كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

قمل
القَمْل معروف واحدته قَمْلة قال ابن بري أَوله الصُّؤابُ وهي بَيْض القَمْل الواحدة صُؤابة وبعدها اللَّزِقة
( * قوله « وبعدها اللزقة » وقوله « ثم الفنضج » كل منهما في الأصل بهذا الضبط ) ثم الفَرْعة ثم الهِرْنِعة ثم الحِنْبِجُ ثم الفِنْضِجُ ثم الحَنْدَلِسُ وقوله وصاحِبٍ لا خير في شَبابه أَصْبَحَ شُؤْمُ العَيْشِ قد رَمَى به حُوتاً إِذا ما زادُنا جِئْنا به وقَمْلةً إِنْ نحنُ باطَشْنا به إِنما أَراد مثل قَمْلة في قلَّة غَنائه كما قدَّمنا في قوله حُوتاً إِذا ما زادُنا جِئْنا به ولا يكون قَمْلةً حالاً إِلاَّ على هذا كما لا يكون حُوتاً حالاً إِلا على ذلك ونظير كل ذلك ما حكاه سيبويه رحمه الله من قولهم مررت بزيدٍ أَسداً شدَّةً لا تريد أَنه أَسد ولكن تريد أَنه مثل أَسد وكل ذلك مذكور في مواضعه ويقال لها أَيضاً قَمال وقَمِلٌ وقَمِل رأْسُه بالكسر قَمَلاً كثُر قَمْل رأْسه وقولهم عُلٌّ قَمِلٌ أَصله أَنهم كانوا يَغُلُّون الأَسِير بالقِدِّ وعليه الشَّعر فَيَقْمَل القِدُّ في عنقُه وفي الحديث من النساء غُلُّ قَمِلٌ يقذِفها الله في عنُق من يشاء ثم لا يخرجها إِلا هو وفي حديث عمر وصِفَةِ النساء منهنَّ غُلٌّ قَمِلٌ أَي ذو قَمْل كانوا يَغُلون الأَسِير بالقِدِّ وعليه الشعر فيَقْمَل ولا يستطيع دفعه عنه بحيلة وقيل القَمِل القَذِر وهو من القَمَل أَيضاً وقَمِلَ العَرْفَج قَمَلاً اسودَّ شيئاً وصار فيه كالقَمْل وفي التهذيب قَمِل العَرْفَج إِذا اسودَّ شيئاً بعد مطَر أَصابه فَلانَ عُوده شبَّه ما خرج منه بالقَمْل وقَمِلَ بطنُه ضخُم وأَقْمَل الرِّمْثُ تَفَطَّر بالنَّبات وقيل بدَا ورَقُه صِغاراً وقَمِلَ القومُ كثروا قال حتى إِذا قَمِلَتْ بطونُكمُ ورأَيتم أَبْناءَكُمْ شَبُّوا وقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لنا إِن اللئيم العاجزُ الخِبُّ الواو في وقَلَبْتُم زائدة وهو جواب إِذا وقَمِلَتْ بطونكم كثُرت قبائلكم بهذا فسره لنا أَبو العالية وقَمِلَ الرجلُ سمِن بعد هُزال وامرأَة قَمِلة وقَمَلِيَّة قصيرة جدّاً قال من البِيض لا دَرَّامة قَمَلِيَّة إِذا خرجَتْ في يوم عيد تُؤَارِبُهْ أَي تطلُب الإِرْبة والقَمَليُّ بالتحريك من الرجال الحقير الصغير الشأْن وأَنشد ابن بري لشاعر من البِيضِ لا دَرَّامة قَمَلِيَّة تَبُذُّ نساءَ الناس دَلاًّ ومِيسَما وأَنشد لآخر أَفي قَمَلِيٍّ مِنْ كُلَيْبٍ هجَوْته أَبو جَهْضَمٍ تغلي عليّ مراجِلُه ؟ والقَمَليُّ أَيضاً الذي كان بدَوِيًّا فعاد سَوادِيًّا عن ابن الأَعرابي والقُمَّلُ صِغار الذَّرِّ والدَّبي وقيل هو الدَّبى الذي لا أَجنحة له وقيل هو شيء صغير له جناح أَحمر وفي التهذيب هو شيء أَصغر من الطير له جناح أَحمر أَكدَر وفي التنزيل العزيز فأَرسلنا عليهم الطوفانَ والجرادَ والقُمَّل وقال ابن الأَنباري قال عكرمة في هذه الآية القُمَّل الجَنادب وهي الصغار من الجراد واحدتها قُمَّلة قال الفراء يجوز أَن يكون واحد القُمَّل قامل مثل راكع ورُكَّع وصائم وصُيَّم الجوهري أَمّا قُمَّلة الزرع فدُوَيْبَّة تطير كالجَراد في خِلقة الحَلَم وجمعها قُمَّلٌ ابن السكيت القُمَّل شيء يقع في الزرع ليس بجراد فيأْكل السنبلة وهي غَضَّة قبل أَن تخرج فيطول الزرع ولا سُنْبل له قال الأَزهري وهذا هو الصحيح وقال أَبو عبيدة القُمَّل عند العرب الحَمْنان وقال ابن خالويه القُمَّل جراد صغار يعني الدَّبى وأَقْمَل العَرْفَج والرِّمْث إِذا بدا ورقه صغاراً أَول ما يتفطَّر وقال أَبو حنيفة القُمَّل شيء يشبه الحَلَم وهو لا يأْكل أَكل الجَراد ولكن يَمْتَصُّ الحبَّ إِذا وقع فيه الدقيق وهو رطب فتذهب قوَّته وخيره وهو خبيث الرائحة وفيه مشابهة من الحلَم وقيل القُمَّل دواب صغار من جنس القِرْدان إِلاَّ أَنها أَصغر منها واحدتها قُمَّلة تركب البعير عند الهُزال قال الأَعشى قوماً تُعالج قُمَّلاً أَبْناؤهم وسَلاسِلاً أُجُداً وباباً مُؤْصَدا وقيل القُمَّل قَمْل الناس وليس بشيء واحدتها قَمْلة ابن الأَعرابي المِقْمَل الذي قد استغنى بعد فقر المحكم وقَمَلى موضع والله أَعلم

قمثل
القَمَيْثَل القبيح المِشْية وأَنشد ابن بري لمالك ابن مرداس وَيْلَك يا عاديُّ بَكِّي رحولا عَبْدَكُم الفَيّادة القَمَيْثَلا
( * قوله « ويلك يا عادي إلخ » هكذا في الأصل )

قمعل
القُمْعُل والقُلْعُم القدَح الضخم بلغة هذيل وقال راجزهم ينعت حافر الفرس بَلَتْهُم الأَرضُ بَوأْبٍ حَوْأَبِ كالقُمْعُلِ المُنْكَبِّ فوقَ الأَثْأَبِ وقال اللحياني قدح قُمْعُل محدَّد الرأْس طويله والقُمْعَل والقُمْعُل البظْر عنه أَيضاً والقِمْعال سيِّد القوم وقال ابن بري القِمْعال رئيس الرُّعاة وكذلك القُمادِية عن ابن خالويه ويقال خرج مُقَمْعِلاً إِذا كان على الرَّعايا يأْمرهم وينهاهم والقِمْعالة أَعْظم الفَياشِل وقَمْعَل النبتُ خرجت بَراعيمُه عن أَبي حنيفة قال وهي القَماعِيل ويقال للرجل إِذا كان في رأْسه عُجَر في رأْسه قَماعِيل واحدها قُمْعول قال الأَزهري قال ذلك ابن دريد ابن الأَعرابي القَعْمَلة الطَّرْجَهارة وهي القَمْعَلة

قنبل
القَنْبَلة والقَنْبل طائفة من الناس ومن الخيل قيل هم ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين ونحوه وقيل هم جماعة الناس قَنْبَلة من الخيل وقَنْبَلة من الناس طائفة منهم والجمع القَنابِل قال الشاعر شَذَّبَ عن عاناتِه القَنابِلا أَثْناءها والرُّبَعَ القَنادِلا وقِدْرٌ قُنْبُلانيَّة تجمع القَنْبَلة من الناس أَي الجماعة ورجل قُنْبُل وقُنابِل غليظ شديد والقُنابِل العظيم الرأْس قال أَبو طالب وعَرْبَةُ أَرْضٌ لا يُحِلُّ حَرامَها من الناس غير الشَّوْتَريّ القُنابِل
( * قوله « وعربة ارض إلخ » هي محركة وسكنها الشاعر ضرورة كما نبه على ذلك المجد في مادة عرب وأتى بعجز البيت من الناس إلا اللوذعيّ الحلاحل )
عَرَبةُ اسم جزيرة العرب والشَّوْتريُّ الجريء والقُنابِل حمار معروف قال زُعْبةَ والشَّحَّاجَ والقُنابِلا ابن الأَعرابي القُنْبُلة مِصْيدة يُصاد بها النُّهَسُ وهو أَبو بَراقِش وقَنْبَل الرجلُ إِذا أَوقد القُنْبُل وهو شجر

قنثل
الأَصمعي القَنْثَلةُ أَن يَنْبُث التراب إِذا مشى وهو مُقَنْثِل وقال غيره النَّقْثَلة حكاه اللحياني كأَنه مقلوب

قنجل
القُنْجُل العَبْد

قنحل
القُنْحُل شرُّ العبيد

قندل
قَنْدَل الرجلُ مَشى في استرسال والقَنْدَل الطويل والقَنْدل والقُنادِل الضخم الرأْس من الإِبل والدوابّ مثل العَنْدَل قال ترى لها رأْساً وأًى قَنْدَلاً أَراد قَنْدَلاً فثقَّل كقوله بِبازِلٍ وَجْناء أَو عَيْهَلِّ وقَنْدَل الرجلُ ضخُم رأْْسه قال ابن سيده هكذا وقع في كتاب ابن الأَعرابي قال وأَراه قَنْدَل الجمَل الجوهري القَنْدَل العظيم الرأْس مثل العَنْدَل وقال أَبو عمرو القَنْدَل العظيم الرأْس والعَنْدَل الطويل قال أَبو النجم يهدِي بِنا كلّ نِيافٍ عَنْدَلِ رُكِّبَ في ضَخْم الذَّفارى قَنْدَلِ والقَنْدَوِيلُ كالقَنْدَل مثل به سيبويه وفسره السيرافي وقيل القَنْدَوِيل العظيم الهامة من الرجال عن كراع والقَنْدَوِيل الطويل القَفا وإِنّ فلاناً لقَنْدَلُ الرأْس وصَنْدَل الرأْس ويقال مرّ الرجل مُسَنْدِلاً ومُقَنْدِلاً وذلك استرخاء في المشي والقَنْدَليُّ شجر عن كراع والقِنْدِيل معروف وهو فِعْلِيل

قندعل
القِنْدَعْلُ بالدال والذال الأَحمق

قندفل
ناقة قَنْدَفِيل ضخمة الرأْس عن ابن الأَعرابي التهذيب في الخماسي القَنْدَفِيل الضخم قال المخروع السعدي وتحتَ رَحْلِي حُرَّة ذَخُولُ مائرةُ الضَّبْعَيْنِ قَنْدَفِيلُ للمَرْوِ في أَخْفافِها صَليلُ والذي حكاه سيبويه قَنْدَوِيل وهي الضخمة الرأْس أَيضاً فأَما القَنْدَفِيل بالفاء فلم يروه إِلا ابن الأَعرابي قال الجوهري وأَنا أَظنه معرَّباً كأَنه شبَّه ناقته بفيل يقال له بالفارسية كَنْدَهْ بيل

قنذعل
القِنْذَعْل بالدال والذال الأَحمق

قنصل
قُنْصُل قَصِير

قنفل
القَنْفَل العَنْز الضخمة عن الهجري وأَنشد عَنْزٌ من السُّكِّ ضَبُوبٌ قَنْفَلُ تَكَادُ من غُزْرٍ تَدقُّ المِقْيَل وقُنْفُل اسم

قنقل
القَنْقَلُ مِكْيال عظيم ضخم وقال كَيْلَ عِدَاءٍ بالجُرَافِ القَنْقَلِ من صُبْرَةٍ مثل الكَثِيبِ الأَهْيَلِ وقال رؤبة ما لكَ لا تَجْرُفُها بالقَنْقَلِ ؟ لا خيرَ في الكَمأَةِ إِنْ لم تَفْعَلِ وفي الخبر كان تاجُ كسرى مثل القَنْقَل العظيم الجوهري كان لكسرى تاج يسمى القنقل

قهل
القَهَل كالقَرَهِ في قَشَف الإِنسان وقَذَر جلدِه ورجل مُتَقَهِّل لا يتعهَّد جسده بالماء والنظافة وفي الصحاح رجل مُتَقَهِّل يابس الجلد سيِّء الحال مثل المُتَقَحِّل وفي حديث عمر رضي الله عنه أَتاه شيخ مُتَقَهِّل أَي شِعث وسِخ يقال أَقْهَل الرجلُ وتَقَهَّل المحكم قَهِلَ جلدُه وقَهَلَ وتَقَهَّل يِبس فهو قاهِل قاحِل وخص بعضهم به اليُبْس من العبادة قال من راهِبٍ مُتَبَتِّلٍ مُتَقَهِّلٍ صادِي النهارِ لليلِه مُتَهَجِّد والقَهَل في الجسم القشَف واليُبس القَرَهُ وقَهِل قَهَلاً وتَقَهَّل لم يتعهَّد جسمه بالماء ولم ينظفه والتَّقَهُّل رَثاثة الملبَس والهيئةِ ورجل مُتَقَهِّل إِذا كان رَثَّ الهيئة متقشِّفاً وأَقْهَل الرجل دنَّس نفسه وتكلَّف ما يَعِيبه وأَنشد خَلِيفة الله بلا إِقْهال والقَهْل كُفران الإِحسان وقَهَلَه يَقْهَلُه قَهْلاً أَثنى عليه ثناء قبيحاً وقَهِل الرجل قَهَلاً استقلَّ العطية وكفَر النعمة وانْقَهَلَ سقط وضعُف فأَما قوله ورأَيتُه لمَّا مررتُ ببَيْتِه وقد انْقَهَلَّ فما يُريد بَراحا فإِنه شدد للضرورة وليس في الكلام انْفَعَلَّ الجوهري أَيضاً انْقَهَل ضعُف وسقط قال ابن بري ذكر ابن السكيت في الأَلفاظ انْقَهَلَّ بتشديد اللام قال والانْقِهْلال السقوط والضعف وأَورد البيت وقد انْقَهَلَّ فما يُريدُ بَراحا وقال البيت لِرَيْسان بن عِنْترة المغني قال وعلى هذا يكون وزنه افْعَلَلَّ بمنزلة اشْمَأَزَّ قال ولا يكون انْفَعَلَّ والتَّقَهُّل شَكْوَى الحاجة وأَنشد فلا تكوننَّ رَكِيكاً تَنْتَلا لَعْواً إِذا لاقَيْته تَقَهَّلا وإِنْ حَطَأْتَ كَتِفَيه ذَرْمَلا الرَّكِيكُ الضعيف والتَّنْتَل القذِر والذَّرْمَلة إِرْسال السَّلْح وقال أَبو عبيد قَهَل الرجل قَهْلاً إِذا جَدَّف قاله الأُموي ورجل مِقْهال إِذا كان مُجْدِّفاً كَفُوراً وتَقَهَّل مشَى مشياً بطيئاً وحيَّا الله هذه القَيْهَلة أَي الطَّلْعة والوَجْه وقَيْهَلٌ اسم

قهبل
القَهْبَلة ضرب من المشي والقَهْبلة الأَتان الغليظة من الوحش الفراء حيَّا الله قَهْبَلَته أَي حيَّا الله وجهَه ابن الأَعرابي حيَّا الله قَهْبَله ومُحيَّاه وسَمَامَتَه وطَلَله وآلَه أَبو العباس الهاء زائدة فيبقى حيَّا الله قَبَلَه أَي ما أَقبل منه وقد تقدم المؤرج القَهْبَلة القَمْلة

قول
القَوْل الكلام على الترتيب وهو عند المحقِّق كل لفظ قال به اللسان تامّاً كان أَو ناقصاً تقول قال يقول قولاً والفاعل قائل والمفعول مَقُول قال سيبويه واعلم أَن قلت في كلام العرب إِنما وقعت على أَن تحكي بها ما كان كلاماً لا قَوْلاً يعني بالكلام الجُمَل كقولك زيد منطلق وقام زيد ويعني بالقَوْل الأَلفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد من قولك زيد منطلق وعمرو من قولك قام عمرو فأَما تَجوُّزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قَوْلاً فلأَن الاعتقاد يخفَى فلا يعرف إِلاَّ بالقول أَو بما يقوم مقام القَوْل من شاهد الحال فلما كانت لا تظهر إِلا بالقَوْل سميت قولاً إِذ كانت سبباً له وكان القَوْل دليلاً عليها كما يسمَّى الشيء باسم غيره إِذا كان ملابساً له وكان القول دليلاً عليه فإِن قيل فكيف عبَّروا عن الاعتقادات والآراء بالقَوْل ولم يعبروا عنها بالكلام ولو سَوَّوْا بينهما أَو قلبوا الاستعمال فيهما كان ماذا ؟ فالجواب أَنهم إِنما فعلوا ذلك من حيث كان القَوْل بالاعتقاد أَشبه من الكلام وذلك أن الاعتقاد لا يُفْهَم إِلاَّ بغيره وهو العبارة عنه كما أَن القَوْل قد لا يتمُّ معناه إِلاَّ بغيره أَلا ترى أَنك إِذا قلت قام وأَخليته من ضمير فإِنه لا يتم معناه الذي وضع في الكلام عليه وله ؟ لأَنه إِنما وُضِع على أَن يُفاد معناه مقترِناً بما يسند إِليه من الفاعل وقام هذه نفسها قَوْل وهي ناقصة محتاجة إِلى الفاعل كاحتياج الاعتقاد إِلى العبارة عنه فلما اشتبها من هنا عبِّر عن أَحدهما بصاحبه وليس كذلك الكلام لأَنه وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه والقَوْل قد يكون من المفتقِر إِلى غيره على ما قدَّمْناه فكان بالاعتقاد المحتاج إِلى البيان أَقرب وبأَنْ يعبَّر عنه أَليق فاعلمه وقد يستعمل القَوْل في غير الإِنسان قال أَبو النجم قالت له الطيرُ تقدَّم راشدا إِنك لا ترجِعُ إِلا جامِدا وقال آخر قالت له العينانِ سمعاً وطاعةً وحدَّرتا كالدُّرِّ لمَّا يُثَقَّب وقال آخر امتلأَ الحوض وقال قَطْني وقال الآخر بينما نحن مُرْتعُون بفَلْج قالت الدُّلَّح الرِّواءُ إِنِيهِ إِنِيهِ صَوْت رَزَمة السحاب وحَنِين الرَّعْد ومثله أَيضاً قد قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقِي وإِذا جاز أَن يسمَّى الرأْي والاعتقاد قَوْلاً وإِن لم يكن صوتاً كان تسميتهم ما هو أَصوات قولاً أَجْدَر بالجواز أَلا ترى أَن الطير لها هَدِير والحوض له غَطِيط والأَنْساع لها أَطِيط والسحاب له دَوِيّ ؟ فأَما قوله قالت له العَيْنان سَمْعاً وطاعة فإِنه وإِن لم يكن منهما صوت فإِن الحال آذَنَتْ بأَن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعاً وطاعة قال ابن جني وقد حرَّر هذا الموضع وأَوضحه عنترة بقوله لو كان يَدْرِي ما المْحَاورة اشْتَكى أَو كان يَدْرِي ما جوابُ تَكَلُّمي
( * وفي رواية أخرى ولكان لو علم الكلامَ مُكَلمي )
والجمع أَقْوال وأَقاوِيل جمع الجمع قال يقول قَوْلاً وقِيلاً وقَوْلةً ومَقالاً ومَقالةً وأَنشد ابن بري للحطيئة يخاطب عمر رضي الله عنه تحنّنْ علَيَّ هَداكَ المَلِيك فإِنَّ لكلِّ مَقام مَقالا وقيل القَوْل في الخير والشر والقال والقِيل في الشرِّ خاصة ورجل قائل من قوم قُوَّل وقُيَّل وقالةٍ حكى ثعلب إِنهم لَقالةٌ بالحق وكذلك قَؤول وقَوُول والجمع قُوُل وقُوْل الأَخيرة عن سيبويه وكذلك قَوّال وقَوّالةٌ من قوم قَوَّالين وقَوَلةٍ وتِقْوَلةٌ وتِقْوالةٌ وحكى سيبويه مِقْوَل وكذلك الأُنثى بغير هاء قال ولا يجمع بالواو والنون لأَن مؤَنثه لا تدخله الهاء ومِقْوال كمِقْول قال سيبويه هو على النسَب كل ذلك حسَن القَوْل لسِن وفي الصحاح كثير القَوْل الجوهري رجل قَؤُول وقوم قُوُل مثل صَبور وصُبُر وإِن شئت سكنت الواو قال ابن بري المعروف عند أَهل العربية قَؤُول وقُوْل بإِسكان الواو تقول عَوان وعُوْن الأَصل عُوُن ولا يحرك إِلا في الشعر كقول الشاعر تَمْنَحُه سُوُكَ الإِسْحِل
( * قوله « تمنحه إلخ » صدره كما في مادة سوك أغر الثنايا أحم اللثات تمنحه سوك الإِسحل )
قال وشاهد قوله رجل قَؤُول قول كعب بن سعد الغَنَوي وعَوراء قد قِيلَتْ فلم أَلْتَفِتْ لها وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَبيل وأُعرِضُ عن مولاي لو شئت سَبَّني وما كلّ حين حلمه بأَصِيل وما أَنا للشيء الذي ليس نافِعِي ويَغْضَب منه صاحبي بِقَؤُول ولستُ بِلاقي المَرْء أَزْعُم أَنه خليلٌ وما قَلْبي له بخَلِيل وامرأَة قَوَّالة كثيرة القَوْل والاسم القالةُ والقالُ والقِيل ابن شميل يقال للرجل إِنه لَمِقْوَل إِذا كان بَيِّناً ظَرِيفَ اللسان والتِّقْولةُ الكثيرُ الكلام البليغ في حاجته وامرأَة ورجل تِقْوالةٌ مِنْطِيقٌ ويقال كثُر القالُ والقِيلُ الجوهري القُوَّل جمع قائل مثل راكِع ورُكَّع قال رؤبة فاليوم قد نَهْنَهَني تنَهْنُهِي أَوَّل حلم ليس بالمُسَفَّهِ وقُوَّل إِلاَّ دَهٍ فَلا دَهِ وهو ابنُ أَقوالٍ وابنُ قَوَّالٍ أَي جيدُ الكلام فصيح التهذيب العرب تقول للرجل إِذا كان ذا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ وابن أَقْوالٍ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن قِيل وقال وإِضاعةِ المال قال أَبو عبيد في قوله قيل وقال نحوٌ وعربيَّة وذلك أَنه جعل القال مصدراً أَلا تراه يقول عن قِيلٍ وقالٍ كأَنه قال عن قيلٍ وقَوْلٍ ؟ يقال على هذا قلتُ قَوْلاً وقِيلاً وقالاً قال وسمعت الكسائي يقول في قراءة عبد الله ذلك عيسى بنُ مريم قالَ الحقِّ الذي فيه يَمْتَرُونَ فهذ من هذا كأَنه قال قالَ قَوْلَ الحق وقال الفراء القالُ في معنى القَوْل مثل العَيْب والعابِ قال والحق في هذا الموضع يراد به الله تعالى ذِكرُه كأَنه قال قَوْلَ اللهِ الجوهري وكذلك القالةُ يقال كثرتْ قالةُ الناس قال وأَصْل قُلْتُ قَوَلْتُ بالفتح ولا يجوز أَن يكون بالضم لأَنه يتعدّى الفراء في قوله صلى الله عليه وسلم ونهيِه عن قِيل وقال وكثرة السؤَال قال فكانتا كالاسمين وهما منصوبتان ولو خُفِضتا على أَنهما أُخرجتا من نية الفعل إِلى نية الأَسماء كان صواباً كقولهم أَعْيَيْتني من شُبٍّ إِلى دُبٍّ قال ابن الأَثير معنى الحديث أَنه نهَى عن فُضُول ما يتحدَّث به المُتجالِسون من قولهم قِيلَ كذا وقال كذا قال وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين محكيَّيْن متضمِّنين للضمير والإِعراب على إِجرائهما مجرى الأَسماء خِلْوَيْن من الضمير وإِدخال حرف التعريف عليهما لذلك في قولهم القِيل والقال وقيل القالُ الابتداء والقِيلُ الجواب قال وهذا إِنما يصح إِذا كانت الرواية قِيل وقال على أَنهما فِعْلان فيكون النهي عن القَوْل بما لا يصح ولا تُعلم حقيقتُه وهو كحديثه الآخر بئس مَطِيَّةُ الرجل زعموا وأَما مَنْ حكَى ما يصح وتُعْرَف حقيقتُه وأَسنده إِلى ثِقةٍ صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذَمَّ وقال أَبو عبيد إِنه جعل القال مصدراً كأَنه قال نهى عن قيلٍ وقوْلٍ وهذا التأْويل على أَنهما اسمان وقيل أَراد النهي عن كثرة الكلام مُبتدئاً ومُجيباً وقيل أَراد به حكاية أَقوال الناس والبحث عما لا يجدي عليه خيراً ولا يَعْنيه أَمرُه ومنه الحديث أَلا أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس أَي كثرة القَوْلِ وإِيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض ومنه الحديث فَفَشَتِ القالةُ بين الناس قال ويجوز أَن يريد به القَوْل والحديثَ الليث تقول العرب كثر فيه القالُ والقِيلُ ويقال إِن اشتِقاقَهما من كثرة ما يقولون قال وقيل له ويقال بل هما اسمان مشتقان من القَوْل ويقال قِيلَ على بناء فِعْل وقُيِل على بناء فُعِل كلاهما من الواو ولكن الكسرة غلبت فقلبت الواو ياء وكذلك قوله تعالى وسِيقَ الذين اتّقَوْا ربَّهم الفراء بنو أَسد يقولون قُولَ وقِيلَ بمعنى واحد وأَنشد وابتدأَتْ غَضْبى وأُمَّ الرِّحالْ وقُولَ لا أَهلَ له ولا مالْ بمعنى وقِيلَ وأَقْوَلَهُ ما لم يَقُلْ وقَوَّلَه ما لم يَقُل كِلاهما ادّعى عليه وكذلك أَقاله ما لم يقُل عن اللحياني قَوْل مَقُولٌ ومَقْؤول عن اللحياني أَيضاً قال والإتمام لغة أَبي الجراح وآكَلْتَني وأَكَّلْتَني ما لم آكُل أَي ادّعَيْته عَليَّ قال شمر تقول قوَّلَني فُلان حتى قلتُ أَي علمني وأَمرني أَن أَقول قال قَوَّلْتَني وأَقْوَلْتَني أَي علَّمتني ما أَقول وأَنطقتني وحَمَلْتني على القَوْل وفي حديث سعيد بن المسيب حين قيل له ما تقول في عثمان وعلي رضي الله عنهما ؟ فقال أَقول فيهما ما قَوَّلَني الله تعالى ثم قرأَ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإِخواننا الذين سبقونا بالإِيمان ( الآية ) وفي حديث علي عليه السلام سمع امرأَة تندُب عمَر فقال أَما والله ما قالتْه ولكن قُوِّلتْه أَي لُقِّنته وعُلِّمته وأُلْقي على لسانها يعني من جانب الإِلْهام أَي أَنه حقيق بما قالت فيه وتَقَوَّل قَوْلاً ابتدَعه كذِباً وتقوَّل فلان عليَّ باطلاً أَي قال عَليَّ ما لم أَكن قلتُ وكذب عليَّ ومنه قوله تعالى ولو تقوَّل علينا بعضَ الأَقاويل وكلمة مُقَوَّلة قِيلتْ مرَّة بعد مرَّة والمِقْوَل اللسان ويقال إِنَّ لي مِقْوَلاً وما يسُرُّني به مِقْوَل وهو لسانه التهذيب أَبو الهيثم في قوله تعالى زعم الذين كفروا أَن لن يُبْعَثوا قال اعلم أَنُ العرب تقول قال إِنه وزعم أَنه فكسروا الأَلف في قال على الابتداء وفتحوها في زعم لأَن زعم فِعْل واقع بها متعدٍّ إِليها تقول زعمت عبدَ الله قائماً ولا تقول قلت زيداً خارجاً إِلاَّ أَن تدخل حرفاً من حروف الاستفهام في أَوله فتقول هل تَقُوله خارجاً ومتى تَقُوله فعَل كذا وكيف تقوله صنع وعَلامَ تَقُوله فاعلاً فيصير عند دخول حروف الاستفهام عليه بمنزلة الظن وكذلك تقول متى تَقُولني خارجاً وكيف تَقُولك صانعاً ؟ وأَنشد فمتى تَقُول الدارَ تَجْمَعُنا قال الكميت عَلامَ تَقُول هَمْدانَ احْتَذَتْنا وكِنْدَة بالقوارِصِ مُجْلِبينا ؟ والعرب تُجْري تقول وحدها في الاستفهام مجرى تظنُّ في العمل قال هدبة بن خَشْرم متى تَقُول القُلُصَ الرَّواسِما يُدْنِين أُمَّ قاسِمٍ وقاسِما ؟ فنصب القُلُص كما ينصب بالظنِّ وقال عمرو بن معديكرب عَلامَ تَقُول الرُّمْحَ يُثْقِلُ عاتِقي إِذا أَنا لم أَطْعُنْ إِذا الخيلُ كَرَّتِ ؟ وقال عمر بن أَبي ربيعة أَمَّا الرَّحِيل فدُون بعدَ غدٍ فمتى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا ؟ قال وبنو سليم يُجْرون متصرِّف قلت في غير الاستفهام أَيضاً مُجْرى الظنِّ فيُعدُّونه إِلى مفعولين فعلى مذهبهم يجوز فتح انَّ بعد القَول وفي الحديث أَنه سَمِعَ صوْت رجل يقرأُ بالليل فقال أَتَقُوله مُرائياً أَي أَتظنُّه ؟ وهو مختصٌّ بالاستفهام ومنه الحديث لمَّا أَراد أَن يعتَكِف ورأَى الأَخْبية في المسجد فقال البِرَّ تَقُولون بهنَّ أَي تظنُّون وتَرَوْن أَنهنَّ أَردْنَ البِرَّ قال وفِعْلُ القَوْلِ إِذا كان بمعنى الكلام لا يعمَل فيما بعده تقول قلْت زيد قائم وأَقول عمرو منطلق وبعض العرب يُعمله فيقول قلْت زيداً قائماً فإِن جعلتَ القَوْلَ بمعنى الظنّ أَعملته مع الاستفهام كقولك متى تَقُول عمراً ذاهباً وأَتَقُول زيداً منطلقاً ؟ أَبو زيد يقال ما أَحسن قِيلَك وقَوْلك ومَقالَتك ومَقالَك وقالَك خمسة أَوجُه الليث يقال انتشَرَت لفلان في الناس قالةٌ حسنة أَو قالةٌ سيئة والقالةُ تكون بمعنى قائلةٍ والقالُ في موضع قائل قال بعضهم لقصيدة أَنا قالُها أَي قائلُها قال والقالةُ القَوْلُ الفاشي في الناس والمِقْوَل القَيْل بلغة أَهل اليمن قال ابن سيده المِقْوَل والقَيْل الملك من مُلوك حِمْير يَقُول ما شاء وأَصله قَيِّل وقِيلَ هو دون الملك الأَعلى والجمع أَقْوال قال سيبويه كسَّروه على أَفْعال تشبيهاً بفاعل وهو المِقْوَل والجمع مَقاوِل ومَقاوِلة دخلت الهاء فيه على حدِّ دخولها في القَشاعِمة قال لبيد لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيمان عُجْمٍ يَنْصُفُون المَقاوِلا والمرأَة قَيْلةٌ قال الجوهري أَصل قَيْل قَيِّل بالتشديد مثل سَيِّد من ساد يَسُود كأَنه الذي له قَوْل أَي ينفُذ قولُه والجمع أَقْوال وأَقْيال أَيضاً ومن جمَعه على أَقْيال لم يجعل الواحد منه مشدَّداً التهذيب وهم الأَقْوال والأَقْيال الواحد قَيْل فمن قال أَقْيال بناه على لفظ قَيْل ومن قال أَقْوال بناه على الأَصل وأَصله من ذوات الواو وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كتب لوائل بن حُجْر ولقومه من محمدٍ رسول الله إِلى الأَقْوالِ العَباهِلة وفي رواية إِلى الأَقْيال العَباهِلة قال أَبو عبيدة الأَقْيال ملوك باليمن دون الملك الأَعظم واحدُهم قَيْل يكون ملكاً على قومه ومِخْلافِه ومَحْجَره وقال غيره سمي الملك قَيْلاً لأَنه إِذا قال قولاً نفَذ قولُه وقال الأَعشى فجعلهم أَقْوالاً ثم دانَتْ بَعْدُ الرِّبابُ وكانت كعَذابٍ عقوبةُ الأَقْوالِ ابن الأَثير في تفسير الحديث قال الأَقْوال جمع قَيْل وهو الملك النافذ القَوْل والأَمرِ وأَصله قَيْوِل فَيْعِل من القَوْل حذفت عينه قال ومثله أَموات في جمع ميْت مخفف ميّت قال وأَما أَقْيال فمحمول على لفظ قَيْل كما قيل أَرْياح في جمع ريح والشائع المَقِيس أَرْواح وفي الحديث سبحان مَنْ تَعَطَّف العِزَّ وقال بِه تعطَّف العِزَّ أَي اشتمل بالعِزِّ فغلب بالعز كلَّ عزيز وأَصله من القَيْل ينفُذ قولُه فيما يريد قال ابن الأَثير معنى وقال به أَي أَحبَّه واختصَّه لنفسه كما يُقال فلان يَقُول بفلان أَي بمحبَّته واختصاصِه وقيل معناه حَكَم به فإِن القَوْل يستعمل في معنى الحُكْم وفي الحديث قولوا بقَوْلكم أَو بعض قَوْلِكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكم الشيطان أَي قُولوا بقَوْل أَهل دِينكم ومِلَّتكم يعني ادعوني رسولاً ونبيّاً كما سمَّاني الله ولا تسموني سيِّداً كما تسمُّون رؤساءكم لأَنهم كانوا يحسَبون أَن السيادة بالنبوة كالسيادة بأَسباب الدنيا وقوله بعض قولِكم يعني الاقتصادَ في المقال وتركَ الإِسراف فيه قال وذلك أَنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة في المدح فنهاهم عنه يريد تكلَّموا بما يحضُركم من القَوْلِ ولا تتكلَّفوه كأَنكم وُكلاءُ الشيطان ورُسُلُه تنطِقون عن لسانه واقْتال قَوْلاً اجْتَرَّه إِلى نفسِه من خير أَو شر واقْتالَ عليهم احْتَكَم وأَنشد ابن بري للغَطَمَّش من بني شَقِرة فبالخَيْر لا بالشرِّ فارْجُ مَوَدَّتي وإِنِّي امرُؤٌ يَقْتالُ مني التَّرَهُّبُ قال أَبو عبيد سمعت الهيثم بن عدي يقول سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رُقْية النَّمْلة العَرُوس تَحْتَفِل وتَقْتالُ وتَكْتَحِل وكلَّ شيء تَفْتَعِلْ غير أَن لا تَعْصِي الرجل قال تَقْتال تَحْتَكِم على زوجها الجوهري اقْتال عليه أَي تحكَّم وقال كعب بن سعد الغَنَويّ ومنزلَةٍ في دار صِدْق وغِبْطةٍ وما اقْتال من حُكْمٍ عَليَّ طَبيبُ قال ابن بري صواب إِنشاده بالرفع ومنزلةٌ لأَن قبله وخَبَّرْ تُماني أَنَّما الموتُ في القُرَى فكيف وهاتا هَضْبَةٌ وكَثِيبُ وماءُ سماء كان غير مَحَمَّة بِبَرِّيَّةٍ تَجْري عليه جَنُوبُ وأَنشد ابن بري للأَعشى ولمِثْلِ الذي جَمَعْتَ لِرَيْبِ الد هر تَأْبى حكومة المُقْتالِ وقاوَلْته في أَمره وتَقاوَلْنا أَي تَفاوَضْنا وقول لبيد وإِنَّ الله نافِلةٌ تقاه ولا يَقْتالُها إِلا السَّعِيدُ أَي ولا يقولها قال ابن بري صوابه فإِنَّ الله بالفاء وقبله حَمِدْتُ اللهَ واللهُ الحميدُ والقالُ القُلَةُ مقلوب مغيَّر وهو العُود الصغير وجمعه قِيلان قال وأَنا في ضُرَّاب قِيلانِ القُلَهْ الجوهري القالُ الخشبة التي يضرَب بها القُلَة وأَنشد كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ بينَهُم نَزْوُ القُلاة قلاها قالُ قالِينا قال ابن بري هذا البيت يروى لابن مقبل قال ولم أَجده في شعره ابن بري يقال اقْتالَ بالبعير بعيراً وبالثوب ثوباً أَي استبدله به ويقال اقْتال باللَّوْن لَوْناً آخر إِذا تغير من سفرٍ أَو كِبَر قال الراجز فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً أَطْحَلا وكان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا ابن الأَعرابي العرب تقول قالوا بزيدٍ أَي قَتَلُوه وقُلْنا به أَي قَتَلْناه وأَنشد نحن ضربناه على نِطَابه قُلْنا به قُلْنا به قُلْنا به أَي قَتَلْناه والنَّطابُ حَبْل العاتِقِ وقوله في الحديث فقال بالماء على يَده وفي الحديث الآخر فقال بِثَوبه هكذا قال ابن الأَثير العرب تجعل القول عبارةً عن جميع الأَفعال وتطلِقه على غير الكلام واللسان فتقول قال بِيَده أَي أَخذ وقال برِجْله أَي مشى وقد تقدَّم قول الشاعر وقالت له العَيْنانِ سمعاً وطاعة أَي أَوْمَأَتْ وقال بالماء على يدِه أَي قَلب وقال بثوب أَي رفَعَه وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روي في حديث السَّهْوِ قال ما يَقُولُ ذو اليدين ؟ قالوا صدَق روي أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم أَي نعم ولم يتكلَّموا قال ويقال قال بمعنى أَقْبَلَ وبمعنى مال واستراحَ وضرَب وغلَب وغير ذلك وفي حديث جريج فأَسْرَعَت القَوْلِيَّةُ إِلى صَوْمَعَتِه همُ الغَوْغاءُ وقَتَلَةُ الأَنبياء واليهودُ وتُسمَّى الغَوْغاءُ قَوْلِيَّةً

قيل
: القائلة : الظَّهِيرة . يقال : أَتانا عند القائِلة وقد تكون بمعنى القَيْلولة أَيضاً وهي النَّوْم في الظهيرة . المحكم : القائلة نِصفُ النهار . الليث : القَيْلُولة نَوْمةُ نِصْف النهار وهي القائلةُ قال يَقِيلُ وقد قال القوم قَيْلاً و قائلةً و قَيْلولةً و مَقالاً و مَقِيلاً الأَخيرة عن سيبويه . و المَقِيلُ أَيضاً : الموضع . ابن بري : وقد جاء المَقال لمَوْضع القَيْلولة قال الشاعر : فما إِنْ يَرْعَوِينَ لِمَحْلِ سَبْتٍ وما إِنْ يَرْعَوينَ على مَقالَ وقالت قريش لسيدنا رسول الله قَبْل أَن فَتَحَ عليه الفُتوحَ : إِنَّا لأَكْرَمُ مُقاما وأَحسن مَقِيلاً فأَنزل الله تعالى : { أَصحابُ الجنَّة يومئذٍ خيرٌ مُسْتَقرّاً وأَحسنُ مَقِيلاً } قال الفراء : قال بعض المحدِّثين يُرْوَى أَنه يُفْرَغ من حساب الناس في نِصْف ذلك اليوم فَيَقِيلُ أَهل الجنة في الجنة وأَهلُ النار في النار فذلك قوله تعالى : { خيرٌ مُسْتَقرّاً وأَحسنُ مَقِيلاً } قال : وأَهل الكلام إِذا اجتمع لهم أَحمق وعاقل لم يَستَجِيزوا أَن يقولوا : هذا أَحمق الرجلين ولا أَعْقل الرجلين ويقولون : لا تقول هذا أَعْقل الرجلين إِلا لعاقل يفضُل على صاحبه قال الفراء : وقد قال الله عز وجل { خيرٌ مستَقرًّا } فجعل أَهل الجنة خيراً مستَقرًّا من أَهل النار وليس في مستَقرِّ أَهل النار شيء من الخير فاعرف ذلك من خطئهم وقال أَبو طالب : إِنما جاز ذلك لأَنه موضع فيقال هذا الموضع خير من ذلك الموضع وإِذا كان نعتاً لم يستَقِمْ أَن يكون نعتُ واحد لاثنين مختلفين قال الأَزهري : ونحو ذلك قال الزجَّاج وقال : يُفْرَق بين المَنازِل والنُّعوت . قال أَبو منصور : و القَيْلولة عند العرب و المَقِيلُ الاستراحة نصف النهار إِذا اشتدَّ الحر وإِن لم يكن مع ذلك نَوْمٌ والدليل على ذلك أَن الجنة لا نَوْمَ فيها . وروي في الحديث : قِيلوا فإِن الشياطين لا تَقِيل . وفي الحديث : كان لا يُقِيلُ مالاً ولا يُبِينُه أَي كان لا يُمْسِك من المال ما جاءه صباحاً إِلى وقْت القائلة وما جاءه مساء لا يُمسِكه إِلى الصباح . والمَقِيل والقَيْلولة : الاستراحة نصفَ النهار وإِن لم يكن معها نَوْمٌ يقال : قال يَقِيل قَيْلولة فهو قائِل . ومنه حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل : ما مُهاجِرٌ كمَن قال وفي رواية : ما مُهَجِّر أَي ليس مَنْ هاجَر عن وَطَنه أَو خرج في الهاجِرة كمَن سكَن في بيته عند القائلة وأَقام به وفي حديث أُمِّ مَعْبَد : رَفِيقَيْنِ قالا خَيْمَتَيْ أُمّ مَعْبَدِ أَي نزلا فيها عند القائلة إِلا أَنه عدَّاه بغير حرف جرَ . وفي الحديث : أَن رسول الله كان بِتِعْهِن وهو قائل السُّقْيا تِعْهِنُ والسُّقْيا : موضعان بين مكة والمدينة أَي أَنه يكون بالسُّقْيا وقْتَ القائلة أَو هو مِنَ القوْل أَي يذكر أَنه يكون بالسُّقْيا ومنه حديث الجنائز : هذه فُلانة ماتت ظُهْراً وأَنت صائم قائلٌ أَي ساكِن في البيت عند القائلة وفي شعر ابن رَواحة : الْيَوْمَ نضْرِبْكُم على تَنْزِيلِه ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عن مَقِيلِه الهامُ : جمعُ هامةٍ وهي أَعلى الرأْس و مَقِيلُه : موضعه مستعارٌ من موضع القائلة وسكون الباء من نَضْربْكم من جائزات الشعر وموضعُها الرفعُ . و تَقَيَّلوا : ناموا في القائلة . قال سيبويه : ولا يقال ما أَقْيَلَه استَغْنوا عنه بما أَنْوَمَهُ كما قالوا تركْتُ ولم يقولوا ودَعْتُ لا لعلَّةٍ . ورجل قائل والجمع قُيَّل بالتشديد و قُيَّال و القَيْلُ اسم للجمع كالشَّرْب والصَّحْب والسَّفْر قال : إِنْ قال قَيْلٌ لم أَقِلْ في القُيَّل فجاء بالجَمْعَيْن و قَيل : هو جمع قائل . وما أَكْلأَ قائلَتَه أَي نَوْمَه فأما قول العجاج : إِذا بَدَا دُهانِجٌ ذو أَعْدَال فقد يكون على الفعل الذي هو قال كضرَّاب وشَتَّام وقد يكون على النَّسَب كما قالوا نَبَّال لصاحب النَّبْل . وشَرِبَتِ الإِبلُ قائلةً أَي في القائلة كقولك شرِبَتْ ظاهِرةً أَي في الظَّهِيرة . وقد يكون قائلةً هنا مصدراً كالعافِية . و أَقالَها هو و قَيَّلَها : أَوردها ذلك الوقْت . و اقْتالَ : شَرِبَ نصْفَ النهار . و القَيْلُ : اللبَنُ الذي يشرب نصف النهار وقْتَ القائلة وقوله : وكيف لا أَبْكي على عِلاَّتي صَبَائِحِي غَبائِقِي قِيلاني عَنى به ذوات قَيْلاتي فقَيْلات على هذا جمع قَيْلَةٍ التي هي المرَّة الواحدة من القَيْل الأَزهري : أَنشدني أَعرابي : مالِيَ لا أَسْقِي حُبَيِّباتي وهُنَّ يوم الوِرْدِ أُمَّهاتي صَبَائِحي غَبائِقي قِيْلاتي أَراد بِحُبَيِّباتِه إِبِلَه التي يَسْقِيها ويشرَبُ أَلْبانها جعلهنَّ كأُمَّهاته . والقَيُول : كالقَيْل اسم كالصَّبُوح والغَبُوق . وقَيَّلَ الرجلَ : سقاه القَيْل . و تَقَيَّلَ هو القَيْلَ : شَرِبه أَنشد ثعلب : ولقد تَقَيَّلَ صاحبي في لِقْحةٍ لَبَناً يَحِلّ ولحمُها لا يُطْعَم الجوهري : يقال قَيَّله فَتَقَيَّل أَي سقاه نصفَ النهار فشرب قال الراجز : يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعُوق مُقَيَّل أَو مَغْبُوقْ من لَبَنِ الدُّهْمِ الرُّوقْ ويقال : هو شَرُوب لِلْقَيْل إِذا كان مِهْيافاً دَقِيقَ الخَصْر يحتاج إِلى شرب نصف النهار . وقالَ يَقِيل قَيْلاً إِذا شرب نصفَ النهار و تَقَيَّل أَيضاً . وحكى ابن دَرَسْتَوَيْه اقْتال ووزنه افْتَعَل . وقد تقدم في ترجمة قَوَلَ . و اقْتَلْتُ اقتيالاً إِذا شربت القَيْل . التهذيب : القَيْل شُرْب نصف النهار وأَنشد : يُسْقَيْنَ رَفْهاً بالنهار والليلْ من الصَّبُوحِ والغَبُوقِ والقَيْلُ جعل القَيْل ههنا شَرْبة نصف النهار وقالت أُم تأَبَّط شَرًّا : ما سَقَيْتُه غَيْلاً ولا حَرَمْتُه قَيْلاً . وفي حديث خزيمة : وأَكْتَفِي من حَمْلِه بالقَيْلَة القَيْلَة و القَيْلُ : شُرْب نصف النهار يعني أَنه يكتفي بتلك الشربة لا يحتاج إِلى حملها للخِصْب والسعة . و تَقَيَّل الناقة : حلَبها عند القائلة تقول : هذه قَيْلي و قَيْلَتي . وفي ترجمة صبح : و القَيْلُ و القَيْلة الناقة التي تحلَب في ذلك الوقت . قال الأَزهري : سمعت العرب تقول للناقة التي يشربون لَبَنها نصف النهار قَيْلة وهُنَّ قَيْلاني للِّقاح التي يَحْتَلِبونها وقت القائلة . و المِقْيَل : مِحْلَب ضخم يحلَب فيه في القائلة عن الهجري وأَنشد : عِنْزٌ من السُّكِّ ضَبوبٌ قَنْفَلْ تَكادُ من غُزْرٍ تَدُقُّ المِقْيَلْ و قالَهُ البيعَ قَيْلاً و أَقالَهُ إِقالةً وحكي اللحياني أَنَّ قِلْته لغة ضعيفة . و استَقالَني : طلب إِليَّ أَن أُقِيلَه . و تَقَايل البيِّعان : تَفاسَخا صَفْقَتهما . وتركْتُهما يَتقايلان البيع أَي يَسْتَقِيل كل واحد منهما صاحبه . وقد تَقَايَلا بعدما تبايعا أَي تَتَاركا و أَقَلْتُه البيعَ إِقالةً : وهو فسخُه قال : وربما قالوا قِلْتُه البيعَ فأَقالَني إِيَّاه . وفي الحديث : من أَقالَ نادِماً أَقالَهُ الله من نار جهنم . وفي رواية : أَقاله الله عَثْرَته أَي وافقه على نَقْض البيع وأَجابه إِليه . يقال : أَقاله يُقِيله إِقالةً . و تَقايلا إِذا فسخا البيع وعاد المبيع إِلى مالكه والثمنُ إِلى المشتري إِذا كان قد نَدِم أَحدهما أَو كِلاهما قال : وتكون الإِقالة في البَيعة والعهد . وفي حديث ابن الزبير : لما قُتل عثمان قلت لا أَستقِيلها أَبداً أَي لا أُقِيل هذه العَثْرة ولا أَنساها . و الاستِقالة : طَلب الإِقالة . و تَقَيَّل الماءُ في المكان المنخفض : اجتمع . أَبو زيد : يقال تقيَّل فلان أَباه وتقيَّضه تقيُّلاً وتقيُّضاً إِذا نزع إِليه في الشبَه . ويقال : أَقال ا فلاناً عَثْرته بمعنى الصَّفْح عنه . وفي الحديث : أَقِيلوا ذَوِي الهيئَات عَثَراتِهم وأَقال الله عَثْرتك وأَقالَكَها . و القَيْل : المَلِك من ملوك حِمْير يتقيَّل مَنْ قَبْله من ملوكهم يُشْبِهه وجمعه أَقْيال و قُيُول ومنه الحديث : إِلى قَيْل ذي رُعَيْنٍ أَي مَلِكها وهي قبيلة من اليمن تنسَب إِلى ذي رُعَيْنٍ وهو من أَذْواء اليمن ومُلوكِها . وقال ثعلب : الأَقْيال الملوك من غير أَن يخصَّ بها ملوك حِمْير . و اقْتالَ شيئاً بشيء : بَدَّله عن الزجاجي . ابن الأَعرابي : يقال أَدخِل بعيرَك السوق و اقْتَلْ به غيرَه أَي اسْتَبْدل به وأَنشد : واقْتَلْت بالجِدَّة لَوْناً أَطْحَلا أَي استبدلت وأَنشد ابن بري في ترجمة قَوَلَ : وِرْد هُموم طَرَقَتْ بالبَلْبالْ وظُلم ساعٍ وأَمير مُقْتالْ أَي مُختار قد جُعل بَدَلاً من غيره . قال أَبو منصور : و المُقايَلة والمُقايَضة المبادلة يقال : قَايَضه وقايَله إِذا بادَله . و القَيْلة و القِيلة : الأُدْرةُ . وفي حديث أَهل البيت : ولا حامل القِيلة القِيَلة بالكسر : الأَدْرة وهو انتفاخ الخُصْية . ورماه الله بقِيلة مكسورة أَي الأَدَرِ . و قيل : اسم رجل من عاد . و قَيْلٌ : وافِد عاد . و قَيْلةُ : موضع . و قَيْلة : أُمُّ الأَوْس والخَزْرَجِ . وفي حديث سلمان : ابْنَى قَيْلة يريد الأَوسَ والخزرجَ قبيلتي الأَنصار . و قَيْلة : اسم أُمَ لهم قديمة وهي قَيْلة بنت كاهِل . و قِيال بكسر القاف : اسم جبل بالبادية عال

كأل
الكأْلُ أَن تشتري أَو تبيع دَيْناً لك على رجل بدَينٍ له على آخر وكذلك الكأْلة والكُؤولة كله عن اللحياني والكَوَأْلَلُ القصير وقيل القصير مع غِلَظ وشدّة وقد اكْوَأَلَّ الرجل فهو مُكْوَئلٌّ إِذا قصُر والمُكْوَئلُّ القصير الأَفْحَجُ الأَصمعي إِذا كان فيه قصر وغلظ مع شدة قيل رجل كَوَأْلَل وكَأْلَل وكُلاكِل

كبل
الكَبْل قَيْد ضخم ابن سيده الكَبْل والكِبْل القَيْد من أَيّ شيء كان وقيل هو أَعظم ما يكون من الأَقْياد وجمعهما كُبُول يقال كَبَلْت الأَسير وكَبَّلْته إِذا قيَّدته فهو مَكْبُول ومُكَبَّل وقال أَبو عمرو هو القَيْد والكَبْل والنِّكْل والوَلْمُ والقُرْزُل والمَكْبُول المحبوس وفي الحديث ضَحِكْت من قوم يؤْتى بهم إِلى الجنة في كَبْل الحديد وفي حديث أَبي مرثَد ففُكَّت عنه أَكْبُله هي جمع قِلَّة للكَبْل القَيْدِ وفي قصيد كعب بن زهير مُتَيَّم إِثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ أَي مقيَّد وكَبَله يَكْبِله كَبْلاً وكَبَّلَه وكَبَله كبْلاً
( * قوله « وكَبَله كَبْلاً » تكرار لما سبق الكلام عليه ) حَبسه في سجن أَو غيره وأَصله من الكَبْل قال
( * قوله « من الكبل قال » هكذا في الأصل ولعله من الكبل القيد قال إلخ نظير ما يأتي بعده )
إِذا كنتَ في دارٍ يُهِينُكَ أَهلُها ولم تَكُ مَكْبُولاً بها فتحوَّل وفي حديث عثمان إِذا وقعت السُّهْمان فلا مُكابَلة قال أَبو عبيد تكون المُكابَلة بمعنيين تكون من الحَبْس يقول إِذا حُدَّتِ الحُدودُ فلا يُحْبَس أَحد عن حقِّه وأَصله من الكَبْل القَيْد قال الأَصمعي والوجهُ الآخر أَن تكون المُكابَلة مقلوبة من المُباكَلة أَو المُلابكة وهي الاختلاط وقال أَبو عبيدة هو من المكَبْل ومعناه الحبس عن حقه ولم يذكر الوجه الآخر قال أَبو عبيد وهذا عندي هو الصواب والتفسير الآخر غلط لأَنه لو كان من بَكَلْت أَو لَبَكْت لقال مُباكَلة أَو مُلابَكةً وإِنما الحديث مُكابلَة وقال اللحياني في المُكابَلة قال بعضهم هي التأْخير يقال كَبَلْتُك دَيْنَك أَخَّرته عنك وفي الصحاح يقول إِذا حُدَّت الدار وفي النهاية إِذا حُدَّت الحُدود فلا يحبَس أَحد عن حقه كأَنه كان لا يرى الشُّفْعة للجار قال ابن الأَثير هو من الكَبْل القيد قال وهذا على مذهب من لا يرى الشفعة إِلاَّ للخَلِيط المحكم قال أَبو عبيد قيل هي مقلوبة من لَبَك الشيء وبَكَله إِذا خلَطه وهذا لا يسوغ لأَن المُكابَلة مصدر والمقلوب لا مصدر له عند سيبويه والمُكابلَة أَيضاً تأْخير الدَّيْن وكَبَله الدينَ كَبْلاً أَخَّره عنه والمُكابلَة التأْخير والحبس يقال كَبَلْتُك دَيْنَك وقال اللحياني المُكابلَة أَن تُباع الدار إِلى جنب دارك وأَنت تريدها ومحتاج إِلى شرائها فتؤخر ذلك حتى يستوجبها المشتري ثم تأْخذها بالشُّفْعة وهي مكروهة وهذا عند من يَرى شُفعة الجِوار وفي الحديث لا مُكابلة إِذا حُدَّت الحُدود ولا شُفْعة قال الطِّرِمَّاح متى يَعِدْ يُنْجِزْ ولا يَكْتَبِلْ منه العطايا طولُ إِعْتامِها إِعْتامُها الإِبطاء بها لا يَكْتَبِل لا يحتبس وفَرْوٌ كَبْلٌ كثير الصوف ثقيل الجوهري فَرْوٌ كَبَل بالتحريك أَي قصير وفي حديث ابن عبد العزيز أَنه كان يلبَس الفَرْوَ وَالكَبْل قال ابن الأَثير الكَبْل فَرْوٌ كبير والكَبْل ما ثُنيَ من الجلد عند شَفةِ الدلو فخُرِز وقيل شَفَتُها وزعم يعقوب أَن اللام بدل من النون في كَبْن والكابُول حِبالة الصائد يمانية وكابُلُ موضع وهو عجمي قال النابغة قُعوداً له غَسَّانُ يَرْجُون أَوْبَهُ وتُرْكٌ ورَهْطُ الأَعْجَمِين وكابُلُ وأَنشد ابن بري لأَبي طالب تُطاعُ بِنا الأَعداءُ ودُّوا لَوَ آنَّنا تُسَدُّ بِنا أَبوابُ تُرْكٍ وكابُل فكابُل أَعجمي ووزنه فاعُل وقد استعمله الفرزدق كثيراً في شعره وقال غوبة بن سلمى
( * قوله « وقال غوبة بن سلمى » كذا بالأصل والذي في ياقوت وقال فرعون بن عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مرّ وددت إلخ ) وَدِدْتُ مَخافَةَ الحجَّاجِ أَني بِكابُلَ في اسْتِ شيطانٍ رَجيمِ مُقِيماً في مَضارِطِهِ أُغَنِّي أَلا حَيِّ المَنازِلَ بالغَمِيمِ وقال حنظلة الخير بن أَبي رُهْم ويقال حسَّان بن حنظلة نَزَلْت له عن الضُّبَيْبِ وقد بَدَتْ مُسَوَّمَةٌ من خَيْلِ تُرْكٍ وكابُلِ وذو الكَبْلَينِ فحل كان في الجاهلية كان ضَبَّاراً في قَيْده

كبثل
الكَبَوْثَلُ ولدٌ يقَعُ بين الخُنفُساء والجُعَل عن كراع

كبرتل
التهذيب في الخماسي ابن الأَعرابي يقال لذكر الخُنفُساء المُقَرَّضُ والحُوَّاز والكَبَرْتَل والمُدَحْرِج والجُعَل

كتل
الليث الكُتْلة أَعظم من الخُبْزة وهي قطعة من كنِيز التمر المحكم الكُتْلة من الطين والتمر وغيرهما ما جُمِع قال وبالغَداةِ كُتَلَ البَرْنِجِّ أَراد البَرْنيَّ الصحاح الكُتْلة القطعة المجتمعة من الصَّمْغ والمُكَتَّل الشديد القصير ورأْس مُكَتَّل مجمَّع مدوَّر والكُتْلة الفِدْرة من اللحم وكَتَّله سمَّنه عن كراع ورجل مُكَتَّل وذو كَتَلٍ وذو كَتالٍ غليظُ الجسم والكَتَال القوَّة والكَتَال اللحم ورجل مُكَتَّل الخلْق إِذا كان مُداخَل البدن إِلى القِصَر ما هو وأَلقى عليه كَتَالَه أَي ثقله قال الشاعر ولَسْت بِراحِلٍ أَبداً إِليهم ولو عالَجْت من وَتِدٍ كَتالا أَي مؤونةً وثِقْلاً والكَتالُ النفس والكَتال الحاجة تقضيها والكَتالُ كلُّ ما أُصْلِح من طعام أَو كُسْوة وزوّجها على أَن يقيم لها كَتالَها أَي ما يُصْلحها من عيشها والكَتال سوء العيش والأَكتل الشديدة من شدائد الدهر واشتقاقه من الكَتَال وهو سوء العيش وضيقه وأَنشد الليث إِنّ بها أَكتَلَ أَو رِزاما خُوَيْرِبان يَنْقُفانِ الْهاما قال ورِزام اسمُ الشديدة قال أَبو منصور غلط الليث في تفسير أَكْتل ورِزام قال وليسا من أَسماء الشدائد إِنما هما اسما لِصَّين من لُصوص البادية أَلا تراه قال خُوَيرِبان ؟ يقال لِصّ خارِب ويصغَّر فيقال خُوَيرِب وروى سلمة عن الفراء أَنه أَنشده ذلك قال الفراء أَو ههنا بمعنى واو العطف أَراد أَن بها أَكتَلَ ورِزاماً وهما خارِبان وبذلك فسر ابن سيده أَكْتَل ورِزاماً وسيأْتي وفي حديث ابن الصَّبْغاء وارْمِ على أَقفائهم بمِكْتَل المِكْتَل ههنا من الأَكْتَل وهي شديدة من شدائد الدهر والكَتالُ سوء العيش وضيق المؤونة والثِّقْل ويروى بمِنْكَل من النَّكال العقوبة وفي نوادر الأَعراب مرّ فلان يتَكَرَّى ويتَكَتَّل ويَتَقَلَّى إِذا مَرَّ مَرًّا سريعاً وفلان يَتَكَتَّل في مشيه إِذا قارب في خطوه كأَنه يتدحرج ويقال للحمار إِذا تمرَّغ فلزِق به التراب قد كَتِل جلدُه قال الراجز يشرَبُ منها نَهَلاتٌ وثعلْ وفي مراغٍ جلدُها منه كَتلْ ومن العرب من يقول كاتَله الله بمعنى قاتله الله والتَّكَتُّل ضرْب من المشي ابن سيده تكتَّل الرجل في مشيته وهي من مشي القصار الغلاط وما كتَلك عنَّا أَي ما حبسك والكَتِيلة النخلة التي فاتت اليَدَ طائية والجمع الكَتائل قال قد أَبصَرَتْ سُعْدَى بها كَتائلي طَويلةَ الأَقْناءِ والعَثاكِلِ مثل العَذارى الخُرَّدِ العَطابِلِ ابن الأَعرابي الكَتِيلة النخلة الطويلة وهي العُلْبة والعَوانة والقِرْواح النضر كُتول الأَرض فَنادِيرُها وهي ما أَشرف منها وأَنشد وتَيْماء تمشِي الريحُ فيها رَدِيَّة مَريضة لَوْنِ الأَرْض طُلْساً كُتولها والمِكْتَل والمِكْتلة الزَّبيل الذي يحمَل فيه التمر أَو العنب إِلى الجَرين وقيل المِكْتَل شبه الزَّبيل يسع خمسة عشر صاعاً وفي حديث الظِّهار أَنه أُتِيَ بمِكْتَل من تمر هو بكسر الميم الزَّبيل الكبير كأَن فيه كُتَلاً من التمر أَي قِطعاً مجتمعة وفي حديث خيبر فخرجوا بمَساحِيهم ومَكاتِلِهم وفي حديث سعد
( * قوله « وفي حديث سعد الى قوله بر » هكذا في الأصل ) مِكْتَل غيره مِكْتَل برّ ويقال كَتِنَتْ جَحافِل الخيل من العُشب وكَتِلَت بالنون واللام إِذا لزِجَتْ وكَتِل الشيء فهو كَتِل تلزَّق وتلزَّج قال وفي مراغٍ جلدُها منه كَتِلْ قال وقد تكون لام كَتِل بدلاً من نون كَتِنَ وهما بمعنى واحد والكُنْتَأْلُ بالضم القصير والنون زائدة قال ابن بري الكِتال المِراس يقال أَيَّ شيء كاتَلْتَ من فلان أَي مارَسْت قال ابن الطَّثَريَّة أَقول وقد أَيقَنْت أَنِّي مُواجه من الصَّرْم باباتٍ شديداً كِتالُها وهو مصدر كاتَلْت والكِتالُ أَيضاً المؤونة
( * قوله « والكتال أَيضاً المؤونة » كذا بضبط الأصل بوزن كتاب كالذي قبله وفي القاموس الكتال كسحاب المؤونة ) قال الشاعر قَدَ آوصَيت أَمسِ المُخْلَفين وَصِيَّة قليلاً على المُسْتَخْلَفِين كِتالُها والكَواتِل اسم موضع قال النابغة خلالَ المَطايا يَتَّصِلنَ وقد أَتت قِنانُ أُبَيْرٍ دونها والكَواتِل وكُتْلة موضع بشِقّ عبد الله بن كلاب وقال ابن جَبَلة هي رملة دون اليمامة قال الراعي فكُتْلَةٌ فُرؤَامٌ من مَساكِنها فمنتَهى السَّيْل من بَنْبان فالحُمَل وكُتَيْل وأَكْتَل اسمان قال إِنَّ بها أَكْتَلَ أَو رِزاما خُوَيْرِبَينِ يَنْقُفان الهاما
( في مادة « كتل » الخُوَيربان بدل الخُوَيربَين ولكلَيهما وجه من الأَعراب )

كثل
الأَزهري أَما كَثل فأَصل بناء الكَوْثَل وهو فَوْعَل وقال الليث الكَوْثَل مؤَخَّر السفينة وقد يشدد فيقال كَوْثَلٌّ وفي الكَوْثَل يكون المَلاَّحون ومَتاعُهم وأَنشد حَمَلْت في كَوْثَلِّها عَوِيقا
( * قوله « عويقا » هكذا في الأصل )
أَبو عمرو المَرْنَحة صَدْر السفينة والدَّوْطِيرة كَوْثَلها وقيل الكَوْثَلُ السُّكَّان أَبو عبيد الخَيْزُرانةُ السُّكَّان وهو الكَوْثَل قال الأَعشى من الخَوْفِ كَوْثَلُها يُلْتَزم وكَوْثَل السُّلَمِيُّ رجل معروف إِليه يُعْزَى سِبَاع بن كَوْثَل أَحد شعرائهم

كحل
الكُحْل ما يكتحل به قال ابن سيده الكُحْل ما وُضِع في العين يُشتَفى به كَحَلَها يَكْحَلها ويَكْحُلها كَحْلاً فهي مَكْحولة وكَحِيل من أَعين كُحْلاء وكَحائل عن اللحياني وكَحَّلَها أَنشد ثعلب فمَا لك بالسُّلْطان أَن تَحْمِل القَذَى جُفُونُ عُيون بالقَذَى لم تُكَحَّل وقد اكْتَحَل وتَكَحَّل والمِكْحال المِيلُ تكحل به العين من المُكْحُلة قال ابن سيده المِكْحَل والمِكْحَال الآلة التي يُكْتَحَل بها وقال الجوهري المِكْحَل والمِكْحال المُلْمُول الذي يُكْتَحَل به قال الشاعر إِذا الفَتَى لم يَرْكَب الأَهْوالا وخالَفَ الأَعْمام والأَخْوالا فأَعْطِهِ المرآة والمِكْحَالا واسْعَ له وعُدَّه عِيَالا وتَمَكْحَل الرجل إِذا أَخذ مُكْحُلة والمُكْحُلة الوِعاء أَحد ما شذَّ مما يرتَِفق به فجاء على مُفْعُل وبابه مِفْعَل ونظيره المُدْهُن والمُسْعُط قال سيبويه وليس على المكان إِذ لو كان عليه لفتح لأَنه من يَفْعُ قال ابن السكيت ما كان على مِفْعَل ومِفْعَلة مما يعمل به فهو مكسور الميم مثل مِخْرَز ومِبْضَع ومِسَلَّة ومِزْرَعة ومِخْلاة إِلا أَحرفاً جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي مُسْعُط ومُنْخُل ومُدْهُن ومُكْحُلة ومُنْصُل وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قال وهو للبيد فيما زعموا كَمِيش الإِزار يَكْحُل العينم إِثْمداً ويغدو علينا مُسْفِراً غيرَ واجِم فسره فقال معنى يكْحُل العين إِثْمداً أَنه يركب فحمة الليل وسواده الأَزهري الكَحَل مصدر الأَكْحَل والكَحْلاء من الرجال والنساء قال ابن سيده والكحَل في العين أَن يَعْلُو مَنابت الأَسْفار سواد مثل الكُحْل من غير كَحْل رجل أَكْحَل بيِّن الكَحَل وكَحِيل وقد كَحِل وقيل الكَحَل في العين أَن تسودّ مواضع الكُحْل وقيل الكَحْلاء الشديدة السواد وقيل هي التي تراها كأَنها مَكْحولة وإِن لم تُكْحَل وأَنشد كأَنَّ بها كُحْلاً وإِن لم تُكَحَّل الفراء يقال عين كَحيلٌ بغير هاء أَي مَكْحولة وفي صفته صلى الله عليه وسلم في عينه كَحَل الكَحَل بفتحتين سواد في أَجفان العين
( * قوله « في اجفان العين » صوابه في اشفار العين كما في هامش الأصل ) خلقة وفي حديث أَهل الجنة جُرْد مُرْد كَحْلى كَحْلى جمع كَحيل مثل قتيل وقتلى وفي حديث المُلاعَنة إِن جاءت به أَدْعَج أَكْحَل العينين والكَحْلاء من النعاج البيضاء السوداء العينين وجاء من المال بكُحْل عَيْنيْن أَي بقدر ما يملؤهما أَو يغَشِّي سوادهما أَبو عبيد ويقال لفلان كُحْل ولفلان سَواد أَي مال كثير قال وكان الأَصمعس يتأَول في سَواد العراق أَنه سمي به للكثرة قال الأَزهري وأَما أَنا فأَحسبه للخُضْرة ويقال مضى لفلان كُحْل أَي مال كثير والكَحْلة خرزة سواد تجعل على الصبيان وهي خرزة العين والنفس تجعل من الجن والإِنس فيها لونان بياض وسواد كالرُّبِّ والسَّمْن إِذا اختلطا وقيل هي خرزة تُستعطَف بها الرجال وقال اللحياني هي خرزة تُؤخِّذ بها النساءُ الرجال وكُحْل العُشْبِ أَن يُرَى النبت في الأُصول الكبار وفي الحشيش مخضَرّاً إِذا كان قد أُكل ولا يقال ذلك في العِضاه واكْتَحَلَت الأَرض بالخُضْرة وكَحَّلَت وتَكَحَّلَت وأَكْحَلَت واكْحالَّت وذلك حين تُرِي أَوَّلَ خضرةِ النبات والكَحْلاء عُشْبة رَوْضِيَّة سوداء اللَّوْن ذات ورَق وقُضُب ولها بُطون حمر وعِرْق أَحمر ينبت بنَجْد في أَحْويَةِ الرَّمْل وقال أَبو حنيفة الكَحْلاء عُشْبة سُهْلية تنبُت على ساقٍ ولها أَفْنان قليلة ليِّنة وورَق كورَق الرَّيْحان اللِّطاف خضرٌ ووَرْدة ناضرة لا يرعاها شيء ولكنها حسنة المَنْظَر قال ابن بري الكَحْلاء نبت ترعاه النحل قال الجعدي في صفة النحل قُرْع الرُّؤوس لصَوْتها جَرْسٌ في النَّبْع والكحْلاء والسِّدْر والإِكْحال والكَحْل شدَّة المَحْل يقال أَصابهم كَحْل ومَحْل وكَحْلُ السنة الشديدة تصرف ولا تصرف على ما يجب في هذا الضرْب من المؤنث العلم قال سلامة بن جندل قومٌ إِذا صَرَّحت كَحْلٌ بُيوتُهُمُ مأْوَى الضَّرِيكِ ومأْوَى كلِّ قُرْضُوب فأَجراه الشاعرُ لحاجته إِلى إِجْرائه القُرْضوب ههنا الفقير ويقال صٍرَّحت كَحْلُ إِذا لم يكن في السماء غَيْم وحكى أَبو عبيد وأَبو حنيفة فيها الكَحْل وبالأَلف واللام وكرهه بعضهم الجوهري يقال للسنة المجدبة كَحْل وهي معرفة لا تدخلها الأَلف واللام وكَحَلَتْهم السِّنون أَصابتهم قال لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا كَحَلَتْ إِحدى السِّنين فَجارُهم تَمْرُ يقول يأْكلون جارَهم كما يؤكل التمر وقال أَبو حنيفة كَحَلَت السنةُ تَكْحَل كَحْلاً إِذا اشتدَّت الفراء اكْتَحَل الرجل إِذا وقع بشدَّة بعد رخاء ومن أَمثالهم باءت عَرَارِ بِكَحْلٍ إِذا قُتِل القاتل بمقتولة يقال كانتا بَقَرَتين في بني إِسرائيل قُتلت إِحداهما بالأُخرى قال الأَزهري من أَمثال العرب القديمة قولهم في التساوي باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ قال ابن بري كَحْل اسم بقرة بمنزلة دَعْد يصرف ولا يصرف فشاهد الصرف قول ابن عنقاء الفزاري باءتْ عَرارٌ بكَحْلٍ والرِّفاق معاً فلا تَمَنَّوْا أَمانيَّ الأَباطِيل وشاهد ترك الصرف قول عبد الله بن الحجاج الثعلبي من بني ثعلبة بن ذبيان باءتْ عَرارِ بكَحْل فيما بيننا والحقُّ يعرِفه ذَوُو الأَلباب وكَحْلَةُ من أَسماء السماء قال الفارسي وتأَلَّهَ قيس بن نُشْبة في الجاهلية وكان مُنَجِّماً متفلسِفاً يخبر بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعث أَتاه قيس فقال له يا محمد ما كَحْلة ؟ فقال السماء فقال ما مَحْلة ؟ فقال الأَرض فقال أَشهد أَنك الرسول الله فإِنَّا قد وجدنا في بعض الكتب أَنه لا يعرف هذا إِلاَّ نبيّ وقد يقال لها الكَحْل قال الأُموي كَحْلٌ السماء وأَنشد للكميت إِذا ما المراضِيعُ الخِماصُ تأَوَّهَتْ ولم تَنْدَ من أَنْواءِ كَحْلٍ جَنُوبها والأَكْحَل عِرْق في اليد يُفْصَد قال ولا يقال عرق الأَكْحَل قال ابن سيده يقال له النَّسا في الفخِذ وفي الظهر الأَبْهَرَ وقيل الأَكْحَل عِرْق الحياة يُدْعى نَهْرَ البدَن وفي كل عضو منه شعبة لها اسم على حِدَة فإِذا قطع في اليد لم يَرْقإِ الدمُ وفي الحديث أَن سعداً رمي في أَكْحَله الأَكْحَل عرق في وسط الذراع يكثر فصده والمِكْحالان عظمان شاخِصان مما يلي باطنَ الذراعين من مركبهما وقيل هما في أَسفل باطن الذراع وقيل هما عَظْما الوَرِكين من الفرس والكُحَيْل مبني على التصغير الذي تطلى به الإِبل للجرَب لا يستعمل إِلاَّ مصغَّراً قال الشاعر مثل الكُحَيْل أَو عَقِيد الرُّبِّ قيل هو النِّفْط والقَطِران إِنما يطلى به لِلدَّبَر والقِرْدان وأَشباه ذلك قال علي بن حمزة هذا من مشهور غلط الأَصمعي لأَن النِّفْط لا يطلى به للجرَب وإِنما يطلى بالقَطِران وليس القَطِران مخصوصاً بالدَّبَر والقِرْدان كما ذكر ويفسد ذلك قول القَطِران الشاعر أَنا القَطِران والشُّعَراءُ جَرْبى وفي القَطِران للجَرْبى شِفاءُ وكذلك قول القُلاَّخ المِنْقَري إِني أَنا القَطِرانُ أَشْفي ذا الجَرَبْ وكُحَيْلَةُ وكُحْل موضعان

كحثل
الكَحْثلة عِظَم البطن

كدل
قال الأَزهري أَهمله الليث قال ووجدت أَنا فيه بيتاً لتأَبَّط شرّاً أَلا أَبلغا سعد بن ليث وجُنْدُعاً وكَلْباً أَنيبوا المَنَّ غير المُكَدَّل وقيل المُكَدَّل والمُكَدَّر واحد واللام مبدلة من الراء

كربل
كَرْبَل الشيءَ خلطه أَبو عمرو كَرْبَلْت الطعام كَرْبَلةً هذَّبته ونقَّيته مثل غَرْبَلَتْه وأَنشد في صفة حنطة يَحْمِلْنَ حمراءَ رَسُوباً بالنَّقَلْ قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ والكِرْبالُ المِنْدَف الذي يُنْدَف به القُطْن وأَنشد الشيباني تَرْمي اللُّغامَ على هاماتها قَزَعاً كالبِرْس طَيَّره ضرْبُ الكَرابِيلِ والكَرْبَلة رَخاوة في القَدَمين يقال جاء يمشي مُكَرْبِلاً أَي كأَنه يمشي في طين وكَرْبَل اسم نبت وقيل إِنه الحُمَّاض قال أَبو وجزة يصف عُهُون الهَوْدج وثامِرُ كَرْبَلٍ وعَمِيمُ دِفْلى عليها والنَّدَى سَبِط يَمُور والكَرْبَل نبت له نَوْر أَحمر مشرِق حكاه أَبو حنيفة وأَنشد كأَنَّ جَنى الدِّفْلى يُغَشِّي خُدورَها ونُوَّارُ ضاحٍ من خُزامى وكَرْبَل وكَرْبَلاء اسم موضع وبها قبر الحسين بن علي عليهما السلام قال كثيِّر فَسِبْطٌ سِبْطُ إِيمان وبِرٍّ وسِبْطٌ غَيَّبَته كَرْبَلاء

كسل
الليث الكَسَل التَّثاقُل عما لا ينبغي أَن يُتَثاقَل عنه والفعل كَسِل وأَكْسَل وأَنشد أَبو عبيدة للعجاج أَظَنَّتِ الدَّهْنا وظَنَّ مِسْحَلُ أَن الأَميرَ بالقَضاء يَعْجَلُ عن كَسَلاتي والحِصان يُكْسِلُ عن السِّفادِ وهو طِرْفٌ هَيْكَلُ ؟ قال أَبو عبيدة وسمعت رؤْبة ينشدها فالجواد يُكْسِل قال وسمعت غيره من ربيعة الجُوعِ يرويه يَكْسَل قال ابن بري فمن روى يَكْسَل فمعناه يثقُل ومن روى يُكْسِل فمعناه تنقطع شهوته عند الجماع قبل أَن يصل إِلى حاجته وقال العجاج أَيضاً قد ذاد لا يَسْتَكْسِل المَكاسِلا أَراد بالمَكاسِل الكَسَل أَي لا يَكْسَل كَسَلاً المحكم الكَسَل التثاقُل عن الشيء والفُتور فيه كَسِل عنه بالكسر كَسَلاً فهو كَسِل وكَسْلان والجمع كَسالى وكُسالى وكَسْلى قال الجوهري وإِن شئت كسرت اللام كما قلنا في الصَّحارِي والأُنثى كَسِلة وكَسْلى وكَسْلانة وكَسُول ومِكْسال ويقال فلان لا تُكْسِله المَكاسِل يقول لا تُثْقِلُه وجوه الكَسَل والمِكْسال والكَسُول التي لا تكاد تبرَح مجلسَها وهو مدحٌ لها مثل نَؤوم الضحى وقد أَكْسَله الأَمر وأَكْسَل الرجلُ عَزَل فلم يُرِدْ ولداً وقيل هو أَن يعالج فلا يُنزل ويقال في فحل الإِبل أَيضاً وفي الحديث أَن رجلاً سأَل النبي صلى الله عليه وسلم إِن أَحدنا يجامع فيُكْسِل معناه أَنه يفتُرُ ذكَرُه قبل الإِنزال وبعد الإِيلاج وعليه الغسل إِذا فعل ذلك لالتقاء الخِتانين وفي الحديث ليس في الإِكْسال إِلا الطَّهُور أَكْسَلَ إِذا جامع ثنم لَحِقه فُتور فلم يُنْزِل ومعناه صار ذا كَسَل قال ابن الأَثير ليس في الإِكْسال غُسْل وإِنما فيه الوضوء وهذا على مذهب مَنْ رأَى أَن الغسل لا يجب إِلا من الإِنزال وهو منسوخ والطَّهور ههنا يروى بالفتح ويراد به التطهر وقد أَثبت سيبويه الطَّهور والوَضوء والوَقود بالفتح في المصادر وكَسِلَ الفحلُ وأَكْسَلَ فَدَر وقول العجاج أَإِن كَسِلْتُ والجَواد يَكْسَلُ فجاء به على فَعِلْت ذهب ب إِلى الدّاءِ لأَن عامة أَفعال الداء على فَعِلْت والكِسْل وَتَرُ المِنْفَحة والمِنْفَحة القوس التي يُنْدَف بها القُطْن قال وأَبْغِ لي مِنْفَحةً وكِسْلا ابن الأَعرابي الكِسْل وتَر قوس الندَّاف إِذا نزع منها وقال غيره المِكْسَل وتر قوس الندّاف إِذا خلع منها والكَوْسَلة الحَوْثَرَة وهي رأْس الأُذَافِ وبه سمي الرجل حَوْثَرة وفي ترجمة كسل الكَوْسَلة بالسين في الفَيْشة ولعل الشين فيها لغة وقد ذكرناه في كَشَل أَيضاً مبيناً

كسطل
الكَسْطَل والكَسْطال الغُبار والأَعرف بالقاف

كشل
الكَوْشَلة الفَيْشَلة العظيمة الضخمة وهو الكَوْش والفَيْش أَيضاً قال أَبو منصور الكَوْسَلة بالسين في الفَيْشة ولعل الشين فيها لغة فإِن الشين عاقبت السين في حروف كثيرة مثل رَسْم ورَشْم وسَمَّر وشَمَّر وسَمَّت وشَمَّت والسُّدْفة والشُّدْفة

كعل
الكَعْل من الرجال القصير الأَسود قال جندل وأَصبحَتْ ليلى لها زَوُْج قَذِرْ كَعْلٌ تَغَشَّاه سَوادٌ وقِصَرْ والكَعْل الرَّجِيع من كل شيء حين يَضَعه عن ابن الأَعرابي والكَعْل ما يتعلق بخُصَى الكِباش من الوَذَح

كعثل
الكَعْثَلة الثقيل من العَدْو

كعطل
كَعْطَلَ كَعْطَلَةً عدا عدْواً شديداً وقيل عدا عدواً بطيئاً وشَدٌّ كَعْطَل منه كعظل الكَعْظَلة عدوٌ بطيءٌ عن كراع أَنشد ابن بري لا يُدْرك الفَوْت بشَدٍّ كَعْظَلِ إِلاَّ بإِجْذامِ النَّجا المُعَجَّلِ والمعروف عن يعقوب بالطاء المهملة وكَعْظَل يُكَعْظِل إِذا عدا عدواً شديداً

كعظل
الكَعْظَلة عدوٌ بطيءٌ عن كراع أَنشد ابن بري لا يُدْرك الفَوْت بشَدٍّ كَعْظَلِ إِلاَّ بإِجْذامِ النَّجا المُعَجَّلِ والمعروف عن يعقوب بالطاء المهملة وكَعْظَل يُكَعْظِل إِذا عدا عدواً شديداً

كفل
الكَفَل بالتحريك العجُز وقيل رِدْفُ العجُز وقيل القَطَن يكون للإِنسان والدابة وإِنها لعَجْزاءُ الكَفَل والجمع أَكْفال ولا يشتق منه فعل ولا صفة والكِفْل من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ثم يُلقَى مقدَّمه على الكاهِل ومؤخَّره مما يلي العجُز وقيل هو شيء مستدير يُتخذ من خِرَقٍ أَو غير ذلك ويوضع على سَنام البعير وفي حديث أَبي رافع قال ذاك كِفْل الشيطان يعني معقده واكتفَل البعيرَ جعل عليه كِفْلاً الجوهري والكِفْل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب والكِفْل كساء يجعل تحت الرحْل قال لبيد وإِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ وقال أَبو ذؤَيب على جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ والكِفْلِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا فسره فقال واحد المَكافِلُ مُكْتَفَل وهو الكِفْل من الأَكسية ابن الأَنباري في قولهم قد تكفَّلت بالشيء معناه قد أَلزمته نفسي وأَزلت عنه الضَّيْعَة والذهابَ وهو مأْخوذ من الكِفْل والكِفْل ما يحفظ الراكب من خلفه والكِفْل النصيب مأْخوذ من هذا أَبو الدقيش اكْتَفَلْت بكذا إِذا ولَّيْتَه كَفَلَكَ قال وهو الافْتِعال وأَنشد قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ واعْوَجَّ دونها ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا وفي حديث إِبراهيم لا تشرب من ثُلْمة الإِناء ولا عُرْوَته فإِنها كِفْل الشيطان أَي مَرْكَبُه لما يكون من الأَوْساخ كَرِه إِبراهيم ذلك والكِفْل أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مركب الشيطان والكِفْل من الرِّجال الذي يكون في مؤخَّر الحرب إِنما همَّته في التأَخر والفِرار والكِفْل الذي لا يثبت على ظهور الخيل قال الجَحَّاف بن حكيم والتَّغْلَبيّ على الجَواد غنيمةٌ كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام والجمع أَكْفال قال الأَعشى يمدح قوماً غيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهيْ جا ولا غُزَّلٍ ولا أَكْفال والاسم الكُفولة وهو الكفِيل وفي التهذيب الكِفْل الذي لا يثبت على مَتْن الفرس وجمعه أَكْفال وأَنشد ما كنتَ تَلْقَى في الحُروب فَوَارِسي مِيلاً إِذا رَكِبوا ولا أَكْفالا وهو بيِّن الكُفولة وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال إِني كائن فيها كالكِفْل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُنْكِر قيل هو الذي يكون في آخر الحرب همته الفِرار وقيل هو الذي لا يقدر على الركوب والنهوض في شيء فهو لازم بيته قال أَبو منصور والكِفْل الذي لا يثبت على ظهر الدابة والكِفْل الحَظُّ والضِّعف من الأَجر والإِثم وعم به بعضهم ويقال له كِفْلان من الأَجر ولا يقال هذا كِفْل فلان حتى تكون قد هيَّأْت لغيره مثله كالنصيب فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْل ولا نصيب والكِفْل أَيضاً المِثْل وفي التنزيل يُؤْتِكُم كِفْلَيْن من رحمته قيل معناه يؤْتكم ضِعْفَين وقيل مِثْلين وفيه ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له كِفْل منها قال الفراء الكِفْل الحظ وقيل يؤْتِكم كِفْلين أَي حَظَّين وقيل ضِعْفين وفي حديث الجمعة له كِفْلان من الأَجر الكِفْل بالكسر الحظ والنصيب وفي حديث جابر وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْل وقال الزجاج الكِفْل في اللغة النصيب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعير إِذا أَدرْتَ على سَنامه أَو على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه وإِنما قيل له كِفْل وقيل اكْتَفل البعيرَ لأَنه لم يستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصيباً من الظهر وفي حديث مَجيء المستضعفين بمكة وعياشُ بن أَبي ربيعة وسلمةُ بن هشام مُتَكَفِّلان على بعير يقال تَكَفَّلْت البعير واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول سنامه كِساء ثم ركبته وذلك الكِساء الكِفْل بالكسر والكافِل العائِل كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه وفي التنزيل العزيز وكَفَلَها زكريا وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا وذكر الأَخفش أَنه قرئ وكَفِلَها زكريا بكسر الفاء وفي الحديث أَنه وكافل اليتيم كهاتَيْن في الجنة له ولغيره والكافِل القائم بأَمر اليتيم المربِّي له وهو من الكفيل الضمين والضمير في له ولغيره راجع إِلى الكافِل أَي أَن اليتيم سواء كان الكافِل من ذَوِي رحمه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّاً لغيره تكفَّل به وقوله كهاتين إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة والوسطى ومنه الحديث الرَّابُّ كافِلٌ الرَّابُّ زوج أُمِّ اليتيم لأَنه يكفُل تربيته ويقوم بأَمره مع أُمه وفي حديث وَفْد هَوازِن وأَنت خير المَكْفُولين يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي خير من كُفِل في صغره وأُرْضِعَ ورُبِّيَ حتى نشأَ وكان مُسْتَرْضَعاً في بني سعد بن بكر والكافِل والكَفِيل الضامن والأُنثى كَفِيل أَيضاً وجمع الكافِل كُفَّل وجمع الكَفيل كُفَلاء وقد يقال للجمع كَفِيل كما قيل في الجمع صَدِيق وكَفَّلها زكريا أَي ضمَّنها إِياه حتى تكفَّل بحضانتها ومن قرأَ وكَفَلَها زكريا فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها وكَفَل المال وبالمال ضَمِنه وكَفَل بالرجل
( * قوله « وكفل بالرجل إلخ » عبارة القاموس وقد كفل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم ) يَكْفُل ويَكْفِل كَفْلاً وكُفُولاً وكَفالة وكَفُلَ وكَفِلَ وتَكَفَّل به كله ضمِنه وأَكْفَلَه إِياه وكَفَّله ضمَّنه وكَفَلْت عنه بالمال لغريمه وتكَفَّل بدينه تكفُّلاً أَبو زيد أَكْفَلْت فلاناً المال إِكْفالاً إِذا ضمَّنته إِياه وكَفَل هو به كُفُولاً وكَفْلاً والتَّكْفيل مثله قال الله تعالى فقال أَكْفِلْنِيها وعَزَّني في الخِطاب الزجاج معناه اجعلني أَنا أَكْفُلُها وانزل أَنت عنها ابن الأَعرابي كَفِيلٌ وكافِل وضَمِين وضامِن بمعنى واحد التهذيب وأَما الكافل فهو الذي كَفَل إِنساناً يَعُوله ويُنْفِقُ عليه وفي الحديث الرَّبِيب كافِلٌ وهو زوج أُمّ اليتيم كأَنه كَفَل نفقة اليتيم والمُكافِل المُجاوِر المُحالِف وهو أَيضاً المُعاقِد المعاهد عن ابن الأَعرابي وأَنشد بيت خِدَاش ابن زُهَير إِذا ما أَصاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيْثَهم من الناس إِلا مُحْرِم أَو مُكافِل المُحْرِم المُسالِم والمُكافِل المُعاقد المُحالف والكَفِيل من هذا أُخِذ والكِفْل والكَفِيل المِثْل يقال ما لفلان كِفْل أَي ما له مثل قال عمرو بن الحرث يَعْلو بها ظَهْرَ البعير ولم يوجَدْ لها في قومها كِفْل كأَنه بمعنى مثل قال الأَزهري والضِّعْف يكون بمعنى المِثْل وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ لك كِفْلان من الأَجر أَي مثلان والكِفْل النصيب والجُزْء يقال له كِفْلان أَي جزءَان ونَصيبان والكافِل الذي لا يأْكل وقيل هو الذي يَصِل الصيام والجمع كُفَّل وكَفَلْت كَفْلاً أَي واصَلْت الصوم قال القطامي يصف إِبلاً بقلَّة الشرب يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ كأَنها نساءُ النصارى أَصبحتْ وهي كُفَّل قال ابن الأَعرابي وحده هو من الضمان أَي قد ضَمِنَّ الصوم قال ابن سيده ولا يعجبني وذو الكِفْل اسم نبي من الأَنبياء صلوات الله عليهم أَجمعين وهو من الكَفالة سمي ذا الكِفْل لأَنه كَفَل بمائة ركعة كل يوم فَوَفَى بما كَفَل وقيل لأَنه كان يلبس كساء كالكفْل وقال الزجاج إِن ذا الكفْل سمي بهذا الاسم لأَنه تكفَّل بأَمر نبي في أُمته فقام بما يجب فيهم وقيل تكفَّل بعمل رجل صالح فقام به

كلل
الكُلُّ اسم يجمع الأَجزاء يقال كلُّهم منطلِق وكلهن منطلقة ومنطلق الذكر والأُنثى في ذلك سواء وحكى سيبويه كُلَّتهُنَّ منطلِقةٌ وقال العالِمُ كلُّ العالِم يريد بذلك التَّناهي وأَنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخصال وقولهم أَخذت كُلَّ المال وضربت كلَّ القوم فليس الكلُّ هو ما أُضيف إِليه قال أَبو بكر بن السيرافي إِنما الكلُّ عبارة عن أَجزاء الشيء فكما جاز أَن يضاف الجزء إِلى الجملة جاز أَن تضاف الأَجزاء كلها إِليها فأَما قوله تعالى وكُلٌّ أَتَوْه داخِرين وكلٌّ له قانِتون فمحمول على المعنى دون اللفظ وكأَنه إِنما حمل عليه هنا لأَن كُلاًّ فيه غير مضافة فلما لم تُضَفْ إِلى جماعة عُوِّض من ذلك ذكر الجماعة في الخبر أَلا ترى أَنه لو قال له قانِتٌ لم يكن فيه لفظ الجمع البتَّة ؟ ولما قال سبحانه وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فَرْداً فجاء بلفظ الجماعة مضافاً إِليها استغنى عن ذكر الجماعة في الخبر ؟ الجوهري كُلٌّ لفظه واحد ومعناه جمع قال فعلى هذا تقول كُلٌّ حضَر وكلٌّ حضروا على اللفظ مرة وعلى المعنى أُخرى وكلٌّ وبعض معرفتان ولم يجئْ عن العرب بالأَلف واللام وهو جائز لأَن فيهما معنى الإِضافة أَضفت أَو لم تُضِف التهذيب الليث ويقال في قولهم كِلا الرجلين إِن اشتقاقه من كل القوم ولكنهم فرقوا بين التثنية والجمع بالتخفيف والتثقيل قال أَبو منصور وغيره من أَهل اللغة لا تجعل كُلاًّ من باب كِلا وكِلْتا واجعل كل واحد منهما على حدة قال وأَنا مفسر كلا وكلتا في الثلاثيّ المعتلِّ إِن شاء الله قال وقال أَبو الهيثم فيما أَفادني عنه المنذري تقع كُلٌّ على اسم منكور موحَّد فتؤدي معنى الجماعة كقولهم ما كُلُّ بيضاء شَحْمةً ولا كلُّ سَوْداء تمرةً وتمرةٌ جائز أَيضاً إِذا كررت ما في الإِضمار وسئل أَحمد بن يحيى عن قوله عز وجل فسجد الملائكة كُلُّهم أَجمعون وعن توكيده بكلهم ثم بأَجمعون فقال لما كانت كلهم تحتمل شيئين تكون مرة اسماً ومرة توكيداً جاء بالتوكيد الذي لا يكون إِلا توكيداً حَسْب وسئل المبرد عنها فقال لو جاءت فسجد الملائكة احتمل أَن يكون سجد بعضهم فجاء بقوله كلهم لإِحاطة الأَجزاء فقيل له فأَجمعون ؟ فقال لو جاءت كلهم لاحتمل أَن يكون سجدوا كلهم في أَوقات مختلفات فجاءت أَجمعون لتدل أَن السجود كان منهم كلِّهم في وقت واحد فدخلت كلهم للإِحاطة ودخلت أَجمعون لسرعة الطاعة وكَلَّ يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالاً وكَلالة الأَخيرة عن اللحياني أَعْيا وكَلَلْت من المشي أَكِلُّ كَلالاً وكَلالة أَي أَعْيَيْت وكذلك البعير إِذا أَعيا وأَكَلَّ الرجلُ بعيرَه أَي أَعياه وأَكَلَّ الرجلُ أَيضاً أَي كَلَّ بعيرُه ابن سيده أَكَلَّه السيرُ وأَكَلَّ القومُ كَلَّت إِبلُهم والكَلُّ قَفَا السيف والسِّكِّين الذي ليس بحادٍّ وكَلَّ السيفُ والبصرُ وغيره من الشيء الحديد يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّة وكَلالة وكُلولة وكُلولاً وكَلَّل فهو كَلِيل وكَلٌّ لم يقطع وأَنشد ابن بري في الكُلول قول ساعدة لِشَانِيك الضَّراعةُ والكُلُولُ قال وشاهد الكِلَّة قول الطرماح وذُو البَثِّ فيه كِلَّةٌ وخُشوع وفي حديث حنين فما زِلْت أَرى حَدَّهم كَلِيلاً كَلَّ السيفُ لم يقطع وطرْف كَلِيل إِذا لم يحقِّق المنظور اللحياني انْكَلَّ السيف ذهب حدُّه وقال بعضهم كَلَّ بصرُه كُلولاً نَبَا وأَكلَّه البكاء وكذلك اللسان وقال اللحياني كلها سواء في الفعل والمصدر وقول الأَسود بن يَعْفُر بأَظفارٍ له حُجْنٍ طِوالٍ وأَنيابٍ له كانت كِلالا قال ابن سيده يجوز أَن يكون جمع كالٍّ كجائع وجِياع ونائم ونِيام وأَن يكون جمع كَلِيل كشديد وشِداد وحَديد وحِداد الليث الكَلِيل السيف الذي لا حدَّ له ولسان كَلِيل ذو كَلالة وكِلَّة وسيف كَلِيل الحدِّ ورجل كَلِيل اللسان وكَلِيل الطرْف قال وناس يجعلون كَلاَّءَ للبَصْرة اسماً من كَلَّ على فَعْلاء ولا يصرفونه والمعنى أَنه موضع تَكِلُّ فيه الريحُ عن عمَلها في غير هذا الموضع قال رؤبة مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ يكِلُّ وَفْد الريح من حيث انْخَرَقْ والكَلُّ المصيبة تحدث والأَصل من كَلَّ عنه أَي نبا وضعُف والكَلالة الرجل الذي لا ولد له ولا والد وقال الليث الكَلُّ الرجل الذي لا ولد له ولا والد كَلَّ الرجل يَكِلُّ كَلالة وقيل ما لم يكن من النسب لَحًّا فهو كَلالةٌ وقالوا هو ابن عمِّ الكَلالِة وابنُ عمِّ كَلالةٍ وكَلالةٌ وابن عمي كَلالةً وقيل الكَلالةُ من تَكَلَّل نسبُه بنسبك كابن العم ومن أَشبهه وقيل هم الإِخْوة للأُمّ وهو المستعمل وقال اللحياني الكَلالة من العصَبة من ورِث معه الإِخوة من الأُم والعرب تقول لم يَرِِثه كَلالةً أَي لم يرثه عن عُرُض بل عن قرْب واستحقاق قال الفرزدق ورِثْتم قَناةَ المُلْك غيرَ كَلالةٍ عن ابْنَيْ مَنافٍ عبدِ شمسٍ وهاشم ابن الأَعرابي الكَلالةُ بنو العم الأَباعد وحكي عن أَعرابي أَنه قال مالي كثيرٌ ويَرِثُني كَلالة متراخ نسبُهم ويقال هو مصدر من تكَلَّله النسبُ أَي تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد وليس له منهما أَحد فسمي بالمصدر وفي التنزيل العزيز وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً
( الآية ) واختلف أَهل العربية في تفسير الكَلالة فروى المنذري بسنده عن أَبي عبيدة أَنه قال الكَلالة كل مَنْ لم يرِثه ولد أَو أَب أَو أَخ ونحو ذلك قال الأَخفش وقال الفراء الكَلالة من القرابة ما خلا الوالد والولد سموا كَلالة لاستدارتهم بنسب الميت الأَقرب فالأَقرب من تكَلله النسب إِذا استدار به قال وسمعته مرة يقول الكَلالة من سقط عنه طَرَفاه وهما أَبوه وولده فصار كَلاًّ وكَلالة أَي عِيالاً على الأَصل يقول سقط من الطَّرَفين فصار عِيالاً عليهم قال كتبته حفظا عنه قال الأَزهري وحديث جابر يفسر لك الكَلالة وأَنه الوارِث لأَنه يقول مَرِضْت مرضاً أَشفيت منه على الموت فأَتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إِني رجل ليس يرثني إِلا كَلالةٌ أَراد أَنه لا والد له ولا ولد فذكر الله عز وجل الكَلالة في سورة النساء في موضعين أَحدهما قوله وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً أَو امرأَةٌ وله أَخٌ أَو أُختٌ فلكل واحد منهما السدس فقوله يُورَث من وُرِث يُورَث لا من أُورِث يُورَث ونصب كَلالة على الحال المعنى أَن من مات رجلاً أَو امرأَة في حال تكَلُّلِه نسب ورثِته أَي لا والد له ولا ولد وله أَخ أَو أُخت من أُم فلكل واحد منهما السدس فجعل الميت ههنا كَلالة وهو المورِّث وهو في حديث جابر الوارث فكل مَن مات ولا والد له ولا ولد فهو كلالةُ ورثِته وكلُّ وارث ليس بوالد للميت ولا ولدٍ له فهو كلالةُ مَوْرُوثِه وهذا مشتق من جهة العربية موافق للتنزيل والسُّنة ويجب على أَهل العلم معرفته لئلا يلتبس عليهم ما يحتاجون إِليه منه والموضع الثاني من كتاب الله تعالى في الكَلالة قوله يَسْتفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إِن امْرُؤٌ هلَك ليس له ولد وله أُخت فلها نصف ما ترك
( الآية ) فجعل الكَلالة ههنا الأُخت للأَب والأُم والإِخوة للأَب والأُم فجعل للأُخت الواحدة نصفَ ما ترك الميت وللأُختين الثلثين وللإِخوة والأَخوات جميع المال بينهم للذكر مثل حَظِّ الأُنثيين وجعل للأَخ والأُخت من الأُم في الآية الأُولى الثلث لكل واحد منهما السدس فبيّن بسِياق الآيتين أَن الكَلالة تشتمل على الإِخوة للأُم مرَّة ومرة على الإِخوة والأَخوات للأَب والأُم ودل قول الشاعر أَنَّ الأَب ليس بكَلالة وأَنَّ سائر الأَولياء من العَصَبة بعد الولد كَلالة وهو قوله فإِنَّ أَب المَرْء أَحْمَى له ومَوْلَى الكَلالة لا يغضَب أَراد أَن أَبا المرء أَغضب له إِذا ظُلِم وموالي الكلالة وهم الإِخوة والأَعمام وبنو الأَعمام وسائر القرابات لا يغضَبون للمرء غَضَب الأَب ابن الجراح إِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قالوا هو ابن عَمِّي الكَلالةُ وابنُ عَمِّ كَلالةٍ قال الأَزهري وهذا يدل على أَن العَصَبة وإِن بَعُدوا كَلالة فافهمه قال وقد فسَّرت لك من آيَتَيِ الكَلالة وإِعرابهما ما تشتفي به ويُزيل اللبس عنك فتدبره تجده كذلك قال قد ثَبَّجَ الليث ما فسره من الكَلالة في كتابه ولم يبين المراد منه وقال ابن بري اعلم أَن الكَلالة في الأَصل هي مصدر كَلَّ الميت يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالة فهو كَلٌّ إِذا لم يخلف ولداً ولا والداً يرِثانه هذا أَصلها قال ثم قد تقع الكَلالة على العين دون الحدَث فتكون اسماً للميت المَوْروث وإِن كانت في الأَصل اسماً للحَدَث على حدِّ قولهم هذا خَلْقُ الله أَي مخلوق الله قال وجاز أَن تكون اسماً للوارث على حدِّ قولهم رجل عَدْل أَي عادل وماءٌ غَوْر أَي غائر قال والأَول هو اختيار البصريين من أَن الكَلالة اسم للموروث قال وعليه جاء التفسير في الآية إِن الكَلالة الذي لم يخلِّف ولداً ولا والداً فإِذا جعلتها للميت كان انتصابها في الآية على وجهين أَحدهما أَن تكون خبر كان تقديره وإِن كان الموروث كَلالةً أَي كَلاًّ ليس له ولد ولا والد والوجه الثاني أَن يكون انتصابها على الحال من الضمير في يُورَث أَي يورَث وهو كَلالة وتكون كان هي التامة التي ليست مفتقرة إِلى خبر قال ولا يصح أَن تكون الناقصة كما ذكره الحوفي لأَن خبرها لا يكون إِلا الكَلالة ولا فائدة في قوله يورَث والتقدير إِن وقَع أَو حضَر رجل يموت كَلالة أَي يورَث وهو كَلالة أَي كَلّ وإِن جعلتها للحدَث دون العين جاز انتصابها على ثلاثة أَوجه أَحدها أَن يكون انتصابها على المصدر على تقدير حذف مضاف تقديره يورَث وِراثة كَلالةٍ كما قال الفرزدق ورِثْتُم قَناة المُلْك لا عن كَلالةٍ أَي ورثتموها وِراثة قُرْب لا وِراثة بُعْد وقال عامر بن الطُّفَيْل وما سَوَّدَتْني عامِرٌ عن كَلالةٍ أَبى اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ ولا أَب ومنه قولهم هو ابن عَمٍّ كَلالةً أَي بعيد النسب فإِذا أَرادو القُرْب قالوا هو ابن عَمٍّ دنْيَةً والوجه الثاني أَن تكون الكَلالة مصدراً واقعاً موقع الحال على حد قولهم جاء زيد رَكْضاً أَي راكِضاً وهو ابن عمي دِنيةً أَي دانياً وابن عمي كَلالةً أَي بعيداً في النسَب والوجه الثالث أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف تقديره وإِن كان المَوْروث ذا كَلالة قال فهذه خمسة أَوجه في نصب الكلالة أَحدها أَن تكون خبر كان الثاني أَن تكون حالاً الثالث أَن تكون مصدراً على تقدير حذف مضاف الرابع أَن تكون مصدراً في موضع الحال الخامس أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف فهذا هو الوجه الذي عليه أَهل البصرة والعلماء باللغة أَعني أَن الكَلالة اسم للموروث دون الوارث قال وقد أَجاز قوم من أَهل اللغة وهم أَهل الكوفة أَن تكون الكَلالة اسماً للوارِث واحتجُّوا في ذلك بأَشياء منها قراءة الحسن وإِن كان رجل يُورِث كَلالةً بكسر الراء فالكَلالة على ظاهر هذه القِراءة هي ورثةُ الميت وهم الإِخوة للأُم واحتجُّوا أَيضاً بقول جابر إِنه قال يا رسول الله إِنما يرِثني كَلالة وإِذا ثبت حجة هذا الوجه كان انتصاب كَلالة أَيضاً على مثل ما انتصبت في الوجه الخامس من الوجه الأَول وهو أَن تكون خبر كان ويقدر حذف مضاف ليكون الثاني هو الأَول تقديره وإِن كان رجل يورِث ذا كَلالة كما تقول ذا قَرابةٍ ليس فيهم ولد ولا والد قال وكذلك إِذا جعلتَه حالاً من الضمير في يورث تقديره ذا كَلالةٍ قال وذهب ابن جني في قراءة مَنْ قرأَ يُورِث كَلالة ويورِّث كَلالة أَن مفعولي يُورِث ويُوَرِّث محذوفان أَي يُورِث وارثَه مالَه قال فعلى هذا يبقى كَلالة على حاله الأُولى التي ذكرتها فيكون نصبه على خبر كان أَو على المصدر ويكون الكَلالة للمَوْروث لا للوارث قال والظاهر أَن الكَلالة مصدر يقع على الوارث وعلى الموروث والمصدر قد يقع للفاعل تارة وللمفعول أُخرى والله أَعلم قال ابن الأَثير الأَب والابن طرَفان للرجل فإِذا مات ولم يخلِّفهما فقد مات عن ذهاب طَرَفَيْه فسمي ذهاب الطرَفين كَلالة وقيل كل ما اخْتَفَّ بالشيء من جوانبه فهو إِكْلِيل وبه سميت لأَن الوُرَّاث يُحيطون به من جوانبه والكَلُّ اليتيم قال أَكُولٌ لمال الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه إِذا كان عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شَديد والكَلُّ الذي هو عِيال وثِقْل على صاحبه قال الله تعالى وهو كَلٌّ على مَوْلاه أَي عِيال وأَصبح فلان مُكِلاًّ إِذا صار ذوو قَرابته كَلاًّ عليه أَي عِيالاً وأَصبحت مُكِلاًّ أَي ذا قراباتٍ وهم عليَّ عيال والكالُّ المُعْيي وقد كَلَّ يَكِلُّ كَلالاً وكَلالةً والكَلُّ العَيِّل والثِّقْل الذكَر والأُنثى في ذلك سواء وربما جمع على الكُلول في الرجال والنساء كَلَّ يَكِلُّ كُلولاً ورجل كَلٌّ ثقيل لا خير فيه ابن الأَعرابي الكَلُّ الصنم والكَلُّ الثقيلُ الروح من الناس والكَلُّ اليتيم والكَلُّ الوَكِيل وكَلَّ الرجل إِذا تعِب وكَلَّ إِذا توكَّل قال الأَزهري الذي أَراد ابنُ الأَعرابي بقوله الكلُّ الصنَم قوله تعالى ضَرَب الله مثلاً عبداً مملوكاً ضربه مثلاً للصَّنَم الذي عبدُوه وهو لا يقدِر على شيء فهو كَلٌّ على مولاه لأَنه يحمِله إِذا ظَعَن ويحوِّله من مكان إِلى مكان فقال الله تعالى هل يستوي هذا الصَّنَم الكَلُّ ومن يأْمر بالعدل استفهام معناه التوبيخ كأَنه قال لا تسوُّوا بين الصنم الكَلِّ وبين الخالق جل جلاله قال ابن بري وقال نفطويه في قوله وهو كَلٌّ على مولاه هو أُسيد بن أَبي العيص وهو الأَبْكم قال وقال ابن خالويه ورأْس الكَلّ رئيس اليهود الجوهري الكَلُّ العِيال والثِّقْل وفي حديث خديجة كَلاَّ إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ هو بالفتح الثِّقْل من كل ما يُتكلَّف والكَلُّ العِيال ومنه الحديث مَنْ تَرك كَلاًّ فَإِلَيَّ وعليَّ وفي حديث طَهْفة ولا يُوكَل كَلُّكم أَي لا يوكَل إِليكم عِيالكم وما لم تطيقوه ويُروى أُكْلُكم أَي لا يُفْتات عليكم مالكم وكَلَّلَ الرجلُ ذهب وترك أَهلَه وعيالَه بمضْيَعَةٍ وكَلَّل عن الأَمر أَحْجَم وكَلَّلَ عليه بالسيف وكَلَّل السبعُ حمل ابن الأَعرابي والكِلَّة أَيضاً حالُ الإِنسان وهي البِكْلَة يقال بات فلان بكِلَّة سواء أَي بحال سوء قال والكِلَّة مصدر قولك سيف كَلِيل بيّن الكِلَّة ويقال ثقُل سمعه وكَلَّ بصره وذَرَأَ سِنُّه والمُكَلِّل الجادُّ يقال حَمَل وكَلَّل أَي مضى قُدُماً ولم يَخِم وأَنشد الأَصمعي حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عنه فقَضَبْ تَكْلِيلَةَ اللَّيْثِ إِذا الليثُ وَثَبْ قال وقد يكون كَلَّل بمعنى جَبُن يقال حمل فما كَلَّل أَي فما كذَب وما جبُن كأَنه من الأَضداد وأَنشد أَبو زيد لجَهْم بن سَبَل ولا أُكَلِّلُ عن حَرْبٍ مُجَلَّحةٍ ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِين بالسَّلَمِ وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه يقال إِن الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل وإِن النمر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل قال والمُكَلِّل الذي يحمِل فلا يرجع حتى يقَع بقِرْنه والمُهَلِّل يحمل على قِرْنه ثم يُحْجِم فيرجع وقال النابغة الجعدي بَكَرَتْ تلوم وأَمْسِ ما كَلَّلْتها ولقد ضَلَلْت بذاك أَيَّ ضلال ما صِلة كَلَّلْتها أَدْعَصْتها يقال كَلَّلَ فلان فلاناً أَي لم يُطِعه وكَلَلْتُه بالحجارة أَي علوته بها وقال وفرحه بِحَصَى المَعْزاءِ مَكْلولُ
( * قوله « وفرحه إلخ » هكذا في الأصل )
والكُلَّة الصَّوْقَعة وهي صُوفة حمراء في رأْس الهَوْدَج وجاء في الحديث نَهَى عن تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها قيل التّكْلِيل رفعُها تبنى مثل الكِلَل وهي الصَّوامع والقِباب التي تبنى على القبور وقيل هو ضَرْب الكِلَّة عليها وهي سِتْر مربَّع يضرَب على القبور وقال أَبو
عبيد الكِلَّة من السُّتور ما خِيطَ فصار كالبيت وأَنشد
( * لبيد في معلقته )
من كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ ... زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها
والكِلَّة السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت يُتَوَقّى فيه من البَقِّ وفي المحكم الكِلَّة السِّتر الرقيق قال والكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقيق يُتوقَّى به من البَعُوض والإِكْلِيل شبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر والجمع أَكالِيل على القياس ويسمى التاج إِكْلِيلاً وكَلَّله أَي أَلبسه الإِكْلِيل فأَما قوله
( * البيت لحسَّان بن ثابت من قصيدة في مدح الغساسنة ) أَنشده ابن جني قد دَنا الفِصْحُ فالْوَلائدُ يَنْظِمْ نَ سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ فهذا جمع إِكْلِيل فلما حذفت الهمزة وبقيت الكاف ساكنة فتحت فصارت إِلى كَلِيلٍ كَدَلِيلٍ فجمع على أَكِلَّة كأَدِلَّة وفي حديث عائشة رضي الله عنها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تَبْرُقُ أَكالِيل وَجْهه هي جمع إِكْلِيل قال وهو شبه عِصابة مزيَّنة بالجَوْهَر فجعلتْ لوجهه الكريم صلى الله عليه وسلم أَكالِيلَ على جهة الاستعارة قال وقيل أَرادتْ نواحي وجهه وما أَحاط به إِلى الجَبِين من التَّكَلُّل وهو الإِحاطة ولأَنَّ الإِكْلِيل يجعل كالحَلْقة ويوضع هنالك على أَعلى الرأْس وفي حديث الاستسقاء فنظرت إِلى المدينة وإِنها لفي مثْل الإِكْليل يريد أَن الغَيْم تَقَشَّع عنها واستدار بآفاقها والإِكْلِيل منزِل من منازل القمر وهو أَربعة أَنجُم مصطفَّة قال الأَزهري الإِكْلِيل رأْس بُرْج العقرب ورقيبُ الثُّرَيَّا من الأَنْواء هو الإِكْلِيل لأَنه يطلُع بِغُيُوبها والإِكْلِيل ما أَحاط بالظُّفُر من اللحم وتَكَلَّله الشيءُ أَحاط به وروضة مُكَلَّلة محفوفة بالنَّوْر وغمام مُكَلَّل محفوف بقِطَع من السحاب كأَنه مُكَلَّل بهنَّ وانْكَلَّ الرجلُ ضحك وانكلَّت المرأَة فهي تَنْكَلُّ انْكِلالاً إِذا ما تبسَّمت وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة وتَنْكَلُّ عن عذْبٍ شَتِيتٍ نَباتُه له أُشُرٌ كالأُقْحُوان المُنَوِّر وانْكَلَّ الرجل انْكِلالاً تبسَّم قال الأَعشى ويَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأَنها جَنى أُقْحُوان نَبْتُه مُتَناعِم يقال كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ كل ذلك تبدو منه الأَسنان وانْكِلال الغَيْم بالبَرْق هو قدر ما يُرِيك سواد الغيم من بياضه وانْكَلَّ السحاب بالبرق إِذا ما تبسَّم بالبرق والإِكْلِيل السحابُ الذي تراه كأَنَّ غِشاءً أُلْبِسَه وسحاب مُكَلَّل أَي ملمَّع بالبرق ويقال هو الذي حوله قِطع من السحاب واكْتَلَّ الغمامُ بالبرق أَي لمع وانكَلَّ السحاب عن البرق واكْتَلَّ تبسم الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَرَضْنا فقُلْنا إِيهِ سِلْم فسَلَّمتْ كما اكْتَلَّ بالبرقَ الغَمامُ اللوائحُ وقول أَبي ذؤيب تَكَلَّل في الغِماد فأَرْضِ ليلى ثلاثاً ما أَبين له انْفِراجَا قيل تَكَلَّل تبسم بالبرق وقيل تنطَّق واستدار وانكلَّ البرقُ نفسه لمع لمعاً خفيفاً أَبو عبيد عن أَبي عمرو الغمام المُكَلَّل هو السحابة يكون حولها قِطَع من السحاب فهي مكَلَّلة بهنَّ وأَنشد غيره لامرئ القيس أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيك وَمِيضَه كَلَمْع اليَدَيْن في حَبيٍّ مُكَلَّلِ وإِكْلِيل المَلِك نبت يُتداوَى به والكَلْكَل والكَلْكال الصدر من كل شيء وقيل هو ما بين التَّرْقُوَتَيْن وقيل هو باطن الزَّوْرِ قال أَقول إِذْ خَرَّتْ على الكَلْكَالِ قال الجوهري وربما جاء في ضرورة الشعر مشدداً وقال منظور بن مرثد الأَسدي كأَنَّ مَهْواها على الكَلْكَلِّ موضعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي قال ابن بري وصوابه موقِعُ كفَّيْ راهب لأَن بعد قوله على الكَلْكَلِّ ومَوْقِفاً من ثَفِناتٍ زُلِّ قال والمعروف الكَلْكَل وإِنما جاء الكَلْكَال في الشعر ضرورة في قول الراجز قلتُ وقد خرَّت على الكَلْكَالِ يا ناقَتي ما جُلْتِ من مَجَالِ
( * في الصفحة السابقة اقول إذ خَرَّت إلخ )
والكَلْكَل من الفرس ما بين مَحْزِمه إِلى ما مسَّ الأَرض منه إِذا رَبَضَ وقد يستعار الكَلْكَل لما ليس بجسم كقول امرئ القيس في صفة لَيْل فقلتُ له لمَّا تَمَطَّى بِجَوْزِه وأَرْدَفَ أَعْجازاً وَنَاءَ بِكَلْكَل
( * في المعلقة بصُلبِه بدل بجوزه )
وقالت أَعرابية تَرْثي ابنها أَلْقَى عليه الدهرُ كَلْكَلَهُ مَنْ ذا يقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ ؟ فجعلت للدهر كَلْكَلاً وقوله مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مع السُّرَى حتى ذَهَبْنَ كَلاكلاً وصُدوراً وضع الأَسماء موضع الظروف كقوله ذهبن قُدُماً وأُخُراً ورجل كُلْكُلٌ ضَرْبٌ وقيل الكُلْكُل والكُلاكِل بالضم القصير الغليظ الشديد والأُنثى كُلْكُلة وكُلاكلة والكَلاكِل الجماعات كالكَراكِر وأَنشد قول العجاج حتى يَحُلُّون الرُّبى الكَلاكِلا الفراء الكُلَّة التأْخير والكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة والكِلَّة الحالُ حالُ الرجُل ويقال ذئب مُكِلّ قد وضع كَلَّهُ على الناس وذِئب كَلِيل لا يَعْدُو على أَحد وفي حديث عثمان أَنه دُخِل عليه فقيل له أَبِأَمْرك هذا ؟ فقال كُلُّ ذلك أَي بعضه عن أَمري وبعضه بغير أَمري قال ابن الأَثير موضع كل الإِحاطة بالجميع وقد تستعمل في معنى البعض قال وعليه حُمِل قولُ عثمان ومنه قول الراجز قالتْ له وقولُها مَرْعِيُّ إِنَّ الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُّ وكُلُّ ذاك يَفْعَل الوَصِيُّ أَي قد يفعَل وقد لا يفعَل وقال ابن بري وكَلاّ حرف رَدْع وزَجْر وقد تأْتي بمعنى لا كقول الجعديّ فقلْنا لهم خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها فقالوا لنا كَلاَّ فقلْنا لهم بَلى فكَلاَّ هنا بمعنى لا بدليل قوله فقلنا لهم بلى وبَلى لا تأْتي إِلا بعد نفي ومثله قوله أَيضاً قُرَيْش جِهازُ الناس حَيّاً ومَيِّتاً فمن قال كَلاَّ فالمُكذِّب أَكْذَبُ وعلى هذا يحمل قوله تعالى فيقول رَبِّي أَهانَنِي كَلاَّ وفي الحديث تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل فقال أَعرابي كَلاَّ يا رسول الله قال ابن الأَثير كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه ومعناها انْتَهِ لا تفعل إِلا أَنها آكد في النفي والرَّدْع من لا لزيادة الكاف وقد ترد بمعنى حَقّاً كقوله تعالى كَلاَّ لَئِن لم تَنْته لَنَسْفَعنْ بالناصية والظُّلَل السَّحاب

كمل
الكَمَال التَّمام وقيل التَّمام الذي تَجَزَّأَ منه أَجزاؤه وفيه ثلاث لغات كَمَل الشيء يَكْمُل وكَمِل وكَمُل كَمالاً وكُمولاً قال الجوهري والكسر أَرْدَؤُها وشيء كَمِيل كامِل جاؤوا به على كَمُل وأَنشد سيبويه على أَنه بعدما قد مضى ثلاثون للهَجْر حَوْلاً كَميلا وتَكَمَّل ككَمَل وتَكامَل الشيء وأَكْمَلْته أَنا وأَكْمَلْت الشيء أَي أَجْمَلْتُه وأَتممته وأَكْمَلَه هو واستكْمَله وكَمَّله أَتَمَّه وجَمَلَه قال الشاعر فقُرَى العِراق مَقِيلُ يومٍ واحدٍ والبَصْرَتان وواسِط تَكْمِيلُه قال ابن سيده قال أَبو عبيد أَراد كان ذلك كله يُسار في يوم واحد وأَراد بالبصرتين البصرة والكوفة وأَعطاه المال كَمَلاً أَي كامِلاً هكذا يتكلم به في الجميع والوُحْدَان سواء ولا يثنى ولا يجمع قال وليس بمصدر ولا نعت إِنما هو كقولك أَعطيته كُلَّه ويقال لك نصفُه وبعضه وكَماله وقال الله تعالى اليومَ أَكْمَلْت لكم دينَكم وأَتْمَمْتُ عليكم نِعْمتي ( الآية ) ومعناه والله أَعلم الآن أَكْملتُ لكم الدِّين بأَنْ كفيتكم خوف عدوِّكم وأَظْهَرْتَكم عليهم كما تقول الآن كَمُل لنا المُلْك وكَمُل لنا ما نريد بأَن كُفينا من كنَّا نخافه وقيل أَكمَلتُ لكم دِينكم أَي أَكْملتُ لكم فوق ما تحتاجون إِليه في دِينِكم وذلك جائر حسَن فأَما أَن يكون دين الله عز وجل في وقت من الأَوقات غير كامِل فلا قال الأَزهري هذا كله كلام أَبي إِسحق وهو الزجاج وهو حسَن ويجوز للشاعر أَن يجعل الكامل كَميلاً وأَنشد ثلاثون للهَجْر حَوْلاً كَمِيلا والتَّكْمِلاتُ في حِساب الوَصايا معروف ويقال كَمَّلْت له عَدَدَ حقِّه ووَفاء حقه تَكْميلاً وتَكمِلة فهو مُكَمَّل ويقال هذا المكمِّل عشرين والمكمِّل مائة والمُكَمِّل أَلفاً قال النابغة فكَمَّلَت مائةً فيها حَمامَتُها وأَسرعتْ حِسْبةً في ذلك العَدَدِ ورجل كامِل وقوم كَمَلة مثل حافِد وحَفَدة ويقال أَعطه هذا المال كَمَلاً أَي كلَّه والتَّكمِيل والإِكْمال التمام واستكْمله استَتَمَّه الجوهري وقول حميد حتى إِذا ما حاجِبُ الشمس دَمَجْ تَذَكَّرَ البِيضَ بكُمْلول فَلَجْ قال مَنْ نَوَّن الكُمْلول قال هو مَفازة وفَلَج يريد لَجَّ في السير وإِنما ترك التشديد للقافية وقال الخليل الكُمْلول نبت وهو بالفارسية بَرْغَسْت حكاه أَبو تراب في كتاب الاعتِقاب ومن أَضاف قال فَلْج نهر صغير والكامِل من شطور العَروض معروف وأَصله متفاعلن ست مرات سمي كاملاً لأَنه استكمَل على أَصله في الدائرة وقال أَبو إِسحق سمي كامِلاً لأَنه كَمُلَت أَجزاؤه وحركاته وكان أَكْمَل من الوافِر لأَن الوافِر تَوَفَّرتْ حركاته ونقصت أَجزاؤه وقا ابن الأَعرابي المِكْمَل الرجل الكامِل للخير أَو الشرّ والكامِلِيَّةُ من الرَّوافِض شَرُّ جِيلٍ وكامِل اسم فرس سابق لبني امرئ القيس وقيل كان لامرئ القيس وكامِل أَيضاً فرس زيد الخيل وإِياه عنى بقوله ما زلتُ أَرميهم بثُغْرة كامِل وقال ابن بري كامِل اسم فرس زيد الفوارس الضَّبِّي وفيه يقول العائف الضَّبِّيّ نِعْمَ الفوارس يوم جيش مُحَرِّقٍ لَحِقوا وهم يُدْعَوْن يالَ ضِرارِ زيدُ الفوارِس كَرَّ وابنا مُنْذِرٍ والخيلُ يَطْعُنُها بَنُو الأَحْرارِ يَرْمي بِغُرَّةِ كامِلٍ وبنَحْره خَطَرَ النُّفوس وأَيّ حِين خِطارِ وكامِل أَيضاً فرس للرُّقَاد بن المُنْذِر الضَّبِّيّ وكَمْلٌ وكامِلٌ ومُكَمَّل وكُمَيْل وكُمَيْلة كلها أَسماء

كمتل
كُمْتَل وكُماتِل وكُمْتُر وكُماتِر صُلْب شديد

كمثل
الكَمَيْثَل القصير ورجل كَمْثَل وكُماثِل صُلْب شديد قال أَبو منصور وسمعت أَعرابيّاً يقول ناقة مُكَمْثَلة الخلْقِ إِذا كانت مُداخَلة مجتمِعة

كمهل
التهذيب كَمْهَلْت الحديث أَي أَخْفيته وعمَّيْته ابن الأَعرابي كَمْهَل إِذا جمع ثيابه وحزَمها للسفر وكَمْهَل فلان علينا منعنا حَقَّنا وفي النوادر كَمْهَلْت المال كَمْهَلة وحَبْكَرْته حَبْكرة ودَبْكَلْتُه دَبْكَلة وحَبْحَبْتُه حَبْحَبة وزَمْزَمْته زَمْزَمة وصَرْصَرْته وكَرْكَرْته إِذا جمعته وردَدْت أَطراف ما انتشر منه وكذلك كَبْكَبْتُه

كنبل
رجل كُنْبُل وكُنابِل شديد صُلْب وكُنابَِيل اسم موضع حكاه سيبويه والله أَعلم

كنثل
الكُنْثال
( * قوله « الكنثال » هكذا في الأصل بالثاء المثلثة مضبوطاً وفي الصحاح في مادة كتل بالتاء المثناة والكنتال بالضم القصير والنون زائدة وفي القاموس الكنتأل كجردحل القصير اه أي بالمثناة )
القصير مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي

كندل
الكَنْدَلى شجر يُدْبَغ به وهو من دِباغ السِّنْد ودباغه يَجيء أَحمر حكاه أَبو حنيفة وقال مرة هو الكَنْدَلاءُ فمَدَّ قال وما البحر عدُوُّ كل شجر إِلا الكَنْدَلاءَ والقُرْمَ والقُرْمُ مذكور في موضعه

كنعل
الأَزهري الكَنْعَلةُ في العَدْو الثقيلُ منه

كنفل
رجلٌ كَنْفَلِيلُ اللِّحْية ضَخْمُها ولِحية كَنْفَلِيلة ضخمة جافِية

كنهل
كَنْهَلٌ وكِنْهِلٌ موضع ومن العرب مَنْ لا يصرفه يجعله اسماً للبقعة قال جرير طَوَى البَينُ أَسبابَ الوِصال وحاوَلَتْ بكِنْهِل أَقْران الهَوى أَنْ تُجَذَّما الأَزهري كِنْهِل ماء لبني تميم معروف وقال عمرو بن كُلْثوم فجَلَّلَها الجِيادَ بكِنْهِلاء

كنهدل
كَنَهْدَلٌ صُلب شديد

كهل
الكَهْلُ الرجل إِذا وَخَطه الشيب ورأَيت له بَجالةً وفي الصحاح الكَهْلُ من الرجال الذي جاوَز الثلاثين ووَخَطَه الشيبُ وفي فضل أَبي بكر وعمر رضي الله عنهما هذان سيِّدا كُهول الجنة وفي رواية كُهولِ الأَوَّلين والآخِرين قال ابن الأَثير الكَهْلُ من الرجال من زاد على ثلاثين سنة إِلى الأَربعين وقيل هو من ثلاث وثلاثين إِلى تمام الخمسين وقد اكْتَهَلَ الرجلُ وكاهَلَ إِذا بلغ الكُهولة فصار كَهْلاً وقيل أَراد بالكَهْلِ ههنا الحليمَ العاقلَ أَي أَن الله يدخِل أَهلَ الجنةِ الجنةَ حُلماءَ عُقَلاءَ وفي المحكم وقيل هو من أَربع وثلاثين إِلى إِحدى وخمسين قال الله تعالى في قصة عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ويُكَلِّم الناسَ في المهدِ وكَهْلاً قال الفراء أَراد ومُكَلِّماً الناس في المهد وكَهُْلاً والعرب تَضَع يفعل في موضع الفاعل إِذا كانا في معطوفين مجتمعين في الكلام كقول الشاعر بِتُّ أُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ يَقْصِدُ في أَسْوُقِها وجائِرِ أَراد قاصِدٍ في أَسوُقها وجائرٍ وقد قيل إِنه عطف الكَهْل على الصفة أَراد بقوله في المَهْد صبيّاً وكَهْلاً فردَّ الكَهْلَ على الصفة كما قال دَعانا لِجَنْبِه أَو قاعِداً روى المنذري عن أَحمد بن يحيى أَنه قال ذكر الله عز وجل لعيسى آيتين تكليمه الناس في المَهْد فهذه معجزة والأُخْرى نزوله إِلى الأَرض عند اقتراب الساعة كَهْلاً ابن ثلاثين سنة يكلِّم أُمة محمد فهذه الآية الثانية قال أَبو منصور وإِذا بلغ الخمسين فإِنه يقال له كَهْل ومنه قوله هل كَهْل خَمْسين إِنْ شاقَتْه مَنْزِلةٌ مُسَفَّه رأَيُه فيها ومَسْبوبُ ؟ فجعله كَهْلاً وقد بلغ الخمسين ابن الأَعرابي يقال للغُلام مُراهِق ثم مُحْتَلم ثم يقال تخرَّج وجهُه
( * قوله « ثم يقال تخرج وجهه الى قوله ثم مجتمع » هكذا في الأصل وعبارته في مادة جمع ويقال للرجل إذا اتصلت لحيته مجتمع ثم كهل بعد ذلك ) ثم اتَّصلت لحيته ثم مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة قال الأَزهري وقيل له كَهْل حينئد لانتهاء شَبابه وكمال قوَّته والجمع كَهْلُونَ وكُهُولٌ وكِهال وكُهْلانٌ قال ابن مَيَّادة وكيف تُرَجِّيها وقد حال دُونها بَنُو أَسَدٍ كُهْلانُها وشَبابُها ؟ وكُهَّل قال وأَراها على توهُّم كاهِل والأُنثى كَهْلة من نسوة كَهْلاتٍ وهو القياس لأَنه صفة وقد حكي فيه عن أَبي حاتم تحريك الهاء ولم يذكره النحويون فيما شذَّ من هذا الضرب قال بعضهم قلما يقال للمرأَة كهلة مفردة حتى يُزَوِّجُوها بشَهْلة يقولون شَهْلةٌ كَهْلةٌ غيره رجل كَهْل وامرأَة كَهْلة إِذا انتهى شبابُهما وذلك عند استكمالهما ثلاثاً وثلاثين سنة قال وقد يقال امرأَة كَهْلة ولم يذكر معها شَهْلة قال ذلك الأَصمعي وأَبو عبيدة وابن الأَعرابي قال الشاعر ولا أَعُودُ بعدها كَرِيًّا أُمارِسُ الكَهْلَة والصَّبِيَّا والعَزَب المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا واكْتَهَل أَي صار كَهْلاً ولم يقولوا كَهَلَ إِلاَّ أَنه قد جاء في الحديث هل في أَهْلِكَ من كاهِلٍ ؟ ويروى مَنْ كاهَلَ أَي مَنْ دخل حدَّ الكُهُولة وقد تزوَّج وقد حكى أَبو زيد كاهَلَ الرجلُ تزوَّج وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه سأَل رجلاً أَراد الجهادَ معه فقال هل في أَهلِك من كاهِلٍ ؟ يروى بكسر الهاء على أَنه اسم ويروى مَنْ كاهَلَ بفتح الهاء على أَنه فِعْل بوزن ضارِبٍ وضارَبَ وهما من الكُهُولة يقول هل فيهم مَنْ أَسَنَّ وصار كَهْلاً ؟ وذكر عن أَبي سعيد الضرير أَنه ردَّ على أَبي عبيد هذا التفسير وزعم أَنه خطأٌ قد يخلُف الرجلُ الرجلَ في أَهله كَهْلاً وغير كَهْلٍ قال والذي سمعناه من العرب من غير مسأَلة أَن الرجل الذي يخلُف الرجلَ في أَهله يقال له الكاهِن وقد كَهَنَ يَكْهَن كُهُوناً قال ولا يخلو هذا الحرف من شيئين أَحدهما أَن يكون المحدَّث ساءَ سمعُه فظَنَّ أَنه كاهِلٌ وإِنما هو كاهِنٌ أَو يكون الحرف تعاقب فيه بين اللام والنون كما يقال هَتَنَتِ السماءُ وهَتَلَتْ والغِرْيَنُ والغِرْيَلُ وهو ما يَرْسُب أَسفل قارورة الدُّهْن من ثُفْلِه ويرسُب من الطين أَسفل الغَدير وفي أَسفل القِدْر من مَرَقه عن الأَصمعي قال الأَزهري وهذا الذي قاله أَبو سعيد له وجه غير أَنه بعيد ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم هل في أَهلِك من كاهِلٍ أَي في أَهلك مَنْ تعْتَمِده للقيام بشأْن عيالك الصغار ومن تُخلِّفه مِمَّن يلزمك عَوْلُه فلما قال له ما هُمْ إِلاَّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار أَجابه فقال تَخَلَّف وجاهِد فيهم ولا تضيِّعهم والعرب تقول مُضَر كاهِلُ العرب وسَعْد كاهِل تميم وفي النهاية وتَمِيم كاهِلُ مُضَر وهو مأْخوذ من كاهل البعير وهو مقدَّم ظهره وهو الذي يكون عليه المَحْمِل قال وإِنما أَراد بقوله هل في أَهلك من تعتمد عليه في القيام بأَمر مَنْ تُخَلِّف من صِغار ولدك لئلا يضيعوا أَلا تراه قال له ما هم إِلاَّ أُصَيْبِية صغار فأَجابه وقال ففيهم فجاهِد قال وأَنكر أَبو سعيد الكاهِل وقال هو كاهِن كما تقدم وقول أَبي خِراش الهذلي فلو كان سَلْمى جارَهُ أَو أَجارَهُ رِماحُ ابنِ سعد رَدَّه طائر كَهْلُ
( * قوله « رماح ابن سعد » هكذا الأصل وفي الاساس رباح ابن سعد )
قال ابن سيده لم يفسره أَحد قال وقد يمكن أَن يكون جعله كَهْلاً مبالغة به في الشدة الأَزهري يقال طار لفلان طائر كَهْلٌ إِذا كان له جَدّ وحَظّ في الدنيا ونَبْت كَهْل مُتناهٍ واكْتَهَلَ النبتُ طال وانتهى منتهاه وفي الصحاح تَمَّ طولُه وظهر نَوْرُه قال الأَعشى يُضاحِكُ الشمسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْت مُكْتَهِل وليس بعد اكْتِهال النَّبْت إِلاَّ التَّوَلِّي وقول الأَعشى يُضاحِك الشمسَ معناه يدُور معها ومُضاحَكَتُه إِياها حُسْن له ونُضْرة والكَوْكب مُعْظَم النبات والشَّرِقُ الرَّيَّان المُمْتلئ ماءً والمُؤَزَّر الذي صار النبت كالإِزار له والعَمِيمُ النبتُ الكثيف الحسَن وهو أَكثر من الجَمِيم يقال نَبْت عَمِيم ومُعْتَمٌّ وعَمَمٌ واكْتَهَلَت الروضة إِذا عَمَّها نبتُها وفي التهذيب نَوْرُها ونعجة مُكْتَهِلةٌ إِذا انتهى سِنُّها المحكم ونعجة مُكْتَهِلةٌ مُخْتَمِرةُ الرأْس بالبياض وأَنكر بعضهم ذلك والكاهِلُ مقَدَّم أَعلى الظهر مما يَلي العنُق وهو الثُلث الأَعلى فيه سِتُّ فِقَر قال امرؤ القيس يصف فرساً له حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدهُ الثرى إِلى كاهِل مثل الرِّتاجِ المُضَبَّبِ وقال النضر الكاهِلُ ما ظهر من الزَّوْر والزَّوْرُ ما بَطَن من الكاهِل وقال غيره الكاهِل من الفرس ما ارتفع من فُروعِ كَتِفَيْه وأَنشد وكاهِل أَفْرعَ فيه مع ال إِفْراعِ إِشْرافٌ وتَقْبِيبُ وقال أَبو عبيدة الحارِك فُروعُ الكَتِفَيْن وهو أَيضاً الكاهِلُ قال والمِنْسَجُ أَسفل من ذلك والكائبة مقدَّم المِنْسَج وقيل الكاهِلُ من الإِنسان ما بين كتفيه وقيل هو مَوْصِل العنُق في الصُّلْب وقيل هو في الفرس خلْف المِنْسَج وقيل هو ما شَخَص من فُروعِ كتفيه إِلى مُسْتَوى ظهره ويقال للشديد الغَضَب والهائِجِ من الفحول إِنه لذو كاهِل حكاه ابن السكيت في كتابه المَوْسُوم بالأَلفاظ وفي بعض النسخ إِنه لذو صاهِل بالصاد وقوله طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلاً أَشَقّ رَحِيب الجَوْف مُعْتَدِل الجِرْم وضع الاسم فيه موضع الظرف كأَنه قال ذهب صُعُداً وإِنه لشديد الكاهل أَي منيع الجانب قال الأَزهري سمعت غير واحد من العرب يقول فلان كاهل بني فلان أَي مُعْتمَدهم في المُلِمَّات وسَنَدُهم في المهمات وهو مأْخوذ من كاهل الظهر لأَن عُنُق الفرس يَتَسانَدُ إِليه إِذا أَحْضَر وهو مَحْمِل مُقَدَّم قَرَبُوس السَّرْج ومُعْتَمَد الفارس عليه ومن هذا قول رؤبة يمدح مَعَدّاً إِذا مَعَدٌّ عَدَتِ الأَوائِلا فابْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا حِصْنَيْنِ كانا لِمَعَدٍّ كاهِلا ومَنْكِبَينِ اعْتَلَيا التَّلاتِلا أَي كانا يعني ربيعة ومُضَر عُمْدة أَولادِ مَعَدّ كُلِّهم وفي كتابه إِلى أَهل اليمن في أَوقات الصلاة والعِشاء إِذا غاب الشَّفَقُ إِلى أَن تَذْهب كَواهِلُ الليلِ أَي أَوائله إِلى أَوساطه تشبيهاً لليْل بالإِبل السائرة التي تتقدَّم أَعناقُها وهَوادِيها وتتبعُها أَعجازُها وتَوالِيها والكَواهِل جمع كاهِل وهو مقدَّم أَعلى الظهْر ومنه حديث عائشة وقَرَّر الرُّؤُوسَ على كَواهِلها أَي أَثْبَتها في أَماكنها كأَنها كانت مشْفِية على الذهاب والهلاك الجوهري الكاهِلُ الحارِكُ وهو ما بين الكَتِفين قال النبي صلى الله عليه وسلم تميمٌ كاهِلٌ مُضَر وعليها المَحْمل قال ابن بري الحارِكُ فرع الكاهل هكذا قال أَبو عبيدة قال وهو عظم مُشْرِف اكْتَنَفَه فَرْعا الكَتِفَين قال وقال بعضهم هو منبت أَدنى العُرْف إِلى الظهر وهو الذي يأْخذ به الفارس إِذا رَكِب أَبو عمرو يقال للرجل إِنه لذو شاهِقٍ وكاهِلٍ وكاهِنٍ بالنون واللام إِذا اشتدَّ غضبُه ويقال ذلك للفحل عند صِيالِه حين تسمَع له صَوْتاً يخرج من جَوْفه والكُهْلُولُ الضحَّاكُ وقيل الكَريم عاقبت اللامُ الراءَ في كهرور ابن السكيت الكُهْلُولُ والرُّهْشُوشُ والبُهْلُول كله السخيُّ الكريم والكَهْوَلُ العَنْكَبُوت وحُقُّ الكَهُول بَيْتُه وقال عمرو بن العاص لمعاوية حين أَراد عَزْلَه عن مِصْر إِني أَتيتُك من العِراق وإِنَّ أَمْرَك كَحُق الكَهُولِ أَو كالجُعْدُبةَ أَو كالكُعْدُبةِ فما زلت أُسْدِي وأُلْحِمُ حتى صار أَمْرُك كفَلْكَةِ الدَّرَّارةِ وكالطِّرَافِ المُمَدَّدِ قال ابن الأَثير هذه اللفظة قد اختُلِف فيها فَرَواها الأَزهري بفتح الكاف وضم الهاء وقال هي العَنْكَبُوت ورواها الخطابيُّ والزمخشري بسكون الهاء وفتح الكاف والواو وقالا هي العنكبوت ولم يقيِّدها القتيبي ويروى كَحُقِّ الكَهْدَل بالدال بدل الواو وقال القتيبي أَما حُقُّ الكَهْدَل فلم أَسمع شيئاً ممن يوثق بعلمه بمعنى أَنه بيت العنكبوت ويقال إِنه ثَدْيُ العَجوز وقيل العجوز نفسها وحُقُّها ثديُها وقيل غير ذلك والجُعْدُبةُ النُّفَّاخاتُ التي تكون من ماء المطر والكُعْدُبةُ بيت العنكبوت وكل ذلك مذكور في موضعه وكاهِلٌ وكَهْل وكُهَيْلٌ أَسماء يجوز أَن يكون تصغير كَهْل وأَن يكون تصغير كاهلٍ تصغيرَ الترخيم قال ابن سيده وأَن يكون تصغير كَهْلٍ أَولى لأَن تصغير الترخيم ليس بكثير في كلامهم وكُهَيْلة موضع رمل قال عُمَيْرِيَّة حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلةٍ فبَيْْنُونَةٍ تَلْقى لها الدهرَ مَرْتَعا الجوهري كاهِل أَبو قبيلة من الأَسد وهو كاهِل بن أَسد بن خُزيمة وهم قَتَلَةُ أَبي امرئ القيس وكِنْهِل بالكسر اسم موضع أَو ماء

كهبل
رجل كَهْبَلٌ قصير والكَنَهْبَل بفتح الباء وضمِّها شجر عِظام وهو من العِضاه قال سيبويه أَما كَنَهْبُل فالنون فيه زائدة لأَنه ليس في الكلام على مثال سَفَرْجُل فهذا بمنزلة ما يشتقُّ مما ليس فيه نون فكَنهْبُل بمنزلة عَرَنْتُنٍ بنَوْهُ بِناءَه حين زادوا النون ولو كانت من نفس الحرف لم يفعلوا ذلك قال امرؤ القيس يصِف مطراً وسَيلاً فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ من كُلِّ فِيقةٍ يَكُبُّ على الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنْهْبُلِ
( * في رواية اخرى فوق كُتَيفةٍ وهو موضع في اليمن بدل كلّ فِيقة )
والكَنَهْبَل لغة فيه قال أَبو حنيفة أَخبرني أَعرابي من أَهل السَّراة قال الكَنَهْبَلُ صِنْف من الطَّلْح جفر قِصار الشوك الأَزهري في الخماسي الكَنَهْبَل واحدتها كَنَهْبَلة قال ابن الأَعرابي هي شجر عِظام معروفة وأَنشد بيت امرئ القيس قال ولا أَعرف في الأَسماء مثل كَنَهْبُل وقال فيه الكَنَهْبُل من الشَّعِير أَضْخَمُه سُنْبُلةً قال وهي شعيرة يمانية حمراء السنبلة صغيرة الحَبِّ

كهدل
الكَهْدَل العنكبوت وقيل العَجوز وقال عمرو بن العاص لمعاوية حين أَراد عَزْله عن مصر إِني أَتيتك من العِراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهْوَلِ ويروى كحُقِّ الكَهْدَلِ بالدالِ عِوَض الواو قال القتيني أَما حُقُّ الكَهْدَل فإِني لم أَسمع شيئاً ممن يُوثَق بعلمه بمعنى أَنه بيت العنكبوت ويقال إِنه ثَدْيُ العجوز وقيل العجوز نفسُها وحُقُّها ثديها وقيل غير ذلك والكَهْدَل الجارية السمينة الناعمة قال أَبو حاتم فيما روى عنه القتيبي الكَهْدَل العاتِقُ من الجَواري وأَنشد إِذا ما الكَهْدَلُ العارِ كُ ماسَتْ في جَوارِيها حَسِبْتَ القَمَرَ الباهِ رَ في الحُسْن يُباهِيها وكَهْدَل اسم راجز قال يعني نفسه قد طَرَدَتْ أُمُّ الحَدِيدِ كَهْدَلا أُم الحديد امرأَته والأَبيات بكمالها مذكورة في حرف الحاء من باب الدال كَهْدَل من أَسمائهم

كهمل
كَهْمَل ثقيلٌ وَخِمٌ وأَخذ الأَمرَ مُكَهْمَلاً أَي بأَجمعه

كول
تَكَوَّل القومُ عليه وتَثَوَّلوا عليه تَثَوُّلاً إِذا اجتمعوا عليه وضربوه ولا يُقْلِعُون عن ضربه ولا شَتْمه وقيل تَكَوَّلوا عليه وانْكالوا انقلبوا عليه بالشتم والضرب فلم يُقْلِعُوا وقيل انْكالوا عليه وانْثالوا بهذا المعنى وتَكاوَل الرجلُ تَقاصر والكَوْلانُ بالفتح نبت وهو البَرْدِيُّ وفي المحكم نبات ينبُت في الماء مثل البَرْدِيِّ يشبِه ورَقُه وساقُه السعدى
( * قوله « السعدى » هكذا في الأصل ولم نجده اسماً لنبت فيما بأيدينا من كتب اللغة ولعله السعادى كحبارى لغة في السعد بالضم النبت المعروف ) إِلا أَنه أَغلظ وأَعظم وأَصله مثل أَصله يجعل في الدواء قال أَبو حنيفة وسمعت بعض بني أَسد يقول الكُولان فيضم الكاف

كيل
الكَيْلُ المِكْيال غيره الكَيْل كَيْل البُرِّ ونحوه وهو مصدر كالَ الطعامَ ونحوه يَكِيلُ كَيْلاً ومَكالاً ومَكِيلاً أَيضاً وهو شاذ لأَن المصدر من فَعَل يَفْعِل مَفْعِل بكسر العين يقال ما في برك مَكالٌ وقد قيل مَكِيل عن الأَخفش قال ابن بري هكذا قال الجوهري وصوابه مَفْعَل بفتح العين وكِيلُ الطعامُ على ما لم يسم فاعله وإِن شئت ضممت الكاف والطعامُ مَكِيلٌ ومَكْيُول مثل مَخِيط ومَخْيوط ومنهم من يقول كُولَ الطعامُ وبُوعَ واصْطُودَ الصَّيْدُ واسْتُوقَ مالُه بقلب الياء واواً حين ضم ما قبلها لأَن الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم واكْتالَه وكالَه طعاماً وكالَه له قال سيبويه اكْتَل يكون على الاتحاد وعلى المُطاوَعة وقوله تعالى الذين إِذا اكْتالوا على الناس يَسْتَوْفُون أَي اكْتالوا منهم لأَنفسهم قال ثعلب معناه من الناس والاسم الكِيلَةُ بالكسر مثل الجِلْسة والرِّكْبة واكْتَلْت من فلان واكْتَلْت عليه وكِلْت فُلاناً طعاماً أَي كِلْتُ له قال الله تعالى وإِذا كالُوهمْ أَو وَزَنُوهم أَي كالُوا لهم وفي المثل أَحَشَفاً وسُوء كِيلة ؟ أَي أَتَجْمَعُ عليَّ أَن يكون المَكِيل حَشَفاً وأَن يكون الكَيل مُطَفَّفاً وقال اللحياني حَشَف وسوء كِيلةٍ وكَيْلٍ ومَكِيلةٍ وبُرٌّ مَكِيلٌ ويجوز في القياس مَكْيول ولغة بني أَسد مَكُول ولغة رديئة مُكالٌ قال الأَزهري أَما مُكالٌ فمن لغات الحَضَرِيِّين قال وما أَراها عربية محضة وأَما مَكُول فهي لغة رديئة واللغة الفصيحة مَكِيل ثم يليها في الجودة مَكْيول الليث المِكْيال ما يُكالُ به حديداً كان أَو خشباً واكْتَلْتُ عليه أَخذت منه يقال كال المعطي واكْتال الآخِذ والكَيْلُ والمِكْيَلُ والمِكْيال والمِكْيَلةُ ما كِيلَ به الأَخيرة نادرة ورجل كَيَّال من الكَيْل حكاه سيبويه في الإِمالة فإِما أَن يكون على التكثير لأَن فِعْله معروف وإِما يُفَرّ إِلى النسَب إِذا عُدِم الفعل وقوله أَنشده ابن الأَعرابي حين تكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ فسره فقال أَراد حين تَغْزُر فيُكال لَبَنُها كَيْلاً فهذه الناقة أَغزرهنَّ وكال الدراهمَ والدنانير وزنها عن ابن الأَعرابي خاصة وأَنشد لشاعر جعل الكَيْل وَزْناً قارُروة ذات مِسْك عند ذي لَطَفٍ من الدَّنانيرِ كالُوها بمِثْقال فإِما أَن يكون هذا وَضْعاً وإِما أَن يكون على النسب لأَن الكَيْل والوزن سواء في معرِفة المَقادير ويقال كِلْ هذه الدراهمَ يريدون زِنْ وقال مُرَّة كُلُّ ما وزن فقد كِيلَ وهما يتَكايَلان أَي يتَعارَضان بالشَّتْم أَو الوَتْرِ قالت امرأَة من طيِّءٍ فيَقْتل خيراً بامرِئٍ لم يكن له نِواءٌ ولكن لا تَكَايُلَ بالدَّمِ قال أَبو رِياش معناه لا يجوز لك أَن تقتل إِلاَّ ثأْرَك ولا تعتبر فيه المُساواة في الفضل إِذا لم يكن غيره وكايَل الرجلُ صاحبَه قال له مثل ما يقول أَو فَعَل كفعله وكايَلْته وتكايَلْنا إِذا كالَ لَكَ وكِلْتَ له فهو مُكائِل بالهمز وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه نَهَى عن المُكايَلة وهي المُقايَسة بالقَوْل والفعل والمراد المُكافأَة بالسُّوءِ وتركُ الإِغْضاء والاحتمالِ أَي تقول له وتفعَل معه مثل ما يقول لك ويفعل معك وهي مُفاعلة من الكَيْل وقيل أَراد بها المُقايَسة في الدِّين وترك العمل بالأَثر وكالَ الزَّنْدُ يَكِيلُ كَيْلاً مثل كَبا ولم يخرِج ناراً فشبه مؤخَّر الصفوف
( * قوله « فشبه مؤخر الصفوف إلى قوله من كان فيه » هكذا في الأصل هنا وقد ذكره ابن الاثير عقب حديث دجانة ونقله المؤلف عنه فيما يأتي عقب ذلك الحديث ولا مناسبة له هنا فالاقتصار على ما يأتي احق ) في الحرب به لأَنه لا يُقاتِل مَن كان فيه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال المِكْيال مِكْيال أَهل المدينة والمِيزانُ مِيزانُ أَهلِ مكة قال أَبو عبيدة يُقال إِن هذا الحديث أَصل لكل شيء من الكَيْل والوَزْن وإِنما يأْتَمُّ الناس فيهما بأَهل مكة وأَهل المدينة وإِن تغيَّر ذلك في سائر الأَمصار أَلا ترى أَن أَصل التمر بالمدينة كَيْلٌ وهو يُوزَن في كثير من الأَمصار وأَنَّ السَّمْن عندهم وَزْن وهو كَيْل في كثير من الأَمصار ؟ والذي يعرف به أَصل الكَيْل والوَزْن أَن كل ما لَزِمه اسم المَخْتوم والقَفِيزِ والمَكُّوكِ والمُدِّ والصاعِ فهو كَيْل وكلُّ ما لزمه اسم الأَرْطالِ والأَواقيِّ والأَمْناءِ فهو وزن قال أَبو منصور والتمر أَصله الكَيْل فلا يجوز أَن يباع منه رِطْل برطل ولا وزن بوزن لأَنه إِذا رُدَّ بعد الوزن إِلى الكيل تَفاضَل إِنما يُباع كَيْلاً بكَيْل سواء بسواء وكذلك ما كان أَصله مَوْزُوناً فإِنه لا يجوز أَن يُباع منه كَيْل بكَيْل لأَنه إِذا رُدَّ إِلى الوزن لم يؤْمن فيه التَّفاضُل قال وإِنما احتيج إِلى هذا الحديث لهذا المعنى ولا يتَهافت الناس في الرِّبَا الذي نَهَى الله عز وجل عنه وكل ما كان في عَهْد النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة مَكِيلاً فلا يُباعُ إِلا بالكَيْل وكل ما كان بها مَوْزُوناً فلا يُباع إِلا بالوزن لئلا يدخله الرِّبا بالتَّفاضُل وهذا في كل نوع تتعلق به أَحكام الشرع من حقوق الله تعالى دون ما يَتعامل به الناسُ في بِياعاتِهم فأَما المِكْيال فهو الصاع الذي يتعلَّق به وُجوب الزكاة والكفارات والنفقات وغير ذلك وهو مقدر بكيل أَهل المدينة دون غيرها من البُلْدان لهذا الحديث وهو مِفْعال من الكَيْل والميم فيه للآلة وأَما الوَزْن فيريد به الذهب والفضة خاصة لأَن حق الزكاة يتعلَّق بهما ودِرْهمُ أَهلِ مكة ستة دَوانيق ودراهم الإِسلام المعدَّلة كل عشرة دراهم سبعة مَثاقيل وكان أَهلُ المدينة يتَعاملون بالدراهم عند مَقْدَمِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعَدَدِ فأَرْشَدَهم إِلى وزن مكة وأَما الدنانير فكانت تحمل إِلى العرب من الرُّوم إِلى أَن ضَرَبَ عبدُ الملك بن مَرْوان الدينار في أَيامه وأَما الأَرطالُ والأَمْناءُ فللناس فيها عادات مختلفة في البُلْدان وهم مُعاملون بها ومُجْرَوْن عليها والكَيُّولُ آخِرُ الصُّفوفِ في الحرب وقيل الكَيُّول مؤخر الصفوف وفي الحديث أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقاتِلُ العدوَّ فسأَله سيفاً يقاتِل به فقال له فلَعَلَّك إِن أَعطيتك أَن تقوم في الكَيُّول فقال لا فأَعطاه سيفاً فجعل يُقاتِل وهو يقول إِنِّي امْرُؤٌ عهَدَني خَلِيلي أَن لا أَقومَ الدَّهْرَ في الكَيُّولِ أَضْرِبْ بسيفِ الله والرسولِ ضَرْبَ غُلامٍ ماجدٍ بُهْلولِ فلم يزل يقاتِل به حتى قُتِل الأَزهري أَبو عبيد الكَيُّولُ هو مؤخر الصفوف قال ولم أَسمع هذا الحرف إِلا في هذا الحديث وسكن الباءَ في أَضْرِبْ لكثرة الحركات وتَكَلَّى الرجلُ أَي قام في الكَيُّول والأَصل تَكَيَّل وهو مقلوب منه قال ابن بري الرجَز لأَبي دُجَانَةَ سِمَاك بن خَرَشَةَ قال ابن الأَثير الكَيُّول فَيْعُول من كالَ الزندُ إِذا كَبَا ولم يخرج ناراً فشبَّه مؤخَّر الصفوف به لأَن مَنْ كان فيه لا يُقاتِل وقيل الكَيُّول الجَبَان والكَيُّول ما أَشرف من الأَرض يُريد تقومُ فوقَه فتنظر ما يصنع غيرك أَبو منصور الكَيُّول في كلام العرب ما خرج من حَرِّ الزَّنْد مُسْوَدّاً لا نار فيه الليث الفرس يُكايِل الفرس في الجَرْي إِذا عارَضه وباراه كأَنه يَكِيل له من جَرْيهِ مثل ما يَكِيل له الآخر ابن الأَعرابي المُكَايلة أَن يتَشاتَم الرجلان فيُرْبِي أَحدهما على الآخر والمُواكلة أَن يُهْدِيَ المُدانُ للمَدِينِ ليُؤخِّر قضاءه ويقال كِلْتُ فلاناً بفلانٍ أَي قِسْتُه به وإِذا أَردْت عِلْمَ رجل فكِلْهُ بغيره وكِلِ الفرسَ بغيره أَي قِسْه به في الجَرْي قال الأَخطل قد كِلْتُموني بالسَّوابِقِ كُلِّها فَبَرَّزْتُ منها ثانياً من عِنَانِيَا أَي سبقتها وبعض عِناني مَكْفوف والكِيَالُ المُجاراة قال أُقْدُرْ لنَفْسِكَ أَمْرَها إِن كان من أَمْرٍ كِيَالَهْ وذكر أَبو الحسن بن سيده في أَثناء خُطْبة كتابه المحكم مما قَصَدَ به الوَضْعَ من ابن السكيت فقال وأَيُّ مَوْقِفةٍ أَخْزَى لِواقِفِها من مقامة أَبي يوسف يعق بن إِسحق السكيت مع أَبي عثمان المازني بين يدي المتوكِّل جعفر ؟ وذلك أَن المتوكل قال يا مازني سل يعقوب عن مسأَلة من النحو فَتَلَكَّأَ المازني عِلْماً بتأَخر يعقوب في صناعة الإِعراب فعَزَم المتوكل عليه وقال لا بدَّ لك من سؤاله فأَقبل المازني يُجْهِد نفسه في التلخيص وتَنكُّب السؤال الحُوشِيِّ العَوِيص ثم قال يا أَبا يوسف ما وَزْن نَكْتَلْ من قوله عز وجل فأَرْسِلْ معنا أَخانا نَكْتَلْ فقال له نَفْعَل قال وكان هناك قوم قد علموا هذا المِقْدار ولم يُؤْتَؤْا من حَظِّ يعقوب في اللغة المِعْشار ففاضوا ضَحِكاً وأَداروا من اللَّهْو فَلَكاً وارتفع المتوكِّل وخرج السِّكِّيتي والمازني فقال ابن السكيت يا أَبا عثمان أَسأْت عِشْرَتي وأَذْويْتَ بَشَرتي فقال له المازني والله ما سأَلتُك عن هذا حتى بحثت فلم أَجد أَدْنى منه مُحاوَلاً ولا أَقْرَب منه مُتَناوَلاً

لثل
لَثْلةُ موضع

لعل
الجوهري لَعَلَّ كلمة شك وأَصلها عَلَّ واللام في أَولها زائدة قال مجنون بني عامر يقول أُناسٌ عَلَّ مجنونَ عامِرٍ يَرُومُ سُلُوّاً قلتُ إِنِّي لِمَا بيَا وأَنشد ابن بري لنافع بن سعد الغَنَويّ ولَسْتُ بِلَوَّامٍ على الأَمْرِ بعدما يفوتُ ولكن عَلَّ أَنْ أَتَقَدَّما ويقال لَعَلِّي أَفعل ولعلَّني أَفعل بمعنى وقد تكرر في الحديث ذكر لَعَلَّ وهي كلمة رجاءٍ وطمَع وشك وقد جاءت في القرآن بمعنى كَيْ وفي حديث حاطِب وما يُدْرِيك لَعَلَّ الله قد اطَّلَعَ على أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم ؟ قال ابن الأَثير ظن بعضُهم أَن معنى لعَلَّ ههنا من جهة الظن والحسبان قال وليس كذلك وإِنما هي بمعنى عَسَى وعَسَى ولعلَّ من الله تحقيق

لمل
اللَّمَالُ الكُحْل حكاه أَبو رِياش وأَنشد لها زَفَراتٌ من بَوَادِرِ عَبْرةٍ يَسُوقُ اللَّمَالَ المَعْدِنيَّ انْسِجالُها وقيل إِنما هو اللُّمَالُ بالضم وكذلك حكاه كراع والتَّلَمُّلُ بالفم كالتَّلَمُّظ قال كعب بن زهير وتكون شَكْواها إِذا هي أَنْجَدَتْ بعدَ الكَلالِ تَلَمُّلٌ وصَرِيفُ

ليل
اللَّيْلُ عقيب النهار ومَبْدَؤُه من غروب الشمس التهذيب اللَّيْلُ ضد النهار واللَّيْلُ ظلام الليل والنهارُ الضِّياءُ فإِذا أَفرَدْت أَحدهما من الآخر قلت ليلة يوم وتصغير ليلةٍ لُيَيْلِيَةٌ أَخرجوا الياء الأَخيرة من مَخْرَجها في الليالي يقول بعضهم إِنما كان أَصل تأْسيس بِنائها لَيْلاً مقصور وقال الفراء ليلة كانت في الأَصل لَيْلِية ولذلك صغِّرت لُيَيْلِيَة ومثلها الكَيْكَةُ البَيْضة كانت في الأَصل كَيْكِية وجمعها الكَياكي أَبو الهيثم النَّهار اسم وهو ضدُّ الليل والنهارُ اسم لكل يوم واللَّيْل اسم لكل ليلة لا يقال نَهار ونَهاران ولا ليل ولَيْلان إِنما واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أَيام وضدّ اليوم ليلة وجمعها لَيال وكان الواحد لَيْلاة في الأَصل يدلُّ على ذلك جمعهم إِياها اللَّيالي وتصغيرهم إِياها لُيَيْلِيَة قال وربما وضعت العرب النهار في موضع اليوم فيجمعونه حينئذ نُهُر وقال دُرَيْد بن الصِّمَّة وَغارة بين اليوم والليلِ فَلْتَةً تَدارَكْتُها وَحْدي بسِيدٍ عَمَرَّد فقال بين اليوم والليلِ وكان حقُّه بين اليوم والليلة لأَن الليلة ضدّ اليوم واليوم ضد الليلة وإِنما الليلة ضد النهار كأَنه قال بين النهار وبين الليل والعرب تستَجِيز في كلامها تعالى النهارُ في معنى تعالى اليوم قال ابن سيده فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم سير عليه لَيْلٌ وهم يريدون ليل طويل فإِنما حذف الصفة لما دل من الحال على موضعها واحدته لَيلة والجمع لَيالٍ على غير قياس توهَّموا واحدته لَيْلاة ونظيره مَلامِح ونحوها مما حكاه سيبويه وتصغيرها لُيَيْلِيَة شذّ التحقير كما شذّ التكسير هذا مذهب سيبويه في كل ذلك وحكى ابن الأَعرابي لَيْلاة وأَنشد في كلِّ يَوْمٍ ما وكلِّ لَيْلاهْ حتى يقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاهْ يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقاهْ وحكى الكسائي لَيايِل جمع لَيْلة وهو شاذ وأَنشد ابن بري للكميت جَمَعْتُك والبَدْرَ بنَ عائشةَ الذي أَضاءتْ به مُسْحَنْكِكاتُ اللَّيَايِل الجوهري الليل واحد بمعنى جمع وواحده ليلة مثل تَمْرة وتَمْر وقد جمع على لَيالٍ فزادوا فيه الياء على غير قياس قال ونظيره أَهل وأَهالٍ ويقال كأَنَّ الأَصل فيها لَيْلاة فحذفت واللَّيْنُ اللَّيْل على البدل حكاه يعقوب وأَنشد بَناتُ وُطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْنْ لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ ما دامَ مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْنْ قال ابن سيده هكذا أَنشده يعقوب في البدل ورواه غيره بَناتُ وُطّاءٍ على خَدّ اللَّيْلْ لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ وليلة لَيْلاءُ ولَيْلى طويلة شديدة صعبة وقيل هي أَشد لَيالي الشهر ظلمة وبه سميت المرأَة ليلى وقيل اللَّيْلاء ليلة ثلاثين ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائلٌ ومُلَيَّلٌ كذلك قال وأَظنهم أَرادوا بِمُلَيَّل الكثرة كأَنهم توهَّموا لُيِّل أَي ضُعِّف ليالي قال عمرو بن شَأْس وكان مجُودٌ كالجَلامِيدِ بعدَما مَضى نصفُ لَيْلٍ بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ
( * قوله « وكان مجود » هكذا في الأصل )
التهذيب الليث تقول العرب هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها ولَيْلٌ أَلْيَل وأَنشد للكُميت ولَيْلهم الأَليَل قال وهذا في ضرورة الشعر وأَما في الكلام فلَيْلاء وليلٌ أَلْيَلُ شديد الظلمة قال الفرزدق قالوا وخاثِرُهُ يُرَدُّ عليهمُ والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ ولَيْلٌ أَليَلُ مثل يَوْم أَيْوَمُ وأَلالَ القومُ وأَليَلوا دخلوا في الليل ولايَلْتُه مُلايَلةً ولِيالاً استأْجرته لليلة عن اللحياني وعامَله مُلايَلةً من الليل كما تقول مُياوَمة من اليوم النضر أَلْيَلْتُ صِرْت في الليل وقال في قوله لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ يقول أَسير بالنهار ولا أَستطيع سُرى الليل قال وإِلى نصف النهار تقول فعلتُ الليلةَ وإِذا زالت الشمس قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّيْلةِ التي قد مضت أَبو زيد العرب تقول رأَيت الليلةَ في منامي مُذْ غُدْوةٍ إِلى زَوال الشمس فإِذا زالت قالوا رأَيت البارحةَ في منامي قال ويقال تَقْدَمُ الإِبلُ هذه الليلةَ التي في السماء إِنما تعني أَقربَ الليلي من يومك وهي الليلةُ التي تليه وقال أَبو مالك الهِلالُ في هذه الليلةِ التي في السماء يعني الليلةَ التي تدخلها يُتَكَلَّم بهذا في النهار ابن السكيت يقال لِلَيْلة ثمانٍ وعشرين الدَّعْجاءُ ولليلة تسعٍ وعشرين الدَّهماءُ ولليلة الثلاثين اللَّيْلاءُ وذلك أَظلمها وليلةٌ ليْلاءُ أَنشد ابن بري كم ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى أُفْقَ السماء سَرَيْت غير مُهَيَّب واللَّيْلُ الذكَر والأُنثى جميعاً من الحُبارَى ويقال هو فَرْخُهما وكذلك فَرْخ الكَرَوان وقول الفرزدق والشَّيْب ينْهَضُ في الشَّبابِ كأَنه لَيْلٌ يَصِيحُ بِجانِبَيْهِ نَهارُ قيل عنى باللَّيْل فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى وبالنَّهار فرخ القَطاة فحُكِيَ ذلك ليونس فقال اللَّيْل ليلُكم والنَّهار نَهاركم هذا الجوهري وذكر قوم أَن اللَّيْل ولد الكَروان والنَّهار ولد الحُبارى قال وقد جاء في ذلك في بعض الأَشعار قال وذكر الأَصمعي في كتاب الفَرْقِ النَّهارَ ولم يذكُر الليلَ قال ابن بري الشعر الذي عَناه الجوهريُّ بقوله وقد جاء ذلك في بعض الأَشعار هو قول الشاعر أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار ولَيْلاً أَكَلْتُ بليلٍ بَهِيم وأُمُّ لَيْلى الخمرُ السَّوْداء عن أَبي حنيفة التهذيب وأُم ليلى الخمر ولم يقيِّدها بلون قال وليلى هي النَّشْوَةُ وهو ابتداءُ السُّكْر وحَرَّةُ لَيْلى معروفة في البادية وهي إِحْدَى الحِرَار ولَيْلى من أَسماء النساء قال الجوهري هو اسم امرأَة والجمع لَيَالي قال الراجز لم أَرَ في صَواحِبِ النِّعالِ اللاَّبِساتِ البُدَّنِ الحَوَالي شِبْهاً لِلَيْلى خِيرةِ اللَّيَالي قال ابن بري يقال لَيْلى من أَسماء الخمرة وبها سميت المرأَة قال وقال الجوهري وجمعه ليالي قال وصوابه والجمع لَيالٍ ويقال للْمُضَعَّفِ والمُحَمَّقِ أَبو لَيْلى قال الأَخفش علي بن سليمان الذي صح عنده أَن معاوية بن يزيد كان يُكْنى أَبا لَيْلى وقد قال ابن همام السَّلُولِيّ إِنِّي أَرَى فِتْنةً تَغْلي مَرَاجِلُها والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لمن غَلَبا قال ويحكى أَن معاوية هذا لما دُفِن قام مَرْوان بن الحَكَم على قبره ثم قال أَتَدْرُون مَن دفنتم ؟ قالوا معاوية فقال هذا أَبو ليلى فقال أَزْنَمُ الفَزَارِي لا تخْدَعَنَّ بآباءٍ ونِسْبَتِها فالمُلْكُ بعدَ أَبي لَيْلى لمن غَلَبا وقال المدايني يقال إِنَّ القُرَشِيَّ إِذا كان ضعيفاً يقال له أَبو لَيْلى وإِنما ضعف معاوية لأَنَّ وِلايته كانت ثلاثة أَشهر قال وأَما عثمان بن عفان رضي الله عنه فيقال له أَبو لَيْلى لأَنَّ له ابنة يقال لها لَيْلى ولما قتل قال بعض الناس إِنِّي أَرَى فتنةً تَغْلي مَراجِلُها والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لِمن غَلَبا قال ويقال أَبو لَيْلى أَيضاً كُنْيةُ الذكَر قال نوفل بن ضمرة الضَّمْري إِذا ما لَيْلِي ادْجَوْجَى رَماني أَبو لَيْلى بِمُخْزِيةٍ وعَارِ ولَيْلٌ ولَيْلى موضعان وقول النابغة ما اضْطَرَّك الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَد تَخْتارُه مَعْقِلاً عن جُشِّ أَعْيارِ
( * قوله « وقول النابغة ما اضطرك إلخ » كذا بالأصل هنا وفي مادة جشش وفي ياقوت هنا ومادة برد قال بدر بن حزان )
يروى من لَيْلٍ ومن لَيْلى

مأل
رجل مَأْلٌ ومَئِلٌ ضَخم كثير اللحم تارّ والأُنثى مَأْلَةٌ ومَئِلةٌ وقد مَأَلَ يَمْأَلُ تَمََّلأَ وضخُم التهذيب وقد مَثِلْتَ تمْأَل ومَؤُلْتَ تَمْؤُل وجاءه أَمْرٌ ما مَأَلَ له مَأْلاً وما مَأَلَ مَأْلَهُ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي أَي لم يستعدَّ له ولم يشعُر به وقال يعقوب ما تَهيَّأَ له ومَوْأَلة اسم رجل فيمن جعله من هذا الباب وهو عند سيبويه مَفْعَل شاذ وتعليله مذكور في موضعه

متل
مَتَلَ الشيءَ مَتْلاً زَعْزَعَهُ أَو حرَّكه

مثل
مِثل كلمةُ تَسْوِيَةٍ يقال هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه وشَبَهُه بمعنى قال ابن بري الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس والمتَّفقين لأَن التَّساوِي هو التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص وأَما المُماثَلة فلا تكون إِلا في المتفقين تقول نحوُه كنحوِه وفقهُه كفقهِه ولونُه كلونِه وطعمُه كطعمِه فإِذا قيل هو مِثْلة على الإِطلاق فمعناه أَنه يسدُّ مسدَّه وإِذا قيل هو مِثْلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جهةٍ دون جهةٍ والعرب تقول هو مُثَيْلُ هذا وهم أُمَيْثالُهم يريدون أَن المشبَّه به حقير كما أَن هذا حقير والمِثْل الشِّبْه يقال مِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه بمعنى واحد قال ابن جني وقوله عز وجل فَوَرَبِّ السماء والأَرض إِنه لحقٌّ مثل ما أَنَّكم تَنْطِقون جَعَل مِثْل وما اسماً واحداً فبنى الأَولَ على الفتح وهما جميعاً عندهم في موضع رفعٍ لكونهما صفة لحقّ فإِن قلت فما موضع أَنكم تنطِقون ؟ قيل هو جر بإِضافة مِثْلَ ما إِليه فإِن قلت أَلا تعلم أَن ما على بِنائها لأَنها على حرفين الثاني منهما حرفُ لِينٍ فكيف تجوز إِضافة المبني ؟ قيل ليس المضاف ما وحدَها إِنما المضاف الاسم المضموم إِليه ما فلم تَعْدُ ما هذه أَن تكون كتاء التأْنيث في نحو جارية زيدٍ أَو كالأَلف والنون في سِرْحان عَمْرو أَو كياء الإِضافة في بَصْرِيِّ القومِ أَو كأَلف التأْنيث في صحراء زُمٍّ أَو كالأَلف والتاء في قوله في غائلاتِ الحائِر المُتَوّهِ وقوله تعالى ليس كَمِثْلِه شيء أَراد ليس مِثْلَه لا يكون إِلا ذلك لأَنه إِن لم يَقُل هذا أَثبتَ له مِثْلاً تعالى الله عن ذلك ونظيرُه ما أَنشده سيبويه لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي مَقَقٌ وقوله تعالى فإِن آمنوا بمثل ما آمنتم به قال أَبو إِسحق إِن قال قائل وهل للإِيمان مِثْل هو غير الإِيمان ؟ قيل له المعنى واضح بيِّن وتأْويلُه إِن أَتَوْا بتصديقٍ مِثْلِ تصديقكم في إِيمانكم بالأَنبياء وتصديقكم كتوحيدكم
( * قوله « وتصديقكم كتوحيدكم » هكذا في الأصل ولعله وبتوحيد كتوحيدكم ) فقد اهتدوا أَي قد صاروا مسلمين مثلكم وفي حديث المِقْدام أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الكِتاب ومِثْلَه معه قال ابن الأَثير يحتمل وجهين من التأْويل أَحدهما أَنه أُوتِيَ من الوَحْي الباطِن غيرِ المَتْلُوِّ مثل ما أُعطيَ من الظاهر المَتْلُوِّ والثاني أَنه أُوتي الكتابَ وَحْياً وأُوتي من البَيان مثلَه أَي أُذِنَ له أَن يبيِّن ما في الكتاب فيَعُمَّ ويَخُصَّ ويَزيد وينقُص فيكون في وُجوب العَمَل به ولزوم قبوله كالظاهِر المَتْلوِّ من القرآن وفي حديث المِقْدادِ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قبلَ أَن يقولَ كلمته أَي تكون من أَهل النار إِذا قتلتَه بعد أَن أَسْلَمَ وتلفَّظ بالشهادة كما كان هو قبل التلفُّظ بالكلمة من أَهل النار لا أَنه يصير كافراً بقتله وقيل إِنك مِثْله في إِباحة الدَّمِ لأَن الكافرَ قبل أَن يُسْلِم مُباحُ الدم فإِن قتله أَحد بعد أَن أَسلم كان مُباحَ الدم بحقِّ القِصاصِ ومنه حديث صاحب النِّسْعةِ إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قال ابن الأَثير جاء في رواية أَبي هريرة أَنَّ الرجلَ قال والله ما أَردت قَتْله فمعناه أَنه قد ثَبت قَتْلُه إِياه وأَنه ظالم له فإِن صَدَقَ هو في قوله إِنه لم يُرِد قَتْله ثم قَتَلْتَه قِصاصاً كنتَ ظالماً مثلَه لأَنه يكون قد قَتَلَه خطأً وفي حديث الزكاة أَمَّا العبَّاس فإِنها عليه ومثلُها مَعها قيل إِنه كان أَخَّرَ الصَّدَقة عنه عامَيْن فلذلك قال ومثلُها معها وتأْخير الصدقةِ جائز للإِمام إِذا كان بصاحبها حاجةٌ إِليها وفي رواية قال فإِنها عَليَّ ومثلُها معها قيل إِنه كان اسْتَسْلَف منه صدقةَ عامين فلذلك قال عَليَّ وفي حديث السَّرِقة فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيْه هذا على سبيل الوَعِيدِ والتغليظِ لا الوُجوبِ ليَنْتَهِيَ فاعِلُه عنه وإِلاّ فلا واجبَ على متلِف الشيء أَكثر من مِثْلِه وقيل كان في صدْر الإِسلام تَقَعُ العُقوباتُ في الأَموال ثم نسِخ وكذلك قوله في ضالَّة الإِبِلِ غَرامَتُها ومثلُها معها قال ابن الأَثير وأَحاديث كثيرة نحوه سبيلُها هذا السبيل من الوعيد وقد كان عمر رضي الله عنه يحكُم به وإِليه ذهب أَحمدُ وخالفه عامَّة الفقهاء والمَثَلُ والمَثِيلُ كالمِثْل والجمع أَمْثالٌ وهما يَتَماثَلانِ وقولهم فلان مُسْتَرادٌ لمِثْلِه وفلانةُ مُسْتَرادةٌ لمِثْلِها أَي مِثْلُه يُطلَب ويُشَحُّ عليه وقيل معناه مُسْتَراد مِثْله أَو مِثْلها واللام زائدة والمَثَلُ الحديثُ نفسُه وقوله عز وجل ولله المَثَلُ الأَعْلى جاء في التفسير أَنه قَوْلُ لا إِله إِلاَّ الله وتأْويلُه أَن الله أَمَر بالتوحيد ونَفى كلَّ إِلهٍ سِواهُ وهي الأَمثال قال ابن سيده وقد مَثَّلَ به وامْتَثَلَهُ وتَمَثَّلَ به وتَمَثَّله قال جرير والتَّغْلَبيّ إِذا تَنَحْنَح للقِرى حَكَّ اسْتَهُ وتَمَثَّلَ الأَمْثالا على أَن هذا قد يجوز أَن يريد به تمثَّل بالأَمْثال ثم حذَف وأَوْصَل وامْتَثَل القومَ وعند القوم مَثَلاً حَسَناً وتَمَثَّل إِذا أَنشد بيتاً ثم آخَر ثم آخَر وهي الأُمْثولةُ وتمثَّل بهذا البيتِ وهذا البيتَ بمعنى والمَثَلُ الشيء الذي يُضرَب لشيء مثلاً فيجعل مِثْلَه وفي الصحاح ما يُضرَب به من الأَمْثال قال الجوهري ومَثَلُ الشيء أَيضاً صفته قال ابن سيده وقوله عز من قائل مَثَلُ الجنَّةِ التي وُعِدَ المُتَّقون قال الليث مَثَلُها هو الخبر عنها وقال أَبو إِسحق معناه صِفة الجنة وردّ ذلك أَبو علي قال لأَن المَثَلَ الصفة غير معروف في كلام العرب إِنما معناه التَّمْثِيل قال عمر بن أَبي خليفة سمعت مُقاتِلاً صاحبَ التفسير يسأَل أَبا عمرو بن العلاء عن قول الله عز وجل مَثَل الجنة ما مَثَلُها ؟ فقال فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ قال ما مثلها ؟ فسكت أَبو عمرو قال فسأَلت يونس عنها فقال مَثَلُها صفتها قال محمد ابن سلام ومثل ذلك قوله ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل أَي صِفَتُهم قال أَبو منصور ونحوُ ذلك رُوي عن ابن عباس وأَما جواب أَبي عمرو لمُقاتِل حين سأَله ما مَثَلُها فقال فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ ثم تكْريرُه السؤال ما مَثَلُها وسكوت أَبي عمرو عنه فإِن أَبا عمرو أَجابه جواباً مُقْنِعاً ولما رأَى نَبْوةَ فَهْمِ مُقاتِل سكت عنه لما وقف من غلظ فهمه وذلك أَن قوله تعالى مَثَل الجنة تفسير لقوله تعالى إِن الله يُدْخِل الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ جناتٍ تجري من تحتها الأَنهار وَصَفَ تلك الجناتِ فقال مَثَلُ الجنة التي وصفْتُها وذلك مِثْل قوله ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل أَي ذلك صفةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأَصحابِه في التوراة ثم أَعلمهم أَن صفتهم في الإِنجيل كَزَرْعٍ قال أَبو منصور وللنحويين في قوله مثل الجنة التي وُعِد المتقون قولٌ آخر قاله محمد بن يزيد الثمالي في كتاب المقتضب قال التقدير فيما يتلى عليكم مَثَلُ الجنة ثم فيها وفيها قال ومَنْ قال إِن معناه صِفةُ الجنةِ فقد أَخطأَ لأَن مَثَل لا يوضع في موضع صفة إِنما يقال صفة زيد إِنه ظَريفٌ وإِنه عاقلٌ ويقال مَثَلُ زيد مثَلُ فلان إِنما المَثَل مأْخوذ من المِثال والحَذْوِ والصفةُ تَحْلِية ونعتٌ ويقال تمثَّل فلانٌ ضرب مَثَلاً وتَمَثَّلَ بالشيء ضربه مَثَلاً وفي التنزيل العزيز يا أَيُّها الناسُ ضُرِب مَثَل فاستَمِعوا له وذلك أَنهم عَبَدُوا من دون الله ما لا يَسْمَع ولا يُبْصِر وما لم ينزِل به حُجَّة فأَعْلَم اللهُ الجوَاب ممَّا جعلوه له مَثَلاً ونِدًّا فقال إِنَّ الذين تَعْبُدون من دون الله لن يخلُقوا ذُباباً يقول كيف تكونُ هذه الأَصنامُ أَنْداداً وأَمثالاً للهِ وهي لا تخلُق أَضعفَ شيء مما خلق اللهُ ولو اجتمعوا كلُّهم له وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ الضعيفُ شيئاً لم يخلِّصوا المَسْلوبَ منه ثم قال ضَعُفَ الطالِبُ والمَطْلوبُ وقد يكون المَثَلُ بمعنى العِبْرةِ ومنه قوله عز وجل فجعلناهم سَلَفاً ومَثَلاً للآخرين فمعنى السَّلَفِ أَنا جعلناهم متقدِّمين يَتَّعِظُ بهم الغابِرُون ومعنى قوله ومَثلاً أَي عِبْرة يعتبِر بها المتأَخرون ويكون المَثَلُ بمعنى الآيةِ قال الله عز وجل في صفة عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وجعلناه مَثَلاً لبني إِسرائيل أَي آيةً تدلُّ على نُبُوّتِه وأَما قوله عز وجل ولَمَّا ضُرِب ابنُ مريم مثلاً إِذا قومُك منه يَصُدُّون جاء في التفسير أَن كفَّارَ قريشٍ خاصَمَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فلما قيل لهم إِنكم وما تعبُدون من دون الله حَصَبُ جهنم قالوا قد رَضِينا أَن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى والملائكةِ الذين عُبِدوا من دون الله فهذا معنى ضَرْبِ المَثَل بعيسى والمِثالُ المقدارُ وهو من الشِّبْه والمثل ما جُعل مِثالاً أَي مقداراً لغيره يُحْذَى عليه والجمع المُثُل وثلاثة أَمْثِلةٍ ومنه أَمْثِلةُ الأَفعال والأَسماء في باب التصريف والمِثال القالَِبُ الذي يقدَّر على مِثْله أَبو حنيفة المِثالُ قالَِب يُدْخَل عَيْنَ النَصْل في خَرْق في وسطه ثم يُطْرق غِراراهُ حتى يَنْبَسِطا والجمع أَمْثِلةٌ وتَماثَل العَليلُ قارَب البُرْءَ فصار أَشْبَهَ بالصحيح من العليل المَنْهوك وقيل إِن قولَهم تَماثَل المريضُ من المُثولِ والانتصابِ كأَنه هَمَّ بالنُّهوض والانتصاب وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها رضوان الله عليهما فَحَنَتْ له قِسِيَّها وامْتَثَلوه غَرَضاً أَي نَصَبوه هَدَفاً لِسِهام مَلامِهم وأَقوالِهم وهو افتَعل من المُثْلةِ ويقال المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن مُثولاً وانتصاباً ثم جعل صفة للإِقبال قال أَبو منصور معنى قولهم المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن حالاً من حالةٍ كانت قبلها وهو من قولهم هو أَمْثَلُ قومه أَي أَفضل قومه الجوهري فلانٌ أَمْثَلُ بني فلانٍ أَي أَدناهم للخير وهؤلاء أَماثِلُ القوم أَي خيارُهم وقد مَثُل الرجل بالضم مَثالةً أَي صار فاضِلاً قال ابن بري المَثالةُ حسنُ الحال ومنه قولهم زادك الله رَعالةً كلما ازْدَدْتَ مَثالةً والرَّعالةُ الحمقُ قال ويروى كلما ازْددْت مَثالة زادك اللهُ رَعالةً والأَمْثَلُ الأَفْضَلُ وهو من أَماثِلِهم وذَوِي مَثَالَتِهم يقال فلان أَمْثَلُ من فلان أَي أَفضل منه قال الإِيادي وسئل أَبو الهيثم عن مالك قال للرجل ائتني بقومك فقال إِن قومي مُثُلٌ قال أَبو الهيثم يريد أَنهم سادات ليس فوقهم أَحد والطريقة المُثْلى التي هي أَشبه بالحق وقوله تعالى إِذ يقول أَمْثَلُهم طريقةً معناه أَعْدَلُهم وأَشْبهُهم بأَهل الحق وقال الزجاج أَمْثَلُهم طريقة أَعلمهم عند نفسه بما يقول وقوله تعالى حكاية عن فرعون أَنه قال ويَذْهَبا بطريقتكم المُثْلى قال الأَخفش المُثْلى تأْنيثُ الأَمْثَل كالقُصْوى تأْنيث الأَقْصَى وقال أَبو إِسحق معنى الأَمْثَل ذو الفضل الذي يستحق أَن يقال هو أَمثل قومه وقال الفراء المُثْلى في هذه الآية بمنزلة الأَسماء الحُسْنى وهو نعت للطريقة وهم الرجال الأَشراف جُعِلَتِ المُثْلى مؤنثةً لتأْنيث الطريقة وقال ابن شميل قال الخيل يقال هذا عبدُ الله مِثْلك وهذا رجل مِثْلك لأَنك تقول أَخوك الي رأَيته بالأَمس ولا يكون ذلك في مَثَل والمَثِيلُ الفاضلُ وإِذا قيل مَنْ أَمْثَلُكُم قلت كُلُّنا مَثِيل حكاه ثعلب قال وإِذا قيل مَنْ أَفضلكُم ؟ قلت فاضِل أَي أَنك لا تقول كلُّنا فَضيل كما تقول كُلُّنا مَثِيل وفي الحديث أَشدُّ الناس بَلاءً الأَنبياءُ ثم الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ أَي الأَشرفُ فالأَشرفُ والأَعلى فالأَعلى في الرُّتبةِ والمنزلة يقال هذا أَمثلُ من هذا أَي أَفضلُ وأَدنَى إِلى الخير وأَماثِلُ الناس خيارُهم وفي حديث التَّراويح قال عمر لو جَمَعْت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثلَ أَي أَولى وأَصوب وفي الحديث أَنه قال بعد وقعةِ بَدْر لو كان أَبو طالب حَيّاً لَرَأَى سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل قال الزمخشري معناه اعتادت واستأْنستْ بالأَماثِل وماثَلَ الشيءَ شابهه والتِّمْثالُ الصُّورةُ والجمع التَّماثيل ومَثَّل له الشيءَ صوَّره حتى كأَنه ينظر إِليه وامْتَثله هو تصوَّره والمِثالُ معروف والجمع أَمْثِلة ومُثُل ومَثَّلت له كذا تَمْثيلاً إِذا صوَّرت له مثالة بكتابة وغيرها وفي الحديث أَشدُّ الناس عذاباً مُمَثِّل من المُمَثِّلين أَي مصوِّر يقال مَثَّلْت بالتثقيل والتخفيف إِذا صوَّرت مِثالاً والتِّمْثالُ الاسم منه وظِلُّ كل شيء تِمْثالُه ومَثَّل الشيء بالشيء سوَّاه وشبَّهه به وجعله مِثْلَه وعلى مِثالِه ومنه الحديث رأَيت الجنةَ والنار مُمَثَّلَتين في قِبْلةِ الجِدار أَي مصوَّرتين أَو مثالُهما ومنه الحديث لا تمثِّلوا بنَامِيَةِ الله أَي لا تشبهوا بخلقه وتصوِّروا مثل تصويره وقيل هو من المُثْلة والتِّمْثال اسم للشيء المصنوع مشبَّهاً بخلق من خلق الله وجمعه التَّماثيل وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قدره ويكون تَمْثيل الشيء بالشيء تشبيهاً به واسم ذلك الممثَّل تِمْثال وأَما التَّمْثال بفتح التاء فهو مصدر مَثَّلْت تمثيلاً وتَمْثالاً ويقال امْتَثَلْت مِثالَ فلان احْتَذَيْت حَذْوَه وسلكت طريقته ابن سيده وامْتَثَلَ طريقته تبِعها فلم يَعْدُها ومَثَلَ الشيءُ يَمْثُل مُثُولاً ومَثُل قام منتصباً ومَثُل بين يديه مُثُولاً أَي انتصب قائماً ومنه قيل لِمَنارة المَسْرَجة ماثِلةٌ وفي الحديث مَنْ سرَّه أَن يَمْثُل له الناس قِياماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النار أَي يقوموا قِياماً وهو جالس يقال مَثُل الرجل يَمْثُل مُثولاً إِذا انتصب قائماً وإِنما نهى عنه لأَنه من زِيِّ الأَعاجم ولأَن الباعث عليه الكِبْر وإِذلالُ الناس ومنه الحديث فقام النبي صلى الله عليه وسلم مُمْثِلاً يروى بكسر الثاء وفتحها أَي منتصباً قائماً قال ابن الأَثير هكذا شرح قال وفيه نظر من جهة التصريف وفي رواية فَمَثَلَ قائماً والمَاثِلُ القائم والماثِلُ اللاطِيءُ بالأَرض ومَثَل لَطِئَ بالأَرض وهو من الأَضداد قال زهير تَحَمَّلَ منها أَهْلُها وخَلَتْ لها رُسومٌ فمنها مُسْتَبِينٌ وماثِلُ والمُسْتَبِين الأَطْلالُ والماثلُ الرُّسومُ وقال زهير أَيضاً في الماثِل المُنْتَصِبِ يَظَلُّ بها الحِرْباءُ للشمس ماثِلاً على الجِذْل إِلا أَنه لا يُكَبِّرُ وقول لبيد ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاه كالمَثَلْ فسَّره المفسِّر فقال المَثَلُ الماثِلُ قال ابن سيده ووجهه عندي أَنه وضع المَثَلَ موضع المُثُولِ وأَراد كَذِي المَثَل فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه ويجوز أَن يكون المَثَلُ جمع ماثِل كغائب وغَيَب وخادِم وخَدَم وموضع الكاف الزيادة كما قال رؤبة لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي فيها مَقَقٌ ومَثَلَ يَمْثُل زال عن موضعه قال أَبو خِراش الهذلي يقرِّبه النَّهْضُ النَّجِيجُ لِما يَرى فمنه بُدُوٌّ مرَّةً ومُثُولُ
( * قوله « يقربه النهض إلخ » تقدم في مادة نجح بلفظ ومثيل والصواب ما هنا ) أَبو عمرو كان فلان عندنا ثم مَثَل أَي ذهب والماثِلُ الدارِس وقد مَثَل مُثولاً وامْتَثَلَ أَمرَه أَي احتذاه قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن رَبَاعٍ لها مُذْ أَوْرَقَ العُودُ عنده خُماشاتُ ذَحْلٍ ما يُراد امتِثالُها ومَثَلَ بالرجل يَمْثُل مَثْلاً ومُثْلة الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ومَثَّل كلاهما نكَّل به وهي المَثُلَة والمُثْلة وقوله تعالى وقد خَلَت من قبلهمُ المَثُلاتُ قال الزجاج الضمة فيها عِوَض من الحذف وردّ ذلك أَبو علي وقال هو من باب شاةٌ لَجِبَة وشِياهٌ لَجِبات الجوهري المَثُلة بفتح الميم وضم الثاء العقوبة والجمع المَثُلات التهذيب وقوله تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المَثُلات يقول يستعجلونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به وقد علموا ما نزل من عُقوبَتِنا بالأُمَمِ الخالية فلم يعتبروا بهم والعرب تقول للعقوبة مَثُلَه ومُثْلة فمن قال مَثُله جمعها على مَثُلات ومن قال مُثْلة جمعها على مُثُلات ومُثَلات ومُثْلات بإِسكان الثاء يقول يستعجلونك بالعذاب أَي يطلبُون العذاب في قولهم فأَمطر علينا حجارةً من السماء وقد تقدم من العذاب ما هو مُثْلة وما فيه نَكالٌ لهم لو اتَّعظوا وكأَن المَثْل مأْخوذ من المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ في عُقوبته جعله مَثَلاً وعَلَماً ويقال امْتَثَل فلان من القوم وهؤُلاء مُثْلُ القوم وأَماثِلُهم يكون جمع أَمْثالٍ ويكون جمع الأَمْثَلِ وفي الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن يُمَثَّل بالدوابِّ وأَن تُؤْكَلَ المَمْثُول بها وهو أَن تُنْصَب فترمَى أَو تُقَطَّع أَطرافها وهي حَيَّة وفي الحديث أَنه نهى عن المُثْلة يقال مَثَلْت بالحيوان أَمْثُل به مَثْلاً إِذا قطعت أَطرافه وشَوَّهْت به ومَثَلْت بالقتيل إِذا جَدَعت أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شيئاً من أَطرافه والاسم المُثلة فأَما مَثَّل بالتشديد فهو للمبالغة ومَثَلَ بالقتيل جَدَعه وأَمْثَله جعله مُثْلة وفي الحديث من مَثَلَ بالشَّعَر فليس له عند الله خَلاق يوم القيامة مُثْلة الشَّعَر حَلْقُه من الخُدُودِ وقيل نتفُه أَو تغيِيرُه بالسَّواد وروي عن طاووس أَنه قال جعله الله طُهْرةً فجعله نَكالاً وأَمْثَلَ الرجلَ قَتَلَه بقَوَدٍ وامْتَثَل منه اقتصَّ قال إِن قَدَرْنا يوماً على عامِرٍ نَمْتَثِلْ منه أَو نَدَعْهُ لكْم وتَمَثَّل منه كامْتَثَل يقال امْتَثَلْت من فلان امْتِثالاً أَي اقتصصت منه ومنه قول ذي الرمة يصف الحمار والأُتن خُماشات ذَحْلٍ ما يُرادُ امْتِثالُها أَي ما يُراد أَن يُقْتَصَّ منها هي أَذل من ذلك أَو هي أَعز عليه من ذلك ويقول الرجل للحاكم أَمْثِلْني من فلان وأَقِصَّني وأَقِدْني أَي أَقِصَّني منه وقد أَمْثَله الحاكم منه قال أَبو زيد والمِثالُ القِصاص قال يقال أَمْثَله إِمْثالاً وأَقصَّه إِقْصاصاً بمعنى والاسم المِثالُ والقِصاصُ وفي حديث سُويد بن مقرّن قال ابنُه معاوية لَطَمْتُ مَوْلىً لنا فدَعاه أَبي ودعاني ثم قال امْثُل منه وفي رواية امْتَثِل فعَفا أَي اقتصَّ منه يقال أَمْثَلَ السلطانُ فلاناً إذا أَقادَه وقالوا مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ عن ابن الأعرابي وأَنشد مَن لا يَضَعْ بالرَّمْلةِ المَعاوِلا يَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا وإِنْ تشكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا عنى بالتَّلاتِل الشدائد والمِثالُ الفِراش وجمعه مُثُل وإِن شئت خفَّفت وفي الحديث أَنه دخل على سعد وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خَلَق وفي الحديث عن جرير عن مغيرة عن أُم موسى أُم ولد الحسين بن علي قالت زوَّج علي بن أَبي طالب شابَّين وابْني منهما فاشترى لكل واحد منهما مِثالَيْن قال جرير قلت لمُغيرة ما مِثالان ؟ قال نَمَطان والنّمَطُ ما يُفْترش من مَفارش الصوف الملوَّنة وقوله وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خلَق قال الأَعشى بكلِّ طُوَالِ السَّاعِدَيْنِ كأَنما يَرَى بِسُرَى الليلِ المِثالَ المُمَهَّدا وفي حديث عكرمة أَن رجلاً من أَهل الجنة كان مُسْتَلْقِياً على مُثُله هي جمع مِثال وهو الفِراش والمِثالُ حجَر قد نُقِر في وَجْهه نَقْرٌ على خِلْقة السِّمَة سواء فيجعل فيه طرف العمود أَو المُلْمُول المُضَهَّب فلا يزالون يَحْنون منه بأَرْفَق ما يكون حتى يَدخل المِثال فيه فيكون مِثْله والأَمْثال أَرَضُون ذاتُ جبال يشبه بعضُها بعضاً ولذلك سميت أَمْثالاً وهي من البَصرة على ليلتين والمِثْل موضع
( * قوله « والمثل موضع » هكذا ضبط في الأصل ومثله في ياقوت بضبط العبارة ولكن في القاموس ضبط بالضم )
قال مالك بن الرَّيْب أَلا ليت شِعْري عل تَغَيَّرَتِ الرَّحَى رَحَى المِثْل أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا ؟

مجل
مَجِلَتْ يدُه بالكسر ومَجَلَت تَمْجَل وتَمْجُل مَجَلاً ومَجْلاً ومُجُولاً لغتان نَفِطَتْ من العمل فمَرَنَتْ وصَلُبت وثَخُن جلدُها وتَعَجَّر وظهر فيها ما يشبه البَثَر من العمل بالأَشياء الصُّلْبة الخشِنة وفي حديث فاطمة أَنها شكت إِلى عليّ عليهما السلام مَجْلَ يديْها من الطَّحْن وفي حديث حذيفة فَيظَلُّ أَثرُها مثل أَثَر المَجَل وأَمْجَلَها العملُ وكذلك الحافِرُ إِذا نَكَبَتْه الحجارة فرَهَصَتْه ثم بَرِئ فصلُب واشتدّ وأَنشد لرؤبة رَهْصاً ماجِلاً والمَجْلُ أَثرُ العملِ في الكفِّ يعالج بها الإِنسانُ الشيء حتى يغلظ جلدُها وأَنشد غيره قد مَجِلَتْ كَفَّاه بعدَ لِينِ وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ وفي الحديث أَن جبريل نَقَر رأْس رجل من المستهزئين فَتَمَجَّل رأْسُهُ قيْحاً ودماً أَي امتلأَ وقيل المَجْل أَن يكون بين الجلد واللحم ماء والمَجْلةُ قِشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من أَثر العمل والجمع مَجْلٌ ومِجالٌ والمَجْل أَن يُصيب الجلدَ نارٌ أَو مشقَّة فيَتَنَفَّط ويَمْتلئ ماء والرَّهْص الماجِلُ الذي فيه ماء فإِذا بُزِغَ خرج منه الماء ومن هذا قيل لِمُسْتَنْقَع الماء ماجِل هكذا رواه ثعلب عن ابن الأَعرابي بكسر الجيم غير مهموز وأَما أَبو عبيد فإِنه روى عن أَبي عمرو المَأْجَل بفتح الجيم وهمزة قبلها قال وهو مثل الجَيْئةِ وجمعه مآجِل وقال رؤبة وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمَآجِلا وفي حديث أَبي واقد كُنَّا نَتَماقَلُ في ماجِلٍ أَو صِهْريج الماجِلُ الماء الكثير المجتمع قال ابن الأَثير قاله ابن الأَعرابي بكسر الجيم غير مهموز وقال الأَزهري هو بالفتح والهمز وقيل إِن ميمه زائدة وهو من باب أَجل وقيل هو معرَّب والتَّماقُل التَّغاوُصُ في الماء وجاءت الإِبلُ كأَنها المَجْلُ من الرِّيِّ أَي ممتلئة رِواء كامتلاء المَجْل وذلك أَعظم ما يكون من رِيِّها والمَجْلُ انفِتاق من العَصَبة التي في أَسفل عُرْقوب الفرس وهو من حادث عيوب الخيل

محل
المَحْلُ الشدّة والمَحْلُ الجوع الشديد وإِن لم يكن جَدْب والمَحْل نقيض الخِصْب جمعه مُحول وأَمْحال الأَزهري المُحولُ والقُحوطُ احتباس المطر وأَرض مَحْلٌ وقَحْطٌ لم يصبها المطر في حينه الجوهري المَحْل الجدبُ وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأَرض من الكَلإِ غيره قال وربما جمع المَحْل أَمْحالاً وأَنشد لا يَبْرَمُون إِذا ما الأُفْقُ جلَّله صِرُّ الشتاء من الأَمْحال كالأَدَمِ ابن السكيت أَمْحَلَ البلدُ هو ماحِل ولم يقولوا مُمْحِل قال وربما جاء في الشعر قال حسان بن ثابت إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه شَمَطاً فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي وكأَنَّني في قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَيْكَلِ ابن سيدَه أرض مَحْلة ومَحْلٌ ومَحُول وفي التهذيب ومَحُولة أَيضاً بالهاء لا مَرْعَى بها ولا كَلأَ قال ابن سيده وأَرى أَبا حنيفة قد حكى أَرض مُحُولٌ بضم الميم وأَرَضُون مَحْل ومَحْلة ومُحُولٌ وأَرض مُمْحِلة ومُمْحِل الأَخيرة على النسب الأَزهري وأَرض مِمْحال قال الأَخطل وبَيْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها بأَرْحائها القُصْوَى أَباعِرُ هُمَّلُ وفي الحديث أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَحْلاً أَي جَدْباً والمَحْل في الأَصْل انقطاع المطر وأَمْحَلَت الأَرْضُ والقومُ وأَمْحَل البلدُ فهو ماحِل على غير قياس ورجل مَحْل لا يُنْتفع به وأَمْحَل المطرُ أَي احتبس وأَمْحَلْنا نحن وإِذا احتبس القَطْر حتى يمضِيَ زمانُ الوَسْمِيِّ كانت الأَرض مَحُولاً حتى يصيبها المطرُ ويقال قد أَمْحَلْنا منذ ثلاث سنين قال ابن سيده وقد حكي مَحُلَت الأَرض ومَحَلَت وأَمْحَل القومُ أَجْدبوا وأَمْحَلَ الزمانُ وزمان ماحِلٌ قال الشاعر والقائل القَوْل الذي مِثْلُه يُمْرِعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ الجوهري بلد ماحِلٌ وزمان ماحِلٌ وأَرض مَحْل وأَرض مُحُول كما قالوا بلد سَبْسَب وبلد سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب يريدون بالواحد الجمع وقد أَمْحَلَت والمَحْل الغُبار عن كراع والمُتماحِل من الرجال الطويلُ المضطرب الخلْق قال أَبو ذؤيب وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه غَدَاتَئِذٍ ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِل قال الجوهري هو من صفة أَشْعَث والبَوْشِيُّ الكثير البَوْشِ والعِيال وأُحاحُه ما يجده في صَدْره من غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا ما يجده من غَمَر العِيال ومنه قول الآخر يَطْوِي الحَيازيمَ على أُحاحِ والجَرْدةُ بُرْدة خلَق والمُتماحِلُ الطويل وفي حديث علي إِنّ من وَرائكم أُموراً مُتماحِلة أَي فِتَناً طويلة المدة تطولُ أَيامها ويعظم خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها وقيل يطول أَمرها وسَبْسَب مُتماحل أَي بعيد ما بين الطرَفين وفَلاة مُتماحلة بعيدة الأَطراف وأَنشد ابن بري لأَبي وجزة كأَنّ حريقاً ثاقِباً في إِباءةٍ هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتماحل وقال آخر بَعِيدٌ من الحادي إِذا ما تَدَفَّعَتْ بناتُ الصُّوَى في السَّبْسَب المُتماحِل وقال مزرّد هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ وناقة مُتماحِلة طويلة مُضطَربة الخلْق أَيضاً وبعير مُتماحِل طويل بعيد ما بين الطرفين مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ والمَحْلُ البُعد ومكان مُتَماحِل مُتباعد أَنشد ثعلب من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ لَجُوجٌ هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ أَي هَواها أَن تجد مُتَّسعاً بعيد ما بين الطرَفين تغدو به وتَماحَلَتْ بهم الدارُ تباعدت أَنشد ابن الأَعرابي وأُعْرِض إِنِّي عن هواكنّ مُعْرِض تَماحَل غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ دعا عليهنّ حين سلا عنهن بكبر أَو شغل أَو تباعد ومَحَلَ لفلان حقه تكلَّفه له والمُمَحَّل من اللبن الذي قد أَخذ طعماً من الحموضة وقيل هو الذي حُقِن ثم لم يترك يأْخذ الطعم حتى شرب وأَنشد ما ذُقْتُ ثُفْلاً مُنْذُ عامٍ أَوّلِ إِلاَّ من القارِصِ والمُمَحَّلِ قال ابن بري الرجز لأَبي النجم يصف راعياً جَلْداً وصوابه ما ذاقَ ثُفْلاً وقبله صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ يحلِف بالله سِوى التَّحَلُّلِ والثُّفْل طعام أَهل القُرى من التمر والزبيب ونحوهما الأَصمعي إِذا حُقِن اللبن في السِّقاء وذهبت عنه حَلاوة الحَلَب ولم يتغير طعمُه فهو سامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من الريح فهو خامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من طعم فهو المُمَحَّل ويقال مع فلان مَمْحَلة أَي شَكْوة يُمَحِّل فيها اللبن وهو المُمَحَّل ويديرها
( * هكذا بياض في الأصل ) الجوهري والمُمَحَّل بفتح الحاء مشددة اللبن الذي ذهبت منه حلاوة الحَلَب وتغيَّر طعمُه قليلاً وتَمَحَّل الدراهمَ انْتَقَدَها والمِحالُ الكَيْد ورَوْمُ الأَمرِ بالحِيَل ومَحَِل به يَمْحَل
( * قوله « ومحل به يمحل إلخ » عبارة القاموس ومحل به مثلثة الحاء محلاً ومحالاً كاده بسعاية إلى السلطان ) مَحْلاً كاده بسِعاية إِلى السلطان قال ابن الأَنباري سمعت أَحمد بن يحيى يقول المِحال مأْخوذ من قول العرب مَحَل فلان بفلان أَي سَعَى به إِلى السلطان وعَرَّضه لأَمر يُهْلِكه فهو ماحِل ومَحُول والماحِلُ الساعي يقال مَحَلْت بفلان أَمْحَل إِذا سعيت به إِلى ذي سلطان حتى تُوقِعه في وَرْطة ووَشَيْتَ به الأَزهري وأَما قول الناس تمَحَّلْت مالاً بغريمي فإِن بعض الناس ظن أَنه بمعنى احْتَلْتُ وقدَّر أَنه من المحالة بفتح الميم وهي مَفْعلة من الحيلة ثم وُجِّهت الميم فيها وِجْهة الميم الأَصلية فقيل تمَحَّلْت كما قالوا مَكان وأَصله من الكَوْن ثم قالوا تمكَّنت من فلان ومَكَّنْت فلاناً من كذا وكذا قال وليس التمَحّل عندي ما ذهب إِليه في شيء ولكنه من المَحْل وهو السعي كأَنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه والمَحْل السِّعايةُ من ناصح وغير ناصح والمَحْل المَكْر والكيد والمِحال المكر بالحقِّ وفلان يُماحِلُ عن الإِسلام أَي يُماكِر ويُدافِع والمِحالُ الغضب والمِحالُ التدبير والمُماحَلة المُماكَرة والمُكايَدة ومنه قوله تعالى شدِيد المِحال وقال عبد المطلب بن هاشم لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُم ومِحالُهم عَدْواً مِحالَك أَي كيدَك وقوّتك وقال الأَعشى فَرْع نَبْعٍ يَهْتزُّ في غُصُنِ المَجْ دِ غزِير النَّدَى شديد المِحال
( * قوله « في غصن المجد » هكذا ضبط في الأصل بضمتين )
أَي شديد المكر وقال ذو الرمة ولبّسَ بين أَقوامٍ فكُلٌّ أَعَدَّ له الشَّغازِبَ والمِحالا وفي حديث الشفاعة إِن إِبراهيم يقول لسْتُ هُناكُم أَنا الذي كَذَبْتُ ثلاثَ كَذَباتٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واللهِ ما فيها كَذْبة إِلا وهو يُماحِلُ بها عن الإِسلام أَي يُدافِع ويُجادِل من المِحال بالكسر وهو الكيد وقيل المكر وقيل القوة والشدَّة وميمه أَصلية ورجل مَحِل أَي ذو كَيْد وتمَحَّلَ أَي احتال فهو مُتَمَحِّلٌ يقال تَمَحَّلْ لي خيراً أَي اطلُبْه الأَزهري والمِحالُ مُماحَلة الإِنسان وهي مُناكَرتُه إِياه يُنْكر الذي قاله ومَحَلَ فلانٌ بصاحبه ومَحِل به إِذا بَهَتَه وقال إِنه قال شيئاً لم يَقُلْه وماحَلَه مُماحَلةً ومِحالاً قاواه حتى يتبين أَيَّهما أَشدّ والمَحْل في اللغة الشدة وقوله تعالى وهو شديد المِحالِ قيل معناه شديد القدرة والعذاب وقيل شديد القوّة والعذاب قال ثعلب أَصل أَن يسعى بالرجل ثم ينتقل إِلى الهَلَكة وفي الحديث عن ابن مسعود إِن هذا القرآن شافِعٌ مُشَفَّع وماحِلٌ مُصدَّق قال أَبو عبيد جعله يَمْحَل بصاحبه إِذا لم يتَّبع ما فيه أَو إِذا هو ضيَّعه قال ابن الأَثير أَي خَصْم مُجادل مُصدَّق وقيل ساعٍ مُصدَّق من قولهم مَحَل بفلان إِذا سعى به إِلى السلطان يعني أَن من اتَّبعه وعَمِل بما فيه فإِنه شافع له مقبول الشفاعة ومُصدَّق عليه فيما يَرْفع من مَساوِيه إِذا تَرك العملَ به وفي حديث الدعاء لا يُنْقَض عهدُهم عن شِيَةِ ماحِلٍ أَي عن وَشْي واشٍ وسِعاية ساعٍ ويروى سنَّة ماحل بالنون والسين المهملة وقال ابن الأَعرابي مَحَل به كادَه ولم يُعَيِّن أَعِنْد السلطان كاده أَم عند غيره وأَنشد مَصادُ بنَ كعب والخطوبُ كثيرة أَلم تَرَ أَن الله يَمْحَل بالأَلْف ؟ وفي الدعاء ولا تجْعَلْه ماحِلاً مُصدَّقاً والمِحالُ من الله العِقابُ وبه فسر بعضهم قوله تعالى وهو شديد المِحال وهو من الناس العَداوةُ وماحَله مُماحَلة ومِحالاً عاداه وروى الأَزهري عن سفيان الثوري في قوله تعالى وهو شديدُ المِحال قال شديد الانتِقام وروي عن قتادة شديد الحِيلة وروي عن ابن جُريج أَي شديد الحَوْل قال وقال أَبو عبيد أَراه أَراد المَحال بفتح الميم كأَنه قرأَه كذلك ولذلك فسره الحَوْلَ قال والمِحال الكيد والمكر قال عدي مَحَلُوا مَحْلَهم بصَرْعَتِنا العا م فقد أَوْقَعُوا الرَّحى بالثُّفال قال مكَروا وسَعَوْا والمِحال بكسر الميم المُماكَرة وقال القتيبي شديد المِحال أَي شديد الكيد والمكر قال وأَصلُ المِحال الحِيلةُ وأَنشد قول ذي الرمة أَعدَّ له الشغازِبَ والمِحالا قال ابن عرفة المِحالُ الجِدالُ ماحَلَ أَي جادَلَ قال أَبو منصور قول التقتيبي في قوله عز وجل وهو شديد المِحال أَي الحيلةِ غَلطٌ فاحش وكأَنه توهم أَن ميم المِحال ميم مِفْعَل وأَنها زائدة وليس كما توهَّمه لأَن مِفْعَلاً إِذا كان من بنات الثلاثة فإِنه يجيء بإِظهار الواو والياء مثل المِزْوَد والمِحْوَل والمِحْوَر والمِعْيَر والمِزْيَل والمِجْوَل وما شاكلها قال وإِذا رأَيت الحرف على مثال فِعال أَوّله ميم مكسورة فهي أَصلية مثل ميم مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وما أَشبهها وقال الفراء في كتاب المصادر المِحال المماحلة يقال في فَعَلْت مَحَلْت أَمْحَل مَحْلاً قال وأَما المَحالة فهي مَفْعَلة من الحِيلة قال أَبو منصور وهذا كله صحيح كما قاله قال الأَزهري وقرأَ الأَعرج وهو شديد المَحال بفتح الميم قال وتفسيره عن ابن عباس يدل على الفتح لأَنه قال المعنى وهو شديد الحَوْل وقال اللحياني عن الكسائي قال مَحِّلْني يا فلان أَي قَوِّني قال أَبو منصور وقوله شديد المَحال أَي شديد القوّة والمَحالة الفَقارة ابن سيده والمَحالة الفِقْرة من فَقار البعير وجمعه مَحال وجمع المَحال مُحُل أَنشد ابن الأَعرابي كأَنّ حيث تَلْتَقِي منه المُحُلْ من قُطُرَيْهِ وَعِلانِ وَوَعِلْ يعني قُرونَ وَعِلَين ووَعِلٍ شبَّه ضلوعه في اشتباكها بقُرون الأَوْعال الأَزهري وأَما قول جندل الطَّهَويّ عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلى مُمْحَلِ فإِنه أَراد موضع مَحال الظهر جعل الميم لما لزمت المَحالة وهي الفَقارة من فَقار الظهر كالأَصلية والمَحِلُ الذي قد طُرِد حتى أَعيا قال العجاج نَمْشِي كَمَشْيِ المَحِلِ المَبْهور وفي النوادر رأَيت فلاناً مُتماحِلاً وماحِلاً وناحِلاً إِذا تغير بدَنه والمَحالُ ضرْب من الحَلي يصاغ مُفَقَّراً أَي مُحْزَّزاً على تفقير وسط الجراد قال مَحال كأَجْوازِ الجَرادِ ولؤلؤ من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّب والمَحالةُ التي يستقي عليها الطيَّانون سميت بفَقارة البعير فَعالة أَو هي مَفْعَلة لتَحوُّلها في دَوَرانها والمحالة والمحال أَيضاً البكَرة العظيمة التي تستقي بها الإِبل قال حميد الأَرقط يَرِدْن والليلُ مُرِمٌّ طائرُه مُرْخىً رِواقاه هُجودٌ سامِرُه وِرْدَ المَحال قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ والمَحالةُ البكَرة هي مَفْعَلة لا فَعالة بدليل جمعها على مَحاوِل وإِنما سميت مَحالة لأَنها تدور فتنقل من حالة إِلى حالة وكذلك المَحالة لفِقْرة الظهر هي أَيضاً مَفْعَلة لا فَعالة منقولة من المَحالة التي هي البكَرة قال ابن بري فحق هذا أَن يذكر في حول غيره المَحالة البكَرة العظيمة التي تكون للسَّانية وفي الحديث حَرَّمْت شجر المدينة إِلاَّ مَسَدَ مَحالة هي البكَرة العظيمة التي يُسْتَقى عليها وكثيراً ما تستعملها السَّفَّارة على البِئار العميقة وقولهم لا مَحالةَ بوضع موضع لا بُدَّ ولا حيلة مَفْعلة أَيضاً من الحَوْل والقوَّة وفي حديث قس أَيْقَنْتُ أَني لا مَحا لةَ حيث صار القومُ صائِرْ أَي لا حيلة ويجوز أَن يكون من الحَوْل القوة أَو الحركة وهي مَفْعَلة منهما وأَكثر ما تستعمل لا مَحالة بمعنى اليقين والحقيقةِ أَو بمعنى لا بدّ والميم زائدة وقوله في حديث الشعبي إِنْ حَوَّلْناها عنك بِمِحْوَلٍ المحول بالكسر آلةُ التحويلِ ويروى بالفتح وهو موضع التحويل والميم زائدة

مخل
ابن الأَعرابي الخافِلُ الهارِب وكذلك الماخِل والمالِخُ

مدل
المِدْلُ بكسر الميم الخفيُّ الشخصِ القليلُ الجسم قال أَبو عمرو هو المَدْلُ بفتح الميم للخَسيس من الرجال والمِذْل بالدال والذال وكسر الميم فيهما والمِدْل اللبن الخاثر ومَدَل قَيْل من حِمْير وتَمَدَّل بالمِنْديل لغة في تَنَدَّل مذل المَذَل الضجَر والقَلَق مَذِل مَذَلاً فهو مَذِل والأُنثى مَذِلة والمَذِل الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ وكذلك إِذا لم يقدر على ضبط نفسه ومَذِل بسِّره
( * قوله « ومذل بسره إلخ » عبارة القاموس ومذل بسره كنصر وعلم وكرم ) بالكسر مَذَلاً ومِذالاً فهو مَذِل ومَذِيلٌ ومَذَل يَمْذُل كلاهما قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه وروي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال المِذالُ من النفاق هو أَن يَقْلَق الرجلُ عن فِراشه الذي يُضاجِع عليه حليلته ويتحوَّل عنه ليَفْتَرِشَه غيرُه ورواه بعضهم المِذاء ممدود فأَما المِذال باللام فإِن أَبا عبيد قال أَصله أَن يَمْذَل الرجل بسرِّه أَي يَقْلَق وفيه لغتان مَذِل يَمْذَل مَذَلاً ومَذَل يَمْذُل بالضم مَذْلاً أَي قلقْت به وضَجِرْت حتى أَفْشَيته وكذلك المَذَل بالتحريك ومَذِلْت من كلامه قَلِقْت وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه حتى يتحَّل عنه أَو بمَالِه حتى يُنْفِقه فقد مَذِل وقال الأسود بن يعفر ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً مَذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجْيادِي وقال قيس بن الخَطِيم فلا تَمْذُلْ بسِرِّك كُلُّ سرٍّ إِذا ما جاوَز الاثنين فاشِي قال أَبو منصور فالمِذال في الحديث أَن يَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا وأَما المِذاء بالمدّ فهو مذكور في موضعه ابن الأَعرابي المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل والمِمْذَل القَوَّاد على أَهله والمِمْذلُ الذي يَقْلَق بسرِّه ومَذِلَت نفسه بالشيء مَذَلاً ومَذُلَت مَذالة طابتْ وسمحتْ ورجل مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ سمحٌ ومَذَل بماله ومَذِلَ سَمَحَ وكذلك مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه قال مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ خَوْفَ المَنِيَّة أَنْفُسُ الأَنْجادِ وقالت امرأَة من بني عبد القيس تَعِظ ابنها وعِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك إِنما وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ ومَذِلَ على فِراشه مَذَلاً فهو مَذِل ومَذُل مَذالةً فهو مَذِيلٌ كِلاهما لم يستقرَّ عليه من ضعف وغَرَض ورجال مَذْلى لا يطمئنون جاؤوا به على فَعْلى لأَنه قَلَق ويدل على عامة ما ذهب إِليه سيبويه في هذا الضرب من الجمع
( * قوله « من الجمع » هكذا في الأصل ) والمَذِيلُ المريض الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيف قال الراعي ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا ؟ أَقَذىً بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا ؟ والمَذِلُ والماذِلُ الذي تَطِيب نفسُه عن الشيء يتركه ويسترجي غيرَه والمُذْلةُ النكتة في الصخرة ونواة التمر ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلاً ومَذْلاً وأَمْذَلَتْ خَدِرَتْ وامْذالَّتِ امْذِلالاً وكلُّ خَدَرً أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ وقوله وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي دعَوتُكِ أَشْتَفِي بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها فَتَهُونُ إِما أَن يكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة وإِما أَن تكون لغة وقال الكسائي مَذِلْت من كلامك ومضضت بمعنى واحد ورجل مِذْل أَي صغير الجثة مثل مِدْل وحكى ابن بري عن سيبويه رجل مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وطبيب
( * قوله « وطب وطبيب » هكذا في الأصل ) والامْذِلالُ الاسترخاء والفُتور والمَذَل مثله ورجل مِذْل خفيُّ الجسم والشخص قليل اللحم والدال لغة وقد تقدم والمَذِيلُ الحديدُ الذي يسمى بالفارسية نَرمْ آهَنْ

مذل
المَذَل الضجَر والقَلَق مَذِل مَذَلاً فهو مَذِل والأُنثى مَذِلة والمَذِل الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ وكذلك إِذا لم يقدر على ضبط نفسه ومَذِل بسِّره
( * قوله « ومذل بسره إلخ » عبارة القاموس ومذل بسره كنصر وعلم وكرم ) بالكسر مَذَلاً ومِذالاً فهو مَذِل ومَذِيلٌ ومَذَل يَمْذُل كلاهما قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه وروي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال المِذالُ من النفاق هو أَن يَقْلَق الرجلُ عن فِراشه الذي يُضاجِع عليه حليلته ويتحوَّل عنه ليَفْتَرِشَه غيرُه ورواه بعضهم المِذاء ممدود فأَما المِذال باللام فإِن أَبا عبيد قال أَصله أَن يَمْذَل الرجل بسرِّه أَي يَقْلَق وفيه لغتان مَذِل يَمْذَل مَذَلاً ومَذَل يَمْذُل بالضم مَذْلاً أَي قلقْت به وضَجِرْت حتى أَفْشَيته وكذلك المَذَل بالتحريك ومَذِلْت من كلامه قَلِقْت وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه حتى يتحَّل عنه أَو بمَالِه حتى يُنْفِقه فقد مَذِل وقال الأسود بن يعفر ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً مَذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجْيادِي وقال قيس بن الخَطِيم فلا تَمْذُلْ بسِرِّك كُلُّ سرٍّ إِذا ما جاوَز الاثنين فاشِي قال أَبو منصور فالمِذال في الحديث أَن يَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا وأَما المِذاء بالمدّ فهو مذكور في موضعه ابن الأَعرابي المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل والمِمْذَل القَوَّاد على أَهله والمِمْذلُ الذي يَقْلَق بسرِّه ومَذِلَت نفسه بالشيء مَذَلاً ومَذُلَت مَذالة طابتْ وسمحتْ ورجل مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ سمحٌ ومَذَل بماله ومَذِلَ سَمَحَ وكذلك مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه قال مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ خَوْفَ المَنِيَّة أَنْفُسُ الأَنْجادِ وقالت امرأَة من بني عبد القيس تَعِظ ابنها وعِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك إِنما وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ ومَذِلَ على فِراشه مَذَلاً فهو مَذِل ومَذُل مَذالةً فهو مَذِيلٌ كِلاهما لم يستقرَّ عليه من ضعف وغَرَض ورجال مَذْلى لا يطمئنون جاؤوا به على فَعْلى لأَنه قَلَق ويدل على عامة ما ذهب إِليه سيبويه في هذا الضرب من الجمع
( * قوله « من الجمع » هكذا في الأصل ) والمَذِيلُ المريض الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيف قال الراعي ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا ؟ أَقَذىً بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا ؟ والمَذِلُ والماذِلُ الذي تَطِيب نفسُه عن الشيء يتركه ويسترجي غيرَه والمُذْلةُ النكتة في الصخرة ونواة التمر ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلاً ومَذْلاً وأَمْذَلَتْ خَدِرَتْ وامْذالَّتِ امْذِلالاً وكلُّ خَدَرً أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ وقوله وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي دعَوتُكِ أَشْتَفِي بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها فَتَهُونُ إِما أَن يكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة وإِما أَن تكون لغة وقال الكسائي مَذِلْت من كلامك ومضضت بمعنى واحد ورجل مِذْل أَي صغير الجثة مثل مِدْل وحكى ابن بري عن سيبويه رجل مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وطبيب
( * قوله « وطب وطبيب » هكذا في الأصل ) والامْذِلالُ الاسترخاء والفُتور والمَذَل مثله ورجل مِذْل خفيُّ الجسم والشخص قليل اللحم والدال لغة وقد تقدم والمَذِيلُ الحديدُ الذي يسمى بالفارسية نَرمْ آهَنْ

مرجل
الليث المَراجِل ضرْب من بُرود اليمن وأَنشد وأَبْصَرْتُ سَلْمَى بين بُرْدَيْ مَراجِلٍ وأَخْياشِ عصبٍ من مُهَلْهلَة اليَمنْ وأَنشد ابن بري لشاعر يُسائِلْنَ مَنْ هذا الصَّريعُ الذي نَرَى ؟ ويَنْظُرْنَ خَلْساً من خِلال المَراجِل وثوب مُمَرْجَل على صنعة المَراجِلِ من البُرود وفي الحديث وعليها ثِياب مراجِل يروى بالجيم والحاء فالجيم معناه أَن عليها نُقوشاً تِمْثال الرجال والحاء معناه أَن عليها صُوَرَ الرِّحال وهي الإِبل بأَكْوَارِها ومنه ثوبٌ مُرَحَّل والروايتان معاً من باب الراء والميم فيهما زائدة وهو مذكور أَيضاً في موضعه وفي الحديث فبعث معهما بِبُرْد مَرَاجِل هو ضرْب من بُرود اليمن قال وهذا التفسير
( * قوله « قال وهذا التفسير » عبارة النهاية قال الازهري هذا إلخ ) يشبه أَن تكون الميم أَصلية والمُمَرْجَل ضرْب من ثياب الوَشْيِ قال العجاج بِشِيَةٍ كَشِيَةِ المُمَرْجَلِ قال الجوهري قال سيبويه مَرَاجِل ميمُها من نفس الحرف وهي ثياب الوَشْيِ وفي الحديث ولِصَدْرِه أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَل هو بالكسر الإِناء الذي يُغْلى فيه الماء وسواء كان من حديد أَو صُفْر أَو حجارة أَو خَزَف والميم زائدة قيل لأَنه إِذا نُصِب كأَنه أُقيم على أَرْجُل قال ابن بري والمِرْجَل المُِشط ميمه زائدة لأَنه يرجَّل به الشعر قال الشاعر مَرَاجِلُنا من عَظْمِ فِيلٍ ولم تكن مَرَاجلُ قَومي من جَديد القَماقِم

مرطل
مَرْطَله في الطِّين لَطَخَه ومَرْطَل الرجلُ ثوبه بالطين إِذا لَطَخَه ومَرْطَلَ عِرْضَه كذلك قال صخر بن عميرة مَمْغُوثة أَعْراضُهم مُمَرْطَلَهْ كما تُلاثُ في الهِناءِ الثَّمَلَهْ ومَرْطَله المطرُ بَلَّه ومَرْطَلَ العملَ أَدامه

مسل
المَسِيلُ السَّيَلان والمَصْلُ القَطْرُ ويقال لِمَسِيل الماء مَسَلٌ بالتحريك المحكم المَسَل والمَسِيلُ مَجْرَى الماء وهو أَيضاً ماء المطر وقيل المَسل المَسِيلُ الظاهر والجمْع أَمْسِلةٌ ومُسُلٌ ومُسْلانٌ ومَسائلُ وزعم بعضهم أَن ميمه زائدة من سال يَسيل وأَن العرب غَلِطت في جمعه قال الأَزهري هذه الجموع على توهُّم ثبوت الميم أَصلية في المَسِيل كما جمعوا المكان أَمكنة وأَصله مَفْعَل من كان قال ساعدة بنجؤية يصف النحل منها جَوارِسُ للسَّراة وتَخْتَوِي كَرَباتِ أَمْسِلةٍ إِذا تَتَصَوَّب
( * قوله « وتختوي » هكذا في الأصل وأورده في التكملة بلفظ تأثري ثم قال تأثري تفتعل من الاري والكربات أماكن ترتفع عن السهل وقيل أماكن مرتفعة تصب في الاودية إلى آخر ما هنا )
تَخْتَوِي تأْكل لِلْخَواء والكَرَبُ ما غَلُظَ من أُصول جريد النخل والأَمْسِلة جمع المَسِيل وهو الجريد الرَّطْب وجمعه المُسُل الأَزهري سمعت أَعرابيّاً من بني سعد نشَأَ بالأَحْساء يقول لجريد النخل الرّطْبِ المُسُل والواحد مَسِيل ومُسالا الرجل عَضُداه ومُسالا الرجل جانِبا لَحْيَيْه وهو أَحد الظروف الشاذة التي عَزَلَها سيبويه ليفسِّر معانيها وأَنشد لأَبي حية النميري إِذا ما تَغَشَّاه على الرَّحْل يَنْثَني مُسالَيْه عنه من وراء ومُقْدِم قال سيبويه ومُسالاه عِطْفاه فجرى مجرى جَنْبَيْ فُطَيمة ابن الأَعرابي المَسالةُ طول الوجه مع حسن ومَسُولَى اسم موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد للمَرّار فأَصْبَحْتُ مَهْموماً كأَنّ مَطِيَّتي بِبَطْن مَسُولَى أَو بِوَجْرَةَ ظالِعُ أَي طال وُقوفي حتى كأَن ناقتي ظالع

مشل
المَشَل
( * قوله « المشل » هكذا في التهذيب مضبوطاً بالتحريك ومقتضى صنيع القاموس وضبط التكملة أنه بالفتح ) الحَلَب القليل والمِمْشَلُ الحالب الرفيق بالحَلْب ومَشَّلَت الناقةُ تَمْشيلاً أَنزلت شيئاً قليلاً من اللبَن وتَمْشِيلُ الدِّرَّة انتشارُها لا تجتمع فيَحْلُبها الحالب وقد تَمَشَّلَها الحالبُ أَو فَصِيلُها قال شمر ولو لم أَسمعه لابن شميل لأَنكرته سلمة عن الفراء التَّمْشِيل أَن تَحْلُب وتبقي في الضَّرْع شيئاً وهو التَّفْشِيل أَيضاً وامْتَشَل سيفَه اخْتَرَطَه ابن السكيت امْتَشَل سيفَه من غِمْده وامْتَشَقه وانْتضاه وانْتَضَله بمعنى واحد وفَخِذٌ ناشِلة قليلة اللحم قال أَبو تراب سمعت بعض الأَعراب يقول فَخِذ ماشِلة بهذا المعنى وهو مَمْشُول الفخِذ أَي قليل اللحم وفي الحديث ذكر مُشَلَّل بضم الميم وفتح الشين وتشديد اللام الأُولى وفتحها موضع بين مكة والمدينة

مصل
المَصْل معروف والمُصُولُ تمَيُّزُ الماء عن الأَقِطِ واللبنُ إِذا عُلِّق مَصَل ماؤه فقَطر منه وبعضهم يقول مَصْلة مثل أَقْطة المحكم مَصَل الشيءُ يَمْصُل مصْلاً ومُصولاً قطَر ومَصَلَتِ اسْتُه أَي قطرَت والمَصْل والمُصالة ما سال من الأَقِط إِذا طُبخ ثم عصر أَبو زيد المَصْل ماءُ الأَقِط حينَ يُطبخ ثم يُعْصر فعُصارةُ الأَقِط هي المَصْل الجوهري ومَصْلُ الأَقِط عملُه وهو أَن تجعله في وِعاء خُوصٍ أَو غيره حتى يقطُر ماؤه والذي يَسِيل منه المُصالةُ والمُصالةُ ما قطر من الحُبِّ ومصَلَ اللبَنَ يمْصُله مَصْلاً إِذا وضعه في وِعاء خوص أَو خِرَق حتى يقطر ماؤه وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً وأَمْصَلَ الراعي الغنمَ إِذا حلبها واستَوْعب ما فيها والمُصولُ تمييزُ الماء من اللبن ولبنٌ ماصِلٌ قليل وشاة مُمْصِلٌ ومِمْصالٌ يَتزايَلُ لبنُها في العُلْبة قبل أَن يُحْقَن والمُمْصِلُ من النساء التي تُلْقي ولدَها مُضْغة وقد أَمْصَلَت المرأَة أَي أَلقت ولدها وهو مضغة ابن السكيت يقال قد أَمْصَلْتَ بِضاعةَ أَهلِك إِذا أَفسدتها وصرَفْتها فيما لا خير فيه وقد مَصَلَتْ هي ابن الأَعرابي المِمْصَل الذي يُبَذِّرُ ماله في الفساد والمِمْصَل أَيضاً راووق الصبَّاغ وأَمْصَلَ مالَه أَي أَفسده وصرَفه فيما لا خير فيه وقال الكلابي يعاتب امرأَته لعَمْري لقد أَمْصَلْتِ ماليَ كلَّه وما سُسْتِ من شيء فربُّكِ ماحِقُه والماصِلةُ المُضَيِّعة لمتاعها وشيئها ويقال أَعْطى عطاء ماصِلاً أَي قليلاً وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً أَي قليلاً وقال سليم بنالمغيرة مَصَل فلانٌ لفلان من حقِّه إِذا خرج له منه وقال غيره ما زِلت أُطالبُه بحقِّي حتى مَصَل به صاغراً ومَصَل الجُرْحُ أَي سال منه شيء يسير وحكى ابن بري عن ابن خالويه الماصِلُ ما رَقَّ من الدَّبوقاءِ والجُعْمُوسُ ما يَبِس منه

مطل
المَطْلُ التسويف والمُدافَعة بالعِدَة والدَّيْن ولِيَّانِه مَطَلَه حَقَّه وبه يَمْطُلُه مَطْلاً وامْتَطَلَه وكاطَلَه به مُماطَلَةً ومِطالاً ورجل مَطُول ومَطَّال وفي الحديث مَطْلُ الغنيِّ ظُلْمٌ والمَطْلُ المَدُّ مَطَل الحبلَ وغيره يَمْطُله مَطْلاً فامْطَلَّ أَنشد الأَصمعي لبعض الرُّجَّاز كأَن صاباً آلَ حتى امْطَلاَّ والمَطْلُ مدُّ المَطَّال حديدةَ البيضة التي تُذاب للسيوف ثم تُحْمَى وتُضرب وتُمد وتُرَبَّع ومَطَلَ الحديدة يَمْطُلها مَطْلاً ضرَبها ومدَّها وسبكها وأَدارَها ثم طبَعها فصاغها بيضة وهي المَطِيلة وكذلك الحديدة تذاب للسيوف ثم تحمى وتضرب وتمدّ وتربَّع ثم تُطْبَع بعد المَطْل فتجعل صفيحة الصحاح مَطَلْت الحديدة أَمْطُلُها مَطْلاً إِذا ضربتها ومددتها لِتَطُول والمَطَّال صانع ذلك وحرفته المِطالة يقال مَطَلَها المَطَّال ثم طبعها بعد المَطْل والمَطِيلةُ اسم الحديدة التي تُمْطَل من البيضة ومن الزَّنْدة والمَطْلُ الطُّولُ والمَمْطولُ المضروب طُولاً قال أَبو منصور أَراد الحديد أَو السيف الذي ضرب طولاً كما قال الليث وكل ممدود مَمْطول والمَطْل في الحق والدَّيْن مأْخوذ منه وهو تَطْوِيلُ العِدَّة التي يضربُها الغريمُ للطالب يقال مَطَله وماطَلَه بحقِّه واسمٌ مَمْطولٌ طالَ بإِضافة أَو صلة استعمله سيبويه فيما طالَ من الأَسماء كعشرين رجلاً وخيراً منك إِذا سمي بهما رجل والمَطَلةُ لغة في الطَّمَلة وهي بقية الماء الكَدِر في أْسفل الحوض وقد تقدم وقيل مَطَلَتُه طينتُه وكَدَرُه ابن الأَعرابي وسطُ الحوض مَطَلَتُه وسِرْحانُه قال ومَطَلَتُه غِرْيَنُه ومَسِيطَتُه ومَطِيطَتُه وامْتَطَل النباتُ الْتَفَّ وتدَاخَل وماطِلٌ فحل من كِرام فُحول الإِبل إِليه تنسَب الإِبل الماطِلِيَّة قال أَبو وجزة كفَحْلِ الهِجان الماطِلِيِّ المُرَفَّلِ وأَنشد ابن بري لشاعر سِهامٌ نجَتْ منها المَهَارَى وغودِرَتْ أَراحِيبُها والماطِلِيُّ الهَمَلَّعُ ابن الأَعرابي المِمْطَلُ اللِّصُّ والمِمْطَلُ مِيقَعةُ الحدَّاد

معل
معَل الحمارَ وغيرَه يَمْعَله مَعْلاً استَلَّ خُصْيَيْه والمَعْل الاختلاس بعَجلة في الحرب ومَعَلَ الشيءَ يَمْعَلُه اختطفَه ومَعَلَهُ مَعْلاً اختلسه وقوله إِني إِذا ما الأَمرُ كان مَعْلا وأَوْخَفَتْ أَيْدِي الرِّجالِ الغِسْلا لم تُلْفِني دارِجةً ووَغْلا يعني إِذا كان الأَمر اختِلاساً وقوله وأَوْخَفَتْ أَيدي الرجال الغِسْلا أَي قلَّبوا أَيديَهم في الخصومة كأَنهم يضربون الخِطْميَّ قال ابن الأَعرابي كانت العرب إِذا تَوًّقَفَت للحرب تَفاخرتْ قبل الوقعة فترفع أَيديَها وتُشيرُ بها فتقول فَعَل أَبي كذا وكذا وقامَ بأَمْرَ كذا وكذا فشبهت أَيديهم بالأَيدي التي تُوخِف الخطميَّ وهو الغِسل والدارِجة والوَغْل الخسيسُ ابن الأَعرابي امْتَعَلَ فلان إِذا دارك الطِّعانَ في اختلاسٍ وسُرعة ومَعَله عن حاجته وأَمْعَلَه أَعجله وأَزعجه والمَعْلُ مدُّ الرَّجل الحُوارَ من حياء الناقة يُعْجِلُه بذلك وقيل هو استخراجه بعجلة ومَعَلَ أَمرَه يَمْعَله مَعْلاً عَجَّله قبل أَصحابه ولم يَتَّئِد ومَعَلَ أَمرَه مَعْلاً أَيضاً أَفسده بإِعجاله قال ابن بري عند قول الجوهري ومَعَلْتَ أَمرَك أَي عَجَّلتَه وقطعته وأَفسدته قال ومنه قول القلاخ إِني إِذا ما الأَمرُ كان مَعْلا ولم أَجِدْ من دون شَرٍّ وَعْلا وكان ذو العِلْم أَشدَّ جَهْلا من الجَهُول لم تَجِدْني وَغْلا ولم أَكُنْ دارِجةً ونَغْلا والمَعْل سَيْرُ النَّجاء والمَعْل السرعةُ في السير قال ابن بري شاهده قول ابن العمياء لقد أَجوبُ البَلَدَ القَراحا المَرْمَرِيسَ النائيَ الصَّحْصاحا بالقَوْم لا مَرْضَى ولا صِحاحا إِنْ يَنْزِلوا لا يَرْقُبوا الإِصْباحا وإِن يَسِيروا يَمْعَلوا الرَّواحا أَي يعجلوا ويُسرعوا ومَعَل السيرَ يَمْعَله مَعْلاً أَسرع وغلام مَعِل أَي خفيف ومَعَل رِكابه يَمْعَلها قطع بعضها من بعض عن ثعلب يقال لا تَمْعَلوا رِكابكم أَي لا تقطعوا بعضها من بعض ومَعَل الخشبة مَعْلاً شقَّها وما لَكَ منه مَعْلٌ أَي بُدٌّ والمِعْوَلُ ميمه زائدة وقد مضى في فصل العين

مغل
المَغَل وجع البطن من تراب
( * قوله « من تراب » اي من أكل التراب )
مَغِلَت الدابة بالكسر والناقة تَمْغَل مَغَلاً فهي مَغِلةٌ ومَغَلَتْ أَكلت الترابَ مع البَقْل فأَخذها لذلك وجَعٌ في بطنها والاسم المَغْلة ويُكْوَى صاحبُ المَغْلةِ ثلاثَ لَذَعات بالمِيسَم خلْف السُّرَّة وبها مَغْلة شَديدةٌ ابن الأَعرابي المِمْغَل الذي يُولَعُ بأَكل التراب فيَدْقَى منه أَي يَسْلَح وقوله في الحديث صومُ شهرِ الصَّبْرِ وثلاثةِ أَيام من كل شهر صومُ الدهرِ ويذهب بمَغْلةِ الصدْر أَي بنَغَلِه وفساده من المَغَل وهو داءٌ يأْخذ الغنم في بطونها ويُروى بِمَغَلَّةِ الصدْر بالتشديد من الغِلِّ الحقد وأَمْغَل القومُ مَغِلَتْ إِبِلُهم وشاؤهم وهو داء يقال مَغِلت تَمْغَل قال والإِمْغالُ في الشاءِ ليس في الإِبل وهو مثل الكِشَافِ في الإِبل أَن تحمِل كلَّ عام والمَغْل والمَغَل اللبن الذي تُرْضِعه المرأَة ولدَها وهي حامل وقد مَغِلَتْ به وأَمْغَلَته وهي مُمْغِلٌ والإِمْغال وجَعٌ يُصيبُ الشاةَ في بطنها فكلَّما حَمَلَت ولداً أَلْقته وقيل الإِمْغال في الشاة أَن تحمِل عليها في السنة الواحدة مرتين وقد أَمْغَلَتْ وهي مُمْغِل وقيل هو أَن تُنْتَجَ سنَواتٍ مُتتابِعةً والمَغْلةُ النعجةُ والعَنْزُ التي تُنْتَجُ في عام مرتين والجمع مِغالٌ وأَمْغَلَت غنمُ فلان إِذا كانت تلك حالَها وقال ابن الأَعرابي الإِمْغال أَن لا تُراحَ الإِبلُ ولا غيرُها سنَةً وهو مما يُفْسِدها والمُمْغِلُ من النساء التي تَلِد كلَّ سنة وتحمِل قبل فِطام الصبيّ قال القطامي بَيْضاء مَحْطوطَة المَتْنَيْنِ بَهْكَنَة رَيَّا الرَّوادِف لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ يقول لم يكثر ولدها فيكون ذلك مفسدة لها ويُرَهِّل لحمَها وقال أَبو النجم يصف عَيْراً يَرْمي بِخَوصاءَ إِلى مَزالِها ليست كَعَين الشَّمْسِ في أَمْغالِها أَراد بمَزالها زوال الشمس والمَغَل الرَّمَص وجمعه أَمْغال ومَغِلت عينه إِذا فسدت ومَغَل فلان يَمْغَل مَغْلاً ومَغالةً وَشى وخصَّ بعضهم به الوِشايَة عند السلطان يقال أَمْغَل بي فلان عند السلطان أَي وَشَى بي إِليه ومَغَل فلان بفلان عند فلان إِذا وَقع فيه يَمْغَل مَغْلاً وإِنه لصاحب مَغالةٍ ومنه قول لبيد يَتَأَكَّلون مَغالةً ومَلاذةً ويُعابُ قائلُهم وإِن لم يَشْغَبِ
( * قوله ويتأَكلون مغالة إلخ » هكذا في الأصل هنا وتقدم في مادة ملذ بلفظ يتحدثون مغالة إلخ وهو كذلك في النهاية في مواضع الا أنه وقع في مادة ملذ وان لم يشعب بالعين المهملة وهو خطأ والصواب ما هنا من انه بالغين المعجمة )
والميم في المَغالة والمَلاذة أَصلية من مَغَل ومَلَذ والمُمْغِل الأَرض الكثيرة الغَمْلى وهو النَّبْت الكثير

مقل
المُقْلة شَحْمة العين التي تجمع السوادَ والبياضَ وقيل هي سوادُها وبياضُها الذي يَدُورُ كله في العين وقيل هي الحَدَقة عن كراع وقيل هي العين كلُّها وإِنما سميت مُقْلة لأَنها تَرْمِي بالنظر والمَقْل الرَّمْيُ والحدَقة السوادُ دون البياضِ قال ابن سيده وأَعرف ذلك في الإِنسان وقد يستعمل ذلك في الناقة أَنشد ثعلب من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَما يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ وقال أَبو داود سمعت بالغَرّاف يقولون سخِّن جَبِينَك بالمُقْلة شبَّه عين الشمس بالمُقْلةِ والمَقْل النظر ومَقَله بعينه يَمْقُله مَقْلاً نظر إِليه قال القطامي ولقد يَرُوعُ قُلوبَهُنَّ تَكَلُّمِي ويَرُوعُني مَقْلُ الصِّوارِ المُرْشق ويروى مُقَل ومَقْل أَحسن لقوله تكلُّمِي ويقال ما مَقَلَتْه عيني منذ اليوم وحكى اللحياني ما مَقَلَتْ عيني مثلَه مَقْلاً أَي ما أَبصرتْ ولا نظرتْ وهو فَعَلَتْ من المُقْلة وفي حديث ابن مسعود وسئل عن مَسْح الحَصى في الصلاة فقال مرَّةً وتركُها خير من مائة ناقة لِمُقْلةٍ قال أَبو عبيد المُقْلة هي العين يقول تركها خير من مائة ناقة يختارها الرجل على عينه ونظره كما يريد قال وقال الأَوزاعي ولا يريد أَنه يقتنيها وفي حديث ابن عمر خيرٌ من مائة ناقة كلّها أَسْوَدُ المُقْلةِ أَي كل واحد منها أَسودُ العين والمَقْلة بالفتح حَصاة القَسْم توضع في الإِناء ليُعْرَف قدرُ ما يُسْقَى كلُّ واحد منهم وذلك عند قلَّة الماء في المَفاوِزِ وفي المحكم تُوضَع في الإِناء إِذا عَدِموا الماء في السفر ثم يُصَبُّ فيه من الماء قَدْرُ ما يَغْمُرُ الحَصاة فيُعطاها كل رجل منهم قال يزيد بن طُعْمة الخَطْمِيّ وخَطْمةُ من الأَنصار بنو عبدِ الله بن مالك بن أَوْس قَذَفُوا سيِّدَهم في وَرْطةٍ قَذْفَك المَقْلةَ وسْطَ المُعْتَرَكْ ومَقَلَ المَقْلة أَلقاها في الإِناء وصبَّ عليها ما يغمُرها من الماء وحكى ابن بري عن أَبي حمزة يقال مَقْلة ومُقْلة شبهت بمُقْلة العين لأَنها في وسط بياض العين وأَنشد بيت الخَطْمِيّ وفي حديث عليٍّ لم يبق منها إِلا جُرْعة كجُرْعة المَقْلة هي بالفتح حَصاة القَسْم وهي بالضم واحدة المُقْل الثمر المعروف وهي لصِغَرِها لا تسَعُ إِلا الشيء اليسير من الماء ومَقَله في الماء يَمْقُله مَقْلاً غَمَسه وغطَّه ومَقَل الشيء في الشيء يَمْقُله مَقْلاً غَمَسَه وفي الحديث إِذا وقَع الذُّبابُ في إِناء أَحدِكم فامْقُلوه فإِن في أَحد جَناحيه سُمّاً وفي الآخر شِفاء وإِنه يقدِّم السُّمَّ ويؤخر الشِّفاء قال أَبو عبيدة قوله فامْقُلوه يعني فاغْمِسوه في الطعام أَو الشراب ليُخْرِج الشفاء كما أَخرج الداء والمَقْل الغَمْس ويقال للرَّجُلَين إِذا تَغاطَّا في الماء هما يَتَماقَلان والمَقْل في غير هذا النظرُ وتَماقَلوا في الماء تَغاطُّوا وفي حديث عبد الرحمن وعاصم يَتماقَلان في البحر ويروى يَتَماقَسان ومَقَل في الماء يَمْقُل مَقْلاً غاصَ ويروى أَن ابن لقمان الحكيم سأَل أَباه لقمان فقال أَرأَيت الحَبَّة التي تكون في مَقْل البحر أَي في مَغاص البحر فأَعلمه أَن الله يعلم الحَبَّة حيث هي يعلمها بعِلمه ويستخرجها بلُطفه وقوله في مَقْل البحر أَراد في موضع المَغاص من البحر والمَقْل أَن يَخَاف الرجل على الفصيل من شربه اللبن فيسقيَه في كفّه قليلاً قليلاً قال شمر قال بعضهم لا يعرف المَقْل الغَمْس ولكن المَقْل أَن يُمْقَل الفصيلُ الماءَ إِذا آذاه حَرُّ اللبن فيُوجَر الماءَ فيكون دواءٍ والرجل يمرض فلا يسمع شيئاً فيقال امْقُلوه الماءَ واللبنَ أَو شيئاً من الدواء فهذا المَقْل الصحيح وقال أَبو عبيد إِذا لم يَرْضَع الفَصِيل أُخِذ لسانه ثم صُبَّ الماء في حَلْقه وهو المَقْل وقد مَقَلْته مَقْلاً قال وربما خرج على لسانه قُروح فلا يقدر على الرضاع حتى يُمْقَل وأَنشد إِذا اسْتَحَرَّ فامْقُلوه مَقْلا في الحَلْقِ واللَّهاةِ صُبُّوا الرِّسْلا والمَقْل ضرْب من الرضاع وأَنشد في وصف الثَّدْي كَثَدْي كَعابٍ لم يُمَرَّثَ بالمَقْلِ قال الليث نصَب الثاء على طلَب النون قال الأَزهري وكأَنَّ المَقْل مقلوب من المَلْق وهو الرضاع ومَقْل البئر أَسفلها والمُقْل الكُنْدُر الذي تُدَخِّن به اليهودُ ويجعل في الدواء والمُقْل حمل الدَّوْم واحدته مُقْلة والدَّوْم شجرة تشبه النخلة في حالاتها قال أَبو حنيفة المُقْل الصمغ الذي يسمى الكُور وهو من الأَدوية

مكل
المُكْلة والمَكْلة جَمَّةُ البئر وقيل أَول ما يُستقَى من جَمَّتِها والمُكْلة الشيء القليل من الماء يبقى في البئر أَو الإِناء فهو من الأَضداد وقد مَكَلَت الرَّكِيَّة تَمْكُل مُكُولاً فهو مَكُول فيهما والجمع مُكُلٌ وحكى ابن الأَعرابي قَلِيبٌ مُكُلٌ كعُطُل ومَكِلٌ كنَكِدٍ ومُمْكَلة ومَمْكُولة كل ذلك التي قد نَزَح ماؤها وقيل المَكُول من الآبار التي يقلُّ ماؤها فتَسْتَجِمُّ حتى يجتمع الماء في أَسفلها واسمذلك الماء المُكْلة والمَكَل اجتماع ل الماء في البئر الليث مَكَلَت البئر إذا اجتمع الماء في وسطها وكثر وبئر مَكُولٌ وجَمَّة مَكول ابن الأَعرابي المِمْكَلُ الغَدير القليل الماء الجوهري مَكِلَت البئر أَي قَلَّ ماؤها واجتمع في وسطها وقيل إِذا اجتمع فيها قليلاً قليلاً إِلى وقت النَّزْح الثاني فاسم ذلك مَكْلة ومُكْلة يقال أَعْطني مَكلةَ رَكيَّتك أَي جَمَّة ركيتك والبئر مَكول والجمع مُكُل ومنه قول أُحَيْحة بن الجُلاح صَحَوْت عن الصِّبا واللَّهْوُ غُولُ ونَفْسُ المرءِ آوِنةً مَكُولُ أَي قليلة الخير مثل البئر المَكُول والمَكُوليُّ اللئيم عن أَبي العَميْثَل الأَعرابي

ملل
المَلَلُ المَلالُ وهو أَن تَمَلَّ شيئاً وتُعْرِض عنه قال الشاعر وأُقْسِمُ ما بي من جَفاءٍ ولا ملَل ورجل مَلَّةٌ إِذا كان يَمَلُّ إِخوانَه سريعاً مَلِلْت الشيء مَلَّة ومَلَلاً ومَلالاً ومَلالة بَرِمْت به واسْتَمْلَلْته كمَلِلْتُه قال ابن هَرْمة قِفا فَهَرِيقا الدمْع بالمَنْزِل الدَّرْسِ ولا تَسْتَمِلاَّ أَن يطول به عَنْسِي وهذا كما قالوا خَلَت الدارُ واستخْلت وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه وقال الشاعر لا يَسْتَمِلُّ ولا يَكْرى مُجالِسُها ولا يَمَلُّ من النَّجْوَى مُناجِيها وأَمَلَّني وأَمَلَّ عَليَّ أَبرَمَني يقال أَدَلَّ فأَمَلَّ وقالوا لا أَمْلاهُ أَي لا أَمَلُّه وهذا على تحويل التضعيف والذي فعلوه في هذا ونحوِه من قولهم لا
( * هكذا بياض في الأصل ) لا أَفعل وإِنشادهم من مآشِرٍ حِداءِ
( * قوله « من مآشر حداء » قبله كما في مادة حدد يا لك من تمر ومن شيشاء ينشب في المسعل واللهاء أنشب من مآشر حداء )
لم يكن واجباً فيجب هذا وإِنما غُيِّر استحساناً فساغ ذلك فيه الجوهري مَلِلْت الشيء بالكسر ومَلِلْت منه أَيضاً إِذا سَئِمْته ورجل مَلٌّ ومَلول ومَلولة ومالولةٌ ومَلاَّلة وذو مَلَّة قال إِنك والله لَذُو مَلَّة يَطرِفُك الأَدْنى عن الأَبْعَدِ قال ابن بري الشعر لعمر بن أَبي ربيعة وصواب إِنشاده عن الأَقدَم وبعده قلت لها بل أَنتِ مُعْتَلَّة في الوَصل يا هندُ لِكَي تَصْرِمي وفي الحديث اكْلَفوا من العمل ما تُطِيقون فإِن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا معناه إِن الله لا يَمَلُّ أَبداً مَلِلْتم أَو لم تَمَلُّوا فجرى مجرى قولهم حتى يَشِيبَ الغراب ويبيضَّ القارُ وقيل معناه إِن الله لا يَطَّرِحُكم حتى تتركوا العمل وتزهدوا في الرغبة إِليه فسمى الفعلين مَلَلاً وكلاهما ليس بِمَلَل كعادة العرب في وضع الفعل موضع الفعل إِذا وافق معناه نحو قولهم ثم أَضْحَوْا لَعِبَ الدهرُ بهم وكذاك الدهرُ يُودِي بالرجال فجعل إِهلاكه إِياهم لَعِباً وقيل معناه إِن الله لا يقطع عنكم فَضْله حتى تَمَلُّوا سؤاله فسمَّى فِعل الله مَلَلاً على طريق الازْدِواج في الكلام كقوله تعالى وجزاءُ سيئة سيئةٌ مثلها وقوله فمَنِ اعْتَدى عليكم فاعْتَدوا عليه وهذا باب واسع في العربية كثير في القرآن وفي حديث الاستسقاء فأَلَّف اللّه السَّحاب ومَلَّتْنا قال ابن الأَثير كذا جاء في رواية لمسلم قيل هي من المَلَلِ أَي كثر مطرُها حتى مَلِلناها وقيل هي مَلَتْنا بالتخفيف من الامْتِلاء فخفف الهمزة ومعناه أَوسَعَتْنا سَقْياً وريًّا وفي حديث المُغيرة مَلِيلة الإِرْغاء أَي مَمْلولة الصوت فَعِيلة بمعنى مفعولة يَصِفها بكثرة الكلام ورَفْعِ الصوت حتى تُمِلَّ السامعين والأُنثى مَلول ومَلولة فملول على القياس ومَلولة على الفعل والمَلَّة الرَّماد الحارُّ والجمْر ويقال أَكلنا خُبزَ مَلَّة ولا يقال أَكلنا مَلَّة ومَلَّ الشيءَ في الجمْر يَمُلُّه مَلاًّ فهو مَمْلول ومَلِيل أَدخله
( * قوله « ادخله » يعني فيه فلفظ فيه إما ساقط من قلم الناسخ او اقتصاراً من المؤلف ) يقال مَلَلْت الخُبرةَ في المَلَّة مَلاًّ وأَمْلَلْتها إِذا عمِلتها في المَلَّة فهي مَمْلولة وكذلك كل مَشْوِيّ في المَلَّة من قَريس وغيره ويقال هذا خُبز مَلَّةٍ ولا يقال للخبز مَلَّة إِنما المَلة الرَّماد الحارّ والخبز يسمى المَلِيل والمَمْلول وكذلك اللحمُ وأَنشد أَبو عبيد ترى التَّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبى إِلى تَيْمِيَّةٍ كعَصا المَلِيل وفي الحديث قال أَبو هريرة لما افتتَحْنا خَيبرَ إِذا أُناس من يَهُود مجتمعون على خُبزة يَمُلُّونها أَي يجعلونها في المَلَّة وفي حديث كعب أَنه مرَّ به رِجْل من جَراد فأَخذ جَرادَتين فمَلَّهما أَي شَواهما بالمَلَّة وفي قصيد كعب بن زهير كأَنَّ ضاحِيَهُ بالنار مَمْلولُ أَي كأَنَّ ما ظهر منه للشمس مَشْويّ بالمَلَّة من شدّة حرّه ويقال أَطعَمَنا خبز مَلَّةٍ وأَطعمَنا خبزة مَلِيلاً ولا يقال أَطعَمنا مَلَّة قال الشاعر لا أَشْتُم الضَّيْفَ إِلاّ أَنْ أَقولَ له أَباتَكَ الله في أَبيات عَمَّارِ أَباتَك الله في أَبيات مُعْتَنِزٍ عن المَكارِم لا عَفٍّ ولا قارِي صَلْدِ النَّدى زاهِدٍ في كل مَكْرُمة كأَنَّما ضَيْفُهُ في مَلَّة النارِ وقال أَبو عبيد المَلَّة الحُفْرة نفسها وفي الحديث قال له رجل إِنَّ لي قَراباتٍ أَصِلُهم ويَقْطَعُونَني وأُعْطِيهم ويَكْفُرونني فقال له إِنما تُسِفُّهم المَلَّ المَلُّ والمَلَّة الرّماد الحارّ الذي يُحْمى ليُدْفَن فيه الخبز ليَنْضَج أَراد إِنما تجعل المَلَّة لهم سَفُوفاً يَسْتَفُّونه يعني أَن عَطاءَك إِياهم حرام عليهم ونارٌ في بطونهم ويقال به مَلِيلة ومُلالٌ وذلك حَرارة يجدها وأَصله من المَلَّة ومنه قيل فلان يتململ على فِراشه ويتَمَلَّلُ إِذا لم يستقرّ من الوجع كأَنه على مَلَّة ويقال رجل مَلِيل للذي أَحرقته الشمس وقول المرار على صَرْماءَ فيها أَصْرَماها وخِرِّيتُ الفَلاة بِها مَلِيلُ قوله وخِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ أَي أَضْحَت الشمس فلَفَحَتْه فكأَنه مَمْلول في المَلَّة الجوهري والمَلِيلة حَرارة يجدها الرجل وهي حُمَّى في العظم وفي المثَل ذهبت البَلِيلة بالمَلِيلة والبَلِيلة الصِّحَّة من أَبَلَّ من مَرَضه أَي صح وفي الحديث لا تَزال المَلِيلةُ والصُّداعُ بالعبد المَلِيلة حرارة الحُمَّى وتوهُّجُها وقيل هي الحُمَّى التي تكون في العظام والمَلِيلُ المِحْضَأْ ومَلَّ القَوْسَ والسهمَ والرمح في النار عالجها به
( * قوله « عالجها به » هكذا في الأصل ولعله عالجها بها ) عن أَبي حنيفة والمَلِيلةُ والمُلالُ الحرُّ الكامِن ورجل مَمْلول ومَلِيل به مَلِيلة والمَلَّةُ والمُلالُ عَرَق الحُمَّى وقال اللحياني مُلِلْتُ مَلاًّ والاسم المَلِيلةُ كَحُمِمْت حُمَّى والاسم الحُمَّى والمُلال وجع الظَّهْر أَنشد ثعلب دَاوِ بها ظَهْرَك من مُلالِه من خُزُرات فيه وانْخِزالِه كما يُداوى العَرُّ من إِكالِه والمُلال التقلُّب من المرض أَو الغم قال وهَمّ تأْخُذُ النُّجَواءُ منه يُعَدُّ بِصالِبٍ أَو بالمُلالِ والفعل من ذلك مَلَّ وتَمَلَّل الرجلُ وتَمَلْمَلَ تَقلَّب أَصله تَمَلَّل فَفُكَّ بالتضعيف ومَلَّلْته أَنا قلَّبته وتَمَلَّل اللحمُ على النار اضطرب شَمِر إِذا نَبا بالرجل مَضْجَعُه من غَمٍّ أَو وَصَب قيل قد تَمَلْمَلَ وهو تقلُّبه على فِراشه قال وتَمَلْمُله وهو جالس أَن يَتوكأَ مرة على هذا الشِّق ومرة على ذاك ومرة يَجْثُو على ركبتيه وأَتاه خَبَر فَمَلْمَله والحِرْباءُ تَتَمَلْمَل من الحرِّ تصعَد رأْس الشجرة مرة وتَبْطُن فيها مرة وتظهر فيها أُخرى أَبو زيد أَمَلَّ فلان على فلان إِذا شقَّ عليه وأَكثر في الطلَب يقال أَمْلَلْت عليَّ قال ابن مقبل أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ وقال شمر في قوله أَمَلَّ عليها بالبِلى أَلقى عليها وقال غيره أَلَحَّ عليه حتى أَثَّر فيها وبعير مُمَلٌّ أَكثر رُكوبه حتى أَدْبَر ظَهره قال العجاج فأَظهر التضعيف لحاجته إِليه يصِف ناقة حَرْف كقَوْسِ الشَّوْحَطِ المُعَطَّلِ لا تَحْفِل السَّوْطَ ولا قولي حَلِ تشكُو الوَجى من أَظْلَلٍ وأَظلَلِ من طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ مُمْلَلِ أَراد تشكُو الناقة وجَى أَظَلَّيْها وهما باطِنا مَنْسِمَيها وتشكو ظهرَها الذي أَمَلَّه الركوب أَي أَدْبَرَه وجَزَّ وبَره وهَزَله وطريق مَلِيل ومُمَلٌّ قد سلك فيه حتى صار مُعْلَماً وقال أَبو دُواد رَفَعْناها ذَمِيلاً في مُمَلٍّ مُعْمَلٍ لَحْبِ وطريق مُمَلّ أَي لَحْب مسلوك وأَمَلَّ الشيءَ قاله فكُتِب وأَمْلاه كأَمَلَّه على تحويل التضعيف وفي التنزيل فليُمْلِلْ وَلِيُّه بالعدْل وهذا من أَمَلَّ وفي التنزيل أَيضاً فهي تُمْلى عليه بُكْرةً وأَصِيلاً وهذا من أَمْلى وحكى أَبو زيد أَنا أُمْلِلُ عليه الكتاب بإِظهار التضعيف وقال الفراء أَمْلَلْت لغة أَهل الحجاز وبني أَسد وأَمْلَيْت لغة بني تميم وقيس يقال أَمَلَّ عليه شيئاً يكتبه وأَمْلى عليه ونزل القرآن العزيز باللغتين مَعاً ويقال أَمللت عليه الكتاب وأَمليته وفي حديث زيد أَنه أَمَلَّ عليه لا يَستوي القاعدون من المؤمنين يقال أَمْلَلْت الكتاب وأَمليته إِذا أَلقيته على الكاتب ليكتبه ومَلَّ الثوبَ مَلاًّ درَزَه عن كراع التهذيب مل ثوبَه يَمُلُّه إِذا خاطه الخياطة الأُولى قبل الكَفِّ يقال منه مَلَلت الثوبَ بالفتح والمِلَّة الشريعة والدين وفي الحديث لا يَتوارثُ أَهلُ مِلَّتين المِلَّة الدين كملَّةِ الإِسلام والنَّصرانية واليهودية وقيل هي مُعْظم الدين وجملة ما يجيء به الرسل وتملَّل وامتلَّ دخل في المِلَّة وفي التنزيل العزيز حتى تَتَّبِع مِلَّتهم قال أَبو إِسحق المِلة في اللغة سُنَّتُهم وطريقهم ومن هذا أُخذ المَلَّة أَي الموضع الذي يختبزُ فيه لأَنه يؤثَّر في مكانها كما يؤثَّر في الطريق قال وكلام العرب إِذا اتفَق لفظُه فأَكثره مُشتق بعضُه من بعض قال أَبو منصور ومما يؤيد قولَه قولُهم مُمَلٌّ أَي مسلوك معلوم وقال الليث في قول الراجز كأَنه في ملَّة مَمْلول قال المملول من المِلَّة أَراد كأَنه مثال مُمَثَّل مما يعبد في مِلَل المشركين أَبو الهيثم المِلَّة الدية والمِلَل الديات وأَنشد غَنائم الفِتْيان في يوم الوَهَل ومن عَطايا الرؤساء في المِلَل
( * قوله « غنائم الفتيان إلخ » في هامش النهاية ما نصه قال وأنشدني أبو المكارم
غنائم الفتيان أيام الوهل ... ومن عطايا الرؤساء والملل
يريد إبلاً بعضها غنيمة وبعضها صلة وبعضها من ديات )
وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه قال ليس على عَرَبيٍّ مِلْك ولَسْنا بنازِعِين من يدِ رجل شيئاً أَسلَم عليه ولكِنَّا نُقَوِّمُهم
( * قوله « ولكنا نقوّمهم إلخ » هكذا في الأصل وعبارة النهاية ولكنا نقوّمهم الملة على آبائهم خمساً من الابل الملة الدية وجمعها ملل قال الازهري الى آخر ما هنا وقال الصاغاني بعد ان ذكر الحديث كما في النهاية قال الازهري أراد إنما نقومهم كما نقوّم الى آخر ما هنا وضبط لفظ ونذر الجراح بهذا الضبط ففي عبارة الأصل سقط ظاهر ) كما نُقَوِّم أَرشَ الدِّيات ونَذَرُ الجِراحَ وجعل لكلِّ رأْسٍ منهم خمساً من الإِبل يَضْمَنُها عَشائِرُهم أَو يضمنونها للذين مَلَكوهم قال ابن الأَثير قال الأَزهري كان أَهل الجاهلية يَطَؤون الإِماءَ ويَلِدْن لهم فكانوا يُنْسَبُون إِلى آبائهم وهم عَرَب فرأَى عمر رضي الله عنه أَن يردّهم على آبائهم فَيَعْتِقون ويأْخُذ من آبائهم لِمَواليهم عن كلِّ وَلَدٍ خمساً من الإِبل وقيل أَراد مَن سُبِيَ من العرب في الجاهليَّة وأَدركه الإِسلام وهو عبد مَن سَباه أَن يردّه حرّاً إِلى نسبه ويكون عليه قيمته لِمَن سَباه خمساً من الإِبل وفي حديث عثمان أَنَّ أَمَةً أَتت طَيِّئاً فأَخبرتهم أَنها حُرَّة فتزوّجت فولَدت فجعل في وَلَدِها المِلَّة أَي يَفْتَكُّهم أَبوهم من مَوالي أُمِّهم وكان عثمان يعطي مكانَ كلَّ رأْسٍ رأْسَيْن وغيرُه يعطي مكان كل رأْس رأْساً وآخرون يُعْطُون قيمته بالغةً ما بلغت ابن الأَعرابي مَلَّ يَمِلُّ بالكسر كسرِ الميم إِذا أَخذ المِلَّة وأَنشد جاءت به مُرَمَّداً ما مُلاَّ ما فِيَّ آلُ خَمَّ حين أَلَّى
( * قوله « وأنشد جاءت به إلخ » هكذا في الأصل )
قوله ما مُلاَّ ما جُحِد وقوله ما فيَّ آل ما صلة والآلُ شخصه وخَمَّ تغيرت ريحُه وقوله أَلَّى أَي أَبْطأَ ومُلَّ أَي أُنضِج وقال الأَصمعي مَرَّ فلان يَمْتَلّ امْتِلالاً إِذا مَرَّ مَرًّا سريعاً المحكم مَلَّ يَمُلُّ مَلاًّ وامْتَلَّ وتَمَلَّل أَسرع وقال مصعب امْتَلَّ واسْتَلَّ وانْمَلَّ وانسَلَّ بمعنى واحد وحمار مُلامِلٌ سريع وهي المَلْمَلة ويقال ناقة مَلْمَلى على فَعْلَلى إِذا كانت سريعة وأَنشد يا ناقَتا ما لَكِ تَدْأَلِينا أَلم تكوني مَلْمَلى دَفونا ؟
( * قوله « دفونا » هكذا في الأصل وفي التكملة ذقونا بالذال والقاف )
والمُلمُول المِكْحال الجوهري المُلمول الذي يكتحَل به وقال أَبو حاتم هو المُلُمول الذي يُكْحَل وتُسْبَرُ به الجراح ولا يقال المِيل إِنما المِيلُ القِطعة من الأَرض ومُلمول البعير والثعلب قضيبه وحكى سيبويه مالُّ وجمعه مُلاَّن ولم يفسِّره وفي حديث أَبي عبيد أَنه حَمَل يوم الجِسْر فضرب مَلْمَلة الفِيل يعني خُرْطومَه ومَلَل موضع في طريق مكة بين الحرَمين وقيل هو موضع في طريق البادِية وفي حديث عائشة أَصبح النبي صلى الله عليه وسلم بمَلَل ثم راحَ وتعشَّى بسَرفٍ مَلَلٌ بوزن جَبل موضع بين مكة والمدينة على سبعة عشر ميلاً بالمدينة
( * قوله « سبعة عشر ميلاً بالمدينة » الذي في ياقوت ثمانية وعشرين ميلاً من المدينة ) ومُلال موضع قال الشاعر رَمى قلبَه البَرْقُ المُلالِيُّ رَمْيةً بذكرِ الحِمَى وَهْناً فباتَ يَهِيمُ

مندل
قال المبرد المَنْدَل العود الرَّطْب وهو المَنْدَلِيُّ قال الأَزهري هو عندي رباعي لأَن الميم أَصلية قال لا أَدري أَعربي هو أَو معرب

مهل
المَهْل والمَهَل والمُهْلة كله السَّكِينة والتُّؤَدة والرِّفْق وأَمْهله أَنظره ورَفَق به ولم يعجل عليه ومَهَّله تمْهِيلاً أَجَّله والاسْتِمْهال الاستنظار وتَمَهَّل في عمله اتَّأَدَ وكلُّ ترفُّقٍ تمَهُّل ورُزِق مَهْلاً رَكِب الذُّنوب والخَطايا فمُهِّل ولم يُعْجَل ومَهَلَت الغنمُ إِذا رعت بالليل أَو بالنهار على مَهَلِها والمُهْلُ اسمٌ يجمع مَعْدِنِيَّات الجواهر والمُهْل ما ذاب من صُفْرٍ أَو حديد وهكذا فسر في التنزيل والله أَعلم والمُهْل والمُهْلة ضرْب من القَطِران ماهِيُّ رَقِيق يُشْبه الزيت وهو يضرِب إِلى الصفرة من مَهاوَتِه وهو دَسِم تُدْهَن به الإِبل في الشتاء قال والقَطِران الخاثر لا يُهْنَأُ به وقيل هو دُرْدِيُّ الزيتِ وقيل هو العَكَر المُغْلى وقيل هو رَقِيق الزيت وقيل هو عامَّته وأَنشد ابن بري للأَفوه الأَوْدِي وكأَنما أَسَلاتُهم مَهْنوءةٌ بالمُهْلِ من نَدَبِ الكُلومِ إِذا جَرى شبَّه الدمَ حين يَبِس بِدُرْدِيّ الزيت وقوله عز وجل يُغاثوا بماء كالمُهْل يقال هو النُّحاس المذاب وقال أَبو عمرو المُهْل دُرْدِيُّ الزيت قال والمُهْل أَيضاً القَيْح والصَّدِيد ومَهَلْت البعيرَ إِذا طليته بالخَضْخاض فهو مَمْهول قال أَبو وجزة
( * قوله « قال ابو وجزة » في التهذيب زيادة لفظ يصف ثوراً )
صافي الأَديم هِجان غير مَذْبَحِه كأَنه بِدَم المَكْنان مَمْهول وقال الزجاج في قوله عز وجل يوم تكون السماء كالمُهْلِ قال المُهْل دُرْدِيُّ الزيت قال الأَزهري ومثله قوله فكانت وَرْدةً كالدِّهانِ
( * قوله « فكانت وردة كالدهان » في الازهري زيادة جمع الدهن ) قال أَبو إِسحق كالدِّهان أَي تَتَلوَّن كما يتلوَّن الدِّهان المختلفة ودليل ذلك قوله تعالى كالمُهْل يَشْوي الوُجوه فدَعا بفِضة فأَذابها فجَعلتْ تَميَّع وتَلوَّن فقال هذا من أَشبَهِ ما أَنتم راؤون بالمُهْل قال أَبو عبيد أَراد تأْويلَ هذه الآية وقال الأَصمعي حدَّثني رجل قال وكان فصيحاً أَن أَبا بكر رضي الله عنه أَوْصى في مرضه فقال ادفِنوني في ثَوْبَيَّ هذين فإِنهما للمَهْلةِ والتراب بفتح الميم وقال بعضهم المِهْلة بكسر الميم وقالت العامرية المُهْل عندنا السُّمُّ والمُهْل الصديد والدم يخرج فيما زعم يونس والمُهْل النحاس الذائب وأَنشد ونُطْعمُ من سَدِيفِ اللحْم شِيزى إِذا ما الماءُ كالمُهْلِ الفَرِيغِ وقال الفراء في قوله تعالى وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً الكَثِيب الرمل والمَهِيل الذي يحرَّك أَسفله فيَنْهال عليه من أَعلاه والمَهِيل من باب المُعْتَلِّ والمُهْل ما يَتَحاتُّ عن الخُبزة من الرماد ونحوه إِذا أُخرِجت من المَلَّة قال أَبو حنيفة المُهْل بقيّة جَمْر في الرماد تُبِينُه إِذا حرَّكته ابن شميل المُهْل عندهم المَلَّة إِذا حَمِيت جدًّا رأَيتها تَمُوج والمُهْلُ والمَهْلُ والمُهْلةُ صديد الميت وفي الحديث عن أَبي بكر رضي الله عنه أَنه أَوْصى في مرضه فقال ادفِنوني في ثوبيَّ هذين فإِنما هما للمُهْل التراب قال أَبو عبيدة المُهْل في هذا الحديث الصديدُ والقيحُ قال والمُهْل في غير هذا كلُّ فِلِزٍّ أُذِيبَ قال والفِلِزُّ جواهرُ الأَرض من الذهب والفضة والنُّحاس وقال أَبو عمرو المُهْل في شيئين هو في حديث أَبي بكر رضي الله عنه القيحُ والصديدُ وفي غيره دُرْدِيُّ الزيت لم يعرف منه إِلاَّ هذا وقد قدَّمنا أَنه روي في حديث أَبي بكر المُهْلة والمِهْلة بضم الميم
( * قوله « بضم الميم » لم يتقدم له ذلك ) وكسرها وهي ثلاثَتُها القيحُ والصديدُ الذي يذُوب فيَسيل من الجسد ومنه قيل للنُّحاس الذائب مُهْل والمَهَلُ والتمَهُّل التقدُّم وتمهَّل في الأَمر تقدَّم فيه والمُتْمَهِلّ والمُتْمَئلّ الهمزة بدل من الهاء الرجلُ الطويلُ المعتدلُ وقيل الطويلُ المنتصبُ أَبو عبيد التمَهُّل التقدُّم ابن الأَعرابي الماهِلُ السريع وهو المتقدِّم وفلان ذو مَهَل أَي ذو تقدُّم في الخير ولا يقال في الشرِّ وقال ذو الرمة كم فيهمُ من أَشَمِّ الأَنْفِ ذي مَهَلٍ يأْبى الظُّلامةَ منه الضَّيْغم الضاري أَي تقدُّمٍ في الشرَف والفضل وقال أَبو سعيد يقال أَخذ فلان على فلان المُهْلةَ إِذا تقدَّمه في سِنٍّ أَو أَدبٍ ويقال خُذِ المُهْلةَ في أَمْرك أَي خذ العُدَّة وقال في قول الأَعشى إِلا الذين لهم فيما أَتَوْا مَهَلُ قال أَراد المعرفةَ المتقدِّمة بالموضع ويقال مَهَلُ الرجلِ أَسْلافُه الذين تقدّموه يقال قد تقدّم مَهَلُك قبلك ورَحِم الله مَهَلَك ابن الأَعرابي روي عن عليٍّ عليه السلام أَنه لما لَقِيَ الشُّراةَ قال لأَصحابه أَقِلُّوا البِطْنةَ وأَعْذِبوا وإِذا سِرْتم إِلى العدوِّ فَمَهْلاً مَهْلاً أَي رِفْقاً رِفْقاً وإِذا وقعت العين على العين فَمَهَلاً مَهَلاً أَي تقدُّماً تقدُّماً الساكن الرفق والمتحرك التقدُّم أَي إِذا سِرْتم فَتَأَنَّوْا وإِذا لَقِيتم فاحمِلوا وقال الجوهري المَهَل بالتحريك التُّؤدة والتباطُؤ والاسم المُهْلة وفلان ذو مَهَل بالتحريك أَي ذو تقدُّم في الخير ولا يقال في الشر يقال مَهَّلْته وأَمْهَلْته أَي سكَّنته وأَخَّرته ومنه حديث رُقَيْقة ما يبلُغ سَعْيُهم مَهَلَه أَي ما يبلُغ إِسراعُهم إِبطاءه وقول أُسامة بن الحرث الهذلي لَعَمْري لقد أَمْهَلْت في نَهْي خالدٍ عن الشام إِمّا يَعْصِيَنَّك خالد أَمْهَلْت بالغت يقول إِن عصاني فقد بالغت في نهيه الجوهري اتْمَهَلَّ اتْمِهْلالاً أَي اعتدلَ وانتصَب قال الراجز وعُنُق كالجِذْع مُتْمَهِلّ أَي منتصِب وقال القحيف إِذا ما الضِّباعُ الجِلَّة انْتَجَعَتْهُم نَمَا النِّيُّ في أَصْلائها فاتْمَهَلَّتِ وقال معن بن أَوس لُباخِيَّة عَجْزاء جَمّ عِظامُها نَمَتْ في نَعيمٍ واتْمَهَلَّ بها الجسم وقال كعب بن جعيل في مكانٍ ليس فيه بَرَمٌ وفَرَاش مُتعالٍ مُتْمَهِلّ وقال حبيب بن المرّ قال العبدي لقد زُوّج المردادُ بَيْضاءَ طَفْلةً لَعُوباً تُناغِيهِ إِذا ما اتْمَهَلَّتِ
( * قوله « المرداد » هكذا في الأصل )
وقال عُقبة بن مُكَدّم في تَلِيلٍ كأَنه جِذْعُ نخْلٍ مُتَمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ والاتْمِهْلال أَيضاً سكون وفتور وقولهم مَهْلاً يا رجل وكذلك للاثنين والجمع والمؤنث وهي موحدة بمعنى أَمْهِل فإِذا قيل لك مَهْلاً قلت لا مَهْلَ والله ولا تقل لا مَهْلاً والله وتقول ما مَهْلٌ والله بمُغْنِيةٍ عنك شيئاً قال الكميت أَقُولُ له إِذا ما جاء مَهْلاً وما مَهْلٌ بَواعِظة الجَهُول وهذا البيت
( * قوله « وهذا البيت إلخ » الذي في نسخ الصحاح الخط والطبع التي بأَيدينا كما أورده سابقاً وكذا هو في الصاغاني عن الجوهري فلعل ما وقع لابن بري نسخة فيها سقم ) أَورده الجوهري أَقول له إِذ جاء مهلاً وما مَهْل بواعظة الجهول قال ابن بري هذا البيت نسبه الجوهري للكميت وصدره لجامع بن مُرْخِيَةَ الكِلابيِّ وهو مُغَيَّر ناقص جزءاً وعَجُزه للكميت ووزنهما مختلفٌ الصَّدْرُ من الطويل والعَجُز من الوافر وبيت جامع أَقول له مَهْلاً ولا مَهْلَ عنده ولا عنْدَ جارِي دَمْعِهِ المُتَهَلِّل وأَما بيت الكميت فهو وكُنَّا يا قُضاع لكم فَمَهْلاً وما مَهْلٌ بواعِظة الجَهُولِ فعلى هذا يكون البيت من الوافر موزوناً وقال الليث المَهْلُ السكينة والوَقار تقول مَهْلاً يا فلانُ أَي رِفْقاً وسكوناً لا تعجل ويجوز لك كذلك ويجوز التثقيل وأَنشد فيا ابنَ آدَمَ ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ ؟ لله دَرُّكَ ما تأْتي وما تَذَرُ وقال الله عز وجل فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم فجاء باللغتين أَي أَنْظِرْهُمْ

مهصل
حمار مُهْصُلٌ غليظ كبُهْصُلٍ قال ابن سيده وأَرى الميم بدلاً

مول
المالُ معروف ما مَلَكْتَه من جميع الأَشياء قال سيبويه من شاذ الإِمالة قولهم مال أَمالُوها لشبه أَلفها بأَلف غَزَا قال والأَعرف أَن لا يمال لأَنه لا علَّة هناك توجب الإِمالة قال الجوهري ذكر بعضهم أَن المال يؤنث وأَنشد لحسان المالُ تُزْرِي بأَقوامٍ ذوِي حَسَبٍ وقد تُسَوِّد غير السيِّد المالُ والجمع أَمْوال وفي الحديث نهى عن إِضاعة المال قيل أَراد به الحيوان أَي يُحْسَن إِليه ولا يهمَل وقيل إِضاعته إِنفاقه في الحرام والمعاصي وما لا يحبه الله وقيل أَراد به التبذير والإِسْراف وإِن كان في حَلال مُباح قال ابن الأَثير المال في الأَصل ما يُملك من الذهب والفضة ثم أُطلِق على كل ما يُقْتَنَى ويملَك من الأَعيان وأَكثر ما يُطلق المال عند العرب على الإِبل لأَنها كانت أَكثر أَموالهم ومِلْت بعدنا تَمال ومُلْت وتَمَوَّلْت كله كثُر مالُك ويقال تَمَوَّل فلان مالاً إِذا اتَّخذ قَيْنة
( * قوله « قينة » كذا في الأصل ولعله بالكسر كما يؤخذ ذلك من مادة قنو في المصباح ) ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم فليأْكُلْ منه غير مُتَمَوِّل مالاً وغير مُتَأَثِّل مالاً والمعنيان مُتقارِبان ومالَ الرجل يَمُول ويَمَالُ مَوْلاً ومُؤولاً إِذا صار ذا مالٍ وتصغيره مُوَيْل والعامة تقول مُوَيِّل بتشديد الياء وهو رجلٌ مالٌ وتَمَوَّلَ مثله ومَوَّلَه غيره وفي الحديث ما جاءَك منه وأَنتَ غيرُ مُشْرِف عليه فَخْذْه وتَموّله أَي اجعله لك مالاً قال ابن الأَثير وقد تكرّر ذكر المال على اختلاف مُسَمَّياتِه في الحديث ويُفرَق فيها بالقَرائن ورجلٌ مالٌ ذو مالٍ وقيل كثيرُ المال كأَنه قد جَعل نفسَه مالاً وحقيقته ذو مالٍ وأَنشد أَبو عمرو إِذا كان مالاً كان مالاً مُرَزَّأً ونال ندَاه كلُّ دانٍ وجانِب قال ابن سيده قال سيبويه مال إِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينُه وإِما أَن يكون فَعْلاً من قوم مالةٍ ومالِينَ وامرأَة مالةٌ من نسوة مالةٍ ومالاتٍ وما أَمْوَلَهُ أَي ما أَكثر مالَهُ قال ابن جني وحكى الفراء عن العرب رجل مَئِلٌ إِذا كان كثير المال وأَصلُها مَوِل بوزن فَرِقٍ وحَذِرٍ ثم انقلبت الواو أَلِفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت مالاً ثم إِنهم أَتوا بالكسرة التي كانت في واو مَوِل فحركوا بها الأَلف في مالٍ فانقلبت همزة فقالوا مَئِل وفي حديث مُصْعَب بن عمير قالت له أُمُّه والله لا أَلبَس خِماراً ولا أَستظِلُّ أَبداً ولا آكل ولا أَشرب حتى تَدَعَ ما أَنتَ عليه وكانت امرأَة مَيِّلة أَي ذات مال يقال مالَ يَمالُ ويَمول فهو مالٌ ومَيِّل على فَعْل وفَيْعِل قال والقياس مائِلِ وفي حديث الطفيل كان رجلاً شريفاً شاعراً مَيِّلاً أَي ذا مالٍ ومُلْتُه أَعطيته المال ومالُ أَهلِ البادية النَّعَمُ والمُولةُ العنكبوت أَبو عمرو هي العنكبوت والمُولةُ والشَّبَثُ والمِنَنَة قال الجوهري زعم قوم أَن المُولَ العنكبوت الواحدة مُولةٌ وأَنشد حاملة دَلْوك لا محمولَهْ مَلأَى من المال كعَيْن المُولَهْ قال ولم أَسمعه عن ثِقَة ومُوَيْل من أَسماء رَجَب قال ابن سيده أَراها عادِيَّة

ميل
: المَيْلُ : العُدول إِلى الشيء والإِقبالُ عليه وكذلك المَيْلانَ . و مالَ الشيءُ يَمِيلُ مَيْلاً و مَمالاً و مَمِيلاً و تَمْيالاً الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد : لما رأَيْتُ أَنَّني راعِي مالْ حَلْقْتُ رأْسي وتركْتُ التَّمْيالْ قال ابن سيده : وهذه الصيغة موضوعة بالأَغلب لتكثير المصدر كما أَن فَعَّلْت بالأَغلب موضوعة لتكثير الفعل . و المَيَل : مصدر الأَمْيَل . يقال : مالَ الشيءُ يَمِيل مَمالاً و مَمِيلاً مثال مَعابٍ ومَعِيب في الاسم والمصدر . و مال عن الحق و مال عليه في الظلم و أَمال الشيء ف مال ورجل مائلٌ من قوم مُيَّل و مالةٍ . يقال : إِنهم لَمالةٌ إِلى الحق وقول ساعدة بن جؤية : غَداه ظَهْرُه نُجُدٌ عليه ضَباب تَنْتَحِيه الريحُ مِيلُ قيل : ضَباب مِيلٌ مع الريح يَتكفَّأ . قال ابن جني : القول في مِيل فإِنه وإِن كان جمعاً فإِنه أَجراه على الضَّباب وإِن كان واحداً من حيث كان كثيراً فذهب بالجمع إِلى الكثرة كما قال الحطيئة : فَنُوَّارُه مِيلٌ إِلى الشمس زاهِرُه قال : وقد يجوز أَن يكون مِيلٌ واحداً كَنِقْصٍ ونِضْوٍ ومِرْطٍ وقد أَمالهُ إِليه و مَيَّله . و اسْتَمَال الرجل : من المَيْل إِلى الشيء . وفي حديث أَبي موسى أَنه قال لأَنس : عُجِّلَتِ الدنيا وغُيِّبَتِ الآخرة أَمَا وا لو عايَنوها ما عَدَلوا ولا مَيَّلوا قال شمر : قوله ما مَيَّلوا لم يشكُّوا ولم يتردَّدوا . تقول العرب : إِني لأُمَيِّلُ بين ذَيْنِكَ الأَمرَين و أُمايِلُ بينهما أَيَّهما أَرْكَب وأُمايِطُ بينهما وإِني لأُمَيِّل و أُمايِل بينهما أَيُّهما أَفضل وقال عمران بن حطان : لما رأَوا مَخْرَجاً من كُفْرِ قومِهِمُ مضوا فما مَيَّلوا فيه وما عَدَلوا ما مَيَّلوا أَي لم يشكُّوا . وإِذا مَيَّل بين هذا وهذا فهو شاكٌّ . وقوله ما عَدَلوا كما تقول ما عدَلْت به أَحداً وقيل : ما عَدَلوا أَي ما ساوَوْا بها شيئاً . و تمايَل في مِشْيته تمايُلاً و اسْتَماله و اسْتَمال بقلبه . و التَّمْيِيل بين الشيئين : كالترجيح بينهما . وفي حديث أَبي ذر : دخل عليه رجل فقرَّبَ إِليه طعاماً فيه قِلَّةٌ فَ مَيَّل فيه لِقلَّتِهِ فقال أَبو ذر : إِنما أَخاف كثرته ولم أَخَف قِلّته مَيَّل أَي تردَّد هل يأَكل أَو يترك تقول العرب : إِني لأَمَيِّل بين ذيْنِك الأَمرين و أَمايِل بينهما أَيَّهما آتِي . و المَيْلاءُ : ضرْب من الاعتِمام حكى ثعلب : هو يَعْتَمُّ المَيْلأَ أَي يُمِيل العمامة . وفي حديث أَبي هريرة عن النبي قال : صِنْفانِ من أَهل النار لم أَرهُما بعدُ قومٌ معهم سِياطٌ كأَذْنابِ البَقر يضربون الناس بها ونساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مائِلاتٌ مُمِيلاتٌ رُؤُوسُهنَّ كأَسْنِمة البُخْتِ المائِلة لا يَدْخُلْن الجنة ولا يَجِدْن ريحَها وإِنَّ ريحَها لَتُوجدُ من كذا وكذا يقول : يَمِلْنَ بالخُيْلاء ويُصْبِينَ قلوبَ الرجال وقيل : مائِلات الخِمْرة كما قال الآخر : مائلَةِ الخِمْرةِ والكلامِوقيل : المائلات المُتَبرِّجات وقيل : مائِلات الرؤُوس إِلى الرجال والمِشْطةُ الميْلاء : معروفة وقد كرِهها بعضهم للنساء قال ابن الأَثير المائِلاتُ الزائِغاتُ عن طاعة الله وما يَلْزَمُهُنَّ حفظه و مُمِيلاتٌ يُعلِّمن غيرهن الدخولَ في مثل فِعْلِهن وقيل : مائلاتٌ مُتَبَخْتِرات في المشي مِمِيلات لأَكتافهنَّ وأَعطافهنَّ وقيل : مائلات يَمْتَشِطْنَ المِشْطةَ المَيْلاء وهي مِشْطَة البَغايا وقد جاء كراهتُها في الحديث . و المُمِيلات : اللواتي يَمْشُطْن غيرَهنَّ تلك المِشْطة . وفي حديث ابن عباس : قالت له امرأَة إِني أَمْتَشِط المَيْلاء فقال عكرمة : رأْسُك تَبَعٌ لقلبِك فإِن استقام قلبُك استقام رأْسُك وإِن مال قلبُك مال رأْسُك . و مالت الشمسُ مُيولاً : ضَيَّفَت للغروب وقيل : مالت زاغَتْ عن الكَبِد . و المَيْل : في الحادث و المَيَلُ بالتحريك : في الخِلْقة والبناء . تقول : رجل أَمْيَل العاتِق في عُنُقه مَيَل وتقول في الحائط مَيَلٌ وكذلك السَّنام وقد مَيِلَ يَمْيَل مَيَلاً فهو أَمْيَل . أَبو زيد : مَيِل الحائط يَمْيَلُ و مَيِل سَنام البعير مَيَلاً و مَيِلَ الحائط مَيَلاً قال : مال الحائط يَمِيل مَيْلاً . وقال ابن السكيت : فلان مَيَلٌ علينا والحائط مَيَلٌ بتحريك الياء . وفي الحديث : لا تَهْلِك أُمتي حتى يكون بينهم التَّمايُل والتَّمايُز أَي لا يكون لهم سلطان يكُفُّ الناسَ عن التَّظالم فَ يَمِيل بعضهم على بعض بالأَذى والحَيْف . و المَيْلاءُ من الإِبل : المائلة السنام . ولأُقِيمَنَّ مَيَلك وفيه مَيْل علينا . و الأَمْيَلُ على أَفْعَل : الذي يَمِيل على السرج في جانب ولا يستوي عليه وقيل : هو الذي لا سَيْف معه وقيل : هو الذي لا رُمْح معه وقيل : هو الذي لا تُرْس معه وقيل : هو الجَبان وجمعه مِيلٌ قال الأَعشى : لا مِيل ولا عُزُلُ ابن السِّكِّيَتِ : الأَمْيَل الذي لا سيف معه والأَكْشَفُ الذي لا تُرْس معه قال : و الأَمْيَلُ عند الرُّواة الذي لا يثبت على ظهور الخيل إِنما يَمِيل عن السَّرْج في جانب فإِذا كان يثبت على الدابة قيل فارسٌ وإِن لم يثبت قيل كِفْل قال جرير : لم يركَبُوا الخيلَ إِلا بعدما هَرِموا فهم ثِقالٌ على أَكتافها مِيلُ وفي قصيد كعب : إِذا توقَّدتِ الحِزَّانُ والمِيلُ وقيل : هي جمع أَمْيَل وهو الكَسِل الذي لا يحْسِنُ الركوب والفُروسِيَّة وفي قصيدته أَيضاً : عِند اللِّقاءِ ولا مِيلٌ مَعازِيلُ و المَيْلاءُ : عُقْدة من الرمل ضخمة زاد الأَزهري : مُعْتزِلة قال ذو الرمة : مَيْلاَء من مَعْدِن الصِّيرانِ قاصِيةٍ أَبعارُهُنَّ على أَهدافِها كُثَبُ قال أَبو منصور : لا أَعرف المَيْلاء في صفة الرمال قال : ولم أَسمعه من العرب قال : وأَما الأَمْيَلُ فمعروف قال : وأَحسب الليث أَراد قول ذي الرمة : مَيْلاء من معدنٍ الصِّيران قاصيَةٍ إِنما أَراد بالمَيْلاء هنا أَرْطاةً قال : ولها حينئذ معنيان : أَحدهما أَنه أَراد أَنَّ فيها اعْوِجاجاً والثاني أَنه أَراد ب المَيْلاء أَنها متنحِّية متباعدة من مَعْدِن بقر الوَحْش قال : وجمع الأَميل من الرمل مِيلٌ و مَيْلاء موضعُه خفض لأَنه من نعت أَرْطاة في قوله : فبات ضَيْفاً إِلى أَرْطاةِ مُرْتَكِمٍ من الكَثِيبِ لها دِفْءٌ ومُحْتَجَبُ الجوهري : المَيْلاء من الرمل العُقْدة الضخمة والشجرة الكثيرة الفروع أَيضاً . وأَلِفُ الإِمالة : هي التي تجدها بين الأَلف والياء نحو قولك في عالم وخاتم عالم وخاتم . و مالَ بنا الطريقَ : قَصَدها . و مايَلَنَا المَلك فمايَلْناه أَي أَغار علينا فأَغَرْنا عليه و المِيلُ من الأَرض : قَدْرُ منتهَى مدَّ البصر والجمع أَمْيال و مُيول قال كثيَّر عزة : سيأْتي أَميرَ المؤْمنين ودونه صِمادٌ من الصُّوّان مَرْتٌ مُيولُها ثَنائي تُنَمِّيهِ إِليك ومِدْحَتِي صُهابِيَّةُ الأَلوانِ باقٍ ذمِيلُها وقيل للأَعلام المبنية في طريق مكة أَميال لأَنها بنيت على مَقادِير مَدَى البَصَر من المِيلِ إِلى المِيلِ وكلُّ ثلاثةِ أَمْيال منها فَرْسَخ . و المِيلُ : مَنارٌ يبنَى للمسافر في أَنْشازِ الأَرض وأَشرافِها وقيل : مسافة من الأَرض مُتَراخِية ليس لها حَدّ معلوم . و المِيلُ : المُلْمول والجمع كالجمع . الأَصمعي : قول العامة المِيلُ لما تُكْحَل به العين خطأ إِنما هو المُلْمُول وهو الذي يُكحَل به البصر . ويقال للحديدة التي يكتب بها في أَلواح الدفتر مُلْمُول ولا يقال مِيلٌ إِلاَّ للمِيلِ من أَميال الطريق . الجوهري : مِيلُ الكُحْل و مِيلُ الجِراحَة و مِيلُ الطريق والفرسخُ ثلاثةُ أَمْيال وجمعه أَمْيال و أَمْيُل وأَنشد ابن بري لأَبي النجم : حتى إِذا الآلُ جَرَى بالأَمْيُلِ وفارَق الجزْءَ ذَوُو التَّأَبُّلِ وفي حديث القيامة : فَتُدْنَى الشمسُ حين تكون قَدْر مِيلٍ قيل : أَراد المِيلَ الذي يُكْتَحل به وقيل : أَراد ثُلُثَ الفَرْسخ وقيل : المِيلُ القِطْعة من الأَرض ما بين العَلَمَين وقيل : هو مَدُّ البصر . و أَمالَ الرجلُ : رَعَى الخُلَّة قال لبيد : وما يَدْرِي عُبَيدُ بَني أُقَيْشٍ أَيُوضِعُ بالحَمائِلِ أَمْ يُمِيلُ أَوْضع : حَوَّل إِبلَه إِلى الحَمْضِ . و الاسْتِمالة : الاكْتِيال بالكَفَّين والذِّراعين وفي المحكم : اسْتَمَال الرجل كال باليدين وبالذراعين قال الراجز : قالتْ له سَوْداءُ مِثْلُ الغُول ما لك لا تَغْدو فَتَسْتَمِيل وقول مصعب بن عمير : وكانت امرأَةً مَيَّلَةً قد تقدم في ترجمة مول والله أَعلم

ميكائيل
مِيكائيلُ ومِيكائين من أَسماء الملائكة

نأل
النَّأَلانُ ضرب من المشي كأَنه يَنْهَض برأْسه إِلى فَوْقُ نأَلَ يَنْأَلُ نأْلاً ونئِيلاً ونأَلاناً مشَى ونَهَض برأْسه يحركه إِلى فوق مثل الذي يَعْدُو وعليه حِمْل ينهَض به وقد صحَّف الليث النَّأَلان فقال التَّأَلان قال الأَزهري وهذا تصحيف فاضح ونَأَلَ الفرسُ يَنْأَل نَأْلاً فهو نَؤُول اهتزَّ في مِشْيَته وضَبُع نَؤول كذلك قال ساعدة بن جؤية لها خُفَّان قد ثُلِبا ورأْس كرأْس العُود شَهْرَبةٌ نَؤُولُ ونَأَلَ أَن يفعل أَي ينبغي

نأجل
الليث النَّأْجِيلُ الجَوْزُ الهنديُّ قال وعامة أَهل العراق لا يهمزونه وهو مهموز قال الأَزهري وهو دخيل
( * قوله « وهو دخيل » عبارة الازهري وهو معرب دخيل ) والله أَعلم

نأدل
النِّئْدِلُ الداهية والله أَعلم

نأرجل
النَّأْرَجِيل بالهمز لغة في النَّارَجِيلُ وقد ذكر

نأطل
النِّئْطِلُ الداهية الشَّنْعاءُ رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي ورجل نِئْطِلٌ داهٍ

نأمل
النَّأْمَلةُ مَشْيُ المُقيَّد وقد نأْمَلَ

نبل
النُّبْل بالضم الذَّكاءُ والنَّجابة وقد نَبُلَ نُبْلاً ونَبالة وتَنَبَّل وهو نَبِيلٌ ونَبْلٌ والأُنثى نَبْلة والجمع نِبالٌ بالكسر ونَبَلٌ بالتحريك ونَبَلة والنَّبِيلة الفَضِيلة
( * قوله « ونبل بالتحريك ونبلة والنبيلة الفضيلة » هكذا في الأصل المعول عليه مصلحاً بخط السيد مرتضى لتقطيع في الورق وفي بعض النسخ ونبل بالتحريك مثل كريم وكرم الليث النبل في الفضل والفضيلة إلى آخر ما هنا ) وأَما النَّبالة فهي أَعمّ تجري مَجْرَى النُّبْل وتكون مصدراً للشيء النَّبيل الجسيم وأَنشد كَعْثَبُها نَبِيلُ قال وهو يَعيبها بهذا قال والنَّبَلُ في معنى جماعة النَّبيل كما أَن الأَدَم جماعة الأَدِيم والكَرَم قد يجيء جماعة الكريم وفي بعض القول رجل نَبْل وامرأَة نَبْلة وقوم نِبالٌ وفي المعنى الأَول قوم نُبَلاء الجوهري النُّبْل والنَّبالة الفَضْل وامرأَة نَبِيلة في الحسن بَيِّنة النَّبالة وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة امرأَة ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ إِلاَّ لِحُسنِ الخَلْق والنَّبالَهْ وكذلك الناقة في حسن الخَلْق وفرسٌ نَبِيل المَحْزِم حَسَنه مع غلظ قال عنترة وَحَشيّتي سَرْجٌ على عَبْل الشَّوَى مهدٍ مراكِلُهُ نَبِيلِ المَحْزِمِ وكذلك الرجل أَنشد ثعلب في صفة رجل فقامَ وَثَّابٌ نَبيلٌ مَحْزِمُهْ لم يَلْقَ بُؤْساً لحمه ولا دَمُهْ ويقال ما انتَبَلَ نَبْلَهُ إِلاَّ بأَخَرةٍ ونُبْلَه ونَبَالَه كذلك أَي لم يَنْتَبِه له وما بالي به قال يعقوب وفيها أَربع لغات نُبْلَه ونَبالَهُ ونَبالتَه ونُبالَتَه قال ابن بري اللغات الأَربع التي ذكرها يعقوب إِنما هي نُبْلَه ونَبْلَه ونَبالَه ونَبالَتَه لا غير وأَتاني فلانٌ وأَتاني هذا الأَمر وما نَبَلْت نَبْلَه أَنْبُل أَي ما شعَرْت به ولا أَردته وقال اللحياني أَتاني ذلك الأَمر وما انتَبَلْت نُبْلَه ونُبْلَتَه قال وهي لغة القَناني ونَبالَه ونَبالَته أَي ما علمت به قال وقال بعضهم معناه ما شَعرْت به ولا تهيَّأْت له ولا أَخذت أُهْبَتَه يقال ذلك للرجل يغْفُل عن الأَمر في وقته ثم ينتبه له بعد إِدْباره وفي حديث النضر بن كَلْدة والله يا معْشَر قريش لقد نزل بكم أَمر ما ابْتَلْتم بَتْلَه قال الخطابي هذا خطأ والصواب ما انتَبَلْتم نُبْله أَي ما انتبهتم له ولم تعلموا علمه تقول العرب أَنذرتك الأَمر فلم تَنْتَبِل نَبْله أَي ما انتبهت له والله أَعلم ابن الأَعرابي النُّبْلة اللُّقْمة الصغيرة وهي المَدَرَة الصغيرة الجوهري والنُّبْلة العطيَّة والنَّبَل الكِبارُ قال بشر نَبِيلة موضع الحِجْلَيْنِ خَوْدٌ وفي الكَشْحَيْن والبطْن اضْطِمار والنَّبَلُ أَيضاً الصِّغار وهو من الأَضداد والنَّبَل عِظام الحجارة والمَدَر ونحوهما وصغارها ضدّ واحدتها نَبَلة وقيل النَّبَل العِظام والصِّغار من الحجارة والإِبل والناس وغيرهم والنَّبَلُ الحجارة التي يُسْتنجى بها ومنه الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبَل قال أَبو عبيد وبعضهم يقول النُّبَل قال ابن الأَثير واحدتها نُبْلة كغُرْفة وغُرَف والمحدثون يفتحون النون والباء كأَنه جمع نبيل في التقدير والنَّبَل بالفتح في غير هذا الكِبار من الإِبل والصغار وهو من الأَضداد ونبَّلَه نُبَلاً أَعطاه إِياها يستنجي بها وتَنَبَّلَ بها اسْتَنْجى قال الأَصمعي أَراها هكذا بضم النون وفتح الباء يقال نَبِّلْني أَحجاراً للاستنجاء أَي أَعطنيها ونَبِّلني عَرْقاً أَي أَعطنيه قال أَبو عبيد المحدثون يقولون النَّبَل بفتح النون قال ونراها سميت نَبَلاً لصغرها وهذا من الأَضداد في كلام العرب أَن يقال للعِظام نَبَل وللصغار نَبَل وحكى ابن بري عن ابن خالويه النَّبَل جمع نابِل وهي الحذَّاق بعمَل السلاح والنَّبَل حجارة الاستنجاء قال ويقال النُّبَل بضم النون قال محمد بن إِسحق بن عيسى سمعت القاسم بن معن يقول إِن رجلاً من العرب توُفِّيَ فوَرِثه أَخوه فعيَّره رجل بأَنه فرِح بموت أَخيه لمَّا ورثه فقال الرجل أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ وأَنْ أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا ؟ إِن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً جَزْءُ فَلاقَيْتَ مِثْلَها عَجِلا يقول أَأَفْرَح بصِغار الإِبل وقد رُزِئْت بكِبار الكِرام ؟ قال وبعضهم يَرْويه نُبَلا يريد جمع نُبْلة وهي العظيمة قال ابن بري الشعر لحضْرَميِّ بني عامر والنَّبَل في الشِّعْر الصِّغارُ الأَجسام قال فنَرى أَن حجارة الاستنجاء سُمِّيت نَبَلاً لصَغارتها وقال أَبو سعيد كلما ناولْت شيئاً ورَميته فهو نَبَل قال وفي هذا طريق آخر يقال ما كانت نُبْلَتك من فلان فيما صنعْت أَي ما كان جَزاؤُك وثوابُك منه قال وأَما ما روي شَصائصاً نَبَلا بفتح النون فهو خطأ والصحيح نُبَلا بضم النون والنُّبَلُ ههنا عِوَضٌ مما أُصِبْت به وهو مردود إِلى قولنا ما كانت نُبْلَتُك من فلان أَي ما كان ثوابُك وقال أَبو حاتم فيما أَلَّفه من الأَضداد يقال ضَبٌّ نَبَلٌ وهو الضخم وقالوا النَّبَل الخسيسُ قاله أَبو عبيد وأَنشد أُورَثَ ذوْداً شَصائصاً نَبَلا بفتح النون قال أَبو منصور أَما الذي في الحديث وأَعِدُّوا النُّبَل فهو بضم النون جمع النُّبْلة وهو ما تَناولْته من مَدَرٍ أَو حجَر وأَما النَّبَل فقد جاء بمعنى النَّبيل الجسيم وجاء بمعنى الخسيس ومن هذا قيل للرجل القصير تِنْبَل وتِنْبال وأَنشد أَبو الهيثم بيت طرفة وهو بِسَمْلِ المُعْضَلات نَبِيلُ
( * قوله « وهو بسمل المعضلات نبيل » هكذا في الأصل بالنون والباء والياء التحتية في الشطر وتفسيره والذي في شرح القاموس فيهما تنبل كدرهم بالمثناة الفوقية والنون والباء ويشهد له ما يأْتي )
فقال قال بعضهم نَبيل أَي عاقل وقيل حاذِق وهو نبيلُ الرأْي أَي جيِّده وقيل نبيل أَي رفيق بإِصلاح عِظام الأُمور واسْتَنْبَل المالَ أَخذ خِيارَه ونُبْلة كل شيء خِيارُه والجمع نُبُلات مثل حُجْرة وحُجُرات وقال الكميت لآلئ من نُبُلاتِ الصِّوا رِ كحْلَ المَدامِع لا تَكْتَحِل أَي خِيار الصِّوار شبَّه البقر الوَحْشِيَّ باللآلئ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي مُقَدِّماً سَطِيحةً أَو أَنْبَلا قال ابن سيده لم يفسره إِلا أَني أَظنه أَصْغَرَ من ذلك لما قدَّمته من أَن النَّبَل الصغارُ أَو أَكبرَ لما قدَّمت من أَن النَّبَل الكِبارُ وإِن كان ذلك ليس له فعل والتِّنْبالُ والتِّنْبالةُ القصير بَيِّن التِّنْبالة ذهب ثعلب إِلى أَنه من النَّبَل وجعله سيبويه رباعيّاً والنَّبْلُ السهام وقيل السِّهامُ العربية وهي مؤنثة لا واحد له من لفظه فلا يقال نَبْلة وإِنما يقال سهم ونشَّابة قال أَبو حنيفة وقال بعضهم واحدتها نَبْلة والصحيح أَنه لا واحد له إِلا السَّهْم التهذيب إِذا رجعوا إِلى واحدة قيل سهم وأَنشد لا تَجْفوَانِي وانْبُلاني بكسره
( * قوله « لا تجفواني » هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه )
وحكي نَبْل ونُبْلان وأَنْبال ونِبال قال الشاعر وكنتُ إِذا رَمَيْتُ ذَوِي سَوادٍ بأَنْبالٍ مَرَقْنَ من السَّوادِ وأَنشد ابن بري على نِبال قولَ أَبي النجم واحْبِسْنَ في الجَعْبةِ من نِبالها وقول اللَّعِين ولكنْ حَقّها هُرْدَ النِّبال
( * قوله ولكن حقها هرد النبال » هكذا في الأصل مضبوطاً )
وقال الفراء النَّبْل بمنزلة الذَّوْد يقال هذه النَّبْلُ وتصغَّر بطرح الهاء وصاحبها نابلٌ ورجل نابِلٌ ذو نَبْلٍ والنابِلُ الذي يعمَل النَّبْلَ وكان حقه أَن يكون بالتشديد والفعل النِّبالةُ ابن السكيت رجل نابلٌ ونَبَّال إِذا كان معه نَبْل فإِذا كان يعملها قلت نابِلٌ ونابَلْتُه فَنَبَلْته إِذا كنت أَجودَ نَبْلاً منه قال وقد يكون ذلك في النُّبْل أَيضاً وتقول هذا رجل مُتَنَبِّل نَبْله إِذا كان معه نَبْل وتَنَبَّل أَيضاً أَي تكلَّف النُّبْل وتَنَبَّل أَي أَخذ الأَنْبَل فالأَنْبَل وأَنشد ابن بري لأَوس وأَمْلَقَ ما عندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ وفي المثل ثارَ حابِلُهم على نابِلِهم أَي أَوْقَدوا بينهم الشرَّ ونَبَّال بالتشديد صانعٌ للنَّبْل ويقال أَيضاً صاحب النَّبْل قال امرؤ القيس وليس بذي رُمْحٍ فيَطْعُنني به وليس بذي سَيْف وليس بنَبَّال يعني ليس بذي نَبْل وكان أَبو حَرَّار يقول ليس بِنابِلٍ مثل لابِنٍ وتامِر قال ابن بري النَّبَّال بالتشديد الذي يعمل النَّبْل والنابِلُ صاحب النَّبْل هذا هو المستعمل قال الراجز ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابِلُ والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ ونسب ابن الأَثير هذا القول لعاصم وقال نابِل أَي ذو نَبْل قال وربما جاء نَبَّال في موضع نابِل ونابِلٌ في موضع نَبَّال وليس القياس قال سيبويه يقولون لِذِي التَّمْر واللَّبن والنَّبْل تامِر ولابِن ونابِل وإِن كان شيء من هذا صَنْعَتَه تَمَّار ولَبَّان ونَبَّال ثم قال وقد تقول لِذِي السَّيْف سَيَّاف ولِذِي النَّبْل نَبَّال على التشبيه بالآخر وحِرْفَته النِّبالة ومُتَنَبِّل حامل نَبْل وَنَبَله بالنَّبْل يَنْبُله نَبْلاً رماه بالنَّبْل وقوم نُبَّل رُماةٌ عن أَبي حنيفة ونَبَلَه يَنْبُله نَبْلاً وأَنْبَله كلاهما أَعطاه النَّبْل وأَنْبَلْته سهماً أَعطيته واسْتنْبَله سأَله النَّبْل ونَبِّلْني أَي هَبْ لي نِبالاً واسْتَنْبَلني فلان فأَنْبَلْتُه أَي أَعطيته نَبْلاً وفي الصحاح اسْتَنْبَلَي فَنَبَلْته أَي ناولته نَبْلاً ونَبَل على القوم يَنْبُل لقط لهم النَّبْل ثم دفعها إِليهم ليرموا بها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم كنت أَيامَ الفِجار أَنْبُل على عُمُومَتي وروي كنت أُنَبِّل على عُمومتي يومَ الفِجَار نَبَّلْت الرجل بالتشديد إِذا ناوَلْته النَّبْل ليرمي وكذلك أَنْبَلْته وفي الحديث إِنّ سعداً كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد والنبيُّ يُنَبِّلُه وفي رواية وفتىً يُنَبِّلُه كلما نَفِدتْ نَبْلُه وفي رواية يَنْبُلُه بفتح الياء وتسكين النون وضم الباء قال ابن الأَثير قال ابن قتيبة وهو غلط من نَقَلة الحديث لأَن معنى نَبَلْته أَنْبُلُه إِذا رميته بالنَّبْل وقال أَبو عمر الزاهد بل هو صحيح يعني يقال نَبَلْته وأَنْبَلْته ونَبَّلْته ومنه الحديث الرامِي ومُنْبِله ويجوز أَن يريد بالمُنْبِل الذي يردُّ النَّبْل على الرامي من الهَدَف ونَبَلَ بِسَهْم واحد رَمَى به ورجل نابِلٌ حاذِق بالنَّبْل وقال أَبو زيد تَنابل فلان وفلان فَنَبَله فلان إِذا تَنافَرا أَيهما أَنْبَل من النُّبْل وأَيهما أَحذق عملاً ونابَلَني فلان فنَبَلْته أَي كنت أَجود نَبْلاً منه قال ابن سيده روى بعض أَهل العلم عن رؤبة قال سأَلناه عن قول امرئ القيس نَطْعُنُهم سُلْكَى ومَخْلوجةً لَفْتَكَ لأْمين على نابِلِ
( * قوله « لفتك إلخ » مع بعد كرك لأمين إلخ هكذا في الأصل )
فقال حدّثني أَبي عن أَبيه قال حدثتني عمتي وكانت في بني دارِمٍ فقالت سأَلت امرأَ القيس وهو يشرب طِلاءً مع علقمة بن عَبَدة ما معنى كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ فقال مررت بنابِلٍ وصاحبُه يناوِلُه الريش لُؤاماً وظُهاراً فما رأَيت أَسرع منه ولا أَحسن فشبَّهت به التهذيب النابِل الذي يرمي بالنَّبْل في قول امرئ القيس كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ وقيل هو الذي يُسَوِّي النِّبال وهو من أَنْبَلِ الناس أَي أَعلمهم بالنَّبْل قال تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعَا وفلان نابِل أَي حاذِق بما يُمارِسُه من عمل ومنه قول أَبي ذؤيب يصف عسلاً أَو نبعة تَدَلَّى عليها بالحِبال مُوَثَّقاً شديدَ الوَصاةِ نابِلٌ وابنُ نابِلِ
( * سيرد هذا البيت في الصفحة التالية وروايته مختلفة عما هو عليه هنا )
الجوهري والنابِلُ الحاذِق بالأَمر يقال فلان نابِل وابنُ نابِل أَي حاذِق وابن حاذِق وأَنشد الأَصمعي لذي الإِصْبع قَوَّمَ أَفْواقَها وتَرَّصَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا أَي أَعلَمُهم بالنَّبْل قال ابن سيده وكل حاذِق نابِلِ قال أَبو ذؤيب يصف عاسِلاً تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ شديدُ الوَصاة نابِلٌ وابنُ نابِل جعله ابنَ نابِل لأَنه أَحْذَق له وأَنْبَلَ قداحه جاء بها غِلاظاً جافِية حكاه أَبو حنيفة وأَصابتني خُطوب تَنَبَّلَت ما عندي أَي أَخذت قال اوس بن حجر لمَّا رأَيتُ العُدْمَ قَيَّد نائِلي وأَمْلَقَ ما عندي خُطوبٌ تَنَبَّل تَنَبَّلتْ ما عندي ذهبت بما عندي ونَبَلَتْ حَمَلتْ ونَبَلَ الرجلَ بالطعام ينْبُله علَّله به وناوله الشيء بعد الشيء ونَبَل به يَنْبُل رَفَقَ ولأَنْبُلَنَّك بنبالتك أَي لأَجزينك جزاءك والنَّبْل السير الشديد السريع وقيل حسْن السوق للإِبل نَبَلَها يَنْبُلها نَبْلاً فيهما ابن السكيت نَبَلْت الإِبل أَنْبُلها نَبْلاً إِذا سقتها سوقاً شديداً ونَبَلْت الإِبل أَي قمت بمصلحتها قال زفر بن الخِيار المحاربي لا تَأْوِيا للعِيسِ وانْبُلاها فإِنها ما سَلِمَتْ قُواها بَعِيدة المُصْبَحِ من مُمْساها إِذا الإِكامُ لَمَعَتْ صُواها
لَبِئْسَما بُطْءٌ ولا تَرْعاها
( * قوله « لا تأويا إلخ » المشاطير الثلاث الاول اوردها الجوهري وفي
الصاغاني وصواب انشاده
لا تأويا للعيس وانبلاها ... لبئسما بطء ولا نرعاها
فانها ان سلمت قواها ... نائية المرفق عن رحاها
بعيدة المصبح من ممساها ... إذا الاكام لمعت صواها )
أَبو زيد
( * قوله « ابو زيد إلخ » عبارة الصاغاني أبو زيد يقال انبل
بقومك اي ارفق بهم قال صخر الغيّ
فانبل بقومك اما كنت حاشرهم ... وكل جامع محشور له نبل
اي كل سيد جماعة يحشرهم اي يجمعهم اه وضبط لفظ نبل بفتحتين وضمتين وكتب عليه لفظ معاً وبهذه العبارة يعلم ما في الأصل )
انبُل بقومك أَي ارْفُقْ بقومك وكل جامِعِ مَحْشورٍ أَي سيدِ جماعةٍ يحشُرهم أَي يجمَعُهم له نُبُلٌ أَي رِفْق قال والنَّبْلُ في الحِذْق والنَّبالةُ والنَّبْلُ في الرجال ويقال ثَمَرة نَبِيلة وقَدِح نَبِيل وتَنَبَّل الرجلُ والبعيرُ مات وأَنشد ابن بري قول الشاعر فقلت له يَا با جُعادةَ إِنْ تَمُتْ أَدَعْك ولا أَدْفِنْك حتى تَنَبَّل والنَّبِيلة الجِيفةُ والنَّبِيلةُ المَيْتةُ ابن الأَعرابي انْتَبَل إِذا مات أَو قَتَل ونحو ذلك وأَنْبَله عُرْفاً أَعطاه إِيَّاه والتِّنْبال القصير

نتل
نَتَل من بين أَصحابه يَنْتِل نَشْلاً ونَتَلاناً ونُتُولاً واسْتَنْتَل تقدَّم واسْتَنْتَل القومُ على الماء إِذا تقدَّموا والنَّتْل هو التَّهَيُّؤُ في القُدوم وروي عن أَبي بكر الصديق رضي الله عنه أَنه سُقِيَ لَبَناً ارْتاب به أَنه لم يحلَّ له شُربه فاسْتَنْتَل يَتَقَيَّأُ أَي تقدَّم واسْتَنْتَل للأَمر استعدَّ له أَبو زيد اسْتَنْتَلْت للأَمر اسْتِنْتالاً وابْرَنْتَيْت ابْرِنْتاءً وابْرَنْذَعْت ابْرِنْذاعاً كل هذا إِذا استعدَدْت له ابن الأَعرابي النَّتْل التقدُّم في الخير والشر وانْتَتَل إِذا سبق واسْتَنْتَل من الصفِّ إِذا تقدَّم أَصحابه وفي الحديث أَنه رأَى الحسن يلعب ومعه صِبْية في السِّكّة فاسْتَنْتَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَمامَ القوم أَي تقدَّم وفي الحديث يُمَثَّل القرآنُ رجلاً فيُؤتى بالرجل كان قد حمله مُخالفاً له فَيَنْتَتِل خصماً له أَي يتقدَّم ويستعدّ لخصامه وخصماً منصوب على الحال وفي حديث أَبي بكر أَن ابنه عبد الرحمن بَرزَ يوم بدر مع المشركين فتركه الناسُ لِكَرامة أَبيه فَنَتَل أَبو بكر ومعه سيفُه أَي تقدَّم إِليه وفي حديث سعد بن إِبراهيم ما سبقَنا ابنُ شِهاب من العلم بشيء إِلاَّ كُنَّا نأْتي المجلسَ فيَسْتَنْتِل ويشدّ ثوبه على صدره أَي يتقدّم والنَّتْل الجَذْب إِلى قدَّام أَبو عمرو النَّتْلة البَيْضة وهي الدَّوْمَصَة والنَّتْل بيض النَّعام يُدْفَن في المَفازة بالماء والنَّتَل بالتحريك مثله وقول الأَعشى يصف مَفازة لا يَتَنَمَّى لها في القَيْظِ يَهْبِطُها إِلاَّ الذين لهم فيما أَتَوْا نَتَلُ قال زعموا أَن العرب كانوا يملؤون بيضَ النعام ماءً في الشتاء ويدفنونها في الفَلَوات البعيدة من الماء فإِذا سلكوها في القَيْظ استثاروا البيضَ وشربوا ما فيها من الماء فذلك النَّتَل قال أَبو منصور أَصلُ النَّتْل التقدُّم والتهَيُّؤ للقدوم فلما تقدَّموا في أَمر الماء بأَن جعلوه في البيض ودفنوه سمي البيض نَتْلاً وتَناتَل النبتُ التَفَّ وصار بعضه أَطول من بعض قال عدي بن الرِّقاع والأَصلُ يَنْبُت فرْعُه مُتَناتِلاً والكفُّ ليس نَباتُها بسَواء وناتَلُ بفتح التاء اسم رجل من العرب وناتِل فرس ربيعة بن عامر
( * قوله « فرس ربيعة بن عامر » الذي في القاموس فرس ربيعة ابن مالك ) ونَتْلة ونُتَيْلة وهي أُم العباس وضرار ابني عبد المطلب إِحدى نساء بني النَّمِر ابن قاسِط وهي نُتَيلة بنت خبَّاب بن كليب بن مالك ابن عمرو
( * قوله « ابن عمرو إلخ » هكذا في الأصل وشرح القاموس وفي التهذيب ابن عمرو بن عامر بن زيد إلخ وقوله ابن ربيعة هو في الأصل أَيضاً والذي في التهذيب من ربيعة ) بن زيد مَناة بن عامر وهو الضَّحْيان من النَّمِر بن قاسِط بن ربيعة وأَما قول أَبي النجم يَطُفْن حَوْلَ نَتَلٍ وَزْوارِ فيقال هو العبد الضخم قال ابن بري ورواه ابن جني يَطُفْنَ حَوْلَ وَزَإِ وَزْوارِ والوَزَأُ الشديد الخلْق القصيرُ السمينُ والوَزْوازُ الذي يحرِّك اسْتَه إِذا مشى ويُلَوِّيها

نثل
نَثَلَ الرَّكِيَّة يَنْثِلُها نَثْلاً أَخرج تُرابها واسم التراب النَّثِيلةُ والنُّثالةُ أَبو الجراح هي ثَلَّة البئر ونَبِيثَتها والنَّثِيلةُ مثل النَّبِيثة وهو تراب البئر وقد نَثَلْت البئر نَثْلاً وأَنْثَلْتها استخرجت تُرابها وتقول حُفْرتك نَثَل بالتحريك أَي محفورة ونَثَل كِنانته نَثْلاً استخرج ما فيها من النَّبْل وكذلك إِذا نفضت ما في الجراب من الزاد وفي حديث صهيب وانْتَثَل ما في كِنانته أَي استخرج ما فيها من السِّهام وتَناثَل الناسُ إِليه أَي انصبُّوا وفي الحديث أَيُحِبُّ أَحدكم أَن تُؤتى مَشْرُبَتُه فيُنْتَثَل ما فيها ؟ أَي يُستخرج ويؤخذ وفي حديث الشعبي أَما تَرى حُفْرتك تُنْثَل أَي يستخرج تُرابها يريد القَبْر وفي حديث أَبي هريرة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَنتم تَنْتَثِلونَها يعني الأَموالَ وما فتح عليهم من زَهْرة الدنيا ونَثَل الفرسُ يَنْثُل فهو مِنْثَلٌ راثَ قال يصف بِرْذَوْناً ثَقِيلٌ على مَنْ ساسه غير أَنه مِثَلٌّ على آرِيَّهِ الرَّوْثَ مِنْثَلُ وقد تقدم مِثَلٌّ قال أَبو منصور أَراد الحافِر كأَنه دابَّة ذات حافِر من الخيل والبِغال والحمير وقوله ثَلَّ ونَثَل أَي راثَ والنَّثِيلُ الرَّوْث قال ابن سيده ولَعَمْري إِن هذا لَمِمَّا يقوّي رواية مَنْ روى الرَّوْثَ بالنصب قال الأَحمر يقال لكل حافِر ثَلَّ ونَثَلَ إِذا راث وفي حديث علي عليه السلام بين نَثِيلِه ومُعْتَلَفِه النثيلُ الروث ومنه حديث ابن عبد العزيز أَنه دخل داراً فيها رَوْث فقال أَلاَّ كَنَسْتم هذا النَّثِيل ؟ وكان لا يسمي قبيحاً بقَبِيح ونَثَل اللحمَ في القدر يَنْثِلُه وضعه فيها مقطَّعاً ومَرَةٌ نَثُول تفعَل ذلك كثيراً أَنشد ابن الأَعرابي إِذ قالتِ النَّثُولُ للْجَمُولِ يا ابْنَةَ شَحْمٍ في المَريءِ بُولي أَي أَبشري بهذه الشَّحْمة المَجْمُولة الذائبة في حَلْقك قال ابن سيدَه وهذا تفسير ضعيف لأَن الشحمة لا تسمى جَمُولاً إِنما الجَمُول المُذِيبةُ لها قال وأَيضاً فإِن هذا التفسير الذي فسر ابن الأَعرابي هذا البيت إِذا تؤمَّل كان مُسْتَحيلاً وقال الأَصمَعي في قول ابن مقبل يصف ناقة مُسامِيةً خَوْصاء ذات نَثِيلَةٍ إِذا كان قَيْدامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدا قال مسامية تسامِي خطامَها الطريقَ تنظُر إِليه وذات نَثيلة أَي ذات بقيَّة من شَدِّه وقَيْدامُ المَجَرَّةِ أَوَّلها وما تقدَّم منها والأَقْودُ المستطيلُ والنَّثْلةُ الدِّرْع عامة وقيل هي السابغة منها وقيل هي الواسعة منها مثل النَّثْرةِ ونَثَل عليه دِرْعه يَنْثُلُها
( * قوله « ينثلها » ضبط في المحكم بضم المثلثة وكذا في النهاية في حديث طلحة الآتي وصنيع المجد يقتضي أنه من باب ضرب ) صَبَّها ابن السكيت يقال قد نَثَلَ دِرْعه أَي أَلقاها عنه ولا يقال نَثَرها وفي حديث طلحة أَنه كان يَنْثُلِ دِرْعه إِذ جاءه سهم فوقع في نَحْرِه أَي يَصُبُّها عليه ويلبسها والنَّثْلة النُّقْرة التي بين السَّبَلَتَيْن في وسَطِ ظاهر الشفة العُلْيا وناقة ذات نَثِيلة بالهاء أَي ذات لحم وقيل هي ذات بقيَّة من شحم والمِنْثَلة الزَّنْبِيلُ والله أَعلم

نجل
النَّجْل النَّسْل المحكم النَّجْل الولد وقد نَجَل به أَبوه يَنْجُل نَجْلاً ونَجَلَه أَي ولَدَه قال الأَعشى أَنْجَبَ أَيَّامَ والِداهُ به إِذ نَجَلاهُ فَنِعْم ما نَجَلا قال الفارسي معنى والداه به كما تقول أَنا بالله وبِكَ والناجِلُ الكريم النَّجْل وأَنشد البيت وقال أَنْجَب والداه به إِذ نَجَلاه في زمانه والكلام مقدَّم ومؤخَّر والانْتِجالُ اختيار النَّجْل قال وانْتَجَلُوا من خير فَحْلٍ يُنْتَجَلْ والنَّجْل الوالد أَيضاً ضدّ حكى ذلك أَبو القاسم الزجاجي في نوادره يقال قَبَحَ اللهُ ناجِلَيْه وفي حديث الزهري كان له كَلْب صائد يطلب لها الفُحُولة يطلب نَجْلَه أَي ولدها والنَّجْل الرمي بالشيء وقد نَجَل به ونَجَله قال امرؤ القيس كأَنَّ الحَصَى من خَلْفها وأَمامِها إِذا أَنْجَلَتْه رِجْلُها خَذْفُ أَعْسَرَا وقد نجَل الشيءَ أَي رمَى به والناقة تَنْجُل الحَصَى مَناسِمُها نَجْلاً أَي ترمِي به وتدفعه ونَجَلْت الرجلَ نَجْلَةً إِذا ضربته بمقدَّم رجلك فتدحرج يقال من نَجَل الناس نَجَلوه أَي من شارَّهم شارُّوه وفي الحديث من نَجَل الناس نَجَلوه أَي مَنْ عاب الناس عابوه ومَنْ سَبَّهم سبُّوه وقَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كما يَقْطع المِنْجَل الحشيشَ وقد صُحِّف هذا الحرف فقيل فيه نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه فهو ينْحَله يُسابُّه وأَنشد لطرفة فَذَرْ ذَا وَانْحَل النُّعْمان قَوْلاً كنَحْتِ الفَأْسِ يُنْجِد أَو يَغُور قال الأَزهري قوله نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه باطل وهو تصحيف لِنَجَل فلان فلاناً إِذا قَطَعه بالغيبةِ قال الأَزهري قاله لليث بالحاء وهو تصحيف والنَّجْل والفَرْض معناهما القَطْع ومنه قيل للحديدة ذات الأَسنان مِنْجَل والمِنْجَل ما يُحْصَد به وفي الحديث وتُتَّخَذ السُّيوف مَناجِل أَراد أَن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحَرْث والزِّراعة والميم زائدة والمِنْجَل المِطْرَد قال مسعود بن وكيع قد حَشَّها الليل بِحادٍ مِنْجَلِ أَي مِطْرَد يَنْجلها أَي يسرع بها والمِنْجَل الذي يقضَب به العود من الشجر فيُنْجَل به أَي يرمَى به قال سيبويه وهذا الضرب مما يُعتمل به مكسور الأَول كانت فيه الهاء أَو لم تكن واستعاره بعض الشعراء لأَسْنان الإِبل فقال إِذا لم يكن إِلاَّ القَتادُ تَنَزَّعت مَناجِلُها أَصلَ القَتاد المُكالِب ابن الأَعرابي النَّجَل نَقَّالو الجَعْوِ في السابِل وهو مِحْمَل الطيَّانين إِلى البَنَّاء ونَجَل الشيءَ يَنْجُله نَجْلاً شقَّه والمَنْجُول من الجلود الذي يُشق من عُرْقوبَيْه جميعاً ثم يسلَخ كما تسلخ الناس اليوم قال المُخَبَّل وأَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهاب أَوْسَع السَّلْخَ ناجِلُهْ يعني بالرَّهْو هنا خُلَيدة بنت الزِّبْرقان ولها حديث مذكور في موضعه وقد نَجَلْت الإِهاب وهو إِهابٌ مَنْجول اللحياني المَرْجُول والمَنْجول الذي يُسلخ من رجليه إِلى رأْسه أَبو السَّمَيْدع المَنْجول الذي يُشقّ من رجله إِلى مذبحه والمَرْجُول الذي يُشقّ من رجله ثم يقلَب إِهابه ونَجَله بالرُّمْح يَنْجُله نَجْلاً طَعَنه وأَوسع شَقَّه وطَعْنة نَجْلاء أَي واسعة بَيِّنة النَّجَل وسِنان مِنْجَل واسع الجُرْح وطَعْنة نجلاء واسعة وبئر نَجْلاء المَجَمِّ واسِعَته أَنشد ابن الأَعرابي إِنَّ لها بئراً بِشَرْقِيِّ العَلَمْ واسعةَ الشُّقّة نَجْلاءَ المَجَمْ والنَّجَل بالتحريك سعة شقِّ العين مع حُسْنٍ نَجِل نَجَلاً وهو أَنْجَل والجمع نُجْل ونِجال وعين نَجْلاء والأَسد أَنْجَل وفي حديث الزبير عينين نَجْلاويْن عين نجلاء أَي واسعة وسنان مِنْجَل إِذا كان يُوسِّع خرق الطعنة وقال أَبو النجم سِنانُها مثل القُدامَى مِنْجَل ومَزاد أَنْجَلُ واسع عريض وليل أَنْجَل واسع طويل قد علا كلَّ شيء وأَلبَسَه وليلة نَجْلاء والنَّجْل الماء السائل والنَّجْل الماءُ المُستنقِع والولَد والنَّزُّ والجمع الكثير من الناس والمَحَجَّة الواضحة وسلْخ الجِلْد من قَفاه والنَّجْل أَيضاً إِثارة أَخفافِ الإِبل الكَمْأَة وإِظهارها والنَّجْل السير الشديد والجماعة أَيضاً تَجتمع في الخير وروي عن عائشة رضي الله عنها أَنها قالت قَدِم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهي أَوْبأُ أَرض الله وكان واديها يَجْري نَجْلاً أَرادت أَنه كان نَزًّا وهو الماء القليل تعني واديَ المدينة ويجمع على أَنْجال ومنه حديث الحرث بن كَلْدة قال لعمر البلادُ الوَبِئَة ذاتُ الأَنْجال والبَعوض أَي النُّزُوز والبَقِّ ويقال استَنْجلَ الموضع أَي كثُر به النَّجْل وهو الماء يظهر من الأَرض المحكم النَّجْل النزّ الذي يخرج من الأَرض والوادي والجمع نِجال واستَنْجلَتِ الأَرض كثرت فيها النِّجال واستنجَل النزَّ استخرجه واستنْجَل الوادي إِذا ظهرَ نُزُوزه الأَصمعي النَّجْل ماء يُستَنْجل من الأَرض أَي يستخرج أَبو عمرو النجْل الجمع الكثير من الناس والنَّجْل المَحَجَّة ويقال للجَمَّال إِذا كان حاذقاً مِنْجَل قال لبيد بِجَسْرَة تنجُل الظِّرَّانَ ناجيةٍ إِذا توقَّد في الدَّيْمُومة الظُّرَر أَي تثيرُها بخفها فترمي بها والنَّجْل مَحْوُ الصبيّ اللوح يقال نَجَل لوحَه إِذا محاه وفحل ناجِل وهو الكريم الكثير النَّجْل وأَنشد فزَوَّجُوه ماجِداً أَعْراقُها وانْتَجَلُوا من خير فحل يُنْتَجَل وفرس ناجِل إِذا كان كريم النَّجْل أَبو عمرو التَّناجُل تنازع الناس بينهم وقد تناجَل القومُ بينهم إِذا تنازعوا وانْتَجَلَ الأَمرُ انتِجالاً إِذا استبان ومضى ونَجَلْت الأَرض نَجْلاً شقَقْتها للزراعة والإِنْجِيل كتاب عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يؤَنث ويذكَّر فمَن أَنث أَراد الصحيفة ومن ذكَّر أَراد الكتاب وفي صفة الصحابة رضي الله عنهم معه قومٌ صُدورُهم أَناجِيلُهم هو جمع إِنجيل وهو اسم كتاب الله المنزَّلِ على عيسى عليه السلام وهو اسم عِبرانيّ أَو سُرْيانيّ وقيل هو عربي يريد أَنهم يقرؤون كتاب الله عن ظهر قلوبهم ويجمعونه في صدورهم حِفظاً وكان أَهل الكتاب إِنما يقرؤون كتبهم في الصحف ولا يكاد أَحدهم يجمعها حفظاً إِلا القليل وفي رواية وأَناجِيلهم في صدورهم أَي أَن كتُبَهم محفوظة فيه والإِنْجيل مثل الإِكْلِيل والإِخْرِيط وقيل اشتقاقه من النَّجْل الذي هو الأَصل يقال هو كريم النَّجْل أَي الأَصل والطَّبْع وهو من الفِعل إِفْعِيل وقرأَ الحسن وليحكُم أَهل الأَنْجِيل بفتح الهمزة وليس هذا المثال من كلام العرب قال الزجاج وللقائل أَن يقول هو اسم أَعجمي فلا يُنكَر أَن يقع بفتح الهمزة لأَن كثيراً من الأَمثلة العجمية يخالف الأَمثلةَ العربية نحو آجَر وإِبراهيم وهابِيل وقابِيل والنَّجِيل ضرب من دِقِّ الحَمْض معروف والجمع نُجُل قال أَبو حنيفة هو خير الحَمْض كله وأَلْيَنُه على السائمة وأَنْجَلوا دوابَّهم أَرسلوها في النَّجِيل والنَّواجِلُ من الإِبل التي ترعَى النجيل وهو الهَرْم من الحَمْض ونَجَلَتِ الأَرض اخْضرَّتْ والنَّجِيل ما تكسَّر من ورَق الهَرْم وهو ضرْب من الحَمْض قال أَبو خراش يصف ماءً آجِناً يُفَجِّين بالأَيْدي على ظهر آجِنٍ له عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلُ
( * قوله « يفجين إلخ » هكذا في الأصل بالجيم وتقدم في مادة أسد يفحين بالحاء والصواب ما هنا )
ابن الأَعرابي المِنْجَل السائق الحاذِق والمِنْجَل الذي يمحو أَلْواح الصِّبْيان والمِنْجَل الزرع الملتفُّ المُزْدَجُّ والمِنْجَل الرجل الكثير الأَولاد والمِنْجَل البعير الذي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بِخُفِّه والصَّحْصَحانُ الأَنْجل هو الواسع ونَجَلْت الشيء أَي استخرجْته ومَناجِلُ اسم موضع قال لبيد وجادَ رَهْوَى إِلى مَناجِلَ فال صَّحْراء أَمْسَتْ نِعاجُه عُصَبا

نحل
النَّحْل ذُباب العسل واحدته نَحْلة وفي حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهَى عن قَتْل النَّحْلة والنَّمْلة والصُّرَد والهُدْهُد وروي عن إِبراهيم الحربي أَنه قال إِنما نهى عن قتلهنَّ لأَنهنَّ لا يؤْذِين الناسَ وهي أَقل الطيور والدوابِّ ضرراً على الناس ليس هي مثل ما يتأَذى الناسُ به من الطيور الغُرابِ وغيره قيل له فالنَّمْلة إِذا عَضَّت تُقْتَل ؟ قال النَّمْلة لا تعَضّ إِنما يَعَضّ الذر قيل له إِذا عضَّت الذرة تُقتَل ؟ قال إِذا آذَتْك فاقتلها والنَّحْل دَبْر العسل الواحدة نحلة وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل وأَوحَى ربُّك إِلى النَّحْل جائز أَن يكون سمي نَحْلاً لأَن الله عز وجل نَحَل الناسَ العسلَ الذي يخرج من بطونها وقال غيره من أَهل العربية النَّحْل يذكَّر ويؤنث وقد أَنثها الله عز وجل فقال أَنِ اتَّخِذِي من الجِبال بيوتاً ومن ذكَّر النَّحْل فلأَنَّ لفظه مذكر ومن أَنثه فلأَنه جمع نَحْلة وفي حديث ابن عمر مَثَلُ المؤْمِن مَثَلُ النَّحْلة المشهور في الرواية بالخاء المعجمة وهي واحدة النَّخْل وروي بالحاء المهملة يريد نَحْلة العسل ووجه المشابهة بينهما حِذْق النَّحْل وفِطْنته وقلَّة أَذاه وحَقارته ومنفعتُه وقُنوعه وسعيُه في الليل وتنزُّهه عن الأَقذار وطيبُ أَكله وأَنه لا يأْكل من كسب غيره ونحُوله وطاعتُه لأَمِيره وإِنّ للنَّحْل آفاتٍ تقطعه عن عمله منها الظلمةُ والغَيْمُ والريحُ والدخانُ والماء والنارُ وكذلك المؤْمن له آفات تفتِّره عن عمله ظلمةُ الغفلة وغيمُ الشكّ وريحُ الفتنة ودُخَان الحرامِ وماءُ السَّعةِ ونارُ الهوَى الجوهري النَّحْل والنحْلة الدَّبْر يقع على الذكر والأُنثى حتى تقول يَعْسُوب والنَّحْل الناحِلُ وقال ذو الرمة يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها
( * انظر رواية هذا البيت لاحقاً في هذه الكلمة )
ونَحِل جسمُه ونَحَل يَنْحَل ويَنْحُل نُحولاً فهو ناحِل ذهَب من مرض أَو سفَر والفتح أَفصح وقول أَبي ذؤَيب وكنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه بأَطْرافها حتى استَدقَّ نُحولُها إِنما أَراد ناحِلها فوضع المصدر موضع الاسم وقد يكون جمع ناحِل كأَنه جعل كل طائفة من العظم ناحِلاً ثم جمعه على فُعُول كشاهِد وشُهود ورجل نَحِيل من قوم نَحْلَى وناحِل والأُنثى ناحِلة ونساءٌ نَواحِل ورجال نُحَّل وفي حديث أُم معبَد لم تَعِبْه نحْلَة أَي دِقَّة وهُزال والنُّحْل الاسم قال القتيبي لم أَسمع بالنُّحْل في غير هذا الموضع إِلا في العَطِيَّة والنُّحُول الهُزال وأَنْحَله الهمُّ وجملٌ ناحِل مهزول دَقِيقٌ وجمل ناحِل رقيق والنواحِلُ السيوف التي رقَّت ظُباها من كثرة الاستعمال وسيف ناحل رقيق على المَثل وقول ذي الرمة أَلم تَعْلَمِي يا مَيُّ أَنَّا وبيننا مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها هو جمع ناحِل جعل كل جزءٍ منها ناحِلاً قال ابن سيده وهو عندي اسم للجمع لأَن فاعِلاً ليس مما يكسَّر على فَعْل قال ولم أَسمع به إِلا في هذا البيت الأَزهري السيف الناحِل الذي فيه فُلُول فيُسَنُّ مرَّة بعد أُخرى حتى يَرِقَّ ويذهب أَثَرُ فُلُوله وذلك أَنه إِذا ضُرِب به فصَمَّم انفلَّ فيُنْحِي القَيْنُ عليه بالمَداوِس والصَّقْل حتى تَذهب فُلوله ومنه قول الأَعشى مَضارِبُها من طُول ما ضَرَبوا بها ومِن عَضِّ هامِ الدَّارِعِين نَواحِلُ وقمرٌ ناحِل إِذا دقَّ واسْتَقْوَس ونَحْلةُ فرس سُبَيْع بن الخَطِيم والنُّحْل بالضم إِعْطاؤُك الإِنسانَ شيئاً بلا اسْتِعاضةٍ وعمَّ به بعضهم جميعَ أَنواع العَطاء وقيل هو الشيء المُعْطى وقد أَنْحَله مالاً ونَحَله إِياه وأَبى بعضُهم هذه الأَخيرة ونُحْل المرأَةِ مَهْرُها والاسم النِّحْلة تقول أَعطيتها مهرَها نِحْلة بالكسر إِذا لم تُرِد منها عِوَضاً وفي التنزيل العزيز وآتوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلةً وقال أَبو إِسحق قد قيل فيه غيرُ هذا القول قال بعضهم فَرِيضةً وقال بعضهم دِيانةً كما تقول فلان يَنْتَحِل كذا وكذا أَي يَدِينُ به وقيل نِحْلةً أَي دِيناً وتَدَيُّناً وقيل أَراد هِبةً وقال بعضهم هي نِحْلة من الله لهنَّ أَن جعل على الرجل الصَّداق ولم يجعل على المرأَة شيئاً من الغُرْم فتلك نِحْلة من الله للنِّساء ونَحَلْت الرجلَ والمرأَةَ إِذا وهبت له نِحْلة ونُحْلاً ومثلُ نِحْلة ونُحْل حِكْمةٌ وحُكْمٌ وفي التهذيب والصداقُ فرض لأَن أَهل الجاهلية كانوا لا يُعطون النساء من مُهورِهنَّ شيئاً فقال الله تعالى وآتوا النساء صَدُقاتِهنَّ نحلة هبة من الله للنساء فريضة لهنَّ على الأَزواج كان أَهل الجاهلية إِذا زوَّج الرجل ابنته استَجْعل لنفسه جُعْلاً يسمَّى الحُلْوان وكانوا يسمون ذلك الشيء الذي يأْخذه النافِجَة كانوا يقولون بارك الله لك في النافِجَة فجعل الله الصَّدُقة للنساء فأَبطل فعلَهم الجوهري النُّحْل بالضم مصدر قولك نَحَلْته من العطيَّة أَنْحَلُه نُحْلاً بالضم والنِّحْلة بالكسر العطيَّة والنُّحْلى العطية على فُعْلى ونَحَلْتُ المرأَة مهرَها عن طِيب نفس من غير مطالبة أَنْحَلُها ويقال من غير أَن يأْخذ عوضاً يقال أَعطاها مهرَها نِحْلةً بالكسر وقال أَبو عمرو هي التسمية أَن يقول نَحَلْتُها كذا وكذا ويَحُدّ الصداق ويُبَيِّنه وفي الحديث ما نَحَلَ والدٌ ولداً من نُحْلٍ أَفضَل من أَدبٍ حَسَنٍ النُّحْلُ العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق وفي حديث أَبي هريرة إِذا بلغ بنو أَبي العاص ثلاثين كان مالُ الله نُحْلاً أَراد يصير الفيء عطاء من غير استحقاق على الإِيثار والتخصيص المحكم وأَنْحَلَ ولدَه مالاً ونَحَله خصَّه بشيء منه والنُّحْل والنُّحْلانُ اسم ذلك الشيء المعطى والنِّحْلةُ الدَّعْوَى وانْتَحَل فلانٌ شِعْر فلانٍ أَو قالَ فلانٍ إِذا ادّعاه أَنه قائلُه وتَنَحَّلَه ادَّعاه وهو لغيره وفي الخبر أَنَّ عُرْوَة بن الزبير وعبيد الله بن عتبة بن مسعود دَخلا على عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ أَمير المدينة فجرى بينهم الحديث حتى قال عُرْوَة في شيء جرى من ذِكْر عائشة وابن الزبير سمعت عائشة تقول ما أَحْبَبْتُ أَحداً حُبِّي عبدَ الله بنَ الزبير لا أَعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أَبَوَيَّ فقال له عمر إِنكم لتَنْتَحِلون عائشة لابن الزبير انْتِحال مَنْ لا يَرَى لأَحد معه فيها نصيباً فاستعاره لها وقال ابن هَرْمة ولم أَتَنَحَّلِ الأَشعارَ فيها ولم تُعْجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ ونَحَله القولَ يَنْحَله نَحْلاً نَسَبه إِليه ونَحَلْتُه القولَ أَنْحَلُه نَحْلاً بالفتح إِذا أَضَفْت إِليه قولاً قاله غيره وادّعيتَه عليه وفلان يَنْتَحِلُ مذهبَ كذا وقبيلةَ كذا إِذا انتسب إِليه ويقال نُحِل الشاعرُ قصيدة إِذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره وقال الأَعشى في الانتحال فكيْفَ أَنا وانتِحالي القَوا فِيَ بَعدَ المَشِيب كفَى ذاك عارا وقَيَّدَني الشِّعْرُ في بيتِه كما قَيَّد الأُسُراتُ الحِمارا أَراد انتِحالي القوافيَ فدَلَّت كسرة الفاء من القوافي على سقوط الياء فحذفها كما قال الله عز وجل وجِفانٍ كالجوابِ وتَنَحَّلَه مثلُه قال الفرزدق إِذا ما قُلْتُ قافِيةً شَرُوداً تَنَحَّلَها ابنُ حَمْراءِ العِجانِ وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى في قولهم انْتَحَلَ فلانٌ كذا وكذا معناه قد أَلزَمَه نفْسه وجعله كالمِلْك له وهي الهبة
( * قوله « كالملك له وهي الهبة » كذا في الأصل وعبارة المحكم كالملك له أخذ من النحلة وهي الهبة وبها يظهر مرجع الضمير ) والعطية يُعْطاها الإِنسانُ وفي حديث قتادة بن النعمان كان بُشَيرُ بن أُبَيْرِق يقولُ الشعرَ ويهجو به أَصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم ويَنْحَلُه بعضَ العرب أَي يَنْسُبه إِليهم من النِّحْلة وهي النِّسْبة بالباطِل ويقال ما نِحْلَتُكَ أَي ما دِينُكَ ؟ الأَزهري الليث يقال نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه فهو يَنْحَله يُسابُّه قال طرفة فَدَعْ ذا وانْحَل النُّعمانَ قَوْلاً كنَحْت الفأْسِ يُنْجِد أَو يَغُور قال الأَزهري نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه باطلٌ وهو تصحيف لنَجَل فلانٌ فلاناً إِذا قطعَه بالغِيبة ويروى الحديث من نَجَل الناسَ نَجَلوه أَي مَنْ عابَ الناس عابوه ومن سبَّهم سبُّوه وهو مثل ما روي عن أَبي الدرداء إِن قارَضْتَ الناس قارَضُوك وإِن تَرَكْتَهم لم يَتْركوك قوله إِن قارضتهم مأْخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم رفَع اللهُ الحرجَ إِلا مَنِ اقترَضَ عِرْضَ امرئٍ مسلم فذلك الذي حَرِج وقد فسر في موضعه

نخل
نَخَل الشيءَ يَنْخُله نَخْلاً وتَنَخَّله وانتَخَله صَفَّاه واختارَه وكل ما صُفِّيَ ليُعْزَل لُبابُه فقد انتُخِل وتُنُخِّل والنُّخالة ما تُنُخِّل منه والنَّخْل تَنْخِيلُك الدقيقَ بالمُنْخُل لِتَعْزِل نخالته عن لُبابه والنُّخالة أَيضاً ما نُخِل من الدقيق ونَخْلُ الدقيق غَرْبَلتُه والنُّخالة أَيضاً ما بَقي في المُنْخُل مما يُنْخَل حكاه أَبو حنيفة قال وكلُّ ما نُخِل فما يبقى فلم يَنْتَحِلْ نُخالةٌ وهذا على السلب والمُنْخُل والمُنْخَل ما يُنْخَل به لا نظير له إِلاَّ قولهم مُنْصُل ومُنْصَل وهو أَحد ما جاء من الأَدوات على مُفْعل بالضم وأَما قولهم فيه مُنْغُل فعَلى البدل للمضارعة وانتَخَلْتُ الشيء استقصبت أَفضله وتَنَخَّلْتُه تَخَيَّرْته ورجل ناخِلُ الصَّدْر أَي ناصحٌ وإِذا نخلْت الأَدوية لتَسْتَصْفي أَجودَها قلت نَخَلْت وانْتَخَلْت فالنَّخْل التَّصْفِية والانتِخالُ الاختيار لنفسك أَفضله وكذلك التَّنَخُّل وأَنشد تنَخَّلْتُها مَدْحاً لقومٍ ولم أَكنْ لِغيرهمُ فيما مضَى أَتَنَخَّل وانتَخَلْت الشيء استَقْصَيْت أَفضَله وتنَخَّلْته تخيَّرته وفي الحديث لا يقبل الله من الدعاء إِلاَّ الناخِلة أَي المنخولة الخالصة فاعلة بمعنى مفعولة كماءٍ دافِق وفيه أَيضاً لا يقبلُ الله إِلا نخائلَ القلوب أَي النِّيّات الخالصة يقال نخَلْتُ له النصيحة إِذا أَخلصتها والنَّخْلُ تَنْخيلُ الثَّلج والوَدْق تقول انتَخَلتْ ليلتُنا الثلجَ أَو مطراً غير جَوْد والسَّحاب يَنْخُل البرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه والنَّخلة شجرة التمر الجمع نَخْل ونَخِيل وثلاث نَخَلات واستعار أَبو حنيفة النخْلَ لشجر النارَجيل تحمِل كَبائِس فيها الفَوْفَل
( * قوله « لشجر النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل » كذا في الأصل وعبارة المحكم لشجر النارجيل وما شاكله فقال أخبرت ان شجرة الفوفل نخلة مثل نخلة النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل إلخ ففي عبارة الأصل سقط ظاهر ) أَمثال التمر وقال مرة يصف شجر الكاذِي هو نخْلة في كل شيء من حِليتها وإِنما يريد في كل ذلك أَنه يشبه النَّخْلة قال وأَهل الحجاز يؤنثون النخل وفي التنزيل العزيز والنخلُ ذاتُ الأَكمام وأَهل نجد يذكِّرون قال الشاعر في تذكيره كنَخْل من الأَعْراض غير مُنَبَّقِ قال وقد يُشْبِه غيرُ النَّخْل في النِّبْتة النَّخْلَ ولا يسمى شيء منه نَخْلاً كالدَّوْم والنارَجيل والكاذِي والفَوْفَل والغَضَف والخَزَم وفي حديث ابن عمر مَثَل المؤمن كمثَل النَّحْلة والمشهور في الرواية كمثل النَّخْلة بالخاء المعجمة وهي واحدة النَّخْل وروي بالحاء المهملة يريد نحْلة العسَل وقد تقدم وأَبو نَخْلة كنية قال أَنشده بن جني عن أَبي علي أُطْلُبْ أَبا نخْلة مَنْ يأْبُوكا فقد سأَلنا عنك مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ فكلُّهم يَنْفِيكا وأَبو نُخَيلة شاعر معروف كُنِّي بذلك لأَنه وُلِد عند جِذْع نخلة وقيل لأَنه كانت له نُخَيْلة يَعْتَهِدها وسماه بَخْدَجٌ الشاعر النُّخَيْلات فقال يهجوه لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مِنِّي وشَلاًّ لِلِّئام مِشْقَذا
( * قوله « للئام » هو رواية المحكم هنا وروايته في حنذ للاعادي )
ونَخْلة موضع أَنشد الأَخفش يا نخْلَ ذاتِ السِّدْر والجَراوِلِ تَطاوَلي ما شئتِ أَن تَطاوَلي إِنَّا سَنَرْمِيكِ بكلِّ بازِلِ جمع بين الكسرة والفتحة ونُخَيْلةُ موضع بالبادية وبَطن نَخْلة بالحجاز موضع بين مكة والطائف ونَخْل ماءٌ معروف وعَين نَخْل موضع قال من المتعرِّضات بعَيْن نخْل كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِها سَدِينُ وذو النُّخَيْل موضع قال قَدَرٌ أَحَلَّكِ ذا النُّخَيْل وقد أَرى وأبيَّ مالكِ ذو النُّخَيْل بدار
( * قوله وأبيّ مالك ذو النخيل هكذا في الأصل )
أَبو منصور في بلاد العرب واديان يُعرفان بالنَّخْلتَين أَحدهما باليمامة ويأْخذ إِلى قُرى الطائف والآخر يأْخذ إِلى ذات عِرْق والمُنَخَّل بفتح الخاء مشددة اسم شاعر ومن أَمثال العرب في الغائب الذي لا يُرْجى إِيابُه حتى يَؤُوبَ المُنَخَّل كما يقال حتى يؤُوبَ القارِظ العَنزيّ قال الأَصمعي المُنَخَّل رجل أُرسل في حاجة فلم يرجِع فصار مثلاً يضرب في كل من لا يرجى يقال لا أَفعله حتى يؤُوب المنَخَّل والمتنخِّل لقب شاعر من هذيل وهو مالك بن عُوَيمِر أَخي بني لِحْيان من هذيل وبنو نَخْلان بطن من ذي الكَلاع وقول الشاعر رأَيتُ بها قضيباً فوق دِعْصٍ عليه النَّخْل أَيْنَع والكُروم فالنَّخْل قالوا ضرْب من الحُليّ والكُرومُ القلائد والله أَعلم

ندل
النَّدْل نَقْل الشيء واحتِجانُه الجوهري النَّدْل النَّقْل والاختلاس المحكم نَدَل الشيءَ نَدْلاً نقَله من موضع إِلى آخر ونَدَل التمرَ من الجُلَّة والخُبزَ من السُّفْرة يَنْدُله نَدْلاً غرَف منهما بكفِّه جمعاء كُتَلاً وقيل هو الغَرْف باليدين جميعاً والرجل مِنْدَل بكسر الميم وقال يصف رَكْباً ويمدح قوم دارِين بالجُود يَمُرُّون بالدَّهْنا خِفافاً عِيابُهم ويَخْرُجْن من دارِينَ بُجْرَ الحَقائب على حينَ أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورِهم فَنَدْلاً زُرَيقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالب يقول انْدُلي يا زُرَيْقُ وهي قبيلة نَدْلَ الثعالِب يريد السُّرْعة والعرب تقول أَكْسَبُ من ثعلب قال ابن بري وقيل في هذا الشاعر إِنه يصِف قوماً لُصوصاً يأْتون من دارِين فيسرقون ويَمْلؤُون حَقائبهم ثم يفرِّغونها ويعودون إِلى دارين وقيل يصف تُجَّاراً وقوله على حين أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورهم يريد حين اشتغل الناس بالفِتَن والحروب والبُجْرُ جمع أَبْجَر وهو العظيم البطن والنَّدْل التَّناوُل وبه فسر بعضهم قوله فَنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ ويقال انتَدَلْت المال وانْتَبَلْته أَي احتملته ابن الأَعرابي النُّدُل
( * قوله « الندل » في القاموس بضمتين وفي خط الصاغاني بفتحتين ) خَدَم الدعوة قال الأَزهري سُمُّوا نُدُلاً لأَنهم ينقُلون الطعام إِلى مَنْ حضر الدَّعْوة ونَدَلْت الدَّلْوَ إِذا أَخرجتها من البئر والنَّدْلُ شبه الوَسَخ
( * قوله « والندل شبه الوسخ » ضبط في القاموس بسكون الدال وكذا في المحكم في كل موضع إلا المصدر وفي الأصل بالسكون في قوله بعد يجوز أن يكون من الندل الذي هو الوسخ وضبط في مصدر الفعل هنا بالتحريك ) ونَدِلَت يدُه نَدَلاً غمِرت والمِنْدِيلُ والمَنْديلُ نادر والمِنْدَل كله الذي يُتَمَسَّح به قيل هو من النَّدْل الذي هو الوسخ وقيل إِنما اشتقاقه من النَّدْل الذي هو التناول قال الليث النَّدْل كأَنه الوسخ من غير استعمال في العربية وقد تَنَدَّل به وتَمَنْدَل قال أَبو عبيد وأَنكر الكسائي تَمَنْدَل وتَنَدَّلْت بالمِنْدِيل وتَمَنْدَلْت أَي تمسَّحت به من أَثر الوَضوء أَو الطَّهور قال والمِنْدِيلُ على تقدير مِفْعِيل اسم لما يمسَح به قال ويقال أَيضاً تَمَنْدَلْت والمَنْدَل
( * قوله « والمندل إلخ » كذا في القاموس وضبطهما الصاغاني بخطه بالكسر )
والمَنْقَل الخُفّ عن ابن الأَعرابي يجوز أَن يكون من النَّدْل الذي هو الوسخ لأَنه يَقِي رجل لابسه الوسخ ويجوز أَن يكون من النَّدْل الذي هو التَّناوُل لأَنه يُتناوَل لِلُّبْس قال ابن سيده وقوله أَنشده أَبو زيد بِتْنا وباتَ سقِيطُ الطَّلِّ يضرِبُنا عند النَّدُولِ قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ قال يجوز أَن يعني به امرأَة فيكون فَعُولاً من النَّدْل الذي هو شبيه الوسخ وإِنما سماها بذلك لوسخها وقد يجوز أَن يكون عنى به رجلاً وأَن يكون عنى به الضبُع وأَن يكون عنى كلبة أَو لَبُوءَةً أَو أَن يكون موضعاً والمُنَوْدِل الشيخ المُضْطَرِب من الكِبَر ونَوْدَل الرجلُ اضطرب من الكِبَر ومَنْدَل بلدٌ بالهند والمَنْدَلِيُّ من العُود أَجودُه نُسِب إِلى مَنْدَل هذا البلدِ الهِنْدِيِّ وقيل المَنْدَل والمَنْدَلِيُّ عودُ الطيب الذي يُتبخَّر به من غير أَن يُخَصَّ ببلد وأَنشد الفراء للعُجير السلولي إِذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابها ذَكِيُّ الشَّذَا والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّر
( * قوله « المطير » كذا في الأصل والجوهري والأزهري والذي في المحكم المطيب )
يعني العُود قال المبرّد المَنْدَل العود الرطْب وهو المَنْدَلِيُّ قال الأَزهري هو عندي رباعي لأَن الميم أَصلية لا أَدري أَعربيّ هو أَو معرب والمُطَيَّر الذي سطعتْ رائحته وتفَرَّقت والمَنْدَلِيُّ عِطْر ينسب إِلى المَنْدَل وهي من بلاد الهند قال ابن بري الصواب أَن يقول والمَنْدَليُّ عود يُنْسَب إِلى مَنْدَل لأَن منْدَلَ اسم علم لموضع بالهند يُجْلَب منه العود وكذلك قَمارِ قال ابن هرمة كأَنَّ الركْبَ إِذ طَرَقَتْك باتُوا بِمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قَمارِ
( * قوله « كأن الركب إلخ » هكذا في الأصل بجر القافية وفي ياقوت قماراً بألف بعد الراء وقبله
أحب الليل إن خيال سلمى ... إذا نمنا ألمّ بنا فزارا )
وقَمارِ عُوده دون عُودِ مَنْدَل قال وشاهده قول كثيِّر يصف ناراً
إِذا ما خَبَتْ من آخِر الليل خَبْوَةً أُعِيد إِليها المَنْدَلِيّ فَتثقُب وقد يقع المَنْدَل على العود على إِرادة ياءي النسب وحذفهما ضرورة فيقال تبخَّرت بالمَنْدَل وهو يريد المَنْدَليَّ على حدّ قول رؤبة بل بَلَدٍ مِلْءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ لا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه يريد جَهْرَميُّه قال ويدلك على صحة ذلك دخول الأَلف واللام في المَنْدَل قال عمر بن أَبي ربيعة لِمَنْ نارٌ قُبَيْلَ الصُّب حِ عندَ البيت ما تَخْبُو ؟ إِذا ما أُوقِدَتْ يُلْقَى عليها المَنْدَلُ الرَّطْبُ ويروى إِذا أُخْمِدَتْ وقال كثير بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً وقد أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها قال ابن بري وحكى زبير أَن مدنية قالت لكُثيِّر فضَّ الله فاك أَنت القائل بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً وقد أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها فقال نعم قالت أَرأَيت لو أَن زِنْجِيَّة بخَّرت أَردانَها بمَنْدَل رطْب أَما كانت تَطِيب ؟ هلاَّ قلت كما قال سيدكم امرؤ القيس أَلم تَرَياني كلَّما جئتُ طارقاً وجدتُ بها طِيباً وإِن لم تَطَيَّب ؟ والنَّيْدُلانُ والنَّيْدَلانُ الكابوسُ عن الفارسي وقيل هو مثل الكابوس وأَنشد ثعلب تِفْرِجة القَلْب قليل النَّيْلْ يُلْقى عليه النَّيْدُلان باللَّيْلْ وقال آخر أُنْجُ نَجاء من غَرِير مَكْبولْ يُلْقَى عليه النَّيْدُلانُ والغُولْ والنِّئْدُلان كالنَّيْدُلان قال ابن جني همزته زائدة قال حدَّثني بذلك أَبو علي قال ابن بري ومن هذا الفصل النَّأْدَل والنِّئْدَل الكابوس قال والهمزة زائدة لقولهم النَّيْدُلان
( * قوله « النيدلان إلخ » هكذا ضبط في الأصل هنا وفيما يأتي وعبارة القاموس والنيدلان بكسر النون والدال وتضم الدال والنيدل بكسر النون وفتحها وتثليث الدال وبفتح النون وضم الدال والنئدلان مهموزة بكسر النون والدال وتضم الدال والنئدل بكسر النون وفتحها وضم الدال الكابوس أو شيء مثله )
أبو زيد في كتابه في النوادر نَوْدَلَتْ خْصْياه نَوْدَلةً إِذا استرختا يقال جاء مُنَوْدِلاً خُصْياه قال الراجز كأَنَّ خُصْيَيْهِ إِذا ما نَوْدَلا أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلان مِرْجَلا الأَصمعي مشَى الرجل مُنَوْدِلاً إِذا مشى مُسْترخِياً وأَنشد مُنَوْدِل الخُصْيَيْن رِخْو المشْرَجِ ابن بري ويقال رجل نَوْدَل
( * قوله « ويقال رجل نودل » هكذا في الأصل والظاهر أن يقول ونودل رجل كما يأتي له بعد ) قال الشاعر فازَتْ خليلةُ نَوْدَلٍ بِهَبَنْقَعٍ رِخْوِ العِظام مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشوَّى واندالَ بطنُ الإِنسان والدابةِ إِذا سال قال ابن بري انْدال وزنه انْفَعَل فنونه زائدة وليست أَصلية قال فحقه أَن يذكر في فصل دول وقد ذكر هناك ويقال للسقاء إِذا تمخّض هو يُهَوْذِل ويُنَوْدِل الأُولى بالذال والثانية بالدال والنَّوْدَلان الثَّدْيان وابنُ مَنْدَلةَ رجل من سادات العرب قال عمرو بن جوين فيما زعم السيرافي
( * قوله « فيما زعم السيرافي » في المحكم الفارسي ) أَو امرؤ القيس فيما حكى الفراء وآلَيْتُ لا أُعطي مَلِيكاً مَقادَتي ولا سُوقةً حتى يؤُوبَ ابنُ مَنْدَلَه ونَوْدَل اسم رجل أَنشد يعقوب في الأَلفاظ فازت خَليلةُ نَوْدَلٍ بمُكَدَّنٍ رَخْصِ العِظام مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشَّوى
( * قوله « بمكدن » كذا في الأصل وشرح القاموس بنون والذي في المحكم باللام )
والله أَعلم

نذل
النَّذْل والنَّذِيل من الناس الذي تَزْدَرِيه في خِلْقته وعَقْله وفي المحكم الخَسِيسُ المُحْتَقَر في جميع أَحواله والجمع أَنْذال ونُذُول ونُذَلاءُ وقد نَذُل نَذالة ونُذُولة الجوهري النَّذالةُ السَّفالة وقد نَذُل بالضم فهو نَذْل ونَذِيل أَي خسيسٌ وقال أَبو خراش مُنِيباً وقد أَمْسى يُقدّم وِرْدَها أُقَيْدِرُ مَحْمُوزُ القِطاع نَذِيلُ مُنِيب مُقْبل وأَناب أَقبل وأُقَيْدِرُ يريد به الصائد والأَقْدَرُ القصير العُنُق والقِطاع جمع قِطْع وهو نَصْل قصير عَرِيض وقال نَذِيل ونُذال مثل فَرِير وفُرار حكاه ابن بري عن أَبي حاتم قال وشاهد نَذْل قول الشاعر لكلِّ امْرِئ شَكْلٌ يُقِرّ بعَيْنه وقُرَّةُ عينِ الفَسْلِ أَن يصحَب الفَسْلا ويُعْرَفُ في جُودِ امرئ جودُ خاله ويَنْذُل إِن تَلْقى أَخا أُمِّه نَذْلا
( * قوله « إن تلقى » هكذا في الأصل والوجه إن تلقَ بالجزم ولعله أشبع الفتحة فتولدت من ذلك الالف )

نرجل
النَّارَجِيلُ جَوْزُ الهنْدِ واحدته نارَجِيلة قال أَبو حنيفة أَخبرني الخبير أَن شجرته مثل النخلة سواء إِلاَّ أَنها لا تكون غَلْباء تَمِيدُ بمُرْتَقيها حتى تُدْنِيهَ من الأَرض لِيناً قال ويكون في القِنْوِ الكريم منه ثلاثون نارَجِيلة

نزل
النُّزُول الحلول وقد نَزَلَهم ونَزَل عليهم ونَزَل بهم يَنْزل نُزُولاً ومَنْزَلاً ومَنْزِلاً بالكسر شاذ أَنشد ثعلب أَإِنْ ذَكَّرَتْك الدارَ مَنْزِلُها جُمْلُ أَراد أَإِن ذكَّرتكُ نُزولُ جُمْلٍ إِياها الرفع في قوله منزلُها صحيح وأَنَّث النزولَ حين أَضافه إِلى مؤنَّث قال ابن بري تقديره أَإِن ذكَّرتك الدار نُزولَها جُمْلُ فَجُمْلُ فاعل بالنُّزول والنُّزولُ مفعول ثانٍ بذكَّرتك وتَنَزَّله وأَنْزَله ونَزَّله بمعنىً قال سيبويه وكان أَبو عمرو يفرُق بين نَزَّلْت وأَنْزَلْت ولم يذكر وجهَ الفَرْق قال أَبو الحسن لا فرق عندي بين نَزَّلْت وأَنزلت إِلا صيغة التكثير في نزَّلت في قراءة ابن مسعود وأَنزَل الملائكة تَنْزِيلاً أَنزل كنَزَّل وقول ابن جني المضاف والمضاف إِليه عندهم وفي كثير من تَنْزِيلاتِهم كالاسم الواحد إِنما جمع تَنْزِيلاً هنا لأَنه أَراد للمضاف والمضاف إِليه تَنْزيلات في وجُوه كثيرة منزلةَ الاسم الواحد فكنى بالتَّنْزيلات عن الوجوه المختلفة أَلا ترى أَن المصدر لا وجه له إِلاَّ تشعُّب الأَنواع وكثرتُها ؟ مع أَن ابن جني تسمَّح بهذا تسمُّح تحضُّرٍ وتحذُّق فأَما على مذهب العرب فلا وجه له إِلاَّ ما قلنا والنُّزُل المَنْزِل عن الزجاج وبذلك فسر قوله تعالى وجعلنا جهنم للكافرين نُزُلاً وقال في قوله عز وجل جناتٌ تجري من تحتها الأَنهارُ خالدين فيها نُزُلاً من عِند الله قال نُزُلاًمصدر مؤكد لقوله خالدين فيها لأَن خُلودهم فيها إِنْزالُهم فيها وقال الجوهري جناتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً قال الأَخفش هو من نُزول الناس بعضهم على بعض يقال ما وجدْنا عندكم نُزُلاً والمَنْزَل بفتح الميم والزاي النُّزول وهو الحلول تقول نزلْت نُزولاً ومَنْزَلاً وأَنشد أَيضاً أَإِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ بَكيْتَ فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ ؟ نصب المَنْزَل لأَنه مصدر وأَنزَله غيرُه واستنزله بمعنى ونزَّله تنزيلاً والتنزيل أَيضاً الترتيبُ والتنزُّل النُّزول في مُهْلة وفي الحديث إِن الله تعالى وتقدّس يَنزِل كل ليلة إِلى سماء الدنيا النُّزول والصُّعود والحركة والسكونُ من صفات الأَجسام والله عز وجل يتعالى عن ذلك ويتقدّس والمراد به نُزول الرحمة والأَلطافِ الإِلهية وقُرْبها من العباد وتخصيصُها بالليل وبالثُلث الأَخيرِ منه لأَنه وقتُ التهجُّد وغفلةِ الناس عمَّن يتعرَّض لنفحات رحمة الله وعند ذلك تكون النيةُ خالصة والرغبةُ إِلى الله عز وجل وافِرة وذلك مَظِنَّة القبول والإِجابة وفي حديث الجهاد لا تُنْزِلْهم على حُكْم الله ولكن أَنزِلْهم على حُكْمِك أَي إذا طَلب العدوُّ منك الأَمان والذِّمامَ على حكم اللّه فلا تُعْطيهم وأَعطِهم على حكمك فإِنك ربَّما تخطئ في حكم الله تعالى أَو لا تفي به فتأْثَم يقال نزلْت عن الأَمر إِذا تركتَه كأَنك كنت مستعلياً عليه مستولياً ومكان نَزِل يُنزَل فيه كثيراً عن اللحياني ونَزَل من عُلْوٍ إِلى سُفْل انحدر والنِّزالُ في الحربْ أَن يتَنازَل الفريقان وفي المحكم أَن يَنْزل الفَرِيقان عن إِبِلهما إِلى خَيْلهما فيَتضاربوا وقد تنازلوا ونَزالِ نَزالِ أَي انزِلْ وكذا الاثنان والجمعُ والمؤنثُ بلفظ واحد واحتاج الشماخ إِليه فثقَّله فقال لقد عَلِمَتْ خيلٌ بمُوقانَ أَنَّني أَنا الفارِسُ الحامي إِذا قيل نَزَّال
( * قوله « لقد علمت خيل إلخ » هكذا في الأصل بضمير التكلم وأَنشده ياقوت عند التكلم على موقان للشماخ ضمن ابيات يمدح بها غيره بلفظ
وقد علمت خيل بموقان أنه ... هو الفارس الحامي إذا قيل
تنزال ) الجوهري ونَزَالِ مثل قَطامِ بمعنى انْزِل وهو معدول عن المُنازَلة ولهذا أَنثه الشاعر بقوله ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنتَ إِذا دُعِيَتْ نَزالِ ولُجَّ في الذُّعْرِ قال ابن بري ومثله لزيد الخيل وقد علمتْ سَلامةُ أَن سَيْفي كَرِيهٌ كلما دُعِيَتْ نزالِ وقال جُرَيبة الفقعسي عَرَضْنا نَزالِ فلم يَنْزِلوا وكانت نَزالِ عليهم أَطَمْ قال وقول الجوهري نَزالِ معدول من المُنازلة يدل على أَن نَزالِ بمعنى المُنازلة لا بمعنى النُّزول إِلى الأَرض قال ويقوِّي ذلك قول الشاعر أَيضاً ولقد شهدتُ الخيلَ يومَ طِرادِها بسَلِيم أَوْظِفةِ القَوائم هَيْكل فَدَعَوْا نَزالِ فكنتُ أَولَ نازِلٍ وعَلامَ أَركبُه إِذا لم أَنْزِل ؟ وصف فرسه بحسن الطراد فقال وعلامَ أَركبُه إِذا لم أُنازِل الأَبطال عليه ؟ وكذلك قول الآخر فلِمْ أَذْخَر الدَّهْماءَ عند الإِغارَةِ إِذا أَنا لم أَنزِلْ إِذا الخيل جالَتِ ؟ فهذا بمعنى المُنازلة في الحرب والطِّراد لا غير قال ويدلُّك على أَن نَزالِ في قوله فَدعَوْا نَزالِ بمعنى المُنازلة دون النُّزول إِلى الأَرض قوله وعَلامَ أَركبه إِذا لم أَنزل ؟ أَي ولِمَ أَركبُه إِذا لم أُقاتل عليه أَي في حين عدم قتالي عليه وإِذا جعلت نَزالِ بمعنى النزول إِلى الأَرض صار المعنى وعَلام أَركبه حين لم أَنزل إِلى الأَرض قال ومعلوم أَنه حين لم ينزل هو راكب فكأَنه قال وعلام أَركبه في حين أَنا راكب قال ومما يقوي ذلك قول زهير ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنت إِذا دُعِيَتْ نَزال ولُجَّ في الدُّعْرِ أَلا تَرى أَنه لم يمدحه بنزوله إِلى الأَرض خاصة بل في كل حال ؟ ولا تمدَح الملوك بمثل هذا ومع هذا فإِنه في صفة الفرس من الصفات الجليلة وليس نزوله إِلى الأَرض مما تمدَح به الفرس وأَيضاً فليس النزول إِلى الأَرض هو العلَّة في الركوب وفي الحديث نازَلْت رَبِّي في كذا أَي راجعته وسأَلته مرَّة بعد مرَّة وهو مُفاعَلة من النّزول عن الأَمر أَو من النِّزال في الحرب والنَّزِيلُ الضيف وقال نَزِيلُ القومِ أَعظمُهم حُقوقاً وحَقُّ اللهِ في حَقِّ النَّزِيلِ سيبويه ورجل نَزيل نازِل وأَنْزالُ القومِ أَرزاقهم والنُّزُل وتلنُّزْل ما هُيِّئَ للضيف إِذا نزل عليه ويقال إِن فلاناً لحسن النُّزْل والنُّزُل أَي الضيافة وقال ابن السكيت في قوله فجاءت بِيَتْنٍ للنِّزَالة أَرْشَما قال أَراد لِضِيافة الناس يقول هو يَخِفُّ لذلك وقال الزجاج في قوله أَذَلكَ خيرٌ نُزُلاً أَم شجرة الزَّقُّوم يقول أَذلك خير في باب الأَنْزال التي يُتَقَوَّت بها وتمكِن معها الإِقامة أَم نُزُل أَهلِ النار ؟ قال ومعنى أَقمت لهم نُزُلهم أَي أَقمت لهم غِذاءَهم وما يصلُح معه أَن ينزلوا عليه الجوهري والنُّزْل ما يهيَّأُ للنَّزِيل والجمع الأَنْزال وفي الحديث اللهم إِني أَسأَلك نُزْلَ الشهداء النُّزْل في الأَصل قِرَى الضيف وتُضَمّ زايُه يريد ما للشهداء عند الله من الأَجر والثواب ومنه حديث الدعاء للميت وأَكرم نُزُله والمُنْزَلُ الإِنْزال تقول أَنْزِلْني مُنْزَلاً مُباركاً ونَزَّل القومَ أَنْزَلهم المَنازل وتَزَّل فلان عِيرَه قَدَّر لها المَنازل وقوم نُزُل نازِلون والمَنْزِل والمَنْزِلة موضع النُّزول قال ابن سيده وحكى اللحياني مَنْزِلُنا بموضع كذا قال أُراه يعني موضع نُزولنا قال ولست منه على ثقة وقوله دَرَسَ المَنَا بِمُتالِعٍ فأَبَانِ إِنما أَراد المَنازل فحذف وكذلك قول الأَخطل أَمستْ مَناها بأَرض ما يبلِّغُها بصاحب الهمِّ إِلا الجَسْرةُ الأُجُدُ أَراد أَمستْ مَنازلها فحذف قال ويجوز أَن يكون أَراد بمناها قصدَها فإِذا كان كذلك فلا حذف الجوهري والمَنْزِل المَنْهَل والدارُ والمنزِلة مثله قال ذو الرمة أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سلامٌ عليكما هلِ الأَزْمُنُ اللاَّئي مَضَيْنَ رَواجِعُ ؟ والمنزِلة الرُّتبة لا تجمَع واستُنْزِل فلان أَي حُطَّ عن مرتبته والمَنْزِل الدرجة قال سيبويه وقالوا هو مني منزِلة الشَّغَاف أَي هو بتلك المنزِلة وكلنه حذف كما قالوا دخلت البيت وذهبت الشامَ لأَنه بمنزلة المكان وإِن لم يكن مكاناً يعني بمنزلة الشَّغَاف وهذا من الظروف المختصة التي أُجريت مُجرى غير المختصَّة وفي حديث ميراث الجدِّ أَن أَبا بكر أَنزله أَباً أَي جعل الجدَّ في منزلة الأَب وأَعطاه نصيبَه من الميراث والنُّزَالة ما يُنْزِل الفحلُ من الماء وخص الجوهري فقال النُّزالة بالضم ماءُ الرجل وقد أَنزل الرجلُ ماءه إِذا جامع والمرأَة تستنزِل ذلك والنَّزْلة المرة الواحدة من النُّزول والنازِلة الشديدة تنزِل بالقوم وجمعها النَّوازِل المحكم والنازِلة الشدَّة من شدائد الدهر تنزل بالناس نسأَل الله العافية التهذيب يقال تنزَّلَت الرحمة المحكم نزَلَتْ عليهم الرحمة ونزَل عليهم العذاب كِلاهما على المثل ونزَل به الأَمر حلَّ وقوله أَنشده ثعلب أَعْزْرْ عليَّ بأَن تكون عَلِيلا أَو أَن يكون بك السَّقام نَزيلا جعله كالنَّزِيل من الناس أَي وأَن يكون بك السَّقام نازِلاً ونزَل القومُ أَتَوْا مِنَى قال ابن أَحمر وافَيْتُ لمَّا أَتاني أَنَّها نزلتْ إِنّ المَنازلَ مما تجمَع العَجَبَا أَي أَتت مِنَى وقال عامر بن الطفيل أَنازِلةٌ أَسماءُ أَم غيرُ نازِلَه ؟ أَبيني لنا يا أَسْمَ ما أَنْت فاعِلَه والنُّزْل الرَّيْعُ والفَضْلُ وكذلك النَّزَل المحكم النُّزْل والنَّزَل بالتحريك رَيْعُ ما يُزرع أَي زَكاؤه وبركتُه والجمع أَنْزال وقد نَزِل نَزَلاً وطعامٌ نَزِل ذو نَزَل ونَزِيلٌ مبارك الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وطعام قليل النُّزْل والنَّزَل بالتحريك أَي قليل الرَّيْع وكثير النُّزْل والنَّزَل بالتحريك وأَرض نَزْلة زاكية الزَّرْع والكَلإِ وثوب نِزِيل كامِلٌ ورجل ذو نَزَلٍ كثير الفَضْل والعطاءِ والبركة قال لبيد ولَنْ تَعْدَمُوا في الحرْب لَيْثاً مُجَرَّباً وَذا نَزَلٍ عندَ الرَّزِيَّةِ باذِلا والنَّزْلةُ كالزُّكام يقال به نَزْلة وقد نُزِلَ
( * قوله « وقد نزل » هكذا ضبط بالقلم في الأصل والصحاح وفي القاموس وقد نزل كعلم ) وقوله عز وجل ولقد رآه نَزْلةً أُخرى قالوا مرَّة أُخرى والنَّزِلُ المكان الصُّلب السريعُ السَّيْل وأَرض نَزِلة تَسيلُ من أَدنى مطر ومكان نَزِل سريعُ السيل أَبو حنيفة وادٍ نَزِلٌ يُسِيله القليل الهيِّن من الماء والنَّزَل المطرُ ومكان نَزل صُلب شديدٌ وقال أَبو عمرو مكان نَزْل واسعٌ بعيدٌ وأَنشد وإِنْ هَدَى منها انتِقالُ النَّقْلِ في مَتْنِ ضَحَّاكِ الثَّنايا نَزْلِ وقال ابن الأَعرابي مكان نَزِل إِذا كان مَجالاً مَرْتاً وقيل النَّزِل من الأَودية الضيِّق منها الجوهري أَرض نَزِلة ومكان نَزِلٌ بيِّن النَّزالة إِذا كانت تَسِيل من أَدنى مطر لصَلابتها وقد نَزِل بالكسر وحَظٌّ نَزِل أَي مجتَمِع ووجدت القوم على نَزِلاتهم أَي مَنازلهم وتركت القوم على نَزَلاتهم ونَزِلاتهم أَي على استقامة أَحوالهم مثل سَكِناتهم زاد ابن سيده لا يكون إِلا في حسن الحال ومُنازِلُ بن فُرْعان
( * قوله « ومنازل بن فرعان » ضبط في الأصل بضم الميم وفي القاموس بفتحها وعبارة شرحه هو بفتح الميم كما يقتضيه اطلاقه ومنهم من ضبطه بضمها اه وفي الصاغاني وسموا منازل ومنازلاً بفتح الميم وضمها ) من شعرائهم وكان مُنازِل عقَّ أَباه فقال فيه جَزَتْ رَحِمٌ بيني وبين مُنازِلٍ جَزاءً كما يَسْتَخْبِرُ الكَلْبَ طالِبُهْ فعَقَّ مُنازلاً ابنُه خَلِيج فقال فيه تَظَلَّمَني مالي خَلِيجٌ وعقَّني على حين كانت كالحِنِيِّ عِظامي

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88