كتاب : الوجيز في علم التجويد
المؤلف : محمود سيبويه البدوي

مقدمة
معنى التجويد لغة واصطلاحا، وحكمه، وموضوعه، وفضله، وغايته.
التجويد:
لغة: التحسين. تقول: جودت الشيء إذا حسنته.
واصطلاحا: إعطاء كل حرف حقه ومستحقه.
وحق الحرف: إخراجه من مخرجه متصفا بصفاته الذاتية اللازمة له، كالجهر، والشدة، والاستعلاء، والغنة، وغيرها، فإن هذه الصفات المذكورة وغيرها من الصفات اللازمة لا تنفك عن الحرف.
ومستحقه: صفاته العارضة الناشئة عن الصفات اللازمة، كالتفخيم فإنه ناشئ عن الاستعلاء، وكالترقيق فإنه ناشئ عن الاستفال.
حكمه: العلم به فرض كفاية، والعمل به فرض عين على كل مسلم ومسلمة.
وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب: فقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا (1) أي: جوده تجويدا، وقد جاء عن علي -كرم الله وجهه- في قوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا أنه قال: "الترتيل هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف"، وقد أكد الله الأمر بالمصدر اهتماما به وتعظيما لشأنه.
فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل، ولقنهم إياه مجوداً مرتلا ووصل إلينا -أيضا- بهذه الكيفية المخصوصة.
وقد جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة تدل على وجوب تجويد القرآن، منها ما روى عن ابن مسعود عن علي -رضى الله عنهما- قال: " إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما عُلِّم" (2) .
وأما الإجماع: فقد اجتمعت الأمة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد من زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى زماننا، ولم يختلف فيه عن أحد منهم، وهذا من أقوى الحجج.
موضوعه: الكلمات القرآنية.
فضله: أنه من أشرف العلوم لتعلقه بأشرف الكتب وأجلها.
غايته: صون اللسان عن اللحن في كتاب الله -تعالى-.
والمراد باللحن هنا الخطأ، والميل عن الصواب، وهو قسمان: جلي، وخفي.
فالجلي: هو خطأ يطرأ على الألفاظ؛ فيخل بعرف القراءة، سواء أخل بالمعنى أم لم يخل، فضم تاء لفظ أَنْعَمْتَ في قوله تعالى: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (3) يعتبر خطأ مخلا بالمعنى؛ لأن التاء حينئذ أصبحت ضميراً للمتكلم مع أنها في الآية الكريمة مفتوحة وهي ضمير للمخاطب.
ورفع هاء لفظ الجلالة في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ (4) يعتبر خطأ غير مخل بالمعنى، وإنما سمى جلياً؛ لأنه ظاهر يشترك القراء وغيرهم في معرفته.
حكم اللحن الجلي: اللحن الجلي بنوعيه حرام إجماعاً.
والخفي: هو خطأ يطرأ على الألفاظ؛ فيخل بالعرف، ولا يخل بالمعنى كترك الغنة، وقصر الممدود، ومد المقصور.
وإنما سمى خفياً لاختصاص علماء هذا الفن بمعرفته.
حكم اللحن الخفي: الصحيح أن اللحن الخفي حرام كذلك.
مراتب القراءة
للقراءة ثلاث مراتب:
الأولى: الترتيل: وهو القراءة بتؤدة واطمئنان، وإخراج كل حرف من مخرجه، مع إعطائه حقه ومستحقه، مع تدبر المعاني وتفهمها.
الثانية: الحدر: وهو سرعة القراءة مع مراعاة القواعد التجويدية.
الثالثة: التدوير: وهو مرتبة متوسطة بين الترتيل والحدر، وهذه المراتب الثلاث مجموعة في البيت الآتي: حدر وتدوير وترتيل ترى
جميعها مراتبا لمن قرا (5)
الاستعاذة
صيغتها:
الصيغة المختارة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" موافقة لآية "النحل" وهي قوله جل وعلا فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (6)
ويجوز الزيادة على هذه الصيغة، أو النقص عنها، أو الإتيان بصيغة أخرى مغايرة مما صح عند أئمة القراءة.
فمما ورد في الزيادة: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم".
ومما ورد في النقص: "أعوذ بالله من الشيطان" فقط.
محلها:
الاستعاذة: إنما تكون قبل القراءة، وهذا هو الصحيح، وقيل: بعدها لظاهر الآية، وهو ضعيف لأن تقدير الآية: فإذا أردت القراءة فاستعذ كما في قوله تعالى: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا (7) أي: إذا أردتم القيام إلى الصلاة.
حكمها:
هي مستحبة عند الأكثر، وقيل: واجبة.
حالاتها:
لها ست حالات : حالتان يجهر بها فيهما، وأربع حالات يسر بها فيها، فيجهر بها القارئ إذا كان هناك من يسمعه، أو في ابتداء الدرس، ويسر بها إذا أسر قراءته، أو كان في الصلاة، أو كان خاليا سواء أقرأ سرا أم جهرا، أو كان يقرأ وسط جماعة يتدارسون القرآن، ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة.
ملاحظة:
إذا قطع القارئ القراءة لعارض ضروري كسعال، أو لكلام يتعلق بالقراءة لم يعد التعوذ بخلاف ما إذا قطعها إعراضا عنها، أو لكلام أجنبي ولو رداً لسلام فإنه يعيده.
البسملة :
إذا ابتدأت بأول سورة من سور القرآن الكريم فلا بد من الإتيان بالبسملة ما عدا أول "براءة"، وتسمى سورة "التوبة" -أيضا.
وإذا ابتدأت بأول سورة "التوبة" فيمتنع الإتيان بالبسملة؛ وذلك لنزول هذه السورة بالسيف.
وإذا ابتدأت بما بعد أوائل السور ولو بكلمة فأنت مخير بين الإتيان بالبسملة وبين عدم الإتيان بها.
وهل "براءة" كذلك؟ جوَّز بعضهم الإتيان بالبسملة وتركها كغيرها من السور، ومنع الجعبري (8) البسملة في أي جزء من أجزائها تبعاً لأولها.
أوجه كل من الاستعاذة والبسملة
للاستعاذة أربعة أوجه في بدء كل سورة، ما عدا "براءة":
الأول: قطع الجميع، أي: قطع الاستعاذة عن البسملة، والبسملة عن أول السورة.
الثاني: قطع الاستعاذة مع وصل البسملة بأول السورة.
الثالث: وصل الاستعاذة بالبسملة واقفاً عليها مبتدئاً بأول السورة.
الرابع: وصل الجميع.
وأما في أول براءة فلك وجهان فقط، وهما:
1. قطع الاستعاذة عن أول السورة.
2. وصل الاستعاذة بأول السورة، وقد علمت مما تقدم أن البسملة ممتنعة أول "التوبة".
وأما إذا ابتدأت بأجزاء السور أي: بما بعد أولها ولو بكلمة، فللاستعاذة ستة أوجه؛ لأنك مخير بين البسملة وبين عدمها.
فإذا أتيت بالبسملة جاز لك الأوجه الأربعة السابقة.
وإذا لم تأت بها جاز لك الوجهان الجائزان في أول "التوبة".
وللبسملة بين السورتين ثلاثة أوجه:
الأول: قطع الجميع.
الثاني: قطع آخر السورة عن البسملة مع وصل البسملة بأول السورة.
الثالث: وصل الجميع.
وأما وصل آخر السورة بالبسملة مع الوقف عليها فلا يجوز؛ لأن البسملة جعلت لأوائل السور لا لأواخرها.
وهذه الأوجه الثلاثة جائزة بين كل سورتين، سواء أكانتا مرتبتين أم غير مرتبتين.
ويستثنى من ذلك بين الأنفال والتوبة، فإن بينهما لجميع القراء ثلاثة أوجه وهي: الوقف، والسكت، والوصل بدون بسملة. وبين الأنفال وبين التوبة
قف واسكتن وصل بلا بسملة (9)
__________
(1) سورة المزمل: الآية (4)
(2) رواه الحاكم في المستدرك جـ2 ص223،224 وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. ورواه الإمام أحمد في المسند جـ1 ص419 بلفظ (كما أقرئ) وحسن إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة جـ4 ص 28.
(3) سورة الفاتحة: الآية (7).
(4) سورة الفاتحة: الآية (2).
(5) فضيلة الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي: لآلئ البيان في تجويد القرآن، ص22.
(6) الآية (98).
(7) سورة المائدة: الآية (6).
(8) الجعبري: شيخ القراء برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل الجعبري. ولد بجعبر (بفتح الجيم وسكون العين) قلعة على الفرات بين بالس والرقة قرب صفين سنة 640هـ، كان إماما في القراءات عارفا بالفقه والعربية صاحب المصنفات الكثيرة في القراءات. شرح الشاطبية والرائية، وله نحو مائة كتاب أكثرها مختصر منها: شرح الشاطبية المسمى كنز المعاني، نزهة البررة في قراءات الأئمة العشرة، خميلة أرباب المقاصد في رسم المصحف.. توفي رحمه الله بمدينة الخليل عليه السلام سنة 732هـ. [ابن كثير: البداية والنهاية جـ14 ص167.168\ ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء جـ1 ص21 رقم 84].
(9) فضيلة الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي: لآلئ البيان في تجويد القرآن، ص23.
باب مخارج الحروف
هذا الباب من أهم أبواب علم التجويد، وكذا باب صفات الحروف اللازمة الذي سنتكلم عنه فيما بعد -إن شاء الله-، فمن أتقن هذين البابين نطق بأفصح اللغات، وهي لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم على قلب سيد المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وقبل ذكر عدد مخارج الحروف يجدر بنا أن نعرف كلا من المخرج والحرف لغة واصطلاحاً فنقول:
المخرج لغة: محل الخروج.
واصطلاحاً: محل خروج الحرف.
الحرف لغة: الطرف.
واصطلاحا: صوت اعتمد على مخرج محقق أي: على جزء معين من أجزاء الحلق، أو اللسان، أو الشفتين، أو الخيشوم، أو اعتمد على مخرج مقدر وهو الجوف.
والمراد بالحرف هنا حرف الهجاء لا حرف المعنى المذكور في كتب العربية.
عدد مخارج الحروف
للعلماء في عدد مخارج الحروف ثلاثة مذاهب:
1. فذهب الخليل بن أحمد (1) وأكثر النحويين، وأكثر القراء، ومنهم
ابن الجزري (2) إلى أنها سبعة عشر مخرجاً، وهذا هو المختار.
2. وذهب سيبوبه (3) ومن تبعه، ومنهم الشاطبي (4) إلى أنها ستة عشر مخرجاً.
3. وذهب قطرب (5) والجرمي (6) والفراء (7) إلى أنها أربعة عشر مخرجا.
فمن جعلها سبعة عشر مخرجاً جعل في الجوف مخرجاً واحدا، وفي الحلق ثلاثة، وفي اللسان عشرة، وفي الشفتين اثنين، وفي الخيشوم واحدا.
ومن جعلها ستة عشر أسقط الجوف، ووزع حروفه وهي حروف المد الثلاثة على بعض المخارج، فجعل الألف من أقصى الحلق مع الهمزة، والياء من وسط اللسان مع غير المدية، والواو من الشفتين مع غير المدية.
ومن جعلها أربعة عشر أسقط مخرج الجوف كسيبويه، وجعل مخارج اللسان ثمانية، بجعل مخرج اللام والنون والراء مخرجاً واحدا.
ونحن نتبع المذهب الأول الذي اختاره ابن الجزري.
وهذه المخارج السبعة عشر تسمى المخارج الخاصة يجمعها خمسة مخارج تسمى المخارج العامة وهي: الجوف، والحلق، واللسان، والشفتان، والخيشوم.
وإذا أردت أن تعرف مخرج أي حرف فسكنه أو شدده وهو الأظهر متصفاً بصفاته، وأدخل عليه همزة الوصل، وأصغ إليه فحيث انقطع الصوت كان مخرجه المحقق، وحيث يمكن انقطاع الصوت في الجملة كان مخرجه المقدر.
وقد رتب العلماء مخارج الحروف باعتبار الهواء الخارج من داخل الرئة متصعداً إلى الفم، فيقدمون في الذكر ما هو أقرب إلى ما يلي الصدر، ثم الذي يليه وهكذا حتى ينتهوا إلى مقدم الفم.
ولنشرع في بيانها مرتبة كذلك فنقول:
المخرج الأول: الجوف، وهو الخلاء الداخل في الفم والحلق ويخرج منه أحرف المد الثلاثة، وهي الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والألف، ولا تكون إلا ساكنة، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
وتسمى هذه الأحرف بالجوفية لخروجها من الجوف، والهوائية لانتهائها بانتهاء الهواء.
الثاني: أقصى الحلق، أي: أبعده مما يلي الصدر، ويخرج منه حرفان، الهمزة فالهاء، فالفاء هنا للترتيب.
فأقصى الحلق مخرج كلي منقسم إلى مخرجين جزئيين متقاربين، يخرج من أولهما مما يلي الصدر الهمزة، ومن ثانيهما الهاء.
الثالث: وسط الحلق، ويخرج منه العين فالحاء المهملتان.
فوسط الحلق كذلك مخرج كلي منقسم إلى مخرجين جزئيين متقاربين، ويخرج من أولهما العين، ومن ثانيهما الحاء.
الرابع: أدنى الحلق، أي: أقربه مما يلي الفم. ويخرج منه الغين فالخاء
فأدني الحلق -أيضاً- مخرج كلي منقسم إلى مخرجين جزئيين متقاربين، يخرج من أولهما الغين، ومن ثانيهما الخاء.
ويعلم مما تقدم أن في الحلق ثلاثة مخارج كلية، وكل مخرج منها فيه مخرجان جزئيان متقاربان، وكل مخرج يخرج منه حرف، وتسمى هذه الأحرف الستة حلقية لخروجها من الحلق.
الخامس: أقصى اللسان، أي: أبعده مما يلي الحلق، وما يحاذيه من الحنك الأعلى، ويخرج منه القاف.
السادس: أقصى اللسان وما يحاذيه من الحنك الأعلى تحت مخرج القاف، ويخرج منه الكاف.
هذا، وإنما لم نجعل أقصى اللسان مخرجاً كلياً منقسما إلى مخرجين جزئيين كأقصى الحلق؛ لأن أقصى اللسان فيه طول، وبين موضعي القاف والكاف بعد بخلاف أقصى الحلق.
ويقال لهذين الحرفين لهويان نسبة إلى اللهاة، وهي لحمة مشتبكة بآخر اللسان.
السابع: وسط اللسان وما يحاذيه من الحنك الأعلى، ويخرج منه ثلاثة أحرف: الجيم فالشين فالياء غير المدية.
وتسمى هذه الأحرف الثلاثة شجرية؛ لخروجها من شجر الفم، أي: منفتحه.
الثامن: إحدى حافتي اللسان، وما يحاذيها من الأضراس العليا، ويخرج منه الضاد المعجمة، وخروجها من الجهة اليسرى أسهل، وأكثر استعمالا ومن اليمنى أصعب وأقل استعمالا ومن الجانبين معا أعز وأعسر، وقد قيل في تحديد الحافة إن أولها مما يلي الحلق ما يحاذي وسط اللسان بعيد مخرج الياء، وآخرها ما يحاذي آخر الطواحن من جهة خارج الفم.
التاسع: ما بين حافتي اللسان معا بعد مخرج الضاد، وما يحاذيهما من اللثة أي: لحمة الأسنان العليا، وهي لثة الضاحكين والنابين والرباعيتين، والثنيتين العليين، ويخرج منه اللام، وقيل خروجها من الجهة اليمنى أمكن عكس الضاد.
العاشر: طرف اللسان وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا تحت مخرج اللام قليلا ويخرج منه النون.
الحادي عشر: طرف اللسان مع ظهره مما يلي رأسه، ويخرج منه الراء، وهي أدخل إلى ظهر اللسان من النون.
وتسمى هذه الأحرف الثلاثة التي هي اللام والنون والراء ذلقية لخروجها من ذلق اللسان أي: طرفه.
الثاني عشر: طرف اللسان مع أصل الثنيتين العلييين، ويخرج منه الطاء فالدال المهملتان، فالتاء المثناة الفوقية، وتسمى هذه الأحرف نطعية لخروجها من نطع الفم، أي: جلدة غاره.
الثالث عشر: طرف اللسان فويق الثنيتين السفليين. ويخرج منه الصاد، فالسين، فالزاي.
ويقال لهذه الثلاثة أسلية لخروجها من أسلة اللسان، أي: ما دق منه.
الرابع عشر: طرف اللسان مع طرفي الثنيتين العلييين، ويخرج منه الظاء، فالذال، فالثاء، ويقال لهذه الثلاثة لثوية، لخروجها من قرب اللثة.
الخامس عشر: بطن الشفة السفلي مع طرفي الثنيتين العلييين، ويخرج منه الفاء.
السادس عشر: الشفتان معاً، ويخرج منهما الباء الموحدة فالميم، فالواو غير المدية بيد أن الواو بانفتاحهما قليلا والباء والميم بانطباقهما، وانطباقهما مع الباء أقوى من انطباقهما مع الميم.
وهذه الأحرف الأربعة، أعنى الفاء، والباء، والميم، والواو تسمى شفوية لخروجها من الشفة، وإن كان بمشاركة غيرها في الفاء.
السابع عشر: الخيشوم، وهو أقصى الأنف، ويخرج منه حرفا الغنة، وهما النون والميم في حالة إخفائهما أو إدغامهما بغنة، فيتحولان عن مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم في هاتين الحالتين، ويخرجان منه فقط، أما في حالة تشديدهما مثل: إن، وثم، فيخرجان من مخرجهما الأصلي السابق الذي هو طرف اللسان بالنسبة للنون، والشفتان بالنسبة للميم مع خروجهما من الخيشوم. وأما في حالة تحريكهما، أو إسكانهما مظهرتين فإنهما يخرجان من مخرجهما الأصلي فقط، فلهما ثلاث حالات.
بيان أسنان الفم للحاجة إلى معرفتها
هي في أكثر الأشخاص اثنتان وثلاثون:
منها الثنايا : وهي الأسنان الأربع المتقدمة، اثنتان فوق، واثنتان تحت.
فالرباعيات: بفتح الراء، وتخفيف الياء، وهي أربع كذلك خلف الثنايا، اثنتان فوق، واثنتان تحت -أيضاً-.
فالأنياب: وهي -أيضاً- أربع خلف الرباعيات.
فالأضراس: وهي عشرون ضرساً، عشرة في الفك الأعلى، خمسة بالجانب الأيمن، وخمسة بالجانب الأيسر، وعشرة في الفك الأسفل كذلك، وهذه الأضراس مقسمة إلى ثلاثة أقسام:
الأول: الضواحك: وهي أربعة تلي الأنياب
الثاني: الطواحن: وهي اثنا عشر تلي الضواحك، ستة فوق في كل جانب ثلاثة، وستة تحت كذلك.
الثالث: النواجذ: وهي أربعة بعد الطواحن، اثنتان فوق، واثنتان تحت، ويسمى الناجذ ضرس الحلم، وضرس العقل، وقد نظمها بعضهم فقال: للإنسان أسنان ثنايا رباعيه
وأنياب كل كالضواحك أربع
طواحن ضعف الست أربعة أخر
نواجذ فاعلمها إذ العلم أرفع
__________
(1) هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم أبو عبد الرحمن الفراهيدي، ويقال الفرهودي الأزدي شيخ النحاة، وعنه أخذ سيبويه والنضر بن شميل، واضع علم العروض، ويقال إنه لم يسم أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأحمد سوى أبيه. ولد الخليل سنة مائة من الهجرة وتوفي بالبصرة سنة سبعين ومائة على المشهور. [ابن كثير: البداية والنهاية، جـ10، ص166\ ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء، جـ1، ص275 رقم 1242].
(2) هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري، يكنى أبا الخير، بلغ الذروة في علوم التجويد وفنون القراءات حتى صار فيها الإمام الذي لا يدرك شأوه ولا يشق غباره. صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها، ولم ينسج على منوالها، ألف في القراءات كتاب النشر في القراءات العشر ومختصرة التقريب وتحبير التيسير في القراءات العشر وكتاب غاية النهاية في طبقات القراء، وألف غير ذلك في التفسير والحديث والفقه والعربية ونظم كثيرا في العلوم ونظم غاية المهرة في الزيادة على العشرة ونظم طيبة النشر في القراءات العشر ونظم متن الدرة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة، والجوهرة في النحو، والمقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه. توفي سنة 833هـ بشيراز ودفن بدار القرآن التي أنشاها. [ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء جـ2، ص247 وما بعدها رقم 3433].
(3) هو عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر المعروف بسيبويه إمام النحاة. ومعنى سيبويه رائحة التفاح، لزم الخليل بن أحمد فبرع في النحو، ودخل بغداد وناظر الكسائي، وقد صنف في النحو كتابا (الكتاب) لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة من بعده فانغمروا في لجج بحره واستخرجوا من درره ولم يبلغوا إلى قعره، توفي وعمره ثنتان وثلاثون سنة 180هـ. [ابن كثير: البداية والنهاية، جـ10، ص 182 ، 183 ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء، جـ1، ص602 رقم 2459].
(4) هو القاسم بن فيره - بكسر الفاء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء ومعناه بلغة عجم الأندلس الحديد - ابن خلف بن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير، أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار. كان إماما كبيرا أعجوبة في الذكاء، كثير الفنون، آية من آيات الله، غاية في القراءات، خافظا للحديث، بصيرا بالعربية، إماما في اللغة، رأسا في الأدب مع الزهد والولاية والعبادة والانقطاع والكشف شافعي المذهب مواظبا على السنة، ورحل فاستوطن قاهرة مصر، وأقرأ بها القرآن وبها صنف الشاطبية في القراءات السبع فلم يسبق إليها ولا يلحق فيها، وفيها من الرموز كنوز لا يهتدى إليها إلا كل ناقد بصير. ولد سنة 538هـ بشاطبة في الأندلس وتوفي رحمه الله سنة 590هـ ودفن بمصر. [ابن كثير: البداية والنهاية، جـ13، ص11\ ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء، جـ2، ص20 وما بعدها رقم 2600].
(5) هو محمد بن المستنير أبو علي المعروف بقطرب النحوي اللغوي، أحد العلماء بالنحو واللغة، أخذ عن سيبويه وعن جماعة من العلماء البصريين ويقال إن سيبويه لقبه قطريا لمباكرته له في الأسحار قال له: ما انت إلا قطرب ليل، والقطرب دويبه تدب ولا تفتر، نزل قطرب بغداد ومات سنة ست ومائتين. وكان له شعر أجود من شعر العلماء على قلته، وله من الكتب المصنفة معاني القرآن، المثلث في اللغة، العلل في النحو، غريب الحديث، الرد على الملحدين في تشابه القرآن. [الوزير ابن يوسف القفطي: إنباء الرواة على أنباء النحاة، جـ3، ص219، رقم 718].
(6) الجرمي: بفتح الجيم هو أبو عمر صالح بن إسحاق البصري، قدم بغداد وناظر بها الفراء. وصنف كتبا منها: الفرخ - يعني فرخ كتاب سيبويه - وكان فقيها فاضلا نحويا بارعا عالما باللغة حافظا لها، دينا ورعا حسن المذهب. توفي سنة 225هـ. [ابن كثير: البداية والنهاية، جـ10، ص306\ ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء جـ1، ص332 رقم 1444].
(7) هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منصور الكوفي المشهور بشيخ النحاة واللغويين والقراء، وكان يقال له أمير المؤمنين في النحو، وقيل: لولا الفراء لما كانت عربية لأنه خلصها وضبطها، وتوفي سنة 207هـ. [ابن كثير: البداية والنهاية، جـ10، ص272، 273\ ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء، جـ2، ص371، رقم 3842].
باب صفات الحروف اللازمة
اعلم أن المخارج للحروف بمثابة الموازين تعرف بها مقاديرها، والصفات بمثابة الناقد الذي يميز الجيد من الرديء.
فببيان مخرج الحرف تعرف كميته أي: مقداره، فلا يزاد فيه ولا ينقص، وإلا كان لحنا، وببيان صفته تعرف كيفيته عند النطق به من سليم الطبع كجري الصوت وعدمه.
معنى الصفة لغة واصطلاحا:
الصفة لغة: ما قام بالشيء من المعاني، كالعلم، والبياض .
واصطلاحا: كيفية عارضة للحرف عند حصوله في المخرج من جهر، ورخاوة، وهمس، وشدة، ونحوها.
عدد الصفات:
اختلف العلماء في عدد صفات الحروف، فمنهم من عدها سبع عشرة صفة، وهو الإمام ابن الجزري. (1)
ومنهم من زاد على ذلك فقد أوصلها بعضهم إلى أربع وأربعين صفة، وهو أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 437 ه.
ومنهم من نقص عن السبع عشرة كالبركوي فإنه عدها أربع عشرة صفة بنقص الذلاقة، وضدها، والانحراف، واللين، وزيادة صفة الغنة.
ولنشرع في بيان الصفات التي ذكرها ابن الجزري، ثم بعد التكلم عليها نزيد عليها صفتي الخفاء والغنة؛ لأنهما من الصفات اللازمة –أيضا-، وقد ذكرهما كثير من أئمة هذا الفن، فنقول:
الصفات تنقسم إلى قسمين: قسم له ضد، وقسم لا ضد له.
فالذي له ضد: الهمس وضده الجهر، والشدة وضدها الرخاوة، وما بين الشدة والرخاوة، والاستعلاء وضده الاستفال، والإطباق وضده الانفتاح، والإذلاق وضده الإصمات، فهذه خمس صفات ضد خمس بجعل ما بين الرخاوة والشدة مع أحدهما.
وأما الذي لا ضد له: فالصفير، والقلقلة، واللين، والانحراف، والتكرير، والتفشي، والاستطالة، فهذه سبع صفات.
فإذا أضفنا إليها صفتي الخفاء والغنة صارت الصفات التي لا ضد لها تسعا.
وإليك بيان الصفات بقسميها مفصلة:
الهمس:
لغة: الخفاء.
واصطلاحا: جريان النفس عند النطق بالحرف وحروفه عشرة يجمعها: "فحثه شخص سكت".
والجهر:
وهو لغة: الإعلان.
واصطلاحا: انحباس جري النفس عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على مخرجه، وحروفه ما عدا أحرف الهمس السابقة، وهي ثمانية عشر حرفاً، ولم نعد الألف من حروف الجهر؛ لأن حروف المد الثلاثة لا تتصف إلا بالخفاء.
والشدة:
ومعناها لغة: القوة
واصطلاحا: انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف لكمال قوة الاعتماد على مخرجه، وحروفها ثمانية مجموعة في قولك: "أجد قط بكت".
والتوسط:
وهو لغة: الاعتدال
واصطلاحا: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال انحباسه كما في الشدة، وعدم كمال جريانه كما في الرخاوة، وحروف التوسط خمسة مجموعة في قولك: "لن عمر".
والرخاوة:
وهي لغة: اللين.
واصطلاحا: جريان الصوت عند النطق بالحرف، وحروفها ما عدا حروف الشدة، وما عدا الحروف البينية أي: التي بين الشدة والرخاوة، وهي حروف التوسط الخمسة السابقة.
والاستعلاء:
وهو لغة: الارتفاع.
واصطلاحا: ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفه سبعة مجموعة في قولك: "خص ضغط قظ"، ثم إن المعتبر في الاستعلاء استعلاء أقصى اللسان سواء استعلى معه بقية اللسان أم لا ولذا لم تعد أحرف وسط اللسان وهي الجيم والشين والياء غير المدية من أحرف الاستعلاء لأن وسط اللسان هو الذي يعلو عند النطق بها فقط. ولم تعد الكاف كذلك لأنه لا يستعلى بها إلا ما بين أقصى اللسان ووسطه.
والاستفال
ومعناه لغة: الانخفاض.
واصطلاحا: انخفاض اللسان أي: انحطاطه عن الحنك الأعلى إلى قاع الفم عند النطق بالحرف، وحروفه ما عدا حروف الاستعلاء.
والإطباق:
وهو لغة: الإلصاق.
واصطلاحا: تلاصق ما يحاذي اللسان من الحنك الأعلى على اللسان عند النطق بالحرف وأحرفه أربعة، وهي: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، ثم اعلم أن الإطباق أبلغ من الاستعلاء، وأخص منه، إذ لا يلزم من الاستعلاء الإطباق، ويلزم من الإطباق الاستعلاء، فكل حرف مطبق مستعلٍ، ولا عكس.
والانفتاح:
وهو لغة: الافتراق.
واصطلاحا: تجافي كل من طائفتي اللسان، والحنك الأعلى عند النطق بالحرف حتى يخرج الريح من بينهما، وحروفه ما عدا أحرف الإطباق.
والإذلاق:
أو الذلاقة لغة: حدة اللسان أي: طلاقته.
واصطلاحا: سرعة النطق بالحروف المذلقة لخروج بعضها من ذلق اللسان أي:
طرفه، وهو اللام، والنون، والراء، وبعضها من ذلق الشفة، وهو الباء الموحدة، والفاء، والميم.
فحروف الإذلاق ستة يجمعها قولك: "فر من لب".
والإصمات:
وهو لغة: المنع
واصطلاحا: منع حروفه من الانفراد بتكوين الكلمات المجردة الرباعية أو الخماسية.
فكل كلمة رباعية أو خماسية وليس فيها حرف من حروف الزيادة لا بد أن يكون فيها حرف أو أكثر من الحروف المذلقة لتعادل خفة المذلق ثقل المصمت، فحروف الإصمات ممنوعة من أن تختص في لغة العرب ببناء كلمة مجردة رباعية أو خماسية.
فإذا وجدت كلمة رباعية أو خماسية، وكل حروفها أصلية، وليس فيها حرف من حروف الذلاقة فهي غير عربية، كلفظ: عسجد، اسم للذهب أعجمي، وعَسَطُوس -بفتح العين والسين- اسم لشجر الخيزران، وحروف الإصمات ما عدا أحرف الذلاقة المتقدمة.
والصفير:
وهو لغة: صوت يشبه صوت الطائر.
واصطلاحا: صوت زائد يخرج من بين الشفتين يصاحب أحرفه الثلاثة عند خروجها، وهي الصاد، والسين المهملتان، والزاي، وسميت بالصفير؛ لأن لها صوتا يشبه صفير الطائر.
والقلقلة:
وهي لغة: الاضطراب والتحريك.
واصطلاحا: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكنا حتى يسمع له نبرة قوية، وحروفها خمسة مجموعة في قولهم: "قطب جد".
والسبب في هذا الاضطراب والتحريك كونها مجهورة شديدة، فالجهر يمنع النفس أن يجري معها، والشدة تمنع أن يجري صوتها فلما اجتمع لها هذان الوصفان احتاجت إلى كلفة في بيانها.
وللقلقة ثلاث مراتب: أعلاها المشدد الموقوف عليه، فالساكن الموقوف عليه، فالساكن وصلا مثال المشدد الموقوف عليه: الْحَقُّ ، ومثال الساكن وقفا: خَلَقَ ، ومثال الساكن وصلا اقْرَأْ وهكذا في بقية الأحرف.
واللين:
وهو لغة: ضد الخشونة.
واصطلاحا: إخراج الحرف في لين وعدم كلفة.
وله حرفان: وهما الواو، والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما مثل: خَوْفٌ ، و بَيْتٍ .
والانحراف:
وهو لغة: الميل
واصطلاحا: ميل الحرف بعد خروجه إلى مخرج غيره.
وله حرفان: اللام والراء، فاللام فيها انحراف إلي ناحية طرف اللسان، والراء فيها انحراف إلى ظهر اللسان، وميل قليل إلى جهة اللام؛ ولذلك يجعلها الألثغ لاما.
والتكرير:
وهو لغة: إعادة الشيء مرة بعد مرة.
واصطلاحا: ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف.
وهو صفة لازمة للراء، ومعنى وصف هذا الحرف بالتكرير كونه قابلا له، فيجب التحرز عنه؛ لأن الغرض من هذه الصفة تركها، فيجب إخفاء التكرير وخاصة إذا كانت الراء مشددة وليس معنى إخفاء التكرير إعدامه؛
لأن ذلك يسبب حصرا في الصوت؛ فتخرج الراء كالطاء، وهو خطأ بل معناه أن يلصق اللافظ بهذا الحرف ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقا محكما مرة واحدة بحيث لا يرتعد؛ لأنه متى ارتعد حدث من كل مرة راء، فهذه الصفة تعرف لتجتنب لا ليؤتى بها.
والتفشي:
وهو لغة: الانتشار.
واصطلاحا: انتشار الريح في الفم عند النطق بالشين، والتفشي صفة للشين وحدها عند أكثر العلماء ومنهم ابن الجزري.
وقيل: إن في الفاء والثاء والضاد والصاد والسين والراء تفشيا كذلك، والراجح الأول؛ لأن انتشار الريح عند النطق بالشين انتشار كامل؛ ولذا اتفق على تفشيه بخلاف الحروف المذكورة فإن انتشار الريح عند النطق بها قليل؛ ولذا لم يصفها أكثر العلماء بالتفشي.
والاستطالة:
وهي لغة: الامتداد.
واصطلاحا: امتداد الصوت من أول حافة اللسان إلى آخرها، وهي صفة للضاد المعجمة.
والخفاء:
وهو لغة: الاستتار.
واصطلاحا: خفاء الصوت عند النطق بالحرف.
وللخفاء أربعة أحرف، وهي حروف المد الثلاثة والهاء، أما خفاء حروف المد فلسعة مخرجها، ولخفاء حروف المد يجب بيانها قبل الهمزة بتطويل مدها.
وأما خفاء الهاء فلاجتماع صفات الضعف فيها، ولخفائها يجب بيانها بتقوية صوتها.
والغنة:
وهي لغة: صوت في الخيشوم.
واصطلاحا: صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم، فهي صفة ثابتة فيهما مطلقا، إلا أنها في المشدد أكمل منها في المدغم، وفي المدغم أكمل منها في المخفي، وفي المخفي أكمل منها في الساكن المظهر، وفي الساكن المظهر أكمل منها في المتحرك، فتبين من ذلك أن للغنة خمس مراتب، والظاهر منها في حالة التشديد والإدغام والإخفاء كمالها المقدر بحركتين.
أما في الساكن المظهر والمتحرك فالثابت فيهما أصلها فقط، فلا تقدر بشيء أصلا.
ومما تقدم يعلم أن أي حرف من الحروف لا بد أن يتصف بخمس صفات من المتضادة، وأما غير المتضادة، فتارة يتصف بصفة أو صفتين منها، وتارة لا يتصف بشيء، فلا ينقص الحرف عن خمس صفات، ولا يزيد على سبع.
فمثال ما له خمس الهمزة: فهي مجهورة، شديدة، مستفلة، منفتحة، مصمتة.
ومثال ما له ست النون: فهي مجهورة، بينية، مستفلة، منفتحة، مذلقة، فهذه خمس صفات من المتضادة يضاف إليها صفة واحدة من غير المتضادة وهي الغنة؛ فيصير للنون ست صفات.
ومثال ما له سبع الراء فقط: فهي مجهورة، بينية، مستفلة، منفتحة، مذلقة، فهذه خمس من المتضادة يضاف إليها صفتا الانحراف، والتكرير من غير المتضادة؛ فتصير سبعاً.
وإليك هذه الأبيات من الجزرية حتى يسهل عليك معرفة الصفات (2) .
صفاتُها جهرٌ ورِخوٌ مُسَْتِفلْ
مُنْفَتِحٌ مُصْمَتَةٌ والضِّدَّ قُلْ
مهموسُها "فحثَّه شخصٌ سَكَتْ"
شدِيدُها لفظُ "أَجِدْ قَطٍ بَكَتْ"
وبَيْنَ رِخْوٍ والشديدِ "لِنْ عُمَرْ"
وسَبْعُ عُلْوٍ "خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ" حَصَرْ
وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ مُطْبَقَةْ
و "فِرَّ مِنْ لُبِّ" الحروفِ الْمُذْلَقَةْ
صفيرُهَا صادٌ وزايٌ سِينُ
قَلْقَلَةٌ "قُطْبُ جَدٍ" واللِّينُ
وَاوٌ وَيَاءٌ سَكَنَا وانفتحَا
قبلهما والانحرافُ صُحِّحَا
في اللامِ والرَّا وبتكريرٍ جُعِلْ
وللتَّفَشِّي الشِّينُ ضَادًا اسْتَطِلْ
تقسيم الصفات إلى قوية وضعيفة
تنقسم الصفات إلى قسمين: قوية وضعيفة.
فالضعيفة ست، وهي: الهمس، والرخاوة، والاستفال، والانفتاح، واللين، والخفاء.
والقوية إحدى عشرة صفة، وهي: الجهر، والشدة، والاستعلاء، والإطباق، والصفير، والقلقلة، والانحراف، والتكرير، والتفشي، والاستطالة، والغنة.
وهناك ثلاث صفات لا توصف بضعف ولا قوة، وهي:
البينية، والإذلاق، والإصمات.
قال صاحب لآلئ البيان في تجويد القرآن: ضعيفُها هَمْسٌ وَرِخْوٌ وَخَفَا
لِينٌ انفتاحٌ واستفالٌ عُرِفَا
وما سِوَاها وَصْفُهُ بِالقُوَّةِ
لا الذَّلْقِ وَالإصْمَاتِ والْبَيْنِيَّةِ
واعلم أن الحرف إذا كانت صفات القوة فيه أكثر من صفات الضعف كان قويا كالراء –مثلا-.
وإذا كانت صفاته كلها قوية كان أقوى، وأقوى الحروف كلها الطاء فقط.
وإذا كانت صفات الضعف فيه أكثر كان ضعيفا كالزاي –مثلا-.
وإذا كانت صفاته كلها ضعيفة كان أضعف، وأضعف الحروف الهاء وحروف المد الثلاثة.
وإذا كانت صفات القوة فيه متساوية مع صفات الضعف كان متوسطا، كاللام –مثلا-، فهذه خمسة أقسام للحروف.
__________
(1) سبقت ترجمته في ص17.
(2) ابن الجزري: المقدمة في التجويد.
باب أحكام النون الساكنة والتنوين
النون الساكنة: هي التي لا حركة لها، مثل: من، وعن، وتكون في الأسماء، والأفعال، والحروف، وتأتي متوسطة، ومتطرفة.
والتنوين: هو نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا، وتفارقه خطا ووقفاً، ولهما عند حروف الهجاء أربعة أحكام: الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء.
الحكم الأول: الإظهار
وهو لغة: البيان.
واصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر.
وذلك إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروف الحلق الستة وهي: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء.
وتكون هذه الحروف مع النون الساكنة في كلمة أو في كلمتين، ومع التنوين ولا يكون ذلك إلا في كلمتين.
فمثال النون مع هذه الأحرف من كلمة ومن كلمتين: وَيَنْأَوْنَ (1) مِنْ أَجْرٍ (2) مُنْهَمِرٍ (3) مِنْ هَادٍ (4) أَنْعَمْتَ (5) مِنْ عِلْمٍ (6) يَنْحِتُونَ (7) مِنْ حَكِيمٍ (8) فَسَيُنْغِضُونَ (9) مِنْ غِلٍّ (10) وَالْمُنْخَنِقَةُ (11) مِنْ خَيْرٍ (12)
ومثال التنوين:
كُلٌّ آمَنَ (13) فَرِيقًا هَدَى (14) حَكِيمٌ عَلِيمٌ (15) حَكِيمٍ حَمِيدٍ (16) قَوْلا غَيْرَ (17) يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (18)
ويسمى هذا النوع من الإظهار إظهارا حلقياً لخروج حروفه من الحلق، والسبب في إظهار النون الساكنة والتنوين عند هذه الأحرف الستة بعد المخرج أي: بعد مخرجهما عن مخرج هذه الأحرف، فقد علمنا أن النون تخرج من طرف اللسان، وهذه الستة تخرج من الحلق، وهاك هذين البيتين (19) فالأولُ الإظهارُ قَبْلَ أحرفِ
للحلق ستٌّ رُتِّبَتْ فَلْتُعْرَفِ
همزٌ فهاءٌ ثم عينٌ حاءُ
مُهْمَلَتَانِ ثم غَيٌْن خَاءُ
الحكم الثاني: الإدغام
وهو لغة: الإدخال.
واصطلاحا: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحدا مشدداً.
وحروفه ستة مجموعة في لفظ: "يرملون" وهي: الياء، والراء، والميم، واللام، والواو، والنون.
أقسام الإدغام:
ينقسم الإدغام إلى قسمين:
1.إدغام بغنة:
وله أربعة أحرف مجموعة في لفظ "ينمو"، فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد النون الساكنة بشرط أن تكون في آخر الكلمة، أو بعد التنوين ولا يكون إلا آخرا وجب الإدغام أي: إدغام النون الساكنة أو التنوين فيه بغنة.
فمثال النون في هذه الأحرف الأربعة: مَن يَقُولُ (20) مِّن نِّعْمَةٍ (21) مِن مَّاءٍ (22) مِنْ وَلِيٍّ (23)
ومثال التنوين فيها –أيضا-: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (24) سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ (25) نَعِيمًا وَمُلْكًا (26)
وقد علمنا مما تقدم أن شرط الإدغام أن يكون من كلمتين بأن يكون المدغم في آخر الكلمة الأولى، والمدغم فيه في أول الثانية -كما تقدم-.
ويسمى الإدغام بغنة إدغاماً ناقصاً لذهاب الحرف وهو النون أو التنوين، وبقاء الصفة، وهي الغنة فيكون الإدغام غير مستكمل التشديد، ومقتضى كلام بعضهم أن الإدغام بغنة يكون ناقصاً مطلقاً، والذي عليه الجمهور أنه إنما يكون ناقصاً إذا أدغمت النون الساكنة أو التنوين في الواو، والياء فقط.
وأما إذا أدغما في النون أو الميم فإن الإدغام حينئذ يكون كاملا؛ لأن في كل من المدغم والمدغم فيه غنة، فإذا ذهبت غنة المدغم بالإدغام بقيت غنة المدغم فيه، فالتشديد مستكمل.
هذا وإذا اجتمع المدغم مع المدغم فيه في كلمة واحدة، وذلك بالنسبة للنون الساكنة فقط - وجب الإظهار، ويسمى هذا النوع من الإظهار إظهارا مطلقا؛ لعدم تقييده بحلق أو شفة، وقد وقع هذا النوع من الإظهار في أربع كلمات في القرآن فقط: كلمة الدُّنْيَا (27) حيث وقعت، وكلمة بُنْيَانٌ (28) كذلك، وكلمة قِنْوَانٌ (29) بسورة الأنعام، وكلمة صِنْوَانٌ (30) في موضعي الرعد.
وإنما لم يدغم هذا النوع لئلا يلتبس بالمضاعف، وهو ما تكرر أحد أصوله ،
هذا وتلحق النون من هجاء يس * وَالْقُرْآنِ (31) و ن وَالْقَلَمِ (32) بهذا النوع من الإظهار فلا تدغم لحفص، من طريق الشاطبية.
2.إدغام بغير غنة:
وله حرفان مجموعان في لفظ "رل" وهما الراء واللام.
فمثال الراء بعد النون: مِّن رَّبِّهِمْ (33) ومثالها بعد التنوين:
غَفُورًا رَحِيمًا (34)
ومثال اللام بعد النون: مِن لَّدُنْهُ (35) وبعد التنوين : رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (36) .
ويسمى الإدغام بغير غنة إدغاماً كاملا لذهاب لفظ المدغم وصفته معا، والسبب في إدغام النون الساكنة والتنوين في النون التماثل.
وفي الميم التجانس في الصفة فقد اتحدت النون مع الميم في جميع الصفات، وفي الياء والواو التقارب في الصفة، فقد اشتركت النون مع الواو والياء في الجهر، والاستفال، والانفتاح، وأيضاً مضارعتهما النون باللين الذي فيهما لشبهه بالغنة.
وفي اللام والراء، التقارب في المخرج، وفي أكثر الصفات.
ووجه حذف الغنة مع اللام والراء المبالغة في التخفيف.
فللإدغام ثلاثة أسباب: التماثل، والتقارب، والتجانس.
قال صاحب التحفة
والثانِ إدغامٌ بستةٍ أتَْت
في يَرْمُلُونَ عندهم قد ثبتت
لكنها قسمان قسمٌ يُدْغَمَا
فيه بغنةٍ بينمو عُلِمَا
إلا إذا كَانَا بكلمةٍ فلا
تُدغم كدنيا ثم صِنوانٍ تلا
والثان إدغامٌ بغير غنهْ
في اللام والرا ثم كَرِّرَنَّهْ
الحكم الثالث: الإقلاب
وهو لغة: تحويل الشيء س.
واصطلاحا: جعل حرف مكان آخر، أي: قلب النون الساكنة والتنوين ميما قبل الباء مع مراعاة الإخفاء والغنة، فللإقلاب حرف واحد وهو الباء.
ويكون مع النون في كلمة مثل: أَنْبِئْهُمْ (37) وفي كلمتين مثل: أَنْ بُورِكَ (38)
ومع التنوين، ولا يكون إلا من كلمتين مثل سَمِيعٌ بَصِيرٌ (39)
والسبب في الإقلاب عسر الإتيان بالغنة في النون والميم مع الإظهار، ثم إطباق الشفتين لأجل الباء، وعسر الإدغام كذلك لاختلاف المخرج، وقلة التناسب؛ فتعين الإخفاء وتوصل إليه بالقلب ميما.
وإنما خصت الميم بالقلب دون غيرها من الحروف لمشاركتها الباء مخرجا والنون صفة، فللإقلاب ثلاثة أعمال: قلب وإخفاء وغنة، قال صاحب التحفة: والثالثُ الإقلابُ عند الباءِ
ميمًا بغنةٍ مع الإخفاءِ
الحكم الرابع: الإخفاء
ومعناه لغة: الستر.
واصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول.
وله خمسة عشر حرفا وهي: الباقية من حروف الهجاء، وقد جمعها بعضهم في أوائل كلمات البيت الآتي فقال: صف ذا ثنا كم جاد شخصٌ قد سما
دم طيبًا زد في تقى ضع ظالما
فيجب إخفاء النون الساكنة والتنوين بغنة عند هذه الحروف الخمسة عشر.
وها هي أمثلة النون مع كل حرف منها من كلمة ومن كلمتين، وأمثلة التنوين من كلمتين على ترتيب حروف البيت السابق.
[ مَنْصُورًا (40) أَن صَدُّوكُمْ (41) عَمَلا صَالِحًا (42) ]
[ مُنذِرٌ (43) مِن ذَكَرٍ (44) سِرَاعًا ذَلِكَ (45) ]
[ مَنثُورًا (46) مِن ثَمَرَةٍ (47) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ (48) ]
[ مِنكُمْ (49) مَن كَانَ (50) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ (51) ]
[ أَنجَيْنَاكُمْ (52) إِنْ جَاءَكُمْ (53) صَبْرًا جَمِيلا (54) ]
[ الْمُنشِئُونَ (55) لِمَن شَاءَ (56) غَفُورٌ شَكُورٌ (57) ]
[ يَنقَلِبُ (58) وَإِن قِيلَ (59) عَلِيمًا قَدِيرًا (60) ]
[ مِنسَأَتَهُ (61) مِن سُلالَةٍ (62) سَلامًا سَلامًا (63) ]
[ أَندَادًا (64) مِن دَابَّةٍ (65) عَمَلا دُونَ ذَلِكَ (66) ]
[ يَنطِقُونَ (67) مِن طَيِّبَاتِ (68) صَعِيدًا طَيِّبًا (69) ]
[ أَنزَلْنَاهُ (70) فَإِن زَلَلْتُمْ (71) نَفْسًا زَكِيَّةً (72) ]
[ انفِرُوا (73) مِن فَضْلِهِ (74) سُبُلا فِجَاجًا (75) ]
[ مُنتَهُونَ (76) مِنْ تَحْتِهَا (77) جَنَّاتٍ تَجْرِي (78) ]
[ مَنضُودٍ (79) قُلْ إِن ضَلَلْتُ (80) مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ (81) ]
[ انظُرُوا (82) مِن ظَهِيرٍ (83) ظِلا ظَلِيلا (84) ].
والسبب في إخفاء النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف هو أنهما لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من أحرف الإدغام حتى يجب إدْغامهما، ولم يبعدا منها كبعدهما من حروف الإظهار حتى يجب إظهارهما، فأعطيا حكما متوسطا بين الإظهار والإدغام، وهو الإخفاء.
مراتب الإخفاء:
للإخفاء ثلاث مراتب:
أعلى: عند الطاء والدال والتاء.
وأدنى: عند القاف والكاف.
وأوسط: عند الحروف العشرة الباقية.
هذا والفرق بين الإخفاء والإدغام هو أن الإدغام فيه تشديد، وأما الإخفاء فلا تشديد فيه.
ويسمى هذا النوع من الإخفاء إخفاء حقيقيًا لانعدام ذات الحرف المخفي، وهو النون الساكنة والتنوين.
__________
(1) سورة الأنعام: الآية (26).
(2) سورة يونس: الآية (72).
(3) سورة القمر: الآية (11).
(4) سورة الرعد: الآية (33)
(5) سورة الفاتحة: الآية (7).
(6) سورة الأنعام: الآية (148).
(7) سورة الحجر: الآية (82).
(8) سورة فصلت: الآية (42).
(9) سورة الإسراء: الآية (51).
(10) سورة الأعراف: الآية (43).
(11) سورة المائدة: الآية (3).
(12) سورة البقرة: الآية (197).
(13) سورة البقرة: الآية (285).
(14) سورة الأعراف: الآية (30).
(15) سورة الأنعام: الآية (83).
(16) سورة فصلت: الآية (42).
(17) سورة البقرة: الآية (59).
(18) سورة الغاشية: الآية (2).
(19) الجمزوري: تحفة الأطفال في تجويد القرآن.
(20) سورة البقرة: الآية (8).
(21) سورة النحل: الآية (53).
(22) سورة البقرة: الآية (164).
(23) سورة البقرة: الآية (107).
(24) سورة الغاشية: الآية (8).
(25) سورة الغاشية: الآية (13).
(26) سورة الإنسان: الآية (20).
(27) من مواضعها: سورة البقرة: الآية (85)، الآية (86).
(28) من مواضعها: سورة الصف: الآية (4).
(29) الآية (99).
(30) الآية (4).
(31) سورة يس: الآية (1-2).
(32) سورة القلم: الآية (1).
(33) سورة البقرة: الآية (5).
(34) سورة النساء: الآية (23).
(35) سورة الكهف: الآية (2).
(36) سورة الأنبياء: الآية (107).
(37) سورة البقرة: الآية (33).
(38) سورة النمل: الآية (8).
(39) سورة الحج: الآية (75).
(40) سورة الإسراء: الآية (33).
(41) سورة المائدة: الآية (2).
(42) سورة التوبة: الآية (102).
(43) سورة الرعد: الآية (7).
(44) سورة آل عمران: الآية (195).
(45) سورة ق: الآية (44).
(46) سورة الفرقان: الآية (23).
(47) سورة البقرة: الآية (25).
(48) سورة لقمان: الآية (24).
(49) سورة البقرة: الآية (65).
(50) سورة البقرة: الآية (97).
(51) سورة العلق: الآية (16).
(52) سورة الأعراف: الآية (141).
(53) سورة الحجرات: الآية (6).
(54) سورة المعارج: الآية (5).
(55) سورة الواقعة: الآية (72).
(56) سورة المدثر: الآية (37).
(57) سورة فاطر: الآية (30).
(58) سورة البقرة: الآية (143).
(59) سورة النور: الآية (28).
(60) سورة فاطر: الآية (44).
(61) سورة سبأ: الآية (14).
(62) سورة المؤمنون: الآية (12).
(63) سورة الواقعة: الآية (26).
(64) سورة البقرة: الآية (22).
(65) سورة الأنعام: الآية (38).
(66) سورة الأنبياء: الآية (82).
(67) سورة الأنبياء: الآية (63).
(68) سورة البقرة: الآية (172).
(69) سورة النساء: الآية (43).
(70) سورة الأنعام: الآية (92).
(71) سورة البقرة: الآية (209).
(72) سورة الكهف: الآية (74).
(73) سورة النساء: الآية (71).
(74) سورة البقرة: الآية (90).
(75) سورة نوح: الآية (20).
(76) سورة المائدة: الآية (91).
(77) سورة البقرة: الآية (25).
(78) سورة البقرة: الآية (25).
(79) سورة هود: الآية (82).
(80) سورة سبأ: الآية (50).
(81) سورة عبس: الآية (38،39).
(82) سورة الأنعام: الآية (11).
(83) سورة سبأ: الآية (22).
(84) سورة النساء: الآية (57).
باب أحكام الميم الساكنة
الميم الساكنة هي الخالية من الحركة، ولها قبل حروف الهجاء ثلاثة أحكام:
الحكم الأول:
الإخفاء وقد سبق تعريفه، ويكون عند حرف واحد وهو الباء، وتصحبه الغنة.
فإذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء أخفيت الميم مثل: يَعْتَصِم بِاللَّهِ (1) يَوْمَ هُم بَارِزُونَ (2)
ويسمى هذا النوع من الإخفاء إخفاء شفويًا لخروج حرفه من الشفة، وذهب جماعة إلى إظهار الميم الساكنة عند الباء إظهارًا تامًا أي: من غير غنة والإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب، فقد أجمعوا على إخفاء الميم الساكنة المقلوبة عن النون الساكنة أو التنوين -كما تقدم في الإقلاب-.
ووجه الإخفاء أنهما لما اشتركا في المخرج واتفقا في بعض الصفات ثقل الإظهار والإدغام المحض فعدل إلى الإخفاء، ودليله من التحفة: فالأولُ الإخفاءُ عند الباءِ
وَسَمِّهِ الشَّفويَّ للقُرَّاءِ
الحكم الثاني:
الإدغام وجوبًا بغنة في ميم مثلها، مثل: خَلَقَ لَكُم مَا فِي الأَرْضِ (3) ويسمى هذا النوع من الإدغام إدغام مثلين صغيرا، ودليله
كذلك: والثانِ إدغامٌ بمثلها أتى
وسمِّ إدغامًا صغيرًا يا فتى
الحكم الثالث :
الإظهار وجوبًا من غير غنة عند بقية الحروف: وهي ستة وعشرون حرفًا مثل: مَمْنُونٍ (4) لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (5) ويسمى هذا النوع من الإظهار إظهارًا شفويًا.
وقد حذر صاحب التحفة من إخفاء الميم الساكنة عند الواو والفاء مع أنهما من حروف الإظهار الستة والعشرين؛ لئلا يتوهم أن الميم تخفى عندهما كما تخفى عند الباء لاتحادها مخرجًا مع الواو، وقربها مخرجًا من الفاء.
هذا وإنما لم تدغم الميم في مقاربها من أجل الغنة التي فيها؛ لأنها لو أدغمت لذهبت غنتها فكان إخلالا وإجحافا بها؛ فأظهرت لذلك، ولم تدغم كذلك في الواو وإن تجانسا في المخرج خوفًا من اللبس فلا يعرف هل هى ميم أو نون؟ ولا في الفاء لقوة الميم وضعف الفاء، والقوي لا يدغم في الضعيف.
قال الجمزوري في التحفة: والثالثُ الإظهارُ في البقيَّهْ
من أحرف وسَمِّها شفويهْ
واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفي
لقربها والاتحادِ فاعرفِ
هذا وقد جمع صاحب لآلئ البيان أحكام الميم الساكنة في بيت واحد فقال: وأخف أحرى عندبا وأدغما
في الميم والإظهارُ مع سواهما
تنبيه:
قد علمت مما تقدم في باب الصفات اللازمة للحروف عند الكلام على صفة "الغنة" أن النون والميم المشددتين تتصفان بالغنة الكاملة المقدرة بحركتين، وأن الغنة فيهما في حالة تشديدهما في أعلى مراتبها، ويسمى كل منهما حرف غنة مشددًا.
وقدروا الحركة بقبض الأصبع، أو بسطه، بحالة متوسطة.
__________
(1) سورة آل عمران: الآية (101).
(2) سورة غافر: الآية (16).
(3) سورة البقرة: الآية (29).
(4) سورة فصلت: الآية (8).
(5) سورة البقرة: الآية (21).
باب اللامات السواكن
اللامات السواكن خمس:
الأولى: لام أل:
وهي لام التعريف، ولها قبل حروف الهجاء حالتان: حالة يجب فيها الإظهار، وحالة يجب فيها الإدغام.
1. فيجب إظهارها إذا وقع بعدها حرف من الحروف الأربعة عشر المجموعة في: "ابغ حجك وخف عقيمه".
وهي: الهمزة، والباء، والغين، والحاء، والجيم، والكاف، والواو، والخاء، والفاء، والعين، والقاف، والياء، والميم، والهاء، ودونك الأمثلة:
الإِنْسَانُ (1) الْبَارِئُ (2) الْغَنِيُّ (3) الْحَكِيمُ (4) - الْجَمِيلَ (5) الْكَرِيمِ (6) الْوَلِيُّ (7) الْخَبِيرُ (8) الْفَتَّاحُ (9) الْعُلَمَاءُ (10) الْقَيُّومُ (11) الْيَوْمَ (12) الْمُلْكُ (13) الْهُدَى (14)
ويسمى هذا النوع من الإظهار إظهارا قمريا، وتسمى هذه اللام لاما قمرية.
2. ويجب إدغامها إذا وقع بعدها حرف من الحروف الأربعة عشر الباقية من حروف الهجاء، وقد ذكرها صاحب التحفة في أوائل كلمات البيت الآتي: طِب ثُمَّ صِلْ رَحْمًا تفز ضِفْ ذا نِعم
دع سُوءَ ظَنٍّ زُر شريفًا للكرم
وإليك الأمثلة:
الطَّيِّبَاتُ (15) الثَّوَابِ (16) الصَّالِحِينَ (17) الرَّزَّاقُ (18) التَّائِبُونَ (19) - الضَّالِّينَ (20) - الذَّكَرُ (21) - النَّعِيمِ (22) – الدَّاعِ (23) – السَّمِيعُ (24) – الظَّالِمِينَ (25) - الزَّبُورِ (26) - الشَّكُورُ (27) - اللَّيْلِ (28)
ويسمى هذا النوع من الإدغام إدغاما شمسيا، وتسمى هذه اللام لاما شمسية.
الثانية: لام الفعل:
سواء أكان الفعل ماضيا مثل: قُلْنَا (29) أم مضارعا مثل: يَلْتَقِطْهُ (30) أم أمرا مثل: قُلْ (31) وحكمها الإظهار إلا لام "قل" فإنها تدغم في حرفين:
1. اللام، مثل: قُل لِعِبَادِيَ (32) للتماثل.
2. الراء، مثل: وَقُل رَبِّ (33) للتقارب.
الثالثة: لام الحرف:
وهي في "هل" و "بل" مثل: فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (34) بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (35)
وحكمها الإظهار إلا إذا وقع بعدها لام أو راء؛ فإنها تدغم فيهما كاللام في "قل" مثل: فَهَل لَّنَا (36) بَل لا يَخَافُونَ (37) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ (38)
ولم يقع بعد لام هل راء في القرآن الكريم، كما يستثنى من قاعدة إدغام لام الحرف بَلْ رَانَ في المطففين آية 14؛ فإن حكمها الإظهار لحفص من طريق الشاطبية؛ لوجود السكت على اللام، والسكت مانع من الإدغام.
الرابعة: لام الاسم:
مثل: سُلْطَانٍ (39) أَلْسِنَتُكُمُ (40) عِلْمًا (41) سَلْسَبِيلا (42)
وحكمها الإظهار مطلقا.
الخامسة: لام الأمر:
وهي من أدوات جزم المضارع، مثل: وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ (43) وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ (44)
وحكمها الإظهار مطلقا ك لام الاسم.
__________
(1) سورة النساء: الآية (28).
(2) سورة الحشر: الآية (24).
(3) سورة الأنعام: الآية (133).
(4) سورة البقرة: الآية (32).
(5) سورة الحجر: الآية (85).
(6) سورة المؤمنون: الآية (116).
(7) سورة الشورى: الآية (9).
(8) سورة الأنعام: الآية (18).
(9) سورة سبأ: الآية (26).
(10) سورة فاطر: الآية (28).
(11) سورة البقرة: الآية (255).
(12) سورة البقر: الآية (249).
(13) سورة البقرة: الآية (247).
(14) سورة البقرة: الآية (120).
(15) سورة المائدة: الآية (4-5).
(16) سورة آل عمران: الآية (195).
(17) سورة البقرة: الآية (130).
(18) سورة الذاريات: الآية (58).
(19) سورة التوبة: الآية (112).
(20) سورة الفاتحة: الآية (7).
(21) سورة آل عمران: الآية (36).
(22) سورة المائدة: الآية (65).
(23) سورة البقرة: الآية (186).
(24) سورة البقرة: الآية (127).
(25) سورة البقرة: الآية (35).
(26) سورة الأنبياء: الآية (105).
(27) سورة سبأ: الآية (13).
(28) سورة البقرة: الآية (164).
(29) سورة البقرة: الآية (34).
(30) سورة يوسف: الآية (10).
(31) سورة البقرة: الآية (80).
(32) سورة إبراهيم: الآية (31).
(33) سورة الإسراء: الآية (24).
(34) سورة هود: الآية (14).
(35) سورة الأنبياء: الآية (26).
(36) سورة الأعراف: الآية (53).
(37) سورة المدثر: الآية (53).
(38) سورة النساء: الآية (158).
(39) سورة الأعراف: الآية (71).
(40) سورة النحل: الآية (116).
(41) سورة الأنعام: الآية (80).
(42) سورة الإنسان: الآية (18).
(43) سورة البقرة: الآية (282).
(44) سورة الحج: الآية (29).
باب المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين
إذا التقى الحرفان خطا –سواء التقيا لفظا أم لا– فإما أن يكونا متماثلين، أو متقاربين، أو متجانسين، أو متباعدين.
هذا، ودخل بقولنا: "خطا" نحو: إِنَّهُ هُوَ (1) لالتقاء الهاءين خطا فيعتبر من المتماثلين، وإن فصل بين الحرفين بالواو لفظا، لأجل صلة هاء الضمير.
وخرج نحو: أَنَا نَذِيرٌ (2) لعدم التقاء النونين خطا، فلا يعتبر من المتماثلين وإن التقى الحرفان لفظا، فالمعتبر هو الالتقاء في الخط.
ولنشرع في بيان كل من المتماثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين تفصيلا فنقول:
المتماثلان:
هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا وصفة كالباءين، واللامين مثل: اذْهَب بِّكِتَابِي (3) فَقَالَ لَهُمُ (4)
والمتقاربان:
هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا وصفة، أو مخرجا فقط، أو صفة فقط. فالتقارب ثلاثة أقسام:
1. تقارب في المخرج والصفة معا:
مثل: وَقُل رَّبِّ (5) فبين اللام والراء تقارب في المخرج كما هو ظاهر، وتقارب في الصفة؛ لاتفاقهما في أكثر الصفات، فالتقارب في الصفة معناه أن يتفق الحرفان في أغلب الصفات.
2. تقارب في المخرج فقط:
مثل: قَدْ سَمِعَ (6) فبين الدال والسين تقارب في المخرج كما علمت في باب المخارج، ولا تقارب بينهما صفة، لاختلافهما في أكثر الصفات.
3. تقارب في الصفة فقط:
مثل: بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ (7) فالتاء والشين متقاربان صفة لاتفاقهما في أغلب الصفات، ولا تقارب بينهما مخرجا، لخروج التاء من طرف اللسان، والشين من وسطه كما تقدم.
والمتجانسان:
هما الحرفان اللذان تجانسا -أي اتحدا- مخرجا، واختلفا صفة أو تجانسا صفة، واختلفا مخرجا. فالتجانس قسمان:
1.تجانس في المخرج فقط:
مثل: قَد تَّبَيَّنَ (8) فبين الدال والتاء تجانس في المخرج، فهما يخرجان من طرف اللسان ومن الثنيتين العلييين كما عرفت.
2.تجانس في الصفة فقط:
مثل: قَدْ جَعَلَ (9) فبين الدال والجيم تجانس في الصفة؛ لاتحادهما في كل الصفات.
فالتجانس في الصفة معناه: أن يتحد الحرفان في جميع الصفات.
والمتباعدان:
هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجا، واختلفا صفة، مثل: تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ (10) فبين التاء والعين تباعد في المخرج.
فهذه سبعة أقسام، وهي: المتماثلان، والمتقاربان مخرجا وصفة، والمتقاربان مخرجا فقط، والمتقاربان صفة فقط، والمتجانسان مخرجا لا صفة، والمتجانسان صفة لا مخرجا، والمتباعدان.
فإذا تحرك الحرفان في كل قسم منها سمي كبيرا، وإذا سكن الأول سمي صغيرا، وإذا سكن الثاني سمي مطلقا، وبذلك يكون لاجتماع الحرفين خطا واحد وعشرون قسما.
قال صاحب لآلئ البيان: إن يجتمعْ حرفان خطا قُسِّمَا
عشرين قِسْمًا بعد واحدٍ نما
فمتماثلان إن يتحدا
في مخرجٍ وصفةٍ كما بدا
ومتقاربان حيثُ فيهما
تقاربٌ, أو كان في أيِّهِما
ومتجانسان إن تطابقا
في مخرج, أو في الصفات اتفقا
ومتباعدان حيثُ مخرجا
تباعدا, والخلفُ في الصفات جَا
وحيثما تحرَّك الحرفان في
كلٍّ فَسَمِّ بالكبير واقْتَفِ
وسمِّ بالصغير حيثُما سكن
أولُها, ومطلقٌ في العَكْسِ عن
حكم المتماثلين:
1. الصغير: حكمه الإدغام وجوبا للجميع، مثل: وَقَد دَّخَلُوا (11) اذْهَب بِّكِتَابِي (12) إلا إذا كان الأول حرف مد، أو هاء سكت.
فإذا كان الحرف الأول من المتماثلين حرف مد نحو: آمَنُوا وَعَمِلُوا (13) فِي يَوْمٍ (14) فلا بد من إظهاره للجميع، لئلا يزول المد بالإدغام.
وإذا كان الأول منهما هاء سكت، وذلك في قوله تعالى: مَالِيَهْ * هَلَكَ (15) بسورة الحاقة، ففيه الإظهار والإدغام، والإظهار أرجح، وكيفيته أن يسكت على هاء "ماليه" سكتة يسيرة من غير تنفس.
فمن أظهر مع السكت لاحظ أن المثل الأول هاء سكت، فالوقف عليها منوي، ومن أدغم فقد أجرى الوصل مجرى الوقف، واعتبرها كالحرف الأصلي.
2. الكبير: حكمه الإظهار لغير السوسي (16) ومثاله:
فِيهِ هُدًى (17) الْكِتَابَ بِالْحَقِّ (18)
3. المطلق: حكمه الإظهار للجميع، ومثاله: شَقَقْنَا (19)
حكم المتقاربين:
1. الصغير: حكمه الإظهار، ومثاله: قَدْ سَمِعَ (20)
ويستثنى من ذلك اللام والقاف.
أما اللام فإنها تدغم في الراء مثل: وَقُل رَّبِّ (21) بَل رَّبُّكُمْ (22)
وأما القاف فإنها تدغم في الكاف، وذلك في قوله تعالى: أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ (23) بالمرسلات.
بيد أنهم اختلفوا في هذا الإدغام، فبعضهم أدغم القاف في الكاف إدغاما كاملا فيصير النطق كافا مشددة، وبعضهم أدغمها إدغاما ناقصا وذلك بإبقاء صفة الاستعلاء، والأول هو الأصح.
فالإدغام الكامل: هو ما ذهب معه لفظ المدغم وصفته.
والناقص: هو ما ذهب معه لفظ المدغم وبقيت صفته.
قال صاحب اللآلئ: وقافُ نخلقكم بكافِه ادُّغِمْ
معْ وصْفِ عُلْوٍ, والأصحُّ أن يَتِم
2. الكبير: حكمة الإظهار لغير السوسي، ومثاله: عَدَدَ سِنِينَ (24)
3. المطلق: حكمه الإظهار للجميع، ومثاله: سِدْرَةِ (25)
حكم المتجانسين:
1. الصغير: حكمه الإظهار، مثل: قَدْ جَعَلَ (26)
ويستثنى من ذلك:
الدال: فإنها تدغم في التاء مثل: قَد تَّبَيَّنَ (27)
والذال: فإنها تدغم في الظاء مثل: إِذ ظَّلَمُوا (28)
والثاء: فإنها تدغم في الذال في يَلْهَث ذَّلِكَ (29) بالأعراف.
والباء: فإنها تدغم في الميم في ارْكَب مَّعَنَا (30) بهود.
والتاء: فإنها تدغم في الدال مثل: أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا (31)
وفي الطاء مثل: فَآمَنَت طَّائِفَةٌ (32)
هذا وتدغم الطاء في التاء إدغاما ناقصا، وذلك بإبقاء صفة الإطباق: مثل: بَسَطتَ (33) أَحَطتُ (34) فَرَّطتُ (35)
2. الكبير: حكمه الإظهار لغير السوسي، ومثاله: الصَّالِحَاتِ طُوبَى (36)
3. المطلق: حكمه الإظهار للجميع، ومثاله: أَفَتَطْمَعُونَ (37)
حكم المتباعدين: حكمه الإظهار مطلقا، سواء في ذلك الصغير، والكبير، والمطلق.
__________
(1) سورة البقرة: الآية (37). الآية (54).
(2) سورة العنكبوت: الآية (50).
(3) سورة النمل: الآية (28).
(4) سورة البقرة: الآية (243).
(5) سورة طه: الآية (114).
(6) سورة المجادلة: الآية (1).
(7) سورة النور: الآية (4)، الآية (13).
(8) سورة البقرة: الآية (256).
(9) سورة مريم: الآية (24).
(10) سورة الأنفال: الآية (2).
(11) سورة المائدة: الآية (61).
(12) سورة النمل: الآية (28).
(13) سورة البقرة: الآية (25).
(14) سورة إبراهيم: الآية (18).
(15) الآية (28)، الآية (29).
(16) السوسي هو: هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن مسرح الرستبي السوسي الرقي (أحد راويي قراءة أبي عمرو البصري في السبعة) مقرئ ضابط محرر ثقة، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي محمد اليزيدي وهو من أجل أصحابه وروى عنه قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري توفي سنة 261هـ. (ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء جـ1، ص332،333 رقم 1446).
(17) سورة البقرة: الآية (2).
(18) سورة البقرة: الآية (176).
(19) سورة عبس: الآية (26).
(20) سورة المجادلة: الآية (1).
(21) سورة المؤمنون: الآية (29).
(22) سورة الأنبياء: الآية (56).
(23) الآية (20).
(24) سورة المؤمنون: الآية (112).
(25) سورة النجم: الآية (14).
(26) سورة مريم: الآية (24).
(27) سورة البقرة: الآية (256).
(28) سورة النساء: الآية (64).
(29) الآية (176).
(30) الآية (42).
(31) سورة يونس: الآية (89).
(32) سورة الصف: الآية (14).
(33) سورة المائدة: الآية (28).
(34) سورة النمل: الآية (22).
(35) سورة الزمر: الآية (56).
(36) سورة الرعد: الآية (29).
(37) سورة البقرة: الآية (75).
باب المد والقصر
المد:
لغة: الزيادة.
واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد الآتي ذكرها.
والقصر:
لغة: الحبس.
واصطلاحا: إثبات حرف المد من غير زيادة عليه.
وقد اجتمعت حروف المد بشروطها في كلمة نُوحِيهَا وهي الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والألف ولا تكون إلا ساكنة، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، فهي دائما حرف مد بخلاف الواو والياء، فتارة يكونان حرفي مد إذا سكنا وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء، وتارة يكونان حرفي لين إذا سكنا وانفتح ما قبلهما مثل: خَوْفٌ (1) بَيْتٍ (2) .
أقسام المد:
ينقسم إلى قسمين: أصلي، وفرعي:
فالأصلي: هو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ولا يتوقف على سبب من سببي المد، وهما الهمز أو السكون.
وسمي أصليا لأنه أصل للفرعي، ويسمى أيضا مدا طبيعيا؛ لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن مقداره، ولا يزيد عليه.
ومقدار مده: حركتان.
وينقسم المد الطبيعي إلى قسمين: كلمي، وحرفي.
1. فالكلمي: مثل مَالِكِ (3) كَثِيرَةً (4) مَرْفُوعَةٍ (5) وسمي كلميا لوجود حرف المد في كلمة.
2. والحرفي: لا يوجد إلا في فواتح بعض السور، وذلك في خمسة أحرف مجموعة في "حي طهر".
فالحاء: في حم (6) في سوره السبع.
والياء: في أول مريم كهيعص و يس
والطاء: في طه و طسم أول الشعراء والقصص، و طس أول النمل.
والهاء: في أول مريم، وطه.
والراء: في الر أول يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر، وفي المر أول الرعد.
وإنما مدت هذه الأحرف الخمسة مدا طبيعيا؛ لأنها حروف ثنائية -أي هجاؤها تلاوة حرفان- فليس بعد حرف المد فيها ساكن.
والفرعي: هو الذي يتوقف على سبب من سببي المد، وهما الهمز أو السكون، فله سببان.
أنواع المد الفرعي:
للمد الفرعي خمسة أنواع، وهي:
1.المتصل:
وهو حرف مد أتى بعده همز متصل به في كلمة واحدة، مثل: السَّمَاءِ (7) النَّسِيءُ (8) قُرُوءٍ (9) .
وسمي متصلا لاتصال الهمز بحرف المد في كلمة واحدة.
مقدار مده عند حفص: أربع حركات، أو خمس.
هذا وفي المتصل الموقوف عليه إذا كانت همزته متطرفة مثل: اسْتِحْيَاءٍ (10) وجه ثالث: وهو مده ست حركات لأجل الوقف.
أما إذا كانت همزته متوسطة مثل: الأرَائِكِ (11) فليس فيه إلا الوجهان السابقان، وهما مده أربعا أو خمسا، وصلا ووقفا.
وحكم المتصل: الوجوب.
وإنما كان واجبا، لوجوب مده عند جميع القراء، فزادوه على المد الطبيعي، وإن تفاوتوا في مقدار هذه الزيادة.
ولذلك قال المحقق ابن الجزري: فوجب ألا يعتقد أن قصر المتصل جائز عند أحد من القراء، وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة، بل رأيت النص بمده.
2. المنفصل:
وهو حرف مد أتى بعده همز منفصل عنه في كلمة أخرى مثل بِمَا أُنْزِلَ (12) قَالُوا آمَنَّا (13) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ (14) .
وسمي منفصلا؛ لانفصال الهمز عن حرف المد.
ومقدار مده عند حفص: أربع حركات أو خمس من طريق الشاطبية.
وحكم المنفصل: الجواز.
وإنما كان جائزا؛ لجواز مده وقصره عند القراء، فهناك من مده وهناك من قصره، فلم يجمعوا على مده كالمتصل، وحفص من الذين يمدونه من طريق الشاطبية.
ووجه المد في كل من المتصل والمنفصل: أن حرف المد ضعيف، والهمز قوي، فزيد في المد تقوية للضعيف عند مجاورة القوي، وقيل: ليتمكن من النطق بالهمز.
3. البدل:
وهو حرف مد تقدم عليه همز، مثل: آمَنُوا (15) إِيمَانًا (16) أُوتِيَ (17) .
وسمي بدلا؛ لإبدال حرف المد من الهمز، فأصل الكلمات السابقة أأمنوا، وإئمان، وأؤتي. أبدلت الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها وجوبا.
ومقدار مده: حركتان.
وحكم البدل: الجواز.
وإنما كان جائزا؛ لجواز مده وقصره عند القراء.
وحفص من الذين يقصرونه.
4. العارض:
وهو حرف مد أتى بعده سكون عارض لأجل الوقف مثل: الْبَيَانَ (18) نَسْتَعِينُ (19) الْمُفْلِحُونَ (20) . في حالة الوقف.
وسمي عارضا؛ لعروض المد بعروض السكون.
مقدار مده:
في ثلاثة أوجه لجميع القراء:
القصر: ومقداره حركتان.
والتوسط: ومقداره أربع حركات.
والمد: ومقداره ست.
فمن قصره لم يعتد بالسكون لعروضه.
ومن مده اعتد بالسكون وقاسه على اللازم.
ومن وسَّطه اعتد بالسكون، ولاحظ عروضه فحطه عن الأصل.
وحكم العارض: الجواز.
وإنما كان جائزا؛ لجواز مده وقصره عند كل القراء.
واعلم أن العارض للسكون إن كان منصوبا مثل: الْبَيَانَ (21) ففيه ثلاثة أوجه، وهي: القصر، والتوسط، والمد.
وإن كان مجرورا مثل: يَوْمِ الدِّينِ (22) ففيه أربعة أوجه، وهي: الثلاثة السابقة مع السكون المحض، والروم مع القصر فقط؛ لأن الروم كالوصل، وليس في "الدين" وصلا إلا القصر.
وإن كان مرفوعا نحو: نَسْتَعِينُ (23) ففيه سبعة أوجه، وهي: القصر، والتوسط، والمد، مع السكون المحض، ومع الإشمام، والروم مع القصر.
هذا، وفي المتصل الذي عرض سكون همزته لأجل الوقف ثلاثة أوجه إن كان منصوبا مثل: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ (24) وهي مده أربع حركات، أو خمسا، أو ستا، مع السكون المحض.
وإن كان مجرورا نحو: مِنَ السَّمَاءِ (25) ففيه خمسة أوجه، وهي: مده أربعا، أو خمسا، أو ستا مع السكون المحض، ومده أربعا أو خمسا مع الروم، وقد تقدم أن الروم كالوصل، وليس في السماء وصلا إلا أربع حركات، أو خمس.
وإن كان مرفوعا نحو: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ (26) ففيه ثمانية أوجه: وهي مده أربعا، أو خمسا، أو ستا مع السكون المحض، ومع الإشمام، ومده أربعا، أو خمسا مع الروم.
والروم:
هو الإتيان ببعض الحركة، ويكون في المرفوع، والمضموم، والمجرور، والمكسور.
والإشمام:
هو ضم الشفتين بعيد سكون الحرف، ويكون في المرفوع والمضموم فقط. وسنوضح ما يتعلق بهما بالتفصيل –إن شاء الله- في باب الوقف على أواخر الكلم.
هذا، ويلحق اللين وقفا بالعارض للسكون، ففي الوقف على نحو: خَوْفٌ (27) و الْبَيْتَ (28) ثلاثة أوجه، وهي: القصر، والتوسط، والمد إلا أن الطول في اللين قليل.
ثم إنه إن كان منصوبا ففيه الثلاثة المتقدمة، وإن كان مجرورا ففيه أربعة أوجه، وإن كان مرفوعا ففيه سبعة، كما تقدم في العارض.
5- اللازم:
وهو حرف مد أتى بعده سكون لازم وصلا ووقفا، مثل: الصَّاخَّةُ (29) آلآن (30) بيونس، الم (31) .
ومقدار مده: ست حركات عند الجميع.
وسمي لازما؛ للزوم سببه -وهو السكون-، أو للزوم مده ست حركات.
وحكم اللازم: اللزوم.
وإنما كان لازما؛ لالتزام جميع القراء مده ست حركات للفصل بين الساكنين.
فقد ظهر لك مما تقدم أن للمد الفرعي ثلاثة أحكام.
1. الوجوب: وهو حكم للمتصل وحده.
2. والجواز: وهو حكم لثلاثة أنواع: المنفصل، والبدل، والعارض.
3. واللزوم: وهو حكم للمد اللازم وحده.
قال صاحب التحفة (32) للمد أحكامٌ ثلاثةٌ تدوم
وهي الوجوب والجواز واللزوم
فواجبٌ إن جاء همزٌ بعد مد
في كلمة وذا بمتصل يُعد
وجائزٌ مَدٌّ وقصرٌ إن فُصِل
كلٌّ بكلمة وهذا المنفصل
ومثل ذا إن عرض السكون
وقفا كتعلمون نستعين
أو قُدِّم الهمزُ على المد وذا
بدل كآمنوا وإيمانا خُذَا
ولازمٌ إنِ السكونُ أُصِّلا
وصلا ووقفًا بعد مدٍّ طُوِّلا
أقسام المد اللازم
ينقسم المد اللازم إلى كلمي، وحرفي.
وكل منهما إما أن يكون مثقلا وإما أن يكون مخففا، فله أربعة أقسام.
فالكلمي: هو حرف مد أتى بعده سكون لازم في كلمة، فإن أدغم ساكنه فيما بعده فهو المثقل مثل: الْحَاقَّةُ (33) الضَّالِّينَ (34) أَتُحَاجُّونِّي (35) .
وإن لم يدغم ساكنه فيما بعده فهو المخفف، وذلك في لفظ "آلآن" في موضعي يونس فقط، وهما: آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (36) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ (37) وسمي كلميا؛ لاجتماع المد والسكون في كلمة.
وسمي المثقل مثقلا؛ لوجود التشديد بعد حرف المد، إذ الحرف المشدد أثقل.
وسمي المخفف مخففا؛ لعدم وجود التشديد بعد حرف المد، فالساكن غير مدغم.
والحرفي: هو حرف مد أتى بعده سكون لازم في حرف هجاؤه ثلاثة أحرف وسطها حرف مد، وسمي حرفيا؛ لوجود حرف المد مع السكون في حرف.
هذا، واللازم الحرفي لا يوجد إلا في فواتح بعض السور.
والحروف التي تمد مدا لازما سبعة: وهي مجموعة في قول بعضهم: "سنقص علمك" ما عدا العين.
فالسين: في أول الشعراء، والقصص، والنمل، وفي يس، وفي حم * عسق أول الشورى.
والنون: في ن وَالْقَلَمِ (38) فقط.
والقاف: في أول الشورى، وفي ق وَالْقُرْآنِ (39) .
والصاد: في المص في أول الأعراف، وفي كهيعص أول مريم، وفي ص وَالْقُرْآنِ (40) .
واللام: في الم (41) الر (42) المص (43) المر (44) .
والميم: في الم المص المر طسم (45) حم (46)
والكاف: في أول مريم فقط.
فهذه الأحرف السبعة تمد مدا لازما باتفاق، ويسمى المد مدا لازما حرفيا، فإن أدغم ساكنه فيما بعده كان مثقلا وإن لم يدغم كان مخففا.
مثال المثقل: "لام" من "الم" لوجود الإدغام، و "سين" من "طسم" لوجود الإدغام كذلك.
ومثال المخفف: "ميم" من "الم"، و "ق" لعدم وجود الإدغام.
وأما العين: فموجودة في أول "مريم، والشورى" وفيها للجميع وجهان:
الطول: وهو الأفضل قياسا على الأحرف السبعة السابقة.
والتوسط: لسكون الياء وانفتاح ما قبلها، فهي حرف لين لا حرف مد، فأعطيت حكما أقل من حرف المد لمزيَته على اللين.
هذا، وإذا تغير سبب المد جاز المد والقصر، وذلك في قوله تعالى: الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ (47) أول سورة آل عمران، في حالة وصل "الم" بلفظ الجلالة.
فإن الميم من لفظ "الم" قد حركت بالفتح لاجتماعها ساكنة مع لام الجلالة، وطبيعي أن همزة الوصل لا ينطق بها وصلا.
فمن أشبع نظر إلى الأصل -وهو سكون الميم- ولم يعتد بالحركة لأنها عرضت للتخلص من الساكنين.
ومن قَصر نظر إلى الحركة العارضة، وكان التخلص من الساكنين هنا بالفتح حرصا على تفخيم لفظ الجلالة.
أما إذا وقفت على "آلم" فلا بد من الإشباع؛ لأن الميم قد عاد إليها سكونها الأصلي.
والحروف الهجائية الموجودة في فواتح بعض السور أربعة عشر حرفا وتنقسم إلى أربعة أقسام:
1. ما يمد مدا لازما، وهو حروف "سنقص علمك" ما عدا العين.
2. ما فيه الوجهان -المد، والتوسط- وهو "عين".
3. ما يمد مدا طبيعيا، وهو الحروف الخمسة المتقدمة في المد الأصلي، والمجموعة في قولهم: "حي طهر".
4. ما لا يمد أصلا وهو "ألف" لكون هجائه ثلاثة أحرف ليس وسطها حرف مد، وهو موجود في "الم"، "الر"، "المص"، "المر".
وينبغي أن يعلم أنه إذا كان حرف المد في كلمة، والحرف الساكن في كلمة أخرى حذف حرف المد في الوصل، مثل: وَقَالُوا اتَّخَذَ (48) وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ (49) وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ (50) .
مراتب المدود
للمدود مراتب خمس:
فأقواها المد اللازم، فالمتصل، فالعارض، فالمنفصل، فالبدل.
فإذا اجتمع سببان من أسباب المد أحدهما قوي والآخر ضعيف عمل بالقوي، وألغي الضعيف، مثل وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ (51) فحرف المد -وهو الألف في "آمين" باعتبار تقدم الهمز عليه- يعد بدلا وباعتبار تأخر السكون اللازم بعده يسمى لازما، فيمد ست حركات إعمالا للمد اللازم لقوته، ويلغى البدل لضعفه.
ومثل: وَجَاءُوا أَبَاهُمْ (52) فالواو المدية باعتبار تقدم الهمز عليها تسمى بدلا وباعتبار تأخر الهمز عنها في كلمة أخرى تسمى منفصلا فيعمل بالمنفصل لقوته، فيمد أربع حركات أو خمس، ويلغى البدل لضعفه.
قال صاحب لآلئ البيان في تجويد القرآن: أقوى المدود لازم فما اتصل
فعارض فذو انفصال فبدل
وسببا مدٍّ إذا ما وجدا
فإن أقوى السببين انفردا
__________
(1) سورة البقرة: الآية (38).
(2) سورة آل عمران: الآية (96).
(3) سورة الفاتحة: الآية (4).
(4) سورة البقرة: الآية (245).
(5) سورة الواقعة: الآية (34).
(6) أول السور (غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف).
(7) سورة البقرة: الآية (19).
(8) سورة التوبة: الآية (37).
(9) سورة البقرة: الآية (228).
(10) سورة القصص: الآية (25).
(11) سورة الكهف: الآية (31).
(12) سورة البقرة: الآية (4).
(13) سورة البقرة: الآية (14).
(14) سورة الفجر: الآية (28).
(15) سورة البقرة: الآية (9).
(16) سورة آل عمران: الآية (173).
(17) سورة البقرة: الآية (136).
(18) سورة الرحمن: الآية (4).
(19) سورة الفاتحة: الآية (5).
(20) سورة البقرة: الآية (5).
(21) سورة الرحمن: الآية (4).
(22) سورة الفاتحة: الآية (4).
(23) سورة الفاتحة: الآية (5).
(24) سورة الحج: الآية (65).
(25) سورة البقرة: الآية (19).
(26) سورة آل عمران: الآية (129).
(27) سورة البقرة: الآية (38).
(28) سورة البقرة: الآية (125).
(29) سورة عبس: الآية (33).
(30) سورة يونس: الآية (51، 91).
(31) سورة البقرة: الآية (1).
(32) سبقت ترجمته في ص 30.
(33) سورة الحاقة: الآيات (1 ، 2 ، 3).
(34) سورة الفاتحة: الآية (7).
(35) سورة الأنعام: الآية (80).
(36) الآية (51).
(37) الآية (91).
(38) سورة القلم: الآية (1).
(39) سورة ق: الآية (1).
(40) سورة ص: الآية (1).
(41) فاتحة سورة البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة.
(42) فاتحة سورة يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر.
(43) فاتحة سورة الأعراف.
(44) فاتحة سورة الرعد.
(45) أول سورة الشعراء والقصص.
(46) في سورها السبع (غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف)
(47) الآية (1) ، الآية (2).
(48) سورة البقرة: الآية (116).
(49) سورة الحج: الآية (35).
(50) سورة النمل: الآية (15).
(51) سورة المائدة: الآية (2).
(52) سورة يوسف الآية: (16).
باب التفخيم والترقيق
تعريف كل منهما
التفخيم:
لغة: التسمين.
واصطلاحا: عبارة عن سمن يدخل على جسم الحرف -أي صوته- فيمتلئ الفم بصداه.
والتفخيم، والتسمين، والتغليظ بمعنى واحد، لكن المستعمل في اللام التغليظ، وفي الراء التفخيم.
والترقيق:
لغة: التنحيف.
واصطلاحا: عبارة عن نحول يدخل على جسم الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه.
حكم الحروف تفخيما وترقيقا:
اعلم أن الحروف قسمان: حروف استعلاء، وحروف استفال.
أما حروف الاستعلاء: فحكمها التفخيم بلا استثناء، وقد تقدم في باب صفات الحروف أنها سبعة، مجموعة في قولهم: "خص ضغط قظ" وهي: الخاء، والصاد، والضاد، والغين، والطاء، والقاف، والظاء.
وتختص حروف الإطباق الأربعة بتفخيم أقوى: وهي الصاد، والضاد، والطاء، والظاء.
مراتب التفخيم:
للتفخيم خمس مراتب:
فأعلاها في المفتوح الذي بعده ألف مثل: طَائِعِينَ (1) فالمفتوح الذي ليس بعده ألف مثل: طَلَبًا (2) فالمضموم مثل: يَسْطُرُونَ (3) فالساكن مثل: أَطْعَمَهُمْ (4) فالمكسور مثل: طِبْتُمْ (5) وهكذا في بقية الأحرف.
وأما حروف الاستفال: فحكمها الترقيق إلا اللام والراء في بعض أحوالهما، وإلا الألف.
حكم اللام:
تفخم اللام في لفظ الجلالة الواقع بعد فتح نحو: تَاللَّهِ (6) أو ضم مثل: نَصْرُ اللَّهِ (7) .
وترقق إذا وقع لفظ الجلالة بعد كسر مثل: بِاللَّهِ (8) بِسْمِ اللَّهِ (9) .
حكم الراء:
إن للراء أحكاما في حالة الوصل تختلف عنها في حالة الوقف عليها.
1. فإذا كانت موصولة فإنها ترقق في حالتين:
الأولى: أن تكون مكسورة سواء أكان الكسر أصليا مثل: رِجَالٌ (10)
وَالْغَارِمِينَ (11) وَالْفَجْرِ (12) أو عارضا مثل: وَأَنْذِرِ النَّاسَ (13) فالراء المكسورة ترقق مطلقا بدون قيد أو شرط.
الثانية: أن تكون ساكنة، ولا بد في ترقيق الراء الساكنة من شروط: وهي أن يكون قبل الراء كسرة أصلية متصلة بها، ولم يقع بعدها حرف استعلاء مفتوح متصل، فإذا استوفت الراء الساكنة هذه الشروط مجتمعة وجب ترقيقها مثل: فِرْعَوْنَ (14) شِرْعَةً (15) .
وتفخم الراء في غير هاتين الحالتين:
فتفخم إذا لم تكن مكسورة بأن كانت مفتوحة: مثل: رَبَّنَا (16) أو مضمومة مثل: رُسُلٌ (17) .
وتفخم كذلك إذا كانت ساكنة ولم تستوف شروط الترقيق المتقدمة بأن سكنت بعد فتح مثل: بَرْقٌ (18) أو بعد ضم مثل: الْقُرْآنُ (19) أو سكنت بعد كسر إلا أنه عارض مثل: ارْجِعِي (20) في حالة الابتداء بهمزة الوصل، فقد عرض الكسر للابتداء بهمزة الوصل.
أو سكنت بعد كسر أصلي إلا أنه غير متصل بالراء مثل: الَّذِي ارْتَضَى (21) فكسرة الذال منفصلة عن الراء.
أو سكنت بعد كسر أصلي متصل بالراء إلا أن الراء وقع بعدها حرف استعلاء مفتوح متصل، وقد وقع ذلك في خمس كلمات في القرآن الكريم:
قِرْطَاسٍ (22) بسورة الأنعام، وَإِرْصَادًا (23) و فِرْقَةٍ (24) بالتوبة مِرْصَادًا (25) بالنبأ، لَبِالْمِرْصَادِ (26) بسورة والفجر.
فتفخم الراء الساكنة في كل ذلك لعدم استيفائها شروط الترقيق.
هذا، وإذا كان حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء الساكنة مكسورا -وذلك في لفظ: فِرْقٍ (27) بسورة الشعراء – فقد اختلفوا في الراء حينئذ:
فمنهم من فخمها نظرا لوجود حرف الاستعلاء، ومنهم من رققها نظرا لكسره.
فالكسر قد أضعف تفخيمه، والترقيق أرجح من التفخيم.
وإذا كان حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء الساكنة منفصلا عن الراء بأن وقع في كلمة أخرى مثل: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ (28) فَاصْبِرْ صَبْرًا (29) فإن الراء ترقق، ولا يلتفت إلى حرف الاستعلاء، لعدم اتصاله بالراء.
2. وإذا وقف على الراء فإنها ترقق في ثلاث حالات: الأولى: أن يقع قبلها كسر مباشر مثل: بَصَائِرُ (30) .
الثانية: أن يقع قبلها كسر غير مباشر بأن فصل بينه وبين الراء حرف ساكن مستفل مثل: سِحْرٌ (31) الذِّكْرَ (32)
الثالثة: أن يقع قبلها ياء ساكنة مثل: قَدِيرٌ (33) الْخَيْرُ (34) .
وتفخم الراء في غير هذه الحالات الثلاث مثل: الْقَمَرَ (35) النُّذُرُ (36) وَالْفَجْرِ (37) هذا حكم الراء إذا وقف عليها بالسكون المجرد، كذلك إذا وقف عليها بالإشمام.
وأما إذا وقف عليها بالروم فحكمها كالوصل:
فإذا وقفت على قوله تعالى: بِيَدِكَ الْخَيْرُ (38) بالسكون المجرد أو مع الإشمام رققت الراء؛ لوقوعها بعد ياء ساكنة.
أما إذا وقفت بالروم فخمت الراء؛ لأنها مضمومة، وقد علمت أن الراء المضمومة تفخم في حالة الوصل، فكذلك تفخم في حالة الوقف عليها بالروم؛ لأنه كالوصل.
كلمات اختلف فيها:
إذا وقفت على راء مِصْرَ (39) أو راء الْقِطْرِ (40) بسبأ، ففي الراء وجهان: الترقيق والتفخيم.
فمن رقق نظر إلى الكسر، ولم يعتبر الساكن الفاصل بين الكسر والراء.
ومن فخم اعتبر هذا الساكن، وعده حاجزا حصينا بين الكسرة والراء؛ لكونه حرف استعلاء.
والأرجح في "مصر" التفخيم، وفي "القطر" الترقيق؛ نظرا للوصل، وعملا بالأصل.
وفي كلمة: يَسْرِ (41) بالفجر، وكذا: أَسْرِ (42) حيث وقع، وَنُذُرِ (43) بالقمر وجهان وقفا كذلك.
والأرجح الترقيق للفرق بين كسرة الإعراب وكسرة البناء، وللدلالة على الياء المحذوفة.
حكم الألف:
حكمها أنها تابعة لما قبلها تفخيما وترقيقا، فإذا كان الحرف الذي قبلها مفخما فخمت مثل: قَالَ (44) و طَالَ (45) .
وإذا كان مرققا رققت مثل: نَاعِمَةٌ (46) عَالِيَةٍ (47) . قال صاحب اللآلئ:
والرومُ كالوصْلِ وَتَتْبَعُ الألِفْ
ما قَبْلَها, والعَكْسُ في الغنِّ أُلِفْ
هذا: وقوله: "والعكس في الغن ألف" معناه أن الغنة بعكس الألف، فهي تابعة لما بعدها تفخيما وترقيقا.
فإذا كان الحرف الذي بعدها مفخما فخمت مثل: يَنْصُرُكُمُ (48) فتفخم الغنة؛ لأن الصاد مفخمة.
وإذا كان مرققا رققت مثل: أَنْزَلْنَاهُ (49) فترقق الغنة لترقيق الزاي.
فحكم الغنة: أنها تابعة لما بعدها تفخيما وترقيقا.
__________
(1) سورة فصلت: الآية (11).
(2) سورة الكهف: الآية (41).
(3) سورة القلم: الآية (1).
(4) سورة قريش: الآية (4).
(5) سورة الزمر: الآية (73).
(6) سورة يوسف: الآية (73).
(7) سورة البقرة: الآية (214).
(8) سورة البقرة: الآية (8).
(9) سورة الفاتحة: الآية (1)، وسورة النمل: الآية (30)
(10) سورة الأعراف: الآية (46).
(11) سورة التوبة: الآية (60).
(12) سورة الفجر: الآية (1).
(13) سورة إبراهيم: الآية (44).
(14) سورة البقرة: الآية (49).
(15) سورة المائدة: الآية (48).
(16) سورة البقرة: الآية (127).
(17) سورة آل عمران: الآية (183).
(18) سورة البقرة: الآية (19).
(19) سورة البقرة: الآية (185).
(20) سورة الفجر: الآية (28).
(21) سورة النور: الآية (55).
(22) الآية (7).
(23) الآية (107).
(24) الآية (122).
(25) الآية (21).
(26) الآية (14).
(27) سورة البقرة: الآية (63).
(28) سورة لقمان: الآية (18).
(29) سورة المعارج: الآية (5).
(30) سورة الأنعام: الآية (104).
(31) سورة المائدة: الآية (110).
(32) سورة الحجر: الآية (6).
(33) سورة البقرة: الآية (20).
(34) سورة آل عمران: الآية (26).
(35) سورة الأنعام: الآية (77).
(36) سورة الأحقاف: الآية (21).
(37) سورة الفجر: الآية (1).
(38) سورة آل عمران: الآية (26).
(39) في أربعة مواضع: سورة يونس: الآية (87). - سورة يوسف: الآية (21،99). - سورة الزخرف: الآية (51).
(40) الآية (12).
(41) الآية (4).
(42) من مواضعه: -سورة هود: الآية (81). - سورة طه: الآية (77).
(43) ستة المواضع: الآيات (16، 18، 21، 30، 37، 39).
(44) سورة البقرة: الآية (30).
(45) سورة الأنبياء: الآية (44).
(46) سورة الغاشية: الآية (8).
(47) سورة الحاقة: الآية (22).
(48) سورة آل عمران: الآية (160).
(49) سورة الأنعام: الآية (92).
كيفية الوقف على أواخر الكلم
أنواع الوقف على أواخر الكلم:
أنواع الوقف ثلاثة:
الأول: الإسكان المحض:
لأن العرب لا يبتدئون بساكن، ولا يقفون على متحرك بالحركة، وإنما كان السكون أصلا في الوقف؛ لأنه لما كان الغرض من الوقف الاستراحة، والسكون أخف من الحركات كلها، وأبلغ في تحصيل الراحة، صار أصلا بهذا الاعتبار.
الثاني: الروم:
وهو الإتيان ببعض الحركة حتى يذهب معظم صوتها، فيسمع لها صوت خفي، يسمعه القريب المصغي دون البعيد؛ لأنها غير تامة.
الثالث: الإشمام:
وهو ضم الشفتين بعيد سكون الحرف كهيئتهما عند النطق بالضمة، وهو إشارة إلى الضم، ومن ثَم فلا يدركه إلا البصير.
وفائدة الروم والإشمام: بيان الحركة الأصلية التي ثبتت في الوصل للحرف الموقوف عليه.
وهناك أنواع أخرى للإشمام غير إشمام الوقف لا حاجة لذكرها، ولكنا نذكر منها نوعا ورد في لفظ "تأمنا" في قوله تعالى: مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ (1) فأصل الكلمة "تأمننا" بنونين، أدغمت الأولى في الثانية للجميع.
ويجوز فيها وجهان:
1. الإشمام: وهو عين الإشمام المتقدم في الوقف، إلا أنه هنا مقارن لسكون الحرف المدغم، وفي الوقف بعيد السكون.
والإشمام هنا للإشارة إلى حركة الفعل، وهي الضمة، فالإدغام مع الإشمام صريح.
2. الروم: فيمتنع معه الإدغام الصحيح؛ لأن الحركة لا تسكن رأسا، بل يضعف صوتها، وبعضهم يعبر عن الروم بالإخفاء.
ما يجوز فيه الروم والإشمام، أو الروم، وما لا يجوز:
ينقسم الموقوف عليه إلى ثلاثة أقسام:
1. ما يوقف عليه بالأنواع الثلاثة المتقدمة، وهي: السكون، والروم، والإشمام، وهو ما كان متحركا بالرفع أو الضم مثل نَسْتَعِينُ (2) مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ (3) .
2. ما يوقف عليه بالسكون والروم فقط ولا يجوز فيه الإشمام، وهو ما كان متحركا بالخفض أو الكسر مثل: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (4) هَؤُلاءِ (5) .
3. ما يوقف عليه بالسكون فقط ولا يجوز فيه الروم والإشمام، وذلك في المواضع الآتية:
أ. المنصوب والمفتوح نحو: الْمُسْتَقِيمَ (6) لا رَيْبَ (7) فلا يجوز الروم
فيهما لخفة الفتحة وسرعتها في النطق، فلا تكاد تخرج إلا كاملة، ولا الإشمام؛ لأنه إشارة إلى الضم.
ب. هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء مثل: الْجَنَّةَ (8) إذ المراد من الروم والإشمام بيان حركة الموقوف عليه حالة الوصل، ولم يكن على الهاء حركة حالة الوصل؛ لأنها مبدلة من التاء، والتاء معدومة في الوقف.
ج .ما كان ساكنا في الوصل مثل: فَلا تَنْهَرْ (9) ومنه ميم الجمع، فلا يجوز فيه الروم والإشمام؛ لأنهما إنما يكونان في المتحرك دون الساكن.
د. ما كان متحركا في الوصل بحركة عارضة مثل: وَأَنْذِرِ النَّاسَ (10) وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ (11) ؛ لأن الحركة عرضت للراء، والواو للتخلص من التقاء الساكنين.
ومثل ذلك ميم الجمع نحو: وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ (12) فلا يجوز فيه الروم والإشمام لعروض الحركة، فلا يعتد بها؛ لأنها تزول في الوقف لذهاب المقتضي وهو اجتماع الساكنين، فلا وجه للروم، والإشمام.
وأما هاء الضمير: فقد اختلف فيها وقفا :
1. فذهب بعضهم إلى جواز الروم والإشمام فيها مطلقا.
2. وذهب بعضهم إلى المنع مطلقا.
3. والمختار منعهما فيها إذا كان قبلها ضم، أو واو ساكنة، أو كسر،
أو ياء ساكنة مثل: يَرْفَعُهُ (13) و عَقَلُوهُ (14) و بِهِ (15) و فِيهِ (16) .
وجوازهما إذا لم يكن قبلها ذلك، بأن انفتح ما قبل الهاء، أو وقع قبلها ألف، أو ساكن صحيح مثل: فَأَكْرَمَهُ (17) وَهَدَاهُ (18) و عَنْهُ (19) .
ووجه الروم والإشمام الإجراء على القاعدة، ووجه المنع طلب الخفة.
حكم هاء الضمير وصلا (20)
لما كانت هاء الضمير في اصطلاح القراء: هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب، سميت هاء الكناية أيضا لأنها يكنى بها عن المفرد والمذكر الغائب ، ولها أربع أحوال:
الحالة الأولى: أن تقع بعد متحرك وقبل ساكن نحو: لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ (21)
الحالة الثانية: أن تقع بين ساكنين نحو: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (22)
وقد اتفق القراء العشرة على عدم صلة هاء الضمير في هاتين الحالتين إلا البزي عن ابن كثير في قوله تعالى: فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (23) فإنه يصل الهاء بواو لفظية في الوصل، ويشدد التاء من "تلهى"، ويلزم حينئذ مد الهاء مدا طويلا لوجود الساكن المدغم.
الحالة الثالثة: أن تقع بين متحركين نحو: إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (24)
ولا خلاف بين عامة القراء في صلة هذه الهاء بواو لفظية في الوصل إذا كانت مضمومة، وبياء لفظية في الوصل إذا كانت مكسورة.
وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه وصلها بواو لفظية إذا كانت مضمومة، وبياء لفظية إذا كانت مكسورة -كما أسلفنا- إلا في خمسة مواضع منها، وهي: أَرْجِهْ في الأعراف (25) والشعراء، (26) وَيَتَّقْهِ في النور، (27) و فَأَلْقِهِ بالنمل (28) ، و يَرْضَهُ بالزمر (29) .
أما أَرْجِهْ و فَأَلْقِهِ فقرأهما بإسكان الهاء وصلا ووقفا.
وأما وَيَتَّقْهِ فقرأ بقصر الهاء أي كسرها من غير صلة؛ لأنه يسكن القاف قبلها.
وأما يَرْضَهُ فقرأ بقصر الهاء مضمومة من غير صلة.
الحالة الرابعة: أن تقع بعد ساكن وقبل متحرك نحو: فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (30)
وهذه الحالة مختلف فيها بين القراء العشرة، فابن كثير يصلها بواو إذا كانت مضمومة، وبياء إذا كانت مكسورة، ويوافقه حفص في لفظ فِيهِ مُهَانًا (31)
بالفرقان، فيصل الهاء من "فيه" بياء لفظية في الوصل، وباقي القراء بالقصر أي بحذف الصلة مطلقا، ولا خلاف بين القراء في إسكان الهاء وقفا.
__________
(1) سورة يوسف: الآية (11).
(2) سورة الفاتحة: الآية (5).
(3) سورة الروم: الآية (4).
(4) سورة الفاتحة: الآية (1)، والآية (3).
(5) سورة البقرة: الآية (31).
(6) سورة الفاتحة: الآية (6).
(7) سورة البقرة: الآية (2).
(8) سورة البقرة: الآية (35).
(9) سورة الضحى: الآية (10).
(10) سورة إبراهيم: الآية (44).
(11) سورة البقرة: الآية (237).
(12) سورة آل عمران: الآية (139).
(13) سورة فاطر: الآية (10).
(14) سورة البقرة: الآية (75).
(15) سورة البقرة: الآية (22).
(16) سورة البقرة: الآية (2).
(17) سورة الفجر: الآية (15).
(18) سورة النحل: الآية (121).
(19) سورة النساء: الآية (31).
(20) زادت لجنة المراجعة حكم هاء الضمير وصلا للفائدة .
(21) سورة يوسف الآية: (16).
(22) سورة البقرة الآية: (185).
(23) سورة عبس الآية: (10).
(24) سورة الانشقاق الآية: (15).
(25) الآية: (111).
(26) الآية: (36).
(27) الآية: (52).
(28) الآية: (28).
(29) الآية: (7).
(30) سورة البقرة الآية: (2).
(31) الآية: (69).
باب الوقف، والابتداء، والقطع، والسكت
الوقف:
عبارة عن قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة، فلا بد من التنفس معه.
ويأتي في رءوس الآي، وأوساطها، ولا يأتي في وسط الكلمة، ولا فيما اتصل رسما، فلا يوقف على: "لكي" في قوله تعالى: لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا (1) بالحج؛ لاتصاله رسما.
والسكت:
هو قطع الصوت زمنا يسيرا من غير تنفس، ويأتي في وسط الكلمة، وفي آخرها.
والقطع:
عبارة عن قطع القراءة رأسا، ولا يكون إلا على رءوس الآي؛ لأن رءوس الآي في نفسها مقاطع.
أقسام الوقف:
ينقسم الوقف إلى أربعة أقسام:
1. اختياري: وهو أن يقصد لذاته من غير عروض سبب من الأسباب.
2. اضطراري: وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس، ونحوه كعجز ونسيان.
فحينئذ يجوز الوقف على أية كلمة، وإن لم يتم المعنى، لكن يجب الابتداء بالكلمة الموقوف عليها إن صلح الابتداء بها، أو بما قبلها إن لم يصلح.
3. انتظاري: وهو أن يقف القارئ على كلمة ليعطف عليها غيرها حين جمعه للقراءات.
4. اختباري: وهو ما كان الغرض منه اختبار الشخص وامتحانه، ويتعلق بالرسم كالمقطوع، والموصول، والثابت، والمحذوف، ولا يوقف عليه إلا إجابة لسؤال ممتحن، أو لتعليم القارئ كيف يقف إذا اضطر للوقف.
أقسام الوقف الاختياري:
ينقسم إلى أربعة أقسام: تام، وكاف، وحسن، وقبيح.
1. فالتام:
هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لا لفظا ولا معنى، ويقصد بالتعلق اللفظي التعلق من جهة الإعراب.
وأكثر ما يوجد هذا النوع في رءوس الآي، وعند انقضاء القصص، كالوقف على "المفلحون" من قوله تعالى: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (2) والابتداء بقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا (3) فإن الأولى من تمام أحوال المؤمنين، والثانية متعلقة بأحوال الكافرين.
وحكمه: أنه يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده.
2. والكافي:
هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط، كالوقف على: لا يُؤْمِنُونَ (4) والابتداء بقوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ (5) فإن قوله: "لا يؤمنون" مع ما بعده متعلق بالكافرين من جهة المعنى.
وحكمه: كالتام.
3. والحسن:
هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها، أو بما قبلها لفظا ومعنى، بشرط إفادته معنى يحسن السكوت عليه، ومن ثم سمي حسنا، كالوقف على لفظ "لله" من قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ (6) فهذه الجملة أفادت معنى، لكن ما بعد لفظ الجلالة متعلق به؛ لكونه صفة له.
حكمه:
إن كان غير رأس مثل: "الحمد لله" حسن الوقف عليه، ولم يحسن الابتداء بما بعده، فمن وقف عليه وأراد الابتداء وصله بما بعده؛ لأن الابتداء بما يتعلق بما قبله لفظا قبيح.
وإن كان رأس آية مثل: "العالمين" من قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (7) حسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، وإن وجد التعلق؛
لأن الوقف على رءوس الآي سنة مطلقا؛ لحديث أم سلمة (8) –رضي الله عنها- قالت: " كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذا قرأ قطع قراءته آية آية. يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف، ثم يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، ثم يقول: الرحمن الرحيم، ثم يقف … " إلى آخر الحديث (9) وهذا الحديث أصل في هذا الباب، فظاهر هذا الحديث أن رءوس الآي يستحب الوقف عليها مطلقا.
وقال بعضهم في شرح هذا الحديث: هذا إذا كان ما بعد رأس الآية يفيد معنى، وإلا فلا يحسن الابتداء به، كقوله تعالى في سورة البقرة: لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ (10) فإن تَتَفَكَّرُونَ رأس آية، لكن ما بعده لا يفيد معنى إلا بما قبله، فلا يحسن الابتداء بقوله: فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بل يستحب العود لما قبله، والمذهب الأول هو المشهور عند غالب أهل هذا الفن.
4. والقبيح:
هو الوقف على لفظ غير مفيد، وقد تعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، كالوقف على المبتدأ دون خبره، أو على المضاف دون المضاف إليه.
فالوقف على: "الحمد" من قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ (11) قبيح، وكذلك الوقف على: "بسم" من: بِسْمِ اللَّهِ (12) . فكل وقف على ما لا يفهم منه معنى يعد قبيحا، ولا يجوز إلا لضرورة، كانقطاع نفس ونحوه، أو لتعليم القارئ الوقف على الكلمة.
ولا بد من الابتداء بالكلمة الموقوف عليها، أو بما قبلها على حسب ما يقتضيه المعنى من الحسن؛ لأن الوقف قد أبيح للضرورة، ولا ضرورة في الابتداء، فلا يكون إلا اختياريا، ومن ثم فلا يجوز إلا بمستقل بالمعنى موفٍ بالمقصود، فالابتداء بما تعلق بما قبله يعتبر قبيحا.
وأشد قبحا الوقف والابتداء الموهمان خلاف المراد: كالوقف على قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي (13) وكالوقف على قوله: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا (14) ثم الابتداء بقوله: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ (15) وغير ذلك مما يوهم الوقف عليه أو الابتداء وصفا لا يليق به تعالى، أو يفهم معنى غير ما أراده الله جل وعلا فمن وقف على مثل هذا لضرورة وجب عليه أن يرجع إلى ما قبله، ويصل الكلام بعضه ببعض.
والوقف في ذاته لا يوصف بالوجوب ولا بالحرمة، وليس في القرآن من وقف واجب يأثم القارئ بتركه، ولا من حرام يأثم بفعله، وإنما يتصف بهما بحسب ما يعرض له من قصد إيهام خلاف المراد.
مواضع السكت
ورد السكت عن حفص في أربعة مواضع:
الأول: قوله تعالى: وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (16) بالكهف، فالسكت هنا على الألف المبدلة من التنوين في لفظ "عوجا"؛ وذلك لبيان أن ما بعده وهو قوله: قَيِّمًا (17) ليس متصلا بما قبله.
الثاني: قوله تعالى: قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا (18) في يس، فالسكت هنا على ألف "مرقدنا"؛ وذلك لبيان أن كلام الكفار قد انقضى، وما بعده وهو قوله: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (19) ليس من كلامهم، بل هو من كلام الملائكة، أو المؤمنين.
الثالث: قوله تعالى: وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (20) فالسكت هنا على نون "من"؛ لئلا يتوهم أنها مع ما بعدها كلمة واحدة على وزن "فعال".
الرابع: قوله تعالى: بَلْ رَانَ (21) بالمطففين، فالسكت هنا على لام "بل" لما تقدم في مَنْ رَاقٍ .
وهناك موضع خامس مختلف فيه وهو قوله تعالى: مَالِيَهْ * هَلَكَ (22) بسورة الحاقة، ففيه السكت والإدغام كما تقدم في باب "المتماثلين".
__________
(1) الآية (5)
(2) سورة البقرة: الآية (5).
(3) سورة البقرة: الآية (6).
(4) سورة البقرة: الآية (6).
(5) سورة البقرة: الآية (7).
(6) سورة الفاتحة: الآية (2).
(7) سورة الفاتحة: الآية (2).
(8) أم سلمة: هي أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، وكان أبوها يعرف بزاد الركب وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي فولدت له سلمة وعمر ودرة وزينب، وتوفى فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة في السنة الرابعة للهجرة، وكانت من المهاجرات إلى الحبشة وإلى المدينة، وقيل إنها أول ظعينة هاجرت إلى المدينة، وتوفيت بالمدينة سنة اثنتين وستين للهجرة. [ابن الأثير الجزرى: أسد الغابة في معرفة الصحابة مجلد 7، ص 340، 341].
(9) أخرجه أبو داود 4/37 رقم (4001)، والترمذي 8/126 رقم (2928)، وأحمد 6/302. قال ابن الجزرى: وهو حديث حسن وسنده صحيح، النشر في القراءات العشر 1/226.
(10) سورة البقرة: الآية (219)، الآية (220).
(11) سورة الفاتحة: الآية (2).
(12) سورة الفاتحة: الآية (1).
(13) سورة البقرة: الآية (26).
(14) سورة آل عمران: الآية (181).
(15) سورة آل عمران: الآية (181).
(16) الآية (1).
(17) سورة الكهف: الآية (2).
(18) الآية (52).
(19) سورة يس: الآية (52).
(20) سورة القيامة: الآية (27).
(21) الآية (14).
(22) الآية (28)، الآية (29).
باب المقطوع والموصول
المقطوع هو ما قطع عما بعده رسما، ويقابله الموصول، ولا بد للقارئ من معرفة هذا الباب؛ ليقف على المقطوع في محل قطعه عند انقطاع نفسه، أو امتحانه، وعلى الموصول عند انقضائه.
فثمرة معرفة كل من المقطوع والموصول جواز الوقف على إحدى الكلمتين المقطوعتين باتفاق، ووجوبه على الأخيرة من الموصولتين باتفاق أيضا.
وأما ما اختلف في قطعه ووصله فيجوز فيه الوقف على إحدى الكلمتين نظرا إلى قطعهما، ومن نظر إلى وصلهما وقف على الكلمة الأخيرة.
وينحصر الكلام على المقطوع والموصول في ثلاث وعشرين مسألة:
المسألة الأولى: "أن" المفتوحة الهمزة الساكنة النون مع "لا":
قطعت "أن" عن "لا" باتفاق في عشرة مواضع: وهي:
حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ (1) .
و أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ (2) كلاهما في الأعراف.
أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ (3) في التوبة.
وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ (4) بهود.
أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ (5) الثاني فيها، وهو الذي بعده إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ (6) .
أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا (7) . بالحج.
و أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ (8) في يس.
وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ (9) في الدخان.
أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا (10) بالممتحنة.
أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ (11) في ن.
واختلف في موضع الأنبياء، وهو أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ (12) فكتب في بعض المصاحف بالوصل، وفي بعضها بالقطع، وعليه العمل.
ورسمت بالوصل فيما عدا ذلك مثل: أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ (13) بهود، و أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ (14) في النجم.
المسألة الثانية: "أن" المذكورة مع "لم":
رسمت بالقطع في كل القرآن مثل: ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ (15) بالأنعام، أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (16) بالبلد.
المسألة الثالثة: هي أيضا مع "لو":
وقطعت في ثلاثة مواضع:
أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ (17) بالأعراف.
أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ (18) بالرعد.
أَنْ لَوْ كَانُوا (19) بسبأ.
واختلف في موضع الجن وهو وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا (20) والعمل على الوصل.
المسألة الرابعة: هي أيضا مع "لن":
رسمت بالوصل اتفاقا في موضعين:
وهما قوله: أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (21) بالكهف.
وقوله: أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (22) بالقيامة.
وعلى أحد القولين في أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ (23) بالمزمل، والمشهور قطعه.
ورسمت بالقطع اتفاقا في غير ما ذكر مثل: أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ (24) .
المسألة الخامسة: "أن" بفتح الهمزة، وتشديد النون مع "ما":
قطعت بلا خلاف في موضعين وهما:
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ (25) بالحج.
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ (26) بلقمان.
واختلف في وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ (27) بالأنفال والعمل على الوصل.
وما عدا ذلك فموصول باتفاق نحو: فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (28) .
المسألة السادسة: "إن" بكسر الهمزة وتشديد النون مع "ما": قطعت باتفاق في إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ (29) بالأنعام.
وعلى قول في إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ (30) بالنحل، والأشهر الوصل، وعليه العمل.
ووصلت اتفاقا فيما عداهما نحو: إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ (31) .
المسألة السابعة: "إن" الشرطية مع "ما":
رسمت مقطوعة في وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ (32) بالرعد فقط.
وموصولة فيما عدا هذا الموضع مثل: وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ (33) بيونس، وَإِمَّا تَخَافَنَّ (34) بالأنفال.
المسألة الثامنة: هي أيضا مع "لم":
رسمت بالوصل في فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ (35) بهود فقط.
وبالقطع فيما عداه نحو: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا (36) بالبقرة.
المسألة التاسعة: هي أيضا مع "لا".
مثل: إِلا تَنْصُرُوهُ (37) وَإِلا تَغْفِرْ لِي (38) . رسمت بالوصل في جميع القرآن.
المسألة العاشرة: "من" الجارة مع "ما" الموصولة:
قطعت في فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ (39) بالنساء اتفاقا.
وبالخلاف في هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ (40) بالروم، وكذا وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ (41) بالمنافقين والعمل على القطع.
ووصلت فيما عدا ذلك مثل: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (42) بالبقرة.
المسألة الحادية عشرة: "عن" مع "ما":
قطعت في قوله: عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ (43) بالأعراف.
ووصلت فيما عداه نحو: عَمَّا تَعْمَلُونَ (44) عَمَّا سَلَفَ (45) .
المسألة الثانية عشرة: "عن" مع "من":
قطعت في عَن مَّن يَشَاءُ (46) بالنور، و عَن مَّنْ تَوَلَّى (47) بالنجم. وليس في القرآن غيرهما.
المسألة الثالثة عشرة: "أم" مع "من":
قطعت "أم" عن "من" في أربعة مواضع:
أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلا (48) بالنساء.
أَمْ مَنْ أَسَّسَ (49) بالتوبة.
أَمْ مَنْ خَلَقْنَا (50) في "والصافات".
أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا (51) بفصلت.
ووصلت في غير ذلك مثل: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ (52) .
المسألة الرابعة عشرة: "أم" مع "ما":
رسمت بالوصل في كل القرآن مثل: أَمَّا اشْتَمَلَتْ (53) .
المسألة الخامسة عشرة: "كل" مع "ما":
قطعت "كل" عن "ما" اتفاقا في وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ (54) . ووقع الخلاف في أربعة مواضع وهي:
كُلَّمَا رُدُّوا (55) بالنساء.
كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً (56) بالمؤمنين.
كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ (57) بالأعراف.
كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ (58) بالملك.
والعمل على قطع الأوليين ووصل الأخيرين.
وما عدا ذلك فموصول اتفاقا مثل: كُلَّمَا رُزِقُوا (59)
المسألة السادسة عشرة: "في" مع "ما":
رسمت بالوصل مثل: فِيمَا أَخَذْتُمْ (60) إلا أحد عشر موضعا، وهي: فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ (61) ثاني البقرة.
فِي مَا آتَاكُمْ (62) بالمائدة، والأنعام (63) .
فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ (64) بها.
فِي مَا اشْتَهَتْ (65) بالأنبياء.
فِي مَا أَفَضْتُمْ (66) بالنور.
فِي مَا هَاهُنَا (67) بالشعراء.
فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ (68) بالروم.
فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (69)
فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (70) كلاهما بالزمر.
فِي مَا لا تَعْلَمُونَ (71) بالواقعة.
فقد وقع الخلاف في هذه المواضع الأحد عشر، والعمل فيها على القطع، واقتصر ابن الجزري عليه.
المسألة السابعة عشرة: لام الجر:
قطعت عن مجرورها في أربعة مواضع، وهي:
فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ (72) بالنساء.
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا (73) بالمعارج.
مَالِ هَذَا الْكِتَابِ (74) بالكهف.
مَالِ هَذَا الرَّسُولِ (75) بالفرقان.
ووصلت بمجرورها فيما عدا ذلك مثل: وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ (76)
المسألة الثامنة عشرة: "أين" مع "ما":
رسمت بالوصل اتفاقا في فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (77) بالبقرة.
أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ (78) بالنحل.
وجاء الخلاف في ثلاثة مواضع وهي:
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ (79) بالنساء.
أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (80) بالشعراء.
أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا (81) بالأحزاب.
ورسمت بالقطع اتفاقا في غير ما ذكر مثل أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا (82) بالبقرة.
المسألة التاسعة عشرة: كلمة "بئس" مع "ما":
وصلت اتفاقا في بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ (83) بالبقرة.
وبالخلاف في قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ (84) بها –أيضا-.
وفي بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي (85) بالأعراف، والعمل على وصلهما.
وقطعت اتفاقا في غير ذلك مثل : فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (86) بآل عمران.
المسألة العشرون: "كي" مع "لا":
رسمت بالوصل اتفاقا في ثلاثة مواضع وهي:
لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا (87) بالحج.
لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ (88) الثاني بالأحزاب.
لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا (89) بالحديد.
وبالخلاف في موضع آل عمران وهو لِكَيْلا تَحْزَنُوا (90) .
وقطعت اتفاقا فيما عدا ذلك، مثل كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً (91) بالحشر.
المسألة الحادية والعشرون: "حيث" مع "ما":
رسمت بالقطع ، وهي في موضعين بالبقرة وهما:
وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ (92) .
وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا (93) .
المسألة الثانية والعشرون: "يوم" مع "هم":
قطعت "يوم" عن "هم" في موضعين وهما:
يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ (94) بغافر.
يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (95) بالذاريات.
ووصلت في غيرهما مثل: يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (96)
المسألة الثالثة والعشرون: كلمات متفرقة.
اتفقت المصاحف على رسم الكلمات الآتية بالوصل، وهي:
يَبْنَؤُمَّ (97) بطه، نِعِمَّا (98) رُبَمَا (99) كَأَنَّمَا (100) وَيْكَأَنَّ (101) وَيْكَأَنَّهُ (102) مَهْمَا (103) يَوْمَئِذٍ (104) حِينَئِذٍ (105) كَالُوهُمْ (106) وَزَنُوهُمْ (107) وكذلك أل المعرفة، وياء النداء، وهاء التنبيه، فإن هذه الثلاثة توصل بما دخلت عليه.
وقوله تعالى: إِلْ يَاسِينَ (108) بالصافات رسم بالقطع ليحتمل القراءتين، ولا يصح الوقف على إل دون ياسين عند من قرأ بكسر الهمزة وسكون اللام، أما من قرأ آل بفتح الهمزة والمد مع كسر اللام، فإنه يجوز الوقف عنده على آل دون ياسين؛ لأن آل على هذه القراءة كلمة مستقلة، وهي مضاف وياسين مضاف إليه، قال صاحب لآلئ البيان: وجاء إل ياسين بانفصال
وصح وقف من تلاها آل
وقوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ (109) بص، رسم بالقطع، فقوله "ولات" كلمة، وحين كلمة أخرى، فلا نافية زيدت عليها التاء لتأنيث اللفظ.
وقيل بأن التاء موصولة بكلمة حين هكذا "ولا تحين" والراجح القطع.
__________
(1) الآية (105).
(2) الآية (169).
(3) الآية (118).
(4) الآية (14).
(5) الآية (26).
(6) الآية (26).
(7) الآية (26).
(8) الآية (60).
(9) الآية (19).
(10) الآية (12).
(11) الآية (24).
(12) الآية (87).
(13) الآية (2).
(14) الآية (38).
(15) الآية (131).
(16) الآية (7).
(17) الآية (100).
(18) الآية (31).
(19) الآية (14).
(20) الآية (16).
(21) الآية (48).
(22) الآية (3).
(23) الآية (20).
(24) سورة الفتح: الآية (12).
(25) الآية (62).
(26) الآية (30).
(27) الآية (41).
(28) سورة المائدة: الآية (92).
(29) الآية (134).
(30) الآية (95).
(31) سورة النساء: الآية (171).
(32) الآية (40).
(33) الآية (46).
(34) الآية (58).
(35) الآية (14).
(36) الآية (24).
(37) سورة التوبة: الآية (40).
(38) سورةهود: الآية (47).
(39) الآية (25).
(40) الآية (28).
(41) الآية (10).
(42) الآية (3).
(43) الآية (166).
(44) سورة البقرة: الآية (74).
(45) سورة المائدة: الآية (95).
(46) الآية (43).
(47) الآية (29).
(48) الآية (109).
(49) الآية (109).
(50) الآية (11).
(51) الآية (40).
(52) سورة النمل: الآية (62).
(53) سورة الأنعام: الآية (143، 144).
(54) سورة إبراهيم: الآية (34).
(55) الآية (91).
(56) الآية (44).
(57) الآية (38).
(58) الآية (8).
(59) سورة البقرة: الآية (25).
(60) سورة الأنفال: الآية (68).
(61) الآية (240).
(62) الآية (48).
(63) الآية (165).
(64) سورة الأنعام: الآية (145).
(65) الآية (102).
(66) الآية (14).
(67) الآية (146).
(68) الآية (28).
(69) الآية (3).
(70) الآية (46).
(71) الآية (61).
(72) الآية (78).
(73) الآية (36).
(74) الآية (49).
(75) الآية (7).
(76) سورة الليل: الآية (19).
(77) الآية (115).
(78) الآية (76).
(79) الآية (78).
(80) الآية (92).
(81) الآية (61).
(82) الآية (148).
(83) الآية (90).
(84) سورة البقرة: الآية (93).
(85) الآية (150).
(86) الآية (187).
(87) الآية (5).
(88) الآية (50).
(89) الآية (23).
(90) الآية (153).
(91) الآية (7).
(92) الآية (144).
(93) الآية (150) وليس في القرآن غيرهما.
(94) الآية (16).
(95) الآية (13).
(96) سورة الزخرف: الآية (83).
(97) الآية (94).
(98) سورة البقرة: الآية (271)، سورة النساء: الآية (58)، لا ثالث لهما في القرآن.
(99) سورة الحجر: الآية (2)، لا ثاني لها في القرآن.
(100) سورة الأنعام: الآية (125).
(101) سورة القصص: الآية (82).
(102) سورة القصص: الآية (82).
(103) سورة الأعراف: الآية (132).
(104) سورة آل عمران: الآية (167).
(105) سورة الواقعة: الآية (84).
(106) سورة المطففين: الآية (3).
(107) سورة المطففين: الآية (3) ولم يوجد سواهما في القرآن.
(108) الآية (130).
(109) الآية (3).
باب هاء التأنيث التي كتبت تاء مجرورة
اعلم أن كل ما ذكر من هاءات التأنيث في الأسماء المفردة مرسوم بالهاء، أي: بالتاء المربوطة مثل: رسالة، سكرة، عالية، ويوقف عليه بالهاء إلا مواضع معينة رسمت بالتاء المجرورة، أي: المفتوحة ويوقف عليها بالتاء.
وهي قسمان: قسم اتفقوا على قراءته بالإفراد، وقسم اختلفوا في إفراده وجمعه.
فالمتفق على إفراده ثلاث عشرة كلمة، وهي: رحمت، ونعمت، وامرأت، وسنت، ولعنت، ومعصيت، وكلمت، وبقيت، وقرت، وفطرت، وشجرت، وجنت، وابنت، ولنشرع في بيانها مفصلة فنقول:
1. رحمت:
رسمت بالتاء المجرورة في سبعة مواضع وهي:
يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ (1) بالبقرة.
إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (2) بالأعراف.
رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ (3) بهود.
ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ (4) بمريم.
فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ (5) بالروم.
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ (6)
وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (7) كلاهما بالزخرف.
وما عدا هذه المواضع السبعة مرسوم بالهاء مثل: وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (8)
2. ونعمت:
رسمت بالتاء المفتوحة في أحد عشر موضعا، وهي:
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ (9) بالبقرة.
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ (10) بآل عمران.
اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ (11) بالمائدة.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ (12)
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا (13) كلاهما بإبراهيم.
وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (14)
يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ (15)
وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ (16) الثلاثة بالنحل.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ (17) بلقمان.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ (18) بفاطر.
فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ (19) بالطور.
ورسمت بالهاء في غير هذه المواضع مثل: اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ (20) الموضع الأول بإبراهيم.
وكالثلاثة الأولى بالنحل، وهي:
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ (21) .
وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ (22) .
أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (23) .
3. وامرأت:
رسمت بالتاء المجرورة في سبعة مواضع، وهي:
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ (24) بآل عمران.
امْرَأَتُ الْعَزِيزِ (25) موضعان بيوسف.
امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ (26) بالقصص.
امْرَأَتَ نُوحٍ (27)
امْرَأَتَ لُوطٍ (28)
امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ (29) الثلاثة بالتحريم.
فكلمة امرأة إذا أضيفت إلى زوجها فهي بالتاء المفتوحة.
ورسمت بالهاء في غير هذه المواضع مثل:
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا (30) .
وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ (31)
4. وسنت:
رسمت بالتاء المجرورة في خمسة مواضع، وهي:
فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ (32) بالأنفال.
إِلا سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا (33) الثلاثة بفاطر.
سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ (34) بغافر.
ورسمت في غير هذه المواضع بالهاء مثل: سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ (35) بالأحزاب.
5. ولعنت:
رسمت بالتاء المجرورة في موضعين وهما:
فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (36) بآل عمران.
وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ (37) بالنور.
ورسمت بالهاء في غير هذين الموضعين مثل:
أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (38) بالأعراف.
6. ومعصيت:
رسمت بالتاء في موضعين، وهما وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ (39) كلاهما بالمجادلة.
ولا ثالث لهما في القرآن الكريم.
7. وكلمت:
في قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى (40) بالأعراف، اختلف فيها، واعتمد ابن الجزري رسمها بالتاء المجرورة.
ورسمت بالهاء اتفاقا في غير هذا الموضع مثل: كَلِمَةً طَيِّبَةً (41) .
8. وبقيت:
رسمت بالتاء المجرورة في موضع واحد، وهو قوله: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ (42) بهود.
وبالهاء في غيره مثل: وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى (43) بالبقرة.
9. وقرت:
رسمت بالتاء المجرورة في موضع واحد بالقصص وهو: قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ (44)
وبالهاء في غير ذلك مثل قُرَّةَ أَعْيُنٍ بالفرقان (45) والسجدة (46) .
10. وفطرت:
رسمت بالتاء المفتوحة في موضع الروم وهو: فِطْرَتَ اللَّهِ (47) ولا ثاني له.
11. وشجرت:
رسمت بالتاء في موضع واحد وهو: إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (48) بالدخان، وبالهاء في غيره: مثل: عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ (49) بطه.
12. وجنت:
رسمت بالتاء في موضع واحد وهو: وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (50) بالواقعة.
وفي غيره بالهاء مثل: جَنَّةَ نَعِيمٍ (51) بالمعارج.
13. وابنت:
رسمت بالتاء في موضع واحد بالتحريم وهو: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ (52) ولا ثاني له.
وأما ما اختلف القراء في إفراده وجمعه فهو:
غَيَابَتِ الْجُبِّ (53) معا بيوسف.
آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (54) بها –أيضا-.
و: آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ (55) بالعنكبوت.
و: فِي الْغُرُفَاتِ (56) بسبأ.
و: عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ (57) بفاطر.
و: مِنْ ثَمَرَاتٍ (58) بفصلت.
و : جِمَالَتٌ صُفْرٌ (59) بالمرسلات.
وكلمت في قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا (60) بالأنعام.
وقوله: كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا (61) الأول بيونس.
وقوله: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (62) الثاني بها.
وقوله: وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا (63) بغافر.
فقد رسمت هذه المواضع التي اختلفوا في إفرادها وجمعها بالتاء المجرورة، بيد أنه وقع خلاف في "كلمت" بغافر وبيونس في الموضع الثاني، فرسمت في بعض المصاحف بالهاء، وفي بعضها بالتاء، وعليه العمل.
هذا وقد رسموا بالتاء المجرورة ذَاتَ (64) و مَرْضَاتِ (65) حيث وقعا وكذا هَيْهَاتَ (66) في موضعي المؤمنين، وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ (67) بص، و اللاتَ (68) بالنجم، ولفظ يَا أَبَتِ حيث وقع.
فكل ما رسم بالتاء المفتوحة في هذا الباب يوقف عليه بها، وذلك عند الاضطرار، أو الاختبار، أو التعليم.
__________
(1) الآية (218).
(2) الآية (56).
(3) الآية (73).
(4) الآية (2).
(5) الآية (50).
(6) الآية (32).
(7) الآية (32).
(8) سورة يونس: الآية (57).
(9) الآية (231).
(10) الآية (103).
(11) الآية (11).
(12) الآية (28).
(13) الآية (34).
(14) الآية (72).
(15) الآية (83).
(16) الآية (114).
(17) الآية (31).
(18) الآية (3).
(19) الآية (29).
(20) الآية (6).
(21) الآية (18).
(22) الآية (53).
(23) الآية (71).
(24) الآية (35).
(25) الآية (30). الآية (51).
(26) الآية (9).
(27) الآية (10).
(28) الآية (10).
(29) الآية (11).
(30) سورة النساء: الآية (128).
(31) سورة النساء: الآية (12).
(32) الآية (38).
(33) الآية (43).
(34) الآية (85).
(35) الآية (38).
(36) الآية (61).
(37) الآية (7).
(38) الآية (44).
(39) الآية (8)، والآية (9).
(40) الآية (137).
(41) سورة إبراهيم: الآية (24).
(42) الآية (86).
(43) الآية (248).
(44) الآية (9).
(45) الآية (74).
(46) الآية (17).
(47) الآية (30).
(48) الآية (43).
(49) الآية (120).
(50) الآية (89).
(51) الآية (38).
(52) الآية (12).
(53) الآية (10)، الآية (15).
(54) الآية (7).
(55) الآية (50).
(56) الآية (37).
(57) الآية (40).
(58) الآية (47).
(59) الآية (33).
(60) الآية (115).
(61) الآية (33).
(62) الآية (96).
(63) الآية (6).
(64) من مواضعها: سورة الأنفال: الآية (1)، سورة النمل: الآية (60).
(65) في أربعة مواضع: سورة البقرة: الآية (207)، الآية (265). سورة النساء: الآية (114)، سورة التحريم: الآية (1).
(66) الآية (36).
(67) الآية (3).
(68) الآية (19).
باب الإثبات والحذف
إن كلا من الإثبات والحذف في هذا الباب يكون في حروف المد الثلاثة، ولنوضح حكم كل حرف منها، إثباتا وحذفا، فنقول:
1 – كل واو حذفت في الوصل للتخلص من التقاء الساكنين فإنها ثابتة رسما ووقفا مثل:
يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (1) وَلا تَسُبُّواْ الَّذِينَ (2) مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ (3) إلا أربعة أفعال حذفت منها الواو رسما ولفظا ووصلا ووقفا وهي:
وَيَدْعُ الإِنْسَانُ (4) بالإسراء.
وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ (5) بالشورى.
يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي (6) بالقمر.
سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (7) بالعلق.
وكذا لفظ صالح في قوله تعالى: وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (8) عند من قال: إنه جمع مذكر سالم حذفت نونه للإضافة والواو للرسم.
2 – وكل ياء حذفت في الوصل للتخلص من الساكنين فإنها ثابتة رسما ووقفا، مثل: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ (9) وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ (10) أَيْدِي النَّاسِ (11) حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (12) مُحِلِّي الصَّيْدِ (13)
غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ (14) آتِي الرَّحْمَنِ (15) وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ (16)
وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى (17) إلا مواضع معينة حذفت منها الياء رسما، ويوقف عليها بحذفها كذلك، وهي:
وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ (18) بالنساء.
وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ (19) بالمائدة.
نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (20) بيونس.
بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ بطه (21) والنازعات (22) .
وَادِ النَّمْلِ (23) بسورته.
الْوَادِ الأَيْمَنِ (24) بالقصص.
لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا (25) بالحج.
بِهَادِ الْعُمْيِ (26) بالروم.
يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ (27) في يس.
صَالِ الْجَحِيمِ (28) بالصافات.
يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا (29) الأول بالزمر.
يُنَادِ الْمُنَادِ (30) في ق.
تُغْنِ النُّذُرُ (31) بالقمر.
الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ (32) بالرحمن.
الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (33) بالتكوير.
تنبيه:
ورد إثبات ياء الأيدي بعد أولي وصلا ووقفا في قوله: أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ (34) في ص؛ لأنه جمع يد، وحذفها وصلا ووقفا كذلك في: وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ (35) بها –أيضا-؛ لأنه بمعنى القوة.
3 – وكل ألف حذفت وصلا تخلصا من الساكنين فإنها ثابتة رسما ووقفا نحو:
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ (36) قُلْنَا احْمِلْ (37) وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ (38) يَا أَيُّهَا النَّاسُ (39) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ (40) إلا ثلاثة مواضع حذفت منها الألف رسما ووقفا، وهي:
أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ (41) بالنور.
يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ (42) بالزخرف.
أَيُّهَ الثَّقَلانِ (43) بالرحمن.
فقد حذفت الألف من لفظ "أيها" في هذه المواضع الثلاثة، ويوقف عليه بدون ألف أي: بالهاء ساكنة.
ملاحظة:
إذا وقف على لفظ "آتان" في قوله: فَمَا آتَانِ اللَّهُ خَيْرٌ (44) بالنمل جاز حذف الياء وإثباتها، والإثبات هو المقدم في الأداء، أما في الوصل فتثبت الياء مفتوحة.
وإذا وقف على لفظ "سلاسلا" في قوله تعالى: إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلاْ (45) في سورة الدهر، جاز حذف الألف وإثباتها، والحذف هو المقدم في الأداء، وأما في الوصل فتحذف الألف، قال صاحب اللآلئ: وفي سَلاسَلا وما آتَانِ قِفْ
بالحذْفِ والإثباتِ في اليا والألف
هذا وتثبت الألف وقفا وتحذف وصلا في المواضع الآتية.
1. المنون المنصوب. مثل: اهْبِطُوا مِصْرًا (46) عَلِيمًا حَكِيمًا (47) .
2. لفظ "إذاً" . مثل: وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ (48) .
3. لفظ "وليكونا" في قوله تعالى: وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (49) بيوسف.
4. "لنسفعا" في قوله: لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (50) .
5. "أنا" نحو: وَأَنَا رَبُّكُمْ (51) أَنَا نَذِيرٌ (52) .
6. "لكنا" في قوله تعالى بالكهف: لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي (53) .
7. "الظنونا" في وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (54) .
8. "الرسولا" في وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (55) .
9. "السبيلا" في فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاْ (56) الثلاثة بالأحزاب.
10. "قواريرا" في قوله: كَانَتْ قَوَارِيرَاْ (57) الموضع الأول بسورة الإنسان.
أما الموضع الثاني بها وهو قَوَارِيرَاْ مِنْ فِضَّةٍ (58) فألفه محذوفة وصلا ووقفا، وإن ثبتت رسما.
وكذا لفظ ثمود فألفه محذوفة وصلا ووقفا، وإن ثبتت في الرسوم وذلك في قوله تعالى:
أَلا إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُوا رَبَّهُمْ (59) بهود.
وَثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ (60) بالفرقان.
وَثَمُودَاْ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ (61) بالعنكبوت.
وَثَمُودَاْ فَمَا أَبْقَى (62) بالنجم.
__________
(1) سورة الرعد: الآية (93).
(2) سورة الأنعام: الآية (108).
(3) سورة القمر: الآية (27).
(4) الآية (11).
(5) الآية (24).
(6) الآية (6).
(7) الآية (18).
(8) سورة التحريم: الآية (4).
(9) سورة البقرة: الآية (269).
(10) سورة البقرة: الآية (71).
(11) سورة الروم: الآية (41).
(12) سورة البقرة: الآية (196).
(13) سورة المائدة: الآية (1).
(14) سورة التوبة: الآية (2)، الآية (3).
(15) سورة مريم: الآية (93).
(16) سورة الحج: الآية (35).
(17) سورة القصص: الآية (59).
(18) الآية (146).
(19) الآية (3).
(20) الآية (103).
(21) الآية (12).
(22) الآية (16).
(23) الآية (18).
(24) الآية (30).
(25) الآية (54).
(26) الآية (53).
(27) الآية (23).
(28) الآية (163).
(29) الآية (10).
(30) الآية (41).
(31) الآية (5).
(32) الآية (24).
(33) الآية (16).
(34) الآية (45).
(35) الآية (17).
(36) سورة الكهف: الآية (33).
(37) سورة هود: الآية (40).
(38) سورة النمل: الآية (15).
(39) سورة البقرة: الآية (21).
(40) سورة الأنفال: الآية (64).
(41) الآية (31).
(42) الآية (49).
(43) الآية (31).
(44) الآية (36).
(45) الآية (4).
(46) سورة البقرة: الآية (61).
(47) سورة النساء: الآية (11).
(48) سورة الإسراء: الآية (76).
(49) الآية (32).
(50) سورة العلق: الآية (15).
(51) سورة الأنبياء: الآية (92).
(52) سورة العنكبوت: الآية (50).
(53) الآية (38).
(54) الآية (10).
(55) الآية (66).
(56) الآية (67).
(57) الآية (15).
(58) الآية (16).
(59) الآية (68).
(60) الآية (38).
(61) الآية (38).
(62) الآية (51).
باب همزة الوصل
همزة الوصل هي التي تسقط وصلا وتثبت ابتداء بخلاف همزة القطع، فإنها تثبت وصلا وابتداء.
وتكون همزة الوصل في الماضي الخماسي والسداسي، وفي أمرهما، وفي مصدرهما، وفي أمر الثلاثي.
ولا تكون في مضارع مطلقا.
ولم تحفظ في الأسماء التي ليست مصادر لفعل زائد على أربعة إلا في عشرة أسماء: اسم، واست (1) وابن، وابنم (2) واثنين، واثنتين، وامرئ، وامرأة، وابنة، وايمن في القسم.
ولم تحفظ في حرف إلا في "أل".
حكم الابتداء بهمزة الوصل في الفعل:
تضم همزة الوصل في الفعل ابتداء إذا كان ثالثه مضموما ضما أصليا مثل: انْظُرْ (3) اخْرُجْ (4) اضْطُرَّ (5) اسْتُهْزِئَ (6) .
فإذا كان ثالث الفعل مضموما ضما عارضا كسرت همزة الوصل، وذلك في: اقْضُوا في قوله تعالى: ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ (7) بيونس.
وفي "ابنوا" في قوله: ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا (8) بالكهف.
وفي "امشوا" في قوله: أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا (9) بص.
وفي لفظ "ائتوا" مثل: ائْتُونِي بِكِتَابٍ (10) بالأحقاف.
فإن أصل هذه الكلمات: اقضيوا، وابنيوا، وامشيوا، وائتيوا بكسر عين الفعل، فلما أعل بحذف لامه ضمت العين لمناسبة الواو، فالضم عارض.
وتكسر همزة الوصل في الفعل ابتداء إذا كان ثالثه مكسورا مثل: اضْرِبْ (11) ارْجِعْ (12) أو مفتوحا مثل: اذْهَبْ (13) افْتَحْ (14) .
حكم الابتداء بهمزة الوصل في أل:
تفتح همزة أل في الابتداء مثل الأَرْضِ (15) الإِنْسَانُ (16) الْعِلْمِ (17) .
هذا ويجوز الابتداء باللام، أو بهمزة الوصل في لفظ "الاسم" في قوله تعالى: بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ (18) بالحجرات. وابدأ بهمز أو بلام في ابتدا
لاسم الفسوق في اختبار قصدا (19)
حكم الابتداء بهمزة الوصل في الأسماء:
تكسر همزة الوصل ابتداء في مصدر الخماسي مثل: ابْتِغَاءَ (20) وفي مصدر السداسي مثل: اسْتِغْفَارُ (21) .
هذا وقد علمنا مما تقدم أن همزة الوصل سمعت في عشرة أسماء ليست مصادر، ولم يرد منها في القرآن الكريم إلا سبعة وهي:
ابن مثل: عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (22) .
وابنة في قوله تعالى: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ (23) ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ (24) . وامرؤ سواء أكان مرفوعا مثل: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ (25) أم مجرورا مثل: كُلُّ امْرِئٍ (26) أم منصوبا مثل: مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ (27)
واثنان مثل: لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ (28) و اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا (29) . واثنتان مثل: فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ (30) اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا (31) وامرأة مثل: امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ (32) امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ (33)
واسم مثل: اسْمُ رَبِّكَ (34) اسْمُهُ أَحْمَدُ (35) وتكسر همزة الوصل في الابتداء بهذه الأسماء.
حكم همزة الوصل الواقعة بين همزة الاستفهام ولام أل:
إذا وقعت همزة الوصل بين همزة الاستفهام وبين لام أل فلا تحذف، بل تبدل ألفا مع المد الطويل، أو تسهل بين الهمزة والألف، والإبدال أولى، وإنما لم تحذف همزة الوصل لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر.
وقد وقع ذلك في ست كلمات في القرآن الكريم وهي: آلذَّكَرَيْنِ (36) في موضعي الأنعام، و آلآنَ (37) في موضعي يونس، و آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ (38) بها، و آللَّهُ خَيْرٌ (39) بالنمل، فهذه الكلمات الست يجوز إبدال همزة الوصل فيها ألفا، أو تسهيلها والإبدال أكثر.
__________
(1) اسم من أسماء الدبر.
(2) أي ابن بزيادة الميم.
(3) سورة النساء: الآية (50).
(4) سورة الأعراف: الآية (18).
(5) سورة البقرة: الآية (173).
(6) سورة الأنعام: الآية (10).
(7) الآية (71).
(8) الآية (21).
(9) الآية (6).
(10) الآية (4).
(11) سورة البقرة: الآية (60).
(12) سورة يوسف: الآية (50).
(13) سورة الإسراء: الآية (63).
(14) سورة الأعراف: الآية (89).
(15) سورة البقرة: الآية (11).
(16) سورة النساء: الآية (28).
(17) سورة البقرة: الآية (120).
(18) الآية (11).
(19) فضيلة الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي: لآلئ البيان في تجويد القرآن.
(20) سورة البقرة: الآية (207).
(21) سورة التوبة: الآية (114).
(22) سورة البقرة: الآية (87).
(23) سورة التحريم: الآية (12).
(24) سورة القصص: الآية (27).
(25) سورة النساء: الآية (176).
(26) سورة الطور: الآية (21).
(27) سورة مريم: الآية (28).
(28) سورة النحل: الآية (51).
(29) سورة المائدة: الآية (12).
(30) سورة النساء: الآية (176).
(31) سورة البقرة: الآية (60).
(32) سورة القصص: الآية (9).
(33) سورة القصص: الآية (23).
(34) سورة الرحمن: الآية (78).
(35) سورة الصف: الآية (6).
(36) الآية (143)، الآية (144).
(37) الآية (51)، الآية (91).
(38) سورة يونس: الآية (59).
(39) الآية (59).
أمور تراعى لحفص
(*) .
قوله تعالى: أَأَعْجَمِيٌّ (1) بفصلت سهَّل حفص همزته الثانية بين الهمزة والألف.
وأمال الألف التي بعد الراء في مَجْرَاهَا (2) بهود، ولم يمل كلمة غيرها، والإمالة أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء من غير قلب خالص ولا إشباع مبالغ فيه.
وورد عنه السين في "ويبصط" في قوله تعالى: وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ (3) بالبقرة.
وفي "بصطة" في قوله: وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً (4) بالأعراف.
وورد عنه الصاد في "مصيطر" من قوله تعالى: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (5) بالغاشية.
وورد عنه السين والصاد في الْمُسَيْطِرُونَ (6) في الطور، ووجه الصاد هو المقدم في الأداء، وله الفتح والضم في ضاد ضعف بسورة الروم في المواضع الثلاثة وهي في قوله تعالى:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً (7) والفتح هو المقدم في الأداء.
قال صاحب لآلئ البيان:
أأعجمي سهلت أخراها ... لحفصنا, وميلت مجراها
واضمم أو افتح ضُعْفَ رومٍ وأتى ... سينًا ويبسط وثاني بسطة
والصادَ في مصيطرٍ خذ وكلا ... هذين في المصيطرون نقلا

والحمد لله أولا وآخرا.
__________
(*) حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزار ويعرف +بحقيص، أخذ القراءة عرضا وتلقينا عن عاصم وكان ربيبه ابن زوجته، ولقد روى عن حفص أنه قال: قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة، فقال: أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأقرأت شعبة بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ولد سنة 90 هـ وتوفي 180 هـ. [ابن الجزري: غابة النهاية في طبقات القراء ج1، ص 254، 255، رقم 1158].
(1) الآية (44).
(2) الآية (41).
(3) الآية (245).
(4) الآية (69).
(5) الآية (22).
(6) الآية (37).
(7) آية (54). الوجهان مقروء بهما، والفتح مقدم في الأداء.
المراجع
القرآن الكريم.
كتب السنة.
إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر للعلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الدمياطي الشهير بالبناء.
الإتقان في علوم القرآن للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي.
إرشاد المريد إلى مقصود القصيد "شرح الشاطبية" لفضيلة الشيخ علي بن محمد الضباع.
أسد الغابة في معرفة الصحابة لعز الدين بن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري.
الإضاءة في بيان أصول القراءة لفضيلة الشيخ علي بن محمد الضباع.
أقرب الأقوال على فتح الأقفال حاشية على شرح تحفة الأطفال لفضيلة الشيخ علي بن محمد الضباع.
إنباه الرواة على أنباه النحاة للوزير جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي.
البداية والنهاية لأبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي.
البرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي.
تحفة الأطفال في تجويد القرآن للعلامة الشيخ سليمان بن حسين الجمزوري.
تلخيص لآلئ البيان في تجويد القرآن لفضيلة الشيخ إبراهيم بن علي بن شحاتة السمنودي.
التمهيد في علم التجويد للإمام المحقق محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري.
تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم لأصحاب الفضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، الشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنودي، الشيخ عامر السيد عثمان.
التيسير في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني.
جامع الأصول في أحاديث الرسول للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد: ابن الأثير الجزري.
حرز الأماني ووجه التهاني "الشاطبية" للإمام أبي القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي.
دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن للعلامة الشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي.
سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي للإمام أبي القاسم علي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن القاصح.
سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين لفضيلة الشيخ علي بن محمد الضباع.
طيبة النشر في القراءات العشر للإمام المحقق ابن الجزري.
العميد في علم التجويد لفضيلة الشيخ محمود علي بسة.
غاية النهاية في طبقات القراء لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري.
غيث النفع في القراءات السبع للإمام علي النوري الصفاقسي.
فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال للشيخ سليمان بن حسين الجمزوري.
القول السديد في بيان حكم التجويد لفضيلة الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد.
لآلئ البيان في تجويد القرآن لفضيلة الشيخ إبراهيم بن علي بن شحاتة السمنودي.
معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة.
المقدمة الجزرية في تجويد الآيات القرآنية للإمام المحقق ابن الجزري.
النشر في القراءات العشر للإمام المحقق ابن الجزري.
نهاية القول المفيد في علم التجويد لفضيلة الشيخ محمد مكي نصر.
الوافي في شرح الشاطبية لفضيلة الشيخ عبد الفتاح بن عبد الغني القاضي.