كتاب : كتاب جمهرة الأمثال
المؤلف : أبي هلال العسكري

فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
التاء
أتجر من عقرب
وأتعب من راكب فصيل
وأتبع من تولب
أتلى من الشعرى
أتوى من دين
أتلف من سلف
أتيم من المرقش
أتيه من فقيد ثقيف
وأتيه من احمق ثقيف
وأتب من أبي لهب
وأتم من قمر التم
وأتخم من فصيل
واتمك من سنام
وأترف من ربيب نعمة
وأتيس من تيوس تويت

تفسير الباب الثالث
351 - قولهم تمرد مارد وعز الأبلق
يضرب مثلا للرجل العزيز المنيع الذي لا يقدر على اهتضامه
والمثل للزباء الملكة
ومارد حصن دومة الجندل
والأبلق حصن تيماء
وكانت الزباء أرادت هذين الحصنين فامتنعا عليها فقالت ( تمرد مارد وعز الأبلق ) وعز أي امتنع من الضيم
وسمي الله تعالى عزيزا لأن الضيم لا يلحقه وقال أبو كبير الهذلي
( حتى انتهيت إلى فراش عزيزة ... سوداء روثة انفها كالمخصف )
يعني عقابا ممتنعة في أعلى جبل ويجوز ان يكون أصل ( العزيز ) من قولهم ( من عزيز ) أي من غلب سلب فيكون العزيز الغالب والعزيز أيضا القليل يقال شيء عزيز وقد عز إذا قل
وقيل أصل العزيز من الأرض العزاز وهي الأرض الصلبة التي لا تؤثر فيها الأقدام ولا تعمل فيها المناقير والعزيز الذي لا يؤثر فيه الضيم
وقولها ( تمرد ) يقال تمرد الرجل إذا تجرد من الخير وأصله من قولهم شجرة مرداء إذا لم يكن عليها ورق وغلام أمرد لا شعر على وجهه
وكانوا يقولون للأبلق الأبلق الفرد قال الأعشى
( بالأبلق الفرد من تيماء منزلة ... حصن حصين وجار غير غدار )

352 - قولهم تحسبها حمقاء وهي باخس
353 - وقولهم تحقره وينتأ
354 - وقولهم تحت طريقته عندأوة
يضرب مثلا للرجل تزدريه لسكوته وهو يجاذبك وينقصك حقك والبخس النقصان
وفي القرآن ( بثمن بخس ) أي مبخوس و ( تحقره وينتأ ) أي تحقره وهو يرتفع ليأخذ ما ليس له وقال الأصمعي يضرب مثلا للرجل تستصغره وهو يعظم ولم نعرف أصله ونحوه قول وعلة
( والشيء تحقره وقد ينمى ... )
وقول الآخر
( الشر يبدؤه في الأصل أصغره ... )
وقوله
( الشر يبدؤه صغاره ... )
وهذا قريب معناه من معنى المثل وليس منه
والطريقة الضعف
ورجل مطروق أي ضعيف
وبه طريقة وماء مطروق قد خاضته الإبل وبالت

فيه وبعرت وطرق أيضا ونخلة طريق أي طويلة ملساء وقيل هي التي تتناول باليد
355 - قولهم تبلدي تصيدي
يقال ذلك للذى يظهر التبلد ونيته الوثبة
والتبلد التحير
والبلادة خلاف الذكاء وروى ثعلب ( اقصدي تصيدي ) قال يضرب مثلا للرجل يعدل عن الحق أي اطلب الحق تنتفع به
وقيل أصل التبلد ان يضرب إحدى راحتيه على الأخرى
والبلدة الراحة وروى أيضا ( تبلدي تصيدي ) أي التصقي بالأرض
356 - قولهم تجنب روضة وأحال يعدو
يضرب مثلا للرجل تعرض عليه الكرامة فيأباها ويختار الهوان عليها ومعناه ترك الخصب واختار الشقاء والجدب
ونحو هذا وإن لم يكن منه قول الشاعر
( أقول بالمصر لما كظني شبعي ... ألا سبيل الى أرض بها الجوع )
وكان هذا يحب الجوع في الوطن ويكره الشبع في الغربة وكان الجوع عادة لأهل البدو والمكروه إذا اعتيد سهل
وذكر بعضهم لرجل بلاغة العرب

فقال لولا ان العود اجوف لم يكن له صوت قد منع القوم الطعام وأعطوا الكلام والديك أشد ما يكون صفاء صوت وأبعده إذا كان جائعا
357 - قولهم تمشى رويدا وتكون الأولا يراد به أ نه يدرك حاجته فى تؤدة ومثله يريك الهونى والأمور تطير
358 - قولهم ترك ظبي ظله
قال الأصمعي يضرب مثلا للرجل يخرج من مقام خفض الى شقاء وبؤس وقال غيره يضرب مثلا للرجل يتهدد صاحبه بالهجران والقطيعة
وذلك ان الظبي إذا نفر من شيء لم يرجع اليه ابدا قال ابو العالية الشامي
( وكاشح رقيت منه صلة ... بالعفو عن هفوته والزلة )
( حتى سللت ضغنة وغله ... وطامح ذي نخوة مذلة )
( حملته على شباة أله ... ولم أمل الشر حتى مله )

( وشنج الراحة مقفعلة ... ما إن تبض كفه ببله )
( لما ذممت دفة وجلة ... تركته ترك الظبي ظله )
وقريب من هذا المثل قولهم ( هذا امر لا تبرك عليه الإبل ) وذلك ان الإبل إذا انكرت الشيء نفرت منه فذهبت في الأرض ولا يجمعها الراعي الا بتعب
359 - قولهم تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها
يضرب مثلا للرجل يصون نفسه في الضراء ولا يدخل فيما يدنسه عند سوء الحال ومعناه ان الحرة تجوع ولا تكون ظئرا لقوم على جعل تأخذ منهم فيلحقها عيب
وكان اهل بيت زرارة حضان الملوك فافتخر بذلك حاجب بن زرارة فقال
( حللنا بأثناء العذيب ولم تكن ... تحل بأثناء العذيب الركائب )
( لنكسب مالا او نصيب غنيمة ... وعند ابتلاء النفس تحوى الرغائب )
( حضنا ابن ماء المزن وابن محرق ... إلى ان بدت منهم لحى وشوارب )
فعابه الناس وقالوا ما رأينا من يفتخر بالمعائب غيره وذلك ان الظئر خادمة والخدمة تضع ولا ترفع
وقيل ( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ) أي ولا تهتك نفسها وتبدى منها ما لا ينبغي ان يبدى

والمثل للحارث بن سليل الأسدي وذلك انه زار علقمة بن خصفة الطائي وكان شيخا كبيرا وكان حليفا له فنظر الى ابنته الزباء وكانت من أحسن اهل دهرها فأعجب بها فقال له أتيتك خاطبا وقد ينكح الخاطب ويدرك الطالب ويمنح الراغب فقال له علقمة أنت كفء كريم يؤخذ منك العفو ويقبل منك الصفو فأقم تنظر في أمرك ثم انكفأ الى امها فقال إن الحارث بن سليل سيد قومه حسبا ومنصبا وبيتا وقد خطب الينا الزباء فلا ينصرفن الا بحاجته فقالت امرأته لابنته أي الرجال احب إليك الكهل الجحجاح الواصل المياح ام الفتى الوضاح قالت لا بل الفتى الوضاح قالت إن الفتى يعيرك وإن الشيخ يميرك وليس الكهل الفاضل الكثير النائل كالحدث السن الكبير المن قالت يا امتاه إن الفتاة تحب الفتى كحب الرعاء أنيق الكلا قالت أي بنية إن الفتى شديد الحجاب كثير العتاب قالت ان الشيخ يبلى شبابي ويدنس ثيابي ويشمت بي أترابي فلم تزل بها امها حتى غلبتها على رأيها فتزوجها الحارث على خمسين ومائة من الإبل وخادم وألف درهم فابتنى بها ثم رحل بها إلى قومه فبينا هو ذات يوم جالس بفناء قبته وهي الى جانبه إذ أقبل شباب من بني أسد يعتلجون فتنفست الصعداء ثم أرخت عينيها بالبكاء فقال لها ما يبكيك قالت مالي وللشيوخ الناهضين كالفروخ فقال لها ثكلتك أمك تجوع الحرة ولا تاكل بثدييها فذهبت مثلا ثم قال لها اما وأبيك لرب غارة شهدتها وسبية اردفتها وخمرة شربتها فالحقي بأهلك فلا حاجة لي فيك
وقال

( تهزأت ان رأتني لابسا كبرا ... وغاية الناس بين الموت والكبر )
( فإن بقيت لقيت الشيب راغمة ... وفي التعرف ما يمضي من العبر )
( فإن يكن قد علا رأسي وغيره ... صرف الزمان وتغيير من الشعر )
( فقد أروح للذات الفتى جذلا ... وقد أصيب بها عينا من البقر )
( عنى إليك فإني لا يوافقني ... عور الكلام ولا شرب على الكدر )
ومن امثالهم في الحر قولهم ( الحر في كل زمان حر )
وقول ابن المفرغ
( العبد يقرع بالعصا ... والحر تكفيه الملامة )
وقال غيره
( العبد يقرع بالعصا ... والحر تكفيه الإشارة )
360 - قولهم تسألني برامتين سلجما
يضرب مثلا للملتمس ما لا يجد
وأصله إن امرأة طلبت من زوجها سلجما في قفر من الأرض يقال له رامة وضم اليها مكانا يقرب منها فثنى كما يقولون العمران والقمران
والسلجم بالسين أصله شلجم فارسي أعرب فجعل شينه سينا كما قالوا في أشمويل اسماعيل وقالوا السوس لهذا البلد وهو شوش وربما جعلوا السين في التعريب شيئا كما قالوا في سباط شباط وفي تسرين تشرين وهو هذا الشهر الرومي وليس للروم شين معجمة
والمثل من جملة ارجوزة اولها

( تسألني برامتين سلجما ... إنك إن سألت شيئا أمما )
( جاء به الكرى او تجشما ... )
وقريب من هذا المثل قول الأغلب
( وشر ما رام امرؤ ما لم ينل ... )
361 - قولهم تمام الربيع الصيف
يضرب مثلا في استنجاح تمام الحاجة وأصله في المطر فالربيع اوله والصيف آخره
362 - قولهم التمر في البئر
يراد به من عمل عملا كان له مرجوعه
وأصله ان مناديا كان يقوم في الجاهلية على أطم من آطام المدينة حين يدرك البسر فينادي التمر في البئر أي اكثروا من سقي نخلكم فإن من سقى وجد عاقبة سقيه في تمره
وهذا من مختصر الكلام ونحوه قول الراجز

( جدى لكل عامل ثواب ... الرأس والكرع والإهاب )
وقولهم ( رب شد في الكرز ) وقول أبي تمام
( رب خفض تحت السرى وغناء ... من عناء ونضرة من شحوب )
363 - قولهم تركه على مثل مقلع الصمغة
364 - وقولهم تركه على مثل ليلة الصدر
365 - وقولهم تركه أنقى من الراحة
معناه اجتح ماله فلم يترك له شيئا والصمغة إذا قلعت بقي مكانها عاريا لا شيء فيه
والمعنى في ليلة الصدر ان الناس إذ صدروا عن الماء بقي خاليا لا شيء فيه
ومثله قولهم ( تركه أنقى من الراحة ) والراحة بطن الكف أي لا شيء له كما ان الراحة لا شعر فيها
366 - قولهم تركته على مثل مشفر الأسد
أي تركته عرضة للمهالك
و ( تركته على مثل حد السيف وحرف السيف ) كذلك
و ( تركته على مثل شراك النعل ) في الضيق

حكى ثعلب ذلك ويقولون ( تركته على مثل خد الفرس ) أي على طريق واضح
367 - قولهم تسمع بالمعيدي لا ان تراه
هكذا رواه الأصمعي
ورواه غيره ( ان تسمع بالمعيدي خير من ان تراه )
والمثل لشقة بن ضمرة والمعيدي تصغير معدي والدال يخفف ويثقل في هذا المثل والأصل التثقيل وقال بعضهم هو منسوب الى معيد وهو اسم قبيلة وأنشد
( سيعلم ما يغني معيد ومعرض ... إذا ما تميم غرقتك بحورها )
والمثل للنعمان بن المنذر
أخبرنا ابو احمد قال أخبرنا محمد بن سلم بن هارون قال حدثنا القاسم بن يسار قال حدثنا عكرمة الضبي قال كان اصل قولهم ( تسمع بالمعيدي لا ان تراه ) ان رجلا من بني تميم يقال له ضمرة كان يغير على مسالح النعمان بن المنذر حتى إذا عيل صبر النعمان كتب إليه ان أدخل في طاعتي ولك مائة من الإبل فقبلها وأتاه فلما نظر إليه إزدراه وكان ضمرة دميما فقال ( تسمع بالمعيدي لا أن تراه ) فقال ضمرة مهلا أيها الملك إن الرجال لا يكالون بالصيعان وإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه

إن قاتل قاتل بجنان وان نطق نطق ببيان
قال صدقت لله درك هل لك علم بالأمور وولوج فيها قال والله أني لأبرم منها المسحول وانقض منها المفتول وأجيلها حتى تجول ثم انظر الى ما تؤول وليس للأمور بصاحب من لم ينظر في العواقب
قال صدقت لله درك فأخبرني ما العجز الظاهر والفقر الحاضر والداء العياء والسوأة السوآء قال ضمرة اما العجز الظاهر فهو الشاب القليل الحيلة اللزوم للحليلة الذي يحوم حولها ويسمع قولها إن غضبت ترضاها وإن رضيت تفداها واما الفقر الحاضر فالمرء لا تشبع نفسه وإن كان من ذهب خلسه واما الداء العياء فجار السوء إن كان فوقك قهرك وإن كان دونك همزك وإن أعطيته كفرك وإن منعته شتمك فإن كان ذاك جارك فاخل له دارك وعجل منه فرارك والا فأقم بذل وصغار وكن ككلب هرار
واما السوءة السوآء فالحليلة الصخابة الخفيفة الوثابة السليطة السبابة التي تعجب من غير عجب وتغضب من غير غضب الظاهر عيبها المخوف غيبها فزوجها لا تصلح له حال ولا ينعم له بال إن كان غنيا لم ينفعه غناه وإن كان فقيرا أبدت له قلاه فأراح الله منها بعلها ولا متع بها أهلها فأعجب النعمان حسن كلامه وحضور جوابه فأحسن جائزته واحتبسه قبله
368 - قولهم تطعم تطعم
يراد بهه ادخل في الأمر تشتهه وأصله في الرجل لا يشتهي الطعام

فإذا ذاقه اشتهاه والصعب من الأمور إذا كنت بعيدا عنه تجده أصعب وإذا دخلت فيه وجدته أسهل وقيل توسط الشر تأمنه وكل هول على مقدار هيبته
369 - قولهم ترك الخداع من أجرى من مائة
المثل لقيس بن زهير ونذكر حديثه في الباب الخامس إن شاء الله تعالى
370 - قولهم تقيس الملائكة الى الحدادين
الحدادون السجانون وكل مانع عند العرب حداد والحد المنع والمحدود الممنوع من الرزق
وأصل المثل انه لما أنزل الله تبارك وتعالى ( عليها تسعة عشر ) قال ابو جهل ما تسعة عشر الرجل منا بالرجل منهم فأنزل الله عز و جل ( وما جعلنا أصحاب النار الا ملائكة ) أي فمن يطيق الملائكة فقال له المسلمون ( تقيس الملائكة بالحدادين ) أي السجانين من الناس فجرى مثلا في الصغير يقاس بالكبير

371 - قولهم تجشأ لقمان من غير شبع
مقل للرجل يظهر الغنى وهو فقير والجلد وهو ضعيف
وأصله في الرجل يتجشأ على جوع
أخبرنا أبو أحمد عن عبدان عن إبراهيم بن محمد المقدمي عن أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن محمد بن المنكدر قال قال النبي ( لتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور )
وأخبرنا الصولي عن أبي العيناء قال قال الأصمعي يوما بحضرة أبي عبيدة كان ابي يساير مسلم بن قتيبة يوما على دابة فقال ابو عبيدة سبحان الله والحمد لله قال النبي ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) والله ما ملك أبوك دابة قط الا في الزهادة و ( ثوبا زور ) يعني ثياب اهل الزهادة يلبسها من ليس من اهلها
372 - قولهم تحفظ أخاك إلا من نفسه
معناه انك تحفظه من الناس إذا كادوه فأما إذا كاد هو نفسه وأساء إليها ولم تقدر على حفظه منها
والفرس تقول ليس لجناية المرء على نفسه دواء وإذا كان اللص من الأهل لم يمكن التحفظ منه ونحوه قول الآخر أنا ارفعك ونفسك تضعك واعلم ان الغلبة لك

373 - قولهم تحت الرغوة الصريح
يضرب مثلا للأمر تظهر حقيقته بعد خفائها
والمثل لعامر بن الظرب أخبرنا ابو احمد عن ابي بكر بن دريد عن عمه عن ابيه عن ابن الكلبى قال كان عامر بن الظرب يدفع بالناس في الحج فحج ملك من ملوك حمير فرآه فقال لا اترك هذا المعدي حتى أذله وأفسد عليه امره فلما رجع الى بلده وصدر الناس أرسل إليه أني احب ان تزورني فأحبوك وأكرمك واتخذك خلا وصديقا فأتى قومه فقالوا أنفذ وننفذ معك فنتجه بجاهك فخرج وأخرج معه نفرا فلما قدم بلاد الملك تكشف له رأيه وأبصر سوء ما صنع بنفسه فقال الا ترون ان الهوى يقظان وأن العقل نائم وهو اول من قاله فمن هناك يغلب الرأي الهوى ومن لم يغلب الهوى بالرأي ندم عجلت حين عجلتم ولن اعود بعد ما اعجل برأي إنا قد تورطنا في بلاد هذا الملك فلا تسبقوني بريث أمر أقيم عليه ولا بعجلة رأي أخف معه دعوني وحيلتي فإن رأيي لي ولكم
فلما قدم على الملك ضرب عليه قبة واكرمه وأكرم أصحابه فقالوا قد أكرمنا كما ترى وبعدها ما هو خير فقال لا تعجلوا فإن لكل عام طعاما ولكل راع مرعى ولكل مراح مريحا وتحت الرغوة الصريح
وهو اول من قاله فمكثوا أياما ثم بعث إليه الملك فتحدث

عنده وقال إني قد رأيت ان اجعلك الناظر في امور قومي فقد ارتضيت عقلك فافرغ لما اريد
قال أحسب ان رغبتك في قربي بلغت بي ان تخلع لي ملكك وقد تفضلت إذا اهلتني لهذه المنزلة ولي كنز علم لست اعمل الا به تركته في الحي مدفونا وإن قومي أضناء بي فاكتب لي سجلا بجباية الطريق فيرى قومي طمعا تطيب أنفسهم به عني فأستخرج كنزي وأرجع اليك فكتب له سجلا بجباية الطريق وجاء أصحابه فقال ارتحلوا حتى إذا برزوا قالوا لم نر كاليوم وافد قوم أقل ولا ابعد من نوال منك فقال لهم مهلا فإنه ليس على الرزق فوت وغانم من نجا من الموت والملك خوف والسيف حيف ومن لم ير باطنا يعش واهنا فلما قدم على قومه قال ( رب أكلة تمنع أكلات ) وهو اول من قاله فأقام ولم يرجع
374 - قولهم ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل
يضرب مثلا للرجل له منظر ولا مخبر له والدخل ما يبطن في الشيء
يقال شيء مدخول إذا كان فاسد الجوف
وفي الأثر هدنة على دخن وعلى دخل أي مصالحة على فساد ضمائر وقريب منه قول الشاعر
( ويخلف ظنك الرجل الطرير ... )

وقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر
( وأحمق تحسبه كيسا ... وقد تعجب العين من شخصه )
( وآخر تحسبه جاهلا ... ويأتيك بالأمر من فصه )
ونحو ذلك قول الآخر
( وينفع أهله الرجل القبيح ... )
375 - قولهم تنهانا امنا عن الغي وتغدو فيه
يضرب مثلا للرجل ينهى عن الشيء ويأتيه
وأصله ان امرأة كانت تؤاجر نفسها وكانت لها بنات تخاف ان يأخذن أخذها فكانت إذا غدت في شأنها تقول لهن احفظن انفسكن وإياكن ان يقربكن أحد فقالت إحداهن ( تنهانا أمنا عن الغي وتغدو فيه ) ومن هاهنا اخذ الشاعر قوله
( لاتنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم )
وفي كلام امير المؤمنين علي عليه السلام لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ويؤخر التوبة بطول أمل يقول في الدنيا بقول الزاهدين ويعمل فيها بعمل الراغبين إن أعطي لم يشبع وإن منع لم يقنع يعجز عن شكر ما اوتي ويبتغي الزيادة فيما بقي ينهى ولا ينتهي ويامر بما لا يأتي يحب الطالحين ولا يعمل بعملهم ويبغض الصالحين وهو منهم تغلبه نفسه

على ما يظن ولا يغلبها على ما يستقين فهو يطاع ويعصى ويستوفي ولا يوفي
قال الشاعر
( لا تلم المرء على فعله ... وأنت منسوب إلى مثله )
( من عاب شيئا واتى مثله ... فإنما دل على جهله )
376 - قولهم التجلد ولا التبلد
يقول ينبغي ان يتجلد الرجل في الأمور ويتيقظ ولا يتبلد أي لا يتحير
وقد ذكرت أصله في الباب الأول
ونحوه قول الشاعر وهو سعد ابن ناشب
( تؤنبني فيما ترى من شراستي ... وقوة نفسي أم عمرو وما تدري )
( وفي اللين ضعف والشراسة هيبة ... ومن لا يهب يحمل على مركب وعر )
377 - قولهم ترهات البسابس
الواحدة ترهة قيل إنها دويبات لا يكون يرين سرعة
قال الشاعر
( من ترهات وجندب ... )

ويقال للكذب وما اخذه إخذه ترهات البسابس أي باطل لا يتحصل
وقال الأصمعي هي الطرق الصغار التي تتشعب من الطريق الأعظم
والبسابس جمع بسبس وهي الصحراء التي لا شيء فيها بسبس وسبسب سواء فإذا جاء الرجل بالأباطيل وتكلم بالمحال قيل أخذ في ترهات البسابس كما يقال ركب بنيات الطريق
أخبرنا ابو أحمد عن ابي بكر عن عبد الرحمن عن عمه قال كان ابو الهندي مستهترا بالشراب فعذله قومه فأنشأ يقول
( إذا صليت حمسا كل يوم ... فإن الله يغفر لي فسوقي )
( ولم أشرك برب الناس شيئا ... فقد أمسكت بالحبل الوثيق )
( فهذا الدين ليس به خفاء ... فدعني من بنيات الطريق )
قال ابو بكر بنيات الطريق الطرق الصغار تتشعب من الطريق الأعظم ثم ترجع إليه
378 - قولهم تكذيب المنى أحاديث الضبع استها
يقال ذلك في ذم التمني والطمع الكاذب وقال عنترة في قريب من ذلك
( ألا قاتل الله الطلول البواليا ... وقاتل ذكراك السنين الخواليا )
( وقولك للشيء الذي لا تناله ... إذا ما هو احلولي الا ليت ذاليا )

ويريد بالتكذيب هنا ان يكذبك المنى لا ان تكذبها
379 - قولهم تلك بتلك عمرو
يضرب مثلا للرجل يجازي صاحبه بمثل فعله
وأصله أن عمرو بن حدير ابن سلمى بن جندل بن نهشل كانت تحته امرأة معجبة جميلة وكان ابن عمه يزيد بن المنذر بن سلمى بن جندل يهواها فدخل عمرو عليها فصادفه عندها فطلقها ثم أغير على الحي فركب عمرو فابتدره فوارس فصرعوه فحمل عليهم يزيد فاستنقذه وقال ( تلك بتلك عمرو ) أي إن كنت أسأت إليك في امرأتك فقد أحسنت إليك في تخليص مهجتك
380 - قولهم تقلدها طوق الحمامة
يقال ذلك للرذيلة يأتيها الإنسان فيلزمه عارها وهو من قول الشاعر
( اذهب بها اذهب بها ... طوقتها طوق الحمامة )
381 - قولهم تحلل غيل
يضرب مثلا للرجل يحلف على الشيء ليكونن فيكون خلافه

وأصله أن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم وكان يلقب مقروعا عشق الهيجمانة بنت العنبر بن عمرو بن تميم فطرد عنها فجاء الحارث بن كعب بن زيد مناة ليدفع عنه فضرب على رجله فقطعت فسمي الأعرج وسار عبشمس في بني سعد إلى العنبر يطلبون حقهم في رجل الأعرج فأبوا عليهم فيه فقال عبشمس لأصحابه إن راح إليكم مازن مترجلا متزينا فايأسوا من العقل وإن جاءكم أشعث خبيث النفس فارجوه فراح إليهم في ثياب وهيئة فتحدث اليهم فلما انصرف سمع عبشمس رجلا من أصحاب مازن يتمثل قول غيلان بن مالك
( لا نعقل الرجل ولا نديها ... حتى نرى داهية تنسيها )
فعلم عبشمس الشر فلما اظلم رحل وترك قبته قائمة فطلبه مازن فلم يقدر عليه ثم غزاهم عبشمس فنزل بهم في ليلة ذات برق ورعد فلمعت برقة فرأت الهيجمانة ساقي عبشمس فقالت لأبيها والله لقد رأيت ساقي مقروع فسمعها مازن فقال ( حنت فلا تهنت ) فأرسلها مثلا فقال لها أبوها ( لا أرى لمكذوب فاصدقيني ) فأرسلها مثلا فقالت ثكلتك إن لم اكن رأيت مقروعا ( فانج ولا إخالك ناجيا ) فأرسلتها مثلا فنجا العنبر تحت الليل وصبحتهم بنو سعد فقتلت منهم ناسا منهم غيلان بن مالك فجعلت بنو سعد تحثى عليه التراب وتقول ( تحلل غيل ) وهو من تحله اليمين وتحلة اليمين قوله إن شاء الله وإنما عنوا قوله ( لا نعقل الرجل

ولا نديها ) وكان قد حلف على ذلك فلما قتل جعلوا يهزءون به ويقولون ( تحلل ) أي قل إن شاء الله
وغيل ترخيم غيلان كما تقول في ترخيم عثمان عثم وتبعوا العنبر فلحقوه على فرس يسوق إبله فيمنع ما يتقدم منها ويعقر ما يتأخر فدنا عبشمس منه فكشفت الهيجمانة وجهها واستوهبته إياه فوهبه لها وأخذ بعضهم قولها ( انج ولا إخالك ناجيا ) فقال
( فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... والا فإني لا إخالك ناجيا )
382 - قولهم ترك الخداع من كشف القناع
تذكر خبره في الباب الرابع عشر
383 - قولهم تقطع أعناق الرجال المطامع
وأوله
( طمعت بليلى ان تريع وإنما ... تقطع اعناق الرجال المطامع )
ومن امثالهم في ذلك قول بعضهم
( ولليأس أدنى للعفاف من الطمع ... )
وقال عمر رضي الله عنه الطمع الكاذب فقر حاضر وقال ما الخمر صرفها بأذهب لعقول الرجال من الطمع وفي عجز بيت النعمان

( ليس النجاح مع الحريص الطامع ... )
وقال بعضهم في المعنى الأول
( رأيت مخيلة فطمعت فيها ... وفي الطمع المذلة للرقاب )
وفي بعض الأسجاع العبد حر إذا قنع والحر عبد إذا طمع قاله النبي
384 - قولهم التائب من الذنب كمن لا ذنب له
المثل للنبي قال ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزىء بربه )
385 - قولهم التجارب ليست لها نهاية والمرء منها في زيادة
وأصله قول عمر رضي الله عنه إن الغلام ليحتلم لأربع عشرة وينتهي طوله لإحدى وعشرين وعقله لسبع وعشرين وأما تجاربه فإنها لا تنتهي
معناه كلما عاش وجرب ازداد عقلا ومن امثالهم في التجارب قولهم لا تغز الا بغلام قد عسا
وقد مضت نظائر هذا فيما تقدم

386 - قولهم تنزو وتلين
يضرب مثلا للرجل يتعزز ثم يذل
وأصله في الجدي ينزو وهو صغير فإذا كبر لان والنزو الوثب ونحوه قوله
( وليس كما قد شئته واشتهيته ... ولكن كما شاء الزمان يكون )
( إذا لم أجد شيئا نفيسا أريده ... جزعت فقال الدهر سوف تلين )
387 - قولهم تجاوزت شبيثا والأحص وماءهما
يضرب مثلا للرجل يطلب الشيء وقد فاته
والمثل لجساس بن مرة وذلك أنه لما طعن كليبا فسقط وجعل يجود بنفسه قال له يا جساس اسقني ماء فقال له ( تجاوزت شبيثا والأحص وماءهما ) أي قد فاتك الانتفاع بالماء فقال نابغة بني جعدة
( كليب لعمري كان اكثر ناصرا ... وأيسر جرما منك ضرج بالدم )
( فقال لجساس أغثني بشربه ... تمن بها فضلا علي وأنعم )
( فقال تجاوزت الأحص وماءه ... وبطن شبيث وهو ذو مترسم )

388 - قولهم تالله لولا عتقه لقد بلى
يضرب مثلا للثابت على الشيء والعتق الكرم
389 - قولهم التغرير مفتاح البؤس
التغرير حمل النفس على الغرر
والبؤس الشدة
والمثل لأكثم بن صيفي وسنذكره بعد إن شاء الله
390 - قولهم التواني ينتج الهلكة
قد مر تفسير نظائره
391 - قولهم تخلصت قابية من قوب
رويناه عن ابي احمد عن ابن دريد ( قابية ) من قبا يقبو ورأينا في بعض النسخ ( قائبة )
قال أبو بكر أي تخلصت بيضة من فرخ والوجه ان يقال فرخ من بيضة وقبوت الشيء جمعته ومنه قيل للقباء قباء لأنك تجمع أطرافه
يضرب مثلا للرجل إذا تخلص من ضيق وكرب

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
التاء
392 - أتجر من عقرب
وهو تاجر من تجار المدينة وكان امطل الناس فعامله الفضل بن العباس ابن أبي لهب وكان اشد الناس اقتضاء فلما حل المال قعد الفضل بباب عقرب يقرأ وعقرب على شاكلته في المطل غير مكترث به فلما أعياه قال يهجوه
( قد تجرت في سوقنا عقرب ... لا مرحبا بالعقرب التاجرة )
( كل عدو يتقي مقبلا ... وعقرب تخشى من الدابرة )
( كل عدو كيده في استه ... فغير مخشي ولا ضائره )
( إن عادت العقرب عدنا لها ... وكانت النعل لها حاضرة )
393 - أتعب من رائض مهر
معروف

394 - أتعب من راكب فصيل
والفصيل ولد الناقة وانما يتعب لأنه لم يرض
395 - اتبع من تولب
والتولب ولد الحمار
وولد الفرس يتبع امه وكذلك ولد البقرة ولا أعرف لم خص التولب بذلك
396 - أتلى من الشعرى
وذلك انها تتلو الجوزاء وسميت كلب الجبار كأنها كلب للموزاء والجبار الجوزاء
397 - أتوى من دين
أي أهلك والتوى الهلاك وقد توى إذا هلك
398 - اتلف من سلف
معروف

399 - أتيم من المرقش
وهما مرقشان الأصغر منهما ابن اخي الأكبر والأكبر عمرو بن سعد ابن مالك بن عباد الضبعي وسمي مرقشا لقوله
( كما رقش في ظهر الأديم قلم ... )
وهو من العشاق وصاحبته أسماء بنت عوف بن مالك ويقول فيها وفي صواحبها
( النشر مسك والوجوه دنانير ... واطراف الأكف عنم )
وفي هذه القصيدة
( ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء المرء ما يعلم )
( يأتي الشباب الأفودين ولا ... تغبط أخاك ان يقال حكم )
فأخذه الكميت فقال
( لا تغبط المرء ان يقال له ... أمسى فلان لأهله حكما )
( إن سره طول عيشه فلقد ... أضحى على الوجه طول ما سلما )
والمرقش الأصغر عمرو بن مالك ويقال حرملة بن سعد وهو من العشاق وصاحبته بنت عجلان وهي أمة لبنت عمرو بن هند
ولها يقول

( يا بنت عجلان ما أصبرني ... على خطوب كنحت بالقدوم )
واشتد حبه لها وهجرها له حتى عض على سبابته فقطعها وقال
( ألم تر ان المرء يجذم كفه ... ويجشم من هول الأمور المجاشما )
وفي هذه القصيدة
( فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائما )
400 - أتيه من فقيد ثقيف
وهو من التيه
والتيه التحير
وهو رجل من اهل الطائف عشق امرأة أخيه وهام بها حتى مرض وسقطت قوته فحضره الحارث بن كلدة ليداويه من علته فلم يجد به علة فسقاه خمرا فلما سكر غنى
( ألما بي على الأبيات ... بالخيف أزرهنه )
( غزال ثم يحتل ... بها داربني كنه )
( غزال أحور العينين ... في منطقه غنه )
فأعاد عليه الخمر فقال
( أيها الجيرة اسلموا ... وقفوا كي تسلموا )
( خرجت مزنة من البحر ... ريا تحمحم )
( هي ما كنتي وتزعم ... أني لها حم )

فعرف اخوه ما في نفسه فطلقها ليتزوجها فخاف العار وهام على وجهه ففقد
401 - أتيه من احمق ثقيف
وهو من التيه الذي هو الكبر يعنون يوسف بن عمر وكان أمير العراق من قبل هشام وكان أحمق من أمر ونهى في الإسلام وكان قصيرا دميما وكان خياطه إذا أفضل من الثوب الذي يقطعه له شيئا ضربه مائة سوط وإذا ذكر أنه يحتاج الى شيء أجازه واكرمه وكان له نديم يقال له عبدان وكان من اطول الناس قامة وكان يوسف مثل عقدة رشاء فماشاه يوما فقال له يوسف أينا اطول قال فوقعت في محنة تحتها السيف فقلت أصلح الله الأمير أنت أطول مني ظهرا وانا أطول منك ساقا قال فضحك وقال احسنت
402 - أتب من أبي لهب
والتباب الخسران والمثل مأخوذ من قول الله تعالى ( تبت يدا أبي لهب وتب ) والأول دعاء والثاني خبر

403 - أتم من قمر التم
والتم هاهنا بمعنى التمام
ويقال بدر التمام بالكسر وبلغ الشيء تمامه بالفتح
404 - أتخم من فصيل
وذلك انه يشرب من اللبن فوق ما يحتاج إليه
405 - أتمك من سنام
أي أرفع وسنام تامك أي مرتفع
406 - أترف من ربيب نعمة
والترفه النعمة
407 - أتيس من تيوس تويت
قالوا هو رجل

الباب الرابع فيما جاء من الأمثال في أوله ثاء
فهرسته
ثأطة مدت بماء
ثار حابلهم على نابلهم
الثور يضرب لما عافت البقر
الثيب عجالة الراكب
الثكل أرأمها
ثل عرشه
ثبت لبده
فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في أصولها الثاء
أثقل من ثهلان
ومن تضاد
ومن عماية
ومن أحد
ومن حضن
ومن دمخ
أثقل من حمل الدهيم
أثقل من الزواقي
أثقل من الزاووق
أثقل من الزئبق
أثقل من الكانون
أثقل من النضار
أثقل من رحى البزر
ومن نصف رحى بزر
أثبت من قراد
أثبت من الوشم
أثبت في الدار من الجدار
أثقف من سنور
أثأر من قصير

التفسير
408 - قولهم تأطة مدت بماء
يضرب مثلا للأحمق الذي كلما تخاطبه يزداد حمقا
والثأطة الحمأة فإذا أصابها الماء ازدادت فسادا
وقد وافق هذا من أمثال العجم قول صاحب كليلة لا يحب المذنب ان يفحص عن امره لقبح ما ينكشف منه كالشيء المنتن كلما اثير ازداد نتنا
409 - قولهم ثار حابلهم على نابلهم
يضرب مثل لفساد ذات البين وهيج الشر
والحابل صاحب الحبالة وهي الشبكة والنابل صاحب النبل أي قد اختلط القوم من شدة الشر فصغيرهم يثور على كبيرهم وكبيرهم على صغيرهم
410 - قولهم الثور يضرب لما عافت البقر
هكذا رواه الأصمعي وهو مثل الرجل يؤخذ بذنب غيره
وأصله ان

البقر ترد الماء فتمتنع من الشرب فيضرب الثور ليتقدم حتى تتبعه البقر فتشرب
قال ابو هلال رحمه الله وكانت العرب تزعم ان الجن تركب ظهور الثيران فتمتنع من الشرب وتمتنع البقر معها فتضرب الثيران لتشرب فتشرب البقر معها وقال الأعشى
( لكا لثور والجني يركب ظهره ... وما ذنبه إن عافت الماء مشربا )
( وما ذنبه أن عافت الماء باقر ... وما إن تعاف الماء الا ليضربا )
والبقر الباقر والباقور والبيقور سواء
411 - قولهم الثيب عجالة الراكب
الثيب التي ثابت إلى دار أبويها بعد التزويج أي رجعت وثاب الشيء يثوب إذا رجع ومنه الثواب لأن العامل يرجع إليه ثم كثر ذلك حتى صارت الثيب خلاف البكر على اي حالة كانت
والعجالة ما تتعجله من شيء والمعنى أنه لا مؤونة على المصيب منها لذهاب عذرتها
ويضرب مثلا للشيء تتعجله وتطيب نفسا به عما هو أرفع منه وقد جاء به عن النبي الترغيب في نكاح الأبكار فقال ( عليكم بالأبكار فإنهن أطيب أفواها وأنتق أرحاما ) قال ابو بكر

النتق النفض نتقت الوعاء إذا نفضت ما فيه وامرأة ناتق كثيرة الولد كأنها تنفض ما في رحمها نفضا وقالوا في قول الله عز و جل ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم ) أي اقتلعناه فرفعناه
412 - قولهم الثكل أرأمها
يضرب مثلا للرجل يحفظ خسيس مالديه بعد فقد النفيس
والمثل لبهيس الفزاري وكان يحمق وأمه تبغضه وكان له إخوة خرجوا في وجه وهو معهم فقتلوا الا هو تخلص وجاء امه فقالت أبحوت من بينهم فقال ( لو خيرت لاخترت ) فلما رأت أنه ليس لها غيره أحبته وعطفت عليه فقال ( الثكل أرأمها ) أي عطفها
والرئمان عطف الناقة على ولدها قال سويد بن كراع
( وأنت امرؤ لا يقبل الصلح طائعا ... ولكن متى تظأر فإنك رأتم )
تظأر أي تعطف كرها ظأرته على الأمر إذا عطفته عليه ومنه سميت الظئر ظئرا
413 - قولهم ثل عرشه
يقال ثل عرش فلان وعرشه إذا قتل والثلل الهلاك قال جرير

( إن يثقفوكم يلحقوكم بالثلل ... ) وثل البيت هدمه قال الشاعر
( وعبد يغوث تحجل الطير حوله ... فقد ثل عرشيه الحسام المهند )
والعرش هاهنا مغرز العنق في الكاهل
والعرش السرير وفي القرآن ( نكروا لها عرشها )
ويقال للرجل إذا هلك وولى أمره غار نجمه وذهبت ريحه وطفئت جمرته فإذا انقطع الرجاء منه قيل أخلف نوءه فإذا ذهبت قوته قيل انكسرت شوكته وكل حده وانقطع بطانه وتضعضع ركنه وضعف عقده وذلت عضده وفت في عضده ورق جانبه فإذا ذل قيل لانت عريكته وإذا هلك قيل تعس جده وقال ثعلب يقال ثل ثلله وأثل الله ثلله أي أذهب عزه
414 - قولهم ثبت لبده
يقال للرجل إذا وقع في مكروه ثبت لبده أي ثبت ذلك عليه ولا زال عنه

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في أوائل أصولها
الثاء
415 - أثقل من ثهلان
416 - ومن نضاد
417 - ومن عماية
418 - ومن أحد
419 - ومن حضن
420 - ومن دمخ
كل ذلك أسماء جبال معروفة وكل قوم يتمثلون بالجبل الذي يقرب منهم
قال الشاعر
( كفى حزنا أنى تطاللت كي أرى ... ذرا علمي دمخ فما يريان )

( كأنهما والآل يجري عليهما ... من البعد عينا برقع خلقان )
وقال الشاعر في ثهلان
( ثهلان ذو الهضبات لا يتحلحل ... )
وأصله من الثهل وهو الانبساط وقد اميت فما يستعمل
421 - أثقل من حمل الدهيم
وقد مضى حديثه في الباب الأول
422 - أثقل من الزواقي
وهي الديكة
والزقاء صوت الديك وكان الفتيان يسمرون بالليل حتى إذا زقت الديكة انصرف كل إلى رحله فاستثقلوها لقطعها عليهم سمرهم
423 - أثقل من الزاووق
قيل هو الزئبق ويقال زوق كتابه وزوره إذا حسنه وقومه

وزوق كلامه أيضا وزوق بيته إذا نقشه لأن الزئبق يقع في الأصباغ التي ينقش بها البيت ثم كثر حتى قيل زوق كتابه وزوره إذا حسنه وقومه
424 - أثقل من الطود
425 - أثقل من الزئبق
بكسر الباء والهمز ودرهم مز أبق فيه زئبق
426 - أثقل من كانون
وهو الرجل الثقيل وتكونت علينا أي ثقلت وهو فاعول من كننت الشيء وذلك انه إذا دخل على القوم وهم في حديث ستروه عنه
427 - أثقل من النضار
وهو الذهب وليس في الأشياء شيء أوزن منه ولذلك يرسب في الزئبق ولا يرسب فيه غيره والدابة التي تحمل خمسمائة منا من انواع الحمولة لا تقدر ان تحمل من الذهب قطعة فيها مائة رطل وذلك أنها تكسر ما تحتها من عظمها لاجتماعها وثقلها

428 - أثقل من رحا البزر ومن نصف رحا بزر
فيكون أبلغ لأن النصف لا يمكن إدارته
429 - أثبت من قراد
وذلك انه إذ لزم موضعا من جسد البعير لا يفارقه وعسر نزعه
430 - أثبت من الوشم
وهو السواد الذي تحشى به اليد وغيرها من أعضاء البدن
ولعن رسول الله الواشمة والموتشمة وروى ( المستوشمة ) فالواشمة التي تفعل والموتشمة التي يفعل بها
431 - أثبت في الدار من الجدار
من قول بعض الرجاز في طفيلي
أطفل من ليل على نهار ... أثبت في الدار من الجدار )
( كأنه في الدار رب الدار ... )

432 - أثقف من سنور
وذلك انها إذا وثبت على الفأرة ولم تخطئها
ولفظ ( السنور ) مؤنث وإن أريد به الذكر ومنه الثقاف
433 - أثأر من قصير
قد مر حديثه في الباب الثاني

الباب الخامس فيما جاء من الأمثال في اوله الجيم
فهرسته
جرى المذكيات غلاب
جاور بحرا او ملكا
جدك لا كدك
جروا له الخطير ما انجر
جاحش عن خيط رقبته
جمع جراميزك
الجحش لما بذك الأعيار
جزاء سنمار
جانيك من يجني عليك
جدح جوين من سويق غيره
جلت الهاجن عن الولد
جاوز الحزام الطبيين
الجواد يعثر
جرى منه مجرى اللدود
جاء يفري ويقد
جاء يجر بقره
جاء وعلى حاجبه صوفة
جاء بوركى خبر
جاء سبهللا
جاء بالأربى
جاء يتهبى وجاء يترنس
جاء بالحظر الرطب
جاء بعائرة عين
جاء بالطم والرم
جاءوا قضهم بقضيضهم
ومثله جاءوا جما غفيرا وجاءوا جما غفيرة وجاءوا بأزملهم وجاءوا بحذافيرهم وجاءوا في الحرشف والدخيس والعرمرم وجاءوا على بكرة أبيهم
جاء تضب لثاته
جعلته نصب عيني
جاء ينفض مذرويه
جاء صكة عمي
جذها جذ العير الصليانة
جاء وقد لفظ لجامه
جاء بالهيل والهيلمان
جاء بالضح والريح
جلى محب نظره
جرى الوادى فطم على القرى
جاري بيت بيت
جبلت القلوب على حب من احسن اليها
جبات فلا تعن آبرا
الجرع أروى والرشف أشرب

فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
الجيم
أجبن من المنروف ضرطا
وأجبن من صافر
أجبن من صفرد
وأجبن من كروان
أجبن من الوطواط
أجبن من ليل
أجبن من ثرملة
أجبن من الرباح
وأجرأ من قسورة ومن الهجرس وأجرأ من ذباب
وأجرأ من فارس خضاف
وأجرأ من خاصي خضاف
وأجرأ من خاصي الأسد
وأجرأ من ذي لبدة ومن أسامة
وأجرأ من الماشى بترج
وأجرأ من ليث بخفان وأجرأ من الأيهمين
وأجرأ من الليل
وأجرى من السيل
وأجول من قطرب
وأجوع من كلبة حومل
وأجوع من زرعة
واجوع من لعوة
وأجوع من الذئب
وأجوع من قراد
أجل من الحرش
وأجور من سدوم
وأجشع من أسرى الدخان
أجهل من فراشة
أجهل من حمار
أجهل من عقرب
أجمع من ذرة
وأجمع من نملة
وأجرد من صخرة
وأجرد من صلعة
وأجرد من جراد
أجمل من ذي العمامة
وأجود من الجواد المبر
وأجود من حاتم
وأجود من كعب بن مامة
وأجود من هرم
واجرأ من قاتل عقبة

تفسير الباب الخامس
434 - قولهم جري المذكيات غلاب
أراد ان المسان تؤخذ بالمغالبة والقوة والصغار تدارى ولا تحمل على غلظ ومشقة
وروى ( غلاء ) يراد انها تتغالى في الجرى اي تتباعد
والمذكى المسن وقد ذكى والاسم الذكاء
قال الراجز
( جرى المذكى حسرت عنه الحمر ... )
حسر فهو حاسر وحسر للجميع إذا سقط من الإعياء وليس ذا موضعه
وفي معنى المثل قولهم
( الشيخ أقوى عصا من الصبي )
والمثل لقيس بن زهير العبسي وذلك أنه راهن حذيفة بن بدر الفزاري على داحس والغبراء وهما فرسان وراهنه حذيفة على الخطار والحنفاء والخطر بينهما عشرون من الإبل
والغاية من واردات الى ذات الإصاد وهي مائة غلوة وجعل السابق أول من شرع في ماء كان هناك فلما أرسلت

الحلبة قال حذيفة خدعتك ياقيس قال ( ترك الخداع من اجرى من مائة ) وقد تقدم هذا المثل
ثم قال سبقت والله ياقيس فقال ( جرى المذكيات غلاب )
ثم قال له سبقت ورب الكعبة فقال ( رويد يعلون الجدد ) وكانت بنو فزارة جعلت كمينا فلما طلع داحس سابقا امسكه الكمين ولم يعرف الغبراء وهي خلف داحس مصلية فوردت سابقة فلطمتها بنو فزارة وحلثوها عن الماء وأبت ان تقر لقيس بالسبق ومنعوه الخطر فوقع بينهم الشر فقال بعضهم يذكر ذلك
( لطمن بأعلى ذي الإصاد وجمعهم ... يرون الأذى من ذلة وهوان )
فغزاهم قيس فلحق عوف بن بدر أخا حذيفة فقتله ثم وداه مائة ناقة متلية عشراء والعشراء التي قد أتى على حملها عشرة أشهر
والمتلية التي قد نتج بعضها والباقي يتلوها بالنتاج فالحامل متلية والتي يتبعها ولدها أيضا متلية ثم قتل حمل بن بدر الفزاري مالك بن زهير اخا قيس فأرسل اليه ان اردد الينا إبلنا مع اولادها وكانت قد ولدت عندهم فقد قتلتم بقتيلكم فقالت بنو فزارة أنعطيها أكثر مما اعطونا وامسكوا اولادها وأبى قيس ألا يأخذها مع اولادها
ثم قتل جنيدب بن خلف العبسي مالكا أخا حذيفة فهاج الحرب بين بني عبس وفزارة نحوا من أربعين سنة فقال قيس

( ولكن الفتى حمل بن بدر ... بغى والبغي مرتعه وخيم )
( أظن الحلم دل على قومي ... وقد يستجهل الرجل الحليم )
( ومارست الأمور ومارستني ... فمعوج على مستقيم )
435 - قولهم جاور بحرا او ملكا
معناه أطلب الخصب
وقد اتفقت العرب والفرس في جميع امثالها الا في هذا المثل فإن العرب قالت ( جاور بحرا أو ملكا ) وقالت الفرس ( نه شاه ونه روذ همذورة ) والمعنى لا الملك معرفة ولا البحر جار أي لا تتعرف الى الملك ولا تجاور البحر وقال ابو العتاهية على مذهب الفرس
( إن الملوك بلاء حيثما حلوا ... فلا يكن لك في اكنافهم ظل )
( ماذا ترجى بقوم إن هم غضبوا ... جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا )
( وإن نصحت لهم ظنوك تخذعهم ... واستثقلوك كما يستثقل الكل )
( فاستغن بالله عن ابوابهم كرما ... إن الوقوف على ابوابهم ذل )
وأخذ كشاجم معنى المثل فقال يخاطب ابن مقلة الخطاط
( أصبحت جارك فاكنفني برأيك من ... دهر أراه لصدري مرصدا نبله )
( إني لموضع أنس حين تفرغ لي ... وإن شغلت فكاف ترتضي شغله )
( وقيل كن جار بحر أو فنا ملك ... وأنت جاري وساباطي على دجلة )

( ولا أسومك الا الجاه تبذله ... فتستعيض به من مدحتي حله )
436 - قولهم جدك لا كدك
الجد قسم الله تعالى العبد حظه من الدنيا فمن قسم له شيئا ناله ومن لم يقسم له حرمه وإن اجتهد في طلبه يقول إن كان لك جد فزت بما تطلب وإن لم يكن لك لم ينفعك الكد
وهو من قول الحارث بن حلزة
( عش بجد لايضرك ... النوك مالاقيت جدا )
وقيل
( إنما عيش من ترى بالجدود ... )
وقال بعض الأوائل إذا لم يساعد الجد فالحركة خذلان
ورب لازم لعرصته قد فاز ببغيته بمفتاح عزيمة الصبر تعالج مغاليق الأمور
لا يغرنك المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعرا تأمل موضع قدمك تقلل فواحش زللك
ووافق هذا قول زهير
( ومن لا يمكن رجله مطمئنة ... ليثبتها في مستوى الأرض تزلق )
وقال بعض العرب

( وما لب اللبيب بغير حظ ... بأغنى في المعيشة من فتيل )
( رأيت الحظ يستر كل عيب ... وهيهات الجدود من العقول )
وقال غيره
( لاجد لي فالجد ليس ينفع ... )
وقال غيره
( خلط الدهر في القضاء علينا ... رب جهل أحظ من كل عقل )
وقال بعضهم طلب المعاش أذل عز العلماء وأحوج الأدباء الى الجهلاء ورب مجتهد مكد وذي حظ قليل الحيلة وحريص قد خاب ومقتصد قد فاز وفي حسن الظن بالله درك الدارين
437 - قولهم جروا له الخطير ما انجز
الخطير زمام الناقة يقول اتبعوه ما صلح فإذا كان اتباعه فسادا فتوقوه
والمثل لعمار بن ياسر قاله في عثمان رضي الله عنه حين نقم عليه ما نقم
وقريب من هذا قولهم ( امش بدائك ما حملك ) ونحوه قول الشاعر
( البس قميصك ما اهتديت لجيبه ... فإذا أضلك جيبه فتبدل )

438 - قولهم جاحش عن خيط رقبته
يضرب مثلا للرجل يحذر على نفسه ويدافع عنها
والمجاحشة المدافعة قال الأعشى
( أجاحش عن اعراضكم وأعيرها ... لسانا كمقراض التهامي ملحبا )
وخيط الرقبة النخاع
ومثله قولهم ( عن ظهرها تحل وقرا ) والوقر الثقل أي تخفف عن نفسها
439 - قولهم جمع جراميزك
يقال ذلك للرجل يؤمر بالجد في الأمر والاجتهاد فيه
وهو مثل قولهم ( اشدد حيازيمك للأمر ) وروى عن علي رضي الله أنه عنه قال
( حيازيمك للموت ... فإن الموت لاقيك )
( ولا تجزع من الموت ... إذا حل بواديك )
فحذف اشدد واضمره فنصب حيازيمك على إضماره والجراميز هاهنا الأطراف وما يتشعب منها وأصل الجرموز الحوض الصغير يتخذ للإبل وبه سمي الرحل والحيزوم والحزيم الصدر وما والاه ويقال

تجرمز الليل إذا ذهب وقال الأصمعي جمع زررك أي اجمع شأنك وانقبض قال ولا اعرف ما الزرر
440 - قولهم الجحش لما بذك الأعيار
أي اقتصد على صيد الجحش إذا لم تقدر على العير والمعنى خذ القليل إذا فاتك الكثير وبذ غلب فذهب فلم يلحق
وهو مثل قول العامة إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون
وقال نهشل بن حرى أنشدنا أبو أحمد عن ابي بكر
( ومولى رفدت النصح حتى يرده ... علي وحتى يعذر الرأي عاذره )
( إذا كان لا يرضى برأيك صدره ... ولا انت إن لم يرض رأيك قاسره )
( فصبر جميل إن في اليأس راحة ... إذا الغيث لم يمطر بلادك ماطره )
قال هذا مثل قول الناس إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون
( إن لم يكن ما يريد الناس من سبب ... فواجب ان يريد المرء ما كانا )
441 - قولهم جزاء سنمار
يضرب مثلا لسوء الجزاء يقال جزاه جزاء سنمار وكان سنمار بناء مجيدا من الروم فبنى الخورنق للنعمان بن امرىء القيس فلما نظر اليه النعمان استحسنه وكره ان يعمل مثله لغيره فألقاه من أعلاه فخر ميتا فقال الشاعر

( جزتنا بنو سعد لحسن فعالنا ... جزاء سنمار وما كان ذا ذنب )
وقال غيره
( جزاني جزاه الله شر جزائه ... جزاء سنمار بما كان قدما )
والناس يقولون في هذا المعنى جازاه مجازاة التمساح ويحكون ان التمساح يأكل اللحم فيدخل في خلال أسنانه فيفتح فاه فيجيء طائر فيسقط عليها فيخللها ويأكل اللحم فيكون طعاما للطائر وراحة للتمساح فربما ضم التمساح فاه على الطائر فيقتله
وروى فيه خرافة فتركتها
وأعجب من هذا الطائر طائر يطير في البحر ويتبعه طائر صغير لا يفارقه حيث يذهب فإذا أضجره ذرق فلا يخطىء فمه فيبتلعه وينصرف ويتركه
442 - قولهم جانيك من يجنى عليك
يقال ذلك للرجل يأخذ البرىء بجرم المجرم
ويقولون لا تجني يمينك على شمالك والمعنى ان القريب لا يؤخذ بذنب القريب
واما قول النبي لرجل وابنه ( لا يجني عليك ولا تجني عليه ) فالمعنى ان الرجل إذا قتل رجلا خطأ لم يؤخذ بالدية ولا ابنه ولا بنو أعمامه ويقولون ( كل شاة تناط برجليها )

والمثل من شعر لذؤيب بن كعب بن عامر وهو
( جانبك من يجني عليك وقد ... تعدى الصحاح فتجرب الجرب )
( والحرب قد تضطر جانيها الى ... سوء المضيق ودونها الرحب )
وفي خلاف ذلك يقول الشاعر
( جنى ابن عمك ذنبا فابتليت به ... إن الفتى بابن عم السوء مأخوذ )
443 - قولهم جدح جوين من سويق غيره
يضرب مثلا للرجل يسمح بمال صاحبه ويضن بماله والجدح شرب السويق جدح السويق إذا شربه والمجدح ما يجدح به نحو الملعقة
والمجدح أيضا الدبران وفي حديث عمر رضي الله عنه ( استسقيت بمجاديح السماء ) جمعه وهو واحد كما تجمع الشمس على شموس وإنما تجمع على مطالعها في كل يوم ونحو المثل قول بعضهم
( يحب الخمر من كيس الندامى ... )
444 - قولهم جلت الهاجن عن الولد
جلت هاهنا بمعنى صغرت
والجلل الصغير والكبير يقال أمر جلل أي جليل كبير وهذا في جنب ذاك جلل أي صغير حقير

والهاجن الصغيرة والجمع هواجن
ومنه قيل اهتجنت الجارية إذا نكحت وهي صغيرة وربما سميت النخلة التى تحمل وهي صغيرة مهتجنة وغنم هواجن تقرع قبل وقتها
يضرب مثلا في إنزال الصغير منزلة الكبير
445 - قولهم جاوز الحزام الطبيين
قد ذكرناه في الباب الأول
446 - قولهم الجواد يعثر
يضرب مثلا للرجل الصالح يسقط السقطة ويقولون ( لكل حسام نبوة ولكل جواد كبوة ولكل حليم هفوة ولكل كريم صبوة ) سمعت يعض الشيوخ يقولون أول من قال ( لكل جواد كبوة ) ابن القرية ولا أعرف ما صحة ذلك ولعله الم بقول ابن القرية فقال ذلك وهو الذي اخبرنا به ابو احمد قال اخبرنا أبي عن عسل بن ذكوان عن رجل من قريش قال دخل ابن القرية على الحجاج فقال يا عدو الله خرجت علي مع ابن الأشعث قال أصلح الله الأمير كيف مقالة الأسير المقهور الضرير المغلول حده التعس جده ليس له من ظالمه نصير ولا في أمره

مشير ولا له ملجأ ولا عشير إني لما وصفتك لهم بالعلاء وخصصتك بالحمد والثناء شددت بالوثاق وضيق علي الخناق وتلألأت فوقي السيوف وتعرضت لي الحتوف فإن لم يجد الأمير لي عذرا فليحل بي عقابه وليبسط علي عذابه فقال كذبت يابن اللخناء السفنج النوكاء بل كان قلبك منافقا ولسانك مماذقا وأردت إخفاء ما الله مظهره من غدرك وإسرار ما الله معلنه من امرك
ثم قال نعم السمير انت يابن القرية لولا تصديرك الكتب لعبد الرحمن بن الأشعث فصر الى هند فابلغها عنى طلاقها الكلمتين لا تزد عليهما وقد أمرت لك بمائة الف درهم فصار إليها فقال إن الأمير يقول لك كنت فبنت فقالت والله ما فرحنا به إذ كان ولا حزنا عليه إذ بان قال وقد أمر لك بمائة ألف درهم متاعا قالت هي لك بشرى ثم انصرف فقال له الحجاج أعد لي خطبة اخطب بها فأعدها قال وتقدمني الى المسجد لتنظر ما يكون لي فيها
ولما انصرف قال كيف رأيتني قال رأيت الأمير خطيبا مصقعا قال لتخبرني قال رأيت الأمير يشير باليد ويكثر بالرد ويستعين بأما بعد
قال ثم دعا بالنطع فقال ابن القرية إن رأيت ان تأذن لي بكلمات أتكلم بهن يكن بعدي مثلا قال هتهن قال أيها الأمير لكل جواد كبوة ولكل شجاع نبوة ولكل كريم هفوة ثم انشأ يقول
( أقلني أقلني لا عدمتك عثرتي ... فكل جواد لا محالة يعثر )

( لعمري لقد حذرتني ونعيتني ... وبرتنى لو انني كنت أبصر )
( ليالي سهامى في اليدين صحيحة ... ألا كل سهم مرة يتكسر )
( وأحسن ما يأتي امرؤ من فعاله ... تجاوزه عن مذنب حين يقدر )
قال الحجاج هيهات يابن القرية ليس ذا بحين مزاح وأنشا يقول
( لتركك تغرير وقتك راحة ... ومالي والتغرير والقلب يعصر )
( وتالله لاستعليت في القوم سادرا ... تحرض أقواما علي وتهمر )
ويروي ( أعدائي ) وهو اجود ثم وضع الحربة في نحره فأشخب أوداجه وفي معنى المثل قول الشاعر
( فإن الغمام الغر يخلف ودقه ... وإن الحسام العضب تنبو مضاربه )
وقول غيره
( والسيف ينكل وهو بادي الرونق ... )
وقريب منه قولهم ( من لك بأخيك كله ) ونظمه أبو تمام فقال
( ما غبن المغبون مثل عقله ... من لك يوما بأخيك كله )
وروى هذا المعنى عن النبي أخبرنا ابو احمد قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن ابي طاهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن ابيه عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن ابي هيثم عن ابي سعيد

قال قال رسول الله ( لا حليم إلا ذو أناة ولا عليم الا ذو عثرة ولا حكيم الا ذو تجربة )
447 - قولهم جرى منه مجرى اللدود
ويقال ذلك للخلق الذي لا يفارقه الإنسان كأنه لدبه
واللدود الدواء الذي يلد به الإنسان وهو ان يصب في شدق فمه
وفيه تفسير آخر قيل معناه انه بلغ منه كل مبلغ وأصله من اللديدين وهما صفحتا العنق
ومن ثم قيل فلان يتلدد إذا نظر يمينا وشمالا من التحير والإناء الذي يلد به الملدة
448 - قولهم جاء يفري ويقد
وأرودت هذا وما شاكله في باب الجيم لأنه جاء عن العلماء كذلك وإن جاز ان يقال ( أنى يفرى ويقد ) الا ان لفظ المثل عنهم كذلك
ويقال هذا للرجل إذا جاء يعمل عملا محكما ومثله قولهم ( جاء يفري الفرى ) أي يفعل الفعل العجب
وفي القرآن ( لقد جئت شيئا فريا ) أخبرنا ابو القاسم بن شيران قال حدثنا الجوهري عن أبي زيد عن عقاب عن

وهب عن موسى بن عقبة عن سالم عن عبد الله في رؤيا النبي في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قال رأيت الناس اجتمعوا فقام أبو بكر فنزع ذنوبا او ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم قام عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فما رأيت عبقريا من الناس يفرى فريه حتى ضرب الناس بعطن فما والغرب الدلو الكبيرة والنزع الاستقاء باليد على غير بكرة والمتح الاستقاء على البكرة
449 - قولهم جاء يجر بقرة
أي جاء ومعه عيال كثير
والبقر العيال عند العرب
450 - قولهم جاء وعلى حاجبه صوفة
أي جاء مغلوبا قد فلج عليه ولم يخرج لأصله
451 - قولهم جاء بوركى خبر
يراد جاء بالخبر بعد ان عرف بعضه فكأنهم علموا بأوله فجاء هذا بآخره

452 - قولهم جاء سبهللا
يقولون ذلك للرجل إذا جاء فارغا ومنه ( جاء يضرب أصدريه ) أي جاء فارغا
453 - قولهم جاء بالأربى
إذا جاء بالداهية قال ابن أحمر
( فلما غسى ليلى وأيقنت انها ... هي الأربى جاءت بأم حبو كرى )
وليس فى العربية فعلى الا ثلاث كلمات الأربى وهي الداهية وشعبى وأدمى موضعان
قال الشاعر
( أعبد حل في شعبى غريبا ... ألؤما لا أبالك واغترابا )
454 - قولهم جاء يتهبى
455 - وجاء يتبرسن
إذا جاء ينفض يديه

456 - قولهم جاء بالحظر الرطب
إذا جاء بكثرة الكذب قال الشاعر
( وجاءت بنو عجلان بالحظر الرطب ... )
ويقال ذلك للكذاب أيضا إذا جاء يكذب كذبا مستشنعا ويقال للنمام إنه ليوقد في الحظر الرطب قال الشاعر
( من البيض لم تصطد على حبل لامة ... ولم يمش بين القوم بالحظر الرطب )
أي لم توجد على امر تلام عليه هكذا قال ابن السكيت
457 - قولهم جاء بعائرة عين
إذا جاء بالمال الكثير يملأ العين حتى يكاد يعورها
يقال عرت عينة اعورها إذا فقأتها وقيل معناه ما كانت العرب تزعم ان الإبل إذا بلغت ألفا فعيرت عين فحلها وقيت وحرست من العين وإن لم بفعل به ذلك هلكت وفنيت ومنه قول الشاعر
( وكان شكر القوم عند المنن ... كي الصحيحات وفقء الأعين )
أخبرنا ابو احمد قال أخبرنا أبو بكر بن دريد عن ابي عثمان عن التوزي عن ابي عبيدة خرج رؤبة بن العجاج يبغى ضالة فورد ماء لعكل فوجد عليه شابة ضناكا فقال لها هل لك ان اتزوجك قالت

ومن انت قال رؤبة بن العجاج قالت فما مالك قال كان غائرة عينين فحطم قالت كم اتى لك قال ستون سنة فنادت بالعكل أقلة ذات يد وهرما فقال رؤبة
( لما ازدرت نقدى وقلت إبلي ... تألقت واتصلت بعكل )
( خطبى وهزت رأسها تستبلي ... تسألني عن الستين كم لي )
( فقلت لو عمرت عمر حسل ... أو عمر نوح زمن الفطحل )
( والصخر مبتل كطين الوحل ... كنت رهين هرم او قتل )
458 - قولهم جاء بالطم والرم
قالوا الطم البحر والرم الثرى ومعناه جاء بالكثرة
وقال الأصمعي لا أعرف أصل الطم والرم وقال المفضل أي جاء بالكثير والقليل
والطم الماء الكثير وغيره والرم ما كان باليا مثل العظم وما أشبهه مما يتغير والواحدة رمة
459 - قولهم جاءوا قضهم بقضيضهم
إذا جاءوا مجتمعين لم ينتشروا ولم يتخلف منهم أحد قال الشماخ

( وجاءت جحاش قضها بقضيضها ... تمسح حولي بالبقيع سبالها )
وقيل معناه جاء صغيرهم وكبيرهم قالوا وأصل القض الحصى الصغار
والقضيض كسارها وهو قض وقضض وقدأ قض المكان إذا صار فيه قضض قال أبو ذؤيب
( الا أقض عليك ذاك المضجع ... )
ومثله قولهم ( جاءوا جما غفيرا وجاءوا جما غفيرة وجاءوا بأزملهم وجاءوا بحذافيرهم وجاءوا في الحرشف والدخيس والعرمرم ) كل ذلك إذا جاءوا بكثرة و ( جاءوا على بكرة ابيهم ) إذا جاءوا باجمعهم لم يتخلف منهم احد وليس ثم بكرة
460 - قولهم جاء تضب لثاته
يضرب مثلا للرجل يشتد حرصه على الحاجة يقال ضبت لثته وبضت أي سالت للحرص والشهوة قال بشر
( خيل تضب لثاتها للمغنم ... )

وقال غيره
( أبينا أبينا ان نضب لثاتكم ... على مرشقات كالظباء عواطيا )
فأما ذبت شفته فمعناه يبست من العطش قال الراجز
( إذا رأى عبد حبي ذبا ... )
أي يبس فوه لما يلقى من شدة الغيرة
461 - قولهم جعلته نصب عينى
يعني به شدة العناية بالشيء وترك الغفلة عنه والنسيان له
وذلك أن الشيء إذا كان بحيث تراه لم تنسه وقريب منه قول امرىء القيس
( وبات بعيني قائما غير مرسل ... )
ومثله قول الله تعالى ( تجرى بأعيننا ) وفي خلاف ذلك ( جعلته دبر أذني وجعلته بظهري )
ومنه قوله تعالى ( واتخذتموه وراءكم ظهريا )

462 - قولهم جاء ينفض مذرويه
معناه يتهدد من غير حقيقة والمذروان فرعا الأليتين
وفي كلام الحسن ما تشاء ان ترى أحدهم أبيض بضا يملخ في الباطل ملخا ينفض مذرويه ويضرب أصدريه يقول هأنذا فاعرفوني
البض الرخص والملخ التثني والتكسر وقيل السرعة وهذا أصح
وقال الأصمعي ( جاء يجر رجليه ) أي جاء مثقلا ( وجاء يجر عطفيه ) قال ابن الأعرابي أي جاء متبخترا يجر ناحيتي ثوبه
463 - قولهم جاء صكة عمى
معناه جاء حين قام قائم الظهيرة وعمي رجل غزا قوما في قائم الظهيرة فصكهم صكة شديدة فصار مثلا لكل من جاء في ذلك الوقت لأنه كان خالف العادة في الغارة لأن وقتها الغداة كما قال الشاعر
( صبحناهم بكل أقب نهد ... )
وقال غيره
( فلم أر مثل الحي حيا مصبحا ... ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا )
وقيل عمى تصغير أعمى وهو تصغير الترخيم ويعني به الظبي ويراد انه يسدر من حر الشمس في الهواجر فهو يصطك بما يستقبله

يضرب مثلا في المجيء هاجرة
وروى ( صكة عمى ) على فعل مثل حبلى وهم اسم رجل
464 - قولهم جذها جذ العير الصليانة
يقال ذلك في اليمين إذا امرها ولم يتتعتع فيها
والصليانة ضرب من النبات وخصوه أنك إذا جذبتها انقلعت بأصولها ويقال يمين جذاء وهي اليمين المنكرة يقتطع بها الرجل حق صاحبه قال الشاعر في الجرأة على مثلها
( إذا طلبوا مني يمينا غليظة ... حلفت ولم يعسر على علاجها )
( منعت التلاد الرمك منها بحلفة ... قليل لدى باب الأمير اعوجاجها )
وقال غيره
( يهتز حين تمر حجة خصمه ... خوف الهضيمة كاهتزاز الاشجع )
( وإذا يذكر حلفة أصغى لها ... وإذا يذكر بالتقى لم يسمع )
وقال ابن الرومي يعذر المعسر إذا حلف كاذبا
( وإني لذو حلف حاضر ... إذا ما اضطررت وفي المال ضيق )
( وهل من جناح على معسر ... يدافع بالله ما لا يطيق )
ونحوه قول الآخر في معناه

( ماذا على المرء أن يمضى الغموس إذا ... ما خاف ضيما ويلقى الله بالندم )
465 - قولهم جاء وقد لفظ لجامه
أي جاء مجهودا من الإعياء والعطش
ومثله قولهم ( جاء وقد قرض رباطه ) فإذا جاء مستحييا قيل ( جاء كخاصي العير ) فإن جاء وقد مضى حاجته قيل ( جاء ثانيا من عنانه ) فإن جاء متكبرا قيل ( جاء ثانيا عطفه ) فإن جاء فارغا قيل ( جاء يضرب أصدريه )
ولفظ لجامه أي تركه ولم يمسكه بأسنانه وأصل اللفظ ان تخرج الشيء من فيك تقول لفظت النواة إذا ألقيتها من فيك ومنه سمي لفظ الكلام
وفي كلام بعضهم لرجل يغتاب رجلا لقد تلمظت بمضغة ظالما لفظها الكرام وقال غيره لرجل لفظني البلاء اليك ودلني فضلك عليك والرباط الحبل وثانيا من عنانه أي قد ثناه على عنق الدابة مستريحا لا يجاذبه
466 - قولهم جاء بالهيل والهيلمان
إذا جاء بالكثرة ومثله قولهم ( جاء بما صاء وما صمت ) أي بما نطق من الدواب والرقيق وماصمت يعني العين والورق
وأول من تكلم به الزباء حين قدم عليها فصير من العراق بما قدم من المال
وهذا أصل قولهم مال

ناطق ومال صامت
وأصل الهيل من قولهم هال التراب إذا أرسله من يده كأنه هال المال هيلا
والهيلمان اتباع وتوكيد
467 - قولهم جاء بالضح والريح
أي جاء بكل شيء قال ابن الاعرابي الضح ماضحى للشمس والريح مانالته الريح
وقال الأصمعي الضح الشمس نفسها وقال ابو عبيدة يقال ذلك في موضع التكثير والضح البراز الظاهر
468 - قولهم جلى محب نظره
معناه ان نظر المحب الى الحبيب يؤذن بحبه له وإن لم يبح به قال دريد ابن الصمة
( ولا تخفى الصنيعة حيث كانت ... ولا النظر الصحيح من السقيم )
وقال رجل من ثقيف
( ولا تكثر على ذي الضغن عتبا ... ولا ذكر التجنب والذنوب )
( متى تك في صديق أو عدو ... تخبرك العيون عن القلوب )

وقال ثعلب معناه انه نظر اليه نظر محب ونظر إليه بعين جلية
469 - قولهم جرى الوادي فطم على القرى
يضرب مثلا للأمر العظيم يجيء فيعم الصغير والكبير والوادي النهر الكبير والقرى مجرى الماء الى الروضة والجمع قريان وأقريه وطم علا وقهر ومنه سميت القيامة الطامة وطما أيضا إذا علا وكثر وروى ( على القليب ) وهو تحريف والصحيح ( على القرى )
470 - قولهم جارى بيت بيت
أي بيته الى جانب بيتي بفتح التاء فيهما جميعا فاما كيت وكيت فقد تكسر التاء فيهما جميعا وتفتح وربما قيل ذيت وذيت
ويقولون هو جارى مكاسرى أي كسر بيتي الى كسر بيته ومطانبي أي طنب بيتي الى طنب بيته
471 - قولهم جبلت القلوب على حب من احسن إليها
هو من كلام النبي أخبرنا أبو احمد قال حدثني أحمد بن أبي اسحاق التمار قال حدثنا زيد بن اجذم قال حدثنا ابن عائشة

قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن رجل من قريش قال كنت عند الأعمش فقيل إن الحسن بن عمارة ولى للمظالم فقال ما للحائك بن الحائك والمظالم فخرجت حتى اتيت الحسن بن عمارة وأجريته له فقال على بمنديل وأثواب فوجه بها إليه فلما كان من الغد بكرت الى الأعمش وقلت أجرى الحديث قبل أن يجتمع الناس فأجريته فقال بخ بخ هذا لحسن بن عمارة زان العمل وما زانه فقلت بالأمس قلت ما قلت واليوم تقول هذا قال دع هذا عنك حدثني خيثمة عن عبد الله ان النبي قال ( جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ) قال ابو هلال رحمه الله جبلت أي خلقت وطبعت والجبلة الخلق
وفي القرآن ( والجبلة الأولين ) يعني الخلق الأول
472 - قولهم جبات فلا تعن آبرا
يضرب مثلا للرجل القليل الخير أي لا تكلمه فإنه لا خير عنده
والجباب جمار النخل يقول جباب ولا طلع فيه
والآبر الملقح المصلح للنخل أبر النخل يأبره أبرا إذا أصلحه ولقحه والمؤتبر صاحب النخل الذي يأمر بالإبار

473 - قولهم الجرع أروى والرشف أشرب
يضرب مثلا للقصد في النفقة والمراد ان الجرع أجلب للري ورشف المال أدوم لشربه

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل اصولها
الجيم
474 - قولهم اجبن من المنزوف ضرطا
وهو رجل كان يتبجح بالشجاعة فأرادت النساء تجربته فأيقظنه ذات غداة وقلن هذه نواصي الخيل فجعل يقول الخيل الخيل ويضرط حتى مات
وقيل بل هو رجل خرج مع صاحب له في فلاة فلاحت لهما شجرة فقال أحدهما لصاحبه أرى قوما رصدونا فقال إنهم عشرة فجعل يقول وما غناء اثنين بين عشرة ويضرط حتى نزف روحه ومات
وقيل إنه مولى للأحرن ضرب أثال بن لجيم على رجله فحنفها فسمي حنيفة وضرب حنيفة الأحرن فجذمه فسمي جذيمة فلما رأى مولى الأحرن ذلك جعل يضرط حتى مات
وقيل إن حديث المثل ما نذكره في الباب الرابع عشر عند قولهم ( الصيف ضيعت اللبن )

475 - وأجبن من صافر
وهو كل ما يصفر من الطير وقيل هو طائر يأخذ غصن شجرة برجليه ويتدلى منكوسا ويصفر طول الليل مخافة ان ينام فيؤخذ
وقيل إنهم أرادوا المصفور به وذلك انه إذا صفر به هرب
وقيل الصافر الذي يصفر بالمرأة لريبة فهو يجبن ويخاف الظهور على امره وأنشد ابو عبيدة للكميت
( أرجو لكم ان تكونوا في مودتكم ... كلبا كورهاء تقلى كل صفار )
( لما أجابت صفيرا كان آيتها ... من قابس شيط الوجعاء بالنار )
وحديث ذلك ان رجلا كان يعتاد امرأة فيجيئها فيصفر فتخرج عجزها من وراء البيت وهي تحدث ولدها فيقضي حاجته منها فعلم بذلك بعض ولدها فغاب عنها ثم جاء يصفر ومعه مسمار محمي فلما جاءت لعادتها كواها فجاء خليلها فقالت قد قلينا صفيركم
476 - وأجبن من صفرد
477 - وأجبن من كروان
وهما طائران معروفان

478 - أجبن من الوطواط
وهو الخفاش
479 - أجبن من ليل
وهو فرخ الكروان
480 - ومن النهار
وهو فرخ الحبارى
481 - أجبن من ثرملة
وهو الثعلب
482 - أجبن من الرباح
وهو ولد القرد
483 - ومن الهجرس
وهو القرد ها هنا
وحكى ان القرود إذا كان الليل اخذت في أيديها الحجار ووقف كل واحد منها الى جنب الآخر فربما نام احدها فيسقط من يده الحجر فتفرغ جماعتها ويتأخر وتصبح من الموضع

الذي باتت فيه على اميال وذلك من خوف الذئب
وقيل الهجرس الثعلب وقيل ولد الثعلب
484 - أجرأ من ذباب
بالهمز لأنه يقع على انف الملك وتاجه وعلى انف الأسد ويزاد فيرجع
قال الشاعر
( ولأنت اجرأ حين تغدو سادرا ... رعش الجنان من القدوح الأقداح )
القدوح الذباب لأنه يحك ذراعه بذراعه كأنه يقدح والأقداح شبه بالفرس الأقداح للبياض الذي بين عينيه وأنشد
( هزجا يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الأجذم )
485 - أجرأ من فارس خضاف
وخضاف بالصاد معجمة وهو رجل من غسان وكان من اجبن اهل زمانه يقف في آخر الصف وينهزم اول منهزم فبينا هو ذات يوم واقف جاء سهم فوقع بين يديه فرآه يهتز فتأمله فإذا هو قد أصاب يربوعا في جحر بين يديه فقال أترى هذا اليربوع وظن ان السهم لا يصيبه وهو في جحره ( لا الإنسان في شيء ولا اليربوع ) فأرسلها مثلا
ثم استقدم فكان من اشد الناس
وقيل هو سمير بن ربيعة وكان من حديثه ان كسرى بعث

جيشا عليهم مرزبان يقال له قولى الى قيس قاجتمع اليه قوم من اليمن وكانوا بالعقيق فلما نظروا الى المرازبة واليمن في الحديد قالوا لا يموت هؤلاء أبدا فبرز رجل من المرازبة فأحمجت قيس كلها عنه فتجاسر سمير فبرز اليه فطحنه فأذراه ذراه عن فرسه وقال يا قوم إنكم تموتون وانهزم الفرس واليمن فقال سمير
( فككت الإمارة عن عامر ... وأعجلت قولى بضرب خضم )
( وطعن كإبزاغ خور المخاض ... إذا انتزع الرمح منه سجم )
( إذا هاجت الحرب هجنا لها ... بصرب دراك كخفق الضرم )
( نفلق أقحاف ضم الشئون ... كبيض النعام إذا ما انحطم )
فقال الناس ( أجرأ من فارس خضاف ) لإقدامه حين احجم الناس
486 - وأجرأ من خاصي خصاف
وهو فرس طلبه بعض الملوك فخصاه صاحبه فتمثل به لاجترائه على الملك
487 - وأجرأ من خاصي الأسد
معروف

488 - وأجرأ من ذي لبدة
يعني الأسد ولبدته وزبرته ما تلبد على منكبه من الشعر
489 - وأجرأ من اسامة
وهو اسم من أسماء الأسد غير مصروف
490 - وأجرأ من الماشي بترج
وهو مأسدة معروفة
491 - وأجرأ من قسورة
وهو الأسد أخذ من القسر وهو القهر
492 - وأجرأ من ليث بخفان
خفان موضع للأسود
493 - وأجرأ من الأيهمين
قيل هما السيل والحريق وقيل السيل والجمل الهائج قال الشاعر

( ولما رأيتك تنسى الذمام ... ولا قدر عندك للمعدم )
( وتجفو الشريف إذا ما أخل ... وتدني الدني على الدرهم )
( وهبت إخاءك للأيهمين ... وللأعميين ولم اظلم )
ويروى ( الأثرمين والأعميين ) والأثرمان الدهر والموت والأعميان السيل والنار
494 - وأجرأ من الليل
495 - وأجرأ من السيل
مهموز من الجرأة وغير مهموز من الجرى
ويقال لا أفعل ذاك حتى يرد وجه السيل
496 - وأجول من قطرب
وهي دابة تجول الليل كله والنهار كله لا تنام
وأخبرنا ابو القاسم عن العقدي عن ابي جعفر عن المدائني عن محمد بن ابراهيم بن نصر بن سيار قال كان عظماء الترك يقولون ينبغي للقائد العظيم القيادة ان تكون فيه عشرة

أخلاق من اخلاق البهائم شجاعة الديك وتحرز الدجاجة وقلب الأسد وحملة الخنزير وروغان الثعلب وصبر الكلب على الجراح وحراسة الكركي وحذر الغراب وغارة الذئب وسمن يعرو وهو دابة تسمن على الكد وجولان قطرب
497 - وأجوع من كلبة حومل
وهي امرأة من العرب جوعت كلبتها حتى أكلت ذنبها قال الشاعر
( كما رضيت بخلا وسوء رعاية ... لكلبتها في سالف الدهر حومل )
498 - وأجوع من زرعة
وهي كلبة لبني ربيعة قتلها الجوع ولم يطعموها حتى ماتت
499 - وأجوع من لعوة
وهي الكلبة والجمع لعى كما تقول بدرة وبدر ودولة ودول

500 - واجوع من الذئب
وهو دهره جائع وذلك لأنه لا يأكل الا ما يصيد ولا يرجع إلى فريسته فإذا اشتد جوعه استقبل النسيم حتى يمتلىء جوفه منه فيكتفي به
ويقولون ( رماه الله بداء الذئب ) يعنون الجوع
وقيل هو الموت وذلك ان الذئب لا تصيبه علة الا علة الموت
501 - واجوع من قراد
لأنه يلصق ظهره بالأرض سنة ولا يأكل شيئا حتى يجد إبلا فإذا كانت الإبل منه على مسافة بعيدة تحرك فربما كان الخراب وهم سراق الإبل يستدلون بحركته على إقبالها فيتهيئون للذهاب بها حتى إذا قربت وثبوا عليها فالقراد اصدق الحيوان حسا
502 - أجل من الحرش
تقوله لمن يخاف شيئا فيبتلى بأشد منه
والحرش صيد الضب وهو ان يأتى الرجل جحره فيضربه بيده فيقدر الضب ان حية اتته فيخرج مذنبا ليقاتلها فيأخذه وربما فطن فخدع وفات
وزعمت العرب ان الضب كان يحذر حسله ذلك فرأى رجلا يهدم جحره فقال له أهذا الحرش

يا أبت فقال هذا أجل من الحرش
وحكيت فيه حكاية اخرى مرت من قبل
503 - وأجور من سدوم
من الجور وسدوم رجل كان في قديم الزمان يتمثل به في الجور وذكر انه كان على قنطرة يأخذ من كل إنسان يعبرها درهما فقال له رجل انا أعبر تحتها فقال إذن تعطي درهمين فتمثل به في الجور
504 - وأجشع من أسرى الدخان
يذكر حديثهم فيما بعد
505 - وأجشع من كلب
والجشع شدة الحرص والشره وذلك موجود في طباع كل سبع فتراه إذا أكل أكل بسرعة كانما يبادر شيئا يجاذبه

506 - أجهل من فراشة
لأنها تلقي نفسها في النار
507 - أجهل من حمار
من قول الناس للجاهل هو حمار ومن بديع ما جاء في هذا قول الشاعر
( هذا الحمار من الحمير حمار ... )
508 - وأجهل من عقرب
لأنها إذا مرت بالصخرة ضربتها بإبرتها فلا تضرها وتضر إبرتها
509 - واجهل من راعي ضان
قالوا لأن بعده عن الناس فوق بعد راعى الابل
510 - أجمع من ذرة
511 - واجمع من نملة
والذرة النملة الصغيرة وليس في الحيوان غير الإنسان شيء يدخر من يومه لغده كادخارها وكذلك النحل يدخر العسل لطعمه

512 - واجرد من صخرة
وأصل الجرد القشر
513 - وأجرد من صلعة
معروف
514 - وأجرد من جراد
قيل هي رملة لا تنبت شيئا ويقال للرجل المشئوم الذي يقتلع الأصول بشؤمه إنه أجرد من الجراد لأن الجراد إذا وقع في زرع جرده حتى لم يبق منه شيئا
515 - أجمل من ذي العمامة
وهو سعيد بن العاص بن امية وكان إذا لبس العمامة لم يلبسها قرشي
وقيل لم يلبس قرشي عمامة على لونها وإذا خرج لا تبقى امرأة الا برزت اليه للنظر الى جماله قال الشاعر
( أبو أحيحة من يعتم عمته ... يضرب وإن كان ذا مال وذا ولد )

ومن عادات الملوك الا تسوغ لرعاياها موافقتها في شيء من الأمور
وقيل أريد بالعمامة هاهنا السيادة وفلان معمم أي سيد يعصب برأسه كل جناية تجنيها عشيرته وعمم الرجل إذا سود كما يقال في العجم قد توج ومن ثم قيل العمائم تيجان العرب
516 - واجود من الجواد المبر
يقال أبر عليه إذا زاد عليه وسئل رجل عن الجواد المبر فقال الذي لهز لهز العير وأنف تأنيف السير إذا عدا السير اسلهب وإذا انتصب اتلأب قيل فما البطىء المقرف قال هو المدلوك الحجبة الضخم الأرنبة الغليظ الرقبة الكثير الجلبة الذي إذا قلت أمسكه قال أرسلني وإذا قلت أرسله قال أمسكني
517 - واجود من حاتم
وهو حاتم بن عبد الله الطائي وكان ينحر كل يوم فلما رأى أبوه إهلاكه المال وهب له فرسا وفلوا وجارية وألحقه بمواشيه فبينا هو فيها إذ

مر به ركب فيه بشر بن أبي خازم والحطيئة يريدان النعمان بن المنذر فقالا له هل من قرى قال أتسألان عن القرى وأنتما تريان الإبل والغنم فأنزلهما ونحر لكل واحد منهما جزورا فقالا إنما تكفينا شاة قال أردت ان يحدث كل واحد منكما بما رأى قالا من انت قال حاتم ابن عبد الله بن سعد فقال بشر تالله ما رأيت غلاما قط اندى كفا ولا أقرب عطفا ولا احضر عرفا منك وأنشأ يرتجز
( ما إن رأيت كابن سعد رجلا ... في الناس أندى راحة واكملا )
( فتى إذا ما قال شيئا فعلا ... )
وقال الحطئية
( مجدا يحوز حاتم وعقلا ... وكلما ما مثله وبذلا )
فقال إنما أردت ان افضل عليكما فأما إذ مدحتماني فقد أفضلتما علي هي بدن إن لم تقتسماها فاقتسما الإبل والغنم وبلغ أباه الخبر فقال أين إبلي وغنمي فقال أرأيت إن هلكت ما كنت فاعلا قال كنت أصبر قال فالآن فاصبر
فارتحل عنه ابوه وتركه في الدار فمر به ركب فسألوه راحلة لصاحب لهم فقال دونكم الفرس فربطت الجارية الفلو بخمارها فنزع الى امه فأقلت وتبعته الجارية فقال لهم حاتم لكم ما تبعكم فبلغ أباه فقال إن الذي خلق الله منه لحم حاتم وعظامه للجود وقال حاتم يذكر تحول أبيه عنه

( وإني لعف الفقر مشترك الغنى ... تروك لثكل لا يوافقه شكلي )
( ولي نيقة في الجود والبذل لم يكن ... تأنقها مما مضى أحد قبلي )
( وما ضرني ان سار سعد بأهله ... وخلفني في الدار ليس معي أهلى )
( فما من كريم عاله الدهر مرة ... فيذكرها الا تردد في البذل )
( وما من بخيل عاله الدهر مرة ... فيذكرها الا تردد في البخل )
ومر حاتم في أرض عنزة فناداه أسير لهم يا أبا سفانة اكلني القد والقمل فقال أسأت الي حين توهمت باسمي وما انا ببلاد قومي وليس عندي ما أفديك به ثم اشتراه من العنزيين وخلاه وأقام في قده حتى اتى بفدائه عنه
وما روى مثل هذا عن احد قبله ولا بعده
518 - واجود من كعب بن مامة
وقد مر خبره في الباب الأول
519 - واجود من هرم
وهو هرم بن سنان وكان من اجود الناس قال ابو عبيدة بم يضرب له المثل
وقد سمعناه نحن ومدحه زهير فقال
( إن البخيل ملوم حيث كان ولكن ... الجواد على علاته هرم )

( هو الجواد الذي يعطيك نائله ... عفوا ويظلم احيانا فيظلم )
وقال
( إن تلق يوما على علاته هرما ... تلق السماحة منه والندى خلقا )
وكان قد جعل هرم على نفسه ألا يسلم عليه زهير إلا أعطاه فأشفق عليه زهير فكان يمر بالقوم وهرم فيهم فيقول السلام عليكم دون هرم
وسمع عمر رضي الله عنه أصحابه يتذاكرون الشعر فأقبل ابن عباس فقال قد جاءكم ابن بجدتها وقال يابن عباس ما اشعر بيت قالته العرب قال قول زهير
( قوم سنان أبوهم حين تنسبهم ... طابوا فطاب من الأولاد ما ولدوا )
( لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ... قوم بآبائهم او مجدهم قعدوا )
( محسدون على ما كان من نعم ... لا ينزع الله عنهم ماله حسدوا )
( إنس إذا امنوا جن إذا فزعوا ... مزرءون بهاليل إذا جهدوا )
فقال عمر ما احد اولى بهذا الشعر منكم يابني هائم فقال ابن عباس فينا ما هو اكبر منه كتاب الله والنبوة
520 - وأجرأ من قاتل عقبة
وهو عقبة بن مسلم الهنائل
وكان المنصور اراد ان يقطع الحلف بين ربيعة

واليمن فقلد عقبة اليمامة والبحرين والبصرة وقلد معن بن زائدة اليمن وبسط أيديهما في القتل واخذ الأموال فأسرع كل واحد منهما في قوم صاحبه وصارت بينهما الطوائل فانقطع الحلف وكان عقبة ظالما مهيبا فقتله رجل من ربيعة في المسجد الجامع وقتل مكانه فضرب به المثل فقيل ( أجرأ من قاتل عقبة ) وقتل معن بعده غيلة قتله قوم من الخوارج وهو يلي طبرستان وكان قد كتب معن الى عقبة كف حتى اكف فكتب إليه عقبة لا والله أو تعلم أينا يسبق زوامله إلى النار

الباب السادس فيما جاء من الأمثال في اوله الحاء
فهرسته
حسبك من شر سماعه
الحديد بالحديد يفلح
حلب الدهر أشطره
حلبتها بالساعد الأشد
حور في محاره
حمار استأتن
الحمى أضرعتني لك
الحفائظ تحلل الأحقاد
حميم الرجل أصله
الحليم مطية الجهول
الحمد مغنم
حيلة من لا حيلة له الصبر
الحزم حفظ ما وليت وترك ما كفيت
حلأت حالئة عن كوعها
حرة تحت قرة
حبك الشيء يعمى ويصم
الحريص يصيدك لا الجواد
الحرب غشوم
الحر يعطي والعبد يألم قلبه
حال الجريض دون القريض
حتى يجتمع معزى الفزر
حتى يؤوب المنخل
حبقة حبقة ترق عين بقة
حتفها تبحث ضأن بأظلافها
الحق أبلج والباطل لجلج
الحق مغضبة
حيب جاء على فاقة
حيث لا يضع الراقي انفه
حرك خشاشه
الحسن أحمر
حلبت حلبتها وأقلعت
حر انتصر
حلف بالسمر والقمر
الحاج والداج
حياء كحياء مارخة
حن قدح ليس منها
حتى يرجع السهم على فوقه
حياك من خلافوه
حيل بين العير والنزوان
حرا اخاف على جاني الكمأة
حبذا المنتعلون من قيام
حبل فلان يفتل
حكما مسمطا
حبيب الى عبد سوء محتدة
حبذا التراث التراث لولا الذلة
الحديث ذو شجون

حدث حديثين امرأة
فإن لم تفهم فأربعة
حدأ حدأ وراءك بندقة
حسبك من غنى شبع وري
حنت فلا تهنت
حراما يركب من لا حلال له
حسبتني مضللا
حذو النعل بالنعل
والقذة بالقذة
حمير الحاجات
حبلك على غاربك
حب شيئا الى الإنسان ما منع
حب المدح رأس الضياع
حولها ندندن

فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل اصولها
الحاء
أحمق من هبنقة
احمق من شرنبث
أحمق من بيهس
احمق من حذنة
أحمق من حجينة
احمق من جحا
احمق من أبي غبشان
أحمق من الممهورة من نعم ابيها
احمق من شيخ مهو
احمق من ربيعة البكاء
أحمق من عدي بن جناب
أحمق من مالك بن زيد مناة
أحمق من دغة
احمق من عجل بن لجيم
أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها
احمق من لاعق الماء
احمق من القابض على الماء
أحمق من ماضغ الماء
أحمق من ماطخ الماء
أحمق من لاطم الأرض بخديه
أحمق من الممتخطة بكوعها
احمق من الدابغ على التحلىء
أحمق من راعي ضأن ثمانين
أحمق من طالب ضأن ثمانين
احمق من الضبع
احمق من ام عامر
أحمق من أم طريق
أحمق من نعجة على حوض
أحمق من الرخل
أحمق من أم الهنبر
أحمق من الجهيزة
أحمق من حمامة
أحمق من نعامة
أحمق من

رخمة
أحمق من عقعق
أحمق من طريق
أحمق من ترب العقد
أحذر من غراب
أحذر من عقعق
أحذر من قرلى
أحذر من ذئب
أحذر من ظليم
أحذر من يد في رحم
أحير من يد في رحم
أحر من النار ومن الجمر ومن المرجل
أحر من القرع
أحسن من الشمس وأحسن من القمر
أحسن من النار
احسن من شنف الأنضر
احسن من الدمية
أحسن من الزون واحسن من الزور
أحسن من بيضة في روضة
أحسن من الدهم الموقفة
أشد حمرة من النكعة
أشد حمرة من بنت المطر
أحير من الضب
احير من الورل
أحير من الليل
احيا من بكر
أحيا من كعاب
أحيا من هدى
أحيا من فتاة
أحيا من مخبأة
أحيا من مخدرة
أحيا من الضب
أحول من أبي براقش
أحول من الذئب
أحرص من ذئب
أحرس من خنزير
أحرص من كلب
أحطم من الجراد
أحد من ضرس
أحد من ليطة
أحفظ من الأرض
أحمل من الأرض
أحقر من التراب
أحضر من التراب
أحقد من جمل
أحن من شارف
أحكى من قرد
أحلى من الشهد
أحلى من العسل
أحلى من الجنى
أحلى من الثمر الجنى
أحلى من ميراث العمة الرقوب
أحنى من الوالد
أحلى من الولد
أحكم من لقمان
أحكم من الزرقاء
أحلم من فرخ الطائر
أحلم من فرخ العقاب
أحزم من فرخ العقاب
أحلم ممن قرعت له العصا
أحلم من الأحنف
أحزم من سنان
أحلم من سنان
أحزم من القرلى
أحزم من الحرباء
أحمى من است النمر
أحمى من أنف الأسد
أحمى من مجير الجراد
أحمى من مجير الظعن

تفسير الباب السادس
521 - قولهم حسبك من شر سماعه
معناه كفاك يالقول عارا وان كان باطلا
والمثل لفاطمة بنت الخرشب الأنماريه
ومن حديثه ان الربيع بن زياد ساوم قيس بن زهير بدرع فأخذها منه ووضعها بين يديه وهو راكب ثم ركض بها ولم يردها على قيس فعرض قيس لفاطمة بنت الخرشب الأنمارية ام الربيع وهي تسير في ظعائن من بني عبس فاقتاد جملها ليرتهنها بالدرع فقالت له ما رأيت كاليوم قط فعل رجل اين ضل حلمك أترجو ان تصطلح انت وبنو زياد وقد أخذت امهم فذهبت بها يمينا وشمالا فقال الناس ماشاءوا وإن حسبك من شر سماعه فأرسلتها مثلا فعرف قيس صواب قولها وخلى سبيلها وطرد إبلا لبني زياد فقدم بها مكة وباعها من عبد الله بن جدعان القرشي وقال قيس بن زهير
( ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد )
( ومحبسها على القرشي تشرى ... بأدراع وأسياف حداد )
( كما لا قيت من حمل بن بدر ... وإخوته على ذات الإصاد )
( هم فخروا على بغير فخر ... وردوا دون غايته جوادي )
( وكنت إذا منيت بخصم سوء ... دلفت له بداهية نآد )

( بداهية تدق الصلب منه ... وتقصم او تجوب عن الفؤاد )
( وكنت إذا أتاني الدهر يوما ... بداهية شددت لها نجادى )
( أطوف ما اطوف ثم آوى ... الى جار كجار أبى دواد )
وجار ابى دواد الحارث بن همام الشيباني وكان ابو دواد في جواره فخرج صبيان الحي يلعبون في غدير فغمسوا ابن ابى دواد فيه فقتلوه فخرج الحارث فقال لا يبقى في الحي صبي الا غرق في الغدير فأخذ أبو داود ديات كثيرة
522 - قولهم الحديد بالحديد يفلح
يقول إن الصعب لا يلينه الا الصعب والفلح الشق فلحت الشيء شققته
ويقال لزارع الفلاح لأنه يشق الأرض والأفلح المشقوق الشفة العليا وكان عنترة يسمى الفلحاء لشق كان في شفته والاسم الفلح والفلح ايضا الفلاح وهو البقاء والفوز بالخير أفلح الرجل فهو مفلح
وفي القرآن ( قد أفلح المؤمنون )
ومثل هذا المثل قول زياد
( النبع يقرع بعضه بعضا )
قال الأصمعي ومثل هذا امثل قولهم ( إن على اختك تطردين )
قال الشاعر

( قوما بعضهم يقتل بعضا ... لا يفل الحديد الا الحديد )
523 - قولهم حلب الدهر أشطره
يضرب مثلا للرجل العالم بالدهر والأشطر جمع شطر وأصله في حلب الناقة لأنك تحلب شطرا ثم تحلب الشطر الآخر
والمعنى انه جرب الدهر في جميع احواله
ومن قال حلب الدهر شطريه فإنه أراد الخير والشر والنفع والضر قال لقيط بن يعمر
( ما زال يحلب هذا الدهر أشطره ... يكون متبعا طورا ومتبعا )
ومن هذا البيت أخذ زياد قوله إنا سسنا وساسنا السائسون وجربنا وجربنا المجربون وألنا إيل علينا فما وجدنا خيرا من لين في غير ضعف وشدة في غير عنف وفي ها المعنى قول الشاعر
( لن يدرك المجد اقوام وإن كرموا ... حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام )
( ويشتموا فترى الألوان سافرة ... لاصفح ذل ولكن صفح أحلام )
524 - قولهم حلبتها بالساعد الأشد
يضرب مثلا للرجل يأخذ حقه بالغلبة
والساعد مذكر والذراع

مؤنث وهما شيء واحد
ومن الأمثال في التقوى والتشدد وركوب الهول قول الأول
( لم يبق من طلب العلا ... الا التعرض للحتوف )
( فلأقذفن بمهجتي ... بين الأسنة والسيوف )
( ولأطلبن ولو رأيت ... الموت يلمع في الصفوف )
( ولربما نفع الفتى ... نوش الاسنة والسيوف )
525 - قولهم حور في محاره
قال العلماء معناه محير في موضع يتحير فيه وقيل حور رجل في محاره أي هو كل يوم في نقصان يقال حار الشيء إذا نقص وإذا رجع وقال النبي ( نعوذ بالله من الحور بعد الكور ) قال أراد النقصان بعد الزبادة
وقيل الانتقاض بعد الاستواء ومن قولهم كار العمامة إذا سواها على رأسه فحارت أي انقضت وقيل ( حور في محارة ) هالك في موضع يهلك فيه والحور الهلاك قال العجاج
( في بئر لا حور سرى وما شعر ... )
ويقال رجل حور أي هالك كما يقال رجل بور والجمع والواحد فيه سواء وفي القرآن ( قوما بورا ) فجمع وقال ابن الزبعرى

( يا رسول الإله إن لساني ... رانق ما فتقت إذا أنابور )
فوحد والحور أيضا جمع احور وحوراء وروى ( نعوذ بالله من الحور بعد الكون ) من قول العرب حار بعد ما كان أي كان على حاله جميلة فحار عنها معناه رجع ويقال للعود الذي تدور عليه البكرة محور لأنه يرجع الى حالته الأولى بعد الدوران
وقيل الكور الاجتماع ومعناه نعوذ بالله من الخروج عن الجماعة بعد الحصول فيها
526 - قولهم حمار استأتن
يضرب مثلا للرجل العزيز يصير ذليلا أي كان حمارا فصار اتانا ونحوه قول الشاعر
( ولقد اراني والأسيود تخافني ... فأخافني من بعد ذاك الثعلب )
527 - قولهم الحمى أضرعتني لك
يضرب مثلا للأمر يضطر صاحبه الى الخضوع
والمثل لعمرو بن معد يكرب قاله لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبرني أبو احمد عن ابن عرفة عن احمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال حدثني رجل من ولد سرحة الغفاري ان عمرو بن معد يكرب قدم على عمر بن الخطاب فسأله عن سعد

ابن أبي وقاص فقال أعرابي في نمرته عاتق في حجلته أسد في تامورته نبطي في جبايته قال كيف علمك بالسلاح قال بصير قال فاخبرني عن النبل قال منايا تخطىء وتصيب قال فأخبرني عن الرمح قال أخوك وربما خانك قال فأخبرني عن الترس قال هو المجن وعليه تدور الدوائر قال فأخبرني عن السيف قال عنده قارعت امك الثكل قال بل امك قال بل امي والحمى أضرعتني لك
قال ابو هلال رحمه الله أي الاسلام أذلني لك ولو كان في جاهلية لم تجسر ان ترد علي
والنمرة كساء اسود تلبسه الأعراب والعاتق الجارية الشابة وصفه بالحياء والتأمورة هاهنا الأجمة وقوله نبطي في جبايته وصفه بالاستقصاء في جباية الخراج
528 - قولهم الحفائظ تحلل الأحقاد
يضرب مثلا للرجل يغضب لحميمه وقريبه وإن كان مشاحنا له وقيل لبعضهم ما تقول في ابن العم قال عدوك وعدو عدوك
والحفيظة الغضب قال القطامي
( أخوك الذي لا تملك الحس نفسه ... وترفض عند المحفظات الكتائف )
يقول العدوات تتفرق فتذهب عند الحفائظ والارفضاض التفرق
والكتائف العدوات الواحدة كتيفة والمحفظات الأمور التى تحفظ

الناس أي تغضبهم والحس الرقة يقال حسست له أحس حسا
وقال عويف القوافي
( تخلت له نفسي النصيحة إنه ... عند الشدائد تذهب الأحقاد )
ومن ذلك قولهم ( آكل لحمي ولا ادعه لآكل ) وفد مره ذكره
529 - قولهم حميم الرجل أصله
يضرب مثلا للرجل يعجب بأهله وللقوم يمدحون اخاهم ويعجبون به ومثله قول العامة من يمدح العروس الا أهلها ومنه أيضا قولهم ( زين في عين والد ولده )
وقولهم ( كل فتاة بأبيها معجبة ) وقيل لعمر بن عبد العزيز لو بايعت لابنك عبد الملك وكان فاضلا فقال لولا اني اخاف ان يقال زين في عين والد ولده لفعلت وقال الشاعر
( زين في عين حاسديه كما ... زين في عين والد ولده )
ومن هاهنا اخذ ابو تمام قوله
( ويسيء بالإحسان ظنا لا كمن ... هو بابنه وبشعره مفتون )
والحميم القريب يقال فلان أحم الي من فلان أي أقرب ومجاز الكلام حميم الرجل من هو من أصله يعني أقاربه

530 - قولهم الحليم مطية الجهول
معناه ان الحليم يحتمل جهل الجهول ولا ينتصف منه ومما يجرى مع ذلك وإن لم يكن منه قول النابغة
( فإن مطية الجهل الشباب ... )
واخذه ابو نواس فقال
( كان الشباب مطية الجهل ... )
ونحو المثل قول الشاعر
( وإنما الحلم ذل أنت عارفه ... والحلم عن قدرة ضرب من الكرم )
وقيل لبعضهم ما الحلم قال الذل تصبر عليه
531 - قولهم الحمد مغنم
يقولون الحمد مغنم والمذمة مغرم معناه انك إذا أفدت فحمدت فقد استفدت وغنمت وإذا نلت فذممت فقد غرمت وخسرت ولم يذهب من مالك ما كسبك حمدا وجنبك ذما وقال زهير في تعظيم شأن الحمد

( فلو ان حمد الناس يخلد لم تمت ... ولكن حمد الناس ليس بمخلد )
( ولكن فيه باقيات وراثة ... فزود بنيك بعضها وتزود )
وقال غيره
( لولا الثناء كأنه لم يولد ... )
وقال آخر
( وإن قليل الذم غير قليل ... )
وقال ابن دريد
( وإنما المرء حديث دهره ... فكن حديثا حسنا لمن وعى )
وقيل ذكر الفتى عمره الثاني
وقال آخر
( فأثنوا علينا لا ابا لأبيكم ... بأفعالنا إن الثناء هو الخلد )
وقال سعية اليهودي
( ارفع ضعيفك لا يحربك ضعفه ... يوما فتدركه العواقب قد نمى )
( يجزيك او يثني عليك وإن من ... أثنى عليك بما فعلت فقد جزى )
532 - قلوهم حيلة من لا حيلة له الصبر
معناه ان من لم يقدر ان ينفع نفسه بدفع المكروه عنها قدر ان يصبر

فيكسبها المنفعة في ثواب الصبر وحسن الأحدوثة في ملك النفس
وقال بعض الحكماء المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان وإن شرا من المصيبة سوء الخلف عليها يعني الجزع وقال غيره
( وهل جزع يجدي علي فأجزع ... )
وقال آخر
( صبرنا لها حتى تبوخ وإنما ... تفرج أيام الكريهة بالصبر )
قال الشيخ أبو هلال رحمه الله قال عم ابى الصبر شرية تثمر أرية والأرية العسل والشرية الحنظل
وقال آخر الصبر مطية لا تكبو وإن عنف عليه الزمان
وفي هذا المعنى قيل
( أرى الصبر محمودا عنه مذاهب ... فكيف إذاما لم يكن عنه مذهب )
( هو المهرب المنجى لمن أحدقت به ... نوائب دهر ليس عنهن مهرب )
وقيل
( فالوا صبرت وما صبرت جلادة ... لكن لقلة حيلتي أتصبر )
( لا تنهني عنهم فتغريني بهم ... فلربما ينهى العذول فيأمر )

533 - قولهم الحزم حفظ ما وليت وترك ما كفيت
المثل لأكم بن صيفي يحث به على ترك مالا يعني مع المحافظة على ما يعني
قال ابو هلال رحمه الله ولا اعرف شيئا أشد على الأحمق من تركه مالا يعنيه واشتغاله بما يعنيه على ان فيما يعنى شغلا عما لا يعنى
قال الشيخ أبو هلال رحمه الله اخبرنا ابو احمد قال حدثنا ابو بكر بن دريد قال حدثنا الرياشي قال حدثنا عمر بن بكير قال حدثنا الهيثم بن عدي عن ابن عباس عن الشعبي قال قدم علينا الأحنف بن قيس مع مصعب بن الزبير فما رأيت شيئا يستقبح الا وقد رأيت في وجه الأحنف منه شبها كان أصعل الرأس أحجن الأنف أغضف الأذن باخق العين ناتىء الوجنة مائل الشدق متراكب الأسنان خفيف العارضين احنف الرجل ولكنه اذا تكلم جلى عن نفسه
فأقبل يفاخرنا ذات يوم بالبصرة ونفاخره بالكوفة فقلنا الكوفة أعلى وأفسح فقال له رجل والله ما اشبه الكوفة الا بشابة صبيحة الوجه كريمة النسب لا مال لها فإذا ذكرت أذكر حاجتها كف عنها وما اشبه البصرة الا بعجوز ذات عوارض مؤشرة موسرة فإذا ذكرت فذكر يسارها رغب فيها فقال الأحنف اما البصرة فأسفلها قصب واوسطها خشب واعلاها رطب نحن أكثرعاجا وساجا وديباجا

وبرذونا هملاجا وجارية مغناجا والله ما اتى البصرة احد الا طائعا ولا خرج منها الا كارها يجر جرا
فقام شاب من بكر بن وائل فقال للأحنف يا ابا بحر بم بلغت في الناس ما بلغت فوالله ما انت بأجملهم ولا بأشرفهم ولا بأشجعهم قال يا بن أخي بخلاف ما انت فيه قال وما ( ما انا فيه ) قال بتركي ما لا يعنيني من امرك اذا شغلت بما لا يعنيك من امري
وقال الشاعر
( ولا نعترض للأمر تكفى شئونه ... ولا تنصحن الا لمن هو قابله )
534 - قولهم حلأت حالئة عن كوعها
يضرب مثلا في حذر الإنسان على نفسه ومدافعته عنها اي اتقى متق على نفسه
وأصله في التي تحلا الأديم فتضعه على كوعها ثم تسحاه بالسكين فإن أخطأت قطعت كوعها
والكوع طرف الزند الذي يلي الابهام والكرسوع طرفه الذي يلي الخنصر والحل قلع اللحم عن الأديم
535 - قولهم حرة تحت قرة
يضرب مثلا للأمر يظهر وتحته امر خفي والحرة العطش والقرة

البرد
ويقولون في الدعاء رماه الله بالحرة تحت القرة يعنون العطش مع البرد
ونحو المثل قول الشاعر
( أرى خلل الرماد وميض جمر ... خليق ان يكون له ضرام )
536 - قولهم حبك الشيء يعمي ويصم
قاله رسول الله
أخبرنا ابو احمد قال اخبرنا ابن أبى دواد قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا بقية وأبو حيوة ومحمد بن حرب عن ابي بكر بن ابي مريم عن خلف بن محمد بن محمد الثقفي عن بلال ابن أبي الدرداء عن ابيه قال قال رسول الله ( حبك الشيء يعمى ويصم ) أراد ان حبك للشيء يعميك عن مساويه ويصمك عن استماع العذل فيه فأخذه الشاعر فقال
( وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا )
وقال آخر
( خرجت غداة النحر اعترض الدمى ... فلم أر أحلى منك في العين والقلب )
( فوالله ما ادرى احسن رزقته ... أم الحب يعمى مثلما قيل في الحب )

وقال عمر بن ابي ربيعة
( زعموها سألت جاراتها ... وتعرت يوم حر تبترد )
( أكما ينعتني تبصرنني ... عمركن الله ام لا يقتصد )
( فتضاحكن وقد قلن لها ... حسن في كل عين من تود )
( حسد حملنه من حسنها ... وقديما كان في الناس الحسد )
وقال غيره
( يا من يلوم عليه ... انظر بعيني اليه )
( فلست تبرح حتى ... تصير ملك يديه )
537 - قولهم الحريص يصيدك لا الجواد
يقول إن الذي له هوى وحرص في حاجتك هو الذي يقوم بها لك لا القوي عليها من غير ان يكون له حرص على قضائها وهوى لنجح السعي فيها وقريب منه قولهم لا يرحل رحلك من ليس معك أي ليس معك هواه ولا له بك عناية ونحوه قولهم ( أساء كاره ما عمل ) وقد مر في الباب الأول ونحو المثل
( ولا يبلغ الحاجات الا المثابر ... )
ويصيدك أي يصيد لك مثل كا ووزنه اي كال له ووزن له

538 - قولهم الحرب غشوم
وذلك انها تنال بالمكروه من لم يكن له فيها جناية ومثله قول الشاعر
( فإن الحرب يجنبها اناس ... ويصلى حرها قوم براء )
وقريب من هذا المعنى قول النابغة الجعدي وهو اجود ما وصفت به الحرب
( ألم تعلموا ما ترزأ الحرب أهلها ... وعند ذوي الأحلام منها التجارب )
( لها السادة الأشراف تأتى عليهم ... فتهلكهم والسابحات النجائب )
( ونستلب المال الذي كان ربه ... ضنينا به والحرب فيها الحرائب )
فأخذه ابو تمام فقال
( والحرب مشتقة المعنى من الحرب ... )
وقال معن بن اوس
( دعاني يشب الحرب بيني وبينه ... فقلت له لا بل هلم الى السلم )
( وإباك والحرب التى لا اديمها ... صحيح ولا تنفعك تاتي على وغم )
( فلما أبى خليت فضل عنانه ... اليه فلم يرجع بحزم ولا عزم )

( فكان صريع الخيل اول وهلة ... فبعدا له مختار جهل على علم )
539 - قولهم الحر يعطي والعبد يألم قلبه
ويروي ( والعبد بيجع استه ) ومعناه ان العبد لا يجود ويشق عليه جود الحر وهذا أبعد غايات البخل
540 - قولهم حال الجريض دون القريض
يضرب مثلا للمعضلة تعرض فتشغل عن غيرها
والمثل لعبيد بن الأبرص وكان المنذر بن ماء السماء جعل لنفسه يوم بؤس في كل سنة فكان يركب فيه فيقتل كل من لقيه فاستقبله عبيد بن الأبرص مرة فيه فقال له ما ترى يا عبيد فقال ( المنايا على الحوايا ) فذهبت مثلا فقال له أنشدنا من قريضك فقال ( حال الجريض دون القريض ) ثم قال
( أقفر من اهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يعيد )
ثم قال
( فأبلغ بني وأعمامهم ... بان المنايا هي الواردة )

( فأقسم ان مت ماضرني ... وإن عشت ما كنت بي واجدة )
قال له المنذر ويلك أنشدنا فقال
( هي الخمر تكنى الطلا ... كما الذئب يكنى أبا جعدة )
يقول ان الذئب وان كانت كنيته حسنة فإن فعله قبيح يضرب مثلا للرجل يظهر لك اكراما هو يريد غائلتك
ثم امر به فذبح
ويروى هذا الحديث له مع ابى كرب الغساني وكان له في كل سنة يوم بؤس فعرض له عبيد في يوم بؤسه فقال له ما تقول يا عبيد فقال ( أتتك بحائن رجلاه ) قال ثم ماذا قال ( من عز بز ) قال ثم ماذا قال ( لا يرحل رحلك من ليس معك ) قال ثم ماذا قال ( بلغ الحزام الطبيين ) فذهبت كلماته أمثلا
وامر به فذبح
541 - قولهم حتى يجتمع معزى الفزر
يضرب مثلا للشيء الذاهب الذي لا يقدر على تلافيه ورده
وأصله ان سعد بن زيد بن مناة بن تميم وهو الفزر قال لابنه هبيرة بن سعد سرح معزال وارعها قال ( والله لا ارعاها سن الحسل ) قال يا صعصعة اسرح فيها قال ( لا اسرح فيها الوة الفتى هبيرة ) فذهبت كلمتاهما مثلين فغضب سعد فلما اصبح غدا بالمعزى الى عكاظ وقال ان هذه معزاي لا يحل لرجل ان يدع أخذ واحدة منها ولا يحل له ان يجمع بين اثنتين فانتهبها الناس وذهبوا بها فقيل لما لا يرجى ارتجاعه ( حتى يجتمع معزي الفزر )

وقوله ( ألوة الفتى هبيرة ) أي على يمين هبيرة لا أسرح فيها
والألوة والألية اليمين وآلى الرجل يولى إذا حلف
وفي القرآن ( للذين يؤلون من نسائهم ) وسنذكر سن الحسل في الباب الثامن ان شاء الله تعالى وحده وقال شبيب بن البرصاء
( ومرة ليسوا نافعيك ولن ترى ... لهم مجمعا حتى ترى غنم الفزر )
542 - قولهم حتى يؤوب المنخل يتمثل به في اليأس عن الشيء
وقيل المنخل هو القارظ العنزي وقد مر ذكره
والمثل مأخوذ من قول النمر بن تولب
( وقولي إذا ما اطلقوه عن بعيرهم ... تلاقونه حتى يؤوب المنخل )
يريد انه قد كبر وعجز عن طلب الأشياء فإذا غاب عن عينه شيء خشى عليه الفوت لما يرى من عجزه عن الطلب به
وكان اهل البصرة يقولون ( حتى يرجع نشيط من مرو ) ونشيط مولى لعبيد الله بن زياد بنى له دارا فلم يرضها وامر بهدمها فهرب نشيط الى مرو وامر عبيد الله ببناء دار اخرى فلما فرغ منها أمر فصور في دهليزه كلب وأسد وكبش وقال اسد كالح وكلب نابح وكبش ناطح
وصور على بابها رءوس أسد مقطعة فمر بها أعرابي فقال إن صاحبها لايتم له سكناها ليلة فأخذ وحمل الى عبيد الله

فقال احبسوه حتى ننزلها ونقلته فيها ونقل اليها متاعه
فهر كلب فضحك الأعرابي وقال والله لا يسكنها أبدا فما امسى الناس حتى قدم رسول ابن الزبير الى قيس بن السكن ووجوه أهل البصرة ودعاهم الى طاعته فأجابوه وهرب عبيد الله ثم دعا الأعرابي وقال له من اين قلت ما قلت قال رأيت رءوس أسد قد قطعت فقلت قوى ملك قد ذهبت وسلطان قد انقطع ورأيت الكلب يهر على من يدخلها فأطلقه
واهل الكوفة يقولون ( حتى يرجع مصقله من طبرستان ) وهو مصقلة بن هبيرة وكان سبب هربه من الكوفة انه كان اردشير خرة من قبل علي رضي الله عنه فجاء معقل بن قيس بسبى بني ناجية وكانوا قد ارتدوا عن الاسلام فصاحوا الى مصقلة يا ابا الفضل امنن علينا فاشتراهم بثلاثمائة ألف درهم وأعتقهم وخرج الى على رضي الله عنه فدفع إليه مائتي ألف درهم وهرب إلى معاوية رضي الله عنه فقال على رضي الله عنه قبح الله مصقلة فعل فعل السيد وفر فرار العبد ولو أقام ورأيناه قد عجز لم نأخذه بشيء
واجاز عتق من اعتق ففتش على دار مصقلة فوجد فيها سلاحا فقال
( أرى حربا مفرقة وسلما ... وعهدا ليس بالعهد الوثيق )
ثم هدمها فقال يحيى بن منصور
( قضى وطرا منها على فأصبحت ... إمارته فينا أحاديث كاذب )
فبناها له معاوية بعد
وقال مصقلة حين لحق بمعاوية

( تركت نساء الحي بكر بن وائل ... وأعتقت سبيا من لؤي بن غالب )
( وفارقت خير الناس بعد محمد ... لمال قليل لا محالة ذاهب )
ويقولون ( حتى يزول عوارض ) وهو جبل عليه قبر حاتم الطائي و ( حتى يشيب الغراب )
وفي القرآن ( حتى يلج الجمل في سم الخياط )
543 - قولهم حبقة حبقة ترق عين بقه
يقال ذلك للرجل إذا تكبر وأعجبته نفسه
والمثل لعلي رضي الله عنه قاله وهو يصعد المنبر يأمر نفسه بالتواضع
وترق تفعل من الرقي أي ترق يا عين بقه يعني نفسه يريد تصغيرها إليها
544 - قولهم حتفها تبحث ضأن بأظلافها
وهو مثل قولهم كالباحث عن الشفرة
يراد به الرجل يبحث عما يكره فيستخرجه على نفسه
قالوا والمثل لحريث بن حسان الشيباني
وأصله ان رجلا غيب شفرة له في الأرض ثم طلبها ليذبح بها كبشا فلم يجدها فبينا الكبش ينزو ضرب بيده فأثارها فذبحه بها الرجل
والشفرة السكين العريض وكذلك المدية وقال بعض الشعراء

( وكان كعنز السوء قامت بظلفها ... الى مدية تحت التراب تثيرها )
وقال غيره
( وكان كعنز يوم جاءت لحتفها ... الى مدية مدفونة تستثيرها )
545 - قولهم الحق أبلج والباطل لجلج
يراد به ان الحق منكشف والباطل ملتبس
يقال انبلح الصبح إذا انكشف ومنه سمي الكشفة بين الحاجبين بلجة
واللجلج من قولهم تلجلج في القول إذا تتعتع فيه ولم يستوف العبارة عن معناه قال الشاعر
( ألم تر ان الحق تلقاه أبلجا ... وانك تلقى باطل القول لجلجا )
ويقال لجلج اللقمة في فيه إذا أدارها ولم يسغها قال الشاعر
( يلجلج مضغة فيها أنيض ... أصلت فهي تحت الكشح داء )
وقال بعضهم الحق أبلج وطريق الصدق منهج ومسلك الباطل اعوج وقال الشاعر
( فإن الحق ليس به خفاء ... ولا تخفى الخيانة والخلاب )

546 - قولهم الحق مغضبة
يقال ذلك للرجل تصدقه عن الأمر فيغضب
وروى عن ابي ذر انه قال تركنى الحق ومالي من صديق
ويقولون الحق مر والزمته مر الحق وقلت
( حلو حلاوة وصل عاد فائته ... مر مرارة حق حل واجبه )
547 - قولهم حبيب جاء على فاقة
يضرب مثلا للأمر يغشاك وبك اليه حاجة
والفاقة إلى الشيء الحاجة إليه وفي معناه قول الشاعر
( خليل اتاني نفعه وقت حاجتي ... إليه وما كل الأخلاء ينفع )
وقيل خير السخاء ما وافق الحاجة وخير العفو ما كان مع القدرة
548 - قولهم حيث لا يضع الراقي أنفه
هكذا رواه الأصمعي ورواه غيره ( جرحه حيث لا يضع الراقي انفه )
قال ويضرب مثلا للشيء لا دواء له ومثله قولهم ( غادر وهيا لا يرقع )

وقال الأصمعي معناه انه لا يقرب ولا يدنى منه وأصله ان ملسوعا لسع في استه فلم يقدر الراقي على القرب مما هناك
549 - قولهم حرك خشاشه
معناه ألحق به أذية
وأصله في البعير تحرك خشاشه فيألم والخشاش العود الذي يدخل في انف البعير فإذا كان ذلك من حديد او صفر فهو برة والجمع برى والبرة أيضا الخلخال والجمع برين والخشاش ايضا الرجل الشجاع الخفيف والخشاش الصغير الرأس كل ذلك بكسر الخاء واما الخشاش بالفتح فالنذل من كل شيء مثل الرخم من الطير وما لا يصطاد منها
550 - قولهم الحسن أحمر
معناه ان المال الذي فيه الجمال لا يكسب الا بجهد وشدة يحمر معه الوجه فالأحمر كناية عن الجهد والشدة ومنه قولهم ( موت أحمر ) أي موت في شدة وجهد قال مسلم
( قوم إذا احمر الهجير من الوغى ... جعلوا الجماجم للسيوف مقيلا )
يعني إذا احمر الوان القوم فى الهجير مما يلقون من الشدة والصعوبة فأما قول الشاعر

( هجان علتها حمرة في بياضها ... تروق به العينين والحسن أحمر )
فإنه يعني أن الحسن في حمرة اللون مع البياض دون الصفرة وغيرها من الألوان ومنه قول الآخر
( فادخلي في الحمر إن الحسن احمر ... )
551 - قولهم حلبت حلبتها وأقلعت
قرأناه علي ابي علي بن ابي حفص عن جعفر عن ابن دريد عن ابي حاتم عن الأصمعي بالحاء ورواه غيره بالجيم
ويضرب مثلا للرجل يغضب ويصخب ثم يسكت من غير ان يكون له تغيير وقال ثعلب يضرب مثلا للرجل يأخذ الشيء ويذهب ويدعك وهذا هو الصحيح عندنا
552 - قولهم حر انتصر
يضرب مثلا للرجل يظلم فينتقم
وأصله رمز من رموز العرب قالوا

وجدت الضبع تمرة فاختلسها الثعلب فلطمته فلطمها فتحاكما الى الضب فقالت يا أبا الحسل قال ( سميعا دعوت ) قالت جئناك نحتكم اليك قال ( في بيته يؤتى الحكم ) فقالت إنى التقطت تمرة قال ( حلوا جنيت ) قالت إن الثعلب اخذها قال ( حظ نفسه بغى ) قالت لطمته قال ( أسفت والبادي اظلم ) قالت فلطمنى قال ( حر انتصر ) قالت اقض بيننا قال ( حدث حديثين امرأة فإن لم تفهم فأربعة )
ومثل هذا الخبر ما اخبرنا به أبو احمد عن الجوهري عن ابي زيد عن ابي عبيد الله بن إسحاق العطار عن معاوية بن حفص الحمصي عن الأعمش قال لما قدم خالد بن الوليد تلقاه ابن بقيلة فقال له خالد من أين أقبلت ويلك قال من ورائي قال فأين تريد قال امامي قال فمن أين خرجت قال من بطن امي قال فمن اين أقصى أثرك قال من صلب ابي قال ففيم انت قال في ثيابي قال فعلى أي شيء انت قال على الأرض قال أبن كم انت قال ابن رجل واحد قال ما اجبتني عما سألت عنه قال ما اجبتك الا عما سألتني عنه قال كم انى عليك قال ستون وثلاثمائة سنة قال أفتعقل قال نعم وأقيد قال فأخبرنا عن أعجب ما ادركت قال أدركت ما بين الحيرة الى الشام قرى منظومة وإن المرأة لتضع مكتلها على رأسها وفي يديها مغزلها فما تمسه حتى يمتلىء من الفواكه ثم ادركته خرابا يبابا وهي الدول بين عباد الله وبلاده
وادركت البحر وإن سفنه لترفأ الى نجفنا هذا ثم ادركته يابسا قال

فأخبرني بأفضل المال قال أرض خوارة فيها عين خرارة قال ثم ماذا قال فرس في بطنها فرس يتبعها فرس قال فأين انت عن الإبل قال حمال وسقاء قال فأين انت عن الغنم قال ليس ذاك بشيء ذاك طعام قال فأين انت عن الذهب والفضة قال ذاك الذي ان تركته لم يزد وإن أقبلت عليه لم تدر ما بقاؤه عندك قال فما هذه الحصون التى اراها قال بنيناها للسفيه حتى يجيء الحليم مثلك فينزلها
قال وإنما سمي بقيلة لأنه جاء في ثوبين اخضرين وإنما كان اسمه عمرو بن ثعلبة بن عبد المسيح الغساني
ومثله ما روى ان عدي بن أرطأة اتى إياس بن معاوية قاضي البصرة وعدي اميرها فقال له يا هناه اين انت قال بينك وبين الحائط قال اسمع مني قال للاستماع جلست قال إنى تزوجت امرأة قال ( بالرفاء والبنين ) قال وشرطت لأهلها الا اخرجها من بيتهم قال اوف لهم بالشرط قال وانا الآن أريد الخروج قال في حفظ الله قال اقض بيننا قال قد فعلت
553 - قولهم حلف بالسمر والقمر
قال الأصمعي السمر الظلمة وسميت سمرا لأنهم كانوا يجتمعون في الظلماء فيسمرون أي يتحدثون ثم كثر ذلك حتى سمي الحديث سمرا ومعناه انه حلف برب النور والظلمة

554 - قولهم الحاج والداج
الحاج الذي يزور البيت والداج الذي يخرج للتجارة يقال ما حج ولكنه دج وقيل الداج الذين يدبون في أثر الحاج
555 - قولهم حياء كحياء مارخة
يضرب مثلا لمن يستحي مما لا يستحي منه
وأصله ان امرأة يقال لها مارخة نزلت بقوم فقدموا لها قرى فقالت استحي ان اصيب منه وخرجت عنهم فباتت ليلتها جائعة تسرى
556 - قولهم حن قدح ليس منها
يضرب مثلا للرجل يدخل نفسه في القوم ليس منهم
ولما قال عقبة بن ابي معيط يوم بدر حين اراد النبي قتله أأقتل من بين قريش قال عمر رضي الله عنه ( حن قدح ليس منها ) فما أدرى أقاله مبتدئا او تمثله والقدح واحد القداح التي يستقسم بها الأزلام والقدح ايضا السهم قبل ان يراش وينصل

557 - قولهم حتى يرجع السهم على فوقه
يقال لا افعل ذاك حتى يرجع السهم على فوقه أي لا أفعله أبدا لأن السهم إذا رمى به مضى قدما ولم يرجع على فوقه ونحوه قول الشاعر
( إذا زال عنكم أسود العين كنتم ... كراما وانتم ما اقام ألائم )
وأسود العين جبل
يقول إذا زال هذا الجبل عن موضعه كرمتم
ومعناه انه لا يزول الجبل وانتم لا تكرمون أبدا ومنه قوله عز و جل ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) معناه ان الجمل لا يدخل في سم الخياط وان هؤلاء لا يدخلون الجنة
558 - قولهم حياك من خلا فوه
يضرب مثلا للرجل تكلمه وهو مشتغل عنك لا يجيبك
وأصله ان رجلا سلم على رجل يأكل فلم يحيه فلما أساغ الطعام اعتذر اليه فقال ( حياك من خلا فوه ) أي رد سلامك من ليس في فمه لقمة تشغله
595 - قولهم حيل بين العير والنزوان
يقال ذلك للرجل يحال بينه وبين مراده
والمثل لصخر بن عمرو اخى

الخنساء أخبرنا ابو احمد قال اخبرنا ابن دريد عن ابي حاتم عن ابي عبيدة وحدثناه عن غير هؤلاء قال غزا صخر بن عمرو بني أسد بن خزيمة فاكتسح ابلهم فجاءهم الصريخ فركبوا فالتقوا بذات الأثل فطعن أبو ثور الأسدي صخرا في جنبه وأفلت الخيل ولم يقعص مكانه فجوى منها ومرض حولا حتى مله اهله فسمع امرأة تقول لامرأته سلمى كيف بعلك قالت لا حي فيرجي ولا ميت فينعى قد لقينا منه الأمرين
ومر بها رجل وهي قائمة وكانت ذات خلق واوراك فقال لها أيباع الكفل قالت نعم عما قليل فسمعها صخر فقال اما والله لئن قدرت لأقدمنك قبلى وقال لها ناوليني السيف أنظر هل تقله يدي فناولته فإذا هو لا يقله وروى ايضا ان ام صخر سئلت عنه فقالت لا نزال بخير ما دام فينا فقال
( أرى ام صخر لا تمل عيادتي ... وملت سليمى مضجعي ومكاني )
( فأي امرىء ساوى بأم حليلة ... فلا عاش الا في شقا وهوان )
( أهم بأمر الحزم لو أستطيعه ... وقد حيل بين العير والنزوان )
( وما كنت أخشى ان اكون جنازة ... عليك ومن يغتر بالحدثان )
( فللموت خير من حياة كانها ... معرس يعسوب برأس سنان )
ونتأت من جنبه قطعة مثل كبد فقطعها فيئس من نفسه فقال
( أجارتنا إن الخطوب تنوب ... على الناس كل المخطئين تصيب )

( أجارتنا إن تسأليني فإنني ... مقيم لعمري ما اقام عسيب )
( كأني وقد أدنوا لحز شفارهم ... من الصبر دامي الصفحتين نكيب )
يعني بعيرا أوحمارا
ثم مات فدفن الى جنب العسيب وهو جبل بقرب المدينة فقبره هناك معلم
560 - قولهم حرا اخاف على جاني الكمأة
يضرب مثلا للرجل يخاف امرا وغيره اخوف عليه
ومن العجائب انك تخاف اللص على مالك فتستظهر على حفظه بغلق الأبواب وإقامة الحجاب ورفع الحيطان وترصيص البنيان وتنسى الدهر الذي يدرك بلا طلب ويعلق بلا سبب قال الشاعر
( فأخلف واتلف إنما المال عارة ... فكله مع الدهر الذي هو آكله )
وقال آخر
( فانظر الى الدهر هل فاتته بغيته ... في مطمح اللسر او في مسبح النون )
ولآخر
( ألم تدر ان الله فوق المعاقل ... )

561 - قولهم حبذا المنتعلون من قيام
يراد به حبذا الذين بهم بقية من قوة او شباب او إنقاذ عزم او ثقوب رأي
وأصله ان امرأة شابة كانت تحت شيخ فرأت شبابا ينتعلون من قيام فقالت ( حبذا المنتعلون من قيام ) فقال الشيخ انا انتعل قائما فقام لينتعل فضرط فقالت ( من ادعى الباطل أنجح به ) أي انجح الباطل به خصمه
562 - قولهم حبل فلان يفتل
معناه ان امره مقبل وفي معناه نجمه صاعد وقد رفع علمه وعلا امره وسما طرفه وروى زنده وصعد جده وطالت يده واشتدت عضده وأكثر كلام العرب محمول على الاستعارة واجوده احسنه استعارة وبيان هذا مشروح في كتابنا الموسوم بصنعه الكلام
563 - قولهم حكمك مسمطا
يراد به حكمك مرسلا أي احتكم وخذ حكمك قال ابو بكر خذ حقك مسمطا اي سهلا واظن اصله من قولهم سمطت الجدى إذا كشطت ما عليه من الشعر فيكون ذلك أسهل من السلخ ويقال سمط الفارس درعه عليه إذا ألقي طرفها على عجز فرسه او علقها سرجه وسماط القوم صفهم

564 - قولهم حبيب الى عبد سوء محقده
هكذا جاء ولعل المحقد لغة في المحتد وروى عن ابي لؤلؤة انه كان يرى استخدام العرب العجم فيقول لقد فتت العرب كبدي فتمادت به الحسرة والكمد والغضب للعجم الى ان قتل عمر رضي الله عنه وقتل مكانه
565 - قولهم حبذا التراث لولا الذلة
يضرب مثلا للشيء فيه خصلة محمودة وخصال مذمومة وذلك ان الرجل إذا مات أقاربه ورث اموالهم فاستغني الا انه يبقى فردا بلا ناصر
وعلى حسب ذلك قول الشاعر
( ذهب الكرام فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد )
أخبرنا ابو احمد قال اخبرنا المفجع قال حدثنا أبو العباس ثعلب عن ابن الأعرابي عن ابن الكلبي قال كان الحضرمي بن عامل بن موالة الأسدي عاشر عشرة من إخوته فماتوا جميعا فورثهم فقال جزء بن مالك يا حضرمي ورثت إخوتك فأصبحت ناعما جذلا فأنشأ الحضرمي يقول
( يزعم جزء ولم يقل جللا ... أنى تزوجت ناعما جذلا )
( إن كنت أزننتني بها كذبا ... جزء فلاقيت مثلها عجلا )

( أفرح ان أرزأ الكرام وأن ... اورث ذودا شصائصا نبلا )
( كم كان من إخوتي إذا احتضر الفرسان ... تحت العجاجة الأسلا )
( من سيد ماجد أخى ثقة ... يعطى جزيلا ويضرب البطلا )
( إن جئته خائفا امنت وإن ... قال سأحبوك نائل فعلا )
وكان لجزء تسعة اخوة فجلسوا جميعا على رأس بئر يصلحونها فانخسفت بإخوته فبلغ ذلك الحضرمي فقال إنا لله كلمة واقفت قدرا واورثت حقدا
ونحو ذلك قول بعص بني اسد
( ومحتضر المنافع أريحي ... نبيل في معاوزه طوال )
( عزيز عزة في غير فحش ... ذليل للذليل من الموالي )
( جعلت وسادة احدى يديه ... وتحت جمائه خشبات ضال )
( ورثت سلاحه وورثت ذودا ... وحزنا دائما اخرى الليالي )
الجماء الشخص والمعاوز الثياب التي يتبذل فيها الواحد معوز والذود الجماعة القليلة من إناث الإبل والضال السدر البري
وفي هذا المعنى قول أبي دواد
( لا أعد الاقتار عدما ولكن ... فقد من قد رزثته الاعدام )

566 - قولهم الحديث ذو شجون
وهو على حسب ما تقول العامة الحديث يجر بعضه بعضا
والمثل لضبة ابن أد أخبرنا ابو القاسم الكاغدي عن العقدي عن ابي جعفر عن ابن الأعرابي قال قال المفضل كان لضبة بن أد ابنان يقال لأحدهما سعد والآخر سعيد فخرجا في طلب إبل له فلحقها سعد فرجع بها ولم يرجع سعيد وكان ضبة يقول إذا رأى شخصا تحت الليل مقبلا ( أسعد ام سعيد ) فذهبت مثلا في مثل قولهم انجح ام خيبة اخير ام شر ثم خرج ضبة يسير في الأشهر الحرم ومعه الحارث بن كعب فمرا على سرحة فقال الحارث لقيت بهذا المكان شابا من صفته كذا فقتلته وأخذت بردا كان عليه وسيفا فقال ضبة أرني السيف فأراه فإذا هو سيف سعيد فقال ضبة ( الحديث ذو شجون ) معناه ان الحديث له شعب وشجون الوادي شعبه ويقال لي بمكان كذا شجن أي حاجة وهوى وقيل ( الحديث ذو شجون ) يضرب مثلا للرجل يكون في أمر فيأتي أمر آخر فيشتغله عنه فقتل ضبة الحارث فلامه الناس وقالوا قتلت في الشهر الحرام فقال ( سبق السيف العذل ) فأرسلها مثلا ومعناه قد فرط من الفعل مالا سبيل الى رده قال الفرزدق
( أأسلمتني للموت أمك هابل ... وأنت دلنظى المنكبين بطين )

الدلنظي الغليظ يقال رجل دلنظي ودلنظي ينون ولا ينون ودلاظ في معناه وقيل هو شديد المنكبين قال
( خميص من الود المقرب بيننا ... من الشررا بي القصريين سمين )
( فإن كنت قد سالمت دوني فلا تقيم ... بدار بيت الذليل يكون )
( ولا تأمنن الحرب إن اشتغارها ... كضبة إذا قال الحديث شجون )
اشتغارها هيجها ومفاجأتها وإمكانها ويقال شغر برجله إذا امكن يقول تفاجئك كما فاجأت ضبة
وكانت بنت معاوية متزوجة بإبن لزياد ففخرت عليه فقال زياد ما أقبح الفخر بعد الشغر يعني رفع الرجلين عند النكاح
وقيل الحديث ذو شجون وشجونه احسن منه وقيل في مثل آخر ( الحديث أنزى من الظبي ) أي يفتح بعضه بعضا
567 - قولهم حدث حديثين امرأة فإن لم تفهم فأربعة
يضرب مثلا لسوء الفهم وظاهره خلاف باطنه وحقيقته انها إن لم تفهم حديثين كانت من الا تفهم أربعة أقرب وقال بعض العلماء إنما هو إن لم تفهم فاربع أي أمسك وذلك غلط وحديث المثل قد تقدم
568 - قولهم حدأ حدأ وراءك بندقة
يقال ذلك للرجل يفزع بعدوه
وحدا وبندقة قبيلتان من قبائل اليمن

وكانت بندقة اوقعت بحدأ وقعة اجتاحتها فكانت تفزع بها ثم صار مثلا لكل شيء يفزع بشيء
569 - قولهم حسبتك من غنى شبع ورى
المثل لامرىء القيس بن حجر وهو مما نقم عليه ونسب فيه الى تناقض القول وذلك انه قال
( ألا إلا تكن إبل فمعزى ... كأن قرون جلتها العصى )
( فتملأ بيتنا أقطأ وسمنا ... وحسبك من غنى شبع ورى )
بعد ان قال
( فلو انني أسعى لأدنى معيشة ... كفاني ولم اطلب قليل من المال )
( ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي )
فذكر مرة انه لا يقنع بأدنى معيشة حتى ينال الملك والمجد المؤثل وهو الذي له اصل ثابت وذكر أخرى ان الشبع والري يكفيانه
وفسر على وجه آخر وذلك انه اراد الجود بما فضل عن الحاجة يقول جد بما عندك واقنع بالشبع والري ففيهما كفاية
والكلام على المعنى الأول أدل

570 - قولهم حنت فلا تهنت
يقال ذلك لمن حن الى مكروه من الأمر يدعى عليه بألا يتهنأ به إذا وجده
وقد ذكر أصله في الباب الثالث
571 - قولهم حراما يركب من لا حلال له
وأصله ان جبيلة بن عبد الله القريعي اغار على إبل جرية بن اوس بن عامر من بني الهجيم فاطردها غير ناقة حرام كانت فيها فركبها جرية في أثر الإبل فقيل له أتركبها وهي حرام فقال ( حراما يركب من لا حلال له ) فلحقها فبارزه جبيلة فطعنه جرية فقتله وذهب أصحاب جبيلة بالإبل فقال جرية
( إن تأخذوا إبلي فإن جبيلكم ... عند المزاحف ثوبه كالخيعل )
( أنحى السنان على محاسن زوره ... إذ جاء يزدلف ازدلاف المصطلي )
( نرمي برمحينا خصاصه بيتنا ... زالت دعامة أينا لم ينزل )
( إذ ينسلون بذي العراد وفاتني ... فرسي ولا يحزنك سعي مضلل )

572 - قولهم حمير الحاجات
يقولون اتخذوه حمير الحاجات أي امتهنوه في جليل أمر ودقيقه وحمير تصغير حمار
573 - قولهم حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة
يضرب مثلا في تشابه الشيئين يقال جزاه حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة أي بمثل فعله وهو مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة
والقذة الريشة التى تركب على السهم وسهم اقذ لا ريش عليه ومقذوذ مريش و ( ما أصبت منه أقذ ولا مريشا ) أي لم أصب منه شيئا ونحو المثل
قول الشاعر
( الناس مثل زمانهم ... قد الحذاء على مثاله )
( ورجال دهرك مثل دهرك ... في تصرفه وحاله )
( فالبس اخاك على التصنع ... والتفاوت من فعاله )
( فالطرف يكبو مرة ... وهو الجواد على اعتلاله )

574 - قولهم حسبتني مضللا كعامر
يضرب مثلا للرجل يريد اختداعك وقد خدع غيرك قبلك ولا نعرف عامرا هذا
575 - قولهم حبلك على غاربك
يقال ألقيت حبله على غاربه إذا تركته يذهب حيث يريد وأصله انهم إذا ارادوا ارسال الناقة في الرعي القوا جديلها على غاربها لئلا تبصره فيتنغص عليها ما ترعاه
والغارب مقدم السنام ثم صار غارب كل شيء اعلاه ومثله قولهم ( خلة درج الصب ) وقولهم للمرأة ( اذهبي فلا أنده سربك ) أي لا أرد إبلك
والسرب إبل الحي اجمع

576 - قولهم حب شيئا الى الإنسان ما منع
حب الي بكذا وحب الي كذا أي ما احبه الي و ( شيئا ) نصب لأنه في معنى التعجب وقال ساعدة بن جؤية
( هجرت غضوب وحب من يتجنب ... )
يقول حب بها الى متجنبة
والمثل من قول عبد الرحمن المعروف بالقس
أنشدنا أبو احمد قال انشدنا ابن الأنباري قال أنشدنا عبد الله بن خلف قال أنشدنا عبد الله بن محمد قال أنشدنا مصعب الزبيري
( يا دين قلبك ممن لست ذاكره ... إلا ترقرق ماء العين او همعا )
( أدعو الى هجرها قلبي فيتبعني ... حتى إذا قلت هذا صادق نزعا )
( وزادني كلفا بالحب ان منعت ... وحب شيئا الى الانسان ما منعا )
( كم من دنى لها قد صرت اتبعه ... ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا )
وفي معناه قول الشاعر
( رأيت النفس تكره ما لديها ... وتطلب كل ممتنع عليها )

577 - قولهم حب المدح رأس الضياع
قاله الأكثم بن صيفي ومعناه معروف وقال عمر رضي الله عنه فلدح الذبخ
578 - قولهم حولها ندندن
هو من امثال رسول الله قال له أعرابي ( لا اعرف ما دندنتك ودندنة معاذ انا اريد الجنة ) او كلاما هذا معناه فقال له رسول الله ( حولها ندندن ) أي إياها نطلب بهذه الدندنة

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
الحاء
579 - أحمق من هبنقة
واسمه يزيد بن ثروان احد بني قيس بن ثعلبة ومن حمقه انه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال اخشى ان أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به فحولت القلادة من عنقه إلى عنق اخيه فلما أصبح قال يا أخي انت انا وانا انت وأضل بعيرا فجعل ينادي عليه من وجده فهو له فقيل له فلم تنشده قال فأين حلاوة الوجدان
واختصمت طفاوة وبنو في رجل ادعى كل فريق انه في عرافتهم فقالوا تحكم علينا من طلع من هذه الجهة وأشاروا الى نحو جهة فطلع عليهم هبنقة فحكموه فقال هبنقة حكمه ان يلقى في الماء فإن طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب فقال الرجل إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان
وكان إذا رعى غنما جعل مختار المراعي للسمان وينحى المهازيل ويقول لا أصلح ما أفسده الله
وشبيه بذلك ما حكى الله تعالى عن بعض المشركين في قوله ( أنطعم من لو يشاء الله اطعمه ) وقال فيه الشاعر
( عش بجد وكن هبنقة القيسي ... نوكا او شيبة بن الوليد )

( رب ذي اربة مقل من المال ... وذي عنجهية محدود )
وقيل الهنبق والهنبك صفة الأحمق
580 - قولهم احمق من شرنبث
وقيل شرنبذ وحرنبذ ومرنبذ وهو رجل من بني سدوس جمع عبيد الله بن زياد بينه وبين هبنقة وقال تراميا فرماه الشرنبث وقال طيري عقاب وأصيبي الجراب حتى يسيل اللعاب فأصاب بطن هبنقة فانهزم فقيل أتنهزم من حجر واحد فقال لو انه قال طيري عقاب وأصيبي الذباب فذهبت عيني ما كنت أصنع وذباب العين السواد الذي في جوف الحدقة وذهبت كلمة الشرنبث مثلا في تهييج الرمي
581 - واحمق من بيهس
وقد مر حديثه
582 - وأحمق من حذنه
قيل هو رجل بعينه
وقيل هو الصغير الأذن الخفيف الرأس القليل الدماغ وذاك يكون أحمق
وقيل حذته امرأة كانت تتمخط بكوعها

583 - وأحمق من حجينة
وهو رجل من بني الصيداء
584 - واحمق من حجا
وكان من فزارة ومن حمقه انه دفن دراهم في صحراء وجعل علامتها سحابة تظلها ودخل على أبي مسلم ومعه يقطين فقط فقال يا يقطين أيكما ابو مسلم ومات أبوه فقيل له اذهب فاشتر الكفن فقال اخاف ان أشتغل بشراء الكفن فتفوتني الصلاة عليه ورآه رجل يعرج فقال له ما شأنك فقال اظن ان غدا تدخل في رجلي شوكة
585 - وأحمق من ابي غبشان
وهو رجل من خزاعة كان يلي البيت الحرام فاجتمع مع قصي بن كلاب بالطائف على الشرب فلما سكر اشترى منه قصي ولاية البيت بزق خمر وأخذ منه مفاتيحه وطار بها الى مكة وقال معاشر قريش هذه مفاتيح بيت أبيكم اسماعيل ردها الله عليكم من غير عذر ولا ظلم
وأفاق أبو غيشان فندم فقيل ( أندم من أبي غبشان وأخسر من أبي غبشان واحمق من ابي غبشان ) فقال بعضهم
( باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت ... بزق خمر فبئست صفقة البادي )

( باعت سدانتها بالخمر وانقرضت ... عن المقام وظل البيت والنادي )
ثم جاءت خزاعة فقاتلت قصيا فغلبهم وحديثه مستقصي في كتاب الأوائل
586 - واحمق من شيخ مهو
وهو عبد الله بن بيدرة ومهو قبيلة من عبد القيس ومن حديثه ان إيادا كانت تعير بالفسو فقام رجل منهم بعكاظ ومعه بردا حبرة ونادى ألا إني من إياد فمن يشتري منى عار الفسو ببردي هذين فقام عبد الله بن بيدرة فقال انا وأتزر بأحدهما وارتدى بالآخر وأشهد الإيادي عليه اهل القبائل فانصرف عبد الله الى قومه فقال جئتكم بعار الأبد فقال فيهم الراجز
( يال لكيز دعوة نبديها ... نعلنها ثمت لا نخفيها )
( كروا الى الرجال فافسوا فيها ... )
فقالت عبد القيس
( إن الفساة قبلنا إياد ... ونحن لا نفسو ولا نكاد )
فلزم العار بذلك عبد القيس فقال الشاعر
( وعبد القيس مصفر لحاها ... كأن فساءها قطع الضباب )

وقال بعض الشعراء للمهلب وهو يقاتل الشراة
( اجعل لكيزا ولا تعدل بهم احدا ... سفالة الريح حتى يورق الشجر )
( إن الرياح إذا مرت بفسوهم ... لم تبق فيها فساطيط ولا حجر )
وقال بعضهم في ابن بيدرة
( يا من رأى كصفقة ابن بيدرة ... من صفقة خاسرة مخسرة )
( المشترى الفسو ببردى حبرة ... شلت يمين صافق ما اخسره )
587 - واحمق من ربيعة البكاء
وهو ربيعة بن عامر بن ربيعة بن صعصعة دخل على امه وهي تحت زوجها فبكى وصاح إنه يقتل امي فقالوا ( أهون مقتول ام تحت زوج ) فذهبت مثلا ولقب البكاء
588 - أحمق من عدي بن جناب
589 - واحمق من مالك بن زيد مناة
590 - واحمق من دغة
وقد مر حديثهم فيما تقدم
وقيل دغه دويبة وقيل هي الفراشة لأنها تحرق نفسها وقد مر

591 - واحمق من عجل
ابن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ومن حمقه انه قيل له ما سميت فرسك هذا فقام إليه وفقأ احدي عينيه وقال سميته الأعور فقال العنزي
( رمتني بنو عجل بداء أبيهم ... وأي امرىء في الناس احمق من عجل )
( أليس أبوهم عار عين جواده ... فصارت به الأمثال تضرب في الجهل )
592 - وأحمق من الممهورة إحدى خدمتيها
593 - واحمق من الممهورة من نعم أبيها
وقد مر حديثهما في الباب الثاني
594 - واحمق من لاعق الماء
595 - واحمق من القابض على الماء
596 - واحمق من ماضغ الماء
597 - واحمق من ماطخ الماء
وفي القرآن ( الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه ) وقال الشاعر

( وأصبحت من ليلى الغداة كقابض ... على الماء لم ترجع بشيء انامله )
598 - واحمق من لاطم الأرض بخديه
معروف
599 - واحمق من الممتخطة بكوعها
والكوع طرف الزند وقد مر ذكرها
600 - واحمق من الدابغ على التحلي
يقال تملأ الجلد إذا بقي عليه شيء من اللحم فلم يصل اليه الدباغ فيفسد فإذا قشر ثم دبغ صلح
601 - واحمق من راعي ضأن ثمانين
قال ابن حبيب قيل ذلك لأن الضأن تتفرق فيحتاج راعيها الى جمعها ولا اعرف ما هذا التفسير لأن تفرق الضأن لا يوجب حمق راعيها ولا يدل عليه
والصحيح ( أشقى من راعى ضأن ثمانين ) ولا أعرف لم خصت بالثمانين هنا وكذلك رواه الجاحظ
602 - واحمق من طالب ضأن ثمانين
وهو أعرابي بشر كسرى ببشرى سر بها فقال سلني حاجتك فقال

أسألك ضأنا ثمانين
ويقول المشغول أنا في رضاع ضأن ثمانين
603 - واحمق من الضبع
604 - واحمق من ام عامر
605 - وأحمق من ام طريق
كل هذا سواء ويراد به الضبع
ونذكر أصله في الباب السابع
606 - وأحمق من الربع
وهو ما ينتج في الربيع من اولاد الإبل
والهبع ما ينتج في الصيف وهو مثل سائر الا ان بعض الأعراب قال ما حمق ربع والله إنه ليتجنب العدوى ويتبع امه في المرعى ويراوح بين الأطباء ويعلم ان حنينها له دعاء فأين حمقه
607 - واحمق من الرخل
وهي الأنثى من اولاد الضأن
والجمع رخلان ورخال
608 - وأحمق من نعجة على حوض
لأنها إذا أرادت الماء انكبت عليه تشربه لا تنثني عنه حتى تزجر

609 - وأحمق من ام الهنبر
قيل الهنبر الجحش وأمه الأتان
وقيل هي الضبع ويقال للضبعان وهو ذكر الضباع أبو الهنبر
610 - واحمق من الجهيزة
قيل هي الذئبة وحمقها أن تدع ولدها وترضع ولد الضبع
قال جذل الطعان
( كمرضعة أولاد أخرى وضيعت ... بنيها فلم ترفع بذلك مرقعا )
وقيل الجيزة الدببة وجهيزة ام شبيب الخارجي ومن حمقها أنها حملت شبيبا فأثقلت فقالت لأحمائها إن في بطني شيئا يتحرك فحمقت وقيل الجهيزة الحمار
611 - وأحمق من حمامة
لأنها لا تصلح عشها فربما سقط بيضها فانكسر

612 - واحمق من نعامة
لأنها إذا مرت ببيض غيرها حضنته ونسيت بيض نفسها كما قال ابن هرمة
( كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا )
613 - واحمق من رخمة
ويقولون أيضا ( أكيس من الرخمة ) وكيسها انها تحضن بيضها وتحمي فرخها وتألف ولدها ولا تمكن من نفسها غير زوجها وتقطع في اوائل القواطع وترجع في اوائل الرواجع لأن الصيادين يطلبون الطير بعد قطاعها فهي تقطع اولا وترجع اولا فتنجو ولا تطير في التحسير ولا تغتر بالشكير أي بصغار ريشها بل تنتظر حتى تصير قصبا ثم تطير
والشكير أيضا ما ينبت من العشب تحت ما هو اطول منه وهو أيضا الشعر الذي ينبت خلال الشيب ضعيفا قال
( والرأس قد صار له شكير )
ولا تسقط على الجفير لعلمها ان فيه نبلا ولا ترب في الوكور أي لا تقيم من قولهم أرب بالمكان وألب إذا أقام به
والمعنى انها لا ترضى

من الوكور بما يرضى به سائر الطير حتى تذهب إلى أعلى موضع تقدر عليه فتقيم فيه وتبيض
614 - وأحمق من عقعق
لأنه يضيع بيضه وفراخه
615 - وأحمق من طريق
وهو الكروان وذلك انه إذا رأى انسانا سقط على الأرض وأطرق فيطيفون به ويقولون ( أطرق كرا إن النعام في القرى وانت لن ترى ) ويلقون عليه ثوبا ويأخذونه بغير تكلفة
616 - واحمق من رجلة
وهي البقلة الحمقاء لأنها تنبت في مجاري السيول فتجترفها
617 - واحمق من ترب العقد
والعقد ما يتعقد من الرمل
ويمحقونه لأنه ينهال ولا يثبت

618 - أحذر من غراب
وأصله ما حكوا في رموزهم ان الغراب قال لابنه إذا رميت فتلوص أي تلو فقال يا أبت أنا اتلوص قبل ان ارمي
619 - وأحذر من عقعق
معروف
620 - وأحذر من قرلي
وهو طائر يغوص في الماء فيستخرج السمك فيأكله وهو اسم أعجمي لأن اهل اللغة قالوا ليس يلتقى الراء مع اللام في العربية الا في اربع كلمات أرل وهو اسم جبل وورل وهي دابة معروفة وجرل وهو ضرب من الحجارة والغرلة وهي القلفة
621 - وأحذر من ذئب
لأن الأعراب يحكون انه يبلغ من حذره ان يراوح بين عينيه إذا نام فيجعل إحداهما مطبقة نائمة والأخرى مفتوحة حارسة وهو خلاف الأرنب التى تنام مفتوحة العينين ليس من الاحتراس ولكن خلقة
وقال حميد ابن ثور في نعت الذئب

( ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع )
وهذا محال لأن النوم يأخذ جملة الحي
622 - واحذر من ظليم
وهو ذكر النعام وليس في الحيوان انفر منه وذلك ان الوحوش إذا كانت في خلاء لا عهد لها برؤية الناس لم تنفر منهم اول ما تراهم ولذلك قال ذو الرمة
( وكل أحم المقلتين كأنه ... اخو الإنس من طول الخلاء المغفل )
ولا يوجد النعام على الأحوال كلها الا نافرا ولذلك ضرب به المثل في سرعة انهزام القوم فيقال ( خفت نعامتهم وشالت نعامتهم )
623 - أحذر من يد في رحم
624 - وأحير من يد في رحم
يذكر فيما بعد إن شاء الله تعالى
625 - وأحر من النار ومن الجمر ومن المرجل
معروفات

626 - احر من القرع
وهو بثر يخرج بصغار الإبل فتقرع
والتقريع ان تجر على التراب الحار فتعافى قرعته إذا داويته من القرع كما يقال فردته وحملته إذا نزعت عنه القردان والحلم وقذيت العين إذا نزعت عنها القذى وفي المثل ( عود يقلح ) أي ينزع قلحه وهو صفرة الأسنان
627 - وأحسن من الشمس
628 - وأحسن من القمر
معروفان
629 - وأحسن من النار
وقالت اعرابية كنت احسن من النار ليلة القر وهي في ليلة القر أحسن في العيون واحب إلى النفوس وقال بعضهم هو احسن من الصلاء في ليل الشتاء
630 - وأحسن من شنف الأنضر
والشنف القرط الذي يعلق في أعلى الأذن
والأنضر والنضر والنضار الذهب

631 - واحسن من الدمية
وهي الصورة والجمع الدمى
632 - وأحسن من الزون
قيل الزون الصنم وقيل بيت الأصنام وقيل احسن من الزور وهو الصنم أيضا ومثله قوله تعالى ( والذين لا يشهدون الزور ) يعني الصنم
633 - وأحسن من بيضة في روضة
معروف
634 - وأحسن من الدهم الموقفة
يعني الخيل والتوقيف بياض في أسافل اليدين من الفرس مأخوذ من الوقف وهو السوار
635 - أشد من حمرة من الصربة
وهي الصمغة الحمراء

636 - وأشد حمرة من النكعة
وهي ثمرة الطرثوث
637 - أشد حمرة من بنت المطر
وهي دويبة حمراء ترى غب المطر
638 - أحير من الضب
639 - أحير من الورل
من الحيرة وهما إذا خرجا من جحرهما لم يهتديا اليه
640 - وأحير من الليل
من الحيرة أيضا والليل ولد الحبارى
641 - أحيا من بكر
642 - وأحيا من كعاب
والكعاب التى تكعب ثدياها اي تفلكا فصارا مثلا الكعب من العظام صلابة وتدويرا

643 - أحيا من هدى
وهي العروس
644 - وأحيا من فتاة
645 - وأحيا من مخبأة
646 - وأحيا من مخدرة
معروفات
647 - وأحيا من الضب
هذا من الحياة أي اطول عمرا
والضب طويل العمر
648 - أحول من أبي براقش
من التحول وهو التنقل وهو طائر يتحول في اليوم ألوانا مختلفة
والبرقشة النقش وأصله ثلاثي وهو حال يحول فقيل احول منه
649 - واحول من الذئب
هذا من الحيلة والياء في الحيلة واو جعلت ياء لكسرة ما قبلها تحول الرجل إذا احتال

650 - أحرص من ذئب
651 - واحرص من خنزير
652 - واحرص من كلب
من الحرص معروف
653 - أحرس من كلب
من الحراسة
وكذلك احرس من الأجل
654 - أحطم من الجراد
وأصل الحطم الكسر
655 - واحد من ضرس
656 - واحد من ليطة
وليطة كل شيء ظاهر جلده وكثر ذلك حتى قالوا ليط الشمس قال الشاعر

بمقورة الألياط شم الكواهل
ويقال للإنسان إذا كان لين السخنة إنه للين الليطة
657 - وأحفظ من الأرض
658 - واحمل من الأرض
وقد ذكرا في الباب الأول
659 - وأحقر من التراب
660 - وأحضر من التراب
معروفان
661 - واحقد من جمل
من الحقد
662 - وأحن من شارف
وهي الناقة المسنة

663 - واحكى من قرد
لأنه يحكى كل ما رآه
664 - وأحلى من الشهد
والشهد العسل قبل ان يصفى
665 - واحلى من العسل
666 - واحلى من الجنى
وهو ما يجنى من الثمر
667 - واحلى من الثمر الجني
والجني المجني وهو المأخوذ من الشجر
668 - وأحلى من النشب
وهو المال
669 - وأحلى من ميراث العمة الرقوب
وهي التي لا ولد لها فهي تترقب معونة الناس

670 - وأحنى من الوالد
من الحنو وهو العطف والرحمة
671 - وأحلى من الولد
672 - واحكم من لقمان
673 - واحكم من الزرقاء
من الحكمة وهو لقمان بن عاد والزرقاء زرقاء اليمامة وقال النابغة للنعمان
( واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت ... الى حمام سراع وارد الثمد )
أي كن حكيما مثلها ومن العجائب ان الملوك كانوا يخاطبون بمثل هذا الكلام وكانت الزرقاء نظرت الى حمام طائر عدده ست وستون وعندها حمامة واحدة فقالت
( ليت الحمام ليه ... إلى حمامتيه )
( ونصفه قديه ... ثم الحمام مايه )
فتعجب العرب من صدق نظرها وفطنتها

674 - واحكم من هرم
من الحكم وهو هرم بن قطبة وكان حكم العرب
675 - واحلم من فرخ الطائر
676 - واحلم من فرخ العقاب
677 - وأحزم من فرخ العقاب
وذلك انه يخرج من البيضة على رأس نيق فلا يتحرك حتى ينبت ريشه ولو تحرك سقط فهلك
678 - وأحلم ممن قرعت له العصا
أي اعلم والحلم عندهم العلم وقيل هو عامر بن الظرب العدواني وكان قد أسن فربما هفا في نادي الحكم فتقرع له العصا فيرتدع وقيل هو ربيعة بن مخاشن التميمي وقيل هو عامر بن مالك بن ضبيعة القيسي وقيل هو عمرو بن جممة الدوسي وقيل مسعود بن خالد ذو الجدين الشيباني قال المتلمس
( لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان الا ليعلما )
وقال الحارث بن وعلة

( وزعمت انا لا حلوم لنا ... إن العصا قرعت لذي حلم )
وتفسير هذا مستقصي فيما ذكرناه وشرحناه من كتاب الحماسة
679 - واحلم من الأحنف
والحلماء كثير يقال الأحلام عاد كما قال الشاعر
( على امرىء هد عرش الحي مصرعه ... كأنه من ذوي الأحلام من عاد )
وقال
( أحلام عاد واجساد مطهرة ... من المعقة والآفات والإثم )
وذكر حلم لقمان بن عاد وحصن بن حذيفة وزرارة بن عدس وحاجب بن زرارة وغيرهم ولم يحظ احد من ذكر الحلم بما حظى به الأحنف وأسباب الأمور عجيبة وكان يقول لست بحليم ولكني صبور وهذا من قول بعض العرب وقيل له ما الحلم فقال الذل تصبر عليه
680 - وأحزم من القرلي
من قول الناس هو كالقرلي إن رأى شرا تولى او رأى خيرا تدلى

681 - وأحزم من سنان
682 - واحلم من سنان
ولم يجمع الحزم والحلم لأحد غيره وهو سنان بن ابي حارثة
683 - واحزم من الحرباء
لأنها لا تخلى ساق شجرة حتى تأخذ بأخرى قال الشاعر
( لا يرسل الساق الا ممسكا ساقا ... )
684 - أحمى من است النمر
685 - واحمى من انف الأسد
لأن احدا لا يقدر ان يقربهما فهما في حمى
686 - واحمى من مجير الجراد
وهو مدلج بن سويد الطائي ومن حديثه انه خلا في خيمة ذات يوم

فإذا هو بقوم معهم اوعية فقال ما خطبكم قالوا غزونا جارك قال وأي جيراني قالوا الجراد وقد بفنائك فقال أما وسميتموه لي جارا فلا سبيل إليه وركب فرسه واخذ رمحه وقال لا يتعرض له احدا الا قتلته فما زال يحميه حتى حميت الشمس عليه فطار
687 - واحمى من مجير الظعن
وهو ربيعة بن مكدم ومن حديثه فيما روى بعض العلماء ان نبيشة ابن حبيب السلمي خرج غازيا فلقى ظعنا من كنانة بالكديد وارادها فمانعه ربتعة في فوارس فشد عليه نبيشة فطعنه في عضده فأتى امه فقال
( شدى على العصب ام سيار ... فقد زرئت فارسا كالدينار )
فقالت له امه
( إنا بني ربيعة بن مالك ... مزرأ أخيارنا كذلك )
( من بين مقتول وبين هالك ... )
ثم عصبته فاستسقاها فقالت اذهب فقاتل فإن الماء لا يفوتك فكر على القوم فكشفهم ورجع الى الظعن وقال إني سأحميكن ووقف بفرسه على العقبة متكئا على رمحه فمات ومر الظعن فلما رآه نبيشة لا يزول رموا فرسه فقمص وخر لوجهه فطلبوا الظعن فلم يلحقوهن فمر به حفص ابن أحنف الكتاني فواراه وقال

( لا يبعدن ربيعة بن مكدم ... وسقى الغوادى قبرة بذنوب )
( نقرت قلوصي عن حجارة حرة ... بنيت على طلق اليدين وهوب )
( لا تنقري ياناق منه فإنه ... سباء خمر مسعر لحروب )
( لولا السفار وبعد حرق مهمة ... لتركتها تحبو على العرقوب )
ولم يعرف ميت حمى ظعائن غيره هكذا ذكره حمزة والصحيح ان الذي طعن ربيعة أهبان بن كعب بن امية بن يقظة مكلم الذئب فقتله وجاء بفرسه وسلاحه فوهبه لنبيشة بن حبيب السلمي وقال
( ولقد طعنت ربيعة بن مكدم ... يوم الكديد فخر غير موسد )
( ولقد وهبت جواده وسلاحه ... لأخي نبيشة قبل لوم الحسد )

الباب السابع فيما جاء من الأمثال في اوله خاء
فهرسته
خير ما رد في أهل ومال
خير العلم ما حوضر به
الخيل تجرى على مساويها
خل سبيل من وهى سقاؤه
ومن هريق بالفلاة ماؤه
خله درج الضب
خرقاء عيابة
خامرى ام عامر
خلع الدرع بيد الزوج
خرقاء ذات نيقة
الخيل أعرف بفرسانها
خذ الأمر بقوابله
الخيل ميامين
خير الأمور اوساطها
خالط راعيك بطراثيث
خير قويس سهما
خذ ماطف لك
خذ ما قطع البطحاء
خذ من جذع ما اعطاك
خذ من الرضفة ما عليها
خلا لك الجو فبيضي واصفرى
خلاؤك أقنى لحيائك
خير حالبيك تنطحين
خرقاء وجدت صوفا
الخلاء بلاء
خفيف الشفة
الخروف يتقلب على الصوف

فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في أوائل أصولها
الخاء
أخف من فراشة
أخف من عقيب ملاع
وأخف رأسا من الذئب
وأخف رأسا من الطائر
وأخف حلما من العصفور
وأخف حلما من بعير
واخف من الجماح
واخف من يراعة
واخف من الهباء
أخفى من السحر
أخفى من الماء تحت الرفة
أخرق من الحمامة
اخرق من امة
واخرق من ناكثة غزلها
أخسر من حمالة الحطب
أخسر من ابي غبشان
أخسر من شيخ مهو
أخزى من ذات النحيين
أخيب من القابض على الماء
وأخيب من نتاج سقب من حائل
أخسر من مغبون
وأخجل من مقمور
أخيب من حنين
أخلف من عرقوب
أخلف من شرب الكمون
واخلف من بول الجمل
وأخلف من ثيل الجمل
واخلف من ولد الحمار
واخلف من نار الحباحب
واخلف من الصقر
أخذل من يلمع
أخلى من جوف عير ومن جوف حمار
أخنث من هيت
أخنث من طويس
أخنث من دلال
أخنث من مصفر استه
أخبث من ذئب الخمر
ومن ذئب الغضا
أختل من الذئب
اخون من الذئب
وأخب من الذئب
اخب من ضب
اخب وأختل من ثعالة
وأخيل من غراب
وأخيل من مذالة
وأخيل من واشمة استها
وأخيل من ثعلب في استه عهنة
وأخيل من ديك
وأخدع من ضب
أخطأ من ذباب
أخطأ من فراشة
أخطأ من صبي
أخبط من حاصب ليل
وأخبط من عشواء
أخطف من عقاب
وأخطف من برق
أخشن من شوك
أخطف من قرلى
اخشن من شيهم
واخشن من الجذيل المحكك
واخطب من قيس

تفسير الباب السابع
688 - قولهم خير مارد في اهل ومال
يقال ذلك للرجل يقدم من سفر يراد به ان مجيئك بنفسك خير ما رد في اهلك ومالك وهو على مذهب الدعاء مثل قولهم ( على أيمن طائر ) و ( خير ما رد ) منصوب على ضمير فعل
والعرب تقول لمن يخرج في سفر مصاحبا أي توجهت مصاحبا
689 - قولهم خير العلم ما حوضر به
أي خير العلم ما حضرك عند الحاجة اليه يعني به الفطنة لما تحفظه وإيراده في موضعه
وفي كلام بعضهم خير العلم ما حاضرت به ولا يعتاص عند مطلبه
وقال بعض الفلاسفة خير العلم ما إذا غرقت سفينتك سبح معك أي ما كان حفظا فاما ما جاء في الكتب فإنه بمظان الآفات على ان النسيان آفة الحفظ أيضا
وكان الخليل يقول اجعل ما في كتبك رأس مالك وما تحفظ لنفقتك
ومن أعجب ما روى في كثرة الحفظ ان زرادشت صاحب المجوس ادعى النبوة فسأله الناس المعجزة فنزل بئرا وقرأ عليهم ما كتبوه في مائة الف جلد زعموا مع حيل عملها لهم فآمنوا به

وقلت
( لقل غناء عن جهول مغمر ... دفاتر تلقى في الظروف وترفع )
( تروح وتغدو عنده في مضيعة ... وكائن رأينا من نفيس يضيع )
690 - قولهم الخيل تجرى على مساويها
يضرب مثلا للرجل تنال منه الحاجة على ضعفه ونقصان آلته
ومعناه ان الخيل وإن كانت بها آفات واوصاب فإن كرمها يحملها على الجري
وقريب منه قول الشاعر
( وليس الجود منتحلا ولكن ... على اعراقه يجري الجواد )
691 - قولهم خل سبيل من وهى سقاؤه ومن هريق بالفلاة ماؤه
قال الأصمعي يراد من لم يستقم امره فلا تعانه يقال وهي الشيء إذا انخرق يهى وهيا وأوهيته انا خرقته
وقد مر ذلك
ونحوه قول ابن طاهر
( الم تر ان المرء تدوى يمينه ... فيقطعها عمدا ليسلم سائره )
( وكيف تراه بعد يمناه فاعلا ... بمن ليس منه حين تبدو سرائره )

692 - قولهم خلة درج الضب
والدرج السبيل قال الشاعر
( أنصب للمنية تعتريهم ... رجالى ام هم درج السيول )
وإنما خص الضب لأنه إذا ذهب في طريق لم يهتد إلى الرجوع فيه ومن ثم قيل ( أضل من ضب ) وفي الضب أمثال يقولون ( أخدع من ضب ) و ( أروى من ضب ) و ( أضل من ضب ) و ( فلان خب ضب ) و ( لا آتيك سن الحسل وورد الحسل ) ويقولون ( في صدره ضب ) أي حقد كما يقولون للسنة المجدبة التى تأكل المال ضبع لأن الضبع إذا وقعت في الغنم كانت كثيرة العيث
والوحرة دويبة حمراء إذا جثمت لصقت بالأرض فيقولون وحر صدر فلان يذهبون إلى
إلتصاق الحق بصدره ويقولون سرت عقارب فلان ودبت عقاربه إذا خفي شره
693 - قولهم خرقاء عيابة
يقال ذلك للرجل الأحمق يعيب الناس ونحوه قول الشاعر
( لك الخير لم نفسا عليك ذنوبها ... ودع لوم نفس ما عليك تليم )
( وكيف ترى في عين صاحبك القذى ... وتغبى قذى عينيك وهو عظيم )

وقول الاخر
( وتعجب ان حاولت منك تنصفا ... وأعجب منه ما تحاول من ظلم )
( أبا حسن يكفيك ما فيك شاتما ... لعرضك من شتم الرجال ومن شتمى )
694 - قولهم خامرى ام عامر
يضرب مثلا للأحمق يجىء بالباطل والكذب الذي لا يخفى بطلانه على أحد ومعنى خامرى أثبتي في خمرك يعنى وجارها
وتقول العرب إذا رأت ما تنكره والله لا يخفى هذا على الضبع وروى في حمق الضبع أشياء منها قولهم إن الصائد يدخل يده في وجارها والوجار الجحر إذا كان على وجه الأرض فإذا كان في جبل فهو مغار فيقول اطرقى ام طريق خامرى ام عامر فتتقبض فيقول ام عامر ليست في وجارها فتمد يديها ورجليها فيقول أم عامر أبشرى بكمر الرجال وذلك انها إذا رأت القتيل قد انتفخ تجىء حتى تركبه تريد منه الفاحشة أبشرى ام عامر بشاء هزلى وجراد عظلى ويشد عراقيبها فلا تتحرك فقالت العرب ( احمق من الضبع )
وذكرت في رموزها انها وجدت تودية في غدير فجعلت تشرب الماء وتقول حبذا طعم اللبن واضياحاه وتشرب حتى انشق بطنها فماتت
والتودية عود يشد على رأس الخلف لئلا يرضع الفصيل امه
والضياح اللبن المذيق إذا أكثر ماؤه
وفي رموزهم ان الضبع رأت

ظبية على حمار فقالت اردفيني فأردفتها فقالت ما أفره حمارك ثم سارت يسيرا فقالت ما أفره حمارنا قالت الظبية انزلى قبل ان تقولي ما أفره حماري
695 - قولهم خلع الدرع بيد الزوج
يضرب مثلا للرجل يلتمس الخطأ فيعرف وجه الصواب
وأصله ان كعب بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة تزوج رقاش بنت عمرو ابن غنم فقال لها اخلعي درعك فقالت ( خلع الدرع بيد الزوج ) قال تجردي انظر إليك
قالت ( التجرد لغير نكاح مثلة ) فطلقها فخطبها ذهل بن شيبان وهو شيخ فقالت لخادمتها انظري إذا بال أيبعثر ام يقعر فقالت لها يقعر فتزوجها وعنده امرأة يشكرية فواثبتها فغلبتها رقاش فقالت اليشكرية
( أياويح نفسي اليوم ادركني الكبر ... فأبكى على نفسي العيشة او اذر )
( فوالله لو ادركت في بقية ... للاقيت مالاقت صواحبك الأخر )
ومثل هذا ما روى لنا ابو القاسم عن العقدي عن ابي جعفر عن المدائني عن يحيى بن زكريا عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم ان عثمان بن عفان رضي الله عنه تزوج نائلة بنت الفرافصة وكانت نصرانية فتحنفت فقال لها حين دخلت عليه لا تكرهي ما ترين من شيبى وصلعي

فقالت إني من نسوة أحب الازواج إليهن الكهل السيد قال إني جزت الكهولة قالت أذهبت شبابك في صحبة رسول الله وهي خير ما ذهبت فيه الأعمار قال اتقومين الي ام اقوم إليك قالت ما سرت عرض السماوة إليك وأريد ان أكلفك عرض البيت فقامت اليه فقال ألقي قناعك فألقته فقال اخلعي ثوبك قالت ذاك بيدك فنال منها ثم هم ان يعود فقالت ابق على نفسك فأنني لست ممن يعنيه هذا إنما رضاي فيما هو أرفق بك
فقتل عنها
696 - قولهم خرقاء ذات نيقة
يضرب مثلا للرجل الجاهل بالأمر يدعى الحذق فيه
والخرقاء خلاف الرفيقة وهي التى لا تحكم العمل
والنيقة التنوق وقال ابو حاتم لا يقال تنوق إنما يقال تأنق وهذا هو الجيد
697 - قولهم الخيل أعرف بفرسانها
يضرب مثلا في العلم بالأمر والمعنى ان الخيل قد اختبرت فعرفت اكفال الفرسان إذا ركبوها من اكفال غيرهم ممن لا يحسن الفروسية
698 - قولهم خذ الأمر بقوابله
أي خذه عند استقباله قبل ان يدبر فإنه إذا ادبر أتعب طلابه وفي معناه قول الشاعر

( أليس طلاب ما قد فات جهلا ... وذكر المرء ما لا يستطيع )
وقال غيره
( وإذا رأيت بعيد امر مقبلا ... فقريت ما استبدرت منه أبعد )
وقال آخر
( فخذ لين وجه الأمر ما دام مقبلا ... إليك ولا تكلف به حين يدبر )
وقال القطامي
( وخير الأمر ما استقبلت منه ... وليس بأن تتبعه اتباعا )
699 - قولهم الخيل ميامين
يضرب مثلا للشيء تحمده من أي جهة جئته
واصله ان رجلا من بجيلة نافس الفرافصة بن الأحوص الكلبي فأتى البخلي بفرس فركب من وحشيه فقال الفرافصة ( است لم تعود المجمر ) فقال البجلي ( الخيل ميامين ) أي من أي جانب جئتها فهو يمين
700 - قولهم خير الأمور اوساطها
ولا نعلم فيما روى في التوسط احسن من قول علي رضي الله عنه عليكم بالنمرقة الوسطى فإليها يرجع الغالي وبها يلحق التالي
وقد مر من هذا المعنى في اول الكتاب ما فيه كفاية

701 - قولهم خالط راعيك بطراثيث
يعني الإماء يشبهن ثمر الطرثوث بالذكر فيستعملنه هكذا قول الأموي
702 - قولهم خير قويس سهما
يقال صار فلان خير قويس سهما وهو من ارجوزة لخالد بن معاوية ابن سنان بن جحوان وذلك انه ساب بني غنم وهو من بني جشم بن زيد مناة بن تميم عند النعمان بن المنذر فقال
( دوموا بني غنم ولن تدوموا ... لنا ولا سيدكم مدحوم )
( إنا سراة وسطنا قروم ... قد علمت أحسابنا تميم )
( في الحرب حين حلم الأديم ... )
فذهب قوله ( حلم الأديم ) مثلا ثم قال
( إن لنا يا آل غنم علما ... أفواه أفراس أكلن هشما )
( تركتهم خير قويس سهما ... )
وقويس تصغير قوس وهس مؤنثة وكان الأصل ان يقال قويسة فأسقط منها الهاء كما أسقط من حربب وهو تصغير حرب وهما من الشذوذ

703 - قولهم خذ ما طف لك
أي ما دنا وقرب وقيل ما اطف وما استطف وسمى الطف طفا لدنوه من الريف وطفاف المكوك ما قارب ملأه واطففت الشيء أدنيته قال عدي بن زيد
( أطف لأنفه الموسى قصير ... )
وروى ماذف واستطف وذف من قولهم دففت على الجريح وذففت بالدال والذال إذا أجهزت عليه والمعنى خذ ما سرع إليك
704 - قولهم خذ ما قطع البطحاء
أصله في الماشية يقول خذ منها ما به قوة وفيه بقية تقدر على ان تقطع معها البطحاء والبطحاء بطن الوادي وكذلك الأبطح والجمع بطاح واباطح
705 - قولهم خذ من جذع ما اعطاك
يضرب مثلا في اغتنام القليل من الرجل البخيل
وأصله ان مصدقا جاء ثعلبة رجلا من اهل اليمن فسامه اكثر مما يلزمه فقال هذاك جذع اخي فاذهب اليه يعطيك ما تسأل فذهب إليه فسل جذع سيفه وضربه ضربة قتله بها فقال له اخوه ثعلبة ( خذ من جذع ما اعطاك ) فذهبت مثلا

706 - قولهم خذ من الرضفة ما عليها والرضفة حجارة محماة تلقى في اللبن فيلزق بها شيء منه فيقال خذ ما عليها فإنك إن تركته بطل
ومعناه خذ من البخيل القليل ومن المضياع فإنك إن تركته أفسده المضياع ومنعه البخيل فذهب الانتفاع به
وانشدني ابو احمد لشاعر من اهل شيراز قال
( ألام على اخذي القليل وإنما ... اعاشر أقواما أقل من الذر )
( فإن انا لم آخذ قليلا حرمته ... ولا بد من شيء يعين على الدهر )
707 - قولهم خلا لك الجو فبيضي واصفري
يضرب مثلا للرجل يخلى بينه وبين حاجته وهو من شعر قديم ذكر انه اول شعر قاله طرفة وهو
( يا لك من قبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري )
( ونقري ماشئت ان تنقري ... لا بد من صيدك يوما فاصبري )
708 - قولهم خلاؤك أقنى لحيائك
معناه انك إذا خلوت في منزلك وتركت غيشان الناس فقد لزمت الحياء وقال ابن السكيت معناه انك إذا خلوت فاستحي وهو على قوله خبر في معنى امره ومثله كثير ونحوه في المعنى

( ويقنى الحياء المرء والرمح شاجرة ... )
ومثله
( ألم تسألا ثهلان كيف بلاؤه ... بتوضح لما شاك بالنبل صاحبه )
( ألم يرم أو يضرب وقد يضرب الفتى ... ويصبر إن لاقى وإن زال راكبه )
راكبه رأسه
وقنى الحياء لزومه يقال قنى يقني قنى قال عنترة
( فاقنى حياءك لا ابالك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل )
وأصله من قولهم اقتنيت قنية حسنة أي جعلت لنفسي أصل مال وفي القرآن ( أغنى وأقنى ) أي أعطى ما يقتني منه قال امرؤ القيس
( ألا إن بعد العدم للمرء قنية ... وبعد المشيب طول عمر وملبسا )
709 - قولهم خير حالبيك تنطحين
يضرب مثلا للرجل يضع الشيء في غير موضعه
وأصله ان بقرة كان لها حالبان وكان احدهما ارفق بها من الآخر وكانت تنطحه وتؤذيه إذا قرب منها ومثله ( خير إنائيك تكفئين ) تكفئين

تكبين كفأت الإناء إذا كببته وينطح وينطح بالفتح والكسر ونحو المثل قول الشاعر
( ومن الناس من يغشى الأباعد نفعه ... وتشقى به حتى الممات أقاربه )
وقال هنىء بن احمر
( أمن السوية أن إذا استغنيتم ... وامنتم فانا البعيد الأخيب )
( وإذا الشدائد بالشدائد مرة ... أشجتكم فأنا المحب الأقرب )
( وإذا تكون كريهة ادعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب )
( ولجندب عذب المياه ورحبها ... ولى الملاح وخبتهن المجدب )
( هذا لعمركم الصفار يعينه ... لا ام لي إن كان ذاك ولا اب )
710 - قولهم خرقاء وجدت صوفا
قالوا هي امرأة من قريش وجدت صوفا أي ثلة ومالا فأفسدت فيه وهى التي يقال لها ( أخسر من الناقضة غزلها ) وفي القرآن ( كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا )
711 - قولهم الخلاء بلاء
المثل للقمان بن عاد اخبرنا ابو احمد قال اخبرنا ابو بكر بن دريد

عن السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي عن عوانة قال خرج لقمان يطوف فإذا هو بخباء في قفر من الأرض وامراة جالسة في ظله ومعها رجل تحدثه وإذا بو بالفناء وسقب ناقة وصبي يبكي في كسر الخباء لا يرفعان به رأسا فوقف لقمان فحيا فلم يردا عليه فقال ( شغلك بنفسك لا شغلك بغيرك ) فأرسلها مثلا ثم سلم الثانية فردا والتفت فلم ير حولهما احدا فقال ( الخلاء بلاء ورب داعية لواعية ) فأرسلها مثلا فقالت من انت قال من بعض هذه البلاد من واد الى واد وإن مجلسكما لطريف غير تليد قالت وما ادراك قال الطريف خفيف والتليد بليد قالت ما حاجتك قال طفيف لو وجدت من يضيف قالت ما هو قال اسقوني قالت أيهما احب إليك اللبن ام الماء قال كلا قالت فإن اللبن وراءك والماء امامك قال ( المنع اوجز ) فأرسلها مثلا قال من هذا الذي معك قالت اخي قال ( رب اخ لم تلده امك ) فأرسلها مثلا
قال فأين شبهه منك قالت إنك لكثير الكلام قال الكلام يجر الخصام قالت اغيران انت لغيرك قال من لا يغضب للناس لا يغضبون له قالت انطلق لحال بالك قال ذاك الموت وليس بيدك قالت اذهب لشأنك قال لو قضيت أربا لرأيت مذهبا امالكم في صبيكم هذا حاجة قالت دع عنك ما لا يعنيك
قال ( رب مالا يعنيك سيعينك ) فأرسلها مثلا فقال اكفلوني هذا الصبي قالت ذاك الى هانىء قال ( وهانىء من العدد ) فأرسلها مثلا والتفت

فإذا أثر يد عسراء عند الطنب فعرف انه زوجها فقال ( ثكلت الأعسر امه لو علم لطال غمه ) فأرسلها مثلا فلما سمعت ذلك قالت انزل نطعمك ونسقك قال ( منعت واحدا وجدت باثنين البين البين والعيش بالهين خير من الأكل باليدين ) فأرسلها مثلا
فقالت انزل فعندنا ما تحب قال المبيت على الطوى وطي الحشا حتى أصيب المثوى أحب الي من اخذ ما لا أهوى
ثم مضى فتلقى زوجها في طرف الأصيل وهو يطرد إبله ويقول
( سيري الى الحي ففيهم نفسي ... فعيشتي يوم ازور عرسي )
( حسانة المقلة ذات انس ... لن أشرى اليوم لها بالأمس )
فقال له لقمان ياهانىء قال لبيك وما اعلمك اسمى وانا اعرف بكنيتي فقال علمنيه البجاد ذو الحلكة والزوجة المشتركة قال نور نور ولا تبعثر قال البعثرة تخرج الخبأة وعلي التنوير وعليك التغيير فرويدا إبلك لست لمن ليس لك قال ما ادراك ان الإبل إبلي والأهل اهلي قال رأيت عفاء هذه الإبل على الباب وسقب هذا الناب وأثر يدك في الأطناب قال نشدتك هل رأيت من ريبة قال الريبة القريبة قال هل لامرأتك من اخ لا يشبهها قال لا والكعبة قال احترس واضرب واقم ولا تغب قال ( لا بد من غفلة والغفلة معها الهفوة ويسير الشر شوى مع كثيره ) فأرسلها مثلا قال أفلا أبدؤها بكية تزيرها المنية قال ( اللحى أيسر من الوهى وآخر الدواء الكي )

712 - قولهم خفيف الشفة
يقال فلان خفيف الشفة إذا كان قليل السؤال للناس ويقال له في الناس شفة حسنة أي ثناء حسن وما كلمته ببنت شفة أي بكلمة ورجل مشفوه إذا كثر السؤال عليه ومثمود إذا الح عليه بالسؤال ومثمود أيضا اذا أكثر غشيان النساء حتى نزف ماؤه ونحن نشفه عليك المرتع والماء اي نشغله عليك ورجل محجوج وقد حجه الناس إذا أطالوا الاختلاف اليه قال المخبل
( فهم اهلات نحو قيس بن عاصم ... يحجون سب الزبرقان المزعفرا )
والسب العمامة وسب المرأة خمارها والمزبرق المصفر
713 - قولهم الخروف يتقلب على الصوف
يقال ذلك للرجل المكفى والخروف من الغنم دون الجذع والجمع خرفان

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في أوائل أصولها
الخاء
714 - قولهم اخف من فراشة
خصت لأنها اكبر من الذباب جسما وأقل منه وزنا وإذا أخذت باليد ذهبت بين الأصابع وتصير مثل الدقيق ويجوز ان يقال خفتها انها تطرح نفسها في النار من قولهم رجل خفيف إذا ركب رأسه فيما يضره
715 - أخف من عقيب ملاع
قد مر تفسيره
716 - أخف رأسا من الذئب
لأنه لا ينام الا شيئا يسيرا من شدة حذره
717 - وأخف رأسا من الطائر
والطير والبهائم خفيفة النوم أشد نومها مثل نعسة الانسان

718 - وأخف حلما من العصفور
وهم يشبهون الخفيف الحلم بالعصفور قال حسان
( لا بأس بالقوم من طول ومن عظم ... جسم البغال وأحلام العصافير )
719 - وأخف حلما من بعير
من قول الشاعر
( ذاهب طولا وعرضا ... وهو في عقل البعير )
وقال الآخر
( لقد عظم البعير بغير لب ... فلم يستغن بالعظم البعير )
( يصرفه الصبي لكل وجه ... ويحبسه على الخسف الجرير )
( وتضربه الولائد بالهراوي ... فلا غير لديه ولا نكير )
720 - وأخف من الجماح
وهو سهم صغير يجعل في رأسه مثل البندقة من الطين يلعب به الصبيان
قالوا والجمامح رءوس الحلى والصليان واحدها جماح

721 - وأخف من يراعة
وهي القصبة
722 - وأخف من ريشة
723 - وأخف من النسيم
724 - وأخف من الهباء
والهباء ما يرى في الشمس إذا وقعت من كوة ونحوها وأصله الغبار وهو الهبوة والإهباءة الريح التى تاتى بالغبار
725 - وأخفى من السحر
معروف
726 - وأخفى من الماء تحت الرفة
والرفة التبن
727 - وأخفى مما يخفى الليل
728 - واخفى من الذرة
معروفان

729 - واخرق من الحمامة
لأنها لا تحكم عشها
730 - واخرق من امة
731 - واخرق من صبي
معروفان
732 - واخرق من ناكثة غزلها
هي ام ريطة من تيم قريش
وقد مر ذكرها آنفا
733 - وأخسر من حمالة الحطب
وهي ام جميل اخت أبي سفيان بن حرب امرأة ابي لهب المذكورة في القرآن قال الشاعر
( جمعت شتى وقد فرقتها جملا ... لأنت أخسر من حمالة الحطب )

734 - واخسر من أبي غبشان
735 - وأخسر من شيخ مهو
وقد مر حديثهما
736 - واخسر من مغبون
737 - واخجل من مقمور
معروفان
738 - أخزى من ذات النحيين
نذكر حديثها فيما بعد إن شاء الله تعالى وحده
739 - أخيب من القابض على الماء وقد مر
740 - وأخيب من نتاج سقب من حائل
الحائل خلاف الحامل والسقب ولد الناقة

741 - واخيب من حنين
قال شرقي بن القطامي كان من قريش وذلك ان هاشم بن عبد مناف كان كثير التقلب في احياء العرب للتجارات والوفادات وكان اوصى عشيرته ان يقبلوا كل مولود معه علامته فتزوج هاشم باليمن فجاء بمولود سماه حنينا حمله جده الى رهط هاشم بغير علامة فردوه خائبا فتمثل به وقيل ( جاء بخفي حنين ) أي بخفي نفسه وقيل حنين اسكاف من الحيرة ساومه اعرابي بخفين ثم انصرف ولم يشترهما فألقى حنين احدهما في اول طريقه والاخر في آخره فمر الأعرابي بالأول فتركه فلما رأى الآخر اناخ راحلته ورجع ليأخذ الأول فركبها حنين وطار فرجع الأعرابي الى قومه بخفي حنين وقيل حنين مغن دعاه قوم فأسكروه وسلبوه ثيابه وتركوه في خفيه
742 - أخلف من عرقوب
وهو رجل من وعد رجلا بثمر نخله ومطله حتى إذا أدركت جاهلا ليلا فضرمها واخذها فقيل ( مواعيد عرقوب ) أي مواعيد فيها خلف من قولهم جاء بامر فيه عرقوب أي التواء قال الشاعر
( اليأس أيسر من ميعاد عرقوب ... )

743 - أخلف من شرب الكمون
لأن صاحبه يراه أخضرا أبدا فيؤخر سقيه قال الشاعر
( فأصبحت كالكمون ماتت عروقه ... واوراقه مما يمنونه خضر )
744 - وأخلف من بول الجمل
من الخلاف وذلك انه يبول الى خلف
745 - أخلف من ثيل الجمل
والثيل وعاء قضيبه وذلك انه يخالف الجهة التي اليها مبال الحيوان
746 - واخلف من ولد الحمار
يعنون البغل لأنه لا يشبه أباه ولا امه
747 - واخلف من نار الحباحب
قد مر ذكره
748 - واخلف من الصقر
من الخلوف وهو تغير الفم

749 - أخذل من يلمع وهو السراب
750 - أخلى من جوف عير
751 - وأخلى من جوف حمار
وهو رجل من عاد والجوف واد عامر كان يحله فخرج بنوه فأخذتهم صاعقة فكفر فأهلكه الله واخرب واديه
وقيل بل يراد الحمار لأنه إذا صيد لم ينتفع بما في جوفه ولكن يرمى به
752 - أخنث من هيت
مخنث وكان يدخل على نساء النبي وكان من حديثه انه دخل على ام سلمة وعندها رسول الله فقال لأخيها عيد الله بن امية إن فتح الله عليكم الطائف فسل ان تنفل بادنة بنت غيلان ابن سلمة فإنها مبنلة هيفاء شموع نجلاء تناصف وجهها في القسامة وتجزأ معتدلا في الوسامة إن قامت تثنت وإن قعدت تبنت وإن تكلمت تغنت أعلاها قضيب وأسفلها كثيب إذا أقبلت بأربع وإذا

أدبرت أدبرت بثمان مع ثغر كالأقحوان وشيء بين فخذيها كالقعب المكفوء فهي كما قال قيس بن الخصيم
( تغترق الطرق وهي لاهية ... كانما شف وجهها النزف )
( بين شكول النساء خلقتها ... قصد فلا جبلة ولا قضف )
فقال رسول الله مالك سباك الله كنت احسبك من غير اولى الإربة من الرجال فلذا ما كنت أحجبك عن نسائي وأمر به فسير الى خاخ
التبنى تباعد ما بين الفخذين وقيل تبنت صارت كالبنيان
تقبل بأربع أي بأربع عكن وتدبر بثمان يعني اطراف العكن الأربع في جنبيها لكل عكنة طرفان
ولم يقل ثمانية لأنها من العكن فأنثها على تأنيث العكن
تغرق الطرف اي تذهب به اجمع فتشغله عن غيرها
وشف جهد تغترق الطرف أي تذهب به اجمع فتشغله عن غيرها وشف جهد يريد انها ليست بكثيرة لحم الوجه
والنزف خروج الدوم يعني انها تضرب الى الصفرة وذلك من النعمة
والشكول الضروب والجبلة الغليظة الكزة
753 - واخنث من طويس
وهو مخنث من اهل المدينة يكنى ابا عبد النعيم وكان اول من غنى الغناء العربي سمع قوما من الفرس يغنون فأخذ طرائقهم وكان يقول

ولدت في الليلة التى مات فيها رسول الله وفطمت في اليوم الذي مات فيه أبو بكر رضي الله عنه وبلغت الحلم في اليوم الذي قتل فيه عمر رضي الله عنه وتزوجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان رضي الله عنه وولد لي في اليوم الذي قتل فيه علي رضي الله عنه فأنا أشأم الناس
754 - وأخنث من دلال
وكان مخنثا من اهل المدينة كان يرمى الجمار بسكر سليماني مزعفر مبخر ويقول لأبى مرة عندي يد في تحبيبه الى الأبنة فأحب من أكافئه وسمع سليمان بن عبد الملك سميرا يغني
( وغادة سمعت صوتي فأرقها ... من آخر الليل لما مسها السهر )
( في ليلة البدر لا يدري معاينها ... أوجهها عنده أبهى ام القمر )
( تدنى على فخذها من ذي معصفرة ... والحلى دان على لباتها خضر )
( لم يحجب الصوت احراس ولا غلق ... فدمعها بأعالى الخد ينحدر )
( لو خليت لمشت نحوى على قدم ... تكاد من رقة للمشي تنفطر )
وبحضرة سليمان جارية تخدمه فألهاها الاصغاء عن بعض شأنها فقال سليمان إن الفرس يصهل فتستودق الحجر والفحل يخطر فتضبع الناقة والرجل يغني فتشبق المرأة والتيس ينب فتستحرم العنز ودعا بسمير

فخصاه وكتب الى ابن خزم عامله على المدينة ان يخصى المخنثين فخصى طويسا فقال هذا الختان اعيد علينا وخصى دلالا فقال هذا الختان الأكبر وخصى نسيم السحر فقال صرت مخنثا حقا وخصى نومة الضمى فقال صرنا نساء حقا وخصى برد الفؤاد فقال استرحنا من حمل ميزاب البول وخصى ظل الشجر فقال ما يصنع بسلاح لا يستعمل
755 - واخنث من مصفر استه
قالوا يعني به ابو جهل وكان يردع عجزه بالزعفران لبرص كان به وزعمت الأنصار انه كان يطيبه للفاحشة وذكر ابو بكر بن دريد أنه كان من المنبوذين بالأبنة واهل مكة يقولون إن هذا نعت لأصحاب الدعة والنعمة
756 - أخبث من ذئب الخمر ومن ذئب الغضا
والخمر ما يستتر به من شجر والغضا شجر معروف وهذا كقولهم أرنب الخلة وضب السحاء وظبى الخلب وقنفذ برقة وشيطان الحماطة وهذه الحيوانات تألف هذه الضروب من النبات لخاصية لها في طباعها

757 - أختل من الذئب
من الختل وهو الخدع
758 - أخون من الذئب
759 - واخب من الذئب
معروفان
760 - واخب من ضب
وقال بعضهم هو اخب من ذي ضب أي أغش من ذي عداوة
761 - وأخب وأختل من ثعالة
وهو اسم للثعلب
762 - وأخيل من غراب
763 - واخيل من ديك
من الاختيال في المشية

764 - أخيل من مذالة
يعنون الأمة لأنها تهان وهي تتبختر
765 - وأخيل من واشمة استها
قيل هي دغة
766 - وأخيل من ثعلب في استه عهنة
رواه ابن حبيب ولم يفسره
767 - أخدع من ضب
يعنون تواريه في حجره والتخدع التوارى ومن ثم قيل المخدع لبيت يخبأ فيه الشيء
وقيل معناه ان جحره قلما يخلو من عقرب فإذا أدخل المحترش يده لدغته وانشدوا
( وأخدع من ضب إذا خاف حارشا ... أعد له عند الذبابة عقربا )
768 - أخطأ من ذباب
لأنه يقع في الشيء الحار فيموت

769 - وأخطأ من فراشة
لأنها تقع في النار فتهلك
770 - وأخطأ من صبي
لأنه لا يتوقى المحاذر
771 - أخبط من حاطب ليل
لأنه يجمع ما يحتاج اليه وما لا يحتاج إليه
772 - واخبط من عشواء
وهي الناقة التي لا تبصر بالليل فتخبط كل شيء تمر به والخبط أن تطأه برجلها فتكسره
773 - أخطف من عقاب
774 - واخطف من برق
والخطف سرعة الأخذ وفي القرآن ( يكاد البرق يخطف أبصارهم )

775 - أخشن من شوك
معروف
776 - اخطف من قرلي
وهو طائر يصطاد السمك وقد مر ذكره
777 - واخشن من شيهم
وهو ذكر القنافذ
778 - وأخشن من الجذيل المحكك
تصغير جذل وهو خشبة تغرز في الارض فتجىء الإبل الجربى فتحتك به وجذل الشجرة ساقها
779 - أخطب من قس
وقد مر ذكره

الباب الثامن فيما جاء من الأمثال في اوله دال
فهرسته
دمث لنفسك قبل النوم مضطجعا
دردب لما عضه الثقاف
دقوا بينهم عطر منشم
دواء الشق حوصة
دققت لهم شقورى
ده درين سعد القين
دعاهم النقرى
دون ذا وينفق الحمار
داهية الغبر
دعني من سوداء بيضاء
دهنت واحففت
دع عنك نهبا صيح في حجراته
دب له الضراء
الدال على الخير كفاعله
فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
الدال
أدق من الشعر
وأدق من الهباء
وأدق من خيط
أدق من خيط باطل
أدق من الشخب
أدق من الطحين
أدق من الدقيق
أدق من حد السيف
ادق من حد الشفرة
أدق من حد الجلم
أدب من قراد
ادب من عقرب
أدب من ضيون
أدنى من الشسع
أدب من قرنبي
أدب من الشمس الى الغسق
أدنى من حبل الوريد
أدفأ من شجرة
أدل من حنيف الحناتم
أدل من دعيمص الرمل
ادهى من قيس بن زهير
أدنف من المتمني

تفسير الباب الثامن
780 - قولهم دمث لنفسك قبل النوم مضطجعا
يضرب مثلا في الاستعداد للنوائب قبل حلولها يقول هيئه قبل حاجتك إليه وسهله والتدميث التسهيل ورجل دمث الأخلاق سهلها
ومثله ( قبل الرماء تملأ الكنائن ) وقولهم ( عند النطاح يغلب الكبش الأجم ) والأجم من البهائم الذي لا قرن له ومن القصور الذي لا شرف له ومن الرجال الذي لا رمح معه والدماث السهولة من الأرض والاسم الدماثة والدمث
781 - قولهم دردب لما عضه الثقاف
يضرب مثلا للرجل يخضع عند الخوف والدردبة الخضوع والذل
والثقاف شيء يقوم به الرماح والتثقيف التقويم
782 - قولهم دقوا بينهم عطر منشم
روى منشم ومنشم ومشأم قيل هو الشر بعينه وقيل بل هو

ثمرة سوداء منتنة وقيل هو قرون السنبل وقرون السنبل سم وحي وقيل هو اسم وفعل جعلا اسما واحدا وأصله من شم وقيل أصله من نشم في الشيء إذا اخذ فيه ولا يقال الا في الشر ونشم اللحم إذا ابتدأ في الإرواح
ومشأم مفعل من الشؤم وقال الأصمعي هي امراة كانت تبيع العطر وكانوا إذا قصدوا الحرب غمسوا أيديهم في طيبها وتحالفوا عليه وقال ابن السكيت العرب تكنى عن الحرب بثلاثة أشياء عطر منشم وثوب محارب وبرد فاخر وحكى قول الأصمعي في عطر منشم قال ومحارب رجل كان يتخذ الدروع وانشد قول قيس
( لبست مع البردين ثوب محارب )
وفاخر رجل من تميم كان صاحب حرب وهو اول من لبس الموشى فكل من اراد حربا لبس مثل لباسه وقيل منشم امراة من خزاعة كانت تبيع الحنوط فتشاءموا بها وعطرها حنوطها وقيل كانت عطارة إذا تعطر القوم بعطرها اختلفوا وتقاتلوا فتشاءموا بها
ومن فتح الميم والشين قال هي امرأة من العرب اغار عليها قوم فأخذوا عطرا كان معها فأقبل قومها فمن وجدوا منه ريح العطر قتلوه
وقيل هي حقوة أخذ قوم عطرها فجاء قومها فقالوا اقتلوا من شم أي من شم من العطر المأخوذ منها

وقال غيره هي امرأة من جرهم كانت اذا خرجت فتيانهم لقتال خزاعة تطيبهم فيشتد قتالهم فلا يرجع أحد ممن طيبته وإن رجع رجع جريحا
وقيل هي امراة احدثت عطرا فطيبت به رجلا فشم زوجها منه ريحه فقتله واقتتل من اجله حياهما حتى تفانوا
وقيل سار هذا المثل في يوم حليمةوقد مر ذكره
وقيل هي امرأة نافرت زوجها فأدماها فقيل لها بئس العطر عطرك زوجك وقيل كل ما دق من الطيب فهو منشم وقيل منشم صاحبة يسار الكواعب وكان يسار عبدا أسود دميما إذا رأته النساء ضحكن من قبحه فيظن انهن يضحكن من عجبهن به فقال الأسود كان معه في الإبل أنا يسار الكواعب ما رأتني حرة الا أحبتني فقال يا يسار اشرب لبن العشار وكل لحم الحوار وإياك وبنات الأحرار فأبي وراود مولاته عن نفسها فقالت مكانك إن للحرائر طيبا أشمك إياه وأتته بموسى فلما دنا لتشمه قطعت انفه فخرج هاربا الى الأسود فقال ألم أقل لك فقال جرير للفرزدق وماتت امراة الفرزدق فأراد الخطبة الى آل بسطام بن قيس
( فهل انت إذ ماتت أتانك راحل ... الى آل بسطام بن قيس بخاطب )
( فنل مثلها من مثلهم ثم لمهم ... على دارمي بين ليلى وغالب )
( وإنى لأخشى إن رحلت اليهم ... عليك الذي لاقى يسار الكواعب )
وقيل منشم امراة رياح بن الأشل الغنوي وعطارها هو الذي أصابوه مع شأش بن زهير فقتله رياح وقال ابو عبيدة ليس ثم امراة وإنما هو كقولهم ( جاءوا على بكرة ابيهم ) وليس ثم بكرة

783 - قولهم دواء الشق حوصه
الحوص الخياطة يقول لاتمهل الأمر اليسير فيتفاقم فيصير كبيرا ونحوه قول الشاعر
( لا تحقرن من الأمور صغارها ... إن النواة فراخها الأشجار )
وقول الآخر
( الشر يبدوه في الأصل أصغره ... وليس يصلى بحر الحرب جانيها )
وقول وعلة الجرمي
( والشر تحقره وقد ينمى ... )
وقال بعض الأوائل من الطفل الصغير يكون الجبار العاتي ومن لبنه لبنة يبنى الحصن الشاهق ومن مرقاة مرقاة يصعد الى السطح السامق

ومن صبابات النهر يكون البحر الزاخر ومن شبل حقير يكون الليث الهاصر ومن درهم درهم تجتمع البدور في بيوت الأموال
784 - قولهم دققت لهم شقوري
هكذا رواه الأصمعي ورواه غيره أفضيت اليه بشقوري ومعناه أطلعته على سر امري قال العجاج
( جاري لا تستنكري عذيري ... سيري واشفاقي على بعيري )
( وكثرة الحديث عن شقوري ... وحذري ما ليس بالمحذور )
يقول أسير وأترك بعيري اشفاقا عليه لقلة ذات يدي وأتحدث بما ينبغي ان يكتم يصف كبرة وفقره والشقور بالضم والفتح ومثل هذا المثل قولهم ( أخبرته بعجرى وبجرى ) أي بسر امري وجهره والعجر العروق المتعقدة في الظهر والبجر ما يكون منها في البطن
785 - قولهم دهدرين سعد القين
قال الأصمعي يقال ذلك لمن يأتى بالباطل ولا نعرف أصله وقال غيره موضعه من التمثل عند رد خبر او فعل فاعل يخطأ او حمق أحمق
وقال أبو عمرو دهدر بن سعد القين ورواه ابن الأعرابي دهدر بن سعد ورواه

أبو عبيدة دهدرين وسعد القين وتركوا تنوين ( سعد ) استخفافا ونصبوا ( دهدرين ) على ضمير فعل
وبعضهم يرويه ( دهدري سعد الفين ) ورواه ابو عبيدة ( دهدرين سعد القين )
وقال ابو زيد يقال للرجل يهزأ به دهدرين وطرطبين
ودخل قوم من الفرس على الحجاج متظلمين فقال الحجاج دهدرين سعد القين فقالوا لا نعرف ما يقول الأمير فقال لترجمانة فسره لهم فقال ( امير كفت دتامر واريد سعد اهنكر ) فضحك الحجاج فقال القوم الآن لم نفهم وهي كلمة لا معنى لها
وقال بعضهم أصله ان نفرا غزوا فعمى خبرهم على قومهم ثم اتاهم رجل كان فيهم فسالوه عن واحد واحد منهم فأخبر بسلامتهم فأرادوا ان يمنحنوا خبره فقال له رجل من القوم كيف تركت دهدرين قال تركته سالما قال وكيف تركت سعد القين قال تركته معافى غانما ولم يكن في القوم من يسمى دهدرين ولا من يدعى سعد القين فعرفوا انه يكذب وجرت الكلمتان مثلا في الكذب والباطل
786 - قولهم دعاهم النقرى
قال الأصمعي معناه ينقرهم واحدا واحدا ولم يدعهم جماعة جماعة ودعاهم الأجفلي والجفلى إذا دعاهم جميعا فانجفلوا معه وأصل الانجفال الاسراع ومنه يقال ظليم أجفيل إذا أسرع في عدوه من النفار

787 - قولهم دون ذا وينفق الحمار
يضرب مثلا للرجل يكثر من مدح الشيء فيقال له اقتصد فبدون هذا المدح تبلغ حاجتك
وأصله ان رجلا أراد بيع حمار فجعل يمدحه فقيل له أقلل فبدون ذلك يخرج حمارك في البيع
وهو من امثال العامة يقولون دون هذا وينفق الحمار والوجه ما قلناه والعرب تقول في معناه ( شاكه يا فلان ) أي قارب في المدح وأصله ان رجلا عرض فرسا فقال له رجل شاكه أي قارب في المدح ولا تفرط فيه ومشاكه الشيء الذي يدنو من شبهه
788 - قولهم داهية الغبر
يقال ذلك للرجل المنكر الغاية في الدهاء وأصل الغبر من قولهم غبر الجرح إذا فسد
أخبرنا ابو احمد عن ابن دريد عن أبي عثمان عن التوزي عن ابي عبيدة قال كان كذاب الحر مازي يمدح فيعطى الشاة والقعود فقال دلوني على رجل جواد إذا امتدحته زعب لي أي اكثر عطيتي فدل على المنذر بن الجارود فقال
( يابن المعلى أحجفت احدى الكبر ... داهية الدهر وصماء الغبر )
( قد أزفت ان لم تغير بغير ... إن لم تداركها بإغلاء الخطر )
( أنت لها منذر من بين البشر ... أنت لها إذ عجزت عنها مضر )

( إن الجياد الظالعات في الغدر ... إليك أشكو حاجتي ومفتقر )
( ومقعد السائل مطروق النظر ... )
فقال له المنذر انالها ( حكمك مسمطا ) فقال له مائة قال تغدو عليها غدا فظن انه لا يعلم انه يسأله مائة ناقة فقال اجعلها بيضا فقال له المنذر تبا لك سائر اليوم لك مائة ومائة حتى انقطع نفسه فقيل له كم عدلك قال ثلاثمائة فضحكوا منه فقال لعنكم الله لقد قترتم علي حتى ظننت انه لا عدد أكثر من ثلاثمائة
789 - قولهم دعني من سوداء بيضاء
حكاه ثعلب قال ومعناه بين لي ذات نفسك ولا تدعني في حيرة لا أهتدى لوجهة امري وامرك معها

790 - قولهم دهنت وأحففت
حكاه ثعلب قال ويضرب مثلا للرجل يلين لك الكلام ويحفر لك من خلفك
791 - قولهم دع عنك نهبا صيح في حجراته
يضرب مثلا للشيء يهلك من حيث يهلك مثله ثم يتبعه الشيء الذي لم يكن جديرا بالهلاك
والمثل لامرىء القيس بن حجر وأصله انه نزل على خالد بن سدوس النبهاني فأغار باعث بن حويص على الخبر امرأ القيس فذكره خالد فقال خالد أعطنى رواحلك أطلب عليها القوم فركبها ومضى فلحق القوم فقال لهم أغرتم على إبل جارى قالوا ما هو لك بجار قال بلى والله وهذه رواحله تحتى فأنزلوه عنها فأخذوها فقال امرؤ القيس
( دع عنك نهبا صيح في حجراته ... ولكن حديثا ما حديث الرواحل )
يقول دع نهبا صاح باعث في نواحيه فغير منكر ان يكون مثل ذلك ولكن حدثني حديث الرواحل التي كنا نريد ان نستنقذه بها فذهبت هي ايضا

792 - قولهم دب له الضراء
يريد انه خاتله ولم يصرح له الأمر والضراء ما واراك من شجر وغيره ومثله اوطأه عشوة
793 - قولهم الدال على الخير كفاعله
المثل للنبي فيما قال أبو احمد والصحيح انه لأكثم ابن صيفي وتمثل النبي به وسيجىء فيما بعد

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
الدال
794 - أدق من الشعر
795 - وأدق من الهباء
796 - وادق من خيط
معروفات
797 - وأدق من خيط باطل
قيل هو الهباء وقيل بل الخيط الذي يخرج من فم العنكبوت وسمى مروان بن الحكم خيط باطل لطوله كان واضطر به قال الشاعر
( لحى الله قوما ملكوا خيط باطل ... على الناس يعطى ما يشاء ويمنع )
798 - وأدق من الشخب
وهو اللبن الخارج من تحت يد الحالب

799 - وأدق من الطحين من قول الشاعر
( تركتهم ادق من الطحين ... )
800 - وادق من حد السيف
801 - وادق من حد الشفرة
802 - وأدق من حد الجلم
803 - وادب من قراد
804 - وأدب من عقرب
معروفات
805 - وأدب من ضيون
وهو السنور قال الشاعر
( أدب بالليل الى جاره ... من ضيون دب الى فرنب )
والفرنب الفأرة

806 - وادب من قرنبى
وهي دويبة شبيهة بالخنفساء
708 - أدب من الشمس الى الغسق
والغسق الظلمة وهو من قول الشاعر
( أرى الشيب مذ جاوزت خمسين دائبا ... يدب دبيب الشمس في غسق الظلم )
808 - أدنى من الشسع
من الدناءة ومن الدنو
809 - وادنى من حبل الوريد
من الدنو والوريدان عرقان يكتنفان العنق
810 - أدفأ من شجرة
جعلوا كثرة اوراقها وأغصانها دفئا لها
والدفء ما يتدفأ به
811 - أدل من حنيف الحناتم
كان دليلا ماهرا وقع في بلاد وبار فاستهوته الجن
زعموا انه عمى

فجعل يشم التراب يستدل به حتى تخلص وهذا من اكاذيبهم
812 - أدل من دعيمص الرمل
وهو رجل مصيب الدلالة وأصله دويبة تدب على الرمل فتوثر فيه أثرا يستدل به على دبيبه
813 - أدهى من قيس بن زهير
وهو سيد عبس
ومن دهائه انه مر ببلاد غطفان فرأى ثروة وعديدا فكره ذلك فقال له الربيع بن زياد إنه ليسوءك ما يسر الناس فقال له إنك لا تدري ان مع الثورة والنعمة التحاسد والتباعد والتخاذل وان مع القلة التعاضد والتودد والتناصر
وكان يقول إياكم وصرعات البغى وفضحات الغدر وفلتات المزح
وقال أربعة لا يطاقون عبد ملك ونذل شبع وامة ورثت وقبيحة تزوجت
وقال ثمرة اللجاجة الحيرة وثمرة العجلة الندامة وثمرة العجب البغضة وثمرة التواني الذلة وقال العجلة ندم والحسد غم والملالة لؤم والكذب ذل والعجب مقت والحرص حرمان والمنطق مشهرة والصمت مسترة
814 - وأدنف من المتمني
يجيء حديثه فيما بعد إن شاء الله تعالى وحده

الباب التاسع فيما جاء من الأمثال في أوله ذال
فهرسته
الذئب يكنى ابا جعدة
الذئب خاليا أشد
ذل لو اجد ناصرا
ذهبت هيف لأديانها
الذئب يغبط بذي بطنه
الذود الى الذود إبل
ذكرتني الطعن وكنت ناسيا
ذكرني فوك حمارى أهلى
الذئب يأدو للغزال
ذل من بالت عليه الثعالب
ذليل عاذ بقرملة
الذلة مع القلة
ذكر ولا حساس
ذهبت دماؤهم درج الرياح
ذهب بين الصحوة والسكرة
فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
الذال
أذل من وتد بقاع
وأذل من حمار مقيد
وأذل من عير
وأذل من قراد بمنسم
وأذل من فقع بقرقرة
وأذل من حوار
وأذل من اليعر
وأذل من بعير السانية
وأذل من النقد
وأذل من بذج
وأذل من حمار قبان
وأذل من قرملة
وأذل من قمع
وأذل من النعل
وأذل من قيسى بحمص
وأذل من بيضة البلد

تفسير البابع التاسع
815 - قولهم الذئب يكنى ابا جعدة
يضرب مثلا للرجل يظهر إكرامك وهو يريد غائلتك
والمثل لعبيد ابن الأبرص وقد مر ذكره
816 - قولهم الذئب خاليا أشد
ويروى الذئب خاليا أسد يريد انه إذا خلا بالإنسان كان اشد عليه او كان بمنزلة الأسد في الجرأة والإقدام
وقال بعضهم عليك بالجماعة فإن الذئب إنما يصيد قاصية الغنم وكان لا يسافر أقل من ثلاثة وهذا أصل قولهم في أشعارهم خليلي وصاحبي واول ما ذكره امرؤ القيس في قوله
( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... )
وقال عمر رضي الله عنه لا يسافر اقل من ثلاثة فإن مات واحد وليه إثنان

817 - قولهم ذل لو اجد ناصرا
قال ابو عبيدة وغيره يضرب مثلا للشريف يظلمه الدنىء
واول من قاله انس بن الحجير قالوا والحارث بن أبي سمر الغساني سأله عن شيء فلم يحمد جوابه فلطمه فقال أنس ( ذل لو اجد ناصرا ) فلطمه أخرى فقال لو نهى عن الأولى لم يعد للأخرى فأمر بضربه فقال أيها الملك ملكت فأسجح
وقد مر هذا الحديث فيما تقدم اتم من هذا وأسجح أي سهل والسجيح السهل ومنه سميت المرأة سجاح وقيل لبعضهم ما المروءة فقال الخلق السجيح والكف عن القبيح
818 - قولهم ذهبت هيف لأديانها
يضرب مثلا لسوء نظر الرجال لنفسه وركوبه رأسه في شهوته
والهيف الريح الحارة قال ذو الرمة
( هيف يمانية في مرها نكب ... )
ورجل مهياف سريع العطش وذلك ان العطش يسرع الى الإنسان عند هبوب الهيف ومن ثم سموا ضمر البطن وانضمامه هيفا لأن الهيف تضمر الأشياء وتجففها
والأديان جمع دين وهو العادة والمعنى أنه يجرى

على هواه ويركب رأسه في شهوته ولا ينثني كالهيف تجفف كل شيء وتفسده ولا تبالى
819 - قولهم الذئب يغبط بذي بطنه
يضرب مثلا للرجل يظن به الغني وهو فقير والشبع وهو جائع يقول إن الذئب يظن به البطنة لكثرة عدوه وشدة جرأته وربما كان مجهودا من الجوع ونحوه قول الشاعر
( ومن يسكن البحرين يعظم طحاله ... ويغبط بما في بطنه وهو جائع )
وقال بعضهم معناه انه لظلمه وجرأته لا يظن به الا الشبع وهو في اكثر أحواله جائع وإنما يكثر جوعه لأنه لا يأكل الا ما يصيد ولا يرجع الى فريسة اكل منها فإذا لم يجد شيئا استقبل النسيم حتى امتلأ منه جوفه ولذلك قيل ( أجوع من الذئب ) و ( رماه الله بداء الذئب ) وقد مر تفسيره وقال عويف القوافي
( ولكل غرة معشر من قومه ... ذعر يقصر سعيه ويعيب )
( لولا سواه لجررت أوصاله ... عرج الضباع وصدعنه الذيب )
يقول لولاه لتركته جيفة تجره الضباع ولا يقربه الذئب لأنه لا يأكل الميتة
والذعر هنا الردىء من الرجال وأصله القدح الذي لا يورى نارا

ومن عجائب الذئب والكلب ان اجوافهما تذيب العظم ولا تذيب النوى فتلقيه صحيحا وإذا رأى الذئب بأنثاه دما وثب عليها فأكلها من شدة شهوته للدم ولذلك قال الشاعر
( وانت كذئب السوء لما رأى دما ... بصاحبه يوما أحال على الدم )
ومن ثم قيل ( أخبث من الذئب ) و ( أخون من الذئب ) واشتقاق اسمه من تذاؤب الريح وهو ان تجىء من كل وجه والذئب إذ كففته من وجه دخل عليك من وجه آخر ولهذا قيل ( اختل من الذئب ) وذو بطنه يعني ما في بطنه
820 - قولهم الذود إلى الذود إبل
يراد ان القليل إذا جمع الى القليل كثر
والذود ما بين الثلاث إلى والعشر من إناث الإبل ويجمع اذوادا وقال البحتري
( أجمع النزر الى النزر وقد ... يدرك الحبل اذا الحبل وصل )
( من لفى هذا الى مخسوس ذا ... ومن الذود الى الذود ابل )
ومن امثالهم في هذا النحو قول الفرزدق
( تصرم منى ود بكر بن وائل ... وما كان لولا ظلمهم ينصرم )
( قوارص تأتيني ويحقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم )

821 - قولهم ذكرتني الطعن وكنت ناسيا
يضرب مثلا للشيء ينساه الإنسان وهو محتاج اليه
قالوا وأصله أن صخر بن عمرو بن الشريد لقي أبا ثور ربيعة بن حوط الفقعسي في غزوة غزاها في بني فقعس وصخر في بني سليم فانكشفت بنو فقعس فقال صخر لابى ثور الق الرمح لا ام لك قال او معي رمح وأنا ولا ادرى ذكرتني الطعن وكنت ناسيا وكر عليه فطعنه وهزمت بنو سليم
وقيل صاحب الرمح يزيد بن الصعق والمثل له ومثله ما اخبرنا به ابو القاسم عن العقدي عن ابي جعفر عن المدائني ان ابن زيادة في فوارس لقوا رجلا في بعض بلاد الشرك ومعه جارية لم ير مثلها شبابا وجمالا فصاحوا به أن خل عنها ومعه قوس فرمى بعضهم فجرحه فهابوا الاقدام عليه ثم عاد ليرمي فانقطع وتره فأسلم الجارية وأسند في جبل كان قريبا منه فابتدروها وفي أذنها قرط فيه درة فانتزعها بعضهم فقالت وما قدر هذه لو رأيتم درتين في قلنسوته فاتبعوه فقالوا الق ما في قلنسوتك وفيها وتر للقوس كان أعده ونسيه من الدهش فلما رآه عقده في قوسه فولى القوم ليس لهم الا ان ينجوا بانفسهم وخلوا عن الجارية
822 - قولهم ذكرني فوك حماري أهلي
يضرب مثلا للرجل يبصر الشيء فيذكر به حاجة كان قد نسيها وأصله ان رجلا خرج يطلب حمارين لأهله أضلهما فمر على امراة جميلة المنتقب

فقعد يحادثها ونسى حماريه لشغل قلبه بها ثم سفرت فإذا لها أسنان منكرة فتذكر بها أسنان الحمار فانصرف عنها وقال ( ذكرني فوك حماري أهلي ) ونحوه قول الآخر
( سفرت فقلت لها هج فتبرقعت ... فذكرت حيت تبرقعت ضبارا )
وضبار اسم كلب
وهذه كانت قبيحة المسفر والمنتقب
وفي خلاف ذلك ما روى ان الفرزدق رأى امراة جميلة المنتقب فقال أظنه قفلا على خربة فسفرت المرأة فرأى جمالا رائعا فقال
( قد كنت أحسب ان الشمس واحدة ... حتى رأيت لها شبها من البشر ) وفي نحو المعنى الأول قول بعضهم
( فقلت لها الساجور خير من الكلب )
823 - قولهم الذئب يأدو للغزال
يضرب مثلا للرجل بخدع صاحبه ويأدو له يخدعه قال الشاعر
( أدوت له لآخذه ... فهيهات الفتى حذرا )
وأما آداه يؤديه فمعناه أعانه ومن امثالهم في الذئب قول بعضهم
( متى امكنت منك الذئب خانا ... )

وقول ابن الرومي
( عدوك من صديقك مستفاد ... فلا تستكثرن من الصحاب )
( وإنك قلما استكثرت الا ... وقعت على ذئاب في ثياب )
( فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام او الشراب )
وقول الآخر
( الذئب لا يؤمن لكنه ... عليه في يوسف مكذوب )
والمثل لمن رمى بالسوء وهو اهل للسوء الا أنه برىء مما رمى به وقول الآخر
( أصاح متى رأيت الذئب ... مأمونا على الغنم )
824 - قولهم ذل من بالت عليه الثعالب
يضرب مثلا للرجل المهين يظلم فلا ينتصر
وأصله ان أعرابيا كان ياتى صنما في بعض االصحارى فيسجد له فأتاه يوما فوجد ثعلبا يبول عليه فقال
( أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب )
وترك غشيانه
ويكون أيضا مثلا للشيء يدرس وتذهب جدته وحسنه قال عمرو ابن الأهتم

( ألم تر ما بيني وبين ابن عامر ... من الود قد بالت عليه الثعالب )
( وأصبح باقى الود بيني وبينه ... كأن لم يكن والدهر فيه العجائب )
( فقلت تعلم ان صرمك جاهدا ... ووصلك عندي بينه متقارب )
( فما انا بالباكي عليك صبابة ... ولا بالذي تأتيك منه المثالب )
825 - قولهم ذليل عاذ بقرملة
والقرملة شجرة قصيرة لا ذرا لها ولا ظل
يضرب مثلا الذليل يعوذ بأذل منه
826 - قولهم الذلة مع القلة
أي الذل مع الفقر والذلة الذل والقلة الفقر رجل مقل وقد أقل إذا قل ماله يقول الذلة مع الفقر ويجوز ان تكون القلة هاهنا قلة العدد وهي مما يذم بها ويقال ذلة وذل وعذرة وعذر وقلة وقل قال الشاعر
( وقد يقصر القل الفتى دون همه ... وقد كان لولا القل طلاع أنجد )

827 - قولهم ذكر ولا حساس
يضرب مثلا للذي يعد ولا ينجز
828 - قولهم ذهبت دماؤهم درج الرياح
أي أهدرت وطلت والعرب تقول ( علم السيل الدرج ) أي قد علم وجهته يضرب مثل لمن يأتى الأمر على عمد
829 - قولهم ذهب بين الصحوة والسكرة
قال ثعلب أي بين ان يعقل وألا يعقل

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل اصولها
الذال
830 - أذل من وتد بقاع
لأنه يدق أبدا والقاع المستوى من الأرض
831 - وأذل من حمار مقيد
قيل ذلك لقول الشاعر
( ولا يقيم على ضيم يراد به ... الا الأذلان عير القوم والوتد )
832 - وأذل من عير
وهو الحمار الذكر وذله في امتهان صاحبه له
833 - وأذل من قراد بمنسم
والمنسم للبعير بمنزلة الظفر للإنسان

834 - وأذل من فقع بقرقرة
والفقع ضرب من الكمأة أبيض يظهر على وجه الأرض فيوطأ والكمأة السوداء تستتر في الأرض
وقيل حمام فقيع لبياضه ويقال الذي لا اصل له فقع لأن الفقع لا اصول له اي لا عروق
835 - وأذل من حوار
وهو ولد الناقة يذله اهله لأنه لا انتفاع لهم به حتى يكبر
836 - وأذل من اليعر
وهو الجدي يمتهن بأن يشد على فم الزبية وقد مر تفسير الزبية
837 - وأذل من بعير السانية
وهو البعير الذي يستقى عليه
838 - وأذل من النقد
وهي صغار الغنم

839 - وأذل من بذج
وهو الحمل فارسي معرب
840 - وأذل من حمار قبان
وهو ضرب من الخنافس
841 - وأذل من قرملة
وقد ذكرناها
842 - واذل من قمع
يعني به قمع الثمرة يرمى به فيوطأ بالأرجل
843 - وأذل من الشسع ومن النعل
من قول البعيث
( وكل كليبى صفيحة وجهه ... أذل لأقدام الرجال من النعل )
844 - وأذل من الحذاء
وهو النعل أيضا

845 - وأذل من الرداء
معروف
846 - وأذل من قيسى بحمص
لأن حمص كلها لليمن ليس فيها من قيس الا بيت واحد فهم أذلاء لقلتهم
847 - وأذل من بيضة البلد
وقد ذكرناها

الباب العاشر فيما جاء من الأمثال في اوله راء
فهرسته
الرائد لا يكذب اهله
رب سامع بخبري لم يسمع بعذري
رب ملوم لا ذنب له
رمتني بدائها وانسلت
رب قول أشد من صول
رويد الشعر يغب
الرثيئة تفثأ الغضب
رماه بثالثة الأثافي
رماه بأقحاف رأسه
رماه بسكاته وصماته
رميته بأفوق ناصل
رب ساع لقاعد
رمى فلان بحجره
رب أخ لم تلده امك
رب عجلة تهب ريثا
رويد الغزو ينمرق
الرشيف أشرب
رضيت من الغنيمة بالإياب
رجع على قرواه
رجع في حافرته
الرغب شؤم
رب صلف تحت الراعدة
رهباك خير من رغباك
روغى جعار وانظرى اين المفر
رأس برأس وزيادة خمسمائة
رويد يعلون الجدد
رزق الله لا كدك
ركب المغمضة
ربما اعلم فأذر
رب رمية من غير ارم
رب أكلة تمنع اكلات
رعى فأقصب
رضا الناس غاية لا تبلغ
رضيت من الوفاء باللفاء
رمى منه في الرأس
رب شد في الكرز
رجلا مستعير اخف من رجلى مؤد

فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
الراء
أرق من الهواء
وأرق من الماء
وأرق من غرقىء البيضة
وأرق من سحاء القيض
وأرق من رداء الشجاع
وأرق من ريق النحل
وأرق من دمع الغمام
وأرق من رقراق السراب
أروى من نعامة
أروى من ضب
أروى من حية
أروى من الحوت
أروى من بكر هبنقة
أروى من معجل أسعد
أروغ من ثعالة
وأروغ من ثعلب
أرجل من خف
أرجل من حافر
أرسى من حجارة
أرزن من أبان
أرزن من النضار
أرمى من ابن تقن
أرمى من فطرة
أرخص من التراب
أرسح من ضفدع
أرفع من السماء

تفسير الباب العاشر
848 - قولهم الرائد لا يكذب اهله
الرائد الذي يتقدم القوم لطلب الماء والكلأ لهم فإن كذبهم أفسد امرهم وامر نفسه معهم لأنه واحد منهم
يضرب مثلا للنصيح غير المتهم على من تنصح له وأصله في العربية من قولهم راد برود إذا جاء وذهب ونظر يمينا وشمالا ومن ثم قيل ارتاد الشيء إذا طلبه لأن الطالب يتردد في حاجته حتى ينالها
849 - قولهم رب سامع بخبري لم يسمع بعذري
850 - وقولهم رب ملوم لا ذنب له
وإنما قيل ذلك لأن من العذر ما لا يمكن اعلانه وكان مالك بن انس لا يغشى احدا لزيارة ولا تهنئة ولا تعزية ولا عيادة فإذا عوتب على ذلك قال عذر لا يمكنني إظهاره وليس كل عذر يمكن ان يظهر ويقولون ( رب ملوم لا ذنب له ) وفي عجز بيت
( لعل له عذرا وانت تلوم ... )

وقالوا المرء أعلم بشأنه ومن اجود ما جاء في ذلك من الشعر قول الفزاري
( رثمن المسك آنافا حسانا ... ودفن الزعفران على الجيوب )
( ذكرت بموقفي حمل بن بدر ... وصاحبه الألد لدى الخطوب )
( فقلت لهن لا عذر لدينا ... يكون من المحب الى الحبيب )
( ولو صدق الهوى او كنت حرا ... لمت مع الندى يوم القليب )
( وقد طاعنت حتى لا طعان ... وزالت حيلة الرجل اللبيب )
( وكم من موقف حسن أحيلت ... محاسنه فعد من الذنوب )
ونحوه قول البحتري
( إذا محاسنى اللائي أدل بها ... كانت ذنوبي فقل لي كيف اعتذر )
851 - قولهم رمتني بدائها وانسلت
يقال رمى فلان بالسرقة وقذف بالزنا وقد يقال رمي بالزنا ايضا وفي القرآن الكريم ( والذين يرمون المحصنات ) ولا يكادون يقولون قذف بالسرقة
وحديث المثل ان رهم ابنة الخزرج بن تيم الله بن رفيدة وكان لها جمال تزوجت سعد بن مالك بن زيد مناة على ضر فكانت ضرائرها

يرمينها بالعفل فقالت لها أمها إذا سابينك فابدئيهن بها ففعلت فقيل لها ذلك
والانسلال الخروج من الجماعة فولد سعد بن مالك بن زيد وهم رهط العجاج يقال لهم بنو العفيل قال اللعين المنقري يعرض بهم
( مافي الدوابر من رجلي من عقل ... يوم الرهان ولا اكوى من العفل )
852 - قولهم رب قول أشد من صول
الصول الحملة والوثب عند الخصومة والحرب قال طرفة في معنى المثل
( وترد عنك مخيلة الرجل العريض ... موضحة عن العظم )
( بحسام سيفك او لسانك ... والكلم الاصيل كأرغب الكلم )
وقال
( رأيت القوافي يتلجن موالجا ... تضايق عنها ان تولجها الابر )
وقال بعض حكماء الهند قلما يمتنع القلب من القول إذا تردد عليه فإن الماء ألين من القول والحجر أصلب من القلب وإذا انجرر عليه أثر فيه وقد يقطع الشجر بالفئوس فينبت ويقطع اللحم بالسيوف فيندمل واللسان

لا يندمل جرحه والنصول تغيب في الجوف فتنزع والقول إذا وصل الى القلب لا ينزع ولكل حريق مطفىء للنار الماء وللسم الدواء وللحزن الصبر وللعشق الفرقة ونار الحقد لا تخبو أبدا ونحو ذلك قول البحتري
( وما خرق السفيه وإن تعدى ... بأبلغ فيك من حقد الحليم )
( متى احرجت ذا كرم تخطى ... إليك بمثل أفعال اللئيم )
وقال الأخطل في معنى قول طرفة
( حتى أقروا وهم منى على مضض ... والقول ينفذ ما لا تنفذ الإبر )
853 - قولهم رويد الشعر يغب
يضرب مثلا للمكروه يتبين أثره بعد وقوعه واستمراره أي انظر كيف عاقبة الشعر في المدح والذم إذا جرى على ألسنة الرواة وسارت به الرفاق في كل واد ونحوه قولهم دع الرأي يغب فإن غبوبه يكشف للمرء عن فصه
854 - قولهم الرثيئة تفشأ الغضب
يضرب مثلا لحسن موقع المعروف وإن كان يسيرا
وأصله ان رجلا غضب على قوم فأتاهم للأيقاع بهم فسقوه رثيئة فسكن غضبه وكف

والرثيئة لبن حامض يصب عليه حليب
وتفثأ تسكن يقال فثأت القدر إذا سكنت غليانها بالماء
وقد أحسن ابن الرومي في استدعاء النيل اليسير مع تعذر الجزيل حيث يقول
( رأيت المطل ميدانا طويلا ... يروض طباعه فيه البخيل )
( فما هذا المطال فدتك نفسي ... وباعك في الندى باع طويل )
( أظنك حين تقدر لي نوالا ... يقل لديك لي منه الجزيل )
( ويعوزك الذي ترضى لمثلى ... وإن لم يعوز الرأي الجميل )
( وفيما بين مطلك واختلالي ... يموت بدائه الرجل الهزيل )
( فلا تقدر بقدرك لي نوالا ... ولا قدري فتحقر ما تنيل )
( واطلق ما تهم به عساه ... كفافى أيها الرجل النبيل )
( والا فالسلام عليك مني ... نبت دار فأسرع بي رحيل )
( إذا ضافت على امل بلاد ... فما سدت على عزم سبيل )
855 - قولهم رماه بثالثة الأثافي
856 - وقولهم رماه بأقحاف رأسه
857 - وقولهم رماه بسكاته وصماته
رماه بثالثة الأثافي إذا رماه بداهية عظيمة وثالثة الأثافي القطعة من

الجبل يجعل الى جنبها أثفيتان وتنصب القدر عليها ومعناه انه رماه بأمر عظيم مثل قطعة جبل قال خفاف بن ندبة
( فلم يك طبهم جبنا ولكن ... رميناهم بثالثة الأثافي )
ورماه بسكاته وصماته أي بأمر أسكته
858 - قولهم رميته بأفوق ناصل
أي رددته بغير حظ تام والأفوق السهم المنكسر الفوق والناصل الساقط النصل
859 - قولهم رب ساع لقاعد
المثل ليزيد بن معاوية اخبرنا ابو احمد عن الجوهري عن أبي زيد قال كانت ام خالد بنت أبي هاشم بن عتبة عند يزيد بن معاوية وكان مؤثرا لها فعتب عليها شيئا فتزوج في حجة حجها ام مسكين بنت عمرو بن عاصم بن عمر بن الخطاب وقال
( أراك ام خالد تضجين ... )
( باعت على بيعك ام مسكين ... )
( ميمونة من نسوة ميامين ... )

( زارتك من طيبة في حوارين ... )
( ببلدة كنت بها تكونين ... )
( فالصبر ام خالد خير الدين ... ) ( إن الذي كنت به تدلين ... )
( ليس كما كنت به تظنين ... )
وقال لها
( اسلمي ام خالد ... رب ساع لقاعد )
( أن هاتا التى ترين ... سبتني بوارد )
( تدخل الأير كله ... في حر غير بارد )
وزيد على البيت الأول
( رب مال جمعته ... لامرىء غير حامد )
والمثل ماخوذ من قول النابغة
( أتى اهله منه حباء ونعمة ... ورب امرى يسعى لآخر قاعد )
860 - قولهم رمى فلان بحجره
معناه رمى بقرنه الذي يقاومه وقال الأحنف رضي الله عنه لعلي كرم الله وجهه حين بعث معاوية عمرا حكما إنك يا أمير المؤمنين قد رميت

بحجر الأرض ومن كاد الإسلام واهله عصرا وهو سن قريش وداهية العرب وقد رضيت بأبى موسى وهو رجل يمان ولا ادري ما قدر نصيحته فضم معه رجلا من قريش او اجعلني ثانيا فليس صاحب عمرو إلا من دنا حتى يظن انه قد تابعه وهو منه بمنزلة النجم فقال والله ما أردت التحكيم ولا رضيت به وقد أبى الناس الا أبا موسى وغلبوني وبعثه فكان من امره ما كان
861 - قولهم رب اخ لم تلده أمك
وأصل هذا المثل هو الذي ذكرناه في خبر لقمان بن عاد ثم استعمل في إعانة الرجل صاحبه وانصبابه في هواه وانخراطه في سلكه حتى كأنه اخوه لأبيه وامه
ويقولون إن اخاك من آساك وقيل لرجل ممن انت قال ممن برني وهو على حسب قول الأعشى
( فإن القريب من يقرب نفسه ... لعمر أبيك الخير لا من تنسبا )
وقال أبي بن حمام بن جابر
( أعاذلتي كم من اخ لي اوده ... كريم علي لم يلدني والده )
( إذا ما التقينا لم تريني ألذه ... ولكنني مثن عليه وزائده )
( وآخر أصلي في التناسب أصله ... يباعدني في رأيه وأباعده )

( يود لو اني كنت أول فاقد ... وأيضا أود الود أني فاقده )
862 - قولهم رب عجلة تهب ريثا
يضرب مثلا للرجل يشتد حرصه على الحاجة فيخرق فيها ويفارق التؤدة في التماسها فتفوته وتسبقه
واصله في الرجل يغذ السير ويواصله حتى يعطب ظهره فيقعد عن حاجته
والريث الإبطاء راث يريث ريثا إذا أبطأ والعامة تقول في معنى هذا المثل ( تمشى وتدوم خير من ان تعدو ولا تقوم ) ويرويه من لا يعرف ( تهب ريثا ) بالتشديد وهو خطأ إنما هو تهب من الهبة ومنه اخذ القطامي قوله
( قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل )
والمثل لمالك بن عمرو بن عوف بن محلم وذاك ان أخاه ليث بن عمرو تزوج خماعة بنت فلان فتحمل للنجعة بها فنهاه مالك وقال إنى اخاف عليك بعض مقانب العرب ان يصيبك فأبى وسار بأهله وماله فلم يلبث الا يسيرا حتى جاء وقد أخذ اهله وماله فقال مالك ( رب عجلة تهب ريثا ورب فروقة يدعى ليثا ورب غيث لم يكن غيثا ) فذهبت كلماته امثالا ونحوه قول الشاعر

( يا طالب الحاجات يرجو نفعها ... ليس النجاح مع الأخف الأعجل )
863 - قولهم رويد الغزو ينمرق
رويدا اي رفقا وهو تصغير رود ولم يستعمل ( رود ) الا في بيت واحد وهو قول الشاعر
( كانها مثل من يمشى على رود ... )
وقال ابن الأنباري رويد تصغير إرواد قال ابو هلال رحمه الله وإذا قلت رويدا بالتنوين فهو صفة لمصدر محذوف أي امهالا رويدا وما اشبه ذلك ومنه قوله تعالى ( فمهل الكافرين امهلهم رويدا ) أي امهلهم امهالا رويدا وإذا لم يريدوا ذلك قالوا رويد كما قال الشاعر
( رويد تصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحاك قد قام نادبه )
والمثل لرقاش امرأة من طيىء كانت تغزو بهم وكانوا يتيمنون بها فأغارت على إياد بن نزار فغنمت فكان فيما أصابت فتى شاب جميل فمكنته من نفسها فحملت منه فلم يلبث ان دنا وقت الغزو فقالوا لها الغزو فقالت ( رويد الغزو ينمرق ) فأرسلتها مثلا ثم جاءوا لعادتهم فوجدوها نفساء قد ولدت غلاما فقال بعض شعراء طيىء

( نبئت ان رقاش بعد شماسها ... حبلت وقد ولدت غلاما اكحلا )
( والله يحظيها ويرفع بضعها ... والله يلحقها كسافا مقبلا )
( كانت رقاش تقود جيشا جحفلا ... فصبت وحق لمن صبا ان يحبلا )
864 - قولهم الرشيف أشرب
ويقال ( الرشف أنقع ) معناه ان الرفق في طلب الحاجة اجلب لها وأسهل للوصول اليها
وأصله ان الشراب إذا رشف قليلا قليلا كان أقطع للعطش واجلب للري وإن كان فيه بطء وقوله ( أنقع ) أي أروى
يقال شرب حتى نقع أي روى ونقعته أنا وأنقعته ومثله قولهم ( الجرع اروى )
865 - قولهم رضيت من الغنيمة بالإياب
يضرب مثلا للرجل يشقى في طلب الحاجة حتى يرضى بالخلوص سالما وهو من قول امرىء القيس
( لقد طوفت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب )
ومثله قول غيره
( يا ليت حظي من أبي ركب ... ان سد عني خيره خبله )

ونحوه قول بعضهم
( كفاني الله شرك ياابن عمي ... فأما الخير منك فقد كفاني )
وقيل في بعض ليالي صفين
( الليل داج والكباش تنتطح ... نطاح أسد ما أراها تصطلح )
( فقائم ونائم ومنبطح ... فمن نجا برأسه فقد ربح )
ومن هاهنا اخذ المجنون قوله
( فيارب إن صيرت ليلى هي المنى ... فزنى بعينيها كما زنتها ليا )
( والا فسو الحب يارب بيننا ... يكون كفافا لاعلي ولا وليا )
( والا فبغضها إلى وحبها ... فإني بليلى قد لقيت الدواهيا )
866 - قولهم رجع على قرواه
867 - ورجع في حافرته
ويقال على قروائه معناه على اول امره
يضرب مثلا للرجل يعتاد الشيء فكلما انصرف عنه عاد إليه
وفي معنى الرجوع الى الأمر الأول قولهم ( رجع في حافرته ) أي الطريق الذي جاء فيه ومنه قوله تعالى
( أئنا لمردودون في الحافرة ) يعني الى الحياة بعد الموت
و ( النقد عند الحافر ) يعني به النقد الحاضر قال الشاعر

( أحافرة على صلع وشيب ... معاذ الله من سفه وعار )
أي أرجوعا الى الصبا والجهل بعد الشيب وسنشبع شرح هذا فيما بعد إن شاء الله
868 - قولهم الرغب شؤم
يعني به كثرة الأكل ورجل رغيب شهوان كبير البطن
والمثل لرسول الله حدثنا ابو احمد قال حدثنا أحمد بن ابراهيم القطان قال حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن بكير قال حدثنا عمرو بن عبد الغفار قال حدثنا يعقوب بن محمد بن طلحة عن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة رضوان الله عليها ان النبي اشترى غلاما نوبيا فألقى بين يديه تمر فأكثر من الأكل فقال النبي ( ان الرغب من الشؤم ) ورده
حدثنا أبو احمد عن ابن زهير عن أبي زرعة عن أبي ثابت المدني عن الدراوردي عن إسماعيل ابن رافع عن محمد بن يحيى بن حبان عن واسع بن حبان عن أبي سعيد قال قال رسول الله ( استعيذوا بالله من الرغب ) قيل للدراوردي ما الرغب قال كثرة الأكل والعرب تمدح بقلة الأكل قال اعشى باهلة

( تكفيه حزة فلذ إن ألم بها ... من الشواء ويروى شربه الغمر )
869 - قولهم رب صلف تحت الراعدة
يضرب مثلا للبخيل الواجد والراعدة السحابة ذات الرعد والصلف قلة النزل والخير ويقولون الصلف في الرعد والخلب في البرق والمعنى أنه منوع مع كثرة ماله كالسحابة الكثيرة الماء لا تجود بغيث وفي معناه ( إنه لنكد الحظيرة ) قال الكميت
( نزلت به أنف الربيع ... وزايلت نكد الحظائر )
قال أبو عبيدة أراه سمى امواله حظائر وهي جمع الحظيرة لأنه قد حظرها ومنعها والحظيرة بمعنى المحظورة كما يقال جنيبة بمعنة مجنوبة وربيطة بمعنى مربوطة والنكد جمع انكد والأنكاد جمع نكد وهو العسر وقد أحسن ابن الرومي القول في قلة الخير مع كثرة المال حيث يقول
( إذا غمر الماء الحجارة تصلب ... )
870 - قولهم رهباك خير من رغباك
871 - وقولهم رب فرق خير من حب
يضرب مثلا للبخيل يعطى على الرهبة يقول فزعة منك خير لك من

حبه لك لأنه إذا احبك لم ينفعك وإذا رهبك نفعك ونحو المثل قول الشاعر
( وانت كمثل الجوز يمنع دره ... صحيحا ويعطى دره حين يكسر )
872 - قولهم روغى جعار وانظري أين المفر
يضرب مثلا للجبان يفزع فيستكين ويخضع
وجعار مثل قطام وحذام وهو اسم من أسماء الضبع والروغان الأخذ في غير استقامة ومن امثالهم في الجبن قولهم ( أقشعرت شواته ) و ( اقشعرت ذوائبه ) و ( وقف شعره ) ونحوه قولهم ( كاد يشرق بالريق ) إذا عجز عن الكلام هيبة ومن امثالهم في ذم الهيبة قولهم ( الهيبة خيبة ) والعامة تقول ( أم الجبان لا تفرح ولا تحزن ) قال الشاعر
( لا تكونن للأمور هيوبا ... فإلى خيبة يصير الهيوب )
873 - قولهم رأس برأس وزيادة خمسمائة
يضرب مثلا في الرضا بالحاضر ونسيان الغائب
والمثل للفرزدق وكان في بعض الحروب فقال صاحب الجيش من جاء برأس فله خمسمائة درهم فبرز رجل فقتل رجلا من العدو فأعطى خمسمائة درهم ثم برز الثانية فقتل فبكى اهله عليه فقال الفرزدق اما ترضون ان يكون رأس برأس وزيادة

خمسمائة درهم ومثله مثل لأهل الشام يقولون ( عير بعير وزيادة عشرة ) وذلك ان كل خليفة قام فيهم بعد الآخر زادهم عشرة في اعطياتهم والعير بمعى السيد وسنشبع القول فيه إن شاء الله تعالى وحده
874 - قولهم رويد يعلون الجدد
رويد على الوعيد نصب بغير تنوين قال الشاعر
( رويد تصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحاك قد قام نادبه )
وقد مر القول في ذلك قبل
وقيل الرائد الطالب على الأناة والمهل ومنه قيل للريح الجارية على سكون رويدانة
ويروى ( رويد يعدون الجدد ) والمعنى ارفق يمكني الأمر وقد ذكرنا أصل المثل فيما تقدم
ويعلون يرتفعن
ويعدون يتجاوزن يعني الخيل ويقال من رويد ارود
875 - قولهم الرباح مع السماح
يراد به أن المسامح احرى ان ينال الربح من المماحك ويقولون ( اسمح يسمح لك ) أي سهل يسهل لك

876 - قولهم رزق الله لا كدك
يقال للرجل ينال بمعاونته خير فيمتن به فيقال له إنما كان ذلك بالله ولم يكن بك ومثله قول الشاعر
( الرزق عن قدر لا الضعف ينقصه ... ولا يزيدك فيه حول محتال )
وقال غيره
( الرزق عن قدر يجري الى اجل ... لا ينفد الرزق حتى ينفد العمر )
وقال غيره
( ما كان من رزقك لا يفوتك ... حظك مما تحتويه قوتك )
877 - قولهم ركب المغمضة
يقال للرجل ذلك يركب الأمر على غير بيان من قولهم غمضت بصري إذا أطبقته
878 - قولهم ربما أعلم فأذر
يضرب مثلا للرجل يترك ما يحب من غير جهالة ولكن لمسامحة وتكرم
وانشدنا ابو احمد عن ابن دريد عن ابي حاتم عن الأصمعي

( ورب أمور قد بريت لحاءها ... وقومت من أصلابها ثم رشتها )
( أقيم بدار الحزم مالم اهن بها ... فإن خفت من دار هوانا تركتها )
( وأصلح جل المال حتى حسبتني ... بخبلا وإن حق عراني اهنتها )
( ولست بولاج البيوت لفاقة ... ولكن إذا استغنيت عنها ولجتها )
( إذا قصرت أيدى الكرام عن العلى ... مددت لها باعا طويلا فنلتها )
( وعوراء من قيل امرىء ذي عداوة ... تصاممت عنها بعد ان قد سمعتها )
( رجاء غد ان يعطف الود بيننا ... ومظلمة منه بجنى عركتها )
879 - قولهم رب رمية من غير رام
يضرب مثلا للمخطىء يصيب احيانا
ومثله قولهم ( مع الخواطىء منهم صائب )
والصائب المصيب يقال صاب وأصاب وأصله القصد يقال أصاب إذا قصد وفي القرآن ( رخاء حيث أصاب ) ويقولون ( أصاب الصواب فأخطأ الجواب ) أي قصد
والصوب وقع المطر والصيب المطر وهو فيعل مثل سيد وميت
880 - قولهم رب اكلة تمنع أكلات
يضرب مثلا للخصلة من الخير تنال على غير وجه الصواب فتكون سببا لمنع امثالها

واول من قاله عامر بن الظرب
وأصله ان رجلا أكل طعاما كثيرا فبشم فترك الطعام أياما ونظمه شاعر فقال
( وربت اكلة منعت اخاها ... بلذة ساعة أكلات دهر )
( وربت طالب يسعى لشيء ... وفيه هلاكه لو كان يدري )
وقال ابن العلاف
( كم اكلة خالطت حشا شره ... فأخرجت روحه من الجسد )
وقال آخر
( كم أكلة عرضت للهلك صاحبها ... كحبة الفخ دقت عنق عصفور )
وذكرنا حديثه في الباب الثالث ومنه أخذ النابغة قوله
( واليأس عما فات يعقب راحة ... ولرب مطعمة تعود ذباحا )
881 - قولهم رعى فأقصب
يقال ذلك لمن يسىء رعاية الشيء فيفسده
وأصله في رعي الإبل وذلك ان يسىء رعيها ولا يشبعها فتقصب عن الماء أي تمتنع عن الشرب وبعيرقاصب ممتنع من الورد وصاحبه مقصب

882 - قولهم رضا الناس غاية لا تبلغ
قاله الأكثم بن صيفي ومعناه ان الرجل لا يسلم من الناس على كل حال فينبغي ان يستعمل ما يصلحه ولا يلتفت الى قولهم
أخبرنا أبو احمد قال حدثنا محمد بن الحسن بن محمد الرازي قال حدثنا الفضل بن محمد الشعراني قال حدثنا سنيد بن داود قال حدثنا الحجاج بن محمد بن عقبة بن شيبان الهدادي قال كتب النعمان بن حميضة البارقي الى أكثم بن صيفي مثل لنا مثالا نأخذ به فقال قد حلبت الدهر أشطره فعرفت حلوه ومره
عين عرفت فذرفت
إن امامي مالا أسامى
رب سامع بخبري لم يسمع بعذري
كل زمان لمن فيه
في كل يوم ما يكره
كل ذي نصرة سيخذل
تباروا فإن البر ينمى عليه العدد
كفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه
إن قول الحق لم يدع لي صديقا
لاينفع مع الجزع التبقى ولا ينفع مما هو واقع التوقى
ستساق الى ما أنت لاق
في طلب المعالي يكون العز
الاقتصاد في السعي أبقى للجمام
من لم يأس على ما فاته ودع بدنه
من قنع بما هو فيه قرت عينه
أصبح عند رأس الأمر خير من ان تصبح عند ذنبه
لم يهلك من مالك ماوعظك
ويل لعالم امر من جاهله
الوحشة ذهاب الأعلام
البطر عند الرخاء حمق
لا تغضبوا عند اليسير

فربما جنى الكثير
لا تضحكوا مما لا يضحك منه
حيلة من لا حيلة له الصبر
كونوا جميعا فإن الجمع غالب
تثبتوا ولا تسارعوا فإن أحزم الفريقين الركين
رب عجلة تهب ريثا
ادرعوا الليل واتخذوه جملا فإن الليل اخفى للويل
لا جماعة لمن اختلف
قد أقر صامت
المكثار كحاطب الليل
من اكثر أسقط
لا تفرقوا في القبائل فإن الغريب بكل مكان مظلوم
عاقدوا الثروة وإياكم والوشائظ فإن الذلة مع القلة
لو سئلت العارية لقالت أبغى لأهلي ذلا
الرسول مبلغ غير ملوم
من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء
أساء سمعا فأساء جابة
الدال على الخير كفاعله
إن المسألة من أضعف المكسبة
قد تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها
لم يجر سالك القصد ولم يعم قاصد الحق
من شدد نفر ومن تراخى تألف
السرو التغافل
أوفى القول اوجزه
أصوب الأمور ترك الفضول
التغرير مفتاح البؤس
التواني والعجز ينتجان الهلكة
لكل شيء ضراوة
أحوج الناس الى الغنى من لا يصلحه الا الغنى وهم الملوك
حب المدح رأس الضياع
رضا الناس غاية لا تبلغ فلا تكره سخط من رضاه الجور
معالجة العفاف مشقة فتعوذ بالصبر
اقصر لسانك على الخير وأخر الغضب فإن القدرة من ورائك
من قدر أزمع
ألآم أعمال المقتدرين الانتقام
جار بالحسنة ولا تكافىء بالسيئة
أغنى الناس عن الحقد من عظم عن المجازاة
من حسد من دونه قل عذره
من جعل لحسن الظن نصيبا روح عن قلبه
عي الصمت احمد من عي المنطق
الناس رجلان محترس ومحترس منه

كثير النصح يهجم على كثير الظنة
من الح في المسألة أبرم
خير السخاء ما وافق الحاجة
العلم مرشد وترك ادعائه ينفي الحسد
الصمت يكسب المحبة
لن يغلب الكذب شيئا الا غلب عليه
الصديق من الصدق
القلب قد يتهم وإن صدق اللسان
الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة وتقريبهم مكسبة لقرين السوء فكن من الناس بين القرب والبعد فإن خير الأمور أوساطها
فسولة الوزراء أضر من بعض الأعداء
خير القرناء المراة الصالحة
عند الخوف حسن العمل
من لم يكن له من نفسه زاجر لم يكن له من غيره واعظ وتمكن منه عدوه على أسوأ عمله
لن يهلك امرؤ حتى يملك الناس عتيد فعله ويشتد على قومه ويعجب بما يظهر من مروءته ويغتر بقوته والأمر يأتيه من فوقه
ليس للمختال في حسن الثناء نصيب
لا نماء مع العجب
إنه من أتى المكروه الى احد بدأ بنفسه
العي ان تتكلم فوق ما تسد به حاجتك
لا ينبغي لعاقل ان يثق بإخاء من لا تضطره الى إخائه حاجة
أقل الناس راحة الحقود
من تعمد الذئب فلا تحل رحمته دون عقوبته فإن الأدب رفق والرفق يمن
وفي معنى المثل ما اخبرنا به ابو احمد عن ابن دريد عن ابي حاتم عن الأصمعي قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما كانت على احد نعمة الا كان له حاسد ولو كان الرجل أقوم من القدح لوجد غامزا
883 - قولهم رضيت من الوفاء باللقاء
واللقاء الشيء القليل يقول رضيت بالقليل من الوفاء لأني لا أجد

كثيرة عند أحد ومنه اخذ جحظة قوله انشدناه أبو احمد
( وليل في كواكبه حران ... ونوءهما أعز من الوفاء )
884 - قولهم رمى منه في الرأس
إذا ساء رأيه فيه ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه على زياد بن حدير هيئة كرهها فسلم عليه زياد فلم يرد عليه فقال زياد رميت من أمير المؤمنين في الرأس
885 - قولهم رب شد في الكرز
يضرب مثلا للأمر الخفي يرجى ان يظهر خبره بعد
وأصله ان رجلا نتج فرسا عتيقا مهرا فوضعه في كرز وعدله بتراب ومر على رجل فقال رب شد في الكرز والكرز شبة المخلاة أي سيكبر هذا المهر فيصير فرسا يشد في عدوه
886 - قولهم رجلا مستعير اخف من رجلي مؤد
هو مثل قولهم ( الأخذ سلجان والقضاء ليان ) وقد مر

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
الراء
887 - أرق من الهواء
888 - وأرق من الماء
معروفان
889 - وأرق من غرقىء البيضة
والغرقى القشرة الرقيقة الملتزقة بقشرة البيضة من أسفل
890 - وأرق من سحاء القيض
والقيض القشر الرقيق في اعلى البيض يقال تقيضت البيضة إذا انكسرت وفاضها الطائر وسحاؤه غرقئه ايضا
891 - وأرق من رداء الشجاع
يعني به سلخ الحية والشجاع ضرب من الحيات والجمع شجعان

892 - وأرق من ريق النحل
يعني العسل
893 - وأرق من دمع الغمام
معروف
894 - وأرق من رقراق السراب
يعني لمعانه
895 - وأروى من نعامة
لأنها لا تريد الماء فإن رأته شربته عبثا
896 - وأروى من ضب
لأنه لا يشرب الماء أصلا فإذا عطش فتح فاه واستقبل الريح فذلك ريه

897 - وأروى من حية
لأنها تكون في القفر لا ترى الماء ولا تشربه
898 - وأروى من الحوت
قيل لأنه لا يشرب الماء وقد مر القول فيه قبل
899 - وأروى من بكر هبنقة
وهو الذي يحمق وكان بكره يصدر عن الماء مع الصادر وقد روى ثم يرد مع الوارد قبل أن يصل الى الكلأ
900 - واروى من معجل أسعد
وهو رجل وقع في غدير فجعل ينادي ابن عم له يقال له أسعد ويقول ويلك ناولني شيئا أشرب به ويغوص حتى غرق
وقيل ( أروى من معجل أسعد ) مشدد
قيل والمعجل الذي يحلب الابل حلبة ثم يحدرها الى اهل الماء قبل ان ترد و ( أسعد ) في هذا المثل قبيلة

901 - أروغ من ثعالة
902 - وأروغ من ثعلب
معروف
903 - أرجل من خف
يعني به خف البعير
904 - وأرجل من حافر
905 - وأرسب من حجارة
معروفان
906 - أرزن من أبان
وهو جبل وأرزن أثقل
907 - وارزن من النضار
وهو الذهب

908 - أرمى من ابن تقن
وقد مر حديثه مع لقمان بن عاد
909 - أرمى من فطرة
رجل معروف بالإصابة في الرمي
910 - أرخص من التراب
معروف
911 - أرسح من ضفدع
والرسح خفة العجز
912 - أرفع من السماء
معروف

الباب الحادي عشر فيما جاء من الأمثال في أوله زاى
فهرسته
زاحم بعود أودع
زوج من عود خير من قعود
زرغبا تزدد حبا
فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل اصولها
الزاي
أزنى من قرد
أزنى من هجرس
أزنى من هر
أزنى من سجاح
أزهى من غراب
أزكن من إياس
تفسير الباب الحادي عشر
913 - قولهم زاحم بعود اودع
يضرب مثل للرجل حنكته السن حتى تثقف وتيقظ ومعناه استعن على امرك برجل له تجربة وحزم اودع الاستعانة والعود أصله من الإبل وهو المسن منها وكان علي رضي الله عنه يقول ( رأى الشيخ احب

الي من مشهد الغلام )
وقيل لا يتم العقل المخلوق الا بالعقل المكتسب ومن لم يكن له تجربة لم يصب تدبيره ولم يكمل لفصل الأمور
914 - قولهم زوج من عود خير من قعود
المثل لبنت ذي الاصبع العدواني وكان له أربع بنات فعرض عليهن التزويج فقلن خدمتك وقربك أحب إلينا ثم أشرف عليهن من حيث لا يشعرن به فسمع واحدة منهن تقول لتقل كل واحدة منكن ما في نفسها فقالت الكبرى
( ألا هل تراها مرة وضجيعها ... أشم كنصل السيف غير حقلد )
( بصبر بأدواء النساء وأصله ... إذا ما انتمى من اهل بيتي ومحتدى )
فقلن أنت تريدين ذا قرابة قد عرفته وقالت الثانية
( ألا ليت زوجي من اناس اولى عدى ... حديث الشباب طيب الثوب والعطر )
( لصوق بأكباد النساء كأنه ... خليقه جان لا ينام على هجر )
فقلن لها انت تريدين فتى ليس من اهلك ثم قالت الثالثة
( ألا ليته يكسو الجمال نديه ... له جفنة يشقى بها النيب والجزر )
( له حكمات الدهر من غير كبرة ... تشين فلا فان ولا ضرع غمر )
فقلن لها انت تريدين رجلا سيدا وقلن للرابعة قولى فقالت

( زوج من عود خير من قعود ) فزوجهن وتركهن سنة ثم اتى الكبرى فقال كيف زوجك فقالت خير زوج يكرم الحليلة ويعطى الوسيلة قال فما مالكم قالت خير مال الإبل نشرب ألبانها جرعا ونأكل لحمانها مزعا وتحملنا وضعفتنا معا قال زوج كريم ومال عميم
ثم اتى الثانية فقال كيف زوجك قالت خير زوج يكرم عرسه وينسى فضله قال فما مالكم قالت خير مال البقر تألف الفناء وتملأ الإناء وتودك السقاء ونساء مع نساء قال حظيت ورضيت ثم أتى الثالثة فقال كيف زوجك قالت لا سمح بذر ولا بخيل حكر قال فما مالكم قالت المعزى لو كنا نولدها فطما ونسلخها أدما لم نبغ بها نعما
قال جذوة مغنية ثم اتى الصغرى فقال لها كيف زوجك قالت شر زوج يكرم نفسه ويهين عرسه قال فما مالكم قالت شر مال الضأن جوف لا يشبعن وهيم لا ينقعن وصم لا يسمعن وامر مغويتهن يتبعن فقال ( أشبه امرا بعض بزه ) أي ماله مثله
الجرعة شيء يبقى في الإناء والمزعة شيء يبقى من الشحم والحكر الممسك فلان يحتكر
الطعام والعميم التام العظيم وقال أحيحة في نخل اشتراه فعذله قومه فقال
( فعم لعمكم نافع ... وطفل لطفلكم يؤمل )
ونساء مع نساء أي البقر كأنه نساء مع نساء من إلفها والفطم جمع فطم والأدم جمع إدام يقول لو انا فطمناها عند الولادة وسلخناها للإدام من

الحاجة لم نبغ بها إبلا وينقعن يروين و ( أمر مغويتهن يتبعن ) أي إذا وقعت احداهن في هوة تبعنها فوقعن فيها
915 - قولهم زر غبا تزدد حبا
المثل للنبي أخبرنا ابو احمد قال حدثنا الحسين بن محمد المخرمي قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا المعتمر عن طلحة عن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( زر غبا تزدد حبا )
وقال بعض الشعراء
( وقد قال النبي وكان برا ... إذا زرت الحبيب فزره غبا )
وأنشد أبو احمد عن ابن دريد
( عليك باغباب الزيارة إنها ... تكون إذا دامت الى الهجر مسلكا )
( فإني رأيت الغيث يسأم دائبا ... ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا )
وقال غيره
( أقلل زيارتك الحبيب ... تكون كالثوب استجده )
( وأمل شيء لامرىء ... الا يزال يراك عنده )
والغب ان تزور يوما وتدع االزيارة يوما وقد أغب الزيارة والغاب من اللحم ما قد بات ليله وغب الشيء ومغبته عاقبته وغب المطر أول أوقات انقطاعه

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل اصولها
الزاي
916 - أزنى من قرد
قيل هو رجل من هذيل
917 - أزنى من هجرس
وهو القرد ويقال الدب
918 - وازنى من هر
قيل هي امراة يهودية من حضرموت شمتت بموت رسول الله عليه السلام فقطع المهاجر بن ابي امية يدها
919 - وازنى من سجاح
وهي امرأة من بني تميم أدعت النبوة وسارت الى مسيلمة لتناظره فوهبت له نفسها

920 - أزهى من غراب
من الزهو اعنى الكبر وهو انه إذا مشى يختال
921 - وازهى من وعل
وهو التيس الجبلي
واشتقاق اسمه من الوعلة وهو المكان المنيع
922 - وازهى من واشمة استها
قد تقدمت قصتها
923 - ازكن من إياس
وهو إياس بن معاوية وكان تولى قضاء البصرة لعمر بن عبد العزيز وكان ازكن الناس راى أثر اعتلاف بعير فقال هذا بعير أعور فسئل عن ذلك فقال رأيت اثره من جانب
وسمع من بعد نباح كلاب فقال فيها كلب مربوط على شفير بئر فنظروا فإذا الأمر كذلك فسئل عنه فقال سمعت لنباحه دويا في مكان واحد والزكن الظن وقيل العلم وقيل التشبيه يقال زكن علهم تزكينا إذا شبه عليهم

الباب الثاني عشر فيما جاء من الأمثال في اوله سين
فهرسته
سبني واصدق
سكت ألفا ونطق خلفا
السر أمانة
سرك من دمك
سبق السيف العذل
سفيه لم يجد مسافها
ساواك عبد غيرك
السعيد من وعظ بغيره
سامه سوم عالة
سميت هانئا لتهنأ
سيرين في خرزة
سقط العشاء به على سرحان
سرق السارق فانتحر
سواء علينا قاتلاه وسالبه
سبق درته غرارة
سبق سيله مطره
سمنهم في اديمهم
سيل به وهو لا يدري
سواء هو والعدم
سرعان ذي إهالة
سد ابن بيض الطريق
السكوت اخو الرضا
سيد القوم أشقاهم
سامعا دعوت
سكنت ريحه
سهم عليك وسهم لك
سواسية كاسنان الحمار
سواء كأسينان المشط
سلكى ومخلوجة
سأكفيك ما كان قولا
سمن كلبك يأكلك
سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة
سداد من عوز
فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في أوائل أصولها
السين
أسرع من عدوى الثوباء
أسرع من السم الوحي
أسرع من تلمظ الورل
أسرع من المهثهثة
أسرع من فريق الخيل
أسرع من الخدروف

أسرع من غضبى فاسية
أسرع من نكاح ام خارجة
أسرع من العير
أسرع من لمع الأصم
أسرع من حداجة
أسمع من دلدل
أسمع من فرس
أسمع من سمع
أسمع من قراد
أسمح من لافظة
أسمح من مخة الرير
أسأل من فلحس
أسأل من قرثع
أسرق من شظاظ
أسرق من تاجة
أسرق من ذبابة
أسلط من سلقة
أسهل من جلذان
أسلح من حبارى
أسلح من دجاجة
أسبح من النون
أسير من الشعر
أسرى من جراد
أسرى من انقد
أسعى من رجل
أسهر من قطرب
أسهر من جدجد
أسمن من يعر

تفسير الباب الثاني عشر
924 - قولهم سبني واصدق
يقال ذلك في الحض على الصدق والنهي عن الكذب
يقول لا أبالي ان تسبني بما اعرفه من نفسي فجنبني الكذب وإن كان نافعا وعليك بالصدق وان كان ضارا وهذا خلاف ما قال الأحنف الصدق في بعض المواضع عجز
925 - قولهم سكت ألفا ونطق خلفا
يضرب مثلا للرجل يطيل الصمت ثم يتكلم بالخطأ
والخلف الردىء

من القول
وكان للأحنف بن قيس جليس طويل الصمت فاستنطقه يوما فقال اتقدر يا ابا بحر ان تمشي على شرف المسجد فقال الأحنف ( سكت الفا ونطف خلفا )
وأصله ان اعرابيا حبق بين جماعة فأشار بإبهامه نحو استه وقال إنها خلف نطقت خلفا
926 - قولهم السر امانة
927 - وقولهم سرك من دمك
المعنى انك ربما أفشيت سرا فكان فيه حتفك ومنه اخذ ابو محجن قوله
( لا نسأل الناس مامالي وكثرته ... وسائل القوم عن مجدي وعن خلقي )
( قد يعلم القوم أني من سراتهم ... إذا سما بصر الرعديدة الفرق )
( أعطى السنان غداة الروع نحلته ... وعامل الرمح أرويه من العلق )
( واطعن الطعنة النجلاء عن عرض ... تنفي المسابير بالإزباد والفهق )
( واكشف المأزق المكروب غمته ... واكتم السر فيه ضربة العنق )
وقال عامر الخزرجي
( إذا انت لم تجعل لسرك جنة ... تعرضت ان تروى عليك العجائب )

ومن امثالهم فى ذلك قول الآخر
( وسرك ما كان عند امرىء ... وسر الثلاثة غير الخفي )
وقول سابق البربري
( الا كل سر جاوز اثنين شائع ... )
وقول الاخر
( ولا تفش سرك الا اليك ... فإن لكل نصيح نصيحا )
928 - قولهم سبق السيف العذل
قد مر تفسيره وحديثه فيما تقدم
929 - قولهم سيفه لم يجد مسافها
قيل المثل للحسن بن علي رضي الله عنهما قاله لعمرو بن الزبير وكان عمرو بن الزبير ذاهبا بنفسه شامخا بأنفه فكان إذا شتمه انسان اعرض عنه إعراض من لا يعبأ بالشتم فشتم عمرو يوما الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال ( سفيه لم يجد مسافها ) وسكت فقال عمرو لم سكت قال لما تسكت له يريد ان المتناهي في الشرف ليس له من يسابه وإنما يتساب النظراء ومنه قول الشاعر
( لا تسبنني فلست بسبي ... إن سبي من الرجال الكريم )

وقال الفرزدق
( وليس بنصف ان أسب مقاعسا ... بآبائي الشم الكرام الخضارم )
( ولكن نصفا ان سببت وسبني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم )
( أولئك قوم إن هجوني هجوتهم ... وأعبد ان اهجو كليبا بدارم )
ومن امثالهم في السفه قولهم ( خاب قوم لا سفيه لهم )
وقولهم ( إن السفيه إذا لم ينه مأمور ) ونحو المثل قول الشاعر
( وكن ذا تقى لله لا شيء كالتقي ... وحلم اصيل واخلط الحلم بالجهل )
930 - قولهم ساواك عبد غيرك
والعامة تقول في معناه عبد غيرك حر مثلك ويقال في قريب من معناه ( من لا يعلك فلا يهلك )
931 - قولهم السعيد من وعظ بغيره
من قول الحارث بن كلدة
( إن اختيارك لا عن خبرة سلفت ... الا الرجاء وقدما يخطىء البصر )
( كالمستغيث ببطن السيل يحسبه ... حرزا يبادره إذا بله المطر )
( فقد رأيت بعبد الله واعظة ... تنهى الحليم فما انساني الغرر )

( إن السعيد له في غيره عظة ... وفي الحوادث تحكيم ومعتبر )
( لا اعرفنك ان أرسلت قافية ... تلقى المعاذير إن لم ينفع العذر )
932 - قولهم سامه سوم عالة
يقال ذلك للرجل يعرض عليك الشيء عرضا غير محكم
واصله في الابل فد نهلت ثم علت فإذا أردت ان تعرض عليها الحوض عرضت عرضا غير مبالغ فيه
والنهل الشربة الأولى
والعلل الشربة الثانية يقال انهلتها ونهلت هي وعللتها وعلت هي
933 - قولهم سميت هائنا لتهنأ
الهانىء المعطى هنأته أعطيته والاسم الهنء ومعناه إنما قدمت وسودت لتفعل افعال السادة المتقدمين واظن الشاعر قد اخذ قوله فقال
( أتمنع سؤال العشيرة بعد ما ... تسميت عمرا واكتنيت أبا بحر )
من هذا المثل
وقال الأصمعي يضرب مثلا للرجل يراد به ان يكون ما يخرج من بين يديه هنيا أي إنما طلب اليك لتسهل
والهانىء أيضا المصلح وقد هنأت الأمر اصلحته وقال عدي بن زيد
( نحسن الهنء إذا استهنأتنا ... ودفاعا عنك بالأيدي الكبار )

934 - قولهم سيرين في خرزة
يضرب مثلا في اغتنام الفرصة يقول إن امكنك ان تجمع بين حاجتين في حاجة فافعل قال أبو هلال رحمه الله فافعل هذا إذا كان الأمر خلسا فأما من كان في سعة من وقته وإمكان من امره فينبغي ان يفرغ من حاجة ثم يبدأ باخرى ليجرى امرها على النظام
أخبرنا أبو القاسم عن العقدي عن ابي جعفر قال كان داود بن علي يتقلد الكوفة واعمالها فدفع اليه طريح بن إسماعيل رقعة في حاجة فقال نقضى حاجتك مع حاجة فلان فقال طريح يريد داود بن علي
( تخل لحاجتي واشدد قواها ... فقد أضحت بمنزلة الضياع )
( إذا أرضعتها بلبان اخرى ... أضربها مشاركة الرضاع )
( ودونك فاغتنم حمدي وشكري ... وأشفق من مكاشفة القناع )
فقضى حاجته من وقته
ونصب ( سيرين ) على إضمار فعل أراد اجمع بين سيرين
935 - قولهم سقط العشاء به على سرحان
يضرب مثلا للحاجة تؤدى صاحبها الى التلف
واصله ان رجلا خرج يتلمس العشاء فوقع على سرحان وهو الذئب والجمع السراحين وروى

أن يزيد بن رويم قال لابنه وقد أراح إبله ذات عشية بئس ما عشيتها ردها الى مرعاها فقال الغلام اظن والله ان سيبيت لها رب غيرك ومعش غيري فنفض ثوبه في وجهها فعادت الى مرعاها فأتيح لها سرحان بن أرطاة بن حنش فساقها واردف الغلام وجعل يشد به فأنشأ الغلام يقول
( يا لهف ام لي على حزينة ... ذكرى لها شجن من الأشجان )
( إن الذي ترجين نفع إيابه ... سقطا العشاء به على سرحان )
( سقط العشاء به على متقمر ... ماضى الجنان معاود التطعان )
والمتقمر الذي يأخذ الشيء غصبا وغلبة
936 - قولهم سرق السارق فانتحر
يضرب مثلا للرجل ينتزع من يده ما ليس له فيجزع يقال سرقت الرجل وسرقت منه كما يقال وزنته ووزنت له
والانتحار ان ينحر الرجل نفسه
ومعنى النحر هاهنا كاد ينتحر ويقولون فلان يقتل نفسه من الغيظ اي كاد يقتلها
937 - قولهم سواء علينا قاتلاه وسالبه
المثل في شعر الوليد بن عقبة
اخبرنا ابو احمد عن الجوهري عن

أبي زيد عن علي بن محمد بن مخنف عن خالد بن قطن عن ابيه قال لما قتل عثمان ارسل علي عليهما السلام فأخذ ما كان في داره من سلاح وإبل من إبل الصدقة فقال الوليد بن عقبة
( بني هاشم كيف الهوادة بيننا ... وعند علي سيفه ونجائبه )
( قتلتم اخي كيما تكونوا مكانه ... كما غدرت يوما بكسرى مرازبه )
( ثلاثة رهط قاتلان وسالب ... سواء علينا قاتلاه وسالبه )
وزاد غيره
( معاوى إن الملك قد جب غاربه ... وأنت بما في كفك اليوم صاحبه )
( أتاك كتاب من علي بخطه ... هو الفصل فاختر سلمه او تحاربه )
( ولا ترج عند الواتريك هوادة ... ولا تأمن الخصم الذي انت راهبه )
( وألق الى الحي اليمانين خطة ... تنال بها الأمر الذي انت طالبه )
( تقول أمير المؤمنين أصابه ... عدو اعانته عليه أقاربه )
( أفانين منهم قاتل ومحضض ... بلا ترة كانت وآخر سالبه )
( فأقلل وأكثر مالها اليوم صاحب ... سواك فصرح لست ممن يواربه )
938 - قولهم سبق درته غراره
يضرب مثلا في تعجيل الشيء قبل اوانه وفي الابتداء بالإساءة قبل

الإحسان
والغرار قلة اللبن ودرته كثرته يقول سبق قلته كثرته والمعنى سبق شره خيره
وهكذا قولهم ( سبق سيله مطره ) ونحوه قول أبي تمام
( من النكبات الناكبات عن الهوى ... فمحبوبها يمشى ومكروهها يعدو )
وقول بعض المحدثين
( وتعجبنا الرؤيا فجل حديثنا ... إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرؤيا )
( فإن حسنت لم تأت عجلى وأبطأت ... وإن قبحت لم تحتبس وأتت عجلى )
939 - قولهم سمنهم في اديمهم
يضرب مثلا للرجل خيره لا يتجاوزه وهو نحو قول الحطيئة
( دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك انت الطاعم الكاسي )
وقال بعضهم
( ترحل فما بغداذ دار إقامة ... ولا عند من امسى ببغداذ طائل )
( محل اناس سمنهم في اديمهم ... وكلهم من حيلة المجد عاطل )
( ولا غرو ان شلت يد المجد والعلى ... وقل سماح من رجال ونائل )
( إذا غضغض البحر الغطامط ماؤه ... فغير عجيب ان تغيض الجداول )

وقال ابو عبيدة الأديم المأدوم من الطعام أي جعلوا سمنهم فيه ولم يفضلوا به
وقال الأصمعي أصله في قوم سافروا ومعهم نحى من السمن فانصب على اديم كان لهم فكرهوا ذلك فقيل لهم ما نقص من سمنكم زاد في اديمكم
940 - قولهم سيل به وهو لا يدري
يضرب مثلا للرجل يلحقه الضرر فيما يخصه وهو غافل
ويقال سال الماء يسيل سيلا ثم كثر حتى سمي الماء السائل سيلا بالمصدر وقال أبو نخيلة
( أنا ابن حزن وأبو نخيلة ... ويل لمن ملت عليه ميله )
( أو سال من يجرى عليه سيله ... أقتله بالهم تلك الليلة )
941 - قولهم سواء هو والعدم
يضرب مثلا للرجل سواء تجده ولا تجده لأنك لا تصيب عنده خيرا ونحوه قول الشاعر
( سألناه الدفاع لنا فكانت ... شهادته وغيبته سواء )
وقلت
( يا عليما في ادعاء ... وجهولا في امتحان )

( وفقيرا وهو مثر ... وبعيدا وهو دان )
( ووضيعا في فؤاد ... ورفيعا في عيان )
( أنت كالمصلوب يعلو ... وهو منحط المكان )
وقلت
( قل خير ابن قاسم ... فغناه كعدمه )
( كاد يعديك لؤمه ... لو تسميت باسمه )
942 - قولهم سرعان ذي إهالة
يراد به ما أسرع ما كان هذا الأمر وأصله ان رجلا التقط شاة عجفاء فألقى بين يديها كلأ فرآها يسيل رغامها فظن أنه ودك فقال ( سرعان ذي إهالة ) والإهالة الودك وذي بمعنى هذه
وقد يقال ( وشكان ) وهو مبنى على الفتح وموضع ذي رفع وإهالة تمييز والمعنى من إهالة
943 - قولهم سد ابن بيض الطريق
يضرب مثلا للحاجة يحول دونها حائل
وأصله ما اخبرنا به ابو احمد عن الجوهري عن ابي زيد قال ابن بيض رجل من العمالقة ويقال من عاد كان لقمان يجيره في تجارته ويعطيه كل عام ألفا وحلة وجارية فلما حضر ابن بيض الوفاة قال لابن له لا تجاورن لقمان في ارضه فإني أخافه على مالك

وأخرج بأهلك ومالك سرا منه فإذا صرت الى عقبة كذا فضع حقه عليها فإن اقتصر عليه فحقه وإن تعداه الى مالك أخذه الله ففعل الرجل وتبعه لقمان فلما انتهى الى العقبة وجد حقه فأخذه وانصرف وقال ( سد ابن بيض الطريق ) فذهبت مثلا وقال عمرو بن الأسود الطهوي
( سددنا كما سد ابن بيض فلم يكن ... سواها لدى احلام قومي مذهب )
وقال المخبل
( لقد سد السبيل ابو حميد ... كما سد المخاطبة ابن بيض )
وأبو حميد بغيض بن شماس وقال عوف بن الأحوص
( سددنا كما سد ابن بيض سبيله ... فلما يجد فوق الثنية مطلعا )
وقال بشامة
( كثوب ابن بيض وقاهم به ... فسد على السالكين السبيلا )
وقال الأصمعي أصله ان ابن بيض عقر على ثنية ناقة فمنع من سلوكها

944 - قولهم السكوت اخو الرضا
أظن أصله من قول حسان بن ثابت حين قتل عثمان قال لبعضهم تزعم انك قتلته نعم ما قتلته ولكنك خذلته والخاذل أخو القاتل والسكوت اخو الرضا ونحوه قول الشاعر
( بني تميم ألا فانهوا سفيهكم ... إن السفيه ان لم ينه مامور )
945 - قولهم سيد القوم أشقاهم
لأنه يمارس الشدائد دون عشيرته فيقاتل عن العاجز ويتكلم عن العي ويحمل عن الغارم ويتجافى عن الواجب له ويتبرع بما لا يلزمه وقال السموءل
( ولا ألحى على الحدثان قومي ... على الحدثان ما تبنى البيوت )
أى لا الوم قومي على ان يجنوا علي لأنهم إنما سودوني ليجنوا علي فأحتمل وبيوت الشرف تبنى على الحدثان والقيام به
946 - قولهم سامعا دعوت
يخاطب به الرجل الرجل قد امره بشيء فظن انه لم يفهمه وقد مر خبره

947 - قولهم سكنت ريحه وإنه لساكن الريح
أي وادع مستريح ( وذهبت ريحه ) إذا ولى امره وفي القرآن ( وتذهب ريحكم ) والريح الغلبة
948 - قولهم سهم عليك وسهم لك
يذكر ذلك في الباب الثالث عشر إن شاء الله تعالى
949 - قولهم سواسية كأسنان الحمار
أى مستوون في الشر فلا يقال سواسية الا في الشر
قال بعضهم سواسية جمع سواء على غير قياس والصحيح ان سواء لا يجمع لأنه في مذهب الفعل فإن احتجت الى جمعه جمعته على أسويه
وقال الأصمعي لا نعرف لسواسية واحدا وإنما هي كلمة موضوعة موضع سواء واستعمل في الشر والمكروه
والمثل العام في الخير والشر قولهم ( سواء كأسنان المشط )
واول من تكلم به رسول الله حدثنا أبو احمد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا اسحاق بن ابي حسان قال حدثنا احمد بن الحواري قال حدثنا بكار بن شعيب عن ابن أبي حازم عن ابيه

سهل بن سعد قال قال رسول الله ( إنما الناس كأسنان المشط وإنما يتفاضلون بالعافية ) قالوا العافية الرحمة ومنه قوله عليه السلام وقد وقف على اهل القبور فقال ( السلام عليكم ديار قوم مؤمنين أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع اسأل الله لنا ولكم العافية ) يعني الرحمة وقال الشاعر
( شبابهم وشيبهم سواء ... وهم في اللؤم أسنان الحمار )
ومنه قوله ( كلكم بنو آدم طف الصاع ليس لأحدكم على احد فضل الا بالتقوى والناس كإبل مائة ليس فيها راحلة ) وتأويل هذه الأحاديث ان النبي بعث والناس على عصبية العشائر وتحزب القبائل والفخر بالمآثر فكانوا يأخذون دية القتيل على قدر أسرته فربما ودوا رجلا دية رجلين وثلاثة في الخطأ وودوا اثنين دية واحد وربما قتلوا بالواحد عددا كثيرا في العمد وربما اتفق الفريقان على ان تكون عندهم في العمد الدية كقريظة والنضير فأعلمهم انه لا فضل لأحد على احد في أحكام الدين
ولو حمل الحديث على ظاهره بطل ان يكون لأحد على أحد فضل في امور الدنيا
فلا يكون فيها شريف ولا مشروف ولا سيد ولا مسود فيبطل معنى قوله

( إذا اتاكم كريم قوم فأكرموه ) وقوله لقيس بن عاصم ( هذا سيد اهل الوبر ) وقوله ( الحسب المال والكرم التقوى ) إلى غير ذلك ممن يجرى مجراه
590 - قولهم سلكى ومخلوجة
السلكى المستوية والمخلوجة المعوجة وأصله في الطعن قال امرؤ القيس
( نطعنهم سلكى ومخلوجة ... لفتك لأمين على نابل )
شبه اختلاف الطعنتين بسهمين تأخذهما فتنظر اليهما ثم تطرحهما من يدك فيقعان في الأرض مختلفين أي نطعنهم كيف امكن فمرة تستقيم الطعنة ومرة تعوج
واللفت الرد
951 - قولهم سأكفيك ما كان قولا
يقول سأكفيك اي ساغنيك بالقول ولا أقدر على ما فوق ذلك من البطش والدفع بالقهر
والمثل لجمرة بنت نوفل وكان النمر بن تولب يهواها فراودها بعض بني اخيه فشكته الى النمر فقال لها إن عاودك فقولى له كذا فقالت

( سأكفيك ما كان قولا ) أي لا أقدر الا على القول فإن أجزأ والا فالتعبير عليك
952 - قولهم سمن كلبك يأكلك
يضرب مثلا لسوء الجزاء ومثله قول الشاعر
( هم سمنوا كلبا ليأكل بعضهم ... ولو عملوا بالحزم ما سمنوا الكلبا )
وقول مجير الضبع ويكنى ام عامر
( ومن يجعل المعروف في غير أهله ... يلاق الذي لاقى مجير ام عامر )
( أعد لها لما استجارت ببيته ... لتأمن ألبان اللقاح الدرائر )
( فأسمنها حتى إذا تمكنت ... فرته بأنياب لها واظافر ) ( فقل لذوى المعروف هذا جزاء من ... يوجه معروفا الى غير شاكر )
953 - قولهم سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة
وقال بعض الفرس لأن أدعى جبانا وانجو خير من ان ادعى شجاعا وأقتل
وقال بعض المعمرين لولده اعلم يا بني ان الحياة خير من الموت فلا تموتن وانت تستطيع الا تحمل نفسك على الهلكات

954 - قولهم سداد من عوز
يضرب مثلا للقليل يقنع به
والسداد بالكسر البلغة والسداد بالفتح القصد والعوز الحاجة وأعوز الرجل إذا احتاج
وهو من كلام النبي قال ( إذا تزوجت المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد من عوز ) أي إذا تزوجها الرجل ليستعف بها اعانه الله وكان فيها سداد من عوز المال والنكاح
وأصله من سد الشيء وكل ما سددت به شيئا فهو سداد وسداد القارورة وصمامها وعفاصها سواء وقال الشاعر
( أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر )

تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها
السين
نفسر من جملتها ما يحتاج الى التفسير ونترك المشهور
955 - أسرع من عدوى الثؤباء
لأن من رأى آخر يتثاءب لم يلبث ان يتثاءب

956 - وأسرع من السم الوحي
من الوحى والوحى عندهم السرعة وأصله الإشارة ووحى واوحى إذا أشار
957 - وأسرع من تلمظ الورل
والتلمظ ان يخرج لسانه فيمسح به شفته وملامظ الإنسان ما حول الشفتين ولمظ الماء إذا ذاقه بطرف لسانه
958 - وأسرع من المهثهثة
قالوا هي النمامة عن ابن حبيب
وقال غيره قد صحفه وإنما هي اليمامة وهي ضرب من الطير
وقال الخليل هي السحابة التي ينحل منها المطر بسرعة وقال ابن الأعرابي هي المهتهتة بالتاء التي إذا تكلمت قالت هت هت وليس هذا التفسير بمفهوم
959 - وأسرع من فريق الخيل
يعني السابق منها لأنه يتفرد منها فيفارقها

960 - وأسرع من الخدروف
وهي الخرارة التي يلعب بها الصبيان
961 - وأسرع غضبا من فاسية
يعني الخنفساء لأنها إذا حركت فست
962 - وأسرع من العير
يعني إنسان العين وسمى عيرا لنتوئه وكل ناتىء في شيء عير مثل عير القدم وعير السيف وهو الناتىء في وسطه
963 - وأسرع من لمع الأصم
لأنه يكتفي من الإشارة باللمعة قال بشر
( أشار بهم لمع الأصم فأقبلوا ... عرانين لا يأتيه للنصر محلب )
أي هو عزيز لا يحتاج الى نصر حلائبه وهم الأجانب الذين ينصرونه من غير قومه

964 - وأسرع من نكاح ام خارجة
وهي امرأة من العرب اسمها عمرة بنت سعد بن عبد اللات الأنمارية كانت تذوق الرجال فكل من قال لها خطب قالت له نكح فرفع لها يوما شخص فقيل لها هو خاطب فقالت اتراه يعجلنا ان نحل ماله غل وأل أي طعن بالآلة وهي الحربة وغل من الغليل وهو حرارة الجوف من العطش والحزن
وقيل وضع في عنقه الغل
والخطب الخاطب والمخطوبة
وكانت ام خارجة هذه ومارية بنت جعيد العمرية وعاتكة بنت مرة بن هلال السلمية وفاطمة بنت الخرشب الأنمارية والسواء العنزية وسلمى بنت عمرو بن زيد لبيد النجارية وهي ام عبد المطلب بن هاشم إذا تزوجت الواحدة منهن رجلا فأصبحت عنده كان أمرها إليها إن شاءت أقامت وإن شاءت ذهبت ويكون علامة رضاها للزوج ان تعالج له طعاما إذا أصبحت
965 - وأسرع من حداجة
وهو رجل من بني عبس كان قد بعثه العبسيون لما قتلوا عمرو بن عدس

الى الربيع بن زياد ومروان بن زنباع لينذرهما قيل ان يتصل خبر قتله ببني تميم فيغتالوهما وكان من اسرع الناس فضرب به المثل
966 - أسمع من دلدل
وهو القنفذ الضخم والفرق ما بين القنفذ والدلدل كافرق بين الفأرة والجرذ والبقرة والجاموس
967 - وأسمع من فرس
زعموا انه يسمع صوت سقوط الشعرة تسقط منه ولا أعلم ما هذا لأنه لا صوت لها أصلا
968 - أسمع من سمع
وهو ولد الذئب من الضبع
وقيل هو كالحية لايمرض ولا يموت حتف انفه وهو أسرع من الطير على ما يقال قال الشاعر
( تراه حديد الطرف أبيض واضحا ... أغر طويل الباع أسمع من سمع )
والعثبار ولد الضبع من الذئب والأسبور ولد الكلب من الضبع والديسم ولد الذئب من الكلبة ويقال من الدب والدسمة غبرة

تضرب الى السواد والديسم طائر أيضا متركب بين الزنبور والنحل والزرافة متركبة بين الذيخ والناقة وذلك ان بأرض النوبة يعرض الذيخ للناقة من الحوش فتجىء بولد فإن كان أنثى عرض لها الثور الوحشي فيضربها فتجىء الزرافة وإن كان ذكرا عرض للمهاة فألقحها الزرافة
969 - وأسمع من قراد
قالوا لأنه يسمع صوت اخفاف الابل من مسيرة يوم فيتحرك
970 - أسمح من لافظة
قيل هي العنز التى تشلى للحلب فتجىء لافظة بدرتها شهوة منها للحلب
وقيل هي الحمامة لأنها تخرج مافي بطنها لفرخها وقيل هي الديك لأنه يأخذ الحبة بمنقاره فيلقيها الى الدجاجة والهاء فيه للمبالغة قال صاحب المنطق من خاصية اخلاق الديك السخاء والجود والتنبيه على طلوع الفجر بصحة حسه ولتفرقته بين نسيم السحر ونسيم الليل
ذكر بعضهم ان الديك لافظة في كل موضع الا بمرو قال فيدل ذلك على ان يخل أهل مرو طباع
وقيل هي الرحا لأنها تلقى ما تطحنه وقيل هي البحر لأنه يلفظ بالدر

971 - وأسمح من مخة الرير
والرير والرار المخ الرقيق يخرج من العظم
972 - أسأل من فلحس
رجل من بني شيبان وكان سيدا عزيزا يسأل سهما في الجيش وهو في بيته فيعطاه ثم يسأل لامرأته فيعطاه ثم يسأل لبعيره
وقيل هو الذي يتحين طعام الناس يقال أتانا فلان يتفلحس كما يقال يتطفل
وقال ابن دريد الفلحس الحريص وبه سمى الكلب فلحسا
973 - وأسأل من قرثع
رجل من بني اوس بن ثعلبة يقول فيه اعشى بني تغلب
( أذا ما القرثع الأوسي وافى ... عطاء الناس اوسعهم سؤالا )
وقيل هي المرأة البلهاء في السؤال ولا يغنى عندها الجواب
974 - أسرق من شظاظ
رجل من بني ضبة كان يصيب الطريق مر بنميرية تعقل بعيرا لها

وتعوذ بالله من شر شظاظ فشغلها شظاظ بالكلام فلما غفلت استوى عليه وكان على حاشية له فتركها لها ورفع عقيرته يقول
( رب عجوز من نمير شهبرة ... علمتها الإنقاض بعد القرقرة )
والحاشية الصغير من الإبل
والإنقاض صوت صغار الإبل
والقرقرة صوت مسانها يقول عوضتها صوت بعيري الصغير من صوت بعيرها الكبير
975 - وأسرق من برجان
وكان لصا من اهل الكوفة من موالى بني امرىء القيس صلبه مالك بن المنذر فسرق وهو مصلوب
976 - وأسرق من تاجة
لم يذكر له خبر
977 - وأسرق من زبابة
وهو ضرب من الفأر

978 - أسلط من سلقة
يعني الذئبة
979 - أسهل من جلذان
وهو حمى قريب من الطائف سهل مستو
وفي بعض الأمثال ( قد صرحت بجلذان ) يضرب مثلا للأمر الواضح الذي لا يخفى لأن جلذان لا خمر فيه يتوارى به
980 - أسلح من حبارى
981 - وأسلح من دجاجة
لأن الحبارى تسلح ساعة الخوف والدجاجة ساعة الأمن وسلاح الحبارى الذرق فإذا قرب منه الصقر ذرق عليه فيتدبق ريشه ويسقط
982 - أسبح من نون
وهو السمك

983 - أسير من الشعر
لحمل الرواة له يمينا وشمالا
وقيل الشعر قيد الأخبار وبريد الأمثال والشعراء امراء الكلام وزعماء الفخار ولكل شيء لسان ولسان الزمان الشعر
984 - أسرى من جراد
قيل هو من السرى وهو سير الليل وقيل هو من السرو وهو بيض الجرد ومن ثم قيل اكثر بيضا من الجراد
985 - وأسرى من انقد
وهو القنفذ
والقنفذ لا ينام ليله اجمع ويشبه به النمام لخبثة وتقلبه في ليله
986 - أسعى من رجل
يراد رجل الإنسان او رجل الجراد

987 - أسهر من قطرب
وقد مر ذكره
وقيل هو أسعى من قطرب لأنه يسير النهار كله ولهذا قال عبد الله بن مسعود لا اعرفن أحدكم جيفة الليل وقطرب النهار
988 - وأسهر من جدجد
وهو صرار الليل
989 - أسمن من يعر
دابة وقد مر ذكره

أقسام الكتاب
1 2 3 4