ وحْدَه، وخرجا وحْدَهما وخرجوا وحْدَهم، هكذا على التوحيد والنصب.
(س) قال ابن دريد: سمعت أبا حاتم يقول: روى البغداذيون من شعر الأعشى:
............ ... بَناهُ قُصيٌّ وحْدَه وابنُ جُرْهُمِ
ثم قال أبو حاتم: هذا والله الجهل! أيقول أحد: رأيتُ زيداً وحْدَه وعمراً؟ وإنما الرواية:
............ ... بَناه قُصَيٌ والمُضاضُ بنُ جُرْهُمِ
(و) العامة تقول: الوِداع، بكسر الواو. والصواب فتحها.
(ص) ويقولون لما يتعلق بأصواف الغنم بن البعر والبول: ودَحٌ. والصواب وَذَحٌ، بالذال معجمة، وصوف مُوَذَّح.
(ص) ويقولون الوَذْي. والصواب بالدال ساكنة غير معجمة.
(ق وص) ويقولون وَرَلٌّ، بتشديد اللام. والصواب وَرَل، بتخفيفها، على وزن جمَل، وهو، على ما يقال، ولد التمساح إذا خرج الى البَرّ وأقام به.
(و) العامة تقول وَرَن، بالنون.
وقرأتُ على شيخنا أبي منصور قال لم تجتمع الراء واللازم في شيء من لغة العرب إلا في أحرف يسيرة، هذا أحدها، وأُوُلٌ وهو جبل معروف، وغُرْلَة، وهي القُلْفة، وجَرَل، وهي الحجارة المجتمعة.
(ز) ويقولون: فرس وَرْدَا. والصواب وَرْدَةٌ، والذكر وَرْد، والجمع وِراد.
(م ز) ويقولون لِسامّ أبْرَص: وَزْغَة، فيخففون.
والصواب وَزَغَة، والجمع وَزَغ وأوزاغ.
قلت: الصواب فيه تحريك الزاي.
(ص) يقولون لسامّ أبرص: وِزْغَة. والصواب وَزَغَة.
قلت: أراد أنهم يقولونه بكسر الواو.
(ص) ويقولون لواحد الأوسُق: وِسْق.
والصواب: وَسْق، وقد وردت اللغتان: وَسْق ووِسْق.
قلت: الذي ذكره الجوهري: قال الخليل: الوَسْق: هو حِمْل الجَمَل، والوِقْر: حِمْل البغل والحمار.
ورأيت في نسخة بالصحاح صحيحة موثوق بها: الوِسْق، بكسر الواو.
(ص) ويقولون: وقعتْ عليه وَسْمَة فيما فعَل.
والصواب وَصْمَة، بالصاد، والوَصْمة: العيب.
(ز) قولهم للثوب وِشاح.
والوِشاح، من حَلْي النساء، نظمان من لؤلؤ يُخالَفان ويُعطَف أحدهما على الآخر، وتتوشّح به المرأة على كَشْحها.
ويقال وِشاح وإشاح، وروى الفراء أيضاً وُشاح. ويُسمّى الوشاح كَشْحاً، لأنه على الكَشْح يكون، قال الهُذَليّ يصف سيْلاً:
كأنّ الظِّباءَ كُشوحُ النّسا ... ءِ يطفونَ فوقَ ذُراهُ جُنوحا.
(ص و) العامة تقول للماء الذي يُتوضّأ به: وُضوء، بضم الواو.
والصواب فتحها.
ونظير ذلك لفظة وَعَد تستعمل في الخير، قال عزّ اسمُه: وَعَد الله الذين آمنوا منكُم وعَمِلوا الصّالحاتِ ليَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأرض...)، وتستعمل أيضاً في الشر، قال الله عز وجل: (النّارُ وعَدَها اللهُ الذين كَفَروا)، فأما الوعيد والإيعاد فلا يستعملانِ إلا في الشر.
(و) العامة تقول: نحن على وَفاز. والصواب أوْفاز، فإن الواحد وَفَزٌ، إذا لم يكن على طمأنينة.
(ك) حدثنا يعقوب بن بيان قال: حدثني علي بن الحسين الإسكافي قال: أنشدتُ أبا محلم أبياتاً أنشدنيها ابن الأعرابي:
لأنتُم بالحبالِ مُدَفَّناتٍ ... أمام الحَيّ للرَّخَمِ الوَقوعِ
أحقُّ بكم وأجدرُ أنْ تصيدوا ... من الفُرسان ترفُلُ في الدُّروعِ
إذا صادوا بغاثاً شيطوه ... وكان وفاءَ شاتهم القَروعِ
فقال أبو محلم: صحف، والله، ابن الأعرابي، وإنما هو وقاء شاتهم القروع.
قلت: قاله ابن الأعرابي وفاء شاتهم، بالفاء، وصوابه بالقاف.
(ص) ويقولون لما بين الفريضتين: وَقْصٌ.
والصواب وَقَص، بفتح القاف، والجمع أوقاص، فأما الوقْصُ، بالإسكان، فدَقُّ العُنُق، لا غير.
قلت: الوَقصُ: واحد الأوقاص في الصَّدَقة، وهو ما بين الفرضيضتين، نحو أن تبلغ الإبل خمساً ففيها شاةٌ، ولا شيء في الزيادة حتى تبلغ عشراً، فما بين الخمس الى العشر وَقَص، وكذلك الشَّنَق، وبعض العلماء يجعلون الوَقَص في البقر خاصة والشَّنَق في الإبل خاصة، وهما جميعاً ما بين الفريضتين.
(ص) يقولون بيت ذي الرمة:
وَقَفْتُ بها حتى ذوَى العودُ في الثّرَى ... وساقَ الثُريّا في مُلاءَتِه الفَجْرُ
والصواب: أنه أقامتْ به حتى ذوَى العُودُ في الثرى.

قلت: ولم ينبه على وجه غلطهم الثاني في قولهم ذوى العود في الثرى، وذلك أن الوجه أن يقال: حتى ذوى العودُ والثَّرى؛ لأن العود لا يذوي إذا كان في الثرى، ولكن إذا جفّ الثرى وذوَى، ذَوى العود بعد ذلك.
(و) العامة تقول: الوُقود، بضم الواو. والصواب فتحها، وهو الحطب، وذاك التّوَقُّد.
(ز) ويقولون: وَلَمْتُ الشيءَ بالشيء. والصواب لأَمْتُ ولاءَمْت. قال الأعشى:
ودَأْياً تلاحَكْنَ مثلَ الفُئو ... سِ لاءَم منها الشَّليلُ الفِقارا
(ص) يقولون: كتاب الوَلا والمواريث، بالقصر.
والصواب الوَلاء، ممدود.
(و) العامة تقول: ما ومَّلْتُ فيك هذا.
والصواب: ما أمَّلْتُ.
(م ز) يقولون: وَهَبْتُ فُلاناً مالاً.
والصواب وهَبتُ لفلان مالاً. ولا يتعدى وهَبْتُ إلا بحرفِ جرٍّ، وإنما هي في ذلك بمنزلة مَرَرْتُ، لا يتعدى إلا بحرف جر، هكذا ذكر سيبويه.

حرف الياء
آخر الحروف
(ص) يقولون: هو ياسِي إليك. والصواب يسيء إليك، وفي الماضي أساءَ، بالمدّ والهمز.
(ص) ويقولون: هذا الأمر يأْلو الى كذا، أي يصير. والصواب يَؤول.
(ز) يقولون هو أمرٌ لم يَئِنْ. والصواب لم يأْنِ، على مثال يعْنِ، واشتقاقه من الأوانِ، والماضي منه آنَ، وهو من باب فعِلَ يفعِل، مثل ورِم يرِمُ وحسِبَ يحسِب.
قلت: كذا قاله، والمُراد أنهم يقولونه يَئِنْ، على وزن يعِنْ، من الإعانة، والصواب أنه يأْنِ، على وزن يرْمِ، بسكون الهمزة، قال الله تعالى: (ألَمْ يأْنِ للّذينَ آمنوا أن تخْشَع قُلوبُهم لذِكر الله...).
(و) العامة تقول: أبَقَ يأْبَقَ، والصواب: يأبِقُ، بكسر الباء.
(و) العامة تقول: فُلان يأوي اللصوص. والصواب يُؤْوِي، إلا أن تقول: يأوي الى اللصوص.
(ص) يقولون: بارَ دابته يَبيرُها. والصواب يَبورُها.
قلت: يقول بارَه يَبوره،أي جرّبَه، وبارَ ناقتَه يَبورها، أي عرضها على الفحل لينظرَ ألاقِحٌ هي أ لا.
(ص) ويقولون: برَّ أباه يبِرُّه، ومَلَّه، يمِلُّه. والصواب يَبَرُّه ويمَلُّ.
قلت: يريد أنهم يكسرون الثاني، والصواب فتحهما.
(ز) ويقولون: هو يتعالَلُ، إذا أظهر العِلّة، ويتقارَرون في الحقّ والصواب يتعالّ ويتقارُّون، وقد تقارّوا في حقِّهم.
(ص) ويقولون: فلان يتهَكّم بفلان، أي يهزل به.
والمتهكِّم: الغاضِبُ، قال يعقوب: المتهكِّم الذي يتهدّم عليك من شدة الغضب، ومن ذلك قيل: تهكّمت البئرُ، إذا تهدمتْ، وقد قيل المتهكِّم: المتحَيِّر وقد قيل هو الساخر.
قلت: هذا التفسير الآخِرُ هو الأقرب، فإن الجوهري وغيره قال: التهكُّم: الهُزْء.
(س) قال الأصمعي: حدثنا سفيان قال: حضَرتُ أبا عمرو بن العلاء عند الأعمش، فحدّث بحديثِ ابن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخَوَّلُنا بالموعظة، فقال أبو عمرو: وإنما هو يتخَوَّنُنا، بالنون، فقال الأعمش: ومايدريك؟ فقال أبو عمرو: واللهِ لَئنْ شئت لأعلمنّكَ أنّ الله لم يعلِّمْك من هذا كبير شيء. قال: فسأل عنه فقيل: أبو عمرو بن العلاء، فسكت. ثم قال الأصمعي: قد ظلمه أبو عمرو، يقال: يتخوَّلُنا ويتخوّنُنا جميعاً، فمَنْ قال يتخوّلُنا يقول يستصلحنا، يقال: فلان خائِلُ مالٍ، ومَنْ قال يتخوَّنُنا قال يتعهدنا، وأنشد:
لا يُنْعِشُ الطَّرْفَ إلا ما تخوَّنُه ... داعٍ يناديهِ باسمِ الماءِ مَبْغومُ
(ص) ومما يصحف من الشعر قول الأشجعيّ:
وعَدْتَ، وكان الخُلْفُ منكَ سجيّةً ... مواعيدَ عُرْقوبٍ أخاه بيَتْرَبِ
ينشدونه بيَثْرب. والرواية الصحيحة بالتاء وفتح الراء.
قلت: يريد أنهم يقولونه بالثاء المثلثة وكسر الراء، يتوهمون أنه طيبة مدينة النبي صلي الله عليه وسلم، وليس به، بل هو يتْرَب، بالتاء ثالثة الحروف مفتوحة الراء، اسم مكان قريب من اليمامة.
(ص) أكثرهم لا يفرق بين يجب وينبغي ويجوز.
وصوابه أن يجب في الفرائض وينبغي في النَّدْب، ويجوز في الإباحة.
(ص) ولا يفرقون بين يُجْزِئُك ويَجْزي عنك، فيضمون أوائلهما ويتركون الهمز. والصواب أنك إذا أتيت بعَنْ فتحت أوّل الفعلِ المستقبل ولم تهمز فقلت: يجْزي عنك، وإذا لم تأتِ بَعن ضممت أوّله في المستقبل وهمزت آخره.

(ص) ويقولون: مَهْرٌ يحِلُّ بالبناء. والصواب يحُلُّ بضم الحاء، يقال من الحُلول: حَلّ يحُلّ، ومن الحَلال: حلَّ يحِلُّ.
(ق) اليَتيم تذهب العامة الى أنه الصبي الذي مات أبوه وأمه.
وليس كذلك، إنما اليتيم الذي مات أبوه خاصة، فإن ماتت أمُّ الصبي قيل له عَجِيٌّ، واليتيم من البهائم الذي ماتت أمُه.
فاليتيم في الناس من قبل الأب، وفي البهائم من قبل الأمّ.
(ق) ويقولون: فلان يتطلّع علينا. والصواب يتنطّع علينا، بالنون، والمتَنَطِّع: الذي يتعمق في كلامه.
(س) قال أحمد بن إبراهيم الغَنَويّ: أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب:
نحن المُقيمونَ لم تَبْرَحْ ظَعائِنُنا ... لا نستجيرُ ومَنْ يَحلُلْ بنا يُجَرِ
فقلت: لمن قال له إنما هو يُجِر، فقال: يُجِر ويُجَر بمعنى. فقلت: هذا مثل قوله:
نُجيرُ فَيقوى بالجوارِ مُجارُنا ... فيُؤمَنُ فينا سَرْحُ كلِّ مُجاوِرِ
قلت: يريد الصواب كسر الجيم، لأن المُجار فيهم يُجيرُ، وهو أمدحُ لهم من الأول.
(ص) يقولون: جمَدَ الماءُ يجْمَد. والصواب يَجْمُدُ.
قلت: الصواب: ضم الميم، ومثله: جمَسَ يجْمُسُ.
(ص) يقولون: فلان يُحَوقِلُ في أشغاله. يعنون يتلبّثُ ويتشاغلُ بغير ما هو فيه. والحَوْقَلة إنما هي سرعة المَشْي.
(ص) ويقولون: هو يحْصَدُ زرعه. وصوابه يَحْصِدُ ويحْصُدُ.
قلت: بكسر الصاد وضمها، لا بفتحها.
(س) أخبرنا ابن عمار أنا ابن أبي سعد قال: سمعت رجلاً يقرأ على الرياشي حديثَ ابن مسعود: إن المؤمن لَتجتمع عليه الذنوبُ فيحارفُ عند الموت، فقرأه الرجل بالجيم والزاي، فانتبه فقال: أتصحِّفون وتروونه عني هكذا؟ فإذا قيل: عمّن رويتم؟ قلتم حدثنا به الرياشي! أفترون الرياشيَّ يُخطِئُ ويُصحِّف؟! إنما هو يُحارف، أي يُقايسُ، ثم أنشد:
فإن تكُ قَسْرٌ أعْقَبَتْ من جُنَيْدبٍ ... فقد علِموا في العَدِّ كيفَ نُحارفُ
وأنشد أيضاً:
إذا ما دخلت النار إلا تَحِلّةً ... ولا حُورفَتْ أعمالُنا بذُنوب
ويسمى المِيْلُ الذي تُسبَر به الجراحات المِحْرَف، والمِحْراف.
قلت: ومعنى الحديث: يُشَدَّد عليه لتُمحَّصَ عنه الذنوب.
(ص) يقولون: حبَقَ يحبُقُ. والصواب: يَحبِقُ.
قلت: يريد أنهم يضمون الباء في المضارع والصواب كسرها.
(ص) ويقولون: حَجَزَ بين الشيئين يحْجِزُ. والصواب يحْجُزُ.
قلت: الصواب ضم الجيم.
(ص) ويقولون: حضَنَ الطائرُ بيضَه يحْضِنُ. والصواب يحضُن.
قلت: الصواب ضم الضاد.
(ص) ويقولون: خلَبَ يخلِبُ. والصواب يخْلُبُ، ويقولون: خدَم يخْدِمُ. والصواب يخْدُمُ.
قلت: يريد أنهم يكسرون اللام والدال من يَخْلُبُ ويخْدُمُ، والصواب ضمهما.
(ق) يقولون: فلان يتحنَّثُ ويتأثّمُ. يذهبون الى أن معناه يقع في الحِنْثِ والإثم، وليس كذلك، وإنما تحنّثَ أي فعل فعْلاً يخرج به من الحِنْث والإثم، يقال: هو يتحنّثُ، أي يتعبد. قال ابن الأعرابي: وللعرب ألفاظ تخالف ألفاظُها معانيها، يقولون فلان يتنجّس، إذا فعل فعلاً يخرج به من النجاسة، وكذلك يتأثّم ويتحرّج، إذا فعل فعلاً يخرج به من الإثم والحرج.
(ث ك س) حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: سمعتُ سَلَمة يقول: سمعتُ الفراء يقول: صحّفَ المُضل الضبيّ فقال في قول الشاعر:
أفاطِمَ إنّي هالِكٌ فتَبيَّني ... ولا تجْزَعي كلُّ النّساء يَئيمُ
فقال: يَتيم، وإنما هو يَئيم.
قلت: يريد أنه قاله بالتاء ثالثة الحروف بعد الياء الأولى، وإنما هو بالياء آخر الحروف، أي تصير أيِّماً، وليس لليتيم هنا معنى.
(ص) يقولون على هذا الزوج أنْ يُدْوِر على زوجه نفَقَتَها.
والصواب: أن يُدِرَّ، براءٍ واحدة مشدَّدة.
(ز) يقولون لكفّ الإنسان الى معصمه: يدٌ، واليَدُ اسمٌ جامع للأصابع والكفّ والذراع والعضُد، قال الله تعالى: (فاغْسِلوا وُجوهَكُم وأيْديَكُم الى المَرافِق)، فجعل الذراع من اليد.
يقولون في مضارع ذَخَر: يذْخُرُ، بضم الخاء. والصواب يَذخَرُ، بفتحها، كما قال فخَرَ يَفْخَر وزَخَر البحرُ يزْخَرُ، ومن أصول العربية أنه إذا كانت عين الفعل أحدَ حروف الحَلْق كان الأغلب فتحها في المضارع، وإن نُطِق فيه بالكسر فهو مما شذّ عن أصله وندَر عند رسْمِه.

(ص) يقولون رابَ اللبنُ يَريبُ. والصواب يَروب.
(ص) وهو يَزْدَجِرْد، بكسر الجيم.
(و) العامة تقول: زَها يزْهو. والصواب زُهِيَ يُزْهَى.
(ص) ويقولون: لا يَشربنَّ أحدٌ منكم قائِماً، فإنْ نَسِيَ فلْيَستَقي، بغير همز. والصواب: فَلْيَستَقِئ، بالهمز.
(وح) يقولون: فلان يستأهِلُ الإكرام، وهو مُستأهِلٌ، للإنعام.
ولم تُسمَع هاتان اللفظتان في كلام العرب ولا صوبهما أحد من علماء الأدب، ووجه الكلام أن يقال: يَستحق الإكرام، وهو أهل كذلك، فأما قول الشاعر:
لا، بلْ كُلي يا مَيُّ، واستأهِلي ... إنّ الذي أنفقتِ من مالِيَهْ
فإنما عنَى بذلك اتخذي الإهالة، وهو ما يؤتَدَم به من السَّمن والوَدَك.
(و) العامة تقول: هذا يَسْوَى ألفاً. والصواب يُساوي.
(و) العامة تقول: اليدُ اليِسار. والصواب فتح الياء.
(س ث ك) حدثنا الحسين بن يحيى: ثنا حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه قال: أنشد المفَضَّل الضبيّ في صفة البرْق:
............ ... يموتُ فُواقاً ويَسْري فُوَقاً
فضحك الأصمعي، فعلمت أنّ ضحكه لشيء، فسألته عنه فقال: نعم، إنما هو ويَشْرَى فُوافا.
وقال خلفٌ هذا للمفضل فقال له: الرواية:
............ ... يَموتُ فُواقاً ويَحيا فُواقا
لا يَسْري ولا يَشْرَى.
قلت: شَرِيَ البرقُ، بالشين معجمة، إذا تتابع لمعانه.
(س ث) قال كيسان: كنتُ على باب أبي عمرو بن العلاء فجاء أبو عبيدة وأنشد قول امرئ القيس:
تجاوزتُ أحراساً وأهوالَ معْشرٍ ... عليّ حِراصٌ لو يُسِرّون مَقْتَلي
وفسّر: (وأسَرّوا النّدامَةَ لمّا رأوا العَذابَ...)، أي أظهروا، بهذا البيت، فصحّف البيت وفسّر به القرآن على غير ما ينبغي. والصواب في البيت: لو يُشِرّون بالشين معجمة، ومعنى يُشِرّون: يظهرون، يقال: أشررت الثوبَ، أُشِرُّه إشراراً، إذا نشَرته.
(ص) ويقولون: يَشْتُمُ، ويَنْحُتُ، ويَفْقُدُ، ويَبْطُش، ويصْلُبُ السارقَ.
والصواب: يشتِم، وينْحِتُ، ويَفقِد، ويَبْطِش، ويصْلِب، بالكسر.
قلت: يريد أنهم يضمون ثالث هذه الأفعال، وصوابه كسرها.
(و) العامة تقول: فلان يِشْتِهي كذا، بكسر أوّله.
والصواب فتحه.
(و) العامة تقول: شمّ يشُمُّ، ومصّ يمُصُّ.
والصواب فتح الشين والميم.
(وح) يقولون لمن يَصغُرُ عن فِعلِ شيء: هو يَصْبو عنه.
والصواب أن يقال: يَصْبَى عنه، لأن العرب تقول: صَبا من اللهو، يَصبو صُبُوّاً وصَباءً، ومن فعْلِ الصبيّ: صَبِيَ يَصْبَى صِباً، بكسر الصاد والقصر.
(ص) ويقولون: لا يَضُرُّ بها في نفسها، بفتح الياء وضم الضاد.
والصواب يُضِرُّ، بضم الياء وكسر الضاد، يقال: ضرّهُ الشيءُ، وأضرّ به، إذا عديته بالباء أدخلت الهمزة في أوّله.
(و) العامة تقول: فلان يَضِنُّ بكذا. والصواب يَضَنُّ، بفتح الضاد.
(ص) يقولون: طلَعَ يطلَع. والصواب: طَلَع يطْلُعُ.
قلت: الصواب ضم اللام.
(و) العامة تقول: جاء فلان يطحَل، باللام. والصواب يطْحَرُ، بالراء.
(ص) يقولون: عطَسَ يعْطُسُ. والصواب يعطِسُ.
قلت: يريد أنهم يضمون الطاء، والصواب كسرها.
(ص) ويقولون يعْدِمُ. والصواب يعْدَم.
قلت: الصواب فتح الدال، لا كسرها، ومثله ندِمَ ينْدَم.
(ص) يقولون عثُر يعْثَر. والصواب يعْثُر، بالضم، ولا يقال بالفتح.
(وح) يقولون: ما يعرِّضُك لهذا الأمر؟ بضم الياء وكسر الراء وتشديدها. والصواب أن يقال: ما يعْرُضُك، بفتح الياء وضم الراء، أي ما ينْصِبُ عُرْضَك؟ وعُرْضُ الشيء: جانبه، ومنه قولهم، اضربْ به عُرْضَ الحائط.
(و) العامة تقول: شيء لا يُعْنيك. والصواب فتح أوّله.
(س ك) حدثني يموتُ بن المزرّع قال: صلّيتُ في المسجد الجامع، فإذا أنا برجلٍ عنده جُمَّيْعَة وهو يقول: صحّف الأصمعيّ وأخطأ سيبويه وكذبَ قُطْرب! فأصغيتُ، فإذا هو قد قال: أنشدنا أحمد بن يحيى:
أكَلَّفْتني أدْواءَ قومٍ ترَكْتهم ... متى يغضَبوا مُسْتَحقبي الحَرب أغْرَقِ
فقلت: يا حَزَني!، أأنتَ تُشبعُ العلماء منذ جلستَ، وهذا مقدارك أنْ تصَحِّفَ البيت؟ فقال: كذا أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب، فقلت: لعلك غلطت عليه، فقال: فأنشِدْناه، فأنشدته:

متى يُعْمِنوا مَسْتحقبِي الحَرْب أُعرِقِ
أي يأتوا عُمان للحرب أُعْرِق أنا، أي آتي العراقَ.
(ص) ويقولون: غَرَسَ يغرُسُ، وفرشَ يفرِشُ، وحلبَ يحلِبُ، ومزجَ الشرابَ يمزِجُ، وخدَم يخدِم، وخلبَ يخلِب.
والصواب: يغرِسُ.
قلت: هذا وحده في المضارع بكسر ثالثه، البقية بضم ثالثه.
(ص) ويقولون: غارَ على أهلِه يَغيرُ، وحارَ في أمره يَحِير. والصواب يَغارُ ويحارُ.
(ص) فطمَ الصّبيَّ يفطُمُه. والصواب يفطِمه، بالكسر لا غير.
(س ك) حدثنا إبراهيم بن المُعلّى وأحمد بن محمد بن إسحاق قالا: كنا عند محمد بن حبيب فأنشدنا لأبي ذؤيب:
وكأنّ سَفّودينِ لمّا يَفْتُرا ... عجِلا له بشواءِ شَرْبٍ يُنزَعُ
فقيل له: إنما هو لم يَقترا، بالقاف، فرجع وقال: قد صحف ابن الأعرابي، فما يكون أن صحفت؟! (ص) ويقولون: قدِمَ من سفره يقدِمُ، ومرِضَ يمرِض.
والصواب: يَقدَمُ ويمْرَضُ.
قلت: الصواب فتح ثالثهما.
(ص) ويقولون: قصَدَ يقْصُدُ، وسبقَ يسْبُقُ.
والصواب: يقْصِدُ ويسْبِقُ، بالكسر.
(ز) ويقولون: هو يُقَرطِسُ في كذا، أي يفكر فيه، ويحاول علمه. والقَرْطَسة إنما هي الإصابة، وأصله من القِرطاس الذي يُجعَل غَرَضاً للرُّماة.
(ص) يقولون: رجل يَقَظان، ويكنون بأبي اليَقَظان.
والصواب إسكان القاف، إلا أن اليَقَظة، ضد النوم، مفتوح القاف، وقد غلط التهاميّ في إسكانها حين قال:
العيْشُ نوْمٌ والمَنيّةُ يقْظَةٌ ... والمرْءُ بينهما خَيالٌ سارِي
فأما يَقْظَة، اسمُ رجل، فبالإسكان، ومنه مخزوم بن يَقْظة أبو القبيلة.
(ق و) العامة تخصّ القَرْع باليقطين، وهو مصداق على كل شجر ينبسط على وجه الأرض ولا يقوم على ساق، كالقرع والقثاء والبطيخ ونحو ذلك، وقال سعيد بن جبير: كل شيء يموت من عامه بعد نباته فهو اليقطين.
(و) العامة تقول: الفأر يقرُض، بضم الراء. والصواب كسرها، وقال ابن دريد: ليس في كلام العرب يَقرُض البتّة.
(ص) ويقولون: كَبِرَ المولود يكبِر. والصواب يكبَر، بفتح الباء، يقال: كبُرَ الأمر يكبُر، وكبِرَ الإنسان وغيره يكبَر، قال الشاعر:
............ ... الى الآن لم نكْبَرْ ولم تكْبَرِ البَهْمُ
(ص) يقولون: يُكفيك ما أعطيتُك. والصواب يَكفيك، بفتح الياء.
(ص) يقولون: كمَنَ يكْمِن. والصواب يكْمُنُ.
قلت: الصواب ضم الميم، لا كسرها.
(و) العامة تقول: فلان يُكَدِّف، إذا تأفّف من الشيء.
والصواب يُجدِّف، بالجيم بدلاً من الكاف.
(ص) يقولون: هذا الثوب يَلْبُق بك. والصواب: يلْبَق، بفتح الباء، وكذلك اسم الرجل يَلْبَق لا غير.
(ص) يقولون: هو يلبِسُ ثوبه. والصواب: لبِسَ الثوبَ يلْبَسه، ولبَسَ عليهم الأمرَ، يلْبِسه.
(ص) ويقولون: لَبَد يلبِدُ. والصواب: لَبَد يلْبُدُ بالأرض لُبوداً.
قلت: يريد أنهم يكسرون الباء في المضارع، والصواب ضمهما.
(وح) ويقولون للمعرض عنك: هو يَلْهو عنْ شُغْلي.
ووجه الكلام يَلْهى؛ لأن العرب تقول لها يَلهو، من اللّهو، ولَهِيَ عن الشيء يَلْهى، إذا شُغِل عنه، ومنه الحديث: إذا استأثرَ اللهُ بشيء فالْهَ عنه، وجاء في الأثر أيضاً: إذا وجَدتَ البَلَل بعد الوضوء فالْهَ عنه، أي أعرضْ عنه.
(و) العامة تقول: هذا طعام لا يُلاوِمُني، أي لا يوافقني.
والصواب: يُلائِمُني.
(ز) يقولون: خُذْ يَمَنَةً ويَسَرَة.
والصواب: يَمْنَةً ويَسْرَةً.
قلت: يريد: الصواب سكون الميم والسين.
(ص) يقولون: ملَكَ يمْلُك، ومَلّه يمِلُّه.
والصواب: يمْلِكُه ويمَلُّه.
قلت: الصواب كسر اللام من الأوّل، وفتح الميم من الثاني.
(ص) يقولون: نظَمَ العِقْدَ ينْظُمُه.
والصواب ينْظِمه، بالكسر.
(ص) يقولون: يهْدِرُ في قراءته.
والصواب يحدُرُ بالحاء، قال أبو عبيد في غريب الحديث: حدَرَ القراءةَ يحدُرُها حدْراً، والقراءة السريعة تُسمّى الحَدْر.
(ص) يقولون: يهْرَبُ ويحْرَثُ.
والصواب: يهْرُبُ ويحْرُثُ بالضم.
(ص) يقولون: هلَكَ يهلُكُ.
والصواب: يهلِكُ، بالكسر.

قلت: حُكيَ أنّ بعض الوزراء الفضلاء أمر في بعض عمّاله بأن يُضرَبَ ألفَ سوطٍ، فقال: إذَنْ أَهلِكُ أيها الوزير، وكسر اللام، فقال الوزير: وأنتَ من أهلِ أهلِك! الحَقْ بأهلِك.
(وح) يقولون: يوشَكُ أن يكون كذا، بفتح الشين.
والصواب كسرها، لأنّ الماضي منه أوشَكَ، فيكون مضارعه يوشِكُ، كما يقال: أَوْدَعَ يودِعُ، وأورَدَ يورِدُ.
ومعنى يوشِكُ: يُسرِعُ.
تم الكتاب بحمد الله

أقسام الكتاب
1 2