كتاب : الحجة في القراءات السبع
المؤلف : الحسين بن أحمد بن خالويه

سورة طه فإن قيل ما وجه الإدغام في قوله فيحل والإظهار في قوله ومن يحلل فقل إنما يكون الإدغام في متحركين فسكن الأول لاجتماعهما ثم يدغم فإن كان الأول متحركا والثاني ساكنا بطل الإدغام فالأصل المدغم فيمن ضم فيحلل وفيمن كسر فيحلل فنقلت الحركة من اللام إلى الحاء وأسكنت اللام ثم أدغمت فهذا فرقان ما بين المدغم والمظهر
قوله تعالى بملكنا يقرأ بكسر الميم وضمها وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد اسم الشيء المملوك كقولك هذا الغلام ملكي وهذه الجارية ملك يمينى والحجة لمن ضم أنه أراد بسلطاننا ودليله قوله تعالى لمن الملك اليوم يريد السلطان والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر من قولهم ملك يملك ملكا
قوله تعالى ولكنا حملنا يقرأبالتخفيف والتشديد فالحجة لمن خفف أنه أرادهم بالفعل وجعل النون والألف المتصلين به في موضع رفع والحجة لمن شدد أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله ودل عليه بضم أوله وكان أصله ولكنا حملنا السامري فلما خذل الفاعل أقيم المفعول مقامه فرفع لأن الفعل الذي كان حديثا عن الفاعل صار عن المفعول فارتفع به
قوله تعالى ألا تتبعني يقرا بإثبات الياء وصلا ووقفا على الأصل وبإثباتها وصلا وحذفها درجا اتباعا للخط في الوصل والأصل في الدرج وبحذفها وصلا ووقفا اجتزاء بالكسرة منها
قوله تعالى يا بن أم يقرأ بكسر الميم وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد يا بن أمي فحذف الياء اجتزاء بالكسرة منها والوجه إثباتها لأن هذه الياء إنما تحذف في النداء المضاف إليك إذا قلت يا غلامي لأنها وقعت موقع التنوين والتنوين لا يثبت في النداء

سورة طه فأما الياء ها هنا فالتنوين ثبت في موضعها إذا قلت يا بن أم زيد وإنما حذفت الياء لما كثر به الكلام فصار المضاف والمضاف اليه كالشيء الواحد فحذفت الياء كذلك والحجة لمن فتح أنه أراد يا بن أماه فرخم فبقيت الميم على فتحها أو بنى ابنا مع الأم بناء خمسة عشر أو قلب من الياء ألفا وقد ذكرت وجوهه في الأعراف مستقصاة بما يغني عن إعادته ها هنا
قوله تعالى بصرت بما لم يبصروا به يقرا بالياء والتاء فالياء لمعنى الغيبة والتاء لمعنى الحضرة
قوله تعالى لن تخلفه يقرأ بكسر اللام وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل الفعل للسامري والهاء كناية عن الموعد والحجة لمن فتح أنه أراد الدلالة على أنه مستقبل ما لم يسم فاعله والهاء على أصلها في الكناية وهي في موضع نصب في الوجهين
قوله تعالى يوم ينفخ في الصور إجماع القراء فيه على الياء وضمها على ما لم يسم فاعله إلا ما اختاره أبو عمرو من النون وفتحها وله في ذلك وجهان أحدهما أنه أتى بالنون في ننفخ ليوافق به لفظ نحشر فيكون الكلام من وجه واحد والثاني أن النافخ في الصور وإن كان إسرافيل فإن الله عز و جل هو الآمر له بذلك والمقدر والخالق له فنسب الفعل إليه لهذه المعاني ودليله قوله تعالى الله يتوفى الأنفس حين موتها والمتوفي لها ملك الموت عليه السلام
قوله تعالى وأنك لا تظمأ فيها يقرأ بفتح أن وكسرها فالحجة لمن فتحها أنه رده على قوله ألا تجوع يريد وأنك لا تظمأ فرده على المعنى لا على اللفظ والحجة لمن كسر أنه استأنف ولم يعطف ومعنى لا تظمأ أي لا تعطش ولا تضحي أي لا تبرز للشمس
قوله تعالى فلا يخاف ظلما يقرأبالياء وإثبات الألف والرفع وبالتاء وحذف

سورة الأنبياء الألف والجزم فالحجة لمن قرأ بالياء والرفع أنه جعله خبرا والحجة لن قرأ بالتاء والجزم أنه جعله نهيا ومعنى الظلم في اللغة وضع الشيء في غير موضعه والهضم النقصان
قوله تعالى أعمى في الموضعين يقرآن بالتفخيم والإمالة فالحجة لمن فخم أنه أتى به على الأصل والحجة لمن أمال أنه دل بذلك على الياء وقيل في معناه أعمى عن حجته وقيل عن طريق الجنة
قوله تعالى لعلك ترضى يقرأ بفتح التاء وضمها فالحجة لمن فتحها أنه قصده بكون الفعل له ففتح لأنه من فعل ثلاثي والحجة لمن ضم أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله والأمر فيهما قريب لأن من أرضي فقد رضي ودليله قوله تعالى راضية مرضية
قوله تعالى أولم تأتهم يقرأ بالياء والتاء والحجة فيه ما قدمناه في أمثاله والاختيار التاء لإجماعهم على قوله حتى تأتيهم البينة

ومن سورة الأنبياء
قوله تعالى قل ربي يعلم يقرأ بإثبات الألف وحذفها فالحجة لمن أثبت أنه جعله فعلا ماضيا أخبر به والحجة لمن حذف أنه جعله من أمر النبي صلى الله عليه و سلم
قوله تعالى يوحي إليهم يقرا بالنون وكسر الحاء وبالياء وفتحها فالحجة لمن قرا بالياء أنه اراد بذلك من شك في نبوة محمد صلى الله عليه و سلم وكفر به وقال هلا كان ملكا فأمرهم الله أن يسألوا أهل الكتب هل كانت الرسل إلا رجالا يوحى إليهم والحجة لمن قرأه بالنون أنه اراد أن الله تعالى أخبر به عن نفسه ورده على قوله أرسلنا ليكون الكلام من وجه واحد فيوافق بعضه بعضا
قوله تعالى ولا يسمع الصم الدعاء يقرأ بياء مفتوحة ورفع الضم وبتاء

سورة الأنبياء مضمومة ونصب الصم فالحجة لمن قرأ بالياء أنه أفردهم بالفعل فرفعهم بالحديث عنهم والحجة لمن قرأ بالتاء أنه قصد النبي صلى الله عليه و سلم بالفعل ونصب الصم بتعدي الفعل إليهم ودليله قوله تعالى وما أنت بمسمع من في القبور لأن من لم يلتفت إلى وعظ الرسول عليه السلام ولم يسمع عن الله ما يخاطبه به كان كالميت الذي لا يسمع ولا يجيب
قوله تعالى أو لم ير الذين كفروا يقرا بإثبات الواو وحذفها فالحجة لمن ثبتها أنه جعلها واو العطف دخلت على ألف التوبيخ كما تدخل الفاء والحجة لمن حذفها أنه اتبع خط مصاحف أهل الشام ومكة واجتزأ منها بالألف لأن دخولها مع الألف وخروجها سيان ومعنى قوله رتقا مغلقة ومعنى الفتق تشقق السماء بالمطر والأرض بالنبات
قوله تعالى وإن كان مثقال حبة يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعل كان بمعنى حدث ووقع فلم يحتج إلى خبر والحجة لمن نصب أنه أضمر في كان اسما معناه وإن كان الشيء مثقال حبة
فإن قيل فلم قال أتينا بها ولم يقل به فقل لأن مثقال الحبة هو الحبة ووزنها
قوله تعالى وضياء وذكرا يقرأ بياء وهمزة وبهمزتين وقد ذكرت علته في يونس وقال الكوفيون الواو في قوله وضياء زائدة لأن الضياء هو الفرقان فلا وجه للواو
وقال البصريون هي واو عطف معناها واتيناهما ضياء ودليلهم قوله فيه هدى ونور والنور هو الهدى وسميت التوراة فرقانا لأنها فرقت بين الحق والباطل
قوله تعالى وإلينا ترجعون يقرأ بضم التاء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه أراد تردون والحجة لمن فتح أنه أراد تصيرون

سورة الأنبياء
قوله تعالى جذاذا يقرأ بضم الجيم وكسرها فمن ضم أراد به معنى حطام ورفات ولا يثنى في هذا ولا يجمع والحجة لمن كسر أنه أراد جمع جذيذ بمعنى مجذوذ كقولهم خفيف وخفاف
قوله تعالى أف لكم مذكور في بني إسرائيل
قوله تعالى ليحصنكم يقرأ بالتاء والياء والنون فالحجة لمن قرأه بالتاء أنه رده على الصنعة واللبوس لأن اللبوس الدرع وهي مؤنثة والحجة لمن قرأه بالياء أنه رده على لفظ اللبوس لا على معناه والحجة لمن قرأه بالنون أنه أخبر به عن الله عز و جل لأنه هو المحصن لا الدرع
قوله تعالى وكذلك ننجي المؤمنين إجماع القراء على إثبات النونين الأولى علامة الاستقبال والثانية فاء الفعل إلا ما قرأه عاصم بنون واحدة مضمومة وتشديد الجيم فالحجة لمن قرأه بنونين وإن كان في الخط بنون واحدة أن النون تخفى عند الجيم فلما خفيت لفظا سقطت خطا ودل نصب المؤمنين على أن في الفعل فاعلا هو الله عز و جل
ولعاصم في قراءته وجه في النحو لأنه جعل نجي فعل ما لم يسم فاعله وأرسل الياء بغير حركة لأن الحركة لا تدخل عليها في الرفع وهي ساقطة في الجزم إذا دخلت في المضارع وأضمر مكان المفعول الأول المصدر لدلالة الفعل عليه ومنه قولهم من كذب كان شرا له يريدون كان الكذب فلما دل كذب عليه حذف فكأنه قال وكذلك نجي النجاء المؤمنين وأنشد شاهدا لذلك ... ولو ولدت قفيرة جرو كلب ... لسب بذلك الجرو الكلابا

سورة الأنبياء
قوله تعالى حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج يقرآن بالتشديد والتخفيف وبالهمز وتركه وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
قوله تعالى وحرام على قرية يقرأ بفتح الحاء والراء وإثبات الألف وبكسر الحاء وإسكان الراء وحذف الألف فالحجة لمن فتح وأثبت الألف أنه أراد ضد الحلال والحجة لمن كسر الحاء وحذف الألف أنه أراد وواجب على قرية ولا في قوله لا يرجعون صلة ومعناه واجب عليهم الرجوع للجزاء وقيل هما لغتان حرم وحرام وحل وحلال
قوله تعالى للكتاب يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت علل ذلك آنفا وقال بعضهم السجل الكاتب
قوله تعالى في الزبور من بعد الذكر يقرأ بضم الزاي وفتحها وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى من بعد الذكر يريد به من قبل الذكر والذكر القرآن والأرض أرض الجنة لقوله الصالحون

سورة الحج
قوله تعالى قل رب احكم بالحق يقرأ بإثبات الألف على الخبر وبطرحها على الأمر
فإن قيل ما وجه قوله بالحق فقل يريد احكم بحكمك الحق ثم سمى الحكم حقا
قوله تعالى عما يصفون يقرأبالياء والتاء وقد تقدمت العلة في ذلك من الغيبة والخطاب فاعرفه إن شاء الله

ومن سورة الحج
قوله تعالى وترى الناس سكارى وما هم بسكارى يقرآن بضم السين وإثبات الألف وبفتحها وطرح الألف وهما جمعان لسكران وسكرانة فالحجة لمن ضم السين وأثبت الألف أنه لما كان السكر يضعف حركة الإنسان شبه بكسلان وكسالى والحجة لمن فتح وحذف الألف أنه لما كان السكر آفة داخلة على الإنسان شبه بمرضى وهلكى
فإن قيل فما وجه النفي بعد الإيجاب فقل وجهه أنهم سكارى خوفا من العذاب وهول المطلع وما هم بسكارى كما كانوا يعهدون من الشراب في دار الدنيا
قوله تعالى ولؤلؤ يقرأ بالخفض والنصب وبهمزتين وبهمزة واحدة فالحجة لمن خفض أنه رده بالواو على أول الكلام لأن الاسم يعطف على الاسم والحجة لمن نصب أنه أضمر فعلا كالأول معناه ويحلون لؤلؤا وسهل ذلك عليه كتابها في السواد ها هنا وفي الملائكة بألف والحجة لمن همز همزتين أنه أتى بالكلمة على أصلها ولمن قرأه بهمزة واحدة أنه ثقل عليه الجمع بينهما فخفف الكلمة بحذف إحداهما وقد اختلف عنه في الحذف فقيل الأولى وهي أثبت وقيل الثانية وهي أضعف
قوله تعالى ثم ليقضوا يقرأ بكسر اللام وإسكانها مع ثم والواو والفاء

سورة الحج والكسر مع ثم أكثر فالحجة لمن كسر أنه أتى باللام على أصل ما وجب لها قبل دخول الحرف عليها والحجة لمن أسكن أنه أراد التخفيف لثقل الكسر وإنما كان الاختيار مع ثم الكسر ومع الواو والفاء الإسكان أن ثم حرف منفصل يوقف عليه والواو والفاء لا ينفصلان ولا يوقف عليهما وكل من كلام العرب
قوله تعالى سواء العاكف فيه والبادي يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه أراد الابتداء والعاكف الخبر والحجة لمن نصب أنه أراد مفعولا ثانيا لقوله جعلناه ورفع العاكف بفعل يريد به استوى العاكف فيه والبادي
قوله تعالى هذان يقرأ بتشديد النون وتخفيفها وقد ذكرت علله آنفا
قوله تعالى والبادي يقرأ بإثبات الياء وحذفها وقد ذكرت الحجة فيه
قوله تعالى وليوفوا يقرأ بتشديد الفاء وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه استدل بقوله وإبراهيم الذي وفى والحجة لمن خفف أنه استدل بقوله أوفوا بالعقود وقد ذكرت علته آنفا
قوله تعالى فتخطفه يقرأ بفتح الخاء وتشديد الطاء وبإسكان الخاء وتخفيف الطاء فالحجة لمن شدد أنه أراد فتختطفه فنقل فتحة التاء إلى الخاء وأدغم التاء في الطاء فشدد لذلك والحجة لمن خفف أنه أخذه من قوله تعالى إلا من خطف الخطفة وهما لغتان فصيحتان
قوله تعالى منسكا يقرأ بفتح السين وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أتى بالكلمة على أصلها وما أوجبه القياس لها لأن وجه فعل يفعل بضم العين أن يأتي المصدر منه والموضع مفعلا بالفتح كقولك مدخلا ومخرجا ومنسكا وما كان مفتوح العين اتى المصدر منه بالفتح والاسم بالكسر كقولك ضربت مضربا وهذا مضربي

سورة الحج والحجة لمن كسر السين أنه أخذه من الموضع الذي تذبح فيه النسيكة وهي الشاة الموجبة لله
قوله تعالى لهدمت يقرأ بتشديد الدال وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل والحجة لمن خفف أنه أراد المرة الواحدة من الفعل وهما لغتان فاشيتان
قوله تعالى ولولا دفع الله و إن الله يدفع يقرآن بفتح الدال من غير ألف وبكسرها وإثبات الألف وقد ذكرت علته في البقرة
قوله تعالى أذن للذين يقاتلون يقرأبضم الهمزة وفتحها فالحجة لمن ضم أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله والحجة لمن فتح أنه جعل الفعل لله عز و جل
قوله تعالى يقاتلون بأنهم يقرا بفتح التاء وكسرها على لما قدمناه من بناء الفعل لفاعله بالكسر ولما لم يسم فاعله بالفتح
قوله تعالى أهلكتها يقرأ بالتاء وبالنون والألف فالدليل لمن قرأ بالتاء قوله فكيف كان نكير ولم يقل نكيرنا والحجة لمن قرأ بالنون والألف أنه اعتبر ذلك بقوله تعالى قسمنا بينهم وهو المتولي لذلك
قوله تعالى وبئر معطلة يقرأ بالهمز على الأصل وبتركه تخفيفا
قوله تعالى مما تعدون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمنا القول في أمثاله
قوله تعالى معجزين يقرأبتشديد الجيم من غير ألف وبتخفيفها وإثبات الألف فالحجة لمن قرأه بالتشديد أنه أراد مبطئين مثبطين والحجة لمن قرأه بالتخفيف أنه أراد معاندين فالتثبيط والتعجيز خاص لأنه في نوع واحد وهو الإبطاء عن الرسول عليه السلام والعناد عام لأنه يدخل فيه الكفر والمشاقة على أن معناهما قريب عند النظر لأن من أبطا عن الرسول فقد عانده وشاقه

سورة المؤمنين
فأما قوله تعالى أولئك لم يكونوا معجزين لأنه يصير بمعنى لم يكونوا معاندين وهذا خطأ ومعنى معجزين سابقين فائتين ومنه أعجزني الشيء
قوله تعالى ثم قتلوا يقرأبتشديد التاء وتخفيفها وقد ذكر وقوله مدخلا يرضونه يقرأ بضم الميم وفتحها وقد تقدم ذكره
قوله تعالى وأن ما تدعون يقرأ بالتاء والياء ها هنا وفي لقمان وفي العنكبوت والمؤمن وقد ذكرت الأدلة فيه مقدمة فيما سلف

ومن سورة المؤمنون
قوله تعالى لأمانتهم يقرا بالتوحيد والجمع فمن وحد استدل بقوله وعهدهم ولم يقل وعهودهم ومن جمع استدل بقوله أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
قوله تعالى على صلواتهم فالحجة لمن وحد أنه أجتزأ بالواحد عن الجميع كما قال تعالى أو الطفل والحجة لمن جمع أنه أراد الخمس المفروضات والنوافل المؤكدات وقد ذكر معنى الصلاة في براءة

سورة المؤمنين
قوله تعالى فكسونا العظام لحما يقرأبالتوحيد والجمع على ما ذكرنا في قوله صلواتهم
قوله تعالى سيناء يقرا بكسر السين وفتحها وهما لغتان واصله سرياني فالحجة لمن كسر قوله تعالى وطور سينين والحجةل من فتح أنه يقول لم يأت عن العرب صفة في هذا الوزن إلا بفتح أولها كقولهم حمراء وصفراء فحملته على الأشهر من الفاظهم ومعناه ينبت الثمار
قوله تعالى تنبت بالدهن يقرأ بضم التاء وكسر الباء وبفتح التاء وبضم الباء فالحجة لمن ضم التاء أنه أراد تخرج الدهن ولم يتعد بالباء لأن أصل النبات الإخراج والحجة لمن فتح التاء أنه اراد أن نباتها بالدهن وهو كلام العرب إذا أثبتوا الألف في الماضي خزلوا الباء وإذا خزلوا الألف أثبتوا الباء وعلة ذلك أن نبت فعل لا يتعدى إلا بواسطة فوصلوه بالباء ليتعدى وأنبت فعل يتعدى بغير واسطة فغنوا عن الباء فيه
قوله تعالى نسقيكم بضم النون وفتحها وقد ذكرت علته في النحل
قوله تعالى منزلا مباركا يقرأبضم الميم وفتحها على ما تقدم من ذكر العلة فيه

سورة المؤمنين
قوله تعالى من كل زوجين اثنين يقرأ بالإضافة والتنوين وعلته مستقصاة في هود
قوله تعالى تترى يقرأ بالتنوين وتركه فالحجة لمن نون أنه جعله مصدرا من قولك وترا يتر وترا ثم أبدل من الواو تاء كما أبدلوها في تراث ودليل ذلك كتابتها في السواد بألف وكذلك الوقوف عليه بألف ولا تجوز الإمالة فيه إذا نون وصلا ولا وقفا لأنه جعل الألف فيه ألف إلحاق كما جعلوها في أرطى ومعزى والحجة لمن لم ينون أنه جعلها ألف التأنيث كمثل سكرى ففي هذه القراءة تجوز فيها الإمالة والتفخيم وصلا ووقفا
قوله تعالى زبرا يقرأ بضم الباء وفتحها وقد ذكرت علته
قوله تعالى نسارع لهم أماله الكسائي لمكان كسرة الراء وفخمه الباقون
قوله تعالى إلى ربوة يقرأ بضم الراء وفتحها وقد ذكرت علته في البقرة
قوله تعالى وأن هذه أمتكم يقرأ بفتح الهمزة وكسرها وبتخفيف النون وبشديدها مع الفتح فالحجة لمن فتح أنه رده على قوله أني بما تعلمون عليم وبأن هذه أو لأن هذه والحجة لمن كسر أنه جعل الكلام تاما عند قوله عليم ثم

سورة المؤمنين استأنف إن فكسرها وقد ذكرت العلة في تشديد النون وتخفيفها في هود
قوله تعالى تهجرون يقرا بفتح التاء وضم الجيم وبضم التاء وكسر الجيم فالحجة لمن فتح التاء أنه أراد به هجران المصادمة لتركهم سماع القرآن والإيمان به والحجة لمن ضم أنه جعله من قولهم أهجر المريض إذا أتى بما لا يفهم عنه ولا تحته معنى يحصل لأنهم كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه وتكلموا بالفحش وهذوا وسبوا فقال الله عز و جل مستكبرين به قيل بالقرآن وقيل بالبيت العتيق
قوله تعالى سيقولون لله في الثلاثة مواضع فالأولى لا خلف فيها والأخريان تقرآن بلام الإضافة والخفض وبطرحها والرفع فالحجة لمن قرأهما بلام الإضافة أنه رد آخر الكلام على أوله فكأنه قال هي لله ودليلهم أنهما في الإمام بغير ألف والحجة لمن قرأهما بالألف أنه أراد بهن الله قل هو الله وترك الأولى مردودة على قوله لمن الأرض قل لله والأمر بينهما قريب ألا ترى لو سأل سائل من رب هذه الضيعة فإن قلت فلان أردت ربها وإن قلت لفلان أردت هي لفلان وكل صواب ومن كلام العرب
قوله تعالى خرجا فخراج ربك مذكور بعلله في الكهف ولا خلف في الثانية أنها بالألف لأنها به مكتوبة في السواد
قوله تعالى عالم الغيب يقرا بالرفع والخفض
فالرفع بالابتداء والخفض بالرد على قوله سبحان الله عالم الغيب
قوله تعالى غلبت علينا شقوتنا يقرأ بكسر الشين من غير ألف وبفتح الشين وإثبات الألف وكلاهما مصدران أو اسمان مشتقان من الشقاء فأما الشقاوة فكقولهم سلم سلامة وأما الشقوة فكقولهم فديته فدية
قوله تعالى سخريا يقرأ بكسر السين وضمها فالحجة لمن كسر أنه أخذه

سورة النور من السخريا والحجة لمن ضم أنه أخذه من السخرة وكذلك التي في صاد فأما التي في الزخرف فبالضم لا غير
قوله تعالى أنهم هم الفائزون يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه اراد الاتصال بقوله إني جزيتهم اليوم بما صبروا لأنهم والحجة لمن كسر أنه جعل الكلام تاما عند قوله بما صبروا ثم ابتدأ إن فكسرها
قوله تعالى قال كم لبثتم قال إن لبثتم يقرآن بإثبات الألف وحذفها وبالحذف في الأول والإثبات في الثاني فالحجة لمن أثبت أنه أتى به على الخبر والحجة لمن حذف أنه أتى به على الأمر ويقرآن أيضا بالإدغام للمقاربة وبالإظهار على الأصل
قوله تعالى وأنكم إلينا لا ترجعون يقرأ بضم التاء على معنى تردون وبفتحها على معنى تصيرون

ومن سورة النور
قوله تعالى وفرضناها يقرأ بتشديد الراء وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أراد بيناها وفصلناها وأحكمناها فرائض مختلفة وآدابا مستحسنة
قال الفراء وجه التشديد أن الله تعالى فرضه عليه وعلى من يجيء بعده فلذلك شدده والحجة لمن خفف أنه جعل العمل بما أنزل في هذه السورة لازما لجميع المسلمين

سورة النور لا يفارقهم أبدا ما عاشوا فكأنه مأخوذ من فرض القوس وهو الحز لمكان الوتر
قوله تعالى ولا تأخذكم بهما رأفة يقرأ بإسكان الهمزة وفتحها وهي مصدر في الوجهين فالحجة لمن أسكن أنه حذا بها طرف يطرف طرفا والحجة لمن فتح أنه حذا بها كرم يكرم كرما وأدخل الهاء دلالة على المرة الواحدة ومعنى الرأفة رقة القلب وشدة الرحمة
قوله تعالى أربع شهادات يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعله خبرا لقولهم فشهادة أحدهم والحجة لمن نصب أنه أضمر فعلا له معناه فشهادة أحدهم أن يشهد أربع شهادات
فإن قيل فالشهادة الأولى واحدة والثانية أربع فقل معناها معنى الجمع وإن كانت بلفظ الواحد كما تقول صلاتي خمس وصيامي عشر
قوله تعالى والخامسة أن لعنة الله عليه وأن غضب الله عليها يقرآن بتشديد أن ونصب اللعنة والغضب إلا ما قرأ به نافع من التخفيف والرفع للعنة وجعله غضب فعلا ماضيا والله تعالى رفع به فالحجة لمن شدد ونصب أنه أتى بالكلام على أصل ما بني عليه والحجة لمن خفف أن ورفع بها ما قدمناه آنفا وهو الوجه ولو نصب لجاز
قوله تعالى إذ تلقونه يقرأ بالإدغام والإظهار فالحجة لمن أدغم مقاربة الحرفين في المخرج والحجة لمن أظهر أنه أتى به على الأصل إلا ما روي عن ابن كثير من تشديد التاء وإظهار الذال وليس ذلك بمختار في النحو لجمعه بين ساكنين
قوله تعالى يوم تشهد عليهم يقرأبالتاء والياء فالحجة لمن قرأ بالياء قال

سورة النور اللسان مذكر فذكرت الفعل كما أقول يقوم الرجال والحجة لمن قرأ بالتاء أنه أتى به على لفظ الجماعة واللسان يذكر فيجمع ألسنة ويؤنث فيجمع ألسن فأما قوله ... إني أتتني لسان لا أسر بها ... من علو لا عجب فيها ولا سخر ...
فإنه أراد باللسان ها هنا الرسالة
قوله تعالى غير أولى الإربة يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن قرأه بالنصب أنه استثناه أو جعله حالا والحجة لمن خفض أنه جعله وصفا للتابعين والإربة الكناية عن الحاجة إلى النساء ومنه وكان أملككم لاربه أي لعضوه القاضي للحاجة
قوله تعالى أيها المؤمنين يقرأ وما أشبهه من النداء بهاء التنبيه بإثبات الألف وطرحها وإسكان الهاء فالحجة لمن أثبت أنها عنده هذا التي للإشارة طرح منها ذا فبقيت الهاء التي كانت للتنبيه فإثبات الألف فيها واجب والدليل على ذلك قوله ... ألا أيهذا المنزل الدارس أسلم ...
فأتى به تاما على الأصل والحجة لمن حذف وأسكن الهاء أنه اتبع خط السواد واحتج بأن النداء مبني على الحذف وإنما فتحت الهاء لمجيء ألف بعدها فلما ذهبت الألف

سورة النور عادت الهاء إلى السكون وإنما يوقف على مثل هذا اضطرارا لا اختيارا
قوله تعالى كمشكاة يقرأبالتفخيم إلا ما روي عن الكسائي من أمالته وقد ذكر الاحتجاج في مثله آنفا
قوله تعالى دري يقرأبكسر الدال والهمز والمد وبضمها والهمز والمد وبضمها وتشديد الياء فالحجة لمن كسر وهمز أنه أخذه من الدر وهو الدفع في الأنقضاض وشد الضوء وكسر أوله تشبيها بقولهم سكيت أي كثير السكوت والحجة لمن ضم أوله أنه شبهه ب مريق وإن كان عجميا والحجة لمن ضم وشدد أنه نسبه إلى الدر لشدة ضوئه
قوله تعالى توقد يقرأ بالتاء والتشديد وبالياء والتاء والتخفيف والرفع فالحجة لمن قرأه بالتشديد أنه جعله فعلا ماضيا أخبر به عن الكوكب وأخذه من التوقد والحجة لمن قرأه بالتاء والرفع أنه جعله فعلا للزجاجة والحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله فعلا للكوكب وكلاهما فعل لما لم يسم فاعله مأخوذان من الإيقاد
قوله تعالى يسبح له فيها يقرأ بفتح الباء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه جعله فعلا لما لم يسم فاعله ورفع الرجال بالابتداء والخبر لا تلهيهم والحجة لمن كسر أنه جعله فعلا للرجال فرفعهم به وجعل ما بعدهم وصفا لحالهم
قوله تعالى والله خلق يقرأ بإثبات الألف وخفض كل وبحذفها ونصب كل فالحجة لمن أثبتها أنه أراد الإخبار عن الله تعالى باسم الفاعل فخفض ما بعده بالإضافة لأنه بمعنى ما قد مضى وثبت والحجة لمن حذف أنه أخبر عن الله تعالى بالفعل الماضي ونصب ما بعده بتعديه إليه

سورة النور
قوله تعالى وليبدلنهم يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علته فيما مضى
قوله تعالى ويتقه يقرأ بكسر القاف وإسكان الهاء وبإسكان القاف وكسر الهاء بياء وباختلاس حركة الهاء فالحجة لمن كسر القاف وأسكن أن الهاء لما اختلطت بالفعل اختلاطا لا تنفصل منه في حال ثقلت الكلمة لجمعها فعلا وفاعلا ومفعولا فخفف بالإسكان والحجة لمن كسر الهاء وأتبعها ياء أنه كسر الهاء لمجاورة كسرة القاف وقواها بالياء إشباعا لكسرتها والحجة لمن حذف الياء واختلس الحركة أن الأصل كان قبل الجزم يتقيه فلما سقطت الياء للجزم بقيت الهاء على ما كانت عليه والحجة لمن أسكن القاف وكسر الهاء أنه كره الكسر في القاف لشدتها وتكريرها فأسكنها تخفيفا أو أسكن القاف والهاء معا فكسر الهاء لالتقاء الساكنين أو توهم أن الجزم وقع على القاف لأنها آخر حروف الفعل ثم أتى بالهاء ساكنة بعدها فكسر لالتقاء الساكنين والدليل على توهمه ذلك قول الشاعر ... ومن يتق فإن الله معه ... ورزق الله مؤتاب وغاد ...
قوله سبحانه سحاب ظلمات يقرآن معا بالتنوين والرفع وبرفع الأول وإضافة الثاني إليه وبرفع الأول وتنوينه وخفض الثاني والحجة لمن نونهما ورفعه أنه رفع السحاب بالابتداء والخبر من فوقه وظلمات تبيين لقوله موج من فوقه موج من فوقه سحاب فهذه ثلاث ظلمات وحقيقة رفعها على البدل والحجة لمن أضاف أنه جعل الظلمات غير السحاب فأضافه كما تقول ماء مطر والحجة لمن نون وخفض أنه رفع قوله سحاب بالابتداء وخفض الظلمات بدلا من قوله أو كظلمات

سورة الفرقان
قوله تعالى ولا يحسبن يقرأ بالياء والتاء وكسر السين وفتحها وقد ذكرت علله في آل عمران
قوله تعالى إنما كان قول المؤمنين يقرأ بالنصب والرفع على ما ذكرناه آنفا
قوله تعالى استخلف يقرأ بضم التاء وكسر اللام وبفتحهما فالحجة لمن ضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والذين في موضع رفع والحجة لمن فتح أنه جعله فعلا لله عز و جل لتقدمه في أول الكلام والذين في موضق نصب
قوله تعالى ثلاث عورات يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه ابتدأ فرفعه بالابتداء والخبر لكم أو رفعه لأنه خبر ابتداء محذوف معناه هذه الأوقات ثلاث عورات لكم والحجة لمن نصب أنه جعله بدلا من قوله ثلاث مرات

ومن سورة الفرقان
قوله تعالى يأكل منها يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أفرد الرسول بذلك والحجة لمن قرأه بالنون أنه أخبر عنهم بالفعل على حسب ما أخبروا به عن أنفسهم
قوله تعالى ويجعل لك يقرأ بالجزم والرفع فالحجة لمن جزم أنه رده على معنى قوله جعل لك لأنه جواب الشرط وإن كان ماضيا فمعناه الاستقبال والحجة لمن استأنفه أنه قطعه من الأول فاستأنفه

سورة الفرقان
قوله تعالى ويوم يحشرهم فيقول يقرآن بالياء والنون على ما تقدم من الغيبة والإخبار عن النفس
قوله تعالى مكانا ضيقا يقرأ بالتشديد والتخفيف فقيل هما لغتان وقيل أراد التشديد فخفف وقيل الضيق فيما يرى ويحد يقال بيت ضيق وفيه ضيق والضيق فيما لا يحد ولا يرى يقال صدر ضيق وفيه ضيق
قوله تعالى تشقق السماء يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول فيه آنفا
قوله تعالى ونزل الملائكة يقرأبنون واحدة وتشديد الزاي ورفع الملائكة وبنونين وتخفيف الزاي ونصب الملائكة فالحجة لمن شدد ورفع أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله ماضيا فرفع به ودليله قوله تنزيلا لأنه من نزل كما كان قوله تعالى تقتيلا من قتل والحجة لمن قرأه بنونين أنه أخذه من أنزلنا فالأولى نون الأستقبال والثانية نون الأصل وهو من إخبار الله تعالى عن نفسه ولو شدد الزاي مع التنوين لوافق ذلك المصدر
قوله تعالى يا ويلتي يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه أوقع الإمالة على الألف فأمال لميل الألف والحجة لمن فخم أنه أتى به على الأصل وأراد فيه الندبة فأسقط الهاء وبقي الألف على فتحها
قوله تعالى أرسل الرياح نشرا يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكر في البقرة

سورة الفرقان ويقرأ بالياء والنون وبالضم والإسكان وقد ذكر في الأعراف
قوله تعالى ليذكروا يقرأ بتشديد الذال وفتحها وبتخفيفها وإسكانها والحجة لمن شدد أنه أراد ليتعظوا ودليله فذكر إنما أنت مذكر والحجة لمن خفف أنه أراد بذلك الذكر بعد النسيان
قوله تعالى لما تأمرنا يقرأبالتاء والياء على ما ذكرناه في معنى المواجهة والغيبة
قوله تعالى سراجا يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد الشمس لقوله بعدها وقمرا والحجة لمن جمع أنه أراد ما أسرج وأضاء من النجوم لأنها مع القمر تظهر وتضيء
قوله تعالى ولم يقتروا يقرأبفتح الياء وكسر التاء وضمها وبضم الياء وكسر التاء فالحجة لمن فتح الياء وكسر التاء أنه أخذه من قتر يقتر مثل ضرب يضرب ومن ضم التاء أخذه من قتر يقتر مثل خرج يخرج والحجة لمن ضم الياء وكسر التاء أنه أخذه من أقتر يقتر وهما لغتان معناهما قلة الإنفاق
قوله تعالى يضاعف يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكرت علته فيما سلف
ويقرأ بالرفع والجزم فالحجة لمن رفع أنه لما اكتفى الشرط بجوابه كان ما أتى بعده مستأنفا فرفعه والحجة لمن جزم أنه لما اتصل بعض الكلام ببعض جعلت يضاعف بدلا من قوله يلق فجزمته ورددت عليه ويخلد بالجزم عطفا بالواو
قوله تعالى فيه مهانا يقرأبكسر الهاء وإلحاق ياء بعدها وباختلاس الحركة من غير ياء وقد تقدم القول فيه بما يغني عن إعادته
قوله تعالى وذرياتنا يقرأ بالجمع والتوحيد فالحجة لمن جمع أنه رد أول

سورة الشعراء الكلام على آخره وزاوج بين قوله أزواجنا وذرياتنا والحجة لمن وحد أنه أراد به الذرية وإن كان لفظها لفظ التوحيد فمعناها معنى الجمع ودليله قوله بعد ذكر الأنبياء ذرية بعضها من بعض
قوله تعالى ويلقون فيها تحية يقرأ بتشديد القاف وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أراد تكرير تحية السلام عليهم مرة بعد أخرى ودليله قوله ولقاهم نضرة وسرورا والحجة لمن خفف أنه جعله من اللقاء لا من التلقي كقوله لقيته ألقاه ويلقاه مني ما يسره

من سورة الشعراء
قوله تعالى طسم يقرأبالتفخيم والإمالة وبينهما وقد ذكرت علته في مريم
قوله سين ميم يقرأبالإظهار والإدغام فالحجة لمن أدغم أنه أجراه على أصل ما يجب في الإدغام عند الاتصال والحجة لمن أظهر أن حروف التهجي مبنية على قطع بعضها من بعض فكأن الناطق بها واقف عند تمام كل حرف منها
قوله تعالى إن معي ربي يقرأ بفتح الياء وإسكانها فالحجة لمن فتحها أنها اسم على حرف واحد اتصلت بكلمة على حرفين فقويت بالحركة والحجة لمن أسكن أنه خفف لأن حركة الياء ثقيلة
قوله تعالى لجميع حاذرون يقرأ بإثبات الألف وحذفها فالحجة لمن أثبت أنه أتى به على أصل ما أوجبه القياس في اسم الفاعل كقولك علم فهو عالم والحجة لمن حذف الألف أنه قد جاء اسم الفاعل على فعل كقولك حذر ونحر وعجل وقد فرق بينهما بعض أهل العربية فقيل رجل حاذر فيما يستقبل لا في وقته ورجل حذر إذا كان الحذر لازما له كالخلقة
قوله تعالى فلما تراءى الجمعان الخلف في الوقف عليه فوقف حمزة

سورة الشعراء تري بكسر الراء ومد قليل لأن من شرطه حذف الهمز في الوقف فكان المد إشارة إليها ودلالة عليها
ووقف الكسائي بالإمالة والتمام
ووقف الباقون بالتفخيم والتمام على الأصل فإن كانت الهمزة للتأنيث أشير إليها في موضع الرفع وحذفت في موضع النصب
قوله تعالى إلا خلق الأولين يقرأ بفتح الخاء وضمها فالحجة لمن فتح أنه أراد المصدر من قولهم خلق واختلق بمعنى كذب والحجة لمن ضم أنه أراد عادة الأولين ممن تقدم
قوله تعالى فرهين يقرأبإثبات الألف وحذفها فالحجة لمن أثبتها أنه أراد حاذقين بما يعملونه والحجة لمن حذفها أنه أراد أشرين بطرين
قوله تعالى نزل به الروح الأمين يقرأ بالتشديد ونصب الروح وبالتخفيف والرفع فالحجة لمن شدد أنه جعل الفعل لله عز و جل ودليله قوله وإنه لتنزيل رب العالمين والحجة لمن خفف أنه جعل الفعل لجبريل عليه السلام فرفعه بفعله فأما قوله فإنه نزله على قلبك بإذن الله فالتشديد لا غير لاتصال الهاء باللام وحذف الباء
قوله تعالى أولم يكن لهم آية يقرأ بالياء والنصب وبالتاء والرفع فالحجة لمن رفع الآية أنه جعلها اسم كان والخبر أن يعلمه والحجة لمن نصب أنه جعل الآية الخبر والاسم أن يعلمه لأنه بمعنى علم علماء بني إسرائيل فهو أولى بالاسم لأنه معرفة والآية نكرة وهذا من شرط كان إذا اجتمع فيها معرفة ونكرة كانت المعرفة بالاسم أولى من النكرة

سورة النمل ومعنى الآية أولم يكن علم علماء بني إسرائيل لمحمد عليه السلام في الكتب المنزلة إلى الأنبياء قبله أنه نبي آية بينة ودلالة ظاهرة ولكن لما جاءهم ما كانوا يعرفون كفروا به على عمد لتأكد الحجة عليهم
قوله تعالى وتوكل على العزيز يقرأ بالفاء والواو على حسب ما ثبت في السواد فالحجة لمن قرأ بالفاء أنه جعله جوابا لقوله تعالى فإن عصوك فتوكل والحجة لمن قرأه بالواو أنه جعل الجواب في قوله فقل ثم ابتدأ قوله وتوكل بالواو مستأنفا ومعنى التوكل قطع جميع الآمال إلا منه وإزالة الرغبة عن كل إلا عنه
قوله تعالى يتبعهم الغاوون يقرأ بتشديد التاء وفتحها وبالتخفيف وإسكانها وقد تقدم من القول في علل ذلك ما يغني عن إعادته

ومن سورة النمل
قوله تعالى بشهاب قبس يقرأ بالتنوين والإضافة فالحجة لمن أضاف أنه جعل الشهاب غير القبس فأضافه أو يكون أراد بشهاب من قبس فأسقط من وأضاف أو يكون أضاف والشهاب هو القبس لاختلاف اللفظين كما قال تعالى ولدار الآخرة خير والحجة لمن نون أنه جعل القبس نعتا لشهاب فأعربه بإعرابه وأصل الشهاب كل أبيض نوري
قوله تعالى وبشرى يقرا بالتفخيم على الأصل وبالإمالة لمكان الياء ومثله فلما رآها تهتز يقرأ بالتفخيم والإمالة فأما كسر الراء والهمزة فتسمى إمالة الإمالة
قوله تعالى مالي لا أرى الهدهد ومالي لا أعبد في يس يقرآن بالتحريك والإسكان فالحجة لمن فتح أن كل اسم مكنى كان على حرف واحد مبني على حركة كالتاء في قمت والكاف في ضربك فكذلك الياء والحجة لمن أسكن أن

سورة النمل الحركة على الياء ثقيلة فأسكنها تخفيفا وهذا لا سؤال فيه وإنما السؤال على أبي عمرو لأنه أسكن في النمل وحرك في يس
وله في ذلك ثلاث حجج إحداهن ما حكى عنه أنه فرق بين الاستفهام في النمل وبين الانتفاء في يس والثانية أنه اتى باللغتين ليعلم جوازهما والثالثة أن الاستفهام يصلح الوقف عليه فأسكن له الياء كقولك ما لي وما لك والانتفاء يبنى على الوصل من غير نية وقوف فحركت الياء لهذا المعنى
قوله تعالى اوليأتيني بسلطان مبين يقرأبإظهار النونين وبالإدغام فالحجة لمن أظهر أنه أتى باللفظ على الأصل لأن الأولى نون التأكيد مشددة والثانية مع الياء اسم المفعول به والحجة لمن أدغم أنه استثقل الجمع بين ثلاث نونات متواليات فخفف بالإدغام وحذف إحداهن لأن ذلك لا يخل بلفظ ولا يحيل معنى والسلطان ها هنا الحجة
قوله تعالى فمكث غير بعيد يقرأ بضم الكاف إلا ما روي عن عاصم من فتحها وهما لغتان والاختيار عند النحويين الفتح لأنه لا يجيء اسم الفاعل من فعل يفعل بالضم إلا على وزن فعيل إلا الأقل كقولهم حامض وفاضل
قوله تعالى من سبأبنبأ يقين يقرا بالإجراء والتنوين وبترك الإجراء والفتح من غير تنوين وبإسكان الهمزة فالحجة لمن أجراه أنه جعله اسم جبل أو اسم أب للقبيلة والحجة لمن لم يجره أنه جعله اسم ارض أو امرأة فثقل بالتعريف والتأنيث والحجة لمن أسكن الهمزة أنه يقول اسم الهمزة أنه يقول هذا اسم مؤنث وهو أثقل من المذكر ومعرفة وهو أثقل من النكرة ومهموز وهو أثقل من المرسل فلما اجتمع في الاسم ما ذكرناه من الثقل خفف بالأسكان
وسئل أبو عمرو عن تركه صرفه فقال هو اسم لا أعرفه وما لم تعرفه العرب لم تصرفه
قوله تعالى الا يسجدوا يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه

سورة النمل جعله حرفا ناصبا للفعل ولا للنفي وأسقط النون علامة للنصب ومعناه وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا لله والحجة لمن خفف أنه جعله تنبيها واستفتاحا للكلام ثم نادى بعده فاجتزأ بحرف النداء من المنادى لإقباله عليه وحضوره فأمرهم حينئذ بالسجود
وتلخيصه ألا يا هؤلاء اسجدوا لله والعرب تفعل ذلك كثيرا في كلامها قال الشاعر ... ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر ... أراد يا هذه اسلمي ودليله أنه في قراءة عبد الله هلا يسجدون وإنما تقع هلا في الكلام تحضيضا على السجود
قوله تعالى ويعلم ما يخفون وما يعلنون يقرآن بالياء والتاء وقد تقدم ذكر علله فيما مضى
قوله تعالى أتمدونني بمال يقرأبإدغام النون في النون والتشديد وإثبات الياء وصلا ووقفا وبإظهار النونين وإثبات الياء وصلا وبحذفها مع الإظهار وصلا ووقفا وقد ذكرت علله في نظائره مقدمة
قوله تعالى فما أتاني الله يقرأ بالمد والقصر وإثبات الياء وفتحها وإسكانها وحذفها وبالأمالة والتفخيم فالحجة لمن مد أنه جعله من الإعطاء وبه قرأت الأئمة والحجة لمن قصر أنه جعله من المجيء ومن أثبت الياء وفتحها كره إسكانها فتذهب لالتقاء الساكنين والحجة لمن حذفها أنه اجتزأ بالكسرة منها وقد تقدم القول في الاحتجاج لمن فخم وأمال

سورة النمل
قوله تعالى وكشفت عن ساقيها قرأه الأئمة بإرسال الألف إلا ما قرأه ابن كثير بالهمز مكان الألف وله في ذلك وجهان أحدهما أن العرب تشبه مالا يهمز بما يهمز فتهمزه تشبيها به كقولهم حلات السويق وإنما أصله في قولهم حلات الإبل عن الحوض إذا منعتها من الشرب والآخر أن العرب تبدل من الهمز حروف المد واللين فأبدل ابن كثير من حروف المد واللين همزة تشبيها بذلك فأما همزه في صاد لقوله بالسوق فقيل كان أصله سؤوق على ما يجب في جمع فعل فلما اجتمع واوان الأولى مضمومة همزها واجتزأ بها من الثانية فحذفها
قوله تعالى لنبيتنه وأهله ثم لنقولن يقرآن بالتاء والنون فالحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد به كأن مخاطبا خاطبهم فقال تحالفوا من القسم لتبيتنه ثم لتقولن فأتى بالتاء دلالة على خطاب الحضرة واسقطت نون التأكيد واو الجمع لالتقاء الساكنين
قوله تعالى مهلك أهله يقرا بضم الميم وفتحها وبكسر اللام وفتحها وقد أتينا على علله في الكهف
قوله تعالى أنا دمرناهم يقرا بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر أنه استأنفها بعد تمام الكلام والحجة لمن فتحها أنه جعلها متصلة بالأول من وجهين أحدهما أنه جعلها وما اتصل بها خبر كان والآخر أنه وصلها بالباء ثم أسقطها فوصل الفعل إليها

سورة النمل
قوله تعالى أئنكم لتأتون الرجال يقرأ بهمزة وياء وبالمد وغير المد وبهمزتين وقد ذكرت علله محكمة فيما سلف
قوله تعالى إلا امرأته قدرناها يقرأ بتشديد الدال وتخفيفها وقد تقدم القول فيه
قوله تعالى قليلا ما تذكرون يقرأ بالتاء والياء وبالتشديد والتخفيف وقد ذكر آنفا
قوله تعالى بل ادارك يقرأ بقطع الألف وإسكان الدال وبوصل الألف وتشديد الدال وزيادة ألف بين الدال والراء فالحجة لمن قطع الألف أنه جعله ماضيا من الأفعال الرباعية ومنه قوله إنا لمدركون والحجة لمن وصل وشدد وزاد ألفا أن الأصل عنده تدارك ثم أسكن التاء وأدغمها في الدال فصارتا دالا شديدة ساكنة فأتى بألف الوصل ليقع بها الابتداء وكسر لام بل لذهاب ألف الوصل في درج الكلام والتقائها مع سكون الدال ومثله فادارأتم فيها قالوا اطيرنا بك وازينت وظن أهلها
قوله تعالى أئذا كنا ترابا وآباؤنا مذكور فيما تقدم
فأما قوله أئنا يقرا بالاستفهام والإخبار فالحجة لمن استفهم أنه أراد أإنا

سورة النمل بهمزتين فقلب الثانية ياء لانكسارها تخفيفا لها والحجة لمن أخبر أنه أراد إننا فاستثقل الجمع بين ثلاث نونات فحذف إحداهن تخفيفا ثم أدغم النون في النون للماثلة والحجة لمن أظهر النونات في الإخبار أنه أتى بالكلام على أصله ووفاه ما أوجبه المعنى له فأما الاسم المكنى ففي موضع نصب بإن في كل الوجوه
قوله تعالى ولا تسمع الصم يقرأبالياء مفتوحة ورفع الصم وبالتاء مضمومة ونصب الصم وقد بين الوجه في ذلك مشروحا في سورة الأنبياء فإن قيل فأي حجة تثبت عليهم إذا كانوا صما فقل هذا مثل وإنما نسبوا إلى الصمم لأن الرسول عليه السلام لما وعظهم فتكبروا عن الوعظ ومجته آذانهم ولم ينجح فيهم كانوا بمنزلة من لم يسمع ألا ترى إلى قول الشاعر ... أصم عما ساءه سميع ...
قوله تعالى ولا تكن في ضيق يقرا بفتح الضاد وكسرها وقد ذكر فيما سلف
قوله تعالى بهادي العمي يقرأبالياء واسم الفاعل مضافا وخفض العمي وبالتاء مكان الباء علامة للمضارعة ونصب العمي فالحجة لمن أدخل الباء أنه شبه ما بليس فأكد بها الخبر فإن أسقط الباء كان له في الاسم الرفع والنصب والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعله فعلا مضارعا لاسم الفاعل لأنه ضارعه في الإعراب وقام مقامه في الحال فأعطي الفعل بشبهه الإعراب وأعطي اسم الفاعل بشبهه الإعمال

سورةالنمل
والفعل ها هنا مرفوع باللفظ في موضع نصب بالمعنى والعمي منصوبون بتعديه إليهم وعلى هذا تأتي الحجة في سورة الروم إلا في الوقف فإن الوقف ها هنا بالياء وفي الروم بغير ياء اتباعا لخط السواد
قوله تعالى تكلمهم أن الناس يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل الكلام تاما عند قوله تكلمهم ثم ابتدأإن مستأنفا فكسر والحجة لمن فتح أنه أعمل تكلمهم في أن بعد طرح الخافض فوصل الفعل إليها فموضعها على هذا نصب بتعدي الفعل إليها في قول البصريين ونصب بفقدان الخافض في قوله الفراء وخفض في قول الكسائي وإن فقد الخافض
قوله تعالى وكل أتوه يقرأ بالمد وضم التاء وبالقصر وفتح التاء فالحجة لمن مد أنه جعله جمعا سالما ل آت وأصله آتونه فسقطت النون لمعاقبة الإضافة فالهاء في موضع خفض والحجة لمن قصر أنه جعله فعلا ماضيا بمعنى جاء والواو دالة على الجمع والرفع والتذكير والهاء في موضع نصب بتعدي الفعل إليها
فإن قيل لم اختص ما يعقل بجمع السلامة دون ما لا يعقل فقل لفضيلة ما يعقل على ما لا يعقل فضل في اللفظ بهذا الجمع كما فضل بالأسماء الأعلام في المعنى وحمل ما لا يعقل في الجمع على مؤنث ما يعقل لأن المؤنث العاقل فرع على المذكر والمؤنث مما لا يعقل فرع على المؤنث العاقل فتجانسا بالفرعية فاجتمعا في لفظ الجمع بالألف والتاء
قوله تعالى بما يفعلون يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه من مشاهدة الحضرة والغيبة
قوله تعالى من فزع يومئذ يقرأ بالتنوين والنصب وبالأضافة وكسر الميم

سورة القصص وفتحها معا وقد ذكر علله في آخر المائدة بما يغني عن إعادة القول فيه
قوله تعالى وما ربك بغافل عما يعملون يقرأ بالياء والتاء وقد ذكرت علله في عدة مواضع

ومن سورة القصص
قوله تعالى ونرى فرعون وهامان وجنودهما يقرأ بالنون والنصب وبالياء والرفع فالحجة لمن قرأه بالنون والنصب أنه رده على قوله تعالى ونريد أن نمن و أن نرى فأتى بالكلام على سنن واحد ونصب فرعون ومن بعده بتعدي الفعل إليهم والله هو الفاعل بهم عز و جل لأنه بذلك أخبر عن نفسه والحجة لمن قرأه بالياء أنه استأنف الفعل بالواو ودل الإخبار عن فرعون ونسب الفعل إليه فرفعه به وعطف من بعده بالواو عليه
قوله تعالى وحزنا يقرأ بضم الحاء وإسكان الزاي وبفتحهما معا وقد تقدمت الحجة فيه فيما سلف مستقصاة
قوله تعالى حتى يصدر الرعاء يقرأبفتح الياء وضم الدال وبضم الياء وكسر الدال وبإشمام الصاد الزاي وخلوصها صادا فالحجة لمن ضم الياء أنه جعله فعلا هم فاعلوه يتعدى إلى مفعول معناه حتى يصدر الرعاء مواشيهم والحجة لمن فتح الياء أنه جعله فعلا لهم غير متعد إلى غيرهم والحجة لمن أشم الصاد الزاي أنه قربها بذلك من الدال لسكون الصاد ومجيء الدال بعدها
والرعاء بكسر الراء والمد جمع راع وفيه وجهان آخران راعون على السلامة ورعاة على التكسير وهو جمع مختص به الاسم المعتل فأصله عند البصريين رعية

سورة القصص انقلبت ياؤه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وأصله عند الكوفيين رعى فحذفوا حرفا كراهية للتشديد وألحقوا الهاء عوضا مما حذفوا فانقلبت الياء ألفا لأن ما قبل الهاء لا يكون إلا مفتوحا
قوله تعالى أو جذوة من النار يقرأ بكسر الجيم وفتحها وضمها وهن لغات كما قالوا في اللبن رغوة ورغوة ورغوة والكسر أفصح ومعنى الجذوة عود في رأسه نار
قوله تعالى من الرهب يقرأ بضم الراء وفتحها وبفتح الهاء وإسكانها فقيل هن لغات ومعناهن الفزع والجناح من الإنسان اليد
والمعنى إنه لما ألقى العصا فصارت جانا فزع منها فأمر بضم يده إلى أضلاعه ليسكن من روعه
وقيل الرهب ها هنا الكم تقول العرب أعطني ما في رهبتك فإن صح ذلك فإسكانه غير واجب لأن العرب تسكن المضموم والمكسور ولا تسكن المفتوح ألا ترى إلى حكاية الاصمعي عن أبي عمرو وقال قلت له أنت تميل في قراءتك إلى التخفيف فلم لم تقرأيدعوننا رغبا ورهبا بالإسكان فقال لي ويلك أجمل أخف أم جمل
قوله تعالى فذانك برهانان يقرأ بتشديد النون وتخفيفها قد ذكرت علله في سورة النساء
فأما البرهانان فاليد البيضاء من غير سوء أي من غير برص والعصا المنقلبة جانا

سورة القصص
وأما قوله ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقيل خمس في الأعراف قوله فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واليد والعصا وحل عقد لسانه وفلق البحر له ولأمته
قوله تعالى
ردءا يصدقني يقرأ بإسكان الدال وتحقيق الهمزة وبفتح الدال وتخفيف الهمزة فالحجة لمن حقق أنه أتى بالكلام على أصله ومعناه العون والحجة لمن خفف أنه نقل حركة الهمزة إلى الدال فحركها ولين الهمزة تخفيفا
فأما يصدقني فأجمع على جزمه خمسة من الأئمة جوابا للطلب ورفعه حمزة وعاصم ولهما فيه وجهان أحدهما أنهما جعلاه صلة للنكرة والثاني أنهما جعلاه حالا من الهاء وقد ذكر ذلك مشروحا في اول سورة مريم
قوله تعالى وقال موسى ربي أعلم يقرأ بإثبات الواو وحذفها فالحجة لمن أثبتها أنه رد بها القول على ما تقدم من قولهم والحجة لمن حذفها أنه جعل قول موسى منقطعا من قولهم
قوله تعالى ومن تكون له عاقبة الدار يقرأ بالياء والتاء والحجة فيه ما قدمناه في امثاله
قوله تعالى لا يرجعون يقرأبضم الياء على معنى يردون وبفتحها على معنى يصيرون
قوله تعالى ساحران تظاهرا يقرأ بإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها أنهم كنوا بذلك عن موسى ومحمد عليهما السلام والحجة لمن طرحها أنه أراد كنايتهم بذلك عن التوراة والفرقان
قوله تعالى تجى إليه يقرأبالياء والتاء على ما بيناه آنفا

سورة العنكبوت قوله تعالى لخسف يقرأ بضم الخاء ادلالة على بناء ما لم يسم فاعله وبفتحها دلالة على الإخبار بذلك عن الله عز و جل ومعنى قوله ويك أنه ألم تر أنه وفيها وجهان فأهل البصرة يختارون الوقف على وي لأنها عندهم كلمة حزن ثم يبتدئون كأنه وأهل الكوفة يختارون وصلها لأنها عندهم كلمة واحدة أصلها ويلك أنه فحذفت اللام ووصلت بقوله أنه

ومن سورة العنكبوت
قوله تعالى أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد معنى المواجهة بالخطاب لما أنكروا البعث والنشور فقيل لهم فإنكاركم لابتداء الخلق أولى بذلك فإما أن تنكروهما جميعا أو تقروا بهما جميعا والحجة لمن قرأه بالياء فعلى طريق الغيبة والبلاغ لهم
فأما قوله يبدئ فيقرأ بضم الياء وكسر الدال وبفتح الياء والدال معا فالحجة لمن ضم أنه أخذه من أبدأ ومن فتح أخذه من بدأ وهما لغتان
قوله تعالى النشأة يقرأ بالمد والقصر والهمز فيهما والقول في ذلك كالقول في رأفة فإسكانها كقصرها وحركتها كمدها وهي في الوجهين مصدر
قوله تعالى مودة بينكم يقرأ بالإضافة والرفع معا والنصب وبالتنوين والرفع معه والنصب فالحجة لمن رفع مع الإضافة أنه جعل إنما كلمتين منفصلتين إن الناصبة وما بمعنى الذي واتخذتم صلة ما وفي اتخذتم ها محذوفة تعود على الذي واوثانا مفعول به ومودة خبر إن وتلخيصه إن الذي اتخذتموه أوثانا موده بينكم ومثله قول الشاعر

سورة العنكبوت ... دريني إنما خطئي وصوبي ... علي وإنما أهلكت مال ...
وله في الرفع وجه آخر أن يرفع قوله مودة بالابتداء لأن الكلام قد تم عند قوله أوثانا وقوله في الحياة الدنيا الخبر والحجة لمن نصب أنه جعل المودة مفعول اتخذتم سواء أضاف أو نون وجعل إنما كلمة واحدة أو جعل المودة بدلا من الاوثان ومن نصب بينكم مع التنوين جعله ظرفا ومن خفضه مع الإضافة جعله اسما بمعنى وصلكم وقد ذكر ذلك في الأنعام
قوله تعالى ولوطا إذ قال لقومه أئنكم لتأتون الفاحشة أئنكم لتأتون الرجال يقرآن معا بالاستفهام ويقرأ الأول بالاخبار والثاني بالاستفهام وبتحقيق الهمزتين معا وبتحقيق الأولى وتليين الثانية وقد تقدم من القول في تعليله ما يغني عن إعادته
قوله تعالى لننجينه وأهله وإنا منجوك وأهلك يقرآن بالتشديد والتخفيف وبتشديد الأول وتخفيف الثاني فالحجة في ذلك كله ما قدمناه من أخذ المشدد من نجى وأخذ المخفف من أنجى ومثله قوله إنا منزلون يقرأ بالتشديد والتخفيف
قوله تعالى إن الله يعلم ما يدعون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه من القول في أمثاله
قوله تعالى لولا أنزل عليه آية يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لن وحد أنه اجتزأ بالواحد من الجمع لأنه ناب عنه وقام مقامه والحجة لمن جمع أنه أتى باللفظ

سورة العنكبوت على حقيقته ودليله قوله بعد ذلك إنما الآيات عند الله
قوله تعالى ويقول ذوقوا يقرأ بالنون والياء وهما إخبار عن الله عز و جل فالنون إخباره تعالى عن نفسه والياء إخبار نبيه عليه السلام عنه
قوله تعالى يا عباد الذين آمنوا ها هنا يا عباد الذين أسرفوا في الزمر يقرآن بإثبات الياء وحذفها فالحجة لمن أثبت أنه أتى بالكلام على أصله لأن أصل كل ياء الإثبات والفتح لالتقاء الساكنين والحجة لمن أسكنها وحذفها لفظا أنه اجتزأ بالكسرة منها وحذفها لأن بناء النداء على الحذف والاختيار لمن حرك الياء بالفتح أن يقف بالياء لأنها ثابتة في السواد فأما قوله يا عبادي لا خوف عليكم فيأتي في موضعه إن شاء الله
قوله تعالى إن أرضي واسعة أجمع القراء على إسكانها إلا ابن عامر فإنه فتحها على الأصل
قوله تعالى ثم إلينا يرجعون يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه من القول في أمثاله
قوله تعالى لنبوئنهم يقرأبالنون والباء وبالنون والثاء ومعناهما قريب فالحجة لمن قرأ بالنون والباء أنه أراد لننزلنهم من الجنة غرفا ودليله قوله والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم والحجة لمن قرأ بالنون والثاء أنه أراد النزول والإقامة ومنه قوله وما كنت ثاويا في أهل مدين

سورة مريم
قوله تعالى وليتمتعوا يقرأ بإسكان اللام وكسرها فالحجة لمن أسكن أنه جعلها لام وعيد في لفظ الأمر كقوله اعملوا ما شئتم
ولمن كسر وجهان أحدهما أن تكون لام الوعيد أجراها على أصلها فكسرها مع الواو والآخر أن تكون لام كي مردودة بالواو على قوله ليكفروا بما آتيناهم فيكون الفعل بها منصوبا وبالأولى مجزوما

ومن سورة الروم
قوله تعالى ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا يقرا بنصب عاقبة ورفع السوءى وبرفع عاقبة ونصب السوءى وبالتفخيم في السوءى والإمالة على ما قدمناه من الاحتجاج في أمثاله
ووزن السوءى فعلى من السوء وهي ها هنا العذاب وقوله أن كذبوا في موضع نصب لأنه مفعول له معناه لكذبهم
قوله تعالى ثم إليه ترجعون يقرأ بالياء والتاء والفتح والضم وقد تقدم ذكر معناه
قوله تعالى لآيات للعالمين يقرأ بفتح اللام وكسرها فالحجة لن فتح أنه جعله جمع عالم والعالم يحتوي على كل المخلوقات من إنس وجان وجماد وحيوان والحجة لمن كسر أنه جعله جمع عالم لأن العالم أقرب إلى الاعتبار من الجاهل ودليله قوله وما يعقلها إلا العالمون
فإن قيل فما وجه دخول الحيوان والجماد في جملة من يعتبروهما لا يعقلان ذلك فقل إن اللفظ وإن كان عاما فالمراد به الخاص ممن يعقل ودليله قوله تعالى وهو فضلكم على العالمين جاء التفسير أنه اراد عالم أهل زمانكم من الرجال والنساء

سورة الروم
قوله تعالى وكذلك تخرجون يقرأ بفتح التاء وضم الراء وبضم التاء وفتح الراء فالحجة لمن فتح التاء أنه جعله الفعل لهم والحجة لمن ضم أنه جعله لما لم يسم فاعله
قوله تعالى وما آتيتم من ربا يقرأ بالمد من الإعطاء ودليله إجماعهم على مد قوله بعده وما آتيتم من زكاة إلا ما روي عن ابن كثير من القصر يريد به معنى المجيء
قوله تعالى ليربوا في أموال الناس أجمع القراء على قراءته بالياء وفتح الواو لأنه فعل مضارع دخلت عليه لام كي والربا فاعله إلا ما انفرد به نافع من التاء في موضع الياء مضمومة وإسكان الواو لأنه جعل التاء دليلا للخطاب وضمها لأنها من أربى وأسكن الواو لأنها للجمع وجعل علامة النصب سقوط النون وحمله على ذلك كتابتها في السواد بألف بعد الواو
قوله تعالى كسفا يقرا بإسكان السين وفتحها وقد ذكرت علته في سورة بني إسرائيل
قوله تعالى إلى آثار رحمة الله يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أكتفى بالواحد من الجمع لنيابته عنه ودليله قوله هم أولاء على أثري ولم يقل آثاري والحجة لمن جمع أنه أراد به أثار المطر في الأرض مرة بعد مرة والمراد بهذا من الله عز و جل تعريف من لا يقر بالبعث ولا يوقن بحياة بعد موت فأراهم الله تعالى إحياء بعد موت ليعرفوا ما غاب عنهم بما قد شاهدوه عيانا فتكون أبلغ في الوعظ لهم وأثبت للحجة عليهم
قوله تعالى ولا تسمع الصم الدعاء يقرأ بفتح التاء والرفع وبضمها والنصب وقد ذكرت علله آنفا

سورة لقمان
قوله تعالى من ضعف يقرأ بضم الضاد وفتحها وقد ذكر وجهه في الأنفال
قوله تعالى لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم يقرأبالياء والتاء على ما ذكر في أمثاله
قوله تعالى ليذيقهم بعض الذي عملوا أجمع القراء فيه على الياء إلا ما رواه قنبل عن ابن كثير بالنون يخبر بذلك الله عز و جل عن نفسه بنون الملكوت

ومن سورة لقمان
قوله تعالى هدى ورحمة أجمع القراء على نصبهما على الحال أو القطع من الآيات لأنها معرفة والهدى والرحمة نكرتان وقد تم الكلام دونهما إلا ما قرأه حمزة بالرفع وله في ذلك وجوه أحدها أن يكون هدي مرفوعة بالابتداء ورحمة معطوفة عليها للمحسنين الخبر والثاني أن يكون بدلا من قوله آيات الكتاب هدى ورحمة لأن آيات الكتاب كذلك هي أو يكون أضمر لها مثل ما أظهر للآيات فرفعها بذلك لأن الآيات جامعة للهدى والرحمة
قوله تعالى ويتخذها يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله يشتري
والوجه أن يضمر لها هو لأن الهاء والألف كناية عن السبيل والحجة لمن نصب أنه رده على قوله ليضل عن سبيل الله وليتخذها هزوا
قوله تعالى يا بني لا تشرك بالله يا بني إنها يا بني أقم الصلاة يقرأن بالتشديد وكسر الياء وفتحها وبالتخفيف والإسكان فالحجة لمن شدد وكسر أنه أراد يا بنيي بثلاث ياءات الأولى ياء التصغير والثانية أصلية وهي لام الفعل والثالثة ياء الإضافة إلى النفس فحذف الأخير اجتزاء بالكسر منها وتخفيفا للاسم لما اجتمع فيه ثلاث ياءات

سورة لقمان
ولمن فتح الياء مع التشديد وجهان أحدهما أنه أراد يابنياه فرخم فسقطت الألف والهاء للترخيم لأنهما زائدتان فالألف زيدت لبعد الصوت والهاء للسكت فبقي الاسم على الفتح الذي كان عليه قبل الترخيم
والثاني أنه شبه هذه الياء لما رآها مشددة ومعها ياء الإضافة بياء الاثنين إذا أضيفت إليها ففتحها كما فتحوا قوله إحدى ابنتي هاتين
فإن قيل فما الفرق بين قولك ابنتي وبين قولك يا بني وكلاهما مضاف إلى النفس بالياء الشديدة فقل الفرق بينهما لطيف فاعرفه وذلك أن الياء في قولك ابنتي ساكنة طبعا لأنها بدل من الألف التي لا يمكن الحركة فيها بوجه ثم يدخل ياء الإضافة لأن النون تذهب لمعاقبتها لها والأصل في ياء الإضافة الحركة فكان الفتح أولى بها ففتحت لذلك وأدغمت فيها ياء التثنية لسكونها فهذا وجه الفتح في الياء المضاف إليها التثنية
وأما وجه كسر الياء في قولك يا بني فإن وزن ابن كوزن حصن فإذا قلت في التصغير حصين كان كقولك بني فاجتمع فيه ياء التصغير وياء الأصل التي هي لام الفعل وكان الإعراب عليها جاريا كما جرى على النون من حصين ثم دخلت عليها ياء الإضافة فاجتذبت الياء الشديدة لقوتها إلى الكسر لأن من شرطها أن تزيل الاعراب عما وليته وترده إلى الكسر كقولك حصيني فتسقط ياء الإضافة في بني لكثرة الياءات فتبقى كقولك حصين بكسر النون وسقوط الياء فأنت الآن تعلم ضرورة أن الياء من حصين ساكنة وهي ياء التصغير ومثلها في قولك بني والنون المكسورة في قولك حصين مثلها ياء الأصل في بني وهي مكسورة كالنون لتدل بالكسر على ياء الإضافة الساقطة فهذا تلخيص الفرق بين ياء الإضافة في التصغير والتثنية والدلالة على فتح الياء في التثنية وكسرها في التصغير وأما الحجة لمن خفف الياء وأسكن فإنه صغر ولم يضف فلما اجتمع في آخر الاسم ياءان حذف إحداهما وبقي الأولى وهي ياء التصغير على سكونها فأجحف بالاسم ولو أتى به منادى على أصل المواجهة لقال يا بني لأنه نداء مفرد

سورة لقمان
قوله تعالى ولا تصاعر خدك يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكر في أمثاله ما يغني عن إعادته ومعنى قوله لا تصاعر خدك أي لا تمل بوجهك ولا تعرض تكبرا وأصله من الصعر وهو داء يصيب البعير فيلتوي له عنقه
قوله تعالى إن تك مثقال حبة أجمع القراء على نصب مثقال إلا نافعا فإنه رفعه والحجة لمن له أنه جعل كان مما حدث ووقع ولا خبر لها إذا كانت كذلك
قوله تعالى وأسبغ عليكم نعمة يقرأ بالجمع والإضافة وبالتوحيد فالحجة لمن جمع أنه أراد بذلك جميع النعم التي ينعم الله بها على عباده ودليله قوله شاكرا لأنعمه فالهاء ها هنا كناية عن اسم الله عز و جل والحجة لمن وحد أنه أراد نعمة الإسلام لأنها جامعة لكل النعم وما سواها يصغر في جنبها فالهاء ها هنا علامة للتأنيث فأما قوله ظاهرة وباطنة فالظاهرة نعمة الإسلام والباطنة ستر الذنوب
قوله تعالى والبحر يمده يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على ما قبل دخول إن عليها أو استأنفه بالواو كما قال يغشى طائفة منكم وطائفة والحجة لمن نصب أنه رده على اسم إن
فإن قيل فإن من شرط أبي عمرو أن يرفع المعطوف على إن بعد تمام الخبر كقوله والساعة لا ريب فيها فقل حجته في ذلك أن لو تحتاج إلى جواب يأتي بعد الابتداء والخبر فكان المعطوف عليها كالمعطوف على إن قبل تمام خبرها والدليل على ذلك أن تمام الخبر هاهنا في قوله ما نفدت كلمات الله وهذا أدل

سورة السجدة دليل على دقة تمييز أبي عمرو ولطافة حذقه بالعربية
قوله تعالى بما يعملون خبير إجماع القراء على التاء إلا ما رواه عياش عن أبي عمرو بالياء ولم يروه اليزيدي

ومن سورة السجدة
قوله تعالى الذي أحسن كل شيء خلقه يقرأبإسكان اللام وفتحها فالحجة لمن أسكن أنه أراد الذي جعل عباده يحسنون خلق كل شيء ويحتمل أن يكون أراد المصدر فكأنه قال الذي أحسن كل شيء خلقا وابتداء والحجة لمن فتح أنه أراد الفعل الماضي والهاء المتصلة به في موضع نصب لأنها كناية عن مفعول به ومعناه أنه أحسن خلق كلا شيء خلقه فكونه على إرادته ومشيئته فله في كلا شيء صنعة حسنة تدل بأثارها على وحدانيته وحكمته ودليل ذلك قوله تعالى إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها وعليها الحسن والقبيح
قوله تعالى أئذا ضللنا في الأرض أئنا يقرا بالاستفهام والإخبار وقد تقدم ذكره
قوله تعالى ما أخفى لهم أجمع القراء على فتح الياء إلا حمزة فإنه أسكنها فالحجة لمن فتح أنه جعلها فعلا ماضيا لما لم يسم فاعله وألفه ألف قطع والحجة لحمزة أنه جعله إخبارا عن المتكلم فأسكن الياء علامة للرفع

سورة الأحزاب
قوله تعالى لما صبروا يقرأبفتح اللام والتشديد وبكسرها والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أراد حين صبروا ووقت صبروا ودليله قولك ولاك السلطان لما صبرت والحجة لمن خفف أنه أراد لصبرهم لأنه جعل ما مع صلتها بمعنى المصدر وما في قراءة من شدد في موضع نصب على الظرف

ومن سورة الأحزاب
قوله تعالى بما يعملون خبيرا يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أتبع آخر الكلام أوله ودليله قوله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان بما يعملون خبيرا والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعله خطابا من الرسول عليه السلام لهم في حال الحضور
قوله تعالى اللائي يقرأبهمزة مكسورة من غير ياء وبكسرة الياء من غير همز ولا إتمام ياء وبهمزة مكسورة ممدودة وهذه كلها لغات في جمع التي فالحجة لن همز وكسر من غير ياء أنه أجتزا بالهمزة من الياء والحجة لمن كسر من غير همز ولا ياء أنه خفف الاسم وجمع بين ساكنين وسهل ذلك عليه أن الأول حرف مد ولين فالمد الذي فيه يقوم مقام الحركة والحجة لمن همز ومد أنه أتى بالكلمة على أصل ما وجب لها
قوله تعالى تظاهرون يقرأبإثبات الألف وتشديد الظاء وبالتخفيف مع فتح التاء وضمها وبحذف الألف وتشديد الظاء فالحجة لمن شدد أنه أراد تتظاهرون فأسكن التاء الثانية وإدغمها في الظاء فشدد لذلك والحجة لمن خفف وضم التاء أنه أخذه من ظاهر ثم تظاهرون ولمن فتح أنه أراد تتظاهرون فأسقط إحدى التاءين وقد ذكر الخلف في أيهما الساقط والحجة لمن حذف الألف وشدد الظاء أنه أخذه من تظهر ثم تتظهرون فأسكن التاء وادغمها في الظاء فشددها وبقيت

سورة الأحزاب الهاء على ما كانت عليه من التشديد ومعناه أن الرجل كان في الجاهلية إذا قال لامرأته أنت علي كظهر أمي حرمت عليه فجعل الله فيها على المسلم الكفارة
قوله تعالى الظنونا و الرسولا و السبيلا يقرأن بإثبات الألف وصلا ووقفا وبحذفها وصلا ووقفا وبإثباتها وقفا وطرحها وصلا فالحجة لمن أثبتها وصلا ووقفا أنه اتبع خط المصحف لأنها ثابتة في السواد وهي مع ذلك مشاكلة لما قبلها من رؤوس الآي وهذه الألفات تسمى في رؤوس أبيات الشعر قوافي وترنما وخروجا والحجة لمن طرحها أن هذه الألف إنما تثبت عوضا من التنوين في الوقف ولا تنوين مع الألف واللام في وصل ولا وقف والحجة لمن أثبتها وقفا وحذفها وصلا أنه اتبع الخط في الوقف وأخذ بمحض القياس في الوصل على ما أوجبته العربية فكان بذلك غير خارج من الوجهين
قوله تعالى وكان الله بما يعملون بصيرا يقرأبالياء والتاء على ما ذكرنا في أول السورة
قوله تعالى لا مقام لكم يقرا بضم الميم وفتحها وقد تقدم ذكر الأحتجاج عليه آنفا
قوله تعالى لأتوها يقرأ بالمد من الإعطاء وبالقصر من المجيء وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى أسوة يقرأ بكسر الهمز وضمها وهما لغتان كما قالوا رشوة ورشوة
قوله تعالى يضعف لها العذاب يقرأبتشديد العين وفتحها وكسرها ويضاعف بالياء والنون وإثبات الألف والتخفيف فالحجة لمن قرأه بالياء والتشديد مع الفتح

سورة الأحزاب أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وحذف الألف لقوله ضعفين ودليله قول العرب ضعفت لك الدرهم مثليه والحجة لمن قرأه بالنون والتشديد وكسر العين أنه جعله فعلا أخبر به عن الله تعالى كإخباره عن نفسه ونصب العذاب بوقوع الفعل عليه كما رفعه في الأول بما لم يسم فاعله والحجة لمن خفف وأثبت الألف مع الياء أنه أخذه من ضوعف يضاعف وهو فعل ما لم يسم فاعله والحجة لمن قرأه بالنون وإثبات الألف مع التخفيف أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه
قوله تعالى وتعمل صالحا يقرأبالتاء والياء فالتاء على المعنى لأنه اسم لمؤنث والياء للفظ من لأنه مذكر لفظا ومن تكون اسما لواحد وجمع ولمذكر ومؤنث
قوله تعالى نؤتها أجرها يقرأ بالنون والياء فالحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه والحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله من إخبار رسوله عنه
قوله تعالى وقرن في بيوتكن يقرأ بكسر القاف وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعله من الوقار والحجة لمن فتح أنه جعله من الاستقرار
قوله تعالى أن تكون لهم الخيرة يقرأ بالياء والتاء وقد ذكر الوجه في ذلك آنفا
قوله تعالى وخاتم النبيين يقرأ بكسر التاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد اسم الفاعل من قولك ختم النبيين فهو خاتمهم ودليله قراءة عبد الله وختم النبيين والحجة لمن فتح أنه أخذه من الخاتم الملبوس لأنه جمال وفيه أربع لغات خاتم وخاتم وخاتام وخيتام
قوله تعالى من قبل أن تمسوهن يقرأ بالتاء مضمومة وإثبات الألف وبفتح التاء وطرح الألف وقد ذكرت علله في البقرة مستقصاة

سورة نبأ
قوله تعالى ترجى من تشاء يقرأ بتحقيق الهمزة وإعراب الياء وبحذفه وإرسال الياء وقد ذكر
قوله تعالى لا تحل لك النساء إجماع القراء على الياء إلا ما روي عن أبي عمرو من التاء فيه يريد لا يحل لك شيء من النساء
قوله تعالى غير ناظرين إناه يقرأ بإشباع الضمة وإلحاقها واوا وباختلاس حركة الصنم فيها وقد مضى القول فيه مع أمثاله
قوله تعالى إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا يقرأ بالجمع ويجمع الجمع فالحجة لمن قرأه بالجمع أنه لما جاء بعده كبراء وهو جمع كبير وجب أن يكون الذي قبله سادة وهو جمع سيد ليوافق الجمع في المعنى والحجة لمن قرأه بجمع الجمع أن السادة كانوا فيهم أكبر من الكبراء فأبانوهم منهم بجمع يتميزون به عنهم
قوله تعالى وألعنهم لعنا كثيرا بالثاء والباء وقد ذكرت علله في البقرة

ومن سورة سبأ
قوله تعالى عالم الغيب يقرأ علام الغيب وعالم الغيب بالخفض وعالم بالرفع فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا لقوله بلى وربي لأنه مخفوض بواو القسم فأما علام فهو أبلغ في المدح من عالم وعليم ودليله قوله في آخرها قل إن ربي

سورة سبأ يقذف بالحق علام الغيوب وقيل بل شدد دلالة على التكثير لأنه مضاف إلى جمع والحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله خبر ابتداء محذوف معناه هو عالم الغيب
قوله تعالى لا يعزب يقرأ بضم الزاي وكسرها وقد ذكر
قوله تعالى من رجز أليم يقرأ بالخفض والرفع فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا للرجز والحجة لمن رفع أنه جعله وصفا لقوله لهم عذاب ومعنى أليم مؤلم موجع
قوله تعالى إن نشأ نخسف أو نسقط يقرآن بالنون والياء فالحجة لمن قرأ بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن ذاته والحجة لمن قرأ بالياء أنه جعله من إخبار النبي صلى الله عليه و سلم عن ربه عز و جل واتفق القراء على إظهار الفاء عند الباء إلا ما قرأه الكسائي مدغما وحجته أن مخرج الباء من الشفتين ومخرج الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى فاتفقا في المخرج للمقاربة إلا أن في الفاء تفشيا يبطل الإدغام فأما إدغام الباء في الفاء فصواب
قوله تعالى ولسليمان الريح اتفاق القراء على نصب الريح إلا ما رواه أبوبكر عن عاصم بالرفع فالحجة لمن نصب إضمار فعل معناه وسخرنا لسليمان الريح فأما الحجة لعاصم فإنه رفعه بالابتداء ولسليمان الخبر

سورة سبأ
قوله تعالى كالجوابي اتفق القراء على حذف الياء في الوقف إلا ابن كثير فإنه أثبتها على الأصل
قوله تعالى تأكل منسأته يقرأ بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه اتى باللفظ على أصل الاشتقاق لأن العصا سميت بذلك لأن الراعي ينسئ بها الإبل عن الحوض أي يؤخرها والحجة لمن ترك الهمز أنه أراد التخفيف
قوله تعالى لقد كان لسبأ في مساكنهم يقرأ سبأ بالإجراء وتركه وقد ذكرت علله في سورة النمل وفي مساكنهم يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه اجتزأ بالتوحيد من الجمع والحجة لمن جمع أنه جعل كل موضع منهما مسكنا
قوله تعالى ذواتي أكل خمط أجمع القراء فيه على التنوين إلا أبا عمرو فإنه أضاف فالحجة لمن نون أنه جعل الخمط والأثل بدلا من الأكل وهو هو في المعنى ولذلك كرهوا إضافته لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه والحجة لأبي عمرو أنه جعل الأكل أشياء كثيرة والخمط جنسا من المأكولات فأضاف كما يضيف الأنواع إلى الأجناس والخمط ثمر الأراك فأما أكل فيقرأ بضم الكاف على الأصل وإسكانها تخفيفا
قوله تعالى حتى إذا فزع عن قلوبهم أجمع القراء على ضم الفاء دلالة على بناء ما لم يسم فاعله إلا ابن عامر فإنه فتحها دلالة على بناء الفعل للفاعل وهو الله عز و جل ومعنى ذلك أن الملائكة لما سمعت صليل الوحي إلى محمد صلى الله عليه و سلم بعد الفترة التي كانت بينه وبين عيسى عليه السلام فزعت له خوفا من قيام الساعة فقالوا ماذا قال ربكم فأجيبوا قالوا الحق أي قال ربكم الحق

سورة سبأ
قوله تعالى وهل يجازى إلا الكفور يقرأبالياء وفتح الزاي وبالنون وكسر الزاي فالحجة لمن قرأه بالياء والفتح أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله فرفع لذلك الكفور والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعل الفعل لله عز و جل وعداه إلى الكفور فنصبه به
وهل يجيء في الكلام على أربعة أوجه يكون جحدا كقوله وهل يجازى إلا الكفور ودليل ذلك مجيء التحقيق بعدها وتكون استفهاما كقوله هل يسمعونكم إذ تدعون ويكون أمرا كقوله فهل أنتم منتهون ويكون بمعنى قد كقوله تعالى هل أتى على الإنسان حين من الدهر
قوله تعالى ربنا بعد بين أسفارنا يقرأ بتشديد العين وكسرها من غير ألف وبالتخفيف وإثبات الألف بين الباء والعين فالحجة لمن شدد أنه أراد التكرير يعني بعد بعد وهو ضد القرب والحجة لمن أدخل الألف وخفف أنه استجفى أن يأتي بالعين مشددة فأدخل الألف وخفف كقوله تعالى عقدتم و عاقدتم وقد ذكرت علله هناك بأبين من هذا وهما في حال التشديد والتخفيف عند الكوفيين مجزومان بلام مقدرة حذفت مع حرف المضارعة وعند البصريين مبنيا على معنى الطلب بلفظ الأمر على ما وجب للفعل في الأصل
قوله تعالى ولقد صدق عليهم إبليس ظنه يقرأ بتشديد الدال وتخفيها ومعناهما قريب وذلك أن إبليس لعنه الله قال ولآمرنهم فليبتكن آذان الآنعام ظانا لذلك

سورة سبأ لا متيقنا فلما تابعه عليه من سبقت له الشقوة عند الله عز و جل صدق ظنه عليهم
قوله تعالى إلا لمن أذن له يقرأ بضم الهمزة دلالة على ما لم يسم فاعله ونصبها إخبارا بالفعل عن الله عز و جل
قوله تعالى وهم في الغرفات يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أجتزأ بالواحد عن الجمع كقوله تعالى والملك على ارجائها يريد به الملائكة والحجة لمن جمع قوله تعالى لهم غرف من فوقها غرف وكل صواب اللفظ قريب المعنى
قوله تعالى وأنى لهم يقرأبالتفخيم على الأصل وبالإمالة لمكان الياء وبين بين تعديلا بين اللغتين
قوله تعالى التناوش يقرأبتحقيق الهمز وإبداله فالحجة لمن همز أنه أراد التباعد والحجة لمن ترك الهمز أنه اراد التناول وأنشد لرؤبة في الهمز الذي هو بمعنى البعد قوله ... كم ساق من دار امرئ جحيش ... إليك نأش القدر النؤوش ...
وأنشد لغيره في ترك الهمز الذي هو بمعنى التناول قوله ... فهي تنوش الحوض نوشا من علا ... نوشا به تقطع أجواز الفلا

سورة فاطر

من سورة فاطر
قوله تعالى هل من خالق غير الله يقرأبالرفع والخفض فالحجة لمن رفع أنه أراد هل غير الله من خالق أو يجعله نعتا لخالق قبل دخول من أو يجعل هل بمعنى ما وغيرا بمعنى إلا كقوله ما لكم من إله غيره والحجة لمن خفض أنه جعله نعتا لخالق أراد هل من خالق غير الله يرزقكم
قوله تعالى كذلك يجزي كل كفور يقرا بضم الياء وفتح الزاي والرفع وبالنون مفتوحة وكسر الزاي والنصب فالحجة لمن ضم أنه دل بالفعل على بنائه لما لم يسم فاعله فرفع ما أتى بعده به والحجة لمن قرأه بالنون والفتح أنه أراد حكاية ما أخبر الله عز و جل عن نفسه ونصب قوله كل كفور بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى يدخلونها يقرا بفتح الياء وضم الخاء وبضم الياء وفتح الخاء فالحجة لمن قرأه بفتح الياء أنه جعل الدخول فعلا لهم والتحلية إلى غيرهم ففرق بين الفعلين لهذا المعنى والحجة لمن قرأه بضم الياء أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وزاوج بذلك بين هذا الفعل وبين قوله يدخلونها ويحلون ليشاكل بذلك بين اللفظين
قوله تعالى ولؤلؤا يقرأ بالهمز وتركه وبالنصب والخفض وقد ذكر بجميع وجوهه في سورة الحج
قوله تعالى فهم على بينة منه يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد قوله

سورة يس فقد جاءكم بينة من ربكم والحجة لمن قرأه بالجمع أنه وجده مكتوبا في السواد بالتاء فأخذ بما وجده في الخط
وفرق بينهما بعض أهل النظر بفرقان مستحسن فقال من وحد أراد الرسول عليه السلام ودليله قوله تعالى حتى تأتيهم البينة رسول من الله ومن جمع أراد القرآن ودليله قوله تعالى وبينات من الهدى والفرقان
قوله تعالى ومكر السيئ أجمع القراء فيه على كسر الياء وخفض الهمزة إلا ما قرأه حمزة بوقف الهمزة كالجزم في الفعل وإنما فعل ذلك تخفيفا للحرف لاجتماع الكسرات وتواليها مع الهمزة كما خفف أبو عمرو في قوله بارئكم
فإن قيل فهلا فعل في الثاني كما فعل في الأول فقل لم تتوال الكسرات في الثاني كما توالت في الأول لأنه لما انضمت الهمزة للرفع زال الاستثقال فأتى به على أصل ما أوجبه الإعراب له من الرفع فاعرف حجته في ذلك فقد نسب إلى الوهم

ومن سورة يس
قوله تعالى يس والقرآن يقرأبإدغام النون في الواو وإظهارها فالحجة لمن أدغم أنه أتى به على الأصل والحجة لمن أظهر أن حروف التهجي ليست كغيرها لأنها ينوى بها الوقف على كل حرف منها فكأنه بذلك منفرد مما بعده
فإن قيل فيلزم من أدغم النون ها هنا في الواو أن يدغم في قوله ن والقلم فقل هذا لا يلزم لأن الياء أخف من الواو وأسهل في اللفظ وقد ذكرت الإمالة والتفخيم فيما تقدم
قوله تعالى تنزيل العزيز الرحيم يقرأ برفع اللام ونصبها فالحجة لمن رفع

سورة يس أنه جعله خبر ابتداء محذوف معناه هذا تنزيل العزيز والحجة لمن نصب أنه أراد المصدر كما قال تعالى صنع الله الذي أتقن كل شيئ
قوله تعالى من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا يقرآن بضم السين وفتحها وقد ذكرت علله في الكهف
قوله تعالى فعززنا بثالث أجمع القراء على تشديد الزاي فيه إلا ما رواه أبوبكر عن عاصم من التخفيف فمعنى التشديد قوينا ومنه أعزك الله ومعنى التخفيف غلبنا ومنه من عز بز أي من غلب أخذ السلب
قوله تعالى أئن ذكرتم يقرأ بهمزتين محققتين وبهمزة وياء وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى وما عملته أيديهم يقرا بإثبات الهاء وطرحها فالحجة لمن أثبتها أنه اتى بالكلام على أصل ما وجب لأن الهاء عائدة على ما في صلتها لأنها من أسماء النواقص التي تحتاج إلى صلة وعائد والحجة لمن حذفها أنه لما اجتمع في الصلة فعل وفاعل ومفعول خفف الكلمة بحذف المفعول لأنه فضلة في الكلام
قوله تعالى والقمر قدرناه يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه ابتدأه وجعل ما بعده خبرا عنه والهاء عائدة عليه وبها صلح الكلام والحجة لمن نصب أنه اضمر فعلا فسره ما بعده فكأنه في التقدير وقدرنا القمر قدرناه
فإن تقدم قبل الاسم حرف هو بالفعل أولى وتأخر بعده ما له صدر الكلام كالامر والنهي والاستفهام كان وجه الكلام النصب لأنك بالفعل تأمر وعنه تنهي وتستفهم ودليل ذلك إجماع القراء على نصب قوله أبشرا منا واحدا نتبعه والرفع عند النحويين جائز وإن كان ضعيفا
قوله تعالى وهم يخصمون يقرا بإسكان الخاء والتخفيف وبتشديد الصاد

سورة يس أيضا مع الإسكان وبفتح الياء والخاء وكسر الصاد والتشديد وبفتح الياء وكسر الخاء والصاد وبكسر الياء والخاء والصاد وقد ذكرت علله مستقصاة في نظائره
قوله تعالى في شغل يقرا بضمتين متواليتين وبضم الشين وإسكان الغين فقيل هما لغتان فصيحتان وقيل الأصل الضم والإسكان تخفيف وقيل معنى شغلهم افتضاض الأبكار وقيل استماع النغم والألحان
قوله تعالى في ظلال يقرأبضم الظاء وفتح اللام من غير ألف بين اللامين وبكسر الظاء والف بين اللامين فالحجة لمن ضم الظاء أنه جعله جمع ظلة ودليله قوله تعالى في ظلل من الغمام والحجة لمن كسر الظاء أنه جعله جمع ظل وهو ما ستر من الشمس في أول النهار إلى وقت الزوال وما ستر بعد ذلك فهو فيء لأنه ظل فاء من مكان إلى مكان أي رجع ودليله قوله تعالى وظل ممدود
قوله تعالى وأن اعبدوني يقرأ بضم النون وكسرها وقد تقدم القول فيه آنفا فأما الياء فثابتة وصلا ووقفا لانها مكتوبة في السواد
قوله تعالى جبلا كثيرا يقرأبضم الجيم والباء وبإسكانها مع التخفيف وبكسر الجيم والباء وتشديد اللام وكلها لغات معناها الخلقة والطبع وما جبل الإنسان عليه
قوله تعالى ننكسه في الخلق يقرأبضم النون والتشديد وبفتحها والتخفيف فقيل هما لغتان بمعنى واحد وقيل معنى التشديد التكثير والترداد ومعنى التخفيف المرة الواحدة وفرق أبو عمرو بينهما فقال نكست الرجل عن دابته بالتشديد

سورة الصافات ونكس في مرضه رد فيه ومعناه نعيده إلى أرذل العمر يريد به الهرم
قوله تعالى أفلا يعقلون يقرا بالياء والتاء على ما قدمناه
قوله تعالى أنا حملنا ذريتهم يقرأ بالتوحيد والجمع وقد تقدم الاحتجاج في نظائره بما يغني عن إعادته ومثله لمسخناهم على مكانتهم ومكاناتهم
قوله تعالى لينذر من كان حيا يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء قوله وما علمناه الشعر والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعله عليه السلام مخاطبا ووجه الياء أن يكون للقرآن لقوله تعالى لأنذركم به
قوله تعالى كن فيكون يقرأ بالرفع والنصب وقد ذكر وجه ذلك ومن سورة الصافات
قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا يقرأن بإدغام التاء في الصاد والزاي والذال وإظهارها فالحجة لمن أدغم قرب مخرج التاء منهن والحجة لمن أظهر أن التاء متحركة والألف ساكنة قبلها فالإظهار أحسن من الجمع بين ساكنين
فإن قيل ما وجه قوله فالتاليات ذكرا ولم يقل تلوا كما قال صفا وزجرا فقل إن تلوت له في الكلام معنيان تلوت الرجل معناه اتبعته وجئت بعده ودليله قوله والقمر إذا تلاها وتلوت القرآن إذا قرأته فلما التبس لفظهما أبان الله عز و جل بقوله ذكرا أن المراد هاهنا التلاوة لا الاتباع
فإن قيل ما وجه التأنيث في هذه الألفاظ فقل ليدل بذلك على معنى الجمع وقيل التاليات ها هنا جبريل وحده كما قال في قوله فنادته الملائكة
قوله تعالى بزينة الكواكب يقرأ بالتنوين والنصب والخفض معا وبترك

سورة الصافات التنوين والإضافة فالحجة لمن نون ونصب أنه عند أهل البصرة شبيه بالمصدر لأن المصدر عندهم إذا نون عمل عمل الفعل وكذلك إذا أضيف إلى الفاعل أو المفعول وهو عند أهل الكوفة منصوب بمشتق من المصدر
والحجة لمن نون وخفض أنه أبدل الكواكب من الزينة لأنها هي الزينة وهذا يدل الشيء من الشيء وهو هو في المعنى والحجة لمن حذف التنوين وأضاف أنه اتى بالكلام على أصل ما وجب له لأن الاسم إذا ألفى الاسم بنفسه ولم يكن الثاني وصفا للأول ولا بدلا منه ولا مبتدأ بعده أزال التنوين وعمل فيه الخفض لأن التنوين معاقب للإضافة فلذلك لا يجتمعان في الاسم
قوله تعالى لا يسمعون يقرأ بتشديد السين والميم وبإسكان السين والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه اراد يتسمعون فأسكن التاء وأدغمها في السين فصارتا سينا مشددة والحجة لمن خفف أنه أخذه من سمع يسمع ومعناه أن الشياطين كانت تسرق السمع من السماء فتلقيه إلى أوليائها من الإنس قبل مولد محمد عليه السلام فتبديه فلما ولد صلى الله عليه و سلم رجموا بالنجوم فامتنعوا من الاستماع وهذا من أدل دليل على صحة نبوته صلى الله عليه و سلم
قوله تعالى بل عجبت يقرأ بضم التاء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه من إخبار الله تعالى عن نفسه ودليله قوله النبي صلى الله عليه و سلم عجب ربكم من ألكم وقنوطكم فالعجب من الله عز و جل إنكار لأفعالهم من إنكارهم البعث وسخرياتهم من القرآن وازدرائهم بالرسول جرأة على الله وتمردا وعدوانا وتكبرا فهذا العجب من الله عز و جل والفرق بينه وبين عجب المخلوقين أن المخلوق لا يعجب إلا عند نظره إلى ما لم يكن في علمه ولا جرت العادة بمثله فبهره ما رأى من ذلك فيتعجب من ذلك وقد جاء في القرآن ما يقارب معنى ذلك كقوله تعالى ومكروا ومكر الله وكقوله

0 سورة الصافات الله يستهزئ بهم وكقوله فاتبعوني يحببكم الله فالمكر من الله والاستهزاء والمحبة على غير ما هي من الخلق وبخلافها فكذلك العجب منه بخلاف ما هو من المخلوقين لأنها منه على طريق المجازاة بأفعالهم وإتيان اللفظ مردودا على اللفظ والحجة لمن فتح أنه جعل التاء للنبي صلى الله عليه و سلم
ومعناه بل عجبت يا محمد من وحي الله إليك وهم يسخرون
قوله تعالى ولا هم عنها ينزفون يقرأ ها هنا وفي الواقعة بكسر الزاي وفتحها فالحجة لمن قرأه بالكسر أنه اراد لا ينفد شرابهم والحجة لمن فتح أنه أراد لا تزول عقولهم إذا شربوها بالسكر وفرق عاصم بينهما فقرأها هنا بالفتح وفي الواقعة بالكسر فقيل إنه جمع بين اللغتين ليعلم بجوازهما وفرق بعضهم بين ذلك فقال إنما فتح هاهنا لقوله لا فيها غول وهو كل ما اغتال الإنسان فأهلكه وذهب بعقله وكسر في الواقعة لأن الله تعالى وصف الجنة وفاكهتها وجعل شرابها من معين والمعين لا ينفد فكان ذهاب العقل في الصافات أشبه ونفاد الشراب في الواقعة أشكل
قوله تعالى فأقبلوا إليه يزفون إجماع القراء على فتح الياء إلا ما قرأه حمزة من ضمها فمن فتح أخذه من زف يزف ومن ضم أخذه من أزف يزف وهما لغتان معناهما الإسراع في المشي
قوله تعالى ماذا ترى يقرأ بفتح التاء وإمالة الراء وتفخيمها وبضم التاء وكسر الراء بياء الأمالة فالحجة لمن فتح التاء أنه أراد به معنى الروية والرأي وقد ذكر وجه الإمالة والتفخيم فيما سلف والحجة لمن ضم وكسر الراء أنه أراد به المشورة والأصل فيه ترائي فنقل كسرة الهمزة إلى الراء وحذف الهمزة لسكونها

سورة الصافات وسكون الياء واشتقاق المشورة من قولهم شرت العسل إذا أخرجته من الخلية ومعناه استخراج الرأي
قوله تعالى وإن إلياس أجمع القراء على فتح النون وقطع الألف بعدها إلا ابن عامر فإنه وصلها فالحجة لمن قطع أنه شاكل بهذه الألف أخواتها في أوائل الأسماء الأعجمية والحجة لمن وصلها أنها الداخلة مع اللام للتعريف فكان الاسم عنده قبل دخولها عليه ياس
قوله تعالى سلام على إلياسين يقرأبكسر الهمزة وقصرها وإسكان اللام بعدها وبفتح الهمزة ومدها وكسر اللام بعدها فالحجة لمن كسر الهمزة أنه اراد إلياس فزاد في آخره الياء والنون ليساوي به ما قبله من رؤوس الآي ودليله ما قرأه ابن مسعود سلام على إدراسين يريد إدريس والحجة لمن فتح الهمزة أنه جعله اسمين أحدهما مضاف إلى الآخر معناه سلام على آل محمد صلى الله عليه و سلم وعليهم لأنه قيل في تفسير قوله يس يريد يا محمد واختلف الناس في قولهم آل محمد فقيل معناه من آل إليه بنسب أو قرابة
وقيل من كان على دينه ودليله قوله تعالى وأغرقنا آل فرعون وقيل آله أصحابه واهله وذريته
فأما أهل صناعة النحو فأجمعوا أن الأصل في آل أهل فقلبت الهاء همزة ومدت ودليلهم على صحة ذلك أنك لو صغرت آلا لقلت أهيلا ولم تقل أويلا لأنهم صغروه على أصله لا على لفظه
وقال حذاق النحويين الحجة لمن قرأإدراسين وإلياسين فإنما جمع لأنه أراد بذلك اسم النبي صلى الله عليه و سلم وضم إليه من تابعه على دينه كما قالوا المسامعة والمهالبة

سورة ص
قوله تعالى الله ربكم ورب آبائكم الأولين يقرأبالنصب والرفع فالحجة لمن نصب أنه جعله بدلا من قوله وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين يحتمل أن يكون أضمر فعلا كالذي أظهر فنصب به أو أضمر أعني فإن العرب تنصب بإضماره مدحا وتعظيما والحجة لمن رفع أنه أضمر اسما ابتدأ به وجعل اسم الله تعالى خبرا له لأن الكلام الذي قبله قد تم فكأنه قال هو الله ربكم ودليله قوله سورة أنزلناها و براءة من الله يريد بهما هذه سورة وهذه براءة من الله أو يبتدئ باسم الله عز و جل مستأنفا له فيرفعه ويجعل قوله ربكم الخبر ويعطف عليه ما بعده

ومن سورة ص
قوله تعالى مالها من فواق يقرأبضم الفاء وفتحها
فقيل هما لغتان بمعنى واحد وقيل من ضم أراد قدر ما بين الحلبتين للناقة ومن فتح أراد من راحة
قوله تعالى بالسوق إسكان الواو إجماع إلا ما روي عن ابن كثير من الهمز وقد ذكر آنفا
قوله تعالى بنصب أجمع القراء على ضم النون إلا ما رواه حفص عن عاصم بالفتح وهما لغتان معناهما ما يصيب البدن من تعب الضر وألم الوجع ومعنى العذاب ها هنا ذهاب المال والولد

سورة ص
فإن قيل ما وجه مدحه بالصبر وقد شكا بهذا القول فقل إن شكواه ها هنا على طريق الاستغاثة بالله والسؤال له وإنما وجه الذم أن يشكوإلى مخلوق مثله لا يملك له ضرا ولا نفعا ودليل ذلك قول يعقوب عليه السلام إنما أشكو بثي وحزني إلى الله لأن كل غني فقير إليه وكل قوي ضعيف لديه ولم يعط أحد الاسترجاع عند المصائب إلا نبينا صلى الله عليه و سلم وأمته ودليل ذلك قول يعقوب لما تولى عن أولاده يا أسفي على يوسف
قوله تعالى ولي نعجة واحدة إسكان الياء إجماع إلا ما رواه حفص عن عاصم بالفتح لقلة الاسم وكذلك قوله وعزني بالتشديد إجماع إلا ما رواه أيضا عنه بالتشديد وإثبات الألف وهما لغتان معناهما غالبتني وغلبتني
قوله تعالى أأنزل عليه الذكر يقرأ بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مضمومة وبهمزة واحدة وبهمزة وواو بعدها ومثله أالقي الذكر عليه من بيننا فالحجة لمن أثبت الهمزتين أنه أتى بالكلام على أصله ووفاه ما أوجبه القياس له الأولى همزة الاستفهام والثانية ألف القطع والحجة لمن قرأه بهمزة واحدة أنه أخبر ولم يستفهم والحجة لمن قرأه بهمزة وواو أنه حقق الاولى وخفف الثانية وكانت مضمومة فصارت في اللفظ واوا
قوله تعالى واذكر عبادنا إبراهيم إجماع القراء على لفظ الجمع إلا ما قرأه ابن كثير من التوحيد فالحجة لمن جمع أنه أتى بالكلام على ما أوجب له من تفصيل الجمع بعده والحجة لمن وحد أنه اجتزأ بلفظ الواحد من الجمع لدلالة ما يأتي عليه

سورة ص
قوله تعالى بخالصة ذكرى الدار يقرأبالتنوين والإضافة فمن نون أبدل ذكرى من خالصة وموضعها على هذا خفض ومن حذف التنوين أضاف لاختلاف اللفظ كقوله ولدار الآخرة ولا يبين فيها إعراب لحلول ألف التأنيث فيها طرفا ولم يأت على بنائها إلا شعري اسم نجم
قوله تعالى هذا ما يوعدون يقرأ ها هنا بالياء والتاء فالتاء لمعنى مخاطبة الحاضر والياء للإخبار عن الغائبين وقد شرحت علله في مواضعه
قوله تعالى وغساق يقرأبتشديد السين وتخفيفها ها هنا وفي عم يتساءلون وهما لغتان وقيل معناه شراب قاتل ببرده ونتنه وقيل ما يسيل من صديد أهل النار
قوله تعالى وآخر من شكله أزواج
إجماع القراء على فتح الهمزة والتوحيد إلا ما قرأه أبو عمرو من ضمها دلالة على الجمع فالحجة لمن قرأه بالتوحيد قوله تعالى من شكله ولم يقل من شكلهم والحجة لمن جمع أنه شاكل بالجمع بينه وبين قوله أزواج ولم يقل زوج وهما في الوجهين لا ينصرفان لأن آخر وزنه أفعل ففيه علتان الصفة ومثال الفعل وأخر وزنه فعل ففيه علتان الجمع والعدل ووجه عدله أن أصله أن يعرف بالألف واللام فلما عرف بغيرهما تركوا صرفه ومثله سحر

سورة ص إذا أردت به سحر يومك بعينه لم تصرفه لأنه معدول عن مثل ذلك
قوله تعالى من الأشرار اتخذناهم يقرأبقطع الألف ووصلها فالحجة لمن قطع أنه جعلها ألف الاستفهام دخلت على ألف الوصل فسقطت لدخولها
ولمن وصل وجهان أحدهما أنه أخبر بالفعل ولم يدخل عليه استفهاما والثاني أنه طرح ألف الاستفهام لدلالة قوله أم زاغت عنهم الأبصار عليها وهذا من كلام العرب قال امرؤ القيس ... تروح من الحي أم تبتكر ... وماذا يضيرك لو تنتظر ...
أراد أتروح فحذف الألف ويحتمل أن يكون حذف الألف لتقدم الاستفهام في قوله ما لنا لا نرى رجالا
قوله تعالى سخريا يقرأبضم السين وكسرها وقد ذكر فيما سلف
قوله تعالى قال فالحق والحق أقول يقرآن بالنصب معا وبرفع الحق الأول ونصب الثاني فالحجة لمن نصبهما أنه اراد في الأول الإغراء معناه فاتبعوا الحق وأعمل الفعل المؤخر في الثاني والحجة لمن رفع الأول أنه اضمر له ما يرفعه يريد فهذا الحق ونصب الثاني بالفعل المؤخر أو يكون أراد فأنا الحق وأقول الحق فأقام الفاء في الأول مقام أنا وهذا بعيد

ومن سورة الزمر قوله تعالى
يرضه لكم يقرأ بضم الهاء وإثبات واو بعدها وباختلاس الضمة من غير واو والهاء بالإسكان فالحجة لمن أشبع الهاء ولفظ الواو أنه لما ذهبت الألف من يرضى علامة للجزم أتت الهاء وقبلها فتحة فرد حركتها إلى ما كان لها في الأصل وأتبعها الواو تبيينا للحركة وشاهد ذلك قول ذي الرمة ... كأنه كوكب في إثر عفرية ... مسوم في سواد الليل منقضب ...
والحجة لمن اختلس أن الأصل عنده يرضاه لكم فلما حذفت الألف للجزم بقيت الهاء على الحركة التي كانت عليها قبل حذف الألف وأنشد ... له زجل كأنه صوت حاد ... إذا طلب الوسيقة أو زمير ...
والحجة لمن أسكن أنه لما اتصلت الهاء بالفعل اتصالا لا يمكن انفصالها منه توهم أنها آخر الفعل فأسكنها تخفيفا ليدل بذلك على الجزم فأما الهاء في قوله يرضه لكم فكناية عن الشكر لقوله أولا وإن تشكروا فالشكر من العبد رضاه بما قسم الله له والثناء عليه بما أولاه والشكر من الله تعالى الزيادة في النعم وجزيل الثواب
قوله تعالى أم من هو قانت يقرأبتشديد الميم وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه رده على قوله تمتع بكفرك قليلا فكأنه قال أهذا خير أمن هو قانت أي

سورة الزمر مصل والقانت في اللغة الداعي والساكت والمصلي وهو ها هنا المصلي لقوله ساجدا وقائما والحجة لمن خفف أنه أقام الالف مقام حرف النداء فكأنه قال يا من هو قانت وهو مشهور في كلام العرب لأنها تنبه المنادى بخمس أدوات وهن يا زيد وأيا زيد وهيا زيد وأي زيد وأزيد
قوله تعالى فبشر عبادي الذين يقرأ بحذف الياء وإثباتها وفتحها فالحجة لمن حذف أنها لما سقطت لالتقاء الساكنين خطأ سقطت لفظا والحجة لمن أثبتها أنه إنما تسقط ياء الإضافة في النداء لكثرة الحذف فيه والاستعمال فأما في غيره فلا وفتحها لالتقاء الساكنين
فإن قيل فما معنى قوله فيتبعون أحسنه وليس فيه إلا حسن فقل إن الله ذكر الطاعة في كتابه وأمر بها ووصف الجنة ورغب فيها وذكر المعصية ونهى عنها والنار وحذر منها فإذا تلا القارئ كتاب ربه تبع الطاعة فعمل بها وارتاح إلى الجنة فتقرب منها فهذا معنى أحسنه
قوله تعالى ورجلا سالما لرجل يقرأ بإثبات الألف وكسر اللام وبحذفها وفتح اللام فالحجة لمن أثبتها أنه أراد به خالصا لا شركة فيه والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر من قولك سلم سلما كما تقول حذر حذرا وليس بمعنى الصلح الذي هو ضد الحرب لأنه لا وجه لذلك ها هنا لأن هذا مثل ضربه الله للكافر المعاند ومعنى شركاء متشاكسين أي متنازعين مختلفين وللمؤمن الذي عبد إلها واحدا
قوله تعالى بكاف عبده يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه

سورة الزمر قصد بذلك النبي صلى الله عليه و سلم ودليله قوله تعالى مخاطبا له ويخوفونك بالذين من دونه يعني الأصنام والحجة لمن جمع أنه أراد بذلك كفاية الله لجميع أنبيائه لأن كل أمة قد كادت نبيها كما كيد محمد عليه السلام فدخل في الجملة معهم ودليله قوله تعالى حكاية عن قوم هود إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء
قوله تعالى هل هن كاشفات ضره و ممسكات رحمته يقرآن بالتنوين والنصب وبحذف التنوين والخفض فالحجة لمن نون أنه أراد الحال والاستقبال ولمن أضاف أنه أراد ما ثبت ومضى وقد ذكر هذا فيما مضى بأبين من هذا الشرح
قوله تعالى التي قضى عليها الموت يقرأ بضم القاف وفتح الياء ورفع الموت وبفتح القاف وإسكان الياء ونصب الموت فالحجة لمن ضم القاف أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله وفتح الياء لكسرة الضاد قبلها ورفع الموت لأنه قام مقام الفاعل والحجة لمن فتح أنه أخبر بالفعل عن الله تعالى لتقدم اسمه في قوله الله يتوفى الأنفس وأسكن الياء للفتحة قبلها ونصب الموت بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى بمفازتهم يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكر في نظائره من العلل ما يغني عن إعادته
قوله تعالى يا عبادي الذين أسرفوا يقرأبحذف الياء وإثباتها فالحجة لمن حذف أنه استعمل الحذف في النداء لكثرة دوره في الكلام والحجة لمن أثبت أنه اتى به على الأصل وقيل هذه أرجى آية في كتاب الله لمن يئس من التوبة وقيل بل قوله وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وقيل بل قول إبراهيم ولكن

سورة الزمر ليطمئن قلبي فقيل بتحقيق الإجابة وقيل بل بالعيان لأن المخبر ليس كالمعاين
قوله تعالى تأمروني أعبد يقرأ بإدغام النون وتشديدها وبالتخفيف وإظهارها وبتحريك الياء وإسكانها وقد تقدم من الأحتجاج في ذلك ما فيه كفاية
قوله تعالى فتحت أبوابها وفتحت أبوابها يقرآن بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل لأن كل باب منها فتح ودليله إجماعهم على التشديد في قوله وغلقت الأبواب ومفتحة لهم الأبواب والحجة لمن خفف أنه دل بذلك على فتحها مرة واحدة فكان التخفيف أولى لأن الفعل لم يتردد ولم يكثر فإن قيل فما وجه دخول الواو في إحداهما دون الآخر فقل فيه غير وجه قال قوم هي زائدة فدخولها وخروجها واحد كما يزاد غيرها من الحروف
وقال آخرون العرب تعد من واحد إلى سبعة وتسميه عشرا ثم يأتون بهذه الواو فيسمونها واو العشر ليدلوا على انقضاء عدد وذلك في مثل قوله تعالى التائبون العابدون فلما سمي سبعة أتى بعد ذلك بالواو ومثله قوله ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ومثله قوله تعالى في صفة الجنة وفتحت أبوابها لأن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة

سورة المؤمن
وقال أبو العباس المبرد إذا وجدت حرفا في كتاب الله عز و جل له معنى حسن لم أجعله ملغى ولكن التقدير حتى إذا جاءوها وصلوا وفتحت لهم أبوابها ومثله فلما أسلما وتله للجبين معناه والله أعلم أذعن لأمر الله

ومن سورة المؤمن
قوله تعالى حم يقرأ بتفخيم الحاء وإمالتها وبين ذلك وقد تقدم القول فيه عند ذكر حروف المعجم فيما سلف
فإن قيل فما موضع حم من الإعراب فقل قال قوم موضع حم نصب بإضمار فعل معناه اتل أو اقرا حم وقيل موضعها خفض بالقسم إلا أنها لا تنصرف وما لا ينصرف فالنصب أولى به من الخفض لأنه مشبه بالفعل فمنع ما لا يكون إعرابا في الفعل وهو الخفض قال الكميت ... وجدنا لكم في آل حاميم آية ... تأولها منا تقي ومعرب ... 4
وقيل هي اسم للسورة ودليل عليها
قوله تعالى والذين تدعون من دونه بالتاء والياء وقد تقدم القول فيه آنفا
قوله تعالى يوم التلاق ويوم التناد يقرآن بإثبات الياء وصلا وبحذفها وقفا وبإثباتها وصلا ووقفا وبحذفها وصلا ووقفا وقد تقدمت الحجة في أمثاله

سورة المؤمن بما يدل عليه ومعنى التلاق التقاء السماء والارض ومعنى التناد قيل تناديهم من قبورهم وقيل ينادي اصحاب الجنة أصحاب النار وأصحاب الاعراف
قوله تعالى اشد منهم قوة يقرا بالهاء في منهم ونصب اشد بعده الاما قراه ابن عامر با لكاف في موضع الهاء ورفع اشد وليس في نصب اشد خلاف بين الناس ورفع ذلك لحن فالحجة لمن قراه بالهاء انه اتى بالكلام على سياقه ودليل قوله او لم يسيروا في الارض ونصب اشد لانه جعله الخبر لكان السابقة وجعل هم فاصلة عند البصريين وعمادا عند الكوفيين ليفرق بذلك بين الوصف لاسم كان وبين الخبر كقولك كان زيد الظريف قائما في الوصف وكان زيد هو الظريف في الخبر ودليل ذلك قوله تعالى ان كنا نحن الغالبين
فان قيل فان الفاصلة لاتدخل على خبر كان الا اذا كان معرفة فقل ان افعل متى وصل ب من كان معرفة والحجة لمن قرأه بالرفع والكاف انه جعل هم اسما مبتدا و اشد الخبر فرفعهما وجعلهما جملة في موضع نصب بخبر كان فاما الكاف فحجته فيها ان العرب ترجع منا الغيبة في الخطاب الى الحضرة ودليله قوله تعالى حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم وقد تقدم من هذا ما يستدل به على معناه
قوله تعالى أو أن يظهر في الارض الفساد يقرأ بأو وبالواو وبضم الياء وفتحها وبنصب الفساد ورفعه فالحجة لمن قرأ بأو أنه جعل الحرف لأحد الحالين على طريق الشك او الإباحة لان لأو في الكلام اربعة اوجه الشك والاباحة والتخيير وايجاد احد الشيئين منها كقوله وأرسلناه الى مائة الف او يزيدون والحجة لمن قرأ بالواو انه جعل الحرف للحالين معا فاختار الواو لانها جامعةبين الشيئين

سورة المؤمن لانه جمع بها ها هنا بين التبديل وبين ظهور الفساد والحجة لمن ضم الياء انه رد الكلام على اوله واتى به على سياقه فاضمر الفاعل فيه كما أضمره في قوله ان يبدل دينكم فنصب الفساد بتعدي الفعل اليه والحجة لمن فتح الياء انه قطع الفساد وظهوره من التبديل فافرده ورفعه به
ومعناه فان يبدل دينكم ظهر في الارض الفساد قوله تعالى اني عذت يقرا بادغام الذال في التاء لقرب المخرج وباظهار الذال على الاصل لان الحرفين غير متجانسين
قوله تعالى على كل قلب متكبر جبار اجماع القراء ها هنا على الاضافةالا اباعمرو فانه نون القلب فالحجة لمن اضاف انه جعل القلب خلفا من اسم محذوف فاقامه مقامه عند الكوفيين وهوعند البصريين صفة قامت مقام الموصوف ومعناه عندهم على كل قلب رجل متكبر او يريد به التقديم والتأخير كما حكى عن بعض فصحاء العرب ان فلانا لمن يرجل شعره كل يوم جمعه اراد كل يوم جمعه فقدم واخر والحجه لأبي عمرو انه جعل الفعل للقلب لانه ملك البدن ومستقر الكبر لان الكبر اذا سكنه تكبر له صاحبه ودليل ذلك قوله فظلت اعناقهم لها خاضعين لان الاعناق اذا ذلت وخضعت ذل لذلك وخضع اربابها
ومعنى تكبر القلب قسوته لأنه إذا قسا ترك الطاعة والجبار في اللغة الذي يقتل علىالغضب ودليله قوله بطشتم جبارين
فان قيل فقد مدح الله نفسه بهذا الاسم الذي ذم به خلقه فقل موضع المدح لله تعالى انه اجبر عباده على ما اراد منهم واحياهم واماتهم فهي صفة لا تليق إلا به ومدح لا يجب إلا له فاذا اكتسى ذلك من لا يجب له كان مذموما به

سورةالمؤمن ولم يات فعال من افعل الا في ثلاثه افعال قالوا اجبر فهو جبار وادرك فهو دراك وأسأر فهو سآر
قوله تعالى فاطلع الى اله موسى اجمع القراء على رفعه عطفا على قوله ابلغ إلا ما روى حفص عن عاصم بالنصب لأنه جعل الفاء فيه جوابا للفعل فنصب بها تشبيها ل لعل بليت لأن ليت في التمني أخت لعل في الترجي ومثله ما رواه عنه أيضا في عبس فتنفعه الذكرى
قوله تعالى وصد عن السبيل يقرأبضم الصاد وفتحها فالحجة لمن ضم أنه دل بالضم على بناء ما لم يسم فاعله وعطفه على قوله وكذلك زين لفرعون سوء عمله والحجة لمن فتح أنه جعل الفعل لفرعون فاستتر اسمه فيه لتقدمه قبل ذلك وفيه حجة لأهل السنة
قوله تعالى أدخلوا آل فرعون يقرا بقطع الألف ووصلها فالحجة لمن قطع أنه جعله أمرا من الله عز و جل للزبانية فنصب آل فرعون بتعدي الفعل إليهم لأن دخول النار ليس مما يختارونه ولا ذلك إليهم وإنما يكرهون عليه والحجة لمن وصل أنه جعل الفعل حكاية عما يقال لهم وأضمر القول ها هنا كما أضمر في قوله تعالى وأما الذين كفروا أفلم يريد والله أعلم فيقال لهم أفلم ونصب آل فرعون على هذه القراءة بالنداء المضاف كما قال تعالى ذرية من حملنا يريد والله أعلم يا ذرية من حملنا مع نوح
قوله تعالى يدخلون الجنة يقرأ بضم الياء وفتح الخاء وبفتح الياء وضم الخاء

سورة فصلت فالحجة لمن ضم أنه أتى بالفعل على بناء ما لم يسم فاعله ليقربه من قوله يرزقون فيتفقا بلفظ واحد في بنائهما والحجة لمن فتح الياء أنه أراد أنهم إذا أدخلوا دخلوا فنسب الدخول إليهم ودليله قوله تعالى وماتوا وهم كفار وإنما الله أماتهم لقوله تعالى وأنه هو أمات وأحيا فنسب الفعل إليهم على هذا الوجه سعة ومجازا ومثله سيدخلون جهنم يقرأبضم الياء وفتحها ومعنى داخرين صاغرين
قوله تعالى لا ينفع الظالمين معذرتهم يقرأبالتاء دلالة على تأنيث المعذرة وبالياء لحائل بين الفعل والاسم أو لأن تأنيث الاسم ليس بحقيقي
قوله تعالى ما يتذكرون يقرأبالياء والتاء ويقرأ بتاءين فالحجة لمن قرأه بالياء والتاء أنه جعل الياء دلالة على الاستقبال وعلامة للغيبة والتاء داخلة على فعل لتدل على استفادة الذكر شيئا بعد شيء كما تقول تحفظت القرآن وتنجزت حوائجي والحجة لمن قرأه بالتاءين أنه دل بالأولى على الاستقبال والحضور وبالثانية على ما قدمناه وقليلا ينتصب بقوله يتذكرون والوقف تام على قوله عز و جل ولا المسيء ثم يبتدئ بما بعده

ومن سورة حم السجدة فصلت
قوله تعالى في أيام نحسات يقرأ بإسكان الحاء وكسرها فالحجة لمن أسكن أنه اراد جمع نحس ودليله قوله تعالى في يوم نحس مستمر ويحتمل أن يكون أراد كسر الحاء فأسكنها تخفيفا والحجة لمن كسر انه جعله جمعا للصفة من قول العرب هذا يوم نحس وزن هذا رجل هرم

سورة فصلت قال الشاعر ... أبلغ جذاما ولخما أن إخوتهم ... طيا وبهراء قوم نصرهم نحس ...
قوله تعالى ويوم يحشر أعداء الله يقرأ بالياء والرفع وبالنون والنصب فالحجة لمن قرأ بالياء أنه اراد الإخبار بفعل ما لم يسم فاعله فرفع الإسم به والحجة لمن قرأ بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه فنصب الاسم بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى من ثمرة من أكمامها يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكر من الحجة في أمثاله ما يغني عن إعادة قول فيه
قوله تعالى أأعجمي وعربي يقرأبهمزتين محققتين وبهمزة ومدة بعدها فالحجة لمن حقق أنه أتى بالكلام على واجبه لأن الهمزة الأولى للإنكار لقولهم والتوبيخ لهم والثانية ألف قطع والحجة لمن أبدل من ألف القطع مدة أنه استثقل الجمع بين همزتين فخفف إحداهما بالمد ومعناه لو فعلنا هذا لقالوا أقرآن أعجمي ونبي عربي هذا محال
والفرق بين الأعجمي والعجمي أن الأعجمي الذي لا يتكلم بالعربية وإن كان عربي الأصل والعجمي منسوب إلى العجم وإن كان فصيحا
قوله تعالى أرنا الذين يقرأ بكسر الراء باختلاس حركتها وبإسكانها وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى ونأى بجانبه مذكور في بني إسرائيل بوجوه القراءة فيه وشرح علله

سورة الشورى

ومن سورة حم عسق الشورى
قوله تعالى عسق أجمع القراء على إدغام النون في القاف وبينهما متباعد في المخرج وأظهر حمزة النون عند الميم في طسم فالحجة في الإظهار أن الميم قد أفردت من السين في أول سورة النمل وألحقت بها في اول الشعراء والقصص فبين فيهما ليعلم أن الميم زائدة على هجاء السين ولم تنفرد السين من القاف فيحتاج في ذلك إلى فصل فبنى فيه الكلام على الأصل والنون تدغم عند الميم وتخفى عند القاف والمخفي بمنزلة المظهر فلما ثقل عليه التشديد وكرهه في طسم أظهر ولما كان المخفي بمنزلة المظهر لم يحتج إلى إظهار ثان
قوله تعالى كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله يقرأبكسر الحاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعله فعلا لله عز و جل فرفع لفظ الاسم بفعله والحجة لمن فتحها أنه جعل الفعل مبنيا لما لم يسم فاعله ورفع اسم الله تعالى بدلا من الضمير الذي في الفعل أو بإعادة فعل مضمر أو بإضمار اسم مبتدأ يكون اسم الله تعالى خبرا له
قوله تعالى يتفطرن من فوقهن يقرأ بالياء والتاء فيه وفي تكاد والنون مع التاء والياء والتخفيف وبالتاء في مكان النون بعد التاء والياء والتشديد وتقدم شرح جميع علل ذلك في سورة مريم بما يغني عن إعادة قول فيه
قوله تعالى ويعلم ما يفعلون يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه في أمثاله
قوله تعالى ومن آياته الجواري اتفقت المصاحف على حذفها خطا واختلف القراء في اللفظ بها

سورة الشورى فمنهم من أثبتها وصلا ووقفا واحتج أنه إنما كان حذفها لمقارنة التنوين فلما زال التنوين بدخول الألف واللام عادت إلى أصلها
ومنهم من حذفها وقفا وأثبتها وصلا ليكون متبعا للخط وقفا وللأصل وصلا
ومنهم من حذفها وقفا ووصلا واحتج بأن النكرة الأصل والمعرفة فرع عليها فلما حذفت الياء في النكرة لمقارنة التنوين ثم لما دخلت الألف واللام دخلتا على شيء قد حذف أصلا فلم يعيداه لأن الأصل أقوى من الفرع
قوله تعالى ويعلم الذين يجادلون يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب أنه صرفه عن المجزوم والنصب بالواو عند الكوفيين وبإضمار أن عند البصريين ودليل ذلك قوله تعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين بالنصب والحجة لمن رفع أنه استأنف بالواو لتمام الشرط والجزاء بابتدائه وجوابه
قوله تعالى كبائر الإثم يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد به الشرك بالله فقط لأن الله تعالى أوجب على نفسه غفران ما سواه من الذنوب ولذلك سماه ظلما عظيما والحجة لمن جمع أنه أراد بذلك الشرك والقتل والزنا والقذف وشرب الخمر والفرار من الزحف وعقوق الوالدين فذلك سبع
وقال ابن عباس هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبع وقيل هي من أول النساء إلى قوله إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه وإذا ثبت أن أكبر المعاصي الشرك بالله فأكبر الطاعات الإيمان بالله وهو الإقرار باللسان والتصديق بالقلب وقيل أكبر من الشرك ما أدعاه فرعون لنفسه من الربوبية وقيل إذا اجتمعت صغائر الذنوب صارت كبيرة
قوله تعالى أو يرسل رسولا فيوحى يقرآن بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه استأنف ب أو فخرج من النصب إلى الرفع والحجة لمن نصب أنه عطفه على معنى قوله إلا وحيا لأنه بمعنى أن يوحي إليه أو يرسل رسولا فيوحى فيعطف

سورة الزخرف بعضا على بعض ب أو وبالفاء ومعنى قوله إلا وحيا يريد إلهاما أو من وراء حجاب كما كلم موسى أو يرسل رسولا يريد به جبريل صلى الله عليه و سلم وعلى جميع النبيين والملائكة والمقربين

ومن سورة الزخرف
قوله تعالى أن كنتم قوما مسرفين يقرأبفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه قدر أن تقدير إذ ودليله قوله أن جاءه الأعمى يريد إذ جاءه الأعمى وقدر كنتم بعده تقدير الفعل الماضي لفظا ومعنى وموضع أن على هذا نصب وخفض وقد ذكر والحجة لمن كسر أنه جعل أن إن حرف شرط وجعل الفعل بمعنى المستقبل وحذف الجواب علما بالمراد
قوله تعالى أو من ينشأ في الحلية يقرأ بفتح الياء وإسكان النون والتخفيف وبضم الياء وفتح النون والتشديد فالحجة لمن خفف أنه جعل الفعل من قولهم نشأ الغلام فهو ناشئ والحجة لمن شدد أنه جعل الفعل لمفعول به لم يسم فاعله ودليله قوله تعالى إنا أنشأناهن إنشاء فأنشأت ونشأت بمعنى واحد
قوله تعالى الذين هم عباد الرحمن يقرأبالباء والألف جمع عبد وبالنون من غير ألف على أنه ظرف فالحجة لمن قرأه بالجمع أن الملائكة عباد الله ودليل ذلك قوله لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون والحجة لمن قرأه بالنون على معنى الظرف قوله تعالى إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته والجمع ها هنا أولى لأن الله عز و جل إنما أكذبهم في قولهم إن الملائكة بناته بأن عرفهم أنهم عباده لا بناته

سورة الزخرف
قوله تعالى أشهدوا خلقهم يقرأبفتح الهمزة والشين وبضمها وإسكان الشين فالحجة لمن فتح أنه جعل الالف للتوبيخ وأخذ الفعل من شهد يشهد فجعله فعلا لفاعل والحجة لم ضم أن جعله فعل ما لم يسم فاعله ودليله قوله تعالى ما أشهدتهم خلق السموات التي ينظرون ولا خلق الأرض التي يمشون عليها ولا خلق انفسهم وهذا من أوكد الحجج عليهم لأن من لم يشهد خلق ما يعاينه ويقرب منه فكيف يعرف خلق ما بعد منه وغاب عنه
قوله تعالى قل او لو جئتكم يقرأبألف بين القاف واللام على الإخبار وطرح الألف على طريق الأمر وقد تقدمت الحجة في نظائره بما فيه كفاية
قوله تعالى لبيوتهم سقفا من فضة يقرأبفتح السين وإسكان القاف على التوحيد وبضمهما على الجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد اعلاهم وأظلهم ودليله قوله تعالى فخر عليهم السقف من فوقهم والحجة لمن جمع أنه وافق بذلك بين اللفظين في قوله معارج عليها يظهرون
قوله تعالى لما متاع الحياة الدنيا يقرأبتشديد الميم وتخفيفها وقد ذكرت علله فيما مضى
قوله تعالى حتى إذا جاءنا يقرأ بالتوحيد وبالتثنية فالحجة لمن وحد أنه أفرد العاشي عن ذكر الرحمن بالفعل ودليله توحيد الفعل بعده في قوله قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين والحجة لمن قرأه بالتثنية أنه أراد والشيطان المقيض له الذي قارنه لأنهما جميعا جاءا فكان الخطاب من أحدهما بعد المجيء وأراد بالمشرقين ها هنا بعد ما بين المشرق والمغرب فأتى بالأشهر من الاسمين
قوله تعالى أساور من ذهب إجماع القراء على إثبات الألف بين السين والواو إلا ما رواه حفص عن عاصم من حذفها وإسكان السين فالحجة لمن أثبت الألف

سورة الزخرف أنه أراد جمع الجمع والحجة لمن حذفها أنه اراد الجمع فقط فأما الفرق بين السوار والأسوار فالسوار لليد والأسوار من أساورة الفرس
قوله تعالى فجعلناهم سلفا يقرأبفتح السين واللام وبضمهما فالحجة لمن فتح أنه اراد جمع سالف والحجة لمن ضم أنه أراد جمع سليف
قوله تعالى يصدون يقرأبكسر الصاد وضمها فالحجة لمن ضم أنه أراد يعدلون ويعرضون ودليله قوله وإن كان كبر عليك إعراضهم والحجة لمن كسر أنه أراد يصيحون ودليله على ذلك مجيء منه قبلها ولو كانت بمعنى الإعراض لجاءت معها عن كقوله أو أعرض عنهم وقيل كسر الصاد وضمها وإدخال الألف في أول الفعل وإخراجها بمعنى واحد
قوله تعالى يأيها الساحر يقرأ بطرح الألف والوقوف على الهاء ساكنة وبإثبات الألف والوقوف عليها وقد تقدم القول في علله آنفا
فإن قيل لم نحلوه اسم السحر وقد سألوه الدعاء لهم فقل في ذلك جوابان أحدهما أن السحر في اللغة دقة العلم بالشيء ولطافة النظر وحسن العبارة بأطرف الألفاظ ومنه قولهم فلان يسحر بكلامه ويسمون هذا الضرب السحر الحلال والثاني أنهم خاطبوه بما كان قد تقدم له عندهم من تشبيه بالساحر لأن الأغلب عليهم كان السحر في زمانه
قوله تعالى أنكم في العذاب مشتركون يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل الكلام تاما عند قوله إذ ظلمتم ثم استأنف إنكم فكسرها والحجة لمن فتح أنه جعل آخر الكلام متصلا بأوله فكأنه قال ولن ينفعكم اليوم

سورة الزخرف اشتراككم في العذاب إذ ظلمتم أنفسكم في الدنيا فيكون موضع أنكم ها هنا رفعا والكاف والميم في موضع نصب
قوله تعالى يا عبادي لا خوف عليكم اليوم يقرأ بإثبات الياء وحذفها وقد تقدم ذكره
قوله تعالى وقالوا أآلهتنا خير أم هو يقرأ بالاستفهام على طريق التوبيخ وبالإخبار وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
قوله تعالى ما تشتهي الأنفس يقرأ بإثبات هاء بعد الباء وبحذفها فالحجة لمن أثبتها أنه أظهر مفعول تشتهي لأنه عائد على ما والحجة لمن حذفها أنه لما أجتمع في كلمة واحدة فعل وفاعل ومفعول خففها بطرح المفعول لأنه فضلة في الكلام
قوله تعالى وإليه يرجعون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه في أمثاله فأما ضم أوله فإجماع
قوله تعالى وقيله يا رب يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب أنه عطفه على قوله أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيله والحجة لمن خفض أنه رده على قوله وعنده علم الساعة وعلم قيله

سورة الدخان
قوله تعالى فسوف يعلمون يقرأبالياء والتاء على ما تقدم من القول في أمثاله

ومن سورة الدخان
قوله تعالى رب السموات والأرض يقرا بالرفع والخفض ها هنا وفي المزمل وعم يتساءلون فالحجة لمن خفض أنه جعله بدلا من الاسم الذي قبله والحجة لمن رفع أنه جعله مبتدأ أو خبرا لمبتدأ أو أبدله من قوله هو السميع العليم رب
قوله تعالى فاعتلوه يقرأبكسر التاء وضمها وهما لغتان كقوله يعرشون يعكفون وقد ذكرت علله فيما مضى
قوله تعالى ذق إنك يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل تمام الكلام عند قوله ذق وابتدأ إن بالكسر والحجة لمن فتحها أنه أراد حرف الخفض فحذفه ففتح لذلك
وقيل معنى قوله إنك أنت العزيز الكريم يريد عند نفسك فأما عندنا فلا وقيل هو كناية من الله عز و جل بأحسن الألفاظ والمراد به السفيه الأحمق أو الذليل كقول قوم شعيب له إنك لأنت الحليم الرشيد
قوله تعالى يغلى في البطون يقرأبالياء ردا على المهل وبالتاء ردا على الشجرة والأثيم ها هنا أبو جهل
قوله تعالى في مقام أمين يقرأ بضم الميم وفتحها وقد ذكر معنى ذلك بما فيه كفاية
ومن سورة الجاثية
قوله تعالى وما يبث من دابة آيات وتصريف الرياح آيات يقرآن بالرفع والنصب ودليل النصب فيه كسرة التاء فالحجة لمن رفع أنه جعل الآيات مبتدأة وما تقدم من الصفة وما تعلقت به خبرا عنها
ولمن نصب وجهان أحدهما العطف على الأول وفيه ضعف عند النحويين لأنه عطف على معمولي عاملين مختلفين على إن وهي تنصب وعلى في وهي تخفض والثاني أن تبدل الآيات الثانية من الأولى ويعطف بالثالثة على الثانية وإن اختلفت الآيات فكانت إحداهن في السماء والأخرى في الأرض فقد اتفقا في أنهما خلق لله عز و جل
قوله تعالى وآياته يؤمنون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه في أمثاله
قوله تعالى ليجزي قوما يقرأبالياء إخبارا من الرسول صلى الله عليه و سلم عن ربه وبالنون إخبارا من الله عز و جل عن نفسه
قوله تعالى لهم عذاب من رجز أليم يقرأ برفع الميم وخفضها وقد تقدم ذكر العلة فيه
قوله تعالى سواء محياهم ومماتهم يقرأبالنصب والرفع فالحجة لمن نصب انه عدى إليه قوله أن يجعلهم سواء والحجة لمن رفع أنه جعل قوله كالذين

سورة الأحقاف آمنوا هو المفعول الثاني ورفع سواء بالابتداء ومحياهم الخبر وقد يجوز لمن جعل كالذين آمنوا المفعول الثاني أن ينصب سواء على الحال ويقف عليه
قوله تعالى وجعل على بصره غشاوة يقرأبكسر الغين وإثبات الألف وبفتحها وحذف الألف فالحجة لمن كسر الغين أنه جعله مصدرا مجهولا كقولك الولاية والكفاية والحجة لمن فتح الغين أنه جعله كالخطفة والرجعة وقال بعض أهل النظر إنما قال غشاوة لاشتمالها على البصر بظلمتها فهي في الوزن مثل الهداية
قوله تعالى والساعة لا ريب فيها إجماع القراء على الرفع إلا حمزة فإنه قرأه بالنصب فالحجة لمن رفع أن من شرط إن إذا تم خبرها قبل العطف عليها كان الوجه الرفع ودليله قوله تعالى أن الله بريء من المشركين ورسوله
فأما حجة حمزة فإنه عطف بالواو لفظ الساعة لأنها من تمام حكاية قولهم وعلى ذلك كان الجواب لهم في قوله قلتم ما ندري ما الساعة
قوله تعالى فاليوم لا يخرجون يقرأبفتح الياء وضمها وقد ذكر

ومن سورة الأحقاف
قوله تعالى بوالديه حسنا يقرا بضم الحاء من غير ألف وبألف قبل الحاء وإسكانها وألف بعد السين وهما مصدران فالأول من حسن يحسن حسنا والثاني من أحسن يحسن إحسانا
قوله تعالى لينذر الذين ظلموا يقرأبالياء والتاء فالياء لله عز و جل أو للنبي عليه السلام أو للقرآن والتاء للنبي خاصة
قوله تعالى حملته أمه كرها ووضعته كرها يقرآن بضم الكاف وفتحها وقد تقدم ذكره

سورة الأحقاف
قوله تعالى أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز يقرآن بالياء مضمومة ورفع أحسن بما لم يسم فاعله وبالنون مفتوحة فيهما ونصب أحسن على أنه إخبار من الفاعل عن نفسه
قوله تعالى أف لكما مذكور بعلله في بني إسرائيل
قوله تعالى وليوفيهم أعمالهم يقرأ بالياء والنون على ما تقدم
قوله تعالى لا ترى إلا مساكنهم يقرأ بفتح التاء ونصب مساكنهم وبضم التاء ورفع مساكنهم فالحجة لمن فتح التاء ونصب أنه جعل الخطاب للرسول عليه السلام ونصب مساكنهم بتعدي الفعل إليه والحجة لمن ضم أنه دل بذلك على بناء ما لم يسم فاعله ورفع الاسم بعده لأن الفعل صار حديثا عنه
قوله تعالى أذهبتم طيباتكم يقرأ بهمزة واحدة مقصورة كلفظ الأخبار معناه ويوم يعرض الذين كفروا على النار فيقال أذهبتم أو يريد به التوبيخ ثم يحذف الألف ويقتصر منها على الهمزة الباقية
وانفرد ابن كثير بقراءة هذا الحرف بهمزة ومدة فالأولى ألف التوبيخ والمدة عوض من ألف القطع واللفظ بالألف كلفظ الاستفهام
وكل لفظ استفهام ورد في كتاب الله عز و جل فلا يخلو من أحد ستة أوجه إما أن يكون توبيخا أو تقريرا أو تعجبا أو تسوية أو إيجابا أو أمرا فأما استفهام صريح فلا يقع من الله تعالى في القرآن لأن المستفهم مستعلم ما ليس عنده طالب للخبر من غيره والله عالم بالأشياء قبل كونها فالتوبيخ أذهبتم طيباتكم والتقرير

سورة محمد أأنت قلت للناس والتعجب كيف تكفرون بالله والتسوية سواء عليهم أأنذرتهم والإيجاب كقوله أتجعل فيها من يفسد فيها والأمر أأسلمتم فعلى هذا يجري ما في كتاب الله فاعرف مواضعه
ومن سورة محمد صلى الله عليه و سلم
هذه السورة أول المفصل وإنما سمي مفصلا لكثرة تفصيل بسم الله الرحمن الرحيم بين سوره
قوله تعالى والذين قتلوا في سبيل الله يقرأ بالتشديد والتخفيف وضم القاف وبإثبات ألف بين القاف والتاء مع فتح القاف فالحجة لمن خفف او شدد أنه دل بضم القاف على بناء الفعل لما لم يسم فاعله والحجة لمن أثبت الألف وفتح القاف أنه دل بذلك على بناء الفعل لهم والكنايتان في موضع رفع
قوله تعالى غير آسن يقرأ بالمد على وزن فاعل وبالقصر على وزن فعل فالحجة لمن قرأه بالمد أنه أخذه من قولهم أسن الماء يأسن فهو آسن كما تقول خرج يخرج فهو خارج والحجة لمن قصر أنه أخذه من قولهم أسن الماء يأسن فهو أسن كما تقول حذر يحذر فهو حذر وهرم يهرم فهو هرم والهمزة فيهما معا همزة أصل
قوله تعالى وأملي لهم يقرا بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء وبفتح الهمزة واللام وإسكان الياء فالحجة لمن ضم الهمزة أنه دل على بناء الفعل لما لم يسم فاعله لأنه جعل التسويل للشيطان والإملاء لغيره والحجة لمن فتح الهمزة أنه

سورة الفتح جعل الفعل مبنيا للفاعل فكأنه قال الشيطان سول لهم والله أملى لهم
قوله تعالى والله يعلم أسرارهم يقرأبفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه اراد جمع سر والحجة لمن كسر انه أراد المصدر وقد ذكرنا العلة في فتح همزة الجمع وكسر همزة المصدر ذكرا يغني عن إعادته
قوله تعالى ولنبلونكم حتى نعلم ونبلو أخباركم يقرآن بالياء والنون فالحجة لمن قرأ بالياء أنه جعله من إخبار النبي عن الله عز و جل والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله عز و جل عن نفسه
فإن قيل فما وجه قوله حتى نعلم وعلمه سابق لكون الأشياء فقل الإخبار عنه والمراد بذلك غيره ممن لا يعلم وهذا من تحسين اللفظ ولطافة الرد
قوله تعالى وتدعو إلى السلم يقرأبفتح السين وكسرها وقد تقدم القول فيه

ومن سورة الفتح
قوله تعالى لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه يقرأ ذلك بالياء على طريق الغيبة وبالتاء دلالة على المخاطبة
قوله تعالى عليهم دائرة السوء يقرأ بضم السين وفتحها فالحجة لمن ضم أنه أراد الإثم أو الشر أو الفساد والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر
قوله تعالى فسيؤتيه يقرأبالياء والنون وقد تقدم القول في امثاله
قوله تعالى بما عاهد عليه الله إجماع القراء على كسر الهاء لمجاورة الياء إلا

سورة الحجرات ما رواه حفص عن عاصم من ضمها على اصل ما يجب من حركتها بعد الساكن
قوله تعالى إن أراد بكم ضرا يقرأ بضم الضاد وفتحها وقد تقدم ذكر علتها
قوله تعالى بما يعملون بصيرا إجماع القراء على الياء بمعنى الغيبة إلا ما اختاره أبو عمرو من التاء بمعنى الحضرة
قوله تعالى أخرج شطأه يقرأ بإسكان الطاء وفتحها والحجة فيه كالحجة في قوله رأفة في إسكانها وتحريكها ومعناه فراخ الزرع
قوله تعالى فآزره يقرأ بالمد والقصر فالمد بمعنى أفعله والقصر بمعنى فعله فالالف في الممدود قطع وفي المقصور أصل
قوله تعالى على سوقه يقرأ بالهمز وتركه وقد تقدم ذكر علته فيما مضى والله أعلم

ومن سورة الحجرات
قوله تعالى فأصلحوابين أخويكم يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه رده على اللفظ لا على المعنى والحجة لمن قرأه بالتاء أنه رده على المعنى لا على اللفظ
قوله تعالى لا يلتكم يقرأ بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه أخذه
سورة ق من ألت يألت والحجة لمن ترك الهمز انه اخذه من لات يليت ومعناهما
لا ينقصكم
قوله تعالى لحم اخيه ميتا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول فيه ومعناه ان ذاكر اخيه بالسوء في غيبته وهو لا يحس به كآكل لحمه ميتا
قوله تعالى والله بصير بما تعملون اجماع القراء على التاء خطابا للحاضرين إلا ابن كثير فانه قرأه بالياء على معنى الغيبة
ومن سورة ق
قوله تعالى يوم نقول لجهنم يقرأ بالياء اخبار من الرسول عن الله عز و جل وبالنون اخبار من الله تعالى عن نفسه عز و جل
ونصب يوم يتوجه على وجهين احدهما بقوله ما يبدل القول لدي يوم نقول أي في يوم قولنا والثاني بإضمار فعل معناه وأذكر يوم نقول
فأما قول جهنم فعند اهل السنة بآلة وعقل يركبه الله فيها على الحقيقة وعند غيرهم على طريق المجاز وانها لو نطقت لقالت ذلك
قوله تعالى وأدبار السجود يقرأ بفتح الهمزة على الجمع وبكسرها على المصدر
قوله تعالى المنادى يقرأ بالياء وحذفها على ما تقدم من القوم في نظائره والمنادى ها هنا إسرافيل والمكان القريب بيت المقدس
قوله تعالى يوم تشقق الارض يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد
سورة الذاريات أنه أراد تشقق فأسكن التاء الثانية وادغمها في الشين فشدد
لذلك والحجة لمن خفف انه اراد ايضا تشقق فحذف احدى التائين تخفيفا
قوله تعالى فنقبوا في البلاد يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد انه دل بذلك على مداومة الفعل وتكراره والحجة لمن خفف انه اراد المرة الواحدة واصله التطواف في البلاد
ومن سورة الذاريات
قوله تعالى لحق مثل ما يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع انه جعله صفة للحق والحجة لمن نصب انه بناه مع ما بناء لا رجل عندك
فإن قيل كيف جعل نطقهم حقا وهم كفرة فقل معناه انه لحق مثل نطقكم كما تقول انه لحق كما انك ها هنا
قوله تعالى الصاعقة يقرأ بإثبات الالف بين الصاد والعين وحذفها فالحجة لمن اثبت انه اراد الاسم من الفعل والحجة لمن حذف انه اراد المصدر او المرة من الفعل
قوله تعالى وقوم نوح من قبل يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب انه رده على قوله فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم أي واغرقنا قوم نوح او اهلكنا قوم نوح والحجة لمن حفض انه رده على قوله وفي ثمود
ومن سورة والطور
قوله تعالى وأتبعناهم يقرأ بالنون والالف وبالتاء في موضع النون وحذف الالف ذرياتهم يقرأ بالتوحيد والجمع فيهما وبالرفع في الاولى والنصب فالحجة لمن قرأه بالتاء انه جعله فعلا للذرية سواء افرد او جمع فرفعها بفعلها والحجة لمن قرأ بالنون انه جعل الفعل لله تعالى فنصب الذرية في الافراد والجمع لتعدي الفعل اليها
فأما الذرية الثانية فلا خلف في نصبها بقوله ألحقنا فالحجة لمن وحد أنه اجتزأ بالواحد من الجمع وعلامة النصب فيه فتحة التاء والحجة لمن جمع انه اتى باللفظ على ما اوجبه المعنى وعلامة النصب في الجمع كسرة التاء لانها نابت في جمع المؤنث مناب الياء في جمع المذكر فاعتدل النصب والخفض في جمع المؤنث بالكسر كما اعتدل في جمع المذكر بالياء
واصل ذرية في الوزن فعلولة من الذر فقلبوا من الواو ياء وادغموها في الياء فصارت في وزن فعلية
ومعنى الآية ان الله تعالى يبلغ الولد في الجنة مرتبة والده وان لم يستحقها بعمله ويبلغ الوالد في الجنة مرتبة ولده وان لم يستوجبها بعمله اذا تساويا في الدخول اليها نسأل الله فوزا بها برحمته وفضله ودليله قوله تعالى آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم اقرب لكم نفعا
قوله تعالى وما ألتناهم اجمع القراء على فتح اللام الا ما قرأ به ابن كثير
سورة الطور من كسرها وقد علل ذلك في الحجرات
قوله تعالى لا لغو فيها ولا تأثيم يقرأ بالنصب وطرح التنوين والرفع والتنوين فالحجة لمن نصب انه بنى الاسم مع لا كبناء خمسة عشر فحذف التنوين وبناه على الفتح والحجة لمن رفع انه لم يعمل لا واعمل معنى الابتداء وجعل الظرف الخبر
ومعنى يتنازعون ها هنا يتعاطون ويتداولون ومنه قول الاخطل ... نازعته طيب الراح الشمول وقد ... صاح الدجاج وحانت وقعة الساري ...
قوله تعالى انه هو البر الرحيم يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح انه اراد حرف الجر فلما حذفه تعدى الفعل فعمل والحجة لمن كسر انه جعل تمام الكلام عند قوله ندعوه ثم ابتدأ ان بالكسر على ما اوجبه الابتداء لها
قوله تعالى يصعقون يقرأ بفتح الياء وضمها فالحجة لمن فتح انه جعل الفعل لهم ولم يعده الى غيرهم فالواو ضمير الفاعلين والنون علامة رفع الفعل والحجة لمن ضم انه جعل الفعل لما لم يسم فاعله فرفع المفعول بذلك
فان قيل ما وجه رفع المفعول ها هنا بعد ما كان النصب اولى به فقل لانه اشبه الفاعل في المعنى لان الفعل الذي كان حديثا عن الفاعل صار حديثا عن المفعول فقام مقامه فأعرب بإعرابه
فإن قيل فعلامة الاعراب انما تقع في آخر الفعل بغير حائل كوقوعها على آخر حروف الاسم فلم جعلت النون في الفعل المضارع اعرابا وقد حالت الالف والواو بينهما

سورة الطور وبين الفعل فقل لانه لما كنى عن الفاعل في الفعل مثنى ومجموعا اختلط بالفعل اختلاطا لا يمكن فصله فصار كبعض حروفه فكأنك لم تحل بين الفعل وعلامة الرفع بشيء
قوله تعالى ام هم المصيطرون يقرأ بالصاد والسين واشمام الزاي ها هنا وفي الغاشية وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف
ومعنى المصيطر المسلط فأما لفظ مسيطر ومبيقر ومبيطر ومهيمن وكميت وثريا فمصغرات جاءت عن العرب لا مكبر لهم فاعرفهن

ومن سورة النجم
قوله تعالى اذا هوى وغوى وما أشبه ذلك من اواخر آي هذه السورة يقرأ بالامالة والتفخيم وبين ذلك وقد ذكرت وجوه علله وعلل رأى فيما تقدم فأغني ذلك عن الاعادة
قوله تعالى أفتمارونه يقرأ بضم التاء واثبات ألف بين الميم والراء وبفتح التاء وحذف الالف فالحجة لمن اثبت انه اراد أفتجادلونه ووزنه تفاعلونه من المماراة والمجادلة بالباطل ومنه قوله عليه السلام لا تماروا بالقرآن فإن مراء فيه كفر والحجة لمن حذفها انه أراد افتجحدونه
سورة النجم
قوله تعالى ومناة الثالثة الاخرى يقرأ بالقصر من غير همز وبالمد والهمز فالحجة لمن قصر ان الاصل فيها منوة فلما تحركت الواز وقبلها فتحة انقلبت ألفا وذلك حقها وقياسها والحجة لمن مد انه جعل الالف زائدة لا منقلبة واتى بالهمزة بعدها لئلا يجمع بين الفين فاللات اسم صنم كان ل ثقيف والعزى اسم سمرة كانت ل غطفان ومناة اسم صخرة كانت لخزاعة
فأما الوقف على اللات فبالتاء اجماع الا ما تفرد به الكسائي من الوقوف عليها بالهاء والاختيار التاء لان الله تعالى لما منعهم ان يحلفوا بالله قالوا اللات ولما منعهم ان يحلفوا بالعزيز قالوا العزى
قوله تعالى قسمة ضيزى يقرأ بالهمز وتركه وهما لغتان ضأز وضاز ومعناهما جار والاصل ضم الضاد فلو بقوها على الضم لانقلبت الياء واوا فكسروا الضاد لتصبح الياء كما قالوا في جمع ابيض بيض لتصح الياء
فأما من كسر اولها وهمز فإن كان اراد ان يجعلها اسما ك ذكرى وشعرى فقد اصاب وان كان جعلها وصفا فلا وجه لذلك لانه لم يأت عن العرب وصف لمؤنث على وزن فعلى بكسر الفاء
قوله تعالى كبائر الاثم يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت وجوهه في عسق
سورة القمر
قوله تعالى وانه اهلك عادا الاولى يقرأ بالتنوين مكسورا واسكان اللام وهمزة بعدها وبطرح التنوين والهمزة وتشديد اللام فالحجة لمن نون واسكن اللام وحقق الهمزة انه اتى بالكلام على اصله ووفى اللفظ حقيقة ما وجب له وكسر التنوين لالتقاء الساكنين والحجة لمن حذف التنوين والهمزة وشدد اللام انه نقل حركة الهمزة الى اللام الساكنة قبلهاثم حذفها فالتقى سكون التنوين وسكون اللام فأدغم التنوين في اللام فالتشديد من اجل ذلك ومثله من كلامهم زياد العجم وروي عن نافع الادغام وهمزة الواو فإن صح ذلك عنه فإنما همز ليدل بذلك على الهمزة التي كانت في الكلمة قبل الادغام
قوله تعالى وثمودا فما أبقى يقرأ بالاجراء وتركه وقد تقدم القول في علة ذلك وغيره من الاسماء الاعجمية
ومن سورة القمر
قوله تعالى يوم يدع الداع و مهطعين الى الداع يقرآن بإثبات الياء وحذفها وقد ذكرت علله ومعنى مهطعين مسرعين
قوله تعالى الى شيء نكر يقرأ بضم الكاف واسكانها والاختيار الضم لموافقة رؤوس الآي ولانه الاصل وان كان الاسكان تخفيفا
قوله تعالى خشعا أبصارهم يقرأ بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف وبفتح الخاء والف بعدها وتخفيف الشين وكسرها فالحجة لمن ضم الخاء وحذف الالف انه اراد جمع التكسير على خاشع فقال خشع كما قال تعالى في جمع راكع والركع

سورة الرحمن السجود والحجة لمن فتح الخاء واثبت الالف انه اراد باللفظ التوحيد وبالمعنى الفعل للمضارعة التي بينهما لان ما بعده مرتفع به كما قال الشاعر ... وشباب حسن اوجههم ... من اياد بن نزار بن معد ...
فأما النصب في قوله خاشعا وخشعا فعلى الحال
قوله تعالى ففتحنا ابواب السماء يقرأ بالتخفيف اجماع الا ما اختاره ابن عامر من التشديد فوجه التخفيف ان الفتح انما كان في وقت واحد ووجه التشديد ان التفتح من السماء كان كالتفجير من الارض شيئا بعد شيء ودام وكثر
قوله تعالى سيعلمون غدا يقرأ بالتاء والياء وقد تقدم القول فيه
و غد ها هنا يوم القيامة وانما كنى عنه ب غد لقوله عز و جل وما أمر الساعة الا كلمح البصر أو هو اقرب عند الله تعالى من ذلك

ومن سورة الرحمن
قوله تعالى والحب ذو العصف اجماع القراء على الواو الا ابن عامر فانه قرأه بالف والنصب فالحجة لمن قرأه بالواو انه رده على قوله فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام والحب ذو العصف والحجة لمن قرأه بالالف والنصب انه رده على قوله والسماء رفعها ووضع الميزان وانبت الحب ذا العصف
قوله تعالى والريحان يقرأ بالرفع والخفض فوجه الرفع بالرد على قوله والحب والريحان ووجه الخفض بالرد على قوله ذو العصف والريحان لان العصف التبن والريحان ما فيه من الرزق وهو الحب
سورة الرحمن قوله تعالى
يخرج منهما يقرأ بفتح الياء وضم الراء وبضم الياء وفتح الراء فالحجة لمن فتح الياء انه جعل الفعل للؤلؤ والمرجان والحجة لمن ضم الياء انه دل بذلك وبفتح الراء على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
قوله تعالى سنفرغ لكم يقرأ بالنون مفتوحة وضم الراء وبالياء مضمومة وفتح الراء وقد تقدم القول في امثاله ما يدل عليه
فأما ضم الراء وفتحها مع النون فلغتان فصيحتان فأما الضم فعلى الاصل واما الفتح فلاجل الحرف الحلقي والفرغ ها هنا القصد قال جرير ... الان وقد فرغت الى نمير ... فهذا حين كنت لها عذابا ...
اما الفراغ من الشغل فوجهه غير هذا الذي ذكرناه
قوله تعالى المنشآت يقرأ بفتح الشين وكسرها فالحجة لمن فتح انه اراد اسم المفعول الذي لم يسم فاعله والحجة لمن كسر انه اراد بذلك اسم الفاعل كما تقول اكرمن فهن مكرمات وهن السفن والاعلام ها هنا الجبال واحدها علم
قوله تعالى شواظ يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان والمراد بهما اللهب الذي لا دخان فيه
قوله تعالى ونحاس يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه رده على
سورة الواقعة قوله
شواظ ونحاس والحجة لمن خفض انه رده على قوله من نار ونحاس والنحاس ها هنا الدخان
قوله تعالى لم يطمثهن يقرأ بضم الميم وكسرها وهما لغتان معناهما الافتضاض للإبكار وهذا دليل على أن الجن تنكح
قوله تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال اجماع القراء ها هنا على الياء الا ما تفرد به ابن عامر فيه من الواو لانه جعله وصفا للاسم وجعله الباقون وصفا لقوله ربك والوصف تابع للموصوف كالبدل والتوكيد وعطف البيان
ومن سورة الواقعة
قوله تعالى وحور عين يقرأ بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه قال الحور لا يطاف بهن فقطعهن من اول الكلام واضمر لهن رافعا معناه ومع ذلك حور عين والحجة لمن حفض انه اشركهن في الباء الداخلة في قوله يطوف عليهم بكأس من معين وبحور عين فقطعهن بالواو ولم يفرق بين ان يطاف به وبين ان يطوف بنفسه
قوله تعالى عربا اجماع القراء على ضم الراء الا ما تفرد به حمزة و ابو بكر عن عاصم من اسكانها فالحجة لمن ضم انه اتى بالكلمة على اصلها ووفاها ما أوجبه القياس لها لانها جمع عروب وهي الغنجة المحبة لزوجها والحجة لمن اسكن انه استثقل الجمع بين ضمتين متواليتين فخفف بإسكان احداهما
سورة الحديد
قوله تعالى أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا يقرأ بالاستفهام والاخبار وقد تقدم ذكره
قوله تعالى بمواقع النجوم يقرأ بالجمع والتوحيد وقد ذكرت علله فيما سلف
والاختيار ها هنا الجمع لانه يراد به مواقع نجوم القرآن ونزوله نجوما من السماء الدنيا على محمد عليه السلام
قوله تعالى شرب الهيم يقرأ بفتح الشين وضمها فالحجة لمن فتح انه اراد به المصدر والحجة لمن ضم انه اراد الاسم وقيل هما لغتان معناهما واحد والهيم جمع اهيم وهيماء وهن العطاش
قوله تعالى نحن قدرنا بينكم الموت اجمع القراء على التشديد للدال الا ابن كثير فانه خفف وقد ذكر الفرق بينهما
ومن سورة الحديد
قوله تعالى وقد اخذ ميثاقكم يقرأ بفتح الهمزة ونصب ميثاقكم وبضم الهمزة ورفع ميثاقكم فالحجة لمن فتح انه جعله فعلا لفاعل فنصب ميثاقكم بتعدي الفعل اليه والحجة لمن ضم انه بنى الفعل لما لم يسم فاعله فدل بالضمة عليه ورفع ميثاقكم باسم ما لم يسم فاعله والالف في الوجهين الف اصل
قوله تعالى وكلا وعد الله الحسنى يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب

سورة الحديد كلا انه اعمل فيه وعد مؤخرا كما يعملها مقدما والحجة لمن رفع انه ابتدأ كلا وجعل الفعل بعده خبرا عنه وعداه الى الضمير بعده يريد وكل وعده الله الحسنى ثم خزل الهاء تخفيفا لانها كناية عن مفعول وهو فضلة في الكلام قال الشاعر ... ثلاث كلهن قتلت عمدا ... فأخزى الله رابعة تعود ...
اراد قتلتهن
قوله تعالى فيضاعفه يقرأ بإثبات الالف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة لهما مذكورة فيما تقدم
قوله تعالى انظرونا يقرأ بوصل الالف وضم الظاء وبقطعها وكسر الظاء الحجة لمن وصل انه جعله من الانتظار والحجة لمن قطع انه جعله بمعنى التأخير
قوله تعالى وما نزل من الحق يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى ان المصدقين والمصدقات يقرآن بتشديد الصاد وتخفيفها فالحجة لمن شدد انه اراد المتصدقين فأسكن التاء وادغمها في الصاد فالتشديد لذلك والحجة لمن خفف انه حذف التاء تخفيفا واختصارا
قوله تعالى فإن الله هو الغني الحميد يقرأ بإثبات هو بين الاسم والخبر وبطرحه فالحجة لمن اثبته انه جعله فاصلة عند البصريين وعمادا عند الكوفيين ليفصل بين النعت والخبر وله وجه آخر في العربية وهو ان يجعل هو اسما مبتدأ والغني خبر فيكونا جملة في موضع رفع خبر ان ومثله ان شانئك هو الابتر

سورة المجادلة
وما ورد عليك من امثال هذا فأجره على احد هذيه الوجهين والحجة لمن طرحه انه جعل الغني خبر ان بغير فاصلة والحميد نعتا له
قوله تعالى لا يؤخذ منكم فدية اجمع القراء فيه على الياء الا ابن عامر فإنه قرأه بالتاء وقد ذكرت علله فيما تقدم
قوله تعالى بما آتاكم بالمد والقصر فالحجة لمن مد وهو الاكثر انه جعهله من الاعطاء والحجة لمن قصر وهو اختيار ابي عمرو انه لما تقدم قبله ما فاتكم رد عليه ولا تفرحوا بما جاءكم لانه بمعناه اليق
ومن سورة المجادلة
قوله تعالى الذين يظهرون مذكوران بوجوه قراءاتها وعللهما في سورة الاحزاب
قوله تعالى يتناجون بالاثم يقرأ بالنون قبل التاء وطرح الالف وبالتاء قبل النون واثبات الالف فالاول وزنه يفتعلون والثاني وزنه يتفاعلون وكلاهما من المناجاة ومعناها الحديث والكلام
قوله تعالى في المجلس اجمع القراء فيه على التوحيد الا عاصما فإنه قرأه بالجمع فالحجة في التوحيد انه اريد به في مجلس النبي صلى الله عليه و سلم فيكون الخطاب خاصا للصحابة والحجة في الجمع انه اريد به مجلس العلم والذكر فيكون الخطاب عاما لكافة المؤمنين
سورة الحشر والممتحنة
قوله تعالى واذا قيل انشزوا فانشزوا يقرأ بضم الشين وكسرها وهما لغتان مثل يلمزون ويلمزون وقد ذكر واصل النشوز التحرك والارتفاع والتحول
ومن سورة الحشر
قوله تعالى يخربون بيوتهم يقرأ بإسكان الخاء والتخفيف وبفتحها والتشديد فالحجة لمن خفف انه اراد يرحلون ويخلونها تقول العرب اخربنا المنزل اذا هم ارتحلوا عنه وان كان صحيحا والحجة لمن شدد انه اراد يهدمونها وينقضونها تقول العرب خربنا المنزل اذا هم هدموه وان كانوا فيه مقيمين
قوله تعالى او من وراء جدار يقرأ بكسر الجيم واثبات الالف بين الدال والراء على التوحيد وبضم الجيم والدال وحذف الالف على الجمع ومعناه من وراء حائط وقد ذكرت علل التوحيد والجمع
ومن سورة الممتحنة
قوله تعالى يفصل بينكم يقرأ بضم الياء وفتح الصاد وبفتح الياء وكسر الصاد وبالتشديد فيهما والتخفيف فالحجة لمن فتح الياء وكسر الصاد وخفف انه اراد يفصل الله بينكم ودليه قوله وهو خير الفاصلين والحجة لمن قرأه بضم الياء وفتح الصاد والتخفيف انه جعله فعل ما لم يسم فاعله وكذلك القول في التشديد فابنه عليه
قوله تعالى ولا تمسكوا اجماع القراء على التخفيف الا ما انفرد به ابو عمرو من التشديد وقد ذكر الاحتجاج في ذلك بما يغني عن اعادته
سورة الصف
قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة يقرأ بضم الهمزة وكسرها وقد تقدم ذكر علل ذلك في سورة الاحزاب
ومن سورة الصف
قوله تعالى من بعدي اسمه احمد يقرأ بفتح الياء واسكانها فالحجة لمن فتح التقاء الساكنين سكونها وسكون السين والحجة لمن اسكنها استثقال الحركة فيها
واحمد ها هنا نبينا صلى الله عليه و سلم ومن الانبياء من له اسمان اتى بهما القرآن خمسة محمد واحمد واسرائيل ويعقوب وذو النون ويونس وعيسى والمسيح والياس وذو الكفل
قوله تعالى متم نوره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذف التنوين والخفض وقد ذكرت علته في غير موضع
قوله تعالى ننجيكم من عذاب أليم اجماع القراء على التخفيف الا ابن عامر فإنه شدد ومعناهما قريب وهما لغتان فالدليل على التخفيف قوله انجينا الذين ينهون عن السوء والدليل على التشديد قوله تعالى ونجيناه واهله من الكرب العظيم
قوله تعالى كونوا انصار الله يقرأ بالتنوين على انه نكرة وبطرح التنوين وإضافته الى اسم الله تعالى على انه معرفة
سورة الجمعة والمنافقون
ومن سورة الجمعة لا خلف فيها إلا التفخيم والإمالة في قوله تعالى كمثل الحمار يحمل اسفارا وقد ذكر
ومن سورة المنافقون
قوله تعالى كأنهم خشب مسندة يقرأ بإسكان الشين وضمها فالحجة لمن أسكن أنه شبهه في الجمع ببدنه وبدن ودليله قوله والبدن جعلناها لكم أو يكون أراد الضم فأسكن تخفيفا والحجة لمن ضم الشين أنه أراد جمع الجمع كقولهم ثمار وثمر
قوله تعالى لووا رؤوسهم يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علله ومعناه حركوها كالمستهزئين بالقرآن
قوله تعالى وأكن من الصالحين يقرأ بإثبات الواو والنصب وبحذفها والجزم والإجماع على الجزم إلا ما تفرد به أبو عمرو من النصب فالحجة لمن جزم أنه رده على موضع الفاء وما اتصل بها قبل دخولها على الفعل لأن الأصل كان لولا أخرتني أتصدق وأكن كما قال الشاعر
... فأبلوني بليتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج نويا
سورة التغابن والطلاق
فجزم واستدرج عطفا على موضع أصالحكم قبل دخول لعل عليه ومعناه فأبلوني بليتكم أصالحكم والحجة لمن نصب أنه رده على قوله أصدق لأن المعنى لولا ها هنا معنى هلا وهي للإستفهام والتحضيض والجواب في ذلك بالفاء منصوب وفيما شاكله من الأمر والنهي والتمني والجحد والعرض فعطف لفظا على لفظ ليكون الكلام فيه من وجهه واحد فأعرف ذلك أن شاء الله
ومن سورة التغابن
قوله تعالى يكفر عنه سيئاته ويدخله يقرآن بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء تقديم اسم الله عز و جل في أول الكلام عند قوله ومن يؤمن بالله والحجة لمن قرأه بالنون أن الله تعالى أخبر بذلك عن نفسه
قوله تعالى يضاعفه يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكر تقدم ذكر العلة فيه فأغنى عن إعادته
ومن سورة الطلاق
قولهه تعالى إلا أن يأتين بفاحشة مبينة يقرأ بكسر الياء وفتحها وقد ذكر في النساء
قوله تعالى إن الله بالغ أمره يقرأ بالتنوين والنصب وبحذفه والإضافة وقد ذكر
سورة التحريم
قوله تعالى وعذبناها عذابا نكرا يقرأ بضم الكاف وإسكانها على ما قدمناه من القول في سورة القمر والإختيار ها هنا الإسكان وهناك التحريك ليوفق بذلك ما قبله من رؤوس الاي
قوله تعالى وكأي من قرية يقرأ بالهمز والتشديد للياء بعد الهمز وبألف ممدودة قبل الهمزة ونون ساكنة بعدها ومعناها معنى كم وقد ذكرنا الحجة فيها فيما مضى
قوله تعالى يدخله جنات يقرأ بالياء والنون وقد تقدم القول في أمثاله بما يدل عليه
ومن سورة التحريم
قوله تعالى عرف بعضه يقرأ بتشديد الراء وتخفيفها فالحجة لمن خفف انه أراد عرف بعضه من نفسه وغضب بسببه وجازى عليه بأن طلق حفصة تطليقة لإذاعتها ما إئتمنها عليه من سره والعرب تقول لمن يسيء إليها أما والله لأعرفن لك ذلك والحجة لمن شدد أنه أراد ترداد الكلام في محاورة التعريف فشدد لذلك ومعناه عرف بعض الحديث وأعرض عن بعضه واحتج بأنه لو كان مخففا لأتى بعده بالإنكار لأنه ضده بالإعراض
قوله تعالى وإن تظاهرا عليه يقرأ بتشديد الظاء وتخفيفها وقد ذكرت علل ذللك في عدة مواضع فأغنى عن الإعادة
سورة الملك
قوله تعالى توبة نصوحا يقرأ بضم النون فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر من قولهم نصح نصوحا كما قالوا صلح صلوحا والحجة لمن فتح أنه حعله صفة للتوبة وحذف الهاء لأنها معدولة عن أصلها لأن الأصل فيها ناصحة فلما عدلت من فاعل إلى فعول حذفت الهاء منها دلالة على العدل
والتوبة النصوح التي بعتقد فاعلها أنه لا يعاود فيما تاب منه أبدا
قوله تعالى أن يبدله أزواجا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت وجوه علله في سورة الكهف
قوله تعالى وكتبه و كانت يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكرت علله فيما تقدم فإن قيل ما وجه قوله تعالى من القانتين ولم يقل من القانتات فقل أراد من القوم القانتين ومعنى القانت ها هنا المطيع وفي غير هذا الساكن والداعي والمصلي ومعنى التذكير في قوله فنفخنا فيه اراد في جيب درعها فذكر للمعنى
ومن سورة الملك
قوله تعالى من تفاوت يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة لمن أثبت الألف وخفف أنه جعله مصدرا لقولهم تفاوت الشيء تفاوتا والحجة لمن حذفها وشدد أنه أخذه من تفوت الشيء تفوتا مثل تكرم تكرما وقيل هما لغتان بمعنى واحد كقولهم تعاهد وتعهد ومعناهما الإختلاف
قوله تعالى هل ترى من فطور و فهل ترى لهم من باقية يقرآن بالإدغام
سورة القلم والإظاهر وقد ذكرت علله فيما تقدم
فإن قيل فإن أبا عمرو لم يدغم من أمثال هذين سواههما فقل أحب أن يعرف جواز اللغتين ليعلمك أنهما مستعملتان
قوله تعالة أأمنتم يقرأ بهمزتين وبهمزة ومدة وقد تقدمت العلة في ذلك آنفا
قوله تعالى فسحقا يقرأ بضم الحاء وأسكانها وقد تقدم ذكره فأما نصبه ففيه وجهان أحدهما بالدعاء يريد به ألزمهم الله ذلك والآخر على المصدر وإن لم يتصرف من فعل كقولك سقيا ورعيا وويحا وويلا ولو رفع لجاز رفعه يريد ثبت لهم ذلك ولزمهم ومنه قول الشاعر
... فترب لأفواه الوشاة وجندل ...
قوله تعالى إن أهلكني الله ومن معي يقرآن بالفتح معا والإسكان وبإسكان الأولى وفتح الثانية على ما قدمناه من القول في أمثاله
قوله تعالى فستعلمون من هو في ضلال مبين يقرأ بالتاء على معنى المخاطبة وبالياء على معنى الغيبة
ومن سورة ن القلم
قوله تعالى ن والقلم وما يسطرون يقرأ بالإدغام والإظهار وقد تقدم ذكر علله في يس
سورة الحاقة
قوله تعالى أن كان ذا مال يقرا بهمزتين وبهمزة ومدة وبهمزة واحدة على لفظ الإخبار وقد ذكرت علله فيما سلف
قوله تعالى ليزلقونك يقرا بضم الياء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه ماخوذ من فعل رباعي والحجة لمن فتح أنه ماخوذ من فعل ثلاثي ومعناهما ليصيبونك بأبصارهم لا بأعينهم وكان أحدهم إذا أراد ذلك من شيء تجوع له ثلاثا ثم مر عليه متعجبا منه فبلغ ما يريده ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم فوقاه الله شرهم
قوله تعالى عن ساق يقرأ بألف إجماع إلا ما روى من الهمز عن ابن كثير
ومن سورة الحاقة
قوله تعالى ومن قبله يقرأ بكسر القاف وفتح الباء وبفتح القاف وسكون الباء فالحجة لمن كسر القاف أنه جعلها بمعنى عنده ومعه والحجة لمن فتحها انه أراد ومن تقدمه من أهل الكفر والضلال
قوله تعالى لا يخفى منكم خافية يقرأ بالياء والتاء فأما قوله خافية فقيل أراد نفس خافية وقيل أراد فعلة خافية
قوله تعالى قليلا ما يؤمنون و قليلا ما يذكرون يقرآن بالياء والتاء و قليلا منصوب بما بعده
فإن قيل ما هذا الإيمان القليل وهم في النار قيل إقرارهم بأن الله تعالى خلقهم فهذا إيمان وكفرهم بنبوة محمد عليه السلام أبطل إيمانهم بالله عز و جل وأوجب النار لهم
ومن سورة السائل المعارج
قوله تعالى سأل سائل يقرآن بإثبات الهمز وطرحه فالحجة لمن همز أنه أتى به على الأصل والحجة لمن ترك الهمز أنه أراد التخفيف ويحتمل أن يكون أراد الفعل الماضي من السيل فلم يهمزه وهمز الإسم لأنه جعله إسم الفاعل أو إسم واد في جهنم كما قال تعالى فسوف يلقون غيا فيكون الباء في القراءة الأولى بمعنى عن وفي الثانية بمعنى الباء لأيصال الفعل فأما همز سائل فواجب من الوجهين
قوله تعالى نزاعة للشوى يقرأ بالرفع والنصب فالحججة لمن رفع أنه جعله بدلا من لظى أو أضمر لها ما يرفعها به والحجة لمن نصب انه نصب على الحال أو القطع ومعناه أن لظى معرفة و نزاعة نكرة وهما جنسان فلما لم تتبع النكرة المعرفة في النعت قطعت منها فنصبت ومعنى الحال أنها وصف هيئة الفاعل والمفعول في حال اتصال الفعل طال أو قصر ودليلها إدخال كيف على الفعل والفاعل فيكون في الحال الجواب كقولك كيف أقبل زيد فتقول ماشيا أو راكبا وما اشبه ذلك فأما الشوى فالأطراف وجلدة الرأس
قوله تعالى لأماناتهم و بشهاداتهم يقرآن بالتوحيد والجمع وقد ذكرت علله في المؤمنين
قوله تعالى يوم يخرجون يقرأ بضم الياء وفتحها وقد ذكرت علله في غير موضع
قوله تعالى إلى نصب يقرا بضم النون وفتحها وإسكان الصاد وضمها

سورة نوح فالحجة لمن قرأه بضمتين أنه أراد جمع نصب ونصب كرهن ورهن والحجة لمن فتح وأسكن أنه جعله ما نصب لهم كالعلم أو الغاية المطلوبة ومعنى يوفضون يسرعون
ومن سورة نوح عليه السلام
قوله تعالى أن اعبدوا الله يقرأ بضم النون وكسرها وقد ذكر فيما تقدم قوله تعالى ماله وولده يقرأ بضم الواو وإسكان اللام وبفتحهما معا فالمفتوح واحد والضم جمع كما قالوا أسد وأسد وقيل هما لغتان في الواحد كما قالوا عدم وعدم ومنه المثل ولدك من دمي عقبيك أي من ولدته
قوله تعالى ودا يقرأ بفتح الواو والضم وهما لغتان في إسم الصنم وقيل الضم في المحبة والفتح في إسم الصنم
قوله تعالى مما خطياتهم إجماع القراء على جمع السلامة إلا أبا عمرو فإنه قرأه خطاياهم على جمع التكسير وقال إن قوما كفروا ألف سنة لم يكن لهم إلا خطيات بل خطايا واحتج أصحاب القراءة الأولى بأن الألف والتاء قد تأتي على الجمع القليل والكثير ودليله قوله تعالى ما نفذت كلمات الله ولا يقال هذا جمع قليل
قوله تعالى دعائي إلا يقرا بالمد وفتح الياء وإسكانها ومثله الياء في بيتي وقد ذكر

سورة الجن والمزمل
ومن سورة الجن
قوله تعالى أنه استمع و ان لو استقاموا و أن المساجد و أنه لما قام هذه الأربعة تقرأ بالفتح وباقي ما قبلها بالكسر فالفتح بالعطف على قوله قل أوحي إلي أنه والكسر بالعطف على قوله فقالوا إنا سمعنا فأما إذا جاءت أن بعد الفاء التي في جواب الشرط كانت بالكسر لا غير
قوله تعالى نسلكه يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه رده على قوله ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه ربه والحجة لمن قرأه بالنون انه أراد به إخبار الله تعالى عن نفسه عز و جل
قوله تعالى قل إنما أدعو ربي يقرأ بإثبات الألف على وجه الإخبار وبطرحها على الأمر فالحجة لمن أثبت أنه أراد الأمر أولا فلما فعل أخبر بذلك عنه والحجة لمن طرحها أنه أتى بلفظ ما خاطبه الله به من الأمر له
قوله تعالى لبدا يقرأ بكسر اللام وضمها فالحجة لمن كسر أنه جعله جمع لبدة ولبد كما قالوا قربه وقرب والحجة لمن ضمن انه جعله لبده ولبد كما قالوا غرفة وغرف ومعناهما اجتماع الجن على اكتاف النبي صلى الله عليه و سلم لاستماع القرآن وهو مأخوذ من الشعر المتكاثف بين كتفي الأسد
ومن سورة المزمل
قوله تعالى هي أشد وطأ يقرأ بكسر الواو وفتح الطاء والمد وبفتح الواو وإسكان الطاء والقصر فالحجة لمن مد أنه جعله مصدر واطأ يواطىء مواطأة وطاء ومعناه يواطىء السمع القلب لأن صلاة الليل أثقل من صلاة النهار لما يغشي الإنسان من النعاس ومعناه أشد مكابدة ومنه قوله عليه السلام اللهم أشدد وطأتك على مضر
سورة المدثر
قوله تعالى رب المشرق يقرأ بالرفع والخفض وقد ذكر في الدخان قوله تعالى ونصفه وثلثه يقرآن بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب أنه أبدله من قوله تقوم أدنى أو أضمر له فعلا مثله والحجة لمن خفض أنه رده على قوله من ثلثي الليل
ومن سورة المدثر
قوله تعالى والرجز فاهجر يقرا بكسر الراء وضمها فمن كسر أراد الشرك ومن ضم أراد إسم الصنمين إساف ونائلة وقيل الرجز بالكسر العذاب لأنه عن الشرك يكون وقيل أصل الزاي في الرجز السين كما تقول العرب الأزد والأسد فأما الرجس فما يعاف من المطعم والمشرب والمعبودات من دون الله عز و جل
قوله تعالى والليل إذ أدبر يقرأ بإسكان الذال وقطع الألف بعدها وبفتح الذال والوقوف على الألف بعدها وحذف الهمزة من أدبر فالحجة لمن قرأه بقطع الألف أنه زاوج بذلك بين لفظ ادبر وأسفر والحجة لمن حذف الهمزة أنه أراد به معنى ولى وذهب والعرب تقول أدبر عني أي ولى ودبر جاء خلفي وقيل هما لغتان بمعنى واحد أدبر ودبر وأقبل وقبل
قوله تعالى كأنهم حمر مستنفرة يقرأ بكسر الفاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل الفعل لها وأنشد
... اربط حمارك إنه مستنفر ... في إثر أحمرة عمدن لغرب
سورة القيامة
فلا يجوز فتح الفاء ها هنا لأن الفعل له ولم يفعل ذلك أحد به والحجة لمن فتح أنه جعلهن مفعولا بهن لم يسم فاعلهن
وسمع أعرابي قارئا يقرأ كأنهن حمر مستنفرة بفتح الفاء فقال طلبها قسورة فلما سمع فرت من قسورة قال مستنفرة إذا فالقسمورة الرماة والقسورة الأسد فأما قول أمرىء القيس
... وعمرو بن درماء الهمام إذ مشى ... بذي شطب عضب كمشية قسورا ...
فإنه أراد قسورة ثم رخم الهاء وأتى بألف القافية
قوله تعالى كلا بل لا يخافون يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه رده على قوله بل يريد كل امرىء منهم والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعلهم مخاطبين فدل عليهم بالتاء
قوله تعالى وما يذكرون يقرأ بالياء إجماعا إلا ما تفرد به نافع من التاء على معنى الخطاب فأما تخفيفه فإجماع
ومن سورة القيامة
قوله تعالى لا أقسم يقرأ بالمد والقصر فالحجة لمن مد أنه أراد دخول لا على أقسم وفي دخولها غير وجه
قال قوم هي زائدة صلة للكلام والتقدير أقسم بيوم القيامة
سورة القيامة
وقال من يرد ذلك العرب لا تزيد لا في أول الكلام ولكنها هاهنا رد لقول من أنكر البعث وكفر بالتنزيل فقيل له لا ليس كما تقول اقسم بيوم القيامة والحجة لمن قصر انه جعلها لام التأكيد دخلت على أقسم والاختيار لجاعلها لام التأكيد ان يدخل عليها النون الشديدة كقوله لأعذبنه عذابا شديدا واحتج ان الله عز و جل اقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة
قوله تعالى اذا برق البصر اجماع القراء كسر الراء الا نافعا فإنه فتحها فالحجة لمن كسر ان الكسر لا يكون الا في التحير وانشد ... لما أتاني ابن صبيح طالبا ... أعطيته عيساء منها فبرق ...
أي تحير فأما الفتح فلا يكون الا الضياء وظهوره كقولهم برق الصبح والبرق اذا لمعا وأضاءا وقال أهل اللغة برق وبرق فهما بمعنى واحد وهو تحير الناظر عند الموت والعرب تقول لكل داخل برقة أي دهشة وحيرة
قوله تعالى بل تحبون العاجلة ويذرون يقرآن بالياء والتاء فالحجة لمن قرأهما بالياء انه ردهما على معنى قوله ينبأ الانسان لانه بمعنى الناس والحجة لمن قرأهما بالتاء انه اراد قل لهم يا محمد بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة
قوله تعالى من راق اجمع القراء على قراءتها بالوصل والادغام الا ما رواه حفص عن عاصم بقطعها وسكتة عليها ثم يبتديء راق ومعنى راق فاعل من الرقية وقيل من الرقي بالروح الى السماء وكان ابو بكر بن مجاهد رضي الله عنه يقرأ بهذه السورة في صلاة الصبح فيعتمد الوقف على الياء من قوله التراقي ويبين الياء

قوله تعالى من مني يمنى اجمع القراء فيه على التاء ردا على المعنى الا ما رواه حفص عن عاصم بالياء ردا على النطفة ومثله يغشى طائفة وتغلى بالياء والتاء

ومن سورة الانسان
قوله تعالى سلاسل يقرأ بالتنوين وتركه فالحجة لمن نون انه شاكل به ما قبله من رؤوس الآي لانها بالالف وان لم تكن رأس آية ووقف عليهما بالالف والحجة لمن ترك التنوين قال هي على وزن فعالل وهذا الوزن لان ينصرف الا في ضرورة شاعر وليس في القرآن ضرورة وكان ابو عمرو يتبع السواد في الوقف فيقف بالالف ويحذف عند الادراج
قوله تعالى كانت قوارير قواريرا يقرآن معا بالتنوين وبالالف في الوقف وبطرح التنوين فيهما والوقف على الاول وعلى الثاني بغير ألف الا ما روي عن حمزة انه كان يقف عليهما بغير الف فالحجة لمن قرأهما بالتنوين انه نون الاولى لانها رأس آية وكتابتها في السواد بألف وأتبعها الثانية لفظا لقربها منها وكراهية للمخالفة بينهما وهما سيان كما قال الكسائي ألا إن ثمودا كفروا ربهم الا بعدا لثمود فصرف الثاني لقربه من الاول والحجة لمن ترك التنوين انه اتى بمحض قياس العربية لانه

سورة الإنسان على وزن فواعيل وهذا الوزن نهاية الجمع المخالف لبناء الواحد فهذا ثقل وهو مع ذلك جمع والجمع فيه ثقل ثان فلما اجتمع فيه ثقلان منعاه من الصرف
فأما الوقف عليه في هذه القراءة بالالف فاتباع للخط ولان من العرب من يقول رأيت عمرا فيقف على ما لا ينصرف بالالف ولزم حمزة القياس وصلا ووقفا
وأراد بقوله من فضة صفاء لونها وانها تؤدي ما داخلها كما يؤدي الزجاج
قوله تعالى عاليهم يقرأ بفتح الياء وسكونها فالحجة لمن فتح انه جعله ظرفا من المكان لان الثاني فيه غير الاول كما تقول فوقك السقف وامامك الخير والحجة لمن اسكن انه جعله اسما واراد به ان الاول هو الثاني كما تقول فوقك رأسك وامامك طهرك فهذا فرق ما بين الظرف والاسم في هذا القبيل وما اشبهه فمن فتح الياء ضم الهاء ومن اسكنها كسر الهاء
قوله تعالى خضر واستبرق يقرآن بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع انه جعل الخضر نعتا للثياب وعطف الاستبرق عليها ودليله قوله يلبسون ثيابا خضرا على النعت والحجة لمن خفض انه جعل الخضر نعتا للسندس وجعل الاستبرق عطفا على سندس واصله بالعجمية استبره فعربته العرب فقالت استبرق وهو الديباج الغليظ
قوله تعالى وما يشاؤون يقرأ بالياء والتاء وقد تقدم ذكره فيما سلف

ومن سورة المرسلات
قوله تعالى عذرا او نذرا يقرآن بضم الذالين واسكانهما وبإسكان الذال الاولى وضم الثانية فالحجة لمن ضم انه اراد جمع عذير و نذير ودليله فما تغن النذر والحجة لمن اسكن الاولى وحرك الثانية انه اتى باللغتين ليعلم جوازهما واجماعهم على تخفيف الاولى يوجب تخفيف الثانية
قوله تعالى أقتت يقرأ بالهمزة وبالواو فالحجة لمن همز انه استثقل الضمة على الواو فقلبها همزة كما يستثقلون كسرها فيقلبونها همزة في قولهم وشاح واشاح والقلب شائع في كلامهم والحجة لمن قرأ بالواو انه اتى بالكلام على اصله لان وزن وقتت فعلت من الوقت ودليله قوله تعالى ووفيت بالواو اجماع
قوله تعالى فقدرنا بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن خفف انه اتى بالفعل على ما اتى به اسم الفاعل بعده في قوله القادرون لان وزن اسم الفاعل من فعل فاعل ومن افعل مفعل ومن فعل مفعل ومن فعل فعيل ومن فعل فعل والحجة لمن شدد انه اتى باللغتين معا ودليله قوله تعالى فمهل الكافرين أمهلهم ولم يقل مهلهم والعرب تقول قدرت الشيء مخففا بمعنى قدرته مشددا
قوله تعالى كأنه جمالات يقرأ جمالة بلفظ الواحد وجمالات بلفظ الجمع فالحجة لمن قرأه بلفظ الواحد انه عنده بمعنى الجمع لانه منعوت بالجمع في قوله صفر والحجة لمن قرأه جمالات انه اراد به جمع الجمع كما قالوا رجال ورجالات
والهاء في قوله كأنه كناية عن الشرر والقصر ها هنا قيل شبه

الشرر في عظمه بالقصر المبنى وقيل كأصول الشجر العظام والصفر ها هنا السود فأما في البقرة فصفر لقوله فاقع لونها

سورة النبأ
ومن سورة عم يتساءلون
قوله تعالى كلا سيعلمون في الموضعين يقرآن بالياء الا ما رواه ابن مجاهد عن ابن عامر من التاء والاختيار الياء لقوله تعالى الذي هم فيه مختلفون ولم يقل أنتم
قوله تعالى وفتحت السماء يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر وجه ذلك في الزمر
وقوله تعالى وغساقا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علته في صاد
قوله تعالى لا بثين فيها يقرأ بإثبات الالف الا حمزة فإنه حذفها فالحجة لمن اثبت انه اتى به على القياس كقولهم عالم وقادر والحجة لمن حذف انه اتى به على وزن فرح وحذر ومعنى اللبث طول الاقامة
قوله تعالى لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد انه اراد المصدر من قوله وكذبوا وهو على وجهين تكذيبا وكذابا فدليل الاولى قوله وكلم الله موسى تكليما ودليل الثاني وكذبوا بآياتنا كذابا والحجة لمن خفف انه اراد المصدر من قولهم كاذبته مكاذبة وكذابا كما قالوا قاتلته مقاتلة وقتالا
سورة النازعات
قوله تعالى رب السموات والارض وما بينهما الرحمن يقرأ رب والرحمن بالرفع والخفض فيهما وبخفض رب ورفع الرحمن فالحجة لمن رفعهما انه استأنفهما مبتدئا ومخبرا فرفعهما والحجة لمن خفضهما انه ابدلهما من قوله تعالى جزاء من ربك رب السموات والارض الرحمن والحجة لمن خفض الاول انه جعله بدلا ورفع الثاني مستأنفا والخبر قوله لا يملكون منه لان الهاء التي في منه عائدة عليه
ومن سورة النازعات
قوله تعالى أئذا كنا عظاما مذكور في نظائره
قوله تعالى ناخرة يقرأ بإثبات الالف وحذفها فالحجة لمن اثبت انه اراد عظاما عارية من اللحم مجوفة والحجة لمن حذف انه اراد بالية قد صارت ترابا وقيل هما لغتان مثل طمع وطامع والاجود اثبات الالف ليوافق اللفظ ما قبلها وبعدها من رؤوس الآي
قوله تعالى طوى اذهب يقرأ بالتنوين وكسره لالتقاء الساكنين وبحذف التنوين واسكان الياء وقد ذكرت علله في سورة طه مستقصاة
قوله تعالى الى ان تزكي يقرأ بالتشديد والتخفيف على ما ذكرناه في نظائره ومعنى التخفيف ها هنا ان يكون زاكيا ومعنى التشديد ان يتفعل من الزكاة أي يتصدق وموسى لا يدعو فرعون مع علمه بكفره الى ان يتصدق ودليله قوله أقتلت نفسا زاكية وزكية ولم يقل متزكية
قوله تعالى أئنا يقرأ بهمزتين محققتين وتشديد النون وبهمزة وياء ونون مشددة وبهمزة ونونين الاولى مشددة وقد ذكرت علله فيما سلف بما يغني عن اعادة قول فيه في هذا الموضع

ومن سورة عبس
قوله تعالى فتنفعه الذكرى الرفع فيه اجماع الا ما روى من نصبه عن عاصم وقد ذكر في سورة المؤمن
قوله تعالى فأنت له تصدى يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد تقدم ذكر علته ومعناه فتتعرض له ومعنى تلهى تعرض عنه
قوله تعالى إنا صببنا يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر انه جعل الكلام تاما عند قوله الى طعامه ثم استأنف فكسرها للابتداء بها والحجة لمن فتح انه اراد اعادة الفعل وادخال حرف الخفض والحدائق جمع حديقة وهي البساتين والغلب الملتفة بالشجر والنبات والاب المرعى

ومن سورة التكوير
قوله تعالى واذا البحار سجرت يقرأ بالتخفيف والتشديد فالحجة لمن حفف انه اراد به ملئت مرة واحدة ودليله قوله والبحر المسجور والحجة لمن شدد انه اراد انها تفتح فيفضي بعضها الى بعض فتصير بحرا واحدا
والفرق بين الخلف في هذا والاتفاق على تخفيف واذا الوحوش حشرت ان حشر الوحوش انما هو موتها وفناؤها او حشرها لتقتص لبعضها من بعض ثم يقال لها كوني ترابا والتشديد انما هو للمداومة وتكرير الفعل ولا وجه لذلك في حشر الوحوش
قوله تعالى نشرت يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد انه اراد نشر كل صحيفة منها فقد دام الفعل وتكرر ودليله قوله ان يؤتى صحفا منشرة
سورة الإنفطار والحجة لمن حفف انه اراد نشرها مرة واحدة ودليله قوله في
رق منشور والحجة في قوله واذا الجحيم سعرت كالحجة فيما تقدم
قوله تعالى وما هو على الغيب بظنين يقرأ بالضاد والظاء فوجه الضاد يراد به ما هو بخيل ووجه الظاء يراد به ما هو بمتهم والغيب ها هنا ما غاب عن المخلوقين واستتر مما أوحى الله عز و جل اليه واعلمه به واما قوله يؤمنون بالغيب قيل بالله عز و جل وقيل بما غاب عنهم مما أنبأهم به الرسول عليه السلام من أمر الآخرة والبعث والنشور وقيل بيوم القيامة والغيب عند العرب الليل لظلمته وستره كل شيء بها
ومن سورة الانفطار
قوله تعالى اذا السماء انفطرت وما اشبهها مما اخبر فيه عن مستقبل بلفظ الماضي فمعناه انه كائن عنده لا محالة وواقع لا شك فيه
والفعل الماضي يأتي بلفظه ومعناه الاستقبال في ثلاثة مواضع فيما اخبر الله عز و جل به وفي الشرط وفي الدعاء فما اتاك في هذه الثلاثة بلفظ الماضي فمعناه الاستقبال ودليله واضح بين
قوله تعالى فعد لك يقرأ بالتشديد والتخفيف فوجه التشديد فيه قومك وساوى بين ما ازدوج من اعضائك ووجه التخفيف انه صرفك الى أي صورة شاء من طويل وقصير وحسن وقبيح
فأما قوله هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء فمعناه ان النطفة اذا قامت اربعين يوما صارت علقة اربعين يوما ومضغة اربعين يوما ثم يرسل الله تعالى اليها ملكا معه تراب من تربة العبد فيعجنه بها ثم يقول يا رب طويل ام قصير غني
سورة المطففين أم فقير شقي ام سعيد فهذا معنى قوله
كيف يشاء
قوله تعالى وما أدراك يقرأ بالإمالة والتفخيم وبين ذلك وقد ذكرت الحجة فيه
وما كان في كتاب الله تعالى من قوله وما أدراك فقد ادراه وما كان فيه من قوله وما يدريك فلم يدره بعد
قوله تعالى يوم لا يملك يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع انه جعله بدلا من اليوم الاول واضمر له هو اشارة الى ما تقدم وكناية عنه فرفعه به والحجة لمن نصب انه جعله ظرفا للدين والدين الجزاء
فإن قيل فما معنى قوله والامر يومئذ لله وكل الامور له تعالى في ذلك اليوم وغيره فقل لما كان الله تعالى قد استخلف قوما فيما هو ملك له ونسب الملك اليهم مجازا عرفهم انه لا يملك يوم الدين احد ولا يستخلف فيه من عباده سواه
ومن سورة المطففين
قوله تعالى بل ران على قلوبهم اتفق القراء على ادغام اللام في الراء لقر بها منها في المخرج الا ما رواه حفص عن عاصم من وقوفه على اللام وقفه خفيفة ثم يبتديء ران على قلوبهم ليعلم بانفصال اللام من الراء وأن كل واحدة منهما كلمة بذاتها فرقا بين ما ينفصل من ذلك فيوقف عليه وبين ما يتصل فلا يوقف عليه كقولك الرحمن الرحيم
فاما الامالة فيه والتفخيم فقد ذكرت علل ذلك في عدة مواضع
قوله تعالى ختامه مسك اجماع القراء فيه على كسر الخاء وكون التاء قبل

سورة الإنشقاق الالف يراد به آخر شرابهم مسك أي مختوم بمسك والختام اسم ما يطبع عليه الخاتم من كل مختوم عليه الا ما اختاره الكسائي من فتح الخاء وتأخير التاء مفتوحة بعد الالف يريد به آخر الكأس التي يشربونها مسك كما تقول خاتمته مسك وكسر التاء ايضا جائز وقد ذكر في الاحزاب
قوله تعالى ان كتاب الابرار يقرأ بالامالة والتفخيم وقد ذكر مع نظائره
قوله تعالى فاكهين يقرأ بإثبات الالف وحذفها والحجة فيه كالحجة في قوله فارهين و لابثين والمعنى فيه معجبين ومنه الفكاهة وهي المزاح والدعابة

ومن سورة الانشقاق
قوله تعالى ويصلى سعيرا يقرأ بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام وبفتح الياء واسكان الصاد وتخفيف اللام فالحجة لمن شدد انه اراد بذلك دوام العذاب عليهم ودليله قوله وتصلية جحيم لان وزنها تفعلة وتفعلة لا تأتي الا مصدرا ل فعلته بتشديد العين كقولك عزيته تعزية والحجة لمن خفف انه اخذه من صلى يصلي فهو صال ودليله قوله تعالى الا من هو صال الجحيم والسعير في اللغة شدة حر النار وسرعة توقدها
فأما قوله زدناهم سعيرا فقيل وقودا وتلهبا وقيل قلقا كالجنون
سورة البروج
قوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق يقرأ بضم الباء وفتحها فالحجة لمن قرأه بالضم انه خاطب بالفعل جمعا واصله لتركبون فذهبت الواو لسكونها وسكون النون المدغمه فبقيت الباء على اصلها الذي كانت عليه والحجة لمن قرأه بالفتح انه افرد النبي عليه السلام بالخطاب واراد به لتركبن يا محمد طبقا من اطباق السماء بعد طبق ولترتقين حالا بعد حال
وهذه اللام دخلت للتأكد او لجواب قسم مقدر والنون للتأكيد ايضا وهي تدخل في الفعل ثقيلة وخفيفة في مواضع قد ذكرت في يونس
وكان المحمدان ابن مجاهد وابن الانباري يتعمدان الوقف اذا قرآ بهذه السورة في صلاة الصبح على قوله فبشرهم بعذاب أليم ثم يبتدئان بقولك الا الذين آمنوا فسئلا عن ذلك فقالا الاستثناء ها هنا منقطع مما قبله غير متصل به وانما هو بمعنى لكن الذين آمنوا واذا كان الاستثناء منقطعا مما قبله كان الابتداء مما يأتي بعده وجه الكلام
ومن سورة البروج
قوله تعالى ذو العرش المجيد يقرأ بكسر الدال وضمها فالحجة لمن قرأه بالخفض انه جعله وصفا للعرش ومعنى المجيد الرفيع ودليه قوله تعالى رفيع الدرجات ذو العرش والحجة لمن قرأه بالرفع انه جعله نعتا لله عز و جل مردودا على قوله وهو الغفور الودود المجيد ذو العرش فأخره ليوافق رؤوس الآي ودليله
سورة الطارق والأعلى قوله
انه حميد مجيد واما قوله بل هو قرأن مجيد فلا خلاف في رفعه
قوله تعالى في لوح محفوظ اجماع القراء على قراءته بالخفض الا ما اختاره نافع من الرفع فيه والعلة في الوجهين كالعلة في المجيد
ومن سورة الطارق
قوله تعالى لما عليها حافظ يقرأ بتشديد الميم وتخفيفها فالحجة لمن شدد انه جعل ان بمعنى ما الجاحدة وجعل لما بمعنى الا للتحقيق والتقدير ما كل نفس الا عليها حافظ من الله تعالى والحجة لمن خفف انه جعل ان خفيفة من الثقيلة وجعل ما صلة مؤكدة والتقدير ان كل نفس لعليها حافظ
ولان المكسورة الخفيفة اقسام تكون خفيفة من الشديدة وبمعنى ما وحرف شرط وزائدة وبمعنى اذ وبمعنى قد وبمعنى لم
ولان المخففة المفتوحة اقسام ايضا تكون خفيفة من الشديدة وحرفا ناصبا للفعل المضارع وتكون زائدة وتكون بمعنى أي
ومن سورة الاعلى
كل ما كان من اواخر آي هذه السورة فانه يقرأ بالامالة والتفخيم وبين ذلك وقد ذكرت علله فيما سلف
قوله تعالى والذي قدر فهدى يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد قوله تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا والحجة لمن خفف انه طابق بين اللفظين فجعل قدرك هدى وقيل معناه فهدى وأضل فحذف اضل للدلالة ولموافقة رؤوس الآي كما قال عن اليمين وعن الشمال قعيد يريد
سورة الغاشية والفجر قعيدا وقيل قدر الذكر للانثى وهداه لاتيانها
قوله تعالى بل يؤثرون يقرأ بالياء والتاء وبالاظهار والادغام وقد ذكر ذلك فيما مضى واوضحت الحجة فيه بما يغنى عن اعادته ها هنا
ومن سورة الغاشية
قوله تعالى تصلى نارا حامية يقرأ بضم التاء وفتحها فالحجة لمن قرأه بالضم انه طابق بذلك بين لفظه ولفظ قوله يسقى والحجة لمن فتح انه اتى بالفعل على اصله وبناه لفاعله
قوله تعالى لا تسمع فيها لاغية يقرأ بالتاء والياء وضمها والرفع ويقرأ بالتاء مفتوحة والنصب والحجة لمن قرأه بضم الياء والتاء انه جعله مبنيا لما لم يسم فاعله ورفع الاسم بعده والحجة لمن قرأه بفتح التاء انه قصد النبي صلى الله عليه و سلم بالخطاب ونصب لاغية بتعدي الفعل اليها
قوله تعالى لست عليهم بمصيطر يقرأ بالصاد والسين واشمام الزاي وقد ذكرت علل ذلك في الطور
ومن سورة الفجر
قوله تعالى والشفع والوتر يقرأ بفتح الواو وكسرها فالحجة لمن كسر أنه جعل الشفع الزوج وهما آدم وحواء والوتر الفرد وهو الله عز و جل وقيل بل الشفع ما ازدوج من الصلوات كالغداة والظهر والعصر والوتر ما انفرد منها كصلاة المغرب وركعة الوتر والحجة لمن فتح انه طابق بين لفظ الشفع ولفظ الوتر وقيل الفتح والكسر فيه اذا كان بمعنى الفرد لغتان فصيحتان فالفتح لاهل الحجاز
سورة الفجر والكسر لتميم فأما من الترة والذحل فبالكسر لا غير وهو
المطالبة بالدم ولا يستعمل في غيره
قوله تعالى اذا يسري يقرأ بإثبات الياء وصلا ووقفا وبحذفها كذلك وبإثباتها وصلا وحذفها وقفا وقد تقدم الاحتجاج لذلك بما يغني عن اعادته ها هنا ومثله قوله بالوادي
قوله تعالى فقدر عليه رزقه يقرا بتشديد الدال وتخفيفها وقد تقدمت الحجة في ذلك مستقصاة في غير موضع
قوله تعالى اكرمن و أهانن يقرأ بإثبات الياء فيهما وصلا وحذفها وقفا واسكان النون من غير كسر واحتج قاريء ذلك بقول الاعشي ... ومن شأنيء ظاهر غمره ... اذا ما انتسبت له أنكرن ...
قوله تعالى كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحضون و يأكلون وتحبون يقرأن كلهن بالياء والتاء الا ما قرأه اهل الكوفة ولا تحاضون بزيادة الف بين الحاء والضاد فالحجة لمن قرأه بالياء انه رده على ما قبله والحجة لمن قرأه بالتاء

سورة البلد انه دل بذلك على ان النبي صلى الله عليه و سلم خاطبهم به والحجة للكوفيين في زيادة الالف قرب معنى فاعلته من فعلته
قوله تعال فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد يقرآن بكسر الذال والثاء وفتحهما فالحجة لمن كسرهما انه جعلهما فعلين لفاعل هو الله عز و جل ومعناه لا يعذب عذاب الله احد ولا يوثق وثاق الله احد كما كانوا يعهدون في الدنيا فالهاء كناية عن الله عز و جل في موضع خفض والحجة لمن فتح انه جعلهما فعلين لم يسم فاعلهما ورفع احدا لانه اقامه مقام الفاعل والهاء في موضع خفض لانها للمعذب

ومن سورة البلد
قوله تعالى فك رقبة أو اطعام يقرآن بالرفع لانهما مصدران فالاول مضاف فحذف التنوين منه لمكان الاضافة والثاني مفرد فثبت التنوين فيه لمكان الافراد ويقرآن بالفتح لانهما فعلان ماضيان فالحجة لمن جعلهما مصدرين معناه عنده فاقتحام العقبة وهي الصراط فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة وهي المجاعة يتيما ثم علق ذلك بشرط الايمان
وفي نصب اليتيم ها هنا خلف بين النحويين قال البصريون المصدر اذا دخله التنوين او الالف واللام عمل عمل الفعل بمعناه لانه اصل للفعل والفعل مشتق منه مبني للازمنه الثلاثة فهو يعمل بالمعنى عمل الفعل باللفظ
وقال الكوفيون المصدر اذا نون او دخلت عليه الالف واللام لم يعمل في الاسماء لانه قد دخل في جملة الاسماء وحصل في حيزها والاسم لا يعمل في الاسم نصبا فقيل لهم فبم تنصبون يتيما ها هنا فقالوا بمشتق من المصدر وهو الفعل ويكون قوله مسكينا معطوفا على قوله يتيما والحجة لمن فتحهما انه بناهما بناء الفعل الماضي وجعل فاعلهما الانسان المقدم ذكره والرقبة واليتيم منصوبان بتعدي
سورة الشمس الفعل اليهما والمقربة ها هنا القرابة اتى بها بهذا اللفظ
لمكان مسغبة و متربة
قوله تعالى عليهم نار مؤصدة ها هنا وفي الهمزة يقرآن بتحقيق الهمز وحذفه فالحجة لمن حقق الهمز انه اخذه من آصدت النار فهي مؤصدة والحجة لمن حذف الهمز انه اخذه من اوصدت النار فهي موصدة الا ان حمزة اذا وصل همز واذا وقف لم يهمز وهما لغتان فصيحتان معناهما اغلقت عليهم فهي مغلقة والمشأمة الشمال ها هنا وفي الواقعة بلغة بني غطيف
ومن سوة الشمس
ما كان في اواخر آيات هذه السورة يقرأ بالامالة والتفخيم وبينهما الا ما تفرد به حمزة من امالة ذوات الياء وتفخيم ذوات الواو ولم يفرق الباقون بينهما لمجاورة ذوات الواو ذوات الياء ها هنا وفيما شاكله من امثاله وقذ ذكرت الحجة فيه
قوله تعالى كذبت ثمود يقرأ بالادغام والاظهار وقد ذكرت علل ذلك فيما مضى
قوله تعالى ولا يخاف عقباها يقرأ بالواو والفاء فالحجة لمن قرأه بالواو انه انتهى بالكلام عند قوله فسواها الى التمام ثم استأنف بالواو لانه ليس من فعلهم ولا متصلا بما تقدم لهم والحجة لمن قرأه بالفاء انه اتبغ الكلام بعضه بعضا وعطف آخره على اوله شيئا فشيئا فكانت الفاء بذلك اولى لانها تأتي بالكلام مرتبا ويجعل الآخر بعد الاول ومعنى قوله فدمدم أي فهدم ومعنى فسواها أي سوى بيوتهم قبورهم وعقباها يريد عاقبة امرها يريد بالهاء والالف يخاف عقبى من اهلك فيها
سورة الضحى والعلق
ومن سورة والضحى لان
سورة والليل لا خلاف فيها الا الامالة والتفخيم
قوله تعالى والضحى قسم وكان ابن كثير يكبر من اول هذه السورة الى ان يختم فيقول اذا انقضت السورة الله اكبر بسم الله الرحمن الرحيم الى آخر القرآن يختم وحجته في ذلك ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يفعل ذلك
ووجهه ان الوحي ابطأ عنه اربعين صباحا فقال كفار قريش ومنافقوها قلاه ربه وودعه الناموس فأهبط الله عز و جل عليه جبريل عليه السلام فقال له يا محمد السلام عليك فقال وعليك السلام فقال صلى الله عليه و سلم سرورا بموافاة جبريل وابطال قول المشركين الله اكبر فقال جبريل اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ثم عدد عليه انعامه وذكره احسانه وادبه بأحسن الآداب
ومن سورة العلق
قوله تعالى ان رآه استغنى يقرأ بفتح الراء وكسر الهمزة وبكسرهما معا وبفتحهما معا وقد ذكرت علل ذلك قبل وروى قنبل هذا الحرف عن ابن كثير رأه بفتح الراء والهمزة والقصر على وزن رعه قال ابن مجاهد لا وجه له لانه حذف لام الفعل التي كانت مبدله من الياء وقال بعض اهل النظر احسن احوال ابن كثير ان يكون قرأ هذا الحرف بتقديم الالف التي بعد الهمزة وتأخير الهمزة الى

سورة القدر والقيمة موضع الالف ثم خفف الهمزة فحذف الالف لالتقاء الساكنين فبقي راه بألف ساكنة غير مهموزة الا ان الناقل لذلك عنه لم يضبط لفظه به هذه لغة مشهورة للعرب يقولون في رءاني راءني في سأاني ساءني قال شاعر هذه اللغة ... أو وليد معلل راء رؤيا ... فهو يهذي بما رأى في المنام ...

ومن سورة القدر
قوله تعالى حتى مطلع الفجر اجمع القراء على فتح اللام الا الكسائي فإنه قرأها بالكسر فالحجة لمن فتح انه اراد بذلك المصدر ومعناه حتى طلوع الفجر والحجة لمن كسر انه اراد الاسم او الموضع وقد شرح فيما تقدم بأبين من هذا وحتى ها هنا بمعنى الى
ومن سورة القيمة
قوله تعالى خير البرية و شر البرية يقرآن بتحقيق الهمز والتعويض منه مع التليين فالحجة لمن حقق الهمز انه اخذه من برأ الله الخلق ودليله قوله هو الله الخالق الباريء والحجة لمن ترك الهمز وشدد انه اراد الهمز فحذفه وعوض التشديد منه او يكون اخذ ذلك من البرى وهو التراب كما قيل ... بفيك من سار الى القوم البرى
سورة الزلزلة القارعة والتكاثر والهمزة
ومن سورة الزلزلة
وقوله تعالى خيرا يره وشرا يره بإشباع الضمة واختلاسها وقد ذكر في آل عمران
ومن سورة القارعة
قوله تعالى وما أدراك ما هيه يقرأ بإثبات الهاء وحذفها وعلله مذكورة في الانعام
ومن سورة التكاثر
قوله تعالى لترون الجحيم يقرأ بفتح التاء وضمها فالحجة لمن فتح انه دل بذلك على بناء الفعل لهم فجعلهم به فاعلين والحجة لمن ضم انه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله والاصل في الفعل لترأيون على وزن لتفعلون فنقلوا فتحة الهمزة الى الراء وهي ساكنة ففتحوها وحذفوا الهمزة تخفيفا فبقيت الياء مضمومة والضم فيها مستثقل فحذفوا الضمة عنها فبقيت ساكنة وواو الجمع ساكنة فحذفوا الياء لالتقاء الساكنين فالتقى حينئذ ساكنان واو الجمع والنون المدغمة فحذفوا الواو لالتقائهما فأما قوله ثم لترونهاعين اليقين بفتح التاء لا خلاف بينهم فيه
ومن سورة الهمزة
قوله تعالى الذي جمع مالا يقرأ بتشديد الميم وتخفيفها فالحجة لمن شدد انه اراد تكرار الفعل ومداومة الجمع والحجة لمن خفف انه اراد جمعا واحدا لمال واحد

قوله تعالى مؤصدة يقرأ بالهمز وتركه وقد ذكرت علته في سورة البلد
قوله تعالى في عمد يقرأ بضم العين والميم وفتحهما فالحجة لمن ضم انه جعله جمع عماد فقال عمد ودليله جدار جدر والحجة لمن فتح انه جعله جمع عمود فقال عمد كما قالوا اديم وادم وافيق وافق فإن قيل قإن ذلك بالواو وهذان بالياء فكيف اتفقا فقل لاتفاق حروف المد واللين في موضع واحد الا ترى انك تقول فراش وفرش وعمود وعمد وسرير وسرر فيتفق لفظ الجمع وان كانت ابنية الواحد مختلفة لاتفاق حروف المد واللين في موضع واحد

ومن سورة قريش
قوله تعالى لإيلاف قريش اتفق القراء على كسر اللام وهمزة مكسورة بعدها وياء بعد الهمزة الا ابن عامر فإنه قرأ بلام مكسروة وهمزة بعدها مقصورة من غير ياء ولا مد فالاصل عند من همز ومد لائلاف قريش لعفلاف قريش فجعل الهمزة الساكنة ياء لانكسار ما قبلها ثم لينها فالمد فيها لذلك كما قالوا ايمان في مصدر آمن والحجة لمن قصر انه اراد ايضا لإيلاف قريش فحذف المدة تخفيفا لمكان ثقل الهمزة فبقي على وزن لعلاف قريش فأما ايلافهم فلا خلف في همزة ومده واما اللام فقيل هي لام التعجب ومعناها اعجب يا محمد لايلاف الله عز و جل لقريش رحلتهم في الشتاء ورحلتهم في الصيف لان الله كفاهم ذلك وجبى اليهم ثمرات كل شيء
وقيل لام اضافة وصلت آخر ألم تر بأول لإيلاف فكأنه قال فجعلهم كعصف مأكول لايلاف قريش
سورة الماعون الكافرون والمسد
وقيل هي متصلة بقوله فليعبدوا رب هذا البيت لايلافه لهم ذلك على معنى التقديم والتأخير وكل حسن محتمل
ومن سورة أرأيت الماعون
قوله تعالى أرأيت يقرأ بتحقيق الهمزتين وبتحقيق الاولى وتليين الثانية وبتحقيق الاولى وحذف الثانية فالحجة لمن حققهما انه اتى باللفظ على الاصل والحجة لمن لين الثانية انه كره حذفها فأبقى دليلا عليها والحجة لمن حذف الثانية أنه اجتزأ بهمزة الاستفهام من همزة الاصل لانها في الفعل المضارع ساقطة بإجماع
ومن سورة الكافرون
قوله تعالى ولي دين يقرأ بحركة الياء الى الفتح وسكونها فالحجة لمن حركها انها حرف واحد اتصلت بحرف مكسور فقويت بالحركة لانها اسم والحجة لمن اسكن انها ياء اضافة اتصلت بلام مكسورة وحركتها تثقل فخففت بالاسكان
ومن سورة تبت
قوله تعالى تبت يدا أبي لهب يقرأ بإسكان الهاء وفتحها وهما لغتان كما قالوا وهب ووهب ونهر ونهر والاختيار الفتح لموافقة رؤوس الآي فأما ذات لهب فلا خلف في تحريكه
قوله تعالى حمالة الحطب يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع انه جعله خبر الابتداء والحجة لمن نصب انه اراد الذم والعرب تنصب بالذم والمدح والترحم بإضمار اعني ومعناه انها كانت تمشي بالنميمة فذمت بذلك
سورة الإخلاص والفلق والناس
ومن سورة الاخلاص
معنى قوله في اول هذه السورة قل وما شاكلها ان الله تعالى انزل القرآن الكريم على نبيه بلسان جبريل عليهما السلام فحكى لفظه فقال ان جبريل قال لي قل هو الله احد
قوله تعالى كفوا احد يقرأ بضم الكاف والفاء والهمز وطرحه وبضم الكاف واسكان الفاء والهمز وقد ذكرت علله في البقرة ذكرا يغني عن اعادته ها هنا
ومن سورة الفلق
لا خلاف فيها الا ما رواه احمد بن موسى عن ابي عمرو حاسد بالامالة والمشهور عنه التفخيم
ومن سورة الناس
لا خلف فيها الا ما رواه الحلواني عن ابي عمر عن الكسائي انه امال الناس في الخفض دون غيره
أقسام الكتاب
1 2