كتاب : الكفاية في علم الرواية
المؤلف : أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر الخطيب البغدادي

الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي بدمشق نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ قدم علينا من لفظة رحمه الله تعالى الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم وارشدنا إلى صراطه المستقيم وألهمنا الحمد له على ما خولنا من جزيل نعمه وأجدنا نعمة علينا مضافة الى سائر مننه احمده حمد معترف بالتقصير فيما يلزمه من شكر هباته وأسأله التوفيق للعمل بما يقرب الى مرضاته وأشهد أن لا إله ألا الله شهادة تبلغ معتقدها امله ويختم الله لقائلها بالسعادة عمله وأشهد أن محمدا عبده المنتخب من بريته ورسوله الداعى لخلقه الى طاعته أرسله بالحق المبين وابتعثه بالشرع المتين فجلى غوامض الشبهات وأنار حنادس الظلمات وأباد حزب الكفر وانصاره وشيد اعلام الدين ومناره صلى الله عليه صلاة يعطيه فيها أمنيته ويرفع بها في الآخرة درجته وعلى إخوانه من النبين وآله الأخيار المنتخبين وتابعيهم بالإحسان أجمعين اما بعد فإن الله تبارك وتعالى أنقذ الخلق من نائرة الجهل وخلص الورى من زخارف الضلالة بالكتاب الناطق والوحي الصادق المنزلين على سيد الورى نبينا محمد المصطفى ثم أوجب النجاة من النار وأبعد عن منزل

الذل والخسار لمن أطاعه في إمتثال ما أمر والكف عما عنه نهى وزجر فقال ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون وطاعة الله في طاعة رسوله وطاعة رسوله في اتباع سننه إذ هي النور البهي والأمر الجلي والحجة الواضحة والمحجة اللائحة من تمسك بها اهتدى ومن عدل عنها ضل وغوى ولما كان ثابت السنن والآثار وصحاح الأحاديث المنقولة والاخبار ملجأ المسلمين في الأحوال ومركز المؤمنين في الأعمال إذ لا قوام للإسلام الا باستعمالها ولا ثبات للايمان الا بانتحالها وجب الاجتهاد في علم أصولها ولزم الحث على ما عاد بعمارة سبيلها وقد استفرغت طائفة من أهل زماننا وسعها في كتب الأحاديث والمثابرة على جمعها من غير أن يسلكوا مسلك المتقدمين وينظروا نظر السلف الماضين في حال الراوي والمروى وتمييز سبيل المرذول والمرضى واستنباط ما في السنن من الاحكام وإثارة المستودع فيها من الفقه بالحلال والحرام بل قنعوا من الحديث باسمه واقتصروا على كتبه في الصحف ورسمه فهم أغمار وحملة أسفار قد تحملوا المشاق الشديدة وسافروا الى البلدان البعيدة وهان عليهم الدأب والكلال واستوطئوا مركب الحل والارتحال وبذلوا الأنفس والاموال وركبوا المخاوف والاهوال شعث الرؤس شحب الألوان خمص البطون نواحل الابدان يقطعون أوقاتهم بالسير في البلاد طلبا لما علا من الإسناد لا يريدون شيئا سواه ولا يبتغون الا إياه يحملون عمن لا تثبت عدالته ويأخذون ممن لا تجوز امانته ويروون عمن لا يعرفون صحة حديثه ولا يتيقن ثبوت مسموعة ويحتجون

بمن لا يحسن قراءة صحيفته ولا يقوم بشيء من شرائط الرواية ولا يفرق بين السماع والاجازة ولا يميز بين المسند والمرسل والمقطوع والمتصل ولا يحفظ اسم شيخه الذي حدثه حتى يستثبته من غيره ويكتبون عن الفاسق في فعله المذموم في مذهبه وعن المبتدع في دينه المقطوع على فساد اعتقاده ويرون ذلك جائزا والعمل بروايته واجبا إذا كان السماع ثابتا والإسناد متقدما عاليا فجر هذا الفعل منهم الوقيعة في سلف العلماء وسهل طريق الطعن عليهم لأهل البدع والاهواء حتى ذم الحديث واهله بعض من ارتسم بالفتوى في الدين ورأى عند اعجابه بنفسه انه أحد الأئمة المجتهدين بصدوفه عن الآثار الى الرأي المرذول وتحكمه في الدين برأيه المعلول وذلك منه غاية الجهل ونهاية التقصير عن مرتبة الفضل ينتسب الى قوم تهيبوا كد الطلب ومعاناة ما فيه من المشقة والنصب وأعيتهم الأحاديث ان يحفظوها واختلفت عليهم الأسانيد فلم يضبطوها فجانبوا ما استثقلوا وعادوا ما جهلوا وآثروا الدعة واستلذوا الراحة ثم تصدروا في المجالس قبل الحين الذي يستحقونه وأخذوا أنفسهم بالطعن على العلم الذي لا يحسنونه ان تعاطى أحدهم رواية حديث فمن صحف ابتاعها كفى مؤونة جمعها من غير سماع لها ولا معرفة بحال ناقلها وان حفظ شيئا منها خلط الغث بالسمين وألحق الصحيح بالسقيم وان قلب عليه إسناد خبر أو سئل عن علة تتعلق بأثر تحير واختلط وغيث بلحيته وامتخط تورية عن مستور جهالته فهو كالحمار في طاحونته ثم رأى ممن يحفظ الحديث ويعانيه ما ليس في وسعه الجريان فيه فلجأ الى الازدراء بفرسانه واعتصم بالطعن على الراكضين في ميدانه كما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي أنا احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال حدثنا أبو العباس احمد بن على الابار قال رأيت بالأهواز رجلا

حف شاربه وأظنه قد اشترى كتبا وتعبأ للفتيا فذكروا أصحاب الحديث فقال ليسوا بشيء وليس يسوون شيئا فقلت له أنت لا تحسن تصلى قال انا قلت نعم قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا افتتحت الصلاة ورفعت يديك فسكت فقلت وأيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وضعت يديك على ركبتيك فسكت قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سجدت فسكت قلت مالك لا تكلم ألم أقل لك انك لا تحسن تصلى أنت انما قيل لك تصلى الغداة ركعتين والظهر أربعا فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث فلست بشيء ولا تحسن شيئا فهذا المذكور مثله في الفقهاء كمثل من تقدم ذكرنا له ممن انتسب الى الحديث ولم يعلق به منه غير سماعه وكتبه دون نظره في أنواع عمله واما المحققون فيه المتخصصون به فهم الأئمة العلماء والسادة الفهماء أهل الفضل والفضيلة والمرتبة الرفيعة حفظوا على الأمة احكام الرسول واخبروا على أنباء التنزيل وأثبتوا ناسخه ومنسوخه وميزوا محكمه ومتشابهه ودونوا أقوال النبي صلى الله عليه و سلم وأفعاله وضبطوا على اختلاف الأمور أحواله في يقظته ومنامه وقعوده وقيامه وملبسه ومركبه ومأكله ومشربه حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها والنخاعة من فيه كيف كان يلفظها وقوله عند كل فعل يحدثه ولدى كل موقف يشهده تعظيما لقدره صلى الله عليه و سلم ومعرفة بشرف ما ذكر عنه وعزى اليه وحفظوا مناقب صحابته ومآثر عشيرته وجاؤا بسير الأنبياء ومقامات الأولياء واختلاف الفقهاء ولولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن وجمعها واستنباطها من معادنها والنظر في طرقها لبطلت الشريعة وتعطلت احكامها إذ كانت مستخرجة من الآثار المحفوظة ومستفادة من السنن المنقولة فمن عرف للإسلام حقه وأوجب للدين حرمته أكبر أن يحتقر من عظم الله

شأنه واعلى مكانه واظهر حجته وأبان فضيلته ولم يرتق بطعنه الى حزب الرسول وأتباع الوحي واوعية الدين وخزنة العلم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وكفى المحدث شرفا ان يكون اسمه مقرونا باسم رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكره متصلا بذكره ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والواجب على من خصه الله تعالى بهذه الرتبة وبلغه الى هذه لمنزلة ان يبذل مجهوده في تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم وسننه وطلبها من مظانها وحملها عن أهلها والتفقه بها والنظر في احكامها والبحث عن معانيها والتأدب بآدابها ويصدف عما يقل نفعه وتبعد فائدته من طلب الشواذ والمنكرات وتتبع الاباطيل والموضوعات ويؤتى الحديث حقه من الدراسة والحفظ والتهذيب والضبط ويتميز بما تقتضيه حاله ويعود عليه زينه وجماله فقد أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن احمد بن غالب الخوارزمي قال قرئ على أبي احمد الحسين بن على التميمي وانا اسمع حدثني محمد بن المسيب قال حدثنا أبو الخصيب المصيصي املاء قال سمعت سعيد بن المغيرة يقول سمعت مخلد بن الحسين يقول إن كان الرجل ليسمع العلم اليسير فيسود به أهل زمانه يعرف ذلك في صدقه وورعه وانه ليروى اليوم خمسين الف حديث لا تجوز شهادته على قلنسوته أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال أنبأ بن وهب وأخبرنا أبو الحسين علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة واللفظ له قال ثنا أبو روق الهزاني قال ثنا بحر بن نصر الخولاني قال ثنا بن وهب قال حدثني يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله

صلى الله عليه و سلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه أخبرنا أبو الحسين احمد بن محمد بن احمد بن حماد الواعظ مولى بنى هاشم قال ثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق املاء قال حدثني جدي أبو يعقوب إسحاق بن البهلول قال ثنا سفيان ويعلى عن إسماعيل يعنى بن أبي خالد عن قيس عن عبد الله رفعه يعلى ووقفه سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد الا في اثنتين رجل آتاه الله حكمة فهو يقول بها ورجل آتاه الله ما لا فهو ينفقه في حقه وأنا اذكر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه في هذا الكتاب ما بطالب الحديث حاجة الى معرفته وبالتفقة فاقة الى حفظه ودراسته من بيان أصول علم الحديث وشرائطه وأشرح من مذاهب سلف الرواة والنقلة في ذلك ما يكثر نفعه وتعم فائدته ويستدل به على فضل المحدثين واجتهادهم في حفظ الدين ونفيهم تحريف الغالين وانتحال المبطلين ببيان الأصول من الجرح والتعديل والتصحيح والتعليل واقوال الحفاظ في مراعاة الألفاظ وحكم التدليس والاحتجاج بالمراسيل والنقل عن أهل الغفلة ومن لا يضبط الرواية وذكر من يرغب عن السماع منه لسوء مذهبه والعرض على الراوي والفرق بين قول حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وجواز إصلاح اللحن والخطأ في الحديث ووجوب العمل بأخبار الآحاد والحجة على من أنكر ذلك وحكم الرواية على الشك وغلبة الظن واختلاف الروايات بتغاير العبارات ومتى يصح سماع الصغير وما جاء في المناولة وشرائط صحة الإجازة والمكاتبة وغير ذلك مما يقف عليه من تأمله ونظر فيه إذا انتهى اليه وبالله استعين وهو حسبي ونعم الوكيل

باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله تعالى وحكم سنة رسول الله صلى
الله عليه و سلم في وجوب العمل ولزوم التكليف )
أخبرنا أبو محمد الحسن بن على بن احمد بن بشار النيسابوري بالبصرة قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري قال ثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال ثنا على بن عياش وأبو اليمان قالا حدثنا حريز بن عثمان قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال ألا انى اوتيت الكتاب ومثله معه ألا انى قد أوتيت القرآن ومثله ألا يوشك رجل شبعان على اريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلى ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة من مال معاهد إلا ان يستغنى عنها صاحبها أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا أبو جعفر بن عمرو بن البحتري الرزاز قال حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان قال انا زيد بن الحباب قال ثنا معاوية بن صالح قال أخبرني الحسن بن جابر أنه سمع المقدام بن معد يكرب الكندي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم حرم أشياء فذكر الحمر الانسية ثم قال يوشك رجل متكئ على اريكته يحدث بالحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا حلالا احللناه وما وجدنا حراما حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما حرم الله عز و جل أخبرنا على بن محمد بن عبد الله أيضا قال أنا دعلج بن أحمد قال ثنا بن شيرويه قال ثنا إسحاق وهو بن راهويه قال أنا عبد الرحمن بن مهدى ح وأخبرني

عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن على بن الزيات ح وأخبرنا أبو الحسن على بن طلحة بن محمد المقرى وأبو الحسين احمد بن عمر بن روح النهرواني واللفظ لحديثهما قالا أنا أبو حفص بن الزيات قال ثنا عبد الله بن محمد بن ناحية قال ثنا عمرو بن على أبو حفص الصيرفي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدى قال ثنا معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر قال سمعت المقدام بن معديكرب يقول حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم أشياء يوم خيبر ثم قال يوشك رجل متكئ على اريكته يحدث بحديثى فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه وان ما حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما حرم الله عز و جل أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال أنا مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم القاضى قال حدثنا محمد بن احمد بن الوليد بن برد الأنطاكي قال ثنا محمد بن عيسى يعنى بن الطباع قال ثنا أشعث بن شعبة المصيصي قال حدثنا أرطاة بن المنذر قال سمعت حكيم بن عمير يحدث عن العرباض بن سارية ان النبي صلى الله عليه و سلم نزل خيبر ومعه من معه من اصحابه ومكر صاحب خيبر مكرا ماردا فأقبل الى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد ألكم ان تذبحوا حمرنا وتأكلوا بقرنا وتضربوا نساءنا وتدخلوا بيوتنا فغضب النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا بن عوف قم فاركب فرسك فناد في الناس ألا ان الجنة لا تحل الا المؤمن وأن اجتمعوا الى الصلاة فاجتمعوا فصلى بهم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قام فقال بحسب امرئ قد شبع وبطن وهو متكئ على اريكته لا يظن ان لله حراما إلا ما في القرآن وانى والله قد حرمت ونهيت ووعظت بأشياء انها لمثل القرآن أو أكثر لا أحل من السباع كل ذي ناب ولا الحمر الاهلية ولا أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب

الا بإذن ولا أكل أموالهم الا ما طابوا به نفسا ولا ضرب نسائهم إذا اعطوا الذي عليهم أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحيري بنيسابور قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال انا الربيع بن سليمان قال نا الشافعي قال انا سفيان ح وأخبرنا أبو نعيم احمد بن عبد الله بن احمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان قال ثنا أبو على محمد بن احمد بن الحسن الصواف ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا سالم أبو النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ألفين أحدكم متكئا على اريكته يأتيه الأمر من امرى مما أمرت به او نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه لفظ الحميدي أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال ثنا على بن احمد بن النضر قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أسماء بن خارجه بن حصن بن حذيفة بن بدر ح وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراساني قال ثنا أبو على الحسين بن احمد السراج قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال ثنا أبو إسحاق الفزاري عن مالك بن أنس عن سالم أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أعرفن الرجل يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ما ادرى ما هذا عندنا كتاب الله ليس هذا فيه واللفظ لابن الفضل أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه أبو سعيد الأصبهاني بها قال ثنا احمد بن جعفر بن معبد السمسار قال ثنا عمر بن احمد بن السني أبو الحسين البغدادي قال حدثنا محمد بن اعين قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال ثنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن يزيد الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال

رسول الله صلى الله عليه و سلم لعل أحدكم أن يأتيه حديث من حديثي وهو متكئ على اريكته فيقول دعونا من هذا ما وجدنا في كتاب الله اتبعنا أخبرني أبو القاسم الأزهري قال حدثنا محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا احمد بن إبراهيم بن خلاد العسكري قال ثنا محمد بن موسى الدولابي قال حدثنا عباد بن صهيب قال ثنا عباد بن كثير قال ثنا محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا عسى رجل ان يبلغه عنى حديث وهو متكئ على اريكته فيقول لا أدرى ما هذا عليكم بالقرآن فمن بلغه عنى حديث فكذب به أو كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أخبرني الحسن بن أبى طالب قال ثنا عمر بن احمد بن عثمان الواعظ قال ثنا احمد بن إسحاق بن البهلول قال ثنا أبى قال ثنا سمرة بن حجر عن حمزة بن أبى حمزة النصيبي عن عمرو بن دينار عن بن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بال أصحاب الحشايا يكذبونى عسى أحدكم يتكىء على فراشه يأكل مما أفاء الله عليه فيؤتى يحدث عنى الأحاديث يقول لا أرب لي فيها عندنا كتاب الله ما نهاكم عنه فانتهوا وما أمركم به فاتبعوه أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل احمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضى قال ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال ثنا جويرية بن أسماء عن مالك بن أنس عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أخبره ان عبد الله بن عباس أخبره قال قال عمر رضى الله تعالى عنه ان الله تعالى بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده وأخشى إن طال بالناس زمان يقول رجل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيترك فريضة أنزلها الله فإن الرجم في كتاب الله تعالى حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت عليه أو كان الحبل أو الاعتراف

أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري نا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي عن علقمة ان امرأة من بنى أسد أتت عبد الله بن مسعود فقالت انه بلغنى انك قلت ذيت وذيت والواشمة والمستوشمة وإني قرأت ما بين اللوحين فلم أجد الذي تقول وإني لأظن على أهلك منها قال فقال لها عبد الله فادخلي فانظرى فدخلت فنظرت فلو تر شيئا ثم خرجت فقالت لم ار شيئا فقال لها عبد الله أما قرأت وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قالت بلى قال قال فهو ذاك أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان جبرائيل ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياها كما يعلمه القرآن أخبرنا أبو عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن أبي طاهر الدقاق قال أنا أبو بكر النجاد قال ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال ثنا سهل بن صالح الأنطاكي قال ثنا الهيثم بن خارجة قال ثنا الهيثم بن عمران قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله يقول ينبغي لنا ان نحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم كما نحفظ القرآن لان الله تعالى يقول وما آتاكم الرسول فخذوه

باب تخصيص السنن لعموم محكم القرآن وذكر الحاجة في المجمل الى التفسير
والبيان )
قال الله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كن

نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد فان لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فكان ظاهر هذه الآية يدل على ان كل والد يرث ولده وكل مولود يرث والده حتى جاءت السنة بأن المراد ذلك مع اتفاق الدين بين الوالدين والمولودين وأما إذا اختلف الدينان فإنه مانع من التوارث واستقر العمل على ماوردت به السنة في ذلك أخبرنا أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن رزق التانى ببغداد وأبو حفص عمر بن احمد بن أبى عمر والبزاز بعكبرا وأبو الحسن على بن احمد بن هارون المعدل بالنهروان قالوا حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن على بن حرب الطائي قال ثنا على بن حرب قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن على بن الحسين ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا محمد بن احمد بن الحسن الصواف قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا الزهرى قال أخبرني على بن حسين عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم وقال الله تعالى في المرأة يطلقها زوجها ثلاثا فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره واحتمل ذلك ان يكون المراد به عقد النكاح وحده واحتمل ان يكون المراد به العقد والاصابة معا فبينت السنة ان المراد به الإصابة بعد العقد أخبرنا بذلك القاضى أبو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرني عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته ان رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها فنكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير فجاءت رسول الله

صلى الله عليه و سلم فقالت انها كانت تحت رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فتزوجت بعده بعبد الرحمن بن الزبير وانه والله ما معه الا مثل هذه الهدبة وأخذت بهدبة من جلبابها قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا وقال لعلك تريدين أن ترجعى الى رفاعة لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته قالت وأبو بكر جالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وخالد بن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة لم يؤذن له فطفق خالد ينادى أبا بكر ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال الله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما فكان ظاهر هذا القول يوجب القطع على كل سارق بسرقته كثرت أو قلت حتى دلت السنة ان المراد به بعض السراق وهو من بلغت سرقته في القيمة ربع دينار فصاعدا واما من لم تبلغ قيمة سرقته هذا القدر فلا قطع فيه أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة قال حدثنا أبو على محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤى قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا احمد بن صالح ووهب بن بيان قالا ثنا قال أبو داود وحدثنا بن السرح قال أنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا قال احمد بن صالح القطع في ربع دينار فصاعدا ولما ذكرناه نظائر كثيرة في الكتاب والسنة اقتصرنا منها على ما اوردناه أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا الأوزاعي عن مكحول قال القرآن أحوج الى السنة من السنة الى القرآن قال وقال يحيى بن أبي كثير السنة قاضية على الكتاب ليس الكتاب قاضيا على السنة أخبرني عبد العزيز بن على الوراق قال ثنا عمر بن احمد الواعظ قال ثنا احمد بن محمد

بن إسماعيل قال ثنا الفضل بن زياد قال سمعت احمد بن حنبل وسئل عن الحديث الذي روى ان السنة قاضية على الكتاب قال ما اجسر على هذا ان أقوله ولكن السنة تفسر الكتاب وتعرف الكتاب وتبينه أخبرنا أبو الحسن على بن احمد بن محمد بن بكران الفوى بالبصرة قال ثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن عقبة قال ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان جبرائيل ينزل على النبي صلى الله عليه و سلم بالقرآن والسنة تفسر القرآن أخبرنا أبو الحسن على بن احمد بن عمر المقرى قال نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد ح وأخبرني الحسن بن أبى طالب وسياق هذا الحديث له قال ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان القاضى قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا عبيد الله بن عمر القواريرى قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا على بن زيد عن الحسن ان عمران بن حصين كان جالسا ومعه أصحابه فقال رجل من القوم لا تحدثونا الا بالقرآن قال فقال له ادنه فدنا فقال أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك الى القرآن أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا وصلاة العصر أربعا والمغرب ثلاثا تقرأ في اثنتين أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك الى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والطواف بالصفا والمروة ثم قال اى قوم خذوا عنا فانكم والله إن لا تفعلوا لتضلن أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال نا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني قال ثنا إبراهيم بن الهيثم قال ثنا عفان قال ثنا سعيد بن زيد قال حدثنا الحسن ان رجلا قال لعمران بن الحصين ما هذه الأحاديث التي تحدثوناها وتركتم القرآن قال أرأيت لو أبيت أنت واصحابك إلا القرآن من أين كنت تعلم ان صلاة الظهر عدتها كذا وكذا وصلاة العصر عدتها كذا وحين وقتها كذا وصلاة المغرب كذا والموقف بعرفة ورمى الجمار كذا واليد

من أين تقطع أمن ههنا أم ههنا أم من ههنا ووضع يده على مفصل الكف ووضع يده عند المرفق ووضع يده عند المنكب اتبعوا حديثنا ما حدثناكم والا والله ضللتم أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال انا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال أخبرني أبي قال حدثني الأوزاعي عن أيوب السختياني انه قال إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وحدثنا من القرآن فاعلم انه ضال مضل قال الأوزاعي يقول الله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه ومن يطع الرسول فقد اطاع الله ويدعوه الى تأويل القرآن برأيه أخبرنا محمد بن احمد بن رزق البزاز قال حدثنا مكرم بن احمد القاضى قال ثنا محمد بن الحسن الخوارزمي قال سمعت على بن المديني يقول قال عبد الرحمن بن مهدى الرجل الى الحديث أحوج منه الى الأكل والشرب وقال الحديث تفسير القرآن

باب الكلام في الاخبار وتقسيمها
الخبر هو ما يصح ان يدخله الصدق أو الكذب وينقسم قسمين خبر تواتر وخبر آحاد فاما خبر التواتر فهو ما خبر به القوم الذين يبلغ عددهم حدا يعلم عند مشاهدتهم بمستقر العادة ان اتفاق الكذب منهم محال وان التواطؤ منهم في مقدار الوقت الذي انتشر الخبر عنهم فيه متعذر وان ما خبروا عنه لا يجوز دخول اللبس والشبهة في مثله وان أسباب القهر والغلبة والأمور الداعية الى الكذب منتفية عنهم فمتى تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم قطع على صدقة واوجب وقوع العلم ضرورة واما الخبر الآحاد فهو ما قصر عن صفة التواتر ولم يقطع به العلم وان روته

الجماعة والاخبار كلها على ثلاثة اضرب فضرب منها يعلم صحته وضرب منها يعلم فساده وضرب منها لا سبيل الى العلم بكونه على واحد من الامرين دون الآخر اما الضرب الأول وهو ما يعلم صحته فالطريق الى معرفته ان لم يتواتر حتى يقع العلم الضرورى به أن يكون مما تدل العقول على موجبه كالاخبار عن حدث الأجسام واثبات الصانع وصحة الأعلام التي اظهرها الله عز و جل على ايدى الرسل ونظائر ذلك مما أدلة العقول تقتضي صحته وقد يستدل أيضا على صحته بان يكون خبرا عن أمر اقتضاه نص القرآن او السنة المتواترة أو اجتمعت الأمة على تصديقه أو تلقته الكافة بالقبول وعملت بموجبه لأجله واما الضرب الثاني وهو ما يعلم فساده فالطريق الى معرفته ان يكون مما تدفع العقول صحته بموضوعها والادلة المنصوصة فيها نحو الاخبار عن قدم الأجسام ونفى الصانع وما اشبه ذلك أو يكون مما يدفعه نص القرآن أو السنة المتواترة أو اجمعت الأمة على رده أو يكون خبرا عن أمر من أمور الدين يلزم المكلفين علمه وقطع العذر فيه فإذا ورد ورودا لا يوجب العلم من حيث الضرورة أو الدليل علم بطلانه لان الله تعالى لا يلزم المكلفين علما بأمر لا يعلم الا بخبر ينقطع ويبلغ في الضعف الى حد لا يعلم صحته اضطرارا ولا استدلالا ولو علم الله تعالى ان بعض الاخبار الواردة بالعبادات التي يجب علمها يبلغ الى هذا الحد لأسقط فرض العلم به عند انقطاع الخبر وبلوغه في الوهى والضعف الى حال لا يمكن العلم بصحته أو يكون خبرا عن أمر جسيم ونبأ عظيم مثل خروج أهل اقليم بأسرهم على الامام أو حصر العدو لأهل الموسم عن البيت الحرام فلا ينقل نقل مثله بل يرد ورودا خاصا لا يوجب العلم فيدل ذلك على فساده لان العادة جارية بتظاهر الاخبار عما هذه سبيله وأما الضرب الثالث الذي لا يعلم صحته من فساده فإنه يجب الوقف عن القطع بكونه صدقا أو كذبا وهذا الضرب لا يدخل الا فيما يجوز أن يكون ويجوز أن لا يكون مثل الاخبار التي ينقلها أصحاب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في احكام الشرع المختلف فيها وانما وجب الوقف فيما هذه حاله من الاخبار لعدم الطريق الى العلم بكونها صدقا أو كذبا فلم يكن القضاء بأحد الامرين فيها أولى من الآخر الا انه يجب العمل بما تضمنت من الاحكام إذا وجد فيها الشرائط التي نذكرها بعد إن شاء الله تعالى

باب الرد على من قال يجب القطع على خبر الواحد
بأنه كذب إذا لم يقع العلم بصدقه من ناحية الضرورة أو الاستدلال ان قال قائل ما أنكرت من أن الخبر إذا كان مرويا فيما يتعلق بالدين ولم يعلم ضرورة ولا قامت على صحته حجة وجب القطع على كونه كذبا لأن الله تعالى لو علم صدقه لم يخلنا من دليل على ذلك وطريق اليه يقال له لم لا يجوز أن يخلينا من ذلك وفيه وقع الخلاف بل ما أنكرت من وجوب كونه صدقا لان الله تعالى لو علم انه كذب لم يخلنا من دليل على ذلك وفى اخلائه من ذلك دليل على انه صدق ولا مخرج له من هذا السؤال ثم يقال له ان حال الخبر في هذا الباب كحال الشهادة على وقوع الجائز الممكن ولو وجب ما قلته لوجب متى عريت الشهادة المتعلق بها حكم في الدين من دلالة الصدق ان يقطع على انها كذب وزور وهكذا يجب متى لم يدلنا الله تعالى على ايمان الخلفاء والقضاء والامراء والسعاة وكل نائب عن الأئمة في شيء من أمر الدين وعلى عدالتهم وطهارة سرائرهم ان يجب القطع على كفرهم وفسقهم ومتى لم يدلنا على صحته القياس في الحكم وان الحق فيه دون غيره وجب القضاء على فساده ولا جواب عن شيء من ذلك

وان قال كما يجب القطع على كذب مدعى الرسالة متى لم يكن معه علم دال على صدقه فكذلك يجب القطع على كذب المخبر متى لم تكن معه حجة تدل على صدقه يقال له ان كان هذا قياسا صحيحا فإنه يجب القطع بتكذيب جميع آحاد الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين متى انفردوا بالخبر ولم تكن معهم دلالة على صدقهم وهذا خروج عن الدين وجهل ممن صار اليه ولو كان قياس مدعى النبوة وراوى الخبر واحدا لوجب ان يكون في الشهادة مثله وان يقطع على كل شهادة لم يقم دليل على صحتها أو يبلغ عدد الشهود عدد أهل التواتر انها كذب وزور وهذا لا يقوله ذو تحصيل لان ذلك لو كان صحيحا لم يجز لأحد من حكام المسلمين ان يحكم بشهادة اثنين ولا بشهادة أربعة وبشهادة من لم يقم الدليل على صدقة لأنه انما يحكم بشهادة يعلم انها كاذبة ثم الفرق بين خبر مدعى الرسالة وبين خبر الواحد ان الرسول صلى الله عليه و سلم يخبرنا عن الله تعالى بما لا نعلم الا من جهته وقد أمرنا الله تعالى بتعظيمه ظاهرا و باطنا وموالاته والقطع على طهارته ونقاء سريرته والعلم بأنه صادق في جميع ما يخبر به فوجب مع تكليف ذلك ازاحة العلة فيما به يعلم حصول صدقة والقطع والا كان تكليفا للشىء مع عدم الدليل عليه وذلك محال وخارج عن باب التعبد واما خبر الواحد فما تعبدنا فيه بهذا لأنه ليس يخبرنا عما يخبرنا عنه بما لا يصح ان نعلمه الا من جهته ولا هو خبر عن الله تعالى ولا نحن مأمورون بالقطع على طهارة سريرته والعلم بأنه صادق في خبره بل انما تعبدنا بالعمل بخبره متى ظننا كونه صدقا فحاله في ذلك كحال الشاهد الذي أمرنا بالعمل بشهادته دون اعتقاد شيء من هذه الجملة فيه وكما لا يجوز قياس الشهادة على ادعاء النبوة فكذلك لا يجوز قياس الخبر عليها وهذا واضح لا شبهة فيه

معرفة الخبر المتصل الموجب للقبول والعمل
حدثني على بن احمد الهاشمي قال هذا الكتاب جدي عيسى بن موسى بن أبى محمد بن المتوكل على الله فقرأت فيه حدثني أبو بكر محمد بن داود النيسابوري قال سمعت محمد بن نعيم يقول سمعت محمد بن يحيى وهو الذهلي يقول ولا يجوز الاحتجاج الا بالحديث الموصل غير المنقطع الذي ليس فيه رجل مجهول ولا رجل مجروح أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن نعيم الضبي الحافظ قال قرأت بخط أبى عمرو المستملى سمعت يحيى بن محمد بن يحيى يقول لا يكتب الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم حتى يرويه ثقة عن ثقة حتى يتناهى الخبر الى النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصفة ولا يكون فيهم رجل مجهول ولا رجل مجروح فإذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصفة وجب قبوله والعمل به وترك مخالفته قرأت في كتاب أبى الحسين احمد بن قاج الوراق ثنا على بن الفضل بن ظاهر البلخي قال ثنا محمد بن غالب الكرابيسي قال ثنا مسلم بن عبد الرحمن البخلى وهو السلمي قال ثنا عبد الله بن محمد الامام قال ثنا محمد بن يسار عن قتادة قال لا يحمل هذا الحديث عن صالح عن طالح ولا عن طالح عن صالح حتى يكون صالح عن صالح أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء في كتابه إلينا من مصر قال حدثنا احمد بن محمد بن أبي الموت أبو بكر المكى قال قال لنا احمد بن زيد بن هارون انما هو صالح عن صالح وصالح عن تابع وتابع عن صاحب وصاحب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن جبرائيل وجبرئيل عن الله عز و جل

معرفة ما يستعمل أصحاب الحديث من العبارات
في صفة الاخبار واقسام الجرح والتعديل مختصرا وصفهم الحديث بأنه مسند يريدون ان إسناده متصل بين روايه وبين من اسند عنه الا ان أكثر استعمالهم هذه العبارة هو فيما اسند عن النبي صلى الله عليه و سلم خاصة واتصال الإسناد فيه ان يكون واحد من رواته سمعه من فوقه حتى ينتهى ذلك الى آخره وان لم يبين فيه السماع بل اقتصر على العنعنة واما المرسل فهو ما انقطع إسناده بان يكون في رواته من لم يسمعه ممن فوقه الا ان أكثر ما يوصف بالإرسال من حيث الاستعمال ما رواه التابعى عن النبي صلى الله عليه و سلم واما ما رواه تابع التابعى عن النبي صلى الله عليه و سلم فيسمونه المعضل وهو اخفض مرتبة من المرسل والمرفوع ما أخبر فيه الصحابي عن قول الرسول صلى الله عليه و سلم أو فعله والموقوف ما أسنده الراوي الى الصحابي ولم يتجاوزه والمنقطع مثل المرسل الا ان هذه العبارة تستعمل غالبا في رواية من دون التابعى عن الصحابة مثل أن يروى مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر أو سفيان الثوري عن جابر بن عبد الله أو شعبة بن الحجاج عن أنس بن مالك وما أشبه ذلك وقال بعض أهل العلم بالحديث الحديث المنقطع ما روى عن التابعى ومن دونه موقوفا عليه من قوله أو فعله

والمدلس رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه فيتوهم انه سمع منه أو روايته عمن قد لقيه ما لم يسمعه منه هذا هو التدليس في الإسناد فأما التدليس للشيوخ فمثل ان يغير اسم شيخه لعلمه بان الناس يرغبون عن الرواية عنه أو يكنيه بغير كنيته أو ينسبه الى غير نسبته المعروفة من أمره ووصفهم لمن روى عنه انه صحابي يريدون انه ممن ثبتت صحبته لرسول الله صلى الله عليه و سلم والتابعى من صحب الصحابي فأما أقسام العبارات بالأخبار عن أحوال الرواة فأرفعها ان يقال حجة أو ثقة وأدونها ان يقال كذاب أو ساقط أخبرنا أبو سعد احمد بن محمد بن احمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني قال انا أبو أحمد عبد الله بن عدى الحافظ قال ثنا القاسم بن زكريا ويحيى بن صاعد ومحمود بن موسى الحلواني وأحمد بن محمد بن سليمان القطان قالوا ثنا عمرو بن على ثنا عبد الرحمن بن مهدى قال ثنا أبو خلدة قال فقال له رجل يا أبا سعيد أكان ثقة قال كان صدوقا وكان مأمونا وكان خيرا وقال القاسم وكان خيارا الثقة شعبة وسفيان أخبرني الحسن بن أبى طالب قال ثنا احمد بن إبراهيم بن شاذان قال أخبرنا الحسين بن محمد بن عفير قال قال أبو جعفر احمد بن سنان كان عبد الرحمن بن مهدى ربما جرى ذكر حديث الرجل فيه ضعف وهو رجل صدوق فيقول رجل صالح الحديث أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبى قال ثنا الحسين بن صدقة قال ثنا احمد بن أبى خيثمة قال قلت ليحيى بن معين انك تقول فلان ليس به بأس وفلان ضعيف قال إذا قلت لك ليس به بأس فهو ثقة وإذا قلت لك هو ضعيف فليس هو بثقة لا يكتب حديثه

حدثني على بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت أبا الحسن الدارقطني قلت له إذا قلت فلان لين أيش تريد به قال لا يكون ساقطا متروك الحديث ولكن مجروحا بشيء لا يسقط عن العدالة وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي فيما أخبرني به أبو زرعة روح بن محمد بن احمد القاضى إجازة شافهنى بها أن على بن محمد بن عمر القصار أخبرهم عنه وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى فإذا قيل للواحد انه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه وإذا قيل انه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهى المنزلة الثانية وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه الا انه دون الثانية وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار وإذا أجابوا في الرجل بلين الحديث فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه اعتبارا وإذا قالوا ليس بقوي فهو بمنزلة الأول في كتب حديثه الا انه دونه وإذا قالوا ضعيف الحديث فهو دون الثاني لا يطرح حديثه بل يعتبر به وإذا قالوا متروك الحديث أو ذاهب الحديث أو كذاب فهو ساقط الحديث لا يكتب حديثه وهى المنزلة الرابعة

وصف من يحتج بحديثه ويلزم قبول روايته على الإجمال دون التفصيل
أخبرنا أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال ثنا احمد بن موسى الجوهري ح وأخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان قال ثنا أبو الفضل صالح بن احمد بن محمد الحافظ لفظا قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قالا ثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي قال لي قائل احدد لي أقل ما تقوم به الحجة على أهل العلم حتى يثبت عليهم خبر

الخاصة فقلت خبر الواحد عن الواحد حتى ينتهى به الى النبي صلى الله عليه و سلم أو من انتهى به اليه دونه ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أمورا منها ان يكون من حدث به ثقة في دينه معروفا بالصدق في حديثه عاقلا بما يحدث به عالما بما يحيل معاني الحديث من اللفظ أو ان يكون ممن يؤدى الحديث بحروفه كما سمعه لايحدث به على المعنى لأنه إذا حدث به على المعنى وهو غير عالم بما يحيل معناه لم يدر لعله يحيل الحلال الى الحرام وإذا اداه بحروفه فلم يبق وجه يخاف فيه احالته للحديث حافظا ان حدث من حفظه حافظا لكتابه ان حدث من كتابه إذا شرك أهل الحفظ في الحديث وافق حديثهم بريئا من ان يكون مدلسا يحدث عمن لقى ما لم يسمع منه ويحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم بما يحدث الثقات خلافه عن النبي صلى الله عليه و سلم ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه حتى ينتهى الحديث موصولا الى النبي صلى الله عليه و سلم أو الى من انتهى به اليه دونه لان كل واحد منهم مثبت لمن حدثه مثبت على من حدث عنه فلا يستغنى في كل واحد منهم عما وصفت أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو على محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي فان قال قائل فما الحديث الذي يثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ويلزمنا الحجة به قلت هو أن يكون الحديث ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم متصلا غير مقطوع معروف الرجال أو يكون حديثا متصلا حدثنيه ثقة معروف عن رجل جهلته وعرفه الذي حدثني عنه فيكون ثابتا يعرفه من حدثنيه عنه حتى يصل الى النبي صلى الله عليه و سلم وان لم يقل كل واحد ممن حدثه سمعت أو حدثنا حتى ينتهى ذلك الى النبي صلى الله عليه و سلم وان أمكن ان يكون بين المحدث والمحدث عنه واحد أو أكثر لان ذلك عندي على السماع لادراك المحدث من حدث عنه حتى ينتهى ذلك الى النبي صلى الله عليه و سلم ولازم صحيح يلزمنا قبوله ممن حمله إلينا إذا كان صادقا مدركا لمن روى ذلك عنه مثل شاهدين شهدا عند حاكم على شهادة شاهدين يعرف الحاكم عدالة اللذين شهدا عنده ولم يعرف عدالة من شهدا على شهادته فعليه إجازة شهادتهما على شهادة من شهدا عليه ولا يقف عن الحكم بجهالته بالمشهود على شهادتهما قال عبد الله فهذا الظاهر الذي يحكم به والباطن ما غاب عنا من وهم المحدث وكذبه ونسيانه وادخاله بينه وبين من حدث عنه رجلا أو أكثر وما اشبه ذلك مما يمكن ان يكون ذلك على خلاف ما قال فلا نكلف علمه الا بشيء ظهر لنا فلا يسعنا حينئذ قبوله لما ظهر لنا منه

ذكر شبهة من زعم أن خبر الواحد يوجب العلم وابطالها
أخبرني أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن احمد المالكي قال قرأت على القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال فاما من قال من الفقهاء أن خبر الواحد يوجب العلم الظاهر دون الباطن فإنه قول من لا يحصل علم هذا الباب لأن العلم من حقه ان لا يكون علما على الحقيقة بظاهر أو باطن الا بان يكون معلومه على ما هو به ظاهرا وباطنا فسقط هذا القول قال وتعلقهم في ذلك بقوله عز و جل فان علمتموهن مؤمنات بعيد لأنه أراد تعالى وهو اعلم فان علمتموهن في اظهارهن الشهادتين ونطقهن بهما وظهور ذلك منهن معلوم يدرك إذا وقع وانما سمى النطق ايمانا على معنى انه دال عليه وعلم في اللسان على اخلاص الاعتقاد ومعرفة القلب مجازا واتساعا ولذلك نفى تعالى الإيمان عمن علم انه غير معتقد له في قوله قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا اى قولوا استسلمنا فزعا من اسيافهم قال واما التعلق في أن خبر الواحد يوجب العلم فان الله تعالى

لما أوجب العمل به وجب العلم بصدقه وصحته لقوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم وقوله وان تقولوا على الله مالا تعلمون فإنه أيضا بعيد لأنه انما عنى تعالى بذلك ان لا تقولوا في دين الله ما لا تعلمون ايجابه والقول والحكم به عليكم ولا تقولوا سمعنا ورأينا وشهدنا وأنتم لم تسمعوا وتروا وتشاهدوا وقد ثبت ايجابه تعالى علينا العمل بخبر الواحد وتحريم القطع على انه صدق أو كذب فالحكم به معلوم من أمر الدين وشهادة بما يعلم ويقطع به ولو كان ما تعلقوا به من ذلك دليلا على صدق خبر الواحد لدل على صدق الشاهدين أو صدق يمين الطالب للحق واوجب القطع بايمان الامام والقاضي والمفتى إذ ألزمنا المصير الى احكامهم وفتواهم لأنه لا يجوز القول في الدين بغير علم وهذا عجز ممن تعلق به فبطل ما قالوه

باب ذكر بعض الدلائل على صحة العمل بخبر الواحد ووجوبه
قد أفردنا لوجوب العمل بخبر الواحد كتابا ونحن نشير الى شيء منه في هذا الموضع إذ كان مقتضيا له فمن أقوى الأدلة على ذلك ما ظهر واشتهر عن الصحابة من العمل بخبر الواحد أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحيري قال أنا أبو على محمد بن احمد بن محمد بن معقل الميداني قال ثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى ثنا بشر بن عمر قال ثنا مالك عن بن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خرشة عن قبيصة بن ذؤيب قال جاءت الجدة الى أبى بكر رضى الله تعالى عنه تسأله ميراثها فقال لها مالك في كتاب الله شيء ولا علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا فارجعى حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة حضرت رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاها السدس فقال أبو بكر هل معك غيرك فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذ لها أبو بكر ثم جاءت

الجدة الأخرى الى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه تسأله ميراثها فقال مالك في كتاب الله شيء وما القضاء الذي بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قضى به الا لغيرك وما انا بزائد في الفرائض ولكن هو ذلك السدس فان اجتمعتما فيه فهو لكما وأيتكما خلت به فهو لها أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا على بن محمد بن احمد المصري قال ثنا بن أبى مريم قال ثنا الفريابي قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت بجالة قال لم يكن عمر أخذ من المجوس الجزية حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذها من مجوس هجر أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا أبو سهل احمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا عبد الله يعنى بن مسلمة القعنبي عن مالك عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة بن عمته زينب بنت كعب ان الفريعة بنت مالك بن سنان وهى أخت أبى سعيد الخدري اخبرتها أنها جاءت الى رسول الله صلى الله عليه و سلم تسأله ان ترجع الى أهلها في خدرة فان زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم ان ارجع الى اهلي فان زوجي لم يتركنى في منزل يملكه ولا نفقة فقالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم قالت فخرجت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني أو أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعيت له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف قلت قالت فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي فقال امكثى في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله قالت فاعتددت فيه أربعة اشهر وعشرا فلما كان عثمان بن عفان أرسل الى فسألني عن ذلك فأخبرته فاتبعه وقضى به أخبرنا أبو الحسن على بن القاسم بن الحسن الشاهد قال حدثنا أبو الحسن على بن إسحاق بن محمد البخترى المادرانى قال ثنا محمد بن عبيد الله المنادى قال ثنا شبابة بن سوار

قال ثنا قيس بن الربيع عن عثمان بن المغيرة عن على بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن على بن أبي طالب رضى الله عنه قال كنت إذا سمعت من النبي صلى الله عليه و سلم حديثا نفعنى الله بما شاء منه وإذا حدثني غيرى عن النبي صلى الله عليه و سلم لم ارض حتى يحلف لي انه سمعه من النبي صلى الله عليه و سلم وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر ان النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من انسان يصيب ذنبا فيتوضأ ثم يصلى ركعتين فيستغفر الله فيهما الا غفر له أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا عثمان بن صالح السهمي قال ثنا بن لهيعة عن أبى النضر عن عبد الله بن حنين انه قال قال رجل من أهل العراق لعبد الله بن عمر إن بن عباس قال وهو علينا أمير من أعطى بدينار مائة دينار فليأخذها فقال بن عمر سمعت عمر بن الخطاب يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول على المنبر الذهب بالذهب ربا الا مثلا بمثل لا زيادة فيه وما زاد فيه فهو ربا فقال بن عمر فان كنت في شك فسل أبا سعيد الخدري عن ذلك فانطلق فسأل أبا سعيد فقيل لابن عباس ما قال بن عمر وأبو سعيد فاستغفر بن عباس الله وقال هذا رأى رأيته وحدثنا على بن محمد بن عبد الله بن بشران قال انا على بن محمد بن احمد المصري قال ثنا عبد الله بن سعيد بن كثير بن عفير عن أبي صالح عن الليث عن كثير بن فرقد عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يكرى المزارع فحدث أن رافع بن خديج يأثر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه نهى عن ذلك قال نافع فخرج اليه وأنا معه فسأله فقال رافع نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كراء المزارع فترك عبد الله كراءها أخبرنا أبو الحسن احمد بن محمد بن احمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي

قال انا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري قال حدثني على بن حرب الطائي نا خالد بن يزيد عن سفيان الثوري ح وأخبرنا القاضي أبو بكر الحيري قال ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال أنا الربيع بن سليمان قال انا الشافعي قال انا سفيان بن عيينة كلاهما عن عبد الملك بن عمير قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يحدث عن أبيه بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وعقلها لم يقل بن عيينة وعقلها وزاد وأداها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه ثلاث لا يغل عليها قلب مؤمن اخلاص العمل لله ومناصحة المسلمين ولزوم جماعتهم فان رحمة الله تحيط من ورائهم لفظ حديث الثوري أنا محمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا احمد بن جعفر بن سلم قال أخبرنا احمد بن موسى الجوهري ح وانا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قالا ثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله فلما ندب رسول الله صلى الله عليه و سلم الى استماع مقالته وحفظها وأدائها امرأ يؤديها والامرؤ واحد دل على انه لا يأمر أن يؤدى عنه الا ما تقوم به الحجة على من أدى اليه لأنه انما يؤدى عنه حلال يؤتى وحرام يجتنب وحد يقام ومال يؤخذ ويعطى ونصيحة في دين ودنيا قال الشافعي وأهل قباء أهل سابقة من الأنصار وفقه وقد كانوا على قبلة فرض الله عليهم استقبالها ولم يكن لهم ان يدعوا فرض الله تعالى في القبلة الا بما تقوم عليهم به الحجة ولم يلقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يسمعوا ما انزل الله عز و جل عليه في تحويل القبلة فيكونوا مستقبلين بكتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه و سلم سماعا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا بخبر عامة وانتقلوا بخبر واحد إذ كان عندهم من أهل الصدق عن فرض كان عليهم فتركوه الى ما أخبرهم عن النبي صلى الله عليه و سلم انه أحدث عليهم

من تحويل القبلة قال الشافعي رحمه الله ولم يكونوا ليفعلوه ان شاء الله تعالى بخبر واحد إلا عن علم بان الحجة تثبت بمثله إذا كان من أهل الصدق ولا ليحدثوا أيضا مثل هذا العظيم في دينهم الا عن علم بان لهم احداثه ولا يدعون ان يخبروا رسول الله صلى الله عليه و سلم بما صنعوا منه ولو كان ما قبلوا من خبر الواحد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في تحويل القبلة وهو فرض مما لا يجوز لقال لهم ان شاء الله تعالى قد كنتم على قبلة ولم يكن لكم تركها الا بعد علم تقوم به عليكم حجة من سماعكم منى أو خبر عامة أو أكثر من خبر واحد عنى قال الشافعي وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر واليا على الحج في سنة تسع وحضر الحج من أهل بلدان مختلفين وشعوب متفرقة فأقام لهم مناسكهم وأخبرهم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بما لهم وما عليهم وبعث على بن أبى طالب في تلك السنة فقرأ عليهم في مجمعهم يوم النحر آيات من سورة براءة ونبذ الى قوم على سواء وجعل لقوم مددا ونهاهم عن أمور فكان أبو بكر وعلى معروفين عند أهل مكة بالفضل والدين والصدق وكان من جهلهما وأحدهما من الحاج وجد من يخبره عن صدقهما وفضلهما ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليبعث واحد إلا والحجة قائمة بخبره على من بعثه اليه ان شاء الله تعالى قال الشافعي وفرق النبي صلى الله عليه و سلم عمالا على نواحى عرفنا أسماءهم والمواضع التي فرقهم عليها فبعث قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر وابن نويرة الى عشائرهم لعلمه بصدقهم عندهم وقدم عليه وفد البحرين فعرفوا من معه فبعث معهم بن سعيد بن العاص وبعث معاذ بن جبل الى اليمن وأمره ان يقاتل بمن اطاعه من عصاه ويعلمهم ما فرض الله عليهم ويأخذ منهم ما وجب عليهم لمعرفتهم بمعاذ ومكانه منهم وصدقه فيهم وكل من ولى فقد أمره بأخذ ما أوجب الله على من ولاه عليه ولم يكن لأحد عندنا في أحد ممن قدم عليه من أهل الصدق ان يقول أنت واحد وليس لك ان تأخذ منا ما لم نسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول انه علينا

ولا أحسبه بعثهم مشهورين في النواحى التي بعثهم إليها بالصدق الا لما وصفت من ان تقوم الحجة بمثلهم على من بعثه اليه حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال انا أبو بكر احمد بن محمد بن هارون الخلال قال حدثني عبد الملك الميموني قال ثنا احمد بن حنبل بحديث بن عباس حين سأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث قصة يقول فيها عمر وكان لي أخ يشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما واشهده يوما فإذا غبت جاءني بما يكون من الوحي وما يكون من رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت له في هذا حجة بخبر يجىء به الرجل وحده قال نعم فاستحسنه قال الخطيب وعلى العمل بخبر الواحد كان كافة التابعين ومن بعدهم من الفقهاء الخالفين في سائر امصار المسلمين الى وقتنا هذا ولم يبلغنا عن أحد منهم إنكار لذلك ولا اعتراض عليه فثبت ان من دين جميعهم وجوبه إذ لو كان فيهم من كان لا يرى العمل به لنقل إلينا الخبر عنه بمذهبه فيه والله اعلم
( باب ما جاء في أن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقبل الا عن ثقة )
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال أخبرنا محمد بن عمرو بن البخترى الرزاز قال انا يحيى بن جعفر قال انا زيد بن الحباب قال نا بن لهيعة قال انا خالد بن زيد عن عامر بن سعد عن عقبة بن نافع القرشي وكان استشهد بإفريقية وانه اوصى ولده فقال لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الا عن ثقة ولا تدينوا وان لبستم العباء ولا يكتبن أحدكم شعرا يشغل قلبه عن القرآن هكذا قال عن خالد بن زيد عن عامر بن سعد وقد أخبرناه القاضى أبو العلاء محمد بن على بن احمد بن يعقوب الواسطي قال انا على بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة قال انا عبد الله بن غنائم قال انا أبو كريب قال

نا زيد بن الحباب قال نا بن لهيعة قال حدثني خالد بن يزيد السكسكي عن عماد بن سعد أن عقبة بن نافع القرشي حين حضره الموت فقال لبنيه اوصيكم بثلاث لا تأخذوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الا من ثقة ولا تدانوا وان لبستم العباء ولا يكتب أحدكم شعرا ليشغل قلبه عن القرآن ورواية أبى كريب الصواب أخبرنا القاضى أبو بكر الحيري قال نا محمد بن يعقوب الأصم قال انا الربيع بن سليمان المرادي قال انا الشافعي قال انا عمى محمد بن على عن هشام بن عروة عن أبيه انه قال انى لأسمع الحديث استحسنه فما يمنعني من ذكره الا كراهية ان يسمعه سامع فيقتدى به أسمعه من الرجل لا أثق به قد حدثه عمن أثق به وأسمعه من الرجل أثق به قد حدث به عمن لا أثق به وقال سعد بن إبراهيم لا يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم الا الثقات أخبرنا أبو الحسن محمد بن احمد بن رزقويه البزاز قال ثنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن حماد العسكري املاء في سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة قال ثنا العباس بن فضل الأسفاطى قال ثنا على بن عبد الله قال قال بن عيينة عن مسعر قال سمعت سعد بن إبراهيم يقول لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الا الثقات وأخبرنا أبو الحسن بن رزقويه أيضا قال انا أبو على إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا إبراهيم بن دنوقا قال ثنا أبو معمر قال ثنا سفيان ح وأنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال أنا احمد بن جعفر الختلي قال ثنا احمد بن على الابار قال ثنا سريح بن يونس أبو الحارث قال ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر قال قال سعد بن إبراهيم انما يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الثقات وفى حديث أبى معمر عن سعد بن إبراهيم قال لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الا الثقات

ذم الروايات عن غير الاثبات
أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب

نا أبو عتبة احمد بن الفرج قال نا بقية عن أبى العلاء عن مجاهد عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هلاك امتى بالعصبية والقدريه والرواية عن غير ثبت أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال أنا على بن عبد الرحمن بن عيسى الكوفى قال ثنا احمد بن حازم قال أنا حسن بن قتيبة قال ثنا عبد الله بن زياد يعنى بن سمعان عن عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان اخوف ما أخاف على امتى العصبية والقدرية والرواية عن غير عدل أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال أنا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا احمد بن عيسى الخزاز قال ثنا محمد بن إبراهيم الشامي قال ثنا سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن عبد الله بن أبى قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هلاك امتى في ثلاث في القدرية والعصبية والرواية عن غير ثبت أخبرني أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أنا دعلج بن احمد المعدل قال أنا احمد بن على الابار ح وأنا محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال أنا احمد بن جعفر بن سلم الختلي قال ثنا احمد بن على الابار قال ثنا عبد الله بن عون الخراز قال ثنا عفيف بن سالم الموصلي عن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عوف عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن قال ثلاث من توديع الإسلام العصبية والقدرية والرواية عن غير ثقة أخبرنا القاضى أبو بكر الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنا الربيع بن سليمان قال أنا الشافعي قال أنا سفيان عن يحيى بن سعيد قال سألت ابنا لعبد الله بن عمر عن مسألة فلم يقل فيها شيئا فقيل له انا لنعظم ان يكون مثلك بن امام هدى تسأل عن أمر ليس عندك فيه علم فقال أعظم والله من ذلك عند الله عز و جل وعند من عرف الله عز و جل وعند من عقل عن الله عز و جل أن أقول بما ليس لي به علم أو أخبر عن غير ثقة آخر الجزء الأول بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن على بن أبى العلاء المصيصي بدمشق نا أبو بكر احمد بن على بن ثابت الحافظ البغدادي المعروف بالخطيب قدم علينا من لفظه قال

باب وجوب البحث والسؤال للكشف عن الأمور والاحوال
أجمع أهل العلم على انه لا يقبل الا خبر العدل كما انه لا تقبل الا شهادة العدل ولما ثبت ذلك وجب متى لم تعرف عدالة المخبر والشاهد أن يسأل عنهما أو يستخبر عن احوالهما أهل المعرفة بهما إذ لاسبيل الى العلم بما هما عليه الا بالرجوع الى قول من كان بهما عارفا في تزكيتهما فدل على انه لابد منه أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ثنا محمد بن احمد بن عمرو اللؤلؤى ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا أبو كامل ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد يعنى الحذاء عن عكرمة عن بن عباس ان ماعز بن مالك اتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال انه زنى فأعرض عنه فأعاد عليه مرارا فأعرض عنه فسأل قومه أمجنون

هو فقالوا ليس به بأس قال أفعلت بها قال نعم فأمر به ان يرجم فانطلق به فرجم ولم يصل عليه وقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بأن في أمته ممن يجىء بعده كذابين فحذر منهم ونهى عن قبول رواياتهم وأعلمنا ان الكذب عليه ليس كالكذب على غيره فوجب بذلك النظر في أحوال المحدثين والتفتيش عن أمور الناقلين احتياطا للدين وحفظا للشريعة من تلبيس الملحدين أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن احمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود وهو الطيالسي ثنا جرير بن حازم ثنا عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مقامى فيكم فقال أكرموا أصحابى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد أخبرنا أبو الحسن على بن احمد بن عمر المقرى أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا معاذ بن المثنى ح وأخبرنا الحسن بن أبى بكر انا عبد الرحمن بن سيماء المجبر

ثنا احمد بن محمد بن عيسى البرتي قال ثنا مسدد نا يحيى بن سعيد عن شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان بين يدي الساعة كذابين قال اخى وسمعت جابرا يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحذروهم أخبرنا على بن القاسم بن الحسن البصري قال ثنا على بن إسحاق المادرانى قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا عبد الله بن محمد بن حفص قال ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا صدقة بن المثنى قال ثنا رياح بن الحارث قال كنا في المسجد الأكبر بالكوفة والمغيرة بن شعبة على سرير إذ جاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال فأوسع له المغيرة عند رجليه على السرير فقال سعيد بن زيد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان كذبا على ليس ككذب على أحد من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أخبرنا القاضى أبو بكر محمد بن عمر الداودي أنا على بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد نا محمد بن غالب تمتام قال سمعت عمر الناقد يقول دين محمد صلى الله عليه و سلم لا يحتمل الدنس يعنى الكذب أخبرنا أبو سعد احمد بن محمد الماليني انا عبد الله بن عدى الحافظ نا احمد بن على المدائني نا أبو أمية ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد أو قال حدثني صاحب لي عن حماد بن زيد عن جعفر بن سليمان قال سمعت المهدى يقول أقر عندي رجل من الزنادقة انه وضع أربعمائة حديث فهى تجول في أيدى الناس أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني ثنا صالح بن احمد التميمي الحافظ قال سمعت أبا بكر محمد بن على الصيدلاني بن أخت إبراهيم بن الحسين يقول سمعت إبراهيم بن الحسين خالي يقول كنا على باب عفان انا وأحمد ويحيى بن معين وأبو خيثمة وعد جماعة فجاء غلام فقال ليحيى بن معين انظر الى هذا الحديث الموضوع فقال يحيى ان للعلم شبابا ينتقدون العلم أخبرنا محمد بن عيسى نا صالح نا الحسين بن على نا عبد الرحمن بن محمد وهو الرازي

الحنظلي نا أبى أخبرني عبدة بن سليمان قال قيل لابن المبارك هذه الأحاديث المصنوعة قال يعيش لها الجهابذة

باب وجوب تعريف المزكى ما عنده من حال المسئول عنه
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد المتوثي ثنا أبو سهل احمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا محمد بن غالب نا مسلم بن إبراهيم نا صدقة بن موسى الدقيقي نا مالك بن دينار عن عطاء عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سئل عن علم يعلمه فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار أخبرنا الحسن بن أبى بكر انا احمد بن كامل القاضى نا احمد بن عبيد الله بن إدريس نا يزيد بن هارون انا الحجاج بن أرطاة عن عطاء عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سئل عن علم يعلمه فكتمه جىء به يوم القيامة ملجما بلجام من نار وقد انكر قوم ولم يتبحروا في العلم قول الحفاظ من أئمتنا واولى المعرفة من اسلافنا ان فلانا الراوي ضعيف وفلان غير ثقة وما اشبه هذا من الكلام ورأوا ذلك غيبة لمن قيل فيه ان كان الأمر على ما ذكره القائل وان كان الأمر على خلافه فهو بهتان واحتجوا بالحديث الذي أخبرنا أبو حازم عمر بن احمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ بنيسابور أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن على بن زياد السمذى أنا محمد بن إبراهيم البوشنجى ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل ما الغيبة فقال ذكرك أخاك بما يكره قال أفرأيت ان كان في أخى ما أقول قال إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته وقال قائلهم في ذلك شعر انشدنيه عبد العزيز بن أبى الحسن القرميسينى قال

أنشدنا أبو بكر محمد بن احمد المفيد قال أنشدني الحسن بن على الباغانى من أهل المغرب قال أنشدني بكر بن حماد الشاعر المغربي لنفسه ... أرى الخير في الدنيا يقل كثيره ... وينقص نقصا والحديث يزيد ... ... فلو كان خيرا كان كالخير كله ... ولكن شيطان الحديث مريد ... ... ولابن معين في الرجال مقالة ... سيسأل عنها والمليك شهيد ... ... فإن تك حقا فهى في الحكم غيبة ... وان تك زورا فالقصاص شديد ... وأخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال سمعت احمد بن محمد بن عبد الله النيسابوري يقول سمعت أبا الحسن على بن محمد البخاري يقول سمعت محمد بن الفضل العباسي يقول كنا عند عبد الرحمن بن أبى حاتم وهو إذا يقرأ علينا كتاب الجرح والتعديل فدخل عليه يوسف بن الحسين الرازي فقال له يا أبا محمد ما هذا الذي تقرؤه على الناس قال كتاب صنفته في الجرح والتعديل قال وما الجرح والتعديل قال أظهر أحوال أهل العلم من كان منهم ثقة أو غير ثقة فقال له يوسف بن الحسين استحييت لك يا أبا محمد كم من هؤلاء القوم حطوا رواحلهم في الجنة منذ مائة سنة ومائتى سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم على أديم الأرض فبكى عبد الرحمن وقال يا أبا يعقوب لو سمعت هذه الكلمة قبل تصنيفى هذا الكتاب لما صنفته قلت وليس الأمر على ما ذهبوا اليه لأن أهل العلم أجمعوا على ان الخبر لا يجب قبوله الا من العاقل الصدوق المأمون على ما يخبر به وفى ذلك دليل على جواز الجرح لمن لم يكن صدوقا في روايته مع أن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم قد وردت مصرحة بتصديق ما ذكرنا وبضد قول من خالفنا أخبرنا أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن رزق البزاز وأبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران السكري قالا أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا زكريا بن يحيى المروزي ثنا سفيان بن عيينة عن بن المنكدر سمع عروة بن الزبير يقول حدثتنا عائشة أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم فقال ائذنوا له فبئس

رجل العشيرا وبئس رجل العشيرة فلما دخل ألان له القول قالت عائشة يا رسول الله قلت له الذي قلت فلما دخل ألنت له القول قال يا عائشة ان شر الناس منزلة يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه ففي قول النبي صلى الله عليه و سلم للرجل بئس رجل العشيرة دليل على ان أخبار المخبر بما يكون في الرجل من العيب على ما يوجب العلم والدين من النصيحة للسائل ليس بغيبة إذ لو كان ذلك غيبة لما اطلقه النبي صلى الله عليه و سلم وانما أراد عليه السلام بما ذكر فيه والله اعلم ان بئس للناس الحالة المذمومة منه وهى الفحش فيجتنبوها لا انه أراد الطعن عليه والثلب له وكذلك أئمتنا في العلم بهذه الصناعة انما اطلقوا الجرح فيمن ليس بعدل لئلا يتغطى امره على من لا يخبره فيظنه من أهل العدالة فيحتج بخبره والإخبار عن حقيقة الأمر إذا كان على الوجه الذي ذكرناه لا يكون غيبة ومما يؤيد ذلك حديث فاطمة بنت قيس الذي أخبرناه عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفى أنا محمد بن عبد الله الشافعي قال حدثني إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك ح وأخبرناه الحسن بن أبى بكر واللفظ لحديثه أنا احمد بن محمد بن عبد الله القطان حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضى حدثنا أبو مصعب ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله بشعير فتسخطته فقال والله مالك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال ليس لك عليه نفقة وأمرها ان تعتد في بيت أم شريك ثم قال انها امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند بن أم مكتوم فإنه رجل اعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني قالت فلما حللت ذكرت له ان معاوية بن أبى سفيان وأبا جهم خطبانى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه واما معاوية فصعلوك لا مال له انكحى أسامة بن زيد قالت فكرهته ثم قال انكحى أسامة بن

زيد فنكحته فجعل الله فيه خيرا كثيرا واغتبطت به في هذا الخبر دلالة على ان إجازة الجرح للضعفاء من جهة النصيحة لتجتنب الرواية عنهم وليعدل عن الاحتجاج بأخبارهم لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ذكر في أبى جهم انه لا يضع عصاه عن عاتقه وأخبر عن معاوية انه صعلوك لا مال له عند مشورة استشير فيها لا تتعدى المستشير كان ذكر العيوب الكامنة في بعض نقلة السنن التي يؤدى السكوت عن اظهارها عنهم وكشفها عليهم الى تحريم الحلال وتحليل الحرام والى الفساد في شريعة الإسلام أولى بالجواز وأحق بالاظهار واما الغيبة التي نهى الله تعالى عنها بقوله عز و جل ولا يغتب بعضكم بعضا وزجر رسول الله صلى الله عليه و سلم عنها بقوله يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فهى ذكر الرجل عيوب أخيه يقصد بها الوضع منه والتنقيص له والازراء به فيما لا يعود الى حكم النصيحة وايجاب الديانة من التحذير عن ائتمان الخائن وقبول خبر الفاسق واستماع شهادة الكاذب وقد تكون الكلمة الواحدة لها معنيان مختلفان على حسب اختلاف حال قائلها في بعض الأحوال يأثم قائلها وفى حالة أخرى لا يأثم مثال ذلك ما أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله المعدل أنا احمد بن محمد بن جعفر الجوزي ثنا أبو بكر بن أبى الدنيا ثنا أبو خيثمة ثنا عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان عن على بن الأقمر عن أبى حذيفة عن عائشة انها ذكرت امرأة وقالت انها قصيرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اغتبتيها وأخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب قال وثنا حجاج عن جده عن الزهرى قال أخبرني بن أبى رهم الغفاري انه سمع أبا رهم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين بايعوه تحت

الشجرة يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوة تبوك وساق الحديث الى ان قال فطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم يسألني عمن تخلف من بنى غفار فأخبرته فقال إذ هو يسألني ما فعل النفر البيض وقال حجاج الحمر الطوال الثطاط فحدثته بتخلفهم فقال ما فعل السود الجعد القطاط وقال حجاج القصار الذين لهم نعم بشبكة شرح وذكر بقية الحديث فالكلمتان في القصر لفظهما واحد ومعناهما مختلف لأن عائشة قصدت العيب والذم ورسول الله صلى الله عليه و سلم قصد التعريف والوصف أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا سليمان بن احمد بن أيوب الطبراني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى قال أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله وكلهم حدثني بطائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضا وذكروا ان عائشة رضى الله عنها زوج النى صلى الله عليه و سلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يخرج الى سفر اقرع بين نسائه فايتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه و سلم معه وذكر الحديث بطوله وقالت فيه ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم على بن أبى طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذى يعلم في نفسه لهم من الود فقال يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم الا خيرا واما على فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وان تسأل الجارية تعرفك قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم

بريرة فقال اى بريرة هل رأيت من شيء يريبك من أمر عائشة فقالت له بريرة والذي بعثك بالحق ان رأيت عليها أمرا قط اغمصه عليها أكثر من انها جارية حديثه السن تنام عن عجين أهلها فتأتى الداجن فتأكله في استشارة النبي صلى الله عليه و سلم عليا وأسامة وسؤاله بريرة عما عندهم من العلم باهله بيان واضح انه لم يكن ليسألهم الا وواجب عليهم اخباره بما يعلمون من ذلك فكذلك يجب على جميع من عنده علم من ناقل خبر أو حامل أثر ممن لا يبلغ محله في الدين محل عائشة أم المؤمنين ولا منزلته من رسول الله صلى الله عليه و سلم منزلتها منه بخصلة تكون منه يضعف خبره عند اظهارها عليه وبجرحة تثبت فيه يسقط حديثه عند ذكرها عنه ان يبديها لمن لا علم له به ليكون بتحذير الناس إياه من الناصرين لدين الله الذابين الكذب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيالها منزلة ما أعظمها أو مرتبة ما أشرفها وان جهلها جاهل وانكرها منكر أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ثنا أبو العباس محمد بن احمد الأثرم ثنا الحسن بن داود بن مهران ثنا هشام الرازي ثنا الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أترعون عن ذكر الفاجر حتى يعرفه الناس اذكروه بما فيه حتى يحذره الناس أخبرنا محمد بن الحسين القطان نا احمد بن عثمان بن يحيى الآدمى ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا جعدبة بن يحيى الليثي ثنا العلاء بن بشر عن سفيان عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس الفاسق غيبة أخبرنا على بن محمد بن عبد الله بن بشران انا احمد بن محمد بن جعفر الجوزي ثنا أبو بكر بن أبى الدنيا ثنا يحيى بن جعفر وهو بن أبى طالب ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدى ثنا الصلت بن طريف قال قلت للحسن الرجل الفاجر المعلن بفجوره ذكرى له بما فيه غيبة له قال لا ولا كرامة قال الجوزي ثنا يحيى بن أبى طالب

بإسناده مثله أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنا يحيى بن أبى بكير ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن قال كان يقول ليس لأهل البدعة غيبة أخبرني أبو الحسن على بن احمد بن محمد بن داود الرزاز ثنا احمد بن سلمان النجاد ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا عفان ثنا يحيى بن سعيد قال سألت شعبة وسفيان ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظه قالوا بين امره للناس أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن احمد بن على السوذرجانى بأصبهان أنا أبو بكر بن المقرى ثنا محمد بن الحسن بن على بن بحر ثنا عمرو بن على ح وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور قال انا محمد بن عبد الرزاق بن زكريا الجوزقى أنا مكي بن عبدان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا عمرو بن على ثنا عفان قال كنا عند إسماعيل بن علية جلوسا قال فحدث رجل عن رجل فقلت ان هذا ليس بثبت فقال الرجل اغتبته فقال إسماعيل ما اغتابه ولكنه حكم انه ليس بثبت لفظ حديث مسلم أخبرنا على بن طلحة بن محمد المقرىء أنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الغازي أنا محمد بن محمد بن داود الكرخي ثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال روى محمد بن أبى خلف قال كنا عند بن علية فجاءه رجل فسأله عن حديث الليث بن أبى سليم فقال بعض من حضره وما تصنع بليث بن أبى سليم وهو ضعيف الحديث لم لا تساله عن حديث لأيوب قال فقال سبحان الله أتغتاب رجلا من العلماء قال فقال بن علية يا جاهل نصحك ان هذا امانة ليس بغيبة أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل ثنا محمد بن إسحاق الثقفى قال سمعت أبا قدامة عبيد الله بن سعيد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول مررت مع شعبة برجل يعنى يحدث فقال كذب والله لولا انه لا يحل لي ان أسكت عنه لسكت أو كلمة معناها

أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق انا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي ثنا عبد الله بن زياد ثنا صالح بن احمد بن حنبل ثنا على المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول ثنا حماد بن زيد قال كلمنا شعبة بن الحجاج انا وعباد بن عباد وجرير بن حازم في رجل قلنا لو كففت عن ذكره فكأنه لان واجابنا ثم مضيت يوما أريد الجمعة فإذا شعبة ينادى من خلفى فقال ذاك الذي قلت لكم فيه لا أراه يسعنى أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندى انا أبو عبد الله بن محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارا أنا خلف بن محمد ثنا أبو بكر احمد بن عبد الواحد بن رفيل ثنا المسيب بن إسحاق قال سمعت عثمان بن حميد الدبوسى يقول قيل لشعبة بن الحجاج يا أبا بسطام كيف تركت علم رجال وفضحتهم فلو كففت فقال أجلونى حتى أنظر الليلة فيما بيني وبين خالقى هل يسعنى ذلك قال فلما كان من الغد خرج علينا على حمير له فقال قد نظرت فيما بيني وبين خالقى فلا يسعنى دون ان أبين أمورهم للناس والسلام أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا احمد بن كامل القاضى قال حدثني أبو سعد الهروي عن أبى بكر بن خلاد قال قلت ليحيى بن سعيد القطان أما تخشى ان يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله تعالى قال قال لأن يكون هؤلاء خصمائى أحب الى من ان يكون خصمى رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لم حدثت عنى حديثا ترى أنه كذب أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على إسحاق النعالي حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائني ثنا يوسف بن الضحاك ثنا أبو سلمة ثنا حزم بن أبى حزم عن عاصم الأحول قال كان قتادة يقصر بعمرو بن عبيد فجثوت على ركبتى فقلت يا أبا الخطاب هذه الفقهاء ينال بعضها من بعض فقال يا أحول رجل ابتدع بدعة فيذكر خير من ان يكف عنه

أخبرنا احمد بن أبى جعفر القطيعي انا يوسف بن احمد الصيدلاني بمكة ثنا محمد بن عمرو العقيلي قال ثنا المطلب بن شعيب قال سمعت احمد بن محمد المكى يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول كان شعبة يقول تعالوا حتى نغتاب في الله عز و جل أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن على البزاز أنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني أنا عبد الله بن يحيى العسكري ثنا العنزي ثنا سهل بن حبيب الأنصاري ثنا أبو زيد الأنصاري النحوي قال أتينا شعبة يوم مطر فقال ليس هذا يوم حديث اليوم يوم غيبة تعالوا حتى نغتاب الكذابين أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان انا دعلج بن احمد المعدل انا احمد بن على الابار ثنا عبد الرحمن بن حازم أبو محمد البلخي قال سمعت مكي بن إبراهيم يقول كان شعبة يأتى عمران بن حدير يقول يا عمران تعال حتى نغتاب ساعة في الله عز و جل يذكرون مساوى أصحاب الحديث أخبرنا بن الفضل انا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت الحسن بن الربيع قال قال بن المبارك المعلى بن هلال هو الا انه إذا جاء الحديث يكذب قال فقال له بعض الصوفية يا أبا عبد الرحمن تغتاب فقال اسكت إذا لم نبين كيف يعرف الحق من الباطل أو نحو هذا من الكلام كتب الى أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلي أخبرهم قال انا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال سمعت أبا مسهر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ويصحف فقال بين امره فقلت لأبى مسهر اترى ذلك من الغيبة قال لا أخبرني عبيد الله بن احمد بن عثمان الصيرفي انا أبو بكر بن شاذان ثنا احمد بن مروان المالكي ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال جاء أبو تراب النخشبي إلى أبى فجعل أبى يقول فلان ضعيف فلان ثقة فقال أبو تراب يا شيخ لا تغتاب العلماء فالتفت أبى اليه فقال له ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبة

أخبرنا محمد بن عمر الداودي انا على بن عمر بن احمد الحافظ ثنا محمد بن داود بن سليمان النيسابوري ثنا أبو الفضل احمد بن عبد الله بن سلمة النيسابوري قال سمعت محمد بن بندار السباك الجرجاني يقول قلت لأحمد بن حنبل انه ليشتد على ان أقول فلان ضعيف فلان كذاب فقال احمد إذا سكت أنت وسكت انا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم أخبرنا على بن احمد المقرى انا إسماعيل بن على الخطبي ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال قلت لأبى ما تقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله ان يكون مرجئا أو شيعيا أو فيه شيء من خلاف السنة أيسعنى ان اسكت عنه أم أحذر عنه فقال أبى ان كان يدعو الى بدعة وهو امام فيها ويدعو إليها قال نعم تحذر عنه

باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة
وانه لا يحتاج الى سؤال عنهم وانما يجب فيمن دونهم كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه و سلم لم يلزم العمل به الا بعد ثبوت عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه الى رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم واخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن فمن ذلك قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس وقوله وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وهذا اللفظ وان كان عاما فالمراد به الخاص وقيل وهو وارد في الصحابة دون غيرهم وقوله لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا وقوله تعالى والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وقوله تعالى والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم وقوله يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين وقوله تعالى للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله

ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون في آيات يكثر ايرادها ويطول تعدادها ووصف رسول الله صلى الله عليه و سلم الصحابة مثل ذلك واطنب في تعظيمهم وأحسن الثناء عليهم فمن الاخبار المستفيضة عنه في هذا المعنى ما أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن احمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن منصور والأعمش عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير امتى قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجىء قوم تسبق ايمانهم شهادتهم ويشهدون قبل ان يستشهدوا وأخبرنا أبو بكر احمد بن على بن محمد اليزدى الحافظ بنيسابور انا أبو عمرو محمد بن احمد بن حمدان ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبى بشر عن عبد الله بن شقيق عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خيركم قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال أبو هريرة فلا ادرى ذكره مرتين أو ثلاثا ثم يخلف من بعدهم قوم يحبون السمانة ويشهدون ولا يستشهدون أخبرنا الحسن بن أبى بكر ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم املاء قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أبو الربيع سليمان بن داود ثنا منصور بن أبى الأسود عن الأعمش عن على بن مدرك عن هلال بن يساف عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يخلف قوم تسبق ايمانهم شهادتهم ثم يظهر فيهم السمن أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا احمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوا أصحابي فوالذى

نفسي بيده لو انفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه أخبرنا القاضى أبو بكر الحيري أيضا ثنا محمد بن يعقوب الأصم ثنا بكر بن سهل الدمياطى ثنا عمرو بن هاشم البيروتي ثنا سليمان بن أبى كريمة عن جويبر عن الضحاك عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مهما اوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحدكم في تركه فان لم يكن في كتاب الله فسنة منى ماضية فان لم تكن سنة منى ما ضية فما قال أصحابي ان أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيها أخذتم به اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن غالب الخوارزمي أنا على بن محمد بن احمد الوراق ثنا حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سألت ربي فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي فاوحى الله الى يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها اضوأ من بعض فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهم عندي على هدى أخبرنا الحسن بن احمد بن إبراهيم ثنا أبو بكر الشافعي ثنا محمد بن هشام بن أبى الدميك ثنا إبراهيم بن زياد سبلان قال قال الشافعي وحدثنا أبو عبد الله محمد بن خلف المروزي ثنا الفضل بن الوليد العنزي قالا ثنا إبراهيم بن سعد الزهرى عن بشر الحنفي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله اختارنى واختار أصحابي فجعلهم أصهارى وجعلهم أنصاري وانه سيجىء في آخر الزمان قوم ينتقصونهم ألا فلا تناكحوهم ألا فلا تنكحوا إليهم ألا فلا تصلوا معهم ألا فلا تصلوا عليهم عليهم حلت اللعنة والأخبار في هذا المعنى تتسع وكلها مطابقة لما ورد في نص القرآن وجميع ذلك يقتضى طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم المطلع على بواطنهم الى تعديل أحد من الخلق له فهو

على هذه الصفة الا ان يثبت على أحد ارتكاب ما لا يحتمل الا قصد المعصية والخروج من باب التأويل فيحكم بسقوط العدالة وقد برأهم الله من ذلك ورفع اقدارهم عنه على انه لو لم يرد من الله عز و جل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لاوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهج والاموال وقتل الآباء والاولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم وانهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤن من بعدهم ابد الآبدين هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء وذهبت طائفة من أهل البدع الى ان حال الصحابة كانت مرضية الى وقت الحروب التي ظهرت بينهم وسفك بعضهم دماء بعض فصار أهل تلك الحروب ساقطى العدالة ولما اختلطوا باهل النزاهة وجب البحث عن أمور الرواة منهم وليس في أهل الدين والمتحققين بالعلم من يصرف إليهم خبر ما لا يحتمل نوعا من التأويل وضربا من الاجتهاد فهم بمثابة المخالفين من الفقهاء المجتهدين في تأويل الاحكام لاشكال الأمر والتباسه ويجب ان يكونوا على الأصل الذي قدمناه من حال العدالة والرضا إذ لم يثبت ما يزيل ذلك عنهم أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني ثنا صالح بن احمد الحافظ قال سمعت أبا جعفر أحمد بن عبدل يقول سمعت احمد بن محمد بن سليمان التستري يقول سمعت أبا زرعة يقول إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعلم انه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه و سلم عندنا حق والقرآن حق وانما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة

باب القول في معنى وصف الصحابي انه صحابي والطريق الى معرفة كونه صحابيا
أخبرنا محمد بن احمد بن رزق أنا إسماعيل بن على الخطبي وأبو على بن الصواف قالا

ثنا عبد الله بن حمد حدثني أبى ثنا حجاج قال قال شعبة وأخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه أنا يعقوب بن سفيان قال قال احمد يعنى بن حنبل ثنا حجاج ثنا شعبة قال كان جندب بن سفيان أتى النبي صلى الله عليه و سلم وان شئت قلت له صحبة وفى رواية يعقوب قد كان جندب بن عبد الله العلقى أتى النبي صلى الله عليه و سلم وان شئت قلت قد صحبه أخبرنا الحسن بن على التميمي انا احمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني أبى ثنا بكر بن عيسى أبو بشر الراسبي ثنا ثابت أبو زيد القيسي عن عاصم الأحول انه قال رأى عبد الله بن سرجس رسول الله صلى الله عليه و سلم غير أنه لم يكن له صحبة أخبرنا أبو بكر البرقاني انا أبو حامد احمد بن محمد بن حسنويه الغوزمى أنا الحسين بن إدريس الأنصاري ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال قلت لأحمد بن حنبل عامر بن مسعود القرشي له صحبة قال لا أدرى قد روى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الحسين بن إدريس وسمعت أبا داود يقول سمعت مصعبا الزبيري يقول له صحبة يعنى عامر بن مسعود وكان أمير بن الزبير على الحرب بالكوفة وكان عبد الله بن يزيد الخطمي على الصلاة قال وليست للخطمى صحبة كان صغيرا حين مات النبي صلى الله عليه و سلم أخبرني الحسين بن أبى الحسن الوارق ثنا عمر بن احمد الواعظ ثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن يزيد عن الحارث عن بن سعد عن الواقدي محمد بن عمر قال أخبرني طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه قال كان سعيد بن المسيب يقول الصحابة لا نعدهم الا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين قال بن عمرو رأيت أهل العلم يقولون كل من رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أدرك الحلم وأسلم وعقل أمر الدين ورضيه فهو عندنا ممن صحب النبي صلى الله عليه و سلم ولو ساعة من نهار ولكن

اصحابه على طبقاتهم وتقدمهم في الإسلام أخبرنا محمد بن احمد بن رزق البزاز وعلى بن محمد بن بشر السكري قالا انا عثمان بن احمد بن عبد الله الدقاق ثنا الحسن بن عبد الوهاب بن أبى العنبر ثنا أبو جعفر محمد بن سليمان المقرى البصري قال حدثني عبدوس بن مالك العطار قال سمعت أبا عبد الله احمد بن حنبل وذكر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل بدر فقال ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه فهو من اصحابه له من الصحبة على قدر ما صحبه وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر اليه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن أخو الخلال انا إسماعيل بن محمد بن احمد بن حاجب الكشانى ثنا محمد بن يوسف الفربرى قال قال محمد بن إسماعيل البخاري ومن صحب النبي صلى الله عليه و سلم أو رآه من المسلمين فهو من اصحابه حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال لا خلاف بين أهل اللغة في ان القول صحابي مشتق من الصحبة وانه ليس بمشتق من قدر منها مخصوص بل هو جار على كل من صحب غيره قليلا كان أو كثيرا كما ان القول مكلم ومخاطب وضارب مشتق من المكالمة والمخاطبة والضرب وجار على كل من وقع منه ذلك قليلا كان أو كثيرا وكذلك جميع الأسماء المشتقة من الأفعال وكذلك يقال صحبت فلانا حولا ودهرا وسنة وشهرا ويوما وساعة فيوقع اسم المصاحبة بقليل ما يقع منها وكثيره وذلك يوجب في حكم اللغة اجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه و سلم ولو ساعة من نهار هذا هو الأصل في اشتقاق الاسم ومع ذلك فقد تقرر للامة عرف في انهم لا يستعملون هذه التسمية الا فيمن كثرت صحبته واتصل لقاؤه ولا يجرون ذلك على من لقى المرء ساعة ومشى معه خطى وسمع منه حديثا فوجب لذلك ان لا يجرى هذا الاسم في عرف الاستعمال الا على من هذه حاله ومع هذا فان خبر الثقة الأمين عنه مقبول ومعمول به وان لم تطل صحبته ولا سمع منه الا حديثا واحدا ومن الطريق الى معرفة كونه صحابيا تظاهر الاخبار بذلك وقد يحكم بأنه صحابي إذا كان ثقة أمينا مقبول القول إذا قال صحبت النبي صلى الله عليه و سلم وكثر لقائي له فيحكم بأنه صحابي في الظاهر لموضع عدالته وقبول خبره وان لم يقطع بذلك كما يعمل بروايته عن الرسول صلى الله عليه و سلم وان لم يقطع بسماعه ولو ردا قوله انه صحابي لرد خبره عن الرسول صلى الله عليه و سلم فان قيل أخبار الرسول له بالحكم يخفى وتفرده بالقول له وبصحبته ومطاولته لا تكاد تخفى قيل لعمرى انها لا تخفى وإذا قال انا صحابي ولم يحك عن الصحابة رد قوله ولا ما يعارضه جاز أن يكون ممن طالت صحبته وان لم يرو غيره طول صحبته وإذا كان كذلك وجب إثباته صحابيا كما بقوله لذلك أو قول آحاد الصحابة انه صحابي

باب القول في حكم من بعد الصحابة وذكر الشرائط التي توجب قبول روايته
لابد لمن لزم قبول خبره من ان يكون على صفات قد تقدم ذكرها مجملا ونحن نفصلها ان شاء الله تعالى ونشرح ما يتعلق بها فاولها ان يكون وقت تحمل الحديث وسماعه مميزا ضابطا لأنه متى لم يكن كذلك كان غير عالم بما تحمله وقت الأداء ولا ذاكر له ووجب ان يكون حاله فيما يؤديه كحاله في جميع ما يحكيه من أفعاله الواقعة منه في حال نقصه ومع عدم تمييز وعلمه وبمثابة ما يحكيه المجنون والمغلوب مما يعرف انه وقع منه حال الغلبة على عقله فلا خلاف ان ما هذه سبيله لا يصبح ذكره والعلم به والفصل بينه وبين غيره فوجب لذلك كون المتحمل وقت تحمله عالما بما يسمعه واعيا ضابطا له

حتى تصح منه معرفته بعينه عند التذكر له كما عرفه وقت التحمل له فيؤديه كما سمعه بلفظه ان كان ممن يؤدى الحديث بلفظه وان كان ممن يؤديه على المعنى فحاجته الى مراعاة الألفاظ والنظر في معانيها أشد من حاجة الراوي على اللفظ دون المعنى هذا إذا كان تعويله في تحمله على حفظه فاما إذا كان شيء الحفظ فقد ذهب قوم من أهل العلم الى ان الضبط وقت التحمل ليس بشرط في صحة السماع لكنه إذا اصغى وهو مميز صح سماعه وان لم يحفظ المسموع ويقيده بالكتاب وارى حجتهم في ذلك ما أخبرنا الحسن بن أبى بكر أنا أبو سهل احمد بن محمد بن عبد الله القطان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضى ثنا على يعنى بن عبد الله المديني ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال لما فتح الله على رسوله مكة قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ان الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين وانما أحلت لي ساعة من نهار ثم هى حرام الى يوم القيامة لا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها الا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما ان يفدى واما ان يقتل فقام رجل يقال له أبو شاه من أهل اليمن فقال يا رسول الله اكتبوا لي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اكتبوا لأبي شاه فقام عباس أو قال عباس يا رسول الله الا الأذخر فإنه لقبورنا وبيوتنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الا الأذخر قال الوليد فقلت للاوزاعى ما قوله اكتبوا لأبي شاه قال يقول اكتبوا خطبته التي سمعها من النبي صلى الله عليه و سلم فأبو شاه ممن لم يكن يحفظ غير أنه لما كان مميزا واصغى الى خطبة رسول الله صلى الله عليه و سلم صح سماعه إياها وأمر بكتبها له وقد اختلف أهل العلم أيضا في التحمل قبل البلوغ فمنهم من صحح ذلك ومنهم من دفع صحته

باب ما جاء في صحة سماع الصغير
أخبرنا أبو بكر البرقاني انا محمد بن الحسن السروى انا عبد الرحمن بن أبى حاتم ثنا على بن الحسن الهسنجانى ثنا نعيم بن حماد قال سمعت بن عيينة يقول لقد أتى هشام بن حسان عظيما بروايته عن الحسن قيل لنعيم لم قال لأنه كان صغيرا قل من كان يثبت الحديث على ما بلغنا في عصر التابعين وقريبا منه الا من جاوز حد البلوغ وصار في عداد من يصلح لمجالسة العلماء ومذاكرتهم وسؤالهم وقيل ان أهل الكوفة لم يكن الواحد منهم يسمع الحديث الا بعد استكماله عشرين سنة ويشتغل قبل ذلك بحفظ القرآن وبالتعبد وقال قوم الحد في السماع خمس عشرة سنة وقال غيرهم ثلاث عشرة وقال جمهور العلماء يصح السماع لمن سنه دون ذلك وهذا هو عندنا الصواب أخبرنا محمد بن احمد بن رزق انا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا نعيم بن يعقوب قال سمعت أبا الأحوص يقول كان الشاب يتعبد عشرين سنة ثم يطلب الشيء من الحديث أخبرني أبو القاسم الأزهري ثنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن خشنام ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا يحيى بن محمد بن اعين قال سمعت أبا عاصم يقول سمعت الثوري يقول كان الرجل إذا أراد أن يطلب الحديث تعبد قبل ذلك عشرين سنة أخبرنا احمد بن أبى جعفر القطيعي انا محمد بن عدى بن زحر البصري في كتابه ثنا أبو عبيد محمد بن على الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول قال بن جريج لوكيع باكرت العلم وكان لوكيع ثماني عشرة سنة أخبرني على بن احمد بن على المؤدب ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندى انا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزى قال حدثني عدة من شيوخنا انه قيل لموسى بن إسحاق كيف لم تكتب عن أبى نعيم قال كان أهل الكوفة لا يخرجون أولادهم

في طلب الحديث صغارا حتى يستكملوا عشرين سنة قال بن خلاد وحدثني محمد بن عبد الله قال سمعت أبا طالب بن نصر يقول سمعت موسى بن هارون يقول أهل البصرة يكتبون لعشر سنين وأهل الكوفة لعشرين وأهل الشام لثلاثين قال بن خلاد قال أبو عبد الله الزبيري يستحب كتب الحديث في العشرين لأنها مجتمع العقل قال وأحب ان يشتغل دونها بحفظ القرآن والفرائض قلت قد حفظ سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه و سلم أحاديث وكان يقول كنت بن خمس عشرة سنة بين قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو كان السماع لا يصح الا بعد العشرين لسقطت رواية كثير من أهل العلم سوى من هو في عداد الصحابة ممن حفظ عن النبي صلى الله عليه و سلم في الصغر فقد روى الحسن بن على بن أبى طالب عن النبي صلى الله عليه و سلم ومولده سنة اثنتين من الهجرة وكذلك عبد الله بن الزبير بن العوام والنعمان بن بشير وأبو الطفيل الكناني والسائب بن يزيد والمسور بن مخرمة وروى مسلمة بن مخلد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان له حين قبض عشر سنين وقيل أربع عشرة سنة وتزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم عائشة وهى بنت ست سنين وابتنى بها وهى بنت تسع وروت عنه ما حفظته في ذلك الوقت وروى عمر بن أبى سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له ادن يا غلام وسم الله وكل بيمينك مما يليك وروى معاوية بن قرة المزني عن أبيه قال كنت غلاما صغيرا فمسح رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسي ودعا لي وقال عبد الله بن جعفر بن أبى طالب كنت غلاما العب فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم من سفر فاستقبلته فحملنى بين يديه

وقال يوسف بن عبد الله بن سلام سماني رسول الله صلى الله عليه و سلم يوسف وأقعدنى في حجره ومسح على رأسي وممن كثرت الرواية عنه من الصحابة وكان سماعه في الصغر أنس بن مالك وعبد الله بن عباس وأبو سعيد الخدري وكان محمود بن الربيع يذكر أنه عقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجهه من دلو كان معلقا في دراهم وتوفى رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس سنين

ذكر بعض أخبار من قدمنا تسميته
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر انا ثابت بن عمارة عن ربيعة بن شيبان قال قلت للحسن بن على ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حملنى على عنقه فأدخلنى غرفة للصدقة فأخذت تمرة فجعلتها في في فقال ألقها أما علمت انا لا تحل لنا الصدقة أخبرنا احمد بن أبى جعفر حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن أبى نصر الدمشقي ثنا أبو على بن حبيب قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي رحمه الله وقد سئل عن عبد الله بن الزبير هل سمع من النبي صلى الله عليه و سلم شيئا قال نعم وحفظ عنه ومات النبي صلى الله عليه و سلم وهو بن تسع سنين أخبرنا على بن أبى على البصري انا احمد بن إبراهيم بن شاذان ومحمد بن عبد الرحمن الذهبي قالا ثنا عبد الله بن عبد الرحمن السكري ثنا أبو يعلى المنقري ثنا الأصمعي ثنا بن أبى الزناد عن أبيه قال ولد النعمان بن بشير سنة اثنتين من الهجرة أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول ليس يروى عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه و سلم حديث فيه سمعت النبي صلى الله عليه و سلم الا في حديث الشعبي فإنه يقول فيه سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول

ان في الجسد مضغه والباقي من حديث النعمان انما هو عن النبي صلى الله عليه و سلم ليس فيه سمعت قال يحيى وأهل المدينة ينكرون ان يكون النعمان بن بشير قد سمع من النبي صلى الله عليه و سلم قلت قد أثبت له السماع كافة الأئمة من أهل النقل فلا اعتبار بنفى من نفى ذلك أخبرنا محمد بن أبى الفتح الحربي ثنا على بن عمر الحافظ ثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي ثنا عباد بن يعقوب ثنا ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبيه عن أبى الطفيل قال ولدت عام أحد وأدركت من حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثمان سنين قال فطاف النبي صلى الله عليه و سلم على راحلته حول البيت واستلم الحجر بمحجنه وطاف بين الصفا والمروة على راحلته أخبرنا أبو بكر البرقاني ثنا أبو حامد احمد بن حسنويه الهروي أنا الحسين بن إدريس الأنصاري ثنا عثمان بن أبى شيبة ثنا قاسم بن مالك عن الجعد بن عبد الرحمن قال سمعت السائب بن يزيد يقول حج بي في ثقل النبي صلى الله عليه و سلم وانا غلام أخبرنا أبو حازم عمر بن احمد بن إبراهيم العبدوي انا القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي انا محمد بن إبراهيم البوشنجى قال سمعت بن بكير يقول توفى النبي صلى الله عليه و سلم وابن الزبير بن ثمان سنين والمسور بن مخرمة كذلك أخبرنا عبد العزيز بن على الوراق انا احمد بن إبراهيم بن الحسن ثنا أبو عمرو يوسف بن يعقوب النيسابوري انا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن موسى بن على عن أبيه قال سمعت مسلمة بن مخلد يقول ولدت حين قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة وقبض وانا بن عشر سنين خالف عبد الرحمن بن مهدى وكيعا فيه أخبرنا محمد بن احمد بن رزق انا إسماعيل بن على الخطبي وأبو على بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى ثنا

عبد الرحمن بن مهدى ثنا موسى عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة وانا بن أربع سنين وتوفى وانا بن أربع عشرة أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم انا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم انا بن وهب أخبرني سعيد بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن أبى الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم انها قالت تزوجنى رسول الله صلى الله عليه و سلم وانا ابنة ست سنين متوفى خديجة وبنى بي وانا بنت تسع سنين فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وانا العب بالبنات وكان لي صواحب يلعبن معي فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه و سلم استحيين وتقمعن فربما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فسيرهن الى أخبرنا الحسن بن أبى بكر انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الوليد بن كثير قال سمعت وهب بن كيسان أبا نعيم يقول سمعت عمر بن أبى سلمة قال كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانت يدي تطيش في الصحفة فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا غلام إذا اكلت فسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك قال فما زالت تلك طعمتى بعد وحدثنا على بن محمد بن عبد الله المعدل انا الحسن بن صفوان البرذعي ثنا أبو بكر بن أبى الدنيا ثنا محمد بن سعد قال عمر بن أبى سلمة يكنى أبا حفص توفى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بن تسع سنين وقد حفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان بالمدينة أخبرنا الحسن بن على التميمي انا احمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن احمد حدثني أبى ثنا حجاج يعنى بن محمد عن شعبة عن أبى إياس قال جاء أبى الى النبي صلى الله عليه و سلم وهو غلام صغير فمسح رأسه واستغفر له قال شعبة فقلنا له أصحبه قال لا ولكنه كان على عهده قد حلب وصر

أخبرنا أبو القاسم الأزهري انا محمد بن القاسم الخزاز أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الكندي ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا أبو عاصم ثنا بن جريج أخبرني جعفر بن خالد بن سارة عن أبيه قال حدثني عبد الله بن جعفر قال كنت العب انا وقثم وعبيد الله فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فحملنى بين يديه وحمل قثما خلفه أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ثنا أبو نعيم ثنا يحيى بن أبى الهيثم العطار قال حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام قال سماني رسول الله صلى الله عليه و سلم يوسف وأقعدنى في حجره ومسح على رأسي أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز ثنا محمد بن عبد الله الشافعي ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عمرو يعني بن مرزوق انا شعبة عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال توفى رسول الله صلى الله عليه و سلم وانا بن عشر سنين مختون هكذا رواه أبو بشر عن سعيد بن جبير وخالفه أبو إسحاق السبيعي أخبرنا القاضى أبو بكر الحيري انا أبو على محمد بن احمد الميداني ثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى هو الذهلي ثنا أبو داود عن شعبة عن أبى إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال توفى رسول الله صلى الله عليه و سلم وانا بن خمس عشرة سنة مختون قال الخطيب وهذا القول أصح من الأول والله اعلم أخبرنا بن الفضل القطان انا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني سليمان بن عبد الرحمن ثنا الوليد انا عبد الرحمن بن نمر اليحصبى قال قال الزهرى أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري وزعم انه قد عقل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجهه من دلو معلق في دارهم قال فتوفى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بن خمس سنين ومن الخالفين جماعة احتج أهل العلم بروايتهم ما سمعوه قبل الاحتلام

أخبرنا عبيد الله بن احمد الصيرفي انا على بن عمر الحافظ ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي ثنا إسحاق بن احمد بن خلف البخاري ثنا سعيد بن عامر قال حملنى خالي على عاتقه فسمعت شبيلا يحدث عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل الجليس الصالح مثل العطار الحديث أخبرناه الحسن بن أبى بكر انا محمد بن جعفر بن الهيثم بن الأنباري ثنا بن أبى العوام ثنا سعيد بن عامر ثنا شبيل بن عزرة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل الجليس الصالح مثل العطار ان لم تصب من عطره أو قال ان لم يعطك من عطره أصبت من ريحه ومثل الجليس السوء مثل القين ان لم يحرق ثوبك اصابك من ريحه أخبرنا بن الفضل ثنا بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني الفضل يعنى بن زياد قال سمعت أبا عبد الله احمد بن محمد بن حنبل وذكر سفيان بن عيينة فقال أخرجه أبوه الى مكة وهو صغير فسمع من الناس عمرو بن دينار وابن أبى نجيح في الفقه ليس تضمه الى أحد يعنى أقرانه الا وجدته مقدما أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد المعدل ثنا محمد بن احمد بن إبراهيم الحكيمي ثنا محمد بن يونس ثنا نصر بن على قال حدثني أبى قال ذكر بن عيينة عند شعبة قال فقال رأيت ذلك الغلام عند عمرو بن دينار وبيده ألواح وفى اذنه قرط من ذهب سمعت أبا الحسن محمد بن احمد بن رزقوية يذكر هذه الحكاية من حفظه مرارا غير أنه لم يقم اسنادها فكتبت الإسناد بعد من أصل كتابه قال ثنا أبو على بن الصواف املاء من لفظه قال حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري قال سمعت احمد بن محمد بن راشد الأصبهاني يقول قال بن عيينة أتيت الزهرى وفى اذنى قرط ولى ذؤابة فلما رآني جعل يقول واسنينة واسنينة ههنا ههنا ما رأيت طالب علم أصغر من هذا أخبرنا القاضى أبو العلاء محمد بن على الواسطي أنا عبد الله بن موسى السلامى

فيما اذن لنا ان نرويه عنه قال سمعت عمار بن على اللورى يقول سمعت احمد بن النضر الهلالي قال سمعت أبى يقول كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر الى صبي دخل المسجد فكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه فقال سفيان كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ثم قال يا نضر لو رأيتني ولى عشر سنين طولى خمسة أشبار ووجهى كالدينار وانا كشعلة نار ثيابي صغار واكمامى قصار وذيلى بمقدار ونعلى كآذان الفار أختلف الى علماء الأمصار مثل الزهرى وعمرو بن دينار أجلس بينهم كالمسمار محبرتى كالجوزة ومقلمتي كالموزة وقلمى كاللوزة فإذا دخلت المجلس قالوا اوسعوا للشيخ الصغير قال ثم تبسم بن عيينة وضحك قال احمد وتبسم أبى وضحك قال عمار وتبسم أحمد وضحك قال أبو الحسن السلامى وتبسم عمار وضحك قال القاضى وتبسم السلامى وضحك وتبسم أبو العلاء وضحك وتبسم أبو بكر الحافظ وضحك وتبسم شيخنا أبو عبد الله وضحك قال سيدنا بن المقدسي وتبسم شيخنا الامام الحافظ أبو طاهر السلفي وضحك أخبرنا على بن احمد بن عمر المقرى انا إسماعيل بن على الحطبى ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال سألت أبى متى يجوز سماع الصبي في الحديث فقال إذا عقل وضبط قلت فإنه بلغني عن رجل سميته انه قال لا يجوز سماعه حتى يكون له خمس عشرة سنة لأن النبي صلى الله عليه و سلم رد البراء وابن عمر استصغرهم يوم بدر فأنكر قوله هذا وقال بئس القول يجوز سماعه إذا عقل فكيف يصنع بسفيان بن عيينة ووكيع وذكر أيضا قوما أخبرنا الحسن بن على الجوهري انا احمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد بن يونس قال قال أبو نعيم سمعت الحديث وانا بن أربع عشرة سنة حدثني أبو القاسم يعنى الأزهري نا محمد بن عبد الله بن جامع الدهان نا احمد

بن على بن العلاء قال سمعت عباسا وهو بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى يعنى بن معين يقول حد الغلام في كتاب الحديث أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة أو كما قال وحدثني الأزهري ثنا بن جامع ثنا احمد بن على بن العلاء قال سمعت عبد الله بن احمد بن حنبل قال قيل لأبى في هذا فقال كيف تعمل بوكيع وغيره وأحسب عبد الله ان أباه قال ان حد الغلام إذا ضبط ما يسمع قال انما ذلك في القتال يعنى بن خمس عشرة سنة أو كلاما ذا معناه قرأت في كتاب عبد الله بن الحسن بن منصور الطبري الذي سمعه من احمد بن عمر الأصبهاني عن أبى الحسين احمد بن جعفر بن عبيد الله المنادى قال حدثني عبد الله بن شعيب أبو القاسم العبدي قال حدثني أبو داود السجستاني قال سمعت الحسن بن على يعنى الحلواني يقول سمعت يزيد يعنى بن هارون يقول مقدار الغلام عندنا في الحديث ثلاث عشرة سنة حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال حدثني احمد بن محمد بن هارون الخلال قال أخبرني المروزي انه سأل أبا عبد الله يعنى احمد بن حنبل عن سماع الصغير متى يصح قال إذا عقل وسئل عن إسحاق بن إسماعيل وقيل له انهم يذكرون انه كان صغيرا فقال قد يكون صغيرا يضبط قيل له فالكبير وهو لا يعرف الحديث ولا يعقل قال إذا كتب الحديث فلا بأس ان يرويه قلت أراد أبو عبد الله بذلك ان يكون الكبير يضبط كتابه غير أنه لا يعرف علل الأحاديث واختلاف الروايات ولا يعقل المعاني واستنباطها فمثل هذا يكتب عنه لصدقة وصحة كتابه وثبوت سماعه أخبرنا الحسن بن على بن محمد التميمي انا احمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني أبى ثنا على بن عبد الله وهو بن المديني ح وأخبرنا أبو الحسن احمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي واللفظ له انا محمد بن المظفر الحافظ

ثنا احمد بن مكرم بن خالد البرتي ثنا على بن المديني ثنا حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي قال سمعت طلق بن معاوية يحدث عن أبى زرعة عن أبى هريرة أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه و سلم بصبى لها فقالت يا رسول الله ادع الله له فقد دفنت ثلاثة فقال لقد احتظرت بحظار شديد من النار قال على بن المديني قال حفص سمعت هذا الحديث منه منذ سبعين سنة ولم ابلغ عشر سنين قال على بن المديني سمعت هذا من حفص في سنة سبع وثمانين ومائه وأخبرني عبد العزيز بن على ثنا أبو بكر محمد بن احمد بن محمد المفيد ثنا الحسن بن إسماعيل الربعي ثنا الأخنس ثنا أبو بكر بن عياش قال قال رجل للاعمش هؤلاء الغلمان حولك قال اسكت هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك أخبرني على بن احمد المؤدب ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى انا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال حكى لي حاك أن الأوزاعي سئل عن الغلام يكتب الحديث قبل ان يبلغ الحد الذي تجرى عليه فيه الأحكام فقال إذا ضبط الإملاء جاز سماعه وان كان دون العشر واحتج بحديث سبرة بن معبد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر قال بن خلاد وهذه حكاية عن الأوزاعي لا أعرف صحتها الا انها صحيحة الاعتبار لأن الأمر بالصلاة والضرب عليها انما هو على وجه الرياضة لا على وجه الوجوب وكذلك كتب الحديث انما هو للقاء وتحصيل السماع وإذا كان هذا هكذا فليس المعتبر في كتب الحديث البلوغ ولا غيره بل يعتبر فيه الحركة والنضاجة والتيقظ والضبط قلت وقد تقدمت منا الحكاية عن بعض أهل العلم أن السماع يصح بحصول التمييز والاصغاء حسب ولهذا بكروا بالأطفال في السماع من الشيوخ الذين

علا اسنادهم أخبرنا على بن المحسن القاضى ثنا محمد بن خلف بن محمد بن جيان الخلال قال سمعت أبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول مات عبد الرزاق وللدبرى ست سنين أو سبع سنين قلت روى الدبرى عن عبد الرزاق عامة كتبه ونقلها الناس عنه وسمعوها منه سألت القاضى أبا عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قلت له في اى سنة سمعت كتاب السنن من أبى على الؤلؤى فقال سمعته منه أربع مرات فحضرت أول مرة وهو يقرأعليه في سنة أربع وعشرين وثلثمائة وكتب أبى في كتابه حضر ابنى القاسم وقرىء عليه في السنة الثانية وكتب أبى حضر ابنى القاسم وقرىء على اللؤلؤى وانا اسمع في السنة الثالثة وفى الرابعة وكتب أبى في كتابه سمع ابنى القاسم وكان مولد أبى عمر في رجب من سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة فعلى التقدير أنه سمعه في آخر دفعة وله خمس سنين واعتد الناس بذلك السماع ونقل عنه الكتاب عامة أهل العلم من حفاظ الحديث والفقهاء وغيرهم قال طلحة بن على بن الصقر الكتاني قرأت على أبى عبد الله محمد بن احمد بن إبراهيم الأصبهاني قال ثنا محمد يعنى بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم بن الحزور الثقفي ثنا يعقوب الدورقي ثنا أبو عاصم قال ذهبت بابني الى بن جريج وهو بن أقل من ثلاث سنين يحدثه بهذا الحديث والقرآن وقال أبو عاصم لا بأس ان يعلم الصبي الحديث والقرآن وهو في هذا السن ونحوه ومن أظرف شيء سمعناه في حفظ الصغير ما أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق انا أبو بكر احمد بن كامل القاضى قال حدثني على بن الحسن النجار ثنا الصاغاني ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال رأيت صبيا بن أربع سنين قد حمل الى المأمون قد قرأ القرآن ونظر في الرأي غير أنه إذا جاع يبكى سمعت القاضى أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن الأصبهاني يقول حفظت

القرآن ولى خمس سنين وحملت الى أبى بكر المقرى لأسمع ولى أربع سنين فقال بعض الحاضرين لا تسمعوا له فيما قرئ فإنه صغير فقال لي بن المقرىء اقرأ سورة الكافرون فقرأتها فقال اقرأ سورة التكوير فقرأتها فقال لي غيره اقرأ سورة والمرسلات فقرأتها ولم أغلط فيها فقال بن المقرىء سمعوا له والعهدة على ثم قال سمعت أبا صالح صاحب أبى مسعود يقول سمعت أبا احمد بن الفرات يقول أتعجب من انسان يقرأ سورة والمرسلات عن ظهر قلبه ولا يغلط فيها وحكى أن أبا مسعود ورد أصبهان ولم تكن كتبه معه فأملى كذا وكذا الف حديث عن ظهر قلبه فلما وصلت الكتب اليه قوبلت بما أملى فلم يختلف الا في مواضع يسيرة أخبرني الحسن بن أبى طالب ثنا احمد بن محمد بن عمران ثنا أبو القاسم عبيد الله بن احمد بن بكير التميمي قال سألت موسى بن هارون بن عبد الله الحمال ح وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر انا أبو بكر محمد بن عبد الرحيم المازني قال سمعت أبا القاسم بن بكير يقول سألت موسى بن هارون قلت متى يسمع الصبي زاد المازني الحديث ثم اتفقا قال إذا فرق بين الدابة والبقرة أخبرنا أبو على الحسين بن يوسف بن محمد بن الإسكاف ثنا عمر بن احمد بن هارون المقرىء انا عبيد الله بن احمد التميمي قال سألت موسى بن هارون الحمال متى يسمع الصبي الحديث قال إذا فرق بين البقرة والحمار آخر الجزء الثاني بسم الله الرحمن الرحيم وبه الاستعانة وعليه التكلان أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن على بن أبى العلاء السلمي المصيصي بدمشق نا أبو بكر احمد بن على بن ثابت البغدادي الحافظ قدم علينا من لفظه قال

باب ما جاء في سماع من كان ينسخ وقت القراءة
اختلف أهل العلم في صحة ذلك وأخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني بها قال ثنا أبو الفضل صالح بن احمد الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا أبو مسهر قال ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال الذي يكتب ويسمع يقال له جليس العالم وأنا محمد بن عيسى قال ثنا صالح بن احمد قال سمعت أبا العباس الفضل بن الحسين يقول سمعت إبراهيم الحربي وسألته قلت الرجل يسمع وهو يكتب يصح سماعه قال لا حدثني محمد بن احمد بن يعقوب عن محمد بن نعيم الضبي الحافظ قال سألت أبا بكر بن إسحاق يعنى الصبغى عمن يكتب في السماع فقال يقول حضرت ولا يقول ثنا ولا أخبرنا حدثني أبو بكر محمد بن على بن إبراهيم الدينوري قال سمعت أبا القاسم بن عياد يقول سألت أبا احمد بن عدى الحافظ عن الرجل يسمع الحديث ويكتب في وقت سماعه أيصح سماعه فقال لا أو كما قال أخبرنا على بن الحسن بن محمد الدقاق قال سمعت أبا الحسين بن سمعون وكانوا يقرؤون عليه الحديث فرأى رجلا ينسخ في حال القراءة فقال له حضرت لتسمع

أو لتنسخ وقال كن كأن رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس يحدثنا ونسمع حديثه إذا فرغ من القراءة يقول الذي يكتب السماع فلان ينسخ أو يسمع أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد قال سمعت أبا بكر محمد بن على يقول سمعت خالي إبراهيم بن الحسين يقول سمعت شاذ بن الفياض يقول مخ السماع في العينين هؤلاء الذين منعوا صحة السماع في حال الكتابة انما ذهبوا الى ذلك لان القلب مشتغل عن ضبط ما يقرأ في تلك الحال فاما إذا لم تمنع الكتابة عن فهم ما يقرأ فالسماع صحيح وممن صحح السماع مع الاشتغال بالكتابة عبد الله بن المبارك وحسبك به دينا وفضلا وعلما ونبلا وغير واحد من علماء السلف أخبرنا أبو بكر البرقاني قرئ على إسحاق النعالي وانا أسمع أخبركم عبد الله بن إسحاق المدائني قال حدثنا احمد بن موسى الحرامى قال ثنا حسن بن على قال سمعت على بن المديني قال كنا عند جرير فجعلنا نتشدد في شيء من السماع فقال أنتم افقه من بن المبارك لقد كنت أقرأ عليه وما ينظر في الكتاب وهو ينسخ شيئا آخر قال وثنا على عن إسحاق الأزرق قال كنت عند جويبر أساله وهو يحدثني وهشيم في ناحية المسجد فما ظننته يريد السماع فلما فرغت قال هات سماعي أخبرني أبو زرعة روح بن محمد القاضى الرازي مما اذن لي مشافهة ان ارويه عنه قال نا على بن محمد بن عمر القصار قال ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم قال سمعت أبى يقول كتبت عند عارم وهو يقرأ وكتبت عند عمرو بن مرزوق وهو يقرأ أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال أنا محمد بن عبد الرحيم المازني قال سمعت أبا القاسم بن بكير يقول وسألته يعنى موسى بن هارون عن الرجل يكتب في المجلس والمحدث يقرأ قال جائز أخبرنا الحسين بن يوسف بن محمد قال ثنا عمر بن احمد بن هارون المقرىء قال انا عبيد الله بن احمد التميمي قال سألت موسى بن هارون عن الرجل ينسخ في المجلس وهو يسمع قال لا بأس أخبرنا الحسن بن أبى طالب قال ثنا احمد بن محمد بن عمران قال ثنا أبو القاسم عبيد الله بن احمد بن بكير التميمي قال سألت موسى بن هارون بن عبد الله الحمال عن المحدث يحدث والرجل ينسخ هل له سماع فقال لي جائز

باب ما جاء فيمن سمع حديثا فخفى عليه في وقت السماع حرف منه لادغام
المحدث إياه ما حكمه )
أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال حدثنا محمد بن احمد بن عمرو اللؤلؤى قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا احمد بن حنبل قال ثنا عبد الرزاق قال انا بن جريح قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول سمعت النبي صلى الله عليه و سلم نهى ان يقعد على القبر وأن يقصص ويبنى عليه وقال أبو داود ثنا مسدد وعثمان بن أبى شيبة قالا ثنا حفص بن غياث عن بن جريح عن سليمان بن موسى وعن أبى الزبير عن جابر بهذا الحديث قال أبو داود قال عثمان أو يزاد عليه وزاد سليمان بن موسى وأن يكتب عليه ولم يذكر مسدد في حديثه أو يزاد عليه قال أبو داود خفي على من حديث مسدد حرف وأن أخبرنا القاضى محمد بن على بن احمد الواسطي قال انا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ ح وثنا أبو طالب يحيى بن على بن الطيب الدسكري بحلوان لفظا قال انا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرىء بأصبهان انا وفى حديث أبى العلاء حدثنا أبو يعلى احمد بن على بن المثنى الموصلي قال ثنا يحيى بن معين أبو زكريا قال ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال أبو يعلى لم افهم أبا هريرة كما أريد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال وأبو بكر احمد بن فارس بن على

الحضرمي قال الحسن ثنا وقال الآخر انا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار قال انا أبو طالب على بن محمد بن الجهم الكاتب قال ثنا صالح بن احمد بن حنبل قال قلت لأبي الشيخ يدغم الحرف يعرف انه كذا وكذا ولا يفهم عنه ترى ان يروى ذلك عنه قال أرجو أن لا يضيق هذا أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال كان وكيع سريع اللسان وكان يقول في كل حديث حدثنا لا يبين الحاء الا دثنا أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال سمعت أبا عبد الله وهو احمد بن حنبل يسأل كان وكيع إذا أدغم يخاف عليه التدليس فقال لا وكان ربما يدغم كان يستعجل وكان يقول ثنا سفيان في الحديث ثم أسمعه يقول فيه بعد حدثنا قال أبو عبد الله وكان إذا التقى العينان أو الحا آن ادغم أحدهما ووصف أبو عبد الله من ذلك غير شيء وكانوا يضربون على ما يدغم قال أبو عبد الله وكنت انا اضرب قلت لأبي عبد الله فتخاف ان يضيق هذا على الناس فقال ارجو أن لا يضيق قال أبو عبد الله قالوا له ههنا بالأنبار يعنى لوكيع ان الناس يكتبون حدثنا سفيان فقال كلاما أظنه دفع التدليس بلغني عن خلف بن سالم المخرمي قال سمعت بن عيينة يقول ثنا عمرو بن دينار يريد حدثنا عمرو بن دينار فإذا قيل له قل حدثنا عمرو قال لا أقول لأنى لم اسمع من قوله حدثنا ثلاثة أحرف لكثرة الزحام وهى ح د ث أخبرنا أبو عمر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا إسحاق بن الحسين قال سمعت حجاجا يعنى بن الشاعر يقول لأبي عبد الله يا أبا عبد الله انه ربما التقت العينان عن عكرمة فلا يبينه الشيخ فقال أحمد من أكثر تساهل

باب ما جاء في استفهام الكلمة والشىء من غير الراوي كالمستملى ونحوه
أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قال انا أبو احمد الحسين بن على النيسابوري قال انا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال أملى إسحاق بن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري على جماعة من أصحابنا وانا حاضر المجلس وكتبته بخطى غير انى أخاف ان اكون أخذت بعض الألفاظ من المستملى أملى علينا عن أنس بن عياض قال ثنا عبيد الله بن عمر أخبرني نافع مولى عبد الله عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ان الله تعالى ليس بأعور الا ان المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال انا الحسين بن إدريس قال سمعت بن عمار وهو محمد بن عبد الله الموصلي يقول ما كتبت قط من في المستملى ولا التفت اليه ولا ادرى اى شيء يقول انما اكتب عن في المحدث أخبرني على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال انا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاب قال ثنا عبد الله بن احمد الفراء قال ثنا يوسف بن مسلم ثنا خلف بن تميم قال سمعت من سفيان الثوري عشرة آلاف حديث أو نحوها فكنت استفهم جليسى فقلت لزائدة يا أبا الصلت انى كتبت عن سفيان عشرة آلاف حديث أو نحوها فقال لي لا تحدث منها الا بما تحفظ بقلبك وسمع اذنك قال فالقيتها قلت قد أجاز غير واحد من الأئمة الاستفهام من المستملى ونحوه الا ان المستحب عندي ان يبين ما حصل الاستثبات فيه أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى عن أبى معاوية قال كنا إذا قمنا من عند

الأعمش كنت أمليها عليهم قال أبى مثل الأحدب ويعلى هؤلاء يعنى الصغار وزعم جرير الرازي قال كنا نرقعها عند الأعمش يكتب ذا من ذا وذا من ذا أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت بشر بن الأزهر النيسابوري يقول كان جرير عبد الحميد إذا ذكر سماعه من الأعمش قال ديباج الأعمش لولا انه مرقوع كنا إذا قمنا من عند الأعمش رقعناه بعضنا من بعض لنصححها أخبرنا احمد بن محمد بن احمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال انا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول ثنا أبو زرعة قال سمعت إبراهيم بن موسى الفراء الصغير قال سمعت جريرا يقول ليس هذه الأحاديث التي أحدثكم عن الأعمش سمعتها كما أحدثكم انما كان الأعمش يذكر الإسناد فيقول بعض اصحابه خبر هذا كذا وخبر هذا كذا فنكتبه عنهم ويذكر الخبر فيقول بعض أصحابه إسناد هذا كذا وكذا فنكتبه عنهم قال إبراهيم فلما سمعت ذلك منه لم اكتب عنه عن الأعمش شيئا قال إبراهيم الحربي فحدثت بذلك بن نمير فقال هكذا ينبغي أن يكون سماع أبي وابن فضيل ووكيع ونظرائهم مرقعا ولكن هؤلاء كتموا ذلك وذاك تكلم به أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني قال أنا أبو يعلي الموصلي قال قال أبو حرب عبد الرحمن بن سلام سمعت حمادا يعني بن سلمه يقول ربما خفي علينا الحرف فنسأل أصحابنا ما كان فيخبرونا فنكتبه أخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق قال انا أبو بكر محمد بن على بن جعفر بن محمد بن جابر العطار قال ثنا محمد بن إبراهيم الديبلي بمكة قال سمعت حسينا يعنى بن الحسن المروزي يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول كنا عند حماد بن زيد فسأله رجل فقال يا أبا إسماعيل كيف قلت فقال استفهم من يليك أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن

احمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت على بن المديني يقول كان الرجل ربما استفهم حماد بن زيد فيقول له استفهم الذي يليك قرأت على بن الفضل القطان عن دعلج بن احمد قال انا احمد بن على الابار قال ثنا مجاهد بن موسى قال سمعت بن عيينة وقال له أبو مسلم المستملي ان الناس كثير لا يسمعون قال تسمع أنت قال نعم قال فاسمعهم وقال الابار ثنا مجاهد بن موسى قال سمعت هشيما وازدحمنا عليه يقول كان بعضهم يأخذ من بعض أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي ح وأخبرنا أبو بكر البرقاني قراءة قال انا محمد بن عثمان بن عبد الله قال ثنا أبو الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو البصري قال أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم قال سمعت شعيب بن إسحاق يقول في استفهام الشيء الذي يسقط من الحديث فقال إذا حضر المجلس اجزاه أخبرنا أبو القاسم على بن محمد بن على الأيادي قال أنا أبو بكر الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال سمعت الخليل بن كريز وكان ثقة مأمونا يقول قال رجل لشريك أفهمنى يا أبا عبد الله قال ليس على أن افهمك انما على أن أحدثك أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال حدثني احمد بن أبى الحواري قال استفهمت بن إدريس كلمة من حديث فأفهمنيها بعض أصحاب الحديث فقلت انى أحب ان اسمعه من فيه فقال عبد الله هو كما قال لك كذلك كنا يأخذ بعضنا عن بعض كتب إلينا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقى ان أبا الميمون البجلي أخبرهم قال ثنا أبو زرعة قال ثنا احمد بن يونس قال ثنا حبان قال ثنا الأعمش قال كنا نجلس الى إبراهيم فتتسع الحلقة فربما يحدث بالحديث فلا يسمعه من تنحى عنه فيسأل بعضهم بعضا عما قال ثم يروونه عنه وما سمعوه منه قال أبو زرعة فرأيت أبا نعيم لا يعجبه هذا ولا يرضى به لنفسه وأخبرنا فيما سقط عنه من الحرف الواحد والاسم مما سمعه من سفيان والأعمش فيستفهمه من اصحابه رواه عن اصحابه لا يرى غير ذلك واسعا له ورأيت أبا مسهر يفعل ذلك فيما حمل عن سعيد بن عبد العزيز ورأيته يكره للرجل ان يحدث الا ان يكون عالما بما يحدث ضابطا له قرأت على الحسن بن أبى بكر عن عثمان بن احمد الدقيقي قال ثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين قال حدثني زكريا بن يحيى قال سمعت احمد بن حنبل وسأله رجل فقال يا أبا عبد الله الكلمة تسقط على أستفهمها من المستملى قال إذا كانت كلمة مجتمعا عليها فلا بأس

باب ذكر بعض أحاديث من بين ما استثبت فيه غير الراوي وميزه
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدى البزاز قال انا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال ثنا محمد بن جعفر لقلوق قال ثنا عبد الله بن تمام قال ثنا داود يعنى بن أبى هند عن عامر عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يزال هذا الدين عزيزا الى اثنى عشر خليفة قال فكبر الناس وضجوا وقال كلمة خفية فقلت لأبى يا أبت ما قال قال كلهم من قريش أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي وعثمان بن محمد العلاف قالا انا أبو بكر الشافعي قال ثنا إسحاق بن الحسن قال ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل المدينة ان يهلوا من ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل نجد من قرن قال

عبد الله هؤلاء الثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وحدثت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ويهل أهل اليمن من يلملم أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا محمد بن هشام بن ملاس النميري قال نا مروان بن معاوية قال ثنا حميد عن أنس قال قدم ناس من عرينة فاجتووا المدينة فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم لو خرجتم الى ابل الصدقة فشربتم من البانها قال قتادة وقد ذكر أبوالها فخرجوا فلما صحوا قتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه و سلم واستاقوا الإبل وانطلقوا هرابا فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم في طلبهم فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل اعينهم أخبرنا محمد بن على الحربي قال انا على بن عمر الحافظ قال نا إبراهيم بن حماد قال نا العباس بن يزيد قال نا بشر بن المفضل قال نا حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للعرنيين حين أجتووا المدينة لو خرجتم الى ابل الناس فشربتم من البانها قال حميد وقال قتادة عن أنس وأبوالها أخبرنا احمد بن محمد بن غالب الفقيه قال نا محمد بن جعفر البندار قال نا جعفر بن محمد الصائغ قال نا محمد بن سابق قال نا عاصم بن محمد عن أبيه قال قال رجل لابن عمر انا ندخل على سلطاننا فنقول له ما نتكلم بخلافه إذا خرجنا من عنده قال كنا نعد هذا نفاقا قال عاصم وزاد اخى عن أبيه ان بن عمر قال على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرنا الحسن بن على التميمي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى قال ثنا محمد بن جعفر قال نا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ان بين يدي الساعة كذابين قال سماك وسمعت أخى يقول قال جابر فاحذروهم أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدى قال انا الحسين بن يحيى بن

عياش القطان ثم أخبرنا أبو يعلى احمد بن عبد الواحد واللفظ لحديثه لأنه أتم قال انا على بن عمر الدارقطني قال ثنا الحسين بن يحيى بن عياش قال ثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال ثنا محمد وهو بن الصباح قال ثنا شريك عن أبى حصين عن مصعب بن سعد هكذا قال شريك وفهم أبو كامل مصعبا ولم أفهم قال طبقت فنهانى أبى وقال سن لنا أن نضع أيدينا على الركب قلت أبو كامل هو مظفر بن مدرك حدثنا عبد العزيز بن على الوراق لفظا قال انا محمد بن أحمد المفيد قال ثنا احمد بن يحيى الحلواني قال ثنا محمد بن معاوية النيسابوري قال ثنا سلام بن أبى مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحسب المال والكرم التقوى قال الحلواني الكرم سمعته والحسب لم اسمعه أفهمنى بعض من حضر أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال أنا عبد الله بن إسحاق البغوي قال انا على بن عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد قال سمعت هشيما يذكر حديثا عن أبى وائل قال أتانا مصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يأخذ من كل خمسين ناقة ناقة فأتيته بكبش لي فقلت خذ صدقة هذا فقال ليس في هذا صدقة قال أبو عبيد وقد ذكر هشيم اسم الرجل الذي قبل أبى وائل فلم أفهمه عنه فسألت عنه غيره فقال هو المغيرة أخبرنا القاضى أبو العلاء الواسطي قال ثنا أبو الحسن احمد بن جعفر بن محمد الخلال قال ثنا محمد بن احمد بن هلال الشطوي قال ثنا أبو عمر سليمان بن أيوب الصريفينى قال سمعت سفيان بن عيينة يقول في حديث الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله عن أبى هريرة وزيد بن خالد وشبل بن معبد قالوا كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال هذا الكلام من هذا الحديث لم اسمعه من الزهرى قوله فسألت رجالا من أهل العلم فأخبرونى ان على ابنى جلد مائة وتغريب عام لم اسمع هذا من الزهرى أخبرني به صالح بن أبى الأخضر عنه قلت ومتن الحديث فيه طول وقد رواه سفيان عن الزهرى وذكر أنه سمعه منه سوى هذه الكلمات التي زعم أن صالح بن أبى الأخضر أخبره بها عن الزهرى وهى في نفس المتن ليست مفرده عنه

باب ما جاء في الذمى أو المشرك يسمع الحديث
هل يعتد بروايته إياه بعد إسلامه إذا كان ضابطا له أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا احمد بن إبراهيم بن الحسن قال انا محمد بن احمد بن أبى الثلج قال ثنا جدي قال ثنا محمد بن عمر الواقدي قال ثنا محمد بن عبد الله عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن عفان انه قال في النصراني والصبى والمملوك يشهدون شهادة فلا تدعون لها حتى يسلم هذا ويعتق هذا ويحتلم هذا ثم يشهدون بها انها جائزة وهذا قول مالك وابن أبى ذئب فان ردت في تلك الحال ثم شهدوا بها بعد أولم ترد فيشهدون بها بعد جازت قلت وإذا كان هذا جائزا في الشهادة فهو في الرواية أولى لأن الرواية أوسع في الحكم من الشهادة مع انه قد ثبتت روايات كثيرة لغير واحد من الصحابة كانوا حفظوها قبل اسلامهم وأدوها بعده
فصل قد ذكرنا حكم السماع وانه يصح قبل البلوغ
واما الأداء بالرواية فلا يكون صحيحا يلزم العمل به الا بعد البلوغ ويجب أيضا ان يكون الراوي في وقت ادائه عاقلا مميزا

والذي يدل على وجوب كونه بالغا عاقلا ما أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر قال ثنا محمد بن احمد اللؤلؤى قال ثنا أبو داود قال ثنا موسى بن إسماعيل قال ثنا وهيب عن خالد عن أبى الضحى عن على عن النبي صلى الله عليه و سلم قال رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل ولان حال الراوي إذا كان طفلا أو مجنونا دون حال الفاسق من المسلمين وذلك ان الفاسق يخاف ويرجو ويتجنب ذنوبا ويعتمد قربات وكثير من الفساق يعتقدون ان الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم والتعمد له ذنب كبير وجرم غير مغفور فإذا كان خبر الفاسق الذي هذه حاله غير مقبول فخبر الطفل والمجنون أولى بذلك والأمة مع هذا مجتمعة على ما ذكرناه لا نعرف بينها خلافا فيه ويجب ان يكون وقت الأداء مسلما لأن الله تعالى قال ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وإن أعظم الفسق الكفر فإذا كان خبر المسلم الفاسق مردودا مع صحة اعتقاده فخبر الكافر بذلك أولى ويجب ان يكون عدلا مرضيا سليما عن الجرح على ما نبينه بعد أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى الحافظ قال كتب الى محمد بن أيوب قال انا أبو غسان يعنى زنيجا قال سمعت بهز بن أسد إذا ذكر له الإسناد الصحيح قال هذه شهادات الرجال العدول بعضهم على بعض وإذا ذكر الإسناد فيه شيء قال هذا فيه عهدة ويقول لو أن لرجل على رجل عشرة دراهم ثم جحده لم يستطع أخذها منه الا بشاهدين عدلين فدين الله أحق ان يؤخذ من العدول أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال سمعت الحسن بن محمد بن شعبة يقول سمعت محمد بن عبد الله بن المبارك الحافظ يقول سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول انما هى شهادات وهذا الذي نحن فيه يعنى الحديث من أعظم الشهادات

باب الكلام في العدالة واحكامها
أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا أبو الحسين محمد بن خالد بن خلى الحمصي بحمص قال ثنا بشر بن شعيب بن أبى حمزة عن أبيه عن الزهرى قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول إن اناسا كانوا يؤخذون بالوحى في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وان الوحي قد انقطع وانما آخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا امناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه فر سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وان قال ان سريرتى حسنة أخبرني أبو الحسين محمد بن الحسن بن احمد الأهوازي قال ثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال ثنا عبد الله بن احمد بن عامر الطائي قال ثنا على بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن على رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو من كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت إخوته وحرمت غيبته أخبرنا أبو الحسن على بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة قال ثنا أبو روق الهزاني قال ثنا محمد بن النعمان بن شبل قال قال فضيل بن عياض ح وأخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري بنيسابور قال انا أبو محمد حاجب بن احمد الطوسي قال ثنا عبد الرحيم بن منيب قال ثنا الفضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم قال العدل في المسلمين من لم يظن به ريبة وفى حديث حاجب عن إبراهيم قال كان يقال العدل بين المسلمين من لم يظهر فيه ريبة أخبرنا عبد الله بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا احمد بن إبراهيم بن الحسن قال انا محمد بن احمد بن محمد بن عبد الله بن أبى الثلج ثنا جدي قال ثنا خلف بن الوليد

الجوهري قال ثنا أبو جعفر الرازي عن منصور عن إبراهيم قال العدل في الشهادة الذي لم تظهر منه ربية أخبرنا محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي قال انا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهرى قال ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال ثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الغفار الكشي قال ثنا على بن إبراهيم المروزي قال سئل بن المبارك عن العدل فقال من كان فيه خمس خصال يشهد الجماعة ولا يشرب هذا الشراب ولا تكون في دينه خربة ولا يكذب ولا يكون في عقله شيء أخبرني احمد بن محمد بن احمد المجهز قال ثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الدمشقي بها قال ثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي قال ثنا أبو العباس سلمان بن احمد بن الضحاك قال ثنا أبو الاصبغ محمد بن سماعه قال ثنا مهدى بن إبراهيم قال سمعت مالك بن أنس يقول سمعت الزهرى يقول سمعت سعيد بن المسيب يقول ليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان الا وفيه عيب لا بد ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله أخبرنا احمد بن أبى جعفر القطيعي قال انا على بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي قال ثنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن عمرو الغزى بغزة الشام قال سمعت البويطى قال قال الشافعي لا اعلم أحدا أعطى طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية الله الا يحيى بن زكريا عليه السلام ولا عصى الله فلم يخلق بطاعة فإذا كان الاغلب الطاعة فهو المعدل وإذا كان الاغلب المعصية فهو المجرح

أنشدني أبو عبد الله محمد بن على الصوري لنفسه ... في جد وفى هزل إذا شئت ... وجدى اضعاف اضعاف هزلي ... ... عاب قوم على هذا ولجوا ... في عتابي واكثروا فيه عذلى ... ... قلت مهلا لا تغرقوا في ملامى ... واحكموا لي فيكم بغالب فعلى ... ... انا راض بحكمكم ان عدلتم ... رب حكم يمضى على غير عدل ... ... فإذا كان غالب الأمر من فعلى ... سدادا تنسى نوادر جهلى ... ... فانا العدل غير شك لدى الاقوام ... يقضى بذاك لي كل عدل ... ... وبهذا أفتى فقيه جليل ... سيد ماجد عظيم المحل ... ... نجل إدريس معدن العلم والحكم ... حليف العلياء اكرم نجلى ... ... وبه قال بن المبارك عبد الله ... ذو الفضل والمكان الاجل ... ... وهو قول الامام احمد من بعد ... ومن ذا يربى عليه بفضل ... ... رحمة الله والسلام عليهم ... ابدا ما استهل صوب بهطل ... حدثني أبو الفضل محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال والعدالة المطلوبة في صفة الشاهد والمخبر هى العدالة الراجعة الى استقامة دينه وسلامة مذهبه وسلامته من الفسق وما يجرى مجراه مما اتفق على انه مبطل العدالة من افعال الجوارح والقلوب المنهى عنها والواجب ان يقال في جميع صفات العدالة انها اتباع أوامر الله تعالى والانتهاء عن ارتكاب ما نهى عنه مما يسقط العدالة وقد علم مع ذلك انه لا يكاد يسلم المكلف من البشر من كل ذنب ومن ترك بعض ما أمر به حتى يخرج الله من كل ما وجب له عليه وان ذلك يتعذر فيجب لذلك ان يقال ان العدل هو من عرف بأداء فرائضه ولزوم ما أمر به وتوقى ما نهى عنه وتجنب الفواحش المسقطة وتحرى الحق والواجب في أفعاله ومعاملته والتوقى في لفظه مما يثلم الدين والمروءة فمن كانت هذه حاله فهو الموصوف بأنه عدل في دينه ومعروف بالصدق في حديثه و ليس يكفيه في ذلك اجتناب كبائر الذنوب التي يسمى فاعلها فاسقا حتى يكون مع ذلك متوقيا لما يقول كثير من الناس انه لا يعلم انه كبير بل يجوز أن يكون صغيرا نحو الكذب الذي لا يقطع على انه كبير ونحو التطفيف بحبة وسرقة باذنجان وغش المسلمين بما لا يقطع عندهم على انه كبير من الذنوب لأجل أن القاذورات وان لم يقطع على انها كبائر يستحق بها العقاب فقد اتفق على أن فاعلها غير مقبول الخبر والشهادة أما لأنها متهمة لصاحبها ومسقطة له ومانعة من ثقته وأمانته أو لغير ذلك فان العادة موضوعة على ان من احتملت امانته سرقة بصلة وتطفيف حبة احتملت الكذب وأخذ الرشا على الشهادة ووضع الكذب في الحديث والاكتساب به فيجب ان تكون هذه الذنوب في إسقاطها للخبر والشهادة بمثابة ما اتفق على انه فسق يستحق به العقاب وجميع ما اضربنا عن ذكره مما لا يقطع قوم على انه كبير وقد اتفق على وجوب رد خبر فاعله وشهادته فهذه سبيله في انه يجب كون الشاهد والمخبر سليما منه والواجب عندنا أن لا يرد الخبر ولا الشهادة الا بعصيان قد اتفق على رد الخبر والشهادة به وما يغلب به ظن الحاكم والعالم ان مقترفه غير عدل ولا مأمون عليه الكذب في الشهادة والخبر ولو عمل العلماء والحكام على ان لا يقبلوا خبرا و لا شهادة الا من مسلم بريء من كل ذنب قل أو كثر لم يمكن قبول شهادة أحد ولا خبره لأن الله تعالى قد أخبر بوقوع الذنوب من كثير من انبيائه ورسله ولو لم يرد خبر صاحب ذلك وشهادته بحال لوجب ان يقبل خبر الكافر والفاسق وشهادتهما وذلك خلاف الإجماع فوجب القول في جميع صفة العدل بما ذكرناه

باب الرد على من زعم أن العدالة هى إظهار الإسلام وعدم الفسق الظاهر
الطريق الى معرفة العدل المعلوم عدالته مع إسلامه وحصول أمانته ونزاهته واستقامة طرائقه لا سبيل إليها الا باختيار الأحوال وتتبع الأفعال التي يحصل

معها العلم من ناحية غلبة الظن بالعدالة وزعم أهل العراق أن العدالة هى إظهار الإسلام وسلامة المسلم من فسق ظاهر فمتى كانت هذه حاله وجب ان يكون عدلا واحتجوا بما أخبرنا القاضى أبو عمر الهاشمي قال ثنا محمد بن احمد اللؤلؤى قال ثنا أبو داود قال ثنا محمد بن بكار بن الريان قال ثنا الوليد يعنى بن أبى ثور قال أبو داود ح وثنا الحسن بن على قال ثنا الحسين يعنى الجعفي عن زائدة المعنى عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه و سلم فقال انى رأيت الهلال قال الحسن في حديثه يعنى رمضان فقال أتشهد أن لا اله الا الله قال نعم قال أتشهد أن محمد رسول الله قال نعم قال يا بلال اذن في الناس فليصوموا غدا قالوا فقبل النبي صلى الله عليه و سلم خبره من غير أن يختبر عدالته بشيء سوى ظاهر إسلامه فيقال لهم ان كونه اعرابيا لا يمنع من كونه عدلا ولا من تقدم معرفة النبي صلى الله عليه و سلم بعدالته أو أخبار قوم له بذلك من حاله ولعله ان يكون نزل الوحي في ذلك الوقت بتصديقه وفى الجملة فما نعلم ان النبي صلى الله عليه و سلم اقتصر في قبول خبره على ظاهر إسلامه حسب على ان بعض الناس قد قال انما قبل النبي صلى الله عليه و سلم خبره لأنه أخبر به ساعة إسلامه وكان في ذلك الوقت طاهرا من كل ذنب بمثابة من علم عدالته واسلامه عدالة له ولو تطاولت به الأيام لم يعلم بقاؤه على طهارته التي هى عدالة واحتجوا أيضا بأن الصحابة عملوا بأخبار النساء والعبيد ومن تحمل الحديث طفلا وأداه بالغا واعتمدوا في العمل بالأخبار على ظاهر الإسلام فيقال لهم هذا غير صحيح ولا نعلم الصحابة قبلوا خبر أحد الا بعد اختبار حاله والعلم بسداده واستقامة مذاهبه وصلاح طرائقه وهذه صفة جميع أزواج النبي صلى الله عليه و سلم وغيرهن من النسوة اللاتى روين عنه وكل متحمل للحديث عنه

صبيا ثم رواه كبيرا وكل عبد قبل خبره في احكام الدين يدل على صحة ما ذكرناه ان عمر بن الخطاب رد خبر فاطمة بنت قيس في إسقاط نفقتها وسكناها لما طلقها زوجها ثلاثا مع ظهور اسلامها واستقامة طريقتها أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر قال ثنا محمد بن احمد اللؤلؤى قال ثنا أبو داود قال ثنا نصر بن على قال أخبرني أبو احمد قال ثنا عمار بن رزيق عن أبى إسحاق قال كنت في المسجد الجامع مع الأسود فقال أتت فاطمة بنت قيس عمر بن الخطاب فقال ما كنا لندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة لا ندري أحفظت أم لا وهكذا اشتهر الحديث عن على بن أبي طالب انه قال ما حدثني أحد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الا استحلفته ومعلوم انه كان يحدثه المسلمون ويستحلفهم مع ظهور اسلامهم وانه لم يكن يستحلف فاسقا ويقبل خبره بل لعله ما كان يقبل خبر كثير ممن يستحلفهم مع ظهور اسلامهم وبذلهم له اليمين وكذلك غيره من الصحابة روى عنهم انهم ردوا اخبارا رويت لهم ورواتها ظاهرهم الإسلام فلم يطعن عليهم في ذلك الفعل ولا خولفوا فيه فدل على انه مذهب لجميعهم إذ لو كان فيهم من يذهب الى خلافه لوجب بمستقر العادة نقل قوله إلينا ويدل على ذلك أيضا إجماع الأمة على انه لا يكفي في حالة الشهود على ما يقتضى الحقوق إظهار الإسلام دون تأمل أحوال الشهود واختبارها وهذا يوجب اختبار حال المخبر عن الرسول الله صلى الله عليه و سلم وحال الشهود لجميع الحقوق بل قد قال كثير من الناس انه يجب الاستظهار في البحث عن عدالة المخبر بأكثر مما يجب في عدالة الشاهد فثبت بما ذكرناه ان العدالة شيء زائد على ظهور الإسلام يحصل بتتبع الأفعال واختبار الأحوال والله اعلم أخبرنا عبيد الله بن احمد بن على أبو الفضل الصيرفي وحمدان بن سلمان بن حمدان أبو القاسم الطحان قالا انا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قالا ثنا داود بن رشيد قال ثنا الفضل بن زياد قال ثنا شيبان عن الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر قال شهد رجل عند عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بشهادة فقال له لست اعرفك ولا يضرك ان لا أعرفك ائت بمن يعرفك فقال رجل من القوم انا اعرفه قال فبأى شيء تعرفه قال بالأمانة والعدل قال فهو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه قال لا قال فمعا ملك بالدنيار والدرهم الذين بهما يستدل على الورع قال لا قال فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق قال لا قال لست تعرفه ثم قال للرجل ائت بمن يعرفك أخبرنا أبو الفرج الحسين بن على بن عبيد الله الطناجيرى قال ثنا عمر بن احمد بن عثمان الواعظ قال ثنا احمد بن محمد بن المغلس قال ثنا أبو همام قال ثنا عيسى بن يونس قال ثنا مصاد بن عقبة البصري قال حدثني جليس لقتادة قال اثنى رجل على رجل عند عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال له عمر هل صحبته في سفر قط قال لا قال هل ائتمنته على امانة قط قال لا قال هل كانت بينك وبينه مداراة في حق قال لا قال اسكت فلا أرى لك به علما أظنك والله رأيته في المسجد يخفض رأسه ويرفعه أخبرنا أبو سعيد الماليني قال انا عبد الله بن عدى الحافظ قال ثنا محمد بن احمد بن بخيت قال ثنا احمد بن محمد وراق يحيى بن معين قال سمعت عفان يقول قال لي أبو عاصم النبيل ما رأيت الصالح يكذب في شيء أكثر من الحديث

باب ذكر لفظ المعدل الذي تحصل به العدالة لمن عدله
اختلف أهل العلم في لفظ المعدل الذي تحصل به العدالة لمن عدله فقال بعضهم المقبول في ذلك ان يقول هو مقبول الشهادة لي وعلى وقال آخرون يكفي ان يقول هو عدل رضا

وقال غيرهم يجب ان يقول هو عدل مقبول ومنهم من قال يكفيه ان يقول هو مقبول الشهادة وقال بعض أهل العراق إذا قال لا اعلم الا خيرا كان ذلك تعديلا أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا الحسن بن سلام السواق قال ثنا عفان بن مسلم ح وأخبرنا الحسن بن على بن محمد التميمي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال انا هشام بن عروة عن عروة أن عبد الرحمن بن عوف قال أقطعنى رسول الله صلى الله عليه و سلم وعمر بن الخطاب ارض كذا وكذا فذهب الزبير الى آل عمر فاشترى نصيبه منهم فأتى عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فقال ان عبد الرحمن بن عوف زعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم اقطعه وعمر بن الخطاب ارض كذا وكذا وانى اشتريت نصيب آل عمر فقال عثمان عبد الرحمن جائز الشهادة له وعليه ولفظ الحديث لابن حنبل وهو أتم أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال انا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا احمد بن خالد قال ثنا محمد بن إسحاق عن مكحول عن كريب مولى بن عباس عن بن عباس أن عمر بن الخطاب قال لعبد الرحمن بن عوف أنت عندنا العدل الرضا فماذا سمعت وهذا القول كاف في التزكية لأن الوصف بالعدالة جامع للخلال التي قدمناها في باب صفة العدالة والقول بأنه رضا تأكيد وفيه بيان انه من العدول الذي يرضون للشهادة لأن الرجل قد يكون عدلا سالما من الفسق ولا يرتضى للشهادة لأجل غفلة فيه وضعف وكثرة سهو وقلة علم بما يشهد به وما يجب أن يتحمله وذلك اجمع مانع من قبول شهادته غير قادح في أمانته أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني الحافظ قال حدثني أبى قال انا محمد بن يحيى قال ثنا أبو النعمان قال ثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة قال حدثني العدل الرضا الأمين على ما تغيب عليه يحيى بن سعيد أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان قال انا أبو بكر الشافعي قال ثنا محمد بن سليمان قال ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا مسعر قال ثنا حبيب يعنى بن أبى ثابت أن عمر سأل عن رجل فقال رجل لا نعلم الا خيرا قال حسبك وهذا القول مستمر على مذهب من يقول ان العدالة هى ظاهر الإسلام مع عدم الفسق فاما القول بأنه مقبول الشهادة لي وعلى فقد ذكر القاضى أبو بكر محمد بن الطيب فيما حدثنيه محمد بن عبيد الله المالكي عنه انه لا يحتاج اليه لأنه قد يكون عدلا مرضيا وان لم يجب قبول قوله وشهادته لمزكيه إذا كان بينهما من النسب والخلطة ولطيف الصداقة ما يمنع من قبول شهادته وكذلك قد يكون عدلا لا تقبل شهادته عليه إذا كان عدوا له قال والذي يجب عندنا في هذا الباب ان يأتى المعدل من اللفظ في التعديل ما يتبين به كونه عدلا مقبول الشهادة فأى قول أتى به من ذلك يأتى على معنى قوله انه عدل رضا أو عدل مقبول الشهادة قبل وأجزأت تزكيته الا ان يكون من الأمة إجماع ثابت وما يقوم مقامه على مراعاة لفظ مخصوص في التعديل لابد منه ولا يقع الا به هذا موجب القياس والمطلوب في التعديل قلت وقد اسلفنا من القول عن عبد الرحمن بن أبى حاتم في ألفاظ تعديل المحدثين وتنزيلها ما لا حاجة بنا الى اعادته

باب في المحدث المشهور بالعدالة والثقة والامانة لا يحتاج الى تزكية
المعدل )
مثال ذلك أن مالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة بن الحجاج وأبا عمرو الأوزاعي والليث بن سعد وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك ويحيى

بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدى ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وعفان بن مسلم وأحمد بن حنبل وعلى بن المديني ويحيى بن معين ومن جرى مجراهم في نباهة الذكر واستقامة الأمر والاشتهار بالصدق والبصيرة والفهم لا يسأل عن عدالتهم وانما يسأل عن عدالة من كان في عداد المجهولين أو اشكل امره على الطالبين أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال ثنا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال سمعت أبا عبد الله وهو احمد بن حنبل وسئل عن إسحاق بن راهويه فقال مثل إسحاق يسأل عنه إسحاق عندنا امام من أئمة المسلمين أخبرنا أبو بكر عبد الله بن على بن حمويه الهمذاني بها قال انا احمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن احمد المستملى يقول سمعت عبد الله بن محمد بن طرخان يقول سمعت محمد بن عقيل يقول سمعت حمدان بن سهل يقول سألت يحيى بن معين عن الكتابة عن أبى عبيد والسماع منه فقال مثلي يسأل عن أبى عبيد أبو عبيد يسأل عن الناس حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأعلى القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال والشاهد والمخبر إنما يحتاجان الى التزكية متى لم يكونا مشهورى العدالة والرضا وكان امرهما مشكلا ملتبسا ومجوزا فيه العدالة وغيرها والدليل على ذلك ان العلم بظهور سترهما واشتهار عدالتهما أقوى في النفوس من تعديل واحد واثنين يجوز عليهما الكذب والمحاباة في تعديله واغراض داعية لهما الى وصفه بغير صفته وبالرجوع الى النفوس يعلم ان ظهور ذلك من حاله أقوى في النفس من تزكية المعدل لهما فصح بذلك ما قلناه ويدل على ذلك أيضا ان نهاية حال تزكية العدل ان يبلغ ظهور ستره وهى لا تبلغ ذلك ابدا فإذا ظهر ذلك فما الحاجة الى التعديل أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال أنا أبو الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن

الوليد بن مسلم قال قال بن جابر لا يؤخذ العلم الا عمن شهد له بالطلب قال أبو زرعة فسمعت أبا مسهر يقول الا جليس العالم فان ذلك طلبه قلت أراد أبو مسهر بهذا القول ان من عرفت مجالسته للعلماء وأخذه عنهم اغنى ظهور ذلك من امره أن يسأل عن حاله والله اعلم

باب ذكر المجهول وما به ترتفع عنه الجهالة
المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به ومن لم يعرف حديثه الا من جهة راو واحد مثل عمرو ذي مر وجبار الطائي وعبد الله بن أغر الهمداني والهيثم بن حنش ومالك بن اغر وسعيد بن ذي حدان وقيس بن كركم وخمر بن مالك هؤلاء كلهم لم يرو عنهم غير أبى إسحاق السبيعي ومثل سمعان بن مشنج والهزهاز بن ميزن لا يعرف عنهما راو الا الشعبي ومثل بكر بن قرواش وحلام بن جزل لم يرو عنهما الا أبو الطفيل عامر بن واثلة ومثل يزيد بن سحيم لم يرو عنه الا خلاس بن عمرو ومثل جرى بن كليب لم يرو عنه الا قتادة بن دعامة ومثل عمير بن إسحاق لم يرو عنه سوى عبد الله بن عون وغير من ذكرنا خلق كثير تتسع اسماؤهم وأقل ما ترتفع به الجهالة أن يروى عن الرجل اثنان فصاعدا من المشهورين بالعلم كذلك

أخبرنا محمد بن احمد بن يعقوب انا محمد بن نعيم انا إبراهيم بن إسماعيل القارى نا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى قال سمعت أبى يقول إذا روى عن المحدث رجلان ارتفع عنه اسم الجهالة قلت الا انه لا يثبت له حكم العدالة بروايتها عنه وقد زعم قوم ان عدالته تثبت بذلك ونحن نذكر فساد قولهم بمشيئة الله وتوفيقه

باب ذكر الحجة على ان رواية الثقة عن غيره ليست تعديلا له
احتج من زعم ان رواية العدل عن غيره تعديل له بان العدل لو كان يعلم فيه جرحا لذكره وهذا باطل لأنه يجوز أن يكون العدل لا يعرف عدالته فلا تكون روايته عنه تعديلا ولا خبرا عن صدقه بل يروى عنه لأغراض يقصدها كيف وقد وجد جماعة من العدول الثقات رووا عن قوم أحاديث أمسكوا في بعضها عن ذكر أحوالهم مع علمهم بأنها غير مرضية وفى بعضها شهدوا عليهم بالكذب في الرواية وبفساد الآراء والمذاهب فمن ذلك ما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني احمد بن الخليل قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال حدثني الحارث وكان كذابا أخبرنا يوسف بن رباح بن على البصري قال انا احمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو بشر محمد بن احمد الدولابي قال حدثني أبو عبد الله محمد بن أبى صفوان الثقفى حدثني أبى قال سمعت سفيان الثوري يقول ثنا ثوير بن أبى فاختة وكان من أركان الكذب أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدثنا جعفر بن محمد الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا أبو روح وكان مجنونا وكان يعالج المجانين وكان كذابا أخبرني الحسين بن على الطناجيرى قال ثنا عمر بن احمد الواعظ قال ثنا عبد الله

بن محمد البغوي قال حدثني احمد بن ملاعب قال ثنا مخول بن إبراهيم وكان رافضيا أخبرني على بن محمد بن الحسن السمسار قال ثنا عمر بن محمد بن على الناقد قال ثنا أبو بكر القاسم بن زكريا المقرى قال ثنا على بن الحسين بن كعب وكان رافضيا أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيان ثنا عبد الملك بن اعين وكان شيعيا وكان عندنا رافضيا صاحب رأى أخبرنا أبو الحسن على بن أبى بكر الطرازى بنيسابور قال أبو حامد احمد بن على بن حسنويه المقرىء قال ثنا أبو الأزهر احمد بن الأزهر قال ثنا بكر بن الشرود الصنعاني بصنعاء وكان قدريا داعية أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال ثنا دعلج بن احمد قال ثنا احمد بن على الابار قال حدثني محمد بن إسماعيل الضرير الواسطي قال سمعت يزيد بن هارون يقول ثنا شعبة عن شرقي بن قطامي بحديث عمر بن الخطاب انه كان يبيت من وراء العقبة فقال شعبة حمارى وردائى في المساكين صدقة ان لم يكن شرقي كذب على عمر قال قلت فلم تروى عنه أخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن احمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت عاصم بن على يقول سمعت شعبة يقول لو لم أحدثكم الا عن ثقة لم أحدثكم عن ثلاثين أخبرنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن على الصيمرى قال ثنا أبو عبيد الله محمد بن عمر ان المرزباني قال حدثني احمد بن محمد المكى قال ثنا أبو جعفر احمد بن عمر الأخبارى الكاتب قال ثنا الفضل بن مروان قال مضيت مع المعتصم الى على بن عاصم ليسمع منه فقال على بن عاصم ثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا فقلت يا أبا الحسن إذا كان قدريا فلم تروى عنه فالتفت على الى المعتصم فقال ألا ترى كاتبك هذا يشغب علينا قال وهذا في امارة المعتصم قبل ان يلي الخلافة

فان قالوا هؤلاء قد بينوا حال من رووا عنه بجرحهم له فلذلك لم تثبت عدالته وفى هذا دليل على ان من روى عن شيخ ولم يذكر من حاله أمرا يجرحه به فقد عدله قلنا هذا خطأ لما قدمنا ذكره من تجويز كون الراوي غير عارف بعدالة من روى عنه ولأنه لو عرف جرحا منه لم يلزمه ذكره وانما يلزم الاجتهاد في معرفة حاله العامل بخبره ولأن ما قالوه بمثابة من قال لو علم الراوي عدالة من روى عنه لزكاه ولما أمسك عن تزكيته دل على انه ليس بعدل عنده أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج قال ثنا احمد بن على الابار قال ثنا أبو غسان يعنى زنيجا قال نا جرير عن أبى فهر قال صليت خلف الزهرى شهرا وكان يقرأ في صلاة الفجر تبارك الذي بيده الملك وقل هو الله أحد فقلت لجرير من أبو فهر هذا فقال لص كان بشنست يعنى بعض قرى الري فقيل له تروى عن اللصوص قال نعم كان مع بعض السلاطين أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال انا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال ثنا أبو عروبة الحراني قال ثنا محمد بن موسى القطان قال ثنا أبو داود الطيالسي قال قال شعبة لا تحملوا عن سفيان الثوري الا عمن تعرفون فإنه كان لا يبالي عمن حمل انه يحدثكم عن مثل أبى شعيب المجنون فقال رجل لشعبة ثنا سفيان الثوري عن رجل فسألت عنه في قبيلته فإذا هو لص ينقب البيوت أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا احمد بن على الابار قال ثنا مسلم بن عبد الرحمن البلخي عن مكي بن إبراهيم قال قال شعبة سفيان ثقة يروى عن الكذابين أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن احمد الاسفرائنى حدثكم عبد الله بن محمد بن سنان قال سمعت عمرو بن على يقول قال لي يحيى لا تكتب عن معتمر الا عمن تعرف فإنه يحدث عن كل فان قالوا إذا روى الثقة عمن ليس بثقة ولم يذكر حاله كان غاشا في الدين قلنا نهاية امره ان يكون حاله كذلك مع معرفته بأنه غير ثقة وقد لا يعرفه بحرج ولا تعديل فبطل ما ذكروه

فصل إذا قال العالم كل من أروى لكم عنه وأسميه فهو عدل رضا مقبول الحديث
كان هذا القول تعديلا منه لكل من روى عنه وسماه وقد كان ممن سلك هذه الطريقة عبد الرحمن بن مهدى أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال سمعت أبا عبد الله يعنى احمد بن حنبل يقول إذا روى عبد الرحمن عن رجل فروايته حجة قال أبو عبد الله كان عبد الرحمن اولا يتسهل في الرواية عن غير واحد ثم تشدد بعد كان يروى عن جابر يعنى الجعفي ثم تركه وهكذا إذا قال العالم كل من رويت عنه فهو ثقة وان لم اسمه ثم روى عمن لم يسمه فإنه يكون مزكيا له غير أنا لا نعمل على تزكيته الجواز أن نعرفه إذا ذكره بخلاف العدالة وسنبين ذلك في حكم المرسل من الاخبار إن شاء الله تعالى فاما إذا عمل العالم بخبر من روى عنه لأجله فان ذلك تعديل له يعتمد عليه لأنه لم يعمل بخبره الا وهو رضا عنده عدل فقام عمله بخبره مقام قوله هو عدل مقبول الخبر ولو عمل العالم بخبر من ليس هو عنده عدلا لم يكن عدلا يجوز الأخذ بقوله والرجوع الى تعديله لأنه إذا احتملت امانته ان يعمل بخبر من ليس بعدل عنده احتملت امانته ان يزكى ويعدل من ليس بعدل
باب ذكر ما يعرفه عامة الناس من صفات المحدث الجائز الحديث وما ينفرد
بمعرفته أهل العلم )
أخبرني محمد بن الحسن بن احمد الأهوازي قال ثنا محمد بن إسحاق القاضى قال سمعت محمد بن إبراهيم العقيلي الأصبهانى يقول سمعت بن أبى عاصم يقول سمعت هارون المستملى يقول ثنا شاذان قال سمعت الحسن بن صالح يقول كنا إذا اردنا ان نكتب عن الرجل سألنا عنه حتى يقال لنا أتريدون ان تزوجوه أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى قال انا زكريا الساجي قال حدثت عن يحيى بن معين قال كان محمد بن عبد الله الأنصاري يليق به القضاء فقيل له يا أبا زكريا فالحديث فقال للحرب أقوام لها خلقوا وللدواوين حساب وكتاب قلت ما يعرف به صحة المحدث العدل الذي يلزم قبول خبره على ضربين فضرب منه يشترك في معرفته الخاصة والعامة وهو الصحة في بيعه وشرائه وامانته ورد الودائع وإقامة الفرائض وتجنب المآثم فهذا ونحوه اشترك الناس في علمه والضرب الآخر هو العلم بما يجب كونه عليه من الضبط والتيقظ والمعرفة بأداء الحديث وشرائطه والتحرز من ان يدخل عليه ما لم يسمعه ووجوه التحرز في الرواية ونحو ذلك مما لا يعرفه الا أهل العلم بهذا الشأن فلا يجوز الرجوع فيه الى قول العامة بل التعويل فيه على مذاهب النقاد للرجال فمن عدلوه وذكروا أنه يعتمد على ما يرويه جاز حديثه ومن قالوا فيه خلاف ذلك وجب التوقف عنه

فصل ومن لم يرو غير حديث أو حديثين ولم يعرف بمجالسة العلماء وكثرة الطلب
غير أنه ظاهر الصدق مشهود له بالعدالة قبل حديثه حرا كان أو عبدا )
وكذلك ان لم يكن من أهل العلم بمعنى ما روى لم يكن بذلك مجروحا لأنه ليس يؤخذ عنه فقه الحديث وانما يؤخذ منه لفظه ويرجع في معناه الى الفقهاء فيجتهدون فيه بأرائهم والدليل على ذلك ما أخبرناه أبو القاسم عبد الرحمن بن احمد بن إبراهيم القزويني قال انا على بن إبراهيم بن سلمة القطان قال ثنا محمد بن يونس الكديمي قال ثنا عبد الله بن داود الخريبي قال ثنا على بن صالح عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه الى من هو احفظ منه ويبلغه من هو احفظ منه الى من هو افقه منه فرب حامل فقه ليس بفقيه وقد قبل علماء السلف ما رواه النساء والعبيد ومن ليس بفقيه وان لم يرو أحدهم غير حديث أو حديثين فان قيل كيف يقبل خبرا لعبد وليس هو من أهل الشهادة قلنا لا جماع الناس على ذلك مع أن جماعة من السلف اجازوا شهادة العبد العدل ولأن الشاهد يوافق المخبر في بعض صفاته ويفارقه في بعضها

باب ذكر ما يستوي فيه المحدث والشاهد من الصفات وما يفترقان فيه
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال لا خلاف في وجوب قبول خبر من اجتمع فيه جميع صفات الشاهد في الحقوق من الإسلام والبلوغ والعقل والضبط والصدق والامانة والعدالة الى ما شاكل ذلك ولا خلاف أيضا في وجوب اتفاق المخبر والشاهد في العقل والتيقظ والذكر فاما ما يفترقان فيه فوجوب كون الشاهد حرا وغير والد ولا مولود ولا قريب قرابة تؤدى الى ظنة وغير صديق ملاطف وكونه رجلا إذا كان في بعض الشهادات وان يكون اثنين في بعض الشهادات وأربعة في بعضها وكل ذلك غير معتبر في المخبر لاننا نقبل خبر العبد والمرأة والصديق وغيره قلت فاما الحديث الذي أخبرناه القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال ثنا أبو بشر عيسى بن إبراهيم دستكونا قال ثنا القاسم بن نصر المخزمى قال ثنا محمد بن بكار الهاشمي قال ثنا جعفر بن سليمان عن صالح وهو بن حسان عن

محمد بن كعب القرظي عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تكتبوا العلم الا عمن تجوز شهادته فان صالح بن حسان تفرد بروايته وهو ممن اجتمع نقاد الحديث على ترك الاحتجاج به لسوء حفظه وقلة ضبطه وكان يروى هذا الحديث عن محمد بن كعب تارة متصلا وأخرى مرسلا ويرفعه تارة ويوقفه أخرى وانا اسوق رواياته له على اختلافها عنه أخبرني عبيد الله بن أبى الفتح قال ثنا على بن عمر الحربي قال ثنا أبو الحسن شعيب بن محمد الذارع قال ثنا بشر بن الوليد الكندي قال ثنا عمر أبو حفص عن صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تأخذوا الحديث الا عمن تجيزون شهادته أخبرني أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي المفضل بن غسان قال ثنا يحيى بن صالح الوحاظى عن حفص بن عمر قال ثنا صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تأخذوا الحديث الا عمن تجيزون شهادته أخبرنا القاضى أبو الحسين احمد بن على بن أيوب وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن يحيى الصائغ بعكبرا قالا نا محمد بن يحيى بن عمر بن على بن حرب قال ثنا على بن حرب قال ثنا أبو داود يعنى الحفري قال ثنا صالح بن حسان عن محمد بن كعب قال قال النبي صلى الله عليه و سلم لا تحدثوا الا عمن تقبلون شهادته أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا أبو العباس بن مطر ح وأخبرنى عبد العزيز بن على الوراق قال ثنا على بن عمر الحربي قال ثنا احمد بن الحسن بن عبد الجبار قالا ثنا سريج بن يونس قال ثنا عمر بن عبد الرحمن زاد بن مطر أبو حفص الأبار ثم اتفقا عن صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن بن عباس قال لا تأخذوا الحديث الا عمن تجيزون شهادته أخبرنا أبو الحسن على بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة قال ثنا على بن إسحاق المادرانى قال ثنا احمد بن محمد الخليلي قال ثنا سليمان بن داود وزيد بن يحيى عن صالح عن محمد بن كعب عن بن عباس قال لا تأخذوا العلم عمن لا تجوز شهادته على ان هذا الحديث لو ثبت إسناده وصح رفعه لكان محمولا على أن المراد به جواز الأمانة في الخبر بدليل الإجماع على ان خبر العبد العدل مقبول والله اعلم

باب القول في العدد المقبول تعديلهم لمن عدلوه
قال بعض الفقهاء لا يجوز أن يقبل في تعديل المحدث والشاهد أقل من اثنين وردوا ذلك الى الشهادة على حقوق الآدميين وانها لا تثبت بأقل من اثنين وقال كثير من أهل العلم يكفي في تعديل المحدث المزكى الواحد ولا يكفي في تعديل الشاهد على الحقوق الا اثنان وقال قوم من أهل العلم يكفي في تعديل المحدث والشاهد تزكية الواحد إذا كان المزكى بصفة من يجب قبول تزكيته والذي نستحبه ان يكون من يزكى المحدث اثنين للاحتياط فان اقتصر على تزكية واحد أجزأيدل على ذلك أن عمر بن الخطاب قبل في تزكية سنين أبى جميلة قول عريفه وهو واحد حدثنا أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن رزق املاء قال ثنا إسماعيل بن محمد هو الصفار قال ثنا سعدان بن نصر قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى قال سمعت سنينا أبا جميلة يحدث سعيد بن المسيب يقول وجدت منبوذا على عهد عمر بن الخطاب فذكره عريفى لعمر فأرسل فدعانى والعريف عنده فلما رآني مقبلا قال عسى الغوير ابؤسا قال العريف له يا أمير المؤمنين انه ليس بمتهم قال على ما أخذت هذا قال وجدت نفسا مضيعة فأحببت أن يأجرنى الله فيها قال هو حر وولاؤه لك وعلينا رضاعه ويدل على ذلك أيضا انه قد ثبت وجوب العمل بخبر الواحد فوجب لذلك ان يقبل في تعديله واحد والا وجب ان يكون ما به ثبتت صفة من يقبل خبره آكد مما يثبت وجوب قبول الخبر والعمل به وهذا بعيد لأن الاتفاق قد حصل على ان ما به تثبت الصفة التي بثبوتها يثبت الحكم اخفض وانقص في الرتبة من الذي يثبت به الحكم ولهذا وجب ثبوت الإحصان الذي بثبوته يجب الرجم بشهادة اثنين وان كان الرجم لا يثبت بشهادة اثنين فبان بذلك ان ما يثبت به الحكم يجب ان يكون أقوى مما تثبت به الصفة التي عند ثبوتها يجب الحكم وكذلك يجب ان يكون ما به تثبت عدالة المحدث انقص مما به يثبت الحكم بخبره والحكم في الشرعيات يثبت بخبر الواحد فيجب ان تثبت تزكيته بقول الواحد ولو أمكن ثبوتها بأقل من تزكية واحد لوجب ان يقال بذلك لكى يكون ما به تثبت صفة المخبر اخفض مما به يثبت الحكم غير أن ذلك غير ممكن

باب ما جاء في كون المعدل امرأة أو عبد أو صبيا
الأصل في هذا الباب سؤال النبي صلى الله عليه و سلم بريرة في قصة الإفك عن حال عائشة أم المؤمنين وجوابها له أخبرنا أبو الحسن محمد بن احمد بن رزق البزاز قال انا أبو احمد حمزة بن محمد بن الحارث الدهقان وعثمان بن احمد بن عبد الله الدقاق وأحمد بن خلف بن شمس السابح قالوا ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولى قال ثنا إبراهيم بن بشار قال نا سفيان عن محمد بن إسحاق ووائل بن داود عن الزهرى قال حدثني أربعة عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعلقمة بن وقاص الليثي عن حديث عائشة وساق قصة الإفك بطولها وقال فيها فدعا رسول الله

صلى الله عليه و سلم بريرة فقال هل علمت على عائشة شيئا يريبك أو رأيت شيئا تكرهينه قالت أحمى سمعى وبصرى عائشة اطيب من طيب الذهب حدثني محمد بن عبد الله المالكي انه قرأ على القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال ان قال قائل أفترون وجوب قبول تعديل المرأة العدل العارفة بما يجب ان يكون عليه العدل وما به يحصل الجرح قيل أجل ولا شيء يمنع من ذلك من إجماع أو غيره فلو حصل على منعه توقيف أو إجماع لمنعناه وتركنا له القياس وان كان أكثر الفقهاء من أهل المدينة وغيرهم لا يقبل في التعديل النساء ولا يقبل فيه أقل من رجلين والذي يدل على ما قلناه أن أقصى حالات العدل وتعديله ان يكون بمثابة المخبر والخبر والشاهد والشهادة فإذا ثبت أن خبر المرأة العدل مقبول وانه إجماع من السلف وجب أيضا قبول تعديلها للرجال حتى يكون تعديلهن الذي هو أخبار عن حال المخبر والشاهد بمثابة خبرهن في وجوب العمل به وكذلك إذا كان للنساء مدخل في الشهادات في مواضع من الاحكام جاز لذلك قبول تزكيتهن كما قبلت شهادتهن ويجب على هذا الذي قلناه ان لا يقبل تعديلهن للشهود في الحكم الذي لا يقبل فيه شهادتهن حتى يجرى رد التزكية في ذلك مجرى رد الشهادة ويجب أيضا قبول تزكية العبد المخبر دون الشاهد لأن خبر العدل مقبول وشهادته مردودة والذي يوجبه القياس وجوب قبول تزكية كل عدل ذكر وانثى حر وعبد لشاهد ومخبر حتى تكون تزكيته مطابقة للظاهر من حاله والرجوع الى قوله وانتفاء التهمة والظنة عنه الا ان يرد توقيف أو إجماع أو ما يقوم مقام ذلك على تحريم العمل بتزكية بعض العدول المرضيين فيصار الى ذلك ويترك القياس لأجله ومتى لم يثبت ذلك كان ما ذكرناه موجبا لتزكية كل عدل لكل شاهد ومخبر فان قيل ما تقولون في تزكية الصبي المراهق والغلام الضابط لما يسمعه أتقبل أم لا قيل لا لمنع الإجماع من ذلك ولأجل أن الغلام وان كانت حاله ضبط ما سمع والتعبير عنه على وجهه فإنه غير عارف بأحكام افعال المكلفين وما به منها يكون العدل عدلا والفاسق فاسقا وانما يكمل لذلك المكلف فلم يجز لذلك قبول تزكيته ولأنه لا تعبد عليه في تزكية الفاسق وتفسيق العدل فان لم يكن لذلك خائفا من مأثم وعقاب لم يؤمن منه تفسيق العدل وتعديل الفاسق وليس هذه حال المرأة والعبد فافترق الأمر فيهما

باب القول في سبب العدالة هل يجب الاخبار به أم لا
اختلف الناس في تزكية المزكى لمن زكاه فقال قوم لا تقبل حتى يذكر المزكى السبب الذي لأجله ثبتت عدالة المزكى عنده ومن الحجة لهم في ذلك ما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت أنسا نا يقول لأحمد بن يونس عبد الله العمرى ضعيف قال انما يضعفه رافضي مبغض لآبائه ولو رأيت لحيته وخضابه وهيأته لعرفت انه ثقة فاحتج احمد بن يونس على ان عبد الله العمرى ثقة بما ليس حجة لأن حسن الهيأة مما يشترك فيه العدل والمجروح وقال قوم لا يجب ذكر سبب العدالة بل يقبل على الجملة تعديل المخبر والشاهد وهذا القول أولى بالصواب عندنا والدليل عليه إجماع الأمة على انه لا يرجع في التعديل الا الى قول عدل رضا عارف بما يصير به العدل عدلا والمجروح مجروحا وإذا كان كذلك وجب حمل امره في التزكية على السلامة وما تقتضيه حاله التي اوجبت الرجوع الى تزكيته

من اعتقاد الرضا به وأدائه الأمانة فيما يرجع اليه فيه والعمل بخبر من زكاه ومتى اوجبنا مطالبته بكشف السبب الذي به صار عدلا عنده كان ذلك شكا منا في علمه بأفعال المزكى وطرائقه وسوء ظن بالمزكى واتهاما له بأنه يجهل المعنى الذي به يصير العدل عدلا ومتى كانت هذه حاله عندنا لم يجب ان نرجع الى تزكيته ولا أن نعمل على تعديله فوجب حمل الأمر على الجملة فان قيل ما أنكرتم من وجوب استخبار المزكى عن سبب تعديله لا لاتهامنا له بالجهل بطرائق المزكى وافعاله لكن لاختلاف العلماء في ذلك فيما به يصير العدل عدلا فيجوز أن يعدله بما ليس بتعديل عند غيره يقال هذا باطل وحمل امره على السلامة واجب وأنه ما عدله الا بما به يصير عدلا عند بعض الأمة ومثل ذلك إذا وقع لا يتعقب ولا يرد ولو كان ما قلتموه من هذا واجبا لوجب إذا شهد شاهدان بان زيدا باع عمرا سلعة بيعا صحيحا واجبا نافذا يقع التملك به وانه قد زوجه وليته تزويجا صحيحا ان يسألا عن حال البيع والنكاح وعن كل عقد يشهدان به لما بين الفقهاء من الخلاف في كثير من هذه العقود وصحتها وتمامها ولما اتفق أهل العلم على ان ذلك لا يجب كشفه للحكام وجب مثله في مسألتنا هذه أيضا فان أسباب العدالة كثيرة يشق ذكر جميعها ولو وجب على المزكى الاخبار بها لكان يحتاج الى ان يقول المزكى هو عدل ليس يفعل كذا ولا كذا ويعد ما يجب عليه تركه ثم يقول ويفعل كذا وكذا فيعد ما يجب عليه فعله ولما كان ذلك يطول ويشق تفصيله وجب ان يقبل التعديل مجملا من غير ذكر سببه فان قيل فيجب عليكم ترك الكشف عما به يصير المجروح مجروحا وأن تقبلوا الجرح في الجملة يقال لا يجب ذلك لأن الجرح يحصل بأمر واحد فلا يشق ذكره والعدالة لا تحصل الا بأمور كثيرة حسب ما بيناه والاخبار بها يجرح فلذلك كان الإجمال فيها كافيا على انا نقول أيضا ان كان الذي يرجع اليه في الجرح عدلا مرضيا في اعتقاده وأفعاله عارفا بصفة العدالة والجرح واسبابها عالما باختلاف الفقهاء في أحكام ذلك قبل قوله فيمن جرحه مجملا ولم يسأل عن سببه وسنشرح الأمور التي توجب الجرح واختلاف الناس فيها ونبينها فيما بعد إن شاء الله تعالى آخر الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الرابع رب سهل وسلم حدثنا الامام الحافظ أبو بكر احمد بن على بن ثابت الخطيب قال

باب الكلام في الجرح واحكامه
أخبرني أبو بكر احمد بن محمد بن احمد بن غالب الفقيه قال حدثني محمد بن احمد بن محمد بن عبد الملك الآدمى قال ثنا محمد بن على الأيادي قال ثنا زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن حدثني احمد بن محمد البغدادي قال سمعت يحيى بن معين يقول آلة الحديث الصدق والشهرة بطلبه وترك البدع واجتناب الكبائر لما كان كل مكلف من البشر لا يكاد يسلم من ان يشوب طاعته بمعصية لم يكن سبيل الى ان لا يقبل الا طائع محض الطاعة لأن ذلك يوجب ان لا يقبل أحد وهكذا لا سبيل الى قبول كل عاص لأنه يوجب ان لا يرد أحد وقد أمر الله عز و جل بقبول العدل ورد الفاسق فاحتيج الى التفصيل لوصفهما وكل من ثبت كذبه رد خبره وشهادته لأن الحاجة في الخبر داعية الى صدق المخبر فمن ظهر كذبه فهو أولى بالرد ممن جعلت المعاصى امارة على فسقه حتى يرد لذلك خبره والكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم أعظم من الكذب على غيره والفسق به أظهر والوزر به أكبر أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا عبد الله بن جعفر بن احمد بن فارس قال ثنا أبو مسعود احمد بن الفرات قال انا يعلى بن عبيد قال ثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد قال قال على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فوالله لأن اخر من السماء احب الى من ان اكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذا حدثتكم فيما بيننا فان الحرب خدعة أخبرنا أبو الحسن على بن القاسم بن الحسن الشاهد البصري قال ثنا على بن إسحاق المادرانى قال ثنا أبو قلابة الرقاشي قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن جامع بن شداد قال سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث عن أبيه قال قلت لأبى الزبير مالي لا أراك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم كما اسمع فلانا وفلانا وابن مسعود قال والله يا بنى ما فارقته منذ أسلمت ولكني سمعته يقول من كذب على فليتبوأ مقعده من النار والله ما قال متعمدا وأنتم تقولون متعمدا ومن سلم من الكذب وأتى شيئا من الكبائر فهو فاسق يجب رد خبره ومن اتى صغيرة فليس بفاسق ومن تتابعت منه الصغائر وكثرت رد خبره وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيان الكبائر ما نحن ذاكروه ان شاء الله تعالى

( باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذكر الكبائر )
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدى الفارسي قال انا أبو محمد عبد الله بن احمد بن إسحاق المصري الجوهري قراءة عليه في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا بن وهب قال أخبرني سليمان يعنى بن بلال عن ثور بن زيد عن أبى الغيث عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال

اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هى قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولى يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي التغلبي لفظا قال ثنا أبو بكر احمد بن سلمان النجاد قال ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري قال ثنا محمد بن كثير قال انا سفيان الثوري عن منصور وواصل الأحدب عن أبى وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك قال ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك قال ثم أي قال أن تزانى حليلة جارك قال ثم تلا النبي صلى الله عليه و سلم والذين لا يدعون مع الله إلها آخر أخبرنا أبو الفتح محمد بن احمد بن أبى الفوارس الحافظ قال انا أبو على محمد بن احمد بن الحسن الصواف قال ثنا احمد بن هارون البرديجى قال انا الحسن بن على بن عفان قال ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن أبى وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الكبائر فقال ان تشرك بالله وهو خلقك وساق الحديث نحو ما تقدم أخبرنا أبو الحسين احمد بن محمد بن احمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي قال انا محمد بن جعفر المطيري قال ثنا على بن حرب قال ثنا زيد بن أبى الزرقاء عن بن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب عن محمد بن سهل حدثه عن أبيه سهل بن أبى حثمة قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول على المنبر الكبائر سبع الشرك بالله وقتل النفس والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة والتعريب بعد الهجرة ولم يذكر السابعة أخبرنا أبو الحسن على بن احمد بن إبراهيم البزاز بالبصرة قال ثنا أبو على الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال نا يعقوب بن سفيان قال ثنا الحكم بن موسى قال ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود قال حدثني الزهرى عن أبى بكر بن محمد بن

عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب الى أهل اليمن بكتاب فكان فيه ان أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير حق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين وأخبرنا على بن احمد أيضا قال ثنا الحسن بن محمد بن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان من الكبائر ان يشتم الرجل والده قيل وكيف يشتم الرجل والده قال يسب الرجل فيسب أباه أخبرناه على بن القاسم الشاهد قال ثنا على بن إسحاق الماردانى قال ثنا أبو قلابة قال ثنا بشر بن عمر ح أخبرنا أبو نعيم الحافظ واللفظ له قال ثنا عبد الله بن جعفر بن احمد بن فارس قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قالا ثنا شعبة عن عبيد الله وهو بن أبى بكر عن أنس قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الكبائر فقال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور أو قال قول الزور أخبرنا احمد بن أبى جعفر القطيعي قال أنا عبيد الله بن احمد بن يعقوب المقرى قال ثنا محمد بن منصور بن النضر الشيعي قال ثنا حميد بن مسعدة السامي قال ثنا بشر بن المفضل قال ثنا الجريري عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الا أحدثكم باكبر الكبائر قالوا بلى قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين قال وجلس وكان متكئا قال وشهادة الزور أو قول الزور فما زال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقولها حتى قلنا ليته سكت أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير المصري قال حدثني أبى قال حدثني نافع يعنى بن يزيد عن يزيد وهو بن أبى حبيب عن سنان عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال شهادة الزور من الكبائر سنان هذا هو الأنصاري واسم أبيه عبد الله وقيل عمر والله اعلم أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا حسين بن محمد ح وأخبرنا محمد بن أبى الفوارس قال ثنا أبو على الصواف قال ثنا احمد بن هارون بن روح قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن موسى الأشيب واللفظ لحديثه قال ثنا أيوب بن عتبة عن طيسلة عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الكبائر سبع الشرك بالله وعقوق الوالدين والزنا والسحر والفرار من الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم كل من ثبت عليه فعل شيء من هذه الكبائر المذكورة أو ما كان بسبيلها كشرب الخمر واللواط ونحوهما فعدالته ساقطة وخبره مردود حتى يتوب وكذلك إذا ثبت عليه ملازمته لفعل المعاصى التي لا يقطع على انها من الكبائر وادامة السخف والخلاعة والمجون في أمر الدين ويثبت ذلك عليه إذا أخبر به عدلان وصرحا بالجرح فان صرح عدل واحد بما يوجب الجرح فقد اختلف أهل العلم فيه فمنهم من قال لا يثبت كما لا يثبت في الشهادة ومنهم من قال يثبت ذلك لأن العدد ليس بشرط في قبول الخبر فلم يكن شرطا في جرح الراوي ويخالف الشهادة لأن العدد شرط في قبول الشهادة والحكم بها فكان شرطا في جرح الشاهد والله اعلم

باب القول في الجرح والتعديل إذا اجتمعا أيهما أولى
اتفق أهل العلم على ان من جرحه الواحد والاثنان وعد له مثل عدد من جرحه فإن الجرح به أولى والعلة في ذلك ان الجارح يخبر عن أمر باطن قد علمه

ويصدق المعدل ويقول له قد علمت من حاله الظاهرة ما علمتها وتفردت بعلم لم تعلمه من اختبار امره وأخبار المعدل عن العدالة الظاهرة لا ينفى صدق قول الجارح فيما أخبر به فوجب لذلك ان يكون الجرح أولى من التعديل أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا خالد بن خداش قال سمعت حماد بن زيد يقول كان الرجل يقدم علينا من البلاد ويذكر الرجل ويحدث عنه ويحسن الثناء عليه فإذا سألنا أهل بلاده وجدناه على غير ما يقول قال وكان يقول بلدى الرجل اعرف بالرجل قلت لما كان عندهم زيادة علم بخبره على ما علمه الغريب من ظاهر عدالته جعل حماد الحكم لما علموه من جرحه دون ما أخبر به الغريب من عدالته أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال انا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي فان قال قائل لم لا تقبل ما حدثك الثقة حتى انتهى به الى النبي صلى الله عليه و سلم لما انتهى إليك من ذلك من جرحه لبعض من حدث به وتكون مقلدا ذلك الثقة مكتفيا به غير مفتش له وهو حمله ورضيه لنفسه فقلت لأنه قد انتهى الى في ذلك علم ما جهل الثقة الذي حدثني عنه فلا يسعنى ان أحدث عنه لما انتهى الى فيه بل يضيق ذلك على ويكون ذلك واسعا للذي حدثني عنه إذا لم يعلم منه ما علمت من ذلك وكذلك الشاهد يشهد عند الحاكم فيسأل في السر والعلانية فيعدل فيقبل شهادته ثم يشهد عنده مرة أخرى أو عند غيره فيسأل عنه فلا يعدل فيردها الحاكم بعد إجازته لها لا يسعه الا ذلك ولا يلزم الحاكم بعده ان يجيزها إذا لم يعدل ان كان حاكم قبله وكذلك انا والذي حدثني انتهى الى من علم ما جهل من ذلك وكلانا مصيب فيها فيما فعل قلت ولأن من عمل بقول الجارح لم يتهم المزكى ولم يخرجه بذلك عن كونه عدلا ومتى لم نعمل بقول الجارح كان في ذلك تكذيب له ونقض لعدالته وقد علم ان حاله في الأمانة مخالفة لذلك ولأجل هذا وجب إذا شهد شاهدان على رجل بحق وشهد له شاهدان آخران انه قد خرج منه ان يكون العمل بشهادة من شهد بقضاء الحق أولى لأن شاهدى القضاء يصدقان الآخرين ويقولان علمنا خروجه من الحق الذي كان عليه وانتما لم تعلما ذلك ولو قال شاهدا ثبوت الحق نشهد أنه لم يخرج من الحق لكانت شهادة باطله

فصل إذا عدل جماعة رجلا وجرحه أقل عددا من المعدلين
فان الذي عليه جمهور العلماء ان الحكم للجرح والعمل به أولى وقالت طائفة بل الحكم للعدالة وهذا خطأ لأجل ما ذكرناه من أن الجارحين يصدقون المعدلين في العلم بالظاهر ويقولون عندنا زيادة علم لم تعلموه من باطن امره وقد اعتلت هذه الطائفة بأن كثرة المعدلين تقوى حالهم وتوجب العمل بخبرهم وقلة الجارحين تضعف خبرهم وهذا يعد ممن توهمه لأن المعدلين وان كثروا ليسوا يخبرون عن عدم ما أخبر به الجارحون ولو اخبروا بذلك وقالوا نشهد أن هذا لم يقع منه لخرجوا بذلك من ان يكونوا أهل تعديل أو جرح لأنها شهادة باطلة على نفى ما يصح ويجوز وقوعه وان لم يعلموه فثبت ما ذكرناه
باب القول في الجرح هل يحتاج الى كشف أم لا
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي قال قرأت على القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال الجمهور من أهل العلم إذا جرح من إلا يعرف الجرح يجب الكشف عن ذلك ولم يوجبوا ذلك على أهل العلم بهذا الشأن والذي يقوى عندنا ترك الكشف عن ذلك إذا كان الجارح عالما والدليل عليه نفس ما دللنا به على انه لا يجب استفسار العدل عما به صار عنده المزكى عدلا

لأننا متى استفسرنا الجارح لغيره فانما يجب علينا بسوء الظن والإتهام له بالجهل بما يصير به المجروح مجروحا وذلك ينقض جملة ما بنينا عليه امره من الرضا به والرجوع اليه ولا يجب كشف ما به صار مجروحا وان اختلف آراء الناس فيما به يصير المجروح مجروحا كما لا يجب كشف ذلك في العقود والحقوق وان اختلف في كثير منها فالطريق في ذلك واحد فاما إذا كان الجارح عاميا وجب لا محالة استفساره وقد ذكر أن الشافعي انما أوجب الكشف عن ذلك لأنه بلغه ان انسانا جرح رجلا فسئل عما جرحه به فقال رأيته يبول قائما فقيل له وما في ذلك ما يوجب جرحه فقال لأنه يقع الرشش عليه وعلى ثوبه ثم يصلى فقيل له رأيته يصلى كذلك فقال لا فهذا ونحوه جرح بالتأويل والجهل والعالم لا يجرح أحدا بهذا وأمثاله فوجب بذلك ما قلناه سمعت القاضى أبا الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري يقول لا يقبل الجرح الا مفسرا وليس قول أصحاب الحديث فلان ضعيف وفلان ليس بشيء مما يوجب جرحه ورد خبره وانما كان كذلك لأن الناس اختلفوا فيما يفسق به فلا بد من ذكر سببه لينظر هل هو فسق أم لا وكذلك قال أصحابنا إذا شهد رجلان بان هذا الماء نجس لم تقبل شهادتهما حتى يبينا سبب النجاسة فان الناس اختلفوا فيما ينجس به الماء وفى نجاسة الواقع فيه قلت وهذا القول هو الصواب عندنا واليه ذهب الأئمة من حفاظ الحديث ونقاده مثل محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري وغيرهما فان البخاري قد احتج بجماعة سبق من غيره الطعن فيهم والجرح لهم كعكرمة مولى بن عباس في التابعين وكاسمعيل بن أبى أويس وعاصم بن على وعمرو بن مرزوق في المتأخرين وهكذا فعل مسلم بن الحجاج فإنه احتج بسويد بن سيد وجماعة غيره واشتهر عمن ينظر في حال الرواة الطعن عليهم

وسلك وأبو داود السجستاني هذه الطريق وغير واحد ممن بعده فدل ذلك على انهم ذهبوا الى ان الجرح لا يثبت الا إذا فسر سببه وذكر موجبه أخبرني أبو بكر احمد بن سليمان بن على المقرى قال ثنا عبيد الله بن محمد بن احمد بن على بن مهران قال أخبرني احمد بن خلف بن أيوب البزاز المعروف بالسابح قال ثنا احمد بن محمد بن عبد الله المنقري قال ثنا على بن عاصم قال ثنا شعبة قال احذروا غيرة أصحاب الحديث بعضهم على بعض فلهم أشد غيرة من التيوس ومذاهب النقاد للرجال غامضة دقيقة وربما سمع بعضهم في الراوي أدنى مغمز فتوقف عن الاحتجاج بخبره وان لم يكن الذي سمعه موجبا لرد الحديث ولا مسقطا للعدالة ويرى السامع انما فعله هو الأولى رجاء ان كان الراوي حيا ان يحمله ذلك على التحفظ وضبط نفسه عن الغميزة وان كان ميتا ان ينزله من نقل عنه منزلته فلا يلحقه بطبقة السالمين من ذلك المغمز ومنهم من يرى ان من الاحتياط للدين اشاعة ما سمع من الأمر المكروه الذي لا يوجب إسقاط العدالة بانفراده حتى ينظر هل له من اخوات ونظائر فان أحوال الناس وطبائعهم جارية على إظهار الجميل واخفاء ما خالفه فإذا ظهر أمر يكره مخالف للجميل لم يؤمن ان يكون وراء شبه له ولهذا قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه في الحديث الذي قدمناه في أول باب العدالة من أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وان قال ان سريرتى حسنة أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال ثنا أبو بشر عيسى بن إبراهيم بن عيسى الصيدلاني قال ثنا أبو يوسف القلوسى قال سمعت أبا بكر بن أبى الأسود يقول كنت أسمع الأصناف من خالي عبد الرحمن بن مهدى وكان في أصل كتابه قوم قد ترك حديثهم مثل الحسن بن أبى جعفر وعباد بن صهيب وجماعة نحو هؤلاء ثم أتيته بعد ذلك بأشهر وأخرج الى كتاب الديات فحدثني عن الحسن بن أبى جعفر فقلت يا خالي أليس كنت قد ضربت على

حديثه وتركته قال بلى تفكرت فيه إذا كان يوم القيامة قام الحسن بن أبى جعفر فيتعلق بي فقال يا رب سل عبد الرحمن بن مهدى فيم أسقط عدالتى فرأيت أن أحدث عنه وما كان لي حجة عند ربي فحدث عنه بأحاديث أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت احمد بن صالح وذكر مسلمة بن على فقال لا يترك حديث رجل حتى يجتمع الجميع على ترك حديثه قد يقال فلان ضعيف فأما أن يقال فلان متروك فلا الا أن يجتمع الحميع على ترك حديثه

باب ذكر بعض أخبار من استفسر في الجرح فذكر ما لا يسقط العدالة
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرئ على احمد بن جعفر بن مالك وانا اسمع حدثكم عبد الله بن احمد بن حنبل قال قلت لأبى أن يحيى بن معين يطعن على عامر بن صالح قال يقول ماذا قلت رآه يسمع من حجاج قال قد رأيت أنا حجاجا يسمع من هشيم وهذا عيب يسمع الرجل ممن هو أصغر منه وأكبر أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرى قال انا عثمان بن احمد بن سمعان الرزاز قال ثنا الهيثم بن خلف الدروى قال ثنا محمود بن غيلان قال سألت وهب بن جرير عن صالح بن أبى الأخضر ما شأنه قال سمع وقرأ كان لا يميز القراءة عن السماع أخبرني عبد الله بن أبى الفتح الفارسي قال حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال أبو عبيدة الحداد قال ثنا شعبة يوما عن رجل بنحو من عشرين حديثا ثم قال امحوها قال قلنا له لم قال ذكرت شيئا رأيته منه فقلنا أخبرنا به أي شيء هو قال رأيته على فرس يجرى ملء فروجه أخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال قرئ على أبى القاسم النحاس وانا اسمع حدثكم أبو طالب احمد بن نصر قال ثنا بن أبى عتاب الأعين قال ثنا محمد بن جعفر يعنى

المدائني قال قيل لشعبة لم تركت حديث فلان قال رأيته يركض على برذون فتركت حديثه أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال انا دعلج بن احمد قال انا احمد بن على الابار قال ثنا محمد بن حميد الرازي قال ثنا جرير قال رأيت سماك بن حرب يبول قائما فلم اكتب عنه وقد قال كثير من الناس يجب ان يكون المحدث والشاهد مجتنبين لكثير من المباحات نحو التبذل والجلوس للتنزه في الطرقات والأكل في الأسواق وصحبة العامة الأرذال والبول على قوارع الطرقات والبول قائما والانبساط الى الخرق في المداعبة والمزاح وكل ما قد اتفق على انه ناقص القدر والمروءة ورأوا أن فعل هذه الأمور يسقط العدالة ويوجب رد الشهادة والذي عندنا في هذا الباب رد خبر فأعلى المباحات الى العالم والعمل في ذلك بما يقوى في نفسه فان غلب على ظنه من افعال مرتكب المباح المسقط للمروءة انه مطبوع على فعل ذلك والتساهل به مع كونه ممن لا يحمل نفسه على الكذب في خبره وشهادته بل يرى اعظام ذلك وتحريمه والتنزه عنه قبل خبره وان ضعفت هذه الحال في نفس العالم واتهمه عندها وجب عليه ترك العمل بخبره ورد شهادته أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبى قال ثنا الحسين بن صدقة قال ثنا بن أبى خيثمة قال ثنا يحيى بن معين عن وكيع قال قال شعبة لقيت ناجية الذي روى عنه أبو إسحاق فرأيته يلعب بالشطرنج فتركته فلم اكتب عنه ثم كتبت عن رجل عنه قلت ألا ترى أن شعبة في الابتداء جعل لعبة الشطرنج مما يجرحه فتركه ثم استبان له صدقه في الرواية وسلامته من الكبائر فكتب حديثه نازلا وكذلك قول الجارح ان فلان ليس بثقة يحتمل ان يكون لمثل هذا المعنى

فيجب ان يفسر سببه أخبرنا محمد بن عمر بن بكير قال انا عثمان بن احمد بن سمعان الرزاز قال ثنا هيثم بن خلف قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا وهب بن جرير قال قال شعبة أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت فيه صوت الطنبور فرجعت فهلا سألت عسى ان لا يعلم هو أخبرنا على بن طلحة بن محمد المقرى قال ثنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسى قال انا محمد بن محمد بن داود الكرخي قال ثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال ثنا أبو حفص عمرو بن على قال ثنا أمية بن خالد عن شعبة قال قلت للحكم بن عتيبة لم لم ترو عن زاذان قال كان كثير الكلام أخبرنا احمد بن أبى جعفر القطيعي قال ثنا محمد بن المظفر الحافظ قال ثنا على بن احمد بن سليمان قال ثنا هارون بن سعيد الأبلى قال سألت أيوب بن سويد عن الذي كان شعبة يطعن به على الحسن بن عمارة فقال لي كان يقول ان الحكم بن عتيبة لم يحدث عن يحيى بن الجزار الا ثلاثة أحاديث والحسن يحدث عن الحكم عن يحيى أحاديث كثيرة قال فقلت ذلك للحسن بن عمارة فقال ان الحكم أعطاني حديثه عن يحيى في كتاب لأحفظه فحفظته وأخبرنا احمدد بن أبى جعفر قال ثنا محمد بن المظفر قال ثنا أبو عبد الله احمد بن عبد الجبار الصوفي قال ثنا الحارث بن سريج قال ثنا هشيم قال قلت لشعبة مالك ولأبي الربيع ما تريد منه قال يحدث عن أبى بشر بأحاديث ليست من حديثه قلت اى شيء هو قال يحدث عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن بن عمر أنه مر بقوم قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال يا عباد الله لا تتخذوا الروح غرضا قال قلت فأشهد على أبى بشر أنه حدثنيه قال انه قد أكثر انه قد أكثر أخبرنا احمد بن محمد بن احمد المجهز قال انا محمد بن احمد بن إبراهيم بن احمد الحداد

بتنيس قال ثنا بكر بن احمد بن حفص الشعراني قال ثنا هلال بن العلاء قال سمعت أبى يقول سمعت حماد بن زيد يقول لقيني شعبة ومعه طين قلت أين تريد قال صاحب المنكث قال قلت تصنع ماذا قال أستعدى على هذا الذي يكذب على أيوب أبو جرى قلت في اى شيء قال كذا وكذا قلت حدثني أيوب فرمى بالطينة أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا سهل بن احمد الواسطي قال ثنا أبو حفص عمرو بن على قال انا أبو داود الطيالسي قال سمعت شعبة يقول سمعت من طلحة بن مصرف حديثا واحدا وكنت كلما مررت به سألته عنه فقيل له لم يا أبا بسطام قال أردت أن انظر الى حفظه فان غير فيه شيئا تركته أخبرنا احمد بن أبى جعفر قال انا أبو بكر محمد بن عدى بن زحر المنقري في كتابه إلينا قال ثنا أبو عبيد محمد بن على الآجري قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا الحسن بن على عن شبابة قال قلت أو قيل لشعبة ما شأن حسام بن مصك قال رأيته يبول مستقبل القبلة قال أبو داود سمعت يحيى بن معين يقول ترك شعبة أبا غالب انه رآه يحدث في الشمس وضعه شعبة على انه تغير عقله أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال سمعت محمد بن على الوراق يقول سألت مسلم بن إبراهيم عن حديث لصالح المزي فقال ما تصنع بصالح ذكروه يوما عند حماد بن سلمة فامتخط حماد قلت امتخاط حماد عند ذكره لا يوجب رد خبره ومثل هذه الحكاية ما أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال انا بن الغلابي قال وسئل يحيى يعنى بن معين عن حجاج بن الشاعر فبزق لما سئل عنه وحدثنا أبو طالب يحيى بن على بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال انا أبو بكر

بن المقرى بأصبهان قال ثنا حسين بن عبد الله بن خشيش المصري قال ثنا يزيد بن عبد الصمد قال ثنا أبو مسهر قال ثنا مزاحم بن زفر قال قلنا لشعبة ما تقول في أبى بكر الهذلى قال دعني لا اقىء

باب القول فيمن روى عن رجل حديثا ثم ترك العمل به هل يكون ذلك جرحا
للمروى عنه )
إذا روى رجل عن شيخ حديثا يقتضى حكما منا لأحكام فلم يعمل به لم يكن ذلك جرحا منه للشيخ لأنه يحتمل ان يكون ترك العمل بالخبر لخبر آخر يعارضه أو عموم أو قياس أو لكونه منسوخا عنده أو لأنه يرى أن العمل بالقياس أولى منه وإذا احتمل ذلك لم نجعله قدحا في راويه ومثل هذا ما أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال ثنا أبو على محمد بن احمد اللؤلؤى قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا الا بيع الخيار فهذا رواه مالك ولم يعمل به وزعم انه رأى أهل المدينة على العمل بخلافه فلم يكن تركه العمل به قدحا لنافع ومثله الحديث الآخر الذي أخبرناه القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال حدثنا أبو الدرداء هاشم بن يعلى الأنصاري قال ثنا إسماعيل يعنى بن أبى أويس قال حدثني أبى عن محمد بن مسلم ان سالم بن عبد الله أخبره وسأله محمد عن كراء المزارع قال أخبر رافع بن خديج عبد الله بن عمر أن عميه وقد كانا شهدا بدرا أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن كراء المزارع قال فترك عبد الله كراءها وقد كان يكريها قبل ذلك قال محمد فقلت لسالم أتكريها أنت فقال نعم قد كان عبد الله يكريها قال فقلت فأين حديث رافع بن خديج قال فقال سالم ان رافعا قد أكثر عن نفسه

باب في أن السفه يسقط العدالة ويوجب رد الرواية
أخبرنا أبو حازم الأعرج عمر بن احمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال انا أبو احمد محمد بن احمد بن الغطريف العبدي بجرجان قال انا الحسن بن سفيان قال ثنا عبد العزيز بن سلام قال ثنا احمد بن سعيد الدارمي قال ثنا أبو داود الطيالسي قال سمعت شعبة يقول لم يكن شيء احب الى من ان أرى رجلا يقدم من مكة فأسأله عن أبى الزبير حتى قدمت مكة فسمعت منه فبينا انا عنده إذ جاء رجل فسأله عن شيء فافترى عليه فقلت تفترى على رجل مسلم قال انه غاظنى قال قلت يغيظك فتفترى عليه فآليت ان لا أحدث عنه فكان يقول في صدري منه أربعمائة لا والله لا حدثتكم عنه بشيء ابدا أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على حمزة بن محمد بن على المامطيرى بها حدثكم محمد بن إبراهيم الغازي قال ثنا محمد بن إسماعيل البخاري وذكر النضر بن مطرف فقال قال يحيى القطان سمعته يقول ان لم أحدثكم فأمى زانية قال يحيى تركت حديثه لهذا قرأت على القاضى أبى العلاء الواسطي عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال

ثنا أبو نعيم بن عدى الحافظ قال ثنا أبو زيد يحيى بن روح الحراني قال سألت أبا عبد الرحمن بن بكار بن أبى ميمونة حرانى من الحفاظ ثقة كان مخلد بن يزيد يسأله عن الحديث من حفظه لم لم تكتب عن يعلى بن الأشدق قال خرجت اليه الى ربض بن مالك وربض بن مالك هو خارج من حران فسألناه عن شيء من الحديث فقال كذا وكذا من بغل تفليسى احمر مدور في كذا وكذا من حدثكم ولم يكن وتكلم بالفحش فالتفت الى صاحبي فقلت في الدنيا انسان يكتب على هذا فتركناه وما كتبنا عنه شيئا أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال انا أبو الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال ثنا على بن عياش قال ثنا عطاف بن خالد قال قيل لزيد بن أسلم عمن يا أبا أسامة قال ما كنا نجالس السفهاء ولا نتحمل عنهم أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثني معن بن عيسى قال كان مالك بن أنس يقول لا تأخذ العلم من أربعة وخذ ممن سوى ذلك لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه وإن كان أروى الناس ولا تأخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس إذا جرب ذلك عليه وإن كان لا يتهم ان يكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا من صاحب هوى يدعو الناس الى هواه ولا من شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث قال إبراهيم بن المنذر فذكرت هذا الحديث لمطرف بن عبد الله اليسارى مولى زيد بن اسلم قال ما ادرى ما هذا ولكن أشهد لسمعت مالك بن أنس يقول لقد أدركت بهذا البلد يعنى المدينة مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة يحدثون ما سمعت من واحد منهم حديثا قط قيل ولم يا أبا عبد الله قال لم يكونوا يعرفون ما يحدثون

( باب في ان الكاذب في غير حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ترد روايته )
قد ذكرنا آنفا قول مالك بن أنس في ذلك ويجب ان يقبل حديثه إذا ثبتت توبته فأما الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم بوضع الحديث وادعاء السماع فقد ذكر غير واحد من أهل العلم انه يوجب رد الحديث ابدا وإن تاب فاعله حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا احمد بن محمد بن هارون الخلال قال أخبرني موسى بن محمد الوراق قال حدثنا ابوعبدالرحمن عبيد الله بن احمد الحلبي قال قال سألت احمد بن حنبل عن محدث كذب في حديث واحد ثم تاب ورجع قال توبته فيما بينه وبين الله تعالى ولا يكتب حديثه ابدا أخبرنا محمد بن احمد بن حسنون النرسي قال ثنا احمد بن منصور النوشرى قال ثنا محمد بن مخلد بن حفص قال ثنا احمد بن يحيى بن أبى العباس الخوارزمي قال ثنا بن قهزاذ قال سمعت عبد العزيز بن أبى رزمة يقول قال عبد الله بن المبارك من عقوبة الكذاب ان يرد عليه صدقة أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا احمد بن محمد بن جعفر الجوزي قال ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبى الدنيا قال حدثني أبو صالح المروزي قال رافع بن أشرس قال كان يقال ان من عقوبة الكذاب ان لا يقبل صدقه قال وانا أقول ومن عقوبة الفاسق المبتدع ان لا تذكر محاسنه أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن جعفر النحوي قال ثنا أبو القاسم بن بكير التميمي قال ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين قال سفيان الثوري من كذب في الحديث افتضح قال أبو نعيم وانا أقول من

هم ان يكذب افتضح أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو على محمد بن احمد بن الحسين قال ثنا بشر بن موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي فان قال قائل فما الذي لا يقبل به حديث الرجل ابدا قلت هو أن يحدث عن رجل انه سمعه ولم يدركه أو عن رجل أدركه ثم وجد عليه انه لم يسمع منه أو بأمر يبين عليه في ذلك كذب فلا يجوز حديثه ابدا لما أدرك عليه من الكذب فيما حدث به قلت هذا هو الحكم فيه إذا تعمد الكذب وأقر به كما أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا على يعنى بن المديني قال سمعت يحيى وهو بن سعيد القطان يحدث عن سفيان قال قال لي الكلبي قال لي أبو صالح كل ما حدثتك به كذب فأما إذا قال كنت أخطأت فيما رويته ولم أتعمد الكذب فإنه ذلك يقبل منه وتجوز روايته بعد توبته سمعت القاضى أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول إذا روى المحدث خبرا ثم رجع عنه وقال كنت أخطأت فيه وجب قبوله لأن الظاهر من حال العدل الثقة الصدق في خبره فوجب ان يقبل رجوعه عنه كما تقبل روايته وإن قال كنت تعمدت الكذب فيه فقد ذكر أبو بكر الصيرفي في كتاب الأصول انه لا يعمل بذلك الخبر ولا بغيره من روايته قرأت على الحسن بن على الجوهري عن محمد بن عمران المرزباني قال ثنا محمد بن مخلد قال سمعت جعفر بن احمد بن سام أبا الفضل وكان من عقلاء الرجال يذكر عن حسين بن حبان قال قلت ليحيى بن معين ما تقول في رجل حدث بأحاديث منكرة فردها عليه أصحاب الحديث ان هو رجع عنها وقال ظننتها فأما إذ أنكرتموها ورددتموها على فقد رجعت عنها فقال لا يكون صدوقا ابدا انما ذلك الرجل يشتبه له الحديث الشاذ والشىء فيرجع عنه فأما الأحاديث المنكرة التي لا تشتبه لأحد فلا فقلت ليحيى ما يبرئه قال يخرج كتابا عتيقا فيه هذه الأحاديث فإذا أخرجها في كتاب عتيق فهو صدوق فيكون شبه له فيها وأخطأ كما يخطىء الناس فيرجع عنها قلت فان قال قد ذهب الأصل وهى في النسخ قال لا يقبل ذلك منه قلت له فان قال هى عندي في نسخة عتيقة وليس أجدها فقال هو كذاب ابدا حتى يجىء بكتابه العتيق ثم قال هذا دين لا يحل فيه غير هذا

فصل ومما يستدل به على كذب المحدث في روايته عمن لم يدرك معرفة تاريخ موت
المروي عنه ومولد الراوي )
كما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني العباس بن الوليد بن صبح قال حدثني يحيى بن صالح قال حدثنا عفير بن معدان الكلاعي قال قدم علينا عمر بن موسى حمص فاجتمعنا اليه في المسجد فجعل يقول حدثنا شيخكم الصالح فلما أكثر قلت له من شيخنا هذا الصالح سمه لنا نعرفه قال فقال خالد بن معدان قلت له في اى سنة لقيته قال لقيته سنة ثمان ومائة قلت فأين لقيته قال لقيته في غزاة ارمينية قال فقلت له اتق الله يا شيخ ولا تكذب مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة وأنت تزعم انك لقيته بعد موته بأربع سنين وأزيدك أخرى انه لم يغز ارمينية قط كان يغزو الروم أنبأ أبو سعيد الماليني قال انا عبد الله بن عدى الجرجاني قال ثنا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم قال ثنا إبراهيم بن الجنيد قال ثنا موسى بن حميد قال ثنا أبو عمر الخرسانى قال قال سفيان الثوري لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ أو كما قال أبو عمر أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إسحاق بن احمد قال ثنا إبراهيم بن يوسف قال ثنا احمد بن أبى الحواري قال سمعت حفص بن غياث يقول إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه

بالسنين يعنى احسبوا سنه وسن من كتب عنه وإذا أخبر الراوي عن نفسه بأمر مستحيل سقطت روايته مثال ذلك ما أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا يحيى بن معين قال ثنا يحيى بن يعلى قال قلت لزائدة ثلاثة لا تحدث عنهم لم لا تروى عنهم قال ومن هم قلت بن أبى ليلى وجابر الجعفي والكلبى قال اما بن أبى ليلى فبينى وبينهم يعنى بنى أبى ليلى حسن ولست اذكره وأما جابر الجعفي فكان والله كذابا واما الكلبي فمرض مرضة وقد كنت اختلف اليه فسمعته يقول مرضت فنسيت ما كنت أحفظه فأتيت آل محمد صلى الله عليه و سلم فتفلوا في في فحفظت كل ما نسيت فقلت لله على أن لا أروى عنك شيئا بعد هذا فتركته

باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء والإحتجاج بروايتهم
اختلف أهل العلم في سماع من أهل البدع والأهواء كالقدرية والخوارج والرافضة وفى احتجاج بما يروونه فمنعت طائفة من السلف صحة ذلك لعلة انهم كفار عند من ذهب الى اكفار المتأولين وفساق عند من لم يحكم بكفر متأول وممن لا يروى عنه ذلك مالك بن أنس وقال من ذهب الى هذا المذهب ان الكافر والفاسق بالتأويل بمثابة الكافر المعاند والفاسق العامد فيجب أن لا يقبل خبرهما ولا تثبت روايتهما وذهبت طائفة من أهل العلم الى قبول أخبار أهل الأهواء الذين لا يعرفون منهم استحلال الكذب والشهادة لمن وافقهم بما ليس عندهم فيه شهادة وممن قال بهذا القول من الفقهاء أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي فإنه قال وتقبل شهادة أهل الأهواء الا الخطابية من الرافضة لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم وحكى ان هذا مذهب بن أبى ليلى وسفيان الثوري وروى مثله عن أبى يوسف القاضى

وقال كثير من العلماء يقبل أخبار غير الدعاة من أهل الأهواء فأما الدعاة فلا يحتج بأخبارهم وممن ذهب الى ذلك أبو عبد الله احمد بن محمد بن حنبل وقال جماعة من أهل النقل والمتكلمين أخبار أهل الأهواء كلها مقبولة وان كانوا كفارا وفساقا بالتأويل ممن ذهب الى منع قبول اخبارهم احتج مع ما قدمنا ذكره بما أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى الحافظ قال ثنا على بن الحسين بن عبد الرحيم قال ثنا احمد بن نصر المقرى العابد قال انا المبارك مولى إبراهيم بن هشام المرابطى ح وأخبرني عبيد الله بن أبى الفتح قال ثنا على بن عمر الحربي قال ثنا حاتم بن الحسن الشاشي قال حدثني حبيب بن المغيرة الشاشي قال ثنا المبارك قال ثنا العطاف بن خالد عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال يا بن عمر دينك دينك انما هو لحمك ودمك فانظر عمن تأخذ خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا أخبرنا يوسف بن رباح البصري قال ثنا احمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا محمد بن محمد بن الأشعث الكوفى قال ثنا خالد بن عبد السلام قال ثنا الفضل بن المختار عن أبى سكينة مجاشع بن قطبة قال سمعت على بن أبى طالب رضى الله عنه وهو في مسجد الكوفة يقول انظروا عمن تأخذون هذا العلم فإنما هو الدين أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا أبو أمية الطرسوسى قال ثنا يونس بن محمد قال ثنا مغيث قال ثنا الضحاك بن مزاحم قال ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه وأخبرنا القاضى أبو بكر أيضا قال ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الحسن بن على بن عفان العامري قال ثنا أبو أسامة عن بن عون قال قال محمد بن سيرين انما هذا الحديث دين فانظروا عمن تأخذونه أخبرنا أبو الحسين احمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله قال حدثني جدي قال ثنا أبو عمران موسى بن هارون وأبو بكر الفريابي قال

انا هدبة بن خالد قال ثنا مهدى بن ميمون قال سمعت محمد بن سيرين يقول ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه وقال الفريابي في حديثه فانظروا عمن تأخذون دينكم أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل انا محمد بن عمر الرزاز انا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال ثنا محمد بن إسماعيل السكري الكوفى قال ثنا حماد بن زيد قال دخلنا على أنس بن سيرين في مرضه فقال اتقوا الله يا معشر الشباب وانظروا عمن تأخذون هذه الأحاديث فانها من دينكم أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال انا احمد بن جعفر بن سلم قال ثنا احمد بن على الابار قال ثنا على بن ميمون الرقى العطار قال ثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن بن سيرين قال ان هذا الحديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن احمد بن عبد الله بن بكير قال نا الحاكم أبو حامد احمد بن الحسين بن على الهمذاني قال نا احمد بن محمد بن عمر بن بسطام قال نا احمد بن سيار قال انا النصر بن عبد الله المديني من مدينة الداخلة أبو عبد الله الأصم قال ثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن بن سيرين قال كان في زمن الأول الناس لا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة فلما وقعت الفتنة سألوا عن الإسناد ليحدث حديث أهل السنة ويترك حديث أهل البدعة أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال انا أبو نصر منصور بن محمد بن منصور الأصبهانى ح وأخبرنا احمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال قرئ على منصور بن محمد الأصبهانى وأنا اسمع قال انا إسحاق بن احمد بن زيرك قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا جرير عن عاصم قال سمعت بن سيرين يقول كانوا لا يسألون عن الإسناد حتى كان بأخرة فكانوا يسألون عن الإسناد لينظروا من كان صاحب سنة كتبوا عنه ومن لم يكن صاحب سنة لم يكتبوا عنه أخبرنا الحسن بن أبى طالب قال ثنا يوسف بن عمر القواس الزاهد قال ثنا محمد

بن الحسن بن الفرج الأنماطي قال قال على بن حرب من قدر أن يكتب الحديث الا عن صاحب سنة فانهم يكذبون كل صاحب هوى يكذب ولا يبالي أخبرنا أبو الفضل عمر بن أبى سعيد الهروي قال نا عبد العزيز بن جعفر الحريري ببغداد قال احمد بن إسحاق بن بهلول قال ثنا أبى قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرى قال سمعت بن لهيعة يذكر أنه سمع رجلا من أهل البدع رجع عن بدعته فجعل يقول انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه فانا كنا إذا رأينا رأيا جعلناه حديثا أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا دعلج بن احمد قال انا احمد بن على الابار قال ثنا أبو نعيم الحلبي قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرى عن بن لهيعة قال سمعت شيخا من الخوارج وهو يقول ان هذه لأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فانا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا وأخبرنا بن الفضل قال انا دعلج انا احمد بن على قال حدثني أبو أمية قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول ما تركت الرواية عن فطر الا لمذهبه أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني احمد بن الخليل قال ثنا إسحاق قال أخبرني شبابة بن سوار قال قلت ليونس بن أبى إسحاق ثوير لأى شيء تركته قال لأنه رافضي قلت ان أباك روى عنه قال هو أعلم أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا احمد بن على الابار قال ثنا إبراهيم بن سعيد قال سمعت شبابة يقول قيل ليونس بن أبى إسحاق لم لم تحمل عن ثوير بن أبى فاختة قال كان رافضيا قال وأخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا احمد بن على الابار قال ثنا عوام قال قال لي الحميدي كان بشر بن السرى جهميا لا يحل ان يكتب عنه أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على احمد بن جعفر بن سلم حدثكم أبو العباس الابار قال ثنا سويد بن سعيد قال قيل لسفيان بن عيينة لم اقللت الرواية عن سعيد بن أبى عروبة قال وكيف لا أقل الرواية عنه وسمعته يقول هو رأيي ورأى

الحسن ورأى قتادة يعنى القدر أخبرنا محمد بن عمر الخرقي قال انا أبو بكر بن سلم قال ثنا احمد بن على الابار قال ثنا محمد بن الحسين العامري قال ثنا خالد بن خداش قال لما ودعت مالك بن أنس قال لي اتق الله وانظر ممن تأخذ هذا الشان وأخبرنا محمد بن عمر قال ثنا أبو بكر بن سلم ح وأخبرني بن الفضل قال انا دعلج انا وقال بن سلم ثنا احمد بن على الابار ح وأخبرنا احمد بن أبى جعفر قال ثنا محمد بن عثمان النفرى قال ثنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قالا ثنا يونس بن عبد الأعلى قال ثنا بن وهب قال سمعت مالك بن أنس يقول لا يصلى خلف القدرية ولا يحمل عنهم الحديث أخبرني القاضى أبو عبد الله الحسين بن على الصيمرى قال ثنا محمد بن عمران المرزباني قال حدثني محمد بن يحيى قال ثنا الحسين بن يحيى قال سمعت الفضل بن مروان يقول كان المعتصم يختلف الى على بن عاصم المحدث وكنت امضى معه اليه فقال يوما حدثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا فقال له المعتصم يا أبا الحسن أما تروى أن القدرية مجوس هذه الأمة قال بلى قال فلم تروى عنه قال لأنه ثقة في الحديث صدوق قال فان كان المجوسي ثقة فما تقول أتروى عنه فقال له على أنت شغاب يا أبا إسحاق قلت وهذا الاعتراض المذكور في الخبر لازم ولا خلاف ان الفاسق بفعله لا يقبل قوله في أمور الدين مع كونه مؤمنا عندنا فبأن لا يقبل قول من يحكم بكفره من المعتزلة وغيرهم أولى وقد احتج من ذهب الى قبول اخبارهم بأن مواقع الفسق معتمدا والكافر الأصلى معاندان وأهل الأهواء متأولون غير معاندين وبأن الفاسق المعتمد اوقع الفسق مجانة وأهل الأهواء اعتقدوا ما اعتقدوا ديانة ويلزمهم على هذا

الفرق ان يقبلوا خبر الكافر الأصلى فإنه يعتقد الكفر ديانة فان قالوا قد منع السمع من قبول خبر الكافر الأصلى فلم يجز ذلك لمنع السمع منه قيل فالسمع إذا قد أبطل فرقكم بين المتأول والمعتمد وصحح الحاق أحدهما بالآخر فصار الحكم فيهما سواء والذي يعتمد عليه في تجويز الاحتجاج بأخبارهم اشتهر من قبول الصحابة أخبار الخوارج وشهاداتهم ومن جرى مجراهم من الفساق بالتأويل ثم استمرار عمل التابعين والخالفين بعدهم على ذلك لما رأوا من تحريهم الصدق وتعظيمهم الكذب وحفظهم أنفسهم عن المحظوارت من الأفعال وإنكارهم على أهل الريب والطرائق المذمومة ورواياتهم الأحاديث التي تخالف آراءهم ويتعلق بها مخالفوهم في الأحتجاج فاحتجوا برواية عمران بن حطان وهو من الخوارج وعمرو بن دينار وكان ممن يذهب الى القدر والتشيع وكان عكرمة إباضيا وابن أبى نجيح وكان معتزليا وعبد الوارث بن سعيد وشبل بن عباد وسيف بن سليمان وهشام الدستوائى وسعيد بن أبى عروبة وسلام بن مسكين وكانوا قدرية وعلقمة بن مرثد وعمرو بن مرة ومسعر بن كدام وكانوا مرجئة وعبيد الله بن موسى وخالد بن مخلد وعبد الرزاق بن همام وكانوا يذهبون الى التشيع في خلق كثير يتسع ذكرهم دون أهل العلم قديما وحديثا رواياتهم واحتجوا بأخبارهم فصار ذلك كالإجماع منهم وهو أكبر الحجج في هذا الباب وبه يقوى الظن في مقاربة الصواب

باب ذكر بعض المنقول عن أئمة أصحاب الحديث في جواز الرواية عن أهل
الأهواء والبدع )
قد أسلفنا الحكاية عن أبى عبد الله الشافعي في جواز قبول شهادة أهل الأهواء غير صنف من الرافضة خاصة ويحكى نحو ذلك عن أبى حنيفة امام أصحاب الرأي وأبى يوسف القاضى

أخبرنا احمد بن أبى جعفر القطيعي قال انا على بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم قال حدثني أبى قال أخبرني حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول لم أر أحدا من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة أخبرنا احمد بن محمد بن احمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال انا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول سمعت على بن الجعد يقول سمعت أبا يوسف يقول اجيز شهادة أهل الأهواء أهل الصدق منهم الا الخطابية والقدرية الذين يقولون ان الله لا يعلم الشيء حتى يكون قال أبو أيوب سئل إبراهيم عن الخطابية فقال صنف من الرافضة وصفهم إبراهيم فقال إذا كان لك على رجل الف درهم ثم جئت الى فقلت ان لي على فلان الف درهم وأنا لا اعرف فلانا فأقول لك وحق الإمام انه هكذا فإذا حلفت ذهبت فشهدت لك هؤلاء الخطابية أخبرني أبو بشر محمد بن عمر الوكيل قال ثنا عمر بن احمد بن عثمان الواعظ قال ثنا محمد بن الحسن المقرى قال ثنا عبد الله بن محمود المروزي قال ثنا احمد بن مصعب قال ثنا عمر بن إبراهيم قال سمعت بن المبارك يقول سأل أبو عصمة أبا حنيفة ممن تأمرنى ان اسمع الآثار قال من كل عدل في هواه الا الشيعة فان أصل عقدهم تضليل أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ومن أتى السلطان طائعا اما انى لا أقول انهم يكذبونهم أو يأمرونهم بما لا ينبغي ولكن وطأوا لهم حتى انقادت العامة بهم فهذان لا ينبغي ان يكونا من أئمة المسلمين واما من ترك الدعاة من أهل البدع ان يروى عنهم وروى عمن لم يكن داعية أو أفتى بذلك فأخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قال فيما أجاز لي أبو العباس بن حمدان ان محمد بن أيوب أخبرهم قال انا محمد بن أبان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول من رأى رأيا ولم يدع اليه احتمل ومن رأى رأيا ودعا اليه

فقد استحق الترك أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد بن الحسين الحربي قال ثنا احمد بن سلمان النجاد قال ثنا عبد الله بن احمد قال حدثني الوليد بن شجاع قال ثنا على بن الحسن بن شقيق قال قلت لعبد الله يعنى بن المبارك سمعت من عمرو بن عبيد فقال بيده هكذا اى كثرة قلت فلم لا تسميه وأنت تسمى غيره من القدرية قال لأن هذا كان رأسا أخبرنا احمد بن أبى جعفر قال انا يوسف بن احمد الصيدلاني بمكة قال ثنا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال ثنا يحيى بن عثمان قال ثنا نعيم بن حماد قال سمعت بن المبارك يقول وقيل له تركت عمرو بن عبيد وتحدث عن هشام الدستوائى وسعيد وفلان وهم كانوا في اعداده قال ان عمرا كان يدعو أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا احمد بن سعيد بن مرابة السوسي قال ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول ما كتبت عن عباد بن صهيب وقد سمع عباد من أبى بكر بن نافع وأبو بكر بن نافع قديم يروى عنه مالك بن أنس قلت ليحيى هكذا تقول في كل داعية لا يكتب حديثه ان كان قدريا أو رافضيا وكان غير ذلك من الأهواء ممن هو داعية قال لا نكتب عنهم الا ان يكونوا ممن يظن به ذلك ولا يدعو اليه كهشام الدستوائى وغيره ممن يرى القدر ولا يدعو اليه أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال ثنا عمر بن احمد الواعظ قال

سمعت عثمان بن عبدويه الحربي يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول قيل لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله سمعت من أبى قطن القدرى قال لم أره داعية ولو كان داعية لم اسمع منه أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على على بن الحسين الكراعى المروزي بها حدثكم عبد الله بن محمود قال ثنا محمد بن عبد العزيز الأبيوردى قال سألت احمد بن حنبل أيكتب عن المرجىء والقدرى قال نعم يكتب عنه إذ لم يكن داعيا وأخبرنا البرقاني قال انا أبو حامد احمد بن محمد بن حسنويه الغورمى قال انا الحسين بن إدريس الأنصاري قال انا أبو داود سليمان بن الأشعث السجزى قال قلت لأحمد بن حنبل يكتب عن القدرى قال إذا لم يكن داعيا قلت إنما منعوا ان يكتب عن الدعاة خوفا ان تحملهم الدعوة الى البدعة والترغيب فيها على وضع ما يحسنها كما حكينا في الباب الذي قبل هذا عن الخارجى التائب قوله كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا وأخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال ثنا المعافى عن بن لهيعة عن أبى الأسود قال حدثني المنذر بن الجهم وكان قد دخل في الأهواء ثم نزع بعد ذلك وأنكره وكان لما نزع يقول احذركم أصحاب الأهواء فانا والله كنا نحتسب الخير في ان نروى لكم ما يضلكم وأما من رأى ان يروى عن سائر أهل البدع والأهواء من غير تفصيل فأخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق قال انا أبو الفتح محمد بن الحسين بن احمد الأزدي الحافظ قال ثنا محمد بن عبدة القاضى قال ثنا على بن المديني قال قلت ليحيى بن سعيد القطان ان عبد الرحمن بن مهدى قال انا اترك من أهل الحديث كل من كان رأسا في البدعة فضحك يحيى بن سعيد فقال كيف يصنع

بقتادة كيف يصنع بعمز بن ذر الهمذاني كيف يصنع بابن أبى رواد وعد يحيى قوما امسكت عن ذكرهم ثم قال يحيى ان ترك عبد الرحمن هذا الضرب ترك كثيرا أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن احمد الزهرى الخطيب الدينوري قال انا أبو القاسم على بن احمد بن على بن راشد قال ثنا احمد بن يحيى بن الجارود قال قال على بن المديني لو تركت أهل البصرة لحال القدر ولو تركت أهل الكوفة لذلك الرأي يعنى التشيع خربت الكتب قوله خربت الكتب يعنى لذهب الحديث أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا احمد بن إبراهيم بن شاذان قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال حدثني عمى قال ثنا سليمان بن احمد الواسطي قال قلت لعبد الرحمن بن مهدى سمعتك تحدث عن رجل أصحابنا يكرهون الحديث عنه قال من هو قلت محمد بن راشد الدمشقي قال ولم قلت كان قدريا فغضب وقال ما يضره أخبرنا احمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال انا سليمان بن إسحاق الجلاب قال قال إبراهيم الحربي قيل لأحمد بن حنبل في حديثك أسماء قوم من القدرية فقال هو ذا نحن نحدث عن القدرية قيل لإبراهيم أكان يحدث عن القدرية فقال لا اعلم كان يحدث عن قوم عنهم أخبرنا أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا إبراهيم بن محمد بن يحيى بن محمد المزكى النيسابوري قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال سمعت الحسين بن الفرج قال سمعت احمد بن حنبل وسألنى من بقى عندكم من أصحاب عبد الله قلت عبدان قال ما حاله قلت مذهبه مذهب الإرجاء أخبره قال يكتب عنه وإن كان أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرى قال انا عثمان بن احمد بن سمعان الرزاز قال ثنا هيثم بن خلف الدوري قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال

ثنا شعبة قال ثنا قتادة عن أبى حسان الأعرج وكان حروريا أخبرنا احمد بن أبى جعفر قال انا محمد بن عدى بن زحر البصري في كتابه قال ثنا أبو عبيد محمد بن على الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول ليس في أصحاب الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكر عمران بن حطان وأبا حسان الأعرج أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس وسألته يعنى محمد بن عبد الله بن حماد الموصلي عن على بن غراب فقال كان صاحب حديث بصيرا به قلت أليس هو ضعيف قال انه كان يتشيع ولست أنا بتارك الرواية عن رجل صاحب حديث يبصر الحديث بعد أن لا يكون كذوبا للتشيع أو القدر ولست براو عن رجل لا يبصر الحديث ولا يعقله ولو كان أفضل من فتح يعنى الموصلي أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال قال سفيان كان بن أبى لبيد من عباد أهل المدينة وكان ثبتا وكان يرى ذلك الرأي يعنى القدر أخبرني القاضى أبو عبد الله الصيمرى قال ثنا على بن الحسن الرازي قال ثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال ثنا احمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين وقيل له ان احمد بن حنبل قال ان عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع فقال كان والله الذي لا اله الا هو عبد الرزاق اغلى في ذلك منه مائة ضعف ولقد سمعت من عبد الرزاق اضعاف اضعاف ما سمعت من عبيد الله قرأنا على الحسن بن على الجوهري عن أبى عمر بن حيويه قال ثنا أبو الطيب محمد بن القاسم الكوكبي قال ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي قال سمعت يحيى بن معين ذكر حسينا الأشقر فقال كان من الشيعة الغالية الكبار قلت وكيف حديثه قال لا بأس به قلت صدوق قال نعم كتبت عنه عن أبى

كدينة ويعقوب القمى أخبرنا محمد بن احمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا عبد الله بن الأحرم الحافظ وسئل لم ترك البخاري حديث أبى الطفيل عامر بن واثلة قال لأنه كان يفرط في التشيع أخبرنا محمد بن احمد بن يعقوب انا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب وسئل عن الفضل بن محمد الشعراني فقال صدوق في الرواية الا انه كان من الغالين في التشيع قيل له فقد حدثت عنه في الصحيح فقال لأن كتاب استاذى ملآن من حديث الشيعة يعنى مسلم بن الحجاج أخبرنا بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم قال سمعت أبا على الحافظ يقول كان أبو بكر محمد بن إسحاق يعنى بن خزيمة إذا حدث عن عباد بن يعقوب قال الصدوق في روايته المتهم في دينه قلت قد ترك بن خزيمة في آخر أمره الرواية عن عباد وهو أهل لأن لا يروى عنه حدثنا أبو نعيم الحافظ في المذاكرة قال حدثني محمد بن المظفر قال سمعت قاسم بن زكريا المطرز يقول وردت الكوفة وكتبت عن شيوخها كلهم غير عباد بن يعقوب فلما فرغت ممن سواه دخلت عليه وكان يمتحن من يسمع منه فقال لي من حفر البحر فقلت الله خلق البحر فقال هو كذلك ولكن من حفره فقلت يذكر الشيخ فقال حفره على بن أبى طالب رضى الله عنه ثم قال من اجراه فقلت الله مجرى الانهار ومنبع العيون فقال هو كذلك ولكن من أجرى البحر فقلت يفيدنى الشيخ فقال اجراه الحسين بن على قال وكان عباد مكفوفا ورأيت في داره سيفا معلقا وحجفة فقلت أيها الشيخ لمن هذا السيف فقال هذا لي اعددته لأقاتل به مع المهدى قال فلما فرغت من سماع ما أردت ان اسمعه منه وعزمت على الخروج من البلد دخلت عليه فسألني كما كان يسألني وقال من حفر البحر فقلت حفره معاوية وأجراه عمرو بن العاص ثم وليت من بين يديه وجعلت

اعدو وجعل يصيح ادركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه أو كما قال أخبرنا محمد بن احمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم قال سمعت أبا احمد الدارمي يقول سئل أبو بكر محمد بن إسحاق عن أحاديث لعباد بن يعقوب فامتنع منها ثم قال قد كنت أخذت عنه بشريطة والآن فإني أرى إن لا أحدث عنه لغلوه

باب في اختيار السماع من الأمناء وكراهة النقل والرواية عن الضعفاء
أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن سليمان بن موسى قال قلت لطاوس ان أبا مريم الخصي حدثني وقد أدرك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال طاوس أحلنى على ملى أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال انا محمد بن الحسين الأزدي قال حدثني على بن إبراهيم قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا الشافعي قال انا عمى محمد بن على بن شافع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال انى لأسمع الحديث استحسنه فما يمنعني من ذكره الا كراهية ان يسمعه سامع فيقتدى به وذاك انى اسمعه من الرجل لا اثق به قد حدث به عمن اثق به أو أسمعه من رجل اثق به عمن لا اثق به فأدعه لا أحدث به قال الشافعي كان بن سيرين وإبراهيم النخعي وغير واحد من التابعين يذهبون الى ان لا يقبلوا الحديث الا عمن عرف وحفظ وما رأيت أحدا من أهل العلم بالحديث يخالف هذا المذهب وكان طاوس إذا حدثه رجل حديثا قال ان كان حدثك حافظ ملى وإلا فلا تحدث عنه أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبى بكير قال حدثني بن وهب قال حدثني مالك قال دخلت على عائشة بنت سعد بن أبى وقاص فسألتها عن بعض الحديث فلم ارض ان آخذ عنها شيئا لضعفها قال مالك وقد أدركت رجالا كثيرا منهم من أدرك الصحابة فلم اسألهم عن شيء كأنه يضعف أمرهم أخبرنا محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال انا احمد بن جعفر بن سلم الختلي قال ثنا احمد بن على الابار قال ثنا يونس بن عبد الأعلى قال انا بن وهب عن مالك بن أنس قال أدركت عائشة بنت سعد بن أبى وقاص فاستضعفتها أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا محمد بن الحسن بن زياد المقرى النقاش قال ثنا طاهر بن على بطبرية قال ثنا نوح بن حبيب قال سمعت وكيعا يقول ويل للمحدث إذا استضعفه صاحب حديث حدثني عبيد الله بن أبى الفتح قال حدثني عمر بن إبراهيم المقرى قال أنشدنا إبراهيم بن حبيش يا طالبى العلم والروايات ان الروايات ذات آفات لا تأخذوا العلم عن اخى تهم الا عن الجائز الشهادات إذا رضيتم منه الأمانة والدين له طوقوا الأمانات أخبرنا بن الفضل قال عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت أبا بشر بكر بن خلف قال قال عبد الرحمن بن مهدى لا ينبغي للرجل ان يشغل نفسه بكتابه أحاديث الضعاف فان أقل ما فيه ان يفوته بقدر ما يكتب من حديث أهل الضعف يفوته من حديث الثقات

باب التشدد في أحاديث الأحكام والتجوز في فضائل الأعمال
قد ورد عن غير واحد من السلف انه لا يجوز حمل الأحاديث المتعلقة بالتحليل والتحريم الا عمن كان بريئا من التهمة بعيدا من الظنة واما أحاديث الترغيب والمواعظ ونحو ذلك فإنه يجوز كتبها عن سائر المشايخ أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى قال ثنا إسحاق بن إبراهيم

بن إسماعيل الغزى قال ثنا أبى قال حدثنا رواد بن الجراح قال سمعت سفيان الثوري يقول لا تأخذوا هذا العلم في الحلال والحرام الا من الرؤساء المشهورين بالعلم الذين يعرفون الزيادة والنقصان فلا بأس بما سوى ذلك من المشايخ أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن الحسن بن محمد السروى قال انا عبد الرحمن بن أبى حاتم قال ثنا أبى وعلى بن الحسن الهسنجانى قالا سمعنا يحيى بن المغيرة قال سمعت بن عيينة يقول لاتسمعوا من بقية ما كان في سنة واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره ثنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري لفظا قال انا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أبا العباس احمد بن محمد السجزى يقول سمعت النوفلي يعنى أبا عبد الله يقول سمعت احمد بن حنبل يقول إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه و سلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكما ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد حدثت عن عبد العزيز بن جعفر انا أبو بكر احمد بن محمد بن هارون الخلال قال أخبرني الميموني قال سمعت أبا عبد الله يقول أحاديث الرقاق يحتمل ان يتساهل فيها حتى يجىء شيء فيه حكم أخبرنا محمد بن احمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم قال سمعت أبا زكريا العنبري يقول الخبر إذا ورد لم يحرم حلال ولم يحل حراما ولم يوجب حكما وكان في ترغيب أو ترهيب أو تشديد أو ترخيص وجب الاغماض عنه والتساهل في رواته آخر الجزء الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم رب سهل وسلم حدثنا أبو بكر احمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادي قال

باب ما جاء في ترك السماع ممن اختلط وتغير
أخبرنا محمد بن احمد بن رزق البزاز قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا على وهو بن المديني قال سمعت يحيى يعنى بن سعيد القطان وذكر حنظلة السدوسي فقال قد رأيته وتركته على عمد فقلت ليحيى كان قد اختلط قال نعم أخبرنا محمد بن الحسين المتوثي قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا سهل بن أبى سهل الواسطي قال قال أبو حفص عمرو بن على وعنبسة القطان قد سمعت منه وجلست اليه وكان مختلطا لا يروى عنه أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا بندار عن محمد بن جعفر غندر وابن معاذ عن أبيه عن شعبة قال سمعت الأشعث الأثرم قبل ان يخلط قال محمد قبل ان يختلط أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال ثنا عبد الملك بن محمد قال سمعت أبا عمر الحوضى يقول دخلت على سعيد بن أبى عروبة وانا أريد أن اسمع منه فلما رآني قال الأزد عريضة ذبحوا شاة مريضة اطعمونى فأبيت ضربونى فبكيت فعلمت انه مختلط فلم اسمع منه شيئا أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا محمد بن عمرو بن البخترى الرزاز قال ثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال سمعت أبا نعيم يقول دخلت البصرة بعدما خرج الثوري من عندنا ودخل وكيع قبلى فأتيت سعيد بن أبى عروبة فوجدته قد تغير من قط زاد في صف قبله أخبرنا الشيخ الفقيه أبو القاسم على بن محمد المصيصي قال ثنا أبو بكر احمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ قال

فلا أحدث عنه وسمعت من الثوري عن بن أبى عروبة فأخذت عن الثوري عنه ولا أحدث عنه أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا احمد بن سلمان النجاد قال ثنا جعفر بن أبى عثمان قال سمعت يحيى بن معين يقول قلت لوكيع بن الجراح تحدث عن سعيد بن أبى عروبة وانما سمعت منه في الاختلاط قال رأيتني حدثت عنه الا بحديث مستو أخبرني على بن احمد بن محمد بن داود الرزاز قال ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال سمعت إبراهيم الحربي يقول جئت عارم بن الفضل فطرح لي حصيرا على الباب ثم خرج الى فقال لي مرحبا أيش كان خبرك ما رأيتك منذ مدة قال إبراهيم وما كنت جئته قبل ذلك فقال لي قال بن المبارك ... أيها الطالب علما ... إيت حماد بن زيد ... ... فاستفد علما وحلما ... ثم قيده بقيد ... والقيد بقيد قال وجعل يشير بيده على أصبعه مرارا فعلمت انه قد اختلط فتركته وانصرفت أخبرنا احمد بن أبى جعفر القطيعي قال ثنا يوسف بن احمد بن يوسف الصيدلاني بمكة قال ثنا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال ثنا محمد بن إسماعيل يعنى الصائغ وعلى بن عبد العزيز قالا ثنا عارم أبو النعمان قال على سنة سبع عشرة ومائتين قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس لامرىء شيء فاتقوا النار ولو بشق تمرة قال العقيلي حدثنيه جدي قال انا عارم سنة ثمان ومائتين قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه و سلم فذكر مثله قال جدي فحججت سنة خمس عشرة ورجعت الى البصرة وقد تغير عارم فلم اسمع منه بعد شيئا حتى مات ومات سنة أربع وعشرين ومائتين قال جدي وحججت من قابل سنة خمس وعشرين ومائتين بعد موت عارم بسنة فلم ارجع

الى البصرة بعد وأخبرنا احمد بن أبى جعفر قال ثنا يوسف بن احمد الصيدلاني قال ثنا محمد بن عمرو العقيلي قال ثنا محمد بن إسماعيل قال قام رجل الى عفان فقال يا أبا عثمان حدثنا بحديث حماد بن سلمة عن حميد عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فقال له عفان ان اردته عن حميد عن أنس فاكتر زورقا بدرهمين وانحدر الى البصرة يحدثك به عارم عن حميد عن أنس فأما نحن فحدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن ان النبي صلى الله عليه و سلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة قلت وقد كان أبو العباس محمد بن يونس الكديمي يروى عن عارم ما سمعه منه قبل اختلاطه ويبين ذلك فإذا تميز للطالب ما سمعه ممن اختلط في حال صحته جاز له روايته وصح العمل به أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي املاء قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضى قال حدثنا عارم قال الشافعي وثنا محمد بن يونس قال ثنا محمد بن الفضل السدوسي سنة ثمان ومائتين في صحته قال ثنا سعيد بن زيد قال ثنا سعيد يعنى الجريري قال اخذ أبو الطفيل بيدى ونحن نطوف بالبيت فقال لا يحدثك اليوم أحد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم غيرى قال قلت صفه لي قال أبيض مقصدا مليحا قال إسماعيل في حديثه قلت هل تنعت من رؤيته قال نعم مقصدا أبيض مليحا وكان عطاء بن السائب قد اختلط في آخر عمره فاحتج أهل العلم برواية الأكابر عنه مثل سفيان الثوري وشعبة لأن سماعهم منه كان في الصحة وتركوا الاحتجاج برواية من سمع منه اخيرا أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة قال ثنا على بن عبد الله المديني ح وأخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال ثنا عثمان بن احمد قال ثنا حنبل قال ثنا على قال سمعت يحيى قال ما سمعت أحدا من الناس يقول في عطاء بن السائب شيئا قط في حديثه القديم قال على قلت ليحيى ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح هو قال نعم الا حديثين كان شعبة يقول سمعتهما بأخرة عن زاذان

باب ذكر الحكم فيمن روى عن رجل حديثا فسئل المروي عنه فأنكره
مثال ذلك ما أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري قال انا أبو محمد حاجب بن احمد الطوسي قال ثنا محمد بن يحيى يعنى الذهلي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد قال قلت لأيوب هل سمعت من أحد مثل قول الحسن في امرك بيدك قال الا ثم قال اللهم الا شيئا كان حدثناه قتادة عن كثير هو بن أبى كثير مولى بن سمرة عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله فقدم علينا كثير فأتيته فسألته عنه فقال ما حدثت بهذا قط فأتيت قتادة فذكرت ذلك له فقال نسي وأخبرني أبو بكر محمد بن المؤمل الأنباري قال انا الحاكم أبو حامد احمد بن الحسين بن على الهمذاني قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال ثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ قال ثنا على بن الحسن قال ثنا أبو حمزة عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال استدانت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثمائة درهم ليس عندها وفاؤها فنهيتها عن ذلك فقالت اني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ادان دينا يريد اداءه اعانه الله عليه قال بن قهزاد ثنا يحيى الحماني قال ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن حصين قال أبو بكر أتيت حصينا اسمع هذا منه فقال انا لم أحدث الأعمش بهذا قال فرجعت الى الأعمش فأخبرته فقال كذب والله لقد حدثني حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأعلى القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال ان قال قائل ما قولكم فيمن انكر شيخه ان يكون حدثه بما رواه عنه قيل ان كان إنكاره لذلك إنكار شاك متوقف وهو لا يدرى هل حدثه به أم لا فهو غير جارح لمن روى عنه ولا مكذب له ويجب قبول هذا الحديث والعمل به لأنه قد يحدث الرجل بالحديث وينسى انه حدث به وهذا غير قاطع على تكذيب من روى عنه وإن كان جحوده للرواية عنه جحود مصمم على تكذيب الراوي عنه وقاطع على انه لم يحدثه ويقول كذب على فذلك جرح منه له فيجب ان لا يعمل بذلك الحديث وحده من حديث الراوي ولا يكون هذا الإنكار جرحا يبطل جميع ما يرويه الراوي لأنه جرح غير ثابت بالواحد ولأن الراوي العدل أيضا يجرح شيخه ويقول قد كذب في تكذيبه لي وهو يعلم انه قد حدثني ولو قال لا أدرى حدثته اولا لوقفت في حاله فأما قوله انا اعلم أنى ما حدثته فقد كذب وليس جرح شيخه له أولى من قبول جرحه لشيخه فيجب ايقاف العمل بهذا الخبر ويرجع في الحكم الى غيره ويجعل بمثابة ما لم يرو اللهم الا ان يرويه الشيخ مع قوله انى لم أحدثه لهذا الراوي فيعمل به بروايته دون رواية راويه عنه قلت ولأجل ان النسيان غير مأمون على الإنسان فيتبادر الى جحود ما روى عنه وتكذيب الراوي له

ذكر من كره من العلماء التحديث عن الأحياء
أخبرنا احمد بن عبد الواحد الدمشقي بها قال أخبرني جدي أبو بكر محمد بن احمد بن عثمان السلمي قال انا محمد بن يوسف الهروي قال ثنا محمد بن حماد الظهرانى قال انا عبد الرزاق عن إسماعيل عن بن عون قال قلت للشعبى ألا أحدثك قال فقال الشعبي أعن الأحياء تحدثنى أم عن الأموات قال قلت لا بل عن الأحياء قال فلا تحدثنى عن الأحياء أخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال سمعت أبا القاسم الأبندونى يقول سمعت أبا زكريا يحيى بن زكريا بن حيويه النيسابوري بمصر يقول سمعت بن عبد الحكم يقول ذاكرت الشافعي يوما بحديث وأنا غلام فقال من حدثك به فقلت أنت فقال ما حدثتك به من شيء فهو كما حدثتك وإياك والرواية عن الأحياء أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا احمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا سفيان عن جابر قال سألت عامرا والحكم عن الرجل يقول هو يهودي أو نصرانى قال فقال عامر ليس بشيء وقال الحكم يمين يكفرها قال عبد الرزاق فقلت للثورى ان معمرا أخبرنا عن بن طاوس عن أبيه انه قال إذا قال الرجل هو يهودي أو نصرانى أو مجوسى أو كافر أو حمارا وأخزاه الله وأشباه هذا فهى يمين يكفرها فأخذ بتلابيبى فقام الى معمر فسأله عنه فحدثه به قال أبو بكر يعنى الرمادي سمعت عبد الرزاق يقول قلما مضى الى معمر قلت لا ادرى لعل معمرا قد نسي هذا الحديث فأكون افتضحت على يدي الثوري قال فجاء حتى وقف عليه فقال يا أبا عروة أخبرك بن طاوس عن أبيه قال إذا قال الرجل هو يهودي أو نصرانى فذكر الحديث قال فقال له معمر نعم وحدثه به فشكوت الى معمر ما دخلنى قال فقال لي معمر إن قدرت ان لا تحدث عن رجل حي فافعل

باب ترك الاحتجاج بمن غلب على حديثه الشواذ ورواية المناكير والغرائب من
الأحاديث )
أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال ثنا عبد الغافر بن سلامة الحمصي قال ثنا يحيى بن عثمان قال ثنا محمد بن حمير قال حدثني إبراهيم بن أبى عبلة قال من حمل شاذ العلماء حمل شرا كثيرا

أخبرنا احمد بن أبى جعفر قال انا على بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم قال ثنا يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الشافعي يقول ليس الشاذ من الحديث ان يروى الثقة حديثا لم يروه غيره انما الشاذ من الحديث ان يروى الثقات حديثا فيشذ عنهم واحد فيخالفهم أخبرني محمد بن على المقرى قال انا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال انا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سمعت أبا على صالح بن محمد يقول الحديث الشاذ الحديث المنكر الذي لا يعرف أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال انا خيثمة بن سليمان الأطرابلسى قال ثنا عبد الله بن احمد الدورقي قال حدثني أبو الفتح البخاري قال ثنا بن علية قال قال شعبة لا يجيئك الحديث الشاذ الا من الرجل الشاذ أخبرنا أبو حازم عمر بن احمد بن إبراهيم العبدوي قال ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطى قال ثنا جعفر بن محمد بن الحسين المعروف بالترك قال ثنا يحيى بن يحيى قال انا محمد بن جابر عن الأعمش عن إبراهيم قال كانوا يكرهون غريب الكلام وغريب الحديث قلت وأكثر طالبى الحديث في هذا الزمان يغلب على ارادتهم كتب الغريب دون المشهور وسماع المنكر دون المعروف والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من روايات المجروحين والضعفاء حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتنبا والثابت مصدوقا عنه مطرحا وذلك كله لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم ونقصان علمهم بالتمييز وزهدهم في تعلمه وهذا خلاف ما كان عليه الأئمة من المحدثين والأعلام من اسلافنا الماضين وقد حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال انا أبو بكر الخلال قال انا على بن عثمان بن سعيد بن نفيل الحراني انه سمع أبا عبد الله يعنى احمد بن حنبل يقول شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها

وحدثنا عبد العزيز بن أبى الحسن القرميسنى قال انا عبد الله بن موسى الهاشمي قال ثنا بن مدينا قال سمعت المروزي يقول سمعت احمد بن حنبل يقول تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب ما أقل الفقه فيهم أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرى النقاش قال ثنا محمد بن عثمان بن سعيد قال ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال سمعت احمد بن حنبل يقول إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون هذا حديث غريب أو فائدة فاعلم أنه خطأ أو دخل حديث في حديث أو خطأمن المحدث أو حديث ليس له إسناد وإن كان قد روى شعبة وسفيان فإذا سمعتهم يقولون هذا لا شيء فاعلم انه حديث صحيح أخبرني محمد بن عمر الوكيل قال ثنا عمر بن احمد بن عثمان الواعظ قال ثنا محمد بن زكريا العسكري قال ثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد بن سليمان بن أبى رجاء قال سمعت أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضى يقول من اتبع غريب الحديث كذب ومن طلب المال بالكيمياء افلس ومن طلب الدين بالكلام تزندق أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل أخبرنا أبو الحسن على بن محمد بن احمد المصري حدثنا محمد بن عمرو بن نافع قال ثنا نعيم بن حماد قال سمعت بن مهدى يذكر عن شعبة قيل له من الذي يترك حديثه قال الذي إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر طرح حديثه أخبرني بن الفضل القطان قال أنا دعلج بن احمد قال انا احمد بن على الابار قال ثنا مؤمل أبو عبد الرحمن قال سمعت أبا نعيم يقول كان عندنا رجل يصلى كل يوم خمسمائة مرة سقط حديثه في الغرائب أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى الحافظ قال ثنا محمد بن موسى الحضرمي قال ثنا روح بن الفرج قال ثنا عمرو بن خالد قال سمعت زهير بن معاوية يقول لعيسى بن يونس ينبغي للرجل ان يتوقى رواية غريب الحديث فانى اعرف رجلا كان يصلى في اليوم مائتي ركعة ما افسده عند الناس الا رواية غريب الحديث ولقد أخذت منه كتاب زبيد الايامى فانطلقت به الى زبيد فما غير علي فيه الا حرفا أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم الضبي قال حدثني أبو الحسين محمد بن يعقوب قال ذكر لأبى بكر محمد بن إسحاق وهو بن خزيمة أحاديث رواها محمد بن المسيب الأرغيانى عن أبى يحيى الوقار المصري فقال قد كتبنا عن هذا الشيخ بمصر ثم تركت حديثه لغلبة المناكير عليه

باب ترك الاحتجاج بمن كثر غلطه وكان الوهم غالبا على روايته
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا دعلج بن احمد قال انا احمد بن على الابار قال ثنا احمد بن سنان قال كان عبد الرحمن بن مهدى لا يترك حديث رجل الا رجلا متهما بالكذب أو رجلا الغالب عليه الغلط أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال انا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال ثنا أبو عروبة وعمران بن موسى قالا ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سمعت بن مهدى يقول الناس ثلاثة رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه وآخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يترك حديثه وآخر يهم والغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنا عبد الله بن عدى قال انا عمر بن سنان المنبجى قال ثنا قاسم السراج بطرسوس قال سمعت إسحاق بن عيسى يقول سمعت بن المبارك يقول يكتب الحديث الا عن أربعة غلاط لا يرجع وكذاب وصاحب بدعة وهوى يدعو إلى بدعته ورجل لا يحفظ فيحدث من حفظه أخبرنا أبو بكر احمد بن سليمان بن على المقرى قال انا محمد بن بكران بن الرازي قال ثنا محمد بن مخلد العطار قال حدثني عمر بن محمد بن الحكم النسائي قال ثنا

أبو همام الوليد بن شجاع قال سمعت الأشجعي يذكر عن سفيان الثوري قال ليس يكاد يفلت من الغلط أحد إذا كان الغالب على الرجل الحفظ فهو حافظ وإن غلط وان كان الغالب عليه الغلط ترك أخبرنا احمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا احمد بن جعفر بن سلم قال ثنا احمد بن موسى الجوهري ح وأخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قال انا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي ومن كثر غلطه من المحدثين ولم يكن له أصل كتاب صحيح لم يقبل حديثه كما يكون من أكثر الغلط في الشهادة لم تقبل شهادته أخبرنا أبو عبيد محمد بن أبى نصر النيسابوري قال سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول سمعت محمد بن صالح يقول سمعت احمد بن المبارك يقول سمعت الحسين بن منصور يقول سئل احمد بن حنبل عمن يكتب العلم فقال عن الناس كلهم الا عن ثلاثة صاحب هوى يدعو اليه أو كذاب فإنه لا يكتب عنه قليل ولا كثير أو عن رجل يغلط فيرد عليه فلا يقبل أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن احمد بن الحسين قال ثنا بشر بن موسى قال قال الحميدي فان قال قائل فما الحجة في الذي يغلط فيكثر غلطه قلت مثل الحجة على الرجل الذي يشهد على من أدركه ثم يدرك عليه في شهادته انه ليس كما شهد به ثم يثبت على تلك الشهادة فلا يرجع عنها ولأنه إذا كثر ذلك منه لم يطمأن الى حديثه وإن رجع عنه لما يخاف ان يكون مما يثبت عليه من الحديث مثل ما رجع عنه وليس هكذا الرجل يغلط في الشيء فيقال له فيه فيرجع ولا يكون معروفا بكثرة الغلط

باب فيمن رجع عن حديث غلط فيه وكان الغالب على روايته الصحة ان ذلك لا
يضره )
قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا عن عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وعبد الله بن الزبير الحميدي
الحكم في من غلط في رواية حديث وبين له غلطه فلم يرجع عنه وأقام على
رواية ذلك الحديث انه لا يكتب عنه وإن هو رجع قبل منه وجازت روايته وهذا القول مذهب شعبة بن الحجاج أيضا أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا احمد بن عمر بن العباس القزويني قال ثنا محمد بن موسى الحلواني قال حدثني محمد بن جعفر العسكري قال حدثني نعيم بن حماد قال حدثني عبد الرحمن بن مهدى قال كنا عند شعبة فسئل يا أبا بسطام حديث من يترك قال من يكذب في الحديث ومن يكثر الغلط ومن يخطىء في حديث مجتمع عليه فيقيم على غلطه فلا يرجع ومن روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون وليس يكفيه في الرجوع ان يمسك عن رواية ذلك الحديث في المستقبل حسب بل يجب عليه ان يظهر للناس انه كان قد أخطأ فيه وقد رجع عنه كما أخبرنا محمد بن على بن الفتح الحربي قال ثنا على بن عمر الحافظ قال ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد املاء قال ثنا أبو العالية إسماعيل بن الهيثم بن عثمان اليشكرى بالبصرة سنة خمسين ومائتين قال انا أبو عاصم قال ثنا عزرة بن ثابت عن علباء بن احمر اليشكرى عن أبى زيد الأنصاري قال اتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي يا أبا زيد هل عندك من شيء قلت ما عندي الا خل قال هاته فنعم الا دام الخل قال بن صاعد وهذا حديث غريب الإسناد ما سمعناه الا منه ثم أخبرني على بن الحسن بن محمد بن أبى عثمان الدقاق قال ثنا على بن عمر الحريري قال ثنا أبو عروبة قال ثنا أبو العالية إسماعيل بن الهيثم قال ثنا أبو عاصم عن عزرة بن ثابت عن علباء بن احمر عن أبى زيد قال اتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أبا زيد هل عندك من شيء قال قلت ما عندي الا خل قال هاته فنعم الا دام الخل قال علباء فما زلت احبه منذ سمعت أبا زيد يذكره عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو عروبة قال لنا أبو العالية حين حدثنا بهذا الحديث قد رجعت عنه )

حدثت عن دعلج بن احمد قال ثنا موسى بن هارون قال سمعت أبى يقول كان يزيد بن هارون يقول في مجلسه الأعظم غير مرة حديث كذا وكذا أخطأت فيه أخبرني على بن احمد بن على المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال انا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال ثنا همام بن محمد العبدي قال ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف قال حدثني العلاء بن الحسين قال ثنا سفيان بن عيينة حديثا في القرآن فقال له عبد الله بن يزيد ليس كما هو حدثت يا أبا محمد قال وما علمك يا قصير قال فسكت عنه هنية ثم قام الى سفيان فقال يا أبا محمد أنت معلمنا وسيدنا فان كنت اوهمت فلا تؤاخذنى قال فسكت سفيان هنية ثم قال يا أبا عبد الرحمن قال لبيك وسعديك قال الحديث كما حدثت أنت وأنا اوهمت أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال انا دعلج بن احمد قال انا احمد بن على الابار قال ثنا القاسم بن عيسى قال ثنا حماد بن زيد قال سألت سلمة بن علقمة عن شيء فرفع ثم نظر الى فقال ان سرك ان يكذب صاحبك فلقنه ثم رجع أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا يحيى بن معين قال حضرت نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه قال فقرأ منه ساعة ثم قال ثنا بن المبارك عن بن عون فحدث عن بن المبارك عن بن عون أحاديث قال يحيى فقلت له ليس هذا عن بن المبارك فغضب وقال ترد على قال قلت إى والله أريد زينك فأبى ان يرجع قال فلما رأيته هكذا لا يرجع قلت لا والله ما سمعت أنت هذا عن بن المبارك ولا سمعها بن المبارك من بن عون قط فغضب وغضب كل من كان عنده من أصحاب الحديث وقام نعيم فدخل البيت فأخرج صحائف فجعل يقول وهى بيده أين الذين يزعمون ان يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في الحديث نعم يا أبا زكريا غلطت وكانت صحائف فغلطت فجعلت اكتب من حديث بن المبارك عن بن عون وانما روى هذه الأحاديث عن بن عون غير بن المبارك فرجع عنها

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال قال بن عمار رددت على المعافى بن عمران حرفا في الحديث فسكت فلما كان من الغد جلس في مجلسه من قبل ان يحدث وقال ان الحديث كما قال الغلام قال وكنت حينئذ غلاما امرد ما في لحيتى طاقة أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا إبراهيم بن محمد الكندي قال انا أبو موسى محمد بن المثنى قال ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن مالك بن عميرة عن مسروق قال ليودن أهل البلاء يوم القيامة ان جلودهم كانت تقرض بالمقاريض قال أبو موسى فبلغنى ان عبد الرحمن رجع عنه فقيل له انك قلت عن مالك بن عميرة قال نعم وهمت فيه وهو عن الحارث بن عميرة أخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبى بكر احمد بن إبراهيم الاسماعيلى سمعت أبا يعلى احمد بن على بن المثنى يحكى ان أبا معمر حدث بالموصل بنحو من الف حديث حفظا فلما رجع الى بغداد كتب إليهم بالصحيح من أحاديث كان أخطأ فيها أحسبه قال نحو ثلاثين أو أربعين انبأنى روح بن محمد أبو زرعة الرازي ان على بن محمد بن عمر القصار أخبرهم قال ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم قال ثنا أبى قال أخبرني سليمان بن احمد الدمشقي قال قلت لعبد الرحمن بن مهدى أكتب عمن يغلط في عشرة قال نعم قيل له يغلط في عشرين قال نعم قلت فثلاثين قال نعم قلت فخمسين قال نعم حدثني على بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت أبا الحسن الدارقطني عمن يكون كثير أخطأ قال ان نبهوه عليه ورجع عنه فلا يسقط وان لم يرجع سقط

باب رد حديث أهل الغفلة
أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال انا أبو بشر عيسى بن إبراهيم بن دستكونا قال ثنا القاسم بن نصر يعنى المخرمي قال ثنا سهل بن عثمان قال ثنا بن أبى زائدة عن حجاج عن عطاء عن بن عباس قال لا يكتب عن الشيخ المغفل أخبرنا القاضى أبو العلاء محمد بن على الواسطي قال انا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال انا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سمعت أبا على صالح بن محمد يقول محمد بن خالد بن عبد الله الطحان صدوق غير أنه مغفل سئل يحيى بن معين عنه فقال صدوق قال أبو على كان أبوه خالد كتب أحاديث يسمعها فلم يسمعها فجعل ابنه هذا يحدث بتلك الأحاديث حتى قيل له ان هذه أحاديث لم يسمعها أبوك أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي قال فما الغفلة التي يرد بها حديث الرضا الذي لا يعرف يكذب قلت هو أن يكون في كتابه غلط فيقال له في ذلك فيترك ما في كتابه ويحدث بما قالوا أو يغيره في كتابه بقولهم لا يعقل فرق ما بين ذلك أو يصحف ذلك تصحيفا فاحشا يقلب المعنى لا يعقل ذلك فيكف عنه أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال قال بن عمار نظرت في كتب أبى مسعود الزجاج حتى اعلمت له على الحديث الغلط والخطأ وقلت لا تحدث بتلك الأحاديث قال صححها الى قال فصححتها انا وفلان قال فضمن ان لا يحدث بها قال ثم جعل يحدث بتلك الأحاديث غيرى على ما صححتها له ولم يذكر تصحيحى لتلك الأحاديث فإذا لقيته وسألته قال لا أحدث بها ثم جعل يحدث بها غيرى قال بن عمار فأنا أحدث عن مثل هذا لا ولا بحرف

باب رد حديث من عرف بقبول التلقين
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا يزيد بن أبى زياد بمكة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن البراء بن عازب قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم افتتح الصلاة فرفع يديه قال سفيان فلما قدمت الكوفة سمعته يحدث به فيقول فيه ثم لا يعود فظننت انهم لقنوه وقال لي أصحابنا ان حفظه قد تغير وقالوا قد ساء أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككى قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا محمد بن الصباح الجرجرائى قال ثنا داود بن الزبرقان عن مطر الوراق قال قال أبو الأسود إذا سرك ان تكذب صاحبك فلقنه أخبرنا بن الفضل القطان قال انا دعلج قال ثنا احمد بن على الابار قال ثنا وهب بن بقية قال سمعت حماد بن زيد يقول لقنت سلمة بن علقمة حديثا فحدثنيه ثم رجع عنه وقال إذا سرك ان تكذب أخاك فلقنه أخبرنا احمد بن أبى جعفر القطيعي قال انا محمد بن عدى بن زحر البصري في كتابه قال ثنا أبو عبيدة محمد بن على الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول عطاء بن عجلان بصرى يقال له عطاء العطار ليس بشيء قال أبو معاوية ووضعوا له حديثا من حديثي وقالوا له قل حدثنا محمد بن حازم فقال ثنا محمد بن حازم فقلت يا عدو الله انا محمد بن حازم ما حدثتك بشيء أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن احمد بن الصواف قال ثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة قال ثنا على بن عبد الله بن المديني قال قال يحيى بن سعيد إذا كان الشيخ إذا لقنته قبل فذاك بلاء وإذا ثبت على شيء واحد فذاك ليس به بأس وأخبرنا أبو نعيم قال ثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال قال الحميدي ومن قبل التلقين ترك حديثه الذي لقن فيه وأخذ عنه ما أتقن حفظه إذا علم ذلك التلقين حادثا في حفظه لا يعرف به قديما وأما من عرف به قديما في جميع حديثه فلا يقبل حديثه ولا يؤمن ان يكون ما حفظه مما لقن

أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى الحافظ قال ثنا محمد بن عبد الوهاب بن هشام قال ثنا على بن سلمة اللبقى قال ثنا أبو أسامة عن الأعمش قال كان بالكوفة شيخ يقول سمعت على بن أبى طالب يقول إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد يرد الى واحدة والناس عنقا وحدا في ذلك يأتونه ويسمعون منه قال فأتيته فقرعت عليه الباب فخرج الى شيخ فقلت له كيف سمعت من على بن أبى طالب يقول إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد قال سمعت على بن أبى طالب فإنه يرد الى واحد فقلت له انى سمعت هذا من على فأخرج الى كتابه إذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما سمعت من على بن أبى طالب يقول إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد فقد بانت منه ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره قال قلت ويحك هذا غير الذي تقول قال الصحيح هو هذا لكن هؤلاء أرادوني على ذلك حدثنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري لفظا قال انا محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الحافظ قال سمعت أبا نصر احمد بن سهل يقول سمعت صالح بن محمد الحافظ جزرة يقول قال يزيد بن هارون كان عندنا شيخ بواسط يحدث بحديث واحد عن أنس بن مالك فخدعه بعض أصحاب الحديث فاشترى له كتابا من السوق في أوله حدثنا شريك وفى آخره أصحاب شريك الأعمش ومنصور وهؤلاء فجعل يحدث يقول ثنا منصور وثنا الأعمش قال فقيل أين لقيت هؤلاء فأخذ كتابه فقيل لعلك سمعت هذا من شريك فقال الشيخ حتى أقول لكم الصدق سمعت هذا من أنس بن مالك عن شريك أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق قال انا أبو بكر احمد بن كامل القاضى قال ثنا وكيع بن خلف عمن حدثه قال قال الواقدي خرجت في فتية الى العقيق اتنزه فرأينا قلة على جدار فقال بعضنا لبعض نتحذفها وللناضل سبق قال فتحاذفناها قال فقلت لهم هذا الكلام يشبه الحديث فمروا بنا حتى ندخل على إبراهيم بن أبى يحيى قال فدخلنا عليه قال فقلت له أحدثك صدقة بن يسار عن بن عمر أن فتية خرجوا الى العقيق فرأوا قلة على جدار فتحاذفوها وللناضل سبق قال فقال حدثني صدقة بن يسار عن بن عمر حدثنا محمد بن يوسف النيسابوري قال انا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال حدثني احمد بن حسن الأصبهاني عن بن أبى حاتم قال سمعت أبى يقول دخلت الكوفة فحضرنى أصحاب الحديث وقد تعلقوا بوراق سفيان بن وكيع فقالوا افسدت علينا شيخنا وابن شيخنا قال فبعثت الى سفيان بتلك الأحاديث التي ادخلها عليه وراقه يرجع عنها فلم يرجع عنها فتركته

باب ترك الاحتجاج بمن عرف بالتساهل في سماع الحديث
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا أبو حامد بن محمد بن حسنويه الغوزمى قال انا الحسين بن إدريس الأنصاري قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت احمد بن حنبل يقول رأيت بن وهب وكان يبلغنى تسهيله يعنى في السماع فلم اكتب عنه شيئا وحديثه حديث مقارب الحق أخبرنا عبد الله بن عمر بن احمد الواعظ قال ثنا أبى قال ثنا محمد بن أبى سعيد المقرى قال ثنا الحسين بن إدريس قال قال عثمان بن أبى شيبة رأيت عبد الله بن وهب انا وأبو بكر وأظنه ذكر بن معين وابن المديني رأيناه عند بن وهب ينام نوما حسنا وصاحبه يقرأ على بن عيينة وابن وهب نائم قال فقلت لصاحبه أنت تقرأ وصاحبك نائم قال فضحك بن عيينة قال فتركنا بن وهب الى يومنا هذا فقلت له لذا السبب تركتموه قال نعم وتريد أكثر من هذا وهو عنده لا شيء وذكر انه كان يصلى الى جنبنا ويكون معنا في موضع فما كتبنا عنه حديثا واحدا قال وذكروا ان هذا من أحسن سماعه أخبرني أبو الحسن على بن محمد بن الحسن الحربي قال انا عبد الله بن عثمان الصفار قال انا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي قال ثنا عبد الله بن على بن المديني قال سمعت أبى يقول قال لي بن وهب هات كتاب عمرو بن الحارث حتى اقرأه عليك فتركته على عمد عين كان ردى الأخذ

باب ترك الاحتجاج بمن عرف بالتساهل في رواية الحديث
أخبرنا أبو حازم عمر بن احمد بن إبراهيم العبدوي قال انا أبو احمد محمد بن احمد بن الغطريف بن القاسم العبدي بجرجان قال ثنا أبو الحسن القافلائى قال ثنا الرمادي قال ثنا نعيم يعنى بن حماد قال سمعت يحيى بن حسان يقول جاء قوم ومعهم جزء فقالوا سمعناه من بن لهيعة فنظرت فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث بن لهيعة فجئت الى بن لهيعة فقلت هذا الذي حدثت به ليس فيه حديث من حديثك ولا سمعتها أنت قط فقال ما اصنع يجيئونى بكتاب ويقولون هذا من حديثك فأحدثهم به قلت وكان عبد الله بن لهيعة سيء الحفظ واحترقت كتبه وكان يتساهل في الاخذ وأي كتاب جاؤوا به حدث منه فمن هناك كثرت المناكير في حديثه أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن احمد الصواف قال ثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة قال ثنا على بن المديني قال قال يحيى بن سعيد قال لي بشر بن سرى لو رأيت بن لهيعة لم تحمل عنه حرفا حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال ومن عرف بوضع حديث واحد على رسول الله صلى الله عليه و سلم رد خبره وبطلت شهادته ومن عرف بكثرة السهو والغفلة وقلة الضبط رد خبره ويرد خبر من عرف بالتساهل في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يرد خبر من تساهل في الحديث عن نفسه وأمثاله وفيما ليس بحكم في الدين حدثنا محمد بن يوسف القطان قال انا محمد بن عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو النصر محمد بن عمر الخفاف قال ثنا محمد بن المنذر الهروي قال سمعت احمد بن واضح المصري يقول كان محمد بن خلاد الاسكندرانى رجلا ثقة ولم يكن فيه اختلاف حتى ذهبت كتبه فقدم علينا رجل يقال له أبو موسى في حياة بن بكير فذهب اليه يعنى الى محمد بن خلاد بنسخة ضمام بن إسماعيل ونسخة يعقوب بن عبد الرحمن فقال أليس قد سمعت النسختين قال نعم قال فحدثني بهما فقال قد ذهبت كتبي ولا أحدث بهما فما زال به هذا الرجل حتى خدعه وقال له النسخة واحدة فحدث بهما فكل من سمع منه قديما قبل ذهاب كتبه فحديثه صحيح ومن سمع منه بعد ذلك فليس حديثه بذاك

باب كراهة أخذ الأجر على التحديث ومن قال لا يسمع من فاعل ذاك
أخبرنا الحسن بن على بن محمد التميمي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال ثنا أبى قال ثنا عبيد الله بن محمد قال ثنا سعيد بن عامر ان الحسن لما جلس يحدث أهدى له فرده وقال ان من جلس مثل هذا المجلس فليس له عند الله خلاق أو قال فليس له خلاق أخبرني محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا محمد بن خلف بن المرزبان قال ثنا عبد الرحمن بن محمد قال ثنا محمد بن الحسين عن محمد بن الحجاج قال كان رجل يسمع من حماد بن سلمة فركب بحر الصين فقدم فأهدى الى حماد فقال له حماد اختر إن شئت قبلتها ولم أحدثك ابدا وان شئت حدثتك ولم اقبل الهدية فقال لا تقبل الهدية وحدثني فرد الهدية وحدثه أخبرنا أبو محمد الحسن بن على بن احمد بن بشار السابورى بالبصرة قال ثنا أبو بكر محمد بن احمد بن محمويه العسكري قال ثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي قال ثنا آدم بن أبى إياس العسقلاني قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبى العالية قال يا بن آدم علم مجانا كما علمت مجانا أخبرنا محمد بن احمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت محمد بن صالح

بن هانئ يقول سمعت إبراهيم بن محمد الصيدلاني يقول كنت في مجلس إسحاق بن راهويه فسأله سلمة بن شبيب عن المحدث يحدث بالاجر قال لا يكتب عنه ثم قال إسحاق أخبرنا حكام بن سلم الرازي قال انا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبى العالية قال مكتوب في الكتب علم مجانا كما علمت مجانا أخبرنا القاضى أبو العلاء الواسطي قال ثنا أبو على عبد الرحمن بن احمد بن محمد السكري ببغداد قال ثنا احمد بن عبد الرحمن بن احمد الأزدي قال ثنا مسبح بن حاتم قال ثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال ثنا سليمان بن حرب قال لم يبق أمر من أمر السماء الا الحديث والقضاء وقد فسدا جميعا القضاة يرشون حتى يولوا والمحدثون يأخذون على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الدراهم أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي قال انا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهرى قال قال لنا أبو محمد بن صاعد ذكر سلمة بن شبيب قال سئل احمد بن حنبل أيكتب عمن يبيع الحديث قال لا ولا كرامة أخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبى القاسم بن النحاس حدثكم احمد بن بندار بن إسحاق الهمذاني قال سمعت أبا حاتم الرازي وسئل عمن يأخذ على الحديث فقال لا يكتب عنه قلت انما منعوا من ذلك تنزيها للراوى عن سوء الظن به لان بعض من كان يأخذ الأجر على الرواية عثر على تزيده وادعائه ما لم يسمع لأجل ما كان يعطى ولهذا المعنى حكى عن شعبة بن الحجاج ما أخبرنا أبو منصور احمد بن محمد بن إسحاق المقرى قال ثنا عمر بن إبراهيم بن احمد قال انا أبو سعيد العدوى قال ثنا الصباح بن عبد الله قال سمعت شعبة يقول لا تكتبوا عن الفقراء شيئا فانهم يكذبون لكم وقال أخبرنا أبو سعيد عن الصباح بن عبد الله قال سمعت شعبة يقول اكتبوا عن زياد بن مخراق فإنه رجل موسر لا يكذب أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا دعلج بن احمد قال انا احمد بن على الابار قال حدثني عوام بن إسماعيل قال سمعت على بن عاصم يقول قال لي شعبة عليك بعمارة بن أبى حفصة فإنه غنى لا يكذب قال فقلت كم من غنى يكذب وقال أخبرنا الابار قال حدثني إسماعيل بن أبى كريمة قال سمعت يزيد بن هارون يقول كان شعبة بن الحجاج يقول لنا لا تكتبوا عن فقير وكان هو معسرا انما كان في عيال ختنه أو بن أخته وقد ترخص في اخذ الأجر على الرواية مع ما ذكرناه غير واحد من السلف

ذكر بعض أخبار من كان يأخذ العوض على التحديث
أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال ثنا إسماعيل بن على الخطبي وأبو على بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان ح وأخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا جعفر بن محمد بن احمد بن الحكم المؤدب قالوا ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى قال ثنا إبراهيم بن خالد عن أمية بن شبل عن عمرو بن مسلم قال قدم عكرمة على طاوس فحمله على نجيب ثمن ستين دينارا وقال ألا أشتري علم هذا العبد بستين دينارا أخبرنا أبو حازم العبدوي قال انا محمد بن احمد بن الغطريف العبدي قال انا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا مهران عن سفيان عن عبيد الله بن أبى زياد قال كان مجاهد إذا أتاه الذين يتعلمون منه يقول لأحدهم اذهب فاعمل لي كذا ثم تعال أحدثك أخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال ثنا أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الشاهد بالري قال سمعت على بن أبى عمرو البلخي يقول سمعت الحسن بن إبراهيم الفسوي يقول سمعت على بن جعفر بن خالد يقول كنا نختلف الى أبى نعيم الفضل بن دكين القرشي نكتب عنه الحديث فكان يأخذ منا الدراهم الصحاح فإذا كان معنا دراهم مكسرة يأخذ عليها صرفا أخبرنا القاضى أبو نصر احمد بن الحسين بن محمد الدينوري بها قال انا أبو بكر احمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال انا أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي قال انا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا إسماعيل عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه قال أبو عبد الرحمن كان يعقوب لا يحدث بهذا الحديث الا بدينار وأخبرنا القاضى أبو نصر أيضا قال ثنا أبو بكر بن السني قال سمعت أبا عبد الرحمن النسائي وسئل عن على بن عبد العزيز المكى فقال قبح الله على بن عبد العزيز ثلاثا فقيل له يا أبا عبد الرحمن أتروى عنه فقال لا فقيل له أكان كذابا فقال لا ولكن قوما اجتمعوا ليقرؤوا عليه شيئا وبروه بما سهل وكان فيهم انسان غريب فقير لم يكن في جملة من بره فأبى ان يقرأ عليهم وهو حاضر حتى يخرج أو يدفع كما دفعوا فذكر الغريب ان ليس معه الا قصعته فأمره بإحضار القصعة فلما احضرها حدثهم أخبرنا القاضى أبو نصر قال سمعت أبا بكر يقول بلغني ان على بن عبد العزيز كان يقرأ كتب أبى عبيد بمكة على الحاج فإذا عاتبوه في الأخذ قال يا قوم انا بين الاخشبين إذا خرج الحاج نادى أبو قبيس قعيقعان من بقى فيقول بقى المجاورون فيقول أطبق

باب كراهة الرواية عن أهل المجون والخلاعة
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا الحسين

بن إدريس قال ثنا محمد بن عبد الله بن عمار عن عبد الرحمن يعنى بن مهدى عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال كانوا إذا أرادوا أن يأخذ عن رجل نظروا الى صلاته وإلى سمته والى هيئته أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا احمد بن سعيد بن مرابة قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين وذكرت له شيخا كان يلزم سفيان بن عيينة يقال له بن مناذر فقال أعرفه كان صاحب حديث وكان يتعشق بن عبد الوهاب الثقفى ويقول فيه الاشعار ويشبب بالنساء وطردوه من البصرة وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى تلسع الناس وكان يصب المداد بالليل في المواضع التي يتوضأ منها حتى تسود وجوه الناس ليس يروى عنه رجل فيه خير أخبرنا الحسن بن على بن محمد الجوهري قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي قال ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال سألت يحيى بن معين عن محمد بن مناذر الشاعر فقال لم يكن بثقة ولا مأمون رجل سوء نفى من البصرة وذكر منه مجنونا وغير ذلك قلت انما يكتب عنه شعر وحكايات عن الخليل بن احمد فقال هذا نعم كأنه لم ير بهذا بأسا ولم يره موضعا للحديث أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى الحافظ قال سمعت عبدان الأهوازي يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول انا لا أحدث عن أبى الأشعث يعنى احمد بن المقدم قلت لم قال لأنه يعلم المجان المجون كان مجان البصرة يصرون صرر الدراهم ويطرحونه على الطريق ويجلسون ناحية فإذا مر يعنى رجل

بصرة أراد أن يأخذها صاحوا ضعها ليخجل الرجل فعلم أبو الأشعث المارة بالبصرة هيئوا صرر زجاج كصررهم فإذا مررتم بصررهم فأردتهم اخذها فصاحوا بكم فاطرحوا صرر الزجاج التي معكم وخذوا صرر الدراهم ففعلوا ذلك فأنا لا أحدث عنه لهذا أخبرنا احمد بن أبى جعفر قال انا محمد بن عدى البصري في كتابه قال ثنا أبو عبيد محمد بن على قال سمعت أبا داود يقول كان أبو عاصم يحفظ قدر الف حديث من جيد حديثه وكان فيه مزاح وكان بن داود يميل اليه لحال الرأي يعنى رأى أبى حنيفة فلما بلغه مزاحه كان لا يعبأ به

باب ترك الاحتجاج بمن لم يكن من أهل الضبط والدراية وان عرف بالصلاح
والعبادة )
أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا أبو سليمان شيخ من أهل المدينة عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن قال ان من إخواننا من نرجو بركة دعائه ولو شهد عندنا بشهادته ما قبلناها أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى قال ثنا عمر بن سنان قال ثنا إبراهيم بن سعد قال ثنا عفان قال قال يحيى بن سعيد ما رأيت الصالحين في شيء أشد فتنة منهم في الحديث أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال حدثني أبى قال قال محمد بن موسى الحلواني قال يحيى بن سعيد القطان آتمن الرجل على مائة الف ولا آتمنه على حديث

أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا على بن إبراهيم بن عيسى المستملى قال سمعت محمد بن إسحاق بن حزيمة يقول سمعت نصر بن على يقول ثنا الأصمعي عن بن أبي الزناد عن أبيه قال أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم شيء من الحديث يقال ليس من أهله أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال انا أبو بكر الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا أبى عن الأصمعي عن بن أبى الزناد عن أبيه قال أدركت بالمدينة كذا وكذا شيخا كلهم ثقة وكلهم لا يؤخذ عنه الحديث أخبرني أبو الحسين على بن حمزة بن احمد المؤذن بالبصرة قال ثنا أبو العلاء احمد بن محمود بن محمد بن أبى سهل الأصبهاني قال ثنا أبو عبد الله محمد بن على بن إسماعيل الأبلى قال ثنا مقدام بن داود قال ثنا ذؤيب بن عمامة قال سمعت مالك بن أنس يقول أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين وثمانين لا يؤخذ عنهم ويقدم بن شهاب وهو دونهم في السن فتزدحم الناس عليه أخبرنا على بن احمد بن عمر المقرى قال ثنا احمد بن كامل القاضى قال ثنا أبو إسماعيل الترمذي قال سمعت بن أبى أويس يقول سمعت خالي مالك بن أنس يقول ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت سبعين عند هذه الأساطين وأشار الى مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم يقولون قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فما أخذت عنهم شيئا وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أمينا الا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشان ويقدم علينا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب وهو شاب فنزدحم على بابه أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى قال انا العباس بن محمد بن العباس قال ثنا أبو طاهر احمد بن عمرو بن السرح قال حدثني خالد بن نزار أبو يزيد الأيلي بهذه الرسالة عن مالك بن أنس الى محمد بن مطرف سلام عليك فانى احمد إليك الله الذي لا اله الا هو اما بعد فانى أوصيك بتقوى الله فذكره بطوله ثم أخذه يعنى العلم من أهله الذين ورثوه ممن كان قبلهم يقينا بذلك ولا تأخذ كلما

أقسام الكتاب
1 2 3