كتاب : كتاب جمهرة الأمثال
المؤلف : أبي هلال العسكري

أكله وبنو فلان ذوو آكال أي ذوو حظوط وذوو صيور أي ما يصار إليه
1618 - قولهم المعزى تبهى ولا تبنى
يضرب مثلا للرجل يضر ولا ينفع قال أبو عبيدة أخبية العرب من الوبر والصوف ولا تكون من الشعر وربما صعدت المعزى الأخبية فحرقتها فذلك قولهم تبهى يقال أبهيت البيت أبهيه إذا خرقته وقد بها هو وأبهيت الخيل إذاعطلتها فلم تغز عليها
وقال ابن قتيبة قد رأيت بيوت الأعراب في كثير من مواضعهم فوجدت أكثرها من الشعر قال ولا أعرف ما هذا التفسير وأحسبه أراد أنها تخرق البيوت ولا تعين على البناء
ووافق الجاحظ أبا عبيدة فقال إن العرب تبنى بيوتها من الصوف والوبر ولا تبنيها من الشعر
قال الشيخ أبو هلال رحمه الله ولعلهم كانوا كذلك في أول الزمان ثم انتقل بعضهم إلى الشعر فبنى منه بيته والأشياء قد تتغير

1619 - قولهم ماء ولا كصداء
يضرب مثلا للرجلين لهما فضل إلا أن أحدهما أفضل ويقال صداء وصدآء وصيداء وهو ماء للعرب ليس لهم أعذب منه
والمثل لقذور بنت قيس بن خالد ذي الجدين الشيباني وكان من حديثها أن زراة بن عدس رأى ابنه لقيطا يختال فقال له كأنك أصبت ابنة قيس ابن خالد ومائة من هجائن المنذر بن ماء السماء فحلف لقيط لا يمس الطيب ولا يشرب الخمر حتى يصيب ذلك فسار حتى أتى قيس بن خالد وهو سيد ربيعة وكانت عليه يمين لا يخطب إليه إنسان علانية إلا أصابه بسوء فخطب إليه لقيط في مجلسه وقال عرفت أنى إن أعالنك لم أشنك وإن أناجك لم أخدعك فزوجه ابنته القذور وساق عنه المهر وهداها إليه من ليلته فاحتمل بها إلى المنذر فأخبره بما قال أبوه فأعطاه مائة من هجائنه فرحل إلى أهله فقالت ألقى أبى وأودعه فلما جاءته قال لها يا بنية كوني له أمة يكن لك عبدا وليكن أطيب طيبك الماء وإنه فارس مضر ويوشك أن يقتل فإن كان ذلك فلا تخمشى وجها ولا تحلقى شعرا فقتل لقيط فاحتملت إلى قومها فتزوجها بعده رجل منهم فجعلت تكثر من ذكر لقيط فقال لها أي شيء رأيت منه كان أحسن في عينيك قالت خرج في دجن وقد تطيب وشرب فطرد البقر وصرع منها وأتاني وبه نضح الدم والطيب فضممته ضمة وشممته شمة وددت أنى كنت مت ثمة
فسكت عنها حتى إذا كان يوم دجن شرب وتطيب

وركب وصرع من البقر وأتى وبه نضح من الدم والطيب والشراب قضمها إليه وقال كيف ترينني أنا أحسن أم لقيط فقالت ماء ولا كصداء فذهبت مثلا قال ضرار بن عبيد السعدى
( وإني وتهيامي بزينب كالذي ... يطالب من أحواض صداء مشربا )
ومثل هذا المثل سواء قولهم مرعى ولا كالسعدان
وهو لامرأة من طيئ تزوجها امرؤ القيس بن حجر وكان مفركا فجعلت المرأة تعرض عنه فقال لها يوما أين أنا من زوجك الأول فقالت مرعى ولا كالسعدان أي أنت رضا ولا كهو والسعدان شوك إذا أكلته الإبل غزرت عليه أكثر مما تغزر على غيره من المرعى
1620 - قولهم مكره أخوك لا بطل
المثل لأبي جشر خال بيهس ومعناه إنما أنا محمول على القتال ولست بشجاع والبطل الشجاع وقد مر أصله فيما تقدم

1621 - قولهم منك عيصك وإن كان أشبا
يقال ذلك في استعطاف الرجل على قريبه ومثله قولهم منك أنفك وإن كان أجدع
وأخذ أبو تمام هذا المثل فقال
( أرى الشيب مختطا بفودى خطة ... سبيل الردى منها إلى النفس مهيع )
( هو الزور يجفى والمعاشر يجتوى ... وذو الإلف يقلى والجديد يرقع )
( له منظر في العين أبيض ناصع ... ولكنه في القلب أسود أسفع )
( ونحن نرجيه على الكره والرضا ... وأنف الفتى من وجهه وهو أجدع )
والأشب المختلط والعيص الأجمة والمعنى أن أقاربك منك وإن كانوا غير مرضيين فاحتملهم
ومثله قولهم منك ربضك وإن كان سمارا
والسمار اللبن الذي قد أكثر ماؤه والربض الأصل أي أصلك منك وإن كان على غير ما تشتهيه
وروى منك لبنك وإن كان سمارا
وأما قولهم منك حيضك فاغسليه معناه هو ذنبك فاعتذري منه وادفعيه عنك
وقالوا يداك أوكتا وفوك نفخ وأما قولهم منك حيضك ولا تملكينه يضرب مثلا للرجل يعتذر من الذنب ويقال له لا ذنب لك فيه

1622 - قولهم من أشبه أباه فما ظلم
يضرب مثلا في تقارب الشبه ومعناه من أشبه أباه فقد وضع الشبه في موضعه والظلم وضع الشيء في غير موضعه
والمثل قديم وحكاه كعب بن زهير في بعض شعره فقال
( أنا ابن الذي قد عاش تسعين حجة ... فلم يخز يوما في معد ولم يلم )
( وأكرمه الأكفاء من كل معشر ... كرام فإن كذبتني فاسأل الأمم )
( وأعطى حتى مات فضلا ورهبة ... وأورثني إذ ودع المجد والكرم )
( وأشبهته من بين من وطئ الحصا ... ولم ينب عني شبه خال ولا ابن عم )
( فقلت شبيهات بما قال عالم ... بهن ومن يشبه أباه فما ظلم )
ونحوه قول الآخر
( وإن امرأ في اللؤم أشبه جده ... ووالده الأدنى لغير ملوم )
وقول حسان
( أبوك أبو سوء وخالك مثله ... ولست بخير من أبيك وخالكا )
( وإن أحق الناس أن لا تلومه ... على اللؤم من ألفى أباه كذلكا )

1623 - قولهم من عالج الشوق لم يستبعد الدار
مثل محدث قال أبو نواس في بعض شعره
( قالت فقد بعد المسرى فقلت لها ... من عالج الشوق لم يستبعد الدارا )
وقال أحسن القائل في قوله
( فإن الضعيف الأسر يقوى على المدى ... فيرجع منه الخطو وهو وساع )
( وإن بعيدات الديار قريبة ... إذا ما حدا شوق وحث نزاع )
1624 - قولهم ما أخاف إلا من سيل تلعتى
أي ما أخاف إلا من أقاربي وقال برج بن مسهر الطائي
( فمنهن أن لا تجمع الدهر تلعة ... بيوتا لنا يا تلع سيلك غامض )
أي يجيء شرك في غموض وخفاء
والتلعة مسيل الماء إلى الوادي وهو هاهنا مثل

1625 - قولهم ما بالدار صافر
قال أبو عبيدة والأصمعي ما بالدار أحد يصفر به فاعل بمعنى مفعول به كما قالوا ماء دافق وسر كاتم وقال غيرهما صافر واحد كما يقال ما بها ديار
1626 - قولهم من سره بنوه ساءته نفسه
المثل لضرار بن عمرو الضبي وكان له ثلاثة عشر ولدا فرآهم يوما يثبون على الخيل وقد فزع الحي وهو قائم يعجبه ما يرى منهم فذهب ليثب على فرسه فثقل فقال ذلك ونظمه بعضهم فقال
( غدا بني وراح مثلي ... يلبس ما قد نزعت عنى )
( فسرني ما رأيت منه ... وساءني ما رأيت منى )
وقريب من هذا المعنى قول بعضهم
( إذا الرجال ولدت أولادها واضطربت من كبر أعضادها )
( وجعلت أسقامها تعتادها ... فهي زروع قد دنا حصادها )

1627 - قولهم الملك عقيم
يراد أن الملك لو نازعه ولده ملكه لم يلبث أن يهلكه فيصير كأنه عقيم لم يولد له
يقال عقمت المرأة فهي معقومة وعقيم إذا لم يولد لها والعرب تسمى الشمال عقيما لأنه لا خير فيها عندهم والخير عندهم في الجنوب لأنها تأتي بالسحاب والشمال تجيء بالأعاصير ويسمون الشمال محوة لأنها تكشف السحاب كأنها تمحوها عن السماء والذي يستحب من الشمال نسيمها وقد قلت
( نسيمي منك حين جرى شمال ... وقد تجرى جنوبا من نداكا )
1628 - قولهم ما أشبه الليلة بالبارحة
يضرب مثلا في تشابه الشيئين من غير نسب
يقال هو أشبه به من الليلة بالليلة ومن الماء بالماء ومن التمرة بالتمرة ومن الغراب بالغراب
والمثل لطرفة بن العبد من كلمته التي يقول فيها
( أسلمني قومي ولم يغضبوا ... لسوأة حلت بهم فادحه )
( كل خليل كنت خاللته ... لا ترك الله له واضحه )
( كلهم أروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحه )
الواضحة المال وقيل الواضحة السن

1629 - قولهم ملكت فأسجح
معناه قد ملكت فسهل والتسجيح التسهيل
والمثل لأنس بن حجير وقد ذكرنا حديثه
ولما ظفر علي رضي الله عنه بأهل البصرة أتى بعائشة رضي الله عنها فقالت ملكت فأسجح فجهزها إلى الحجاز مع سبعين امرأة ويقولون المقدرة تذهب الحفيظة وقال عبد يغوث بن وقاص
( أمعشر تيم قد ملكتم فأسجحوا ... فإن أخاكم لم يكن من بوائيا )
1630 - قولهم من يبغ في الدين يصلف
معناه من يطلب الدنيا بالدين لم يحظ عند الناس ولم يرزق منهم المحبة
يقال صلفت المرأة عند زوجها إذا لم تحظ عنده
والصلف من الرجل بمنزلة الفرك من المرأة

1631 - قولهم من لم يأس على ما فات ودع نفسه
ودع من الدعة وهي الراحة يقول أراح نفسه وقال بعضهم إن حزنت على ما فات فاحزن على ما لم يأت وقال النابغة
( واليأس عما فات يعقب راحة ... ولرب مطعمة تعود ذباحا )
وقال غيره
( فإن تك سلمى خلة حيل دونها ... فقد يعرف اليأس الفتى فيعيج )
وقال غيره
( فإن أك عن ليلى سلوت فإنما ... تسليت عن يأس ولم أسل عن صبر )
( فإن يك عن ليلى غنى وتجلد ... فرب غنى نفس قريب من الفقر )
وقال العباس بن الأحنف في خلاف ذلك
( تعب يكون مع الرجاء لطالب ... خير له من راحة في الياس )
1632 - قولهم من حقر حرم
يقول من لم يمكنه الإفضال بالكثير وأبى أن يعطى القليل رد السائل بالخيبة
ونحو هذا ما أخبرنا به أبو أحمد عن الجوهري عن المنقرى

عن الأصمعي عن بعض العباسيين قال كتب كلثوم بن عمرو إلى رجل في حاجة بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاءك وجعله يمتد بك إلى رضوانه وجنته أما بعد فإنك كنت روضة من رياض الكرم تبتهج النفوس بها وتستريح القلوب إليها وكنا نعفيها من النجعة استتماما لزهرتها وشفقة على نضرتها وادخارا لثمرتها حتى مرت بها في سفرتنا هذه سنة كانت قطعة من سنى يوسف اشتد علينا كلبها وأخلفتنا غيومها وكذبتنا بروقها وفقدنا صالح الإخوان فيها فانتجعتك وأنا بانتجاعي إياك شديد الشفقة عليك مع علمي بأنك نعم موضع الزاد
واعلم أن الكريم إذا استحيا من إعطاء القليل ولم يحضره السكثير لم يعرف جوده ولم تظهر همته وإنما أقول في ذلك
( ظل اليسار على العباس ممدود ... وقلبه أبدا بالبخل معقود )
( إن الكريم ليخفى عنك عسرته ... حتى تراه غنيا وهو مجهود )
( وللبخيل على أمواله علل ... زرق العيون عليها أوجه سود )
( إذا تكرمت أن تعطى القليل ولم ... تقدر على سعة لم يظهر الجود )
( بث النوال ولا تمنعك قلته ... فكل ما سد فقرا فهو محمود )
قال فشاطره ماله حتى بعث إليه بقيمة نصف خاتمه وفرد نعله

1633 - قولهم ما في الحجر مبغى ولا عند فلان
يضرب مثلا عند توكيد اللؤم وقلة الخير
والمبغى مفعل من بغيت أي طلبت
1634 - قولهم ما حللت ببطن تبالة لتحرم الأضياف
يضرب مثلا للرجل لا علة تمنعه عن البذل ولا يبذل
وتباله لا تخلو من خصب مقيم والنازل بها لا يمكنه الاعتلال بالجدب
ونحو هذا قول الشاعر
( أتمنع سؤال العشيرة بعدما ... تسميت فيضا واكتنيت أبا بحر )
1635 - قولهم المرء بخليله
معناه أنك منسوب إلى خليلك فانظر من تخال قال عدي بن زيد

( عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه ... فإن القرين بالمقارن يقتدى )
وقال اكثم بن صيفي من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء
وله معنى آخر وهو أن المرء يقوى بخليله على حسب ما قال النبي المرء كثير بأخيه قال الشاعر
( أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح )
1636 - قولهم من حظك موقع حقك
يراد به أن مما أعطاك الله من الحظ أن يكون حقك عند من لا يجحدك ولا يتلف قبله وقال بعضهم لأبي الأسود بلغنى أنك لا يضيع لك حق عند أحد فمم ذاك فقال لسوء ظني بالناس ومجانبتي أهل الإفلاس وقال بعض علماء الملوك لوزيره لا تدفع مالي إلى من لا أقدر على أخذه منه قال ومن الذي لا تقدر على ذلك من جهته قال من ليس معه شيء
والفرس تقول كيف تسلب العريان وقريب منه قولهم من حظ المرء نفاق أيمه
1637 - قولهم ملك ذا أمر أمره
أي ول الأمر صاحبه فإنه أقوم بإصلاحه
ومثله قولهم ول المال ربه

1638 - قولهم المنية ولا الدنية
المثل لأوس بن حارثة وقد مر ذكره في الباب الأول وكانوا يقولون النار ولا العار وقال الشاعر
( ويركب حد السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مرحل )
1639 - قولهم من يطل ذيله ينتطق به
يضرب مثلا لمن يكثر ماله وإنفاقه في غير وجهه والعامة تقول من كان له دهن طلى استه ومثله قولهم كل ذات ذيل تختال
ومن أمثالهم في الغنى قولهم إن الغنى رب غفور وقال الشاعر
( والمال فيه تجلة ومهابة ... والفقر فيه مذلة وفضوح )
وقال الآخر
( وما المروءة إلا كثرة المال ... )
وفي خلاف ذلك قول بعضهم

( لا بارك الله بعد العرض في المال ... )
وقال الآخر
( لا يعدل المال عندى صحة الجسد ... )
وأما قول علي كرم الله وجهه من يطل أير أبيه ينتطق به فإنما أراد من كثر اخوته اشتد ظهره وعز قال الشاعر
( فلو شاء ربي كان أير أبيكم ... طويلا كأير الحارث بن سدوس )
قال الأصمعي كان للحارث بن سدوس أحد وعشرون ذكرا وكان ضرار بن عمرو يقول شر حائل أم فزوجوا الأمهات وذكر أنه صرع فأخذته الأسنة فأشبل عليه إخوته من أمه حتى أنقذوه وأشبلوا عطفوا
1640 - قولهم مرعى ولا أكولة
يضرب مثلا للرجل له مال كثير وليس له من ينفقه عليه ومثله قولهم عشب ولا بعير
والأكولة التي تأكل والأكيلة التي يأكلها السبع ومن هذا المثل أخذ أبو تمام قوله
( أرض بها عشب جرف وليس بها ... ماء وأخرى بها ماء ولا عشب )

1641 - قولهم ما وراءك يا عصام
يضرب مثلا في استعلام الخبر وقد مر حديثه
وقال بعضهم هو للنابغة الذبياني وكان النعمان بن المنذر مريضا تحمله الرجال على سرير فيما بين الغمر والحيرة ليتفرج بالنظر إلى قصوره وبساتينه ودوره فبلغ النابغة ذلك فجاءه عائدا وقال
( ألم أقسم عليك لتخبرني ... أمحمول على النعش الهمام )
( فإني لا ألومك في دخول ... ولكن ما وراءك يا عصام )
( فإن يهلك أبو قابوس يهلك ... ربيع الناس والشهر الحرام )
( ونمسك بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام )
وعصام حاجب النعمان يقول لست ألومك بمنعك إياي عن الدخول إليه ولكن أعلمني حقيقة خبره
1642 - قولهم محسنة فهيلي
يضرب مثلا للرجل يعمل عملا يكون فيه مصيبا يقول دم عليه ولا تدعه
وأصله أن رجلا نزل بامرأة ومعه جراب دقيق فاشتغل عنها فجعلت تهيل من جرابه إلى جرابها فنظر إليها فأخذت ترد من جرابها إلى

جرابه فقال ما تصنعين فقالت أهيل فيه قال محسنة فهيلي وقيل هي امرأة من بنى سعد بن تميم يقال لها هيلة
1643 - قولهم من سلك الجدد أمن العثار
1644 - وقولهم من سمع سمع به
يضرب مثلا لطالب العافية والجدد المستوى من الأرض
والمثلان لأكثم بن صيفي
أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال قال أكثم بن صيفي يا بني تميم لا يفوتنكم وعظي إن فاتكم الدهر بنفسي إن بين حيزومى لبحرا من الكلم فتلقوها بأسماع مصغية وقلوب واعية تحمدوا عواقبها إن الهوى يقظان والعقل راكد والشهوات مطلقة والحزم معقول والنفس مهملة والروية مقيدة ومن جهة التواني وترك الروية يتلف الحزم ولن يعدم المشاور مرشدا والمستبد برأيه موقوف على مداحض الزلل ومن سمع سمع به ومصارع الألباب تحت ظلال الطمع ولو اعتبرت مواقع المحن ما وجدت إلا في مقاتل الكرام وعلى الاعتبار طريق الرشاد ومن سلك الجدد أمن العثار ولن يعدم الحسود أن يزعج قلبه ويشغل فكره ويورث غيظه ولا يجاوز ضره نفسه
يا بني تميم الصبر

على تجرع الحلم أعذب من جنى ثمر الندم ومن جعل عرضه دون ماله استهدف للذم وكلم اللسان أنكأ من كلم الحسام والكلمة مربوبة ما لم تنجم من الفم فإذا نجمت فهي سبع محرب ونار تلهب ولكل خافية مختف ورأى الناصح اللبيب دليل لا يجور ونفاذ الرأي في الحرب أنفذ من الطعن والضرب
1645 - قولهم ما به قلبة
أي ما به داء
وأصله عند الأصمعي من القلاب وهو داء يأخذ الإبل في رءوسها فيقلبها إلى فوق والقلاب داء القلب
وقيل أصله في الدواب وهو أن يصيب أسفل الحافر فيقلبه البيطار ليداويه قال الراجز
( ولم يقلب أرضها البيطار ... )
1646 - قولهم من يشترى سيفي وهذا أثره
قال الأصمعي معناه أخبرك خبرا هذا تبيانه وقال غيره يضرب مثلا للرجل يقدم على الأمر الذي أختبر وجرب قال وهو مثل قول

العامة من نهشته الحية حذر الرسن والوجه قول الأصمعي وأثر السيف فرنده
1647 - قولهم الملسى لا عهدة له
يضرب مثلا للرجل يخرج من الأمر سالما لا عليه ولا له
وأصله أن العرب إذا تبايعت بيعا بنقد فأعطت وأخذت وسلمت المبيع وتسلمت الثمن قالت لا حاجة لنا إلى كتب عهدة وإشهاد شاهد إذ قد تملس بعضنا من بعض وتبرأ كل واحد من الآخر وحصل في يد كل واحد منا حقه والملسى فعلى من التملس وأصله من قولهم تملس الشيء من يدي إذا وقع ولم تشعر به
1648 - قولهم من ينكح الحسناء يعط مهرها
1649 - وقولهم من اشترى اشتوى
معناه من أراد الشيء طابت نفسه بالبذل فيه وفي هذا النحو قول الآخر
( والحمد لا يشترى إلا بإثمان ... )

وقولهم
( ومن يعط أثمان المحامد يحمد ... )
ومعنى قولهم من اشترى اشتوى
أي من يبذل في الحاجة يظفر بها يقال شويت اللحم واشتويته فإذا جعلت الفعل للحم قلت انشوى
1650 - قولهم من لي بالسانح بعد البارح
يقوله الرجل يرى من صاحبه ما يكرهه فإذا شكاه قيل له إنه سيرجع إلى ما تحب
وأصله أن رجلا مرت به ظباء بارحة فكرهها وأراد أن يرجع عن حاجته فقيل له امض في وجهك فإنها ستمر بك سانحة فمضى وجعل يقول من لي بالسانح بعد البارح وقد مضى تفسير البارح والسانح
1651 - قولهم من يأت الحكم وحده يفلح
من قولهم فلح على خصمه فلحا إذا ظفر به

1652 - قولهم من عال بعدها فلا انجبر
يضرب مثلا في اغتنام الفرصة والمثل لعمرو بن كلثوم وكان أغار على بنى حنيفة باليمامة فسمع به أهل حجر فجاءه بنو لجيم بن حنيفة عليهم يزيد بن عمرو بن شمر فلما رآهم عمرو قال
( من عال منا بعدها فلا انجبر ... ولا سقى الماء ولا رعى الشجر )
( بنو لجيم وجعاسيس مضر ... بجانب الدو يدهدون العكر )
فانتهى إليه يزيد فطعنه فأذراه عن فرسه وأسره وشده كتافا وقال له أنت الذي يقول
( متى تعقد قرينتنا بحبل ... تجذ الحبل أو تقص القرينا )
أما إني سأقرنك بناقتي هذه ثم أطرد كما جميعا فنادى عمرو يا آل ربيعة أمثلة فاجتمعت إليه بنو لجيم فنهوه فورد به حجرا وضرب عليه قبة وحمله على نجيبة ونحر له وسقاه فلما انتشى قال
( جزى الله الأغر يزيد خيرا ... ولقاه المسرة والجمالا )
( فما جبن ابن كلثوم ولكن ... يزيد الخير صادقه النزالا )

1653 - قولهم ما هو إلا شرق أو غرق
يضرب مثلا للذي يعاقب بخصلتي سوء لا بد من إحداهما
1654 - قولهم مالي إلا ذنب صحر
يضرب مثلا للذي يعاقب من غير ذنب وصحر بنت لقمان بن عاد وحديثها الذي أخبرنا به ابو أحمد قال أخبرنا ابن الأنباري قال أخبرنا أبو علي العنزى قال حدثنا على بن صباح قال حدثنا أبو المنذر هشام بن محمد قال كان لقمان بن عاد من بنى ضل بن عاد بن عوص بن إرم ابن سام بن نوح ما يتزوج امرأة إلا فجرت فتزوج جارية صغيرة لا تدري ما الرجال فبني لها بناء على جبل فرفعه ثم جعل له حفافا فكان ينزل بالسلاسل ويصعد بالسلاسل فإذا غاب رفعت السلاسل فرآها غلام من عاد فعشقها فقال لقومه والله لتجمعن بيني وبين امرأة لقمان أو لأجلبن عليكم حربا ترقص فيه أشياخكم قالوا كيف لنا بها قال اجعلوني بين السيوف ثم أتوا لقمان فاستودعوها إياه إلى أجل سماه فإذا حل الأجل فاستردوني فجعلوه بين أسياف ثم أتوا لقمان فقالوا إنا نريد أن نسافر وهذه سيوفنا عندك وديعة فأخذها منهم

ووضعها في بيته فلما ذهب لقمان في حاجته تحرك فحلت عنه فكان يكون معها فإذا جاء لقمان رجع إلى مكانه حتى بلغ الأجل فأخذوا أسيافهم منه فجلس لقمان على سريره وهي معه فنظر إلى نخامة تنوس في السقف فقال من تتخم هذه قالت أنا قال فتنخمى فلم تصنع شيئا فقال يا ويلتي السيوف دهتني ثم رمى بها من ذلك الحفاف فتقطعت فانحدر مغضبا فنظرت إليه بنت له يقال لها صحر فقالت يا أبت مالى أراك مغضبا فأخذ صخرة فشدخ بها رأسها وقال أنت أيضا منهن فضربتها العرب مثلا فقال خفاف بن ندبة لعباس بن مرداس
( وعباس يدب لي المنايا ... وما أذنبت إلا ذنب صحر )
1655 - قولهم ما أباليه عبكة
يضرب مثلا لاستهانة الرجل بصاحبه
قالوا والعبكة والوذحة ما يتعلق بأصواف الضأن من أبعارها والعبكة اللقمة من الثريد
ويقال ما أباليه بالة
يضرب مثلا في غير الناس وسئل ابن عباس عن الوضوء باللبن فقال ما أباليه بالة
ويقال ما أباليه بالية وقد يجيء بعض المصادر على فاعل وفاعلة مثل العافية ( فأهلكوا بالطاغية ) ومثله الخاطئة
ويقولون قم قائما أي قياما ومثله قولهم ما أبالي ما نهئ من ضبك وما نضج من ضبك أي ما أبالي

كيف كان أمرك ونهئ لم ينضج والنهوءة والنيوءة واحد وهو مصدر النيئ من اللحم
1656 - قولهم من يسمع يخل
يقال خلت الشيء إذا ظننته والمعنى أن من يسمع الشيء ربما ظن صحته
وقيل معناه أن من يسمع أخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه المكروه عليهم والمعنى أن مجانبة الناس أسلم وأخذه البحترى فقال
( سمعت أن التصابي خرق ... بعد خمسين ومن يسمع يخل )
والفارسي يقول في هذا المثل هركى شنوذ منذ
1657 - قولهم مذكية تقاس بالجذاع
1658 - وقولهم ما يجعل قدك إلى أديمك
يضرب مثلا لخطأ الناس في التشبيه
والمذكية المسنة والجذع من الإبل الذي قد طعن في الخامسة ومن الغنم ابن سنة مجرمة والضأن

والمعزى فيه سواء هذا قول الأصمعي وقال غيره الضائنة تجذع لسبعة أشهر إلى عشرة أشهر وإجذاع الماعزة بعد ذلك
والقد الجلد الصغير مثل مسك السخلة والجمع الأقد والقداد والأديم الجلد الكبير والمعنى ما يجعل الصغير مثل الكبير
1659 - قولهم متى كان حكم الله في كرب النخل
يضرب مثلا للرجل يقصر عما ينزع إليه ويؤهل نفسه له
والمثل لجرير وهو قوله
( أقول ولم أملك سوابق عبرة ... متي كان حكم الله في كرب النخل )
قاله للصلتان العبدي وكان قد وقع بين جرير والفرزدق فقال قصيدة فيها
( أرى الخظفي بذ الفرزدق شعره ... ولكن خيرا من كليب مجاشع )
( جرير أشد الشاعرين شكيمة ... ولكن علته الباذخات الفوارع )
فأما الفرزدق فرضى حين شرف قومه على قوم جرير وقال الشعر مروءة من لا مروءة له وهو أخس مروءة الشريف

وأما جرير فغضب وقال البيت الذي تقدم فقال الصلتان أبياتا منها
( أعيرتنا بالنخل مذ كان مالنا ... وود أبوك الكلب لو كان ذا نخل )
( وأي نبي كان من غير قرية ... وما الحكم يا ابن الكلب إلا مع الرسل )
1660 - قولهم من استرعى الذئب ظلم
أي من استرعى الذئب فقد وضع الأمانة في غير موضعها والظلم وضع الشيء في غير موضعه
وقالوا الذئب اسم رجل وهو ابن أخى أكثم بن صيفي
أخبرنا ابو أحمد عن أبي بكر عن رجاله قالوا غزا أكثم بن صيفي فأسر الأقياس ونهيكا وأخذ أموالهم ثم بدا له وأراد إطلاقهم فدعا بني أخيه وهم ثلاثة الكلب والذئب والسبع فدفع الأقياس ونهيكا وأهليهم إلى الكلب ووضع الأموال على يدي الذئب وقال إذا أطلقتهم فادفع إليهم أموالهم فانطلق الكلب إلى الذئب فأخبره أنه لا يطلقهم وقبض الذئب الأموال فبلغ ذلك أكثم فقال نعم كلب في بؤس أهله ومن استرعى الذئب ظلم وربما أعلم فأذر ومنك من أعتبك وحسبك من شر سماعه ليس الحلم عن قدم وكن كالسمن لا يخم فقال الكلب لا أطلقهم حتى يمدحوني فمدحه قيس بن نوفل ونسبه إلى أمه فقال كفى بالمرء عارا أن ينسب إلى أمه وأبى أن

يطلقهم فقال أكثم يا عاقد اذكر حلا حسبك ما يبلغك المحل ورب أكلة تمنع أكلات
فحلف السبع ليطلقنهم وليردن ما لهم ثم لا يقيم ببلدة يحجر عليه فيها فشخصا وأقام الذئب
1661 - قولهم ما عنده خل ولا خمر
أي ما عنده خير ولا شر
وقال النمر بن تولب
( هلا سألت بعادياء وبيته ... والخل والخمر الذي لم يمنع )
ويقولون ما عنده خير ولا مير والمير مصدر مارهم يميرهم إذا حمل إليهم الميرة ومعناه ليس في دورهم خير ولا يمتارونه من سوق وقيل في قوله
( والخل والخمر الذي لم يمنع ... )
الخير الذي كان أولياؤه ينالونه والشر ما كان أعداؤه يقاسونه

1662 - قولهم ماله سبد ولا لبد
أي ماله شيء ومثله ما له هبع ولا ربع وماله عافطة ولا نافطة السبد الشعر واللبد الصوف
وقال المفضل قال أبو صالح
كل مالان من الصوف والوبر فهو لبد والسبد الشعر وماله ثاغية ولا راغية فالثاغية النعجة والثغاء صوتها
والراغية الناقة والرغاء صوتها
وماله دقيقة ولا جليلة فالدقيقة الشاة والجليلة الناقة
والربع ما ينتج من أولادها في زمن الربيع والهبع ما نتج في الصيف وماله دار ولا عقار قيل العقار النخل وقيل هو متاع البيت قاله المفضل بن سلمة
1663 - قولهم من شر ما ألقاك أهلك
يضرب مثلا للرجل وللشيء يتحامى ولا يقرب
وأصله ما أخبرنا به أبو القاسم عن العقدي عن أبي جعفر عن المدائني قال كتب قطبة ابن قتادة وهو أول من غار على السواد من ناحية البصرة إلى عمر رضي الله عنه أنه لو كان معه عدد ظفر بمن في ناحيته من العجم فبعث عمر عتبة بن

غزوان أحد بنى مازن بن منصور في ثلاثمائة وانضاف إليه في طريقه نحو من مائتي رجل فنزل أقصى البر حيث سمع نقيق الضفادع وكان عمر قد تقدم إليه أن ينزل في أقصى أرض العرب وأدنى أرض العجم فكتب إلى عمر إنا نزلنا بأرض فيها حجارة خشن بيض فقال عمر الزموها فإنها أرض بصرة فسميت بذلك
ثم سار إلى الأبلة فخرج إليهم مرزبانها في خمسمائة أسوار فهزمهم عتبة ودخل الأبلة في شعبان سنة أربع عشرة وقالوا في رجب وأصاب المسلمون سلاحا ومتاعا وطعاما فكانوا يأكلون الخبز وينظرون إلى أبدانهم هل سمنوا وأصابوا براني فيها جوز وظنوه حجارة فلما ذاقوه استطابوه ووجدوا صحناءة فقالوا ما كنا نظن أن العجم تدخر العذرة وأصاب رجل سراويل فلم يحسن لبسها فرمى بها وقال أخزاك الله من ثوب فما تركك أهلك لخير فجرى المثل ثم قيل من شر ما ألقاك أهلك
وأصابوا أرزا في قشره فلم يمكنهم أكله وظنوه سما فقالت بنت الحارث بن كلدة إن أبى كان يقول إن النار إذا أصابت السم ذهبت غائلته فطبخوه فتفلق فلم يمكنهم أكله فجاء من نقاه لهم فجعلوا يأكلونه ويقدرون أعناقهم ويقولون قد سمنا
وبعث عتبة إلى عمر بالخمس مع رافع بن الحارث ثم قاتل عتبة أهل

دشت ميسان فظفر بهم
واستأذن عمر في الحج فأذن له فلما حج رده إلى البصرة حتى إذا كان بالفرع وقصته ناقته فمات
وولى عمر البصرة المغيرة بن شعبة فرمى بالزنا فعزله وولى أبا موسى
1664 - قولهم مع الخواطئ سهم صائب
يضرب مثلا للرجل الفاسد القول والفعل يصيب في الأحايين مرة
والعامة تقول رمية من غير رام فأما مثل من لا يصيب أبدا فقول الشاعر
( هملتك أمك هبك من بقر الفلا ... أو لست تخطئ مرة بصواب )
1665 - قولهم مات عريض البطان
أي خرج من الدنيا سليما لم يثلم دينه وقيل معناه أنه خرج منها وماله متوفر كثير لم يرزأ منه شيئا

وقال عمرو بن العاص فلان مات ببطنته لم يتغضغض والتغضغض النقصان والبطان حبل يشد تحت بطن البعير
1666 - قولهم من غاب غاب نصيبه
وذلك أن أكثر الناس ينسون الغائب عنهم ويرضون الحاضر بدلا منه وقلت
( من كان عنك مغيبا ... أسلاك عنه مغيبه )
( وإذا تطاول هجره ... نسى اللقاء وطيبه )
( لا يكذبن فإنه ... من غاب غاب نصيبه )
وقال ابن الأحنف
( واصل أحبتك الذين هجرتهم ... إن المتيم قل ما يتجنب )
( إن المحب إذا تطاول هجره ... دب السلو له فعز المطلب )
وقال آخر من غاب عن العين غاب عن القلب ونحوه قول الآخر
( وقد يتناسى الشيء وهو حبيب ... ) وفي خلاف المثل يقول بعضهم
( أقصى رفيقيه له كالأقرب ... )

1667 - قولهم من مأمنه يؤتى الحذر
وهو من أمثال أكثم بن صيفي يقول إن الحذر لا يدفع المقدور عن صاحبه وقال أعرابي
( أرى البين مبعوثا على من يحاذر ... )
ونحوه قول الشاعر
( أرى الناس يبنون الحصون وإنما ... بقية آجال الرجال حصونها )
وقلت
( قد كنت أحذر ما ألقاه من نكد ... لو كان ينفعني في مثله الحذر )
( يا نفس صبرا على ما كان من ضرر ... فرب منفعة يأتي بها ضرر )
وفي خلاف ذلك قول الشاعر
( تخوفني صروف الدهر سلمى ... وكم من خائف مالا يكون )
ونحوه قول الآخر أكثر الخوف باطله

1668 - قولهم مرة عيش ومرة جيش
يقول أحيانا شدة وأحيانا رخاء ومثله اليوم خمر وغدا أمر وسنذكره في بابه
ومن أظرف ما جاء في هذا المعنى قول أبي دلف
( وكن على الدهر فارسا بطلا ... فإنما الدهر فارس بطل )
( لابد للخيل أن تجول بنا ... والخيل أرحامنا التي نصل )
( فمرة باللجين ننعلها ... ومرة بالدماء تنتعل )
( حتى ترى الموت تحت رايتنا ... تطفأ نيرانه وتشتعل )
1669 - قولهم من ير يوما ير به
معناه من رأى يوما على عدوه رأى مثله على نفسه
وقيل معناه من أحل بغيره مكروها حل به مثله
وفي قريب من هذا المعنى يقول الكميت
( فإنك إن رأيت وإن تعيشي ... ترى وترى عجائب ما رئينا )
وقال غيره
( كل من عاش يرى مالم يره ... )

وقال غيره
( ومن ير يوما بامرئ يره به ... ومن يأمن الأحداث والدهر يجهل )
وقال الآخر
( ومن ير بالأقوام يوما يروا به ... معرة يوم لا توارى كواكبه )
1670 - قولهم من يجتمع تتقعقع عمده
أي مصير المجتمع التفرق والتقعقع الاضطراب
والعمد عمد الأخبية يتقعقع للرحلة ومثله قولهم انقطع قوي من قاوية وقلت
( إن اجتمع الفريق فلافتراق ... أو افترق الجميع فلاجتماع )
( على أن الجميع إلى فناء ... فأهون باتصال وانقطاع )
وقال الشاعر
( أجارتنا من يجتمع يتفرق ... ومن يك رهنا للحوادث يغلق )
( فلا السالم الباقي على الدهر خالد ... ولا الدهر يستبقى حبيبا لمشفق )
وقال غيره
( إني رأيت يد الدنيا مفرقة ... لا تأمنن يد الدنيا على أنس )
وأخبرنا أبو أحمد عن الجوهري عن أبي زيد قال رأى مروان

والمنايا على الحوايا مثل للقوم قرب هلاكهم
وقد مر هذا المثل وأصله أن قوما قتلوا وحملوا على الحوايا وهي مراكب النساء واحدها حوية
فأما قوله تعالى ( أو الحوايا ) فمعناه الأمعاء واحدها حاوية
1672 - قولهم مر الصعاليك بأرسان الخيل
يضرب مثلا للشيء يتتابع ويسرع
1673 - قولهم المرء يعجز لا المحالة
يقول المرء يضجر من طلب الحاجة ويتركها ولو استمر على طلبها والاحتيال لها أدركها فإن الحيلة واسعة فهي ممكنة غير معجزة والمحالة والحيلة واحد وقال الشاعر
( حاولت حين صرمتني ... والمرء يعجز لا المحالة )
( والدهر يلعب بالفتى ... والدهر أروغ من ثعالة )

( والمرء يكسب ماله ... بالشح يورثه الكلاله )
( والعبد يقرع بالعصا ... والحر تكفيه المقاله )
1674 - قولهم ما يبض حجره
أي ما يخرج منه خير
ومثله قولهم ما يندى الرضفة والرضفة حجارة محماة وقد ذكرناها
وأنشد أبو أحمد عن نفطويه عن ابن الأعرابي
( فذاك نكس لا يبض حجره ... مخرق الجلد جديد ممطره )
( في ليل كانون شديد خصره ... عض بأطراف الزباني قمره )
يقول هو أقلف إلا ما قلص منه القمر وشبه قلفته بالزباني وقيل معناه أنه ولد والقمر في العقرب وهو نحس
1675 - قولهم من خاصم بالباطل أنجح به
معناه أنجح الباطل خصمه عليه

1676 - قولهم ما بال العلاوة بين الفودين
يقال ذلك للأمر تقرن بمعظمه وتستكثر زيادة زيدت فيه وقد مر أصله
1677 - قولهم من سبك قال من بلغك
يريد أن الذي واجهك بالقبيح هو الذي سبك ومنه قول لاشاعر
( لعمرك ما سب الأمير عدوه ... ولكنما سب الأمير المبلغ )
وقال غيره
( من يخبرك بشتم عن أخ ... فهو الشاتم لا من شتمك )
( ذاك شيء لم يواجهك به ... إنما الذنب على من أعلمك )
1678 - قولهم معاود السقى سقى صبيا
يضرب مثلا للرجل حذق الشيء

1679 - قولهم ما الذباب وما مرقته
يضرب مثلا للأمر تحتقره ومثله ما أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا احمد بن عمرو قال حدثني أبو حامد الخزاعي ابن أخت دعبل عن خاله دعبل قال خرجنا نريد طاهر بن الحسين أنا والعتابي وكان أسن مني فأذن له وقال أنشد على أنى أعلم أنك لا تفرغ من إنشادك حتى يأتي ما يشغلني عنك فبينما هو ينشد سمع تكبيرا فقال ما هذا قيل ابن جيلوبة أخذ قال فسجد وهو لغير القبلة فلما رفع رأسه قال إن سجدة الشكر تكون حيث توجه العبد فلما أدخل إليه ابن جيلوبة أقبل يشتمه ثم رجع إلى نفسه وقال ينبغي أن يكون الشكر عند الظفر أحسن من هذا ثم أمر بضرب عنقه فقال أصلحك الله أتأذن أن أصلي بركعتين فتأبى قال فتأمر لي بأحد أصحابك أوصى إليه فإني أخلف مالا وصبية صغارا قال بل يميت الله الآخر بحسرته قال فأنشدك شعرا قال هات فإنه من كان آخر كلامه الشعر كان مصيره إلى النار فأنشده
( زعموا بأن الصقر علق مرة ... عصفور بر ساقه التغرير )
( فتكلم العصفور فيما خبروا ... والصقر منكب عليه يطير )
( ما كنت خاميرا لمثلك مرة ... ولئن شويت فإنني لحقير )
( فتبسم الصقر المدل بنفسه ... عجبا وأفلت ذلك العصفور )
فطأطأ رأسه ثم قال أطلقوه

1680 - قولهم من العناء رياضة الهرم
أي معالجتك الكبير تريده على غير خلقه شديدة وقال الشاعر
( وتروض عرسك بعدما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم )
ونحوه قول الآخر
( إن الغلام مطيع من يؤدبه ... وما يطيعك ذو شيب لتأديب )
وقالت امرأة من العرب
( أنشأ يمزق أثوابي يؤدبنى ... أبعد خمسين عندي يبتغي الأدبا )
وقال صالح بن عبد القدوس
( وإن من أدبته في الصبا ... كالعود يسقى الماء في غرسه )
( والشيخ لا يترك أحلاقه ... حتى يوارى في ثرى رمسه )
وقال غيره
( قد ينفع الأدب الأخداث في مهل ... وليس ينفع بعد الكبرة الأدب )

( إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولا يلين إذا قومته الخشب )
ونحوه قول المعلوط السعدى
( وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى ... ولكن أحاظ قسمت وجدود )
( إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فعطلها كهلا عليه شديد )
1681 - قولهم ما يدري أسعد الله أكثر أم جذام
يقال ذلك للرجل لا يعقل الأشياء ولا يفرق بين الخير والشر وسعد وجذام قبيلتان لإحداهما فضل على الأخرى
1682 - قولهم مرا بلى
يقال ذلك للأمر الماضي المتتابع وبلى حي من قضاعة

والفور الظباء لا واحد لها من لفظها ومثله قولهم لا أفعله ما سمرابنا سمير يعني الليل والنهار وما اختلف العصران
وهما الغداة والعشي وما كر الجديدان والملوان وهما الليل والنهار
1686 - قولهم ما غبا غبيس
يقال لا أفعل ذلك ما غبا غبيس غبا يغبو مثل غبا يغبى
قال ابن الأعرابي يريد غاب عنك الدهر قال الشاعر
( قد ورد الماء بماء قيس ... وفي بنى أم البنين كيس )
( على المتاع ما غبا غبيس ... ) وغبيس تصغير أغبس وهو اسم ومثل ذلك قول الآخر
( أن ترد الماء بماء أكيس ... )
1687 - قولهم ما ذر شارق
يقال لا أفعل ذلك ما ذر شارق يعنون الشمس والشارق الطالع أشرق إذا طلع وأشرق إذا أضاء وصفا وأشرق أيضا إذا دخل في الشروق

قول الشاعر
( خفت مأثور الحديث غدا ... وغد أدنى لمنتظره )
وقال النابغة الجعدى
( وإن مع اليوم الذي علموا غدا ... وإن الأمور بالرجال تقلب )
وقال غيره
( فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غدا لناظره قريب )
وهذا مثل لمن حرم مراده اليوم فوعده في غده وفي خلافه قول الراجز
( يا عجبا لقولهم غد غد ... قولا كشحم الإرة المسرهد )
( ولا يجىء دسم على يد ... )
ولا يكاد الأعراب ينشدونه إلا غد غد بالكسر

وقول الآخر
( وخذ من أخيك العفو ولا تجهدنه ... فعند بلوغ الكد رنق المشارب )
1691 - قولهم مبشر مؤدم
يقال إنه لمبشر مؤدم إذا كان كاملا يصلح للخير والشر والنفع والضر
ومعناه أن له لين الأدمة وخشونة البشرة والبشرة ظاهر الجلد والأدمة باطنه
1692 - قولهم مع اليوم غد
يضرب مثلا للنظر في العواقب قال الراجز
( لا تقلواها وادلواها دلوا ... إن مع اليوم أخاه غدوا )
والقلو السير الحثيث والدلو السير الرفيق
يقول ارفق بها ولا تقتلها اليوم بشدة السير فإنك تحتاج إليها غدا وقال غدوا واراد غدا فأقام الفعل مقام الاسم ونحوه

قول الشاعر
( خفت مأثور الحديث غدا ... وغد أدنى لمنتظره )
وقال النابغة الجعدى
( وإن مع اليوم الذي علموا غدا ... وإن الأمور بالرجال تقلب )
وقال غيره
( فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غدا لناظره قريب )
وهذا مثل لمن حرم مراده اليوم فوعده في غده وفي خلافه قول الراجز
( يا عجبا لقولهم غد غد ... قولا كشحم الإرة المسرهد )
( ولا يجىء دسم على يد ... )
ولا يكاد الأعراب ينشدونه إلا غد غد بالكسر

1693 - قولهم ما يعرف قبيلا من دبير
قال أبو عمر ما يعرف الاقبال من الادبار قال والقبيل ما أقبل به من الفتل على الصدر والدبير ما أدبر به
قال الأصمعي مأخوذ من المقابلة والمدابرة والمقابلة التي تشق أذنها إلى قدام والمدابرة التي تشق أذنها إلى خلف
1694 - قولهم ما ألقى له بالا
أي ما استمع له ولا تحفظه والبال الخلد يقال ما خطر ذلك ببالي أي في خلدي ويقال ألق بالك أي استمع وتفهم وفي القرآن ( أو ألقى السمع وهو شهيد )
والعرب تقول ألق سمعك أي استمع
والبال أيضا الحال يقال أحسن الله بالك أي حالك

1695 - قولهم متى عهدك بأسفل فيك
قال الأصمعي يقال ذلك في الأمر يرى أنه كان قديما ومعناه متى أثغرت
1696 - قولهم ما كل سوداء تمرة
ومثله قولهم ما كل بيضاء شحمة قال زفر بن الحارث
( وكنا حسبنا كل سوداء تمرة ... ليالي لاقينا جذام وحميرا )
1697 - قولهم ما الخوافي كالقلبة ولا الخناز كالثعبة
القلبة جمع قلبة أعنى قلب النخلة والخوافي ما دون القلبة من سعف النخل ويسميها أهل نجد العواهن والخناز الوزغة والثعبة أغلظ منها وأشد غبرة تلسع لسعا منكرا وربما قتلت يقول ليس الصغير كالكبير

1698 - قولهم من عز بز
أي من غلب سلب وقيل إن المثل لعبيد بن الأبرص وقد ذكرناه
وقيل هو لجابر بن رألان وذلك أن المنذر بن ماء السماء لقيه في يوم بؤسه مع صاحبين له فقال لهم اقترعوا فاقترعوا فقرعهما جابر فخلى سبيله وأمر بقتل صاحبيه فقال جابر من عز بز وعز غلب وفي القرآن ( وعزني في الخطاب ) أي غلبني والمعنى ان الغنيمة لمن غلب
1699 - قولهم محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا
يضرب مثلا للرجل يجازى على المكروه بأكثر منه
وأصله أن سالم ابن دارة هجا ابني فزارة فقال
( لا تأمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار )
( لا تأمننه ولا تأمن بوائقه ... بعد الذي امتل أير العير في النار )
( أطعمتم الضيف جوفانا مخاتلة ... فلا سقاكم إلهي الخالق الباري )

ففتك به بعض بني فزارة فقال الكميت
( فلا تكثروا فيه الضجاج فإنه ... محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا )
1700 - قولهم من الذود إلى الذود إبل
وقد مضى تفسيره
1701 - قولهم من حفر مغواة وقع فيها
والمغواة البئر تحفر للسبع يوضع عليها طعم فإذا أراده وقع فيها قال ثعلب ومثله قولهم
( ومن عضه ما ينبتن شكيرها ... )
ومثله تحمله عضة جناها
وسنذكر هذا في باب الواو إن شاء الله تعالى

1702 - قولهم من أين كان عقبك
أي من أين جئت
1703 - قولهم ما دونه محفى ولا مرمض
أي ما دونه ما يحفيني وما يرمضني أي ما هو الذي يضر وينفع
والاحفاء المبالغة في البر أحفى يحفى وهو من قوله تعالى ( إنه كان بي حفيا ) أي مبالغا في البر والارماض الاحراق
1704 - قولهم ما أبالي أناء ضبك أم نضج وما أبالي ما نهئ من ضبك وما نضج
أي ما أبالي كيف كان أمرك وناء اللحم صار نيئا ونيئ ونهئ مثله الهاء مبدلة من الهمزة وأنأته وأنهأته

1705 - قولهم ما رزأته زبالا ولا قبالا
والقبال الشسع والزبال ما تحمله النملة بفيها يقال ازدبله وازدمله والرزء النقصان
1706 - قولهم ما تنهض رابضته
قال ثعلب معناه لا يأخذ شيئا إلا قهرا

تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها
الميم
نذكر منه ما يشكل وما لم يمر قبل
1707 - أمضي من سليك المقانب
وهو سليك بن سلكة وقد مر ذكره
1708 - أمرق من سهم
1709 - وأمخط من سهم
ومروقه وأمخاطه خروجه من الرمية
1710 - أمر من الألاءة
وهي شجرة مرة قال الشاعر
( فإنكم ومدحكم بخيرا ... أبا لجا كما امتدح الألاء )
( يراه الناس اخضر من بعيد ... وتمنعه المرارة والإباء )

1711 - أمسخ من لحم الحوار
1712 - وأملخ من لحم الحوار
والمسيخ والمليخ الذي لا طعم له
1713 - أمنع من صبي
من المنع لأنه إذا حصل في يده شيء من طعام أو غيره منعه ولم يسمح به
1714 - أمنع من عقاب الجو
من المنعة
1715 - أمنع من لهاة الليث
من قول ابي حية
( فأصبحت كلهاة الليث في فمه ... ومن يحاول شيئا في فم الأسد )

1716 - أمنع من عتر
وهو رجل من عاد كان أشد أهل زمانه منعة حتى نشأ لقمان فغلبه قال الشاعر
( قد كان عتر بني عاد وأسرته ... في الناس أمنع من يمشى على قدم )
1717 - أمطل من عقرب
وقد مر ذكره
1718 - أمحل من تعقاد الرتم
وكان الرجل من العرب إذا أراد سفرا عقد خيطا بشجرة فإذا رجع ووجده معقودا زعم أن امرأته لم تخنه وإن وجده محلولا زعم أنها خانته واسم ذلك الخيط الرتم قال الشاعر

( هل ينفعنك اليوم إن همت بهم ... كثرة ما توصي وتعقاد الرتم )
1719 - أمحل من تسليم على طلل
والطلل ما شخص من آثار الديار من أثافيها وحجارة نؤيها وغير ذلك
والرسم ما لم يشخص من آثارها من رماد أو بعر او نؤى
1720 - أمحل من حديث خرافة
وهو رجل من بنى عذرة زعموا أن الجن استهوته فلبث فيهم حينا ثم رجع إلى قومه فأخذ يحدثهم بالأكاذيب وزعم بعضهم أن خرافة اسم مشتق من اختراف السمر أي استطرافه

1721 - أمحل من الترهات
وقد مضى تفسيرها هكذا حكاه حمزة وغيره والحجة فيه أنه أخرج على لفظ المحال وترك الأصل
كما قالوا تمسكن الرجل إذا صار مسكينا وأصل المسكين من سكن والميم زائدة ومثله تمنطق وأصله تنطق

الباب الخامس والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله نون
فهرسته
نعم عوفك
النبع يقرع بعضه بعضا
النساء لحم على وضم
النساء حبائل الشيطان
الناس أخياف
الناس للناس بقدر الحاجة
الناس عبيد الإحسان
الناس أعداء ما جهلوا
نسيج وحده
نزو الفرار استجهل الفرار
نفخت لو تنفخ في فحم
نعم كلب في بؤس أهله
نفع قليل وفضحت نفسى
ناب وقد يقطع الدوية الناب
نظرة من ذي علق
نحت أثلته
نجدته الأمور نجى حمارا سمنه
نفسى تعلم أنى خاسر
نار الحباحب
النقد عند الحافرة
نراك ولست بشيء
نفس عصام سودت عصاما

الباب الخامس والعشرون

فيما جاء من الأمثال في أوله نون
فهرسته
نعم عوفك
النبع يقرع بعضه بعضا
النساء لحم على وضم
النساء حبائل الشيطان
الناس أخياف
الناس للناس بقدر الحاجة
الناس عبيد الإحسان
الناس أعداء ما جهلوا
نسيج وحده
نزو الفرار استجهل الفرار
نفخت لو تنفخ في فحم
نعم كلب في بؤس أهله
نفع قليل وفضحت نفسى
ناب وقد يقطع الدوية الناب
نظرة من ذي علق
نحت أثلته
نجدته الأمور نجى حمارا سمنه
نفسى تعلم أنى خاسر
نار الحباحب
النقد عند الحافرة
نراك ولست بشيء
نفس عصام سودت عصاما

فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها
النون
أنم من صبح
أنم من ذكاء
أنم من التراب
أنم من جلجل
أنم من جرس
أنم من كأس علىراح
أنم من حوز في جوالق
أنقى من الدمعة
أنقى من الراحة
أنقى من ليلة الصدر
أنقى من مرآة الغريبة
أنقى من طست العروس
أنكد من كلب أحص
أنكد من تالي النجم
أنكد من أحمر عاد
أنتن من ظربان
أنتن من ريح جورب
أنتن من مرقات الغنم
أنتن من العذرة
آنس من الطيف
آنس من الحمى
أنحى من ديك
أنور من صبح
أنور من وضح النهار
أنضر من روضة
أندى من البحر
أندى من القطر
أندى من الرباب
أندى من الليلة الماطرة
أنفذ من سنان
أنفذ من خازق
أنفذ من خياط
أنفذ من إبرة
أنفذ نم الدرهم
أنأى من الكواكب
أنشط من ذئب
أنشط من عير الفلاة
أنشط من ظبي مقمر
أنفر من ظبى
أنفر من أزب
أنفر من نعامة
أنبش من جيال
أنعس من كلب
أنوم من فهد
أنوم من ظربان
أنوم من غزال
أنوم من عبود
أنسب من كثير
أنسب من

قطاة
أنسب من دغفل
أنسب من ابن لسان الحمرة
أنطق من سحبان
أنعم من خريم
أنعم من حيان
أنكح من ابن ألغز
أنكح من حوثرة
أنكح من خوات
أنكح من أعمى
أنزى من ضيون
أنزى من عصفور
أنزى من ظبى
أنزى من تيس بنى حمان
أنزى من جراد
أنهم من كلب
أنصح من شولة
أندم من الكسعي
أندم من أبي غبشان
أندم من شيخ مهو
أندم من قضيب
أنجب من يراعة
أنجب من مارية
أنجب من بنت الخرشب
أنجب من أم البنين
أنجب من خبيئة
أنجب من عاتكة
أنفس من قرطى مارية

التفسير
1722 - قولهم نعم عوفك
معناه نعم بالك وحالك
وقيل العوف الذكر وأنشدوا
( يا ليتنى أدخلت فيها عوفى ... )
1723 - قولهم النبع يقرع بعضه بعضا
يضرب مثلا للرجل الشديد يلقى رجلا مثله في الشدة
والمثل لزياد قاله في نفسه وفي معاوية أراد أنه وإياه من شجرة واحدة صلبة يضرب بعض أغصانها بعضا فيثبت كل واحد منهما للآخر ولا ينقصف وقد ذكرنا حديثه
والنبع شجر تتخذ منه القسى وأخذه زياد من قول زفر ابن الحارث
( فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانه أن تكسرا )

1724 - قولهم النساء لحم على وضم
قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ما بال رجال لا يزال أحدهم كاسرا وساده عند امرأة مغزية يتحدث إليها وتتحدث إليه عليكم بالجنبة فإنها عفاف وإنما النساء لحم على وضم إلاذب عنه والمغزية التي غزا زوجها والجنبة الوحدة والانفراد عن النساء والوضم الخوان الذي يوضع عليه اللحم عند الشواء وموضعه من الدكان ميضمة
ومعناه أنهن ضعاف لا يمتنعن إلا إذا منعن
والذب المنع شبههن باللحم وشبه الرجال بالذبان يقع عليه إلا يقع ما ذب عنه أي طرد
1725 - قولهم نقى نقيقك ما أنت إلا حبارى
قال ثعلب يضرب مثلا للرجل يأخذ الخبيث بحساب الطيب
وأصله أن رجلا اصطاد هامة فنقت في يده فقال هذا

1726 - قولهم النساء حبائل الشيطان
الحبائل الشباك التي تنصب للصيد الواحدة حبالة
قالوا والمثل لعبد الله بن مسعود ضربه للرجال والنساء وقال عبادة بن الصامت ألا ترون أنى لاأقوم إلا رفدا ولا آكل إلا ما لوق لي وإن صاحبي أصم أعمى ولا يسرني أني خلوت بامرأة لا أقوم إلا رفدا أي لا أقوم إلا بإعانة معين لي ولوق أي لين لي وصاحبي يعنى ذكره وقلت
( لا تخدعن بأثواب مصبغة ... نصبتهن شباكا للمدابير )
1727 - قولهم الناس أخياف
أي متفرقون في أحسابهم وأخلاقهم
وأصله في الفرس تكون إحدى عينيه زرقاء والأخرى كحلاء واسمه الخيف واختلاف الناس في أخلاقهم وفعالهم هو مما صنع لهم فيه قالوا لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا استووا هلكوا لأن الغالب على الناس الشر فإذا استووا فإنما يستوون في الشر قال الراجز

( الناس أخياف وشتى في الشيم ... فكلهم يجمعهم بيت الأدم )
يراد أديم الأرض ومعناه أنهم يرجعون إلى آدم من الأرض وقيل بيت الأدم بيت الإسكاف فيه من كل جلد رقعة
ويقولون هم كبيت الأدم وكنعم الصدقة أي هم مختلفون ويقال للشيئين إذا اختلفا خلفان وساقياهما أي دلوان أحدهما مصعدة والأخرى منحدرة
ومن أمثالهم في الناس قولهم الناس للناس بقدر الحاجة وقولهم الناس عبيد الإحسان وقولهم الناس أعداء ما جهلوا
1728 - قولهم نسيج وحده
يقال فلان نسيج وحده أي لا نظير له وأصله الثوب النفيس لا ينسج على منواله غيره معه بل ينسج وحده
وقالت عائشة في عمر رضي الله عنهما كان والله الأحوذي نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها
والأحوذي بالذال المشمر الجاد العالي على أمره من قولهم حاذ الإبل يحوذها إذا جمعها وساقها وغلبها قال العجاج

( يحوذهن وله حوذى ... )
ومنه يقال استحوذ عليه الشيطان إذا علاه وغلبه والأحوزي بالزاي من قولهم حاز الشيء يحوزه إذا جمعه كأنه جمع الجد والتشمير في أمره ولم يجيء وحده بالكسر إلا في ثلاثة مواضع نسيج وحده وجحيش وحده وعيير تصغير عير وهو الحمار الذكر وأصله أنه لا يكون في قطيع عيران
وجحيش تصغير جحش وذلك أن أمه إذا ولدته سترته عن العير وراء أكمة لأنه إذا علم أنها ولدت ذكرا استل خصيتيه فربما مات فلا يزال منفردا حتى يشتد فإما أن يقتل العير فيتفرد بالقطيع وإما أن يقتله العير إذا ظفر به فجعل مثلا لكل متفرد بصناعة لا شبيه له فيها وتصغير الجحيش والعيير بمعنى التكثير وقد استقصينا ذلك في شرح الفصيح
1729 - قولهم النشيد مع المسرة
يضرب مثلا للشيء يطلب في غير حينه
والمثل للشنفرى وأسره بنو سلامان وأرادوا قتله فقالواله أنشدنا فقال النشيد مع المسرة وكان حلف ليقتلن منهم مائة فقتل تسعة وتسعين رجلا ثم أسروه وقتلوه فمر به رجل منهم فضرب هامته برجله فطارت منها قطعة فعقرت قدمه فمات وكان تتمة المائة

فقالوا له حين أرادوا قتله أين نقبرك فقال
( لا تقبروني إن قبري محرم ... عليكم ولكن أبشرى أم عامر )
1730 - قولهم نزو الفرار استجهل الفرار
يضرب مثلا للرجل الردئ تكره مصاحبته حذرا من أن يأتي صاحبه مثل فعله لأن كل واحد يفعل من الفعل ما يفعله صاحبه
والفرار ولد البقر الوحشي وهو إذا شب وقوى أخذ في النزوان فمتى رآه غيره نزا معه
1731 - قولهم نفخت لو تنفخ في فحم
يضرب مثلا للحاجة تطلب في غير موضعها أو ممن لا يرى لك قضاءها قال الراجز
( قد نفخوا لو ينفخون في فحم ... )
والفحم بالتحريك ولايجوز إسكانه قال النابغة

( كالهبرقي تنحى ينفخ الفحما ... )
1732 - قولهم نعم كلب في بؤس أهله
يضرب مثلا للرجل ينتفع بضرر غيره
واصله عند بعضهم ما ذكرناه في خبر أكثم
وقال آخرون أصله أن بعض الأعراب كان له بعير يكريه فينتفع بما يعود منه وله كلب يقصر عن إطعامه وهو يتلق جوعا فمات البعير فدفع الرجل إلى سوء حال والكلب إلى خصب وقال بعض الأعراب
( إن السعيد من يموت جمله ... يأكل لحما ويقل عمله )
وهذا خلاف الأول يقول إنه إذا رآه يموت نحره فأكل لحمه واستراح من العمل وأخذ المتنبي معنى المثل فقال
( مصائب قوم عند قوم فوائد ... )
1733 - قولهم نفس العجوز في القبة
أخبرنا أبو أحمد قال القبة ما يكون في الفحث وهو الذي تستعمله

النساء لتسمن فأرادت العرب أن المرأة تميل إلى ما يسمنها فإذا عجزت فهي إلى ذلك أميل
يضرب مثلا للشيء يهتم به الإنسان غاية الإهتمام
1734 - قولهم ناب وقد يقطع الدوية الناب
يقول إن المسن تبقى منه البقية ينتفع بها ونحوه قول الشاعر
( والشيخ أقوى عصبا من الصبي ... )
وقريب منه قول الآخر
( يا مسد الخوص تعوذ منى ... إن تك لدنا لينا فإني )
( ما شئت من أشمط مقسئن ... تقمص كفاه بحبل الشن )
( مثل قماص الأحرد المستن ... )
والمقسئن الذي قد اشتد وذهب لينه وفي قريب من معنى هذا المثل قول بعض نساء الأعراب
( ألم تر أن الناب تحلب علبة ... ويترك ثلب لا ضراب ولا ظهر )

والناقة في أول بزولها ناب والجمع نيب والثلب البعير المسن اسم يخص به الذكور دون الإناث ومثل المثل قول الراجز
( قد يقطع الدوية الناب الخلق ... )
1735 - قولهم نظرة من ذي علق
يضرب مثلا للرجل يحب الشيء فيجتزئ من معرفته بالقليل
والعلق الحب علقه يعلقه إذا أحبه علقا وعلاقة قال الشاعر
( أعلاقة أم الوليد بعدما ... أفنان رأسك كالثغام المخلس )

1736 - قولهم نحت أثلته
أي أولع بشتمه وثلمه والوقيعة في اصله
والأثلة هاهنا الأصل ومنه قيل له مجد مؤثل ومال مؤثل أي له أصل قال الشاعر
( مهلا بنى عمنا عن نحت أثلتنا ... )
1737 - قولهم نجذته الأمور وأصله من الناجذ وهو أقصى الأسنان ويقال للرجل إذا أسن وجرب الأمور قد عض على ناجذه قال سحيم بن وثيل
( أخو خمسين مجتمع أشدى ... ونجدني مداورة الشؤون )
1738 - قولهم نجى حمارا سمنه
لفظه لفظ الخبر والمراد به الأمر أي لينج الحمار بسمنه يقوله الرجل للرجل يريد أن ينجو وهو موفور

1739 - قولهم نفسي تعلم أني خاسر
أي لا تلمني فإني أعلم بجايتي
1740 - قولهم نار الحباحب
وقد ذكرناها فيما تقدم
1741 - قولهم النقد عند الحافرة
ومعناه أن النقد عند السبق وذلك أن الفرس إذا سبق أخذ صاحبه الرهن والحافرة الأرض التي حفرها الفرس بقوائمه فاعلة بمعنى مفعولة كما قيل ماء دافق وسر كاتم وليل نائم وفي القرآن ( أئنا لمردودون في الحافرة ) يعني الأرض
وقال الفراء سمعت العرب تقول النقد عند الحافرة أي عند حافر الفرس
وأصل المثل في الخيل ثم استعمل في غيرها ويقال التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة أي عند أول كلمة ورجع فلان في حافرته أي في أمره الأول يعني الحياة بعد الموت وقيل في قوله تعالى ( أئنا لمردودن في الحافرة ) أي في الأمر الأول

وقال الشاعر
( أحافرة على صلع وشيب ... معاذ الله من سفه وعار )
أي أرجع إلى أمري الأول من الصبا واللعب بعد الصلع والشيب وقيل النقد عند الحافرة معناه عند التقليب والرضا وهو مأخوذ من حفر الأرض وذلك أن الحافر يحفر الأرض لينظر أطيبة هي أم لا
1742 - قولهم نراك ولست بشيء
يضرب مثلا للأمر الذي يخيل لك فإذا طلبت حقيقته لم تجدها
وأصله فيما زعموا أن امرأة كان لها صديق يعجبها فقال لها لا أنتهى حتى آتيك وزوجك يراني فعملت سربا وسترته فخرج زوجها إلى فناء الدار يرعى غنما له فوثب عليها صديقها فأقبل زوجها وقد ذهب عقله فطلب فلم ير شيئا فرجع إلى غنمه فوثب عليها صديقها فرجع زوجها يطلب فلم ير شيئا فقال في الثالثة نراك ولست بشيء

1743 - قولهم نفس عصام سودت عصاما
هو عصام بن شهبر الجرمي وكان من أشد الناس بأسا وأبينهم لسانا وأحزمهم رأيا وكان على جل أمر النعمان ولم يكن في بيت قومه أدنى منه فقال له رجل كيف نزلت هذه المنزلة من الملك وأنت دنئ الأصل فقال
( نفس عصام سودت عصاما ... وعلمته الكر والإقداما )
( وجعلته ملكا هماما ... )
والناس يقولون لمن يفتخر بنفسه عصامي ولمن يفتخر بآبائه عظامي
وأخبرنا أبو أحمد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) وقال أبو العتاهية
( هل ينفع المرء في فهاهته ... من عقل جد مضى وعقل أب )
( ما المرء إلا ابن نفسه فبها ... يعرف عند التحصيل لا النسب )
( كن ابن من شئت واكتسب أدبا ... يغنيك محموده عن النشب )

وكتب أبو الفضل ابن العميد أظنك ممن لا يعلم أن المتعلق بالأنساب متمسك بأضعف الأسباب وأنه لن يغنى عنك تالد موروث إذا لم يشده من جهتك طارف حديث
1744 - قولهم نقز أتاه خصمه من علو ومن عل
يضرب مثلا للرجل الداهية يتفق له من يظلمه ويغلبه
والنقز الداهية من الرجال
1745 - قولهم نجا منه بأفوق ناصل
يضرب مثلا للرجل ينجو من الرجل بعد ما أصابه بشر وأنشد
( ألا هل أتى قصوى العشيرة أننا ... رددنا بنى كعب بأفوق ناصل )
والأفوق من السهام المكسور الفوق والناصل الذي قد خرج نصله منه فبقى بلا نصل

ويقولون نجا منه عوذا إذا هدده أي أراد ضربه فلم يضربه أو ضربه وأراد قتله فلم يقتله
1746 - قولهم النفس تعلم من أخوها النافع
أي الإنسان يعلم من ينفعه ويضره

تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها
النون
1747 - أنم من الصبح
لأنه يهتك كل شيء
1748 - أنم من التراب
لأن الأثر يبقى عليه
1749 - أنم من جلجل
من قول أوس بن حجر
( وإنكما يا ابنى جناب وجدتما ... كمن دب يستخفى وفي العنق جلجل )

1750 - أنقى من ليلة الصدر
لأن أحدا لا يبقى فيها على الماء
1751 - أنقى من مرآة الغريبة
وهي التي تتزوج في غير قومها فهي تجلو مرآتها أبدا لئلا يخفى عليها من وجهها شيء قال ذو الرمة
( لها أذن حشر وذفرى أسيلة ... وخد كمرآة الغريبة أسجح )
1752 - أنكد من تالي النجم
والنجم الثريا وتاليه الدبران وهو نحس قال الأسود ابن يعفر
( نزلت بحادى النجم يحدو قرينه ... وبالقلب قلب العقرب المتوقد )

1753 - أنتن من ريح الجورب
من قول الشاعر
( أثنى على بما علمت فإننى ... مثن عليك بمثل ريح الجورب )
1754 - أنتن من مرقات الغنم
جمع مرقة وهي الصوف الذي ينتف من الجلد قبل أن يدبع
1755 - أنشط من ظبى مقمر
لأن النشاط يأخذه في القمراء فيلعب
1756 - أنفر من أزب
قد مضى ذكره

1757 - أنبش من جيأل
وهي الضبع تنبش القبور وتستخرج جيف الموتى فتأكلها
1758 - أنعس من كلب
من قول رؤبة
( لاقيت مطلا كنعاس الكلب ... )
وقد مر فيما تقدم
1759 - أنوم من فهد
وهو أنوم الحيوان ويقال فهد الرجل إذا أكثر النوم
1760 - أنوم من الظربان
لأنه طويل النوم وقال بعضهم ينام نوم الظربان وينتبه انتباه الذئب

1761 - أنوم من غزال
لأنه إذا رضع أمه فروى امتلأ نوما
1762 - أنوم من عبود
وكان عبدا حطابا وبقى في محتطبه أسبوعا لم ينم ثم انصرف وبقى أسبوعا نائما
1763 - أنسب من كثير
من النسيب
1764 - أنسب من قطاة
من النسبة وذلك أنها تصوت باسم نفسها فتقول قطا قطا
1765 - أنعم من خريم
وهو خريم بن خليفة من ولد سنان بن حارثة المرى وكان متنعما

فسمى خريما الناعم وكان لا يلبس جديدا في صيف ولا خلقا في شتاء وكان يقول النعمة الأمن لأن الخائف لا ينتفع بعيش والشباب لأن الشيخ لا ينتفع بعيش والصحة والغنى فإن المريض والفقير لا ينتفعان بعيش
1766 - أنعم من حيان
لأنه كان رجلا منعما قال فيه الأعشى
( شتان ما يومى على كورها ... ويوم حيان أخي جابر )
على كورها أي على كور الراحلة
1767 - أنكح من ابن ألغز
وهو عروة بن أشيم الإيادي وكان اوفر الناس ذكرا وأشدهم نكاحا وكان إذا أنعظ واستلقى جاء الفصيل الأجرب فاحتك بذكره يظنه الجذل والجذل عود ينصب في العطن تحتك به الإبل الجربى
وأصاب ذكره جنب عروس زفت إليه فقالت أتهددني بالركبة

1768 - أنكح من حوثرة
وهو رجل من عبد القيس واسمه ربيعة بن عمرو حضرعكاظ فأراد شراء عس من امرأة فاستامت عليه سيمة غالية فقال ماذا تغالين بثمن إناء أنا أملؤه بحوثرتي ثم كشف عن كمرته فملأ بها عس المرأة فنادت المرأة يا للفليقة
والفليقة الداهية وكذلك الفلق فسمى حوثرة والحوثرة الكمرة
1769 - أنكح من خوات
وهو خوات بن جبير الأنصاري ومن حديثه أنه حضر سوق عكاظ فانتهى إلى امرأة من هذيل تبيع السمن فأخذ نحيا من أنحائها ففتحه وذاقه ودفع فم النحى إليها فأخذته بإحدى يديها وفتح الآخر وذاقه ودفع فمه إليها فأمسكته بيدها الأخرى ثم غشيها وهي لا تقدر على الدفع عن نفسها لحفظها فم النحيين فلما قام عنها قالت لا هناك فرفع خوات عقيرته يقول

( وأم عيال واثقين بكسبها ... خلجت لها جاراستها خلجات )
( شغلت يديها إذ أردت خلاطها ... بنحيين من سمن ذوى عجرات )
( وأخرجته ريان ينطف رأسه ... من الرامك المخلوط بالمقرات )
( فكان لها الويلات من ترك نحيها ... وويل لها من شدة الطعنات )
( فشدت على النحيين كفى شحيحة ... على سمنها والفتك من فعلات فعلاتى )
فضربت العرب بهما المثل فقالت أنكح من خوات وأغلم من خوات وأشغل من ذات النحيين وأشح من ذات النحيين
والرامك ضرب من الطيب تتضايق به المرأة كما تتضايق بعجم الزبيب
ودخل خوات في الإسلام وشهد بدرا وقال له النبي ( ما فعل بعيرك أيشرد عليك قال أما منذ قيده الإسلام فلا )

1770 - أنزى من ضيون
وهو السنور
قال الشاعر ( يدب بالليل لجاراته ... كضيون دب إلى فرنب )
والفرنب الفارة
1771 - أنزى من ظبى
1772 - وأنزى من جراد
من النزوان لا من النزو
1773 - أنصح من شولة
وهي خادمة لبعض أهل الكوفة كانت ترسل في كل يوم لتشترى بدرهم سمنا فبينا هي ذات يوم ذاهبة إلى السوق وجدت درهما فأضافته إلى الدرهم الذي كان معها واشترت بهما سمنا فلما أتت مواليها ضربوها وقالوا كنت تسرقين كل يوم نصف السمن أو نصف ثمنه

1774 - أندم من الكسعي
واسمه محارب بن قيس اتخذ قوسا من نبعة وأتى قترة على موارد الحمر فمر به قطيع منها فرمى عيرا فأمخطه السهم أي جازه وأصاب الجبل فأورى نارا فظن أنه أخطأ ومر به قطيع آخر فصنع صنيعة الأول فأنشأ يقول
( لا بارك الرحمن في رمى القتر ... أعوذ بالخالق من سوء القدر )
( أأمخط السهم لإرهاق الضرر ... أم ذاك من سوء احتيال ونظر )
( أم ليس يغنى حذر عند قدر ... )
ثم مر قطيع آخر ففعل فعله الأول حتى رمى خمس مرات كذلك وقال
( أبعد خمس قد حفظت عدها ... أحمل قوسى وأريد ردها )
( أخزى الإله لينها وشدها ... والله لا تسلم عندي بعدها )
( ولاأرحى ما حييت رفدها ... )
ثم عمد بها فكسرها على حجر فلما أصبح رأى الأعيار الخمسة مصرعة حوله فندم وقال

( ندمت ندامة لو ان نفسي ... تطاوعني بها لقطعت خمسى )
( تبين لي سفاه الرأى منى ... لعمر أبيك حين كسرت قوسي )
وقال الفرزدق
( ندمت ندامة الكسعى لما ... غدت منى مطلقة نوار )
1775 - أنجب من بنت الخرشب
وهي فاطمة الأنمارية ولدت لزياد العبسي الكملة ربيعا الكامل وعمارة الوهاب وقيس الحفاظ وأنس الفوارس
1776 - أنجب من أم البنين
وهي بنت عمرو بن عامر فارس الضحياء ولدت لمالك بن جعفر ابن كلاب ملاعب الأسنة عامرا وفارس قرزل طفيل الخيل والد عامر وربيع المقترين ربيعة ونزال المضيق سلمى ومعود الحكماء معاوية قال لبيد

( نحن بنو أم البنين الأربعة ... )
وقال أربعة لضرورة الوزن وإنما هم خمسة
1777 - أنجب من خبيئة
وهي بنت رياح بن الأشل الغنوية ولدت من جعفر بن كلاب خالدا الأصبغ ومالكا الطيان وربيعة الأحوص
1778 - أنجب من عاتكة
وهي بنت هلال بن مرة بن فالج بن ذكوان ولدت لعبد مناف بن قصى هاشما وعبد شمس والمطلب
1779 - أنفس من قرطى مارية
ويقال في مثل آخر ولو بقرطى مارية وقال ابن الكلبي هي مارية بنت ظالم بن وهب الكندي أم الحارث الأعرج ابن الحارث الأكبر الغساني ملك الشام وهي التي ذكرها حسان فقال

( قبرن ابن مارية الكريم المفضل ... )
وقال الشاعر يخاطب النعمان وقد اتهمه
( يأيها الملك الذي ... ملك الأنام علانية )
( المال آخذه سواى ... وكنت عنه ناحيه )
( إني أؤديه إليك ... ولو بقرطي ماريه )

الباب السادس والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله واو
فهرسته
الوحدة خير من جليس السوء
وا بأبى وجوه اليتامى
أدركني ولو بأحد المغروين
وقع في سن رأسه
ومن عضة ما ينبتن شكيرها
وجد تمرة الغراب
وجه الحجر وجهة ماله
وقعوا في أم جندب
ول حارها من تولى قارها
وحمى ولا حبل
وشكان ذي إهالة
ودق العير إلى الماء
وقعوا في سلا جمل
وقعا عكمى غير
وافق شن طبقه
ويل للشجى من الخلي
وريت بك زنادي
وجه المحرش أقبح
وطئه وطأة المتثاقل
وقع في حيص بيص
ولو بقرطى مارية
وأهل عمرو قد أضلوه
وفيت وتعليت

فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها
الواو
أوفى من السموءل
أوفى من أبي حنبل
أوفى من الحارث ابن ظالم
أوفى من الحارث بن عباد
أوفى من عوف بن محلم
أوفى من خماعة
أوفى من أم جميل
أوفد من المجبرين
أولم من الأشعث
أوفى فداء من الأشعث
أوحى من عقوبة الفجاءة
أوحى من صدى
أوحى من طرف الموق
أوغل من طفيل
أوغل من ابن فوضع أولج من ريح أوقل من غفر أوقل من وعل أوثب من فهد
أولغ من كلب
أولع من قرد
أوقح من ذئب
أوقى لدمه من عير
أوضح من مرآة الغريبة
أوفر من الرمانة
أوفى من كيل الزيت
أوجد من الماء
أوجد من التراب
أوسع من الدهناء
أوسع من اللوح
أوثق من الأرض
أوطأ من الأرض
أوطأ من الرياء
أوهى من بيت العنكبوت
أوهى من الأعرج

التفسير
1780 - قولهم الوحدة خير من جليس السوء
أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن أبي حاتم عن محمد بن موسى عن محمد بن زياد قال سمعت الأحنف بن قيس يقول أتيت المدينة فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يسرعون إلى رجل فمررت معهم فإذا أبو ذر فجلست إليه فقال لي من أنت قلت الأحنف قال أحنف العراق قلت نعم قال لي يا أحنف الوحدة خير من جليس السوء أليس كذلك قلت نعم قال والجليس الصالح خير من الوحدة أكذاك قلت نعم قال وتكلم بخير خير من ان تسكت أكذلك قلت نعم قال والسكوت عن الشر خير من التكلم به أكذلك قلت نعم قال خذ هذا العطاء ما لم يكن ثمنا لدينك فإذا كان ثمنا لدينك فإياك وإياه وقال الشاعر
( وحدة العاقل خير ... من جليس السوء عنده )
( وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده )
وقيل جليس السوء كالقين الأصحر إلا يحرقك بشرره يؤذك بدحانه

1781 - قولهم وا بأبي وجوه اليتامي
يضرب مثلا للرجل يتحنن على أقاربه
والمثل لسعد بن القرقرة رجل من أهل هجر رضيع للنعمان بن المنذر وكان النعمان يضحك منه فدعا يوما بفرسه اليحموم وقال له اركبه واطلب عليه الوحش فقال سعد إذن والله أصرع فأبى النعمان إلا أن يركبه فلما ركبه نظر إلى ولده فقال وا بأبي وجوه اليتامى
وأحضر به الفرس فتعلق بعرفه وصاح فضحك النعمان وأجازه وأنشأ يقول
( نحن بغرس الودى أعلمنا ... منا بركض الجياد في السلف )
( يا ويح نفسي وكيف أطعنه ... مستمسكا واليدان في العرف )
( قد كنت أدركته فأدركني ... للصيد جد من معشر غلف )
1782 - قولهم ولو بأحد المغروين
يقول افعل هذا ولو كان فيه الموت
وحديثه قريب من الحديث الأول وهو أن رجلا من أهل هجر ركب ناقة صعبة فجالت به

فقال لأخيه وهو قائم ينظر إليه وبيده قوس وسهمان أنزلني عنها ولو بأحد المغروين فرماه أخوه فصرعه فمات
والمغروان السهمان يقال غروت السهم إذا أصلحته بالغراء وهو مغرو
1783 - قولهم ومن عضة ما ينبتن شكيرها
وقد تقدم تفسيره
ونحوه قول علقمة بن سيار قاله يوم ذي قار
( من فر منكم فر من حريمه ... أو ذب عنكم ذب عن حميمه )
( وجاره الأدنى وعن نديمه ... أنا ابن سيار على شكيمه )
( إن الشراك قد من أديمه ... )
1784 - قولهم وقع في سن رأسه
يعني في عدد شعره من الخير وقريب منه

1785 - قولهم وجدت الدابة ظلفها
يضرب مثلا للرجل يجد ما يوافقه وقريب منه
1786 - قولهم وجدت تمرة الغراب
أي وجد ما طلب من الخير والسعة وذلك أن الغراب ينتقى أجود تمرة ويأكلها
1787 - قولهم وجه الحجر وجهة ماله
ويقال وجهة بالرفع أي دبر الأمر على وجهه الذي ينبغى
ويضرب مثلا في حسن التدبير وقال الأصمعي وجهة ماله يراد أن له جهة على حال من الحال وأنت تخطبها ومعناه لكل أمر وجه نوجهه إليه إلا أن الإنسان ربما عجز فصرفه عن وجهته

1788 - قولهم وقعوا في أم جندب
إذا وقعوا في مكروه واستمر عليهم ظلم وكأن أم جندب اسم من أسماء الإساءة والظلم وقريب منه
1789 - قولهم وقعوا في حيص بيص
إذا وقعوا في أمر ينشب بهم ولم نعرف تفسير حيص بيص وأنشد لأمية بن أبي عائذ الهذلي
( قد كنت خراجا ولوجا صيرفا ... لم تلتحصني حيص بيص لحاص )
1790 - قولهم ول حارها من تولى قارها
أي ول مكروه الأمر من تولى محبوبه والحار مذموم عندهم والبارد محمود

1791 - قولهم وحمى ولا حبل
يضرب مثلا للطرف الشهوان لا يذكر له شيء إلا اشتهاه
والوحام شهوة الحبلى خاصة يقول به شهوة الحبلى ولا حبل به
يقال وحمت المرأة توحم وحما وهي وحمى ووحمة قال العجاج أزمان ليلى عام ليلى وحمى ... )
أي أيام كانت شهوتي وإرادتي ولم يكن لي عنها صبر كما لا يكون للحبلى صبر عن الشيء الذي تشتهيه
1792 - قولهم وشكان ذي إهالة
قد مر القول فيه في الباب الثاني عشر
1793 - قولهم ودق العير إلى الماء
يضرب مثلا للجبان يفزع فيستكين

1794 - قولهم وقعوا في سلا جمل
مثل للأمر الشديد الذي لا نظير له في الشدة
والسلا إنما يكون للناقة دون الجمل وهو الذي يلتف فيه ولد الناقة
وأما قولهم وقعوا في مثل حولاء الناقة إذا صاروا في خصب فإذا وصفت الأرض بالخصب قالوا كأنها حولاء الناقة
1795 - قولهم وقعا عكمى عير
يقال ذلك للشيئين المستويين
والعكمان الحملان وإذا وقعا عن ظهرالدابة وصلا إلى الأرض معا ويقولون في هذا المعنى وقعا كركبتي البعير لأنهما إذا أراد البروك وقعتا معا
تقول هما عكما عير أي هما سواء وما وقعا عكمى عير أي ليسا بسواء
1796 - قولهم وافق شن طبقة
يضرب مثلا للشيئين يتفقان قال الأصمعي أظن الشن وعاء من أدم كان قد تشنن أي تقبض فجعل له غطاء فوافقه
وقال آخرون

طبقة قبيلة من إياد كانت لا تطاق فأوقعت بها شن وهو شن بن أفصى ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار فانتصفت منها وأصابت فيها فضربتا مثلا للمتفقين في الشدة وغيرها
وقال الشرقي بن القطامي كان شن رجلا من دهاة العرب قال والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلى فأتزوجها فسار حتى لقى رجلا يريد قرية يريدها شن فصحبه فلما انطلقا قال له شن أتحملني أم أحملك فقال الرجل يا جاهل كيف يحمل الراكب الراكب فسارا حتى رأيا زرعا قد استحصد فقال شن أترى هذا الزرع قد أكل أم لا فقال يا جاهل أما تراه قائما وسارا فاستقبلتهما جنازة فقال شن أترى صاحبها حيا أم ميتا فقال ما رأيت أجهل منك أتراهم حملوا إلى القبور حيا ثم صار به الرجل إلى منزله وكانت له بنت يقال لها طبقة فقص عليها قصته فقالت أما قوله أتحملني أم أحملك فإنه أراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا
وأما قوله أترى هذا الزرع قد أكل أم لا فإنه أراد أباعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا وأما قوله في الميت فإنما أراد أترك عقبا يحيا بهم ذكره أم لا
فخرج الرجل فحادثه ثم أخبره بقول ابنته فخطبها إليها فزوجه إياها فحملها إلى أهله فلما عرفوا عقلها ودهاءها قالوا وافق شن طبقة

1797 - قولهم ويل للشجى من الخلى
يضرب مثلا لسوء مشاركة الرجل صاحبه يقول إن الخلى لا يساعد الشجى على ما به ويلومه
والخلى الخلو من الهم وياؤه مشددة والشجى خفيف الياء شجى يشجى شجى وهو شج
وأجاز بعضهم تشديده وجعله من قولك شجاه يشجيه فهو مشجى وشجى فعيل بمعنى مفعول
والمثل لأكثم بن صيفي وذلك أنه سمع بذكر النبي فكتب إليه مع ابنه حبيش
باسمك اللهم من العبد إلى العبد أما بعد فبلغنا ما بلغك الله فقد بلغنا عنك خبر خير ما أصله إن كنت أريت فأرنا وإن كنت علمت فعلمنا وأشركنا في خيرك والسلام
فكتب إليه النبي
( من محمد رسول الله إلى أكثم بن صيفي أحمد الله إليك إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله أقولها وليقربها الناس والخلق خلق الله والأمر كله له هو خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير بأنبيائه المرسلين ولتسألن عن النبأ العظيم ولتعلمن نبأه بعد حين )
فقال لابنه ما رأيت منه فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها
فجمع أكثم بن تميم وقال لا تحضروني سفيها فإن من يسمع يخل وإن من يخل يظن وإن السفيه واهي الرأي وإن كان

قوى البدن ولا خير فيمن عجز عن رأيه ونقص عقله
فلما أجتمعوا دعاهم إلى إتباع رسول الله فقام مالك بن نويرة اليربوعي في نفر من بنى يربوع فقال خرف شيخكم إنه ليدعوكم إلى الفناء ويعرضكم للبلاء وإن تجيبوه تتفرق جماعتكم وتظهر أضغانكم ويذلل عزكم فمهلا مهلا
فقال أكثم ويل للشجى من الخلى يا لهف نفسى على أمر لم أدركه ولم يفتنى ما آسي عليك بل على العامة يا مالك إنك هالك وإن الحق إذا قام دفع الباطل وصرع صرعى قياما
فتبعه مائة من عمرو وحنظلة وخرج إلى النبي فلما كان في بعض الطريق عمد حبيش إلى رواخلهم فنحرها وشق ما كان معهم من قربة ومزادة وهرب فجهد أكثم العطش فمات وأوصى من معه باتباع النبي وأشهدهم أنه أسلم فأنزل الله فيه ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )
1798 - قولهم وجدان الرقين يغطى على أفن الأفين
الرقين جمع رقة مخففة وهي الفضة كما تقول في جمع برة برين

والمعنى أن المال يغطى عيوب صاحبه ومثله قول الشاعر
( وكم من قليل اللب يسحب ذيله ... نفى عنه وجدان الرقين المخازيا )
1799 - قولهم وريت بك زنادي
أي أنجح الله بك أمري
لفظه لفظ الخبر ويراد به الدعاء يقال ورت النار ترى وريا ووريت الزناد فهي وارية وأورى القادح وفي القرآن ( أفرأيتم النار التي تورون )
1800 - قولهم وجه المحرش أقبح
يقول ذلك الرجل للرجل يخبره بأنه قد شتم أي وجهك إذا لقيتني أقبح من وجه الذي قاله ونحوه قول الشاعر
( لعمرك ما سب الأمير عدوه ... ولكنما سب الأمير المبلغ )
ومن عجيب ما جاء في هذا المعنى ما أخبرنا به أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن أبي عبيدة قال قال رجل لعمرو بن عبيد أن الأسواري

ما زال أمس يذكرك في قصصه فقال عمرو يا هذا ما رعيت حق مجالسة الرجل حين نقلت إلينا حديثه ولا أديت حقي حين أبلغتني عن أخ اعلمه
إن الموت يعمنا والبعث يحشرنا والقيامة تضمنا والله يحكم بيننا
وقال المسيح لأصحابه أحسنوا المحضر فمروا به على جيفة كلب فقالوا ما أنتن ريحها فقال ما أشد بياض أسنانها ألم أقل لكم أحسنوا المحضر
وأتى المنصور برجل جنى جناية وكان شيخا كبيرا فتهدده المنصور فأنشد الشيخ بصوت ضعيف حزين
( وتروض عرسك بعدما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم )
فقال المنصور ما يقول الشيخ فقال الربيع يقول يا أمير المؤمنين
( العبد عبدكم والمال مالكم ... فهل عقابك عنى اليوم مصروف )
فقال قد غفرت له فحلى سبيله وأحسن إليه
والعامة تقول من طاب مولده طاب محضره قال النابغة
( فإن تك قد بلغت عنى خيانة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب )

ومن هاهنا أخذ الشاعر قوله
( ولكنما سب الأمير المبلغ )
وسمع قتيبة بن مسلم رجلا يغتاب رجلا فقال لقد تلمظت بمضغة طال ما لفظها الكرام وقال الراعي
( هجوت زهيرا ثم إني مدحته ... وما زالت الأشراف تهجى وتمدح )
( ولم أدر يمناه إذا ما مدحته ... أبالمال أم بالمشرفية أنفح )
( وذي كلفة أغراه بي غير ناصح ... فقلت له وجه المحرش أقبح )
( وإني وإن كنت المسيء فإنني ... علىكل حالاتي له منه أنصح )
1801 - قولهم وفيت وتعليت
يقال ذلك للرجل يفعل الخير ويزيد
وأصله أن رجلا كانت له صديقة لها زوج غائب وكان يأتيها على طمأنينة فقدم زوجها ولم يعلم به الرجل

فجاء على عادته فوجده نائما فحسبه المرأة فأخذ برجليه فوثب إلى السيف ليقتله وكان في جيران معاوية بن سيار بن جحوان فنادى المأخوذ يا معاوية هل وفيت يوهم الزوج أنه جعل له على ما فعل جعل وعلم معاوية انه مكروب فقال نعم وتعليت فخلاه الزوج
1802 - قولهم وطئه وطأة المتثاقل
مثل للمتحامل الشديد التحامل
1803 - قولهم وأهل عمرو قد أضلوه
يقوله الرجل يصاب بمكروه فيرى من أصيب بمثله فيريد أن يعرفه أن حاله مثل حاله
وأصله أن عمرو بن الأحوص العامري غزا بني حنظلة فقال الأحوص وهو شيخ بني عامر يومئذ لقومه إن أتاكم طفيل بن مالك وعوف بن الأحوص يتحدثان إلى عرصة الحي فقد ظفر أصحابكم وإن

جاءا يتسايران إلى أدنى البيوت ثم تفرقا فهي الفضيحة فجاءا إلى أدنى الحي ثم تفرقا فعرف إليه أهلهما الشر فأرسل إليهما الأحوص فأخبراه أن عمرا قتل فكان أحب ولده إليه فبكاه حتى هلك فكان كلما سمع باكية قال وأهل عمرو وقد أضلوه أي أصيب أهل عمرو بمثل ما أصيب به

تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها
الواو
1804 - أوفى من السموءل
وهو سموءل بن عادياء اليهودي أودعه امرؤ القيس دروعا وسيوفا وخرج إلى الروم فقصده ملك من ملوك الشام فتحرز منه السموءل فأخذ الملك ابنا له كان خارجا من الحصن وقال إن سلمت إلي الدروع والسيوف وإلا ذبحت ابنك فقال شأنك فإني غير مخفر ذمتي فذبحه وانصرف بالخيبة فقال الأعشى
( كن كالسموءل إذ طاف الهمام به ... في جحفل كسواد الليل جزار )
( فقال تكل وغدر أنت بينهما ... فاختر وما فيهما حظ لمختار )
( فشك غسير طويل ثم قال له ... اقتل أسيرك إني مانع جاري )

1805 - أوفى من أبي حنبل
وهو أبو حنبل الطائي وقد مضى حديثه فيما قبل
1806 - أوفى من الحارث بن ظالم
ويجيء حديثه فيما بعد
1807 - أوفى من عوف بن محلم
ومن وفائه أن رجلا من بكر بن وائل أسر مروان القرظ فافتدى نفسه بمائة بعير على أن يؤديه إلى خماعة بنت عوف بن محلم ودفع إليه بالمائة عودا فمضى به إلى خماعة فبعثت به خماعة إلى عوف فطلب عمرو ابن هند إلى عوف أن يسلم إليه مروان وذكر أنه حلف لا يقلع عنه حتى يضع يده في يده فقال عوف تفعل ذلك على أن تكون كفى بين كفه وكف الملك عمرو فأدخله إليه على هذه الشريطة فعفا عمرو عنه وقال لا حر بوادى عوف

1808 - أوفى من فكيهة
وهي بنت قتادة بن مشنوء خالة طرفة ومن وفائها أن سليك بن سلكة غزا بكر بن وائل فرأى القوم أثر قدم على الماء فرصدوه حتى إذا ورد وشرب وثبوا عليه فعدا فأثقله بطنه فولج قبة فكيهة فاستجارها فأدخلته تحت درعها ونادت إخوتها فجاءوا ومنعوه فقال سليك
( لعمرو أبيك والأنباء تنمى ... لنعم الجار أخت بنى عوارا )
( عنيت به فكيهة حين قامت ... بنزع السيف فانتزعوا الخمارا )
( من الخفرات لم تفضح أخاها ... ولم ترفع لوالدها شنارا )
1809 - أوفى من أم جميل
وهي من رهط أبي هريرة ومن وفائها أن هاشم بن الوليد بن المغيرة قتل رجلا من أزد شنوءة فلما بلغ قومه وثبوا على ضرار بن

الخطاب ليقتلوه فاستعاذ بأم جميل فعاذته ونادت قومها فمنعوه فلما استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ظنته أخا ضرار فقصدته فقال لست بأخيه وأعطاها على أنها بنت سبيل
1810 - أوفد من المجبرين
هم أولاد عبد مناف بن قصى وكانوا أكثر العرب وفادة على الملوك وقد ذكرنا حديثهم في كتاب الأوائل
1811 - أوفق للشيء من شن لطبقة
وقد مر ذكره
1812 - أولم من الاشعث
وهو أشعث بن قيس الكندي ارتد في جملة أهل الردة فأتى به أبو بكر رضي الله عنه فأطلقه وزوجه أخته أم فروة بنت أبي قحافة

فخرج مخترطا سيفه فما مر بذي أربع إلا عرقبه وقال إني رجل غريب وقد أولمت بما عرقبت فليأكل كل إنسان ما وجد منه وثمنه في مالي وقال الشاعر
( لقد أولم الكندي يوم ملاكه ... وليمة حمال لثقل العظائم )
( لقد سل سيفا كان مذ كان مغمدا ... لدى الحرب منه في الطلا والجماجم )
( فأغمده في كل بكر وسابح ... وعير وثور في الحشا والقوائم )
1813 - أوفى فداء من الأشعث
وذلك أن مذحجا أسرته ففدى نفسه بثلاثة آلاف بعير
1814 - أوحى عقوبة من الفجاءة
وهو رجل من بني سليم كان يقطع الطريق في زمن أبي بكر رضي الله

عنه فأتى به أبو بكر فأجج له نارا وقذفه فيها فما مسته النار حتى صار فحمة
1815 - أوغل من طفيل
وهو طفيل بن دلال من بنى عبد الله بن غطفان وكان يأتى الولائم من غير أن يدعى إليها فصار أصلا لكل من فعل ذلك
فيقال طفيلي وقال الأصمعي الطفيلي مشتق من الطفل وهو إقبال الليل على النهار بظلمته حتى يغشاه
1816 - أوقل من غفر
وهو ولد الأروية والتوقل الصعود في الجبل
1817 - أولغ من كلب
بالغين معجمة

1818 - أولع من قرد
بالعين غير معجمة
1819 - أوضح من مرآة الغريبة
وقد مر ذكرها
1820 - أوطأ من الرياء
قال المبرد في تفسيره إن أهل كل صناعة ومقالة هم أحذق بها ممن سواهم ومن ذلك ما يروى عن محمد بن واسع أنه قال الاتقاء على العمل أشد من العمل يعنى أنه يتقى عليه أن يشوبه حب الرياء والسمعة
ومن ذلك ما يحكى عن أبي قرة الجائع أنه قال الحمية أشد من العلة وذلك أن المحتمى يتعجل الأذى في ترك الشهوة لما يرجو من تعقب العافية

الباب السابع والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله هاء
فهرسته
هنئت ولا تنكه
هوت أمه وهبلت
هو قفا غاد شر
هتر أهتار
هو العبد زلمة
هو ملئ قؤبة
هلم جرا
هما كركبتي البعير
هل تنتج الناقة إلا لمن لحقت له
هون عليك ولا تولع بإشفاق
هذا جناى وخياره فيه
هو على حبل ذراعه
هو على طرف الثمام
هذه بتلك فهل جزيتك
هذه بتلك والبادى أظلم
هان على الأملس مالاقى الدبر
همك ما أهمك
هذا أوان الشد فاشتدى زيم
هرق على جمرك
هذا ولما تردى تهامة
هل لك في أمك مهزولة
هجم عليه نقابا
هو في ملء رأسه
هين لين وأودت العين
هما كندمانى جذيمة
هل تعدون الحيلة إلى نفسي
هل برملكم وشل
هو السمن لا يخم

فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها
الهاء
أهون من ذباب
أهون من جعل
أهون من نغلة
أهون من صؤابة
أهون من جندح
أهون من دحندح
أهون من الشعر الساقط
أهون من قراضة الجلم
أهون من حثالة القرظ
أهون من ضراطة الجمل
أهون من ضرطة عير
أهون من ثملة أهون من طلية
أهون من ربذة
أهون من معبأة
أهون من لقعة ببعرة
أهون من تبنة على لبنة
أهون من ذنب الحمار على البيطار
أهون من تبالة على الحجاج
أهون من قعيس على عمته
أهون من النباح على السحاب
أهون من ترهات البسابس
أهلك من ترهات البسابس
أهول من السيل
أهول من الحريق
أهرم من لبد
أهرم من قشعم أهنأ من كنز النطف أهنأ من ميراث العمة الرقوب
أهدى من اليد إلى الفم
أهدى من الإنسان إلى فيه
أهدى من النجم
أهدى من قطاة
أهدى من حمامة
أهدى من جمل
أهدى من دعيميص الرمل

التفسير
1821 - قولهم هنئت ولا تنكه
معناه أصبت خيرا هنأكه الله ولا أصابتك نكاية تسقطك وتهينك
والهاء في تنكه مثلها في قولهم لا تمشه من المشى واسعه من السعى
1822 - قولهم هوت أمه وهبلت أمه
يقال في موضع الحمد والمدح قال كعب بن سعد الغنوى
( هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ... وماذا يؤدى الليل حين يؤوب )
وهو كقولهم قاتله الله وأخزاه الله ما أحسن ما جاء به وأصل قولهم هوت أي هوت من رأس جبل فهلكت والهبل الثكل والثكل والثكل مثل البخل والبخل

1823 - قولهم هلم جرا
معناه سيروا على هينتكم ولا تشقوا على أنفسكم وركابكم
وأصل الجر أن تترك الإبل والغنم ترعى وتسير قال الراجز
( قد طال ما جررتكن جرا ... حتى نوى الأعجف واستمرا )
( فاليوم لا ألو الركاب شرا ... )
نوى سمن وجرا نصب على المصدر كقولهم أقبل ركضا
1824 - قولهم هو قفا غادر شر
يضرب مثلا للرجل الدميم الزري الذي له خصال محمودة
ويروى هما ساقا غادر شر
وزعم الأصمعي أن القفا مؤنثة وروى هذا المثل هي قفا غادر ورواه غيره هو
وأصله أن امرأ القيس بن حجر الكندى ورد على عامر بن جوين الثعلى فأجاره فقالت له ابنته إنه مأكول فكله فأتى عامر الريان

وهو جبل فصاح في أصله إن عامر بن جوين قد غدر فرد عليه الصدى فقال ما أقبح هذا ثم صاح إلا أنه قد وفى ورده الصدى فقال ما أحسنه فوفى له ثم ودعه امرؤ القيس وخرج فشيعه عامر ورأت ابنته كثرة مال امرئ القيس ونظرت إلى ساقى أبيها وكانتا دقيقتين وخشنتين فقالت لم أر كاليوم ساقى واف
فقال هما ساقا غادر شر وقيل إنه نزل بأبي حنبل جارية بن مر الثعلي فاستشار امرأتيه فأشارت إحداهما بالوفاء له والأخرى بالغدر به فأمر بحلب جذعة من غنمه وشرب لبنها فروى ثم استلقى ومسح بطنه وقال والله لا أغدر ما أجزأتنى جذعة ثم اطرح ثوبه وقام ومشى وكان أعور سناطا قصيرا قبيح الساقين فقالت ابنته والله ما رأيت كاليوم ساقى واف فقال هما ساقا غادر شر ثم قال
( لقد آليت أغدر في جداع ... وإن منيت أمات الرباع )
( لأن الغدر في الأقوام عار ... وإن الحر يجزأ بالكراع )
جداع سنة شديدة تجدع كل شيء ويجزأ يكتفى وقد جزأت الإبل والظباء بالرطب عن الماء إذا اكتفت

1825 - قولهم هتر أهتار وصل أصلال
يقال هو هتر أهتار وصل أصلال إذا كان داهية قال النابغة في الحارث بن كلدة
( ماذا رزئنا به من حية ذكر ... نضناضة بالرزايا صل أصلال )
والصل الحية ومثله قولهم إنه عضلة من العضل وهو الذي يعضل بالناس فيعيبهم
1826 - قولهم هو العبد زلمة
1827 - وقولهم هو ملئ قوبة
يضرب مثلا للئيم ومعناه أنه زلم تزليم العبيد أي قد قدهم فإذا نظر إليه المتفرس عرف اللؤم فيه
وزلمة غير مصروفة عن الأصمعي وهو عند غيره نصب على التمييز وهو ملئ قوبة أي هو ملئ لئيم فخذ حقك منه والقوبة اللئيم

1828 - قولهم هما كركبتي البعير
يضرب مثلا للرجلين المتساويين في خير أو شر قالوا والمثل لهرم ابن قطبة الفزاري قاله لعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل الجعفريين وقد تنافرا إليه لينفر أشرافهما فقال لهما أنتما كركبتي البعير تقعان معا
والصحيح أنه خاف الشر فلم يتكلم فيهما ولو قال أنتما كركبتي البعير لقال كل واحد منهما أنا اليمنى فكان الشر حاضرا والدليل على ذلك أن عمر رضي الله عنه قال له لمن كنت تحكم لو حكمت قال لو قلت شيئا لعادت جذعة فاسترجح عمر عقله وقال مثلك فليكن حكما
ومثل هذا المثل قولهم هما كفرسى رهان
ويقال في لذم خاصة هما زندان في وعاء إذا كانا متساويين في الخسة والدناءة
1829 - قولهم هل تنتج الناقة إلا لمن ألقحت له
معناه هل يشبه القريب إلا القريب

1830 - قولهم هون عليك ولا تولع بإشفاق
يضرب مثلا في التأسي والتصبر عند النائبة يقول هون عليك ما لقيت من المكروه فإنه لا مخلص لك منه في الدنيا وهو من شعر ليزيد بن خذاق أوله
( هل للفتى من بنات الدهر من واق ... أم هل له من حمام الموت من راق )
( قد زجلونى وما زجلت من شعث ... وألبسونى ثيابا غير أخلاق )
( وقسموا المال وارفضت غوايتهم ... وقال قائلهم مات ابن خذاق )
( هون عليك ولا تولع بإشفاق ... فإنما مالنا للوارث الباقى )
( كأننى قد رماني الدهر عن عرض ... بنافذات بلا ريش وأفواق )
وهي أول مرثية رثى بها شاعر نفسه

1831 - قولهم هذا جناى وخياره فيه
يضرب مثلا لترك الاستئثار
والمثل لعمرو بن عدى ابن أخت جذيمة وكان جذيمة قد نزلا منزلا وأمر أصحابه باجتناء الكمأة وكان بعضهم إذا وجد شيئا يعجبه استأثر به وكان عمرو يأتيه بجناه على وجهه ويقول
( هذا جناى وخياره فيه ... إذ كل جان يده إلى فيه )
1832 - قولهم هو على حبل ذراعه
يضرب مثلا للرجل يطيع أخاه في جميع أموره وللشيء الحاضر الذي لا تمتنع حيازته
وحبل الذراع عرق فيها
1833 - قولهم هو على طرف الثمام
يضرب مثلا للأمر يسهل مطلبه والحاجة تنال بلا مشقة والثمام نبت لايطول فيشق على المتناول وقال بعض الشعراء

( نعم إن قلتها فمع الثريا ... وعندك لا على طرف الثمام )
( ومالك نعمة سلفت إلينا ... فكيف وأنت تبخل بالسلام )
( سوى أن قلت لي أهلا وسهلا ... فكانت رمية من غير رام )
1834 - قولهم الهياط والمياط
يقال وقعوا في هياط ومياط أي في شدة واختلاط
قال الفراء الهياط أشد السوق في الورد والمياط أشد السوق في الصدر
ومعنى ذلك الذهاب والمجئ وقال اللحياني الهياط الإقبال والمياط الإدبار
وقال غيرهما الهياط اجتماع الناس للصلح والمياط التفرق عن ذلك
1835 - قولهم هان على الأملس ما لاقى الدبر
يضرب مثلا لقلة اهتمام الرجل بصاحبه
والأملس الذي لا دبر به فإذا أراد المشكو إليه أن يخبر أنه في حال الشاكى قال إن يدم أظلك فقد نقب خفى

والأظل لحم أسفل الخف والنقب أن تأكل الأرض صلابة الخف حتى يرق فلا يتمكن من الوطء عليه إلا بشدة
1836 - قولهم همك ما همك
يضرب مثلا للرجل يهتم بنفسه دون غيره وما زائدة ويقال همك ما أهمك معناه قد اهتممت بالشيء اهتماما أذابك وأذهب لحمك يقال هممت الشحم إذا أذبته والهاموم الشحم المذاب فإذا قيل همك ما أهمك فمعناه مثل معنى الأول
1837 - قولهم هذا أوان الشد فاشتدى زيم
يقول هذا أوان الجد فجدى يا زيم وزيم اسم فرس هاهنا وأصله من قولهم لحم زيم أي متفرق في بدنه ليس يجتمع في مكان فيندر وهو من شعر لابن رميض
( نام الحداة وابن هند لم ينم ... بات يقاسيها غلام كالزلم )
( خدلج الساقين خفاق القدم ... ليس براعى إبل ولا غنم )
( ولا بجزار على ظهر وضم ... هذا أوان الشد فاشتدىزيم )

1838 - قولهم هرق على جمرك
معناه سكن من غضبك وكف من غربك
أخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن محمد بن القاسم عن أبي زيد الأنصاري عن أبي لبابة راوية رؤبة قال جاءني رؤبة عند قائم الظهيرة فقال لي أعلمت أن أمير بلالا غضب علي لشيء بلغه عنى فقلت ما تشاء فقال تمشى معى حتى أنشده شيئا حبزته فيه قال فمضينا فدخلنا إلى بلال فأنشده
( يا أيها الكاسر عين الأغضن ... وقائل الأقوال مالم يلقنى )
( هرق على جمرك أو تبين ... بأي دلو إن غرقنا نستنى )
( إني وقد تعنى أمور تعتنى ... على الطريق العذر إن عذرتنى )
( فلا ورب الآمنات القطن ... يعمرن أمنا بالحرام المأمن )
( بمشعر الهدى وبيت المسدن ... ما آيب سرك إلا سرنى )
( إنى إذا لم ترنى فإننى ... أراك بالغيب وإن لم ترنى )
( أخوك والراعى لما استرعيتنى ... من غش أو ونى فإنى لا أنى )
( عن مدحكم يوما بكل موطن ... )
فرضى عنه ووصله

1839 - قولهم هذا ولما تردى تهامة
يضرب مثلا للرجل يجزع قبل أن يستحكم ما يجزع منه
ونحوه قول الشاعر
( أشوقا ولما تمض بي غير ليلة ... فكيف إذا سار المطى بنا عشرا )
وقال المجنون
( أشوقا ولما تمض لي غير ليلة ... رويد الهوى حتى تغب لياليا )
1840 - قولهم هل لك في أمك مهزولة قال إن معها إحلابة
قال الأصمعي يضرب مثلا للرجل يحض على الحق من الحقوق يلزمه فيرصى عنه بالأمر المقارب ولا ينزع عنه كما ينبغى أن ينزع عنه
والاحلابة سقاء فيه لبن
1841 - قولهم هجم عليه نقابا
أي هجم عليه بنفسه فاهتدى إليه ولم يجر عنه

وقال الأصمعي ورد الماء نقابا إذا لم يعلم به حتى يقف عليه وفرخان في نقاب أي في لون واحد
والنقاب جمع نقب وهو الطريق في الموضع الغليظ
1842 - قولهم هو في ملء رأسه
أي فيما يشغله
1843 - قولهم هذا ومذقة خير
يقول إن الذي تهواه مع قلة خير خير مما تسخطه مع كثرة خير وقد ذكرنا حديثه
1844 - قولهم هما كندمانى جذيمة
قد مضى ذكره

1845 - قولهم هين لين وأودت العين
والمثل لدغة الحمقاء وقيل إنها بعد حمقها صلحت فخرجت في سفر مع ضرائرها فرأين نسوع قتبها حمرا تبرق وتئط فحسدنها فقلن لها إنا نخاف أن يمر بنا الرجال فيسمعوا هذا الأطيط فيظنوا أنا قد أحدثنا فلو دهنت أنساعك فلانت وذهب أطيطها كان ذلك أمثل فأحست أنهن حسدنها وخافت إن دهنتها أن تسود فدهنت طرف نسعة فلما اسود تركته
فقلن كيف رأيت الدهن للنسعة قالت هين لين وأودت العين أي قد ذهبت عنه حلاوة العين
وروى أنها دهنت الأنساع فاسودت ولانت فسألنها عنها فقالت هين لين وأودت العين أي لانت إلا أنها ذهب حسنها
والعين هاهنا ما يعاين من حسنها وأودى هلك وهو مود أي هالك
1846 - قولهم هل تعدون الحيلة إلى نفسى
يقول هل أملك إلا نفسى وهل يكون شيء بعد الموت
والمثل للحارث بن ظالم
وأصله أن عياض بن ديهث مر برعاء الحارث

وهم يسقون
فقصر رشاؤه فاستعارهم رشاء فوصل به رشاءه وأروى إبله فأغار عليها بعض حشم النعمان فصاح عياض يا حار يا جاراه فقال الحارث متى كنت جاري فقال وصلت رشاءك برشائي فسقيت إبلى فأغير عليها وذلك بالماء في بطونها فقال جوار ورب الكعبة فأتى النعمان فسأله ردها
فقال النعمان أفلا تشد ما وهي من أديمك يريد قتل الحارث خالد بن جعفر بن كلاب في جوار الأسود ابن المنذر أخي النعمان ابن المنذر
فقال الحارث هل تعدون الحيلة إلى نفسى فتدبر النعمان كلمته فرد على عياض إبله
وحديثه مع الأسود بن المنذر أنه قتل خالد بن جعفر بن كلاب وهو في جوار الأسود فطلبه الأسود فهرب
فدل على جارات له من بلى فأغار عليهن فساقهن فبلغ ذلك الحارث فكر من وجهه ذلك إلى مرعى إبلهن فإذا ناقة يقال لها اللفاع فقال
( إذا سمعت حنة اللفاع ... فادع أبا ليلى فنعم الراعى )
( يجبك رحب الباع والذراع ... منصلتا بصارم قطاع )
فعرف البائن وهو الحالب كلامه فحبق
فقال الحارث است البائن أعلم فجمعها وردها إلى جاراته وأخذ شيئا من رحل أبى حارثة المرى فأتى به أخته سلمى بنت ظالم وكانت تبنت شرحيبل بن الأسود فقال هذه علامة بعلك فضعى ابنك حتى آتيه
فأخذه وقتله وهرب فضرب به الفرزدق المثل لسليمان بن عبد الملك حين وفى ليزيد بن المهلب

( لعمرى لقد أوفى فزاد وفاؤه ... على كل جار جار آل المهلب )
( كما كان يدعو إذ ينادى ابن ديهث ... وصرمته كالمغنم المتنهب )
( فقام أبو ليلى إليه ابن ظالم ... فكان متى ما يسلل السيف يضرب )
1847 - قولهم هل برملكم وشل
يضرب مثلا للأحمق الذي لا يعرف وجوه الأمور وذلك أن الوشل لا يكون في الرمل وإنما هو ماء قليل ينحدر من الجبل
كذا قال أكثر أهل اللغة وقال الأموي هو الماء الكثير ينحدر من الجبل والحسى ماينبع من الرمل وأنشد
( ويل لها لقحة شيخ قد نحل ... أي جواد دردق مثل الخجل )
( بالسيف حسى وهو في المشتى وشل ... عقلها مخدع يبغى الغزل )
الدردق الصغار والمخدع الرخو وهو المضروب بالسيف أيضا

وقال ثعلب يضرب مثلا لقلة الخير ولا يكون في الرمل أوشال قال ويقال أيضا للذى لا يوثق به
وللبخيل الذي لا يجود
1848 - قولهم هو أبو عذرها
يقال هو أبو عذر هذا الكلام وغيره أي هو أول من سبق إليه
وأصله في عدر الجارية ويقال لمن سبق إليها هو أبو عذرها وقال على عليه السلام إن المرأة لا تنسى أبا عذرها ولا قاتل بكرها
1849 - قولهم هما كفرسي رهان يضرب مثلا للرجلين يتسابقان فيما يحمد
1850 - قولهم هو أزرق العين
يضرب مثلا للعدو ويقولون في معناه هو أسود الكبد وهم صهب

السبال وهم سود الأكباد يعنون الأعداء
1851 - قولهم هيهات طار عرادتها بجرادتك
يضرب مثلا للشيء يغلب الشيء ويذهب وهو مثل قولهم إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا

تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع في أوائل أصولها
الهاء
1852 - أهون من نغلة
والنغل ما يقع في جلود الماشية وفي مثل لهم قالت النغلة لا أكون وحدى وذلك أن الضائنة ينتف صوفها وهي حية فإذا دبغوا جلدها لم يصلحه الدباغ فينغل ما حواليه
ومعنى هذا المثل أن الرجل إذا ظهرت فيه خصلة سوء لا تكون وحدها بل تقترن بها خصال أخر من الشر
1853 - أهون من حندج
قالوا فيه هي القملة
1854 - أهون من دحندح
قيل هي لعبة من لعب الصبيان

1855 - أهون من ضرطة عنز
من قول ابن جرموز
( فسيان عندى قتل الزبير ... وضرطة عنز بذي الجحفة )
1856 - أهون من الثملة
1857 - أهون من الطلية
1858 - أهون من الربذة
1859 - أهون من معبأة
فأما الثملة والطلية والربذة فهي كلها أسماء خرقة تطلى بها الإبل الجربى والمعبأة خرقة الحائض
1860 - أهون من لقعة ببعرة
فاللقعة الرمية

1861 - أهون من تبالة على الحجاج
وتبالة بلد كان الحجاج بن يوسف وليها فسار إليها فلما قرب منها قال للدليل أين هي قال قد سترتها عنك الأكمة فقال أهون على بعمل بلدة تسترها عنى أكمة ورجع عنها
1862 - أهون من قعيس على عمته
وقعيس رجل من أهل الكوفة دخل دار عمته فأصابهم مطر وقر وكان بيتها ضيقا فأدخلت كلبها البيت وأخرجت قعيسا إلى المطر فمات من البرد
وقيل هو قعيس بن مقاعس بن عمرو من بنى تميم مات أبوه فرهنته عمته على طعام ولم تفكه فاستعبده الحناط
1863 - أهون من النباح على السحاب
وذلك أن الكلب بالبادية يبيت تحت السماء فإذا ألح عليه المطر والجهد جعل ينبح الغيم وكل غيم رآه نبحه وربما نبح القمر لأن

القمر إذا طلع من الشرق يكون مثل قطعة غيم
1864 - أهون من ترهات البسابس
وقد مضى تفسيره
1865 - أهلك من ترهات البسابس
وذلك أنه يقال هلكت الشيء بمعنى أهلكته
1866 - أهنأ من كنز النطف
والنطف رجل من بنى يربوع كان يستقى الماء على ظهره فينظف منه أي يقطر فأغارت بنو حنظلة على لطيمة كان قد بعث بها باذان من اليمن إلى كسرى أبرويز فوقع النطف على كنز كان فيها مشتمل على جواهر ودنانير فقيل إنه أعطى منه يوما حتى غابت الشمس فضرب به المثل

1867 - أهدى من دعيميص الرمل
وهو رجل من عبد القيس وكان دليلا خربتا ويقال هو دعموص هذا الأمر أي العالم به
1868 - أهون من صوفة في بوهة
والبوهة ما طيرته الريح من دقيق التراب والبوهة أيضا الرجل الذي لا خير فيه

الباب الثامن والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله لا
فهرسته
لا تهرف بما لا تعرف
لا تبل على أكمة
لا تعدم خرقاء علة
لا يحسن التعريض إلا ثلبا
لا يعجز مسك السوء عن عرف السوء
لا تقتن من كلب سوء جروا
لا يعدم الحوار من أمه حنة
لا يذهب العرف بين الله والناس
لا جديد لمن لا خلق له
لا جد إلا ما أقعص عنك من تكره
لا تعظيني وتعظعظي
لا يلسع المؤمن من جحر مرتين
لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا
لا أطلب أثرا بعد عين
لا ذنب لي قد قلت للقوم استقوا
لا ناقتى فيها ولا جملى
لا يلتاط بصفرى
لا ينفعك من جار سوء توقيه
لا تجعل يمينك جردبانا
لا تبطر صاحبك ذرعه
لا أبوك نشر ولا التراب نفد
لا يطاع لقصير أمر
لا تنقش الشوكة بمثلها
لا مخبأ لعطر بعد عروس
لا بقيا للحمية
لا تبق إلا على نفسك
لا يرحلن رحلك من ليس

معك
لا يعرف المكذوب كيف يأتمر
لايصطلى بناره
لا يعدم شقى مهرا
لا تعدم الحسناء ذاما
لا في العير ولا في النفير
لا تسخر من شيء فيحور بك
لا يعرف هرا من بر
لاتدري بما يولع هرمك
لا حريز مع بيع
لاتعدم من ابن عم نصرا
لا ينتطح فيها عنزان
لاإخالك باللئيم
لا حم ولا رم
ولا توبس الثرى بيني وبينك
لا حر بوادى عوف
لا رأى لمن لا يطاع
لا ينادى وليده
لا يهلك امرؤ عرف قدره
لاأفعله سن الحسل
لا يبلغ همك الصبحان
لا يقوم ببطن نفسه
لا تنه عن خلق وتأتى مثله
لا تكن مرا فتعقى ولا حلوا فتزدرد
لا طامة إلا وفوقها طامة
لا يقعقع له بالشنان
لا قرار على زأر من الأسد

التفسير
1869 - قولهم لا تهرف بما لا تعرف
يقال ذلك للرجل يكثر القول في وصفه الشيء والهرف الإطناب
1870 - قولهم لا تبل على أكمة
معناه لا تفعل شيئا يعود ضرره عليك
وأصله أن يبول الرجل على الأكمة فيرد الريح بوله فينتضح عليه أو ترده الأكمة لصلابتها
والأكمة الجبيل الصغير والجمع أكم وأكام وآكام
والمثل لحصن ابن حذيفة في وصية له يقول فيها من استغنى كرم علىأهله ألزموا النساء المهنة نعم لهو المرأة المغزل حيلة من لا حيلة له الصبر ليتقرب بعضكم من بعض في المودة ولا تتكلوا على القرابة فتتقاطعوا فإن القريب من يقرب نفسه الشرف الظاهر والرياش الفاخر لا تبولوا على أكمة ولا تفشوا سرا إلى أمة بطلب المعالى يكون العز
في كلام أوردنا بعضه فيما تقدم فتركناه هاهنا

1871 - قولهم لا تعدم خرقاء علة ولا تعدم صناع ثلة
يقول إن العلل موجودة تحسنها الخرقاء فضلا عن غيرها واخذ هذا المثل بعض المحدثين فقال لعن الله قرية ليس فيها لفتى يطلب التعلل علة
والصناع المرأة التي تعمل الثياب وغيرها فالتي تعمل الثياب لا تعدم ثلة أي صوفا تغزل منه
يضرب مثلا للحاذق بالشيء واصل الثلة الجماعة من الغنم والثلة الجماعة من الناس وفي القرآن الكريم ( ثلة من الأولين )
1872 - قولهم لا يحسن التعريض إلا ثلبا
يضرب مثلا للسفيه المتنزع للشر يقول لا يحسن أن يعرض ولكنه يصرح
والثلب الطعن في النسب ثم جعل كل طعن ثلبا والمثلبة خلاف المنقبة وقريب منه قول الشاعر
( ولا يحسن الكلب إلا هريرا ... )

1873 - قولهم لا يعجز مسك السوء عن عرف السوء
يضرب مثلا للرجل يكتم لؤمه وعيبه وهو يظهر
وأصله أن الجلد الردئ لا يخلو من الريح المنتنة
والمسك الجلد فارسي معرب والجمع مسوك وفارسيته مشك جعل الشين سينا كما قالوا في شوش سوس والعرف الرائحة
1874 - قولهم لا تقتن من كلب سوء جروا
وهذا مثل قولهم كيف بغلام أعيانى أبوه يعنى إذا لم يصلح الوالد لم يصلح الولد
ويقال اقتنيت الشيء من القنية والقنوة والقنى وهو الذي يقتنى وقريب من هذا المعنى قول سويد بن أبي كاهل
( رب من أنضجت غيظا قلبه ... قد تمنى لي موتا لم يطع ) "
( ويرانى كالشجى في حلقه ... عسرا مخرجه ما ينتزع )
( ويحيينى إذا لاقيته ... وإذا يخلو له لحمى رتع )
( ورث البغضاء عن آبائه ... حافظ الضغن لما كان اسمتع )
وقريب منه قول الشاعر
( ينشو الصغير على ما كان والده ... إن الأصول عليها ينبت الشجر )

1875 - قولهم لا يعدم الحوار من أمه حنة
يراد أنه لا يعدم الرجل شبها من قريبه ويجوز أن يكون معناه أن القريب لا يعدم محبة من قريبه
والحوار ولد الناقة والجمع حيران
1876 - قولهم لا يذهب العرف بين الله والناس
مثل في اصطناع المعروف والترغيب فيه وهو من قول الحطيئة
( من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس )
وسئل بعضهم عن أصدق بيت قيل فقال هذا البيت وقال غيره بل أصدقه قول ابن الأسلت
( كل امرئ في شأنه ساع ... )
وقريب من هذا قول الشاعر
( سقى الله أرضا يعلم الضب أنها ... كثيرة خير النبت طيبة البقل )

( بنى بيته منها على رأس كدية ... وكل امرئ في عيشه ثاقب العقل )
وقيل أصدق بيت قول الشاعر
( كأن مقلا حين يغدو لحاجة ... إلى كل من يلقى من الناس مدنب )
وقيل بل قول النابغة
( ولست بمستبق أخا لا تلمه ... علىشعث أي الرجال المهذب )
وقيل بل قول امرئ القيس
( الله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرحل )
وقول لبيد
( ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل )
وأخذ خالد بن عبد الله القنسري قول الحطيئة
( من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... )
فقال فيما أخبرنا به ابو أحمد عن الصولي عن الحسين بن فهم عن أبي معاوية

والمدائنى قالا خطب الناس خالد القسري على منبر الكوفة فقال أيها الناس عليكم باصطناع المعروف فإن فاعله لا يعدم جوازيه ومهما ضعف الناس عن أدائه قوى الله على جزائه ولا يعدن أحد معروفا كان منه لم يبدله سمحا سهلا فإنكم والله لو رأيتم المعروف لرأيتموه حسنا جميلا ولو رأيتم البخل لرأيتموه وحشا قبيحا أعاذني الله وإياكم من البخل والجبن وحرمان المعروف وكفران النعمة الموجبة لحلول النقمة
1877 - قولهم لا جديد لمن لا خلق له
يقول صن خلقك ولا تضيعه ليكون وقاية لجديدك
وقال بعض الأعراب
( البس قميصك ما اهتديت لجيبه ... فإذا أضلك جيبه فتبدل )
وكان أحيحة بن الجلاح يقول التمرة إلى التمرة تمر كما قيل الذود إلى الذود إبل وينشد
( استغن أو مت ولا يغررك ذو نشب ... من ابن عم ولا عم ولا خال )

( إني أكب على الزوراء أعمرها ... إن الكريم على الإخوان ذو المال )
وكان عند عائشة رضي الله عنها طبق فيه عنب فجاءها سائل فدفعت إليه حبة واحدة منه فضحك نساءكن عندها فقالت إن فيما ترين مثاقيل ذر كثيرة
أرادت قول الله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) ووهبت عائشة رضوان الله عليها مالا ثم أمرت بقميصها أن يرقع فقيل لها في ذلك فقالت لا جديد لمن لا خلق له ونظمه شاعر فقال
( البس جديدك إني لابس خلقى ... ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا )
وقال بعضهم في قوله لا جديد لمن لا يلبس الخلق معناه من لم يقم على مودة الصديق القديم لم يقم على مودة الصديق الجديد واحتج بقول العرجى
( سميتنى خلقا من خلة قدمت ... ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا )

1878 - قولهم لا جد إلا ما أقعص عنك من تكره
يقول الجد ما قتل من تعاديه فاسترحت منه
والمثل لمعاوية رضي الله عنه أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن عبد الله ابن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد عن أبيه قال لما أراد معاوية أن يعقد ليزيد قال لأهل الشام إن أمير المؤمنين قد كبر ودنا من أجله فما ترون وقد أردتم أن أولى رجلا بعدى فقالوا عليك عبد الرحمن بن خالد فأضمرها واشتكى عبد الرحمن فأمر ابن أثال طبيبا كان له من عظماء الروم فسقاه شربة فمات فبلغ معاوية فقال ما الجد إلا ما أقعص عنك من تكره
وبلغ حديثه ابن أخيه خالد بن المهاجر فورد دمشق مع مولى له يقال له نافع فقعد لابن أثال فلما طلع منصرفا من عند معاوية شد عليه وضربه خالد فطلبهما معاوية فوجدهما فقال معاوية قتلته لعنك الله قال نعم قتل المأمور وبقى الآمر ولو كنا على سواء ما تكلمت بهذا الكلام وقضى في ابن أثال بالدية اثنى عشر ألف درهم وأدخل بيت المال منها ستة آلاف وكان دية المعاهد حتى قام عمر بن عبد العزيز فأبطل الذي كان السلطان يأخذه منها وقال خالد حين رجع إلى المدينة
( قضى لابن سيف الله بالحق سيفه ... وعرى من حمل الذحول رواحله )
( فإن كان حقا فهو حق أصابه ... وإن كان ظنا فهو بالظن فاعله )

( سل ابن أثال هل ثأرت ابن خالد ... وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله )
يقوله لعروة بن الزبير وقال كعب بن جعيل
( ألا تبكى وما ظلمت قريش ... بإعوال البكاء على فتاها )
( فلو سئلت دمشق وأرض حمص ... وبصرى من أباح لكم قراها )
( فسيف الله أدخلها المنايا ... وهدم حصنها وحمى حماها )
( وأسكنها معاوية بن حرب ... وكانت أرضه أرضا سواها )
والإقعاص القتل يقال ضربه فأقعصه إذا قتله مكانه
1879 - قولهم لا تعظيني وتعظعظي
كذا جاء هذا المثل ومعناه لا توصيني وأوصى نفسك وتعظعظي قالوا معناه اتعظى
1880 - قولهم لا يلسع المؤمن من جحر مرتين
المثل للنبى أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا عبد الله

ابن أحمد بن موسى قال حدثنا هشام بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز بأن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهرى سبعة آلاف دينار وقال هشام للزهرى لا تعد لمثلها فقال الزهرى يا أمير المؤمنين حدثنى سعيد بن المسيب عن أبى هريرة أن رسول الله قال ( لا يلسع المؤمن من جحر مرتين )
وقال ابن سلام كان أبو عزة شاعرا مملقا ذا عيال فأسر يوم بدر كافرا فقال يا رسول الله إنى ذو عيال وحاجة عرفتها فامنن على فقال على ألا تعين على يريد يشغله فعاهده فأطلقه فقال
( ألا أبلغا عنى النبي محمدا ... فإنك حق والمليك حميد )
( وأنت امرؤ تدعو إلى الحق والهدى ... عليك من الله الكريم شهيد )
( وأنت امرؤ بوئت فينا مباءة ... لها درجات سهلة وصعود )
( وإنك من حارتبه لمحارب ... شقى ومن سالمته لسعيد )
( ولكن إذا ذكرت بدرا وأهلها ... تأوب منى حسرة وتعود )
فلما كان يوم أحد دعاه صفوان بن أمية بن خلف الجمحى وهو سيدهم إلى الخروج فقال إن محمدا قد من على وعاهدته ألا أعين عليه فلم يزل به وكان محتاجا فأطمعه والمحتاج يطمع فخرج فسار في بنى كنانة فحرضهم فقال
( أيا بنى عبد مناف الرزام ... أنتم حماة وأبوكم حام )

( لا تعدوني نصركم بعد العام ... لا تسلمونى لا يحل إسلام )
( قال فأسر يوم أحد فقال يا رسول الله من على فقال النبي ( لا يلسع المؤمن من جحر مرتين لا تمسح عارضيك بمكة وتقول خدعت محمدا مرتين ) وقتله
وقيل إنه أسره حين خرج إلى حمراء الأسد
1881 - قولهم لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا
يضرب مثلا للرجل الحازم لا يترك شيئا إلا إذا تعلق بآخر
وهو من شعر لأبي داود الإيادي يقول فيه
( زموا بليل جمال الحى فانجذبوا ... لم ينظروا باحتمال الحى إشراقا )
( يحثهم نطس ذو نجدة شرس ... أوصى ليزعجهم بالظعن سواقا )
( أنى أتيح له حرباء تنضبه ... لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا )
يقول أنى أتيح للظعن هذا النطس وهو الحاذق بالأمور
والحرباء دابة تعمد إلى شجرة يقال لها تنضبة فتتعلق بغصنين منا وتستقبل

الشمس بوجهها فإذا دارت الشمس من جهة إلى أخرى دارت معها وأخذت بغصنين آخرين منها فلا تزال كذلك حتى تغيب الشمس فإذا غابت نزلت فرعت
وهي فارسية معربة يقال لها خربا أي حافظ الشمس قال ذو الرمة
( يظل بها الحرباء للشمس ماثلا ... على الجذل إلا أنه لا يكبر )
وقد أبدع ابن الرومى في قوله يذكر مغنية ورقيبها
( ما بالها قد حسنت ورقيبها ... أبدا قبيح قبح الرقباء )
( ما ذاك إلا أنها شمس الضحى ... أبدا يكون رقيبها الحرباء )
1882 - قولهم لاأطلب اثرا بعد عين
العين المعاينة ومعناه لا أترك الشيء وأنا أعاينه ثم أتتبع أثره حين فاتنى
وقيل العين هاهنا نفس الشيء يقول لا أترك الشيء الذي أطلبه ثم أتتبعه إذا فات وهو من قولهم هو درهمى بعينه
والمثل لمالك بن عمرو العاملى وذلك أن بعض ملوك غسان طلب رجلا من عاملة ففاته فأخذ منهم رجلين وهما مالك بن عمرو وأخوه سماك بن عمرو فقال إنى قاتل أحدكما فقال كل واحد منهما اقتلنى مكان

أخى فعزم على قتل سماك فقال حين قدم للقتل
( فأقسم لو قتلوا مالكا ... لكنت لهم حية راصدة )
فقتل وخلى مالك فانصرف إلى أهله فلبث زمانا ثم إن ركبا مروا وأحدهم يغنى
( فأقسم لو قتلوا مالكا ... لكنت لهم حية راصده )
فسمعته أم سماك فقالت يا مالك قبح الله الحياة بعد سماك اخرج في الطلب بأخيك فخرج فلقى قاتل أخيه يسير في نفر من قومه فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه فقالوا له لك مائة من الإبل وكف فقال لا أطلب أثرا بعد عين وحمل عليه فقتله أي لاألتمس الإبل وهي غائبة عنى وأترك ثأرى وهو نصب عيني وقال الطائى في معنى هذا المثل
( قالوا أتبكى على رسم فقلت لهم ... من فاته العين هدى شوقه الأثر )
1883 - قولهم لا ذنب لي قد قلت للقوم استقوا
يضرب مثلا للتبرى من الأمر يقوله الرجل يعظ القوم فلا ينتهون

1884 - قولهم لا ناقتى فيها ولا جملى
والمثل للحارث بن عباد قاله حين قتل جساس كليبا واعتزل الفريقين حتى قتل ابنه بجير وقد مضى حديثه ومنه قول الراعى
( وما هجرتك حتى قلت معلنة ... لا ناقة لي في هذا ولا جمل )
وقال أبو سعيد المخزومي
( أدعبل بن على دع مفاخرتى ... فلست ذا ناقة فيها ولا جمل )
1885 - قولهم لا ينفعك من جار سوء توق
أي لا تقدر على الاحتراس منه لقربه منك وقيل أعوذ بالله من جار عينه ترانى وقلبه يرعانى إن رأى حسنة كتمها وإن رأى سيئة نشرها
1886 - قولهم لا يلتاط هذا بصفرى
معناه لا يلصق بقلبي
والالتياط اللصوق والصفر هاهنا القلب

وفي موضع آخر دابة تكون في البطن تعض على الشراسيف عند الجوع وهكذا تزعم العرب وقال الشاعر
( لا يتأرى لما في القلب يرقبه ... ولا يعض على شرسوفه الصفر )
وقال ثعلب معناه أنه لا يوافقنى قال والصفر داء يكون في البطن لا ينفع معه الطعام
ومن أمثالهم في عدم الموافقة قولهم لا يجمع السيفان في غمد وهو من قول أبي ذؤيب
( تريدين كيما تجمعيني وخالدا ... وهل يجمع السيفان ويحك في غمد )
1887 - قولهم لا تبطر صاحبك ذرعه
أي لا تحمله ما لا يطيق
1888 - قولهم لا تجعل شمالك جردبانا
وهو أن يؤاكلك الرجل فيأكل بيمينه ويسرق بشماله يضرب مثلا

للحريص الذي يريد الشيء كله لنفسه قال الشاعر
( إذا ما كنت في قوم شهاى ... فلا تجعل شمالك جردبانا )
ومن أمثالهم في نحو هذاالمثل قولهم أراد أن يأكل بيدين
1889 - قولهم لا ماءك أبقيت ولا حرك أنقبت
يضرب مثلا لطالب الشيء باضاعة غيره حتى يفوتاه جميعا
وأصله أن أن رجلا كان في سفر ومعه امرأته وكانت عاركا فحضر طهرها ومعه ماء يسير فقيل لها أحري الاغتسال إلى وقت ورود الماء فأبت واغتسلت بالماء الذي كان معها فبقيت هي وزوجها عطشانين من غير أن تبلغ حاجتها من الطهر وقريب منه قولهم
1890 - قولهم لا أبوك نشر ولا التراب نفد
وأصله أن رجلا قال لو علمت أين قتل أبى لأخذت من تراب موضعه فجعلته على رأسى فقيل له ذلك
والمعنى أنك لم تدرك بثأر أبيك ولو اقتصرت من الطلب بثأره على وضع التراب على رأسك وجدت التراب حاضرا بكل مكان غير نافد والنافد الفانى
يضرب مثلا لتكلف الإنسان الشيء لا جدوى له

1891 - قولهم لا يطاع لقصير أمر
يضرب مثلا للذي يستشار ويعصى
وللنصيح يتهم وقد مر حديثه
1892 - قولهم لا تنقش الشوكة بمثلها فإن ضلعها معها وإزالتها لها
يقول لا تستعن في حاجتك بمن هو للمطلوب أنصح منه لك
والضلع الميل يقول إن الشوكة إذا نقشت بها شوكة أخرى لم تخرجها وانكسرت معها فصار أمر الشوكة أشد تفاقما
وقد نقشت الشوكة إذا استخرجتها وأصل النقش الاستقصاء وذلك أن الشوكة يستقصى عليها في الكشف عنها حتى تستخرج وفي الحديث من نوقش في الحساب عذب أي من استقصى عليه فيه قال الشاعر
( لا تنقشن برجل غيرك شوكة ... فتقى برجلك رجل من قد شاكها )
وتقول شاكنى الشوك إذا دخل فيك وشكت الشوك إذا أدخلت فيه

1893 - قولهم لا مخبأ لعطر بعد عروس
يضرب مثلا للشيء يستعجل عند الحاجة إليه
واصله أن رجلا تزوج امرأة فهديت إليه فوجدها تفلة فقال أين الطيب فقالت خبأته فقال لا مخبأ لعطر بعد عروس والعروس اسم للرجل والمرأة فإذا كان الرجل فجمعه عرس وإذا كانت المرأة فالجمع العرائس
1894 - قولهم لا بقيا للحمية بعد الحرائم
قاله محكم اليمامة يوم مسيلمة وجعل يقول الآن تستخف الكرائم غير حظيات وينكحن غير رضيات فما كان عندكم من حسب فأخرجوه فلا بقيا للحمية بعد الحرائم
ومعناه أن الكريم لا يستبقى الحمية عند انتهاك الحرمة
1895 - قولهم لا تبق إلا على نفسك
معناه معنى قولهم اجهد جهدك أي ليكن بقياك عليك فأما على فلا

1896 - قولهم لا يرحلن رحلك من ليس معك
قال الأصمعي معناه لا يدخل في أمرك من ليس ضرره ضررك ونفعه نفعك يقال رحلت البعير إذا وضعت عليه الرحل فهو راحلة فاعلة بمعنى مفعولة وفي معناه قولهم لست لمن ليس لي
وقالوا من لم يكن كله لك كان كله عليك
1897 - قولهم لا يعرف المكذوب كيف يأتمر
معناه أن المكذوب يغطى عليه الشأن فلا يدرى كيف ينفذ فيه ويدبره
وإنما يكون تدبير الأمر على قدر المعرفة بوجوهه فأما من طوى عنه فلم يعرفه لم يقدر على تدبيره ولذلك قيل لارأى لمكذوب أي ليس له رأى ينفع
ومن أمثالهم في الكذب إذا كنت كذوبا فكن ذكورا قال الشاعر
( تكذب الكذبة جهلا ... ثم تنساها قريبا )
( كن ذكورا للذي ... تحكى إذا كنت كذوبا )
ويقال قد ائتمرت أمرى إذا تدبرته وأنفذته

1898 - قولهم لا تحمد العروس عام هدائها
يراد أن كل من استأنف أمرا عمل له وإنما يتبين صلاحه من فساده له إذا قضى حاجته منه وأدركته الملالة من صحبته فإن كل من طالت صحبته للشيء مله
1899 - قولهم لا يصطلى بناره
يراد أنه لا يتعرض لشره ومثله لا يعوى ولا ينبح وقال صاحب المقصورة
( لا يصطلى بناره عند الوغى ... ويصطلى بناره عند القرى )
وقال الأصمعي لا يغوى ولا ينبح مثل للرجل الذليل المهين الذي لا يؤبه له ولا يعتد به من ضعفه ومهانته
1900 - قولهم لا يعدم شقى مهرا
معناه لا يعدم شقى عناء وذلك أن صنعة المهر والقيام عليه حتى يكمل ويتم عناء ونحوه قولهم

( إن الشقاء على الأشقين مصبوب ... )
وهو من قول امرئ القيس
( وبالأشقين ما كان العقاب ... )
1901 - قولهم لا تعدم الحسناء ذاما
معناه لا يخلو أحد من شيء يعاب به وقلت
( عز الكمال فما يحظى به أحد ... فكل خلق وإن لم يدر ذو عاب )
ويمكن أن يكون معناه لا يسلم أحد من أن يعاب وإن لم يكن ذا عيب قال الشاعر
( كضرائرالحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لدميم )
ويروى بيت الأعشى
( وقد قالت قتيلة إذ رأتنى ... وقد لا تعدم الحسناء ذاما )

وقلت
( وفي كل شيء حين تخبر أمره ... معايب حتى البدر أكلف أسفع )
وقال آخر
( إن الرجال معادن ولقلما ... تلقى المهذب لا يفارق ذاما )
1902 - قولهم لا تكن أدنى العيرين إلى السهم
معناه لا تعرض للشر من بين أصحابك فتكون أقربهم إلى المكروه ونحوه قولهم لا تكن كالباحث عن الشفرة وقد تقدم القول فيه
1903 - قولهم لا في العير ولا في النفير
يضرب مثلا للرجل يحتقر لقلة نفعه
والعير الإبل تحمل التجارة ويعنى به هاهنا عير قريش التي خرج رسول الله لأخذها ووقعت وقعة بدر لأجلها والنفير يعنى به وقعة بدر وذلك أن كل من تخلف عن العير وعن النفير لبدر من أهل مكة كان مستصغرا حقيرا فيهم ثم جعل مثلا لكل من هذه صفته

1904 - قولهم لا تسخر من شيء فيحور بك
1905 - وقولهم لا تسخر من قرنى وعل أن يحولا بك
يقول لا تسخر فتبتلى أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا الزينتى قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا عبد الله بن بكر المزنى عن أبيه أن أبا موسى قال رأيت رجلا يرضع شاة فسخرت منه فخشيت ألا أموت حتى أرضعها وقوله أن يحولا بك أي لئلا يحولا بك يقال ضربته أن يعود أي لئلا يعود وفي القرآن الكريم ( يبين الله لكم أن تضلوا ) أي لئلا تضلوا ومعناه أن يتحولا إلى الآخر فيصير ذا قرنين كذا يقول قوم من النحويين
وأصل الحول التغير من حال إلى حال وبه سميت المحالة التي يستقن عليها لأنها تدور حتى ترجع إلى ماكانت فيه
والحول من الرجال من ذلك ومنه قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وتقول في الدعاء بك أحول وبك أصول

1906 - قولهم لا يعرف هرا من بر
قال الأصمعي معناه لا يعرف شيئا من شيء وقيل معناه لا يعرف من يبره ممن يكرهه
يقال هررت الشيء إذا كرهته قال عنترة
( ونطعنهم حتى يهروا العواليا ... ) وقيل معناه أنه لا يعرف السنور من الفأر
والهر السنور قيل والبر الفأرة ولا نعرف صحة ذلك
1907 - قولهم لا تدرى بما يولع هرمك
يقول لا تدرى ما يكون في آخر أمرك ونحوه قول زهير
( وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عم )
وقول الآخر
( وما تدرى وإن أزمعت أمرا ... بأي الأرض يدركك المقيل )

وقال المثقب
( وما أدرى إذا يممت أرضا ... أريد الخير أيهما يليني )
( أألخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني )
1908 - قولهم لا حريز مع بيع
يراد لا تأمن أن تبيع ما لا تريد بيعه وقريب منه قول الشاعر
( وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين )
ومن أمثالهم في الابتياع قولهم
وما كل ما مبتاع من الناس يربح
وقولهم
وبعض الغلاء في البضاعة أتجر
وفي خلاف ذلك قولهم
( وغلا على طلابه ... والدر يترك من غلائه )

1909 - قولهم لا تعدم من ابن عم نصرا
يقول إنك تجد ابن عمك ناصرا لك على ما فيه من حسد وبغصاء وقيل لبعضهم ما تقول في ابن العم فقال عدوك وعدو عدوك
1910 - قولهم لا ينتطح فيها عنزان
يضرب مثلا للأمر يبطل ويذهب فلا يكون له طالب
وأول من قاله النبي
أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا يحيى بن محمد مولى بنى هاشم قال حدثنا بكر بن عبد الوهاب قال حدثنا الواقدى قال حدثنا عبد الله بن الحارث بن فضيل عن أبيه قال كانت عصماء بنت مروان من بنى أمية بن زيد قال وزوجها يزيد بن حصن الحطمى وكانت تحرض على المسلمين وتؤذيهم وتقول الشعر فجعل عمير بن عدى عليه ندرا لله لئن رد الله عزوجل رسوله سالما من بدر ليقتلنها قال فعدا عمير في جوف الليل فقتلها ثم لحق بالنبي فصلى معه الصبح وكان النبي يتفحصهم إذا قام يدخل منزله فقال لعمير بن عدى أقتلت عصماء قال نعم قال فقلت يا نبى الله هل على في قتلها شيء فقال رسول الله لا ينتطح فيها عنزان قال فهى أول ما سمعت منه

ومثل ذلك قولهم لا تنفط فيها عناق وتكفل رجل بقوم فأخفروه فحضض عليهم فقال
( سيمنع عجل سبيها في بيوتها ... ويحمى بجيرا وابن أسعد بارد )
( فكيف ولم تنفط عناق ولم ترع ... سوام بأكناف الأحرة ماجد )
أي كثير ونفيط العناق شبيه بالعطاس
ولما قتل عثمان رضي الله عنه قال عدى بن حاتم لا ينتطح فيها عنزان فقتل ابنه وفقئت عينه بصفين فقيل له انتطح فيها عنزان قال نعم والتيس الأصجم 000ويقولون في سكون الناس لا تنتطح جماء وذات قرن
1911 - قولهم لا أكون كالضبع تسمع اللدم حتى تصاد
أي أغفل عما يجب له التيقظ
اللدم الضرب باليد وإذا ضرب على وجار الضبع باليد لبدت بالأرض فتؤخذ

1912 - قولهم لا تراهن على الصعبة
يضرب مثلا في التحذير
1913 - قولهم لا أخا لك باللئيم
يراد به النهى عن إكرام اللئيم ومعناه أنك إذا قلت للئيم يا أخي جهل قدره ورأى أنه فوقك وقريب من هذا المعنى قول صالح بن عبد القدوس
( إذا وليت معروفا لئيما ... فعدك قد قتلت له قتيلا )
( فكن من ذاك معتذرا إليه ... وقل إنىأتيتك مسقيلا )
( فإن يغفر فلم يغفر صغيرا ... وإن عاقبت لم تظلم فتيلا )
وقال ابن عباس رضي الله عنه في خلاف ذلك إن العاقل الكريم صديق لكل أحد إلا لمن ضره والجاهل اللئيم عدو لكل أحد إلا لمن نفعه

1914 - قولهم لا حم ولارم
معناه لا بد من الأمر ولا حم معناه لا بد ورم إتباع
1915 - قولهم لا توبس الثرى بينى وبينك
أي لا تقطع الود الذي بيننا والثرى هاهنا مثل وأصله الندى وقال الشاعر
( ولا توبسوا بينى وبينكم الثرى ... فإن الذي بيني وبينكم مثرى )
1916 - قولهم لا حر بوادى عوف
يقال ذلك للرجل يسود القوم فلا ينازعه أحد منهم سيادته وهو عوف بن محلم وقد مر حديثه

1917 - قولهم لا ينادى وليده
قال أبو العباس معناه أنه أمر عظيم لا يدعى فيه الصغار
وإنما يدعى فيه الكبار
وقال ابن الأعرابي يعنى أنه أمر كامل قد بلغ وما فيه خلل ولا اضطراب قد قام به الكبار فاستغنى بهم عن الصغار
وقال الفراء هذه لفظة تستعملها العرب إذا أرادت الغاية وأنشد
( لقد شرعت كفا يزيد بن مزيد ... شرائع جود لا ينادى وليدها )
وقال الكلابى هذا مثل يقوله القوم إذا أخصبوا وكثرت أموالهم فإذا أومأ الصغير إلى شيء لم يصلح عليه ولم ينه عنه جعل مثلا لكل كثرة وسعة
وقال الأصمعى أصله في الشدة والجدب يصيب القوم حتى يشغل الأم عن ولدها فلا تناديه ثم جعل مثلا لكل شدة وأمر عظيم
1918 - قولهم لا يطار غرابه
يجعل مثلا في الكثرة حتى إن الغراب إذا وقع على شيء يأكله لم ينفر

1919 - قولهم لا دريت ولا ائتليت
قال الفراء ائتليت افتعلت من ألوت إذا قصرت فتقول لا دريت ولا قصرت في الطلب فيكون اشفى لك
وقال الأصمعى ائتليت افتعلت من ألوت الشيء إذا استطعته تقول لا دريت ولا استطعت أن تدرى ولا تلوت أي لا أحسنت أن تتلو فقلبوا الواو ياء للازدواج
وهذا يجرى مجرى المثل فأوردته هاهنا
1920 - قولهم لا رأى لمن لايطاع
أول من قاله عتبة بن ربيعة وتمثل به على عليه السلام
وقاله عتبة حين أجمعت قريش المسير إلى بدر وهو مأخوذ من قول الشاعر
( أمرتهم أمرى بمنعرج اللوى ... ولاأمر للمعصى إلا مضيعا )

1921 - قولهم لا أفعله سن الحسل
أي لا أفعله أبدا وقد مر تفسيره في الباب الخامس
1922 - قولهم لا يبلغ همك الصبحان
يحث به على البكور في الحوائج ومعناه أنك إذا تصبحت لم تدرك ما تهم به
وقيل للأعمش ما لنا نرى حديثك منقى قال لما فاتنى من العصائد بالغدوات
وقيل لبزر جمهر بم نلت ما نلت من هذا العلم قال ببكور كبكور الغراب وحرص كحرص الخنزير وصبر كصبر الحمار
1923 - قولهم لا تبلم عليه
معناه لا تقبح عليه فعله من قولك أبلمت الناقة إذ ورم حياها من شدة الضبعة قاله الأصمعى
وقيل لا تبلم عليه أي لا تجمع عليه أنواعا من المكروه كجمع الأبلمة أنواع المقل

والأبلمة خوصة المقل وأما قولهم لا تجلح فمعناه لا تكاشف مأخوذ من الجلح وهو انحسار الشعر من مقدم الرأس
وقولهم لا تبسق قال الأصمعى معناه لا تطول من البسوق وهو الطول وفي القرآن الكريم ( والنخل باسقات )
1924 - قولهم لا تبرقل علينا
والبرقلة الكلام بلا فعل مأخوذ من البرق بلا مطر وهو مثل الحوقلة من لا حول ولا قوة إلا بالله والبسملة من قولك بسم الله
وحكى الخليل حيعل حيعل من قول المؤذن حي على الصلاة
1925 - قولهم لا يقوم بطن نفسه
أي بقوتها ومؤونتها وأصل الظن الجسم
ويقال رجل عظيم الطن أي عظيم الجسم قال الراجز
( لما رأونى واقفا كأنى ... بدر تجلى من دجى الدجن )

( غضبان أهذى بكلام الجن ... فبعضه منهم وبعض منى )
( بجبهة جبهاء كالمجن ... ضخم الذراعين عظيم الطن )
وقال ثعلب الطن التزوار الذي بين الجوالقين يقول لا يقوم بهذا المقدار
1926 - قولهم لا شحم ولا نفش
وقال بعضهم إن لم يكن شحم فنفش
وقال ابن الأعرابي إن لم يكن فعل فرياء والنفش الصوف والنفش أن تبتعث الماشية بالليل فترعى وفي القرآن ( إذ نفشت فيه غنم القوم )
1927 - قولهم لا تنه عن خلق وتأتى مثله
أي لا تجمع بين هذين
كما تقول لا تأكل السمك وتشرب اللبن وهو من شعر المتوكل بن عبد الله الليثي أوله

( للغانيات بذى المجاز رسوم ... فببطن مكة عهدهن قديم )
( فالهم مالم تمضه لسبيله ... داء تضمنه الضلوع مقيم )
( لا تتبعن سبل السفاهة واقتصد ... إن السفيه مضعف مذموم )
( وأقم لمن صافيت وجها واحدا ... إن اللحاظ على الضمير نموم )
( لا تنه عن خلق وتأتى مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم )
1928 - قولهم لا يقعقع له بالشنان
يضرب مثلا للرجل الشهم لا يفزع بالوعيد وقريب منه قول بعضهم البغل لا تفزعه الجلاجل والشنان جمع شن وهو الجلد اليابس
1929 - قولهم لا قرار على زأر من الأسد
يضرب مثلا للمتوعد القادر على الإنتقام وقول من قول النابغة
( نبئت أن أبا قابوس أوعدنى ... ولا قرار على زأر من الأسد )

1930 - قولهم لا قبل الله منه صرفا ولا عدلا
قال الأصمعى الصرف التطوع والعدل الفريضة
وقال أبو عبيدة الصرف الحيلة والعدل الفداء ومنه قوله تعالى ( وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها )
والصرف أيضا الكسب يقال رجل مصطرف محترف
1931 - قولهم لا طامة إلا وفوقها طامة
المثل لأبي بكر الصديق رضى الله عنه أخبرنا أبو أحمد في خبر طويل نورده لحسنه وكثرة فوائده
أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا صالح بن أحمد بن أبى مقاتل البغدادى قال حدثنا عبد الجبار بن كثير بن سيار التميمي أبو إسحاق قال حدثنا محمد بن بشر بن عبد الرحمن الصنعانى قال حدثنا أبان بن عبد الله البجلى عن أبان بن ثعلب عن عكرمة عن ابن عباس قال حدثنا على بن أبي طالب رضى الله عنه قال لما أمر الله رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر فسلم ووقفت أنا مع رسول الله قال على عليه السلام وكان

أبو بكر مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة فقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال وأى ربيعة أنتم قالوا ذهل الأكبر
قال أبو بكر من هامتها أم من لها زمها قالوا بل من هامتها العظمى قال فمنكم عوف الذي يقال له لا حر بوادى عوف قالوا لا قال فمنكم الحو فزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها قالوا لا قال فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الأحياء قالوا لا قال فمنكم جساس ابن مرة حامى الذمار ومانع الجار قالوا لا قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها قالوا لا قال فمنكم أبو دلف صاحب العمامة الفردة قالوا لا قال فمنكم أخوال الملوك من كندة قالوا لا قال فمنكم أصهار الملوك من لخم قالوا لا قال فلستم ذهلا الأكبر أنتم ذهل الأصغر فقام إليه غلام من شيبان يقال له دغفل حين بقل وجهه فقال
( إن على سائلنا أن نسأله ... والعبء لا تعرفه أو تحمله )
يا هذا إنك قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا فممن الرجل فقال أبو بكر أنا من قريش فقال الفتى بخ بخ أهل الشرف والرياسة فمن أى قريش أنت قال من ولد تيم بن مرة فقال الفتى أمكنت والله الرامى من سواء الثغرة فمنكم قصى الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعى في قريش مجمعا الذي قيل فيه
( أبونا قصى كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر )

قال لا قال فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه فقيل فيه
( عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف )
قال لا قال فمنكم شيبة الحمد مطمم طير السماء الذي كان وجهه يضيء في الليلة الظلماء قال لا قال أفمن أهل الندوة أنت قال لا قال أفمن أهل الحجابة أنت قال لا
قال أفمن أهل السقاية أنت قال لا قال أفمن أهل الإفاضة بالناس أنت قال لا قال فأنت إذا من زمعات قريش
قال فاجتذب أبو بكر زمام ناقته ورجع إلى رسول الله فقال الغلام
( صادف درء السيل درأ يدفعه ... يهيضه حينا وحينا يصرعه )
أما والله لو تثبت لأعلمته أنه من زمعات قريش قال فتبسم رسول الله قال على فقلت يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابى على باقعة طامة قال أجل يا أبا الحسن ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء موكل بالمنطق
قال ثم دفعنا إلى مجلس عليهم بالسكينة والوقار فتقدم أبو بكر

فسلم ودنا فقال ممن القوم قالوا من شيبان بن ثعلبة فقال يا رسول الله ما وراء هؤلاء من قومهم شيء هؤلاء غرر الناس وفيهم مفروق ابن عمرو وهانئ بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك فقال أبو بكر كيف العدد فيكم فقال مفروق يزيد على ألف ولن يغلب الألف من قلة فقال أبو بكر فكيف المنعة فيكم قال علينا الجهد ولكل قوم فقال كيف الحرب بينكم وبين عدوكم قال إنا لأشد ما نكون غضبا حين نلقى وأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من الله يديلنا مرة ويديل علينا مرة أخرى لعلك أخو قريش قال أبو بكر وقد بلغكم أنه رسول الله فها هو ذا فقال مفروق قد بلغنا أنه يذكر ذاك فإلام يدعو قريشا فتقدم رسول الله فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه فقال أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنى رسول الله وإلى أن تؤوونى وتنصرونى فإن قريشا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغنى الحميد فقال مفروق وإلام تدعو أيضا فقال رسول الله ( تعالوا أتل عليكم ما حرم ربكم عليكم ) الآية فقال مفروق وإلام تدعو ايضا فوالله ما سمعت كلاما هو أجمل من هذا ولو كان من كلام أهل الأرض لفهمناه فقال رسول الله ( إن الله يأمر بالعدل والاحسان )

فقال مفروق دعوت والله إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا
فقال هانئ قد سمعت مقالتك يا أخا قريش وإنى أرى أن تركنا ديننا وإتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر زلة في الرأى وقلة نظر في العاقبة وإنما تكون الزلة مع العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا
فقال المثنى قد سمعت مقالتك قريش والجواب جواب هانئ بن قبيصة وإنما نزلنا بين الصريين اليمامة والسمامة فقال رسول الله ما هذان الصريان قال مياه العرب ما كان منها يلى أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول وأما ما كان يلى مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنما نزلنا على عهد أخذه كسرى علينا ألا نحدث حدثا ولا نؤوى محدثا
وأنا أرىأن هذا الذي تدعو إليه تكرهه الملوك فإن شئت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا
فقال رسول الله ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون لله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم لك ذلك ثم تلا رسول الله ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ) ثم نهض قابضا على يدى ابى بكر يقول يا أبا بكر أية أخلاق للعرب كانت في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض

وبها يتحاجزون فيما بينهم
ثم نهضنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما برحنا حتى بايعوا رسول الله وكانوا صدقا صبرا
1932 - قولهم لا ترضى شانئة إلا بجرزة
قال المبرد تأويل ذلك أن الشانئة لا ترضى فيمن أبغضته إلا بالاستئصال وأصل ذلك أن السيف الجراز هو الذي لا يبقى من الضريبة شيئا والجروز هو الذي إذا قعد على زاد أفناه ومن هذا أرض جرز وأرضون أجراز إذا كانت لا تنبت شيئا وتأويل ذلك أنها تأكل نبتها
وفي القرآن الكريم ( نسوق الماء إلى الأرض الجرز )
وجميع ذلك يرجع إلى الاستئصال
1933 - قولهم لا تبل في قليب شربت منه
حكاه ثعلب قال ومعناه لا تذم من أسدى إليك معروفا
1934 - قولهم لا ينام ولا ينيم
قال الأصمعى ينيم يكون منه ما يرفع السهر فينام معه فكأنه أتى بالنوم
وقال غيره إنه يأتى بسرور ينام معه

1935 - قولهم لا يعرف الى من الحي
الحى الكلام الظاهر واللى الكلام الخفى ومثله لا يعرف الوحى من السفر الوحى الاشارة والسفر الكشف قال الشاعر
( ألا رب سر عندنا غير ضائع ... لنا ما ذكرناه بوحى ولا سفر )
أى لم نسفرفيضيع لمن سمعه ولم نبح به إلى من يكلمه ولا يعرف الحو من اللو
الحو نعم واللو لا
وقيل لا يعرف ما حوى مما لوى
وقيل الحى من اللى الحى الحوية وهي الكساء يخاط ويجعل مركبا من مراكب النساء واللى لى الحبل وفتله
قال ابن الأعرابي الحى الحق واللى الباطل يقال ذلك للأحمق الذي لايعرف شيئا

الباب التاسع والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله ياء
فهرسته
يشوب ويروب
يا للعضيهة ويا للأفيكة
يعلم من أين يؤكل الكتف
يا بعضى دع بعضا
يا حرزى وأبتغى النوافلا
يا طبيب طب لنفسك
يرقم في الماء
يذهب يوم الغيم ولم يشعر به
يجرى بليق ويذم
يحمل شن ويفدى لكيز
يا مهدى المال كل ما أهديت
يؤتى على يدى الحريص
يا رب شد في الكرز
يا عاقلا اذكر حلا
اليمين حنث ومندمة
يداك أو كتاوفوك نفخ
يأكل وسطا ويربض حجرة
اليوم خمر وغدا أمر
يحف له ويرف
يوم بيوم الحفض المجور
اليوم ظلم
يدب الضراء
يسر حسوا في ارتغاء
يريك بشر ما أحار مشفر
يريك يوم برأيه
يأكل بيدين
يعد لكلب السوء كلب يعادله
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع في أوائل أصولها
الياء
أيقظ من ذئب
أيبس من صخر
أيأس من غريق
أيسر من لقمان

التفسير
1936 - قولهم يشوب ويروب
يضرب مثلا للرجل يصيب مرة ويخطئ مرة أخرى
ومثله قولهم يشج ويأسو قالوا ويشوب معناه يخلط ويروب يبخس والروب البخس ويقولون في البيع لا شوب ولا روب الشوب الخلط وهو أن يخلط الرجل الجد بالهزل ليخادعه والروب أن يبخسه ولبن مروب نقيع قد اتت عليه ساعات والرويب الرجل الذي نام حتى شبع والجمع روبى كما تقول مريض ومرضى قال بشر
فألفاهم القوم روبى نياما
ورواه الأصمعى يشوب ولا يروب قال ومعناه يخلط ويأسو يصلح وأصله في إصلاح الجرح
1937 - قولهم يا للعضيهة
1938 - قولهم يا للافيكة
إذا فتحت اللام فإنك تدعو إليها كأنك تريد يا عضيهة ما أعجبك ويقولون يا للماء يريدون يا ماء ما أكثرك

فإذا كسرت اللام فإنك تريد يأيها الناس تعالوا فاعجبوا لهذه العضيهة
والعضيهة الكلام القبيح والأفيكة من الإفك وهو الكذب وأصله من صرف الشيء عن وجهه ومنه أفكوا أي صرفوا عن الحق
1939 - قولهم يعلم من أين يؤكل الكتف
ويجوز أن يورد في باب التاء وباب الألف أعلم وتعلم ولكن هكذا قرأناه في كتب الأمثال
قال الأصمعى تقول العرب للرجل الضعيف الرأى إنه لا يحسن أكل لحم الكتف وقال الشاعر
( إنى على ما ترين من كبرى ... أعلم من أين يؤكل الكتف )
وقيل إن لحم الكتف إذا نزعته من إحدى جهاته انتزع جملة وإذا نزعته من الجهة الأخرى تفرق ويعنون بالمثل ذلك
1940 - قولهم يركب الصعب من لا ذلول له
أي يحمل نفسه على الشدائد من لا يجد ما يناله في سهولة
والصعب من الإبل الذي لم يرض وذلك أنشط له والذلول السهل والمصدر الذل بكسر الذال وأما الذل فالهوان

1941 - قولهم يا بعضى دع بعضا
يضرب مثلا في التعاطف على الأرحام وتحنن بعضها على بعض
والمثل لزرارة بن عدس التميمي وكانت ابنته تحت سويد بن ربيعة ولها منه تسعة بنين فقتل سويد أخا لعمرو بن هند الملك صغيرا وهرب فلم يقدر عليه فأرسل عمرو إلى زرارة أن ائتنى بولده من ابنتك فأتاه بهم فأمر بقتلهم فتعلقوا بجدهم زرارة فقال يا بعضى دع بعضا فسارت مثلا في التحنن على الأقارب إذا نزل بهم ما لا مدفع له
1942 - قولهم يلدع ويصئ
يضرب مثلا للرجل يظلم ويشكو
يقال صاء الفرخ يصئ صيأ وكذلك يقال للعقرب صأت تصأى
واللدغ ما يكون بإبرة والنهش بالفم
1943 - قولهم يا حرزى وأبتغى النوافلا
يقول قد أحرزت ما أريده وأنا أبتغى الزيادة
1944 - قولهم يا طبيب طب لنفسك
يضرب مثلا للرجل يدعى العلم وهو جاهل أو ينتحل الصلاح وهو

مفسد وأصل الطب العلم وهو السحر أيضا
وطب نفسك وطب وقالت الحكماء ثلاثة من ثلاثة أقبح منها في غيرهم البخل من ذوى الأموال والفحش من ذوى الإحسان والعلة في الأطباء
1945 - قولهم يرقم على الماء
يقال ذلك للرجل الحاذق أي من حذقه يرقم حيث لا يثبت الرقم
ويضرب ذلك مثلا أيضا للشيء لا يثبت ولا يؤثر وقال ابن الرومى
( وكم قارع سمعى بوعظ يجيده ... ولكنه في الماء يرقم ما رقم )
أي لا يدخل وعظه سمعى ولا يؤثر في قلبي
1946 - قولهم يذهب يوم الغيم ولا يشعر به
يضرب مثلا للساهى عن حاجته حتى تفوته ولا يعلم
والشعور علم ما يدق ويلطف واشتقاقه من الشعر ومن ثم قيل للشاعر شاعر لأنه يفطن لدقيق المعانى
1947 - قولهم يجرى بليق ويذم
يضرب مثلا للرجل يحسن ويلام وبليق اسم فرس كان يسبق ويعاب

ومثله الشعير يؤكل ويذم
والعامة تقول أكلا وذما وقريب من ذلك قول بعضهم إذا أرسلت لتحمل البعر فلا تحمل التمر فيؤكل التمر وتعنف على الخلاف
وقال عبد الله بن جدعان
( ألام وأعطى واللئيم مجاورى ... له مثل مالى لا يلام ولا يعطى )
1948 - قولهم
( يا عجبا لهذه الفليقه ... هل تغلبن القوباء الريقه )
قال ثعلب أي هل تغلب القوباء الريقة فتذهب بها وهي رقيقة والقوباء غليظة شديدة يريد إنكم تستخفون بهذه الداهية وهي الفليقة وتستصغرونها وقد أشفيتم منها على الهلاك يحضهم على التحرز
وقيل معناه أن الضعيف يغلب القوى إذا دامت ممارسته له
والفليقة الداهية وأفلق الرجل إذا جاء بالداهية
1949 - قولهم يحمل شن ويفدى لكيز
يضرب مثلا للرجلين يهان أحدهما ويكرم الآخر
وشن ولكيز ابنا قصى بن عبد القيس وكانا مع أمهما في سفر فنزلوا ذا طوى فقالت يا لكيز قم فديتك حتى ترحل وقالت لشن تعال فاحملنى

فقيل لها يحمل شن ويفدى لكيز ومن هاهنا أخذ الشاعر قوله
( وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب )
والعامة تقول في معنى هذا المثل يشرب عجلان ويسكر ميسرة
1950 - قولهم يا مهدى المال كل ما أهديت
يضرب مثلا للبخيل يمنع الناس ويوسع على نفسه ويتبجح بذلك
يقول إنما تهدى إلى نفسك فدع ذكره
ومثله قولهم للممتن على نفسك فليكن المن
1951 - قولهم يؤتى على يدى الحريص
يضرب مثلا في هلاك الشيء على ضن صاحبه به
يقول إن مال الحريص لا يبقى على شدته وحذره وحفظه له حتى يؤتى على يديه أى على ما فى يديه ونظيره قول الشاعر
( سيأتى على ما عنده وعليه ... )

1952 - قولهم يا ويلتا رآنىربيعة
يضرب مثلا للشيء يشتهى أن يعرف مكانه وهو يخفى ذلك
وأصله أن امرأة مر بها رجل يقال له ربيعة فأحبت أن يراها وهو مار لا يلتفت إليها فقالت يا ويلتا رآنى ربيعة فالتفت فرآها
وقريب منه قولهم أعن صبوح ترقق
1953 - قولهم يا عاقد اذكر حلا
وقد يقال يا حامل اذكر حلا يضرب مثلا للنظر في العواقب وأصله أن الرجل يشد حمله على بعيره فيسرف في الاستيثاق فيضر ذلك به وببعيره عند الحلول وأخذ المثل أبو نواس فقال
( يا عاقد القلب منى ... هلا تذكرت حلا )
( تركت منى قليلا ... من القليل أقلا )
( يكاد لا يجتزى ... أقل في القول من لا )
ومن جيد ما قيل في النظر في العواقب قول أبى حازم النظر في العواقب

تلقيح العقول وقال غيره خير الأمور أحمدها مغبة وقيل ليس للأمور بصاحب من لم ينظر في العواقب
1954 - قولهم يعود على المرء ما يأتمر
يضرب مثلا للمخطئ في تدبيره
1955 - قولهم يا ضل ما تجرى به العصا
يضرب مثلا للجد لا ينفع والعصا فرس جذيمة وقد مر حديثه
1956 - قولهم يدال من البقاع كما يدان من الرجال
يضرب مثلا في اختلاف أحوال البقاع وغيرها

1957 - قولهم يكفيك نصيبك شح القوم
يضرب مثلا في القناعة بما تيسر
1958 - قولهم يخبر عن مجهوله مرآته
يضرب مثلا للشيء يدل ظاهره على باطنه
1959 - قولهم يا ليت لي نعلين من جلد الضبع
يضرب مثلا للرضا بالخسيس وبعده
( وشركا من استها لا تنقطع ... كل الحذاء يحتذى الحافى الوقع )
والوقع الذي احتك لحم قدمه من المشى وقد وقع يوقع وقعا

1960 - قولهم اليمين حنث أو مندمة
قالوا معناه أنك إذا حلفت حنثت أو فعلت ما لا تشتهى كراهة الحنث فندمت
1961 - قولهم يداك أو كتا وفوك نفخ
يقال ذلك لمن يوقع نفسه في مكروه
وأصله أن رجلا أراد أن يعبر نهرا على سقاء فلم ينفخها ولم يوكها على ما ينبغى فلما توسط النهر انحل وكاؤها فصاح الغرق فقيل له يداك أو كتا وفوك نفخ أي أنك من قبل نفسك أتيت والوكاء الخيط الذي يشد به رأس السقاء
1962 - قولهم يأكل وسطا ويربض حجرة
يضرب مثلا لمشاركة الرجل أخاه في الرخاء ومجانبته إياه عند البلاء ومثله قول الشاعر
( موالينا إذا افتقروا إلينا ... وإن أثروا فليس لنا موالى )
والموالى هاهنا بنو الأعمام ويربض حجرة أي ناحية لا يعين على عمل وحجرات الشيء نواحيه

1963 - قولهم اليوم خمر وغدا أمر
معناه اليوم استرسال ولهو وغدا الجد والتشمير
والمثل لهمام ابن مرة وقد ذكرنا حديثه في الباب الأول
وقيل إنه لامرئ القيس ابن حجر قاله حين أراد الايقاع ببنى أسد لقتلهم أباه ومن حديثه أن قباذ ملك الحارث بن عمرو بن حجر على العرب لك ابنه حجرا على بنى أسد وكنانة وملك ابنه شرحبيلا على بنى تميم فلما هلك قباذ وولى أنو شروان ملك عليهم المنذر بن ماء السماء فلما أقبل المنذر هرب الحارث وانبعته خيل المنذر ففاتهم وأدركوا ابنه عمرا فقتلوه وبلغ الحارث مسحلان فقتلته كلب فتشتت ولده واختلفوا فتنكرت بنو أسد لحجر فخافهم فرحل إلى قومه ثم بدا له الرجوع إليهم فأقبل نحوهم مدلابنفسه وبجنده فلما قرب منهم تدامرت بنو أسد وقالوا والله لئن تمكن منكم ليتحكمن عليكم تحكم الصبى فساروا إليه فاقتتلوا وكان العلباء رئيسهم فتقدم فطعن حجرا فقتله وانهزمت كندة وهرب امرؤ القيس فأعجزهم فلحق بذى جدن فاستمده فبعث معه جيشا فسار إلى بنى أسد فارتحلوا عن منزلهم وبقى فيهم ناس من بنى كندة لا يعلمون مسير امرئ القيس فجاء حتى أوقع بهم فقالوا يا لثارات الهمام فقالوا لسنا بثأرك فكف بعد أن قتل منهم فندم فقال
( ألا يا لهف نفسى إثر قوم ... هم كانوا الشفاء فلم يصابوا )
( وقاهم جدهم ببنى أبيهم ... وبالأشقين ما كان العقاب )

( وأفلتهن علباء جريضا ... ولو أدركنه صفر الوطاب )
ثم اتبع بنى أسد فلما كان في الليلة التي يغير في صبيحتها عليهم نزل منزلا فريع القطا فقالت بنت علباء ما رأيت كالليلة قط قطا فقال لو ترك القطا لنام وعرف أن جيشا قريب منه فارتحل بنو أسد إلا بقايا منهم فصبحهم امرؤ القيس فقتلهم قتلا ذريعا وقال
( يا دار ماوية بالحائل ... )
إلى أن قال
( قد قرت العينان من مالك ... ومن بنى غنم ومن كاهل )
( نطعنهم سلكى ومخلوجة ... لفتك لأمين على نابل )
( حتى تركناهم لدى معرك ... أرجلهم كالخشب الشائل )
وقال بعضهم لم يكن امرؤ القيس مع أبيه حجر فبلغه خبره وهو على الشراب فقال اليوم خمر وغدا أمر
1964 - قولهم يحف له ويرف
أي يقوم له ويقعد وينصح ويشفق ويحف معناه يسمع له حفيف ويرف من قولهم رف الشجر إذا اهتز من النضارة ورف رفيفا وورف وريفا

1965 - قولهم يوم بيوم الحفض المجور
يراد أن هذا الذي فعلت بك هو بما فعلت بي قبل اليوم
وأصله أن شيخا من الأعراب كان له بنو عم فوثبوا عليه وضربوه وهدموا خباءه فلما كبر بنوه وثبوا على عمهم فهدموا خباءه فشكا ذلك إلى أخيه فقال يوم بيوم الحفض المجور
والحفض البيت من الشعر والصوف وما حوى من أكسيته وعمده والمجور المقلوع من أصله وكثر إستعمالهم للحفض حتى سموا البعير الذي يحمل عليه المتاع حفضا قال رؤبة
( يا بن قروم لسن بالأحفاض ... )
1966 - قولهم اليوم ظلم
يقال ذلك للرجل يؤمر أن يفعل الشيء قد كان يأباه
ومعناه اليوم وضع الأمر في غير موضعه وذلك أن رجلا قدم فراطا ففروا له في حوض فلما ورد بإبله وجد قوما قد سبقوه إلى الورد فسقوا إبلهم ومنعوه فقال خل سبيل الورد واليوم ظلم أى أرضى اليوم بما لم أكن أرضى به فصار مثلا لكل من جرى عليه ظلم ولم يكن له امتناع

1967 - قولهم يأكل بيدين
يضرب مثلا للرجل تكون له أكلة من وجه فيشره لوجه آخر فتذهب الأولى
1968 - قولهم يريك بشر ما أحار مشفر
يضرب مثلا للرجل يحسن جسمه لشدة ضرسه وجودة أكله
ويقال أيضا للرجل يرى في حال حسنة فيستدل بها على خصبه وسعة عيشه
وقال بعضهم رأيت أعرابيا جيد الكدنة فقلت له إنى لأرى عليك قميصا صفيقا من نسج ضرسك قال ذاك عنوان نعمة الله عندى
1969 - قولهم يريك يوم برأيه
يراد به أن كل يوم يظهر لك فيه ما ينبغى من الرأى

1970 - قولهم يعد لكلب السوء كلب يعادله
يقال ذلك عند الاستعانة بالسفيه ليدفع به شر مثله وهو من شعر لعمرو بن أوس وأوله
( فرحت بخلفى يوم برك وربما ... يعد لكلب السوء كلب يعادله )
ومثله قول الآخر
( إذا أنت لم تستبق ود صحابة ... على عنت أكثرت بث المعاتب )
( وإنى لأستبقى امرأ السوء عدة ... لعدوة عريض من الناس عائب )
( أخاف كلاب الأبعدين ونبحها ... إذا لم تجاوبها كلاب الأقارب )
1971 - قولهم يا عماه هل يتمطط لبنكم كما يتمطط لبننا
وذلك أنه في غنى وعمه في فقر وتمططه خثورته إذا إخذته بيدك سال من بين أصابعك كالخطمى الموخف

تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع في أوائل أصولها
الياء
1972 - قولهم أيسر من لقمان
يعنى لقمان بن عاد وكان أضرب الناس بالقداح والأيسار القوم يجتمعون فيضربون بالقداح واحدهم يسر
والعرب تقول هم كأيسار لقمان للقوم يكون لهم شرف قالوا وهم ثمانية بيض وحممة وطفيل وذفافة وفرزعة ومالك وثميل وعمار قال طرفة
( وهم أيسار لقمان إذا ... أغلت الشتوة أبداء الجزر )
تم ما شرطنا إيراده في أول الكتاب ونحن نسأل الله الانتفاع به ولله الحمد وصلواته على نبيه محمد وآله أجمعين وكتب في شهور سنة خمس وثمانين وخمسمائة وحسبنا الله وحده ونعم المعين

أقسام الكتاب
1 2 3 4