كتاب : إصلاح المنطق
المؤلف:أبو يوسف يعقوب بن إسحاق

وأنشدني أبو ثروان العكلي لجرير
( ما من جفانا إذا حاجاتنا حضرت ... كمن لنا عنده التكريم واللطف )
ويقال من اللحم الغث قد غثثت يا لحم تغث وغثثت تغث وقد أغثثت في المنطق تغث وقد زهد في الشيء يزهد زهدا وزهادة وقد زهد يزهد وقد شجب يشجب شجبا وشجب يشجب إذا هلك أو كسب كسبا أثم فيه ويقال قد قنط يقنط ويقنط وقنط يقنط ويقال نجز ينجز ونجز ينجز وسمعها من أبي السفاح وكأن نجز فني وكأن نجز قضى حاجته ويقال حلي بعيني وبصدري وفي عيني وفي صدري وحلا بعيني وفي عيني حلاوة فيهما جميعا أبو زيد يقال نضر الشيء ينضر ونضر ينضر الفراء يقال قررت به عينا أقر وقررت أقر وقد قررت في الموضع مثلها الأصمعي رضع الصبي يرضع ورضع يرضع قال وأخبرني عيسى ابن عمر أنه سمع العرب تنشد هذا البيت لابن همام السلولي
( وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدر لها ثعل )
الفراء خطئ السهم وخطأ أبو عبيدة رشد يرشد ورشد يرشد ويقال شححت أشح وشححت أشح وقد بللت بجاهل فأنا أبل وبللت به أبل قال الفراء يقال مر بي فلان فما عرضت له وما عرضت ويقال لا تعرض له ولا تعرض له لغتان جيدتان أبو عبيدة مثله أبو عمرو يقال قتر يقتر وقتر يقتر إذا ارتفع قتاره وهو ريحه وهو لحم قاتر الكسائي يقال قد حررت يا يوم فأنت تحر

وحررت فأنت تحر إذا اشتد حر النهار وقد حررت يا رجل فأنت تحر من الحرية لا غير ويقال قد ضحيت للشمس وضحيت والمستقبل أضحى في اللغتين جميعا وقد أنست به آنس وأنست به آنس أنسا أخبرني أبو الحسن الطوسي قال قال ابن الأعرابي يقال أنست به قال ويقال كيف أنسك وقد نقهت الحديث ونقهته وقد زهقت نفسه وزهقت وشغبت وشغبت وقد قزح الكلب ببوله وقزح يقزح في اللغتين جميعا أبو زيد يقال وهنت في أمرك ووهنت الأصمعي يقال سلوت عن الشيء أسلو سلوا وسليت أسلي سليا قال رؤبة
( لو أشرب السلوان ما سليت ... )
وقد علوت أعلو علوا وعليت أعلا علاء ويقال غسا الليل يغسو غسوا وغسى يغسا وأغسى يغسى قال ابن أحمر
( فلما غسا ليلي وأيقنت أنها ... هي الأربى جاءت بأم حبوكرى )
ويقال سرى الرجل يسري وسرا يسرو وسرو يسرو كله غير مهموز قال
( وابن السرى إذا سرى أسراهما ... )
وقد سخا يسخو وسخى يسخى وسخو يسخو إذا كان سخيا الفراء يقال طغا يطغى ويطغو وطغى يطغى أبو عبيدة شمس يومنا يشمس تقديره علم يعلم وقال الكسائي العرب تختلف في فعل

غضة بضة فيقول بعضهم غضضت وبضضت وهي تغض وتبض غضاضة وبضاضة وبعضهم يقول غضضت وبضضت وهي تغض وتبض ويقال صغيت إلى الشيء أصغي إذا ملت إليه وصغوت أصغو صغوا ويقال حسست له أحس حسا وحسست له أحس حسا إذا رققت له قال القطامي
( أخوك الذي لا تملك الحس نفسه ... وترفض يوم المحفظات الكتائف )
وقال الكميت
( هل من بكى الدار راج أن تحس له ... أو يبكي الدار ماء العبرة الخضل )
قال الفراء قال أبو الجراح ما رأيت عقيليا إلا حسست له قال الفراء ما كان على فعلت من ذوات التضعيف غير واقع فإن يفعل منه مكسور العين مثل عففت أعف وخففت أخف وشححت أشح وما كان على فعلت من ذوات التضعيف واقعا مثل رددت وعددت ومددت فإن يفعل منه مضموم إلا ثلاثة أحرف نادرة وهي شده يشده ويشده وعله يعله ويعله من العلل وهو الشرب الثاني ونم الحديث ينمه فإن جاء مثل هذا مما لم نسمعه فهو قليل وأصله الضم قال وما كان على أفعل وفعلاء من ذوات التضعيف فإن فعلت منه مكسور العين ويفعل على أفعل وفعلاء من ذوات التضعيف فإن فعلت منه مكسور العين ويفعل مفتوح العين مثل أصم وصماء وأشم وشماء وأحم وحماء وأجم وجماء تقول قد صممت يا رجل تصم وقد جممت يا كبش تجم

وما جاء على أفعل وفعلاء من غير ذوات التضعيف فإن الكسائي قال يقال فيه فعل يفعل إلا ستة أحرف فإنها جاءت على فعل الأسمر والآدم والأحمق والأخرق والأرعن والأعجف يقال قد سمر وأدم وحمق وخرق ورعن وعجف قال الأصمعي والأعجم أيضا يقال عجم قال الفراء يقال عجف وعجف وحمق وحمق وسمر وسمر قال وقالت قريبة الأسدية قد اسمار وقد خرق وخرق قال أبو عمرو يقال أدم وأدم وسمر وسمر قال أبو محمد وأخبرنا الطوسي عن ابن الأعرابي يقال أدم وأدم
وكل ما كان على فعلت ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم نحو صمت المرأة وأشباهه إلا أحرفا جاءت نوادر في إظهار التضعيف وهي لححت عينه إذا التصقت ومنه قيل هو ابن عمي لحا وهو ابن عم لح ولح وقد مششت الدابة وصككت وقد ضبب البلد إذا كثرت ضبابه وقد ألل السقاء إذا تغير ريحه وقد قطط شعره
واعلم أن كل فعل كان ماضيه على فعل مكسور العين فإن مستقبله يأتي بفتح العين نحو علم يعلم وكبر يكبر وعجل يعجل إلا أربعة أحرف جاءت نوادر قالوا حسب يحسب ويحسب ويئس ييئس وييأس ويبس ييبس وييبس ونعم ينعم وينعم فإن هذه الأحرف من الفعل السالم جاءت بالفتح والكسر ومن الفعل المعتل ما جاء ماضيه ومستقبله بالكسر ومق يمق ووفق يفق ووثق يثق وورع يرع وورم يرم وورث يرث ووري الزند يري وولي يلي

بسم الله الرحمن الرحيم
باب آخر من فعلت
قال الكسائي يقال رشدت أمرك ووفقت أمرك وبطرت عيشك وغبنت رأيك وألمت بطنك وسفهت نفسك وكان الأصل رشد أمرك ووفق أمرك وغبن رأيك ثم حول الفعل منه إلى الرجل فانتصب ما بعده وهو نحو قولك ضقت به ذرعا المعنى ضاق ذرعي به وطبت به نفسا المعنى طابت نفسي به ويقال سفه الرجل وسفه لغتان فإذا قالوا سفه رأيه كسروا الفاء لا غير لأن فعل لا يكون واقعا وما كان ماضيه على فعل مفتوح العين فإن مستقبله يأتي بالضم أو بالكسر نحو ضرب يضرب وقتل يقتل ولا يأتي مستقبله بالفتح إلا أن تكون لام الفعل أو عين الفعل أحد الحروف الستة وهي حروف الحلق الخاء والغين والعين والحاء والهاء والهمزة فإن الحرف إذا كان فيه أحد هذه الستة الأحرف جاء على فعل يفعل نحو شدخ يشدخ ودمغ يدمغ وصنع يصنع ودمعت عينه تدمع وذهب يذهب وذبح يذبح وسمح يسمح وسنح يسنح وقرأ يقرأ وبرأ من الوجع يبرأ وقد يجيء على القياس وإن كان فيه أحد هذه الحروف فيأتي مستقبله بالضم أو الكسر نحو دخنت النار تدخن ودخل يدخل ولم يأت الماضي والمستقبل بالفتح إذا لم يكن فيه أحد هذه الحروف الستة إلا حرفا واحدا جاء نادرا وهو أبى يأبى وزاد أبو عمرو ركن يركن وخالفه أهل

العربية الفراء وغيره فقالوا يقال ركن يركن وركن يركن وما كان على مفعل ومفعلة فيما يعتمل فهو مكسور الميم نحو مخرز ومقطع ومبضع ومسلة ومخدة ومصدغة ومخلاة إلا أحرفا جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي مسعط وكان القياس مسعط ومنخل ومدق ومدهن ومكحلة ومنصل وليس في الكلام مفعل بكسر الميم والعين إلا حرفان قالوا منخر ومنتن ومنتن بضم الميم قال أبو عمرو من قال نتن الشيء قال هو منتن بكسر الميم والتاء ومن قال أنتن الشيء قال منتن بضم الميم وكسر التاء وقالوا مطهرة ومطهرة ومرقاة ومرقاة ومسقاة ومسقاة فمن كسرها شبهها بالآلة التي يعمل بها ومن فتح قال هذا موضع يفعل فيه فجعله مخالفا بفتح الميم وكل ما كان على مثال فعول مشدد العين فهو مفتوح الأول نحو خروب وسفود وكلوب وسنوت وهو الكمون قال الشاعر
( هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم ... وهم يمنعون جارهم أن يقردا )
إلا ثلاثة أحرف جاءت نوادر مضمومة الأول وهي سبوح وقدوس وذروح لواحد الذراريح وقد قال بعضهم سبوح وقدوس ففتح أولها وكل ما جاء على فعلول فهو مضموم الأول نحو زنبور وقرقور وبهلول وعمروس وعصفور وما أشبه ذلك إلا حرفا جاء نادرا وهم بنو صعفوق لخول باليمامة قال العجاج

( من آل صعفوق وأتباع أخر ... )
وما كان على مثال فعيل أو فعليل فهو مكسور الأول نحو قولك بصل حريف ورجل سكير إذا كان كثير السكر وفسيق إذا كان كثير الفسق وخمير كثير الشرب للخمر وعشيق كثير العشق وفخير كثير الفخر وجبير كثير التجبر وصريع شديد الصراع وغليم شديد الغلمة وظليم إذا كان شديد الظلم وضليل كثير التتبع للضلال وجرجير للبقل وسفسير للفيج والتابع وما كان على مثال مفعيل فهو مكسور الأول ومؤنثه بغير هاء نحو قولك هذا فرس محضير وهذا رجل معطير وهذا جواد مئشير من الأشر قال الراجز
( إن زل فوة عن جواد مئشير ... أصلق ناباه صياح العصفور )
( يتبعن جأبا كمدق المعطير ... )
ويقال امرأة معطير ومعطار وعطرة وما كان على فعل يفعل فإن مصدره إذا كان على مفعل مفتوح العين نحو ضربه يضربه مضربا والموضع مكسور نحو قولك هذا مضربه وما كان من ذوات التضعيف فإنه يأتي في مصدره الفتح والكسر نحو قولك تنح عن مدب السيل ومدبه وهو المفر والمفر وما كان على فعل يفعل فإن مصدره إذا جاء على مفعل مفتوح العين وكذلك الموضع مفتوح نحو قولك دخل يدخل مدخلا وهذا مدخله وخرج يخرج مخرجا وهذا مخرجه إلا

أحرفا جاءت نوادر بكسر العين وهي مفرق الرأس وكان القياس مفرق ومطلع ومشرق ومغرب ومسقط ومسكن وقد يقال مسكن ومنبت ومحشر وقد يقال محشر ومسجد ومنسك ومجزر فإن هذه جاءت على غير القياس ومنها ما يقال بالفتح ومنها ما لا يفتح وما كان فاء الفعل منه واوا وكان واقعا فإن المفعل منه مكسور مصدرا كان أو موضعا نحو قولك وعده يعده وعدا وموعدا وهذا موعده ووصله يصله وصلا وموصلا وهذا موصله وقال الهذلي
( ليس لميت بوصيل وقد ... علق فيه طرف الموصل )
أي لا وصل هذا الحي بالميت أي لا مات معه ثم قال وقد علق فيه طرف من الموت أي إنه سيتصل به وما كان على فعل مما كان فاء الفعل منه واوا وهو غير واقع فإن مصدره إذا كان على مفعل مكسور وكذلك الموضع مكسور نحو قولك وجل يوجل وجلا وموجلا والموجل الاسم وزعم الكسائي أنه سمع موجل وموجل وسمع الفراء موضع من قولك وضعت الشيء موضعا وإذا كان الفعل من ذوات الثلاثة من نحو كال يكيل وأشباهه فإن الاسم منه مكسور والمصدر مفتوح من ذلك مال مميلا وممالا يذهب بالكسر إلى الأسماء وبالفتح إلى المصدر ولو فتحتهما جميعا أو كسرتهما في المصدر والاسم لجاز تقول العرب المعاش والمعيش والمعاب والمعيب والمسار والمسير وأنشد
( أنا الرجل الذي قد عبتموه ... وما فيكم لعياب معاب )

فإذا كان يفعل مفتوحا مثل يخاف ويهاب أو كان مضموما مثل يقول ويعول فالاسم والمصدر فيه مفتوحان قال الفراء وليس في الكلام فعلال مفتوح الفاء إذا لم يكن من ذوات التضعيف إلا حرف واحد يقال ناقة بها خزعال أي ظلع فأما ذوات التضعيف ففعلال فيها كثير نحو الزلزال والقلقال وأشباهه إذا فتحته فهو اسم وإذا كسرته فهو مصدر نحو قولك زلزلته زلزالا شديدا وقلقلته قلقالا شديدا قال وليس في الكلام فعلاء مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة إلا حرفان الخشاء خشاء الأذن وهو العظم الناتىء وراء الأذن وقوباء والأصل فيها تحريك العين وهو خششاء وقوباء وسائر الكلام إنما يأتي على فعلاء بتحريك العين والمد نحو النفساء وناقة عشراء والرغثاء العصبة التي تكون تحت الثدي والرخصاء الحمى تأخذ بعرق وفعل ذلك في غلواء شبابه وهو يتنفس الصعداء وكل هذا مضموم الأول متحرك الثاني ممدود إلا أحرفا جاءت نوادر وهي شعبى اسم موضع قال جرير
( أعبدا حل في شعبي غريبا ... ألؤما لا أبالك واغترابا )
وأدمى اسم موضع وجنفى اسم موضع والأربى الداهية قال ابن أحمر
( فلما غسا ليلى وأيقنت أنها ... هي الأربى جاءت بأم حبوكرى )
قال وليس في الكلام فعلاء ممدودة مفتوح الفاء والعين إلا حرف واحد وهو ابن ثأداء وهي الأمة وقد يقال ثأداء بتسكين الهمزة قال الكميت

( وما كنا بني الثأداء حتى ... شفينا بالأسنة كل وتر )
قال وليس في ذوات الأربعة مفعل بكسر العين إلا حرفان مأقي العين ومأوى الإبل قال الفراء سمعتها بالكسر والكلام كله مفعل نحو رميته مرمى ودعوته مدعى وغزوته مغزى قال وليس يأتي مفعول من ذوات الثلاثة من ذوات الواو بالتمام إلا حرفان وهو مسك مدووف وثوب مصوون فإن هذين جاءا نادرين والكلام مصون ومدوف فأما ما كان من ذوات الياء فإنه يجيء بالنقصان والتمام نحو طعام مكيل ومكيول ومبيع ومبيوع وثوب مخيط ومخيوط فإذا قالوا مخيط بنوه على النقص لنقصان الياء في خطت والياء في مخيط واو مفعول انقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وإنما انكسر ما قبلها لسقوط الياء فكسر ما قبلها ليعلم أن الساقط ياء ومن قال مخيوط أخرجه على التمام قال وليس في الكلام مفعول مضموم الميم إلا مغرود لضرب من الكمأة ومغفور واحد المغافير وهو شيء ينضحه العرفط حلو كالناطف وقد يقال مغثور بالثاء وقد يقال فيه أيضا مغثر ومغفر ومنخور للمنخر ومعلوق لواحد المعاليق شبه بفعلول قال الأصمعي وليس في الكلام فعلل مكسور الفاء مفتوح اللام إلا درهم ورجل هجرع للطويل المفرط الطول وليس في الكلام فعول مما لام الفعل منه واو فتأتي في آخره واو مشددة وأصلها واوان إلا عدو وفلو ورجل لهو عن الخير ورجل نهو عن المنكر وحكى عن بعض أصحابه ناقة رغو أي كثيرة الرغاء وشرب حسوا وحساء وإذا كان المصدر مؤنثا فإن العرب قد ترفع عينه مثل المقبرة والمقدرة ولا يأتي في المذكر مفعل بضم العين قال الكسائي إلا حرفين جاءا نادرين لا يقاس

عليهما وهما قول الشاعر
( ليوم روع أو فعال مكرم ... )
وقول الآخر
( بثين الزمى لا إن لا إن لزمته ... على كثرة الواشين أي معون )
وقال الفراء قوله مكرم جمع مكرمة وقوله معون أراد جمع معونة

بسم الله الرحمن الرحيم
باب يتكلم فيه بفعلت مما تغلط فيه العامة فيتكلمون بأفعلت
تقول نعشه الله ينعشه أي رفعه الله ومنه سمى النعش نعشا لارتفاعه ولا يقال أنعشه الله وتقول قد نجع فيه الدواء وقد نجع في الدابة العلف ينجع ولا يقال قد أنجع فيه ويقال قد نبذت نبيذا وقد نبذت الشيء من يدي إذا ألقيته فقال أبو محمد أنشدني غير واحد
( نظرت إلى عنوانه فنبذته ... كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا )
ومنه قول الله عز و جل ( فنبذوه وراء ظهورهم ) ويقال وجد فلان صبيا منبوذا ولا يقال أنبذت نبيذا وقد شغلته ولا يقال أشغلته ويقال قد سعرهم شرا ولا يقال أسعرهم وقد رعبته إذا أفزعته وكذلك رعبت الحوض إذا ملاته وهو مرعوب قال الهذلي
( نقاتل جوعهم بمكللات ... من الفرني يرعبها الجميل )
ويروى نقابل جوعهم أي تملؤها الإهالة ويقال جملت الشحم إذا أذبته وكذلك اجتملت وقال الآخر

( بذي هيدب أيما الربا تحت ودقه ... فتروى وأيما كل واد فيرعب )
أيما في معنى أما وقد هزلت دابتي وكذلك هزل في منطقه يهزل هزلا ويقال قد أهزل الناس إذا وقع في أموالهم الهزال وقد كفأت الإناء فهو مكفوء إذا قلبته ويقال قد قلبت الشيء أقلبه قلبا وقد قلبت الصبيان وصرفتهم بغير ألف وقالوا أقلبت الخبزة إذا نضجت وأنى لها أن تقلب وقد وقفت دابتي وقد وقفت وقفا للمساكين ووقفته على ذنبه كله بغير ألف وحكى الكسائي ما أوقفك ها هنا أي شيء أوقفك ها هنا صيرك إلى الوقوف قال الأصمعي يقال جنبت الريح وشملت وقبلت وصبت ودبرت كله بغير ألف ويقال قد أجنبنا وأشملنا أي دخلنا في الجنوب والشمال ويقال قد برقت السماء وأرعدت وقد برق ورعد إذا تهدد وأوعد قال ولم يكن يرى بيت الكميت حجة لأنه عنده مولد وهو قوله
( أبرق وأرعد يا يزيد ... فما وعيدك لي بضائر )
وحكى أبو عبيدة وأبو عمرو برق ورعد وأبرق وأرعد إذا تهدد وأوعد الفراء يقال وعدته خيرا ووعدته شرا بإسقاط الألف فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير وعدته وفي الشر أوعدته وفي الخير الوعد والعدة وفي الشر الإيعاد والوعيد وإذا قالوا أوعدته بالشر أو بكذا أثبتوا الألف مع الباء وأنشد
( أوعدني بالسجن والأداهم ... رجلي ورجلي ششنة المناسم )

ويقال قد كببته لوجهه وكب الله الأبعد لوجهه ولا يقال أكب الله ويقال قد علفت الدابة وقد رسنتها بغير ألف وقد حششت بعيري وقد حميت المريض أحميه حمية وقد حميت أنفا أن أفعل كذا وكذا حمية ومحمية إذا أنفت أن تفعله ويقال عبته ولا يقال أعبته وحدرت السفينة ولا يقال أحدرتها وعن غير يعقوب حميت المكان وأحميته أي جعلته حمى لا يقرب ومنعت الناس منه وكذلك المسمار وأحميته وأنشدنا أبو الحسن ويعقوب وغيره
( حتى أجماته فتركن قفرا ... وأحمى ما يليه من الإجام )
ويقال قد عبته فهو معيب ولا يقال أعبته وقد رفدته ولا يقال أرفدته

باب ما يتكلم فيه بأفعلت مما يتكلم فيه العامة بفعلت
قال أبو عمرو يقال أزللت له زلة ولا يقال زللت وقد أغلقت الباب فهو مغلق ولا يقال مغلوق وقد أقفلته فهو مقفل ولا يقال مقفول وقد أثفرت البرذون فهو مثفر وألبدته فهو ملبد وألببته فهو ملبب وأعقدت العسل فهو معقد وقد عقدت الخيط والعهد أعقده عقدا وقد عقد عقدة النكاح وقد عقد له عقدا ويقال أجبرته على الأمر فهو مجبر

وقد أجبر القاضي فلانا على النفقه على ذي محرمه وقد جبرته من فقر أجبره جبرا وقد جبر الله فلانا فجبر قال العجاج
( قد جبر الدين الإله فجبر ... )
وتقول قد أكب على الأمر يكب إكبابا وتقول قد أعجمت الكتابا فأنا أعجمه إعجاما وهي حروف المعجم وقد عجمت النوى فأنا أعجمه عجما إذا لكته وقد عجمت العود إذا عضضته بأسنانك لتنظر أصلب هو أم خوار وقد عجمت فلانا فوجدته صلبا من الرجال
وقد أحميت المسمار فهو محمى ولا يقال حميته ويقال قد أصحت السماء فهي تصحى إصحاء وهي مصحية وقد صحا السكران من سكره يصحو صحوا فهو صاح وقد أشرعت بابا إلى الطريق وقد أشرعت الرمح قبله وقد شرعت لكم في الدين شريعة وقد شرعت في هذا الأمر وقد شرعت الدواب في الماء تشرع شروعا وقد أزججت الرمح فهو مزح إذا عملت له زجا وقد زججته أزجه إذا طعنته بالزج وقد أنصلت الرمح فهو منصل إذا نزعت نصله وقد نصلته إذا ركبت عليه النصل وهو السنان وكان يقال لرجب في الجاهلية منصل الأسنة ومنصل الأل لأنهم كانوا ينزعون الأسنة فيه ولا يغزون ولا يغير بعضهم على بعض قال الاعشى
( تداركه في منصل الأل بعدما ... مضى غير دأداء وقد كاد يعطب )
الدأداء آخر ليالي الشهر ويقال قد أوعيت المتاع إذا جعلته في

الوعاء وقد وعيت ما قلت لي ووعيت العلم إذا حفظته وقد أحمأت البئر إذا ألقيت فيها الحمأة وحمأتها إذا نزعت حمأتها
وقد أملحت القدر إذا أكثرت ملحها وقد ملحتها إذا ألقيت فيها ملحا بقدر ويقال قد أغفيت ولا يقال أغفوت ويقال قد أشرط من إبله وغنمه إذا أعد منها شيئا للبيع وقد أشرط نفسه لكذا وكذا أي أعلمها له وأعدها قال الأصمعي ومنه سمى الشرط شرطا لأنهم جعلوا لأنفسهم علما يعرفون به ومنه أشراط الساعة أي علاماتها قال أبو عبيدة سموا شرطا لأنهم أعدوا وقد شرط له شرطا وقد شرط الحاجم يشرط ويشرط وتقول قد أقفلت الجند من مبعثهم وقد قفلوا هم يقفلون ويقفلون خفض ورفع قفولا وقفلا وقد أقفله الصوم إذا أيبسه ومنه قيل خيل قوافل أي ضوامر ويقال لما يبس من الشجر القفل قال أبو ذؤيب
( فخرت كما تتايع الريح بالقفل ... )
وتقول أشب الله قرنه بألف وقد شب الغلام يشب شبابا وقد شب النار والحرب يشبها شبا وقد شب الفرس يشب شبابا وشبيبا ويقال قد أقرن له إذا أطاقه قال الله عز و جل ( وما كنا له مقرنين ) أي مطيقين والمقرن أيضا الذي قد غلبته ضيعته وهو أن تكون له إبل وغنم ولا معين له عليهما أو يكون يسقي إبله ولا ذائد له يذودها وقد أقرن رمحه إذا رفعه وقد قرن له يقرن له إذا جعل له بعيرين في حبل وقد قرن بين الحج والعمرة وفلان قارن إذا كان معه سيف ونبل وقد أسبع الراعي إذا وقعت السباع في غنمه وقد أسبع فلان عبده إذا أهمله وقد سبع فلان فلانا إذا وقع فيه وقد سبعت الذئاب الغنم إذا فرستها وتقول قد أترب الرجل فهو مترب وأثرى فهو مثر إذا كثر ماله

وقد ترب إذا افتقر وقد أضاع فهو مضيع إذا كثرت ضيعته وقد ضاع الشيء يضيع ضيعة وضياعا ويقال قد أرعى الله الماشية يرعيها إرعاء أي أنبت لها ما ترعى وقد رعاه الله أي حفظه وقد رعيت ماشيتي أرعاها وقد رعيت له حرمة وقد أحفظت الرجل إحفاظا إذا أغضبته وقد حفظت العلم وغيره أحفظه حفظا ويقال قد أحصره المرض إذا منعه من السفر أو من حاجة يريدها قال الله عز و جل ( فإن أحصرتم ) وقد حصره العدو يحصرونه حصرا إذا ضيقوا عليه ومنه قوله ( أو جاءوكم حصرت صدورهم ) أي ضاقت ومنه
( جرداء يحصر دونها جرامها ... )
أي تضيق صدورهم من طول هذه النخلة ومنه قيل للمحبس حصير أي يضيق به على المحبوس قال الله جل وعز ( وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ) أي محبسا ومنه رجل حصور وحصير وهو الضيق الذي لا يخرج مع القوم ثمنا إذا اشتروا الشراب وقال الأخطل
( وشارب مربح بالكأس نادمني ... لا بالحصور ولا فيها بسوار )
أي بمعربد ويقال أقمعت الرجل عني إقماعا إذا اطلع عليك فرددته عنك وقد قمعته أقمعه قمعا إذا قهرته وأذللته ويقال قد أقرعوه خير مالهم وخير نهبهم إذا أعطوه خير قرعتهم وهي الخيار

وقد أقرع الدابة بلجامها إذا كبحها به وقرع الفحل الناقة قرعا وقراعا وقد قرع رأسه بالعصا يقرعه قرعا وقد أرهن في كذا وكذا يرهن إرهانا إذا سلف فيه قال الشاعر
( عيدية أرهنت فيها الدنانير ... )
وقد رهنته كذا وكذا أرهنه رهنا قال الأصمعي ولا يقال أرهنته قال وقول عبد الله بن همام السلولي
( فلما خشيت أظافيرهم ... نجوت وأرهنهم مالكا )
قال هو كقولك قمت وأصك عينه قال ورواية من روى نجوت وأرهنتهم مالكا خطأ وأرهن لهم الشراب والطعام إذا أقام عندهم وقد أشحن الصبي للبكاء إذا تهيأ للبكاء قال الهذلي
( وقد همت بإشحان ... )
ويقال قد شحنهم يشحنهم شحنا إذا طردهم وقد شحنت السفينة أشحنها شحنا إذا ملأتها ويقال قد أنبلته سهما إذا أعطيته ويقال قد نبله بالنبل ينبله إذا رماه بالنبل وقد نبل الإبل ينبلها نبلا إذا ساقها سوقا شديدا قال الراجز
( لا تأويا للعيس وانبلاها ... فإنها ما سلمت قواها )
( بعيدة المصبح من ممساها ... )

ويقال قد أشجاه يشجيه إشجاء إذا أغصه وقد شجاه يشجوه شجوا إذا حزنه ويقال طعنه فأذراه عن ظهر فرسه أي ألقاه وقد ذرته الريح تذروه إذا نسفته ويقال اعل على الوسادة وقد علوتها وقد علوت الجبل ويقال ما أفرش عنه أي ما أقلع عنه قال الراجز
( نعلوهم بقضب منتخله ... لم تعد أن أفرش عنها الصقله )
أي أقلع وقد فرش الفرش يفرشه فرشا ويقال ما أنقر عنه أي ما أقلع عنه ويروى عن ابن عباس أنه قال ما كان الله لينقر عن قاتل المؤمن أي يقلع قال الشاعر
( وما أنا عن أعداء قومي بمنقر ... )
وقد نقره ينقره إذا عابه ووقع فيه ويقال ما أقلعت عنه الحمى وتركت فلانا في إقلاع من الحمى وقي قلع من حماه ويقال قد أقلع فلان عما كان عليه وقد قلع الشيء يقلعه قلعا ويقال قد أجرم يجرم إجراما وجريمة ويقال قد جرم النخل يجرمه جرما إذا صرمه وقد جرم صوف الشاة إذا جزه وقد جرم منه إذا أخذ منه ويقال آداه يؤديه إيداء إذا أعانه وقد أدا له يأدو له أدوا إذا ختله قال الشاعر
( أدوت له لآخذه ... فهيهات الفتى حذرا )

نصبه على الحال ويقال قد أضب القوم إذا تكلموا جميعا ويقال قد ضبها يضبها وضفها يضفها وهو الحلب بالكف جميعا ويقال قد أحلبه إذا أعانه على الحلب وقد حلب وحده يحلب حلبا ويقال قد أذدته إذا أعنته على ذياد إبله وقد ذدت أنا الإبل أذودها ذودا قال وأنشدنا الطوسي
( ناديت في الحي ألا مذيدا ... فأقبلت فتيانهم تخويدا )
وقد أبغيته إذا أعنته على بغاء حاجته وقد بغيت أنا الحاجة أبغيها ويقال أنشدت الضالة إذا عرفتها وقد نشدتها أنشدها نشدانا إذا طلبتها ويقال قد أوبصت الأرض في أول ما يظهر نبتها وقد أوبصت ناري وذلك أول ما يظهر لهيبها وقد وبص الشيء يبص وبيصا إذا برق وبص يبص بصيصا ويقال ضربه بالسيف فما أحاك فيه ويقال قد حاك في مشيته يحيك حيكا ويقال قد أضرب عن الأمر يضرب إضرابا ويقال قد أضرب في بيته إذا أقام في بيته حكاها أبو زيد قال أبو يوسف وسمعتها من جماعة من الأعراب قد أضرب الرجل الفحل الناقة وقد ضرب الفحل الناقة يضربها ضرابا وقد ضرب العرق يضرب ضربا وضرب الرجل يضرب إذا خرج في ابتغاء الرزق ويقال قد أطل الرجل على الشيء يطل إطلالا إذا أشرف عليه وقد طل دمه يطله طلا إذا أهدره وهو دم مطلول وقد أبريت الناقة أبريها إبراء إذا عملت لها برة وقد بريتها أبريها إذا حسرتها وأذهبت لحمها وقد بريت القلم وغيره أبريه بريا ويقال قد

أكننت الشيء إذا سترته قال الله عز و جل ( أو أكننتم في أنفسكم ) وقد كننته إذا صنته قال الله عز و جل ( كأنهن بيض مكنون ) وقال الشماخ
( ولو أني أشاء كننت جسمي ... إلى بيضاء بهكنة شموع )
ويقال قد أعتقت العبد فعتق وهو يعتق عتقا وعتاقة وعتاقا وهو عبد معتق وعتيق ويقال عتقت فرس فلان أي سبقت ونجت ويقال قد عتقت عليه يمين أي تقدمت ووجبت قال أوس
( علي ألية عتقت قديما ... فليس لها وإن طلبت مرام )
ويقال أتيته في حاجة فأصفحني عنها أي ردني وقد صفحت عن ذنبه أصفح صفحا وقد أعرضت عن الشيء أعرض إعراضا وقد عرضت العود على الإناء أعرضه عرضا وعرضت السيف على فخذي وقد عرضت عليه الحاجة أعرضها عرضا وكذلك عرضت الجند أعرضهم عرضا قال قال يونس قد فاته العرض مفتوحة الراء كما يقال قبضه يقبضه قبضا وقد ألقاه في القبض وقد عضدت الشجر أعضده عضدا ويقال لما عضد منه العضد وقد خبطت الشجر أخبطه خبطا ويقال لما سقط من ورقه الخبط وقد لقطت الرطب ألقطه لقطا واللقط ما لقط وقد رفضت الإبل ترفض رفضا إذا انتشرت في مرعاها وهي إبل رفض وقد نقضت الشيء أنقضه نقضا وكذلك نقضت الشجرة ويقال لما سقط منها النقض ويقال قد أزريت به إذا قصرت به وقد زريت عليه إذا عبت عليه فعله قال الشاعر
( يأيها الزاري على عمر ... قد قلت فيه غير ما تعلم )

ويقال قد أخفيت الشيء إذا كتمته وقد خفيته إذا أظهرته فهذا المعروف من كلام العرب قال أبو عبيدة ويقال أخفيته في معنى خفيته إذا أظهرته وتقول قد أعنته من العون وهو معان وقد عنته إذا أصبته بعين فهو معين ومعيون وقد أعرته كذا وكذا وهم يتعورون العواري بينهم وقد عرته إذا صيرته أعور
ويقال قد أخليت المكان إذا صادفته خاليا وقد خليت الخلا إذا جززته قال عتي بن مالك العقيلي
( أتيت مع الحداث ليلى فلم أبن ... وأخليت فاستعجمت عند خلائي )
ويقال قد أرعى الله الماشية أي أنبت لها ما ترعى وقد أرعيت عليه إذا أبقيت عليه وقد رعيت الماشية أرعاها رعيا وقد رعيت حرمته رعاية وقد أقتلته إذا عرضته للقتل وقد قتلته إذا وليت ذلك منه أو أمرت به وقد أطردته إذا صيرته طريدا وقد طردته إذا نفيته عنك وقد أقبرته إذا صيرت له قبرا يدفن فيه قال الله جل ثناؤه ( ثم أماته فأقبره ) قال أبو عبيدة وقالت بنو تميم للحجاج وكان قتل صالحا وصلبه أقبرنا صالحا وقد أقبرته إذا دفنته وقد أبعت الشيء إذا عرضته للبيع وقد بعته أنا من غيري قال الهمداني
( فرضيت آلاء الكميت فمن يبع ... فرسا فليس جوادنا بمباع )
أي بمعرض للبيع ويقال قد أنجت السماء إذا ولت وقد نجا من

كذا وكذا ينجو نجاء ونجاة مقصور وقد أنسلت الناقة وبرها إذا ألقته وقد نسلت بولد كثير تنسل وقد نسل الوبر ينسل وينسل إذا سقط نسلانا قال الله عز و جل ( إلى ربهم ينسلون ) ويقال قد أعقت الفرس فهي عقوق ولا يقال معق وهي فرس عقوق إذا انفتق بطنها واتسع للولد وكل انشقاق فهو انعقاق وكل شق وخرق فهو عق ومنه يقال للبرقة إذا انشقت عقيقة وقد عق عن ولده يعق عقا إذا ذبح عنه يوم أسبوعه وقد عق أباه يعقه عقوقا ويقال أحسبه إذا أكثر له قال الشاعر
( ونقفي وليد الحي إن كان جائعا ... ونحسبه إن كان ليس بجائع )
أي نكثر له ونعطيه حتى يقول حسب ومنه قوله ( عطاء حسابا ) أي كثيرا وقد حسبت الشيء أحسبه حسابا وحسبانا وحسبة قال الله عز و جل ( الشمس والقمر بحسبان ) أي بحساب وقال الأسدي أنشدنيه ابن الأعرابي
( يا جمل أسقاك بلا حسابه ... سقيا مليك حسن الربابه )
وقال النابغة
( وأسرعت حسبة في ذلك العدد )
ويقال قد أنهدت الحوض إذا ملأته وهو حوض نهدان وقد نهدت للعدو إذا نهضت لهم ويقال قد أفلق في كذا وكذا

إذا جاء فيه بالعجب وقد جاء بالفلق وقال سويد بن كراع
( إذا عرضت داوية مدلهمة ... وعرد حاديها فرين بها فلقا )
وقد فلق الصخرة يفلقها فلقا وقال ابن الأعرابي قد أفرى أوداجه أي قطعها ويقال قد أفرى الذئب بطن الشاة إذا شقها ويقال قد فرى يفري إذا خرز قال الراجز
( شلت يدا فارية فرتها ... مسك شبوب ثم وفرتها )
ويقال هو يفري الفري إذا جاء بالعجب في عمل عمله أو في سرعة عدو ويقال قد أفرق من علته يفرق إفراقا ويقال قد فرق شعره يفرقه ويفرقه فرقا وقد فرق بين الحق والباطل يفرق فرقا وفرقانا ويقال قد أعلق الحابل يعلق إعلاقا إذا علق الصيد في حبالته ويقال قد علقت الإبل تعلق إذا تناولت من ورق الشجر وهي إبل عوالق وجاء في الحديث أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ورق الجنة ويقال قد أشهد الرجل إذا أمذى حكاه عن أبي عمرو وقد شهد إذا حضر ويقال قد شهد بالشهادة ويقال قد أشهرنا في هذا المكان أي أقمنا فيه شهرا وقد شهر سيفه شهرا وشهر بالأمر يشهر شهرا وشهرة ويقال قد أخطبك الصيد أي أمكنك ودنا منك عن أبي زيد وقد أخطب الحنظل إذا صار خطبانا وهو أن يصير فيه خطط خضر وقد خطب الخاطب على المنبر يخطب خطبة

وقد خطب في النكاح يخطب خطبة ويقال قد أقنع رأسه إذا رفعه قال الله جل ثناؤه ( مهطعين مقنعي رءوسهم ) وقد أقنعني كذا وكذا وقد قنعت الإبل والنعم للمرتع إذا مالت وقد أقنعتها أنا وقد قنعت لمأواها إذا مالت إليه ويقال قد أخرطت الشاة تخرط إخراطا إذا جعل لبنها يخرج مثل قطع الأوتار من فساد يصيبها في ضرعها وقد خرطت الورق أخرطه خرطا ويقال قد أسمت الماشية إذا أخرجتها إلى الرعي وقد سمته خسفا إذا أردته عليه ويقال قد أدنته إذا بعته بالدين وقد دنته إذا جزيته وقد أغريته بكذا وكذا وقد غروت السهم أغروه غروا فهو مغرو إذا جعلت عليه الغراء ومثل للعرب أدركني ولو بأحد المغروين أي بأحد السهمين وقد أشكيت الرجل إذا ألجأته أن يشكوك وقد أشكيته إذا نزعت عن شكايته قال الراجز
( تمد بالأعناق أو تلويها ... وتشتكي لو أننا نشكيها )
( مس حوايا قلما نجفيها ... )
وقد شكوت فلانا أشكوه شكاية وشكاة إذا أخبرت عنه بسوء فعله ويقال قد أغبطت عليه الحمى إذا دامت عليه وقد أغبطت عليه السماء إذا دام مطرها ويقال قد أغبطت الرحل على ظهر البعير إذا أدمته عليه ولم تحطه عنه قال الراجز
( وانتسف الجالب من أندابه ... إغباطنا الميس على أصلابه )

وقد غبطت الرجل أغبطه غبطة إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ما له وأن يدوم له ما هو فيه وقد غبطت الكبش أغبطه غبطا إذا جسست أليته لتنظر أبه طرق أم لا قال الشاعر
( إني وأتى ابن غلاق ليقريني ... كالغابط الكلب يرجو الطرق في الذئب )
ويقال قد أطرق الرجل يطرق إطراقا إذا سكت فلم يتكلم ويقال قد أطرقته فحلا إذا أعطيته فحلا يضرب في إبله ويقال قد أطرقت الإبل إذا تبع بعضها بعضا وهي الطرقة لآثار الإبل إذا كان بعضها خلف بعض قال الراجز
( جاءت معا واطرقت شتيتا ... وهي تثير الساطع السختيتا )
وقد طرقت الصوف أطرقه طرقا إذا ضربته بالمطرق وهو القضيب وقد طرقت الإبل الماء تطرقه طرقا إذا خاضته وبالت فه وبعرت وهو ماء طرق ويقال طرقت الرجل أطرقه طروقا إذا أتيته ليلا ويقال أرم القوم إذا سكتوا قال الراجز
( يردن والليل مرم طائره ... مرخى رواقاه هجود سامره )
( ورد المحال قلقت محاوره ... )
ويقال قد أرمت عظام الشاة إذا كان فيها رم وهو المخ ويقال للشاة المهزولة ما يرم منها مضرب أي إذا كسر عظم من عظامها لم يصب

فيه مخ ويقال قد رمت الغنم النبت ترمه رما إذا أكلته ويقال أفحلته فحلا إذا أعطيته فحلا يضرب في إبله وقد فحلت إبلي فحلا إذا أرسلت فيها فحلا قال الراجز
( أنا إذا قلت طخارير القزع ... وصدر الشارب فيها عن جرع )
( نفحلها البيض القليلات الطبع ... من كل عراص إذا هز اهتزع )
( مثل قدامي النسر ما مس بضع ... )
ويقال قد أغبرت في طلب الحاجة إذا جددت في طلبها ويقال قد غبرت فيهم إذا بقيت ويقال قد أطلب الماء فهو مطلب إذا كان بعيدا من الكلأ وقد طلبت الشيء فأنا أطلبه طلبا ويقال قد أغرت على العدو إغارة وغارة وقد أغرت الحبل إغارة إذا شددت فتله وقد أغار يغير إغارة إذا شد العدو وقد غار على أهله يغار غارا وغيرة وقد غارت عينه تغور غؤورا وقد غار الماء يغور غورا وغؤورا قال الله عز و جل ( إن أصبح ماؤكم غورا ) سماه بالمصدر كما تقول ماء سكب وأذن حشر وإنما هو حشرت حشرا وكذلك درهم ضرب وقد غار أهله يغيرهم غيارا إذا مارهم وقد غارهم الله بالغيث وبالخير يغورهم ويغيرهم وحكى الفراء اللهم غرنا منك بخير وغرنا وقد غار يغور إذا أتى الغور فهو غائر قال الأصمعي ولا يقال أغار وزعم الفراء أنها لغة واحتج صاحب هذه اللغة ببيت الأعشى
( نبي يرى ما لا ترون وقوله ... أغار لعمري في البلاد وأنجدا )
ويقال قد أحبست فرسي في سبيل الله فهو حبيس ومحبس وقد حبست الرجل في الحبس أحبسه حبسا ويقال قد أخلد بالمكان يخلد

إخلادا إذا أقام وقد خلد يخلد خلودا إذا بقي ويقال رجل مخلد إذا أسن ولم يشب ويقال قد أقصيته عني إذا باعدته ويقال قصوت البعير فهو مقصو إذا قطعت طرف أذنه ويقال ناقة قصواء وجمل مقصو ومقصي ولا يقال أقصى ويقال أعييت في المشي أعيى إعياء وأنا معي ولا يقال عيان وقد عييت بالمنطق فأنا أعيا عيا وأنا عيي وعي إذا لم تتجه له وتقول قد أضفت الرجل إذا أنزلته عليك وقد أضفته إلى كذا وكذا إذا ألجأته وقد أضفت من ذلك الأمر إذا أشفقت منه والمضوفة الأمر يشفق منه وقد ضفت فلانا إذا نزلت عليه وقد ضاف السهم عن الهدف وصاف إذا عدل بالضاد والصاد وقد أنصف الرجل صاحبه إنصافا وقد أعطاه النصفة ويقال قد نصف النهار ينصف إذا انتصف قال المسيب بن علس
( نصف النهار الماء غامره ... وشريكه بالغيب ما يدري )
أراد انتصف النهار والماء غامره لم يخرج قال ذكر غائصا أنه غاص فانتصف النهار فلم يخرج من الماء ويقال قد نصف الإزار ساقه ينصفها إذا بلغ نصفها قال الشاعر
( وكنت إذا جارى دعا لمضوفة ... أشمر حتى ينصف الساق مئزري )
ومضوفة أمر يشفق منه وقال ابن ميادة
( ترى سيفه لا تنصف الساق نعله ... أجل لا وإن كانت طوالا حمائله )

وقد نصف القوم ينصفهم نصافة إذا خدمهم والناصف والمنصف الخادم ويقال قد آتيته إذا أعطيته وقد أتيته إذا جئته ويقال ألمع ضرع الفرس وضرع الأتان وأطباء اللبؤة إذا أشرق للحمل وقد لمع البرق يلمع لمعا ولمعانا وكذلك لمع السيف ويقال قد أشجاه يشجيه إشجاء إذا أغصه وقد شجاه يشجوه شجوا إذا حزنه وقد شجى يشجى شجى منهما جميعا ويقال قد ألوى به إذا ذهب به يلوى إلواء وقد ألوى القوم إذا بلغوا لوى الرمل وقد ألوى البقل فهو يلوي إذا صار لويا وهو الذي بعضه فيه ندوة وبعضه يابس وقد لوى يده يلويها ليا وقد لواه بدينه ليانا وتقول قد أبدرنا فنحن مبدرون إذا طلع البدر وقد بدرنا إلى كذا وكذا نبدر إليه ويقال قد أشهرنا في هذا الموضع أقمنا فيه شهرا وقد شهرنا فلانا في الناس نشهره شهرة وقد شهرنا سيوفنا نشهرها شهرا وقد أكفأت البيت فهو مكفأ إذا عملت له كفاء وكفاء البيت مؤخره وقد أكفأت في الشعر إكفاء إذا خالفت بين قوافيه وقد أكفأته ناقة إذا أعطيته ناقة ينتفع بولدها ولبنها ووبرها وقد كفأت الإناء إذا قلبته ويقال قد أرمى على السبعين إذا زاد عليها ويقال سابه فأرمي عليه وأربى عليه أي زاد عليه وطعنه فأرماه عن ظهر دابته كما يقال أذراه وقد رمى الرمية يرميها رميا وقد آداه يؤديه إيداء إذا أعانه يقال من يؤديني على فلان أي من يعينني عليه وقد استأديت الأمير على فلان ويقال قد أدوت له ودأوت له إذا ختلته ويقال قد أعداه يعديه إعداء إذا أعانه وقد أعدى فلان فلانا من خلقه أو من علة ويقال قد أحذيته

نعلا وقد حذوته إذا قعدت بحذائه وقد حذوت النعل بالمثال إذا قابلتها به وقد حذت الشفرة يده تحذيها إذا قطعتها ونبيذ يحذى اللساز ويقال قد أكرى الكرى ظهره يكريه إكراء ويقال أعط الكرى كروته حكاها أبو زيد وقد أكرى يكرى إكراء إذا نقص وأكرى يكرى إكراء إذا زاد وهو من الأضداد ويقال قد أكرينا الحديث إذا أطلناه وقد أكرى زاده إذا نقص قال وأنشدني ابن الأعرابي
( كذي زاد متى ما يكر منه ... فليس وراءه ثقة بزاد )
وقال الآخر وذكر قدرا
( نقسم ما فيها فإن هي قسمت ... فذاك وإن أكرت فعن أهلها تكرى )
أي وإن نقصت فعن أهلها تنقص وقال عمرو بن الأحمر الباهلي
( وتواهقت أخفاقها طبقا ... والظل لم يفضل ولم يكر )
أي ولم ينقص وذاك عند انتصاف النهار وقد أكريت إذا أخرت وأنشد أبو عبيدة
( وأكريت العشاء إلى سهيل ... أو الشعرى فطال بي الأناء )
ويروى الكراء قال وقال فقيه العرب من سره النساء ولا نساء فليكر العشاء وليباكر الغداء وليخفف الرداء وليقل غشيان

النساء وقد كروت الكرة أكرو كروا إذا ضربت بها قال المسيب ابن علس
( مرحت يداها للنجاء كأنما ... تكرو بكفي لاعب في صاع )
الصاع ها هنا المتطامن من الأرض كالحفرة وحكى أبو عمرو قد أقريت الجل عن الفرس إذا ألزمته ظهره ويقال قد قريت الماء في الحوض إذا جمعت فأنا أقريه قريا والقرى الاسم وقد قرى البعير العلف في شدقه يقريه إذا جمعه وقد قريت فلانا أقريه قرى وقراء وقد قريت الأرضين فأنا أقروها قروا إذا تتبعتها وهو أن تخرج من أرض إلى أرض ويقال أوهمت من الحساب مائة أي أسقطت منه مائة وأوهمت من صلاتي ركعة وقد وهمت في كذا وكذا فأنا أوهم وهما إذا سهوت وقد وهمت إلى كذا وكذا أهم وهما إذا ذهب وهمك إليه ويقال قد أفخرت فلانا على فلان إذا فضلته عليه في الفخر وقد فخرت فلانا إذا كنت أكرم منه أبا وأما ويقال قد أفريت إذا شققت وقد أفرى الذئب بطن الشاة إذا شقه وقد أفرى أوداجه وقد فريت إذا كنت تقطع للإصلاح وقال أبو زيد يقال أقبست الرجل علما بالألف وقبسته نارا أقبسه إذا جئت بها فإن طلبتها له قلت أقبسته بالألف ويقال أقبحت يا هذا أي أتيت بقبيح وقبحت له وجهه قبحا ويقال أخسست إخساسا إذا فعلت فعلا خسيسا ويقال قد خسست بعدي تخس خسة وخساسة إذا كان في نفسه خسيسا ويقال قد أذممت إذا فعلت ما تذم عليه ويقال قد أذمت ركاب القوم إذا تأخرت عن جماعة الإبل ولم تلحق بها

وأتيت موضع كذا وكذا فأذممته وقد ذممت فلانا إذا شكوته وأتيت موضع كذا وكذا فأحمدته إذا صادفته موافقا وقد حمدت فلانا إذا أثنيت عليه ويقال قد أوغل في البلاد إذا أبعد فيها ويقال قد وغل يغل إذا توارى بشجر أو نحوه وقد وغل أيضا يغل إذا دخل على القوم في شرابهم فشرب من غير أن يدعى إليه الواغل في الشراب مثل الوارش في الطعام قال امرؤ القيس
( فاليوم فاشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل )
قال أبو يوسف وسمعت أبا عمرو يقول للشراب الذي يشربه الرجل لم يدع إليه الوغل وأنشد لعمرو بن قمية
إن أك مسكيرا فلا أشرب ... الوغل ولا يسلم مني البعير )
ويقال ألاح من ذلك الأمر يليح إلاحة قال وأنشدنا أبو عمرو
( إن دليما قد ألاح بعشى ... وقال أنزلني فلا إيضاع بي )
وأنشدنا أيضا
( يلحن من ذي زجل شرواط ... محتجز بخلق شمطاط )
وأنشدنا أيضا
( يلحن من أصوات حاد شيظم ... صلب عصاه للمطي منهم )
( ليس يماني عقب التجشم ... )

قال والشيظم الطويل الشديد والمنهم الزاجر ويقال مانيتك منذ اليوم أي انتظرتك والمماناة المطاولة وأنشد لغيلان بن حريث
( إلا يكن فيها هرار فإنني ... بسل يمانيها إلى الحول خائف )
والهرار داء يأخذ الإبل تسلح عنه قال الكميت
( ولا يصادفن سربا آجنا أبدا ... ولا يهر به منهن مبتقل )
أي لا يأخذه الهرار وأنشد أيضا
( علقتها قبل انضباح لوني ... وجبت لماعا بعيد البون )
( من أجلها بفتية ما نوني ... )
قال والانضباح تغير اللون يقال ضبحته النار وضبته فهي تضبوه ضبوا والتجشم تجشم الأرض إذا أخذت نحوها تريدها ويقال تجشمت الأمر إذا ركبت أجشمه وتجشمته إذا تكلفت ويقال ألاح بحقي إذا ذهب به ويقال لاح السيف والبرق يلوح لوحا ويقال قد أقطع الرجل إذا انقطع عن الجماع وقد قطعت الشيء فأنا أقطعه قطعا وقد قطعت الطير إذا جاءت من أرض إلى أرض ويقال قد أثللت الشيء إذا أمرت بإصلاحه وقد ثللته إذا هدمته وكسرته ويقال للقوم إذا ذهب عزهم قد ثل عرشهم ويقال قد أفليت إذا صرت في الفلاة وقد فليت رأسه أفليه فليا وقد فليت بالسيف وقد فليت الشعر إذا تدبرته واستخرجت معانيه وغريبه وقد

أفللت إذا صادفت أرضا فلا التي لم تمطر وقد فللت الجيش أفله فلا إذا هزمته ويقال قد أسبعت عبدي إذا أهملته فهو مسبع وقد أسبعته إذا أطعمته السبع وقد سبعته إذا وقعت فيه ويقال قد أسبع الرعيان إذا وقع السبع في ماشيتهم قال أبو ذؤيب الهذلي
( صخب الشوارب لا يزال كأنه ... عبد لآل أبي ربيعة مسبع )
أي مهمل وقال رؤبة
( إن تميما لم يراضع مسبعا ... )
أي لم يدفع إلى الظؤورة ويقال قد أقعرت البئر إذا جعلت لها قعرا وقد قعرتها نزلت حتى انتهيت إلى قعرها وكذلك الإناء إذا شربت ما فيه حتى تنتهي إلى قعره وقد قعرت النخلة إذا قطعتها من أصلها حتى تسقط وقد انقعرت هي ويقال قد أسجد الرجل والبعير إذا طأطأ رأسه وانحنى قال حميد بن ثور
( فضول أزمتها أسجدت ... سجود النصارى لأربابها )
والإسجاد أيضا فتور الطرف قال كثير
( أغرك منا أن تلك عندنا ... وإسجاد عينيك الصيودين رابح )
ويقال قد سجد يسجد إذا وضع جبهته بالأرض ويقال قد أهجد البعير فهو مهجد إذا ألقى جرانه على الأرض ويقال قد هجد يهجد إذا نام ليلا ويقال قد أعصم الرجل يعصم إعصاما إذا تشدد واستمسك

بشيء من أن يصرعه فرسه وراحلته قال الشاعر
( كفل الفروسة دائم الإعصام ... )
وقال طفيل
( ولم يشهد الهيجا بألوث معصم ... )
وقد عصمه يعصمه عصما وعصمة إذا منعه وقد عصمه الطعام أي منعه من الجوع وقد أعصمت القربة إذا جعلت لها عصاما وقد أفسخت القرآن إذا نسيته حكاها الفراء وقد فسخت يده أفسخها فسخا وقد فسخت ثوبي عني أي طرحته وقد أضج القوم إذا صاحوا وجلبوا وإذا جزعوا من شيء وغلبوا قيل ضجوا يضجون ضجيجا ويقال قد أرهنت لهم الطعام والشراب إذا أدمته ويقال رهنته أيضا إذا أدمته لهم وهو طعام راهن رواه عن أبي عمرو وأنشد للأعشى
( لا يستفيقون منها وهي راهنة ... إلا بهات وإن علوا وإن نهلوا )
وقد أرهنت في ثمن السلعة إذا سلفت فيه قال الشاعر
( عيدية أرهنت فيها الدنانير ... )
وقد رهنت عنده رهنا بغير ألف قال الأصمعي ومن روى بيت ابن همام

( قلما خشيت أظافيرهم ... نجوت وأرهنتهم مالكا )
فقد أخطأ إنما الرواية نجوت وأرهنهم كما تقول وثبت إليه وأصك عينه ونهضت إليه وآخذه بشعره ويقال قد أصفقوا على ذلك الأمر إذا اجتمعوا عليه ويقال قد صفقهم يصفقهم إذا صرفهم وقد صفق عينه يصفقها وقد أغث حديث القوم إذا فسد وقد غثت الشاة تغث إذا كانت مهزولة ويقال قد أهرب الرجل إذا جد في الذهاب مذعورا وقد هرب العبد وغيره يهرب هربا إذا ذهب ويقال قد أصحب البعير والدابة إذا انقاد بعد صعوبة وحكى أبو عمرو قد أصحب الماء إذا علاه الطحلب ويقال إهاب مصحب وقد أصحبته إذا تركت عليه صوفه ولم تعطنه وقد صحبت الرجل فأنا أصحبه صحبة ويقال قد أذممت الرجل إذا صادفته مذموما وقد ذممته إذا شكوته ويقال قد أذمت الركاب إذا تأخرت عن جماعة الإبل ولم تلحق بها ويقال قد آنفت إذا وطئت كلأ أنفا وهو الذي لم يرع ويقال روضة أنف وكأس أنف لم يشرب بها قبل ذلك كأنه استؤنف شربها وقد أنفته إذا ضربت أنفه وقال أبو عمرو في تفسير الحديث الذي جاء إن المؤمن مثل البعير الأنف وهو الذي يشتكي أنفه من البرة فهو ذلول منقاد فأراد أن المؤمن سهل لين ويقال آمرته إذا كثرته وقد أمرته بالشيء يفعله وقال أبو عبيدة يقال آمرته وأمرته إذا كثرته ومنه قولهم خير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة مأمورة أي كثيرة النتاج والنسل والسكة الطريقة من النخل والمأبورة اللقحة المصلحة يقال أبرت النخل آبره أبرا إذا أصلحته ويقال قد أحربته إذا

دللته على ما يغنمه من عدو وقد حربت الرجل إذا أخذت ماله ويقال قد أقم الفحل الإبل إذا ألقحها جمعاء ويقال قد قم البيت يقمه قما إذا كنسه ويقال قد أقصرت النعجة والعنز فهي مقصر إذا أسنت حتى تقصر أطراف أسنانها وقد قصر طرفه يقصره قصرا وقد قصر العشي يقصر قصورا ويقال أتيته قصرا ومقصرا ويقال أسفر لونه إذا أشرق وقد أسفر الصبح إذا أضاء وقد سفرت البيت إذا كنسته وقد سفرت الريح السحاب إذا قشعته وقد سفرت بين القوم أسفر سفارة إذا سعيت بينهم بالصلح وقد سفرت المرأة نقابها تسفره سفرا قال الأصمعي ويقال لما سقط من ورق الشجر وتحات منه السفير وإنما سمي سفيرا لأن الريح تسفره أي تكنسه ويقال خاصمته حتى أفحمته أي قطعته عن الخصومة ويقال هاجيت فلانا فأفحمته أي صادفته مفحما لا يقول الشعر وقال عمرو بن معدي كرب لبنى سليم لقد قاتلناكم فما أجبناكم وسألناكم فما أبخلناكم وهاجيناكم فما أفحمناكم أي فما صادفناكم مفحمين والمفحم الذي لا يقول الشعر ويقال بكى الصبي حتى فحم أي حتى انقطع صوته من البكاء ويقال قد أدريته بكذا وكذا أي أعلمته وما أدراك بكذا وكذا أي ما أعلمك وقد دريت أدري إذا ختلت قال الشاعر
( فإذا كنت لا أدري الظباء فإنني ... أدس لها تحت التراب الدواهيا )
وقال الآخر
( فإن كنت قد أقصدتني إذ رميتني ... بسهمك فالرامي يصيد ولا يدري )

أي ولا يختل ويقال قد أعبرت الكبش فهو معبر إذا تركت عليه صوفه ولم تجزه وقد عبرت الرؤيا فأنا أعبرها عبارة وعبرت النهر فأنا أعبره عبرا وعبورا ويقال أجملت الحساب أجمله إجمالا وأجمل فلان في صنيعه يجمل إجمالا وجملت الشحم والألية واجتملت إذا أذبتها ويقال قد أحر الرجل فهو محر إذا كانت إبله حرارا أي عطاشا وقد حر يومنا يحر حرارة وحرا وبعضهم يقول يحر ويقال قد أقرت الناقة تقر إقرارا إذا ثبت حملها وقد قر يقر قرارا إذا سكن وقد قر يومنا يقر قرا إذا كان باردا وقد قرت عيني به تقر وتقر مكسورة القاف قره وقرورا ويقال قد أعمرته دارا وأرضا وإبلا إذا أعطيته إياها فكانت للباقي منكما وقد عمرت الأرض فأنا أعمرها عمارة ويقال قد أعريته نخلة أعريه إعراء إذا أعطيته نخلة يأكل ثمرها وهي العرايا من النخل الواحدة عرية وقد عروته أعروه عروا إذا ألممت به أي أتيته ويقال قد أفقرته بعيرا إذا أعرته بعيرا يركب ظهره لسفر ثم يرده عليك وهي الفقرى ويقال قد أفقرك الصيد إذا قرب منك وأمكنك من رميه وقد فقرت أنف البعير أفقره إذ حززته بحديدة أو مروة ثم وضعت على موضع الحز الجرير وعليه وتر ملوي لتذله به وتروضه ومنه قيل عمل به الفاقرة ويقال قد أقفر فلان يقفر إقفارا إذا لم يكن له أدم ويقال أكل خبزه قفارا بغير أدم ويقال قد أقفرنا إذا صرنا في القفر ويقال قفر أثره يقفره قفرا واقتفره يقتفره اقتفارا إذا تتبعه قال الباهلي

( ولا يزال أمام القوم يقتفر ... )
قال أبو عمرو يقال أشريت الجفنة والحوض إذا ملأتهما وقد شريت إذا بعت وشريت إذا اشتريت ويقال قد أطلى الرجل إذا مالت عنقه لموت أو لغيره قال الشاعر
( تركت أباك قد أطلى ومالت ... عليه القشعمان من النسور )
وقد طليت الإبل من الجرب أطليها طليا ويقال هو يطليه أي يمرضه ويقال قد أحبر بجلده إذا ترك به حبرا وحبارا وهو الأثر
قال الراجز
( لا تملأ الدلو وعرق فيها ... ألا ترى حبار من يسقيها )
وقال آخر
( ولم يقلب أرضها البيطار ... ولا لحبليه بها حبار )
وقال الآخر
( لقد أشمتت بي أهل فيد وغادرت ... بجسمي حبرا بنت مصان باديا )
( وما فعلت بي ذاك حتى تركتها ... تقلب رأسا مثل جمعي عاريا )
( وأفلتني منها حماري وجبتي ... جرى الله خيرا جبتي وحماريا )
وقد حبره يحبره حبرا إذا سره والحبرة والحبر السرور قال الله

تعالى ( فهم في روضة يحبرون ) أي يسرون قال العجاج
( فالحمد لله الذي أعطى الحبر ... )
ويقال قد أغبر في طلب الحاجة إذا جد في طلبها وقد أغبر إذا أثار الغبار وقد غبر يغبر إذا بقي والغابر الباقي والغبر البقية من اللبن تبقى في الضرع وغبر الليل بقاياه وكذلك غبر المرض وغبر الحيض قال أبو كبير
( ومبرأ من كل غبر حيضة ... وفساد مرضعة وداء مغيل )
ويقال قد أفتق قرن الشمس إذا أصاب فتقا من السحاب فبدا منه وقد أفتقنا إذا صادفنا فتقا وهو الموضع الذي لم يمطر وقد مطر ما حوله قال الراجز
( إن لها في العام ذي الفتوق ... وزلل النية والتصفيق )
وقال الراعي
( كقرن الشمس أفتق ثم زالا ... )
وقد فتق الطيب يفتقه وفتق الخياطة يفتقها فتقا ويقال ما أحاك فيه السيف وهذا سيف لا يحيك شيئا ويقال قد حاك في مشيته يحيك حيكا وحيكانا ويقال ما حك في صدري منه شيء ويقال قد

أزكنتك كذا وكذا أي أعلمتك وقد زكنت منك كذا وكذا أي علمته قال الشاعر
( زكنت منهم على مثل الذي زكنوا ... )
ويقال قد أهزل الناس إذا أصابت أموالهم سنة فهزلت وقد هزلت دابتي أهزلها هزلا إذا عملت بها عملا تهزل منه وقد أملكت فلانا فلانة إذا زوجتها منه وقد ملكت المرأة إذا تزوجتها وقد ملكت العجين إذا شددت عجنه ويقال قد أجبته بكذا وكذا إجابة وجابة ويقال في مثل أساء سمعا فأساء جابة ويقال قد جبت الصخرة إذا خرقتها قال أبو عبيدة وسمي رجل من بني كلاب جوابا لأنه كان لا يحفر صخرة ولا بئرا إلا أماهها وقد جبت القميص إذا قورت جيبه ويقال ادلجت إذا سرت في الليل وهي الدلجة مفتوح وقد أدلجت بتشديد الدال إذا سرت من آخر الليل وهي الدلجة ويقال قد دلج يدلج إذا أخذ الدلوحين تخرج من البئر فمشى بها إلى الحوض حتى يفرغها فيه وهو الدالج ويقال قد أجز النخل إذا حان له أن يجز أي يصرم وحكى أبو عمرو وقد جز التمر يجز جزوزا إذ يبس وتمر فيه جزوز ويقال قد جززت الكبش والنعجة ويقال في العنز والتيس قد حلقتهما ولا يقال جززتهما ويقال للأعجمي إذا تكلم بالعربية قد أفصح ويقال قد أفصحت الشاة إذا انقطع لبؤها وخلص لبنها وقد أفصح النصارى إذا دنا فصحهم ويقال للرجل إذا كان يتكلم بالعربية ويلحن ثم حسنت لغته ولم يلحن قد فصح ويقال

قد أهمني الأمر إذا أقلقك وحزنك يقال قد همني المرض أذابني ويقال قد انهمت الشحمة والبردة إذا ذابتا ويقال لما أذيب من السنام الهاموم وقال العجاج
( وانهم هاموم السديف الواري ... عن جرز منه وجوز عاري )
وقال الآخر
( يضحكن عن كالبرد المنهم ... )
ويقال همك ما أهمك ويقال قد أوهم صلاته إذا تركها ويقال قد وهمت في هذه المسألة أي غلطت فيها ويقال وهمت إلى كذا وكذا ذهب وهمي إليه ويقال قد أشكل الأمر علي وقد شكلت الكتاب والطائر فهما مشكولان ويقال قد استغاثني فلان فأغثته وقد غاث الله البلاد يغيثها غيثا إذا أنزل بها الغيث وقد غيثت الأرض تغاث وهي أرض مغيثة ومغيوثة قال الأصمعي أخبرني عيسى بن عمر الثقفي وأبو عمرو بن العلاء قال سمعت ذا الرمة يقول قاتل الله أمة بني فلان ما أفصحها قلت كيف كان المطر عندكم فقالت غثنا ما شئنا ويقال قد أنتجت الفرس إذا استبان حملها وهي نتوج ولا يقال منتج وقد نتجت ناقتي وقد نتجت هي ويقال للرجل إذا ذهب منه شيء أخلف الله عليك وإن هلك أبوه وأخوه أو من لا يستعيضه قلت خلف الله عليك أي كان خليفة عليك من مصابك الذي أصبت به ويقال أصفدته إصفادا إذا أعطيته مالا أو وهبت له عبدا ويقال من

الوثاق قد صفدته وصفدته ويقال أتبعت القوم إذا كانوا سبقوك فلحقتهم واتبعت القوم إذا مروا بك فمضيت معهم وتبعتهم تبعا مثله وقد أوزعه يوزعه إيزاعا إذا أغراه وقد أوزعه إذا ألهمه قال الله جل ثناؤه ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك ) أي ألهمني ويقال وزعته أزعه وزعا إذا كففته وقال الأصمعي وجاء في الحديث من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن ويقال لا بد للناس من وزعة أي من كففة ويقال زعته أزوعه إذا عطفته قال ذو الرمة
( وخافق الرأس مثل السيف قلت له ... زع بالزمام وجوز الليل مركوم )
ويقال أحذيته من الغنيمة أحذية إحذاء إذا أعطيته منها والاسم الحذوة والحذية والحذيا ويقال حذيت يده بالسكين إذا قطعتها أحذيها ويقال هذا شراب يحذي اللسان وقد حذوت النعل بالنعل إذا قدرتها عليها مثلها ومنه حذو القذة بالقذة ويقال قد أصعد في الأرض إصعادا وقد صعد في الجبل وعلى الجبل قال أبو زيد ولم يعرفوا صعد ويقال أكتبت السقاء أكتبه إكتابا فهو مكتب وكتيب إذا شددته وقد كتبت البغلة أكتبها كتبا إذا قاربت بين شفريها بحلقة وكذلك كتبت الكتاب أكتبه كتبا قال ويقال أسررت الشيء إذا كتمته ويقال أيضا أسررته إذا أعلنته حكى ذلك أبو عبيدة وهو من الأضداد وقد سررت الصبي أسره سرا إذا قطعت سره والسر ما قطع ويقال قطع سره وسرره والسرة التي تبقى وقد سررت

الزند أسره سرا إذا جعلت في طرفه عويدا تدخله في قلبه ليقدح به يقال سر زندك فإنه أسر أي أجوف قال وحكى لنا أبو عمرو قناة سراء أي جوفاء وقد سررته من السرور ويقال أشررت الشيء إذا أظهرته قال الشاعر في يوم صفين
( فما برحوا حتى رأى الله صبرهم ... وحتى أشرت بالأكف المصاحف )
أي أظهرت وقد شررت الأقط فأنا أشره إذا جعلته على خصفة ليجف وكذلك شررت الملح ويقال أجررت الفصيل إذا شققت لسانه لئلا يرضع قال عمرو بن معدي كرب
( فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرت )
إي لو قاتلوا وأبلوا لذكرت ذلك وفخرت به ولكن رماحهم أجرتني أي قطعت لساني عن الكلام لأنهم لم يقاتلوا ويقال قد أجره الرمح إذا طعنه وترك الرمح فيه قال الشاعر
( ونجر في الهيجا الرماح وندعي ... )
ويقال قد أجررته رسنه إذا تركته يصنع ما شاء ويقال جررت الشيء فأنا أجره جرا وقد جرت الناقة تجر إذا أتت على مضربها ثم جاوزته بأيام ولم تنتج وقد جر عليهم جريرة يجر جرا إذا جنى عليهم جناية ويقال قد أطاع النخل والشجر إذا أدرك ثمرة وأمكن أن يجنى

ويقال قد أطاع له المرتع إذا اتسع عليه المرتع وأمكنه من الرعي وقد يقال في هذا المعنى طاع ويقال أمره بأمر فأطاعه بألف لا غير وقد طاع له إذا انقاد له بغير ألف ويقال أحرفت ناقتي إذا هزلتها ومنه قيل للناقة المهزولة حرف وقد حرفت الشيء عن جهته حكاها أبو عبيدة ويقال أضاع الرجل فهو مضيع إذا فشت ضيعته وكثرت ويقال قد ضاعه ذلك يضوعه ضوعا إذا حركه
قال الشاعر
( يضوع فؤادها منه بغام ... )
أي يحركه وقال الهذلي
( فريخان ينضاعان في الفجر كلما ... أحسا دوي الريح أو صوت ناعب )
ومنه تضوع الطيب أي تحرك وانتشرت رائحته قال الشاعر
( تضوع مسكا بطن نعمان أن مشت ... به زينب في نسوة عطرات )
ويقال أفرس الراعي إذا فرس الذئب شاة من غنمه ويقال قد فرس الذئب الشاة يفرسها فرسا وأصل الفرس دق العنق ثم كثر واستعمل حتى صير كل قتل فرسا ويقال قد أطرف البلد إذا كثرت طريفته والطريفة النصي إذا ابيض فإذا يبس فهو حلي

ويقال قد طرفه إلى كذا وكذا يطرفه إذا صرفه إليه قال الشاعر
( إنك والله لذو ملة ... يطرفك الأدنى عن الأبعد )
ويقال ما أقرفت لذلك أي ما دانيته ولا خالطت أهله ويقال قد قرفت القرحة أقرفها قرفا وكذلك قرفت الرمانة ويقال قرفت فلانا بكذا وكذا إذا اتهمته ونسبته إليه ويقال أساف الرجل فهو مسيف إذا هلك ماله وقد ساف المال يسوف إذا هلك ويقال رماه الله بالسواف كذا قال أبو عمرو الشيباني وعمارة قال وسمعت هشاما النحوي يقول لأبي عمرو إن الأصمعي يقول السواف بالضم وقال الأدواء كلها تجيء بالضم نحو النخاز والدكاع والقلاب والخمال فقال أبو عمرو لا إنما هو السواف ويقال قد ساف الشيء يسوفه سوفا إذا شمه ويقال أشاف على كذا وكذا يشيف إشافة وأشفى يشفي إشفاء إذا أشرف عليه ويقال قد شاف الشيء يشوفه شوفا إذا جلاه قال أبو عبيدة يقال أتلد فلان إذا اتخذ تلادا من المال ويقال تلد في أرض كذا وتلد في بني فلان إذا أقام فيهم ويقال قد أورق الحابل إذا لم يقع في حبالته صيد وقد أورق الغازي إذا لم يغنم شيئا وقد ورقت الشجرة أرقها إذا أخذت ورقها ويقال أرقت الماء فأنا أريقه وكذلك أرقت الدم ويقال قد راقه كذا وكذا يروقه إذا أعجبه وقد راق الشراب يروق

إذا صفا وقد أخفق القوم إذا غزوا فلم يغنموا شيئا وقد أخفق النجم إذا تولى للمغيب وقد خفق الطائر بجناحه يخفق خفقا وخفقانا وخفق قلبه يخفق ويقال أنفشت الإبل والغنم إنفاشا إذا أرسلتها ترعى بالليل بلا راع وهي إبل نفاش ونفش ونفش وقد نفشت الصوف أنفشه نفشا ويقال قد أقرش به يقرش إقراشا إذا سعى به ووقع فيه وقد قرش يقرش إذا كسب وجمع ويقال قد أطلع النخل يطلع إطلاعا إذا خرج طلعه ويقال نخلة مطلعة إذا طالت النخل أي كانت أطول من سائره وقد أطلعت من فوق الجبل واطلعت وقد طلعت على القوم أطلع إذا أتيتهم وقد طلعت عنهم أطلع إذا غبت عنهم ويقال أثرى يثري إثراء إذا كثر ماله وقد أثرت الأرض تثرى إذا كثر ثراها وقد ثرى بذلك يثرى به إذا فرح به وقد ثرونا القوم نشروهم إذا كثرناهم ويقال قد أدان يدين إذا باع بدين إدانة ودان يدين دينا إذا كثر دينه وقد دانه بما فعل يدينه إذا جازاه وقد دان له يدين إذا كان في طاعته وقد كنف الإبل يكنفها إذا عمل لها كنيفا وهو الحظيرة من الشجر وكنفت الرجل حطته وقد أكنفه يكنفه إكنافا إذا أعانه ويقال قد أطاف به إذا ألم به وقد طاف حول الشيء يطوف طوفا إذا دار حوله وقد طاف يطوف طوفا وأطاف يطاف اطيافا إذا ذهب إلى البراز ليتغوط وقد طاف الخيال يطيف طيفا وأنشد

( أني ألم بك الخيال يطيف ... ومطافه لك ذكرة وشعوف )
ويقال أجلب قتبه فهو مجلب إذا جعل عليه جلدة رطبة فطيرا ثم تركها عليه حتى تيبس قال الجعدي
( كتنحية القتب المجلب ... )
وقد أجلب الجرح إذا علته جلدة للبرء وقد جلب على فرسه يجلب جلبا إذا صاح به من خلفه واستحثه ليسبق ومنه الحديث لا جلب ولا جنب وقد جلب الجلب وقد أجلب إذا صاح وأنشد
( على نفث راق خشية العين مجلب ... )
وقد جلب الجلب يجلبه جلبا وقد أعاف القوم يعيفون إعافة إذا عافت إبلهم الماء فلم تشربه وقد عافت الإبل الماء تعافه عيافا وقد عاف الرجل الطير يعيفها عيافة إذا زجرها وقد أصاف الرجل يصيف إصافة إذا ولد له بعد ما يسن ويروى بعدما كبر سنه وولده صيفيون ويقال قد صاف بموضع كذا يصيف صيفا إذا أقام به صيفته وقد صاف السهم عن الغرض وضاف إذ عدل عنه ويقال أربع الرجل يربع إذا ولد له في فتاء سنه وولده ربعيون قال الراجز

( إن بني صبية صيفيون ... أفلح من كان له ربعيون )
ويروى غلمة ويقال قد أربع وربع إذا حم حمى الربع قال الهذلي
( من المربعين ومن آزل ... إذا جنه الليل كالناحط )
ويقال قد ربع الحجر إذا رفعه ويقال قد ربعت الحمل وذلك إذا أدخلت عصية تحته فأخذت بطرفها وصاحبك الآخر يطرفها بطرفها ثم رفعته على بعير قال أنشدني ابن الأعرابي
( يا ليت أم الغمر كانت صاحبي ... مكان من أنشا على الركائب )
( ورابعتني تحت ليل ضارب ... بساعد فعم وكف خاضب )
ويقال ربع حبله يربعه إذا فتله على أربع قوى ويقال ربع يربع إذا وقف وتحبس ويقال ربع في الجاهلية وخمس في الإسلام ويقال أحجم من الأمر وأحجم عنه إذا جبن عنه ولم يقدم عليه وقد حجم الحاجم يحجم وقد حجم ثدي الجارية إذا نتأ ويقال حجم الصبي ثدي أمه أي مصه ويقال قد حجمت الجمل أحجمه إذا جعلت على فيه حجاما لئلا يعض وهو جمل محجوم ويقال قد أشخص الرامي إذا جاز سهمه الغرض من أعلاه وهو سهم شاخص قال أبو عبيدة

ويقال أشخص فلان بفلان وأشخس إذا اغتابه وقد شخص الرجل لسفره يشخص شخوصا قال الأعشى
( أأزمعت من آل ليلى شخوصا ... )
وقد شخص بصره إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف ويقال قد أجرم من الجرم ويقال قد جرم النخلة يجرمها جرما إذا صرمها وهذا زمن الجرام والجرام أي الصرام حكاها أبو عمرو والجرام الصرام قال
( يحصر دونها جرامها ... )
وتمر جريم أي مصروم ويقال قد أقرمت الفحل فهو مقرم وهو أن يودع للفحلة من الحمل والركوب وهو القرم أيضا ويقال قد قرم يقرم قرما إذا أكل أكلا ضعيفا ويقال هو يتقرم تقرم البهمة ويقال قد أعلم ثوبه فهو معلم وقد علم شفته يعلمها علما إذا شقها ويقال قد أرجع يرجع إرجاعا إذا أهوى بيده إلى خلفه ليتناول شيئا ويقال ما رجع إلي جوابا يرجع رجعا ورجعانا وقد رجعته إلى كذا قال الله تبارك وتعالى ( فإن رجعك الله إلى طائفة منهم ) ويقال قد أجمع أمره فهو مجمع إذا عزم عليه قال الراجز
( يا ليت شعري والمنى لا تنفع ... هل أغدون يوما وأمري مجمع )
ويقال لهب مجمع إذا حزق وضم من طوائفه ويقال قد أجمع ناقته

إذا صر أخلافها جمع وكذلك أكمش بها فإن صر ثلاثة أخلاف قيل ثلث بها فإن صر خلفين قيل شطر بها فإن صر خلفا قيل خلف بها ويقال جمعت الشيء المتفرق أجمعه جمعا ويقال للجارية إذا ثبت قد جمعت الثياب أي لبست الدرع والخمار والملحفة ويقال أفاض بالقداح إذا دفع بها ويقال قد أفاض الناس من عرفات أي دفعوا وقد أفاض البعير بجرته إذا أخرجها من كرشه وقد أفاض القوم في الحديث إذا اندفعوا فيه ويقال قد فاض الماء يفيض فيضا ويقال قد أراض الحوض إذا غطى الماء أسفله وحكى أبو عمرو في الحوض روضة من ماء وأنشد
( وروضة سقوت منها نضوتي ... )
وقد أرض هذا المكان وأروض إذا كثرت رياضه وقد راض الدابة يروضها روضا ويقال قد أقلص البعير إذا ظهر سنامه شيئا ويقال قد قلص الظل يقلص قلوصا وقد قلص ثوبه يقلص وقد قلص الماء إذا ارتفع في البئر وهو ماء قليص وقلاص قال الراجز
( يا ريها من بارد قلاص ... قد جم حتى هم بانقياص )
وقال امرؤ القيس
( بلائق خضرا ماؤهن قليص ... )
وهي قلصة البئر وجمعها قلصات للماء الذي يجم فيها ويرتفع ويقال قد أجم الأمر إذا دنا وحضر وأنشد الأصمعي

( حييا ذلك الغزال الأحما ... إن يكن ذاكم القراق أجما )
ويقال قد جم الماء يجم جموما إذا كثر في البئر واجتمع بعد ما استقى ما فيها وقد جم الفرس يجم جماما إذا ترك من الركوب أياما وقال أبو عمرو يقال أشم يشم إشماما وهو أن يمر رافعا رأسه وحكى عن بعضهم قال تقول عرضت عليه كذا وكذا فإذا هو مشم لا يريده وقال بينا هم في وجه إذ أشموا أي عدلوا قال وسمعت الكلابي يقول قد أشموا إذا جاروا عن وجههم يمينا وشمالا ويقال شممت الشيء أشمه شما وشميما ويقال قد أشاد بذكره إذا رفع ذكره قال أبو عمرو قال العبسي أشدت بالشيء عرفته وقد شاده يشيده شيدا إذا جصصه والشيد الجص ويقال قد أفاد مالا وأفاد علما ويقال فاد يفيد فيدا إذا تبختر وفاد يفود فودا إذا مات ويقال قد أشعب الرجل إذا مات أو فارق فراقا لا يرجع وقد شعب الشيء إذا لاءم بينه وأصلحه وقد شعبه إذا فرقه ومنه سميت المنية شعوب لأنها تفرق ويقال قد أسل يسل إذا سرق ويقال في بني فلان سلة أي سرقة ويقال أتيناهم عند السلة أي عند استلال السيوف قال الراجز
( هذا سلاح كامل وأله ... وذو غرارين سريع السله )
وجاء في الحديث لا إغلال ولا إسلال وقد سل الشيء يسله سلا ويقال قد أغل الجازر والسالخ يغل إغلالا إذا ترك في الإهاب من اللحم شيئا وقد أغل يغل إغلالا إذا خان قال النمر بن تولب

( جزى الله عنا جمرة ابنة نوفل ... جزاء مغل بالأمانة كاذب )
وقال آخر
( حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن ... للغدر خائنة مغل الإصبع )
وأما في المغنم فلم نسمع فيه إلا غل يغل غلولا وقرئ في كتاب الله عز و جل ( وما كان لنبي أن يغل ) و ( يغل ) فمعنى يغل يخون ومعنى يغل يخون ويقال قد غل صدره يغل غلا إذا كاان ذا غش ويقال قد أغل يغل إذا كانت له غلة قال الراجز
( أقبل سيل كان من أمر الله ... يحرد حرد الجنة المغله )
أي يقصد قصدها ويقال أثل الرجل فهو مثل إذا كثرت ثلثه والثلة الصوف ويقال للصوف والشعر والوبر إذا اجتمع ثلة فإذا انفرد الشعر وحده أو الوبر وحده لم يقل له ثلة ويقال كساء جيد الثلة أي جيد الصوف ويقال للضأن الكثيرة ثلة ولا يقال للمعزى ثلة فإذا اجتمعت قيل لهما جميعا ثلة ويقال قد ثل الله عرشه يثله وثل عرشه أجود إذا ذهب عزه وشرفه ويقال أفرضت الإبل

إذا وجبت فيها الفريضة وقد فرضت المسواك والزند إذا حززت فيهما وقد فرضت له في الديوان ويقال أركضت الفرس إذا عظم ولدها في بطنها وتحرك وقد ركضت الفرس برجلي إذا استحثثته ويقال أمات فلان إذا مات له ابن أو بنون وقد مات الرجل وغيره يموت موتا وقد أشب الرجل بنين أي شب له بنون فهو مشب ويقال شب الغلام يشب شبابا وشبت النار شبا وشبوبا والشبوب ما تشب به النار ويقال شب لون المرأة خمار أسود أي لبسته أي زاد في بياضها وحسنه ويقال شب الفرس يشب شبابا وشبيبا ويقال أصح القوم فهم مصحون إذا كان قد أصاب أموالهم عاهة ثم ارتفعت وقد صح الرجل وغيره يصح صحة ويقال قد أمرض الرجل إذا وقع في ماله العاهة ويقال قد مرض الرجل وغيره يمرض مرضا وتقول قد أجرب الرجل إذا جربت إبله وقد جربت الإبل وغيرها تجرب جربا وقد أكلب الرجل إذا وقع في إبله الكلب وهو شبيه بالجنون وقد كلبت الإبل تكلب كلبا قال الجعدي
( وقوم يهينون أعراضهم ... كويتهم كية المكلب )
ويروى يهينون أموالهم ويقال أغمزني الحر أي فتر فاجترأت عليه وركبت الطريق قال وحكى لنا أبو عمرو قد غمزت الشيء أغمزه غمزا ويقال ألمس البعير وهو إذا شك في سنامه أبه طرق أم لا ويقال في لمست الشيء فانا ألمسه لمسا ولمست المرأة فأنا ألمسها لمسا إذا غشيتها ويقال أجحد الرجل فهو مجحد إذا كان ضيقا قليل الخير قال وحكى لنا أبو عمرو عن بعضهم هو الأنكد

القليل الخير الضيق مسكا ويقال أيضا في هذا المعنى قد جحد يجحد جحدا وأنشد للفرزدق
( بيضاء من أهل المدينة لم تذق ... بئيسا ولم تتبع حمولة مجحد )
وقد جحدت الشيء أجحده جحدا ويقال قد أظهرنا أي سرنا في وقت الظهيرة وقد ظهرت على كذا وكذا أظهر عليه إذا اطلعت عليه وقد أتضيت البعير إذا حسرته أنضيه إنضاء وهو نضو والجمع أنضاء وقد نضوت السيف وانتضيته إذا سللته من غمده وقد نضوت ثوبي عني إذا ألقيته عنك وقد نضا خضابه ينضو وقد نضا الفرس الخيل إذا تقدمها وانسلخ منها ويقال أضللت فرسي وبعيري إذا ذهب منك وقد ضللت المسجد والدار إذا لم تعرف موضعهما إذا كان الشيء مقيما قلت قد ضللت فإذا ذهب عنك قلت أضللت وقد أعلف الطلح إذا خرج علفه وقد علفت الدابة أعلفها وقد أولع بكذا وكذا إيلاعا وولعانا والاسم الولوع وأولعته إيلاعا وقد ولع الرجل يلع ولعا وولعانا إذا كذب قال ذو الإصبع العدواني
( ولا ... آمن أن تكذبا وأن تلعا )
وقال الآخر
( وهن من الإخلاف والولعان ... )

أراد من أهل الخلاف والكذب ويقال قد أكاس الرجل فهو مكيس إذا ولد له أولاد أكياس وقد كاس الرجل يكيس كيسا
قال الشاعر
( ألا هل غير عمكم ظلمتم ... إذا ما كنتم متظلميينا )
( عفاريتا علي وأكل مالي ... وجبنا عن رجال آخرينا )
( ولو كنتم لمكيسة أكاست ... وكيس الأم يعرف في البنينا )
( ولكن أمكم حمقت فجئتم ... غثاثا ما نرى فيكم سمينا )
وقال أجزرت القوم إذا أعطيتهم جزرة يذبحونها وهي الشاة السمينة والجمع جزر وقد جزرت الجزور إذا نحرتها وجلدتها والتجليد للإبل بمنزلة السلخ للشاة وقد جزر الماء إذا حسر وغار وقد جزر النخل إذا صرمه ويقال أمقر الشيء فهو ممقر إذا كان مرا ويقال للصبر المقر قال لبيد
( ممقر مر على أعدائه ... وعلى الأدنين حلو كالعسل )
ويقال مقر عنقه يمقرها إذا دقها ويقال أعقى الشيء فهو يعقي إعقاء إذا اشتدت مرارته ويقال في مثل لا تكن مرا فتعقى ولا حلوا فتزدرد ويقال عقى الصبي يعقي عقيا إذا أحدث حين يخرج من بطن أمه وبعد ذلك ما دام صغيرا واسم حاجته العقي ويقال

أحرص من كلب على عقي صبي ويقال أجنى الشجر إذا أدرك ثمره للاجتناء وقد جنى الثمرة يجنيها جنيا ويقال قد أقدته خيلا إذا أعطيته خيلا يقودها وقد أسقته إبلا أي أعطيته إبلا يسوقها وقد قدت الخيل أقودها قودا وسقت الإبل أسوقها سوقا وسياقا وحكى أبو عبيدة أشفنى عسلا أي اجعله لي شفاء
وقد شفيته مما به أشفيه شفاء وحكى أيضا أسقني إهابك أي اجعله لي سقاء ويقال أسقيته إذا جعلت له شربا لأرضه ويقال سقيته ماء إذا أعطيته ماء يشربه ويقال سقاه الله الغيث وأسقاه ويقال سقى بطنه يسقى إذا استسقى ويقال أجدع غذاءه إذا أسيء غذاؤه وقد جدع أنفه وأذنه يجدعها جدعا ويقال قد أجمل الحساب يجمله إجمالا وأجمل في صنيعته يجمل إجمالا وقد جمل الشحم يجمله جملا إذا أذابه وقد أجمل الرجل إذا أذاب الشحم والألية ويقال لما أذيب منه الجميل قال الهذلي
( نقاتل جوعهم بمكللات ... من الفرني يرعبها الجميل )
ويقال أخلف الرجل فهو مخلف إذا استعذب الماء واستخلف الرجل يستخلف ويقال قد أخلفت النجوم إخلافا إذا أمحلت فلم يكن فيها مطر وقد أخلف الرجل في ميعاده ويقال لمن ذهب منه مال أو ما يستعاض أخلف الله عليك ويقال لمن هلك له والد أو عم خلف الله عليك أي كان الله عليك خليفة والدك وقد خلف فلان فلانا إذا

كان خليفته ويقال خلفته إذا جئت بعده وقد خلف فوه من الصيام يخلف خلوفا إذا تغير وقد خلف فلان إذا فسد وفلان خالف أهل بيته وخالفه أهل بيته والخلف من القول الرديء ويقال أفرثت أصحابي إفراثا إذا عرضتهم للاثمة الناس أو كذبتهم عند قوم لتصغر بهم وقد فرثت للقوم جلة فأنا أفرثها وأفرثها إذا شققتها ثم نثرت ما فيها وقد فرثت كبده أفرثها فرثا وقد فرثتها تفريثا وهو أن تضربه وهو حي حتى تنفرث كبده انفراثا وأفرثت الكرش إفراثا إذا شققتها وألقيت ما فيها ويقال أبسست بالغنم إبساسا وهو إشلاؤكها إلى الماء وأبسست بالإبل عند الحلب ويقال ناقة بسوس إذا كانت تدر عند الإبساس وقد بسست السويق والدقيق أبسه بسا إذا بللته بشيء من الماء وهو أشد من اللت بللا ويقال قد بس عقاربه إذا أرسل نمائمه وأذاه ويقال قد أسمل الثوب إسمالا إذا أخلق ويقال قد سمل الله بصره وسملت عينه أسملها سملا إذا فقأتها قال الأصمعي قال رجل من العرب لطم أحدنا عين رجل في الجاهلية ففقأها فسمينا بني سمال ويقال أرهقنا الصلاة إرهاقا إذا أخرناها عن وقتها ويقال أرهقته عسرا إذا كلفته عسرا ويقال لا ترهقني أرهقك الله أي لا تعسرني أعسرك الله ويقال أرهقني إثما حتى رهقته له رهقا أي حملني إثما حتى حملته له ويقال طلبت الشيء حتى رهقته أرهقه أي حتى دنوت منه فربما أخذه وربما لم يأخذه ويقال أخفقت النجوم إخفاقا إذا تولت للمغيب ويقال طلب حاجة فأخفق وغزا فأخفق أي لم يصب شيئا وخففت الدابة تخفق وتخفق خفقا وخفقانا وخفق الفؤاد يخفق ويخفق خفقا وخفقانا وخفق البرق خفقا وخفقت الريح خفقانا

وهو حفيفها قال الشاعر
( كأن هويها خفقان ريح ... خريق بين أعلام طوال )
وخفقته بالسيف أخفقه إذا ضربته ضربة خفيفة ويقال قد أرمل القوم إذا نفد زادهم وقد أرمل سريره وحصيره ورمله إذا نسج شريطا أو غيره فجعله ظهرا له ويقال قد رمل بين الصفا والمروة يرمل رملا ورملانا ويقال أغالت المرأة تغيل وأغيلت فهي مغيل مكسورة الغين ساكنة الياء ومغيل بسكون الغين وكسرة الياء إذا سقت ولدها الغيل وهي أن ترضع المرأة ولدها وهي حامل ويقال قد غاله يغوله إذا اغتاله وكل ما أهلك الإنسان فهو غول ويقال الغضب غول الحلم أي يغتاله ويذهب به ويقال قد أحال إذا أتى عليه حول وقد أحال إذا حالت إبله فلم تحمل وهي إبل حيال وقد أحال الماء من الدلو في الحوض إذا صبه وقد أحال فلان فلانا على فلان ماله عليه من الدين ويقال قد حال يحول إذا انقلب عن العهد وقد حالت القوس إذا انقلبت عن عطفها الذي عطفت عليه وقد حال الشيء يحول إذا تحرك ويقال في الحول قد حال الحول وأحال وقد أحال عليه بالسوط يضربه وقد حال في متن دابته يحول حولا إذا وثب في متنها قال الشاعر
( وكنت كذئب السوء لما رأى دما ... بصاحبه يوما أحال على الدم )
أي أقبل عليه ويقال أزاله عن مكانه يزيله إزالة ويقال أزال الله زواله إذا دعي عليه بالبلاء والهلاك ويقال قد زال الشيء من

الشيء إذا مازه منه ويقال زلته فلم ينزل ومزته فلم ينمز ويقال أذال فرسه وغلامه إذا استهان به ولم يحسن القيام عليه وجاء في الحديث نهى رسول الله عن إذالة الخيل وقد ذال يذيل إذا تبختر ويقال قد أخلت فيه الخير إذا رأيت فيه مخيلته وقد أخلت السحابة وأخيلتها إذا رأيتها مخيلة للمطر ويقال ما أحسن مخيلتها وخالها أي خلاقتها للمطر وقد خلت الشيء أخاله خيلا ومخيلة وإذا ظننته وقد خلت المال أخوله إذا أحسنت القيام عليه ويقال هو خال مال وخائل مال إذا كان حسن القيام عليه وجاء في الحديث كان رسول الله يتخولنا بالموعظة أي يصلحنا بها ويقوم علينا بها وكان الأصمعي يقول يتخولنا أي يتعهدنا ويقال الحمى تخونه أي تعهده قال ذو الرمة
( لا ينعش الطرف الا ما تخونه ... داع يناديه باسم الماء مبغوم )
والتخون في غير هذا النقص والتخوف أيضا التنقص قال الله جل ثناؤه ( أو يأخذهم على تخوف ) أي تنقص وقال لبيد
( تخونها نزولي وارتحالي ... )
أي تنقص لحمها وشحمها وقال عبدة بن الطبيب
( عن قانئ لم تخونه الأحاليل ... )

ويقال قد أقصر عن الشيء إذا نزع عنه وهو يقدر عليه وقد قصر عنه إذا عجز عنه ويقال قد أقصرنا أي دخلنا في العشي وقد قصر العشي يقصر قصورا قال العجاج
( حتى إذا ما قصر العشي ... )
ويقال قد أقصرت المرأة إذا ولدت ولدا قصارا وقد أطالت إذا ولدت ولدا طوالا وفي بعض الحديث إن الطويلة قد تقصر والقصيرة قد تطيل ويقال قد قصره يقصره إذا حبسه ومنه قول الله جل وعز ( حور مقصورات في الخيام ) قال الباهلي وذكر فرسا
( تراها عند قبتنا قصيرا ... ونبذلها إذا باقت بؤوق )
أي مقصورة مقربة لا تترك ترود لنفاستها عند أهلها ويقال للجارية المصونة التي لا تترك أن تخرج قصيرة وقصورة قال كثير عزة
( وأنت التي حببت كل قصيرة ... إلي وما تدري بذاك القصائر )
( عنيت قصيرات الحجال ولم أرد ... قصار الخطى شر النساء البحاتر )
قال وأنشد الفراء كل قصورة ويقال قد أحجل بعيره إذا أطلق قيده من يده اليسرى وشده في يده اليمنى ويقال قد حجل الغراب وغيره يحجل ويقال قد أبقل الرمث فهو باقل ولم يقولوا مبقل كما قالوا أورس فهو وارس وأعشب البلد فهو عاشب

ومعشب وأمحل فهو ماحل وممحل وأغضى الليل فهو غاض ومغض إذا أظلم قال رؤبة
( يخرجن من أجواز ليل غاض ... )
ويقال قد أيفع الغلام فهو يافع ويقال قد بقل وجهه يبقل بقولا إذا خرج شعر وجهه وقد بقل ناب البعير بقولا إذا طلع ويقال قد أفلق في العلم وغيره إذا برع فيه ويقال مر يفتلق أي يجيء بالعجب في عدوه والفلق والفليقة الداهية ويقال قد فلق هامته يفلقها فلقا ويقال قد أملق الرجل يملق إملاقا إذ افتقر وقد ملقه بالسوط ملقات وملقا وملقا جميعا إذا ضربه ويقال ملق الجدي أمه إذا رضعها ويقال قد ألبن الرجل إذا كثر لبنه وقد لبنت الرجل ألبنه إذا سقيته اللبن قال الفراء يقال رجل مشحم ملحم إذا كثر عنده الشحم واللحم ورجل شاحم لاحم إذا كان عنده شحم ولحم ورجل شحيم لحيم إذا كثر الشحم واللحم في بدنه ورجل شحم لحم إذا كان يحبهما ويقرم إليهما ورجل شحام لحام إذا كان يبيعهما ويقال أكب على العمل إكبابا ويقال قد كببت الإناء وغيره أكبه كبا وقد كبه الله لوجهه ويقال أهديت الهدية أهديها إهداء فهي مهداة وأهديت الهدي إلى بيت الله هديا والهدي لغتان بالتشديد والتخفيف وقرأ بهما جميعا القراء ( حتى يبلغ الهدى محله ) و ( الهدى محله ) والواحدة هدية وهدية وهديته الطريق هداية وهديته إلى الدين وللدين هدى وهديت العروس إلى زوجها أهديها هداء فهي مهدية وهدي ويقال أهدأت الصبي أهدئه

إهداء إذا جعلت تضرب عليه بكفك وتسكنه لينام ويقال قد هدأت إذا سكنت ويقال قد أقرأت المرأة إذا طهرت وإذا حاضت وهو من الأضداد والقرء الطهر والقرء الحيض ويقال قرأت حاجتك أي دنت ويقال ما قرأت الناقة سلا قط أي ما حملت ولدا وكذلك ما قرأت جنينا وقد قرأت الكتاب والقرآن قراءة وقرآنا ويقال قد أسد إذا قال السداد وقد سد الجحر وغيره يسده سدا ويقال قد أحد السكين والشفرة يحدها إحدادا ويقال قد حد الرجل يحد حدة إذا احتد وقد حددت حدود الدار أحدها حدا وقد حددته عن كذا وكذا أحده حدا إذا منعته منه ومنه سمىي الحاجب حدادا لأنه يمنع ويقال دونه حدد أي منع ويقال حدت المرأة على زوجها وأحدت وهي حاد ومحد ويقال أطر إذا أدل ويقال غضب مطر أي كأن فيه إدلالا وقال خالد غضب مطر جاء من أطراف البلاد ويقال طر الإبل يطرها طرا إذا مشى من أحد جانبيها ثم من الآخر ليقومها ويقال قد أقات على الشيء يقيت إقاتة إذا اقتدر عليه قال الشاعر
( وذي ضغن كففت النفس عنه ... وكنت على مساءته مقيتا )
أي مقتدرا وقال الله جل وعز ( وكان الله على كل شيء مقيتا ) والمقيت الحافظ الشاهد للشيء قال الشاعر

( ليت شعري وأشعرن إذا ما ... قربوها منشورة ودعيت )
( ألي الفضل أم على إذا حوسبت ... إني على الحساب مقيت )
ويقال قد قات أهله يقوتهم قوتا والاسم القوت ويقال ما عنده قيت ليلة وقيتة ليلة ويقال قد أزهر النبت إذا ظهر زهره ويقال قد زهرت النار إذا أضاءت ويقال في مثل زهرت بك ناري أي قويت بك وكثرت كما يقال وريت بك زنادى ويقال قد أسحق الثوب إذا أخلق وبلى وهو ثوب سحق وقد أسحق خف البعير إذا مرن وقد سحقت الطيب والدواء وغيرهما أسحقه سحقا ويقال قد أبشرت الأرض عند أول نبتها وما أحسن بشرتها وقد بشرت الأديم أبشره بشرا إذا أخذت باطنه بشفرة أو بسكين ويقال قد أحنق البعير إذا ضمر ويقال قد حنقت عليه أحنق حنقا من الغضب ويقال قد ألبد البعير يلبد إلبادا إذا ضرب بذنبه على عجزه في هياجه وقد ثلط على عجزه وبال فتصير على عجزه لبدة من ثلطه وبوله ويقال قد ألبدت الإبل إذا أخرج الربيع ألوانها وأوبارها وتهيأت للسمن ويقال قد ألبدت القربة وهو أن تصيرها في لبيد واللبيد الجوالق الصغير ويقال قد ألبدت الفرس فهو ملبد ويقال لبد بالأرض يلبد لبودا إذا لصق بالأرض ويقال قد لبدت الإبل تلبد لبدا إذا دغصت من الصليان وهو التواء في حيازيمها وفي غلاصمها إذا أكثرت منه فتغص به فلا تمضي يقال هذه إبل لبادي وناقة لبدة ويقال قد أصرد سهمه إذا أنفذه من الرمية وقد صرد السهم يصرد صردا وقد صرد من البرد يصرد صردا ويقال قد أزبد الماء وغيره يزبد

إزبادا ويقال قد زبده يزبده زبدا إذا أعطاه ووهب له وجاء في الحديث نهى رسول الله عن زبد المشركين وقد زبدت فلانة سقاءها تزبده إذا مخضته حتى يخرج زبده وقد زبدت القوم أزبدهم إذا أطعمتهم الزبد قال أبو عمرو الإمحاق أن يهلك كمحاق الهلال وأنشد
( أبوك الذي يطوي أنوف عنوقه ... بأظفاره حتى أنس وأمحقا ) أنس ينس أي بلغ نسيس الموت قال الأصمعي يقال جاءنا في ماحق الصيف أي في شدة حره قال ساعدة بن جؤية
( ظلت صوافن بالأرزان صادية ... في ماحق من نهار الصيف محتدم )
ويقال يوم ماحق إذا كان شديد الحر أي إنه يمحق كل شيء ويحرقه وقد محقت الشيء أمحقه محقا ويقال قد أمغلت عنز فلان والمغلة النعجة أو العنز تنتج في السنة مرتين وغنم مغال قال
( بيضاء محطوطة المتنين بهكنة ... ريا الروادف لم تمغل بأولاد )
قال أبو عمرو الممغل التي تحمل قبل فطام الصبي وتلد كل سنة قال وقال الوالبي أمغل بي فلان عند السلطان أي وشى بي قال ويقال قد مغل فلان بفلان عند فلان إذا وقع فيه يمغل به مغلا وإنه لصاحب مغالة

ويقال قد مغل الدابة يمغل مغلا إذا أكل التراب فاشتكى بطنه يقال به مغلة شديدة ويكوى صاحب المغلة ثلاث لذغات بالميسم خلف السرة قال أبو عمرو قال النميري أمتعت عن فلان أي استغنيت عنه قال الأصمعي وقول الراعي
( خليطين من شعبيين شتى تجاورا ... قديما وكانا بالتفرق أمتعا )
قال الأصمعي ليس من أحد يفارق صاحبه إلا أمتعه بشيء يذكره به فكان ما أمتع كل واحد من هذين صاحبه أن فارقه وقال أبو زيد أمتعا أراد تمتعا ويقال متع النهار إذا ارتفع ويقال نبيذ ماتع إذا اشتدت حمرته ويقال حبل ماتع وشيء ماتع إذا كان جيدا ويقال قد أمصلت بضعة أهلك أي أفسدتها وصرفتها فيما لا خير فيه وقد مصلت هي ويقال تلك امرأة ماصلة وهي أمصل الناس قال وأنشدني الكلابي
( لقد أمصلت عفراء مالي كله ... وما سست من شيء فربك ماحقه )
ويقال أعطى عطاء ماصلا أي قليلا وإنه ليحلب من الناقة لبنا ماصلا أي قليلا وحكى الأصمعي مصلت استه إذا قطرت والمصالة قطارة الحب قال أبو زيد والمصل ماء الأقط حين يطبخ ثم يعصر فعصارة الأقط المصل الفراء يقال أملأ النزع في قوسه إذا شد النزع وقد ملأت الإناء أملؤه ملئا وقال أبو صاعد الكلابي يقال أمحشه الحر إذا أحرقه ويقال امتحش غضبا إذا احترق وقال أبو عمرو سنة قد أمحشت كل شيء إذا كانت جدبة وقال قد أمحشته

بالنار إذا أحرقته وقد صار محاشا ويقال خبز محاش وشواء محاش قال ويقولون مرت غرارة فمحشتني أي سحجتني وقال الكلابي مرت غرارة فمشنتني وأصابتني مشنة وهو الشيء له سعة ولا غور له منه ما قد بض منه دم ومنه ما لم يجرح الجلد الأصمعي يقال أمغرت الشاة وأنغرت فهي شاة ممغر ومنغر إذا حلبت فخرج مع لبنها دم فإذا كان ذلك من عادتها قيل ممغار ومنغار أبو جميل الكلابي يقل قد مغر في البلاد إذا ذهب فأسرع ورأيته يمغر به بعيره وقال أبو صاعد يقال مغرت في الأرض مغرة من مطر وهي مطرة صالحة

باب فعل
يقال في رأسه سعفة ساكنة العين وهو داء يأخذ في الرأس وفي أسنانه حفر وهو سلاق في أصول الأسنان ويقال أصبح فم فلان محفورا ويقال أصابه في بطنه مغص وهو رجل ممغوص ويقال أصابت فلانا عرفة ساكنة الراء وهي قرحة تخرج في بياض الكف وهو رجل معروف وقد عرف وهو يوم عرفة غير منون ولا يقال العرفة وقد عرف الناس إذا شهدوا عرفة وهو المعرف للموقف بعرفات وقد عيدوا إذا شهدوا عيدهم وقد وسمنا موسمنا أي شهدناه وتقول في صدره علي وغر ساكنة الغين وقد أوغرت صدره أي أوقدته من الغيظ وأحميته وأصله من وغرة القيظ وهو شدة حره ويقال

سمعت وغر الجيش أي أصواتهم قال الشاعر
( كأن وغر قطاه وغر حادينا ... )

باب نوادر
تقول سخرت من فلان فهذه اللغة الفصيحة قال الله جل ثناؤه ( فيسخرون منهم سخر الله منهم ) وقال ( فإن تسخروا منا فإنا نسخر منكم ) وتقول نصحت لك وشكرت لك فهذه اللغة الفصيحة قال الله جل وعز ( أن اشكر لي ولوالديك ) وقال في موضع آخر ( وأنصح لكم ) ونصحتك وشكرتك لغة قال الشاعر
( نصحت بني عوف فلم يتقبلوا ... رسولي ولم تنجح لديهم رسائلي )
ويقال شتان ما هما وشتان ما عمرو وأخوه قال الأصمعي ولا يقال شتان ما بينهما قال وقول الشاعر
( لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر بن حاتم )

ليس بحجة إنما هو مولد والحجة قول الأعشى
( شتان ما يومي على كورها ... ويوم حيان أخي جابر )
معناه تباعد الذي بينهما وشتان مصروفة عن شتت والفتحة التي في النون هي الفتحة التي كانت في التاء والفتحة تدل على أنه مصروف عن الفعل الماضي وكذلك وشكان وسرعان ذا خروجا أصله وشك ذا خروجا وسرع وتقول هو الثجير لا تقلها بالتاء ويقال هي تخوم الأرض والجمع تخم قال وسمعتها من أبي عمرو قال الشاعر
( يا بني التخوم لا تظلموها ... إن ظلم التخوم ذو عقال )
وتقول إن فعلت كذا وكذا فبها ونعمت تريد ونعمت الخصلة التاء ثابتة في الوقف وتقول أساء سمعا فأساء جابة بمنزلة الطاعة والطاقة كذا يتكلم به بهذا الحرف ويقال قد أخذ لذلك الأمر أهبته ولا تقل هبته وقد تأهبت له وتقول في صدره على إحنة وقد أحنت عليه وهي الإحن ولا تقل حنة قال الشاعر
( إذا كان في صدر ابن عمك إحنة ... فلا تستثرها سوف يبدو دفينها )
وتقول غم الهلال على الناس إذا ستره عنهم غيم أو غيره وهي ليلة الغمى قال الراجز
( ليلة غمى طامس هلالها ... أوغلتها ومكره إيغالها )

ويقال أغمي على المريض فهو مغمى عليه وقد غمي عليه فهو مغمي عليه ويقال تركت فلانا غمى مقصورة بمنزلة قفا إذا كان مغمى عليه وتركتهم أغماء ويقال أباد الله غضراءهم أي خيرهم وغضارتهم ويقال بنو فلان مغضورون إذا كانوا في غضارة من العيش قال الأصمعي ولا يقال خضراءهم قال والغضراء طينة خضراء علكة يقال أنبط بئره في غضراء قال الأصمعي يقال أتاني كل أسود منهم وأحمر ولا يقال أبيض يحكيها عن أبي عمرو بن العلاء ويقال كلمت فلانا فما رد على سوداء ولا بيضاء أي كلمة ردية ولا حسنة قال الشاعر
( جمعتم فأوعيتم وجئتم بمعشر ... توافت به حمران عبد وسودها )
يريد بعبد عبد بن أبي بكر وتقول كلب عقور وسرج عقرة ومعقر وعقر قال البعيث
( ألح على أكتافهم قتب عقر ... )
وكذلك رجل عقر ومعقر وعقرة ولا يقال عقور إلا في ذي الروح وتقول قد أشليت الكلب إذا دعوته إليك وكذلك أشليت الناقة والعنز إذا دعوتهما لتحلبهما قال الراعي
( وإن بركت منها عجاساء جلة ... بمحنية أشلى العفاس وبروعا )
العفاس وبروع ناقتان قال الآخر
( أشليت عنزي ومسحت قعبي ... ثم تهيأت لشرب قأب )

ولا يقال أشليته إذا أغريته بالصيد ولكن يقال آسدته وأوسدته وتقول ضرب مقدم رأسه وضرب مؤخره ونظر إليه بمقدم عينه وبمؤخر عينه وهي آخرة الرحل ولا يقال مؤخره وتقول هي أرض يبس وهو جمع يابس وقد يبست الأرض إذا ذهب ماؤها ونداها وأيبست إذا كثر يبيسها وتقول جاءوا كالجراد المشعل وهو الذي يجرى في كل وجه ويقال كتيبة مشعلة إذا انتشرت وجراد مشعل وقد أشعلت الطعنة إذا خرج منها دم متفرقا وجاءوا كالحريق المشعل مفتوحة العين وتقول هذا رجل مشنوء إذا كان مبغضا وإن كان جميلا وهذا رجل مشنأ إذا كان قبيح المنظر ورجلان مشنأ وقوم مشنأ ويقال شنئته إذا أبغضته وتقول لا أبا لشائنك ولا أب لشانئيك أي لمبغضك وهي كناية عن قولهم لا أبالك وتقول قد عقلت عن فلان إذا أعطيت عن القتل الدية وقد عقلت المقتول أعقله عقلا قال الأصمعي وأصله أن يأتوا بالإبل فيعقلوها بأفنية البيوت ثم كثر استعمالهم هذا الحرف حتى يقال عقلت المقتول إذا أعطيت ديته دراهم أو دنانير

باب
ومما تضعه العامة في غير موضعه قولهم أكلنا ملة وإنما الملة الرماد الحار قال الشاعر

( لا أشتم الضيف إلا أن أقول له ... أباتك الله في أبيات عمار )
( أباتك الله في أبيات معتنز ... عن المكارم لاعف ولا قار )
( جلد الندى زاهد في كل مكرمة ... كأنما ضيفه في ملة النار )
معتنز ومعتزل واحد وتقول أطعمنا خبز ملة وأطعمنا خبزة مليلا وتقول ماء غمر وما أشد غمورة هذا النهر والغمر الغل في الصدر ورجل غمر الخلق إذا كان واسع الخلق ويقال في صدره غمر أي غل وعداوة ويقال رجل غمر إذا لم يجرب الأمور من قوم أغمار وما أبين الغمارة في فلان والغمر القدح الصغير قال أعشى باهلة ( تكفيه حزة فلذ إن ألم بها ... من الشواء ويروى شربه الغمر ) والغمر السهك ويقال في فلان ميل علينا وفي الحائط ميل وتقول خرصت النخل خرصا وكم خرص أرضك مكسورة الخاء ويقال ما في أذنها خرص أي حلقة ويقال قد قحط الناس وقد قحط المطر إذا قل وتقول هما شرج واحد أي ضرب واحد ساكنة الراء وشرج أيضا ماء لبني عامر والشرج أيضا مسيل في الحرة والجمع شراج ويقال أشبه شرج شرجا لو أن أسيمرا يضرب مثلا للشيئين إذا اشتبها ويفارق أحدهما صاحبه في بعض الأمور وأسيمر تصغير أسمر وأسمر جمع سمر وهو شرج العيبة مفتوح الراء والشرج في الدابة أن يكون إحدى خصيتيه أعظم من الأخرى ويقال دابة أشرج ويقال قد فاظ الميت يفيظ

فيظا ويفوظ فوظا هكذا رواها الأصمعي وأنشد لرؤبة
( لا يدفنون منهم من فاظا ... )
قال ولا يقال فاظت نفسه ولا فاضت وحكاها غيره وزعم أبو عبيدة أنها لغة لبعض تميم وأنشد
( اجتمع الناس وقالوا عرس ... ففقئت عين وفاضت نفس )
فأنشده الأصمعي فقال إنما قال وطن الضرس ويقال فاض الإناء يفيض فيضا ويقال عرج الرجل إذا صار أعرج وقد عرج إذا أصابه شيء في رجله فخمع ومشى مشية العرجان وليس بخلقة وقد عرج في الدرجة والسلم يعرج ويقال قد عرج عليه إذا أقام عليه ويقال مالي عليه عرجة ولا عرجة ولا عريجة أي تلبث ويقال قد شق بصر الميت ولا يقال شق الميت بصره ويقال دلع لسان الرجل وحكى الفراء قد دلع فلان لسانه فتصير مرة فاعلا ومرة مفعولا به ويقال قد لاح سهيل إذا بدا وألاح إذا تلألأ وتقول قد أخدجت الشاة والناقة إذا جاءت بولدها ناقص الخلق وقد تم وقت حملها ومنه حديث علي في ذي الثدية مخدج اليد أي ناقص اليد وقد خدجت إذا ألقت ولدها قبل تمام الوقت ومنه حديث النبي كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج أي نقصان وتقول في المثل تسمع بالمعيدي لا أن تراه وهو تصغير معدي إلا أنه إذا اجتمعت الياء الشديدة في الحرف وتشديدة ياء النسبة خفف الحرف المشدد مع ياء التصغير يضرب للرجل

له صيت وذكر فإذا رأيته أزدريت مرآته وكأن تأويله تأويل آمر كأنه قال اسمع به ولا تره وأنشد
( ضلت حلومهم عنهم وغرهم ... سن المعيدي في رعى وتعزيب )
وتقول به غل من العطش وفي رقبته غل حديد وفي صدره غل وتقول لعب الصبيان خراج يا هذا مكسورة الجيم بمنزلة دراك وقطام باب
ومما تضعه العامة في غير موضعه قولهم خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين وإنما التنزه التباعد عن المياه والأرياف ومنه قليل فلان يتنزه عن الأقذار أي يتباعد منها ومنه قول الهذلي
( أقب طريد بنزه الفلا ... لا يرد الماء إلا ائتيابا )
بنزه الفلاة يعني ما تباعد من الفلاة عن المياه والأرياف وظللنا متنزهين إذا تباعدوا عنه وإن فلانا لنزيه كريم إذا كان بعيدا من اللؤم وهو نزيه الخلق ويقال تنزهوا بحرمكم عن القوم وهذا مكان نزيه أي خلاء ليس فيه أحد فانزلوا فيه بحرمكم وتقول وعزت إليك في كذا وكذا وأوعزت لغتان وتقول هي صدقة المرأة مفتوحة الصاد مضمومة الدال وصداقها قال الله جل وعز ( وآتوا النساء صدقاتهن

نحلة ) قال الأصمعي سمعت ابن جريج يقول قضى ابن عباس لها بالصدقة وتقول هذا ماء ملح وقال الله عز و جل ( وهذا ملح أجاج ) وهذا سمك مليح ومملوح ولا تقل مالح ولم يجئ شيء في الشعر إلا في بيت لعذافر
( بصرية تزوجت بصريا ... يطعمها المالح والطريا )
ولا يقال ماء مالح وملحت القدر إذا ألقيت فيها الملح وتقول الصيف ضيعت اللبن مكسورة التاء إذا خوطب بها المذكر أو المؤنث أو الاثنان والجميع وهي مكسورة التاء لأن أصل المثل خوطبت به امرأة كانت تحت رجل موسر فكرهته لكبر سنه فطلقها فتزوجها رجل مملق فبعثت إلى زوجها الأول تستميحه فقال لها هذا فجرى المثل على الأصل وكذلك قولهم أطري إنك ناعلة يضرب للمذكر والمؤنث والاثنين والجميع قوله أطري إنك ناعلة أي خذي في أطرار الوادي فإن عليك نعلين وقال غيرهما أي أدلي وقال الشاعر
( غضبتم علينا أن قتلنا بمالك ... بني عامر ها إن ذا غضب مطر )
وتقول عند جفينة الخبر اليقين وهو اسم خمار ولا تقل جهينة وتقول افعل كذا وكذا وخلاك ذم ولا تقل ذنب والمعنى خلا منك ذم أي لا تذم وتقول صار كذا وكذا ضربة لازب فهذه اللغة الفصيحة واللازب واللاتب الثابت ولازم لغة وقال النابغة

( ولا يحسبون الخير لا شر بعده ... ولا يحسبون الشر ضربة لازب )
وقال كثير
( فما ورق الدنيا بباق لأهله ... ولا شدة البلوى بضربة لازب )
وتقول جاء فلان بإضبارة من كتب وبإضمامة من كتب وهي الأضابير والأضاميم ويقال فلان ذو ضبارة إذا كان مشدد الخلق مجتمعه ومنه سمي ابن ضبارة ومنه قيل ضبر الفرس إذا جمع قوائمه ووثب ومنه قيل للجماعة يغزون ضبر قال الهذلي
( ضبر لباسهم القتير مؤلب ... )
وتقول هذا شيء ثقيل وهذه امرأة ثقال وهذا شيء رزين وهذه امرأة رزان إذا كانت رزينة في مجلسها قال الشاعر
( حصان رزان لا تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل )
وتقول هو فحال النخل وهو فحل الإبل ولا يقال فحال إلا في النخل وهي الفحاحيل قال الشاعر
( يطفن بفحال كأن ضبابه ... بطون الموالي يوم عيد تغدت )
وقد عنونت الكتاب أعنونه عنونة وعنوته أعنوده وقد عننت

الكتاب وعلونته وتقول هو عنوان الكتاب فهذه اللغة الفصيحة وتقول هو عنيان الكتاب وأنشد الأصمعي لشاعر يرثي عثمان بن عفان رحمه الله
( ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا )
وتقول مهلا يا رجل وكذلك للاثنين والجميع والمؤنث وهي وحدة وإذا قيل لك مهلا قلت لا مهل والله وتقول ما مهل بمغنية عنك شيئا قال جامع بن مرخية
( أقول له مهلا ولا مهل عنده ... ولا عند جاري دمعه المتقتل )
وقال آخر
( وما مهل بواعظة الجهول ... )
وتقول هلم يا رجل وكذلك للاثنين والجميع والمؤنث موحد قال الله جل وعز ( قل هلم شهداءكم ) وقال ( والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ) ولغة أخرى يقال للاثنين هلما وللجميع هلموا وللمرأة هلمي وللاثنتين هلما وللجميع هلممن والأولى أفصح وإذا قال لك هلم إلى كذا وكذا قلت إلام أهلم وإذا قال هلم كذا وكذا قلت لا أهلمه لك مفتوحة الألف والهاء أي لا أعطيكه وتقول هاء يا رجل وهأوما يا رجلان وهأوم يا رجال قال الله عز و جل ( هأوم اقرءوا

كتابيه ) وهاء يا امرأة مكسورة بلا ياء وهاؤما يا امرأتان وهاؤن يانسوة ولغة أخرى هأ يا رجل مثل خف وللاثنين هاءا مثل خافا وللجميع هاؤوا مثل خافوا وللمرأة هائي مثل هاعي وللاثنتين هاءا وللجميع هأن يا نسوة بمنزلة هعن ولغة أخرى هاء يا رجل بهمزة مكسور وللاثنين هائيا وللجميع هاؤوا وللمرأة هائي وللثنتين هائيا وللجميع هائين ولغة أخرى هأ يا رجل وللاثنين هآ مثال هعا وللجميع هؤوا مثال هعوا وللمرأة هئي مثال هعي وها مثال هعا للثنتين وهأن مثال هعن وإذا قال هاء قلت ما أهاء أي ما آخذ وما أهاء أي وما أعطى وتقول هات يا رجل وللاثنين هاتيا وللجماعة هاتوا وللمرأة هاتي وللاثنتين هاتيا وللجماعة هاتين وتقول هات لا هاتيت وهات إن كان بك مهاناة وتقول أنت أخذته فهاته وللاثنين أنتما أخذتماه فهاتياه وللجماعة أنتم أخذتموه فهاتوه وللمرأة أنت أخذته فهاتيه وللاثنتين أنتما أخذتماه فهاتياه وللجماعة أنتن أخذتنه فهاتينه وتقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل ايه فإن وصلت قلت إيه حدثنا وقول ذي الرمة
( وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم ... وما بال تكليم الديار البلاقع )
فلم ينون وقد وصل لأنه نوى الوقف فإذا أسكته وكففته قلت إيها عنا فإذا أغويته بالشيء قلت ويها يا فلان فإذا تعجبت من طيب الشيء قلت واها له ما أطيبه قال أبو النجم
( واها لريا ثم واها واها ... يا ليت عينيها لنا وفاها )

( بثمن نرضي به أباها ... )
وقال الآخر
( وهو إذا قيل له ويها كل ... فإنه مواشك مستعجل )
( وهو إذا قيل له ويها قل ... فإنني أحجو به أن ينكل )
أي أخلق به أن ينكل وتقول للرجل إذا أسكته صه فإن وصلته قلت صه صه وكذلك مه فإن وصلته قلت مه مه وكذلك تقول للشيء إذا رضيته بخ بخ وبخ بخ وإذا قيل لك هل لك في كذا وكذا قلت لي فيه أو إن لي فيه ولا تقل إن لي فيه هلا والتأويل هل لك في حاجة فحذفت الحاجة لما عرف المعنى وحذف الراد ذكر الحاجة كما حذفها السائل ويقال لا بذي تسلم ما كان كذا وكذا وتثنى لا بذي تسلمان وللجماعة لا بذي تسلمون وللمؤنث لا بذي تسلمين وللجميع لا بذي تسلمن والتأويل لا والله يسلمك ما كان كذا وكذا لا وسلامتك ما كان كذا وكذا وتقول للرجل إذا أمرته بالشيء وأغريته به كذب عليك كذا وكذا أي عليك به وهي كلمة نادرة جاءت على غير القياس قال عمر بن الخطاب رحمه الله يأيها الناس كذب عليكم الحج أي عليكم بالحج وأنشد الأصمعي
( كذبت عليك لا تزال تقوفني ... كما قاف آثار الوقيفة قائف )
أي عليك بي فاتبعني وقال معقر بن حمار البارقي حليف بني نمير

( وذبيانية وصت بنيها ... بأن كذب القراطف والقروف )
أي عليكم بالقراطف فاغنموها وهي القطف وبالقروف وهي جمع قرف وهي أوعية من جلود الإبل يتخذ فيها الخلع وقال وأنشد ابن الأعرابي لخداش بن زهير
( كذبت عليكم أوعدوني وعللوا ... بي الأرض والأقوام قردان موظبا )
أي عليكم بي وبهجائي إذا كنتم في سفر فاقطعوا بذكرى الأرض وأنشدوا القوم هجائي يا قردان موظب وتقول نعجة لجبة وعزوز ومصور أي قليلات الألبان

باب
وتقول إن أخطأت فخطئني وإن أصبت فصوبني وإن أسأت فسوئ على أي قل لي قد أسأت ويقال سوأت عليه ما صنع أي قبحته ويقال لأن تخطئ في العلم أيسر من أن تخطأ في الدين يقال قد خطئت إذا أثمت فأنا أخطأ خطئا وأنا خاطئ قال الله عز و جل ( إنه كان خطئا كبيرا ) وقال أيضا ( كنا خاطئين ) أي آثمين وقال أبو عبيدة يقال أخطأ وخطئ لغتان وأنشد

( يا لهف هند إذا خطئن كاهلا ... )
أي أخطأن كاهلا قال ويقال في مثل مع الخواطئ سهم صائب يضرب للذي يكثر الخطأ أو يأتي الأحيان بالصواب ويقال فلان أعسر يسر إذا كان يعمل بكلتا يديه وكان عمر بن الخطاب رحمة الله عليه أعسر يسرا ولا يقال أعسر أيسر ويقال يا فلان يامن بأصحابك أي خذهم يمنة ويافلان شائم بأصحابك وتقول قعد فلان يمنة وقعد فلان شأمة وتقول يمن فلان على قومه فهو ميمون وقد شئم فلان فهو مشؤوم عليهم بهمزة بعدها واو وقوم ميامين وإذا قيل لك تغد قلت ما بي تغديا هذا وإذا قيل لك تعش قلت ما بي تعش ولا تقل ما بي غداء وما بي عشاء وهو رجل غديان وهو رجل عشيان وهو من ذوات الواو لأنه يقال عشيته وعشوته فأنا أعشوه يقال قد عشى يعشى إذا تعشى فهو عاش ويقال في مثل العاشية تهيج الآبية أي إذا رأت التي تأبى أن ترعى التي تتعشى هاجتها للرعي فرعت وتقول قد وعدته خيرا وقد وعدته شرا وهو الوعد والعدة في الخير قال الشاعر
( ألا عللاني كل حي معلل ... ولا تعداني الشر والخير مقبل )
وتقول قد أوعدته بالشر إذا أدخلوا الباء جاؤوا بالألف أنشد الفراء
( أوعدني بالسجن والأداهم ... رجلي ورجلي شثنة المناسم )

ويقال تكلم بكلام فما سقط بحرف وما أسقط حرفا وهو كما تقول دخلت به وأدخلته وخرجت به وأخرجته وعلوت به وأعليته وتقول سؤت به ظنا وأسأت به الظن يثبتون الألف إذا جاءوا بالألف وتقول قد غفلت عنه وقد أغفلته وتقول جن عليه الليل بإسقاط الألف مع الصفة وقد أجنه الليل إجنانا وجنه يجنه جنونا لغة ويروى بيت دريد بن الصمه
( ولولا جنان الليل أدرك ركضنا ... بذي الرمث والأرطى عياض بن ناشب )
ويروى ولولا جنون الليل أي ما ستر من ظلمته وتقول ما أربك إلى هذا أي ما حاجتك إليه ولي في هذا الشيء أرب وإربة ومأربة أي حاجة قال الله جل ثناؤه ( ولى فيها مآرب أخرى ) وقال ( غير أولى الإربة من الرجال ) أي غير ذوي الحاجة من الرجال إلى النساء وتقول جاء فلان بالضح والريح أي ما طلعت عليه الشمس من الكثرة ولا يقال الضيح قال ذو الرمة
( غدا أشهب الأعلى وأمسى كأنه ... من الضح واستقباله الشمس أخضر )
وتقول في مثل النقد عند الحافرة أي عند أول كلمة ويقال التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة أي عند ما التقوا قال الله تبارك وتعالى ( أئنا لمردودون في الحافرة ) أي في أول أمرنا قال وأنشدني ابن الأعرابي

( أحافرة على صلع وشيب ... معاذ الله من سفه وعار )
كأنه قال أأرجع في صباي وأمري الأول بعد أن صلعت وشبت وتقول فلان يسأل ولا تقل يتصدق إنما يتصدق المعطي قال الله جل ثناؤه ( وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين ) وتقول لقد تعلمت العلم قبل أن يقطع سرك وسرك وهو ما يقطع من المولود مما يكون متعلقا بالسرة ولا تقل قبل أن تقطع سرتك إنما السرة الباقية على البطن ويقال قد سر الصبي إذ قطع سره وتقول يا مصان وللأنثى يا مصانة ولا تقل يا ماصان قال الشاعر
( فإن تكن الموسى جرت فوق بظرها ... فما ختنت إلا ومصان قاعد )
وتقول للرجل يا لكع وللمؤنث يا لكاع وتقول خذه من رأس ولا تقل من الرأس وتقول قد قدم من رأس عين ولا تقل من رأس العين وتقول لقيت فلانا وفلانة إذا كنيت عن الآدميين قلت بغير ألف ولام فإذا كنيت عن البهائم قلت بالألف واللام تقول حلبت الفلانة وركبت الفلانة وتقول قد عايرت الموازين عيارا ويا فلان عاير ميزانك ولا تقل عير وقد عيرته بذنبه تعييرا وتقول قد طارقت نعلي وقد واكب البعير إذا لزم الموكب وقد عار الظليم يعار

عرارا ولا تقل عر وتقول كانا متهاجرين ومتصارمين فأصبحا يتكالمان ولا تقل يتكلمان وتقول هذه دابة لاترادف ولا تقل تردف وتقول هو أخوه بلبان أمه ولا تقل بلبن أمه إنما اللبن الذي يشرب من ناقة أو شاة أو غيرهما من البهائم قال الأعشى
( رضيعي لبان ثدي أم تقاسما ... بأسحم داج عوض لا نتفرق )
وقال أبو الأسود الدؤلي
( فإلا يكنها أو تكنه فإنه ... أخوها غذته أمه بلبانها )
وقال آخر
( وأرضع حاجة بلبان أخرى ... كذاك الحاج ترضع باللبان )
ويقال هو يتراءى في المرآة والسيف أي ينظر إلى وجهه فيها وتقول طائر الله ولا طائرك ولا تقل طير الله وتقول هي عائشة ولا تقل عيشة وهي ريطة ولا تقل رائطة وهو من بني عيذ الله ولا تقل عائذ الله وتقول هذه عصاي قال الله جل وعز ( هي عصاي أتوكأ عليها ) وزعم الفراء أن أول لحن سمع بالعراق هذه عصاتي وتقول هذه أتان ولا تقل أتانة وتقول هذا طائر وأنثاه ولا تقل أنثاته وتقول هذه عجوز ولا تقل عجوزة وتقول هذه أثواب سبع في ثمانية فقلت سبع لأن الذراع مؤنثة وقلت ثمانية لأنك تعي الأشبار والشبر مذكر وتقول هذه عرس والجميع أعراس وهذه فهو وتصغيرها فهيرة وبها سمي عامر بن فهيرة وتقول هذه قتب لواحد الأقتاب وهي الأمعاء وتصغيرها قتيبة وبها سمي قتيبة ويقال

طعنه فاندلقت أقتاب بطنه أي خرجت أمعاؤه عن الأصمعي وقال الكسائي واحدها قتبة وتقول هي القدوم والجميع قدم وتقول قد دنت الأضحى وهي مؤنثة وسميت الأضحى بجمع أضحاة وهي الشاة التي يضحى بها يقال أضحاة وأضحى وأضحية والجمع أضاحي وضحية والجمع ضحايا ولو قلت قد دنا الأضحى تذهب إلى اليوم لجاز قال الشاعر
( رأيتكم بني الخذواء لما ... دنا الأضحى وصللت اللحام )
( توليتم بودكم وقلتم ... لعك منك أقرب أو جذام ) باب
وتقول صمنا خمسا من الشهر فيغلبون الليالي على الأيام إذا لم يذكروا الأيام وإنما يقع الصيام على الأيام لأن ليلة كل يوم قبله فإذا أظهروا الأيام قالوا صمنا خمسة أيام وكذلك أقمنا عنده عشرا فإذا قالوا أقمنا عنده عشرا بين يوم وليلة غلبوا التأنيث قال الجعدي
( أقامت ثلاثا بين يوم وليلة ... وكان النكير أن تضيف وتجأرا )
وتقول له خمس من الإبل وإن عنيت أجمالا لأن الإبل مؤنثة وكذلك له خمس من الغنم وإن عنيت أكبشا لأن الغنم مؤنثة وتقول للمذكر واحد واثنان وثلاثة إلى العشرة تثبت الهاء فمن ذلك ثلاثة أفلس وثلاثة دراهم وأربعة أكلب وخمسة قراريط وستة أبيات فكله بالهاء ومن كلام العامة أن يحذفوا الهاء وإذا

أردت المؤنث قلت واحدة واثنتان وثنتان وثلاث وأربع إلى العشر بإسقاط الهاء تقول ثلاث أدؤر وأربع نسوة وخمس أينق فإذا جاوزت العشرة قلت في المذكر أحد عشر ومن العرب من يسكن العين أحد عشر وكذلك يسكنها إلى تسعة عشر إلا الاثني عشر فإن العين لا تسكن لسكون الألف والياء قبلها والعدد منصوب ما بين أحد عشر إلى تسعة عشر في الرفع والنصب والخفض إلا اثني عشر فإنه يعرب لأنه على هجاءين وإنما نصب لأن الأصل أحد وعشرة فأسقطت الواو وصيرا جميعا اسما واحدا كما تقول هو جاري بيت بيت منصوب غير منون والأصل بيت لبيت أو بيت إلى بيت فألقيت الصفة وصيرا جميعا اسما واحدا وكذلك لقيته كفة كفة فإذا جاءوا باللام أعربوا ونونوا قالوا لقيته كفة لكفة وتقول في المؤنث إحدى عشرة ومن العرب من يكسر الشين فيقول عشرة وكذلك اثنتا عشرة وثنتا عشرة وتسقط الهاء من النيف فيما بين ثلاث عشرة إلى تسع عشرة وتثبتها في العشرة والواحد المفسر منصوب فإذا صرت إلى العشرين وسائر العقود استوى الذكر والمؤنث فقلت عشرون رجلا وعشرون امرأة والمفسر منصوب في ذلك كله فإذا بلغت المائة كان المفسر مخفوضا فقلت مائة رجل ومائة امرأة فيستوي في ذلك المذكر والمؤنث وكذلك في الألف والألف مذكر يقال ألف واحد ولا يقال ألف واحدة وتقول هذا ألف وألف أقرع ولا يقال قرعاء ولو قلت هذه ألف تعني هذه الدراهم ألف لجاز وتقول قد آلف القوم إذا صاروا ألفا وقد أمأت الدراهم إذا صارت مائة وتقول ثلاثمائة ولو قلت

ثلاث مئين لكان جائزا وثلاث مئ مثل معي وقال مزرد
( وما زودوني غير سحق عمامة ... وخمس مئ منها قسى وزائف )
ولو قلت مئات لجاز وحكى الفراء عن بعض الأعراب معي عشرة فآحدهن لي أي صيرهن أحد عشر وتقول هذا الواحد والثاني والثالث إلى العشرة وتقول هو ثاني اثنين أي أحد اثنين وهو ثالث ثلاثة مضاف إلى العشرة ولا ينون فإذا اختلفا فقلت رابع ثلاثة كان لك الوجهان الإضافة إن شئت والتنوين كما قلت هو ضارب عمرا وهو ضارب عمرو لأن معناه الوقوع أي كملهم أربعة بنفسه وإذا اتفقا فالإضافة لا غير لأنه في مذهب الإسماء وتقول هو ثاني واحد وثان واحدا بمعنى ثنى واحدا وكذلك ثالث اثنين أي ثلث اثنين صيرهم ثلاثة بنفسه وتقول في المؤنث هي ثانية اثنتين وثنتين وهي ثالثة ثلاث إلى العشر وتقول هي عاشرة عشر فإذا كان فيهن مذكر قلت هي ثالثة ثلاثة وهي عاشرة عشرة فيغلب المذكر المؤنث وتقول هو ثالث ثلاثة عشر أي هو أحدهم وفي المؤنث هي ثالثة ثلاث عشرة لا غير الرفع في الأول لا غير وتقول هذا ثالث عشر وثالث عشر يا هذا بالرفع والنصب وكذلك إلى تسعة عشر فمن رفع قال أردت ثالث ثلاثة عشر فألقيت الثلاثة وتركت ثالثا على إعرابه ومن نصب قال أردت ثالث ثلاثة عشر فلما أسقطت الثلاثة ألزمت إعرابها الأول ليعلم أن ها هنا شيئا محذوفا وتقول في المؤنث هي ثالثة عشرة وثالثة عشرة وتفسير المؤنث مثل المذكر وتقول هذا الحادي عشر وهذا الثاني عشر وكذلك الثالث

عشر إلى العشرين مفتوح كله وفي المؤنث هذه الحادية عشرة والثانية عشرة إلى العشرين تدخل الهاء فيها جميعا وتقول قد ثلثت القوم أثلثهم ثلثا إذا كنت ثالثهم أو كملتهم ثلاثة بنفسك وكذلك هو مكسور في الاستقبال إلى العشرة إلا الأربعة والسبعة والتسعة فإن المستقبل مفتوح لمكان العين وإذا كانت عين الفعل أو لام الفعل أحد الستة الأحرف وهي حروف الحلق أتى كثيرا على فعل يفعل وقد يأتي على القياس فيأتي مستقبله مكسورا ومضموما وحروف الحلق الحاء والخاء والعين والغين والهمزة والهاء وتقول قد ثلثت القوم أثلثهم ثلثا إذا أخذت ثلث أموالهم وكذلك تضم المستقبل إلى العشرة إلا في ثلاثة أحرف الأربعة والسبعة والتسعة قال الشاعر
( إن تثلثوا نربع وإن يك خامس ... يكن سادس حتى يبيركم القتل )
وتقول جاء فلان ثالثا وجاء فلان رابعا وجاء فلان خامسا وخاميا وجاء فلان سادسا وساديا وساتا قال الشاعر
( مضى ثلاث سنين منذ حل بها ... وعام حلت وهذا التابع الخامي )
وقال الآخر
( إذا ما عد أربعة فسال ... فزوجك خامس وحموك سادي )
فمن قال سادس بناه على السدس ومن قال ساتا بناه على لفظ ستة وست والأصل سدسة فأدغمت الدال في السين فصارت تاء مشددة ومن قال ساديا وخاميا أبدل من السين ياء وقد يبدلون بعض الحروف ياء قالوا أما

وأيما قال وسمت أبا عمرو يقول قول الله جل ثناؤه ( انظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه ) أي لم يتغير من قوله ( من حمإ مسنون ) قال فقلت له إن مسنونا من ذوات التضعيف ويتسن من ذوات الياء قال أبدلوا النون من يتسنن ياء كما قالوا تظنيت وإنما الأصل تظننت وقال العجاج
( تقضى البازي إذا البازي كسر ... )
أراد تقضض وحكى الفراء عن القناني قصيت أظفاري وحكى ابن الأعرابي خرجنا نتلعى أي نأخذ اللعاعة وهو بقل ناعم في أول ما يبدو قال الأصمعي وقولهم تسريت أصلها تسررت من السر وهو النكاح وتقول عندي ستة رجال ونسوة أي عندي ثلاثة من هؤلاء وثلاث من هؤلاء وإن شئت قلت عندي ستة رجال ونسوة فنسقت بالنسوة على الستة أي عندي ستة من هؤلاء وعندي نسوة وكذلك كل عدد احتمل أن يفرد منه جمعان فلك فيه الوجهان فإذا كان عدد لا يحتمل أن يفرد منه جمعان فالرفع لا غير تقولي خمسة رجال ونسوة ولا يكون الخفض وكذلك الأربعة والثلاثة وقال الكسائي إذا أدخلت في العدد الألف واللام فأدخلها في العدد كله فتقول ما فعلت الأحد العشر الألف الدرهم والبصريون يدخلون الألف واللام في أوله فيقولون ما فعلت الأحد عشر ألف درهم ويقولون هذه خمسة أثواب فإذا أدخلت الألف واللام قلت هذه الخمسة الأثواب وإن شئت قلت خمسة الأثواب وإن شئت قلت الخمسة الأثواب وأجريتها

مجرى النعت وكذلك إلى العشرة قال ذو الرمة
( وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى ... ثلاث الأثافي والرسوم البلاقع )
وقال الآخر
( ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... فسما وأدرك خمسة الأشبار )
وتقول عندي خمسة دراهم ترفع الهاء وعندي خمسة دراهم مدغم جميعا لفظها منصوب في اللفظ لأن الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال فإذا أدخلت في دراهم الألف واللام قلت عندي خمسة الدراهم تضم الهاء ولا يجوز الإدغام لأنك قد أدغمت اللام في الدال فلا يجوز أن تدغم الهاء من خمسة وقد أدغمت ما بعدها

باب
يقال قد أكثرت من البسملة إذا أكثر من قوله بسم الله الرحمن الرحيم وقد أكثرت من الهيللة إذا أكثرت من قول لا إله إلا الله وقد أكثرت من الحولقة إذا أكثرت من قول لا حول ولا قوة إلا بالله
قال وحكى لنا أبو عمرو له الويل والإليل والأليل الأنين قال ابن ميادة
( وقولا لها ما تأمرين بوامق ... له بعد نومات العيون أليل )
أي أنين وتوجع وتقول أطعمنا من أطايب الجزور ولا تقل

من مطايب وتقول ما رئى عليهم حفف ولا ضفف أي أثر عوز ويقال قوم محفوفون وقد حفتهم الحاجة حفا شديدا تحفهم إذا كانوا محاويج ويقال جدعه الله جدعا موعبا أي مستأصلا وقد أوعب القوم كلهم إذا حشدوا وجاء القوم موعبين وقد أوعب بنو فلان جلاء فلم يبق منهم ببلدهم أحد ويقال استوخ لنا بني فلان ما خبرهم أي استخبرهم ويقال قد تأييت إذا تلبثت وتحبست وليس منزلكم هذا بمنزل تئية أي بمنزل تلبث وتحبس قال الكميت
( قف بالدياز وقوف زائر ... وتأى إنك غير صاغر )
وقال الحويدرة
( ومناخ غير تئية عرسته ... قمن من الحدثان نابي المضجع )
وقد تأييته أي تعمدت آيته أي شخصه قال وحكى لنا أبو عمرو خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم لم يدعوا وراءهم شيئا قال ومعنى آية من كتاب الله أي جماعة حروف وأنشدنا لبرج الطائي
( خرجنا من النقبين لا حي مثلنا ... بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا )
وقد آديت للسفر فأنا مؤد له إذا كنت متهيئا له وقد آديتك على فلان أي أعنتك عليه وذهب فلان يستأدي الأمير على فلان في معنى يستعدي قال الأصمعي وقول الأسود بن يعفر
( ما بعد زيد في فتاة فرقوا ... قتلا وسبيا بعد حسن تادى )

أي بعد أخذ الدهر أداته وقد أوديت يا فلان أي هلكت وقال الأصمعي يقال الحمد لله الذي أوجدني بعد فقر أي أغناني والواجد الغنى وأنشد
( الحمد لله الغنى الواجد ... )
ويقال الحمد لله الذي آجدني بعد ضعف أي قواني ويقال ناقة أجد إذا كانت قوية موثقة الخلق وبناء مؤجد ويقال هذه امرأة قنواء وامرأة عشواء بالواو وتقول هو الكراء ممدود لأنه مصدر كاريت والدليل على ذلك أنك تقول رجل مكار ومفاعل إنما يكون من فاعلت وهو من ذوات الواو لأنه يقال أعط الكري كروته ويقال قد كرى الرجل يكرى كرى إذا نعس وأصبح فلان كريان الغداة إذا أصبح ناعسا قال الشاعر
( لا يستمل ولا يكرى مجالسها ... ولا يمل من النجوى مناجيها )
يستمل من الملال ويقال انتفى فلان علينا إذا افتخر علينا وتكبر ويقال هو العبيثران والعبوثران لنبت طيب الريح قال الراجز
( يا ريها إذا بدا صناني ... كأنني جاني عبيثران )
وتقول وعزت إليه وأوعزت وتقول الحمد لله إذ كان كذا وكذا ولا تقل الحمد لله الذي كان كذا وكذا حتى تقول به أو

منه أو بأمره أو بصنعه وتقول أبعد الله الأخر ولا تقل للأنثى شيئا وتقول ما أنت منا ببعد وما أنت منا ببعيد وما أنتم منا ببعيد وتقول قد بنى فلان على أهله وقد زفها وازدفها وتقول العامة بني فلان بأهله وتقول هذه غرفة محردة فيها حرادي القصب الواحد حردى ولا تقل هردى وتقول هو اليرندج والأرندج للجلد الأسود ولا تقل الرندج وتقول هو عود أسر للذي يوضع على بطن المأسور الذي يحتبس بوله ولا تقل يسر وتقول قد شبعت شبعا والشبع ما أشبعك وتقول هذا رجل شبعان وجوعان وجائع وتقول هذا بلد قد شبعت غنمه إذا قاربت الشبع ولم تشبع وتقول قد احتسب فلان ابنا له أو بنتا له إذا ماتا وهما كبيران ويقال قد أفرط فلان فرطا إذا مات ولده وهم صغار ولم يبلغوا الحلم وتقول قد ربعنا إذا أصابنا مطر الربيع وقد خرفنا إذا أصابنا مطر الخريف وقد صفنا إذا أصابنا مطر الصيف تشير بالضم وهذه أرض مربوعة إذا أصابها مطر الربيع وأرض مصيفة ومصيوفة إذا أصابها مطر الصيف وأرض مخروفة إذا أصابها مطر الخريف وتقول قد أصابتنا صيفة غزيرة يعني مطر الصيف وتقول قد سلخ فلان شاته وقد جلد جزوره إذا نزع عنها جلدها ولا يقال سلخ جزوره وتقول أتى فلان يتملل أي به مليلة ويقال به ملال وتقول نعم وحبا وكرما ونعم وحبا وكرامة وتقول قد جفر الفحل وحسر وعدل إذا ترك الضراب يقال ذلك في الجمل ويقال في الكبش ربض عن الغنم ولا يقال جفر وتقول وقع في المرق ذباب ولا تقل ذبابة والجمع القليل أذبة والكثير الذبان

وتقول أنخت البعير فبرك ولا يقال فناخ وتقول تنوخ الجمل الناقة إذا أبركها ليضربها وتقول هو هو عينا وهو هو بعينه وتقول بلغت به الحداس أي الغاية التي يجرى إليها أو يعدى ولا تقل الأداس وتقول جئت في عقب شهر رمضان وفي عقبانه إذا جئت بعد ما يمضي وجئت في عقبه إذا جئت وقد بقيت منه بقية وجاء فلان معقبا جاء في آخر النهار وفلان يسقى على عقب آل فلان أي بعدهم وتقول ذهب فلان وعقبه فلان بعده واعتقبه فلان أيضا وتقول هو حسن في مرآة العين أي في المنظر والتي ينظر إلى الوجه فيها هي المرآة والجمع مراء وهي المروحة التي يتروح بها والمروحة الموضع الذي تخترق فيه الريح قال الشاعر
( كأن راكبها غصن بمروحة ... إذا تدلت به أو شارب ثمل )
ويقال لقيته عاما أول ولا تقل عام الأول وتقول هو حديث مستفيض متنفس أي منتشر في الناس وقد استفاض في الناس ولا تقل مستفاض في الناس وتقول يوشك أن يكون كذا وكذا ولا تقل يوشك وتقول فلان خير الناس وفلان شر الناس ولا تقل أخير الناس ولا أشر الناس وتقول هو الرزداق والرسداق ولا تقل الرستاق وتقول هي الزنفليجة ولا تقل الزنفليجة وتقول هو العربان والعربون والأربان والأربون ولا تقل الربون ويقال ما يعرضك لفلان ولا تقل

ما يعرضك لفلان وتقول هذا رجل مقارب وهذا متاع مقارب إذا لم يكن جيدا ولا تقل مقارب وتقول هو التوت والفرصاد ولا تقل التوث وتقول هو القرقس الذي يقول له العامة الجرجس قال الشاعر
( ليت الأفاعي يعضضننا ... مكان البراغيث والقرقس )
وتقول هو الفالوذ والفالوذق ولا تقل الفالوذج وتقول هو السعف لسعف النخل والواحدة سعفة والسعف داء يأخذ الإبل في أفواهها كالجرب تقول بعير أسعف والسعفة التي تخرج في الرأس ساكنة العين وتقول قد أعرق القوم إذا أتوا العراق وأنجدوا إذا أتوا نجدا وجلسوا إذا أتوا جلسا وهي نجد
قال الشاعر
( شمال من غار به مفرعا ... وعن يمين الجالس المنجد )
وقال الآخر
( قل للفرزدق والسفاهة كاسمها ... إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس )
أي أئت نجدا وقد أتهم القوم إذا أتوا تهامة قال العبدي
( وإن تتهموا أنجد خلافا عليكم ... وإن تعمنوا مستحقبي الحرب أعرق )

وقد أعمنوا إذا أتوا عمان وقد أشأموا إذا أتوا الشام وقد يامنوا إذا أتوا اليمن وأيمنوا وقد عالوا إذا أتوا العالية وقد انحجز القوم واحتجزوا إذا أتوا الحجاز وقد أخافوا إذا أتوا خيف مني فنزلوا وقد امتنى القوم إذا أتوا منى عن يونس وقال ابن الأعرابي أمنى القوم ويقال قد نزلوا إذا أتوا منى قال عامر بن طفيل
( أنازلة أسماء أم غير نازله ... أبيني لنا يا أسم ما أنت فاعله )
وقال ابن أحمر
( وافيت لما أتاني أنها نزلت ... إن المنازل مما تجمع العجبا )
أي أتت مني وقد غاروا إذا أتوا الغور وقد ساحلوا إذا أخذوا على الساحل وقد أجبلوا إذا صاروا إلى الجبل وقد أسهلوا إذا صاروا إلى السهل وقد ألووا إذا صاروا إلى لوى الرمل وقد أجدوا إذا صاروا إلى الجدد وقد بصروا إذا صاروا إلى البصرة وقد كوفوا إذا أتوا الكوفة وقد أفلوا إذا صاروا إلى الفلاة وقد أريفنا أي صرنا إلى الريف ويقال أبحر فلان إذا ركب البحر والماء وقد أبر إذا ركب البر ويقال جادبت الإبل العام إذا ما كان العام محلا فصارت لا تأكل إلا الدرين الأسود درين الثمام والعضاه وتقول قد شاجر المال إذا رعى العشب والبقل فلم يبق منهما شيء فصار إلى الشجر يرعاه قال الراجز

( تعرف في أوجهها البشائر ... آسان كل أفق مشاجر )
وتقول هو على آسان من أبيه وآسال أي شبه وعلامات واحدتها أسن قال ولم أسمع بواحدة الآسال وتقول قد حمضت الإبل فهي حامضة إذا كانت ترعى الخلة وهو من النبت ما كان مالحا أو ملحا وأحمضتها أنا فإذا كانت مقيمة في الحمض قيل إبل حمضية وإبل واضعة وهؤلاء قوم أصحاب وضيعة إذا كانت إبلهم ترعى الحمض وهذه إبل آركة إذا كانت مقيمة في الحمض وإبل زاهية لا ترعى الحمض وإبل عادية إذا كانت لا ترعى الحمض قال كثير
( وإن الذي ينوى من المال أهلها ... أوارك لما تأتلف وعوادى )
ذكر امرأة وأن أهلها يطلبون من المهر ما لا يمكن كما لا تأتلف هذه الأوراك والعوادي وتقول هو أنقاس المداد واحده نقس ومثلها أنبار الطعام واحدها نبر وقال الأصمعي يقال أجهزت على الجريح إذا أسرعت قتله وقد تممت عليه مثله ويقال فرس جهيز إذا كان سريع الشد وقد ذففت عليه ومنه قيل خفيف ذفيف ومنه اشتق ذفافة وقد أجزت على اسمه إذا أسقطته وضربت عليه ولا تقل أجزت على الجريح وتقول قتل فلان قتلة سوء فإذا قتله عشق النساء وقتلته الجن قيل اقتتل فلان اقتتالا وتقول قد رميت عن القوس ورميت عليها ولا تقل رميت بها قال الراجز
( أرمي عليها وهي فرع أجمع ... وهي ثلاث أذرع والإصبع )

( وهي إذا أنبضت فيها تسجع ... ترنم النحل أبى لا يهجع )
وتقول قد عقل بعيره بثنايين غير مهموز لأنهما ليس لهما واحد ولو كان لهما واحد لهمزا وتقول آخر الدواء الكي وبعضهم يقول آخر الطب الكي ولا تقل آخر الداء الكي وتقول جاء فلان يستطب لوجعه أي يستوصف وتقول قد دئت يا رجل فأنت تداء داء وتقول هذا رجل ذليل بين الذل من قوم أذلاء وأذلة ودابة ذلول بين الذل من دواب ذلل والذل ضد العز والذل ضد الصعوبة وتقول أمور الله جارية على أذلالها أي على مجاريها قال وأنشدني أبو عمرو
( لتجر المنية بعد الفتى المغادر ... بالمحو أذلالها )
وتقول هذا سمك ممقور ولا تقل منقور وتقول عنه مندوحة ومنتدح والمنتدح المكان الواسع وهو الندح والجمع الأنداح وقد تندحت الغنم في مرابضها إذا تبددت واتسعت من البطنة ولا يقال ممدوحة وتقول أحشفا وسوء كيلة أي أتجمع أن تعطيني حشفا وأن تسيء لي الكيل والكيلة مثل قولك القعدة والركبة أي الحال التي يقعد فيها والحال التي يركب فيها وتقول لقيته لقاء ولقيانا ولقيا ولقى ولقيانة واحدة ولقية واحدة ولقاءة واحدة ولا تقل لقاة فإنها مولدة ليست من كلام العرب وتقول ضربه فما عتم وحمل عليه فما عتم أي ما احتبس في ضربه وهو من قولك قرى عاتم أي بطيء وقد عتم قراه أي أبطأ وقد أعتم الرجل قراه وقد عتم الليل يعتم وعتمته

ظلامه وقد أعتم الناس وقيل ما قمراء أربع فقيل عتمة ربع أي بقدر ما يحتبس في عشائه والعامة تقول ضربه فما عتب وتقول هذا سكران ملتخ وملطخ أي مختلط ومنه يقال التخ عليهم أمرهم أي اختلط ولا تقل متلطخ وتقول هذا سكران لا يبت قال الأصمعي معناه لا يقطع أمرا ومنه بتت الحبل إذا قطعته ومنه طلقها ثلاثا بتة ومنه صدقة بتة بتلة أي انقطعت من صاحبها وبانت قال الأصمعي ولا يقال يبت قال الفراء وهما لغتان يقال بتت عليه القضاء وأبتته أي قطعته عليه ويقال هو ابن عمي لحا أي لاصق النسب ومنه يقال لححت عينه إذا التصقت وهو ابن عم لح في النكرة وهو ابن عمي دنيا ودنيا وهو ابن عمي قصرة ومقصورة وتقول هما ابنا عم ولا تقل هما ابنا خال وتقول هما ابنا خالة ولا تقل هما ابنا عمة وتقول هما توأمان وهذا توأم هذاوهذه توأمته والجميع توائم وتوأم قال الشاعر
( قالت لنا ودمعها تؤام ... كالدر إذ أسلمه النظام )
( ... على الذين ارتحلوا السلام )
وقال أبو دؤاد
( نخلات من نخل بيسان أينعن ... جميعا ونبتهن تؤام )
قال ولم يأت شيء من الجمع على فعال إلا أحرف تؤام جمع توأم وشاة ربي وغنم رباب وظئر وظؤار وعرق وعراق ورخل ورخال وفرير وفرار ولا نظير لها والفرير الحمل وهو أيضا ولد البقرة

وقد أتأمت المرأة إذا ولدت اثنين في بطن فهي متئم فإذا كان ذلك من عادتها قيل متآم وأذكرت إذا أتت بولد ذكر فإن كان ذلك عادة لها قيل مذكار وكذلك آنثت وهي مؤنث إذا ولدت أنثى فإذا كان ذلك من عادتها قيل مئناث وتقول هذه شاة مفذ إذا كانت تلد واحدا ولا تقل ناقة مفذ لأن الناقة لا تنتج إلا واحدا وتقول قد استجمل البعير إذا صار جملا ويسمى جملا إذا أربع وقد استقرم بكر فلان قبل إناه أي صار قرما وتقول قد أجزرته شاة إذا أعطيته شاة يذبحها نعجة أو كبشا وهي الجزرة إذا كانت سمينة والجمع جزر ولا تكون الجزرة إلا من الغنم ولا يقال أجزرته ناقة والجدود النعجة التي قل لبنها من غير بأس ويقال للعنز مصور ولا يقال جدود والجداء التي ذهب لبنها من عيب واللجبة النعجة التي قل لبنها ولا يقال للعنز لجبة

ومما يضعه الناس في غير موضعه
قولهم للمعلف آرى وإنما الآرى محبس الدابة وهي الأوارى والأواخي والواحدة آخية وآرى من الفعل فاعول ويقال قد تأرى بالمكان إذا تحبس به ومنه أرت القدر إذا لصق بأسفلها شيء من الاحتراق تأرى قال أعشى باهلة
( لا يتأرى لما في القدر يرقبه ... ولا يزال أمام القوم يفتقر )
وقال الآخر

( لا يتأرون في المضيق وإن نادى ... مناد كي ينزلوا نزلوا )
وقال العجاج
( ... واعتاد أرباضا لها آرى )
اعتاد أي أتاها ورجع إليها والأرباض جمع ربض وهو المأوى وقوله لها آرى أي لها آخية من مكانس البقر لا يزول لها أصل وقال الآخر وذكر فرسا
( داويته بالمحض حتى شتا ... يجتذب الآرى بالمرود )
أي مع المرود وقولهم خرج يتنزه إذا خرج إلى البستان وإنما المتنزه البعيد من الماء والريف يقال ظللنا متنزهين إذا تباعدوا عن الماء ويقال سقيت إبلي ثم نزهتها إذا باعدتها عن الماء ومنه تنزه عن الشيء إذا تباعد عنه ويقال إن فلانا لنزيه كريم إذا كان بعيدا من اللؤم ومنه يقال فلان ينزه نفسه عن كذا وكذا وهو نزيه الخلق
قال الأصمعي قولهم كبر حتى صار كأنه قفة هي الشجرة البالية اليابسة قال يونس قولهم لا يقبل منه صرف ولا عدل الصرف الحيلة ومنه قيل إنه ليتصرف في الأمور والعدل والفداء ومنه قول الله جل وعز ( وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها ) أي وإن تفد كل

فداء ومنه ( عدل ذلك صياما ) أي فداء ذلك وقول الناس للشيء إذا يئس منه هو على يدي عدل قال ابن الكلبي هو العدل بن جزء وجزء جميعا بن سعد العشيرة وكان ولي شرط تبع فكان تبع إذا أراد قتل رجل دفعه إليه فقال الناس وضع على يدي عدل وقولهم هو أكذب من دب ودرج أي هو أكذب الأحياء والأموات يقال للقوم إذا انقرضوا درجوا قال الشاعر
( قبيلة كشراك النعل دارجة ... إن يهبطوا العفو لا يوجد لهم أثر )
أي إن هبطوا العفو من الأرض والعفو الذي ليست به آثار وقولهم هو نسيج وحده للرجل الذي لا شبه له في علم أو غيره وأصله أن الثوب إذا كان كريما لم ينسج على منواله غيره وإذا لم يكن كريما نفسيا عمل على منواله سدى لعدة أثواب وقولهم أحمق ما يتوجه أي ما يحسن أن يأتي الغائط وقولهم قد أتى الغائط أصله أن الغائط البطن من الأرض الواسع وكان الرجل إذا أراد أن يقضي حاجته قيل قد أتى الغائط وأصل التيمم القصد ويقال تيممته إذا قصدت له قال الله جل وعز ( فتيممو صعيدا طيبا ) أي اقصدوا لصعيد طيب ثم كثر استعمالهم هذه الكلمة حتى صار التيمم مسح الوجه واليدين بالتراب وقولهم مسافة ما بيننا وبين مدينة كذا وكذا أصله من السوف وهو الشم وكان الدليل إذا كان في فلاة أخذ التراب فشمه فعلم أنه على الطريق والهداية قال رؤبة
( إذا الدليل استاف أخلاق الطرق ... )

أي شمها ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البعد المسافة وقولهم لبيك وسعديك تأويله إلبابا بك بعد إلباب أي لزوما بعد لزوم وإسعادا لك بعد إسعاد يقال قد ألب بالموضع إذا لزمه وأقام به وقولهم مرحبا وأهلا أي أتيت سعة وأتيت أهلا فاستأنس ولا تستوحش وقولهم حياك الله وبياك معنى حياك الله ملكك والتحية الملك وقولهم التحيات لله أي الملك لله قال عمرو بن معديكرب
( أسير به إلى النعمان حتى ... أنيخ على تحتيه بجند )
أي على ملكه وقال زهير بن جناب الكلبي
( ولكل ما نال الفتى ... قد نلته إلا التحية )
أي إلا الملك وقولهم بياك أي اعتمدك بالتحية قال الراجز
( ياتت تبيا حوضها عكوفا ... )
أي تعتمد حوضها وقال الآخر
( لما تبيينا أخا تميم ... أعطى عطاء اللحز اللئيم )
وقولهم شاركه شركة عنان أي اشتركا في شيء خاص كأنه عن لهما شيء أي عرض فاشترياه واشتركا فيه وقال ابن الكلبي

قال الشرقي في قول الناس حدأ حدأ وراك بندقة الطوسي بالكسر حدأ ويعقوب بفتح حدأ قال هو حدأ بن نمرة بن سعد العشيرة وهم بالكوفة وبندقة بن مظة وهو سفيان بن سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة وبندقة باليمن فأغارت حدأ على بندقة فنالت منهم ثم أغارت بندقة على حدأ فأبادتهم وقال الأصمعي قولهم هم في أمر لا ينادى وليده نرى أن أصله كان أن شدة أصابتهم حتى كانت لأم تنسى وليدها يعنى ابنها الصغير فلا تناديه ولا تذكره مما هم فيه ثم صارت مثلا لكل شدة وقال أبو عبيدة أي هو أمر عظيم لا ينادى فيه الصغار بل الجلة وقال الكلابي قولهم لا ينادى وليده يقال في موضع الكثرة والسعة أي متى أهوى الوليد بيده إلى شيء لم يزجر عنه لئلا يفسده من كثرة الشيء عندهم وقولهم ما يعرف قبيله من دبيره القبيل من الفتل ما أقبلت به إلى صدرك والدبير ما أدبرت به عن صدرك وقولهم أعرابي جلف أصله من أجلاف الشاة وهي الشاة المسلوخة بلا قوائم ولا رأس ولا بطن وقولهم قد خاس البيع والطعام وأصله من خاست الجيفة في أول ما تروح فكأنه كسد حتى فسد وقولهم لا تبلم عليه أي لا تقبح عليه وأصله من أبلمت الناقة إذا ورم حياؤها من شدة الضبعة وقولهم قد أبلم الرجل إذا ورمت شفتاه وقولهم توحش للدواء أي أخل جوفك من الطعام ويقال بات الرجل وحشا إذا لم يطعم شيئا وبتنا أو حاشا وقد أوحشنا مذ ليلنا أي ذهب زادنا
قال حميد
( وإن بات وحشا ليلة لم يضق بها ... ذراعا ولم يصبح لها وهو خاشع )

وقولهم قد خجل فلان قال أبو تمام الأعرابي الخجل سوء احتمال الغنى والدقع سوء احتمال الفقر ومنه جاء الحديث في النساء إنكن إذا شبعتن خجلتن وإذا جعتن دقعتن قال الكميت
( ولم يدقعوا عند ما نابهم ... لصرفى زمان ولم يخجلوا )
وقولهم شور به أي فعل به فعلا يستحى منه كأنه أبدى عورته والشوار الفرج يقال للرجل أبدى الله شواره قال الفراء قولهم ما به قلبة هو مأخوذ من القلاب وهو داء يأخذ البعير يقال بعير مقلوب قال الأصمعي وهو داء يصيبه فيشتكي فؤاده منه فيموت من يومه يقال قد أقلب فلان فأراد ليس به علة وقال ابن الأعرابي معناه ليست به علة يقلب لها فينظر إليه قال الراجز وذكر فرسا
( ولم يقلب أرضها بيطار ... ولا لحبليه بها حبار )
أي لم يقلب قوائمها من علة بها قال الأصمعي وأصل الأسير أنه ربط بالقد فأسره أي شده فاستعمل حتى صار الأخيذ الأسير قال الله جل ثناؤه ( وشددنا أسرهم ) أي خلقهم ويقال إنه لشديد الأسر قال أبو النجم
( ملبونة شد المليك أسرها ... أسفلها وبطنها وظهرها )
ويقال وما أجود ما أسر قتبه أي ما أجود ما شد القد عليه وقولهم غل قمل كانوا يغلون بالقد وعليه الشعر فيقمل على

الرجل وقولهم أخذه أخذ سبعة إنما أصلها سبعة ثم خففت واللبؤة أنزق من الأسد وقال ابن الكلبي هو سبعة ابن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ وكان رجلا شديدا ويقال هنأك ومرأك وقد هنأني الطعام ومرأني بغير ألف إذا أتبعوها قالوا هنأني وإذا أفردوها قالوا أمرأني وتقول هذا رجل مموم وقد ميم الرجل إذا كان به الموم وهذا رجل ممون من قولهم منته أمونه ويقال هذا بلد مخوف وهذا وجع مخيف أي يخيف من رآه وهذا شيء مصون ولا يقال مصان وهذا شيء معيب ولا يقال معاب قال أبو يوسف يقال هو مني أصري وإصري وصري وصري وهي مشتقة من أصررت على الشيء إذا أقمت ودمت عليه قال أبو سمال الأسدي وضلت ناقته أيمنك لئن لم تردها على لاعبدتك فأصاب ناقته وقد تعلق زمامها بشجرة فأخذها وقال علم ربي أنها مني أصري ويقال رجل صرورة وصارورة وصرورى وهو الذي لم يحج وحكى الفراء عن بعض العرب قال رأيت قوما صرارى واحدهم صرارة والصرورة الذي في شعر النابغة الذي لم يأت النساء كأنه أصر على تركهن ويقال درهم صرى وصرى للذي له طنين إذا نقر ويقال للبرد صر وقولهم ريح صرصر فيها قولان يقال أصلها صرر من الصر فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل وكذلك قوله عز و جل ( فكبكبوا فيها ) أصلها فكببوا ويقال تجفجف الثوب وأصلها تجفف قال الكلابي

( فقام على قوائم لينات ... قبيل تجفجف الوبر الرطيب )
ويقال لقيته فتبشبش بي أصلها فتبشش بي ويقال قد صر نابيه وصر ناقته والصرار الخيط الذي يشد فوق الخلف والتودية والصرة الصيحة والشدة قال امرؤ القيس
( جواحرها في صرة لم تزيل ... )
وقال الله عز و جل ( فأقبلت امرأته في صرة ) ويقال المحمل يصر صريرا ويقال قد صر الفرس أذنيه فإذا لم يوقعوا قالوا أصر الفرس وتقول هي الإبهام للإصبع ولاتقل البهام والبهام جمع البهم والبهم جمع بهمة وهي أولاد الضأن والبهمة اسم للمذكر والمؤنث والسخال أولاد المعزى الواحدة سخلة للمؤنث والمذكر فإذا اجتمعت البهام والسخال قيل لهما جميعا بهام ويقال هم يبهمون البهم إذا خرموه عن أمهاته فرعوه وحده ويقال قعدنا في الظل وذلك وبالغداة إلى الزوال وما بعد الزوال فهو الفيء والجمع أفياء وفيوء قال أبو ذؤيب
( لعمري لأنت البيت أكرم أهله ... وأقعد في أفيائه بالأصائل )
وقال حميد
( فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ... ولا الفيء من برد العشي تذوق )
والظل ما نسخته الشمس والفيء ما نسخ الشمس وقولهم

رجع بخفي حنين للرجل إذا رد عن حاجته قال أبو اليقظان كان حنين رجلا شديدا ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال يا عم أنا ابن أسد بن هاشم فقال عبد المطلب لا وثياب هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع فقالوا رجع بخفي حنين وقولهم آهة وأميهة فالآهة من التأوه وهو التوجع يقال تأوهت آهة قال المثقب
( إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوه آهة الرجل الحزين )
والأميهة جدري الغنم يقال أمهت الغنم فهي مأموهة قال وأنشدنا ابن الأعرابي
( طبيخ نحاز أو طبيخ أميهة ... صغير العظام سيئ القسم أملط )
يقول كان في بطن أمه وبها نحاز أو أميهة فجاءت به ضاويا صغيرا ضعيفا وقولهم لا دريت ولا أتليت يدعو عليه بان لا تتلى إبله أي لا يكون لها أولاد عن يونس ويقال لا دريت ولا ائتليت هي افتعلت من قولك ما ألوت هذا ولا استطعته أي ولا استطعت وقال بعضهم يقول لا دريت ولا تليت تزويجا للكلام والشرف والمجد لا يكون إلا بالآباء يقال رجل شريف ورجل ماجد أي له آباء متقدمون في الشرف والحسب والكرم يكون في الرجل وإن لم يكن له

آباء لهم شرف يقال رجل حسيب ورجل كريم بنفسه وتقول افعل كذا وكذا على حسب ذلك أي على قدر ذلك وقولهم وافق شن طبقه شن بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار وطبق حي من إياد وكانت شن لا يقام لها فواقعتها طبق فانتصفت منها فقيل
( وافق شن طبقه ... وافقه فاعتنقه )
وقال الشاعر
( لقيت شن إيادا بالقنا ... طبقا وافق شن طبقه )
وقولهم في المثل في الإنسان ينصح القوم أنت شولة الناصحة كانت شولة أمة لعدوان رعناء وكانت تنصح لمواليها فتعود نصيحتها وبالا عليهم لحمقها وقولهم طفيلي للرجل الذي يدخل وليمة ولم يدع إليها وهو منسوب إلى طفيل رجل من أهل الكوفة من بني عبد الله بن غطفان كان يأتي الولائم من غير أن يدعى إليها فكان يقال له طفيل الأعراس أو العرائس وكان يقول وددت أن الكوفة بركة مصهرجة فلا يخفى على منها شيء والعرب تسمى الطفيلي الوارش والذي يدخل على القوم في شرابهم ولم يدع إليه الواغل قال امرؤ القيس
( فاليوم فاشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل )
قال أبو عمرو يقال للشراب نفسه الذي يشربه ولم يدع إليه الوغل قال عمرو بن قمية

( إن أك مسكيرا فلا أشرب الوغل ... ولا يسلم مني البعير )
وقولهم النذير العريان هو رجل من خثعم حمل عليه يوم ذى الخلصة عوف بن عامر بن أبي عوف بن عويف بن مالك بن دينار بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن نذير بن قسر فقطع يده ويد امرأته وكانت من بني عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وقولهم بقرطئ مارية هي مارية بنت أرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عوف بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر وقولهم في تحية الملوك في الجاهلية أبيت اللعن أي أبيت أن تأتي من الأمور ما تلعن عليه وقولهم ما أنكرك من سوء أي ليس إنكارى إياك من سوء رأيته بك إنما هو لقلة المعرفة ويقال إن السوء البرص قال الله جل ثناؤه ( أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ) أي من غير برص وقولهم أشغل من ذات النحيين هي من تيم الله بن ثعلبة وكانت تبيع السمن في الجاهلية فأتى خوات بن جبير الأنصاري يبتاع منها سمنا ولم ير عندها أحدا فساومها نحيا مملوا فنظر إليه ثم قال لها أمسكيه حتى أنظر إلى غيره فقالت حل نحيا آخر ففعل ونظر إليه فقال أريد غير هذا فأمسكي هذا فأمسكته فلما شغل يديها ساورها فلم تقدر على دفعه عنها حتى فعل ما أراد وهرب وقال
( وذات عيال واثقين بعقلها ... خلجت لها جار استها خلجات )
( شددت يديها إذ أردت خلاجها ... بنحيين من سمن ذوي عجرات )

( فكان لها الويلات من ترك سمنها ... ورجعتها صفرا بغير بتات )
( فشدت على النحيين كفا شحيحة ... على سمنها والفتك من فعلاتي )
( فأخرجته ريان ينطف رأسه ... من الرامك المدموم بالثفرات )
ثم أسلم خوات وشهد بدرا فقال رسول الله يا خوات كيف شراؤك وتبسم رسول الله فقال يا رسول الله قد رزق الله خيرا وأعوذ بالله من الحور بعد الكور فهجا رجل بني تيم الله فقال
( أناس ربة النحيين منهم ... فعدرها إذا عد الصميم )
وقولهم أحمق من جهيزة وهي أم شبيب الخارجي بن زيد بن نعيم بن قيس بن عمرو الصلت بن قيس بن شراحيل بن مرة بن همام بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وكان أبو شبيب من مهاجرة الكوفة فغزا سلمان بن ربيعة الباهلي في سنة خمس وعشرين فأتوا الشام فأغاروا على بلاد فأصابوا سبيا وغنموا وأبو شبيب في ذلك الجيش فاشترى جارية من ذلك السبي حمراء طويلة جميلة فقال لها أسلمي فأبت فضربها فلم تسلم فواقعها فحملت فتحرك الولد في بطنها فقالت في بطني شيء ينقز فقيل أحمق من جهيزة ثم أسلمت فولدت شبيبا سنة ست وعشرين يوم النحر فقالت لمولاها إني رأيت قبل ألد كأني ولدت غلاما فخرج مني شهاب من نار فسطع بين السماء والأرض ثم سقط في ماء فخبا

وولدته في يوم هريقت فيه الدماء وقد زجرت أن ابني يعلو أمره ويكون صاحب دماء يهريقها ويقال للضأن الكثير ثلة ولا يقال للمعزى الكثيرة ثلة ولكن حيلة فإذا اجتمعت الضأن والمعزى فكثرتا قيل لهما ثلة والثلة الصوف ويقال كساء جيد الثلة ولا يقال للشعر ثلة ولا للوبر ثلة فإذا اجتمع الصوف والشعر والوبر قلت عند فلان ثلة كثيرة ورجل مثل كثير الثلة ورجل معكر إذا كانت عنده عكرة قال أبو عبيدة العكرة من الإبل ما بين الخمسين إلى المائة وقال الأصمعي العكرة الخمسون إلى الستين إلى السبعين وتقول هو لغية وهو لزنية وهو لرشدة وتقول هذا رجل شحيم لحيم إذا كان كثير اللحم والشحم في بدنه ورجل لحم شحم إذا كان قرما إلى اللحم والشحم يشتهيهما ورجل ملحم أي مطعم للصيد ورجل لاحم شاحم عنده لحم وشحم ورجل ملحم مشحم إذا كثر عنده اللحم والشحم ورجل لحام شحام إذا كان يبيعهما وتقول هذا بعير هبر وبر كثير الهبر أي كثير اللحم كثير الوبر وتقول هؤلاء قوم ملبنون إذا كثر لبنهم ويقال نحن نلبن جيراننا أي نسقيهم اللبن وقوم ملبونون إذا ظهر منهم سفة وجهل أو خيلاء يصيبهم من ألبان الإبل ما يصيب أصحاب النبيذ وتقول جاء فلان يستلبن أي يطلب لبنا لعياله ولضيفانه وقد سمنا لهم إذا أدم لهم بالسمن وقد سمناهم إذا زودوهم السمن وجاوا يستسمنون أي يطلبون

أن يوهب لهم السمن وتقول هذا رجل ترعية إذا كان جيد الرعية للمال من إبل أو غنم ورجل آبل حاذق برعية الإبل وقد أبل الرجل فهو مؤبل إذا كثرت إبله ويقال فلان من آبل الناس أي أشدهم تأنقا في رعية الإبل وتقول قد قرم فلان إلى اللحم إذا اشتدت شهوته له وقد عام إلى اللبن يعام عيمة وهو رجل عيمان وامرأة عيمى ويدعى على الرجل فيقال ما له آم وعام فمعنى آم هلكت امرأته وعام هلكت ماشيته فيعام اللبن وتقول قد وحمت المرأة إذا اشتهت شيئا على حملها والماشية تكون من الإبل والغنم وتقول قد أمشى الرجل إذا كثرت ماشيته وقد مشت الماشية إذا كثرت أولادها وناقة ماشية كثيرة الأولاد وقال الأصمعي البعير بمنزلة الإنسان يكون للمذكر والمؤنث يقال للرجل هذا إنسان وللمرأة هذه إنسانة وكذلك تقول للجمل هذا بعير وللناقة هذه بعير وحكي عن بعض العرب صرعتني بعير لي أي ناقة وتقول شربت من لبن بعيري أي من لبن ناقتي ويقال له بعير إذا أجذع والجمل بمنزلة الرجل لا يكون إلا للمذكر والناقة بمنزلة المرأة والبعير يجمعهما جميعا والبكرة بمنزلة الفتاة والبكر بمنزلة الفتى والقلوص بمنزلة الجارية وتقول هذا رجل فقير للذي له البلغة من العيش وهذا رجل مسكين للذي لا شيء له قال الله جل وعز ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) ثم قال الراعي
( أما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال فلم يترك له سبد )

وقال يونس قلت لأعرابي أفقير أنت قال لا والله مسكين والخصر الذي يجد البرد والخرص الجائع المقرور والأرامل المساكين من جماعة رجال ونساء ويقال لهم الأرامل وإن لم يكن فيهم نساء ويقال جاءت أرملة من نساء ورجال محتاجين ويقال للرجال المحتاجين الضعفاء أرملة وأرامل وإن لم يكن فيهم نساء وقد أرمل القوم إذا نفد زادهم وعام أرمل قليل المطر وسنة رملاء وتقول قد رمح الفرس والحمار والبغل والحافر ويقال للبعير قد ركل برجلة ولا تقل رمح وقد خبط البعير بيده وقد زبنت الناقة إذا ضربت بثفنات رجليها عند الحلب فالزبن بالثفنات وتقول توفر وتحمد ولا تقل توثر وقد وفرته عرضه وماله أفره وفرا إذا كان تاما وافرا وتقول هذه أرض في نبتها فرة وفي نبتها وفر إذا كان تاما وافرا لم يرع وتقول هذه مبارك الإبل وهذه مرابض الغنم وتقول هذا عطن الإبل ومعطنها وهو مبركها حول الماء ولا تكون الأعطان والمعاطن إلا مباركها حول الماء وقد عطنت تعطن عطونا وهي إبل عاطنة وعواطن وقد أعطنتها وكذلك هذا عطن الغنم ومعطنها لمرابضها حول الماء وهذه ثاية الغنم وثاية الإبل مأواها وهي عازبة أو مأواها حول البيوت وهذا مراح الإبل ومراح الغنم وتقول قد هملت الإبل فهي هاملة وهوامل وقد أهملتها أنا إذا أرسلتها ترعى ليلا ونهارا بلا راع فالهمل يكون ليلا ونهارا فأما النفش فلا يكون إلا ليلا تقول نفشت تنفش نفوشا وهي إبل نفش ونوافش ونفاش

وقد أنفشتها أنا وكذلك نفشت الغنم ولا يقال هملت الغنم وقد رفضت الإبل إذا تركتها تبدد في مرعاها وترعى حيث أحبت لا تثنيها عما تريد وهي إبل رافضة وإبل رفض وقد رفضت هي ترفض ترعى وحدها والراعي يبصرها قريبا منها أو بعيدا لا تتعبه ولا يجمعها قال وقال الراجز
( سقيا بحيث يهمل المعرض ... وحيث يرعى ورعي وأرفض )
والورع الضعيف الذي لا غناء عنده والمعرض الذي وسمه العراض وهو خط في الفخذ عرضا قال الأصمعي يقال سن عليه درعه أي صبها ولا يقال شن ويقال قد شن عليهم الغارة أي فرقها وقد شن الماء على شرابه أي فرقه عليه وقد شن الماء على وجهه أي صب عليه صبا سهلا ويقال قد نثل درعه أي ألقاها ولا يقال نثرها وتقول قد استخبينا خباء إذا نصبناه ودخلنا فيه وأخبيناه نصبناه وتقول هو زبد الغنم وهو جباب الإبل وهو شيء يعلو ألبانها كالزبد ولا زبد لألبان الإبل وتقول هي الرغوة والنشافة لما يعلو ألبان الإبل والغنم إذا حلبت وقد انتشفت إذا شربت النشافة ويقول الصبي أنشفني أعطني النشافة أشربها وقد ارتغيت إذا أخذت الرغوة بيدك فهويت بها إلى فيك ويقال أمست إبلكم تنشف

وترغي أي لها نشافة ورغوة وقد أدويت إذا أخذت الدواية وهي كالقشرة تعلو اللبن الحليب وتقول قد قبضت مالي قبضا ويقال دخل مال فلان في القبض يعني ما قبض من أموال الناس وقد نفضت الشجرة نفضا والنفض ما يسقط منها من الورق ويقال عضدت الشجرة عضدا والعضد ما قطع من الشجر وقد عرضت الجند عرضا ويقال فات فلانا العرض وقد خبطت الشجر خبطا إذا ضربت ورقه بعصا ليسقط فتعلفه الغنم ويقال لما سقط الخبط وقد رفضت إبلي رفضا إذا خليتها ترعى حيث أحبت ولم تثنها عن وجه تريده وهي إبل رفض وأرفاض وتقول هذا شيء جيد بين الجودة من أشياء جياد وهذا رجل جواد بين الجود من قوم أجواد وهذا فرس جواد بين الجودة والجودة من خيل جياد ويقال الجودة في كل صورة وهذا مطر جود بين الجود وقد جيدت الأرض ويقال هاجت بنا سماء جود وقد جاد بنفسه عند الموت يجود جؤودا وقد جيد من العطش يجاد جوادا والجواد العطش قال ذو الرمة
( تظل تعاطية إذا جيد جودة ... رضابا كطعم الزنجبيل المعسل )
أي إذا عطش عطشة وقال الباهلي
( ونصرك خاذل عني بطيء ... كأن بكم إلى خذلى جوادا )
وتقول هذا رجل حدث وحدث إذا كان حسن الحديث ورجل حديث كثير الحديث ويقال هو حدث ملوك إذا كان صاحب حديثهم وسمرهم وتقول هذا رجل حدث وهو رجل حديث السن وهم غلمان

حدثان السن ويقال هل حدث أمر ويقال أخذه ما قدم وما حدث ويقال كبر الرجل إذا أسن وقد كبر الأمر إذا عظم ويقال قد بدن الرجل يبدن بدنا وبدانة إذا ضخم فهو بادن وقد بدن تبدينا إذا أسن وكبر وهو رجل بدن إذا كان كبيرا قال الأسود
( هل لشباب فات من مطلب ... أم ما بكاء البدن الأشيب )
وقال آخر
( وكنت خلت الهم والتبدينا ... والشيب مما يذهل القرينا )
وفي الحديث عن النبي إني قد بدنت فلا تبادروني بالركوع والسجود ويقال نظر إلي بمؤخر عينه ويقال ضرب مقدم رأسه وضرب مؤخره وهي مؤخرة السرج وهي آخرة الرحل وتقول جاءنا بأخرة وجاءنا أخيرا وأخرا وقد بعته بيعا بأخرة وبنظرة أي بنسيئة ويقال شق ثوبه أخرا ومن أخر وتقول قوزع الديك ولا تقل قنزع وتقول هو أس الحائط والجمع آساس ويقال أيضا هو أساس الحائط والجمع إساس وتقول افعل ذلك من رأس ولا تقل من الرأس وتقول هو محجر العين بكسر الجيم والمحجر بفتح الجيم من الحجر وهو الحرام قال حميد بن ثور
( فهممت أن أغشى إليها محجرا ... ولمثلها يغشي إليها المحجر )

أي الحرام وتقول ما رأيته مذ أمس فإن لم تره يوما قبل ذلك قلت ما رأيته مذ أول أمس وتقول هي المزادة للتي يستقى فيها الماء ولا تقل راوية إنما الراوية البعير أو البغل أو الحمار الذي يحمل عليه الماء وقد رويت القوم أرويهم إذا استقيت لهم الماء قال أبو النجم
( تمشي من الردة مشي الحفل ... مشي الروايا بالمزاد الأثقل )
وتقول من أين ريتكم أي من أين ترتوون الماء وتقول فلان يتندى على أصحابه أي يتسخى ولا تقل يندى وفلان ندي الكف إذا كان سخيا وتقول ضفرت المرأة شعرها ولها ضفيرتان ولها ضفران ولا تقل ظفيرتان وتقول هي زوجه وهو زوجها قال الله جل وعز ( أمسك عليك زوجك ) وقال أيضا ( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج ) أي امرأة مكان امرأة والجميع أزواج وقال ( يأيها النبي قل لأزواجك ) وقد يقال زوجته قال الفرزدق
( وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي ... كساع إلى أسد الشرى يستبيلها )
وقال الآخر
( يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم ... أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب )
وقال يونس تقول العرب زوجته امرأة وتزوجت امرأة وليس من كلام العرب تزوجت بامرأة قال وقول الله جل ثناؤه ( وزوجناهم بحور عين ) أي قرناهم وقال ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) أي وقرناءهم وقال

الفراء هي لغة في أزد شنوءة وتقول عندي زوجا نعال وزوجا حمام وزوجا خفاف وإنما تعني ذكرا وأنثى قال الله جل ثناؤه ( فاسلك فيها من كل زوجين اثنين ) ويقال للنمط زوج قال لبيد
( من كل محفوف يظل عصيه ... زوج عليه كلة وقرامها )
وتقول سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة وتقول غلط في كلامه وقد غلت في حسابه الغلط في الكلام والغلت في الحساب

باب فعول
وتقول توضأت وضوءا حسنا وتقول ما أجود هذا الوقود للحطب قال الله عز و جل ( وأولئك هم وقود النار ) وقال أيضا ( النار ذات الوقود ) وقرئ ( الوقود ) فالوقود بالضم الاتقاد وتقول وقدت النار تقد وقودا ووقدانا ووقدا وقدة وقال ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ) والوقود الحطب ويقال ما أشد ولوعك بهذا الأمر وقد أولعت به إيلاعا والغرور الشيطان قال الله جل وعز ( ولا يغرنكم بالله الغرور ) والغرور ما اغتر به من متاع الدنيا وقال الله جل ثناؤه ( وما الحياة الدنيا إلا

متاع الغرور ) ومثل الولوع الوزوع تقول أوزعت به مثل أولعت به ويقال هو الطهور والبخور والذرور والسفوف ما يستف والسعوط والسنون والسحور والفطور والسجور والغسول الماء الذي يغتسل به واللبوس ما يلبس قال الله جل وعز ( وعلمناه صنعة لبوس لكم ) وقال آخر
( البس لكل عيشة لبوسها ... إما نعيمها وإما بوسها )
والقرور الماء البارد يغتسل به يقال قد اقتررت وهو البرود والسدوس الطيلسان قال الأصمعي واسم الرجل سدوس بالضم واللدود ما كان في أحد شقي الفم وأصل ذلك أن اللديدين هما صفحتا العنق ويقال هو يتلدد أي يتلفت يمنة وشأمة ويقال في مثل جرى منه مجرى اللدود والوجور في أي الفم كان وهو النضوح والشروب الماء بين الملح والعذب والنشوق سعط يجعل في المنخرين تقول أنشقته إنشاقا وهو النشوح من قولك نشح إذا شرب شربا دون الري قال أبو النجم
( حتى إذا ما غيبت نشوحا ... )
والوضوح الماء الذي يكون في الدلو بالنصف والعلوق ما يعلق بالإنسان والمنية علوق قال المفضل النكري

( وسائلة بثعلبة بن سير ... وقد علقت بثعلبة العلوق )
أراد ابن سيار وهي السموم والحرور قال أبو عبيدة السموم بالنهار وقد تكون بالليل والحرور بالليل وقد تكون بالنهار قال العجاج
( ونسجت لوامع الحرور ... )
والذنوب لحم أسفل المتن والذنوب أيضا الدلو فيها ماء والقيوء الدواء الذي يشرب للقيء والعقول الدواء الذي يمسك البطن ويقال أعطني مشوشا أمش به يدي أي منديلا أو شيئا أمسح به يدي قال الأصمعي المش مسح اليد بالشيء الخشن الذي يقلع الدسم وهو النجوع للمديد وقد نجعت البعير والنشوع والوشوع الوجود يوجره المريض والصبي قال المرار
( إليكم يا لئام الناس إني ... نشعت العز في أنفي نشوعا )
والنشوع السعوط تقول نشعته والحلوء حجر يدلك عليه دواء ثم تكحل به العين ويقال حلأت له حلوءا والرقوء الدواء الذي يرقئ الدم يقال لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم أي تعطى في الديات فتحقن بها الدماء ويقال هذا شبوب لكذا وكذا أي يزيد فيه ويقويه وهي الصعود للمكان فيه ارتفاع يقال وقعنا في صعود منكرة ووقعت في كؤود وهي العقبة الشاقة المصعد ووقعنا في هبوط وحدور وحطوط والجبوب الأرض الغليظة والركوب ما يركب قال الله جل

ذكره ( فمنها ركوبهم ) أي فمنها يركبون وكذلك ركوبتهم مثل حلوبتهم أي ما يحتلبون وحمولتهم ما يحملون عليه وقال الله جل وعز ( ومن الأنعام حمولة وفرشا ) فالحمولة ما حمل الأثقال من كبار الإبل والفرش صغارها والجزوزة ما يجز من الغنم والقتوبة ما يقتب بالأقتاب والعلوفة ما يعلفون والحلوبة ما يحلبون والنسولة التي يتخذ نسلها والأكولة من الغنم التي تعزل للإكل
ومما جاء على فعول مما آخره واوان فيصيران واوا مشددة للادغام
يقال شربت حسوا وحساء وشربت مشوا ومشيا وهو الدواء الذي يسهل وهذا عدو وهو عفو عن الذنب وإنه لأمور بالمعروف نهو عن المنكر وناقة رغو وهذا فلو وجاءنا فلان يلتمس لجراحه أسوا يعني دواء يأسو به جرحه والأسو المصدر وقال أبو عبيدة قال أبو ذبيان بن الرعبل أبغض الشيوخ إلى الأقلح الأملح الحسو الفسو الأقلح من صفرة أسنانه والأملح من بياض شعره والحسو الشروب وحكى أبو عبيدة عن يونس مضيت على الأمر مضوا وهذا الأمر ممضو عليه

باب
قال الأصمعي شعوب اسم للمنية وهي معرفة لا تدخلها الألف

واللام قال أبو الأسود
( فقام إليها بها ذابح ... ومن تدع يوما شعوب يجيها )
قال وسميت شعوب لأنها تفرق ويقال ظبي أشعب إذا كان بعيد ما بين القرنين قال وهنيدة مائة من الإبل لا تنون لأنها معرفة ولا تدخل فيها الألف واللام قال جرير
( أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية ... ما في عطائهم من ولا سرف )
وكذلك هبت محوة اسم للشمال وهي معرفة قال الراجز
( قد بكرت محوة بالعجاج ... فدمرت بقية الرجاج )
والرجاج مهازيل الغنم وتقول هذا خضارة طاميا اسم للبحر وهو معرفة وهذا جابر بن حبة اسم للخبز وهو معرفة وقول النابغة
( إنا احتملنا خطتينا بيننا ... فحملت برة واحتملت فجار )
فبرة اسم للبر وهو معرفة وفجار اسم للفجور وتقول أنا من هذا الأمر فالج بن خلاوة أي أنا منه بريء وهو معرفة وتقول هذه ذكاء طالعة اسم للشمس وهي معرفة وهذا أسامة عاديا وهو اسم للأسد وهو معرفة قال زهير
( ولأنت أجرأ من أسامة إذ ... دعيت نزال ولج في الذعر )
وتقول قد دفرته دفرا إذا دفعت في صدره والدفر أيضا النتن

ويقال للدنيا أم دفر ويقال للأمة إذا شتمت يا دفار أي يا منتنة وجاء في الحديث عن عمر رحمة الله عليه أنه سأل بعض أهل الكتاب عن من يلي الأمر من بعده فسمى غير واحد فلما انتهى إلى صفة أحدهم فقال عمر وادفراه وادفراه أي وانتناه ويقال دفرا دافرا لما يجيء به فلان وذلك إذا قبحت الأمر أو نتنته والذفر كل ريح ذكية من طيب أو نتن يقال مسك أذفر أي ذكي الريح ويقال للصنان ذفر وهذا رجل ذفر أي له صنان وخبث ريح قال لبيد وذكر كتيبة وأنها سهكة من الحديد وصدئه
( فخمة ذفراء ترتى بالعرى ... قردمانيا وتركا كالبصل )
وقال الآخر
( ومؤولق أنضجت كية رأسه ... فتركته ذفرا كريح الجورب )
وقال الراعي وذكر إبلا قد رعت العشب وزهره وأنها إذا شربت وصدرت من الماء نديت جلودها ففاحت منها رائحة طيبة فيقال لتلك فارة الإبل فقال
( لها فارة ذفراء كل عشية ... كما فتق الكافور بالمسك فاتقة )
وقال ابن أحمر
( بهجل من قسا ذفر الخزامى ... تداعى الجربياء به الحنينا )

أي ذكي ريح الخزامى طيبها قال الأصمعي قلت لأبي عمرو بن العلاء الذفري من الذفر فقال نعم وقلت له المعزى من المعز فقال نعم والذفراء عشبة خبيثة الريح لا يكاد المال يأكلها وتقول هو القرقل لقرقر المرأة الذي تقوله العامة بالراء وهي القاقوزة والقازوزة فأما القاقزة فمولدة قال الشاعر
( أفنى تلادي وما جمعت من نشب ... قرع القواقيز أفواه الأباريق )
وتقول هو مضطلع بحمله أي قوي على حمله وهو مفتعل من الضلاعة والفرس الضليع التام الخلق المجفر الغليظ الألواح الكثير العصب ولا تقل هو مطلع وهو قطربل وهو القرطم والقرطم ومنهم من يشدد وتقول مر بنا راكب إذا كان على بعير والركب أصحاب الإبل وهو العشرة فما فوقها والأركوب أكثر من الركب والركبة أقل من الركب والركاب الإبل واحدتها راحلة ولا واحدة لها من لفظها ومنه زيت ركابي أي يحمل على ظهور الإبل فإذا كان على حافر برذونا كان أو فرسا أو بغلا أو حمارا قلت مر بنا فارس على حمار ومر بنا فارس على بغل وقال عمارة بن عقيل لا أقول لصاحب الحمار فارس ولكن أقول حمار ولا أقول لصاحب البغل فارس ولكني أقول بغال وتقول هؤلاء قوم رجالة وهؤلاء قوم خيالة أي أصحاب خيل وتقول هذا رجل نابل ونبال إذا كانت معه نبل فإذا كان يعملها قلت نابل وتقول استنبلني فأنبلته أي أعطيته نبلا واستحذاني فأحذيته أي أعطيته حذاء وتقول هذا رجل سائف

وسياف إذا كان معه سيف وهذا رجل تراس إذا كان معه ترس فإذا لم يكن معه ترس قيل أكشف فإذا كان معه سيف ونبل قلت قارن وهذا رجل سالح معه سلاح وهذا رجل دارع عليه درع وحاسر لا درع عليه ورجل رامح معه رمح فإذا لم يكن معه رمح قيل أجم قال أوس
( ويل أمهم معشرا جما بيوتهم ... من الرماح وفي المعروف تنكير )
وقال عنترة
( ألم تعلم لحاك الله أني ... أجم إذا لقيت ذوي الرماح )
وتقول هذا رجل متقوس قوسه وهذا رجل متنبل نبله إذا كان معه قوس ونبل فإذا كان كامل الأداة من السلاح قيل مؤد ومدجج وشاك في السلاك فإذا لم يكن معه سلاح فهو أعزل وقوم عزل وعزلان وعزل فإذا كان عليه مغفر فهو مقنع فإذا لبس فوق درعه ثوبا فهو كافر وقد كفر فوق درعه ثوبا ومنه قيل الليل كافر لأنه يستر بظلمته ويغطي قال ثعلبة بن صعير المازني وذكر الظليم والنعامة وأنهما راحا إلى بيضهما
( فتذكرا ثقلا رثيدا بعد ما ... ألقت ذكاء يمينها في كافر )
وذكاء اسم للشمس وهي مشتقة من ذكت النار تذكو والكافر هاهنا الليل وقوله ألقت ذكاء يمينها في كافر أي بدأت في المغيب وقال لبيد وسرق هذا المعنى وذكر الشمس ومغيبها
( حتى إذا ألقت يدا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها )

ومنه سمي الكافر كافرا لأنه ستر نعم الله ويقال رماد مكفور أي قد سفت عليه الرياح التراب حتى واراه قال الراجز
( قد درست غير رماد مكفور ... مكتئب اللون مروح ممطور )
وقال آخر
( فوردت قبل انبلاج الفجر ... وابن ذكاء كامن في كفر )
وكفر لغتان ابن ذكاء يعني الصبح وقوله في كفر أي فيما يواريه من سواد الليل وقد كفر الرجل متاعه أي أوعاه في وعاء ويقال هذا رجل حاذ أي عليه حذاء قال الأصمعي حماة المرأة أم زوجها لا لغة فيه غير هذه وكل شيء من قبل الزوج أخوه أو أبوه أو عمه فهم الأحماء ويقال هذا حموها ومررت بحميها ورأيت حماها وهذا حم في الانفراد ويقال حماها بمنزلة قفاها ورأيت حماها ومررت بحماها وهذا حما وزاد الفراء حمء ساكنة الميم مهموزة وحمها بترك الهمزة قال حميد
( وبجارة شوهاء ترقبني ... وحما يخر كمنبذ الحلس )
وقال الآخر
( قلت لبواب لديه دارها ... تيذن فإني حمؤها وجارها )
وإن شئت حمها وكل شيء من قبل المرأة فهم الاختان والصهر يجمع هذا كله ويقال صاهر فلان إلى بني فلان وأصهر إليهم ويقال فلانة ثيب وفلان ثيب للذكر والأنثى سواء وذلك إذا

كانت المرأة قد دخل بها أو كان الرجل قد دخل بامرأة ويقال فلانة أيم إذا لم يكن لها زوج بكرا كانت أو ثيبا والجميع أيامى والأصل أيائم فقلبت ورجل أيم لا امرأة له وقد آمت المرأة من زوجها تئيم أيمة وأيما وقد تأيمت المرأة زمانا ويأيم الرجل زمانا إذا مكث زمانا لا يتزوج قال وسمعت العلاء بن أسلم يقول حدثني رجل قال سمعت رجلا من العرب يقول أي يكونن على الأيم نصيبي يقول ما يقع بيدي بعد ترك التزويج أي امرأة صالحة أو غير ذلك ولقد إمتها أئيمها ويقال الحرب مأيمة أي تقتل الرجال فتدع النساء بلا أزواج ويقال رجل عانس وامرأة عانس وقد عنست تعنس عناسا وذلك إذا طال مكثها في منزل أهلها بعد إدراكها لم تزوج قال الأسود
( والبيض قد عنست وطال جراؤها ... ونشأن في فنن وفي أذواد )
وفي قن وقال أبو قيس بن رفاعة
( منا الذي هو ما إن طر شاربه ... والعانسون ومنا المرد والشيب )
قال وسمعت أعرابيا يقول جعل الفحل يضرب في أبكارها وعنسها ويقال امرأة مرضع إذا كان لها لبن رضاع وامرأة مرضعة إذا كانت ترضع ولدها وامرأة طاهر إذا طهرت من الحيض وامرأة طاهرة إذا كانت نقية من العيوب وامرأة قاعد إذا قعدت من المحيض وامرأة قاعدة من القعود وواحد قواعد البيت قاعدة وواحد القواعد من النساء قاعد وشاة والد وشاة حامل ويقال لأم الرجل هذه والدة وما ولدت والدة ولدا أكرم من بني فلان وامرأة حامل وحاملة إذا كانت حبلى قال الشاعر

( تمخضت المنون لهم بيوم ... أنى ولكل حاملة تمام )
فإذا حملت شيئا على ظهرها أو رأسها فهي حاملة بالهاء لا غير والبغايا من النساء الفواجر والبغايا أيضا الإماء والواحدة منهما بغي والبغايا الطلائع واحدتها بغية وهي الطليعة قال الطفيل
( فألوت بغاياهم بنا وتباشرت ... إلى عرض جيش غير أن لم يكتب )
وتقول في سبيل الله أنت ولا تقل في سبيل الله عليك وتقول طوبى لك ولا تقل طوباك وتقول ما به من الطيب ولا تقل الطيبة وتقول قد سخرت منه ولا تقل سخرت به قال الله جل وعز ( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) وقال أيضا ( والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ) وتقول تلك فعلت ذاك وتيك فعلت ذاك ولا تقل ذيك فعلت وتقول هذه كلية ولا تقل كلوة وقد كليت الرجل والصيد أكليه إذا رميت فأصبت كليته وتقول حسبي من كذا وكذا وقد أحسبني الشيء إذا كفاك ولا تقل بسي وتقول قدني من كذا وكذا وقدني وقطني وبجلي قال
( قدني من نصر الخبيبين قدى ... ليس الإمام بالشحيح الملحد )
وقال الآخر
( امتلأ الحوض وقال قطني ... سلا رويدا قد ملأت بطني )
وتقول افعل ذاك أيضا وهو مصدر آض يئيض أيضا إذا رجع وإذا

قال فعلت ذاك أيضا قلت أكثرت من أيض ودعني من أيض
وتقول افعل ذاك زيادة ولا تقل زائدة باب
تقول هذه ملحفة جديد وهذه ملحفة خلق ولا تقل جديدة ولا خلقة وإنما قيل جديد بغير هاء لأنها في تأويل مجدودة أي مقطوعة حين قطعها الحائك قد جددت الشيء أي قطعته وإذا كان فعيل نعتا لمؤنث وهو في تأويل مفعول كان بغير هاء نحو لحية دهين لأنها في تأويل مدهونة وكف خضيب لأنها في تأويل مخضوبة وملحفة غسيل وامرأة لديغ ودابة كسير وركية دفين إذا اندفن بعضها وركايا دفن وتقول هذا فرس جواد بهيم وهذه فرس جواد بهيم وهو الذي لا يخلط لونه شيء سوى لونه وعين كحيل وناقة بقير إذا شق بطنها عن ولدها وامرأة لعين وجريح وقتيل فإذا لم تذكر المرأة قلت هذه قتيلة بني فلان وكذلك مررت بقتيلة وقد تأتي فعيلة بالهاء وهي في تأويل مفعول بها تخرج مخرج الأسماء ولا يذهب بها مذهب النعوت نحو النطيحة والذبيحة والفريسة وأكيلة السبع والجنيبة والعليقة وهما البعير يوجهه الرجل مع القوم يمتارون فيعطيهم دراهم ليمتاروا له معهم عليه وقد علقت مع فلان بعيرا لي قال الراجز
( أرسلها عليقة وقد علم ... أن العليقات يلاقين الرقم )
والسريبة من الغنم التي تصدرها إذا رويت فتتبعها الغنم
والفليقة الداهية قال الراجز

( يا عجبا لهذه الفليقة ... هل تغلبن القوباء الريقه )
والفريقة التمر والحلبة جميعا تجعل للنفساء قال أبو كبير
( ولقد وردت الماء لون جمامه ... لون الفريقة صفيت للمدنف )
والفريقة فريقة الغنم تتفرق منها قطعة شاة أو شاتان أو ثلاث شياه فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم والشعيلة الفتيلة فيها نار
ويقال مررنا على بني فلان فرأينا غنم آل فلان عبيثة واحدة أي قد اختلط بعضها ببعض والنخيخة زبد رقيق يخرج من السقاء إذا حمل على بعير بعد ما نزع زبده الأول فيمتخض فيخرج منه زبد رقيق قال أبو محمد النخيخة أحب إلي وشك فيها هو الصواب لأنه قرأ في غير نسخة زعم والوجية التمر يدق حتى يخرج نو اه ثم يبل بلبن أو سمن حتى يتدن أي يبتل ويلزم بعضه بعضا فيؤكل
والربيقة البهيمة المربوقة في الربق والبيكلة السويق والتمر يؤكلان في إناء واحد وقد بلا باللبن وقد بكل الدقيق بالسويق إذا خلطه وقد بكل علينا حديثه أي خلطه وقال الكلابي والبكلية الأقط المطحون تبكله بالماء فتثريه كأنك تريد أن تعجنه ويقال وردنا ماء له جبيهة إذا كان ملحا فلم ينصح ما لهم الشرب وإما كان آجنا وإما كان بعيد القعر غليظا سقيه شديدا أمره والجليهة الموضع تجله حصاه أي تنحيه ويقال جلهت عن هذا المكان الحصى والنقيعة المحض من اللبن يبرد وقال يونس يقال للشاتين إذا كانتا سنا واحدة هما نتيجة وكذلك غنم فلان نتائج أي في سن واحدة
ويقال أصابتهم جليفة عظيمة إذ اجتلفت أموالهم وهم قوم مجتلفون

والبسيسة دقبق أو سويق يثرى بسمن أو بزيت وهو أشد من اللت بللا والرثيئة لبن حامض يحلب عليه فيشرب يقال رئأت الضيف والرجيعة بعير ارتجعته من أجلاب الناس ليس من البلد الذي هو به وهي الرجائع ارتجعته أي اشتريته قال وأنشدني الطائي ( على حين ما بي من رياض لصعبة ... وبرح بي إنقاضهن الرجائع )
والعتيرة ذبيحة كانت تذبح في رجب ويقال للمرأة تسبى أخيذة والخلية أن تعطف ناقتان أو ثلاث على ولد واحد فيدررن عليه فيرضع من واحدة ويتخلى أهل البيت لأنفسهم واحدة أو ثنتين
ويقال لكل ركية كانت حفرت ثم تركت حتى اندفنت ثم نثلوها فاحتفروها وشأوها خفية والجمع خفايا المشآة الزبيل شأوها أخرجوا ترابها والربيكة تمر يعجن بسمن وأقط فيؤكل وربما صب عليه ماء فشرب شربا والضريبة الصوف والشعر ينفش ثم يدرج فيغزل فهي ضرائب وقال أبو عمرو يقال سبيخة من قطن وعميتة من وبر وفليلة من شعر وقال أبو زيد النخيسة لبن العنز والنعجة يخلط بينهما
وقال ابن الأعرابي والقطيبة ألبان الإبل والغنم يخلطان ويقال جاءت بغية القوم وسيقتهم لم يقرأه قال لا أدري ما هو وسيقتهم أي طليعتهم مثل فيغلة والتريكة من النساء التي تترك فلا تتزوج
قال أبو عمرو وقال أبو الغمر النجيرة اللبن الحليب يجعل عليه سمن

باب آخر من فعيلة
والعقيقة صوف الجذع والخبيبة صوف الثني والخبيبة من الصوف أفضل من العقيقة وأكثر والجنيبة الناقة يعطيها الرجل القوم يمتارون ويعطيهم دراهم ليمتاروا له عليها وهي العليقة وقال الشاعر
( وقائلة لا تركبن عليقة ... ومن لذة الدنيا ركوب العلائق )
وقال آخر
( أرسلها عليقة وقد علم ... أن العليقات يلاقين الرقم )
يعني أنهم يودعون ركابهم ويركبونها ويخففون من حمل بعضهن وقال آخر
( رخو الحبال مائل الحقائب ... ركابه في القوم كالجنائب )
وقال الباهلي الحضيرة موضع التمر قال وأهل الفلج يسمونها الصوبة وتسمى أيضا الجرن والجرين وقال أبو صاعد الكلابي العبيثة الأقط يفرغ رطبه على جافه حين يطبخ فيخلط ويقال عبثت المرأة أقطها إذا فرغته على المشر إذا جعلت الرطب على اليابس ليحمل يابسه رطبه والبكيلة الجاف الذي يبكل به الرطب يقال ابكلي

ويقال للغنم إذا لقيت غنما أخرى فدخلت فيها ظلت عبيثة واحدة وبكيلة واحدة أي قد اختلط بعضها ببعض وهو مثل وأصله من الأقط والدقيق يبكل بالسمن فيؤكل قال أبو عمرو قال الطائي البكيلة طحين وتمر يخلط يصب عليه السمن أو الزيت ولا يطبخ وقال الكلابي أقول لبيكة من غنم وقد لبكوا بين الشاء أي خلطوا بينه والصحيرة لبن يغلى ثم يشرب والدرية البعير يستتر به من الوحش يختل حتى إذا أمكن رميه رمي وقال أبو زيد هي مهموزة لأنها تدرأ نحو الصيد أي تدفع والدرية حلقة يتعلم فيها الطعن قال عمرو بن معد يكرب
( ظللت كأني للرماح درية ... أقاتل عن أبناء جرم وفرت )
وقالت غنية الكلابية أم الحمارس الربيكة الأقط والتمر والسمن يعمل رخوا ليس كالحيس والبسيسة من الدقيق والسويق والأقط يلت الدقيق والسويق بالسمن أو بالزبد ثم يؤكل ولا يطبخ وهو أشد من اللت بللا والأقط يدق أو يطحن ثم يلبك بالسمن أو بالزبد المختلط بالرب ويقال في مثل غرثان فاربكوا له وذلك أن رجلا أتى أهله فبشر بغلام ولد له فقال ما أصنع به آكله أو أشربه فقالت امرأته غرثان فاربكوا له فلما شبع قال كيف الطلا وأمه والحريرة أن تنصب القدر بلحم يقطع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة واللهيدة الرخوة من العصائد ليست بحساء ولا غليظة فتلقم وهي الحريرة
والخطيفة الدقيق يذر على اللبن ثم يطبخ فيلعقه الناس واللفيتة العصيدة المغلظة أبو عمرو يقال قدر وئية وكذلك القدح والقصعة

إذا كانت قعيرة وقال الكلابي قدر وئية أي ضخمة وناقة وئية ضخمة البطن وقال الفزاري هذه قرة لها هريئة أي يصيب المال والناس منها ضر وسقط أي موت يقال هرئ المال وقد هرئ القوم
وقال الكلابي إن عشيتنا لعرية أي باردة ويقال أهلك فقد أعريت أي غابت الشمس وبردت والمنية الجلد الذي في الدباغ قال حميد
( إذا أنت باكرت المنية باكرت ... مداكا لها من زعفران وإثمدا )
ويقال إنما قلت ذلك لك ربيثة مني أي خديعة وخيسا وقد ربثته أربثه ربثا وقال أبو عمرو الوثيغة الدرجة التي تتخذ للناقة يقال وثغتها وهو يثغها والوغيرة اللبن وحده محضا يسخن حتى ينضج وربما جعل فيه السمن يقال أوغرت وقال في لغة الكلابيين الإيغار أن يسخن الحجارة ثم يلقيها في الماء لتسخنه قال وقال الفزاري الوكيرة طعام يصنع عند بناء البيت وهي الحترة يقال وكر لنا وحتر لنا
قال وقال المزني وجدت كلأ كثيفا وضيمة قال والوثيمة جماعة من الحشيش أو الطعام يقال ثم لها أي اجمع لها قال وقال العذرى والوقيرة النقرة في الصخرة عظيمة تمسك الماء قال وقال التميمي الوتيرة وتيرة الأنف حجاب ما بين المنخرين ووتيرة اليد ما بين الأصابع والوتيرة حلقة يتعلم فيها الطعن ويقال ما زال على وتيرة واحدة أي على طريقة واحدة ويقال ما في عمله وتيرة أي فترة وقال أبو عبيدة فلان عبيثة أي مؤتشب كما يقال جاء بعبيثة أي بر وشعير وقد خلطا وقال أبو عمرو الوجيبة أن يوجب البيع على أن يأخذ

منه بعضا في كل يوم أو في كل أيام فإذا فرغ قال قد استوفى وجيبته
وقال النيفجة القوس وهي شطيبة من نبع قال مليح
( أناخوا معيدات الوجيف كأنها ... نفائج نبع لم تريع ذوابل )
وقال النصية البقية وأنشد
( تجرد من نصيتها نواج ... كما ينجو من البقر الرعيل )
قال والنضيضة المطر القليل والجمع نضائض قال الأسدي
( في كل عام قطرة نضائض ... )
قال وقال الطائي النجيرة ماء وطحين يطبخ قال وقال أبو الغمر النجيرة اللبن الحليب يجعل عليه سمن قال وقال العقيلي النقيعة المحض من اللبن يبرد قال وقال السلمي النقيعة طعام الرجل ليلة يملك وقال النحيزة مثل الطريقة الممتدة من الأرض السوداء وحكى أيضا النحيزة مثل المسناة في الأرض وهي سهلة قال وقال الأسدي لقد تركت الإبل الماء وهي ذات نضيضة وهي ذات نضائض أي عطش لم ترو قال وقال الطائي الوجيئة جراد يدق ثم يلت بسمن أو بزيت فيؤكل وقال أبو يوسف وسمعت الكلابي يقول الوجيئة التمر يدق حتى يخرج نواه ثم يبل بلبن أو سمن حتى يتدن ويلزم بعضه بعضا فيؤكل قال أبو عمرو وقال الهذلي الوذيلة المرآة في لغتنا
قال وقال الطائي الوقيعة تتخذ من العراجين والخوص مثل السلة
وحكى لنا نزلنا أرضا أريضة أي معجبة للعين يقال تركتهم يتأرضون للمنزل أي يتخيرون قال وقال الهذلي البتيلة من النخل الودية

وقال الأصمعي هي الفسيلة التي قد بانت عن أمها ويقال للأم مبتل قال أبو عمرو الشيباني البصيرة من الدم ما استدل به على الرمية وقال أبو عبيدة البصيرة الترس وهي الدرع أيضا والبصيرة أيضا مثل فرسن البعير من الدم قال أبو عمرو الشيباني الهجيمة من اللبن أن تحقنه في السقاء الجديد ثم تشربه ولا تمخضه قال أبو يوسف وسمعت الكلابي يقول هو مالم يرب وقد الهاج لأن يروب قال أبو عمرو والهميمة من المطر الشيء الهين قال أبو يوسف وسمعت أبا صاعد الكلابي يقول القرية أن تؤخذ عصيتان طولهما ذراع ثم يعرض على أطرافهما عويد يؤسر إليهما من كل جانب بقد فيكون ما بين العصيتين قدر أربع أصابع يؤتى بعويد فيه فرض فيعرض في وسط القرية ويشد طرفاه إلى القرية بقد فيكون فيه رأس العمود قال أبو عبيدة يقال ما دخلت لفلان قريعة بيت قط أي سقف بيت وقال أبو الغمر الكلابي قريعة البيت خير موضع فيه إن كان في حر فخيار ظله وإن كان في قر فخيار كنه والنشيئة أول ما يعمل الحوض والنصيبة وجمعها نصائب حجارة تنصب في الحوض ويسد ما بينها من الخصاص بالمدرة المعجونة والنقيلة الرقعة التي يرقع بها خف البعير أو ترقع بها النعل ويقال للرجل إنه ابن نقيلة ليست من القوم أي غريبة
وقال أبو صاعد تويلة من الناس أي جماعة جاءت من بيوت وصبيان ومال وقال الوقيعة تكون في جبل أو صفا تكون على متن حجر في سهل أو جبل وهي تصغر وتعظم حتى تجاوز حد الوقيعة فتكون وقيطا وتقول هؤلاء قوم أصحاب وضيعة أي أصحاب

حمض مقيمون لا يخرجون منه وهي إبل واضعة مقيمة في الحمض والطريفة النصي إذا ابيض يقال قد أطرفت الأرض وهي مطرفة والحلي ضخامها ويقال صريمة من غضى ومن سلم للجماعة منه
والقصيمة منبت الغضى ويقال قصيمة من أرطى وعبيثة اللثى غسالته واللثى شيء ينضحه الثمام حلو فما سقط منه على الأرض أخذ وجعل في ثوب وصب عليه الماء فإذا سال من الثوب شرب حلوا وربما عقد والسليخة سليخة الرمث وسليخة العرفج الذي ليس فيه مرعى إنما هو خشب يابس وقال أبو صاعد الكلابي الحليجة عصارة نحى أو لبن أنقع فيه تمر وقال أبو مهدي وغنية هي السمن على المحض
وقال أبو صاعد الكلابي البريقة وجمعها البرائق يقال برقوا اللبن إذا صبوا عليه إهالة أو سمنا ويقال ابرقوا الماء بسمن أو زيت وهي التباريق وهو شيء منه قليل لم يسغسغوه أي لم يكثروا من الإهالة والأدم وقال أبو مهدي يقال دلو سجيلة أي ضخمة وأنشد
( خذها وأعط عمك السجيلة ... إن لم يكن عمك ذا حليله )
ويقال ما فلان إلا هشيمة كرم أي لا يمنع شيئا وأصله من الهشيمة الشجرة اليابسة يأخذها الحاطب كيف شاء والثميرة أن يظهر الزبد قبل أن يجتمع ويبلغ إناه من الصلوح يقال قد ثمر السقاء وأثمر ويقال

أتاني القوم بقطينتهم أي بجماعتهم ويقال شجرة وريقة أي كثيرة الورق وقال أبو صاعد الخميلة رملة تنبت الشجر والقصيصة شجرة تنبت في أصلها الكمأة والجمع قصيصي والحريسة الشاة تحرس أي تسرق ليلا يقال قد احترسها إذا سرقها ليلا وهي الحرائس
وقال أبو صاعد يقال وديقة من بقل ومن عشب وضغيغة من بقل ومن عشب إذا كانت الروضة ناضرة متخيلة وحلوا في وديقة منكرة وفي غذيمة منكرة وقال الطائي الحسيلة حشف النخل الذي لم يك حلا بسره فييبسونه حتى ييبس فإذا ضرب انفت عن نواه ويدنونه باللبن ويمردون له تمرا حتى يحليه فيأكلونه لقيما يقال بلوا لنا من تلك الحسيلة وربما ودن بالماء ويقال سقانا ظليمة طيبة وقد ظلم وطبه إذا سقى منه قبل أن يروب ويخرج زبده والوديقة شدة الحر ودنو حر الشمس والرذية الناقة ترذى أي تخلف والبلية الناقة تعقل عند قبر صاحبها فلا تعلف ولا تسقي حتى تموت هو شيء كان يفعله أهل الجاهلية يقولون يحشر صاحبها عليها والقريعة والقرعة خيار المال ويقال قد أقرعوه إذا أعطوه خير النهب ويقال ناقة قريعة إذا كان الفحل يكثر ضرابها ويبطئ لقاحها والنحيتة والسليقة والغريزة والضريبة هي الطبيعة والأخيذة المرأة تسبى ويقال جاءوا بأصيلتهم أي بأجمعهم ويقال احتملوا بفصيلتهم وأتونا بفصيلتهم والنثيلة والنبيثة والنجيثة ما أخرج من تراب البئر ونجيثة الخبر ما ظهر من قبيحه ويقال بلغت نكيثته

أي أقصى مجهوده وقال الكلابي النسيسة الإيكال بين الناس يقال آكل بين الناس إذا سعى بينهم بالنميمة وهي النسائس جمع نسيسة والأخيذة المرأة تسبى والطريقة وجمعها طرائق نسيجة تنسج من صوف أو شعر عرضها عظم الذراع أو أقل يكون طولها أربع أذرع أو ثماني أذرع على قدر عظم البيت وصغره فتحيط في عرض الشقاق من الكسر إلى الكسر وفيها تكون رءوس العمد بينها وبين الطرائق ألباد تكون فيها أنوف العمد لئلا تخرق الطرائق الفراء طريقة القوم أماثلهم
والسبيبة الشقة وقال أبو عمرو الصحيرة لبن حليب يغلى ثم يصب عليه السمن فيشرب وقال الكلابي الصحيرة اللبن الحليب يسخن ثم يذر عليه الدقيق فيتحسى وقال وقالت غنية الصحيرة الحليب يصحر وهو أن يلقى فيه الرضف أو يجعل في القدر فيغلى به فور واحد حتى يحترق والاحتراق قبل الغلي وقال اللفيئة لحم المتن تحته العقب من لحوم الإبل قال الأصمعي الحريصة سحابة تقشر وجه الأرض والخريدة من النساء الحيية والفليقة الداهية قال الراجز
( يا عجبا من هذه الفليقة ... هل تغلبن القوباء الريقه )
والجبيرة وجمعها جبائر وهي العيدان تجبر بها العظام الكلابي يقال أرض أنيثة تنبت البقل سهلة والحريقة الماء يغلى ثم يذر عليه الدقيق فيلعق وهو أغلظ من الحساء والنهيدة أن يغلى لباب الهبيد وهو حب الحنظل فإذا بلغ إناه من النضج والكثافة ذرت عليه قميحة من دقيق ثم أكل والهضيمة أن يتهضمك القوم شيئا أي يظلمونك والعضيهة أن تعضه الإنسان وتقول فيه ما ليس فيه
والأفيكة الكذب وهي الأفائك قال وزريبة السبع موضعه

الذي يكتن فيه والمريرة من الحبال ما لطف وطال واشتد فتله وهي المرائر والعليفة الناقة أو الشاة تعلفها ولا ترسلها فترعى
ويقال نعم الربيطة هو لما ارتبط من الدواب ويقال إنه لشديد الشكيمة إذا كان شديد النفس أنفا ويقال مالك في هذا رويحة ولا راحة عن أبي زيد ويقال أموالهم سويطة بينهم أي مختلطة قال الكلابي والضويطة الحمأة والطين والصريمة العزيمة ويقال ليست فيهم غفيرة أي لا يغفرون ذنبا وقال الراجز
( يا قوم ليست فيهم غفيره ... فامشوا كما تمشي جمال الحيره )
ويقال ما رأيت كاليوم غفيرة وسط قوم للرجل الشريف يقتل
والحميمة وجمعها حمائم كرائم الإبل يقال أخذ المصدق حمائم الإبل أي كرائمها ويقال قد أسمحت قرونته وقرينته إذا تابعته نفسه على الأمر والفريقة فريقة الغنم أن ينفرق منها قطعة أو شاة أو شاتان أو ثلاث شياه فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم والشعيلة الفتيلة فيها نار والنخيخة زبد رقيق يخرج من السقاء إذا حمل على بعير بعد ما نزع زبده الأول فيمخض فيخرج منه زبد رقيق والقصية من الإبل المودعة الكريمة التي لا تجهد في الحلب ولا تركب هي متدعة وإذا حمدت إبل الرجل قيل فيها قصايا يثق بها أي فيها بقية إذا اشتد الدهر قال أبو زيد النخيسة لبن العنز والنعجة يخلط بينهما
ابن الأعرابي القطيبة ألبان الإبل والغنم يخلطان أبو عمرو

ويقال سبيخة من قطن والقصيبة وجمعها قصائب شعر يلوى حتى يترجل ولا يضفر ضفرا والهميمة مطر لين دقاق القطر
والغريفة التي تكون في أسفل قراب السيف جلدة من أدم فارغة نحو من شبر تذبذب وتكون مفرضة مزينة قال الطرماح وذكر مشفر البعير
( خريع النعو مضطرب النواحي ... كأخلاق الغريفة ذا غضون )
والسنينة وجمعها سنائن رمال مرتفعة تستطيل على وجه الأرض
والغبيبة من ألبان الغنم صبوح الغنم غدوة حتى يحلبوا عليه من الليل ثم يمخضوه من الغد قال الطائي الفهيرة مخض يلقى فيه الرضف فإذا هو غلا ذر عليه الدقيق وسيط به ثم أكل أبو عمرو الضبيبة سمن ورب يجعل في العكة للصبي يطعمه والرغيدة اللبن الحليب يغلى ثم يذر عليه الدقيق ثم يساط حتى يختلط ثم يلعق لعقا ويقال فلان ميمون النقيبة إذا كان ميمون الأمر ينجح فيما حاول ويظفر به
وهي الحضيرة الخمسة والأربعة يغزون قال الهذلي
( رجال حروب يسعرون وحلقة ... من الدار لا تأتي عليها الحضائر )
وقالت الجهنية
( يرد المياه حضيرة ونفيضة ... ورد القطاة إذا اسمأل التبع )
والنفيضة الذين ينفضون الطريق قال أبو يوسف وسمعت الكلابي يقول الوزيمة من الضباب أن يطبخ لحمها ثم ييبس ثم يدق

إذا يبس ثم يؤكل وهي من الجراد أيضا قال والسخينة التي ارتفعت عن الحساء وثقلت أن تحسى وهي دون العصيدة والنفيتة والحريقة أن يذر الدقيق على ماء أو لبن حليب حتى تنفت ويتحسى من نفتها وهي أغلظ من السخينة يتوسع بها صاحب العيال لعياله إذا غلبه الدهر
والعصيدة التي يعصدها على المسواط فيمرها به فتنقلب لا يبقى في الإناء منها شيء إلا انقلب وإنما يأكلون النفيتة والسخينة في شدة الدهر وغلاء السعر وعجف المال يقال وجدت بني فلان ما لهم عيش إلا الحرائق
واللهيدة التي تجاوز حد الحريقة والسخينة وتقصر عن العصيدة
قال أبو مهدي الخضيمة أن تؤخذ الحنطة فتنقى وتطيب ثم تجعل في القدر ويصب عليها ماء فتطبخ حتى تنضج وقال أبو صاعد الوهيسة أن يطبخ الجراد ثم يدق فيقمح أو يبكل بدسم والحميمة الماء يسخن يقال أحموا لنا الماء وهو من المحض إذا أسخن والصحيرة يقال أصحروا لنا لبنا وربما جعل فيه دقيق وربما جعل فيه سمن والأصيدة الحظيرة من الغصنة جمع غصن وقال الكرية شجرة تنبت في الرمل في الخصب تنبت بنجد ظاهرة تنبت على نبتة الجعدة ويقال في السقاء وهية أبو زيد يقال ذهبت ماشية فلان وبقيت له شلية جمعها شلايا ولا يقال إلا في المال أبو صاعد تقول جزور نهية ضخمة سمينة وقال أبو الغمر إذا سال الوادي بسيل صغير فهو مسيطة وأصغر من ذلك مسيطة ويقال قد ذهبت غثيثة الجرح وهي قيحه ولحمه الميت ويقال قد ظهرت أريكته إذا ذهبت غثيثته وظهر اللحم صحيحا أحمر ولم يعله الجلد وليس بعد ذلك إلا علو الجلد والجفوف وهي عريكة السنام لبقيته ويقال سليلة من شعر وهي ضريبته وهو شيء ينفش ثم يطوى ويشد ثم تسل

منه المرأة الشيء بعد الشيء تغزله والثميلة بقية الطعام والشراب في الجوف وقال يونس يقال ما ثملت شرابي بشيء من طعام ومعناه ما أكلت قبل أن أشرب طعاما وذلك يسمى الثميلة والأميهة بثر يخرج بالغنم كالحصبة أو الجدري الطائي يقال أرض أنيفة النبت إذا أسرعت النبات وتلك الأرض آنف بلاد الله وآنف الأرض ما استقبل الشمس من الجلد ومن ضواحي الجبال أبو عمرو الكتيلة بلغة طي النخلة التي قد فاتت اليد والجميع كتائل وأنشد
( قد أبصرت سعدى بها كتائلي ... مثل العذارى الحسن العطابل )
( طويلة الأقناء والأثاكل ... )
قال والطريقة أطول ما يكون من النخل بلغة اليمامة والجمع طرائق قال الأعشى
( طريق وجبار رواء أصوله ... عليه أبابيل من الطير تنعب )
وقريحة البئر مائها والبرية الخلق وأصلها من برأ الله الخلق أي خلقهم فترك همزها كما ترك الهمز من النبي والبنية الكعبة يقال لا ورب هذه البنية ما كان كذا وكذا
وإذا كان فعيل في تأويل فاعل فإن مؤنثه بالهاء نحو كريم وكريمة وشريف وشريفة ورحيم ورحيمة وعتيق في الرقة والجمال وعتيقة وسعيد وسعيدة وإذا كان فعول في تأويل فاعل فإن مؤنثه بغير هاء نحو قولك رجل صبور وامرأة صبور ورجل غدور وامرأة غدور ورجل كفور وامرأة كفور ورجل غفور وامرأة غفور ورجل شكور وامرأة شكور إلا حرفا نادرا قالوا هي عدوة الله

فإذا كانت في تأويل مفعول بها جاءت بالهاء تحو الحمولة للإبل التي يحتمل عليها والحلوبة ما يحتلبونه
وما كان على مثال مفعيل أو مفعال كان مذكره ومؤنثه بغير الهاء نحو رجل معطير وامرأة معطير وهما الكثيرا العطر وهذا فرس مئشير من الأشر وهذه فرس مئشير وهذا فرس محضير وتقول هذا رجل معطاء وامرأة معطاء وامرأة مئناث ومذكار وما أشبهه
وما كان من النعوت على فعلان فأنثاه فعلى هذا هو الأكثر نحو غضبان وغضبى وعجلان وعجلى وسكران وسكرى وغرثان وغرثى وشبعان وشعبى وغديان وغديا وهو المتغدي وصبحان وصبحى وملآن وملأى ولغة بني أسد سكرانة وملآنة وأشباههما وقالوا رجل سيفان وامرأة سيفانة وهو الطويل الضامر الممشوق ورجل موتان الفؤاد وامرأة موتانة
وما كان على فعلان أتى مؤنثه بالهاء نحو خمصان وخمصانة وعريان وعريانة وتقول هذا ثوب سبع في ثمانية لأن الأذرع مؤنثة تقول هذه ذراع وقلت ثمانية لأن الأشبار مذكرة وتقول هذا شبر وتقول هذا بطة ذكر وهذا حمامة ذكر وهذا شاة إذا عنيت كبشا وهذا بقرة إذا عنيت ثورا وهذا حية ذكرا وإن عنيت مؤنثا قلت هذه حية وتقول هي السراويل وهي العرس قال الراجز
( إنا وجدنا عرس الحناط ... لئيمة مذمومة الحواط )
( ندعى مع النساج والخياط ... )
وهي درع الحديد والجمع القليل أدرع وأدراع فإذا كثرت فهي الدروع

وهو درع المرأة لقميصها والجمع أدراع وتقول هذه عقاب والجمع القليل أعقب والجمع الكثير عقبان وتقول هذه عروض الشعر وأخذ فلان في عروض ما تعجبني أي في ناحية ويقال عرفت ذاك في عروض كلامه أي في فحوى كلامه ومعناه قال التغلبي
( لكل أناس من معد عمارة ... عروض إليها تلجئون وجانب )
وهو السكين قال الشاعر
( يراني ناصحا فيما بدا وإذا خلا ... فذلك سكين على الحلق حاذق )
قال الكسائي والفراء وقد يؤنث وتقول هذه موسى حديدة وهي فعلى عن الكسائي وقال الأموي عبد الله بن سعيد هو مذكر لا غير هذا موسى كما ترى هو مفعل من أوسيت رأسه إذا حلقته بالموسى قال أبو يوسف وأنشدنا الفراء
( فإن تكن الموسى جرت فوق بظرها ... فما ختنت إلا ومصان قاعد )
والفهر مؤنثة تصغيرها فهيرة ومن هذا سمي عامر بن فهيرة
والقتب واحد الأقتاب وهي الأمعاء مؤنثة تصغيرها قتيبة وبها سمي قتيبة بن مسلم والدلو الغالب عليها التأنيث وتصغيرها دلية وقد تذكر قال عدي
( فهي كالدلو بكف المستقى ... خذلت منه العراقي فانجذم )

وقال الراجز
( يمشي بدلو مكرب العراقي ... )
والأضحى مؤنثة وهي جمع أضحاة وقد تذكر يذهب بها إلى اليوم
قال الشاعر
( رأيتكم بني الخذواء لما ... دنا الأضحى وصللت اللحام )
( توليتم بودكم وقلتم ... لعك منك أقرب أو جذام )
والسلاح مؤنث وقد يذكر قال الطرماح وذكر ثورا يهز قرنه للكلاب ليطعنها به
( يهز ملاحا لم يرثها كلالة ... يشك بها منها أصول المغابن )
والفأس مؤنثة وكذلك القدوم والقوس والحرب والذود من الإبل والعسل يذكر ويؤنث قال الشماخ
( كأن عيون الناظرين تشوفها ... بها عسل طابت يدا من يشورها )
قوله بها يعني بالمرأة أي تشوفها العيون والضرب العسل الأبيض وهي الضرب البيضاء وقد استضرب العسل إذا غلظ قال الهذلي
( وما ضرب بيضاء يأوي مليكها ... إلى طنف أعيا براق ونازل )

والقليب يؤنث ويذكر فمن ذكرها جمعها في الجمع القليل أقلبة والكثير القلب قال عنترة
( كأن مؤشر العضدين جحلا ... هدوجا بين أقلبة ملاح )
يعني جعلا والذنوب الدلو فيها ماء قريب من الملء تؤنث وتذكر قال لبيد
( على حين من تلبث عليه ذنوبه ... يجد فقدها إذ في المقام تداثر )
والسجل ذكر وهو الدلو ملأى ماء ولا يقال لها وهي فارغة سجل ولا ذنوب قال الراجز
( السجل والنطفة والذنوب ... حتى ترى مركوها يثوب )
والسلم مفتوح والسلم مكسور الصلح يذكران ويؤنثان والسلم الدلو قال الله جل وعز ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ) ثم قال الشاعر
( السلم تأخذ منها ما رضيت به ... والحرب يكفيك من أنفاسها جرع )
والسبيل والطريق يذكران ويؤنثان يقال الطريق الأعظم والطريق العظمى وقال الله جل وعز ( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ) وقال ( قل هذه سبيلي ) والعنق مؤنثة وقد تذكر والمتن

مذكر وقد يؤنث والعاتق مذكر وقد يؤنث قال الشاعر
( لا صلح بيني فاعلموه ولا ... بينكم ما حملت عاتقي )
( سيفي وما كنا بنجد وما ... قرقر قمر الواد بالشاهق )
والإبط مذكر وقد يؤنث حكى الفراء عن بعض الأعراب رفع السوط حتى برقت إبطه والسوق مؤنثة وقد تذكر قال الشاعر
( بسوق كثير ريحه وأعاصره ... )
والصاع مذكر وقد يؤنث والقفا مذكر وقد يؤنث قال وأنشد الفراء
( فما المولى وإن عرضت قفاه ... بأحمل للمحامد من حمار )
والكراع مؤنثة والسلطان مؤنثة يقال قضت به علينا السلطان وقد آمنته السلطان وتقول أبرأ إليك من العضاض والعضيض ومن الشباب والشبيب قال الأصمعي قلت لأبي عمرو بن العلاء قولهم ربنا ولك الحمد قال يقول الرجل للرجل بعني هذا الثوب فيقول وهو لك وأظنه أراد هو لك وقال قولهم أراه لمحا باصرا أي نظرا بتحديق شديد ومخرج باصر مخرج رجل تامر ذو تمر ولابن ذو لبن وخابز ذوخبز ورامح ذو رمح فمعنى باص ذو بصر وهو من أبصرت مثل موت مائت وهو من أمت ويقال هم ناصب ذو نصب وبلد ماحل ذو محل ويقولون قد أمحل وبلد عاشب ويقولون قد

أعشب ويقولون قد أبقل الرمث إذا مطر فظهر أول نبته فهو باقل ولا يقولون مبقل وكذلك قد أورس الرمث إذا اصفر فصار عليه مثل الملاء الصفر فهو وارس وقد أيفع الغلام إذا ارتفع فهو يافع وتقول فلان يزدهد عطاء من أعطاه أي يعده زهيدا
وتقول قد فرش لي فراشا لا يبسطني وذلك إذا كان ضيقا وهذا فراش يبسطك إذا كان واسعا واشتريت شملة تشملني وتقول أصابنا مطر لا يتعاظمه شيء وتقول بيني وبين مكة عشر ليال آنيات وآينات أي وادعات ومن ذلك قوله
( غير يا بنت الحليس لوني ... مر الليالي واختلاف الجون )
( وسفر كان قليل الأون ... )
ويقال أن على نفسك أي ارفق بها في السير وتقول إذا طاش أن نفسك أي اتدع وتقول سرنا إليها ثلاث ليال منحبات أي دائبات وقد نحبنا سيرنا أي دأبنا وتقول جاءنا راكب مذبب وهو العجل المنفرد وظمء مذبب أي طويل يشار إلى الماء من بعد فيعجل بالسير ويقال بيننا وبين الماء ليلة قاصدة ولا تعب ولا بطء
ويقال سرنا عقبة جوادا وعقبتين جوادين وعقبا جيادا وعقبة حجونا وهي الطويلة البعيدة وكذلك الباسطة وتقول بحر غمر شديد الغمورة والجماع غمار وغمور ورجل غمر إذا كان واسع الخلق سخيا ويقال هو غمر الرداء إذا كان كثير العطاء واسع المعروف والغمر الحقد ويقال

رجل غمر إذا لم يجرب الأمور وقد غمر يغمر من قوم أغمار بيني الغمارة والغمر السهك والغمر القدح الصغير ويجمع ربيع الكلأ أربعة ويجمع ربيع الجدول أربعاء ويجمع خال الرجل أخوالا والخال الذي في الجسد خيلانا ورجل أخيل به خيلان وأشيم به شامة وواحد أفواه الطيب فوه كما ترى وتقول الحمد لله على القل والكثر ويقال ماله قل ولا كثر قال رجل من ربيعة
( فإن الكثر أعياني قديما ... لم أقتر لدن أني غلام )
قال وأنشدناه أبو عمرو قال الشاعر
( قد يقصر القل الفتى دون همه ... وقد كان لولا القل طلاع أنجد )
ويقال لحم طري بين الطراوة ويقال أصابتنا سماء أي مطر وأصابتنا أسمية وسمي وتقول ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم تعني المطر قال العجاج
( تلفه الرياح والسمي ... )
يعني الأمطار وتقول ألححت على فلان في الاتباع حتى اختلفته أي جعلته خلفي ويقال هذا بعير غاض إذا كان يأكل الغضى وإبل غواض فإذا اشتكى عن أكل الغضى قيل بعير غض وإذا نسبته إلى الغضى قلت بعير غضوى فإذا كان يأكل العضاه قلت بعير عضه

وبعير عاض يرعى العض وهو في معنى عضه والعض هو العضاه يقال بنو فلان معضون أي ترعى إبلهم العض وبنو فلان مشرسون أي ترعى إبلهم الشرس وهي عضاه الجبل وإذا نسبت إلى العضاه قلب عضاهي قال الراجز
( وقربوا كل جمالي عضه ... )
فإذا أكل الحمض قلت حامض فإذا نسبت إلى الحمض قلت حمضي وإلى الخلة قلت بعير خلي وإبل خلية وقد أخللتها ويقال إبل عادية مقيمة في العضاه لا تفارقها قال كثير
( وإن الذي ينوي من المال أهلها ... أوارك لما تأتلف وعوادي )
والأوارك المقيمات في الحمض يقال بعير آرك فإذا كان يرعى العلقى يقال بعير عالق وهو نبت قال العجاج
( وحط في علقي وفي مكور ... )
والعالق أيضا الذي يعلق العضاه أي نيتف منها وإنما سمي عالقا لأنه يتعلق بالعضاه لطولها وإذا كان يرعى الهرم وهو ضرب من الحمض قيل بعير هارم وإذا كان يرعى العمقى وهو شجر ينبت بالحجاز وتهامة قيل بعير عامق وإذا كان يأكل الأراك قيل آرك ويقال أطيب الألبان ألبان الأوارك وإذا كان يرعى العلجان قيل بعير عالج أبو عمرو النواجل من الإبل التي ترعى النجيل والنجيل هو الهرم من الحمض وإذا رعى العشب قيل عاشب وإذا رعى البقل قيل متبقل ومبتقل قال الهذلي

( تالله يبقى على الأيام مبتقل ... جون السراة رباع سنه غرد )
وقال أبو النجم
( تبقلت في أول التبقل ... )
ويقال ضب ساح وحابل يرعى السحاء والحبلة ويقال إبل معاقبة إذا كانت ترعى مرة في حمض ومرة في خلة ويقال بعير حزني يرعى في الحزن من الأرض وبعير حرى يرعى في الحرة وبعير سهلي يرعى في السهولة ويقال سقاء مغلوث إذا كان مدبوغا بالتمر أو بالبسر وسقاء منجوب إذا دبغ بالنجب وسقاء نجبي وسقاء مأروط إذا دبغ بالأرطى ومقروظ إذا دبغ بالقرظ وسقاء حلبي دبغ بالحلب وسقاء مسلوم دبغ بالسلم وسقاء قرنوي مدبوغ بالقرنوة وهو عشبة تنبت في ألوية الرمل ودكادكه تنبت صعدا ورقها أغيبر يشبه ورقت الحندقوق وسقاء معرون مدبوغ بالعرنة وهو خشب الطمخ وهو شجر خشن يشبه العوسج إلا أنه أضخم وهو أثيث الفرع وليس له سوق طوال يدق ثم يطبخ فيجيء أديمه أحمر وقال أبو عمرو العرنة عروق العرتن ويقال إهاب مغلوق إذا جعلت فيه الغلقة حين يعطن وهي شجرة يعطن بها أهل الطائف ويقولون هذا رجل شاوي إذا كان صاحب شاء ورجل معاز إذا كان صاحب معزى قال الراجز
( إذ رضى المعاز باللعوق ... )

ورجل إبلي صاحب إبل ويقال أفقي منسوب إلى الآفاق ويقال أرض مسبطة كثيرة السبط وأرض منصية كثيرة النصي وأرض مبهمة كثيرة البهمى وقد أبهمت وأرض معشبة كثيرة العشب وأرض مبقلة كثيرة البقل وأرض محمضة كثيرة الحمض وأرض مخلة ذات خلة ليس بها حمض وأرض مروضة بها روض وقد أروضت وأراضت والروضة من البقل والعشب وأرض مطرفة كثيرة الطريفة والطريفة من النصي والصليان إذا اعتما وتما وقد أطرفت وأرض معضهة كثيرة العضاه ومعضة كثيرة العض وأرض مشرسة كثيرة الشرس وأرض مصغرة نبتها صغير لم يطل وأرض مثرية كثيرة الثرى وأرض شجيرة كثيرة الشجر وأرض مريعة مخصبة وأرض معيوهة من العاهة
ويقال هذا مكان مبرض إذا تعاون بارضه وكثر والبارض أول ما يخرج من الأرض من البهمى والحمرة والنزعة وبنت الأرض والقبأة والهلثى وهو ما دام صغيرا بارض لأن نبتة هذه الأشياء واحدة ومنبتها واحد فإذا طالت تبينت ويقال هذه أرض فرقة وفي نبتها فرق إذا كان متفرقا ولم يكن متصلا
ويقال أرض فيها تعاشيب لا واحد لها إذا كان فيها عشب نبذ متفرق ويقال هذه أرض غمقة إذا كانت كثيرة الماء والندى وهو الغمق ويقال هذه أرض نزلة تسيل من أدنى مطر وكذلك أرض حشاد وأرض زهاد وأرض شحاح ويقال أرض رغاب لا تسيل إلا من مطر كثير والخلا الرطب الواحدة خلاة والحشيش هو اليابس ولا يقال له وهو رطب حشيش ويقال لمعة قد

أحشت أي قد أمكنت لأن تحتش وذلك إذا يبست واللمعة من الحلي ولا يقال لها لمعة حتى تبيض ويقال هذه بلاد قد ألمعت فهي ملمعة والحشاش الذين يحتشون والمختلون والخالون الذين يختلون الخلا ويخلونه ويقال ما تقعد بي عنك إلا شغل أي ما حبسني
وتقول نزلنا منزلا لا يقصيه البصر أي لا يبلغ أقصاه وتقول أتيته عشى أمس وعشية أمس وأتيته مسى أمس أي أمس عند المساء
وتقول من أين رية أهلك أي من أين يرتوون ويقال من أين خلفتكم أي من أين تستقون ويقال بيد فلان ورجله شقوق ولا يقال شقاق وإنما الشقاق داء يكون في الدواب يكون في الحافر صدوع وفي الرسغ صدوع ويقال قد استفرد فلان فلانا أي انفرد به وتقول إني لأجد لهذا الطعام حروة أي حرارة وحراوة من الفلفل وما أشبهه وتقول لا تلتفت لفت فلان وتقول هذا رجل عيون أي شديد العين وتقول هذا تمر قشر أي كثير القشر وهذا تمر حشف كثير الحشف وتقول قد تسنت فلان بنت فلان وذلك إذا تزوج اللئيم المرأة الكريمة لكثرة ماله وقلة مالها
وتقول استريت الإبل والغنم والناس أي اخترتهم وكذلك استرى الموت بني فلان أي اختار سراتهم قال الأعشى
( فقد أخرج الكاعب المستراة ... من خدرها وأشيع القمارا )
ويقال للأجير عسيف وللعبد أسيف وللتابع عضروط وجديلة طيئ تقول للأجير العتيل والجمع عتلاء ويقولون هذا رجل أظفر أي طويل الأظفار كما تقول أشعر أي طويل الشعر وتقول رجل

أرقب أي غليظ الرقبة وأجيد طويل الجيد وأعين عظيم العينين ورجل أفوه عظيم الفم طويل الأسنان وكذلك محالة فوهاء إذا طالت أسنانها التي يجري الرشاء بينها ورجل أسوق طويل الساقين ورجل أرأس ورؤاسي إذا كان عظيم الرأس وشفاهي إذا كان عظيم الشفتين وأياري عظيم الذكر وأنافي عظيم الأنف وعضادي عظيم العضد وأذاني عظيم الأذنين وتقول نعجة أذناء وكبش آذن ورجل لحياني عظيم اللحية ورجل مظهر شديد الظهر ورجل ظهر يشتكي ظهره ورجل مصدر شديد الصدر ومصدور يشتكي صدره ورجل موجن عظيم الوجنات ورجل أسته عظيم الاست وامرأة ستهاء وستهم وإذا كان عظيم القدمين قيل شرواخ القدم وإذا كان عظيم الذراعين قيل مشبوح الذراعين وتقول رجل مبطن إذا كان خميص البطن قال ذو الرمة
( رخيمات الكلام مبطنات ... جواعل في البري قصبا خدالا )
ورجل بطين عظيم البطن ورجل مبطون يشتكي بطنه ورجل بطن لا يهمه إلا بطنه ورجل مبطان إذا كان لا يزال ضخم البطن من كثرة الأكل ويقال امرأة معجزة أي ضخمة العجيزة وامرأة كرشاء عظيمة البطن وكبداء عظيمة الوسط وامرأة ثدياء عظيمة الثديين وتقول إذا رميت الصيد أو غيره فأصبت ظلفه قد ظلفته فهو مظلوف وإذا أصبت القلب قلت قلبته فهو مقلوب وإذا أصبت

وتينه قلت وتنته فهو موتون وقد كليته فهو مكلي إذا أصبت كليته قال حميد الأرقط
( من علق المكلي والموتون ... )
وإذا أصبت فؤاده قلت فأدته فهو مفؤود وإذا أصبت كبده قلت كبدته فهو مكبود وإذا أصبت رئته قلت رأيته فهو مرئي وإذا أصبت رأسه قلت رأسته فهو مرءوس وإذا أصبت نساه قلت نسيته فهو منسي وإذا اشتكى الرجل نساه قلت نسي ينسي نسى فهو نس وإذا وقع الظبي في الحبالة قلت أميدي أم مرجول أي أوقعت يده في الحبالة أم رجله وتقول قد أفخته إذا ضربت يافوخه وقد ترقيته إذا ضربت ترقوته وقد جبهته إذا صككت جبهته وقد أنفته إذا ضربت أنفه وقد عضدته إذا ضربت عضده أعضده عضدا وقد بطنته أبطنه إذا ضربت بطنه قال الراجز
( إذا ضربت موقرا فابطن له ... فوق قصيراه ودون الجله )
وقد ستهته إذا ضربت استه وتقول قد استعان فلان إذا حلق عانته وكذلك استحد وزعموا أن بشر بن عمرو بن مرثد حين قتله الأسدي قال له أجر لي سراويلى فإني لم أستعن أي لم أحلق عانتي وتقول قد عصوته بالعصا إذا ضربته بها وقد سطت الرجل والدابة بالسوط إذا ضربته قال الشاعر

( فصوبته كأنه صوت غبية ... على الأمعز الضاحي إذا سيط أحضرا ) وقد هروته بالهراوة وقد سفته بالسيف وتقول قد اكتنفوا أي اتخذوا الكنيف وهو الحظيرة من الشجر وقد كنفت الإبل وقد احتسيت حسيا وقد ائتمدت ثمدا ويقال تعجزت البعير إذا ركبت عجزه وقد تقفيت فلانا إذا اتبعته من ورائه وتقول قد استغدرت ثم غدر أي صارت ثم غدران وتقول قد التوت المرأة لوية أي ادخرت ذخيرة وتقول قد احتظروا واستوصدوا اتخذوا وصيدة وهي تكون في الجبال من حجارة مثل الحجرة تتخذ للمال وتقول هذا بعير تظعنه المرأة أي تركبه وتقول تسحنت المال فرأيت سحناءة حسنة وتقول إيت فلانا فاستعرف إليه حتى يعرفك وتقول قد خيلت السماء للمطر والسماء مخيلة للمطر وما أحسن مخيلتها وخالها أي خلاقتها للمطر وقوله افعل ذاك على ما خيلت أي على ما شبهت وإنه لمخيل للخير أي خليق له وقد أخلت فيه خالا من الخير وتخولت فيه خالا ووجدت أرضا متخيلة إذا بلغ نبتها المدى وخرج زهرها وتقول هو مسيل الماء والجمع أمسلة ومسل ومسلان ومسائل ويقال للمسيل مسل وتقول وردت الماء وأنا ملتاح أي عطشان وبعير ملواح سريع العطش وكذلك الرجل وبعير غلان جاء في معنى ظمآن وتقول لقينا قوما سفرا أي قوما مسافرين ولقينا سافرة وسفارا وتقول قد رأى فلان الشعرة إذا رأى الشيب وتقول أجر فلان خمسة من ولده أي ماتوا فصاروا أجره وتقول فلان خفيف الشفة أي قليل السؤال ويقال له في الناس شفة حسنة أي ثناء حسن ويقال ما كلمته ببنت شفة

يا هذا أي كلمة ويقال رجل مشفوه إذا كثر سؤال الناس إياه ورجل مثمود يكثر غشيان النساء ويقال نحن نشفه عليك المرتع والماء أي نشغله عليك هو قدرنا لافضل فيه ويقال رجل محجوج وقد حج بنو فلان فلانا إذا أطالوا الاختلاف إليه قال المخبل
( وأشهد من عوف حلولا كثيرة ... يحجون سب الزبرقان المزعفرا )
يقول يكثرون الاختلاف إليه والسب العمامة وسب المرأة خمارها وإنما سمي الزبرقان لصفرة عمامته وكان اسمه حصينا وتقول للثوب إذا صفرته زبرقته ويقال بيضت السقاء وبيضت الإناء أي ملأته ويقال للحداد قين وما كان قينا ولقد قان يقين قيانة ويقال قن إناءك هذا عند القين قال أبو يوسف أنشدني أبو الغمر الكلابي لرجل من أهل الحجاز
( ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ... ظباء بذي الحصاص نجل عيونها )
( ولي كبد مجروحة قد بدا بها ... صدوع الهوى لو كان قين يقينها )
( وكيف يقين القين صدعا فتشتفى ... به كبد بث الجروح أنينها )
( إذا قست الأكباد لانت وقد أتى ... عليها ولا كفران لله لينها )
وتقول ما كانت الناقة والشاة صفيا أي غزيرة ولقد صفت تصفو وتقول خطئ عنك السوء أي يدفع عنك السوء ويقال قد تجشمت الأمر إذا تكلفته على مشقة وقد تجسمته إذا ركبت جسيمه ومعظمه وكذلك تجسمت الرمل والحبل أي ركبت أعظمه وتقول هذا رجل لا واحد له كما تقول نسيج وحده

وتقول كانت ضمنة فلان أربعة أشهر أي مرضه وتقول قد آسيته بمالي أي جعلته إسوتى فيه وتقول لا تأتس بمن ليس لك بإسوة ولا تقتد بمن ليس لك بقدوة وقد آخذته بذنبه وقد آمرته في أمري وقد آخيته وقد آجرته غلامي وقد آزرته على الأمر أي أعنته وقويته ومنه قوله ( اشدد به أزري ) وقد آتيته على ذلك الأمر ولا تقل واتيته وقد آكلته إذا أكلت معه ولا تقل واكلته وقد آزيته إذا حاذيته ولا تقول وازيته وتقول قد ائتمر بخير وقد ائتجر عليه وقد ائتزر بإزاره وقد ائتسى به وتقول لقيته على أوفاز أي عجلة واحدها وفز ولقيته على أوفاض مثلها وتقول فلان طيب الكسب وطيب المكسبة وتقول أذهب مذمتهم بشيء أي أطعمهم شيئا فإن لهم عليك حقا ومذمتهم لغة وتقول رضى فلان بمقصر مما كان يحاول أي بدون ما كان يطلب وتقول هؤلاء قوم ضعفة وتقول هؤلاء أجمال مقاييد أي مقيدات وتقول قد يتم الصبي ييتم يتما وهذه امرأة موتم لها أيتام واليتم في الناس من قبل الأب وفي البهائم من قبل الأم والبدد في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما وفي ذوات الأربع في اليدين وتقول قد خزي الرجل يخزى خزيا إذا وقع في بلية وقد خزي يخزي خزاية إذا استحيا وقد خزاه يخزوه خزوا إذا ساسه وقهره وقال ذو الإصبع ( لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني ولا أنت دياني فتخزوني )
أي ولا أنت مالك أمري فتسوسني وقال لبيد

( غير أن لا تكذبنها في التقى ... واخزها بالبر لله الأجل )
من الجلالة وتقول فلان مجدود في كذا وكذا وفلان محظوظ وفلان جد حظ وفلان جدي حظي وفلان جديد حظيظ إذا كان له جد وتقول هذا رجل نصف وقوم أنصاف ونصفون وامرأة نصف ونساء أنصاف وتقول قد استسعلت المرأة أي صارت سعلاة وقد استنوق الجمل أي صار ناقة وقد استنسر البغاث أي صار نسرا ومثل من الأمثال إن البغاث بأرضنا يستنسر أي إن الضعيف يصير قويا والبغاث طائر أبغث إلى الغبرة دوين الرخمة بطيء الطيران قال يونس فمن جعل البغاث واحدا فجمعه بغثان ومن قال للذكر والأنثى بغاثة فالجمع بغاث مثل نعام ونعامة يكون النعام الذكر والأنثى وطغام وطغامة وقد استتيست الشاة صارت تيسا وتقول هذه امرأة حصان وحاصن وقد حصنت تحصن حصنا وهي العفيفة قال الشاعر
( الحصن أدنى لو تأييته ... من حثيك الترب على الراكب )
وكذلك امرأة محصنة إذا أحصنت فرجها وامرأة محصنة كذلك إذا أحصنها زوجها وواحد القصباء قصبة وواحد الطرفاء طرفة وواحد الحلفاء حلفة عن أبي زيد والأصمعي يقول حلفة وواحد الشجراء شجرة وتقول مفتح ومفتاح ومفاتيح جمع مفتاح

ومفاتح جمع مفتح ويقال هي عجيزة المرأة ويقال هي ضخمة العجيزة ولا يقال للرجل هو ضخم العجيزة والعجز يقال لهما جميعا ويقال بنو فلان يشهدون أحيانا ويتغايبون أحيانا ويقال لفلانة بنت قد تفتت أي قد تشبهت بالفتيات وهي أصغرهن وقد قنيت أي منعت من اللعب مع الصبيان والعدو وسترت في البيت وتقول قد اقتدرنا إذا طبخوا في قدر وتقول أتقتدرون أم تشتوون ويقال قد انطبخ اللحم وقد اطبخ القوم وقد يكون الاطباخ اشتواء واقتدارا وتقول اقتدروا لنا وتقول هذه خبزة جيدة الطبخ وآجرة جيدة الطبخ قال العجاج
( تالله لولا أن يحش الطبخ ... بي الجحيم حين لامستصرخ )
ويقال اطبخوا لنا قرصا ويقال هذا مطبخ القوم وهذا مشتواهم والسقاء يكون للبن وللماء والجمع القليل أسقية والكثير أساق والوطب للبن خاصة والنحى للسمن فإذا جعل في نحى السمن الرب فهو الحميت وإنما سمي حميتا لأنه متن بالرب قال رؤبة
( حتى يبوخ الغضب الحميت ... )
أي الشديد أي ينكسر ويسكن ويقال لجلد الرضيع الذي يجعل فيه اللبن شكوة ولجلد الفطيم بدرة والوطب جلد الجذع فما فوقه ويقال لمثل الشكوة مما يكون فيه السمن عكة ولمثل البدرة المساد وتقول قد وغر صدره على يوغر وفي صدره على وغر وهو واغر وهو واغر الصدر على وقولهم أوغر فلان صدر فلان على فلان أي أحماه من

الغيظ وأوقده والوغرة شدة توقد الحر وتقول خرجت أترمى إذا جعلت ترمي في الأغراض وفي أصول الشجر وخرجت أرتمي إذا رميت القنص وتقول هذه ممدرة للموضع الذي يؤخذ منه المدر فتمدر به الحياض أي يسد به خصاص ما بين حجارته ويقال وجدت بني فلان مثافلين أي يأكلون الثفل وهو الحب وذلك إذا لم يكن لهم لبن وذلك أشد ما يكون حال البدوي وتقول حلب الدهر أشطره أي ضروبه أي مر به خير وشر وللناقة شطران قادمان وآخران فكل خلفين شطر ويقال قد شطر بناقته إذا صر خلفين وترك خلفين فإذا صر خلفا واحدا قيل خلف بها فإذا صر ثلاثة أخلاف قبل ثلث بها فإذا صرها كلها قيل أجمع بها وأكمش بها وتقول شطرت ناقتي وشاتي أي حلبت شطرا وتركت شطرا وقد شاطرت طليى أي احتلبت شطرا أو صررته وتركت الشطر الآخر والطلي الصغير من أولاد الغنم يشد رجله بخيط إلى وتد أياما ويقال للخيط الذي يشد به طلاء وجمع طلي طليان وقد طليته أطليه وحكى الفراء طليته وطلوته ويقال جاءوا أشتاتا أي متفرقين واحدهم شت وحكى لنا أبو عمرو عن بعض الأعراب الحمد لله الذي جمعنا من شت ويقال هو أدحي النعامة لموضع بيضها وهو أفعول من دحوت لأن النعامة تدحوه برجلها ثم تبيض فيه وهو أفحوص القطاة وهو عش الطائر والعصفور للذي يجمعه من العيدان وغيرها فيبيض فيه وقد عشش الطائر إذا اتخذ عشا

والوكر في الجبل قال وسمعت أبا عمرو يقول الوكر العش حيثما كان في جبل أو شجرة والوكنة والأكنة وجمعها أكنات ووكنات والمواكن واحدها موكن مواقع الطير حيثما وقعت وأنشدنا لامرئ القيس
( وقد أغتذى والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل )
وقال عمرو بن شأس وذكر نساء
( واكنات على الخمل ... )
أي جالسات وحكى نفر القوم في الأمر ينفرون وينفرون نفورا وجاءت نفرة بني فلان ونفيرهم أي جماعتهم والذين ينفرون في الأمر ونفرت الدابة تنفر نفارا ونفورا ونفر الحاج نفرا قال وأنشدنا
( إن لها فوارسا وفرطا ... ونفرة الحي ومرعى وسطا )
( يحمونها من أن تسام الشططا ... )
ويقال هو يوم النحر ويوم القر للذي يليه لأن الناس يقرون في منازلهم واليوم الذي يليه يوم النفر يقال يوم النفر ويوم النفر ويوم النفور قال وأنشدنا الفراء
( وهل يأثمنى الله في أن ذكرتها ... وعللت أصحابي بها ليلة النفر )

وأيام التشريق ثلاثة أيام بعد النحر لأن اللحم يشرق فيها أي يشرر في الشمس وسميت أيام التشريق لأنهم كانوا يقولون في الجاهلية أشرق ثبير كيما نغير الإغارة الدفع أي ندفع للنفر ويقال هو نصاب السكين والمدية وهي جزأة الإشفى والإشفى ما كان للأساقي والقرب والمزاد وأشباهها والمخصف للنعال ويقال ابتردت بالماء أي صببت علي ماء باردا واقتررت به وقد استحممت به إذا صببت عليك ماء حارا وتقول ولدت فلانة ثلاثة بنين على ساق واحدة أي بعضهم على إثر بعض ليس بينهم جارية وولدت ثلاثة بنين على غرار واحد ورميت بثلاثة أسهم على غرار واحد أي على مجرى واحد وتقول في عقل فلان صابة أي كأنه مجنون وتقول قد سن عليه درعه ولا يقال شن وكل صب سهل فهو سن وكذلك سن الماء على وجهه ويقال شن الماء على شرابه إذا صبه عليه صبا متفرقا في نواحيه وقد شن عليهم الغارة إذا فرقها ويقال نثل درعه إذا ألقاها عنه ولا يقال نثرها ويقال للدرع نثلة ونثرة أي لطيفة وتقول هذا رجل مدنف ومدنف ودنف ودنف وتقول قد علمت أن فلانا خارج وقد تعلمت أن فلانا خارج بمنزلة علمت قال الشاعر قال أبو يوسف أنشده الأصمعي وأنشدناه الأحمر
( تعلم أنه لا طير إلا ... على متطير وهي الثبور )
( بلى شيء يوافق بعض شيء ... أحايينا وباطله كثير )

( ومن ينزح به لا بد يوما ... يجيء به نعي أو بشير ) فإذا قال أعلم أن زيدا خارج قلت قد علمت وإذا قال لك تعلم أن زيدا خارج لم تقل قد تعلمت وتقول هو لزقه ولصقه ولسقه وهو لزيقه ولصيقه ولسقية والريطة كل ملاءة لم تكن لفقين ولا تكون الحلة إلا ثوبين وتقول ما هذه كذا وكذا أي ما كسره وما هاده كذا وكذا أي ما حركه وما يهيده ولا ينطق بهيد إلا بحرف جحد ويقال هذه حية لا تطنى يقول لا يعيش صاحبها تقتل من ساعتها وتقول ظل يديره عن كذا وكذا وظل يليصه ويلاوصه بمعنى واحد والزهمة الريح المنتنة والزهم الشحم قال أبو النجم
( يذكر زهم الكفل المشروحا ... )
والزهم السمين قال زهير
( القائد الخيل منكوبا دوابرها ... منها الشنون ومنها الزاهق الزهم )
وتقول هذه إبل مدفأة إذا كانت كثيرة الأوبار قال الشماخ
( وكيف يضيع صاحب مدفآت ... على أثباجهن من الصقيع )
وهذه إبل مدفئة أي كثيرة من نام وسطها دفئ من أنفاسها وتقول هذا يوم قر وليلة قرة إذا كانا باردين والقر والقرة البرد

تقول يوم ذو قر وذو قرة وتقول لا أخالك بفلان أي ليس هو لك بأخ وتقول ما له فصاحة ولا فقاهة وتقول بينهم نزاعة أي خصومة في حق وتقول تعامس علي فلان أي تعامى فتركني في شبهة من أمره والأمر العماس الأمر المظلم الذي لا يدري كيف يؤتى له ومنه جاء بأمور معمسات أي مظلمة ملوية عن جهتها ويقال ما أثبت غدره أي ما أثبته عند الغدر والغدر الجحرة واللخاقيق من الأرض المتعادية يقال ذلك للفرس وللرجل إذا كان لسانه يثبت في موضع الزلل والخصومة وتقول قد زنى الرجل وعهر فهذا يكون بالأمة والحرة ويقال في الأمة خاصة قد ساعاها ولا تكون المساعاة إلا في الإماء وفي الحديث إماء ساعين في الجاهلية وأتى عمر برجل ساعي أمة وتقول هذه شجرة شاكة إذا كانت كثيرة الشوك وأرض شاكة كثيرة الشوك ومشوكة فيها السحاء والقتاد والهراس ويقال رجل نال إذا كان كثير النوال ورجلان نالان وقوم أنوال ورجل مال كثير المال ورجل صات شديد الصوت في معنى صيت قال الأسدي
( كأنني فوق أقب سهوق ... جأب إذا عشر صات الإرنان )
ويقول طان كثير الطين ورجل خال ذو خيلاء وكبش صاف كثير الصوف ورجل فال الفراسة أي مخطئ الفراسة ورجل داء به الداء وقد دئت يا رجل تداء داء وبئر ماهة كثيرة الماء ورجل خال مال وخائل مال إذا كان حسن القيام على

ماله يصلحه ورجل هاع لاع أي جزوع ضجر وقد لعت الأع وهعت أهاع وقال الطرماح
( أنا ابن حماة المجد من آل مالك ... إذا جعلت خور الرجال تهيع )
وجرف هار أي منهار الأصمعي دعاهم الجفلى أي دعاهم جماعتهم ولم يعرف الأجفلى وأنشد لطرفة
( نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدب فينا ينتقر )
والانتقار أن يخص بدعوته يقال دعاهم النقرى ومنه انجفل القوم أي انقلعوا كلهم فمضوا والجفل من السحاب سمي جفلا لأنه فرغ ماءه ثم انجفل قال ومنه قول العرب فيما يحكى عن ألسن البهائم قالوا قالت الضائنة أولد رخالا وأجز جفالا وأحلب كثبا ثقالا ولم تر مثلي مالا قال قوله جفالا يقول أجز بمرة وذلك أن الضائنة إذا جزت فليس يسقط من صوفها إلى الأرض شيء حتى تجز كلها والكثب جمع كثبة وهي قدر حلبة وكل ما انصب في شيء فقد انكثب فيه ومنه سمي الكثيب من الرمل لأنه انصب في مكان فاجتمع فيه قال الراجز
( برح بالعينين خطاب الكثب ... يقول إني خاطب وقد كذب )
( وإنما يخطب عسا من حلب ... )
( يعني الرجل يأتي بعلة الخطبة وإنما يريد القرى ويقال هذا ثوب سخام المس إذا كان لينا مثل الخز وريش سخام أي لين المس رقيق وقطن سخام وليس هو من السواد قال جندل
( كأنه بالصحصحان الأنجل ... قطن سخام بأيادي غزل )

والخلا الرطب الواحدة خلاة وقد خليت فرسي وبعيري أخليه خليا والمخلى ما يخلى به الخلا وهو المنجل وما يخلى فيه سمي المخلاة والحشيش اليابس ولا يقال له وهو رطب حشيش ويقال قد ألقت الناقة ولدا لها حشيشا إذا يبس في بطنها ويقال لمعة قد أحشت أي قد أمكنت لأن تحش وذلك إذا يبست واللمعة من الحلي وهو الموضع الذي يكثر فيه الحلي ولا يقال لها لمعة حتى تبيض يقال هذه بلاد قد ألمعت وهي ملمعة والحشاش الذين يحتشون والمختلون والخالون الذي يختلون الخلا ويخلونه يقال أرض مسبطة كثيرة السبط وهو نبت وأرض منصية كثيرة النصي وأرض مبهمة كثيرة البهمى وأرض معشبة وعشبة كثيرة العشب وأرض مبقلة كثيرة البقل

باب
وتقول تلك فعلت ذاك وتيك فعلت ذاك وتالك فعلت ذاك وتلك لغة ردية ولا تقل ذيك وتقول ذلك فعل ذاك وذاك فعل ذاك واللام في ذلك زائدة وفي الاثنين ذانك وذانك والجميع أولئك وألاك وألالك
قال الشاعر
( ألا لك قوم لم يكونوا أشابة ... وهل يعظ الضليل إلا ألالكا )
وللمرأتين تانك وتانك والجمع مثل جمع المذكر
ويقال قد خبت النار إذا سكن لهبها وقد كبت إذا غطاها الرماد والجمر تحته وقد همدت إذا طفئت ولم يبق منها شيء ألبتة وتقول فلان بدوي وفلان حضري ويقال على الماء حاضر

وهؤلاء قوم حضار إذا حضروا المياه وتقول نحن ننتظر سفارنا وسافرتنا وسفرنا ونحن ننتظر ميارتنا وميارنا وتقول هؤلاء قوم ناجعة ومنتجعون وقد نجعوا في معنى انتجعوا وتقول نضجت القربة والدلو والوطب وقد نتح النحى ورشح ومث والنحى ما يكون فيه السمن وتقول قد أفصى عنك الحر أي خرج ولا يقال أفصى البرد ويقال لقيته مغيربان الشمس ومغيربات الشمس ولقيته عشيشية وعشيشيات وعشيشيانات وعشيانات وتقول أتيته على ريق نفسي وأتيته ريقا أي لم أطعم شيئا وتقول ما أحسن ملأ بنى فلان أي أخلاقهم وعشرتهم وقال النبي لأصحابه حين ضربوا الأعرابي أحسنوا أملاءكم وقال الجهني
( تنادوا يال بهثة إذا رأونا ... فقلنا أحسني ملأ جهينا )
وتقول هذا رجل صير شير حسن الصورة والشارة وتقول قد أشار إليه بيده وشور إليه بيده

باب ما يتكلم فيه بالجحد
يقال ماله صامت ولا ناطق فالصامت الذهب والفضة والناطق الكبد يعني الإبل والغنم والخيل وتقول ما له دار ولا عقار فالعقار من النخل ويقال أيضا في البيت عقار حسن أي متاع وأداة ويقال ما له حانة ولا آنة أي ناقة ولا شاة وما له ثاغية ولا

راغية ويقال أتيته فما أثغى ولا أرغى أي ما أعطاني إبلا ولا غنما ويقال ما له دقيقة ولا جليلة معناه ما له ناقة ولا شاة قال أبو يوسف وحكى لي ابن الأعرابي أتيت فلانا فما أجلني ولا أحشاني أي ما أعطاني جليلة ولا حاشية والحواشي صغار الإبل وما له زرع ولا ضرع وما له هارب ولا قارب أي صادر عن الماء ولا وارد وما له أقذ ولا مريش والأقذ السهم الذي لا قذذ عليه والمريش الذي عليه الريش وما له هلع ولا هلعة أي جدي ولا عناق وما له سبد ولا لبد أي كثير ولا قليل عن الأصمعي وقال غير الأصمعي السبد من الشعر واللبد من الصوف ويقال قد سبد الفرخ إذا ظهر ريشه وقد سبد رأسه بعد الحلق وما له سعنة ولا معنة أي قليل ولا كثير وما له هبع ولا ربع والهبع ما نتج في الصيف والربع ما نتج في الربيع قال الأصمعي وسألت جبر بن حبيب لم سمي الهبع هبعا فقال لأن الرباع تنتج في ربعية النتاج أي أوله وينتج الهبع في الصيفية فإذا ماشى الرباع أبطرته ذرعه لأنها أقوى منه فهبع أي استعان بعنقه في مشيه وقوله أبطرته ذرعه أي كلفته أكثر من طوقه وماله سارحة ولا رائحة فالسارحة المتوجهة إلى الرعي والرائحة التي تروح بالعشي إلى مراحها وما له إمر ولا إمرة والإمر الصغير من ولد الضأن وما له عافطة ولا نافطة قال الأصمعي العافطة الضائنة والنافطة الماعزة وقال غيره من الأعراب العافطة الماعزة إذا عطست وما له عاو ولا نابح وما له قد ولا قحف فالقد جلد السخلة والجمع القليل أقد والكثير القداد والقحف كسرة القدح وما له ناطح ولا خابط فالناطح الكبش والتيس والعنز والخابط البعير

باب ما لا يتكلم فيه إلا بجحد
قال الأصمعي يقال جاءت وما عليها خربصيصة أي شيء من الحلي وكذلك هلبسيسة ويقال ما في النحي عبقة أي شيء من سمن وما بالبعير هنانة وما به صهارة أي ما به طرق ويقال ما به وذية ولا ظبظاب أي ما به وجع ولا عيب قال الراجز
( بنيتي ليس بها ظبظاب ... )
ويقال ما به شقذ ولا نقذ وما به حبض ولا نبض أي ما به حراك وما به نويص أي ما به قوة وما به نطيش أي حراك ويقال ما به شوكة ولا ذباح والذباح شقوق تكون في باطن الأصابع في الرجل ويقال ما بالبعير كدمة إذا لم يكن به أثرة ولا وسم والأثرة أن يسحى باطن الخف بحديدة ويقال ما عليه طحرة إذا كان عاريا وما بقيت على الإبل طحرة إذا سقطت أوبارها وما عليه قرطعبة وما عليه طحربة أي قطعة خرقة وما عليه نصاح والنصاح الخيط والناصح الخائط والمنصح المخيط وقد نصحت الثوب إذا خطته وقال الباهلي يقال ما عليه طحرور وما عليه نفاض وما عليه جده وما عليه قزاع وما على السماء طحرة وما عليها طحرية أي شيء من غيم وما عليها طهاءة وقزعة وما عليها طحمريرة وما عليها طحرور وطخرور وما عليها طهلية أبو زيد يقال ما عنده قذ عملة ولا قر طعبة وقال أبو صاعد الكلابي ما في الوعاء خربصيصة ولا فيه قذ عملة

ويقال ما في الإناء زبالة وكذلك في السقاء وفي البئر ويقال ما عصيته زأمة ولا وشمة ويقال ما بالأرض علاق وما بها لماق أي مرتع ويقال للرجل إذا برأ من مرضه ما به قلبة وما به وذية ويقال ما في رحله حذافة أي شيء من طعام وأكل الطعام فما ترك منه حذافة واحتمل رحله فما ترك منه حذافة ويقال ما لفلان مضرب عسلة يعني من النسب وما أعرف له مضرب عسلة يعني أعراقه ويقال ما ترتفع مني برقاع أي لا تطيعني فلا تقبل مما أنصحك به شيئا ويقال هذا ماء لا ينكش وماء لا يفثج ولا يؤبى ولا يغضغض ولا يتغضغض ولا يغرض وقال ابن الأعرابي يغرض ويقال ما أعطاه ثفروقا وما بقي من ذلك الشيء ثفروق وأصل الثفروق قمع البسرة والتمرة ويقال ما له ثم ولا رم وما يملك ثما ولارما فالثم قماش الناس أساقيهم وآنيتهم والرم مرمة البيت ويقال ما في كنانته أهزع أي ما فيها سهم فيتكلم به مع الجحد إلا أن النمر أتى به مع غير جحد
( فأرسل سهما له أهزعا ... فشك نواهقه والفما )
ويقال ما أرمأز من اك أي ما تحرك وما بان من مكانه أي ما برح ويقال للبخيل ما تندى صفاته وما يندى الوتر ويقال للضعيف ما ينضج الكراع وما يرد الراوية ويقال ما يرم من الناقة والشاة مضرب إذا كانت عجفاء ليس بها طرق

والمضرب العظم يضرب فينتقى أي يخرج نقيه ويقال ما نبست فيه بخرماء يعني أنه كذب ويقال ما أفاض بكلمة أي ما تخلصها ولا أبانها ويقال ما رام من مكانه ولا بان ويقال ما وجدنا لها العام مصدة أي بردا قال أبو يوسف وسمعت غير واحد من الكلابيين يقولون أصبحت وليس بها وخصة وليس بها وذية أي برد ويقال غضب من غير صيح ولا نفر وفر من غير صيح ولا نفر قال وأنشدني أبو صاعد
( كذوب محول يجعل الله جنة ... لأيمانه من غير صيح ولا نفر )
أي من غير قليل ولا كثير قال وقالوا جاءوا بطعام لا ينادى وليده وفي الأرض عشب لا ينادى وليده أي إن كان الوليد في ماشية لم يضره أين صرفها لأنها في عشب فلا يقال له اصرفها إلى موضع كذا لأن الأرض كلها مخصبة وإن كان طعام أو لبن فمعناه أنه لا يبالي به كيف أفسد فيه ولا متى أكل ولا متى شرب وفي أي نواحيه أهوى قال ومعنى قول مزرد
( تبرأت من شتم الرجال بتوبة ... إلى الله مني لا ينادى وليدها )
هذا مثل ضربه ومعناه إني لا أراجع فيها ولا أكلم فيها كما لا يكلم الوليد في الشيء الذي يضرب له فيه المثل وقال الأصمعي وأبو عبيدة قولهم أمر لا ينادى وليده قال أحدهما أي هو أمر جليل لا ينادى فيه الوليد ولكن ينادى فيه جلة القوم وقال الآخر أصله في الغارة أي تذهل الأم

عن ابنها أن تناديه وتضمه ولكنها تهرب عنه ويقال ما أغنى عنه عبكة ولا لبكة وما أغنى عنه نفرة أي ما أغنى شيئا وما أغنى عنه زبالا وما أغنى قبالا وما أغنى عنه فتيلا ويقال ما جعلت في عيني حثاثا ولا غمضا ويقال ما أعنى عنه فوفا قال الراجز
( باتت تبيا حوضها عكوفا ... مثل الصفوف لاقت الصفوقا )
( وأنت لا تغنين عني فوفا ... )
ويقال لا يضرك عليه رجل أي لا يزيدك عليه ولا يضرك عليه جمل ويقال ما زلت أفعله وما فتئت أفعله وما برحت أفعله لا يتكلم بهن إلا مع الجحد ويقال ما أصابتنا العام قابة أي قطرة من مطر وما وقعت العام ثم قابة ويقال والله ما فصت كما يقال والله ما برحت ويقال كلمته فما رد على سوداء ولا بيضاء أي لا كلمة قبيحة ولا حسنة وما رد على حوجاء ولا لوجاء ويقال ما عند بازلة أي ليس عنده شيء من مال ولا ترك الله عنده بارلة
ويقال لم يعطهم بازلة أي لم يعطهم شيئا ويقال أكل الذئب الشاة فما ترك منها تامورا أي شيئا قال الأصمعي وقول أوس
( أنبيت أن بني سحيم أدخلوا ... أبياتهم تامور نفس المنذر )
أي مهجة نفسه وكانوا قتلوه ويقال فلان ما تقوم رابضته إذا كان يرمي أويعين فيقتل أي يصيب بالعين وأكثر ما يقال في العين وقالت أم الحمارس الكلابية وأبو مهدي يقال ما فيه هز بليلة إذا لم يكن فيه شيء ويقال ما أعطاه قذ عملة وما بقي عليه قذ عملة

يعني المال والثياب ويقال ما يعيش بأحور أي ما يعيش بعقل ويقال ما أجد من ذاك بدا وما أجد منه وعلا وما أجد منه محتدا ولا ملتدا ولا حنتألا وما له حم ولا رم غير كذا وكذا وما له هم ولا وسن ويقال لا وعى عن كذا وكذا أي لا تماسك دونه قال ابن أحمر
( تواعدن أن لا وعى عن فرج راكس ... فرحن ولم يغضرن عن ذاك مغضرا )
ويقال لا حم من ذلك أي لا بد منه ويقال ما رأيت له أثرا ولا عيثرا ويقال جاء في جيش ما يكت أي ما يحصى ويقال أصابه جرح فما تمققه أي لم يضره ولم يباله وقال أبو عمرو يقال عليه من المال ما لا يسهى ولا ينهى أي لا تبلغ غايته الأموي ما نتشت منه شيئا أي ما أصبت أبو زيد يقال مالي من ذاك بد ومالي عنه وعى ومالى عنه عندد ومعلندد وكذلك مالي عنه حنتال ومحتد وملتد معنى هذا كله مالي منه بد ويقال ما مضمضت عيني بنوم ويقال لا تبله عند بالة أبدا ولا تبله عندى بلال قالت ليلى
( فلا وأبيك يا ابن أبي عقيل ... تبلك بعدها فينا بلال )
ويقال ما قرأت الناقة سلى قط أي ما حملت ولدا قط كما يقال ما حملت نعرة وأتى بها العجاج بغير جحد وقال
( والشدنيات يساقطن النعر ... )
ويقال جاءنا فلان فلم يأتنا بهلة ولا بلة فالهلة من الفرح والاستهلال

والبلة من البلل والخير ويقال ما له هم ولا سن إلا ذاك كما يقال ما له هم ولا سدم إلا ذاك

باب
يقال ما ذاق مضاغا أي ما يمضغ وما ذاق عضاضا أي ما يعض قال وأنشدنا الفراء
( كأن تحتي بازيا ركاضا ... أخدر خمسا لم يذق عضاضا )
وما ذاق لماظا وقد التمظ الشيء إذا أكله وما ذاق أكالا وما ذاق لماقا فاللماق يكون في الطعام والشراب قال نهشل بن حري
( كبرق لاح يعجب من رآه ... ولا يشفى الحوائم من لماق )
وما ذاق شماجا ولا لماجا وما لمجوه بشيء قال الراجز
( أعطي خليلي نعجة هملاجا ... رجاجة إن لها رجاجا )
( لا يجد الراعي لها لماجا ... لا تسبق الشيخ إذا أفاجا )
وما ذاق عدوفا ولا عذوفا بالدال والذال وما عدفنا عندهم عدوفا قال الشاعر
( ومجنبات ما يذقن عدوفا ... يقذفن بالمهرات والأمهار )
( ويقال ما تلمج عندنا بلماج وما تلمك عندنا بلماك ويقال

ما ذاق قضاما ولا لماكا وقال أبو صاعد ما لسنا عندهم لواسا ولا علسنا عندهم علوسا وما علسوا ضيفهم بشيء الأموي عبد الله بن سعيد ما ذقت عندهم أوجس يعني الطعام

باب
يقال ما بالدار أحد وما بها صافر وما بها وابر ولا بها عريب وما بها كتيع وما بها دبيج وما بها نافخ ضرمة وما بها شفر وما بها ديار وما بها طوئي وطورى وقال أبو صاعد الكلابي يقال ما بها صوات ابن الأعرابي يقال ما بها لاعي قرو وما بها أرم وما بها داع ولا مجيب قال أبو صاعد ويقال ما بها طوري وما بها دوري وما بها تومري وبلاد خلاء ليس بها تومري ويقال ما رأيت تومريا أحسن منه وما بها معرب وما بها أنيس الباهلي يقال ما بها ناخر وما بها نابح وما بها ثاغ ولا راغ وما بها دبي أي إنسان وهو من دببت وما بها دعوى من دعوت باب
يقال ما أدري أي الناس هو وأي الورى هو وما أدري أي الطمش هو وما أدري أي ترخم هو وترخم هو وما أدري أي الهوز هو وما أدري أي الأنام هو وما أدري أي برنساء هو وقال أبو زيد أي البرنساء هو وما أدري أي الأنام هو وما أدري أي الدهدأ هو وما أدري أي النخط هو وأي البرشاء هو وقال أبو سلمان

الحنظلي ما أدري أي خابط الليل هو وقال الباهلي ما أدري أي الجراد هو باب
ويقال طلبت من فلان حاجة فانصرفت وما أدري على أي صرعى أمره هو أي لم يبين لي أمره قال أبو يوسف أنشدني أبو الغمر الكلابي
( فرحت وما ودعت ليلي وما درت ... على أي صرعى أمرها أتروح )
ويقال ذهب البعير وما أدري من مطر به وما أدري من قطره وأخذ ثوبي فما أدرى من قطره ولا أدرى من مطر به ولا أدري ما والعته
ويقال فقدنا غلاما لنا لا أدري ما ولعه أي حبسه ويقال لا أدري أين ودس من بلاد الله أي ذهب وما أدري أين سكع وصقع وأين بقع
ويقال ما أدري أي الجراد عاره أي أي الناس ذهب به ويقال ذهب ثوبي فما أدري ما كانت وامئته ولا أدري من ألمأ عليه وهذا قد يتكلم به بغير حجد قال أبو يوسف سمعت الكلابي يقول كان في الأرض مرعى أو زرع فهاجت به دواب فألمأته أي تركته صعيدا ليس به شيء ويقال لا أدري أين ألمأ من بلاد الله ويقال إنك لا تدري علام ينزأ هرمك ولا تدري بمن يولع هرمك

باب
يقال لا أفعله ما وسقت عيني الماء أي حملت وكذلك يقال ناقة واسق ونوق مواسيق وما ذرفت عيني الماء ولا أفعله ما أرزمت أم حائل أي حنت في إثر ولدها وهي الرزمة ويقال للذكر سقب وللأنثى حائل ولا أفعله ما أن في السماء نجما أي ما كان في السماء نجم وما عن في السماء نجم أي ما عرض وما أن في الفرات قطرة أي ما كانت في الفرات قطرة ولا أفعله حتى يؤوب القارظان وحتى يؤوب المنخل وحتى يحن الضب في إثر الإبل الصادرة ولا أفعله ما دعا الله داع وما حج لله راكب ولا أفعله ما أن السماء سماء ولا أفعله ما دام للزيت عاصر ولا أفعله ما اختلفت الدرة والجرة واختلافهما أن الدرة تسفل والجرة تعلو ولا أفعله ما اختلف الملوان والفتيان والعصران والجديدان والأجدان يعني الليل والنهار ولا أفعله ما سمر ابنا سمير ولا أفعله سجيس عجيس وسجيس الأوجس وما غبا غبيس وأنشد الأموي
( وفي بني أم دبير كيس ... على الطعام ما غبا غبيس )
ولا أفعله ما حنت النيب وما أطت الإبل وما غرد راكب وما غرد الحمام وما بل بحر صوفة ولا أفعله أخرى المنون أي أخرى الدهر ولا أفعله يد الدهر وقفا الدهر وحيري الدهر ولا أفعله سمير الليالي قال الشنفرى

( هنالك لا أرجو حياة تسرني ... سمير الليالي مبسلا بالجرائر )
مبسل مسلم من قول الله تعالى ( أولئك الذين أبسلوا ) ولا أفعله ما لألأت الفور والفور الظباء ولا واحد لها ولألأت بصبصت بأذنابها ولا أفعله حتى تبيض جونة القار ولا أفعله حتى يرد الضب والضب لا يشرب ماء أبدا ومن كلامهم الذي يضعونه على ألسنة البهائم قالوا قالت السمكة للضب وردا يا ضب فقال
( أصبح قلبي صردا ... لا يشتهي أن يردا )
( إلا عرادا عردا ... وصليانا بردا )
عراد نبت وعرد ملتف عن أبي محمد
( وعنكثا ملتبدا ... )

باب ما جاء مثنى
الملوان الليل والنهار قال ابن مقبل
( ألا ديار الحي بالسبعان ... أمل عليها بالبلى الملوان )
وهما الجديدان والأجدان والعصران ويقال العصران الغداة والعشي قال حميد بن ثور
( ولن يلبث العصران يوم وليلة ... إذا طلبا أن يدركا ما تيمما )

وقال الاخر
( وأمطله العصرين حتى يملني ... ويرضى بنصف الدين والأنف راغم )
وهما الفتيان والردفان والصرعان الغداة والعشى قال ذو الرمة
( كأنني نازع يثنيه عن وطن ... صرعان رائحة عقل وتقييد )
وهما القرتان والبردان والكرتان قال
( يعدو عليها القرتين غلام ... )
والحجران الذهب والفضة والأسودان التمر والماء قال وضاف قوم مزبدا المدني فقال مالكم عندي إلا الأسوادن فقالوا إن في ذلك لمقنعا التمر والماء فقال ما لذاك عنيت إنما أردت الحرة والليل والأبيضان اللبن والماء قال الشاعر
( ولكنه يأتي لي الحول كاملا ... ومالي إلا الأبيضين شراب )
والأصفران الذهب والزعفران ويقال الورس والزعفران والأحمران الشراب واللحم فإذا قيل الأحامرة ففيها الخلوق قال الشاعر
( إن الأحامرة الثلاثة أهلكت ... مالي وكنت بهن قدما مولعا )
( الراح واللحم السمين وأطلي ... بالزعفران فلن أزال مولعا )

والأصمعان القلب الذكي والرأي العازم وقولهم إنما المرء بأصغريه يعني بقلبه ولسانه قال الأصمعي وقولهم ما يدري أي طرفيه أطول يعني نسبه من قبل أبيه ونسبه من قبل أمه وقال أبو عبيدة لا يملك طرفيه يعني استه وفمه إذا شرب الدواء أو سكر أو سلح والغاران البطن والفرج وهما الأجوفان يقال للرجل إنما هو عبد غاريه قال الشاعر
( ألم تر أن الدهر يوم وليلة ... وأن الفتى يسعى لغاريه دائبا )
وقولهم ذهب منه الأطيبان يعني النوم والنكاح ويقال الأكل والنكاح والأصرمان الذئب والغراب لأنهما انصرما من الناس أي انقطعا قال المرار
( على صرماء فيها أصرماها ... وخريت الفلاة بها مليل )
وقال أبو عبيدة الأيهمان عند أهل البادية السيل والجمل الهائج يتعوذ منهما وهما الأعميان وعند أهل الأمصار السيل والحريق والأصمعي الفرجان سجستان وخراسان قال حارثة بن بدر الغداني
( على أحد الفرجين كان مؤمري ... )

قال أبو عبيدة السند وخراسان والأزهران الشمس والقمر والأقهبان الفيل والجاموس قال رؤبة
( والأقهبين الفيل والجاموسا ... )
والمسجدان مسجد مكة ومسجد المدينة قال الشاعر
( لكم مسجدا الله المزوران والحصى ... لكم قبصه من بين أثرى وأقترا )
أراد من بين من أثرى وبين من أقتر والحرمان مكة والمدينة والخافقان المشرق والمغرب لأن الليل والنهار يخفقان فيهما والمصران الكوفة والبصرة وهما العراقان وقول الله جل وعز ( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) يعني مكة والطائف والرافدان دجلة والفرات قال الشاعر
( بعثت على العراق ورافديه ... فزاريا أحذ يد القميص )
والنسران النسر الطائر والنسر الواقع والسماكان السماك الرامح والسماك الأعزل وسمي رامحا لأن قدامه كوكبا وسمي الآخر أعزل لأنه ليس قدامه شيء والخراتان نجمان والشعريان الشعري العبور والشعري الغميصاء والذراعان نجمان والهجرتان هجرة إلى الحبشة وهجرة إلى المدينة ويقال إنهم لفي الأهيغين من الخصب وحسن الحال ويقال عام أهيغ إذا كان مخصبا كثير العشب

والمحلتان القدر والرحى فإذا قيل المحلات فهي القدر والرحى والدلو والشفرة والفأس والقداحة أي من كان عنده هذا حل حيث شاء وإلا فلا بد له من أن يجاور الناس يستعير بعض هذه الأشياء منهم قال الشاعر
( لا تعدلن أتاويين تضربهم ... نكباء صر بأصحاب المحلات )
والأتاويون الغرباء والأبتران العير والعبد سميا أبترين لقلة خيرهما أبو عبيدة يقال اشو لنا من بريميها شيئا أي من الكبد والسنام والحاشيتان ابن المخاض وابن اللبون يقال أرسل بنو فلان رائدا فانتهى إلى أرض قد شبعت حاشيتاها والصردان عرقان مكتنفا اللسان قال الشاعر
( وأي الناس أغدر من شآم ... له صردان منطلق اللسان )
أبو زيد الصدمتان جانبا الجبين والناظران عرقان في مجرى الدمع على الأنف من جانبيه قال جرير
( وأشفي من تخلج كل جن ... وأكوي الناظرين من الخنان )
وقال الآخر
( قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد )
والشأنان عرقان ينحدران من الرأس إلى الحاجبين ثم العينين
والقينان موضع القيد من وظيفي يدي البعير قال ذو الرمة

( دانى له القيد في ديمومة قذف ... قينيه وانسفرت عنه الأناعيم ) ويقال جاء ينفض مذرويه إذا جاء يتوعد ويقال جاء يضرب أزدريه إذا جاء فارغا قال عنترة
( أحولي تنفض استك مذرويها ... لتقتلني فهأنذا عمارا )
والناهقان عظمان يبدوان من ذي الحافر في مجرى الدمع ويقال لهما أيضا النواهق قال الشاعر
( بعاري النواهق صلت الجبين ... يستن كالتيس ذي الحلب )
والجبلان جبلا طيئ سلمى وأجأ ينسب إليهما الأجئيون ويقال للمرأة إنها لحسنة الموقفين وهما الوجه والقدم ويقال ابتعت الغنم اليدين أي بثمنين بعضها بثمن وبعضها بثمن آخر قال وقال بعض العرب إذا حسن من المرأة خفياها حسن سائرها يعني صوتها وأثر وطئها لأنها إذا كانت رخيمة الصوت دل ذلك على خفرها وإذا كانت متقاربة الخطى وتمكن أثر وطئها دل ذلك على أن لها أردافا وأوراكا قال وقال بعض العرب سئل ابن لسان الحمرة عن الضأن فقال مال صدق قرية لاحمى بها إذا أفلتت من جرتيها يعني من المجر في الدهر الشديد ومن النشر وهو أن تنتشر بالليل فتأتي عليها السباع ويقال مجرة وممجر وهو أن يعظم ما في بطنها من الحمل وتكون مهزولة لا تقدر على النهوض قال ابن لجأ

( وتحمل الممجر في كسائها ... )
قال الأصمعي ومنه قيل للجيش العظيم مجر لثقله وضخمه وقال الكلابي المتمنعان البكرة والعناق تمنعان على السنة بفتائهما وأنهما تشبعان قبل الجلة وهما المقاتلتان الزمان عن أنفسهما ويقال رعى بني فلان المرتان يعني الألاء والشيح ويقال ما لهم الفرضتان والفريضتان وهما الجذعة من الغنم والحقة من الإبل

باب الاسمين يغلب أحدهما على صاحبه لشهرته أو لخفته من الناس
العمران عمرو بن جابر بن هلال بن عقيل بن سمى بن مازن بن فزارة وبدر بن عمرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة وهما روقا فزارة قال قراد بن حنش الصاردي من بني الصادر بن مرة
( إذا اجتمع العمران عمرو بن جابر ... وبدر بن عمرو خلت ذبان تبعا )
( وألقوا مقاليد الأمور إليهم ... جميعا قماء كارهين وطوعا )
والزهدمان زهدم وقيس من بني عوير بن رواحة بن ربيعة بن مازن ابن الحرث بن قطيعة بن عبس بن بغيض وهما ابنا حزن بن وهب بن عوير اللذان أدركا حاجب بن زرارة يوم جبلة ليأسراه فغلبهما عليه مالك ذو الرقيبة القشيري ولهما يقول قيس بن زهير
( جزاني الزهدمان جزاء سوء ... وكنت المرء يجزأ بالكرامه )

عن ابن الكلبي وقال أبو عبيدة هما زهدم وكردم والأحوصان الأحوص بن جعفر بن كلاب واسمه ربيعة وكان صغير العينين وعمرو ابن الأحوص وقد رأس وقول الأعشى
( أتاني وعيد الحوص من آل جعفر ... فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا )
يعني عبد عمرو بن شريح بن الأحوص وعنى بالأحوص من ولده الأحوص منهم عوف بن الأحوص وعمرو بن الأحوص وشريح بن الأحوص وقد رأس وهو الذي قتل لقيط بن زرارة يوم جبلة وربيعة بن الأحوص وكان علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص نافر عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر فهجا الأعشى علقمة ومدح عامرا ومدح الحطيئة علقمة والأبوان الأب والأم والحنتفان الحنتف وأخوه سيف ابنا أوس بن حميري بن رياح بن يربوع والمصعبان مصعب بن الزبير وابنه والخبيبان عبد الله بن الزبير وأخوه مصعب وكان يقال لعبد الله بن الزبير أبو خبيب وقال الراعي
( وما أتيت أبا خبيب وافدا ... يوما أريد لبيعتي تبديلا )
وقال الراجز
( قدني من نصر الخبيبين قدى ... ليس الإمام بالشحيح الملحد )
يعني أبا خبيب ومن كان على رأيه والحران الحر وأبي وهما أخوان قال الشاعر

( ألا من مبلغ الحرين عني ... مغلغلة وخص بها أبيا )
( يطوف بي عكب في معد ... ويطعن بالصملة في قفيا )
والعمران أبو بكر وعمر فغلب عمر لأنه أخف الاسمين وقيل لعثمان رحمة الله عليه تسلك سيرة العمرين وقال الفرزدق يمدح هشام بن عبد الملك
( فحل بسيرة العمرين فينا ... شفاء للقلوب من السقام )
قال الفراء أخبرني معاذ الهراء قال لقد قيل سيرة العمرين قبل أن يولد عمر بن عبد العزيز قال أبو عبيدة فإن قيل كيف بدئ بعمر قبل أبي بكر وهو قبله وهو أفضل منه فقيل إن العرب تفعل هذا يبدءون بالأخس يقولون ربيعة ومضر وسليم وعامر ولم يترك قليلا وكثيرا قال أبو يوسف وزعم الأصمعي عن أبي هلال الراسبي عن قتادة أنه سئل عن عتق أمهات الأولاد فقال أعتق العمران فما بينهما من الخلفاء أمهات الأولاد ففي قول قتادة عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز لأنه لم يكن بين أبي بكر رحمة الله عليه وعمر رحمة الله عليه خليفة والأقرعان الأقرع بن حابس وأخوه مرثد والطليحتان طليحة بن خويلد الأسدي وأخوه والحزيمتان والزبينتان من باهلة من عمرو بن ثعلبة وهما حزيمة وزبينة قال أبو معدان الباهلي
( جاء الحزائم والزبائن دلدلا ... لا سابقين ولا مع القطان )
( فعجبت من عوف وماذا كلفت ... ويجئ عوف آخر الركبان )
وقوله دلدلا أي يتدلدلون بين الركبان لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء

باب ما أتى مثنى من أسماء الناس لاتفاق الاسمين
الثعلبتان ثعلبة بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة ابن سعد بن فطرة بن طيئ وثعلبة بن رومان بن جندب قال الشاعر
( يأبى لي الثعلبتان الذي ... قال خباج الأمة الراعية )
خباج ضراط وأم جندب جديلة بنت سبيع بن عمرو من حمير إليها ينسبون والقيسان من طيئ قيس بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود وقيس بن هامة بن عتاب بن أبي حارثة والكعبان كعب بن كلاب وكعب بن ربيعة بن عقيل بن كعب ربيعة بن عامر والخالدان خالد بن نضلة بن الأشتر ابن حجوان بن فقعس وخالد بن قيس بن المضلل بن مالك الأصغر بن منقذ بن طريف بن قعين قال الشاعر
( وقبلي مات الخالدان كلاهما ... عميد بني جحوان وابن المضلل )
الأصمعي الذهلان ذهل بن ثعلبة وذهل بن شيبان والحارثان الحارث بن ظالم بن حذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة والحارث بن وف بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة صاحب الحمالة

والعامران عامر بن مالك بن جعفر وهو ملاعب الأسنة وهو أبو براء وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب والحارثان في باهلة الحارث بن قتيبة والحارث بن سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم ابن قتيبة وفي بني قشير سلمتان سلمة بن قشير وهو سلمة الشر وأمه لبيني بنت كعب بن كلاب وسلمة بن قشير وهو سلمة الخير وهو ابن القسرية وفيهم العبدان عبد الله بن قشير وهو الأعور وهو ابن لبينى وعبد الله بن سلمة بن قشير وهو سلمة الخير وفي عقيل ربيعتان ربيعة بن عقيل وهو أبو الخلعاء وربيعة بن عامر ابن عقيل وهو أبو الأبرص وقحافة وعرعرة وقرة وهما ينسبان إلى الربيعتين والعوفان في سعد عوف بن سعد وعوف بن كعب ابن سعد والمالكان مالك بن زيد ومالك بن حنظلة
والعبيدتان عبيدة بن معاوية بن قشير وعبيدة بن عمرو بن معاوية

ومما جاء مثنى مما هو لقب وليس باسم
الحرقتان تيم وسعد ابنا قيس بن ثعلبة قال ابن الكلبي الكردوسان من بني مالك بن زيد مناة بن تميم قيس ومعاوية ابنا مالك ابن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة وهما في بني فقيم بن جرير بن دارم والمزروعان من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم كعب بن سعد ومالك بن كعب بن سعد ويقال لبني عبس وذبيان الأجربان قال عباس بن مرداس

( وفي عضادته اليمنى بنوأسد ... والأجريان بنو عبس وذبيان )
والأنكدان مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ويربوع بن حنظلة قال الراجز
( الأنكدان مازن ويربوع ... ها إن ذا اليوم لشر مجموع )
والكرشان الأزد وعبد القيس والجفان بكر وتيم والقلعان من بني نمير صلاءة وشريح ابنا عمرو بن خويلقة بن عبد الله ابن الحارث بن نمير قال الشاعر
( رغبنا عن دماء بني قريع ... إلى القلعين إنهما اللباب )
( وقلنا للدليل أقم إليهم ... فلا تلغى بغيرهم كلاب )

باب من الألفاظ
يقال عجبت من سرعة ذلك الأمر وعجبت من سرع ذلك الأمر وعجبت من وشكان ذلك الأمر ووشكان ويقال فلان سابغ الفضل على قومه وفلان ضافي الفضل على قومه وقد ضفا يضفو ضفوا ويقال للفرس ضافي السبيب إذا كان سابغ الذنب والعرف والسبيب شعر العرف والذنب ويقال بهذا الرجل والبعير سلعة وبه جدرة وبه ضواة قال مزرد
( قذيفة شيطان رجيم رمى بها ... فصارت ضواة في لهازم ضرزم )

الضرزم الناقة الكبيرة ويقال قد أروى فلان رأسه دهنا وسغبل فلان رأسه دهنا وسغسغ ويقال اختصمنا إلى الحاكم فقطع ما بيننا وفصل ما بيننا وصرى ما بيننا وهو يصري صريا
ويقال حصر فلان بوله وحقن بوله وصرى وصرب بوله ويقال ماء صرى وصرى إذا طال إنقاعه حتى يصفر ويقال لطخ فلان فلانا بشر وأشبه بشر يأشبه أشبا وقشبه يقشبه قشبا وعره يعره عرورا وأنشد الأصمعي للنابغة
( فبت كأن العائدات فرشنني ... هراسا به يغلى فراشي ويقشب )
يقشب يخلط ويقال نسر قشيب إذا خلط له في لحم يأكله سم فإذا أكله قتله فيؤخذ ريشه فيراش به السهام قال الهذلي
( يخر تخاله نسرا قشيبا ... )
وكذلك قشب طعامه ويقال أمر بني فلان بجمع إذا كان مكتوما لم يفشوه ولم يعلم به أحد ويقال باتت فلانة بجمع إذا مات وولدها في بطنها ويقال فلانة من فلان بجمع إذا لم يفتضها ويقال جاء فلان بقبضة مثل جمعه وجمعه كفه حين يقبضها ويقال أخذ فلان بجمع ثياب فلان ويقال افعل ذلك الأمر بحدثان ذلك وافعل ذلك الأمر بجن ذلك قال المتنخل الهذلي
( أروي بجن العهد سلمى ولا ... ينصبك عهد الملق الحول )
وافعل بحداثة ذلك الأمر وبربان ذلك الأمر قال ابن أحمر

( وإنما العيش بربانه ... وأنت من أفنانه مقتفر )
قال ومنه قيل شاة ربي وغنم رباب أي حديثة الولادة وهي في ربابها ويقال للرجل إذا كان واليا وكان سوقة فلان مجرب قد ولى وولى عليه وقد أمر وأمر عليه وقد آل وإيل وقد ساس وسيس عليه ويقال للناقة إذا بالت فدفعت بولها دفعا قد أوزغت إيزاغا ويقال هي تقطع بولها زغلة زغلة وكذلك يقال في الطعنة قد أوزغت بالدم وقد أزغلت ويقال للمرأة الحامل هي موزغ أيضا قال ابن أحمر وذكر القطاة وفرخها وأنها سقته مما شربت
( فأزغلت في حلقه زغلة ... لم تخطئ الجيد ولم تشفتر )
أي تتفرق ويقال للرجل إذا صاح بالسبع ليكفه قد نهنه بالسبع وقد هرج بالسبع وقد جهجه بالسبع وقد هجهج بالسبع وكل ذلك يقال قال لبيد
( أو ذي زوائد لا يطاف بأرضه ... يغشى المهجهج كالذنوب المرسل )
ويقال لليد أو الرجل إذا ورمت ثم سكن ورمها قد انفشت يده وقد اسخاتت يده وقد انحمصت ويقال اكتال فلان طعاما في الجراب واكتال في السلف ويقال اكتال في المزود ويقال جعل فلان متاعه في خرجه وجعل متاعه في كرزه والكرز والخرج سواء ويقال للكبش الذي يحمل خرج الراعي كراز قال الراعي
( ياليت أني وسبيعا في الغنم ... والخرج منها فوق كراز أجم )
ويقال تعود فلان عادة سوء ودرب فلان دربة سوء يدرب دربا والاسم الدربة وضرى بذلك يضرى ضراوة ويروى عن عمر

رضى الله عنه أنه قال إياكم وهذه المجازر فإن لها ضراوة كضراوة الخمر ويقال للرجل إذا كان لا يزال يغشاه أضياف فلان تعتفيه الأضياف وتعفوه الأضياف وتعتريه الأضياف وتعروه الأضياف وفلان كثير العفاة وكثير العافية وكثير العفى ويقال ما دون ذلك الأمر ستر وما دونه حجاب وما دونه وجاج معناها سواء ويقال هزل فلان حتى قلق الخاتم في يده وحتى مرج الخاتم في يده وزاد ابن الأعرابي جرج ويقال توارى الصيد مني في ضراء الوادي وهو شجره وتوارى في خمر الوادي وخمره ما واره من جرف أو حبل من حبال الرمل أو شجر أو شيء منه ومنه قيل دخل في خمار الناس أي فيما يواريه ويستره منهم ويقال للرجل إذا ختل صاحبه هو يدب له الضراء ويمشي له الخمر قال بشر بن أبي خازم
( عطفنا لهم عطف الضروس من الملا ... بشهباء لا يمشي الضراء رقيبها )
ويقال مكان خمر إذا كان كثير الخمر ويقال للثوب إذا كان متينا جلدا هذا ثوب موجح وهذا ثوب ذو أكل ويقال للرجل إذا أرخى إزاره قد أغدف فلان إزاره ورفل إزاره وأسبل إزاره وأذال إزاره ويقال قد أسبغ قناعه وأغدف قناعه إذا أرخى القناع على وجهه ويقال هذا غيم جلب وهو الغيم الذي لا ماء فيه وهذا غيم هف مثله ويقال هذه شهدة هف ليس فيها عسل ويقال للسحاب إذا هراق ماءه جفل وسيق ويقال للرجل إذا كان قصيرا دميما هذا رجل دعبوب وجعبوب وهذا رجل جعشوس وهذا رجل حنزقرة
ويقال للرجل إذا كان قصيرا غليظا هذا رجل حيفس ورجل كلكل وكلا كل وهذا رجل جعظارة فإذا كان قصيرا سمينا

ضخم البطن قيل رجل حبنطأ وحبنطأة وحبنطى بغير همز وهذا رجل حفيثأ وحفيسأ ورجل درحاية فإذا كان سمينا ثم اضطرب لحمه قيل هذا رجل بجباج وهذا رجل وخواخ ويقال للرجل عند موته وللقمر عند امحاقه وللشمس عند غروبها ما بقي من فلان إلا قليل وما بقي منه إلا شفا وكذلك ما بقي من القمر إلا شفا وما بقي من الشمس إلا شفا قال العجاج
( ومربإ عال لمن تشرفا ... أشرفته بلا شفا أو بشفا )
ويقال للرجل إذا أنكح أو نكح في لؤم قد نكح فلان في قضأة ونكح في إبة ونكح في دناءة ويقال في حسب فلان قضأة والإبة العار وما يستحيا منه يقال قد أوأتبه إيئابا أي فعلت به فعلا يستحيا منه وقد اتأبت قال وحكى لنا أبو عمرو قال تغدى عند أعرابي من بني أسد ثم رفع يده فقلت له ازدد يا أعرابي قال ما طعامك يا أبا عمرو بطعام تؤبة أي بطعام يستحيا من أكله وقال الشاعر
( تعيرني سلمى وليس بقضأة ... ولو كنت من سلمى تفرعت دارما )
ويقال أصابت فلانا الجراحات أو آثار سياط فيه منها آثار وبه حبارات وبه منها حبور وبه منها أبلاد وبه منها ندوب وبه منها علوب وواحد الحبارات حبار وواحد الحبور حبر وواحد الأبلاد بلد وواحد الندوب ندب وواحد العلوب علب وقد علبته أعلبه

قال الراجز
( لا تملأ الدلو وعرق فيها ... ألا ترى حبار من يسقيها )
وقال الآخر
( لقد أشمتت بي أهل فيد وغادرت ... بجسمي حبرا بنت مصان باديا )
أي أثر جلد
( وما فعلت بي ذاك حتى تركتها ... تقلب رأسا مثل جمعي عاريا )
أي عاريا من الشعر وكان حلق رأس امرأته فاستعدت عليه فجلده الوالي وأغرمه
( وأفلتني منها حماري وجبتي ... جزى الله خيرا جبتي وحماريا )
وقال القطامي
( ليست تجرح فرارا ظهورهم ... وبالنحور كلوم ذات أبلاد )
ويقال اجعل ذلك الأمر في أقصى قلبك واجعل ذلك الأمر في سويداء قلبك وفي أسود قلبك وفي سواد قلبك وفي حبة قلبك وفي حماطة قلبك واجعل ذلك الأمر في جلجلان قلبك ويقال للوعاء إذا فرغ فلم يكن فيه شيء قد خلا وعاء فلان وقد صفر صفرا وهو يصفر صفرا شديدا ويقال عرفت ذلك الأمر في معنى كلامه وفي معناة كلامه وفي معنى كلامه وفي فحوى كلامه وفي لحن كلامه وفي عروض كلامه وفي حوير كلامه ويقال للبعير إذا شددت على

فمه جلدة أو غير ذلك لئلا يعض هذا بعير مكموم وهذا بعير محجوم وهي الكمامة والحجام ويقال أعطيت فلانا مالا مضاربة وأعطيته مالا مقارضة وهو المضارب والمقارض ويقال أسلف إليه في متاع وأسلم إليه في متاع وهو السلم والسلف ويقال للمرأة التي تكلم بالفحش امرأة جلعة وهي امرأة مجعة وهي الجلاعة والمجاعة وهي امرأة بذيئة ويقال فلان يشتكي عكرة لسانه ويشتكي عكدة لسانه وهما أصل لسانه والعكرة القطعة من الإبل تكون خمسين أو نحوها ويقال للتمر وللجرح إذا يبس وذهب ماؤه قد قب وهو يقب قبوبا قال وحكى لنا أبو عمرو قد جز التمر يجز جزوزا إذا يبس ويقال لذلك وللثوب إذا ابتل ثم جف وفيه ندى قد تجفجف فإذا يبس كل اليبس قيل قد قف ويقال ليبيس البقل القف قال الكلبي
( فقام على قوائم لينات ... قبيل تجفجف الوبر الرطيب )
ويقال للرجل إنه لكريم الطبيعة وكريم الضريبة وكريم الغريزة والنحيتة والنحيزة وكريم الخيم والسليقة وكريم النحاس وكريم السوس وكريم التوس ويقال في اللؤم مثل ذلك ويقال جارية حسنة العصب وحسنة الجدل وحسنة الأرم وحسنة المسد ويقال هي جارية معصوبة وممسودة ومجدولة ومأرومة ويقال للرجل هذا رجل مستلب العقل وهذا رجل مهتلس العقل وهذا رجل مهلوس يعني بذلك الرجل الذاهب العقل ويقال هذه امرأة خميصة

وامرأة خمصانة وامرأة مبطنة وامرأة مهفهفة وامرأة قباء بينة القبب ويقال فرس مجفر الجنبين وفرس مجرئش الجنبين وفرس حوشب كل ذلك انتفاخ الجنبين ويقال على فلان ثوب مشبع من الصبغ وعليه ثوب مفدم فإذا قام قياما من الصبغ قيل قد أجسد ثوب فلان فهو مجسد إجسادا ويقال قد جسد على فلان الدم إذا يبس ويقال للزعفران الجساد ويقال نفخ فلان النار فاشتعلت ونفخها فثقبت وهي تثقب ثقوبا وما تشعل به النار من حطب أو حطام فهو الثقوب ويقال قد نفخ ناره فأشعلها وأثقبها ويقال قد شيع ناره وهو أن يجعل تحت الحطب الجزل من دق العيدان والحطام ليسرع اشتعال النار فيه ويقال لذلك الدق الشياع ويقال وقص على نارك وهي أن تلقى عليها من كسار العيدان ويقال لذلك الكسار الوقص ويقال أرض كذا وكذا وقودهم البعر ووقودهم الجلة ووقدوهم الوألة ويقال فلان يلقط البعر ويجتل الجلة وإنما سميت الدابة التي تأكل العذرة الجلالة بهذا ويقال للرجل والدابة إذا تعود الأمر وجرى عليه قد جرن يجرن جرونا ومرن يمرن مرونا ومرانة ويقال قد مرنت يده على العمل وقد أكنبت قال الراجز
( قد أكنبت يداك بعد لين ... وبعد دهن البان والمضنون )
( وهمتا بالصبر والمرون ... )
وقد طابق فلان على كذا وكذا أي مرن عليه ويقال للحية إذا قتلت فتلوت وتثنت قد ارتعصت وقد تبعصصت قال العجاج لناقة ينعتها

( كأن تحتى حية تبعصص ... )
وقال
( إني لا أسعى إلى داعية ... إلا ارتعاصا كارتعاص الحية )
ويقال قد بط فلان الجرح وبج الجرح وهو يبجه بجا وقد أفراه يفريه إفراء قال جبيهاء الأشجعي
( فجاءت كأن القسور الجون بجها ... عساليجه والثامر المتناوح )
ويقال للرجل إذا أسرف في ماله قد أوعب فلان في ماله وقد طأطأ الركض في ماله وقد أنعث في ماله ويقال للرجل إذا خاط خياطة مستعجلة رأيته بشك ثوبه وهو يبشكه بشكا وشمج ثوبه فهو يشمجه شمجا فإذا باعد بين الغرز وأساء الخياطة قيل شمرج ثوبه شمرجة ويقال ناقة بشكى إذا كانت سريعة ويقال للكذاب بشك يبشك ويقال أصابه شيء فجحش وجهه وبه جحش وسجح وجهه وبه سحج وكدح وجهه وبه كدح وبه كدهة وبه كدح وكدهة وكدوح وكدوه ويقال أصابه خدش وأصابه مرش وهي الخدوش والمروش وحكى أبو عمرو القطوف للخدوش واحدها قطف وقد قطفه يقطفه إذا خدشه وأنشد لحاتم
( ولكن وجه مولاك تقطف ... )

ويقال قد قشر الشحم عن ظهر الشاة من كثرته وسحف الشحم سحفا وإذا بلغ ذلك سمن الشاة قيل هي شاة سحوف وناقة سحوف والسحفة للشحمة فيما بين الكتفين إلى الوركين ويقال سمعت حفيف الرحى وسمعت سحيف الرحى وهو صوتها إذا طحنت ويقال للسقاء وللوطب والزق إذا كان عظيما هذا سقاء سبحل وسقاء سبحلل وسحبل وسقاء جحل وسقاء حضجر وقالت امرأة وهي تنعت بنتها
( سبحلة ربحله ... تنمي نبات النخله )
ويقال قد قعد فلان بين العدلين وقعد بين الأونين وقعد بين الفودين ويقال للدابة إذا شرب فصار بطنه مثل العدلين قد أون تأوينا حسنا قال رؤبة
( وسوس يدعو مخلصا رب الفلق ... سرا وقد أون تأوين العقق )
ويقال للغصن إذا كان ناعما يهتز هو يهتز من النعمة وهو يترأد من النعمة وهو يمأد مأدا حسنا ويقال للغصن الناعم والشاب الناعم هو غصن يمؤود وغصن أملود ويقال للناس والدواب إذا مرت جماعة منهم تمشي مشيا ضعيفا مروا يدبون دبيبا ومروا يدجون دجيجا ولا يقال يدجون حتى يكونوا جميعا ولا يقال للواحد ويقال هم الحاج والداج فالداج الأعوان والمكارون ويقال للناس إذا كثروا بمكان فأقبلوا وأدبروا واختلطوا رأيت الناس يغلون ورأيتهم يهتمشون ولهم غليان ولهم همشة ويقال للجراد إذا كان في وعاء فغلى بعضه في بعض له همشة في الوعاء ويقال للرجل إذا كثر ماله أو عدده في انتشرت حجرته وقد ارتعج ماله وارتعج عدده ويقال للرجل الكثير العدد كثر

عدده وكثر قبصه وكثر حصاه ويقال هذه امرأة قد نشزت من زوجها ونشصت ومنه يقال نشصت سنه إذا ارتفعت من موضعها والنشاص غيم أبيض مرتفع وحكى أبو عمرو نشصناهم عن منزلهم أي أزعجناهم ويقال قد ثغا وهو يثغو ثغاء فإذا كان في صوته بحوحة قيل قد فحم وهو يفحم فحما ويقال بكى الصبي حتى غشي عليه وبكى حتى أفحم وهو يفحم إفحاما وفحاما ويقال فلان بحر لا ينزح وفلان بحر لا ينزف وفلان بحر لا يفثج وفلان لا يغضغض وفلان بحر لا يغرض وفلان بحر لا ينكش وفلان بحر لا يوبي وكذلك يقال كلأ لا يوبي أي لا ينقطع لكثرته ويقال قد خممت البيت وقد خممت البئر وقد جششتها وذلك كسح ما فيها من الحمأة والتراب وإخراج ما فيها ويقال فلان جخاف وجفاخ ونفاج وكل ذلك سواء ويقال هو ذو نفج وذو نفخ وذو جخف وهو ذو جفخ ويقال فلان متعظم في نفسه وفلان متفجس وفلان متفخر ويقال فلان شامخ بأنفه وفلان زامخ بأنفه إذا تكبر وتاه ويقال للرجل والدابة إذا أصابه الجرح فارتكض للموت تركته يركض برجله ويدحص برجله ويفحص برجله ويقال للقرح وللجدري إذا يبس وتقرف وللجرب في الإبل إذا قفل قد توسف جلده وتقشقش جلده قال الأصمعي وكان يقال ل ( قل يأيها الكافرون ) ( وقل هو الله أحد ) المقشقشتان أي إنهما تبرئان من النفاق ويقال لما يتعلق في أذناب الشاء وأرفاغها من أبوالها وأبعارها الوذح يقال قد وذحت وهي توذح وذحا ويقال لما يتعلق في أذناب الإبل من ذلك

العبس وقد أعبست الإبل ويقال ما كدت أتخلص من فلان وما كدت أتملص من فلان وما كدت أتملز من فلان وما كدت أتلمس من فلان وما كدت أتفصى من فلان ويقال رشاء ملص إذا كانت الكف تزلق عنه ولا تستمكن من القبض عليه قال الراجز
( فر وأنطاني رشاء ملصا ... كذنب الذيب يعدي هبصا )
ويقال قد فصيته منه أفصيه إذا خلصته ويقال للرجل إذا كان مخفف الهيئة وللمرأة التي ليست بطويلة رجل مقذذ ورجل مزلم وقدح زليم إذا طر وأجيد قده وصنعته وعصا مزلمة وما أحسن ما زلم سهمه قال ذو الرمة
( كأرحاء رقد زلمتها المناقر ... )
أي أخذت من حروفها وسوتها وقولهم هو العبد زلما أي قد قد العبد ويقال للرجل إذا أكثر الصخب والصياح والزجر سمعت لفلان زمجرة وسمعت لفلان غذمرة وفلان ذو زماجر وزماجير وغذامير قال الراعي
( تبصرتهم حتى إذا حال دونهم ... ركام وحاد ذو غذامير صيدح )
ويقال قد ضري فلان بذلك الأمر ضراوة وذئر بذلك ودرب به دربة ويقال للعرق إذا نزا منه الدم نزوا قد نفح ذلك العرق

أقسام الكتاب
1 2 3