كتاب : نكث الهميان في نكت العميان
المؤلف : الصفدي

بن عيسى أبو الحجاج الأندلسي الشنتمري بالشين المعجمة والنون وبعدها تاء
ثالثة الحروف وميم بعدها راء، الأعلم النحوي. كان واسع الحفظ جيد الضبط، كثير العناية بهذا الشأن، فكانت الرحلة إليه في وقته. أخذ عن أبي القاسم إبراهيم الإقليلي، وأبي سهل الحراني، ومسلم بن أحمد الأديب. وأخذ عنه أبو علي الغساني، وطائفة كبيرة. وكف بصره في آخر عمره. وكان مشقوق الشفة العليا شقاً كبيراً. توفي رحمه الله تعالى بإشبيلية سنة ست وسبعين وأربعمائة. وكانت ولادته سنة عشر وأربعمائة.
وشرح الجمل في النحو لأبي القاسم الزجاجي. وشرح أبيات الجمل في كتاب مفرد. وساعد شيخه الإفليلي على شرح ديوان أبي الطيب.وقيل شرح الحماسة شرحاً مطولاً. ورتب الحماسة كل باب منها على حروف المعجم.
يوسف بن عدي
أبوي يعقوب الكوفي. روى عنه البخاري. وروى النسائي عن رجل عنه. وأبو زرعة
وأبو حاتم. قال أبو زرعة ثقة. وأضر قبل موته بيسير. وتوفي رحمه الله تعالى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
يوسف بن علي
بن حبارة بن محمد بن عقيل. الهذلي. أبو القاسم الضرير المقرئ البسكري
بالباء الموحدة والسين المهملة والكاف والراء، وبسركة من بلاد المغرب في اقليم يعرف بالزاب الصغير، وهي في عمل المعز بن بادس. ولد سنة ثلاث وأربعمائة. وتوفي رحمه الله تعالى في سنة خمس وستين وأربعمائة. وقدم بغداد، وطوف البلاد، في طلب القراآت. وقرأ على المشايخ بأصبهان. وسمع من أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وبنيسابور من أبي بكر أحمد بن منصور بن خلف. وقرأ ببغداد على القاضي أبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، وغيره. وله كتاب سماه الكامل في القراآت. وكان يدرس النحو ويفهم الكلام والفقه.
يوسف بن محمد
بن الحسين. الموفق. أبو الحجاج المعروف بابن الخلال. صاحب ديوان الإنشاء
بمصر في دولة الحافظ أبي الميمون عبد المجيد صاحب مصر. قال: العماد يكتب الكاتب في حقه. ناظر ديوان مصر، وإنسان ناظره، وجامع مفاخره. وكان إليه الإنشاء. وله قوة على الترسل، يكتب كيف شاء. عاش كثيراً، وعطل في آخر عمره، وأضر. ولزم بيته إلى أن تعوض منه القبر. وتوفي رحمه الله تعالى بعد ملك الملك الناصر بثلاث أو أربع سنين. وكان الفاضل قد سيره أبوه، وهو قاضي عسقلان إلى ابن الخلال ليتخرج عليه في فن الكتابة ويتدرب به. فلما وصل إليه. قال له: ما الذي؟ أعددت لفن الكتابة من الآلات. فقال: ليس عندي شيء سوى أني أحفظ القرآن الكريم وكتاب الحماسة. فقال: في هذا بلاغ، ثم أمره بملازمته فلازمه وتدرب بين يديه، ثم أمره بعد ذلك أن يحل شعر الحماسة، فحله من أوله إلى آخره، ثم أمره به فحله مرةً ثانيةً. ويقال: إن الموفق بن الخلال، كان يكتب إلى القاضي الفاضل وهو عاطل في بيته. خادمه يوسف. وكان الفاضل يقول: إلى متى يخبأ الألف واللام، يعني يقول الخادم.
ولم يزل ابن الخلا بالديوان إلى أن طعن في السن، وعجز عن الحركة. فانقطع في بيته. وكان الفاضل يرعى له حق الصحبة والتعليم. ويجري عليه ما يحتاج إليه إلى أن مات رحمه الله تعالى في ثالث عشري جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمسمائة. ومن شعره:
عذبت ليال بالعذيب حوال ... وحلت مواقف بالوصال حوال
ومضت لذ ذات تقضي ذكرها ... تصبي الخلى وتستهيم السالي
وحلت موردة الخدود فأوثقت ... في الصبوة الخالي بحسن الخال
قالوا سراة بني هلال أصلها ... صدقوا كذاك البدر فرع هلال
ومنه:
وله طرف لواحظه ... نصرت شوقي على كبدي
قذفت عيني سوالفه ... فتوارت منه بالزرد
ومن شعره:
وصعدة لدنة كالتبر تفتق في ... جنح الظلام إذا ما أبرزت فلقا
تدنو فيخرق برد الليل لهذمها ... وإني نأت الإظلام ما فتقا
وتستهل بماء عند وقدتها ... كما تألق برق الغيث فانذفقا
كالصب لوناً ودمعاً والتظاً ضنىً ... وطاعة وسهاداً دائماً وشقا
والحب أنساً وليناً واستوى وسناً ... وبهجةً وطروقاً واجتلاً ولفا

وكان الموفق بن الخلال خال القاضي الجليس عبد العزيز بن الحسين بن الحباب فحصل لابن الخلال نكبة وحصل لابن الحباب بسبب خاله ابن الخلال صداع. فكتب ابن الحباب إلى القاضي الرشيد بن الزبير:
تسمع مقالي يا ابن الزبير ... فأنت خليق بأن تسمعه
بلينا بذي نسب شابك ... قليل الجدى في زمان الدعة
إذا ناله الخير لم نرجه ... وإن صفعوه صفعنا معه

يوسف بن محمد بن عبد الله
الإمام الفاضل الكاتب. مجد الدين أبو الفضائل المعروف بابن المهتار.
المصري المحدث القارئ بدار الحديث الأشرفية.ولد في حدود سنة عشر وستمائة. وتوفي رحمه الله تعالى سنة سبع وثمانين وستمائة. وسمع من ابن صباح، وابن الزبيدي، والفخر الإربلي، وابن اللتي، وجعفر الهمداني، وابن المقير، وابن ماسويه، وطائفة. وقرأ كتب الاجزاء والطباق، وشارك في العلم، وتوحد في الكتابة الفائقة، وعلم بها دهراً، وولى في الآخر مشيخة دار الحديث النورية. وكان إمام المسجد الذي داخل باب الفراديس. وكان ذا دين وورع. وكف بصره قبل موته بقليل. وسمع منه ابن العطار، وابن الخباز، وابن أبي الفتح، والمزي، وطائفة سواهم. وأجاز مروياته للشيخ شمي الدين الذهبي.
يونس بن ميسرة
بن حلبس. الجبلاني الأعمى. هو أخو يزيد وأيوب. كان من كبار علماء دمشق.
وروى عن معاوية، وعبد الله بن عمرو، وواثلة بن الأسقع، وأبي عمرو الصنابحي، وأبي مسلم الخولاني. وأم الدرداء. وغيرهم. وله كلام نافع في الزهد والمعرفة قال العجلي والدارقطني وغيرهما. ثقة.
قتله المسودة عند ملك دمشق سنة اثنتين وثلاثين ومائة رحمه اله تعالى. وكان يقول في دعائه. اللهم ارزقنا الشهادة، فيتعجب منه، إذ يدعو بهذا الدعاء، وهو أعمى حتى قتله المسودة. وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.
آخر الكتاب والحمد لله وحده وصلىالله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
175

أقسام الكتاب
1 2 3