كتاب : لباب النقول في أسباب النزول
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي

( ك ) أخرج ابن أبي شيبة في المصنف و ابن جريرابن أبي حاكم عن خثيمة قال : قيل للنبي صلى الله عليه و سلم : إن شئت أعطيناك مفاتيح الأرض وخزائنها لا ينقصك ذلك عندنا شيئا في الآخرة وإن شئت جمعتهما لك في الآخرة قال : بل اجمعهما لي في الآخرة فنزلت { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك } الآية
وأخرج الواحدي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه و سلم بالفاقة وقالوا : ما هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق حزن النبي صلى الله عليه و سلم فنزل { وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق } الآية
وأخرج ابن جرير نحوه من طريق سعيد وعكرمة وأخرج ابن جرير عن بن عباس قال : كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه و سلم فيزجره عقبة بن أبي معيط فنزل { ويوم يعض الظالم على يديه } إلى قوله { خذولا } وأخرج مثله الشعبي و مقسم ( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم و الحاكم وصححه و الضياء في المختاره عن ابن عباس قال : قال المشركون إن محمد كما يزعم نبيا فلم يعذبه ربه ؟ ألا ينزل عليه القرآن جملة واحدة فينزل عليه الآية و الآيتين فأنزل الله { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة }
وأخرج الشيخان عن ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت : ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت : ثم أي ؟ قال : أن تزني حليلة جارك فأنزل الله تصديقها { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون }
وأخرج الشيخان عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فكثروا ثم أتوا محمد فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه حسن لو تخبرناأن عملنا كفارة فنزلت { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } إلى قوله { غفور رحيم } ونزل عن { قل يا عبادي الذين أسرفوا } الآية وأخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال لما نزلت في الفرقان { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس } الآية قال المشركون أهل مكة : قد قتلنا بغير حق ودعونا مع الله ألها آخر وأتينا الفواحش فنزلت { إلا من تاب } الآية

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي جهضم [ قال : رؤي النبي صلى الله عليه و سلم كأنه متحير فسألوه عن ذلك فقال : ولم ؟ ورأيت عدوي يكون من أمتي بعدي فنزلت { أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } فطابت نفسه ]
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } بدأ بأهل بيته وفصيلته فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } وأخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال : تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فأنزل الله { إلا الذين آمنوا } إلى آخر السورة وأخرج ابن جرير و الحاكم عن أبي حسن البرد قال : لما نزلت { والشعراء } الآية جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت / قالوا : يا رسول الله والله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء هلكنا فأنزل الله { إلا الذين آمنوا } الآية فدعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلاها عليهم

أخرج ابن جرير و الطبراني عن رفاعة القرظي قال : لقد نزلت { ولقد وصلنا لهم القول } في عشرة أنا أحدهم وأخرج ابن جرير عن علي بن رفاعة قال : خرج عشرة رهط من أهل الكتاب : منهم رفاعة يعني أباه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فآمنوا فأوذوا فنزلت { الذين آتيناهم الكتاب } الآية
وأخرج قتادة قال : كنا نحدث أنها نزلت في أناس من أهل الكتاب كانوا على حق حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم فآمنوا منهم عثمان وعبد الله بن سلام
قوله تعالى : { الذين آتيناهم الكتاب } الآية سيأتي نزولها في سورة الحديد
قوله تعالى : { إنك لا تهدي من أحببت } الآية أخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة [ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعنه : قل لا الله إلا الله أشهد لك يوم القيامة قال : لولا أن تعيرني نساء قريش يقلن أنه حمله الجزع لأقررت لها عينك ] فأنزل الله { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء }
وأخرج النسائي و ابن عساكر في تاريخ دمشق بسند جيد عن أبي سعيد ابن رافع قال : سألت ابن عمر عن هذه الآية { إنك لا تهدي من أحببت } أفي أبي جهل وأبي طالب قال : نعم
قوله تعالى : { وقالوا إن نتبع الهدى معك } الآية أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس : أن ناسا من قريش قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم : إن نتبعك تخطفنا الناس فنزلت وأخرج النسائي عن ابن عباس أن الحرث بن عامر بن نوفل هو الذي قال ذلك
قوله تعالى : { أفمن وعدناه } الآية أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله تعالى { أفمن وعدناه } الآية قال نزلت في النبي صلى الله عليه و سلم وفي أبي جهل بن هشام وأخرج من وجه آخر : أنها نزلت في حمزة وأبي جهل
قوله تعالى : { إن الذي فرض عليك القرآن } الآية أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : لما خرج النبي صلى الله عليه و سلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله { إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد }

أخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله { الم * أحسب الناس أن يتركوا } الآية قال نزلت في أناس كانوا في مكة قد أقروا الإسلام فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من المدينة أنه لا يقبل منكم حتى تهاجروا فخرجوا عامدين إلى المدينة فتبعهم المشركون فردوهم فنزلت هذه الآية فكتبوا إليهم أنه قد نزل فيكم كذا وكذا فقالوا : نخرج فإن اتبعنا أحد قتلناه فخرجوا فتبعهم المشركون فقاتلوهم / فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله فيهم { ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا } الآية
( ك ) وأخرج عن قتادة قال : أنزلت { الم * أحسب الناس } في أناس من أهل مكة خرجوا ن فكتب إليهم إخوانهم بما نزل فيهم فخرجوا فقتل من قتل وخلص من خلص فنزل القرآن { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }
وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن عبيد عن ابن عمير قال : نزلت في عمار بن ياسر إذ كان يعذب في الله { أحسب الناس } الآية
قوله تعالى : { وإن جاهداك } الآية أخرج مسلم و الترمذي وغيرهما عن سعد بن أبي وقاص قال : قالت أم سعد : أليس قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر فنزلت { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي } الآية
قوله تعالى : { ومن الناس من يقول آمنا بالله } تقدم سبب نزولها في سورة النساء
قوله تعالى : { أولم يكفهم } الآية أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم و الدرامي في مسنده من طريق عمرو بن دينار عن يحي بن جعده [ قال جاء أناس من المسلمين بكتب قد كتبوا بها بعض ما سمعوه من اليهود فقال النبي صلى الله عليه و سلم : كفى بقوم ضلاله أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم ] فنزلت { أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم }
قوله تعالى : { وكأين من دابة } أخرج عبد بن حميد و أبن أبى حاتم و البيهقي و ابن عساكر يسند ضعيف عن ابن عمير : [ قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى دخل بعض حيطان المدينة فجعل يلتقط من الثمر ويأكل فقال لي : يا ابن عمر ما لك لا تأكل ؟ قلت لا أشتهيه قال : ولكني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل مكان كسرى وقيصر يا بن أخي عمر إذ لقيت قوما يخبئون رزق سبتهم ويضعف اليقين قال : فوا لله ما برحنا ولا برمنا حتى نزلت { وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم } فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله يأمرني بكنز الدنيا ولا بأتباع الشهوات ألا وأني ولا أكثر دينارا ولا درهما ولا أخبار رزقا لغد ]
قوله تعالى : { أولم يروا } الآية أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنهم قالوا : يا محمد ما يمنعنا أن ندخل في دينك إلا مخافة أن يتخطفنا الناس لتقتلنا والأعراب أكثر منا فمتى ما يبلغهم أنا قد دخلنا في دينك اختطفنا فكنا أكلة رأس فأنزل الله { أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا }

أخرج الترمذي عن أبي سعيد قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم علينا فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت { الم * غلبت الروم } إلى قوله { بنصر الله } يعني بفتح الغين وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال : بلغنا أن المشركين كانوا يجادلون المسلمين وهم في مكة قبل أن يخرج رسول الله صلى اللة عليه وسلم فيقولون : الروم يشهدون أنهم أهل كتاب وقد غلبتهم المجوس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبوننا بالكتاب الذي أنزل على نبيكم فكيف غلب المجوس الروم وهم أهل كتاب فستغلبكم كما غلبكم فارس الروم فأنزل الله { الم * غلبت الروم }
وأخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة ويحيى بن يعمر وقتادة فالرواية الأولى على قراءة غلبت بالفتح لأنها نزلت يوم غلبهم يوم بدر والثانية علىقراءة الضم فيكون معناه وهم من بعد غلبتهم فارس سيغلبهم المسلمون حتى يصح معنى الكلام وإلا لم يكن له كبير معنى
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن عكريمة : تعجب الكفار من إحياء الله الموتى فنزل { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه }
( ك ) وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : كان يلبي أهل الشرك : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك فأنزل الله { هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم } الآية وأخرج جويذر مثله عن داود بن أبي هند عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه

أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } قال : نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية
وأخرج جويبر عن ابن عباس قال : نزلت في النصر بن الحرث اشترى قينة وكان لا يسمع بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول : أطعميه واسقيه وغنيه هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه فنزلت
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال : سأل أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الروح فأنزل الله { يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } [ فقالوا : تزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتينا التوراة وهي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ] فنزلت { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام } وأخرج ابن إسحاق عن عطاء بن يسار قال : نزلت بمكة { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } [ فلما هاجر إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا ألم يبلغنا عنك إنك تقول : وما أتيتم من العلم إلا قليلا إيانا تريد أم قومك ؟ فقال : كلا عنيت قالوا فإنك تتلو إنا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هي في علم الله ] فأنزل الله { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام } وأخرجه بهذا اللفظ ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة
وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة و ابن جرير عن قتادة قال : قال المشركون إنما هذا كلام يوشك أن ينفذ فنزل { ولو أنما في الأرض } الآية وأخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : جاء رجل من أهل البادية فقال : إن امرأتي حبلى فأخبرني بما تلد ؟ وبلدنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت ؟ فأنزل الله { إن الله عنده علم الساعة }

( ك ) أخرج البزار عن بلال قال : كنا نجلس في المسجد وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلون المغرب إلى العشاء فنزلت هذه الآية { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } وفي إسناد عبد الله ابن شيب ضعيف
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن أنس أن الآية { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة
وأخرج الواحدي و ابن عساكر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب : أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملا للكتبة منك فقال له علي : اسكت فإنما أنت فاسق فنزلت { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون } وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار مثله وأخرج ابن عدي والخطيب في تاريخه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله
وأخرج الخطيب و ابن عساكر من طريق ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس : أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط وذلك في سباب كان بينهما كذا في الرواية : أنها نزلت في عقبة بن الوليد لا الوليد
وأخرج ابن جرير عن قتادة إن لنا يوما أن نستريح فيه وننعم فقال المشركون : { متى هذا الفتح إن كنتم صادقين }

أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : إن أهل مكة منهم الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة دعوا النبي صلى الله عليه و سلم أن يرجع عن قوله على أن يعطوه شطر أموالهم وخوفه المنافقون واليهود بالمدينة أن لم يرجع قتلوه فأنزل الله { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين و المنافقين }
قوله تعالى : { ما جعل الله لرجل } الآية أخرج الترمذي و حسنه عن ابن عباس قال : قام النبي صلى الله عليه و سلم يوما يصلى فخطر خطره فقال المنافقون الذين يصلون معه : ألا ترى أن له قلبين : قلبا معكم وقلبا معه فأنزل الله { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه }
( ك ) أخرج ابن أبي حاتم من طريق ضعيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة قالوا : كان رجل يدعى ذا قلبين فنزلت
( ك ) أخرج ابن جرير من طريق قتادة عن الحسن مثله وزاد وكان يقول : لي نفسي تأمرني ونفسي تنهاني
وأخرج من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : نزلت في رجل من بني فهم قال : إن في جوفي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي أنها نزلت في رجل من قريش من بني جمح يقال له جميل بن معمر
قوله تعالى : { ادعوهم لآبائهم } الآية أخرج البخاري عن ابن عمر قال : ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل في القرآن { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله }
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم } الآية أخرج البيهقي في الدلائل عن حذيفة قال : رأيتنا ليلة الأحزاب ونحن صافون قعودا وأبي سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا وقريظة أسفل من نخافهم على ذرارينا وما أتت قط علينا ليلة أشد ظلمة ولا أشد ريحا منه فجعل المنافقون يستأذنون النبي صلى الله عليه و سلم يقولون : أن بيوتنا عورة وما هي بعورة فما يستأذن أحد منهم إلا أذن له فيتسللون إذا استقبلنا النبي صلى الله عليه و سلم رجلا رجلا حتى أتى علي فقال : ائتني بخبر القوم فجئت فإذا الريح في عسكرهم ما تجاوز عسكرهم شبرا فوا الله إني لأسمع صوت الحجارة في رحالهم وفرشهم والريح تضربهم بها وهم يقولون : الرحيل الرحيل فجئت فأخبرته خبر القوم وأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود } الآية
وأخرج ابن أبي حاتم و البيهقي في الدلائل من طريق كثير بن عبد الله ابن عمرو و المزني عن أبيه عن جده [ قال : خط رسول الله صلى الله عليه و سلم الخندق عام الأحزاب فأخرج الله من بطن صخرة بيضاء مدورة فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم المعول فضربها ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين ولايتي المدينة فكبر وكبر المسلمين ثم ضربها الثانية فصدعها وبرق منها برق أضاء ما بين ولايتيها فكبر وكبر المسلمين ثم ضربها الثالثة فكسرها وبرق منه برق أضاء ما بين ولايتيها فكبر وكبر المسلمين فسئل عد ذلك فقال ضربت الأولي فأضاءت لي قصور الحيرة ومدائن كسرى وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت الثانية فأضاءت قصور الحمر من أرض الروم وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت الثالثة فأضاءت لي قصور صنعاء وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها فقال المنافقون : ألا تعجبون يحدثكم ويمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تبرزوا ] فنزل القرآن { وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا } وأخرج جميبر عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في متعب بن قشير الأنصاري وهو صاحب هذه المقالة
وأخرج ابن إسحاق و البيهقي أيضا عن عروة بن الزبير ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما قال : قال متعب بن قشير : كان محمد يرى أن يأكل من كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن أن يذهب إلى الغائط وقال أوس ابن قريظي في ملأ من قومه : إن بيوتنا عورة وما هي عورة وهي خارجة المدينة ائذن لنا فنرجع إلى نسائنا وأبنائنا فأنزل الله على رسوله حين فزع منهم ما كانوا فيه من البلاء يذكرهم بنعمة الله عليهم وكفايته إياهم بعد سوء الظن منهم ومقالة من قال من أهل النفاق { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود } الآية
قوله تعالى : { من المؤمنين رجال } الآية أخرج مسلم و الترمذي وغيرهما عن أنس قال : غاب عمي أنس بن النضر عن بدر فكبر عليه فقال : أول مشهد قد شهده مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غبت عنه لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليريهن الله ما أصنع فشهد يوم أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانين ما بين ضربة وطعنة ورمية ونزلت هذه الآية { رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }
قوله تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك } الآية اخرج مسام و أحمد و النسائي من طريق أبي الزبير عن جابر [ قال : أقبل أبو بكر يستأذن على الرسول صلى الله عليه و سلم فلم يؤذن له ثم أقبل عمر فاستأذن فلك يؤذن له ثم أذن لهما فدخلا والنبي صلى الله عليه و سلم جالس وحوله نساؤه وهو ساكت فقال عمر : لأكلمن النبي صلى الله عليه و سلم لعله يضحك فقال عمر : يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدا ناجده فقال هن حولي يسألنني النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان تسألان النبي م صلى الله عليه و سلم ما ليس عنده وأنزل الخيار فبدا بعائشة فقال : إني ذاكر أمرا ما أحب أن تعجلي به حتى تستأمري أبويك قالت : ما هو فتلا عليها { يا أيها النبي قل لأزواجك } الآية قالت عائشة : أفيك أستأمر أبوي بل أختار الله ورسوله ]
قوله تعالى : { إن المسلمين } الآية ( ك ) وأخرج الترمذي وحسنه من طريق عكرمة عن أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : ما أرى كل إلا رجال وما أرى نساء يذكرن بشيء فنزلت { إن المسلمين والمسلمات } الآية
( ك ) وأخرج الطبراني يسند لا بأس به عن ابن عباس قال : قالت النساء : يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات فنزلت : { إن المسلمين والمسلمات } الآية وتقدم حديث أم سلمة في آخر سورة آل عمران
وأخرج ابن سعيد عن قتادة قال : لما ذكر النبي أزواج صلى الله عليه و سلم قالت النساء : لو كان فينا خير لذكرنا فأنزل الله { إن المسلمين والمسلمات } الآية
قوله تعالى : { وما كان لمؤمن } الآيات أخرج الطبراني بسند صحيح عن قتادة قال : خطب النبي صلى الله عليه و سلم زينب وهو يريدها لزيد فظنت أنه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة } الآية فرضيت وسلمت
ولأخرج ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس : خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت أنا خير منه حسبا فأنزل الله { وما كان لمؤمن } الآية كلها وأخرج ابن جربر من طريق العوفي عن ابن عباس مثله
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : نزلت في أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط وكانت أول امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه و سلم فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها قالا إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فزوجنا عبده فنزل قوله تعالى : { وإذ تقول } الآيات أخرج البخاري عن أنس أن هذه الآية { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } نزلت في زينب بنت جحش وزيد بن حارثة
وأخلاج الحاكم عن أنس [ قال : جاء زيد بن حارثة يشكو إلى النبي صلى الله عليه و سلم من زينب بنت جحش فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أمسك عليك أهلك ] فنزلت { وتخفي في نفسك ما الله مبديه }
وأخرج مسلم و أحمد و النسائي [ قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لزيد : اذهب فاذكرها علي فانطلق فأخبرها فقالت : ما أنا بصانعة شيئا ختى أؤمر به فقامت إلى المسجد ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل بغير إذن ولقد رأيتنا حين دخلت علي رسول الله صلى الله عليه و سلم أطعمنا الخبز واللحم فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون بعد الطعام فخرج رسول الله صلىالله عليه وسلم واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه ثم أخبر أن القوم قد خرجوا فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه فألقي الستر بيني وبينه ونزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظ به ] { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم } الآية
وأخرج الترمذي عن عائشة قالت : لما تزوج النبي صلى الله عليه و سلم زينب قالوا : تزوج حليلة ابنه فأنزل الله { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم } الآية
قوله تعالى : { هو الذي يصلي عليكم } الآية أخرج عبد الرحمن بن حميد عن مجاهد قال : لما نزلت { إن الله وملائكته يصلون على النبي } قال ابو بكر : يا رسول الله ما أنزل الله عليك خبرا إلا أشركتنا فيه فنزلت { هو الذي يصلي عليكم وملائكته }
قوله تعالى { وبشر المؤمنين } الآية أخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا : لما نزلت { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } قال رجال من المؤمنين : هنيئا لك يا رسول الله لقد علمنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا ؟ فنزل الله { وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا }
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عن الربيع بن أنس [ قال : لما نزلت { وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } نزل بعدها { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } فقالوا : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد علمنا ما يفعل الله بك فما يفعل بنا ؟ فنزل { وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا } قال : الفضل الكبير الجنة ]
قوله تعالى : { يا أيها النبي إنا أحللنا لك } الآية أخرج الترمذي وحسنه و الحاكم وصححه من طريق السدي عن ابن أبي صالح عن ابن عباس عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت : خطبني رسول الله فاعتذرت إليه فعذرني فأنزل الله { إنا أحللنا لك } إلى قوله { اللاتي هاجرن معك } فلم أكن أحل له أني لم أهاجر
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح عن أم هانئ قالت : نزلت في هذه الآية { وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك } أراد الني أن يتزوجني فنهي عني إذ لم أهاجر
قوله تعالى : { وامرأة مؤمنة } الآية أخرج ابن سعد عن عكرمة في قوله { وامرأة مؤمنة } الآية قال : نزلت في أم شريك الدوسية
وأخرج ابن سعد عن منبر بن عبد الله الدؤلي أن أم شريك بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه و سلم وكانت جميلة فقبلها قالت عائشة : ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل جير قالت أم شريك : فأنا تلك فسماها الله مؤمنة فقال { وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي } فلما نزلت الآية قالت عائشة : إن الله يسارع لك في هواك
قوله تعالى : { ترجي من تشاء } أخرج الشيخان عن عائشة أنها كانت تقول أما تستحي امرأة أن تهب نفسها فأنزل الله { ترجي من تشاء } الآية فقالت عائشة : أرى ربك يسارع لك في هواك
وأخرج ابن سعد عن أبي رزين قال : هم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يطلق من نسائه فلما رأين ذلك جعلنه في حل من أنفسهن يؤثر من يشاء على من يشاء فأنزل الله { إنا أحللنا لك أزواجك } إلى قوله { ترجي من تشاء منهن } الآية
قوله تعالى : { لا يحل لك النساء من بعد } أخرج ابن سعد عن عكرمة قال : خير رسول الله صلى الله عليه و سلم أزواجه فاخترن الله ورسوله فأنزل الله { لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج }
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا } الآية تقدم حديث عمر في سورة البقرة
وأخرج الشيخان عن أنس قال : لما تزوج النبي صلى الله علبه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون فأخذ كأنه يتهيأ للقوم فلم يقوموا فلما رأى ذلك القوم وقام من القوم من قام وقعد ثلاثة ثم انطلقوا فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه و سلم أنهم انطلقوا فجاء النبي حتى دخل وذهبت فألقى الحجاب بيني وبينه وأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } إلى قوله { إن ذلكم كان عند الله عظيما }
وأخرج الترمذي وحسنه عن أنس قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتى باب امرأة عرس بها فإذا عندها قوم فانطلق ثم رجع وقد خرجوا فدخل فأرخي بيني وبينه ستار فذكرته لأبي طلحة فقال : لئن كما تقول لينزلن في هذا شيء فنزلت آية الحجاب
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن عائشة [ قالت : كنت آكل مع النبي صلى الله عليه و سلم في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي فقال : أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين ] فنزلت آية الحجاب
( ك ) وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس [ قال : دخل رجل على النبي صلى الله عليه و سلم فأطال الجلوس فخرج النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل فدخل عمر فرأى الكراهية في وجه فقال للرجل : لعلك آذيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل فقال له عمر : يا رسول الله لو اتخذت حجابا فإن نساءك لسن كسائر وذلك أطهر لقلوبهن ] فنزلت آية الحجاب قال الحافظ بن حجر : يمكن الجمع بأن ذلك وقع قبل قصة زينب فلقربه منها أطلق نزول آية الحجاب بهذا السبب ولا مانع من تعدد الأسباب
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب قال : كان الرسول صلى الله عليه و سلم إذا نهض إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس فلا يعرف ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يبسط يده إلى الطعام استحياء منهم فعتبوا في ذلك فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } الآية
قوله تعالى : { وما كان لكم } الآية ( ك ) أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : بلغ النبي صلى الله عليه و سلم أن رجلا يقول : لو توفي النبي صلى الله عليه و سلم تزوجت فلانة من بعده فنزلت { وما كان لكم أن تؤذوا رسول } الآية
وأخرج عن ابن عباس قال : نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه و سلم بعده قال أبو سفيان : ذكروا أنها عائشة
( ك ) وأخرج عن السدي قال : بلغنا أن طلحة بن عبيد قال أيحجبنا محمد عم بنات عمنا ويتزوج نساءنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من نعده فنزلت هذه الآية
( ك ) وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بم حزم قال : نزلت في طلحة بن عبيد الله أنه قال : إذا توفي الرسول صلى الله عليه و سلم تزوجت عائشة
وأخرج جويبر عن ابن عباس أن رجلا أتي بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فكلمها وهو ابن عمها فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تقومن من هذا المقام بعد يومك هذا فقال يا رسول الله أنها ابنة عمي والله ما قلت لها منكرا ولا قالت لي فقال النبي صلى الله عليه و سلم : قد عرفت ذلك أمه ليس أحد أغير من الله ن وأنه ليس أحد أغير مني فمضى ثم قال : يمنعني من كلام ابنة عمي لأتزوجها من بعده فأنزل الله هذه الآية قال ابن عباس : فأعتق ذلك الرجل رقبة وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله وحج ماشيا توبة من كلمته
قوله تعالى : { إن الذين يؤذون } الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { إن الذين يؤذون الله ورسوله } الآية [ قال : نزلت في الذين طعنوا على النبي صلى الله عليه و سلم حين اتخذ صفية بنت حيي وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس : نزلت في عبد الله بن أبي وناس معه قذفوا عائشة فخطب النبي صلى الله عليه و سلم قال : من يعذرني من رجل يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني ] فنزلت
قوله تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك } الآية ( ك ) وأخرج البخاري عن عائشة قالت : خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر فقال : يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين قالت : فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي وانه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت فقلت : يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي فقال عمر كذا وكذا قالت فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في ما وضعه فقال إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن أبي مالك قال : كان نساء النبي صلى الله عليه و سلم يخرجن بالليل لحاجتهن ن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فشكوا ذلك فقيل للمنافقين قالوا إنما نفعله بالإماء فنزلت هذه الآية { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } ثم أخرج نحوه عن الحسن ومحمد بن كعب القرظي

أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح [ قال : حدثني فلان أن فروة بن مسيك الغطفاني قدم على الرسول صلى الله عليه و سلم فقال : يا نبي الله إن سبأ كان لهم في الجاهلية عز وأني أخشى أن يرتدوا عن الإسلام فأقاتلهم ؟ فقال ما أمرت فيهم بشيء بعد ] فنزلت هذه الآية { لقد كان لسبإ في مسكنهم } الآيات
وأخرج ابن المنذر و ابن أبي حاتم من طريق سفيان عن عاصم عن ابن رزين [ : كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الشام وبقي الآخر فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم كتب إلى صاحبه يسأله ما عمل ؟ فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم فترك تجارته ثم أتى صاحبه فقال : دلني عليه وكان يقرأ بعض الكتب فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إلام تدعو ؟ فقال إلى كذا وكذا فقال : أشهد أنك رسول الله فقال : وما علمك بذلك ؟ قال إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة القوم ومساكينهم ] فنزلت الآية { وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون } فأرسل النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله قد أنزل تصديق ما قلت

أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية { أفمن زين له سوء عمله } [ حيث قال النبي صلى الله عليه و سلم : اللهم أعز دينك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام فهدى الله عمر وأضل أبا جهل ] ففيهما أنزلت
وأخرج عبد الغني بن سعيدالثقفي في تفسيره عن ابن عباس : أن حصين ابن الحرث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي نزل فيه { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة } الآية
وأخرج البيهقي في البعث و ابن أبي حاتم من طريق نفيع بن الحرث عن عبد الله بن أبي أوفي قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله إن النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا فهل في الجنة من نوم ؟ قال : لا إن النوم شريك الموت وليس في الجنة موت قال فما راحتهم ؟ فأعظم ذلك رسول لله صلى الله عليه و سلم وقال : ليس فيها لغوب كل أمرهم راحة فنزلت { لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب }
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي هلال : بلغه أن قريشا كانت تقول : لو أن الله بعث فينا نبيا ما كانت أمة أطوع لخالقها ولا أسمع ولا أشد تمسكا بكتابها منا فأنزل الله { وإن كانوا ليقولون * لو أن عندنا ذكرا من الأولين } و { لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم } { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم } وكانت اليهود تستفتح به على النصارى فيقولون : إنا نجد نبيا

( ك ) أخرج ابن نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ في السجدة حتى تأذى به الناس من قريش حتى قاموا ليأخذوه وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم وإذا بهم عمي لا يبصرون فجاءوا إلى النبي صلى اله عليه وسلم فقالوا : ننشدك الله الرحيم يا محمد فدعا حتى ذهب عنهم فنزلت { يس * والقرآن الحكيم } إلى قوله { أم لم تنذرهم لا يؤمنون } قال : فلم يؤمن من ذلك النفر أحد
( ك ) وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا لأفعلن فأنزل الله { إنا جعلنا في أعناقهم أغلال } إلى قوله { لا يبصرون } فكانوا يقولون : يا محمد فيقول : أين هو أين هو ولا يبصر
وأخرج الترمذي حسنه و الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري قال كانت بنو سلمة في ناحية المدينة فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية { إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم } فقال النبي صلى الله عليه و سلم : إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا وأخرج الطبراني عن ابن عباس مثله
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : جاء العاصي بن وائل إلى رسول الله بعظم حائل ففته فقال : يا محمد أيبعث هذا بعد ما أرم ؟ قال : نعم ويبعث الله هذه ثم يميتك ثم يحيك ثم يدخلك نار جهنم فنزلت الآيات { أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة } إلى آخر السورة وأخرج ابن أبي حاتم من طرق عن مجاهد وعكرمة و عروة بن الزبير والسدي نحوه وسموا الإنسان أبي بن خلف

( ك ) أخرج ابن جرير عن قتادة قال : قال أبو جهل : زعم صاحبكم هذا أن النار شجرة والنار تأكل الشجر وإننا والله ما نعلم الزقوم إلى التمر والزبد فأنزل الله حين عجبوا أن تكون في النار شجرة { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم } الآية وأخرج نحوه عن السدي
وأخرج جريبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش : سليم خزاعة وجهينة { وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا } الآية
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد قال : قال كبار قريش الملائكة بنات الله فقال لهم أبو بكر الصديق : فمن أمهاتهم ؟ قالوا بنات سراة الجن فأنزل الله { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك قال : كان الناس يصلون متبددين فأنزل الله { وإنا لنحن الصافون } الآية فأمرهم أن يصفوا وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : حدثت فذكر نحوه
وأخرج جويبر عن ابن عباس قال : قالوا يا محمد أرنا العذاب الذي تخوفنا به عجله لنا فنزلت { أفبعذابنا يستعجلون } الآية صحح على شرط الشيخين

أخرج أحمد و الترمذي و النسائي و الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : مرض أبو طالب فجاءته قريش وجاءه النبي صلى الله عليه و سلم فشكوه إلى أبي طالب فقال : يا ابن أخي : ما تريد من قومك ؟ قال : أريد منهم كلمة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية كلمة واحدة قال : ما هي ؟ قال : لا إله إلا الله فقالوا : إلها واحدا إن هذا لشيء عجبا فنزل فيهم { ص والقرآن } إلى قوله { بل لما يذوقوا عذاب } الآية

قوله تعالى : { والذين اتخذوا } الآية أخرج جو يبر عن ابن عباس في هذه الآية قال أنزلت في ثلاثة أحياء : عامر وبني سلمة كانوا يعبدون الأوثان ويقولون الملائكة بناته فقالوا { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }
قوله تعالى : { أمن هو قانت آناء الليل } الآية أخرج ابن أبي حاتم عن عمر في قوله { أمن هو قانت } الآية قال : نزلت في عثمان بن عفان وأخرج ابن سعد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت في ابن مسعود عمار بن ياسر وأخرج جويبر عن عكرمة قال نزلت في عما بن ياسر
قوله تعالى : { فبشر عباد } الآية أخرج جويبر بسنده عن جابر ابن عبد الله قال : لما نزلت { لها سبعة أبواب } الآية أتى رجل من الأنصار النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أن لي سبعة مماليك وأني قد عتقت لكل باب منها مملوكا فنزلت هذه الآية { فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه }
قوله تعالى : { والذين اجتنبوا الطاغوت } الآية أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن هذه الآية نزلت نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله : زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي
قوله تعال : { الله نزل } الآية تقدم سببها في سورة يوسف
قوله تعالى : { ويخوفونك } الآية أخرج عبد الرزاق عن معمر : قال لي رجل : قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك فنزلت { ويخوفونك بالذين من دونه } الآية
قوله تعالى : { وإذا ذكر الله } الآية أخرج ابن المنذر عن مجاهد أنها نزلت في قراءة النبي صلى الله عليه و سلم النجم عند الكعبة وفرحهم عند ذكر الآلهة
قوله تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } الآية تقدم حديث الشيخين في سورة الفرقان أخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس قال : أنزلت هذه الآية في مشركين أهل مكة
وأخرج الحاكم و الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى وحسي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام فأرسل أليه : كيف تدعوني ؟ وأنت تزعم أن من قتل أو زنى أو أشرك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة ؟ فأنزل الله { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا } الآية فقال وحشي : هذا شرط شديد إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فلعلي لا أقدر عل هذا فأنزل الله { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فقال وحشي : هذا أرى بعده مشيئة فلا أدري أيغفر لي أم لا فهل غير هذا فأنزل الله { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } الآية قال وحشي : هذا نعم فأسلم ( ك ) قوله تعالى { قل أفغير الله تأمروني أعبد } الآية سيأتي نزولها في سورة الكافرين وأخرج البيهقي في الدلائل عن الحسن البصري قال : قال المشركون للنبي صلى الله علبه وسلم : أتضلل آباءك وأجدادك يا محمد ؟ فأنزل الله { قل أفغير الله تأمروني أعبد } إلى قوله { من الشاكرين }
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال : مر يهودي بالنبي صلى الله عليه و سلم فقال : كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والحبال على ذه فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره } الآية والحديث في الصحيح بلفظ فتلا دون فأنزل الله
( ك ) أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : غدت اليهود فنظروا في خلق ا السموات والأرض والملائكة فلما فرغوا أخذوا يقدرونه فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره } ( ك ) وأخرج سعيد بن جبير قال تكلمت اليهود في صفة الرب فقالوا بما لم يعلموا ولم يروا فأنزل الله الآية
( ك ) وأخرج ابن المنذر عن الربيع بن أنس قال : لما نزلت { وسع كرسيه السموات والأرض } قالوا : يا رسول الله هذا الكرسي هكذا فكيف العرش ؟ فأنزل الله { وما قدروا الله } الآية
ا

أخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أبي مالك في قوله { ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } قال : نزلت في الحرث بن قيس السهمي
وأخرج عن أبي العالية قال : جاءت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا الدجال فقالوا يكون منا في آخر الزمان فعظموا أمره وقالوا : يصنع : كذا فأنزل الله { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله } فأمر نبيه أن يتعوذ من فتنة الدجال
قوله تعالى : { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } قال من خلق الدجال أخرج عن كعب الأحبار في قوله { الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان } قال : هم اليهود نزلت فيما ينتظرونه من أمر الدجال
وأخرج جويبر عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا : يا محمد ارجع عما تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك فأنزل الله { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله } الآية

أخرج الشيخان و الترمذي و أجمد وغيرهم عن ابن مسعود قال : اختصم عند البيت ثلاثة نفر من قريش وثقفي أو ثقافيان وقر يشي فقال أحدهم : أترون الله يسمع ما نقول فقال آخر : يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال آخر إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا فأنزل الله { وما كنتم تستترون } الآية
وأخرج ابن المنذر عن بشير بن فتح قال : نزلت هذه الآية في أبي جهل وعمار بن ياسر { أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة }
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جوبير قال : قالت قريش لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا فانزل الله { لقالوا لولا فصلت آياته } الآية وأنزل الله بعد هذه الآية فيه بكل السان قال ابن جرير : والقراءة على هذا أعجمي بلا استفهام

أخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : لما نزلت { إذا جاء نصر الله والفتح } قال المشركون بمكة لمن بين أظهرهم من المؤمنين : قد دخل الناس فيدين الله أفواجا فأخرجوا من بين أظهرنا فعلام تقيمون بين أظهرنا ؟ فنزلت { والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له } الآية
( ك ) وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله { والذين يحاجون } الآية قال : هم اليهود والنصارى : قالوا كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منكم
وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال : قالت الأنصار : لو جمعنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مالا فانزل الله { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } فقال بعضهم : إنما ليقاتل عن آهل بيته وينصرهم فأنزل الله { أم يقولون افترى على الله كذبا } إلى قوله { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون } فعرض لهم التوبة إلى قوله { ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله }
وأخرج الحاكم وصححه عن علي قال : نزلت هذه الآية في أصحاب الصفة { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض } وذلك أنهم قالوا : لو أن لنا فتمنوا الدنيا وأخرج الطبراني عن عمرو بن حريث مثله

( ك ) أخرج ابن المنذر عن قتادة قال : قال ناس من المنافقين : إن الله صاهر الجن فخرجت من بينهم الملائكة فنزل فيهم { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا }
( ك ) تقدم في سورة يونس سبب نزول قوله { وقالوا لولا نزل } والآيتين ( ك ) وأخرج ابن منذر عن قتادة قال : قال الوليد بم المغيرة : لو كان ما يقول محمد حقا أنزل علي هذا القرآن أو علي مسعود الثقفيي نزلت
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن عثمان المخزومي أن قريشا قالت : قيضوا لكل رجل من أصحاب محمد رجلا يأخذه فقيضوا لأبي بكر طلحة فأتاه وهو في القوم فقال أبو بكر إلام تدعوني ؟ قال أدعوك إلى عبادة اللات والعزى قال أبو بكر : وما اللات قال : ربنا قال : وما العزى قال بنات الله قال أبو بكر : فمن أمهم ؟ فسكت طلحة لم يجبه فقال طلحة لأصحابه : أجيبوا الرجل فسكت القوم فقال طلحة : قم يا أبا بكر أشد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فأنزل الله { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا } الآية
وأخرج أحمد بسند صحيح و الطبراني عن ابن عباس [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لقريش أنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير فقالوا : ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا صالحا وقد عبد من دون الله ] فنزلت فأنزل الله { ولما ضرب ابن مريم مثلا } الآية وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقريشي فقال واحد منهم : ترون الله يسمع كلامنا ؟ فقال آخر : إذا جهرتم سمع وإذا أسررتم لم يسمع فنزلت : { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم } الآية

( ك ) أخرج البخاري عن ابن مسعود قال : إن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه و سلم دعا بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل : يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت فاستسقى فسقوا فنزلت { إنكم عائدون } فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فانزل الله { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } يعني يوم بدر
( ك ) وأخرج سعيد بم منصور عن أبي مالك قال : إن أبا جهل كانة يأتي بالتمر والزبد فيقول تزقموا الذي يعدكم به محمد فنزلت { إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم }
وأخرج الأموي في مغازيه عن عكرمة قال : لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا جهل فقال : إن الله أمرني أن أقول لك : أولى لك فأولى ثم أولى قال : فنزع ثوبه من يده فقال : ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم فقتله الله يوم بدر وأذله وعبر بكلمته ونزل فيه { ذق إنك أنت العزيز الكريم } وأخرج ابن جرير عن قتادة نحوه

( ك ) أخرج ابن منذر و ابن جبير عن سعيد ين جبير قال : كانت قريش تعبد الحجر حينا من الدهر فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأول وعبدوا الآخر فنزلت { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه }
( ك ) وأخرج عن أبي هريرة قال : كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار فأنزل الله { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر }

( ك ) أخرج الطبراني بسند صحيح عمة عوف بن مالك الأشجعي [ قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم فكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا معشر اليهود أروني أثني عشر رجلا منكم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه فسكتوا فلما أجابه أحدهن ثم انصرف فإذا رجل من خلفه فقال : كمالا أنت يا محمد فأقبل فقال : أي رجل تعلموني منكم يا معشر اليهود ؟ فقلوا ما نعلم فينا رجلا كانة أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ولا من أبيك قبلك ولا من جدك قبل لأبيك قال : فإني أشهد أنه النبي الذين تجدون في التوراة قالوا : كذبت ثم ردوا عليه وقالوا فيه شرا ] فأنزل الله { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به } الآية
وأخرج الشيخان عن سعيد بن أبي وقاص قال : في عبد الله بن سلام نزلت { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } وأخرج ابن جرير عن عبد الله ابن سلام قال : في نزلت
وأخرج أيضا عن قتادة قال : قال ناس من المشركين : نحن أعز ونحن فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان فنزل { وقال الذين كفروا }
( ك ) وأخرج ابن المنذر عن عون بن أبي شداد قال : كانت لعمر ابن الخطاب أمة أسلمت قبله يقال لها زنين فكان عمر يضربها على إسلامها حتى يفتر وكان كفار قريش يقولون لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنين فأنزل الله في شأنها { وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا } الآية وأخرج ابن سعد عن الضحاك نحوه
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : نزلت هذه الآية { والذي قال لوالديه أف لكما } في عبد الرحمن بن أبي بكر قال لأبويه وكانا قد أسلما وأبى هو أن يسلم فكانا يأمرانه بالإسلام فيكذبهما ويقول فأين فلان وأين فلان : يعني مشايخ قريش ممن قد مات ثن أسلم بعد فحسن إسلامه فنزلت توبته في هذه الآية { ولكل درجات مما عملوا } الآية وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عم ابن عباس مثله
( ك ) لكن أخرج البخاري من طريق يوسف بن ماهان قال : قال مروان في عبد الرحمن بن أبي بكر : إن هذا الذي أنزل الله فيه { والذي قال لوالديه أف لكما } فقالت عائشة : من وراء حجاب : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري أخرج عبد الرزاق من طريق مكي أنه سمع عائشة تنكر أن تكون نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر قالت : إنما نزلت في فلان سمت رجلا قال الحافظ بن حجر ونفي عائشة أصح إسناد وأولى بالقبول
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : إن الجن هبطوا على النبي صلى الله عليه و سلم وهو يقرأ القرآن ببطن مكة نخلة فلما سمعوه قالوا : أنصتوا وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن } إلى قوله { ضلال مبين }

( ك ) أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم } قال : أهل مكة نزلت فيهم { والذين آمنوا و عملوا الصالحات } قال هم الأنصار
وأخرج عن قتادة في قوله { والذين قتلوا في سبيل الله } قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت يوم أحد ورسول الله في الشعب وقد نشبت فيهم الجراحات والقتل وقد نادى المشركون يومئذ : أعل هبل ونادى المسلمون : الله أعلى وأجل فقال المشركون : إن لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قولوا الله مولانا ولا مولى لكم
وأخرج أبو يعلي عن ابن عباس قال : لما خرج الرسول صلى الله عليه و سلم تلقاء الغار نظر إلى مكة فقال : أنت أحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم أ خرج عنك فأنزل الله { وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك } الآية
وأخرج ابن المنذر عن جريح قال : كان المؤمنون والمنافقين يجتمعون إلى النبي صلى الله عليه و سلم فيسمع المؤمنون منهم ما يقول ويعونه ويسمعه المنافقون فلا يعونه فإذا خرجوا سألوا المؤمنين ماذا قال آنفا فنزلت { ومنهم من يستمع إليك } الآية
وأخرج ابن أبي حاتم و محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي العلية قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يرون أنه لا يضر مع الله إله إلا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل فنزل { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } فخافوا أن يبطل الذنب العمل

أخرج الحاكم وغيره عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا نزلت

سورة الفتح
بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها
وأخرج الشيخان و الترمذي و الحاكم عن أنس قال : أنزلت على النبي صلى الله عليه و سلم { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } ومرجعه من الحديبية فقال النبي صلى الله عليه و سلم لقد نزلت علي آية أحب إلى مما على الأرض ثم قرأها عليهم فقالوا : هنيئا مريئا لك يا رسول الله قد بين الله لك ماذا يفعل بنا ؟ فنزلت { ليدخل المؤمنين والمؤمنات } حتى بلغ { فوزا عظيما }
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمة بن الأكوع قال : بينما نحن قائلون إذا نادى منادي الرسول صلى الله عليه و سلم : أيها الناس البيعة نزل روح القدس فسرنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه فأنزل الله { لقد رضي الله عن المؤمنين } الآية
وأخرج مسلم و الترمذي و النسائي عن أنس قال : لما كان يوم الحديبية هبط رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه ثمانون رجلا في السلاح من جبل التنعيم يريدون غزوة رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذوا فأعتقهم فأنزل الله { وهو الذي كف أيديهم عنكم } الآية
( ك ) وأخرج مسلم نحوه من حديث سلمة بن الأكوع ( ك ) و أحمد و النسائي نحوه من حديث عبد الله بن مغفل المزني ( ك ) وابن إسحاق نحوه من حديث ابن عباس
وأخرج الطبراني و عن أبي يعلي عن أبي جمعة جنيد بن سبع قال : قاتلت النبي صلى الله عليه و سلم أول النهار كافرا وقاتلت معه آخر النهار مسلما وكنا ثلاثة رجال وسبع نسوة فينا نزلت { ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات } وأخرج الفريابي و عبد بن حميد و البيهقي في الدلائل عن مجاهد قال : أرى النبي صلى الله عليه و سلم وهو بالحديبية أنه يدخل مكة وهو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين فلما نحر الهدي بالحديبية قال أصحابه : أين رؤياك يا رسول الله ؟ فنزلت { لقد صدق الله رسوله الرؤيا } الآية

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا } الآيتين أخرج البخاري وغيره عن طريق ابن جريح عن ابن أبي ملكية : أن عبد الله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد وقال : بل أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر : ما أرادت إلا خلافي وقال عمر : ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهم فنزل في ذلك قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } إلى قوله { ولو أنهم صبروا } ( ك ) وأخرج ابن منذر عن الحسن : أن ناسا ذبحوا قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر فأمرهم أن يعيدوا ذبحا فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الاضاحي بلفظ : ذبح رجل قبل الصلاة فنزلت
وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة : أن ناسا كانوا يتقدموا الظهر فيصومون قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله }
( ك ) وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أن ناسا كانوا لو أنزل في كذا فأنزل الله { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله }
وأخرج عنه قال : كانوا يجهرون له في الكلام ويرفعون أصواتهم فأنزل الله { لا ترفعوا أصواتكم } الآية
( ك ) وأخرج أيضا عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس [ قال : لما نزلت هذه الآية { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } قعد ثابت بن قيس في الطريق يبكي فمر به عاصم بن عدي ين العجلان فقال : ما يبكيك ؟ قال : هذه الآية أتخوف أن تكون نزلت في وأنا صيت رفيع الصوت فرفع عاصم ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعا به فقال : أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟ قال : رضيت ولا أرفع صوتي أبدا على صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم ] فأنزل الله { إن الذين يغضون أصواتهم } الآية
قوله تعالى : { إن الذين ينادونك } الآيتين أخرج الطبراني و أبو يعلى بسند حسن عن زيد بن أرقم قال : جاء ناس من العرب إلى حجر النبي صلى الله عليه و سلم فجعلوا ينادون يا محمد : يا محمد فأنزل الله { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات } الآية
( ك ) وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة [ أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد إن مدحي زين وإن شتمي شين فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ذاك هو الله ] فنزلت { إن الذين ينادونك } الآية مرسل له شواهد مرفوعة من حديث البراء وغيره عن الترمذي بدون نزول الآية ( ك ) وأخرج ابن جرير نحوه عن الحسن
( ك ) وأخرج أحمد بسند صحيح عن الأقران بن حابس : أنه نادى رسول الله صلى الله عليه و سلم من وراء الحجرات فلم يجبه فقال : يا محمد إن حمدي لزين وإن ذمي لشبن فقال ذلك الله
( ك ) أخرج ابن جرير وغيره عن الأقراع أيضا : أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد اخرج إلينا فنزلت
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق } أخرج أحمد وغيره بسند جيد عن الحرث بن ضرار الخزامي [ قال : قدمت على رسول الله صلى الله علية وسلم فدعاني إلى الإسلام فأقررت به ودخلت فيه ودعاني إلى الزكاة فمن استجاب لي جمعت زكاته فترسل إلى لإبان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة فلما جمع الحرث الزكاة وبلغ الإيان احتبس الرسول فلم يأته فظن الحرث أنه قد سخطة فدعا سروات قومه فقال لهم ليقبض ما عندي من الزكاة وليس من رسول الله صلى الله عليه و سلم الخلف ولا أدري حبس رسوله إلا من سخطة فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعث رسول اله صلى الله عليه و سلم الوليد بن عقب ليقبض ما كان عنده فلما سار الوليد فرق فرجع فقال : إن الحرث منعني من الزكاة وأراد قتلي : فضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم البعث إلي الحرث فأقبل الحرث بأصحابه إذا استقبل البعث فقال لهم : إلى أين بعثتم ؟ قالوا : إليك قال : ولم قالوا : رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة وأردت أن تقتله قال : لا والذي يعث محمد بالحق ما رأيته ولا أتاني فلما دخل على الرسول الله صلى الله عليه و سلم قال : منعت الزكاة وأردت قتل رسولي قال لا والذي بعثك بالحق ] فنزلت { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ } إلى قوله { والله عليم حكيم } رجال إسناده تقات وروى الطبراني نحوه من طريق من حديث جابر بن عبد الله و علقمة بن ناجية وأم سلمة وابن جرير نحوه من طريق العوفي عن ابن عباس ومن طرق أخرى مرسلة
قوله تعالى : { وإن طائفتان } الآية أخرج الشيخان عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم ركب حمارا وانطلق إلى عبد الله بن أبي فقال : إليك عني فوا الله لقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الأنصار : والله لحماره أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه وغضب لكل واحد منها أصحابه فكف بينهم الضرب بالجريد والأيدي والنعال فنزل { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } الآية
( ك ) وأخرج سعيد بن منصور و ابن جرير عن أبي مالك قال : تلاحى رجلان من المسلمين فغضب قوم هذا لهذا وهذا لهذا فاقتتلوا بالأيدي والنعال وأنزل الله { وإن طائفتان } الآية
وأخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن السدي قال كان رجل من الأنصار يقال له عمران تحبه امرأة يقال لها أم زيد وأن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبسها زوجها في عليه له وأن المرأة بعثت إلى أهلها فجاء قومها وأنزلها ليطلقوا بها وكان الرجل قد خرج واستعان بأهله فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت فيهم هذه الآية { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } فبعث إليهم الرسول صلى الله عليه و سلم فأصلح بينهم وفاءوا إلى أمر الله
( ك ) وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : كانت الخصومة بين الحيين فيدعون إلى الحكم فيأبوا أن يجيبوا فأنزل الله { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } الآية
وأخرج عن قتادة ذكر لنا أم هذه الآية نزلت في رجلين من الأمصار كانت بينهما مداراة في حق بينهما فقال أحدهما للآخر : لآخذن عنوة لكثرة عشيرته وان آخر دعاه ليحاكمه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأبى فلم يزل الأمر حتى تدافعوا وحتى تناول بعضهم بعض بالأيدي والنعال ولم يكن قتال السيوف
قوله تعالى : { ولا تنابزوا بالألقاب } الآية أخرج أصحاب السنن الأربعة عن أبي جرير بن الضحاك قال : كان الرجل منا يكون له الأسمان والثلاثة فيدعي ببعضها فعسى أن يكرهه فنزلت ولا تنابزوا بالألقاب قال الترمذي : حسن
وأخرج الحاكم وغيره من حديثه أيضا قال : كانت الألقاب في الجاهلية فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم رجلا منهه بلقبه فقيل له : يا رسول الله إنه يكرهه فأنزل الله { ولا تنابزوا بالألقاب } ولفظ أحمد عنه قال فينا نولت في بني سلمة { ولا تنابزوا بالألقاب } قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة فكان إدا دعا أحدأ منهم بأسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت
قوله تعالى : { ولا يغتب بعضكم بعضا } الآية أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : زعموا أنها نزلتفسي سلمان الفارسي أكل ثم ؤرقد فنفخ فذكر رجل أكله ورقاده فنزلت
قوله تعالى : { يا أيها الناس } الاية أخرج ابن أبي حانم عن ابن أبي مليكة قال : لما كان يوم الفتح رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن فقال بعض الناس : اهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة ؟ فقال بعضهم : إن يسخط الله هذا يغيره فأنزل الله { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } الآية وقال ابن عساكر في مبهماته وجدت بخط ابن بشكوال أن أبا بكر ابن أبي داود أخرج في تفسير له : أنها نزلت في أبي هند أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بني بياضة أن يزوجوه امرأة منهم قالوا : يا رسول الله نزوج بناتنا موالينا فنزلت
قوله تعالى : { يمنون } الآية أخرج الطبراني بسند جيد عن عبد الله ابن أبي أوفى : أن ناسا من العرب قالوا : يا رسول الله أسلمنا ولم نقاتلك وقاتلك بنو فلان فأنزل الله { يمنون عليك أن أسلموا } الآية
وأخرج البزار من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله ولأخرج ابن أبي خاتم مثله عن الحسن وأن ذلك لما فتحت مكة وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال : قدم عشرة نفر من بني أسد على رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة تسع وفيهم : طليحة بن خويلد ورسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد مع أصحابه فسلموا وقال متكلمهم : يا رسول الله إنا شهدنا إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله وجئناك يا رسول الله ولم تبعث إلينا ونحن لمن وراءنا سلم فأنزل الله { يمنون عليك أن أسلموا } الآية
وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير قال أتى قوم من الأعراب من بني أسد النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : جئناك ولم نقاتلك فأنزل الله { يمنون عليك أن أسلموا } الآية

أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس : [ أن اليهود أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألته عن خلق السموات والأرض فقال : خلق الله الأرض بوم الأحد والإثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع وخلق يوم الأربعاء : الشجر والماء والمدائن والعمران و الخراب وخلق يوم الخميس السماء وخلق بوم الجمعة : النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات يقين منه فخلق في أول ساعة : الآجال حتى يموت من مات : خلق أدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة قالت اليهود : ثم ماذا يا محمد ؟ قال ثم استوى على العرش قالوا : قد أصبت لو أتممت قالوا : ثم استراح فغضب النبي صلى الله عليه و سلم غضبا شديدا ] فنزلت { ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون }
( ك ) وأخرج ابن جرير من طريق عمرو بن قيس الملائي عن ابن عباس قال : قالوا : يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } ثم أخرج عن عمر مرسلا مثله

أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن الحسن بن محمد بن الحنفية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سرية فأصابوا وغنموا فجاء قوم بعدما فرغوا فنزلت { في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم }
وأخرج أيضا ابن منيع و ابن راهويه و الهيثم بن كليب في مسانيدهم من طريق مجاهد عن علي قال : لما نزلت { فتول عنهم فما أنت بملوم } لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة إذ أمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يتولى عنا فنزلت : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } فطابت أنفسنا
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أنه لما نزلت { فتول عنهم } الآية اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ورأوا أن الوحي قد انقطع وأن العذاب قد حضر فأنزل الله { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين }

أخرج ابن جرير عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه و سلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير و النابغة فإنما هو كأحدهم فأنزل الله في ذلك { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون }

أخرج الواحدي و الطبراني و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ثابت بن الحرث الأنصاري [ قال : كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير : هو صغير صديق فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : كذبت اليهود ما من ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا ويعلم أنه شقي أو سعيد ] فأنزل الله عند ذلك هذه الآية { هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض } الآية
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج في غزوة فجاء رجل يريد أن يحمل فلم يجد ما يخرج عليه فلقي صديقا له فقال : أعطني شيئا فقال : أعطيك بكري هذا على أن تتحمل ذنوبي فقال له نعم فأنزل الله { أفرأيت الذي تولى } الآيات
وأخرج عن دراج أبي السميع قال : خرجت سرية غازية فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحمله فقال : لا أجد ما أحملك عليه فأنصرف حزينا فمر برجل رحالة منيخة بين يديه فشكا إليه فقال له الرجل : هل لك أ أحملك فتلحق بالجيش بحسناتك فقال : نعم فركب فنزلت { أفرأيت الذي تولى } إلى قوله { ثم يجزاه الجزاء الأوفى }
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : إن رجلا أسلم فلقيه بعض من يعبره فقال : أتركت دين الأشباح وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذاب الله قال : أعطني شيئا و أنا أحمل كل عذاب كان عليك فأعطاه شيئا فقال : زدني فتعاسرا حتى أعطاه شيئا وكتب كتابا وأشهد له ففيه نزلت الآية { أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا وأكدى }
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يصلي شامخين فنزلت { وأنتم سامدون }

أخرج الشيخان و الحاكم واللفظ له عن ابن مسعود قال : رأيت القمر منشقا شقين بمكة قبل مخرج النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : سحر القمر فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر }
وأخرج الترمذي عن أنس قال : سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه و سلم آية فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر } إلى قوله { سحر مستمر }
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : قالوا يوم بدر : نحن جميع منتصر فنزلت { سيهزم الجمع ويولون الدبر }
وأخرج مسلم و الترمذي عن أبي هريرة قال : جاء مشركون يخاصمون رسول الله صلى الله عليه و سلم في القدر فنزلت { إن المجرمين في ضلال وسعر } إلى قوله { إنا كل شيء خلقناه بقدر } فنزلت

أخرج ابن أبي حاتم و أبو الشيخ في كتاب العظمة عن عطاء : أن أبا بكر الصديق ذكر ذات يوم القيامة والموازين والجنة والنار فقال : وددت أني كنت خضراء من هذه الخضر تأتي علي بهيمة تأكلني وآني لم أخلق فنزلت { ولمن خاف مقام ربه جنتان } وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب قال : نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق

( ك ) أخرج أحمد و ابن المنذر و ابن أبي حاتم بسند فيه من لا يعرف عن أبي هريرة قال : لما نزلت { ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين } شق ذلك على المسلمين فنزلت { ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين }
( ك ) وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق بسند فيه مضر من طريق عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله قال : لما نزلت { إذا وقعت الواقعة } وذكر فيها { ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين } قال عمر : يا رسول الله ثلة من الأولين وقليل منا فأمسك آخر السورة سنة ثم نزلت { ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين } فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا عمر تعال فاسمع ما قد أنزل الله { ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين } وأخرج ابن أبي حاتم عن عزوة بن رويم مرسلا
وأخرج سعيد بن منصور في سننه و البيهقي في البعث عن عطاء ومجاهد قالا : لما سأل أهل الطائف الوادي يحمي لهم وفيه عسل ففعل وهو وادي معجب فسمعوا الناس يقولون : إن في الجنة كذا وكذا قالوا : يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي فأنزل الله { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود } الآيات
وأخرج البيهقي من وجه آخر قال : كانوا يعجبون بوج وظلاله وطلحه وسدره فأنزل الله { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود * وطلح منضود * وظل ممدود }
وأخرج مسلم عن ابن عباس قال : مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا : هذه رحمة وضعها الله وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآيات { فلا أقسم بمواقع النجوم } حتى بلغ { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون }
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حزرة قال : نزلت هذه الآيات في رجل من الأنصار في غزوة تبوك نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا يحلوا من مائها ثم أرتحل ونزل منزلا آخر وليس معهم ماء فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام وصلى ركعتين ثم دعا فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهن النفاق ويحك متى ترى ما دعا النبي صلى الله عليه و سلم فأمطر الله علينا السماء فقال : إنما بنوء كذا وكذا

أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد العزيز بن أبي رواد أن أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم ظهر فيهم المزاح والضحك فنزلت { ألم يأن للذين آمنوا } الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذوا في شيء من المزاح فأنزل الله { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } الآية
وأخرج عن السدي عن القاسم قال : مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ملة فقالوا : حدثنا يا رسول الله فأنزل الله { نحن نقص عليك أحسن القصص } ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } الاية
وأخرج ابن المبارك في الزهد أنبأنا سفيان عن الأعمش قال : لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه ووسلم المدينة فأصابوا من العيش ما أصابوا بعدما كان بهم من الجهد فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه فنزلت { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم }
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه من لايعرف عن ابن عباس : [ أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي صلى الله عليه وسلن فشهدوا منه أحدا فكانت فيهم جراحات لم يقتل منهم أحد فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا : يا رسول الله إنا أهي ميسرة أما من آمن منا بكتابكم فله أجران من لم يؤمن بكتابكم فله آجر كأجرك ] فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته } الآية
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل : لما نزلت { أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا } الاية فخر مؤمنوا أهل الكتاب على أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : لنا أجران ولكم أجر فاشتد ذلك على الصحابة فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته } الاية فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب
وأخرج ابن جرير عن قتادةقال : بلغنا أنه لما نزلت { يؤتكم كفلين من رحمته } حسدا أهل الكتاب المسلمين عليها فأنزل اله { لئلا يعلم أهل الكتاب } الآية
( ك ) وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : قالت اليهود : يوشك أن يخرج منا نبي فيقطع الأيدي و الأرجل فلما خرج من العرب كفروا فأنزل الله { لئلا يعلم أهل الكتاب } الآية يعني الفضل في النبوة ؟

أخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت : تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلاهم خولة بنت ثعلبة ويخفي علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وتقول : يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم اشكي إليك فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } وهو أوس بن الصامت
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان قال : كان بين النبي صلى الله عليه و سلم وبين اليهود موادعة فكانوا إذا مر بهم رجل من أصحابه جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكرهه فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم عن النجوى فلم ينتهوا فأنزل الله { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } الآية
وأخرج أحمد و البزار و الطبراني بسند جيد عن عبد الله بن عمرو : أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه و سلم : سام عليكم ثم يقولون في أنفسهم : لولا يعذبنا الله بما نقول فنزلت هذه الآية { وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله } وفي الباب عن أنس وعائشة
( ك ) وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : كان المنافقون يتناجون بينهم وكان ذلك يغيظ المؤمنين ويكبر عليهم فأنزل الله { إنما النجوى من الشيطان } الآية
وأخرج أيضا عنه قال : كانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلا ضنوا بمجلسهم عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس } الآية
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل : أنها نزلت يوم جمعة وقد جاء من أهل بدر وفي المكان ضيق فلم يفسح لهم فقاموا على أرجلهم فأقام صلى الله عليه و سلم نفرا بعدتهم وأجلسهم مكانهم فكره أولئك النفر ذلك فنزلت
وأخرج من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : إن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى شقوا عليه فأراد الله أن يخفف عن نبيه فأنزل { إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم } الآية فلما نزلت صبر كثير من الناس وكفوا عن المسألة فأنزل الله بعد ذلك { أأشفقتم } الآية
وأخرج الترمذي وحسنه وغيره عن علي [ قال : لما نزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } قال لي النبي صلى الله عليه و سلم : ما ترى دينار ؟ قلت : لا يطيقونه قال : فنصف دينار ؟ قلت : لا يطيقونه قال : فكم ؟ قلت : شعيرة قال إنك لزهيد ] فنزلت { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } الآية في خفف الله عن هذه الأمة قال الترمذي حسن
وأخرج أحمد و الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في ظل حجره وقد كاد الظل أن يتقلص فقال : إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعيني شيطان فإذا جاءكم فلا تكلموه فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق أعور فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له حين رآه : علام تشتمني أنت وأصحابك فقال ذرني آتك بهم فانطلق فدعاهم فحلفوا له ما قالوا وما فعلوا فأنزل الله { يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم } الآية
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ألم تر إلى الذين تولوا قوما } قال : ابلغنا أنها نزلت في عبد الله بن نبتل
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب قال نزلت هذه الآية في أ [ ي عبيذة بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله } وأخرجه الطبراني و الحاكم في المستدرك بلفظ : جعل أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر وجعل أبو عبيدة يجيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله فنزلت
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : حدثت أن أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه و سلم فصكه أبو بكر فسقط فذكر للنبي صلى الله عليه و سلم فقال أفعلت يا أبا بكر فقال : نعم والله لو كان السيف قريبا مني ل لضربته فنزلت { لا تجد قوما } الآية

أخرج البخاري عن ابن عباس قال : سورة الأنفال نزلت في بدر و

سورة الحشر
نزلت في بني النضير
وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت : كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكن منزلهم ونخلهم في ناحية المدينة فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال إلا الحلقة وهي السلاح فأنزل الله فيهم { سبح لله ما في السموات وما في الأرض }
وأخرج البخاري وغيره عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرق نخل بني النضير وقطع ودي البويرة فأنزل الله { ما قطعتم من لينة أو تركتموها } الآية
وأخرج أبو يعلي بسند ضعيف قال : رخص لهم قطع النخل ثم شدد عليهم فأتوا النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا رسول الله هل علينا إثم فيما قطعناه أو تركناه فأنزل الله { ما قطعتم من لينة أو تركتموها } الآية
( ك ) وأخرج ابن إسحاق عن يزيد بن رومان قال : لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم ببني النضير تحصنوا منه فأمر بقطع النخيل والتحريق فيها فنادوا : يا محمد قد كنت تنهى عم الفساد وتعيبه فما بال قطع النخيل وتحريقها فنزلت وأخرج ابن جرير عن قتادة ومجاهد مثله
وأخرج ابن منذر عن يزيز بن الأصم أن الأمصار قالوا يا رسول الله اقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الأرض نصفين قال : لا ولكن تكفونهم المؤنة وتقاسمونهم الثمرة والأرض أرضكم قالوا : رضينا فأنزل الله { والذين تبوؤوا الدار } الآية
وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أصابني الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال : ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحه فقال رجل من الأمصار فقال : أنا يا سول الله فذهب إلى أهله فقال لامرأته : ضيف رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تدخرينه شيئا قالت : والله ما عندي إلا قوت الصبية قال : فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لقد عجب الله أوضحك من فلان وفلانة فأنزل الله { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }
وأخرج مسدد في مسنده و ابن المنذر عن أبي المتوكل الناجي أ أن رجلا من المسلمين فذكر نحوه وفيه أن الرجل أضافت ثابت بن قيس ابن شماس فنزلت هذه الآية
لأخرج الواحدي من طريق محارب بن دثار عن ابن عمر قال : أهدى لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم رأس شاه فقال : إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا فبعث به أليه فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات حتى رجعت إلى أولئك فنزلت { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } الآية
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : أسلم ناس من أهل قريظة وكان فيهم منافقون وكانوا يقولون لأهل النضير : لئن أخرجتم لنخرجن معكم فنزلت هذه الآية فيهم { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم }

أخرج الشيخان عن علي قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود فقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فأتوني به فخرجنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالضعينة فقلنا : اخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا هو من حطاب يبن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ما هذا يا حطاب ؟ قال : لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن أتخذ يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صدق وفيه أنزلت هذه السورة { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة }
وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبي بكر قالت : أتتني أمي راغبة فسألت النبي صلى الله عليه و سلم : أأصلها ؟ قال : نعم فأنزل الله فيها { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين }
وأخرج أحمد و البزار و الحاكم وصححه عن عبد الله بن الزبير قال : قدمت قتيلة على ابنته أسماء بنت أبي بكر وكان أبي بكر طلقها في الجاهلية فقدمت على ابنتها بهدايا فأبت أن تقبلها منه أو تدخلها منزلها حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته / فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها فأنزل الله { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم } الآية
( ك ) وأخرج الشيخان عن المسور ومروان بن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاء نساء من المؤمنات فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات } إلى قوله { ولا تمسكوا بعصم الكوافر }
( ك ) وأخرج الطبراني بسند صحيح عن عبد الله بن أبي أحمد قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في الهدنة فخرج أخواها عمار والوليد ابنا عقبة حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه و سلم وكلماه في أم كلثوم أن يردها إليهم فنقض الله العهد بينه وبين المشركين خاصة النساء ومنع أن يرددن إلى المشركين فأنزل الله آية الامتحان
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب أنه بلغه أنها نزلت في أميمة بنت بشر امرأة أبي حسان الدحداحة
( ك ) وأخرج عن مقاتل أن امرأة تسمى سعيدة كانت تحت صيفي بن الراهب وهو مشرك من أهل مكة جاءت زمن الهدنة قالوا ردها علينا فنزلت
( ك ) أخرج ا بن جرير عن الزهري أنها نزلت عليه وهو بأسفل الحديبية وكان صالحهم أنه من أتاه إليهم فلما جاءه النساء نزلت هذه الآبه
( ك ) وأخرج ابن منبع من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أسلم عمر بن الخطاب فتأخرت امرأته في المشركين فأنزل الله { ولا تمسكوا بعصم الكوافر }
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { وإن فاتكم شيء من أزواجكم } الآية قال : نزلت في أم الحكم بنت أبي سفيان ارتدت فتزوجها رجل ثقفي ولم ترتد امرأة غيرها
( ك ) وأخرج ابن المنذر من طريق ابن إسحاق عن محمد عن عكرمة و أبو سعيد عن ابن عباس قال : كان عبد الله بن عمر وزيد بن الحرث يوادان رجالا من يهود فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم } آلاية

أخرج الترمذي و الحاكم وصححه عن عبد الله بن سلام قال : قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فتذاكرنا فقلنا : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله { سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم * يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ختمها ( ك ) وأخرج ابن جرير عن ابن عباس نحوه
( ك ) وأخرج عن أبي صالح قال : قالوا : لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله وأفضل ؟ فنزلت { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة } الآية فكرهوا الجهاد فنزلت { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } ( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس نحوه
( ك ) وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس و ابن جرير عن الضحاك قال : أنزلت { لم تقولون ما لا تفعلون } في الرجل يقول في القتال ما لم يفعله من الضرب والطعن والقتل ( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل أنها نزلت في توليهم يوم أحد
( ك ) وأخرج عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم }
قال المسلمون : لو علمنا هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال والأهلين فنزلت { تؤمنون بالله ورسوله }

أخرج الشيخان عن جابر قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا إثنا عشر رجلا فأنزل الله { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما }
( ك ) وأحرج ابن جرير عن جابر أيضا قال : كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكير والمزامير ويتركون النبي صلى الله عليه و سلم قائما على المنبر وينفضون إليها فنزلت وكأنها نزلت في الأمرين معا
( ك ) ثم رأيت ابن المنذر أخرجه عن جابر لقصة النكاح وقدوم العير معا من طريق واحد وأنها نزلت في الأمرين فلله الحمد

أخرج ابن جرير عن قتادة قال : قيل لعبد الله بن أبي : لو أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فاستغفر لك فجعل يلوي رأسه فنزلت فيه { وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله } الآية وأحرج ابن المنذر عن عكرمة مثله
( ك ) وأخرج عن عروة قال : لما نزلت { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } قال النبي صلى الله عليه و سلم لأزيدن على السبعين فأنزل الله { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم } الآية ( ك ) وأخرج عن مجاهد وقتادة مثله
( ك ) وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس [ قال : لما نزلت آية براءة قال النبي صلى الله عليه و سلم وأنا أسمع أني قد رخص لي فيهم فوالله لأستغفرن أكثر من سبعين مرة لعل الله أن يغفر لهم ] فنزلت
أخرج البخاري وغيره عن زيد بن أرقم قال : سمعت عبد الله بن أبي يقول لأصحابه : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا فلئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت ذلك لعمي فذكر ذلك عن للنبي صلى الله عليه و سلم فدعاني النبي صلى الله عليه و سلم فحدثته فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني وصدقه فأصابني شيء لم يصبني قط مثله فجلست في البيت فقال عمي : ما أردت إلا أن أكذبك رسول الله صلى الله عليه و سلم ومقتك فأنزل الله { إذا جاءك المنافقون } فبعث إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأها ثم قال : إن الله قد صدقك له طرق كثيرة عن زيد وفي بعضها أن ذلك غزوة تبوك وأن نزول السورة ليلا

وأخرج الترمذي و الحاكم و صححاه عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية { إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم } في قوم من أهل مكة أسلموا فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يأتوا المدينة فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم رأوا الناس قد فقهوا فهموا أن يعاقبهم فأنزل الله { وإن تعفوا وتصفحوا } الآية
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال : نزلت

سورة التغابن
كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات { يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم } نزلت في عوف ابن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد فكانوا إذا أراد الغزو بكوا إليه ووقفوه فقالوا : إلى من تدعنا ؟ فيرق ويقيم فنزلت هذه الآية وبقية الآية إلى لآخر السورة بالمدينة
وأخرج ابن حاتم عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت { اتقوا الله حق تقاته } اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله تخفيفا على المسلمين { فاتقوا الله ما استطعتم } الآية

أحرج الحاكم عن ابن عباس قال : طلق عبد يزيد أبو ركانة أم ركانة ثم نكح امرأة من مزينة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : ما عني ما عني إلا عن هذه الشقرة فنزلت { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن } وقال الذهبي : واه والخبر خطأ فأن عبد يزيد لم يدرك الإسلام
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة عن أنس قال : طلق رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة فأتت أهلها فأنزل الله { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن } فقيل له : راجعها فإنها صوامة قوامة وأحرج ابن جرير عن قتادة مرسلا وابن المنذر عن ابن سيرين مرسلا
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء } الآية قال بلغنا أنها نزلت في عبد الله بن عمرو بن بعاص وتقبل بن الحرث وعمرو بن سعبد بن العاص
وأخرج الحاكم عن جابر [ قال : نزلت هذه الآية { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } في رجل من أشجع كان فقيرا خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله فقال له : اتق الله واصبر فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره خبرها فقال : كلها ] فنزلت قال الذهبي : حديث منكر له شاهد
( ك ) وأخرج ابن جرير مثله عن سالم بن أبي الجعد ( ك ) والسدي وأسمى الجل عوفا الأشجعي ( ك ) وأخرج الحاكم أيضا من حديث ابن مسعود وسماه كذلك
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن إبن عباس [ قال : جاء عوف بن مالك الأشجعي فقال : يا رسول الله إن إبني أسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني ؟ قال : آمرك وإياها أن تستكثرا من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت المرأة : نعم ما أمرك فجعلا يكثران منها فتغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه ] فنزلت { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } الآية
وأخرج الطيب في تاريخه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ( ك ) وأخرجه الثعلبي من وجه آخر ( ك ) و ابن أبي حاتم من وجه آخر مرسلا
وأخرج ابن جرير و اسحاق بن راهويها و الحاكم وغيرهم عن أبي بن كعب قال : لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد من عدد النساء قالوا : قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار وأولات الأحمال فأنزلت { واللائي يئسن من المحيض } الآية صحيح الإسناد وأخرج مقاتل في تفسيره : أن خلاد بن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن عدة التي لا تحيض فنزلت

أخرج الحاكم و النسائي بسند صحيح عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به حفصة حتى جعلها على نفسه حراما فأنزل الله { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك }
أخرج الضياء في المختارة من حديث ابن عمر عن عمر [ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لحفصة : لا تخبري أحدا أن أم إبراهيم علي حرام فلم يقربها حتى أخبرت عائشة ] فأنزل الله { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم }
( ك ) وأخرج الطبراني بسند ضعيف من حديث أبي هريرة قال : [ دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمارية سريته بنت حفصة فجاءت فوجدتها معه فقالت : يا رسول الله في بيتي دون بيوت نسائك ؟ قال : فإنها علي حرام أن أمسها يا حفصة واكتبي هذا علي فخرجت حتى أتت عائشة فأخبرتها ] فأنزل الله { يا أيها النبي لم تحرم } الآيات
وأخرج البزار بسند صحيح عن ابن عباس [ قال : نزلت { يا أيها النبي لم تحرم } : في سريته وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشرب عند سودة العسل فدخل على عائشة فقالت : إني أجد منك ريحا ثم دخل على حفصة فقالت مثل ذلك فقال : أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه ] فنزلت { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } وله شاهد في الصحيحين قال الحافظ ابن حجر : يحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا
وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال : سألت أم سلمة عن هذه الآية { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } قالت نزلت كان عندي عكة من عسل أبيض فكان النبي صلى الله عليه و سلم يلعق منها وكان يحبه فقالت له عائشة نحلها يجرس عرفطا فحرمها فنزلت هذه الآية
( ك ) وأخرج الحرث بن أسامة في مسنده عن عائشة قالت : لما حلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح فأنزل الله { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } فأنفق عليه غريب جدا في سبب نزولها
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } : في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه و سلم غريب أيضا وسنده ضعيف
قوله تعالى : { عسى ربه إن طلقكن } الآية تقدم سبب نزولها قول عمر في سورة البقرة

أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه أنه مجنون ثم شيطان فنزلت { ما أنت بنعمة ربك بمجنون }
وأخرج أبو نعيم في الدلائل و الواحدي بسند رواه عن عائشة قالت : ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما دعاه أحد من من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال لبيك فلذلك أنزل الله { وإنك لعلى خلق عظيم } ( ك ؟ ) وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ولا تطع كل حلاف مهين } قال نزلت في الأخنس بن شريق ( ك ) وأخرج ابن المنذر عن الكلبي مثله ( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : نزلت في الأسود بن عبد يغوت
( ك ) وأخرج ابن جرير عن أن عباس قال : نزلت على النبي صلى الله عليه و سلم { ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم } فلم نعرفه حتى نزل عليه بعد ذلك زنيم فعرفناه له زنمة كزنمة الشاه ( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريح أن أبا جهل قال يوم بدر خذوهم أخذا فاربطوهم في الحبال ولا تقتلوا منهم أحد فنزلت { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة } يقول في قدرتهم عليهم كما اقتدر أصحاب الجنة

أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم و الواحدي عن بريدة قال : [ قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي بن أبي طالب : إني أمرت أن أدينك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي وحق لك أن تعي ] قال : فنزلت هذه الآية { وتعيها أذن واعية } لا يصح

أخرج النسائي و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { سأل سائل } قال : هو النضير بن الحرث قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر من علينا حجرة من السماء
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { سأل سائل } قال : نزلت بمكة في النضر بن الحرث وقد قال : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } الآية وكان عذابه يوم بدر
( ك ) وأخرج ابن المنذر أن الحسن قال : نزلت { سأل سائل بعذاب واقع } فقال الناس : على من يقع العذاب ؟ فأنزل الله للكافرين { للكافرين ليس له دافع }

( ك ) أخرج البخاري و الترمذي وغيرهما عن ابن عباس قال : ما قرأ رسول الله صلى الله أعليه وسلم على الجن ولا رآهم ولكنه انطلق في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشيطان وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعوا إلى قومهم فقالوا : ما هذأ إلا لشيء قد حدث فاضربوا في مشارق الأرض ومغاربها فانظروا هذا الذي حدث فانطلقوا فانصرف النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بنخلة وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا فأنزل الله على نبيه { قل أوحي إلي } وإنما أوحي أليه قول الجن
وأخرج ابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل بن عبد الله قال : كنت في ناحية ديار عاد إذ رأيت مدينة حجر منقور في وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شبح عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد علي السلام وقال : يا سهل إن الأبدان لا تخلق الشباب وإنما تخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وإن هذه لجبة علي منذ سبعمائة سنة لقيت فيها عيسى ومحمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له : ومن أنت قال : من الذين نزل فيهم { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } وأخرج ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ في العظمة عن كرد بن أبي السائب الأنصاري قال : خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم فآوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال : عامر الوادي جارك فنادى مناد : لا نراه يا سرحان فأتى الحمل يشتد حتى دخل الغهم وأنزل الله على رسوله بمكة { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن } الأية
وأخرج ابن سعيد عن أبي رجاء العطاردي من بني تميم قال : بعث رسول الله صلىالله عليه وسلم وقد رعيت على أهلي وكفيت مهنتهم فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم خرجنا هرابا فأتينا على فلاة من الارض وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا أنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك فقيل لنا : إنما سبيل هذا الرجل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله من أقر بها أمن على دمه وماله فرجعنا فدخلنا في الإسلام قال أبو رجاء إني لأرى هذه الاية نزلت في وفي أصحابي { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } الآية
وأخرج الخرائطي في كتاب هواتف الجان حدثنا عبد الله بن محمد بم عكير عن سعيد بن جبير أن رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير حدث عن بدء إسلامه قال : إني أسبر برمل عالج ذات ليلةإذ غلبني النوم فنزلت عن راحلهي وأنحتها ونمت وقد تعوذت قبل اليوم فقلت أعوذ بعظم هذا الوادي من الحن فرايتفي مناميرجلا بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أرى شيئا فقلت : هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذاك فانتبهب فرأيت ناقتي تظطرب والتفت وإذا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يدفعه عنه فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ أيتها شئت فداء لناقة جاري الإنس فقام الفتى فأخذ منها ثورا وانصرف ثم التفت إلي الشيخ وقال يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها قال : فقلت له : ومن محمد هذا ؟ قال نبي عربي ولا شرقي ولا غربي بعث يوم الأثنين قلت فأين مسكنه قال : يثرب ذات المخل فركبت راحلتي حين ترقي لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثني بحديثي قبل أن أذكر منه شيئا ودعاني إلى الإسلام فأسلمت قال سعيد بن جبير : كنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا }
وأخرج عن مقاتل في قوله { وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا } قال : نزلت في كفار قريش حين منع المطر سبع سنين
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي صالح عن ابن عباس قال : قالت الجن : يا رسول اله ائذن لنا نشهد معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله { وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا }
وأخرج ابن جبير عم سعيد بن حبير قال : قالت الجن للنبي صلى الله عليه و سلم : كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون عنك أو كيف نشهد الصلاة ونحن ناءون عنك فنزلت { وأن المساجد لله }
وأخرج ابن جرير عن حضرمي أنه ذكر أن جنيا من الجن من أشرفهم ذا تبع قال : إنما يريد محمد أن يجيره الله وأنا أجيره فأنزل الله { قل إني لن يجيرني من الله أحد } آلاية

اخرج البزار و والطبراني بسند واه عن جابر قال : اجتمعت قريش في دار الندوة فقالت سموا هذا الرجل اسما يصدر عنه الناس قالوا : كاهن قالوا : ليس بكاهن قالوا : مجنون قالوا : ليس بمجنون قالوا : ساحر قالوا : ليس بساحر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فتزمل في ثيابه فتدثر فيها فأتاه جبريل فقال : يا أيها المزمل يا أيها المدثر
وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله { يا أيها المزمل } قال : نزلت وهو في قطيفة
( ك ) وأخرج الحاكم عن عائشة قالت : نزلت { يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا } قاموا سنة حتى ورمت أقدامهم فأنزلت { فاقرؤوا ما تيسر منه } وأخرج ابن جرير مثله عن ابن عباس وغيره

أخرج الشيخان عن جابر قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نولت فاستبطنت الوادي فنوديت فلو أر أحدا فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء فرجعت فقلت دثروني ] فأنزل الله { يا أيها المدثر * قم فأنذر }
( ك ) × وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاما فلما أكلوا قال : ما تقولون في هذا الرجل فقال بعضهم : ساحر وقال بعضهم : ليس ساحرا وقال بعضهم : كاهن قال بعضهم : ليس بكاهن وقال بعضهم : شاعر وقال بعضهم : ليس بشاعر قال بعضهم سحر يؤثر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فحزن وقنع رأسه وتدثر فأنزل الله { يا أيها المدثر * قم فأنذر } إلى قوله { ولربك فاصبر }
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال يا عم أن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه فإنك
أتيت محمدا لتتعرض لنا قبله قال : لقد علمت قريش أني من أكثرها مالا قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك منكر له وأنك كاره له فقال : وماذا أقول ؟ فوا لله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بأشعار الجن
والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا والله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وأنه لمنير أعلاه مشرق أسفله وإنه ليعلو وما يعلي وإنه ليحطم ما تحته قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قال فدعني حتى أفكر فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيرة فنزلت { ذرني ومن خلقت وحيدا } إسناده صحيح على شرط البخاري وأخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم من طرق أخرى نحوه
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم و البيهقي في البعث عن البراء أن رهطا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عن خزنه جهنم فجاء فاخبر النبي صلى الله عليه و سلم فنزل عليه ساعتئذ { عليها تسعة عشر } الآية
( ك ) وأخرج عن ابن إسحاق قال أبو جهل يوما : يا معشر قريش يزعم محمد أن جنود الله الذين يعذبونكم تسعة عشر وأنتم أكثر الناس عددا إفيعجز مائة منكم رجل منكم عن رجل منهم فأنزل الله { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } الآية وأخرج نحوه عن قتادة قال : ذكر لنا فذكره
وأخرج عن السدي قال : لما نزلت { عليها تسعة عشر } قال رجل من قريش يدعى أبا الاسد : يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكما بمنكبي الأيمن عشرة وبمنكبي الأيسر التسعة فأنزل الله { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } الآية
( ك ) وأخرج ابن المنذر عن السدي قال : قالوا لئن كان محمد صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها البراءة وأمنة من النار فنزلت { بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة }

( ك ) أخرج البخاري عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نزل عليه الوحي يجرك به لسانه يريد أن يحفظه فأنزل الله { لا تحرك به لسانك لتعجل به } الآية
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال : لما نزلت { عليها تسعة عشر } قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم يخبركم ابن أبي كبشة أن خزنة جهنم تسعة عشر وأنتم الدهم أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم فأوحى الله إلى رسوله أن يأتي أبا جهل فيقول له : { أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى }
( ك ) وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير أنه سأل ابن عياس عن قوله : أولى لك فأولى أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم من قبل نفسه أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله

( ك ) وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير في قوله { وأسيرا } قال : لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يأسر أهل الإسلام ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك كانوا يأسرونهم في العذاب فنزلت فيهم فكان النبي صلى الله عليه و سلم يأمر بالصلاح إليهم
( ك ) وأخرج ابن المنذر عن عكرمة [ قال : دخل عمر بن الخطاب على النبي صلىالله عليه وسلم وهو راقد على حصير من جريد وقد أثر في جنبه فبكى عمر فقال له : ما يبكيك ؟ قال ذكرت كسرى وملكه وهرمز وملكه وصاحب الحبشة وملكه وأنت رسول الله صلى الله عليه و سلم على حصير من جريد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما ترضى أن لهم الدنيا ولنا الآخرة ] فأنزل الله { وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا }
( ك ) وأحرج عبد الرازق و ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة أنه بلغه أن أبا جهل قال لئن رأيت محمدا وهو يصلي لأطأن عنقه فأنزل الله { ولا تطع منهم آثما أو كفورا }

أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون } قال : نزلت في ثقيف

أحرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن الحسن قال : لما بعث النبي صلى الله عليه و سلم جعلوا يتساءلون بينهم فنزلت { عم يتساءلون * عن النبإ العظيم }

أخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب قال : لما نزل قوله تعالى { أإنا لمردودون في الحافرة } قال كفار قريش : لئن حيينا بعد الموت لنخسرن فنزلت { قالوا تلك إذا كرة خاسرة }
( ك ) وأخرج الحاكم و ابن جرير عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسأل عن الساعة حتى أنزل عليه { يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها } فانتهى وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن مشركي يأهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : متى تقوم الساعة استهزاء منهم فأنزل الله { يسألونك عن الساعة أيان مرساها } إلى آخر السورة
( ك ) وأخرج الطبراني و ابن جربر عن طارق بن شهاب قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر من ذكر الساعة حتى نزلت { فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها } و أخرج ابن أبي حاتم مثله عن عروة

أخرج الترمذي و الحاكم عن عائشة قالت : أنزل { عبس وتولى } في ابن أم مكتزم الأعمى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يقول : يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض عنه ويقبل على الآخر فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول : لا فنزلت { عبس وتولى * أن جاءه الأعمى } وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس
( ك ) وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله { قتل الإنسان ما أكفره } قال نزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال : كفرت برب النجم

أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن سليمان بن موسى قال : لما نزلت { لمن شاء منكم أن يستقيم } قال أبو جهل : ذاك إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم فأنزل الله { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين }
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق بقية عن عمر و بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة مثله ( ك ) وأخرج ابن المنذر من طريق سلمان القاسم ابن مخيرة مثله

أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { يا أيها الإنسان ما غرك } الآية قال : نزلت في أبي بن خلف

أخرج النسائي و ابن ماجه بسند صحيح عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة كانوا من ابخس الناس كيلا فأنزل الله { ويل للمطففين } فأحسنوا الكيل بعد ذلك ( ك )

أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { فلينظر الإنسان مم خلق } قال نزلت في أبي الأشد كان يقوم على الأديم فيقول : يا معشر قريش من أزالتي عنه فله كذا ويقول إن مجمد يزعم أن خزنة جهنم تسعة عشر فأنا أكفيكم وحدي عشرة واكفوني أنتم تسعة

أخرج الطبراني عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أتاه جبريل الوحي لم يفرغ من الوحي حتى يتكلم النبي صلى الله عليه و سلم بأوله مخافة أن ينساه فأنزل الله { سنقرئك فلا تنسى } في إسناده جويبر ضعيف جدا ( ك )

أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن قتادة قال : لما نعت الله ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة فأنزل الله { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت } ( ك )

أخرج ابن أبي حاتم عن بريدة في قوله { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : نزلت في حمزة وأخرج من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس : [ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من يشتري بئر رومة يستعذب بها غفر الله له فاشتراها عثمان فقال : هل لك أن تجعلها سقاية للناس ؟ قال نعم ] فأنزل الله في عثمان { يا أيتها النفس المطمئنة }

أخرج ابن أبي حاتم وغيره من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس [ أن رجلا كانت له نخل فرعها في دار رجل فقير ذي عيال فكان الرجل إذا جاء الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ منه الثمرة فربما تقع ثمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل من نخلته الثمرة من أيديهم وإن وجدها في فم أحدهم أدخل إصبعه حتى يخرج الثمرة من فيه فشكا ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : اذهب ولقي النبي صلى الله عليه و سلم صاحب النخلة فقال له أعطني نخلتك التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة فقال الرجل : لقد أعطيت وإن لي نخلا كثيرا وما فيه نخلة أعجب إلى ثمرة منها ثم ذهب الرجل ولقي رجلا كان يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن صاحب النخل فأتى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال أتعطيني يا رسول الله مثلما أعطيت الرجل أن أنا أخذنها ؟ فقال : نعم فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة ولكليهما نخل فقال له صاحب النخلة : أشعرت أن محمد صلى الله عليه و سلم أعطاني بنخلتي في دار فلان نخلة في الجنة ؟ فقلت له : لقد أعطيت ولكن يعجبني ثمرها ولي نخل كثير ما فيه نخلة أعجب إلي منها فقال الآخر : أتريد بيعها ؟ فقال : لا فلا أن أعطى بها ما أريد ولا أظن أعطى فقال : فكم مناك منها ؟ قال : أربعين نخلة قال بقد جئت بآمر عظيم ثم سكت عنه فقال له : أنا أعطيك أربعين نخلة فاشهد لي أن كنت صادقا فدعا قومه فاشهد له ثم ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له : يا رسول الله إن النخلة قد صارت لي وهي لك فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى صاحب الدار فقال له : النخلة لك ولعيالك ] فأنزل الله { والليل إذا يغشى } إلى آخر السورة قال ابن كثير حديث غريب جدا
وأخرج الحاكم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عنة أبيه قال : قال قحافة لأبي بكر : أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أنك أعتقت رجالا جلدا يمنعوك ويقومون دونك يا بني فقال : إني إنما أريد ما عند الله فنزلت هذه الآيات في { فأما من أعطى واتقى } إلى أخر السورة
وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله وفيه نزلت { سيجنبها الأتقى } إلى آخر السورة
وأخرج البزار عن ابن الزبير قال : نزلت هذه الآية : { وما لأحد عنده من نعمة تجزى } إلى آخرها في أبو بكر الصديق

أخرج الشيخان وغيرهما عن جندب قال : اشتكى النبي صلى الله عليه و سلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فاتته امرأة فقالت : يا محمد ما أرى شيطانك إلا وقد تركك فانزل الله { والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى }
( ك ) وأخرج سعيد بن منصور و الفريابي عن جندب قال أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال المشركون : قد ودع محمد فنزلت
؟ ( ك ) وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال : مكث رسول الله صلى الله عليه و سلم أياما لا ينزل عليه جبريل فقالت أم جميل امرأة أبي لهب : ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك فأنزل الله { والضحى }
وأخرج الطبراني وابن أبي شيبة في مسنده و الواحدي وغيرهم بسند فيه من لا يعرف عن حفص بن ميسرة القرشي عن أمه عن أمها خولة وقد كانت خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ أن جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه و سلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه و سلم أربعين يوما لا ينزل عليه الوحي فقال : يا خولة من حدث في بيت رسول الله جبريل لا يأتيني ؟ فقلت في نفسي : لو هيأت البيت فكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو فجاء النبي صلى الله عليه سلم الرعدة ] فأنزل الله { والضحى } إلى قوله { فترضى } قال الحافظ ابن حجر : قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة ولكن كونها سبب نزول الآية غريب شاذ مردود بما في الصحيح
( ك ) وأخرج ابن جرير عن عبد الله بم شداد : أن خدبجة قالت للنبي صلى الله عليه و سلم : ما أرى ربك إلا وقد قلاك فنزلت
وأخرج أيضا عن عروة قال : أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه و سلم فجزع جزعا شديدا فقالت خديجة : إني أرى ربك قد قلاك مما يرى من جزعك فنزلت وكلاهما مرسل رواتهما ثقات قال الحافظ ابن الحجر : فالذي يظهر أن كلا من أم جميل وخديجة قالت ذلك ولكن أم جميل قالته شماتة وخديجة قالته توجعا
وأخرج الطبراني في الأوسط عم ابن عباس قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عرض علي ما هو مفتاح لأمتي بعدي فسرني ] فأنزل الله { وللآخرة خير لك من الأولى } لإسناده حسن
وأخرج الحاكم و البيهقي و الطبراني وغيرهم عن ابن عباس قال : [ عرض على رسول الله صلى الله علبه وسلم ما هو مفتاح أمته كفرا كفرا أي قرية قرية فسر به ] فأنزل الله { ولسوف يعطيك ربك فترضى }

قال : نزلت لما عير المشركون المسلمون بالفقر وأخرج ابن جرير عن الحسن [ قال : لما نزلت هذه الآية { إن مع العسر يسرا } قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أبشروا أتاكم اليسر لن يغلب عسر يسرين ]

أخرج ابن جرير من طريق العوفي هم ابن عباس في قوله { ثم رددناه أسفل سافلين } قال : هم نفر ردوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فسئل عنهم حين سفهت عقولهم فأنزل الله عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم

أخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل : نعم فقال : واللات والعزة لئن رأيته يفعل لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب فأنزل الله { كلا إن الإنسان ليطغى } الآيات
( ك ) وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فجاءه أبو جهل فنهاه فأنزل الله { أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى } إلى قوله { كاذبة خاطئة }
وأخرج الترمذي وغيره عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي فجاء أبو جهل فقال : ألم أنهك عن هذا ؟ فزجره النبي صلى الله عليه و سلم فقال أبو جهل : إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني فأنزل الله { فليدع ناديه * سندع الزبانية } قال الترمذي : حسن صحيح

( ك ) أخرج الترمذي و الحاكم و ابن جرير عن الحسن بن علي قال : إن النبي صلى الله عليه و سلم رأى بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت { إنا أعطيناك الكوثر } ونزلت { إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر } تملكها بعدك بنو أمية قال القاسم الحراني فعددنا وإذا هي ألف شهر لا تزيد ولا تنقص قال الترمذي : غريب وقال المزني و ابن كثير : منكر جدا
وأخرج ابن أبي حاتم و الواحدي عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المسلمون من ذلك فأنزل الله { إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر } التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله
( ك ) و أخرج ابن جرير عن مجاهد قال : كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد العدو في النهار حتى يمسي فعمل ذلك ألف شهر فأنزل الله { ليلة القدر خير من ألف شهر } عملها ذلك الرجل

أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت { ويطعمون الطعام على حبه } الآية كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوه وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير : الكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك ويقولون : إنما وعد الله النار على الكبائر فأنزل الله { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }

أخرج البزار و ابن أبي حاتم و الحاكم عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم خيلا ولبث شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت { والعاديات ضبحا }

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن بريدة قال : نزلت في قبيلتين من الأنصار في بني حارثة وبني الحرث تفاخروا وتكاثروا فقالت إحداهما فيكم مثل فلان وفلان وقال الآخرون مثل ذلك تفاخروا بالأحياء ثم قالوا : انطلقوا بنا إلى القبور فجعلت إحدى الطائفتين تقول : فيكم مثل فلان وفلان يشيرون إلى القبر وتقول الأخرى مثل ذلك فأنزل الله { ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر }
( ك ) وأخرج ابن جرير عن علي قال : كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت { ألهاكم التكاثر } إلى { ثم كلا سوف تعلمون } في عذاب القبر

( ك ) أخرج ابن أبي حاتم عن عثمان وابن عمر قالا : ما زلنا نسمع أن { ويل لكل همزة } نزلت في أبي بن خلف
( ك ) وأخرج عن السدي قال : نزلت في الأخنس بن شريق
وأخرج ابن جرير عن رجل من أهل الرقة قال : نزلت في جميل بن عامر الجمحي
وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال : كان أمية ابن خلف إذا رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم همزه ولمزه فأنزل الله { ويل لكل همزة لمزة } السورة كلها

أخرج ابن المنذر وغيره عن أن هانئ بنت أبي طالب [ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فضل الله قريشا بسبع خصال الحديث وفيه نزلت فيه فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم ] { لإيلاف قريش }

( ك ) أخرج ابن المنذر عن طريف بن أبي طلحة عن عباس في قوله { فويل للمصلين } الآية قال : نزلت في المنافقين كانوا يراؤون المؤمنين بصلاتهم إذ حضروا ويتركونها إذا غابوا ويمنعوهم العارية

( ك ) أخرج البزار وغيره بسند صحيح عن ابن عباس قال : قدم كعب ابن الأشرف مكة فقالت له قريش : أنت سيدهم ألا ترى إلى هذا المنصبر المنبتر من قومه ويزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السقاية وأهل السدنة ؟ قال : أنتم خير منه فنزلت { إن شانئك هو الأبتر }
( ك ) وأخرج ابن أبي شيبة في لمصنف ابن المنذر عن عكرمة قال : لما أوحي إلى النبي صلى الله عليه و سلم قالت قريش : بتر محمد منا فنزلت { إن شانئك هو الأبتر }
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : كانتا قريش تقول : إذا مات ذكور الرجال بتر فلان فلما مات ولد النبي صلى الله عليه و سلم قال العاصي ابن وائل بتر محمد فنزلت وأخرج البيهقي في الدلائل مثله عن محمد بن علين وسمى الولد قاسم وأخرج عن مجاهد قال : نزلت في العاصي بن وائل وذلك أنه قال أنا شانئ محمد
( ك ) وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن أبي أيوب قال : لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم مشى المشركون بعضهم لبعض قالوا بتر الليلة فأنزل الله { إنا أعطيناك الكوثر } إلى آخر السورة
وأخرج ابن جرير عن سعيد ين جبير في قوله { فصل لربك وانحر } قال : نزلت يوم الحديبية أتاه جبريل فقال : انحر واركع فقام فخطب خطبة ثم ركع ركعتين ثم انصرف إلى البدن فنحرها قلت فيه غرابة شديدة
( ك ) وأخرج عن شمر بن عطية قال : كان عقبة بن أبي معيط يقول إنه لا يبقى للنبي صلى الله عليه و سلم ولد وهو ابتر فأنزل الله فيه { إن شانئك هو الأبتر }
وأخرج ابن المنذر عن جريح قال : بلغني أن إبراهيم ولد للنبي صلى الله عليه و سلم لما قالت قريش : أصبح محمد أبتر فغاظه ذلك فنزلت { إنا أعطيناك الكوثر } تعزية له

أخرج الطبراني و ابن أبي حاتم عن ابن عباس : [ أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء فقالوا : هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء فأن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة قال : حتى أنظر ما يأتيني من ربي ] فنزل الله { قل يا أيها الكافرون } إلى آخر السورة وأنزل { قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون }
وأخرج عبد الرزاق عن وهب قال : قالت قريش للنبي كفار قريش للنبي صلى الله عليه و سلم إن سرك أن تتبعنا عاما ونرجع إلى دينك عاما فأنزل الله { قل يا أيها الكافرون } إلى آخر السورة ( ك ) وأخرج المنذر نحوه عن ابن جريح
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن ميناء قال : لقي الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا محمد هلم فلتعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله فأنزل الله { قل يا أيها الكافرون }

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري قال : لما دخل رسول الله عليه وسلم مكة عام الفتح بعث خالد بن الولي فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم الله ثم أمر بالسلاح فرفع عنهم فدخلوا في الدين فنزل الله { إذا جاء نصر الله والفتح } حتى ختمها

أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس [ قال : صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم على الصفا فنادى : يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش قال : أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني ؟ قالوا : بلى قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب : تبا لك ألهذا جمعتنا ] فأنزل الله { تبت يدا أبي لهب وتب } إلى آخرها
( ك ) وأخرج ابن جرير من طريق إسرائيل عن ابن إسحاق عن رجل من همدان يقال له يزيد أن امرأة أبي لهب كانت تلقي في طريق النبي صلى الله عليه و سلم الشوك فنزلت { تبت يدا أبي لهب } إلى { وامرأته حمالة الحطب } ( ك ) وأخرج ابن المنذر عن عكرمة مثله

أخرج الترمذي و الحاكم و ابن خزيمة من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب : أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم : انسب لنا ربك فأنزل الله { قل هو الله أحد } إلى آخرها وأخرج الطبراني و ابن جرير مثله من حديث جابر بن عبد الله فاستدل بها على أن السورة مكية
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن اليهود جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم منهم بن الأشرف وحيي بن أخطب فقالوا : يا محمد صف لنا ربك الذي بعثك فأنزل الله { قل هو الله أحد } إلى آخرها وأخرج ابن جرير عن قتادة وابن المنذر عن سعيد بن جبير مثله فاستدل بهذا على أنها مدنية
( ك ) وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال : قال قتادة : قالت الأحزاب : انسب لنا ربك فأتاه جبريل بهذه السورة وهذا المراد بالمشركين في حديث أبي فتكون السورة مدنية كما دل عليها حديث ابن عباس وينتفي التعارض بين الحديثين لكن أخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة من طريق أبان عن أنس قال : أتت يهود خيبر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا أبا القاسم خلق الله الملائكة من نور الحجاب وآدم حما مسنون وإبليس من لهب النار والسماء من دخان والأرض من زبد الماء فأخبرنا عن ربك ؟ فلم يجبهم فأتاه جبريل بهذه السورة { قل هو الله أحد }

( ك ) وأخرج البيهقي في دلائل النبوة من طريق الكلبي هن أبي صالح عن ابن عباس قال : مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم مرضا شديدا فأتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه وآخر عند رجليه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما نرى ؟ قال طب قال وما طب ؟ قال : سحر قال : وما سحر ؟ قال : لبيد بن الأعصم اليهودي قال : أين هو ؟ قال في بئر آل فلان تحت صخرة في كرية فأتوا الركية فانزحوا ماءها ثم رفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية وأحرقوها فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث عمار في نفر فأتوا الركية وأحرقوها فإذا فيها وترفيه أحدى عشرة عقدة نزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } لأصله شاهد في الصحيح بدون نزول السورتين وله شاهد بنزولهما
وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طربق أبي جعفر عن الربيع لن أنس عن أنس بت مالك قال : صنعت اليهود ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا فأصابه من ذلك وجع شديد فدخل عليه أصابه فظنوا أنه لما به فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما فخرج إلى أصحابه صحيحا
وهذا آخر الكتاب والحمد لله على التمام صلى الله على سيدنا محمد رسول الله عليه التحية والسلام

أقسام الكتاب
1 2