كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

نحب
النَّحْبُ والنَّحِيبُ رَفْعُ الصَّوتِ بالبكاءِ وفي المحكم أَشدُّ البكاءِ نحَبَ يَنْحِبُ بالكسر ( 2 )
( 2 قوله « نحب ينحب بالكسر » أي من باب ضرب كما في المصباح والمختار والصحاح وكذا ضبط في المحكم وقال في القاموس النحب أشد البكاء وقد نحب كمنع ) نحِيباً والانْتِحابُ مثله وانتَحَبَ انتِحاباً وفي حديث ابن عمر لما نُعِيَ إِليه حُجْرٌ غَلَب عليه النَّحِيبُ النَّحِيبُ البكاءُ بصَوْتٍ طَويلٍ ومَدٍّ وفي حديث الأَسْوَدِ بن المُطَّلِبِ هل أُحِلَّ النَّحْبُ ؟ أَي أُحِلَّ البُكاءُ وفي حديث مجاهدٍ فنَحَبَ نَحْبَةً هاجَ ما ثَمَّ من البَقْل وفي حديث عليٍّ [ ص 750 ] فهل دَفَعَتِ الأَقاربُ ونَفَعَتِ النَّواحِبُ ؟ أَي البواكي جمع ناحِبةٍ وقال ابن مَحْكان
زَيَّافَةٌ لا تُضِيعُ الحَيَّ مَبْرَكَها ... إِذا نَعَوها لراعي أَهْلِها انْتَحَبا
ويُرْوَى لما نَعَوْها ذكَر أَنه نَحَر ناقةً كريمةً عليه قد عُرِفَ مَبرَكُها كانت تُؤتى مراراً فتُحْلَبُ للضَّيْف والصَّبيِّ والنَّحْبُ النَّذْرُ تقول منه نَحَبْتُ أَنْحُبُ بالضم قال
فإِني والهِجاءَ لآِلِ لأْمٍ ... كذاتِ النَّحْبِ تُوفي بالنُّذورِ
وقد نَحَبَ يَنْحُبُ قال
يا عَمْرُو يا ابنَ الأَكْرَمينَ نسْبا ... قد نَحَبَ المَجْدُ عليك نحْبا
أَراد نَسَباً فخَفَّفَ لمكان نَحْبٍ أَي لا يُزايِلُك فهو لا يَقْضي ذلك النَّذْرَ أَبَداً والنَّحْبُ الخطَرُ العظيم وناحَبَهُ على الأَمر خاطَرَه قال جرير
بِطَخْفَة جالَدْنا المُلوكَ وخَيْلُنا ... عَشِيَّةَ بَسْطامٍ جَرَينَ على نَحْبِ
أَي على خَطَر عظيم ويقال على نَذْرٍ والنَّحْبُ المُراهَنة والفعل كالفعل ( 1 )
( 1 قوله « والفعل كالفعل » أي فعل النحب بمعنى المراهنة كفعل النحب بمعنى الخطر والنذر وفعلهما كنصر وقوله والنحب الهمة إلخ هذه الأربعة من باب ضرب كما في القاموس ) والنَّحْبُ الهِمَّة والنَّحْبُ البُرْهانُ والنَّحْبُ الحاجة والنَّحْبُ السعال الأَزهري عن أَبي زيد من أَمراض الإِبل النُّحابُ والقُحابُ والنُّحازُ وكل هذا من السُّعال وقد نَحَبَ البعيرُ يَنحِبُ نُحاباً إِذا أَخَذه السُّعال أَبو عمرو النَّحْبُ النَّومُ والنَّحْبُ صَوْتُ البكاءِ والنَّحْبُ الطُّولُ والنَّحْبُ السِّمَنُ والنَّحْبُ الشِّدَّة والنَّحْبُ القِمارُ كلها بتسكين الحاءِ وروي عن الرِّياشيِّ يومٌ نَحْبٌ أَي طويلٌ والنَّحْبُ الموتُ وفي التنزيل العزيز فمنهم مَن قَضَى نَحْبَه وقيل معناه قُتِلوا في سبيل اللّه فأَدْرَكوا ما تَمَنَّوْا فذلك قَضاءُ النَّحْب وقال الزجاج والفراء فمنهم مَنْ قَضَى نَحْبَه أَي أَجَلَه والنَّحْبُ المدَّةُ والوقت يقال قَضى فلانٌ نَحْبَه إِذا مات وروى الأَزهري عن محمد بن إِسحق في قوله فمنهم من قَضَى نَحْبَه قال فَرَغَ من عَمَلِه ورجع إِلى ربه هذا لِمَنْ اسْتُشْهِدَ يومَ أُحُدٍ ومنهم من يَنتَظِرُ ما وَعَدَه اللّه تعالى مِن نَصْرِه أَو الشهادة على ما مَضَى عليه أَصْحابُه وقيل فمنهم من قَضى نحْبه أَي قَضى نَذْره كأَنه أَلْزَم نَفْسَه أَن يموتَ فوَفَّى به ويقال تَناحَبَ القومُ إِذا تواعدوا للقتال أَيَّ وقتٍ وفي غير القتال أَيضاً وفي الحديث طَلْحةُ ممن قَضى نَحْبَه النَّحْبُ النَّذْرُ كأَنه أَلزم نفسه أَن يَصْدُقَ الأَعْداءَ في الحرْب فوفَّى به ولم يَفْسَخْ وقيل هو من النَّحْبِ الموت كأَنه يُلْزِمُ نفسه أَن يُقاتِلَ حتى يموتَ وقال الزجاج النَّحْبُ النَّفْسُ عن أَبي عبيدة والنَّحْبُ السَّيرُ السريع مثل النَّعْبِ وسَيرٌ مُنَحِّبٌ سريع وكذلك الرجل ونَحَّبَ القومُ تَنْحِيباً جَدُّوا في عَمَلهم قال طُفَيْلٌ
يَزُرْنَ أَلالاً ما يُنَجِّبْنَ غَيرَه ... بكُلِّ مُلَبٍّ أَشْعَثِ الرَّأْسِ مُحْرِمِ
وسارَ فلانٌ على نَحْبٍ إِذا سار فأَجْهَدَ السَّيرَ كَأَنه خاطَرَ على شيء فَجَدَّ قال الشاعر [ ص 751 ] ورَدَ القَطا منها بخَمْسٍ نَحْبِ أَي دَأَبَتْ والتَّنْحِيبُ شِدَّةُ القَرَبِ للماءِ قال ذو الرمة
ورُبَّ مَفازةٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ ... تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيالا
والقَذَفُ البرِّيَّةُ التي تَقاذَفُ بسالكها وتَغول تُهْلِكُ وسِرْنا إِليها ثلاثَ ليالٍ مُنَحِّباتٍ أَي دائباتٍ ونحَّبْنا سَيْرَنا دَأَبناهُ ويقال سارَ سَيراً مُنَحِّباً أَي قاصداً لا يُريد غيرَه كأَنه جَعَلَ ذلك نَذراً على نفسه لا يريد غيره قال الكُمَيْت
يَخِدْنَ بنا عَرْضَ الفَلاةِ وطولَها ... كما صارَ عن يُمْنى يَدَيه المُنَحِّبُ
المُنَحِّبُ الرجلُ قال الأَزهري يقول إِن لم أَبْلُغْ مَكانَ كذا وكذا فلك يَمِيني قال ابن سيده في هذا البيت أَنشده ثعلب وفسره فقال هذا رَجُلٌ حَلَف إِن لم أَغْلِبْ قَطَعْتُ يدي كأَنه ذهَبَ به إِلى معنى النَّذْرِ قال وعندي أَنّ هذا الرَّجُلَ جَرَتْ له الطَّيرُ مَيامينَ فأَخَذ ذات اليمينِ عِلْماً منه أَن الخَيرَ في تلك الناحية قال ويجوز أَن يريدَ كما صارَ بيُمْنى يَدَيه أَي يَضْرِبُ يُمْنى يَدَيْه بالسَّوْط للناقة التهذيب وقال لبيد
أَلا تَسْأَلانِ المَرْءَ ماذا يحاوِلُ ... أَنَحْبٌ فيُقْضَى أَمْ ضلالٌ وباطِلُ
يقول عليه نَذْرٌ في طُول سَعْيه ونَحَبَه السَّيرُ أَجْهَدَه وناحَبَ الرجلَ حاكمَه وفاخَرَهُ وناحَبْتُ الرجلَ إِلى فلانٍ مثلُ حاكمْتُه وفي حديث طلحة ابن عُبَيْدِاللّه أَنه قال لابن عباس هل لكَ أَن أُناحِبَكَ وتَرْفَعَ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم ؟ قال أَبو عبيد قال الأَصمعي ناحَبْتُ الرَّجلَ إِذا حاكمْتَه أَو قاضيتَه إِلى رجل قال وقال غيره ناحَبْتُه ونافَرْتُه مثلُه قال أَبو منصور أَراد طلحةُ هذا المعنى كأَنه قال لابن عباس أُنافِرك أَي أُفاخِرك وأُحاكمُكَ فَتَعُدُّ فَضائِلَكَ وحَسَبَكَ وأَعُدُّ فَضائلي ولا تَذْكُرْ في فضائلك النبي صلى اللّه عليه وسلم وقُرْبَ قرابتك منه فإِن هذا الفضلَ مُسَلَّم لك فارْفَعْه من الرأْس وأُنافرُكَ بما سواه يعني أَنه لا يَقْصُرُ عنه فيما عدا ذلك من المَفاخر والنُّحْبَةُ القُرْعة وهو مِن ذلك لأَنها كالحاكمة في الاسْتِهامِ ومنه الحديث لو عَلِمَ الناس ما في الصفِّ الأَوَّل لاقْتَتَلوا عليه وما تَقَدَّموا إِلاَّ بِنُحْبَةٍ أَي بقُرْعةٍ والمُناحَبَةُ المُخاطَرَة والمراهَنة وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه في مُناحَبَةِ أَلم غُلِبَت الرُّومُ أَي مُراهَنَتِه لقُرَيْشٍ بين الروم والفُرْس ومنه حديث الأَذان ( 1 )
( 1 قوله « ومنه حديث الأذان استهموا عليه إلخ » كذا بالأصل ولا شاهد فيه الا أن يكون سقط منه محل الشاهد فحرره ولم يذكر في النهاية ولا في التهذيب ولا في المحكم ولا في غيرها مما بأيدينا من كتب اللغة ) اسْتَهَموا عليه قال وأَصله من المُناحبَة وهي المُحاكمة قال ويقال للقِمار النَّحْب لأَنه كالمُساهَمَة التهذيب أَبو سعيد التَّنْحِيبُ الإِكْبابُ على الشيءِ لا يفارقه ويقال نَحَّبَ فُلان على أَمْره قال وقال أَعرابي أَصابته شَوكةٌ فَنَحَّبَ عليها يَسْتَخْرِجُها أَي أَكَبَّ عليها وكذلك هو في كل شيءٍ وهو مُنَحِّبٌ في كذا واللّه أَعلم

نخب
انْتَخَبَ الشيءَ اختارَه والنُّخْبَةُ ما اختاره منه ونُخْبةُ القَوم ونُخَبَتُهم [ ص 752 ] خِيارُهم قال الأَصمعي يقال هم نُخَبة القوم بضم النون وفتح الخاءِ قال أَبو منصور وغيره يقال نُخْبة بإِسكان الخاءِ واللغة الجيدة ما اختاره الأَصمعي ويقال جاءَ في نُخَبِ أَصحابه أَي في خيارهم ونَخَبْتُه أَنْخُبه إِذا نَزَعْتَه والنَّخْبُ النَّزْعُ والانْتِخابُ الانتِزاع والانتخابُ الاختيارُ والانتقاءُ ومنه النُّخَبةُ وهم الجماعة تُخْتارُ من الرجال فتُنْتَزَعُ منهم وفي حديث عليّ عليه السلام وقيل عُمَر وخَرَجْنا في النُّخْبةِ النُّخْبة بالضم المُنْتَخَبُون من الناس المُنْتَقَوْن وفي حديث ابن الأَكْوَع انْتَخَبَ من القوم مائةَ رجل ونُخْبةُ المَتاع المختارُ يُنْتَزَعُ منه وأَنْخَبَ الرجلُ جاءَ بولد جَبان وأَنْخَبَ جاءَ بولد شجاع فالأَوَّلُ من المَنْخُوب والثاني من النُّخْبة الليث يقال انْتَخَبْتُ أَفْضَلَهم نُخْبَةً وانْتَخَبْتُ نُخْبَتَهُمْ والنَّخَبُ الجُبْنُ وضَعْفُ القلب رجل نَخْبٌ ونَخْبةٌ ونَخِبٌ ومُنْتَخَبٌ ومَنْخُوبٌ ونِخَبٌّ ويَنْخُوبٌ ونَخِيبٌ والجمع نُخَبٌ جَبَانٌ كأَنه مُنْتَزَعُ الفُؤَادِ أَي لا فُؤَادَ له ومنه نَخَبَ الصَّقْرُ الصيدَ إِذا انْتَزَعَ قَلْبَه وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ بِئْسَ العَوْنُ على الدِّين قَلْبٌ نَخِيبٌ وبَطْنٌ رَغِيبٌ النَّخِيبُ الجبانُ الذي لا فُؤَادَ له وقيل هو الفاسدُ الفِعْل والمَنْخُوبُ الذاهبُ اللَّحْم المَهْزولُ وقول أَبي خِراشٍ
بَعَثْتُه في سَوادِ اللَّيْل يَرْقُبُني ... إِذْ آثَرَ الدِّفْءَ والنَّوْمَ المناخيبُ
قيل أَراد الضِّعافَ من الرجال الذين لا خَيْرَ عندهم واحدُهم
مِنْخابٌ ورُوي المَناجِيبُ وهو مذكور في موضعه ويقال للمَنْخوب النِّخَبُّ النون مكسورة والخاء منصوبة والباء شديدة والجمع المَنْخُوبُونَ قال وقد يقال في الشعر على مَفاعِلَ مَناخبُ قال أَبو بكر يقال للجَبانِ نُخْبَةٌ وللجُبَناءِ نُخَباتٌ قال جرير يهجو الفرزدق
أَلم أَخْصِ الفَرَزْدَقَ قد عَلِمْتُمْ ... فأَمْسَى لا يَكِشُّ مع القُرُوم ؟
لَهُمْ مَرٌّ وللنُّخَباتِ مَرٌّ ... فقَدْ رَجَعُوا بغير شَظًى سَلِيم
وكَلَّمْتُه فَنَخَبَ عليّ إِذا كَلَّ عن جَوابك الجوهري والنَّخْبُ البِضاع قال ابن سيده النَّخْبُ ضَرْبٌ من المُباضَعةِ قال وعَمَّ به بعضُهم نَخَبَها الناخِبُ يَنْخُبها ويَنْخَبُها نَخْباً واسْتَنْخَبَتْ هي طَلَبَتْ أَن تُنْخَبَ قال
إِذا العَجُوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخُبْها ... ولا تُرَجِّيها ولا تَهَبْها
والنَّخْبةُ خَوْقُ الثَّفْر والنَّخْبَةُ الاسْتُ قال
واخْتَلَّ حَدُّ الرُّمْح نَخْبةَ عامِرٍ ... فَنَجا بها وأَقَصَّها القَتْلُ
وقال جرير
وهَلْ أَنْتَ إِلاّ نَخْبةٌ من مُجاشِعٍ ؟ ... تُرى لِحْيَةً من غَيْرِ دِينٍ ولا عَقْل
وقال الراجز إِنَّ أَباكِ كانَ عَبْداً جازِرا ويَأْكُلُ النَّخْبَةَ والمَشافِرا ( 1 )
( 1 قوله « وقال الراجز ان أباك إلخ » عبارة التكملة وقالت امرأة لضرتها ان أباك إلخ وفيها أيضاً النخبة بالضم الشربة العظيمة )
[ ص 753 ] واليَنْخُوبةُ أَيضاً الاسْتُ ( 1 )
( 1 قوله « والينخوبة أيضاً الاست » وبغير هاء موضع قال الأعشى يا رخماً قاظ على ينخوب ) قال جرير إِذا طَرَقَتْ يَنْخُوبةٌ من مُجاشعٍ والمَنْخَبةُ اسم أُمّ سُوَيْدٍ ( 2 )
( 2 قوله « والمنخبة اسم أم سويد » هي كنية الاست ) والنِّخابُ جِلْدَةُ الفُؤَاد قال
وأُمُّكُمْ سارِقَةُ الحِجابِ ... آكِلَةُ الخُصْيَيْنِ والنِّخاب
وفي الحديث ما أَصابَ المؤْمنَ من مكروه فهو كَفَّارة لخطاياه حتى نُخْبةِ النَّملةِ النُّخْبةُ العَضَّةُ والقَرْصة
يقال نَخَبَتِ النملةُ تَنْخُبُ إِذا عَضَّتْ والنَّخْبُ خَرْقُ الجِلْدِ ومنه حديث أُبَيّ لا تُصِيبُ المؤْمنَ مُصيبةٌ ذَعْرَةٌ ولا عَثْرَةُ قَدَمٍ ولا اخْتِلاجُ عِرْقٍ ولا نُخْبَةُ نملة إِلا بذَنبٍ وما يَعْفُو اللّهُ أَكثرُ قال ابن الأَثير ذكره الزمخشري مرفوعاً ورواه بالخاءِ والجيم قال وكذلك ذكره أَبو موسى بهما وقد تقدم وفي حديث الزبير أَقْبَلْتُ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من لِيَّةَ فاستقبلَ نَخِباً ببصره هو اسم موضع هناك ونَخِبٌ وادٍ بأَرض هُذَيْل قال أَبو ذؤَيب ( 3 )
( 3 قوله « قال أبو ذؤيب » أي يصف ظبية وولدها كما في ياقوت ورواه لعمرك ما عيساء بعين مهملة فمثناة تحتية )
لَعَمْرُك ما خَنْساءُ تَنْسَأُ شادِناً ... يَعِنُّ لها بالجِزْع من نَخِبِ النَّجلِ
أَراد من نَجْلِ نَخِبٍ فقَلَبَ لأَنَّ النَّجْلَ الذي هو الماء في بُطون الأَوْدية جِنْسٌ ومن المُحال أَن تُضافَ الأَعْلامُ إِلى الأَجْناس واللّه أَعلم

نخرب
النَّخارِبُ خُرُوقٌ كبُيوتِ الزنابير واحدُها نُخْرُوبٌ والنَّخاريبُ أَيضاً الثُّقَبُ التي فيها الزنابير وقيل هي الثُّقَبُ المُهَيَّأَةُ من الشَّمَعِ وهي التي تَمُجُّ النَّحْلُ العسلَ فيها تقول إِنه لأَضْيَقُ من النُّخْرُوبِ وكذلك الثَّقْبُ في كل شيءٍ نُخْروبٌ ونَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ ثَقَبها وجعله ابن جني ثلاثيّاً مِنَ الخَرابِ والنُّخْرُوبُ واحد النَّخاريبِ وهي شُقُوقُ الحجَرِ وشَجَرَةٌ مُنَخْربَة إِذا بَلِيَتْ وصارت فيها نَخاريبُ

ندب
النَّدَبَةُ أَثَرُ الجُرْح إِذا لم يَرْتَفِعْ عن الجلد والجمع نَدَبٌ وأَنْدابٌ ونُدُوبٌ كلاهما جمع الجمع وقيل النَّدَبُ واحد والجمع أَنْدابٌ ونُدُوبٌ ومنه قول عمر رضي اللّه عنه إِياكم ورَضاعَ السَّوْءِ فإِنه لا بُدَّ من أَن يَنْتَدِبَ أَي يَظْهَرَ يوماً ما وقال الفرزدق
ومُكَبَّلٍ تَرَك الحَديدُ بساقِهِ ... نَدَباً من الرَّسَفانِ في الأَحجالِ
وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وإِنَّ بالحَجَر نَدَباً سِتَّةً أَو سبعةً مِن ضربه إِياه فَشَبَّه أَثر الضرب في الحجَر بأَثر الجَرْح وفي حديث مُجاهد أَنه قرأَ سِيماهُمْ في وُجوههم من أَثر السُّجود فقال ليس بالنَّدَب ولكنه صُفْرَةُ الوَجْهِ والخُشُوعُ واستعاره بعضُ الشعراء للعِرْضِ فقال
نُبِّئْتُ قافيةً قِيلَتْ تَناشَدَها ... قومٌ سأَتْرُكُ في أَعْراضِهِم نَدَبا
أَي أَجْرَحُ أَعْراضَهم بالهجاءِ فيُغادِرُ فيها ذلك الجَرْحُ نَدَباً [ ص 754 ] ونَدِبَ جُرْحُه نَدَباً وأَنْدَبَ صَلُبَتْ نَدَبَتُه وجُرْحٌ نَديبٌ مَنْدُوبٌ وجُرْحٌ نَديبٌ أَي ذو ندَبٍ وقال ابن أُم حَزْنَةَ يَصِفُ طَعْنة
فإِن قَتَلَتْه فلَم آلهُ ... وإِنْ يَنْجُ منها فَجُرْحٌ نَديبْ
ونَدِبَ ظَهْرُه نَدَباً ونُدوبةً فهو نَدِبٌ صارت فيه نُدُوبٌ وأَنْدَبَ بظَهْره وفي ظَهْره غادرَ فيه نُدوباً ونَدَبَ الميتَ أَي بكى عليه وعَدَّدَ مَحاسِنَه يَنْدُبه نَدْباً والاسم النُّدْبةُ بالضم ابن سيده ونَدَبَ الميت بعد موته من غير أَن يُقَيِّد ببكاء وهو من النَّدَب للجراح لأَنه احْتِراقٌ ولَذْعٌ من الحُزْن والنَّدْبُ أَن تَدْعُوَ النادِبةُ الميتَ بحُسْنِ الثناءِ في قولها وافُلاناهْ واهَناه واسم ذلك الفعل النُّدْبةُ وهو من أَبواب النحو كلُّ شيءٍ في نِدائه وا فهو من باب النُّدْبة وفي الحديث كلُّ نادِبةٍ كاذِبةٌ إِلاَّ نادِبةَ سَعْدٍ هو من ذلك وأَن تَذْكُرَ النائحةُ الميتَ بأَحسن أَوصافه وأَفعاله ورجل نَدْبٌ خَفِيفٌ في الحاجة سريعٌ ظَريف نَجِيبٌ وكذلك الفرس والجمع نُدوبٌ ونُدَباءُ توهموا فيه فَعِيلاً فكسَّروه على فُعَلاء ونظيره سَمْحٌ وسُمَحاء وقد نَدُبَ نَدابةً وفرس نَدْبٌ الليث النَّدْبُ الفرسُ الماضي نقيض البَليدِ والنَّدْبُ أَن يَنْدُبَ إِنسانٌ قوماً إِلى أَمر أَو حَرْبٍ أَو مَعُونةٍ أَي يَدْعُوهم إِليه فَيَنْتَدِبُون له أَي يُجِيبونَ ويُسارِعُون ونَدَبَ القومَ إِلى الأَمْر يَنْدُبهم نَدْباً دعاهم وحَثَّهم وانْتَدَبُوا إِليه أَسْرَعُوا وانْتَدَبَ القومُ من ذوات أَنفسهم أَيضاً دون أَن يُنْدَبُوا له الجوهري ندَبَه للأَمْر فانْتَدَبَ له أَي دَعاه له فأَجاب وفي الحديث انْتَدَبَ اللّهُ لمن يَخْرُجُ في سبيله أَي أَجابه إِلى غُفْرانه يقال نَدَبْتُه فانْتَدَبَ أَي بَعَثْتُه ودَعَوْتُه فأَجاب وتقول رَمَيْنا نَدَباً أَي رَشْقاً وارْتَمَى نَدَباً أَو نَدَبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ ونَدَبُنا يومُ كذا أَي يومُ انْتِدابِنا للرَّمْي وتكلَّم فانْتَدَبَ له فلانٌ أَي عارَضَه والنَّدَبُ الخَطَرُ وأَنْدَبَ نَفْسَه وبنفسه خاطَر بهما قال عُرْوة بنُ الوَرْد
أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولم أَقُمْ ... على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ مُخْطِر
مُعْتَمٌّ وزيدٌ بَطْنانِ من بُطُونِ العرب وهما جَدَّاه ( 1 )
( 1 قوله « وهما جداه » مثله في الصحاح وقال الصاغاني هو غلط وذلك أن زيداً جدّه ومعتم ليس من أجداده وساق نسبهما )
وقال ابن الأَعرابي السَّبَقُ والخَطَرُ والنَّدَبُ والقَرَعُ والوَجْبُ كُلُّه الذي يُوضَعُ في النِّضال والرِّهانِ فمن سَبَقَ أَخذه يقال فيه كُلِّه فَعَّلَ مُشَدَّداً إِذا أَخذه أَبو عمرو خُذْ ما اسْتَبَضَّ واسْتَضَبَّ وانْتَدَمَ وانْتَدَبَ ودَمَع ودَمَغ وأَوْهَفَ وأَزْهَفَ وتَسَنَّى وفَصَّ وإِن كان يسيراً والنَّدَبُ قبيلة ونَدْبةُ بالفتح اسم أُم خُفافِ بن نَدْبةَ السُّلَمِيّ وكانت سَوْداءَ حَبَشِيَّةً ومَنْدُوبٌ فرس أَبي طلحة زيد بن سَهْل رَكِبَه سيدُنا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال فيه إِنْ وجَدْناه لَبَحْراً وفي الحديث كان له فرس يقال له المَنْدُوبُ أَي المطلوب وهو من النَّدَبِ [ ص 755 ] وهو الرَّهْنُ الذي يُجْعَل في السِّباقِ وقيل سمي به لِنَدَبٍ كان في جِسْمه وهي أَثَرُ الجُرْح

نرب
النَّيْرَبُ الشَّرُّ والنميمة قال الشاعرُ عَدِيُّ ابن خُزاعِيٍّ
ولَسْتُ بذي نَيْرَبٍ في الصَّديقِ ... ومَنَّاعَ خَيْرٍ وسَبَّابَها
والهاء للعشيرة قال ابن بري وصواب إِنشاده
ولستُ بذي نَيْرَبٍ في الكَلامِ ... ومَنَّاعَ قَوْمِي وسَبَّابَها
ولا مَنْ إِذا كانَ في مَعْشَرٍ ... أَضاعَ العَشِيرةَ واغْتابَها
ولكِنْ أُطاوِعُ ساداتِها ... ولا أُعْلِمُ الناسَ أَلْقابَها
ونَيْرَبَ الرجلُ سَعَى ونَمَّ ونَيْرَبَ الكلامَ خَلَطه ونَيْرَبَ فهو يُنَيْرِبُ وهو خَلْطُ القَوْل كما تُنَيْربُ الريحُ الترابَ على الأَرض فَتَنْسُجُه وأَنشد إِذا النَّيْرَبُ الثَّرثارُ قال فأَهْجَرا ولا تُطْرَح الياء منه لأَنها جُعِلَتْ فصلاً بين الراءِ والنون والنَّيْرَبُ الرجلُ الجَلِيدُ ورجلٌ نَيْرَبٌ وذو نَيْرَب أَي ذو شَرٍّ ونميمة ومَرَةٌ نَيرَبةٌ أَبو عمرو المَيربةُ النَّميمة

نزب
النَّزيبُ صوتُ تَيْسِ الظباءِ عند السِّفاد ونَزَبَ الظَّبْيُ يَنْزِبُ بالكسر في المستقبل نَزْباً ونَزيباً ونُزاباً إِذا صَوَّت وهو صوتُ الذكر منها خاصة والنَّيْزَبُ ذكر الظباءِ والبَقَر عن الهَجَرِيّ وأَنشد
وظَبْيةٍ للوَحْشِ كالمُغاضِبِ ... في دَوْلَجٍ ناءٍ عن النَّيازِبِ
والنَّزَبُ اللَّقَبُ مثل النَّبَزِ

نسب
النَّسَبُ نَسَبُ القَراباتِ وهو واحدُ الأَنْسابِ ابن سيده النِّسْبةُ والنُّسْبَةُ والنَّسَبُ القَرابةُ وقيل هو في الآباء خاصَّةً وقيل النِّسْبَةُ مصدرُ الانْتِسابِ والنُّسْبَةُ الاسمُ التهذيب النَّسَبُ يكون باللآباءِ ويكونُ إِلى البلاد ويكون في الصِّناعة وقد اضْطُرَّ الشاعر فأَسكن السين أَنشد ابن الأَعرابي
يا عَمْرُو يا ابنَ الأَكْرَمِينَ نَسْبا ... قَدْ نَحَبَ المَجْدُ عليك نَحْبا
النَّحْبُ هنا النَّذْرُ والمُراهَنة والمُخاطَرة أَي لا يُزايلُك فهو لا يَقْضِي ذلك النَّذْرَ أَبداً وجمع النَّسَب أَنْسابٌ وانْتَسَبَ واسْتَنْسَبَ ذَكَرَ نَسَبه أَبو زيد يقال للرجل إِذا سُئِلَ عن نَسَبه اسْتَنْسِبْ لنا أَي انْتَسِبْ لنا حتى نَعْرِفَك ونَسَبَهُ يَنْسُبُهُ ويَنْسِبُهُ ( 1 )
( 1 قوله « ونسبه ينسبه » بضم عين المضارع وكسرها والمصدر النسب والنسب كالضرب والطلب كما يستفاد الأوّل من الصحاح والمختار والثاني من المصباح واقتصر عليه المجد ولعله أهمل الأول لشهرته واتكالاً على القياس هذا في نسب القرابات وأما في نسيب الشعر فسيأتي أن مصدره النسب محركة والنسيب ) نَسَباً عَزاه ونَسَبه سَأَله أَن يَنْتَسِبَ ونَسَبْتُ فُلاناً إِلى أَبيه أَنْسُبه وأَنْسِبُهُ نَسْباً إِذا رَفَعْتَ في نَسَبه إِلى جَدِّه الأَكبر الجوهري نَسَبْتُ الرجلَ أَنْسبُه بالضم نِسْبةً ونَسْباً إِذا ذَكَرْتَ نَسَبه وانْتَسَبَ إِلى أَبيه أَي اعْتَزَى وفي الخبر أَنَّها نَسَبَتْنا فانْتَسَبْنا لها [ ص 756 ] رواه ابن الأَعرابي وناسَبَه شَرِكَه في نَسَبِه والنَّسِيبُ المُناسِبُ والجمع نُسَباءُ وأَنْسِباءُ وفلانٌ يناسِبُ فلاناً فهو نَسِيبه أَي قَريبه وتَنَسَّبَ أَي ادَّعَى أَنه نَسِيبُكَ وفي المثل القَريبُ مَن تَقَرَّبَ لا مَنْ تَنَسَّبَ ورجل نَسِيبٌ مَنْسُوب ذو حَسَبٍ ونَسَبٍ ويقال فلانٌ نَسِيبي وهم أَنْسِبائي والنَّسَّابُ العالم بالنَّسَب وجمعه نَسَّابونَ وهو النَّسَّابةُ أَدخَلوا الهاءَ للمبالغة والمدح ولم تُلْحَقْ لتأْنيثِ الموصوف بما هي فيه وإِنما لَحِقَتْ لإِعْلام السامع أَن هذا الموصوفَ بما هي فيه قد بَلَغَ الغايةَ والنهاية فجَعَل تأْنيثَ الصفة أَمارة لِما أُريد من تأْنيث الغايةِ والمبالغةِ وهذا القولُ مُسْتَقْصًى في عَلاَّمة وتقول عندي ثلاثةُ نَسَّاباتٍ وعَلاَّماتٍ تُريد ثلاثةَ رجالٍ ثم جئتَ بنَسَّاباتٍ نَعْتاً لهم وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه وكان رجلاً نَسَّابةً النَّسَّابةُ البليغ العالم بالأَنسابِ وتقول ليس بينهما مُناسَبة أَي مُشاكَلةٌ ونَسَبَ بالنساءِ يَنْسُبُ ويَنْسِبُ نَسَباً ونَسِيباً ومَنْسِبة شَبَّبَ ( 1 )
( 1 قوله « ومنسبة شبب إلخ » عبارة التكملة المنسب والمنسبة ( بكسر السين فيهما بضبطه ) النسيب في الشعر وشعر منسوب فيه نسيب والجمع المناسيب ) بهنّ في الشعْر وتَغزَّل وهذا الشِّعْر أَنْسَبُ من هذا أَي أَرَقُّ نَسِيباً وكأَنهم قد قالوا نَسيبٌ ناسِبٌ على المبالغة فبُني هذا منه وقال شمر النَّسِيبُ رَقيقُ الشِّعْر في النساءِ وأَنشد
هَلْ في التَّعَلُّلِ من أَسْماءَ مَن حُوبِ ... أَم في القَريضِ وإِهْداءِ المَناسِيبِ ؟
وأَنْسَبَتِ الريحُ اشْتَدَّتْ واسْتافَتِ التُّرابَ والحَصى والنَّيْسَبُ والنَّيْسَبانُ الطريقُ المستقيم الواضحُ وقيل هو الطريقُ المُسْتَدِقُّ كطَريق النَّمْل والحَيَّةِ وطريقِ حُمُر الوَحْش إِلى مَواردها وأَنشد الفرّاء لدُكَينٍ
عَيْناً تَرى الناسَ إِليه نَيْسَبا ... من صادرٍ أَو وارِدٍ أَيْدي سَبَا
قال وبعضهم يقول نَيْسَم بالميم وهي لغة الجوهري النَّيْسَبُ الذي تراه كالطَّريق من النمل نفسها وهو فَيْعَلٌ وقال دُكَيْنُ بنُ رَجاء الفُقَيْميُّ عَيْناً ترى الناسَ إِليها نَيْسَبا قال ابن بري والذي في رَجزه
مُلْكاً تَرَى الناسَ إِليه نَيْسَبا ... من داخِلٍ وخارجٍ أَيْدي سَبَا ( 2 )
( 2 قوله « وقال ابن بري إلخ » وعبارة التكملة والرواية ملكاً إلخ أي اعطه ملكاً )
ويروى من صادر أَو وارد وقيل النَّيْسَبُ ما وُجِدَ من أَثر الطريق
ابن سيده والنَّيْسَبُ طريقُ النمل إِذا جاءَ منها واحدٌ في إِثرِ آخر وفي النوادر نَيْسَبَ فلانٌ بين فلانٍ وفلانٍ نَيْسَبةً إِذا أَدْبَرَ وأَقْبَلَ بينهما بالنميمة وغيرها ونُسَيْبٌ اسم رجل عن ابن الأَعرابي وحده
نشب
نَشِبَ الشيءُ في الشيءِ بالكسر نَشَباً ونُشوباً ونُشْبةً لم يَنْفُذْ وأَنْشَبَه ونَشَبَه قال
هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في صُدُورِهِم ... وبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُهْ
[ ص 757 ] وأَنْشَبَ البازي مَخالِبَه في الأَخيذَة ونَشِبَ فلانٌ مَنْشَبَ سَوْءٍ إِذا وَقَعَ فيما لا مَخْلَص منه وأَنشد
وإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها ... أَلْفَيْتَ كلَّ تَميمةٍ لا تَنْفَعُ
ونَشَّبَ في الشيءِ كنَشَّمَ حكاهما اللحياني بعد أَن ضَعَّفَهما قال ابن الأَعرابي قال الحرث بن بَدْرٍ الغُدانيُّ كنتُ مَرَّةً نُشْبَةً وأَنا اليوم عُقْبَةٌ أَي كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِبْتُ أَي عَلِقْتُ بإِنسان لَقِيَ مني شرّاً فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ والمِنْشَبُ والجمعُ المَناشِبُ بُسْرُ الخَشْوِ قال ابن الأَعرابي المِنْشَبُ الخَشْوُ يقال أَتَوْنا بخَشْوٍ مِنْشَبٍ يأْخُذُ بالحَلْق الليث نَشِبَ الشيءُ في الشيءِ نَشَباً كما يَنْشَبُ الصَّيْدُ في الحِبالة الجوهري نَشِبَ الشيءُ في الشيءِ بالكسر نُشوباً أَي عَلِقَ فيه وأَنْشَبْتُه أَنا فيه أَي أَعْلَقْتُه فانْتَشَب وأَنْشَبَ الصائدُ أَعْلَقَ ويقال نَشِبَت الحربُ بينهم وقد ناشَبه الحرْبَ أَي نابَذَه وفي حديث العباس يوم حُنَيْنٍ حتى تَناشَبُوا حَولَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي تَضامُّوا ونَشِبَ بعضُهم في بعض أَي دَخَلَ وتَعَلَّقَ يقال نَشِبَ في الشيءِ إِذا وَقَعَ فيما لا مَخْلَص له منه ولم يَنْشَبْ أَنْ فَعَل كذا أَي لم يَلْبَثْ وحقيقتُه لم يَتَعَلَّقْ بشيءٍ غيره ولا اشتغل بسواه وفي حديث عائشةَ وزينبَ لم أَنْشَبْ أَن أَثْخَنْتُ عليها وفي حديث الأَحْنَفِ أَنَّ الناسَ نَشِبُوا في قتل عثمان أَي عَلِقُوا يقال نَشِبَتِ الحرْبُ بينهم نُشُوباً اشْتَبَكَتْ وفي الحديث أَن رجلاً قال لشُرَيح اشتريتُ سِمْسِماً فنَشِبَ فيه رجلٌ يعني اشتراه فقال شُرَيْحٌ هو للأَوَّل وقوله أَنشده ابن الأَعرابي
وتِلْكَ بَنُو عَدِيٍّ قد تَأَلَّوْا ... فيا عَجَبا لناشبةِ المَحالِ ( 1 )
( 1 قوله « قد تألوا إلخ » كذا بالأصل ونقله عنه شارح القاموس والذي في التهذيب قد تولوا )
فسره فقال ناشِبةُ المَحالِ البَكْرَةُ التي لا تجْري ( 2 )
( 2 قوله « البكرة التي لا تجري » قال شارح القاموس ومنه يعلم ما في كلام المجد من الاطلاق في محل التقييد ) أَي امْتَنَعُوا منا فلم يُعِينُونا شَبَّهَهُم في امتِناعِهِم عليه بامتِناعِ البَكْرَة من الجَرْي
والنُّشَّابُ النَّبْلُ واحدتُه نُشَّابة والناشِبُ ذو النُّشَّاب ومنه سمي الرجل ناشِباً والناشِبةُ قومٌ يَرْمونَ بالنُّشَّابِ والنُّشَّابُ السِّهامُ وقوم نَشَّابة يَرْمُونَ بالنُّشَّابِ كل ذلك على النَّسَب لأَنه لا فعل له والنَّشَّابُ مُتَّخِذُه والنُّشَبةُ من الرجال الذي إِذا نَشِبَ بشيءٍ لم يَكَدْ يُفارِقُه والنَّشَبُ والمَنْشَبةُ المالُ الأَصيلُ من الناطقِ والصامت أَبو عبيد ومن أَسماءِ المال عندهم النَّشَبُ والنَّشَبَةُ يقال فلانٌ ذو نَشَبٍ وفلانٌ ما له نَشَبٌ والنَّشَبُ المالُ والعَقارُ وأَنْشَبَتِ الريحُ اشْتَدَّتْ وسافتِ الترابَ وانْتَشَبَ فلانٌ طعاماً أَي جَمَعَه واتَّخذ منه نُشَباً وانْتَشَبَ حَطَباً جَمَعَه قال الكميت
وأَنْفَدَ النملُ بالصَّرائم ما ... جَمَّعَ والحاطِبون ما انتَشَبوا
ونُشْبَةُ من أَسماءِ الذِّئْب ونُشْبة بالضم اسم رجل وهو نُشْبة بنُ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوف بنِ سعدِ بنِ ذِبْيانَ واللّه أَعلم [ ص 758 ]

نصب
النَّصَبُ الإِعْياءُ من العَناءِ والفعلُ نَصِبَ الرجلُ بالكسر نَصَباً أَعْيا وتَعِبَ وأَنْصَبه هو وأَنْصَبَني هذا الأَمْرُ وهَمٌّ ناصِبٌ مُنْصِبٌ ذو نَصَبٍ مثل تامِرٍ ولابِنٍ وهو فاعلٌ بمعنى مفعول لأَنه يُنْصَبُ فيه ويُتْعَبُ وفي الحديث فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُنْصِبُني ما أَنْصَبَها أَي يُتْعِبُني ما أَتْعَبَها والنَّصَبُ التَّعَبُ قال النابغة كِليني لهَمٍّ يا أُمَيْمَةَ ناصِبِ قال ناصِب بمعنى مَنْصُوب وقال الأَصمعي ناصِب ذي نَصَبٍ مثلُ لَيْلٌ نائمٌ ذو نومٍ يُنامُ فيه ورجل دارِعٌ ذو دِرْعٍ ويقال نَصَبٌ ناصِبٌ مثل مَوْتٌ مائِت وشعرٌ شاعر وقال سيبويه هَمٌّ ناصبٌ هو على النَّسَب وحكى أَبو علي في التَّذْكرة نَصَبه الهَمُّ فناصِبٌ إِذاً على الفِعْل قال الجوهري ناصِبٌ فاعل بمعنى مفعول فيه لأَنه يُنْصَبُ فيه ويُتْعَبُ كقولهم لَيْلٌ نائمٌ أَي يُنامُ فيه ويوم عاصِفٌ أَي تَعْصِفُ فيه الريح قال ابن بري وقد قيل غير هذا القول وهو الصحيح وهو أَن يكون ناصِبٌ بمعنى مُنْصِبٍ مثل مكان باقلٌ بمعنى مُبْقِل وعليه قول النابغة وقال أَبو طالب أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ اللَّيْلِ مُنْصِبِ قال فناصِبٌ على هذا ومُنْصِب بمعنًى قال وأَما قوله ناصِبٌ بمعنى مَنْصوب أَي مفعول فيه فليس بشيءٍ وفي التنزيل العزيز فإِذا فَرَغْتَ فانْصَبْ قال قتادة فإِذا فرغتَ من صَلاتِكَ فانْصَبْ في الدُّعاءِ قال الأَزهري هو من نَصِبَ يَنْصَبُ نَصَباً إِذا تَعِبَ وقيل إِذا فرغت من الفريضة فانْصَبْ في النافلة ويقال نَصِبَ الرجلُ فهو ناصِبٌ ونَصِبٌ ونَصَبَ لهُمُ الهَمُّ وأَنْصَبَه الهَمُّ وعَيْشٌ ناصِبٌ فيه كَدٌّ وجَهْدٌ وبه فسر الأَصمعي قول أَبي ذؤيب
وغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بعيشٍ ناصِبٍ ... وإِخالُ أَني لاحِقٌ مُسْتَتْبِعُ
قال ابن سيده فأَما قول الأُمَوِيِّ إِن معنى ناصِبٍ تَرَكَني مُتَنَصِّباً فليس بشيءٍ وعَيْشٌ ذو مَنْصَبةٍ كذلك ونَصِبَ الرجلُ جَدَّ وروي بيتُ ذي الرمة إِذا ما رَكْبُها نَصِبُوا ونَصَبُوا وقال أَبو عمرو في قوله ناصِب نَصَبَ نَحْوي أَي جَدَّ قال الليث النَّصْبُ نَصْبُ الدَّاءِ يقال أَصابه نَصْبٌ من الدَّاءِ والنَّصْبُ والنُّصْبُ والنُّصُبُ الداءُ والبَلاءُ والشرُّ وفي التنزيل العزيز مَسَّني الشيطانُ بنُصْبٍ وعَذابٍ والنَّصِبُ المريضُ الوَجِعُ وقد نَصَبه المرض وأَنْصَبه والنَّصْبُ وَضْعُ الشيءِ ورَفْعُه نَصَبه يَنْصِبُه نَصْباً ونَصَّبَه فانْتَصَبَ قال فباتَ مُنْتَصْباً وما تَكَرْدَسا أَراد مُنْتَصِباً فلما رأَى نَصِباً من مُنْتَصِبٍ كفَخِذٍ خففه تخفيف فَخِذٍ فقال مُنْتَصْباً وتَنَصَّبَ كانْتَصَبَ والنَّصِيبةُ والنُّصُبُ كلُّ ما نُصِبَ فجُعِلَ عَلَماً وقيل النُّصُب جمع نَصِيبةٍ كسفينة وسُفُن وصحيفة وصُحُفٍ الليث النُّصُبُ جماعة النَّصِيبة وهي علامة تُنْصَبُ للقوم [ ص 759 ] والنَّصْبُ والنُّصُبُ العَلَم المَنْصُوب وفي التنزيل العزيز كأَنهم إِلى نَصْبٍ يُوفِضُونَ قرئ بهما جميعاً وقيل النَّصْبُ الغاية والأَول أَصحّ قال أَبو إِسحق مَن قرأَ إِلى نَصْبٍ فمعناه إِلى عَلَمٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُون إِليه ومن قرأَ إِلى نُصُبٍ فمعناه إِلى أَصنام كقوله وما ذُبِحَ على النُّصُب ونحو ذلك قال الفراء قال والنَّصْبُ واحدٌ وهو مصدر وجمعه الأَنْصابُ واليَنْصُوبُ عَلم يُنْصَبُ في الفلاةِ والنَّصْبُ والنُّصُبُ كلُّ ما عُبِدَ من دون اللّه تعالى والجمع أَنْصابٌ وقال الزجاج النُّصُبُ جمع واحدها نِصابٌ قال وجائز أَن يكون واحداً وجمعه أَنْصاب الجوهري النَّصْبُ ما نُصِبَ فعُبِدَ من دون اللّه تعالى وكذلك النُّصْب بالضم وقد يُحَرّكُ مثل عُسْر قال الأَعشى
يمدح سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
وذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ ... لعافيةٍ واللّهَ رَبَّكَ فاعْبُدا ( 1 )
( 1 قوله « لعافية » كذا بنسخة من الصحاح الخط وفي نسخ الطبع كنسخ شارح القاموس لعاقبة )
أَراد فاعبدنْ فوقف بالأَلف كما تقول رأَيت زيداً وقوله وذا النُّصُبَ بمعنى إِياك وذا النُّصُبَ وهو للتقريب كما قال لبيد
ولقد سَئِمْتُ من الحَياةِ وطولِها ... وسُؤَالِ هذا الناسِ كيف لَبيدُ
ويروى عجز بيت الأَعشى ولا تَعْبُدِ الشيطانَ واللّهَ فاعْبُدا التهذيب قال الفراء كأَنَّ النُّصُبَ الآلهةُ التي كانت تُعْبَدُ من أَحجار قال الأَزهري وقد جَعَلَ الأَعشى النُّصُبَ واحداً حيث يقول وذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّه والنَّصْبُ واحد وهو مصدر وجمعه الأَنْصابُ قال ذو الرمة
طَوَتْها بنا الصُّهْبُ المَهاري فأَصْبَحَتْ ... تَناصِيبَ أَمثالَ الرِّماحِ بها غُبْرا
والتَّناصِيبُ الأَعْلام وهي الأَناصِيبُ حجارةٌ تُنْصَبُ على رؤوس القُورِ يُسْتَدَلُّ بها وقول الشاعر
وَجَبَتْ له أُذُنٌ يُراقِبُ سَمْعَها ... بَصَرٌ كناصِبةِ الشُّجاعِ المُرْصَدِ
يريد كعينه التي يَنْصِبُها للنظر ابن سيده والأَنْصابُ حجارة كانت حول الكعبة تُنْصَبُ فيُهَلُّ عليها ويُذْبَحُ لغير اللّه تعالى وأَنْصابُ الحرم حُدوده والنُّصْبةُ السَّارِية والنَّصائِبُ حجارة تُنْصَبُ حَولَ الحَوض ويُسَدُّ ما بينها من الخَصاص بالمَدَرة المعجونة واحدتها نَصِيبةٌ وكلُّه من ذلك وقوله تعالى والأَنْصابُ والأَزْلامُ وقوله وما ذُبِحَ على النُّصُبِ الأَنْصابُ الأَوثان وفي حديث زيد بن حارثة قال خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مُرْدِفي إِلى نُصُبٍ من الأَنْصاب فذَبحنا له شاةً وجعلناها في سُفْرتِنا فلَقِيَنا زيدُ بن عَمْرو فقَدَّمْنا له السُّفرةَ فقال لا آكل مما ذُبحَ لغير اللّه وفي رواية أَن زيد بن عمرو مَرَّ برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فدعاه إِلى الطعام فقال زيدٌ إِنَّا لا نأْكل مما ذُبحَ على النُّصُب قال ابن الأَثير قال الحربيُّ قوله ذَبحنا له شاةً له وجهان [ ص 760 ] أَحدهما أَن يكون زيد فعله من غير أَمر النبي صلى اللّه عليه وسلم ولا رِضاه إِلاَّ أَنه كان معه فنُسِب إِليه ولأَنَّ زيداً لم يكن معه من العِصْمة ما كان مع سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والثاني أَن يكون ذبحها لزاده في خروجه فاتفق ذلك عند صنم كانوا يذبحون عنده لا أَنه ذبحها للصنم هذا إِذا جُعِلَ النُّصُب الصَّنم فأَما إِذا جُعِلَ الحجر الذي يذبح عنده فلا كلام فيه فظن زيد بن عمرو أَن ذلك اللحم مما كانت قريش تذبحه لأَنصابها فامتنع لذلك وكان زيد يخالف قريشاً في كثير من أُمورها ولم يكن الأَمْرُ كما ظَنَّ زيد القُتَيْبيُّ النُّصُب صَنَم أَو حَجَرٌ وكانت الجاهلية تَنْصِبُه تَذْبَحُ عنده فيَحْمَرُّ للدمِ ومنه حديث أَبي ذرّ في إِسلامه قال فخَررْتُ مَغْشِيّاً عليّ ثم ارْتَفَعْتُ كأَني نُصُبٌ أَحمر يريد أَنهم ضَرَبُوه حتى أَدْمَوْه فصار كالنُّصُب المُحْمَرِّ بدم الذبائح أَبو عبيد النَّصائِبُ ما نُصِبَ حَوْلَ الحَوْضِ من الأَحْجار قال ذو الرمة
هَرَقْناهُ في بادي النَّشِيئةِ داثرٍ ... قَديمٍ بعَهْدِ الماءِ بُقْعٍ نَصائِبُهْ
والهاءُ في هَرَقْناه تَعُودُ على سَجْلٍ تقدم ذكره الجوهري والنَّصِيبُ الحَوْضُ وقال الليث النَّصْبُ رَفْعُك شيئاً تَنْصِبُه قائماً مُنْتَصِباً والكلمةُ المَنْصوبةُ يُرْفَعُ صَوْتُها إِلى الغار الأَعْلى وكلُّ شيءٍ انْتَصَبَ بشيءٍ فقد نَصَبَهُ الجوهري النَّصْبُ مصدر نَصَبْتُ الشيءَ إِذا أَقَمته وصَفِيحٌ مُنَصَّبٌ أَي نُصِبَ بعضُه على بعض ونَصَّبَتِ الخيلُ آذانَها شُدِّد للكثرة أَو للمبالغة والمُنَصَّبُ من الخَيلِ الذي يَغْلِبُ على خَلْقه كُلِّه نَصْبُ عِظامه حتى يَنْتَصِبَ منه ما يحتاج إِلى عَطْفه ونَصَبَ السَّيْرَ يَنْصِبه نَصْباً رَفَعه وقيل النَّصْبُ أَن يسيرَ القومُ يَوْمَهُم وهو سَيْرٌ لَيِّنٌ وقد نَصَبوا نَصْباً الأَصمعي النَّصْبُ أَن يسير القومُ يومَهم ومنه قول الشاعر
كأَنَّ راكِبَها يَهْوي بمُنْخَرَقٍ ... من الجَنُوبِ إِذا ما رَكْبُها نَصَبوا
قال بعضهم معناه جَدُّوا السَّيْرَ وقال النَّضْرُ النَّصْبُ أَوَّلُ السَّيْر ثم الدَّبيبُ ثم العَنَقُ ثم التَّزَيُّدُ ثم العَسْجُ ثم الرَّتَكُ ثم الوَخْدُ ثم الهَمْلَجَة ابن سيده وكلُّ شيءٍ رُفِعَ واسْتُقْبِلَ به شيءٌ فقد نُصِبَ ونَصَبَ هو وتَنَصَّبَ فلانٌ وانْتَصَبَ إِذا قام رافعاً رأْسه وفي حديث الصلاة لا يَنْصِبُ رأْسه ولا يُقْنِعُه أَي لا يرفعه قال ابن الأَثير كذا في سنن أَبي داود والمشهور لا يُصَبِّي ويُصَوِّبُ وهما مذكوران في مواضعهما وفي حديث ابن عمر مِنْ أَقْذَرِ الذُّنوبِ رجلٌ ظَلَمَ امْرَأَةً صَداقَها قيل للَّيْثِ أَنَصَبَ ابنُ عمر الحديثَ إِلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ قال وما عِلْمُه لولا أَنه سمعه منه أَي أَسنَدَه إِليه ورَفَعَه والنَّصْبُ إِقامةُ الشيءِ ورَفْعُه وقوله أَزَلُّ إِنْ قِيدَ وإِنْ قامَ نَصَبْ هو من ذلك أَي إِن قام رأَيتَه مُشْرِفَ الرأْس والعُنُق قال ثعلب لا يكون النَّصْبُ إِلا بالقيام وقال مرة هو نُصْبُ عَيْني هذا في الشيءِ القائم [ ص 761 ] الذي لا يَخْفى عليَّ وإِن كان مُلْقًى يعني بالقائم في هذه الأَخيرة الشيءَ الظاهرَ القتيبي جَعَلْتُه نُصْبَ عيني بالضم ولا تقل نَصْبَ عيني ونَصَبَ له الحربَ نَصْباً وَضَعَها وناصَبَه الشَّرَّ والحربَ والعَداوةَ مُناصبةً أَظهَرَهُ له ونَصَبه وكلُّه من الانتصابِ والنَّصِيبُ الشَّرَكُ المَنْصوب ونَصَبْتُ للقَطا شَرَكاً ويقال نَصَبَ فلانٌ لفلان نَصْباً إِذا قَصَدَ له وعاداه وتَجَرَّدَ له وتَيْسٌ أَنْصَبُ مُنْتَصِبُ القَرْنَيْنِ وعَنْزٌ نَصْباءُ بَيِّنةُ النَّصَب إِذا انْتَصَبَ قَرْناها وتَنَصَّبَتِ الأُتُنُ حَوْلَ الحِمار وناقة نَصْباءُ مُرْتَفِعةُ الصَّدْر وأُذُنٌ نَصْباءُ وهي التي تَنْتَصِبُ وتَدْنُو من الأُخرى وتَنَصَّبَ الغُبار ارْتَفَعَ وثَرًى مُنَصَّبٌ جَعْدٌ ونَصَبْتُ القِدْرَ نَصْباً والمِنْصَبُ شيءٌ من حديد يُنْصَبُ عليه القِدْرُ ابن الأَعرابي المِنْصَبُ ما يُنْصَبُ عليه القِدْرُ إِذا كان من حديد قال أَبو الحسن الأَخفش النَّصْبُ في القَوافي أَن تَسْلَمَ القافيةُ من الفَساد وتكونَ تامَّةَ البناءِ فإِذا جاءَ ذلك في الشعر المجزوءِ لم يُسَمَّ نَصْباً وإِن كانت قافيته قد تَمَّتْ قال سمعنا ذلك من العربِ قال وليس هذا مما سَمَّى الخليلُ إِنما تؤْخَذ الأَسماءُ عن العرب انتهى كلام الأَخفش كما حكاه ابن سيده قال ابن سيده قال ابن جني لما كان معنى النَّصْبِ من الانْتِصابِ وهو المُثُولُ والإِشْرافُ والتَّطاوُل لم يُوقَعْ على ما كان من الشعر مجزوءاً لأَن جَزْأَه عِلَّةٌ وعَيْبٌ لَحِقَه وذلك ضِدُّ الفَخْرِ والتَّطاوُل والنَّصِيبُ الحَظُّ من كلِّ شيءٍ وقوله عز وجل أُولئك يَنالُهم نَصيبُهم من الكتاب النَّصِيب هنا ما أَخْبَرَ اللّهُ من جَزائهم نحو قوله تعالى فأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ونحوُ قوله تعالى يَسْلُكْه عذاباً صَعَداً ونحو قوله تعالى إِن المنافقين في الدَّرْكِ الأَسْفل من النار ونحو قوله تعالى إِذا الأَغْلالُ في أَعْناقِهِم والسَّلاسِلُ فهذه أَنْصِبَتُهم من الكتاب على قَدْرِ ذُنُوبِهم في كفرهم والجمع أَنْصِباءُ وأَنْصِبةٌ والنِّصْبُ لغة في النَّصِيبِ وأَنْصَبَه جَعَلَ له نَصِيباً وهم يَتَناصَبُونَه أَي يَقْتَسمونه والمَنْصِبُ والنِّصابُ الأَصل والمَرْجِع والنِّصابُ جُزْأَةُ السِّكِّين والجمع نُصُبٌ وأَنْصَبَها جَعَلَ لها نِصاباً وهو عَجْزُ السكين ونِصابُ السكين مَقْبِضُه وأَنْصَبْتُ السكين جَعَلْتُ له مَقْبِضاً ونِصابُ كلِّ شيءٍ أَصْلُه والمَنْصِبُ الأَصلُ وكذلك النِّصابُ يقال فلانٌ يَرْجِعُ إِلى نِصاب صِدْقٍ ومَنْصِبِ صِدْقٍ وأَصْلُه مَنْبِتُه ومَحْتِدُه وهَلَكَ نِصابُ مالِ فلانٍ أَي ما اسْتَطْرفه والنِّصابُ من المال القَدْرُ الذي تجب فيه الزكاة إِذا بَلَغَه نحو مائَتَيْ درهم وخَمْسٍ من الإِبل ونِصابُ الشَّمْسِ مَغِيبُها ومَرْجِعُها الذي تَرْجِعُ إِليه وثَغْرٌ مُنَصَّبٌ مُسْتَوي النِّبْتةِ كأَنه نُصبَ فسُوِّيَ والنَّصْبُ ضَرْبٌ من أَغانيّ الأَعراب وقد نَصَبَ الراكبُ نَصْباً إِذا غَنَّى النَّصْبَ ابن سيده ونَصْبُ العربِ ضَرْبٌ من أَغانِيّها [ ص 762 ] وفي حديث نائل ( 1 )
( 1 قوله « وفي حديث نائل » كذا بالأصل كنسخة من النهاية بالهمز وفي أخرى منها نابل بالموحدة بدل الهمز ) مولى عثمان فقلنا لرباحِ بن المُغْتَرِفِ لو نَصَبْتَ لنا نَصْبَ العَرب أَي لو تَغَنَّيْتَ وفي الصحاح لو غَنَّيْتَ لنا غِناءَ العَرَب وهو غِناءٌ لهم يُشْبِه الحُداءَ إِلا أَنه أَرَقُّ منه وقال أَبو عمرو النَّصْبُ حُداءٌ يُشْبِهُ الغِناءَ قال شمر غِناءُ النَّصْبِ هو غِناءُ الرُّكْبانِ وهو العَقِيرةُ يقال رَفَعَ عَقيرته إِذا غَنَّى النَّصْبَ وفي الصحاح غِناءُ النَّصْبِ ضَرْب من الأَلْحان وفي حديث السائبِ بن يزيد كان رَباحُ بنُ المُغْتَرِفِ يُحْسِنُ غِناءَ
( يتبع )

( ( ) تابع 1 ) نصب النَّصَبُ الإِعْياءُ من العَناءِ والفعلُ نَصِبَ الرجلُ النَّصْبِ وهو ضَرْبٌ من أَغانيّ العَرب شَبيهُ الحُداءِ وقيل هو الذي أُحْكِمَ من النَّشِيد وأُقِيمَ لَحْنُه ووزنُه وفي الحديث كُلُّهم كان يَنْصِبُ أَي يُغَنِّي النَّصْبَ ونَصَبَ الحادي حَدا ضَرْباً من الحُداءِ والنَّواصِبُ قومٌ يَتَدَيَّنُونَ ببِغْضَةِ عليّ عليه السلام ويَنْصُوبُ موضع ونُصَيْبٌ الشاعر مصغَّر ونَصيبٌ ونُصَيْبٌ اسمان ونِصابٌ اسم فرس والنَّصْبُ في الإِعْراب كالفتح في البناءِ وهو من مُواضَعات النحويين تقول منه نَصَبْتُ الحرفَ فانْتَصَبَ وغُبار مُنْتَصِبٌ أَي مُرْتَفِع ونَصِيبينَ اسمُ بلد وفيه للعرب مذهبان منهم مَن يجعله اسماً واحداً ويُلْزِمُه الإِعرابَ كما يُلْزم الأَسماءَ المفردةَ التي لا تنصرف فيقول هذه نَصِيبينُ ومررت بنَصِيبينَ ورأَيتُ نَصِيبينَ والنسبة نَصِيبيٌّ ومنهم مَن يُجْريه مُجْرى الجمع فيقول هذه نَصِيبُونَ ومررت بنَصِيبينَ ورأَيت نَصِيبينَ قال وكذلك القول في يَبْرِينَ وفِلَسْطِينَ وسَيْلَحِينَ وياسمِينَ وقِنَّسْرينَ والنسبة إِليه على هذا نَصِيبينيٌّ ويَبْرينيٌّ وكذلك أَخواتها قال ابن بري رحمه اللّه ذكر الجوهري أَنه يقال هذه نَصِيبينُ ونَصِيبون والنسبة إِلى قولك نَصِيبين نصيبيٌّ وإِلى قولك نصيبون نصيبينيّ قال والصواب عكس هذا لأَن نَصِيبينَ اسم مفرد معرب بالحركات فإِذا نسبتَ إِليه أَبقيته على حاله فقلت هذا رجلٌ نَصِيبينيٌّ ومن قال نصيبون فهو معرب إِعراب جموع السلامة فيكون في الرفع بالواو وفي النصب والجر بالياءِ فإِذا نسبت إِليه قلت هذا رجل نَصِيبيّ فتحذف الواو والنون قال وكذلك كلُّ ما جمعته جمع السلامة تَرُدُّه في النسب إِلى الواحد فتقول في زيدون اسم رجل أَو بلد زيديّ ولا تقل زيدونيّ فتجمع في الاسم الإِعرابَين وهما الواو والضمة

نضب
نَضَبَ الشيءُ سالَ ونَضَبَ الماءُ يَنْضُبُ بالضم نُضوباً ونَضَّبَ إِذا ذَهَبَ في الأَرض وفي المحكم غارَ وبَعُدَ أَنشد ثعلب
أَعْدَدْتُ للحَوْض إِذا ما نَضَبا ... بَكْرَةَ شِيزى ومُطاطاً سَلْهَبا
ونُضُوبُ القوم أَيضاً بُعْدُهم والنَّاضِبُ البعيد وفي الحديث ما نَضَبَ عنه البحرُ وهو حُيٌّ فمات فكُلُوه يعني حيوانَ البحر أَي نَزَحَ ماؤُه ونَشِفَ وفي حديث الأَزْرَقِ بن قَيْس [ ص 763 ] كنا على شاطئِ النهر بالأَهواز وقد نَضَبَ عنه الماءُ قال ابن الأَثير وقد يستعار للمعاني ومنه حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه نَضَبَ عُمْرُه وضَحَى ظِلُّه أَي نَفِدَ عُمْرُه وانْقَضَى ونَضَبَتْ عَيْنُه تَنْضُبُ نُضوباً غارَتْ وخَصَّ بَعْضُهم به عَيْنَ الناقة وأَنشد ثعلب
من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرى في فُروع المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ
ونَضَبَتِ المَفازةُ نُضُوباً بَعُدَتْ قال إِذا تَغالَين بسَهْمٍ ناضِبِ ويروى بسهمٍ ناصبِ يعني شَوْطاً وطَلَقاً بعيداً وكلُّ بعيدٍ ناضِبٌ وأَنشد ثعلب
جَريءٌ على قَرْعِ الأَساوِدِ وَطْؤُه ... سميعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ والكَلْبُ ناضِبُ
وجَرْيٌ ناضِبٌ أَي بعيدٌ الأَصمعي الناضِبُ البعيد ومنه قيل للماءِ إِذا ذَهَبَ نَضَبَ أَي بَعُدَ وقال أَبو زيد إِن فلاناً لَناضِبُ الخَير أَي قليل الخير وقد نَضَبَ خيرُه نُضوباً وأَنشد إِذا رَأَيْنَ غَفْلةً من راقِبِ يُومِينَ بالأَعْينِ والحَواجِبِ إِيماءَ بَرْقٍ في عَماءٍ ناضِبِ ونَضَبَ الخِصْبُ قَلَّ أَو انْقَطَعَ ونَضَبَتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً اشْتَدَّت ونَضَبَ الدَّبَرُ إِذا اشْتَدَّ أَثَرُهُ في الظَّهْر وأَنْضَبَ القَوْسَ لغةٌ في أَنْبَضَها جَبَذَ وتَرها لتُصَوِّتَ وقيل أَنْضَبَ القوسَ إِذا جَبَذَ وتَرها بغير سهم ثم أَرسله وقال أَبو حنيفة أَنْضَبَ في قوسه إِنْضاباً أَصاتَها مَقْلُوبٌ قال أَبو الحسن إِن كانت أَنْضَبَ مقلوبةً فلا مصدر لها لأَن الأَفعال المقلوبة ليست لها مصادر لعلة قد ذكرها النحويون سيبويه وأَبو علي وسائرُ الحُذَّاق وإِن كان أَنْضَبْتُ لغةً في أَنْبَضْتُ فالمصدر فيه سائغ حسن فأَما أَن يكون مقلوباً ذا مصدر كما زعم أَبو حنيفة فمحال الجوهري أَنْضَبْتُ وتَرَ القَوْس مثل أَنْبَضْتُه مقلوب منه أَبو عمرو أَنْبَضْتُ القوسَ وانْتَضَبْتُها إِذا جَذَبْتَ وتَرَها لتُصَوِّتَ قال العجاج تُرِنُّ إِرناناً إِذا ما أَنْضَبا وهو إِذا مَدَّ الوتَرَ ثم أَرسله قال أَبو منصور وهذا من المقلوب ونَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نِباضاً وهو تَحَرُّكُه شمر نَضَّبَتِ الناقة وتَنْضِيبُها قلةُ لبنها وطول فُواقِها وإِبطاءُ دِرَّتِها والتَّنْضُبُ شجر ينبت بالحجاز وليس بنجد منه شيءٌ إِلا جِزْعةً واحدةً بطَرَفِ ذِقانٍ عند التُّقَيِّدة وهو يَنْبُتُ ضَخْماً على هيئة السَّرْحِ وعيدانُه بيضٌ ضَخمة وهو مُحْتَظَر وورقُه مُتَقَبِّضٌ ولا تراه إِلا كأَنه يابس مُغْبَرٌّ وإِن كان نابتاً وله شوك مثل شوك العَوْسَج وله جَنًى مثل العِنَبِ الصغار يؤْكل وهو أُحَيْمِرٌ قال أَبو حنيفة دخانُ التَّنْضُب أَبيض في مثل لون الغبار ولذلك شَبَّهَتِ الشعراءُ الغُبارَ به قال عُقَيْل بن عُلَّفة المُرِّي
وهل أَشْهَدَنْ خَيلاً كأَنَّ غُبارَها ... بأَسفلِ علْكَدٍّ دَواخِنُ تَنْضُبِ ؟
وقال مرَّة التَّنْضُبُ شجر ضِخَامٌ ليس له ورق وهو يُسَوِّقُ ويَخْرُجُ له خَشَبٌ ضِخام وأَفنانٌ كثيرة وإِنما ورقُه قُضْبان تأْكله الإِبل والغنم [ ص 764 ]
وقال أَبو نصر التَّنْضُبُ شجر له شوك قِصارٌ وليس من شجر الشَّواهِق تأْلفه الحَرابِيُّ أَنشد سيبويه للنابغة الجَعْدِيّ
كأَنَّ الدُّخانَ الذي غادَرَتْ ... ضُحَيّاً دواخِنُ من تَنْضُبِ
قال ابن سيده وعندي أَنه إِنما سُمِّي بذلك لقلة مائه وأَنشد أَبو علي الفارسي لرجل واعدتْه امرأَةٌ فعَثَر عليه أَهلُها فضربوه بالعِصِيِّ فقال
رأَيْتُكِ لا تُغْنِينَ عني نَقْرَةً ... إِذا اخْتَلَفَتْ فِيَّ الهَراوَى الدَّمامِكُ
فأَشْهَدُ لا آتيك ما دامَ تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ أَو ضَخْمُ العَصا من رِجالِكِ
وكان التَّنْضُبُ قد اعْتِيد أَن تُقْطَعَ منه العِصِيُّ الجِيادُ واحدته تَنْضُبة أَنشد أَبو حنيفة
أَنَّى أُتِيح له حِرْباء تَنْضُبةٍ ... لا يُرْسِلُ الساقَ إِلاَّ مُمْسِكاً ساقا
التهذيب أَبو عبيد ومن الأَشجار التَّنْضُبُ واحدتُها تَنْضُبَةٌ قال أَبو منصور هي شجرة ضَخْمة تُقطع منها العُمُد للأَخْبِيَةِ والتاء زائدة لأَنه ليس في الكلام فَعْلُل وفي الكلام تَفعُل مثل تَقْتُل وتَخْرُجُ قال الكميت إِذا حَنَّ بين القَوْم نَبْعٌ وتَنْضُبُ قال ابن سلمة النَّبعُ شجر القِسِيّ وتَنْضُبُ شجر تُتَّخَذ منه السِّهامُ

نطب
النَّواطِبُ خُروق تُجعل في مِبْزَلِ الشَّراب وفيما يُصَفَّى به الشيءُ فيُبْتَزَلُ منه ويَتَصَفَّى واحدتُه ناطبةٌ قال تَحلَّبَ من نَواطِبَ ذي ابْتِزالِ وخُروقُ المِصْفاةِ تُدْعَى النَّواطِبَ وأَنشد البيت أَيضاً ذِي نَواطِبَ وابْتِزال والمَنْطَبَةُ والمِنْطَبَةُ والمَنْطَبُ والمِنطَبُ المِصفاةُ ونَطَبه يَنْطُبُه نَطْباً ضَرَبَ أُذنه بأُصْبُعِه ويقال للرجل الأَحْمق مَنْطَبَةٌ وقول الجُعَيْدِ المُرادي نَحْنُ ضَرَبْناه على نِطابهِ قال ابن السكيت لم يفسره أَحد والأَعْرَفُ على تَطْيابه أَي ما كان فيه من الطِّيبِ وذلك أَنه كان مُعَرِّساً بامرأَة من مُرادٍ وقيل النِّطابُ هنا حَبْلُ العُنُق حكاه أَبو عَدْنان ولم يُسمع مِن غيره وقال ثعلب النِّطابُ الرأْس ابن الأَعرابي النِّطابُ حَبْلُ العاتِق وأَنشد
نحنُ ضَرَبْناهُ على نِطابِه ... قُلْنا بهِ قُلْنا به قُلْنا بهِ
قُلْنا به أَي قتَلْناه أَبو عمرو النَّطْبُ نَقْرُ الأُذُن يقال نَطَبَ أُذُنَه ونَقَرَ وبَلَّطَ بمعنًى واحد الأَزهري النَّطْمة النَّقْرةُ من الديك وغيره وهي النَّطْبة بالباءِ أَيضاً

نعب
نَعَبَ الغرابُ وغيره يَنْعَب ويَنْعِبُ نَعْباً ونَعِيباً ونُعاباً وتَنْعاباً ونَعَباناً صاحَ وصَوَّتَ وهو صَوْتُه وقيل مَدَّ عُنقَه وحَرَّك رأْسَه في صياحه وفي دُعاءِ داودَ على نبينا وعليه الصلاة والسلام يا رازِقَ النَّعَّابِ في عُشِّه النَّعَّابُ الغُراب قيل إِنَّ فَرْخَ الغُراب إِذا خَرَجَ من بَيْضِه يكون أَبيضَ كالشَّحْمة فإِذا رآهُ الغُراب أَنكره وتركه ولم يَزُقَّه فيسوقُ اللّه إِليه البَقَّ فيَقَعُ [ ص 765 ] عليه لزُهُومة ريحه فيَلْقُطُها ويَعيشُ بها إِلى أَن يَطْلُع ريشُه ويَسْوَدَّ فيُعاوِدَه أَبوه وأُمُّه وربما قالوا نَعَبَ الديك على الاستعارة قال الشاعر
وقَهْوَةٍ صَهْباءَ باكَرْتُها ... بجُهْمةٍ والديكُ لم يَنْعَبِ
ونَعَبَ المُؤَذِّنُ كذلك وأَنْعَبَ الرجلُ إِذا نَعَرَ في الفِتَنِ والنَّعِيبُ أَيضاً صَوْتُ الفرس والنَّعْبُ السيرُ السريع وفرس مِنْعَبٌ جَوادٌ يَمُدُّ عُنُقَه كما يَفعَل الغُرابُ وقيل المِنْعَبُ الذي يَسْطُو برأْسه ولا يكون في حُضْرِه مَزيدٌ والمِنْعَبُ الأَحْمَقُ المُصَوِّتُ قال امرؤُ القيس
فلِلسَّاقِ أُلْهُوبٌ وللسَّوْطِ دِرَّةٌ ... وللزَّجْرِ مِنه وَقْعُ أَهْوَجَ مِنْعَبِ
والنَّعْبُ من سير الإِبل وقيل النَّعْبُ أَن يُحَرِّكَ البعيرُ رأْسَه إِذا أَسرعَ وهو من سير النَّجائبِ يرفع رأْسه فيَنْعَبُ نَعَباناً ونَعَبَ البعيرُ يَنْعَبُ نَعْباً وهو ضَرْبٌ مِن السير وقيل مِن السُّرْعة كالنَّحْب وناقة ناعبةٌ ونَعُوبٌ ونَعَّابة ومِنْعَبٌ سريعة والجمع نُعُبٌ يقال إِنَّ النَّعْبَ تحَرُّكُ رأْسِها في المَشْيِ إِلى قُدَّام وريحٌ نَعْبٌ سريعةُ المَرِّ أَنشد ابن الأَعرابي
أَحْدَرْنَ واسْتَوَى بهنَّ السَّهْبُ ... وعارَضَتْهُنّ جَنُوبٌ نَعْبُ
ولم يفسر هو النَّعْبَ وإِنما فسره غيره إِما ثعلبٌ وإِما أَحدُ أَصحابه وبنو ناعِبٍ حَيٌّ وبنو ناعِبةَ بطنٌ منهم

نغب
نَغَبَ الإِنسانُ الرِّيقَ يَنْغَبُه ويَنْغُبه نَغْباً ابْتلعه ونَغَبَ الطائرُ يَنْغَبُ نَغْباً حَسا من الماءِ ولا يقال شَرِبَ الليث نَغَبَ الإِنسانُ يَنْغَبُ ويَنْغُب نَغْباً وهو الابْتِلاعُ للريق والماءِ نَغْبةً بعد نَغْبةٍ قال ابن السكيت نَغِبْتُ من الإِناءِ بالكسر نَغْباً أَي جَرَعْتُ منه جَرْعاً ونَغَبَ الإِنسانُ في الشُّرْب يَنْغُبُ نَغْباً جَرَعَ وكذلك الحمار والنَّغْبة والنُّغْبة بالضم الجَرْعة وجمعها نُغَبٌ قال ذو الرمة
حتى إِذا زلَجَتْ عن كلِّ حَنجَرَةٍ ... إِلى الغَليلِ ولم يَقْصَعْنَه نُغَبُ
وقيل النَّغْبة المَرَّة الواحدةُ والنُّغْبة الاسمُ كما فُرِقَ بين الجَرْعةِ والجُرْعة وسائِر أَخواتها بمثل هذا وقوله
فَبادَرَتْ شِرْبَها عَجْلى مُثابِرةً ... حتى اسْتَقَتْ دُونَ مَحْنى جِيدِها نُغَما
إِنما أَراد نُغَباً فأَبدل الميم من الباءِ لاقترابهما والنَّغْبة الجَوْعةُ وإِقْفارُ الحَيِّ وقولهم ما جُرِّبَتْ عليه نُغْبةٌ قَطُّ أَي فَعْلة قبيحةٌ

نقب
النَّقْبُ الثَّقْبُ في أَيِّ شيءٍ كان نَقَبه يَنْقُبه نَقْباً وشيءٌ نَقِيبٌ مَنْقُوب قال أَبو ذؤَيب
أَرِقْتُ لذِكْرِه مِنْ غيرِ نَوْبٍ ... كَما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ
يعني بالمَوْشِيِّ يَراعةً ونَقِبَ الجِلْدُ نَقَباً واسم تلك النَّقْبة نَقْبٌ أَيضاً ونَقِبَ البعيرُ بالكسر إِذا رَقَّتْ أَخْفافُه وأَنْقَبَ الرجلُ إِذا نَقِبَ بعيرُه وفي حديث عمر [ ص 766 ] رضي اللّه عنه أَتاه أَعرابيّ فقال إِني على ناقة دَبْراءَ عَجْفاءَ نَقْباءَ واسْتَحْمَله فظنه كاذباً فلم يَحْمِلْه فانطَلَقَ وهو يقول
أَقْسَمَ باللّهِ أَبو حَفْصٍ عُمَرْ ... ما مَسَّها من نَقَبٍ ولا دَبَرْ
أَراد بالنَّقَبِ ههنا رِقَّةَ الأَخْفافِ نَقِبَ البعيرُ يَنْقَبُ فهو نَقِبٌ وفي حديثه الآخر قال لامرأَةٍ حَاجَّةٍ أَنْقَبْتِ وأَدْبَرْتِ أَي نَقِبَ بعيرُك ودَبِرَ وفي حديث علي عليه السلام ولْيَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ والظَّالِع أَي يَرْفُقْ بهما ويجوز أَن يكون من الجَرَب وفي حديث أَبي موسى فنَقِبَتْ أَقْدامُنا أَي رَقَّتْ جُلودُها وتَنَفَّطَتْ من المَشْيِ ونَقِبَ الخُفُّ الملبوسُ نَقَباً تَخَرَّقَ وقيل حَفِيَ ونَقِبَ خُفُّ البعير نَقَباً إِذا حَفِيَ حتى يَتَخَرَّقَ فِرْسِنُه فهو نَقِبٌ وأَنْقَبَ كذلك قال كثير عزة
وقد أَزْجُرُ العَرْجاءَ أَنْقَبُ خُفُّها ... مَناسِمُها لا يَسْتَبِلُّ رَثِيمُها
أَراد ومَناسِمُها فحذف حرف العطف كما قال قَسَمَا الطَّارِفَ التَّلِيدَ ويروى أَنْقَبُ خُفِّها مَناسِمُها
والمَنْقَبُ من السُّرَّة قُدَّامُها حيث يُنْقَبُ البَطْنُ وكذلك هو من الفرس وقيل المَنْقَبُ السُّرَّةُ نَفْسُها قال النابغة الجعدي يصف الفرس
كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه ... إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ
لُطِمْنَ بتُرْسٍ شديد الصِّفَا ... قِ من خَشَبِ الجَوْز لم يُثْقَبِ
والمِنْقَبةُ التي يَنْقُب بها البَيْطارُ نادرٌ والبَيْطارُ يَنْقُبُ في بَطْنِ الدابة بالمِنْقَبِ في سُرَّته حتى يَسيل منه ماء أَصْفر ومنه قول الشاعر
كالسِّيدِ لم يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه ... ولم يَسِمْه ولم يَلْمِسْ له عَصَبا
ونَقَبَ البَيْطارُ سُرَّة الدابة وتلك الحديدةُ مِنْقَبٌ بالكسر والمكان مَنْقَبٌ بالفتح وأَنشد الجوهري لمُرَّة بن مَحْكَانَ
أَقَبّ لم يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه ... ولم يَدِجْهُ ولم يَغْمِزْ له عَصَبا
وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه أَنه اشْتَكَى عَيْنَه فكَرِهَ أَنْ يَنْقُبَها قال ابن الأَثير نَقْبُ العَيْنِ هو الذي تُسَمِّيه الأَطباءُ القَدْح وهو مُعالجةُ الماءِ الأَسْودِ الذي يَحْدُثُ في العين وأَصله أَن يَنْقُر البَيْطارُ حافر الدابة ليَخْرُجَ منه ما دَخل فيه والأَنْقابُ الآذانُ لا أَعْرِفُ لها واحداً قال القَطامِيُّ
كانتْ خُدُودُ هِجانِهِنَّ مُمالةً ... أَنْقابُهُنَّ إِلى حُداءِ السُّوَّقِ
ويروى أَنَقاً بِهنَّ أَي إِعْجاباً بِهنَّ التهذيب إِن عليه نُقْبةً أَي أَثَراً ونُقْبةُ كُلِّ شيءٍ أَثَرُه وهَيْأَتُهُ والنُّقْبُ والنُّقَبُ القِطَعُ المتفرّقَةُ من الجَرَب الواحدة نُقْبة وقيل هي أَوَّلُ ما يَبْدُو من الجَرَب قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّةِ
مُتَبَذِّلاً تَبدُو مَحاسِنُه ... يَضَعُ الهِناءَ مواضِعَ النُّقْبِ
وقيل النُّقْبُ الجَرَبُ عامّةً وبه فسر ثعلب قولَ أَبي محمدٍ الحَذْلَمِيِّ وتَكْشِفُ النُّقْبةَ عن لِثامِها [ ص 767 ] يقول تُبْرِئُ من الجَرَب وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لا يُعْدي شيءٌ شيئاً فقال أَعرابيٌّ يا رسول اللّه إِنَّ النُّقْبةَ تكون بِمِشْفَرِ البَعيرِ أَو بذَنَبِه في الإِبل العظيمة فتَجْرَبُ كُلُّها فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم فما أَعْدى الأَوّلَ ؟ قال الأَصمعي النُّقْبةُ هي أَوَّل جَرَبٍ يَبْدُو يقال للبعير به نُقْبة وجمعها نُقْبٌ بسكون القاف لأَنها تَنْقُبُ الجِلْد أَي تَخْرِقُه قال أَبو عبيد والنُّقْبةُ في غير هذا أَن تُؤْخذَ القِطْعةُ من الثوب قَدْرَ السَّراويلِ فتُجْعل لها حُجْزةٌ مَخِيطَةٌ من غير نَيْفَقٍ وتُشَدّ كما تُشَدُّ حُجْزةُ السراويل فإِذا كان لها نَيْفَقٌ وساقانِ فهي سراويل فإِذا لم يكن لها نَيْفَقٌ ولا ساقانِ ولا حُجْزة فهو النِّطاقُ ابن شميل النُّقْبَةُ أَوَّلُ بَدْءِ الجَرَب تَرَى الرُّقْعَة مثل الكَفِّ بجَنْبِ البَعير أَو وَرِكِه أَو بِمِشْفَره ثم تَتَمَشَّى فيه حتَّى تُشْرِيَه كله أَي تَمْلأَه قال أَبو النجم يصف فحلاً
فاسْوَدَّ من جُفْرتِه إِبْطاها ... كما طَلى النُّقْبةَ طالِياها
أَي اسْوَدَّ من العَرَق حينَ سال حتى كأَنه جَرِبَ ذلك الموضعُ فطُلِيَ بالقَطِرانِ فاسْوَدَّ من العَرَق والجُفْرةُ الوَسَطُ والناقِبةُ قُرْحة تَخْرُجُ بالجَنْب ابن سيده النُّقْب قرْحة تَخْرج في الجَنْب وتَهْجُمُ على الجوف ورأْسُها من داخل ونَقَبَتْه النَّكْبةُ تَنْقُبه نَقْباً أَصابته فبَلَغَتْ منه كنَكَبَتْه والناقبةُ داءٌ يأْخذ الإِنسانَ من طُول الضَّجْعة والنُّقْبة الصَّدَأُ وفي المحكم والنُّقْبة صَدَأُ السيفِ والنَّصْلِ قال لبيد
جُنُوءَ الهالِكِيِّ على يَدَيْهِ ... مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ
ويروى جُنُوحَ الهالِكِيِّ والنَّقْبُ والنُّقْبُ الطريقُ وقيل الطريقُ الضَّيِّقُ في الجَبل والجمع أَنْقابٌ ونِقابٌ أَنشد ثعلب لابن أَبي عاصية
تَطَاوَلَ لَيْلي بالعراقِ ولم يكن ... عَليَّ بأَنْقابِ الحجازِ يَطُولُ
وفي التهذيب في جمعه نِقَبةٌ قال ومثله الجُرْفُ وجَمْعُه جِرَفَةٌ والمَنْقَبُ والمَنْقَبةُ كالنَّقْبِ والمَنْقَبُ والنِّقابُ الطريق في الغَلْظِ قال
وتَراهُنَّ شُزَّباً كالسَّعالي ... يَتَطَلَّعْنَ من ثُغُورِ النِّقابِ
يكون جمعاً ويكون واحداً والمَنْقَبة الطريق الضيق بين دارَيْنِ لا يُسْتطاع سُلوكُه وفي الحديث لا شُفْعةَ في فَحْل ولا مَنْقَبةٍ فسَّروا المَنْقبةَ بالحائط وسيأْتي ذكر الفحل وفي رواية لا شُفْعةَ في فِناءٍ ولا طريقٍ ولا مَنْقَبة المَنْقَبةُ هي الطريق بين الدارين كأَنه نُقِبَ من هذه إِلى هذه وقيل هو الطريق التي تعلو أَنْشازَ الأَرض وفي الحديث إِنهم فَزِعُوا من الطاعون فقال أَرْجُو أَن لا يَطْلُع إِلينا نِقابَها قال ابن الأَثير هي جمع نَقْبٍ وهو الطريق بين الجبلين أَراد أَنه لا يَطْلُع إِلينا من طُرُق المدينة فأَضْمَر عن غير مذكور ومنه الحديث على أَنْقابِ المدينةِ ملائكة لا يَدْخُلُها الطاعُونُ ولا الدجالُ هو جمع قلة للنَّقْب [ ص 768 ] والنَّقْبُ أَن يجمع الفرسُ قوائمه في حُضْرِه ولا يَبْسُطَ يديه ويكون حُضْرُه وَثْباً والنَّقِيبةُ النَّفْسُ وقيل الطَّبيعَة وقيل الخَليقةُ والنَّقِيبةُ يُمْنُ الفِعْل ابن بُزُرْجَ ما لهم نَقِيبةٌ أَي نَفاذُ رَأْيٍ ورجل مَيْمونُ النَّقِيبة مباركُ النَّفْسِ مُظَفَّرٌ بما يُحاوِلُ قال ابن السكيت إِذا كان مَيْمونَ الأَمْرِ يَنْجَحُ فيما حاوَل ويَظْفَرُ وقال ثعلب إِذا كان مَيْمُون المَشُورة وفي حديث مَجْدِيِّ بن عمرو أَنه مَيْمُونُ النَّقِيبة أَي مُنْجَحُ الفِعَال مُظَفَّرُ المَطالب التهذيب في ترجمة عرك يقال فلان مَيْمُونُ العَريكَة والنَّقِيبة والنَّقِيمة والطَّبِيعَةِ بمعنًى واحد والمَنْقَبة كَرَمُ الفِعْل يقال إِنه لكريمُ المَناقِبِ من النَّجَدَاتِ وغيرها والمَنْقَبةُ ضِدُّ المَثْلَبَةِ وقال الليث النَّقِيبةُ من النُّوقِ المُؤْتَزِرَةُ بضَرْعِها عِظَماً وحُسْناً بَيِّنةُ النِّقابةِ قال أَبو منصور هذا تصحيف إِنما هي الثَّقِيبَةُ وهي الغَزيرَةُ من النُّوق بالثاءِ وقال ابن سيده ناقة نَقِيبةٌ عظيمةُ الضَّرْع والنُّقْبةُ ما أَحاطَ بالوجه من دَوائره قال ثعلب وقيل لامرأَة أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليك ؟ قالت الحَديدَةُ الرُّكْبةِ القَبيحةُ النُّقْبةِ الحاضِرَةُ الكِذْبةِ وقيل النُّقْبة اللَّوْنُ والوَجْهُ قال ذو الرمة يصف ثوراً
ولاحَ أَزْهَرُ مَشْهُورٌ بنُقْبَتهِ ... كأَنَّه حِينَ يَعْلُو عاقِراً لَهَبُ
قال ابن الأَعرابي فلانٌ مَيْمُونُ النَّقِيبة والنَّقِيمة أَي اللَّوْنِ ومنه سُمِّيَ نِقابُ المرأَةِ لأَنه يَسْتُر نِقابَها أَي لَوْنَها بلَوْنِ النِّقابِ والنُّقْبةُ خِرْقةٌ يجعل أَعلاها كالسراويل وأَسْفَلُها كالإِزار وقيل النُّقْبةُ مثل النِّطَاقِ إِلا أَنه مَخِيطُ الحُزَّة نَحْوُ السَّراويلِ وقيل هي سراويل بغير ساقَيْنِ الجوهري النُّقْبة ثَوْبٌ كالإِزار يجعل له حُجْزة مَخِيطةٌ من غير نَيْفَقٍ ويُشَدُّ كما يُشَدُّ السراويل ونَقَبَ الثوبَ يَنْقُبه جعله نُقْبة وفي الحديث أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها هي السراويلُ التي تكون لها حُجْزةٌ من غير نَيْفَقٍ فإِذا كان لها نَيْفَقٌ فهي سَراويلُ وفي حديث ابن عمر أَنَّ مَوْلاةَ امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ من كل شيءٍ لها وكلِّ ثوب عليها حتى نُقْبَتِها فلم يُنْكِرْ ذلك والنِّقابُ القِناع على مارِنِ الأَنْفِ والجمع نُقُبٌ وقد تَنَقَّبَتِ المرأَةُ وانْتَقَبَتْ وإِنها لَحَسَنة النِّقْبة بالكسر والنِّقابُ نِقابُ المرأَة التهذيب والنِّقابُ على وُجُوهٍ قال الفراء إِذا أَدْنَتِ المرأَةُ نِقابَها إِلى عَيْنها فتلك الوَصْوَصَةُ فإِن أَنْزَلَتْه دون ذلك إِلى المَحْجِرِ فهو النِّقابُ فإِن كان على طَرَفِ الأَنْفِ فهو اللِّفَامُ وقال أَبو زيد النِّقابُ على مارِنِ الأَنْفِ وفي حديث ابن سِيرِين النِّقاب مُحْدَثٌ أَراد أَنَّ النساءَ ما كُنَّ يَنْتَقِبْنَ أَي يَخْتَمِرْن قال أَبو عبيد ليس هذا وجهَ الحديث ولكن النِّقابُ عند العرب هو الذي يبدو منه مَحْجِرُ العين ومعناه أَنَّ إِبداءَهُنَّ المَحَاجِرَ مُحْدَثٌ إِنما كان النِّقابُ لاحِقاً بالعين وكانت تَبْدُو إِحدى العينين والأُخْرَى مستورة والنِّقابُ لا يبدو منه إِلا العينان وكان اسمه عندهم الوَصْوَصَةَ والبُرْقُعَ وكان من لباسِ النساءِ ثم أَحْدَثْنَ النِّقابَ بعدُ وقوله أَنشده سيبويه
بأَعْيُنٍ منها مَلِيحاتِ النُّقَبْ ... شَكْلِ التِّجارِ وحَلالِ المُكْتَسَبْ
يروى النُّقَبَ والنِّقَبَ رَوَى الأُولى سيبويه وروى الثانيةَ الرِّياشِيُّ فَمَن قال النُّقَب عَنَى [ ص 769 ] دوائرَ الوجه ومَن قال النِّقَب أَرادَ جمعَ نِقْبة مِن الانتِقاب بالنِّقاب والنِّقاب العالم بالأُمور ومن كلام الحجاج في مُناطَقَتِه للشَّعْبِيِّ إِن كان ابنُ عباس لنِقَاباً فما قال فيها ؟ وفي رواية إِن كان ابن عباس لمِنْقَباً النِّقابُ والمِنْقَبُ بالكسر والتخفيف الرجل العالم بالأَشياءِ الكثيرُ البَحْثِ عنها والتَّنْقِيبِ عليها أَي ما كان إِلا نِقاباً قال أَبو عبيد النِّقابُ هو الرجل العَلاَّمة وقال غيره هو الرَّجُل العالمُ بالأَشياءِ المُبَحِّث عنها الفَطِنُ الشَّديدُ الدُّخُولِ فيها قال أَوْسُ بن حَجَر يَمْدَحُ رجلاً
نَجِيحٌ جَوادٌ أَخُو مَأْقَطٍ ... نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائِبِ
وهذا البيت ذكره الجوهري كريم جواد قال ابن بري الرواية نَجِيحٌ مَلِيحٌ أَخو مأْقِطٍ قال وإِنما غيره من غيره لأَنه زعم أَن الملاحة التي هي حُسْن الخَلْق ليست بموضع للمدح في الرجال إِذ كانت المَلاحة لا تجري مجرى الفضائل الحقيقية وإِنما المَلِيحُ هنا هو المُسْتَشْفَى برأْيه على ما حكي عن أَبي عمرو قال ومنه قولهم قريشٌ مِلْح الناسِ أَي يُسْتَشْفَى بهم وقال غيره المَلِيحُ في بيت أَوْسٍ يُرادُ به المُسْتَطابُ مُجالَسَتُه ونَقَّبَ في الأَرض ذَهَبَ وفي التنزيل العزيز فَنَقَّبُوا في البلاد هل من مَحِيصٍ ؟ قال الفَرَّاء قرأَه القُراء فَنَقَّبوا ( 1 )
( 1 قوله « قرأه الفراء إلخ » ذكر ثلاث قراءات نقبوا بفتح القاف مشددة ومخففة وبكسرها مشددة وفي التكملة رابعة وهي قراءة مقاتل بن سليمان فنقبوا بكسر القاف مخففة أي ساروا في الانقاب حتى لزمهم الوصف به ) مُشَدَّداً يقول خَرَقُوا البلادَ فساروا فيها طَلَباً للمَهْرَبِ فهل كان لهم محيصٌ من الموت ؟ قال ومن قرأَ فَنَقِّبوا بكسر القاف فإِنه كالوعيد أَي اذْهَبُوا في البلاد وجِيئُوا وقال الزجاج فنَقِّبُوا طَوِّفُوا وفَتِّشُوا قال وقرأَ الحسن فنَقَبُوا بالتخفيف قال امرؤ القيس
وقد نَقَّبْتُ في الآفاقِ حتى ... رَضِيتُ من السَّلامةِ بالإِيابِ
أَي ضَرَبْتُ في البلادِ أَقْبَلْتُ وأَدْبَرْتُ ابن الأَعرابي أَنْقَبَ الرجلُ إِذا سار في البلاد وأَنْقَبَ إِذا صار حاجِباً وأَنْقَبَ إِذا صار نَقِيباً ونَقَّبَ عن الأَخْبار وغيرها بَحَثَ وقيل نَقَّبَ عن الأَخْبار أَخْبر بها وفي الحديث إِني لم أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عن قلوب الناسِ أَي أُفَتِّشَ وأَكْشِفَ والنَّقِيبُ عَريفُ القوم والجمعُ نُقَباءُ والنَّقيب العَريفُ وهو شاهدُ القوم وضَمِينُهم ونَقَبَ عليهم يَنْقُبُ نِقابةً عَرَف وفي التنزيل العزيز وبَعَثْنا منهم اثْنَيْ عَشر نَقِيباً قال أَبو إِسحق النَّقِيبُ في اللغةِ كالأَمِينِ والكَفِيلِ
( يتبع )

( ( ) تابع 1 ) نقب النَّقْبُ الثَّقْبُ في أَيِّ شيءٍ كان نَقَبه يَنْقُبه نَقْباً ويقال نَقَبَ الرجلُ على القَومِ يَنْقُبُ نِقابةً مثل كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابةً فهو نَقِيبٌ وما كان الرجلُ نَقِيباً ولقد نَقُبَ قال الفراء إِذا أَردتَ أَنه لم يكن نَقِيباً ففَعَل قلت نَقُبَ بالضم نَقابة بالفتح قال سيبويه النقابة بالكسر الاسم وبالفتح المصدر مثل الوِلاية والوَلاية وفي حديث عُبادة بن الصامت وكان من النُّقباءِ جمع نَقِيبٍ وهو كالعَرِيف على القوم المُقَدَّم عليهم الذي يَتَعَرَّف أَخْبَارَهم ويُنَقِّبُ عن أَحوالهم أَي يُفَتِّشُ وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم قد جَعلَ ليلةَ العَقَبَةِ كلَّ واحد من الجماعة الذين [ ص 770 ] 111111 بايعوه بها نَقيباً على قومه وجماعته ليأْخُذوا عليهم الإِسلامَ ويُعَرِّفُوهم شَرائطَه وكانوا اثني عشر نَقيباً كلهم من الأَنصار وكان عُبادة بن الصامت منهم وقيل النَّقِيبُ الرئيسُ الأَكْبَرُ وقولهم في فلانٍ مَنَاقِب جميلةٌ أَي أَخْلاقٌ وهو حَسَنُ النَّقِيبةِ أَي جميلُ الخليقة وإِنما قيل للنَّقِيب نَقيبٌ لأَنه يعلم دخيلةَ أَمرِ القوم ويعرف مَناقبهم وهو الطريقُ إِلى معرفة أُمورهم قال وهذا الباب كلُّه أَصلُه التأْثِيرُ الذي له عُمْقٌ ودُخُولٌ ومن ذلك يقال نَقَبْتُ الحائط أَي بَلغت في النَّقْب آخرَه ويقال كَلْبٌ نَقِيبٌ وهو أَن يَنْقُبَ حَنْجَرَةَ الكلبِ أَو غَلْصَمَتَه ليَضْعُفَ صوتُه ولا يَرْتَفِع صوتُ نُباحِه وإِنما يفعل ذلك البُخلاء من العرب لئلا يَطْرُقَهم ضَيْفٌ باستماع نُباح الكلاب والنِّقَابُ البطنُ يقال في المَثل في الاثنين يَتَشَابَهانِ فَرْخَانِ في نِقابٍ والنَّقِيبُ المِزْمارُ وناقَبْتُ فلاناً إِذا لَقِيتَه فَجْأَةً ولَقِيتُه نِقاباً أَي مُواجَهة ومررت على طريق فَناقَبَني فيه فلانٌ نِقاباً أَي لَقِيَني على غير ميعاد ولا اعتماد وورَدَ الماءَ نِقاباً مثل التِقاطاً إِذا ورَد عليه من غير أَن يَشْعُرَ به قبل ذلك وقيل ورد عليه من غير طلب ونَقْبٌ موضع قال سُلَيْكُ بنُ السُّلَكَة وهُنَّ عِجَالٌ من نُباكٍ ومن نَقْبِ

نكب
نَكَبَ عن الشيءِ وعن الطريق يَنْكُب نَكْباً ونُكُوباً ونَكِبَ نَكَباً ونَكَّبَ وتَنَكَّبَ عَدَلَ قال
إِذا ما كنتَ مُلْتَمِساً أَيامَى ... فَنَكِّبْ كلَّ مُحْتِرةٍ صَناعِ
وقال رجل من الأَعراب وقد كَبِرَ وكان في داخل بيته ومَرَّتْ سَحابةٌ كيفَ تَراها يا بُنَيَّ ؟ قال أَراها قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ نَكَّبَتْ عَدَلَتْ وأَنشد الفارسي
هما إِبلانِ فيهما ما عَلِمْتُمُ ... فَعَنْ أَيِّها ما شِئْتُمُ فتَنَكَّبُوا
عدَّاه بعن لأَن فيه معنى اعْدلوا وتباعَدُوا وما زائدة قال الأَزهري وسمعت العرب تقول نَكَبَ فلانٌ عن الصواب يَنْكُبُ نُكُوباً إِذا عَدَل عنه ونَكَّبَ عن الصواب تنكيباً ونَكَّبَ غيرَه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه قال لِهُنَيّ مولاه نَكِّبْ عنا ابن أُمّ عَبدٍ أَي نَحِّه عنا وتَنَكَّبَ فلانٌ عنا تَنَكُّباً أَي مال عنا الجوهري نَكَّبه تَنْكيباً أَي عَدَل عنه واعتزله وتَنَكَّبَه أَي تَجَنَّبَه ونَكَّبَه الطريقَ ونَكَّبَ به عَدَلَ وطريقٌ يَنْكُوبٌ على غير قَصْدٍ والنَّكَبُ بالتحريك المَيَلُ في الشيءِ وفي التهذيب شِبْهُ مَيَل في المَشْي وأَنشد عن الحَقِّ أَنْكَبُ أَي مائلٌ عنه وإِنه لَمِنْكابٌ عن الحَقِّ وقامةٌ نَكْبَاءُ مائلة وقِيَمٌ نُكْبٌ والقامةُ البَكْرَةُ وفي حديث حَجَّة الوداع فقال بأُصْبُعه السَّبَّابة يَرْفَعُها إِلى السماءِ ويَنْكُبُها إِلى الناس أَي يُميلُها إِليهم يريد بذلك أَن يُشْهِدَ اللّهَ عليهم يقال نَكَبْتُ الإِناءَ نَكْباً ونَكَّبْتُه تَنْكيباً إِذا أَماله وكَبَّه وفي حديث الزكاة نَكِّبُوا عن الطَّعام يُريد [ ص 771 ] الأَكُولةَ وذواتِ اللبن ونحوَهما أَي أَعْرِضُوا عنها ولا تأْخذوها في الزكاة ودَعُوها لأَهلها فيقال فيه نَكَبَ ونَكَّبَ وفي حديث آخر نَكِّبْ عن ذات الدَّرِّ وفي الحديث الآخر قال لوَحْشِيٍّ تَنَكَّبْ عن وَجْهي أَي تَنَحَّ وأَعْرِضْ عني والنَّكْبَاءُ كلُّ ريحٍ وقيل كلُّ ريح من الرياح الأَربع انْحَرَفَتْ ووقَعَتْ بين ريحين وهي تُهلِكُ المالَ وتحْبِسُ القَطْرَ وقد نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً وقال أَبو زيد النَّكْبَاءُ التي لا يُخْتَلَفُ فيها هي التي تَهُبُّ بين الصَّبَا والشَّمَال والجِرْبِيَاءُ التي بينَ الجَنُوب والصَّبَا وحكى ثعلبٌ عن ابن الأَعرابي أَنَّ النُّكْبَ من الرياح أَربعٌ فنَكْبَاءُ الصَّبا والجَنُوبِ مِهْيَافٌ مِلْوَاحٌ مِيباسٌ للبَقْلِ وهي التي تجيءُ بين الريحين قال الجوهري تسمى الأَزْيَبَ ونَكْبَاءُ الصَّبا والشَّمَال مِعْجَاجٌ مِصْرَاد لا مَطَر فيها ولا خَيْرَ عندها وتسمى الصَّابِيةَ وتسمى أَيضاً النُّكَيْبَاءَ وإِنما صَغَّروها وهم يريدون تكبيرها لأَنهم يَسْتَبْرِدُونها جِدّاً ونَكْبَاءُ الشَّمَال والدَّبُور قَرَّةٌ وربما كان فيها مطر قليل وتسمى الجِرْبِياءَ وهي نَيِّحَةُ الأَزْيَبِ ونَكْبَاءُ الجَنُوبِ والدَّبُور حارَّة مِهْيافٌ وتسمى الهَيْفَ وهي نَيِّحَةُ النُّكَيْبَاءِ لأَن العرب تُناوِحُ بين هذه النُّكْبِ كما ناوحُوا بين القُوم من الرياحِ وقد نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً ودَبور نَكْبٌ نَكْباءُ الجوهري والنَّكْباءُ الريح الناكبة التي تَنْكُبُ عن مَهَابِّ الرياحِ القُومِ والدَّبُور ريح من رياح القَيْظِ لا تكون إِلا فيه وهي مِهْيَافٌ والجَنوبُ تَهُبُّ كلَّ وقت وقال ابنُ كِناسَةَ تَخرج النَّكْباءُ ما بين مَطْلَعِ الذِّراع إِلى القُطْب وهو مَطْلَع الكَواكب الشامية وجعَلَ ما بين القُطْبِ إِلى مَسْقَطِ الذراع مَخْرَجَ الشَّمال وهو مَسْقَطُ كل نجم طَلَعَ من مَخْرج النَّكْباءِ من اليمانية واليمانية لا ينزل فيها شمس ولا قمر إِنما يُهْتَدَى بها في البر والبحر فهي شامية قال شمر لكل ريح من الرياح الأَربع نَكْباءُ تُنْسَبُ إِليها فالنَّكْباءُ التي تنسب إِلى الصَّبا هي التي بينها وبين الشمال وهي تشبهها في اللِّينِ ولها أَحياناً عُرامٌ وهو قليل إِنما يكون في الدهر مرة والنَّكْباءُ التي تنسب إِلى الشَّمال وهي التي بينها وبين الدَّبُور وهي تُشْبِهها في البَرْد ويقال لهذه الشَّمال الشامِيَّةُ كلُّ واحدة منها عند العرب شامية والنَّكْباءُ التي تنسب إِلى الدَّبُور هي التي بينها وبين الجَنُوب تجيءُ من مغيب سُهَيْل وهي تُشْبِه الدَّبور في شِدَّتها وعَجاجِها والنَّكْباءُ التي تنسب إِلى الجَنوب هي التي بينها وبين الصَّبا وهي أَشْبَهُ الرِّياح بها في رقتها وفي لينها في الشتاءِ وبعير أَنْكَبُ يَمْشي مُتَنَكِّباً والأَنْكَبُ من الإِبل كأَنما يَمشي في شِقٍّ وأَنشد أَنْكَبُ زَيَّافٌ وما فيه نَكَبْ ومَنْكِبا كلِّ شيءٍ مُجْتَمَعُ عَظْمِ العَضُدِ والكتِفِ وحَبْلُ العاتِق من الإِنسانِ والطائرِ وكلِّ شيءٍ ابن سيده المَنْكِبُ من الإِنسان وغيره مُجْتَمَعُ رأْسِ الكَتِفِ والعَضُدِ مذكر لا غير حكى ذلك اللحياني قال سيبويه هو اسم للعُضْو ليس على المصدر ولا المكان لأَن فِعْلَه نَكَبَ يَنكُبُ يعني أَنه لو كان عليه لقال مَنْكَبٌ قال ولا يُحْمَل على باب مَطْلِع لأَنه نادر أَعني بابَ مَطْلِع ورجل شديدُ المَناكِبِ قال اللحياني هو من الواحد الذي يُفَرَّقُ فيجعل جميعاً قال والعرب تفعل هذا كثيراً وقياسُ قول سيبويه أَن [ ص 772 ] يكونوا ذهبوا في ذلك إِلى تعظيم العضو كأَنهم جعلوا كل طائفة منه مَنْكِباً ونَكِبَ فلانٌ يَنْكَبُ نَكَباً إِذا اشْتَكى مَنْكِبَهُ وفي حديث ابن عمر خِيارُكم أَلْيَنُكُمْ مَناكِبَ في الصلاة أَراد لزُومَ السكينة في الصلاة وقيل أَراد أَن لا يَمْتَنِعَ على من يجيءُ ليدخل في الصف لضيق المكان بل يُمَكِّنُه من ذلك وانْتَكَبَ الرجلُ كِنانَتَهُ وقَوْسَه وتَنَكَّبها أَلْقاها على مَنْكِبِه وفي الحديث كان إِذا خَطَبَ بالمُصَلَّى تَنَكَّبَ على قَوْسٍ أَو عَصاً أَي اتَّكأَ عليها وأَصله مِن تَنَكَّبَ القوسَ وانْتَكَبها إِذا عَلَّقها في مَنْكبه والنَّكَبُ بفتح النون والكاف داءٌ يأْخذ الإِبلَ في مَناكبها فَتَظْلَعُ منه وتمشي مُنْحَرِفةً ابن سيده والنَّكَبُ ظَلَعٌ يأْخذ البعيرَ من وَجَع في مَنْكِبه نَكِبَ البعيرُ بالكسر يَنْكَبُ نَكَباً وهو أَنْكَبُ قال يَبْغِي فيُرْدِي وخَدانَ الأَنْكَبِ الجوهري قال العَدَبَّسُ لا يكون النَّكَبُ إِلا في الكَتِفِ وقال رجلٌ من فَقْعَسٍ
فهَلاَّ أَعَدُّوني لمِثْلي تَفاقَدُوا ... إِذا الخَصْمُ أَبْزى مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ
قال وهو من صِفَةِ المُتَطاوِل الجائرِ ومَناكِب الأَرضِ جبالُها وقيل طُرُقها وقيل جَوانِبُها وفي التنزيل العزيز فامْشُوا في مَناكِبها قال الفراء يريد في جوانبها وقال الزجاج معناه في جبالها وقيل في طُرُقها قال الأَزهري وأَشبَهُ التفسير واللّه أَعلم تفسير من قال في جبالها لأَن قوله هو الذي جَعَل لكم الأَرضَ ذَلُولاً معناه سَهَّلَ لَكم السُّلوكَ فيها فأَمكنكم السلوك في جبالها فهو أَبلغ في التذليل والمَنْكِبُ من الأَرض الموضعُ المرتفع وفي جَناح الطائرِ عِشْرُونَ ريشةً أَوَّلُها القَوادِمُ ثم المَناكِبُ ثم الخَوافي ثم الأَباهِرُ ثم الكُلى قال ابن سيده ولا أَعْرِفُ للمَناكب من الريش واحداً غير أَن قياسه أَن يكون مَنْكِباً غيره والمَناكِبُ في جَناحِ الطائر أَربعٌ بعد القَوادِم ونَكَبَ على قومه يَنْكُبُ نِكابَةً ونُكوباً الأَخيرة عن اللحياني إِذا كان مَنْكِباً لهم يعتمدون عليه وفي المحكم عَرَفَ عليهم قال والمَنْكِبُ العَرِيفُ وقيل عَوْنُ العَريفِ وقال الليث مَنْكِبُ القوم رأْسُ العُرَفاءِ على كذا وكذا عريفاً مَنْكِبٌ ويقال له النِّكابةُ في قومه وفي حديث النَّخَعِيِّ كان يَتَوَسَّطُ العُرَفاءَ والمَناكِب قال ابن الأَثير المَناكِبُ قومٌ دون العُرَفاءِ واحدُهم مَنْكِبٌ وقيل المَنْكِبُ رأْسُ العُرفاءِ والنِّكابةُ كالعِرافَةِ والنِّقابة ونَكَبَ الإِناءَ يَنْكُبُه نَكْباً هَراقَ ما فيه ولا يكون إِلاَّ من شيءٍ غير سَيّالٍ كالتراب ونحوه ونَكَبَ كِنانَتَه يَنْكُبُها نَكْباً نَثَرَ ما فيها وقيل إِذا كَبَّها ليُخْرِجَ ما فيها من السِّهام وفي حديث سَعْدٍ قال يوم الشُّورَى إِني نَكَبْتُ قرَني ( 1 )
( 1 قوله « اني نكبت قرني » القرن بالتحريك جعبة صغيرة تقرن الى الكبيرة والفالج السهم الفائز في النضال والمعنى اني نظرت في الآراء وقلبتها فاخترت الرأي الصائب منها وهو الرضى بحكم عبدالرحمن ) فأَخَذْتُ سَهْمِي الفالِجَ أَي كَبَبْتُ كِنانَتي وفي حديث الحجاج أَن أَمير المؤْمنين نَكَبَ كنانَتَه فَعَجَم عِيدانَها والنَّكْبَةُ المُصيبةُ من مَصائب الدهر وإِحْدى [ ص 773 ] نَكَباتِه نعوذ باللّه منها والنَّكْبُ كالنَّكْبَة قال قَيْسُ بن ذُرَيْح
تَشَمَّمْنَه لو يَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَه ... إِذا سُفْنَهُ يَزْدَدْنَ نَكْباً على نَكْبِ
وجمعه نُكُوبٌ ونَكَبه الدهرُ يَنْكُبه نَكْباً ونَكَباً بلغ منه وأَصابه بنَكْبةٍ ويقال نَكَبَتْهُ حوادثُ الدَّهْر وأَصابَتْه نَكْبَةٌ ونَكَباتٌ ونُكُوبٌ كثيرة ونُكِبَ فلانٌ فهو مَنْكُوبٌ ونَكَبَتْه الحجارةُ نَكْباً أَي لَثَمَتْه والنَّكْبُ أَن يَنْكُبَ الحجرُ ظُفْراً أَو حافراً أَو مَنْسِماً يقال مَنْسِمٌ مَنْكوبٌ ونَكِيبٌ قال لبيد
وتَصُكُّ المَرْوَ لمَّا هَجَّرَتْ ... بِنَكِيبٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ
الجوهري النَّكِيبُ دائرةُ الحافِر والخُفِّ وأَنشد بيت لبيد ونَكَبَ الحَجرُ رِجْلَهُ وظُفْره فهو مَنْكُوبٌ ونَكِيبٌ أَصابه ويقال ليس دونَ هذا الأَمر نَكْبة ولا ذُياحٌ قال ابن سيده حكاه ابن الأَعرابي ثم فسره فقال النَّكْبةُ أَن يَنْكُبه الحَجَرُ والذُّياحُ شَقٌّ في باطن القَدَم وفي حديث قُدوم المُسْتَضْعَفين بمكة فجاؤُوا يَسُوقُ بهم الوليدُ بن الوليد وسار ثلاثاً على قَدَمَيْه وقد نَكَبَتْه الحَرَّةُ أَي نالته حجارتُها وأَصابته ومنه النَّكْبةُ وهو ما يُصيبُ الإِنسان من الحَوادث وفي الحديث أَنه نُكِبَتْ إِصبَعُه أَي نالتها الحجارة ورجلٌ أَنْكَبُ لا قَوْسَ معه ويَنْكُوبٌ ماءٌ معروفٌ عن كراع

نهب
النَّهْبُ الغَنيمة وفي الحديث فأُتِيَ بنَهْبٍ أَي بغَنيمة والجمع نِهابٌ ونُهُوبٌ وفي شعر العباس بنِ مرداس
كانتْ نِهاباً تَلافَيْتُها ... بِكَرِّي على المُهرِ بالأَجرَعِ
والانْتِهابُ أَن يأْخُذَه مَنْ شاءَ والإِنْهاب إِباحَتُه لمن شاءَ ونَهَبَ النَّهْبَ يَنْهَبُه نَهْباً وانْتَهَبَه أَخذه وأَنْهَبَه غَيرَه عَرَّضَه له يقالُ أَنْهَبَ الرجلُ مالَه فانْتَهبوه ونَهَبُوه وناهَبُوه كلُّه بمعنًى ونَهَبَ الناسُ ( 1 )
( 1 قوله « ونهب الناس إلخ » مثله ناهب الناس فلاناً كما في التكملة ) فلاناً إِذا تَناولوه بكلامهم وكذلك الكلبُ إِذا أَخَذَ بعُرْقُوبِ الإِنسان يقال لا تَدَعْ كلْبَك يَنْهَبِ الناسَ والنُّهْبَة والنُّهْبَى والنُّهَيْبَى والنُّهَّيْبَى كلُّه اسمُ الانْتِهاب والنَّهْبِ وقال اللحياني النَّهْبُ ما انْتَهَبْتَ والنُّهْبةُ والنُّهْبى اسمُ الانْتِهابِ وفي الحديث لا يَنتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ الناسُ إِليها أَبصارَهم وهو مؤْمِنٌ النَّهْبُ الغارةُ والسَّلْبُ أَي لا يَخْتَلِسُ شيئاً له قيمةٌ عاليةٌ وكان للفِزْرِ بَنُونَ يَرْعَوْنَ مِعْزاه فتَواكلُوا يوماً أَي أَبَوْا أَنْ يَسْرَحُوها قال فساقَها فأَخْرَجَها ثم قال للناس هي النُّهَّيْبَى وروي بالتخفيف أَي لا يَحِلُّ لأَحدٍ أَن يأْخُذَ منها أَكثر من واحدٍ ومنه المَثَلُ لا يَجْتَمِعُ ذلك حتى تجْتَمِعَ مِعْزَى الفِزْر وفي الحديث أَنه نُثِرَ شيءٌ في إِمْلاكٍ فلم يأْخُذُوه فقال ما لكم لا تَنْتَهِبُون ؟ قالوا أَوَليس قد نَهَيْتَ عن النُّهْبى ؟ قال إِنما نَهَيْتُ عن نُهْبى العساكِر فانْتَهِبُوا قال ابن الأَثير النُّهْبَى بمعنى النَّهْبِ كالنُّحْلى والنُّحْلِ للعَطِيَّةِ قال [ ص 774 ] وقد يكون اسمَ ما يُنْهَبُ كالعُمْرَى والرُّقْبى وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه أَحْرَزْتُ نَهْبي وأَبْتَغِي النوافلَ أَي قَضَيْتُ ما عَليَّ من الوِتْر قبل أَنْ أَنامَ لئلا يَفُوتَني فإِن انْتَبَهْتُ تَنَفَّلْتُ بالصلاة قال والنَّهْبُ ههنا بمعنى المَنْهوبِ تَسميةً بالمصدر وفي شعر العباس بن مِرْداسٍ
أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْ ... دِ بينَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ ؟
عُبَيْدٌ مصغَّر اسم فرسه وتَناهَبَتِ الإِبلُ الأَرضَ أَخَذَتْ بقَوائمها منها أَخْذاً كثيراً والمُناهَبَةُ المُباراةُ في الحُضْرِ والجَرْيِ فرسٌ يُناهِبُ فرساً وتَناهَبَ الفَرسانِ ناهَبَ كلُّ واحدٍ منهما صاحِبَه وقال الشاعر ناهَبْتُهم بنَيْطَلٍ جَرُوفِ وفرسٌ مِنْهَبٌ ( 1 )
( 1 قوله « وفرس منهب » أي كمنبر فائق في العدو ) على طَرْحِ الزائد أَو على أَنه نُوهِبَ فَنَهَبَ قال العجاج يصف عَيراً وأُتُنَه وإِن تُناهِبْه تَجِدْهُ مِنْهَبا ومِنْهَبٌ فرسُ عُوَيَّة بنِ سَلْمى وانْتَهَبَ الفرسُ الشَّوْطَ اسْتَوْلَى عليه ويقال للفَرَسِ الجَوادِ إِنه لَيَنْهَبُ الغايةَ والشَّوطَ قال ذو الرمة والخَرْقُ دُونَ بَناتِ السَّهْبِ مُنْتَهَبُ يعني في التَّباري بين الظَّلِيم والنَّعامة وفي النوادر النَّهْبُ ضَرْبٌ من الرَّكْضِ والنَّهْبُ الغارة ( 2 )
( 2 قوله « والنهب الغارة » واسم موضع أيضاً والنهبان مثناه جبلان بتهامة والنهيب كأمير موضع كما في التكملة ) ومِنْهَبٌ أَبو قبيلة

نوب
نابَ الأَمْرُ نَوْباً ونَوبةً نزَلَ ونابَتْهم نَوائبُ الدَّهْر وفي حديث خَيْبَر قسَمها نِصْفَينِ نِصْفاً لنَوائِبِه وحاجاتِه ونِصفاً بين المسلمين النَّوائِبُ جمع نائبةٍ وهي ما يَنُوبُ الإِنسانَ أَي يَنْزِلُ به من المُهمَّات والحَوادِثِ والنَّائِبَةُ المُصيبةُ واحدةُ نوائبِ الدَّهْر والنائبة النازلةُ وهي النَّوائِبُ والنُّوَبُ الأَخيرةُ نادرة قال ابن جني مَجِيءُ فَعْلةٍ على فُعَلٍ يُرِيكَ كأَنها إِنما جاءَتْ عندهم من فُعْلَة فكأَنَّ نَوْبَةً نُوبَةٌ وإِنما ذلك لأَن الواو مما سبيله أَن يأْتي تابعاً للضمة قال وهذا يؤَكد عندك ضعف حروف اللين الثلاثة وكذلك القولُ في دَوْلَةٍ وجَوبةٍ وكلٌّ منهما مذكور في موضعه ويقال أَصبَحْتَ لا نَوْبةَ لك أَي لا قُوَّة لك وكذلك ترَكْتُه لا نَوْبَ له أَي لا قُوَّةَ له النضر يقال للمَطَرِ الجَوْد مُنِيبٌ وأَصابنا رَبيعٌ صِدْقٌ مُنِيبٌ حَسَنٌ وهو دون الجَوْدِ ونِعْمَ المَطَرُ هذا إِن كان له تابعةٌ أَي مَطْرةٌ تَتْبَعه ونابَ عني فلانٌ يَنُوبُ نَوْباً ومَناباً أَي قام مقامي ونابَ عَني في هذا الأَمْرِ نيابةً إِذا قام مقامَك والنَّوْب اسم لجمع نائبٍ مثلُ زائرٍ وزَوْرٍ وقيل هو جمع والنَّوْبةُ الجماعةُ من الناس وقوله أَنشده ثعلب
انْقَطَع الرِّشاءُ وانحَلَّ الثَّوْبْ ... وجاءَ من بَناتِ وَطَّاءِ النَّوْبْ
قال ابن سيده يجوز أَن يكون النَّوْبُ فيه من الجمع الذي لا يُفارق واحدَه إِلاَّ بالهاءِ وأَن يكون جمعَ نائبٍ كزائرٍ وزَوْرٍ على ما تَقَدَّم ابن شميل يقال للقوم في السَّفَر يَتَناوبونَ [ ص 775 ] ويَتَنازَلُونَ ويَتَطاعَمُون أَي يأْكلون عند هذا نُزْلةً وعند هذا نُزْلةً والنُّزْلةُ الطعامُ يَصْنَعه لهم حتى يشبعوا يقال كان اليومَ على فلان نُزْلَتُنا وأَكلْنا عنده نُزْلَتَنا وكذلك النَّوْبة والتَّناوُبُ على كل واحدٍ منهم نَوْبةٌ يَنُوبُها أَي طعامُ يومٍ وجمعُ النَّوْبةِ نُوَبٌ والنَّوْبُ ما كان منك مَسيرةَ يومٍ وليلةٍ وأَصله في الوِرْدِ قال لبيد
إِحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بها ... لم تُمْسِ نَوْباً مِني ولا قَرَبا
وقيل ما كان على ثلاثة أَيام وقيل ما كان على فَرسخين أَو ثلاثة وقيل النَّوْبُ بالفتح القُرْب خِلافُ البُعْد قال أَبو ذؤَيب
أَرِقْتُ لذكْرِهِ من غَير نَوْبٍ ... كما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ
أَراد بالمَوْشِيِّ الزَّمَّارةَ مِن القَصَبِ المُثَقَّبِ ابن الأَعرابي النَّوْبُ القَرَبُ ( 1 )
( 1 قوله « ابن الأعرابي النوب القرب إلخ » هكذا بالأصل وهي عبارة التهذيب وليس معنا من هذه المادة شيء منه فانظره فإنه يظهر أن فيه سقطاً من شعر أو غيره ) يَنُوبُها يعهَدُ إِليها ينالها قال والقَرَبُ والنَّوْبُ واحدٌ وقال أَبو عمرو القَرَبُ أَن يأْتيَها في ثلاثة أَيام مرَّة ابن الأَعرابي والنَّوْبُ أَن يَطرُدَ الإِبلَ باكِراً إِلى الماءِ فيُمْسي على الماءِ يَنْتابُه والحُمَّى النائبةُ التي تأْتي كلَّ يوم ونُبْتُه نَوْباً وانْتَبْتُه أَتيتُه على نَوْب وانْتابَ الرجلُ القومَ انْتياباً إِذا قصَدَهم وأَتاهم مَرَّةً بعد مَرَّة وهو يَنتابُهم وهو افْتِعال من النَّوبة وفي حديث الدعاءِ يا أَرْحَمَ مَن انْتابه المُسْتَرحِمُون وفي حديث صلاة الجمعة كان الناسُ يَنْتابونَ الجمعة من مَنازِلهم ومنه الحديث احْتاطُوا لأَهْلِ الأَمْوالِ في النَّائبة والواطِئَةِ أَي الأَضْيافِ الذين يَنُوبونهم ويَنْزلون بهم ومنه قول أُسامةَ الهُذَليّ
أَقَبُّ طَريدٌ بِنُزْهِ الفَلا ... ةِ لا يَرِدُ الماءَ إِلاَّ انْتِيابا
ويروى ائتيابا وهو افْتِعال من آبَ يَؤُوبُ إِذا أَتى ليلاً قال ابن بري هو يصف حمارَ وَحْشٍ والأَقَبُّ الضَّامِرُ البَطْنِ ونُزْهُ الفَلاةِ ما تَباعَدَ منها عن الماءِ والأَرْياف والنُّوبةُ بالضم الاسم من قولك نابه أَمْرٌ وانْتابه أَي أَصابه ويقال المَنايا تَتَناوبُنا أَي تأْتي كُلاًّ مِنَّا لنَوْبَتِه والنَّوبة الفُرْصة والدَّوْلة والجمع نُوَبٌ نادر وتَناوَبَ القومُ الماءَ تَقاسَمُوه على المَقْلةِ وهي حَصاة القَسْم التهذيب وتَناوَبْنا الخَطْبَ والأَمرَ نَتَناوَبه إِذا قُمنا به نَوبةً بعد نَوبة الجوهري النَّوبةُ واحدةُ النُّوَبِ تقول جاءتْ نَوْبَتُكَ ونِيابَتُك وهم يَتَناوبون النَّوبة فيما بينهم في الماءِ وغيره ونابَ الشيءُ عن الشيءِ يَنُوبُ قام مَقامه وأَنَبْتُه أَنا عنه وناوَبه عاقَبه ونابَ فلانٌ إِلى اللّه تعالى وأَنابَ إِليه إِنابةً فهو مُنِيبٌ أَقْبَلَ وتابَ ورجَع إِلى الطاعة وقيل نابَ لَزِمَ الطاعة وأَنابَ تابَ ورجَعَ وفي حديث الدعاءِ وإِليك أَنَبْتُ الإِنابةُ الرجوعُ إِلى اللّه بالتَّوبة وفي التنزيل العزيز مُنِيبين إِليه أَي راجعين إِلى ما أَمَرَ به غير خارجين عن شيءٍ من أَمرِه وقوله عز وجل وأَنِيبُوا إِلى ربكم وأَسْلِمُوا له أَي تُوبوا إِليه وارْجِعُوا وقيل إِنها نزلتْ في قوم فُتِنُوا في دِينِهم وعُذِّبُوا بمكة فرجَعُوا عن الإِسلام فقيل إِنَّ هؤُلاء لا يُغْفَرُ لهم بعد رُجوعهم عن الإِسلام فأَعْلم اللّهُ عز وجل [ ص 776 ] أَنهم إِن تابوا وأَسلموا غَفَرَ لهم والنُّوبُ والنُّوبةُ أَيضاً جِيلٌ من السُّودانِ الواحد نُوبيّ والنُّوبُ النَّحْلُ وهو جمعُ نائبٍ مثل عائطٍ وعُوطٍ وفارهٍ وفُرْه لأَنها تَرْعى وتَنُوبُ إِلى مكانها قال الأَصمعي هو من النُّوبةِ التي تَنُوبُ الناسَ لوقت معروفٍ وقال أَبو ذؤيب
إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها ... وحالفَها في بَيْت نُوبٍ عَواسِلِ
قال أَبو عبيدة سميتْ نوباً لأَنها تَضْرِبُ إِلى السَّواد وقال أَبو عبيد سميت به لأَنها تَرْعَى ثم تَنُوبُ إِلى موضِعها فمَن جعلها مُشَبَّهةً بالنُّوبِ لأَنها تَضْرِبُ إِلى السَّواد فلا واحد لها ومَن سماها بذلك لأَنها تَرْعى ثم تَنُوبُ فواحدُها نائبٌ شَبَّه ذلك بنَوبةِ الناسِ والرجوعِ لوَقتٍ مَرَّةً بعد مرَّة والنُّوبُ جمع نائبٍ من النحل لأَنها تعود إِلى خَلِيَّتها وقيل الدَّبْرُ تسمى نُوباً لسوادِها شُبِّهَتْ بالنُّوبةِ وهم جِنْس من السُّودانِ والمَنابُ الطريقُ إِلى الماءِ ونائِبٌ اسمُ رجل

نيب
النَّابُ مذكر ( 1 )
( 1 قوله « الناب مذكر » مثله في التهذيب والمصباح )
من الأَسنانِ ابن سيده النَّابُ هي السِّنُّ التي خلف الرَّباعِيَةِ وهي أُنثى قال سيبويه أَمالوا ناباً في حَدِّ الرفع تشبيهاً له بأَلِف رَمَى لأَنها منقلبة عن ياءٍ وهو نادر يعني أَن الأَلِف المنقلبة عن الياءِ والواو إِنما تمال إِذا كانت لاماً وذلك في الأَفعال خاصة وما جاء من هذا في الاسم كالمَكا نادر وأَشذُّ منه ما كانت أَلفه منقلبة عن ياء عيناً والجمع أَنْيُبٌ عن اللحياني وأَنْيابٌ ونُيُوبٌ وأَناييبُ الأَخيرة عن سيبويه جمعُ الجمع كأَبْياتٍ وأَبايِيتَ ورجل أَنْيَبُ غَليظُ النابِ لا يَضْغَمُ شيئاً إِلاَّ كَسَرَه عن ثعلب وأَنشد
فَقُلْتُ تَعَلَّمْ أَنَّني غيرُ نائمٍ ... إِلى مُسْتَقِلٍّ بالخِيانَةِ أَنْيَبا
ونُيُوبٌ نُيَّبٌ على المُبالغة قال
مَجُوبةٌ جَوْبَ الرَّحَى لم تُثْقَبِ ... تَعَضُّ منها بالنُّيُوبِ النُّيَّبِ
ونِبْتُه أَصَبْتُ نابه واستعار بعضُهم الأَنْيابَ للشَّرِّ وأَنشد ثعلب
أَفِرُّ حِذارَ الشَّرِّ والشَّرُّ تارِكي ... وأَطْعُنُ في أَنْيابِه وهو كالِحُ
والنَّابُ والنَّيُوبُ الناقةُ المُسِنَّة سَمَّوْها بذلك حين طال نابُها وعَظُم مؤَنثة أَيضاً وهو مما سُمِّي فيه الكُلُّ باسم الجُزْءِ وتصغيرُ النَّابِ من الإِبل نُيَيْبٌ بغير هاء وهذا على نحو قولهم للمرأَة ما أَنتِ إِلاَّ بُطَيْنٌ وللمهزولة إِبْرةُ الكَعْبِ وإِشْفَى المِرْفَقِ والنَّيُوبُ كالنَّابِ وجمعهما معاً أَنْيابٌ ونُيُوبٌ ونِيبٌ فذهب سيبويه إِلى أَن نِيباً جمعُ نابٍ وقال بَنَوها على فُعْل كما بَنَوا الدارَ على فُعْل كراهية نُيُوبٍ لأَنها ضمة في ياءٍ وقبلها ضمة وبعدها واو فكرهوا ذلك وقالوا فيها أَيضاً أَنْيابٌ كقَدَم وأَقْدامٍ هذا قوله قال ابن سيده والذي عندي أَنَّ أَنْياباً جمع نابٍ على ما فعلت في هذا النحو كقَدَمٍ وأَقْدامٍ وأَن نِيباً جمع نَيُوب كما حكى هو عن يونس أَن من العرب من يقول صِيدٌ وبِيضٌ في جمع صَيُود وبَيُوض على من قال رُسْل وهي التميميَّة ويقوّي مذهب سيبويه أَن نِيباً لو كانت جمع نَيُوبٍ لكانتْ خَليقةً بِنُيُب كما قالوا في [ ص 777 ] صَيُود صُيُد وفي بَيُوض بُيُض لأَنهم لا يكرهون في الياءِ من هذا الضرب كما يكرهون في الواو لخفَّتها وثقل الواو فإِن لم يقولوا نُيُب دليلٌ على أَن نِيباً جمعُ نابٍ كما ذهب إِليه سيبويه وكلا المذهبين قياسٌ إِذا صحت نَيُوب وإِلاَّ فنِيبٌ جمع نابٍ كما ذهب إِليه سيبويه قياساً على دُورٍ ونابه يَنِيبُه أَي أَصابَ نابه ونَيَّبَ سَهْمَه أَي عَجمَ عُودَه وأَثَّرَ فيه بنابه والنَّابُ المُسِنَّة من النُّوق وفي الحديث لهم من الصَّدَقةِ الثِّلْبُ والنَّابُ وفي الحديث أَنه قال لقَيْسِ بن عاصمٍ كيفَ أَنْتَ عِنْدَ القِرَى ؟ قال أُلْصِقُ بالنَّاب الفانيةِ والجمع النِّيبُ وفي المثل لا أَفْعَلُ ذلك ما حَنَّتِ النِّيبُ قال مَنْظُورُ ابنُ مَرْثَدٍ الفَقْعَسِيُّ
حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ ... فما تَكادُ نِيبُها تُوَلِّي
أَي تَرْجِعُ من الضَّعْفِ وهو فُعْلٌ مِثْلُ أَسَدٍ وأُسْدٍ وإِنما كَسروا النون لتسلم الياءُ ومنه حديث عمر أَعْطاهُ ثلاثةَ أَنيابٍ جَزائر والتصغير نُيَيْبٌ يقال سُمِّيَتْ لطول نابِها فهو كالصفة فلذلك لم تَلْحقه الهاء لأَن الهاءَ لا تَلحقُ تصغير الصفات تقول منه نَيَّبَتِ الناقةُ أَي صارت هَرِمَةً ولا يقال للجمل نابٌ قال سيبويه ومن العرب من يقول في تصغير نابٍ نُوَيْبٌ فيجيءُ بالواو لأَن هذه الأَلف يكثر انقلابُها من الواوات وقال ابن السراج هذا غلط منه قال ابن بري ظاهر هذا اللفظ أَن ابن السراج غلَّط سيبويه فيما حكاه قال وليس الأَمر كذلك وإِنما قوله وهو غَلَطٌ منه من تتمة كلام سيبويه إِلاَّ أَنه قال منهم وغَيَّره ابن السراج فقال منه فإِن سيبويه قال وهذا غلط منهم أَي من العرب الذين يقولونه كذلك وقول ابن السراج غَلَطٌ منه هو بمعنى غلط من قائله وهو من كلام سيبويه ليس من كلام ابن السراج وقال اللحياني النَّابُ من الإِبل مؤَنثة لا غير وقد نَيَّبَتْ وهي مُنَيِّبٌ وفي حديث زيد بن ثابتٍ أَن ذِئْباً نَيَّبَ في شاة فذَبَحُوها بمَرْوَة أَي أَنْشَبَ أَنْيابَه فيها والنَّابُ السِّنُّ التي خلف الرَّباعِية ونابُ القوم سيدُهم والنَّابُ سيدُ القوم وكبيرهم وأَنشد أَبو بكر قولَ جَمِيلٍ
رَمَى اللّهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى ... وفي الغُرِّ من أَنْيابِها بالقَوادِحِ
قال أَنْيابُها ساداتُها أَي رَمَى اللّهُ بالهلاك والفساد في أَنيابِ قَومِها وساداتِها إِذ حالوا بينها وبين زيارتي وقوله رَمَى اللّهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنةَ بالقَذَى كقولك سُبحانَ اللّهِ ما أَحْسَنَ عَيْنَها ونحوٌ منه قاتَله اللّهُ ما أَشْجَعه وهَوَتْ أُمُّه ما أَرْجَلَه وقالت الكِنْدِيَّة تَرْثي إِخْوَتَها
هَوَتْ أُمُّهُمْ ما ذامُهُمْ يَوْمَ صُرِّعُوا ... بنَيْسانَ من أَنْيابِ مَجْدٍ تَصَرَّمَا
ويقال فلانٌ جَبَلٌ من الجِبالِ إِذا كان عزيزاً وعِزُّ فلانٍ يُزاحِمُ الجِبالَ وأَنشد
أَلِلبأْسِ أَمْ لِلْجُودِ أَمْ لمُقاوِمٍ ... من العِزِّ يَزْحَمْنَ الجِبالَ الرَّواسِيا ؟
ونَيَّبَ النَّبْتُ وتَنَيَّبَ خرجتْ أَرومَتُه وكذلك الشَّيْبُ قال ابن سيده وأُراه على التَّشْبيه بالنَّابِ قال مُضَرِّسٌ [ ص 778 ]
فقالت أَما يَنْهاكَ عن تَبَع الصِّبا ... مَعالِيكَ والشَّيْبُ الذي قد تَنَيَّبا ؟

هبب
ابن سيده هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِيباً ثارَتْ وهاجَتْ وقال ابن دريد هَبَّتْ هَبّاً وليس بالعالي في اللغة يعني أَن المعروف إِنما هو الهُبُوبُ والهَبيبُ وأَهَبَّها اللّهُ الجوهري الهَبُوبةُ الريح التي تُثِير الغَبَرة وكذلك الهَبُوبُ والهَبيبُ تقول من أَين هَبَبْتَ يا فلان ؟ كأَنك قلت من أَين جِئْتَ ؟ من أَينَ انْتَبَهْتَ لنا ؟ وهَبَّ من نَومه يَهُبُّ هَبّاً وهُبُوباً انْتَبه أَنشد ثعلب
فحَيَّتْ فحَيَّاها فهَبَّ فحَلَّقَتْ ... مَعَ النَّجْم رُؤْيا في المَنام كَذُوبُ
وأَهَبَّه نَبَّهَه وأَهْبَبْتُه أَنا وفي حديث ابن عمر فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ أَي قامَت الإِبلُ للسَّير هو من هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَيْقَظَ وهَبَّ فلانٌ يَفْعَل كذا كما تقول طَفِقَ يَفْعَلُ كذا وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبَّةً وهَبّاً اهْتَزَّ الأَخيرةُ عن أَبي زيد وأَهَبَّه هَزَّه عن اللحياني الأَزهري السيفُ يَهُبُّ إِذا هُزَّ هَبَّةً الجوهري هَزَزْتُ السيفَ والرُّمْحَ فهَبَّ هَبَّةً وهَبَّتُه هِزَّتُه ومَضاؤُه في الضَّريبة وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبّاً وهَبَّةً وهِبَّةً إِذا قطَعَ وحكى اللحياني اتَّقِ هَبَّةَ السيفِ وهِبَّتَه وسَيْفٌ ذو هَبَّةٍ أَي مَضاءٍ في الضريبة قال
جَلا القَطْرُ عن أَطْلالِ سَلْمى كأَنما ... جَلا القَيْنُ عن ذِي هَبَّةٍ داثِرَ الغِمْدِ
وإِنه لذو هَبَّةٍ إِذا كانت له وَقْعة شديدة شمر هَبَّ السيفُ وأَهْبَبْتُ السيفَ إِذا هَزَزْته فاهْتَبَّه وهَبَّه أَي قَطَعَه وهَبَّتِ الناقةُ في سَيرِها تَهِبُّ هِباباً أَسْرَعَتْ والهِبابُ النَّشاطُ ما كان وحكى اللحياني هَبَّ البعيرُ مِثْلَه أَي نَشِطَ قال لبيد
فلها هِبابٌ في الزِّمامِ كأَنها ... صَهْباءُ راحَ مع الجَنُوبِ جَهامُها
وكلُّ سائرٍ يَهِبُّ بالكسر هَبّاً وهُبُوباً وهِباباً نَشِطَ يونس يقال هَبَّ فلانٌ حِيناً ثم قَدِمَ أَي غابَ دَهْراً ثم قَدِمَ وأَينَ هَبِبْتَ عَنَّا ( 1 )
( 1 قوله « وأين هببت عنا » ضبطه في التكملة بكسر العين وكذا المجد ) ؟ أَي أَينَ غِبْتَ عَنَّا ؟ أَبو زيد غَنِينا بذلك هَِبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً قال الأَزهري وكأَن الذي رُوِيَ ليُونُسَ أَصلُه من هِبَّة الدَّهْرِ الجوهري يقال عِشْنا بذلك هِبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً كما يقال سَبَّةً والهِبَّةُ أَيضاً الساعةُ تَبْقَى من السَّحَر وروى النَّضْرُ بن شُمَيْل بإِسناده في حديث رواه عن رَغْبانَ قال لقد رأَيتُ أَصحابَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَهُبُّونَ إِليهما كما يَهُبُّونَ إِلى المكتوبة يعني الركعتين قبل المغرب أَي يَنْهَضُونَ إِليهما والهِبابُ النَّشاطُ قال النَّضْرُ قوله يَهُبُّون أَي يَسْعَوْنَ وقال ابن الأَعرابي هُبَّ إِذا نُبِّه ( 2 )
( 2 قوله « هب إذا نبه » أي بالضم وهب بالفتح إذا انهزم كما ضبط في التهذيب وصرح به في التكملة ) وهَبَّ إِذا انْهَزَمَ والهِبَّةُ بالكسر هِيَاجُ الفَحْل وهَبَّ التَّيْسُ يَهُِبُّ هَبّاً وهِباباً وهَبِيباً وهَبْهَبَ هاجَ ونَبَّ للسِّفاد وقيل الهَبْهَبَةُ صَوْتُه عند السِّفادِ ابن سيده وهَبَّ الفَحْلُ من الإِبلِ وغيرها يَهُبُّ هِباباً وهَبِيباً واهْتَبَّ [ ص 779 ] أَراد السِّفادَ وفي الحديث أَنه قال لامرأَة رِفاعةَ لا حتى تَذُوقي عُسَيْلَتَه قالت فإِنه يا رسول اللّه قد جاءَني هَبَّةً أَي مَرَّةً واحدةً من هِبابِ الفَحْل وهو سِفادُه وقيل أَرادتْ بالهَبَّةِ الوَقْعَةَ من قولهم احْذَرْ هَبَّةَ السيف أَي وَقْعَتَه وفي بعض الحديث هَبَّ التَّيْسُ أَي هاجَ للسِّفادِ وهو مِهْبابٌ ومِهْبَبٌ وهَبْهَبْتُه دَعَوْتُه ( 1 )
( 1 قوله « وهبهبته دعوته » هذه عبارة الصحاح وقال في التكملة صوابه وهبهبت به دعوته ثم قال والهباب الهباء أي كسحاب فيهما ) ليَنْزُوَ فتَهَبْهَبَ تَزَعْزَعَ وإِنه لحَسَن الهِبَّةِ يُرادُ به الحالُ والهِبَّةُ القِطْعة من الثوب والهِبَّة الخِرْقة
ويقال لِقِطَع الثَّوْبِ هِبَبٌ مثل عِنَب قال أَبو زُبَيْدٍ
غَذاهُما بدِماءِ القَوْمِ إِذْ شَدَنا ... فما يَزالُ لوَصْلَيْ راكِبٍ يَضَعُ
على جَناجِنِه مِن ثَوْبه هِبَبٌ ... وفيه من صائكٍ مُسْتَكْرَهٍ دُفَعُ
يَصِفُ أَسَداً أَتى لشِبْلَيْه بوَصْلَيْ راكبٍ والوَصْلُ كلُّ مَفْصِلٍ تامٍّ مثل مَفْصِل العَجُز من الظَّهْر والهاءُ في جَناجِنِه تَعُودُ على الأَسد والهاءُ في قوله من ثوبه تعود على الراكب الذي فَرَسَه وأَخَذَ وَصْلَيْه ويَضَعُ يَعْدو والصائك اللاَّصِقُ وثَوْبٌ هَبايِبُ وخَبايِبُ بلا همز فيهما إِذا كان مُتَقَطِّعاً وتَهَبَّبَ الثوبُ بَلي وثَوْبٌ هِبَبٌ وأَهْبابٌ مُخَرَّقٌ وقد تَهَبَّبَ وهَببه خَرَّقَه عن ابن الأَعرابي وأَنشد
كأَنَّ في قمِيصِه المُهَبَّبِ ... أَشْهَبَ من ماءِ الحديدِ الأَشْهَبِ
وهَبَّ النجمُ طَلَع والهَبْهابُ اسمٌ من أَسماءِ السَّراب ابن سيده الهَبْهابُ السَّرابُ وهَبْهَبَ السَّرابُ هَبْهَبةً إِذا تَرَقْرَقَ والهَبْهابُ الصَّيَّاحُ والهَبْهَبُ والهَبْهَبِيُّ الجمل السريع قال الراجز قد وَصَلْنا هَوْجَلاً بهَوْجَلِ بالهَبْهَبِيَّاتِ العِتاقِ الزُّمَّلِ والاسْمُ الهَبْهَبةُ وناقةٌ هَبْهَبيَّةٌ سريعةٌ خَفيفةٌ قال ابن أَحْمر
تَماثِيلَ قِرْطاسٍ على هَبْهَبيَّةٍ ... نَضا الكُورُ عن لَحْمٍ لها مُتَخَدِّدِ
أَراد بالتماثيل كُتُباً يَكْتُبُونَها وفي الحديث إِن في جهنم وادياً يقال له هَبْهَبٌ يَسْكُنُه الجَبَّارُون الهَبْهَبُ السَّريعُ وهَبْهَبَ السَّرابُ إِذا تَرَقْرَقَ والهَبْهَبِيُّ تَيْسُ الغَنَم وقيل راعيها قال
كأَنه هَبْهَبيٌّ نامَ عنْ غَنَمٍ ... مُسْتَأْوِرٌ في سَوادِ الليلِ مَذْؤُوبُ
والهَبْهَبيُّ الحَسَنُ الحُداءِ وهو أَيضاً الحَسَنُ الخِدْمَةِ وكلُّ مُحْسِنِ مهْنةٍ هَبْهَبيٌّ وخَصَّ بعضُهم به الطَّبَّاخَ والشَّوَّاءَ والهَبْهابُ لُعْبة لصِبيانِ العِراقِ وفي التهذيب ولُعْبةٌ لصِبْيانِ الأَعْرابِ يُسَمُّونَها الهَبْهابَ وقوله أَنشده ثعلب
يَقُودُ بها دليلَ القَوْمِ نَجْمٌ ... كعَيْنِ الكَلْبِ في هُبَّى قِباعِ
قال هُبَّى من هُبُوب الريح وقال كعَيْن الكلب لأَنه لا يَقْدرُ أَن يَفْتَحَها قال ابن سيده كذا وقع في نوادر ثعلب قال والصحيح [ ص 780 ] هُبًّى قِباع من الهَبْوةِ وهو مذكور في موضعه وهَبْهَبَ إِذا زَجَرَ وهَبْهَبَ إِذا ذَبَح وهَبْهَبَ إِذا انْتَبَه ابن الأَعرابي الهَبْهَبيُّ القَصَّابُ وكذلك الفَغْفَغِيُّ قال الأَخطل
على أَنَّها تَهْدي المَطِيَّ إِذا عَوَى ... من الليل مَمْشُوقُ الذراعَيْنِ هَبْهَبُ
أَراد به الخَفيفَ من الذئاب

هدب
الهُدْبة والهُدُبةُ الشَّعَرةُ النَّابِتةُ على شُفْر العَيْن والجمع هُدْبٌ وهُدُبٌ قال سيبويه ولا يُكسَّرُ لقلة فُعُلة في كلامهم وجمع الهُدْبِ والهُدُبِ أَهْدابٌ والهَدَبُ كالهُدْب واحدته هَدَبَةٌ الليث ورجل أَهْدَبُ طويلُ أَشْفارِ العين النابت كثيرُها قال الأَزهري كأَنه أَراد بأَشفار العين الشعرَ النابتَ على حروف الأَجْفانِ وهو غَلَط إِنما شُفْرُ العين مَنْبِتُ الهُدْبِ من حَرْفَي الجَفْنِ وجمعه أَشْفارٌ الصحاح الأَهْدَبُ الكثير أَشْفار العين وفي صفته صلى اللّه عليه وسلم كان أَهْدَبَ الأَشْفار وفي رواية هَدِبَ الأَشفار أَي طَويلَ شَعَر الأَجْفان وفي حديث زياد طَويلُ العُنُق أَهْدَبُ وهَدِبَتِ العَيْنُ هَدَباً وهي هَدْباءُ طالَ هُدْبُها وكذلك أُذُنٌ هَدْباءُ ولِحْيةٌ هَدْباءُ ونَسْرٌ أَهْدَبُ سابِغُ الرِّيشِ وفي الحديث ما من مُؤْمن يَمْرَضُ إِلا حَطَّ اللّهُ هُدْبةً من خَطاياه أَي قِطْعةً وطائفةً ومنه هُدْبةُ الثوبِ وهُدْبُ الثوب خَمْلُه والواحدُ كالواحدِ في اللغتين وهَيْدَبُه كذلك واحدتُه هَيْدَبةٌ وفي الحديث كأَني أَنْظُرُ إِلى هُدَّابِها هُدْبُ الثوب وهُدْبَتُه وهُدَّابُه طَرَفُ الثوبِ مما يَلي طُرَّتَه وفي حديث امرأَةِ رِفاعةَ أَنَّ ما معه مثلُ هُدْبةِ الثوب أَرادت مَتاعَه وأَنه رِخْوٌ مثل طَرَفِ الثَّوبِ لا يُغْني عنها شيئاً الجوهري والهُدْبة الخَمْلَة وضم الدال لغة والهَيْدَبُ السحاب الذي يَتَدَلَّى ويدنو مِثلَ هُدْب القَطِيفةِ وقيل هَيْدَبُ السحابِ ذَيْلُه وقيل هو أَن تَراه يَتَسَلْسَلُ في وَجْهه للوَدْقِ يَنْصَبُّ كأَنه خُيُوطٌ مُتَّصِلة الجوهري هَيْدَبُ السَّحابِ ما تَهَدَّبَ منه إِذا أَرادَ الوَدْقَ كأَنه خُيُوطٌ وقال عَبيدُ بنُ الأَبْرَص
دَانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُه ... يَكادُ يَدْفَعُه مَن قام بالرَّاحِ
قال ابن بري البيتُ يُروى لعَبيد بن الأَبْرص ويُروى لأَوْسِ بن حَجَر يَصِفُ سَحاباً كَثيرَ المَطَر والمُسِفُّ الذي قد أَسَفَّ على الأَرْضِ أَي دَنا منها والهَيْدَبُ سَحابٌ يَقْرُبُ من الأَرض كأَنه مُتَدَلٍّ يكادُ يُمْسِكُه من قام براحته الليث وكذلك هَيْدَبُ الدَّمْعِ وأَنشد
بِدَمْعٍ ذي حَزازاتٍ ... على الخَدَّيْنِ ذي هَيْدَبْ
وقوله
أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهْداً كَعْثَبا ... أَذاكَ أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً هَيدَبا ؟
قال ابن سيده لم يُفَسِّرْ ثعلب هَيْدَباً إِنما فَسَّرَ هَيداً فقال هو الكثِيرُ ولِبْدٌ أَهْدَبُ طالَ زِئْبِرُهُ الليث يقال للِّبْد ونحوه إِذا طال زِئْبرُه أَهْدَبُ وأَنشد عن ذِي دَرانِيكَ ولِبْدٍ أَهْدَبا [ ص 781 ] الدُّرْنُوكُ المِنْديلُ وفرس هَدِبٌ طَويلُ شَعَر النَّاصِيَةِ وهَدَبُ الشَّجَرةِ طُولُ أَغْصانِها وتَدَلِّيها وقد هَدِبَتْ هَدَباً فهي هَدْباءُ والهُدَّابُ والهَدَبُ أَغْصانُ الأَرْطَى ونحوه مما لا وَرَقَ له واحدَتُه هَدَبَةٌ والجمع أَهْدابٌ والهَدَبُ من وَرَقِ الشجَر ما لم يكنْ له عَيْرٌ نحوُ الأَثْلِ والطَّرْفاءِ والسَّرْو والسَّمُر قال الأَزهري يقال هُدْبٌ وهَدَبٌ لوَرَقِ السَّرْو والأَرْطَى وما لا عَيرَ له الجوهري الهَدَبُ بالتحريك كلُّ وَرَق ليس له عَرْضٌ كَوَرَق الأَثْلِ والسَّرْوِ والأَرْطَى والطَّرْفاءِ وكذلك الهُدَّابُ قال عُبَيْدُ بن زَيْدٍ العَبَّادي يصف ظَبْياً في كناسه
في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه ... من عَلُ الشَّفَّانَ هُدَّابُ الفَنَنْ
الشَّفَّان البَرَدُ وهو منصوب بإِسقاط حرف الجرِّ أَي يَسْتُرُه هُدَّابُ الفَنَن من الشَّفَّان وفي حديث وَفْدِ مَذْحِج إِن لنا هُدَّابَها الهُدَّابُ وَرَقُ الأَرْطَى وكلُّ ما لم يَنْبَسِطْ وَرَقُه وهُدَّابُ النَّخْل سَعَفُه ابن سيده الهُدَّابُ اسم يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ وهَدَبَ الأَرْطَى قال العجاج يصف ثوراً وَحْشِيّاً
وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنه فَجَفا ... بسَلْهَبَيْنِ فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفا
والواحدةُ هُدَّابةٌ وهُدْبةٌ قال الشاعر مَناكِبُه أَمثالُ هُدْبِ الدَّرانِكِ ويقال هُدْبةُ الثوبِ والأَرْطَى وهُدْبُه قال ذو الرمة أَعْلى ثَوْبِه هُدَبُ وقال أَبو حنيفة الهَدَبُ من النبات ما ليس بورق إِلا أَنه يقوم مقام الوَرَق وأَهْدَبَتْ أَغْصانُ الشَّجرة وهَدِبَتْ فهي هَدْباءُ تَهَدَّلَتْ من نَعْمَتِها واسْتَرْسَلَتْ قال أَبو حنيفة وليس هذا من هَدَبِ الأَرْطَى ونحوه والهَدَبُ مصدر الأَهْدَب والهَدْباءِ وقد هَدِبَتْ هَدَباً إِذا تَدَلَّتْ أَغْصانُها من حَوالَيْها وفي حديث المُغِيرة له أُذُنٌ هَدْباءُ أَي مُتَدَلِّية مُسْتَرْخِيَة وهَدَبَ الشيءَ إِذا قَطَعَه وهَدَّبَ الثمرةَ تَهْديباً واهْتَدَبَها جَناها وفي حديث خَبَّابٍ ومنَّا مَن أَيْنَعَتْ له ثَمَرتُه فهو يَهْدِبُها معنى يَهْدِبُها أَي يَجْنِيها ويَقْطِفُها كما يَهْدِبُ الرجلُ هَدَبَ الغَضا والأَرْطى قال الأَزهري والعَبَلُ مثلُ الهَدَب سواءً وهَدَبَ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً احْتَلَبَها والهَدْبُ جَزْمٌ ضَرْبٌ من الحَلَبِ يقال هَدَبَ الحالبُ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً إِذا حَلَبَها روى الأَزهري ذلك عن ابن السكيت وقول أَبي ذؤَيب
يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصَّحْراءِ فائِرُه ... كأَنَّه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ
قال ابن سيده قيل فيه الأَهْدابُ الأَكْتافُ قال ولا أَعْرِفُه الأَزهري أَهْدَبَ الشجرُ إِذا خَرَجَ هُدْبُهُ وقد هَدَبَ الهَدَبَ يَهْدِبُه إِذا أَخَذَه من شَجره قال ذو الرمة على جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ والهَيْدَبُ ثَدْيُ المرأَة ورَكَبُها إِذا كان مُسْتَرْخِياً لا انْتِصابَ له شُبِّهَ بهَيْدَبِ السَّحابِ وهو ما تَدَلى من أَسافله إِلى الأَرض قال ولم أَسمع الهَيْدَبَ في صفة الودْق المُتَّصِل [ ص 782 ] ولا في نَعْتِ الدَّمْعِ والبيتُ الذي احْتَجَّ به الليث مَصْنُوع لا حُجَّة به وبيتُ عَبيدٍ يَدُلُّ على أَنَّ الهَيْدَبَ من نَعْتِ السَّحابِ وهو قوله دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه والهَيْدَبُ والهُدُبُّ من الرجال العَيِيُّ الثَّقيلُ وقيل الأَحْمَقُ وقيل الهَيْدَبُ الضعيف الأَزهري الهَيْدَبُ العَبامُ من الأَقْوام الفَدْمُ الثَّقِيلُ وأَنشد لأَوْسِ بنِ حَجَر شاهداً على العَبامِ العَيِيِّ الثَّقيل
وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ من ... الأَقْوامِ سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعا
قال الهَيْدَبُ من الرجال الجافي الثقيلُ الكثير الشَّعَر وقيل الهَيْدَبُ الذي عليه أَهْدابٌ تَذَبْذَبُ من بِجادٍ أَو غيره كأَنها هَيْدَبٌ من سَحاب والهَيْدَبى ضَرْبٌ من مَشْي الخَيْل والهُدْبةُ والهُدَبةُ الأَخيرَةُ عن كراع طُوَيئِرٌ أَغْبَرٌ يُشْبِه الهامَة إِلا أَنه أَصْغَرُ منها وهُدْبَةُ اسم رَجُل وابنُ الهَيْدَبى من شُعَراء العرب وهَيْدَبٌ فرسُ عَبْدِ عَمْرو بنِ راشِدٍ وهِنْدَبٌ وهِنْدَبا وهِنْدَباة بَقْلَةٌ وقال أَبو زيد الهِنْدِبا بكسر الدال يمدّ ويقصر

هذب
التَّهْذيبُ كالتَّنْقِيةِ هَذَبَ الشيءَ يَهْذِبُه هَذْباً وهَذَّبه نَقَّاه وأَخْلصه وقيل أَصْلَحه وقال أَبو حنيفة التَّهْذيبُ في القِدْحِ العَملُ الثاني والتَّشْذيبُ الأَوَّل وهو مذكور في موضعه والمُهَذَّبُ من الرجال المُخَلَّصُ النَّقِيُّ من العُيوب ورجل مُهَذَّبٌ أَي مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ وأَصلُ التهذيبِ تَنْقِيةُ الحَنْظَل من شَحْمِه ومُعالجَةُ حَبِّه حتى تَذْهَبَ مَرَارَتُه ويَطيبَ لآكله ومنه قول أَوْسٍ
أَلم تَرَيا إِذ جئْتُما أَنَّ لَحْمَها ... به طَعْمُ شَرْيٍ لم يُهَذَّبْ وحَنْظَلِ
ويقال ما في مَوَدَّته هَذَبٌ أَي صَفاءٌ وخُلُوصٌ قال الكميت
مَعْدِنُك الجَوهَرُ المُهَذَّبُ ذو ... الإِبْرِيزِ بَخٍّ ما فَوْقَ ذا هَذَبُ
وهَذَبَ النَّخْلَةَ نَقَّى عنها اللِّيفَ وهَذَبَ الشيءُ يَهْذِبُ هَذْباً سالَ وقول ذي الرمة
دِيارٌ عَفَتْها بَعْدَنا كلُّ ديمةٍ ... دَرُورٍ وأُخْرى تُهْذِبُ الماءَ ساجِرُ
قال الأَزهري يقال أَهْذَبَتِ السحابةُ ماءَها إِذا أَسالته بسُرْعة والإِهذابُ والتَّهذيبُ الإِسراعُ في الطَّيَران والعَدْوِ والكلام قال امرؤُ القيس وللزَّجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ وأَهْذَبَ الإِنسانُ في مَشْيِهِ والفَرسُ في عَدْوِه والطائرُ في طَيَرانِه أَسْرَعَ وقولُ أَبي العِيالِ
ويَحْمِلُه حَمِيمٌ أَرْ ... يَحِيٌّ صادِقٌ هَذِبُ
هو على النَّسَب أَي ذو هَذْبٍ وقد قيل فيه هَذَبَ وأَهْذَبَ وهَذَّبَ كلُّ ذلك من الإِسراع وفي حديث سَرِيَّةِ عبداللّه بن جَحْشٍ إِني أَخْشَى عليكم الطَّلَبَ فَهَذِّبُوا أَي أَسْرِعوا السَّيْرَ والاسمُ الهَيْذَبَى وقال ابن الأَنباري الهَيْذَبى أَن يَعْدُوَ في شِقّ وأَنشد مَشَى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرَا ورواه بعضهم مَشَى الهِرْبِذا وهو بمنزلة الهَيْذَبى [ ص 783 ] وفي حديث أَبي ذر فجَعَل يُهْذِبُ الرُّكوعَ أَي يُسْرِعُ فيه ويُتابعه والهَيْذَبى ضَرْبٌ من مَشْيِ الخيل الفراءُ المُهْذِبُ السريعُ وهو من أَسماءِ الشَّيْطانِ ويقال له المُذْهِبُ أَي المُحَسِّنُ للمَعاصي وإِبل مَهاذيبُ سِراعٌ وقال رؤْبة ضَرْحاً وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ صَوادِقَ العَقْبِ مَهاذيبَ الوَلَقْ والطائرُ يُهاذِبُ في طَيَرانِه يَمُرُّ مَرّاً سَريعاً حكاه يعقوب وأَنشد بيتَ أَبي خِراشٍ
يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيلِ فهو مُهاذِبٌ ... يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ
وقال أَبو خراش أَيضاً
فهَذَّبَ عَنْها ما يَلي البَطْنَ وانْتَحَى ... طَريدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ
قال السُّكَّرِيُّ هَذَّبَ عنها فَرَّقَ

هذرب
الهَذْرَبَةُ ( 1 )
( 1 قوله « الهذربة » قال في التكملة هي لغة في الهذرمة ) كثرةُ الكلام في سُرْعة

هرب
الهَرَبُ الفِرارُ هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَباً فَرَّ يَكونُ ذلك للإِنسان وغيره من أَنواع الحيوان وأَهْرَبَ جَدَّ في الذَّهابِ مَذْعُوراً وقيل هو إِذا جَدَّ في الذهاب مَذْعُوراً أَو غيرَ مَذْعور وقال اللحياني يكون ذلك للفَرَس وغيره مما يَعْدُو وهَرَّبَ غيرَه تَهْريباً وقال مرَّة جاءَ مُهْرِباً أَي جادّاً في الأَمْرِ وقيل جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاك هارِباً فَزِعاً وفلانٌ لنا مَهْرَبٌ وأَهْرَبَ الرجلُ إِذا أَبْعَدَ في الأَرض وأَهْرَبَ فلانٌ فلاناً إِذا اضْطَرَّه إِلى الهَرَبِ ويقال هَرَبَ من الوَتِدِ نِصْفُه في الأَرض أَي غابَ قال أَبو وَجْزَةَ
ومُجْنَأً كإِزاءِ الحَوْضِ مُنْثَلِماً ... ورُمَّةً نَشِبَتْ في هارِبِ الوَتِدِ ( 2 )
( 2 قوله « ومجنأ » أي نؤياً اه تكملة )
وساحَ فلان في الأَرضِ وهَرَبَ فيها قال وقال بعضهم أَهْرَبَ فلانٌ أَي أَغْرَقَ في الأَمْر
الأَصمعي في نفي المال ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ أَي صادرٌ عن الماءِ ولا وارِد وقال اللحياني معناه ما له شيءٌ وما له قَوْمٌ قال ومثله ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنَةٌ وقال ابن الأَعرابي الهارِبُ الذي صَدَر عن الماءِ قال والقارِبُ الذي يَطْلُبُ الماءَ وقال الأَصمعي في قولهم ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ معناه ليس له أَحَدٌ يَهْرُبُ منه ولا أَحدٌ يَقْرُبُ منه أَي فليس هو بشيءٍ وقيل معناه ما لَه بَعِيرٌ يَصْدُرُ عن الماءِ ولا بَعِيرٌ يَقْرُبُ الماءَ وفي الحديث قال له رجل ما لي ولعيالي هارِبٌ ولا قارِبٌ غيرَها أَي ما لي بعيرٌ صادرٌ عن الماء ولا واردٌ سواها يعني ناقتَه ابن الأَعرابي هَرِبَ الرجُلُ إِذا هَرِمَ وأَهْرَبَتِ الريحُ ما على وجهِ الأَرض من التُّراب والقَمِيم وغيره إِذا سَفَتْ به والهُرْبُ الثَّرْبُ يمانية وهَرَّابٌ ومُهْرِبٌ اسمان وهارِبةُ البَقْعاءِ بَطْنٌ

هرجب
الهِرْجابُ من الإِبل الطويلةُ الضَّخْمَةُ قال رُؤْبةُ بنُ العَجَّاج تَنَشَّطَتْه كُلُّ هِرجابٍ فُنُقْ قال ابن بري تَرْتِيبُ إِنْشادِه في رَجَزِه تَنَشَّطَتْه كُلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ مَضْبُورَةٍ قَرْواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ والمِغْلاةُ الناقةُ التي تُبْعِدُ الخَطْوَ والوَهَقُ [ ص 784 ] المُباراةُ والمُسايرة ومَضْبُورَةٌ مجتمعةُ الخَلْقِ والقَرْواءُ الطويلَةُ القَرَى وهو الظَّهْر والفُنُقُ الفَتِيَّةُ الضَّخْمة والهاء في تَنَشَّطَتْه تعود على الخَرْق الذي وُصِفَ قبل هذا في قوله وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ ومعنى تَنَشَّطَتْهُ قَطَعَتْهُ وأَسْرَعَتْ قَطْعَه والهَراجيبُ والهَراجيلُ من الإِبل الضِّخام قال رؤْبة من كُلِّ قَرْواءَ وهِرْجابٍ فُنُقْ وهو الضَّخْمُ من كل شيءٍ وقيل الهِرْجابُ التي امْتَدَّتْ مع الأَرْضِ طُولاً وأَنشد ذُو العَرْشِ والشَّعْشَعاناتُ الهَراجِيبُ ونَخْلَةٌ هِرجابٌ كذلك قال الأَنْصاري
تَرَى كُلَّ هِرْجابٍ سَحُوقٍ كأَنَّها ... تَطَلَّى بقَارٍ أَوْ بأَسْوَدَ ناتِحِ
وهِرْجابٌ اسم مَوضِع أَنشد أَبو الحسن بِهِرْجابَ ما دامَ الأَراكُ به خُضْرا الأَزهري هِرْجابٌ موضع قال ابن مُقْبل
فطافَتْ بِنا مُرْشِقٌ جَأْبَةٌ ... بِهِرجابَ تَنْتابُ سِدْراً وَضالا

هردب
الهِرْدَبُّ والهِرْدَبَّةُ الجَبانُ الضَّخْمُ المُنْتَفِخُ الجوفِ الذي لا فُؤَاد له وقيل هو الجَبانُ الضَّخْمُ القليلُ العَقْلِ والهِرْدَبَّةُ العجوزُ قال
أُفٍّ لِتِلْكَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّهْ ... العَنْقَفِيرِ الجِلْبِحِ الطُّرْطُبَّهْ
العَنْقَفيرُ والجِلْبِح المُسِنَّةُ والطُّرْطُبَّة الكبيرةُ الثَّدْيَيْنِ الأَزهري يقال للرجل العَظيمِ الطويلِ الجسمِ هِرْطالٌ وهِرْدَبَّة وهَقَوَّر وقَنَوَّرٌ والهَرْدَبةُ عَدْوٌ فيه ثِقَلٌ وقد هَرْدَبَ

هرشب
التهذيب في الرباعي عَجُوزٌ هِرْشَفَّة وهِرْشَبَّةٌ بالفاءِ والباءِ باليةٌ كبيرة

هزب
الهَوْزَبُ المُسِنُّ الجَرِيءُ من الإِبِل وقيل الشَّديدُ
القَوِيُّ الجَرْيِ قال الأَعْشَى
أُزْجِي سَراعِيفَ كالقِسِيِّ من ال ... شَوْحَطِ صَكَّ المُسَفَّعِ الحَجَلا
والهَوْزَبَ العَوْدَ أَمْتَطِيهِ بها ... والعَنْتَريسَ الوَجْناءَ والجَمَلا
والهاء في قوله بها تعود على سَراعيف وأُزْجي أَسُوقُ والسَّراعِيفُ الطِّوالُ من الإِبِل الضَّوامِرُ الخِفافُ واحدُها سُرْعُوفٌ وجَعَلها تَصُكُّ الأَرضَ بأَخْفافِها كصَكِّ الصَّقْرِ المُسَفَّعِ الحَجَلَ والوَجْناءُ الغَليظةُ مأْخوذةٌ من الوَجْن وهو ما غَلُظَ من الأَرض والمُسَفَّعُ الذي في لونه سُفْعة والهَوْزَبُ النَّسْرُ لِسِنِّهِ والهازِبى جنسٌ من السَّمَك والهَيْزَبُ الحديدُ وهَزَّابٌ اسم رجل

هضب
الهَضْبَةُ كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ من صخرةٍ واحدةٍ وقيل كلُّ صخرةٍ راسيةٍ صُلْبةٍ ضَخْمةٍ هَضْبةٌ وقيل الهَضْبةُ والهَضْبُ الجَبَل المنْبَسِطُ يَنْبَسِطُ على الأَرض وفي التهذيب الهَضْبَةُ وقيل هو الجبلُ الطويلُ المُمْتَنِع المُنْفَرِدُ ولا تكون إِلا في حُمْرِ الجبال والجمع هِضابٌ والجمع هَضْبٌ وهِضَبٌ وهِضابٌ وفي حديث قُسٍّ ماذا لنا بهَضْبةٍ ؟ الهَضْبةُ الرَّابِيَةُ وفي حديث ذِي المِشْعارِ وأَهلُ جِنابِ الهَضْبِ الجِنابُ بالكسر اسم موضع والأُهْضُوبةُ كالهَضْبِ وإِيَّاها كَسَّرَ عَبِيدٌ في قوله
نَحْنُ قُدْنا من أَهاضِيبِ المَلا الْ ... خَيْلَ في الأَرْسانِ أَمْثالَ السَّعالي
[ ص 785 ] وقول الهُذَليِّ
لَعَمْرُ أَبي عَمْرو لقد ساقَه المُنى ... إِلى جَدَثٍ يُورَى له بالأَهاضِبِ
أَراد الأَهاضِيبَ فحَذَفَ اضْطراراً والهَضْبة المَطْرَةُ الدائمة العظيمةُ القَطْرِ وقيل الدُّفْعةُ منه والجمع هِضَبٌ مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ نادرٌ قال ذو الرمة
فباتَ يُشْئِزهُ فَأْدٌ ويُسْهِرُه ... تَذَؤُّبُ الرِّيحِ والوَسْواسُ والهِضَبُ
ويروى والهَضَبُ وهو جمع هاضِبٍ مثل تابعٍ وتَبَعٍ وباعدٍ وبَعَدٍ وهي الأُهْضُوبةُ الجوهري والأَهاضِيبُ واحدُها هِضابٌ وواحدُ الهِضابِ هَضْبٌ وهي جَلَباتُ القَطْرِ بَعْدَ القَطْرِ وتقول أَصابتهم أُهْضوبةٌ من المطر والجمع الأَهاضِيبُ وهَضَبَتْهم السماءُ أَي مَطَرَتْهم وفي حديث لَقِيطٍ فأَرْسِل السماء بهَضْبٍ أَي مَطَرٍ ويُجْمَع على أَهْضابٍ ثم أَهاضِيبَ كقَوْلٍ وأَقْوالٍ وأَقاويلَ ومنه حديث عليّ عليه السلام تَمْريهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَهاضِيبِه وفي وصف بني تميم هَضْبةٌ حَمْراءُ قال ابن الأَثير قيل أَراد بالهَضْبَة المَطْرةَ الكثيرة القَطر وقيل أَراد به الرابيةَ وهَضَبَتِ السماءُ دامَ مَطَرُها أَياماً لا يُقْلِعُ وهَضَبَتْهُم بلَّتْهم بَلَلاً شديداً وقال أَبو الهيثم الهَضْبَةُ دَفْعةٌ واحدة من مطر ثم تَسْكُن وكذلك جَرْية واحدةٌ وأَنشد للكُمَيْت يصف فَرَساً
مُخَيَّفٌ بعضُه وَرْدٌ وسائِرُهُ ... جَوْنٌ أَفانِينُ إِجْرِيَّاه لا هَضَبُ
وإِجْرِيَّاه جَرْيُه وعادَةُ جَرْيِهِ أَفانينُ أَي فُنُونٌ وأَلْوانٌ لا هَضَبُ لا لَوْنٌ واحِدٌ وهَضَبَ فلانٌ في الحديث إِذا انْدَفَعَ فيه فأَكثر قال الشاعر
لا أُكْثِرُ القَوْلَ فيما يَهْضِبُونَ به ... من الكلامِ قليلٌ منه يَكْفينِي
وهَضَبَ القومُ واهْتَضَبوا في الحديث خاضُوا فيه دُفْعةً بعد دُفْعةٍ وارْتَفَعَتْ أَصواتُهم يقال أَهْضِبُوا يا قَوْم أَي تَكَلَّموا وفي الحديث أَنَّ أَصحابَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كانوا معه في سَفَر فعَرَّسوا ولم يَنْتبِهوا حتى طَلَعَتِ الشمسُ والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم نائم فقالوا أَهْضِبُوا معنى أَهْضِبُوا تَكَلَّمُوا وأَفِيضُوا في الحديث لكي يَنْتَبِهَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بكلامهم يقال هَضَبَ في الحديث وأَهْضَبَ إِذا انْدَفَعَ فيه كَرِهُوا أَن يُوقِظُوه فأَرادوا أَن يَسْتَيْقِظَ بكلامهم ويقال اهْتَضَبَ إِذا فَعَلَ ذلك وقال الكُمَيْتُ يصف قَوْساً
في كَفِّه نَبْعةٌ مُوَتَّرَةٌ ... يَهْزِجُ إِنباضُها ويَهْتَضِبُ
أَي يُرِنُّ فيُسْمَعُ لرَنِينِه صَوْتٌ أَبو عمرو هَضَبَ وأَهْضَبَ وضَبَّ وأَضَبَّ كلُّه كلامٌ فيه جَهارةٌ وفي النوادر هَضَبَ القومُ وضَهَبُوا وهَلَبُوا وأَلَبُوا وحَطَبوا كلُّه الإِكْثارُ والإِسراعُ وقولُ أَبي صخر الهذلي
تَصابَيْتُ حتى الليلِ مِنهنَّ رَغْبَتي ... رَوانيَ في يَوْمٍ من اللَّهْوِ هاضِبِ
معناه كانوا قد هَضَبُوا في اللَّهْوِ قال وهذا لا يكون إِلا على النَّسَب أَي ذي هَضْبٍ ورجلٌ هَضْبةٌ أَي كثير الكلام والهَضْبُ الضَّخْمُ من الضِّبابِ وغيرها وسُرِقَ لأَعْرابيةٍ ضَبٌّ فحُكِمَ [ ص 786 ] لها بضَبٍّ مثله فقالت ليس كَضَبِّي ضَبِّي ضَبٌّ هِضَبٌّ والهِضَبُّ الشديدُ الصُّلْبُ مثلُ الهِجَفِّ والهِضَبُّ من الخَيْل الكثيرُ العَرَق قال طرفة
منْ عَناجِيجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ ... وهِضَبَّاتٍ إِذا ابْتَلَّ العُذَرْ
والوُقُح جمع وَقاحٍ للحافر الصُّلْب والعَناجِيجُ الجِيادُ من الخيل واحدُها عُنْجُوجٌ

هقب
الهَقْبُ السَّعَة ورجل هِقَبٌّ واسعُ الحَلْقِ يَلْتَقِمُ كُلَّ شيءٍ والهِقَبُّ الضَّخْمُ في طُولٍ وجِسمٍ وخصَّ بعضُهم به الفَحْلَ من النَّعام قال الأَزهري قال الليث الهِقَبُّ الضَّخْمُ الطويلُ من النَّعام وأَنشد من المُسُوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ وهِقَبْ من زَجْرِ الخيل

هكب
الأَزهري روى ثعلب عن ابن الأَعرابي الهَكْبُ الاسْتِهْزاءُ أَصلُه هَكْمٌ بالميم

هلب
الهُلْبُ الشَّعَرُ كُلُّه وقيل هو في الذَّنَبِ وحْدَه وقيل هو ما غَلُظَ من الشعَر زاد الأَزهري كشَعَرِ ذَنَبِ الناقةِ الجوهري الهُلْبةُ شَعَرُ الخِنْزيرِ الذي يُخْرَزُ به والجمع الهُلْبُ والأَهْلَبُ الفَرَسُ الكثيرُ الهُلْبِ ورجل أَهْلَبُ غليظُ الشَّعَر وفي التهذيب رجل أَهْلَبُ إِذا كان شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِه غِلاظاً والأَهْلَبُ الكثيرُ شَعَر الرأْس والجسدِ والهُلْبُ أَيضاً الشَّعَر النابتُ على أَجْفانِ العَيْنَيْن والهُلْبُ الشَّعَر تَنْتِفُه من الذَّنَب واحدَتُه هُلْبة والهُلَبُ الأَذْنابُ والأَعْرافُ المَنْتُوفةُ وهَلَبَ الفَرَسَ هَلْباً وهَلَّبَه نَتَفَ هُلْبَه فهو مَهْلُوبٌ ومُهَلَّبٌ والمُهَلَّبُ اسمٌ وهو منه ومنه سُمِّي المُهَلَّبُ بنُ أَبي صُفْرَة أَبو المَهالِبة فمُهَلَّبٌ على حارثٍ وعباسٍ والمُهَلَّبُ على الحَارث والعَبَّاس وانْهَلَبَ الشَّعرُ وتَهَلَّبَ تَنَتَّفَ وفرسٌ مَهْلُوبٌ مُسْتَأْصَلُ شعر الذَّنَبِ قد هُلِبَ ذَنَبُه أَي اسْتُؤْصِلَ جَزّاً وذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي مُنْقَطِعٌ وأَنشد
وإِنَّهُمُ قدْ دَعَوْا دَعْوَةً ... سَيَتْبَعُها ذَنَبٌ أَهْلَبُ
أَي مُنْقَطِعٌ عنكم كقوله الدُّنْيا وَلَّت حَذَّاءً أَي مُنْقَطِعَةً والأَهْلَبُ الذي لا شَعَر عليه وفي الحديث انَّ صاحبَ رايةِ الدَّجَّالِ في عَجْبِ ذَنَبه مثلُ أَلْيةِ البَرَقِ وفيها هَلَباتٌ كهَلَبات الفَرَس أَي شَعَراتٌ أَو خُصَلاتٌ من الشَّعر وفي حديث مُعاوية أَفْلَت وانْحَصَّ الذَّنَب فقال كَلاَّ إِنه لَبِهُلْبه وفرس أَهْلَبُ ودابة هَلْباءُ ومنه حديث تَميم الدَّاريِّ فلَقِيَهم دابةٌ أَهْلَبُ ذَكَّرَ الصفةَ لأَنَّ الدابة تَقَعُ على الذكر والأُنثى وفي حديث ابن عمرو الدابةُ الهَلْباءُ التي كَلَّمت تمِيماً هي دابةُ الأَرضِ التي تُكَلِّمُ الناسَ يعني بها الجَسَّاسةَ وفي حديث المُغِيرة ورَقَبَةٌ هَلْباءُ أَي كثيرةُ الشَّعر وفي حديث أَنسٍ لا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَيل أَي لا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْع والهَلَبُ كثرةُ الشَّعَر رجلٌ أَهْلَبُ وامرأَةٌ هَلْباءُ والهَلْباءُ الاسْتُ اسم غالبٌ وأَصلُه الصفةُ ورجلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ في اسْتِه شَعَرٌ يُذْهَبُ بذلك إِلى اكتِهالِهِ وتَجْرِبَتِه حكاه ابنُ الأَعرابي وأَنشد
مَهْلاً بَني رُومانَ بعضَ وَعِيدِكُمْ ... وإِيَّاكُمُ والهُلْبَ مِنَّا عَضارِطا
[ ص 787 ] ورجل هَلِبٌ نابتُ الهُلْبِ وفي الحديث لأَنْ يَمْتَلِئَ ما بَينَ عانَتي وهُلْبَتي الهُلْبة ما فوقَ العانةِ إِلى قريب من السُّرَّة والهَلِبُ رجلٌ كان أَقْرَع فمَسَح سيدُنا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدَه على رأْسه فنَبَت شَعَرُه وهُلْبَةُ الشِّتاءِ شِدَّتُه وأَصابَتْهم هُلْبةُ الزمان مثلُ الكُلْبة عن أَبي حنيفة وَوَقَعْنا في هُلْبةٍ هَلْباءَ أَي في داهيةٍ دَهْياءَ مثل هُلْبة الشِّتاءِ
وعامٌ أَهْلَبُ أَي خَصِيبٌ مثلُ أَزَبَّ وهو على التشبيه والهَلاَّبةُ الريح البارِدَةُ مع قَطْرٍ ابن سيده والهَلاَّبُ رِيحٌ باردة مع مَطَرٍ وهو أَحدُ ما جاءَ من الأَسماءِ على فَعَّالٍ كالجَبَّانِ والقَذَّافِ قال أَبو زُبَيْدٍ ( 1 )
( 1 قوله « قال أبو زبيد » أي يصف امرأة اسمها خنساء
كما في التكملة )
هَيْفاءُ مُقْبِلةً عَجْزاءُ مُدْبرَةً ... مَحْطُوطَةٌ جُدِلَتْ شَنْباءُ أَنْيابا
تَرْنُو بعَيْنَيْ غَزالٍ تَحْتَ سِدْرَتِه ... أَحَسَّ يوماً من المَشْتَاتِ هَلاَّبا
هَلاَّبا ههنا بدلٌ من يوم قال ابن بري أَتى سيبويه بهذا البيت شاهداً على نصب قوله أَنيابا على التشبيه بالمفعول به أَو على التمييز ومقبلة نصب على الحال وكذلك مدبرة أَي هي هيفاء في حال إِقبالها عجزاء في حال إِدبارها والهَيَفُ ضُمْرُ البَطْن والمَحْطوطة المَصْقُولة يريد أَنها بَرَّاقةُ الجِسْمِ والمِحَطُّ خشبة يُصْقَلُ بها الجُلُود والمَجْدُولةُ التي ليست برَهْلة مُسْتَرْخيةِ اللحم والشَّنَبُ بَرْدٌ في الأَسْنان وعُذُوبةٌ في الريق والهَلاَّبةُ الريح الباردةُ وهَلَبَتْهم السماءُ تَهْلُبُهم هَلْباً بَلَّتْهم وفي حديث خالد ( 2 )
( 2 قوله « وفي حديث خالد إلخ » عبارة التكملة وفي حديث خالد بن الوليد أنه قال لما حضرته الوفاة لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي إلخ ) ما من عملي شيءٌ أَرْجى عِنْدي بعد لا إِله إِلاَّ اللّه من ليلةٍ بِتُّها وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِي والسماءُ تَهْلُبني أَي تَبُلُّني وتُمْطِرُني وقد هَلَبَتْنا السماءُ إِذا مَطَرَتْ بجَودٍ التهذيب يقال هَلَبَتْنا السماءُ إِذا بَلَّتْهم بشيءٍ من نَدًى أَو نحو ذلك ابن الأَعرابي الهَلُوبُ الصِّفَةُ المحمودةُ أُخِذَتْ من اليوم الهَلاَّبِ إِذا كان مَطَرُه سَهْلاً لَيِّناً دائِماً غَيرَ مُؤْذٍ والصِّفةُ المَذْمُومة أُخِذَتْ من اليوم الهَلاَّبِ إِذا كان مَطَرُه ذا رَعْدٍ وبَرْقٍ وأَهوالٍ وهَدْم للمنازل ويومٌ هَلاَّبٌ وعامٌ هَلاَّبٌ كثير المَطَر والريح الأَزهري في ترجمة حلب يوم حَلاَّبٌ ويوم هَلاَّبٌ ويوم هَمَّامٌ وصَفْوانُ ومِلْحانُ وشِيبانُ فأَمَّا الهَلاَّبُ فاليابِسُ بَرْداً وأَما الحَلاَّبُ ففيه نَدًى وأَما الهَمَّام فالذي قد هَمً بالبَرْد قال والهَلْبُ تَتابُع القَطْر قال رؤبة والمُذْرِياتُ بالدَّوَارِي حَصْبا بها جُلالاَ ودُقاقاً هَلْبا وهو التَّتابُعُ والمَرُّ الأُمَوِيُّ أَتَيْتُه في هُلْبة الشِّتاءِ أَي في شِدَّة بَرْدِه أَبو يَزيدَ الغَنَوِيُّ في الكانونِ الأَول الصِّنُّ والصِّنَّبْرُ والمَرْقِيُّ في القَبْر وفي الكانون الثاني هَلاَّبٌ ومُهَلَّبٌ وهَلِيبٌ يَكُنَّ في هُلْبةِ الشَّهْر أَي في آخره ومن أَيام الشتاءِ هالِبُ الشَّعَر ومُدَحْرِجُ البَعَرِ قال غيره يقال هُلْبةُ الشتاءِ وهُلُبَّتُه بمعنى واحد ابن سيده له أُهْلُوبٌ أَي الْتِهابٌ في [ ص 788 ] الشَّدِّ وغيره مقلوبٌ عن أُلْهُوبٍ أَو لغةٌ فيه وامرأَةٌ هَلُوبٌ تَتَقَرَّبُ من زَوجِها وتُحِبُّه وتُقْصِي غيرَه وتَتَباعَدُ عنه وقيل تَتقرَّبُ مِن خِلِّها وتُحِبُّه وتُقْصِي زَوجَها ضِدُّ وفي حديث عمر رضي اللّه تعالى عنه رَحِمَ اللّه الهَلوبَ يَعني الأُولى ولَعَنَ اللّهُ الهَلُوبَ يَعْني الأُخرى وذلك من هَلَبْتُه بلساني إِذا نِلْتَ منه نَيْلاً شديداً لأَن المرأَة تَنالُ إِما من زوجها وإِما من خِدْنِها فتَرَحَّمَ على الأُولى ولَعَنَ الثانيةَ ابن شميل يقال إِنه ليَهْلِبُ الناسَ بلِسانه إِذا كان يَهْجُوهم ويَشْتُمهم يقال هو هَلاَّبٌ أَي هَجَّاءٌ وهو مُهَلَّبٌ أَي مَهْجُوٌّ وقال خليفة الحُصَيْنِيُّ يقال رَكِبَ كلٌّ منهم أُهْلُوباً من الثَّناءِ أَي فَنّاً وهي الأَهالِيبُ وقال أَبو عبيدة هي الأَسالِيبُ واحدها أُسْلُوبٌ أَبو عبيد الهُلاَّبةُ غُسالةُ السَّلى وهي في الحُوَلاءِ والحُوَلاءُ رأْسُ السَّلى وهي غِرْسٌ كقَدْرِ القَارورةِ تَراها خَضْراء بَعْدَ الوَلدِ تُسَمَّى هُلابَةَ السِّقْيِ ويقال أَهْلَبَ في عَدْوِه إِهْلاباً وأَلْهَبَ إِلهاباً وعَدْوُه ذو أَهالِيبَ وفي نوادر الأَعراب اهْتَلَبَ السيفَ من غِمْده وأَعْتَقَه وامْتَرقَه واخْتَرَطَه إِذا اسْتَلَّه وأُهْلُوبٌ فرسُ ربيعة بن عمرو

هلجب
التهذيب الهِلْجابُ الضَّخْمَةُ من القُدورِ وكذلك العَيْلَمُ

هلقب
الأَزهري أَبو عمرو جوع هُنْبُغٌ وهِنْباغٌ وهِلَّقْسٌ وهِلَّقْبٌ أَي شديدٌ

هنب
امرأَة هَنْباءُ وَرْهاءُ يُمَدُّ ويُقْصَر وروى الأَزهري عن أَبي خَلِيفة أَن محمد بن سَلاَّم أَنشده للنابغة الجَعْدِيِّ
وشَرُّ حَشْوِ خِباءٍ أَنتَ مُولِجُه ... مَجْنُونةٌ هُنَّباءٌ بنتُ مَجْنُونِ
قال وهُنَّباءُ مثل فُعَّلاءُ بتشديد العينِ والمَدِّ قال ولا أَعرف في كلام العرب له نظيراً قال والهُنَّباءُ الأَحمق وقال ابن دريد امرأَة هُنَّبا وهُنَّباءُ يُمَدُّ ويُقْصر وهِنْبٌ بكسر الهاءِ اسم رجل وهو هِنْبُ بنُ أَفْصَى بنِ دُعْمِيِّ بن جَديلةَ بن أَسَد بن ربيعةَ بن نِزار بنِ مَعَدٍّ وبنو هِنْبٍ حيٌّ من رَبيعة والهَنَبُ بالتحريك مصدرُ قولك امرأَةٌ هَنْباءُ أَي بَلْهاءُ بَيِّنَةُ الهَنَب الأَزهري ابن الأَعرابي المِهْنَبُ الفائق الحُمْقِ قال وبه سمي الرجل هِنْباً قال والذي جاءَ في الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم نَفَى مُخَنَّثَيْن أَحدهما هِيتٌ والآخر ماتِعٌ إِنما هو هِنْبٌ فصحَّفه أَصحابُ الحديث قال الأَزهري رواه الشافعي وغيره هِيتٌ قال وأَظنه صواباً

هندب
الهِنْدَبُ والهِنْدَبا والهِنْدِباءُ والهِنْدَباءُ كل ذلك بَقْلَةٌ من أَحْرارِ البُقُول يُمَدُّ ويُقْصر وقال كراع هي الهِنْدَبا مفتوح الدال مقصور والهِنْدَباءُ أَيضاً مفتوح الدال ممدود قال ولا نظير لواحد منهما الأَزهري أَكثر أَهل البادية يقولون هِنْدَبٌ وكل صحيح ابن بُزُرْجَ هذه هِنْدَباءُ وباقِلاءُ فأَنَّثُوا ومَدُّوا وهذه كَشُوثاءُ مؤَنثة وقال أَبو حنيفة واحد الهِنْدِباءِ هِنْدِباءة وهِنْدابَةُ اسم امرأَة

هنقب
الهَنْقَبُ القَصير وليس بثَبَتٍ

هوب
الهَوْبُ الرجلُ الكثيرُ الكلام وجمعه أَهْوابٌ والهَوْبُ اسمُ النار والهَوْبُ اشْتِعالُ النارِ [ ص 789 ] ووَهَجُها يمانية وهَوْبُ الشمسِ وهَجُها بلغتهم وتركته بِهَوْبٍ دابِرٍ وهُوبٍ دابِرٍ أَي بحيث لا يُدْرَى أَين هُوَ والهَوْبُ البُعْدُ

هيب
الهَيْبةُ المَهابةُ وهي الإِجلالُ والمَخافة ابن سيده الهَيْبةُ التَّقِيَّةُ من كل شيءٍ هابَهُ يَهابُه هَيْباً ومَهابةً والأَمْرُ منه هَبْ بفتح الهاءِ لأَن أَصله هابْ سقطت الأَلف لاجتماع الساكنين وإِذا أَخبرت عن نفسِك قلتَ هِبْتُ وأَصله هَيِبْتُ بكسر الياءِ فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونُقِلَت كسرتها إِلى ما قبلها فَقِسْ عليه وهذا الشيء مَهْيَبةٌ لكَ وهَيَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا جَعَلْته مَهيباً عنده ورجل هائِبٌ وهَيُوبٌ وهَيَّابٌ وهَيَّابة وهَيُّوبة وهَيِّبٌ وهَيَّبانٌ وهَيِّبانٌ قال ثعلب الهَيَّبانُ الذي يُهابُ فإِذا كان ذلك كان الهَيَّبانُ في معنى المفعول وكذلك الهَيُوب قد يكون الهائِبَ وقد يكون المَهِيبَ الصحاح رجل مَهِيبٌ أَي يهابُه الناسُ وكذلك رجل مَهُوبٌ ومكانٌ مَهُوب بُنيَ على قولهم هُوبَ الرجلُ لمَّا نُقِلَ من الياءِ إِلى الواو فيما لم يُسَمَّ فاعِلُه أَنشد الكسائي لحُمَيْدِ بن ثَور
ويأْوي إِلى زُغْبٍ مَساكينَ دونَهُم ... فَلاً لا تَخَطَّاه الرِّفاقُ مَهُوبُ
قال ابن بري صواب إِنشاده وتأْوي بالتاءِ لأَنه يصف قَطاةً وقبله
فجاءَتْ ومَسْقاها الذي وَرَدَتْ به ... إِلى الزَّوْر مَشْدودُ الوَثاقِ كَتِيبُ
والكَتِيبُ من الكَتْبِ وهو الخَرْزُ والمشهور في شعره تَعِيثُ به زُغْباً مساكينَ دونَهم
ومكانٌ مَهابٌ أَي مَهُوبٌ قال أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهُذَليُّ
أَلا يا لَقَومِ لِطَيْفِ الخَيالْ ... أَرَّقَ من نازحٍ ذي دَلالْ
أَجازَ إِلينا على بُعْدِهِ ... مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالْ
قال ابن بري والبيت الأَول من أَبياتِ كتاب سيبويه أَتى به شاهداً على فتح اللام الأُولى وكسر الثانية فرقاً بين المُسْتغاث به والمستغاث من أَجله والطَّيفُ ما يُطِيفُ بالإِنسان في المنام من خَيال محبوبته والنازحُ البعيد وأَرَّقَ مَنَعَ النَّومَ وأَجازَ قَطَع والفاعل المضمر فيه يعود على الخَيال ومَهابٌ موضعُ هَيْبة ومَهالٌ موضع هَوْلٍ والمَهاوِي جمعُ مَهْوًى ومَهْواةٍ لما بين الجبلين ونحوهما والخَرْقُ الفَلاةُ الواسعة والهَيَّبانُ الجَبانُ والهَيُوبُ الجَبانُ الذي يَهابُ الناسَ ورجل هَيُوبٌ جَبانٌ يَهابُ من كلِّ شيءٍ وفي حديث عُبَيدِ بن عُمَيْرٍ الإِيمانُ هَيُوبٌ أَي يُهابُ أَهْلُه فَعُولٌ بمعنى مفعول فالناس يَهابونَ أَهلَ الإِيمان لأَنهم يَهابونَ اللّهَ ويَخافونَه وقيل هو فَعُول بمعنى فاعل أَي إِن المؤمنَ يَهابُ الذُّنوبَ والمعاصِيَ فيَتَّقِيها قال الأَزهري فيه وجهان أَحدهما أَن المؤمن يَهابُ الذَّنْبَ فيَتَّقِيه والآخر المؤمنُ هَيُوبٌ أَي مَهْيُوبٌ لأَنه يَهابُ اللّهَ تعالى فيَهابُه الناسُ حتى يُوَقِّرُوه ومنه قول الشاعر لم يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ أَي لم يُعَظِّمْها يقال هَبِ الناسَ يَهابوكَ أَي وَقِّرْهُمْ يُوَقِّرُوكَ [ ص 790 ] يقال هابَ الشيءَ يَهابُه إِذا خافَه وإِذا وَقَّرَه وإِذا عظَّمَهُ واهْتابَ الشَّيءَ كَهَابَهُ قال
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ ... أَشْرَفْتُه مُسْفِراً والشَّمْسُ مُهْتابَهْ
ويقال تَهَيَّبَني الشيءُ بمعنى تَهَيَّبْتُه أَنا قال ابن سيده تَهَيَّبْتُ الشيءَ وتَهَيَّبَني خِفْتُه وخَوَّفَني قال ابن مُقْبِل
وما تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَرْكَبُها ... إِذا تَجَاوَبَتِ الأَصْداءُ بالسَّحَر
قال ثعلب أَي لا أَتَهَيَّبُها أَنا فنَقَلَ الفِعلَ إِليها وقال الجَرْمِيُّ لا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَي لا تَمْلأُني مَهابةً والهَيَّبانُ زَبَدُ أَفْواهِ الإِبلِ والهَيَّبانُ الترابُ وأَنشد
أَكُلَّ يَوْمٍ شِعِرٌ مُسْتَحْدَثُ ؟ ... نحْنُ إِذاً في الهَيَّبانِ نَبْحَثُ
والهَيَّبانُ الرَّاعي عن السيرافي والهَيَّبانُ الكثيرُ مِن كل شيءٍ والهَيَّبانُ المُنْتَفِشُ الخَفيفُ قال ذو الرمة
تَمُجُّ اللُّغامَ الهَيَّبانَ كأَنهُ ... جَنَى عُشَرٍ تَنْفيه أَشداقُها الهُدْلُ
وقيل الهَيَّبانُ هنا الخفيف النَّحِزُ وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على إِزبادِ مَشافِرِ الإِبل فقال قال ذو الرمة يصف إِبلاً وإِزْبادها مشافِرَها قال وجَنى العُشَرِ يَخْرُجُ مِثْلَ رُمّانة صغيرة فتَنْشَقُّ عن مِثْلِ القَزّ فَشَبَّه لُغامَها به والبَوادي يَجْعَلُونه حُرَّاقاً يُوقِدُونَ به النارَ وهابْ هابْ مِن زَجْرِ الإِبل وأَهابَ بالإِبل دَعاها وأَهابَ بصاحِبه دَعاهُ وأَصله في الإِبل وفي حديث الدُّعاءِ وقَوَّيْتَني على ما أَهَبْتَ بي إِليه من طاعتِكَ يقال أَهَبْتُ بالرجل إِذا دَعَوْتَه إِليك ومنه حديث ابن الزبير في بناءِ الكعبة وأَهابَ الناسَ إِلى بَطْحِه أَي دَعاهم إِلى تَسويَتِه وأَهابَ الراعي بغَنَمِه أَي صاح بها لِتَقِفَ أَو لتَرْجِعَ وأَهاب بالبعير وقال طَرَفةُ بن العبد
تَرِيعُ إِلى صَوْتِ المُهِيبِ وتَتَّقي ... بذِي خُصَلٍ رَوْعاتِ أَكلَفَ مُلْبِدِ
تَرِيعُ تَرْجِعُ وتَعُودُ وتتَّقِي بِذي خُصَل أَراد بذَنَبٍ ذي خُصَل ورَوْعات فَزَعات والأَكلَفُ الفَحْلُ الذي يَشُوبُ حُمْرتَه سَوادٌ والمُلْبِدُ الذي يَخطِرُ بذَنَبِه فيَتَلَبَّد البولُ على وَرِكَيْه وهابِ زَجْرٌ للخَيْل وهَبِي مِثلُه أَي أَقْدِمي وأَقْبِلي وهَلاً أَي قَرِّبي قال الكميت نُعَلِّمها هَبِي وهَلاً وأَرْحِبْ والهابُ زَجْرُ الإِبل عند السَّوْق يقال هابِ هابِ وقد أَهابَ بها الرجلُ قال الأَعشى
ويَكْثُرُ فيها هَبِي واضْرَحِي ... ومَرْسُونُ خَيْلٍ وأَعطالُها
وأَما الإِهابةُ فالصوت بالإِبل ودُعاؤها قال ذلك الأَصمعي وغيره ومنه قول ابن أَحمر
إِخالُها سمِعَتْ عَزْفاً فتَحْسَبُه ... إِهابةَ القَسْرِ لَيْلاً حين تَنْتَشِرُ
وقَسْرٌ اسمُ راعي إِبل ابن أَحمر قائلِ هذا الشعر قال الأَزهري وسمعتُ عُقَيْلِيّاً يقول لأَمَةٍ كانت تَرْعَى روائدَ خَيْلٍ فَجَفَلَتْ في يوم عاصفٍ فقال لها أَلا وأَهِيبي بها تَرِعْ إِليكِ فجعَل دُعاءَ الخيل إِهابةً أَيضاً قال وأَما هابِ فلم أَسْمَعْه إِلا في الخيل دون الإِبل وأَنشد بعضهم والزَّجْرُ هابِ وَهَلاً تَرَهَّبُهْ [ ص 791 ]

وأب
حافرٌ وأْبٌ شديدٌ مُنْضَمُّ السَّنابِك خفيفٌ وقيل هو الجَيِّدُ القَدْرِ وقيل هو المُقَعَّبُ الكثيرُ الأَخْذِ من الأَرض قال الشاعر
بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضّاحِ ... ليسَ بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ
وقد وَأَبَ وَأْباً التهذيبُ حافِرٌ وَأْبٌ إِذا كان قَدْراً لا واسعاً عَريضاً ولا مَصْرُوراً الأَزهري وأَبَ الحافِرُ يَأَبُ وَأْبَةً إِذا انضَمَّتْ سِنابِكُه وإِنه لَوَأْبُ الحافر وحافِرٌ وَأْبٌ حَفيظٌ وقَدَحٌ وَأْبٌ ضَخْمٌ مُقَعَّب واسعٌ وإِناءٌ وَأْبٌ واسعٌ والجمعُ أَوْآبٌ وقِدْرٌ وَأْبةٌ كذلك التهذيب وقِدْرٌ وَئِيبةٌ على فَعيلة مِن الحافر الوَأْبِ وقِدْرٌ وَئيَّةٌ بِياءَين مِن الفَرَس الوَآةِ وسيذكر في المعتل وبئر وَأْبةٌ واسعةٌ بعيدة وقيل بعيدةُ القَعْرِ فقط والوَأْبةُ النقْرة في الصَّخْرَة تُمْسِكُ الماء الجوهري الوَأْبُ البعير العظيم وناقَة وَأْبةٌ قصيرة عريضة وكذلك المرأَة والوَئيبُ الرَّغِيبُ
والإِبةُ والتُؤَبةُ على البدل والمَوْئِبةُ كلها الخِزْيُ والحَياءُ والانْقِباضُ والمُوئباتُ مثل المُوغِبات المُخْزِياتُ والوَأْبُ الانْقِباضُ والاسْتِحْياءُ أَبو عبيد الإِبةُ العَيْب قال ذو الرُّمَّة يهجو امْرَأَ القَيْسِ رجُلاً كان يُعادِيه
أَضَعْنَ مَواقِتَ الصَّلَواتِ عَمْداً ... وحالَفْنَ المَشاعِلَ والجِرَارا
إِذا المَرَئيُّ شَبَّ له بناتٌ ... عَصَبْنَ برَأْسِهِ إِبةً وعارا
قال ابنُ بَرِّيّ المَرَئيُّ مَنْسُوب إِلى امرئِ القَيس على غير قياس وكان قياسه مَرْئيّ بسكون الراءِ على وَزْنِ مَرْعِيّ والمَشاعِلُ جمع مِشْعَل وهو إِناءٌ من جُلُود تُنْتَبَذُ فيه الخمر أَبو عمرو الشَّيبانيُّ التُّؤَبَةُ الاستحياءُ وأَصلُها وُأَبة مأْخوذٌ من الإِبَةِ وهي العَيْبُ قال أَبو عمرو تَغَدَّى عندي أَعرابيّ فصيح من بني أَسَد فلما رفع يده قلت له ازْدَد فقال واللّه ما طعامُك يا أَبا عمرو بذي تُؤَبةٍ أَي لا يُسْتَحْيا من أَكْله وأَصْلُ التاءِ واو ووَأَب منه واتَّأَبَ خَزِيَ واستَحْيا وأَوْأَبه وأَتْأَبَه رَدَّه بخزي وعار والتاء في كل ذلك بدل من الواو ونَكَحَ فلانٌ في إِبةٍ وهو العارُ وما يُسْتَحْيا منه والهاءُ عوض من الواو وأَوْأَبْتُه رَدَدْتُه عن حاجته التهذيب وقد اتَّأَبَ الرجلُ من الشيءِ يَتَّئِبُ فهو مُتَّئِبٌ اسْتحيا افْتِعالٌ قال الأَعشى يمدح هَوْذَةَ بنَ عليٍّ الحَنَفِيِّ
مَنْ يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيرَ مُتَّئِبٍ ... إِذا تَعَمَّمَ فَوْقَ التَّاج أَو وَضَعا
التهذيب وهو افْتِعالٌ مِن الإِبةِ والوَأْبِ وقد وَأَبَ يَئِبُ إِذا أَنِفَ وأَوْأَبْتُ الرجلَ إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً يُسْتَحْيا منه وأَنشد شمر
وإِني لَكَيْءٌ عن المُوئِبات ... إِذا ما الرَّطِئُ انْمأَى مَرْتَؤُهْ
الرَّطِيءُ الأَحْمَقُ مَرْتَؤُه حُمْقُه ووَثِبَ غَضِبَ وأَوْأَبْتُهُ أَنا والوَأْبةُ بالباءِ المُقارِبة الخَلْقِ

وبب
التهذيب الوَبُّ التَّهَيُّؤُ للحَمْلة في الحرب يقال هَبَّ ووَبَّ إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلَة قال الأَزهري الأَصل فيه أَبَّ فقُلِبَت الهمزة واواً وقد مضى [ ص 792 ]

وثب
الوَثْبُ الطَّفْرُ وَثَبَ يَثِبُ وَثْباً ووثَباناً ووُثوباً
ووِثاباً ووَثيباً طَفَرَ قال
وَزَعْتُ بكالهِراوة أَعْوَجِيّاً ... إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وِثابا
ويروى وَثابا على أَنه فَعَلَ وقد تَقدَّم وقال يصف كبره
وما أُمِّي وأُمُّ الوحْش لمَّا ... تَفَرَّعَ في مَفارِقِيَ المَشِيبُ ؟
فَما أَرْمِي فأَقْتُلَها بسَهْمِي ... ولا أَعْدُو فأُدْرِكَ بالوَثِيب
يقول ما أَنا والوحشُ ؟ يعني الجَواريَ ونصب أَقْتُلَها وأَدْركَ على جواب الجَحْد بالفاءِ وفي حديث علي عليه السلام يومَ صِفِّينَ قَدَّمَ للوَثْبَةِ يَداً وأَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلاً أَي إِنْ أَصابَ فُرْصَةً نَهَضَ إِليها وإِلاَّ رَجَعَ وتَرَك وفي حديث هُذَيْل أَيَتَوَثَّبُ أَبو بكر على وَصِيِّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ وَدَّ أَبو بكر أَنه وَجَدَ عَهْداً من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأَنه خُزِم أَنفُه بخِزامةٍ أَي يَسْتَوْلي عليه ويظلِمه معناه لو كان عَليٌّ عليه السلام مَعْهوداً إِليه بالخلافة لكان في أَبي بكر رضي اللّه عنه من الطاعة والانْقياد إِليه ما يكون في الجَمَل الذليل المُنْقاد بخِزامَتهِ ووَثَبَ وثْبةً واحدة وأَوْثَبْتُه أَنا وأَوْثَبَه الموضعَ جَعله يَثِبُه وواثبَه أَي ساوَرَه ويقال تَوَثَّبَ فلانٌ في ضَيْعةٍ لي أَي اسْتَوْلى عليها ظلماً والوَثَبَى من الوَثْب ومَرَةٌ وثَبى سريعةُ الوَثْبِ والوَثْبُ القُعُود بلغة حِمْير يقال ثِبْ أَي اقْعُدْ ودَخَلَ رَجُل من العَرب على مَلِكٍ من ملوك حِمْيَر فقال له الملِكُ ثِبْ أَي اقْعُدْ فوَثَبَ فتَكَسَّر فقال الملك ليس عندنا عَرَبِيَّتْ مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَي تكلَّم بالحِمْيَرية وقوله عَرَبِيَّت يُريد العربيةَ فوقف على الهاءِ بالتاءِ وكذلك لغتهم ورواه بعضُهم ليس عندنا عَرَبيَّة كعَرَبِيَّتكُم قال ابن سيده وهو الصواب عندي لأَنَّ الملك لم يكن لِيُخْرِجَ نَفْسَه من العرب والفعل كالفعل والوِثابُ الفِراشُ بلغتهم ويقال وثَّبْتُه وِثاباً أَي فرَشْت له فِراشاً وتقول وَثَّبَهُ تَوْثِيباً أَي أَقْعَدَه على وِسادة وربما قالوا وثَّبَه وسادةً إِذا طَرَحها له ليَقْعُدَ عليها وفي حديث فارعة أَخت أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْتِ قالت قَدِمَ أَخي من سَفَرٍ فوَثَبَ على سريري أَي قَعَدَ عليه واسْتَقَرَّ والوُثوبُ في غير لغةِ حِمْيَرَ النُّهوضُ والقيامُ وقَدِمَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ على سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فوَثَّبَ له وِسادةً أَي أَقعَدَه عليها وفي رواية فوَثَّبَه وِسادةً أَي أَلقاها له والمِيثَبُ الأَرضُ السَّهْلة ومنه قول الشاعر يصفُ نَعامة
قَرِيرَةُ عَينٍ حينَ فَضَّتْ بخَطْمِها ... خَراشِيَّ قَيْضٍ بين قَوْزٍ ومِيثَبِ
ابن الأَعرابي المِيثَبُ الجالسُ والمِيثَبُ القافِزُ أَبو عمرو المِيثَبُ الجَدْوَلُ وفي نوادر الأَعراب المِيثَبُ ما ارتفع من الأَرض والوِثابُ السَّريرُ وقيل السرير الذي لا يَبْرَحُ المَلِكُ عليه واسم الملِك مُوثَبَان والوِثابُ بكسر الواو المَقاعِدُ قال أُمية
بإِذنِ اللّه فاشْتَدَّتْ قُواهُمْ ... على مَلْكين وهْي لهُمْ وِثابُ
[ ص 793 ] يعني أَن السماءَ مقاعدُ للملائكة والمُوثَبانُ بلغتهم الملِكُ الذي يَقْعُد ويَلْزَم السَّريرَ ولا يَغْزو والمِيثَبُ اسم موضع قال النابغة الجَعْدِيُّ
أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذُّهاب ... فالأَوْرَقِ فالمِلْحِ فالمِيثَبِ

وجب
وَجَبَ الشيءُ يَجِبُ وُجوباً أَي لزمَ وأَوجَبهُ هو وأَوجَبَه اللّه واسْتَوْجَبَه أَي اسْتَحَقَّه وفي الحديث غُسْلُ الجُمُعةِ واجِبٌ على كل مُحْتَلِم قال ابن الأَثير قال الخَطَّابي معناه وُجُوبُ الاخْتِيار والاسْتِحْبابِ دون وُجُوب الفَرْض واللُّزوم وإِنما شَبَّهَه بالواجب تأْكيداً كما يقول الرجلُ لصاحبه حَقُّكَ عليَّ واجبٌ وكان الحَسنُ يراه لازماً وحكى ذلك عن مالك يقال وَجَبَ الشيءُ يَجِبُ وُجوباً إِذا ثَبَتَ ولزِمَ والواجِبُ والفَرْضُ عند الشافعي سواءٌ وهو كل ما يُعاقَبُ على تركه وفرق بينهما أَبو حنيفة فالفَرْض عنده آكَدُ من الواجب وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه أَوجَبَ نَجِيباً أَي أَهْداه في حج أَو عمرة كأَنه أَلزَمَ نفسه به والنَّجِيبُ من خيار الإِبل ووجَبَ البيعُ يَجبُ جِبَةً وأَوجَبْتُ البيعَ فوَجَبَ وقال اللحياني وَجَبَ البيعُ جِبَةً ووُجوباً وقد أَوْجَبَ لك البيعَ وأَوْجَبهُ هو إِيجاباً كلُّ ذلك عن اللحياني وأَوْجَبَه البيعَ مواجبة ووِجاباً عنه أَيضاً أَبو عمرو الوَجِيبةُ أَن يُوجِبَ البَيْعَ ثم يأْخذَه أَوَّلاً فأَوَّلاً وقيل على أَن يأْخذ منه بعضاً في كل يوم فإِذا فرغ قيل اسْتَوْفى وَجِيبَتَه وفي الصحاح فإِذا فَرَغْتَ قيل قد استَوفيْتَ وَجِيبَتَك وفي الحديث إِذا كان البَيْعُ عن خِيار فقد وجَبَ أَي تَمَّ ونَفَذ يقال وجب البيعُ يَجِبُ وجوباً وأَوْجَبَه إِيجاباً أَي لَزِمَ وأَلْزَمَه يعني إِذا قال بعد العَقْد اخْتَرْ رَدَّ البيع أَو إِنْفاذَه فاختارَ الإِنْفاذَ لزِمَ وإِن لم يَفْتَرِقا واسْتَوْجَبَ الشيءَ اسْتَحَقَّه والمُوجِبةُ الكبيرةُ من الذنوب التي يُسْتَوْجَبُ بها العذابُ وقيل إِن المُوجِبَةَ تَكون من الحَسَناتِ والسيئات وفي الحديث اللهم إِني أَسأَلك مُوجِبات رَحْمَتِك وأَوْجَبَ الرجلُ أَتى بمُوجِبةٍ مِن الحَسناتِ أَو السيئات وأَوْجَبَ الرجلُ إِذا عَمِلَ عَمَلاً يُوجِبُ له الجَنَّةَ أَو النارَ وفي الحديث مَنْ فعل كذا وكذا فقد أَوْجَبَ أَي وَجَبَتْ له الجنةُ أَو النارُ وفي الحديث أَوْجَبَ طَلْحَةُ أَي عَمِل عَمَلاً أَوْجَبَ له الجنةَ وفي حديث مُعاذٍ أَوْجَبَ ذو الثلاثة والاثنين أَي من قَدَّم ثلاثةً من الولد أَو اثنين وَجَبَت له الجنةُ وفي حديث طَلحة كلمة سَمِعتُها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مُوجِبةٌ لم أَسأَله عنها فقال عمر أَنا أَعلم ما هي لا إِله إِلا اللّه أَي كلمة أَوْجَبَتْ لقائلها الجنة وجمعُها مُوجِباتٌ وفي حديث النَّخَعِيِّ كانوا يَرَوْنَ المشيَ إِلى المسجدِ في الليلة المظلمة ذاتِ المَطَر والريح أَنها مُوجِبةٌ والمُوجِباتُ الكبائِرُ من الذُّنُوب التي أَوْجَبَ اللّهُ بها النارَ وفي الحديث أَن قوماً أَتَوا النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا يا رسول اللّه إِن صاحِباً لنا أَوْجَبَ أَي رَكِبَ خطيئةً اسْتَوْجَبَ بها النارَ فقال مُرُوه فلْيُعْتِقْ رَقَبَةً وفي الحديث أَنه مَرَّ برجلين يَتَبايعانِ شاةً فقال أَحدُهما واللّه لا أَزِيدُ على كذا وقال الآخر واللّه لا أَنقُصُ من كذا فقال [ ص 794 ] قد أَوْجَبَ أَحدُهما أَي حَنِثَ وأَوْجَبَ الإِثم والكَفَّارةَ على نفسه ووَجَبَ الرجلُ وُجُوباً ماتَ قال قَيْسُ بن الخَطِيم يصف حَرْباً وَقَعَتْ بين الأَوْسِ والخَزْرَج في يوم بُعاثَ وأَن مُقَدَّم بني
عَوْفٍ وأَميرَهم لَجَّ في المُحاربة ونَهَى بني عَوْفٍ عن السِّلْمِ حتى كانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ
ويَوْمَ بُعاثٍ أَسْلَمَتْنا سيُوفُنا ... إِلى نَشَبٍ في حَزْمِ غَسَّانَ ثاقِبِ
أَطاعتْ بنو عَوْفٍ أَمِيراً نَهاهُمُ ... عن السِّلْمِ حتى كان أَوَّلَ وَاجِبِ
أَي أَوَّلَ مَيِّتٍ وقال هُدْبة بن خَشْرَم
فقلتُ له لا تُبْكِ عَيْنَكَ إِنه ... بِكَفَّيَّ ما لاقَيْتُ إِذ حانَ مَوْجِبي
أَي موتي أَراد بالمَوْجِبِ مَوْتَه يقال وَجَبَ إِذا ماتَ مَوْجِباً وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم جاءَ يَعُودُ عبدَاللّه بنَ ثابتٍ فوَجَدَه قد غُلِبَ فاسْتَرْجَعَ وقال غُلِبْنا عليك يا أَبا الرَّبِيعِ فصاحَ النساءُ وبَكَيْنَ فَجعلَ ابنُ عَتِيكٍ يُسَكِّتُهُنَّ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دَعْهُنَّ فإِذا وَجَبَ فلا تَبْكِيَنَّ باكيةٌ فقال ما الوُجوبُ ؟ قال إِذا ماتَ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه فإِذا وَجَبَ ونَضَبَ عُمْرُه وأَصلُ الوُجُوبِ السُّقوطُ والوقُوعُ ووَجَبَ الميتُ إِذا سقَط وماتَ ويقال للقتيل واجِبٌ وأَنشد حتى كانَ أَوَّلَ واجِبِ والوَجْبة السَّقطة مع الهَدَّة وَوجَبَ وجْبةً سَقَط إِلى الأَرض ليست الفَعْلة فيه للمرَّة الواحدة إِنما هو مصدر كالوُجوب ووَجَبَتِ الشمسُ وَجْباً ووُجُوباً غابت والأَوَّلُ عن ثعلب وفي حديث سعيدٍ لولا أَصْواتُ السافِرَة لسَمِعْتم وَجْبةَ الشمس أَي سُقُوطَها مع المَغيب وفي حديث صِلَةَ فإِذا بوَجْبةٍ وهي صَوت السُّقُوط ووَجَبَتْ عَيْنُه غارَتْ على المَثَل ووَجَبَ الحائطُ يَجِبُ وَجْباً ووَجْبةً سقط وقال اللحياني وَجَبَ البيتُ وكلُّ شيءٍ سَقَطَ وَجْباً ووَجْبَة وفي المثل بِجَنْبِه فلْتَكُنْ الوَجْبَة وقوله تعالى فإِذا وَجَبَتْ جُنُوبها قيل معناه سَقَطَتْ جُنُوبها إِلى الأَرض وقيل خَرَجَت أَنْفُسُها فسقطتْ هي فكُلُوا منها ومنه قولُهم خَرَجَ القومُ إِلى مَواجِبِهِم أَي مَصارِعِهم وفي حديث الضحية فلما وَجَبَتْ جُنُوبُها أَي سَقَطَتْ إِلى الأَرض لأَن المستحب أَن تُنْحَرَ الإِبل قياماً مُعَقَّلةً ووَجَّبْتُ به الأَرضَ تَوجيباً أَي ضَرَبْتُها به والوَجْبَةُ صوتُ الشيءِ يَسْقُطُ فيُسْمَعُ له كالهَدَّة ووَجَبَت الإِبلُ ووَجَّبَتْ إِذا لم تَكَدْ تَقُومُ عن مَبارِكها كأَنَّ ذلك من السُّقوط ويقال للبعير إِذا بَرَكَ وَضَرَبَ بنفسه الأَرضَ قد وَجَّبَ تَوْجِيباً ووَجَّبَتِ الإِبل إِذا أَعْيَتْ ووَجَبَ القلبُ يَجِبُ وَجْباً ووَجِيباً ووُجُوباً ووَجَباناً خَفَق واضْطَرَبَ وقال ثعلب وَجَبَ القَلْبُ وَجِيباً فقط وأَوْجَبَ اللّهُ قَلْبَه عن اللحياني وحده وفي حديث علي سمعتُ لها وَجْبَةَ قَلْبه أَي خَفَقانَه وفي حديث أَبي عبيدة ومُعاذٍ إِنَّا نُحَذِّرُك يوماً تَجِبُ فيه القُلوبُ والوَجَبُ الخَطَرُ وهو السَّبقُ الذي يُناضَلُ عليه عن اللحياني وقد وَجَبَ الوَجَبُ وَجْباً وأَوْجَبَ عليه غَلَبه على الوَجَب ابن الأَعرابي الوَجَبُ والقَرَعُ الذي يُوضَع في النِّضال والرِّهان [ ص 795 ] فمن سَبقَ أَخذَه وفي حديث عبداللّه بن غالبٍ أَنه إِذا كان سَجَد تَواجَبَ الفِتْيانُ فَيَضَعُون على ظَهْره شيئاً ويَذْهَبُ أَحدُهم إِلى الكَلاَّءِ ويجيءُ وهو ساجدٌ تَواجَبُوا أَي تَراهَنُوا فكأَنَّ بعضَهم أَوْجَبَ على بعض شيئاً والكَلاَّءُ بالمد والتشديد مَرْبَطُ السُّفُن بالبصرة وهو بعيد منها والوَجْبةُ الأَكْلَة في اليوم والليلة قال ثعلب الوَجْبة أَكْلَةٌ في اليوم إِلى مثلها من الغَد يقال هو يأْكلُ الوَجْبَةَ وقال اللحياني هو يأْكل وَجْبةً كلُّ ذلك مصدر لأَنه ضَرْبٌ من الأَكل وقد وَجَّبَ لنفسه تَوْجيباً وقد وَجَّبَ نَفْسَه تَوجيباً إِذا عَوَّدَها ذلك وقال ثعلب وَجَبَ الرجلُ بالتخفيف أَكلَ أَكْلةً في اليوم ووَجَّبَ أَهلَه فَعَلَ بهم ذلك وقال اللحياني وَجَّبَ فلانٌ نفسَه وعيالَه وفرَسَه أَي عَوَّدَهم أَكْلَةً واحدة في النهار وأَوْجَبَ هو إِذا كان يأْكل مرةً التهذيب فلانٌ يأكل كلَّ يوم وَجْبةً أَي أَكْلَةً واحدةً أَبو زيد وَجَّبَ فلانٌ عيالَه تَوْجيباً إِذا جَعَل قُوتَهم كلَّ يوم وَجْبةً أَي أَكلةً واحدةً والمُوَجِّبُ الذي يأْكل في اليوم والليلة مرة يقال فلانٌ يأْكل وَجْبَةً وفي الحديث كنت آكُلُ الوَجْبَة وأَنْجُو الوَقْعةَ الوَجْبةُ الأَكلةُ في اليوم والليلة مرة واحدة وفي حديث
الحسن في كفَّارة اليمين يُطْعِمُ عَشَرَةَ مساكين وَجْبةً واحدةً وفي حديث خالد بن معَد إِنَّ من أَجابَ وَجْبةَ خِتان غُفِرَ له ووَجَّبَ الناقة لم يَحْلُبْها في اليوم والليلة إِلا مرة والوَجْبُ الجَبانُ قال الأَخْطَلُ
عَمُوسُ الدُّجَى يَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ ... طَلُوبُ الأَعادي لا سَؤُومٌ ولا وَجْبُ
قال ابن بري صواب إِنشاده ولا وجبِ بالخفض وقبله
إِليكَ أَميرَ المؤْمنين رَحَلْتُها ... على الطائرِ المَيْمُونِ والمَنْزِلِ الرَّحْبِ
إِلى مُؤْمِنٍ تَجْلُو صَفائِحُ وَجْهِهِ ... بلابلَ تَغْشَى من هُمُومٍ ومِنْ كَرْبِ
قوله عَموسُ الدُّجى أَي لا يُعَرِّسُ أَبداً حتى يُصْبِحَ وإِنما يُريدُ أَنه ماضٍ في أُموره غيرُ وانٍ وفي يَنْشَقُّ ضمير الدُّجَى والمُتَضَرِّمُ المُتَلَهِّبُ غَيْظاً والمُضْمَرُ في مُتَضَرِّم يَعُودُ على الممدوح والسَّؤُوم الكالُّ الذي أَصابَتْه السآمةُ وقال الأَخطل أَيضاً
أَخُو الحَرْبِ ضَرَّاها وليس بناكِلٍ ... جَبان ولا وَجْبِ الجَنانِ ثَقِيلِ
وأَنشد يعقوب قال لها الوَجْبُ اللئيمُ الخِبْرَهْ أَما عَلِمْتِ أَنَّني من أُسْرَهْ لا يَطْعَم الجادي لَديْهم تَمْرَهْ ؟
تقول منه وَجُبَ الرجلُ بالضم وُجُوبةً والوَجَّابةُ كالوَجْبِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد
ولستُ بدُمَّيْجَةٍ في الفِراشِ ... ووَجَّابةٍ يَحْتَمي أَن يُجِيبا
ولا ذي قَلازِمَ عند الحِياضِ ... إِذا ما الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا
قال وَجَّابةٌ فَرِقٌ ودُمَّيْجة يَنْدَمِج في الفِراشِ وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤْبة
فجاءَ عَوْدٌ خِنْدِفِيٌّ قَشْعَمُهْ ... مُوَجِّبٌ عاري الضُّلُوعِ جَرْضَمُهْ
وكذلك الوَجَّابُ أَنشد ثعلب أَو أَقْدَمُوا يوماً فأَنتَ وَجَّابْ [ ص 796 ] والوَجْبُ الأَحْمَقُ عن الزجاجي والوَجْبُ سِقاءٌ عظيم من جلْد تَيْسٍ وافرٍ وجمعه وِجابٌ حكاه أَبو حنيفة ابن سيده والمُوَجِّبُ من الدَّوابِّ الذي يفْزَعُ من كل شيءٍ قال أَبو منصور ولا أَعرفه وفي نوادر الأَعراب وَجَبْتُه عن كذا ووكَبْتُه إِذا رَدَدْتُه عنه حتى طالَ وُجُوبُه ووكُوبُه عنه ومُوجِبٌ من أَسماءِ المُحَرَّم عادِيَّةٌ

ودب
الوَدَبُ سُوءُ الحال

وذب
الوِذابُ خُرَبُ المَزادةِ وقيل هي الأَكراشُ التي يُجْعَلُ فيها اللبن ثم تُقْطَعُ قال ابن سيده ولم أَسمع لها بواحد قال الأَفْوَهُ الأَوْديّ
وَوَلَّوْا هارِبينَ بكُلِّ فَجٍّ ... كأَنَّ خُصاهُمُ قِطَعُ الوِذابِ

ورب
الوَرْبُ وِجارُ الوَحْشِيِّ والوَرْبُ العِضْوُ وقيل هو ما بين الأَصابع ( 1 )
( 1 قوله « وقيل هو ما بين الأصابع » الذي في القاموس ما بين الضلعين قال شارحه ولعله ما بين اصبعين بدليل ما في اللسان فصحف الكاتب اه لكن الذي في القاموس هو بعينه في التكملة بخط مؤلفها وكفى به حجة فإن لم يكن ما في اللسان تحريفاً فهما فائدتان ولا نصحف باللسان )
يقال عِضْوٌ مُوَرَّبٌ أَي مُوَفَّر قال أَبو منصور المعروف في كلامهم الإِرْبُ العِضْوُ قال ولا أنكر أَن يكون الوِرْبُ لغةً كما يقولون للميراث وِرْثٌ وإِرثٌ الليث المُواربةُ المُداهاةُ والمُخاتَلَةُ وقال بعض الحكماءِ مُوارَبةُ الأَريبِ جَهْلٌ وعَناءٌ لأَن الأَريبَ لا يُخْدَعُ عن عَقْله قال أَبو منصور المُوارَبة مأْخوذة من الإِرْبِ وهو الدَّهاءُ فحُوِّلت الهمزة واواً والوَرْبُ الفِتْرُ والجمع أَورابٌ والوَرْبةُ الحُفْرة التي في أَسفل الجَنْب يعني الخاصِرَةَ والوَرْبةُ الاسْتُ والوَرْبُ الفَساد ووَرِبَ جَوْفُه ورَباً فَسَدَ وعِرْقٌ وَرِبٌ فاسدٌ قال أَبو ذَرَّةَ الهذلي
إِنْ يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ ... أَهلِ خَزُوماتٍ وشَحَّاجٍ صَخِبْ
وإِنه لذو عِرْقٍ وَرِبٍ أَي فاسدٍ ويقال وَرِبَ العِرْقُ يَوْرَبُ أَي فَسَد وفي الحديث وإِن بايَعْتَهُم وَارَبُوكَ ابن الأَثير أَي خادَعُوكَ من الوِرْبِ وهو الفساد قال ويجوز أَن يكون من الإِرْبِ وهو الدَّهاءُ وقَلَبَ الهمزةَ واواً ويقال سَحابٌ وَرِبٌ واهٍ مُسْتَرْخ قال أَبو وَجْزَةَ صابَتْ به دَفَعاتُ اللاَّمِعِ الوَرِبِ صابَتْ تَصُوبُ وقَعَتْ التهذيب التَّوْريبُ أَن تُورِّيَ عن الشيءِ بالمُعارَضاتِ والمُباحاتِ

وزب
التهذيب وَزَبَ الشيءُ يَزِبُ وزُوباً إِذا سالَ الجوهري المِيزابُ المِثْعَبُ فارسيّ مُعَرَّب قال وقد عُرِّبَ بالهمز وربما لم يهمز والجمع مآزِيبُ إِذا هَمزت ومَيازيبُ إِذا لم تَهْمِزْ

وسب
الوِسْبُ العُشْبُ واليَبيسُ وسَبَتِ الأَرضُ وأَوْسَبَتْ كَثُرَ عُشْبُها ويقال لنَباتِها الوِسْبُ بالكسر والوَسْبُ خَشَبٌ يُوضَع في أَسفل البئر لئلا تَنهالَ وجمعه وُسُوبٌ ابن الأَعرابي الوَسَبُ الوَسَخُ وقد وَسِبَ وَسَباً ووَكِبَ وَكَباً وحَشِنَ حَشَناً بمعنى واحد

وشب
الأَوْشابُ الأَخْلاطُ من الناس والأَوْباشُ واحدُهم وِشْبٌ يقال بها أَوباشٌ من الناس وأَوْشابٌ من الناس وهم الضُّروبُ المُتَفَرِّقون [ ص 797 ] وفي حديث الحُديبية قال له عُرْوةُ بن مسعود الثَّقَفيُّ وإِني لأَرى أَشْواباً من الناس لخَلِيقٌ أَن يَفِرُّوا ويَدَعُوك الأَشْوابُ والأَوْباشُ والأَوْشابُ الأَخْلاطُ من الناس والرَّعاعُ وتَمْرَةٌ وَشْبةٌ غليظةُ اللِّحاءِ يمانية

وصب
الوَصَبُ الوَجَعُ والمرضُ والجمع أَوْصابٌ ووَصِبَ يَوْصَبُ وَصَباً فهو وَصِبٌ وتَوَصَّبَ ووَصَّبَ وأَوْصَبَ وأَوْصَبَه اللّهُ فهو مُوصَبٌ والمُوَصَّبُ بالتشديد الكثير الأَوْجاعِ وفي حديث عائشة أَنا وَصَّبْتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي مَرَّضْتُه في وَصَبه الوَصَب دوامُ الوَجَع ولُزومه كَمَرَّضْتُه من المرضِ أَي دَبَّرْته في مَرَضِه وقد يطلق الوَصَبُ على التَّعب والفُتُور في البَدَن وفي حديث فارعَةَ أُختِ أُمَيَّة قالت له هل تَجِدُ شيئاً ؟ قال لا إِلا تَوْصِيباً أَي فُتوراً وقال رؤْبة بي والبِلى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصابْ الأَوْصابُ الأَسْقامُ الواحدُ وَصَبٌ ورجلٌ وَصِبٌ من قوم وَصَابَى ووِصابٍ وأَوْصَبَه الداءُ وأَوْبَرَ عليه ثَابَرَ والوُصُوبُ دَيمومةُ الشيءِ ووَصَبَ يَصِبُ وُصُوباً وأَوْصَبَ دامَ وفي التنزيل العزيز ولَهُ الدِّينُ واصِباً قال أَبو إِسحق قيل في معناه دائِباً أَي طاعتُه دائمةٌ واجبةٌ أَبداً قال ويجوز واللّه أَعلم أَن يكون ولَهُ الدينُ واصِباً أَي له الدينُ والطاعة رَضِيَ العبدُ بما يُؤْمر به أَو لم يَرْضَ به سَهُلَ عليه أَو لم يَسْهُلْ فله الدينُ وإِن كان فيه الوَصَبُ والوَصَبُ شِدَّة التَّعَب وفيه بعذابٍ واصِبٍ أَي دائم ثابت وقيل موجع قال مُلَيْحٌ
تَنَبَّهْ لِبرْقٍ آخِرَ اللَّيْلِ مُوصِبٍ ... رَفيعِ السَّنا يَبْدُو لَنا ثم يَنْضُبُ
أَي دائم وقال أَبو حنيفة وَصَبَ الشحمُ دام وهو محمول على ذلك وأَوْصَبَتِ الناقةُ الشحم ثَبَتَ شَحمُها وكانت مع ذلك باقيةَ السِّمَن ويقال واظَبَ على الشيءِ وواصَبَ عليه إِذا ثابَرَ عليه يقال وَصَبَ الرجلُ على الأَمْر إِذا واظب عليه وأَوْصَبَ القومُ على الشيءِ إِذا ثابَروا عليه ووَصَبَ الرجلُ في مالِه وعلى مالِه يَصِبُ كوَعَدَ يَعِدُ وهو القياس ووَصِبَ يَصِبُ بكسر الصاد فيهما جميعاً نادرٌ إِذا لَزِمَه وأَحْسَنَ القيامَ عليه كلاهما عن كُراع وقدَّمَ النادِرَ على القياس ولم يذكر اللغويون وَصِبَ يَصِبُ مع ما حَكَوا من وَثِق يَثِقُ ووَمِقَ يَمِقُ ووَفِقَ يَفِقُ وسائره وفَلاةٌ واصِبةٌ لا غاية لها مِن بُعْدها ومَفازة واصِبَة بعيدةٌ لا غاية لها

وطب
الوَطْبُ سِقاءُ اللبنِ وفي الصحاح سِقَاءُ اللَّبنِ خاصَّة وهو جِلْدُ الجَذَعِ فما فوقه والجمع أَوْطُبٌ وأَوْطابٌ ووِطابٌ قال امرؤ القيس
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَريضاً ... ولو أَدْرَكْتُه صَفِرَ الوِطابُ
وأَواطِبُ جمع أَوْطُبٍ كأَكالِبٍ في جمع أَكْلُبٍ أَنشد سيبويه تُحْلَبُ منها سِتَّةُ الأَواطِبِ ولأَفُشَّنَّ وَطْبَكَ أَي لأَذْهَبَنَّ بِتِيهِكَ وكِبْرِك وهو على المَثَل وامرأَة وَطْباءُ كبيرة الثَّدْيَيْنِ يُشَبَّهانِ بالوَطْبِ كأَنها تَحمِلُ وَطْباً من اللبن ويقال للرجل إِذا ماتَ أَو قُتِلَ صَفِرَتْ وِطابُه أَي فَرَغَتْ وخَلَتْ وقيل إِنهم يَعْنُون بذلك [ ص 798 ] 111111 خُروجَ دَمِه من جَسَدِه وأَنشد بيت امرئ القيس ولو أَدركتُه صَفِرَ الوِطابُ وقيل معنى صَفِرَ الوِطابُ خَلا لساقيه من الأَلْبان التي يُحقَنُ فيها لأَنَّ نَعَمَه أُغِيرَ عليها فلم يَبقَ له حَلُوبة وعِلباءُ في هذا البيت اسم رجل والجَرِيضُ غُصَصُ الموت يقال أَفْلَتَ جَرِيضاً ولم يمُتْ بَعْدُ ومعنى صَفِرَ وِطابُه أَي مات جَعَلَ رُوحَه بمنزلة اللبن الذي في الوِطَابِ وجعل الوَطْب بمنزلة الجَسَد فصار خُلُوُّ الجَسَدِ من الرُّوح كخُلُوِّ الوَطْبِ من اللَّبَن ومنه قول تأَبط شرّاً
أَقُولُ لجِنَّانٍ وقد صَفِرَتْ لهم ... وِطابي ويَوْمِي ضَيِّقُ الحَجْرِ مُعْوِرُ
وفي حديث أُم زرع خَرَجَ أَبو زَرْعٍ والأَوْطابُ تُمْخَضُ لِيَخْرُجَ زُبْدُها الصحاح يقال لجِلْدِ الرَّضِيعِ الذي يُجْعَلُ فيه اللَّبنُ شَكْوَةٌ ولِجِلْدِ الفَطِيم بَدْرَةٌ ويقال لمثل الشَّكْوَةِ مما يكون فيه السمنُ عُكَّةٌ ولمِثل البَدْرَةِ المِسْأَد وفي الحديث أَنه أُتِيَ بوَطْبٍ فيه لَبَنٌ الوَطْبُ الزِّقُّ الذي يكون فيه السَّمْنُ واللَّبَنُ والوَطْبُ الرجلُ الجَافي والوَطْبَاءُ المرأَةُ العظيمة الثَّدْيِ كأَنها ذَاتُ وَطْبٍ والطِّبَةُ القِطْعَةُ المرتفعة أَو المستديرة من الأَدَم لغة في الطِّبَّة قال ابن سيده لا أَدري أَهو محذوف الفاء أَم محذوف اللام فإِن كان محذوفَ الفاء فهو من الوَطْبِ وإِن كان محذوف اللام فهو من طَبَيْتُ وطَبَوْتُ أَي دَعَوْتُ والمعروف الطِّبَّةُ بتشديد الباءِ وهو مذكور في موضعه وفي حديث عبداللّه بن بُسْرٍ نَزَلَ رسُول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على أَبي فقرَّبْنا إِليه طعاماً وجاءه بوَطْبَةٍ فأَكل منها قال ابن الأَثير روى الحُميديُّ هذا الحديثَ في كتابه فقَرَّبنا إِليه طعاماً ورُطَبَةً فأَكلَ منها وقال هكذا جاءَ فيما رأَينا من نسخ كتاب مسلم رُطبَة بالراءِ فأَكل قال وهو تصحيف من الراوي وإِنما هو بالواو قال وذكره أَبو مسعود الدِّمَشْقِيُّ وأَبو بكر البَرْقانيُّ في كتابيهما بالواو وفي آخره قال النَّضْرُ الوَطْبة الحَيْسُ يجمَعُ بين التمر والأَقِطِ والسمن ونقله عن شعبة على الصحة بالواو قال ابن الأَثير والذي قرأْته في كتاب مسلم وَطْبة بالواو قال ولعل نسخ الحميدي قد كانت بالراءِ كما ذكره وفي رواية في حديث عبداللّه بن بُسْرٍ أَتَيْناه بوَطِيئة في باب الهمز وقال هي طعام يُتَّخَذُ من التمر كالحَيْس ويُروى بالباءِ الموحدة وقيل هو تصحيف

وظب
وَظبَ على الشيءِ ووَظِبَه وُظُوباً وواظَب لَزِمَه وداومه وتَعَهَّدَه الليث وَظَب فلانٌ يَظِبُ وُظُوباً دام والمُواظَبةُ المُثابَرةُ على الشيءِ والمُداومَة عليه قال اللحياني يقال فلانٌ مُواكِظٌ على كذا وكذا وواكِظٌ وواظِبٌ ومُواظِبٌ بمعنى واحد أَي مُثابرٌ وقال سلامة بن جَنْدل يصف وادياً
شِيبِ المَبارِكِ مَدْرُوسٍ مَدافِعُه ... هابي المَراغ قليلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ
أَراد شِيب مَباركه ولذلك جمع وقال ابن السكيت في قوله مَوظُوب قد وُظِب عليه حتى أُكِلَ ما فيه وقوله هابي المَراغ أَي منتفخُ التُّراب لا يَتَمَرَّغ به بعير قد تُرِكَ لخوفه وقوله مَدْرُوس مَدافِعُه أَي قد دُقَّ ووُطِئَ وأُكِلَ نَبْتُه [ ص 799 ] ومَدافِعُه أَوْدِيَتُه شِيبُ المَبارك قد ابْيَضَّتْ من الجُدوبة والمُواظَبة المُثابرَةُ على الشيءِ وفي حديث أَنس كُنَّ أُمَّهاتي يُواظِبْنَني على خِدْمَتِه أَي يَحْمِلْنَني ويَبْعَثْنَني على ملازمة خدمته والمُداومة عليها ورُوي بالطاء المهملة والهمز من المواطأَة على الشيءِ وأَرض مَوْظُوبةٌ ورَوْضَةٌ مَوْظُوبة تُدُووِلَتْ بالرَّعْيِ وتُعُهِّدَت حتى لم يَبْقَ فيها كََلأٌ ولَشَدَّ ما وُطِئَتْ ووادٍ مَوْظُوبٌ مَعْرُوكٌ والوَظْبَةُ الحَياءُ من ذَواتِ الحافر ومَوْظَبٌ بفتح الظاءِ أَرض معروفة وقال أَبو العَلاء هو مَوْضعُ مَبْرَكِ إِبل بني سَعْد مما يلي أَطرافَ مكة وهو شاذ كمَوْرَقٍ وكقولهم ادْخُلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ قال ابن سيده وإِنما حق هذا كله الكسر لأَنَّ آتي الفعل منه إِنما هو على يَفْعِل كيَعِد قال خِدَاش بن زُهَير
كذَبْتُ عليكم أَوْعِدُوني وعَلِّلوا ... بِيَ الأَرضَ والأَقْوامَ قِرْدَانَ مَوْظَبا
أَي عليكم بي وبهجائي يا قِرْدَانَ مَوْظَبَ إِذا كنتُ في سَفَر فاقْطَعُوا بذِكْري الأَرضَ قال وهذا نادر وقياسُه مَوْظِبٌ ويقال للروضة إِذا أُلِحَّ عليها في الرَّعْي قد وُظِبَتْ فهي مَوْظُوبة ويقال فلان يَظِبُ على الشيءِ ويُواظِبُ عليه ورجلٌ مَوْظُوبٌ إِذا تَدَاوَلَتْ مالَه النَّوائب قال سلامةُ بنُ جَنْدَلٍ
كُنَّا نَحُلُّ إِذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ ... بكلِّ وادٍ حديثِ البَطْنِ مَوْظُوبِ
قال ابن بري صواب إِنشاده حَطِيبِ الجَوْنِ مَجْدُوبِ قال وأَما مَوْظُوبٌ ففي البيت الذي بعده
شِيبِ المَباركِ مَدْرُوسٍ مَدافِعُه ... هابي المَراغِ قليلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ
وقد تقدم هذا البيت في استشهاد غير الجوهري على هذه الصورة والمَجْدُوبُ المُجْدِبُ ويقال المَعِيبُ من قولهم جَدَبْتُه أَي عِبْتُه وشِيبُ المَبارك بيضُ المبارك لغلبة الجَدْب على المكان والمَدافع مواضعُ السيل ودُرِسَتْ أَي دُقَّتْ يعني مَدافعُ الماء إِلى الأَودية التي هي مَنابِتُ العُشب قد جَفَّتْ وأُكِلَ نَبْتُها وصار ترابها هابِياً وهابي المَراغِ مثلُ قولك هابي التُّراب وقد فسرناه أَيضاً في صدر الترجمة واللّه أَعلم

وعب
الوَعْبُ إِيعابُكَ الشيءَ في الشيءِ كأَنه يأْتي عليه كلِّه وكذلك إِذا اسْتُؤْصِلَ الشيءُ فقد اسْتُوعِبَ وعَبَ الشيءَ وَعْباً وأَوْعَبه واسْتَوْعَبه أَخَذَه أَجْمَعَ واسْتَرَطَ مَوْزَةً فأَوْعَبَها عن اللحياني أَي لم يَدَعْ منها شيئاً واسْتَوْعَبَ المكانُ والوِعاءُ الشيءَ وَسِعَه منه والإِيعابُ والاسْتِيعابُ الاسْتِئْصالُ والاستِقْصاءُ في كل شيءٍ وفي الحديث إِنَّ النِّعْمَةَ الواحدةَ تَسْتَوعِب جميعَ عَمَل العبد يوم القيامة أَي تأْتي عليه وهذا على المَثَل واسْتَوْعَبَ الجِرابُ الدقيقَ وقال حُذَيْفَة في الجُنُب يَنام قبل أَن يَغْتَسِل فهو أَوْعَبُ للغُسل يعني أَنه أَحْرَى أَن يُخْرِجَ كلَّ بَقِيَّة في ذَكرِهِ مِن الماء وهو حديث ذكره ابن الأَثير قال وفي حديث حُذَيْفَةَ نَوْمَةٌ بعد الجماع أَوْعَبُ للماء أَي أَحْرَى أَن تُخْرِجَ كلَّ ما بَقي منه في الذَّكَر وتَسْتَقْصِيَه وبيتٌ وعِيبٌ ووِعاءٌ وعِيبٌ واسعٌ يَسْتَوْعِب [ ص 800 ] كلَّ ما جُعِلَ فيه وطريقٌ وَعْبٌ واسعٌ والجمع وِعابٌ ويقال لِهَنِ المرأَة إِذا كان واسعاً وَعِيبٌ والوَعْبُ ما اتَّسَع من الأَرض والجمعُ كالجمع وأَوْعَبَ أَنْفَه قَطَعه أَجْمَعَ قال أَبو النجم يَمْدَحُ رجلاً
يَجْدَعُ مَنْ عاداه جَدْعاً مُوْعِبا ... بَكْرٌ وبَكْرٌ أَكرمُ الناسِ أَبا
وأَوْعَبه قَطَعَ لسانه أَجْمَعَ وفي الشَّتْم جَدَعه اللّهُ جَدْعاً مُوعِباً وجَدَعَه فأَوْعَبَ أَنْفَه أَي استأْصَلَهُ وفي الحديث في الأَنْفِ إِذا اسْتُوعِبَ جَدْعاً الدِّيةُ أَي إِذا لم يُتْرَكْ منه شيءٌ ويروى إِذا أُوعِبَ جَدْعُه كلُّه أَي قُطِعَ جَمِيعه ومعناهما اسْتُؤْصِلَ وكلُّ شيء اصْطُلِم فلم يبق منه شيء فقد أُوعِبَ واسْتُوعِبَ فهو مُوعَبٌ وأَوْعَبَ القومُ حَشَدوا وجاؤُوا مُوعِبين أَي جَمَعوا ما اسْتَطاعوا من جَمْعٍ وأَوْعَبَ بَنو فلان جَلَوْا أَجمعون قال الأَزهري وقد أَوْعَبَ بنو فلان جَلاءً فلم يَبْقَ منهم ببلدهم أَحَدٌ ابن سيده وأَوْعَبَ بنو فلان لفلانٍ لم يَبْقَ منهم أَحدٌ إِلا جاءَه وأَوْعَبَ بنو فلانٍ لبني فلانٍ جَمَعُوا لهم جَمْعاً هذه عن اللحياني وأَوْعَبَ القومُ إِذا خَرَجُوا كلُّهم إِلى الغزْو وفي حديث عائشة كان المسلمون يُوعِبون في النَّفير مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي يَخرُجُون بأَجْمعهم في الغَزْو وفي الحديث أَوْعَبَ المهاجرون والأَنصارُ مع النبي صلى اللّه عليه وسلم يومَ الفتح وفي الحديث الآخر أَوْعَبَ الأَنصارُ مع عليٍّ إِلى صِفِّين أَي لم يَتَخَلَّفْ منهم أَحدٌ عنه وقال عَبِيدُ ابنُ الأَبرصِ في إِيعاب القوم إِذا نَفَرُوا جميعاً
أُنْبِئْتُ أَنَّ بني جَدِيلَةَ أَوعَبُوا ... نُفَراء من سَلْمَى لنا وتَكَتَّبُوا
وانْطَلَقَ القومُ فأَوْعَبُوا أَي لم يَدَعُوا منهم أَحداً وأَوْعَبَ الشيءَ في الشيءِ أَدْخَلَه فيه وأَوْعَبَ الفرسُ جُرْدانَه في ظَبْيةِ الحِجْر منه وأَوْعَبَ في ماله أَسْلَف وقيل ذَهَبَ كلَّ مَذْهَب في إِنفاقه الجوهري جاء الفرسُ برَكْضٍ وَعِيبٍ أَي بأَقْصَى ما عنده ورَكْضٌ وَعِيبٌ إِذا اسْتَفْرَغَ الحُضْرَ كلَّه وفي الشَّتْم جَدَعَه اللّه جَدْعاً مُوعِباً أَي مُسْتَأْصِلاً واللّه أَعلم

وغب
الوَغْبُ والوَغْدُ الضعيف في بَدَنه وقيل الأَحْمَقُ قال رؤْبة لا تَعْذِلِيني واسْتَحي بإِزْبِ كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ ولا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ قال ابن بري الذي رواه الجوهري في ترجمة برشع ولا بِبِرْشاع الوِخامِ وَغْب قال والبِرْشاعُ الأَهْوَجُ وأَما البِرْشام فهو حِدَّةُ النَّظر والوِخامُ جَمْعُ وَخْم وهو الثقيل والإِرْزَبُّ اللَّئيم والقَصيرُ الغَليظُ والأُنَّحُ البخيل الذي إِذا سُئِلَ تَنَحْنَح وجَمْعُ الوَغْب أَوْغابٌ ووِغابٌ والأُنثى وَغْبَةٌ وفي حديث الأَحْنَف إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْغابِ هم اللِّئام والأَوْغادُ وقال ثعلب الوَغَبَةُ الأَحْمَقُ فحرَّك قال ابن سيده وأُراه إِنما حرك لمكان حرف الحلق والوَغْبُ أَيضاً سَقَطُ المتاع وأَوْغابُ البيتِ رَدِيءُ مَتاعه كالقَصْعة والبُرْمة والرَّحَيينِ والعُمدِ ونحوها وأَوغابُ البُيوتِ أَسْقاطُها الواحدُ وَغْبٌ والوَغْبُ أَيضاً الجمل الضَّخْمُ وأَنشد أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَلاًّ وغْبا وقد وَغُبَ الجملُ بالضم وُغُوبةً ووَغابةً [ ص 801 ]

وقب
الأَوْقابُ الكُوَى واحدُها وَقْبٌ والوَقْبُ في الجبَل نُقْرة يجتمع فيها الماء والوَقْبةُ كُوَّة عظيمة فيها ظِلٌّ والوَقْبُ والوَقْبةُ نَقْرٌ في الصَّخْرة يجتمع فيه الماءُ وقيل هي نحوُ البئر في الصَّفَا تكون قامة أَو قامتين يَسْتَنْقِع فيها ماءُ السماء وكلُّ نَقْرٍ في الجَسدِ وَقْبٌ كنَقْرِ العين والكَتِفِ ووَقْبُ العَيْن نُقْرَتُها تقول وَقَبَتْ عَيْناه غارَتَا وفي حديث جَيْشِ الخَبَطِ فاغْتَرَفْنا من وَقْبِ عَيْنه بالقِلالِ الدُّهْنَ الوَقْبُ هو النُّقْرة التي تكون فيها العين والوَقْبانِ من الفَرس هَزْمتانِ فوق عَيْنَيْه والجمع من كل ذلك وُقوبٌ ووِقابٌ ووَقْبُ المحالةِ الثَّقْبُ الذي يدخُل فيه المِحْوَرُ ووَقْبةُ الثَّريد والمُدْهُنِ اُنْقُوعَتُه الليث الوَقْبُ كلُّ قَلْتٍ أَو حُفْرة كقَلْتٍ في فِهْر وكوَقْبِ المُدْهُنةِ وأَنشد في وَقْبِ خَوْصاءَ كوَقْبِ المُدْهُنِ الفراء الإِيقابُ إِدْخالُ الشيءِ في الوَقْبةِ ووَقَبَ الشيءُ يَقِبُ وَقْباً دَخَلَ وقيل دَخَل في الوَقْبِ وأَوْقَبَ الشيءَ أَدْخَلَه في الوَقْبِ ورَكِيَّةٌ وَقْباءُ غائرةُ الماء وامرأَة مِيقابٌ واسعةُ الفَرْج وبنُو المِيقابِ نُسِبُوا إِلى أُمِّهم يريدون سَبَّهم بذلك ووَقَبَ القمرُ وُقُوباً دخَل في الظِّلِّ الصَّنَوبَريّ الذي يَكْسِفُه وفي التنزيل العزيز ومِن شَرِّ غاسقٍ إِذا وَقَبَ الفراء الغاسِقُ الليل إِذا وَقَبَ إِذا دخَل في كل شيء وأَظْلَمَ ورُوي عن عائشة رضي اللّه عنها أَنها قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما طَلَع القمرُ هذا الغاسِقُ إِذا وَقَبَ فتَعَوَّذي باللّه من شَرِّه وفي حديثٍ آخر لعائشة تَعَوَّذي باللّه من هذا الغاسقِ إِذا وَقَبَ أَي الليل إِذا دخَلَ وأَقْبَلَ بظَلامِه ووَقَبَتِ الشمسُ وَقْباً ووُقُوباً غابَتْ وفي الصحاح ودخَلَتْ مَوْضِعَها قال محمد بن المكرم في قول الجوهري دخَلَتْ موضِعَها تَجَوُّزٌ في اللفظ فإِنها لا موضعَ لها تَدْخُله وفي الحديث لما رَأَى الشمسَ قد وَقَبَتْ قال هذا حِينُ حِلِّها وَقَبَتْ أَي غابَتْ وحِينُ حِلِّها أَي الوَقْتُ الذي يَحِلُّ فيه أَداؤُها يعني صلاةَ المغرب والوُقُوبُ الدُّخُولُ في كل شيء وقيل كلُّ ما غابَ فقد وَقَبَ وَقْباً ووَقَبَ الظلامُ أَقْبَلَ ودخَل على الناس قال الجوهري ومنه قوله تعالى ومن شَرِّ غاسقٍ إِذا وَقَبَ قال الحسنُ إِذا دخَل على الناس
والوَقْبُ الرجلُ الأَحمقُ مثلُ الوَغْبِ قال الأَسْوَد بنُ يَعْفُرَ
أَبَنِي نُجَيْحٍ إِنَّ أُمَّكُمُ ... أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ ( 1 )
( 1 قوله « أبني نجيح » كذا بالأصل كالصحاح والذي في التهذيب أبني لبينى )
أَكَلَتْ خَبيثَ الزادِ فاتَّخَمَتْ ... عنه وشَمَّ خِمارَها الكَلْبُ
ورجلٌ وَقْبٌ أَحمقُ والجمع أَوْقابٌ والأُنثى وَقْبة والوُقْبيُّ
المُولَعُ ( 2 )
( 2 قوله « والوقبي المولع إلخ » ضبطه المجد بضم الواو ككردي وضبطه في التكملة كالتهذيب بفتحها ) بصُحْبةِ الأَوْقابِ وهم الحَمْقَى وفي حديث الأَحْنَفِ إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْقابِ هم الحَمْقَى وقال ثعلب الوَقْبُ الدَّنِيءُ النَّذْلُ مِن قولك وَقَبَ في الشيء دخَل فكأَنه يدخُل في الدَّناءة وهذا من الاشتقاق البعيد والوَقْبُ صوتٌ يخرُج من قُنْبِ الفَرَس وهو [ ص 802 ] وِعاءُ قَضِيبِه ووَقَبَ الفرسُ يَقِبُ وقْباً ووَقيباً وهو صَوْتُ قُنْبِه وقيل هو صوتُ تَقَلْقُلِ جُرْدانِ الفرس في قُنْبِه ولا فِعْلَ لشيء من أَصواتِ قُنْبِ الدابةِ إِلاَّ هذا والأَوْقابُ قُماشُ البيت والمِيقابُ الرجلُ الكثيرُ الشُّرْبِ للنبيذ وقال مُبْتَكِرٌ الأَعْرابي إِنهم يسيرون سَيْرَ المِيقابِ وهو أَن يُواصِلُوا بين يوم وليلة والمِيقَبُ الوَدَعَةُ وأَوْقَبَ القومُ جاعُوا والقِبَةُ التي تكون في البَطْن شِبْهُ الفِحْثِ والقِبَةُ الإِنْفَحةُ إِذا عَظُمَتْ من الشاةِ وقال ابن الأَعرابي لا يكون ذلك في غير الشاءِ والوَقْباء موضع يمدّ ويُقْصَرُ والمَدُّ أَعْرَفُ الصحاح والوَقْبَى ماءٌ لبني مازِنٍ قال أَبو الغُول الطُّهَويُّ
هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقْبَى بضَرْبٍ ... يُؤَلِّفُ بين أَشْتاتِ المَنُون
قال ابن بري صوابُ إِنْشادِه حِمَى الوَقَبَى بفتح القاف والحِمَى المكان الممنوع يقال أَحْمَيْتُ الموضعَ إِذا جعلته حِمًى فأَما حَمَيْتُه فهو بمعنى حَفِظْته والأَشْتاتُ جمع شَتٍّ وهو المتفرّق وقوله يؤَلِّف بين أَشْتاتِ المَنُون أَراد أَن هذا الضربَ جمع بينَ مَنايا قوم متفرّقي الأَمكنة لو أَتَتْهُم مَناياهم في أَمكنتهم فلما اجتمعوا في موضع واحد أَتَتْهُم المنايا مجتمعة

وكب
المَوْكِبُ بابةٌ من السَّيْر وَكَبَ وُكُوباً ووَكَباناً مَشَى في دَرَجانٍ وهو الوَكَبانُ تقول ظَبْيةٌ وَكُوبٌ وعَنْزٌ وَكُوبٌ وقد وَكَبَت تَكِبُ وُكُوباً ومنه اشْتُقَّ اسمُ المَوكِبِ قال الشاعر يصف ظبية
لها أُمٌّ مُوَقَّفةٌ وَكُوبٌ ... بحيثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُها البَريرُ
والمَوْكِبُ الجماعةُ من الناس رُكْباناً ومُشاةً مشتق من ذلك قال
أَلا هَزِئَتْ بنا قُرْشِيَّ ... ةٌ يَهْتَزُّ مَوْكِبُها
والمَوْكِبُ القوم الرُّكُوبُ على الإِبل للزينة وكذلك جماعة الفُرْسان وفي الحديث أَنه كان يسير في الإِفاضةِ سَيْرَ المَوْكِب المَوْكِبُ جماعةٌ رُكْبانٌ يسيرون بِرِفْقٍ وهم أَيضاً القومُ الرُّكُوبُ للزينة والتَّنَزُّهِ أَراد أَنه لم يكن يُسْرعُ السَّيْرَ فيها وأَوْكَبَ البعيرُ لَزِمَ المَوْكِبَ وناقة مُواكِبةٌ تُسايِرُ المَوْكِبَ وفي الصحاح ناقة مُواكِبَة التي تُعْنِقُ في سيرها وظَبْيةٌ وَكُوبٌ لازِمةٌ لِسِرْبها الرِّياشِيُّ أَوْكَبَ الطائرُ إِذا نَهَضَ للطَّيران وأَنشد أَوْكَبَ ثم طارا وقيل أَوْكَبَ تَهَيَّأَ للطَّيران وواكَبَ القومَ بادَرَهُمْ وتقول واكَبْتُ القَوم إِذا رَكِبْتَ معهم وكذلك إِذا سابَقْتَهم ووكَبَ الرجلُ على الأَمر وواكَبَ إِذا واظَبَ عليه ويقال الوَكْبُ الانْتِصابُ والواكِبةُ القائمةُ وفلانٌ مُواكِبٌ على الأَمر وواكِبٌ أَي مُثابر مُواظِبٌ والتَّوكِيبُ المُقاربةُ في الصِّرار والوَكَبُ الوَسَخُ يَعْلُو الجِلْدَ والثَّوبَ وقد وَكِبَ يَوكَبُ وَكَباً وَوسِبَ وَسَباً وحَشِنَ حَشَناً إِذا رَكبه الوَسَخُ والدَّرَنُ والوَكَبُ سَوادُ التمر إِذا نَضجَ وأَكثر ما يُستعمل في العِنَب وفي التهذيب الوَكَبُ سَوادُ [ ص 803 ] اللَّون من عِنَبٍ أَو غير ذلك إِذا نَضِجَ ووَكَّبَ العِنَبُ تَوكيباً إِذا أَخذَ فيه تَلوِينُ السَّوادِ واسمُه في تلك الحال مُوَكِّبٌ قال الأَزهري والمعروف في لون العِنَبِ والرُّطَبِ إِذا ظهر فيه أَدْنى سَواد التَّوكِيتُ يقال بُسْرٌ مُوَكِّتٌ قال وهذا معروف عند أَصحاب النخيل في القرى العربية والمُوَكِّبُ البُسْرُ يُطْعَنُ فيه بالشَّوكِ حتى يَنْضَجَ عن أَبي حنيفة واللّه أَعلم

ولب
وَلَبَ في البيتِ والوجهِ دخَل والوالِبةُ فِراخُ الزَّرْعِ لأَنها تَلِبُ في أُصُول أُمَّهاتِه وقيل الوالِبةُ الزَّرْعةُ تَنْبُتُ من عُروق الزَّرعة الأُولى تَخْرُجُ الوُسْطَى فهي الأُمُّ وتَخْرُجُ الأَوالِبُ بعد ذلك فَتَلاحَقُ ووَالبةُ القوم أَولادُهم ونَسْلُهُم أَبو العباس سمعَ ابن الأَعرابي يقول الوالبةُ نَسْلُ الإِبل والغَنَم والقَومِ ووَالبةُ الإِبلِ نَسْلُها وأَوْلادُها قال الشَّيْباني الوالِبُ الذاهِبُ في الشيءِ الداخلُ فيه وقال عُبَيْدٌ القُشَيْرِيّ
رأَيتُ عُمَيراً والِباً في دِيارِهِمْ ... وبئس الفَتى إِن نابَ دَهْرٌ بِمُعْظَمِ
وفي رواية أَبي عمرو رأَيتُ جُرَيّاً ووَلَبَ إِليه الشيءُ يَلِبُ وُلوباً وَصَلَ إِليه كائناً ما كان ووالبةُ اسْمُ مَوضِع قالت خِرْنِقُ مَنَتْ لَهُمُ بوالِبَةَ المَنايا ووالبةُ اسمُ رجلٍ

ونب
وَنَّبه لغة في أَنَّبَهُ

وهب
في أَسماءِ اللّه تعالى الوَهَّابُ الهِبةُ العَطِيَّة الخاليةُ عن الأَعْواضِ والأَغْراضِ فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِبُها وَهَّاباً وهو من أَبنية المُبالغة غيره الوَهَّابُ من صفاتِ اللّه المُنعِمُ على العباد واللّهُ تعالى الوهَّابُ الواهِبُ وكلُّ ما وُهِبَ لك من ولَد وغيره فهو مَوهُوبٌ والوَهُوبُ الرجلُ الكثيرُ الهِباتِ ابن سيده وَهَبَ لك الشيءَ يَهَبُه وَهْباً ووَهَباً بالتحريك وهِبَةً والاسم المَوهِبُ والمَوهِبةُ بكسر الهاءِ فيهما ولا يقال وَهَبَكَه هذا قول سيبويه وحكى السيرافي عن أَبي عمرو أَنه سمع أَعرابياً يقول لآخر انْطَلِقْ معي أَهَبْكَ نَبْلاً ووَهَبْتُ له هِبةً ومَوهِبَةً ووَهْباً ووَهَباً إِذا أَعْطَيْتَهُ ووهَبَ اللّهُ له الشيءَ فهو يَهَبُ هِبةً وتَواهَبَ الناسُ بينهم وفي حديث الأَحْنَفِ ولا التَّواهُبُ فيما بينَهم ضَعَةٌ يعني أَنهم لا يَهَبُونَ مُكْرَهِينَ ورجلٌ واهِبٌ ووَهَّابٌ ووَهُوبٌ ووَهَّابةٌ أَي كثيرُ الهِبة لأَمْواله والهاء للمبالغة والمَوهُوبُ الولدُ صفة غالبة وتَواهَبَ الناسُ وَهَبَ بَعْضُهم لبعض والاسْتِيهابُ سُؤَالُ الهِبَةِ واتَّهَبَ قَبِلَ الهِبَةَ واتَّهَبْتُ منكَ دِرْهَماً افْتَعَلْتُ من الهِبَةِ والاتِّهابُ قَبُولُ الهِبة وفي الحديث لقد هَمَمْتُ أَن لا أَتَّهِبَ إِلاَّ من قُرَشِيٍّ أَو أَنصارِيٍّ أَو ثَقَفِيٍّ أَي لا أَقبلُ هبةً إِلاَّ من هؤُلاء لأَنهم أَصحابُ مُدُنٍ وقُرًى وهم أَعْرَفُ بمكارم الأَخلاق قال أَبو عبيد رأَى النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم جَفاءً في أَخلاقِ البادية وذَهاباً عن المُروءة وطَلباً للزيادة على ما وَهَبُوا فخَصَّ أَهلَ القُرى العربيةِ خاصَّةً بقَبولِ الهَدِيَّةِ منهم دون أَهل البادية لغلبة الجَفاء على أَخلاقهم وبُعْدِهم من ذوي النُّهَى والعُقُولِ وأَصلُه اوْتَهَب فقلبت الواو تاء وأُدغمت في تاء الافتعالِ مثل [ ص 804 ] اتَّزَن واتَّعَدَ من الوَزْنِ والوَعْدِ والمَوْهِبةُ الهِبةُ بكسر الهاءِ وجمعُها مواهبُ وواهَبَه فَوَهَبَه يَهَبُهُ ويَهِبُهُ كان أَكثر هِبَةً منه والمَوْهِبةُ العطيَّةُ ويقال للشيء إِذا كان مُعَدّاً عند الرَّجُل مثل الطعام هو مُوهَبٌ بفتح الهاء وأَصْبَحَ فلان مُوهِباً بكسر الهاء أَي مُعِدّاً قادراً وأَوهَبَ لك الشيءَ أَعدَّه وأَوْهَبَ لك الشيءُ دامَ قال أَبو زيد وغيره أَوهَبَ الشيءُ إِذا دام وأَوهَبَ الشيءُ إِذا كان مُعَدّاً عند الرجل فهو مُوهِب وأَنشد
عَظِيمُ القَفا ضَخْمُ الخَواصِرِ أَوهَبَتْ ... له عَجْوَةٌ مَسْمُونةٌ وخَمِيرُ ( 1 )
( 1 قوله « ضخم الخواصر » كذا بالمحكم والتهذيب والذي في الصحاح رخو الخواصر )
وأَوهَبَ لك الشيءُ أَمْكَنَك أَن تأْخُذَه وتَنالهُ عن ابن الأَعرابي
وحده قال ولم يقولوا أَوهَبْتُه لك والمَوهَبة والمَوهِبَةُ غديرُ
ماءٍ صغيرٌ وقيل نُقْرة في الجبل يَسْتَنْقِع فيها الماءُ وفي التهذيب وأَما النُّقْرةُ في الصَّخْرة فمَوْهَبَة بفتح الهاء جاء نادراً قال
ولَفُوكِ أَطْيَبُ إِن بَذَلْتِ لنا ... مِنْ ماءِ مَوهَبَةٍ على خَمْر ( 2 ) ( 2 قوله « ولفوك أطيب إلخ » كذا أنشده في المحكم والذي في التهذيب كالصحاح ولفوك أشهى لو يحل لنا من ماء إلخ )
أَي موضوع على خَمْر ممزوج بماء والمَوهَبةُ السَّحابةُ تَقَعُ حيث وَقَعَتْ والجمع مَواهِبُ ويقال هذا وادٍ مُوهِبُ الحَطَبِ أَي كثير الحطب وتقول هَبْ زَيْداً مُنْطَلِقاً بمعنى احْسُبْ يَتَعَدَّى إِلى مفعولين ولا يستعمل منه ماضٍ ولا مُسْتَقْبلٌ في هذا المعنى ابن سيده وهَبْني فَعَلْتُ ذلك أَي احْسُبْني واعْدُدْني ولا يقال هَبْ أَني فَعَلْتُ ولا يقال في الواجب وَهَبْتُك فَعَلْتَ ذلك لأَنها كلمة وُضِعَتْ للأَمر قال ابن هَمَّامٍ السَّلوليُّ
فقلتُ أَجِرْني أَبا خالِدٍ ... وإِلاَّ فهَبْني امْرأً هالِكا
قال أَبو عبيد وأَنشد المازني
فكُنْتُ كذي داءٍ وأَنْتَ شِفاؤُهُ ... فهَبْني لِدائي إِذ مَنَعْتَ شِفائِيا
أَي احْسُبْني قال الأَصمعي تقول العرب هَبْني ذلك أَي احْسُبْني ذلك واعْدُدْني قال ولا يقال هَبْ ولا يقال في الواجب قد وَهَبْتُكَ كما يقال ذَرْني ودَعْني ولا يقال وَذَرْتُك وحكى ابن الأَعرابي وَهَبَني اللّهُ فِداكَ أَي جَعَلَني فِداك ووُهِبْتُ فِداكَ جُعِلْتُ فِداكَ وقد سَمَّتْ وَهْباً ووُهَيْباً ووَهْبانَ وواهِباً ومَوْهَباً قال سيبويه جاؤوا به على مَفْعَلٍ لأَنه اسم ليس على الفعل إِذ لو كان على الفعل لكان مَفْعِلاً وقد يكون ذلك لمكان العلمية لأَنَّ الأَعلام مما تُغَيَّر عن القياس وأُهْبانٌ اسمٌ وقد ذكر تعليله في موضعه وواهِبٌ موضع قال بِشْرُ بن أَبي خازم
كأَنَّها بَعْدَ عَهْدِ العاهِدينَ بها ... بينَ الذَّنوبِ وحَزْمَيْ واهِبٍ صُحُفُ
ومَوْهَبٌ اسم رجل قال أَبَّاقٌ الدُّبَيْرِيّ
قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ ... ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ
قال وهو شاذٌّ مثل مَوْحَدٍ وقوله مُبْزٍ أَي قوِيٌّ عليها أَي هو صَبُور على دَفْعِ النوم وإِن [ ص 805 ] كان شديد النُّعاس ووَهْبُ بن مُنَبِّه تسكين الهاء فيه أَفصح الأَزهري ووَهْبِينُ جبلٌ من جِبال الدَّهْناء قال وقد رأَيته ابن سيده وَهْبِينُ اسم موضع قال الراعي
رَجاؤُك أَنساني تَذَكُّرَ إِخْوَتي ... ومالُكَ أَنساني بوَهْبِينَ مالِيا

ويب
وَيْبٌ كلمةٌ مثلُ وَيْلٍ وَيْباً لهذا الأَمْر أَي عَجَباً له ووَيْبةً كوَيْلَةٍ تقول وَيْبَكَ ووَيْبَ زيدٍ كما تقول وَيْلَك معناه أَلْزَمَكَ اللّه وَيلاً نُصِبَ نَصْبَ المصادر فإِن جئت باللام رفعتَ قلت وَيْبٌ لزيد ونَصَبتَ منوَّناً فقلت وَيْلاً لزيد فالرفعُ مع اللام على الابتداء أَجودُ من النصب والنصبُ مع الإِضافة أَجودُ من الرفع قال الكسائي من العرب مَن يقول وَيْبَكَ ووَيْبَ غيرِك ومنهم من يقول وَيْباً لزيد كقولك ويلاً لزيدٍ وفي حديث إِسلام كعب بن زهير
أَلا أَبْلِغا عَنِّي بُجَيراً رِسالةً ... على أَيِّ شيءٍ وَيبَ غَيرِكَ دَلَّكا ؟
قال ابن بري وفي حاشية الكتاب بيت شاهد على وَيْبٍ بمعنى وَيْلٍ وهو
حَسِبْتُ بُغامَ رَاحلَتي عَناقاً ... وما هِيَ وَيْبَ غَيرِكَ بالعَناقِ
قال ابن بري لم يذكر قائله وهو لذي الخِرَق الطُّهَوِيِّ يُخاطِب ذِئباً تَبِعَه في طريقه وبعده
فلو أَني رَمَيْتُكَ من قَريبٍ ... لَعاقَكَ عن دُعاءِ الذِّئْبِ عاقِ
وقوله حَسِبْتُ بُغام راحلتي عَناقاً أَراد بُغامَ عَناق فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه وقوله عاقٍ أَراد عائق وحكى ابن الأَعرابي وَيْبِ فلانٌ بكسر الباء ورفع فلان إِلاَّ بني أَسَدٍ لم يَزِدْ على ذلك ولا فسره وحكى ثعلب وَيْبِ فلانٍ ولم يَزِدْ قال ابن جني لم يستعملوا من الوَيْبِ فعلاً لِمَا كان يَعْقُبُ من اجْتماع إِعلال فائه كوَعَد وعَيْنِه كباعَ وسنذكر ذلك في الوَيْح والوَيْسِ والوَيْلِ والوَيْبةُ مِكْيالُ معروف

يبب
أَرْضٌ يَبابٌ أَي خرابٌ قال الجوهري يقال خَرابٌ يَباب وليس بإِتباع التهذيب في قولهم خَرابٌ يَبابٌ اليَبابُ عند العرب الذي ليس فيه أَحد وقال ابن أَبي ربيعة
ما على الرَّسْمِ بالبُلَيَّيْنِ لو بَيّ ... يَنَ رَجْعَ السَّلامِ أَو لو أَجابا ؟
فإِلى قَصْرِ ذي العَشيرةِ فالصَّا ... لِفِ أَمْسَى من الأَنِيسِ يَبابا
معناه خالياً لا أَحد به وقال شمر اليبابُ الخالي لا شيء به يقال خَرابٌ يَبابٌ إِتباعٌ لخَرابٍ قال الكميت
بيَبابٍ من التَّنائِفِ مَرْتٍ ... - لم تُمَخَّطْ به أُنوفُ السِّخالِ
لم تُمَخَّطْ أَي لم تُمْسَحْ والتَّمْخِيطُ مَسْحُ ما على الأَنف من السَّخْلة إِذا وُلِدَتْ

يطب
ما أَيْطَبه لغة في ما أَطْيَبه وأَقبلت الشاةُ في أَيْطَبَتِها أَي في شِدَّةِ اسْتِحْرامِها ورواه أَبو علي عن أَبي زيد في أَيْطِبَّتها مشدّداً قال وإِنها أَفْعِلَّة وإِن كان بناء لم يأْت لزيادة الهمزة أَولاً ولا يكون فَيْعِلَّة لعدم البناء ولا من باب اليَنْجَلِبِ وانْقَحْلٍ لعدم البناء وتلاقي الزيادتين واللّه أَعلم [ ص 806 ]

يلب
اليَلَبُ الدُّرُوع يمانية ابن سيده اليَلَبُ التَّرِسَة وقيل الدَّرَقُ وقيل هي البَيْضُ تُصْنَع من جلود الإِبل وهي نُسُوعٌ كانت تُتَّخَذ وتُنْسَجُ وتُجْعَلُ على الرؤوس مكانَ البَيْض وقيل جُلود يُخْرَزُ بعضُها إِلى بعض تُلْبس على الرؤوس خاصة وليست على الأَجساد وقيل هي جُلودٌ تُلْبَس مثل الدُّروع وقيل جُلودٌ تُعْمل منها دُروع وهو اسم جنس الواحدُ من كل ذلك يَلَبةٌ واليَلَبُ الفُولاذُ من الحديد قال ومِحْوَرٍ أُخْلِصَ من ماءِ اليَلَبْ والواحد كالواحد قال وأَما ابن دريد فحمله على الغَلطِ لأَنَّ اليَلَبَ ليس عنده الحديدَ التهذيب ابن شميل اليَلَبُ خالص الحديد قال عمرو بن كلثوم
علينا البَيْضُ واليَلَبُ اليماني ... وأَسيافٌ يَقُمْنَ ويَنْحَنِينا
قال ابن السكيت سمعه بعض الأَعراب فظنّ أَنّ اليَلَبَ أَجْوَدُ الحديد فقال ومِحْوَرٍ أُخْلِصَ من ماءِ اليَلَبْ قال وهو خطأٌ إِنما قاله على التوهم قال الجوهري ويقال اليَلَبُ كل ما كان من جُنَنِ الجُلودِ ولم يكن من الحديد قال ومنه قيل للدَّرَق يَلَبٌ وقال
عليهم كلُّ سابغةٍ دِلاصٍ ... وفي أَيديهمُ اليَلَبُ المُدارُ
قال واليَلَبُ في الأَصل اسم ذلك الجلد قال أَبو دِهْبِلٍ الجُمَحِيُّ
دِرْعِي دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ ... وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ

يهب
في الحديث ذكر يِهَابٍ ويروى إِهابٍ ( 1 )
( 1 قوله « يهاب واهاب » قال ياقوت بالكسر اه وكذا ضبطه القاضي عياض وصاحب المراصد كما في شرح القاموس وضبطه المجد تبعاً للصاغاني كسحاب ) قال ابن الأَثير هو موضع قرب المدينة شرفها اللّه تعالى

ت
التاء من الحروف المهموسة وهي من الحروف النَّطْعِيَّة والطاء والدال والثاء ثلاثة في حيز واحد

أبت
أَبَتَ اليومُ يَأْبِتُ ويَأْبُتُ أَبْتاً وأُبُوتاً وأَبِتَ بالكسر فهو أَبِتٌ وآبِتٌ وأَبْتٌ كله بمعنى اشتدَّ حَرُّه وغَمُّه وسَكَنَتْ ريحه قال رؤْبة من سافعاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ وهو يومٌ أَبْتٌ وليلةٌ أَبْتَةُ وكذلك حَمْتٌ وحَمْتَةٌ ومَحْتٌ ومَحْتَةٌ كل هذا في شدّة الحرّ وأَنشد بيت رؤبة أَيضاً وأَبْتَةُ الغَضَبِ شدَّتُه وسَوْرَتُه وتَأَبَّتَ الجَمْرُ احْتَدَمَ

أتت
أَتَّهُ يَؤُتُّه أَتّاً غَتَّه بالكلام أَو كَبَتَهُ بالحُجَّةٍ وغَلَبَه ومَئِتَّةً مَفْعِلة

أرت
أَبو عمرو الأُرْتَةُ الشَّعر الذي على رأْس الحِرْباءِ

أست
ترجمها الجوهري قال أَبو زيد ما زال على اسْتِ الدَّهْر مَجْنُوناً أَي لم يَزَلْ يُعْرَفُ بالجُنون وهو مثلُ أُسّ الدَّهْر وهو القِدَمُ فأَبدلوا من إِحدى السينين تاء كما قالوا للطِّسِّ طَسْتٌ وأَنشد لأَبي نُخَيْلة ما زال مُذْ كانَ على اسْتِ الدَّهْرِ ذا حُمُقٍ يَنْمِي وعَقْلٍ يَحْرِي قال ابن بري معنى يَحْري يَنْقُصُ وقوله على اسْتِ الدَّهْر يريد ما قَدُمَ من الدهر قال وقد وَهِمَ الجوهري في هذا الفصل بأَن جعل اسْتاً في فصل أَسَتَ وإِنما حقه أَن يذكره في فصل سَتَه وقد ذكره أَيضاً هناك قال وهو الصحيحُ أَنَّ همزة اسْتٍ موصولة بإجماع وإِذا كانت موصولة فهي زائدة قال وقوله إِنهم أَبدلوا من السين في أُسٍّ التاء كما أَبدلوا من السين تاء في قولهم طَسّ فقالوا طَسْتٌ غلط لأَنه كان يجب أَن يقال فيه إِسْت بقطع الهمزة قال ونسب هذا القول إِلى أَبي زيد ولم يقله وإِنما ذَكَر اسْتَ الدَّهْر مع أُسِّ الدهر لاتفاقهما في المعنى لا غير واللَّه أَعلم

أفت
أَفَتَه عن كذا كأَفَكَه أَي صَرَفَه والإِفْتُ الكريم من الإِبل وكذلك الأُنثى وقال أَبو عمرو الإِفْتُ الكريم وقال ثعلب الأَفْتُ بالفتح الناقةُ السريعة وهي التي تَغْلِبُ الإِبلَ على السير وأَنشد لابن أَحمر كأَنِّي لم أَقُلْ عاجِ لأَفْتٍ تُراوِحُ بعد هِزَّتِها الرَّسِيما وفي نسخة الإِفْتُ بالكسر التهذيب وقول العجاج إِذا بَناتُ الأَرْحَبِيِّ الأَفْتِ
( * قوله « إِذا بنات إلخ » عجزه كما في التكملة « قاربن أَقصى غوله بالمت » والغول البعد بالضم فيهما والمت المد في السير )
قال ابن الأَعرابي الأَفْتُ يعني الناقةَ التي عندها من الصبر والبقاءِ ما ليس عند غيرها كما قال ابن أَحمر وقال أَبو عمرو الإِفْتُ الكريم قال كذا في نسخة قرئت على شمر إِذا بنات الأَرْحَبِيِّ الإِفْتِ قال ابن الأَعرابي فلا أَدري أَهي لغة أَو خطأٌ

ألت
الأَلْتُ الحَلِفُ وأَلَتَه بيمينٍ أَلْتاً شدَّد عليه وأَلَتَ عليه طلَب منه حَلِفاً أَو شهادةً يقوم له بها ورُوي عن عمر رضي اللَّه عنه أَن رجلاً قال له اتَّق اللَّه يا أَمير المؤمنين فسَمِعَها رجلٌ فقال أَتَأْلِتُ على أَمير المؤمنين ؟ فقال عمر دَّعْهُ فلن يَزالُوا بخيرٍ ما قالوها لنا قال ابن الأَعرابي معنى قوله أَتَأْلِتُه أَتَحُطُّه بذلك ؟ أَتَضَعُ منه ؟ أَتُنَقِّصُه ؟ قال أَبو منصور وفيه وجه آخر وهو أَشْبَهُ بما أَراد الرجل روي عن الأَصمعي أَنه قال أَلَتَه يميناً يَأْلِته أَلْتاً إِذا أَحْلَفه كأَنه لما قال له اتَّق اللَّهَ فقد نَشَدَه بُاللَّه تقول العرب أَلَتُّكَ باللَّه لمَا فعلْتَ كذا معناه نَشَدْتُكَ باللَّه والأَلْتُ القَسَم يقال إِذا لم يُعْطِكَ حَقَّكَ فَقَيِّدْه بالأَلْت وقال أَبو عمرو الأُلْتَةُ اليمينُ الغَموسُ والأُلْتةُ العَطِيَّةُ الشَّقْنَةُ وأَلَته أَيضاً حَبَسَهُ عن وَجْهِه وصَرَفه مثل لاتَه يَلِيتُه وهما لغتان حكاهما اليزيدي عن أَبي عمرو ابن العلاء وأَلتَه مالَه وحَقَّه يَأْلِتُه أَلْتاً وأَلاتَهُ وآلَتَه إِياه نَقَصَه وفي التنزيل العزيز وما أَلَتْناهُمْ من عَمَلِهم من شيءٍ قال الفراء الأَلْتُ النَّقْص وفيه لغة أُخرى وما لِتْناهم بكسر اللام وأَنشد في الأَلْتِ أَبْلِغْ بَني ثُعَلٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً جَهْدَ الرِّسالَةِ لا أَلْتاً ولا كَذِبا أَلَتَه عن وَجْهِه أَي حَبَسه يقول لا نُقْصانَ ولا زيادة وفي حديث عبد الرحمن بن عوف يوم الشُّورَى ولا تَغْمِدُوا سيوفَكم عن أَعدائِكم فُتولِتُوا أَعمالكم قال القُتَيبي أَي تَنْقُصُوها يريد أَنهم كانت لهم أَعمال في الجهاد مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فإِذا هم تَرَكوها وأَغْمَدُوا سُيُوفَهم واخْتَلَفوا نَقَصُوا أَعمالَهم يقال لاتَ يَلِيتُ وأَلَتَ يَأْلِتُ وبها نزل القرآن قال ولم أَسمع أَوْلَتَ يُولِتُ إِلاَّ في هذا الحديث قال وما أَلَتْناهم من عَملهم من شيءٍ يجوز أَن يكون من أَلَتَ ومن أَلاتَ قال ويكون أَلاتَهُ يُلِيتُه إِذا صَرَفه عن الشيءِ والأَلْتُ البُهتان عن كراع وأَلِّيتُ موضع قال كثير عزة برَوْضَةِ أَلِّيتَ وقَصْرِ خَناثَى قال ابن سيده وهذا البناءُ عزيز أَو معدوم إِلاَّ ما حكاه أَبو زيد من قولهم عليه سَكِّينَةٌ

أمت
أَمَتَ الشيءَ يَأْمِتُه أَمْتاً وأَمَّتَه قَدَّرَهُ وحَزَرَه ويُقال كم أَمْتُ ما بَيْنَكَ وبين الكُوفة ؟ أَي قَدْرُ وأَمَتُّ القومَ آمِتُهم أَمْتاً إِذا حَزَرْتَهم وأَمَتُّ الماءَ أَمْتاً إِذا قَدَّرْتَ ما بينك وبينه قال رؤبة في بَلْدةٍ يَعْيا بها الخِرِّيتُ رَأْيُ الأَدِلاَّءِ بها شَتِيتُ أَيْهاتَ منها ماؤُها المَأْمُوتُ المَأْمُوتُ المَحْزُورُ والخِرِّيتُ الدَّليلُ الحاذِقُ والشَّتِيتُ المُتَفَرِّق وعَنَى به ههنا المُخْتَلِفَ الصحاح وأَمَتُّ الشيءَ أَمْتاً قَصَدْته وقَدَّرْته يُقال هو إِلى أَجَلٍ مَأْمُوتٍ أَي مَوْقوتٍ ويقال امْتِ يا فلان هذا لي كم هو ؟ أَي احْزِرْه كم هو ؟ وقد أَمَتُّه آمِتُه أَمْتاً والأَمْتُ المكانُ المرتفع وشيءٌ مأْمُوتٌ معروف والأَمْتُ الانْخفاضُ والارْتفاعُ والاختلافُ في الشيءِ وأُمِّتَ بالشَّرِّ أُبِنَ به قال كثير عزة يَؤُوب أُولُو الحاجاتِ منه إِذا بَدا إِلى طَيِّبِ الأَثْوابِ غيرِ مُؤَمَّتِ والأَمْتُ الطريقةُ الحَسَنة والأَمْتُ العِوَجُ قال سيبويه وقالوا أَمْتٌ في الحَجر لا فيكَ أَي لِيَكُن الأَمْتُ في الحجارة لا فيك ومعناه أَبقاكَ اللَّهُ بعد فَناءِ الحجارة وهي مما يوصف بالخلول والبقاء أَلا تراه كيف قال ما أَنْعَمَ العَيْش لو أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ تَنْبُو الحَوادِثُ عنه وهو مَلْمُومُ ورَفعُوه وإِن كان فيه معنى الدعاءِ لأَنه ليس بجارٍ على الفِعْل وصار كقولك التُّرابُ له وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة لأَنه في قُوّة الدُّعاء والأَمْتُ الرَّوابي الصِّغارُ والأَمْتُ النَّبَكُ وكذلك عَبَّرَ عنه ثعلب والأَمْتُ النِّبَاكُ وهي التِّلالُ الصِّغار والأَمْتُ الوَهْدة بين كل نَشْزَيْن وفي التنزيل العزيز لا تَرَى فيها عِوَجاً ولاأَمْتاً أَي لا انخفاض فيها ولا ارْتفاعَ قال الفراء الأَمْتُ النَّبْكُ من الأَرض ما ارتفع ويقال مَسايِلُ الأَوْدية ما تَسَفَّلَ والأَمْتُ تَخَلْخُلُ القِرْبة إِذا لم تُحْكَمْ أَفْراطُها قال الأَزهري سمعت العرب تقول قد مَلأَ القِربة مَلأً لا أَمْتَ فيه أَي ليس فيه استرخاءٌ من شدَّة امْتِلائها ويقال سِرْنا سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا ضَعْفَ فيه ولا وَهْنَ ابن الأَعرابي الأَمْتُ وَهْدَةٌ بين نُشُوزٍ والأَمْتُ العَيْبُ في الفَم والثَّوْب والحجر والأَمْتُ أَن تَصُبَّ في القِرْبة حتى تَنْثنِي ولا تَمْلأَها فيكون بعضُها أَشرف من بعض والجمع إِمَاتٌ وأُمُوتٌ وحكى ثعلب ليس في الخَمْر أَمْتٌ أَي ليس فيها شَكٌّ أَنها حرام وفي حديث أَبي سعيد الخدري أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال إِنَّ اللَّهَ حَرَّم الخمرَ فلا أَمْتَ فيها وأَنا أَنْهي عن السَّكَر والمُسْكِر لا أَمْتَ فيها أَي لا عَيْبَ فيها وقال الأَزهري لا شكَّ فيها ولا ارتيابَ أَنه من تنزيل رب العالمين وقيل للشك وما يُرْتابُ فيه أَمْتٌ لأَنَّ الأَمْتَ الحَزْرُ والتَّقدِير ويدخُلهما الظَّنُّ والشك وقول ابن جابر أَنشده شمر ولا أَمْتَ في جُمْلٍ لياليَ ساعَفَتْ بها الدارُ إِلاَّ أَنَّ جُمْلاً إِلى بُخْلِ قال لا أَمْتَ فيها أَي لا عَيْب فيها قال أَبو منصور معنى قول أَبي سعيد عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم إِنَّ اللَّه حَرَّم الخمر فلا أَمْتَ فيها معناه غَيْر معنى ما في البيت أَراد أَنه حَرَّمها تحريماً لا هَوادةَ فيه ولا لِين ولكنَّه شَدَّد في تحريمها وهو من قولك سِرْتُ سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا وَهْنَ فيه ولا ضَعْفَ وجائزٌ أَن يكون المعنى أَنه حَرَّمها تحريماً لا شك فيه وأَصله من الأَمْتِ بمعنى الحَزْر والتقدير لأَنَّ الشك يدخلهما قال العجاج ما في انْطِلاقِ رَكْبِهِ من أَمْتِ أَي من فُتورٍ واسْتِرْخاءٍ

أنت
الأَنِيتُ الأَنِينُ أَنَتَ يَأْنِتُ أَنِيتاً كَنَأَتَ وسيأْتُ ذكره في موضعه أَبو عمرو رَجُلٌ مَأْنُوتٌ وقد أَنَته الناسُ يأْنِتونه إِذا حَسَدُوه فهو مَأْنُوتٌ وأَنِيتٌ أَي مَحْسُودٌ واللَّه أَعلم

بتت
البَتُّ القَطْعُ المُسْتَأْصِل يقال بَتَتُّ الحبلَ فانْبَتَّ ابن سيده بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه ويَبِتُّه بَتّاً وأَبَتَّه قطَعه قَطْعاً مُسْتَأْصِلاً قال فَبَتَّ حِبالَ الوصْلِ بيني وبَيْنَها أَزَبُّ ظَهُورِ السَّاعِدَيْنِ عَذَوَّرُ قال الجوهري في قوله بَتَّه يَبُتُّه قال وهذا شاذّ لأَنَّ باب المُضاعف إِذا كانَ يَفْعِل منه مكسوراً لا يجيءُ متعدِّياً إِلاَّ أَحرفٌ معدودة وهي بَتَّه يَبُتُّه وَيَبِتُّه وعَلَّه في الشُّرب يَعُلُّه ويَعِلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه وشَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه وحَبَّه يَحِبُّه قال وهذه وحدَها على لغةٍ واحدةٍ قال وإِنما سَهَّلَ تَعَدِّيَ هذه الأَحْرُف إِلى المفعول اشتراكُ الضم والكسر فيهنّ وبَتَّتَه تَبْتِيتاً شُدِّدَ للمبالغة وبَتَّ هو يَبِتُّ ويَبُتُّ بَتّاً وأَبَتَّ وقولهم تَصَدَّقَ فلانٌ صَدَقَةً بَتاتاً وبَتَّةً بَتْلَةً إِذا قَطَعَها المُتَصَدِّقُ بها من ماله فهي بائنة من صاحبها وقد انْقَطَعَتْ منه وفي النهاية صدقة بَتَّةٌ أَي مُنْقَطِعَةٌ عن الإِمْلاكِ وفي الحديث أَدْخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ الليث أَبَتَّ فُلانٌ طَلاقَ امرأَتِه أَي طَلَّقَها طَلاقاً باتّاً والمُجاوزُ منه الإِبْتاتُ قال أَبو منصور قول الليث في الإِبْتاتِ والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد لأَنه جَعَل الإِبْتات مُجاوزاً وجعل البَتَّ لازماً وكلاهما مُتعدِّ ويقال بَتَّ فلانٌ طَلاقَ امرأَتِه بغير أَلف وأَبَتَّه بالأَلف وقد طَلَّقها البَتَّةَ ويقال الطَّلْقةُ الواحدة تَبُتُّ وتَبِتُّ أَي تَقطَعُ عِصْمةَ النكاح إِذا انْقَضَتِ العدَّة وطَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً وبَتاتاً أَي قَطْعاً لا عَوْدَ فيها وفي الحديث طلَّقها ثلاثاً بَتَّةً أَي قاطعةً وفي الحديث لا تَبِيتُ المَبْتُوتَةُ إِلاَّ في بيتها هي المُطَلَّقة طَلاقاً بائِناً ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ كأَنه قَطَعَ فِعْلَهُ قال سيبويه وقالوا قَعَدَ البَتَّةَ مصدر مُؤَكِّد ولا يُستعمل إِلا بالأَلف واللام ويقال لا أَفْعَلُه بَتَّةً ولا أَفعلهُ البَتَّةَ لكل أَمرٍ لا رَجْعة فيه ونَصْبُه على المصدر قال ابن بري مذهب سيبويه وأَصحابه أَن البَتَّةَ لا تكون إِلاَّ معرفة البَتَّةَ لا غَيْرُ وإِنما أَجازَ تَنْكِيرَه الفراءُ وَحْدَه وهو كوفيٌّ وقال الخليل بن أَحمد الأُمورُ على ثلاثة أَنحاءٍ يعني على ثلاثة أَوجه شيءٌ يكون البَتَّةَ وشيءٌ لا يكونُ البَتَّةَ وشيءٌ قد يكون وقد لا يكون فأَما ما لا يكون فما مَضَى من الدهر لا يرجع وأَما ما يكون البَتَّة فالقيامةُ تكون لا مَحالة وأَما شيءٌ قد يكون وقد لا يكون فمِثْل قَدْ يَمْرَضُ وقد يَصِحُّ وبَتَّ عليه القضاءَ بَتّاً وأَبَتَّه قطعه وسكرانُ ما يَبُتُّ كلاماً أَي ما يُبَيِّنُه وفي المحكم سَكْرانُ ما يَبُتُّ كلاماً وما يَبِتُّ وما يُبِتُّ أَي ما يقطعه وسكرانُ باتٌّ مُنْقَطِعٌ عن العمل بالسُّكْر هذه عن أَبي حنيفة الأَصمعي سكرانُ ما يَبُتُّ أَي ما يَقْطَعُ أَمْراً وكان ينكر يُبِتُّ وقال الفراءُ هما لغتان يقال بَتَتُّ عليه القضاءَ وأَبْتَتُّه عليه أَي قَطَعْتُه وفي الحديث لا صِيامَ لمن لم يُبِتَّ الصيامَ من الليل وذلك من الجَزْم والقَطْع بالنية ومعناه لا صِيامَ لمن لم يَنْوِه قبل الفجر فيَجْزِمْه ويَقْطَعْه من الوقت الذي لا صَوْم فيه وهو الليل وأَصله من البَتّ القَطْعِ يقال بَتَّ الحاكمُ القضاءَ على فلان إِذا قَطَعه وفَصَلَه وسُمِّيَتِ النيَّةُ بَتّاً لأَنها تَفْصِلُ بين الفِطْرِ والصوم وفي الحديث أَبِتُّوا نكاحَ هذه النساءِ أَي اقْطَعُوا الأَمْر فيه وأَحْكِمُوه بشرائطه وهو تَعْريضٌ بالنهي عن نكاح المُتْعةِ لأَِنه نكاحٌ غير مَبْتُوتٍ مُقَدَّرٌ بمدّة وفي حديث جُوَيريةَ في صحيح مسلم أَحْسِبُه قال جُوَيرية أَو البَتَّةُ قال كأَنه شك في اسمها فقال أَحْسِبُه جُوَيرية ثم استدرك فقال أَو أَبُتُّ أَي أَقْطَعُ أَنه قال جُوَيرية لا أَحْسِبُ وأَظُنُّ وأَبَتَّ يَمينَه أَمْضاها وبَتَّتْ هي وجَبَتْ تَبُتُّ بُتُوتاً وهي يَمين بَاتَّةٌ وحَلَفَ على ذلك يميناً بَتاً وبَتَّةً وبَتَاتاً وكلُّ ذلك من القَطْع ويقال أَعْطَيْتُه هذه القَطيعَةَ بَتّاً بَتْلاً والبَتَّةُ اشتقاقُها من القَطْع غير أَنه يُستعمل في كل أَمْرٍ يَمضي لا رَجْعَةَ فيه ولا الْتِواءَ وأَبَتَّ الرجلُ بعيرَه من شِدَّة السَّير ولا تُبِتَّه حتى يَمْطُوَه السَّيرُ والمَطْوُ الجِدُّ في السَّير والانْبِتاتُ الانقِطاعُ ورجل مُنْبَتٌّ أَي مُنْقَطَعٌ به وأَبَتَّ بعيرَه قَطَعَه بالسير والمُنْبَتُّ في حديث الذي أَتْعَبَ دابَّتَه حتى عَطِبَ ظَهْرُه فبَقِي مُنْقَطَعاً به ويقال للرجل إِذا انْقَطع في سفره وعَطِبَتْ راحلَتُه صار مُنْبَتّاً ومنه قول مُطَرَّفٍ إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضاً قَطَع ولا ظَهْراً أَبْقى غيره يقال للرجل إِذا انْقُطِعَ به في سَفَرِه وعَطِبَتْ راحِلَتُه قد انْبَتَّ من البَتِّ القَطْعِ وهو مُطاوِعُ بَتَّ يقال بَتَّه وأَبَتَّه يريد أَنه بقي في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِهِ ولم يَقْضِ وَطَرَه وقد أَعْطَب ظَهْرَه الكسائي انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره وأَنشد لقد وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ عند القيامِ وانْبِتاتاً في السَّحَرْ وبَتَّ عليه الشهادةَ وأَبَتَّها قَطَع عليه بها وأَلزمه إِياها وفلانٌ على بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عليه قال الراجز وحاجةٍ كنتُ على بَتاتِها والباتُّ المَهْزُول الذي لا يقدر أَن يقوم وقد بَتَّ يَبِتُّ بُتُوتاً ويقال للأَحْمق المَهْزولِ هو باتٌّ وأَحْمَقُ باتٌّ شَديدُ الحُمْق قال الأَزهري الذي حَفِظْناه عن الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ مِن التَّبَابِ وهو الخَسارُ كما قالوا أَحْمَقُ خاسِرٌ دابرٌ دامِرٌ وقال الليث يقال انقطع فلانٌ عن فلانٍ فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أَي انقطع وِصالُه وانْقَبض وأَنشد فَحَلَّ في جُشَمٍ وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً بحَبْلهِ من ذَوِي الغُرِّ الغَطاريفِ ابن سيده والبَتُّ كِساءٌ غليظٌ مُهَلْهَلٌ مُرَبَّع أَخْضرُ وقيل هو من وَبَرٍ وصُوفٍ والجمع أَبُتٌّ وبِتاتٌ التهذيب البَتُّ ضرْبٌ من الطَّيالِسة يسمّى السَّاجَ مُرَبَّعٌ غليظ أَخضر والجمع البُتُوتُ الجوهري البَتُّ الطَّيْلَسانُ مِن خَزٍّ ونحوه وقال في كِساءٍ من صُوف مَن كان ذا بَتٍّ فهذا بَتِّي مُقيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ والبَتِّيُّ الذي يَعْمله أَو يبيعه والبتَّاتُ مثلُه وفي حديث دار النَّدْوة وتَشاوُرِهم في أَمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم فاعترضهم إِبليس في صورة شيخ جليل عليه بَتٌّ أَي كساءٌ غليظ مُرَبَّعٌ وقيل طَيْلَسان من خَزٍّ وفي حديث عليٍّ عليه السلام أَن طائفة جاءَت إِليه فقال لقَنْبر بَتِّتْهمهم أَي أَعْطِهم البُتُوتَ وفي حديث الحسن عليه السلام أَينَ الذين طَرَحُوا الخُزُوزَ والحِبَراتِ ولَبِسُوا البُتُوتَ والنِّمَرَاتِ ؟ وفي حديث سُفْيان أَجِدُ قَلْبي بين بُتُوتٍ وعَباءٍ والبَتَاتُ متاعُ البيت وفي حديث النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه كَتَبَ لحارثة بنِ قَطَنٍ ومَن بدُومةِ الجَنْدَل من كَلْب إِنَّ لنا الضاحِيَةَ من البَعْلِ ولكم الضامنةُ من النَّخْلِ ولا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ ولا يؤْخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ قال أَبو عبيد لا يُؤْخَذ منكم عُشْر البَتاتِ يعني المتاع ليس عليه زكاة مما لا يكون للتجارة والبَتاتُ الزادُ والجِهَازُ والجمع أَبِتَّةٌ قال ابن مُقبل في البَتاتِ الزَّادِ أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ ونِسْوةٌ بِكِرْمانَ يُغْبَقْنَ السَويقَ المُقَنَّدَا وبَتَّتُوه زَوَّدُوه وتَبَتَّتَ تَزَوَّدَ وتمَنَّعَ ويقال ما لَه بَتاتٌ أَي ما لَه زادٌ وأَنشد ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له بَتاتاً ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ وهو كقوله ويأْتيكَ بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ أَبو زيد طَحَنَ بالرَّحَة شَزْراً وهو الذي يَذْهَبُ بالرَّحَى عن يمينه وبَتّاً ابْتَدَأَ إِدارَتها عن يساره وأَنشد ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتّاً ولو نُعْطَى المَغازِلَ ما عَيينَا

بحت
البَحْتُ الخالِصُ من كل شيءٍ يقال عَرَبيٌّ بَحْتٌ وأَعْرابيّ بَحْتٌ وعَرَبيةٌ بَحْتةٌ كقولك مَحْضٌ وخَمْرٌ بحْتٌ وخُمُورٌ بَحْتةٌ والتذكير بَحْتٌ الجوهري عَرَبيٌّ بَحْت أَي مَحْضٌ وكذلك المؤَنث والاثنان والجمع وإِن شئت قلت امرأَة عربية بَحْتة وثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ وقال بعضهم لا يثنى ولا يجمع ولا يُحْقَّر وأَكلَ الخُبزَ بَحْتاً بغير أُدْم وأَكل اللَّحْم بَحْتاً بغير خُبز وقال أَحمد بن يحيى كلُّ ما أُكِلَ وحْدَه مما يُؤْدَمُ فهو بَحْتٌ وكذلك الأُدْم دون الخُبز والبَحْتُ الصِّرْفُ وشَرابٌ بَحْتٌ غير ممزوج وقد بَحُتَ الشيءُ بالضم أَي صار بَحْتاً ويقال بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أَي شديد ويقال باحَتَ فلانٌ القِتالَ إِذا صَدَقَ القِتالَ وجَدَّ فيه وقيل البَراكاءُ مُباحَتةُ القِتال وباحَتَه الوُدَّ أَي خالَصَه ابن سيده وباحَتَه الوُدَّ أَخْلَصَه له وباحَتَ الرجلُ الرجلَ كاشَفَه وفي حديث أَنس اختضب عمر بالحِنَّاءِ بَحْتاً البَحْتُ الخالص الذي لا يُخالِطُه شيءٌ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه كتب إِليه أَحَدُ عُمَّاله من كُورةٍ ذَكَرَ فيها غَلاءَ العَسل وكَرِهَ للمسلمين مُباحَتةً الماءِ أَي شُرْبه بَحْتاً غير ممزوج بعَسَلٍ أَو غيره قيل أَراد بذلك ليكونَ أَقوى لهم

بحرت
ابن الأَعرابي كَذِبٌ حِبريتٌ وبِحْريتٌ وحَنْبَريتٌ أَي خالصٌ مُجَرَّد لا يستره شيءٌ

بخت
البُخْت والبُخْتِيَّة دَخِيل في العربية أَعجمي مُعَرَّبٌ وهي الإِبل الخُراسانِيَّة تُنْتَجُ من بين عربيةٍ وفالِجٍ وبعضهم يقول إِن البُخْتَ عَرَبيّ ويُنْشِدُ لابنِ قَيس الرُّقَيَّات لبَنُ البُخْتِ في قِصاعِ الخَلَنْجِ قال ابن بري صواب إِنشاده لبنَ البُخْتِ بنصب النون والأَبياتُ يَمدَحُ بها مُصْعَبَ بن الزبير إِنْ يَعِشْ مُصْعَبٌ فإِنَّا بخَيرٍ قَدْ أَتَانا مِن عَيْشِنا ما نُرَجِّي يَهَبُ الأَلْفَ والخُيُولَ ويَسْقِي لَبنَ البُخْتِ في قِصاع الخَلَنْجِ الواحد بُخْتيٌّ وناقة بُخْتِيَّة وفي الحديث فأُتيَ بسارقٍ قد سَرَقَ بُخْتِيَّةً البُخْتيَّةُ الأُنثى من الجمال البُخْتِ وهي جمالٌ طوالُ الأَعْناق ويُجْمَع على بُختٍ وبَخَاتٍ وقيل الجمع بَخاتيُّ غير مصروف ولك أَن تخفف الياءَ فتقول البَخَاتي والأَثافي والمَهارِي وأَما مَساجِدِيٌّ ومَدائِنيٌّ فمصروفان لأَِن الياءَ فيهما غير ثابتة في الواحد كما تَصْرِفُ المَهالبةَ والمَسامِعَة إِذا أَدخلت عليها هاءَ النسب ويقال للذي يقتنيها ويستعملها البَخَّاتُ وقيل في جمعها بَخَاتي وبَخَاتٍ والبَخْتُ الجَدُّ معروف فارسيٌّ وقد تكلمت به العرب قال الأَزهري لا أَدري أَعربيّ هو أَم لا ؟ ورجل بخيتٌ ذو جَدٍّ قال ابن دريد ولا أَحسبها فصيحة والمَبْخُوتُ المَجْدُودُ

برت
البُرْتُ والبَرْتُ الفأْسُ يمانية وكل ما قُطع به الشجر بَرْتٌ والبَرْتُ والبُرْتُ والبِرْتُ الرجل الدَّليلُ والجمع أَبْراتٌ والبُرْتُ بلغة اليمن السُّكَّرُ الطَّبَرْزَذُ قال شمر يقال للسُّكَّرِ الطَّبرْزَذِ مِبرَتٌ ومِبَرَّتٌ بفتح الراءِ مشددة أَبو عبيد البِرِّيتُ المستوي من الأَرض وقال ابن سيده البِرِّيتُ في شعر رؤبة فِعْلِيتٌ من البِرِّ قال وليس هذا موضعه الأَصمعي يقال للدليل الحاذق البُرْتُ والبِرْتُ وقاله ابن الأَعرابي أَيضاً رواه عنهما أَبو العباس قال الأَعشى يصف جمله أَدْأَبْتُهُ بمَهامِهٍ مَجْهولةٍ لا يَهْتدِي بُرْتٌ بها أَن يَقْصِدَا يصف قَفْراً قَطَعه لا يهتدي به دليلٌ إِلى قصْدِ الطريق قال ومثله قول رؤبة تَنْبو بإِصْغاءِ الدَّليلِ البُرْتِ وقال شمر هو البِرِّيتُ والخِرِّيتُ والبُرْتةُ الحَذَاقَةُ بالأَمْر وأَبْرَتَ إِذا حَذِقَ صِناعةً مَّا والبِرِّيتُ مكان معروف كثير الرمل وقال شمر يقال الحَزْن والبِرِّيتُ أَرضانُ بناحية البصرة ويقال البِرِّيتُ الجَدْبةُ المستوية وأَنشد بِرِّيتُ أَرْضٍ بعدَها بِرِّيتُ وقال الليث البِرِّيتُ اسم اشتق من البَرِّيَّة فكأَنما سكنت الياءُ فصارت الهاءُ تاءً لازمة كأَنها أَصلية كما قالوا عِفْريتٌ والأَصل عِفْرِيَةٌ أَبو عمرو بَرَتَ الرجلُ إِذا تَحَيَّر وبَرَثَ بالثاء إِذا تَنَعَّم تَنَعُّماً واسعاً والبَرَنْتى السَّيِّءُ الخُلُق والمُبْرَنْتي القصيرُ المُخْتال في جِلْسته وركْبته المُنْتَصِبُ فإِذا كان ذلك فيه فكان يحتمله في فعاله وسُودَده فهو السَّيِّدُ والمُبرَنْتي أَيضاً الغَضْبانُ الذي لا ينظر إِلى أَحد والمُبرَنْتي المُسْتَعِدُّ للأَمر وابرَنْتَى للأَمْر تَهَيَّأَ أَبو زيد ابرَنْتَيْتُ للأَمر ابرِنْتاءً إِذا اسْتَعْدَدْتَ له مُلْحقٌ بافْعَنْلَلَ بياء اللحياني ابرَنْتى فلانٌ علينا يَبرَنْتي إِذا انْدَرَأَ علينا وبَيرُوت موضع

برهت
بَرَهُوتُ وادٍ معروف قيل هو بحَضْرَمَوْتَ وفي حديث عليٍّ عليه السلام شَرُّ بئرٍ في الأَرض بَرَهُوتُ هي بفتح الباء والراء بئرٌ عميقة بحَضْرَمَوْتَ لا يُسْتَطاعُ النُّزولُ إِلى قَعْرها ويقال بُرْهُوتُ بضم الباء وسكون الراء فتكون تاؤُها على الأَول زائدة وعلى الثاني أَصلية قال ابن الأَثير أَخرجه الهروي عن عليّ عليه السلام وأَخرجه الطبراني في المعجم عن ابن عباس عن سيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم

بست
البَسْتُ من السَّيرِ كالسَّبْتِ والبُسْتانُ الحَدِيقَةُ وبُسْتُ مدينة بخُراسان واللَّه أَعلم

بغت
البَغْتُ والبَغْتَةُ الفَجْأَة وهو أَن يَفْجَأَكَ الشيءُ وفي التنزيل العزيز ولَتَأْتِيَنَّهم بَغْتَةً أَي فجأَةً قال يَزيد بن ضَبَّةَ الثَّقَفِيُّ ولكنَّهم ماتُوا ولم أَدْرِ بَغْتَةً وأَفْظَعُ شيءٍ حينَ يَفْجَؤُكَ البَغْتُ وقد بَغَتَه الأَمرُ يَبْغَتُه بَغْتاً فَجِئَه وباغَتَه مُباغَتةً وبِغاتاً فاجأَه وقوله عز وجل فأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً أَي فَجْأَة والمُباغَتةُ المُفاجأَة وتكرَّر ذِكر البَغْتةِ في الحديث ولَقِيتُه بَغْتةً أَي فَجْأَةً ويقال لَسْتُ آمَنُ من بَغَتَاتِ العَدُوِّ أَي فَجَآتِه والباغُوتُ أَعجمي مُعَرَّبٌ عيدٌ للنصارى وفي حديث صُلْح نَصارَى الشام ولا يُظْهِرُوا باغوتاً قال ابن الأَثير كذا رواه بعضهم وقد روي باعوثاً بالعين المهملة والثاء المثلثة وسيأْتي ذِكره والباغُوتُ اسم موضع قال النابغة لَيْسَتْ تَرَى حَوْلَها شَخْصاً وراكِبُها نَشْوانُ في جُوَّةِ الباغُوتِ مَخْمُورُ

بكت
بَكَتَه يَبْكُتُه بَكْتاً وبَكَّتَه ضَرَبه بالسيف والعصا ونحوهما والتَّبْكِيتُ كالتَّقْرِيعِ والتَّعْنِيفِ الليث بَكَّته بالعصا تَبْكِيتاً وبالسيف ونحوه وقال غيره بَكَّتَه تَبْكِيتاً إِذا قَرَّعَه بالعَذْل تَقْريعاً وفي الحديث أَنه أُتِيَ بِشَارِبٍ فقال بَكِّتُوه التَّبْكِيتُ التَّقْرِيعُ والتَّوْبيخُ يقال له يا فاسق أَما اسْتَحَيْتَ ؟ أَما اتَّقَيْتَ اللَّهَ ؟ قال الهَرَوِيّ ويكون باليد وبالعصا ونحوه وبَكَتَه بالحُجَّة أَي غَلَبه وبَكَتَه يَبْكُتُه بَكْتاً وبَكَّتَه كلاهما استقبله بما يَكْرَه الأَصمعي التَّبْكِيتُ والبَلْغُ أَن يَسْتَقْبِلَ الرجلَ بما يَكْرَه وقيل في تفسير قوله تعالى وإِذا المُوْءُودةُ سُئِلَتْ بأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ؟ تُسْأَلُ تَبْكِيتاً لوائِدِها

بلت
البَلْتُ القَطْعُ بَلَتَ الشيءَ يَبْلَتُه بالفتح
( * قوله « يبلته بالفتح » الذي في القاموس والصحاح أن المتعدي من باب ضرب واللازم من بابي فرح ونصر ) بَلْتاً قَطَعه زعم أَهل اللغة أَنه مَقلوب من بَتَلَه وليس كذلك لوجود المصدر قال الشَّنْفَري كأَنَّ لها في الأَرْضِ نِسْياً تَقُصُّه على أَمِّها وإِنْ تُحَدِّثُكَ تَبْلِتِ أَي تَبْلِتُ الكلام بما يَعْتَريها من البُهْرِ والبَلَتُ بالتحريك الانقطاع وقيل تَبْلِتُ في بيت الشنفرى تَفْصِلُ الكلامَ وقال الجوهري أَي تَنْقَطِعُ حَياءً قال ومن رواه تَبْلِيتُ بالكسر يعني تَقْطَع وتَفْصِل ولا تُطَوِّلُ وانْبَلَتَ الرجلُ انْقَطَع في كل خير وشر وبَلَتَ الرجلُ يَبْلُتُ وبَلِتَ بالكسر وأَبْلَتَ انقَطَع من الكلام فلم يتكلم وبَلِتَ يَبْلَتُ إِذا لم يتحرَّك وسَكَتَ وقيل بَلَتَ الحَياءُ الكلامَ إِذا قَطَعه قال وقوله وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلَتِ أَي يَنْقَطِعُ كلامُها من خَفَرِها أَبو عمرو البِلِّيتُ الرجلُ الزِّمِّيتُ والبِلِّيتُ الفَصِيحُ الذي يَبْلِتُ الناسَ أَي يَقْطَعُهم وقيل البِلِّيتُ من الرِّجال البَيِّنُ الفصِيحُ اللَّبِيبُ الأَرِيبُ قال الشاعر أَلا أَرى ذا الضَّعْفةِ الهَبِيتا المُسْتَطَارَ قَلْبُه المَسْحُوتا يُشاهِلُ العَميْثَلَ البِلِّيتَا الصَّمَكِيكَ الهَشِمَ الزِّمِّيتَا الهَبِيتُ الأَحْمَق والعَمَيْثَلُ السَّيِّدُ الكريم والمَسْحُوتُ الذي لا يَشْبَعُ والهَشِمُ السَّخِيُّ والزِّمِّيتُ الحليم والصَّمَكُوكُ والصَّمَكِيكُ الصَّمَيَانُ من الرجال وهو الأَهْوَجُ الشديدُ وعبّر ابن الأَعرابي عنه بأَنه التَّامُّ وأَنشد وصَاحِبٍ صاحَبْتُه زَمِيتِ مُيَمِّنٍ في قوله ثَبِيتِ ليسَ على الزَّادِ بِمُسْتَمِيتِ قال وكأَنه ضِدّ وإِن كان الضِّدّانِ في التصريف وتَبّاً له بَلْتاً أَي قَطْعاً أَراد قاطعاً فوضع المصدر موضع الصفة ويقال لئِنْ فَعَلْتَ كذا وكذا لَيَكُونَنَّ بَلْتَة بيني وبينكَ إِذا أَوْعَدَه بالهجْرانِ وكذلك بَتْلَة ما بَيْني وبَيْنَك بمعناه أَبو عمرو يقال أَبْلَتُّه يميناً إِذا أَحْلَفْته والفعل بَلَتَ بَلْتاً وأَصْبَرْته أَي أَحْلَفْتُه وقد صَبَرَ يميناً قال وأَبْلَتُّه أَنا يميناً أَي حَلَفْتُ له قال الشنفرى وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلِتِ أَي تُوجِز والمُبَلَّتُ المَهْرُ المضمون حِمْيرية ومَهْرٌ مُبَلَّتٌ مِن ذلك قال وما زُوِّجَتْ إِلاَّ بمَهْرٍ مُبَلَّتِ أَي مضمون بلغة حمير وفي حديث سليمان على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام احْشُرُوا الطيْرَ إِلا الشَّنقاءَ والرَّنقاء
( * قوله « إلا الشنقاء » هي التي تزق فراخها والرنقاء القاعدة على البيض اه تكملة )
والبُلَتَ قال ابن الأَثير البُلَتُ طائرٌ مُحْتَرقُ الرِّيش إِذا وَقَعَتْ ريشةٌ منه في الطير أَحْرَقَتْه

بنت
أَبو عمرو بَنَّتَ فلانٌ عن فلانٍ تَبْنِيتاً إِذا اسْتَخبَر عنه فهو مُبَنِّتٌ إِذا أَكْثَر السؤال عنه وأَنشد أَصْبَحْتَ ذا بَغْيٍ وذا تَغَبُّشٍ مُبَنِّتاً عن نَسَباتِ الحِرْبِشِ وعن مَقالِ الكاذِبِ المُرَقِّشِ

بهت
بَهَتَ الرجلَ يَبْهَتُه بَهْتاً وبَهَتاً وبُهْتاناً فهو بَهَّات أَي قال عليه ما لم يفعله فهو مَبْهُوتٌ وبَهَتَه بَهْتاً أَخذه بَغْتَةً وفي التنزيل العزيز بل تأْتيهم بَغْتَةً فتَبْهَتُهم وأَما قول أَبي النجم سُبِّي الحَماةَ وابْهَتِي عليها
( * قوله « وابهتي عليها » قال الصاغاني في التكملة هو تصحيف وتحريف والرواية وانهتي عليها بالنون من النهيت وهو الصوت اه » فإِنَّ على مقحمة لا يقال بَهَتَ عليه وإِنما الكلامُ بَهَتَه والبَهِيتَةُ البُهْتانُ قال ابن بري زعم الجوهري أَنَّ على في البيت مقحمة أَي زائدة قال إِنما عَدَّى ابْهَتي بعلى لأَنه بمعنى افتَرِي عليها والبُهْتانُ افتراءٌ وفي التنزيل العزيز ولا يَأْتِينَ ببُهْتانٍ يَفْتَرِينَه قال ومثله مما عُدِّيَ بحرف الجَرِّ حملاً على معنى فِعْل يُقاربه بالمعنى قوله عز وجلّ فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفُون عن أَمره تقديره يَخْرُجون عن أَمره لأَنَّ المُخالفة خروجٌ عن الطاعة قال ويجب على قول الجوهري أَنْ تجعل عن في الآية زائدةً كما جعل على في البيت زائدة وعن وعلى ليستا مما يزاد كالباء وباهَتَه اسْتقْبله بأَمر يَقْذِفُه به وهو منه بريء لا يعلمه فَيَبْهَتُ منه والاسم البُهْتانُ وبَهَتُّ الرجلَ أَبْهَتُهُ بَهْتاً إِذا قابلته بالكذب وقوله عز وجلّ أَتأْخُذُونه بُهْتاناً وإِثماً مُبِيناً أَي مُباهِتين آثِمِين قال أَبو إِسحق البُهْتانُ الباطلُ الذي يُتَحَيَّرُ من بُطْلانِه وهو من البَهْتِ التَّحَيُّر والأَلف والنون زائدتان وبُهْتاناً موضعُ المصدر وهو حال المعنى أَتأْخذونه مُباهِتين وآثِمِين ؟ وبَهَتَ فلانٌ فلاناً إِذا كَذَب عليه وبَهِتَ وبُهِتَ إِذا تَحَيَّر وقولُه عز وجل ولا يأْتينَ ببُهْتانٍ يَفْتَرينه أَي لا يأْتين بولد عن معارضة من غير أَزواجهنّ فيَنْسُبْنه إِلى الزوج فإِن ذلك بُهْتانٌ وفِرْيةٌ ويقال كانت المرأَةُ تَلْتَقِطُه فتَتَبَنَّاه وقال الزجاج في قوله بل تأْتيهم بَغْتَةً فتَبْهَتُهم قال تُحَيِّرُهم حين تَفْجأُهم بَغْتةً والبَهُوتُ المُباهِتُ والجمع بُهُتٌ وبُهوتٌ قال ابن سيده وعندي أَن بُهُوتاً جمع باهِت لا جمع بَهُوت لأَن فاعِلاً مما يجمع على فُعُول وليس فُعُولٌ مما يُجْمَع عليه قال فأَما ما حكاه أَبو عبيد مِن أَن عُذُوباً جمع عَذُوبٍ فغَلَطٌ إِنما هو جمع عاذِبٍ فأَما عَذوبٌ فجمع عُذُبٌ والبُهْتُ والبَهِيتَةُ الكَذِبُ وفي حديث الغِيبةِ وإِن لم يكن فيه ما نقول فقد بَهَتَّه أَي كذَبْتَ وافْتَرَيْتَ عليه وفي حديث ابن سَلام في ذكر اليهود أَنهم قومٌ بُهْتٌ قال ابن الأَثير هو جمع بَهُوتٍ مِن بناء المبالغة في البَهْتِ مثل صَبُورٍ وصُبُرٍ ثم يسكن تخفيفاً والبَهْتُ الانقطاعُ والحَيْرَة رأَى شيئاً فبُهِتَ يَنْظُرُ نَظَر المُتَعَجِّب وأَنشد أَأَنْ رأَيْتَ هامَتِي كالطَّسْتِ ظَلِلْتَ تَرْمِيني بقَوْلٍ بُهْتِ ؟ وقد بَهُتَ وبَهِتَ وبُهِتَ الخَّصْمُ اسْتَوْلَتْ عليه الحجَّة وفي التنزيل العزيز فبُهِتَ الذي كَفَر تأْويلُه انْقَطَع وسكتَ متحيراً عنها ابن جني قرأَه ابن السَّمَيْفَع فبَهَتَ الذي كفر أَراد فبَهَتَ إِبراهيمُ الكافرَ فالذي على هذا في موضع نصب قال وقرأَه ابن حَيْوَةَ فبَهُتَ بضم الهاء لغة في بَهِتَ قال وقد يجوز أَن يكون بَهَتَ بالفتح لغةً في بَهِتَ قال وحكى أَبو الحسن الأَخفشُ قراءة فبَهِتَ كَخَرِقَ ودَهِشَ قال وبَهُتَ بالضم أَكثر من بَهِتَ بالكسر يعني أَن الضمة تكون للمبالغة كقولهم لَقَضُوَ الرجلُ الجوهري بَهِتَ الرجلُ بالكسر وعَرِسَ وبَطِرَ إِذا دَهِشَ وَتحَيَّر وبَهُتَ بالضم مثله وأَفصحُ منهما بُهِتَ كما قال عز وجل فبُهِتَ الذي كَفَر لأَِنه يقال رجل مَبْهُوتٌ ولا يقال باهِتٌ ولا بَهِيتٌ وبَهَتَ الفَحْلَ عن الناقة نَحّاه ليَحْمِلَ عليها فَحْلٌ أَكرمُ منه ويقال يا لِلْبَهِيتَةِ بكسر اللام وهو استغاثة والبَهْتُ حِسابٌ من حِسابِ النجوم وهو مَسيرها المُسْتوي في يوم قال الأَزهري ما أُراه عَرَبياً ولا أَحْفَظُه لغيره والبَهْتُ حَجَرٌ معروف

بوت
البُوتُ بضم الباء من شجر الجبال جمع بُوتَةٍ ونَباتُه نَباتُ الزُّعْرور وكذلك ثمرته إِلاّ أَنها إِذا أَيْنَعَت اسْوَدَّت سواداً شديداً وحَلَتْ حَلاوةً شديدةً ولها عَجَمة صغيرةٌ مُدَوَّرة وهي تُسَوِّدُ فَمَ آكلها ويَدَ مُجْتَنِيها وثمرتُها عناقيدُ كعناقيدِ الكَبَاثِ والناس يأْكلونها حكاه أَبو حنيفة قال وأَخبرني بذلك الأَعراب

بيت
البَيْتُ من الشَّعَر ما زاد على طريقةٍ واحدة يَقَع على الصغير والكبير وقد يقال للمبنيّ من غير الأَبنية التي هي الأَخْبِيَةُ بَيْتٌ والخِباءُ بيت صغير من صوف أَو شعر فإِذا كان أَكبرَ من الخِباء فهو بيتٌ ثم مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عن البيت وهي تسمى بيتاً أَيضاً إِذا كان ضَخْماً مُرَوَّقاً الجوهري البيتُ معروف التهذيب وبيت الرجل داره وبيته قَصْره ومنه قول جبريل عليه السلام بَشِّرْ خديجة ببيتٍ من قَصَب أَراد بَشِّرْها بقصر من لؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ أَو بقصر من زُمُرُّذَة وقوله عز وجل ليس عليكم جُناحٌ أَن تدخُلوا بُيوتاً غيْرَ مسكونة معناه ليس عليكم جناح أَن تدخلوها بغير إِذن وجاء في التفسير أَنه يعني بها الخانات وحوانيتَ التِّجارِ والمواضعَ المباحةَ التي تُباع فيها الأَشياء ويُبيح أَهلُها دُخولَها وقيل إِنه يعني بها الخَرِباتِ التي يدخلها الرجلُ لبول أَو غائط ويكون معنى قوله فيها متاع لكم أَي إِمتاع لكم تَتَفَرَّجُونَ بها مما بكم وقوله عز وجل في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ قال الزجاج أَراد المساجدَ قال وقال الحسن يعني به بيتَ المَقْدس قال أَبو الحسن وجمعَه تفخيماً وتعظيماً وكذلك خَصَّ بناءَ أَكثر العدد وفي متصلة بقوله كَمِشْكاة وقد يكون البيتُ للعنكبوت والضَّبِّ وغيره من ذوات الجِحَرِ وفي التنزيل العزيز وإِنَّ أَوْهَنَ البُيوت لَبَيْتُ العنكبوت وأَنشد سيبويه فيما تَضَعُه العربُ على أَلسنة البهائم لضَبٍّ يُخاطِبُ ابنه أَهْدَمُوا بَيْتَكَ لا أَبا لَكا وأَنا أَمْشِي الدَّأَلَى حَوالَكا ابن سيده قال يعقوب السُّرْفةُ دابة تَبْني لنفسها بيتاً من كِسارِ العِيدانِ وكذلك قال أَبو عبيد السُّرْفة دابة تبني بيتاً حَسَناً تكون فيه فجعَل لها بيتاً وقال أَبو عبيد أَيضاً الصَّيْدانيُّ دابة تَعْمَلُ لنفسها بيتاً في جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه قال وكلُّ ذلك أُراه على التشبيه ببيت الإِنسان وجمعُ البَيْت أَبياتٌ وأَباييتُ مثل أَقوالٍ وأَقاويلَ وبيُوتٌ وبُيوتاتٌ وحكى أَبو عليّ عن الفراء أَبْياواتٌ وهذا نادر وتصغيره بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ بكسر أَوله والعامة تقول بُوَيْتٌ قال وكذلك القول في تصغير شَيْخ وعَيْرٍ وشيءٍ وأَشباهِها وبَيَّتُ البَيْتَ بَنَيْتُه والبَيْتُ من الشِّعْرِ مشتقٌّ من بَيْت الخِباء وهو يقع على الصغير والكبير كالرجز والطويل وذلك لأَنه يَضُمُّ الكلام كما يَضُمُّ البيتُ أَهلَه ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً على التشبيه لها بأَسباب البيوت وأَوتادها والجمع أَبْيات وحكى سيبويه في جمعه بُيوتٌ فتَبِعَه ابنُ جني فقال حين أَنشد بَيْتَي العَجَّاج يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي فَخنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ جاءَ بالتأْسيس ولم يجئْ بها في شيء من البُيوتِ قال أَبو الحسن وإِذا كان البَيْتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهاً بالبيت من الخِباءِ وسائر البناءِ لم يمتنع أَن يُكَسَّرَ على ما كُسِّرَ عليه التهذيب والبَيْتُ من أَبيات الشِّعْر سمي بيتاً لأَنه كلامٌ جُمِعَ منظوماً فصار كبَيْتٍ جُمِعَ من شُقَقٍ وكِفاءٍ ورِواقٍ وعُمُد وقول الشاعر وبيتٍ على ظَهْر المَطِيِّ بَنَيْتُه بأَسمرَ مَشْقُوقِ الخَياشِيم يَرْعُفُ قال يعني بيت شِعْرٍ كتَبه بالقلم وسَمَّى اللَّهُ تعالى الكعبةَ شرَّفها اللَّه البيتَ الحرامَ ابن سيده وبَيْتُ اللَّهِ تعالى الكعبةُ قال الفارسي وذلك كما قيل للخليفة عبدُ اللَّه وللجنة دار السلام قال والبيْتُ القَبْر على التشبيه قال لبيد وصاحِبِ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بيومه وعِنْدَ الرِّداعِ بَيتُ آخَرَ كَوْثَر
( * قوله « وصاحب ملحوب » هو عوف بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب وعند الرداع موضع مات فيه شريح بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب اه من ياقوت )
وفي حديث أَبي ذر كيف نَصْنَعُ إِذا مات الناس حتى يكون البيتُ بالوَصِيف ؟ قال ابن الأَثير أَراد بالبَيْتِ ههنا القَبْر والوَصِيفُ الغلامُ أَراد أَن مواضع القُبور تَضيقُ فيَبتاعُوْنَ كلَّ قبر بوَصِيفٍ وقال نوح على نبينا وعليه أَفضلُ الصلاة والسلام حينَ دَعا رَبَّه رَبِّ اغْفِرْ لي ولوالديَّ ولمن دخل بيتي مؤْمناً فسَمَّى سَفِينَته التي رَكبَها أَيام الطُّوفانِ بَيْتاً وبَيْتُ العرب شَرَفُها والجمع البُيوتُ ثم يُجْمَعُ بُيوتاتٍ جمع الجمع ابن سيده والبَيْتُ من بُيُوتات العرب الذي يَضُمُّ شَرَفَ القبيلة كآل حِصْنٍ الفَزاريِّين وآلِ الجَدَّيْن الشَّيْبانِيّين وآل عَبْد المَدانِ الحارِثِيّين وكان ابن الكلبي يزعم أَن هذه البُيوتاتِ أَعْلى بُيوتِ العرب ويقال بَيْتُ تَميم في بني حَنْظلة أَي شَرَفُها وقال العباس يَمْدَحُ سيدَنا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ منْ خِنْدِفَ عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ جَعَلَها في أَعْلى خِنْدِفَ بيتاً أَراد ببيته شَرَفَه العاليَ والمُهَيْمِنُ الشاهدُ بفَضْلك وقولُه تعالى إِنما يُريدُ اللَّهُ ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أَهلَ البيتِ إِنما يريد أَهلَ بيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَزواجَه وبِنْتَه وعَلِيّاً رضي اللَّهُ عنهم قال سيبويه أَكثر الأَسماء دخولاً في الاختصاص بَنُو فلانٍ ومَعْشَرٌ مضافةً وأَهلُ البيتِ وآل فلانٍ يعني أَنك تقول نحنُ أَهْلَ البيتِ نَفْعَلُ كذا فتنصبه على الاختصاص كما تنصب المنادى المضاف وكذلك سائر هذه الأَربعة وفلانٌ بَيْتُ قومِهِ أَي شَريفُهم عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي وبَيْتُ الرجلُ امرأَتُه ويُكْنى عن المرأَة بالبَيْتِ وقال أَلا يا بَيْتُ بالعَلْياءِ بَيْتُ ولولا حُبُّ أَهْلِكَ ما أَتَيْتُ أَراد لي بالعَلْياءِ بَيْتٌ ابن الأَعرابي العرب تَكْني عن المرأَة بالبَيْت قاله الأَصمعي وأَنشد أَكِبَرٌ غَيَّرَني أَم بَيْتُ ؟ الجوهري البَيْتُ عِيالُ الرجل قال الراجز ما لي إِذا أَنْزِعُها صَأَيْتُ ؟ أَكِبَرٌ غَيَّرني أَم بَيْتُ ؟ والبَيْتُ التَزْويجُ عن كراع يقال باتَ الرجلُ يَبيتُ إِذا تَزَوَّجَ ويقال بَنى فلانٌ على امرأَته بَيْتاً إِذا أَعْرَسَ بها وأَدخلها بَيْتاً مَضْروباً وقد نَقَل إِليه ما يحتاجون إِليه من آلة وفِراشٍ وغيره وفي حديث عائشة رضي اللَه عنها تَزَوَّجني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على بَيْتٍ قِيمَتُه خمسون دِرْهماً أَي متاعِ بَيْتٍ فحذف المضاف وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه ومَرَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ أَصابت بَيْتاً وبَعْلاً وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ قال سيبويه من العرب مَن يَبْنيه كخمسة عشر ومنهم من يُضِيفه إِلا في حَدِّ الحال وهو جاري بَيْتاً لبَيْتٍ وبيتٌ لِبَيْتٍ أَيضاً الجوهري وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي مُلاصِقاً بُنيا على الفتح لأَنهما اسمان جُعِلا واحداً ابن الأَعرابي العرب تقول أَبِيتُ وأَباتُ وأَصِيدُ وأَصاد ويموتُ ويَماتُ ويَدُومُ ويَدامُ وأَعِيفُ وأَعافُ ويقال أَخيلُ الغَيْثَ بناحِيَتِكم وأَخالُ لغةٌ وأَزيلُ يقال زالَ
( * قوله « وأزيل يقال زال » كذا بالأصل وشرح القاموس ) يريدون أَزال قال ومن كلام بني أَسَد ما يَلِيق بك الخَيْر ولا يعِيقُ إِتباع الصحاح باتَ يَبِيتُ ويَباتُ بَيْتُوتة ابن سيده باتَ يفعل كذا وكذا يَبِيتُ ويَباتُ بَيتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتة أَي ظَلَّ يفعله لَيْلاً وليس من النَّوم كما يقال ظَلَّ يفعل كذا إِذا فعله بالنهار وقال الزجاج كل من أَدركه الليلُ فقد باتَ نام أَو لم يَنَم وفي التنزيل العزيز والذين يَبيتُون لربهم سُجَّداً وقياماً والاسم من كلِّ ذلك البِيتةُ التهذيب الفراءُ باتَ الرجلُ إِذا سَهِر الليلَ كله في طاعة اللَّه أَو معصيته وقال الليث البَيْتُوتة دُخُولُك في الليل يقال بتُّ أَصْنَعُ كذا وكذا قال ومن قال باتَ فلانٌ إِذا نام فلقد أَخطأَ أَلا ترى أَنك تقول بِتُّ أُراعي النجومَ ؟ معناه بِتُّ أَنْظرُ إِليها فكيف ينام وهو يَنْظُر إِليها ؟ ويقال أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً وباتَ بَيْتُوتةً صالحةً قال ابن سيده وغيره وأَباتَه اللَّهُ بخَيْر وأَباتَه اللَّهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ أَي إِباتَةٍ لكنه أَراد به الضَّرْبَ من التَّبْيِيت فبناه على فِعْلِه كما قالوا قَتَلْته شَرَّ قِتْلة وبِئْست المِيتَةُ إِنما أَرادوا الضَّرْب الذي أَصابه من القتل والموت وبِتُّ القومَ وبِتُّ بهم وبِتُّ عندَهم حكاه أَبو عبيد وبَيَّتَ الأَمْرَ عَمِلَه ليلاً أَوْ دَبَّره ليلاً وفي التنزيل العزيز بَيَّتَ طائفةٌ منهم غيرَ الذي تَقُولُ وفيه إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القَوْل قال الزجاج إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القول كلُّ ما فُكِرَ فيه أَو خِيضَ فيه بلَيْل فقد بُيِّتَ ويقال هذا أَمرٌ دُبِّرَ بلَيْل وبُيِّتَ بلَيْل بمعنى واحد وقوله واللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتون أَي يُدَبِّرونَ ويُقَدِّرونَ من السُّوءِ ليلاً وبُيِّتَ الشيءُ أَي قُدِّر وفي الحديث أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالاً ولا يُقَيِّلُه أَي إِذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الليل ولا إِلى القائلة بل يُعَجِّلُ قِسْمَته وبَيَّتَ القوْمَ والعَدُوَّ أَوقع بهم ليلاً والاسمُ البَياتُ وأَتاهم الأَمر بَياتاً أَي أَتاهم في جوفِ الليل ويقال بَيَّتَ فلانٌ بني فلانٍ إِذا أَتاهم بَياتاً فكَبَسَهم وهم غارُّونَ وفي الحديث أَنه سُئِل عن أَهل الدار يُبَيَّتُونَ أَي يُصابُون لَيْلاً وتَبْيِيْتُ العَدُوِّ هو أَن يُقْصَدَ في الليل مِن غير أَن يَعْلم فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً وهو البَياتُ ومنه الحديث إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا هم لا يُنْصَرُونَ وفي الحديث لا صيامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصِّيامَ أَي يَنْوِه من الليل يقال بَيَّتَ فلانٌ رأْيه إِذا فَكَّرَ فيه وخَمَّره وكلُّ ما دُبِّر فيه وفَُكِّرَ بلَيْلٍ فقد بُيِّتَ ومنه الحديث هذا أَمْرٌ بُيِّت بلَيْلٍ قال ابن كَيْسانَ باتَ يجوز أَن يَجْرِيَ مُجْرَى نامَ وأَن يَجْريَ مُجْرَى كانَ قاله في كان وأَخواتها ما زال وما انْفَكَّ وما فَتِئَ وما بَرِحَ وماءٌ بَيُّوتٌ باتَ فبَرَدَ قال غَسَّانُ السُّلَيْطِيُّ كفاكَ فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها عُلالَةَ بَيُّوتٍ من الماءِ قارِسِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًى بَيُّوتا قال أُراه أَراد قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً فقلب والقَرَى ما يُجْمَعُ في الحَوْض من الماء فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفةً للماء خَيْرٌ من أَن يكونَ للحَوْضِ إِذ لا معنى لوصف الحوض به قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ أَي من لَبَنٍ حُلِبَ ليلاً وحُقِنَ في السِّقاء حتى بَرَدَ فيه ليلاً وكذلك الماء إِذا بَرَدَ في المَزادة لَيْلاً بَيُّوتٌ والبائِتُ الغَابُّ يقال خُبْزٌ بائِتٌ وكذلك البَيُّوتُ والبَيُّوتُ أَيضاً الأَمْرُ يُبَيِّتُ عليه صاحبُه مُهْتمّاً به قال الهذلي وأَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضالْ وهَمٌّ بَيُّوتٌ باتَ في الصَّدْر وقال عَلى طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ والمَبِيتُ الموضعُ الذي يُبَاتُ فيه وما لَهُ بِيتُ ليلةٍ وبِيتَةُ ليلةٍ بكسر الباء أَي ما عنده قُوتُ لَيْلة ويقال للفقير المُسْتَبِيتُ وفلان لا يَسْتَبِيتُ لَيْلةً أَي ليس له بِيتُ ليلةٍ مِن القُوتِ والبِيتةُ حال المَبِيتِ قال طرفة ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ بِبِيتَةِ سُوءٍ هالِكاً أَو كَهالِكِ وبيتٌ اسم موضع قال كثير عزة بوَجْهِ بَنِي أَخِي أَسَدٍ قَنَوْنَا إِلى بَيْتٍ إِلى بَرْكِ الغُِمادِ

تبت
هذه ترجمة لم يترجم عليها أَحدٌ مِن مُصَنِّفي الأُصول وذكره ابن الأَثير لمراعاته ترتيبه في كتابه وترجمنا نحن عليها لأَن الشيخ أَبا محمد بن بري رحمه اللَّه قال في ترجمة توب رادّاً على الجوهري لمَّا ذكر تابوت في أَثنائها قال إِن الجوهري أَساء تصريفه حتى ردّه إِلى تابوت قال وكان الصواب أَن يذكره في فصل تبت لأَِن تاءه أَصلية ووزنه فاعول كما ذكرناه هناك في توب وذكره ابن سيده أَيضاً في ترجمة تَبه وقال التابُوه لغة في التَّابُوتِ أَنصارية وقد ذكرناه نحن أَيضاً في ترجمة تبه ولم أَرَ في ترجمة تبت شيئاً في الأُصول وذكرتها أَنا هنا مراعاة لقول الشيخ أَبي محمد بن بري كان الصواب أَن يذكر في ترجمة تبت ولما ذكره ابن الأَثير قال في حديث دعاء قيام الليل اللهم اجْعَل في قَلْبِي نوراً وذكر سبعاً في التَّابُوتِ التَّابُوتُ الأَضْلاعُ وما تَحْويه كالقَلْب والكَبِد وغيرهما تشبيهاً بالصُّنْدُوق الذي يُحْرَزُ فيه المَتاع أَي أَنه مكتوب موضوع في الصُّنْدُوقِ

تحت
تحت إِحْدى الجهاتِ السِّتِّ المُحيكة بالجِرْمِ تكون مَرَّةً ظرفاً ومرَّة اسماً وتبنى في حال الاسمية على الضم فيقال من تَحْتُ وتَحْتُ نقيض فوق وقومٌ تُحوتٌ أَرذالٌ سَفِلةٌ وفي الحديث لا تقوم الساعةُ حتى تَظْهَرَ التُّحوتُ ويَهْلِكَ الوُعُول يعني الذين كانوا تَحْتَ أَقدام الناسِ لا يُشعَرُ بهم ولا يُؤْبَه لهم لحقارتهم وهم السِّفْلَةُ والأَنْذالُ والوُعُولُ الأَشْرافُ قال ابن الأَثير جَعَلَ التَّحتَ الذي هو ظَرْفٌ اسْماً فأَدْخَلَ عليه لامَ التعريف وجَمَعه وقيل أَرادَ بظهور التُحُوتِ ظُهُورَ الكُنوز التي تحت الأَرض ومنه حديث أَبي هريرة وذَكَرَ أَشْراطَ الساعةِ فقال وإِنَّ منها أَن تَعْلُوَ التُحُوتُ الوُعولَ أَي يَغْلِبَ الضُّعَفاءُ من الناس أَقْوياءَهم شَبَّه الأَشْرافَ بالوُعُول لارْتِفاع مَساكنها والتحتحة الحركة
( * قوله « والتحتحة الحركة » لم يذكر ذلك في حرف الحاء ظناً منه أَن موضعه حرف التاء وليس كذلك كما لا يخفى )
وما تَتَحْتحَ من مكانه أَي ما تَحَرَّكَ قال الأَزهري لو جاء في الحكاية تَحْتَحَه تشبيهاً بشيء لجاز وحسن

تخت
التَّخْتُ وعاء تُصانُ فيه الثيابُ فارسي وقد تكلمت به العرب

توت
التُّوتُ الفِرْصادُ واحدته تُوتَةٌ بالتاء المثناة ولا تقل التُّوثُ بالثاء قال ابن بري ذكر أَبو حنيفة الدينوري أَنه بالثاء وحكي عن بعض النحويين أَيضاً أَنه بالثاء قال أَبو حنيفة ولم يُسمع في الشعر إِلاّ بالثاء وأَنشد لمحبوب بن أَبي العَشنَّطِ النَهْشَلِيِّ لَرَوْضَةٌ من رياضِ الحَزْنِ أَوْ طَرَفٌ من القُرَيَّةِ جَرْدٌ غيرُ مَحْروثِ لِلنَّوْرِ فيه إِذا مَجَّ النَّدَى أَرَجٌ يَشْفي الصُّداعَ ويُنْقي كلَّ مَمْغُوثِ أَحْلى وأَشْهَى لِعيني إِن مَررتُ به مِنْ كَرْخِ بَغْدَادَ ذي الرُّمَّانِ والتُّوثِ واللَّيْلُ نِصْفانِ نِصْفٌ للهُمُومِ فما أَقْضِي الرُّقادَ ونِصْفٌ للبراغِيثِ أَبِيتُ حَيْثُ تُسامِيني أَوائِلُها أَنْزُو وأَخْلِطُ تَسبيحاً بتَغْوِيثِ سُودٌ مَدالِيجُ في الظَّلْمَاء مُؤْدَنَةٌ وليسَ مُلْتَمَسٌ منها بمَنْبُوثِ المُؤْدَنُ بالهمز القصير العُنق والمُودَنُ بغير الهمز الذي يُولدُ ضاوِيّاً نقلته من حواشي ابن بري ومن حواشٍ عليها قال ابن بري وحكي عن الأَصمعي أَنه بالثاء في اللغة الفارسية وبالتاء في اللغة العربية التهذيب التُّوثُ كأَنه فارسي والعرب تقول التُّوتُ بتاءين وفي حديث ابن عباس أَن ابن الزبير آثَرَ عَليَّ التُّوَيتَاتِ والحُمَيْدَاتِ والأُساماتِ قال شمر هم أَحْياءٌ من بني أَسَدٍ حُمَيْدُ بن أُسامةَ بنِ زُهَيرِ بن الحارث بنِ أَسَدِ ابن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ وتُوَيتُ بنُ حَبيب بنِ أَسدِ بن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ وأُسامةُ بنُ زُهير بن الحارث بن أَسَد بن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ والتُّوتِياءُ معروف حَجَر يُكْتَحَلُ به وهو مُعَرَّب

تيت
رجل تَيْتاءُ وثِيتَاءُ وهو مثل الزُّمَّلِقِ وهو الذي يَقْضِي شهوتَه قبل أَن يُفْضِيَ إِلى امرأَته أَبو عمرو التَّيتاءُ الرجل الذي إِذا أَتَى المرأَة أَحْدَثَ وهو العِذْيَوطُ قال ابن الأَعرابي التِّئْتاءُ الرجل الذي يُنزِلَ قبل أَن يُولِجَ
( * زاد في التكملة تيت بتسكين المثناة التحتية وبكسرها مشدَّدة كميت وتيت جبل بالمدينة )

ثبت
ثَبَتَ الشيءُ يَثْبُتُ ثَباتاً وثُبوتاً فهو ثابتٌ وثَبِيتٌ وثَبْتٌ وأَثْبَتَه هو وثَبَّتَه بمعنىً وشيء ثَبْتٌ ثابتٌ ويقال للجَرَاد إِذا رزَّ أَذْنابَه ليَبِيضَ ثَبَتَ وأَثْبَتَ وثَبَّتَ ويقال ثَبَتَ فلانٌ في المَكان يَثْبُتُ ثبُوتاً فهو ثابتٌ إِذا أَقام به وأَثْبَتَه السُّقْم إِذا لم يُفارِقْهُ وثَبَّتَه عن الأَمْر كَثَبَّطه وفرس ثَبْتٌ ثَقِفٌ في عَدْوِه ورجل ثَبْتُ الغَدْرِ إِذا كان ثابِتاً في قتال أَو كلام وفي الصحاح إِذا كان لسانُه لا يزال عند الخُصُوماتِ وقد ثَبُتَ ثَباتَةً وثُبوتةً وتَثَبَّتَ في الأَمْر والرَّأْي واستَثْبَتَ تَأَنَّى فيه ولم يَعْجَل واسْتَثْبَتَ في أَمْرِه إِذا شاور وفحَصَ عنه وقوله عز وجل ومَثَلُ الذين يُنْفِقون أَموالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللَّه وتَثْبِيتاً من أَنفسهم قال الزجاج أَي يُنْفِقونَها مُقِرِّين بأَنها مما يُثِيبُ اللَّهُ عليها وقال في قوله عز وجل وكُلاًّ نَقُصُّ عليك من أَنْباء الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ به فُؤَادَكَ قال معنى تَثْبِيت الفُؤادِ تَسْكِينُ لقَلْب ههنا ليس للشك ولكن كلَّمَا كان البُرْهانُ والدِّلالةُ أَكْثَر على القَلْب كان القلبُ أَسْكَنَ وأَثْبَتَ أَبداً كما قال إِبراهيم عليه السلام ولكن لِيَطْمَئِنَّ قلبي ورجل ثَبْتٌ أَي ثابتُ القَلْب قال العجاج يمدح عمر بن عبد اللَّه بن مَعْمَرٍ الحَمدُ للَّه الذي أَعْطَى الخِيَرْ مَوَالِيَ الحَقِّ إِنِ المَوْلى شَكَرْ عَهْدَ نَبِيٍّ ما عَفَا وما دَثَرْ وعَهْدَ صِدِّيقٍ رأَى بَرّاً فَبرّ وعَهْدَ عُثمانَ وعَهْداً من عُمَرْ وعَهْدَ إِخْوانٍ همُ كانوا الوَزَرْ وعُصْبةَ النَّبيِّ إِذْ خافُوا الحَصَرْ شَدُّوا له سُلْطانَه حتى اقْتَسَرْ بالقَتْلِ أَقْواماً وأَقواماً أَسَرْ تَحْتَ التي اخْتَارَ له اللَّهُ الشَّجَرْ محمداً واخْتارَه اللَّهُ الخِيَرْ فما وَنَى محمدٌ مُذْ أَنْ غَفَرْ له الإِلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ أَن أَظْهَرَ الدِّينَ به حَتى ظَهَرْ منها بكُلِّ أَخْلاقِ الرِّجالِ قد مَهَرْ ثَبْتٌ إِذا ما صِيحَ بالقَوْم وَقَرْ ورجل ثَبْتُ المُقام لا يَبْرَحُ والثَّبْتُ والثَّبِيتُ الفارسُ الشُّجاع والثَّبِيتُ الثَّابتُ العَقْل قال طرفة فالهَبِيتُ لا فُؤاد لَهُ والثَّبِيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ تقول منه ثَبُتَ بالضم أَي صار ثَبيتاً والمُثْبَتُ الذي ثَقُلَ فلم يَبْرَحِ الفِراش والثِّباتُ سَيْرٌ يُشَدُّ به الرَّحْل وجَمْعُه أَثْبِتة ورَحْلٌ مُثْبَت مَشْدُود بالثِّباتِ قال الأَعْشى زَيَّافَةٌ بالرَّحْلِ خَطَّارة تَلْوي بشَرْخَيْ مُثْبَتٍ قاتِرِ وفي حديث مَشُورَة قُرَيْش في أَمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال بعضهم إِذا أَصْبَحَ فأَثْبِتُوه بالوَثاق وفي حديث أَبي قَتادة فطَعَنْتُه فأَثْبَتُّه أَي حَبَسْتُه وجَعَلْتُه ثابتاً في مكانه لا يُفارقه وأُثْبِتَ فلانٌ فهو مُثْبَتٌ إِذا اشْتَدَّتْ به عِلَّتُه أَو أَثْبَتَته جِراحةٌ فلم يتَحَرَّك وقَولهُ تعالى ليُثْبِتُوك أَي يَجْرحوك جِراحةً لا تَقُوم معها ورجل له ثَبَتٌ عند الحَمْلة بالتحريك أَي ثَبات وتقول أَيضاً لا أَحْكُم بكذا إِلا بثَبَتٍ أَي بحُجَّة وفي حديث صوم يوم الشك ثم جاءَ الثَّبَتُ أَنه من رمضان الثَّبَتُ بالتحريك الحجة والبينة وفي حديث قتادة بن النُّعْمان بغير بَيِّنَة ولا ثَبَتٍ وثابَته وأَثْبَتَه عَرَفَه حَقَّ المَعْرفة وطَعَنه فأَثْبَت فيه الرُّمْح أَي أَنْفَذَه وأَثْبَتَ حجته أَقامها وأَوْضَحها وقولٌ ثابتٌ صحيح وفي التنزيل العزيز يُثَبِّتُ اللَّهُ الذين آمنوا بالقول الثابت وكلُّه من الثَّبات وثابتٌ وثَبِيتٌ اسمان ويُصغَّر ثابِتٌ من الأَسماء ثُبَيْتاً فأَما الثابتُ إِذا أَرَدْتَ به نَعْتَ شيء فتصغيره ثُوَيْبِتٌ وإِثْبِيتُ اسم أَرض أَو موضعٍ أَو جبل قال الراعي تُلاعِبُ أَوْلادَ المَها بكُراتِها بإِثْبِيتَ فَالجَرْعاءِ ذاتِ الأَباترِ

ثتت
الأَزهري استعمل منه أَبو العباس الثَّتُّ الشَّقُّ في الصَّخْرة وجمعه ثُتُوتٌ قال والثَّتُّ أَيضاً العِذْيَوْطُ وهو الثَّمُوتُ والذَّوْذَحُ والوَحْواحُ والنَّعْجة
( * قوله « والنعجة وفيما بعد وشريان » كذا بالأصل والتهذيب ) والزُّمَّلِقُ وقال أَبو عمرو في الصخرة ثَتٌّ وفَتٌّ وشَرْمٌ وشَرْنٌ وخَقٌّ ولَقٌّ وشِيقٌ وشِرْيان

ثمت
أَهمله الليث وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الثَّمُوتُ العِذْيَوْطُ وهو الذي إِذا غَشِيَ المرأَةَ أَحْدَثَ وهو الثَّتُّ أَيضاً

ثنت
الثَّنِتُ المُنْتِنُ ثَنِتَ اللحمُ بالكسر ثَنَتاً تغَيَّرَ وأَنْتَنَ وكذلك الجُرْحُ ولِثَةٌ ثَنِتَةٌ مسْتَرخِية دامِيَة وكذلك الشَّفَةُ وقد ثَنِتَتْ ولَحْمٌ ثَنِتٌ مُسْترْخٍ ونَثِتَ مثلُه بتقديم النون

ثهت
الثُّهاتُ الصَّوتُ والدُّعاء وقد ثَهِتَ ثَهَتاً دَعا والثَّاهِتُ جُلَيْدةُ القَلْب وهي جِرابُه قال مُلِّئَ في الصَّدْرِ علينا ضَبَّا حَتَّى وَرَى ثاهِتَهُ والخِلْبا الأَزهري قال ابن بُزُرْجَ ما أَنت في ذلك الأَمر بالثاهِتِ ولا المَثْهُوتِ أَي بالداعِي ولا المَدْعُوِّ قال الأَزهري وقد رواه أَحمد بن يحيى عن ابن الأَعرابي وأَنشد وانْحَطَّ داعِيكَ بِلا إِسْكاتِ من البُكاءِ الحَقِّ والثُّهاتِ

جبت
الجِبْتُ كلُّ ما عُبِدَ مِن دون اللَّه وقيل هي كلمة تَقَعُ على الصَّنَم والكاهن والساحر ونَحْوِ ذلك الشَّعبيُّ في قوله تعالى أَلم ترَ إِلى الذين أُوتُوا نَصِيباً من الكتاب يؤْمنون بالجِبْتِ والطَّاغُوت قال الجِبْتُ السحر
( * قوله « الجبت السحر إلخ » وعليه الشعبي وعطاء ومجاهد وأَبو العالية وعن ابن الاعرابي الجبت رئيس اليهود والطاغوت رئيس النصارى كذا في التهذيب ) والطَّاغُوتُ الشيطان وعن ابن عباس الطَّاغُوت كَعْبُ بن الأَشرف والجِبْتُ حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وفي الحديث الطِّيَرةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من الجِبْتِ قال الجوهري وهذا ليس من مَحْضِ العربية لاجتماع الجيم والتاء في كلمة من غير حرف ذَولَقِيّ

جتت
التَّهْذيبُ أَهمله الليث ثعلب عن ابن الأَعرابي الجَتُّ الجَسُّ للكَبْش لتَنْظُرَ أَسَمِينٌ أَم لا

جفت
في نوادر الأَعراب اجْتَفَتَ المالَ واكْتَفَتَهُ وازْدَفَتَهُ وازْدَعَتَهُ إِذا اسْتَحَبَه أَجْمَعَ

جلت
الجَلِيتُ لغة في الجَلِيدِ وهو ما يقع من السماء وجالُوتُ اسم رجل أَعجمي لا ينصرف وفي التنزيل العزيز وقَتَل داودُ جالوتَ ويقال جَلَتُّه عشرينَ سَوْطاً أَي ضَرَبْته وأَصله جَلَدْتُه فأُدْغِمَت الدال في التاء

جوت
جَوْتَ جَوْتَ دُعاءُ الإِبل إِلى الماءِ فإِذا أَدخلوا عليه الأَلف واللام تركوه على حاله قبل دخولهما قال الشاعر أَنشده الكسائي دَعاهُنَّ رِدْفِي فارْعَوَيْنَ لِصَوْتِه كما رُعْتَ بالجَوْتَ الظِّماءَ الصَّوادِيا نصبه مع الأَلف واللام على الحكاية والرِّدْفُ الصاحبُ والتابعُ وكلُّ شيء تبع شيئاً فهو رِدْفُه وكان أَبو عمرو يكسر التاء من قوله بالجَوْتِ ويقول إِذا أُدخلت عليه الأَلف واللام ذَهَبَتْ منه الحكايةُ والأَوَّل قول الفراء والكسائي وكان أَبو الهيثم يُنْكِر النصب ويقول إِذا دخل عليه الأَلف واللام أُعرب وينشده كما رُعْتَ بالجَوْتِ وقال أَبو عبيد قال الكسائي أَراد به الحكاية مع اللام قال أَبو الحسن والصحيح أَن اللام هنا زائدة كزيادتها في قوله ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ فبقيت على بنائها ورواه يعقوب كما رُعْتَ بالجَوْت والقول فيها كالقول في الجَوْتِ وقد جاوَتَها والاسم منه الجُواتُ قال الشاعر جاوَتَها فهاجَها جُواتُه وقال بعضهم جايَتَها فهاجَها جُواتُه وهذا إِنما هو على المُعاقَبة أَصلها جاوَتَها لأَنه فاعَلَها مِن جَوْتِ جَوْتِ وطَلَبَ الخِفَّةَ فَقَلبَ الواو ياء أَلا تراه رَجَع في قوله فهاجَها جُواتُه إِلى الأَصل الذي هو الواو وقد يكون شاذّاً نادراً

جيت
جايَتَ الإِبل قال لها جَوْتِ جَوْتِ وهو دُعاؤُه إِياها إِلى الماء قال جايَتَها فهاجَها جُواتُه هكذا رواه ابن الأَعرابي وهذا يبطله التصريف لأَن جايتها من الياء وجَوْتِ جَوْتِ من الواو اللهم إِلا أَن يكون مُعاقَبةً حِجازِيَّةً كقولهم الصُّياعُ في الصُّواعِ والمَياثِقُ في المواثِقِ أَو تكون لفظةً على حِدَةٍ والصحيح جاوَتَها فهاجَها جُواتُه وهكذا رواه القَزَّازُ

حبت
الأَزهري في آخر ترجمة بحت وحِبْتَوْنُ اسم جبل بناحية الموصل

حبرت
ابن الأَعرابي كَذِبٌ حِبْريتٌ وحَنْبَريتٌ أَي خالصٌ مُجَرَّد لا يستره شيء

حتت
الحَتُّ فَرْكُكَ الشيءَ اليابسَ عن الثَّوْب ونحوه حَتَّ الشيءَ عن الثوب وغيره يَحُتُّه حَتًّا فَركَه وقَشَره فانْحَتَّ وتَحاتَّ واسمُ ما تَحاتَّ منه الحُتاتُ كالدُّقاقِ وهذا البناء من الغالب على مثل هذا وعامَّتِه الهاءُ وكلُّ ما قُشِرَ فقد حُتَّ وفي الحديث أَنه قال لامرأَة سأَلته عن الدم يُصيب ثَوبَها فقال لها حُتِّيه ولو بضِلَعٍ معناه حُكِّيه وأَزِيليه والضِّلَعُ العُودُ والحَتُّ والحَكُّ والقَشْرُ سواء وقال الشاعر وما أَخَذَ الدِّيوانَ حَتَّى تَصَعْلَكا زَماناً وحَتَّ الأَشْهبانِ غِناهُما حَتَّ قَشَر وحَكَّ وتَصَعْلَك افْتَقَر وفي حديث عمر أَنَّ أَسْلَمَ كانَ يأْتيه بالصاع من التَّمْر فيقول حُتَّ عنه قِشْرَه أَي اقْشِرْه ومنه حديث كَعْب يُبْعَثُ من بَقِيعِ الغَرْقَدِ سبعون أَلفاً هم خِيارُ مَن يَنْحَتُّ عن خَطْمه المَدَرُ أَي يَنْقَشِرُ ويَسْقُط عن أُنوفهم المَدَرُ وهو التُّراب وحُتاتُ كُلّ شيء ما تَحاتَّ منه وأَنشد تَحُتُّ بِقَرنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ وتَعْطُو بِظِلْفَيْها إِذا الغُصْنُ طالَها والحَتُّ دون النَّحْت قال شمر تاَرَكْتُهم حَتًّا فَتًّا بَتًّا إِذا اسْتَأْصَلْتَهم وفي الدُّعاء تَرَكَه اللَّهُ حَتّاً فَتّاً لا يَمْلأُ كَفًّا أَي مَحْتُوتاً أَو مُنْحَتّاً والحَتُّ والانْحِتاتُ والتَّحاتُّ والتَحَتْحُتُ سُقوطُ الورق عن الغُصن وغيره والحَتُوتُ من النَّخْلِ التي يَتَناثَرُ بُسْرُها وهي شجرة مِحْتاتٌ مِنْثارٌ وتَحاتَّ الشيءُ أَي تَناثَرَ وفي الحديث ذاكرُ اللَّهِ في الغافِلينَ مَثَلُ الشَّجرة الخَضْراء وَسَطَ الشَّجَر الذي تَحاتَّ وَرَقُه من الضَّريبِ أَي تَساقَطَ والضَّريبُ الصَّقِيعُ وفي الحديث تَحاتَّتْ عنه ذُنُوبه أَي تَساقَطَتْ والحَتَتُ داء يُصيب الشجر تَحاتُّ أَوراقُها منه وانْحَتَّ شَعَرُه عن رأْسه وانْحَصَّ إِذا تَساقَطَ والحَتَّةُ القَشْرَةُ وحَتَّ اللَّهُ ماله حَتّاً أَذْهَبَه فأَفْقَره على المثل وأَحَتَّ الأَرْطى يَبِسَ والحَتُّ العَجلَةُ في كل شيء وحَتَّه مائةَ سَوْطٍ ضَربَه وعَجَّلَ ضَرْبَه وحَتَّه دراهمه عَجَّل له النَّقْدَ وفرس حَتٌّ جَواد سريع كثير العَدْو وقيل سريعُ العَرَقِ والجمع أَحْتاتٌ لا يُجاوَزُ به هذا البناءُ وبَعِير حَتٌّ وحَتْحَتٌ سريعُ السَّيْرِ خفيفٌ وكذلك الظليم وقال الأَعْلم بن عبد اللَّه الهذلي على حَتِّ البُرايةِ زمْخَرِيِّ السَ واعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ وإِنما أَراد حَتّاً عند البُرايةِ أَي سَريع عندما يَبْريه من السَّفَر وقيل أَرادَ حَتَّ البَرْيِ فوضع الاسمَ موضع المصدر وخالف قوم من البصريين تفسير هذا البيت فقالوا يعني بعيراً فقال الأَصمعي كيف يكون ذلك وهو يقول قبله كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ ؟ قال ابن سيده وعندي أَنه إِنما هو ظَلِيمٌ شَبَّه به فَرَسَه أَو بعيرَه أَلا تَراه قال هِجَفٍّ وهذا من صفة الظليم وقال ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ والفرسُ أَو البَعِيرُ لا يأْكلانِ الشَّرْيَ إِنما يَهْتَبِدُه النَّعامُ وقوله حَتِّ البُراية ليس هو ما ذهب إِليه من قوله إِنه سريع عندما يَبْريه من السَّفَر إِنما هو مُنْحَتُّ الريش لما يَنْفُضُ عنه عِفاءَه من الربيع ووَضَع المصدر الذي هو الحَتُّ موضعَ الصفة الذي هو المُنْحَتُّ ؟ والبُراية النُّحاتةُ وزَمْخَريُّ السَّواعِدِ طويلُها والحَتُّ السريعُ أَي هو سريع عندما براه السَّيْرُ والشَّرْيُ شجرُ الحَنْظلِ واحدته شَرْيَة وقال ابن جني الشَّرْيُ شجر تُتَّخذ منه القِسيُّ قال وقوله ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ يُريد أَنهنَّ إِذا كُنَّ طِوالاً سَتَرْته فزاد اسْتِيحاشُه ولو كُنَّ قِصاراً لَسَرَّح بَصَرَه وطابَتْ نفسُه فَخَفَّضَ عدوه قال ابن بري قال الأَصمعي شَبَّه فرسه في عَدْوه وهَرَبِه بالظليم واسْتَدَلَّ بقوله كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ قال وفي أَصل النسخة شَبَّه نَفْسَه في عَدْوه قال والصواب شَبَّه فَرسَه والحَتْحَتَةُ السُّرْعة والحَتُّ أَيضاً الكريم العَتِيقُ وحَتَّه عن الشيء يَحُتُّه حَتّاً ردّه وفي الحديث أَنه قال لسَعْدٍ يوم أُحُدٍ احْتُتْهم يا سَعْدُ فِداك أَبي وأُمي يعني ارْدُدْهم قال الأَزهري إِن صَحَّت هذه اللفظةُ فهي مأْخوذة من حَتَّ الشيءَ وهو قَشْرُه شيئاً بعد شيء وحَكُّه والحَتُّ القَشْر والحَتُّ حَتُّكَ الورقَ من الغُصْن والمَنِيَّ من الثوب ونحوه وحَتُّ الجَراد مَيِّته وجاء بتَمْرٍ حَتٍّ لا يَلْتَزِق بعضُه ببعض والحُتاتُ من أَمراض الإِبل أَن يأْخُذَ البعيرَ هَلْسٌ فيتغير لَحمُه وطَرْقُه ولَوْنُه ويَتَمعَّطُ شَعَرُه عن الهَجَرِيِّ والحَتُّ قبيلة من كِنْدَةَ يُنْسَبون إِلى بلد ليس بأُمّ ولا أَب وأَما قول الفرزدق فإِنكَ واجِدٌ دوني صُعُوداً جَراثِيمَ الأَقارِع والحُتاتِ فيَعْني به حُتاتَ بنَ زيْدٍ المُجاشِعيَّ وأَورد هذا الليث في ترجمة قَرَع وقال الحُتاتُ بِشْرُ بن عامر بن عَلْقمة وحَتِّ زَجْرٌ للطير قال ابن سيده وحَتَّى حرف من حروف الجرّ كإِلى ومعناه الغاية كقولك سِرْتُ اليومَ حتى الليلِ أَي إِلى الليل وتدخل على الأَفعال الآتية فتنصبها بإِضمار أَن وتكون عاطفة وقال الأَزهري قال النحويون حتى تجيء لوقت مُنْتَظَر وتجيء بمعنى إِلى وأَجمعوا أَنَّ الإِمالة فيها غير مستقيمة وكذلك في على ولِحَتى في الأَسماء والأَفعال أَعمالٌ مختلفة ولم يفسرها في هذا المكان وقال بعضهم حَتَّى فَعْلى من الحَتِّ وهو الفَراغُ من الشيء مثل شَتَّى من الشَّتِّ قال الأَزهري وليس هذا القول مما يُعَرَّجُ عليه لأَنها لو كانت فَعْلى من الحتِّ كانت الإِمالةُ جائزةً ولكنها حرفُ أَداةٍ وليست باسم ولا فعل وقالَ الجوهري حَتَّى فَعْلى وهي حرف تكون جارَّةً بمنزلة إِلى في الانتهاء والغاية وتكون عاطفة بمنزلة الواو وقد تكون حرف ابتداء يُسْتأْنف بها الكلامُ بعدها كما قال جرير يهجو الأَخْطل ويذكر إِيقاع الجَحَّافِ بقومه فما زالت القَتْلى تَمُجُّ دماءَها بدِجْلَةَ حتى ماءُ دِجْلةَ أَشْكَلُ لنا الفَضلُ في الدُّنيا وأَنْفُكَ راغِمٌ ونحنُ لكم يومَ القيامةِ أَفْضَلُ والشَّكَلُ حُمْرة في بياض فإِن أَدخلتها على الفعل المستقبل نصبته بإِضمار أَن تقول سِرْتُ إِلى الكوفة حتى أَدخُلَها بمعنى إِلى أَن أَدخلها فإِن كنتَ في حالِ دخولٍ رَفَعْتَ وقرئ وزُلْزِلُوا حتى يقولَ الرسولُ ويقولُ فمَن نصب جعله غاية ومَن رفع جعله حالاً بمعنى حتى الرسولُ هذه حالهُ وقولهم حَتَّامَ أَصلُه حتى ما فحذفت أَلف ما للاستفهام وكذلك كل حرف من حروف الجرّ يضاف في الاستفهام إِلى ما فإِن أَلف ما تحذف فيه كقوله تعالى فبِمَ تُبَشِّرُون ؟ وفِيمَ كُنْتُم ؟ ولمَ تُؤْذُونَني ؟ وعَمَّ يَتَساءَلُون ؟ وهُذَيْلٌ تقول عَتَّى في حتَّى

حذرفت
يقال فلان لا يملك حَذْرَفوتاً أَي شيئاً وفي التهذيب أَي قِسْطاً كما يقال فلان لا يملك إِلا قُلامَةَ ظُفْر

حرت
الحَرْتُ الدَّلْكُ الشديد حَرَتَ الشيءَ يَحْرُته حَرْتاً دَلَكه دَلْكاً شديداً وحَرَتَ الشيءَ يَحْرُته حَرْتاً قَطَعه قَطْعاً مُسْتَديراً كالفَلْكة ونحوها قال الأَزهري لا أَعرف ما قال الليث في الحَرْثِ أَنه قَطْعُ الشيء مستديراً قال وأَظنه تصحيفاً والصواب خَرَتَ الشيءَ يَخْرُته بالخاء لأَن الخُرْتة هي الثَّقْبُ المستدير ورُوي عن أَبي عمرو أَنه قال الحُرْتة بالحاء أَخْذُ لَذْعةِ الخَرْدَل إِذا أَخَذَ بالأَنف قال والخُرْتةُ بالخاء ثَقْبُ الشَّعِيرةِ وهي المِسَلَّة ابن الأَعرابي حَرِتَ الرجلُ إِذا ساء خُلُقه والمَحْروتُ أِصلُ الأَنْجُذانِ وهو نباتٌ قال امرؤُ القيس قايَظْنَنا يأْكُلْن فِينا قِدًّا ومَحْرُوتَ الخِمال واحدته مَحْروتة وقلّما يكون مفعول اسماً إِنما بابه أَن يكون صفة كالمَضْروب والمَشْؤُوم أَو مصدراً كالمَعْقُول والمَيْسُور ابن شميل المَحْرُوتُ شجرةٌ بيضاء تُجْعَلُ في المِلْح لا تُخالِطُ شيئاً إِلاَّ غَلَب رِيحُها عليه وتَنْبُتُ في البادية وهي ذكية الريح جدّاً والواحدة مَحْرُوتة الجوهري رجل حُرَتَةٌ كثير الأَكل مثال هُمَزة

حفت
الحَفْتُ الاهْلاكُ حَفَته اللَّهُ حَفْتاً أَهْلَكَه ودَقَّ عُنُقَه قال الأَزهري لم أَسمع حَفَتَه بمعنى دَقَّ عُنُقَه لغير الليث قال والذي سمعناه حَفَتَه ولَفَتَهُ إِذا لَوَى عُنُقَه وكسره فإِن جاء عن العرب حَفَتَه بمعنى عَفَتَه فهو صحيح ويُشْبِه أَن يكون صحيحاً لِتَعاقُبِ الحاء والعين في حروف كثيرة ونقل عن الأَصمعي إِذا كان مع قِصَرِ الرِّجْل سِمَنٌ قيل رَجلٌ حَفَيْتَأٌ مهموز مقصور ومثله حَفَيسَأٌ وأَنشد ابن الأَعرابي لا تَجْعَلِيني وعُقَيلاً عِدْلَيْن حَفَيسَأَ الشَّخْصِ قَّصِيرَ الرِّجْلَين الجوهري الحَفْتُ الدَّقّ والحَفِتُ لغة في الفَحِثِ ورجل حَفَيْتَأٌ مهموز غير ممدود وحَفَيْتَى قصير لئيم الخِلْقة وقيل ضَخْم

حلت
الحَلِيتُ الجَلِيدُ والصَّقِيعُ بلغة طيِّئٍ والحِلْتِيتُ عِقِّير معروف قال ابن سيده وقال أَبو حنيفة الحِلْتِيتُ عربي أَو مُعَرَّب قال ولم يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ ببلاد العرَب ولكن يَنْبُتُ بين بُسْتَ وبين بلادِ القَيْقانِ قال وهو نبات يَسْلَنْطِحُ ثم يخرج من وسطه قَصَبةٌ تَسْمُو في رأْسها كُعْبُرةٌ قال والحِلْتِيتُ أَيضاً صمغ يخرج في أُصول ورق تلك القَصَبة قال وأَهلُ تلك البلاد يَطْبُخُون بَقْلَة الحِلْتِيتِ ويأْكلونها وليست مما يبقى على الشتاء الجوهري الحِلْتِيتُ صمغ الأَنْجُذانِ قال ولا تقل حِلْثِيتٌ بالثاء وربما قالوا حِلِّيتٌ بتشديد اللام الأَزهري الحِلْتِيتُ الأَنْجَرُذُ وأَنشد عليكَ بقُنْأَةٍ وبِسَنْدَرُوسٍ وحِلْتِيتٍ وشيْءٍ من كَنَعْدِ قال الأَزهري أَظن أَنَّ هذا البيت مصنوع ولا يحتج به قال والذي حفظته عن البَحْرانيين الخِلْتِيتُ بالخاء الأَنْجَرُذُ قال ولا أُراه عربيّاً محضاً ورُوِيَ عن ابن الأَعرابي قال يومٌ ذو حِلِّيتٍ إِذا كان شديدَ البَرْد والأَزِيزُ مِثْلُه قال والحَلْتُ لُزُومُ ظَهْر الخيل وحَلَتُّ رأْسي حَلَقْتُه وحَلَتُّ دَيْني قَضَيتُه وحَلَتُّ الصوفَ مَرَقْتُه الأَزهري عن اللحياني حَلأْتُ الصُّوفَ عن الشاة حَلأً وَحَلَتُّه حَلْتاً وهي الحُلاتةُ والحُلاءَةُ النُّتافةُ وحَلَتُّ فلاناً أَعطيته قال الأَصمعي حَلَتُّه مائةَ سَوْطٍ جَلَدْتُه وحَلَتُّه ضَرَبْتُه وقيل حَلأْتُه وحِلِّيتُ موضع وكذلك الحَلِّيتُ

حمت
يومٌ حَمْتٌ بالتسكين شديد الحرّ وليلة حَمْتَةٌ ويومٌ مَحْتٌ وليلة مَحْتَةٌ وقد حَمُتَ يومُنا بالضم إِذا اشتدّ حرّه وقد حَمُتَ ومَحُتَ كلُّ هذا في شدة الحرّ وأَنشد شمر من سافِعاتٍ وهَجيرٍ حَمْتِ أَبو عمرو الماحِتُ اليومُ الحارُّ أَبو عمرو الحامِتُ التمرُ الشديد الحلاوة والحَمِيتُ من كل شيء المَتِينُ حتى إِنهم ليقولون تَمْر حَمِيتٌ وعَسل حَمِيتٌ وما أَكلتُ تمراً أَحْمَتَ حلاوةً من اليَعْضُوضِ أَي أَمْتن ابن شميل حَمَتَكَ اللهُ عليه أَي صَبَّكَ الله عليه بحَمْتِكَ وغَضَبٌ حَمِيت شديد قال رؤبة حتى يَبُوخَ الغضَبُ الحَمِيتُ يعني الشديد أَي يَنْكَسِرَ ويَسْكُنَ والحَمِيتُ وعاء السَّمْن كالعُكَّةِ وقيل وِعاءُ السَّمْنِ الذي مُتِّنَ بالرُّبِّ وهو من ذلك وقيل الحَمِيتُ أَصغر منَ النَّحْيِ وقيل هو الزِّقّ الصغير والجمع من كل ذلك حُمُتٌ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه قال لرجل أَتاه سائلاً فقال هَلَكْتُ فقال له أَهَلَكْتَ وأَنتَ تَنِثُّ نَثِيثَ الحَمِيتِ ؟ قال الأَحمر الحَمِيتُ الزِّقُّ المُشْعَرُ الذي يجعل فيه السمن والعسل والزيت الجوهري الحَمِيتُ الزِّقُّ الذي لا شَعْرَ عليه وهو للسَّمْن قال ابن السكيت فإِذا جُعِلَ في نِحْيِ السَّمْن الرُّبُّ فهو الحَميتُ وإِنما سمي حَمِيتاً لأَِنه مُتِّنَ بالرُّبِّ وفي حديث أَبي بكر رضي اللَّه عنه فإِذا حَمِيتٌ من سمن قال هو النِّحْيُ والزِّقُّ وفي حديث وَحْشِيٍّ كأَنه حَمِيتٌ أَي زِقٌّ وفي حديث هندٍ لمَّا أَخبرها أَبو سفيان بدخول النبي صلى اللَّه عليه وسلم مكةَ قالت اقتلوا الحَمِيتَ الأَسْوَدَ تعنيه استعظاماً لقوله حديث واجهها بذلك وحَمِتَ الجَوْزُ ونحوه فَسَدَ وتَغَيَّر والتَّحْمُوتُ كالحَمِيتِ عن السيرافي وتَمْرٌ حَمْتٌ وحَمِيتٌ وتَحْمُوتٌ شديدُ الحَلاوة وهذه التمرة أَحْمَتُ حَلاوةً من هذه أَي أَصْدَقُ حلاوَةً وأَشدُّ وأَمْتَنُ

حنت
ابن سيده الحانُوتُ معروف وقد غَلَبَ على حانوتِ الخَمَّار وهو يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث قال الأَعشى وقد غَدَوْتُ إِلى الحانوتِ يَتْبَعُني شارٍ مُشِلٌّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ وقال الأَخطل ولقد شَرِبتُ الخَمْرَ في حانوتِها وشَرِبْتُها بأَرِيضَةٍ مِحْلالِ قال أَبو حنيفة النَّسَبُ إِلى الحانُوت حانيٌّ وحانَويٌّ قال الفرَّاءُ ولم يقولوا حانوتيٌّ قال ابن سيده وهذا نَسَبٌ شاذ البتةَ لا أَشَذَّ منه لأَنَّ حانُوتاً صحيح وحانيّ وحانَوِيٌّ معتل فينبغي أَن لا يُعْتَدَّ بهذا القول والحانوت أَيضاً الخَمَّارُ نَفْسُه قال القُطامِيّ كُمَيْتٌ إِذا ما شَجَّها الماءُ صَرَّحَتْ ذَخِيرةُ حانوتٍ عليها تَناذُرُهْ وقال المتنخل الهذلي تَمَشَّى بيننا حانوتُ خَمْرٍ مِن الخُرْسِ الصَّراصِرَةِ القِطاطِ قيل أَي صاحبُ حانوتٍ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه أَحْرَقَ بيتَ رُوَيْشِدٍ الثَقَفِيِّ وكان حانوتاً يُعاقَرُ فيه الخَمرُ ويباع وكانت العرب تسمي بيوتَ الخَمَّارين الحوانيتَ وأَهلُ العراق يسمونها المَواخِيرَ واحدها حانوتٌ وماخُورٌ والحانَة أَيضاً مثله وقيل إِنهما من أَصل واحد وإِن اختلف بناؤُهما وأَصلهاحانُوَةٌ بوزن تَرْقُوَة فلَما سكنت الواو انقلبت هاء التأْنيث تاء الأَزهري أَبو زيد رجل حِنْتَأْوٌ وامرأَةٌ حِنْتَأْوة وهو الذي يُعْجَبُ بنفسه وهو في أَعين الناس صغير وهذه اللفظة ذكرها ابن سيده في ترجمة حتأَ الحِنْتَأْوُ القَصِير الصغير وقد تقدم ذكرها قال الأَزهري أَصلها ثلاثية أُلحقت بالخماسي بهمزة وواو زيدتا فيها

حنبرت
كَذِبٌ حَنْبَرِيتٌ خالصٌ وكذلك ماء حَنْبَرِيتٌ وصُلْحٌ حَنْبريتٌ وضاوِيٌّ حَنْبريتٌ ضعيف ويقال جاء بِكَذِبٍ سُمَّاقٍ وباءَ بكَذِب حَنْبَريتٍ إِذا جاء بكَذِبٍ خالص لا يُخالِطُه صِدْق

حوت
الحُوتُ السمكة يوفي المحكم الحُوتُ السمك معروف وقيل هو ما عظُمَ منه والجمع أَحْواتٌ وحِيتانٌ وقوله وصاحِبٍ لا خَيرَ في شَبابه أَصْبَحَ سَوْمُ العِيسِ قدْ رَمى به على سَبَنْدًى طالَ ما اغْتَلى به حُوتاً إِذا زادَنا حِئْنا به إِنما أَراد مِثْلَ حُوتٍ لا يكفيه ما يَلْتَهِمُه ويَلْتَقِمُه فنَصَبه على الحال كقولك مررت بزيدٍ أَسَداً شِدَّةً ولا يكون إِلاّ على تقدير مثل ونحوها لأَِنَّ الحُوتَ اسم جنس لا صفةٌ فلا بد إِذا كان حالاً من أَن يُقَدَّرَ فيه هذا وما أَشبهه والحُوتُ بُرْجٌ في السماء وحاوتَك فلانٌ إِذا راوَغَك والمُحاوَتةُ المُراوَغَة وهو يُحاوِتُني أَي يُراوغُني وأَنشد ثعلب ظَلَّتْ تُحاوِتُني رَمْداءُ داهيةٌ يومَ الثَّوِيَّةِ عن أَهْلي وعن مالي وحاتَ الطائرُ على الشيء يَحُوتُ أَي حامَ حَوْله والحَوْتُ والحَوَتانُ حَوَمانُ الطائر حَولَ الماء والوَحْشِيِّ حَوْلَ الشيء وقد حاتَ به يَحُوت قال طَرَفَة بن العَبْد ما كنتُ مَجْدُوداً إِذا غَدَوتُ وما لَقِيتُ مِثْلَ ما لَقِيتُ كطائرٍ ظَلَّ بنا يَحُوتُ يَنْصَبُّ في اللُّوحِ فما يَفُوتُ يَكادُ مِن رَهْبَتِنا يَمُوتُ والحَوتاءُ من النساء الضَّخْمة الخاصرتين المُستَرْخيةُ اللحم وبَنُو حُوتٍ بطنٌ وفي الحديث قال أَنس جئت إِلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وعليه خَمِيصة حُوتِيَّة قال ابن الأَثير هكذا جاء في بعض نسخ مسلم قال والمحفوظ جَوْنِيَّة أَي سوداء وأَما بالحاء فلا أَعرفها قال وطالما بحثت عنها فلم أَقف لها على معنى وجاءَت في رواية حَوْتَكِيَّة لعلها منسوبة إِلى القِصَر لأَن الحَوْتَكِيَّ الرجلُ القصير الخَطْوِ أَو هي منسوبة إِلى رجل اسمه حَوْتَكٌ والحائِتُ الكثير العَذْلِ

خبت
الخَبْتُ ما اتَّسَعَ من بطُون الأَرْضِ عربية مَحْضَةٌ وجمعه أَخْباتٌ وخُبوتٌ وقال ابن الأَعرابي الخَبْتُ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض واتَّسَعَ وقيل الخَبْتُ ما اطْمَأَنَّ من الأٌَّض وغَمُضَ فإِذا خَرَجْتَ منه أَفْضَيْتَ إِلى سَعَةٍ وقيل الخَبْتُ سَهْل في الحَرَّة وقيل هو الوادي العَميقُ الوَطيءُ ممدود يُنْبِتُ ضُروبَ العِضاه وقيل الخَبْتُ الخَفِيُّ المطمئن من الأَرض فيه رمل وفي حديث عمرو بن يَثْرَبيّ إَنْ رأَيتَ نعجةً تَحْمِلُ شَفْرَة وزِناداً بِخَبْتِ الجَمِيشِ فلا تَهِجْها قال القتيبي سأَلت الحجازيين فأَخبروني أَن بين المدينة والحِجاز صحراء تُعْرَف بالخَبْت والجَميشُ الذي لا يُنْبِتُ وخبَتَ ذكره إِذا خَفِيَ قال ومنه المُخْبِتُ من الناس وأَخْبَتَ إِلى ربه أَي اطْمَأَنَّ إِليه ورُوِي عن مجاهد في قوله وبَشِّرِ المُخْبِتينَ قال المُطْمَئِنِّين وقيل هم المُتَواضِعون وكذلك قال في قوله وأَخْبَتُوا إِلى ربهم أَي تواضَعُوا وقال الفراء أَي تَخَشَّعوا لربهم قال والعَرَبُ تَجْعَلُ إِلى في موضع اللام وفيه خَبْتَة أَي تواضع وأَخْبَتَ للَّه خَشَعَ وأَخْبَتَ تواضَعَ وكلاهما من الخَبْتِ وفي التنزيل العزيز فَتُخْبِتَ له قُلوبُهم فسره ثعلب بأَنه التواضُع وفي حديث الدعاء واجْعَلْني لك مُخْبِتاً أَي خاشعاً مطيعاً والإِخْباتُ الخُشوع والتَّواضُع وفي حديث ابن عباس فيجعلها مُخْبِتةً مُنِيبةً وأَصل ذلك من الخَبْتِ المطمئن من الأَرض والخَبِيتُ الحَقير الرَّديءُ من الأَشياء قال اليَهُودِيُّ
( * قوله « قال اليهودي » هو السموأَل كما في التكملة ) الخَيْبريَ يَنْفَعُ الطَّيِّبُ القليلُ من الرّزْ قِ ولا يَنْفَعُ الكَثيرُ الخَبِيتُ وسأَل الخليلُ الأَصْمَعيَّ عن الخَبِيتِ في هذا البيت فقال له أَراد الخَبِيثَ وهي لغة خَيْبَر فقال له الخليل لو كان ذلك لغَتَهم لقال الكتير وإِنما كان يَنبغي لك أَن تقول إِنهم يقلبون الثاء تاء في بعض الحروف وقال أَبو منصور في بيت اليهودي أَيضاً أَظن أَن هذا تصحيف قال لأَن الشيء الحقير الرديء إِنما يقال له الخَتِيتُ بتاءَين وهو بمعنى الخسِيس فصحفه وجَعَله الخَبِيتَ وفي حديث أَبي عامر الراهب لما بَلَغه أَنَّ الأَنصار قد بايعوا النبي صلى اللَّه عليه وسلم تَغَيَّرَ وخَبُتَ قال الخطابي هكذا روِي بالتاء المعجمة بنقطتين من فوق يقال رجل خَبِيتٌ أَي فاسد وقيل هو كالخَبيث بالثاء المثلثة وقيل هو الحقير الرَّديء والحَتِيت بتاءَين الخَسيسُ وقوله في حديث مكحول أَنه مَرَّ برجل نائم بعد العصر فَدَفعه برجله وقال لقد عُوفِيت إنها ساعة تكون فيها الخَبْتَةُ يريد الخَبْطَةَ بالطاء أَي يَتَخَبَّطه الشيطانُ إِذا مَسَّه بخَبَل أَو جُنون وكان في لسان مكحول لُكْنةٌ فجعل الطاء تاء والخَبْتُ ماء لكَلْبٍ

ختت
الخَتُّ الطَّعْنُ بالرماح مُدارَكاً والخَتَتُ فُتُور يَجِدُه الإِنسان في بدنه وأَخَتَّ الرجلُ اسْتَحْيا وسَكَتَ التهذيب أَخَتَّ لرجلُ فهو مُخِتٌّ إِذا انكسَرَ واسْتَحْيا إِذا ذُكِرَ أَبوه قال الأَخطل فمنْ يَكُ عن أَوائِله مُخِتّاً فإِنَّكَ يا وَلِيدُ بهم فَخُورُ والمُخِتُّ المنكسر والمُخْتَتي نحو المُخِتّ وهو المُتصاغر المنكسر ورجل مُخِتّ خاضع مُسْتَحْيٍ وقيل له كلامٌ أَخَتّ منه فهو مُخِتٌّ وفي حديث أَبي جَنْدَلٍ أَنه اخْتاتَ للضَّرْب حتى خِيفَ عليه قال ابن الأَثير قال شمر هكذا روي والمعروف أَخَتَّ الرجلُ إِذا انْكَسَرَ واسْتَحْيا ابن سيده أَخَتَّه القولُ أَحْشَمه وأَخَتَّ اللَّهُ حَظَّه أَخَسَّه وهو خَتِيتٌ قال السَّمَوْأَلُ ليس يُعْطَى القَوِيُّ فَضْلاً من المالِ ولا يُحْرَمُ الضَّعِيفُ الخَتِيتُ بَلْ لكلِّ من رزقِه ما قَضَى اللَّهُ وإِنْ حُزَّ أَنْفُه المُسْتَمِيتُ قال ابن بري الذي في شعره الضَّعيفُ السَّخِيتُ والسَّخِيتُ هو الدقيقُ المَهْزولُ قال وهذا هو الظاهر لأَن المعنى أَن الرزق يأْتي للضعيف ومن لا يقدر على التصرف وأَما الخَسيسِ القَدْر فله قُدْرة على التصرف مع خَساسته والمُسْتَمِيتُ الرجلُ المُسْتَقْتِل الذي لا يُبالي بالموت إِذا حارب والخَتِيتُ الخَسيسُ من كل شيءٍ والخَتِيتُ والخَسيسُ واحد وشهر خَتِيتٌ ناقصٌ عن كراع وخَتٌّ موضع

خرت
الخَرْتُ والخُرْتُ الثَّقْبُ في الأُذن والإِبرة والفأْس وغيرها والجمع أَخْراتٌ وخُرُوتٌ وكذلك خُرْتُ الحَلْقة وفأْسٌ فِنْدَأْيةٌ ضَخْمة لها خُرْتٌ وخُراتٌ وهو خَرْقُ نِصابِها وفي حديث عمرو بن العاص قال لما احْتُضِرَ كأَنما أَتَنَفَّسُ من خُرْتِ إِبْرة أَي ثَقْبها وأَخْراتُ المَزادة عُراها واحدتُها خُرْتةٌ فكأَنَّ جمعه إِنما هو على حذف الزائد الذي هو الهاءُ التهذيب وفي المَزادة أَخْراتُها وهي العُرى بينها القَصَبة التي تُحْمَلُ بها قال أَبو منصور هذا وَهَمٌ إِنما هو خُرَبُ المَزاد الواحدةُ خُرْبة وكذلك خُرْبةُ الأُذُن بالباءِ وغُلام أَخْرَبُ الأُذُن قال والخُرْتةُ بالتاءِ في الحديد من الفأْس والإِبرة والخُرْبةُ بالباءِ في الجِلْد وقال أَبو عمرو الخُرْتةُ ثقب الشَّغِيزة وهي المِسَلَّة قال ابن الأَعرابي وقال السَّلُوليّ رادَ خُرْتُ القوم إِذا كانوا غَرِضين بمنزلهم لا يَقِرُّونَ ورادَتْ أَخْراتُهم ومنه قوله لقد قَلِقَ الخُرنْتُ إِلا انْتظارا والأَخْراتُ الحَلَقُ في رؤُوس النُّسُوع والخُرْتةُ الحَلْقة التي تجري فيها النِّسْعة والجمع خُرْتٌ وخُرَتٌ والأَخْراتُ جمع الجمع قال إِذا مَطَوْنا نُسُوعَ المِيسِ مُسعِدةً يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَداريجِ وخَرَتَ الشيءَ ثَقَبه والمَخْروتُ المَشقوقُ الشَّفَة والمَخْروتُ من الإِبل الذي خَرَتَ الخِشاشُ أَنْفَه قال وأَعْلَمُ مَخْروتٌ من الأَنْفِ مارِنٌ دَقيقٌ متى تَرْجُمْ به الأَرضَ تَزْدَدِ يعني أَنفَ هذه الناقة يقال جَمَل مَخْروتُ الأَنف والخَراتانِ نجمانِ من كواكب الأَسَدِ وهما كَوكَبانِ بينهما قدرُ سَوْطٍ وهما كَتِفا الأَسدِ وهما زُبْرةُ الأَسد
( * قوله « وهما زبرة الأسد » وهي مواضع الشعر على أَكتافه مشتق من الخرت وهو الثقب فكأنهما ينخرتان إِلى جوف الأسد أي ينفذان إِليه اه تكملة ) وقيل سمِّيا بذلك لنُفُوذِهما إِلة جَوْفِ الأَسد وقيل إِنهما معتلاَّنِ واحدتُهما خَراة حكاه كراع في المعتل وأَنشد إِذا رأَيتَ أَنْجُماً من الأَسَدْ جَبْهَتَه أَو الخَراةَ والكَتَدْ بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخ ففَسَدْ وطابَ أَلْبانُ اللِّقاحِ فَبَرَدْ قال ابن سيده فإِذا كان ذلك فهي من « خ ر ي » أَو من « خ ر و » والخِرِّيت الدليلُ الحاذقُ بالدلالة كأَنه ينظر في خُرْتِ الإِبْرة قال رؤْبة بن العجاج أَرْمي بأَيْدي العِيسِ إِذ هَوِيتُ في بَلْدةٍ يَعْيا بها الخِرِّيتُ ويروى يَعْنَى قال ابن بَري وهو الصواب ومعنى يَعْنى بها يَضِلُّ بها ولا يَهْتَدي يقال عَنِيَ عَليه الأَمْرُ إِذا لم يَهْتَدِ له والجمع الخَرارِتُ وقال بِغْبَى على الدَّلامِزِ الخَرارِتِ والدَّلامِزُ بفتح الدال جمع دُلامِزٍ بضم الدال وهو القويّ الماضي وفي حديث الهجرة فاستَأْجَرَ رَجُلاً من بني الدِّيلِ هادياً خِرِّيتاً الخِرِّيتُ الماهر الذي يَهْتَدي لأَخْراتِ المَفاوِزِ وهي طُرُقُها الخفية ومَضايقُها وقيل أَراد أَنه يَهْتَدي في مثل ثَقْبِ الإِبرة من الطريق شمر دليلٌ خِرِّيتٌ بِرّيتٌ إِذا كان ماهراً بالدلالة مأْخوذ من الخُرْتِ وإِنما سمي خِرِّيتاً لشَقِّه المَفازَةَ ويقال طريق مَخْرَت ومَثْقَبٌ إِذا كان مستقيماً بَيِّناً وطُرُقٌ مَخارِتُ وسمي الدليل خِرِّيتاً لأَنه يدل على المَخْرَتِ وسمي مَخْرَتاً لأَن له مَنْفَذاً لا يَنْسَدُّ على من سَلَكه الكسائي خَرَتْنا الأَرضَ إِذا عَرَفْناها ولم تَخْفَ علينا طُرقُها ويقال هذه الطريق تَخْرُتُ بك إِلى موضع كذا وكذا أَي تَقْصِدُ بك والخُرْتُ ضِلَعٌ صغيرة عند الصَّدْر وجمعه أَخْراتٌ وقال طرفة وطَيُّ مَحالٍ كالحَنِيِّ خُلُوفُه وأَخْراتُه لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَضَّدِ قال الليث هي أَضلاعٌ عند الصَّدْر مَعاً واحدُها خُرْتٌ التهذيب في ترجمة خرط وناقة خَراطةٌ وخَراتة تَخْتَرِطُ فتَذْهَبُ على وَجْهها وأَنشد يَسوقُها خَراتةً أَبُوزا يَجْعَلُ أَدْنى أَنْفِها الأُمْعُوزا وذِئبٌ خُرْتٌ سريع وكذلك الكلب أَيضاً وخَرْتةُ فَرسُ الهُمام

خفت
الخَفْتُ والخُفاتُ الضَّعْفُ من الجوع ونحوه وقد خُفِتَ والخُفوتُ ضَعْفُ الصَّوْت من شِدَّة الجوع يقال صوت خَفيضٌ خَفيتٌ وخَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً سَكَنَ ولهذا قيل للميت خَفَتَ إِذا انقطع كلامُه وسكت فهو خافِتٌ والإِبل تُخافِتُ المَضْغَ إِذا اجتَرَّتْ والمُخافَتةُ إِخْفاءُ الصَّوْتِ وخافَتَ بصوته خَفَّضَه وفي حديث عائشة قالت ربما خَفَتَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بقراءَته وربما جَهَر وحديثها الآخر أُنْزِلَتْ « ولا تَجْهَرْ بصلاتِكَ ولا تُخافِتْ بها » في الدُّعاء وقيل في القراءَة والخَفْتُ ضِدُّ الجَهْرِ وفي حدديث صلاة الجنازة كان يقرأُ في الأُولى بفاتحة الكتاب مُخافَتَةً هو مفاعَلة منه وفي حديثها الآخر نَظَرَتْ إِلى رجل كادَ يموتُ تَخافُتاً فقالتْ ما لهذا ؟ فقيل إِنه من القُرَّاء التَّخافُتُ تَكَلُّف الخُفُوتِ وهو الضَّعْفُ والسُّكونُ وإِظهارُه من غير صحة وخافَتَت الإِبلُ المَضْغَ خَفَتَتْه وخَفَتَ صوته يَخْفِتُ رَقَّ والمُخافَتَةُ والتَّخافُتُ إِسْرار المَنْطِقِ والخَفْتُ مثله قال الشاعر أُخاطِبُ جَهْراً إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ وشَتَّانَ بين الجَهْر والمَنْطِقِ الخَفْتِ الليث الرجل يُخافِتُ بقراءَته إِذا لم يُبَيِّنُ قراءَته برفع الصوت وفي التنزيل العزيزي ولا تَجْهَرْ بصلاتك ولا تُخافِتْ بها وتَخافَتَ القومُ إِذا تشاوَرُوا سِرّاً وفي التنزيل العزيز يَتَخافَتُونَ بينهم إِنْ لَبِثْتم إِلاَّ يوماً وخَفَتَ الرجلُ خُفُوتاً ماتَ والخُفات مَوْتُ البَغْتة قال الجعدي ولَسْتُ وإِن عَزُّوا عليَّ بهالِكٍ خُفاتاً ولا مُسْتَهْزِمٍ ذاهبِ العَقْلِ قال أَبو عمرو خُفاتاً فَجْأَةً مُسْتَهْزِم جَزوع ويقال خَفَتَ من النُّعاس أَي سَكَن قال أَبو منصور معنى قوله خُفاتاً أَي ضَعْفاً وتَذَلُّلاً ويقال للرجل إِذا ماتَ قد خَفَتَ أَي انقطع كلامه وخَفَتَ خُفاتاً أَي مات فَجأَةً ويقال منه زَرْعٌ خافِتٌ أَي كأَنه بقي فلم يَبْلُغْ غايةَ الطُّولِ وفي حديث أَبي هريرة مَثَلُ المؤْمن الضعيف كَمَثل خافِتِ الزرْعِ يَميلُ مرَّةً ويَعْتَدِلُ أُخرى وفي رواية كمثل خافِتَةِ الزرعِ الخافِتُ والخافِتَةُ ما لانَ وضَعُفَ من الزرع الغَضِّ ولُحُوق الهاءِ على تأْويل السُّنْبلة ومنه خَفَتَ الصوتُ إِذا ضَعُفَ وسَكَنَ قال أَبو عبيد أَراد بالخافِتِ الزرعَ الغَضَّ اللَّيِّنَ ومنه قيل للمَيْتِ قد خَفَتَ إِذا انقطع كلامه وأَنشد حتى إِذا خَفَتَ الدُّعاءُ وصُرِّعَتْ قَتْلى كمُنْجَدِعٍ من الغُلأَّنِ والمعنى أَن المؤْمنَ مُرَزَّأ في نفسه وأَهله وماله مَمْنُوٌّ بالأَحْداثِ في أَمر دنياه ويروى كَمَثل خافَةِ الزَّرْع وفي الحديث نومُ المؤْمنِ سُباتٌّ وسَمْعُه خُفاتٌ أَي ضعيف لا حِسَّ له ومنه حديث مُعَاوية وعمرو بن مسعود سَمْعُه خُفاتٌ وفَهمُه تاراتٌ أَبو سعيد الخافِتُ السحاب الذي ليس فيه ماءٌ قال ومثل هذه السحابة لا تَبْرَحُ مكانها إِنما يسير من السحابِ ذو الماءِ قال والذي يُومِضُ لا يكاد يسير وروى الأَزهري عن ثعلب أَنَّ ابن الأَعرابي أَنشده بضَرْبٍ يُخَفِّتُ فَوَّارهُ وطَعْنٍ تَرى الدَّمعَ منه رَشِيشا إِذا قَتَلوا منكُمُ فارِساً ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يَعِيشا يقول نُدْرِكُ بثأْره فكأَنه لم يُقْتَلُ ويُخَفِّتُ فَوَّارهُ أَي أَنه واسع فَدَمه يسيل ابن سيده وغيره والخَفُوت من النساء المهزولة عن اللحياني وقيل هي التي لا تَكاجُ تَبِينُ من الهُزال وقيل هي التي تَسْتَحْسِنُها ما دامتْ وَحْدَها فإِذا رأَيتها في جماعة من النساء غَمَزْتَها الليث امرأَة خَفُوتٌ لَفُوتٌ فالخَفُوتُ التي تأْخُذُها العينُ ما دامتْ وَحْدَها فَتَقْبَلُها فإِذا صارتْ بين النساءِ غَمَزَتْها واللَّفُوتُ التي فيها التِواءٌ وانْقِباضٌ قال أَبو منصور ولم أَسمع الخَفُوتَ في نَعْتِ النساء لغير الليث والخُفْتُ السَّذابُ بضم الخاءِ وسكون الفاءِ لغة في الخُتْفِ

خلت
الأَزهري في ترجمة حلت الليث الحِلْتِيتُ الأَنجَرُذُ وأَنشد عليك بقُنْأَةٍ وبسَنْدَرُوسٍ وحِلْتِيتٍ وشيءٍ من كَنَعْدِ قال الأَزهري هذا البيت مصنوع ولا يحتج به والذي حَفِظْتُه من البَحْرانيين الخِلْتِيتُ بالخاءِ الأَنْجَرُذ قال ولا أُراه عربياً محضاً

خمت
الخَمِيتُ السمين حميرية

خنت
الخِنَّوْتُ العَيِيُّ الأَبْله وخِنَّوْتُ لقبٌ والخِنَّوتُ دابة من دواب البحر

خنبت
الخُنْبُتُ القصير من الرجال

خوت
خاتَه يَخُوتُه خَوْتاً طَرَده والخَواتُ والخَواتةُ الصَّوْتُ وخص أَبو حنيفة به صَوْتَ الرعد والسيل وأَنشد لابن هَرْمَة ولا حِسَّ إِلاّ خَواتُ السُّيول وخَواتُ الطير صَوْتُها وقد خَوَّتَتْ وقيل كلُّ ما صَوَّتَ فقد خَوَّت قيل الخَواتُ لفظ مؤنث ومعناه مذكر دَويُّ جَناح العُقاب وخاتَتِ العُقابُ والبازي تَخُوتُ خَواتاً وخَواتَةً وانْخاتَتْ واخْتاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ على الصَّيْدِ لتَأْخُذَه فسمعتَ لجناحَيْها صَوْتاً والخائتة العُقابُ التي تَخْتاتُ وهو صَوْتُ جَناحَيْها إِذا انْقَضَّتْ فَسمِعْتَ صَوْتَ انْقضاضها وله حَفيفٌ وسمعتُ خَواتَها أَي حفيفَها وصوتها وفي حديث أَبي الطُّفَيْل وبناءِ الكعبة قال فسمعنا خَواتاً من السماءِ أَي صوْتاً مثل حَفِيف جناح الطائر الضخم وخاتَتْه العُقابُ تَخُوتُه وتَخَوَّتَتْه اخْتَطَفَتْه قال أَبو ذُؤَيْب أَو صَخْر الغَيِّ فخاتَتْ غَزالاً جاثِماً بَصُرَتْ به لدى سَلَماتٍ عنْد أَدْماءَ سارِبِ وتَخَوَّتَ الشيءَ اخْتَطَفَه عن ابن الأَعرابي وقال ابن رِبْعٍ الهُذَليّ أَو الجَموحُ الهُذَليُّ تَخُوتُ قُلُوبَ الطَّير من كلِّ جانبٍ كما خاتَ طَيْرَ الماءَ وَرْدٌ مُلَمَّعُ الأَصمعي تَخُوتُ تَخْطَفُ وَرْدٌ صَقْر في لونه وُرْدَةٌ وقال آخر وما القومُ إِلا خَمْسَةٌ أَو ثلاثةٌ يَخُوتُونَ أُخْرى القومِ خَوْتَ الأَجادِلِ
( * قوله « اخرى القوم » الذي في الجوهري أخرى الخيل )
الأَجادِلُ جمع أَجْدَل وهو الصَّقْر والخَوَّاتُ بالتشديد الرجلُ الجَريءُ قال الشاعر لا يَهْتَدي فيه إِلاَّ كلُّ مُنْصَلِتٍ من الرجال زَمِيعِ الرَّأْي خَوَّاتِ وخَوَّاتُ بن جُبَير الأَنصاري وتَخَوَّتَ مالَه مثل تَخَوَّفه أَي تَنَقَّصَه وقال الفراء ما زال الذِّئْبُ يَخْتاتُ الشاةَ بعد الشاة أَي يَخْتِلها فيَسْرِقُها وفلان يَخْتاتُ حديثَ القوم ويَتَخَوَّتُ إِذا أَخَذَ منه وتَخَطَّفَه وإِنهم يَخْتاتونَ الليلَ أَي يَسِيرون ويَقْطَعُون الطريقَ قال ابن الأَعرابي خاتَ الرجلُ إِذا أَخْلَفَ وعْدَه وخاتَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ وفي الحديث حديثِ أَبي جَنْدَل بن عَمْرو بن سُهَيْل أَنه اخْتاتَ للضَّرب حتى خِيفَ على عَقْله قال شمر هكذا روي والمعروف أَخَتَّ الرجلُ فهو مُخِتٌّ إِذا انكسر واسْتَحْيا وقد تقدّم والمُخْتَتي نحو المُخِتّ وهو المُتَصاغِرُ المُنْكَسِرُ

خيت
خاتَ يَخِيتُ خَيْتاً وخُيُوتاً صَوَّتَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد في خَيْتةِ الطائِر رَيْثٌ عَجَلُهْ ويقال اخْْتاتَ الذئبُ شاةً من الغنم اخْتِياتاً إِذا اخْتَطَفَها وكذلك اخْتاتَ الصَّقْرُ الطيرَ وكلُّ اخْتِطافٍ اخْتياتٌ وخَوْتٌ قال أَبو نُخَيلة أَو كاخْتِياتِ الأَسَدِ الشَّوِيَّا

دشت
الدَّشْتُ الصَّحْراء وأَنشد أَبو عُبيدة للأَعشَى قد عَلِمَتْ فارسٌ وحِمْيرُ والأَ عْرابُ بالدَّشْتِ أَيُّكم نَزَلا وقال الراجز تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ سُودِ نِعاجٍ كنِعاجِ الدَّشْتِ قال وهو فارسي أَو اتِّفاقٌ وَقَع بين اللغتين

دعت
دَعَتَه يَدْعَتُه دَعْتاً دَفَعه دَفْعاً عَنِيفاً ويقال بالذال المعجمة وسيأْتي ذكره

دغت
دَغَتَه دَغْتاً حَنَقَه حتى قتله عن كراع

ذأت
ذَأَته يَذْأَته ذَأْتاً خَنَقَه مثل دَغَته دَغْتاً وقال أَبو زيد ذَأَته إِذا خَنَقَه أَشَدَّ الخَنْقِ حتى أَدْلَع لسانَه

ذعت
ذَعَتَه في التراب يَذْعَتُه ذَعْتاً مَعَكَه مَعْكاً كأَنه يَغُطُّه في الماء وقيل هو أَشَدُّ الخَنْق وذَعَتَه ذَعْتاً إِذا خَنَقَه والذَّعْتُ الدَّفْع العَنيف والغَمْزُ الشديد والفعل كالفعل وكذلك زَمَته زَمْتاً إِذا خَنَقه وذَعَتَه وذَأَطَه وذَعَطه إِذا خَنَقَه أَشَدَّ الخَنْقِ وفي الحديث أَن الشيطان عَرَضَ لي يَقْطَعُ صَلاتي فأَمْكَنَني اللهُ منه فَذَعَتُّه أَي خَنَقْتُه والذَّعْتُ والدَّعْتُ بالذال والدال الدفع العنيف

ذعلت
قال في ترجمة ذعلب وأَما قول أَعرابي من بني عوف بن سعد صَفْقَةُ ذي ذَعالِتٍ سَمُولِ بَيْعَ امْرِئٍ ليس بمُسْتَقِيل وقيل هو يريد الذَّعالِبَ فينبغي أَن يكونا لغتين وغيرُ بَعيدٍ أَن تُبْدَل التاءُ من الباء إِذ قد أُبدلت من الواو وهي شريكة الباء في الشفة قال ابن جني والوجه أَن تكون التاء بدلاً من الباء لأَن الباءَ أَكثر استعمالاً كما ذكرنا أَيضاً من إِبدالهم الياء من الواو

ذمت
ذَمَتَ يَذْمِتُ ذَمْتاً هُزِلَ وتَغَيَّر عن أَبي مالك

ذيت
أَبو عبيدة يقولون كان من الأَمْر ذَيْتَِ وذَيْتَِ معناه كَيْتَِ وكَيْتَِ وفي حديث عمران والمرأَة والمزادتين كان من أَمره ذَيْتَ وذَيْتَ وهي من أَلفاظ الكنايات

ربت
رَبَتَ الصبيَّ ورَبَّتَه رَبَّاه ورَبَّتَه يُرَبِّتُه تَرْبيتاً رَبَّاه تَرْبيةً قال الراجز سَمَّيتها إِذ وُلِدَتْ تَمُوتُ والقَبرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبيتُ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88