كتاب : تدريب الراوي في شرح تقريب النووي
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
ولو روى حديثا بإسناد ثم أتبعه إسنادا قال في آخره مثله فأراد السامع رواية المتن بالإسناد الثاني فالأظهر منعه وهو قول شعبة واجازه الثوري وابن معين إذا كان متحفظا مميزا بين الألفاظ وكان جماعة من العلماء إذا روى أحدهم مثل هذا ذكر الإسناد ثم قال مثل حديث قبله متنه كذا واختار الخطيب هذا وأما إذا قال نحوه فأجازه الثوري قلت والمسألة المبني عليها اشار إليها المصنف كابن الصلاح ولم يفرداها بالكلام عليها وقد عقد الرامهرمزي لذلك بابا فحكى عن الحسن والشعبي وعبيدة وإبراهيم وأبي نضرة الجواز إذا لم يغير المعنى قال المصنف وينبغي القطع به إذا لم يكن للمقدم ارتباطا بالمؤخر فائدة قال شيخ الإسلام تقديم الحديث على السند يقع لابن خزيمة إذا كان في السند من فيه مقال فيبتدئ به ثم بعد الفراغ يذكر السند قال وقد صرح ابن خزيمة بأن من رواه على غير ذلك الوجه لا يكون في حل منه فحينئذ ينبغي ان يمنع هذا ولو جوزنا الرواية بالمعنى ( ولو روي حديثا بإسناد ) له ( ثم أتبعه بإسناد آخر ) وحذف متنه أحاله على المتن الأول ( وقال في آخره مثله فأراد السامع ) لذلك منه ( رواية المتن ) الأول ( بالإسناد الثاني ) فقط ( فالأظهر منعه وهو قول شعبة واجازه ) سفيان ( الثوري وابن معين إذا كان ) الراوي ( متحفظا ) ضابطا ( مميزا بين الألفاظ ) ومعناه إن لم يكن كذلك ( وكان جماعة من العلماء إذا روى أحدهم مثل هذا ذكر الإسناد ثم قال مثل حديث قبله متنه كذا واختار الخطيب هذا وأما إذا قال نحوه فأجازه الثوري ) أيضا كمثله
ومنعه شعبة وابن معين قال الخطيب فرق ابن معين بين مثله ونحوه يصح على منع الرواية بالمعنى فأما على جوازها فلا فرق قال الحاكم يلزم الحديثي من الإتقان أن يفرق بين مثله ونحوه فلا يحل أن يقول مثله إلا إذا اتفقا في اللفظ ويحل نحوه إذا كان بمعناه الثاني عشر إذا ذكر الإسناد وبعض المتن ثم قال وذكر الحديث فأراد السامع روايته بكماله فهو أولى بالمنع من مثله ونحوه ( ومنعه شعبة ) وقال هو شك بل هو أولى من المنع في مثله ( وابن معين ) أيضا وإن جوزه في مثله ( قال الخطيب فرق ابن معين بين مثله ونحوه يصح على المنع الرواية بالمعنى فأما على جوازها فلا فرق قال الحاكم ) إن مما ( يلزم الحديثي من ) الضبط وو ( الإتقان أن يفرق بين مثله ونحوه فلا يحل أن يقول مثله إلا إذا ) علم أنهما ( اتفقا في اللفظ ويحل ) أن يقول ( نحوه إذا كان بمعناه ) ( الثاني عشر إذا ذكر الإسناد وبعض المتن ثم قال وذكر الحديث ) ولم يتمه أو قال بطوله أو الحديث وأضمر وذكر ( فأراد السامع روايته ) عنه ( بكماله فهو أولى بالمنع من ) مسألة ( مثله ونحوه ) السابقة لأنه إذا منع هناك مع أنه قد ساق فيها جميع المتن قبل ذلك بإسناد آخر فلان يمنع هنا ولم يسبق إلا بعض الحديث من باب أولى وبذلك جزم قوم
فمنعه الأستاذ أبو إسحاق وأجازه الإسماعيلي إذا عرف المحدث والسامع ذلك الحديث والاحتياط أن يقتصر على المذكور ثم يقول قال وذكر الحديث وهو هكذا ويسوقه بكماله وإذا جوز إطلاقه فالتحقيق أنه بطريق الإجازة القوية فيما لم يذكره الشيخ ولا يفتقر إلى إفراده بالإجازة الثالث عشر قال الشيخ الظاهر أنه لا يجوز تغيير قال النبي صلى الله عليه و سلم ( فمنعه الإسناد أبو إسحق ) ( 1 ) الإسفرايني ( وأجازه الإسماعيلي إذا عرف المحدث والسامع مثل ذلك الحديث ) قال ( والاحتياط أن يقتصر على المذكور ثم يقول قال وذكر الحديث وهو هكذا ) أو وتمامه كذا ( ويسوقه بكماله ) وفصل ابن كثير فقال إن كان سمع الحديث المشار إليه قبل ذلك على الشيخ في ذلك المجلس أو غيره جاز وإلا فلا ( وإذا جوز إطلاقه فالتحقيق أنه بطريق الإجازة القوية ) الأكيدة من جهات عديدة ( فيما لم يذكره الشيخ ) فجاز لهذا مع كونه أوله سماعا إدراج الباقي عليه ( ولا يفتقر إلى إفراده بالإجازة ) الثالث عشر ( قال الشيخ ) ابن الصلاح ( الظاهر أنه لا يجوز تغيير قال النبي صلى الله عليه و سلم
إلى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عكسه وإن جازت الرواية بالمعنى لاختلافه والصواب والله أعلم جوازه لأنه لا يختلف به هنا معنى وهو مذهب أحمد بن حنبل وحماد بن سلمة والخطيب إلى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عكسه وإن جازت الرواية بالمعنى ) وكان أحمد إذا كان في الكتاب عن النبي صلى الله عليه و سلم وقال المحدث رسول الله ضرب وكتب رسول الله وعتل ابن الصلاح ذلك ( لاختلافه ) أي اختلاف معنى النبي والرسول لأن الرسول من أوحي إليه للتبليغ والنبي من أوحي إليه للعمل فقط قال المصنف ( والصواب والله أعلم جوازه لأنه ) وإن اختلف معناه في الأصل ( لا يختلف به هنا معنى ) إذ المقصود نسبة القول لقائله وذلك حاصل بكل من الموضعين ( وهو مذهب أحمد بن حنبل ) كما سأله ابنه صالح عنه فقال أرجو ان لا يكون به بأس وما تقدم عنه محمول على استحباب اتباع اللفظ دون اللزوم ( وحماد بن سلمة والخطيب ) وبعضهم استدل للمنع بحديث البراء بن عازب في الدعاء عند النوم وفيه ونبيك الذي أرسلت فأعاده على النبي صلى الله عليه و سلم فقال ورسولك الذي أرسلت فقال لا ونبيك الذي أرسلت قال العراقي ولا دليل فيه لأن ألفاظ الأذكار توفيقية وربما كان في اللفظ سر لا يحصل بغيره ولعله أراد أن يجمع بين اللفظين في موضع واحد قال والصواب ما قاله النووي وكذا قال البلقيني وقال البدر بن جماعة لو قيل يجوز تغيير النبي إلى الرسول ولا يجوز عكسه لما بعد لأن في الرسول معنى زائدا على النبي
الرابع عشر إذا كان في سماعه بعض الوهن فعليه بيانه حال الرواية ومنه إذا حدثه من حفظه في المذاكرة فليقل حدثنا مذاكرة كما فعله الأئمة ومنع جماعة منهم الحمل عنهم حال المذاكرة وإذا كان الحديث عن ثقة ومجروح أو ثقتين فالأولى أن يذكرهما فإن اقتصر على ثقة فيهما لم يحرم ( الرابع عشر ) ( إذا كان في سماعه بعض الوهن ) أي الضعف ( فعليه بيانه حال الرواية ) فإن في إغفاله نوعا من التدليس وذلك كان يسمع من غير أصل أو يحدث هو أو الشيخ وقت القراءة أو حصل نوم أو نسخ أو سمع بقراءة مصحف أو لحان أو كان التسميع بخط من فيه نظر ( ومنه إذا حدثه من حفظه في المذاكرة ) نتساهلهم فيها ( فليقل حدثنا في المذاكرة ونحو ( كما فعله الأئمة ومنع جماعة منهم ) كابن مهدي وابن المبارك وأبي زرعة ( الحم عنهم حال المذاكرة لتساهلهم فيها ولأن الحفظ خوان وامتنع جماعة من رواية ما يحفظونه إلا من كتبهم لذلك ومنهم أحمد بن حنبل ( وإذا كان الحديث عن ) رجلين أحدهما ( ثقة و ) الآخر ( مجروح ) كحديث لأنس مثلا يرويه عنه ثابت البناني وأبان بن أبي عياش ( أو ) عن ( ثقتين فالأولى أن يذكرهما ) لجواز أن يكون فيه شيء لأحدهما لم يذكره الآخر وحمل لفظ أحدهما على الآخر ( فإن اقتصر على ثقة فيهما لم يحرم ) لأن الظاهر اتفاق الروايتين وما ذكره من الاحتمال نادر بعيد ومحذور الإسقاط في الثاني اقل من الأول
وإذا سمع بعض حديث من شيخ وبعضه من آخر فروى جملته عنهما مبينا أن بعضه عن أحدهما وبعضه عن الآخر جاز ثم يصير كل جزء منه كأنه رواه عن أحدهما مبهما فلا يحتج بشيء منه إن كان فيهما مجروح ويجب ذكرهما جميعا مبينا أن عن أحدهما بعضه وعن الآخر بعضه قال الخطيب وكان مسلم بن الحجاج في مثل هذا ربما أسقط المجروح ويذكر الثقة ثم يقول وآخر كناية عن المجروح قال وهذا القول لا فائدة فيه وقال البلقيني بل له فائدة تكثير الطرق ( وإذا سمع بعض حديث من شيخ وبعضه ) الآخر ( من ) شيخ ( آخر فروى جملته عنهما مبينا أن بعضه عن أحدهما وبعضه عن الآخر ) غير مميز لما سمعه من كل شيخ عن الآخر ( جاز ثم يصير كل جزء منه كأنه رواه عن أحدهما مبهما فلا يحتج بشيء منه إن كان فيهما مجروح ) لأنه ما ما جزء منه إلا ويجوز ان يكون عن ذلك المجروح ( ويجب ذكرهما ) حينئذ ( جميعا مبينا أن عن أحدهما بعضه وعن الآخر بعضه ) ولا يجوز ذكرهما ساكتا عن ذلك ولا إسقاط أحدهما مجروحا كان أو ثقة ومن أمثلة ذلك حديث الإفك في الصحيح من رواية الزهري حيث قال حدثني عروة و سعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قال وكل قد حدثني طائفة من حديثها ودخل حديث بعضهم في بعض وأنا أوعى لحديث بعضهم من بعض فذكر الحديث قال العراقي وقد اعترض بأن البخاري أسقط بعض شيوخه في مثل هذه الصورة واقتصر على واحد فقال في كتاب الرقاق من صحيحه حدثني أبو نعيم بنصف من هذا الحديث ثنا عمرو ابن دينار ثنا مجاهد ان أبا هريرة كان يقول والله الذي لا إله إلا هو أن
النوع السابع والعشرون معرفة آداب المحدث
علم الحديث شريف كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع الحديث قال والجواب أن الممتنع إنما هو إسقاط بعضهم وإيراد كل الحديث عن بعضهم لأنه حينئذ يكون قد حدث عن المذكور ببعض ما لم يسمعه منه فأما إذا بين أنه لم يسمع منه إلا بعض الحديث كما فعل البخاري هنا فليس بممتنع وقد بين البخاري في كتاب الاستئذان البعض الذي سمعه من أبي نعيم فقال حدثنا أبو نعيم ثنا عمرو ثنا محمد بن مقاتل أنا عبد الله انا عمرو ابن دينار انا مجاهد عن أبي هريرة قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد لبنا في قدح فقال أباهر الحق أهل الصفة فادعهم إلي قال فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فدخلوا انتهى فهذا هو بعض حديث أبي نعيم الذي ذكره في الرقاق وأما بقية الحديث فيحتمل أن البخاري أخذه من كتاب أبي نعيم وجادة أو إجازة أو سمعه من شيخ آخر غير أبي نعيم إما محمد بن مقاتل أو غيره ولم يبين ذلك بل اقتصر على اتصال بعض الحديث من غير بيان ولكن ما من قطعة منه إلا وهي محتملة لأنها غير متصلة بالسماع إلا القطعة التي صرح في الاستئذان باتصالها ( النوع السابع والعشرون ) ( معرفة آداب المحدث علم الحديث الشريف ) وكيف لا وهو الوصلة إلىيناسب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم وهو من علوم الآخرة من حرمه حرم خيرا عظيما ومن رزقه نال فضلا جزيلا رسول الله صلى الله عليه و سلم والباحث عن تصحيح أقواله وافعاله والذب عن أن ينسب إليه ما لم يقله وقد قيل في تفسير قوله تعالى يوم ندعو كل أناس بإمامهم ليس لأهل الحديث منقبة أشرف من ذلك لأنه لا إمام لهم غيره صلى الله عليه و سلم ولأن سائر العلوم الشرعية محتاجة إليه أما الفقه فواضح وأما التفسير فلأن أولى ما فسر به كلام الله تعالى ما ثبت عن نبيه صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضي الله عنهم وهو علم ( يناسب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم ) وينافر ضد ذلك ( وهو من علوم الآخرة ) المحضة بخلاف غيره في الجملة قال أبو الحسن شبويه من أراد علم القبر فعليه بالأثر ومن أراد علم الخبر فعليه بالرأي ( من حرمه حرم خيرا عظيما ومن رزقه نال فضلا جسيما ) ويكفيه أنه يدخل في دعوته صلى الله عليه و سلم حيث قال نصر الله أمرأ سمع مقالتي فوعاها ( 1 ) قال سفيان بن عيينة ليس من أهل الحديث أحد إلا وفي وجهه نضرة لهذا الحديث وقال اللهم ارحم خلفائي قيل ومن خلفاؤك قال الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي رواه الطبراني وغيره وكأن تلقيب المحدث بأمير المؤمنين مأخوذ من هذا الحديث وقد لقب به جماعة منهم سفيان
فعلى صاحبه تصحيح النية وتطهير قلبه من أغراض الدنيا واختلف في السن الذي يتصدى فيه لإسماعه وابن راهويه والبخاري وغيرهم ( فعلى صاحبه تصحيح النية ) وإخلاصها ( وتطهير قلبه من أعراض الدنيا ) وأدناسها كحب الرياسة ونحوها وليكن أكبر همه نشر الحديث والتبليغ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فالأعمال بالنيات وقد قال سفيان الثوري قلت لحبيب بن أبي ثابت حدثنا قال حتى تجيء النية وقيل لأبي الأحوص سلام بن سليم حدثنا فقال ليس لي نية فقالوا له إنك تؤجر فقال ... يمنوني الخير الكثير وليتني ... نجوت كفافا لا علي ولا ليا ... وقال حماد بن زيد أستغفر الله إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء ( واختلف في السن الذي ) يحسن أن ( يتصدى فيه لإسماعه ) فقال ابن خلاد إذا بلغ الخمسين لأنها انتهاء الكهولة وفيها مجتمع الأشد قال ولا ينكر عند الأربعين لأنها حد الاستواء ومنتهى الكمال وعندها ينتهي عزم الإنسان وقوته ويتوفر عقله ويجود رأيه وأنكر ذلك القاضي عياض وقال كم من السلف فمن بعدهم من لم ينته إلى هذا السن ونشر من الحديث والعلم ما لا يحصى كعمر بن عبدالعزيز وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعى وجلس مالك للناس ابن نيف وعشرين وقيل ابن سبع عشرة سنة والناس متوافرون وشيوخه ابن نيف وعشرين أحياء وربيعة والزهري ونافع وابن المنكدر وابن هرمز وغيرهم وكذلك الشافعي وأئمة من المتقدمين والمتأخرين وقد حدث بندار وهو ابن ثماني عشرة ( 1 )
والصحيح أنه متى احتيج إلى ما عنده جلس له في أي سن كان وينبغي أن يمسك عن التحديث إذا خشي التخليط بهرم أو خرف أو عمى ويختلف ذلك باختلاف الناس وحدث البخاري وما في وجهه شعرة وهلم جرا قال ابن الصلاح ما قاله ابن خلاد محله فيمن يؤخذ عنه الحديث لمجرد الإسناد من غير براعة في العلم فإنه لا يحتاج إليه لعلو إسناده إلا عند السن المذكور أما من عنده براعة في العلم فإنه يؤخذ عنه قبل السن المذكور قال ( والصحيح أنه متى احتيج إلى ما عنده جلس له في أي سن كان وينبغي أن يمسك عن التحديث إذا خشي التخليط بهرم أو خرف أو عمي ويختلف ذلك باختلاف الناس ) وضبطه ابن خلاد بالثمانين قال والتسبيح والذكر وتلاوة القرآن أولى به فإن يكن ثابت العقل مجتمع الرأي فلا بأس فقد حدث بعدها أنس وسهل بن سعد وعبد الله بن أبي أوفى في آخرين ومن التابعين شريح القاضي ومجاهد والشعبي في آخرين ومن أتباعهم مالك والليث وابن عيينة وقال مالك إنما يخرف الكذابون وحدث بعد المائة من الصحابة حكيم بن حزام ومن التابعين شريط النمري ومن بعدهم الحسن بن عرفة وأبو القاسم البغوي والقاضي أبو الطيب الطبري والسلفي وغيرهم
فصل الأولى أن لا يحدث بحضرة من هو أولى منه لسنه أو علمه أو غيره وقيل يكره أن يحدث في بلد فيه أولى منه وينبغي له إذا طلب منه ما يعلمه عند أرجح منه أن يرشد إليه فالدين النصيحة فصل ( الأولى ان يحدث بحضرة من هو أولى منه لسنه أو علمه أو غيره ) كأنه يكون اعلى سندا او سماعه متصلا وفي طريقه هو إجازة ونحو ذلك فقد كان إبراهيم النخعي لا يتكلم بحضرة الشعبي بشيء ( وقيل ) أبلغ من ذلك ( يكره أن يحدث في بلد فيه أولى منه ) فقد قال يحيى بن معين إن من فعل ذلك فهو أحمق ( وينبغي له إذا طلب منه ما يعلمه عند أرجح منه أن يرشد إليه فالدين النصيحة ) قال في الاقتراح ينبغي أن يكون هذا عند الاستواء فيما عدا الصفة المرجحة أما مع التفاوت بأن يكون الأعلى إسنادا عاميا والأنزل عارف ضابط فقد يتوقف في الإرشاد إليه لأنه قد يكون في الرواية عنه ما يوجب خللا قلت الصواب إطلاق أن التحديث بحضرة الأولى ليس بمكروه ولا خلاف الأولى فقد استنبط العلماء من حديث أن ابني كان عسيفا الحديث وقوله سألت أهل العلم فأخبروني أن الصحابة كانوا يفتون في عهد النبي صلى الله عليه و سلم وفي بلده وقد عقد محمد بن سعد في الطبقات بابا لذلك وأخرج بأسانيد فيها الواقدي أن منهم أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وعبد الرحمن بن عوف وأبي بن كعب ومعاذ ابن جبل وزيد بن ثابت وروى البيهقي في المدخل بسند صحيح عن ابن عباس
ولا يمتنع من تحديث أحد لكونه غير صحيح النية فإنه يرجى صحتها وليحرص على نشره مبتغيا جزيل أجره أنه قال لسعيد بن جبير حدث قال أحدث وأنت شاهد قال أو ليس من نعم الله عليك أن تحدث وانا شاهد فإن أخطأت علمتك تنبيه إذا كان جماعة مشتركون في سماع فالإسماع منهم فرض كفاية ولو طلب من أحدهم فامتنع لم يأثم فإن انحصر فيه أثم ( ولا يمتنع من تحديث أحد لكونه غير صحيح النية فإنه يرجى ) له ( صحتها ) بعد ذلك قال معمر وحبيب بن ابي ثابت طلبنا الحديث وما لنا فيه نية ثم رزق الله النية بعد وقال معمر إن الرجل ليطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم حتى يكون لله وقال الثوري ما كان في الناس أفضل من طالب الحديث فقيل يطلبونه بغير نية فقال طلبهم إياه نية ( وليحرص على نشره مبتغيا جزيل أجره ) فقد كان في السلف من يتألف الناس على حديثه منهم عروة بن الزبير ومن الأحاديث الواردة في فضل نشر الحديث والعلم حديث الصحيحين بلغوا عني ليبلغ الشاهد الغائب وحديث من أدى إلى أمتي حديثا واحدا يقيم به سنة او يرد به بدعة فله الجنة رواه الحاكم في الأربعين وحديث البيهقي عن أبي ذر أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا يغلب على أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم الناس السنن
فصل ويستحب له إذا أراد حضور مجلس التحديث أن يتطهر ويتطيب ويسرح لحيته ويجلس متمكنا بوقار فإن رفع أحد صوته زبره ويقبل على الحاضرين كلهم فصل ويستحب له إذا أراد حضور مجلس التحديث أن يتطهر ) بغسل ووضوء ( ويتطيب ) ويتبخر ويستاك كما ذكره ابن السمعاني ( ويسرح لحيته ويجلس ) في صدر مجلسه ( متمكنا ) في جلوسه ( بوقار ) وهيبة وقد كان مالك يفعل ذلك فقيل له فقال أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أحدث إلا على طهارة متمكنا وكان يكره ان يحدث في الطريق أو وهو قائم أسنده البيهقي وأسند عن قتادة قال لقد كان يستحب أن لا يقرأ الأحاديث إلا على طهارة وعن ضرار بن مرة قال كانوا يكرهون أن يحدثوا على غير طهر وعن ابن المسيب أنه سئل عن حديث وهو مضطجع في مرضه فجلس وحدث به فقيل له وددت لك أنك لم تتعن فقال كرهت أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا مضطجع وعن بشر بن الحارث ان ابن المبارك سئل عن حديث وهو يمشي فقال ليس هذا من توقير العلم وعن مالك قال مجالس العلم تحتضر بالخشوع والسكينة والوقار ويكره أن يقوم لأحد فقد قيل إذا قام القارئ لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لأحد فإنه يكتب عليه بخطئه ( فإن رفع أحد صوته ) في المجلس ( زبره ) أي انتهره وزجره فقد كان مالك يفعل ذلك أيضا ويقول قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي فمن رفع صوته عند حديثه فكأنما رفع صوته فوق صوته ( ويقبل على الحاضرين كلهم ) فقد قال حبيب بن أبي ثابت إن من السنة إذا
ويفتتح مجلسه ويختتمه بتحميد الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ودعاء يليق بالحال بعد قراءة قارئ حسن الصوت شيئا من القرآن العظيم ولا يسرد الحديث سردا يمنع فهم بعضه فصل يستحب للمحدث العارف عقد مجلس لإملاء الحديث فإنه أعلى مراتب حدث الرجل القوم أن يقبل عليهم جميعا ( ويفتتح مجلسه ويختمه بتحميد الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ودعاء يليق بالحال بعد قراءة قارئ حسن الصوت شيئا من القرآن العظيم ) فقد روى الحاكم في المستدرك عن أبي سعيد قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اجتمعوا تذاكروا العلم وقرؤا سورة ( ولا يسرد الحديث سردا ) عجلا ( يمنع فهم بعضه ) كما روي عن مالك أنه كان لا يستعجل ويقول أحب أن اتفهم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم واورد البيهقي في ذلك حديث البخاري عن عروة قال جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة وهي تصلي فجعل يحدث فلما قضت صلاتها قالت ألا تعجب إلى هذا وحديثه إن النبي صلى الله عليه و سلم إنما كان يحدث حديثا لوعده العاد أحصاه وفي لفظ عند مسلم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم وفي لفظ عند البيهقي عقيبه إنما كان حديثه فصلا تفهمه القلوب فصل ( يستحب للمحدث العارف عقد مجلس لإملاء الحديث فإنه أعلى مراتب
( الرواية ) ويتخذ مستمليا محصلا متيقظا يبلغ عنه إذا كثر الجمع على عادة الحفاظ الرواية ) والسماع وفيه أحسن وجوه التحمل وأقواها روى ابن عدي والبيهقي في المدخل من طريقه ثنا عبد الصمد بن عبد الله ومحمد بن بشر الدمشقيان قالا ثنا هشام بن عمار ثنا أبو الخطاب معروف الخياط قال رأيت واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه يملي على الناس الأحاديث وهم يكتبونها بين يديه ( ويتخذ مستمليا محصلا متيقظا يبلغ عنه إذا كثر الجمع على عادة الحفاظ ) في ذلك كما روي عن مالك وشعبة ووكيع وخلائق وقد روى أبو داود والنسائي من حديث رافع بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء وعلي يعبر عنه وفي الصحيح عن أبي جمرة قال كنت أترحم بين ابن عباس وبين الناس فإن كثر الجمع بحيث لا يكفي مستمل اتخذ مستملين فأكثر فقد أملى أبو مسلم الكجي ( 1 ) في رحبة غسان وكان في مجلسه سبعة مستملون يبلغ كل واحد صاحبه الذي يليه وحضر عنده نيف وأربعون ألف محبرة سوى النظارة ( 2 ) وكان يحضر مجلس عاصم بن علي أكثر من مائة ألف إنسان ولا يكون
ويستملي مرتفعا وإلا قائما وعليه تبليغ لفظه على وجهه وفائدة المستملي تفهيم السامع على بعد وأما من لم يسمع إلا المبلغ فلا يجوز له روايته عن المملي إلا أن يبين الحال وقد تقدم هذا في الرابع والعشرين ويستنصت المستملي الناس المستملي بليدا كمستملي يزيد بن هرون حيث سئل يزيد عن حديث فقال حدثنا به عدة فصاح المستملي يا ابا خالد عدة ابن من فقال له ابن فقدتك ومن لطيف ما ورد في الاستملاء ما حكاه المزي في تهذيبه عن عبدان بن محمد المروزي قال رأيت الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي في النوم فقلت ما فعل الله تعالى بك قال غفرلي وأمرني أن أحدث في السماء كما كنت أحدث في الأرض فحدثت في السماء السابعة فاجتمع علي الملائكة واستملى علي جبريل وكتبوا بأقلام من الذهب وعن أحمد بن جعفر التستري قال لما جاءني يعقوب بن سفيان رأيته في النوم كأنه يحدث في السماء السابعة وجبريل يستملي عليه ( ويستملي مرتفعا ) على كرسي ونحوه ( وإلا قائما ) على قدميه ليكون أبلغ للسامعين ( وعليه ) أي المستملي وجوبا ( تبليغ لفظه ) أي المملي وأداؤه ( على وجهه ) من غير تغيير ( وفائدة المستملي تفهيم السامع ) لفظ المملي ( على بعد ) ليتحققه بصوته ( وأما من لم يسمع إلا المبلغ فلا يجوز له روايته عن المملي إلا أن يبين الحال وقد تقدم هذا ) بما فيه ( في ) النوع الرابع والعشرين ( ويستنصت المستملي الناس ) أي أهل المجلس حيث احتيج للاستنصات
بعد قراءة قارئ حسن الصوت شيئا من القرآن ثم يبسمل ويحمد الله تعالى ويصلي على رسول الله صلى الله عليه و سلم ويتحرى الأبلغ فيه ثم يقول للمحدث من أو ما ذكرت رحمك الله أو رضي عنك وما أشبهه ففي الصحيحين من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له استنصت الناس ( بعد قراءة قارئ حسن الصوت شيئا من القرآن ) لما تقدم ( ثم يبسمل ) المستملي ( ويحمد الله تعالى ويصلي على رسوله صلى الله عليه و سلم ويتحرى الأبلغ فيه ) من ألفاظ الحمد والصلاة وقد ذكر المصنف في الروضة عن المتولي وجماعة من الخراسانيين أن أبلغ ألفاظ الحمد الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده وقال ليس لذلك دليل يعتمد وقال البلقيني بل الحمد لله رب العالمين لأنه فاتحة الكتاب وآخر دعوى أهل الجنة فينبغي الجمع بينهما ن ونقل في الروضة عن إبراهيم المروزي أن ابلغ ألفاظ الصلاة اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ثم قال والصواب الذي ينبغي أن يجزم به ان أبلغها ما علمه النبي صلى الله عليه و سلم لأصحابه حيث قالوا كيف نصلي عليك فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ( ثم يقول ) المستملي ( للمحدث ) المملي ( من ) ذكرت أي من الشيوخ ( أو ما ذكرت ) أي من الأحاديث ( رحمك الله أو رضي عنك وما أشبهه ) قال يحيى ابن أكثم نلت القضاء أو قضاء القضاة والوزارة وكذا وكذا ما سررت
وكلما ذكر النبي صلى الله عليه و سلم صلى عليه وسلم قال الخطيب ويرفع بها صوته وإذا ذكر صحابيا رضي الله عليه فإن كان ابن صحابي قال رضي الله عنهما ويحسن بالمحدث الثناء على شيخه حال الرواية بما هو أهله كما فعله جماعات من السلف وليعتن بالدعاء له فهو أهم بشيء مثل قول المستملي من ذكرت رحمك الله ( وكلما ذكر النبي صلى الله عليه و سلم صلى ) المستملي ( عليه وسلم ) ( قال الخطيب ويرفع بها صوته وإذ ذكر صحابيا رضي عليه ( 1 ) فإن كان ابن صحابي قال رضي الله عنهما ) وكذا يترحم على الأئمة فقد روى الخطيب أن الربيع ابن سليمان قال له القارئ يوما حدثكم الشافعي ولو يقل رضي الله عنه فقال الربيع ولا حرف حتى يقال رضي الله عنه ( ويحسن بالمحدث الثناء على شيخه حال الرواية ) عنه ( بما هو أهله كما فعله جماعات من السلف ) كقول أبي مسلم الخولاني حدثني الحبيب الأمين عوف بن مسلم وكقول مسروق حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيب الله المبرأة وكقول عطاء حدثني سيد الفقهاء أيوب وكقول وكيع حدثنا سفيان أمير المؤمنين في الحديث ( وليعتن بالدعاء له فهو أهم ) من الثناء المذكور ويجمع في الشيخ بين اسمه وكنيته فهو أبلغ في إعظامه
ولا بأس بذكر من يروي عنه بلقب أو وصف أو حرفة أو أم عرف بها ويستحب أن يجمع في إملائه جماعة من شيوخه مقدما أرجحهم ويروي عن كل شيخ حديثا ويختار ما علا سنده وقصر متنه والمستفاد منه وينبه على صحته وما فيه من علو وفائدة وضبط مشكل قال الخطيب لكن يقتصر في الرواية على اسم من لا يشكل كأيوب ويونس ومالك والليث ونحوهم وكذا على نسبة من مشهور بها كابن عون وابن جريج والشعبي والنخعي والثوري والزهري ونحو ذلك ( ولا بأس بذكر من يروى عنه بلقب ) كغندر ( أو وصف ) كالأعمش ( أو حرفة ) كالحناط ( أو أم ) كابن علية وإن كره ذلك إذا ( عرف بها ) وقصد تعريفه لا عيبه ( ويستحب ) للمملي ( أن يجمع في إملائه ) الرواية ( عن جماعة من شيوخه ) ولا يقتصر على شيخ واحد ( ومقدما أرجحهم ) بعلو سنده أو غيره ولا يروى إلا عن ثقات من شيوخه دون كذاب أو فاسق أو مبتدع روى مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن مهدي قال لا يكون الرجل إماما وهو يحدث بكل ما سمع ولا يكون الرجل إماما وهو يحدث عن كل أحد ( ويروى عن كل شيخ حديثا ) واحدا في مجلس ( ويختار ) من الأحاديث ( ما علا سنده وقصر متنه ) وكان في الفقه أو الترغيب قال علي بن حجر ... وظيفتنا مائة للغريب في ... كل يوم سوى ما يعاد ... شريكية أو هشيمية ... أحاديث فقه فصار جياد ... ( و ) يتحرى ( المستفاد منه وينبه على صحته ) أي الحديث أو حسنه أو ضعفه أو علته إن كان معلولا ( و ) على ( ما فيه من علو ) وجلالة في الإسناد ( وفائدة ) في الحديث أو السند كتقديم تاريخ سماعه وانفراده عن شيخه وكونه لا يوجد إلا عنده ( وضبط مشكل ) في الأسماء أو غريب أو معنى أو غامض في المتن
وليتجنب ما لا تحتمله عقولهم وما لا يفهمونه ويختم الإملاء بحكايات ونوادر وإنشادات بأسانيدها وأولاها ما في الزهد والآداب ومكارم الأخلاق وإذا قصر المحدث أو اشتغل عن تخريج الإملاء استعان ببعض الحفاظ وإذا فرغ الإملاء قابله واتقنه ( وليتجنب ) من الأحاديث ( ما لا تحتمله عقولهم وما لا يفهمونه ) كأحاديث الصفات لما لا يؤمن عليهم من الخطأ والوهم والوقوع في التشبيه والتجسيم فقد قال علي تحبون أن يكذب الله ورسوله حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون رواه البخاري وروى البيهقي في الشعب عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يغرب أو يشق عليهم قال ابن مسعود ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة رواه مسلم قال الخطيب ويجتنب أيضا في روايته للعلوم أحاديث الرخص وما شجر بين الصحابة والإسرائيليات ( ويختم الإملاء بحكايات ونوادر وإنشادات بأسانيدها ) كعادة الأئمة في ذلك وقد استدل له الخطيب بما رواه عن علي قال روحوا القلوب وابتغوا لهما طرف الحكمة وكان الزهري يقول لأصحابه هاتوا من أشعاركم هاتوا من أحاديثكم فإن الأذن مجاجة والقلب حمض ( وأولاها ما في الزهد والآداب ومكارم الأخلاق ) هذا من زوائد المصنف ( وإذا قصر المحدث ) عن تخريج الإملاء لقصوره عن المعرفة بالحديث وعلله واختلاف وجوهه ( أو اشتغل عن تخريج الإملاء استعان ببعض الحفاظ ) في تخريج الأحاديث التي يريد إملاءها قبل يوم مجلسه فقد فعله جماعة كأبي الحسين بن بشران وأبي القاسم السراج وخلائق ( وإذا فرغ الإملاء قابله وأتقنه ) لإصلاح ما فسد منه بزيغ
القلم وطغيانه وفيه حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه السابق في فرع المقابلة قال العراقي وقد رخص ابن الصلاح هناك في الرواية بدونها بشروط ثلاثة ولم يذكر ذلك هنا فيحتمل أن يحمل هذا على ما تقدم ويحتمل الفرق بين النسخ من أصل السماع والنسخ من إملاء الشيخ حفظا لأن الحفظ خوان قال ولكن المقابلة للإملاء أيضا إنما هي مع الشيخ أيضا من حفظه لا على أصوله قلت جرت عادتنا بتخريج الإملاء وتحريره في كراسة ثم نملي حفظا وإذا نجز قابله المملي معنا على الأصل الذي حررناه وذلك غاية الإتقان وقد كان الإملاء درس بعد ابن الصلاح إلى أواخر ايام الحافظ أبي الفضل العراقي فافتتحه سنة ست وتسعين وسبعمائة فأملى أربعمائة مجلس وبضعة عشر مجلسا إلى سنة موته سنة ست وثمانمائة ثم أملى ولده إلى أن مات سنة ثنتين وخمسن أكثر من ألف مجلس وكسرا ثم املى شيخ الإسلام ابن حجر إلى أن مات سنة ثنتين وخمسين أكثر من ألف مجلس ( 1 ) ثم درس تسع عشرة سنة فافتتحته أول سنة ثنتين وسبعين فأمليت ثمانين مجلسا ثم خمسين أخرى وينبغي أن لا يملي في الأسبوع إلا يوما واحدا لحديث الشيخين عن أبي وائل قال كان ابن مسعود يذكر الناس في كل يوم خميس فقال له رجل لوددنا أنك ذكرتنا كل يوم فقال أما إنه ما يمنعني من ذلك إلا أني أكره
النوع الثامن والعشرون معرفة آداب طالب الحديث
قد تقدم منه جمل مفرقة ويجب عليه تصحيح النية والإخلاص لله تعالى في طلبه والحذر من التوصل به إلى اغراض الدنيا إن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا وروى البخاري عن عكرمة عن ابن عباس قال حدث الناس كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاث مرار ولا تمل الناس هذا القرآن ولا تأت القوم وهم في حديث فتقطع عليهم حديثهم ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه ولم أظفر لأحد بتعيين يوم الإملاء ولا وقته إلا أن غالب الحفاظ كابن عساكر وابن السمعاني والخطيب كانوا يملون يوم الجمعة بعد صلاتها فتبعتهم في ذلك وقد ظفرت بحديث يدل على استحبابه بعد عصر يوم الجمعة وهو ما أخرجه البيهقي في الشعب عن أنس مرفوعا من صلى العصر ثم جلس يملي خيرا حتى يمسي كان أفضل ممن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل ( النوع الثامن والعشرون معرفة آداب طالب الحديث قد تقدم منه جمل مفرقة ويجب عليه تصحيح النية والإخلاص لله تعالى في طلبه والحذر من التوصل به إلى اغراض الدنيا ) فقد روى ابو داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم علما مما يبتغي به وجهويسأل الله تعالى التوفيق والتسديد والتيسير وليستعمل الأخلاق الجميلة والآداب ثم ليفرغ جهده في تحصيله ويغتنم إمكانه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرق الجنة يوم القيامة وقال حماد بن سلمة من طلب الحديث لغير الله مكر به وقال سفيان الثوري رضي الله عنه ما أعلم عملا هو أفضل من طلب الحديث لمن أراد الله تعالى قال ابن الصلاح ومن أقرب الوجوه في إصلاح النية فيه ما روينا عن أبي عمرو بن نجيد أنه سأل أبا جعفر بن حمدان وكانا عبدين صالحين فقال له بأي نية أكتب الحديث فقال ألستم ترون أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة قال نعم قال فرسول الله صلى الله عليه و سلم رأس الصالحين ( ويسأل الله تعالى التوفيق والتسديد ) لذلك ( والتيسير ) والإعانة عليه ( ويستعمل الأخلاق الجميلة والآداب ) الرضية فقد قال أبو عاصم النبيل من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى أمور الدين فيجب أن يكون خير الناس ( ثم ليفرغ جهده في تحصيله ويغتنم إمكانه ) ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وقال يحيى بن أبي كثير لا ينال العلم براحة الجسم وقال الشافعي لا يطلب هذا العلم من يطلبه بالتملل وغنى النفس فليفلح
ويبدأ بالسماع من أرجح شيوخ بلده إسنادا وعلما وشهرة ودينا وغيره فإذا فرغ من مهماتهم فليرحل على عادة الحفاظ المبرزين ولكن من طلبه بذلة النفس وضيق العيش وخدمة العلم أفلح ويبدأ بالسماع من أرجح شيوخ بلده إسنادا وعلما وشهرة ودينا وغيره الي أن يفرغ منهم ويبدأ بأفرادهم فمن تفرد بشيء أخذه عنه أولا فإذا فرغ من مهماتهم وسماع عواليهم ( فليرحل ) إلى سائر البلدان ( على عادة الحفاظ المبرزين ) ولا يرحل قبل ذلك قال الخطيب فإن المقصود من الرحلة أمران أحدهما تحصيل علو الإسناد وقدم السماع والثاني لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة منهم فإذا كان الأمران موجودين في بلده ومعدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة أو موجودين في كل منهما فليحصل حديث بلده ثم يرحل قال وإذا عزم على الرحلة فلا يترك أحدا في بلده من الرواة إلا ويكتب عنه ما تيسر من الأحاديث وإن قلت فقد قال بعضهم ضيع ورقة ولا تضيعن شيخا والأصل في الرحلة ما رواه البيهقي في المدخل والخطيب في الجامع عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال بلغني حديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم أسمعه فابتعت بعيرا فشددت عليه رحلي وسرت شهرا حتى قدمت الشام فأتيت عبد الله بن أنيس فقلت للبواب قل له جابر على الباب فأتاه فقال له جابر بن عبد الله فأتاني فقال لي فقلت نعم فرجع فأخبره فقام يطأطئ ثوبه حتى لقيني فاعتنقني واعتنقته فقلت حديث بلغني عنك سمعته
من رسول الله صلى الله عليه و سلم في القصاص لم أسمعه فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن اسمعه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يحشر الله العباد أو قال الناس عراة غرلا بهما قلنا ما بهما قال ليس معهم شيء ثم يناديهم ربهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولا أحد من أهل النار عنده مظلمة حتى أقصه منه حتى اللطمة قلنا كيف وإنما نأتي الله عراة غرلا بهما قال بالحسنات والسيئات واستدل البيهقي أيضا برحلة موسى إلى الخضر وقصته في الصحيح وروى أيضا من طريق عياش بن عباس عن واهب بن عبد الله المعافري قال قدم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من الأنصار على مسلمة بن مخلد فألفاه نائما فقال أيقظوه قالوا بل نتركه حتى يستيقظ قال لست فاعلا فأيقظوا مسلمة له فرحب به وقال انزل قال لا حتى ترسل إلى عقبة ابن عامر لحاجة لي إليه فأرسل إلى عقبة فأتاه فقال هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من وجد مسلما على عورة فستره فكأنما أحيا موءودة من قبرها فقال عقبة قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك وسأل عبد الله بن أحمد اباه عمن طلب العلم ترى له أن يلزم رجلا عنده علم فيكتب عنه أو ترى له أن يرحل إلى المواضع التي فيها العلم فيسمع منهم قال ترحل يكتب عن الكوفيين والبصريين وأهل المدينة ومكة يسأم الناس لسماعه منهم
ولا يحملنه الشره على التساهل في التحمل فيخل بشيء من شروطه وينبغي أن يستعمل ما يسمعه من أحاديث العبادات والآداب فذلك زكاة الحديث وسبب حفظه وقال ابن معين اربعة لا تأنس منهم رشدا وذكر منهم رجلا يكتب في بلد ولا يرحل في طلب الحديث وقال إبراهيم بن أدهم إن الله يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث ( ولا يحملنه الشره ) والحرص ( على التساهل في التحمل فيخل بشيء من شروطه ) السابقة فإن شهوة السماع لا تنتهي ونهمة الطلب لا تنقضي والعلم كالبحار التي يتعذر كيلها والمعادن التي لا ينقطع نيلها أخرج المروزي في كتاب العلم قال ثنا ابن شعيب بن الحبحاب حدثني عمي صالح بن عبد الكبير حدثني عمي أبو بكر بن شعيب عن قتادة قال قلت لشعيب بن الحبحاب نزل علي أبو العالية الرياحي فأقللت عنه الحديث فقال شعيب السماع من الرجال أرزاق ( وينبغي أن يستعمل ما يسمعه من أحاديث العبادات والآداب ) وفضائل الأعمال ( فذلك زكاة الحديث وسبب حفظه ) فقد قال بشر الحافي يا أصحاب الحديث أدوا زكاة هذا الحديث اعملوا من كل مائتي حديث بخمسة أحاديث وقال عمرو بن قيس الملائي إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله وقال وكيع إذا أردت أن تحفظ الحديث الحديث فاعمل به وقال إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به وقال أحمد بن حنبل ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه و سلم احتجم وأعطى ابا شيبة دينارا فاحتجمت وأعطيت الحجام دينارا
فصل وينبغي أن يعظم شيخه ومن يسمع منه فذلك من إجلال العلم وأسباب الانتفاع ويعتقد جلالة شيخه ورجحانه ويتحرى رضاه ولا يطول عليه بحيث يضجره ( فصل وينبغي ) للطالب ( أن يعظم شيخه ومن يسمع منه فذلك من إجلال العلم وأسباب الانتفاع به ) وقد قال المغيرة كنا نهاب إبراهيم كما نهاب الأمير وقال البخاري ما رأيت أحدا أوقر للمحدثين من يحيى بن معين وفي الحديث تواضعوا لمن تعلمون منه رواه البيهقي مرفوعا من حديث أبي هريرة وضعفه وقال الصحيح وقفه على عمر وأورد في الباب حديث عبادة بن الصامت مرفوعا ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا رواه أحمد وغيره وأسند عن ابن عباس قال وجدت عامة علم رسول الله صلى الله عليه و سلم عند هذا الحي من الأنصار فإن كنت لآتي باب أحدهم فأقيل ببابه ولو شئت أن يؤذن لي عليه لأذن لي لقرابتي من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكن كنت أبتغي بذلك طيب نفسه وأسند عن أبي عبيد القاسم قال ما دققت على محدث بابه قط لقوله تعالى ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم ( ويعتقد جلالة شيخه ورجحانه ) على غيره فقد روى الخليلي في الإرشاد عن أبي يوسف القاضي قال سمعت السلف يقولون من لا يعرف لأستاذه لا يفلح ( ويتحرى رضاه ) ويحذر سخطه ( ولا يطول عليه بحيث يضجره ) بل يقنع بما يحدثه به
وليستشره في أموره وما يشتغل فيه وكيفية اشتغاله وينبغي له إذا ظفر بسماع أن يرشد إليه غيره فإن كتمانه لؤم يقع فيه جهلة الطلبة فيخاف على كاتمه عدم الانتفاع فإن من بركة الحديث إفادته ونشره يمن فإن الإضجار يغير الأفهام ويفسد الأخلاق ويحيل الطباع وقد كان إسماعيل ابن أبي خالد من أحسن الناس خلقا فلم يزالوا به حتى ساء خلقه وروينا عن ابن سيرين أنه سأله رجل عن حديث وقد أراد أن يقوم فقال ... إنك إن كلفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني من خلق ... قال ابن الصلاح ويخشى على فاعل ذلك ان يحرم من الانتفاع قال وروينا عن الزهري أنه قال إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب ( وليستشره في أموره ) التي تعرض له ( وما يشتغل فيه وكيفية اشتغاله ) وعلى الشيخ نصحه في ذلك ( وينبغي له ) أي للطالب ( إذا ظفر بسماع ) لشيخ ( أن يرشد إليه غيره ) من الطلبة ( فإن كتمانه ) عنهم ( لؤم يقع فيه جهلة الطلبة فيخاف على كاتمه عدم الانتفاع فإن من بركة الحديث إفادته ) كما قال مالك ( ونشره يمن ) وقال ابن معين من يخل بالحديث وكتم على الناس سماعهم لم يفلح وكذا قال إسحاق بن راهويه وقال ابن المبارك من يخل بالعلم ابتلي بثلاث إما أن يموت فيذهب علمه أو ينسى أو يتبع السلطان وروى الخطيب في ذلك بسنده عن ابن عباس رفعه إخواني تناصحوا في العلم
وليحذر كل الحذر من أن يمنعه الحياء والكبر من السعي التام في التحصيل وأخذ العلم ممن دونه في نسب أو سن أو غيره ولا يكتم بعضكم بعضا فإن خيانة الرجل في علمه أشد من خيانته في ماله ( 1 ) قال الخطيب ولا يحرم الكتم عمن ليس بأهل أو لا يقبل الصواب إذا أرشد إليه أو نحو ذلك وعلى ذلك يحمل ما نقل عن الأئمة من الكتم وقد قال الخليل لأبي عبيدة لا تردن علي معجب خطأ فيستفيد منك علما ويتخذك عدوا ( وليحذر كل الحذر من أن يمنعه الحياء أو الكبر من السعي التام في التحصيل وأخذ العلم ممن دونه في نسب أو سن أو غيره ) فقد ذكر البخاري عن مجاهد قال لا ينال العلم مستحيي ولا مستكبر وقال عمر بن الخطاب من رق وجهه دق علمه وقالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهم الحياء ان يتفقهن في الدين وقال وكيع لا ينبل الرجل من أصحاب الحديث حتى يكتب عمن هو فوقه
وليصبر على جفاء شيخه وليعتن بالمهم ولا يضيع وقته في الاستكثار من الشيوخ لمجرد اسم الكثرة فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه وكأن ابن المبارك يكتب عمن هو دونه فقيل له فقال لعل الكلمة التي فيها نجاتي لم تقع لي وروى البيهقي عن الأصمعي قال من لم يحتمل ذل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا وروي أيضا عن عمر قال لا تتعلم العلم لثلاث ولا تتركه لثلاث لا تتعلم لتماري به ولا ترائي به ولا تباهي به ولا تتركه حياء من طلبه ولا زهادة فيه ولا رضا بجهالة ( وليصبر على جفاء شيخه وليعتن بالمهم ولا يضيع وقته في الاستكثار من الشيوخ لمجرد اسم الكثرة ) وصيتها ( 1 ) فإن ذلك شيء لا طائل تحته قال ابن الصلاح وليس من ذلك قول أبي حاتم إذا كتبت فقمش وإذا حدثت ففتش قال العراقي كأنه أراد اكتب الفائدة ممن سمعتها ولا تؤخر حتى تنظر هل هو أهل للأخذ عنه أم لا فربما فات ذلك بموته أو سفره أو غير ذلك فإذا كان وقت الرواية أو العمل ففتش حينئذ ويحتمل أنه اراد استيعاب الكتاب وترك انتخابه أو استيعاب ما عند الشيخ وقت التحمل ويكون النظر فيه حال الرواية
وليكتب وليسمع ما يقع له من كتاب أو جزء بكماله ولا ينتخب فإن احتاج تولى بنفسه فإن قصر عنه استعان بحافظ فصل ولا ينبغي أن يقتصر على سماعه وكتبه دون معرفته وفهمه قال وقد يكون قصد المحدث تكثير طرق الحديث وجمع أطرافه فتكثر بذلك شيوخه ولا بأس به فقد قال أبو حاتم لو لم نكتب الحديث من ستين وجها ما عقلناه ( وليكتب وليسمع ما يقع له من كتاب أو جزء بكماله ولا ينتخب ) فربما احتاج بعد ذلك إلى رواية شيء منه لم يكن فيما انتخبه فيندم وقد قال ابن المبارك ما انتخبت على عالم قط إلا ندمت وقال ابن معين صاحب الانتخاب يندم وصاحب النسخ لا يندم ( فإن احتاج إليه ) أي إلى الانتخاب لكون الشيخ مكثرا وفي الرواية عسرا أو كون الطالب غريبا لا يمكنه طول الإقامة ( تولاه بنفسه ) وانتخب عواليه وما تكرر من رواياته وما لا يجده عند غيره ( فإن قصر عنه ) لقلة معرفته ( استعان ) عليه ( بحافظ ) قال ابن الصلاح ويعلم في الأصل على أول إسناد الأحاديث المنتخبة بخط عريض أحمر أو بصاد ممدودة أو بطاء ممدودة أو نحو ذلك وفائدته لأجل المعارضة أو لاحتمال ذهاب الفرع فيرجع إليه ( فصل ولا ينبغي ) للطالب ( ان يقتصر ) من الحديث ( على سماعه وكتبه دون معرفته وفهمه ) فيكون قد أتعب نفسه من غير أن يظفر بطائل ولا حصول في عداد أهل الحديث وقد قال أبو عاصم النبيل الرياسة في الحديث
فليتعرف صحته وضعفه وفقهه ومعانيه ولغته وإعرابه وأسماء رجاله محققا كل ذلك معتنيا بإتقان مشكلها حفظا وكتابة مقدما الصحيحين ثم سنن ابي داود والترمذي والنسائي ثم السنن الكبرى للبيهقي وليحرص عليه فلم يصنف مثله ثم ما تمس الحاجة إليه ثم من المسانيد مسند أحمد بن حنبل وغيره بلا دراية رياسة بذالة قال الخطيب هي اجتماع الطلبة على الراوي للسماع عند علو سنه فإذا تميز الطالب بفهم الحديث ومعرفته تعجل بركة ذلك في شبيبته ( فليتعرف صحته ) وحسينه ( وضعفه وفقهه ومعان يه ولغته وإعرابه وأسماء رجاله محققا كل ذلك معتنيا بإتقان مشكلها حفظا وكتابة مقدما ) في السماع والضبط والتفهم والمعرفة ( الصحيحين ثم سنن أبي داود والترمذي والنسائي ) ( 1 ) وابن خزيمة ( 2 ) وابن حبان ( ثم السنن الكبرى للبيهقي وليحرص عليه فلم يصنف ) في بابه ( مثله ( 3 ) ثم ما تمس الحاجة إليه ثم من المسانيد ) والجوامع فأهم المسانيد ( مسند أحمد و ) يليه سائر المسانيد ( غيره ) وأهم الجوامع الموطأ ثم سائر الكتب المصنفة في الأحكام ككت
ثم من العلل كتابه وكتاب الدارقطني ومن الأسماء تاريخ البخاري وابن ابي خيثمة وكتاب ابن أبي حاتم ومن ضبط الأسماء كتاب ابن ماكولا وليعتن بكتب غريب الحديث وشروحه وليكن الإتقان من شأنه وليذاكر بمحفوظه ويباحث أهل المعرفة ابن جريج وابن أبي عروبة وسعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وغيرهم ( ثم من ) كتب ( العلل كتابه ) أي أحمد ( وكتاب الدارقطني ( 1 ) ومن ) كتب ( الأسماء تاريخ البخاري ) الكبير ( و ) تاريخ ( ابن أبي خيثمة وكتاب ابن أبي حاتم ) في الجرح والتعديل ( ومن ) كتب ( ضبط الأسماء كتاب ابن ماكولا ( 2 ) وليعتن بكتب غريب الحديث و ) كتب ( شروحه ) أي الحديث ( وليكن الإتقان من شأنه ) بأن يكون كلما مر به اسم مشكل أو كلمة غريبة بحث عنها وأودعها قلبه وقد قال ابن مهدي الحفظ الإتقان ( وليذاكر بمحفوظه ويباحث أهل المعرفة ) فإن المذاكرة تعين على دوامه
فصل وليشتغل بالتخريج والتصنيف إذا تأهل له قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه تذاكروا هذا الحديث فإن لا تفعلوا يدرس وقال ابن مسعود تذاكروا الحديث فإن حياته مذاكرته وقال ابن عباس رضي الله عنهما مذاكرة العلم ساعة خير من إحياء ليلة وقال أبو سعيد الخدري مذاكرة الحديث أفضل من قراءة القرآن وقال الزهري آفة العلم النسيان وقلة المذاكرة رواهما البيهقي في المدخل وليكن حفظه له بالتدريج قليلا قليلا ففي الصحيح خذوا من الأعمال ما تطيقون وقال الزهري من طلب العلم جملة فاته جملة وإنما يدرك العلم حديث وحديثان ( فصل وليشتغل بالتخريج ( 1 ) والتصنيف ( 2 ) إذا تأهل له ) مبادرا إليه
وليعتن بالتصنيف في شرحه وبيان مشكله متقنا واضحا فقلما يمهر في علم الحديث من لم يفعل هذا وللعلماء في تصنيف الحديث طريقان أجودهما تصنيفه على الأبواب ( وليعتن بالتصنيف في شرحه وبيان مشكله متقنا واضحا فعلما تمهر في علم الحديث من لم يفعل هذا ) قال الخطيب لا يتمهر في الحديث ويقف على غوامضه ويستبين الخفي من فوائده إلا من جمع متفرقه وألف مشتته وضم بعضه إلى بعض فإن ذلك مما يقوي النفس ويثبت الحفظ ويذكي القلب ويشحذ الطبع ويبسط اللسان ويجيد البيان ويكشف المشتبه ويوضح الملتبس ويكسب أيضا جميل الذكر ويخلده إلى آخر الدهر كما قال الشاعر ... يموت قوم فيحيي العلم ذكرهم ... والجهل يجعل أحياء كأموات ( 1 ) ...
قال وكان بعض شيوخنا يقول من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ وليأخذ قلم
التخريج وقال المصنف في شرح المهذب بالتصنيفيطلع على حقائق العلوم ودقائقه ويثبت معه لأنه يضطره إلى كثرة التفتيش والمطالعة والتحقيق والمراجعة والاطلاع على مختلف كلام الأئمة ومتفقه وواضحه من مشكله وصحيحه من ضعيفه وجزله من ركيكه وما لا اعتراض فيه من غيره وبه يتصف المحقق بصفة المجتهد قال الربيع لم أر الشافعي آكلا بنهار ولا نائما بليل لاهتمامه بالتصنيف ( وللعلماء في تصنيف الحديث ) وجمعه ( طريقان أجودهما تصنيفه على الأبواب )
فيذكر في كل باب ما حضره فيه والثانية تصنيفه على المسانيد فيجمع في ترجمة كل صحابي ما عنده من حديثه صحيحه وضعيفه وعلى هذا له أن يرتبه على الحروف أو على القبائل فيبدأ ببني هاشم ثم بالأقرب فالأقرب نسبا إلى رسول صلى الله عليه و سلم أو على السوابق فبالعشرة ثم أهل الفقهية كالكتب الستة ونحوها أو غيرها كشعب الإيمان للبيهقي والبعث والنشور له وغير ذلك ( فيذكر في كل باب ما حضره ) مما ورد ( فيه ) مما يدل على حكمه إثباتا أو نفيا والأولى أن يقتصر على ما صح أو حسن فإن جمع الجميع فليبين علة الضعيف ( الثانية تصنيفه على المسانيد ) كل مسند على حدة قال الدارقطني أول من صنف مسندا نعيم بن حماد قال الخطيب وقد صنف أسد بن موسى مسندا وكان أكبر من نعيم سنا وأقدم سماعا فيحتمل أن يكون نعيم سبقه في حداثته وقال الحاكم أول من صنف المسند على تراجم الرجال في الإسلام عبيد الله ابن موسى العبسي وأبو داود الطيالسي وقد تقدم ما فيه في نوع الحسن وقال ابن عدي يقال أن يحيى الحماني أول من صنف المسند بالكوفة وأول من صنف المسند بالبصرة مسدد وأول من صنف المسند بمصر أسد السنة وأسد قبلهما وأقدم موتا وقال العقيلي عن علي بن عبد العزيز سمعت يحيى الحماني يقول لا تسمعوا كلام أهل الكوفة فإنهم يحسدونني لأني أول من جمع المسند ( فيجمع في ترجمة كل صحابي ما عنده من حديثه صحيحه ) وحسنه ( وضعيفه وعلى هذا له أن يرتبه على الحروف ) في أسماء الصحابة كما فعل الطبراني وهو أسهل تناولا ( أو على القبائل فيبدأ ببني هاشم ثم بالأقرب فالأقرب نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أو على السوابق ) في الإسلام ( فبالعشرة ) يبدأ ( ثم أهل
بدر ثم الحديبية ثم المهاجرين بينها وبين الفتح ثم أصاغر الصحابة ثم النساء بادئا بأمهات المؤمنين ومن أحسنه تصنيفه معللا بأن يجمع في كل حديث أو باب طرقه واختلاف رواته ويجمعون أيضا حديث الشيوخ كل شيخ على انفراده كمالك وسفيان وغيرهما والتراجم كمالك عن نافع عن ابن عمر وهشام عن أبيه عن عائشة والأبواب كرؤية الله تعالى ورفع اليدين في الصلاة بدر ثم الحديبية ثم المهاجرين بينها وبين الفتح ) ثم من أسلم يوم الفتح ( ثم أصاغر الصحابة ) سنا كالسائب بن يزيد وأبي الطفيل ( ثم النساء بادئا بأمهات المؤمنين ) قال ابن الصلاح وهذا أحسن ( ومن أحسنه ) أي التصنيف ( تصنيفه ) أي الحديث ( معللا بأن يجمع في كل حديث أو باب طرقه واختلاف رواته ) فإن معرفة المعلل أجل أنواع الحديث والأولى جعله على الأبواب ليسهل تناوله وقد صنف يعقوب بن شيبة مسنده معللا فلم يتم ولم يتمم مسند معلل قط وقد صنف بعضهم مسند ابي هريرة معللا في مائتي جزء تنبيه من طرق التصنيف أيضا جمعه على الأطراف فيذكر طرف الحديث الدال على بقيته ويجمع أسانيده إما مستوعبا أو مقيدا بكتب مخصوصة ( ويجمعون أيضا حديث الشيوخ كل شيخ على انفراده كمالك وسفيان وغيرهما ) كحديث الأعمش للإسماعيلي وحديث الفضيل بن عياض للنسائي وغير ذلك ( و ) يجمعون أيضا ( التراجم كمالك عن نافع عن ابن عمر وهشام عن أبيه عن عائشة ) وسهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ( و ) يجمعون أيضا ( الأبواب ) بأن يفرد كل باب على حدة بالتصنيف ( كرؤية الله تعالى ) أفرده الآجرى ( ورفع اليدين في الصلاة ) والقراءة خلف الإمام أفردهما البخاري والنية أفرده ابن أبي الدنيا والقضاء
وليحذر إخراج تصنيفه إلا بعد تهذيبه وتحريره وتكريره النظر فيه وليحذر من تصنيف ما لم يتأهل له وينبغي أن يتحرى العبارات الواضحة والاصطلاحات المستعملة باليمين والشاهد افرده الدارقطني والقنوت أفرده ابن منده والبسملة أفرده ابن عبد البر وغيره وغير ذلك ويجمعون أيضا الطرق لحديث واحد كطرق من كذب علي للطبراني وطرق حديث الحوض للضياء وغير ذلك ( وليحذر من إخراج تصنيفه ) من يده ( إلا بعد تهذيبه وتحريره وتكريره النظر فيه وليحذر من تصنيف ما لم يتأهل له ) فمن فعل ذلك لم يفلح وضره في دينه وعلمه وعرضه قال المصنف من زوائده ( وينبغي أن يتحرى ) في تصنيفه ( العبارات الواضحة ) والموجزة ( والاصطلاحات المستعملة ) ( 1 ) ولا يبالغ في الإيجاز بحيث يفضي إلى الاستغلاق ولا في الإيضاح بحيث ينتهي إلى الركاكة وليكن اعتناؤه من التصنيف بما لم يسبق إليه أكثر قال في شرح المهذب والمراد بذلك أن لا يكون هناك تصنيف يغني عن مصنفه من جميع أساليبه فإن أغنى عن بعضها فليصنف من جنسه ما يزيد زيادات يحتفل بها مع ضم ما فاته من الأساليب قال وليكن تصنيفه فيما يعم الانتفاع به ويكثر الاحتياج إليه وقد روينا عن البخاري في آداب طالب الحديث أثرا لطيفا نختم به هذا النوع أخبرني أبو الفضل الأزهري وغيره سماعا أنا أبو العباس المقدسي أخبرتنا عائشة بنت علي أخبرنا أبو عيسى بن علاق أخبرتنا فاطمة بنت
سعد الخير أخبرنا أبو نصر اليونارتي ( 1 ) سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي يقول سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن صالح بن خلف يقول سمعت أبا ذر عمار بن محمد بن مخلد التميمي يقول سمعت أبا المظفر محمد بن أحمد بن حامد البخاري قال لما عزل أبو العباس الوليد بن إبراهيم بن يزيد الهمذاني عن قضاء الري ورد بخارى فحملني معلمي أبو إبراهيم الختلي ( 2 ) إليه وقال له أسألك أن تحدث هذا الصبي بما سمعت من مشايخنا فقال ما لي سماع قال فكيف وأنت فقيه قال لأني لما بلغت مبلغ الرجال تاقت نفسي إلى طلب الحديث فقصدت محمد بن إسماعيل البخاري وأعلمته مرادي فقال لي يا بني لا تدخل في أمر إلا بعد معرفة حدوده والوقوف على مقاديره واعلم أن الرجل لا يصير محدثا كاملا في حديثه إلا بعد أن يكتب أربعا مع أربع كأربع مثل أربع في أربع عند أربع بأربع على أربع عن أربع لأربع وكل هذه الرباعيات لا تتم إلا بأربع مع أربع فإذا تمت له كلها هان عليه أربع وابتلي بأربع فإذا صبر على ذلك أكرمه الله في الدنيا بأربع وأثابه في الآخرة بأربع
قلت له فسر لي رحمك الله ما ذكرت من أحوال هذه الرباعيات قال نعم أما الأربعة التي يحتاج إلى كتبها هي أخبار الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وشرائعه والصحابة ومقاديرهم والتابعين وأحوالهم وسائر العلماء وتواريخهم مع أسماء رجالها وكناهم وأمكنتهم وأزمنتهم كالتحميد مع الخطيب والدعاء مع الترسل والبسملة مع السورة والتكبير مع الصلوات مثل المسندات والمرسلات والموقوفات والمقطوعات في صغره وفي إدراكه وفي شبابه وفي كهولته عند شغله وعند فراغه وعند فقره وعند غناه بالجبال والبحار والبلدان والبراري على الأحجار والأصداف والجلود والأكتاف إلى الوقت الذي يمكنه نقلها إلى الأوراق عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه وعن كتاب أبيه يتيقن أنه بخط أبيه دون غيره لوجه الله تعالى طالبا لمرضاته والعمل بما وافق كتاب الله تعالى منها ونشرها بين طالبيها والتأليف في إحياء ذكره بعده ثم لا تتم له هذه الأشياء إلا بأربع هي من كسب العبد معرفة الكتابة واللغة والصرف والنحو مع أربع هن من عطاء الله تعالى الصحة والقدرة والحرص والحفظ فإذا صحت له هذه الأشياء هان عليه أربع الأهل والولد والمال والوطن وابتلي بأربع شماتة الأعداء وملامة الأصدقاء وطعن الجهلاء وحسد العلماء فإذا صبر على هذه المحن أكرمه الله تعالى في الدنيا بأربع بعز القناعة وبهيبة اليقين وبلذة العلم وبحياة الأبد وأثابه في الآخرة بأربع بالشفاعة لمن أراد من إخوانه وبظل حيث العرش لا ظل إلا ظله ويسقى من أراد من حوض محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وبجوار النبيين في أعلى عليين في الجنة فقد أعلمتك
النوع التاسع والعشرون معرفة الإسناد العالي والنازل
الإسناد خصيصة لهذه الأمة يا بني بمجملات جميع ما كنت سمعت من مشايخي متفرقا في هذا الباب فاقبل الآن على ما قصدتني له أودع ( 1 ) ( النوع التاسع والعشرون معرفة الإسناد العالي والنازل الإسناد ) في أصله ( خصيصة ) ( 2 ) فاضلة ( لهذه الأمة ) ليست لغيرها من الأمم قال ابن حزم نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم مع الإتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود لكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد صلى الله عليه و سلم بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصرا وإنما يبلغون إلى شمعون ونحوه قال وأما الأنصاري فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب أو مجهول العين فكثير في نقل اليهود والنصارى قال وأما أقوال الصحابة والتابعين فلا يمكن اليهود أن يبلغوا إلىوسنة بالغة مؤكدة وطلب العلو فيه سنة ولهذا استحبت الرحلة صاحب نبي أصلا ولا إلى تابع له ولا يمكن النصاري أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص وقال أبو علي الجياني خص الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها الإسناد والأنساب والإعراب ومن أدلة ذلك ما رواه الحاكم وغيره عن مطر الوراق في قوله تعالى أو أثارة من علم قال إسناد الحديث ( وسنة بالغة مؤكدة ) قال ابن المبارك الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء اخرجه مسلم وقال سفيان بن عيينة حدث الزهري يوما بحديث فقلت هاته بلا إسناد فقال الزهري أترقى السطح بلا سلم وقال الثوري الإسناد سلاح المؤمن ( وطلب العلو فيه سنة ) قال أحمد بن حنبل طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف لأن أصحاب عبد الله كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر ويسمعون منه وقال محمد بن أسلم الطوسي قرب الإسناد قرب أو قربة إلى الله ( ولهذا استحبت الرحلة ) كما تقدم قال الحاكم ويحتج له بحديث أنس في الرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه و سلم وقال أتانا رسولك فزعم كذا الحديث رواه مسلم قال ولو كان طلب العلو في الإسناد غير مستحب لأنكر عليه سؤاله لذلك ولأمره بالاقتصار على ما أخبره الرسول عنه قال وقد رحل في طلب الإسناد غير واحد من الصحابة ثم ساق بسنده حديث خروج أبي أيوب إلى عقبة بن عامر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يبق أحد
وهو أقسام أجلها القرب من رسول الله صلى الله عليه و سلم بإسناد صحيح نظيف ممن سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم غير عقبة الحديث في ستر المؤمن وقال العلائي في الاستدلال بما ذكروه نظر لا يخفى أما حديث ضمام فقد اختلف العلماء فيه هل كان أسلم قبل بجيشه أو لا فإن قلنا إنه لم يكن أسلم كما اختاره أبو داود فلا ريب في أن هذا ليس طلبا للعلو بل كان شاكا في قول الرسول الذي جاءه فرحل إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حتى استثبت الأمر وشاهد من أحواله ما حصل له العلم القطعي بصدقه ولهذا قال في كلامه فزعم لنا أنك إلى آخره فإن الزعم إنما يكون في مظنة الكذب وإن قلنا كان أسلم فلم يكن مجيؤه أيضا لطلب العلو في إسناد بل ليرتقي من الظن إلى اليقين لأن الرسول الذي أتاهم لم يفد خبره إلا الظن ولقاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أفاد اليقين قال وكذلك ما يحتج به لهذا القول من رحلة جماعة من الصحابة والتابعين في سماع أحاديث معينة إلى البلاد لا دليل فيه أيضا لجواز أن تكون تلك الأحاديث لم تتصل إلى من رحل بسبها من جهة صحيحة وكانت الرحلة لتحصيلها لا للعلو فيها قال نعم لا ريب في اتفاق أئمة الحديث قديما وحديثا على الرحلة إلى من عنده الإسناد العالي ( وهو ) أي العلو ( أقسام ) خمسة ( أجلها القرب من رسول الله صلى الله عليه و سلم ) من حيث العدد ( بإسناد صحيح نظيف ) بخلاف ما إذا كان مع ضعف فلا التفات إلى هذا العلو لا سيما إن كان فيه بعض
الكذابين المتأخرين ممن ادعى سماعا من الصحابة كابن هدبة ودينار وخراش ونعيم بن سالم ويعلى بن الأشدق وأبي الدنيا الأشج قال الذهبي متى رأيت المحدث يفرح بعوالي هؤلاء فاعلم أنه عامي يعدها وأعلى ما يقع لنا ولأضرابنا في هذا الزمان من الأحاديث الصحاح المتصلة بالسماع ما بيننا وبين النبي صلى الله عليه و سلم فيه اثنا عشر رجلا وبالإجازة في الطريق أحد عشر وذلك كثير وبضعف يسير غير واه عشرة ولم يقع لنا بذلك إلا احاديث قليلة جدا في معجم الطبراني الصغير ( 1 ) أخبرني مسند الدنيا أبو عبد الله محمد بن مقبل الحلبي إجازة مكاتبة منه في رجب سنة ثمانمائة وتسعة وستين عن محمد بن إبراهيم بن أبي عمر المقدسي وهو آخر من حدث عنه بالإجازة أنا ابو الحسن علي بن أحمد بن البخاري وهو آخر من حدث عنه عن أبي القاسم عبد الواحد بن القاسم الصيدلاني ( 2 ) وهو آخر من حدث عنه أخبرتنا أم إبراهيم بنت عبد الله وأبو الفضل الثقفي سماعا عليهما قالا أنا أبو بكر بن ريذة ( 3 ) أنا أبو القاسم الطبراني ثنا عبيد الله بن رماحس ( 4 ) سنة مائتين وأربع وسبعين ثنا أبو عمرو زياد بن
طارق وكان قد أتت عليه مائة وعشرون سنة قال سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي والنساء فأتيته فأنشأت أقول هذا الشعر ... امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر ... امنن على بيضة ( 1 ) قد عاقها قدر ... مشتت شملها في دهرها غير ... أبقت لنا الدهر هتافا ( 2 ) على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر ... إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر ... امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر ... لا تجعلنا كمن شالت نعامته ( 3 ) ... واستبق منا فإنا معشر زهر ... إنا لنشكر للنعما إذا كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر ... فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو مشتهر ... يا خير من مرحت كمت ( 4 ) الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر ... إنا نؤمل عفوا منك تلبسه ... هذي البرية إذ تعفو وتنتصر ... فاعف عفا الله عما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر
قال فلما سمع النبي صلى الله عليه و سلم هذا الشعر قال ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وقالت قريش ما كان لنا فهو لله ولرسوله وقالت الأنصار ما كان لنا فهو لله ولرسوله هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه عشارى أخرجه أبو سعيد الأعرابي في معجمه عن ابن رماحس وأبو الحسين بن قانع عن عبيد الله بن علي الخواص عن ابن رماحس وله شاهد من رواية ابن إسحاق في المغازي قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال لما كان يوم حنين يوم هوازن فذكر القصة وسياقه أتم وقد أخرجه الضياء في المختارة من حديث زهير واستشهد له بحديث عمرو بن شعيب فهو عنده على شرط الحسن وأما الذهبي فقال في الميزان عبيد الله ابن رماحس القيسي الرملي كان معمرا ما رأيت للمتقدمين فيه جرحا قال ثم رأيت لحديثه هذا علة قادحة قال ابن عبد البر فيه رواه عبيد الله عن زياد ابن طارق عن زياد بن صرد بن زهير عن أبيه عن جده زهير فعمد عبيد الله إلى الإسناد فأسقط منه رجلين ( 1 ) وبه إلى الطبراني ثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ الأنصاري الدمشقي حدثني جدي لأمي عمرو بن أبان بن مفضل المدني قال أراني أنس بن مالك الوضوء أخذ ركوة فوضعها على يساره وصب على يده اليمنى فغسلها ثلاثا ثم أدار الركوة على يده اليمنى فتوضأ ثلاثا ثلاثا ومسح برأسه ثلاثا وأخذ ماء جديدا لصماخه فقلت له قد مسحت أذنيك فقال يا غلام إنهما من الرأس ليس هما من الوجه ثم قال يا غلام
الثاني القرب من إمام من أئمة الحديث وإن كثر بعده العدد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الثالث العلو بالنسبة إلى راوية أحد الكتب الخمسة أو غيرها من المعتمدة وهو ما كثر اعتناء المتأخرين به من الموافقة والإبدال والمساواة والمصافحة فالموافقة أن يقع لك حديث عن شيخ مسلم من غير جهته بعدد أقل من عددك إذا رويته عن مسلم عنه والبدل ان يقع هذا العلو عن مثل شيخ مسلم قال الذهبي في الميزان انفرد به الطبراني عن جعفر وعمرو بن أبان لا يدري من هو قال والحديث ثماني له على ضعفه ( الثاني القرب من إمام من أئمة الحديث ) كالأعمش وهشيم وابن جريج والأوزاعي ومالك وشعبة وغيرهم مع الصحة أيضا ( وإن كثر بعده العدد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ) ( الثالث العلو ) المقيد ( بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الخمسة أو غيرها من ) الكتب ( المعتمدة ) وسماه ابن دقيق العيد علو التنزيل وليس بعلو مطلق إذ الراوي لو روى الحديث من طريق كتاب منها وقع أنزل مما لو رواه من غير طريقها وقد يكون عاليا مطلقا أيضا ( وهو ما كثر اعتناء المتأخرين به من الموافقة والإبدال والمساواة والمصافحة فالموافقة أن يقع لك حديث عن شيخ مسلم ) مثلا ( من غير جهته بعدد أقل من عددك إذا رويته ) بإسنادك ( عن مسلم عنه والبدل أن يقع هذا العلو عن ) شيخ غير شيخ مسلم وهو ( مثل شيخ مسلم ) في
وقد يسمى هذا موافقة بالنسبة إلى شيخ شيخ مسلم والمساواة في اعصارنا قلة عدد إسنادك إلى الصحابي أو من قاربه بحيث يقع بينك وبين صحابي مثلا من العدد مثل ما وقع بين مسلم وبينه ذلك الحديث ( وقد يسمى هذا موافقة بالنسبة إلى شيخ شيخ مسلم ) فهو موافقة مقيدة وقد تطلق الموافقة والبدل مع عدم العلو بل ومع النزول أيضا كما وقع في كلام الذهبي وغيره وقال ابن الصلاح هو موافقة وبدل ولكن لا يطلق عليه ذلك لعدم الالتفات إليه تنبيه لم أقف على تصريح بأنه يشترط استواء الإسناد بعد الشيخ المجتمع فيه أولا وقد وقع لي في الإملاء حديث أمليته من طريق الترمذي عن قتيبة عن عبد العزيز الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا لا تجعلوا بيوتكم مقابر الحديث وقد أخرجه مسلم عن قتيبة عن يعقوب القارئ عن سهيل فقتيبة له فيه شيخان عن سهيل فوقع في صحيح مسلم عن أحدهما وفي الترمذي عن الآخر فهل يسمى هذا موافقة لاجتماعنا معه في قتيبة أو بدلا للتخالف في شيخه والاجتماع في سهل أولا ولا يكون واسطة بين الموافقة والبدل احتمالات أقربها عندي الثالث ( والمساواة في أعصارنا قلة عدد إسنادك إلى الصحابي أو من قاربه بحيث يقع بينك وبين صحابي مثلا من العدد مثل ما وقع بين مسلم وبينه ) وهذا كان يوجد قديما وأما الآن فلا يوجد في حديث بعينه بل يوجد مطلق العدد كما قال العراقي فإنه تقدم أن بيني وبين النبي صلى الله عليه و سلم عشرة أنفس في ثلاثة أحاديث وقد وقع للنسائي حديث
والمصافحة أن تقع هذه المساواة لشيخك فيكون لك مصافحة كأنك صافحت مسلما فأخذته عنه فإن كانت المساواة لشيخ شيخك كانت المصافحة لشيخك وإن كانت المساواة لشيخ شيخ شيخك فالمصافحة لشيخ شيخك وهذا العلو تابع لنزول فلولا نزول مسلم وشبهه لم تعل أنت بينه وبين النبي صلى الله عليه و سلم فيه عشرة انفس وذلك مساواة لنا وهو ما رواه في كتاب الصلاة قال أخبرنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا زائدة عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن قال النسائي ما أعلم في الحديث إسنادا أطول من هذا وفيه ستة من التابعين أولهم منصور وقد رواه الترمذي عن قتيبة ومحمد بن بشار قالا ثنا ابن مهدي ثنا زائدة به وقال حسن والمرأة هي امرأة أبي أيوب وهو عشاري للترمذي أيضا ( والمصافحة أن تقع هذه المساواة لشيخك فيكون لك مصافحة كأنك صافحت مسلما فأخذته عنه فإن كانت المساواة لشيخ شيخك كانت المصافحة لشيخك وإن كانت ) المساواة ( لشيخ شيخ شيخك فالمصافحة لشيخ شيخك وهذا العلو تابع لنزول ) غالبا ( فلولا نزول مسلم وشبهه لم تعل أنت ) وقد يكون مع علوه أيضا فيكون عاليا مطلقا
الرابع العلو بتقدم وفاة الراوي فما أرويه عن ثلاثة عن البيهقي عن الحاكم أعلاهما أن أرويه عن ثلاثة عن أبي بكر بن خلف عن الحاكم لتقدم وفاة البيهقي عن ابن خلف وأما علوه بتقدم وفاة شيخك فحده الحافظ ابن جوصى بمضي خمسين سنة من وفاة الشيخ وابن منده بثلاثين الخامس العلو بتقدم السماع ( الرابع العلو بتقديم وفاة الراوي ) وإن تساويا في العدد قال المصنف ( فما أرويه عن ثلاثة عن البيهقي عن الحاكم أعلاهما أن أرويه عن ثلاثة عن أبي بكر بن خلف عن الحاكم لتقدم وفاة البيهقي عن ابن خلف ) وكذلك من سمع مسند أحمد على الحلاوي عن أبي العباس الحلبي عن النجيب أعلى ممن سمعه على الجمال الكناني عن العرضي عن زينب بنت مكي لتقدم وفاة الثلاثة الأولين على الثلاثة الآخرين ( وأما علوه بتقديم وفاة شيخك ) لا مع التفات لأمر آخر أو شيخ آخر ( فحده الحافظ ) أحمد بن عمير ( ابن جوصي ) الدمشقي ( بمضي خمسين سنة من تاريخ وفاة الشيخ و ) حده أبو عبد الله ( بن منده بثلاثين ) تمضي من موته وليس يقع في تلك المدة أعلى من ذلك قال ابن الصلاح وهو أوسع ( الخامس العلو بتقدم السماع ) من الشيخ فمن سمع منه متقدما كان أعلى ممن سمع منه بعده
ويدخل كثير منه فيما قبله ويمتاز بأن يسمع شخصان من شيخ وسماع أحدهما من ستين سنة مثلا والآخر من أربعين وتساوى العدد إليهما فالأول أعلى ( ويدخل كثير منه فيما قبله ويمتاز ) عنه ( بأن يسمع شخصان من شيخ وسماع أحدهما منذ ستين سنة مثلا والآخر من أربعين ) سنة ( وتساوي العدد إليهما فالأول أعلى ) من الثاني ويتأكد ذلك في حق من اختلط شيخه أو خرف وربما كان المتأخر أرجح بأن يكون تحديثه الأول قبل أن يبلغ درجة الإتقان والضبط ثم حصل له ذلك بعد إلا أن هذا علو معنوي كما سيأتي تنبيه جعل ابن طاهر وابن دقيق العيد هذا والذي قبله قسما واحدا وزاد العلو إلى صاحبي الصحيحين ومصنفي الكتب المشهورة وجعله ابن طاهر اسمين أحدهما العلو إلى الشيخين وأبي داود وأبي حاتم ونحوهم والآخر العلو إلى كتب مصنفة لأقوام كابن أبي الدنيا والخطابي ثم قال واعلم أن كل حديث عز على المحدث ولم يجده غالبا ولا بد له من إيراده فمن أي وجه أورده فهو عال بعزته ومثل ذلك بأن البخاري روى عن أماثل أصحاب مالك ثم روى حديثا لأبي إسحق الفزاري عن مالك لمعنى فيه فكان فيه بينه وبين مالك ثلاثة رجال
نكتة وقع لنا حديث اجتمع فيه أقسام العلو أخبرتني أم الفضل بنت محمد المقدسي بقراءتي عليها في ربيع الآخر سنة سبعين وثمانمائة أنا أبو إسحاق التنوخي سماعا وكانت وفاته سنة ثمانمائة عن إسماعيل بن يوسف القيسي وأبي روح بن عبد الرحمن المقدسي قالا أنا أبو المنجي بن الليثي قال الأول سنة ثلاث وستين وستمائة أنا الوقت السجزي في شعبان سنة اثنين وخمسين وخمسمائة أنا أبو العاصم الفضيل بن يحيى الأنصاري في ذي الحجة سنة تسع وأربعين وأربعمائة أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح وكانت وفاته في صفر سنة اثنين وتسعين وثلثمائة أنا أبو عبد الله بن محمد المنيفي يعني أبا القاسم البغوي وكانت وفاته سنة سبع عشرة وثلاثمائة ثنا علي بن الجعد الجواهرى وكانت وفاته في رجب سنة ثلاثين ومائتين أنا شعبة بن الحجاج ومات سنة ستين ومائة وعلى بن الجعد آخر من روى عنه عن محمد بن المنكدر سمعت جابر بن عبد الله يقول استأذنت على النبي صلى الله عليه و سلم فقال من هذا فقلت أنا فقال انا أنا كأنه كرهه هذا الحديث اجتمع فيه أنواع أما العدد فبيني وبين النبي صلى الله عليه و سلم اثنا عشر رجلا ثقات بالسماع المتصل وهو أعلى ما يقع من ذلك وأما بالنسبة إلى بعض الأئمة فلأن شعبة بن الحجاج من كبار الأئمة الذين روى الأئمة الستة عن أصحابهم ولم يقع حديثه بعلو إلا في كتاب البخاري وأبي داود وبينهما وبينه في كثير من الأحاديث رجل واحد
وأما النزول فضد العلو فهو خمسة اقسام تعرف من ضدها وهو مفضول مرغوب عنه على الصواب وقول الجمهور وأما بقية الجماعة فأقل ما بينهم وبينه اثنان وهو متقدم الوفاة وبيني وبينه تسعة أنفس وهو نهاية العلو وأما علوه بالنسبة إلى أئمة الكتب فقد أخرجه البخاري عن أبي الوليد ع شعبة فوقع لي بدلا عاليا كأني سمعته من أبي الحسن ابن أبي المجد وأبي إسحاق التنوخي وغيرهما من شيوخ شيوخنا في الصحيح ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن عبد الله بن إدريس وعن يحيى ابن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن وكيع وعن إسحاق بن إبراهيم عن النضر بن شميل وأبي عامر العقدي وعن محمد بن مثنى عن وهب بن جرير وعن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم عن بهز بن أسد وأبو داود عن مسدد عن بشر بن المفضل والترمذي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك والنسائي عن حميد بن مسعدة عن بشر بن المفضل وابن ماجه عن أبي شيبة عن وكيع كلهم عن شعبة فوقع لي بدلا لهم عاليا بثلاث درجات فكأني سمعته من أبي إسحاق بن مضر راوي صحيح مسلم ومن أبي الحسن بن المقير راوي سنن أبي داود وكانت وفاته سنة ثلاث وأربعين وستمائة ومن أبي الحسن بن البخاري راوي الترمذي وكانت وفاته سنة تسعين وستمائة ومن إسماعيل بن أحمد العراقي راوي النسائي وكانت وفاته سنة تسعين وستمائة ومن أبي السعادات راوي سنن ابن ماجه وكانت وفاته سنة اثنتين وستمائة ( وأما النزول فضد العلو فهو خمسة أقسام ) أيضا ( تعرف من ضدها ) فكل قسم من أقسام العلو ضده قسم من أقسام النزول ( وهو مفضول مرغوب عنه على الصواب وقول الجمهور ) قال ابن المديني النزول شؤم وقال ابن معين الإسناد
وفضله بعضهم على العلو فإن تميز بفائدة فهو مختار النازل قرحة في الوجه ( وفضله بعضهم على العلو ) حكاه ابن خلاد عن بعض أهل النظر لأن الإسناد كلما زاد عدده زاد الاجتهاد فيه فيزداد الثواب فيه قال ابن الصلاح وهذا مذهب ضعيف الحجة قال ابن دقيق العيد لأن كثرة المشقة ليست مطلوبة لنفسها ومراعاة المعنى المقصود من الرواية وهو الصحة أولى ( فإن تميز ) الإسناد النازل ( بفائدة ) كزيادة الثقة في رجاله على العالي أو كونهم أحفظ أو أفقه أو كونه متصلا بالسماع وفي العالي حضورأو إجازة أو مناولة أو تساهل بعض رواته في الحمل ونحو ذلك ( فهو مختار ) قال وكيع لأصحابه الأعمش أحب إليكم عن وائل عن عبد الله أم سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقالوا الأعمش عن أبي وائل أقرب فقال الأعمش شيخ وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة فقيه عن فقيه عن فقيه عن فقيه قال ابن المبارك ليس جودة الحديث قرب الإسناد بل جودة الحديث صحة الرجال وقال السلفي الأصل الأخذ عن العلماء فنزولهم أولى من العلو عن الجهلة على مذهب المحققين من النقلة والنازل حينئذ هو العالي في المعنى عند النظر والتحقيق قال ابن الصلاح ليس هذا من قبيل العلو المتعارف إطلاقه بين أهل الحديث وإنما هو علو من حيث المعنى قال شيخ الإسلام ولابن حبان تفصيل حسن وهو أن النظر إن كان للسند فالشيوخ أولى وإن كان للمتن فالفقهاء
النوع الثلاثون المشهور من الحديث
هو قسمان صحيح وغيره ومشهور بين أهل الحديث خاصة وبينهم وبين غيرهم ( النوع الثلاثون المشهور من الحديث ) قال ابن الصلاح ومعنى الشهرة مفهوم فاكتفى بذلك عن وحده وقال البلقيني لم يذكر له ضابطا وفي كتب الأصول المشهور ويقال له المستفيض الذي تزيد نقلته على ثلاثة وقال شيخ الإسلام المشهور ماله طرق محصورة بأكثر من اثنين ولم يبلغ حد التواتر سمي بذلك لوضوحه وسماه جماعة من الفقهاء المستفيض لانتشاره من فاض الماء يفيض فيضا ومنهم من غاير بينهما بأن المستفيض يكون في ابتدائه وانتهائه سواء والمشهور أعم من ذلك ومنهم من عكس ( هو قسمان صحيح وغيره ) أي حسن وضعيف ( ومشهور بين أهل الحديث خاصة و ) مشهور ( بينهم وبين غيرهم ) من العلماء والعامة وقد يراد به ما اشتهر على الألسنة وهذا يطلق على ماله إسناد واحد فصاعدا بل مالا يوجد له إسناد أصلا وقد صنف في هذا القسم الزركشي التذكرة في الأحاديث المشتهرة وألفت فيه كتابا مرتبا على حروف المعجم استدركت فيه ما فاته من الجم الغفير ( 1 ) مثال المشهور على الاصطلاح وهو صحيح حديث إن اللهلا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه وحديث من أتى الجمعة فليغتسل ومثله الحاكم وابن الصلاح بحديث إنما الأعمال بالنيات فاعترض بأن الشهرة إنما طرأت له من عند يحيى بن سعيد وأول الإسناد فرد كما تقدم ومثاله وهو حسن حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم ( 1 ) فقد قال المزي إن له طرقا يرتقي بها إلى رتبة الحسن ومثاله وهو ضعيف الأذنان من الرأس مثل به الحاكم ومثال المشهور عند أهل الحديث خاصة حديث أنس إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان أخرجه الشيخان من رواية سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس وقد رواه عن أنس غير أبي مجلز وعن أبي مجلز غير سليمان وعن سليمان جماعة وهو مشهور بين أهل الحديث وقد يستغربه غيرهم لأن الغالب على رواية التيمي عن أنس كونها بلا واسطة ومثال المشهور عند أهل الحديث والعلماء والعوام المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ( 2 ) ومثال المشهور عند الفقهاء أبغض الحلال عند الله صححه الحاكم من سئل عن علم فتكتمه الحديث حسنه الترمذي لا غيبة لفاسق حسنه بعض
الحفاظ وضعفه البيهقي وغيره لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ضعفه الحفاظ استاكوا عرضا وادهنوا غبا واكتحلوا وترا قال ابن الصلاح بحثت عنه فلم أجد له أصلا ولا ذكرا في شيء من كتب الحديث ( 1 ) ومثال المشهور عند الأصوليين رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه صححه ابن حبان والحاكم بلفظ إن الله وضع ومثال المشهور عند النحاة نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه قال العراقي وغيره لا أصل له ولا يوجد بهذا اللفظ في شيء من كتب الحديث ومثال المشهور بين العامة من دل على خير فله مثل أجر فاعله أخرجه مسلم مداراة الناس صدقة صححه ابن حبان البركة مع أكابركم صححه ابن حبان والحاكم ليس الخبر كالمعاينة صححاه أيضا المستشار مؤتمن حسنه الترمذي العجلة من الشيطان حسنه الترمذي ايضا اختلاف أمتي رحمة نية المؤمن خير من عمله من بورك له في شيء فليلزمه الخير عادة عرفوا ولا تعنفوا جبلت القلوب على حب من أحسن إليها أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم وكلها ضعيفة من عرف نفسه
ومنه المتواتر المعروف في الفقه وأصوله ولا يذكره المحدثون وهو قليل لا يكاد يوجد في رواياتهم وهو ما نقله من يحصل العلم بصدقهم ضرورة عن مثلهم من أوله إلى آخره فقد عرف ربه كنت كنزا لا أعرف الباذنجان لما أكل له يوم صومكم يوم نحركم من بشرني بآذار بشرته بالجنة كلها باطلة لا أصل لها وكتابنا الذي أشرنا إليه كافل ببيان هذا النوع من الأحاديث والآثار الموقوفات بيانا شافيا ولله الحمد ( 1 ) ( ومنه ) أي من المشهور ( المتواتر المعروف في الفقه وأصوله ولا يذكره المحدثون ) باسمه الخاص المشعر بمعناه الخاص وإن وقع في كلام الخطيب ففي كلامه ما يشعر بأنه اتبع فيه غير أهل الحديث قاله ابن الصلاح قيل وقد ذكره الحاكم وابن عبد البر وابن حزم وأجاب العراقي بأنهم لم يذكروه باسمه المشعر بمعناه بل وقع في كلامهم تواتر عنه صلى الله عليه و سلم كذا وان الحديث الفلاني متواتر ( وهو قليل لا يكاد يوجد في رواياتهم وهو ما نقله من يحصل العلم بصدقهم ضرورة ) بأن يكونوا جمعا لا يمكن تواطؤهم على الكذب ( عن مثلهم من أوله ) أي الإسناد ( إلى آخره ) ولذلك يجب العمل به من غير بحث عن رجاله ولا يعتبر فيه عدد معين في الأصح قال القاضي الباقلاني ولا يكفي الأربعة وما فوقها صالح وتوقف في الخمسة
وحديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار متواتر وقال الاصطخري اقله عشرة وهو المختار لأنه أول جموع الكثرة وقيل اربعون وقيل سبعون عدة اصحاب موسى عليه الصلاة و السلام وقيل ثلثمائة وبضعة عشر عدة أصحاب طالوت وأهل بدر لأن كل ما ذكر من العدد المذكور أفاد العلم ( وحديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار متواتر ) قال ابن الصلاح رواه اثنان وستون من الصحابة وقال غيره رواه أكثر من مائة نفس وفي شرح مسلم للمصنف رواه نحو مائتين قال العراقي وليس في هذا المتن بعينه ولكنه في مطلق الكذب والخاص بهذا المتن رواية بضعة وسبعين صحابيا العشرة المشهود لهم بالجنة أسامة قا أنس بن مالك خ م أوس بن أوس طب البراء بن عازب طب بريدة عد جابر بن حابس مع جابر بن عبد الله م حذيفة بن أسد طب حذيفة بن اليمان طب خالد بن عرطفة حم رافع بن خديج طب زيد بن ارقم حم زيد بن ثابت خل السائب بن يزيد طب سعد بن المدحاس خل سفينة عد سليمان بن خالد الخزاعي قط سلمان الفارسي قط سلمة بن الأكوع خ صهيب بن سنان طب عبد الله بن أبي أوفى قا عبد الله بن زغب بع ابن الزبير قط ابن عباس طب ابن عمر حم بن عمرو خ ابن مسعود ت ن عتبة بن غزوان طب العرس بن عميرة طب عفان بن حبيب ك عقبة بن عامر حم عمار بن ياسر طب عمران بن حصين بن عمرو بن حريث طب عمرو بن عبسة طب عمرو بن عوف طب عمرو بن مزة الجهني طب قيس بن سعد بن عبادة حم كعب ابن قطبة خل معاذ بن جبل طب معاوية بن حيدة خل معاوية بن أبي سفيان
لا حديث إنما الأعمال بالنيات حم المغيرة بن شعبة نع المنفع التيمي ( 1 ) خل نبيط بن شريط طب واثلة بن الأسقع عد يزيد بن أسد قط يعلى بن مرة مي أبو أسامة طب أبو الحمراء طب أبو ذر قط أبو رمثة قط ابو سعيد الخدري حم أبو قتادة أبو قرصافة عد أبو كبشة الأنماري خل أبو موسى الأشعري طب أبو موسى الغافقي حم أبو ميمون الكردي طب أبو هريرة والدأبي العشراء الدارمي ( 2 ) خل والدأبي مالك الأشجعي ( 3 ) بز عائشة قط أم أيمن قط وقد أعلمت على كل واحد رمز من أخرج حديثه من الأئمة حم في مسنده لأحمد وطب للطبراني وقط للدارقطني وعد لابن عدي في الكامل وبز لمسند البزار وقا لابن قانع في معجمه وخل للحافظ يوسف بن خليل في كتابه الذي جمع فيه طرق هذا الحديث ونع لأبي نعيم ومي لمسند الدارمي وك لمستدرك الحاكم وت للترمذي ون للنسائي وخ م للبخاري ومسلم ( لا حديث إنما الأعمال بالنيات ) أي ليس بمتواتر كما تقدم تحقيقه في نوع الشاذ تنبيهات الأول قال شيخ الإسلام ما ادعاه ابن الصلاح من عزة المتواتر وكذا
ما ادعاه غيره من العدم ممنوع لأن ذلك نشأ عن قلة الاطلاع على كثرة الطرق وأحوال الرجال وصفاتهم المقتضية لإبعاد العادة أن يتواطؤا على الكذب أو يحصل منهم اتفاقا قال ومن أحسن ما يقرر به كون المتواتر موجودا وجود كثرة في الأحاديث أن الكتب المشهورة المتداولة بأيدي أهل العلم شرقا وغربا المقطوع عندهم بصحة نسبتها إلى مؤلفيها إذا اجتمعت على إخراج حديث وتعددت طرقه تعددا تحيل العادة تواطأهم على الكذب أفاد العلم اليقيني بصحته إلى قائله قال ومثل ذلك في الكتب المشهورة كثير قلت قد ألفت في هذا النوع كتابا لم أسبق إلى مثله سميته الأزهار المتناثرة ( 1 ) في الأخبار المتواترة مرتبا على الأبواب أوردت فيه كل حديث بأسانيد من خرجه وطرقه ثم لخصته في جزء لطيف سميته قطف الأزهار اقتصرت فيه على عزو كل طريق لمن أخرجها من الأئمة وأوردت فيه أحاديث كثيرة منها حديث الحوض من رواية نيف وخمسين صحابيا وحديث المسح على الخفين منم رواية سبعين صحابيا وحديث رفع اليدين في الصلاة من رواية نحو خمسين وحديث نصر الله امرأ سمع مقالتي من رواية نحو ثلاثين وحديث نزل القرآن
النوع الحادي والثلاثين الغريب والعزيز
إذا انفرد عن الزهري وشبهه على سبعة أحرف من رواية سبع وعشرين وحديث من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة من رواية عشرين وكذا حديث كل مسكر حرام وحديث بدأ الإسلام غريبا وحديث سؤال منكر ونكير وحديث كل ميسر لما خلق له وحديث المرء مع من أحب وحديث إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة وحديث بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة كلها متواترة في أحاديث جمة أودعناها كتابنا المذكور ولله الحمد الثاني قد قسم أهل الأصول المتواتر إلى لفظي وهو ما تواتر لفظه ومعنوي وهو أن ينقل جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب وقائع مختلفة تشترك في أمر يتواتر ذلك القدر المشترك كما إذا نقل رجل عن حاتم مثلا أنه أعطى جملا وآخر أنه أعطى فرسا وآخر أنه أعطى دينارا وهلم جرا فيتواتر القدر المشترك بين أخبارهم وهو الإعطاء لأن وجوده مشترك من جميع هذه القضايا قلت وذلك أيضا يتأتى في الحديث فمنه ما تواتر لفظه كالأمثلة السابقة ومنه ما تواتر معناه كأحاديث رفع اليدين في الدعاء فقد ورد عنه صلى الله عليه و سلم نحو مائة حديث فيه رفع يديه في الدعاء وقد جمعتها في جزء لكنها في قضايا مختلفة فكل قضية منها لم تتواتر والقدر المشترك فيها وهو الرفع عند الدعاء تواتر باعتبار المجموع ( النوع الحادي والثلاثون الغريب والعزيز إذا انفرد عن الزهري وشبههممن يجمع حديثه رجل بحديث سمي غريبا فإن انفرد اثنان أو ثلاثة سمي عزيزا فإن رواه جماعة سمي مشهورا ويدخل في الغريب ما انفرد راو بروايته أو بزيادة في متنه أو إسناده ممن يجمع حديثه ) من الأئمة كقتادة ( رجل بحديث سمي غريبا فإن انفرد ) عنهم ( اثنان ) أو ثلاثة سمي عزيزا فإن رواه ) عنهم ( جماعة سمي مشهورا ) كذا قال ابن الصلاح أخذا من كلام ابن منده وأما شيخ الإسلام وغيره فإنهم خصوا الثلاثة فما فوقها بالمشهور والاثنين بالعزيز لعزيز لعزته أي قوته بمجيئه من طريق أخرى أو لقلة وجوده قال شيخ الإسلام وقد ادعى ابن حبان أن رواية اثنين عن اثنين لا توجد أصلا فإن أراد رواية اثنين فقط فيسلم وأما صورة العزيز التي جوزها فموجودة بأن لا يرويه أقل من اثنين عن أقل من اثنين مثاله ما رواه الشيخان من حديث أنس والبخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده الحديث رواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ورواه عن عبد العزيز إسماعيل بن علية وعبد الوارث ورواه عن كل جماعة ( ويدخل في الغريب ما انفرد راو بروايته ) فلم يروه غيره كما تقدم مثاله في قسم الأفراد ( أو بزيادة في متنه أو إسناده ) لم يذكرها غيره مثالهما حديث رواه الطبراني في الكبير رواية عبد العزيز بن محمد الدراوردي ومن رواية عباد بن منصور فرقهما كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة والمحفوظ ما رواه عيسى بن يونس عن هشام عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة هكذا أخرجه الشيخان وكذا رواه مسلم أيضا من رواية سعيد بن سلمة بن أبي الحسام
ولا يدخل فيه أفراد البلدان وينقسم إلى صحيح وغيره وهو الغالب وإلى غريب متنا وإسنادا كما لو انفرد بمتنه واحد وغريب إسنادا كحديث روى متنه جماعة من الصحابة انفرد واحد بروايته عن صحابي آخر وفيه يقول الترمذي غريب من هذا الوجه عن هشام ( ولا يدخل فيه أفراد البلدان ) التي تقدمت في نوع الأفراد ( وينقسم ) أي الغريب ( إلى صحيح ) كأفراد الصحيح ( و ) إلى ( غيره ) أي غير الصحيح ( وهو الغالب ) على الغرائب قال أحمد بن حنبل لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء وقال مالك شر العلم الغريب وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس وقال عبد الرزاق كنا نرى أن غريب الحديث خير فإذا هو شر وقال ابن المبارك العلم الذي يجيئك من ههنا وههنا يعني المشهور رواها البيهقي في المدخل وروى عن الزهري قال حدثت علي بن الحسين بحديث فلما فرغت قال أحسنت بارك الله فيك هكذا حدثنا قلت ما أراني إلا حدثتك بحديث أنت أعلم به مني قال لا تقل ذلك فليس من العلم ما لا يعرف إنما العلم ما عرف وتواطأت عليه الألسن وروى ابن عدي عن أبي يوسف قال من طلب الدين بالكلام تزندق ومن طلب غريب الحديث كذب ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ( و ) ينقسم أيضا ( إلى غريب متنا وإسنادا كما لو انفرد بمتنه ) راو ( واحد و ) إلى ( غريب إسنادا ) لا متنا ( كحديث ) معروف ( روى متنه جماعة من الصحابة انفرد واحد بروايته عن صحابي آخر وفيه يقول الترمذي غريب من هذا الوجهه ) ومن أمثلته كما قال ابن سيد الناس حديث رواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
ولا يوجد غريب متنا لا إسنادا إلا إذا اشتهر الفرد فرواه عن المنفرد كثيرون صار غريبا مشهورا غريبا متنا لا إسنادا بالنسبة إلى أحد طرفيه كحديث إنما الأعمال بالنيات الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الأعمال بالنية قال الخليلي في الإرشاد أخطأ فيه عبد المجيد وهو غير محفوظ عن زيد بن أسلم بوجه قال فهذا مما أخطأ فيه الثقة قال ابن سيد الناس هذا إسناد غريب كله والمتن صحيح ( ولا يوجد ) حديث ( غريب متنا ) فقط ( لا إسنادا إلا إذا اشتهر الفرد فرواه عن المنفرد كثيرون صار غريبا مشهورا غريبا متنا لا إسنادا بالنسبة إلى أحد طرفيه ) المشتهر وهو الأخير ( كحديث إنما الأعمال بالنيات ) كما تقدم تحقيقه وكسائر الغرائب المشتمله عليها التصانيف المشتهرة وقال العراقي وقد أطلق ابن سيد الناس ثبوت هذا القسم من غير تخصيص له بما ذكر ولم يمثله فيحتمل أن يريد ما كان إسناده مشهورا جادة لعدة من الأحاديث بأن يكونوا مشهورين برواية بعضهم عن بعض ويكون المتن غريبا لانفرادهم به قال وقد وقع في كلامه ما يقتضي تمثيله وذلك أنه لما حكى قول ابن طاهر والخامس من الغرائب أسانيد ومتون تفرد بها أهل بلد لا توجد إلا من روايتهم وسنن ينفرد بالعمل بها أهل مصر لا يعمل بها في غير مصرهم قال وهذا النوع يشمل الغريب كله سندا ومتنا أو أحدهما دون الآخر قال وقد ذكر ابن أبي حاتم بسند له أن رجلا سأل مالكا عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال له إن شئت خلل وإن شئت لا تخلل وكان عبد الله بن وهب حاضرا فعجب من جواب مالك وذكر له في ذلك حديثا بسند مصري صحيح وزعم أنه معروف عندهم فاستعاد مالك الحديث واستعاد السائل فأمر بالخليل
النوع الثاني والثلاثون غريب الحديث
هو ما وقع في متن الحديث من لفظة غامضة بعيدة من الفهم لقلة استعمالها وهو فن مهم والخوض فيه صعب فليتحر انتهى قال والحديث المذكور رواه أبو داود من رواية ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الختلي عن المستورد بن شداد قال الترمذي غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة ولم ينفرد به ابن لهيعة بل تابعه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث كما رواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه عبد الله بن وهب عن الثلاثة المذكورين وصححه ابن القطان لتوثيقه لابن أخي ابن وهب فزالت الغرابة عن الإسناد بمتابعة الليث وعمرو لابن لهيعة والمتن غريب فائدة قد يكون الحديث أيضا عزيزا مشهورا قال الحافظ العلائي فيما رأيته بخطه حديث نحن الآخرون السابقون يوم القيامة الحديث عزيز عن النبي صلى الله عليه و سلم رواه عنه حذيفة بن اليمان وأبو هريرة وهو مشهور عند أبي هريرة رواه عنه سبعة أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو حازم وطاوس والأعرج وهمام وأبو صالح وعبد الرحمن مولى أم برثن ( النوع الثاني والثلاثون غريب ) ألفاظ ( الحديث هو ما وقع في متن الحديث من لفظة غامضة بعيدة من الفهم لقلة استعمالها وهو فن مهم ) يقبح جهله بأهل الحديث ( والخوض فيه صعب ) حقيق بالتحري جدير بالتوقي ( فليتحرخائضه وكان السلف يتثبتون فيه أشد تثبت وقد أكثر العلماء التصنيف فيه قيل أول من صنفه النضر بن شميل وقيل أبو عبيدة معمر وبعدهما أبو عبيد فاستقصى وأجاد ثم ابن قتيبة ما فات أبا عبيدة ثم الخطابي ما فاتهما فهذه أمهاته ثم بعدها كتب فيها زوائد وفوائد كثيرة ولا يقلد منها إلا ما كان مصنفوها أئمة جلة خايضه ) وليتق الله أن يقدم على تفسير كلام نبيه صلى الله عليه و سلم بمجرد الظنون ( وكان السلف يتثبتون فيه اشد تثبت ) فقد روينا عن أحمد أنه سئل عن حرف منه فقال سلوا أصحاب الغريب فإني أكره أن أتكلم في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم بالظن وسئل الأصمعي عن معنى حديث الجار أحق بسبقه فقال أنا لا أفسر حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكن العرب تزعم أن السقب اللزيق ( وقد أكثر العلماء التصنيف فيه قيل أول من صنفه النضر بن شميل ) قاله الحاكم ( وقيل أبو عبيدة معمر ) بن المثنى ثم النضر ثم الأصمعي وكتبهما صغيرة قليلة ألف ( بعدهما أبو عبيد ) القاسم بن سلام كتابه المشهور ( فاستقصى وأجاد ) وذلك بعد المائتين ( ثم ) تتبع أبو محمد عبد الله بن مسلم ( بن قتيبة ) الدينوري ( ما فات أبا عبيد ) في كتابه المشهور ( ثم ) تتبع أبو سليمان ( الخطابي ما فاتهما ) في كتابه المشهور ونبه على أغاليظ لهما ( فهذه أمهاته ) أي أصوله ( ثم ) ألف ( بعدها كتب كثيرة فيها زوائد وفوائد كثيرة ولا يقلد منها إلا ما كان مصنفوها أئمة أجلة ) كمجمع الغرائب لعبد الغافر الفارسي وغريب الحديث لقاسم السرقسطي والفائق للزمخشري والغريبين للهروي وذيله للحافظ أبي موسى المديني ثم النهاية لابن الأثير وهي أحسن كتب الغريب وأجمعها وأشهرها الآن وأكثرها تداولا وقد
وأجود تفسيره ما جاء مفسرا في رواية فاته الكثير فذيل عليه الصفي الأرموي بذيل لم نقف عليه وقد شرعت في تلخيصها تلخيصا حسنا مع زيادات جمة والله أسأل الإعانة على إتمامها ( 1 ) ( وأجود تفسيره ما جاء مفسرا ) به ( في رواية ) كحديث الصحيحين في قوله صلى الله عليه و سلم لابن صائد خبأت لك خبيئا فما هو قال الدخ فالدخ ههنا الدخان وهو لغة فيه حكاه الجوهري وغيره لما روى أبو داود والترمذي من رواية الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له إني خبأت لك خبأ وخبأله يوم تأتي السماء بدخان مبين قال المديني والسر في كونه خبأ له الدخان أن عيسى صلى الله عليه و سلم يقتله بجبل الدخان فهذا هو الصواب في تفسير
النوع الثالث والثلاثون المسلسل
هو تتابع رجال إسناده على صفة أو حالة للرواة تارة وللرواية تارة أخرى وصفات الرواة أما أقوال أو افعال وأنواع كثيرة غيرهما كمسلسل التشبيك باليد والعد فيها الدخ هنا وقد فسره غير واحد على غير ذلك فأخطؤا فقيل الجماع ( 1 ) وهو تخليط فاحش وقيل نبت موجود بين النخيل وهو غير مرضي ( النوع الثالث والثلاثون ) ( المسلسل وهو ما تتابع رجال إسناده ) واحدا فواحدا ( على صفة ) واحدة ( أو حالة ) واحدة ( للرواة تارة وللرواية تارة أخرى وصفات الرواة ) وأحوالهم أيضا ( إما أقوال أو أفعال ) أو هما معا وصفات الرواية إما أن تتعلق بصيغ الأداء أو بزمنها أو مكانها ( و ) له ( أنواع كثيرة غيرهما ) فالمسلسل بأحوال الرواة الفعلية ( كمسلسل التشبيك باليد ) وهو حديث أبي هريرة شبك بيدي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم وقال خلق الله الأرض يوم السبت ( 2 ) الحديث فقد تسلسل لنا تشبيك كل واحد من رواته بيد من رواه عنه ( والعد فيها ) وهو حديث اللهم صلى على محمد إلى آخره مسلسل بعد الكلمات الخمس في يد كل راو وكذلك المسلسل بالمصافحة والأخذ باليد ووضع اليد على رأس الراوى والمسلسل بأحوالهم القولية كحديث معاذ بنوكاتفاق أسماء الرواة أو صفاتهم أو نسبتهم كأحاديث رويناها كل رجالها دمشقيون وكمسلسل الفقهاء وصفات الرواية كالمسلسل بسمعت أو بأخبرنا أو أخبرنا فلان والله وأفضله ما دل على جبل أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له يا معاذ إني أحبك فقل في دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك تسلسل لنا بقول كل من رواته وأنا أحبك فقل والمسلسل بهما معا حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم على لحيته وقال آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره وكذا كل راو من رواته والمسلسل بصفاتهم القولية كالمسلسل بقراءة سورة الصف ونحوه قال العراقي وصفات الرواة القولية وأحوالهم القولية متقاربة بل متماثلة ( و ) المسلسل بصفاتهم الفعلية ( كاتفاق اسماء الرواة ) كالمسلسل بالمحمدين ( أو صفاتهم أو نسبتهم ) فالثاني ( كأحاديث رويناها كل رجالها دمشقيون ) أو مصريون أو كوفيون أو عراقيون ( و ) الأول ( كمسلسل الفقهاء ) مطلقا أو الشافعيين أو الحفاظ أو النحاة أو الكتاب أو الشعراء أو المعمرين ( وصفات الرواية ) المتعلقة بصيغ الأداء ( كالمسلسل بسمعت ) فلانا ( أو أخبرنا فلان أو أخبرنا فلان والله ) أو أشهد بالله لسمعت فلان يقول ذلك كل راو منهم والمتعلقة بالزمان كالمسلسل بروايته يوم العيد وقص الأظفار يوم الخميس ونحو ذلك وبالمكان كالمسلسل بإجابة الدعاء في الملتزم وقد جمعت كتابا فيما وقع في سماعاتي من المسلسلات بأسانيدها ( 1 ) وجمع الناس في ذلك كثيرا ( وأفضله ما دل على
الإتصال ومن فوائده زيادة الضبط وقلما يسلم عن خلل في التسلسل وقد ينقطع تسلسله في وسطه كمسلسل أول حديث سمعته على ما هو الصحيح فيه
النوع الرابع والثلاثون ناسخ الحديث ومنسوخه
هو فن مهم الاتصال ) في السماع وعدم التدليس ( ومن فوائده ) اشتماله على ( زيادة الضبط ) من الرواة ( وقلما يسلم عن خلل في التسلسل وقد ينقطع تسلسله في وسطه ) ( كمسلسل أول حديث سمعته ) على ما هو الصحيح فيهالنوع الرابع والثلاثون
ناسخ الحديث ومنسوخه هو فن مهم
الأتصال ) في السماع وعدم التدليس ( ومن فوائده ) اشتماله على ( زيادة الضبط ) من الرواة ( وقلما يسلم عن خلل في التسلسل وقد ينقطع تسلسله فى وسطه أو أوله أو آخره ( كمسلسل أول حديث سمعته ) وهو حديث عبد الله بن عمرو الراحمون يرحمهم الرحمن فإنه انتهى فيه التسلسل إلى عمرو بن دينار وانقطع في سماع عمرو من أبي قابوس وسماع أبي قابوس من عبد الله بن عمرو وفي سماع عبد الله من النبي صلى الله عليه و سلم ( على ما هو الصحيح فيه ) وقد رواه بعضهم كامل السلسلة فوهم فيه فائدة قال شيخ الإسلام من أصلح مسلسل يروى في الدنيا المسلسل بقراءة سورة الصف قلت والمسلسل بالحفاظ والفقهاء أيضا بل ذكر في شرح النخبة أن المسلسل بالحفاظ والفقهاء أيضا بل ذكر في شرح النخبة أن المسلسل بالحفاظ مما يفيد العلم القطعي ( النوع الرابع والثلاثون ) ( ناسخ الحديث ومنسوخه وهو فن مهم ) فقد مر على علي وقاص فقال تعرف الناسخ من المنسوخ فقال لا فقال هلكت وأهلكت أسنده الحازمي
صعب وكان للشافعي فيه يد طولى وسابقة أولى وأدخل فيه بعض أهل الحديث ما ليس منه لخفاء معناه والمختار أن النسخ رفع الشارع حكما منه متقدما بحكم منه متأخر فمنه ما عرف بتصريح رسول الله صلى الله عليه و سلم ككنت نهيتكم عن زيارة في كتابه وأسند نحوه عن ابن عباس وأسند عن حذيفة أنه سئل عن شيء فقال إنما يفتي من عرف الناسخ والمنسوخ قالوا ومن يعرف ذلك قال عمر ( صعب ) فقد روينا عن الزهري قال أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ الحديث ومنسوخه ( وكان للشافعي فيه يد طولى وسابقة أولى ) فقد قال الإمام أحمد لابن وارة وقد قدم من مصر كتبت كتب الشافعي قال لا قال فرطت ما علمنا المجمل من المفسر ولا ناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي ( وأدخل فيه بعض أهل الحديث ) ممن صنف فيه ( ما ليس منه لخفاء معناه ) أي النسخ وشرطه ( والمختار ) في حده ( أن النسخ رفع الشارع حكما منه متقدما بحكم منه متأخر ) فالمراد برفع الحكم قطع تعلقه عن المكلفين واحترز به عن بيان المجمل وبإضافته للشارع عن إخبار بعض من شاهد النسخ من الصحابة فإنه لا يكون نسخا وإن لم يحصل التكليف به لمن لم يبلغه قبل ذلك إلا بإخباره وبالحكم عن رفع الإباحة الأصلية فإنه لا يسمى نسخا وبالمتقدم عن التخصيص المتصل بالتكليف كالاستثناء ونحوه وبقولنا بحكم منه متأخر عن رفع الحكم بموت المكلف أو زوال تكليفه بجنون ونحوه وعن انتهائه بانتهاء الوقت كقوله صلى الله عليه و سلم إنكم ملاقوا العدو غدا والفطر أقوى لكم فأفطروا فالصوم بعد ذلك اليوم ليس نسخا ( فمنه ما عرف ) النسخ فيه ( بتصريح رسول الله صلى الله عليه و سلم ) بذلك ( ككنت نهيتكم عن زيارة
القبور فزورها ومنه ما عرف بقول الصحابي ككان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك الوضوء مما مست النار ومنه ما عرف بالتاريخ القبور فزوروها ) وكنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فكلوا ما بدا لكم وكنت نهيتكم عن الظروف الحديث ( 1 ) أخرجه مسلم عن بريدة ( ومنه ما عرف بقول الصحابي ككان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك الوضوء مما مست النار ) رواه أبو داود والنسائي عن جابر وكقول أبي بن كعب كان الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم أمر بالغسل رواه أبو داود والترمذي وصححه وشرط أهل الأصول في ذلك أن يخبر بتأخره فإن قال هذا ناسخ لم يثبت به النسخ لجواز أن يقوله عن اجتهاد قال العراقي وإطلاق أهل الحديث أوضح وأشهر لأن النسخ لا يصار إليه بالاجتهاد والرأي إنما يصار إليه عند معرفة التاريخ والصحابة أروع من أن يحكم أحد منهم على حكم شرعي بنسخ من غير أن يعرف تأخر الناسخ عنه وقد أطلق الشافعي ذلك أيضا ( ومنه ما عرف بالتاريخ ) كحديث شداد بن أوس مرفوعا أفطر الحاجم والمحجوم رواه أبو داود والنسائي ذكر الشافعي أنه منسوخ بحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم احتجم وهو محرم صائم أخرجه مسلم فإن ابن عباس إنما صحبه محرما في حجة الوداع سنة عشر وفي
ومنه ما عرف بدلالة الإجماع كحديث قتل شارب الخمر في الرابعة والإجماع لا ينسخ ولا ينسخ لكن يدل على ناسخ بعض طرق حديث شداد أن ذلك كان زمن الفتح سنة ثمان ( ومنه ما عرف بدلالة الإجماع كحديث قتل شارب الخمر في الرابعة ) وهو ما رواه أبو داود والترمذي من حديث معاوية من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه قال المصنف في شرح مسلم دل الإجماع على نسخه وإن كان ابن حزم خالف في ذلك فخلاف الظاهرية لا يقدح في الإجماع نعم ورد نسخه في السنة أيضا كما قال الترمذي من رواية محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن شرب الخمر فاجلدوه فإن شرب في الرابعة فاقتلوه ثم أن النبى صلى الله عليه و سلم بعد ذلك برجل فقد شرب في الرابعة فضربه ولم يقتله قال وكذلك روى الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو هذا قال فرفع القتل وكانت رخصة انتهى وما علقه الترمذي اسنده البزار في مسنده وقبيصة ذكره ابن عبد البر في الصحابة وقال ولد أول سنة من الهجرة وقيل عام الفتح فالمثال الصحيح لذلك ما رواه الترمذي من حديث جابر قال حججنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فكنا نلبي عن النساء ونرمي عن الصبيان قال الترمذي أجمع أهل العلم أن المرأة لا يلبي عنها غيرها ثم الحديث لا يحكم عليه بالنسخ بالإجماع على ترك العمل به إلا إذا عرف صحته وإلا فليحتمل أنه غلط صرح به الصيرفي ( والإجماع لا ينسخ ) أي لا ينسخه شيء ( ولا ينسخ ) هو غيره ( ولكن يدل على ناسخ ) أي على وجود ناسخ غيره
النوع الخامس والثلاثون معرفة المصحف
هو فن جليل وإنما يحققه الحذاق والدارقطني منهم وله فيه تصنيف مفيد ويكون تصحيف لفظ وبصر في الإسناد والمتن فمن الإسناد العوام بن مراجم بالراء والجيم صحفه ابن معين فقاله بالزاي والحاء ومن الثاني حديث زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه و سلم احتجر في المسجد أي اتخذ حجرة من حصير أو نحوه يصلي فيها صحفه ابن لهيعة فقال احتجم ( النوع الخامس والثلاثون معرفة المصحف هو فن جليل ) مهم ( وإنما يحققه الحذاق ) من الحفاظ ( والدارقطني منهم وله فيه تصنيف مفيد ) وكذلك أبو أحمد العسكري وعن أحمد أنه قال ومن يعرى عن الخطأ والتصحيف ( ويكون تصحيف لفظ ) ويقابله تصحيف المعنى ( وبصر ) ومقابله تصحيف السمع ويكون ( في الإسناد والمتن فمن ) التصحيف في ( الإسناد العوام بن مراجم بالراء والجيم صحفه ابن معين فقاله ) مزاحم ( بالزاي والحاء ) وعتبة ابن الندر بالنون المضمومة والمهملة المشددة المفتوحة صحفه ابن جرير الطبري بالموحدة والمعجمة ( ومن الثاني ) أي التصحيف في المتن ( حديث زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه و سلم احتجر في المسجد ) وهو بالراء ( اي اتخذ حجرة من حصير أو نحوه يصلي فيها صحفه ابن لهيعة ) بفتح اللام وكسر الهاء ( فقال احتجم ) بالميموحديث من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال صحفه الصولي فقال شيئا بالمعجمة ويكون تصحيف سمع كحديث عن عاصم الأحول رواه بعضهم فقال واصل الأحدب ويكون في المعنى كقول محمد بن المثنى نحن قوم لنا شرف نحن من عنزة صلى إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وحديث من صام رمضان وأتبعه ستا ) من شوال بالسين المهملة والتاء الفوقية لفظ العدد ( صحفه الصولي فقال شيئا بالمعجمة ) والتحتية وحديث أبي ذر تعين صانعا بالمهملة والنون صحفه هشام بن عروة بالمعجمة والتحية وحديث معاوية لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين يشققون الخطب بالمعجمة صحفه وكيع بفتح المهملة وكذا صحفه ابن شاهين أيضا فقال بعض الملاحين وقد سمعه فكيف يا قوم والحاجة ماسة وحديث أو شاة تيعر بالياء التحتية صحفه أبو موسى محمد بن المثنى بالنون وصحف بعضهم حديث زرغبا تزدد حبا فقال زرعنا تردد حنا ثم فسره بأن قوما كانوا لا يؤدون زكاة زروعهم فصارت كلها حناء ( ويكون تصحيف سمع ) بأن يكون الاسم واللقب أو الاسم واسم الأب على وزن اسم آخر ولقبه أو اسم آخر واسم أبيه وبالحروف مختلفة شكلا ونقطا فيشتبه ذلك على السمع ( كحديث عن عاصم الأحول رواه بعضهم فقال واصل الأحدب ) أو عكسه وحديث عن خالد بن علقمة رواه شعبة فقال مالك بن عرطفة ( ويكون ) التصحيف ( في المعنى كقول ) أبي موسى ( محمد بن المثنى ) العنزي الملقب بالزمن أحد شيوخ الأئمة الستة ( نحن قوم لنا شرف نحن من عنزة صلى إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ) يريد أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى إلى عنزة فتوهم أنه صلى
إلى قبيلتهم وإنما العنزة هنا الحربة تنصب بين يديه وأعجب من ذلك ما ذكره الحاكم عن أعرابي أنه زعم انه صلى الله عليه و سلم إلى شاة صحفها عنزة بسكون النون ثم رواه بالمعنى على وهمه فأخطأ من وجهين ومن ذلك أن بعضهم سمع حديث النهي عن التحليق يوم الجمعة قبل الصلاة قال ما حلقت رأسي قبل الصلاة منذ أربعين سنة فهم منه تحليق الناس حلقا قال ابن الصلاح وكثير من التصحيف المنقول عن الأكابر الجلة لهم فيه أعذار لم ينقلها ناقلوه تنبيه قسم شيخ الإسلام هذا النوع إلى قسمين أحدهما ما غير فيه النقط فهو المصحف والآخر ما غير فيه الشكل مع بقاء الحروف فهو المحرف فائدة أورد الدارقطني في كتاب التصحيف كل تصحيف وقع للعلماء حتى في القرآن من ذلك ما رواه عثمان بن أبي شيبة قرأ على أصحابه في التفسير جعل السفينة في رحل أخيه فقيل له إنما هو جعل السقاية فقال انا وأخي أبو بكر لا نقرأ لعاصم قال وقرأ عليهم في التفسير ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل قالها ا ل م يعني كأول البقرة ( 1 )
النوع السادس والثلاثون معرفة مختلف الحديث وحكمه
هذا فن من أهم الأنواع ويضطر إلى معرفته جميع العلماء من الطوائف وهو ان يأتي حديثان متضادان في المعنى ظاهرا فيوفق بينهما أو يرجح أحدهما وإنما يكمل له الأئمة الجامعون بين الحديث والفقه والأصوليون الغواصون على المعاني وصنف فيه الإمام الشافعي ولم يقصد رحمه الله استيفاءه بل ذكر جملة ينبه بها على طريقه ثم صنف فيه ابن قتيبة فأتى بأشياء حسنة وأشياء غير حسنة لكون غيرها أقوى وأولى وترك معظم المختلف ( النوع السادس والثلاثون معرفة مختلف الحديث وحكمه هذا فن من أهم الأنواع ويضطر إلى معرفته جميع العلماء من الطوائف وهو أن يأتي حديثان متضادان في المعنى ظاهرا فيوفق بينهما أو يرجح أحدهما ) فيعمل به دون الآخر ( وإنما يكمل له الأئمة الجامعون بين الحديث والفقه والأصوليون الغواصون على المعاني ) الدقيقة ( وصنف فيه الإمام الشافعي ) وهو أول من تكلم فيه ( ولم يقصد رحمه الله استيفاءه ) ولا إفراده بالتأليف ( بل ذكر جملة منه ) في كتاب الأم ( ينبه بها على طريقه ) أي الجمع في ذلك ( ثم صنف فيه ابن قتيبة فأتى فيه بأشياء حسنة وأشياء غير حسنة ) قصر فيها باعه ( لكون غيرها أولى وأقوى ) منها ( وترك معظم المختلف ) ثم صنف في ذلك ابن جرير والطحاوي كتابه مشكل الآثار وكان ابن خزيمة من أحسن الناس كلاما فيه حتى قال لا أعرف حديثين متضادين فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهماومن جمع ما ذكرنا لا يشكل عليه إلا النادر في الأحيان والمختلف قسمان أحدهما يمكن الجمع بينهما فيتعين ويجب العمل بهما ( ومن جمع ما ذكرنا ) من الحديث والفقه والأصول والغوص على المعاني الدقيقة ( لا يشكل عليه ) من ذلك ( إلا النادر في الأحيان والمختلف قسمان أحدهما يمكن الجمع بينهما ) بوجه صحيح ( فيتعين ) ولا يصار إلى التعارض ولا النسخ ( ويجب العمل بهما ) ومن أمثلة ذلك في أحاديث الأحكام حديث إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث وحديث خلق الله الماء طهورا لا ينجسه إلا ما غير طعمه أو لونه أو ريحه فإن الأول ظاهره طهارة القلتين تغير أم لا والثاني ظاهره طهارة غير المتغير سواء كان قلتين أم أقل فخص عموم كل منهما بالآخر وفي غيرها حديث لا يورد ممرض على مصح وفر من المجذوم فرارك من الأسد مع حديث لا عدوى وكلها صحيحة وقد سلك الناس في الجمع مسالك أحدها أن هذه الأمراض لا تعدي بطبعها لكن الله تعالى جعل مخالطة المريض بها للصحيح سببا لإعدائه مرضه وقد يتخلق ذلك عن سببه كما في غيره من الأسباب وهذا المسلك هو الذي سلكه ابن الصلاح الثاني أن نفي العدوى باق على عمومه والأمر بالفرار من باب سد الذرائع لئلا يتفق للذي يخالطه شيء من ذلك بتقدير الله تعالى ابتداء لا بالعدوى المنفية فيظن أن ذلك بسبب مخالطته فيعتقد صحة العدوى فيقع في الحرج فأمر بتجنبه حسما للمادة وهذا المسلك هو الذي اختاره شيخ الإسلام
والثاني لا يمكن بوجه فإن علمنا أحدهما ناسخا قدمناه وإلا عملنا بالراجح كالترجيح بصفات الرواة وكثرتهم في خمسين وجها الثالث أن إثبات العدوى في الجذام ونحوه مخصوص من عموم نفي العدوى فيكون معنى قوله لا عدوى أي إلا من الجذام ونحوه فكأنه قال لا يعدي شيء شيئا إلا فيما تقدم تبييني له أنه يعدي قاله القاضي أبو بكر الباقلاني الرابع أن الأمر بالفرار رعاية لخاطر المجذوم لأنه إذا رأى الصحيح تعظم مصيبته وتزداد حسرته ويؤيده حديث لا تديموا النظر إلى المجذومين فإنه محمول على هذا المعنى وفيه مسالك أخر ( و ) القسم ( الثاني لا يمكن ) الجمع بينهما ( بوجه فإن علمنا أحدهما ناسخا ) بطريقة مما سبق ( قدمناه وإلا عملنا بالراجح ) منهما ( كالترجيح بصفات الرواة ) أي كون رواة أحدهما أتقن وأحفظ ونحو ذلك مما سيذكر ( وكثرتهم ) في أحد الحديثين ( في خمسين وجها ) من المرجحات ذكرها الحازمي في كتابه الاعتبار في الناسخ والمنسوخ ووصلها غيره إلى أكثر من مائة كما استوفى ذلك العراقي في نكته وقد رأيتها منقسمة إلى سبعة أقسام الأول الترجيح بحال الراوي وذلك بوجوه أحدها كثرة الرواة كما ذكر المصنف لأن احتمال الكذب والوهم على الأكثر أبعد من احتماله على الأقل ثانيها قلة الوسائط أي علو الإسناد حيث الرجال ثقات لأن احتمال الكذب والوهم فيه أقل ثالثها فقه الراوي سواء كان الحديث مرويا بالمعنى أو اللفظ لأن الفقيه إذا سمع ما يمتنع حمله على ظاهره بحث عنه حتى يطلع على
ما يزول به الإشكال بخلاف العامي رابعها علمه بالنحو لأن العالم به يتمكن من التحفظ عن مواقع الزلل ما لا يتمكن منه غيره خامسها علمه باللغة سادسها حفظه بخلاف من يعتمد على كتابه سابعها أفضليته في أحد الثلاثة بأن يكونا فقيهين أو نحويين أو حافظين وأحدهما في ذلك أفضل من الآخر ثامنها زيادة ضبطه أي اعتناؤه بالحديث واهتمامه به تاسعها شهرته لأن الشهرة تمنع الشخص من الكذب كما تمنعه من ذلك التقوى عاشرها إلى العشرين كونه ورعا أو حسن الاعتقاد أي غير مبتدع أو جليسا لأهل الحديث أو غيرهم من العلماء أو أكثر مجالسة لهم أو ذكرا أو حرا أو مشهور النسب أولا لبس في اسمه بحيث يشاركه فيه ضعيف وصعب التمييز بينهما أو له اسم واحد ولذلك أكثر ولم يختلط أو له كتاب يرجع إليه حادي عشريها أن تثبت عدالته بالإخبار بخلاف من تثبت بالتزكية أو العمل بروايته أو الرواية عنه إن قلنا بهما ثاني عشريها إلى سابع عشريها أن يعمل بخبره من زكاه ومعارضه لم يعمل به من زكاه أو يتفق على عدالته أو يذكر سبب تعديله أو يكثر مزكوه أو يكونوا علماء أو كثيري الفحص عن أحوال الناس ثامن عشريها أن يكون صاحب القصة كتقديم خبر أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم في الصوم لمن أصبح جنبا على خبر الفضل بن العباس في منعه لأنها أعلم منه تاسع عشريها أن يباشر ما رواه الثلاثون تأخر إسلامه وقيل عكسه لقوة اصالة المتقدم ومعرفته وقيل إن تأخر موته إلى إسلام المتأخر لم يرجح بالتأخير لاحتمال تأخر روايته عنه وإن تقدم أو علم أن أكثر رواياته متقدمة على رواية المتأخر رجح الحادي والثلاثون إلى الأربعين كونه أحسن سياقا واستقصاء لحديثه أو أقرب
مكانا أو أكثر ملازمة لشيخه أو سمع من مشايخ بلده أو مشافها مشاهدا لشيخه حال الأخذ أو لا يجيز الرواية بالمعنى أو الصحابي من أكابرهم أو علي رضي الله تعالى عنه وهو في الأفضية أو معاذ وهو في الحلال والحرام أو زيد وهو في الفرائض أو الإسناد حجازي أو رواته من بلد لا يرضون التدليس القسم الثاني الترجيح بالتحمل وذلك بوجوه أحدها الوقت فيرجح منهم من لم يتحمل بحديث إلا بعد البلوغ على من كان بعض تحمله قبله أو بعضه بعده لاحتمال أن يكون هذا مما قبله والمتحمل بعده أقوى لتأهله للضبط ثانيها وثالثها أن يتحمل بمحدثنا والآخر عرضا أو عرضا والآخر كتابة او مناولة أو وجادة القسم الثالث الترجيح بكيفية الرواية وذلك بوجوه أحدها تقديم المحكي بلفظه على المحكي بمعناه والمشكوك فيه على ما عرف أنه مروي بالمعنى ثانيها ما ذكر فيه سبب وروده على ما لم يذكر فيه لدلالته على اهتمام الراوي به حيث عرف سببه ثالثها أن لا ينكره راويه ولا يتردد فيه رابعها إلى عاشرها أن تكون ألفاظه دالة على الاتصال كحدثنا وسمعت أو اتفق على رفعه أو وصله أو لم يختلف في إسناده أو لم يضطرب لفظه أو روي بالإسناد وعزى ذلك لكتاب معروف أو عزيز والآخر مشهور القسم الرابع الترجيح بوقت الورود وذلك بوجوه أحدها وثانيها بتقديم المدني على المكي والدال على علو شأن المصطفى عليه الصلاة و السلام على الدال على الضعف كبدأ الإسلام غريبا ثم شهرته فيكون الدال على العلو متأخرا
ثالثها ترجيح المتضمن للخفيف لدلالته على التأخر لأنه صلى الله عليه و سلم كان يغلظ في أول أمره زجرا عن عادات الجاهلية ثم مال للتخفيف كذلك قال صاحب الحاصل والمنهاج ورجح الآمدي وابن الحاجب وغيرهما عكسه وهو تقديم المتضمن للتغليظ وهو الحق لأنه صلى الله عليه و سلم جاء أولا بالإسلام فقط ثم شرعت العبادات شيئا فشيئا رابعها ترجيح ما تحمل بعد الإسلام على ما تحمل قبله أو شك لأنه أظهر تأخرا خامسها وسادسها ترجيح غير المؤرخ على المؤرخ بتاريخ متقدم وترجيح المؤرخ بمقارب بوفاته صلى الله عليه و سلم على غير المؤرخ قال الرازي والترجيح بهذه الستة أي إفادتها للرجحان غير قوية القسم الخامس الترجيح بلفظ الخبر وذلك بوجوه أحدها إلى الخامس والثلاثين ترجيح الخاص على العام والعام الذي لم يخصص على المخصص لضعف دلالته بعد التخصيص على باقي أفراده والمطلق على ما ورد على سبب والحقيقة على المجاز والمجاز المشبه للحقيقة على غيره والشرعية على غيرها والعرفية على اللغوية والمستغنى على الإضمار وما يقل فيه اللبس وما اتفق على وضعه لمسماه والمومي للعلة والمنطوق ومفهوم الموافقة على المخالفة والمنصوص على حكمه مع تشبيهه بمحل آخر والمستفاد عمومه من الشرط والجزاء على النكرة المنفية أو من الجمع المعرف على من وما أو من الكل وذلك من الجنس المعرف وما خطابه تكليفي على الوضعي وما حكمه معقول المعنى وما قدم فيه ذكر العلة أو دل الاشتقاق على حكمه والمقارن للتهديد وما تهديده أشد والمؤكد بالتكرار والفصيح وما بلغه قريش وما دل على المعنى المراد بوجهين فأكثر وبغير
واسطة وما ذكر معه معارضة ككنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها والنص والقول وقول قارنه العمل أو تفسير الراوي وما قرن حكمه بصفة على ما قرن باسم وما فيه زيادة القسم السادس الترجيح بالحكم وذلك بوجوه أحدها تقديم الناقل على البراءة الأصلية على المقرر لها وقيل عكسه ثانيها تقديم الدال على التحريم على الدال على الإباحة والوجوب ثالثها تقديم الأحوط رابعها تقديم الدال على نفي الحد القسم السابع الترجيح بأمر خارجي كتقديم ما وافقه ظاهر القرآن أو سنة أخرى أو ما قبل الشرع أو القياس أو عمل الأمة أو الخلفاء الراشدين أو معه مرسل آخر أو منقطع أو لم يشعر بنوع قدح في الصحابة أو له نظير متفق على حكمه أو اتفق على إخراجه الشيخان فهذه أكثر من مائة مرجح وثم مرجحات أخر لا تنحصر ومثارها غلبة الظن فوائد الأولى منع بعضهم الترجيح في الأدلة قياسا على البينات وقال إذا تعارضا لزم التخيير أو الوقف وأجيب بأن مالكا يرى ترجيح البينة على البينة ومن لم يرد ذلك يقول البينة مستندة إلى توقيفات تعبدية ولهذا لا تقبل إلا بلفظ الشهادة الثانية إن لم يوجد مرجح لأحد الحديثين توقف على العمل به حتى يظهر الثالثة التعارض بين الخيرين إنما هو لخلل في الإسناد بالنسبة إلى ظن المجتهد وأما في نفس الأمر فلا تعارض الرابعة ما سلم من المعارضة فهو محكم
النوع السابع والثلاثون معرفة المزيد في متصل الأسانيد
ومثاله ما روى ابن المبارك قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن يزيد حدثني بسر بن عبيد الله قال سمعت ابا إدريس قال سمعت واثلة يقول سمعت أبا مرثد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تجلسوا على القبور فذكر سفيان وأبي إدريس زيادة وهم فالوهم في سفيان ممن دون ابن المبارك لأن ثقات رووه عن ابن المبارك عن ابن يزيد وقد عقد له الحاكم في علوم الحديث با وعده من الأنواع وكذا شيخ الإسلام في النخبة قال الحاكم ومن أمثلته حديث إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله وحديث لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول وحديث إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤا بالصلاة وحديث لا شغار في الإسلام قال وقد صنف فيه عثمان بن سعيد الدارمي كتابا كبيرا ( النوع السابع والثلاثون معرفة المزيد في متصل الأسانيد ومثاله ما روى ) عبد الله ( ابن المبارك قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن يزيد حدثني بسر ابن عبيد الله ) بضم الموحدة وبالمهملة وأبوه مصغره ( قال سمعت أبا إدريس ) الخولاني ( قال سمعت واثلة ) ابن الأسقع ( يقول سمعت أبا مرثد ) الغنوي ( يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( لا تجلسوا على القبور ) ولا تصلوا إليها ( فذكر سفيان وأبي إدريس ) في هذا الإسناد ( زيادة وهم فالوهم في سفيان ممن دون ابن المبارك لأن ثقات رووه عن ابن المبارك عن ابن يزيد ) نفسهومنهم من صرح فيه بالإخبار وفي أبي إدريس من ابن المبارك لأن ثقات رووه عن ابن يزيد فلم يذكروا أبا إدريس ومنهم من صرح بسماع بسر بن واثلة وصنف الخطيب في هذا كتابا في كثير منه نظر لأن الخالي عن الزائد إن كان بحرف عن فينبغي أن يجعل منقطعا وإن صرح فيه بسماع أو إخبار احتمل أن يكون سمعه من رجل عنه ثم سمعه منه إلا أن توجد قرينة تدل على الوهم ويمكن أن يقال الظاهر ممن له هذا أن يذكر السماعين فإذا لم منهم ابن مهدي وحسن بن الربيع وهناد بن السري وغيرهم ( ومنهم من صرح فيه بالإخبار ) بينهما ( و ) الوهم ( في أبي إدريس من ابن المبارك لأن ثقات رووه عن ابن يزيد ) عن بسر عن واثلة ( فلم يذكروا أبا إدريس ) منهم علي بن حجر والوليد بن مسلم وعيسى بن يونس وغيرهم ( ومنهم من صرح بسماع بسر من واثلة ) وقد حكم الأئمة على ابن المبارك بالوهم في ذلك كالبخاري وغيره وقال أبو حاتم الرازي وكثيرا ما يحدث بسر عن أبي إدريس عن واثلة وقد سمع هذا بسر من واثلة نفسه ثم الحديث على الوجهين عند مسلم والترمذي ( وصنف الخطيب في هذا ) النوع ( كتابا ) سماه تمييز المزيد في متصل الأسانيد ( في كثير منه نظر لأن ) الإسناد ( الخالي عن ) الراوي ( الزائد إن كان بحرف عن ) ونحوها مما لا يقتضي الاتصال ( فينبغي أن يجعل منقطعا ) ويعل بالإسناد الذي ذكر فيه الراوي الزائد لأن الزيادة من الثقة مقبولة ( وإن صرح فيه بسماع وإخبار ) أو تحديث ( احتمل أن يكون سمعه من رجل عنه ثم سمعه منه ) اللهم ( إلا أن توجد قرينة تدل على الوهم ) كما ذكر أبو حاتم في المثال السابق ( ويمكن أن يقال ) أيضا ( الظاهر ممن وقع له هذا أن يذكر السماعين فإذا لم
يذكرهما حمل على الزيادة
النوع الثامن والثلاثون المراسيل الخفي إرسالها
هو مهم عظيم الفائدة يدرك بالاتساع في الرواية وجمع الطرق مع المعرفة التامة وللخطيب فيه كتاب وهو ما عرف إرساله لعدم اللقاء أو السماع ومنه ما يحكم بإرساله لمجيئه من وجه آخر يذكرهما حمل على الزيادة ) المذكورة ( النوع الثامن والثلاثون المراسيل الخفي إرسالها ) أي انقطاعها ( هو فن مهم عظيم الفائدة يدرك بالاتساع في الرواية وجمع الطرق ) للأحاديث ( مع المعرفة التامة وللخطيب فيه كتاب ) سماه التفصيل لمبهم المراسيل وأصل الإرسال ظاهر كرواية الرجل عمن لم يعاصره كرواية القاسم بن محمد عن ابن مسعود ومالك عن ابن المسيب وخفي وهو المذكور ههنا ( وهو ما عرف إرساله لعدم اللقاء ) لمن روى عنه مع المعاصرة ( أو ) لعدم ( السماع ) مع ثبوت اللقاء أو لعدم سماع ذلك الخبر بعينه مع سماع غيره ويعرف ما ذكر إما بنص بعض الأئمة عليه أو بوجه صحيح كإخباره عن نفسه بذلك في بعض طرق الحديث ونحو ذلك كحديث رواه ابن ماجه من رواية عمر بن عبد العزيز عن عقبة بن عامر مرفوعا رحم الله حارس الحرس فإن عمر لم يلق عقبة كما قال المزي في الأطراف وكأحاديث أبي عبيدة عن أبيه عن عبد الله ابن مسعود فقد روى الترمذي أن عمرو بن مرة قال لأبي عبيدة هل تذكر من عبد الله شيئا قال لا ( ومنه ما يحكم بإرساله لمجيئه من وجه آخربزيادة شخص وهذا القسم مع النوع السابق يعترض بكل واحد منهما على الآخر وقد يجاب بنحو ما تقدم
النوع التاسع والثلاثون معرفة الصحابة رضي الله عنهم
وهذا علم كبير عطيم الفائدة فيه يعرف المتصل من المرسل وفيه كتب كثيرة بزيادة شخص ( بينهما كحديث رواه عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن أبي إسحق عن زيد بن يثيع ( 1 ) عن حذيفة مرفوعا إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين فهو منقطع في موضعين لأنه روي عن عبد الرزاق قال حدثني النعمان ابن أبي شيبة عن الثوري وروي أيضا عن الثوري عن شريك عن أبي إسحق ( وهذا القسم مع النوع السابق ) وهو المزيد في متصل الأسانيد ( يعترض بكل منهما على الآخر ) لأنه ربما كان الحكم للزائد وربما كان للناقص والزائد وهم وهو يشتبه على كثير من أهل الحديث ولا يدركه إلا النقاد ( وقد يجاب بنحو ما تقدم ) النوع التاسع والثلاثون معرفة الصحابة ( 2 ) رضي الله عنهم هذا علم كبير جليل عظيم الفائدة وبه يعرف المتصل من المرسل وفيه كتب كثيرة ) مؤلفةومن أحسنها وأكثرها فوائد الاستيعاب لابن عبد البر لولا ما شانه بذكر ما شجر بين الصحابة وحكايته عن الأخباربين وقد جمع الشيخ عز الدين بن الأثير الجزري في الصحابة كتابا حسنا جمع كتبا كثيرة وضبط وحقق أشياء حسنة ككتاب الصحابة لابن حبان وهو مختصر في مجلد وكتاب أبي عبد الله بن منده وهو كبير جليل وذيل عليه أبو موسى المديني وكتاب أبي نعيم الأصبهاني وكتاب العسكري ( ومن أحسنها وأكثرها فوائد الاستيعاب لابن عبد البر لولا ما شانه بذكر ما شجر بين الصحابة وحكايته عن الأخباريين ) والغالب عليهم الإكثار والتخليط فيما يروونه وذيل عليه ابن فتحون ( 1 ) قال المصنف زيادة على ابن الصلاح ( وقد جمع الشيخ ) أبو الحسن علي ابن محمد ( بن الأثير الجزري في الصحابة كتابا حسنا ) سماه أسد الغابة ( 2 ) ( جمع فيه كتبا كثيرة ) وهي كتاب ابن منده وأبي موسى وأبي نعيم وابن عبد البر وزاد من غيرها أسماء في هذا ( وضبط وحقق أشياء حسنة ) ( 3 ) على ما فيه من
وقد اختصرته بحمد الله فروع أحدها اختلف في حد الصحابي فالمعروف عند المحدثين أنه كل مسلم التكرار بحسب الاختلاف في الاسم أو الكنية قال المصنف ( وقد اختصرته بحمد الله ) ولم يشتهر هذا المختصر وقد اختصره الذهبي أيضا في كتاب لطيف سماه التجريد ولشيخ الإسلام في ذلك الإصابة في تمييز الصحابة كتاب حافل وقد اختصرته ولله الحمد فائدة قول المصنف الأخباريين جمع أخباري عده ابن هشام من لحن العلماء وقال الصواب الخبري أي لأن النسبة إلى الجمع ترد إلى الواحد كما تقرر في علم التصريف تقول في الفرائض فرضي ونكتته أن المراد النسبة إلى هذا النوع وخصوصية الجمع ملغاة مع أنها مؤدية إلى الثقل قال ومن اللحن أيضا قولهم لا يؤخذ العلم من صحفي بضمتين والصواب بفتحتين ردا إلى صحيفة ثم فعل بها ما فعل بحنيفة فروع ( أحدها اختلف في حد الصحابي فالمعروف عند المحدثين أنه كل مسلم
رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ) كذا قال ابن الصلاح ونقله عن البخاري وغيره وأورد عليه إن كان فاعل الرؤية الرائي الأعمى كابن أم مكتوم ونحوه فهو صحابي بلا خلاف ولا رؤية له ومن رآه كافرا ثم أسلم بعد موته كرسول قيصر فلا صحبة له ومن رآه بعد موته صلى الله عليه و سلم قبل الدفن وقد وقع ذلك لأبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي فإنه لا صحبة له وإن كان فاعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل فيه جميع الأمة فإنه كشف له عنهم ليلة الإسراء وغيرها ورآهم واورد عليه أيضا من صحبه ثم ارتد كابن خطل ونحوه فالأولى أن يقال من لقي النبي صلى الله عليه و سلم مسلما ومات على إسلامه إما من ارتد بعده ثم أسلم ومات مسلما فقال العراقي في دخوله فيهم نظر فقد نص الشافعي وأبو حنيفة على أن الردة محبطة للعمل قال والظاهر أنها محبطة للصحبة السابقة كقرة بن ميسرة والأشعث بن قيس أما من رجع إلى الإسلام في حياته كعبد الله بن أبي سرج فلا مانع من دخوله في الصحبة وجزم شيخ الإسلام في هذا والذي قبله ببقاء اسم الصحبة له قال وهل يشترط لقيه في حال النبوة أو أعم من ذلك حتى يدخل من رآه قبلها ومات على الحنيفية كزيد بن عمرو بن نفيل وقد عده ابن منده في الصحابة وكذا لو رآه قبلها ثم أدرك البعثة وأسلم ولم يره قال العراقي ولم ار من تعرض لذلك قال ويدل على اعتبار الرؤية بعد النبوة ذكرهم في الصحابة ولده إبراهيم دون من مات قبلها كالقاسم قال وهل يشترط في الرائي التمييز حتى لا يدخل من رآه وهو لا يعقل والأطفال الذين حنكهم ولم يروه بعد التمييز أو لا يشترط لم يذكروه أيضا إلا أن العلائي
وعن أصحاب الأصول أو بعضهم أنه من طالت مجالسته على طريق التبع قال في المراسيل عبد الله بن الحارث بن نوفل حنكه النبي صلى الله عليه و سلم ودعا له بل ولا رؤية أيضا وكذا قال عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري حنكه ودعا له وما تعرف له رؤية بل هو تابعي وقال في النكت ظاهر كلام الأئمة ابن معين وأبي زرعة وأبي حاتم وأبي داود وغيرهم اشتراطه فإنهم لم يثبتوا الصحبة لأطفال حنكهم النبي صلى الله عليه و سلم أو مسح وجوههم أو تفل في أفواههم كمحمد بن حاطب وعبد الرحمن بن عثمان التميمي وعبيد الله بن معمر ونحوهم قال ولا يشترط البلوغ على الصحيح وإلا لخرج من أجمع على عده في الصحابة كالحسن والحسين وابن الزبير ونحوهم قال والظاهر اشتراط رؤيته في عالم الشهادة فلا يطلق اسم الصحبة على من رآه من الملائكة والنبين قال وقد استشكل ابن الأثير مؤمنى الجن في الصحابة دون من راه من الملائكة وهم أولى بالذكر من هؤلاء قال وليس كما زعم لأن الجن من جملة المكلفين الذين شملتهم الرسالة والبعثة فكان ذكر من عرف اسمه ممن رآه حسنا بخلاف الملائكة ( 1 ) وقال وإذا نزل عيسى صلى الله عليه و سلم وحكم بشرعه فهل يطلق عليه اسم الصحبة لأنه ثبت أنه رآه في الأرض الظاهر نعم انتهى ( وعن أصحاب الأصول أو بعضهم أنه من طالت مجالسته ) له ( على طريق التبع ) له والأخذ عنه بخلاف من
وعن سعيد بن المسيب أنه لا يعد صحابيا إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة أو سنتين أو غزا معه غزوة أو غزوتين فإن صح عنه فضعيف فإن مقتضاه أن لا يعد جرير البجلي وشبهه صحابيا ولا خلاف وفد عليه وانصرف بلا مصاحبة ولا متابعة قالوا وذلك معنى الصحابي لغة ورد بإجماع أهل اللغة على أنه مشتق من الصحبة لا من قدر منها مخصوص وذلك يطلق على كل من صحب غيره قليلا كان أو كثيرا يقال صحبت فلانا حولا وشهرا ويوما وساعة وقول المصنف أو بعضهم من زيادته لأن كثيرا منهم موافقون لما تقدم نقله عن أهل الحديث وصححه الآمدي وابن الحاجب وعن بعض أهل الحديث موافقة ما ذكر عن أهل الأصول لما رواه ابن سعد بسند جيد في الطبقات عن علي بن محمد عن شعبة عن موسى السيلاني قال أتيت أنس بن مالك فقلت له أنت آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قد بقي قوم من الأعراب فأما من أصحابه فأنا آخر من بقي قال العراقي والجواب أنه اراد إثبات صحبة خاصة ليست لأولئك ( وعن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد صحابيا إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة أو سنتين أو غزا معه غزوة أو غزوتين ) ووجهه أن لصحبته صلى الله عليه و سلم شرفا عظيما فلا تنال إلا بإجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من العذاب والسنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف بها المزاج ( فإن صح ) هذا القول ( عنه فضعيف فإن مقتضاه أن لا يعد جرير ) بن عبد الله ( البجلي وشبهه ) ممن فقدما اشترطه كوائل بن حجر ( صحابيا ولا خلاف
أنهم صحابة أنهم صحابة ) قال العراقي ولا يصح هذا عن ابن المسيب ففي الإسناد إليه محمد بن عمر الواقدي ضعيف في الحديث وقال وقد اعترض بأن جريرا أسلم في أول البعثة لما روى الطبراني عنه قال لما بعث النبي صلى الله عليه و سلم أتيته لأبايعه فقال لأي شيء جئت يا جرير قال جئت لأسلم على يديك فدعاني إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة الحديث قال والجواب أن الحديث غير صحيح فإنه من رواية الحصين بن عمر الأحمسي وهو منكر الحديث ولو ثبت فلا دليل فيه لأنه يلزم الفورية في جواب لما بدليل ذكر الصلاة والزكاة وفرضهما متراخ عن البعثة والصواب ما ثبت عنه أنه قال ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة رواه أبو داود وغيره وفي تاريخ البخاري الكبير أنه أسلم عام توفي النبي صلى الله عليه و سلم وكذا قال الواقدي وابن حبان والخطيب وغيرهم فائدة في حد الصحابي قول رابع أنه من طالت صحبته وروي عنه قاله الحافظ وخامس أنه من رآه بالغا حكاه الواقدي وهو شاذ كما تقدم وسادس أنه من أدرك زمنه صلى الله عليه و سلم وإن لم يره قاله يحيى بن عثمان بن صالح المصري وعد من ذلك عبد الله بن مالك الجيشاني أبا تميم ولم يرحل إلى المدينة إلا في خلافة عمر باتفاق وممن حكى هذا القول القرافي في شرح التنقيح وكذا من حكم بإسلامه تبعا لأبويه وعليه عمل ابن عبد البر وابن منده
ثم تعرف صحبته بالتواتر والاستضافة أو قول صحابي أو قوله إذا كان عدلا في كتابيهما وشرط الماوردي في الصحابي أن يتخصص بالرسول ويتخصص به الرسول صلى الله عليه و سلم ( ثم تعرف صحبته ) إما ( بالتواتر ) كأبي بكر وعمر وبقية العشرة في خلق منهم ( أو الاستفاضة ) والشهرة القاصرة عن التواتر كضمام بن ثعلبة وعكاشة ابن محصن ( أو قول صحابي ) عنه أنه صحابي كحممة بن أبي حممة الدوسي الذي مات بأصبهان مبطونا فشهد له أبو موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم حكم له بالشهادة ذكر ذلك أبو نعيم في تاريخ أصبهان وروينا قصته في مسند الطيالسي ومعجم الطبراني وزاد شيخ الإسلام ابن حجر بعد هذا أن يخبر آحاد التابعين بأنه صحابي بناء على قبول التزكية من واحد وهو الراجح ( أو قوله ) هو أنا صحابي ( إذا كان عدلا ) إذا أمكن ذلك فإن ادعاه بعد مائة سنة من وفاته صلى الله عليه و سلم فإنه لا يقبل وإن ثبتت عدالته قبل ذلك لقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لم يبق أحد على ظهر الأرض يريد انخرام ذلك القرن قال ذلك سنة وفاته صلى الله عليه و سلم ( 1 ) وشرط الأصوليون في قبوله أن
الثاني الصحابة كلهم عدول من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد به تعرف معاصرته له وفي أصل المسألة احتمال أنه لا يصدق لكونه متهما بدعوى رتبة يثبتها لنفسه وبهذا جزم الآمدي ورجحه أبو الحسن بن القطان فائدة قال الذهبي في الميزان رتن الهندي وما أدرك ما رتن شيخ دجال بلا ريب ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة وهذا جرئ على الله ورسوله وقد ألفت في أمره جزءا ( الثاني الصحابة كلهم عدول من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد به ) قال تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا الآية أي عدولا وقال تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس والخطاب فيها للموجودين حينئذ وقال صلى الله عليه و سلم خير الناس قرني رواه الشيخان قال إمام الحرمين والسبب في عدم الفحص عن عدالتهم أنهم حملة الشريعة فلو ثبت توقف في روايتهم لانحصرت الشريعة على عصره صلى الله عليه و سلم ولما استرسلت سائر الأعصار وقيل يجب البحث عن عدالتهم مطلقا وقيل بعد وقوع الفتن وقالت المعتزلة عدول إلا من قاتل عليا وقيل إذا انفرد وقيل إلا المقاتل والمقاتل وهذا كله ليس بصواب إحسانا للظن بهم وحملا لهم في ذلك على الاجتهاد المأجور فيه كل منهم ( 1 ) وقال المازري في شرح البرهان لسنا
نعني بقولنا الصحابة عدول كل من رآه صلى الله عليه و سلم يوما ما أو زاره لماما أو اجتمع به لغرض وانصرف وإنما نعني به الذين لازموه وعزروه
وأكثرهم حديثا ابو هريرة ونصروه قال العلائي وهذا قول غريب يخرج كثيرا من المشهورين بالصحبة والرواية عن الحكم بالعدالة ن كوائل بن حجر ومالك بن الحويرث وعثمان ابن أبي العاص وغيرهم ممن وفد عليه صلى الله عليه و سلم ولم يقم عنده إلا قليلا وانصرف وكذلك من لم يعرف إلا برواية الحديث الواحد ومن لم يعرف مقدار إقامته من أعراب القبائل والقول بالتعميم هو الذي صرح به الجمهور وهو المعتبر ( وأكثرهم حديثا أبو هريرة ) روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا اتفق الشيخان منها على ثلثمائة وخمسة وعشرين وانفرد البخاري بثلاثة
ثم ابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعائشة وتسعين ومسلم بمائة وتسعة وثمانين وروى عنه أكثر من ثمانمائة رجل وهو أحفظ الصحابة قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره أسنده البيهقي في المدخل وكان ابن عمر يترحم عليه في جنازته ويقول كان يحفظ على المسلمين حديث النبي صلى الله عليه و سلم رواه ابن سعد وفي الصحيح عنه قال قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال أبسط رداءك فبسطته فغرف بيديه ثم قال ضمه فما نسيت شيئا بعد وفي المستدرك عن زيد بن ثابت قال كنت أنا وأبو هريرة وآخر عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال ادعوا فدعوت أنا وصاحبي وأمن النبي صلى الله عليه و سلم ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي وأسألك علما لا ينسى فأمن النبي صلى الله عليه و سلم فقلنا ونحن يا رسول الله كذلك فقال سبقكما الغلام الدوسي ( 1 ) ( ثم ) عبد الله ( ابن عمر ) روى ألفي حديث وستمائة وثلاثين حديثا ( وابن عباس روى ألفا وستمائة وستين حديثا ( وجابر بن عبد الله ) روى ألفا وخمسمائة وأربعين حديثا ( وأنس بن مالك ) روى ألفين ومائتين وستا وثمانين حديثا ( وعائشة ) أم المؤمنين روت ألفين ومائتين وعشرة وليس في الصحابة
وأكثرهم فتيا تروي ابن عباس وعن مسروق قال انتهى علم الصحابة إلى ستة عمر وعلي وأبي وزيد وأبي الدرداء وابن مسعود ثم انتهى علم الستة إلى علي وعبد الله من يزيد حديثه على ألف غير هؤلاء إلا ابا سعيد الخدري فإنه روى ألفا ومائة وسبعين حديثا فوائد السبب في قلة ما روى عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مع تقديمه وسبقه وملازمته للنبي صلى الله عليه و سلم أنه تقدمت وفاته قبل انتشار الحديث واعتناء الناس بسماعه وتحصيله وحفظه ذكره المصنف في تهذيبه قال وجملة ما روى له مائة حديث واثنان وأربعون حديثا ( وأكثرهم فتيا تروي ) عنه ( ابن عباس ) قاله أحمد بن حنبل ( وعن مسروق ) أنه ( قال انتهى علم الصحابة إلى ستة عمر وعلي وأبي ) بن كعب ( وزيد ) بن ثابت ( وأبي الدرداء وابن مسعود ثم انتهى علم الستة إلى علي وعبد الله ) بن مسعود وروى الشعبي عنه نحوه أيضا إلا أنه ذكر أبا موسى الأشعري بدل أبي الدرداء وقد استشكل بأن ابا موسى وزيد بن ثابت تأخرت وفاتهما عن ابن مسعود وعلي فكيف انتهى علم الستة إلى ابن مسعود وعلي قال العراقي وقد يجاب بأن المراد ضما علمهم إلى علمهما وإن تأخرت وفاة من ذكر وقال الشعبي كان العلم يؤخذ عن ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان عمر وعبد الله وزيد يشبه علم بعضهم بعضا وكان يقتبس بعضهم من بعض وكان علي والأشعري وأبي يشبه علم بعضهم بعضا
ومن الصحابة العبادلة وهم ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وابن عمرو بن العاص وليس ابن مسعود منهم وكان يقتبس بعضهم من بعض وقال ابن حزم أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة عمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وزيد بن ثابت وعائشة قال ويمكن أن يجمع من فتيا كل واحد من هؤلاء مجلد ضخم قال ويليهم عشرون أبو بكر وعثمان وأبو موسى ومعاذ وسعد بن أبي وقاص وأبو هريرة وأنس وعبد الله بن عمرو بن العاص وسلمان وجابر وأبو سعيد وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وعمران بن حصين وأبو بكرة وعبادة بن الصامت ومعاوية وابن الزبير وأم سلمة قال ويمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير قال وفي الصحابة نحو من مائة وعشرين نفسا يقلون في الفتيا جدا لا يروى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والثلاث كأبي ابن كعب وأبي الدرداء وأبي طلحة والمقداد وسرد الباقين ( ومن الصحابة العبادلة وهم ) اربعة عبد الله ( بن عمر ) بن الخطاب ( و ) عبد الله ( بن عباس و ) عبد الله ( بن الزبير و ) عبد الله ( بن عمرو بن العاص وليس ابن مسعود منهم ) قاله أحمد بن حنبل قال البيهقي لأنه تقدم موته وهؤلاء عاشوا حتى احتيج إلى علمهم فإذا اجتمعوا على شيء قيل هذا قول
وكذا سائر من يسمي عبد الله وهم نحو مائتين وعشرين قال أبو زرعة الرازي قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه العبادلة وقيل هم ثلاثة بإسقاط ابن الزبير وعليه اقتصر الجوهري في الصحاح وأما ما حكاه المصنف في تهذيبه عنه أنه ذكر ابن مسعود وأسقط ابن العاص فوهم نعم وقع للرافعي في الديات وللزمخشري في المفصل أن العبادلة ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وغلطا في ذلك من حيث الاصطلاح ( وكذا سائر من يسمى عبد الله ) من الصحابة لا يطلق عليهم العبادلة ( وهم نحو مائتين وعشرين ) نفسا كذا قال ابن الصلاح أخذا من الاستيعاب وزاد عليه ابن فتحون جماعة يبلغون بهم نحو ثلاثمائة رجل ( قال أبو زرعة الرازي ) في جواب من قال له أليس يقال حديث النبي صلى الله عليه و سلم أربعة آلاف حديث ومن قال ذا قلقل الله أنيابه هذا قول الزنادقة ومن يحصي حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه ) فقيل له هؤلاء أين كانوا وأين سمعوا أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما والأعراب ومن شهد معه حجة الوداع كل روى وسمع منه بعرفة قال العراقي وهذا القول عن أبي زرعة لم أقف له على إسناد ولا هو في كتب التواريخ المشهورة وإنما ذكره أبو موسى المديني في ذيله بغير إسناد قلت أخرجه الخطيب بإسناده قال حدثني أبو القاسم الأزهري ثنا عبد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري ثنا أبو بكر بن عبد العزيز بن جعفر ثنا أبو بكر أحمد بن محمد الخلال ثنا محمد بن أحمد بن جامع الرازي سمعت أبا زرعة
واختلف في عدد طبقاتهم وجعلهم الحاكم اثنتي عشرة طبقة وقال له رجل أليس يقال فذكره بلفظه قال العراقي وقريب منه ما أسنده المديني عنه قال توفي النبي صلى الله عليه و سلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة وهذا لا تحديد فيه وكيف يمكن الاطلاع على تحرير ذلك مع تفرق الصحابة في البلدان والبوادي والقرى وقد روى البخاري في صحيحه أن كعب بن مالك قال في قصة تخلفه عن تبوك وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ بمعنى الديوان قال العراقي وروى الساجي في المناقب بسند جيد عن الرافعي قال قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون ستون ألفا ثلاثون ألفا بالمدينة وثلاثون ألفا في قبائل العرب وغير ذلك قال ومع هذا فجميع من صنف في الصحابة لم يبلغ مجموع ما في تصانيفهم عشرة آلاف مع كونهم يذكرون من توفي في حياته صلى الله عليه و سلم ومن عاصره أو أدركه صغيرا ( 1 ) ( واختلف في عدد طبقاتهم ) باعتبار السبق إلى الإسلام أو الهجرة أو شهود المشاهد الفاضلة فجعلهم ابن سعد خمس طبقات ( وجعلهم الحاكم اثنتى عشرة طبقة )
الثالث أفضلهم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما بإجماع أهل السنة الأولى قوم أسلموا بمكة كالخلفاء الأربعة والثانية أصحاب دار الندوة ( 1 ) الثالثة مهاجرة الحبشة ( 2 ) الرابعة أصحاب العقبة الأولى الخامسة أصحاب العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار السادسة أول المهاجرين الذين وصلوا إليه بقباء قبل أن يدخلوا المدينة السابعة أهل بدر الثامنة الذين هاجروا بين بدر والحديبية التاسعة أهل بيعة الرضوان العاشرة من هاجر بين الحديبية وفتح مكة كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص الحادي عشرة مسلمة الفتح الثانية عشرة صبيان وأطفال رأوه يوم الفتح في حجة الوداع وغيرها ( الثالث أفضلهم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما بإجماع أهل السنة ) وممن حكى الإجماع على ذلك ابو العباس القرطبي قال ولا مبالاة بأقوال أهل التشيع ولا أهل البدع وكذلك حكى الشافعي إجماع الصحابة والتابعين على ذلك رواه عنه البيهقي في الاعتقاد وحكى المازري عن الخطابية تفضيل عمر وعن الشيعة تفضيل علي وعن الراوندية تفضيل العباس وعن بعضهم الإمساك عن التفضيل وحكى الخطابي عن بعض مشايخه أنه قال أبو بكر خير وعلي أفضل وهذا تهافت من القول وحكى القاضي
ثم عثمان ثم علي هذا قول جمهور أهل السنة وحكى الخطابي عن أهل السنة من الكوفة تقديم علي على عثمان وبه قال أبو بكر ابن خزيمة قال ابو منصور البغدادي أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة ثم تمام العشرة ثم أهل بدر عياض أن ابن عبد البر وطائفة ذهبوا إلى أن من مات منهم في حياته صلى الله عليه و سلم أفضل ممن بقي بعده لقوله صلى الله عليه و سلم أنا شهيد على هؤلاء قال المصنف وهذا الإطلاق غير مرضي ولا مقبول ( ثم عثمان ثم علي هذا قول جمهور أهل السنة ) وإليه ذهب مالك والشافعي وأحمد وسفيان الثوري وكافة أهل الحديث والفقه والأشعري والباقلاني وكثير من المتكلمين لقول ابن عمر كنا في زمن النبي صلى الله عليه و سلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان رواه البخاري ورواه الطبراني بلفظ أصرح كما تقدم في نوع المرفوع ( وحكى الخطابي عن أهل السنة من الكوفة تقديم علي على عثمان وبه قال أبو بكر بن خزيمة ) وهو رواية عن سفيان الثوري ولكن آخر قوليه ما سبق وحكى عن مالك التوقف بينهما حكاه المازري عن المدونة وقال القاضي عياض رجع مالك عن التوقف إلى تفضيل عثمان قال القرطبي وهو الأصح إن شاء الله تعالى وتوقف أيضا إمام الحرمين ثم التفضيل عنده وعند الباقلاني وصاحب المفهم ظني وقال الأشعري قطعي ( قال أبو منصور ) عبد القاهر التميمي ( البغدادي أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة ثم تمام العشرة ) المشهود لهم بالجنة سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح ( ثم أهل بدر ) وهم ثلاثمائة وبضعة عشر روى ابن ماجه
ثم أحد ثم بيعة الرضوان وممن لهم مزية أهل العقبتين من الأنصار والسابقون الأولون وهم من صلى إلى القبلتين في قول ابن المسيب وطائفة وفي قول الشعبي أهل بيعة الرضوان وفي قول محمد بن كعب وعطاء أهل بدر عن رافع بن خديج قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما تعدون من شهد بدرا فيكم قال خيارنا قال كذلك عندنا هم خيار الملائكة ( ثم ) أهل ( أحد ثم ) أهل ( بيعة الرضوان ) بالحديبية قال صلى الله عليه و سلم لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة صححه الترمذي ( وممن له مزية أهل العقبتين من الأنصار والسابقون الأولون ) من المهاجرين والأنصار ( وهم من صلى إلى القبلتين في قول ) سعيد ( بن المسيب وطائفة ) منهم ابن حنيفة وابن سيرين وقتادة ( وفي قول الشعبي اهل بيعة الرضوان وفي قول محمد بن كعب ) القرظي ( وعطاء ) بن يسار ( أهل بدر ) روى ذلك سنيد عنهما بسند فيه مجهول وضعيف وسنيد ضعيف أيضا وروى القولين السابقين عمن ذكر عبد بن حميد في تفسيره وعبد الرزاق وسعيد بن منصور في سننه بأسانيد صحيحة وروى سنيد بسند صحيح إلى الحسن أنهم من أسلم قبل الفتح فوائد الأول ورد في أحاديث تفضيل أعيان من الصحابة كل واحد في أمر مخصوص فروى الترمذي عن أنس مرفوعا أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ابن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم ابي بن كعب ولكل أمة أمين
الرابع قيل أولهم إسلاما أبو بكر وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وروى الترمذي حديث أفرضكم زيد وصححه الحاكم بلفظ افرض أمتي زيد الثانية اختلف في التفضيل بين فاطمة وعائشة على ثلاثة أقوال ثالثها الوقف والأصح تفضيل فاطمة فهي بضعة منه وقد صححه السبكي في الحلبيات وبالغ في تصحيحه وفي الصحيح في فاطمة سيدة نساء هذه الأمة وروى النسائي عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال هذا ملك من الملائكة استأذن ربه ليسلم علي وبشرني أن حسنا وحسينا سيدا شباب اهل الجنة وأمهما سيدة نساء أهل الجنة وفي مسند الحرث ابن أبي أسامة بسند صحيح لكنه مرسل مريم خير نساء عالمها وفاطمة خير نساء عالمها ورواه الترمذي موصولا من حديث علي بلفظ خير نسائها مريم وخير نسائها فاطمة قال شيخ الإسلام والمرسل يفسر المتصل الثالثة أفضل أزواجه صلى الله عليه و سلم خديجة وعائشة وفي التفضيل بينهما أوجه حكاها المصنف في الروضة ثالثها الوقف واختار السبكي في الحلبيات تفضيل خديجة ثم عائشة ثم حفصة ثم الباقيات سواء ( الرابع قيل أولهم إسلاما أبو بكر ) الصديق قاله ابن عباس وحسان والشعبي والنخعي في آخرين ويدل له ما رواه مسلم عن عمرو بن عبسة في قصة إسلامه وقوله للنبي صلى الله عليه و سلم من معك على هذا قال حر وعبد قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به وروى الحاكم في المستدرك من رواية خالد ين سعيد قال سئل الشعبي من أول من أسلم فقال أما سمعت قول حسان
وقيل علي ... إن تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا ... خير البرية أتقاها وأعدلها ... بعد النبي وأوفاها بما حملا ... والثاني التالي المحمود مشهده ... وأول الناس منهم صدق الرسلا ... وروى الطبراني في الكبير عن الشعبي قال سألت ابن عباس فذكره وروى الترمذي من رواية أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال أبو بكر ألست أول من أسلم الحديث ( وقيل علي ) بن أبي طالب رواه الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس وبسند ضعيف عنه مرفوعا ورواه الترمذي عنه من طريق أخرى موقوفا وروى الطبراني بسند فيه إسماعيل السدي عن أبي ذر وسلمان قالا أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيد علي فقال إن هذا أول من آمن بي ورواه أيضا عن سلمان وروى أحمد في مسنده بسند فيه مجهول وانقطاع عن علي مرفوعا وروى بسند آخر عنه قال أنا أول من صلى وروى ذلك أيضا عن زيد بن أرقم والمقداد بن الأسود وأبي أيوب وأنس ويعلى بن مرة وعفيف الكندي وخزيمة بن ثابت وخباب بن الأرت وجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وروى الحاكم في المستدرك من رواية مسلم الملائي قال نبئ النبي صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء وادعى الحاكم إجماع أهل التاريخ عليه ونوزع في ذلك وقال كعب بن زهير في قصيدة يمدحه فيها
وقيل زيد وقيل خديجة وهو الصواب عند جماعة من المحققين وادعى الثعلبي فيه الإجماع وأن الخلاف فيمن بعدها ... إن عليا لميمون نقيبته ... بالصالحات من الأعمال مشهور ... صهر النبي وخير الناس مفتخرا ... فكل من رامه بالفخر مفخور ... صلى الطهور مع الأمي أولهم ... قبل المعاد ورب الناس مكفور ... ( وقيل زيد ) بن حارثة قاله الزهري ( وقيل خديجة ) أم المؤمنين قال المصنف زيادة على ابن الصلاح ( وهو الصواب عند جماعة من المحققين ) وروى ذلك عن ابن عباس والزهري أيضا وهو قول قتادة وابن إسحاق ( وادعى الثعلبي فيه الإجماع وأن الخلاف فيمن بعدها ) ورواه أحمد في مسنده والطبراني عن ابن عباس وقال ابن عبد البر اتفقوا على أن خديجة أول من آمن ثم علي بعدها ثم ذكر أن الصحيح أن أبا بكر أول من أظهر إسلامه ثم روى عن محمد بن كعب الفرظي أن عليا أخفى إسلامه من أبي طالب وأظهر أبو بكر إسلامه ولذلك شبه على الناس وروى الطبراني في الكبير من رواية محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع عن أبيه عن جده قال صلى النبي صلى الله عليه و سلم غداة الاثنين وصلت خديجة يوم الاثنين من آخر النهار وصلى علي يوم الثلاثاء وقال ابن إسحاق أول من آمن خديجة ثم علي ثم زيد بن حارثة ثم أبو بكر فأظهر إسلامه ودعا إلى الله فأسلم بدعائه عثمان بن عفان والزبير ابن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله فكان هؤلاء الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام وذكر عمر بن شبة
والأورع أن يقال من الرجال الأحرار ابو بكر ومن الصبيان علي ومن النساء خديجة ومن الموالي زيد ومن العبيد بلال وآخرهم موتا أبو الطفيل مات سنة مائة أن خالد بن سعيد بن العاص أسلم قبل علي وقال غيره أنه أولهم إسلاما وحكى المسعودي قولا أن أولهم خباب بن الأرت وآخر أن أولهم بلال ونقل الماوردي في اعلام النبوة عن ابن قتيبة أن أول من آمن أبو بكر بن أسعد الحميري ونقل ابن سبع في الخصائص عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال كنت أولهم إسلاما وقال العراقي ينبغي أن يقال أن أول من آمن من الرجال ورقة بن نوفل لحديث الصحيحين في بدء الوحي قال ابن الصلاح وتبعه المصنف ( والأورع أن يقال ) أول من أسلم ( من الرجال الأحرار أبو بكر ومن الصبيان علي ومن النساء خديجة ومن الموالي زيد ومن العبيد بلال ) قال البرماوي ويحكى هذا الجمع عن أبي حنيفة قال ابن خالويه أول امرأة أسلمت بعد خديجة لبابة بنت الحارث زوجة العباس ( وآخرهم ) أي الصحابة ( موتا ) مطلقا ( أبو الطفيل ) عامر بن واثلة الليثي ( مات سنة مائة ) من الهجرة قاله مسلم في صحيحه ورواه الحاكم في المستدرك عن خليفة بن خياط وقال خليفة في غير رواية الحاكم أنه تأخر بعد المائة وقيل مات سنة اثنتين ومائة قاله مصعب بن عبد الله الزبيري وجزم ابن حبان وابن قانع وأبو زكريا بن منده أنه مات سنة سبع ومائة وقال وهب بن جرير بن حازم عن أبيه كنت بمكة سنة عشر ومائة فرأيت جنازة فسألت عنها فقالوا هذا أبو الطفيل وصحح الذهبي أنه سنة
وآخرهم قبله أنس عشر وأما كونه آخر الصحابة موتا مطلقا فجزم به مسلم ومصعب الزبيري وابن منده والمزي في آخرين وفي صحيح مسلم عن أبي الطفيل رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري قال العراقي وما حكاه بعض المتأخرين عن ابن دريد من أن عكراش بن ذؤيب تأخر بعد ذلك وأنه عاش بعد الجمل مائة سنة فهذا باطل لا أصل له والذي أوقع ابن دريد في ذلك ابن قتيبة فقد سبقه إلى ذلك وهو إما باطل أو مؤول بأنه استكمل المائة بعد الجمل لا أنه بقي بعدها مائة سنة وأما قول جرير بن حازم إن آخرهم موتا سهل بن سعد فالظاهر أنه أراد بالمدينة وأخذه من قول سهل لو مت لم تسمعوا أحدا يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما كان خطابه بهذا لأهل المدينة ( وآخرهم ) موتا ( قبله أنس ) بن ( 1 ) مالك مات بالبصرة سنة ثلاث وتسعين وقيل اثنتين وقيل إحدى وقيل تسعين وهو آخر من مات بها قال ابن عبد البر لا أعلم أحدا مات بعده ممن رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أبا الطفيل
وقال العراقي بل مات بعده محمود بن الربيع بلا خلاف في سنة تسع وتسعين وقد رآه وحدث عنه كما في صحيح البخاري وكذا تأخر بعده عبد الله بن بسر المازني في قول من قال وفاته سنة ست وتسعين وآخر الصحابة موتا بالمدينة سهل بن سعد الأنصاري قاله ابن المديني والواقدي وإبراهيم بن المنذر وابن حبان وابن قانع وابن منده وادعى ابن سعد نفي الخلاف فيه وكانت وفاته سنة ثمان وثمانين وقيل إحدى وتسعين وقال قتادة بل مات بمصر وقال ابن أبي داود بالإسكندرية
وقيل السائب بن يزيد قاله أبو بكر بن أبي داود وكانت وفاته سنة ثمانين وقيل جابر بن عبد الله قاله قتادة وغيره قال العراقي وهو قول ضعيف لأن السائب مات بالمدينة بلا خلاف وقد تأخر بعده وقيل بمكة وكانت وفاته سنة اثنتين وسبعين وقيل ثلاث وقيل أربع وقيل سبع وقيل ثمان وقيل تسع قال العراقي وقد تأخر بعد الثلاث محمود بن الربيع الذي عقل المجة وتوفي بها سنة تسع وتسعين فهو إذا آخر الصحابة موتا بها وآخرهم بمكة تقدم أنه أبو الطفيل وهو قول ابن المديني وابن حبان وغيرهما وقيل جابر بن عبد الله قاله ابن أبي داود والمشهور وفاته بالمدينة وقيل ابن عمر قاله قتادة وأبو الشيخ ابن حبان ومات سنة ثلاث وقيل أربع وسبعين وآخرهم بالكوفة عبد الله بن أبي أوفى مات سنة ست وثمانين وقيل سبع وقيل ثمان وقال ابن المديني أبو جحيفة والأول أصح فإنه مات سنة ثلاث
وثمانين وقد اختلف في وفاة عمر بن حريث فقيل سنة خمس وثمانين وقيل سنة ثمان وتسعين فإن صح الثاني فهو آخر من مات من أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم وآخرهم بالشام عبد الله بن بسر المازني قاله خلائق ومات سنة ثمان وثمانين وقيل ست وتسعين وهو آخر من مات ممن صلى للقبلتين وقيل آخرهم بالشام أبو أمامة الباهلي قاله الحسن البصري وابن عيينة والصحيح الأول فوفاته سنة ست وثمانين وقيل إحدى وثمانين وحكى الخليلي في الإرشاد القولين بلا ترجيح ثم قال روى بعض أهل الشام أنه أدرك رجلا بعدهما يقال له الهدار رأى النبي صلى الله عليه و سلم وهو مجهول وقيل آخرهم بالشام واثلة بن الأسقع قاله أبو زكريا بن منده وموته بدمشق وقيل ببيت المقدس وقيل بحمص سنة خمس وثمانين وقيل ثلاث وقيل ست وآخرهم بحمص عبد الله بن بسر وآخرهم بالجزيرة العرس بن عميرة الكندي وآخرهم بفلسطين أبو أبي عبد الله بن حرام ربيب عبادة بن الصامت وقيل مات بدمشق وقيل ببيت المقدس وآخرهم بمصر عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي مات سنة ست وثمانين وقيل خمس وقيل سبع وقيل ثمان وقيل تسع قاله الطحاوي وكانت وفاته بسفط القدور وتعرف الآن بسفط أبي تراب وقيل باليمامة وقيل إنه شهد بدرا ولا يصح فعلى هذا هو آخر البدريين موتا وآخرهم باليمامة الهرماس بن زياد الباهلي سنة اثنتين ومائة أو مائة أو بعدها
الخامس لا يعرف أب وابنه شهدا بدرا إلا مرتد وأبوه وآخرهم ببرقة رويفع بن ثابت الأنصاري وقيل بأفريقية وقيل بأنطابلس وقيل بالشام ومات سنة ثلاث وستين وقيل سنة ست وستين وآخرهم بالبادية سلمة بن الأكوع قاله أبو زكريا بن منده والصحيح أنه مات بالمدينة ومات سنة أربع وسبعين وقيل أربع وستين وهذا آخر ما ذكره ابن الصلاح وآخرهم بخراسان بريدة بن الحصيب وآخرهم بسجستان العداء بن خالد بن هوذة ذكرهما أبو زكريا بن منده قال العراقي وفي بريدة نظر فإن وفاته سنة ثلاث وسبعين وقد تأخر بعده أبو برزة الأسلمي ومات بها سنة اربع وسبعين وآخرهم بأصبهان النابغة الجعدي قاله أبو الشيخ وأبو نعيم وآخرهم بسمرقند الفضل بن العباس ( 1 ) ( الخامس لا يعرف أب وابنه شهدا بدرا إلا مرثد وأبوه ) أبو مرثد بن
ولا سبعة إخوة مهاجرون إلا بنو مقرن وسيأتون في الإخوة ولا أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه و سلم متوالدون إلا عبد الله بن أسماء بنت ابي بكر بن أبي قحافة وإلا أبو عتيق محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم ابن الحصين الغنوي قلت أغرب من هذا ما أخرجه البغوي في معجم الصحابة قال حدثنا ابن هانئ حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن معن بن يزيد بن الأخنس السلمي شهد هو وأبوه وجده بدرا قال ولا نعلم أحدا شهد هو وابنه وابن ابنه بدرا مسلمين إلا الأخنس وقال ابن الجوزي لا نعرف سبعة إخوة شهدوا بدرا مسلمين إلا بنو عفراء معاذ ومعوذ وإياس وخالد وغافل وعوف قال ولم يشهدها مؤمن ابن مؤمنين إلا عمار بن ياسر قال ومن غريب ذلك امرأة لها أربعة إخوة وعمان شهدوا بدرا اخوان وعن من المسلمين وأخوان وعم من المشركين وهي أم ابان بنت عتبة بن ربيعة أخواها المسلمان أبو حذيفة بن عتبة ومصعب بن عمير والعم المسلم معمر بن الحارث وأخواها المشركان الوليد بن عتبة وأبو عزيز والعم المشرك شيبة بن ربيعة ( ولا ) يعرف ( سبعة أخوة صحابة مهاجرون إلا بنو مقرن وسيأتون ) في النوع الثالث والأربعين ( في الإخوة ) وهناك ذكرهم ابن الصلاح ويأتي ما عليه من اعتراض فإن أولاد الحارث بن قيس السهمي كلهم صحبوا وهاجروا وهم سبعة أو تسعة ( ولا أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه و سلم متوالدون إلا عبد الله بن أسماء بنت أبي بكر ) الصديق ( بن أبي قحافة وإلا أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن ابن ابي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم ) قال شيخ الإسلام ابن حجر وقد
النوع الأربعون معرفة التابعين رضي الله عنهم
هو وما قبله أصلان عظيمان بهما يعرف المرسل والمتصل واحدهم تابعي وتابع قيل هو من صحب الصحابي وقيل من لقيه وهو الأظهر ذكروا أن أسامة ولد له في حياة النبي صلى الله عليه و سلم فعلى هذا يكون كذلك إذ حارثة والد زيد صحابي كما جزم به المنذري في مختصر مسلم وحديث إسلامه في مستدرك الحاكم وكذا زيد وأسامة قال وكذا إياس وابن سلمة بن عمرو بن الأكوع الأربعة ذكروا في الصحابة وطلحة بن معاوية ابن جاهمة بن العباس بن مرداس في أمثلة أخرى لا تصح فوائد ليس في الصحابة من اسمه عبد الرحيم بل ولا من التابعين ولا من اسمه إسماعيل من وجه يصح إلا واحد بصري روى عنه أبو بكر بن عمارة حديث لا يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها أخرجه ابن خزيمة ( النوع الأربعون معرفة التابعين رضي الله تعالى عنهم هو وما قبله أصلان عظيمان بهما يعرف المرسل والمتصل واحدهم تابعي وتابع ) واختلف في حده ( قيل ) أي قال الخطيب ( هو من صحب صحابيا ) ولا يكتفى فيه بمجرد اللقي بخلاف الصحابي مع النبي صلى الله عليه و سلم لشرف منزلة النبي صلى الله عليه و سلم فالاجتماع به يؤثر في النور القلبي أضعاف ما يؤثره الاجتماع الطويل بالصحابي وغيره من الأخيار 0 وقيل ) هو ( من لقيه ) وإن لم يصحبه كما قيل في الصحابي وعليه الحاكم قال ابن الصلاح وهو أقرب قال المصنف ( وهو الأظهر ) قال العراقي وعليه عمل الأكثرين من أهل الحديث فقد ذكره مسلم وابنقال الحاكم هم خمس عشرة طبقة الأولى من أدرك العشرة قيس بن أبي حازم وابن المسيب وغيرهما وغلط في ابن المسيب فإنه ولد في حبان الأعمش في طبقة التابعين وقال ابن حبان أخرجاه في هذه الطبقة لأن له لقيا وحفظا رأى أنسا وإن لم يصح له سماع المسند عنه وقال الترمذي لم يسمع من أحد من الصحابة وعده أيضا فيهم الحافظ عبد الغني وعد فيهم يحيى بن أبي كثير لكونه لقي أنسا وموسى بن أبي عائشة لكونه لقي عمرو بن حريث واشترط ابن حبان أن يكون رآه في سن من يحفظ عنه فإن كان صغيرا لم يحفظ عنه فلا عبرة برؤيته كخلف بن خليفة عده من أتباع التابعين وإن رأى عمرو بن حريث لكونه كان صغيرا قال العراقي وما اختاره ابن حبان له وجه كما اشترط في الصحابي رؤيته وهو مميز قال وقد أشار النبي صلى الله عليه و سلم إلى الصحابة والتابعين بقوله طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن رأى من رآني الحديث فاكتفى فيهما لمجرد الرؤية تنبيه قال ابن الصلاح مطلق التابعي مخصوص بالتابع بإحسان قال العراقي إن أراد بالإحسان الإسلام فواضح إلا أن الإحسان أمر زائد عليه فإن أراد به الكمال في الإسلام والعدالة فلم أر من اشترط ذلك في حد التابعي بل من صنف في الطبقات أدخل فيهم الثقات وغيرهم ثم اختلف في طبقات التابعين فجعلهم مسلم ثلاث طبقات وابن سعد أربع طبقات ( قال الحاكم هم خمس عشرة طبقة الأولى من أدرك العشرة ) منهم ( قيس بن أبي حازم و ) سعيد ( بن المسيب وغيرهما ) قال كأبي عثمان النهدي وقيس بن عباد وأبي ساسان حصين ابن المنذر وأبي وائل وأبي رجاء العطاردي ( وغلط في ابن المسيب فإنه ولد في
خلافة عمر ولم يسمع أكثر العشرة وقيل لم يصح سماعه من غير سعد وأما قيس فسمعهم وروى عنهم ولم يشاركه في هذا أحد وقيل لم يسمع عبد الرحمن خلافة عمر ) فلم يسمع من أبي بكر ولا من عمر على الصحيح ( ولم يسمع ) أيضا ( أكثر العشرة ) قال ابن الصلاح ( وقيل لم يصح سماعه من ) أحد منهم ( غير سعد ) قال العراقي كأن ابن الصلاح أخذ هذا من قول قتادة الذي رواه مسلم في مقدمة صحيحه من رواية همام قال دخل أبو داود الأعمى على قتادة فلما قام قالوا إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدريا فقال قتادة هذا كان سائلا قبل الجارف لا يعرض في شيء من هذا ولا يتكلم فيه فوالله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعد بن مالك نعم أثبت أحمد بن حنبل سماعه من عمر وقال ابن معين رأى عمر وكان صغيرا وقال أبو حاتم رآه على المنبر ينعى النعمان بن مقرن قال العراقي وأما سماعه من عثمان وعلي فإنه ممكن غير ممتنع لكن لم أر في الصحيح التصريح بسماعه منهما نعم في مسند أحمد من رواية موسى بن وردان سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت عثمان يقول وهو يخطب على المنبر كنت أبتاع التمر من بطن الوادي من اليهود فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إذا اشتريت فاكتل الحديث وهو عند ابن ماجه بلفظ عن دون التصريح بالسماع وفي المسند أيضا بسند جيد قال حدثنا الوليد بن مسلم حدثني شعيب أبو شيبة سمعت عطاء الخراساني يقول سمعت سعيد ابن المسيب يقول رأيت عثمان قاعدا في المقاعد فدعا بطعام ما مسته النار فأكله ثم قام إلى الصلاة الحديث فثبت سماعه من عثمان والله أعلم ( وأما قيس فسمعهم وروى عنهم ولم يشاركه في هذا أحد وقيل لم يسمع عبد الرحمن ) بن
ويليهم الذين ولدوا في حياة النبي صلى الله عليه و سلم من أولاد الصحابة عوف قاله أبو داود ( ويليهم ) أي الطبقة الأولى ( الذين ولدوا في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم من أولاد الصحابة ) كعبد الله بن أبي طلحة وأبي امامة سعد بن سهل بن حنيف وأبي إدريس الخولاني هكذا قاله ابن الصلاح وقال البلقيني هذا كلام لا يستقيم لا معنى ولا نقلا أما المعنى فكيف يجعل من ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم يلي من ولد بعده والصواب أن يجعل هذا مقدما وتلك الطبقة تليه وأما النقل فلم يذكر الحاكم ذلك ولكنه عند المخضرمين قال ومن التابعين بعد المخضرمين طبقة ولدوا في زمانه صلى الله عليه و سلم ولم يسمعوا منه فذكر أبا أمامة ومحمد بن أبي بكر الصديق ونحوهما ولم يذكر عبد الله بن أبي طلحة ولا أبا إدريس ثم إن الحاكم لم يذكر الطبقة الأولى قال والطبقة الثانية الأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس ومسروق وأبو سلمة بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وغيرهم والطبقة الثالثة الشعبي وشريح بن الحرث وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة واقرانهم ثم قال وهم خمس عشرة طبقة آخرهم من لقي أنس بن مالك من أهل البصرة وعبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة والسائب عن يزيد من أهل المدينة وعبد الله بن الحرث بن جزء من أهل الحجاز وأبا أمامة الباهلي من أهل الشام انتهى فلم يعد من الطبقات سوى الثلاثة الأولى والأخيرة وأما أولاد الصحابة فلم يذكرهم إلا بعد المخضرمين فقدمه ابن الصلاح والمصنف هنا فحصل فيه وهم وإلباس
ومن التابعين المخضرمون واحدهم مخضرم بفتح الراء وهو الذي أدرك الجاهلية وزمن النبي صلى الله عليه و سلم وأسلم ولم يره ( ومن التابعين والمخضرمون واحدهم مخضرم بفتح الراء وهو الذي أدرك الجاهلية وزمن النبي صلى الله عليه و سلم وأسلم ولم يره ) ولا صحبة له هذا مصطلح أهل الحديث فيه لأنه متردد بين طبقتين لا يدري من أيهما هو من قولهم لحم مخضرم لا يدري من ذكر هو أو أنثى كما في المحكم والصحاح وطعام مخضرم ليس بحلو ولا مر حكاه ابن الأعرابي وقيل من المخضرمة بمعنى القطع من خضرموا آذان الإبل قطعوها لأنه انقطع عن الصحابة وإن عاصر لعدم الرؤية أو من قولهم رجل مخضرم ناقص الحسب وقيل ليس بكريم النسب وقيل دعي وقيل لا يعرف أبواه وقيل ولدته السراري لكونه ناقص الرتبة عن الصحابة لعدم الرؤية مع إمكانه وسواء أدرك في الجاهلية نصف عمره أم لا والمراد بإدراكها قال المصنف في شرح مسلم ما قبل البعثة قال العراقي وفيه نظر والظاهر إدراك قومه أو غيرهم على الكفر قبل فتح مكة فإن العرب بعده بادروا إلى الإسلام وزال أمر الجاهلية وخطب صلى الله عليه و سلم في الفتح بإبطال أمرها وقد ذكر مسلم في المخضرمين بشير بن عمرو وإنما ولد بعد الهجرة أما الخضرم في اصطلاح أهل اللغة فهو الذي عاش نصف عمره في الجاهلية ونصفه في الإسلام سواء أدرك الصحابة أم لا فبين الاصطلاحين عموم وخصوص من وجه فحكيم بن حزام مخضرم باصطلاح اللغة وحكى بعض أهل اللغة مخضرم بالكسر وحكى ابن خلكان محضرم بالحاء المهملة والكسر أيضا وحكى العسكري في الأوائل ان المخضرم من المعاني التي حدثت في الإسلام وسميت بأسماء كانت في الجاهلية لمعان آخر ثم ذكر أن
وعدهم مسلم عشرين نفسا وهم أكثر وممن لم يذكره أبو مسلم الخولاني والأحنف أصله من خضرمت الغلام إذا ختنته والأذن إذا قطعت طرفها فكأن زمان الجاهلية قطع عليه أو من الإبل المخضرمة وهي التي نتجت من العراب واليمانية قال وهذا أعجب القولين إلي ( وعدهم مسلم ) بن الحجاج فبلغ بهم ( عشرين نفسا ) وهم أبو عمر وسعيد بن إياس الشيباني وسويد بن غفلة وشريح بن هانئ وبشير بن عمرو بن جابر وعمرو بن ميمون الأزدي والأسود بن يزيد النخعي والأسود بن هلال المحاربي والمعرور بن سويد وعبد خير بن يزيد الخيواني وشبيل بن عوف الأحمسي ومسعود بن حراش أخوريعي ومالك بن عمير وأبو عثمان النهدي وأبو رجاء العطاردي وغنيم بن قيس وأبو رافع الصائغ وأبو الحلال العتكي واسمه ربيعة بن زرارة وخالد بن عمير العدوي وثمامة ابن حزن القشيري وجبير بن نفير الحضرمي ( وهم أكثر ) من ذلك ( وممن لم يذكره ) مسلم ( أبو مسلم ) عبد الله بن ثوب بوزن عمر ( الخولاني والأحنف ) واسمه الضحاك بن قيس وعبد الله بن عكيم وعمرو بن عبد الله بن الأصم وأبو أمية الشعباني وأسلم مولى عمر وأويس القرني وأوسط البجلي وجبير ابن الحرث وجابر اليماني وشريح بن الحرث القاضي وأبو وائل شقيق بن سلمة وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي وعبد الرحمن بن غنم وعبد الرحمن ابن يربوع وعبيدة بن عمرو السلماني وعلقمة بن قيس بن أبي حازم وكعب الأحبار ومرة بن شراحيل ومسروق بن الأجدع وأبو صالح الأنماري قيل وأبو عتبة الخولاني هذا ما ذكره العراقي ومنهم من لم يذكره الأحنف ابن قيس الأسدي والأجدع بن مالك الهمداني والد مسروق وأبو رهم أحزاب
ومن أكابر التابعين الفقهاء السبعة ابن المسيب والقاسم بن محمد عروة وخارجة بن زيد وابو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عتبة وسليمان بن يسار وجعل ابن المبارك سالم بن عبد الله بدل أبي سلمة وجعل ابو الزناد بدلهما ابا بكر بن عبد الرحمن وعن أحمد بن حنبل قال أفضل التابعين ابن المسيب قيل بن أسيد السمعي وأرطاة بن سهية وهي أمه وأبوه زفر بن عبد الله الغطفاني المزني وأرطاة بن كعب الفزاري في خلائق آخرين ذكرهم شيخ الإسلام ابن حجر في كتاب الإصابة وأرجو أن أفردهم في مؤلف إن شاء الله تعالى ( ومن أكابر التابعين الفقهاء السبعة ) من أهل المدينة سعيد ( بن المسيب القاسم بن محمد ) بن أبي بكر الصديق ( وعروة ) بن الزبير ( وخارجة بن زيد ) بن ثابت ( وأبو سلمة بن عبد الرحمن ) بن عوف ( وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ) بن مسعود ( وسليمان بن يسار ) الهلالي أبو أيوب هكذا عدهم أكثر علماء أهل الحجاز ( وجعل ابن المبارك سالم بن عبد الله ) بن عمر ( بدل أبي سلمة جعل أبو الزناد بدلهما ) أي سالم وأبي سلمة ( أبا بكر بن عبد الرحمن ) عدهم ابن المديني اثني عشر ابن المسيب وأبو سلمة والقاسم وخارجة وأخوه إسماعيل وسالم وحمزة وزيد وعبيد الله وبلال وبنو عبد الله بن عمر وأبان بن عثمان وقبيصة بن ذؤيب ( وعن أحمد بن حنبل أفضل التابعين ) سعيد ( بن المسيب قيل ) له
فعلقمة والأسود فقال هو وهما وعنه لا أعلم فيهم مثل أبي عثمان النهدي وقيس وعنه أفضلهم قيس وأبو عثمان وعلقمة ومسروق وقال أبو عبد الله بن خفيف أهل المدينة يقولون أفضل التابعين ابن المسيب وأهل الكوفة أويس والبصرة الحسن ( فعلقمة والأسود قال هو وهما وعنه ) أيضا ( لا أعلم فيهم ) أي التابعين ( مثل أبي عثمان النهدي وقيس ) بن أبي حازم ( وعنه ) أيضا ( أفضلهم قيس وأبو عثمان ) النهدي ( وعلقمة ومسروق ) هؤلاء كانوا فاضلين ومن علية التابعين ( وقال أبو عبد الله ) محمد ( بن خفيف ) الشيرازي ( أهل المدينة يقولون أفضل التابعين ابن المسيب وأهل الكوفة ) يقولون ( أويس ) القرني ( و ) أهل ( البصرة ) يقولون ( الحسن ) البصري واستحسنه ابن الصلاح وقال العراقي الصحيح بل الصواب ما ذهب إليه اهل الكوفة لما روى مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس الحديث قال فهذا قاطع للنزاع قال وأما تفضيل أحمد لابن المسيب وغيره فلعله لم يبلغه الحديث أو لم يصح عنده أو أراد بالأفضلية في العلم لا الخيرية وقال البلقيني الأحسن أن يقال الأفضل من حيث الزهد والورع أويس ومن حيث حفظ الخبر والأثر سعيد
وقال ابن أبي داود سيدتا التابعيات حفصة بنت سيرين وعمرة بنت عبد الرحمن وتليهما أم الدرداء وقد عد قوم طبقة في التابعين ولم يلقوا الصحابة وطبقة وهم صحابة وقال أحمد ليس أحد أكثر فتوى في التابعين من الحسن وعطاء كان عطاء مفتي مكة والحسن مفتي البصرة ( وقال ) أبو بكر ( بن أبي داود سيدتا التابعيات حفصة بنت سيرين وعمرة بنت عبد الرحمن وتليهما أم الدرداء ) الصغرى عجيمة ويقال هجيمة وليست كهما وقال إياس بن معاوية ما أدركت أحدا أفضله على حفصة يعني بنت سيرين فقيل له الحسن وابن سيرين فقال أما أنا فما أفضل عليهما أحدا ( وقد عد قوم طبقة في التابعين ولم يلقوا الصحابة ) فهم من أتباع التابعين كإبراهيم بن سويد النخعي لم يدرك أحدا من الصحابة وليس بإبراهيم بن يزيد النخعي الفقيه وبكير بن أبي السميط بفتح السين وكسر الميم لم يصح له عن أنس رواية إنما أسقط قتادة من الوسط ووقع لقوم عكس ذلك فعدوا طبقة من التابعين في أتباع التابعين لكون الغالب عليهم روايتهم عنهم كأبي الزناد عبد الله بن ذكوان لقي ابن عمر وأنسا ( و ) عد من التابعين ( طبقة وهم صحابة ) إما غلطا كالنعمان وسويد ابني مقرن عدهما الحاكم في الأخوة من التابعين وهما صحابيان معروفان أو لكون ذلك الصحابي من صغار الصحابة يقارب التابعين في كون روايته أو غالبها عن الصحابة كما عد مسلم من التابعين يوسف بن عبد الله بن سلام ومحمود بن لبيد ووقع عكس
فليتفطن لذلك
النوع الحادي والأربعون رواية الأكابر عن الأصاغر
ذلك فعدوا بعض التابعين من الصحابة وكثيرا ما يقع ذلك لمن يرسل كما عد محمد بن الربيع الجيزي عبد الرحمن بن غنم الأشعري ممن دخل مصر من الصحابة وليس منهم على الأصح ( فليتفطن لذلك ) وأمثاله ( 1 ) فوائد قال البلقيني أول التابعين موتا ابو زيد معمر بن زيد قتل بخراسان وقيل بأذربيجان سنة ثلاثين وآخرهم موتا خلف بن خليفة سنة ثمانين ومائة تنبيه أفرد الحاكم في علوم الحديث نوعا من أنواع الحديث لأتباع التابعين وسيأتي في الأنواع المزيدة ( النوع والأربعون رواية الأكابر عن الأصاغر ) والأصل فيهمن فائدته أن لا يتوهم أن المروى عنه أكبر وأفضل لكونه الأغلب ثم هو أقسام أحدها أن يكون الراوي أكبر سنا وأقدم طبقة كالزهري عن مالك وكالأزهري عن الخطيب والثاني أكبر قدرا كحافظ عالم عن شيخ كمالك عن عبد الله بن دينار رواية النبي صلى الله عليه و سلم عن تميم الداري حديث الجساسة وهي عند مسلم وروايته عن مالك بن مزرد وقيل ابن مرارة وقيل ابن مرة الرهاوي فيما أخرجه ابن منده في الصحابة بسنده عن زرعة بن سيف بن ذي يزن أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إليه كتابا وأن مالك بن مزرد الرهاوي قد حدثني أنك أسلمت وقاتلت المشركين فأبشر بخير الحديث ( من فائدته ) أي فائدة معرفة هذا النوع ( أن لا يتوهم أن المروي عنه أفضل وأكبر ) من الراوي ( لكونه الأغلب ) في ذلك تنزيلا لأهل العلم منازلهم للأمر بذلك في حديث عائشة أخرجه ابو داود وغيره ومنها أن لا يظن أن في السند انقلابا ( ثم هو أقسام أحدها أن يكون الراوي أكبر سنا وأقدم طبقة ) من المروي عنه ( كالزهري ) ويحيى بن سعيد الأنصاري في روايتهما ( عن مالك ) بن أنس ( وكالأزهري ) أبي القاسم عبيد الله بن أحمد في روايته ( عن ) تلميذه ( الخطيب ) البغدادي وهو إذ ذاك شاب ( والثاني ) ان يكون الراوي ( أكبر قدرا ) لا سنا ( كحافظ عالم ) روي ( عن شيخ ) مسن لا علم عنده ( كمالك ) في روايته ( عن عبد الله بن دينار ) وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه في روايتهما عن عبيد الله بن موسى العبسي
والثالث أكبر من الوجهين كعبد الغني عن الصوري وكالبرقاني عن الخطيب ومنه رواية الصحابة عن التابعين كالعبادلة وغيرهم عن كعب الأحبار ومنه رواية التابعي عن تابعيه كالزهري والأنصاري عن مالك وكعمرو بن شعيب ليس تابعيا وروى عنه منهم أكثر من عشرين وقيل أكثر من سبعين ( والثالث ) أن يكون الراوي ( أكبر ) من المروي عنه ( من الوجهين ) معا ( كعبد الغني ) بن سعيد الحافظ في روايته ( عن ) محمد بن علي ( الصوري ) تلميذه ( وكالبرقاني ) في روايته ( عن الخطيب ) وكالخطيب في روايته عن ابن ماكولا ( ومنه ) أي من القسم الثالث من رواية الأكابر عن الأصاغر ( رواية الصحابة عن التابعين كالعبادلة وغيرهم ) من الصحابة كأبي هريرة ومعاوية وأنس في روايتهم ( عن كعب الأحبار ومنه ) أيضا ( رواية التابعي عن تابعيه كالزهري والأنصاري عن مالك وكعمرو بن شعيب ) بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص ( ليس تابعيا وروى عنه منهم ) أي التابعين ( أكثر من عشرين ) نفسا فيما جمعهم الحافظ عبد الغني بن سعيد في جزء له بلغ بهم تسعة وثلاثين ( وقيل أكثر من سبعين ) قاله الحافظ أبو الفضل الطبسي وعدهم الحافظ أبو الفضل العراقي نيفا وخمسين إبراهيم بن ميسرة وأيوب السختياني وبكير بن الأشج وثابت بن عجلان وثابت البناني وجرير بن حازم وحبان ابن عطية وحبيب بن أبي موسى وحريز بن عثمان الرحبي والحكم بن عتيبة وحميد الطويل وداود بن قيس وداود بن أبي هند والزبير بن عدي وسعيد ابن أبي هلال وسلمة بن دينار وأبو إسحق سليمان الشيباني وسليمان الأعمش وعاصم الأحول وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي وعبد الله بن عون
النوع الثاني والأربعون المدبج ورواية القرين
القرينان هما المتقاربان في السن والإسناد وربما اكتفى الحاكم بالإسناد وعبد الله بن أبي مليكة وعبد الرحمن بن حرملة وعبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن جريج وعبد الله بن عمر العمري وعطاء بن السائب وعطاء الخراساني والعلاء بن الحارث الشامي وعلي بن الحكم البناني وعمرو بن دينار وأبو إسحق عمرو السبيعي وقتادة ومحمد بن إسحق بن يسار ومحمد بن جحادة ومحمد بن عجلان وأبو الزبير محمد بن مسلم ومحمد بن مسلم الزهري ومطر الوراق ومكحول وموسى بن أبي عائشة وأبو حنيفة النعمان بن ثابت ( 1 ) وهشام بن عروة وهشام بن الغاز ووهب بن منبه ويحيى بن أبي كثير ويزيد بن أبي حبيب ويزيد بن الهاد ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح وما جزم به المصنف كابن الصلاح من كونه ليس تابعا تبعا فيه عبد الغني وأبا بكر النقاش ورده الحافظ أبو الفضل العراقي وقبله المزي وقال قد سمع من غير واحد من الصحابة منهم زينب بنت أبي سلمة والربيع بنت معوذ بن عفراء وهما صحابيتان ( النوع الثاني والأربعون المدبج ورواية القرين ) عن القرين ومن فوائد معرفة هذا النوع أن لا يظن الزيادة في الإسناد أو إبدال عن الواو ( القرينان هما المتقاربان في السن والإسناد وربما اكتفى الحاكم بالإسناد ) أي بالتقاربفإن روى كل واحد منهما عن صاحبه كعائشة وأبي هريرة ومالك والأوزاعي فهو المدبج فيه وإن لم يتقاربا في السن ( فإن روى كل واحد منهما عن صاحبه كعائشة وأبي هريرة ) في الصحابة والزهري وأبي الزبير في الأتباع ( ومالك والأوزاعي ) في أتباعهم ( فهو المدبج ) بضم الميم وفتح الدال المهملة وتشديد الباء الموحدة وآخره جيم قال العراقي وأول من سماه بذلك الدارقطني فيما أعلم قال إلا أنه لم يقيده بكونهما قرينين بل كل اثنين روى كل منهم عن الآخر يسمى بذلك وإن كان أحدهما أكبر وذكر منه رواية النبي صلى الله عليه و سلم عن أبي بكر وعمر وسعد بن عبادة وروايتهم عنه ورواية عمر عن كعب وكعب عنه وبذلك يندفع اعتراض ابن الصلاح على الحاكم في ذكره في هذا رواية أحمد عن عبد الرزاق عنه لأنه ماش على ما قاله شيخه ونقله عنه ثم وجه التسمية قال العراقي لم أر من تعرض لها قال إلا أن الظاهر أنه سمي به لحسنه لأنه لغة المزين والرواية كذلك إنما تقع لنكتة يعدل فيها عن العلو إلى المساواة أو النزول فيحصل للإسناد بذلك تزيين قال ويحتمل أن يكون سمي بذلك لنزول الإسناد فيكون ذما من قولهم رجل مدبج قبيح الوجه والهامة حكاه صاحب المحكم وقد قال ابن المديني والمستملي النزول شؤم وقال ابن معين الإسناد النازل حدرة في الوجه ( 1 )
قال وفيه بعد والظاهر الأول قال ويحتمل أن يقال إن القرينين الواقعين في المدبج في طبقة واحدة بمنزلة واحدة شبها بالخدين إذ يقال لهما الديباجتان كما قاله الجوهري وغيره قال وهذ المعنى متوجه على ما قاله ابن الصلاح والحاكم إن المدبج مختص بالقرينين وجزم بهذا المأخذ في شرح النخبة فإنه قال لو روى الشيخ عن تلميذه فهل يسمى مدبجا فيه بحث والظاهر لا لأنه من رواية الأكابر عن الأصاغر والتدبيج مأخوذ من ديباجتي الوجه فيقتصى أن يكون مستويا من الجانبين أما رواية القرين عن قرينه من غير أن يعلم رواية الآخر عنه فلا يسمى مدبجا كرواية زائدة بن قدامة عن زهير بن معاوية ولا يعلم لزهير رواية عنه وأما تمثيل ابن الصلاح برواية التميمي عن مسعر وقوله ولا يعلم لمسعر رواية عنه فاعترض بأنه أيضا روى عنه فيما ذكره الدارقطني في المدبج وتمثيل الحاكم برواية يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد وسليمان بن طرخان عن رقبة بن مصقلة وقوله لا أعلم لابن سعد ورقبة رواية عن يزيد وسليمان فاعترض أيضا بوجودها فرواية ابن سعد عن يزيد في صحيح مسلم والنسائي ورواية رقبة عن سليمان في المدبج للدارقطني لطيفة قد يجتمع جماعة من الأقران في حديث كما روى أحمد بن حنبل عن أبي
النوع الثالث والأربعون معرفة الإخوة
هو إحدى معارفهم أفرده بالتصنيف ابن المديني ثم النسائي ثم السراج وغيرهم مثال الأخوين في الصحابة عمرو وزيد ابنا الخطاب وعبد الله وعتبة ابنا مسعود خيثمة زهير بن حرب عن يحيى بن معين عن علي بن المديني عن عبيد بن معاذ عن أبيه عن أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة عن عائشة قالت كن أزواج النبي صلى الله عليه و سلم يأخذن من شعورهن حتى يكون كالوفرة فأحمد والأربعة فوق خمستهم أقران ( النوع الثالث والأربعون معرفة الإخوة ) والأخوات ( هو إحدى معارفهم أفرده بالتصنيف ) علي ( ابن المديني ثم النسائي ثم ) أبو العباس ( السراج ( 1 ) وغيرهم ) كمسلم وأبي داود ومن فوائده أنه لا يظن من ليس بأخ أخا عند الاشتراك في اسم الأب ( مثال الأخوين في الصحابة عمر وزيد ابنا الخطاب ) هذا المثال مزيد على ابن الصلاح ( وعبد الله وعتبة ابنا مسعود ) وزيد ويزيد ابنا ثابت وعمرو وهشام ابنا العاصومن التابعين عمرو وأرقم ابنا شرحبيل وفي الثلاثة علي وجعفر وعقيل بنو أبي طالب وسهل وعباد وعثمان بنو حنيف وفي غير الصحابة عمرو وعمر وشعيب بنو شعيب وفي الأربعة ( ومن التابعين عمرو وأرقم ابنا شرحبيل ) كلاهما من أفاضل أصحاب ابن مسعود ثم قال ابن الصلاح هذيل بن شرحبيل وأرقم أخوان آخران من أصحابه ايضا واعترض بأن جعله أرقم اثنين أحدهما أخو عمرو والآخر أخو هذيل ليس بصحيح وإنما اختلف أهل التاريخ والأنساب في أن الثلاثة أخوة أو ليس عمرو أخا لهما فذهب ابن عبد البر إلى الأول والصحيح الذي عليه الجمهور الثاني أن أرقم وهذيلا أخوان فقط وهو الذي اقتصر عليه البخاري وابن أبي حاتم وحكاه عن أبيه وعن أبي زرعة وابن حبان والحاكم وجزم به المزي في التهذيب ورد على ابن عبد البر بأن عمرو بن شرحبيل همداني وأرقم وهذيل أوديان ( 1 ) ولا يجتمع همدان في أود فما ذكره ابن الصلاح لا يتأتى على قول الجمهور ولا قول ابن عبد البر وكذلك ما صنعه المصنف وإن حذف هذيلا لأنه على قول ابن عبد البر يعد في الثلاثة لا في الأخوين ( و ) مثاله ( في الثلاثة ) في الصحابة ( علي وجعفر وعقيل بنو أبي طالب ) هذا المثال مزيد على ابن الصلاح ( وسهل وعثمان وعباد ) بالفتح والتشديد ( بنو حنيف وفي غير الصحابة ) في التابعين أبان وسعيد وعمرو أولاد عثمان وبعدهم ( عمرو ) بالفتح ( وعمر ) بالضم ( وشعيب بنو شعيب ) بن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن العاصي ( و ) مثاله ( في الأربعة ) من الصحابة عبد الرحمن ومحمد وعائشة وأسماء أولاد أبي بكر الصديق ذكره البلقيني وفي التابعين عروة
سهيل وعبد الله ومحمد وصالح بنو أبي صالح وفي الخمسة سفيان وآدم وعمران ومحمد بنو عيينة حدثوا كلهم وفي الستة محمد وأنس ويحيى ومعبد وحفصة وكريمة بنو سيرين وذكر بعضهم خالدا بدل كريمة وروى محمد عن يحيى عن أنس عن أنس بن مالك حديثا وحمزة ويعقوب والعفار أولاد المغيرة بن شعبة وبعدهم ( سهيل وعبد الله ومحمد وصالح بنو أبي صالح ) السمان وأما قول ابن عدي إنه ليس في ولد أبي صالح محمد وإنما هم سهيل ويحيى وعباد وعبد الله وصالح فوهم كما قال العراقي حيث أبدل محمدا بيحيى وجعل عبادا وعبد الله اثنين وإنما هو لقبه ( و ) مثاله ( في الخمسة ) لم أقف عليه في الصحابة وفي التابعين موسى وعيسى ويحيى وعمران وعائشة أولاد طلحة بن عبيد الله وبعدهم ( سفيان وآدم وعمران ومحمد وإبراهيم بنو عيينة حدثوا كلهم ) وأجلهم أبو سفيان وقيل إنهم عشرة إلا أن الخمسة الآخرين لم يحدثوا وسمي منهم أحمد ومخلد ( و ) مثاله ( في الستة ) لم أقف عليه في الصحابة وفي التابعين ( محمد وأنس ويحيى ومعبد وحفصة وكريمة بنو سيرين ) هكذا سماهم ابن معين والنسائي والحاكم ( وذكر بعضهم ) وهو أبو علي الحافظ ( خالدا بدل كريمة ) وزاد ابن سعد فيهم عمرة وسودة قال العراقي ولا رواية لهما فلا يردان وفي المعارف لابن قتيبة ولد لسيرين ثلاثة وعشرون ولدا من أمهات الأولاد ( وروى محمد ) بن سيرين ( عن ) أخيه ( يحيى عن ) أخيه ( أنس عن ) مولاه ( أنس بن مالك حديثا ) وهو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لبيك حجا حقا تعبدا ورقى أخرجه الدارقطني في العلل من رواية ابن حسان عنه
وهذه لطيفة غريبة ثلاثة أخوة روى بعضهم عن بعض وفي السبعة النعمان ومعقل وعقيل وسويد وسنان وعبد الرحمن وسابع لم يسم بنو مقرن صحابة مهاجرون لم يشاركهم أحد وقيل شهدوا الخندق ( وهذه لطيفة غريبة ثلاثة إخوة روى بعضهم عن بعض ) في إسناد واحد وذكر ابن طاهر أن هذا الحديث رواه محمد عن أخيه يحيى عن أخيه سعيد عن أخيه أنس وهو في جزء أبي الغنائم النرسي فعلى هذا اجتمعوا أربعة في إسناد ( و ) مثاله ( في السبعة النعمان ومعقل وعقيل وسويد وسنان وعبد الرحمن وسابع لم يسم ) كذا قال ابن الصلاح وقد سماه ابن فتحون في ذيل الاستيعاب عبد الله ( بنو مقرن ) وكلهم ( صحابة مهاجرون لم يشاركهم أحد ) في هذه المكرمة من كونهم سبعة هاجروا وصحبوا ( وقيل شهدوا الخندق ) ومثاله في التابعين سالم وعبد الله وعبيد الله وحمزة وورش وواقد وعبد الرحمن أولاد عبد الله بن عمر تنبيهات أحدها ما ذكره ابن الصلاح من كون بني مقرن سبعة اعترض عليه بأن ابن عبد البرزاد فيهم ضرارا ونعيما وحكى غيره أن أولاد مقرن عشرة
فالمثال الصحيح أولاد عفراء معاذ ومعوذ وأنس وخالد وعاقل وعامر وعوف كلهم شهدوا بدرا الثاني أن قوله لم يشاركهم أحد في الهجرة والصحبة والعدد ذكره أيضا ابن عبد البر وجماعة واعترض بأولاد الحرث بن قيس السهمي كلهم هاجروا وصحبوا وهم سبعة أو تسعة بشر وتميم والحرث والحجاج والسائب وسعيد وعبد الله ومعمر وأبو قيس وهم أشرف نسبا في الجاهلية والإسلام من بني مقرن وزادوا عليهم بأن استشهد منهم سبعة في سبيل الله الثالث مثال الثمانية في الصحابة أسماء وحمران وخراش وذؤيب وسلمة وفضالة ومالك وهند بنو حارثة بن سعد شهدوا بيعة الرضوان بالحديبية ولم يشهد البيعة أحد بعدهم وفي االتابعين أولاد سعد بن أبي وقاص مصعب وعامر ومحمد وإبراهيم وعمرة ويحيى وإسحاق وعائشة ومثال التسعة في الصحابة أولاد الحرث المتقدمين وفي التابعين أولاد أبي بكرة عبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز ومسلم ورواد ويزيد وعتبة وكبشة ومثال العشرة من الصحابة أولاد العباس عبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن والفضل وقثم ومعبد وعون والحرث وكثير وتمام وهو أصغرهم قال ابن عبد البر لكل ولد العباس رؤية والصحبة للفضل وعبد الله وفي التابعين أولاد أنس الذين رووا فقط النضر وموسى وعبيد الله وزيد وأبو بكر وعمر ومالك وثمامة ومعبد ومثال الإثني عشر في الصحابة أولاد عبد الله بن أبي طلحة إبراهيم وإسحاق وإسماعيل وزيد وعبد الله وعمارة وعمر وعميرة والقاسم ومحمد ويعقوب ومعمر ومثال الثلاثة عشر أو الأربعة عشر أولاد العباس المذكور وله أربع إناث أو ثلاث أم كلثوم وأم حبيب وأميمة وأم تميم
النوع الرابع والأربعون رواية الآباء عن الأبناء
للخطيب فيه كتاب فيه عن العباس عن ابنه الفضل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جمع بين الصلاتين بالمزدلفة وعن وائل بن داود عن ابنه بكر عن الزهري حديثا وعن معتمر بن سليمان قال حدثني أبي قال حدثتني أنت عني عن أيوب عن الحسن قال ويح كلمة رحمة وهذا طريف يجمع أنواعا بينتها في الكبير ( النوع الرابع والأربعون رواية الآباء عن الأبناء للخطيب فيه كتاب ) روى ( فيه عن العباس ) بن عبد المطلب ( عن ابنه الفضل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جمع بين الصلاتين بالمزدلفة و ) روى فيه ( عن وائل بن داود عن ابنه بكر عن الزهري حديثا ) عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا أخروا الأحمال فإن اليد معلقة والرجل موثقة وأورد أصحاب السنن الأربعة من طريقه عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم أولم على صفية بسويق وتمر ( و ) روى فيه ( عن معتمر بن سليمان ) التيمي ( قال حدثني أبي قال حدثني أنت عني عن أيوب ) السختياني ( عن الحسن قال ويح كلمة رحمة ) قال المصنف كابن الصلاح ( وهذا ) مثال ( طريف يجمع أنواعا ) قال المصنف ( بينتها في الكبير ) أي الإرشاد قال فيه منها رواية الأب عن ابنه ورواية الأكبر عن الأصغر ورواية التابعي عن تابعيه ورواية ثلاثة تابعين بعضهم عن بعض وأنه حدث غير واحد عن نفسه قال وهذا في غاية من الحسن والغرابة ويبعد أن يوجد مجموع هذا في حديث انتهىوقد أورده في كتابه رواية الآباء عن الأبناء وفي كتاب من حدث ونسي وأورده في كتاب من حدث ونسي من طريق أخرى عن يحيى بن معين عن معمر بن سليمان قال حدثني منقذ قال حدثتني أنت عني عن أيوب فذكره وقال هكذا روى الحديث يحيى بن معين عن معتمر عن منقذ عن نفسه ثم رجع عن ذلك فرواه عن معتمر عن أبيه عن نفسه ورواه صالح بن حاتم بن وردان ونعيم بن حماد كلاهما عن معتمر عن رجل غير مسمى قال نعيم قلت لمعتمر من الرجل فقال ابن المبارك فوائد روى أنس بن مالك عن ابنه غير مسمى حديثا وزكريا بن أبي زائدة عن ابنه حديثا ويونس بن أبي إسحق عن ابنه إسرائيل حديثا وأبو بكر بن عياش عن ابنه إبراهيم حديثا وشجاع بن الوليد عن ابنه أبي هشام الوليد حديثا وعمر ابن يونس اليمامي عن ابنه محمد حديثا وسعيد بن الحكم المصري عن ابنه محمد حديثا وإسحق البهلول عن ابنه يعقوب حديثين ويحيى بن جعفر بن أعين عن ابنه الحسين حديثين وأبو داود صاحب السنن عن ابنه أبي بكر حديثين والحسن بن سفيان عن ابنه أبي بكر حديثين قال ابن الصلاح وأكثر ما رويناه لأب عن ابنه ما في كتاب الخطيب عن حفص الدوري ( 1 ) المقرئ عن ابنه أبي جعفر محمد ستة عشر حديثا أو نحو ذلك قال وأما الحديث الذي
النوع الخامس والأربعون رواية الأبناء عن آبائهم
لأبي نصر الوائلي فيه كتاب وأهمه ما لم يسم فيه الأب والجد رويناه عن أبي بكر الصديق عن ابنته عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال في الحبة السوداء شفاء من كل داء ( 1 ) فهو غلط ممن رواه إنما هو أبي بكر بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة كما رواه البخاري في صحيحه قال العراقي لكن ذكر ابن الجوزي أن الصديق روى عن ابنته عائشة حديثين وروت عنها أم رومان أمها حديثين قال البلقيني فإن كان ابن الجوزي أخذ رواية الصديق من ذلك الحديث فقد تبين أنه وهم قال وذكر رواية العباس وحمزة عن ابن أخيهما رسول الله صلى الله عليه و سلم والعم بمنزلة الأب قال وفي هذا التمثيل نظر قال وروى شعيب الزبيري عن ابن أخيه الزبير بن بكار وإسحق بن حنبل عن ابن أخيه الإمام أحمد وروى مالك عن ابن أخيه إسماعيل بن عبد الله عن أبي أويس قلت ومن الطف هذا النوع رواية أبي طالب عن النبي صلى الله عليه و سلم ( النوع الخامس والأربعون رواية الأبناء عن آبائهم لأبي نصر الواثلي فيه كتاب وأهمه ما لم يسم فيه الأب والجد ) فيحتاج إلى معرفة اسمهوهو نوعان أحدهما عن أبيه فحسب وهو كثير والثاني عن أبيه عن جده كعمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبيه عن جده له هكذا نسخة كبيرة أكثرها فقهيات جياد واحتج به هكذا أكثر المحدثين ( وهو نوعان أحدهما ) رواية الرجل ( عن أبيه فحسب وهو كثير ) كرواية أبي العشراء الدارمي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في السنن الأربعة ولم يسم أبوه واختلف فيه وسيأتي ( والثاني ) روايته ( عن أبيه عن جده ) قال ابن الصلاح حدثني ابو المظفر السمعاني عن أبي النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار قال سمعت السيد أبا القاسم منصور بن محمد العلوي يقول الإسناد بعضه عوال وبعضه معالي وقول الرجل حدثني أبي عن جدي من المعالي وقال الحاكم في المدخل سمعت الزبير بن عبد الواحد الحافظ يقول حدثني محمد بن عبد الله بن سليمان العطار ثنا سعيد بن عمرو بن أبي سلمة سمعت أبي يقول سمعت مالك بن أنس يقول في قوله تعالى وإنه لذكر لك ولقومك قال قول الرجل حدثني أبي عن جدي وألف فيه الحافظ أبو سعيد العلائي الوشم المعلم ثم تارة يريد بالجد أبا الأب وتارة يريد الأعلى فيكون جدا للأب ( كعمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله ابن عمرو بن العاص عن أبيه عن جده له هكذا نسخة كبيرة أكثرها فقهيات جياد واحتج به هكذا أكثر المحدثين ) إذا صح السند إليه قال البخاري رأيت أحمد بن حنبل وعلي ابن المديني وإسحق بن راهويه وأبا عبيدة وعامة أصحابنا يحتجون بحديثه ما تركه أحد من المسلمين
حملا لجده على عبد الله دون محمد التابعي قال البخاري من الناس بعدهم وزاد مرة والحميدي وقال مرة اجتمع علي ويحيى بن معين وأحمد وأبو خيثمة وشيوخ من أهل العلم فتذاكروا حديث عمرو بن شعيب فثبتوه ذكروا أنه حجة وقال أحمد بن سعيد الدارمي احتج أصحابنا بحديثه قال المصنف في شرح المهذب وهو الصحيح المختار الذي عليه المحققون من أهل الحديث وهم أهل هذا الفن وعنهم يؤخذ ( حملا لجده على عبد الله ) الصحابي ( دون محمد التابعي ) لما ظهر لهم في إطلاقه ذلك وسماع شعيب من عبد الله ثابت وقد أبطل الدارقطني وغيره إنكار ابن حبان ذلك وحكى الحسن بن سفيان عن إسحاق بن راهويه قال عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كأيوب عن نافع عن ابن عمر قال المصنف وهذا التشبيه نهاية الجلالة من إسحاق وقال أبو حاتم عمرو عن أبيه عن جده أحب إلي من بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وقد ألف العلائي جزأ مفردا في صحة الاحتجاج بهذه النسخة والجواب عما طعن به عليها قال ومما يحتج به لصحتها احتجاج مالك بها في الموطأ فقد أخرج عن عبد الرحمن بن حرملة عنه حديث الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب وذهب قوم إلى ترك الاحتجاج به وحكاه الآجري عن أبي داود وهو رواية عن ابن معين قال لأن روايته عن أبيه عن جده كتاب ووجادة فمن هاهنا جاء ضعفه لأن التصحيف يدخل على الراوي من الصحف ولذا تجنبها أصحاب الصحيح وقال ابن عدي روايته عن أبيه عن جده مرسلة لأن جده محمدا لا صحبة له وقال ابن حبان إن أراد جده عبد الله فشعيب لم يلقه فيكون منقطعا وإن أراد محمدا فلا صحبة له فيكون مرسلا
وبهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن جده له هكذا نسخة حسنة وطلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب وقيل كعب ابن عمر قال الذهبي وغيره وهذا قول لا شيء لأن شعيبا ثبت سماعه من عبد الله وهو الذي رباه لما مات أبوه محمد وهذا القول اختاره الشيخ أبو إسحاق في اللمع إلا أنه احتج بها في المهذب وذهب الدارقطني إلى التفرقة بين أن يفصح بجده أنه عبد الله فيحتج به أو لا فلا وكذا إن قال عن جده قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ونحوه مما يدل على أن مراده عبد الله وذهب ابن حبان إلىالتفرقة بين أن يستوعب ذكر آبائه بالرواية أو يقتصر عن أبيه عن جده فإن صرح بهم كلهم فهو حجة وإلا فلا وقد أخرج في صحيحه له حديثا واحدا هكذا عن عمر بن شعيب عن أبيه عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عبد الله بن عمرو عن أبيه مرفوعا الا أحدثكم بأحبكم إلي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة الحديث قال العلائي ما جاء فيه التصريح برواية محمد عن أبيه في السند فهو شاذ نادر ( و ) من أمثلة ما أريد فيه الجد الأدنى ( بهز بن حكيم ابن معاوية بن حيدة ) بفتح المهملة وسكون التحتية القشيري البصري ( عن أبيه عن جده له هكذا نسخة حسنة ) صححها ابن معين واستشهد بها البخاري في الصحيح وقال الحاكم إنما أسقط من الصحيح روايته عن أبيه عن جده لأنها شاذة لا متابع له فيها ورجحها بعضهم على نسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لأن البخاري استشهد بها في الصحيح دونها ومنهم من عكس كأبي حاتم لأن البخاري صحح نسخة عمرو وهو أقوى من استشهاده بنسخة بهز ( وطلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب ) اليامي ( وقيل كعب بن عمرو ) قال البلقيني في هذه الطريقة نظر من جهة أن أبا داود قال في سننه في حديث
ومن أحسنه رواية الخطيب عن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث ابن أسد بن الليث بن الأسود بن سفيان بن سليمان بن يزيد بن أكينة التميمي قال سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال الوضوء سمعت أحمد بن حنبل يقول ابن عيينة زعموا كان ينكره ويقول أيش هذا طلحة عن أبيه عن جده وقال عثمان بن سعيد الدارمي سمعت ابن المديني يقول قلت لسفيان إن ليثا يروي عن طلحة عن أبيه عن جده أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ فأنكر سفيان ذلك وعجب أن يكون جد طلحة لقي النبي صلى الله عليه و سلم ( ومن أحسنه ) أي رواية الأبناء عن الآباء ( رواية الخطيب ) في تاريخه ( عن ) أبي الفرج ( عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن يزيد بن أكينة ) بضم الهمزة وفتح الكاف وسكون التحتية ونون ( التميمي ) الفقيه الحنبلي ( قال سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يقول ) وقد سئل عن الحنان المنان فقال ( الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال ) قال الخطيب بين عبد الوهاب وبين علي رضي الله عنه في هذا الإسناد تسعة آباء آخرهم أكينة بن عبد الله وهو السامع عليا أخرجه في كتاب الأبناء
وروى في هذا الإسناد في كتاب اقتضاء العلم العمل عن علي أيضا هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل وأحسن من هذا ما وقع التسلسل فيه بأكثر من هذا العدد فوقع لنا باثنى عشر أبا أخبرتني أم هانئ بنت أبي الحسن الهوريني سماعا عليها أنا أبو العباس المكي أنا أبو سعيد العلائي ح وأنبأني عاليا شيخنا شيخ الإسلام البلقيني عن خديجة بنت سلطان قالا أبا القاسم ابن مظفر قال العلائي بقراءتي نبأتنا كريمة بنت عبد الوهاب حضورا أنا القاسم بن الفضل الصيدلاني وغيره أنا رزق الله بن عبد الوهاب التميمي سمعت أبي أبا الفرج عبد الوهاب يقول سمعت ابي عبد العزيز يقول سمعت أبي أسدا يقول سمعت أبي الليث يقول سمعت أبي سليمان يقول سمعت أبي الأسود يقول سمعت أبي سفيان يقول سمعت أبي يزيد يقول سمعت أبي أكينة يقول سمعت أبي الهيثم يقول سمعت أبي عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما اجتمع قوم على ذكر إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة قال العلائي هذا إسناد غريب جدا ورزق الله كان إمام الحنابلة في زمانه من الكبار المشهورين وأبوه أيضا إمام مشهور ولكن جده عبد العزيز متكلم فيه على إمامته واشتهر بوضع الحديث وبقية آبائه مجهولون لا ذكر لهم في شيء من الكتب أصلا وقد خبط فيهم عبد العزيز أيضا فزادأبا لأكينة وهو الهيثم قال العراقي وأكثر ما وقع لنا التسلسل بأربعة عشر أبا من رواية أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الحسن بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي
النوع السادس والأربعون من اشترك في الرواية عنه اثنان تباعد ما بين
وفاتيهماللخطيب فيه كتاب حسن ابن الحسن بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسن الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي عن آبائه نوعا مرفوعا بأربعين حديثا منها المجالس بالأمانة ( 1 ) وفي الآباء من لا يعرف حاله فوائد يلتحق برواية الرجل عن أبيه عن جده رواية المرأة عن أمها عن جدتها وهو عزيز جدا ومن ذلك ما رواه أبو داود في سننه عن بندار ثنا عبد الحميد ابن عبد الواحد قال حدثتني أم جنوب بنت نميلة عن أمها سويدة بنت جابر عن أمها عقيلة بنت أسمر بن مضرس عن أبيها أسمر بن مضرس قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فبايعته فقال من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له ( النوع السادس والأربعون ) السابق واللاحق وهو معرفة ( من اشترك في الرواية عنه اثنان تباعد ما بين وفاتيهما للخطيب فيه كتاب حسن ) سماه السابق
ومن فوائده حلاوة علو الإسناد مثاله محمد بن إسحاق السراج روى عنه البخاري والخفاف وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر والزهري وزكريا بن رويد عن مالك وبينهما كذلك واللاحق ( ومن فوائده حلاوة علو الإسناد ) في القلوب وأن لا يظن سقوط الشيء من الإسناد ( مثاله محمد بن إسحاق السراج روى عنه البخاري ) في تاريخه ( و ) أبو الحسين أحمد بن محمد ( الخفاف ) النيسابوري ( وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر ) لأن البخاري مات سنة ست وخمسين ومائتين والخفاف مات سنة ثلاث وقيل أربع وقيل خمس وتسعين وثلثمائة ( والزهري وزكريا بن رويد ) رويا ( عن مالك وبينهما كذلك ) فإن الزهري مات سنة أربع وعشرين ومائة وزكريا حدث سنة نيف وستين ومائتين ولا نعرف وقت وفاته قال العراقي والتمثيل بزكريا سبق إليه الخطيب ولا ينبغي أن يمثل به لأنه أحد الكذابين الوضاعين ولا نعرف سماعه من مالك وإن حدث عنه فقد زاد وادعى أنه سمع من حميد الطويل وروى عنه نسخة موضوعة فالصواب أن آخر أصحاب مالك أحمد بن إسماعيل السهمي ومات سنة تسع وخمسين ومائتين فبينه وبين الزهري مائة وخمس وثلاثون ومن أمثلة ذلك في المتأخرين أن الفخر بن البخاري سمع منه المنذري والصلاح بن أبي عمر شيخ شيخنا ومات المنذري سنة ست وخمسين وستمائة والصلاح سنة ثمانين وسبعمائة والبرهان التنوخي شيخ شيوخنا سمع منه الذهبي وروى عنه فيما ذكر شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر ومات سنة ثمان
النوع السابع والأربعون من لم يرو عنه إلا واحد
لمسلم فيه كتاب مثاله وهب ابن خنبش وأربعين وسبعمائة وآخر أصحابة أبو العباس الشاوي مات سنة اربع وثمانين وثمانمائة قال شيخ الإسلام وأكثر ما وقفنا عليه من ذلك مائة وخمسون سنة وذلك أن أبا علي البرداني ( 1 ) سمع من السلفي حديثا ورواه عنه ومات على رأس الخمسمائة وآخر أصحاب السلفي سبطه أبو القاسم بن مكي مات سنة خمس وستمائة ( النوع السابع والأربعون ) معرفة الوحدان وهو ( من لم يرو عنه إلا واحد ) ومن فوائده معرفة المجهول إذا لم يكن صحابيا فلا يقبل كما تقدم في النوع الثالث والعشرين ( لمسلم فيه كتاب مثاله ) في الصحابة ( وهب بن خنبش ) بفتح المعجمة والموحدة بينهما نون ساكنة الطائي الكوفي قال ابن الصلاح وسماه الحاكم وأبو نعيم هرما وذلك خطأ وكذا وقع عند ابن ماجهوعامر بن شهر وعروة بن مضرس ومحمد بن صفوان ومحمد بن صيفي صحابيون لم يرو عنهم غير الشعبي وانفرد قيس بن أبي حازم بالرواية عن أبيه ودكين والصنابح بن الأعسر ومرداس من الصحابة قال المزي ومن قال وهب أكثر وأحفظ ( وعامر بن شهر وعروة بن مضرس ومحمد بن صفوان ) الأنصاري ( ومحمد بن صيفي ) الأنصاري وليس بالذي قبله على الصحيح هؤلاء ( صحابيون لم يرو عنهم غير الشعبي ) قال العراقي ما ذكره في عامر قاله مسلم وغيره وفيه نظر فإن ابن عباس روى عنه قصة رواها سيف بن عمر في الردة قال حدثنا طلحة الأعلم عن عكرمة عن ابن عباس قال أول من اعترض على الأسود العنسي وكابره عامر بن شهر الهمداني إلى آخر كلامه وما قاله في عروة قاله أيضا ابن المديني والحاكم وليس كذلك فقد روى عنه أيضا ابن عمه حميد الطائي ذكره المزي في التهذيب ( وانفرد قيس بن أبي حازم بالرواية عن أبيه و ) عن ( دكين ) بالكاف فإن كان مصغرا أي سعيد يقال سعيد الخثعمي ويقال المزني ( و ) عن ( الصنابح بن الأعسر ومرداس ) بن مالك الأسلمي ( من الصحابة ) قال العراقي لم ينفرد عن الصنابح بل روى عنه أيضا الحارث بن وهب ذكره الطبراني قلت لكن قال شيخ الإسلام إنه وهم والصواب أن الذي روى عنه الحارث الصنابحي التابعي ( 1 ) وسيأتي قال المزي روى عن مرداس أيضا
وممن لم يرو عنه من الصحابة إلا ابنه المسيب والد سعيد ومعاوية والد حكيم وقرة بن إياس والد معاوية وأبو ليلى والد عبد الرحمن قال الحاكم لم يخرجا في الصحيحين عن أحد من هذا القبيل وغلطوه بإخراجهما حديث المسيب أبي سعيد في وفاة أبي طالب وبإخراج البخاري حديث الحسن عن عمرو بن تغلب زياد بن علاقة قال العراقي والصواب خلافه فإنما روى زياد عن مرداس بن عروة صحابي آخر ( وممن لم يرو عنه من الصحابة إلا ابنه المسيب ) بن حزن القرشي ( والد سعيد ومعاوية ) بن حيدة ( والد حكيم ) قال العراقي بل روى عن معاوية أيضا عروة بن رويم اللخمي وحميد المزني ذكرهما المزي ( وقرة بن إياس والد معاوية وابو ليلى ) الأنصاري ( والد عبد الرحمن ) وإن كان عدي بن ثابت أيضا روى عنه فلم يدركه كما قاله المزي ( قال ) أبو عبد الله ( الحاكم ) في المدخل ( لم يخرجا ) أي الشيخان ( في الصحيحين عن أحد من هذا القبيل ) من الصحابة وتبعه على ذلك البيهقي فقال في سننه عند ذكر بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ومن كتمها فإنا آخذوها وشطر ماله الحديث ما نصه فأما البخاري ومسلم فإنهما لم يخرجاه على عادتهما في أن الصحابي أو التابعي إذا لم يكن له إلا راو واحد لم يخرجا حديثه في الصحيحين ( وغلطوه ) في ذلك ونقض ( بإخراجهما حديث المسيب أبي سعيد في وفاة أبي طالب ) مع أنه لا راوي له غير ابنه ( وبإخراج البخاري حديث الحسن ) البصري ( عن عمرو بن تغلب ) مرفوعا أني لأعطي الرجل والذي أدع
وقيس عن مرداس وبإخراج مسلم حديث عبد الله بن الصامت عن رافع ابن عمرو ونظائره في الصحيحين كثيرة وقد تقدم في النوع الثالث والعشرين وفي التابعين أبو العشراء لم يرو عنه غير حماد بن سلمة وتفرد الزهري عن نيف وعشرين من التابعين أحب إلي ولم يرو عنه الحكم بن الأعرج فقد قال العراقي لم ار له رواية عنه في شيء من طرق الحديث ( و ) بإخراجه أيضا حديث ( قيس ) بن أبي حازم ( عن مرداس ) الأسلمي يذهب الصالحون الأول فالأول ولا راوي له غير قيس كما تقدم تحريره ( وبإخراج مسلم حديث عبد الله بن الصامت عن رافع بن عمرو ) الغفاري ولا راوي له غيره وقال العراقي بل روى عنه ابنه عمران كما قال المزي وأبو جسر مولى أخيه كما في جامع الترمذي ( ونظائره في الصحيحين كثيرة ) قال ابن الصلاح كإخراجه حديث أبي رفاعة العدوي ولم يرو عنه غير حميد بن هلال العدوي وحديث الأغر المزني ولم يرو عنه غير أبي بردة وقال العراقي بل روى عن أبي رفاعة أيضا صلة بن أشيم العدوي وعن الأغر عبد الله بن عمرو ومعاوية بن قرة ( وقد تقدم في النوع الثالث والعشرين ) شيء من هذا النوع ( و ) مثاله ( في التابعين أبو العشراء ) الدرامي ( لم يرو عنه غير حماد بن سلمة ) قال العراقي بل روى عنه يزيد بن أبي زياد وعبد الله بن محرر كلاهما روى عنه حديث الزكاة متابعين لحماد بن سلمة ( وتفرد الزهري عن نيف وعشرين من التابعين ) لم يرو عنهم غيره منهم فيما ذكره الحاكم محمد بن أبي سفيان بن حارثة الثقفي وعمرو بن أبي سفيان بن العلاء الثقفي
وعمرو بن دينار عن جماعة وكذا يحيى بن سعيد الأنصاري وأبو إسحاق السبيعي وهشام بن عروة ومالك وغيرهم رضي الله عنهم
النوع الثامن والأربعون معرفة من ذكر بأسماء أو صفات مختلفة
هو فن عويص تمس الحاجة إليه لمعرفة التدليس وصنف فيه عبد الغني بن سعيد وغيره ( و ) تفرد ( عمرو بن دينار عن جماعة وكذا يحيى بن سعيد الأنصاري وأبو إسحاق السبعي وهشام بن عروة ومالك وغيرهم ) تفرد كل منهم بالرواية عن جماعة لم يرو عنهم غيره قال الحاكم والذين تفرد عنهم مالك نحو عشرة من شيوخ المدينة منهم المسور بن رفاعة القرظي قال وتفرد سفيان عن بضعة عشر شيخا منهم عبد الله بن شداد الليثي وتفرد شعبة عن نحو ثلاثين شيخا منهم المفضل ابن فضالة ( النوع الثامن والأربعون معرفة من ذكر بأسماء أو صفات مختلفة ) من كنى أو ألقاب أو أنساب إما من جماعة من الرواة عنه يعرفه كل واحد بغير ما عرفه الآخر أو من راو واحد عنه يعرفه مرة بهذا ومرة بذاك فيلتبس على من لا معرفة عنده بل على كثير من أهل المعرفة والحفظ و ( هو فن عويص ) بمهملة أوله وآخره أي صعب ( تمس الحاجة إليه لمعرفة التدليس وصنف فيه ) الحافظ ( عبد الغني بن سعيد ) الأزدي كتابا نافعا سماه إيضاح الإشكال وقفت عليه وسألخص هنا منه أمثلة ( و ) صنف ( غيره )مثاله محمد بن السائب الكلبي المفسر وهو أبو النضر المروي عنه حديث تميم الداري وعدي وهو حماد بن السائب راوي ذكاة كل مسك دباغه وهو أبو سعيد الذي يروي عنه عطية التفسير ومثله سالم الراوي عن أبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وهو سالم أيضا كالخطيب ( مثاله محمد بن السائب الكلبي المفسر ) العلامة في الأنساب أحد الضعفاء ( وهو أبو النضر المروي عنه حديث تميم الداري وعدي ) بن بداء في قصتهما النازل فيها يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم الآية رواها عنه باذان عن ابن عباس بن إسحاق وهي كنيته ( وهو حماد بن السائب راوي ) حديث ( ذكاة كل مسك ) بفتح الميم أي جلد ( دباغه ) رواه عنه عن إسحاق عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس أبو أسامة حماد بن أسامة وسماه حمادا اخذا من محمد وقد غلط فيه حمزة بن محمد الكتاني الحافظ والنسائي ( وهو أبو سعيد الذي روى عنه عطية ) العوفي ( التفسير ) وكناه بذلك ليوهم الناس أنه إنما يروي عن أبي سعيد الخدري وهو أبو هشام الذي روى عنه القاسم بن الوليد الهمداني عن أبي صالح عن ابن عباس حديث لما نزلت قل هو القادر الحديث كناه بابنه هشام وهو محمد بن السائب بن بشر الذي روى عنه ابن إسحاق أيضا ( ومثله سالم الراوي عن ابي هريرة وأبي سعيد ) الخدري ( وعائشة ) وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهم ( وهو سالم
أبو عبد الله المديني وسالم مولى مالك بن أوس وسالم مولى شداد بن الهاد وسالم مولى النصريين وسالم مولى المهري وسالم سبلان وسالم أبو عبد الله الدوسي وسالم مولى دوس وأبو عبد الله مولى شداد أبو عبد الله المدني و ) هو ( سالم مولى مالك بن أوس ) بن الحدثان النصري ( و ) هو ( سالم مولى شداد بن الهاد ) النصري الذي روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ونعيم المجمر ( و ) هو ( سالم مولى المهري ) الذي روى عنه عبد الله ابن يزيد الهذلي ( و ) هو ( سالم سبلان ) بفتح المهملة والموحدة الذي روى عنه عمران بن بشير ( و ) هو ( سالم أبو عبد الله الدوسي ) الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير ( و ) هو ( سالم مولى دوس ) الذي روى عنه يحيى أيضا ( و ) هو ( أبو عبد الله مولى شداد ) الذي روى عنه محمد بن عبد الرحمن وأبو الأسود وهو عبد الله الذي روى عنه بكير الأشيخ ومثله محمد بن الجوزي دلس اسمه على خمسين وجها وقال عبد الله بن أحمد بن سوادة قلبوا اسمه على مائة اسم وزيادة قد جمعتها في كتاب انتهى فقيل فيه محمد بن سعيد وقيل محمد مولى بني هاشم وقيل محمد بن قيس وقيل محمد بن الطبري وقيل محمد بن حسان وقيل أبو عبد الرحمن الشامي وقيل محمد الأردني وقيل محمد بن سعيد بن حسان بن قيس وقيل محمد بن سعيد الأسدي وقيل أبو عبد الأسدي وقيل محمد بن أبي حسان وقيل محمد بن أبي سهل وقيل محمد الشامي وقيل محمد بن زينب وقيل محمد بن أبي زكريا وقيل محمد بن ابي الحسن وقيل محمد بن أبي سعيد وقيل أبو قيس الدمشقي
واستعمل الخطيب كثيرا من هذا في شيوخه
النوع التاسع والأربعون معرفة المفردات
هو فن حسن يوجد في أواخر الأبواب وأفرد بالتصنيف وهو أقسام الأول في الأسماء فمن الصحابة أجمد بالجيم وقيل عبد الرحمن وقيل عبد الكريم على معنى التعبد لله وقيل غير ذلك وزعم العقيلي أنه عبد الرحمن بن شميلة ووهموه ( واستعمل الخطيب كثيرا من هذا في شيوخه ) فيروي في كتبه عن أبي القاسم الأزهري وعن عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي وعن عبيد الله بن أحمد ابن عثمان الصيرفي والكل واحد وتبع الخطيب في ذلك المحدثون خصوصا المتأخرين وآخرهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر نعم لم أر العراقي في أماليه يصنع شيئا من ذلك ( النوع التاسع والأربعون معرفة المفردات ) من الأسماء والكنى والألقاب في الصحابة والرواة والعلماء 0 وهو فن حسن يوجد في أواخر الأبواب ) من الكتب المصنفة في الرجال بعد أن يذكروا الأسماء المشتركة ( وأفرد بالتصنيف ) أفرده البرديجي واستدرك عليه أبو عبد الله بن بكير مواضع ليست بمفاريد وأخر ألقابا لا أسماء كالأجلح ( وهو اقسام الأول في الأسماء فمن الصحابة أجمد بالجيم ) وضبطه القاضيابن عجيان كسفيان وقيل كعليان جبيب بضم الجيم سندر شكل بفتحهما صدى أبو امامة صنابح بن الأعسر أبو بكر بن العربي بالحاء المهملة فوهم ( ابن عجيان ) بضم المهملة وسكون الجيم وتحتية ( كسفيان ) وقيل بالضم والفتح والتشديد ( وقيل كعليان ) همداني شهد فتح مصر قال ابن يونس لا أعلم له رواية ( جبيب ) بن الحارث ( بضم الجيم ) وموحدتين وغلط ابن شاهين فجعله بالخاء المعجمة وغلط بعضهم فجعله بالراء آخره ( سندر ) بفتح المهملتين بينهما نون ساكنة الخصى مولى زنباع الجذامي نزل مصر ويكنى أبا الأسود وأبا عبد الله باسم ابنه وظن بعضهم أنهما اثنان فاعترض على ابن الصلاح في دعوى أنه أفرد وليس كذلك كما قال العراقي ( شكل بفتحهما ) ابن حميد العبسي من رهط حذيفة نزل الكوفة روى حديثه أصحاب السنن ( صدى ) بالضم والفتح والتشديد ابن عجلان ( أبو أمامة ) الباهلي ( صنابح ) بالضم آخره مهملة ( ابن الأعسر ) البجلي الأحمسي قال العراقي وقد اعترض بأن أبا نعيم ذكر في الصحابة آخر اسمه صنابح والجواب أنه بعد أن ذكره قال هو عندي المتقدم تنبيه قال ابن عبد البر ليس الصنابح هو الصنابحي الذي روى عن أبي بكر لأن هذا اسم وذاك نسب وهذا صحابي وذاك تابعي وهذا كوفي وذاك شامي
كلدة بفتحهما ابن حنبل وابصة بن معبد نبيشة الخير شمغون ابو ريحانة بالشين والغين المعجمتين ويقال بالعين المهملة وقال شيخ الإسلام في الإصابة قيل في كل منهما صنابح وصنابحي لكن الصواب في ابن الأعسر صنابح وفي الآخر صنابحي ويظهر الفرق بينهما بالرواة عنهما فحيث جاءت الرواية عن قيس بن أبي حازم عنه فهو ابن الأعسر وهو الصحابي وحديثه موصول وحيث جاءت عن غير قيس عنه فهو الصنابحي وهو التابعي وحديثه مرسل قلت أضبط من هذا أن الصنابح لم يرو غير حديثين فيما ذكر ابن المديني وزاد الطبراني ثالثا من رواية الحارث بن وهب وغلط فيه بأنه الصنابحي ( كلدة بفتحهما ابن حنبل ) بلفظ جد الإمام أحمد ( وابصة ) بكسر الموحدة ومهملة ( ابن معبد نبيشة الخير ) بضم النون وفتح الموحدة وسكون التحتية ومعجمة قال العراقي وليس فردا ففي الصحابة نبيشة غير المذكور في حديث الحج ونبيشة بن أبي سلمى رجل روى عنه رشيد أبو موهب ذكره ابن أبي حاتم ( شمغون ) بن يزيد القرظي ( أبو ريحانة بالشين والغين المعجمتين ويقال بالعين المهملة ) وبذلك جزم ابن الصلاح أولا ثم حكى الثاني بصيغة يقال وقال إن ابن يونس صححه وحكى فيه شيخ الإسلام قولا ثالثا أنه بالمهملتين وأنه أزدى ويقال أنصاري ويقال قرشي ويقال له أسدي بسكون السين المهملة قال شيخ الإسلام
هبيب مصغر بالموحدة المكررة ابن مغفل بإسكان المعجمة لبي باللام كأبي ابن لبا كعصا ومن غير الصحابة أوسط بن عمرو تدوم بفتح المثناة من فوق وقيل من تحت وبضم الدال جيلان بكسر الجيم أبو الجلد بفتحها الدجين بالجيم مصغر الأسد لغة في الأزد والأنصار كلهم من الأزد ولعله حالف بعض قريش فتجتمع الأقوال نزل الشام وله خمسة أحاديث ( هبيب مصغر بالموحدة المكررة ابن مغفل بإسكان المعجمة ) وضم الميم وكسر الفاء الغفاري ( لبي باللام ) أوله مصغر ( كأبي ) بن كعب وغلط ابن قانع فسماه أبيا ( ابن لبا ) بالفتح والتخفيف ( كعصا ) من بني أسد ( ومن غير الصحابة أوسط بن عمرو ) البجلي تابعي ( تدوم يفتح المثناة من فوق وقيل من تحت وبضم الدال ) ابن صبح الكلاعي ( جيلان بكسر الجيم ) ابن فروة ( أبو الجلد بفتحها ) الأخباري ( الدجين بالجيم مصغر ) ابن ثابت أبو الغصن قال ابن الصلاح قيل أنه حجي المعروف والأصح أنه غيره وعلى الأول مشى الشيرازي في الألقاب ورواه عنه ابن المبارك ووكيع ومسلم بن إبراهيم وغيرهم وهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن حجي وما ذكر من أنه فرد قاله أيضا البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما وهو دجين العريني الذي حدث عنه ابن المبارك
زر بن حبيش سعير بن الخمس وردان مستمر بن الريان عزوان بفتح المهملة وإسكان الزاي ( زر بن حبيش ) التابعي الكبير قال العراقي في عده في الأفراد نظر فإنهم غير واحد يسمون هكذا منهم زر بن عبد الله الفقيمي صحابي ذكره أبو موسى المديني وابن فتحون والطبري وذر بن أربد قيس ابن أخي ربيعة وزر بن محمد التغلبي شاعران ذكرهما ابن ماكولا قال العراقي ولا يردان على ابن الصلاح لأنه ترجم النوع للصحابة والرواة والعلماء فخرج الشعراء الذين لا صحبة لهم فيرد عليه الأول فقط ( سعير ) مصغر بمهملتين ( ابن الخمس ) بكسر المعجمة وسكون الميم ومهملة قال ابن الصلاح انفرد في اسمه واسم أبيه وقال العراقي لم ينفرد في اسمه ففي الصحابة سعير بن عداء البكائي ذكره ابن فتحون وسعير بن سوادة العامري ذكره ابن منده وأبو نعيم قلت سعيد بن خفاف التميمي ذكره سيف في الفتوح وأنه كان عاملا للنبي صلى الله عليه و سلم على بطون تميم وأقره أبو بكر استدركه شيخ الإسلام في الإصابة ( وردان ) بالضم وهذا مزيد على ابن الصلاح ( مستمر ) بصيغة الفاعل من استمر ( ابن الريان ) تابعي رأى أنسا قال العراقي ليس فردا فلهم المستمر الناجي والد إبراهيم روى له ابن ماجه حديثا وكلاهما بصري ( عزوان بفتح المهملة وإسكان الزاي ) بن يزيد الرقاشي وقد اعترض هذا بأمرين
نوف البكالي بكسر الموحدة وتخفيف الكاف وغلب على ألسنتهم الفتح والتشديد ضريب بن نقير بن شمير مصغرات ونقير بالقاف وقيل بالفاء وقيل نفيل بالفاء واللام همذان بريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمعجمة وفتح الميم كالبلدة وقيل بالمهملة وإسكان الميم كالقبيلة القسم الثاني الكنى أبو العبيدين بالتثنية والتصغير اسمه معاوية ابن سبرة أحدهما أنه لا يعرف له رواية وإنما روى عن أنس شيئا من قوله الثاني أن لهم عزوان آخر لم ينسب وأجيب بأن ابن ماكولا بعد أن ذكره قال لعله الأول ( نوف ) بالفتح والسكون ابن فضالة ( البكالي بكسر الموحدة وتخفيف الكاف وغلب على ألسنتهم الفتح والتشديد ) والصواب الأول ونسبته إلى بني بكال ابن دعمي بطن من حمير وهو ابن امرأة كعب الأحبار وقيل ابن أخيه قال العراقي وليس فردا بل لهم نوف بن أبي طالب وعنه سالم بن أبي حفصة وفرقد السبخي وذكره ابن حبان في الثقات ( ضريب ) بالمعجمة والراء ( بن نقير بن شمير ) الثلاثة ( مصغرات ونقير ) والده ( بالقاف وقيل بالفاء وقيل نفيل بالفاء واللام همذان بريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمعجمة وفتح الميم كالبلدة وقيل بالمهملة وإسكان الميم كالقبيلة ) ( القسم الثاني الكنى أبو العبيدين بالتثنية والتصغير اسمه معاوية بن سبرة ) من أصحاب ابن مسعود له حديثان أو ثلاثة
أبو الشعراء أسامة وقيل غير ذلك أبو المدلة بكسر المهملة وفتح اللام المشددة لم يعرف اسمه وانفرد أبو نعيم بتسميته عبيد الله بن عبد الله أبو مراية بالمثناة من تحت وضم الميم وتخفيف الراء اسمه عبد الله بن عمرو ابو معيد مصغر حفص بن غيلان ( أبو العشراء ) الدارمي اسمه ( أسامة ) بن مالك بن قهطم بكسر القاف فيما ذكر ابن الصلاح في النوع الخامس والأربعين أنه الأشهر ( وقيل غير ذلك ) فقيل يسار بن بكر بن مسعود وقيل عطارد بن بكر وقيل ابن برز براء ساكنة وقيل مفتوحة ثم زاي ( أبو المدلة بكسر المهملة وفتح اللام المشدة لم يعرف اسمه وانفرد أبو نعيم بتسميته عبيد الله بن عبد الله ) كذا قاله ابن الصلاح أيضا قال العراقي وليس كذلك بل سماه كذلك ابن حبان في الثقات وقال أبو أحمد الحاكم هو أخو سعيد بن يسار وأخطأ إنما ذاك أبو مزرد وهو أيضا فرد واسمه عبد الرحمن بن يسار قال ابن الصلاح في ابي المدلة روى عنه الأعمش وابن عيينة وجماعة قال العراقي وهو وهم عجيب فلم يرو عنه واحد منهم أصلا بل انفرد عنه أبو مجاهد سعد الطائي كما صرح به ابن المديني ولا أعلم في ذلك خلافا بين أهل الحديث ( أبو مراية بالمثناة من تحت وضم الميم وتخفيف الراء اسمه عبد الله بن عمرو ) تابعي روى عنه قتادة ( أبو معيد مصغر ) مخفف الياء ( حفص بن غيلان ) الهمداني روى عن مكحول وغيره
القسم الثالث الألقاب ( سفينة ) مولى النبي صلى الله عليه و سلم مهران وقيل غيره ( مندل ) بكسر الميم عن الخطيب وغيره ويقولونه بفتحها اسمه عمرو ( سحنون ) بضم السين وفتحها عبد السلام مطين ومشكدانه وآخرون
النوع الخمسون في الأسماء والكنى
( القسم الثالث الألقاب سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ) لقب فرد اسمه ( مهران ) بالكسر ( وقيل غيره ) وسيأتي في النوع الآتي وسبب تلقيبه أنه حما متاعا كثيرا لرفقته في الغزو فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أنت سفينة ( مندل بكسر الميم عن الخطيب وغيره ويقولونه بفتحها ) قال الحافظ أبو الفضل ابن ناصر وهو الصواب نقله العراقي في نكته ( اسمه عمرو ) بن علي ( سحنون بضم السين وفتحها عبد السلام بن سعيد التنوخي القيرواني صاحب المدونة ( مطين ) مصغر الحضرمي ( ومشكدانه ) بضم الميم وسكون المعجمة وفتح الكاف والمهملة بعد الألف نون ( وآخرون ) ينبغي أن يزاد في هذا قسم رابع في الأنساب ( النوع الخمسون في الأسماء والكنى ) أي معرفة أسماء من اشتهر بكنيته وكنى من اشتهر باسمه وينبغي العناية بذلك لئلا يذكر مرة الراوي باسمه ومرة بكنيته فيظنها من لا معرفة له رجلين وربما ذكر بهما معا فيتوهم رجلين كالحديث الذي رواه الحاكم من رواية يوسف عن أبي حنيفة عن موسى بن عائشةصنف فيه ابن المديني ثم مسلم ثم النسائي ثم الحاكم أبو أحمد ثم ابن منده وغيرهم والمراد منه بيان أسماء ذوي الكنى ومصنفه يبوب على حروف الكنى عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر مرفوعا من صلى خلف الإمام فإن قراءته له قراءة قال الحاكم عبد الله بن شداد هو ابو الوليد وبينه ابن المديني قال الحاكم ومن تهاون بمعرفة الأسامي أورثه مثل هذا الوهم قال العراقي وربما وقع عكس ذلك كحديث أبي أسامة عن حماد بن السائب السابق أخرجه النسائي وقال عن أبي أسامة حماد بن السائب وإنما هو عن حماد فأسقط عن وخفي عليه أن الصواب عن ابي أسامة حماد بن أسامة قال ولقد بلغني عن بعض من درس في الحديث أنه أراد أن يكشف عن ترجمة أبي الزناد فلم يهتد إلى موضعه من كتب الأسماء لعدم معرفته باسمه قال المصنف ( صنف فيه ابن المديني ثم مسلم ) أي في هذا النوع جماعة منهم علي وابن الحجاج ( ثم النسائي ثم الحاكم أبو أحمد ) وهو غير أبي عبد الله صاحب علوم الحديث والمستدرك ( ثم ابن منده وغيرهم ) كأبي بشر الدولابي قال العراقي وكتاب أبي أحمد أجل تصانيف هذا النوع فإنه يذكر فيه من عرف اسمه ومن لم يعرف وكتاب مسلم والنسائي لم يذكر فيه إلا من عرف اسمه ( والمراد منه بيان أسماء ذوي الكنى ومصنفه يبوب ) تصنيفه ( على حروف المعجم في الكنى ) ويذكر أسماء أصحابها فيذكر في حرف الهمزة أبا إسحاق
وهو أقسام الأول من سمي بالكنية لا اسم له غيرها وهم ضربان من له كنية كأبي بكر بن عبد الرحمن أحد الفقهاء السبعة اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن ومثله أبو بكر بن عمرو بن حزم كنيته ابو محمد قال الخطيب لا نظير لهما وقيل لا كنية لابن حزم الثاني من لا كنية له كأبي وفي الباء أبا بشر ونحوها ( وهو أقسام ) تسعة ابتكرها ابن الصلاح ( الأول من سمي بالكنية لا اسم له غيرها وهم ضربان من له كنية ) أخرى زيادة على الاسم قال ابن الصلاح فصار كأن لكنيته كنية قال وذلك ظريف عجيب ( كأبي بكر بن عبد الرحمن ) بن الحارث بن هشام المخزومي ( أحد الفقهاء السبعة ) بالمدينة ( اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن ) قال العراقي وهذا قول ضعيف ورواه البخاري في التاريخ عن سمي مولى أبي بكر وفيه قولان آخران أحدهما أن اسمه محمد وأبو بكر كنيته وبه جزم البخاري والثاني أن اسمه كنيته وهو الصحيح وبه جزم ابن أبي حاتم وابن حبان وقال المزي أنه الصحيح ( ومثله أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ) الأنصاري ( كنيته أبو محمد قال الخطيب لا نظير لهما ) في ذلك ( وقيل لا كنية لابن حزم ) غير الكنية التي هي اسمه ( الثاني ) من الضربين ( من لا كنية له ) غير الكنية التي هي اسمه ( كأبي
بلال عن شريك وكأبي حصين بفتح الحاء عن أبي حاتم الرازي القسم الثاني من عرف بكنيته ولم يعرف أله اسم أم لا كأبي أناس بالنون صحابي وأبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي شيبة الخدري وأبي الأبيض عن أنس وأبي بكر بن نافع مولى ابن عمر وأبي النجيب بالنون المفتوحة وقيل بالتاء المضمومة بلال ) الأشعري الراوي ( عن شريك وكأبي حصين بفتح الحاء ) يحيى بن سليمان الراوي ( عن أبي حاتم الرازي ) قال كل منهما اسمي وكنيتي واحد وكذا قال أبو بكر بن عياش المقري ليس لي اسم غير أبي بكر ( القسم الثاني من عرف بكنيته ولم يعرف أله اسم ) ولكن لم نقف عليه ( أم لا ) اسم له أصلا ( كأبي أناس بالنون صحابي ) كناني ويقال ديلي ( وأبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي شيبة الخدري ) الذي مات في حصار القسطنطينية ( وأبي الأبيض ) التابعي الراوي ( عن أنس ) ابن مالك وقال العراقي سماه ابن أبي حاتم في الكنى وفي الجرح والتعديل في الأسماء عيسى لكن أعاده في آخره في الكنى الذين لا تعرف أسماؤهم وقال سمعت أبي يقول سئل أبو زرعة عن أبي الأبيض فقال لا نعرف اسمه قال ابن عساكر ولعل ابن أبي حاتم وجد في بعض رواياته أبو الأبيض عبسي فتصحف عليه بعيسى ( وأبي بكر بن نافع مولى ابن عمر وأبي النجيب بالنون المفتوحة وقيل بالتاء ) الفوقية ( المضمومة ) قال ابن الصلاح مولى عبد الله بن عمرو بن العاصي
وابي حريز بالحاء والزاي الموقفي والموقف محلة بمصر القسم الثالث من لقب بكنية وله غيرها اسم وكنية كأبي تراب علي بن أبي طالب أبي الحسن وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان وأبي عبد الرحمن وأبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أبي عبد الرحمن وأبي تميلة يحيى بن واضح وأبي الآذان الحافظ عمر بن إبراهيم أبي بكر وأبي الشيخ الحافظ عبد الله بن محمد وأبي حازم العبدووي عمر بن أحمد أبي حفص وقال العراقي بل مولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح بلا خلاف قال وقد جزم ابن ماكولا بأن اسمه ظليم وحكاه قبله ابن يونس ( وأبي حريز بالحاء ) المفتوحة والراء المكسورة ( والزاي ) آخره ( الموقفي ) بفتح الميم وسكون الواو وكسر القاف ثم فاء ( والموقف محلة بمصر القسم الثالث من لقب بكنية وله غيرها اسم وكنية كأبي تراب علي بن أبي طالب ) اسما ( أبي الحسن ) كنية لقبه بذلك النبي صلى الله عليه و سلم حيث قال له قم أبا تراب وكان نائما عليه ( وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان أبي عبد الرحمن وأبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أبي عبد الرحمن ) لقب بذلك لأنه كان له عشرة أولاد رجال ( وأبي تميلة ) بضم الفوقية مصغر ( يحيى بن واضح أبي محمد وأبي الآذان ) بالمد جمع أذن ( الحافظ عمر بن إبراهيم أبي بكر ) لقب به لأنه كان كبير الأذنين ( وأبي الشيخ الحافظ عبد الله بن محمد ) بن حيان الأصبهاني ( وأبي محمد وأبي حازم العبدووي ) بضم الدال نسبة إلى عبدويه جده ( عمر ابن أحمد أبي حفص )
الرابع من له كنيتان أو أكثر كابن جريج أبي الوليد وأبي خالد ومنصور الفراوي أبي بكر وأبي الفتح وأبي القاسم الخامس من اختلف في كنيته كأسامة بن زيد وقيل أبو محمد وقيل أبو عبد الله وقيل أبو خارجة وخلائق لا يحصون وبعضهم كالذي قبله السادس من عرفت كنيته واختلف في اسمه كأبي بصرة الغفاري حميل بضم الحاء المهملة على الأصح وقيل بجيم مفتوحة وأبي جحيفة وهب وقيل وهب الله وأبي هريرة عبد الرحمن ( القسم الرابع من له كنيتان أو أكثر كابن جريج أبي الوليد وأبي خالد ومنصور الفراوي ) شيخ ابن الصلاح ( أبي بكر وأبي الفتح وأبي القاسم ) وكان يقال له ذو الكنى ( القسم الخامس من اختلف في كنيته ) دون اسمه وقد ألف فيه عبد الله ابن عطاء الهروي مؤلفا ( كأسامة بن زيد ) الحب ( وقيل أبو محمد وقيل أبو عبد الله وقيل أبو خارجة وخلائق لا يحصون ) كأبي بن كعب أبو المنذر وقيل أبوالطفيل ( وبعضهم كالذي قبله ) عبارة ابن الصلاح وفي بعض من ذكر في هذا القسم من هو في نفس الأمر ملتحق بالذي قبله ( السادس من عرفت كنيته واختلف في اسمه كأبي بصرة الغفاري ) بلفظ البلد ( حميل بضم الحاء المهملة ) مصغرا ( على الأصح وقيل بجيم مفتوحة ) مكبرا ( وأبي جحيفة وهب وقيل وهب الله وأبي هريرة عبد الرحمن
ابن صخر على الاصح من ثلاثين قولا وهو أول مكنى بها وأبي بردة ابن أبي موسى ابن صخر على الأصح من ثلاثين قولا ) في اسمه واسم أبيه وهذا قول ابن إسحاق وصححه أبو أحمد الحاكم في الكنى والرافعي في التذنيب وآخرون وآخرون ونقله المصنف في تهذيب الأسماء عن البخاري والمحققين والأكثرين روى الحاكم في المستدرك من طريق ابن إسحاق قال حدثني بعض أصحابي عن أبي هريرة قال كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر فسميت في الإسلام عبد الرحمن وقيل اسمه عمير بن عامر قاله هشام بن الكلبي وخليفة بن خياط وصححه الشرف الدمياطي أعلم المتأخرين بالأنساب وقيل عبد الرحمن بن غنم وقيل عبد الله بن عائذ وقيل عبد الله بن عامر وقيل عبد الله بن عمرو وقيل سكين بن دومة وقيل سكين بن هانئ وقيل سكين بن مل وقيل سكين بن صخر وقيل عامر بن عبد شمس وقيل عامر بن عمير وقيل يزيد بن عشرقة وقيل عبد تيم وقيل عبد شمس وقيل غنم وقيل عبيد بن غنم وقيل عمرو بن غنم وقيل عمرو بن عامر وقيل سعيد بن الحرث هذه عشرون قولا اقتصر على حكايتها الحافظ جمال الدين المزي وقال القطب الحلبي اجتمع في اسمه واسم أبيه نحو أربعين قولا مذكورة بالسند في ترجمته في تاريخ ابن عساكر ( وهو أول مكنى بها ) روى عنه إنما كنيت بأبي هريرة لأني وجدت أولاد هرة وحشية فحملتها في كمي فقيل ما هذه فقلت هرة قيل فأنت أبو هريرة قيل وكان يكنى قبلها أبا الأسود وقال ابن سعد في الطبقات ثنا روح بن عبادة ثنا أسامة بن زيد عن عبد الله بن رافع قال قلت لأبي هريرة لم كنوك أبا هريرة قال كانت لي هريرة صغيرة فكنت إذا كان الليل وضعتها في شجرة فإذا أصبحت أخذتها فلعبت بها فكنوني أبا هريرة ( وأبي بردة بن أبي موسى )
قال الجمهور عامر وابن معين الحارث وأبي بكر بن عياش المقري فيه نحو أحد عشر قيل أصحها شعبة وقيل أصحها اسمه كنيته السابع من اختلف فيهما كسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قيل عمير وقيل مهران أبو عبد الرحمن وقيل أبو البختري الأشعري ( قال الجمهور ) اسمه ( عامرو ) قال يحيى ( ابن معين الحارث وأبي بكر ابن عياش المقرئ فيه نحو أحد عشر قولا وقيل اصحها شعبة ) عبارة ابن الصلاح قال ابن عبد البر إن صح له اسم فهو شعبة لا غير وهو الذي صححه أبو زرعة ( وقيل أصحها اسمه كنيته ) قال ابن عبد البر وهذا أصح إن شاء الله تعالى لأنه روى عنه أنه قال ما لي اسم غير أبي بكر وصححه المزي وقيل اسمه محمد وقيل عبد الله وقيل سالم وقيل رؤبة وقيل مسلم وقيل خداش وقيل حماد وقيل حبيب وقيل مطرف ( السابع من اختلف فيهما ) أي اسمه وكنيته معا ( كسفينة مولى رسول صلى الله عليه و سلم قيل ) اسمه ( عمير وقيل صالح وقيل مهران ) وقيل بحران وقيل رومان وقيل قيس وقيل شنبة بفتح المعجمة والموحدة بينها نون ساكنة وقيل سنبة بالمهملة وقيل مروان وقيل ذكوان وقيل كيسان وقيل سليمان وقيل أيمن وقيل أحمد وقيل رباح وقيل مفلح وقيل رفعة وقيل مبعث وقيل عبس وقيل عيسى فهذه اثنان وعشرون قولا حكاها شيخ الإسلام في الإصابة إلا القول الثاني وكنيته ( أبو عبد الرحمن وقيل أبو البختري )
الثامن من عرف بالاثنين كآباء عبد الله أصحاب المذاهب سفيان الثوري ومالك ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم التاسع من اشتهر بهما مع العلم باسمه كأبي إدريس الخولاني عائذ الله رضي الله عنهم أجمعين
النوع الحادي والخمسون معرفة كنى المعروفين بالأسماء
( الثامن من عرف بالاثنين ) ولم يختلف في واحد منهما ( كآباء عبد الله أصحاب المذاهب سفيان الثوري ومالك ومحمد بن إدريس ) الشافعي ( وأحمد ابن حنبل ) وكأبي حنيفة النعمان بن ثابت ( وغيرهم ) ممن لا يحصى ومن الصحابة الخلفاء الأربعة ابو بكر عبد الله وأبو حفص عمر ) وأبو عمرو عثمان وأبو الحسن علي ( التاسع من اشتهر بها ) أي بكنيته ( مع العلم باسمه كأبي إدريس الخولاني عائذ الله ) بالمعجمة ابن عبد الله وكأبي إسحاق السبيعي عمرو وأبي الضحى مسلم قال ابن الصلاح ولابن عبد البر فيه تأليف مليح فيمن بعد الصحابة منهم ( النوع الحادي والخمسون معرفة كنى المعروفين بالأسماء ) قال ابن الصلاح وهذا من وجه صد النوع الذي قبله ومن وجه آخر يصح أن يجعل قسما من أقسام ذلك من حيث كونه قسما من أقسام أصحاب الكنى وألف فيه ابن حبان انتهى وعلى الاصطلاح الثاني مشى ابن جماعة في المنهل الروي فعدمن شأنه أن يبوب على الأسماء فمن يكنى بأبي محمد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم طلحة وعبد الرحمن بن عوف والحسن بن علي وثابت ابن قيس وكعب بن عجرة والأشعث بن قيس وعبد الله بن جعفر وابن عمرو وابن بحينة وغيرهم أقسامه عشرة وتبعه العراقي قال لأن الذي صنفوا في الكنى جمعوا النوعين معا وعلى الأول قال المصنف كابن الصلاح ( من شأنه أن يبوب على الأسماء ) ثم يبين كناها بخلاف ذلك ( فممن يكنى بأبي محمد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم طلحة ) بن عبيد الله ( وعبد الرحمن بن عوف والحسن بن علي وثابت ابن قيس ) بن الشماس فيما جزم به ابن منده ورجحه ابن عبد البر وقيل كنيته ابو عبد الرحمن ورجحه ابن حبان والمزي فعلى هذا هو من أمثلة القسم الخامس السابق ( وكعب بن عجرة والأشعث بن قيس وعبد الله بن جعفر ) بن أبي طالب قال العراقي في هذا نظر فإن المعروف أن كنيته أبو جعفر وبذلك كناه البخاري في التاريخ وحكاه عن ابن الزبير وابن إسحاق وتبعه ابن أبي حاتم والنسائي وابن حبان والطبراني وابن منده وابن عبد البر قال وكأن ابن الصلاح اغتر بما وقع في الكنى للنسائي في حرف الميم أبو محمد عبد الله بن جعفر ثم روى بإسناده أن الوليد بن عبد الملك قال لعبد الله بن جعفر يا أبا محمد مع أنه أعاده في حرف الجيم فذكره ابا جعفر قال وابن الزبير أعرف بعبد الله من الوليد إن كان النسائي أراد بالمذكور أولاد ابن أبي طالب وهو الظاهر وإن أراد به غيره فلا يخالفه ( و ) عبد الله ( بن عمرو ) بن العاصي ( و ) عبد الله ( بن بحينة وغيرهم )
وبأبي عبد الله الزبير والحسين وسلمان وحذيفة وعمرو بن العاص وغيرهم وممن يكنى ( بأبي عبد الله ) من الصحابة ( الزبير ) بن العوام ( والحسين ) بن علي ( وسلمان ) الفارسي ( وحذيفة ) بن اليمان ( وعمرو بن العاص وغيرهم ) وعد منهم ابن الصلاح عمارة بن حزم قال العراقي وفيه نظر فلم أر أحدا ذكر له كنيته وعثمان بن حنيف قال وتبع في ذلك ابن حبان والمشهور أن كنيته أبو عمرو ولم يذكر المزي غيرها والمغيرة بن شعبة قال وتبع في ذلك البخاري وابن حبان وابن أبي حاتم والمشهور أن كنيته أبو عيسى كذا جزم به النسائي وأبو أحمد الحاكم ومعقل بن يسار وعمرو بن عامر المزنيين قال وفيهما نظر فالمشهور أن كنية معقل أبو علي وبه قال الجمهور علي بن المديني وخليفة والعجلي وابن منده والبخاري وابن ابي حاتم وابن حبان والنسائي زاد العجلي ولا نعلم أحدا في الصحابة يكنى أبا علي غيره قال العراقي بل قيس بن عاصم وطلق بن علي يكنيان بذلك كما جزم به النسائي قال وأما عمرو بن عامر ففي الصحابة اثنان فقط أحدهما ابن ربيعة ابن هود أحد بني عامر بن صعصعة ليس مزنيا ولا يكنى أبا عبد الله والثاني ابن مالك بن خنساء المازني أحد بني مازن بن النجار يكنى أبا عبد الله قال والظاهر أن ما ذكره ابن الصلاح سبق قلم وإنما هو عمرو بن عوف
وبأبي عبد الرحمن ابن مسعود ومعاذ بن جبل وزيد بن الخطاب وابن عمر ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم وفي بعضهم خلاف
النوع الثاني والخمسون الألقاب
وهي كثيرة ومن لا يعرفها قد يظنها أسامي فيجعل من ذكر باسمه المزني فإنه يكنى بذلك ( و ) ممن يكنى ( بأبي عبد الرحمن ) من الصحابة عبد الله ( بن مسعود ومعاذ بن جبل وزيد بن الخطاب ) أخو عمر وكنيته أبو عبد الله ( و ) عبد الله ( ابن عمر ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم وفي بعضهم ) أي المذكورين في هذا النوع ( خلاف ) كما تقدم في ثابت بن قيس وعمرو بن العاص وزيد بن الخطاب قال العراقي واللائق بهؤلاء أن يذكروا في القسم الخامس ( النوع الثاني والخمسون الألقاب ) أي معرفة ألقاب المحدثين ومن يذكر معهم كما ذكره ابن الصلاح ( وهي كثيرة ومن لا يعرفها قد يظنها أسامي فيجعل من ذكر باسمه في موضع وبلقبه في آخر شخصين ) كما وقع ذلك لجماعة من أكابر الحفاظ منهم ابن المديني فرقوا بين عبد الله بن أبي صالح أخي سهيل وبين عباد بن أبي صالح فجعلوهما اثنين وإنما عباد لقب لعبد الله لا أخ له باتفاق الأئمة ( وألف فيه جماعة ) من الحفاظ منهم أبو بكر الشيرازي وأبو الفضل الفلكي وأبو الوليد الدباغ وأبو الفرج بن الجوزي وآخرهم شيخ الإسلاموما كرهه الملقب لا يجوز ومالا فيجوز وهذه نبذ منه معاوية الضال ضل في طريق مكة عبد الله ابن محمد الضعيف كان ضعيفا في جسمه أبو الفضل بن حجر وتأليفه أحسنها وأخصرها وأجمعها ( 1 ) ( وما كرهه الملقب ) به من الألقاب ( لا يجوز ) التعريف به ( ومالا ) يكره ( فيجوز ) التعريف به كذا جزم به المصنف هنا تبعا لابن الصلاح وتبعهما العراقي وليس كذلك فقد جزم المصنف في سائر كتبه كالروضة وشرح مسلم والأذكار بحوازه للضرورة غير قاصد غيبة وقد سبق على الصواب في آداب المحدث ثم ظهر لي حمل هنا على أصل التلقيب فيجوز بما لا يكره دون ما يكره قال الحاكم وأول لقب في الإسلام لقب أبي بكر الصديق وهو عتيق لقب به لعتاقة وجهه أي حسنه وقيل لأنه عتيق الله من النار ثم الألقاب منها مالا يعرف سبب التلقيب به وهو كثير ومنها ما يعرف ولعبد الغني بن سعيد فيه تأليف مفيد ( وهذه نبذ منه ) أي نوع الألقاب على غير ترتيب ( معاوية ) بن عبد الكريم ( الضال ضل في طريق مكة ) فلقب به وكان رجلا عظيما ( عبد الله بن محمد الضعيف كان ضعيفا في جسمه ) لا في حديثه وقيل لقب به من باب الأضداد لشدة إتقانه وضبطه قاله ابن حبان وعلى الأول قال عبد الغني بن سعيد رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان الضال والضعيف
محمد بن الفضل أبو النعمان عارم كان بعيدا من العرامة وهي الفساد غندر لقب جماعة كل منهم محمد بن جعفر أولهم صاحب شعبة والثاني يروي عن ابي حاتم والثالث عنه أبو نعيم قال ابن الصلاح وثالث وهو ( محمد بن الفضل أبو النعمان ) السدوسي ( عارم كان ) عبدا ( بعيدا عن العرامة وهي الفساد ) ونظير ذلك ابو الحسن يونس بن يزيد القوي يروى عن التابعين وهو ضعيف وقيل له القوي لعبادته ويونس ابن محمد الصدوق من صغار الأتباع كذاب ويونس الكذوب في عصر أحمد بن حنبل ثقة قيل له الكذوب لحفظه وإتقانه ( غندر لقب جماعة كل منهم محمد بن جعفر أولهم محمد بن جعفر ) البصري أبو بكر ( صاحب شعبة ) قدم ابن جريج البصرة فحدث بحديث عن الحسن البصري فأنكره عليه وأكثر محمد بن جعفر من الشغب عليه فقال له اسكت يا غندر قال ابن الصلاح وأهل الحجاز يسمون المشغب غندر ( والثاني ) أبو الحسين الرازي نزيل طبرستان ( روي عن أبي حاتم ) الرازي ( والثالث ) أبو بكر البغدادي الحافظ الجوال الوراق جده الحسين سمع الحسن بن علي العمري وأبا جعفر الطحاوي وأبا عروبة الحراني حدث ( عنه أبو نعيم ) الأصبهاني والحاكم وابن جميع وأبو عبد الرحمن السلمي مات سنة سبعين وثلثمائة
والرابع عن أبي خليفة الجمحي وغيره وآخرون لقبوا به غنجار اثنان بخاريان عيسى بن موسى عن مالك والثوري والثاني صاحب تاريخها صاعقة محمد بن عبد الرحيم ( والرابع ) ابو الطيب البغدادي جده دران صوفي محدث جوال روى ( عن أبي خليفة الجمحي ) وأبي يعلى الموصلي وعنه الدارقطني توفي سنة تسع وخمسين وثلثمائة ( وآخرون لقبوا به ) ممن ليس بمحمد بن جعفر قلت بقي ممن لقب به واسمه محمد بن جعفر اثنان أبو بكر القاضي البغدادي يروي عن أبي شاكر ميسرة بن عبد الله وأبو بكر محمد بن جعفر بن العباس النجار سمع ابن صاعد ومنه الحسن بن محمد الخلال مات في المحرم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة ذكرهما الخطيب وممن لقب به وليس اسمه ذلك أحمد بن آدم الجرجاني الخليجي يروي عن ابن المديني وغيره ومحمد بن المهلب الحراني أبو الحسين ذكره الشيرازي وقال ابن عدي كان يكذب ومحمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس الهروي حافظ فقيه شافعي سمع الربيع المرادي روى عنه الطبراني ووثقه الخطيب ومات في رمضان سنة ثلاث وثلثمائة عن مائة سنة ( غنجار اثنان بخاريان عيسى بن موسى ) التيمي أبو أحمد روى ( عن مالك والثوري ) قال ابن الصلاح لقب به لحمرة وجنتيه ( والثاني ) أبو عبد الله محمد بن أحمد الحافظ ( صاحب تاريخها ) أي بخارى مات سنة ثنتي عشرة واربعمائة ( صاعقة محمد بن عبد الرحيم ) الحافظ أبو يحيى
لشدة حفظه عنه البخاري شباب لقب خليفة صاحب التاريخ زنيج بالزاي والجيم أبو غسان محمد بن عمرو شيخ مسلم رسته عبد الرحمن الأصبهاني سنيد الحسين بن داود بندار محمد بن بشار قيصر أبو النضر هاشم بن القاسم الأخفش نحويون لقب به ( لشدة حفظه ) ومذاكراته روى ( عنه البخاري شباب ) بلفظ ضد الشيخوخة ابن خياط ( لقب خليفة ) العصفري ( صاحب التاريخ زنيج بالزاي والجيم ) والنون مصغرا ( أبو غسان محمد بن عمرو ) الرازي ( شيخ مسلم رسته ) بالضم وسكون المهملة وفتح الفوقية ( عبد الرحمن ) بن عمر ( الأصبهاني سنيد ) مصغر لقب وله تفسير مسند هو ( الحسين بن داود ) المصيصي ( بندار محمد بن بشار ) البصري شيخ الشيخين والناس قال ابن حجر إنه لقب به أيضا جماعة منهم أبو بكر محمد بن إسماعيل البصلاني ( 1 ) شيخ أبي بكر الآجري وأبو الحسين حامد بن حماد روى عن إسحاق بن بشار وغيره والحسين بن يوسف بندار روى عن أبي عيسى الترمذي وعنه ابن عدي في الكامل ( قيصر أبو النضر هاشم بن القاسم ) المعروف شيخ أحمد بن حنبل وغيره ( الأخفش ) لقب به جماعة ( نحويون ) ولهم رواية أيضا كما خرجت ذلك في طبقات النحاة
أحمد بن عمران متقدم وأبو الخطاب المذكور في سيبويه وسعيد بن مسعدة الذي يروى عنه كتاب سيبويه وعلي بن سليمان صاحب ثعلب والمبرد أولهم ( أحمد بن عمران ) البصري النحوي ( متقدم ) روى عن زيد بن الحباب وغيره وله غريب الموطأ وذكره ابن حبان في الثقات ومات قبل الخمسين ومائتين ( و ) الثاني الأكبر ( أبو الخطاب المذكور في ) كتاب ( سيبويه ) وهو شيخه عبد الحميد بن عبد المجيد أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وهو أول من فسر الشعر تحت كل بيت ورع ثقة ( و ) الثالث الأوسط ( سعيد بن مسعدة ) أبو الحسن البلخي ثم البصري ( الذي يروي ) بالضم ( عنه كتاب سيبويه ) وهو صاحبه روي عن هشام بن عروة والنخعي والكلبي وعنه أبو حاتم السجستاني وله معاني القرآن وغيره مات سنة عشر وقيل خمس عشرة وقيل إحدى وعشرين ومائتين وهو المراد حيث أطلق في كتاب النحو ( و ) الرابع الأصغر ( علي بن سليمان ) بن الفضل أبو الحسن ( صاحب ثعلب والمبرد ) مات في شعبان سنة خمس عشرة وثلثمائة وفي النحاة أخفش خامس وهو أحمد بن محمد الموصلي شافعي في أيام أبي حامد الإسفرايني قرأ عليه ابن جني وسادس وهو خلف بن عمر البلنسي أبو القاسم مات بعد الستين وأربعمائة وسابع وهو عبد الله بن محمد البغدادي أبو محمد روى عن الأصمعي وثامن وهو عبد العزيز
مربع محمد بن إبراهيم جزرة صالح بن محمد عبيد العجل بالتنوين الحسين بن محمد كليجة محمد بن صالح ماغمه هو علان وهو علي بن الحسن بن عبد الصمد ويجمع بينهما فيقال علان ما غمه سجادة المشهور الحسن بن حماد وسجادة الحسين بن أحمد ابن أحمد الأندلسي أبو الأصبغ روى عنه ابن عبد البر وتاسع وهو علي بن محمد المغربي الشاعر أبو الحسن الشريف الإدريسي كان حيا سنة ثنتين وخمسين وأربعمائة وعاشر وهو علي بن إسماعيل بن رجاء الفاطمي أبو الحسن وحادي عشر وهو هارون بن موسى بن شريك القارئ قرأ علي بن ذكوان وحدث عن أبي مسهر الغساني ومات سنة إحدى وقيل اثنتين وتسعين ومائتين وقد بسطت تراجم هؤلاء في طبقات النحاة ( مربع ) بفتح الباء المشدودة ( محمد بن إبراهيم ) الحافظ البغدادي ( جزرة ) بفتح الجيم والزاي والراء ( صالح بن محمد ) البغدادي الحافظ لقب بها لأنه لما قدم عمرو بن زراة بغداد سمع عليه في جملة الخلق فقيل له من أين سمعت فقال من حديث الجزرة يعني حديث عبد الله بن بسر لأنه كان يرقى بخرزة فصحفها ( عبيد العجل بالتنوين ) ورفع العجل لا بالإضافة ( الحسين بن محمد ) بن حاتم البغدادي الحافظ ( كيلجة محمد بن صالح ) البغدادي الحافظ ويقال اسمه أحمد ويلقب كيلجة أيضا أبو طالب أحمد بن نصر البغدادي شيخ الدارقطني ذكره الحافظ ابن حجر في ألقابه ( ماغمه ) بلفظ النفي لفعل الغم 0 هو علان وهو علي ابن الحسن بن عبد الصمد ) الحافظ البغدادي ( ويجمع ) فيه ( بينهما ) أي اللقبين ( فيقال علان ما غمه سجادة ) بالفتح ( المشهور ) بهذا اللقب ( الحسين بن حماد ) من أصحاب وكيع ( و ) يلقب ( سجادة ) أيضا ( الحسين بن أحمد ) شيخ ابن عدي
عبدان عبد الله بن عثمان وغيره مشكدانه ومطين ( عبدان عبد الله بن عثمان ) المروزي صاحب ابن المبارك لقب به فيما نقله ابن الصلاح عن أبي طاهر لأن اسمه عبد الله وكنيته أبو عبد الرحمن فاجتمع فيهما العبدان قال ابن الصلاح وهذا لا يصح بل ذلك من تغيير العامة للأسماء ن كما قالوا في علي علان وفي أحمد بن يوسف السلمي حمدان وفي وهب بن بقية الواسطي وهبان ( وغيره ) أيضا لقب عبدان منهم عبد الله بن أحمد بن موسى العسكري الأهوازي وعبد الله بن محمد بن يزيد العسكري وعبد الله بن يوسف ابن خالد السلمي وعبد الله بن خالد القرقساني ( 1 ) أبو عثمان البجلي وعبد الله ابن عبدان بن محمد بن عبدان أبو الفضل الهمداني وعبد الله بن محمد بن عيسى المروزي وعبد الله بن يزيد بن يعقوب الدقيقي ( مشكدانه ) بضم الميم وسكون المعجمة وفتح الكاف قال ابن الصلاح ومعناه بالفارسية حبة المسك أو وعاؤه لقب عبد الله ابن عمر بن محمد بن أبان القرشي الأموي أبي عبد الرحمن ( ومطين ) بفتح الياء لقب أبي جعفر الحضرمي قال ابن الصلاح خاطبهما بذلك الفضل بن دكين فلقيا به زاد غيره في الأول لأنه كان إذا جاءه يلبس ويتطيب وفي الثاني لأنه كان وهو
النوع الثالث والخمسون المؤتلف والمختلف
هو فن جليل يقبح جهله بأهل العلم لا سيما أهل الحديث ومن لم يعرفه يكثر خطؤه وهو ما يتفق في الخط دون اللفظ وفيه مصنفات أحسنها وأكملها الإكمال لابن ماكولا وأتمه ابن نقطة صغير يلعب مع الصبيان في الماء فيطينون ظهره فقال له ابو نعيم يا مطين لم لا تحضر مجلس العلم ( النوع الثالث والخمسون المؤتلف والمختلف ) من الأسماء والألقاب و الأنساب ونحوها ( هو فن جليل يقبح جهله بأهل العلم لا سيما أهل الحديث ومن لم يعرفه يكثر خطؤه ) ويفضح بين أهله ( وهو ما يتفق في الخط دون اللفظ وفيه مصنفات ) لجماعة من الحفاظ وأول من صنف فيه عبد الغني بن سعيد ( 1 ) ثم شيخه الدارقطني وتلاهما الناس ولكن ( أحسنها وأكملها الإكمال لابن ماكولا ) قال ابن الصلاح على إعواز فيه قال المصنف ( وأتمه ) الحافظ أبو بكر ( ابن نقطة ) بذيل مفيد ثم ذيل على ابن نقطة الحافظ جمال الدين بن الصابوني والحافظ منصور بن سليم ثم ذيل عليهما الحافظ علاء الدين بن مغلطاي بذيل كبير وجمع فيه الحافظ أبو عبد الله الذهبي مجلدا سماه مشتبه النسبة فأجحف في الاختصار واعتمدوهو منتشر لا ضابط في أكثره وما ضبط قسمان أحدهما على العموم كسلام كله مشدد إلا خمسة والد عبد الله بن سلام ومحمد بن سلام شيخ البخاري الصحيح تخفيفه وقيل مشدد وسلام بن محمد بن ناهض وسماه الطبراني سلامة على ضبط القلم فجاء شيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر فألف تبصير المنتبه بتحرير المشتبه فضمنه وحرره وضبطه بالحرف واستدرك ما فاته في مجلد ضخم وهو أجل كتب هذا النوع وأتمها ( وهو ) أي هذا النوع ( منتشر لا ضابط في أكثره ) وإنما يضبط بالحفظ تفصيلا ( وما ضبط ) منه ( قسمان ) ( أحدهما على العموم ) من غير اختصاص بكتاب ( كلام كله مشدد إلا خمسة والد عبد لله بن سلام ) الإسرائيلي الصحابي ( ومحمد بن سلام ) بن الفرج البيكندي ( وشيخ البخاري الصحيح تخفيفه ) كما روى عنه ولم يحك الخطيب وابن ماكولا والدارقطني وغنجار غيره ( وقيل ) هو ( مشدد ) حكاه صاحب المطالع وجزم به ابن أبي حاتم وأبو الجياني قال ابن الصلاح والأول أثبت قال العراقي وكأن من شدد التبس عليه بشخص آخر عليه يسمى محمد بن سلام بن السكن البيكندي ( 1 ) الصغير فإنه بالتشديد ( وسلام بن محمد بن ناهض ) المقدسي ( وسماه الطبراني سلامة )
وجد محمد بن عبد الوهاب بن سلام المعتزلي الجبائي قال المبرد ليس في كلام العرب سلام مخفف إلا والد عبد الله بن سلام الصحابي وسلام بن أبي الحقيق قال وزاد آخرون سلام بن مشكم خمار في الجاهلية والمعروف تشديده عمارة ليس فيهم بكسر العين إلا أبي بن عمارة الصحابي ومنهم من ضمه ومن عداه جمهورهم بالضم وفيهم جماعة بالفتح وتشديد الميم بزيادة هاء ( وجد محمد بن عبد الوهاب بن سلام المعتزلي الجبائي قال المبرد ) في كامله ( ليس في كلام العرب سلام مخفف إلا والد عبد الله بن سلام الصحابي وسلام بن أبي الحقيق قال وزاد آخرون سلام بن مشكم ) بتثليث الميم فيما حكى ( خمار ) كان ( في الجاهلية والمعروف تشديده ) قال شيخ الإسلام ويؤيد التخفيف قول أبي سفيان بن حرب يمدحه ... سقاني فرواني كميتا مدامة ... على ظمأ مني سلام بن مشكم ... قال العراقي وبقي أيضا سلام ابن أخت عبد الله بن سلام صحابي عده ابن فتحون وسعد بن جعفر بن سلام السيدي روى عن ابن الحبي ذكره ابن نقطة ومحمد يعقوب بن إسحق بن محمد بن سلام النسفي روى عن زاهر ابن أحمد ذكره الذهبي وأما سلمة بن سلام أخو عبد الله بن سلام فلا يعد رابعا لأن أباهما ذكر ( عمارة ليس فيهم بكسر العين إلا أبي بن عمارة الصحابي ) ممن صلى للقبلتين حديثه عند أبي داود والحاكم ( ومنهم من ضمه ) ومنهم من قال فيه ابن عبادة وقال أبو حاتم صوابه أبو أبي ( ومن عداه جمهورهم بالضم ) ذكر الجمهور زيادة من المصنف عن ابن الصلاح لأنه عمم الضم فاعترض عليه بما زاده المصنف أيضا في قوله ( وفيهم جماعة بالفتح وتشديد الميم ) فمن الرجال
كريز بالفتح في خزاعة وبالضم في عبد شمس وغيرهم حزام بالزاي في قريش وبالراء في الأنصار العيشيون بالمعجمة بصريون وبالمهملة مع الموحدة كوفيون ومع النون شاميون غالبا عمارة أحد أجداد ثعلبة والد يزيد وعبد الله وبحاث وأحد أجداد عبد الله بن زياد البلوي وجد عبد الله بن مدرك بن القمقام وغيرهم ومن النساء عمارة بنت عبد الوهاب الحمصية وعمارة بنت نافع بن عمر الجمحي وغيرهما ( كريز بالفتح ) وكسر الراء مكبرا ( في خزاعة وبالضم ) مصغرا ( في عبد شمس وغيرهم ) خلافا لما حكاه الجياني عن محمد بن وضاح من تخصيصه بهم قال ابن الصلاح ولا يستدرك في المفتوح بأيوب بن كريز الراوي عن عبد الله بن غنم لكون عبد الغني ذكره بالفتح لأنه بالضم كذا ذكره الدارقطني وغيره ( حزام بالزاي ) والحاء المهملة المكسورة ( في قريش وبالراء ) وفتح الحاء ( في الأنصار ) قال العراقي قد يتوهم من هذا أنه لا يقع الأول إلا في قريش ولا الثاني إلا في الأنصار وليس مرادا بل المراد أن ما وقع من ذلك في قريش يكون بالزاي وفي الأنصار يكون بالراء وقد ورد الأمران في عدة قبائل غيرهما فوقع بالزاي في خزاعة وبني عامر بن صعصعة وغيرهما وبالراء في بلى وخثعم وجذام وتميم بن مر وفي خزاعة أيضا وفي عذرة وبني فزارة وهذيل وغيرهم كما بينه ابن ماكولا وغيره ( العيشيون بالمعجمة ) قبلها تحتية وأوله عين مهملة ( بصريون ) منهم عبد الرحمن بن المبارك ( وبالمهملة مع الموحدة كوفيون ) منهم عبيد الله بن موسى ( و ) بالمهملة ( مع النون شاميون ) منهم عمير بن هانئ وبلال بن سعد التابعيان قال ذلك الخطيب والحاكم وزاد وبالقاف أوله وبالمهملة بطن من تميم وقال المصنف كابن الصلاح ( غالبا ) فإن عمار بن ياسر عنسي مع أنه
أبو عبيدة كله بالضم السفر بفتح الفاء كنية وبإسكانها في الباقي عسل بكسر ثم إسكان إلا عسل بن ذكوان الأخباري بفتحهما غنام كله بالمعجمة والنون إلا والد علي بن عثام فبالمهملة والمثلثة قمير كله مضموم إلا امرأة مسروق فبالفتح مسور كله مكسور مخفف الواو إلا ابن يزيد الصحابي وابن عبد الملك اليربوعي فبالضم والتشديد معدود في أهل الكوفة وعبارة ابن ماكولا والسمعاني وعظيم عنس في الشام وعامة العيش في البصرة ( أبو عبيدة ) بالماء ( كلهم بالضم ) قال الدارقطني لا نعلم أحدا يكنى أبا عبيدة بالفتح ( السفر بفتح الفاء كنية وبإسكانها في الباقي ) أي الأسماء قال ابن الصلاح ومن المغاربة من سكن الفاء من أبي السفر سعيد ابن محمد وذلك خلاف ما يقوله أهل الحديث قال العراقي ولهم في الأسماء والكنى سقر بسكون القاف وقد يرد ذلك على إطلاقه ولهم أيضا شقر بفتح المعجمة والقاف ولم يظهر لي وجه الإيراد ( عسل ) كله ( بكسر ) العين ( ثم إسكان ) السين المهملة ( إلا عسل بن ذكوان الأخباري ) البصري ( بفتحهما ) ذكره الدارقطني وغيره قال ابن الصلاح ووجدته بخط أبي منصور الأزهري بالكسر والإسكان ولا أراه ضبطه ( غنام كله بالمعجمة ) المفتوحة ( والنون ) المشددة ( إلا والد علي ابن غثام ) بن علي العامري الكوفي ( فبالمهملة والمثلثة ) وحفيده أيضا ( قمير كله مضموم ) مصغر ( إلا امرأة مسروق ) بن الأجدع ( فبالفتح ) وكسر الميم بنت عمرو ( مسور كله مكسور ) الميم ساكن السين ( مخفف الواو ) المفتوحة ( إلا ابن يزيد الصحابي وابن عبد الملك اليربوعي فبالضم والتشديد ) للواو
الجمال كله بالجيم في الصفات إلا هرون بن عبد الله الحمال فبالحاء وجاء في الأسماء أبيض بن حمال وحمال بن مالك بالحاء وغيرهما الهمداني بالإسكان والمهملة في المتقدمين أكثر وبالفتح والمعجمة في المتأخرين اكثر المفتوحة قال العراقي لم يذكر ابن ماكولا بالتشديد إلا ابن يزيد فقط ولم يستدركه ابن نقطة ولا من ذيل عليه وذكر البخاري في التاريخ الكبير ابن عبد الملك في باب مسور بن مخرمة وهذا يدل على أنه عنده مخفف وذكر مع ابن يزيد مسور بن مرزوق وهو يدل على أنه عنده بالتشديد ( الجمال كله بالجيم في الصفات ) منهم محمد بن مهران الجمال شيخ الشيخين ( إلا هرون بن عبد الله الحمال فبالحاء ) كان بزاز فلما تزهد حمل وحكى ابن الجارود عن ابنه موسى الحافظ أنه كان حمالا فتحول إلى البز وقال الخليلي وابن الفلكي لقب به لكثرة ما حمل من العلم قال ابن الصلاح ولا أراه يصح واستدرك العراقي على هذا الحصر بيان ابن محمد الحمال الزاهد سمع من أبي عمر بن محمد وأحمد بن محمد الحمال أحد شيوخ أبي النرسي قال المصنف زيادة على ابن الصلاح لبيان ما احترز عنه بقوله في الصفات ( وجاء في الأسماء أبيض بن حمال ) المازني السبائي صحابي عداده في أهل اليمن حديثه في السنن ( وحمال بن مالك ) الأسدي شهد القادسية ( بالحاء وغيرهما الهمداني بالإسكان ) في الميم ( والمهملة ) بعدها نسبة إلى قبيلة همدان ( في المتقدمين أكثر ) منه في المتأخرين منه فيهم أبو العباس بن عقدة وجعفر بن علي الهمداني من أصحاب السلفي ( وبالفتح والمعجمة ) نسبة إلى البلد ( في المتأخرين أكثر ) منه في المتقدمين قال الذهبي الصحابة والتابعون وتابعوهم من القبيلة وأكثر المتأخرين من المدينة ولا يمكن استيعاب هؤلاء ولا هؤلاء وسيأتي أنه لم يقع في الصحيحين والموطأ
عيسى بن ابي عيسى الحناط بالمهملة والنون وبالمعجمة مع الموحدة ومع المثناة من تحت كلها جائزة وأولها أشهر ومثله مسلم الخياط فيه الثلاثة القسم الثاني ما وقع في الصحيحين أو الموطأ يسار كله بالمثناة ثم المهملة إلا محمد بن بشار فبالموحدة والمعجمة وفيها سيار بن سلامة وابن ابي سيار بتقديم السين من الثاني شيء ( عيسى بن أبي عيسى ) ميسرة الغفاري أبو موسى ( الحناط بالمهملة والنون ) نسبة إلى بيع الحنطة ( وبالمعجمة مع الموحدة ) نسبة إلى بيع الخبط الذي تأكله الإبل ( و ) بالمعجمة ( مع المثناة من تحت ) نسبة إلى الخياطة ( كلها جائزة ) فيه لأنه باشر الثلاثة قال ابن سعد كان يقول أنا خياط وحناط كلا قد عالجت ( وأولها أشهر ومثله مسلم ) بن أبي مسلم ( الحناط وفيه الثلاثة ) ولكن الثاني أشهر فيه ومثل هذا يؤمن فيه الغلط ويكون اللافظ فيه مصيبا كيف نطق ( القسم الثاني ) ضبط ( ما وقع في الصحيحين ) فقط ( أو ) فيهما مع ( الموطأ ) أو في أحد الثلاثة ( يسار كله بالمثناة ) التحتية ( ثم المهملة إلا محمد بن بشار ) بندار ( فبالموحدة والمعجمة ) قال الذهبي وهو نادر في التابعين معدوم في الصحابة ( وفيهما سيار بن سلامة وابن أبي سيار بتقديم السين ) على الياء المشددة
بشر كله بكسر الموحدة وإسكان المعجمة إلا أربعة فبضمها وإهمالها عبد الله بن بسر الصحابي وبسر بن سعيد وابن عبيد الله وابن محجن الديلمي وقيل هذا بالمعجمة بشير كله بفتح الموحدة وكسر المعجمة إلا اثنين فبالضم ثم الفتح بشير بن كعب وبشير بن يسار وثالثا بضم المثناة من تحت وفتح المهملة يسير بن عمرو ويقال أسير ( بشر كله بكسر ) الباء ( الموحدة وإسكان المعجمة إلا أربعة فبضمها ) أي الموحدة ( وإهمالها ) أي السين ( عبد الله بن بسر ) المازني صحابي ابن صحابي ( وبسر بن سعيد و ) بسر ( بن عبيد الله ) الحضرمي ( و ) بسر ( بن محجن ) ( الديلمي ( 1 ) وقيل هذا بالمعجمة ) قاله سفيان الثوري وحكى الدارقطني أنه رجع عنه وحديثه في الموطأ فقط قال العراقي في شرح الألفية ولم يذكر ابن الصلاح بسرا المازني فحديثه في صحيح مسلم على ما ذكره المزي في التهذيب إنما ذكر ابنه عبد الله وقال في نكته قلدت في ذلك المزي ثم تبين لي أنه وهم فلم يخرج مسلم لبسر ولاله ذكر فيه باسمه إلا في نسب ابنه قال نعم يرد عليه أبو اليسر كعب بن عمرو فهو يفتح التحتية والمهملة وحديثه في الصحيح ولكنه ملازم لأداة التعريف غالبا فلا يشتبه بخلاف الأولين ( بشير كله بفتح الموحدة وكسر المعجمة إلا اثنين فبالضم ثم الفتح بشير بن كعب ) العدوي وحديثه عند البخاري ( و ) بشير ( بن يسار ) الحارثي المدني ( وثالثا بضم المثناة من تحت وفتح المهملة يسير بن عمرو ) وقيل ابن جابر ( ويقال ) فيه ( أسير )
ورابعا بضم النون وفتح المهملة قطن بن نسير يزيد كله بالزاي إلا ثلاثة بريد بن عبد الله بن أبي بردة بضم الموحدة وبالراء ومحمد بن عرعرة بن البرند بالموحدة والراء المكسورتين وقيل بفتحهما ثم بالنون وعلي بن هاشم بن البريد بفتح الموحدة وكسر الراء مثناة من تحت البراء كله بالتخفيف إلا أبا معشر البراء وأبا العالية فبالتشديد حارثة كله بالحاء إلا جارية بن قدامة ويزيد بن جارية وعمرو ابن أبي سفيان بالهمزة ( ورابعا بضم النون وفتح المهملة قطن بن نسير يزيد كله بالزاي ) المكسورة والتحتية المفتوحة أوله ( إلا ثلاثة بريد بن عبد الله بن أبي بردة ) بن أبي موسى الأشعري ( بضم الموحدة وبالراء ) المفتوحة ووقع عند البخاري في حديث مالك بن الحويرث كصلاة شيخنا أبي بريد عمرو بن سلمة فذكر الهروي عن الحموي عن الفربري عن البخاري أنه بضم الموحدة وفتح الراء وكذا ذكر مسلم والنسائي في الكنى وله وبه جزم الدارقطني وابن ماكولا والذي عند عامة رواة البخاري بالتحتية والزاي كالجادة وقال عبد الغني لم أسمعه من أحد بالزاي ومسلم أعلم وبه جزم الذهبي ( ومحمد بن عرعرة بن البرند ) الشامي ( بالموحدة والراء المكسورتين وقيل بفتحهما ثم بالنون ) الساكنة ( وعلي بن هشام بن البريد بفتح الموحدة وكسر الراء ومثناة من تحت البراء كله بالتخفيف إلا أبا معشر ) يوسف بن يزيد ( البراء وأبا العالية ) زياد بن فيروز البراء ( فبالتشديد حارثة كله بالحاء ) المهملة والمثلثة ( إلا جارية بن قدامة ويزيد بن جارية وعمرو بن ابي سفيان
ابن أسيد بن جارية والأسود بن العلاء بن جارية بن قدامة ويزيد ابن جارية فبالجيم جرير بالجيم والراء إلا حريز بن عثمان وأبا حريز عبد الله بن الحسين الراوي عن عكرمة فبالحاء والزاي آخرا ويقاربه حدير بالحاء والدال والد عمران ووالد زيد وزياد خراش كله بالخاء المعجمة إلا والد ربعي فبالمهملة ابن أسيد بن جارية والأسود بن العلاء بن جارية بن قدامة ويزيد بن جارية فبالجيم جرير بالجيم والراء إلا حريز بن عثمان وأبا حريز عبد الله بن الحسين فبالجيم ) قال العراقي والأسود بن العلاء بن جارية الثقفي وعمرو بن أبي سفيان ابن أسيد بن جارية الثقفي أيضا وروى مسلم للأول حديث البثر جبار في الحدود وللثاني حديث لكل نبي دعوة وروى له البخاري قصة قتل خبيب ( جرير ) كله ( بالجيم ) المفتوحة ( والراء ) المكسورة المكررة ( إلا حريز بن عثمان ) الرحبي الحمصي ( وأبا حريز عبد الله بن الحسين ) الأزدي ( الراوي عن عكرمة فبالحاء ) المفتوحة ( والزاي أخيرا ويقاربه حدير بالحاء ) المهملة المضمومة ( والدال ) المهملة المفتوحة آخره راء ( والد عمران ) روى له مسلم ( ووالد زيد وزياد ) لهما ذكر في المغازي من صحيح البخاري بلا رواية ( خراش كله بالخاء المعجمة ) المكسورة والراء وآخره معجمة ( إلا والد ربعي فبالمهملة ) أوله وأدخل ابن ماكولا هنا خداشا بالدال فقد روى مسلم عن
حصين كله بالضم والصاد المهملة إلا ابا حصين عثمان بن عاصم فبالفتح وأبا ساسان حصين بن المنذر فبالضم والضاد المعجمة حازم بالمهملة إلا أبا معاوية محمد بن خازم بالمعجمة حيان كله بالمثناة إلا حبان بن منقذ والد واسع بن حبان وجد محمد بن يحيى بن حبان وجد حبان واسع بن حبان وحبان بن هلال منسوبا وغير منسوب عن شعبة خالد بن خداش قال الذهبي ولا يلتبس قال العراقي فلذا لم أستدركه قلت هو من نمط حدير ونحوه ( حصين كله بالضم ) للمهملة ( والصاد المهملة إلا ابا حصين عثمان بن عاصم ) فبالفتح وأبا ساسان حضين بن المنذر فبالضم والضاد معجمة ) مفتوحة ولا نعرف في رواة الحديث من اسمه حضين سواه وهو تابعي جليل قاله الحاكم وتبعه المزي قال العراقي لكن في الصحيحين في قصة عتبان بن مالك من طرق ابن شهاب سألت الحضين بن محمد الأنصاري عن حديث محمود بن الربيع فصدقه فزعم الأصيلي والقابسي أنه بالمعجمة قال المزي وهو وهم فاحش وصوابه بالمهملة وأدخل في هذا القسم حضير بالراء وهو والد أسيد الأشهلي أحد النقباء ليلة العقبة ( حازم ) كله ( بالمهملة ) والزاي ( إلا أبا معاوية محمد ابن خازم ) الضرير فإنه ( بالمعجمة حيان كله بالمثناة ) من تحت مع المهملة ( إلا حبان بن منقذ والد واسع بن حبان وجد محمد بن يحيى بن حبان وجد حبان بن واسع بن حبان وحبان بن هلال ) الباهلي ( منسوبا ) إلى أبيه ( وغير منسوب ) إليه فيتميز بشيوخه كقولهم حبان ( عن شعبة و ) حبان
ووهيب وهمام وغيرهم فبالموحدة وفتح الحاء وحبان بن عطية وابن موسى منسوبا وغير منسوب عن عبد الله هوابن المبارك وحبان بن العرقة فبالكسر والموحدة حبيب كله بفتح المهملة إلا خبيب بن عدي وخبيب بن عبد الرحمن ابن خبيب غير منسوب عن حفص بن عاصم عن ( وهيب و ) حبان عن ( همام وغيرهم ) كحبان عن أبان وحبان عن سليمان ابن المغيرة ( فبالموحدة وفتح الحاء ) المهملة ( و ) إلا ( حبان بن عطية ) السلمي ( و ) حبان ( بن موسى ) السلمي المروزي ( منسوبا ) إلى أبيه ( وغير منسوب ) فيتميز بشيوخه كحبان ( عن عبد الله هو ابن المبارك وحبان بن العرقة فبالكسر ) للحاء ( والموحدة ) وقيل إن ابن عطية بفتح الحاء وقيل إن ابن العرقة بالجيم والأول فيهما أصح والعرقة امه فيما قاله القاسم بن سلام والمشهور أنها بفتح العين وكسر الراء ثم قاف وقال الواقدي بفتح الراء وقيل لها ذلك لطيب ريحها واسمها قلابة بكسر القاف بنت شعبة بضم الشين ابن سهم وتكنى أم فاطمة واسم أبيه حبان ابن قيس ويدخل في هذه المادة جبار بفتح الجيم والموحدة بن صخر وعدي ابن الخيار بكسر المعجمة وتحتية مخففة ( حبيب كله بفتح المهملة إلا خبيب بن عدي وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب ) الأنصاري ( وهو خبيب غير منسوب ) الراوي ( عن حفص بن عاصم )
وأبا خبيب كنبة ابن الزبير فبضم المعجمة حكيم كله بفتح الحاء إلا حكيم بن عبد الله ورزيق بن حكيم فبالضم رباح كله بالموحدة إلا زياد بن رياح عن أبي هريرة في أشراط الساعة فبالمثناة عند الأكثرين وقال البخاري بالوجهين زبيد ليس فيهما إلا زبيد بن الحارث بالموحدة ثم بالمثناة ولا في الموطأ في الصحيحين وعن عبد الله بن محمد بن معين في صحيح مسلم وجده كذلك إلا أنه لا رواية له في الصحيحين ولا في الموطأ ( وأبا خبيب كنية ) عبد الله ( ابن الزبير ) كنى بابنه خبيب ولا ذكر له في شيء من الكتب الثلاثة ( فبضم المعجمة حكيم كله بفتح الحاء إلا حكيم بن عبد الله ) بن قيس بن مخرمة القرشي المصري ويسمى أيضا الحكيم بالألف واللام ( ورزيق ) بتقديم الراء مصغرا ( ابن حكيم ) ويكنى أيضا أبا حكيم كأبيه ( فبالضم ) وقيل الثاني بالفتح ( رباح كله بالموحدة ) وفتح الراء ( إلا زيادة بن رياح ) القيسي المصري يكنى ايضا أبا رياح كأبيه وقيل أبا قيس وهو الصواب الراوي ( عن أبي هريرة ) حديثا ( في أشراط الساعة ) وهو بادروا بالأعمال ستا الحديث وحديث من خرج من الطاعة وفارق الجماعة الحديث وكلاهما في صحيح مسلم ( فبالمثناة ) من تحت وكسر الراء ( عند الأكثرين ) وقال ابن الجارود بالموحدة ( وقال البخاري بالوجهين ) حكاه عنه صاحب المشارق قال العراقي وهم في ذلك فلم يحك البخاري في التاريخ فيه الموحدة أصلا إنما حكى الاختلاف في وروده بالاسم أو الكنية وفي اسم أبيه ولا ذكر له في صحيحه ( زبيد ليس فيهما ) أي الصحيحين إلا زبيد بن الحرث ) اليامي ( بالموحده ثم بالمثناة ولا في الموطأ
إلا زبيد بن الصلت بمثناتين بكسر أوله وبضم سليم كله بالضم إلا ابن حبان فبالفتح شريج كله بالمعجمة والحاء إلا ابن يونس وابن النعمان وأحمد بن أبي سريج فبالمهملة وبالجيم سالم كله بالألف إلا سلم بن زرير وابن قتيبة وابن أبي الذيال وابن عبد الرحمن فبحذفها سليمان كله بالياء إلا سلمان الفارسي وابن عامر والأغر إلا زبيد بن الصلت ) بن معد يكرب الكندي ( بمثناتين ) تحتيتين ( بكسر أوله ويضم سليم كله بالضم ) وفتح اللام ( إلا ) سليم ( بن حبان فبالفتح ) للسين وكسر اللام ( شريح كله بالمعجمة والحاء إلا ) سريج ( بن يونس ) شيخ مسلم وروي عنه البخاري بواسطة ( و ) سريج ( بن النعمان وأحمد بن أبي سريج ) الصباح كلاهما سمع منه البخاري ( فبالمهملة والجيم سالم كله بالألف إلا سلم بن زرير ) بوزن كبير ( و ) سلم ( بن قتيبة و ) سلم ( بن ابي سلم الذيال و ) سلم ( بن عبد الرحمن فبحذفها ) قال العراقي وبقي عليه حكام ابن سلم الرازي روى له مسلم حديث قبص النبي صلى الله عليه و سلم وهو ابن ثلاث وستين وذكره البخاري عند حديث النهى عن بيع الثمار غير منسوب قال ثم إن أصحاب المؤتلف والمختلف لم يذكروا هذه الترجمة في كتبهم لأنها لا تأتلف خطا لزيادة الألف في سالم وإنما ذكرها صاحب المشارق فتبعه ابن الصلاح قلت قوله لا تأتلف خطا ممنوع لأن القاعدة في علم الخط أن كل علم زاد على ثلاثة يحذف ألفه خطا كما ذكره ابن مالك في آخر التسهيل وغيره فصلح ومالك ونحوهما كل ذلك يكتب بلا ألف وسالم من هذا القبيل ( سليمان كله بالياء إلا سلمان الفارسي و ) سلمان ( بن عامر و ) سلمان ( الأغر
وعبد الرحمن ابن سلمان فبحذفها سلمة بفتح اللام إلا عمرو بن سلمة إمام قومه وبني سلمة من الأنصار فبالكسر وفي عبد الخالق بن سلمة الوجهان شيبان كله بالمعجمة وفيها سنان بن أبي سنان وابن ربيعة وابن سلمة وأحمد بن سنان وأبو سنان ضرار بن مرة وأم سنان فبالمهملة والنون عبيدة وعبد الرحمن بن سلمان فبحذفها ) قال ابن الصلاح وأبو حازم الأشجعي الراوي عن أبي هريرة وأبو رجاء مولى ابي قلابة كل منهما اسمه سلمان لكن ذكرا بالكنية وقال العراقي في هذه الترجمة لم يوردها أصحاب المؤتلف والمختلف لعدم اشتباهها بزيادة الياء إلا أن صاحب المشارق ذكرها فتبعه ابن الصلاح قال وبقي سليمان بن ربيعة الباهلي حديثه عند مسلم ( سلمة ) كله ( بفتح اللام إلا عمرو بن سلمة ) الجرمي ( إمام قومه وبني سلمة ) القبيلة ( من الأنصار فبالكسر وفي عبد الخالق بن سلمة ) الذي روى له مسلم حديث قدوم وفد عبد القيس ( الوجهان ) قال يزيد بن هرون بالفتح وابن علية بالكسر ( شيبان كله بالمعجمة ) والفتح والتحتية بعدها موحدة ( وفيهما سنان بن أبي سنان ) الدؤلي ( و ) سنان ( بن ربيعة ) أبو ربيعة ( و ) سنان ( بن سلمة وأحمد ابن سنان وأبو سنان ضرار بن مرة ) الشيباني ( وأم سنان فبالمهملة والنون ) قال العراقي وكذا الهيثم بن سنان ومحمد بن سنان العوقي في صحيح البخاري وسعيد بن سنان أبو سنان عند مسلم قال وليس لأم سنان رواية في الكتب الثلاثة إنما لها ذكر في حديث الحج قال وهذه الترجمة لم يوردها أصحاب المؤتلف والمختلف لزيادة الياء في شيبان إنما أوردوا سنان وشيبان وسيان
بالضم إلا السلماني وابن سفيان وابن حميد وعامر بن عبيدة فبالفتح عبيد كله بالضم عبادة بالضم إلا محمد بن عبادة شيخ البخاري فبالفتح عبدة بإسكان الموحدة إلا عامر بن عبدة وبجالة بن عبدة فبالفتح والإسكان عباد كله بالفتح والتشديد إلا قيس بن عباد فبالضم والتخفيف عقيل بالفتح إلا ابن خالد وهو عن الزهري غير منسوب ويحيى ابن عقيل وبني عقيل فبالضم ( واقد ) كله بالقاف ( عبيدة ) كله ( بالضم إلا ) عبيدة ( السلماني و ) عبيدة ( بن سفيان ) الحضرمي ( و ) عبيدة ( بن حميد وعامر بن عبيدة ) الباهلي ( فبالفتح ) وقيل في عبيدة بن سعيد بن العاصي إنه بالفتح والمعروف فيه الضم ( عبيد ) بغير هاء ( كله بالضم ) وأما بالفتح فجماعة من الشعراء منهم عبيد بن الأبرص ( عبادة ) كله بالضم وتخفيف الموحدة ( إلا محمد بن عبادة ) الواسطي ( شيخ البخاري فبالفتح عبدة ) كله ( بإسكان الموحدة إلا عامر بن عبدة ) البجلي الكوفي ( وبجالة ابن عبدة ) التميمي البصري التابعي ( فبالفتح والإسكان ) أي قيل فيهما الأمران وقيل فيهما عبد بغير هاء أيضا وعلى الفتح فيهما الدارقطني وابن ماكولا ( عبادة كله بالفتح والتشديد إلا قيس بن عبادة ) القيسي الضبعي البصري ( فبالضم ) للعين ( والتخفيف ) للموحدة وحكى صاحب المشارق أنه وقع عند أبي عبد الله محمد بن مطرف بن المرابط في الموطأ عباد بن الوليد قال وهو خطأ والصواب عبادة ( عقيل ) كله ( بالفتح ) للعين وكسر القاف ( إلا ) عقيل ( بن خالد ) الأيلي ( وهو ) الراوي ( عن الزهري غير منسوب و ) إلا ( يحيى بن عقيل ) الخزاعي البصري ( و ) إلا ( بني عقيل ) القبيلة المعروفة ينسب إليها العقيلي صاحب الضعفاء ( فبالضم ) وفتح القاف ( واقد كله
الأنساب الأيلي كله بفتح الهمزة وإسكان المثناة البزاز بزايين إلا خلف بن هشام البزار والحسن الصباح بن الصباح فآخرهما راء البصري بالباء مفتوحة ومكسورة نسبة إلى البصرة إلا مالك ابن أوس بن الحدثان النصري وعبد الواحد النصري وسالما مولى النصريين فبالنون الثوري كله بالمثلثة إلا ابا يعلى بالقاف ) وأما بالفاء ففي غير الكتب الثلاثة وافد بن سلامة ووافد بن موسى الدراع ( الأنساب ) من هذا النوع ( الأيلي كله بفتح الهمزة وإسكان المثناة ) من تحت نسبة إلى ايلة قرية على بحر القلزم قال القاضي عياض وليس في الكتب الثلاثة الأبلي بالموحدة وتعقبه ابن الصلاح بأن االشيبان بن فروخ أبلي وقد روى له مسلم الكثير قال ولكن إذا لم يكن في شيء من ذلك منسوبا فلا يلحق عياضا منه تخطئة قال العراقي وقد تتبعت كتاب مسلم فلم أجد فيه منسوبا فلا تخطئة حينئذ ( البزاز ) كله ( بزايين إلا خلف بن هشام البزار ) شيخ مسلم ( والحسن بن الصباح ) البزار شيخ البخاري ( فآخرهما راء ) قال العراقي وقد اعترض ذلك بأن أبا علي الجياني ذكر في تقييد المهمل في هذه الترجمة يحيى بن محمد بن السكن البزار وبشر بن ثابت البزار وكلاهما في صحيح البخاري قال والجواب أنهما وقعا غير منسوبين فلا يردان ( البصري بالباء مفتوحة ومكسورة ) والكسر أفصح ( نسبة إلى البصرة ) البلد المعروفة ( إلا مالك بن أوس بن الحدثان النصري ) مخضرم مختلف في صحبته ( وعبد الواحد ) بن عبيد الله ( النصري وسالما مولى النصريين فبالنون الثوري كله بالمثلث إلا أبا يعلى
محمد بن الصلت التوزي فبالمثناة فوق وتشديد الواو المفتوحة وبالزاي الجريري كله بضم الجيم وفتح الراء إلا يحيى بن بثر شيخهما فبالحاء المفتوحة الحارثي بالحاء والمثلثة وفيهما سعد الجاري بالجيم الحرامي كله بالراء وقوله في مسلم في حديث أبي اليسر كان لي على فلان الحرامي قيل بالرأي محمد بن الصلت التوزي فبالمثناة فوق ) مفتوحة ( وبشديد الواو المفتوحة وبالزاي ) نسبة إلى توز من بلاد فارس ( الجريري كله بضم الجيم وفتح الراء ) وسكون التحتية ثم راء نسبة إلى جرير مصغرا قال ابن الصلاح فيهما من ذلك سعيد الجريري وعباس الجريري والجريري غير مسمى عن أبي نضرة واسقط ذلك المصنف ليعم ما فيهما غير منسوب ( إلا أبا يحيى بن بشر شيخهما ) أي الشيخين ( فبالحاء ) المهملة ( المفتوحة ) قال العراقي وقول ابن الصلاح إنه شيخهما تبع فيه صاحب المشارق وصاحب تقييد المهمل والحاكم والكلاباذي ولم يصنعوا شيئا إنما أخرج له مسلم وحده وأما شيخ البخاري فهو يحيى بن بشر البلخي وهما رجلان مختلفا البلدة والوفاة وفرق بينهما ابن أبي حاتم والخطيب وجزم به المزي وزاد الجياني في هذه الترجمة الجريري بالجيم مكبرا وهو يحيى ابن أيوب من ولد جرير البجلي عند البخاري في الأدب إلا أنه فيه غير منسوب ( الحارثي كله بالحاء والمثلثة وفيهما سعد الجاري بالجيم ) وبعد الراء ياء النسبة مولى عمر بن الخطاب نسبة إلى الجار موضع بالمدينة ( الحرامي كله بالراء ) المهملة قال المصنف زيادة على ابن الصلاح ( وقوله في ) صحيح ( مسلم في حديث ابي اليسر كان لي على فلان ) بن فلان ( الحرامي ) مال فأتيت أهل الحديث مختلف فيه ( قيل ) هو ( بالراء ) وجزم به عياض وقيل بالزاي وعليه الطبري
وقيل الجذامي بالجيم والذال السلمي في الأنصار بفتحهما ويجوز في لغية كسر اللام وبضم السين في بني سليم الهمداني كله بالإسكان والمهملة ( وقيل الجذامي بالجيم والذال ) المعجمة قاله ابن ماهان وقد قال ابن الصلاح في حاشية أملاها على كتابه لا يرد هذا لأن المراد بكلامنا المذكور ما وقع من ذلك في أنساب الرواة وتبعه المصنف في الإرشاد قال العراقي وهذا ليس بجيد لأنهما ذكرا في هذا القسم غير واحد ليس لهم في الصحيح ولا في الموطأ رواية بل مجرد ذكر منهم بنو عقيل وبنو سلمة وحبيب بن عدي وحبان ابن العرقة وأم سنان فما صنعه في التقريب أحسن ( السلمي في الأنصاري بفتحهما ) أي اللام كالسين نسبة إلى سلمة بالكسر كما قيل في نمرة نمري هذا مقتضى العربية ( ويجوز في لغيه كسر اللام ) قال السمعاني وعليها أصحاب الحديث وذكر ابن الصلاح أنه لحن ( وبضم السين ) وفتح اللام ( في ) النسبة إلى ( بني سليم ) وفي هذه الترجمة قال العراقي الأولى ذكرها في القسم العام إذ لا يختص بالصحيحين والموطأ ( الهمداني كله بالإسكان والمهملة ) وليس فيهما بالفتح والمعجمة قال صاحب المشارق لكن فيهما من هو من مدينة همذان إلا أنه غير منسوب قال إلا أن في البخاري مسلم بن سالم الهمداني ضبطه الأصيلي بالسكون وهو الصحيح وفي بعض نسخ النسفي بالفتح والإعجام وهو وهم وقال العراقي هذا اللفظ وقع في البخاري على الوهم والصواب النهدي الجهني وهذا آخر ما ذكره المصنف كابن الصلاح من الأمثلة قال ابن الصلاح هذه جملة رحل الطالب فيها لكانت رحلة رابحة ويحق على الحديثي إيداعها في سويداء قلبه
النوع الرابع والخمسون المتفق والمفترق
هو متفق خطا ولفظا وللخطيب فيه كتاب نفيس وهو أقسام الأول من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم كالخليل بن أحمد سنة أولهم شيخ سيبويه ولم يسم أحد أحمد بعد نبينا صلى الله عليه و سلم قبل أبي الخليل هذا ( النوع الرابع والخمسون المتفق والمفترق ) من الأسماء والأنساب ونحوها ( وهو متفق خطا ولفظا ) وافترقت مسمياته ( وللخطيب فيه كتاب نفيس ) على إعواز فيه وإنما يحسن إيراد ذلك فيما إذا اشتبه الراويان المتفقان في الاسم لكونهما متعاصرين واشتركا في بعض شيوخهما أو في الرواة عنهما وقد زلق بسببه غير واحد من الأكابر ( وهو أقسام الأول من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم كالخليل بن أحمد ستة أولهم شيخ سيبويه ) صاحب النحو والعروض بصري روى عن عاصم الأحول وآخرين ولد سنة مائة ومات سنة سبعين وقيل بضع وستين ( ولم يسم أحد أحمد بعد النبي صلى الله عليه و سلم قبل أبي الخليل هذا ) قاله أبو بكر بن أبي خيثمة وقال المبرد فتش المفتشون فما وجدوا بعد نبينا صلى الله عليه و سلم من اسمه أحمد قبل أبي الخليل قال ابن الصلاح واعترض ذلك بأبي السفر سعد بن أحمد فقد سماه بذلك ابن معين وهو أقدم وأجيب بأن أكثر أهل العلم قالوا فيه يحمد بالياء وذكر الواقدي أن لجعفر بن أبي طالب ولداالثاني أبو بشر المزني البصري الثالث اصبهاني اسمه أحمد ولدته له أسماء بأرض الحبشة قال الذهبي وقد تفرد به وذكر النسائي أن أبا عمرو بن حفص بن المغيرة الصحابي زوج فاطمة بنت قيس اسمه أحمد لكن ذكره البخاري فيمن لا يعرف اسمه ومن الأوقوال في سفينة أن اسمه أحمد ( الثاني أبو بشر المزني البصري ) حدث عن المستنير بن أخضر وعنه العباس العنبري قال الخطيب ورأيت شيخا من شيوخ أصحاب الحديث يشار إليه بالفهم والمعرفة جمع أخبار الخليل العروضي وما روى عنه فأدخل في جمعه أخبار الخليل هذا ولو أمعن النظر لعلم أن ابن أبي سمية والمسدي وعباسا العنبري يصغرون عن إدراك الخليل العروضي ( الثالث أصبهاني ) قال ابن الصلاح روى عن روح بن عبادة قال العراقي سبق إلى ذكر هذا ابن الجوزي وأبو الفضل الهروي وهو وهم إنما هو الخليل ابن محمد العجلي يكنى أبا العباس وقيل أبو محمد هكذا سماه ابو الشيخ ابن حيان في طبقات الأصبهانيين وأبو نعيم في تاريخ أصبهان وروى في ترجمته أحاديث عن روح وغيره قال ولم ار أحدا من الأصبهانيين يسمى الخليل ابن أحمد بل لم يذكر أبو نعيم من اسمه الخليل غير العجل هذا قال فيجعل مكان هذا الخليل بن أحمد البصري يروى عن عكرمة ذكره أبو الفضل الهروي إن لم يكن هو العروضي فإن كان فالخليل بن أحمد البغدادي الراوي عن سيار بن حاتم أو الخليل بن أحمد ابو القاسم المصري روى عنه الحافظ
الرابع أبو سعيد السجزي القاضي الحنفي الخامس أبو سعيد البستي القاضي روى عنه البيهقي السادس أبو سعيد البستي الشافعي روى عنه أبو العباس العذري ابو القاسم بن الطحان أو أبو طاهر الخليل بن أحمد بن علي الجوسقي ( 1 ) سمع من شهد وروى عه ابن النجار ( الرابع أبو سعيد السجزي القاضي ) بسمرقند ( الحنفي ) حدث عن ابن خزيمة وابن صاعد والبغوي وعنه الحاكم مات سنة سبع وثمانين وثلثمائة ( الخامس أبو سعيد البستي القاضي ) المهلبي سمع من الخليل السجزي المذكور قبله وأحمد ابن المظفر البكري ( روى عنه البيهقي ) ( السادس أبو سعيد السبتي الشافعي ) فاضل تصرف في علوم دخل الأندلس وحدث عن أبي حامد الإسفرايني ( روى عنه أبو العباس ) أحمد ابن عمر ( العذري ) قال العراقي وأخشى أن يكون هذا هو الذي قبله فيحرر من فرق بينهما غير ابن الصلاح فإن كانا واحدا ما تقدم وممن يسمى بذلك الخليل بن إسماعيل بن أحمد القاضي أبو سعيد السجزي الحنفي روى عنه أبو عبد الله الفارسي قال وهذا غير السجزي السابق فإن ذلك اسم جده الخليل ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور وهذا جده إسماعيل ذكره عبد الغافر
الثاني من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم كأحمد بن جعفر ابن حمدان أربعة كلهم يرون عمن يسمى عبد الله وفي عصر واحد أحدهم القطيعي أبو بكر في ذيله عليه والخليل بن أحمد أبو سليمان جعفر الخالدي سمع خلائق ومات سنة ثلاث وخمسمائة ذكره عبد الغافر فائدتان الأولى وقع في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني من صحيح ابن حبان أخبرنا الخليل بن أحمد بواسط ثنا جابر بن الكردي فذكر حديثا قال العراقي الظاهر أن هذا تغيير من بعض الرواة وإنما هو الخليل بن محمد فإنه سمع عدة أحاديث بواسطة متفرقة في أنواع الكتاب الثانية من أمثلة هذا القسم أنس بن مالك عشرة روى منهم الحديث خمسة الأول خادم النبي صلى الله عليه و سلم أنصاري نجاري يكنى أبا حمزة نزل البصرة والثاني كعبي قشيري يكنى أبا أمية نزل البصرة أيضا ليس له عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا حديث إن الله وضع عن المسافر الصيام وشطر الصلاة أخرجه اصحاب السنن الأربعة والثالث أبو مالك الفقيه والرابع حمصي والخامس كوفي ( الثاني ) من الأقسام ( من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم ) قال ابن الصلاح أو أكثر من ذلك ( كأحمد بن جعفر بن حمدان أربعة كلهم يروون عمن يسمى عبد الله و ) كلهم ( في عصر واحد أحدهم القطيعي أبو بكر )
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل الثاني السقطي أبو بكر عن عبد الله ابن أحمد الدورقي الثالث دينوي عن عبد الله بن محمد بن سنان الرابع طرسوسي عن عبد الله بن جابر الطرسوسي محمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري اثنان في عصر روى عنهما الحاكم أحدهما أبو العباس الأصم والثاني ابو عبد الله الأخرم الحافظ البغدادي يروي ( عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ) المسند وغيره وعنه أبو نعيم الأصبهاني مات سنة ثمان وثلثمائة ( الثاني السقطي أبو بكر ) البصري يروي ( عن عبد الله بن أحمد الدورقي ) وعنه أبو نعيم أيضا مات سنة أربع وثلثمائة ( الثالث دنيوري ) يروي ( عن عبد الله بن محمد سنان ) صاحب محمد بن كثير صاحب سفيان الثوري وعنه علي بن القاسم بن شاذان الرازي ( الرابع طرسوسي ) يكنى أبا الحسن يروى أبا الحسن يروى ( عن عبد الله ابن جابر الطرسوسي ) وعنه القاضي أبو الحسن الخضيب ابن عبد الله الخضيبي ومن ذلك ( محمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري اثنان في عصر روى عنهما ) أبو عبد الله ( الحاكم أحدهما أبو العباس الأصم ) ( والثاني أبو عبد الله بن الأخرم ) قال ابن الصلاح ويعرف بالحافظ دون