كتاب : التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء محب الدين عبدالله بن أبي عبدالله الحسين  العكبري

اعراب الاستعإذة
أعوذ أصله اعوذ بسكون العين وضم الوأو مثل اقتل فاستثقلت الضمة على الوأو فنقلت إلى العين وبقيت ساكنة ومصدره عوذ وعيإذ ومعإذ وهذا تعليم والتقدير فيه قل اعوذ والشيطان فيعال من شطن يشطن إذا بعد ويقال فيه شاطن وتشطين وسمي بذلك كل متمرد لبعد غوره في الشر وقيل هو فعلان من شاط يشيط إذا هلك فالتمرد هالك بتمرده ويجوز ان يكون سمي بعلان لمبالغته في اهلاك غيره والرحيم فعيل بمعنى مفعول اي مرجوم بالطرد واللعن وقيل هو فعيل بمعنى فاعل اي يرجم غيره بالاغواء
اعراب التسمية
الباء في بسم متعلقة بمحذوف فعند البصريين المحذوف مبتدأ والجار والمجرور خبره والتقدير ابتدائي بسم الله اي كائن باسم الله فالباء متعلقى بالكون والاستقرار وقال الكوفيون المحذوف فعل تقديره ابتدأت أو أبدأ فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف وحذفت الألف من الخط لكثرة الاستعمال فلو قلت لا سم الله بركى أو باسم ربك اثبت الألف في الخط وقيل حذفوا الألف لأنهم حملوه على سم وهي لغة في اسم ولغاته خمس سم بكسر السين وضمها واسم بكسر الهمزه وضمها وسمي مثل ضحى والأصل في اسم سمو فالمحذوف منه لامه يدل على ذلك قولهم في جمعه أسماء وأسامي وفي تصغيره سمي وبنوا منه فعيلا فقالوا فلان سميك اي اسمه كاسمك والفعل منه سميت وأسميت فقد رأيت كيف رجع المحذوف إلى آخره وقال الكوفيون أصله وسم لأنه من الوسم وهو العلامى وهذا صحيح في المعنى فاسد اشتقاق
فان قيل كشيف أضيف الاسم إلى الله والله هو الاسم
قيل في ذلك ثلاثة أوجه أحدها ان الاسم هنا بمعنى التسميى والتسميى غير الاسم لأن الاسم هو اللازم للمسمى والتسميى هو التلفظ بالاسم والثاني ان في الكلام حذف مضاف تقديره باسم مسمى الله والثالث ان اسم زيادة ومن ذلك قوله إلى الحول ثم اسم السلام عليكما قول الاخر داع يناديه باسم الماء أي السلام عليكما ونناديه بالماء

والأصل في الله الالاه فألقيت فألقيت حركة الهمزة على لام المعرفة ثم سكنت وأدغمت في اللام الثانيى ثم فخمت إذا لم يكن قبلها كسرة ورققت إذا كانت قبلها كسرة ومنهم من يرققها في كل حال والتفخيم في هذا الاسم من خواصه وقال أبو علي همزة الاه حذفت حذفا من غير إلقاء وهمزة الاه أصل وهو من اله يأله إذا عبد فالاله مصدر في موضع المفعول أي المألوه وهو المعبود وقيل أصل الهمزة وأو لأنه من الوله فالاله تتوله إليه القلوب أي تتحير وقيل أصله لاه على فعل وأصل الألف ياء لأنهم قالوا في مقلوبة لهي أبوك ثم أدخلت عليه الألف واللام الرحمن الرحيم صفتان مشتقتان من الرحمة والرحمن من أبنية المبالغة وفي الرحيم مبالغة أيضا الا ان فعلانا ابلغ من فعيل وجرهما على الصفة والعامل في الصفة هو العامل في الموصوف وقال الأخفش العامل فيها معنوي وهو كونها تبعا ويجوز نصبهما على إضمار أعنى ورفعهما على تقدير هو

سورة الفاتحة
الجمهور على رفع الحمد بالابتداء ولله الخبر واللام متعلقة بمحذوف أي واجب أو ثابت ويقرأ الحمد بالنصب على انه مصدر فعل محذوف أي احمد الحمد والرفع أجود لأن فيه عموما في المعنى ويقرأ بكسر الدال اتباعا لكسرة اللام كما قالوا المعيرة ورغيف وهو ضعيف في الاية لأن فيه اتباع الإعراب البناء وفي ذلك ابطال للإعراب ويقرأ بضم الدال واللام على اتباع اللام الدال وهو ضعيف أيضا لأن لام الجر متصل بما بعده منفصل عن الدال ولا نظير له في حروف الجر المفردة الا أن من قرأ به فر من الخروج من الضم إلى الكسر وأجراه مجرى المتصل لأنه لا يكاد يستعمل الحمد منفردا عما بعده والرب مصدر رب يرب ثم جعل صفة كعدل وخصم وأصله راب وجره على الصفة أو البدل وقرىء بالنصب على إضمار أعنى وقيل على النداء وقرىء بالرفع على إضمار هو العالمين جمع تصحيح واحدة عالم والعالم اسم موضوع للجمع ولا واحد له في اللفظ واشتقاقه من العلم عند من خص العالم بمن يعقل أو من العلامة عند من جعله لجميع المخلوقات وفي الرحمن الرحيم الجر والنصب والرفع وبكل قرىء على ما ذكرناه في رب
قوله تعالى ملك يوم الدين يقرأ بكسر اللام من غير ألف وهو من عمر ملكه يقال ملك بين الملك بالضم وقرىء بإسكان اللام وهو من تخفيف

المكسور مثل فخذ وكتف وإضافته على هذا محضه وهو معرفة فيكون جره على الصفة أو البدل من الله ولا حذف فيه على هذا ويقرأ بالألف والجر وهو على هذا نكرة لأن اسم الفاعل إذا اريد به الحال أو الاستقبال لا يتعرف بالاضافة فعلى هذا يكون جره على البدل لا على الصفة لأن المعرفة لا توصف بالنكرة وفي الكلام حذف مفعول تقديره مالك امر يوم الدين أو مالك يوم الدين الامر وبالاضافة لي يوم خرج عن الظرفية لأنه لا يصح فيه تقدير في لأنها تفصل بين المضاف والمضاف إليه ويقرأ مالك بالنصب على أن يكون بإضمار أعني أو حالا أجاز قراءة من رفع الرحمن ويقرأ مليك يوم الدين رفعا ونصبا وجرا ويقرأ ملك يوم الدين على أنه فعل ويوم مفعول أو ظرف والدين مصدر دان يدين
قوله تعالى إياك الجمهور على كسرة الهمزة وتشديد الياء وقرىء شإذا بفتح الهمزة والاشبه ان يكون لغة مسموعة وقرىء بكسر الهمزة وتخفيف الياء والوجه فيه انه حذف احدى الياءين لاستثقال التكرير في حرف العلة وقد جاء ذلك في الشعر قال ألفرزدق
تنظرت نصرا والسماكين أيهما ... على مع الغيث استهلت مواطره
وقالوا في أما ايما فقلبوا الميم ياء كراهية التضعيف وايا عند الخليل وسيبويه اسم مضمر فأما الكاف فحرف خطاب عند سيبويه لا موضع لها ولا تكون اسما لأنها لو كانت اسما لكانت ايا مضافة إليها والمضمرات لا تضاف وعند الخليل هي اسم مضمر أضيفت ايا إليه لأن ايا تشبه المظهر لتقدمها على الفعل والمفاعل ولطولها بكثرة حروفها وحكى عن العرب إذا بلغ الرجل الستين فأباه وايا الشواب وقال الكوفيون إياك بكمالها اسم وهذا بعيد لأن هذا الاسم يختلف آخره بحسب اختلاف المتكلم والمخاطب والغائب فيقال إياي وإياك وإياه وقال قوم الكاف اسم وايا عماد له وهو حرف وموضع إياك نصب بنعبد
فان قيل إياك خطاب والحمد لله على لفظ الغيبة فكان الاشبه ان يكون إياه
قيل عادة العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة وسيمر بك من ذلك مقدار صالح في القرآن
قوله تعالى نستعين الجمهور على فتح النون وقرىء بكسرها وهي لغة

وأصله نستعون نستفعل من العون فاستثقلت الكسرة على الوأو فنقلت إلى العين ثم قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها
قوله تعالى اهدنا لفظه أمر والامر مبني على السكون عند البصريين ومعرب عند الكوفيين فحذف الياء عند البصريين علامة السكون الذي هو بناء وعند الكوفيين هو علامة الجزم وهدى يتعدى إلى مفعول بنفسه فأما تعديه إلى مفعول آخر فقد جاء متعديا إليه بنفسه ومنه هذه الاية وقد جاء متعديا بإلى كقوله تعالى هداني ربي إلى صراط مستقيم وجاء متعديا باللام ومنه قوله تعالى الذي هدانا لهذا
و السراط بالسين هو الأصل لأنه من سرط الشيء إذا بلغه وسمي الطريق سراطا لجريان الناس فيه كجريان الشيء المبتلع فمن قرأه بالسين جاء به على الأصل ومن قرأه بالصاد قلب السين صادا لتجانس الطاء في الاطباق والسين تشارك الصاد في الصفير والهمس فلما شاركت الصاد في ذلك قربت منها فكانت مقاربتها لها مجوزة قلبها إليها لتجانس الطاء في الاطباق ومن قرأ بالزاي قلب السين زايا لأن الزاي والسين من حروف الصفير والزاي أشبه بالطاء لأنهما مجهورتان ومن اشم الصاد زايا قصد ان يجعلها بين الجهر والاطباق وأصل المستقيم مستقوم ثم عمل فيه ما ذكرنا في نستعين ومستفعل هنا بمعنى فعيل أي السراط القويم ويجوز أن يكون بمعنى القائم اي الثابت وسراط الثاني بدل من الاول وهو بدل الشيء وهما بمعنى واحد وكلاهما معرفة والذين اسم موصول وصلته أنعمت والعائد عليه الهاء والميم والغرض من وضع الذي وصف المعارف بالجمل لأن الجمل تفسر بالنكرات والنكرة لا توصف بها المعرفة والألف واللام في الذي زائدتان وتعريفها بالصلة أل ترى أن من و ما معرفتان ولا لام فيهما فدل أن تعرفهما بالصلة والأصل في الذين اللذيون لأن واحده الذي الا ان ياء الجمع حذفت باء الأصل لئلا يجتمع ساكنان والذين بالياء في كل حال لأنه اسم مبني ومن العرب من يجعله في الرفع بالوأو وفي الجر والنصب بالياء كما جعلوه تثنيته بالألف في الرفع وبالياء في الجر والنصب وفي الذي خمس لغات إحداها الذي بلام مفتوحة من غير لام التعريف وقد قرىء به شإذا والثانية الذي بسكون الياء والثالثة يحذفها وإبقاء كسرة الذال والرابعة حذف الياء وإسكان الذال والخامسة بياء مشددة

قوله تعالى غير المغضوب يقرأ بالجر وفيه ثلاثة أوجه أحدهما أنه بدل من الذين والثاني أنه بدل من الهاء والميم في عليهم والثالث أنه صفة للذين
فان قلت الذين معرفة وغير لا يتعرف بالاضافة فلا يصح أن يكون صفة له ففيه جوابان أحدهما أن غير إذا وقت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالاضافة كقولك عجبت من الحركة غير السكون وكذلك الامر هنا لأن المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان والجواب الثاني أن الذين قريب من النكرة لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم وغير المغضوب قريبة من المعرفة بالتخصيص الحاصل لها بالاضافة فكل واحد منهما فيه ابهام من وجه واختصاص من وجه ويقرأ غير بالنصب وفيه ثلاثة أوجه أحدهما أنه حال من الهاء والميم والعامل فيها أنعمت ويضعف أن يكون حالا من الذين لأنه مضاف إليه والصراط لا يصح أن يعمل بنفسه في الحال وقد قيل انه ينتصب على الحال من الذين ويعمل فيها معنى الاضافة والوجه الثاني أنه ينتصب على الاستثناء من الذين أو من الهاء والميم والثالث أنه ينتصب بإضمار أعنى والمغضوب مفعول من غضب عليه وهو لازم والقائم مقام الفاعل عليهم والتقدير غير ألفريق المغضوب ولا ضمير في المغضوب لقيام الجار والمجرور مقام الفاعل ولذلك لم يجمع فيقال ألفريق المغضوبين عليهم لأن اسم الفاعل والمفعول إذا عمل فيما بعده لم يجمع جمع السلامة ولا الضالين لا زائدة عند البصريين للتوكيد وعند الكوفيين هي بمعنى غير كما قالوا جئت بلا شيء فأدخلوا عليها حرف الجر فيكون لها حكم غير وأجاب البصريون عن هذا بأن لا دخلت للمعنى فتخطاها العامل كما يتخطى الألف واللام والجمهور على ترك الهمز في الضالين وقرأ أيوب السختياني بهمزة مفتوحة وهي لغة فاشية في العرب في كل ألف وقع بعدها حرف مشدد نحو ضال ودابة وجان والعلة في ذلك أنه قلب الألف همزة لتصح حركتها لئلا يجمع بين ساكنين
فصل
وأما آمين فاسم للفعل ومعناها اللهم استجب وهو مبنى لوقوعه موقع المبني وحرك بالفتح لأجل الياء قبل آخره كما فتحت أين والفتح فيها أقوى لأن قبل الياء كسرة فلو كسرت النون على الأصل لوقعت الياء بين كسرتين وقيل آمين اسم من أسماء الله تعالى وتقديره يا آمين وهذا خطأ لوجهين أحدهما أن أسماء الله لا تعرف الا تلقيا ولم يرد بذلك سمع والثاني أنه لو كان كذلك لبني على الضم لأنه منادى معرفة أو مقصود وفيه لغتان القصر وهو الأصل والمد وليس من الابنية

العربية بل هو من الابنية الاعجمية كهابيل وقابيل والوجه فيه أن يكون أشبع فتحة الهمزة فنشأت الألف فعلى هذا لا تخرج عن الابنية العربية
فصل في هاء الضمير نحو عليهم وعليه وفيه وفيهم
وإنما أفردناه لتكرره في القرآن الأصل في هذه الهاء الضم لأنها تضم بعد الفتحة والضمة والسكون نحو انه وله وغلامه ويسمعه ومنه وإنما يجوز كسرها بعد الياء نحو عليهم وأيديهم وبعد الكسر نحو به وبداره وضمها في الموضعين جائز لأنه الأصل وإنما كسرت لتجانس ما قبلها من الياء والكسرة وبكل قد قرىء
فأما عليهم ففيها عشر لغات وكلها قد قرىء به خمس مع ضم الهاء وخمس مع كسرها فالتي مع الضم إسكان الميم وضمها من غير إشباع وضمها مع وأو وكسر الميم من غير ياء وكسرها مع الياء وأما التي مع كسر الهاء فإسكان الميم وكسرها من غير ياء وكسرها مع الياء وضمها من غير وأو وضمها مع الوا والأصل في ميم الجمع أن يكون بعدها وأو كما قرأ ابن كثير فالميم لمجأوزة الواحد والألف دليل التثنية نحو عليهما والوأو للجمع نظير الألف ويدل على ذلك أن علامة الجماعة في المؤنث نون مشددة نحو عليهن فكذلك يجب أن يكون علامة الجمع للمذكر حرفين الا أنهم حذفوا الوأو تخفيفا ولا ليس في ذلك لأن الواحد لا ميم فيه والتثنية بعد ميمها ألف وإذا حذفت الوأو سكنت الميم لئلا تتوالى الحركات في أكثر المواضع نحو ضربهم ويضربهم فمن أثبت الوأو أو حذفها وسكن الميم فلما ذكرنا ومن ضمن الميم دل بذلك على أن أصلها الضم وجعل الضمة دليل الوأو المحذوفة ومن كسر الميم وأتبعها ياء فانه حرك الميم بحركة الهاء الكسورة قبلها ثم قلب الوأو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ومن حذف الياء جعل الكسرة دليلا عليها ومن كسر الميم بعد ضمة الهاء فانه أراد أن يجانس بها الياء التي قبل الهاء ومن ضم الهاء قال ان الياء في عليها حقها أن تكون ألفا كما ثبتت الألف مع المظهر وليست الياء أصل الألف فكما أن الهاء تضم بعد الألف فكذلك تضم بعد الياء المبدلة منها ومن كسر الهاء اعتبر اللفظ فأما كسر الهاء واتباعها بياء ساكنة فجائز على ضعف أما جوازه فلخفاء الهاء بينت بالاشباع وأما ضعفه فلأن الهاء خفية والخفي قريب من الساكن والساكن غير حصين فكأن الياء وليت الياء وإذا لقي الميم ساكن بعدها جاز ضمها نحو عليهم الذلة لأن أصلها الضم وإنما أسكنت تخفيفا فإذا احتيج إلى حركتها كان الضم الذي هو حقها في الأصل أولى ويجوز كسرها اتباعا لما قبلها

وأما فيه ويليه ففيه الكسر من غير الشباع وبالاشباع وفيه الضم من غير إشباع وبالاشباع وأما إذا سكن ما قبل الهاء نحو منه وعنه وتجدوه فمن ضم من غير إشباع فعلى الأصل ومن أشبع أراد تبيين الهاء لخفائها

سورة البقرة
قوله تعالى الم هذه الحروف المقطعة كل واحد منها اسم فألف اسم يعبر به عن مثل الحرف الذي في قال ولام يعبر بها عن الحرف الاخير من قال وكذلك ما أشبهها والدليل على أنها أسماء أن كلا منها يدل على معنى في نفسه وهي مبنية لأنك لا تريد أن تخبر عنها بشيء وإنما يحكى بها ألفاظ الحروف التي جعلت أسماء لها فهي كالاصوات نحو غاق في حكاية صوت الغراب
وفي موضع الم ثلاثة أوجه أحدها الجر على القسم وحرف القسم محذوف وبقي عمله بعد الحذف لأنه مراد فهو كالملفوظ به كما قالوا الله ليفعلن في لغة من جر والثاني موضعها نصب وفيه وجهان أحدهما هو على تقدير حذف القسم كما تقول الله لأفعلن والناصب فعل محذوف تقديره التزمت الله أي المين به والثاني هي مفعول بها تقديره اتل الم والوجه الثالث موضعها رفع بأنها متبدأ وما بعدها الخبر
قوله عز و جل ذلك ذا اسم اشارة والألف من جملة الاسم وقال الكوفيون الذال وحدها هي الاسم والألف زيدت لتكثير الكلمة واستدلوا على ذلك بقولهم ذه امة الله وليس ذلك بشيء لأن هذا الاسم اسم ظاهر وليس في الكلام اسم ظاهر على حرف واحد حتى يحمل هذا عليه ويدل على ذلك قولهم في التصفير ذيا فردوه إلى الثلاثي والهاء في ذه بدل من الياء في ذي وأما اللام فحرف زيد ليدل على بعد المشار إليه وقيل هي بدل من ها الا تراك تقول هذا وهذاك ولا يجوز هذلك وحركت اللام لئلا يجتمع ساكنان وكسرت على أصل التقاء الساكنين وقيل كسرت للفرق بين هذه اللام ولام الجر إذ لو فتحتها فقلت ذلك لالتبس بمعنى الملك وقيل ذلك ها هنا بمعنى هذا وموضعه رفع اما على أنه خبر الم والكتاب عطف بيان ولا ريب في موضع نصب على الحال أي هذا الكتاب حقا أو غير ذي شك واما أن يكون ذلك مبتدأ والكتاب خبره ولا ريب حال ويجوز أن يكون الكتاب عطف بيان ولا ريب فيه الخبر وريب مبنى عند الاكثرين لأنه ركب مع لا وصير

بمنزلة خمسة عشر وعلة بنائه تضمنه معنى من إذ التقدير لا من ريب واحتيج إلى تقدير من لتدل لا على نفي الجنس الا ترى أنك تقول لا رجل في الدار فتنفي الواحد وما زاد عليه فإذا قلت لا رجل في الدار فرفعت ونونت نفيت الواحد ولم تنف ما زاد عليه إذ يجوز أن يكون فيها اثنان أو أكثر
وقوله فيه فيه وجهان أخدهما هو في موضع خبر لا ويتعلق بمحذوف تقديره لا ريب كائن فيه فيقف حينئذ على فيه والوجه الثاني أن يكون لا ريب آخر الكلام وخبره محذوف للعلم به ثم تستأنف فتقول فيه هدى فيكون هدى مبتدأ وفيه الخبر وان شئت كان هدى فاعلا مرفوعا بفيه ويتعلق في على الوجهين بفعل وجهان أحدهما رفع اما مبتدأ أو فاعل على ما ذكرنا واما أن يكون خبر متبدأ محذوف أي هو هدى واما أن يكون خبرا لذلك بعد خبر والوجه الثاني أن يكون في موضع نصب على الحال من الهاء في فيه أي لا ريب فيه هاديا فالمصدر في معنى اسم الفاعل والعامل في الحال معنى الجملة تقديره أحققه هاديا ويجوز أن يكون العامل فيه معنى التنبيه والاشارة الحاصل من قوله ذلك
قوله تعالى للمتقين اللام متعلقة بمحذوف تقديره كائن أو كائنا على ما ذكرناه من الوجهين في الهدى ويجوز أن يتعلق اللام بنفس الهدى لأنه مصدر والمصدر يعمل عمل الفعل وواحد المتقين متقى وأصل الكلمة من وقى فعل ففاؤها وأو ولامها ياء فإذا بنيت من ذلك افتعل قلبت الوأو تاء وأدغمتها في التار الاخرى فقلت اتقى وكذلك في اسم الفاعل وما تصرف منه نحو متقى ومتقى ومتقى اسم ناقص وياؤه التي هي لام محذوفة في الجمع لسكونها وسكون حرف الجمع وسكون حرف الجمع بعدها كقولك متقون ومتقين ووزنه في الأصل مفتعلون لأن أصله موتقيون فحذفت اللام لما ذكرنا فوزنه الان مفتعون ومفتعين وإنما حذفت اللام دون علامة الجمع لأن علامة الجمع دالة على معنى إذا حذفت لا يبقى على ذلك المعنى دليل فكان ابقاؤها أولى
قوله تعالى الذين يؤمنون هو في موضع جر صفة للمتقين ويجوز أن يكون في موضع نصب اما على موضع للمتقين أو بإضمار أعنى ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمارهم أو مبتدأ وخبره أولئك على هدى وأصل يؤمنون يؤمنون لآنه من الامن والماضي منه آمن فالألف بدل من همزة ساكنة قلبت ألفا كراهية اجتماع همزتين ولم يحققوا الثانية في موضع ما لسكونها وانفتاح ما قبلها ونظيره في الاسماء

آدم آخر فأما في المستقبل فلا تجمع بين الهمزتين اللتين هما الأصل لأن ذلك يفضي بك في المتكلم إلى ثلاث همزات الأولى همزة المضارعة والثانية همزة أفعل التي في آمن والثالثة الهمزة التي هي فاء الكلمة فحذفوا الوسطى كما حذفوها في أكرم لئلا تجتمع الهمزات وكان حذف الوسطى أولى من حذف الأولى لأنها حرف معنى ومن حذف الثالثة لأن الثالثة فاء الكلمة والوسطى زائدة وإذا أردت تبيين ذلك فقل ان آمن أربعة أحرف فهو مثل دحرج فلو قلت أدرحرج لأتيت بجميع ما كان في الماضي وزدت عليه همزة المتكلم فمثله يجب أن يكون في أومن فالباقي من الهمزات الأولى والوأو التي بعدها مبدلة من الهمزة الساكنة التي هي فاء الكلمة والهمزة الوسطى هي المحذوفة وإنما قلبت الهمزة الساكنة وأوا لسكونها وانضمام ما قبلها فإذا قلت نؤمن وتؤمن ويؤمن جاز لك فيه وجهان أحدهما الهمز على الأصل والثاني قلب الهمزة وأوا تخفيفا وحذفت الهمزة الوسطى حملا على أومن والأصل يؤمن فأما أؤمن من فلا يجوز همزة الثانية بحال لما ذكرنا والغيب هنا مصدر بمعنى الفاعل أي يؤمنون بالغائب عنهم ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي المغيب كقوله هذا خلق الله أي مخلقوه ودرهم ضرب الامير أي مضروبه
قوله عز و جل ويقيمون أصله يؤمقومون وما ضيه أقام وعينه وأو لقولك فيه يقوم فحذفت الهمزة كما حذفت في أقيم لاجتماع الهمزتين وكذلك جميع ما فيه حرف مضارعة لئلا يختلف باب أفعال المضارعة وأما الوأو فعمل فيها ما عمل في نستعين وقد ذركناه وألف الصلاة منقلبة عن وأو لقولك صلوات والصلاة مصدر صلى ويراد بها هاهنا الافعال والاقوال المخصوصة فلذلك جرت مجرى الاسماء غير المصادر
قوله تعالى ومما رزقناهم من متعلقة بينفقون والتقدير وينفقون مما رزقناهم فيكون الفعل قبل المفعول كما كان قوله يؤمنون ويقيمون كذلك وإنما أخر الفعل عن المفعول لتتوافق رءوس الاي وما بمعنى الذي ورزقنا يتعدى إلى مفعولين وقد حذف الثاني منهما هنا وهو العائد على ما تقديره رزقناهموه أو رزقناهم إياه ويجوز أن تكون ما نكرة موصولة بمعنى شيء أي ومن مال رزقناهم فيكون رزقناهم في موضع جرصفة لما وعلى القول الاول لا يكون له موضع لأن الصلة لا موضع لها ولا يجوز أن تكون ما مصدرية لأن الفعل لا ينفق ومن

لمتبعيض ويجوز أن تكون لابتداء غاية الانفاق وأصل ينفقون يؤنفقون لأن ماضيه أنفق وقد تقدم نظيره
قوله تعالى بما أنزل إليك وما ها هنا بمعنى الذي ولا يجوز أن تكون نكرة موصوفة أي بشيء أنزل إليك لأنه لا عموم فيه على هذا ولا يكمل الايمان الا أن يكون بجميع ما أنزل إلى النبي وما للعموم وبذلك يتحقق الايمان والقراءة الجيدة بأنزل إليك بتحقيق الهمزة وقد قرىء في الشإذ أنزل إليك بتشديد اللام والوجه فيه أنه سكن لام أنزل وألقى عليها حركة الهمزة فانكسرت اللام وحذفت الهمزة فلقيتها لام إلى فصار اللفظ بما أنزل إليك فسكنت اللام الأولى وأدغمت في اللام الثانية والكاف هنا ضمير المخاطب وهو النبي ويجوز أن يكون ضمير الجنس المخاطب ويكون في معنى الجمع وقد صرح به في آي أخر كقوله لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم
قوله تعالى وبالاخرة الباء متعلقة بيوقنون ولا يمتنع أن يعمل الخبر فيما قبل المبتدأ وهذا يدل على أن تقديم الخبر على المبتدأ جائز إذ المعمول لا يقع في موضع لا يقع فيه العامل والاخر صفة والموصوف محذوف تقديره وبالساعة الاخرة أو بالدار الاخرة كما قال وللدار الاخرة خير وقال واليوم الاخر
قوله تعالى هم يوقنون هم مبتدأ ذكر على جهة التوكيد ولو قال وبالاخرة يوقنون لصح المعنى والإعراب ووجه التوكيد في هم تحقيق عود الضمير إلى المذكورين لا إلى غيرهم ويوقنون الخبر وأصله يؤيقنون لأن ماضيه أيقن والأصل أن يؤتى في المضارع بحروف الماضي الا أن الهمزة حذفت لما ذكرنا في يؤمنون وأبدلت الياء وأوا لسكونها وانضمام ما قبلها
قوله تعالى أولئك هذه صيغة جمع على غير لفظ واحدة وواحدة ذا ويكون أولئك للمؤنث والمذكر والكاف فيه حرف للخطاب وليست اسما إذ لو كانت اسما لكانت اما مرفوعة أو منصوبة ولا يصح شيء منهما إذ لا رافع هنا ولا ناصب واما أن تكون مجرورة بالاضافة وأولاء لا تصح اضافته لأنه مبهم والمبهمات لا تضاف فبقي أن تكون حرفا مجردا للخطاب ويجوز مد أولاء وقصره في غير القرآن وموضعه هنا رفع بالابتداء و على هدى الخبر وحرف الجر متعلق بمحذوف أي أولئك ثابتون على هدى ويجوز أن يكون أولئك خبر الذين يؤمنون بالغيب وقد ذكر

فان قيل أصل على الاستعلاء والهدى لا يستعلى عليه فكيف يصح معناها ها هنا
قيل معنى الاستعلاء حاصل لأن منزلتهم علت باتباع الهدى ويجوز أن يكون لما كانت أفعالهم كلها على مقتضى الهدى كان تصرفهم بالهدى كتصرف الراكب بما يركبه
قوله تعالى من ربهم في موضع جر صفة لهدى ويتعلق الجار بمحذوف تقديره هدى كأئن وفي الجار والمجرور ضمير يعود على الهدى ويجوز كسر الهاء وضمها على ما ذكرنا في عليهم في الفاتحة
قوله تعالى وأولئك مبتدأ و هم مبتدأ ثان و المفلحون خبر المبتدأ الثاني والثاني وخبره خبر الاول ويجوز هم فصلا لا موضع له من الإعراب والمفلحون خبر أولئك والأصل في مفلح مؤفلح ثم عمل فيه ما ذكرناه في يؤمنون
قوله تعالى سواء عليهم رفع بالابتداء وأأنذرتهم أم لم تنذرهم جملة في موضع الفاعل وسدت هذه الجملة مسد الخبر والتقدير يستوي عندهم الانذار وتركه وهو كلام محمول على المعنى ويجوز أن تكون هذه الجملة في موضع مبتدأ وساء خبر مقدم والجملة على القولين خبر أن ولا يؤمنون لا موضع له على هذا ويجوز أن يكون سواء خبر أن وما بعده معمول له ويجوز أن يكون لا يؤمنون خبر أن وسواء عليهم وما بعده معترض بينهما ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر وسواء مصدر واقع موقع اسم الفاعل وهو مستو ومستو يعمل عمل يستوي ومن أجل أنه مصدر لا يثنى ولا يجمع والهمزة في سواء مبدلة من ياء لأن باب طويت وشويت أكثر من باب قوة وحوة فحمل على الاكثر
قوله تعالى أأنذرتهم قرأ ابن محيصن بهمزة واحدة على لفظ الخبر وهمزة الاستفهام مرادة ولكن حذفوها تخفيفا وفي الكلام ما يدل عليها وهو قوله أم لم لأن أم تعادل الهمزة وقرأ الاكثرون على لفظ الاستفهام ثم اختلفوا في كيفية النطق به فحقق قوم الهمزتين ولم يفصلوا بينهما وهذا هو الأصل الا أن الجمع بين الهمزتين مستثقل لأن الهمزة نبرة تخرج من الصدر بكلفة فالنطق بها يشبه التهوع فإذا اجتمعت همزتان كان أثقل على المتكلم فمن هنا لا يحققهما أكثر العرب ومنهم من يحقق الأولى ويجعل الثانية بين بين أي بين الهمزة والألف وهذه في الحقيقة همزة

مليئة وليست ألفا ومنهم من يجعل الثانيى ألفا صحيحا كما فعل ذلك في آدم وآمن ومنهم من يلين الثانيى ويفصل بينها وبين الأولى بالألف ومنهم من يحقق الهمزتين ويفصل بينهما بألف ومن العرب من يبدل الأولى هاء ويحقق الثانيى ومنهم من يلين الثانيى مع ذلك ولا يجوز أن يحقق الأولى ويجعل الثانية ألفا صحيحا ويفصل بينهما بألف لأن ذلك جمع بين ألفين ودخلت همزة الاستفهام هنا للتسوية وذلك شبيه بالاستفهام لأن المستفهم يستوي عنده الوجود والعدم فكذلك يفعل من يريد التسوية ويقع ذلك بعد سواء كهذه الاية وبعد ليت شعرى كقولك ليت شعري أقام أم قعد وبعد لا أبالي ولا أدري وأم هذه هي المعادلة لهمزة الاستفهام ولم ترد المستقبل إلى معنى المضي حتى يحسن معه أمس فان دخلت عليها ان الشرطية عاد الفعل إلى أصله من الاستقبال
قوله تعالى وعلى سمعهم السمع في الأصل مصدر سمع وفي تقديره هنا وجهان أحدهما أنه استعمل مصدرا على أصله وفي الكلام حذف تقديره على مواضع سمعهم لأن نفس السمع لا يختم عليه والثاني أن السمع هنا استعمل بمعنى السامعة وهي الاذن كما قالوا الغيب بمعنى الغائب والنجم الغائب والنجم بمعنى الناجم واكتفى بالواحد هنا عن الجمع كما قال الشاعر
بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب يريد جلودها
قوله تعالى وعلى أبصارهم غشأوة يقرأ بالرفع على أنه مبتدأ وعلى أبصارهم خبره وفي الجار على هذا ضمير وعلى قول الأخفش غشأوة مرفوع بالجار كارتفاع الفاعل بالفعل ولا ضمير في الجار على هذا لارتفاع الظاهرية والوقف على هذه القراءة على وعلى سمعهم ويقرأ بالنصب بفعل مضمر تقديره وجعل على أبصارهم غشأوة ولا يجوز أن ينتصب بختم لأنه لا يتعدى بنفسه ويجوز كسر الغين وفتحها وفيها ثلاث لغات أخر غشوة بغير ألف بفتح الغين وضمها وكسرها
قوله تعالى ولهم عذاب مبتدأ وخبر أو فاعل عمل فيه الجار على ما ذكرنا قبل وفي عظيم ضمير يرجع على العذاب لأنه صفته
قوله تعالى ومن الناس الوأو دخلت هنا للعطف على قوله الذين يؤمنون

بالغيب وذلك أن هذه الايات استوعبت أقسام الناس فالايات الاول تضمنت كر المخلصين في الايمان وقوله ان الذين كفروا تضمن ذكر من أظهر الكفر وأبطنه وهذه الاية تضمنت ذكر من أظهر الايمان وأبطن الكفر فمن هنا دخلت الوأو لتبين أن المذكورين من تتمة الكلام الاول ومن هنا للتبعيض وفتحت نونها ولم تكسر لئلا تتوالى الكسرتان وأصل الناس عند سيبويه أناس حذفت همزته وهي فاء الكلمة وجعلت الألف واللام كالعوض منها فلا يكاد يستعمل الناس الا بالألف واللام ولا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام فالألف في الناس على هذا زائدة واشتقاقه من الانس وقال غيره ليس في الكلمة حذف والألف منقلبة عن وأو وهي عين الكلمة واشتقاقه من ناس ينوس نوسا إذا تحرك وقالوا في تصغيره نويس
قوله من يقول من في موضع رفع بالابتداء وما قبله الخبر أو هو مرتفع بالجار قبله على ما تقدم ومن هنا نكرة موصوفة ويقول صفة لها ويضعف أن تكون بمعنى الذي لأن الذي يتنأول قوما بأعيانهم والمعنى ها هنا على الايهام والتقدير ومن الناس فريق يقول ومن موحدة للفظ وتستعمل في التثنية والجمع والتأنيث بلفظ واحد والضمير الراجع إليها يجوز أن يفرد حملا على لفظها وأن يثني ويجمع ويؤنث حملا على معناها وقد جاء في هذه الاية على الوجهين فالضمير في يقول مفرد وفي آمنا وما هم جمع والأصل في يقول يقول بسكون القاف وضم الوأو لأنه نظير ويقتل ولم يأت الا على ذلك فنقلت ضمة الوأو إلى القاف ليخف اللفظ بالوأو ومن ها هنا إذا أمرت لم تحتج إلى الهمزة بل تقول قل لأن فاء الكلمة قد تحركت فلم تحتج إلى همزة الوصل
قوله تعالى آمنا أصل الألف همزة ساكنة فقلبت ألفا لئلا تجتمع همزتان وكان قلبها ألف من أجل الفتحة قبلها ووزن آمن افعل من الامن و الاخر فاعل فالألف فيه غير مبدلة من شيء
قوله وما هم هم ضمير منفصل مرفوع بما عند أهل الحجاز ومبتدأ عند تميم والباء في الخبر زائدة للتوكيد غير متعلقة بشيء وهكذا كل حرف جر زيد في المبتدأ أو الخبر أو الفاعل وما تتنفي ما في الحال وقد تستعمل لنفي المستقبل
قوله تعالى يخادعون الله في الجملة وجهان أحدهما لا موضع لها والثاني موضعها نصب على الحال وفي صاحب الحال والعامل فيها وجهان أحدهما هي من

الضمير في يقول فيكون العامل فيها يقول والتقدير يقول آمنا مخادعين والثاني هي حال من الضمير في قوله بمؤمنين والعامل فيها اسم الفاعل والتقدير وما هم بمؤمنين في حال خداعهم ولا يجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لمؤمنين لأن ذلك يوجب نفي خداعهم والمعنى على إثبات الخداع ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في آمنا لأن آمنا محكى عنهم بيقول فلو كان يخادعون حالا من الضمير في آمنا لكانت محكية ايضا وهذا محال لوجهين أحدهما انهم ما قالوا آمنا وخادعنا والثاني أنه اخبر عنهم بقوله يخادعون ولو كان منهم لكان نخادع بالنون وفي الكلام حذف تقديره يخادعون نبي الله وقيل هو على ظاهره من غير حذف
قوله عز و جل وما يخادعون وأكثر القراءة بالألف وأصل المفاعلة أن تكون من اثنين وهي على ذلك هنا لأنهم في خداعهم ينزلون أنفسهم منزلة أجنبي يدور الخداع بينهما فهم يخدعون أنفسهم وأنفسهم تخدعهم وقيل المفاعلى هنا من واحد كقولك سافر الرجل وعاقبت اللص ويقرأ يخدعون بغير ألف مع فتح الياء ويقرأ بضمها على أن يكون الفاعل للخدع الشيطان فكأنه قال وما يخدعهم الشيطان الا أنفسهم أي عن أنفسهم وأنفسهم نصب بأنه مفعول وليس نصبه على الاستثناء لأن الفعل لم يتسوف مفعول له قبل الا
قوله تعالى فزادهم الله زاد يستعمل لازما كقولك زاد الماء ويستعمل متعديا إلى مفعولين كقولك زدته درهما وعلى هذا جاء في الاية ويجوز امالة الزاي لأنها تكسر في قولك زدته وهذا يجوز فيما عينه وأو مثل خاف الا أنه احسن فيما عينه ياء
قوله تعالى أليم هو فعيل بمعنى مفعل لأنه من قولك آلم فهو مؤلم وجمعه الماء وألم مثل شريف وشرفاء وشراف
قوله تعالى بما كانوا يكذبون هو في موضع رفع صفة لأليم وتتعلق الباء بمحذوف تقديره أليم كائن بتكذيبهم أو مستحق وما هنا مصدرية وصلتها يكذبون وليست كان صلتها لأنها الناقصة ولا تستعمل منها مصدر ويكذبون في موضع نصب خبر كان وما المصدرية حرف عند سيبويه واسم عند الأخفش وعلى كلا القولين لا يعود عليها من صلتها شيء

قوله عز و جل وإذا قيل لهم إذا في موضع نصب على الظرف والعامل فيها جوابها وهو قوله قالوا وقال قوم العامل فيها قيل وهو خطأ لأنه في موضع جر بإضافة إذا إليه والمضاف إليه لا يعمل في المضاف وأصل قيل قول فاستثقلت الكسرة على الوأو فحذفت وكسرت القاف لتنقلب الوأو ياء كما فعلوا في أدل وأحق ومنهم من يقول نقلوا كسرة الوأو إلى القاف وهذا ضعيف لأنك لا تنقل إليها الحركة الا بعد تقدير سكونها فيحتاج في هذا إلى حذف ضمة القاف وهذا عمل كثير ويجوز اشمام القاف بالضمة مع بقاء الياء ساكنة تنبيها على الأصل ومن العرب من يقول في مثل قيل وبيع قول وبوع ويسوى بين ذوات الوأو والياء قالوا وتخرج على أصلها وما هو من الياء ستقلب الياء فيه وأوا لسكونها وانضمام ما قبلها ولا يقرأ بذلك ما لم تثبت به رواية والمفعول القائم مقام الفاعل مصدر وهو القول وأضمر لأن الجملة بعده تفسره والتقدير وإذا قيل لهم قول هو لا تفسدوا ونظيره ثم بدا لهم من بعد ما أرادوا الايات ليسجننه أي بدا لهم بداء ورأى وقيل لهم هو القائم مقام الفاعل وهو بعيد لأن الكلام لا يتم به وما هو مما تفسره الجملة بعده ولا يجوز أن يكون قوله لا تفسدوا قائما مقام الفاعل لأن الجملة لا تكون فاعلا فلا تقوم مقام الفاعل ولهم في موضع نصب مفعول قيل
قوله في الارض الهمزة في الارض أصل وأصل الكلمة من الاتساع ومنه قولهم أرضت القرحة إذا اتسعت وقول من قال سميت أرضا لأن الاقدام ترضها ليس بشيء لأن الهمزة فيها أصل والرض ليس من هذا ولا يجوز أن يكون في الارض حالا من الضمير في تفسدوا لأن ذلك لا يفيد شيئا وإنما هو ظرف متعلق بتفسدوا
قوله انما نحن ما ههنا كافة لان عن العمل لأنها هيأتها للدخول على الاسم تارة وعلى الفعل أخرى وهي انما عملت لاختصاصها بالاسم وتفيد انما حصر الخبر فيما أسند إليه الخبر كقوله انما الله اله واحد وتفيد في بعض المواضع اختصاص المذكور بالوصف المذكور دون غيره كقولك انما زيد كريم أي ليس فيه من الاوصاف التي تنسب إليه سوى الكرم ومنه قوله تعالى انما أنا بشكر مثلكم لأنهم طلبوا منه مالا يقدر عليه البشر فأثبت لنفسه صفة البشر ونفى عنه ما عداها قوله نحن هو اسم مضمر منفصل مبني على الضم وإنما بنيت الضمائر لافتقارها إلى الظواهر التي ترجع إليها فهي كالحروف في افتقارها إلى الاسماء وحرك آخرها لئلا يجتمع ساكنان وضمت النون لأن الكلمة ضمير مرفوع للمتكلم فأشبهت التاء

في قمت وقيل ضمت لأن موضعها رفع وقيل النون تشبه الوأو فحركت بما يجانس الوأو ونحن ضمير المتكلم ومن معه وتكون للاثنتين والجماعة ويستعمله المتكلم الواحد العظيم وهو في موضع رفع بالابتداء و مصلحون خبره
قوله تعالى أل هي حرف يفتتح به الكلام لتنبيه المخاطب وقيل معناها حقا وجوز هذا القائل أن تفتح أن بعدها كما تفتح بعد حقا وهذا في غاية البعد
قوله هم المفسدون هم مبتدأ والمفسدون خبره والجملة خبر ان ويجوز أن تكون هم في موضع نصب توكيدا لاسم ان ويجوز ان يكون فصلا لا موضع لها لأن الخبر هنا معرفة ومثل هذا الضمير يفصل بين الخبر والصفة فيعين ما بعده للخبر
قوله تعالى وإذا قيل لهم آمنو القائم مقام المفعول هو القول ويفسره آمنوا لأن الامر والنهي قول
قوله كما آمن الناس الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي ايمانا مثل ايمان الناس ومثله كما آمن السفهاء
قوله السفهاء الا انهم في هاتين الهمزتين أربعة أوجه أحدهما تحقيقهما وهو الأصل والثاني تحقيق الأولى وقلب الثانيى وأوا خالصة فرارا من توالي الهمزتين وجعلت الثانية وأوا لانضمام الأولى والثالث تليين الأولى وهو جعلها بين الهمزة وبين الوأو وتحقيق الثانيى والرابع كذلك الا أن الثانيى وأو ولا يجوز جعل الثانية بين الهمزة والوأو لأن ذلك تقريب لها من الألف والألف لا يقع بعد الضمة والكسرة وأجازه قوم
قوله تعالى لقوا الذين آمنوا أصله لقيوا فأسكنت الياء لثقل الضمة عليها ثم حذفت لسكونها وسكون الوأو بعدها وحركت القاف بالضم تبعا للوأو وقيل نقلت ضمة الياء إلى القاف بعد تسكينها ثم حذفت وقرأ ابن السميقع لاقوا بألف وفتح القاف وضم الوأو وإنما فتحت القاف وضمت الوأو لما نذكره في قوله اشتروا الضلالة
قوله خلوا إلى يقرأ بتحقيق الهمزة وهو الأصل ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الوأو وحذف الهمزة فتصير الوأو مكسروة بكسرة الهمزة وأصل خلوا خلووا فقلبت الوأو الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت لئلا يلتقي

ساكنان وبقيت الفتحى تدل على الألف المحذوفة
قوله انا معكم الأصل اننا فحذفت النون الوسطى على القول الصحيح كما حذفت في ان إذا خففت كقوله تعالى وان كل لما جميع ومعكم ظرف قائم مقام الخبر أي كائنون معكم
قوله تعالى مستهزءون يقرأ بتحقيق الهمزة وهو الأصل وبقلبها ياء مضمومة لانكسار ما قبلها ومنهم من يحذف الياء لشبهها بالياء الأصلية في مثل قولك يرمون ويضم الزاي وكذلك الخلاف في تليين همزة يستهزىء بهم
قوله تعالى يعمهون هو حال من الهاء والميم في يمدهم وفي طغيانهم متعلق بيمدهم أيضا وان شئت بيعمهون ولا يجوز أن تجعلهما حالين من يمدهم لأن العامل الواحد لا يعمل في حالين
قوله تعالى اشتروا الضلالة الأصل اشتريوا فقلبت الياء ألفا ثم حذفت الألف لئلا يلتقي ساكنان الألف والوأو
فان قلت فالوأو هنا متحركة قيل حركتها عارضة فلم يعتد بها وفتحة الراء دليل على الألف المحذوفة وقيل سكنت الياء لثقل الضمة عليها ثم حذفت لئلا يلتقي ساكنان وإنما حركت الوأو بالضم دون غيره ليفرق بين وأو الجمع والوأو الأصلية في نحو قوله لو استطعنا وقيل ضمت لأن الضمة هنا أخف من الكسرة لأنها من جنس الوأو وقيل حركت بحركة الياء المحذوفة وقيل ضمت لأنها ضمير فاعل فهي مثل التاء في قمت وقيل هي للجمع فهي مثل نحن وقد همزها قوم شبهوها بالوأو المضمزمة ضما لازما نحو أثؤب ومنهم من يفتحها ايثارا للتخفيف ومنهم من يكسرها على الأصل في التقاء الساكنين ومنهم من يختلسها فيحذفها لالتقاء الساكنين وهو ضعيف لأن قبلها فتحة والفتحة لا تدل عليها
قوله تعالى مثلهم كمثل ابتداء وخبر والكاف يجوز أن يكون حرف جر فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل فلا يتعلق بشيء
قوله الذي استوقد الذي هاهنا مفرد في اللفظ والمعنى على الجمع بدليل قوله ذهب الله بنورهم وما بعده وفي وقوع المفرد هنا موقع الجمع وجهان أحدهما هو جنس مثل من وما فيعود الضمير إليه تارة بلفظ المفرد وتارة بلفظ الجمع والثاني أنه أراد الذين فحذفت النون لطول الكلام بالصلة ومثله

والذي جاء بالصدق وصدق به ثم قال أولئك هم المتقون واستوقد بمعنى أوقد مثل استقر بمعنى قر وقيل استوقد استدعى الايقاد
قوله تعالى فلما أضاءت لما هنا اسم وهي ظرف زمان وكذا في كل موضع وقع بعدها الماضي وكان لها جواب والعامل فيها جوابها مثل إذا وأضاءت متعد فيكون ما على هذا مفعولا به وقيل أضاء لازم يقال ضاءت النار وأضاءت بمعنى فعلى هذا يكون ما ظرفا وفي ما ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذي والثاني هي نكرة موصوفة أي مكانا حوله والثالث هي زائدة
قوله ذهب الله بنورهم الباء هنا معدية للفعل كتعدية الهمزة له والتقدير إذهب الله نورهم ومثله في القرآن كثير وقد تأتي الباء في مثل هذا للحال كقولك ذهبت بزيد أي ذهبت ومعي زيد
قوله تعالى وتركهم في ظلمات تركهم هاهنا يتعدى إلى مفعلوين لأن المعنى صيرهم وليس المراد به الترك الذي هو الاهمال فعلى هذا يجوز أن يكون المفعول الثاني في ظلمات فلا يتعلق الجار بمحذوف ويكون لا يبصرون حالا ويجوز أن يكون لا يبصرون هو المفعول الثاني وفي ظلمات ظرف يتعلق بتركهم أو بيبصرون ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يبصرون أو من المفعول الاول
قوله تعالى صم بكم الجمهور على الرفع على أنه خبر ابتداء محذوف أي هم صم وقرىء شإذا بالنصب على الحال من الضمير في يبصرون
قوله تعالى فهم لا يرجعون جملة مستأنفة وقيل موضعها حال وهو خطأ لأن ما بعد الفاء لا يكون حالا لأن الفاء ترتب والاحوال لا ترتيب فيها ويرجعون فعل لازم أي لا ينتهون عن باطلهم أو لا يرجعون إلى الحق وقيل هو متعد ومفعوله محذوف تقديره فهم لا يردون جوابا مثل قوله انه على رجعه لقادر
قوله تعالى أو كصيب في أو أربعة أوجه أحدها أنها للشك وهو راجع إلى الناظر في حال المنافقين فلا يدري أيشبههم بالمستوقد أو بأصحاب الصيب كقوله إلى مائة ألف أو يزيدون أي يشك الرائي لهم في مقدار عددهم والثاني أنها للتخيير أي شبهوهم بأي القبيلتين شئتم والثالث أنها للاباحة والرابع أنها للابهام أي بعض الناس يشبههم بالمستوقد بأصحاب الصيب ومثله قوله تعالى كونوا هودا

أو نصارى أي قالت إليهود كونوا هودا وقالت النصارى كونوا نصارى ولا يجوز عند أكثر البصريين أن تحمل أو على الوأو ولا على بل ما وجدن ذلك مندوحة والكاف في موضع رفع عطفا على الكاف في قوله كمثل الذي ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف تقديره أو مثلهم كمثل صيب وفي الكلام حذف تقديره أو كأصحاب صيب وإلى هذا المحذوف يرجع الضمير من قوله يجعلون والمعنى على ذلك لأن تشبيه المنافقين بقوم أصابهم مطر فيه ظلمة ورعد وبرق لا بنفس المطر وأصل صيب صيوب على فيعل فأبدلت الوأو ياء وأدغمت الأولى فيها ومثله مين وهين وقال الكوفيون أصله صويب على فعيل وهو خطأ لأنه لو كان كذلك لصحت الوأو كما صحت في طويل وعويل من السماء في موضع نصب ومن متعلقة بصيب لأن التقدير كمطر صيب من السماء وهذا الوصف يعمل عمل الفعل ومن لابتداء الغاية ويجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لصيب فيتعلق من بمحذوف أي كصيب كأئن من السماء والهمزة في السماء بدل من وأو قلبت همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة ونظائرة تقاس عليه فيه ظلمات الهاء تعود على صيب وظلمات رفع بالجار والمجرور لأنه قد قوي بكونه صفة لصيب ويجوز أن يكون ظلمات مبتدأ وفيه خبر مقدم وفيه على هذا ضمير والجملة في موضع جر صفة لصيب والجمهور على ضم اللام وقد قرىء بإسكانها تخفيفا وفيه لغة أخرى بفتح اللام والرعد مصدر رعد يرعد والبرق مصدر أيضا وهما على ذلك موحدتان هنا ويجوز أن يكون الرعد والبرق بمعنى الراعد والبارق كقولهم رجل عدل وصوم يجعلون يجوز أن يكون في موضع جر صفة لأصحاب صيب وأن يكون مستأنفا وقيل يجوز أ يكون حالا من الهاء في فيه والراجع على الهاء محذوف تقديره من صواعقه وهو بعيد لأن حذف الراجع على ذي الحال كحذفها من خبر المبتدأ وسيبويه يعده من الشذوذ من الصواعق أي من صوت الصواعق حذر الموت مفعول له وقيل مصدر أي يحذرون حذرا مثل حذر الموت والمصدر هنا مضاف إلى المفعول به محيط أصله محوط لأنه من حاط يحوط فنقلت كسرة الوأو إلى الحاء فانقلبت ياء
قوله تعالى يكاد فعل يدل على مقاربة وقوع الفعل بعدها ولذلك لم تدخل عليه أن لأن أن تخلص الفعل للاستقبال وعينها وأو والأصل يكود مثل خاف يخاف وقد سمع فيه كدت بضم الكاف وإذا دخل عليها حرف نفي دل على أن الفعل الذي بعدها وقع وإذا لم يكن حرف نفي لم يكن الفعل بعدها واقعا ولكنه

قارب الوقوع وموضع يخطف نصب لأنه خبر كاد والمعنى قارب البرق خطف الابصار والجمهور على فتح الياء والطاء وسكون الخاء وماضيه خطف كقوله تعالى الا من خطف الخطفة وفيه قراءات شإذة إحداها كسر الطاء على أن ماضيه خطف بفتح الطاء والثانية بفتح الياء والخاء والطاء وتشديد الطاء والأصل يختطف فأبدل من التاء طاء وحركت بحركة التاء والثالثة كذلك الا انها بكسر الطاء على ما يستحقه في الأصل والرابعة كذلك الا أنها بكسر الخاء أيضا على الاتباع والخامسة بكسر الياء أيضا اتباعا أيضا والسادسة بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين الساكنين كلما هي هنا ظرف وكذلك كل موضع كان لها جواب و ما مصدرية والزمان محذوف أي كل وقت اضاءة وقيل ما هنا نكرة موصوفة ومعناها الوقت والعائد محذوف أي كل وقت أضاء لهم فيه والعامل في كل جوابها و فيه أي في ضوئه والمعنى بضوئه ويجوز أن يكون ظرفا على أصلها والمعنى انهم يحيط بهم الضوء شاء ألفا منقلبة عن ياء لقولهم في مصدره شئت شيئا وقالوا أشأته أي حملته على أن يشاء لذهب بسمعهم أي أعدم المعنى الذي يسمعون به وعلى كل متعلق ب قدير في موضع نصب
قوله تعالى يا أيها الناس أي اسم مبهم لوقوعه على كل شيء أتى به في النداء توصلا إلى نداء ما فيه الألف واللام إذا كانت يا لا تباشر الألف واللام وبنيت لأنها اسم مفرد مقصود وها مقحمة للتنبيه لأن الأصل أن تباشر يا الناس فلما حيل بينهما بأي عوض من ذلك ها والناس وصف لأي لا بد منه لأنه المنادى في المعنى ومن ها هنا رفع ورفعه أن يجعل بدلا من ضمة البناء وأجاز المازني نصبه كما يجيز يا زيد الظريف وهو ضعيف لما قدمنا من لزوم ذكره والصفة لا يلزم ذكرها من قبلكم من هنا لابتداء الغاية في الزمان والتقدير والذين خلقهم من قبل خلقكم فحذف الخلق وأقام الضمير مقامه لعلكم متعلق في المعنى باعبدوا أي اعبدوه ليصح منكم رجاء التقوى والأصل توتقيون فأبدل من الوأو تاء وأدغمت في التاء الاخرى وسكنت الياء ثم حذفت وقد تقدمت نظائره فوزنه الان تفتعون
قوله تعالى الذي جعل هو في موضع نصب بتتقون أو بدل من ربكم أو صفة مكررة أو بإضمار أعنى ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار هو

الذي وجعل هنا متعد إلى مفعول واحد وهو الارض وفراشا حال ومثله والسماء بناء ويجوز أن يكون جعل بمعنى صير فيتعدى إلى مفعولين وهما الارض وفراشا ومثله والسماء بناء ولكم متعلق بجعل أي لأجلكم من السماء متعلق بأنزل وهي لابتداء غاية المكان ويجوز أن يكون حالا والتقدير ماء كائنا من السماء فلما قدم الجار صار حالا وتعلق بمحذوف والأصل في ماء موه لقولهم ماهت الركية تموه وفي الجمع أمواه فلما تحركت الوأو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثم أبلدوا من الهاء همزة وليس بقياس من الثمرات متعلق بأخرج فيكون من لابتداء الغاية ويجوز أن يكون في موضع الحال تقديره رزقا كائنا من الثمرات و لكم أي من أجلكم والرزق هنا بمعنى المرزوق وليس بمصدر فلا تجعلوا أي لا تصيرا أو لا تسمعوا فيكون متعديا إلى مفعولين ويالانداد جمع ند ونديد وأنتم تعلمون مبتدأ وخبر في موضع الحال ومفعول تعلمون محذوف أي تعلمون بطلان ذلك والاسم من أنتم أن والتاء للخطاب والميم للجمع وهما حرفا معنى
قوله تعالى وان كنتم جواب الشرط فأتوا بسورة و ان كنتم صادقين شرط أيضا جوابه محذوف أغنى عنه جواب الشرط الاول أي ان كنتم صادقين فافعلوا ذلك ولا تدخل ان الشرطية على فعل ماض في المعنى الا على كان لكثرة استعمالها وأنها لا تدل على حدث مما نزلنا في موضع جر صفة لريب أي ريب كائن مما نزلنا والعائد على ما محذوف أي نزلناه و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ويجوز أن يتعلق من بريب أي ان ارتبتم من أجل ما نزلنا فأتوا أصله ائتيوا وماضيه أتى ففاء الكلمة همزة فإذا أمرت زدت عليها همزة الوصل مكسورة فاجتمعت همزتان والثانية ساكنة فأبدلت الثانية ياء لئلا يجمع بين همزتين وكانت الياء الأولى للكسرة قبلها فإذا اتصل بها شيء حذفت همزة الوصل استغناء عنها ثم همزة الياء لأنك أعدتها إلى أصلها لزوال الموجب لقلبها ويجوز قلب هذه الهمزة ألفا إذا انفتح ما قبلها مثل هذه الاية وياء إذا انكسر ما قبلها كقوله الذي ايتمن فتصيرها ياء في اللفظ ووأوا إذا انضم ما قبلها كقوله يا صلاح أوتنا ومنهم من يقول ذن لي من مثله الهاء تعود على النبي فيكون من للابتداء ويجوز أن تعود على القرآن فتكون من زائدة ويجوز أن تعود على الانداد بلفظ المفرد كقوله تعالى وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه وادعوا لام الكلمة محذوف لأنه حذف في الواحد دليلا

على السكون الذي هو جزم في المعرب وهذه الوأو ضمير الجماعة من دون الله في موضع الحال من الشهداء والعامل فيه محذوف تقديره شهداءكم منفردين عن الله أو عن أنصار الله
قوله تعالى فان لم تفعلوا الجزم بلم لا بان لأن لم عامل شديد الاتصال بمعموله ولم يقع الا مع الفعل المستقبل في اللفظ وان قد دخلت على الماضي في اللفظ وقد وليها الاسم كقوله تعالى وان أحد من المشكرين وقودها الناس الجمهور على فتح الوأو وهو الحطب وقرىء بالضم وهو لغة في الحطب والجيد أن يكون مصدرا بمعنى التوقد ويكون في الكلام حذف مضاف تقديره توقدها واحتراق للناس أو تلهب الناس أو ذو وقودها الناس أعدت جملة في موضع الحال من النار والعامل فيها فاتقوا ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في وقودها لثلاثة أشياء أحدها أنها مضاف إليها والثاني أن الحطب لا يعمل في الحال والثالث أنك تفصل بين المصدر أو ما عمل عمله وبين ما يعمل فيه بالخبر وهو الناس
قوله تعالى أن لهم جنات فتحتا أن ها هنا لأن التقدير لهم وموضع أن وما عملت فيه نصب ببشر لأن حرف الجر إذا حذف وصل الفعل بنفسه هذا مذهب سيبويه وأجاز الخليل يكون في موضع جر بالباء المحذوفة لأنه موضع تزاد فيه فكأنها ملفوظ بها ولا يجوز ذلك مع غير أن لو قلت بشره بأنه مخلد في الجنة جاز حذف الباء لطول الكلام ولو قلت بشره الخلود لم يجز وهذا أصل يتكرر في القرآن كثيرا فتأمله واطلبه ها هنا تجري من تحتها الانهار الجملة في موضع نصب صفة للجنات والانهار مرفوعة بتجري لا بالابتداء وأن من تحتها الخبر ولا بتحتها لأن تجري لا ضمير فيه إذا كانت الجنات لا تجري وإنما تجري أنهارها والتقدير من تحت شجرها لا من تحت أرضها فحذف المضاف ولو قيل ان الجنة هي الشجر فلا يكون في الكلام حذف لكان وجها كلما رزقوا منها إلى قوله من قبل في موضع نصب على الحال من الذين آمنوا تقديره مرزوقين على الدوام ويجوز أن يكون حالا من الجنات لأنها قد وصفت وفي الجملة ضمير يعود إليها وهو قوله منها رزقنا من قبل وأتوا به يجوز أن يكون حالا وقد معه مرادة تقديره قالوا ذلك وقد أتوا به ويجوز أن يكون مستأنفا و متشابها حال من الهاء في به ولهم فيها أزواج أزواج مبتدأ ولهم الخبر وفيها ظرف للاستقرار ولا يكون فيها الخبر لأن الفائدة تقل إذ الفائدة في جعل الازواج لهم

و فيها الثانيى تتعلق ب خالدون وهاتان الجملتان مستأنفتان ويجوز أن تكون الثانية حالا من الهاء والميم في لهم والعامل فيها معنى الاستقرار
قوله تعالى لا يستحيي وزنه يستفعل ولم يستعمل منه فعل بغير السين وليس معناه الاستدعاء وعينه ولامه ياءان , اصله الحياء وهمزة الحياء بدل من الياء وقرىء في الشإذ يتحي بياء واحدة والمحذوفة هي اللام كما تحذف في الجزم ووزنه على هذا يستفع الا أن الياء نقلت حركتها إلى العين وسكنت وقيل المحذوف هي العين وهو بعيد أن يضرب أي من أن يضرب فموضعه نصب عند سيبويه وجر عند الخليل ما حرف زائد للتوكيد و بعوضة بدل من مثلا وقيل ما نكرة موصوفة وبعوضة بدل من ما ويقرأ شإذا بعوضة بالرفع على أن تجعل ما بمعنى الذي ويحذف المبتدأ أي الذي هو بعوضة ويجوز أن يكون ما حرفا ويضمر المبتدأ تقديره مثلا هو بعوضة فما فوقها الفاء للعطف وما نكرة موصوفة أو بمنزلة الذي والعامل في فوق على الوجهين الاستقرار والمعطوف عليه بعوضة أما حرف ناب عن حرف الشرط وفعل الشرط ويذكر لتفصيل ما أجمل ويقع الاسم بعده مبتدأ وتلزم الفاء خبره والأصل مهما يكن من شيء فالذين آمنوا يعلمون لكن لما نابت أما عن حرف الشرط كرهوا أن يولوها الفاء فأخروها إلى الخبر وصار ذكر المبتدأ بعدها عوضا من اللفظ بفعل الشرط من ربهم في موضع نصب على الحال والتقدير أنه ثابت أو مستقر من ربهم والعامل معنى الحق وصاحب الحال الضمير المستتر فيه مإذا فيه قولان أحدهما أن ما اسم للاستفهام موضعها رفع بالابتداء وذا بمعنى الذي و أراد صلة له والعائد محذوف والذي وصلته خبر المبتدأ والثاني أن ما وذا اسم واحد للاستفهام وموضعه نصب بأراد ولا ضمير في الفعل والتقدير أي شيء أراد الله مثلا تمييز أي من مثل ويجوز أن يكون حالا من هذا أي متمثلا أو متمثلا به فيكون حالا من اسم الله يضل يجوز أن يكون في موضع نصب صفة للمثل ويجوز أن يكون حالا من اسم الله ويجوز أن يكون مستأنفا الا ألفاسقين مفعول يضل وليس بمنصوب على الاستثناء لأن يضل لم يستوف مفعوله قبل الا
قوله تعالى الذين ينقضون في موضع نصب صفة للفاسقين ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى , ان يكون رفعا على الخبر أي هم الذين ويجوز أن

يكون مبتدأ والخبر قوله أولئك هم الخاسرن من بعد من لا بتداء غاية الزمان على رأي من أجاز ذلك وزائدة على رأي من لم يجزه وهو مشكل على أصله لأنه لا يجيز زيادة من في الواجب ميثاقه مصدر بمعنى الايقاق والهاء تعود على اسم الله أو على العهد فان أعدتها إلى اسم الله كان المصدر مضافا إلى الفاعل وان أعدتها إلى العهد كان مضافا إلى المفعول ما أمر ما بمعنى الذي ويجوز أن يكون نكرة موصوفة و أن يوصل في موضع جر بدلا من الهاء أي يوصله ويجوز أن يكون بدلا من ما بدل الاشتمال تقديره ويقطعون وصل ما أمر الله به ويجوز أن يكون في موضع رفع أي هو أن يوصل أولئك مبتدأ و هم مبتدأ ثان أو فصل و الخاسرون الخبر
قوله تعالى كيف تكفرون بالله كيف في موضع نصب على الحال والعامل في كتفرون وصاحب الحال الضمير في تكفرون والتقدير أمعاندين تكفرون ونحو ذلك وتكفرون يتعدى بحرف الجر وقد عدى بنفسه في قوله الا ان عادا كفروا ربهم يوذلك حمل على المعنى إذ المعنى جحدوا وكنتم قد معه مضمرة والجملة حال ثم إليه الهاء ضمير اسم الله ويجوز أن يكون ضمير الاحياء المدلول عليه بقوله فأحياكم
قوله تعالى جميعا حال في معنى مجتمعا فسواهن انما جمع الضمير لأن السماء جمع سمأوة أبدلت الوأو فيها همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة سبع سموات سبع منصوب على البدل من الضمير وقيل التقدير فسوى منهن سبع سموات كقوله واختار موسى قومه فيكون مفعولا به وقيل سوى بمعنى صير فيكون مفعولا ثانيا وهو يقرأ بإسكان الهاء وأصلها الضم وإنما أسكنت لأنها صارت كعضد فخففت وكذلك حالها مع الفاء واللام نحو فهو لهو يقرأ بالضم على الأصل
قوله تعالى وإذ قال هو مفعول به تقديره وإذكر إذ قال وقيل هو خبر مبتدأ محذوف تقديره وابتداء خلقي إذ قال ربك وقيل إذ زائدة و للملائكة مختلف في واحدها وأصلها فقال قوم أحدهم في الأصل مألك على مفعل لأنه مشتق من الالوكة وهي الرسالة ومنه قول الشاعر
وغلام أرسلته أمه ... بألوك فبذلنا ما سأل
فالهمزة فاء الكلمة ثم أخرت فجعلت بعد اللام فقالوا ملأك قال الشاعر

فلسا لانسي ولكن لملأك ... تنزل من جو السماء يصوب فوزنه الان معفل والجمع ملائكة على معافلة وقال آخرون أصل الكلمة لأك فعين الكلمة همزة وأصل ملك ملأك من غير نقل وعلى كلا القولين ألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت فلما جمعت ردت فوزنه الان مفاعلة وقال آخرون عين الكلمة وأو وهو من لاك يلوك إذا أدار الشيء في فيه فكأن صاحب الرسالة يديرها في فيه فيكون أصل ملك ملاك مثل معإذ ثم حذفت عينه تخفيفا فيكون أصل ملائكة ملأوكة مثل مقأولة فأبدلت الوأو همزة كما أبدلت وأو مصائب وقال آخرون ملك فعل من الملك وهي القوة فالميم أصل ولا حذف فيه لكنه جمع على فعائلة شإذا جاعل يراد به الاستقبال فلذلك عمل ويجوز أن يكون بمعنى خالق فيتعدى إلى مفعول واحد وأن يكون بمعنى مصير فيتعدى إلى مفعولين ويكون في الارض هو الثاني خليفة فعلية بمعنى فاعل أي يخلف غيره وزيدت الهاء للمبالغة أتجعل الهمزة للاسترشاد أي أتجعل فيها من يفسد كما كان فيها من قبل وقيل استفهموا عن أحوةال أنفسهم أي اتجعل فيها مفسدا ونحن على طاعتك أو نتغير يسفك الجمهور على التخفيف وكسر الفاء وقد قرىء بضمها وهما لغتان ويقرأ بالتشديد للتكثير وهمزة الدماء منقلبة عن ياء لأن الأصل دمى لأنهم قالوا دميان بحمدك في موضع الحال تقديره تسبح مشتملين بحمدك أو متبعدين بحمدك وتقدس لك أي لأجلك ويجوز أن تكون اللام زائدة أي تقدسك ويجوز أن تكون معدية للفعل كتعدية الباء مثل سجدت لله اني أعلم الأصل انني فحذفت النون الوسطى لا نون الوقاية هذا هو الصحيح وأعلم يجوز أن يكون فعلا ويكن ما مفعولا اما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف ويجوز أن يكون اسما مثل أفضل فيكون ما في موضع جر بالاضافة ويجوز أن يكون في موضع نصب بأعلم كقولهم هؤلاء حواج بيت الله بالنصب والجر وسقط التنوين لأن هذا الاسم لا ينصرف فان قلت أفعل لا ينصب مفعولا قيل ان كانت من معه مرادة لم ينصب وأعلم هنا بمعنى عالم ويجوز أن يرد بأعلم أعلم منكم فيكون ما في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه الاسم ومثله قوله هو أعلم من يضل عن سبيله
قوله تعالى وعلم يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون معطوفا على قال ربك وموضعه جر كموضع قال وقوى ذلك إضمار الفاعل وقرىء وعلم آدم على

ما لم يسم فاعله وآدم أفعل والألف فيه مبدلة من همزة هي فاء الفعل لأنه مشتق من ديم الارض أو من الادمة ولا يجوز أن يكون وزنه فاعلا إذ لو كان كذلك لا نصرف مثل عالم وخاتم التعريف وحده لا يمنع وليس بأعجمي ثم عرضهم يعني أصحاب الاسماء فلذلك ذكر الضمير هؤلاء ان كنتم يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل ويقرأ بهمزة واحدة قيل المحذوفة هي الأولى لأنها لام الكلمة والاخرى أول الكلمة الاخرى وحذف الاخر أولى وقيل المحذوفة الثانية لأن الثقل بها حصل ويقرأ بتليين الهمزة الأولى وتحقيق الثانية وبالعكس ومنهم من يبدل الثانية ياس ساكنة كأنه قدرهما في كلمة واحدة طلبا للتخفيف
قوله تعالى سبحانك سبحان اسم واقع موقع المصدر وقد اشتق منه سبحت والتسبيح ولا يكاد يستعمل الا مضافا لأن الاضافة تبين من المعظم فإذا أفرد عن الاضافة كان اسما علما للتسبيح لا ينصرف للتعريف والألف والنون في آخره مث علمان وقد جاء في الشعر منونا على نحو تنوين العلم إذا نكر وما يضاف إليه مفعول به لأنه المسبح ويجوز أن يكون فاعلا لأن المعنى تنزهت وانتصابه على المصدر بفعل محذوف تقديره سبحت الله تسبيحا الا ما علمتنا ما مصدرية أي الا علما علمتناه وموضعه رفع على البدل من موضع لا علم كقولك لا اله الا الله ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي ويكون علم بمعنى معلوم أي لا معلوم لنا الا الذي علمتناه ولا يجوز أن تكون ما في موضع نصب بالعلم لأن اسم لا إذا عمل فيما بعده لا يبني انك انت العليم أنت مبتدأ والعلمي خبره والجملة خبر ان ويجوز أن يكون أنت توكيد للمنصوب ووقع بلفظ المرفوع لأنه هو الكاف في المعنى ولا يقع ها هنا اياك للتوكيد لأنها لو وقعت لكانت بدلا وإياك لم يؤكد بها ويجوز أن يكون فصلا لا موضع لها من الإعراب و الحكيم خبر ثان أو صفة للعليم على قول من أجاز صفة الصفة وهو صحيح لأن هذه الصفة هي الموصوف في المعنى والعليم بمعنى العالم وأما الحكيم فيجوز أن يكون بمعنى الحاكم وأن يكون بمعنى المحكم
قوله تعالى أنبئهم يقرأ بتحقيق الهمزة على الأصل وبالياء على تليين الهمزة ولم نقلبها قلبا قياسا لأنه لو كان كذلك لحذفت الياء كما تحذف من قولك أبقهم من بقيت وقد قرىء آنبهم بكسر الباء من غير همزة ولاياء على أن يكون ابدال الهمزة ياء إبدالا قياسيا وأنبأ يتعدى بنفسه إلى مفعول واحد وإلى الثاني

بحرف الجر وهو قوله بأسمائهم وقد يتعدى بعن كقولك أنبأته عن حال زيد وأما قوله تعالى قد نبأنا الله من أخباركم فيذكر في موضعه وأعلم ما تبدون مستأنف وليس بمحكى بقوله ألم أقل لكم ويجوز أن يكون محكيا أيضا فيكون في موضع نصب وتبدون وزنه تفعون والمحذوف منه لامه وهي وأو لأنه من بدا يبدوا والأصل في الياء التي في انى أن تحرك بالفتح لأنها اسم مضمر على حرف واحد فتحرك مثل الكاف في انك فمن حركها أخرجها على الأصل ومن سكنها استثقل حركة الياء بعد الكسرة
قوله تعالى للملائكة استدوا الجمهور على كسر التاء وقرىء بضمها وهي قراءة ضعيفة جدا وأحسن ما تحمل عليه أن يكون الرأوي لم يضبط على القارىء وذلك أن يكون القارىء أشار إلى الضم تنبيها على أن الهمزة المحذوفة مضمومة في الابتداء ولم يدرك الرأوي هذه الاشارة وقيل انه نوى الوقف على التاء ساكنة ثم حركها بالضم اتباعا لضمة الجيم وهذا من اجراء الوصل مجرى الوقف ومثله ما حكى عن امرأة رأت نساء معهن رجل فقال أفي سوأة أنتنه بفتح التاء وكأنها نوت الوقف على التاء ثم ألقت عليها حركة الهمزة فصارت مفتوحة الا إبليس استثناء منقطع لأنه لم يكن من الملائكة وقيل هو متصل لأنه كان في الابتداء ملكا وهو اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والتعريف وقيل هو عربي واشتقاقه من الابلاس ولم ينصرف للتعريف وأنه لا نظير له في الاسماء وهذا بعيد على أن في الاسماء مثله نحو اخريط وايجفيل واصليت ونحوه وأبى في موضع نصب على الحال من إبليس تقديره ترك السجود كارها له ومستكبرا وكان من الكافرين مستأنف ويجوز أن يكون في موضع حال أيضا
قوله اسكن أنت وزوجك أنت توكيد للضمير في الفعل أتى به ليصح العطف عليه والأصل في كل أأكل مثل أقتل الا أن العرب حذفت الهمزة الثانية تخفيفا ومثله خذ ولا يقاس عليه فلا تقول في الامر من أجر يأجر جر وحكى سيبويه أو كل شإذا منها أي من ثمرتها فحذف المضاف وموضعه نصب بالفعل قبله ومن لابتداء الغاية و رغدا صفة مصدر محذوف أي أكلا رغدا أي طيبا هنيئا ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال تقديره كلا مستطيبين متهنئين حيث ظرف مكان والعامل فيه كلا ويجوز أن يكون بدلا من الجنة فيكون حيث مفعولا به لأن به لأن الجنة مفعول وليس بظرف لأنك تقول سكنت

البصرة وسكنت الدار بمعنى نزلت فهو كقولك أنزل من الدار حيث شئت هذه الشجرة الهاء بدل من الياء في هذى لأنك تقول في المؤنث هذى وهاتا وهاتي والياء للمؤنث مع الذال لا غير والهاء بدل منها لأنها تشبهها في الخفاء والشجرة نعت لهذه وقرىء في الشإذ هذه الشيرة وهي لغة أبدلت الجيم فيها ياء لقربها منها في المخرج فتكونا جواب النهي لأن التقدير ان تقربا تكونا وحذف النون هنا علامة النصب ن جواب النهي إذا كان بالفاء فهو منصوب ويجوز أن يكون مجزوما بالعطف
قوله تعالى فأزلهما يقرأ بتشديد اللام من غير ألف أي حملها على الزلة ويقرأ فأزالهما أي نحاهما وهو من قولك زال الشيء يزول إذا فارق موضعه وأزلته نحيته وألفه منقلبة عن وأو مما كانا فيه ما بمعنى الذي ويجوز أن تكون نكرة موصوفة أي من نعيم أو عيش اهبطوا الجمهور على كسر الباء وهي اللغة الفصيحة وقرىء بضمها وهي لغة بعضكم لبعض عدو جملة في موضع الحال من الوأو في اهبطوا أي اهبطوا متعادين واللام متعلقة بعدو لأن التقدير بعضكم عدو لبعض ويعمل عدو عمل الفعل لكن بحذف الجر ويجوز أن يكون صفة لعدو فلما تقدم عليه صار حالا ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة وأما افراد عدو فيحتمل أن يكون لما كان بعضكم مفردا في اللفظ أفرد عدو ويحتمل أن يكون وضع الواحد موضع الجمع كما قال فانهم عدو لي ولكم في الارض مستقر يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون حالا أيضا وتقديره اهبطوا متعادين مستحقين الاستقرار ومستقر يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستقرار ويجوز أن يكون مكان الاستقرار و إلى حين يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمتاع فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون في موضع نصب بمتاع لأنه في حكم المصدر والتقدير وأن تمتعوا إلى حين
قوله تعالى فتلقى آدم يقرأ برفع آدم ونصب كلمات وبالعكس لأن كل ما تلقاك فقد تلقيته و من ربه يجوز أن يكون في موضع نصب بتلقى ويكون لابتداء الغاية ويجوز أن يكون في الأصل صفة لكمات تقديره كلمات كائنة من ربه فلما قدمها انتصبت على الحال انه هو التواب هو ها هنا مث أنت في انك أنت العليم الحكيم وقد ذكر قوله منها جميعا حال أي مجتمعين اما في زمن واحد أو في أزمنة بحيث يشتركون في الهبوط فاما ان حرف شرط

وما حرف مؤكد له و يأتينكم فعل الشرط مؤكد بالنون الثقلية والفعل يصير بها مبنيا أبدا وما جاء في القرآن من أفعال الشرط عقيب اما كله مؤكد بالنون وهو القياس لأن زيادة ما تؤذن بارادة شدة التوكيد وقد جاء في الشعر غير مؤكد بالنون وجواب الشرط فمن تبع وجوابه ومن في موضع رفع بالابتداء والخبر تبع وفيه ضمير فاعل يرجع على من وموضع تبع جزم بمن والجواب فلا خوف عليهم وكذلك كل اسم شرطت به وكان مبتدأ فخبره فعل الشرط لا جواب الشرط ولهذا يجب أن يكون فيه ضمير يعود على المبتدأ ولا يلزم ذلك الضمير في الجواب حتى لو قلت من يقم أكرم زيدا جاز ولو قلت من يقم زيدا أكرمه وانت تعيد الهاء إلى من لم يجز وذهب قوم إلى أن الخبر هو فعل الشرط والجواب وقيل الخبر منهما ما كان فيه ضمير يعود على من وخوف مبتدأ وعليهم الخبر وجاء الابتداء بالنكرة لما فيه من معنى العموم بالنفي الذي فيه والرفع والتنوين هنا أوجه من البناء على الفتح لوجهين أحدهما أنه عطف عليه ما لا يجوز فيه الا الرفع وهو قوله ولا هم لأنه معرفة ولا لا تعمل في المعارف فالأولى أن يجعل المعطوف عليه كذلك ليتشاكل الجملتان كما قالوا في الفعل المشغول بضمير الفاعل نحو قام زيد وعمرا كلمته فان النصب في عمرو أولى ليكون منصوبا بفعل كما أن المعطوف عليه عمل فيه الفعل والوجه الثاني من جهة المعنى وذلك بأن البناء يدل على نفي الخوف عنهم بالكلية وليس المراد ذلك بل المراد نفيه عنهم في الاخرة
فإذا قيل لم لا يكون وجه الرفع أن هذا الكلام مذكور في جزاء من اتبع الهدى ولا يليق أن ينفي عنهم الخوف اليسير ويتوهم ثبتوت الخوف الكثير
قيل الرفع يجوز أن يضمر معه نفي الكثير تقديره لا خوف كثير عليهم فيتوهم ثبوت الياء القليل وهو عكس ما قدر في السؤال فبان أن الوجه في الرفع ما ذكرنا هداي المشهور إثبات الألف قبل على لفظ المفرد قبل الاضافة ويقرأ هدى بياء مشددة ووجهها أن ياء المتكلم يكسر ما قبلها في الاسم الصحيح والألف لا يمكن كسرها فقلبت ياء من جنس الكسرة ثم أدغمت
قوله بآياتنا الأصل في آية أية لأن فاءها همزة وعينها ولامها ياء أن لأنها من تأيا القوم إذا اجتمعوا وقالوا في الجمع آياء فظهرت الياء الاولة والهمزة الاخيرة بدل من ياء ووزنه أفعال والألف الثانية مبدلة من همزة هي فاء الكلمة ولو كانت

عينها وأوا لقالوا أواء ثم انهم أبدلوا الياء الساكنة في أية ألفا على خلاف القايس ومثله غاية وثاية وقيل أصلها أييه ثم قلبت الياء الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وقبل أصلها أييه بفتح الأولى لوالثانية ثم فعل في الياء ما ذكرنا وكلا الوجهين فيه نظر لأن حكم الياءين إذا اجتمعتا في مثل هذا أن تقلب الثانية لقربها من الطرف وقيل أصلها أيية على فاعلة وكان القياس أن تدغم فيقال آية مثل دابة الا أنها خففت كتخفيف كينونة في كينونة وهذا ضعيف لأن التخفيف في ذلك البناء كان لطول الكلمة أولئك مبتدأ و أصحاب النار خبره و هم فيها خالدون مبتدأ وخبر في موضع الحال من أصحاب وقيل يجوز أن يكون حالا من النار لأن في الجملة ضميرا يعود عليها ويكون العامل في الحال معنى الاضافة أو للام المقدرة
قوله تعالى يابني إسرائيل إسرائيل لا ينصرف لأنه علم اعجمى وقد تكلمت به العرب بلغات مختلفة فمنهم من يقول إسرائيل بهمزة بعدها ياء بعدها لأم ومنهم من يقول كذلك لأ انه يقلب الهمزة ياء ومنهم من يبقي الهمزة ويحذف الياء ومنهم من يحذفها فيقول اسرال ومنهم من يقول اسرائين بالنون وبني جمع ابن جمع جمع السلامة وليس بسالم في الحقيقة لأنه لم يسلم لفظ واحدة في جمعه وأصل الواحد بنو على فعل بتحريك العين لقولهم في الجمع أبناء كجبل وأجبال ولامه وأو وقال قوم لامه ياء ولا حجة في البنوة لأنهم قد قالوا ألفتوة وهي من الياء أنعمت عليكم الأصل أنعمت بها ليكون الضمير عائدا على الموصول فحذفت حرف الجر فصار أنعمتها ثم حذف الضمير كما حذف في قوله أهذا الذي بعث الله رسولا وأوفوا يقال في الماضي وفي ووفي وأوفي ومن هنا قرىء أوف بعهدكم وأوف بالتخفيف والتشديد وإياي منصوب بفعل محذوف دل عليه فارهبون تقديره وارهبوا إياي فارهبون ولا يجوز أن يكون منصوبا بارهبون لأنه قد تعدى إلى مفعوله
قوله مصدقا حال مؤكدة من الهاء المحذوفة في أنزلت و معكم منصوب على الظرف والعامل فيه الاستقرار أول هي أفعل وفاؤها وعينها وأوان عند سيبويه ولم ينصرف منها فعل لاعتلال الفاء والعين وتأنيثها أولى وأصلها وول فأبدلت الوأو همزة لانضمامها ضما لازما ولم تخرج على الأصل كما خرج وقتت ووجوه كراهية اجتماع الوأوين وقال بعض الكوفيين أصل الكلمة من وأل يأل

إذا نجا فأصلها أوأل ثم خففت الهمزة بأن أبدلت وأوا ثم أدغمت الأولى فيها وهذا ليس بقياس بل القياس في تخفيف مثل هذه الهمزة أن تلقى حركتها على الساكن قبلها وتحذف وقال بعضهم من آل يئول فأصل الكلمة أول ثم أخرت الهمزة الثانية فجعلت بعد الوأو ثم عمل فيها ما عمل في الوجه الذي قبله فوزنه الان أعفل كافر لفظه واحد وهو في معنى الجمع أي أول الكفار كما يقال هو أحسن رجل وقيل التقدير أول فريق كافر
قوله تعالى وتكتموا الحق هو مجزوم بالعطف على ولا تلبسوا ويجوز أن يكون نصبا على الجواب بالوأو أي لا تجمعوا بينهما كقولك لا تأكل السمك وتشرب اللبن وأنتم تعلمون في موضع نصب على الحال والعامل لا تلبسوا وتكمتوا
قوله تعالى وأقيموا الصلاة أصل أقيموا أقوموا فعمل فيه ما ذكرناه في قوله ويقيمون الصلاة في أول السورة وآتوا الزكاة أصله آتيوا فاستثقلت الضمة على الياء فسكنت وحذفت لالتقاء الساكنين ثم حركت التاء بحركة الياء المحذوفة وقيل ضمت تبعا للوأو كما ضمت في اضربوا ونحوه وألف الزكاة منقلبة عن وأو لقلوهم زكا الشيء يزكو وقالوا في الجمع زكوات مع الراكعين ظرف
قوله تعالى وتنسون أصله تنسيون ثم عمل فيه ما ذكرناه في قوله تعالى اشتروا الضلالة أفلا تعقلون استفهام في معنى التوبيخ ولا موضع له قوله تعالى واستعينوا أصله استعونوا وقد ذكر في الفاتحة وأنها الضمير للصلاة وقيل للاستعانة لأن استعينوا يدل عليها وقيل على القبلة لدلالة الصلاة عليها وكان التحول إلى الكعبة شديدا على إليهود الا على الخاشعين في موضع نصب بكبيرة والا دخلت للمعنى ولم تعمل لأنه ليس قبلها ما يتعلق بكبيرة ليستثنى منه فهو كقولك هو كبير على زيد
قوله تعالى الذين يظنون صفة للخاشعين ويجوز أن يكون في موضع نصب بإضمار أعنى ورفع بإضمارهم أنهم أن واسمها وخبرها ساد مسد المفعولين لتضمنه ما يتعلق به الظن وهو اللقاء وذكر من أسند إليه اللقاء وقال الأخفش أن وما عملت فيه مفعول واحد وهو مصدر والمفعول الثاني محذوف

تقديره يظنون لقاء الله واقعا ملاقوا أصله ملاقيوا ثم عمل فيه ما ذكرنا في غير موضع وحذفت النون تخفيفا لأنه نكرة إذا كان مستقبلا ولما حذفها أضاف إليه الهاء ترجع إلى الله وقيل إلى اللقاء الذي دل عليه ملاقوا
قوله تعالى وأنى فضلتكم في موضع نصب تقديره وإذكروا تفضيلي اياكم
قوله تعالى واتقوا يوما يوما هنا مفعول به لأن الامر بالتقوى لا يقع في يوم القيامة والتقدير واتقوا عذاب يوم أو نحو ذلك لاتجزى نفس الجملة في موضع نصب صفة اليوم والعائد محذوف تقديره تجزى فيه ثم حذف الجار والمجرور عند سيبويه لأن الظروف يتسع فيها ويجوز فيها مالا يجوز في غيرها وقال غيره تحذف في فتصير تجزيه فإذا وصل الفعل بنفسه حذف المفعول به بعد ذلك عن نفس في موضع نصب بتجزى ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال على أن يكون التقدير شيئا عن نفس و شيئا هنا في حكم المصدر لأنه وقع موقع جزاء وهو كثير في القرآن لأن الجزاء شيء فوضع العام موضع الخاص ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل أي فيه وكذلك ولا هم ينصرون ومنها في الموضعين يجوز أن يكون متعلقا بيقبل ويؤخذ ويجوز أن يكون صفة لشفاعة وعدل فلما قد انتصب على الحال ويقبل يقرأ بالتاء لتأنيث الشفاعة وبالياء لأنه غير حقيقي وحسن ذلك للفصل
قوله تعالى وإذ نجيناكم إذ في موضع نصب معطوفا على إذكروا نعمتي وكذلك وإذ فرقنا وإذ واعدنا وإذ قلتم يا موسى وما كان مثله من العطوف من آل فرعون أصل آل أهل فأبدلت الهاء همزة لقربها منها في المخرج ثم أبدلت الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح الهمزة قبلها مثل آدم وآمن وتصغيره أهيل لأن التصغير يرد إلى الأصل وقال بعضهم أويل فأبدل الألف وأوا ولم يرده إلى الأصل كما لم يردوا عيدا في التصغير إلى أصله وقيل أصل آل أول من آل يئول لأن الانسان يئول إلى أهله وفرعون أعجمي معرفة يسومونكم في موضع نصب على الحال من آل سوء العذاب مفعول به لأن يسومونكم متعد إلى مفعولين يقال سمته الخسف أي ألزمته الذل يذبحون في موضع حال ان شئت من آل على أن يكون بدلا من الحال الأولى لأن حالين فصاعدا لا تكون عن شيء واحد إذ كانت الحال مشبهة بالمفعول والعامل لا يعمل في مفعولين على هذا الوصف وان شئت جعلته حالا من الفاعل في يسومونكم والجمهور

على تشديد الباء للتكثير وقرىء بالتخفيف بلاء الهمزة بدل من وأو لأن الفعل منه بلوته ومنه قوله ولنبلونكم من ربكم في موضع رفع صفة لبلاء فيتعلق بمحذوف
قوله تعالى فرقنا بكم البحر بكم في موضع نصب مفعول ثاني والبحر مفعول أول والباء هنا في معنى اللام ويجوز أن يكون التقدير بسببكم ويجوز أن تكون المعدية كقولك ذهبت بزيد فيكون التقدير أفرقناكم البحر ويكون في المعنى كقوله تعالى وجأوزنا ببني إسرائيل البحر ويجوز أن تكون الباء للحال أي فرقنا البحر وأنتم به فيكون اما حالا مقدرة أو مقارنة وأنتم تنظرون في موضع الحال والعامل أغرقنا قوله تعالى وآعدنا موسى وعد يتعدى إلى مفعولين تقول وعدت زيدا مكان كذا ويوم كذا فالمفعول الاول موسى و أربعين المفعول الثاني وفي الكلام حذف تقديره تمام أربعين وليس أربعين ظرفا إذ ليس المعنى وعده في أربعين ويقرأ واعدنا بألف وليس من باب المفاعلة الواقعة من اثنين بل مثل قولك عافاه الله وعاقبت اللص وقيل هو من ذلك لأن الوعد من الله والقبول من موسى فصار كالوعد منه وقيل ان الله أمر موسى أن يعد بالوفاء ففعل وموسى مفعل من أوسيت رأسه إذا حلقته فهو مثل أعطى فهو معطى وقيل هو فعلى من ماس يميس إذا تبختر في مشيه فموسى الحديد من هذا المعنى لكثرة اضطرابها وتحركها وقت الحلق فالوأو في موسى على هذا بدل من الياء لسكونها وانضمام ما قبلها وموسى اسم النبي لا يقضى عليه بالاشتقاق لأنه أعجمي وإنما يشتق موسى الحديد ثم اتخذتم العجل أي الها فحذف المفعول الثاني ومثله باتخإذكم العجل وقد تأتى اتخذت متعدية إلى مفعول واحد إذا كانت بمعنى جعل وعمل كقوله تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا وكقولك اتخذت دارا وثوبا وما أشبه ذلك ويجوز ادغام الذال في التاء لقرب مخرجيهما ويجوز الاظهار على الأصل من بعده أي من بعد انطلاقه فحذف المضاف
قوله تعالى لعلكم اللام الأولى أصل عند جماعة وإنما تحذف تخفيفا في قولك علك وقيل هي زائدة والأصل علك ولعل حرف والحذف تصرف والحرف بعيد منه

قوله تعالى وألفرقان هو في الأصل مصدر مثل الرجحان والغفران وقد جعل اسما للقرآن
قوله تعالى لقومه اللغة الجيدة أن تكسر الهاء إذا انكسر ما قبلها وتزاد عليها ياء في اللفظ لأنها خفية لا تبين كل البيان بالكسر وحده فان كان قبلها ياء مثل عليه فالجيد أن تكسر الهاء من غير ياء لأن الهاء خفية ضعيفة فإذا كان قبلها ياء وبعدها ياء لم يقو الحاجز بين الساكنين فان كان قبل الهاء فتحة أو ضمة ضمت ولحقتها وأو في اللفظ نحو انه وغلامه لما ذكرنا يا قوم حذف ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة وهذا يجوز وهذا في النداء خاصة لأنه لا يلبس ومنهم من يثبت الياء ساكنه ومنهم من يفتحها ومنهم من يقلبها ألفا بعد فتح ما قبلها ومنهم من يقول يا قوم بضم الميم إلى بارئكم القراءة بكسر الهمزة لأن كسرها اعراب وروي عن أبي عمرو تسكينها فرارا من توالي الحركات وسيبويه لا يثبت هذه الرواية وكان يقول ان الرأوي لم يضبط عن أبي عمرو لأن أبا عمرو اختلس الحركة فظن السامع أنه سكن ذلكم قال بعضهم الأصل ذانكم لأن المقدم ذكره التوبة والقتل فأوقع المفرد موقع التثنية لأن ذا يحتمل الجميع وهذا ليس بشيء لأن قوله فاقتلوا تفسير التوبة فهو واحد فتاب عليكم في الكلام حذف تقديره ففعلتم فتاب عليكم
قوله تعالى لن نؤمن لك انما قال نؤمن لك لا بك لأن المعنى لن نؤمن لأجل قولك أو يكون محمولا على لن نقر لك بما ادعيته جهرة مصدر في موضع الحال من اسم الله أي نراه ظاهرا غير مستور وقيل حال من التاء والميم في قلتم أي قلتم ذلك مجاهرين وقيل هو مصدر منصوب بفعل محذوف أي جهرتم جهرة و الصاعقة فاعلة بمعنى مفعلة يقال أصعقتهم الصاعقة فهو كقولهم أورس النبت فهو وارس وأعشب فهو عاشب قوله تعالى وظللنا عليكم الغمام أي جعلناه ظلا وليس كقولك ظللت زيدا بظل لأن ذلك يؤدى إلى أن يكون الغمام مستورا بظل آخر ويجوز أن يكون التقدير بالغمام والغمام جمع غمامة والصحيح أن يقال هو جنس فإذا أردت الواحد زدت عليه التاء
قوله تعالى المن والسلوى جنسان كلوا من طيبات من هنا للتبعيض أو لبيان الجنس والمفعول محذوف والتقدير كلوا شيئا من طيبات

أنفسهم مفعول يظلمون وقد أوقع أفعلا وهو من جموع القلة موضع جمع الكثرة
قوله تعالى هذه القرية القرية نعت لهذه سجدا حال وهو جمع ساجد وهو أبلغ من السجود حطة خبر مبتدأ محذوف أي سؤالنا حطة وموضع الجملة نصب بالقول وقرىء حطة بالنصب على المصدر أي حط عنا حطة نغفر لكم جواب الامر وهو مجزوم في الحقيقة بشرط محذوف تقديره ان تقولوا ذلك نغفر لكم والجمهور والجمهور على اظهار الراء عند اللام وقد أدغمها قوم وهو ضعيف لأن الراء مكررة فهي في تقدير حرفين فإذا أدغمت ذهب أحدهما واللام المشددة لا تكرير فيها فعند ذلك يذهب التكير القائم مقام حرف ويقرأ تغفر لكم بالتاء على مالم يسم فاعله وبالياء كذلك لأنه فصل بين الفعل والفاعل ولأن تأنيث الخطايا غير حقيقي خطاياكم هو جمع خطيئة وأصله عند الخليل خطائيء بهمزتين الأولى منهما مكسورة وهي المنقلبة عن الياء الزائدة في خطيئة فهو مثل صحيفة وصحائف فاستثقل الجمع بين الهمزتين فنقلوا الهمزة الأولى إلى موضع الثانية فصار وزنه فعإلىء وإنما فعلوا ذلك لتصير المكسورة طرفا فتنقلب ياء فتصير فعإلى ثم أبدلوا من كسرة الهمزة الأولى فتحة فانقلبت الياء بعدها ألفا كما قالوا في يا لهفي ويا أسفي فصارت الهمزة بين ألفين فأبدل منها ياء لأن الهمزة قريبة من الألف فاستكرهوا اجتماع ثلاث ألفات فخطايا فعإلى ففيها على هذا خمس تغييرات تقديم اللام عن موضعها وابدال الكسرة فتحة وابدال الهمزة الاخيرة ياء ثم ابدالها ألفا ثم ابدال الهمزة التي هي لام ياء وقال سيبويه أصلها خطائيء كقول الخليل الا أنه أبدل الهمزة الثانية ياء لانكسار ما قبلها ثم أبدل من الكسرة فتحة فانقلبت الياء ألفا ثم أبدل الهمزة ياء فلا تحويل على مذهبه وقال ألفراء الواحدة خطية بتخفيف الهمزة والادغام فهو مثل مطية ومطايا
قوله تعالى فبدل الذين ظلموا في الكلام حذف تقديره فبدل الذين ظلموا بالذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم فبدل يتعدى إلى مفعول واحد بنفسه وإلى آخر بالباء والذي مع الباء هو المتروك والذي بغير باء هو الموجود كقول ابي النجم
وبدلت والدهر ذو تبدل ... هيفا دبورا بالصبا والشمأل
فالذي انقطع عنها الصبا والذي صار لها الهيف فكذلك ها هنا ويجوز أن يكون

بدل محمول على المعنى تقديره فقال الذين ظلموا قولا غير الذي لأن تبديل القول كان بقول من السماء في موضوع نصب متعلق بأنزلنا ويجوز أن يكون صفة لرجز فيتعلق بمحذوف والرجز بكسر الراء وضمها لغتان بما كانوا الباء بمعنى السبب أي عاقبناهم بسبب فسقهم
قوله استسقى الألف منقلبة عن ياء لأنه من السقي وألف العصا من وأو لأن تثنيتها عصوان وتقول عصوت بالعصا أي ضربت بها والتقدير فضرب فانفجرت اثنتا عشرة من العرب من يسكن الشين ومنهم من يكسرها وقد قرىء بهما ومنهم من يفتحها مفسدين حال مؤكدة لأن قوله لا تعثو لا تفسدوا
قوله تعالى يخرج لنا مما تنبت الارض مفعول يخرج محذوف تقديره شيئا مما تنبت الارض و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ولا تكون مصدرية لأن المفعول المقدر لا يوصف بالانبات لأن الانبات مصدر والمحذوف جوهر من بقلها من هنا لبيان الجنس ووضعها نصب على الحال من الضمير المحذوف تقديره مما تنبته الارض كائنا من بقلها ويجوز أن يكون بدلا من ما الأولى باعادة حرف الجر والقثاء بكسر القاف وضمها لغتان وقد قرىء بهما والهمزة أصل لقولهم أقثأت الارض واحدته قثاءة أدنى ألفه منقلبة عن وأو لأنه من دنا يدنو إذا قرب وله معنيان أحدهما أن يكون المعنى ما تقرب قيمته بخساسته ويسهل تحصيله والثاني أن يكون بمعنى القريب منكم لكونه في الدنيا و الذي هو خير ما كان من امتثال أمر الله لأن نفعه متأخر إلى الاخرة وقيل الألف مبدلة من همزة لأنه مأخوذ من دنؤ يدنؤ فهو دنىء والمصدر الدناءة وهو من الشيء الخسيس فأبدل الهمزة ألفا كما قال لأهناك المرتع وقيل أصله أدون من الشيء الدون فأخر الوأو فانقلبت ألفا فوزنه الان أفلع اهبطوا الجيد كسر الباء والضم لغة وقد قرىء به مصرا نكرة فلذلك انصرف والمعنى اهبطوا بلدا من البلدان وقيل هو معرفة وانصرف لسكون أوسطه وترك الصرف جائزة وقد قرىء به وهو مثل هند ودعد والمصر في الأصل هو الحد بين الشيئين ما سألتم ما في موضع نصب اسم ان وهي بمعنى الذي ويضعف أن تكون نكرة موصوفة وباءوا الألف في باءوا منقلبة عن وأو لقولك في المستقبل يبوء بغضب في موضع الحال أي رجعوا مغضوبا عليهم من الله في موضع جر

صفة لغضب ذلك بأنهم ذلك مبتدأ وبأنهم كانوا يكفرون الخبر والتقدير ذلك الغضب مستحق بكفرهم النبيين أصل النبي الهمزة لأنه من النبأ وهو الخبر لأنه يخبر عن الله لكنه خفف بأن قلبت الهمزة ياء ثم أدغمت الياء الزائدة فيها وقيل من ل / يهمزة أخذه من النبة وهو الارتفاع لأن رتبة النبي ارتفعت عن رتب سائر الخلق وقيل النبي الطريق فالمبلغ عن الله طريق الخلق إلى الله وطريقه إلى الخلق وقد قرىء بالهمز على الأصل بغير الحق في موضع نصب على الحال من الضمير في يقتلون والتقدير يقتلونهم مبطلين ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف تقديره قتلا بغير الحق وعلى كلا الوجهين هو توكيد عصو أصله عصيوا فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها والوأو هنا تدغم في الوأو التي بعدها لأنها مفتوح ما قبلها فلم يكن فيها مد يمنع من الادغام وله في القرآن نظائر كقوله فقد اهتموا وان تولوا فان انضم ما قبل هذه الوأو نحو آمنوا وعملوا لم يجز ادغامها لأن الوأو المضموم ما قبلها يطول مدها فيجرى مجرى الحاجز بين الحرفين
قوله تعالى والصابئين يقرأ بالهمز على الأصل وهو من صبأ يصبأ إذا مال ويقرأ بغير همز وذلك على قلب الهمزة ألفا في صبا وعلى قلبها ياء في صابى ولما قلبها ياء حذفها من أجل ياء الجمع والألف في هادوا منقلبة عن وأو لأنه من هاد يهود إذا تاب ومنه قوله تعالى انا هدنا إليك ويقال هو من الهوادة وهو الخضوع ويقال أصلها ياء من هاد يهيد إذا تحرك من آمن من هنا شرطية في موضع مبتدأ والخبر آمن والجواب فلهم أجرهم والجملة خبر ان الذين والعائد محذوف تقديره من آمن منهم ويجوز أن يكون من بمعنى الذي غير جازمة ويكون بدلا من اسم ان والعائد محذوف ايضا وخبر ان فلهم أجرهم وقد حمل على لفظ من آمن وعمل فوجد الضمير وحمل على معناها فلهم أجرهم فجمع وأجرهم مبتدأ ولهم خبره وعند الأخفش أن أجرهم مرفوع بالجار و عند ظرف والعامل فيه معنى الاستقرار ويجوز أن يكون عند في موضع الحال من الاجر تقديره فلهم أجرهم ثابتا عند ربهم والاجر في الأصل مصدر يقال أجره الله يأجره أجرا ويكون بمعنى المفعول به لأن الاجر هو الشيء الذي يجازى به المطيع فهو مأجور به

قوله تعالى فوقكم ظرف لرفعنا ويضعف أن يكون حالا من الطور لأن التقدير يصير رفعنا الطور عاليا وقد استفيد هذا من رفعنا ولأن الجبل لم يكن فوقعهم وقت الرفع وإنما صار فوقهم بالرفع خذوا ما آتيناكم التقدير وقلنا خذوا ويجوز أن يكون القول المحذوف حالا والتقدير رفعنا فوقكم الطور قائلين خذوا بقوة في موضع نصب على الحال المقدرة والتقدير خذوا الذي آتيناكموه عازمين على الجد في العمل به وصاحب الحال الوأو في خذوا ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف والتقدير خذوا ما آتيناكموه وفيه الشدة والتشدد في الوصية بالعمل به
قوله تعالى فلو لا هي مركبة من لو ولا ولو قبل التركيب يمتنع بها الشيء لامتناع غيره ولا للنفي والامتناع نفي في المعنى فقد دخل النفي بلا على أحد امتناعي لو والامتناع نفي في المعنى والنفي إذا دخل على النفي صار ايجابا فمن هنا صار معنى لولا هذه يمتنع بها الشيء لوجود غيره و فضل الله مبتدأ والخبر محذوف تقديره لولا فضل الله حاضر ولزم حذف الخبر لقيام العلم به وطول الكلام بجواب لولا فان وقعت أن بعد لولا ظهر الخبر كقوله تعالى فلولا أنه كان من المسبحين فالخبر في اللفظ لأن وذهب الكوفيون إلى أن الاسم الواقع بعد لولا هذه فاعل لولا
قوله علمتم الذين اعتدوا علمتم ها هنا بمعنى عرفتم فيتعدى إلى مفعول واحد و منكم في موضع نصب حالا من الذين اعتدوا اي المعتدين كائنين منكم و في السبت متعلق باعتدوا وأصل السبت مصدر يقال سبت يسبت سبتا إذا قطع ثم سمى اليوم سبتا وقد يقال يوم السبت فيخرج مصدرا على أصله وقد قالوا اليوم السبت فجعلوا اليوم خبرا عن السبت كما يقال اليوم القتال فعلى ما ذكرنا يكون في الكلام حذف تقديره في يوم السبت خاسئين الفعل منه خسأ إذا ذل فهو لازم مطأوع خسأته فاللازم منه والمتعدى بلفظ واحد مثل زاد الشيء وزدته وغاض الماء وغضته وهو صفة لقردة ويجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون حالا من فاعل كان والعامل فيها كان
قوله تعالى فجعلناها الضمير للعقوبة أو المسخة أو الامة و نكالا مفعول ثان

قوله تعالى يأمركم الجمهور على ضم الراء وقرىء بإسكانها لأن الكاف متحركة وقبل الراء حركة فسكنوا الاوسط تشبيها له بعضد وأجروا المنفصل مجرى المتصل ومنهم من يختلس ولا يسكن والجيد همزه وقرىء بالألف على ابدال الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها ومثله الراس والباس أن تذبحوا في موضع نصب على تقدير اسقاط حرف الجر وتقديره بأن تذبحوا وعلى قول الخليل هو في موضع جر بالباء ويجوز أن يقول الخليل هو هنا في موضع نصب فتعدى أمرت بنفسه كما قال أمرتك الخير فافعل هزوا مصدر وفيه ثلاث لغات الهمز وضم الزاي والهمز وسكون الزاي وقلب الهمزة وأوا مع ضم الزاي وربما سكنت الزاي أيضا وهو مفعول ثان لاتخذ وفيه مضاف محذوف تقديره أتتخذنا ذوي هزؤ ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى المفعول تقديره مهزوءا بهم وجواب الاستفهام معنى أعوذ بالله أن اكون لأن المعنى أن الهازىء جاهل كأنه قال لا أهزا
قوله تعالى ادع لنا اللغة الجيدة ضم العين والوأو محذوفة علامة للبناء عند البصريين وللجزم عند الكوفيين ومن العرب من يكسر العين ووجهها أنه قدر العين ساكنة كأنها آخر الفعل ثم كسرها لسكونها وسكون الدال قبلها مالونها ما اسم للاستفهام في موضع رفع بالابتداء ولونها الخبر والجملة في موضع نصب بيبين ولو قرىء لونها بالنصب لكان له وجه وهو أن تجعل ما زائدة كهي في قوله أيما الاجلين قضيت ويكون التقدير يبين لنا لونها وأما ما هي فابتداء وخبر لا غير إذ لا يمكن جعل ما زائدة لأن هي لا يصلح أن يكون مفعول يبين لا فارض صفة لبقرة ولا لا تمنع ذلك لأنها دخلت لمعنى النفي فهو كقولك مررت برجل لا طويل ولا قصير وان شئت جعلته خبر مبتدأ أي لا هي فارض ولا بكر مثله وكذلك عوان بين ذلك أي بينهما وذلك لما صلح للتثنيى والجمع جاز دخول بين عليه واكتفى به ما تؤمرون أي به أو تؤمرونه وما بمعنى الذي ويضعف أن يكون نكرة موصوفة لأن المعنى على العموم وهو بالذي اشبه
قوله تعالى فاقع لونها ان شئت جعلت فاقع صفة ولونها مرفوعا به وان شئت كان خبرا مقدما والجملة صفة تسر صفة أيضا وقيل فاع صفة للبقرة ولونها مبتدأ وتسر خبره وأنث اللون لوجهين أحدهما أن اللون صفرة ها هنا فحمل على المعنى والثاني أن اللون مضاف إلى المؤنث فأنث كما قال ذهبت بعض أصابعه و يلتقطه بعض السيارة

قوله تعالى ان البقر الجمهور على قراءة البقر بغير ألف هو جنس للبقرة وقرىء شإذا ان الباقر وهو اسم بقرة ومثله الجامل تشابه الجمهور على تخفيف الشين وفتح الهاء لأن البقر تذكر والفعل ماض ويقرأ بضم الهاء مع التخفيف على تأنيث البقر إذ كانت كالجمع ويقرأ بضم الهاء وتشديد الشين وأصله تتشابه فأبدلت التاء الثانية شيئا ثم أدغمت ويقرأ كذلك الا أنه بالياء على التذكير ان شاء الله جواب الشرط ان وما عملت فيه عند سيبويه وجاز ذلك لما كان الشرط متوسطا وخبر ان هو جواب الشرط في المعنى وقد وقع بعده فصار التقدير ان شاء الله هدايتنا اهتدينا والمفعول محذوف وهو هدايتنا وقال المبرد الجواب محذوف دلت عليه الجملة لأن الشرط معترض فالنية به التأخير فيصير كقولك أنت ظالم ان فعلت
قوله تعالى لا ذلول إذا وقع فعول صفة لم يدخله الهاء للتأنيث تقول امرأة صبور وكشور وهو بناء للمبالغة وذلول رفع صفة للبقرة أو خبر ابتداء محذوف وتكون الجملة صفة تثير في موضع نصب حالا من الضمير في ذلول تقديره لا تذل في حال اثارتها ويجوز أن يكون رفعا اتباعا لذلول وقيل هو مستأنف أي هي تثير وهذا قول من قال ان البقرة كانت تثير الارض ولم تكن تسقى الزرع وهو قول بعيد من الصحة لوجهين أحدهما أنه عطف عليه ولا تسقى الحرث فنفي المعطوف فيجب أن يكون المعطوف عليه كذلك لأنه في المعنى واحد الا ترى أنك لا تقول مررت برجل قائم ولا قاعد بل تقول لا قاعد بغير وأو كذلك يجب أن يكون هنا والثاني أنها لو أثارت الارض لكانت ذلولا وقد نفى ذلك ويجوز على قول من أثبت هذا الوجه أن تكون تثير في موضع رفع صفة للبقرة ولا تسقى الحرث يجوز أن يكون صفة أيضا وأن يكون خبر ابتداء محذوف وكذلك مسلمة و لاشية فيها والاحسن أن يكون صفة والأصل في شية وشية لأنه من وشا يشي فلما حذفت الوأو في الفعل حذفت في المصدر وعوضت التاء من المحذوف ووزنها الان علة وفيها خبر لا في موضع رفع قالوا الان الألف واللام في الان زائدة وهو مبني قال الزجاج بنى لتضمنه معنى حرف الاشارة كأنك قلت هذا الوقت وقال أبو علي بني لتضمنه معنى لام التعريف لأن الألف واللام الملفوظ بهما لم تعرفه ولا هو علم ولا مضمر ولا شيء من أقسام المعارف فيلزم أن يكون تعريفه باللام المقدرة واللام هنا زائدة زيادة لازمة كما لزمت في الذي وفي اسم الله وفي الان أربعة أوجه

أحدهما تحقيق الهمزة وهو الأصل والثاني إلقاء حركة الهمزة على اللام وحذفها وحذف ألف اللام في هذين الوجهين لسكونها وسكون اللام في الأصل لأن حركة اللام ها هنا عارضة والثالث كذلك الا أنهم حذفوا ألف اللام لما تحركت اللام فظرهت الوأو في قالوا والرابع إثبات الوأو في اللفظ وقطع ألف اللام وهو بعيد بالحق يجوز أن يكون مفعولا به والتقدير أجأت الحق أو ذكرت الحق ويجوز أن يكون حالا من التاء تقديره جئت ومعك الحق وإذ قتلتم تقديره إذكروا إذ فادارأتم أصل الكلمة تدارأتم ووزنه تفاعلتم ثم أرادوا التخفيف فقلبوا التاء دالا لتصير من جنس الدال التي هي فاء الكلمة لتمكن الادغام ثم سكنوا الدال إذ شرط الادغام أن يكون الاول ساكنا فلم يمكن الابتداء بالساكن فاجتلبت له همزة الوصل فوزنه الان افاعلتم بتشديد الفاء مقلوب من اتفاعلتم والفاء الأولى زائدة ولكنها صارت من جنس الأصل فينطق بها مشددة لا لأنهما أصلان بل لأن الزائد من جنس الأصلي فهو نظير قولك ضرب بالتشديد فان احدى الراءين زائدة ووزنه فعل بتشديد العين كما كانت الراء كذلك ولم نقل في الوزن فعول ولا فوعل فيؤتى بالراء الزائدة في المثال بل زيدت العين في المثال كما زيدت في الأصل وكانت من جنسه فكذلك التاء في تدارأتم صارت بالابدال دالا من جنس فاء الكلمة
فان سئل عن الوزن ليبين الأصل من الزائد بلفظه الاول أو الثاني كان الجواب أن يقال وزن أصله الاول تفاعلتم والثاني اتفاعلتم والثالث افاعلتم ومثل هذه المسألة اثاقلتم إلى الارض و حتى إذا اداركوا فيها
قوله تعالى مخرج ما كنتم تكتمون ما في موضع نصب بمخرج وهي بمعنى الذي والعائد محذوف ويجوز أن تكون مصدرية ويكون المصدر بمعنى المفعول أي يخرج كتمكم أي مكتومكم
قوله تعالى كذلك يحيى الله الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره يحيي الله الموتى احياء مثل ذلك وفي الكلام حذف تقديره فضربوها فحييت
قوله تعالى فهي كالحجارة الكاف حرف جر متعلقة بمحذوف تقديره فهي مستقرة كالحجارة ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل في موضع رفع ولا تتعلق بشيء أو أشد أو ها هنا كأو في قوله أو كصيب وأشد معطوف على الكاف

تقديره أو هي أشد وقرىء بفتح الدال على أنه مجرور عطفا على الحجارة تقديره أو كأشد من الحجارة و قسوة تمييز وهي مصدر لما يتفجر ما بمعنى الذي في موضع نصب اسم ان واللام للتوكيد ولو قرىء بالتاء جاز ولو كان في غير القرآن لجاز منها على المعنى يشقق أصله يتشقق فقلبت التاء شيءا وأدغمت وفاعله ضمير ما ويجوز أن يكون فاعله ضمير الماء لأن يشقق يجوز أن يجعل للماء على المعنى فيكون معك فعلان فيعمل الثاني منهما في الماء وفاعل الاول مضمر على شريطة التفسير وعند الكوفيين يعمل الاول فيكون في الثاني ضميره من خشية الله من في موضع نصب بيهبط كما تقول يهبط بخشية الله عما يعملون بما بمعنى الذي ويجوز أن تكون مصدرية
قوله تعالى أن يؤمنوا لكم حرف الجر محذوف أي في أن يؤمنوا وقد تقدم ذكر موضع مثل هذا من الإعراب وقد كان الوأو وأو الحال والتقدير أفتطعمون في إيمانهم وشأنهم الكذب والتحريف منهم في موضع رفع صفة لفريق و يسمعون خبر كان وأجاز قوم أن يكون يسمعون صفة لفريق ومنهم الخبر وهو ضعيف ما عقلوه ما مصدرية وهم يعلمون حال والعامل فيها يحرفونه ويجوز أن يكون العامل عقلوه ويكون حالا مؤكدة
قوله تعالى بما فتح الله يجوز أن تكون ما بمعنى الذي وأن تكون مصدرية وأن تكون نكرة موصوفة ليحاجوكم اللام بمعنى كي والناصب للفعل أن مضمرة لأن اللام في الحقيقة حرف جر ولا تدخل الا على الاسم وأكثر العرب يكسر هذه اللام ومنهم من يفتحها
قوله تعالى أميون مبتدأ وما قبله الخبر ويجوز على مذهب الأخفش أن يرتفع بالظرف لا يعلمون في موضع رفع صفة لأميين الا أماني استثناء منقطع لأن الأماني ليست من جنس العلم وتقدير الا في مثل هذا بلكن أي لكن يتمنونه أماني وواحد الأماني أمنية والياء مشددة في الواحد والجمع ويجوز تخفيفها فيهما وان هم ان بمعنى ما ولكن لا تعمل عملها وأكثر ما تأتي بمعناها إذا انتقض النفي بالا وقد جاءت وليس معها الا وسيذكر في موضعه والتقدير وان هم الا قوم يظنون
قوله تعالى فويل للذين يكتبون ابتداء وخبر ولو نصب لكان له وجه

على أن يكون التقدير ألزمهم الله ويلا واللام للتبيين لأن الاسم لم يذكر قبل المصدر والويل مصدر لم يستعمل منه فعل لأن فاءه وعينه معتلتان
قوله تعالى الكتاب مفعول به أي المكتوب ويعضف أن يكون مصدرا وذكر الايدي توكيد وواحدا يد وأصلها يدي كفلس وهذا الجمع جمع قلة وأصله أيدي بضم الدال والضمة قبل الياء متثقلة لا سيما مع الياء المتحركة فلذلك صيرت الضمة كسرة ولحق بالمنقوص ليشتروا اللام متعلقة بيقولون مما كتبت أيديهم ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدرية وكذلك مما يكسبون
قوله تعالى الا أياما منصوب على الظرف وليس للا فيه عمل لأن الفعل لم يتعد إلى ظرف قبل هذا الظرف وأصل أيام أيوام فلما اجتمعت الياء والوأو وسبقت الأولى بالسكون قلبت الوأو ياء وأدغمت الياء في الياء تخفيفا أتخذتم الهمزة للاستفهام وهمزة الوصل محذوفة استغناء عنها بهمزة الاستفهام وهو بمعنى جعلتم المتعدية إلى مفعول واحد فلن يخلف التقدير فيقولوا لن يخلف مالا تعلمون ما بمعنى الذي أو نكرة ولا تكون مصدرية هنا
قوله تعالى بلى حرف يثبت به المجيب المنفي قبله تقول ما جاء زيد فيقول المجيب بلى أي قد جاء ولهذا يصح أن تأتي بالخبر المثبت بعد بلى فتقول بلى قد جاء فان قلت في جواب النفي نعم كان اعترافا بالنفي وصح أن تأتي بالنفي بعده كقوله ما جاء زيد فنقول نعم ما جاء والياء من نفس الحرف وقال الكوفيون هي بل زيدت عليها الياء وهو ضعيف من كسب في من وجهان أحدهما هي بمعنى الذي والثاني شرطية وعلى كلا الوجهين هي مبتدأة الا أن كسب لا موضع لها ان كانت من موصولة ولها موضع ان كانت شرطية والجواب فأولئك وهو متبدأ و أصحاب النار خبره والجملة جواب الشرط أو خبر من والسيئة على فيعلة مثل سيد وهين وقد ذكرناه في قوله أو كصيب وعين الكلمة وأو لأنه من ساءه يسوءه به يرجع إلى لفظ من وما بعده من الجمع يرجع إلى معناها ويدل على أن من بمعنى الذي المعطوف وهو قوله والذين آمنوا
قوله تعالى لا تعبدون الا الله يقرأ بالتاء على تقدير قلنا لهم لا تعبدون وبالياء لأن بني إسرائيل اسم ظاهر فيكون الضمير وحرف المضارعة بلفظ الغيبة

لأن الاسماء الظاهرة كلها غيب وفيها من الإعراب أربعة أوجه أحدها أنه جواب قسم دل عليه المعنى وهو قوله أخذنا ميثاق لأن معناه أحلفناهم أو قلنا لهم بالله لا تعبدون والثاني أن أن مرادة والتقدير أخذنا ميثاق بني إسرائيل على أن لا تعبدوا الا الله فحذف حرف الجر ثم حذف أن فارتفع الفعل ونظيره
الا أيهذا الزاجري أحضر الوغى ... بالرفع والتقدير عن أن أحضر والثالث أنه في موضع نصب على الحال تقديره أخذنا ميثاقهم موحدين وهي حال مصاحبة ومقدرة لأنهم كانوا وقت أخذ العهد موحدين والتزموا الدوام على التوحيد ولو جعلتها حالا مصاحبة فقط على أن يكون التقدير أخذنا ميثاقهم ملتزمين الاقامة على التوحيد جاز ولو جعلتها حالا مقدرة فقط جاز ويكون التقدير أخذنا ميثاقهم مقدرين التوحيد أبدا ما عاشوا والوجه النرابع أن يكون لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي والتقدير قلنا لهم لا تعبدوا وفيه وجه خامس وهو أن يكون الحال محذوفة والتقدير أخذنا ميثاقهم قائلين كذا وكذا وحذف القول كثير ومثل ذلك قوله تعالى وإذ أخذنا مثاقكم لا تسفكون الا الله مفعول تعبدون ولا عمل للا في نصبه الا أن الفعل قبله لم يستوف مفعوله وبالوالدين إحسانا إحسانا مصدر أي وقلنا أحسنوا بالوالدين إحسانا ويجوز أن يكون مفعولا به والتقدير وقلنا استوصوا بالوالدين إحسانا ويجوز أن يكون مفعولا له أي ووصيناهم بالوالدين لأجل الإحسان إليهم وذي القربى انما أفرد ذي ها هنا لأنه أراد الجنس أو يكون وضع الواحد موضع الجمع وقد تقدم نظيره واليتامى جمع يتيم وجمع فعيل على فعالي قليل والميم في والمساكين زائدة لأنه من السكون وقولوا أي وقلنا لهم قولوا حسنا يقرأ بضم الحاء وسكون السين وبفتحهما وهما لغتان مثل العرب والعرب والحزن والحزن وفرق قوم بينهما فقالوا الفتح صفة لمصدر محذوف أي قولا حسنا والضم على تقدير حذف مضاف أي قولا ذا حسن وقرىء بضم الحاء من غير تنوين على أن الألف للتأنيث الا قليلا منكم النصب على الاستثناء المتصل وهو الوجه وقرىء بالرفع شإذا ووجهه أن يكون بفعل محذوف كأنه قال امتنع قليل ولا يجوز أن يكون بدلا لأن المعنى يصير ثم تولى قليل ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي الا قليل منكم لم يتول كما قالوا ما مررت بأحد الا ورجل من بني تميم خير منه ويجوز

أن يكون توكيدا للضمير المر فوع المستثنى منه وسيبو ية واصحابه يسمونه نعتا ووصفا وأنشد أبو علي في مثل رفع هذه الاية
وبالصريمة منهم منزل خلق ... عاف تغير الا النؤى والوتد وأنتم معرضون جملة في موضع الحال المؤكدة لأن توليتم يغني عنه وقيل المعنى توليتم بأبدانكم وأنتم معرضون بقلوبكم فعلى هذا هي حال منتقلة وقيل توليتم يعني آباءهم وأنتم معرضون يعني أنفسهم كما قال وإذ نجيناكم من آل فرعون يعني آباءهم
قوله تعالى من دياركم الياء منقلبة عن وأو لأنه جمع دار والألف في دار وأو في الأصل لأنها من دار يدور وإنما قلبت ياء في الجمع لانكسار ما قبلها واعتلالها في الواحد
فان قلت فكيف صحت في لوإذا قيل لما صحت في الفعل صحت في المصدر والفعل لأوذت
فان قلت فكيف في ديار قيل الأصل فيه ديوار فقبلت الوأو وأدغمت ثم أقررتم فيه وجهان أحدهما أن ثم على بابها في افادة العطف والتراخي والمعطوف عليه محذوف تقديره فقبلتم ثم أقررتم والثاني أن تكون ثم جاءت لترتيب الخبر لا لترتيب المخبر عنه كقوله تعالى ثم الله شهيد
قوله تعالى ثم أنتم هؤلاء أنتم مبتدأ وفي خبره ثلاثة أوجه أحدها تقلتون فعلى هذا في هؤلاء وجهان أحدهما في موضع نصب بإضمار أعنى والثاني هو منادى أي يا هؤلاء الا أن هذا لا يجوز عند سيبويه لأن أولاء مبهم ولا يحذف حرف النداء مع المبهم والوجه الثاني أن الخبر هؤلاء على أن يكون بمعنى الذين وتقتلون صلته وهذا ضعيف أيضا لأن مذهب البصريين أن أولاء هذا لا يكون بمنزلة الذين وأجازه الكوفيون والوجه الثالث أن الخبر هؤلاء على تقدير حذف مضاف تقديره ثم أنتم مثل هؤلاء كقولك أبو يوسف أبو حنيفة فعلى هذا تقتلون حال يعمل فيها معنى التشبيه
قوله تظاهرون عليهم في يموضع نصب على الحال والعامل فيها تخرجون وصاحب الحال الوأو ويقرأ بتشديد الظاء والأصل تتظاهرون فقلبت التاء الثانية ظاء وأدغمت ويقرأ بالتخفيف على حذف التاء الثانية لأن الثقل والتكرر حصل بها ولأن الأولى حرف يدل على معنى وقيل المحذوفة هي الأولى ويقرأ بضم التاء وكسر الهاء والتخفيف وماضيه ظاهر والعدوان مصدر مثل

الكفران والكسر لغة ضعيفة أسارى حال وهو جمع أسير ويقرأ بضم الهمزة وبفتحها مثل سكارة وسكارى ويقرأ أسرى مثل جريح وجرحى ويجوز في الكلام أسراء مثل شهيد وشهداء تفدوهم بغير ألف وتفادوهم بالألف وهو من باب المفاعلة فيجوز أن يكون بمعنى القراءة الأولى ويجوز أن يكون من المفاعلة التي تقع من اثنين لأن المفاداة كذلك تقع وهو محرم عليكم هو مبتدأ وهو ضمير الشان ومحرم خبره و إخراجهم مرفوع بمحرم ويجوز أن يكون إخراجهم مبتدأ ومحرم خبر مقدم والجملة خبر هو ويجوز أن يكون هو ضمير الإخراج المدلول عليه بقوله وتخرجون فريقا منكم ويكون محرم الخبر وإخراجهم بدل من الضمير في محرم أومن هو فما جزاء ما نفى والخبر خزي ويجوز أن تكون استفهاما مبتدأ وجزاء خبره والا خزي بدل من جزاء يفعل ذلك منكم في موضع نصب على الحال من الضمير في يفعل في الحياة الدنيا صفة للخزي ويجوز أن يكون ظرفا تقديره الا أن يخزي في الحياة الدنيا يردون بالياء على الغيبة لأن قبله مثله ويقرأ بالتاء على الخطاب ردا على قوله تقتلون ومثله نمعما تعملون بالتاء والياء
قوله عز و جل وقفينا الياء بدل من الوأو لقولك قفوته وهو يقفوه إذا اتبعه فلما وقعت رابعة قلبت ياء الرسل بالضم وهو الأصل والتسكين جائز تخفيفا ومنهم من يسكن إذا أضاف إلى الضمير هربا من توالي الحركات ويضم في غير ذلك عيسى فعلى من العيس وهو بياض يخالطه شقرة وقيل هو أعجمي لا اشتقاق له و مريم علم أعجمي ولو كان مشتقا من رام يريم لكان مريما بسكون الياء وقد جاء في الإعلام بفتح الياء نحو مزيد وهو على خلاف القياس وأيدناه وزنه فعلناه وهو من الايد وهو القوة ويقرأ آيدناه بمد الألف وتخفيف الياء ووزنه أفعلناه
فان قلت فلم لم تحذف الياء التي هي عين كما حذفت في مثل أسلناه من سال يسيل قيل لو فعلوا ذلك لتوالي اعلالان أحدهما قلب الهمزة الثانية ألفا ثم حذف الألف المبدلة من الياء لسكونها وسكون الألف قبلها فكان يصير اللفظ أدناه فكانت تحذف الفاء والعين وليس كذلك أسلناه لأن هناك حذفت العين وحدها القدس بضم الدال وسكونها لغتان مثل المعسر والعسر أفكلما دخلت الفاء ها هنا لربط ما بعدها بما قبلها والهمزة للاستفهام الذي بمعنى التوبيخ و جاءكم يتعدى

بنفسه وبحرف الجر تقول جئته وجئت إليه تهوى ألفه منقلبه عن ياء لأن عينه وأو وباب طويت وشويت أكثر من باب جوة وقوة ولا دليل في هوى لانكسار العين وهو مثل شقى فان أصله وأو ويدل على أن هوى من اليائي أيضا قولهم في التثنية هويان استكبرتم جواب كلما ففريقا كذبتم أي فكذبتم فريقا فالفاء عطفت كذبتم على استكبرتم ولكن قد المفعول ليتفق رءوس الاي وفي الكلام حذف أي ففريقا منهم كذبتم
قوله تعالى غلف يقرأ بضم اللام وهو جمع غلاف يقرأ بسكونها وفيه وجهان أحدهما هو تسكين المضموم مثل كتب وكتب والثاني هو جمع أغلف مثل أحمر وحمر وعلى هذا لا يجوز ضمه و بل ههنا اضراب عن دعواهم وإثبات أن سبب جحودهم لعن الله إياهم عقوبة لهم
قوله بكفرهم الباء متعلقة بلعن وقال أبو علي النية به التقديم أي وقالوا قلوبنا غلف بسبب كفرهم بل لعنهم الله معترض ويجوز أن يكون في موضع الحال من المفعول في لعنهم أي كافرين كما قال وقد دخلوا بالكفر فقليلا منصوب صفة لمصدر محذوف و ما زائدة أي فايمانا قليلا يؤمنون وقيل صفة لظرف أي فزمانا قليلا يؤمنون ولا يجوز أن تكون ما مصدرية لأن قليلا لا يبقى له ناصب وقيل ما نافية أي فما يؤمنون قليلا ولا كثيرا ومثله قليلا ما تشكرون و قليلا ما تذكرون وهذا أقوى في المعنى وإنما يضعف شيئا من جهة تقدم معمول ما في حيز ما عليها
قوله تعالى من عند الله يجوز أن يكون في موضع نصب لابتداء غاية المجيء ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لكتاب مصدق بالرفع صفة لكتاب وقرىء شإذا بالنصب على الحال وفي صاحب الحال وجهان أحدهما الكتاب لأنه قد وصف فقرب من المعرفة والمثاني أن يكون حالا من الضمير في الظرف ويكون العامل الظرف أو ما يتعلق به الظرف ومثله رسول من عند الله مصدق
قوله من قبل بنيت ههنا لقطعها عن الاضافة والتقدير من قبل ذلك فلما جاءهم أتى بلما بعد لما من قبل جواب الأولى وفي جواب الأولى وجهان أحدهما جوابها لما الثانية وجوابها وهذا ضعيف لأن الفاء مع لما الثانية ولما لا تجاب بالفاء الا أن يعتقد زيادة الفاء على ما يجيزه الأخفش والثاني أن كفروا جواب الأولى

والثانية لأن مقتضاهما واحد وقيل الثانية تكرير فلم تحتج إلى جواب وقيل جواب الأولى محذوف تقديره أنكروه أو نحو ذلك فلعنة الله هو مصدر مضاف إلى الفاعل
قوله تعالى بئس ما اشتروا فيه أوجه أحدها أن تكون ما نكرة غير موصوفة منصوبة على التمييز قاله الأخفش واشتروا على هذا صفة محذوف تقديره شيء أو كفر وهذا المحذوف هو المخصوص وفاعل بئس مضمر فيها ونظيره
لنعم ألفتى اضحى بأكناف حايل ... أي فتى أضحى
وقوله أن يكفروا خبر مبتدأ محذوف أي هو أن يكفروا وقيل أن يكفروا في موضع جر بدلا من الهاء في به وقيل هو مبتدأ وبئس وما بعدها خبر عنه والوجه الثاني أن تكون ما نكرة موصوفة واشتروا صفتها وأن يكفروا على الوجوه المذكورة ويزيد هاهنا أن يكون هو المخصوص بالذم والوجه الثالث أن تكون ما بمنزلة الذي وهو اسم بئس وأن يكفروا المخصوص بالذم وقيل اسم بئس مضمر فيها والذي وصلته المخصوص بالذم والوجه الرابع أن تكون ما مصدرية أي بئس شراؤهم وفاعل بئس على هذا مضمر لأن المصدر هنا مخصوص ليس بجنس
قوله بغيا مفعول له ويجوز أن يكون مينصوبا على المصدر لأن ما تقدم يدل على أنهم بغوا بغيا أن ينزل الله مفعول من أجله أي بغوا لأن أنزل الله وقيل التقدير بغيا على ما انزال الله أي حسدا على ما خص الله به نبيه من الوحي ومفعول ينزل محذوف أي ينزل الله شيئا من فضله ويجوز أن تكون من زائدة على قول الأخفش و من نكرة موصوفة أي على رجل يشاء ويجوز أن تكون بمعنى الذي ومفعول يشاء محذوف أي يشاء نزوله عليه ويجوز أن يكون يشاء يختار ويصطفى و من عباده حال من الهاء المحذوفة ويجوز أن يكون في موضع جر صفة أخرى لمن فباءوا بغضب أي مغضوبا عليهم فهو حال على غضب صفة لغضب الاول مهين الياء بدل من الوأو لأنه من الهوان
قوله تعالى ويكفرون أي وهم يكفرون والجملة حال والعامل فيها قالوا من قوله قالوا نؤمن ولا يجوز أن يكون العامل نؤمن إذ لو كان كذلك لوجب أن يكون لفظ الحال ونكفر أي ونحن نكفر والهاء في وراءه تعود على ما والهمزة في وراء بدل من ياء لأن ما فاؤه وأو لا يكون لامه وأوا ويدل عليه أنها ياء في تواريت لا همزة وقال ابن جني هي عندنا همزة لقولهم وريئة بالهمز

في التصغير وهو الحق جملة في موضع الحال والعامل فيها يكفرون ويجوز أن يكون العامل معنى الاستقرار الذي دلت عليه ما إذ التقدير بالذي استقر وراءه مصدقا حال مؤكدة والعامل فيها ما في الحق من معنى الفعل إذ المعنى وهو ثابت مصدقا وصاحب الحال الضمير المسترر في الحق عند قوم وعند آخرين صاحب الحال ضمير دل عليه الكلام والحق مصدر لا يتحمل الضمير على حسب تحمل اسم الفاعل له عندهم فأما المصدر الذي ينوب عن الفعل كقولك ضربا زيدا فيتحمل الضمير عند قوم فلم ما هنا استفهام وحذفت ألفها مع حرف الجر للفرق بين الاستفهامية والخبرية وقد جاءت في الشعر غير محذوفة ومثله فيم أنت من ذكراها وعم يتساءلون ومم خلق تقتلون أي قتلتم والمعنى أن آباءهم قتلوا فلما رضوا بفعلهم أضاف القتل إليهم ان كنتم جوابها محذوف دل عليه ما تقدم
قوله تعالى بالبينات يجوز أن تكون في موضع الحال من موسى تقديره جاءكم ذا بينات وحجة أو جاء ومعه البينات ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب اقامة البينات
قوله تعالى في قلوبهم العجل أي حب العجل فحذف المضاف لأن الذي يشربه القلب المحبة لا نفس العجل بكفرهم أي بسبب كفرهم ويجوز أن يكون حالا من المحذوف أي مختلطا بكفرهم , اشربوا في موضع الحال والعامل فيه قالوا أي قالوا ذلك وقد أشربوا وقد مرادة لأن الفعل الماضي لا يكون حالا الا مع قد وقال الكوفيون لا يحتاج إليها ويجوز أن يكون وأشربوا مستأنفا والاول أقوى لأنه قد قال بعد ذلك قل بئس ما يأمركم فهو جواب قولهم سمعنا وعصينا فالأولى أن لا يكون بينهما أجنبي
قوله تعالى ان كانت لكم الدار الدار اسم كان وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها هو خاصة وعند ظرف لخاصة أو للاستقرار الذي في لكم ويجوز أن تكون عند حالا من الدار والعامل فيها كان أو الاستقرار وأما لكم فتكون على هذا متعلقة بكان لأنها تعمل في حروف الجر ويجوز أن تكون للتبيين فيكون موضعها بعد خاصة أي خالصة لكم فيتعلق بنفس خاصة ويجوز أن يكون صفة لخالصة قدمت عليها فيتعلق حينئذ بمحذوف والوجه الثاني أن يكون خبر كان لكم وعند الله ظرف وخالصة حال والعامل كان أو الاستقرار والثالث أن يكون عند الله هو الخبر

وخالصة حال والعامل فيها اما عند أو ما يتعلق به أو كان أو لكم وسوغ أن يكون عند خبر كان لكم إذ كان فيه تخصيص وتبيين ونظيره قوله ولم يكن له كفوا أحد لولا له لم يصح أن يكون كفوا خبرا من دون في موضع نصب بخالصة لأنك تقول خلص كذا من كذا
قوله تعالى أبدا ظرف بما قدمت أي بسبب ما قدمت فهو مفعول به ويقرب معناه من معنى المفعول له و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدرية فيكون مفعول قدمت محذوفا أي بتقديم أيديهم الشر
قوله تعالى ولتجدنهم هي المتعدية إلى مفعولين والثاني أحرص و على متعلقة بأحرص ومن الذين أشركوا فيه وجهان أحدهما هي معطوفة على الناس في المعنى والتقدير أحرص من الناس أي الذين في زمانهم وأحرص من الذين أشركوا يعني به المجوس لأنهم كانوا إذا دعوا بطول العمر قالوا عشت ألف نيروز فعلى هذا في يود وجهان أحدهما هو حال من الذين أشركوا تقديره ود أحدهم ويدلك على ذلك أنك لو قلت ومن الذين أشركوا الذين يود أحدهم صح أن يكون وصفا ومن هنا قال الكوفيون هذا يكون على حذف الموصول وإبقاء الصلة والوجه الثاني أن تجعل يود أحدهم حالا من الهاء والميم في ولتجدنهم أي لتجدنهم أحرص الناس وادا أحدهم والوجه الثاني من وجهي من الذين أن يكون مستأنفا والتقدير ومن الذين أشركوا قوم يود أحدهم أومن يود أحدهم وماضي يود وددت بكسر العين فلذلك صحت الوأو لأنها لم يكسر ما بعدها في المستقبل لو يعمر لو هنا بمعنى أن الناصبة للفعل ولكن لا تنصب وليست التي يمتنع بها الشيء لامتناع غيره ويدلك على ذلك شيئان أحدهما أن هذه يلزمها المستقبل والاخرى معناها في الماضي والثاني أن يود يتعدى إلى مفعول واحد وليس مما يعلق عن العمل فمن هنا لزم أن يكون لو بمعنى أن وقد جاءت بعد يود في قوله تعالى أيود ا ; دكم أن تكون له جنة وهو كثير في القرآن والشعر و يعمر يتعدى إلى مفعول واحد وقد أقيم مقام الفاعل و ألف سنة ظرف وما هو بمزحزحه في هو وجهان أحدهما هو ضمير أحد أي وما ذلك التمني بمزحزحه خبر ما و من العذاب متعلق بمزحزحه و أن يعمر في موضع رفع بمزحزحه أي وما الرجل بمزحزحه تعميره والوجه الاخر أن يكون هو ضمير التعمير وقد دل عليه قوله لو يعمر وقوله أن يعمر بدل من هو ولا يجوز أن

يكون هو ضمير الشأن لأن المفسر لضمير الشأن مبتدأ وخبر ودخول الباء في بمزحزحه يمنع من ذلك
قوله تعالى من كان عدوا لجبريل من شرطية وجوابها محذوف تقديره فليمت غيظا أو نحوه فانه نزله ونظيره في المعنى من كان يظن أن لن ينصره الله ثم قال فليمدد بإذن الله في موضع الحال من ضمير الفاعل في نزل وهو ضمير جبريل وهو العائد على اسم ان والتقدير نزوله ومعه الاذن أو مإذونا به مصدقا حال من الهاء في نزله و كذلك هدى وبشرى أي هاديا ومبشرا
قوله تعالى عدو للكافرين وضع الظاهر موضع المضمر لأن الأصل من كان عدوا لله وملائكته فان الله عدو له أو لهم وله في القرآن نظائر كثيرة ستمر بك ان شاء الله
قوله تعالى أو كلما الوأو للعطف والهمزة قبلها للاستفهام على معنى الانكار والعطف هنا على معنى الكلام المتقدم في قوله أفكلما جاءكم رسول وما بعده وقيل الوأو زائدة وقيل هي أو التي لأحد الشيئين حركت بالفتح وقد قرىء شإذا بسكونها عهدا مصدر من غير لفظ الفعل المذكور ويجوز أن يكون مفعولا به أي أعطوا عهدا وهنا مفعول آخر محذوف تقديره عاهدوا الله أو عاهدوكم
قوله تعالى رسول من عند الله مصدق هو مثل قوله كتاب من عند الله مصدق وقد ذكر الكتاب مفعول أوتوا و كتاب الله مفعول نبذ كأنهم هي وما عملت فيه في موضع الحال والعامل نبذ وصاحب الحال فريق تقديره شبهين للجهال
قوله تعالى واتبعوا هو معطوف على وأشربوا أو على نبذة فريق تتلو بمعنى تلت على ملك أي على زمن ملك فحذف المضاف والمعنى في زمن و سليمان لا ينصرف وفيه ثلاثة أسباب العجمة والتعريف والألف والنون وأعاد ذكره ظاهرا تفخيما وكذلك تفعل في الإعلام والاجناس أيضا كقول الشاعر
لا أرى المت يسبق الموت شيء ... يغص الموت ذا الغنى وألفقيرا
ولكن الشياطين يقرأ بتشديد النون ونصب الاسم ويقرأ بتخفيفها ورفع

الاسم بالابتداء لأنها صارت من حروف الابتداء وقرأ الحسن الشياطون وهو كالغلط شبه فيه الياء قبل النون بياء جمع التصحيح يعلمون الناس في موضع نصب على الحال من الضمير في كفروا وأجاز قوم أن يكون حالا من الشياطين وليس بشيء لأن لكن لا يعمل في الحال وما أنزل ما بمعنى الذي وهو في موضع نصب عطفا على السحر اى ويعلمون الذى أنزل وقيل هو معطفوف على تتلو وقيل ما في موضع جر عطفا على ملك سلمان اى وعلى عهد الذىأنزل على الملكين وقيل ما نافية اى ما أنزل السحر على الملكين أو وما أنزل اباحة السحر والجمهور على فتح اللام من الملكين وقرىء يكسرها وهاروت وماروت بدلان من الملكين وقيل هما قبيلتان من الشياطين فعلى هذا لا يكونان بدلين من الملكين وإنما يجيء هذا على قراءة من كسر اللام في احد الوجهين ببابل يجوز ان يكون ظرفا لأنزل ويجوز ان يكون حالا من الملكين أو من الضمير في أنزل حتى يقولا أي إلى أن يقولا والمعنى أنهما كانا يتركان تعليم السحر إلى أن يقولا انما نحن فتنة وقيل حتى بمعنى الا أي وما يعلمان من أحد الا أن يقولا وأحد هاهنا يجوز أن تكون المستعملة في العموم كقولك ما بالدار من أحد ويجوز أن تكون هاهنا بمعنى واحد أو انسان فيتعلمون منهما هو معطوف على يعلمان وليس بداخل في النفي لأن النفي هناك راجع إلى الاثبات لأن المعنى يعلمان الناس السحر بعد قولهما نحن فتنة فيتعلمون وقيل التقدير فيأتون فيتعملون ومنهما ضمير الملكين ويجوز أن يكون ضمير السحر والمنزل على الملكين وقيل هو معطوف على يعلمون الناس السحر فيكون منهما على هذا السحر والمنزل على الملكين أو يكون ضمير قبيلتين من الشياطين وقيل هو مستأنف ولم يجز أن ينصب على جواب النهي لأنه ليس المعنى ان تكفر يتعلموا ما يفرقون يجوز أن تكون ما بمعنى الذي وأن تكون نكرة موصوفة ولا يجوز أن تكون مصدرية لعود الضمير من به إلى ما المصدرية لا يعود عليها ضمير بين المرء الجمهور على إثبات الهمزة بعد الراء وقرىء بتشديد الراء من غير همز ووجهة أن يكون القى حركة الهمزة على الراء ثم نوى الوقف عليه مشددا كما قالوا هذا خالد ثم أجروا الوصل مجرى الوقف
قوله تعالى الا بإذن الله الجار والمجرور في موضع نصب على الحال ان شئت من الفاعل وان شئت من المفعول والتقدير وما يضرون أحدا بالسحر الا والله

عالم به أو يكون التقدير الا مقرونا بإذن الله ولا ينفعهم هو معطوف على الفعل قبله ودخلت لا للنفي ويجوز أن يكون مستأنفا أي وهو لا ينفعهم فيكون حالا ولا يصح عطفه على ما لأن الفعل لا يعطف على الاسم لمن اشتراه اللام هنا هي التي يؤطأ بها للقسم مثل التي في قوله لئن لم ينته المنافقون و من في موضع رفع بالابتداء وهي شرط وجواب القسم ماله في الاخرة من خلاق وقيل من بمعنى الذي وعلى كلا الوجهين موضع الجملة نصب بعلموا ولا يعمل علموا في لفظ من لأن الشرط ولام الابتداء لهما صدر الكلام ولبئس ما جواب قسم محذوف لو كانوا جواب لو محذوف تقديره لو كانوا ينتفعون بعلمهم لامتننعوا من شراء السحر
قوله تعالى ولو أنهم آمنوا أن وما عملت فيه مصدر في موضع رفع بفعل محذوف لأن لو تقتضي الفعل تقديره لو وقع منهم أنهم آمنوا أي إيمانهم ولم يجزم بلو لأنها تعلق الفعل الماضي بالفعل الماضي والشرط خلاف ذلك لمثوبة جواب لو ومثبوة مبتدأ و من عند الله صفته و خير خبره وقرىء مثوبة بسكون الثاء وفتح الوأو قاسوه على الصحيح من نظائره نحو مقتلة
قوله تعالى راعنا فعل أمر وموضع الجملة نصب بتقولوا قرىء شإذا راعنا بالتنوين أي لا تقولوا قولا راعنا
قوله تعالى ولا المشركين في موضع جر عطفا على أهل وان كان قد قرى ولا المشركون بالرفع فهو معطوف على الفاعل أن ينزل في موضع نصب بيود من خير من زائدة و من ربكم لابتداء غاية الانزال ويجوز أن يكون صفة لخبر اما جرا على لفظ خير أو رفعا على موضع من خير يختص برحمته من يشاء أي من يشاء اختصاصه فحذف المضاف فبقي من يشاؤه ثم حذف الضمير ويجوز أن يكون يشاؤه يختاره فلا يكون فيه حذف مضاف
قوله ما ننسخ ما شرطية جازمة لننسخ منصوبة الموضع بننسخ مثل قوله أياما تدعوا وجواب الشرط نأت بخير منها و من آية في موضع نصب على التمييز والمميز ما والتقدير أي شيء ننسخ من آية ولا يحسن أن يقدر أي آية ننسخ لأنك لا تجمع بين هذا وبين التمييز بآية ويجوز أن تكون زائدة وآية حالا والمعنىه أي شيء ننسخ قليلا أو كثيرا وقد جاءت الاية حالا في قوله تعالى هذه ناقة الله لكم آية وقيل ما هنا مصدرية وآية مفعول به والتقدير أي نسخ

ننسخ آية ويقرأ ننسخ بفتح النون وماضية نسخ ويقرأ بضم النون وكسر السين ماضيه أنسخت يقال أنخت الكتاب أي عرضته للنسخ أو ننسأها معطوف على ننسخ ويقرأ بغير همز على ابدال الهمزة ألفا ويقرأ ننسها بغير ألف ولا همز وننسها بضم النون وكسر السين وكلاهما من نسي إذا ترك ويجوز أن يكون من نسأ إذا أخر الا أنه أبدل الهمزة ألف ومن قرأ بضم النون حمله على معنى نأمرك بتركها أو بتأخيرها وفيه مفعول محذوف والتقدير ننسكها
قوله تعالى له ملك السموات مبتدأ وخبر في موضع خبر أن ويجوز أن يرتفع ملك بالظرف عند الأخفش والملك بمعنى الشيء المملكو يقال لفلان ملك عظيم أي مملوكه كثير والملك أيضا بالكسر المملوك الا أنه لا يستعمل بضم الميم في كل موضع بل في مواضع الكثرة وسعة السلطان من ولي من زائدة وولي في موضع رفع مبتدأ ولكم خبره و نصير معطوف على لفظ ولي ويجوز في الكلام رفعه على موضع ولي ومن دون في موضع نصب على الحال من ولي أو من نصير والتقدير من ولي دون الله فلما تقدم وصف النكرة عليها انتصب على الحال
قوله تعالى أم تريدون أم هنا منقطعة إذ ليس في الكلام همزة تقع موقعها وموقع أم أيهما والهمزة في قوله ألم تعلم ليست من أم في شيء والتقدير بل أتريدون أن تسألوا فخرج بأم من كلام إلى كلام آخر والأصل في تريدون ترودون لأنه من راد يرود كما الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي سؤالا كما وما مصدرية والجمهور على همز سئل وقد قرىء سيل بالياء وهو على لغة من قال أسلت تسال بغير همزة مثل خفت تخاف والياء منقلبة عن وأو لقولهم سوال وسأولته ويقرأ سيل يجعل الهمزة بين بين أي بين الهمزة وبين الياء لأن منها حركتها بالايمان الباء في موضع نصب على الحال من الكفر تقديره مقابلا بالايمان ويجوز أن يكون مفعولا بيتبدل وتكون الباء للسبب كقولك اشتريت الثوب بدرهم سواء السبيل سواء ظرف بمعنى وسط السبيل وأدله والسبيل يذكر ويؤنث
قوله تعالى لو يردونكم لو بمعنى أن المصدرية وقد تقدم ذكرها و كفارا حال من الكاف والميم ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا لأن يرد بمعنى يصير حسدا مصدر وهو مفعول له والعامل فيه ود أو يردونكم من عند

أنفسهم من متعلقة بحدسا أي ابتداء الحسد من عندهم ويجوز أن أن يتعلق بود أو بيردونكم حتى يأتي الله بأمره أي اعفوا إلى هذه الغاية
قوله تعالى وما تقدموا ما شرطية في موضع نصب بتقدموا و من خير مثل قوله من آية في ما ننسخ تجدوه ثوابه فحذف المضاف و عند الله ظرف لتجدوا أو حال من المفعول به
قوله تعالى الا من كان في موضع رفع بيدخل لأن الفعل مفرغ لما بعد الا وكان مخمولا على لفظ في الافراد و هودا جمع هايد مثل عايذ وعوذ وهو من هاد يهود إذا تاب ومنه قوله تعالى انا هدنا إليك وقال ألفراء أصله يهود فحذفت الياء وهو بعيدا جدا وجمع على معنى من و أو هنا لتفصيل ما أجمل وذلك أن إليهود قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا وقالت النصارى لن يدخل الجنة الا من كان نصرانيا ولم يقل كل فريق منهم لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى فلما لم يفصل في قوله وقالوا جاء بأو للتفصيل إذ كانت موضوعة لأحد الشيئين و نصارى حمع نصران مثل سكران وسكارى هاتوا فعل معتل اللام تقول في الماضي هاتي يهاتي مهاتاة مثل رامي يرامي مراماة وهاتوا مثل راموا وأصله هاتيوا ثم سكنت الياء وحذفت لما ذكرنا في قوله اشتروا ونظائره وتقول للرجل في الامر هات مثل رام وللمرأة هاتي مثل رامي وعليه فقس بقية تصاريف هذه الكلمة وهاتوا فعل متعد إلى مفعول واحد وتقديره أحضروا برهانكم والنون في برهان أصل عند قوم لقولهم برهنت فثبتت النون في الفعل وزائدة عند آخرين لأنه من البره وهو القطع والبرهان الدليل القاطع
قوله تعالى بلى جواب النفي على ما ذكرنا في قوله بلى من كسب و أسلم و وجهه وهو كله محمول على لفظ من وكذلك فله أجره عند ربه وقوله ولا خوف عليهم محمول على معناها
قوله تعالى وهم يتلون الكتاب في موضع نصب على الحال والعامل فيها قالت وأصل يتلون يتلوون فسكنت الوأو ثم حذفت لالتقاء الساكنين كذلك قال الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف منصوب بقال وهو مصدر مقدم على الفعل التقدير قولا مثل قول إليهود والنصارى قال الذين لا يعملون فعلى هذا الوجه يكون مثل قولهم منصوبا بيعملون أو بقال

على أنه مفعول به ويجوز أن يكون الكاف في موضع رفع بالابتداء والجملة بعده خبر عنه والعائد على المبتدأ محذوف تقديره قاله فعلى هذا يكون قوله مثل قولهم صفة لمصدر محذوف أو مفعولا ليعملون والمعنى مثل قول إليهود والنصارى قال الذين لا يعلمون اعتقاد إليهود والنصارى ولا يجوز أن يكون مثل قولهم مفعول قال لأنه قد استوفى مفعوله وهو الضمير المحذوف و فيه متعلق يختلفون
قوله تعالى ومن أظلم من استفهام في معنى النفي وهو رفع بالابتداء وأظلم خبره والمعنى لا أحد أظلم ممن منع من نكرة موصوفة أو بمعنى الذي أن يذكر فيه ثلاثة أوجه أحدها هو في موضع نصب على البدل من مساجد بدل الاشتمال تقديره ذكر اسمه فيها والنثاني أن يكون في موضع نصب على المفعول له تقديره كراهية أن يذكر والثالث أن يكون في موضع جر تقديره من أن يذكر وتتعلق من إذا ظهرت بمنع كقولك منعته من كذا وإذا حذف حرف الجر مع أن بقي الجر وقيل يصير في موضع نصب وقد ذكرنا ذلك في قوله لا يستحي أن يضر وسعى في خرابها خراب اسم للتخريب مثل السلام اسم للتسليم وليسم باسم للجثة وقد أضيف اسم المصدر إلى المفعول لأنه يعمل عمل المصدر الا خائفين حال من الضمير في يدخلوها لهم في الدنيا جملة مستأنفة وليست حالا مثل خائفين لأن استحقاقهم الخزي ثابت في كل حال لا في حال دخولهم المساجد خاصة
قوله تعالى ولله المشرق والمغرب هما موضع الشروق والغروب فأينما شرطية و تولوا مجزوم به وهو الناصب لأين والجواب فثم وقرىء في الشإذ تولوا بفتح التاء وفيه وجهان أحدهما هو مستقيل أيضا وتقديره تتولا فحذف التاء الثانية والنثاني أنه ماضي والضمير للغائبين والتقدير أينما يتولون وقيل يجوز أن يكون ماضيا قد وقع ولا يكون أين شرطا في اللفظ بل في المعنى كما تقول ما صنعت صنعت إذا أردت الماضي وهذا ضعيف لأن أين اما استفهام واما شرط وليس لها معنى ثالث وثم اسم للمكان البعيد عنك وبنى لتضمنه معنى حرف الاشارة وقيل بنى لتضمنه معنى حرف الخطاب لأنك تقول في الحاضر هنا وفي الغائب هناك وثم ناب عن هناك
قوله تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا يقرأ بالوأو عطفا على قوله وقالوا لن يدخل الجنة ويقرأ بغير وأو على الاستئناف كل له تقديره كل أحد منهم

أو كلهم لأن الأصل في كل أن تستعمل مضافة ومن هنا ذهب جمهور النحويين إلى منع دخول الألف واللام على كل لأن تخصيصها بالمضاف إليه فإذا لم يكن ملفوظا به كان في حكم الملفوظ به وحمل الخبر على معنى كل فجمعه في قوله قانتون ولو قال قانت جاز على لفظ كل
قوله تعالى بديع السموات أي مبدعها كقولهم سميع بمعنى مسمع والاضافة هنا محضة لأن الابداع لهما ماض وإذا قضي إذا ظرف والعامل فيها ما دل عليه الجواب تقديره وإذا قضي أمرا يكون
قوله تعالى فيكون الجمهور على الرفع عطفا على يقول أو على الاستئناف أي فهو يكون وقرىء بالنصب على جواب لفظ الامر وهو ضعيف لوجهين أحدهما أن كن ليس بأمر على الحقيقة إذ ليس هناك مخاطب به وإنما المعنى على سرعة التكون يدل على ذلك أن الخطاب بالتكون لا يرد على الموجود لأن الموجود متكون ولا يرد على المعدوم لأنه ليس بشيء لا يبقى الا لفظ الامر ولفظ الامر يرد ولا يراد به حقيقة الامر كقوله أسمع بهم وأبصر وكقوله فليمدد له الرحمن والوجه الثاني أن جواب الامر لا بد أن يخألف الامر اما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما فمثال ذلك قولك إذهب ينفعك زيد فالفعل والفاعل في الجواب غيرهما في الامر ويتقول إذهب يذهب زيد فالفعلان متفقان والفاعلان مختلفان وتقول إذهب تنتفع فالفاعلان متفقان والفعلان مختلفان فأما أن يتفق الفعلان والفاعلان فغير جائز كقولك إذهب تذهب والعلة فيه أن الشيء لا يكون شرطا لنفسه
قوله تعالى لولا يكلمنا الله لولا هذه إذا وقع بعدها المستقبل كانت تحضيضا وان وقع بعدها الماضي كانت توبيخا وعلى كلا قسميها هي مخيتصة بالفعل لأن التحضيض والتوبيخ لا يردان الا على الفعل كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ينقل من اعراب الموضع الاول إلى هنا ما يحتمله هذا الموضع
قوله تعالى انا أرسلناك بالحق الجار والمجرور في موضع نصب على الحال من المفعول تقديره أرسلناك ومعك الحق ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي ومعنا الحق ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب اقامة الحق بشيرا ونذيرا حالان ولا تسئل من قرأ بالرفع وضم التاء فموضعه حال أيضا أي وغير مسئول

ويجوز أن يكون مستأنفا ويقرأ بفتح التاء وضم اللام وحكمها حكم القراءة التي قبلها ويقرأ بفتح التاء والجزم على النهي
قوله تعالى هو الهدى هو يجوز أن يكون توكيدا لاسم ان وفصلا ومبتدأ وقد سبق نظيره من العلم في موضع نصب على الحال من ضمير الفاعل في جاءك
قوله تعالى الذين آتيناهم الذين مبتدأ وآتيناهم صلته و يتلونه حال مقدرة من هم أو من الكتاب لأنهم لم يكونوا وقت اتيانه تالين له و حق منصوب على المصدر لأنها صفة للتلأوة في الأصل لأن التقدير تلأوة حقا وإذا قدم وصف المصدر وأضيف إليه انتصب نصب المصدر ويجوز أن يكون وصفا لمصدر محذوف و أولئك مبتدأ و يؤمنون به خبره والجملة خبر الذين ولا يجوز أن يكون يتلونه خبر الذين لأنه ليس كل من أوتي الكتاب تلاه حق تلأوته لأن معنى حق تلأوته العمل به وقيل يتولنه الخبر والذين آتيناهم لفظه عام والمراد به الخصوص وهو كل من آمن بالنبي من أهل الكتاب أو يراد بالكتاب القرآن
قوله تعالى وإذ ابتلي ابراهيم إذ في موضع نصب على المفعول به أي إذكر والألف في ابتلى منقلبة عن وأو وأصله من بلى يبلو إذا اختبر وفي ابراهيم لغات إحداها ابراهيم بالألف والياء وهو المشهور وابراهمي كذلك الا أنه تحذف الياء وابراهام بألفين وابمنراهم بألف واحدة وضم الهاء وبكل قرىء وهو اسم أعجمي معرفة وجمعه أباره عند قوم وعند آخرين براهم وقيل فيه أبارهة وبراهمة
قوله تعالى جاعلك يتعدى إلى مفعولين لأنه من جعل التي بمعنى صير و للناس يجوز أن يتعلق بجاعل أي لأجل الناس ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال والتقدير اماما للناس فلما قدمه نصبه على ما ذكرنا قال ومن ذريتي المفعولان محذوفان والتقدير اجعل فريقا من ذريتي اماما لا ينال عهدي الظالمين هذا هو المشهور على جعل العهد هو الفاعل ويقرأ الظالمون على العكس والمعنيان متقاربان لأن ما نلته فقد نالك
قوله تعالى وإذ جعلنا مثل وإذا ابتلى وجعل هاهنا يجوز أن يكون بمعنى صير ويجوز أن يكون بمعنى خلق أو وضع فيكون مثابة حالا وأصل مثابة

مثوبة لأنه من ثاب يثوب إذا رجع و للناس صفة لمثابة ويجوز أن يتعلق بجعلنا ويكون التقدير لأجل نفع الناس واتخذوا يقرأ على لفظ الخبر والمعطوف عليه محذوف تقديره فثابوا واتخذوا ويقرأ على لفظ الامر فيكون على هذا مستأنفا و من مقام يجوز أن يكون من للتبعيض أي بعض مقام ابراهيم مصلى ويجوز أن يتكون من بمعنى في ويجوز أن تكون زائدة على قول الأخفش و مصلى مفعول اتخذوا وألفه منقلبة عن وأو ووزنه مفعل وهو مكان لا مصدر ويجوز أن يكون مصدرا وفيه حذف مضاف تقديره مكان مصلى أي مكان صلاة والمقام موضع القيام وليس بمصدر هنا لأن ابراهمي لا يتخذ مصلى أن ظهرا يجوز أن تكون أن هنا بمعنى أي المفسرة لأن عهدنا بمعنى قلنا والمفسرة ترد بعد القول وما كان في معناه فلا موضع لها على هذا ويجوز أن تكون مصدرية وصلتها الامر وهذا مما يجوز أن يكون صلة في أن دون غيرها فعلى هذا يكون التقدير بأن ظهرا فيكون موضعها جرا أو نصبا على الاختلاف بين الخليل وسيبيويه و السجود جمع ساجد وقيل هو مصدر وفيه حذف مضاف أي الركع ذوي السجود
قوله تعالى اجعل هذا بلدا اجعل بمعنى صير وهذا المفعول الاول وبلدا المفعول الثاني و آمنا صفة المفعول الثاني وأما التي في ابنراهيمس فتذكر هناك من آمن من بدل من أهله وهو بدل بعض من كل و من كفر في من وجهان أحدهما هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وموضعها نصب والتقدير قال وأرزق من كفر وحذف الفعل لدلالة الكلام عليه فأمتعه عطف على الفعل المحذوف ولا يجوز أن يكون من على هذا مبت ا وفأمتعه خبره لأن الذي لا تدخل الفاء في خبرها الا إذا كان الخبر مستحقا بصلتها كقولك الذي يأتيني فله درهم والكفر لا يستحق به التمتيع فان جعلت الفاء زائدة على قول الأخفش جاز وان جعلت الخبر محذوفا وفأمتعه دليلا عليه جاز تقديره ومن كفر أرزقه فأمتعه والوجه الثاني أن تكون من شرطية والفاء جوابها وقيل الجواب محذف تقديره ومن كفر أرزقه ومن على هذا رفع بالابتداء ولا يجوز أن تكون منصوبة لأن أداة الشرط لا يعمل فيها جوابها بل الشرط وكفر على الوجهين بمعنى يكفر والمهور فأمتعه بالتشديد أحدهما أنه حذف الحركة تخفيفا لتوالي الحركات والثاني أن تكون الفاء زائدة وأمتعه جواب الشرط ويقرأ بتخفيف التاء وضم العين وإسكانها على ما ذكرناه ويقرأ

فأمتعه على لفظ الامر وعلى هذا يكون من تمام الحكاية عن ابراهيم قليلا نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف ثم اضطره الجمهور على رفع الراء وقرىء بفتحها ووصل الهمزة على الامر كما تقدم وبئس المصير المصير فاعل بئس والمخصوص بالذم محذوف تقديره وبئس المصير النار
قوله تعالى من البيت في موضع نصب على الحال من القواعد أي كائنة من البيت ويجوز أن يكون في موضع نصب مفعولا به بمعنى رفعها عن أرض البيت والقواعد جمع قاعدة وواحد قواعد النساء قاعد واسماعيل معطوف على ابراهيم والتقدير يقولان ربنا ويقولان هذه في موضع الحال وقيل اسماعيل مبتدأ والخبر محذوف تقديره يقول ربنا لأن الباني كان ابراهيم والداعي كان اسماعيل
قوله تعالى مسلمين لك مفعول ثان ولك متعلق بمسلمين لأنه بمعنى نسلم لك أي نخلص ويجوز أن يكون نعتا أي مسلمين عاملين لك و من ذريتنا يجوز أن تكون من لابتداء غاية الجعل فيكون مفعولا ثانيا و أمة مفعول أول و مسلمة نعت لأمة و لك على ما تقدم في مسلمين ويجوز أن تكون أمة مفعولا أول ومن ذريتنا نعتا لأمة تقدم عليها فانتصب على الحال ومسلمة مفعولا ثانيا والوأو داخلة في الأصل على أمة وقد فصل بينهما بقوله ومن ذريتنا وهو جائز لأنه من جملة الكلام المعطوف وأرنا الأصل أرئنا فحذفت الهمزة التي هي عين الكلمة في جميع تصاريف الفعل المستقبل تخفيفا وصارت الراء متحركة بحركة الهمزة والجمهور على كسر الراء وقرىء بإسكانها وهو ضعيف لأن الكسرة هنا تدل على الياء المحذوفة ووجه الاسكان أن يكون شبه المنفصل بالمتصل فسكن كما سكن فخذ وكتف وقيل لم يضبط الرأوي عن القارىء لأن القارىء اختلس فظن أنه سكن وواحد المناسك منسك ومنسك بفتح السين وكسرها
قوله تعالى وابعث فيهم ذكر على معنى الامة ولو قال فيها لرجع إلى لفظ الامة يتلو عليهم في موضع نصب صفة لرسول ويجوز أن يكون حالا من الضمير في منهم والعامل فيه الاستقرار
قوله تعالى ومن يرغب من استفهام بمعنى الانكار ولذلك جاءت الا بعدها لأن المنكر منفي وهي في موضع رفع بالابتداء ويرغب الخبر وفيه ضمير يعود على من الا من من في موضع نصب على الاستثناء ويجوز أن يكون رفعا بدلا من الضمير في يرغب ومن نكرة موصوفة أو بمعنى الذي و نفسه

مفعول سفه لأن معناه جهل تقديره الا من جهل خلق نفسه أو مصيرها وقيل التقدير سفه بالتشديد وقيل التقدير في نفسه وقال ألفراء هو تمييز وهو ضعيف لكونه معرفة في الاخرة متعلق بالصالحين أي وانه من الصالحين في الاخرة والألف واللام على هذا للتعريف لا بمعنى الذي لأنك لو جعلتها بمعنى الذي لقدمت الصلة على الموصول وقيل هي بمعنى الذي وفي متعلق بفعل محذوف يبينه الصالحين تقديره انه لصالح في الاخرة وهذا يسمى التبيين ونظيره
ربيته حتى إذا تمعددا ... كان جزائي بالعصا أن أجلدا تقديره كان جزائي الجلد بالعصا وهذا كثير في القرآن والشعر
قوله تعالى إذ قال له إذ ظرف لاصطفيناه ويجوز أن يكون بدلا من قوله في الدنيا ويجوز أن يكون التقدير إذكر إذ قال لرب العالمين مقتضى هذا اللفظ أن يقول أسلمت لك لتقدم ذكر الرب الا أنه أوقع المظهر موقع المضمر تعظيما لأن فيه ما ليس في اللفظ الاول يتضمن أنه ربه وفي اللفظ الثاني اعترافه بأنه رب الجميع
قوله تعالى ووصى بها يقرأ بالتشديد من غير ألف وأوصى بالألف وهما بمعنى واحد والضمير في بها يعود إلى الملة ويعقوب معطوف على ابراهيم ومفعوله محذوف تقديره وأوصى يعقوب بنيه لأنه يعقوب أوصى بنيه أيضا كما أوصى ابراهيم بنيه ودليل ذلك قوله إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي والتقدير قال يا بني فيجوز أن يكون ابراهيم قال يا بني ويجوز أن يكون يعقوب والألف في اصطفى بدل من ياء بدل من وأو وأصله من الصفوة والوأو إذا وقعت رابعا فصاعدا قلبت ياء ولهذا تمال الألف في مثل ذلك فلا تموتن النهي في اللفظ عن الموت وهو في المعنى على غير ذلك والتقدير لا تفارقوا الاسلام حتى تموتوا وأنتم مسلمون في موضع الحال والعامل الفعل قبل الا
قوله تعالى أم كنتم هي المنقطعة أي بل أكنتم شهداء على جهة التوبيخ إذ حضر يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل وتليين الثانية وجعلها بين بين ومنهم من يخلصها ياء لانكسارها والجمهور على نصب يعقوب ورفع الموت وقرىء بالعكس والمعنيان متقاربان وإذ الثانية بدل من الأولى والعامل في الاول

شهداء فيكون عاملا في المثانية ويجوز أن تكون الثانية ظرفا لحضر فلا يكون على هذا بدلا و ما استفهام في موضع نصب تعبدون و ما هنا بمعنى من ولهذا جاء في الجواب الهك ويجوز أن تكون ما على بابها ويكون ذلك امتحانا لهم من يعقوب و من بعدي أي من بعد موتي فحذف المضاف و اله آبائك أعاد ذكر الاله لئلا يعطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار والجمهور على آبائك على جمع التكسير و و ابراهيم واسماعيل واسحاق بدل منهم ويقرأ واله أبيك وفيه وجهان أحدهما هو جمع تصحيح حذفت منه النون للإضافة وقد قالوا أب وأبون وأبين فعلى هذه القراءة تكون الاسماء بعدها بدلا أيضا والوجه الثاني أن يكون مفردا وفيه على هذا وجهان أحدهما أن يكون مفردا في اللفظ مرادا به الجمع والثاني أن يكون مفردا في اللفظ والمعنى فعلى هذا يكون ابراهيم بدلا منه واسماعيل واسحاق عطفا على أبيك تقديره واله اسماعيل واسحاق الها واحدا بدل من اله الاول ويجوز أن يكون حالا موطئة كقولك رأيت زيدا رجلا صالحا واسماعيل يجمع على سماعلة ومساعيل وأساميع
قوله تعالى تلك أمة الاسم منها تي وهي من أسماء الاشارة للمؤنث والياء من جملة الاسم وقال الكوفيون التاء وحدها الاسم والياء زائدة وحذفت الياء مع اللام لسكونها وسكون اللام بعدها
فان قيل لم لم تكسر اللام وتقرأ الياء كما فعل في ذلك يؤدي إلى الثقل لوقوع الياء بين كسرتين وموضعها رفع بالابتداء وأمة خبرها و قد خلت صفة لأمة و لها ما كسبت في موضع الصفة أيضا ويجوز أن يكون حالا من الضمير في خلت ويجوز أن يكون مستأنفا ولا تسئلون مستأنف لا غير وفي الكلام حذف تقديره ولا يسئلون عما كنتم تعملون ودل على المحذوف قوله لها ما كسبت ولكم ما كسيتم
قوله تعالى أو نصارى الكلام في أو هاهنا كالكلام فيها في قوله وقالوا لن يدخل الجنة لأن التقدير قالت إليهود كونوا هودا وقالت النصارى كونوا نصارى ملة ابراهيم تقديره بل نتبع ملة ابراهيم أو قل اتبعوا ملة و حنيفا حال من ابراهيم والحال من المضاف إليه ضعيف في القياس قليل في الاستعمال وسبب ذلك أن الحال لا بد لها من عامل فيها والعامل فيها هو العامل في صاحبها ولا يصح أن يعمل المضاف في مثل هذا في الحال ووجه قول من

نصبه على الحال أنه قدر العامل معنى اللام أو معنى الاضافة وهو المصاحبة والملاصقة وقيل حسن جعل حنيفا حالا لأن المعنى نتبع ابراهيم حنيفا وهذا جيد لأن الملة هي الدين والمتبع ابراهيم وقيل هو منصوب بإضمار أعني
قوله تعالى من ربهم الهاء والميم تعود على النبيين خاصة فعلى هذا يتعلق من بأوتي الثانية وقيل تعود إلى موسى وعيسى أيضا ويكون وما أوتي الثانية تكريرا وهو في المعنى مثل التي في آل عمران فعلى هذا يتعلق من بأوتي الأولى وموضع من نصب على أنها بلاتداء غاية الايتاء ويجوز أن يكون موضعها حالا من العائد المحذوف تقديره وما أوتيه النبيون كائنا من ربهم ويجوز أن يكون ما أوتي الثانية في موضع رفع بالابتداء ومن ربهم خبره بين أحد أحد هنا هو المستعمل في النفي لأن بين لا تضاف الا إلى جمع أو إلى واحد معطوف عليه وقيل أحد هاهنا بمعنى فريق
قوله تعالى بمثل ما آمنتم به الباء زائدة ومثل صفة لمصدر محذوف تقديره ايمانا مثل ايمانكم والهاء ترجع إلى الله أو القرآن أو محمد وما مصدرية ونظير زيادة الباء هنا زيادتها في قوله جزاء سيئة بمثلها وقيل مثل هنا زائدة وما بمعنى الذي وقرأ ابن عباس بما آمنتم به باسقاط مثل
قوله تعالى صبغة الله الصبغة هنا الدين وانتصابه بفعل محذوف أي اتبعوا دين الله وقيل هو اغراء أي عليكم دين الله وقيل هو بدل من ملة ابراهيم ومن أحسن مبتدأ أو خبر و من الله في موضع نصب و صبغة تمييز
قوله تعالى أم يقولون يقرأ بالياء ردا على قوله فسيكفيكهم الله وبالتاء ردا على قوله أتحاجوننا هودا أو نصارى أو هاهنا مثلها في قوله وقالوا كونوا هودا أو نصارى أي قالت إليهود كان هؤلاء الانبياء هودا وقالت النصارىكانوا نصارى أم الله مبتدأ والخبر محذوف أي أم الله أعلم وأم هاهنا المتصلة أي أيكم أعلم وهو استفهام بمعنى الانكار كتم شهادة كتم يتعدى إلى مفعولين وقد حذف الاول منهما هنا تقديره كتم الناس شهادة فعلى هذا يكون عنده صفة لشهادة وكذلك من الله ولا يجوز أن تعلق من بشهادة لئلا يفصل بين الصلة والموصول بالصفة ويجوز أن يجعل عنده ومن الله صفتين لشهادة ويجوز أن تجعل من ظرفا للعامل في الظرف الاول وأن تجعلها حالا من الضمير في عنده

قوله تعالى السفهاء من الناس من الناس في موضع نصب على الحال والعامل فيه يقول ما ولاهم ابتداء وخبر في موضع نصب بالقول كانوا عليها فيه حذف مضاف تقديره على توجهها أو على اعتقادها
قوله تعالى وكذلك الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف تقديره ومثل هدايتنا من نشاء جعلناكم وجعلنا بمنزلة صيرنا و على الناس يتعلق بشهداء القبلة هي المفعول الاول والمفعول الثاني محذوف و التي صفة ذلك المحذوف والتقدير وما جعلنا القبلة القبلة التي وقيل التي صفة للقبلة المذكورة والمفعول الثاني محذوف تقديره وما جعلنا القبلة التي كنت عليها قبلة من يتبع من بمعنى الذي في موضع نصب بنعلم و ممن ينقلت متعلق بنعلم والمعنى ليفصل المتبع من المنقلب ولا يجوز أن يكون من استفهاما لأن ذلك يوجب أن تعلق نعلم عن العمل وإذا علقت عنه لم يبق لم ما يتعلق به لأن ما بعد الاستفهام لا يتعلق بما قبله ولا يصح تعلقها بيتبع لأنها في المعنى متعلقة بنعلم وليس المعنى أي فريق يتبع ممن ينقلت على عقيبيه في موضع نصب على الحال أي راجعا وان كانت ان المخففة من الثقيلة واسمها محذوف واللام في قوله لكبيرة عوض من المحذوف قيل فصل باللام بين ان المخففة من الثقيلة وبين غيرها من أقسام ان وقال الكوفيون ان بمعنى ما واللام بمعنى الا وهو ضعيف جدا من جهة أن وقوع اللام بمعنى الا لا يشهد له سماع ولا قياس واسم كان مضمر دل عليه الكلام تقديره وان كانت التولية أو الصلاة أو القبلة الا على الذين على متعلقة بكبيرة ودخلت الا للمعنى ولم يغير الإعراب وما كان الله ليضيع خبر كان محذوف واللام متعلقة بذلك المحذوف تقديره وما كان الله مريدا لأن يضيع ايمانكم وهذا متكرر في القرآن ومثله ل / يكن الله ليغفر لهم وقال الكوفيون ليضيع هو الخبر واللام داخلة للتوكيد وهو بعيد لأن اللام لام الجر وأن بعدها مرادة فيصير التقدير على قولهم ما كان لله اضاعة ايمانكم رءوف يقرأ بوأو بعد الهمزة مثل شكور ويقرأ بغير وأو مثل يقظ وفطن وقد جاء في الشعر بالرؤف الرحيم
قوله تعالى قد نرى لفظه مستقبل والمراد به المضي و في السماء متعلق بالمصدر ولو جعل حالا من الوجه لجاز فول يتعدى إلى مفعولين فالاول وجهك والثاني شطر المسجد وقد يتعدى إلى الثاني بإلى كقولك ولي

وجهه إلى القبلة وقال النحاس شطر هنا ظرف لأنه بمعنى الناحية وحيث ظرف لولوا وان جعلتها شرطا انتصب ب كنتم لأنه مجزوم بها وهي منصوبة أنه الحق من ربهم في موضع الحال وفي أول السورة مثله
قوله تعالى ولئن أتيت اللام موطئة للقسم وليست لازمة بدليل قوله وان لم ينتهوا عما يقولون ما تبعوا أي لا يتبعوا فهو ماض في معنى المستقبل ودخلت ما حملا على لفظ الماضي وحذفت الفاء في الجواب لأن فعل الشرط ماض وقال ألفراء ان هنا بمعنى لو فلذلك كانت ما في الجواب وهو بعيد لأن ان للمستقبل ولو للماضي إذن حرف والنون فيه أصل ولا تستعمل الا في الجواب ولا تعمل هنا شيئا لأن عملها في الفعل ولا فعل
قوله تعالى الذين آتيناهم الكتاب مبتدأ و يعرفونه الخبر ويجوز أن يكون الذين بدلا من الذين أوتوا الكتاب في الاية قبلها ويجوز أن يكون بدلا من الظالمين فيكون يعرفونه حالا من الكتاب أو من الذين لأن فيه ضميرين راجعين عليهما ويجوز أن يكون نصبا على تقدير أعنى ورفعا على تقديرهم كما صفة لمصدر محذوف وما مصدرية
قوله تعالى الحق من ربك ابتداء وخبر وقيل الحق خبر مبتدأ محذوف تقديره ما كتموه الحق أو ما عرفوه وقيل هو متبدأ والخبر محذوف تقديره يعرفونه أو يتلونه ومن ربك على الوجهين حال وقرأ علي عليه السلام الحق بالنصب بيعلمون
قوله تعالى ولكل وجهة وجهة مبتدأ ولكل خبره والتقدير لكل فريق وجهة جاء على الأصل والقياس جهة مثل عدة وزنة والوجههة مصدر في معنى المتوجه إليه كالخلق بمعنى المخلوق وهي مصدر محذوف الزوائد لأن الفعل توجه أو أتجه والمصدر التوجه أو الاتجاه ولم يستعمل منه وجه كوعد هو موليها يقرأ بكسر اللام وفي هو وجهان أحدهما هو ضمير اسم الله والمفعول الثاني محذوف أي الله مولي تلك الجهة ذلك ألفريق أي يأمره بها والثاني هو ضمير كل أي ذلك ألفريق مولي الوجهة نفسه ويقرأ مولاها بفتح اللام وهو على هذا هو ضمير ألفريق ومولى لما لم يسم فاعله والمفعول الاول هو الضمير المرفوع فيه وها ضمير المفعول الثاني وهو ضمير الوجهة وقيل للتولية ولا يجوز أن

يكون هو على هذه القراءة ضمير اسم الله لاستحالة ذلك في المعنى والجملة صفة لوجهة وقرىء في الشإذ ولكل وجهة بإضافة كل لوجهة فعلى هذا تكون اللام زائدة والتقدير كل وجهة الله موليها أهلها وحسن زيادة اللام تقدم المفعول وكون العامل اسم فاعل أينما ظرف ل تكونوا
قوله تعالى و من حيث خرجت حيث هنا لا تكون شرطا لأنه ليس معها ما وإنما يشترط بها مع ما فعلى هذا يتعلق من بقوله فول و انه للحق الهاء ضمير التولي
قوله تعالى وحيثما كنتم يجوز أن يكون شرطا وغير شرط كما ذكرنا في الموضع الاول لئلا اللام متعلقة بمحذوف تقديره فعلنا ذلك لئلا و حجة اسم كان والخبر للناس وعليكم صفة الحجة في الأصل قدمت فانتصبت على الحال ولا يجوز أن يتعلق بالحجة لئلا تتقدم صلة المصدر عليه الا الذين ظلموا منهم استثناء من غير الاول نه لم يكن لأحد ما عليهم حجة ولأتم هذه اللام معطوفة على اللام الأولى عليكم متعلق بأتم ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون حالا من نعمتي
قوله تعالى كما الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف تقديره تهتدون هداية كارسالنا أو اتماما كارسالنا أو نعمة كارسالنا وقال جماعة من المحققين التقدير فإذكروني كما أرسلنا فعلى هذا يكون منصوبا صفة للذكر أي ذكرا مثل ارسالي ولم تمنع الفاء من ذلك كما لم تمنع في باب الشرط وما مصدرية
قوله تعالى أموات جمع على معنى من وأفرد يقتل على لفظ من ولو جاء ميت كان فصيحا وهو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هم أموات بل أحيا أي بل قولوا هم أحياء ولن يقتل في سبيل الله أموات في موضع نصب بقوله ولا تقولوا لأنه محكي وبل لا تدخل في الحكاية هنا ولكن لا تشعرون المعفول هنا محذوف تقديره لا تشعرون بحياتها
قوله تعالى ولنبلونكم جواب قسم محذوف والفعل المضارع يبني مع نوني التوكيد وحركت الوأو بالفتحة لخفتها من الخوف في موضع جر صفة لشيء من الاموال في موضع نصب صفة لمحذوف تقديره ونقص شيئا من الاموال لأن النقص مصدر نقصت وهو متعد إلى مفعول وقد حذفت المفعول

ويجوز عند الأخفش أن تكون من زائدة ويجوز أن تكون من صفة لنقص وتكون لابتداء الغاية أي نقص ناشىء من الاموال
قوله تعالى الذين إذا أصابتهم في موضع نصب صفة للصابرين أو بإضمار أعنىي ويجوز أن يكون مبتدأ و أولئك عليهم صلوات خبره وإذا وجوابها صلة الذين انا لله الجمهور على تفخيم الألف في انا وقد أمالها بعضهم لكثرة ما ينطق بهذا الكلام وليس بقياس لأن الألف من الضمير الذي هو نا وليست منقلبة ولا في حكم المنقلبة
قوله تعالى أولئك مبتدأ و صلوات مبتدأ ثان و عليهم خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر أولئك ويجوز أن ترفع صلوات بالجار لأنه قد قوي بوقوعه خبرا ومثله أولئك عليهم لعنة الله وأولئك هم المهتدون هم مبتدأ أو توكيد أو فصل
قوله تعالى ان الصفا ألف الصفا مبدلة من وأو لقولهم في تثنيته صفوان و من شعائر خبر ان وفي الكلام حذف مضاف تقديره ان طواف الصفا أو سعىه الصفا والشعائر جمع شعيرة مثل صحيفة وصحائف والجيد همزها لأن الياء زائدة فمن في موضع رفع بالابتداء وهي شرطية والجواب فلا جناح واختلفوا في تمام الكلام هنا فقيل تمام الكلام فلا جناح ثم يبتدىء فيقول عليه أن يطوف لأن الطواف واجب وعلى هذا خبر لا محذوف أي لا جناح في الحج والجيد أن يكون عليه في هذا الوجه خبرا وأن يطوف مبتدأ ويضعف أن يجعل اغراء لأن الاغراء انما جاء مع الخطاب وحكى سيبويه عن بعضهم عليه رجلا ليسني قال وهو شإذ لا يقاس عليه والأصل أن يتطوف فأبدلت التاء طاء وقرأ ابن عباس أن يطاف والأصل أن يتطاف وهو يفتعل من الطواف وقال آخرون الوقف على بهما وعليه خبر لا والتقدير على هذا فلا جناح عليه في أن يطوف فلما حذف في جعلت ان في موضع نصب وعند الخليل في موضع جر وقبل التقدير فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما لأن الصحابة كانوا يمتنعون من الطواف بهما لما كان عليهما من الاصنام فمن قال هذا لم يحتج إلىه تقدير لا و من تطوع يقرأ على لفظ الماضي فمن على هذا يجوز أن تكون بمعنى الذي والخبر فان الله والعائد محذوف تقديره له ويجوز أن يكون من شرطا والماضي بمعنى المستقبل وقرىء يطوع على لفظ المستقبل فمن على هذا شرط لا غير

لأنه جزم بها وأدغم التاء في الطاء وخيرا منصوب بأنه مفعول به والتقدير بخير فلما حذف الحرف وصل الفعل ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي تطوعا خيرا وإذا جعلت من شرطا لم يكن في الكلام حذف ضمير لأن ضمير من في يطوع
قوله تعالى من البينات من يتعلق بمحذوف لأنها حال من ما أو من العائد المحذوف إذ الأصل ما أنزلناه ويجوز أن يتعلق بأنزلنا على أن يكون مفعولا به من بعد من يتعلق بيكتمون ولا يتعلق بأنزلنا لفساد المعنى لأن الانزال لم يكن بعد التبيين انما الكتمان بعد التبيين في الكتاب في متعلقة ببينا وكذلك اللام ولم يمتنع تعلق الجارين به لاختلاف معناهما ويجوز أن يكون في حالا أي كائنا في الكتاب أولئك يلعنهم الله مبتدأ وخبر في موضع خبر ان ويلعنهم يجوز أن يكون معطوفا على يلعنهم الأولى وأن يكون مستأنفا
قوله تعلى الا الذين تابوا استثناء متصل في موضع نصب والمستثنى منه الضمير في يلعنهم وقيل هو منقطع لأن الذين كتموا لعنوا قبل أن يتوبوا وإنما جاء الاستثناء لبيان قبول التوبة لا لأن قوما من الكاتمين لم يلعنوا
قوله تعالى أولئك عليهم لعنة الله قد ذكرناه في قوله أولئك عليهم صلوات وقرأ الحسن والملائكة والناس أجمعون بالرفع وهو معطوف على موضع اسم الله لأنه في موضع رفع لأن التقدير أولئك عليهم أن يلعنهم الله لأنه مصدر أضيف إلى الفاعل
قوله تعالى خالدين فيها هو حال من الهاء والميم في عليهم لا يخفف حال من الضمير في خالدين وليست حالا ثانية من الهاء والميم لما ذكرنا في غير موضع لأن الاسم الواحد لا ينتصب عنه حالان ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له
قوله تعالى اله واحد اله خبر المبتدأ وواحد صفة له والغرض هنا هو الصفة إذ لو قال والهكم واحد لكان هو المقصود الا أن في ذكره زيادة توكيد وهذا يشبه الحال الموطئة كقولك مررت بزيد رجلا صالحا وكقولك في الخبر زيد شخص صالح الا هو المستثنى في موضع رفع بدلا من موضع لا اله لأن

موضع لا وما عملت فيه رفع بالابتداء ولو كان موضع المستنثى نصبا لكان الا إياه و الرحمن بدل من هو أو خبر مبتدأ ولا يجوز أن يكون صفة لهو لأن الضمير لا يوصف ولا يكون خبرا لهو لأن المستثنى هنا ليس بجملة
قوله تعالى وألفك يكون واحدا وجمعا بلفظ واحد فمن الجمع هذا الموضع وقوله حتى إذا كنتم في ألفك وجرين بهم ومن المفرد ألفلك المشحون ومذهب المحققين أن ضمة الفاء فيه إذا كان جمعا غير الضمة التي في الواحد ودليل ذلك أن ضمة الجمع تكون فيما واحدة غير مضموم نحو أسد وكتب والواحد أسد وكتاب ونظير ذلك الضمة في صاد منصور إذا رخمته على لغة من قال يا حار فانها ضمة حادثة وعلى من قال يا حار تكون الضمة في يا منص هي الضمة في منصور من السماء من ماء من الأولى لابتداء الغاية والثانية لبيان الجنس إذ كان ينزل من السماء ماء وغيره وبث فيها من كل دابة مفعول بث محذوف تقديره وبث فيها دواب من كل دابة ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون من زائدة لأنه يجيزه في الواجب وتصريف الرياح هو مصدر مضاف إلى المفعول ويجوز أن يكون أضيف إلى الفاعل ويكون المفعول محذوفا والتقدير وتصريف الرياح السحاب لأن الرياح تسوق السحاب وتصرفه ويقرأ الرياح بالجمع لاختلاف أنواع الريح وبالافراد على الجنس أو على اقامة المفرد مقام الجمع وياء الريح مبدلة من وأو لأنه من راح يروح وروحته والجمع أرواح وأما الرياح فالياء فيه مبدلة من وأو لأنه جمع أوله مكسور وبعد حرف العلة فيه ألف ززائدة والواحد عينه ساكنة فهو مثل سوط وسياط الا أن وأو الريح قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها بين السماء يجوز أن يكون ظرفا للمسخر وأن يكون حالا من الضمير في المسخر وليس في هذه الاية وقف تام لأن اسم ان التي في أولها خاتمتها
قوله تعالى من يتخذ من نكرة موصوفة ويجوز أن تكون بمعنى الذي يحبونهم في موضع نصب صفة للأنداد ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمن إذا جعلتها نكرة وجاز الوجهان لأن في الجملة ضميرين أحدهما لمن والاخر للأنداد وكنى عن الانداد بهم كما يكنى بها عمن يعقل لأنهم نزلوها منزلة من يعقل والكاف في موضع نصب صفة للمصدر المحذوف أي حبا كحسب الله والمصدر مضاف إلى المفعول تقديره كحبهم الله أو كحب المؤمنين الله والذين

آمنا أشد حبا لله ما يتعلق به أشد محذوف تقديره حبا لله من حب هؤلاء للأنداد ولو يرى جواب لو محذوف وهو أبلغ في الوعد والعيد لأن الموعود والمتوعد إذا عرف قدر النعمة والعقوبة وقف ذهنه مع ذلك المعين وإذا لم يعرف ذهب وهمه إلى ما هو الاعلى من ذلك وتقدير الجواب لعلموا أن القوة أو لعلموا أن الانداد لا تضر ولا تنفع والجمهور على يرى بالياء ويرى هنا من رؤية القلب فيفتقر إلى مفعولين و أن القوة ساد مسدهما وقيل المفعولان محذوفان وأن القوة معمول جواب لو أي لو علم الكفار أندادهم لا تنفع لعلموا أن القوة لله في النفع والضر ويجوز أن يكون يرى بمعنى علم المتعدية إلى مفعول واحد فيكون التقدير لو عرف الذين ظلموا بطلان عبادتهم الاصنام أو لو عرفوا مقدار العذاب لعلموا أن القوة أو لو عرفوا أن القوة لله لما عبدوا الاصنام وقيل يرى هنا من رؤية البصر أي لو شاهدوا آثار قوة الله فتكون أن وما عملت فيه مفعول يرى ويجوز أن يكون مفعول يرى محذوفا تقديره لو شاهدوا العذاب لعلموا أن القوة ودل على هذا المحذوف قوله تعالى إذ يرون العذاب ويرون العذاب من رؤية البصر لأن التي بمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين وإذا ذكر أحدهما لزم ذكر الاخر ويجوز أن يكون بمعنى العرفان أي إذ يعرفون شدة العذاب وقد حصل مما ذكرنا أن جواب لو يجوز أن يقدر قبل ان القوة جميعا وأن يقدر بعده ولو يليها الماضي ولكن وضع لفظ المستقبل موضعه اما على حكاية الحال واما لأن خبر الله تعالى صدق فما لم يقع بخبره في حكم ما وقع وأما إذ فظرف وقد وقعت هنا بمعنى المستقبل ووضعها أن تدل على الماضي الا أنه جاز ذلك لما ذكرنا أن خبر الله عن المستقبل كالماضي أو على حكاية الحال بإذ كما يحكى بالفعل وقيل انه وضع إذ موضع إذا كما يوضع الفعل الماضي موضع المستقبل لقرب ما بينهما وقيل ان زمن الاخرة موصول بزمن الدنيا فجعل المستقبل منه كالماضي إذ كان المجأور للشيء يقوم مقامه وهذا يتكرر في القرآن كثيرا كقوله ولو ترى إذ وقفوا على النار ولو ترى إذ وقفوا على ربهم و إذ الاغلال في أعناقهم و إذ يرون ظرف ليرى الأولى وقرىء ولو ترى الذين ظلموا بالتاء وهي من رؤية العين أي لو رأيتهم وقت تعذيبهم ويقرأ يرون بفتح الياء وضمها وهو ظاهر الإعراب والمعنى والجمهور على فتح الهمزة من أن القوة وأن الله شديد العذاب ويقرأ

بكسرها فيهما على الاستئناف أو على تقدير لقالوا ان القوة لله و جميعا حال من الضمير في الجار والعامل معنى الاستقرار
قوله تعالى إذ تبرأ إذ هذه بدل من إذ الأولى أو ظرف لقوله شديد العذاب أو مفعول إذكر وتبرأ بمعنى يتبرأ ورأوا العذاب معطوف على تبرأ ويجوز أن يكون حالا وقد معه مرادة والعامل تبرأ أي تبرءوا وقد رأوا العذاب وتقطعت بهم الباء هنا للسببية والتقدير وتقطعت بسبب كفرهم الاسباب التي كانوا يرجون بها النجاة ويجوز أن تكون الباء للحال أي تقطعت موصولة بهم الاسباب كقولك خرج زيد بثابه وقيل بهم بمعنى عنهم وقيل الباء للتعدية والتقدير قطعتهم الاسباب كما تقول تفرقت بهم الطرق أي فرقتهم ومنه قوله تعالى فتفرق بكم عن سبيله كرة مصدر كر يكر إذا رجع فنتبرأ منصوب بإضمار أن تقديره لو أن لنا أن نرجع فأن نتبرأ وجواب لو على هذا محذوف تقديره لتبرأنا أو نحو ذلك وقيل لو هنا تمن فنتبرأ منصوب على جواب التمني والمعنى ليت لنا كرة فنتبرأ كذلك الكاف في موضع رفع أي الامر كذلك ويجوز أن يكون نصبا صفة لمصدر محذوف أي يريهم روية كذلك أو يحشرهم كذلك أو يجزيهم ونحو ذلك و يريهم من رؤية العين فهو متعد إلى مفعولين هنا بهمزة النقل و حسرات على هذا حال وقيل يريهم أي يعلمهم فيكون حسرات مفعولا ثالثا و عليهم صفة لحسرات أي كائنة عليهم ويجوز أن يتعلق بنفس حسرات على أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره على تفريطهم كما تقول تحسر على تفريطهم
قوله تعالى كلوا مما في الارض الأصل في كل أأكل فالهمزة الأولى همزة وصل والثانية فاء الكلمة الا أنهم حذفوا الفاء فاستغنوا عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها والحذف هنا ليس بقياس ولم يأت الا في كل وخذ ومر حلالا مفعول كلوا فتكون من متعلقة بكلوا وهي لابتداء الغاية ويجوز أن تكون من متعلقة بمحذوف ويكون حالا من حلالا والتقدير كلوا حلالا مما في الارض فلما قدمت الصفة صارت حالا فأما طيبا فهي صفة لحلال على الوجه الاول وأما على الوجه الثاني فيكوةن صفة لحلال ولكن موضعها بعد الجار والمجرور لئلا يفصل بالصفة بين الحال وذي الحال ويجوز أن يكون مما حالا موضعها بعد طيب لأنها في الأصل صفات وأنها قدمت على النكرة ويجوز أن يكون طيبا على هذا

القول صفة لمصدر محذوف تقديره كلوا الحلال مما في الارض أكلا طيبا ويجوز أن ينتصت حلالا على الحال من ما وهي بمعنى الذي وطيبا صفة الحال ويجوز أن يكون حلالا صفة لمصدر محذوف أي أكلا حلالا فعلى هذا مفعول كلوا محذوف أي كلوا شيئا أو رزقا ويكون من صفة للمحذوف ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون من زائدة خطوات يقرأ بضم الطاء على اتباع الضم الضم وبإسكانها للتخفيف ويجوز في غير القرآن فتحها وقرىء في الشإذ بهمز الوأو لمجأورتها الضمة وهو ضعيف ويقرأ شإذا بفتح الخاء والطاء على أن يكون الواحد خطوة والخطوة بالفتح مصدر خطوت وبالضم ما بين القدمين وقيل هما لغتان بمعنى واحد انه لكم انما كسر الهمزة لأنه أراد الإعلام بحاله وهو أبلغ من الفتح لأنه إذا فتح الهمزة صار التقدير لا تتبوه لأنه لكم واتباعه ممنوع وان لم يكن عدوا لنا ومثله لبيك ان الحمد لك كسر الهمزة أجود لدلالة الكسر على استحقاقه الحمد في كل حال وكذلك التلبية والشيطان هنا جنس وليس المراد به واحدا
قوله تعالى وأن تقولوا في موضع جر عطفا على بالسوء أي وبأن تقولوا
قوله تعالى بل نتبع بل هاهنا للاضراب عن الاول أي لا نتبع ما أنزل الله وليس بخروج من قصة إلى قصة و ألفينا وجدنا المتعدية إلى مفعول واحد وقد تكون متعدية إلى مفعولين مثل وجدت وهي هاهنا تحتمل الامرين والمفعول الاول آباءنا وعليه اما حال أو مفعول ثان ولام ألفينا وأو لأن الأصل فيما لو جهل من اللامات أن يكون وأوا أولو الوأو للعطف والهمزة للاستفهام بمعنى التوبيخ وجواب لو محذوف تقديره أفكانوا يتبعونهم
قوله تعالى ومثل الذين كفروا مثل مبتدأ و كمثل الذي ينعق خبره وفي الكلام حذف مضاف تقديره داعي الذين كفروا أي مثل داعيهم إلى الهدى كمثلي الناعق بالغنم وإنما قدر ذلك ليصح التشبيه فادعي الذين كفروا كالناعق بالغنم ومثل الذين كفروا كالغنم المنعوق بها وقال سيبويه لما أراد تشبيه الكفار وداعيهم بالغنم وداعيها قابل أحد الشيئين بالاخر من غير تفصيل اعتمادا على فهم المعنى وقيل التقدير مثل الذين كفروا في دعائك إياهم وقيل التقدير مثل الكافرين في دعائهم الاصنام كمثل الناعق بالغنم الا دعاء منصوب بيسمع

والا قد فرغ قبلها العامل من المفعول وقيل الا زائدة لأن المعنى لا يسمع دعاء وهو ضعيف والمعنى بما لا يسمع الا صوتا صم أي هم صم
قوله تعالى كلوا من طيبات المفعول محذوف أي كلوا رزقكم وعند الأخفش من زائدة
قوله تعالى انما حرم عليكم الميتة تقرأ الميتة بالنصب فتكون ما هاهنا كافة والفاعل هو الله ويقرأ بالرفع على أن تكون ما بمعنى الذي والميتة خبر ان والعائد محذوف تقديره حرمه الله ويقرأ حرم على مالم يسم فاعله فعلى هذا يجوز أن تكون ما بمعنى الذي والميتة خبر ان ويجوز أن تكون كافة والميتة المفعول القائم مقام الفاعل والأصل الميتة بالتشديد لأن بناءه فيعلة والأصل ميوتة فلما اجتمعت الياء والوأو وسبقت الأولى بالسكون قلبت الوأو ياء وأدغمت فمن قرأ بالتشديد أخرجه على الأصل ومن خفف حذف الوأو التي هي عين ومثله سيد وهين في سيد وهين ولام الدم ياء محذوفة حذفت لغير علة والنون في خنزير أصل وهو على مثال غربيب وقيل هي زائدة وهو مأخوذ من الخزر فمن اضطر من في موضع رفع وهي شرط واضطر في موضع جزم بها والجواب فلا اثم عليه ويجوز أن تكون من بمعنى الذي ويقرأ بكسر النون على أصل التقاء الساكنين وبضمها اتباعا لضمة الطاء والحاجز غير حصين لسكونه وضمت الطاء على الأصل لأن الأصل اضطر ويقرأ بكسر الطاء ووجهها أنه نقل كسرة الراء الأولى إليها غير باغ نصب على الحال ولا عاد معطوف على باغ ولو جاء في غير القرآن منصوبا عطفا على موضع غير جاز
قوله تعالى من الكتاب في موضع نصب على الحال من العائد المحذوف أي ما أنزله الله كائنا من الكتاب و الا النار مفعول يأكلون في بطونهم في موضع نصب على الحال من النار تقديره ما يأكلون الا النار ثابتة أو كائنة في بطونهم والأولى أن تكون الحال مقدرة لأنها وقت الاكل ليست في بطونهم وإنما يؤول إلى ذلك والجيد أن تكون ظرفا ليأكلون وفيه تقدير حذف مضاف أي في طريق بطونهم والقول الاول يلزم منه تقديم الحال على حرف الاستثناء وهو ضعيف الا أن يجعل المفعول محذوفا وفي بطونهم حالا منه أو صفة له أي في بطونهم شيئا وهذا الكلام في المعنى على المجاز وللاعراب حكم اللفظ
قوله تعالى فما أصبرهم ما في موضع رفع والكلام تعجب عجب

الله به المؤمنين وأصبر فعل فيه ضمير الفاعل وهو العائد على ما ويجوز أن تكون ما استفهاما هنا وحكمها في الإعراب كحكمها إذا كانت تعجبا وهي نكرة غير موصوفة تامة بنفسها وقيل هي نفي أي فما أصبرهم الله على النار
قوله تعالى ذلك مبتدأ و بأن الله الخبر والتقدير ذلك العذاب مستحق بما نزل الله في القرن من استحقاق عقوبة الكافر فالباء متعلقة بمحذوف
قوله تعالى ليس البر يقرأ برفع الراء فيكون أن تولوا خبر ليس وقوي ذلك لأن الأصل تقديم الفاعل على المفعول ويقرأ بالنصب على أنه خبر ليس وأن تولوا اسمها وقوي ذلك عند من قرأ به لأن أن تولوا أعرف من البر إذ كان كالمضمر في أنه لا يوصف والبر يوصف ومن هنا قويت القرأة بالنصب في قوله فما كان جواب قومه قبل المشرق ظرف ولكن البر يقرأ بتشديد النون ونصب البر وبتخفيف النون ورفع البر على الابتداء وفي التقدير ثلاثة أوجه أحدهما أن البر هنا اسم فاعل من بر يبر وأصله برر مثل فطن فنقلت كسرة الراء إلى الباء ويجوز أن يكون مصدرا وصف به مثل عدل فصار كالجثة والوجه الثاني أن يكون التقدير ولكن ذا البر من آمن والوجه الثالث أن يكون التقدير ولكن البر بر من آمن لحذف المضاف على التقديرين وإنما احتيج إلى ذلك لأن البر مصدر ومن آمن جثة فالخبر غير المبتدأ في المعنى فيقدر ما يصير به الثاني هو الاول والكتاب هنا مفرد اللفظ فيجوز أن يكون جنسا ويقوى ذلك أنه في الأصل مصدر ويجوز أن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع وهو يريده ويجوز أن يراد به القرآن لأن من آمن به فقد آمن بكل الكتب لأنه شاهد لها بالصدق على حبه في موضع نصب على الحال أي آتى المال محبا والحب مصدر حببت وهي لغة في أحببت ويجوز أن يكون مصدر أحببت على حذف الزيادة ويجوز أن يكون اسما للمصدر الذي هو الاحباب والهاء ضمير المال أو ضمير اسم الله أو ضمير الايتاء فعىل هذه الاوجه الثلاثة يكون المصدر مضافا إلى المفعول و ذوي القربى منصوب بأتى لا بالمصدر لأن المصدر يتعدى إلى مفعول واحد وقد استوفاه ويجوز أن تكون الهاء ضمير من فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل فعلى هذا يجوز أن يكون ذوي القربى مفعول المصدر ويجوز أن يكون مفعول آتى ويكون مفعول المصدر محذوفا تقديره وآتى المال على حبه إياه ذوي القربى وابن السبيل مفرد في اللفظ وهو جنس أو واحد في اللفظ موضع الجمع

وفي الرقاب أي في تخليص الرقاب أو عتق الرقاب وفي متعلقة بآتي و الموفون في رفعة ثلاثة أوجه أحدها أن يكون معطوفا على من آمن والتقدير ولكن البر المؤمنون والموفون والثاني هو خبر مبتدأ محذوف تقديره وهم الموفون وعلى هذين الوجهين ينتصب الصابرين على إضمار أعنى وهو في المعنى معطوف على من ولكن جاز النصب لما تكررت الصفات ولا يجوز أن يكون معطوفا على ذوي القربى لئلا يفصل بين المعطوف عليه الذي هو في حكم الصلة بالاجنبي وهم الموفون والوجه الثالث أن يعطف الموفون على الضمير في آمن وجرى طول الكلام مجرى توكيد الضمير فعلى هذا يجوز أن ينتصب الصابرين على إضمار أعنى وبالعطف على ذوي القربى لأن الموفون على هذا الوجه داخل في الصلة وحين البأس ظرف للصابرين
قوله تعالى الحر بالحر مبتدأ وخبر والتقدير الحر مأخوذ بالحر فمن عفى له من في موضع رفع بالاتداء ويجوز أن تكون شرطية وأن تكون بمعنى الذي والخبر فاتباع بالمعروف والتقدير فعليه اتباع و من أخيه أي من دم أخيه و من كناية عن ولي القاتل أي من جعل له من دم أخيه بدل وهو القصاص أو الدية و شيء كناية عن ذلك المستحق وقيل من كناية عن القاتل والمعنى إذا عفى عن القاتل فقبلت منه الدية وقيل شيء بمعنى المصدر أي من عفى له من أخيه عفو كما قال لا يضركم كيدهم شيئا أي ضيرا وأداء إليه أي إلى ولى المقتول باسحان في موضع نصب بأداء ويجوز أن يكون صفة للمصدر وكذلك بالمعروف ويجوز أن يكون حالا من الهاء أي فعليه اتباعه عادلا ومحسنا والعامل في الحال معنى الاستقرار فمن اعتدى شرط فله جوابه ويجوز أن يكون بمعنى الذي
قوله تعالى يا أولي الالباب يقال في الرفع أولوا بالوأو وأولي بالياء في الجر والنصب مثل ذوو وأولو جمع واحده ذو من غير لفظه وليس له واحد من لفظه
قوله تعالى كتب عليكم إذا حضر العامل في إذا كتب والمراد بحضور الموت حضور أسبابه ومقدماته وذلك هو الوقت الذي فرضت الوصية فيه وليس المراد بالكتب حقيقة الخط في اللوح بل هو كقوله كتب عليكم القصاص في القتلى ونحوه ويجوز أن يكون العامل في إذا معنى الايصاء وقد دل عليه قوله الوصية 79 ولا يجوز أن يكون العامل فيه لفظ الوصية المذكورة في الاية لأنها مصدر والمصدر لا يتقدم عليه معموله وهذا الذي يسمى التبيين وأما قوله ان ترك خيرا فجوابه عند الأخفش الوصية وتحذف الفاء أي فالوصية للوالدين واحتج بقول الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان
فالوصية على هذا مبت ا و وللوالدين خبره وقال غيره جواب الشرط في المعنى ما تقدم من معنى كتب الوصية كما تقول أنت ظالم ان فعلت ويجوز أن يكون جواب الشرط معنى الايصاء لا معنى الكتب وهذا مستقيم على قول من رفع الوصية بكبت وهو الوجه وقيل المرفوع بكبت الجار والمجرور وهو عليكم وليس بشيء بالمعرفو في موضع نصب على الحال أي ملتبسة بالمعروف لاجور فيها حقا منصوب على المصدر أي حق ذلك حقا ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي كتبا حقا أو ايصاء حقا ويجوز في غير القرآن الرفع بمعنى ذلك حق و على المتقين صفة لحق وقيل هو متعلق بنفس المصدر وهو ضعيف لأن المصدر المؤكد لا يعمل وإنما يعمل المصدر المنتصب بالفعل المحذوف إذا ناب عنه كقولك ضربا زيدا أي اضرب
قوله تعالى فمن بدله من شرط في موضع رفع مبتدأ والهاء ضمير الايصاء لأنه بمعنى الوصية وقيل هو ضمير الكتب وقيل هو ضمير الامر بالوصية أو الحكم المأمور به وقيل هو ضمير المعروف وقيل ضمير الحق بعد ما سمعه ما مصدرية وقيل هي بمعنى الذي أي بعد الذي سمعه من النهي عن التبديل والهاء في اثمه ضمير التبديل الذي دل عليه بدل
قوله تعالى من موص يقرأ بسكون الوأو وتخفيف الصادر وهو من أوصى وبفتح الوأو وتشديد الصاد وهو من وصى وكلتاهما بمعنى واحد ولا يراد بالتشديد هنا التكثير لأن ذلك انما يكون في الفعل الثلاثي إذا شدد فأما إذا كان التشديد نظير الهمزة فلا يدل على التكثير ومثله نزل وأنزل ومن متعلقة بخاف ويجوز أن تتعلق بمحذوف على أن تجعل صفة لجنف في الأصل ويكون التقدير فمن خاف جنفا كائنا من موص فإذا قدم انتصب على الحال ومثله أخذت من زيد مالا ان شئت علقت من بأخذت وان شئت كان التقدير مالا كائنا من زيد

قوله تعالى كتب عليكم الصيام المفعول القائم مقام الفاعل وفي موضع الكاف أربعة أوجه أحدهما هي في موضع نصب صفة للكتب أي كتبا كما كتب فما على هذا الوجه مصدرية والثاني أنه صفة الصوم أي صوما مثل ما كتب فما هذا بمعنى اي صوما مماثلا للصوم المكتوب على من قبلكم وصوم هنا مصدر مؤكد في المعنى لأن الصيام بمعنى أن تصوموا صوما والثالث أن تكون الكاف في موضع حال من الصيام أي مشبها للذي كتب على من قبلكم والرابع أن يكون في موضع رفع صفة للصيام
فان قيل الجار والمجرور نكرة والصيام معرفة والنكرة لا تكون صفة للمعرفة
قيل لما لم يرد بالصيام صياما معينا كان كالمنكر وقد ذكرنا نحو ذلك في التاتحة ويقوي ذلك أن الصيام مصدر والمصدر جنس وتعريف الجنس قريب من تنكيرة
قوله تعالى أياما معد ودات لا يجوز أن ينتصب بمصدر كتب الأولى لا على الظرف ولا على أنه مفعول به على السعة لأن الكاف في كما وصف لمصدر محذوف والمصدر إذا وصف لم يعمل وكذلك اسم الفاعل ولا يجوز أن ينتصب بالصيام المذكور في الاية لأنه مصدر وقد فرق بينه وبين أيام بقوله كما كتب ويعمل فيه المصدر كالصلة ولا يفرق بين الصلة والموصول بأجنبي وان جعلت صفة الصيام لم يجز أيضا لأن المصدر إذا وصف لا يعمل والوجه أن يكون العامل في أيام محذوفا تقديره صوموا أياما فعلى هذا يكون أياما ظرفا لأن الظرف يعمل فيه المعنى ويجوز أن ينتصب أياما بكتب لأن الصيام مرفوع به وكما اما مصدر لكتب أو نعت للصيام وكلاهما لا يمنع عمل الفعل وعلى هذا يجوز أن يكون ظرفتا ومفعولا به على السعة
قوله تعالى أو على سفر في موضع نصب معطوفا على خبر كان تقديره أو كان مسافرا وإنما دخلت على هاهنا لأن المسافر عازم على اتمام سفره فينبغي أن يكون التقدير أو كان عازما على اتمام سفر وسفر هنا نكرة يراد به سفر معين وهو السفر إلى المسافة المقدرة في الشرع فعدة مبتدأ والخبر محذوف أي فعليه عدة وفيه حذف مضاف أي صوم عدة ولو قرىء بالنصب لكان مستقيما ويكون التقدير فليصم عدة وفي الكلام حذف تقديره فأفطر فعليه

و من أيام نعت لعدة و أخر لا ينصرف للوصف والعدل عن الألف واللام لأن الأصل في فعلي صفة أن تستعمل في الجمع بالألف واللام كالكبرى والكبر والصغرى والصغر يطيفونه الجمهور على القراءة بالياء وقرىء يطوقنوه بوأو مشددة مفتوحة وهو من الطوق الذي هو قدر الوسع والمعنى يكفلونه فدية يقرأ بالتنوين و طعام بالرفع بدلا منها أو على إضمار مبتدأ أي هي طعام و مسكين بالافراد والمعنى أن ما يلزم بافطار كل يوم اطعام مسكين واحد ويقرأ بغير تنوين وطعام بالجر ومساكين بالجمع وإضافة ألفدية إلى الطعام إضافة الشيء إلى جنسه كقولك خاتم فضة لأن طعام المسكين يكون فدية وغير فدية وإنما جمع المساكين لأنه جمع في قوله وعلى الذين يطيقونه فقابل الجمع بالجمع ولم يجمع فدية لأمرين أحدهما أنها مصدر والهاء فيها لا تدل على المرة الواحدة بل هي للتأنيث فقط والثاني أنه لما أضافها إلى مضاف إلى الجمع فهم منها الجمع والطعام هنا بمعنى الاطعام كالعطاء بمعنى الاعطاء ويضعف أن يكون الطعام هو المطعوم لأنه أضافه إلى المسكين وليس الطعام للمسكين قبل تمليكه إياه فلو حمل على ذلك لكان مجازا لأنه يكون تقديره فعليه اخراج طعام يصير للمساكين ولو حملت الاية عليه لم يمتنع لأن حذف المضاف جائز وتسمية الشيء بما يئول إليه جائز فهو خير له الضمير يرجع إلى التطوع ولم يذكر لفظه بل هو مدلول عليه بالفعل وأن تصوموا في موضع رفع مبتدأ و خير خبره و لكم نعت لخير و ان كنتم شرط محذوف الجواب والدال على المحذوف أن تصوموا
قوله تعالى شهر رمضان في رفعه وجهان أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف تقديره هي شهر يعني الايام المعدودات فعلى هذا يكون الذي أنزل نعتا للشهر أو لرمضان والثاني هو مبتدأ ثم في الخبر وجهان أحدهما الذي أنزل والثاني أن الذي أنزل صفة والخبر هو الجملة التي هي قوله فمن شهد
فان قيل لو كان خبرا لم يكن فيه الفاء لأن شهر رمضان لا يشبه الشرط قيل الفاء على قول الأخفش زائدة وعلى قول غيره ليست زائدة وإنما دخلت لأنك وصفت الشهر بالذي فدخلت الفاء كما تدخل في خبر نفس الذي ومثله قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم

فان قيل فأين الضمير العائد على المبتدأ من الجملة قيل وضع الظاهر موضعه تفخما أي فمن شهده منكم كما قال الشاعر
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... بغض الموت ذا الغنى وألفقيرا
أي لا يسبقه شيء ومن هنا شرطية مبتدأة وما بعدها الخبر ويجوز أن تكون بمعنى الذي فيكون الخبر فليصمه و منكم حال من ضمير الفاعل ومفعول شهد محذوف أي شهد المصر و الشهر ظرف أو مفعول به على السعة ولا يجوز أن يكون التدقير فمن شهد هلال الشهر لأن ذلك يكون في حق المريض والمسافر والمقيم الصحيح والذي يلزمه الصوم الحاضر بالمصر إذا كان صحيحا وقيل التقدير هلال الشهر فعلى هذا يكون الشهر مفعولا به صريحا لقيامه مقام الهلال وهذا ضعيف لوجهين أحدهما ما قدمنا من لزوم الصوم على العموم وليس كذلك والثاني أن شهد بمعنى حضر ولا يقال حضرت هلال الشهر وإنما يقال شاهدت الهلال والهاء في فليصمه ضمير الشهر وهي مفعول به على السعة وليست ظرفا إذ لو كانت ظرفا لكانت معها في لأن ضمير الظرف لا يكون ظرفا بنفسه ويقرأ شهر رمضان بالنصب وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه بدل من أياما معدودات والثاني على إضمار أعنى شهر والثالث أن يكون منصوبا بتعلمون أي ان كنتم تعلمون شرف شهر رمضان فحذف المضاف ويقرأ في الشإذ شهري رمضان على الابتداء والخبر وأما قوله أنزل فيه القرآن فالمعنى في فضله كما تقول أنمزل في الشيء آية وقيل هو ظرف أي أنزل القرآن كله في هذا الشهر إلى السماء الدنيا وهدى وبينات حالان من القرآن
قوله تعالى يريد الله بكم اليسر الباء هنا للالصاق والمعنى يريد أن يلصق بكم اليسر فيما شرعه لكم والتقدير يريد الله بفطركم في حال العذر اليسر ولتكملوا العدة هو معطوف على اليسر والتقدير لأن تكملوا واللام على هذا زائدة كقوله تعالى ولكن يريد ليطهركم وقيل التقدير ليسهل عليكم ولتكملوا وقيل ولتكملوا العدة فعل ذلك
قوله تعالى فاني قريب أي فقل لهم أني لأنه جواب إذا سألك وأجيب خبر ثاني و فليستجيبوا بمعنى فليجيبوا كما تقول قر واستقر بمعنى وقالوا استجابه بمعنى جابه لعلهم يرشدون الجمهور على فتح الياء

وضم الشين وماضيه رشد بالفتح ويقرأ بفتح الشين وماضيه رشد بكسرها وهي لغة ويقرأ بكسر الشين وماضيه أرشد أي غيرهم
قوله تعالى أحل لكم ليلة الصيام ليلة ظرف لأحل ولا يجوز أن تكون ظرفا للرفث من جهة الإعراب لأنه مصدر والمصدر لا يتقدم عليه معموله ويجوز أن تكون الليلة ظرفا للرفث على التبيين والتقدير أحل لكم أن ترفثوا ليلة الصيام فحذف وجعل المذكور مبينا له والمستعمل الشائع رفث بالمرأة بالباء وإنما جاء هنا بإلى لأن معنى الرفث الافضاء وكأنه قال الافضاء إلى نسائكم والهمزة في نساء مبدلة من وأو لقولك في معناه نسوة وهو جمع لا واحد له من لفظه بل واحدته امرأة وأما نساء فجمع نسوة وقيل لا واحد له كنتم تختانون كنتم هنا لفظها لفظ الماضي ومعناها على المضي أيضا والمعنى أن الاختيان كان يقع منهم فتاب عليهم منه وقيل انه أراد الاختيان في المستقبل وذكر كان ليحكي بها الحال كما تقول ان فعلت كنت ظالما وألف تختانون مبدلة من وأو لأنه من خان يخون وتقول في الجمع خونة فالان حقيقة الان الوقت الذي أنت فيه وقد يقع على الماضي القريب منك وعلى المستقبل القريب وقوعه تنزيلا للقريب منزلة الحاضر وهو المراد هنا لأن قوله فالان باشروهن أي فالوقت الذي كان يحرم عليكم الجماع فيه من الليل قد أبحناه لكم فيه فعلى هذا الان ظرف ل باشروهن وقيل الكلام محمول على المعنى والتقدير فالان قد أبحنا لكم أن تباشروهن ودل على المحذوف لفظ الامر الذي يراد به الاباحة فعلى هذا الان على حقيقته حتى يتبين يقال تبين الشيء وبان وأبان واستبان كله لازم وقد يستعمل أبان واستبان وتبين متعدية وحتى بمعنى إلى و من الخيط الاسود في موضع نصب لأن المعنى حتى يباين الخيط الابيض الخيط الاسود كما تقول بانت اليد من زندها أي فارقته وأما من ألفجر فيجوز أن يكون حالا من الضمير في الابيض ويجوز أن يكون تمييزا وألفجر في الأصل مصدر فجر يفجر إذا شق إلى الليل إلى هاهنا لانتهاء غاية الاتمام ويجوز أن يكون حالا من الصيام ليتعلق بمحذوف وأنتم عاكفون مبتدأ وخبر في موضع الحال والمعنى لا تباشروهن وقد نويتم الاعتكاف في المسجد وليس المراد النهي عن مباشرتهن في المسجد لأن ذلك ممنوع منه في غير الاعتكاف تلك حدود الله فلا تقربوها دخول الفاء هنا عاطفة على شيء محذوف تقديره تنبهوا فلا تقربوها

كذلك في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي بيانا مثل هذا البيان يبين
قوله تعالى بينكم يجوز أن يكون ظرفا لتأكلوا لأن المعنى لا تتناقلوها فيما بينكم ويجوز أن يكون حالا من الاموال أي كائنة بينكم أو دائرة بينكم وهو في المعنى كقوله الا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم و بالباطل في موضع نصب بتأكلوا أي لا تأخذوها بالسبب الباطل ويجوز أن يكون حالا من الاموال أيضا وأن يكون حالا من الفاعل في تأكلوا أي مبطلين وتدلوا مجزوم عطفا على واللام في لتأكلوا متعلقة بتدلوا ويجوز أن يكون تدلوا منصوبا بمعنى الجمع أي لا تجمعوا بين أن تأكلوا وتدلوا و بالاثم مثل بالاطل
قوله تعالى عن الاهلة الجمهور على تحريك النون وإثبات الهمزة بعد اللام على الأصل ويقرأ في الشذوذ بادغام النون في اللام وحذف الهمزة والأصل الاهلى فألقيت حركة الهمزة على اللام فتحركت ثم حذفت همزة الوصل لتحرك اللام فصارت لهلة فلما لقيت النون اللام قلبت النون لاما وأدغمت في اللام الاخرى ومثله لحمر في الاحمر وهي لغة والحج معطوف على الناس ولا اختلاف في رفع البر هنا لأن خبر ليس بأن تأتوا ولزم ذلك بدخول الباء فيه وليس كذلك ليس البر أن تولوا إذ لم يقترن بأحدهما ما يعينه اسما أو خبرا و البيوت يقرأ بضم الباء وهو الصل في الجمع على فعول والمعتل كالصحيح وإنما ضم أول هذا الجمع ليشاكل ضمة الثاني والوأو بعده ويقرأ بكسر الباء لأن بعده ياء والكسرة من جنس الياء ولا يحتفل بالخروج من كسر إلى ضم لأن الضمةخ هنا في الياء والياء مقدرة بكسرتين فكانت الكسرة في الباء كأنها وليت كسرة هكذا الخلاف في العيون والجيوب والشيوخ ومن هاهنا جاز في التصغير الضم والكسر فيقال بييت وبييت ولكن البر من اتقى مثل ولكن البر من آمن وقد تقدم
قوله تعالى ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلونكم فيه فان قاتلوكم يقرأ ثلاثتها بالألف وهو نهى عن مقدمات القتل فيدل على النهي عن القتل من طريق الأولى وهو مشاكل لقوله وقاتلوا في سبيل الله ويقرأ ثلاثتها بغير ألف وهو منع من نفس القتل وهو مشاكل لقوله واقتلوهم حيث ثقفتموهم ولقوله فاتلوهم والتقدير في قوله فان قاتلوكم أي فيه كذلك مبتدأ و جزاء خبره والجزاء مصدر مضاف إلى المفعول

ويجوز أن يكون في معنى المنصوب ويكون التقدير كذلك جزاء الله الكافرين ويجوز أن يكون في معنى المرفوع على مالم بسم فاعله والتقدير كذلك يجزى الكافرون وهكذا في كل مصدر يشاكل هذا
قوله تعالى فان الله غفور أي لهم
قوله تعالى حتى لا تكون يجوز أن تكون بمعنى كي ويجوز أن تكون بمعنى إلى أن وكان هنا تامة وقوله و يكون الدين يجوز أن تكون كان تامة وأن تكون ناقصة ويكون لله الخبر الا على الظالمين في موضع رفع خبر لا ودخلت الا للمعنى ففي الاثبات تقول العدوان على الظالمين فإذا جئت بالنفي والا بقي الإعراب على ما كان عليه
قوله تعالى فمن اعتدى عليكم يجوز أن تكون من شرطية وأن تكون بمعنى الذي بمثل الباء غير زائدة والتقدير بعقوبة مماثلة لعدوانهم ويجوز أن تكون زائدة وتكون مثل صفة لمصدر محذوف أي عدوانا مثل عدوانهم
قوله تعالى بأيديكم الباء زائدة يقال ألقى يده وألقى بيده وقال المبرد ليست زائدة بل هي متعلقة بالفعل كمررت بزيد والتهلكة تفعلة من الهلاك
قوله تعالى والعمرة لله الجمهور على النصب واللام متعلقة بأتموا وهي لام المفعول له ويجوز أن تكون في موضع الحال تقديره كائنين لله ويقرأ بالرفع على الابتداء والخبر فما استيسر ما في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف أي فعليكم ويجوز أن تكون خبرا والمبتدأ محذوف أي فالواجب ما استيسر ويجوز أن تكون ما في موضع نصب تقديره فأهدوا أو فأدوا واستيسر بمعنى تيسر والسين ليست للاستدعاء هنا و الهدي بتخفيف الياء مصدر في الأصل وهو بمعنى المهدي ويقرأ بتشديد الياء وهو جمع هدية وقيل هو فعيل بمعنى مفعول والمحل يجوز أن يكون مكانا وأن يكون زمانا ففدية في الكلام حذف تقديره فحلق فعليه فدية من صيام في موضع رفع صفة للفدية و أو هاهنا للتخيير على أصلها والنسك في الأصل مصدر بمعنى المفعول لأنه من نسك ينسك والمراد به هاهنا المنسوك ويجوز أن يكون اسما لا مصدرا ويجوز تسكين السين فإذا أمنتم إذا في موضع نصب فمن تمتع

شرط في موضع مبتدأ فما استيسر جواب فمن ومن جوابها جواب إذا والعامل في إذا معنى الاستقرار لأن التقدير فعليه ما استيسر أ يستقر عليه الهدي في ذلك الوقت ويجوز أن تكون من بمعنى الذي ودخلت الفاء في خبرها ايذانا بأن ما بعدها مستحق بالتمتع فمن لم يجد من في موضع رفع بالابتداء ويجوز أن تكون شرطا وأن تكون بمعنى الذي والتقدير فعليه صيام وقرىء صياما بالنصب على تقدير فليصم والمصدر مضاف إلى ظرفه في المعنى وهو في اللفظ مفعول به على السعة وسبعة معطوفة على لاثة وقرىء وسبعة بالنصب تقديره ولتصوموا سبعة أو وصوموا سبعة ذلك لمن اللام على أصلها أي ذلك جائز لمن وقيل اللام بمعنى على أي الهدي على من لم يكن أهله كقوله أولئك لهم اللعنة
قوله تعالى الحج مبتدأ و أشهر الخبر والتقدير حج أشهر وقيل جعل الاشهر الحج على السعة ويجوز أن يكون التقدير أشهر الحج أشهر وعلى كلا الوجهين لابد من حذف مضاف فمن فرض من مبتدأ ويجوز أن تكون شرطا بمعنى الذي والخبر فلا رفث وما بعده والعائد محذوف تقديره فلا رفث منه ويقرأ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال بالفتح فيهن على أن الجميع اسم لا الأولى و لا مكررة للتوكيد في المعنى والخبر في الحج ويجوز أن تكون لا المكررة مستأنفة فيكون في الحج خبر ولا جدال وخبر لا الأولى والثانية محذوف أي فلا رفث في الحج ولا فسوق في الحج واستغنى عن ذلك بخبر الاخيرة ونظير ذلك قولهم زيد وعمر و بشر قائم فقائم خبر بشر وخبر الاولين محذوف وهذا في الظرف أحسن وتقرأ بالرفع فيهن على أن تكون لا غير عاملة ويكون ما بعدها مبتدأ وخبرا ويجوز أن تكون لا عاملة عمل ليس فيكون في الحج في موضع نصب وقرىء برفع الاولين وتنوينهما وفتح الاخير وإنما فرق بينهما لأن معنى فلا رفث ولا فسوق لا ترفثوا ولا تفسقوا ومعنى ولا جدال أي لا شك في فرض الحج وقيل لا جدال أي لا تجادلوا وأنتم محرمون والفتح في الجميع أقوى لما فيه من نفي العموم وما تفعلوا من خير من خير فيه أوجه قد ذكرنا ذلك في قوله ما ننسخ من آية ونزيدها هنا وجها آخر وهو أن يكون من خير في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره ما تفعلوا فعلا من خير
قوله تعالى أن تبتغوا في موضع نصب على تقدير في أن تبتغوا وعلى قول

غير سيبويه هو في موضع جر على ما بيناه في غير موضع فلو ظهرت في اللفظ لجاز أن تتعلق بنفس الجناح لما فيه من معنى الجنوح والميل أو لأنه في معنى الاثم ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لجناح وأجاز قوم أن يتعلق حرف الجر بليس وفيه ضعف من ربكم يجوز أن يكون متعلقا بتبتغوا فيكون مفعولا به أيضا ويجوز أن يكون صفة لفضل فيتعلق بمن بمحذوف فإذا افضتم ظرف والعامل فيه فإذكروا ولا تمنع الفاء هنا من عمل ما بعدها فيما قبلها لأنه شرط و عرفات جمع سمي به موضع واحد ولولا ذلك لكان نكرة وهو معرفة وقد نصبوا عنه على الحال فقالوا هذه عرفات مباركا فيها لأن المراد بها بقعة بعينها ومثله أبانان اسم جبل أو بقعة والتنوين في عرفات وجمع جمع التأنيث نظير النون في مسلمون وليست دليل الصرف ومن العرب من يحذف التنوين ويكسر التاء ومنهم من يفتحها ويجعل التاء في الجمع كالتاء في الواحد ولا يصرف للتعريف والتأنيث وأصل أفضتم أفضيتم لأنه فاض يفيض إذا سال وإذا كثر الناس في الطريق كان مشيهم كجريان السيل عند المشعر الحرام يجوز أن يكون ظرفا وأن يكون حالا من ضمير الفاعل كما هداكم الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ويجوز أن تكون حالا من الفاعل تقديره فإذكروه مشبهين لكم حين هداكم ولا بد من تقدير حذف مضاف لأن الجثة لا تشبه الحدث ومثله كذكركم آباءكم الكاف نعت لمصدر محذوف أو حال تقديره فإذكروا الله مبالغين ويجوز أن تكون الكاف في الأولى بمعنى على تقديره فإذكروا الله على ما هداكم كما قال تعالى ولتكبروا الله على ما هداكم وان كنتم ان هاهنا مخففة من الثقيلة والتقدير انه كنتم من قبله ضالين وقد ذكرنا ذلك في قوله وان كانت لكبيرة
قوله تعالى أفاض الناس الجمهور على رفع السين وهو جمع وقرىء الناس يريد آدم وهي صفة غلبت عليه كالعباس والحرث ودل عليه قوله فنسي ولم نجد له عزما
قوله تعالى مناسككم واحدها منسك بفتح السين وكسرها والجمهور على اظهار الكاف الأولى وأدغمها بعضهم شبه حركة الإعراب بحركة البناء فحذفها أو أشد أو هاهنا للتخيير والاباحة وأشد يجوز أن يكون مجرورا عطفا على ذكركم تقديره أو كأشد أي أو كذكر أشد ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على الكاف أي أو ذكرا أشد و ذكرا تمييز وهو في موضع مشكل وذلك أن

افعل تضاف إلى ما بعدها إذا كان من جنس ما قبلها كقولك ذكرك أشد ذكر ووجهك أحسن وجه أي أشد الاذكار وأحسن الوجوه وإذا نصبت ما بعدها كان غير الذي قبلها كقولك زيد أفره عبدا فألفراهة للعبد لا لزيد والمذكور قبل أشد هاهنا هو الذكر والذكر لا يذكر حتى يقال الذكر أشد ذكرا وإنما يقال الذكر أشد ذكر بالاضافة لأن الثاني هو الاول والذي قاله أبو علي وابن جني وغيرهما أنه جعل الذكر ذاكرا على المجاز كما تقول زيد أشد ذكرا من عمرو وعندي أن الكلام محمول على المعنى والتقدير أو كونوا أشد ذكرا لله منكم لآبائكم ودل على هذا المعنى قوله تعالى فإذكروا الله أي كونوا ذاكريه وهذا أسهل من حمله على المجاز
قوله تعالى في الدنيا حسنة يجوز أن تكون في متعلقة بآتنا وأن تكون صفة لحسنة قدمت فصارت حالا وقنا حذفت منه الفاء كما حذفت في المضارع إذا قلت يقي وحذفت لامها للجزم واستغنى عن همزة الوصل لتحرك الحرف المبدوء به
قوله تعالى في أيام معدودات ان قيل الايام واحدها يوم والمعدودات واحدها معدودة واليوم لا يوصف بمعدودة لأن الصفة هنا مؤثنة والموصوف مذكر وإنما الوجه أن يقال أيام معدودة فتصف الجمع بالمؤنث والجواب أنه أجرى معدودات على لفظ أيام وقابل الجمع بالجمع مجازا والأصل معدودة كما قال لن تمسنا النار الا أياما معدودة ولو قيل ان الايام تشتمل على الساعات والساعة مؤنثة فجاز الجمع على معنى ساعات الايام وفيه تنبيه على الامر بالذكر في كل ساعات هذه الايام أو في معظمها لكان جوابا سديدا ونظير ذلك الشهر والصيف والشتاء فانها يجاب بها عن كم وكم انما يجاب عنها بالعدد وألفاظ هذه الاشياء ليست عددا وإنما هي أسماء لمعدودات فكانت جوابا من هذا الوجه فلا اثم عليه الجمهور على إثبات الهمزة وقرىء فلثم ووجهها أنه لما خلط لا بالاسم حذف الهمزة لشبهها بالألف ثم حذف ألف لا لسكونها وسكون الثاء بعدها لمن اتقى خبر مبتدأ محذوف تقديره جواز التعجيل والتأخير لمن اتقى
قوله تعالى من يعجبك من نكرة موصوفة و في الحياة الدنيا متعلق بالقول والتقدير في أمور الدنيا ويجوز أن يتعلق بيعجبك ويشهد الله يجوز أن يكون معطوفا على يعجبك ويجوز أن يكون جملة في موضع الحال

من الضمير في يعجبك أي يعجبك وهو يشهد الله ويجوز أن يكون حالا من الهاء في قوله والعامل فيه القول والتقدير يعجبك أن يقول في أمر الدنيا مقسما على ذلك والجمهور على ضم الياء وكسر الهاء ونصب اسم الله وقرىء بفتح الياء والهاء ورفع اسم الله وهو ظاهر وهو ألد يجوز أن تكون الجملة صفة معطوفة على يعجبك ويجوز أن تكون حالا معطوفة على ويشهد ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يشهد و الخصام هنا جمع خصم نحو كعب وكعاب ويجوز أن يكون مصدرا وفي الكلام حذف مضاف أي أشد ذوي الخصام ويجوز أن يكون الخصام هنا مصدرا في معنى اسم الفاعل كما يوصف بالمصدر في قولك رجل عدل وخصم ويجوز أن يكون أفعل هاهنا لا للمفاضلة فيصح أن يضاف إلى المصدر تقديره وهو شديد الخصومة ويجوز أن يكون هو ضمير المصدر الذي هو قوله وقوله خصام والتقدير خصامه ألد الخصام
قوله تعالى ليفسد اللام متعلقة بعي ويهلك بضم الياء وكسر اللام وفتح الكاف معطوف على يفسد هذا هو المشهور وقرىء بضم الكاف أيضا على الاستئناف أو على إضمار مبتدأ أي وهو يهلك وقيل هو معطوف على يعجبك وقيل هو معطوف على معنى سعى لأن التقدير وإذا تولي يسعى ويقرأ بفتح الياء وكسر اللام وضم الكاف ورفع الحرث والتقدير ويهلك الحرث بسعيه وقرىء بفتح الياء واللام وهي لغة ضعيفة جدا و الحرث مصدر حرث يحرث وهو هاهنا بمعنى المحروث و كذلك النسل بمعنى المنسول
قوله تعالى العزة بالاثم في موضع نصب على الحال من العزة والتقدير أخذته العزة ملتبسة بالاثم ويجوز أن تكون حالا من الهاء أي أخذته العزة آثما ويجوز أن تكون الباء للسببية فيكون مفعولا به أي أخذته العزة بسبب الاثم فحسبه مبتدأ و جهنم خبره وقيل جهنم فاعل حسبه لآن حسبه في معنى اسم الفاعل أي كافيه وقد قرىء بالفاء الرابطة للجملة بما قبلها وسد الفاعل مسد الخبر وحسب مصدر في موضع اسم الفاعل ولبئس المهاد المخصوص بالذم محذوف أي ولبئس المهاد جهنم
قوله تعالى ابتغاء مرضاة الله الجمهور على تفخيم مرضاة وقرىء بالامالة لتجانس كسرة التاء وإذا اضطر حمزة هنا إلى الوقف وقف بالتاء وفيه وجهان

أحدهما هو لغة في الوقف على تاء التأنيث حيث كانت والثاني أنه دل بالوقف على التاء على ارادة المضاف إليه فهو في تقدير الوصل
قوله تعالى في السلم يقرأ بكسر السين وفتحها مع إسكان اللام وبفتح السين واللام وهو الصلح ويذكر ويؤنث ومنه قوله تعالى وان جنحوا للسلم فاجنح لها ومنهم من قال الكسر بمعنى الاسلام والفتح بمعنى الصلح كافة حال من الفاعل في ادخلوا وقيل هو حال من السلم أي في السلم من جميع وجوهه
قوله تعالى هل ينظرون لفظه لفظ الاستفهام ومعناه النفي ولهذا جاءت بعده الا في ظلل يجوز أن يكون ظرفا وأن يكون حالا والظلل جمع ظلة ويقرأ في ظلال قيل هو جمع ظل وقيل جمع ظلة أيضا مثل خلة وخلال وقلة وقلال من الغمام يجوز أن يكون وصفا لظلل ويجوز أن تتعلق من بيأتيهم أي يأتيهم من ناحية الغمام والغمام جمع غمامة والملائكة يقرأ بالرفع عطفا على اسم الله وبالجر عطفا على ظلل ويجوز أن يعطف على الغمام
قوله تعالى سل فيه لغتان سل واسأل فماضي اسأل سأل بالهمزة فاحتيج في الامر إلى همزة الوصل لسكون السين وفي سل وجهان أحدهما أن الهمزة ألقيت حركتها على السين فاستغنى عن همزة الوصل لتحرك السين والثاني أنه من سال يسال مثل خاف يخاف وهي لغة فيه وفيه لغتان ثالثة وهي اسل حكاها الأخفش ووجهها أنه ألقى حركة الهمزة على السين وحذفها ولم يعتد بالحركة لكونها عارضة فلذلك جاء بهمزة الوصل كما قالوا الحمر كم آتيانهم الجملة في موضع نصب لأنها المفعول الثاني لسل ولا تعمل سل في كم لأنها استفهام وموضع كم في وجهان أحدهما نصب لأنها المفعول الثاني لآتيناهم والتقدير أعشرين آية أعطيناهم والثاني هي في موضع رفع بالابتداء وآتيناهم خبرها والعائد محذوف والتقدير آتيناهموها أو آتيناهم إياها وهو ضعيف عند سيبويه و من آية تمييز لكم والاحسن إذا فصل بين كم وبين مميزها أن يؤتى بمن ومن يبدل في موضع رفع بالابتداء والعائد الضمير في يبدل وقيل العائد محذوف تقديره شديد العقاب له 7
قوله تعالى زين انما حذفت التاء لأجل ألفصل بين الفعل وبين ما أسند إليه ولأن تأنيث الحياة غير حقيقي وذلك يحسن مع ألفصل والوقف على آمنوا والذين اتقوا مبتدأ و فوقهم خبره

قوله تعالى مبشرين ومنذرين حالان وأنزل معهم معهم في موضع الحال من الكتاب أي وأنزل الكتاب شاهدا لهم ومؤيدا والكتاب جنس أو مفرد في موضع الجمع وبالحق في موضع احال من الكتاب أي مشتملا على الحق وممتزجا بالحق ليحكم اللام متعلقة بأنزل وفاعل يحكم الله ويجوز أن يكون الكتاب من بعد ما جاءتهم من تتعلق باختلف ولا يمنع الا من ذلك كما تقول ما قام الا زيد يوم الجمعة و بغيا مفعول من أجله والعامل فيه اختلف من الحق في موضع الحال من الهاء في فيه ويجوز أن تكون حالا من ما و بإذنه حال من الذين آمنوا أي مإذونا لهم ويجوز أن يكون مفعولا هدى أي هداهم بأمره
قوله تعالى أم حسبتم أم بمنزلة بل والهمزة فهي منقطعة و أن تدخلوا أن وما عملت فيه تسد مسد المفعولين عند سيبويه وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف ولما هنا لم دخلت عليها ما وبقي جزمها مستهم جملة مستأنفة لا موضع لها وهي شارحة لأحوالهم ويجوز أن تضمر معها قد فتكون حالا حتى يقول الرسول يقرأ بالنصب والتقدير إلى أن يقول الرسول فهو غاية والفعل هنا مستقبل حكيت به حالهم والمعنى على المضي والتقدير إلى أن قال الرسول ويقرأ بالرفع على أن يكون التقدير وزلزلوا فقال الرسول فالزلزلة سبب القول وكلا الفعلين ماض فلم تعمل فيه حتى متى نصر الله الجملة وما بعدها في موضع نصب بالقول وفي هذا الكلام اجمال وتفصيله أن اتباع الرسول قالوا متى نصر الله فقال الرسول الا ان نصر الله قريب وموضع متى رفع لأنه خبر المصدر وعلى قول الأخفش موضعه نصب على الظرف ونصر مرفوع به
قوله تعالى يسئلونك يجوز أن تلقى حركة الهمزة على السين وتحذفها ومن قال سأل فجعلها ألفا مبدلة من ولو قال يسألونك مثل يحافونك مإذا ينفقون في مإذا مذهبان للعرب أحدهما أن تجعل ما ستفهاما بمعنى أي شيء وذا بمعنى الذي وينفقون صلته والعائد محذوف فتكون ما مبتدأ وذا وصلته خبرا ولا نجعل ذا بمعنى الذي الا مع ما عند البصريين وأجاز الكوفيون ذلك مع غير ما والمذهب الثاني أن تجعل ما وذا بمنزلة اسم واحد للاستفهام وموضعه هنا نصب بينفقون وموضع الجملة نصب بيسألون على المذهبين ما أنفقتم ما شرط في موضع

نصب بالفعل الذي بعدها و من خير قد تقدم اعرابه فللوالدين جواب الشرط ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي فتكون مبتدأ والعائد محذوف ومن خير حال من المحذوف فللوالدين الخبر فأما وما تفعلوا من خير فشط البتة
قوله تعالى وهو كره لكم الجملة في موضع الحال وقيل في موضع الصفة ويقرأ بضم الكاف وفتحها وهما لغتان بمعنى وقيل الفتح بمعنى الكراهية فهو مصدر والضم اسم المصدر وقيل الضم بمعنى المشقة أو إذا كان مصدرا احتمل أن يكون المعنى فرض القتال اكراه لكم فيكون هو كناية عن ألفرض والكتب ويجوز أن يكون كناية عن التقال فيكون الكره بمعنى المكروه وعسى أن تكرهوا أن والفعل في موضع رفع فاعل عسى وليس في عسى ضمير وهو خير لكم جملة موضع نصب فيجوز أن يكون صفة لشيء وساغ دخول الوأو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا ويجوز أن تكون حالا من النكرة لأن المعنى يقتضيه
قوله تعالى قتال فيه هو بدل من الشهر بدل الاشتمال لأن القتال يقع في الشهر وقال الكسائي هو مخفوض على التكرير يرد أن التقدير عن قتال فيه وهو معنى قول ألفراء لأنه قال هو مخفوض بعن مضمرة وهذا ضعيف جدا لأن حرف الجر لا يبقى عمله بعد حذفه في الاختيار وقال أبو عبيدة هو مجرور على الجوار وهو أبعد من قولهما لأن الجوار من مواضع الضورة والشذوذ ولا يحمل عليه ما وجدت عنه مندوحة وفيه يجوز أن يكون نعتا لقتال ويجوز أن يكون متعلقا به كما يتعلق بقاتل وقد قرىء بالرفع في الشإذ ووجهه على أن يكون خبر مبتدأ محذوف معه همزة الاستفهام تقديره أجاز قتال فيه قل قتال فيه كبير مبتدأ وخبر وجاز الابتداء بالنكرة لأنها قد وصفت بقوله فيه
فان قيل النكرة إذا أعيدت أعيدت بالألف واللام كقوله فعصى فرعون الرسول قيل ليس المراد تعظيم القتال المذكور المسئول عنه حتى يعاد بالألف واللام بل المراد تعظيم أي قتال كان في الشهر الحرام فعلى هذا القتال الثاني غير القتال الاول وصد مبتدأ و عن سبيل الله صفة له أو متعلق به وكمفر معطوف على صد واخراج أهله معطوف أيضا وخبر الاسماء الثلاثة أكبر وقيل خبر صد وكفر محذوف أيضا أغنى عنه خبر اخراج أهله ويجب أن يكون المحذوف على هذا أكبر لا كبير كما قدره بعضهم لأن ذلك يوجب

أن يكون اخراج أهل المسجد منه أكبر من الكفر وليس كذلك وأما جر المسجد الحرام فقيل هو معطوف على الشهر الحرام وقد ضعف ذلك بأن القوم لم يسألوا عن المسجد الحرام إذ لم يشكوا في تعظيمه وإنما سألوا عن القتال في الشهر الحرام لأنه وقع منهم ولم يشعروا بدخوله فخافوا من الاثم وكان المشركون عيروهم بذلك وقيل هو معطوف على الهاء في به وهذا لا يجوز عند البصريين الا أن يعاد الجار وقيل هو معطوف على السبيل وهذا لا يجوز لأنه معمول المصدر والعطف بقوله وكفر به يفرق بين الصلة والموصول والجيد أن يكون متعلقا بفعل محذوف دل عليه الصد تقديره ويصدون عن المسجد كما قال تعالى هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام حتى يردوكم يجوز أن تكون حتى بمعنى كي وأن تكون بمعنى إلى وهي في الوجهين متعلقة بيقاتلونكم وجواب ان استطاعوا محذوف قام مقامه ولا يزالون فيمت معطوف على يرتدد ويرتدد مظهرا لما سكنت الدال الثانية لم يمكن تسكين الأولى لئلا يجتمع ساكنان ويجوز أن يكون في العربية يرتد وقد قرىء في المائدة بالوجهين وهنالك تعلل القراءتان ان شاء الله ومنكم في موضع الحال من الفاعل المضمر ومن في موضع مبتدأ والخبر هو الجملة التي هي قوله فأولئك حبطت
قوله تعالى فيهما اثم كبير الاحسن القراءة بالباء لأنه يقال اثم كبير وصغير ويقال في ألفواحش العظام الكبائر وفيما دون ذلك الصغائر وقد قرىء بالثاء وهو جيد في المعنى لأن الكثرة كبر والكثير كبير كما أن الصغير يسير حقير واثمهما و نفعهما مصدران مضافان إلى الخمر والميسر فيجوز أن تكون إضافة المصدر إلى الفاعل لأن الخمر هو الذي يؤثم ويجوز أن تكون الاضافة إليهما لأنهما سبب الاثم أو محله قل العفو يقرأ بالرفع على أنه خبر والمبتدأ محذوف تقديره قل المنفق وهذا إذا جعلت مإذا مبتدأ وخبرا ويقرأ بالنصب بفعل محذوف تقديره ينفقون العفو وهذا إذا جعلت ما وذا اسما واحدا لأن العفو جواب واعراب الجواب كاعراب السؤال كذلك الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي تبيينا مثل هذا التبيين يبين لكم
قوله تعالى في الدنيا والاخرة وفي متعلقة بيتفكرون ويجوز أن تتعلق بيبين اصلاح لهم خير اصلاح مبتدأ ولهم نعت له وخير خبره فيجوز أن يكون التقدير خير لهم ويجوز أن يكون خير لكم أي اصلاحهم نافع لكم ويجوز

أن يكون لهم نعتا لخير قدم عليه فيكون في موضع الحال وجاز الابتداء بالنكرة وان لم توصف لأن الاسم هنا في معنى الفعل تقديره أصلحوهم ويجوز أن تكون النكرة والمعرفة هنا سواء لأنه جنس فاخوانكم أي فهم اخوانكم ويجوز في الكلام النصب تقديره فقد خالطتم اخوانكم و المفسد و المصلح هنا جنسان وليس الألف واللام لتعريف المعهود ولو شاء الله المفعول محذوف تقديره ولو شاء الله اعناتكم لاعنتكم
قوله تعالى ولا تنكحوا المشركات ماضي هذا الفعل ثلاثة أحرف يقال نكحت المرأة إذا تزوجتها ولا تنكحوا المشركين بضم التاء لأنه من أنكحت الرجل إذا زوجته ولو أعجبكم لو هاهنا بمعنى ان وكذا في كل موضع وقع بعد لو الفعل الماضي ولو كان جوابها متقدما عليها والمغفرة بإذنه يقرأ بالجر عطفا على الجنة والرفع على الابتداء
قوله تعالى عن المحيض يجوز أن يكون المحيض موضع الحيض وأن يكون نفس الحيض والتقدير يسألونك عن الوطء في زمن الحيض أو في مكان الحيض مع وجو الحيض فاعتزلوا النساء أي وطء النساء وهو كناية عن الوطء الممنوع ويجوز أن يكون كناية عن المحيض ويكون التقدير هو سبب إذى حتى يتطهرن يقرأ بالتخفيف وماضيه طهرن أي انقطع دمهن وبالتشديد والأصل يتطهرن أي يغتسلن فسكن التاء وقلبها طاء وأدغمها من حيث أمركم الله من هنا لابتداء الغاية على أصلها أي من الناحية التي تنتهي إلى موضع الحيض ويجوز أن تكون بمعنى في ليكون ملائما لقوله في المحيض وفي الكلام حذف تقديره أمركم الله بالاتيان منه
قوله تعالى حرث لكم انما أفرد الخبر والمبتدأ جمع لأن الحرث مصدر وصف به وهو في معنى المفعول أي محروثات أنى شئتم أي كيف شئتم وقيل متى شئتم وقيل من أين شئتم بعد أن يكون في الموضع المإذون فيه والمفعول محذوف أي شئتم الاتيان ومفعول قدموا محذوف تقديره نية الولد أو نية الاعفاف وبشر خطاب للنبي لجرى ذكره في قوله يسألونك
قوله تعالى أن تبروا في موضع نصب مفعول من أجله أي مخافة أن تبروا وعند الكوفيين لئلا تبروا وقال أبو اسحاق هو في موضع رفع بالابتداء والخبر

محذوف أي أن تبروا وتتقوا خير لكم وقيل التقدير في أن تبروا فلما حذف حرف الجر نصب وقيل هو في موضع جر بالحرف المحذوف
قوله تعالى في أيمانكم يجوز أن تتعلق في بالمصدر كما تقول لغا في يمينه ويجوز أن يكون حالا منه تقديره باللغو كائنا في أيمانكم ويقرب عليك هذا المعنى أنك لو أتيت بالذي لكان المعنى مستقيما وكان صفة كقولك باللغو الذي في أيمانكم بما كسبت يجوز أن تكون ما مصدرية فلا تحتاج إلى ضمير وأن تكون بمعنى الذي أو نكرة موصوفة فيكون العائد محذوفا
قوله تعالى للذين يؤلون اللام متعلقة بمحذوف وهو الاستقرار وهو خبر والمبتدأ تربص وعلى قول الأخفش هو فعل وفاعل وأما من فقيل يتعلق بيؤلون يقال إلى من أمرأته وعلى امرأته وقيل الأصل على ولا يجوز أن يقدم من مقام على فعند ذلك تتعلق من بمعنى الاستقرار وإضافة التربص إلى الاشهر إضافة المصدر إلى المفعول فيه في المعنى وهو مفعول به على السعة والألف في فاءوا منقلبة عن ياء لقولك فاء يفي فيئة
قوله تعالى وان عزموا الطلاق أي على الطلاق فلما حذف الحرف نصب ويجوز أن يكون حمل عزم على نوى فعداه بغير حرف والطلاق اسم للمصدر والمصدر التطليق
قوله تعالى والمطلقات يتربصن قيل لفظه خبر ومعناه الامر أي ليتربصن وقيل هو على بابه والمعنى وحكم المطلقات أن يتربصن ثلاثة قروء وانتصاب ثلاثة هنا على الظرف وكذلك كل عدد أضيف إلى زمان أو مكان وقروء جمع كثرة والموضع موقع قلة فكان الوجه ثلاثة أقراء واختلف في تأويله فقيل وضع جمع الكثرة في موضع جمع القلة وقيل لما جمع في المطلقات أتى بلفظ جمع الكثرة لأن كل مطلقة تتربص ثلاثة وقيل التقدير ثلاثة أقراء من قروء واحد القروء قرء وقرىء بالفتح والضم ما خلق الله يجوز أن تكون بمعنى الذي وأن تكون نكرة موصوفة والعائد محذوف أي خلقه الله في أرحامهن يتعلق بخلق ويجوز أن يكون حالا من المحذوف وهي حال مقدرة لأن وقت خلقه ليس بشيء حتى يتم خلقه ويبعولتهن الجمهور على ضم التاء وأسكنها بعض الشذإذ ووجهها أنه حذف الإعراب لأنه شبهه بالمتصل نحو عضد وعجز في ذلك قيل ذلك كناية عن العدة فعلى هذا يتعلق بأحق أي يستحق رجعتها ما دامت

في العدة وليس المعنى أنه أحق أن يردها في العدة وإنما يردها في النكاح أو إلى النكاح وقيل ذلك كناية عن النكاح فتكون في متعلقة بالرد بالمعروف يجوز أن تتعلق الباء بالاستقرار في قوله ولهن أي استقر ذلك بالحق ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمثل لأنه لم يتعرف بالاضافة وللرجال عليهن درجة درجة مبتدأ وللرجال الخبر عليهن يجوز أن يكون متعلقا بالاستقرار في اللام ويجوز أن يكون في موضع نصب حالا من الدرجة والتقدير درجة كائنة عليهن فلما قدم وصف النكرة عليها صار حالا ويضعف أن يكون عليهن الخبر ولهن حال من درجة لأن العامل حينئذ معنوي والحال لا يتقدم عليه
قوله تعالى الطلاق مرتان تقديره عدد الطلاق الذي يجوز معه الرجعة مرتان فامساك أي فعليكم امساك و بمعروف يجوز أن يكون صفة لامساك وأن يكون في موضع نصب بامساك أن تأخذوا مفعوله شيئا ومما وصف له قدم عليه فصار حالا ومن للبعيض وما بمعنى الذي وآتيتم تتعدى إلى مفعولين وقد حذف أحدهما وهو العائد على ما تقديره آتيتموهن إياه الا أن يخافا أن والفعل في موضع نصب على الحال والتقدير الا خائفين وفيه حذف مضاف تقديره ولا يحل لكم أن تأخذوا على كل حال أو في كل حال الا في حال الخوف وقد قرىء يخافا بضم الياء أي يعلم منهما ذلك أو يخشى أن لا يقيما في موضع نصب بيخافا تقديره الا أن يخافا ترك حدود الله عليهما خبر لا وفيما متعلق بالاستقرار ولا يجوز أن يكون عليهما في موضع نصب بجناح وفيما افتدت الخبر لأن اسم لا إذا عمل ينون تلك حدود الله مبتدأ وخبره و تعتدوها بمعنى تتعدوها
قوله تعالى فلا جناح عليهما أن يتراجعا أي في أن يتراجعا يبينها يقرأ بالياء والنون والجملة في موضع نصب من الحدود والعامل فيها معنى الاشارة
قوله تعالى ضرارا مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مضارين كقولك جاء زيد ركضا و لتعتدوا اللام متعلقة بالضرار ويجوز أن تكون اللام لام العاقبة نعمة الله عليكم يجوز أن يكون عليكم في موضع نصب بنعمة لأنها مصدر أي أن أنعم الله عليكم ويجوز أن يكون حالا منها فيتعلق بمحذوف وما أنزل يجوز أن يكون ما في موضع نصب عطفا على النعمة فعلى هذا يكون يعظم حالا ان شئت من ما والعائد إليها الهاء في به

وان شئت من اسم الله ويجوز أن تكون ما مبتدأ ويعظكم خبره و من الكتاب حال من الهاء المحذوفة تقديره وما أنزله عليكم
قوله تعالى أن ينكحن تقديره من أن ينكحن أو عن أن ينكحن فلما حذف الحرف صار في موضع نصب عند سيبويه وعند الخليل هو في موضع جر إذا تراضوا ظرف لأن ينكحن وان شئت جعلته ظرفا لتعضلوهن بالمعروف يجوز أن يكون حالا من الفاعل وأن يكون صفة لمصدر محذوف أي تراضيا كائنا بالمعروف وأن يتعلق بنفس الفعل ذلك ظاهر اللفظ يقتضي أن يكون ذلكم لأن الخطاب في الاية كلها للجمع فأما الافراد فيجوز أن يكون للنبي وحده وأن يكون لكل انسان وأن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع أزكى لكم الألف في أزكمى مبدلة من وا ولأنه من زكى يزكوا ولكم صفة له وأطهر أي لكم
قوله عز و جل والوالدات الوادات والوالد صفتان غالبتان فلذلك لا يذكر الموصوف معهما لجريهما مجرى الاسماء و يرضعن مثل يتربصن وقد ذكروا حولين ظرف و كاملين صفة له وفائدة هذه الصفة اعتبار الحولين من غير نقص ولولا ذكر الصفة لجاز أن يحمل على ما دون الحولين بالشهر والشهرين لمن أراد تقديره ذلك لمن أراد أن يتم الجمهور على ضم الياء وتسمية الفاعل ونصب الرضاعة وتقرأ بالتاء مفتوحة ورفع الرضاعة والجيد فتح الراء في الرضاعة وكسرها حائز وقد قرىء به وعلى المولود الألف واللام بمعنى الذي والعائد عليها الهاء في له وله القائم مقام الفاعل بالمعروف حال من الرزق والكسوة والعامل فيها معنى الاستقرار في على الا وسعها مفعول ثان وليس بمنصوب على الاستثناء لأن كلفت تتعدى إلى مفعولين ولو رفع الوسع هنا لم يجز لأنه ليس ببدل لا تضار يقرأ بضم الراء وتشديدها وفيها وجهان أحدهما أنه على تسمية الفاعل وتقديره لا تضارر بكسر الراء الأولى والمفعول على هذا محذوف تقديره لا تضار والدة والدا بسبب ولدها والثاني أن تكون الراء الأولى مفتوحة على ما لم يسم فاعله وأدغم لأن الحرفين مثلان ورفع لأن لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي ويقرأ بفتح الراء وتشديدها على أنه نهي وحرك لالتقاء الساكنين وكان الفتح أولى لتجانس الألف والفتحة قبلها وعلى هذه القراءة يجوز أن يكون أصله تضارر وتضارر على تسمية الفاعل وترك تسميته على ما ذكرنا

في قراءة الرفع وقرىء شإذا بسكون الراء والوجه فيه أن يكون يحذف الراء الثانية فرارا من التشديد في الحرف المكرر وهو الراء وجاز الجمع بين الساكنين اما لأنه أجرى الوصل مجرى الوقف أو لأن مدة الألف تتجري مجرى الحركة عن تراض في موضع نصب صفة لفصال ويجوز أن يتعلق بأرادا وتشأور أي منهما تستر ضعوا مفعوله محذوف تقديره أجنبية أو غير الام أولادكم مفعول حذف منه حرف الجر تقديره لأولادكم فتعدى الفعل إليه كقوله أمرتك الخير فلا جناح الفاء جواب الشرط و إذا سلمتم شرط أيضا وجوابه ما يدل عليه الشرط الاول وجوابه وذلك المعنى هو العامل في إذا ما آتيتم يقرأ بالمد والمفعولان محذوفان تقديره ما أعطيتموهن إياه ويقرأ بالقصر تقديره ما جئتم به فحذف وقال أبو علي تقديره ما جئتم نقده أو تعجيله كما تقول أتيت الامر أي فعلته
قوله تعالى والذين يتوفون منكم في هذه الاية أقوال أحدها أن الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليكم حكم الذين يتوفون منكم ومثله السارق والسارقة والزانية والزاني وقوله يتربصن بيان الحكم المتلو وهذا قول سيبويه والثاني أن المبتدأ محذوف والذين قام مقامه تقديره وأزواج الذين يتوفون منكم والخبر يتربصن ودل على المحذوف قوله ويذرون أزواجا والثالث أن الذين مبتدأ ويتربصن الخبر والعائد محذوف تقديره يتربصن بعدهم أو بعد موتهم والرابع أن الذين مبتدأ وتقدير الخبر أزواجهم يتربصن فأزواجهم مبتدأ ويتربصن الخبر فحذف المبتدأ لدلالة الكلام عليه والخامس أنه ترك الاخبار عن الذين وأخبر عن الزوجات المتصل ذكرهن بالذين لأن الحديث معهن في الاعتداء بالاشهر فجاء الاخبار عما هو المقصود وهذا قول ألفراء والجمهور على ضم الياء في يتوفون على ما لم يسم فاعله ويقرأ بفتح الياء على تسمية الفاعل والمعنى يستوفون آجالهم و منكم في موضع الحال من الفاعل المضمر و عشرا أي عشر ليل لأن التاريخ يكون بالليلة إذا كانت هي أول الشهر واليوم تبع لها بالمعروف حال من الضمير المؤنث في الفعل أو مفعول به أو نعت لمصدر محذوف وقد تقدم مثله
قوله تعالى من خطبة النساء الجار والمجرور في موضع الحال من الهاء المجرورة فيكون العامل فيه عرضتم ويجوز أن يكون حالا من ما فيكون العامل نفيه

الاستقرار والخطبة بالكسر خطاب المرأة في التزويج وهي مصدر مضاف إلى المفعول والتقدير من خطبتكم النساء و أو للاجابة والمفعول محذوف تقديره أو أكننتموه يقال أكننت الشيء في نفسي إذا كتمته وكننته إذا سترته بثوب أو نحوه ولكن هذا الاستدراك من قوله فيما عرضتم به و سرا مفعول به لأنه بمعنى النكاح أي لا تواعدوهن نكاحا وقيل هو مصدر في موضع الحال تقديره مستخفين بذلك والمفعول محذوف تقديره لا تواعدوهن النكاح سرا ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي مواعدة سرا وقيل التقدير في سر فيكون ظرفا الا أن تقولوا في موضع نصب على الاستثناء من المفعول وهو منقطع وقيل متصل ولا تعزموا عقدة أي على عقدة النكاح وقيل تعزموا بمعنى تنووا وهذا يتعدى بنفسه فيعمل عمله وقيل تعزموا بمعنى تعقدوا فتكون عقدة النكاح مصدر والعقدة بمعنى العقد فيكون المصدر مضافا إلى المفعول
قوله تعالى ما لم تمسوهن ما مصدرية والزمان معها محذوف تقديره في زمن ترك مسهن وقيل ما شرطية أي ان لم تمسوهن ويقرأ تمسوهن بفتح التاء من غير ألف على أن الفعل للرجال ويقرأ تماسوهن بضم التاء والألف بعد الميم وهو من باب المفاعلة فيجوز أن يكون في معنى القراءة الأولى يجوز أن يكون على نسبة الفعل إلى الرجال والنساء كالمجامعة والمباشرة لأن الفعل من الرجل والتمكين من المرأة والاستدعاء منها أيضا ومن هنا سميت زانية فريضة يجوز أن تكون مصدرا وأن تكون مفعولا به وهو الجيد وفعلية هنا بمعنى مفعولة والموصوف محذوف تقديره متعة مفروضة ومتعوهن معطوف على فعل محذوف تقديره فطلقوهن ومتعوهن على الموسع قدره الجمهور على الرفع والجملة في موضع الحال من الفاعل تقديره بقدر الوسع وفي الجملة محذوف تقديره على الموسع منكم ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة لا موضع لها ويقرأ قدره بالنصب وهو مفعول على المعنى لأن معنى متعوهن أي ليؤد كل منكم قدر وسعه وأجود من هذا أن يكون التقدير فأوجبوا على المسوع قدره والقدر والقدر لغتان وقد قرىء بهما وقيل القدر بالتسكين الطاقة وبالتحريك المقدار متاعا اسم للمصدر والمصدر التمتيع واسم المصدر يجري مجراه حقا مصدر حق ذلك حقا و على متعلقة بالناصب للمصدر

قوله تعالى وقد فرضتم في موضع الحال فنصف أي فعليكم نصف أو فالواجب نصف ولو قرىء بالنصب لكان وجهه فأدوا نصف ما فرضتم الا أن يعفون أن والفعل في موضع نصب والتقدير فعليكم نصف ما فرضتم الا في حال العفو وقد سبق مثله في قوله الا أن يخافا بأبسط من هذا والنون في يعفون ضمير جماعة النساء والوأو قبلها لام الكلمة لأن الفعل هنا مبني فهو مثل يخرجن ويقعدن فأما قولك الرجال يعفون فهو مثل النساء يعفون في اللفظ وهو مخألف له في التقدير فالرجال يعفون أصله يعفوون مثل يخرجون فحذفت الوأو التي هي لام وبقيت وأو الضمير والنون علامة الرفع وفي قولك النساء يعفون لم يحذف منه شيء على ما بينا وأن تعفوا مبتدأ و أقرب خبره و للتقوى متعلق بأقرب ويجوز في غير القرآن أقرب من التقوى وأقرب إلى التقوى الا أن اللام هنا تدل على معنى غير معنى إلى وغير معنى من فمعنى اللام العفو أقرب من أجل التقوى فاللام تدل على علة قرب العفو وإذا قلت أقرب إلى التقوى كان المعنى مقارب التقوى كما تقول أنت أقرب الي وأقرب من التقوى يقتضي أن يكون العفو والتقوى قريبين ولكن العفو أشد قربا من التقوى وليس معنى الاية على هذا بل على معنى اللام وتاء التقوى مبدلة من وأو ووأوها مبدلة من ياء لأنه من وقيت ولا تنسوا ألفضل في ولو تنسوا من القراءات ووجخخا ما ذكرناه في اشتروا الضلالة بينكم ظرف لتنسوا أو حال من ألفضل وقرىء ولا تناسوا ألفضل على باب المفاعلة وهو بمعنى المتاركة لا بمعنى السهو
قوله تعالى حافظوا يجوز أن يكون من المفاعلة الواقعة من واحد كعاقبت اللص وعافاه الله وأن يكون من المفاعلة الواقعة من اثنين ويكون وجوب تكرير الحفظ جاريا مجرى الفاعلين إذ كان الوجوب حاثا على الفعل فكأنه شريك الفاعل الحافظ كما قالوا في قوله وإذ واعدنا موسى فالوعد كان من الله والقبول من موسى وجعل القبول كالوعد وفي حافظوا معنى لا يجود في احفظوا وهو تكرير الحفظ الصلاة الوسطى خصت بالذكر وان دخلت في الصلوات تفضيلا لها والوسطى فعلى من الوسط لله يجوز أن تتعلق اللام بقوموا وان شئت بقانتين
قوله تعالى فرجالا حال من المحذوف تقديره فصلوا رجالا أو فقوموا رجالا ورجالا جمع راجل كصاحب وصحاب وفيه جموع كثيرة ليس هذا موضع

ذكرها كما علمكم في موضع نصب أي ذكرا مثل ما علمكم وقد سبق مثله في قوله كما أرسلنا وفي قوله وإذكروه كما هداكم
قوله تعالى والذين يتوفون منكم الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره يوصون وصية هذا على قراءة من نصب وصية ومن رفع الوصية فالتقدير وعليهم وصية وعليهم المقدرة خبر لوصية و لأزواجهم نعت للوصية وقيل هو خبر الوصية وعليهم خبر ثان أو تبيين وقيل الذين فاعل فعل محذوف تقديره لوص الذين يتوفون وصية وهذا على قراءة من نصب وصية متاعا إلى الحول مصدر لأن الوصية دلت على يوصون ويوصون بمعنى يمتعون ويجوز أن يكون بدلا من الوصية على قراءة من نصبها أو صفة لوصية وإلى الحول متعلق بمتاع أو صفة له وقيل متاعا حال أي متمتعين أو ذوي متاع غير اخراج غير هنا تنتصب انتصاب المصدر عند الأخفش تقديره لا اخراجها وقال غيره هو حال وقيل هو صفة متاع وقيل التقدير من غير اخراج
قوله تعالى وللمطلقات متاع ابتداء وخبر و حقا مصدر وقد ذكر مثله قبل
قوله تعالى كذلك يبين الله قد ذر في آية الصيام
قوله تعالى ألم تر إلى الذين الأصل في ترى ترأى مثل ترعى الا أن العرب اتفقوا على حذف الهمزة في المستقبل تخفيفا ولا يقاس عليه وربما جاء في ضرورة الشعر على أصله ولما حذفت الهمزة بقى آخر الفعل ألفا فحذفت في الجزم واللف منقلبة عن ياء فأما في الماضي فلا تحذف الهمزة وإنما عداه هنا بإلى لأن معناه ألم ينته علمك إلى كذا والرؤية هنا بمعنى العلم والهمزة في ألم استفهام والاستفهام إذا دخل على النفي صار ايجابا وتقريرا ولا يبقى الاستفهام ولا النفي في المعنى ثم أحياهم معطوف على فعل محذوف تقديره فماتوا ثم أحياهم وقيل معنى الامر هنا الخبر لأن قوله فقال لهم الله موتوا أي فأماتهم فكان العطف على المعنى وألف أحيا منقلبة عن ياء
قوله تعالى وقاتلوا المعطوف عليه محذوف تقديره فأطيعوا وقاتلوا أو فلا تحذروا الموت كما حذره من قبلهم ولم ينفعهم الحذر
قوله تعالى من ذا الذي من استفهام في موضع رفع بالابتداء وذا خبره والذي نعت لذا أو بدل منه و يقرض صلة الذي ولا يجوز أن تكون من

وذا يمنزلة اسم واحد كما كانت مإذا لأن ما أشد ابهاما من من إذا كانت من لم يعقل ومثله من ذا الذي يشفع عنده والقرض اسم للمصدر والمصدر على الحقيقة الاقراض ويجوز أن يكون القرض هنا بمعنى المقرض كالخلق بمعنى المخلوق فيكون مفعولا به و حسنا يجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف تقديره من ذا الذي يقرض الله مالا اقراضا حسنا ويجوز أن يكون صفة للمال ويكون بمعنى الطيب أو الكثير فيضاعقه يقرأ بالرفع عطفا على يقرض أو على الاستئناف أي فالله يضاعفه ويقرأ بالنصب وفيه وجهان أحدهما أن يكون معطوفا على مصدر يقرض في المعنى ولا يصح ذلك الا بإضمار أن ليصير مصدرا معطوفا على مصدر تقديره من ذا الذي يكون منه قرض فمضاعفة من الله والوجه الثاني أن يكون جواب الاستفهام على المعنى لأن المستفهم عنه وان كان المقرض في اللفظ فهو عن الاقراض في المعنى فكأنه قال أيقرض الله أحد فيضاعقه ولا يجوز أن يكون جواب الاستفهام على اللفظ لأن المستفهم عنه في اللفظ المقرض لا القرض
فان قيل لم لايعطف على المصدر الذي هو قرضا كما يعطف الفعل على المصدر بإضمار أن مثل قول الشاعر
للبس عباءة وتقر عيني ... قيل لا يصح هذا لوجيهن أحدهما أن قرضا هنا مصدر مؤكد والمصدر المؤكد لا يقدر بأن والفعل والثاني أن عطفه عليه يوجب أن يكون معمولا ليقرض ولا يصح هذا في المعنى لأن المضاعفة ليست مقرضة وإنما هي فعل من الله ويقرأ يضعفه بالتشديد من غير ألف وبالتخفيف مع الألف ومعناهما واحد ويمكن أن يكون التشديد للتكثير وياضعف من باب المفاعلة الواقعة من واحد كما ذكرنا في حافظوا و أضعافا جمع ضعف والضعف هو العين وليس بالمصدر والمصدر الاضعاف أو المضاعفة فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الهاء في يضاعفه ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى لأن معنى يضاعفه يصيره أضعافا ويجوز أن يكون جمع ضعف والضعف اسم وقع موقع المصدر كالعطاء فانه اسم للمعطى وقد استعمل بمعنى الاعطاء قال القطامي
أكفر ابعد رد الموت عني وبعد عطائك المائة الرتاعا
فيكون اينتصاب أضعافا على المصدر فان قيل فكيف جمع قيل لاختلاف جهات التضعيف بحسب اختلاف الاخلاص ومقدار المقرض واختلاف أنواع

الجزاء ويبسط يقرأ بالسين وهو الأصل وبالصاد على ابدالها من السين لتجانس الطاء في الاستعلاء
قوله تعالى من بني إسرائيل من تتعلق بمحذوف لأنها حال أي كائنا من بني إسرائيل و من بعد متعلق بالجار الاول أو بما يتعلق به الاول والتقدير من بعد موت موسى و إذ بدل من بعد لأنهما زمانان نقاتل الجمهور على النون والجزم على جواب الامر وقد قرىء بالرفع في الشإذ على الاستئناف وقرىء بالياء والرفع على أنه صفة لملك وقرىء بالياء والجزم أيضا على الجواب ومثله فهب لي من لدنك وليا يرثني بالرفع والجزم عسيتم الجمهور على فتح السين لأنه على فعل تقول عسى مثل رمى ويقرأ بكسر ها وهي لغة والفعل منها عسى مثل خشي واسم الفاعل عسى مثل عم حكاه ابن الإعرابي وخبر عسى أن لا تقاتلوا والشرط معترض بينهما وما لنا ما استفهام في موضع رفع بالابتداء ولنا الخبر ودخلت الوأو لتدل على ربط هذا الكلام بما قبله ولو حذفت لجاز أن يكون منقطعا عنه وهو استفهام في اللفظ وانكار في المعنى أن لا نقاتل تقديره في أن لا نقاتل أي في ترك القتال فتتعلق في بالاستقرار أو بنفس الجار فيكون أن لا نقاتل في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل وقال الأخفش أن زائدة والجملة حال تقديره وما لنا غير مقاتلين مثل قوله مالك لا وقد أعمل ان وهي زائدة وقد أخرجنا جملة في موضع الحال والعامل نقاتل و أبنائنا معطوف على ديارنا وفيه حذف مضاف تقديره ومن بين أبنائنا
قوله تعالى طالوت هو اسم أعجمي معرفة فلذلك لم ينصرف وليس بمشتق من الطول كما أن اسحاق ليس بمشتق من السحق وإنما هي ألفاظ تقارب ألفاظ العربية و ملكا حال و أنى بمعنى أين أو بمعنى كيف وموضعها نصب على الحال من الملك والعامل فيها يكون ولا يعمل فيها واحد من الظرفين لأنه عامل معنوي فلا يتقدم الحال عليه ويكون يجوز أن تكون الناقصة فيكون الخبر له و علينا حال من الملك والعامل فيه يكون أو الخبر ويجوز أن يكون الخبر علينا وله حال ويجوز أن تكون التامة فيكون له متعلقا بيكون وعلينا حال والعامل فيه فيكون ونحن أحق في موضع الحال والباء ومن يتعلقان بأحق وأصل السعة وسعة بفتح الوأو وحقها في الأصل الكسر وإنما حذفت في المصدر لما حذفت

في المستقبل وأصلها في المستقبل الكسر وهو قولك يسع ولولا ذلك لم تحذف كما لم تحذف في يوجل ويوجل وإنما فتحت من أجل حرف الحلق فالفتحة عارضة فأجرى عليها حكم الكسرة ثم جعلت في المصدر مفتوحة لتوافق الفعل ويذلك على ذلك أن قولك وعد يعد مصدره عدة بالكسر لما خرج على أصله و من المال نعت للسعة في العلم يجوز أن يكون نعتا للبسطة وأن يكون متعلقا بها و واسع قيل هو على معنى النسب أي هو ذو سعة وقيل جاء على حذف الزائد والأصل أوسعة فهو موسع وقيل هو فاعل وسع فالتقدير على هذا واسع الحلم لأنك تقول وسعنا حلمه
قوله تعالى أن يأتيكم خبر ان والتاء في التابوت أصل ووزنه فاعول ولا يعرف له اشتقاق وفيه لغة أخرى التابوه بالهاء وقد قرىء به شإذا فيجوز أن يكونا لغتين وأن تكون الهاء بدلا من التاء
فان قيل لم لا يكون فعلوتا من تاب يتوب قيل المعنى لا يساعده وإنما يشتق إذا صح المعنى فيه سكينة الجملة في موضع الحال وكذلك تحمله الملائكة و من ربكم نعت للسكينة و مما ترك نعت لبقية وأصل بقية بقيية ولام الكلمة ياء ولا حجة في بقي لانكسار ما قبلها الا ترى أن شقى أصلها وأو
قوله تعالى بالجنود في موضع الحال أي فصل ومعه الجنود والياء في مبتليكم بدل من وأو لأنه من بلاه يبلوه و بنهر بفتح الهاء وإسكانها لغتان والمشهور في القراءة فتحها وقرأ حميد بن قيس بإسكانها وأصل النهر والنهار الاتساع ومنه أنهر الدم الا من اغترف استثناء من الجنس وموضعه نصب وأنت بالخيار ان شئت جعلته استثناء من من الأولى وان شئت من من الثانية واغترف متعد و غرفة بفتح الغين وضمها وقد قرىء بهما وهما لغتان وعلى هذا يحتمل أن تكون الغرفة مصدرا وأن تكون المغروف وقيل الغرفة بالفتح المرة الواحدة وبالضم قدر ما تحمله اليد و بيده يتعلق باغترف ويجوز أن يكون نعتا للغرفة فيتعلق بالمحذوف الا قليلا منصوب على الاستثناء من الموجب وقد قرىء في الشإذ بالرفع وقد ذكرنا وجهه في قوله تعالى ثم توليتم الا قليلا منكم وعين الطاقة وأو لأنه من الطوق وهو القدرة تقول طوقته الامر وخبر لا لنا ولا يجوز أن تعمل في اليوم ولا في بجالوت الطاقة إذ لو كان كذلك لنونت بل العامل فيهما

الاستقرار ويجوز أن يكون الخبر بجالوت فيتعلق بمحذوف ولنا تبيين أو صفة لطاقة واليوم يعمل فيه الاستقرار وجالوت مثل طالوت كم من فئة كم هنا خبر وموضعها رفع بالابتداء و غلبت خبرها ومن زائدة ويجوز أن تكون في موضع رفع صفة لكم كما تقول عندي مائة من درهم ودينار وأصل فئة فيئة لأنه من فاء يفيء إذا رجع فالمحذوف عينها وقيل أصلها فيوة لأنها من فأوت رأسه إذا كسرته فألفئة قطعة من الناس بإذن الله في موضع نصب على الحال والتقدير بإذن الله لهم وان شئت جعلتها مفعولا به
قوله تعالى لجالوت تتعلق اللام ببرزوا ويجوز أن تكون حالا أي برزوا قاصدين لجالوت
قوله تعالى فهزموهم بإذن الله هو حال أو مفعول به
قوله تعالى ولولا دفع الله يقرأ بفتح الدال من غير ألف وهو مصدر مضاف إلى الفاعل و الناس مفعوله و بعضهم بدل من الناس بدل بعض من كل ويقرأ دفاع بكسر الدال وبالألف فيحتمل أن يكون مصدر دفعت أيضا ويجوز أن يكون مصدر دافعت ببعض هو المفعول الثاني يتعدى إليه الفعل بحرف الجر
قوله تعالى تلك آيات الله تلك مبتدأ وآيات الله الخبر و نتلوها يجوز أن يكون حالا من الايات والعامل فيها معنى الاشارة ويجوز أن يكون مستأنفا و بالحق يجوز أن يكون مفعولا به وأن يكون حالا من ضمير الايات المنصوب أي ملتبسة بالحق ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي ومعنا الحق ويجوز أن يكون حالا من الكاف أي ومعك الحق
قوله تعالى تلك الرسل مبتدأ وخبر و فضلنا حال من الرسل ويجوز أن يكون الرسل نعتا أو عطف بيان وفضلنا الخبر منهم من كلم الله يجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له ويجوز أن يكون بدلا من موضع فضلنا ويقرأ كلم الله بالنصب ويقرأ كالم الله و درجات حال من بعضهم أي ذادرجات وقيل درجات مصدر في موضع الحال وقيل انتصابه على المصدر لأن الدرجة بمعنى الرفعة ف : انه قال ورفعنا بعضهم رفعات وقيل التقدير على درجات أو في درجات أو إلى درجات فلما حذف حرف الجر وصل الفعل بنفسه من بعد ما جاءتهم يجوز أن تكون بدلا من بعدهم باعادة حرف الجر ويجوز أن تكون

من الثانية تتعلق باقتتل والضمير الاول يرجع إلى الرسل والضمير في جاءتهم يرجع إلى الامم و لكن استدراك لما دل الكلام عليه لأن اقتتالهم كان من اختلافهم ثم بين الاختلاف بقوله فمنهم من آمن ومنهم من كفر والتقدير فاقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد استدراك على المعنى أيضا لأن المعنى ولو شاء الله لمنعهم ولكن الله يفعل ما يريد وقد أراد أن لا يمنعهم أو أراد اختلافهم واقتتالهم
قوله تعالى أنفقوا مفعوله محذوف أي شيئا مما و ما بمعنى الذي والعائد محذوف أي رزقنا كموه لا بيع فيه في موضع رفع صفة ليوم ولا خلة أي فيه ولا شفاعة أي فيه ويقرأ بالرفع والتنوين وقد مضى تعليله في قوله فلا رفث
قوله تعالى الله لا اله الا هو مبتدأ وخبر وقد ذكرنا موضع هو في قوله والهكم اله واحد الحي القيوم يجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو وأن يكون مبتدأ والخبر لا وأن يكون بدلا من هو وأن يكون بدلا من لا اله والقيوم فيعول من قام يقوم فلما اجتمعت الوأو والياء وسبقت الأولى بالسكون قلبت الوأو ياء وأدغمتا ولا يجوز أن يكون فعولا من هذا لأنه لو كان كذلك لكان قووما بالوأو لأن العين المضاعفة أبدا من جنس العين الأصلية مثل سبوح وقدوس ومثل ضراب وقتال فالزائد من جنس العين فلما جاءت الياء دل أنه فيعول ويقرأ القيم على فيعل مثل سيد وميت ويقرأ القيام على فيعال مثل بيطار وقد قرىء في الشإذ القائم مثل قوله قائما بالقسط وقرىء في الشإذ أيضا الحي القيوم بالنصب على إضمار أعنى وعين الحي ولامه ياءان وله موضع يشبع القول فيه لا تأخذه يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون له موضع وفي ذلك وجوه أحدها أن يكون خبرا آخر لله أو خبرا للحي ويجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في القيوم أي يقوم بأمر الخلق غير غافل وأصل السنة وسنة والفعل منه وسن يسن مثل وعد يعد فلما حذفت الوأو في الفعل حذفت في المصدر ولا نوم لا زائدة للتوكيد وفائدتها أنها لو حذفت لاحتمل الكلام أن يكون لا تأخذه سنة ولا نوم في حال واحدة فإذا قال ولا نوم نفاهما على كل حال له ما في السموات يجوز أن يكون خبرا آخر لما تقدم وأن يكون مستأنفا من ذا الذي قد ذكر

في قوله تعالى من ذا الذي يقرض الله و عنده ظرف ليشفع وقيل يجوز أن يكون حالا من الضمير في يشفع وهو ضعيف في المعنى لأن المعنى يشفع إليه وقيل بل الحال أقوى لأنه إذا لم يشفع من هو عنده وقريب منه فشفاعة غيره أبعد الا بإذنه في موضع الحال والتقدير لا أحد يشفع عنده الا مإذونا له أو الا ومعه إذن أو الا في حال الاذن ويجوز أن يكون مفعولا به أي بإذنه يشفعون كما تقول ضرب بسيفه أي هو آلة الضرب و يعلم يجوز أن يكون خبرا آخر وأن يكون مستأنفا من علمه أي معلومه لأنه قال الا بما شاء وعلمه الذي هو صفة له لا يحاط به ولا بشيء منه ولهذا قال ولا يحيطون به علما الا بما شاء بدل من شيء كما تقول ما مررت بأحد الا بزيد وسع كرسيه الجمهور على فتح الوأو وكسر السين على أنه فعل والكرسي فاعله ويقرأ بسكون السين على تخفيف الكسرة كعلم في علم ويقرأ بفتح الوأو وسكون السين ورفع العين وكرسيه بالجر السموات والارض بالرفع على أنه مبتدأ وخبر والكرسي فعلى من الكرس وهو الجمع وألفصيح فيه ضم الكاف ويجوز كسرها للاتباع ولا يؤده الجمهور على تحقيق الهمزة على الأصل ويقرأ بحذف الهمزة كما حذفت همزة أناس ويقرأ بوأو مضمومة مكان الهمزة على الابدال و العلي فعيل وأصله عليو لأنه من علا يعلو
قوله تعالى قد تبين الرشد الجمهور على ادغام الدال في التاء لأنها من مخرجها وتحويل الدال إلى التاء أولى لأن الدال شديدة والتاء مهموسة والمهموس أخف ويقرأ بالاظهار وهو ضعيف لما ذكرنا والرشد بضم الراس وسكون الشين هو المشهور وهو مصدر من رشد بفتح الشين يرشد بضمها ويقرأ بفتح الراء والشين وفعله رشد يرشد مثل علم يعلم من الغي في موضع نصب على أنه مفعول وأصل الغي غوى لأنه من غوى يغوي فقلبت الوأو ياء لسكونها وسبقها ثم أدغمت و الطاغوت يذكر ويؤنث ويستعمل بلبفظ واحد في الجمع والتوحيد والتذكير والتأنيث ومنه قوله والذي اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأصله طغيوت لأنه من طغيت تطغى ويجوز أن يكون من الوأو لأنه يقال فيه يطغو أيضا والياء أكثر وعليه جاء الطغيان ثم قدمت اللام فجعلت قبل الغين فصار طيغوتا أو طوغوتا فلما تحرك الحرف وانفتح ما قبله قلب ألفا فوزنه الان فلعوت وهو مصدر في الأصل مثل الملكوت والرهبوت الوثقى تأنيث الاوثق مثل الوسطى والاوسط وجمعه الوثق مثل الصغر والكبر وأما الوثق

بضمتين فجمع وثيق لا انفصام لها في موضع نصب على الحال من العروة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الوثقى
قوله تعالى والذين كفروا مبتدأ أولياؤهم مبتدأ ثان الطاغوت خبر الثاني والثاني وخبره خبر الاول وقد قرىء الطواغيت على الجمع وإنما جمع وهو مصدر لأنه صار اسما لما يعبد من دون الله يخرجونهم مستأنف لا موضع له ويجوز أن يكون حالا والعامل فيه معنى الطاغوت وهو نظير ما قال أبو علي في قوله انها لظى نزاعة وسنذكره في موضعه فأما يخرجهم فيجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون حالا من الضمير في ولي
قوله تعالى أن آتاه الله في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل لأن تقديره لأن آتاه الله فهو مفعول من أجله والعامل فيه حاج والهاء ضمير ابراهيم ويجوز أن تكون ضمير الذي و إذ يجوز أن تكون ظرفا لحاج وأن تكون لآتاه وذكر بعضهم أنه بدل من أن آتاه وليس بشيء لأن الظرف غير المصدر فلو كان بدلا لكان غلطا الا أن تجعل إذ بمعنى أن المصدرية وقد جاء ذلك وسيمر بك في القرآن مثله أنا أحيي الاسم الهمزة والنون وإنما زيدت الألف عليها في الوقف لبيان حركة النون فإذا وصلته بما بعده حذفت الألف للغنية عنها وقد قرأ نافع بإثبات الألف في الوصل وذلك على اجراء الوصل مجرى الوقف وقد جاء ذلك في الشعر
قوله تعالى فان الله يأتي دخلت الفاء ايذانا بتعلق هذا الكلام بما قبله والمعنى إذا ادعيت الاحياء والاماتة ولم تفهم فالحجة أن الله يأتي بالشمس هذا هو المعنى و من المشرق و من المغرب متعلقان بالفعل المذكور وليسا حالين وإنما هما لابتداء غاية الاتيان ويجوز أن يكونا حالين ويكون التقدير مسخرة أو منقادة فبهت على مالم يسم فاعله ويقرأ بفتح الباء وضم الهاء وبفتح الباء وكسر الهاء وهما لغتان والفعل فيهما لازم ويقرأ بفتحهما فيجوز أن يكون الفاعل ضمير ابراهمي و الذي مفعول ويجوز أن يكون الذي فاعلا ويكون الفعل لازما
قوله تعالى أو كالذي في الكاف وجهان أحدهما أنها زائدة والتقدير ألم تر إلى الذي حاج أو الذي مر على قرية وهو مثل قوله ليس كمثله والثاني

هي غير زائدة وموضعها نصب والتقدير أو رأيت مثل الذي ودل على هذا المحذوف قوله ألم تر إلى الذي حاج أو للتصيل أو للتخيير في التعجب بحال أي القبلتين شاء وقد ذكر في قوله أو كصيب وغيره وأصل القريبة من قريت الماء إذا جمعته فالقرية مجتمع الناس وهي خأوية في موضع جر صفة لقرية على عروشها يتعلق بخأوية لأن معناه واقعة على سقوفها وقيل هو بدل من القرية تقديره مر على قرية على عروشها أي مر على عروش القرية وأعاد حرف الجر مع البدل ويجوز أن يكون على عروشها على هذا القول صفة للقرية لا بدلا تقديره على قرية ساقطة على عرشوها فعلى هذا يجوز أن يكون وهي خأوية حالا من العروش وأن يكون حالا من القرية لأنها قد وصفت وأن يكون حالا من هاء المضاف إليه والعامل معنى الاضافة وهو ضعيف مع جوازه أنى في موضع نصب بيحي وهي بمعنى متى فعلى هذا يكون ظرفا ويجوز أن يكون بمعنى كيف فيكون موضعها حالا من هذه وقد تقدم لما فيه من الاستفهام مائة عام ظرف لأماته على المعنى ألبثه ميتا مائة عام ولا يجوز أن يكون ظرفا على الظاهر لأن الامانة تقع في أدنى زمان ويجوز أن يكون ظرفا لفعل محذوف تقديره فأماته فلبث مائة عام ويدل على ذلك قوله كم لبثت ثم قال بل لبثت مائة عام كم ظرف للبثت كم يتسنه الهاء زائدة في الوقف واصل الفعل على هذا فيه وجهان أحدهما هو يتسنن من قوله حما مسنون فلما اجتمعت ثلاث نونات قلبت الاخيرة ياء كما قلبت في تظنيت ثم أبدلت الياء ألفا ثم حذفت للجزم والثاني أن يكون أصل الألف وأوا من قولك أسنى يسنى إذا مضت عليه السنون وأصل سنة سنوة لقولهم سنوات ويجوز أن تكون الهاء أصلا ويكون اشتقاقه من السنة وأصلها سنهة لقولهم سنها وعاملته مسانهة فعلى هذا تثبت الهاء وصلا ووقفا وعلى الاول تثبت في الوقف دون الوصل ومن أثبتها في الوصل أجراه مجرى الوقف
فان قيل ما فاعل يتسنى قيل يحتمل أن يكون ضمير الطعام والشراب لاحتياج كل واحد منها إلى الاخر بمنزلة شيء واحد فلذلك أفرد الضيمر في الفعل ويحتمل أن يكون جعل الضمير لذلك وذلك يكنى به عن الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد ويحتمل أن يكون الضمير للشراب لأنه أقرب إليه وإذا لم يتغير

الشراب مع سرعة التغير إليه فأن لا يتغير الطعام أولى ويجوز أن يكون أفرد في موضع التثنية كما قال الشاعر
فكأن في العيني حب قرنفل ... أو سنبل كحلت به فانهلت
ولنجعلك معطوف على فعل محذوف تقديره أريناك ذلك لتعلم قدر قدرتنا ولنجعلك وقيل الوأو زائدة وقيل التقدير ولنجعلك فعلنا ذلك كيف ننشرها في موضع الحال من العظام والعامل في كيف ننشرها ولا يجوز أن تعمل فيها انظر لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ولكن كيف وننشرها جميعا حال من العظام والعامل فيها انظر تقديره انظر إلى العظام محياة وننشرها يقرأ بفتح النون وضم الشين وماضيه نشر وفيه وجهان أحدهما أن يكون مطأوع أنشر الله الميت فنشر ويكون نشر على هذا بمعنى أنشر فاللازم والمتعدي بلفظ واحد والثاني أن يكون من النشر الذي هو ضد الطي أي يبسطها بالاحياء ويقرأ بضم النون وكسر الشين أي نحييها وهو مثل قوله إذا شاء أنشره ويقرأ بالزاي أي نرفعها وهو من النشر وهو المرتفع من الارض وفيها على هذا قراءتان ضم النون وكسر الشين من أنزته وفتح النون وضم الشين وماضيه نشزته وهما لغتان و لحما مفعول ثان قال أعلم يقرأ بفتح الهمزة واللام على أنه أخب عن نفسه ويقرأ بوصل الهمزة على الامر وفاعل قال الله وقيل فاعله عزيز وأمر نفسه كما يأمر المخاطب كما تقول لنفسك أعلم يا عبد الله وهذا يسمى التجريد وقرىء بقطع الهمزة وفتحها وكسر اللام والمعنى أعلم الناس
قوله تعالى وإذ قال العامل في إذ محذوف تقديره إذكر فهو مفعول به لا ظرف و أرني يقرأ بسكون الراء وقد ذكر في قوله وأرنا مناسكنا كيف تحيي الجملة في موضع نصب أرنى أي أرني كيفية احياء الموتى فكيف في مكوضع نصب بتحيي ليطمئن اللام متعلقة بمحذوف تقديره سألتك ليطمئن والهمزة في يطمئن أصل ووزنه يفعلل ولذلك جاء فإذا اطمأننتم مثل اقشعررتم من الطير صفة لأربعة وان شئت علقتها بخذ وأصل الطير مصدر طار يطير طيرا مثل باع يبيع بيعا ثم سمى الجنس بالمصدر ويجوز أن يكون أصله طيرا مثل سيد ثم خففت كما خفف سيد ويجوز أن يكون جمعا مثل تاجر وتجر والطير واقع على الجنس والواحد طائر فصرهن يقرأ بضم الصاد وتخفيف الراء وبكسر الصاد وتخفيف الراء ولهما معنيان أحدهما أملهن يقال

صاره يصوره ويصيره إذا أماله فعلى هذا تتعلق إلى بالفعل وفي الكلام محذوف تقديره أملهن إليك ثم قطعهن والمعنى الثاني أن يصوره ويصيره بمعنى يقطعه فعلى هذا في الكلام محذوف يتعلق به إلى أي فقطعهن بعد أن تميلهن إليك والاجود عندي أن تكون إليكم حالا من المفعول المضمر تقديره فقطعهن مقربة إليكم أو ممالة ونحو ذلك ويقرأ بضم الصاد وتشديد الراء ثم منهم من يضمها ومنهم من يفتحها ومنهم من يكسرها مثل مدهن فالضم على الاتباع والفتح للتخفيف والكسر على أصل التقاء الساكنين والمعنى في الجميع من صره يصره إذا جمعه منهن في موضع نصب على الحال من جزءا وأصله صفة للنكرة قدم عليها فصار حالا ويجوز أن يكون مفعولا لا جعل وفي الجزء لغتان ضم الزاي وتسكينها وقد قرىء بهما وفيه لغة ثالثة كسر الجيم ولم أعلم أحدا قرأ به وقرىء بتشديد الزاي من غير همزة والوجه فيه أنه نوى الوقف عليه فحذف الهمزة بعد أن ألقى حركتها على الزاي ثم شدد الزاي كما تقول في الوقف هذا فرح ثم أجرى الوصل مجرى الوقف و يأتينك جواب الامر و سعيا مصدر في موضع الحال أي ساعيات ويجوز أن يكون مصدرا مؤكدا لأن السعي والاتيان متقاربان فكأنه قال يأتينك اتيانا
قوله تعالى مثل الذين ينفقون أموالهم في الكلام حذف مضاف تقديره مثل انفاق الذين ينفقون أو مثل نفقة الذين ينفقون ومثل مبتدأ و كمثل حبة خبره وإنما قدر المحذوف لأن الذين ينفقون لا يشبهون بالحبة بل انفاقهم أو نفقتهم أنبتت سبع سنابل الجملة في موضع جر صفة لحبة في كل سنبلة مائة حبة ابتداء وخبر في موضع جر صفة لسنابل ويجوز أن يرفع مائة حبر بالجار لأنه قد اعتمد لما وقع صفة ويجوز أن تكون الجملة صفة لسبع كقولك رأيت سبعة رجال أحرار وأحرارا ويقرأ في الشإذ مائة بالنصب بدلا من سبع أو بفعل محذوف تقديره أخرجت والنون في سنبلة زائدة وأصله من أسبل وقيل هي أصل والأصل في مائة مئي يقال أمأت الدراهم إذا صارت مائة ثم حذفت اللام تخفيفا كما حذفت لام يد
قوله تعالى الذين ينفقون أموالهم مبتدأ والخبر لهم أجرهم ولام الاذى ياء يقال إذى مثل نصب ينصب نصبا

قوله تعالى قول معروف مبتدأ ومغفرة معطوف عليه والتقدير وسبب مغفرة لأن المغفرة من الله فلا تفاضل بينها وبين فعل عبده ويجوز أن تكون المغفرة مجأوزة المزكى واحتماله للفقير فلا يكون فيه حذف مضاف والخبر خير من صدقة و ينبعها صفة لصدقة وقيل قول معروف مبتدأ خبره محذوف أي أمثل من غيره ومغفرة مبتدأ وخير خبره
قوله تعالى كالذي ينفق الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف وفي الكلام حذف مضاف تقديره ابطالا كابطال الذي ينفق ويجوز أن يكون في موضع الحال من ضمير الفاعلين أي لا تبطلوا صدقاتكم مشبهين الذي ينفق ماله أي مشبهين الذي يبطل انفاقه بالرياء و وئاء الناس مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي ينفق مرائيا والهمزة الأولى في رئاء عين الكلمة لأنه من راءى والاخيرة بدل من الياء لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة كالقضاء والدماء ويجوز تخفيف الهمزة الأولى بأن تقلب ياء فرارا من ثقل الهمزة بعد الكسرة وقد قرىء به والمصدر هنا مضاف إلى المفعول ودخلت الفاء في قوله فمثله لربط الجملة بما قبلها والصفوان جمع صفوانة والجيد أن يقال هو جنس لاجمع ولذلك عاد الضمير إليه بلفظ الافراد في قوله عليه تراب وقيل هو مفرد وقيل واحده صفا وجمع فعل على فعلان قليل وحكى صفوان بكسر الصاد وهو أكثر الجموع ويقرأ بفتح الفاء وهو شإذ لأن فعلانا شإذ في الاسماء وإنما يجيء في المصادر مثل الغليان والصفات مثل يوم صحوان و عليه تراب في موضع جر صفة لصفوان ولك أن ترفع ترابا بالجر لأنه قد اعتمد على ما قبله وأن ترفعه بالابتداء والفاء في فأصابه عاطفة على الجار لأن تقديره استقر عليه تراب فأصابه وهذا أحد ما يقوى شبه الظرف بالفعل والألف في أصاب منقلبة عن وأو لأنه من صاب يصوب فتركه صلدا هو مثل قوله وتركهم في ظلمات وقد ذكر في أول السورة لا يقدرون مستأنف لا موضع له وإنما جمع هنا بعد ما أفرد في قوله كالذي وما بعده لأن الذي هنا جنس فيجوز أن يعود الضمير إليه مفردا وجمعا ولا يجوز أن يكون من الذي لأنه قد فصل بينهما بقوله فمثله وما بعده
قوله تعالى ابتغاء مفعول من أجله و تثبيتا معطوف عليه ويجوز أن يكونا حالين أي مبتغين ومتثبتين من أنفسهم يجوز أن يكون من بمعنى اللام

أي تثبيتا لأنفسهم كما تقول فعلت ذلك كسرا في شهوتي ويجوز أن تكون على أصلها أي تثبيتا صادرا من أنفسهم والتثبيت مصدر فعل متعد فعىل الوجه الاول يكون من أنفسهم مفعول المصدر وعلى الوجه الثاني يكون المفعول محذوفا تقديره ويثبتون أعمالهم باخلاص النية ويجوز أن يكون تثبيتا بمعنى تثبت فيكون لازما والمصادر قد تختلف ويقع بعضها موقع بعض ومثله قوله تعالى وتبتل إليه تبتيلا أي تبتلا وفي قوله ومثل الذين ينفقون حذف تقديره ومثل نفقة الذين ينفقون لأن المنفق لا يشبه بالجنة وإنما تشبه النفقة التي تزكو بالجنة التي تثمر والربوة بضم الراء وفتحها وكسرها ثلاث لغات وفيها لغة أخرى بأوة وقد قرىء بذلك كله أصابها صفة للجنة ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من الجنة لأنها قد وصفت ويجوز أن تكون حالا من الضمير في الجار وقد مع الفعل مقدرة ويجوز أن تكون الجملة صفة لربوة لأن الجنة بعض الربوة والوابل من وبل ويقال أوبل فهو موبل وهي صفة غالبة لا يحتاج معها إلى ذكر الموصوف وآتت متعد إلى مفعولين وقد حذف أحدهما أي أعطت صاحبها ويجوز أن يكون متعديا إلى واحد لأن معنى آتت أخرجت وهو من الاتاء وهو الريع والاكل بسكون الكاف وضمها لغتان وقد قرىء جمعا والواحد منه أكلة وهو المأكول وأضاف الاكل إليها لأنها محله أو سببه و ضعفين حال أي مضاعفا فطل خبر مبتدأ محذوف تقديره فالذي يصيبها طل أو فالمصيب لها أو فمصيبها ويجوز أن يكون فاعلا تقديره فيصيبها طل وحذف الفعل لدلالة فعل الشرط عليه والجزم في يصبها بلم لا بان لأن لم عامل يختص بالمستقبل وان قد وليها الماضي وقد يحذف معها الفعل فجاز أن يبطل عملها
قوله تعالى من نخيل صفة لجنة ونخيل جمع وهو نادر وقيل هو جنس و تجري صفة أخرى له فيها من كل الثمرات في الكلام حذف تقديره له فيها رزق من كل أو ثمرات من كل أنواع الثمرات ولا يجوز أن يكون من مبتدأ وما قبله الخبر لأن المبتدأ لا يكون جارا ومجرورا الا إذا كان حرف الجر زائدا ولا فاعلا لأن حرف الجر لا يكون فاعلا ولكن يجوز أن يكون صفة لمحذوف ولا يجوز أن تكون من زائدة على قول سيبويه ولا على قول الأخفش لأن المعنى بصير له فيها كل الثمرات وليس الامر على هذا الا أن يراد به هاهنا الكثرة لا الاستيعاب فيجوز عند الأخفش لأنه يجوز زيادة من في الواجب وإضافة

كل إلى ما بعدها بمعنى اللام لأن المضاف إليه غير المضاف وأصابه الجملة حال من أحد وقد مرادة تقديره وقد أصابه وقيل وضع الماضي موضع المضارع وقيل حمل في العطف على المعنى لأن المعنى أيود أحدكم أن لو كانت له جنة فأصابها وهو ضعيف إذ لا حاجة إلى تغيير اللفظ مع صحة معناه وله ذرية جملة في موضع الحال من الهاء في أصابه واختلف في أصل الذرية على أربعة أوجه أحدها أن أصلها ذرورة من ذر يذر إذا نشر فأبدلت الراء الثانية ياء لاجتماع الراءات ثم أبدلت الوأو ياء ثم أدغمت ثم كسرت الراء اتباعا ومنهم من يكسر الذال اتباعا أيضا وقد قرىء به والثاني أنه من ذر أيضا الا أنه زاد الياءين فوزنه فعلية والثالث أنه من ذرأ بالهمزة فأصله على 8هذا ذروءة فعولة ثم أبدلت الهمزة ياء وأبدلت الوأو ياء فرارا من ثقل الهمزة الوأو والضمة والرباع أنه من ذرا يذرو لقوله وتذروه الرياح فأصله ذرورة ثم أبدلت الوأو ياء ثم عمل ما تقدم ويجوز أن يكون فعلية على الوجهين فأصابها معطوف على صفة الجنة
قوله تعالى أنفقوا من طيبات المفعول محذوف أي شيئا من طيبات وقد ذكر مستوفى فيما تقدم ولا تيمموا الجمهور على تخفيف التاء وماضيه تيمم والأصل تتيمموا فحذف التاء الثانية كما ذكر في قوله تظاهرون ويقرأ بتشديد التاء وقبله ألف وهو جمع بين ساكنين وإنما سوغ ذلك المد الذي في الألف وقرىء بضم التاء وكسر الميم الأولى على أنه لم يحذف شيئا ووزنه تفعلوا منه متعلقة ب تنفقون والجملة في موضع الحال من الفاعل في تيمموا وهي حال مقدرة لأن الانفاق منه يقع بعد القصد إليه ويجوز أن يكون حالا من الخبيث لأن في الكلام ضميرا يعود إليه أي منفقا منه والخبيث صفة غالبة فلذلك لا يذكر معها الموصوف ولستم بآخذيه مستأنف لا موضع له الا أن تغمضوا في موضع الحال أي الا في حال الاغماض والجمهور على ضم التاء وإسكان الغين وكسر الميم وماضيه أغمض وهو متعد وقد حذف مفعوله أي تغمضوا أبصاركم أو بصائركم ويجوز أن يكون لازما مثل أغضى عن كذا ويقرأ كذلكم الا أنه بتشديد الميم وفتح الغين والتقدير أبصاركم ويقرأ تغمضوا بضم التاء والتخفيف وفتح الميم على مال لم يسم فالعه والمعنى الا أن تحملوا على التفاعل عنه والمسامحة فيه ويجوز أن يكون من أغمض إذا صودف على تلك الحال كقولك أحمد الرجل أي وجد محمودا

ويقرأ بفتح الفاء وإسكان الغير وكسر الميم من غمض يغمض وهي لغة في غمض ويقرأ كذلك الا أنه بضم الميم وهو من غمض كظرف أي خفى عليكم رأيكم فيه
قوله تعالى يعدكم أصله يوعدكم فحذفت الوأو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة وهو يتعدى إلى مفعولين وقد يجيء بالباء يقال وعدته بكذا مغفرة منه يجوز أن يكون صفة وأن يكون مفعولا متعلقا بيعد أي يعدكم من تلقاء نفسه وفضلا تقديره منه استغنى بالأولى عن اعادتها
قوله تعالى ومن يؤت يقرأ بضم الياء وفتح التاء ومن على هذا مبتدأ وما بعدها الخبر ويقرأ بكسر التاء فمن على هذا في موضع نصب بيؤت ويؤت مجزوم بها فقد عمل فيما عمل فيه والفاعل ضمير اسم الله والأصل في يذكر يتذكر فأبدلت التاء ذالا لتقرب منها فتدغم
قوله تعالى ما أنفقتم ما شرط وموضعها نصب بالفعل الذي يليها وقد ذكرنا مثله في قوله وما تفعلوا من خير يعلمه الله
قوله تعالى فنعما نعم فعل جامد لا يكون فيه مستقبل وأصله نعم كعلم وقد جاء على ذلك في الشعر الا أنهم سكنوا العين ونقلوا حركتها إلى النون ليكون دليلا على الأصل ومنهم من يترك النون مفتوحة على الأصل ومنهم من يكسر النون والعين اتباعا وبكل قد قرىء وفيه قراءة أخرى هنا وهي إسكان العين والميم مع الادغام وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين وقيل ان الرأوي لم يضبط القراءة لأن القارىء اختلس كسرة العين فظنه إسكانا وفاعل نعم مضمر وما بمعنى شيء وهو المنخصوص بالمدح أي نعم الشيء شيئا هي خبر مبتدأ محذوف كأن قائلا قال ما الشيء الممدوح فيقال هي أي الممدوح الصقدة وفيه وجه آخر وهو أن يكون هي مبتدأ مؤخرا ونعم وفاعلها الخبر أي الصدقة نعم الشيء واستغنى عن ضمير يعود على المبتدأ لاشتمال الجنس على المبتدأ فهو خير لكم الجملة جواب الشرط وموضعها جزم وهو ضمير مصدر لم يذكر ولكن ذكر فعله والتقدير فالاخفاء خير لكم أو فدفعها إلى ألفقراء في خفية خير ونكفر عنكم يقرأ بالنون على اسناد الفعل إلى الله عز و جل ويقرأ بالياء على هذا التقدير أيضا وعلى تقدير آخر وهو أن يكون الفاعل ضمير الاخفاء ويقرأ وتكفر بالتاء على أن الفعل مسند إلى ضمير الصدقة ويقرأ بجزم الراء عطفا على موضع فهو وبالرفع على إضمار مبتدأ أي ونحن أو وهي و من هنا زائدة

عند الأخفش فيكون سيئاتكم المفعول وعند سيبويه المفعول محذوف أي شيئا من سيئاتكم والسيئة فعلية وعينها وأو لأنها من ساء يسوء فأصلها سيوئة ثم عمل فيها ما ذكرنا في صيب
قوله تعالى للفقراء في موضع رفع جر ابتداء محذوف تقديره الصدقات المذكورة للفقراء وقيل التقدير اعجبوا للفقراء في سبيل الله في متعلقة بأحصروا على أنها ظرف له ويجوز أن تكون حالا أي أحصروا مجاهدين لا يستطيعون في موضع الحال والعامل فيه أحصروا أي أحصروا عاجزين ويجوز أن يكون مستأنفا يحسبهم حال أيضا ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له وفيه لغتان كسر السين وفتحها وقد قرىء بهما و الجاهل جنس فلذلك لم يجمع ولا يراد به واحد من التعفف يجوز أن يتعلق من بيحسب أي يحسبهم من أجل التعفف ولا يجوز أن يتعلق بمعنى أغنياء لأن المعنى يصير إلى ضد المقصود وذلك أن معنى الاية أن حالهم يخفى على الجاهل بهم فيظنهم أغنياء ولو علقت من بأغنياء صار المعنى أن الجاهل يظن أنهم أغنياء ولكن بالتعفف والغنى بالتعفف فقير من المال تعرفهم يجوز أن يكون حالا وأن يكون مستأنفا و لا يسئلون مثله و الحافا مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا لفعل محذوف دل عليه يسئلون فكأنه قال لا يلحفون ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال تقديره ولا يسألون ملحفين
قوله تعالى الذين ينفقون الموصول وصلته مبتدأ وقوله فلهم أجرهم جملة في موضع الخبر ودخلت الفاء هنا لشبه الذي بالشرط في ابهامه ووصله بالفعل بالليل ظرف والباء فيه بمعنى في و سرا وعلانية مصدران في موضع الحال
قوله تعالى الذين يأكلون الربا مبتدأ لا يقومون خبره والكاف في موضع نصب وصفا لمصدر محذوف تقديره الا قياما مثل قيام الذي يتخبطه ولام الربا وأو لأنه من ربا يربو وتنيته ربوان ويكتب بالألف وأجاز الكوفيون كتبه وتثنيته بالياء قالوا لأجل الكسرة التي في أوله وهو خطأ عندنا و من المس يتعلق بيتخبطه أي من جهة الجنون فيكون في موضع نصب ذلك مبتدأ و بأنهم قالوا الخبر أي مستحق بقولهم جاءه موعظة انما لم تثبت التاء لأن تأنيث الموعظة غير حقيقي فالموعظة والوعظ بمعنى

قوله تعالى يمحق الله الربا روي أبو زيد الانصاري أن بعضهم قرأ بكسر الراء وضم الباء ووأو ساكنة وهي قراءة بعيدة إذ ليس في الكلام اسم في آخره وأو قبلها ضمة لا سيما وقبل الضمة كسرة وقد يؤول على أنه وقف على مذهب من قال هذه افعوا فتقلب الألف في الوقف وأوا فاما أن يكون لم يضبط الرأوي حركة الباء أو يكون سمي قربها من الضمة ضما
قوله تعالى ما بقي الجمهور على فتح الباء وقد قرىء شإذا بسكونها ووجهه أنه خفف بحذف الحركة عن الياء بعد الكسرة وقد قال المبرد تسكين ياء المنقوص في النصب من أحسن الضرورة هذا مع أنه معرب فهو في الفعل الماضي أحسن
قوله تعالى فإذنوا يقرأ بوصل الهمزة وفتح الذال وماضيه إذن والمعنى فأيقنوا بحرب ويقرأ بقطع الهمزة والمد وكسر الذال وماضيه إذن أي أعلم والمفعول محذوف أي فأعلموا غيركم وقيل المعنى صيروا عالمين بالحرب لا تظلمون ولا تظلمون يقرأ بتسمية الفاعل في الاول وترك التسمية في الثاني ووجهه أن منعهم من الظلم أهم فبدىء به ويقرأ بالعكس والوجه فيه أنه قدم ما تطمئن به نفوسهم من نفى الظلم عنهم ثم منعهم من الظلم ويجوز أن تكون القراءتان بمعنى واحد لأن الوأو لا ترتب
قوله تعالى وان كان ذو عسركة كان هنا التامة أي ان حدث ذو عسرة وقيل هي الناقصة والخبر محذوف تقديره وان كان ذو عسرة لكم عليه حق أو نحو ذلك ولو نصب فقال ذا عسرة لكان الذي عليه الحق معنيا بالذكر السابق وليس ذلك في اللفظ الا أن يتحمل لتقديره والعسرة والعسر بمعنى والنظرة بكسر الظاء مصدر بمعنى التأخير والجمهور على الكسر ويقرأ بالاسكان ايثارا للتخفيف كفخذ وفخذ وكتف وكتف ويقرأ فناظرة بالألف وهي مصدر كالعاقبة والعافية ويقرأ فناظره على الامر كما تقول ساهله بالتأخير إلى ميسرة أي إلى وقت ميسرة أو وجود ميسرة والجمهور على فتح السين والتأنيث وقرىء بضم السين وجعل الهاء ضميرا وهو بناء شإذ لم يأت منه الا مكرم ومعون على أن ذلك فدتؤول على أنه جمع مكرمة ومعونة وتحتمل القراءة بعد ذلك أمرين أحدهما أن يكون جمع ميسرة كما قالوا في البناءين والثاني أن يكون أراد ميسروة فحذف الوأو اكتفاء بدلالة الضمة عليها وارتفاع نظرة على الابتداء والخبر محذوف أي فعليكم نظرة

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5