كتاب : الصحاح في اللغة
المؤلف : الجوهري

الكَباثُ بالفتح: النَضيجُ من ثمر الأراكِ. وكَبِثَ اللحمُ بالكسر، أي تَغَيَّرَ وأَرْوَحَ.
كبحكَبَحْتُ الدابَّة، إذا جذبتَها إليك باللجام لكي تقفَ ولا تجري.
كبدالكَبِدُ والكِبْدُ: واحدة الأكْبادِ، ويقال أيضاً: كَبْدٌ للتخفيف. وكَبِدُ السماء: وسطها يقال: كَبَّدَ النجمُ السماءَ، أي توسَّطها. وتَكَبَّدَتِ الشمسُ، أي صارت في كَبِدِ السماءِ. وتَكَبَّدَ اللبنُ: غَلُظَ وخَثُرَ. وكُبَيْداتُ السماءِ، كأنَّهم صغَّروا كُبيدَةً ثم جمعوا. وكَبِدُ القوسِ: مَقبِضها. يقال: ضَع السهمَ على كَبِدِ القوسِ، وهي مل بين مقبِضها ومجرى السهم منها. وكَبَدْتُ الرجلَ: أصبْت كَبِدَهُ؛ فهو مَكْبودٌ. والأكْبَدُ: الضخمُ الوسطِ، ولا يكون إلا بطيءَ السيرِ. وامرأةٌ كَبْداءُ بيِّنة الكَبَدِ، بالتحريك. وقوسٌ كَبْداءُ، إذا ملأ مَقبِضُها الكفَّ. والكَبَدُ: الشِدَّةُ. قال تعالى: " لقد خَلَقْنا الإنسانَ في كَبَدٍ " . وكابَدْتُ الأمرَ، إذا قاسيتَ شدَّته. والكُبادُ: وجعُ الكَبِدِ. الأصمعيّ: يقال للأعداء: سودُ الأكبادِ، كما يقال لهم: صُهْبُ السِبالِ، وإن لم يكونوا كذلك. قال الأعشى:
فما أُجْشِمَتْ من إتْيانِ قومٍ ... هُمُ الأعداءُ والأكبادُ سودُ
وقولهم: فلان تُضْرَبُ إليه أكْبادُ الإبل، أي يُرْحَلُ إليه في طلب العِلم وغيره.
كبرالكِبَرُ في السنّ. وقد كَبِرَ الرجل يَكْبَرُ كِبَراً، أي أسَنَّ، ومَكْبِراً أيضاً. ويقال: عَلاهُ المَكْبِرُ. والاسم الكَبْرَةُ بالفتح. يقال: عَلَتْ فلاناً كَبْرَةٌ. وكَبُرَ بالضم يَكْبُرُ، أي عَظُمَ، فهو كَبيرٌ وكُبارٌ. فإذا أفرط قيل: كُبَّارٌ بالتشديد. والكِبْرُ: العظَمة، وكذلك الكِبْرِياءُ. وكِبْرُ الشيء أيضاً: مُعظمه. قال الله تعالى: " والذي تَوَلَّى كِبْرَهُ " . ويقال أيضاً: فلانٌ كِبْرَةُ ولدِ أبويهِ، إذا كان آخرهم. وقال ابن السكيت: يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. وقولهم: كُبْرُ قومِهِ بالضم، أي هو أقْعَدَهَمْ في النسب. ويقال أيضاً: كُبْرُ سِياسَةِ الناس في المال. وفلانٌ إكْبِرَّةُ قومِهِ، بالكسر والراء مشدَّدة، أي كُبْرُ قومه، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. والكَبَرُ بالتحريك: الأصَفُ، فارسيٌّ معرب. والكُبْرى: تأنيث الأكْبَرِ، والجمع الكُبَرُ وجمع الأكْبَرِ الأَكابِرُ والأكْبَرون، ولا يقال كُبَرُ. والمَكْبوراءُ: الكِبارُ. وقولهم: توارثوا المجد كابِراً عن كابِرٍ، أي كَبيراً عن كَبيرٍ في العزّ والشرف. وأكْبَرْتُ الشيء، استعظمته. وأكْبَرَ الصبيُّ، أي تَغَوَّطَ، وهو كنايةٌ. والتَكْبيرُ: التعظيمُ. والتَكَبُّرُ والاسْتِكْبارُ: التعظم.
كبرتالكِبْريتُ معروفٌ. وقولهم: أعزُّ من الكِبْريتِ الأحمرِ، إنَّما هو كقولهم: أعزُّ من بَيْضِ الأَنوقِ. ويقال أيضاً: ذهبٌ كِبْريتٌ، أي خالص.
كبسكَبَسْتُ النهرَ والبئرَ كَبْساً: طممتُها بالتراب. واسم ذلك التراب كِبْسٌ بالكسر. وربَّما قالوا كَبَسَ رأسَه، أي أدخله في ثيابه. ويقال رجلٌ أكْبَسُ بيِّن الكَبَسِ، للذي أقبلتْ هامتُه وأدبرتْ جبهتُه. والكُباسُ بالضم: العظيم الرأس. والكِباسَةُ بالكسر: العِذْقُ. وهو من التمر بمنزلة العُنقود من العنب. والكَبيسُ: ضربٌ من التمر. والسنة الكَبيسَةُ: التي يُسْتَرَقُ منها يوم، وذلك في كلِّ أربع سنين. والكابوسُ: ما يقع على الإنسان بالليل. ويقال: هو مقدِّمة الصَرْعِ. وكَبَسوا دارَ فلان: أغاروا عليها فجأة.
كبشالكبش: واحد الكباش والأكبش وكبش القوم: سيدهم.
كبكبكَبْكَبَهُ، أي كَبَّه. ومنه قوله تعالى: " فكُبْكِبوا فيها هُمْ والغاوونَ " . وتقول: جاء مُتَكَبْكِباً في ثيابه، أي متزمِّلاً.
كبلالكَبْلُ: القيد الضخمُ. يقال: كَبَلْتُ الأسيرَ وكَبَّلْتُهُ، إذا قَيَّدْتَهُ، فهو مَكْبولٌ ومُكَبَّلٌ. والكَبْلُ: ما ثُنِيَ من شَفةِ الدَلْوِ، وهو إبْدالُ الكَبْنِ. وفروٌ كَبَلٌ، بالتحريك، أي قصيرٌ. والمُكابلَةُ: التأخيرُ والحبسُ. يقال: كَبَلْتُكَ دَيْنَكَ. والمُكابلَةُ: أن تُباعَ الدارُ إلى جنبِ دارك وأنت محتاجٌ إليها فتُؤَخِّرَ شراءها ليشتريَها غيرُك، ثمَّ تأخذها بالشُفْعةِ.
كبن

الأصمعيّ: الكَبْنُ: ما ثُنِيَ من الجِلد عند شَفة الدلْو ثمَّ خُرز. تقول منه: كَبَنْتُ الدلوَ بالفتح أكْبنها بالكسر، إذا كففتَ جوانبَ شفتها. وكَبَنْتُ عن الشيء: عدلتُ عنه. وكَبَنْتُ الشيء: غَيَّبْتُهُ، وهو مثل الخبْن. وكَبِنَ فلانٌ: سَمِنَ. والكُبُنَّةُ: المنقبض البخيل. الأمويّ: كَبَنَ الظبي، إذا لطَأ. واكْبَأَنَّ: انقبض. ورجلٌ مَكْبونُ الأصابع، هو مثل الشَثْنِ. والكُبانُ: داءٌ يأخذ الإبلَ. يقال: بعيرٌ مَكْبونٌ.
كباكَبا لوجهه يَكْبو كَبْواً: سقط؛ فهو كابٍ. أبو عمرو: إذا حُنِذَتِ الفرس قلم تَعرقْ قيل: كَبا الفرس. قال أبو الغوث: وكذلك إذا كَتَم الربو. وكَبا الزندُ، إذا لم تخرج نارُه. وأكْباهُ صاحبُه، إذا دخَّن ولم يورِ. وكَبَوْتُ الشيء، إذا كسحته. وكَبَوْتُ الكوز، إذا صببت ما فيه. والكِبا مقصورٌ: الكناسة، والجمع الأكْباءُ، والكُبَةُ مثله، والجمع كُبونَ. والكِباءُ ممدودٌ: ضربٌ من العدو. يقال منه: كَبَّى ثوبَه بالتشديد، أي بخَّره. وتَكَبَّى واكْتَبَى، أي تبخَّر. والكَبْوَةُ: مثل الوقفة تكون منك لرجلٍ عند الشيء تكرهُه. ابن السكيت: خَبَتِ النار، أي سكن لهبها. وكَبَتْ، إذا غطَّاها الرماد والجمر تحته. وهَمَدَتْ، إذا طَفِئَتْ ولم يبقَ منها شيءٌ البتَّة. وفلان كابي الرماد، أي عظيم الرماد ينهال.
كتبالكتاب معروف، والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ. وقد كتبْتُ كَتْباً وكِتاباً وكِتابَةً. والكتاب: الفَرْضُ والحُكْمُ والقَدَر. قال الجعديّ:
يا ابنة عَمِّي كتابُ الله أخرجَني ... عنكمْ وهل أمنعنَّ الله ما فَعَلا
قال ابن الأعرابي: الكاتب عندهم: العالِم. قال الله تعالى: " أمْ عندهم الغيْبُ فهم يَكتُبونَ " . والكَتْبُ: الجمع، تقول منه: كتبْتُ البغلَة، إذا جمعتَ بين شُفريها بحَلْقةٍ أو سيرٍ، أكْتِبُ وأكْتُبُ كَتْباً. وكَتَبْت القِربة أيضاً كَتْباً، إذا خرزْتها، فهي كَتيبٌ. والكُتْبَةُ بالضم: الخُرْزَةُ. قال ذو الرمّة:
وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أثْأى خوارزَها ... مُشَلْشَلُ ضَيَّعَتْهُ بينها الكُتَبُ
والكُتَّابُ: الكَتَبَةُ. والكُتَّابُ أيضاً والمَكْتَبُ واحد، والجمع الكتاتيب. والكُتَّابُ أيضاً: سهمٌ صغير مُدوَّر الرأس يتعلَّم به الصبيُّ الرمْي. والكتيبة: الجيش، تقول منه: كَتَّبَ فلانٌ الكتائب تكتيباً، أي عبَّاها كتيبةً كتيبةً. وتَكَتَّبَت الخيلُ، أي تجمَّعت. قال أبو زيد: كَتَّبْتُ الناقة تكتيباً، إذا صَرَرْتَها. وتقول: أكْتِبْني هذه القصيدة، أي أملِها عليّ. وأكْتَبْتُ القِربةَ أيضاً: شددتها بالوِكاء؛ وكذلك كَتَبْتُها كَتْباً، فهي مُكْتَبٌ وكَتيبٌ. واكْتَتَبْتُ الكتابَ، أي كَتَبْتُه. ومنه قوله تعالى: " اكْتَتَبَها فهيَ تُمْلى عَلَيه " . وتقول أيضاً: اكتتب الرجلُ، إذا كَتَبَ نفسه في ديوان السلطان. والمُكْتِبُ: الذي يعلِّم الكتابة. قال الحسن: كان الحجَّاج مُكْتِباً بالطائف، يعني معلِّماً. واستكتبه الشيءَ، أي سأله أن يكتبه له. والمكاتبة والتكاتب بمعنًى. والمُكاتَبُ: العبد يُكاتَب على نفسه بثمنه، فإذا سعى وأَدَّاه عَتَقَ.
كتتالكَتيتُ: صوت البَكْرِ، وهو فوق الكَشيشِ. يقال: كَتَّ البعير يَكِتُّ بالكسر، إذا صاح صياحاً ليِّناً. وكَتَّ الرجُل من الغضب. وكَتَّتِ القِدر: غَلَتْ؛ وكذلك الجرَّة الجديدة إذا صُبَّ فيها الماء. ويقال: أتانا بجيش ما يُكَتُّ، أي ما يُحصى عدده.
كتحكَتَحَهُ كَتْحاً: إذا رمى جسمه بما أثَّر فيه. والطعامَ، إذا أكل منه حتَّى شبع.
كتدالكَتَد والكَتِدُ: ما بين الكاهل إلى الظَهر. والكَتَدُ: نجمٌ.
كترالكِترُ بالكسر: السَنامُ. والكَتَرُ بالتحريك مثله. قال أبو عبيد: يقال هو بناءٌ مثل القُبَّة، شبِّه السنامُ به.
كتع

يقال: ما بالدار كَتيعٌ، أي أحد. والكُتَعُ: ولدُ الثعلب، والرجلُ اللئيم أيضاً؛ والجمع كِتْعانٌ. وكُتَعُ: جمع كَتْعاءَ في توكيد المؤنَّث. يقال: اشتريت هذه الدار جمعاءَ كَتْعاءَ، ورأيت أخَواتِك جُمَعَ كُتَعَ. ورأيت القوم أجمعين أكْتَعينَ. ولا يُقَدَّمُ كُتَعُ على جُمَعَ في التأكيد، ولا يُفْرَدُ لأنه إتباعٌ له. ويقال إنَّه مأخوذ من قولهم: أتى عليه حَوْلٌ كَتيعٌ، أي تامٌّ. وكَتَعَ، أي هربَ.
كتفالكَتِفُ والكتْفُ. والجمع الأكْتافُ. يقال رجلٌ أكْتفُ بيِّن الكَتَفِ، أي عريض الكَتِفِ. والأكْتفُ أيضاً من الخيل: الذي في أعالي غَراضيفِ كتِفِه انفراجٌ. والكَتيفَةُ: ضبّة الباب، وهي حديدة عريضة. ومنه قول الأعشى:
أو إناءُ النُضار لاحَمَهُ القَي ... نُ ودانى صُدوعَهُ بالكَتيفِ
والكَتيفَةُ: السخيمةُ والحقدُ. قال القطامي:
أخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكَتائفُ
والكُتفانُ: الجراد أول ما يطير منه، الواحدة كُتْفانَةٌ. والكَتْفُ: المشيُ الرويد. وقد كَتَفتِ الخيل وتَكَتَّفَتْ، إذا ارتفعت فروعُ أكتافِها في المشي. والكَتْفُ أيضاً: أن يُشَدُّ حِنْوا الرَحلِ أحدُهما على الآخر. وكَتَفتُ الرجل، إذا شددت يديه إلى خَلف بالكِتافِ، وهو حبلٌ. والكَتَفُ بالتحريك: ظَلْعٌ يأخذ من وجعٍ في الكَتِفِ، عن ابن السكيت: يقال: جملٌ أكْتَفُ، وناقةٌ كَتْفاءُ.
كتكتالكتكتة في الضحك: دون القهقهة.
كتلالكُتْلةُ: القطعة المجتمعة من الصمغ وغيره. والمِكتَلُ: شبه الزنبيل، يَسَعُ خمسةَ عَشر صاعاً. والمُكَتَّلُ، بالتشديد: القصيرُ. أبو عمرو: الكتيلةُ بلغةِ طيِّءٍ: النخلةُ التي فاتتِ اليدَ. والتَكتُّلُ: ضربٌ من المشي. والكُنْتَألُ، بالضم: القصيرُ، والنون زائدةٌ.
كتمكَتَمْتُ الشيء كَتْماً وكِتْماناً، واكْتَتَمْتُهُ أيضاً. وسحابٌ مُكْتَتِمٌ: لا رعد فيه. وسرٌّ كاتِمٌ، أي مَكْتومٌ. ومُكَتّمٌ بالتشديد: بولغ في كِتْمانِهِ. واسْتَكْتَمْتُهُ سرّي: سألته أن يَكْتُمَهُ. وكاتَمني سرَّه: كَتَمَهُ عني. ورجلٌ كُتَمَةُ، إذا كان يَكْتُمُ سره. ويقال للفرس إذا ضاق مَنْخِرُهُ عن نَفَسْه: قد كَتَمَ الرَبْوَ. قال بشر:
كأنَّ حَفيفَ مَنْخِرِهِ إذا ما ... كَتَمْنَ الرَبْوَ كيرٌ مُسْتَعارُ
يقول: مَنْخِرُهُ واسعٌ لا يَكْتُمُ الربو إذا كَتَمَ غيره من الدواب نَفَسَه من ضيق مَخرجِه. والكَتومُ: القوس التي لا شقَّ فيها. وقال:
كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مِلْئِها ... ولا عَجْسُها عن موضع الكَفِّ أفْضَلا
وناقةٌ كتومٌ: لا ترغو إذا رُكِبَت. وخَرْزٌ كَتيمٌ: لا يخرج منه الماء. وسقاءٌ كَتيمٌ. والكَتَمُ بالتحريك: نبتٌ يخالط بالوَسْمَةِ يُختضب به.
كتنالكَتَّانُ بالفتح معروف، وحذَفَ الأعشى منه الألف للضرورة فقال:
هو الواهبُ المُسْمِعاتِ الشُرو ... بَ بين الحرير وبين الكَتَنْ
والكَتَنُ: الدرَن والوسَخ، وأثر الدخان في البيت. وكَتِنَتْ جحافُل البعير من أكل العشب، إذا لزقَ به أثر خُضرته. والمَكْتانُ: نبتٌ، وهو من خير النبت، الواحدة مُكْتانَةٌ.
وكَتِنَتْ: لزِجَت واتسخت. وكلُّ ما اتسخَ فقد كَتِنَ. ويقال حَشَرَ الوَطْبُ وكَتِنَ، إذا اتّسخ وكثُر عليه اللبن. وسقاءٌ كَتِنٌ، إذا تلزَّجَ به الدرن.
كتىاكْتَوْتى الرجل، إذا بالغ في صِفَة نفسه من غير عمل. واكْتَوْتى، إذا تَتَعْتَعَ.
كثأأبو زيد: كَثَأ اللبنُ يَكْثَأُ كَثْأً، إذا ارتفع فوق الماء وصَفا الماء من تحت اللبن. قال: وكثَأتِ القِدْرُ كَثْأً، إذا أزبَدَت للغَلي، يقال: خذ كَثْأةَ قِدرِك وكُثْأةَ قِدْرك، وهو: ما ارتفع منها بعد ما تَغْلي. قال: وكثَأتْ أوبارُ الإبل كَثْأً: نَبَتَتْ، وكذلك كثَّأ اللبنُ والوَبَرُ والنَّبتُ تَكْثِئَةً. وأنشد ابن السكيت:
وأنت امرؤٌ قد كَثَّأتْ لك لِحْيَةٌ ... كأنَّكَ منها قاعدٌ في جُوالقِ
ويقال أيضاً: كثَّأتُ، إذا أكلتَ ما على رأس اللبن.
كثب

كثَبْتُ الشيء أكْثُبُهُ كَثْباً، إذا جمعته. وانكثب الرملُ، أي اجتمع. وكلُّ ما انصبَّ في شيءٍ فقد انكثبَ فيه. ومنه سمِّي الكثيبُ من الرمل؛ لأنه انصبّ في مكانٍ فاجتمع فيه؛ والجمع الكُثْبانُ، وهي تلال الرمل. والكُثْبَةُ من اللبن: قَدْرُ حَلْبة. وقال أبو زيد: ملء القَدَح من اللبن. والجمع كُثَبٌ. وكلُّ شيءٍ جمعته من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلاً فهو كُثْبَةٌ. والكَثَبُ: القُرْب. يقال: رماه من كَثَب. ويقال: أكْثَبَك الصيدُ، أي أمكنك. والكاثبة من الفرس: مقدَّم المِنْسَج حيث تقع عليه يدُ الفارس.
كثثكَثَّ الشيءُ كَثاثَةً، أي كَثُفَ. ولحيةٌ كَثَّةٌ وكَثَّاءُ أيضاً. ورجلٌ كَثُّ اللحية وقومٌ كُثٌّ.
كثرالكَثْرَةُ: نقيض القلّة. وقد كَثرَ الشيء فهو كَثيرٌ. وقومٌ كَثيرٌ، وهم كَثيرونَ. وأكْثَرَ الرجل، أي كَثُرَ مالهُ. ويقال: كاثَرْناهُمْ فَكَثَرْناهُمْ، أي غلبناهم بالكَثْرَةِ. واسْتَكْثَرْتُ من الشيء، أي أكْثَرتُ منه. والكُثْرُ بالضم من المال: الكَثيرُ. ويقال: ماله قُلٌّ ولا كُثْرٌ.وأنشد أبو عمرو لرجل من ربيعة:
فإنَّ الكُثْرَ أعياني قديماً ... ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أني غُلامُ
يقال: الحمد لله على القلِّ والكُثْرِ، والقلِّ والكِثْرِ. والتكاثُرُ: المُكاثَرةُ. وعددٌ كاثِرٌ، أي كَثيرٌ. قال الأعشى:
ولستَ بالأكْثَرِ منهم حصًى ... وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ
وفلان يَتَكَثَّرُ بمال غيره. ابن السكيت: فلان مَكْثورٌ عليه، إذا نَفِذَ ما عنده وكَثُرَتْ عليه الحقوق. والكَوثر من الرجال: السيد الكَثيرُ الخير. قال الكميت:
وأنتَ كثيرٌ يا ابنَ مَروانَ طيِّبٌ ... وكان أبوك ابنُ العقائِلِ كَوْثَرا
والكَوْثَرُ من الغبار: الكَثيرُ. وقد تَكَوْثَرَ. قال الشاعر:
وقد ثارَ نقع الموتِ حتَّى تَكَوْثَرا
والكُثارُ بالضم: الكثيرُ. والكثرُ: جمار النخل، ويقال طَلعها. وفي الحديث: " لا قَطْعَ في ثمرٍ ولا كَثَرٍ " . وقد أكْثَرَ النخل، أي أطْلَعَ.
كثعكَثَعَتِ الإبلُ والغنمُ كُثوعاً، أي استرخت بطونها ورمت بِثُلوطها. وكَثَعَ اللبنُ، أي علا دسمُهُ وخُثورتُهُ رأسه، مثل كَثَأ وكَثَّأ. وكَثَّعَتِ القدرُ: رَمَتْ بزَبَدِها، وهو الكُثْعَةُ. وشَفَةٌ كاثعةٌ بائعَةٌ، أي ممتلئةٌ غليظةٌ.
كثفالكَثافَةُ: الغِلَظُ. وقد كَثُفَ الشيءُ فهو كَثيفٌ. وتَكاثَفَ الشيءُ.
كثكثالكَثْكَثُ والكِثْكِثُ: فُتاتُ الحجارة والتراب، مثل الأثْلَبِ والإثْلِبِ. يقال: بفيِه الكَثْكَثُ، والكِثْكِثُ.
كثلالكَوْثَلُ: مُؤَخَّرُ السفينة، وقد يُشدَّد فيقال كَوْثلٌّ.
كثمأكثم قربتَه: ملأها. والأكْثَمُ: الواسع البطن، ويقال الشبعان. وكَثَمَهُ عن الأمر: صرفَه عنه.
كححأبو عمرو: عَرَبيٌّ كُحٌّ، وعربيَّة كُحَّةٌ، لغة في قحٍّ وقُحَّةٍ. وأُمُّ كُحَّة: امرأةٌ نزلت في شأنها الفرائضُ.
كحكحالكُحْكُحُ: العجوز الهرمة، والناقة الهرمة.
كحليقال للسَنَةِ المُجْدِبَةِ كَحْلُ، وهي معرفةٌ لا تَدْخُلها الألف واللام، تُجرى ولا تُجْرى. يقال: كَحَلَتْهُمُ السنونَ، أي أصابَتْهُم. وقال الأمويّ: كَحْلُ: السماء. قال الكميت:
إذا ما المَراضيعُ الخِماصُ تأوّهَتْ ... ولم تَنْدَمِنْ أنْواءِ كَحْلٍ جَنوبُها
ويقال: صَرَّحَتْ كَحْلُ، إذا لم يكن في السماءِ غَيْمٌ. قال سَلامةُ بن جَنْدَلٍ:
قَوْمٌ إذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بُيوتُهُمُ ... مَأوى الضَريكِ ومأوى كلِّ قُرْضوب

والقُرْضوبُ ههنا: الفقيرُ. ومن أمثالهم: باءَتْ عَرارِ بِكَحْلَ. إذا قُتل القاتلُ بمقتولِه. يقال: كانَتا بقَرَتيْنِ قُتْلَتْ إحداهُما بالأخرى. والكُحْلُ بالضم معروفٌ. أبو عبيد: يقال: مَضى لِفُلانٍ كُحْلٌ، أي مالٌ كَثيرٌ. والأكحلُ: عِرْقٌ في اليد يُفْصَدُ. ولا يقال عِرقٌ الأكحلِ. ورجلٌ أكْحَلُ بيِّن الكَحَلِ، وهو الذي يعلو جفونَ عينيه سوادٌ مثلُ الكُحْلِ من غيرِ اكتحالٍ. وعينٌ كَحيلٌ وامرأةٌ كَحْلاءُ. والمِكْحَلُ والمِكْحالُ: المُلْمولُ الذي يُكْتَحَلُ به. والمِكْحالانِ: عَظْما الذِراعَينِ من الفرس. والمُكْحَلَةُ: التي فيها الكُحْلُ، وهو أحد ما جاء على الضم من الأدوات. وتَمَكْحَلَ الرجل، إذا أخذ مُكْحُلَةً. وكَحَلْتُ عَيْني وتَكَحَّلْتُ واكْتَحَلْتُ. الأصمعي: الكُحَيْلُ مبنيٌّ على التصغير: الذي تُطْلى به الإبل للجَرَب، وهو النِفْط.
كدأأبو زيد: كَدَأَ النبتُ يَكْدَأُ كُدوءًا، إذا أصابه البَرْد فَلَبَّدَهُ في الأرض، أو عَطِشَ فأبطأ في النبات. يقال: أصاب الزَّرْعَ بَرْدٌ فَكَدَّأهُ في الأرض تَكْدِئَةً. وأرضٌ كادئة: بطيئة الإنبات.
كدحالكَدْحُ: العملُ، والسعيُ، والخدشُ، والكسبُ. يقال: هو يَكْدَحُ في كذا، أي يَكُدُّ. وقوله تعالى: " إنك كادحٌ إلى ربك كَدْحاً " أي تسعى. وأصابه شيء فكَدَحَ وجهَه: وبه كَدْحٌ وكَدوحٌ، أي خدوش. وقيل الكَدْحُ أكثر من الخدش. وهو يَكْدَحُ لِعياله ويَكْتَدِحُ، أي يكتسب لهم. والتَكْديحُ: التخديش. يقال حمارٌ مُكَدح قد عَضَّضَتْهُ الحُمُر. وتَكَدَّحَ الجِلْدُ: تخدَّش.
كددالكَدُّ: الشِدَّة في العمل وطلب الكسب. وكَدَدْتُ الشيءَ: أتعبته. والكَدُّ: الإشارة بالإصبع، كما يشير السائل. قال الكميت:
غَنيتُ فلم أرْدُدْكمُ عِند بُغْيَةٍ ... وحُجْتُ فلم أكْدُدْكُمُ بالأصابعِ
والكَدُّ: ما يُدَقُّ فيه الأشياء كالهاون. والكَديدُ: الأرض المَكْدودةُ بالحوافر. قال امرؤ القيس:
أثَرْنَ غُباراً بالكَديدِ المُرَكَّلِ
وبئرٌ كَدودٌ، إذا لم يُنَلْ ماؤها إلا بجهدٍ. والكُدادَةُ، بالضم: القشدةُ وما يبقى في أسفل القِدر من المرق أيضاً. وقومٌ أكدادٌ، أي سراعٌ.
كدرالكَدَرُ: خلاف الصَفو. وقد كَدِرَ الماءُ بالكسر يَكْدَرُ كَدَراً، فهو كَدِرٌ وكَدْرٌ أيضاً. وأنشد ابن الأعرابي:
لو كُنْتَ ماءً كنتَ غيرَ كَدْر
وكَدُرَ الماء بالضم يَكْدُرُ كُدورَةً مثله، وكذلك تَكدَّرَ، وكَدَّرَهُ غيره تَكْديراً. ويقال: كَدَرَ عيشُ فلان، وتَكَدَّرَتْ معيشته. والكَدَرُ أيضاً: مصدر الأكْدَرِ، وهو الذي في لونه كُدْرَةٌ. ويقال لِحُمر الوحش: بناتُ أكْدَرَ، نُسبت إلى فحلٍ. والكُدْرِيُّ: ضربٌ من القطا، وهو ثلاثة أضرُبٍ: كُدْرِيٌّ، وجونيٌّ، وغَطاطٌ. فالكُدْرِيُّ الغُبْرُ الألوانِ الرقشُ الظهورِ والبطونِ الصفرُ الحلوقِ، وهو ألطف من الجونيِّ، كأنَّه نسب إلى معظم القطا، وهي كُدْرٌ. ونذكر الباقيَيْن في موضعهما. والأكْدَرِيَّةُ: مسألة في الفرائض، وهي: زوجٌ وأمٌّ وجَدٌّ وأختٌ لأبٍ وأمٍّ. والكُدَيْراءُ: لبن حليب يُنْقَعُ فيه تمرٌ. وتَكادَرَتِ العينُ في الشيء، إذا أدامت النظر إليه. والكُدُرُّ: الشابُّ الحادر الشديد. وانْكَدَرَ، أي أسرع وانقضَّ. وانْكَدَرَتِ النجومُ.
كدسالكَدْسُ: إسراعُ المُثْقَلِ في السَير. وقد كَدَسَت الخيل. وتَكَدَّسَ الفرس، إذا مشى كأنه مًثْقَلٌ. والكُدْسُ بالضم: واحد أكداسِ الطعام. والكُداسُ: عُطاسُ البهائم. وقد كَدَسَتْ أي عَطَست. والكادِسُ: ما يُتَطَيَّرُ به من الفال والعطاس ونحو ذلك. ومنه قيل للظبي وغيره إذا نزل من الجبل: كادِسٌ، يُتَشاءَمُ به كما يتشاءم بالبارح.
كدشالكَدْشُ: الخَدشُ. يقال: كَدَشَهُ، إذا خدشه. وهو يَكْدِشُ لعياله، أي يَكْدَحُ. وكَدَشْتُ من فلانٍ عطاءً، واكْتَدَشْتُ، أي أصبته منه. والكَدْشُ: السَوْقُ الشديد.
كدكدالكَدْكَدَةُ: حكايةُ صوتِ شيءٍ يُضرب على شيءٍ صلب. والكَدْكَدَةُ: العَدْوُ البطيء.
كدم

الكَدْمُ: العضّ بأدنى الفم، كما يَكْدِمُ الحمار. يقال: كَدَمَهُ يَكْدُمُهُ ويَكْدِمُهُ. وكذلك إذا أثّرت فيه بحديدةٍ. ويقال: ما بالبعير كَدَمَةٌ، إذا لم يكن به أُثْرَةٌ ولا وَسْمٌ. والمُكَدَّمُ بالتشديد: المعضَّض. والكُدامةُ: بقية كلِّ شيء أُكِلَ.
كدنالكِدْنُ بالكسر: ما توطِّئ به المرأة لنفسها في الهودج من الثياب، والجمع كُدونٌ. والكِدْنُ: شيءٌ من جلودٍ يدقّ فيه كالهاوُن. والكِدْنَةُ: الشحم واللحم. يقال للرجل: إنه لحسَن الكِدْنَةِ. وبعيرٌ ذو كِدْنَةٍ. ورجلٌ كَدِنٌ وامرأةٌ كَدِنَةٌ: ذات لحم وشحم. والكَوْدَنُ: البِرذَونُ يوكَفُ. ويشبَّه به البليد يقال: ما أبين الكَدانَةَ فيه، أي الهُجْنَةَ. والكِدْيَوْنُ: دُقاق التراب عليه درديُّ الزيت، تُجلى به الدروع. قال النابغة:
عُلينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً ... فهُنَّ وضاءٌ صافياتُ الغَلائِلِ
كدهكَدَهَ يَكْدَهُ: لغةٌ في كَدَحَ يَكْدَحُ. يقال: أصابه شيءٌ فكَدَهَ وَجهه. وبه كَدْهٌ وكُدوهٌ. وكَدَهَهُ الحَجَرُ، إذا صَكَّهُ وأثَّر فيه أثراً شديداً.
كدىالكُدْيَةُ: الأرض الصُلبة. يقال: ضَبُّ كُدْيَةٍ، وجمعها كُدًى. وأكْدى الحافرُ، إذا بلغ الكُدْيَةَ فلا يمكنه أن يحفر. وحفر فأكْدى، إذا بلغ إلى الصُلب. أبو زيد: كَدَتِ الأرض تَكْدو كَدْوًا فهي كادية، إذا أبطأ نباتها. قال: وكَدِيَ الجرو بالكسر يَكْدى كَدًى، وهو داء يأخذ الجِراء خاصة، يصيبها منه قَيءٌ وسعالٌ حتَّى يُكوى بين عينيه. وكَدِيَتْ أصابعُه أيضاً، أي كلّت من الحفر. وكَدِيَ الفصيل كَدًى، إذا شرب اللبن ففسد جوفه. وأكْدَيْتُ الرجلَ عن الشيء: رددتُه عنه. وأكْدى الرجلُ، إذا قلّ خيره. وقوله تعالى: " وأعْطى قليلاً وأكْدى " ، أي قطع القليل.
كذبكَذَبَ كِذْباً وكَذِباً، فهو كاذب وكذّابٌ وكَذوب، وكيذُبانٌ ومَكْذَبان ومَكْذَبانَةٌ، وكُذَبَةٌ، وكُذُبْذُبٌ مخفف، وقد يشدد. والكُذَّبُ: جمع كاذب. قال الشاعر:
متى يَقُلْ تنفع الأقوامَ قَوْلَتُهُ ... إذا اضمحلَّ حديث الكُذَّبِ الوَلَعَهْ
والتكاذب: ضد التصادق. والكُذُبُ: جمع كَذوبٍ. والأكْذوبة: الكَذِبُ. وأكْذَبْتُ الرجلَ: ألفَيْتُه كاذباً؛ وكذَّبته، إذا قلتَ له كَذَبْتَ. قال الكسائي: أكْذَبْتُهُ، إذا أخْبَرْتَ أنه جاء بالكذب ورواه. وكَذَّبْتُهُ، إذا أخبرتَ أنه كاذب. وقال ثعلب: أكْذَبَهُ وكَذَّبَه بمعنى. وقد يكون أكْذَبَهُ بمعنى بَيَّنَ كَذِبَه، وقد يكون بمعنى حَمَله على الكذب، وبمعنى وجَدَه كاذباً. وقوله تعالى: " وكَذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً " ، وهو أحد مصادر المشدَّد. وقوله تبارك وتعالى: " ليس لِوَقْعَتها كاذِبَةٌ " هو اسمٌ يوضع موضع المصدر. وقولهم: إن بني فلانٍ ليس لحدِّهم مكذوبة أي كَذِبٌ. وكَذَبَ قد يكون بمعنى وَجَبَ. وفي الحديث: " ثلاثة أسفار كَذَبْنَ عليكم " قال ابن السكيت: كأن كَذَبَ ههنا إغراءٌ، أي عليكم به. كما يقال أمكنَك الصَيْدُ، يريد ارْمِهِ. قال الشاعر:
كَذَبَ العتيقُ وماءُ شَنٍّ باردٍ ... إن كنتِ سائِلتي غَبوقاً فاذهبي
يقول: عليكِ العتيقَ. وتقول: ما كَذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث. وتَكَذَّبَ فلانٌ، إذا تكلَّف الكذب. ويقال حمل فلانٌ فما كَذَّبَ، بالتشديد، أي ما جَبُنَ. وحمل ثم كَذَّبَ، أي لم يَصْدُق الحملة. قال الشاعر:
ليثٌ بِعَثَّرَ يصطاد الرجالَ إذا ... ما الليثُ كَذَّبَ عن أقرانه صَدَقا
وكَذَبَ لبنُ الناقة، أي ذهب.
كذذالكَذَّانُ: حجارة رِخْوة كأنَّها مَدَرٌ.
كذاكَذا: اسم مبهمٌ، تقول: فعلت كذا. وقد يجري مجرى كَمْ فتنصب ما بعده على التمييز، تقول: عندي كذا وكذا درهماً، لأنَّه كالكناية.
كرب

الكُرْبَةُ بالضم: الغمّ الذي يأخذ بالنفس، وكذلك الكَرْبُ. تقول منه: كَرَبَهُ الغمُّ، إذا اشتدَّ عليه. والكرائب: الشدائد، الواحدة كَريبَة. وكَرَبْتُ القيدَ، إذا ضيَّقته على المُقَيَّد. وكَرَبَ أن يفعل كذا، أي كاد يفعل. وكَرَبْتُ الأرضَ، إذا قلَّبتها للحرث. وكَرَبَ الشيءُ، أي دنا. وإناءٌ كَرْبانُ، إذا كَرَبَ أن يمتلئ. وكَرَبَت الشمسُ، أي دَنت للغروب. يقال: كَرَبَت حياةُ النارِ، أي قرُب انطفاؤها. وقال:
أبُنَيَّ إنَّ أباكَ كارِبُ يومه ... فإذا دُعيت إلى المكارم فاعْجَلِ
وكَرَبْتُ الناقةَ: أوْقَرْتها. وكَرَبُ النخلِ: أصول السُعُف. وفي المثل:
متى كان حكم الله في كَرَبِ النخل
والكَرَبُ: الحبل الذي يشدّ في وسط العَراقيّ ثمَّ يُثَنَّى ويثلَّث ليكون هو الذي يلي الماءَ فلا يعفن الحبل الكبير. تقول منه: أكْرَبْتُ الدَلْوَ فهي مُكْرَبَةٌ. والكَرْبَةُ أيضاً: واحدة الكِرابِ، وهي مجاري الماء. والمُكْرَبُ: الشديد الأسر من الدوابّ. وتقول: ما بالدار كَرَّابٌ بالتشديد، أي أحدٌ. وأكْرَبَ، أي أسرع. تقول: خُذْ رجليك بإكْرابٍ إذا أمرته أن يسرعَ السعي. والكُرابَةُ بالضم: ما يُلْتَقَط من التمر في أصول السعف بعد ما يُصْرَم.
كربسالكِرْباسُ: فارسيٌّ معرب، بكسر الكاف. والكِرْباسَةُ أخصُّ منه. والجمع الكَرابيسُ، وهي ثيابٌ خشنةٌ.
كربلالكَرْبَلَةُ: رخاوة في القدمينِ. يقال: جاء يمشي مُكَرْبِلاً: أي كأنَّه يمشي في طينٍ. أبو عمرو: كَرْبَلْتُ الحِنطةَ، إذا هذَّبْتَها، مثل غَرْبَلْتَها. والكِربالُ: المنْدَفُ الذي يُندفُ به القطنُ.
كرتسنةٌ كَريتٌ، أي تامَّة.
كرثالكُرَّاثُ: بقلٌ. وكَرَثَهُ الغَمُّ يَكْرُثُهُ بالضم، إذا اشتدَّ عليه وبلغ منه المَشَقَّةَ. وأكْرَثَهُ مثله. قال الأصمعيّ: لا يقال كَرَثَهُ وإنَّما يقال أكْرَثَهُ. ويقال: ما أكْتَرِثُ له، أي ما أبالي به.
كرجالكُرَّجُ معرب، وهو بالفارسيَّة كُرَّه. قال جرير:
لبستُ سِلاحي والفَرَزْدَقُ لعبةٌ ... عليه وِشاحاً كُرَّجٍ وجَلاجِلُهْ
وكَرَّجَ الخبزُ وتَكَرَّج، أي فسد وعلاه خُضرة.
كردالكَرْدُ: العُنْقُ، فارسيّ معرب. وقال الشاعر الفرزدق:
وكنَّا إذا القيسيُّ نَبَّ عَتودُهُ ... ضَرَبْناهُ بين الأنثَيَيْنِ على الكَرْدِ
والكَرْدُ: الطَرْدُ. يقال: فلان يَكْرُدُ القومَ، كأنَّه يدفعهم ويطردهم. والمُكارَدَةُ: المطاردةُ. والكِرْديدَةُ بالكسر: ما يبقى في أسفل الجُلةِ من جانبيها من التمر. والجمع الكَراديدُ. قال الشاعر:
القاعِدات فلا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ ... والآكِلات بَقيَّاتِ الكَراديد
كردحالكَرْدَحَةُ: عَدْوُ القصير يُقَرْمِطُ ويسرع. وكذلك الكَرْتَحَةُ والكَرْمَحة. قال أبو عمرو: كَرْمَحْنا في آثار القوم: عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل. الأصمعيّ: سقط من السطح فَتَكَرْدَحَ، أي تدحرج.
كردسالكرْدوسُ: القِطعة من الخيل العظيمة. والكَراديسُ: الفِرَقُ منهم. يقال: كَرْدَسَ القائدُ خيله، أي جعلها كتيبةً كتيبةً. وكلُّ عظمين التقيا في مَفْصِلٍ فهو كُرْدوسٌ نحو المنكبين والركبتين والوِركين. قال أبو عمرو: الكَرْدَسَةُ: الوَثاقُ. يقال: كَرْدَسَهُ ولبَجَ به الأرض. وكُرْدِسَ الرجلُ: جُمعت يداه ورجلاه. قال: ورجلٌ مُكَرْدَسٌ: مُلزَّزُ الخَلْقِ. والتَكَرْدُسُ: الانقباضُ واجتماع بعضه إلى بعض. والكَرْدَسَةُ: مشيُ المقيَّدِ.
كردمالكَرْدَمُ: الرجل القصير الضخم. والكَرْدَمَةُ: عَدْوُ القصير. الكسائي: كَرْدَمَ الحمارُ وكَرْدَحَ، إذا عدا على جَنْب واحد.
كررالكَرُّ بالفتح: الحبل يُصْعَدُ به على النخلة. والكَرُّ أيضاً: واحد الأكْرارِ، وهي التي تُضَمُّ بها الظَلِفَتانِ وتُدْخَلُ فيهما. والكَرُّ أيضاً: حبلُ الشِراعِ، وجمعه كرورٌ. وقال الفراء: الكِرارُ: الاحْساءُ، واحدها كَرٌّ وكُرٌّ. قال الشاعر:
به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ

والكَرَّةُ: المَرَّةُ، والجمع الكَرَّاتُ، والكَرَّتانِ: القَرَّتانِ، وهما الغداةُ والعَشِيِّ، لغةٌ حكاها يعقوب. والكرَّةُ بالضم: البعْرُ العَفِنُ تُجلى به الدروعُ. والكُرُّ: واحد أكْرارِ الطعام. وفرسٌ مِكَرٌّ: يصلح للكَرِّ والحملةِ. والمَكَرُّ بالفتح: موضع الحرب. وكَرارِ: خَرَزةٌ تؤخِّذ بها نساءُ الأعراب، تقول الساحرة: يا كَرارِ كُرِّيهِ. والكَرُّ: الرجوعُ. يقال: كَرَّهُ، وكَرَّ بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. والكَريرُ: صوتٌ كصوت المخنوق. تقول منه: كَرَّ يَكِرُّ بالكسر. قال الشاعر:
يَكِرُّ كَريرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُهُ ... ليَقْتُلَني والمرءُ ليس بِقتَّالِ
والكَريرُ: الحشرجة عند الموت. وكَرَّرْتُ الشيء تَكْريراً وتَكْراراً.
كرزالكُرْزُ: الخُرْجُ. والجمع الكِرَزَةُ. والكَرَّازُ: الكبش الذي يحمل خُرج الراعي، ولا يكون إلا أجَمَّ، لأنَّ الأقرن يشتغل بالنِطاح. والكُرَّزُ: اللئيم، ويقال الحاذق. وكارَزَ إلى المكان، إذا بادَرَ إليه واختبأ فيه. ويقال: كازَرْتُ عن فلانٍ، إذا فررت عنه وعاجَزْته. أبو عمرو: الكُرَّزُ: البازي يُشَدُّ ليسقُطَ ريشه. وقال أبو حاتم: الكُرَّزُ: البازي في سنته الثانية. والكَريزُ: الأقِط.
كرزمالفراء: الكَرْزَمُ: الفأسُ. قال جرير:
وأوْرَثَكَ القَيْنُ العَلاةَ ومِرْجَلاً ... وإصلاحَ أخْراتِ الفُؤوسِ الكَرازِمِ
والكِرْزيمُ والكِرْزين بالكسر، مثله.
كرزنالكِرْزِنُ والكِرْزينُ بالكسر: فأسٌ عظيمة، مثل الكِرْزِمِ والكِرْزيمِ.
كرسالكِرْسُ بالكسر: الأبْوالُ والأبْعارُ يتلبَّد بعضها على بعض. يقال: أكْرَسْتُ الدار. والكِرْسُ أيضاً: أبياتٌ من الناس مجتمعةٌ، والجمع أكْراسٌ وأكاريسُ. والكِرْسُ أيضاً: الأصل. قال العجاج يمدح الوليد بن عبد الملك:
أنتَ أبا العبَّاسِ أوْلَى نَفْسي
بِمعْدِنِ المُلْكِ القديمِ الكِرْسي
والانْكِراسُ: الانْكِبابُ. وقد انْكَرَسَ بالشيء، إذا دخل فيه منكبًّا. والكُرْسِيُّ: واحد الكراسِيِّ، وربَّما قالوا كِرْسِيٌّ بكسر الكاف. والكَرَوَّسُ بتشديد الواو: العظيم الرأس. والكُرَّاسَةُ: واحدة الكُرَّاسِ والكَراريسِ. قال الكميت:
حتَّى كأنَّ عِراصَ الدارِ أرْدِيَةٌ ... من التجاويزِ أو كُرَّاسُ أسْفارِ
جمع سِفْرٍ. والكِرْياسُ: الكَنيفُ في أعلى السطح.
كرسعالكُرْسوعُ: طرفُ الزَنْدِ الذي يلي الخِنْصِر، وهو الناتئ عند الرُسغ.
كرسفالكُرْسُفُ: القطنُ، ومنه كُرْسُفُ الدَواة.
كرشالكَرِشُ لكلِّ مُجْتَرٍّ بمنزلة المعدة للإنسان تؤنِّثها العرب. وفيها لغتان كَرِشٌ وكِرْشٌ، مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ. وكَرِشُ الرجل أيضاً: عِياله من صغار ولده. يقال: هم كَرِشٌ منثورةٌ، أي صبيان صغار. وتزوَّج فلانٌ فلانةَ فنثرَتْ له كَرِشَها وبطنَها إذا كثُر ولدها له. والكَرِشُ أيضاً: الجماعة من الناس. واسْتَكْرَشَتِ الإنْفَحَةُ، لأنَّ الكَرِشَ تسمَّى إنْفَحَة ما لم يأكل الجديُ، فإذا أكل تسمَّى كَرِشاً. وقد اسْتَكْرَشَتْ. وتَكَرَّشَ وجهُه، أي تقبَّض. ابن السكيت: امرأةٌ كَرْشاءُ: عظيمة البطن. ويقال للأتان الضخمة الخاصرتَين: كَرْشاءُ. والكَرْشاءُ: القدمُ التي كثُر لحمها واستوى أخْمَصُها وقصُرت أصابعُها.
كرصالكَريصُ: الأقِطُ.
كرضالكِراضُ: ماءُ الفحلِ تلفظه الناقةُ من رحمها بعد ما قبلتْهُ. وقد كَرَضَتِ الناقةُ تَكْرِضُ كَرْضاً، إذا لَفَظَتْه. وقال الأصمعيّ: الكِراضُ حَلَقُ الرَحِمِ، لا واحد لها من لفظها. وقال أبو عبيدة: واحدتها كُرْضَةٌ، بالضم.
كرع

الكَرَعُ بالتحريك: ماءُ السماء يُكْرَعُ فيه. وكَرَعَ في الماء يَكْرَعُ كُروعاً، إذا تناوله بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفَّيه ولا بإناء. يقال: اكْرَعْ في هذا الإناء نَفَساً أو نَفَسَيْنِ. وفيه لغة أخرى كَرِعَ بالكسر يَكْرَعُ كَرَعاً. وأكْرَعَ القومُ، إذا أصابوا الكَرَعَ فأوردوه إبلهم. والكارِعاتُ والمُكْرَعاتُ: النخيل التي على الماء. والأكْرَعُ: الدقيقُ من مقدَّم الساقين، وفيه كَرَعٌ، وقد كَرِعَ. والكُراعُ في الغنم والبقر بمنزلة الوظيف في الفرس والبعير، وهو مستدَقُّ الساقِ، يذكَّر ويؤنَّث، والجمع أكْرُعٌ ثمَّ أكارِعُ. وفي المثل: " أعطيَ العبدُ كُراعاً فطَلَبَ ذراعاً " لأنَّ الذراع في اليد وهو أفضلُ من الكُراعِ في الرِجل. والكُراعُ: أنفٌ يتقدَّم من الحَرَّةِ ثمَّ يمتدٌّ. وقال الأصمعيّ: الكُراعُ: عُنُقٌ من الحَرَّةِ ممتدٌّ.
كرفكَرَفَ الحمارُ، إذا شمَّ بول الأتان ثمَّ رفع رأسه وقلب شفته.
كرفأالكِرْفِئ: السحاب المرتفع الذي بعضه فوق بعض، والقطعة منه كِرْفِئَةٌ. قال الشاعر يصف جيشاً:
كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبي ... رِ تَرمي السَّحابَ ويُرْمى بها
والكِرْفِئُ: قشرُ البيض الأعلى. وكرْفأتِ القدرُ: أزْبدتْ للغلي.
كرفسالكَرَفْسُ: بقلةٌ معروفة.
كركالكُرْكِيُّ: طائرٌ؛ والجمع الكَراكِيُّ.
كركركَرْكَرْتُ بالدجاجة: صِحْتُ بها. وكَرْكَرْتُهُ عنِّي، أي دفعته ورددته. وتَكَرْكَرَ الرجل في أمره، أي تردَّد. والكَرْكَرَةُ: في الضحك مثل القرقرة والكركرة تصريفُ الريحِ السحابَ، إذا جمعَتْه بعد تفرُّق. والكِرْكِرَةُ: رَحَى زَوْرِ البعير، وهي إحدى الثَفِناتِ الخمس. والكِرْكِرَةُ أيضاً: الجماعة من الناس.
كركسالكَرْكَسَةُ: ترديدُ الشيء. ويقال للذي ولدته الإماء: مُكَرْكَسٌ. كأنه مُرَدَّدٌ في الهُجَناء.
كركمالكُرْكُمُ: الزعفران، القِطعة منه كُرْكُمَةُ بالضم. وبه سمِّي دواء الكُرْكُمِ.
كرمالكَرَمُ: ضدُّ اللؤم. وقد كَرُمَ الرجل بالضم فهو كَريمٌ، وقومٌ كِرامٌ وكُرَماءُ، ونسوةٌ كَرائِمُ. ويقال رجلٌ كَرَمٌ أيضاً، وامرأةٌ كَرَمٌ، ونسوةٌ كَرَمٌ. والكُرامُ بالضم، مثل الكَريمِ. فإذا أفرط في الكَرَم قيل كُرَّامٌ بالتشديد. وكارَمْتُ الرجل، إذا فاخرتَه في الكَرَمِ، فكَرَمْتُهُ أكْرُمُهُ بالضم، إذا غلبتَه فيه. والكَريمُ: الصَفوحُ. وكَرُمَ السحابُ، إذا جاء بالغيث. وأكْرَمْتُ الرجل أُكْرمُهُ. ويقال في التعجَّب: ما أكرمَه لي. وهو شاذٌّ لا يطَّرد في الرباعي. والكَرْمُ: كَرْمُ العنب. والكَرْمُ أيضاً: القِلادةُ. يقال: رأيت في عنقها كَرْماً حسناً من لؤلؤ. قال الشاعر:
ونَحْراً عليه الدُرُّ تُزْهي كُرومُهُ ... ترائِبَ لا شُقْراً يُعَبْنَ ولا كُهْبا
والكَرْمَةُ: رأس الفخذِ المستدير كأنَّه جوزة تدور في قَلْتِ الوِرك. والمَكْرُمَةُ: واحدة المكارِمِ. وأرضٌ مَكْرَمَةٌ للنبات، إذا كانت جيِّدة النبات. قال الكسائي: المَكْرَمُ: المَكْرُمَةُ. والأُكْرومَةُ من الكَرَمِ، كالأعجوبة من العَجَبِ. ويقال للرجل: يا مَكْرَمانُ، بفتح الراء، نقيض قولك: يا ملأمانُ، من اللؤم والكرم. والتَكَرُّمُ: تكلُّفُ الكَرَمِ. وقال:
تَكَرَّم لتعتاد الجميلَ فلن تَرى ... أخا كَرَمٍ إلا بأن يتكَرَّما
وأكْرَمَ الرجل: أتى بأولاد كِرامٍ. واسْتَكْرَمَ: استحدث عِلقاً كَريماً. والكُرَّامُ: أكرمُ من الكَريمِ، والجمع الكُرَّمون. والتَكْريمُ الإكرامُ بمعنًى، والاسم منه الكَرامَةُ. والكَرامَةُ أيضاً: طَبَقٌ يوضع على رأس الحُبّ. ويقال: نَعَمْ وحُبًّا وكَرامة. قال ابن السكيت: نَعَمْ وحُبًّا وكُرْماً بالضم، وحُبًّا وكُرْمَةً.
كرنالكِرانُ: العُود، ويقال الصَنْجُ. والكَرينَةُ: المغنِّية.
كرنفالكِرْنافُ: اصولُ الكَرَبِ التي تبقى في جِذع النخلة بعد قطْع السَعَفِ، وما قُطع مع السَعَفِ فهو الكَرَبُ، الواحدة كِرْنافَةٌ. وجمع الكِرْنافِ كَرانيفُ.
كره

كَرِهْتُ الشيءَ أكْرَهُهُ كَراهةً وكَراهِيَةً، فهو شيء كَريهٌ ومكروهٌ. والكَريهَةُ: الشدَّة في الحرب. وذو الكَريهة: السيف الماضي في الضريبة. الفرّاء: الكُرْهُ بالضم: المَشَقَّةُ. يقال: قُمتُ على كُرْهٍ، أي على مشقَّة. قال: ويقال أقامني فلانٌ على كرْهٍ بالفتح، إذا أكْرَهَكَ عليه. الكسائي: الكَرْهُ والكُرْهُ لغتان. وأكْرَهْتُهُ على كذا: حملتُهُ عليه كَرْهاً. وكَرَّهْتُ إليه الشيءَ تَكْريهاً: نقيض حَبَّبْتُهُ إليه. واسْتَكْرَهْتُ الشيءَ. والكَرِهُ: الجملُ الشديدُ الرأس.
كرىالكَرى: النُعاس. تقول منه: كَرِيَ الرجل بالكسر يَكْرى كَرًى فهو كَرٍ، وامرأةٌ كَرِيَةٌ على فَعِلَةٍ. وقال:
لا تُسْتَمَلُّ ولا يَكْرى مجالِسُها
ولا يمَلُّ من النَجْوى مُناجيها
وأصبحَ فلانٌ كَرْيانَ الغداةِ، أي ناعساً. وأكْرَيْتُ العَشاء، أي أخَّرته. وأكْرَيْنا الحديثَ الليلةَ، أي أطلْناه. وأكْرى، أي زاد. وأكْرى، أي نقص. وهو من الأضداد. وكَرَيْتُ النهر كَرْياً، أي حفرته. قال الشيباني: كَرَوْتُ البئر: طويتها. وكَرا الفرس كَرْواً، وهو خَبْطه بيده في استقامة لا يُقبِلها نحو بطنه. وكَرَتِ المرأة في مشيتها تَكْرو كَرْواً. والكَرْواءُ من النساء: الدقيقة الساقين. والكِراءُ ممدود، لأنَّه مصدر كارَيْتُ، والدليل على ذلك أنَّك تقول: رجلٌ مُكارٍ، ومُفاعِلٌ إنَّما هو من فاعَلْتُ. وهو من ذوات الواو، لأنَّك تقول: أَعْطِ الكَرِيَّ كِرْوَتَهُ بالكسر، أي كِراءهُ. والمُكاري مخفَّفٌ، والجمع المُكارونَ سقطت الياء لاجتماع الساكنين. وأكْرَيْتُ الدار فهي مُكْراةٌ، والبيت مُكْرًى. واكْتَرَيْتُ، واسْتَكْرَيْتُ، وتَكارَيْتُ بمعنًى. والكَرِيُّ على فعيلٍ: المُكاري. يقال: أكْرى الكَرِيُّ ظهره. والكَرِيُّ أيضاً: المُكْتَرى. والكَرِيَّةُ على فَعيلَةٍ: شجرةٌ تنبُت في الرمل في الخِصب، تنبُت على نِبتة الجَعدةِ بنجدٍ ظاهرةً. والكُرَةُ: التي تُضرب بالصَولجان، واصلها كرَوٌ، والهاء عوضٌ، وتجمع على كُرينَ وكِرينَ وكُراتٍ. تقول منه: كَرَوْتُ بالكرة أَكْرو بها كَرْواً، إذا لعبت وضربتَ بها. والمُكَرِّي من الإبل: اللين السير البطيء. والكَرَوانُ بالتحريك: طائر. والجمع كِرْوانٌ بكسر الكاف على غير قياس، كما إذا جمعت الوَرَشانَ قلت: وِرْشانٌ.
كزبرالكُزْبُرَةُ من الأبازير، بضم الباء وقد تفتح، وأظنُّه معرباً.
كززالكَزَزَة: الانقباضُ واليُبْس. ويقال: رجلٌ كَزٌّ، وقومٌ كُزٌّ بالضم. ورجلٌ كَزُّ اليدين، أي بخيل، مثل جَعْد اليدين. وقوسٌ كَزَّةٌ، إذا كان في عودها يُبْسٌ عن الانعطاف.وبَكْرَةٌ كَزَّةٌ، أي ضيِّقة شديدة الصرير. وقد كَزَزْتُ الشيء فهو مَكْزوزٌ، أي ضيَّقْته. والكُزازُ بالضم: داءٌ يأخذ من شدَّة البرد. وقد كُزَّ الرجل فهو مَكْزوزٌ، إذا تقبَّض من البرد.
كزمكَزَمَ الشيءَ بمقدَّم فيه، أي كسره واستخرج ما فيه ليأكله. يقال: العير يَكْزِمُ من الحَدَجَةِ. والكَزَمُ: غِلَظُ الجحفَلة وقِصَرُها. يقال: فرسٌ أكْزَمُ بيِّن الكَزَمِ. والكَزَمُ أيضاً: قِصَرٌ في الأنف والأصابع. يقال: أنفٌ أَكْزَمُ، ويدٌ كَزْماءُ. والكَزومُ: الناقة التي لم يبق في فيها سِنٌّ من الهَرَم.
كسأكَسَأْتُهُ: تَبِعْتُهُ. ويقال للرجل إذا هَزَمَ القومَ فمرَّ وهو يطردهم: مرَّ فلان يَكْسَؤُهُمْ ويَكْسَعُهُمْ، أي يَتْبَعُهُمْ. والأكساء: الأدبار. قال الشاعر:
حتَّى أرى فارِسَ الصَموتِ عَلى ... أَكْساءِ خَيْلٍ كأنَّها الإبِلُ
يعني خَلْفَ القوم وهو يطردهم.
كسبالكَسْبُ: طلب الرزق. وأصله الجمع، تقول منه: كَسَبْتُ شيئاً واكْتسبْته بمعنًى. وفلان طيِّبُ الكَسْب، وطيِّب المَكْسِبَة وطيِّب الكِسْبَةِ. وكَسَبْتُ أهلي خَيْرا، وكَسَبْتُ الرجلَ مالاً فكَسَبَه. وهذا ممَّا جاء على فَعَلْتُهُ فَفَعَلَ. والكواسب: الجوارح. وتكسَّب، أي تكلَّف الكَسْبَ. والكُسْبُ بالضم: عُصارة الدُهْن.
كسجالكَوْسَجُ: الأثَطّ، وهو معرَّب. والكَوسج: سمكة في البحر، له خرطومٌ كالمنشار.
كسح

كَسَحْتُ البيتَ: كنسته. والمِكْسَحَةُ: ما يُكْنَسُ به الثلج وغيره. وكَسَحَتِ الريحُ الأرضَ: قشرتْ عنها التراب. وأغاروا عليهم فاكْتَسَحوهم، أي أخذوا مالهم كلَّه. والكُساحَةُ مثل الكُناسَةُ. والأَكْسَحُ: الأعرجُ، والمُقْعَدُ أيضاً.
كسدكَسَدَ الشيء كَساداً، فهو كاسِدٌ وكَسيدٌ. وسلعةٌ كاسِدَةٌ، وسوقٌ كاسِدٌ بلا هاءٍ. وأكْسَدَ الرجل، أي كَسَدَتْ سوقُه. وقول الشاعر معاوية بن مالك:
إذ كُلُّ حيٍّ نابِتٌ بأَرومَةٍ ... نَبْتَ العِضاهِ فماجِدٌ وكَسيدُ
أي دونٌ.
كسركَسَرْتُ الشيء فانْكَسَرَ وتَكَسَّرَ وكَسَّرْتُهُ، شدِّد للتكثير والمبالغة. وناقةٌ كَسيرٌ كما قالوا: كفٌّ خضيبٌ. ويقال: كَسَرَ الطائرُ، إذا ضمَّ جناحيه حين ينقضّ. قال العجاج:
تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ
والكاسِرُ: العُقاب. والكِسْرُ، بالكسر: أسفل شُقَّةِ البيت التي تلي الأرض من حيثُ يكسر جانباه من عن يمينك ويسارك، عن ابن السكيت. قال: ومنه قيل: فلانٌ مُكاسِري، أي جاري، كِسْرُ بيتِه إلى جانب كِسْرِ بيتي. والكِسْرُ أيضاً: عَظْمٌ ليس عليه كثير لحمٍ، والجمع كُسورٌ. ويقال أيضاً لعظم الساعد مما يلي النِصف منه إلى المرفق: كِسْرُ قَبيحٍ. والفتحُ في هؤلاء الثلاثة لغةٌ. والكِسْرَةُ: القطعةُ من الشيء المكسور، والجمع كِسَرٌ. وعودٌ صلبُ المَكْسِرِ، بكسر السين، إذا عَرفْت جَوْدَتَهُ بكسرِهِ. ويقال: فلان طيِّب المَكْسِرِ، إذا كان محموداً عند الخِبرة. وأرضُ ذاتُ كُسورٍ، أي ذات صَعودٍ وهَبوطٍ. ورجلٌ ذو كَسَراتٍ وهَزَراتٍ، إذا كان يُغْبَنُ في كلِّ شيء. وكُسارُ الحطبِ: دُقاقُهُ. وشيءٌ كَسيرٌ، أي مكسورٌ، والجمع كَسْرى.
كسسالكَسيسُ: نبيذُ التمر. والكَسيسُ أيضاً: لحمٌ يجفَّف على الحجارة، ثم يُدَقُّ ويُتَزَوَّدُ. والكَسَسُ: قِصَرُ الأسنان. يقال: رجلٌ أَكَسُّ.
كسعالكَسْعُ: أن تضرِب دُبَر الإنسان بيدك أو بصدر قَدَمك. يقال: اتَّبع فلانٌ أدبارهم يَكْسَعُهُمْ بالسيف، مثل يَكْسَؤُهُم، أي يطردهم. والكَسْعُ: سرعةُ المَرِّ. يقال: كَسَعَهُ بكذا، إذا جعله تابعاً له ومُذْهَبه. ووردت الخيول يَكْسَعُ بعضها بعضاً. والكَسَعُ: بياضٌ في أطراف الثُنَّةِ، يقال: فرسٌ أكْسَعُ بيِّن الكَسَع. وكَسَعْتُ الناقة بغبْرِها، أي ضربت خِلفها بالماء البارد ليترادَّ اللبنُ في ظَهرها ويبقى لها طِرْقُها، وذلك إذا خِفْتَ عليها الجدبَ في العام القابل. قال الحارث بن حِلِّزة:
لا تَكْسَعِ الشَوْلَ بأَغْبارِها ... إنَّك لا تدري مَنِ الناتجُ
ومنه قيل رجلٌ مُكَسَّعٌ، وهو من نعت الرجل العَزَب إذا لم يتزوَّج. وتفسيره: ردَّت بقيَّتُه في ظهره. واكْتَسَعَ الكلب بذَنَبِهِ، إذا اسْتَثْفَرَ به. والكُسْعَةُ: الحميرُ.
كسفالكِسْفَةُ: القطعة من الشيء. يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك؛ والجمع كِسْفٌ وكِسَفٌ. ويقال: الكِسْفُ والكِسْفَةُ واحدٌ. وقال الأخفش: من قرأ: " كِسْفاً من السماء " جعله واحداً. ومن قرأ: " كِسَفاً " جعله جميعاً. والكَسْفُ بالفتح: مصدر كَسَفْتُ البعير، إذا قطعت عرقوبَه. وكذلك كَسَفْتُ الثوب، إذا قطعته. والتَكْسيفُ: التقطيعُ. وكَسَفَتِ الشمسُ تَكْسِفُ كُسوفاً. وكَسَفَها الله كَسْفاً، يتعدَّى ولا يتعدَّى. قال الشاعر:
الشمسُ طالِعةً ليست بكاسفةٍ ... تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمَرا
أي ليست تَكْسِفُ ضوءَ النجوم مع طلوعها لقلَّة ضوئها وبكائها عليك. وكذلك كَسَفَ القمرُ، إلاَّ أنَّ الأجود فيه أن يقال خَسَفَ القمر. وكُسِفَتْ حال الرجل، أي ساءتْ. ورجلٌ كاسِفُ البالِ: سيِّء الحال. وكاسِفُ الوجه؛ أي عابس. وفي المثل: " أَكَسْفاً وإمْساكاً " أي أَعُبوساً مع بخلٍ.
كسلالكَسَلُ: التثاقُلُ عن الأمرِ. وقد كَسِلَ بالكسر، فهو كَسْلانُ، وقومٌ كُسالى وكَسالى. وأمرأةٌ مِكْسالٌ: لا تكاد تبرحُ مجلسها، وهو مدحٌ لها، مثل نؤومِ الضُّحى. وأكْسَلَ الرجُلِ في الجِماعِ، إذا خالط أهلَهُ ولم يُنْزِلْ. ويقال في فَحْل الإبل أيضاً.
كسم

الكَسْمُ: تنقيتك الشيء بيدك، ولا يكون إلاَّ من شيء يابس. والكَيْسومُ: الحشيشُ الكثير. وخيلٌ أَكاسِمُ، أي كثيرةٌ يكاد يركبُ بعضُها بعضاً.
كساالكُسْوَةُ والكِسْوَةُ: واحدة الكسا. وكَسَوْتُهُ ثوباً فاكْتَسى. والكِساءُ: واحد الأكْسِيَةِ، وأصله كِساوٌ لأنَّه من كَسَوْتُ. وتَكَسَّيْتُ بالكِساءِ: لبسته. وقول الحطيئة:
دَعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغْيَتِها ... واقْعُدْ فإنَّك أنت الطاعِمُ الكاسِي
قال الفرّاء: يعني المَكْسُوَّ، كقولك: ماءٌ دافقٌ، وعيشةٌ راضيةٌ؛ لأنَّه يقال: كُسِيَ العريانُ ولا يقال كَسا.
كشأأبو عمرو: كشَأتُ اللحم كَشْأً: شويته حتَّى يَبِسَ فهو كَشِيءٌ. وأَكْشَأْتُهُ أيضاً. وفلان يتَكَشَّأ اللحمَ: يأكله وهو يابسٌ. وكشَأْتُ القِثَّاءَ: أكلتُه. أبو زيد: كشَأت الطعام كَشْأً، إذا أكلته كما تأكل القثَّاء ونحوه. أبو عبيدة: تكَشَّأَ الأديم: تَقَشَّر.
كشثالكَشوثُ: نبت يتعلَّق بأغصان الشجر من غير أن يضرِب بعِرْقٍ في الأرض. قال الشاعر:
هو الكُشوثُ فلا أصلٌ ولا ورقٌ ... ولا نسيمٌ ولا ظلٌّ ولا ثَمَرُ
كشحالكَشْحُ: ما بين الخاصرة إلى الضلعِ الخَلْفِ. وطوى فلان عَنِّي كَشْحَهُ، إذا قَطَعَكَ. وطويتُ كَشْحي على الأمر، إذا أضْمَرْتَهُ وسَتَرْتَهُ. والكَشَحُ بالتحريك: داءٌ يصيب الإنسان في كَشْحِهِ فيُكوى. وقد كُشِحَ الرجل كَشْحاً، إذا كُوِيَ منه. والكِشاحُ: سِمَةٌ في الكَشْحِ. والكاشِحُ: الذي يضمر لك العداوة. يقال: كَشَحَ له بالعداوة وكاشَحَهُ، بمعنًى. وكُشِحَ القومُ عن الماء فانْكَشَحوا، أي تفرَّقوا عنه. ومرَّ فلان يَكْشَحُهُمْ، أي يفرِّقهم ويطرُدهم.
كشركَشرَ البعير عن نابه، أي كشف عنها. ابن السكيت: الكَشْرُ: التبسُّم. يقال: كَشَرَ الرجلُ، وانْكَلَّ، وافْتَرَّ، وابتسم، كل ذلك تبدو منه الأسنان.
كششكَشيشُ الأفعى: صوتها من جلدها لا من فِيها. وقد كَشَّتْ تَكِشُّ. وكَشيشُ الشراب: صوت غليانه. وكَشيشُ الزَنْدِ: صوتٌ خَوَّارٌ تسمعه عند خروج النار. قال الأصمعيّ: إذا بلغ الذَكَرُ من الإبل الهديرَ فأوَّله الكَشيشُ، وقد كَشَّ يَكِشُّ. قال رؤبة:
هَدَرْتُ هَدْراً ليس بالكَشيشِ
وبعيرٌ مِكْشاشٌ.
كشطكَشَطْتُ الجُلَّ عن ظهر الفرس، والغِطاءَ عن الشيء، إذا كشفته عنه. والقَشْطُ لغةٌ فيه. وكَشَطْتُ البعيرَ كَشْطاً: نزعتُ جلده. ولا يقال سلخت، لأنَّ العرب لا تقول في البعير إلاَّ كَشَطْتُهُ أو جَلَّدْتُهُ. وانْكَشَطَ روعُه، أي ذَهَب.
كشعكَشَعَ القومُ عن القتيل كَشْعاً: تفرَّقوا.
كشفكَشَفْتُ الشيء فانْكَشَفَ وتَكَشَّفَ. يقال: تَكَشَّفَ البرقُ، إذا ملأ السماء. وكاشَفَهُ بالعداوة، أي بادأه بها. ويقال: " لو تكاشَفْتُمْ ما تدافنتم " ، أي لو انْكَشَفَ عيبُ بعضكم لبعض. والكَشوفُ: الناقة التي يضربها الفحل وهي حامل. وقد كَشَفَتِ الناقةُ كِشافاً. وقال الأصمعيّ: فإنْ حمل عليها الفحل سنتين متواليتين فذلك الكِشافُ، والناقةُ كَشوفٌ. قال زهير:
وتَلْقَحْ كِشافاً ثمَّ تُنْتَجْ فتُتْئِمِ
وأَكْشَفَ القوم، أي كَشَفَتْ إبلهم. والكَشَفُ بالتحريك: انقلابٌ من قُصاصِ الناصية كأنَّها دائرة، وهي شُعيرات تنبُت صُعُداً؛ والرجلُ أَكْشَفَ، وذلك الموضع كَشَفَةٌ. والكَشَفُ في الخيل: التواءٌ في عسيب الذَنَبِ. والأكْشَفُ: الرجل الذي لا تُرْس معه في الحرب.
كشكشكَشْكَشَتْ البقرةُ: صاحتْ.
كشمرجلٌ أكْشَمُ، أي ناقص الخَلْق بيِّن الكَشَمِ. وقد يكون ذلك النقصانُ أيضاً في الحسب. والكَشْمُ: قطع الأنف باستئصال.
كشىالكُشْيَةُ: شحمة بطنِ الضبّ؛ والجمع الكُشى.
كصصالكَصيصُ: الرِعدَةُ، ويقال الحركةُ والالتواءُ من الجهد. والكَصيصَةُ: الحِبالَةُ التي يُصاد بها الظَبي.
كصمكَصَمَهُ كَصْماً: دفعه شدّة. وكَصَمَ الرجل: نَكَصَ.
كظرالكُظْرُ في سِيَةِ القوس، هو الفَرْضُ الذي فيه الوَتَرُ. والكُظْرُ أيضاً: ما بين التَرْقُوَتَيْنِ.
كظظ

الكِظَّةُ بالكسر: شيءٌ يعتري الإنسان عن الامتلاء من الطعام. يقال: كَظَّهُ الطعامُ يَكُظُّهُ كَظًّا. وكَظَّني هذا الأمر، أي جَهَدَني من الكَرب. والمُكاظَّةُ: الممارسة الشديدة في الحرب. ويقال: تَكاظَّ القومُ إذا تجاوزوا الحدَّ في العداوة. وبينهم كِظاظٌ. واكْتَظَّ المسيلُ، أي ضاق بسَيْلِه من كثرته. ورجلٌ كَظٌّ لَظٌّ، أي عَسرٌ متشدِّدٌ.
كظمكَظَمَ غيظه كَظْماً: اجترَعه، فهو رجلٌ كَظيمٌ. والغَيْظُ مَكْظومٌ. والكَظيمُ: غَلَقُ الباب. والكَظومُ: السكوتُ. وكَظَمَ البعير يَكْظمُ كُظوماً، إذا أمسَكَ عن الجِرَّة، فهو كاظِمٌ. وإبلٌ كظومٌ. تقول: أرى الإبل كَظوماً لا تجترُّ. وقومٌ كُظَّمٌ، أي ساكتون. ويقال: أخذت بكَظْمِه، أي بمَخْرَج نَفَسه. والجمع أكْظامٌ. والكِظامَةُ: بئرٌ إلى جنبها بئر، وبينهما مجرًى في بطن الوادي. والكِظامَةُ: الحَلقة التي تجمع فيها خيوط الميزان في طرف الحديدة. والكِظامَةُ: العَقَبُ الذي على رءوس القُذَذِ العليا.
كظاكَظا لحمه يَكْظو، أي كثُر واكتنز. يقال: خَظا لحمه وكَظا وبَظا، كله بمعنًى.
كعبالكَعْبُ: العظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم. وكُعوبُ الرُمْحِ: النواشزُ في أطراف الأنابيب. والكَعابُ بالفتح: الكاعِب، وهي الجارية حين يبدو ثَدْيُها للنُهود. وقد كَعَبَتْ تَكْعَبُ بالضم كُعوباً؛ وكَعَّبَتْ بالتشديد مثله. وبُرْد مُكَعَّبٌ: فيه وَشْيٌ مربَّعٌ. وثوب مكعَّب، أي مطويٌّ شديد الإدراج. والكَعْبُ: القطعة من السَمْن. والكعبة: البيت الحرام، يقال: سُمِّي بذلك لِتَرَبُّعه.
كعبرالكُعْبُرَةُ: واحدة الكَعابِرِ. وهي شيء يخرج من الطعام إذا نُقِّيَ غليظُ الرأس مجتمعٌ، ومنه سميت رءوس العظام الكَعابرَ. ويقال: كَعْبَرَهُ بالسيف، أي قطعه.
كعتالكُعَيْتُ: البلبل، جاء مصغَّراً، وجمعه كِعْتانٌ. أبو زيد: رجل كَعْتٌ وامرأة كَعْتَةٌ، وهما القصيران.
كعثرَكَبٌ كَعْثَبٌ، أي ضخم.
كعرالأصمعي: إذا حمل الفَصيلُ في سنامه شحماً قيل: أكْعَرَ فهو مُكْعِرٌ، أي مُجْذٍ.
كعزكَعَزْتُ الشيء كَعْزاً: جمعته بأصابعي.
كععأكَعَّهُ الفَرَقُ إكْعاعاً، إذا حبسه عن وجهه. وكَعَّ يَكِعُّ كُعوعاً. وحكى يونس يَكُعُّ بالضم. قال سيبويه: يَكِعُّ بالكسر أجْوَدُ. فهو كَعٌّ وكاعٌّ. وقال أبو زيد: كَعَعْتُ وكَعِعْتُ لغتان.
كعكالكَعْكُ: خُبزٌ؛ وهو فارسيّ معرب.
كعكعكَعْكَعْتُهُ فتَكَعْكَعَ، أي حبسته فاحتبس. وتَكَعْكَعَ، أي جَبُنَ، لغةٌ في تكأكأ. ورجلٌ كُعْكُعٌ بالضم، أي جبانٌ ضعيف.
كعمالكِعامُ: شيءٌ يجعل في فم البعير. يقال: كَعَمْتُ البعير، إذا شددت به فمه في هياجه، فهو مكعومٌ. وكَعَمْتُ الوعاء، إذا شددتَ رأسه. وكَعَمَهُ الخوف فلا يرجع. والمُكاعَمةُ: التقبيل. يقال كَعَمَها وكاعَمَها، إذا التقم فاها في التقبيل.
كعمزالكعمز: حَشفَة الرجل.
كفأكفَأتُ القومَ كَفْأً، إذا أرادوا وَجْهاً فصرفتهم إلى غيره، فانْكَفَؤُوا أي رَجَعوا. وتَكَفَّأتِ المرأة في مِشْيَتها: ترَهْيَأتْ ومادَتْ كما تتحرك النخلَةُ العَيْدانَةُ. قال الشاعر:
وكأنَّ ظُعْنَهُمُ غداة تَحَمَّلوا ... سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خليج مُغْرَبِ
وكفَأتْ الإناءَ: كَبَبْتُهُ وقلبْتُه، فهو مكفوءٌ. وزعم ابن الأعرابي أن أكْفَأْتُه لغة. والكِفاءُ بالكسر والمد: شُقَّة أو شُقَّتانِ تُنْصَحُ إحداهما بالأخرى ثم يُخَلُّ به مُؤَخَّرُ الخِباءِ. تقول منه: أكْفَأتُ البيتَ إكفاءً. والإكفاء في الشعر: أن يُخالفَ بين قوافيه بعضها ميم وبعضها نون، وبعضها دال وبعضها طاء، وبعضها حاء وبعضها خاء ونحو ذلك، كقول رؤبة:
أزْهَرُ لم يولَد بِنَجْمِ الشُحِّ
مُيَمَّمُ البيت كريمُ السِنْخِ
وقال الفراء: أكْفَأَ الشاعِر، إذا خالف بين حركات الرَوِيِّ، وهو مثل الإقْواءِ. الكسائي: كَفَأتُ الإناءَ: كَبَبْتُه. وأكْفَأْتُه: أمَلْتُه، قال: ولهذا قيل: أكْفَأْتُ القوسَ، إذا أمَلْتَ رَأسَها ولم تَنْصِبْها نصباً حين ترمي عنها. قال: ومنه قول ذي الرمّة:

قَطَعْتُ بها أرضاً تَرى وَجْهَ رَكْبِها ... إذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غَيرَ ساجِعِ
وقال أبو زيد: يعني جائراً غير قاصد. والكَفيءُ: النظير. وكذلك الكُفْءُ والكُفُؤُ. والمصدر الكَفاءَةُ. وتقول: لا كِفاءَ له بالكسر، وهو في الأصل مصدر، أي لا نظير له وكل شيء ساوى شيئاً حتَّى يكون مثله فهو مُكافئٌ له. وكافأتُهُ على ما كان منه مُكافَأةً وكِفاءً: جازَيْتُه. تقول: ما لي به قِبَلٌ ولا كِفاء، أي ما لي به طاقة على أن أكافئه. والتكافُؤُ: الاستواءُ، يقال المسلمون تتكافأ دِماؤُهُم. واكْتَفَأتُ الإناءَ مثل كَفَأتُهُ، أي قَلَبْتُهُ. واسْتَكْفَأتُ فلاناً إبلَهُ، أي سألته نِتاجَ إبله سَنةً، فأكْفَأنيها، أي أعطاني لَبَنها ووَبَرَها وأولادَها سَنةً. والاسم الكُفْأةُ والكَفْأَةُ، يُضمُّ ويُفتحُ، تقول: اعْطني كُفْأةَ ناقَتِك وكَفْأَةَ ناقَتِكَ. وتقول أيضاً: أكْفَأتُ إبلي كَفْأَتَيْن، إذا جَعلتَها نِصْفَين تُنْتجُ كلَّ عامٍ نِصْفَها وتترك نِصفاً، لأن أفضل النِتاج أن تُحملَ على الإبل الفُحولَة عاماً وتُتْرَك عاماً، كما يُصْنَع بالأرض في الزراعة. أبو زيد: وَهَبْتُ له كُفْأةَ ناقتي وكَفْأةَ ناقتي إذا وَهَبْتَ له ولدَها ولَبنَها ووبَرها سَنة.
كفتكفتُّ الشيء أَكْفِتُهُ كَفْتاً، إذا ضممتَه إلى نفسك. قال زهير يصف دِرعاً وأنَّ صاحبها ضمَّها إليه:
ومُفاضَةٍ كالنِهيِ تَنْسُجُهُ الصَبا ... بيضاءَ كُفِّتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ
وإنما شدَّده للمبالغة. وكَفَتَهُ عن وجهه، أي صرفه. وكَفَتَ، أي أسرع، والكَفْتُ: السَوق الشديد. ورجل كَفْتٌ وكَفيتٌ، أي سريع، مثال كَمْشٍ وكَميشٍ. والكِفْتُ بالكسر: القِرد الصغيرة. وفي المثل: " كفْتُ إلى وَئيَّةٍ " ، أي بليّة إلى جنبها أخرى. والكِفاتُ: الموضع الذي يُكْفَتُ فيه شيءٌ، أي يُضَمُّ. ومنه قوله تعالى: " ألم نَجْعَلِ الأرضَ كِفاتاً. أحياءً وأمواتاً " .
كفحكَفَحْتُهُ كَفْحاً، إذا استقبلته كَفَّة كَفَّةَ. وفي الحديث: " إني لأكفحها وأنا صائم " ، أي أواجهها بالقُبْلَةِ. قال الأصمعي: كَافَحوهُم، إذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها ترسٌ ولا غيره. ويقال: فلان يُكافِحُ الأمور، أي يباشرها بنفسه. وأكْفَحْتُ الدابةَ إكْفاحاً، إذا تلقَّيت فاه باللجام تضربه به ليلتقمَه. قال: وهو من قولهم لقيته كِفاحاً. والكَفيحُ: الكُفء.
كفرالكُفْرُ: ضدُّ الإيمان. وقد كَفَرَ بالله كُفْراً. وجمع الكافِرِ كُفَّارٌ وكَفَرَةٌ وكِفارٌ أيضاً. وجمع الكافِرَةِ الكَوافِرُ. والكُفْرُ أيضاً: جُحودُ النعمةِ، وهو ضدُّ الشكر. وقد كَفَرَهُ كُفوراً وكُفْراناً. وقوله تعالى: " إنَّا بكُلٍّ كافِرون " ، أي جاحدون. وقوله عز وجل: " فأبَى الظالمونَ إلا كُفوراً " . قال الأخفش: هو جمع الكُفْرِ، والكَفْرُ بالفتح: التغطيةُ. وقد كفرْتُ الشيءَ أكْفِرُهُ بالكسر كَفْراً، أي سَتَرْتُهُ. ورمادٌ مكفورٌ، إذا سفَت الريحُ الترابَ عليه حتَّى غطته. والكَفْرُ أيضاً: القَرْيَةُ. وفي الحديث: " تخرجُكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً " أي قريةً قريةً، من قرى الشام. ولهذا قالوا: كَفْرُ تُوثا، وكَفْرُ تِعْقابٍ وغير ذلك، وإنما هي قرًى نسبت إلى رجالٍ. ومنه قول معاوية: " أهل الكُفورِ هم أهل القبور " ، يقول: إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجُمَعَ وما أشبهها. والكَفْرُ أيضاً: القبرُ. ومنه قيل: " اللهم اغفر لأهل الكُفورِ " . والكَفْرُ أيضاً: ظُلْمَةُ الليل وسوادُه. وقد يُكْسَرُ، قال حميد:
فوَرَدَتْ قبل انبلاجِ الفَجْرِ
وابنُ ذُكاءَ كامنٌ في كَفْرِ
أي فيما يواريه من سواد الليل. والكافِرُ: الليل المظلم، لأنه ستر كلَّ شيء بظلمته. والكافِرُ: الذي كَفَرَ درعَه بثوبٍ، أي غطّاه ولبسَه فوقه. وكلُّ شيء غَطَّى شيئاً فقد كَفَرَهُ. قال ابن السكيت: ومنه سمي الكافِرُ، لأنه يستر نِعَمَ الله عليه. والكافِرُ: البحرُ. قال ثَعلبة بن صُعَيْر المازني:
فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعْدَ ما ... ألقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ
يعني الشمس أنها بدأت في المغيب. ويحتمل أن يكون أراد الليلَ. وذكر ابن السكيت أن لَبيداً سرقَ هذا المعنى فقال:

حتَّى إذا ألْقَتْ يَداً في كافِرٍ ... وأجَنَّ عَوراتِ الثُغورِ ظَلامُها
والكافِرُ الذي في شِعر المتلمّس: النهر العظيم. والكافِرُ: الزارعُ، لأنه يغطِّي البَذْرَ بالتراب. والكُفَّارُ: الزرّاعُ. والمُتَكَفَرُ: الداخل في سلاحه. وأكْفَرْتُ الرجل، أي دعوْتُه كافِراً يقال: لا تُكَفرْ أحداً من أهل القبلة، أي لا تَنْسُبهم إلى الكُفْرِ. والتَكْفيرُ: أن يخضع الإنسان لغيره، كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدهاقين: يضع يدَه على صدره ويتطامَنُ له. قال جرير:
وإذا سَمِعْتَ بحربِ قيسٍ بَعْدَها ... فضَعوا السلاحَ وكَفِّروا تَكفيرا
وتَكْفيرُ اليمين: فِعْلُ ما يجب بالحنْثِ فيها. والاسم الكَفَّارَةُ. والتَكْفيرُ في المعاصي، كالإحباطِ في الثوابِ. أبو عمرو: الكافورُ: الطَلْعُ. والفراء مثله. وقال الأصمعي: هو وعاء طلعِ النخلِ. وكذلك الكُفُرَّى. والكافورُ من الطيبِ. وأما قول الراعي:
تَكْسو المَفارِقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ ... من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ
فإنَّ الظبي الذي يَكونُ منه المسكُ إنما يرعى سُنْبُلَ الطيبِ، فيجعله كافوراً. والكَفِرُ بكسر الفاء: العظيم من الجبال.
كففالكَفُّ: واحدة الأكُفِّ. وقولهم: لقيته كَفَّةَ كَفَّةَ، بفتح الكاف، أي كفاحاً، وذلك إذا استقبلتَه مواجَهة. وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح مثل خمسة عشر. وكُفَّةُ القميص: ما استدار حولَ الذَيل. وكان الأصمعي يقول: كلُّ ما استطال فهو كُفَّةٌ بالضم، نحو كُفَّةِ الثوبِ وهي حاشيته، وكُفَّةُ الرملِ وجمعه كِفافٌ. وكلُّ ما استدار فهو كِفَّةٌ بالكسر، نحو كِفَّةِ الميزان، وكِفَّةِ الصائد وهي حِبالته. وكِفَّةُ اللِثة، وهي ما انحدر منها. قال: ويقال أيضاً: كَفَّةُ الميزان بالفتح، والجمع كِفَفٌ. والكِفَفُ في الوشم: داراتٌ تكون فيه. وكِفافُ الشيء: حتارُهُ. والكافَّة: الجميع من الناس. يقال: لقيتهم كافَّة، أي كلّهم. وأمَّا قول ابن رواحة الأنصاريّ رضي الله عنه:
فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ ... جميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ
فإنَّما خفَّفه ضرورة، لأنَّه لا يصح الجمع بين الساكنين في حشو البيت. ويقال للبعير إذا كبِر فقصُرت أسنانه حتَّى تكاد تذهب: هو كافٌّ. والناقةُ كافٌّ أيضاً. وقد كَفَّتِ الناقةُ تكفُّ كُفوفاً. وكَفَفْتُ الثوبَ، أي خِطتُ حاشيته، وهي الخياطة الثانية بعد الشَلِّ. وعَيْبَةُ مَكْفوفَةٌ، أي مُشْرَجَةً مشدودةٌ. والمَكْفوفُ: الضرير، والجمع المَكافيفُ. وقد كُفَّ بصرُه وكَفَّ بصرُه أيضاً. وكَفَفْتُ الرجل عن الشيء فكَفَّ، يتعدَّى ولا يتعدَّى، والمصدر واحد. وكَفافُ الشيء بالفتح: مِثله وقِيسُه. والكَفافُ أيضاً من الرزق: القوتُ، وهو ما كَفَّ عن الناس، أي أغنى. وفي الحديث: " اللهمَّ اجعل رزق آل محمدٍ كفافا " . واسْتَكْفَفْتُ الشيءَ: استوضحته، وهو أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظلُّ من الشمس تنظر إلى الشيء هل تراه. واسْتَكَفَّ وتَكَفَّفَ بمعنًى، وهو أن يمدَّ كَفُّهُ للناس. يقال: فلانٌ يتَكَفَّفُ الناس. وقال الفراء: اسْتَكَفَّ القومُ حول الشيء، أي أحاطوا به ينظرون إليه. ومنه قول ابن مُقْبل:
إذا رَمَقْته من مَعَدٍّ عِمارَةٌ ... بَدا والعُيونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ
كفكفكَفْكَفْتُ الرجلَ مثل كَفَقْتُهُ. ومنه قول أبي زُبَيد:
أَلَمْ ترَني سَكَّنْتُ إِلِّي لإِلِّكُمْ ... وكَفْكَفْتُ عنكم أَكْلُبي وهي عُقَّرُ
كفلالكِفلُ: الضِعفُ. قال تعالى: " يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ من رحمتِهِ " . ويقال: إنَّه النَصيبُ. والكِفْلُ: الذي لا يثبُتُ على ظهورِ الخيلِ. والجمع أكْفالٌ. قال الأعشى يمدح قوماً:
غَيْرُ ميلٍ ولا عواويرَ في الهَيْ ... جا ولا عُزَّلٍ ولا أكْفالِ
والكِفْلُ أيضاً: ما اكتَفَلَ به الراكبُ، وهو أن يُدار الكِساءُ حول سنام البعير ثمَّ يُركب. والكَفيلُ: الضامنُ. يقال: كَفَلْتُ به كَفالَةً، وكَفلت عنه بالمال لغَريمِه. وكَفَلْتُ أيضاً كَفْلاً، أي واصلتُ الصومَ. قال القطاميّ يصف إبلاً بقِلَّةِ الشُرْبِ:

يَلُذْنَ بأَعْقارِ الحياضِ كأنَّها ... نِساءُ النَّصارى أصبَحَتْ وهي كُفَّلُ
وأكْفَلْتُهُ المالَ، أي ضَمَنْتُهُ إيَّاه. وكَفَّلْتُهُ إيَّاه فكَفَلَ هو به كَفْلاً وكُفولاً. والتَكْفيلُ مثله. وتكَفَّلَ بدَينه تَكَفُّلاً. والكافِلُ: الذي يَكْفَلُ إنساناً يَعوله. ومنه قوله تعالى: " وكَفَلَها زَكَريَّا " ، وذكر الأخفش أنَّه قرئ أيضاً: " وكَفِلَها " بكسر الفاء. والكَفَلُ بالتحريك للدابَّةِ وغيرها. يقال: اكْتَفَلْتُ بكذا، إذا وَلَّيْتَهُ كَفَلَك.
كفنالكَفْنُ: غزْل الصوف. يقال: كَفَنَ يَكْفنُ. والكَفْنَةُ: شجر. والكَفَنُ معروف، يقال كَفَّنْتُ الميّت تَكْفيناً.
كفهريقال: رأيته مُكْفَهِرَّ الوجهِ. وقد اكْفَهَرَّ الرجلُ، إذا عبَس. وفلانٌ مُكْفَهِرُّ اللونِ، إذا ضرب لونه إلى الغُبْرَةِ مع الغِلَظِ. والمُكْفَهِرُّ من السحاب: الأسودُ الغليظُ الذي ركب بعضه بعضاً.
كفىكَفاهُ مُؤُنَتَهُ كِفايةً. وكَفاكَ الشيء يَكْفيكَ، واكْتَفَيْتُ به. واسْتَكْفَيْتُهُ الشيء فكَفانِيهِ. وكافَيْتُهُ من المُكافاةِ. ورجوت مَكافاتَكَ، أي كِفايَتَكَ. ورجلٌ كافٍ وكَفِيٌّ. وهذا رجلٌ كافيكَ من رجلٌ، ورجلان كافِياكَ من رَجُلَيْنِ، ورجالٌ كافوكَ من رجال. وكَفْيُكَ بتسكين الفاء، أي حسبك. والكُفْيَةُ: القُوت؛ والجمع الكُفَى.
ككبالكوكب: النجم. يقال: كوكب وكوكبة. وكوكب الشيء: معظمُه. وكوكب الروضَة: نَوْرُها. وكوكب الحديد: بريقه وتوقُّده. وقد كَوْكَبَ. قال الأعشى يذكر ناقته:
تَقْطَعُ الأمْعَزَ المُكَوْكِبَ وخَدا ... بنَواج سريعةِ الإِيغالِ
أبو عبيدة: ذهب القوم تحت كلّ كوكب، أي تفرَّقوا.
كلأالكَلأُ: العشبُ. وقد كَلِئَتِ الأرضُ وأكْلأَتْ فهي أرضٌ مُكْلِئَةٌ وكَلِئَةٌ، أي ذاتُ كَلأٍ. وسواءٌ رَطْبُهُ ويابسُه. وكَلأَتِ الناقةُ وأكْلأَتْ، إذا أكَلَتِ الكَلأَ. وكَلأَهُ الله كِلاءةً بالكسر، أي حَفِظَهُ وحَرَسَهُ. يقال: إذهبْ في كِلاءةِ الله. واكْتَلأْتُ منهم: احترسْتُ. قال الشاعر:
أَنَخْتُ بعيري واكْتَلأْتُ بعينِهِ
ويقال: اكْتَلأَتْ عيني، إذا لم تنم وسهِرَتْ وحَذِرَتْ أمراً. والمُكَلأُ بالتشديد: شاطئُ النهر ومرفأ السفن. أبو زيد: كَلأَ القوم سفينتهم تكليئاً: حبسوها. وقال الأصمعيّ: الكَلاَّءُ والمُكَلأُ: موضع تُرْفَأُ فيه السُفُنُ، وهو ساحل كلِّ نهرٍ. وكَلأْتُ تَكْلِئَةً، إذا أتيتُ مكاناً فيه مُسْتَتَرٌ من الريح، والموضع مُكَلأٌ وكَلاَّءٌ. وقولهم: بَلَغَ الله بك أكْلأَ العُمر، أي آخرَهُ وأبعَدَهُ. وكَلأَ الدَيْنُ، أي تأخَّرَ. والكالِئُ: النَسيئَةُ. قال الشاعر:
وعَيْنُهُ كالكالِئِ الضمارِ
أي نقده كالنسيئةِ التي لا تُرجى. وفي الحديث أنَّه عليه السلام " نهى عن الكالِئِ بالكالِئِ " وهو بيع النَسيئَةِ بالنسيئة، وكان الأصمعيّ لا يهمزه، ينشد:
وإذا تُباشِرُكَ الهُمو ... مُ فإنَّها كالٍ وناجِزْ
أي منها نسيئة ومنها ما هو نَقْدٌ. أبو عبيد: تَكَلأْتُ أي اسْتَنْسَأْتُ نسيئةً. وكذلك اسْتَكْلأْتُ كُلأَةً بالضم، وهو من التأخير. أبو زيد: كَلأْتُ في الطعامِ تَكْليئاً، وأكْلأْتُ فيه إكْلاءً: أسلفْتُ فيه. وما أعطيتَ في الطعامِ نسيئةً من الدراهم فهو الكُلأَةُ بالضم. وأكْلأْتُ بَصَري في الشيء، إذا ردَّدْتُهُ فيه.
كلأزاكْلأَزَّ اكْلِئْزازاً، إذا تقبَّضَ.
كلبالكلب معروف، وربَّما وصف به، يقال: امرأة كَلْبَةٌ. والجمع أكْلُبٌ وكِلابٌ وكَليبٌ، مثل عبد وعبيد، وهو جمعٌ عزيزٌ. وقال يصف مَفازةً:
كأنَّ تَجاوُبَ أصْدائِها ... مُكاءُ المُكَلِّبِ يدعو الكَليبا والأكاليب: جمع أكلب.
وفي المثل: " الكِلابُ على البقر " ترفعها وتنصبها، أي أرْسِلها على بقر الوحش. ومعناه خَلِّ امْرَأ وصِناعَتَه. والكلاَّبُ: صاحب الكِلاب: والمُكَلِّبُ: الذي يعلِّم الكِلابَ الصيد. والمُكَلَّبُ بفتح اللام: الأسير المقيَّد. يقال: أسيرٌ مُكَلَّبٌ، أي مكبَّل، وهو مقلوب منه. قال طفيل الغَنَوي:

أَبَأْنا بقَتْلانا من القوم ضِعْفَهُمْ ... وما لا يُعَدُّ من أسيرٍ مُكَلَّبِ
والكَلْبُ: الشَعيرَة. والكَلْب: المسمار الذي في قائم السيف، وفيه الذؤابة. والكَلْبُ: حديدة عَقْفاء يعلِّق عليها المسافرُ الزاد من الرَحْل. والكَلْبُ: سيرٌ يُجعل بين طرفَي الأديم إذا خُرِز. تقول منه: كَلَبْتُ المَزادَةَ. وقال يصف فرساً:
كأنَّ غَرَّ مَتْنِهِ إذ نَجْنُبُهْ
سَيْرُ صَناعٍ في خَريزٍ تَكْلُبُهْ
وكَلْبُ الفرس: الخط الذي في وسط ظهره. تقول: استوى على كلب فرسه. ورجلٌ كالبٌ: ذي كِلابٍ. قال رَكَّاض الدُبَيْرِيُّ:
سَدا بيديه ثم أجَّ بسَيْرِهِ ... كَأَجِّ الظليمِ من قَنيصٍ وكالِب
والكُلْبَةُ بالضم: الشدَّة من البرد وغيره. مثل الجُلْبة. قال الشاعر:
أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشتاء وكانتْ ... قد أقامت بكُلْبَةٍ وقِطارِ
وكذلك الكَلَبُ بالتحريك. وقد كَلِبَ الشتاء بالكسر. ودفعت عنك كَلَبَ فلانٍ، أي شَرَّهُ وأذاه. والكَلَبُ أيضاً: شبيه الجنون، تقول منه: أكْلَبَ الرجل، إذا كَلِبَتْ إبله. قال الجعديّ:
وقومٍ يُهينونَ أعْراضَهُمْ ... كَوَيْتُهُمُ كِيَّةَ المُكْلِبِ
والكَلْبُ الكَلِبُ: الذي يَكلَبُ بلحوم الناس، يأخذه شبه جنون، فإذا عقر إنساناً كَلِبَ. يقال: رجلٌ كَلِبٌ ورجال كَلْبى. وأرض كَلِبَةٌ، إذا لم يجد نباتُها رِيًّا فيَيْبَسَ. والكَلْبتان: ما يأخذ به الحدَّاد الحديد المُحْمى. والكَلُّوبُ: المِنْشالُ؛ وكذلك الكُلاَّبُ، والجمع الكَلاليب. ويسمَّى المِهماز، وهو الحديدة التي على خفِّ الرابض، كلاَّباً. وكَلَبَهُ: ضربه بالكُلاَّب. قال الكميت:
ووَلَّى بأجْرِيَّا وِلافٍ كأنَّه ... على الشرفِ الأقْصى يُساطُ ويُكْلَبُ
والمُكالبَةُ: المشارَّةُ، وكذلك التَكالُبُ. تقول منه: هم يتكالَبون على كذا، أي يتواثَبون عليه.
كلثمالكُلْثومُ: الكثير لحم الخدَّين والوجه. والكَلْثَمَةُ: اجتماع لحم الوجه. يقال: امرأةٌ مُكَلْثَمَةٌ، أي ذات وجنتين من غير أن تلزمَها جُهومةُ الوجه.
كلجالكَيْلَجَةُ: مِكيال، والجمع كَيالِج وكَيالِجَةٌ أيضاً.
كلحالكُلوحُ: تكشُّرٌ في عبوس. وقد كَلَحَ الرجل كُلوحاً وكُلاحاً. وما أقبح كَلَحَتَهُ، يراد به الفم وما حواليه. ودهرٌ كالح، أي شديد. والكُلاحُ بالضم: السنة المُجدِبة. قال لبيد:
كان غِياثَ المُرْمِلُ المُمْتاحِ
وعِصْمَةً في الزمنِ الكُلاحِ
والمُكالَحَةُ: المُشادَّة. وتَكَلَّحَ البرق: تتابع.
كلدالكَلَدُ: المكانُ الصلبُ من غير حصى. والكَلَدَةُ: قطعةٌ من الأرض غليظةٌ، وكذلك الكَلَنْدى.
كلسالكِلْسُ: الصاروجُ يُبنى به. وقال عديُّ ابن زيد:
شادَهُ مَرْمَراً وجَلَّلَهُ كا ... ساً فللطيرِ في ذُراهُ وُكورُ
ومنه الكُلْسَةُ في اللون، يقال: ذئبٌ أكْلَسُ.
كلعالكَلَعُ: شُقاقٌ ووسخُ يكون بالقدم، وقد كَلِعَتْ رِجله بالكسر تَكْلَعُ كَلَعاً. وإناء كَلِعٌ: الْتَبَدَ عليه الوسخُ. وسِقاءٌ كَلِعٌ. والكَلَعَةُ: القطعة من الغنم.
كلفالكَلَفُ: شيء يعلو الوجه كالسمسم. والكَلَفُ: لونٌ بين السواد والحُمرة، وهي حُمرةٌ كدرةٌ تعلو الوجه. والاسمُ الكُلْفَةُ، والرجلُ أكْلَفُ. ويقال: كُمَيْتٌ أكْلَفُ للذي كَلِفَتْ حمرته فلم تصْفو ويُرى في أطراف شعره سوادٌ إلى الاحتراق ما هو. وقال الأصمعيّ: إذا كان البعير شديد الحُمرة يخلط حمرته سوادٌ ليس بخالص فتلك الكُلْفَةُ، والبعيرُ أكْلَفُ والناقةُ كَلْفاءُ. ويقال: كَلِفْتُ بهذا الأمر، أي أُولِعْتُ به. وكَلَّفَهُ تَكْليفاً، أي أمره بما يشقُّ عليه. وتَكَلَّفْتُ الشيءَ: تَجَشَّمتُهُ. والكُلْفَةُ: ما تتكَلَّفه من نائبةٍ أو حقّ. والمُتَكَلِّفُ: العِرِّيضُ لما لا يعنيه. ويقال: حملتُ الشيء تكْلِفَةً، إذا لم تُطِقهُ إلا تَكَلُّفاً.
كلكلالكَلْكَلُ والكَلْكالُ: الصدرُ. وربَّما جاء في ضرورة الشعر مشدَّداً. وقال:
كأنَّ مَهْواها على الكَلْكَلِّ
موضعُ كفَّي راهب يُصَلِّي

ورجلٌ كُلْكُلٌ بالضم، وكُلاكِلٌ أيضاً، أي قصيرٌ غليظٌ مع شدَّةٍ.
كللالكلُّ: العِيالُ والثِقْلُ. قال الله تعالى: " وهو كلٌّ على مولاه " والجمع الكُلولُ. والكلُّ: اليتيمُ. والكَلُّ: الذي لا ولد له ولا والدة. يقال منه: كَلَّ الرجلُ يَكِلُّ كَلالةً. والعرب تقول: لم يرِثْهُ كلالةً، أي لم يرِثْهُ عن عُرُضٍ، بل عن قُرْبٍ واستحقاقٍ. قال الفرزدق:
ورِثْتُمْ قَناةَ المُلْكِ غير كلالةٍ ... عن ابني مُنافٍ عبد شمسٍ وهاشمِ
قال ابن الأعرابي: الكلالةُ: بنو العمّ الأباعدَ. وحكى عن أعرابيّ أنَّه قال: مالي كثيرٌ ويرِثُني كلالةٌ مُتَراخٍ نسبُهم. ويقال: هو مصدرٌ من تَكَلَّلَهُ النسبُ، أي تطَرَّفَهُ، كأنَّه أخذ طَرَفَيْهِ من جهة الوالدِ والولدِ وليس له منهما أحدٌ، فسمِّي بالمصدر. والعرب تقول: هو ابن عمِّ الكَلالَةِ، وابن عمّ كلالَةٍ، إذا لم يكن لحًّا وكان رجلاً من العشيرةِ. وكَلَلْتُ من المشي أكِلُّ كلالاً وكَلالَةً، أي أعْيَيْتُ. وكذلك البعير إذا أعْيا. وكلَّ السيفُ والريحُ والطرفُ واللسانُ، يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّةً وكَلالَةً وكُلولاً. وسيفٌ كَليلُ الحدِّ، ورجلٌ كليلُ اللسانِ، وكَليلُ الطرفِ. وناسٌ يجعلونَ كلاَّءَ البَصْرَةِ اسماً من كلاَّ على فَعْلاءَ لا يصْرفونه. والمعنى أنَّه موضعٌ تَكِلُّ الريح فيه عن عملها في غير هذا الموضعِ. قال رؤبة:
يَكِلُّ وفد الريحِ من حيثُ انْخَرَقْ
والكِلَّةُ: السِترُ الرَّقيقُ يُخاطُ كالبيتِ يُتَوَقَّى فيه من البقِّ. وكلٌّ لفْظه واحدٌ ومعناه جمعٌ فعلى هذا تقول: كلٌّ حضر وكلٌّ حضروا، على اللفظ مرَّةً وعلى المعنى أخرى. والإكْليلُ: شِبه عِصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجوْهر. ويسمَّى التاجُ إكْليلاً. والإكْليلُ: منزلٌ من منازل القمر، وهو أربعةُ أنجمٍ مُصْطَفَّةٍ. والإكْليلُ: السَحابُ الذي تراه كأنَّ غِشاءً ألبسَهُ. وإكْليلُ المَلِك: نبتٌ يُتداوى به. وأكلَّ الرجلُ بعيره، أي أعياهُ. وأكلَّ الرجلُ أيضاً: أي كلَّ بعيرُه. وأصبحتُ مُكِلاًّ، أي ذا قَراباتٍ وهم عَلَيَّ عِيالٌ. وسَحابٌ مُكَلَّلٌ، أي مُلَمَّعٌ بالبرق. ويقال: هو الذي حَوْلَهُ قِطعٌ من السحاب، فهو مُكَلَّلٌ بهنَّ. وأكَلَّ الغَمامُ بالبرقِ، أي لمعَ. وكَلَّلَهُ، أي ألبسَهُ الإكليلَ. وروضةٌ مُكَلَّلَةٌ، أي حُفَّتْ بالنَوْرِ. والمُكَلَّلُ: الجادُّ. يقال: حَمَلَ فكَلَّلَ، أي مضى قُدُماً ولم يَخِمْ. وأنشد الأصمعيّ:
حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عَنْهُ فَقَضَبْ
تَكْليلَةِ اللّيْثِ إذا اللَّيْثُ وَثَبْ
وقد يكونُ كَلَّلَ بمعنى جَبُنَ. يقال: حَمَلَ فما كَلَّلَ، أي فما كَذَبَ وما جَبُنَ كأنَّه من الأضداد. وأنشد أبو زيد لِجَهْم ابن سَبَلٍ:
ولا أُكَلِّلُ عن حربٍ مُجَلِّحَةٍ ... ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِينَ بالسَلَمِ
وانكَلَّ الرجلُ انْكِلالاً: تبسَّمَ. قال الأعشى:
وتَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأنَّها ... جَنى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ مُتناعِمُ
يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كلّ ذلك تبدو منه الأسنان. وانْكِلالُ الغيمِ بالبرقِ، هو قَدْرُ ما يُريكَ سوادَ الغيمِ من بياضِه.
كلم

الكَلامُ: اسم جنسٍ يقع على القليل والكثير. والكَلِمُ لا يكون أقلّ من ثلاث كلمات؛ لأنَّه جمع كَلِمَةٍ، مثل نَبِقَةٍ ونَبِقٍ. ولهذا قال سيبويه: هذا بابُ علم ما الكَلِمُ من العربية، ولم يقل: ما الكلامُ، لأنَّه أراد نفس ثلاثة أشياء: الاسم والفعل والحرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً، وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة. وتميمٌ تقول: هي كَلِمَةٌ بكسر الكاف. وحكى الفراء فيها ثلاث لغات: كَلِمَةٌ، وكِلْمَةٌ، وكَلْمَةٌ. والكَلِمَةُ أيضاً: القصيدة بطولها. والكَليمُ: الذي يُكَلِّمُكَ. يقال: كَلَّمْتُهُ تَكْليماً وكَلاماً. وتَكَلَّمْتُ كِلْمَةً وبكِلْمَةٍ. وكالَمْتُهُ، إذا جاوبته. وتَكالَمْنا بعد التهاجر. ويقال: كانا مُتَصارِمَيْنِ فأصبحا يَتَكالَمانِ، ولا تقل يَتَكَلَّمانِ. وما أجد مُتَكَلَّماً، أي موضعَ كَلامٍ. والكَلمانِيُّ: المِنْطيق. والكَلْمُ: الجراحة، والجمع كُلومٌ وكِلامٌ. تقول: كَلَمْتُهُ كَلْماً. وقرأ بعضهم: " دابَّةً من الأرض تَكْلِمُهُمْ " ، أي تجرحُهم وتَسِمُهُمْ. والتَكْليمُ: التجريح. قال عنترة:
إذ لا أزالُ على رِحالَةِ سابحٍ ... نَهْدٍ تَعاوَرَهُ الكُماةُ مُكَلَّم
كلاكَلاَّ: كلمة زجْرٍ وردعٍ، ومعناها انْتَهِ لا تفعلْ، كقوله تعالى: " أَيَطْمَعُ كلُّ امرئٍ أن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعيمٍ. كَلاَّ " ، أي لا يطمع في ذلك. وقد تكون بمعنى حقًّا، كقوله تعالى: " كَلاَّ لَئِنْ لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعا بالناصِيَة " .
كلىالكُلْيَةُ معروفة، والكُلْوَةُ لغة. قال ابن السكيت: ولا تقل كِلْوَةٌ. والجمع كُلْياتٌ وكُلًى. والكُلْيَةُ: جُلَيْدَةٌ مستديرة تحت عُروة المزادة تُخْرَز مع الأديم. والكُلْيَةُ من القوس: ما بين الأبهر والكبد وهما كُلْيَتانِ. والكُلْيَتانِ: ما عن يمين نصل السهم وشماله. وكُلْيَةُ السحاب: أسفله؛ والجمع كُلًى. يقال: انبعجت كُلاهُ. وكَلَيْتُهُ فاكْتَلى، أي أصبت كُلْيَتَهُ. وجاء فلانٌ بغنمه حُمْرَ الكُلى، أي مهازيل. وكِلا في تأكيد الاثنين نظير كلٍّ في المجموع، فهو اسمٌ مفردٌ غير مثنَّى، فإذا ولي اسماً ظاهراً كان في الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة بالألف. تقول: رأيت كِلا الرجلين، وجاءني كِلا الرجلين، ومررت بكِلا الرجلين، فإذا اتَّصل بمضمر قلبت الألف ياء في موضع الجر والنصب فقلت: رأيت كِلَيْهِما ومررت بكِلَيْهِما، كما تقول عليهما، وتبقى في الرفع على حالها. وقال الفراء: هو مثنَّى، وهو مأخوذ من كُلٍّ فخففت اللام وزيدت الألف للتثنية، وكذلك كِلْتا للمؤنَّث، ولا يكونان إلا مضافين، ولا يتكلَّم منهما بواحد.
كمكَمْ: اسمٌ ناقصٌ مبهم، مبني على السكون. وله موضعان: الاستفهامُ والخبرُ. تقول إذا استفهمت: كَمْ رجلاً عندك؟ نصبت ما بعدَه على التمييز. وتقول إذا أخبرت: كَمْ درهمٍ أنفقتَ؟ تريد التكثير، وخفضت ما بعده كما تخفض برُبَّ، لأنه في التكثير نقيض رُبَّ في التقليل، وإن شئت نصبت. وإنْ جعلتَه اسماً تامًّا شددت آخره وصرفتَه، فقلت: أكثرت من الكَمِّ، وهي الكَمِّيَّةُ.
كمأالكَمْأَةُ واحدها كَمْءٌ على غير قياس، وهو من النوادر، تقول: هذا كمْءٌ وهذان كمْآنِ وهؤلاء أكْمُؤٌ ثلاثةٌ، فإذا كثَّرتَ في الكَمْأَةُ. وكمَأْتُ القومَ كَمْأً: أطْعَمْتهم الكَمْأَةَ. وخرج الناس يتَكَمَّؤُون، أي يجتنون الكَمْأَةَ. وأكْمَأَتِ الأرضُ: كثُرت كَمْأَتُها. وقولهم: أكْمَأَتْ فلاناً السِنُّ، أي شيَّخته. وكمِئَتْ رِجلي: تشقَّقتْ. الكسائي: كَمِئَ الرجلُ، إذا حَفى ولم يكن عليه نَعْلٌ.
كمتالكُمَيْتُ من الخيل، يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث؛ ولونه الكُمْتَةُ، وهي حُمرة يدخُلها قُنُوءٌ. والفرق بين الكُمَيْتِ والأشقر بالعُرْفِ والذَنَب، فإن كانا أحمرين فهو أشقر، وإن كانا أسودين فهو كُمَيْتٌ. تقول منه: اكْمَتَّ الفرس اكمتاناً، واكْماتَّ اكْميتاتاً مثله. الأصمعيّ: يقال بعير أحمر، إذا لم يخالط حُمرته شيء، فإن خالط حمرته قُنُوءٌ فهو كُمَيْتٌ، والناقة كُمَيْتٌ أيضاً. والكُمَيْتُ من أسماء الخمر، لما فيها من سَواد وحُمرة.
كمتر

الكَمْتَرَةُ: مِشيةٌ فيها تقارُبٌ. ويقال قَمْطَرَهُ وكَمْتَرَهُ بمعنًى. والكُمْتُرُ والكُماتِرُ: القصيرُ، مثل الكُنْدُرِ والكُنادِرِ، مُبْدَلاتٌ.
كمثرالكُمَّثْرَى من الفواكه، الواحدة كُمَّثْراةٌ.
كمحالأصمعيّ: أكْمَحْتُ الدابَّةَ، إذا جذبتَ عنانَه حتَّى ينتصب رأسه. وأكْمَحَ الكَرْمُ، إذا تحرَّك للإيراق. والكَوْمَحُ: الرجل العظيم الأليتين.
كمخالكامَخُ: الذي يُؤْتَدَمُ به، معرَّب. والكَمْخُ: السَلْح. وكَمَخَ بأنفه: تكبَّر. والإكْماخُ: جلوسُ المتعظِّم.
كمدالكَمَدُ: الحزن المكتوم. تقول منه: كَمِدَ الرجل فهو كَمِدٌ وكَميدٌ. والكُمْدَةُ: تغيُّر اللون. وأكْمَدَ القَصَّارُ الثوبَ، إذا لم ينَقِّهْ. وتَكْميدُ العضوِ: تسخينهُ بخرقٍ ونحوِها، وكذلك الكِمادُ بالكسر.
كمرالكَمَرُ: جمع كَمَرَةٍ. والمَكْمورُ: الرجل الذي أصاب الخاتِنُ طرفَ كَمَرَتِهِ. والكِمِرَّى مثال الزِمِكَّى: العظيمُ الكَمَرَةِ. وكامَرْتُهُ فكَمَرْتُهُ أَكْمُرُهُ، إذا غلبته بعِظَمِ الكَمَرَةِ.
كمشالكَمْشُ: الرجلُ السريعُ الماضي. وقد كَمُشَ بالضم كَماشَةً، فهو كَمْشٌ وكَميشٌ. وكَمَّشْتُهُ تَكْميشاً: أعجلْتُه. وانْكَمَشَ وتَكَمَّشَ: أسرع. والكَمْشَةُ: الناقةُ الصغيرةُ الضرعِ. وفرسٌ كَمْشٌ وكَميشٌ: صغير الجُرْدانِ. وأكْمَشْتُ الناقةَ، أي صَرَرْتُ أخلافها أجمَع.
كمعالكَميعُ: الضجيعُ، وكذلك الكِمْعُ بالكسر. قال عنترة:
وسَيفي كالعَقيقةِ فهو كِمْعي ... سِلاحي لا أفَلُّ ولا فُطارا
أي ليس فيه تشقُّقٌ. وكامَعَهُ، مثل ضاجعه. والمُكامَعَةُ التي نُهي عنها في الحديث: أن يضاجع الرجلُ الرجلَ لا سِتْرَ بينهما.
كمكمالكَمْكامُ: المُجْتَمِعُ الخَلْق.
كملالكمالُ: التَمامُ، وفيه ثلاث لغاتٍ: كَمَلَ، وكَمُلَ، وكَمِلَ. والكسر أرْدَؤُها. وتَكامَلَ، وأكْمَلْتُهُ أنا. ورجلٌ كامِلٌ وقومٌ كَمَلَةٌ. ويقال: أعْطِهِ هذا المالَ كَمَلاً، أي كُلّهُ. والتَكميلُ والإكْمالُ: الإتْمامُ. واسْتَكْمَلَهُ: اسْتَتَمَّهُ.
كممالكُمُّ للقميص، والجمع أكْمامٌ وكِمَمَةٌ. والكُمَّةُ: القلنسوة المدوَّرة، لأنَّها تغطي الرأس. والكِمُّ والكِمَّةُ بالكسر والكِمامَةُ: وعاءُ الطلع وغطاء النَوْرِ، والجمع كِمامٌ وأكِمَّةٌ وأكْمامٌ. قال الشماخ:
بَوائِجَ في أكمامها لم تُفَتَّقِ
والأكاميمُ أيضاً. قال ذو الرمّة:
وانْضَرَجَتْ عنه الأَكاميمُ
وكُمَّتِ النخلةُ فهي مَكْمومَةٌ. قال لبيد يصف نخيلاً:
حَمَلَتِ فمنها موقَرٌ مَكْمومُ
وكُمَّ الفَسيلُ أيضاً، أُشفِقَ عليه فسُتِرَ حتَّى يقوى. قال العجاج:
بل لو شَهِدْتَ الناس إذ تُكُمُّوا
بغُمَّةٍ لو لم تُفَرَّجْ غُمُّوا
وتُكُمُّوا، أي أغمي عليهم وغُطُّوا. وأَكَمَّتِ النخلة وكَمَّمَتْ، أي أخرجت كِمامَها. والكِمامُ بالكسر والكِمامَةُ أيضاً: ما يُكَمُّ به فم البعير لئلا يعضّ. تقول منه: بعيرٌ مَكْمومٌ، أي محجومٌ. وكَمَمْتُ الشيء، غطَّيته. يقال: كَمَمْتُ الحُبَّ، إذا شددت رأسه. قال الأخطل يصف خمراً:
كُمَّتْ ثلاثةَ أحوالٍ بِطينتِها ... حتَّى إذا صَرَّحَتْ من بَعْدِ تَهْدارِ
وأكْمَمْتُ القميص: جعلت له كُمَّيْنِ.
كمنكَمَنَ يَكْمُنُ كُموناً: اختفى، ومنه الكَمينُ في الحرب. وناقةٌ كَمونٌ، أي كتومٌ للِّقاح، وهي التي إذا لقحتْ لم تشُلْ بذنبها. وحزنٌ مُكْتَمِنٌ في القلب: مُخْتَفٍ. والكَمُّونُ بالتشديد معروف. والكُمْنَةُ: ورمٌ في الأجفان وأُكالٌ، فتحمرُّ له العين. يقال: كَمِنَتْ عينهُ تَكْمَنُ كُمْنَةً.
كمهالأَكْمَهُ: الذي يولَد أعمى. وقد كَمِهَ كَمَهاً. قال رؤبة:
هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارتدادَ الأَكْمَهِ
واستعاره سُوَيْدٌ فجعله عارضاً بقوله:
كَمِهَتْ عيناه حتَّى ابْيَضَّتا
أبو سعيد: الكامِهُ: الذي يركب رأسه فلا يدري أين يتوجَّه. يقال: خرج يَتَكَمَّهُ في الأرض.
كمى

كَمى فلان شهادته يَكْميها، إذا كتمها. وانْكمى، أي استخفى. وتَكَمَّى: تغطَّى. وتَكَمَّتِ الفتنةُ الماسَ، إذا غشيتهم. والكمِيُّ: الشجاع المُتَكَمِّي في سلاحه، لأنَّه كَمى نفسه، أي ستَرها بالدرع والبيضة، والجمع الكُماةُ.
كنبالكِنابُ بالكسر: الشِمْراخُ. والكَنَبُ في اليد مثل المَجَلِ، إذا صلُبَتْ من العمل. قال الأصمعيّ: يقال أكَنَبَتْ يداه، ولا يقال كَنِبَتْ يداه. وأنشد أحمد بن يحيى:
قد أكْنَبَتْ يداكَ بعد لينِ
وبعد دُهْنِ البانِ والمَضْنونِ
وهَمَّتا بالصَبر والمُرونِ
والكَنِبُ أيضاً: نَبْتٌ. قال الطرِمَّاحُ:
مُعالِياتٌ على الأريافِ مَسْكَنُها ... أطرافُ نجدٍ بأرضِ الطَلْحِ والكَنِبِ
كندكَنَدَ كُنوداً، أي كَفَرَ النِعمة، فهو كَنودٌ. وامرأةٌ كَنودٌ أيضاً، وكُنُدٌ مثله. وأرضٌ كَنودٌ: لا تُنبِتُ شيئاً. وكَنَدَهُ، أي قطعه.
كندرالكُنْدُرُ: اللبَانُ. والكُنْدُرُ والكُنادِرُ: القصير الغليظ مع شِدَّةٍ، ويوصف به الغليظُ من حُمُرِ الوحش.
كندشالكُنْدُشُ: العَقْعَقُ.
كنزالكَنْزُ: المال المدفون. وقد كَنَزْتُهُ أكْنُزُهُ. وفي الحديث: " كلُّ مالٍ لا تؤدَّى زكاتُه فهو كَنْزٌ " . واكْتَنَزَ الشيءُ: اجتمع وامتلأ. وقد كَنَزْتُ التمر. وهذا زمنُ الكَنازِ. قال ابن السكيت: لم يُسمع إلا بالفتح. وقال بعضهم: هو مثل الجَدادِ والجِدادِ، والصَرامِ والصِرامِ. وناقةٌ كِنازٌ بالكسر، أي مُكْتَنِزَةُ اللحم.
كنسالكانِسُ: الظبيُ يدخل في كِناسِهِ، وهو موضعه في الشجر يَكتَنُّ فيه ويستتر. وقد كنَسَ الظبيُ يَكْنِسُ بالكسر. وتَكَنَّسَ مثله. وكَنَسْتُ البيت أكْنُسُهُ بالضم كَنْساً. والمِكْنَسَةُ: ما يُكْنَسُ به. والكُناسَةُ: القمامة. والكَنيسةُ للنصارى. والكُنَّسُ: الكواكبُ. قال أبو عبيدة: لأنها تَكْنِسُ في المغيب، أي تستتر. ويقال هي الخُنَّسُ السيَّارة.
كنظكَنَظَهُ الأمر مثل غَنَظَهُ، إذا جَهَده وشقَّ عليه.
كنعكَنَعَ كُنوعاً: انقبض وانضمَّ. وكَنَعَ الأمرُ، أي قرُب. وكَنَعَ النجمُ، أي مال للغروب. وكَنَعَ الرجلُ، أي خضع ولان، وأكْنَعَ مثله. وأكْنَعَتِ العُقابُ، إذا ضمَّتْ جناحيها للانقضاض. وكَنِعَتْ أصابعه، كَنْعاً، أي تشنّجت. والتَكْنيعُ: التقبيضُ. والتَكنُّعُ: التقبُّضُ. يقال: تَكَنَّعَ الأسيرُ في قِدّهِ: تقبَّضَ واجتمع. واكْتَنَعَ القومُ، أي اجتمعوا.
كنعدالكَنْعَدُ: ضربٌ من سمك البحر.
كنفكَنَفْتُ الشيء أكْنُفُهُ، أي حُطْتُهُ وصُنْتُهُ وأكْنَفْتُهُ، أي أعَنْتُه. والمُكانَفَةُ: المعاونةُ. والكنَفُ بالتحريك: الجانبُ. وكَنَفا الطائرِ: جَناحاه. وكَنَفَةُ الإبل: ناحيتُها. وحكى أبو زيد: شاةٌ كَنْفاءُ، أي حدباء. وتَكَنَّفوهُ واكْتَنَفوهُ، أي أحاطوا به. والتَكْنيفُ مثله، يقال صِلاءٌ مُكَنَّفٌ، أي أحيط به من جوانبه. والكِنْفُ بالكسر: وعاءٌ تكون فيه أداةُ الراعي، وبتصغيره جاء الحديث: " كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً " . والكَنيفُ: الساتر. ويسمى الترسُ كَنيفاً لأنه يستر. ومنه قيل للمذهب: كَنيفٌ. والكَنيفُ: حظيرة من شجر تُجعَل للإبل. يقال منه: كَنَفْتُ الإبل وأكنف وأكتنف القومُ، إذا اتَّخذوا كَنيفاً لإبلهم. وكَنَفْتُ عن الشيء، أي عدلتُ. ومنه قول القطامي:
فَصالوا وَصُلْنا واتَّقونا بماكِرٍ ... لِيُعْلَمَ ما فينا عن البَيْعِ كانِفُ
كننالكِنُّ: السُترة؛ والجمع أكْنانٌ. قال الله تعالى: " وجَعَل لكم من الجبال أكْناناً " . والأَكِنَّةُ: الأغطية. قال الله تعالى: " وجَعَلْنا على قُلوبِهِمْ أَكِنَّةً " ، الواحد كِنانٌ. قال عمر بن أبي ربيعة:
تحت عَيْنٍ كِنانُنا ... بُرْدُ عَصْبٍ مُرَحَّلُ

الكسائي:كَنَنْتُ الشيء: سترتُه وصنْته من الشمس. وأكْنَنْتُهُ في نفسي: أسررته. وقال أبو زيد: كَنَنْتُهُ وأكْنَنْتُهُ بمعنًى، في الكِنِّ وفي النفس جميعاً. وتقول: كَنَنْتُ العلم وأَكْنَنْتُهُ، فهو مَكْنونٌ ومُكَنٌّ. وكَنَنْتُ الجارية وأَكْنَنْتُها، فهي مَكْنونَةٌ ومُكَنَّةٌ. أبو عمرو: الكُنَّةُ بالضم: سَقيفة تُشْرَعُ فوق باب الدار، والجمع كُنَّاتٌ. والكَنَّةُ: امرأة الابن، وتجمع على كَنائنَ كأنَّه جمع كَنينَةٍ. والكِنانَةُ: التي تُجعل فيها السهام. واكْتَنَّ واسْتَكَنَّ: استتر. والمُسْتَكِنَّةُ: الحقد. قال زهير:
وكانَ طَوى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ ... فلا هُو أبداها ولم يَتَقَدَّمِ
والكانونُ والكانونَةُ: المَوْقِد. ويقال للثقيل من الرجال: كانونٌ. قال الحطيئة:
أَغِرْبالاً إذا اسْتُودِعْتِ سِرًّا ... وكانوناً على المُتَحَدِّثينا
وكانونُ الأوَّلُ وكانونُ الآخِر: شهران في قلب الشتاء، بلُغة أهل الروم.
كنهكُنْهُ الشيءِ: نهايتُهُ. يقال: أَعْرِفُهُ كُنْهَ المعرفة. ووقتُ الأمرِ: كُنْهُهُ أيضاً، ولا يُشتقُّ منه فعلٌ. وقولهم: لا يَكْتَنِهُهُ الوصفُ، بمعنى لا يَبلغ كُنْهَهُ، أي قدرَهُ وغايتَهُ. كلامٌ مُوَلَّدٌ.
كنهرالكَنْهَورُ: العظيمُ من السحاب.
كنىالكِنايَةُ: أن تتكلَّم بشيء وتريد به غيره. وقد كَنَيْتُ بكذا عن كذا وكَنَوْتُ. وأنشد أبو زياد:
وإنِّي لأكْنو عن قَذورَ بغيرها ... وأُعْرِبُ أحياناً بها فأُصارِحُ
ورجلٌ كانٍ وقومٌ كانونَ. والكُنْيَةُ والكِنْيَةُ أيضاً بالكسر: واحدة الكُنى. واكْتَنى فلان بكذا. وفلان يُكْنى بأبي عبد الله، ولا تقل يُكْنى بعبد الله. وكَنَّيْتُهُ أبا زيد وبأبي زيدٍ تَكْنِيَةً. وهو كَنِيُّهُ كما تقول: سَمِيُّهُ. وكُنى الرؤيا، هي الأمثال التي يضربها مَلَكُ الرؤيا، يُكْنى بها عن أعيان الأمور.
كهبالأصمعيّ: الكُهْبَةُ: لونٌ مثل القهْبَةِ. يقال: بعيرٌ أَكْهَبُ بيِّن الكَهَبِ؛ وقد كَهِبَ. قال أبو عمرو: الكُهْبَةُ: لونٌ ليس بخالصٍ في الحمرة، وهو في الحمرة خاصَّة.
كهبلالكَنَهْبَلُ والكَنَهْبُلُ، بفتح الباء وضمِّها: ضربٌ من الشجر. قال امرؤ القيس:
فأضْحى يَسُحُّ الماءَ من كلِّ فِيقَةٍ ... يَكُبُّ على الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ
والنون زائدة.
كهدكَهَدَ الحمار كَهَداناً، أي عَدا. وأكْهَدْتُهُ أنا. واكْوَهَدَّ الفرخُ اكْوِهْداداً، وهو ارتعاده إلى أُمِّه لتَزُقَّهُ.
كهركَهَرَ النهارُ يَكْهَرُ كَهْراً: ارتفع. والكَهْرُ أيضاً: الانتِهارُ. وفي قراءة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: " فأمَّا اليتيمَ فلا تَكْهَرْ " . قال الكسائي: كَهَرَهُ وقَهَرَهُ بمعنًى.
كهفالكَهْفُ كالبيت المنقور في الجبل، والجمع الكُهوفُ. ويقال: فلان كَهْفٌ، أي ملجأ.
كهلالكَهْلُ من الرجال: الذي جاوزَ الثلاثين ووَخَطَهُ الشَيْبُ. وامرأةٌ كَهْلَةٌ. وفي الحديث: " هل في أهْلِكَ من كاهِلٍ " . قال أبو عبيد: ويقال: مَنْ كاهَلَ، أي منْ أسَنَّ وصارَ كَهْلاً. والكاهِلُ: الحارِكُ، وهو ما بين الكتفينِ. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تَميمٌ كاهِلُ مُضَرَ، وعليها المِحْمَلُ " . واكْتَهَلَ، أي صارَ كَهْلاً. واكْتَهَلَ النباتُ، أي تمَّ طولُهُ وظَهَرَ نَوْرُهُ.
كهمسيفٌ كَهامٌ، أي كليلٌ. ولسانٌ كَهامٌ، أي عَيٌّ. وفرسٌ كَهامٌ: بطيءٌ. ورجلٌ كَهامٌ وكَهيمٌ، أي مُسِنٌّ لا غَناءَ عنده. وقومٌ كَهامٌ أيضاً. ويقال: أكْهَمَ بصرُه، إذا كَلَّ ورَقَّ.
كهمسالكَهْمَسُ: القصيرُ.
كهنالكاهِنُ معروف، والجمع الكُهَّانُ والكَهَنَةُ. يقال: كَهَنَ يَكْهُنُ كِهانَةً، إذا تَكَهَّنَ. وإذا أردت أنَّه صار كاهِناً قلت: كهُنَ يَكْهُنُ كَهانَةً.
كههكَهَّ السكران، إذا اسْتَنْكَهْتَهُ فكَهَّ في وجهك.
كهىالكَهاةُ: الناقة العظيمة.
كوبالكوبُ: كُوزٌ لا عُروةَ له، والجمع أكوابٌ. قال:
مُتَّكِئاً تُصْفَقُ أبوابُهُ ... يسعى عليه العَبْدُ بالكوبِ

والكوبة: الطبل الصغير المُخَصَّرُ.
كوحالكاحُ، والكيحُ: عُرْضُ الجبل وسَنَدُهُ. وكَوَّحْتُ الرجل تَكْويحاً: غلبته. وكاوَحْتُهُ، إذا شاتمته وجاهرته. وتَكاوَحَ الرَجُلان، إذا تمارسا وتعالجا الشرَّ بينهما.
كوخالكوخُ بالضم: بيتٌ من قصب بلا كُوَّةٍ. والجمع الأكْواخُ.
كودكادَ يفعل كذا، يَكادُ كَوْداً ومَكادَةً، أي قارَبَ ولم يفعل. وقد يُدخلون عليها أن تشبيهاً بعسى. قال رؤبة:
قدْ كادَ من طولِ البِلى أنْ يَمْحَصا
وقولهم: عرف فلان ما يُكادُ منه، أي ما يراد منه. ويقال: لا مَهَمَّةَ لي ولا مَكادَةَ، أي لا أهُمُّ ولا أكادُ. وتقول لمن يطلب منك الشيء فلا تريد إعطاءه: لا ولا مَكادَةَ. وكادَ وُضِعَتْ لمقاربة الشيء، فُعِلَ أو لم يُفعل؛ فمجرَّدُهُ ينبئ عن نفي الفعل، ومقرونهُ بالجحد ينبئ عن وقوع الفعل. قال بعضهم في قوله تعالى: " أَكادُ أخْفيها " : أريدُ أخفيها. قال: فكما جاز أن يوضع أريدُ موضعَ أكاد في قوله تعالى: " جِداراً يُريدُ أن يَنْقَضَّ " فكذلك أكادُ. وأنشد الأخفش:
كادَتْ وكِدْتُ وتلك خيرُ إرادةٍ ... لو عادَ من لَهْوِ الصَبابَةِ ما مَمضى
كوذالكاذَتانِ: ما نتأَ من اللحم في أعالي الفخذ.
كوركارَ العِمامَةَ على رأسه يَكورُها كَوْراً، أي لاثَها. وكلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ. وقولهم: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ، أي من النقصان بعد الزيادة. والكَوْرُ أيضاً: الجماعة الكثيرة من الإبل. يقال: على فلانٍ كَوْرٌ من الإبل. وجعله أبو ذؤيب في البقر أيضاً فقال:
ولا مُشِبٌّ من الثِيرانِ أفْرَده ... عن كَوْرِهِ كَثْرَةُ الإغْراءِ والطَرَدُ
والكورُ بالضم: الرَحْلُ بأداته، والجمع أكْوارٌ وكيرانٌ. والكورُ أيضاً: كورُ الحداد المبنيُّ من الطين. والكورُ أيضاً: موضعُ الزنابير. وكُوَّرَةُ النحل: عَسَلُها في الشَمَع. والكورَةُ: المدينة، والصُقْعُ، والجمع كُوَرٌ. والكارَةُ: ما يُحمل على الظَهر من الثياب. وتَكْويرُ المتاعِ: جمعه وشدُّه. ويقال: طعنه فكَوَّرَهُ، أي ألقاه مجتمعاً. وأنشد أبو عبيدة:
ضَربناه أُمَّ الرأس والنَقْعُ ساطِعٌ ... فَخَرَّ صريعاً لليدينِ مكَوَّرا
وكَوَّرْتُهُ فتَكَوَّرَ، أي سقط. قال أبو كَبير الهذلي:
مُتَكَوِّرينَ على المعاري بينهم ... ضربٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأثْجَلِ
وتَكْويرُ العمامةِ: كَوْرُها. وتَكْويرُ الليلِ على النهار: تَغْشِيَته إيَّاه، ويقال زيادةُ هذا من ذاك. وقوله تعالى: " إذا الشمسُ كُوِّرَتْ " قال ابن عباس رضي الله عنه: غُوِّرَتْ. وقال قتادة: ذهب ضوؤها. وقال أبو عبيدة: كُوِّرَتْ مثل تَكْويرِ العمامةِ تُلَفُّ فتمحى. والتَكَوُّرُ: التقطُّر والتشمُّر. واكَتارَ الفرسُ: رفع ذَنَبَه في حُضْرِهِ. وربَّما قالوا: كارَ الرجلُ، إذا أسرع في مشيته. ورجلٌ مَكْوَرَّى، أي لئيم. قال أبو بكر ابن السرَّاج: هو العظيم روثَةِ الأنفِ، مأخوذٌ من كَوَّرَهُ إذا جمعه.
كوزالكوزُ: جمعه كيزانٌ وأكْوازٌ وكِوَزَةٌ. واكْتازَ الماءَ، أي اغترفه. وهو افْتَعَلَ من الكوزِ.
كوسكَوَّسْتُهُ على رأسه تَكْويساً، أي قلبته. وفي الحديث: " والله لو فعلت ذلك لكَوَّسَكَ الله في النار " ، أي لجعل رأسَكَ أسْفَلَكَ. وقد كاسَ هو يَكوسُ، إذا فعل ذلك. يقال: كاسَ البعير، إذا مشى على ثلاثِ قوائم وهو مُعَرْقَبٌ. قالت عَمْرَةُ أختُ العباس بن مِرداسٍ، وأُمُّها الخنساء، ترثي أخاها وتذكر أنَّه كان يعرقب الإبل:
فَظَلَّتْ تَكوسُ على أَكْرُعٍ ... ثلاثٍ وغادَرْنَ أخرى خَضيبا
تعني القائمةَ التي عَرقَب، هي مخضبَّة بالدم. والتَكاوسُ: التراكم. يقال: عشبٌ مُتَكاوِسٌ، إذا كثُر وكثف. والكوسُ بالضم: الطَبْلُ. ويقال هو معرَّب. والكوسِيُّ من الخيل: القصيرُ الدوارجِ.
كوعالكوعُ والكاعُ: طرف الزَنْد الذي يلي الإبهام. يقال: أحمقُ يَمْتَخِطُ بكوعه. والأَكْوَعُ: المعوجُّ الكوع. وامرأةٌ كَوْعاءُ بيِّنة الكَوَعِ. وكاعَ الكلبُ يَكوعُ، أي مشى على كوعه في الرَمل من شدَّة الحرّ.
كوف

الكوفَةُ: الرملة الحمراء، وبها سمِّيت الكوفَةُ. وكَوَّفْتُ تَكْويفاً، إذا صرتَ إلى الكوفة. وإنَّه لفي كوفانٍ، أي في حِرْزٍ ومَنْعَةٍ. ويقال: تركهم في كوفانٍ، أي في أمر مستدير، ويقال في عناءٍ ومشقَّة ودوَران. وتَكَوَّفَ الرملُ والقومُ، أي استداروا. وتَكَوَّفَ الرجلُ، أي تشبَّه بأهل الكوفة أو تَنَسَّبَ إليهم.
كولالكَوْلانُ بالفتح: نَبْتٌ، وهو البَرْدِيُّ. وتَكَوَّلَ القومُ على فلانٍ: تجمَّعوا عليه.
كومكامَ الفرسُ أنثاه يَكومُها كَوْماً، إذا نَزا عليها. وكَوَّمْتُ كومَةً بالضمّ، إذا جمعت قطعةً من تُراب ورفعتَ رأسها. وهو في الكلام بمنزلة قولك: صُبْرَةٌ من طعامٍ. والكَوْماءُ: الناقة العظيمة السَنام. والكومُ: القِطعة من الإبل.
كون" كانَ " إذا جعلته عبارةً عمَّا مضى من الزمان احتاج إلى خبر، لأنَّه دلَّ على الزمان فقط. تقول: كان زيدٌ عالماً. وإذا جعلته عبارةً عن حدوث الشيء ووقوعه: استغنى عن الخبر، لأنَّه دلَّ على معنًى وزمانٍ. تقول: كانَ الأمرُ، وأنا أعرفه مذْ كانَ، أي مذْ خُلِقَ. قال الشاعر:
فِدًى لبَني ذُهْلٍ بن شَيْبانَ ناقَتي ... إذا كانَ يومٌ ذو كواكبَ أشْهَبُ
وقد تقع زائدة للتوكيد، كقولك: زيدٌ كانَ منطلقاً، ومعناه زيدٌ منطلقٌ. قال الله تعالى: " وكان الله غفوراً رحيماً " . وقال الهذليّ:
وكنتُ إذا جاري دَعا لِمَضوفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري
وإنَّما يخبر عن حاله، وليس يُخبر بكُنْتُ عمَّا مضى من فعله. وتقول: كانَ كَوْناً وكَيْنونَةً أيضاً. وقولهم: لم يَكُ، وأصله يَكونُ. وأنشد: إذا لم تَكُ الحاجاتِ من هِمَّة الفتى فليس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرَتائِمِ وتقول: جاءوني لا يكون زيداً، تعني الاستثناء، كأنَّك قلت: لا يكون الآتي زيداً. وكَوَّنَهُ فَتَكَوَّنَ: أحْدَثَهُ فحَدَثَ. والكِيانَةُ: الكَفالة. وكنتُ على فلان أكونُ كَوْتاً، أي تكفَّلت به. واكْتَنْتُ به اكْتِياناً مِثله. وتقول: كُنْتُكَ، وكنتُ إيَّاكَ، كما تقول: ظننتُكَ زيداً وظننت زيداً إيَّاكَ، تضع المنفصل موضع المتَّصل في الكناية عن الاسم والخبر، لأنَّهما منفصلان في الأصل، لأنَّهما مبتدأ وخبر. قال الأسود الدؤلي:
دَعِ الخمرَ يشربها الغواةُ فإنَّني ... رأيتُ أخاها مُجْزِئاً لمكانِها
وإلاّ يَكُنْها أو تَكُنْهُ فإنَّه ... أخوها غَذَتْهُ أمُّه بلِبانِها
يعني الزبيب. والكَوْنُ: واحد الأكوانِ. والاسْتِكانَةُ: الخضوع. والمكانَةُ: المنزلة. وفلانٌ مَكينٌ عند فلان بيِّن المَكانَةِ. والمَكانُ والمَكانَةُ: الموضع. قال الله تعالى: " ولو نَشاءُ لمسَخْناهُم على مَكانَتِهِمْ " . ولمَّا كثُر لزوم الميم تُوُهِّمَتْ أصليَّةً فقيل تمَكَّنْ كما قالوا من المسكين تَمَسْكَنْ. أبو عمرو: يقال للرجل إذا شاخَ كنْتِيٌّ؛ كأنَّه نُسِب إلى قوله: كنتُ في شبابي كذا وكذا. قال:
فأصبحتُ كنْتِيًّا وأصبحتُ عاجِناً ... وشرُّ خصالِ المرء كنْتٌ وعاجِنُ
كوىالكَيُّ معروف. وقد كَوَيْتُهُ فاكْتَوى هو. ويقال: آخرُ الدواء الكَيُّ، ولا تقل: آخر الداء الكَيُّ. وكَواهُ بعينه، إذا أحدَّ إليه النظر. وكَوَتْهُ العقرب: لدغته. وكاوَيْتُ الرجل، إذا شاتمته، مثل كاوحته. والمِكْواةُ: الميسم. والكَوَّةُ: نَقْب البيت، والجمع كِواءٌ بالمدّ، وكِوًى أيضاً مقصوراً. والكُوَّةُ بالضم لغة، وتجمع على كُوًى.
كيأمَّا كَيْ مخفَّفة فجوابٌ لقولك: لِمَ فعلت كذا؟ فتقول: كَيْ يكون كذا. وهي للعاقبة كاللام، وتنصب الفعل المستقبل.
كيأأبو زيد: كِئْتُ عن الأمر أَكِيءُ كَيْأً وكَيْأَةً، إذا هِبْتَهُ وجَبُنْتَ، مثل كِعْتُ أَكيعُ. ورجلٌ كِئٌ وكَأٌ وكاءٌ أيضاً، أي ضعيفٌ جبانٌ.
كيتالتَكْييتُ: تيسير الجهاز. قال الشاعر:
كَيِّتُ جِهازَك إمَّا كنتَ مرتحِلاً ... إنِّي أخافُ على أذوادِكَ السَبُعا
أبو عبيدة: يقال كان من الأمر كَيْتَ وكَيْتَ بالفتح، وكَيْتِ وكَيْتِ بالكسر. والتاء فيهما هاء في الأصل، فصارت تاءً في الوصل.
كيد

الكَيْدُ: المكر. كادَهُ يَكيدَهَ كَيْداً ومَكيدَةً. وكذلك المُكايَدَةُ. وربَّما سمِّي الحربُ كَيْداً. يقال: غزا فلان فلم يَلْقَ كَيْداً. وكلُّ شيءٍ تعالجه فأنت تَكيدُهُ. ويقال: هو يَكيدُ بنفسه، أي يجود بها. ويسمَّى اجتهادُ الغراب في صياحه كَيْداً؛ وكذلك القَيْءُ.
كيرأبو عمرو: الكيرُ كيرُ الحدَّاد، وهو زِقٌّ أو جِلْدٌ غليظٌ ذو حافاتٍ. وأمَّا المبنيُّ من الطين فهو الكورُ.
كيسالكَيْسَ: خلاف الحُمْقِ. والرجلُ كَيِّسٌ مُكَيَّسٌ، أي ظريف. والكِيسى: نعت المرأة الكَيِّسَةِ، وهو تأنيث الأكْيَسِ، وكذلك الكوسى. وقد كاسَ الولد يَكيسُ كَيْساً وكِياسَةً. وأكْيَسَ الرجلُ وأَكاسَ، إذا وُلِدَ له أولادٌ أَكْياسٌ. قال الشاعر:
فلو كنتم لِمُكْيِسَةٍ أَكاسَتْ ... وكَيْسُ الأُمِّ يُعْرَفُ في البَنينا
ولكنْ أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فجئتم ... غِثاثاً ما نرى فيكم سَمينا
والتَكَيُّسُ: التظرُّف. وكايَسْتُهْ فكِسْتُه، أي غلبته. وهو يُكايِسُهُ في البيع. وبعض العرب يسمِّي الغدرَ كَيْسان. قال الشاعر:
إذا ما دَعَوْا كانت كُهولُهُمْ ... إلى الغَدْرِ أسْعى من شَبابِهِمِ المُرْدِ
والكيسُ: واحد أَكْياسِ الدراهم.
كيعالكسائي: كِعْتُ عن الشيء أَكيعُ وأَكاعُ، لغة في كعَعْتُ عن الأمر أَكِعُّ، إذا هِبْتَهُ وجبُنتَ.
كيفكيف: اسم مبهم غير متمكن وإنما حرك أخره لالتقاء الساكنين وبني على الفتح دون الكسر لمكان الياء.
وهو للإستفهام عن الأحوال وقد يقع بمعنى التعجب كقوله تعالى: " كيف تكفرون بالله " وإذا ضممت إليه ما صح أن يجازي به تقول: كيفما تفعل أفعل.
كيلالكَيْلُ: المِكيالُ. والكَيْلُ: مصدرُ كلْتُ الطعامَ كَيْلاً ومَكالاً ومَكيلاً أيضاً. يقال: ما في بُرِّكَ مَكالٌ، وقد قيل مَكيلٌ. والاسم الكيلَةُ، بالكسر. يقال: إنَّه لحَسَنُ الكيلَةِ، مثالُ الجِلْسَةِ والرِكبةِ. وفي المثل: " أَحَشَفاً وسوءَ كيلَةٍ " أي أتجمعُ أن تعطيني حَشَفاً وأن تسيءُ لي الكيلَ. ويقال: كِلْتُهُ، بمعنى كِلْتُ له. قال تعالى: " وإذا كالوهُمْ " أي كالوا لهم. واكْتَلْتُ عليه: أخذْتُ منه. يقال: كالَ المعطى واكتالَ الآخِذُ. وكِيلَ الطعامُ على ما لم يسمّ فاعله، وإنْ شئتَ ضممْتَ الكاف. والطعام مكيلٌ ومكْيولٌ. وكايَلْتُهُ وتكايَلْنا، إذا كالَ لكَ وكلْتَ له، فهو مُكايِلٌ بلا همزٍ. وقولهم: لا تَكايُلَ بالدَمِ، أي لا يجوز أن تقتُلَ إلا ثأرَك، ولا تعتبرُ فيه المُساواةُ في الفضل إذا لم يكن غَيْرُهُ. وكالَ الزَنْدُ يكيلُ، إذا لم يُخرِج ناراً. والكَيُّولُ: مؤخَّرُ الصفوفِ. وتكلَّى الرجلُ، أي قام في الكيُّول. والأصل تكَيَّلَ، وهو مقلوبٌ منه.
كينالكَيْنُ: لحمةٌ داخل فرج المرأة، والجمع كُيونٌ، وهي كالغُدَد.
حرف اللام

لألأ
قولهم: لا أفْعَلُهُ ما لأْلأَتِ الفورُ، أي بَصْبَصَتْ بأذنابها. وتلأْلأَ البرقُ: لَمَعَ. واللُّؤْلُؤَةُ: الدُرَّةُ، والجمع اللُؤْلُؤُ والَّلآلئُ. قال الفراء: سمعتُ العربَ تقول لصاحب اللؤْلُؤِ: لأّلٌ مثل لعَّال، والقياس لاّءٌ مثل لعَّاعٍ.
لأماللَئيمُ: الدنيء الأصل الشحيح النفس. وقد لَؤُمَ الرجل بالضم لُؤْماً ومَلأَمَةً. يقال منه للرجل: يا مَلأَمانُ، خلاف قولك: يا مَكْرَمانُ. والمِلأَمُ والمِلآمُ: الذي يقوم بعذر اللِئام. قال ابن دريد: أَلأَمَ الرجل إلْئاماً، إذا صنع ما يدعوه الناس عليه لَئيماً. قال: والملآم: الذي يعْذِرُ اللِئامَ. واللُؤْمَةُ بالتحريك: جماعةُ أدانِ الفدَّانِ، وكل ما يَبْخَلُ به الإنسانُ لحسنه من متاع البيت ونحوه. والَلأْمُ: جمع لأْمَةٍ، وهي الدرعُ. وتجمع أيضاً على لُؤَمٍ، على غير قياس، كأنَّه جمع لُؤْمَةٍ. واسْتَلأَمَ الرجلُ، أي لبس الَلأْمَةَ. والمُلأّمُ بالتشديد: المُدَرَّعُ. واللُّؤَامُ: القُذَذُ الملتئمة، وهي التي بطن القُذَّةِ منها على ظهر الأخرى، وهو أجود ما يكون. تقول منه: لأَمْتُ السهم لأْماً. وسهمٌ لأْمٌ أيضاً: عليه ريشٌ لُؤَامٌ. قال أبو عبيد: ومنه قول امرئ القيس:
نَطعنهم سُلْكى ومخلوجَةً ... لَفْتَكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ

ويقال أيضاً: لأْمْتُ الجرح والصَدْعَ، إذا شددته، فالتَأَمَ. وشيءٌ لأْمٌ، أي مُلْتَئِمٌ مجتمعٌ. ولاءمْتُ بين القوم مُلاءمَةً، إذا أصلحت وجمعت. وإذا اتَّفق الشيئان فقد الْتَأَما. ومنه قولهم: هذا طعامٌ لا يُلائِمُني. واللئْمُ بالكسر: الصلح والاتِّفاق بين الناس. وأنشد ثعلبٌ:
إذا دُعِيَتْ يوماً نُمَيْرُ بن غالِبٍ ... رأيتَ وُجوهاً قد تَبَيَّنَ لِيمُها
ولَيَّنَ الهمزة، كما يُلَيَّنُ في اللِيامِ جمع اللئيمِ.
لأىيقال: فعلَ ذلك بعد لأْيٍ، أي بعد شدَّة وإبطاء و لأن لأيا أي أبطأ والتأن مثله والتأى الرجل: أفلس. واللأْواءُ: الشدَّةُ. وفي الحديث: " من كان له ثلاثُ بناتٍ فصبَر على لأْوائِهِنَّ كُنَّ له حِجاباً من النار " . واللأَى: الثور الوحشي، والجمع أْلآءٌ؛ والأنثى لآةٌ. واللأَى أيضاً: الشدَّة في العيش. وقال:
وليس يُغَيِّرُ خِيمَ الكريمِ ... خُلوقَةُ أثوابه واللأَى
لبأاللِبَأُ على فِعَلٍ، بكسر الفاء وفتح العين: أوَّل اللبن في النِتاجِ، تقول: لَبَأْتُ لَبْأً بالتسكين، إذا حلبتَ الشاةَ لِبَأً. ولَبَأْتُ القومَ أيضاً: أطعمتُهُمُ اللبَأَ. وأَلْبَأَ القومُ: كثُر عندهم اللبَأُ. أبو زيد: أَلْبَأْتُ الجَدْيَ، إذا شددته إلى رأس الخِلْفِ ليرضع لِبَأً. واسْتَلْبَأَ هو، إذا رضع من تِلقاءِ نفسه. وأَلْبَأَتِ الشاةُ ولدَها، إذا أرضعتْهُ اللبَأَ، والتَبَأَها وَلَدُها. وعِشارٌ مَلابِئٌ، إذا دَنا نِتاجها. واللبُؤَةُ: أنثى الأسد، واللبْوَةُ ساكنة الباء غير مهموزة لغةٌ فيها. ولَبَّأْتُ بالحج تَلْبِئَةً، وأصله لَبَّيْتُ غير مهموز.
لببابن السكيت: ألَبَّ بالمكان، أي أقام به ولزِمه. وقال الخليل: لَبَّ لغة فيه. قال الفراء: ومنه قولهم لَبَّيْكَ، أي أنا مقيم على طاعتك. ونُصب على المصدر كقولك حمداً لله وشكراً. وكان حقُّه أن يقال لَبًّا. وثُنِّيَ على معنى التأكيد، أي إلباباً بك بعد إلبابٍ. قال الخليل: هو من قولهم: دارُ فلان تَلُبُّ داري، أي تُحاذيها، أي أنا مواجهك بما تحبُّ، إجابة لك. واللبُّ: العقل، والجمع الألباب، وقد جمع على أَلُبٍّ. قال أبو طالب:
فلبي إليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ
وربَّما أظهروا التضعيف في ضرورة الشعر. كما قال الكميت:
إليكمْ ذَوي آلِ النبيِّ تطلَّعَتْ ... نوازِعُ من قلبي ظِماءٌ وأَلْبُبُ
ويقال بنات أَلْبُبٍ: عروقٌ في القلب يكون منها الرِقَّة. وقيل لأعرابيَّة تعاتب ابناً لها: مالَكِ لا تَدعينَ عليه؟ قالت: تَأْبى له بناتُ أَلْبُبي. وقال المبرّد في قول الشاعر:
قد عَلِمَتْ منه بَناتُ أَلْبَبِه
يريد بناتِ أَعْقَلِ هذا الحيّ. فإنْ جمعتَ أَلْبُباً قلت أَلابِبُ، والتصغير أُلَيْبِبٌ. واللبيب: العاقل، والجمع أَلِبَّاءُ. وقد لَبِبْتَ يا رجل بالكسر تَلَبُّ لَبابَةً، أي صرت ذا لُبٍّ. وحكى يونس بن حبيب: لَبُبَتْ بالضم. ولُبُّ النخل: قلبها. وخالص كلِّ شيء لُبُّهُ. ولُبُّ الجَوْزِ واللوز ونحوِهما: ما في جوفه؛ والجمع اللُبوب. تقول منه: ألَبَّ الزرع، مثل أحبَّ، إذا دخل فيه الأكلُ. ولَبَّبَ الحَبُّ تلبيباً، أي صار له لُبٌّ. واللبيبة: ثوبٌ كالبَقيرة. ولبَّبْتُ الرجلَ تلبيباً، إذا جمعتَ ثيابه عند صدره ونحرِه في الخصومة ثم جررته. والحَسَبُ اللبابُ: الخالص؛ ومنه سمِّيت المرأة لُبابَةَ. واللَبَّةُ: المَنْحَرُ، والجمع اللَباتُ، وكذلك اللَبَبُ، وهو موضع القلادة من الصدر من كلِّ شيء، والجمع الألباب. واللَبَبُ أيضاً: ما يشدُّ على صدر الدابَّة والناقة يمنع الرَحْل من الاستِئخار. تقول منه: أَلْبَبْتُ الدابَّةَ فهو مُلْبَبٌ. وقياسه مُلَب. كما يقال: مُحَبٌّ من أحببته. ومنه قولهم: فلان في لَبَبٍ رَخِيّ، إذا كان في حال واسعة. قال الأحمر: اللَّبَبُ: ما استرقَّ من الرمل. قال ذو الرمّة:
برَّاقَةُ الجيدِ واللَّبَّاتِ واضِحة ... كأنَّا ظَبْيَةٌ أفضى بها لَبَبُ
ورجلٌ لَبٌّ، أي لازمٌ للأمر؛ يقال: رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ. وأنشد أبو عمرو:
لَبًّا بأعجاز المَطِيِّ لا حِقا
وامرأة لَبَّةٌ، قال أبو عبيد: أي قريبة من الناس لطيفة. ورجلٌ لبيب مثل لَبٍّ. قال المُضَرِّبُ ابن كعبٍ:

فقلتُ لها فِيئي إليكِ فإنَّني ... حرامٌ وإنِّي بعد ذاكَ لبيبُ
أي مع ذاك مقيم. وقال بعضهم أراد ملب من اللبية. ولببته لباً.: ضربت لَبَّتَه. وتَلَبَّبَ الرجل، أي تَحَزَّمَ وتشمَّر.
لبثاللَبْثُ: واللَباثُ: المُكْثُ. وقد لَبِثَ يَلْبَثُ لَبْثاً على غير قياس، لأن المصدر من فَعِلَ بالكسر قياسه التحريك إذا لم يتعدّ، مثل تَعِبَ تَعَباً. وقد جاء الشِعر على القياس، قال جرير:
وقد أكون على الحاجات ذا لَبَثٍ ... وأَحْوَذِيًّا إذا انْضَمَّ الذَعاليبُ
فهو لابثٌ ولَبِثٌ. وقُرِئ: " لَبِثينَ فيها أحقاباً " . وأَلْبَثْتُهُ أنا، ولَبَّثْتُهُ تَلبيثاً.
لبجلَبَجْتُ به الأرضَ مثل لَبَطْتُ، إذا جَلَدْتَ به الأرض. ولُبِج بالرجل ولُبِط به، إذا صُرع وسقط من قيام. وبَرْكٌ لَبيجٌ، وهو إبلُ الحيّ كلِّهم إذا أقامت حول البيوت بارِكةً، كالمضروب بالأرض.
لبخاللباخِيَّةُ بالضم: المرأة التامَّة، كأنَّها منسوبة إلى اللُباخ.
لبداللِبْدُ: واحد اللُبودِ. واللِبْدَةُ أخصُّ منه. ومنه قيل لزُبْرَةِ الأسد لِبْدَةٌ، وهي الشعر المتراكب بين كتفيه. والأسد ذو لِبْدَةٍ. وفي المثل: " هو أمنع من لِبْدَةِ الأسد " . والجمع لِبَدٌ. واللُبَّادَةُ: ما يلبس منها للمطر. وقولهم: ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ، السَبَدُ: الشَعَرُ. واللَبَدُ: الصوف. أي ماله شيءٌ. وأَلْبَدْتُ الفرسَ فهو مُلْبَدٌ، إذا شددتَ عليه اللِبْدَ. وأَلْبَدْتُ السرجَ، إذا عمِلت له لِبْداً. وأَلْبَدْتُ القِربة: جعلتها في لَبيدٍ، وهو الجُوالق الصغير. وأَلْبَدَ البعيرُ، إذا ضرب بذنَبه على عجزه وقد ثَلَطَ عليه وبالَ، فيصير على عَجُزه لِبْدَةٌ من ثَلْطِهِ وبولِهِ. وأَلْبَدَ بالمكان: أقام به. وأَلْبَدَتِ الإبلُ، إذا أخرج الربيع ألوانها وأوبارها وتهيَّأت للسِمَنِ. ولَبَدَ الشيءُ بالأرض، بالفتح، يَلْبُدُ لُبوداً: تَلَبَّدَ بها، أي لصق. وتَلَبَّدَ الطائر بالأرض، أي جثم عليها. وتَلَبَّدَتِ الأرض بالمطر. ولَبِدَتِ الإبل بالكسر تَلْبَدُ لَبَداً، إذا دَغِصَتْ من الصِلِّيانِ؛ وهو التواءٌ في حَيازيمِها وفي غلاصِمِها، وذلك إذا أكثرتْ منه فتغَصُّ به. يقال: هذه إبلٌ لَبادى، وناقةٌ لَبِدَةٌ. والْتَبَدَ الورق، أي تَلَبَّدَ بعضه على بعض. والْتَبَدَتِ الشجرة: كثرتْ أوراقها. ولَبَّدَ النَدى بالأرض. والتَلبيدُ أيضاً: أن يجعل المُحْرِمُ في رأسه شيئاً من صمغٍ ليَتَلَبَّدَ شعره بُقْيَا عليه، لئلا يَشْعَثَ في الإحرام. وقوله تعالى: " يقول أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً " ، أي جمًّا. ويقال أيضاً: الناسُ لُبَدٌ، أي مجتمعون. واللُبَدُ أيضاً: الذي لا يسافر ولا يبرح. قال الشاعر الراعي:
من امرئٍ ذي سماحٍ لا تَزالُ له ... بَزْلاءُ يَعْيا بها الجَثَّامَةُ اللُبَدُ
ويروى اللَبِدُ. قال أبو عبيدة: وهو أشبه ولبد: آخر نور لقمان وهو ينصرف لأنَّه ليس بمعدول. وقد ذكرته الشعراء. قال النابغة:
أضْحَتْ خَلاءً وأَضحى أهلُها احْتَملوا ... أخْنى عليها الذي أخْنى على لُبَدِ
واللَبيدُ: الجوالق الصغير.
لبزاللَبْزُ: ضرب الناقة بجمْعِ خُفِّها. قال رؤبة:
خَبْطاً بأَخْفافٍ ثِقالِ اللَبْزِ
لبساللُبْسُ بالضم: مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ ألْبَسُ. واللَّبْسُ بالفتح: مصدر قولك لَبَسْتُ عليه الأمر ألْبِسُ، أي خلطت، من قوله تعالى: " ولَلَبَسْنا عليهم ما يَلْبِسونَ " . واللَّبْسُ أيضاً: اختلاط الظلام. وفي الحديث: " في الأمر لُبْسَةٌ " بالضم، أي شبهةٌ ليس بواضح. واللِباسُ: ما يُلْبَسُ. وكذلك المَلْبَسُ. واللِبْسُ بالكسر مثله. ولِبْسُ الكعبةِ والهودجِ: ما عليهما من لِباسٍ. قال حميد بن ثور:
فلمَّا كَشَفْنَ اللِبْسَ عنه مَسَحْنَهُ ... بأطرافِ طِفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما
ولِباسُ الرجل: امرأته. وزوجُها: لِباسُها. قال الله تعالى: " هُنَّ لِباسٌ وأنتم لِباسٌ لَهُنَّ " . قال الجعديّ:
إذا ما الضَجيعُ ثَنى جيدَها ... تثَنَّتْ عليه فكانت لِباسا

ولِباسُ التقوى: الحياءُ، هكذا جاء في التفسير، ويقال الغليظُ الخشنُ القصيرُ. واللبوسُ: ما يُلْبَسُ. وأنشد ابن السكيت:
الْبَسْ لكلِّ حالةٍ لَبوسَها
إمَّا نَعيمَها وإمَّا بوسَها
وقوله تعالى: " وعَلَّمناهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ " ، يعني الدروع. وتَلَبَّسَ بالأمر وبالثوب. ولابَسْتُ الأمر: خالطته. ولابَسْتُ فلاناً: عرَفْت باطنه. وما في فلان مَلْبَسٌ، أي مُسْتَمْتَعٌ. والْتَبَسَ عليه الأمر، أي اختلط واشتبَهَ. والتَلبيسُ كالتدليسِ والتخليطِ، شدِّد للمبالغة. ورجلٌ لَبَّاسٌ ولا تقل مُلَبِّسٌ.
لبطلَبَطْتُ به الأرض، مثل لَبَجْتُ به، إذا ضربتَ الأرض. ولُبِطَ به يُلْبَطُ لَبْطاً، مثل لُبِجَ به، إذا سقط من قيام. وكذلك إذا صُرِعَ. وتَلَبَّطَ، أي اضطجع وتمرَّغ. وإذا عدا البعيرُ وضَرَب بقوائمه كلِّها قيل: مرَّ يَلْتَبِطُ. والاسم اللبْطَةُ بالتحريك. وعَدْوُ الأقْزل: لَبْطَةٌ أيضاً.
لبقاللَبِقُ واللَبيقُ: الرجل الحاذقُ الرفيقُ بما يعمله. وقد لَبِقَ بالكسر لَباقَةً. قال الشاعر:
وكان بتَصريفِ القَناةِ لبيقا
ويقال أيضاً: لَبِقَ به الثوبُ، أي لاق به. والثريدُ المُلَبَّقُ: الشديد التثربدِ المُلَيَّنُ بالدَسم. يقال: ثريدةٌ مُلَبَّقَةٌ.
لبكاللَبْكُ: الخلطُ. وقد لَبَكْتُ الأمر ألْبُكُهُ لَبْكاً. وأمرٌ لَبِكٌ، أي مختلطٌ. قال زهير:
رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحَيِّ فاحْتَمَلوا ... إلى الظَهيرةِ أمرٌ بينهم لَبِكُ
ولَبَكْتُ السَويقَ بالعسل: خلطته. والْتَبَكَ الأمرُ، أي اختلط. قال الكلابيّ: أقول لَبيكَةٌ من غنم. وقد لَبَكوا بين الشاء، أي خَلَطوا بينه. واللَبَكَةُ: القطعة من الثريد. ويقال: ما ذقتُ عنده عَبَكَةً ولا لَبَكَةً.
لبلباللبلبة: الرقة على الولد يقال لبلبت الشاة على ولدها إذا لحسته وأشبلت عليه حين تضعه ولبالب الغنم: جلبتها وأصواتها.
لبناللَبَنُ: اسم جنسٍ، والجمع الألبانُ. واللَبَنُ أيضاً: وجعٌ في العنق من الوسادة. وقد لَبِنَ الرجل بالكسر. ويقال أيضاً: لَبِنَتِ الشاة لَبَناً، أي غَزُرَتْ. وناقةٌ لَبِنَةٌ: غزيرةٌ. أبو زيد: اللَبونُ من الشاء والإبل: ذات اللَبَنِ، غزيرةً كانت أم بكيئةً، وجمعها لِبْنٌ ولُبْنٌ عن يونس. يقال: كم لُبْنُ غنمك، أي ذوات الدَرِّ منها. قال: فإذا قصدوا قصد الغزيرة قالوا: لَبِنَةٌ، وقد لَبِنَتْ لَبَناً. وقال الكسائي: إنَّما سمع كم لِبْنُ غنمك؟ أي كم رِسْلُ غنمك. وابنُ اللَبونِ: ولد الناقة إذا استكمل السنة الثانية ودخَل في الثالثة، والأنثى ابنة لَبونٍ، لأنَّ أمَّه وضعت غيره فصار لها لَبَنٌ. ولَبَنْتُهُ ألْبِنُهُ: سقَيتُه اللبن، فأنا لابِنٌ. يقال: نحن نَلْبُنُ جيراننا، أي نسقيهم اللَبَنَ ولبنه بالعصا يلبنه بالكسر لبناً إذا ضربه بها يقال: لبنه ثلاث لبنات. ولَبَنَهُ بصخرة، ضربه بها. ورجلٌ لابِنٌ أيضاً: أي ذو لَبَنٍ، كقولك: تامرٌ، أي ذو تمرٍ. قال الحطيئة:
وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ أَ ... نَّكَ لابِنٌ بالصيف تامِرْ
وأَلْبَنَ القومُ: كثُر عندهم اللَبَنُ. وألْبَنَتِ الناقة: نزل لَبَنُها في ضَرعها، فهي مُلْبِنٌ. وقال:
أعْجَبَها إذ أَلْبَنَتْ لِبانُهْ
وفرسٌ مَلْبونٌ ولَبينٌ: ربِّيَ باللَبَنِ. وقومٌ مَلْبونونَ، إذا ظهر منهم سفهٌ يصيبهم من ألبان الإبل، مثل ما يصيب أصحاب النَبيذ. ويقول: هذا عُشب مَلْبَنَةٌ بالفتح، أي يكثُر عليه لبنُ الشاة. وجاء فلانٌ يَسْتَلْبِنُ، أي يطلب لَبَناً لعياله أو لضيفانه. واللَبِنَةُ: التي يُبنى بها، والجمع لَبِنٌ. قال ابن السكيت: من العرب من يقول لِبْنَةٌ ولِبْنٌ. ولَبَّنَ الرجل تَلبيناً، إذا اتَّخذه، والمِلْبَنُ: قالب اللَبِنِ. والمِلْبَنُ: المِحْلَبُ. ولَبِنَةُ القميص: جُرُبَّانُهُ. والتَلَبُّنُ: التَلَدُّن، وهو التمكٌّن والتلبُّث. والمُلَبَّنُ بالتشديد: الفلاتَجُ، وأظنُّه مولَّداً. واللِبانُ بالكسر، كالرضاع، يقال: هو أخوه بلِبانِ أمّه. قال ابن السكيت: ولا يقال بلبَن أمّه، إنَّما اللَبَنُ الذي يُشرب من ناقة أو شاةٍ أو بقرة. قال كميت يمدح مخلد ابن يزيد:
تَلقى النَدى ومجلداً حَليفَيْن

كانا معاً في مَهْدِهِ رَضيعَيْن
تنازَعا فيه لِبانَ الثَديَيْن
واللَبانُ بالفتح: ما جرى عليه اللَبَبُ من الصدر. واللُبانُ بالضم: الكُنْدُرُ. واللُبانَةُ: الحاجةُ. واللُبْنى: شجرة لها لبنٌ كالعسل، وربَّما يُتبخَّر به.
لبىلَبَّيْتُ بالحجّ تَلْبِيَةً، وربَّما قالوا: لبَّأتُ بالهمز وأصله غير الهمز. ولَبَّيْتُ الرجلَ، إذا قلت له: لَبَّيْكَ.
لتألَتَأْتُ الرجلَ بحجرٍ، إذا رميته به. ولَتَأْته بعيني، إذا أحددتَ إليه النظر. ولَتَأْتُها، إذا جامعتها. ولَتَأَتْ به أمُّه: ولدَته. ويقال: لعنَ الله أمًّا لَتَأَتْ به.
لتبالَّلاتِبُ: الثابتُ، تقول منه: لَتَبَ لَتْباً ولُتوباً. وأنشد أبو الجراح:
فإنْ يَكُ هذا من نبيذٍ شربتُهُ ... فإنِّيَ من شربِ النبيذ لتائِبُ
صُداعٌ وتَوصيمُ العِظامِ وفترةٌ ... وغَمٌّ من الإشراقِ في الجوفِ لاتِبُ
واللاتِبُ أيضاً: اللازق، مثل اللازب. ولَتَبْتُ في مَنْحَرِ الناقة، أي طعنتُ، مثل لَتَمْتُ.
لتتلَتَّ الشيءَ يلُتُّهُ لَتًّا، إذا شدَّه وأوثقه. وقد لُتَّ فلانٌ بفلان، إذا لُزَّ به وقُرن معه. ولَتَبَ السَويقَ ألُتُّهُ لَتًّا، إذا جَدَحْتَهُ.
لتحاللَتَحُ، بالتحريك: الجوع. وقد لَتِحَ فهو لَتْحانُ، وامرأةٌ لَتْحى.
لتزلَتَزْتُ الشيءَ لَتْزاً، مثل رَكَزْتُهُ رَكْزاً.
لتماللَتْمُ: الطعنُ في المِنحر، مثل اللَتْبِ.
لتىالَّتي: اسمٌ مبهمٌ للمؤنَّث، وهو معرفة، ولا يجوز نزع الألف واللام منه للتنكير، ولا يتم إلا بصلةٍ. وفيه ثلاث لغات: الَّتي، والَّلتِ بكسر التاء، واللَّتْ بإسكانها. وفي تثنيتها ثلاث لغات أيضاً: اللَّتانِ، واللَّتا بحذف النون، واللَّتانِّ بتشديد النون. وفي جمعها خمس لغات: اللاتي، واللاتِ بكسر التاء بلا ياء، واللواتي، واللواتِ بلا ياءٍ. واللَّوا بإسقاط التاء. وتصغير التي: اللتَيَّا بالفتح والتشديد. فإذا ثنَّيت المصغَّر أو جمعت حذفت الألف وقلت: اللَّتيانِ واللَّتياتُ. قال الراجز:
بعد اللَّتيَّا واللَّتَيَّا والتي
إذا عَلَتْها أنْفُسٌ تَرَدَّتِ
ويقال: وقعَ فلانٌ في اللَّتَيَّا والَّتي، وهما اسمان من أسماء الداهية.
لثثأبو عمرو: ألَثَّ عليه إلْثاثاً: ألَحَّ عليه. وقال الأصمعيّ: ألَثَّ بالمكان، أقام به. وفي الحديث: " لا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجَزَةٍ " .
لثغاللثْغَةُ في اللسان، هو أن يصيِّر الراء غيناً أو لاماً، والسين ثاءً. وقد لَثِغَ بالكسر يَلْثَغُ لَثَغاً، فهو ألْثَغُ وامرأةٌ لَثْغاءُ.
لثقاللَثَقُ بالتحريك: البَلَلُ، وقد لَثِقَ الشيء والْتَثَقَ، وألْثَقَهُ غيره. وطائرٌ لَثِقٌ، أي مبتلٌّ.
لثلثلَثْلَثَ مثله، ولَثْلَثَ في الأمر وتَلَثْلَثَ بمعنًى، أي تردَّد. وقال رؤبة:
لا خير في وِدِّ امرئٍ مُلَثْلِثِ
ولَثْلَثْتُهُ عن حاجته، أي حبسته. وتَلَثْلَثَ في الدَقْعاءِ: تمرَّغ. وألَثَّ المطر، أي دام أيَّاماً لا يقلع.
لثملَثَمَ البعير الحجارة بخفِّه يَلْثِمُها، إذا كسرها. وخُفٌّ مُلَثَّمٌ: يصكُّ الحجارة. ويقال أيضاً: لَثَمَتِ الحجارةُ خفَّ البعير، إذا أصابته وأدْمَته. وخُفٌّ مُلْثومٌ، مثل مرثومٍ. واللُثْمُ بالضم جمع لاثِمٍ. قال الفراء: اللِثامُ: ما كان على الفم من النِقاب، واللفامُ: ما كان على الأرنبة. يقال: لَثَمَتِ المرأةُ تَلْثِمُ لَثْماً، والْتَثَمَتْ وتَلَثَّمَتْ، إذا شدَّت اللِثامَ. وهي حسنةُ اللِثْمَةِ. واللثمُ أيضاً: القُبْلَةُ. وقد لَثِمْتُ فاها بالكسر، إذا قبَّلتها. قال جميل:
فلَثِمْتُ فاها آخِذاً بقرونِها ... شُرْبَ النزيفِ ببردِ ماءِ الحَشْرَجِ
لثىلَثِيَ الشيءُ بالكسر يَلْثى لَثىً، أي نَدِيَ. وهذا ثوبٌ لَثٍ، أي ابتلَّ من العرق واتَّسخ. ولَثى الثوبِ: وسخه. قال أبو عمرو: اللثى: ماء يسيل من الشجر كالصمغ، فإذا جمد فهو صُعْرورٌ. وألْثَتِ الشجرة ما حولها، إذا كانت يقطرُ منها ماء. واللِثَةُ بالتخفيف: ما حول الأسنان، وأصلها لِثَيٌ، وجمعها لِثاتٌ ولِثًى.
لجأ

لَجَأْتُ إليه لَجَأً بالتحريك وملجأً، والْتَجَأْتُ إليه، بمعنًى. والموضع أيضاً لَجَأٌ ومَلْجَأٌ. والتَلْجِئَةُ: الإكراه. وألْجأْتُهُ إلى الشيء: اضطررته إليه. وألْجَأْتُ أمري إلى الله: أسْنَدْتُ.
لجباللَجَبُ: الصوت والجَلَبَةُ. تقول: لَجِبَ بالكسر. وجيش لَجِبٌ عَرَمْرَم، أي ذو جَلَبَةٍ وكثرةٍ. وبحرٌ ذو لَجَبٍ، إذا سمع اضطرابُ أمواجه.
الأصمعيّ: اللَجْبَةُ: الشاة التي أتى عليها بعد نِتاجها أربعة أشهر فخفَّ لبنَها، وفيه ثلاث لغات: لَجْبَةٌ ولُجْبَةٌ ولِجْبَةٌ، والجمع اللِجابُ. قال الشاعر:
عَجِبَتْ أبناؤنا من فِعْلِنا ... إذ نبيعُ الخيلَ بالمِعْزى اللِجاب
ولَجَباتٌ أيضاً بالتحريك، وهو شاذٌّ لأنَّ حقّه التسكين. وقال ابن السكيت: اللَجبة: التي قلَّ لبنها. قال: ولا يقال للعنز لَجْبة. تقول منه: لَجُبَتِ الشاة بالضم، وكذلك لَجَّبَتِ الشاةُ تَلْجيباً.
لججلَجِجْتَ بالكسر، تَلَجُّ لَجاجاً ولَجاجَةً، فهو لجوجٌ ولجوجةٌ، الهاء للمبالغة. ولَجَجْتَ بالفتح تلِجُّ لغة. والمُلاجَّة: التمادي في الخصومة. وسمعت لَجَّةَ الناس بالفتح، أي أصواتهم. والْتَجَّتِ الأصواتُ، أي اختلطت. ولُجَّةُ الماء بالضم: معظمُه، وكذلك اللُجُّ. ومنه بحرٌ لُجِّيٌّ. واللُجُّ أيضاً: السيف. ولَجَّجَتْ السفينةُ، أي خاضت اللُجَّة. والْتَجَّ البحر الْتِجاجاً.
لجحاللَجْحُ، بالضم: شيء يكون في أسفل البئر أو في أسفل الوادي، نحو الدَحْلِ.
لجذلَجَذَني قلانٌ يَلْجُذُ بالضم لَجْذاً، إذا أعطيته، ثمَّ سألك فأكثَرَ. ولَجِذَ الكلبُ الإناءَ بالكسر لَجَذاً ولَجْذاً، أي لَحِسه. ويقال للماشية إذا أكلت الكلأ: لُجِذَ الكلأُ. وقال الأصمعيّ: لَجَذَهُ، مثل لَسَّه.
لجزاللَجِزُ: مقلوب اللزِجِ. قاله ابن السكيت في كتاب القلب والإبدال، وأنشد لابن مقبل:
يَعْلونَ بالمَرْدَقوشِ الوردِ ضاحيةً ... على سعابيبِ ماءِ الضالَّةِ اللَجِزِ
لجفقال أبو عبيد: اللَّجَفُ: مثل البُعْثُطِ، وهو سرَّة الوادي. ويقال: اللجَفُ: حفرٌ في جانب البئر. ولَجَّفْتُ البئر تَلْجيفاً: حفرت في جوانبها. قال الأصمعيّ: تَلَجَّفَتِ البئرُ، أي انْخَسَفَتْ، وبئرُ فلان مُتَلَجِّفَةٌ.
لجلجيُلَجْلِجُ المُضغةَ في فمه، أي يردِّدها فيه للمضغ. واللجْلُجة، والتلَجْلُج: التردُّد في الكلام. يقال: الحقّ أبْلَجُ والباطل لَجْلَجٌ، أي يُردَّد من غير أن ينفُذ.
لجماللجامُ فارسيّ معرَّب. واللجام أيضاً: ما تشدُّه الحائض. وفي الحديث: " تَلَجَّمي " ، أي شدِّي لِجاماً. وهو شبيه بقوله: اسْتَثْفِري. وقولهم: جاء فلان وقد لفظ لِجامه، إذا انصرف من حاجته مجهوداً من الإعياء والعطش، كما يقال: جاء وقد قرض رِباطه.
لجنتَلَجَّنَ الشيء: تلزَّج وتَلَجَّنَ رأسه، إذا غسله فلم ينق وسخه. ولَجَّنْتُ الخِطْمِيَّ ونحوه تَلْجيناً، إذا ضربته ليثْخُنَ. واللجينُ: الخبط، وهو ما سقط من الورق عند الخبطِ. قال الشماخ:
وماءٍ قد وَرَدْتُ لوصْلِ أروى ... عليه الطيرُ كالورق اللجينِ
ويقال: تَلَجَّنَ القومُ، إذا أخذوا الورق ودقُّوه وخلطوه بالنوى لتعلفه الإبل. وناقةٌ لَجونٌ: ثقيلةٌ في السير. وقد لَجَنَت تَلْجُنُ لُجوناً ولِجاناً. واللجَيْنُ: الفضَّة، جاء مصغَّراً، مثل الثريَّا والكميت.
لحباللحْبُ: الطريق الواضح، واللاحب مثله، وهو فاعل بمعنى مفعول، أي مَلْحوب. تقول منه: لَحَبَهُ يَلْحَبُهُ لَحْباً، إذا وطئه ومرَّ فيه. ويقال أيضاً: لَحَبَ، إذا مرَّ مرًّا مستقيماً. قال ذو الرمّة:
فانصاع جانِبُه الوحشيُّ وانكَدَرَتْ ... يَلْحَبْنَ لا يَأْتَلي المطلوبُ والطلبُ
ولَحَبْتُ اللحمَ عن العظم، ولَحَبْتُ العودَ ونحوَه، إذا قشرتَه. قال الشاعر:
والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحوبُ
والمِلْحَبُ: كل شيء يُقْشَرُ به ويُقْطَعُ. قال الأعشى:
وأدفعُ عن أعراضكم وأُعيرُكُمْ ... لساناً كمِقراض الخَفاجيّ مِلْحبا

ورجلٌ مِلْحَب أيضاً، إذا كان سبَّاباً بَذِيُّ اللسان. والمِلْحَبُ: المِقْطع. واللَحيبُ من النوق: القليلة لحم الظَهر. وقد لَحِبَ الرجلُ بالكسر، ، إذا أنحلَه الكِبَرُ.
لحجلَحِجَ السيف وغيره بالكسر يَلْحَجُ لَحَجاً، أي نَشِبَ في الغِمْدِ فلا يَخْرُجُ، مثل لَصِبَ. ومكانٌ لَحِجٌ، أي ضيِّق. والمَلاحِجُ: المَضايِقُ. قال الأصمعيّ: المُلْتَحَجُ: المُلْجأُ، مثل المُلْتَحَد. وأنشد لساعدة:
حُبَّ الضَريكِ تِلادَ المالِ رَزَّمَهُ ... فَقْرٌ ولم يتَّخِذْ في الناسِ مُلْتَحَجا
وقد الْتَحَجَهُ إلى ذلك الأمر، أي ألجأَهُ والْتَحَصَه إليه. ولَجَّحْتُ عليه الخبَرَ تَلْحيجاً، إذا خلَّطته وأظهرتَ غير ما في نفسك. وكذلك لَحْوَجْتُ عليه الخَبَرَ.
لححالإلحاح مثل الإلحاف، تقول: ألحَّ عليه بالمسألة. وألحَّ السحاب: دام مطره. وقال الأصمعيّ: ألَحَّ السحابُ بالمكان: أقام به، مثل ألَثَّ. وأنشد للبَعيث المُجاشعي:
ألَدُّ إذا لاقيتُ قوماً بخُطَّةٍ ... ألَحَّ على أكتافهم قَتَبٌ عُقَرْ
والمِلحاح: القَتَبُ الذي يَعَضُّ على غارب البعير. ورَحًى مِلْحاحٌ على ما تطحنه. وتقول: ألَحَّ الجمل، إذا حَرَنَ؛ كما تقول في الناقة: خَلأَتْ. وقولهم: هو ابن عمِّي لَحًّا، أي لاصقُ النسب. ومكانٌ لاحٌّ: ضيِّق. ولَحِحَتْ عينُه، إذا لصِقت بالرَمَصِ. وهو أحد ما جاء على الأصل.
لحدألْحَدَ في دين الله، أي حاد عنه وعَدَلَ. ولَحَدَ، لغةٌ فيه. وقرئَ: " لِسانُ الذي يَلْحَدونَ إليه " . والْتَحَدَ مثله. وألْحَدَ الرجل، أي ظلم في الحرم. وأصله من قوله تعالى: " ومن يُرِدْ فيه بإلْحادٍ بظُلْمٍ " ، أي إلْحاداً بظُلْمِ؛ والباء فيه زائدة. قال حُمَيْد ابن ثور:
قَدْنِيَ من نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدي
ليسَ الإمامُ بالشَحيحِ المُلْحِدِ
أي الجائر بمكة. واللَحْدُ بالتسكين: الشقّ في جانب القبر، واللُحْدُ بالضم لغة فيه. تقول: لَحَدْتُ للقبر لَحْداً، وألْحَدْتُ له أيضاً، فهو مُلْحَدٌ. والمُلْتَحَدُ: الملجأُ، لأنَّ اللاجئُ يميل إليه.
لحزاللحز: البخيل الضيق الخلق والملاحز: المضايق وتلاحز القوم في القول إذا تعاوصوا
لحساللَحْسُ باللسان. يقال: لَحِسَ القَصعة بالكسر، يَلْحَسُها لَحْساً. وفي المثل: " أسرعُ من لَحْسِ الكلبِ أنفَه " . ولَحِسْتُ الإناء لَحْسَةً ولُحْسَةً. وألْحَسَتِ الأرضُ، أي أنبتتْ. وقولهم: تركت فلاناً بملاحِسِ البقرِ، وهو مثلُ قولهم: بمباحث البقر، أي بالمكان القفر، بحيث لا يُدرى أين هو. ويقال بحيث تَلْحَسُ بقر الوحش أولادَها. واللاحوسُ: المَشْؤومُ.
لحصقال الأصمعيّ: الالْتِحاصُ مثل الالتِحاجِ. يقال: الْتَحَصَهُ إلى ذلك الأمر والْتَحَجَهُ، أي ألجأهُ إليه واضطرَّه. والالتِحاصُ أيضاً: الانسدادُ. يقال: الْتَحَصَتِ الإبرةُ، أي انسدَّ سَمُّها. واللحيصُ: الضيِّقُ. قال الراجز:
قد اشْتَرَوْا لي كَفَناً رَخيصا
وبوَّءوني لَحَداً لَحِيصا
لحطلَحَطَ المكانَ لَحْطاً: رَشَّهُ.
لحظلَحَظَهُ ولَحَظَ إليه، أي نظر إليه بمؤْخِرِ عينيه. واللَحاظُ بالفتح: مؤْخِر العين. واللِحاظُ بالكسر: مصدر لاحَظْتُهُ، إذا راعيتَه.
لحفالْتَحَفْتُ بالثوب: تغطَّيت به. واللِحافُ: اسمُ ما يُلْتَحَفُ به. وكلُّ شيء تغطَّيتَ به فقد الْتَحَفْتَ به. ولَحَفْتُ الرجل ألْحَفُهُ لَحْفاً: طرحت عليه اللِحافَ، أو غطَّيته بثوب. قال طرفة:
ثمَّ راحوا عَبِقَ المِسْكِ بهم ... يَلْحَفونَ الأرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ
ولاحَفْتُ الرجل مُلاحَفَةً: كاتَفْتُهُ. وأَلْحَفَ السائل: ألحّ. يقال: ليس للمُلْحِفِ مثل الردِّ. والمِلْحَفَةُ: واحدة المَلاحِف.
لحق

لَحِقَهُ ولَحِقَ به لَحاقاً بالفتح، أي أدركه؛ وأَلْحَقَهُ به غيره. وأَلَحَقَهُ أيضاً، بمعنى لَحِقَهُ. وفي الدعاء: " إنَّ عذابكَ بالكفار مُلْحِقٌ " أي لاحِقٌ، والفتح أيضاً صواب. ولَحِقَ لُحوقاً، أي ضَمَرَ. والمُلْحَقُ: الدعِيُّ المُلْصَقُ. واسْتَلْحَقَهُ، أي ادَّعاه. وتَلاحَقَت المطايا، أي لَحِقَ بعضُها بعضاً. واللَحَقُ بالتحريك: شيء يَلْحَقُ بالأوَّل. واللَحَقُ أيضاً من التمر: الذي يأتي بعد الأول.
لحكاللَحَكُ: مداخلة الشيء في الشيء والتزاقُه به. يقال: لُوحِكَ فَقارُ ظهرِه، إذا دخل بعضُها في بعض. وشيءٌ مُتَلاحِكٌ، أي متداخل. والمُتَلاحِكَةُ: الناقة الشديدة الخَلق. وقال ابن السكيت: اللُحَكَةُ، دُوَيْبَّة شبيهة بالعظايا تبرقُ زرقاءُ، وليس لها ذَنَبٌ طويلٌ مثل ذنب العَظاية، وقوائمها خفيَّة.
لحلحلَحْلَحَ القومُ وتَلَحْلَحوا، إذا لم يبرحوا مكانهم. قال ابن مقبل:
أُناسٍ إذا قيل انْفُروا قد أُتيتُمُ ... أقاموا على أثقالهم وتَلَحْلَحوا
لحماللحمُ: معروف، واللَحْمَةُ: أخصُّ منه، والجمع لِحامٌ ولُحْمانٌ ولُحومٌ. واللُحْمَةُ بالضم: القرابةُ. ولُحْمَةُ الثوب تضم وتفتح. ولُحْمَةُ البازي: ما يُطْعَمُ ممَّا يصيده. يضم ويفتح أيضاً. والمَلْحَمَةُ: الوقعةُ العظيمة في الفتنة. واسْتُلْحِمَ الرجل، إذا احْتَوَشَهُ العدوُّ في القتال. والمُتَلاحِمَةُ: الشَجَّةُ التي أخذتْ في اللحم ولم تبلغ السِمْحاق. والمُلْحَمُ: جنسٌ من الثياب. ويقال أيضاً: رجلٌ مُلْحَمٌ، أي مُطْعَمٌ للصيد مرزوقٌ منه. ولاحَمْتُ الشيء بالشيء، إذا ألصقتَه به. وحبلٌ مُلاحَمٌ: مشدود الفتل. والمُلْحَمُ: الملصَق بالقوم، عن الأصمعيّ. أبو عبيدة: اللَحيمُ: القتيلُ. وقد لُحِمَ، أي قُتِلَ. وأنشد:
فقالوا تَرَكْنا القومَ قد حَصِروا به ... ولا ريبَ أنْ قد كان ثَمَّ لَحيمُ
وقد لَحُمَ الرجل بالضم فهو لحيمٌ، إذا كان كثير اللَحْمِ في بدنه. ولَحِمَ: اشتهى اللَحْمَ، فهو لحِمٌ. ولَحَمْتُ القوم ألْحَمَهَمْ بالفتح فيهما، إذا أطعمتهم اللَحْمَ فأنا لاحِمٌ. ولا تقل ألْحَمْتُ، والأصمعي يقوله. ويقال أيضاً: رجلٌ لاحِمٌ: ذو لَحْمٍ. واللحَّامُ: الذي يبيع اللَحْمَ. ولَحَمْتُ العظم ألْحُمُهُ بالضم، إذا عَرَقْتَهُ. وألْحَمَ الدابَّة، إذا وقف فلم يبرح واحتاجَ إلى الضرب. وأَلْحَمْتُكَ عِرضَ فلانٍ، إذا أمكنتكَ منه تشتمه. وألْحَمْتُهُ سيفي. وألْحَمَ الناسجُ الثوبَ. وفي المثل: " أَلْحِمْ ما أسديت " أي تمِّمْ ما ابتدأته من الإحسان. وألْحَمَ الرجلُ: كثُر في بيته اللَحْمُ. وألْحَمَ الزرع، إذا صار فيه حَبٌّ. وأَلْحَمْتُ الحربَ فالْتَحَمَتْ. والْتَحَمَ الجرحُ للبرء.
لحناللَحْنُ: الخطأ في الإعراب. يقال: فلان لَحَّانٌ ولَحَّانَةٌ، أي كثير الخطأ. والتَلْحينُ: التخطئة. واللَحْنُ: واحد الألْحانِ واللُحونِ، ومنه الحديث: " اقرءوا القرآنَ بِلُحونِ العرب " . وقد لَحَنَ في قراءته، إذا طرَّب بها وغرَّد. وهو ألْحَنُ الناس، إذا كان أحسنهم قراءةً أو غِناءً. ولَحَنَ إليه يَلْحَنُ لَحْناً، أي نَواهُ وقصَده ومالَ إليه. ولَحَنَ في كلامه أيضاً، أي أخطأ. واللَحَنُ: الفطنة. وقد لَحِنَ. وفي الحديث: " ولعلَّ أحدَكم ألْحَنُ بحُجَّته من الآخر " ، أي أفطن لها. ومنه قول عمر بن عبد العزيز: عجبت لمن لاحَنَ الناس كيف لا يعرفُ جوامعَ الكلم، أي فاطَنَهم. أبو زيد: لَحَنْتُ له بالفتح ألْحَنُ لَحْناً، إذا قلت له قولاً لا يفهمه عنك ويخفى على غيره. ولَحِنَهُ هو عنِّي يَلْحَنُهُ لَحَناً، أي فهمه، وألْحَنْتُهُ أنا إيَّاه. ولاحَنْتُ الناسَ: فاطنتُهم. قال الفزاريّ:
وحديثٍ ألَذُّهُ هو ممَّا ... يَنْعَتُ الناعتون يوزَن وَزْنا
منطَقٌ رائعٌ وتَلْحَنُ أحيا ... ناً وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا
يريد أنَّها تتكلَّم وهي تريد غيره، وتعرِّض في حديثها فتُزيله عن جهته، من فِطنتها وذكائها، كما قال تعالى: " ولَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ القول " ، أي في فحواه ومعناه. وقال القتَّال الكلابيّ:
ولقد وَحَيْتُ لكم لكي ما تفهموا ... ولحنْتُ لَحْناً ليس بالمرتابِ

وكأنَّ اللَحْنَ في العربية راجعٌ إلى هذا، لأنَّه من العدول عن الصواب.
لحىاللحْيُ: منبِت اللِحْيَةِ من الإنسان وغيره؛ والنسبة إليه لَحَوِيٌّ. وهما لَحْيانِ وثلاثة أَلْحٍ، والكثير لُحِيٌّ. واللحيَة معروفة، والجمع لِحًى ولُحًى أيضاً. وقد الْتَحى الغلام. ورجلٌ لِحْيانِيٌّ: عظيم اللِحْيَةِ. والتَلَحِّي: تطويق العمامة تحت الحنَك. واللِحاءُ ممدود: قشر الشجر. وفي المثل: " لا تدخل بين العصا ولِحائِها " . ولَحَوْتُ العصا ألْحوها لَحْواً، إذا قشرتَها. وكذلك لَحَيْتُ العصا ألْحي لَحْياً. وقال:
لَحَيْنَهُمُ لَحْيَ العصا فطَرَدْنَهُمْ ... إلى سَنَةٍ قِرْدانُها لم تَحلَمِ
ولَحَيْتُ الرجل ألْحاهُ لَحْياً، إذا لمتَه؛ فهو مَلْحِيٌّ. ولا حَيْتُهُ مُلاحاةً ولِحاءً، إذا نازعتَه. وفي المثل: " من لاحاكَ فقد عاداك " وتلاحوا: إذا تنازعوا. وقولهم: لَحاهُ الله، أي قبَّحه ولعنه.
لخخلَخَّتْ عينه، أي كثُر دمعها. والْتَخَّ عليهم أمرهم: اختلط. والْتَخَّ العُشْبُ: التفَّ. وسكرانُ مُلْتَخٌّ، أي مختلط عقله.
لخصالتَلخيصُ: التبيينُ والشرحُ. واللَخَصُ: أن يكون الجفنُ الأعلى لَحيماً. وقد لَخِصَ الرجلُ فهو ألْخَصٌ. وضَرْعٌ لَخيصٌ، أي كثير اللحم لا يكاد اللبن يخرج منه إلا بشدَّةٍ.
لخفقال الأصمعيّ: اللِخافُ: حجارة بيضٌ رقاقٌ، واحدتها: لَخْفَةٌ. واللَخْفُ: مثل الرخْفِ، وهو الزُبد الرقيق. وقال أبو عمرو: اللَخْفُ: الضربُ الشديدُ.
لخقاللُخْقوقُ: شقٌّ في الأرض كالوِجارِ. والجمع لخاقيقُ.
لخلخاللخلخانِيَّة: العجمة في المنطق؛ يقال رجل لَخْلَخانِيٌّ، إذا كان لا يفصح.
لخماللخم: ضربٌ من سمك البحر، يقال له الكوسَجُ.
لخنلَخِنَ السقاءُ بالكسر لَخَناً، أي أنْتَنَ. ومنه قولهم: أَمَةٌ لخناءُ. ويقال: اللَخْناءُ التي لم تُخْتَن. والرجل ألْخَنُ.
لخىاللَخى: كثرة الكلام في باطلٍ. تقول: رجلٌ ألْخى وامرأةٌ لَخْواءُ. وقد لَخِيَ بالكسر لَخًى. وبعيرٌ لَخٍ وألْخى، وناقةٌ لَخْواءُ، إذا كانت إحدى ركبتيها أعظم من الأخرى، مثل الأرْكَبِ. والأَلْخى: المعوجّ. وعُقابٌ لَخْواءٌ: لأنَّ منقارَها الأعلى أطول من الأسفل. واللَخى أيضاً: المُسْعَطُ. والمِلْخى مثله. وقد لَخَوْتُ الرجل ولَخَيْتُهُ وأَلْخَيْتُهُ بمعنًى، أي أسعطته. وأَلْخَيْتُهُ مالاً، أي أعطيته. واللُخى أيضاً: نعت القُبُلِ المضطرب الكثير الماء. والصبيّ يَلْتَخي الْتِخاءً، إذا أكل خبزاً مبلولاً. والاسم اللِخاءُ مثل الغذاء.
لددالأصمعيّ: اللديدانِ: جانبا الوادي. قال: ومنه أخِذ اللَدودُ، وهو ما يُصبُّ من الأدوية في أحد شِقَّي الفم. قال ابن السكيت: يقال في المثل: " جرى منه مجرى اللَدودِ " . وجمعه أَلِدَّةٌ. وقد لُدَّ الرجل فهو ملدودٌ، وألْدَدْتُهُ أنا، والْتَدَّ هو. قال ابن أحمر:
شرِبت الشكاعى والتَدَدْتُ ألِدَّةً ... وأقْبَلْتُ أفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا
واللديدُ مثل اللدودِ. واللديدانِ: صفحتا العنق، وجمعه أَلِدَّةٌ. ومنه اشتقاقُ قولهم: فلانٌ يتلَدَّدُ، أي يلتفت يميناً وشمالاً. ورجلٌ أَلَدُّ بيِّن اللَدَدِ، وهو الشديد الخصومة؛ وقومٌ لُدٌّ. واللَدُّ بالفتح: الجُوالق. وقال الراجز:
كأنَّ لدَّيْهِ على صَفْح جَبَلْ
ولَدَّهُ يَلُدُّهُ: خَصَمَهُ، فهو لادٌّ ولَدودٌ. قال الراجز:
ألَدُّ أقْرانَ الخُصوم اللَدِّ
يقال: ما زلت ألادُّ عنك، أي أدفع. ورجلٌ يَلَنْدَدٌ وأَلَنْدَدٌ، أي خَصِمٌ، مثل الأَلَدِ. وتصغير ألَنْدَدٍ أُلَيْدٌ، لأنَّ أصله أَلَدُّ. وقولهم: ما لي منه مُحْتَدٌّ ولا مُلْتَدٌّ، أي بُدٌّ.
لدسلَدَّسْتُ البعير تَلْديساً: أنْعَلْتُهُ، وكذلك الخُفُّ إذا أصلحتَه برِقاع. يقال: خُفٌّ مُلَدَّسٌ، كما يقال: ثوبٌ مُلَدَّمٌ ومُرَدَّمٌ. واللديسُ: الناقة المكتنزة اللحم، مثل اللكيكِ والدَخيسِ. والمِلْدَسُ لغةٌ في المِلْطَسِ، وهو حجرٌ ضخم يُدقُّ به النوى، وربَّما شبِّه الفحل الشديدُ الوطء به. والجمع المَلادِسُ.
لدغ

لَدَغَتْهُ العقرب تَلْدَغُهُ لَدْغاً وتَلْداغاً، فهو مَلْدوغٌ ولَديغٌ. ويقال لَدَغَهُ بكلمةٍ، أي نَزَغَهُ بها.
لدمقال الأصمعيّ: اللَدْمُ: صوت الحجر أو الشيء يقع بالأرض، وليس بالصوت الشديد. وفي الحديث: " والله لا أكون مثلَ الضبع تَسمع اللَدْمَ حتَّى تخرج فتصاد " . ثم يسمَّى الضرب لَدْماً. يقال: لَدَمْتُ ألْدِمُ لَدْماً. قال الشاعر:
وللفؤادِ وَجيبٌ تحت أبْهَرِهِ ... لَدْمَ الغلامِ وراء الغَيبِ بالحَجَرِ
فأنا لادِمٌ، وقومٌ لَدَمٌ. ولَدَمَتِ المرأةُ وجهها: ضربته. ولَدَمْتُ خبز المَلَّةِ، إذا ضربتَه. والالْتِدامُ: الاضطرابُ. والْتِدامُ النساء: ضربهُنَّ صدورهن في النِياحة. واللَديمُ: الثوبُ الخَلَقُ. ولَدَمْتُ الثوب لَدْماً، ولَدَّمْتُهُ تَلْديماً، أي رَقَعْتُهُ، فهو مُلَدَّكٌ ولَديمٌ، أي مرقَّعٌ مُصْلَحٌ. واللِدامُ مثل الرِقاعِ يُلْدَمُ به الخفُّ وغيره. وتَلَدَّمَ الثوب، أي أخْلَقَ واسترقع. وتَلَدَّمَ الرجل ثوبَه، أي رَقَعَهُ، يتعدَّى ولا يتعدَّى مثل تَرَدَّمَ. وألْدَمَتْ عليه الحُمَّى، أي دامت. وأُمُّ مِلْدَمٍ: كُنْية الحُمَّى. والمِلْدَمُ أيضاً: الرجل الأحمقُ الكثيرُ اللحمِ الثقيلُ. والمِلْدَمُ والمِلْدامُ: حجرٌ يُرْضَخُ به النَوى، وهو المِرْضاخُ أيضاً. واللَدَمُ بالتحريك: الحُرَمُ في القرابات. ويقال: إنَّما سمِّيت الحُرْمَةُ اللَدَمَ لأنَّها تُلَدِّمُ القرابة، أي تصلح وتصل. تقول العرب: اللَدَمُ اللَدَمُ إذا أرادت توكيدَ المخالفة، أي حُرْمَتُنا حُرْمَتُكم، وبيتُنا بيتُكم، لا فرق بيننا.
لدنرمحٌ لَدْنٌ، أي ليِّنٌ؛ ورماحٌ لُدْنٌ بالضم. والتَلَدُّنُ: التمكُّث. يقال: تَلَدَّنَ عليه، إذا تلكَّأَ عليه. ولَدُنْ: الموضع الذي هو الغاية، وهو ظرفٌ غير متمكِّن بمنزلة عِنْدَ، وقد أدخلوا عليها مِنْ وحدها من بين حروف الجر. قال تعالى: " مِنْ لَدُنَّا " . وجاءت مضافةً تخفض ما بعدها. وفي لَدُنْ ثلاث لغات: لَدُنْ، ولَدى، ولَدُ.
لدىلَدى: لغة في لَدُنْ، قال تعالى: " وأَلْفَيا سَيِّدَها لَدى البابِ " . واتِّصاله بالمضمرات كاتِّصال عليك.
لذذاللَذَّةُ: واحدة اللَذَّاتِ. وقد لَذِذْتُ الشيءَ لَذاذاً ولَذاذةً، أي وجدته لَذيذاً. والْتَذَذْتُ به وتَلَذَّذْتُ به، بمعنًى. وشرابٌ لَذٌّ ولَذيذٌ، بمعنًى. واسْتَلَذَّهُ: عدَّه لذيذاً. واللَذُّ: النوم في قول الشاعر:
ولَذٍّ كطَعمِ الصَرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ ... عَشِيَّةَ خِمْسِ القومِ والعينُ عاشِقُه
واللَذِ، واللَذْ: لغةٌ في الذي. والتثنية: اللَذا بحذف النون، والجمع الذينَ، وربَّما قالوا في الرفع: اللَذونَ.
لذعلَذَعَتْهُ النار لَذْعاً: أحرقته. ولَذَعَهُ بلسانه، أي أوجعَه بكلام. يقال: نعوذ بالله من لَواذِعِهِ. والْتِذاعُ القَرحةِ: احتراقها وجعاً إذا قيَّحتْ. واللَوْذَعِيُّ: الرجل الظريف الحديد الفؤاد.
لذمأبو زيد: لَذِمْتُ بالمكان لَذْماً: لزِمْتُهُ. وأَلْذَمْتُ فلاناً بفلانٍ إلْذاماً. ولَذِمَهُ الشيءُ: أعجبه، وهو في شعر الهذليّ. وأُلْذِمَ به، أي أُولِعَ به، فهو مُلْذَمٌ به.
لذىالذي اسم مبهم للمذكَّر؛ وهو مبنيٌّ معرفةٌ، ولا يتم إلا بصلة. وأصله لذي، فأدخل عليه الألف واللام، ولا يجوز أن يُنزعا منه لتنكير. وفيه أربع لغات: الَّذي واللَّذِ بكسر الذال، واللَّذْ بإسكانها، والذِيُّ بتشديد الياء. وفي تثنيته ثلاث لغات: اللَّذانِ، واللَّذا، واللَّذا بحذف النون. قال الأخطل:
أبَني كُلَيْبٍ إنَّ عَمَّيَّ اللَّذا ... قَتلا الملوك وفَكَّكا الأغلالا
واللَّذانِّ بتشديد النون. وفي جمعها لغتان: الَّذينَ في الرفع والنصب والجر، والَّذي بحذف النون. قال الشاعر:
وإنَّ الَّذِي حانت بفَلْجٍ دماؤهم ... هُمُ القومُ كُلُّ القومِ يا أُمَّ خالِدِ
يعني الَّذينَ. ومنهم من يقول في الرفع اللَّذُونَ. وتصغير الَّذي: اللَذَيَّا بالفتح والتشديد، فإذا ثنَّيت المصغَّر أو جمعته حذفت الألف فقلت اللَّذَيَّانِ واللَّذَيُّونَ. وقول الشاعر:
فإنْ أدَعِ اللَّواتي من أناسٍ ... أضاعوهُنَّ لا أدَعِ الَّذينا

فإنَّما تركه بلا صلة لأنَّه جعله مجهولاً.
لزألَزَّأْتُ الإبلَ تَلْزِئةً، إذا أحسنتَ رعيَها. وقبَّح الله أُمًّا لَزَأَتْ به، أي وَلَدَتْهُ.
لزبطينٌ لازِبٌ، تقول منه: لَزَبَ الشيء يَلْزُبُ لُزوباً، أي لازق. واللازب: الثابت. تقول: صار الشيء ضربةَ لازبٍ، وهو أفصح من لازم. قال النابغة:
ولا يحسَبونَ الخيرَ لا شرَّ بعده ... ولا يحسَبونَ الشرَّ ضربةَ لازب
وأصابتهم لَزْبَةٌ، أي شدَّةٌ وقحطٌ، والجمع اللَزْباتُ بالتسكين؛ لأنَّه صفة. والمِلْزابُ: البخيل الشديد. وأنشد أبو عمرو:
لا يفرحون إذا ما نَضْخَةٌ وقعتْ ... وهم كِرامٌ إذا اشتدَّ الملازيب
لزجلَزِجَ الشيءُ، أي تمَطَّطَ وتمدَّد، فهو شيءٌ لزِجٌ. ولَزِجَ به، أي غَرِيَ به. ويقال للطعام أو الطِيب إذا صار كالخِطْمِيّ: قد تلزَّجَ، وتلزَّج رأسه أيضاً، إذا غسله فلم يُنقِ وَسَخَه. وتَلَزَّجَ النباتُ: تَلَجَّنَ. قال العجَّاج:
وفَرَغا من رَعْي ما تَلَزَّجا
لأنَّ النبات إذا أخذ في اليُبْس غَلُظ ماؤه فصار كَلُعاب الخِطْمِيّ.
لززلَزَّهُ يَلُزُّهُ لَزًّا ولَزَازاً، أي شدَّه وألصقه. وكَزٌّ لَزٌّ اتباعٌ له. ورجلٌ مِلَزٌّ: شديد الخصومة لَزومٌ لما طالب. قال رؤبة:
ولا امْرُؤٌ ذو جَدَلٍ مِلَزِّ
إنَّما خفض مِلَزًّا على الجِوارِ. ويقال: فلانٌ لِزازُ خَصْمٍ. ومنه لِزازُ الباب. واللزائزُ: الجَناجِنُ. قال الراجز:
ذي مِرْفَقٍ بانَ عن اللزائِزِ
والمُلَزَّزُ: المجتمِعُ الخَلْقِ الشديدُ الأسرِ، وقد لَزَّزَهُ الله. ولازَزْتُهُ: لاصقته.
لزقلَزِقَ به لُزوقاً والْتَزَقَ به، أي لَصِقَ به. وألْزَقَهُ به غيره. ويقال: فلان لِزْقي وبِلِزْقي، ولَزيقي، أي بجنبي. واللازوقُ: دواءٌ للجرح يلزَمُه حتَّى يبرأ. والمُلَزَّقُ: الشيء ليس بالمحكم.
لزملَزِمْتُ الشيء ألزَمُهُ لُزوماً، ولَزِمْتُ به ولازَمْتُهُ. واللِزامُ: المُلازِم. قال أبو ذؤيب:
فلم يَرَ غَيْرَ عادِيَةٍ لِزاماً ... كما يتفجَّرُ الحوضُ اللَقيفُ
والعادِيَةُ: القومُ يَعْدونَ على أرجلهم، أي فحَمْلَتُهُمْ لِزامٌ، كأنَّهم لَزِموهُ لا يفارقون ما هم فيه. ويقال: صار كذا وكذا ضربةَ لازِمٍ: لغة في لازِبٍ. قال كثير:
فما وَرِقُ الدنيا بباقٍ لأهله ... ولا شدَّةُ البَلْوى بضَرْبَةِ لازِمِ
وألْزَمْتُهُ الشيء فالْتَزَمَهُ. والالتِزامُ: الاعتناقُ. وتقول: سَبَبْتُهُ سبًّا يكون لَزامِ، مثل قَطامِ. والمِلْزَمُ بالكسر: خشَبتان يُشَدُّ أوساطهما بحديدةٍ، تكون مع الصَياقلة والأبَّارين.
لزناللَزْنُ: الشدَّةُ. وعيشٌ لَزِنٌ، أي ضيِّقٌ. واللَزَنُ، بالتحريك: اجتماع القوم على البئر للاستقاء حتَّى ضاقت بهم وعَجَزَتْ. وكذلك في كلِّ أمر. قال الأعشى:
ويُقْبِلُ ذو البَثِّ والراغبو ... نَ في ليلةٍ هي إحدى اللَزَنْ
لسبلَسِبْتُ العسلَ بالكسر، ألْسَبُهُ لَسْباً، إذا لَعِقْتَهُ. ولَسِبَ بالشيء، مثل لَصِبَ به، أي لَزِقَ. ولَسَبَتْهُ العقربُ بالفتح تَلْسِبُهُ لَسْباً، أي لدغته. ولَسَبَهُ أسواطاً، أي ضربه.
لسدلَسَدَ الطلا أُمَّه يَلْسِدُها لَسْداً، أي رضِعها، ولَسَدَ العسلَ أيضاً: لعِقه. وحكى أبو حاتم في كتاب الأبواب: لَسِدَ الطَلا أُمَّهَ بالكسر لَسَداً بالتحريك، مثل لَجِذَ الكلبُ الإناءَ لجَذاً.
لسساللَسُّ: الأكلُ. يقال: لَسَّتِ الدابَّةُ الكلأ تَلُسُّهُ لَسًّا بالضم، إذا نتفته بجَحْفَلَتها. قال زهيرٌ يصف وحشاً:
ثلاثٌ كأقْواسِ السَراءِ وناشِطٌ ... قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَميرِ جَحافِلُهْ
وأَلَسَّتِ الأرضُ: طلع أوَّل نباتها، واسم ذلك النبات اللُساسُ بالضم، لأنَّ المال تَلُسَّهُ. قال الراجز:
في باقِلِ الرِمْثِ وفي اللُساسِ
لسعلَسَعَتْهُ العقرب والحيَّة تَلْسَعُهُ لَسْعاً.
لسق

لَسِقَ به ولَصِقَ به، والْتَسَقَ به والْتَصَقَ به، وألْسَقَهُ به غيره، وألْصَقَهُ به غيره. وفلانٌ لِسْقي ولِصْقي، وبلِسْقي وبلِصْقي، ولَسيقي ولَصيقي، أي بجنبي. واللَسَقُ مثل اللَصَقِ، وهو لَصوقُ الرئة بالجنب من العطَش. يقال لَسِقَ البعيرُ ولَصِقَ. ومنه قول رؤبة:
وبَلَّ برْدُ الماءِ أَعْضادَ اللَسَقْ
والمُلْصَقُ: الدَعِيُّ.
لسناللِسانُ: جارحة الكلام، وقد يكنى بها عن الكلمة فتؤنَّث حينئذ. قال أعشى باهلة:
إنّي أتتني لِسانٌ لا أسَرُّ بها ... من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سَخَرُ
واللَسَنُ بالتحريك: الفصاحة. وقد لَسِنَ فهو لَسِنٌ وألْسَنُ، وقومٌ لُسْنٌ. وفلانٌ لِسانُ القوم، إذا كان المتكلِّمَ عنهم. واللِسانُ: لِسانُ الميزان. ولَسَنْتُهُ، إذا أخذتَه بلِسانِكَ. قال طرفة:
وإذا تَلْسَنُني ألْسُنُها ... إنني لستُ بمَوْهونٍ فَقِرْ
والمَلْسونُ: الكذاب. واللِسْنُ، بكسر اللام: اللغة. يقال: لكل قومٍ لِسْنٌ، أي لغة يتكلَّمون بها. والمُلَسَّنُ من النعال: الذي فيه طولٌ ولطافةٌ، على هيئة اللسان. قال كثير:
لَهُم أُزُرٌ حُمْرُ الحواشي يَطَونَها ... بأقدامهمْ في الحضرميِّ المُلَسَّنِ
وكذلك امرأةٌ مُلَسَّنَةُ القدمين.
لصبابن السكيت: لَصِبَ سيفهُ يَلْصَبُ لَصَباً، إذا نشِب في الغِمد فلا يخرج. ولَصِبَ جلدُ فلانٍ، إذا لصِق باللحم من الهُزال. واللِصْبُ بالكسر: الشِعْبُ الصغير في الجبل. وكلُّ مَضيق في الجبل فهو لِصْبٌ. والجمع لِصابٌ ولُصوبٌ. وفلانٌ لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يكاد يعطي شيئاً. ولَصِبَ الخاتَمُ في الإصبع، وهو ضدُّ قَلِقَ. واللواصب في شعر كثَيِّر: الآبار الضيقة البعيدة القعر.
لصتالفراء: اللَصْتُ بفتح اللام: اللِصُّ في لغة طيِّءٍ؛ والجمع لُصوتٌ. وهم الذين يقولون للطَسّ طَسْتٌ. قال الزبير بن عبد المطلب:
ولَكِنَّا خُلِقْنا إذ خُلِقْنا ... لنا الحِبَراتُ والمِسْكُ الفَتيتُ
وصبرٌ في المواطِنِ كلَّ يومٍ ... إذا خَفَّتْ من الفَزَعِ البُيوتُ
فأفسَدَ بطنَ مَكَّةَ بعد أُنسٍ ... قَراضِبَةٌ كأنَّهُمُ اللُصوتُ
لصصاللِصُّ: واحد اللُصوصِ. واللُصُّ بالضم لغةٌ فيه. ولِصٌّ بيِّن اللُصوصيَّةِ، وهو يَتَلَصَّصُ. وأرضٌ مَلَصَّةٌ: ذاتُ لُصوصٍ. والأَلَصُّ: المتقارب المنكبين يكادان يمسَّان أُذنيه. والأَلَصُّ أيضاً: المتقاربُ الأضراسِ. وفيه لَصَصٌ. والتَلْصيصُ في البنيان: لغةٌ في الترصيصِ.
لصفاللَصَفُ، بالتحريك: شيءٌ ينبتُ في أصول الكَبَرِ، كأنَّه خيارٌ. وهو أيضاً جنسٌ من التمر.
لضلضدليلٌ لَضْلاضٌ، أي حاذقٌ. ولَضْلَضَتُهُ: كثرةُ تلفٌّتِهِ يميناً وشمالاً. قال الراجز:
وبَلْدَةٍ تَغْبى على اللَضْلاضِ
لطألَطَأَ بالأرضِ لَطْأً، ولَطِئَ أيضاً: لَصقَ بها.
لطحاللَّطْحُ مثل الحَطْءِ، وهو الضربُ الليِّن على الظهر ببطن الكفّ. وقد لَطَحَهُ. ويقال أيضاً: لَطَحَ به، إذا ضرب به الأرض.
لطخلَطَخَهُ بكذا لَطْخاً فتَلَطَّخَ به، أي لوَّثه به فتلوَّث. ولُطِخَ فلانٌ بشرٍّ: رُمِيَ به. وفي السماء لَطْخٌ من سحاب، أي قليل.
لطسالمِلْطَسُ والمِلْطاسُ: حجرٌ ضخمٌ يدقَّ به النَوى، مثل المِلْدَمِ والمِلْدامِ، والجمع المَلاطِسُ. أبو عمرو: اللَطْسُ: الدقُّ والوطءُ الشديد. قال حاتم:
وسُقيتُ بالماء النَميرِ ولَمْ ... أُتْرَكْ أُلاطِسُ حَمْأَةَ الحَفْرِ
قال أبو عبيدة: معنى أُلاطِسُ أتلطَّخ بها.
لططلَطَّ بالأمر يَلُطُّ لَطًّا: لزِمه. ولَطَطْتُ الشيءَ: ألصقته. ولَطَطْتُ حَقَّخُ، إذا جحدته. وربَّما قالوا: تَلَطَّيْتُ حقَّه، لأنَّهم كرهما اجتماع ثلاث طاءات، فأبدلوا من الطاء الأخيرة ياءً، كما قالوا من اللَعاعِ تَلَعَّيْتُ. وألَطَّهُ عليَّ، أي أعانه أو حَمَله على أن يَلطَّ حقِّي. يقال: مالك تعينه على لَطَطِه. ولَطَّ السِتْرَ، أي أرخاه. وكلُّ شيءٍ سَتَرتَهُ فقد لَطَطْتَهُ. قال الأعشى:

ولقد ساءها البياضُ فَلَطَّتْ ... بحِجابٍ من دُونِنا مَصْدوفِ
ولَطَّتِ الناقةُ بذنَبها، إذا جعلته بين فخذَيها. وتُرْسٌ مَلْطوطٌ، أي منكبٌّ على وجهه. قال ساعدة بن جُؤَيَّة:
صَبَّ اللهيفُ لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ ... تُنْبي العُقابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ
واللَطُّ: قلادةٌ. يقال: رأيت في عنقها لَطًّا حَسَناً، وكَرْماً حَسَناً، وعِقْداً حَسَناً، كلُّه بمعنًى، والجمع لِطاطٌ. وأَلَطَّ، أي اشتدَّ في الأمر والخصومة. والأَلَطُّ: الذي سقطت أسنانه، أو تأكَّلتْ وبقيتْ أصولها. يقال: رجلٌ أَلَطُّ بيِّن اللَّطَطِ. ومنه قيل للعجوز لِطْلِطٌ، وللناقة المسنَّة لِطْلِطٌ، إذا سقطتْ أسنانها. والمِلْطاطُ: رَحى البِزْرِ. ومِلْطاطُ البعيرِ: حَرْفٌ في وَسَط رأسه. والمِلْطاطُ أيضاً: حافةُ الوادي وشَفيره، وساحلُ البحر. قال رؤبة:
نحن جَمَعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ
قال الأصمعيّ: يعني ساحل البحر.
لطعاللَطْعُ: اللحسُ. واللَطْعُ أيضاً: أن تضرب مؤخَّر إنسان برجلك. تقول منهما جميعاً: لَطِعْتُهُ أَلْطَعُهُ لَطْعاً. والْتَطَعَ: شرب جميع ما في الإناء أو الحوض، كأنَّه لَحِسَهُ. واللَطَعُ بالتحريك: بياضٌ في باطن الشفة، وأكثر ما يعتري ذلك السودان. واللَطَعُ أيضاً: تحاتُّ الأسنانِ إلا أسناخَها. رجلٌ أَلْطَعُ وامرأةٌ لَطْعاءُ. قال الراجز:
عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيسُ
واللَطْعاءُ أيضاً: القليلة لحمِ الفَرْجِ.
لطفلَطُفَ الشيء يَلْطُفُ لَطافَةً، أي صَغُرَ، فهو لَطيفٌ. واللُطْفُ في العمل: الرِفقُ فيه. واللُطْفُ من الله تعالى: التوفيق والعصمة. وألْطَفَهُ بكذا، أي بَرَّهُ به. والاسم اللَطَف. يقال: جاءتنا لَطَفَةٌ من فلان، أي هديَّة. والمُلاطَفَةُ: المُبارَّةُ. والتَلَطُّفُ للأمر: الترفُّق له. وألْطَفَ الرجلُ البعيرَ: أدخل قضيبه في الحياء، وذلك إذا لم يهتدِ لموضع الضِراب. واسْتَلْطَفَ البعيرُ، أي أدخله فيها بنفسه، مثل استخلط؛ وأخْلَطَه غيره.
لطماللَطْمُ: الضرب على الوجه بباطن الراحة. وفي المثل: " لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْني " . قالته امرأةٌ لطَمَتْها من ليست بكفوٍ لها. واللَطيمُ من الخيل: الذي سالت غُرَّتُهُ في أحد شِقَّيْ وجهه. يقال منه: لُطِمَ الفرسُ، على ما لم يسمّ فاعله، فهو لَطيمٌ. وخدٌّ مُلَطَّمٌ، شدِّد للكثرة. واللَطيمَةُ: العير التي تحمل الطيبَ وبَزَّ التُجَّارِ. وربَّما قيل لسوق العطَّارين لَطيمَةٌ. قال ذو الرمّة يصف أرطاةً تَكَنَّسَ فيها الثَورُ الوحشيّ:
كأنَّا بيتُ عَطَّارٍ تَضَمَّنَهُ ... لَطائمُ المِسْكِ يَحْويها ويُنْتَهَبُ
واللَطيمُ: الذي يموت أبواه. والعَجِيُّ: الذي تموت أُمُّه. واليتيم: الذي يموت أبوه. واللَطيم: فصيلٌ إذا طلع سُهَيْلٌ أخذَه الراعي وقال له: أترى سُهَيْلاً؟ والله لا تذُوق عندي قَطرةً! ثم لَطَمَهُ ونحَّاه. واللَطيمُ: التاسع من سوابق الخيل. ولاطَمَهُ فَتَلاطَما. والْتَطَمَتِ الأمواجُ: ضرب بعضُها بعضاً.
لطىاللَطاةُ: الجبهة. ودائرةُ اللَطاةِ: التي في وسط جبهة الدابَّة. ويقال: ألقى بلَطاتِهِ، أي بثقله. قال ابن أحمر:
فأَلقى التِهامي منهما بلَطاتِهِ ... وأَحْلَطَ هذا لا أَريمُ مَكانيا
والمِلْطى، على مِفْعَلٍ: السِمْحاق من الشِجاج، وهي التي بينها وبين العظم القِشرة الرقيقة. قال أبو عبيد: وأخبرني الواقديُّ أنَّ السمحاق في لغة أهل الحجاز: المِلْطاءُ. قال أبو عبيد: ويقال لها المِلْطاةُ بالهاء.
لظظأَلظَّ فلانٌ بفلانٍ، إذا لزِمه. يقال: هو مُلِظٌّ به، أي لا يفارقه. وقول ابن مسعود: " أَلِظُّوا في الدُعاءِ بيا ذا الجلال والإكرام " ، أي الزموا ذلك. وقال أبو عبيد: الإلْظاظُ: لزومُ الشيءِ والمثابرةُ عليه. ويقال: الإلْظاظُ: الإلحاحُ. قال بشر:
أَلَظَّ بهنَّ يَحْدوهُنَّ حتَّى ... تَبَيَّنَتِ الحِيالُ من الوِساقِ
ومنه المُلاظَّةُ في الحرب. يقال: رجلٌ مِلَظٌّ أي مُلِحٌّ، ومِلْظاظُ أي مِلحاحٌ. قال أبو محمد الفَقْعَسِيّ:
جارَيْتُهُ بِسابِحٍ مِلْظاظِ
يَجْري على قوائِمٍ أَيْقاظِ

وأَلَظَّ المطرُ، أي دام. وأَلَظَّ بالمكان، أي أقام به. ورجلٌ لَظٌّ كَظٌّ، أي عَسِرٌ متشدِّدٌ.
لظىاللَظى: النار. ولَظى أيضاً: اسمٌ من أسماء النار معرفةٌ لا ينصرف. والْتِظاظُ النارِ: التهابها. وتَلَظِّيها: تلهُّبها.
لعباللَعِب معروف واللَّعْبُ مثله. وقد لَعِبَ يلعَب. وتلعَّب: لعِب مرَّةً بعد أخرى. ورجلٌ تِلْعابَةٌ: كثير اللَعِب. والتَلعاب بالفتح: المصدر. وجاريةٌ لَعوب. والأُلْعوبة: اللَعِب. والمَلْعَبُ: موضع اللعِب. واللُعْبَةُ بالضم: لُعْبَةُ الشِطرنج والنَرْد. وكلُّ ملعوبٍ فهو لُعْبَةٌ، لأنَّه اسم. ومنه قولهم: اقْعُدْ حتَّى أفرغ من هذه اللُعْبَةِ. قال ثعلب: من هذه اللَعِبَةِ بالفتح أجودُ، لأنه أراد المرة الواحدة من اللَعِبِ. واللِعْبَةُ بالكسر: نوع من اللعَبِ، مثل الركبة والجِلسة. تقول: فلان حَسَنُ اللِعْبَةِ، كما تقول: حَسَنُ الجِلسة. ولاعبتُ الرجلَ مُلاعَبَةً. ومُلاعِبُ ظِلِّهِ: طائر، وربَّما قيل خاطِفُ ظِلِّهِ. واللُعابُ: ما يسيل من الفم. ولُعابُ النحل: العسل. ولَعَبَ الصبيُّ، بالفتح: يلعَبُ لَعْباً، إذا سال لُعابُهُ. قال لبيد:
لَعَبْتُ على أكْتافِهِمْ وحجورِهِمْ ... وَليداً وسَمُّوني مُفيداً وعاصِما
وأَلْعَبَ الصبيُّ، إذا صار له لُعابٌ يسيل من فيه. وثغرٌ ملعوبٌ، أي ذو لُعابٍ. ولُعابُ الشمس: ما تراه في شدَّة الحرّ مثل نسج العنكبوتِ، ويقال هو السَراب.
لعثمأبو زيد: تَلَعْثَمَ الرجل في الأمر، إذا تَمَكَّثَ فيه وتأنَّى. وقال الخليل: نَكَلَ عنه وتَبَصَّرَهُ.
لعجلَعَجَهُ الضَربُ، أي آلمه وأحْرَق جِلْدَه. قال الهذلي:
ضَرْباً أليماً بِسِبْتٍ يَلعَجُ الجِلدا
ويقال هَوًى لاعِجٌ، لحُرقَة الفؤاد من الحُبِّ.
لعزلَعَزَ المرأة: وطئها. والناقة فصيلَها: لَطَعَتْهُ.
لعساللَّعَسُ: لونُ الشفة إذا كانت تضرب إلى السَواد قليلاً، وذلك يُستملَح. يقال: شَفَةٌ لَعْساءُ وفِتيةٌ ونسوةٌ لُعْسٌ. وربَّما قالوا: نباتٌ ألعَسُ، وذلك إذا كثُر وكثف، لأنه حينئذٍ يضرب إلى السواد. واللَعْوَسُ، بتسكين العين: الخفيف في الأكل وغيره كأنَّه الشَرِهُ. ومنه قيل للذئب لَعْوَسٌ.
لعطقال أبو زيد: إن كان بعرض عُنق الشاةِ سَوادٌ فهي لَعْطاءُ، والاسمُ اللُعْطَةُ. وهي أيضاً سُفْعَةُ الصَقر في وجهه.
لععاللعاعُ: نبتٌ ناعمٌ في أوَّل ما يبدو. وقال الأصمعي: ومنه قيل: الدُنيا لُعاعَةٌ. وألَعَّتِ الأرضُ تُلِعُّ إلعاعاً، إذا أنبتتها. فإن أردت أنك تناولتها قلت: تلَعَّيْتُها، وخرجنا نَتَلَعَّى، وأصلها تَلَعَّعْتُها، فكرهوا ثلاث عيْناتٍ، فأبدلوا من الأخيرة ياءً. وقال أبو عمرو: اللُعاعَةُ: الكلأُ الخفيف رُعِيَ أو لم يُرْعَ.
لعقلَعِقْتُ الشيء ألعَقُهُ لَعْقاً، أي لَحِسته. ولَعِقَ فلان إصبَعه، أي مات، وهو كنايةٌ. والملْعَقَةُ: واحدة المَلاعِقِ. واللُعْقَةُ بالضم: اسمُ ما تأخذه المِلْعَقَةُ. واللَعْقَةُ بالفتح: المرّة الواحدة، يقال: في الأرض لَعْقَةٌ من ربيع، ليس إلا في الرُطبِ، يَلْعَقُها المال لَعْقاً. واللَعوقُ: اسم ما يُلْعَقُ. ورجلٌ وَعِقٌ لَعِقٌ، أي حريصٌ؛ وهو إتباعٌ له.
لعللعَلّ كلمةُ شَكٍّ، وأصْلها عَلّ، واللام في أوّلها زائدة. قال الشاعر:
يَقولُ أناسٌ عَلَّ مَجْنونَ عامرٍ ... يَرومُ سُلوٍّا قُلْتُ إني لِما بِيا
ويقال: لَعَلِّي أفعَلُ،ولَعلني أفعَلُ، بمعنًى.
لعلعاللَعْلَعُ: السرابُ. ولَعْلَعَتُهُ: بَصيصُهُ. وتَلَعْلَعَ فلان من الجوع، أي تضوَّر. واللَعيعَة: خُبزُ الجاوَرسِ. ولَعْلَعْتُ عظمَه فَتَلَعْلَعَ، أي كسرته فتكسَّر.
لعمظاللَعْمَظَةُ: الشَرَهُ. ورجلٌ لَعْمَظٌ ولُعْموظٌ ولُعْموظَةٌ، وهو النَهِمُ الشَرِهُ، وقومٌ لَعامِظَةٌ ولَعاميظُ. قال الشاعر:
أشْبِهْ ولا فَخْرَ فإنَّ التي ... تُشْبهُها قومٌ لَعاميظُ
ولَعْمَظْتُ اللحمَ، أي انتَهَسْتهُ من العظم، وربَّما قالوا: لَعْظَمْتُهُ، على القلب.
لعن

اللَعْنُ: الطردُ والإبعادُ من الخير. واللَعْنَةُ الاسم، والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ. والرجل لَعينٌ ومَلْعونٌ، والمرأة لَعينٌ أيضاً. واللَعينُ: الممسوخ. والرجل اللَعينُ: شيء يُنْصَبُ وسط المزارع تُستَطرَد به الوحوش. قال الشماخ:
ذَعَرْتُ به القَطا ونفيتُ عنه ... مَقامَ الذِئبِ كالرجلِ اللَعينِ
والمُلاعَنَةُ واللِعانُ: المباهَلة. والمَلْعَنَةُ: قارِعةُ الطريقِ ومَنزلُ الناس. وفي الحديث: " اتَّقوا الَلاعِنَ " يعني عند الحدث. ورجلٌ لُعَنَةٌ: يَلْعَنُ الناس كثيراً، ولُعْنَةٌ، بالتسكين: يَلْعَنُهُ الناس.
لعارجلٌ لَعْوٌ ولَعاً، أي شَهْوانُ حريصٌ. وكلبةٌ لَعْوَةٌ: حريصةٌ. ولَعْوَةُ الجوعِ: حِدَّته.
ويقال للعاثر: لَعاً لَكَ! دعاءٌ له بأن ينتعس. قال الأعشى:
بِذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ ... فالتَعْسُ أدنى لها من أن يقال لَعا
الفراء: اللَعْوَةُ: السواد حول حلمة الثدي. ويقال: ما بها لاعي قَرْوٍ، أي ما بها مَن يلحس عُسًّا، معناه ما بها أحدٌ. ويقال: خرجنا نَتَلَعَّى، أي نأخذ اللُعاعَ، وهو أول النبت. وأصله نَتَلَعَّعُ. وتَلَعَّى العسل: تعقَّد.
لغباللُغوبُ: التعب والإعياء. تقول منه: لَغَبَ يَلْغُبُ بالضم لُغوباً. ولغِب بالكسر يلغَب لغوباً لغةٌ ضعيفة فيه. وألغبته أنا، أي أنْصَبْتُهُ. ورجلٌ لغْبٌ بالتسكين، أي ضعيفٌ بيِّن اللَغابَةِ. الأصمعي: عن أبي عمرو بن العلاء: قال سمعت أعرابيًّا يقول: فلانٌ لَغوبٌ، جاءته كتابي فاحتَقَرها. فقلت: أتقول جاءته كتابي؟ فقال: أليس بصحيفة. فقلت: ما اللَّغوبُ؟ فقال: الأحمق. واللَّغْبُ أيضاً: الريش الفاسد مثل البُطْنانِ منه. واللُغاب بالضم مثله، وهو خلاف اللُؤامِ قال تأبَّط شراً:
وما وَلَدَتْ أمي من القومِ عاجزاً ... ولا كان ريشي من ذُنابى ولا لَغْبِ
وكان له أخٌ يقال له: ريشُ لَغْبٍ. وقد حركه الكميت في قوله:
لا نَقَلٌ ريشُها ولا لَغَب
وريشٌ لَغيب. قال الراجز في الذئب:
أشْعَرْتُهُ مُذَلّقاً مَذْروبا
ريشَ بريش لم يكن لَغيبا
الأموي: لَغَبْت على القوم ألغَبُ، بالفتح فيهما، لَغْباً: أفسَدتُ عليهم. والتَلَغّبُ: طول الطرد. وقال:
تَلَغَّبني دهرٌ فلما غَلَبْتُهُ ... غَزاني بأولادي فأدركَني الدهرُ
لغداللُغْدودُ: واحد اللَغاديدِ، وهي اللحَمات التي بين الحنك وصفحة العنق. واللُغْدُ مثله، والجمع ألْغادٌ. ولَغَدْتُ الإبلَ العواندَ، إذا رَدَدْتَها إلى القصد والطريق. وجاء فلانٌ مُلْتَغِداً، أي متغيِّظاً حنِقاً.
لغزألْغَزَ في كلامه، إذا عَمَّى مراده. والاسم اللُغْزُ. يقال: لُغْزٌ ولُغَزٌ، والجمع الألْغازُ. وأصل اللُغْزِ جُحْرٌ لليربوع بين القاصعاء والنافقاء، يَحفرُ مستقيماً إلى أسفل، ثم يعدل عن يمينه وشماله عَروضاً يعترضها، فيَخفى مكانه بتلك الألغاز. واللُغَّيْزى بتشديد الغين مثل اللُغْزِ، والياء ليست للتصغير لأنَّ ياء التصغير لا تكون رابعة، وإنما هي بمنزلة خُضَّارى للزرع، وشُقَّارى نَبْتٌ.
لغطاللَغَطُ بالتحريك: الصَوتُ والجَلبَةُ. وقد لَغَطوا يَلْغَطونَ لَغْطاً ولغَطاً ولِغاطاً، وإلْغاطاً.
لغملُغامُ البعير: زَبَدَهُ. والمَلاغِمُ: ما حول الفم الذي يبلغُه اللسان. ويشبه أن يكون مَفْعَلاً من لُغامِ البعير. وتَلَغَّمتُ بالطيب، إذا جعلتَه في المَلاغِمِ. ولَغَمْتُ ألْغَمُ لَغْماً، إذا أخبرتَ صاحبَك بشيء لا تستيقنُه.
لغناللُغْنونُ: لغة في اللُغْدودِ، والجمع اللَغانينُ.
لغالَغا يَلْغو لَغْواً، أي قال باطلاً. يقال: لَغَوْتُ باليمين. ونباح الكلب لَغْواً أيضاً. وقال:
فلا تلْغى لغيرهم كِلابُ
أي لا تُقَتنى كلابُ غيرهم. ولَغِيَ بالكسر يَلْغى لَغاً مثله. وقال:
عن اللَغا ورَفَثِ التَكَلُّمِ

واللَغا: الصوت، مثل الوَغا. ويقال أيضاً: لَغِيَ به يَلْغى لَغاً، أي لهج به. ولَغِيَ بالشراب أكثر منه. وألْغَيْتُ الشيء: أبطلتُه. وألْغاهُ من العدد، أي ألقاه منه. واللاغِيَةُ: اللَغْوُ. قال تعالى: " لا تَسمَعُ فيها لاغِيَةً " ، أي كلمة ذات لَغْوٍ. واللَغْوُ في الأيمان: ما لا يُعقَد عليه القلب، كقول الرجل في كلامه: بَلى والله: ولا والله! واللَغْوُ: ما لا يعدُّ من أولاد الإبل في ديةٍ أو غيرها لصِغرها. وقال:
ويَهْلِكُ بينها المَرْئِيُّ لَغْواً ... كما ألْغَيْتَ في الدِيَةِ الحُوارا
واللُغَةُ أصلها لُغَيٌ ولُغَوٌ، والهاء عوض، وجمعها لُغًى، ولُغاتٌ أيضاً. والنسبة إليها لُغَويٌّ ولا تقل لَغَويٌّ.
لفألَفَأتُ العودَ: قَشَرْتُهُ. ويقال لَفَأَتِ الريحُ السَحابَ عن وجه السماء. ولَفَاْتُ اللحمَ عن العظمِ: جَلَفْتُهُ عنه وقَشَرْتُه. واللَفِئَةُ: البَضْعَةُ التي لا عَظمَ فيها نحو النَحْطَةِ والهَبْرَةِ والوَذْرَةِ. ولَفَأَهُ: بالعصا: ضربه بها.
لفتاللَفْتُ: اللَيُّ. ولَفَتَ وجهه عني، أي صرفه. ولَفَتَه عن رأيه: صرفه. وتيس ألْفَتُ بيِّن اللَفَتِ، إذا كان ملتوي أحد القرنين على الآخر. والألْفَتُ في كلام تميم: الأعسرُ، وفي كلام قيس: الأحمقُ، مثل الأعْفَتْ. واللَفاتُ: الأحمق العَسِرُ الخُلُقِ. واللَفوتِ من النساء: التي لها زوجٌ ولها ولد في غيره، فهي تُلْفَتُ إلى ولدها. واللَفيتَةُ: الغليظة من العصائد، لأنها تُلْفَتُ أي تُلوى. والتَفَتَ التفاتاً. والتَلَفُّتُ أكثر منه. واللِفتُ: الشَلْجَمُ. واللِفتُ أيضاً: الشِقُّ. يقال: لفتُهُ معه، أي صغْوُهُ. ولفْتاهُ: شقَّاهُ. وقولهم: لا تلتفت لِفْتَ فلان، أي لا تنظر إليه.
لفجألَفَجَ الرجل، أي أفْلَسَ. قال رؤبة:
أحْسابُكُمْ في العُسْرِ والإلْفاجِ
شيبَتْ بِعَذْبٍ طَيّب المِزاجِ
فهو مُلْفَجٌ بفتح الفاء. وقال:
جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً عَسْلَجاً
في حَجْرِ من لم يَكُ عنها مُفْلَجا
لفحلَفَحَتْهُ النار والسَموم بحرِّها: أحرقته. قال الأصمعي: ما كان من الرياح لَفْحٌ فهو حَرٌّ، وما كان من الرياح نَفْحٌ فهو بردٌ. ولَفَحْتُهُ بالسيف لَفْحَةً، إذا ضربته به ضربةً خفيفة. واللُفَّاحُ هذا الذي يُشَمُّ، وهو شبيهٌ بالباذنجان إذا اصفرَّ.
لفظلَفَظْتُ الشيءَ من فمي ألْفِظُهُ لَفْظاً: رميته، وذلك الشيء لُفاظَةٌ. قال امرؤ القيس يصف حماراً:
يُوارِدُ مجهولاتِ كلِّ خَميلَةٍ ... يَمُجُّ لُفاظَ البَقْلِ في كل مَشْرَبِ
ولَفَظْتُ بالكلام وتَلَفَّظْتُ به، أي تَكَلَّمْتُ به. واللفْظُ: واحدُ الألفاظِ، وهو في الأصل مصدرٌ. وقولهم: " أسْمَحُ من لافِظَةٍ " ، يقال هي العنزُ، لأنها تُشلى للحلب وهي تجترُّ، فتَلْفِظُ بِجِرَّتِها وتُقْبِلُ فرحاً منها بالحلب. ويقال: هي التي تَزُقُّ فرخَها من الطير لأنها تُخرِج ما في حوصلتها وتُطعمه. قال الشاعر:
تَجودُ فَتُجْزِلُ قبل السُؤالِ ... وكَفُّكَ أسْمَحُ من لافِظَهْ
ويقال: هي الرحى، ويقال: هو الديك، ويقال: هو البحرُ لأنه يَلْفِظُ بالعنبر والجواهر، والهاء فيه للمبالغة.
لفعلَفَّعَ رأسه تَلْفيعاً، أي غطّاه. ولَفَّعْتُ المزادةَ أيضاً: قَلَبتها. وتَلَفَّعَتِ المرأة بمِرْطِها، أي تلفّحتْ به. واللِفاعُ: ما يُتَلَفَّعُ به قال الشاعر:
لم تَتَلَفَّعْ بفضل مِئْزَرِها ... دَعْدٌ ولم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَبِ
وتَلَفَّعَ الرجلُ بالثوبِ، والشجر بالورق، إذا اشتمل به وتغطَّى. وتَلَفَّعَ فلانٌ، إذا شمِله الشيب. والالْتِفاعُ: الالتحافُ. والتَفَعَتِ الأرض بالنبات: اخْضارَّتْ.
لففلَفَفْتُ الشيء لَفًّا ولَفَّفْتُهُ، شدِّد للمبالغة. ولَفَّهُ حَقَّهُ، أي مَنَعَه. وتَلَفَّفَ في ثوبه والتَفَّ بثوبه. والتِفافُ النبتِ: كثرتُه. والشيءُ المُلَفَّفُ في البِجادِ: وطْبُ اللبن، في قول الشاعر:
إذا ما ماتَ مَيْتٌ من تَميمٍ ... فَسَرَّكَ أن يعيش فجئْ بزادِ
بِخُبْزٍ أو بسَمْنٍ أو بتَمْرٍ ... أو الشيءِ المُلَفَّفِ في البِجادِ

واللِفافَةُ: ما يُلَفُّ على الرِجْل وغيرها، والجمع اللفائِف. وقولهم: جاءوا ومن لَفَّ لَفّهُمْ، أي ومن عُدَّ فيهم وتأشّب إليهم. واللَفيفُ: ما اجتمع من الناس من قبائلَ شتَّى. يقال: جاءوا بلَفِّهِمْ ولَفيفِهِمْ، أي وأخلاطهم. وقوله تعالى: " جئنا بكم لَفيفاً " أي مجتمعين مختلطين. وطعامٌ لَفيفٌ، إذا كان مخلوطاً من جِنْسين فصاعداً. وفلانٌ لفيفُ فلانٍ، أي صديقه. وبابٌ من العربيّة يقال له اللَفيفُ، لاجتماع الحرفين المعتلّين في ثُلاثيِّة، نحو ذَوي وحَيِيَ. والألْفافُ: الأشجار يَلْتَفُّ بعضها ببعض، ومنه قوله تعالى: " وجَنَّاتٍ ألْفافا " ، واحدها لِفٌّ بالكسر. ومنه قولهم: كنّا لِفا، أي مجتمعين في موضع واحد. ورجلٌ ألَفُّ بيِّن اللَّفَفِ، أي عَيٌّ بطيء الكلام، إذا تكلَّمَ ملأ لسانهُ فَمَه. والألَفُّ أيضاً: الرجل الثقيل البطيء. وامرأةٌ لَفَّاءُ: ضخمة الفَخِذين مكتَنِزة، وفَخِذان لَفَّاوانِ. قال الشاعر:
تَساهَمَ ثَوْباها ففي الدِرْعِ رَأدَةٌ ... وفي المِرْطِ لَفّاوانِ رِدْفُهُما عَبْلُ
قوله تَساهَمَ، أي تقارع. ويقال ألَفَّ الطائرُ رأسه تحت جناحيه. وفي أرض بني فلانٍ تَلافيفُ من عشب، أي نباتٌ مُلْتَفٌّ. قال الأصمعي: الألَفُّ: الموضعُ المُلْتَفُّ الكثير الأهل. وأنشد لساعدَة بن جؤيَّة الهذَلي:
ومقامهنَّ إذا حُبِسْنَ بمَأزِمٍ ... ضَيْقٍ ألَفَّ وَصَدَّهُنَّ الأخْشَبُ
لفقلَفَقْتُ الثوبَ ألْفِقُهُ لَفْقاً، وهو أن تضم شُقّة إلى أخرى فتخيطَهما. واللِفْقُ بكسر اللام: أحد لِفْقَيْ المُلاءَةِ. وتَلافَقَ القومُ، أي تلاءمتْ أمورُهم. وأحاديثُ مُلَفَّقَةٌ، أي أكاذيب مزخرفة.
لفماللِفامُ: ما كان على طرف الأنف من النِقاب. وقد لَفَمَتِ المرأة فاها بلِفامها، إذا نَقَّبَته. ولَفَمَتْ وتَلَفَّمَتْ والْتَفَمَتْ، إذا شدَّت اللِفامَ. قال الأصمعي: إذا كان النِقابُ على الفم فهو اللِثامُ واللِفامُ. قال الشاعر:
وقد زَلَّ عن غُرِّ الثنايا لِفامُها
وقال أبو زيد: تَلَفَّمْتُ تَلَفُّماً، إذا أخذتَ عمامةً فجعلتَها على فيك شبه النِقاب ولم تَبلُغ بها أرنبَة الأنف ولا مارِنَهُ.
لفأاللَفاءُ: الخسيس من الشيء. وكلُّ شيءٍ يسير حقيرٍ فهو لَفاءٌ. وقال:
وما أنا بالضَعيف فتظلموني ... ولا حَظِّي اللَفاءُ ولا الخَسيسُ
يقال: رضيَ فلانٌ من الوفا باللَفاءِ، أي من حقِّه الوافر بالقليل. وتقول منه: لَفَّاهُ حقَّه، أي بَخَسه. وألْفَيْتُ الشيء: وجدتُه. وتَلافَيتُه: تداركته.
لقباللقب: واحد الألقاب، وهي الأنباز. تقول: لَقَّبْتُهُ بكذا فتلقَّب به.
لقحألْقَحَ الفحلُ الناقةَ، والريحُ السحابَ. ورياحٌ لَواقِحُ، ولا يقال مَلاقِحُ. وهو من النوادر. وقد قيل: الأضل فيه مُلْقِحَةٌ ولكنها لا تُلْقِحُ إلا وهي في نفسها لاقِحٌ، كأن الرياح لَقِحَتْ بخيرٍ، فإذا أنشأت السحابَ وفيها خيرٌ وصلَ ذلك إليه. ولَقِحَتِ الناقةُ بالكسر لَقَحاً ولَقاحاً بالفتح فهي لاقِحٌ. واللَقاحُ أيضاً: ما تُلْقَحُ به النخلة. ويقال أيضاً: حَيٌّ لَقاحٌ، للذين لا يدينون للملوك، أو لم يُصِبْهُم في الجاهلية سِباءٌ. واللِقاحُ بالكسر: الإبلُ بأعيانها، الواحدة لَقوحٌ، وهي الحلوب. قال أبو عمرو: إذا نُتِجَتْ فهي لَقوحُ شهرين أو ثلاثةً، ثم هي لَبونٌ بعد ذلك. وقولهم: لِقاحانِ أسودان، كما قالوا قَطيعان، لأنهم يقولون: لِقاحٌ واحدةٌ، كما يقولون: قطيعٌ واحد، وإبلٌ واحد. واللِقْحَةُ: اللَقوحُ؛ والجمع لِقَحٌ. وتَلْقيحُ النخل معروف. يقال: لَقَّحوا نخلَهم، وألْقَحوا نخلهم. وقد لُقِّحَتِ النخيل. ويقال في النخلة الواحدة: لُقِحَتْ. الفراء: تَلَقَّحَتِ الناقة، إذا أرَتْ أنها لاقِحٌ ولا تكون كذلك. والمَلاقِحُ: الفحول، الواحد مُلْقِحٌ. والمَلاقِحُ أيضاً: الإناث التي في بطونها أولادها، الواحدة مُلْقَحَة بفتح القاف. والمَلاقيحُ: ما في بطون النوق من الأجنّة، الواحدة مَلْقوحة، من قولهم لُقِحَتْ.
لقس

اللاقِسُ: العَيَّابُ. وقد لَقَسَهُ يَلْقُسُهُ لَقْساً بالضم. واللِقْسُ: الذي يلقِّب الناسَ ويسخر منهم ويفسد بينهم. ويقال فلان لَقِسٌ، أي شَكِسٌ عَسِرٌ. ولَقِسَتْ نفسي من الشيء تَلْقَسُ لَقَساً، أي غَثَتْ وخبُثتْ.
لقطلَقَط الشيء والتَقَطَهُ: أخذَه من الأرض بلا تَعَب. يقال: لكلِّ ساقطة لاقِطَةٌ، أي لكلِّ ما نَدَر من الكلام من يسمعها ويُذيعها. ولاقِطَةُ الحصى: قانصة الطائرِ يجتمع فيها الحصَى. واللَقيطُ: المنبوذ يُلْتَقَطُ. واللَقَطُ بالتحريك: ما التُقِطَ من الشيء. ومنه لَقَطُ المعدنِ، وهو قِطَعُ ذهبٍ توجد فيه. ولَقَطُ السُنْبُلِ: الذي يَلْتَقِطُهُ الناسُ، وكذلك لُقاطُ السُنبلِ بالضم. يقال: لَقَطْنا اليومَ لَقَطاً كثيراً. وفي هذا المكان لَقَطٌ من المَرْتَع، أي شيءٌ منه قليلٌ. والألْقاطُ من الناس: القليل المتفرِّقون. وتَلَقَّطَ فلانٌ التَمرَ، أي التَقَطَهُ من ها هنا وها هنا. ووَرَدْتُ الشيء التِقاطاً، إذا هجمتَ عليه بغتةً. ومنه قول الراجز:
ومَنْهَلٍ وَرَدْتُهُ التِقاطا
لقعلَقَعَهُ ببعرةٍ، أي رماه بها. ولَقعَهُ بعَينه، أي عانَه. قال أبو عبيدة: ولم يُسمَع اللَقْعُ إلا في إصابة العين وفي البعرة. واللُقَّاعَةُ بالضم والتشديد: الرجل الحاضر الجواب. والتُقِعَ لونه، أي ذهب وتغيَّر، مثل امتقع.
لقفلَقِفْتُ الشيء بالكسر ألْقَفُهُ لَقَفاً، وتَلَقّفْتُهُ أيضاً، أي تناولته بسُرعة. يقال رجلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ، أي خفيفٌ حاذقٌ. واللقفُ بالتحريك: سقوطُ الحائط. وقد لَقِفَ الحوضُ لَقَفاً، أي تهوَّر من أسفله واتّسَع. وحوضٌ لَقِفٌ. قِال خويلد:
كابي الرَمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه ... حينَ الشتاءِ كحوضِ المَنْهَلِ اللَقِفِ
واللَقيفُ مثله. ومنه قول أبي ذؤيب:
فلم تَرَ غيرَ عادِيَةٍ لِزاماً ... كما يَتَفَجَّرُ الحوضُ اللَقيفُ
ويقال الملآنُ، والأول هو الصحيح والعاديةُ: القوم يَعْدون على أرجلهم. أي فحَمْلَتُهم لِزامٌ، كأنهم لزموه لا يفارقون ما هم فيه. والألقافُ: جوانب البئر والحوضِ، مثل الألْجاف، الواحد لَقَفٌ ولَجَفٌ.
لققيقال: لَقَّ عينَه، أي ضربها بيده.
لقلقاللَقْلَقُ: اللسانُ. وفي الحديث: " من وُقيَ شَرَّ لَقّلَقِهِ " . واللَقْلاقُ: الصوتُ. قال الراجز:
إني إذا ما زَبَّبَ الأشْداقُ
وكَثُرَ اللَجْلاجُ واللَقْلاقُ
ثَبْتُ الجَنانِ مِرْجَمٌ وَدَّاقُ
واللَقْلاقُ: طائر أعجميٌّ طويلُ العنق يأكل الحيات. وربَّما قالوا اللَقْلَقُ، والجمع اللَقالِقُ، وصوته اللَقْلَقَةُ، وكذلك كلُّ صوت في حركةٍ واضطراب. وفي الحديث: عمر رضي الله عنه " ما لم يكن نَقْعٌ ولا لَقْلَقَةٌ " ، قال أبو عبيد: اللَقْلَقَةُ: شدَّة الصوت. والتَلَقْلُقُ مثل التَقَلْقُل، مقلوب منه. وكذلك لَقْلَقْتُ الشيء، إذا قَلْقَلْتَهُ. وطَرْفٌ مُلَقْلَقٌ، أي حديدٌ لا يَقِرُّ مكانه.
لقماللَقَمُ بالتحريك: وسط الطريق. واللَقْمُ بالتسكين: مصدر قولك لَقَمْتُ بالفتح الطريقَ وغيره ألْقُمُهُ بالضم، إذا سددتَ فمه. والتَقمْتُ اللُقْمَةَ، إذا ابتلعتها. ولَقِمْتُها لَقْماً وتَلَقَّمْتُها، إذا ابتلعتَها في مُهلة. ولقمْتُ غيري تَلْقيماً. وألْقَمْتُهُ حجراً. ورجلٌ تِلْقامَةٌ، أي كثير اللُقَم.
لقنلَقِنْتُ الكلام بالكسر: فهِمته، لَقَناً. وتَلَقَّنْتُهُ: أخذته، لَقانِيَةً. والتَلْقينُ كالتفهيم. وغلامٌ لَقِنٌ: سريع الفهم، والاسم اللَقانَةُ.
لقااللَقْوَةُ: داءٌ في الوجه؛ يقال منه لُقِيَ الرجل فهو مَلْقُوٌّ. واللَقْوَةُ أيضاً: الناقة السريعة اللِقاح. وفي المثل: " لَقْوَةٌ صادفَتْ قَبيساً " ، أي صادفت فحلاً سريع الإلقاح. واللَقْوَةُ: العُقاب الأنثى. واللِقْوَةُ بالكسر مثله. قال أبو عبيدة: سميت لِقْوَةً لسعة أشداقها.
لقى

لَقيتُهُ لِقاءً بالمد، ولُقًى بالضم والقصر، ولُقِيًّا بالتشديد، ولُقْياناً، ولُقْيانةً واحدةً ولَقْيَةً واحدةً ولِقاءةً واحدةً. وألْقَيتُهُ، أي طرحته. تقول: ألقِهِ من يدك، وألقِ به من يدك. وألْقَيْتُ إليه المودة وبالمودة. وألقَيْتُ عليه أُلْقِيَّةً، كقولك: ألقَيْتُ عليه أُحْجِيَّةً، كلّ ذلك يقال. والتقوا وتَلاقوا بمعنًى. واسْتَلْقى على قفاه. وتَلَقَّاهُ، أي استقبله. وقوله تعالى: " إذ تَلَقَّوْنَهُ بألسِنَتكم " أي يأخذُه بعضٌ عن بعض. وجلس تِلْقاءهُ، أي حذاءه. والتِلْقاءُ أيضاً: مصدرٌ مثل اللِقاء. وقال:
أمَّلْتُ خَيْرَكَ هل تأتي مَواعِدُهُ ... فاليومَ قَصَّرَ عن تِلقائِهِ الأملُ
واللَقى بالفتح: الشيء المُلْقى لهوانه؛ وجمعه ألْقاءٌ. وقال:
وكنتَ لَقًى تجري عليك السَوائلُ
وشَقيٌّ لَقيٌّ إتباعٌ له.
لكألَكَأت به الأرضَ: ضربت به الأرضَ. ولَكَأتُهُ بالسَوط: ضربته به. وتَلَكَّأ عن الأمر تَلَكُّؤاً: تباطأ عنه وتَوَقَّفَ.
لكدالأصمعي: لَكِدَ عليه الوَسَخُ لَكَداً، أي لزمه ولصق به. وتَلَكَّدَ الشيءُ: لزم بعضه بعضاً. والمِلْكَدُ: شبه مُدقّ يُدَقّ به.
لكزأبو عبيدة: اللَكْزُ: الضرب بالجُمْعِ على الصدر. وقال أبو زيد: في جميع الجسد.
لكعلَكَعَ عليه الوسخ لَكْعاً، إذا لصق به ولزمه. ورجلٌ لُكَعٌ، أي لئيمٌ، ويقال هو العبد الذليل النفس. وامرأةٌ لَكاعِ وقال:
أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوي ... إلى بيتٍ قَعيدَتُهُ لَكاعِ
وتقول في النداء: يا لُكَعُ، وللاثنين يا ذَوَيْ لُكَع. وقد لَكِعَ لَكاعَة، فهو ألْكَعُ وامرأةٌ لَكْعاءُ. ولا يصرف لُكَعُ في المعرفة لأنه معدول من ألْكَعَ. وقال أبو عبيدة: يقال للفرس الذكر لُكَعٌ والأنثى لُكَعَةٌ، فهذا ينصرف في المعرفة لأنه ليس ذلك المعدول الذي يقال للمؤنَّث لَكاعِ. ويقال للجحش لُكَعٌ، وللصبيِّ الصغير أيضاً. واللَكيعَةُ: الأمَةُ اللئيمةُ. واللكعُ ساكن: اللسعُ. واللَكْعُ أيضاً: النَهْزُ في الرضاع.
لككلَكّهُ، أي ضربه، مثل صكَّهُ. والَكُّ أيضاً: شيء أحمر يُصبغُ به جلود المعز وغيره. واللُكُّ بالضم: ثُفْلُهُ، يُرَكَّبُ به النصل في النصاب. والتَكَّ القومُ: ازدحموا. ومنه قول الراجز يذكر قَليباً:
يَطْمو إذا الورْدُ عليه التَكَّا
واللكيك: المكتنزُ اللحمِ.
لكملَكَمْتُهُ ألْكُمُهُ لَكماً، إذا ضربته بِجُمْع كفّك. والمُلَكَّمَةُ: القُرْصَةُ المضروبة باليد.
لكناللُكْنَةُ: عُجمةٌ في اللسان وعِيٌّ. يقال: رجلٌ ألْكَنُ بيِّن اللَكَنِ. ولكن خفيفةٌ وثقيلةٌ: حرفُ عطفٍ للاستدراك والتحقيق يوجَب بها بعد نفي، إلا أن الثقيلة تعمل عمل إنّ تنصب الاسم وترفع الخبر ويُستدرَك بها بعد النفي والإيجاب. تقول: ما جاءني زيد لكِنَّ عَمراً قد جاء، وما تكلم زيد لَكِنَّ عَمْراً قد تكلم. والخفيفة لا تعمل لأنها تقع على الأسماء والأفعال، وتقع أيضاً بعد النفي إذا ابتدأت بما بعدها. تقول: جاءني القوم لَكِنْ عَمْرٌو لم يجئ، فترفع. ولا يجوز أن تقول لكن عمرٌو وتسكت حتَّى تأتي بجملة تامة. فأما إن كانت عاطفةً اسماً مفرداً على اسم مفرد لم يجز أن تقع إلا بعد نفي، وتلزمُ الثاني مثلَ إعراب الأول تقول: ما رأيت زيداً لَكِنْ عَمرأ، وما جاءني زيدٌ لَكِنْ عَمرٌو. وأما قول الشاعر:
فَلَسْتُ بآتيهِ ولا أستطيعه ... ولاكِ اسْقِني إن كان ماؤكَ ذا فَضلِ
فإنّه أراد ولَكِنْ، فحذف النون ضرورةً، وهو قبيحٌ. وبعض النحويين يقول: أصله أنَّ، واللام والكاف زائدتان، يدلُّ على ذلك أن العرب تُدخل اللام في خبرها. وأنشد الفراء:
ولكنَّني في حبِّها لَكَميدُ
وقوله تعالى: " لَكِنَّا هو الله ربي " ، يقال أصله لكن أنا، فحذفت الألف فالتقت نونان، فجاء بالتشديد لذلك.
لكىلَكِيَ به لَكًى: أولع به. قال رؤبة:
والمِلْغُ يَلْكى بالكلام الأمْلَغِ
ولَكيتُ بفلان: لازمتُه.
لم

لم: حرفُ نفي لما مضى. تقول: لم يفعل ذاك، تريد أنه لم يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من الزمان. وهي جازمة. وحروف الجزم: لَمْ، ولَمَّا، وألَمْ، وألَمَّا. ولِمَ بالكسر: حرفٌ يستفهَم به. تقول: لِمَ ذهبت؟ ولك أن تدخل عليه ما ثم تحذف من الألف، قال الله تعالى: " عَفا الله عَنْكَ لِمَ أذِنْتَ لَهُم " . ولك أن تدخل عليها الهاء في الوقف فتقول لِمَهْ.
لمأألمَأَ به: اشتمل عليه، يقال: ذهب ثوبي فما أدري مَنْ ألمأ به. ابن السكيت: هذا يُتَكَلَّمُ به بغير جَحْدٍ، سَمِعْتُ الطَّائي يقول: كان بالأرض مَرْعًى فهاجت به دَوابٌّ ألمَأَتْهُ، أي تَرَكتْه صَعيداً ليس به شيءٌ. ويقال: ما أدري أين أَلْمَأَ من بلاد الله. وألمَأَ اللِّصُّ على الشَّيءِ فذهب به. وتَلَمَّأَتِ الأرض عليه: اسْتَوَت عليه ووارَتْهُ، والتُمِئُ لونُ الرجلِ: تغَيَّر.
لمجاللمْجُ: الأكل بأطراف الفم. قال لبيد:
يَلْمُجُ البارضُ لَمْجاً في الندَى ... من مَرابيع رياضٍ ورِجَل
والمَلامِجُ: المَلاغِمُ، وهو ما حَوْلَ الفم. قال الراجز:
رَأَتْهُ شيخاً حَثِرَ الملامِجِ
أبو عمرو: التَمَلُّجَ مثل التَلَمُّظِ، ورأيته يَتَلَمَّجُ بالطعام، أي يَتَلَمَّظُ. وقولهم: ما ذُقْتُ شَماجاً ولا لَماجاً، وما تَلَمَّجْتُ عنده بِلَماجٍ، وهو أدْنى ما يُؤكَلُ، أي ما ذُقْتُ شيئاً. وما لَمَجوا ضَيْفَهم بشيءٍ، أي ما لَهَّنوا. وشيءٌ سَمِجٌ لَمِجٌ، وسَمْجٌ لَمْجٌ، وسَميجٌ لميجٌ، وهو إتْباعٌ.
لمحلَمَحَهُ وألْمَحَهُ، إذا أبصره بنظر خفيف. والاسم اللَمْحةُ. ولَمَحَ البرقُ والنجمُ لَمْحاً، أي لمع. تقول: رأيت لَمْحَةَ البرقِ. وفي فلان لَمْحَةٌ من أبيه، ثم قالوا: فيه مَلامِحُ من أبيه أي مَشابِهُ، فجمعوه على غير لفظه، وهو من النوادر. وقولهم: لأُريَنَّكَ لَمْحاً باصراً، أي أمراً واضحاً.
لمزاللَمْزُ: العيب، وأصله الإشارة بالعين ونحوها. وقد لَمَزَهُ يَلْمُزُهُ ويَلْمِزُهُ لَمْزاً. وقرئ بهما قوله تعالى: " ومنهم مَن يَلْمِزُكَ في الصَدَقات " . ورجلٌ لَمَّازٌ ولُمَزَةٌ، أي عَيَّابٌ. ويقال أيضاً: لَمَزَهُ يَلْمِزُهُ لَمْزاً، إذا ضربه ودَفعَه.
لمساللمْسُ: المَسُّ باليد. وقد لَمَسَهُ يَلْمُسُهُ ويَلْمِسُهُ. ويكنى به عن الجماع. وكذلك المُلامَسَةُ. والالتِماسُ: الطلبُ. والتَلَمُّسُ: التطلُّب مرّةً بعد أخرى. واللماسَة بالضم: الحاجة المقاربة. ونُهِيَ عن بيع المُلامَسَةِ، وهو أن يقول: إذا لَمَسْتُ المَبيعَ فقد وجب البيع بيننا بكذا.
لمظلَمظَ يَلْمُظُ بالضم لَمْظاً، إذا تتبَّعَ بلسانه بقيَّةَ الطعام في فمه، أو أخرجَ لسانَه فمسح به شفتيه. وكذلك التَلَمُّظُ. يقال: تَلَمَّظَتِ الحيَّةُ إذا أخرجَتْ لسانها كَتَلَمُّظ الآكل. واللُماظَةُ بالضم: ما يبقى في الفم من الطعام. ومنه قول الشاعر يصف الدُنيا:
لُماظَةُ أيامٍ كأحلامِ نائم
وقولهم: ما ذقت لَماظاً بالفتح، أي شيئاً. ويقال أيضاً: شرب الماء لَماظاً، إذا ذاقه بطرَف لسانه. قال ابن السكيت: التَمَظَ الشيءَ، أي أكله. واللُمْظَةُ بالضم، كالنُكْتَةُ من البياض، وفي الحديث: " الإيمان يَبدو اللمْظَة في القلب " . واللُمْظَةُ في الفرس: بياضٌ في جَحْفَلَتِهِ السفلى. والفرسُ ألْمَظُ. وقد الْمَظّ الفرسُ المِظاظاً.
لمعلمعَ البرقُ لَمْعاً ولَمَعاناً، أي أضاء. والْتَمَعَ مثله. ويقال للسراب: يَلْمَعُ، ويشبَّه به الكَذوبُ: قال الشاعر:
إذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيما تُثيبَني ... بوِدِّي قالتْ إنَّما أنتَ يَلْمَعُ
واللَماعَةُ: الفلاةُ، ومنه قول ابن أحمر:
كم دونَ لَيْلى من تَنوفِيَّةٍ ... لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُذرْ
واللَماعَةُ أيضاً: العُقابُ. واللُمْعَةُ بالضم: قِطعة من النبت إذا أخذت في اليُبس. قال ابن السكيت: يقال هذه لُمْعَةٌ قد أحَشَّتْ، أي قد أمكنت أن تُحَشَّ، وذلك إذا يبستْ. واللُمْعَةُ من الخَلَى، وهو نبتٌ. ولا يقال لها لُمْعَةٌ حتَّى تبيضّ. قال: ويقال هذه بلادٌ قد ألْمَعَتْ، وهي مُلْمِعَةٌ. والألْمَعِيُّ: الذكيُّ المتوقِّد. قال أوس بن حجر:

الألْمَعِيَّ الذي يظُنُّ لك الظ ... نَّ كأنْ قد رأى وقد سمعا
نصب الألْمَعِيَّ بفعل متقدِّم. وكذلك اليَلْمَعِيُّ. وأنشد الأصمعيّ:
وكائِنْ ترى من يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍّ ... وليس له عند العزائم جولُ
وألْمَعَ الفرس والأتانُ وأطْباءُ اللبؤةِ، إذا أشرقتْ ضروعُها للحَمل واسودَّتْ حلمتاها. أبو عمرو: ألْمَعْتُ بالشيء والْتَمَعْتُ الشيءَ: اختلسته. ويقال: التُمِعَ لونُه، أي ذهب وتغيَّر. والمُلَمَّعُ من الخيل: الذي يكون في جَسده بقعٌ تخالف سائر لونه.
لمقاللمْقُ: المحوُ. قال يونس: سمعتُ أعرابيًّا يذكر مصدِّقاً لهم فقال: لمَقَهُ بعد ما نَمَقَهُ. قال الأصمعيّ: لَمَقَ عينَه يَلْمُقُها لَمْقاً، قال: هو ضربُ العين بالكفّ خاصَّةً. ولَمَقْتُهُ ببصري، مثل رَمَقْته. وما ذقت لَماقاً، أي شيئاً. هذا يصلح في الأكل والشرب. وقال:
كبَرقٍ لاحَ يُعْجِبُ من رآه ... ولا يَشْفي الحَوائِمَ من لَماقِ
وما تَلَمَّقَ بشيء، أي ما تَلَمَّجَ.
لمكيقال: ما ذقت لَماكاً، كما يقال: ما ذقت لَماجاً. قال أبو يوسف: ما تَلَمَّكَ عندنا بلَماكٍ، مثل ما تَلَمَّجَ عندنا بلَماجٍ. والتَلَمُّكُ مثل التلمُّظُ. وتَلَمَّكَ البعير، إذا لوى لَحْيَيْهِ. وأنشد الفراء:
فلمَّا رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ ... تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَلَمُّكُ
لملممُلَمْلَمَةُ الفيل: خُرطومه. وكتيبةٌ مُلَمْلَمَةٌ ومَلْمومَةٌ أيضاً، أي مجتمعةٌ مضمومٌ بعضها إلى بعض.
لمملَمَّ الله شَعَثه، أي أصلح وجمع ما تفرَّقَ من أموره. ومنه قولهم: إنَّ داركم لَمومَةٌ، أي تَلُمُّ الناسَ وترُبُّهم وتجمعهم. وقال المِرناف الطائي فدكيُّ بن أعْبُدَ يمدح علقمةَ بن سيف:
وأَحَبَّني حُبَّ الصبيِّ ولَمَّني ... لَمَّ الهَدِيِّ إلى الكريم الماجِدِ
والإلْمامُ: النزول. وقد ألَمَّ به، أي نَزَل به. وغلامٌ مُلِمٌّ، أي قارب البلوغ. وفي الحديث: " وإنَّ مما يُنبت الربيعُ ما يقتل حَبَطاً أو يُلِمُّ " أي يَقرُب من ذلك. وألَمَّ الرجل من اللَمَمِ، وهو صغار الذنوب. وقال:
إنْ تَغْفِرِ اللّهم تَغْفِرْ جَمَّا
وأيُّ عبدٍ لكَ لا ألَمَّا
ويقال: هو مقاربة المعصية من غير مواقعة. وقال الأخفش: اللَمَمُ: المتقارب من الذنوب. واللَمَمُ أيضاً: طرفٌ من الجنون. ورجلٌ مَلْمومٌ، أي به لَمَمٌ. ويقال أيضاً: أصابت فلاناً من الجنّ لَمَّةٌ، وهو المسّ والشيء القليل. وقال:
فإذا وذلك يا كُبَيْشَةُ لم يكن ... إلا كَلَمَّةِ حالِمٍ بخَيالِ
والمُلِمَّةُ: النازلةُ من نوازل الدنيا. والعينُ اللامَّةُ: التي تصيب بسوء. يقال: أعيذه من كلِّ هامَّةٍ ولامَّةٍ. وأمَّا قوله:
أُعيذُهُ من حادثات اللَمَّةْ
فهو الدهر، ويقال الشدَّة. وأنشد الفراء:
عَلَّ صروفُ الدهرِ أو دُولاتِها
يُدِلْنَنا اللَمَّةَ من لَمَّاتِها
واللِمَّةُ بالكسر: الشعرُ يجاوز شَحمة الأذن، والجمع لِمَمٌ ولِمامٌ. قال ابن مفرّغ:
شَدَخَتْ غُرَّةُ السوابقِ منهم ... في وُجوهٍ مع اللِمامِ الجِعادِ
ويقال أيضاً: فلان يزورنا لِماماً، أي في الأحايين. وصخرةٌ مَلْمومَةٌ ومُلَمْلَمَةٌ، أي مستديرة صلبة. وقوله تعالى: " وتأكُلونَ التُراثَ أكْلاً لَمَّا أي نصيبَه ونصيبَ صاحبه. ويقال لَمَمْتُهُ أجمعَ حتَّى أتيت على آخره. وأمَّا قوله تعالى: " وإنْ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُم " بالتشديد. قال الفراء: أصله لَمَمَّا فلمَّا كثرت فيه الميمات حذفت منها واحدة. وقرأ الزُهريّ: لمًّا بالتنوين، أي جميعاً. ويحتمل أن يكون أصله لمَنْ مَنْ فحذفت منها إحدى الميمات.
لمالَمَّا أصله لَمْ أُدخِلَ عليه ما، وهو يقع موقع لَمْ، تقول: أتيتك ولمَّا أصل إليك، أي ولَمْ أصل إليك. وقد يتغيَّر معناه عن معنى لَمْ. فيكون جواباً وسبباً لِما وقع ولِما لَمْ يقع، تقول: ضربته لمَّا ذهب ولمَّا لم يذهب. وقد يختزل الفعل بعده. تقول: قاربت المكان ولَمَّا، تريد ولَمَّا أدخلْه. ولا يجوز أن يختزل الفعل بعد لَمْ.
لمى

اللمى: سُمرة في الشَفَة تُستحسَن. ورجلٌ ألْمى وجاريةٌ لَمْياءُ بيِّنة اللَمى. وظِلٌّ ألْمى: كثيف أسود. وشجرٌ ألْمى الظلالِ من الخضرة. قال:
إلى شجرٍ أَلْمى الظلالِ كأنَّها ... رواهبُ أَحْرَمْنَ الشرابَ عَذوبُ
والْتُمِيَ لونه مثل التُمِع، وربَّما همز. ولُمَةُ الرجل: تِرْبُهُ وشكله، والهاء عوض. وفي الحديث: " ليتزوَّج الرجل لُمَتَهُ " . واللُمَةُ: الأصحاب ما بين الثلاثة إلى العشرة.
لنلنْ: حرفٌ لنفي الاستقبال، وتنصب به. تقول: لَنْ تقوم.
لهباللهب: لَهَبُ النار، وهو لسانها. وكُنِّي أبو لَهَبٍ به لِجَمالِهِ. والتهبت النار وتَلَهَّبَتْ، أي اتَّقَدَتْ. وألهبتها: أوقدتها. واللُهْبَةُ بالتسكين: العطش. وقد لَهَبَ يَلْهَبُ لَهَباً. ورجلٌ لَهْبانٌ وامرأةٌ لَهْبى. واللَهَبانُ، بالتحريك: اتِّقادُ النار. وكذلك اللهيبُ واللُهابُ بالضم. وألْهَبَ الفرسُ، إذا اضطرم جَرْيُهُ؛ والاسم الأُلْهوبُ. وقال:
فللسَوْطِ أُلْهوبٌ وللساقِ دِرَّةٌ ... وللزَجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ
واللِهْبُ بالكسر: الفُرْجَةُ والهواءُ يكون بين الجبلين، والجمع لُهوبٌ ولِهابٌ. قال أوس بن حجر:
فأبصرَ ألْهاباً من الطَودِ دونَها ... ترى بين رأسَيْ كُلِّ نيقَيْن مَهْبِلا
وقال أبو ذؤيب:
وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصيفا كِرابُها
لهثاللَهَثانُ بالتحريك: العطش، واللَهْثانُ بالتسكين: العطشان. والمرأة لَهْثى. وقد لَهِثَ لَهَثاً ولَهاثاً. واللُهاثُ، بالضم: حُرُّ العطش. وقال الشاعر:
حتَّى إذا بَرَدَ السِجالُ لُهاثها ... وجَعَلْنَ خَلْفَ عُروضِهِنَّ ثَميلا
ولَهَثَ الكلبُ بالفتح يَلْهَثُ لَهْثاً ولُهاثاً بالضم، إذا أخرج لسانه من التعب أو العطش، وكذلك الرجل إذا أعيا. وقوله عزّ وجلّ: " إنْ تَحْمِلْ عليه يَلْهَثْ أو تتركْهُ يَلْهَثْ " ، لأنَّك إذا حملت على الكلب نَبَح وولَّى هارباً، وإنْ تركته شدَّ عليك ونبح، فيُتْعِبْ نفسه مُقبِلاً عليك ومدبراً عنك، فيعتريه عند ذلك ما يعتريه عند العطش من إخراج اللسان.
لهجاللَّهَجُ بالشيءِ: الولوع به. وقد لَهِجَ به يَلْهَجُ لَهَجاً، إذا أُغرِيَ به فثابر عليه. وألْهَجَ الرجلُ، أي لَهِجَتْ فِصاله برَضاع أُمَّهاتها فيعمل عند ذلك أَخِلَّة يَشُدُّها في الأخلاف لئلا يرتَضِعَ الفَصيلُ. قال الشماخ وذكر عَيْراً:
رَعى بارِضَ الوَسْمِيِّ حتَّى كأنَّما ... يَرى بسَفَا البُهْمى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ
واللَهَجَةُ: اللسانُ، وقد يُحرَّكُ. يقال: فلان فَصيح اللَهْجة واللَهَجَةِ. ولَهَّجْتُ القومَ تَلْهيجاً، إذا لَهَّنْتَهُمْ وسَلَّفْتَهُم. والْهاجَّ اللبنُ الْهيجاجاً، إذا خَثُرَ حتَّى يختلط بعضُه ببعض ولم تتمَّ خُثورتُه. وكذلك كلُّ مختلطِ. يقال: رأيتُ أمرَ بني فلانٍ مُلْهاجًّا. والْهاجَّتْ عينه أيضاً: اختلط بها النُعاسُ. أبو زيد: لَهْوَج الرجلُ أمرَه لَهْوَجَةً، وهو أن لا يبرِمه. وشِواءٌ مُلَهْوَجٌ، إذا لم يُنضَج. وقد لَهْوَجْتُ اللحم وتَلَهْوَجته، إذا لم تُنْعِمْ طَبْخَه.
لهجمطريقٌ لَهْجَمٌ، أي واسعٌ مُذَلَّلٌ. واللَهْجَمُ: العُسُّ الضخمُ. والتَلَهْجُمُ، الولوع بالشيء.
لهدلَهَدَهُ الحِمْلُ، أي أثقله. الأصمعيّ: لَهَدَ القومُ دوابَّهم، أي جَهَدوها وأحرثوها. قال جرير:
ولقد تَرَكْتُكَ يا فَرَزْدَقُ خاسئاً ... لمَّا كَبَوْتَ لدى الرِهانِ لَهيدا
أي حسيراً. ولَهَدَهُ لَهْداً، أي دفعه لِذله، فهو مَلْهودٌ. وكذلك لَهَّدَهُ، قال طرفة يذمُّ رجلاً:
بطيءٍ عن الداعي سَريعٍ إلى الخَنا ... ذَلولٍ بإجماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ
أي مُدَفَّع، وإنَّما شدِّد للتكثير. أبو زيد: ألْهَدْتُ به: أزْرَيْتُ به. أبو عمرو: ألْهَدْتُ به، إذا أمسكت أحد الرجلين وخلَّيت الآخر عليه وهو يقاتله. قال: فإن فَطَّنْتَ رجلاً بما صاحِبه يكلِّمه قال: والله ما قُلتها إلا أن تُلْهِدَ عليّ، أي تعينَ عليَّ. واللَهيدَةُ: الرِخْوة من العصائد، ليست بحَساءٍ فتحسى، ولا بغليظةٍ فتُلقم؛ وهي التي تجاوزُ حدَّ الحريقةِ والسخينةِ، وتَقْصُرُ عن العصيدة.

لهذم
لَهْذَمَهُ، أي قطعه. واللَهاذِمَةُ: اللُصوصُ. واللَهْذَمُ من الأسنَّةِ: القاطعُ.
لهزلَهَزْتُ القوم، أي خالطتهم ودخلت بينهم. ولَهَزَهُ القَتيرُ، أي خالطه الشيبُ، فهو مَلْهوزٌ. واللَهْزُ: الضرب بجُمع اليد في الصدر، مثل اللَكز. وقال أبو زيد: هو بالجُمع في اللَهازِمِ والرقَبة. والرجل مِلْهَزٌ، بكسر الميم. ولَهَزَهُ بالرمح، أي طعنه في صدره. ولَهَزَ الفصيلُ ضَرْعَ أُمِّه، إذا ضربه برأسه عند الرَضاع. ودائرة اللاهِزِ: التي تكون على اللِهْزِمَةِ. وتُكْرَهْ.
لهزملَهْزَمَ الشيبُ خدَّيه، أي خالطهما. وقال:
إمَّا تَرى شَيْباً عَلاني أغْثَمُهْ
لَهْزَمَ خَدَّيَ به مُلَهْزِمُهْ
واللِهْزِمَتانِ: عظْمان ناتئان في اللَحيينِ تحت الأذُنين. ويقال: هما مُضغتان عَلِيَّتانِ تحتهما؛ والواحدة لِهْزَمَةٌ بالكسر، والجمع اللَهازِمُ. وقال:
أَزوحٌ أَنوحٌ لا يَهَشُّ إلى النَدى ... قَرى ما قَرى للضِرْسِ بين اللهازِمِ
لهساللَهْسُ: لغة في اللَحْسِ أو هَهَّةٌ. ويقال: مالك عندي لُهْسَةٌ بالضم، مثل لُحْسَةٍ، أي شيء.
لهطلَهَطَتِ المرأةُ فرجَها بالماء وأَلْهَطَتْهُ: ضربته. ولَهَطَتْ به الأرضَ لَهْطاً: ضربته بها.
لهفلَهِفَ بالكسر يَلْهَفُ لَهَفاً، أي حَزِنَ وتحسَّر. وكذلك التَلَهُّفُ على الشيء. وقولهم: يا لَهَفَ فلانٍ: كلمة يُتَحَسَّرُ بها على ما فات. وقول الشاعر:
فلستُ بمُدْرِكٍ ما فاتَ منِّي ... بلَهْفَ ولا بَلَيْتَ ولا لَوانِّي
أراد لَهْفاهُ فحذف. والمَلْهوفُ: المظلومُ يستغيث. واللَهيفُ: المضطر. واللَهْفانُ: المتحسِّر.
لهقاللَهَقُ بالتحريك: الأبيض. وكذلك اللَهاقُ. واللَهاقُ: الثور الأبيض. وقال:
لهاقٍ تَلأْلُؤُهُ كالهِلالِ
واللَهَقُ مقصورٌ منه. وأنشد الأصمعيّ لأسامة الهذَلي:
وإلا النَعامَ وحَفَّانَهُ ... وطُغْيا مع اللَهَقِ الناشِطِ
ولَهَقَ الشيءُ لَهْقاً، أي ابيضّ. وكذلك لَهِقَ بالكسر لَهَقاً، فهو لَهِقٌ، ولَهَقٌ، إذا كان شديد البياض، مثل يَقِقٍ ويَقَقٍ، وقال القطامي يصف إبلاً:
وإذا شَفَنَّ إلى الطريقِ رأَيْنَهُ ... لَهِقاً كَشاكِلَةِ الحِصانِ الأبْلَقِ
قال الفراء: اللَهْوَقَةُ: كلُّ ما لم يُبالغ فيه من كلامٍ أو عمل. تقول: قد لَهْوَقَ كذا، وقد تَلَهْوَقَ فيه. وقال أبو الغوث: اللَهْوَقَةُ: أن تتحسَّن بالشيء وأن تُظهر شيئاً باطنُك على خلافه، نحو أن يُظهر الرجل من السخاء ما ليسَ عليه سجيَّتُه. قال الكميت يمدح مَخْلَدَ بن يزيد ابن المهلَّب:
أجْزيهُمُ يَدَ مَخْلَدٍ وجَزاؤُها ... عندي بلا صَلَفٍ ولا بتَلَهْوُقِ
لهلهاللُهْلُهُ بالضم: الأرض الواسعة يَطَّرِدُ فيها السرابُ؛ والجمع لَهالهُ. وقال الراجز:
ومُخفقٍ من لُهْلُهٍ ولُهْلُهِ
واللَهْلَهُ، بالفتح: الثوبُ الرديءُ النَسْجِ، وكذلك الكلامُ والشِعْرُ. يقال: لَهْلَهَ النَسَّاجُ الثوبَ، أي هَلْهَلَهُ. وهو مقلوبٌ منه.
لهماللَهْمُ: الابتلاعُ. وقد لَهِمَهُ، إذا ابتلعه. واللُهْمومُ من النوق: الغزيرة اللبن. واللُهْمومُ: الجَوادُ من الناس والخيل. وقال:
لا تَحْسَبَنَّ بياضاً فيَّ مَنْقَصَةً ... إنَّ اللَهاميمَ في أقرابها بَلَقُ
واللُهامُ: الجيشُ الكثير، كأنَّه يلتهم كلَّ شيء. واللُهَيْم: الداهيةُ، وكذلك أمُّ اللُهَيْمِ. وفرسٌ لِهَمٌ: سَبَّاقٌ، كأنَّه يلتهم الأرض. واللِهَمُّ أيضاً: العظيم. ورجلٌ لِهَمٌّ: كثير العطاء. وقول الشاعر:
لا هُمَّ لا أدري وأنت الداري
كُلُّ امرئٍ منك على مِقْدارِ
يريد اللَهُمَّ، والميم المشدَّدة في آخره عوضٌ من يا التي للنداء، لأنَّ معناه يا الله. والإلهامُ: ما يُلقى في الروع. يقال: ألْهَمَهُ الله. واسْتَلْهَمْتُ الله الصبر. والْتَهَمَ الفَصيلُ ما في الضرع، أي استوفاه.
لهن

اللُهْنَةُ بالضم: السُلْفَةُ، وهو ما يتعلَّل به الإنسان قبل إدراك الطعام. تقول: لَهَّنْتُهُ تَلْهيناً فَتَلَهَّنَ، أي سلَّفته. ويقال: أَلْهَنْتُهُ، إذا أهديتَ له شيئاً عند قُدومه من سفره. وقولهم: لَهِنَّكَ بفتح اللام وكسر الهاء: كلمةٌ تستعمل عند التوكيد، وأصلها لإنَّكَ، فأبدلت الهمزة هاءً، كما قالوا في إيَّاكَ: هَيَّاكَ. وقال أبو عبيد: أنشدنا الكسائي:
لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسيمَةٌ ... على هَنَواتٍ كاذبٍ من يقولها
وقال: أراد لله إنَّك من عَبْسِيَّةٍ، فحذف اللام الأولى من لله، والألف من إنَّك.
لهااللَهاةُ: الهَنَةُ المطبقة في أقصى سقف الفم، والجمه اللَها واللَهَواتُ واللَهَياتُ أيضاً. واللُهْوَةُ بالضم: ما يُلقيه الطاحن في فَم الرحى بيده؛ تقول منه: أَلْهَيْتُ في الرَحى. والجمع لُهاً. واللُهْوَةُ أيضاً: العطيَّة، دراهمَ كانت أو غيرها، والجمع اللُها. يقال: إنَّه لمِعْطاءُ اللُها، إذا كان جواداً يعطي الشيء الكثير. ولَهِيتُ عن الشيء بالكسر ألْهَى لُهِيًّا ولُهْياناً، إذا سلوتَ عنه وتركت ذكره وأضربتَ عنه. وألْهاهُ، أي شغله. ولَهَّاهُ به تَلْهِيَةً، أي علَّله. ولَهَوْتُ بالشيء ألْهو لَهْواً، إذا لعبتَ به. وتَلَهَّيْتُ به مثله. وتَلاهوا، أي لَها بعضهم ببعض. وقد يكنَّى باللَهْوِ عن الجماع. وقوله تعالى: " لو أردْنا أن نتَّخِذَ لَهْواً " قالوا: امرأة، ويقال ولداً. وتقول: الْهَ عن الشيء، أي اتركه. وفي الحديث في البلل بعد الوضوء: " الْهَ عنه " . وكان ابن الزبير رضي الله عنه إذا سمع صوت الرعد لَهِيَ عنه، أي تركه وأعرض عنه. الأصمعيّ: إلْهَ عنه ومنه بمعنًى. وفلان لَهُوٌّ عن الخير، على فَعولٍ. والأُلْهِيَّةُ من اللهو؛ يقال: بينهم أُلْهِيَّةٌ، كما تقول أُحْجِيَّةٌ، وتقديرها أُفْعولةٌ. وهم لُهاءُ مائةٍ مثل قولك: زهاء مائةٍ.
لولَوْ: حرفُ تَمَنّ، وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأوَّل، تقول: لَوْ جِئتني لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التي للجزاء، لأنَّها توقع الثانية من أجل وجود الأول. وإنْ جعلت لَوْ اسماً شدَّدته فقلت: قد أكثرتَ من اللوِّ. قال أبو زبيد:
ليتَ شعري وأين منِّيَ لَيْتٌ ... إنَّ لَيْتاً وإنَّ لوًّا عَناءُ
لوباللُوبَةُ واللابَةُ: الحرَّةُ، والجمع اللوبُ واللابُ واللاباتُ، وهي الحِرارُ. قال أبو عبيدة: لوبَةٌ ونوبةٌ للحرَّةِ، وهي الأرض التي ألبستها حجارةٌ سودٌ. ومنه قيل للأسود: لوبِيٌّ ونوبِيٌّ. قال بشر يذكر كتيبة:
مُعالِيَةٌ لا هَمَّ إلا مُحَجِّر ... فحرَّةُ لَيْلى السَهْلُ منها فلوبها
ولابَ يَلوبُ لَوْباً ولَوَباناً ولَواباً، أي عطشَ، فهو لائِبٌ والجمع لؤوب. قال الشاعر:
حتَّى إذا ما اشتدَّ لوبانُ النَجَرْ
قال الأصمعيّ: إذا طافت الإبلُ عن الحوض ولم تقدر على الماء لكثرة الزحام فذلك اللَوْب. يقال: تركتها لوائِبَ على الحوض. والمَلابُ: ضربٌ من الطِيبِ كالخَلوقِ. قال جرير:
بصِنِّ الوَبْرِ تحسبُهُ مَلابا
وشيء مُلَوَّبٌ، أي ملطَّخ به. وأمَّا المِرْود ونحوِه فهو المُلَوْلَبُ، على مُفَوْعَل.
لوثاللوثَةُ بالضم: الاسترخاء والبطء. واللوثَةُ أيضاً: مسُّ جنون. واللوثَةُ أيضاً: الهَيْجُ. ويقال أيضاً: ناقة ذات لوثَةٍ، أي كثيرة اللحم والشحم ذات هَوَجٍ. واللَوْثُ بالفتح: القوَّة. قال الشاعر:
بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ ... فالتَعْسُ أدنَى لها من أقولَ لعا

ولاثَ العِملمةَ على رأسه يَلوثُها لَوْثاً، أي عصبَها. ولاثَ الرجلُ يَلوثُ، أي دار. وفلان يَلوثُ بي، أي يلوذ بي. والالتِياث: الاختلاط والالتفاف. يقال: الْتاثَتِ الخُطوبُ. والْتاثَ برأس القلم شَعَرَةٌ. والْتاثَ في عمله: أبطأ. وما لاثَ فلانٌ أن غلب فلاناً، أي ما احتبس. ولوَّثَ ثيابَه بالطين، أي لطخَها. ولَوَّثَ الماءَ، أي كدَّرَهُ. واللَويثَةُ على فَعيلَةٍ: الجماعةُ من قبائل شتَّى. والمُلَيَّثُ من الرجال: البطيء لسمنه. ورجل ألْوَثُ، فيه استرخاء بيِّن اللَوَثِ. وديمَةٌ لَوْثاءُ. واللِيثُ بالكسر: نبات ملتفٌّ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. الكسائي: يقال للقوم الأشراف: إنَّهم لَمَلاوِثُ، أي يُطافُ بهم ويُلاثُ، الواحد مَلاثٌ، والجمع مَلاوِثُ. وقال:
هَلاَّ بَكَيْتِ مَلاوِثاً ... من آلِ عبدِ مناف
ومَلاويثُ أيضاً. وقال:
كانوا مَلاويثَ فاحتاجَ الصديقُ لهم ... فَقْدَ البلادِ إذا ما تُمْحِلُ المَطَرا
وكذلك المَلاوِثَةُ. وقال:
مَنَعْنا الرَعْلَ إذ أَسْلَمْتُموهُ ... بفِتْيانٍ مَلاوِثَةٍ جِلادِ
لوحلاحَ الشيء يَلوحُ لَوْحاً، أي لمح. ولاحَهُ السفر: غيَّره. ولاحَ لَوْحاً ولُواحاً: عطش. والْتاحَ مثله. ولاحَ البرقُ وألاحَ، إذا أومض. ولاحَ النجمُ وألاحَ، إذا بَدا. قال ابن السكيت: لاحَ سُهَيْلٌ، إذا بدا. وألاحَ، إذا تلألأ. قال: وألاحَ بحقِّي، إذا ذهب به. أبو عمرو: ألاحَ الرجلُ من الشيء، إذا أشفق وحاذر. وأنشد:
إنَّ دُلَيْماً قد ألاحَ من أبي
فقال أنْزِلْني فلا إيضاعَ بي
أي لا سَيْرَ بي. وألاحَ بسيفه: لمع به. وألاحَهُ: أهلكه. والمِلْواحُ من الدوابِّ: السريع العطش. وإبلٌ لَوْحى، أي عطشى. ولوَّحَتْهُ الشمس: غيَّرته وسعفتْ وجهه. ولَوَّحَ بثوبه: لمعَ به. ولَوَّحْتُ الشيءَ بالنار: أحميتُهُ. وقال الشاعر:
عُقابٌ عَقَبْناةٌ كأنَّ وَظيفها ... وخُرْطومَها الأعلى بنارٍ مُلَوَّحِ
واللَوْحُ: الكتِفُ، وكلُّ عريض. واللوحُ: الذي يُكتب فيه. وألْواحُ السلاح: ما يَلوحُ منه كالسيف، والسِنانُ. قال الشاعر:
تُمْسي كألْواحِ السلاحِ وتُضْ ... حي كالمَهاةِ صَبيحَةَ القَطْرِ
واللُوحُ بالضم: الهواء بين السماء والأرض. يقال: لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في اللُوحِ، أي ولو نَزَوْتَ في السُكاكِ. وشيءٌ لِياحٌ، أي أبيضُ. قال الفراء: إنَّما صارت الواو ياءً لانكسار ما قبلها. وأنشد:
أَقَبَّ البطنِ خَفَّاقَ الحشايا ... يُضيءُ الليلَ كالقمر اللِياحِ
ومنه قيل للثَور الوحشي لِياحٌ لبياضه.
لوذلاذَ به لِواذاً ولِياذاً، أي لجأ إليه وعاذَ به. واللَوْذُ أيضاً: جانب الجبل وما يُطيف به، والجمع ألواذٌ. ولاوَذَ القومُ مُلاوَذَةً، أي لاذَ بعضُهم ببعض. ومنه قوله تعالى: " يَتَسَلَّلونَ منكم لِواذاً " . ولو كان من لاذَ لقال: لِياذاً. وقول الشاعر:
ولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ المُلاوِذَ مِنْ عَمرِو
يعني القليل.
لوزاللَوْزَةُ: واحدة اللَوْزِ. وأرضٌ مَلازَةٌ: فيها أشجار اللوز.
لوساللَّوْسُ: الذوقُ. ورجلٌ لَؤوسٌ على فَعولٍ. يقال: ما لاسَ لَواساً بالفتح، أي ما ذاق ذَواقاً. وقال أبو صاعدٍ الكلابيّ: ما ذاق عَلوساً ولا لَؤُوساً. وما لُسْنا عندهم لَواساً. واللُواسَةُ بالضم أقلُّ من اللقمة.
لوصفلانٌ يُلاوِصُ الشجر، أي ينظر كيف يأتيها لقَلْعها. ويقال: أَلاصَهُ على كذا، أي أداره على الشيء الذي يَرومُهُ.
لوطالكسائي: لاطَ الشيءُ بقلبي يَلوطُ ويَليطُ. يقال: هو أَلْوَطُ بقلبي وأَلْيَطُ، وإنِّي لأجِدُ له في قلبي لَوْطاً ولَيْطاً، يعني الحُبَّ اللازقَ بالقلب. وهذا أمرٌ لا يَلْتاطُ بصَفَري، أي لا يَلصَق بقلبي. ويقال: اسْتَلاطوهُ، أي ألزَقوه بأنفسهم. وفي الحديث: " اسْتَلَطْتُمْ دَمَ هذا الرجل " أي استوجبتم. ولُطْتُ الحوضَ بالطين لَوْطاً، أي مَلَطته به وطيَّنته. واللَوْطُ: الرِداءُ. يقال: لبس لَوْطَيْهِ. ولاطَ الرجلُ ولاوَطَ، أي عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ.
لوع

لَوْعَةُ الحبِّ: حُرقتُه. وقد لاعَهُ الحبّ يَلوعُهُ. والْتاعَ فؤادهُ، أي احترقَ من الشوق. يقال: أتانٌ لاعَةُ الفؤاد إلى جحشها، قال الأصمعيّ: أي لائِعَةُ الفؤاد، وهي التي كأنَّها وَلْهى من الفزَع. وأنشد للأعشى:
مُلْمِعٍ لاعَةِ الفؤادِ إلى جَحْ ... شٍ فَلاهُ عنها فبئس الفالي
ورجلٌ هاعٌ لاعٌ، أي جبان جَزوع. وقد لاعَ يَليعُ. وحكى ابن السكيت: لِعْتُ أَلاعُ، وهِعْتُ أَهاعُ. وامرأةٌ هاعَةٌ لاعَةٌ، ورجلٌ هائِعٌ لائِعٌ.
لوقاللوقَةُ بالضم: الزُبدةُ. وقد لَوَّقَ طعامَه، إذا أصلحه بالزُبد. يقال: لا آكل إلا ما لُوِّقَ لي، أي لُيِّنَ لي حتَّى يصير كالزُبد في لينه. وقال ابن الكلبيّ: هو الزُبد بالرُطَب. وفيه لغتان لوقَةٌ وأَلوقَةٌ. قال: وأنشدني لرجلٍ من عُذَرَةَ:
وإنَّي لمِنْ سالَمْتُمُ لأَلوقَةٌ ... وإنِّي لمَنْ عاديْتُمُ سُمٌّ أسْوَدِ
ويقال: ما ذقت لَواقاً، أي شيئاً.
لوكلُكْتُ الشيء في فمي ألوكُهُ، إذا عَلَكته. وقد لاكَ الفرسُ اللجامَ. وفلانٌ يَلوكُ أعراضَ الناس، أي يقَعُ فيهم. وقول الشعراء: أَلِكْني إلى فلان، يريدون به: كُنْ رسولي، وتحمّل رسالتي إليه وقد أكثروا من هذا اللفظ. قال الشاعر:
أَلِكْني إليها عَمْرَكَ اللهَ يا فتى ... بآيةِ ما جاءتْ إلينا تَهاديا
وقال آخر:
أَلِكني إليها وخَيرُ الرَسو ... لِ أعْلَمُهُم بنَواحي الخَبَرْ
وقياسه أن يقال: ألاكَهُ يُليكُه إلاكَةُ، وقد حكى هذا عن أبي زيد. وهو وإن كان من الألوكِ في المعنى، وهو الرسالة، فليس منه في اللفظ، لأنَّ الألوكَ فَعولٌ، والهمزة فاء الفعل، إلا أن يكون مقلوباً أو على التوهّم.
لولاأمّا لَوْلا فمركّبة من معنى إنْ ولَوْ، وذلك أنْ لولا يمنع الثاني من أجل وجود الأول، تقول: لولا زيدٌ لهلكنا، أي امتنع وقوع الهلاك من أجل وجود زيد هناك. وقد تكون بمعنى هَلاَّ، كقول الشاعر:
تَعُدَّونَ عَقْرَ النيبِ أفضلَ مجدِكم ... بنى ضَوْطرى لولا الكَمِيَّ المُقَنَّعا
لوماللَوْمُ: العَذْلُ. تقول: لامَهُ على كذا لَوْماً ولَوْمَةً، فهو مَلومٌ. ولَوَّمَهُ شدِّد للمبالغة. واللُوَّمُ: جمع لائِم. واللائِمَةُ: المَلامَةُ، وكذلك اللومى على فُعْلى. يقال: ما زلت أتجرّع فيك اللَوائِمَ. والمَلاوِمُ: جمع المَلامَةِ. واللامَةُ: الأمر يُلامُ عليه. وألامَ الرجلُ، إذا أتى بما يُلامُ عليه. يقال لامَ فلانٌ غيرَ مُليمٍ. وفي المثل: " رُبَّ لائِمٍ مُليم " . قال الشاعر:
ومن يَخْذَلْ أخاه فقد ألاما
واسْتَلامَ الرجل إلى الناس، أي اسْتَذَمَّ. أبو عبيدة: يقال ألَمْتُهُ بمعنى لُمْتُهُ. وأنشد لمَعْقِل بن خويلد الهذَلي:
حَمِدْتُ اللهَ أن أمْسى رَبيعٌ ... بدارِ الذُلِّ مَلْحِيًَّا مُلاما
والمُلاوَمَةُ: أن تَلومَ رجلاً ويَلومُكَ. وتَلاوَموا: لامَ بعضُهم بعضاً. ورجلٌ لومَةٌ: يَلومُهُ الناس. ولُوَمَةٌ: يَلومُ الناس. والتَلَوُّمُ: الانتظار والتَمَكُّثُ. ولامُ الإنسان: شَخصُه، غير مهموز. وقال الراجز:
مَهْرِيَّة تَخْطُرُ في زمانها
لم يُبْقِ منها السَيْرُ غَيْرَ لامها
لوناللَوْنُ: هيئةٌ كالسَواد والحمرة. ولَوَّنْتُهُ فتَلَوَّنَ. واللَوْنُ: النوع. وفلان مُتَلَوِّنٌ، إذا كان لا يثبُت على خُلُق واحد. ولَوَّنَ البسرُ تَلْويناً، إذا بدا فيه أثر النُضْج. واللَوْنُ: الدَقَلُ، وهو ضربٌ من النخل. وقال الأخفش: هو جماعةٌ، واحدتها لِينَةٌ، ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء. ومنه قوله تعالى: " ما قَطَعْتُمْ من لينَةٍ " وتمرها سمين يسمى العجوة، والجمع لينٌ، وجمع اللينِ لِيانٌ. قال امرؤ القيس:
وسالفةٍ كَسحوقِ اللِيا ... نِ أضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُعُرْ
لوى

لَوَيْتُ الحبل: فتلته. ولَوى الرجل رأسه وألْوَى برأسه: أمال وأعرض. وقوله تعالى: " وإنْ تَلْووا أو تُعْرِضوا " بواوين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو القاضي يكون لَيُّهُ وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر. وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام من وَليتُ. قال مجاهد: أي أن تَلوا الشهادة فتُقيموها أو تُعرِضوا عنها فتتركوها. ولَوَتِ الناقة ذَنَبَها وألْوَتْ بذنبها، إذا حركته، الباء مع الألف فيها. ولَواه بدَيْنِهِ لَيَّاناً، أي مطله. قال ذو الرمّة:
تريدين لَيَّاني وأنتِ مليئةٌ ... وأُحْسِنُ يا ذات الوشاحِ التقاضيا
ولَوّيْتُ أعناق الرجال في الخصومة، شدد للكثرة والمبالغة. قال تعالى: " لَوَّوا رُءوسَهُم " . والْتَوى وتَلَوَّى بمعنًى. ولَوَيْتُهُ عليه، أي آثرتُه عليه، وقال:
ولم يكن مَلَكٌ للقوم يُنْزِلُهُم ... إلاَّ صلاصلُ لا تُلْوى على حَسَبِ
أي لا يؤثر بها أحد لحسَبه، للشدة التي هم فيها. ويروي: لا تَلْوي، أي لا تعطف أصحابها على ذوي الأحساب، من قولهم: لَوى عليه، أي عَطَفَ، بل تقسم بالمُصافَنَةِ على السويّة. ولِوى الرملِ مقصور: مُنقَطَعه، وهو الجَدَد بعد الرملة. وألْوى القوم: صاروا إلى لِوى الرملِ؛ يقال: ألْوَيْتُمْ فانْزلوا. وهما لِوَيانِ، والجمع الألوِيَةُ. وذَنَبٌ ألوى: معطوفٌ خِلْقَة مثل ذَنَب العنز. ولِواءُ الأمير ممدودٌ. وقال:
غَداةَ تَسايَلَتْ من كلِّ أوْبٍ ... كتائبُ عاقِدينَ لهم لِوايا
وهي لغة لبعض العرب. تقول: احتميت احتماياً. والألْوِيَةُ: المَطارِدُ، وهي دون الأعلام والبنود. واللَوى بالفتح: وجعٌ في الجوف، تقول منه: لَوِيَ بالكسر. واللَوِيُّ على فَعيلٍ: ما ذَبل من البقل. وقد ألْوى البقل، أي ذبل. واللَوِيَّة: ما خبأته لغيرك من الطعام. وقال:
قلتُ لِذاتِ النُقْبَةِ النَقِيَّةِ
قومي فغَدِّينا من اللَوِيَّه
وقد الْتَوَتِ المرأة لَوِيَّةً. وألْوى فلانٌ بحقي، أي ذَهَب به. وألوى بثوبه، إذا لمع به وأشار. وألْوَتْ به عنقاءُ مُغْرِبٍ أي ذهبت به. والألْوى: الرجل المجتنب المنفرد لا يزال كذلك. واللاءونَ: جمع الذي من غير لفظه بمعنى الذِّينَ. وفيه ثلاث لغات اللاؤُنَ في الرفع واللائينَ في الخفض والنصب، واللاءو بلا نون، واللائي بإثبات الياء في كلِّ حال، يستوي فيه الرجال والنساء.
ليتلَيْتَ: كلمة تَمَنّ، وهي حرف تنصب الاسم وترفع الخبر، مثل كأنّ وأخواتها، لأنها شابهت الأفعال بقوّة ألفاظها واتّصال أكثر المضمرات بها وبمعانيها. ويقال: لَيْتي ولَيْتني، كما قالوا: لَعَلِّي ولَعَلَّني، وإنّي وإنّني. قال الشاعر:
كَمُنْيَةِ جابرٍ إذ قال لَيْتي ... أصادفُه وأغْرَم جُلَّ مالي
والليتُ بالكسر: صَفْحة العنق، وهما لِيتانِ. ولاتَهُ عن وجهه يَلوتُهُ ويَليتُهُ، أي حبسه عن وجهه وصرفه. قال الراجز:
وليلةٍ ذات دُجًى سَرَيْتُ
ولم يَلِتْني عن سُراها لَيْتُ
أي لم يمنعني عن سُراها مانع. وكذلك ألاتُهُ عن وجهه، فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنًى. ويقال أيضاً: ما ألاتَهُ من عمله شيئاً، أي ما نقَصه، مثل ألَتَهُ. قاله الفراء. وأنشد:
ويأكلنَ ما أعنى الوَليُّ فلم يُلِتْ ... كأنّ بحافاتِ النِهاءِ المَزارعا
ليثاللَيثُ: الأسد. واللَيْثُ: ضرب من العناكب يصطاد الذُبابَ بالوثب. ويقال: لايَثَهُ، أي عامله معاملة اللَيْث أو فاخَرَهُ بالشَبَه بالليث. وقولهم: إنه لأشجَعُ من ليثِ عِفِرِّينَ. قال أبو عمرو: هو الأسد. وقال الأصمعي: هو دابة مثل الحِرباء يتعرض للراكب، نُسبَ إلى عِفِرِّينَ اسم بلد. قال الشاعر:
فلا تَعْذُلي في حُنْدُجٍ إنَّ حُنْدُجاً ... ولَيْثَ عِفِرِّينَ لَدَيَّ سَواءُ
ليس

لَيْسَ: كلمةُ نفي، وهو فعل ماضٍ. والذي يدلُّ على أنها فعلٌ وإن لم تتصرف تصرف الأفعال، قولهم لَسْتَ ولَسْتُما ولَسْتُمْ، كقولهم ضربت وضربتما وضربتم. وجُعلت من عوامل الأفعال نحو كان وأخواتها التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار، إلا أن الباء تدخل في خبرها نحو ما، دون أخواتها. تقول: ليس زيدٌ بمنطلق. فالباء لتعدية الفعل وتأكيد النفي. ولك أن لا تدخلها، لأن المؤكَّد يستغنى عنه، ولأن من الأفعال ما يتعدَّى مرةً بحرف جرٍّ ومرة بغير حرف، نحو اشتَقْتُكَ واشْتَقْتُ إليك. ولا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز في أخواتها تقول: مُحْسِناً كان زيدٌ. ولا يجوز أن تقول: مُحْسِناً ليس زيدٌ. وقد يستثنى بها، تقول: جاءني القومُ ليسَ زَيداً، كما تقول: إلا زيداً، تضمر اسمها فيها وتنصب خبرها بها، كأنك قلت ليس الجائي زيداً. ولك أن تقول جاء القومُ لَيْسَكَ، إلا أنَّ المضمَر المنفصل ها هنا أحسن، كما قال الشاعر:
ليت هذا الليلَ شهرٌ ... لا نرى فيه غريبا
لَيْسَ إيَّاي وإيَّا ... كَ ولا نَخْشى رَقيبا
ولم يقل لَيْسَني ولَيْسَكَ، وهو جائزٌ إلا أن المنفصل أجودُ. ورجلٌ ألْيَسُ، أي شجاعٌ بيِّن اللَيَسِ، من قومٍ لِيسٍ. وقال الفراء: الألْيَسُ: البعير يحمل كلَّ ما حُمِّلَ.
ليطالليطَةُ: قشرة القصبة، والجمع ليطٌ. والليطُ أيضاً: اللونُ. وشيطانٌ لَيْطانٌ، إتباعٌ له.
ليفالليفُ للنخل، الواحدة ليفَةٌ.
ليقلاقتِ الدواةُ تَليقُ، أي لصقتْ. ولِقْتُها أنا، يتعدَّى ولا يتعدى، فهي مَليقة، إذا أصْلَحتَ مدادها. وألَقْتُها إلاقَةً لغةٌ فيه قليلةٌ؛ والاسمُ منه الليقَةُ. ويقال للمرأة إذا لم تَحْظَ عند زوجها: ما عاقت عند زوجها ولا لاقتْ، أي ما لصقت بقلبه. ولاقَ به فلان، أي لاذ به. ولاقَ به الثَوب، أي لَبِقَ به. وهذا الأمر لا يَليقُ بك، أي لا يَعْلَقُ بك. وفلانٌ ما يليقُ درهماً من جُوده، أي لا يُمسكه ولا يَلصَق به. قال الشاعر:
كَفَّاهُ كَفُّ ما تُليقُ دِرْهما
جوداً وأخرى تُعْطِ بالسيفِ دَما وما بالأرض ليلق أي مرتع
وألاقوهُ بأنفسهم، أي ألزَقوه واستلاطوه. قال الشاعر:
وهل كنتَ إلاَّ حَوْتَكِيًّا أَلاقَهُ ... بنو عَمِّهِ حتَّى بغى وتَجَبَّرا
ليلالليلُ واحد بمعنى جَمْع، وواحِدته ليلةٌ مثل تمرةٍ ونمرٍ. وقد جُمِع على ليالٍ زادوا فيها الياءَ على غير قياس. ونظيره أهلٌ وأهالٌ. ويقال: كان الأصل فيها لَيلاةٌ فحذفت، لأنَّ تصغيرَها لُيَيْلَية. وليلٌ ألْيَلٌ: شديدُ الظلمة. قال الفرزدق:
والليلُ مُخْتَلِطَ الغَياطِلِ أَلْيَلُ
وليلةٌ لَيْلاءُ وليلٌ لائلٌ، مثل قولك شِعْرٌ شاعرٌ في التأكيد. الكسائي: عاملتُهُ مُلايَلَةً، كما تقول: مُياوَمَةً من اليوم.
ليناللينُ: ضد الخشونة. يقال: لانَ الشيء يَلينُ ليناً، وشيءٌ لَيِّنٌ ولَيْنٌ مخفَّفٌ منه، والجمع أَلْيِناءُ. واللَيانُ بالفتح: المصدر من اللين. تقول: هو في لَيانٍ من العيش، أي في نعيمٍ وخفضٍ. ولَيَّنْتُ الشيء وأَلْيَنْتُهُ، أي صيَّرته لَيِّناً. ويقال أيضاً: أَلَنْتُهُ وأَلْيَنْتُهُ، على النقصان والتمام. واللِيانُ بالكسر: المُلايَنَةُ والملاطَفَةُ. تقول: لايَنَني مُلايَنَةً ولِياناً. واسْتَلانَهُ: عدَّه لَيِّناً. وتَلَيَّنَ: تملَّق.
ليهلاهَ يَليهُ لَيْهاً: تَسَتَّرَ. وجَوَّزَ سيبويه أن يكون لاهٌ أصلَ اسمِ الله تعالى. وقولهم: يا الله: بقطع الهمزة، إنَّما جاز لأنه يُنْوى به الوقف على حرف النداء تفخيماً للاسم. وقولهم: لاهُمَّ واللهُمَّ فالميم بدلٌ من حرف النداء.
ليااللِياءُ: شيء يشبه الحِمّص شديد البياض يكون بالحجاز؛ يؤكل. وإذا وصفتَ المرأةَ بالبياض قلت: كأنَّها لياءةٌ. والليا مقصورٌ: الأرض البعيدة عن الماء.
حرف الميم

ماج
المَأْجُ: الماءُ الأُجاجُ. وقد مَؤُجَ الماءُ يَمْؤُجُ مُؤوجَةً فهو مَاْجٌ. قال ابن هرمتة:
فإنَّك كالقريحَةِ عامَ تُمْهى ... شَروبُ الماءِ ثمَّ تعودُ مَأْجا
مأد

المَأْدُ من النبات: اللَيِّنُ الناعم. قال الأصمعيّ: قيل لبعض العرب: أصِبْ لنا موضعاً. فقال رائدهم: وجدتُ مكاناً ثَأْداً مَأْداً. وامْتَأَدَ فلانٌ خيراً، أي كَسَبَهُ. ويقال للغصن إذا كان ناعماً يهتزّ: هو يَمْأَدُ مَأّداً حسناً. وغصن يَمْؤُودٌأ أي ناعم. ورجل يمؤود وامرأة يمؤودة: شابَّة ناعمة.
مأرالمِئرَةُ بالهمز: الذَحْلُ والعداوةُ، وجمعها مِئَرٌ. أبو زيد: مَأَرْتُ بين القوم مَأْراً، وماءَرْتُ بينهم مُماءَرَةً، أي عاديتُ بينهم وأفسدتُ. قال: والاسمُ المِئْرَةُ، والجمع مِئَرٌ. وقال الأمويّ: ماءَرْتُهُ ممائَرَة: فاخرته، حكاه عنه أبو عبيد. قال: وقال أبو زيد: يقال هم في أمر مَئِرٍ، بفتح الميم، أي شديدٍ.
مأسمَأَسْتُ بينهم مَأْساً، أي أفسدتُ. قال الكميت:
أسَوْتُ دِماءً حاول القوم سفكَها ... ولا يعدَمُ الآسونَ في الغَيِّ مائِسا
مأقالمأْقَةُ، بالتحريك: شبه الفُواقِ يأخذ الإنسان عند البكاء والنشيجِ، كأنَّه نَفَسٌ يقلَعُهُ من صدره. وقد مَئِقَ الصبيّ يَمْأَقُ مَأَقاً. وامْتَأَقَ مثله. ومنه قول أمِّ تأبَّط شرًّا: ولا أَبَتُّهُ مِئَقاً. وفي المثل: أنت تَئِقٌ وأنا مَئِقٌ فكيف نتَّفق. وأمْأقَ الرجلُ، إذا دخل في المَأَقَةِ. وفي الحديث: " ما لم تضمِروا الإمْآقَ " يعني الغيظ والبكاء ممَّا يلزمكم من الصَدَقة. ويقال أراد به الغدر والنكث. ومؤْقُ العين: طرفها ممَّا يلي الأنف. واللِحاظُ: طرفها الذي يلي الأذن؛ والجمع آماقٌ، وأماقٌ أيضاً. ومأقى العين: لغةٌ في مُؤْقِ العين.
مأنالمَؤُونَةُ تهمز ولا تهمز، وهي فعولةٌ. وقال الفراء: هي مَفْعُلَةٌ من الأيْنِ، وهو التعب والشدَّة. ويقال هي مَفْعُلَةٌ من الأَوْنِ، وهو الخُرجُ والعِدْلُ، لأنَّها ثِقلٌ على الإنسان. ومُأَنْتُ القوم أمْؤُنُهم مَأْناً، إذا احتملت مُؤْنتهم. ومن ترك الهمز قال: مُنْتُهُمْ أمونُهُمْ. وأتاني فلان وما مَأَنْتُ مَأْنَهُ، أي لم أكترث له. قال الكسائي: وما تهَيَّأْت له. وقال أعرابيٌّ من سُلَيْم: أي ما علمت بذلك. وهو يمْأَنُهُ، أي يعلمه. وأنشد:
إذا ما علمتُ الأمر أقْرَرْتُ علمه ... ولا أدَّعي ما لستُ أمْأَنُهُ جهلا
كَفى بامْرئٍ يوماً يقول بعلمِهِ ... ويسكتُ عمَّا ليسَ يعلمه فَضْلا
ومَأَّنْتُ فلاناً تَمْئِنَةً، أي أعلمته. وأنشد الأصمعي للمرار الفَقعسيّ:
فتهامسوا شيئاً فقالوا عَرِّسوا ... من غير تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرَّسِ
أي من غير تعريف ولا هو في موضع التَعْريس. والتَمْئِنَةُ: الإعلامُ. والمُئِنَّةُ: العلامةُ. وفي حديث ابن مسعود: " إنّ طول الصلاة وقِصَرَ الخطبة مَئِنَّةٌ من فِقه الرجل " . قال الأصمعي: سألني شعبة عن هذا الحرف فقلت: مَئِنَّةٌ أي علامةٌ لذاك وخليق لذاك. وماءنْتُ في هذا الأمر، أي رَوَّأْتُ. ويقال: امْأَنْ مُأْنَكَ واشْأَنْ شَأْنَكَ، أي اعملْ ما تحسنُه. والمَأنُ والمَأَنَةُ: الطِفْطِفَةُ، والجمع مَأناتٌ ومُئونٌ أيضاً. أبو زيد: مَأَنْتُ الرجل أَمْأَنُهُ مَأْناً، إذا أصبت مَأْنَتَهُ. قال: وهي ما بين سُرَّتِهِ وعانته وشُرْسوفِهِ. والمَأْنُ أيضاً: الخشبة في رأسها حديدةٌ تُثار بها الأرض.
مأىمَأَوْتُ الجِلد مَأْوًا، ومَأَيْتُهُ مَأْياً: اتَّسع. ومائَةٌ من العدد، وأصله مِئًى مثال مِعًى، والهاء عوض من الياء. وإذا جمعت بالواو والنون قلت: مِئُونَ بكسر الميم، وبعضهم يقول: مُؤُونَ بالضم. قال ابن السكيت: قال الأخفش: ولو قلت مِئَاتٌ، لكان جائزاً. وأمْأَى القوم: صاروا مائَةً. وأَمْأَيْتُهُمْ أنا. أبو زيد: أَمْأَتْ غنمُ فلان، إذا صارت مائَةً. وأَمْأَيْتُها لك: جعلتها مائَةً. ومَأتِ السنَّور تَموءُ مُواءً، إذا صاحت، مثل أَمَتْ تَأْمو أُماءً. ويقال: مَأَى ما بينهم مَأياً، أي أفسد. وقد تَمَأَّى ما بينهم، أي فسد.
متأمَتَأتُهُ بالعصا: ضربته بها. ومَتَأتُ الحَبْلَ: لغةٌ في مَتَوْتُهُ، إذا مَدَدْتَهُ.
متت

المَتُّ: المَدُّ. والمَتُّ: النَزْعُ على غير بكَرةٍ. والمَتُّ: توسُّلٌ بقرابة. والماتَّةُ: الحُرْمَةُ والوسيلة. تقول: فلان يمُتُّ إليك بقرابةٍ. والمَوَاتُّ: الوسائل.
متحالماتِحُ: المستقي، وكذلك المَتوحُ. تقول: مَتَحَ الماءَ يَمْتَحُهُ مَتْحاً، إذا نزعه. وبئرٌ مَتوحٌ، للتي يُمَدُّ منها باليدين على البكَرَةِ. وقواهم: سِرنا عُقبَةٌ مَتوحاً، أي بعيدةً. ومَتَحَ النهار: لغةٌ في مَتَعَ، إذا ارتفع. وليلٌ مَتَّاحٌ، أي طويلٌ. ومَتَحَ بها، أي حَبَقَ. ومَتَحَ بسَلْحِهِ: رمى به.
مترالمَتْرُ: المَدُّ. وقد مَتَرْتُ الحبلَ، أي مددته. وربَّما كُنِيَ به عن البِضاعِ. ومَتَرَ بِسَلْحِهِ، إذا رَمى به، مثل مَتَحَ. والمَتْرُ: لغةٌ في البتْر، وهو القطع.
متعمَتَعَ النهارُ يَمْتَعُ، أي ارتفع وطال. والماتِعُ: الطويلُ من كل شيء. وقد مَتُعَ الشيءُ. ومَتاًعَهُ غيره. قال لبيدٌ يصف نخلاً:
سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسرِيُّهُ ... عُمٌّ نَواعِمُ بينهنَّ كرومُ
وقول النابغة:
وميزانَهُ في سُورَةِ المجدِ ماتِعُ
أي راجحٌ زائدٌ. وحبلٌ ماتِعٌ، أي جيِّد الفتل. ونبيذٌ ماتِعٌ، أي شديد الحمرة. وكلُّ شيءٍ جيِّدٍ فهو ماتِعٌ. والمَتاعُ: السِلعةُ. والمتاعُ أيضاً: المنفعةُ وما تَمَتَّعْتَ به. وقد مَتَعَ به يَمْتَعُ مَتْعاً. يقال: لئن اشتريت هذا الغلام لتَمَتَّمَنَّ منه بغلام صالح، أي لتذْهَبَنَّ به. قال المشعَّث:
تمتَّع يا مشعَّث إنَّ شيئاً ... سَبَقْتَ به المماتَ هو المَتاعُ
وبهذا البيت سمِّي مشعِّثاً. وقال تعالى: " ابتغاءَ حِلْيَةٍ أو مَتاعٍ " . وتَمَتَّعْتُ بكذا واسْتَمْتَعْتُ به، بمعنًى. والاسمُ المُتْعَةُ، ومنه مُتْعَةُ النكاح، ومُتْعَةُ الطلاق، ومُتْعَةُ الحجّ، لأنَّه انتِفاعٌ. وأَمْتَعَهُ الله بكذا ومَتَّعَهُ، بمعنًى. أبو زيد: أَمْتَعْتُ بالشيء: أي تَمَتَّعْتُ به. ويقال: أَمْتَعْتُ عن فلانٍ، أي استغنيت عنه.
متكالمتْكُ: ما تبقيه الخاتنة، وأصل المتك الزُمَاوَرْدُ. والمَتْكاءُ من النساء: التي لم تُخْفَصْ.
متنالمَتْنُ من الأرض: ما صلُب وارتفع، والجمع متانٌ ومُتونٌ. قال:
والقومُ قد طعنوا مِتانَ السَجْسَجِ
ومَتُنَ الشيء بالضم متانَةً، فهو مَتينٌ، أي صلبٌ. ومَتْنا الظَهْرِ: مُكْتَنَفا الصُلْبِ عن يمينٍ وشمالٍ من عصب ولحم، يذكَّر ويؤنَّث. ومَتَنْتُ الرجلَ مَتْناً: ضربت مَتْنَهُ. ومَتْنُ السهم: ما دون الرِيش منه إلى وسطه. ويقال أيضاً: رجلٌ مَتْنٌ من الرجال، أي صُلبٌ. ومَتَنَ به مَتْناً: سار به يومَه أجمع. والمُماتَنَةُ: المباعدة في الغاية. يقال: سار سيراً مُماتِناً، أي شديداً. وماتَنَهُ، أي ماطله. ومَتَنْتُ الكبشَ: شققت صُفْنه واستخرجت بيضتَه بعُروقها. وتَمْتينُ القوس بالعَقَبِ، والسِقاءِ بالرُّبِّ: شدُّه وإصلاحه بذلك.
متامَتَوْتُ الشيء: مددته. والتَمَتِّي في نوع القوس: مَدّ الصُلب. قال امرؤ القيس:
فأَتَتْهُ الوَحْشُ واردةً ... فتَمَتَّى النَزْعَ في يَسَرِهْ
متىمَتى: ظرف غير متمكِّن، وهو سؤالٌ عن مكان، ويجازى به. الأصمعيّ: مَتَى في لغة هذيل قد تكون بمعنى مِنْ. وأنشد لأبي ذؤيب: شَرِبْنَ بماء البحر ثم تَرَفَّعَتْ مَتى لجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ أي من لجَج، وقد تكون بمعنى وَسْطٍ. وسمع أبو عبيد بعضهم يقول: وَضَعْتُهُ مَتى كُمِّي، أي وَسْطَ كُمِّي.
مثثمَثَّ يده يَمُثّها، إذا مسحها بمنديل أو حشيشٍ لغةٌ في مَشَّ. ويقال: مَثَّ شاربَه، إذا أطعمه شيئاً دسماً. ومَثَّ النِحْيُ: نَتَحَ ورَشَحَ، ولا يقال فيه نَضَحَ.
مثعمَثَعَتِ المرأةُ مَثْعاً، ومَثِعَتْ مَثْعاً: مشت مشيةً قبيحة.
مثل

مِثْلَ: كلمة تسوية. يقال: هذا مِثلُهُ ومَثَلهُ كما يقال شِبْهُهُ وشَبَهُهُ بمعنًى. والعرب تقول: هو مُثَيْلُ هذا، وهم أُمَيْثالُهُمْ؛ يريدون أنَّ المُشَبَّه به حقيرٌ كما أنَّ هذا حَقيرٌ. والمثَلُ: ما يُضرب به من الأمثال. ومَثَلُ الشيءِ أيضاً: صفَتُه. والمِثالُ: الفِراشُ؛ والجمع مُثُل، وإن شئت خفَّفتَ. والمِثالُ معروفٌ، والجمع أمثلةٌ ومُثُلٌ. ومَثَّلْتُ له كذا تمثيلاً، إذا صوَّرت له مِثالَه بالكتابَةِ وغيرها. والتِمْثالُ: الصورَةُ، والجمع التماثيلُ. ومثل بين يديه مُثولاً، أي انتصبَ قائماً. ومنه قيل لمَنارَةِ المِسْرَجَةِ: مائلةٌ. ومَثَلَ، أي لَطَأَ بالأرض، وهو من الأضداد. وقال:
رُسومٌ فمنها مُسْتَبينٌ وماثلُ
والمُسْتبينُ: الأطلالُ. والماثلُ: الرُسُومُ. ومَثَلَ به يَمْثُلُ مَثْلاً، أي نَكَّلَ به. والاسم المُثْلَةُ بالضم. ومَثَّلَ بالقتيل: جَدَعَهُ. والمَثُلةُ: العُقوبةُ، والجمع المَثُلاتُ. وأَمْثَلَهُ: جعله مُثْلَةً. يقال: أمْثلَ السلطانُ فُلاناً، إذا قتله قوَداً. ويقال للحاكم: أَمْثِلْني، وأَقِصَّني، وأَقِدْني. وفلانٌ أمثلُ بني فلانٍ، أي أدناهم للخير. وهؤلاء أماثلُ القومِ، أي خيارُهم. وقد مَثُل الرجلُ بالضم مَثالةً، أي صار فاضلاً. والمُثْلى: تأنيث الأمثلِ. وتَماثَلَ من عِلَّتِهِ، أي أَقْبَلَ. وتمثل بهذا البيتِ وهذا البيتَ بمعنًى. وامتثل أمرَه، أي احتَذاهُ.
مثمثالمَثْمَثَةُ: التخليط. يقال مَثْمَثَ أمرهم إذا خلَّطه. ومَثْمَثَهُ أيضاً مثل مَزْمَزَهُ، عن الأصمعيّ. يقال أخذه فمَثْمَثَهُ ومَزْمَزَهُ، إذا حرَّكه وأقبلَ به وأدبر. وأنشد:
ثمَّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَهُ اسْتِحْثاثا
نَكَفْتُ حيث مَثْمَثَ المِثْماثا
قال: يقول: انْتَكَفْتُ أثَرَهُ. والأفعى تُخَلِّطُ المشيَ، فأراد أنَّه أصاب أثراً مخلَّطاً. والمِثْماثُ بكسر الميم: المصدر، وبالفتح الاسم.
مثنالمَثانَةُ: موضع البول. ومَثَنْتُهُ أَمْثُنُهُ بالضم مَثْناً، فهو مَمْثونٌ، إذا أصبت مَثانَتَهُ. ويقال: مَثِنَ الرجل بالكسر فهو أَمْثَنٌ بيِّن المَثَنِ إذا كان لا يستمسك بولُه. والمرأةُ مَثْناءُ. قال الكسائي: يقال: رجل مَثِنٌ ومَمْثونٌ للذي يشتكي مَثانَتَهُ.
مججمَجَّ الرجل الشرابَ من فِيه، إذا رمى به. وانْمَجَّتْ نُقْطَةٌ من القَلَم: ترشَّشَتْ. وشيخٌ ماجٌّ: يَمُجُّ ريقَه ولا يستطيع حَبْسَه من كِبَره. يقال: أحمقٌ ماجٌّ، للذي يسيل لُعابُه. والماجٌّ: الناقة التي تَكْبَرُ حتَّى تَمُجَّ الماء من حَلْقِها. والمُجاجَةُ والمُجاجُ: الريقُ الذي تَمُجٌّهُ من فِيك. يقال: المَطَرُ مُجاجُ المُزْنِ، والعَسَلُ مجاج النَحْل. ومَجاجةُ الشيء أيضاً: عُصارته. وأَمَجَّ الفرسُ، إذا بدأ بالجري قبل أن يضطرم. وأمَجَّ الرجل، إذا ذهب في البلاد. والمَجٌّ بالفتح: حَبٌّ كالعَدَس، معرب وهو بالفارسية مَاشْ.
مجحمَجَحَ مَجْحاً ومَجَحاً: تكبَّر. والدَلْوَ في البئر: خَضْخَضَها كذلك.
مجدالمَجْدُ: الكرم. والمَجيدُ: الكريم. وقد مَجُدَ الرجل بالضم، فهو مجيد وماجد. قال ابن السكيت: الشرف والمجد يكونان بالآباء. يقال: رجلٌ شريفٌ ماجدٌ: له آباءٌ متقدِّمون في الشرف. قال: والحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباءٌ لهم شرف. وتَماجَدَ القوم فيما بينهم. وماجَدْتُهُ فمَدَدْتُهُ أمْجُدُهُ، أي غلبته بالمجد. ومَجَدَت الإبلُ مُجوداً، أي نالت من الخلا قريباً من الشِبَع. ومَجَّدْتُها أنا تمجيداً. وقال أبو عبيد: أهل العالية يقولون: مَجَدْتُ الدابَّةَ أَمُْدُها مَجْداً، أي علَفْتها مِلء بطنها. وأهل نجد يقولون: مَجَّدْتها تَمْجيداً، أي علَفْتها نِصفَ بطنها. والتَمْجيدُ: أن يَنْسُبَ الرجل إلى المجد. وفي المثل: " في كلِّ شجرٍ نار، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار " ، أي استكثرا منها، كأنَّهما أخذا من النار ما هو حَسْبُهُما. ويقال: لأنَّهما يُسرعان الوَرْيَ، فَشُبِّها بمن يكثر من العطاء طلباً للمجد.
مجر

المَجْرُ بالتسكين: الجيشُ الكثيرُ. والمَجْرُ أيضاً: أن يباع الشيء بما في بطن هذه الناقة. وفي الحديث أنَّه نهى عن المَجْرِ. يقال منه: أمْجَرْتُ في البيع إمْجاراً. ويقال أيضاً: ما له مَجْرٌ، أي عقلٌ. والمَجَرُ بالتحريك: الاسمُ من قولك: أمْجَرَتِ الشاةُ فهي مُمْجرٌ، وهو أن يعظّم ما في بطنها من الحمل وتكون مهزولةً لا تقدر على النهوض. ويقال أيضاً: شاةٌ مَجْرَةٌ بالتسكين. قال الأصمعيّ: ومنه قيل للجيش العظيم: مَجْرٌ، لثقله وضِخَمه. وسئل ابنُ لسانِ الحُمَّرَةِ عن الضأن فقال: مالُ صِدْقٍ، قَرْيَةٌ لا حِمَى بها إذا أفلتتْ من مَجْرَتَيْها، يعني من المَجْرِ في الدهر الشديد وهو الهُزال، ومن النَشَر، وهو أن تنتشر بالليل فتأتي عليها السباعُ. فسمَّاها مَجْرَتَيْنِ، كما يقال: القَمَرانِ والعُمَرانِ. والمَجَرُ أيضاً بالتحريك: لغة في النَجَرِ، وهو العطش.
مجسالمَجوسِيَّةُ: نِحْلَةٌ. والمَجوسِيُّ منسوبٌ إليها، والجمع المَجوسُ. قال امرؤ القيس:
أَحارِ أُريكَ بَرْقاً هَبَّ وَهْناً ... كنارِ مَجوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا
وقد تَمَجَّسَ الرجل: صار منهم. ومَجَّسَهُ غيره. وفي الحديث: " فأبواه يُمَجِّسانه " .
مجعالمِجْعُ، بالكسر: الأحمقُ، والمُجْعَةُ بالضم مثله، وكذلك المُجَعَةُ. ومَجِعَ الرجل بالكسر يَمْجَعُ مَجاعَةً، إذا تماجَنَ. وامرأةٌ مَجِعَةٌ: قليلةُ الحياء، مثال جَلِعَةٍ في الوزن والمعنى. وتماجَعَ الرجلان: تَماجَنا وترافثا. والمَجيعُ: ضربٌ من الطعام، وهو تَمْرٌ يُعْجَنُ بلبَنٍ.
مجلمَجَلَتْ يدُهُ تَمْجُلُ مجْلاً، أي تَنَفَّطَتْ من العمل. ويقال أيضاً: مَجِلَتْ يدُه بالكسر مَجَلاً. وأمْجَلَ العملُ يدَه. وجاءت الإبلُ كأنَّها المَجْلُ، أي مُمتلئةً كامتلاء المَجْلِ.
مجمجمَجْمَجْتُ الكتابَ، إذا ثَبَّجْتُهُ ولم تُبيِّن الحروف. ومَجْمَجَ الرجلُ في خَبَره، إذا لم يُبَيِّنه.
مجنالمَجونُ: أن لا يبالي الإنسان ما صنع. وقد مَجَنَ بالفتح يَمْجُنُ مُجوناً ومَجانَةً، فهو ماجِنٌ؛ والجمع المُجَّانُ. وقولهم: أخذه مَجَّاناً، أي بلا بدل. والمُماجِنُ من النوق: التي ينزو عليها غير واحدٍ من الفُحولة فلا تكاد تَلقَح. وطريقٌ مُمَجَّنٌ، أي ممدودٌ.
محتالمَحْتُ: الشديد من كل شيء. ويومٌ مَحْتٌ، أي شديد الحر. وقد مَحُتَ يومُنا بالضم.
مححالمَحُّ: الثوب البالي. وقد مَحَّ الثوبُ وأَمَحَّ: بَلِيَ. والمُحُّ بالضم: صُفْرَةُ البيض. وقال ابن الزِبَعْرى:
كانت قريشٌ بيضَةٌ فَتَفَلَّقَتْ ... فالمُحُّ خالصُهُ لعبدِ منافِ
والمَحَّاحُ: الذي يرضيك بالقول ولا فِعْلَ له، وهو الكذَّاب.
محشالمَحْشُ: إحراقُ النارِ الجلدَ. وقد مَحَشْتُ جلدَه، أي أحرقته. وفيه لغة أخرى: أمْحَشْتُهُ بالنار، عن ابن السكيت. وحكى هو عن أبي صاعد الكلابيّ: أَمْحَشَهُ الحُرُّ، أي أحرقه. قال وحكى أبو عمرو: هذه سنة قد أَمْحَشَتْ كلَّ شيء، إذا كانت جَدْبةً. والامْتِحاشُ: الاحتراقُ. يقال: امْتَحَشَ الخبزُ. وامْتَحَشَ فلانٌ غضباً. والمُحاشُ بالضم: المحترِقُ. يقال: خبزٌ مُحاشٌ، وشِواءٌ مُحاشٌ. والمَحاشُ بالفتح: المتاعُ، والأثاثُ. والمِحاشُ بالكسر: القوم يجتمعون من قبائلَ، فيتحالفون عند النار. وهو في قول النابغة:
جَمِّعْ مِحاشَكَ يا يزيدُ فإنَّني ... أَعْدَدْتُ يَرْبوعاً لكم وتَميما
ومَحَشَ الشيءَ: سَحَجَهُ.
محصمَحَصُ الظبيُ يَمْحَصُ، أي يعدو. ومَحَصَ المذبوحُ برجله، مثل دَحَصَ. ومَحَصْتُ الذهبَ بالنار، إذا خلَّصته ممَّا يشوبه. والتَمْحيصُ: الابْتِلاءُ والاختِبارُ. والمُمْحوصُ والمَحيصُ: الشديدُ الخَلْقِ من الإبل.
محضالمَحْضُ: اللبن الخالصُ، وهو الذي لم يخالطه الماء، حلواً كان أو حامضاً. ولا يسمَّى اللبن مَحْضاً إلا إذا كان كذلك. ورجلٌ ماحِضٌ أو ذو مَحْضٍ. ومَحَضْتُ الرجلَ: سقيته المَحْضَ. وكذلك الإمْحاضُ. وامْتَحَضْتُ أنا. وكلُّ شيءٍ أخلصته فقد أَمْحَضْتَهُ. وأنشد الكسائي:
قُلْ للغوانِي أَمَا فِيكُنَّ فاتِكَةٌ ... تَعْلو اللئيمَ بضربٍ فيهِ إمْحاضُ

وعربيٌّ مَحْضٌ، أي خالصُ النسبِ، الذكر والأنثى والجمع فيه سواءٌ. وإن شئت أنَّثت وثنَّيتَ وجمعت، مثل قَلبٍ وبَحتٍ. وقد مَحُضَ بالضم مُحوضَةً، أي صار مَحْضاً في حَسَبِهِ.
محقمَحَقَهُ يَمْحَقَهُ مَحْقاً، أي أبطله ومحاه. وتَمَحَّقَ الشيءُ وامْتَحَقَ. والمُحاقُ من الشهر: ثلاث ليالٍ من آخره. ونصلٌ مَحيقٌ، أي مُرَقَّقٌ، وهو فعيلٌ من مَحَقَهُ. قال الشاعر:
يُقَلِّبُ صَعْدَةً جرداءَ فيها ... نَقيعُ السُمِّ أو قَرْنٌ مَحيقُ
ومَحَقَهُ الحَرُّ، أي أحرقه. ويومٌ ماحِقٌ، أي شديد الحرّ، أي إنَّه يَمْحَقُ كلَّ شيء ويُحْرِقه. قال الأصمعيّ: يقال جاءنا في ماحِقِ الصيف، أي في شدَّة حَرِّه. قال ساعدة يصف الحُمر:
ظَلَّتْ صَوافِنَ بالأرْزانِ صادِيَةً ... في ماحِقٍ من نهارِ الصيفِ مُحْتَدِمِ
ومَحَقَهُ الله، أي ذهب ببركته؛ وأَمْحَقَهُ لغةٌ فيه رديئة. وقال أبو عمرو: الإمْحاقُ: أن يَهلِك الشيء كمُحاقِ الهلالِ. وأنشد:
أبوكَ الذي يَكْوي أُنوفَ عُنوقِهِ ... بأظفاره حتَّى أَنَسَّ وأَمْحَقا
محكالمَحْكُ: اللجاجَ. وقد مَحَكَ يَمْحَكُ، فهو رجلٌ مَحِكٌ ومُماحِكٌ. والمُماحَكَةُ: المُلاجَّةُ. وتَماحَكَ الخصمان.
محلالمَحْلُ: الجَدبُ، وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأرض من الكلإ. يقال: بلدٌ ماحِلٌ، وزمانٌ ماحلٌ، وأرضٌ مَحْلٌ وأرضٌ مُحُولٌ. يريدون بالواحد الجمع. وقد أَمْحَلَتْ. قال ابن السكيت: أَمْحَلَ البلدُ فهو ماحِلٌ، ولم يقولوا مُمحِلٌ. وربَّما جاء ذلك في الشعر. قال حسَّان بن ثابت:
إمَّا تَرَيْ رأسي تَغَيَّرَ لونُه ... شَمَطاً فأصبَحَ كالثغامِ المُمْحِلِ
وأَمْحَلَ القومُ: أجدبوا. والمَحْلُ: المكرُ والكيد. يقال: مَحَلَ به، إذا سعى به إلى السلطان، فهو ماحلٌ ومَحولٌ. وفي الدعاء: " ولا تجعله ماحلاً مُصَدَّقاً " . والمُماحَلَةُ: المماكرة والمكايدة. وتَمَحَّلَ، أي احتال، فهو مُتَمَحِّلٌ. ورجلٌ متماحلٌ، إذا كان طويلاً. وسَبْسَبٌ مُتماحل، أي بعيدُ ما بين الطرَفين. وفي الحديث: " أمورٌ مُتماحلةٌ " أي فِتَنٌ يطولُ أمرُها. وقال أبي ذؤيب:
وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ ... غَداتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتماحِلِ
فهو من صفة أَشْعَثَ. والمَحالُ والمَحالَةُ: البَكَرَةُ العظيمةُ التي تستقي بها الإبلُ. والمَحالَةُ أيضاً: الفَقَارَةُ. والمُمَحَّلُ، بفتح الحاء مشدّداً: اللبنُ الذي ذهبت عنه حلاوةُ الحَلَب وتغيَّر طعمه قليلاً.
محنمَحَنْتُ البئر مَحْناً، إذا أخرجتَ ترابها وطينها. والمِحْنَةُ: واحدة المِحَنِ التي يُمْتَحَنُ بها الإنسان من بليَّةٍ. ومَحَنْتُهُ وامْتَحَنْتُهُ، أي اختبرته، والاسم المِحْنَةُ. ومَحَنَهُ عشرين سوطاً، أي ضربَه. وأتيتُ فلاناً فما مَحَنَني شيئاً، أي ما أعطاني.
محامَحا لوحه يَمْحوهُ مَحْواً، ويَمْحيهِ مَحْياً، ويَمْحاهُ أيضاً، فهو مَمْحِيٌّ ومَمْحُوٌّ. وامَّحَى انفعل منه، وامْتَحى لغةٌ فيه ضعيفة. ومَحْوَةُ: ريحُ الشمال، لأنَّها تذهب بالسَحاب، وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها ألفٌ ولام. ويقال: تركت الأرض مَحْوَةً واحدةً، إذا طبَّقها المطر. والمِمْحاةُ: خِرقة يُزال بها المَنِيُّ ونحوه.
مخجأبو الحسن اللِحياني: مخَجْتُ الدَلْو، إذا جَذَبت بها ونَهَزْتَها حتَّى تمتلئ. قال الأصمعيّ: يقال مَخَجَها، أي جامعها.
مخخالمُخُّ: الذي في العظم، والمُخَّةُ أخصُّ منه. وفي المثل: " شَرٌّ ما يُجيئُكَ إلى مُخَّةِ عُرقوبٍ " . وجمع المُخِّ: مِخَخَةٌ. وربَّما سمُّوا الدِماغ مُخًّا. قال الشاعر:
ولا يَسْرِقُ الكلبُ السَروقُ نِعالَنا ... ولا نَنْتَقي المُخَّ الذي في الجماجِمِ
وخالصُ كلِّ شيءٍ مُخُّهُ. وقد أَمَخَّ العظم: جرَى فيه المُخُّ. وأَمَخَّتِ الإبلُ: سمنتْ. وفي المثل: " بين المُمِخَّةِ والعَجْفاءِ " . وامْتَخَخْتُ العظم وتَمَخَّخْتُهُ: أخرجت مُخَّهُ.
مخر

مَخَرَتْ السفينة تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخوراً، إذا جرتْ تشقُّ الماء مع صوت. ومنه قوله تعالى: " وتَرى الفلك مَواخِرَ فيه " ، يعني جواري. ويقال: مَخَرْتُ الأرضَ، أي أرسلتُ فيها الماء. وبناتُ مَخْرٍ: سَحائِبُ يجئن قُبُلَ الصيف منتصباتٍ رِقاقاً. واسْتَمْخَرْتُ الريحَ، إذا استقبلتَها بأنفك. وامْتَخَرْتُ القومَ: انتقيت خيارهم ونُخْبَتَهُم. قال الراجز:
من نُخْبَةِ الناسِ التي كان امْتَخَرْ
والمِخْرَةُ والمُخْرَةُ: الشيء الذي تختاره. والماخورُ: مجلسُ الفُسَّاقِ. واليَمُخورُ: الطويلُ.
مخضمَخَضْتُ اللبنَ أمْخَضُهُ وأمْخُضُهُ وأمْخِضُهُ، ثلاث لغاتٍ. والمِمْخَضَةُ: الإبْريجُ. والمَخيضُ والمَمْخوضُ: اللبن الذي قد مُخِضَ وأخِذَ زُبْدُهُ. وأمْخَضَ اللبنُ، أي حان له أن يُمْخَضَ. وتَمَخَّضَ اللبنُ وامْتَخَضَ، أي تَحرَّك. وكذلك الولد إذا تحرك في بطن الحامل. والمَخاضُ: وجعُ الولادةِ. وقد مَخِضَتِ الناقةُ بالكسر تَمْخَضُ مَخاضاً. وكلُّ حاملٍ ضربَها الطَلْق فهي ماخِضٌ، والجمع مُخَّضٌ. والمَخاضُ أيضاً: الحواملُ من النوق، واحدتها خَلِفَةٌ، ولا واحد لها من لفظها. وابن مخاضٍ نكرةٌ، فإذا أردت تعريفه أدخلت عليه الألف واللام إلا أنه تعريف جنس. قال الشاعر:
وَجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً ... كفَضْلِ ابنِ المَخاضِ على الفصيلِ
ولا يقال في الجمع إلا بناتُ مَخاضٍ وبناتُ لَبونٍ وبناتُ آوى. قال الفراء: مَخَضْتُ بالدلو، إذا نهَزْتُ بها في البئر.
مخطمَخَطَهُ يَمْخَطُهُ مَخْطاً، أي نزعه ومدَّه. ويقال أمْخَطَ في القَوس. ومَخَطَ السهمُ، أي مَرَقَ. وأمْخَطْتُ السهمَ، أي أنفذته. والمُخاطُ: ما يسيل من الأنف، وقد مَخَطَهُ من أنفه، أي رمى به. وامْتَخَطَ وتَمَخَّطَ، أي اسْتَنْثَرَ. وامْتَخَطَ سيفَه، أي اختَرَطَه. وربَّما قالوا امْتَخَطَ ما في يده، أي نَزَعَه واختلَسه.
مخنالمَخْنُ: الرجلُ الطويل. والمَخْنُ: البكاء. والمَخْنُ: النزع من البئر.
مخاتَمَخَّيْتُ من الشيء وامَّخَيْتُ منه، إذا تبرأت من وتَحَرَّجت.
مدحالمَدْحُ: الثناء الحسن. وقد مَدَحَهُ وامتدَحه بمعنًى. وكذلك المِدْحَةُ، والمَديحُ، والأمْدوحَةُ. وأنشد أبو عمرو لأبي ذؤيب:
لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ مُنْشِراً أحداً ... أحْيا أباكُنَّ يا ليلى الأماديحُ
وتَمَدَّحَ الرجل: تكلّف أن يمدح. ورجلٌ مُمَدَّحٌ، أي ممدوح جداً. وامدَحَّ بطنُه: لغةٌ في انْدَحَّ، إذا اتَّسع. وتَمَدَّحَت خواصر الماشية، أي اتَّسعت شِبَعاً، مثل تندّحت. وقال الراعي يصف فرساً:
فلمَّا سَقَيْناها العَكيسَ تَمَدَّحَتْ ... خَواصِرُها وازدادَ رشْحاً وَريدُها
مدختَمَدَّختِ الإبل: تقاعست في سيرها، وبالذال معجمة أيضاً.
مددمَدَدْتُ الشيء فامتد. والمادَّةُ: الزيادة المتّصلة. ومَدَّ الله في عمره. ومَدَّهُ في غيِّه، أي أمهله وطَوَّلَ له. والمَدُّ: السيل. يقال: مَدَّ النهرُ، ومَدَّهُ نهرٌ آخر. قال العجاج:
سيلٌ أتيٌّ مَدَّهُ أتيُّ

ومَدُّ النهار: ارتفاعه. ويقال: هناك قطعةُ أرضٍ قَدْرُ مَدِّ البصر، أي مدى البصر. ورجلٌ مَديدُ القامة، أي طويل القامة. وطِرافٌ مُمَدَّدٌ، أي ممدودٌ بالأطناب، شدد للمبالغة. وتَمَدَّدَ الرجلُ، أي تمطَّى. والمُدُّ بالضم: مِكيال، وهو رِطلٌ وثُلث عند أهل الحجاز، ورطلان عند أهل العراق. والصاع: أربعة أمْدادٍ. ومُدَّةٌ من الزمان: بُرهة منه. والمُدّة أيضاً: اسم ما اسْتَمْدَدْتَ به من المِدادِ على القلم. والمَدَّةُ، بالفتح: المرّة الواحدة من قولك مَدَدْتُ الشيء. والمِدَّةُ بالكسر: ما يجتمع في الجرح من القيح. والمِدادُ: النِقْسُ. تقول منه: مَدَدْتُ الدَواة وأمْدَدْتها أيضاً. وأمْدَدْتُ الرجل، إذا أعطيتَه مَدَّةً بقلم. وأمْدَدْتُ الجيشَ بِمَدَدٍ. والاستِمدادُ: طلب المَدَدِ. قال أبو زيد: مَدَدْنا القومَ، أي صرنا مَدَداً لهم. وأمدَدْناهم بغيرنا. وأمْدَدْناهُمْ بفاكهة. وأمَدَّ الجرحُ: صارت فيه مِدَّةٌ. وأمَدَّ العَرْفَجُ، إذا جرى الماء في عوده. ومَدَدْتُ الإبل وأمْدَدْتها بمعنًى، وهو أن تَنْثُرَ لها على الماء شيئاً من الدقيق ونحوه فتسقيها. والاسم المَديد. وماءٌ إمِدَّانٌ: شديد الملوحة.
مدرالمَدَرَة: واحدةُ المَدَرِ. والعرب تسمِّي القرية مَدَرَةً. والمَدْرِيَّةُ: رماحٌ كانت تركَّب فيها القرون المحدَّدة مكان الأسنّة. قال لبيد يصف البقرة والكلاب:
فلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لها مَدْرِيَّةٌ ... كالسَمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها
يعني القرون. ومَدَرْتُ الحوضَ أمْدُرُهُ، أي أصلحته بالمَدَرِ. والمَمْدَرَةُ بالفتح: الموضع الذي يأخذ منه المَدَرُ، فتُمْدَرُ به الحياض، أي تُسَدُّ خَصاصُ ما بين حجارتها. ورجلٌ أمْدَرُ بيِّن المَدَرِ، إذا كان منتفخ الجنْبَين. والأمْدَرُ من الضباع: الذي في جسده لُمَعٌ من سَلْحِهِ. ويقال لَوْنٌ له.
مدشالمُدْشُ: رَخاوةُ عصَب اليد وقلَّة لحمها. ورجلٌ أمْدَشُ اليد. وقد مَدِشَ مَدَشاً. وامرأةٌ مَدْشاءُ اليد.
مدلالمِدْلُ: الرجلُ الخَفيُّ الشخصِ، القليلُ اللحمِ بالدال والذال جميعاً. وتَمَدَّلَ بالمنديل: لغة في تَنَدَّلَ.
مدنمَدَنَ بالمكان: أقام به. ومنه سمِّيت المَدينَةُ، وهي فَعيلَةٌ، وتجمع على مَدائِنَ بالهمز، وتجمع أيضاً على مُدْنٍ ومُدُنٍ. وفلان مَدَّنَ المَدائِنَ، كما يقال: مَصَّرَ الأمْصارَ. وإذا نسبت إلى مَدينَةِ الرسول صلى الله عليه وسلم قلت مَدَنيٌّ، وإلى مدينة المنصور مَدينيٌّ، وإلى مَدائِنِ كسرى مَدائِنِيٌّ، للفرق بين النَسب، لئِّلا يختلط.
مدهالتَمَدُّهُ: التَمَدُّحُ. والمادِهُ: المادِحُ، والجمع المُدَّهُ.
مدىالمَدى: الغاية. يقال: قطعة أرضٍ قدر مَدى البصر، وقدر مَدّ البصر أيضاً. والمَدِيُّ: الحوض الذي ليس له نصائبُ. والجمع أمْدِيَةٌ. والمُدْيَةُ بالضم: الشَفرة، وقد تكسر، والجمع مُدْياتٌ ومُدًى. والمُدْيُ: القفيزُ الشاميّ، وهو غير المُدِّ.
مذحيقال: رجل أمْذَحُ بيِّنُ المَذَحِ، وقد مَذِحَ، للذي تصطكُّ فَخِذاه إذا مشى.
مذريقال: تفرقت إبله شَذَرَ مَذَرَ، وشِذَرَ مِذَرَ، إذا تفرَّقت في كلّ وجه. ومَذَرَ إتباعٌ له. ومَذِرَتِ البيضة: فسدت. وأمْذَرَتْها الدجاجةُ. ومَذِرَتْ مَعِدَتُهُ، أي فسدت. والأمْذَرُ: الذي يُكثِر الاختلاف إلى الخلاء. والتَمَذُّرُ: خُبثُ النفس. يقال: رأيت بيضةً مَذِرَةً فَمَذَرَتْ لذلك نفسي، أي خَبُثَتْ.
مذعالكسائي: مَذَعَ لي الخبر، إذا حدَّثك ببعضه وكتَم البعض. قال: والمَذَّاعُ الذي لا يكتم السر، ويقال الكذَّاب. ومَذَعَ ببوله، أي رمى به.
مذقالمَذيقُ: اللبن الممزوج بالماء. وقد مَذَقْتُ اللبنَ فهو ممذوقٌ ومَذيقٌ. ومنه قولهم: فلان يَمْذُقُ الودَّ، إذا لم يُخْلِصه، فهو مَذَّاقٌ، ومُماذِقٌ غير مخلص.
مذقرالمُمْذَقِرُّ: اللبن المتقطع. يقال: امْذَقَرَّ الرائبُ امْذِقْراراً، إذا تقطَّع وصار اللبن ناحية والماء ناحية.
مذلرجلٌ مِذْلٌ، أي صغير الجثّةِ، مثل مِدْلٍ. والمِذْلُ: الباذِلُ لما عنده من مال أو سِرٍّ، وكذلك إذا لم يقدر على ضبط نفسه. قال الأسود ابن يَعْفُر:

ولقد أروحُ إلى التِجارِ مُرَجَّلاً ... مَذِلاً بمالي لَيِّناً أجيادي
يقال: مَذَلْتُ بِسِرِّي، أمْذُلُ بالضم، مَذْلاً، أي قَلِقْتُ به وضَجِرْتُ حتَّى أفشيتُه. وكذلك المَذَلُ بالتحريك. وقد مَذِلَتُ بسرِّي بالكسر. ومَذِلْتُ من كلامه: قلقتُ. ومَذِلَتْ رِجلي أيضاً مَذَلاً، أي خَدِرَتْ. وأنشد أبو زيد:
وإن مَذِلَتْ رجْلي دَعَوْتُك أشْتَفي ... بدعواكِ من مَذِلٍ بها فيهونُ
والامْذِلالُ: الاسترخاءُ والفتورُ. والمَذَل مثله. والمَذيلُ: المريض الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيفٌ. قال الراعي:
ما بالُ دَفِّكَ بالفِراشِ مَذيلا ... أقذًى بعينِكَ أم أردتَ رحيلا
مذىالمَذْيُ بالتسكين: ما يخرج عند الملاعبة والتقبيل؛ وفيه الوضوء. تقول منه: مَذى الرجل بالفتح، وأمْذى بالألف مثله. يقال: كلُّ ذكر يَمْذي وكلُّ أنثى تَقْذي. والمِذاءُ: المُماذاةُ. وفي الحديث: " الغَيرة من الإيمان، والمِذاءُ من النفاق " ، قال أبو عبيد: هو أن يجمع الرجل بين رجال ونساء يخلِّيهم يُماذي بعضهم بعضاً. وقال الأموي: المَذِيُّ، والوَدِيُّ، والمَنيُّ مشدّداتٌ. وأمْذَيْتُ فرسي، إذا أرسلتَها في المرعى. وربَّما قالوا: مَذَيْتُهُ. والماذِيُّ: العسل الأبيض. والماذِيَّةُ من الدروع: البيضاءُ. وقال الأصمعي: الماذِيَّةُ السَهلة اللينة. وتسمَّى الخمر ماذِيَّةً لسهولتها في الحَلْق.
مرأمَرُؤَ الطَعامُ يَمْرُؤُ مَراءةً: صار مَريئاً، وكذلك مَرِئَ الطعامُ. قال الأخفش: هو كما تقول فَقُهَ وفَقِهَ، يَكسِرون القاف ويضمونها. قال: ومَرَأَني الطَعامُ يَمْرَأُ مَرَاءةً، قال: وقال بعضهم: أمْرَأَني الطعام. وقال الفراء: يقال هَنَأَني الطَعامُ ومَرَأَني، إذا أتْبَعوها هَنَأني قالوها بغير ألفٍ وإذا أفْرَدوها قالوا أمْرَأَني. وهو طعامٌ مُمْرِئٌ. ومَرِئْتُ الطَعامَ: اسْتَمْرَأتُهُ. والمُروءَةُ: الإنسانية، ولك أن تشدِّدَ. قال أبو زيد: مَرُؤَ الرجلُ: صار ذا مُروءةٍ فهو مَرِيءٌ على فَعيلٍ. وتَمَرَّأَ: تَكَلَّفَ المروءةَ. ابن السكيت: فلان يَتَمَرَّأُ بنا، أي يطلب المروءةٍ بِنَقْصِنا وعَيْبنا، قال: وتقول هو مَرِيء الجَزورِ والشاةِ، للمتّصِل بالحُلقوم الذي يجري فيه الطعامُ والشرابُ؛ والجمع مُرُؤٌ. والمَرْءُ: الرجلُ، يقال: هذا مَرْءٌ صالحٌ ومررت بمرءٍ صالحٍ ورأيت مَرْءًا صالحاً، وضم الميم لغة، وهما مَرْآنِ صالحان، ولا يُجْمَعُ على لفظه. وبعضهم يقول: هذه مرأةٌ صالحةٌ ومَرَةٌ أيضاً بترك الهمزة وبتحريك الراء بحركتها. فإن جئت بألف الوَصل كان فيه ثلاث لغاتٍ: فَتْحُ الراء على كل حال حكاها الفرَّاء، وضمُّها على كل حال، تقول: هذا امْرَأٌ ورأيت امْرَأً ومررت بامْرَإٍ. وتقول: هذا امْرُؤٌ ورأيت امْرُؤًا ومررت بامْرُؤٍ. وتقول هذا امْرُؤٌ ورأيت امرَأً ومررت بامْرِئٍ مُعْرباً من مكانين، ولا جمعَ له من لفظه. وهذه امْرَأةٌ مفتوحة الراء على كل حال. فإن صَغَّرْتَ أسْقَطتَ ألف الوَصل فقلت مُرَيءٌ ومُرَيْئَةٌ. وربَّما سمُّوا الذئبَ امْرَأً. وذكر يونس أن قول الشاعر:
وأنت امْرُؤٌ تَعْدو على كُلِّ غِرَّةٍ ... فَتُخْطِئُ فيها مَرَّةً وتُصيبُ
يعني به الذئب. وقالت امرأةٌ من العرب: أنا امْرُؤٌ لا أخْبرُ السِرَّ. والنسبةُ إلى امرِئٍ مَرَئيٌّ بفتح الراء.
مرتالمَرْتُ: مفازةٌ لا نباتَ فيها. ومكان مَرْتٌ بيِّن المُروتة. ورجل مَرْتُ الحاجبِ، إذا لم يكن على حاجبه شَعَر.
مرثمَرَثَ التمرَ بيده يَمْرِثُهُ مَرْثاً، لغة في مرسه، إذا ماثَهُ ودافَهُ. وربَّما قيل مَرَدَهُ. ورجل مِمْرَثٌ، أي صبور على الخِصام، والجمع مَمارِثُ. ومَرَثَ الصبيُّ إصبعَه، إذا لاكَها. قال عَبدة بن الطبيب:
فَرَجَعْتُهُمْ شَتَّى كأنَّ عَميدَهُم ... في المَهْدِ يَمْرُثُ وَدْعَتَيْهِ مُرْضَع
مرجالمَرْجُ: الموضع الذي ترعى فيه الدوابّ. ومَرَجْتُ الدابة أمْرُجُها بالضم مَرْجاً، إذا أرسلتها ترعى. وقوله تعالى: " مَرَجَ البَحْرَينِ يَلتَقِيانِ " . أي خَلاّهما لا يلتبس أحدهما بالآخر.

قال الأخفش: ويقول قوم: أمْرَج البَحْرين مثل مَرَجَ، فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنًى. والمَرَجُ بالتحريك: مصدر قولك مَرِجَ الخاتَمُ في إصبعي بالكسر، أي قَلِقَ، مثل جرِج. ومَرْجَتْ أماناتُ الناس أيضاً: فَسَدَتْ. ومَرِجَ الدين والأمرُ: اختلط واضطرب. قال أبو دُؤاد:
مَرِجَ الدينُ فَأعْدَدْتُ له ... مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبوكَ الكَتَدْ
ومنه الهَرْجُ والمَرْجُ. يقال: إنما يُسَكَّنُ المَرْجُ لأجل الهَرْج ازدواجاً للكلام. وأمر مَريجٌ، أي مختلط. وأمْرَجَتِ الناقةُ: ألقَتْ وَلَدَها بعد ما يصير غِرْساً ودَماً. ومارِجٌ من نار: نارٌ لا دُخان لها خُلِقَ منها الجانُّ. والمَرْجان: صغار اللؤلؤ.
مرجلالمُمَرْجَلُ: ضربٌ من ثياب الوَشْيِ. قال العجاج:
بِشِيَةٍ كَشِيَةِ المُمَرْجَلِ
قال سيبويه: مُراجِلُ ميمها من نفس الحرف، وهي ثياب الوَشْيِ.
مرحالمَرَحُ: شدة الفرح، والنشاط. وقد مَرِحَ بالكسر، فهو مَرِحٌ ومِرِّيحٌ بالتشديد، وأمْرَحَهُ غيره، والاسم المِراحُ. ومرِحَتْ عينه أيضاً مَرَحاناً: فسدت وهاجت. قال الشاعر:
كأنَّ قذًى في العينِ قد مَرِحَتْ به ... وما حاجَةُ الأخرى إلى المَرَحان
وفرسٌ مِمْراحٌ ومَروحٌ، أي نشيطٌ. وقد أمْرَحهُ الكلأُ. وقوسٌ مَروحٌ، كأن بها مَرحاً من حسن إرسالها السهمَ. وقال الأصمعي: في قول أبي ذؤيب:
مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ ... شآمِيَةٌ إذا جُلِيَتْ مَروحُ
أي لها مِراحٌ في الرأس وسورةٌ، يَمْرَحُ من يشربها. وعينٌ مِمْراحٌ: غزيرة الدمع. ومَرَّحْتُ القِربةَ: أي سَرَّبتها، وهو أن تملأها ماءٌ لتنسدَّ عيونُ الخَرْزِ. ويقال للرامي إذا أصاب: مَرْحَى! وهو تعجُّبٌ. وإذا أخطأ: بَرْحى.
مرخالمَرْخُ: شجرٌ سريعُ الوَرْيِ. وفي المثل: " في كلِّ شجرٍ نار، واستمجد المَرْخُ والعَفار " والعَفارُ: الزند وهو الأعلى، والمَرْخُ: الزَنْدَةُ وهي الأسفل. قال الشاعر:
إذا المَرْخُ لم يورِ تحت العَفار ... وضُنُّ بقِدْرٍ فلم تُعْقَبِ
ومَرَخْتُ جسدي بالدهن مَرْخاً، ومَرَّخْتُهُ تَمْريخاً. وأمْرَخْتُ العجينَ، إذا أكثرت ماءه حتَّى رَقَّ. والمِرِّيخُ: سهمٌ طويلٌ له أربع قُذَذٌ يُغْلى به. قال الشماخ:
أرِقْتُ له القَوْمَ والصُبْحُ ساطِعٌ ... كما سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغالي
أي أرسله. والمِرِّيخُ: نجمٌ من الخُنَّس.
مردالمَرْدُ: ثمر الأراك الغضُّ منه. ورملة مَرْداءُ: لا نبتَ فيها. وغُصن أمْرَدُ: لا ورق عليه. وفرسٌ أمْرَدُ: لا شعر على ثُنَّتِهِ. وغلامٌ أمْرَدُ بيِّنُ المَرَد بالتحريك، ولا يقال جارية مرْداء. قال الأصمعي: يقال تَمَرَّدَ فلانٌ زماناً ثم خرج وجهه، وذلك أن يَبْقى أمْرَدَ حيناً. وتَمريدُ البناء: تمليسه. وتَمريدُ الغصن تجريده من الورق. ومَرَدَ الخبز يَمْرُدُهُ مَرْداً، أي ماثَهُ حتَّى يلين. والمَريدُ: التمر يُنقع في اللبن حتَّى يلين. ومَرَدَ الصبي ثديَ أمِّه مَرْداً. والمُرودُ على الشيء: المُرونُ عليه. والمارِدٌ: العاتي. وقد مَرُدَ الرجل بالضم مَرادَةً، فهو مارِدٌ ومَريدٌ. والمِرِّيدُ: الشديد المَرادَة. والمَرادُ، بالفتح: العُنق.
مررالمَرارَة: ضد الحلاوة. والمَرارَةُ التي فيها المِرَّةُ. وشيءٌ مرٌّ، والجمع أمْرارٌ. قال الشاعر:
رَعى الرَوْضَ في الوَسْميِّ حتَّى كأنما ... يرى بيَبيس الدَوِّ أمْرارَ عَلْقَم
ويقال: رِعْيُ بني فلانٍ المُرَّتانِ، أي الألاءُ والشيحُ. وهذا أمَرُّ من كذا. قالت امرأة من العرب: صُغراها مُرَّاها. والأمَرَّانِ: الفقر والهَرَم. والمارورةُ والمُرَيْراءُ: حَبٌّ مُرٌّ يختلط بالبُرِّ. والمُرِّيُّ: الذي يُؤْتَدَمُ به، كأنَّه منسوب إلى المَرارَةِ. والعامَّة تخففه. وأبو مُرَّة: كنية إبليس. والمُرارُ، بضم الميم: شجرٌ مُرٌّ، إذا أكلت منه الإبل قلصَت عنه مَشافِرُها، الواحدة مُرارةٌ. والمَرُّ بالفتح: الحبلُ. والمَرَّة: واحدة المَرِّ والمِرارِ. قال ذو الرمّة:
لا بلْ هو الشوقُ من دارٍ تَخَوَّنَها ... مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارحٌ تَرِبُ

يقال: فلانٌ يصنع ذلك الأمر ذاتَ المِرارِ، أي يصنعه مِراراً ويدعه مِراراً. والمِرَّةُ: إحدى الطبائع الأربع. والمِرَّةُ: القوّة وشدةُ العَقل أيضاً. ورجلٌ مَريرٌ، أي قويٌّ ذو مِرَّةٍ. والمَمْرورُ: الذي غلبت عليه المِرَّةُ. والمَريرُ والمَريرَةُ: العزيمةُ. قال الشاعر:
ولا أنْثَني من طَيْرَةٍ عن مَريرَةٍ ... إذا الأخْطَبُ الداعي على الدَوْحِ صَرَصَرا
والمَريرُ من الحبال: ما لَطُفَ وطال واشتدَّ فَتْلُه، والجمع المرائِرُ. والأمَرُّ: المصارينُ يجتمع فيها الفَرْثُ. قال الشاعر:
فلا تُهْدي الأمَرَّ وما يَليهِ ... ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ
أبو زيد: لقيتُ منه الأمَرِّينَ بنون الجمع، وهي الدواهي. ومَرَّ عليه وبه يَمُرُّ مَرًّا ومُروراً: ذهَب. واسْتَمَرَّ مثله. ويقال أيضاً: اسْتَمَرَّ مَريرُهُ، أي استحكم عزْمُه. وقولهم: لَتَجِدَنَّ فلاناً ألْوى بَعيدَ المُسْتَمَرِّ، أي أنه قويّ في الخصومة لا يسأم المِراسَ. وأنشد أبو عبيدة:
وَجَدْتَني ألْوى بعيدَ المُسْتَمَرِّ
أحْمِلُ ما حُمِّلْتُ من خيرٍ وشَرِّ
والمَمَرُّ: موضعُ المُرورِ، والمصدر. وأمَرَّ الشيء، أي صار مُرًّا، وكذلك مَرَّ الشيء يَمَرُّ بالفتح مَرارَةً، فهو مُرٌّ. وأمَرَّهُ غيره ومَرَّرَهُ. وأمْرَرْتُ الحبلَ فهو مُمَرٌّ، إذا فتلْته فتلاً شديداً. ومنه قولهم: ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويَمارُّهُ أيضاً، أي يعالجه ويلتوي عليه ليصرعَه. وفلان أمَرُّ عَقْداً من فلان، أي أحكم أمْراً منه وأوفى ذِمَّةً. وقولهم: ما أمَرَّ فلانٌ وما أحلى، أي ما قال مُرًّا ولا حلواً. والمُرَّانُ: شجرُ الرِماحِ.
مرزمَرَزَهُ يَمْرُزُهُ مَرْزاً، أي قرصه بأطراف أصابعه قرصاً رفيقاً ليس بالأظافر. وإذا أوجع المَرْزُ فهو حينئذٍ قرصٌ. يقال: امْرُزْ لي من هذا العجين مَرْزَةً، أي اقطع لي منه قطعة. وامْتَرَزْتُ عِرضَ فلان، أي نِلْتُ منه.
مرسالمَرَسَة: الحبلُ، والجمع مَرَسٌ، وجمع المَرَسِ أمْراسٌ. والمَرَسُ أيضاً: مصدر قولك مَرِسَتِ البَكْرَةُ بالكسر تَمْرَسُ مَرَساً؛ وهي بكرةٌ مَروسٌ، إذا كان ينشَب حبلُها بينها وبين القَعْوِ. ويقال أيضاً: مَرِسَ الحبلُ، إذا وقع في أحد جانبي البَكَرَةِ، يَمْرَسُ مَرَساً. فإذا أعدته إلى مجراه قلت: أًمْرَسْتُهُ. وكذلك إذا أنشبتَه بين البكرة والقَعْوِ قلت: أَمْرَسْتُهُ. وهو من الأضداد. قال الكميت:
ستأتيكُمْ بمُتْرَعةٍ ذُعافاً ... حِبالُكُمُ التي لا تُمْرِسونا
أي لا تنشِبونها في البكرة والقَعْوِ. ويقال للقوم: هم على مَرِسٍ واحد، وذلك إذا استوت أخلاقهم. والمِراسُ: المُمارسة والمعالجة. ورجلٌ مَرِسٌ: شديد العلاج بيِّن المَرَسِ. ومَرَسْتُ التمرَ وغيرَه في الماء، إذا أنقعته ومَرَثْتَه بيدك. ومَرَسَ الصبيُّ إصبعَهُ يَمْرُسُهُ: لغةٌ في مَرَثَهُ أو لَثَغَه. ومَرَسْتُ يدي بالمنديل، أي مسحت. وتَمَرَّسَ به وامْتَرَسَ به، أي احتكَّ به. يقال: امْتَرَسَتِ الألسنُ في الخصومات، أي لاجَّتْ. قال يعقوب: المارَسْتانُ، بفتح الراء: دارُ المرضى وهو معرب.
مرشالمرش كالخدش. قال ابن السكيت: أصابه مَرْشٌ. وهي المُروشُ، والخدوشُ، والخروش. والمَرْشُ أيضاً: الأرض التي مَرَشَ المطرُ وجهها. يقال: انتهينا إلى مَرْشٍ إلى الأَمْراشِ. والامْتِراشُ: الانتزاعُ. يقال: امْتَرَشْتُ الشيءَ من يده، أي انتزعته.
مرضالمَرَضُ: السُقْمُ. وقد مَرِضَ فلان وأَمْرَضَهُ الله. قال يعقوب: يقال: أَمْرَضَ الرجلُ، إذا وقع في ماله العاهَةُ. والمِمْراضُ: الرجلُ المسقامُ. ومَرَّضْتُهُ تَمْريضاً، إذا قمت عليه في مَرَضِهِ. والتمريضُ في الأمر: التضجيعُ فيه. والتَمارُضُ: أن يُري من نفسه المَرَضَ وليس به. وشمسٌ مَريضَةٌ: فيها فتورٌ. وأمْرَضَ الرجلُ، أي قارب الإصابة في الرأي. قال الشاعر:
ولَكِنْ تحت ذاكَ الشَيْبِ حَزْمٌ ... إذا ما ظَنَّ أَمْرَضَ أو أصابا
مرطمَرَطَ الشَعَر يَمْرُطُهُ: نَتَفَه. وأمْرَطَ الشعرُ، أي حان له أن يُمْرَطَ. والمِرْطُ بالكسر: واحد المروطِ، وهي أكسيةٌ من صوف أو خَزٍّ كان يؤتزر بها. قال الشاعر:

تَساهَمَ ثَوْباها ففي الدِرْعِ رَأدة ... وفي المِرْطِ لَفَّاوانِ رِدْفُهُما عَبْلُ
قوله: تساهمَ أي تقارع. وتَمَرَّطَ شعره، أي تَحاتَّ. ورجلُ أمْرَطُ بيِّن المَرَطِ، وهو الذي قد خفَّ عارِضاه من الشعَر. والأَمْرَطُ من السهام: التي قد سقطتْ قُذَذُهُ. ويقال أيضاً: سهمٌ مُرُطٌ، إذا لم تكن له قُذَذٌ. وسهامٌ مِراطٌ، مثل سُلُبٍ وسِلابٍ. قال أبو عمرو: الأَمْرَطُ: اللصُّ. والمَرَطى: ضربٌ من العَدْوِ. قال الأصمعيّ: هو فوق التقريب ودون الإهْذابِ. وقال يَصِفُ فرساً:
تَقْريبُها المَرَطى والشَدُّ إبْراقُ
والمُرَيْطاءُ: ما بين السُرَّةِ والعانة.
مرطلمَرْطَلَهُ بالطينِ وغيره، أي لَطَخَهُ.
مرعالمَريعُ: الخصيبُ، والجمع أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ، قال أبو ذؤيب:
أكل الجَميمِ وطاوَعَتْهُ سَمْحَجٌ ... مثلُ القناةِ وأَزْلَعَتْهُ الأَمْرُعُ
وقد مَرُعَ الوادي بالضم، وأَمْرَعَ، أي أَكْلأَ، فهو مُمْرِعٌ. وأَمْرَعْتُهُ أي أصبتهُ مَريعاً، فهو مُمْرَعٌ. وفي المثل: " أَمْرَعْتَ فانْزِلْ " . ويقال: القومُ مُمْرِعونَ، إذا كانت مواشيهم في خِصْبٍ. وأرضٌ أُمْروعَةٌ، أي خِصْبةٌ. وأَمْرَعَ رأسَه بدهنٍ، أي أكثر منه وأوسَعَه. والمُرْعَةُ: طائرٌ شبيه بالدُرَّاجَةِ. والجمع مُرَعٌ.
مرغمَرَّغْتُهُ في التراب تَمْريغاً فَتَمَرَّغَ، أي مَعَّكْتُهُ فَتَمَعَّكَ. والموضع مُتَمَرَّغٌ، ومَراغٌ ومَراغَةٌ. ومَرَغَتِ السائمةُ العُشْبَ تَمْرُغُهُ مَرْغاً. والمِمْرَغَةُ: المِعى الأعور، لأنَّه يُرمى به. وسمِّي أعورَ لأنَّه كالكيس لا منفذَ له. والمَرْغُ: اللعاب. وأمْرَغَ، أي سال لعابه. وتَمَرَّغَ، إذا رشَّه من فيه. وأَمْرَغَ، إذا أكثر الكلام في غير صواب. وأمْرَغَ العجينَ: لغةٌ في أمْرَخَهُ، إذا أكثر ماءه، حتَّى رقَّ.
مرقالمَرَقُ معروف، والمَرَقَةُ أخصُّ منه. والمَرَقُ أيضاً: آفةٌ تصيب الزرع. ومَرَقْتُ القِدرَ مَرْقاً وأمْرَقْتُها أيضاً، إذا أكثرتَ مَرَقَها. ومَرَقَ السهمُ من الرَمِيَّةِ مُروقاً، أي خرج من الجانب الآخر؛ ومنه سمِّيت الخوارجُ مارِقَةً، لقوله عليه السلام: " يَمْرُقونُ من الدين كما يَمْرُقُ السَهم من الرمِيَّة " وقولهم في المثل: " رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ " وأصله أنَّ امرأةً كانت تغزو فحبلتْ، فذُكِرَ لها الغزوُ فقالت: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ، أي أمهِل الغَزْوَ حتَّى يخرج الولد. وجمع المارِقِ: مُرَّاقٌ. والمَرْقُ، بالتسكين: الإهابُ المُنْتِنُ. والمَرْقُ أيضاً: مصدر مَرَقت الإهابَ، أي نتفت عن الجلد المعطون صوفَه. والمَرْقُ أيضاً: غِناءُ الإماء والسَفِلة، وهو اسمٌ. والمُمَرِّقُ: المغنِّي. وقد مَرَّقَ تَمْريقاً. والمُراقَةُ بالضم: ما انْتَتَفْتَهُ من الصوف. وربَّما قيل لما تنتفه من الكلأ القليل لبعيرك مُراقَةٌ. وأمْرَقَ الجلدُ، أي حانَ له أن يُنتف.
مرمرالمَرْمَرُ: الرُخامُ. والمَرْمارَةُ: الجاريةُ الناعمةُ الرجراجةُ، وكذلك المَرْمورَةُ. والتَمَرْمُرُ: الاهتزازُ.
مرموسالمَرْمَريسُ: الداهيةُ. يقال: داهيةٌ مَرْمَريسٌ، أي شديدةٌ. قال محمد بن السَرِيِّ: هو من المَراسَةِ. والمَرْمَريسُ: الأملسُ.
مرنمَرَنَ الشيء يَمْرُنُ مُروناً، إذا لانَ. ومَرَنَ على الشيء يَمْرُنُ مُروناً ومَرانَةً: تعوَّده واستمرَّ عليه. يقال: مَرَنَتْ يده على العمل، إذا صلُبتْ. ومَرَنَ وجه فلان على هذا الأمر. وإنَّه لمُمَرَّنُ الوجه، أي صلب الوجه. والمَرِنُ بكسر الراء: الحالُ والخُلُقُ. يقال: ما زال ذلك مَرِني، أي حالي. ويقال للقوم: هم على مَرَنٍ واحدٍ، وذلك إذا استوت أخلاقهم. والمَرْنُ: الفِراءُ في قول النمر:
كأنَّ جلودَهنَّ ثِيابُ مَرْنِ
وأمْرانُ الذِراعِ: عَصبٌ يكون فيها. ومَرَنَ بعيرَهُ يَمْرُنُهُ مَرْناً، إذا دهن أسفلَ قوائمه من حَفًى به. والمَرانَةُ: اللينُ. ويقال: أراد المُرونَ والعادة، أي بكثرة وقوفي وسلامي عليها لتعرف طاعتي لها. والتَمْرينُ: التليين. والمارِنُ: ما لانَ من الأنف وفَضَل عن القصَبة، وما لان من الرُمح. قال عبيدٌ يذكر ناقته:

هاتيك تَحمِلني وأبيضَ صارماً ... ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموسِ
والمُمارِنُ من النوق: مثل المماجن، يقال: مارنَتِ الناقةُ، إذا ضُرِبَتْ فلم تلقح. والمُرَّانُ: الرِماح، الواحدة: مُرَّانَةٌ.
مرهمَرِهَتِ العينُ مَرَهاً، إذا فَسَدَتْ لتركِ الكُحْلِ، وهي عينٌ مَرْهاءُ، وامرأةٌ مَرْهاءُ، والرجل أمْرَهُ. أبو عبيد: المُرْهَةُ: البياضُ الذي لا يخالطه غيرُه. وإنَّما قيل للعين التي ليس فيها كُحْلٌ مَرْهاءُ لهذا المعنى.
مرىمَرَيْتُ الناقة مَرْياً، إذا مسحتَ ضرعها ليدرّ. وأمْرَتِ الناقةُ، أي درَّ لبنُها. والمَرِيُّ على فَعيلٍ: الناقة الكثيرة اللبن. ويقال: هي التي تدرُّ على المسح، والجمع مَرايا. ومَرَيْتُ الفرس، إذا استخرجت ما عنده من الجري بسوطٍ أو غيره. والاسم المِرْيَةُ بالكسر وقد تضم. ومرى الفرس بيديه، إذا حرَّكهما على الأرض كالعابث. والريحُ تَمْري السحابَ وتَمْتَريهِ، أي تستدرُّه. ومَراهُ حقّه، أي جَحَده. ومارَيْتُ الرجل أُماريهِ مِراءً، إذا جادلته. والمِرْيَةُ: الشكّ، وقد تضم. وقرئ بهما قوله تعالى: " فلا تَكُ في مِرْيَةٍ منه " . قال ثعلب: هما لغتان، وأمَّا مِرْيَةُ الناقةِ فليس إلا الكسر والضم غلط. والامتِراء في الشيء: الشكُّ فيه؛ وكذلك التماري. والمَرَوْراةُ: المفازَة التي لا شيء فيها، والجمع المَرَوْرى، والمَرَوْرَياتُ، والمَراريُّ. والمارِيَّةُ: القطاة الملساء.
مزجمَزَجَ الشرابَ: خلطه بغيره. ومِزاجُ الشرابَ: ما يُمْزَجُ به. ومِزاجُ البَدَن: ما رُكب عليه من الطبائع. والمَزْجُ: العسل. قال أبو ذؤيب:
فجاءَ بمَزْجٍ لم يَرَ الناسُ مثلَهُ ... هو الضَحْكُ إلا أنَّه عَمَلُ النَحْلِ
مزحالمَزْحُ: الدعابة. وقد مَزَحَ يَمْزَحُ، والاسم المُزاحُ بالضم، والمُزاحَةُ أيضاً. وأمَّا المِزاحُ بالكسر فهو مصدر مازَحَهُ وهما يتمازحان.
مزرالمَزيرُ: الشديدُ القلْب، عن أبي عبيد. وقد مَزُرَ بالضم مَزَارَةً. وفلانٌ أمْزَرُ منه. قال العباس ابن مرداس:
ترى الرجلَ النحيفَ فتزْدَريهِ ... وفي أثوابِهِ رجلٌ مَزيرُ
ويروى: " أسد هصور " . والجمع أَمازِرُ. والمِزْرُ: ضربٌ من الأشربة. وذكر أبو عبيد أنَّ ابن عمر قد فسَّر الأنْبِذَةَ فقال: البِتْعُ: نبيذ العسلِ. والجعةُ: نبيذُ الشعيرِ. والمِزْرُ: من الذرَةِ. والسكرُ: من التمر. والخمرُ من العنب. والمِزْرُ أيضاً: الأحمقُ. والمَزْرُ بالفتح: الحَسْوُ للذوق. ويقال: تَمَزَّرْتُ الشرابَ، إذا شربته قليلاً قليلاً. وأنشد الأمويُّ يصف خمراً:
تكون بعد الحَسْوِ والتَمَزُّرِ
في فمهِ مثل عصيرِ السُكَّرِ
مززمَزَّهُ يَمُزُّهُ مَزًّا ومزازَةً، أي مصَّه. والمَزَّةُ: المرَّة الواحدة. وفي الحديث: " لا تُحَرِّمُ المَزَّةُ ولا المَزَّتانِ " يعني في الرضاع. والتَمَزُّزُ: تمصُّصُ الشراب قليلاً قليلاً، مثل التَمَزُّزِ. وشرابٌ مُزٌّ، ورمَّانٌ مُزٌّ: بين الحلو والحامض. والمُزَّةُ بالضم: الخمر التي فيها طعمُ حموضةٍ ولا خير فيها. والمَزَّةُ بالفتح: الخمر اللذيذة الطعم، سمِّيت بذلك للذعها اللسان. قال الأعشى:
نازَعْتُهُمْ قُضُبَ الرَيحانِ مُتَّكِئاً ... وقَهوةً مَزَّةً راوُوقُها خَضِلُ
ولا يقال مِزَّةٌ بالكسر. والمُزَّاءُ بالضم: ضربٌ من الأشربة. قال الأخطل يعيب قوماً:
بِئْسَ الصُحاةُ وبِئْسَ الشَرْبُ شَرْبُهمُ ... إذا جرى فيهم المُزَّاءُ والسَكَرُ
وهو اسمٌ للخمر، ولو كان نعتاً لها لكان مَزَّاءَ بالفتح. والمِزُّ بالكسر: الفَضْلُ. يقال: له على هذا مِزٌّ، أي فَضْلٌ.
مزع

يقال: مَرَّ الظبيُ يَمْزَعُ، أي يسرع. وكذلك الفرس. والتَمْزيعُ: التفريقُ. والمرأةُ تُمَزِّعُ القطنَ بيديها، إذا زَبَّدَتْهُ كأنَّها تقطِّعه ثم تؤلِّفه فتجوِّده بذلك. وفلانٌ يتَمَزَّع من الغيظ، أي يتقطَّع. وفي الحديث: " أنَّه غضِب غَضَباً شديداً حتَّى إليَّ أنَّ أنفه يَتَمَزَّعُ " . والمُزعَةُ بالضم: قطعةُ لحم. يقال: ما عليه مُزْعَةُ لحمٍ. وما في الإناء مُزْعَةٌ من الماء، أي جرعةٌ. والمِزْعَةُ بالكسر من الريش والقطن، مثل المِزقةِ من الخِرق.
مزقمَزَقْتُ الثوبَ أمزُقُهُ مَزْقاً: خرقته. ومَزَّقْتُ الشيء تَمْزيقاً فَتَمَزَّقَ. والمُمَزَّقُ: مصدرٌ كالتَمزيق، ومنه قوله تعالى: " ومَزَّقْناهم كلَّ مُمَزَّقٍ " . والمِزَقُ: القِطَهُ من الثوب المُمْزوقِ. والقِطعةُ منه مِزْقَةٌ. ومَزَقَ الطائرُ يَمْزُقُ ويَمْزِقُ، أي رمى بذَرْقِهِ. وناقةٌ مِزاقٌ، أي سريعةٌ جدًّا.
مزمزالمَزْمَزَةُ: التحريك. يقال: أخذه فمَزْمَزَهُ، إذا حرَّكه وأقبل به وأدبر.
مزنأبو زيد: المُزْنَةُ: السحابة البيضاء، والجمع مُزْنٌ. والبَرَدُ: حُبُّ المُزْنِ. والمازِنُ: بيض النمل. والمُزْنَةُ: المطرة. قال:
ألم ترَ أنَّ الله أنزلَ مُزْنَةً ... وعُفْرُ الظِباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ
مزاالمَزِيَّةُ: الفضيلة. يقال: له عليه مَزِيَّةٌ ولا يُبنى منه فِعْلٌ.
مسأأبو زيد: مَسَأَ الرجلُ مَسْأً: مَجَنَ. والماسِئُ: الماجِنُ.
مسحمَسَحَ برأسه وتَمَسَّحَ بالأرض. ومَسَحَ الأرضَ مِساحَةً، أي ذَرَعَها. ومَسَحَ المرأة: جامعَها. ومَسَحَهُ بالسيف: قطعه. والمَسْحاءُ: الأرض المستوية ذات حصًى صغارٍ ى نباتَ فيها. ومكانٌ أمْسَحُ. قال الفراء: يقال: مررت بخَريقٍ من الأرض بين مَسْحاوَيْنِ. وعلى فلان مَسْحَةٌ من جمال. والمَسْحاءُ: المرأة الرَسْحاءُ. ومَسَحَتِ الإبلُ يومَها، أي سارتْ. والمَسيحَةُ من الشَعَرِ: واحدة المَسائِحِ، وهي الذوائب. والماسِحَةُ: الماشطة. والمَسيحَةُ: القوسُ. قال الشاعر:
لنا مَسائِحُ زورٌ في مراكِضِها ... لين وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ
قال الأصمعيّ: المَسيحُ: القِطعة من الفضَّة. والدرهمُ الأطلسُ مَسيح. والمَسيحُ: العَرَقُ. قال الراجز:
يا رِيَّها وقد بَدا مَسيحي
وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَضيحِ
والمِسْحُ: البَلاسُ، والجمع أمْساحٌ ومُسُحٌ. والأمْسَحُ: الذي تصيب إحدى رَبْلَتَيْهِ الأخرى. تقول منه: مَسِحَ الرجل مَسَحاً.
مسخالمَسْخُ: تحويل صورة إلى ما هو أقبحُ منها. يقال: مَسَخَهُ الله قرداً. والمَسيخُ من الرجال: الذي لا ملاحَ له، ومن اللحم الذي لا طعم له. وقد مَسَخَ كذا طعمَه، أي أذهبَه. وفي المثل: " هو أمْسَخُ من لحم الحُوارِ " ، أي لا طعم له. قال الشاعر:
مَليخٌ مَسيخٌ كلحم الحُوار ... فلا أنت حُلْوٌ ولا أنت مُرٌّ
ويُكره في الفرس انْمِساخُ حَماتِه، أي ضموره. والماسِخِيُّ: القوَّاسُ. والماسِخِيَّاتُ: القِسِيُّ، نسبت إلى ماسِخَةَ: رجل من الأزدِ كان قَوَّاساً. قال الشاعر:
فقَرَّبْتُ مُبراةً تَخالُ ضُلوعَها ... من الماسِخِيَّاتِ القِسِيَّ الموتَّرا
مسدالمَسَدَ: الليف. يقال: حبلٌ من مَسَدٍ. والمَسَدُ أيضاً: حبلٌ من ليف أو خوص. وقد يكون من جلود الإبل أو من أوبارها. ومَسَدْتُ الحبل أمْسُدُهُ مَسْداً: أجدت فتله. ورجلٌ مَمْسودٌ، أي مجدولُ الخَلْقِ. وجاريةٌ حَسَنة المَسْدِ، والعَصْبِ، والجَدْلِ، والأَرْمِ. وهي مَمْسودَةٌ، ومعصوبةٌ، ومجدولةٌ، ومأرومةٌ. والمَسْدُ: إدْآبُ السير بالليل. والمِسادُ: لغةٌ في المِسابِ، وهو نِحْيُ السَمن، وسِقاء العسل.
مسرمَسَرَ القومَ مَسْراً: أغراهم. ومسر الشيء، أخرجه من ضيق.
مسسمَسِسْتُ الشيء، بالكسر: أمَسُّهُ مَسًّا، فهذه اللغة الفصيحة. وحكى أبو عبيدة: مَسَسْتُ الشيءَ بالفتح أمُسُّهُ بالضم. وربَّما قالوا مِسْتُ الشيء يحذفون منه السين الأولى، ويحوِّلون كسرتها إلى الميم، ومنهم من لا يجوِّل ويترك الميم على حالها مفتوحة. وأنشد الأخفش:

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13