كتاب : التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء محب الدين عبدالله بن أبي عبدالله الحسين  العكبري

قوله تعالى وهو الله وهو مبتدأ والله الخبر و في السموات فيه وجهان أحدهما يتعلق ب يعلم أي يعلم سركم وجهركم في السموات والارض فهما ظرفان للعلم فيعلم على هذا خبر ثان ويجوز أن يكون الله بدلا من هو ويعلم الخبر والثاني أن يتعلق في باسم الله لأنه بمعنى المعبود أي وهو المعبود في السموات والارض ويعلم على هذا خبر ثان أو حال من الضمير في المعبود أو مستأنف وقال أبو علي لا يجوز أن تتعلق في باسم الله لأنه صار بدخول الألف واللام والتغيير الذي دخله كالعلم ولهذا قال تعالى هل تعلم له سميا وقيل قد تم الكلام على قوله في السموات وفي الرض يتعلق بيعلم وهذا ضعيف لأنه سبحانه معبود في السموات وفي الارض ويعلم ما في السماء والارض فلا اختصاص لاحدى الصفتين بأحد الظرفين و سركم وجهركم مصدران بمعنى المفعولين أي مسركم ومجهوركم ودل على ذلك قوله يعلم ما تسرون وما تعلنون أي الذي ويجوز أن يكونا على بابهما
قوله تعالى من آية موضعه رفع بتأتي ومن زائدة و من آيات في موضع جر صفة لآية ويجوز أن تكون في موضع رفع على موضع آية
قوله تعالى لما جاءهم لما ظرف لكذبوا وهذا قد عمل فيها وهو قبلها ومثله إذا و به متعلق ب يستهزئون
قوله تعالى كم أهلكنا كم استفهام بمعنى التعظيم فلذلك لا يعمل فيها يروا وهي في موضع نصب بأهلكنا فيجوز أن تكون كم مفعولا به ويكون من قرن تبيينا لكم ويجوز أن يكون ظرفا , / قرن مفعول أهلكنا ومن زائدة أي كم أزمنة أهلكنا فيها من قبلهم قرونا ويجوز أن يكون كم مصدرا أي كم مرة وكم اهلاكا وهذا يتكرر في القرآن كثيرا مكناهم في موضع جر صفة القرن وجمع على المعنى ما لم نمكن لكم رجع من الغيبة في قوله ألم يروا إلى الخطاب في لكم ولو قال لهم لكان جائزا و ما نكرة موصوفة والعائد محذوف أي شيئا لم نمكنه لكم ويجوز أن تكون ما مصدرية والزمان محذوف أي مدة ما لم نمكن لكم أي مدة تمكنهم أطول من مدتكم ويجوز أن تكون ما مفعول نمكن على المعنى لأن المعنى أعطيناهم مالم نعطكم و مدرارا حال من السماء و تجري المفعول الثاني لجعلنا أو حال من الانهار إذا جعلت جعل متعدية إلى واحد و من تحتهم يتعلق بتجري ويجوز أن يكون حالا من الضمير في تجري أي وهي من تحتهم ويجوز أن يكون من تحتهم مفعولا ثانيا لجعل أو حالا

من الانهار وتجري في موضع الحال من الضمير في الجار أي وجعلنا الانهار من تحتهم جارية أي استقرت جارية و من بعدهم يتعلق بأنشأنا ولا يجوز أن يكون حالا من قرن لأنه ظرف زمان
قوله تعالى في قرطاس نعت لكتاب ويجوز أن يتعلق بكتاب على أنه ظرف له والكتاب هنا المكتوب في الصحيفة لا نفس الصحيفة والقرطاس بكسر القاف وفتحها لغتان وقد قرىء بهما والهاء في لمسوه يجوز أن ترجع على قرطاس وأن ترجع على كتاب
قوله تعالى ما يلبسون ما بمعنى الذي وهي مفعول لبسنا
قوله تعالى ولقد استهزىء يقرأ بكسر الدال على أصل التقاء الساكنين وبضمها على أنه أتبع حركتها حركة التاء لضعف الحاجز بينهما و ما بمعنى الذي وهو فاعل حاق و به يتعلق ب يستهزءون ومنهم الضمير للرسل فيكون منهم متعلقا بسخروا لقوله فيسخرون منهم ويجوز في الكلام سخرت به ويجوز أن يكون الضمير راجعا إلى المستهزئين فيكون منهم حالا من ضمير الفاعل في سخروا
قوله تعالى كيف كان كيف خبر كان و عاقبة اسمها ولم يؤنث الفعل لأن العاقبة بمعنى المعاد فهو في معنى المذكور ولأن التأنيث غير حقيقي
قوله تعالى لمن من استفهام و مما بمعنى الذي في موضع مبتدأ ولمن خبره قل لله أي قل هو لله ليجمعنكم قيل موضعه نصب بدلا من للرحمة وقيل لا موضع له بل هو مستأنف واللام فيه جواب قسم محذوف وقع كتب موقعه لا ريب فيه قد ذكر في آل عمران والنساء الذي خسروا مبتدأ فهم مبتدأ ثان و لا يؤمنون خبره والثاني وخبره خبر الاول ودخلت الفاء لما في الذين من معنى الشرط وقال الأخفش للذين خسروا بدل من المنصوب في ليجمعنكم وهو بعيد لأن ضمير المتكلم والمخاطب لا يبدل منهما لوضوحهما غاية الوضوح وغيرهما دونهما في ذلك
قوله تعالى أغير الله مفعول أول أتخذ و وليا الثاني ويجوزأن يكون أتخذ متعديا إلى واحد وهو ولي وغير الله صفة له قدمت عليه فصارت حالا ولا يجوز أن تكون غير هنا استثناء فاطر السموات يقرأ بالجر وهو المشهور وجره على البدل من اسم الله وقرىء شإذا بالنصب وهو بدل من ولي والمعنى

على هذا أجعل فاطر السموات والارض غير الله ويجوز أن يكون صفة لولى والتنوين مراد وهو على الحكاية أي فاطر السموات وهو يطعم بضم الياء وكسر العين ولا يطعم بضم الياء وفتح العين وهو المشهور ويقرأ ولا يطعم بفتح الياء والعين والمعنى على القراءتين يرجع على الله وقرىء في الشإذ وهو يطعم بفتح الياء والعين ولا يطعم بضم الياء وكسر العين وهذا يرجع إلى الولي الذي هو ولو كان معطوفا على ما قبله لقال وأن لا أكون
قوله تعالى من صرف عنه بقرأ بضم الياء وفتح الراء على مالم يسم فاعله وفي القائم مقام الفاعل وجهان أحدهما يومئذ أي من يصرف عنه عذاب يومئذ فحذف المضاف ويومئذ مبني على الفتح والثاني أن يكون مضمرا في يصرف يرجع إلى العذاب فيكون يومئذ ظرفا ليصرف أو للعذاب أو حالا من الضمير ويقرأ بفتح الياء وكسر الراء على تسمية الفاعل أي من يصرف الله عنه العذاب فمن على هذا مبتدأ والعائد عليه الهاء في عنه وفي رحمه والمفعول محذوف وهو العذاب ويجوز أن يكون المفعول يومئذ أي عذاب يومئذ ويجوز أن تجعل من في موضع نصب بفعل محذوف تقديره من يكرم يصرف الله عنه العذاب فجعلت يصرف تفسيرا للمحذوف ومثله فإياي فارهبون ويجوز أن ينصب من يصرف وتجعل الهاء في عنه للعذاب أي أي أي انسان يصرف الله عنه العذاب فقد رحمه فأما من على القراءة الأولى فليس فيها الا الرفع على الابتداء والهاء في عنه يجوز أن ترجع على من وأن ترجع على العذاب
قوله تعالى فلا كاشف له له خبر كاشف الا هو بدل من موضع لا كاشف أو من الضمير في الظرف ولا يجوز أن يكون مرفوعا بكاشف ولا بدلا من الضمير فيه لأنك في الحالين تعمل اسم لا ومتى أعملته ظاهرا نونته
قوله تعالى
وهو القاهر فوق عباده هو مبتدأ والقاهر خبره وفي فوق وجهان أحدهما هو أنه في موضع نصب على الحال من الضمير في القاهر أي وهو القاهر مستعليا أو غالبا والثاني هو في موضع رفع على أنه بدل من القاهر أو خبر ثان
قوله تعالى أي شيء مبتدأ و أكبر خبره شهادة تمييز وأي بعض ما تضاف إليه فإذ كانت استفهاما اقتضى الظاهر أن يكون جوابها مسمى باسم ما أضيف إليه أي وهذا يوجب أن يسمى الله شيئا فعلى هذا يكون قوله قل الله

جوابا والله مبتدأ والخبر محذوف أي أكبر شهادة وقوله شهيد خبر مبتدأ محذوف ويجوز أن يكون الله مبتدأ وشهيد خبره ودلت هذه الجملة على جواب أي من طريق المعنى و بينكم تكرير للتأكيد والأصل شهيد بيننا ولك أن تجعل بين ظرفا يعمل فيه شهيد وأن تجعله صفة لشهيد فيتعلق بمحذوف ومن بلغ في موضع نصب عطفا على المفعول في أنذركم وهو بمعنى الذي والعائد محذوف والفاعل ضمير القرآن أي وأنذر من بلغه القرآن قل انما هو اله واحد في ما وجهان هي كافة لان عن العمل فعلى هذا هو مبتدأ واله خبره وواحد صفة مبينة وقد ذكر مشروحا في البقرة والثاني أنها بمعنى الذي في موضع نصب بأن وهو مبتدأ واله خبره والجملة صلة الذي وواحد خبر ان وهذا أليق بما قبله
قوله تعالى الذين آتيانهم الكتاب في موضع رفع بالابتداء و يعرفونه الخبر والهاء ضمير الكتاب وقيل ضمير النبي الذين خسروا أنفسهم مثل الأولى
قوله تعالى ويوم نحشرهم هو مفعول به والتقدير وإذكر يوم نحشرهم و جميعا حال من ضمير المفعول ومفعولا تزعمون محذوفان أي تزعمونهم شركاءكم ودل على المحذوف ما تقدم
قوله تعالى ثم لم تكن يقرأ بالتاء ورفع ألفتنة على أنها اسم كان و أن قالوا الخبر ويقرأ كذلك الا أنه بالياء لأن تأنيث ألفتنة غير حقيقي ولأن القتنة هنا بمعنى القول ويقرأ بالياء ونصب ألفتنة على أن اسم كان أن قالوا وفتنتهم الخبر ويقرأ كذلك الا أنه بالتاء على معنى أن قالوا لأن أن قالوا بمعنى القول والمقالة وألفتنة ربنا يقرأ بالجر صفة لاسم الله وبالنصب على النداء أو على إضمار أعنى وهو معترض بين القسم والمقسم عليه والجواب ما كنا
قوله تعالى من يستمع وحد الضمير في الفعل حملا على لفظ من وما جاء منه على لفظ الجمع فعلى معنى من نحو من يستمعون و من يغوصون له أن يفقهوه مفعول من أجله أي كراهة أن يفقهوه و وقرا معطوف على أكنة ولا يعد ألفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف فصلا لأن الظرف أحد المفاعيل فيجوز تقديمه وتأخيره ووحد الوقر هنا لأنه مصدر وقد استوفى القول فيه في أول البقرة حتى إذا إذا في موضع نصب بجوابها وهو يقول

وليس لحتى هنا عمل وإنما أفادت معنى الغاية كما لا تعمل في الجمل و يجادلونك حال من ضمير الفاعل في جاءوك والاساطير جمع واختلف في واحده فقيل هو أسطورة وقيل واحدها اسطار والاسطار جمع سطر بتحريك الطاء فيكون أساطير جمع الجمع فأما سطر بسكون الطاء فجمعه سطور وأسطر
قوله تعالى وينأون يقرأ بسكون النون وتحقيق الهمزة وبإلقاء حركة الهمزة على النون وحذفها فيصير اللفظ بها ينون بفتح النون ووأو ساكنة بعدها و أنفسهم مفعول يهلكون
قوله تعالى ولو ترى جواب لو محذوف تقديره لشاهدت أمرا عظيما ووقف متعد وأوقف لغة ضعيفة والقرأن جاء بحذف الألف ومنه وقفوا فبناؤه لما لم يسم فاعله ومنه وقفوهم ولا نكذب ونكون يقرآن بالرفع وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على نرد فيكون عدم التكذيب والكون من المؤمنين متمنين أيضا كالرد والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي ونحن لا نكذب وفي المعنى وجهان أحدهما أنه متمني أيضا فيكون في موضع نصب على الحال من الضمير في نرد والثاني أن يكون المعنى أنهم ضمنوا أن لا تكتبوا بعد الرد فلا يكون للجملة موضع ويقرآن بالنصب على أنه جواب التمني فلا يكون داخلا في التمني والوأو في هذا كالفاء ومن القراء من رفع الاول ونصب الثاني ومنهم من عكس ووجه كل واحدة منهما على ما تقدم
قوله تعالى ان هي الا هي كناية عن الحياة ويجوز أن يكون ضمير القصة
قوله تعالى وفقوا على ربهم أي على سؤال ربهم أو على ملك ربهم
قوله تعالى بغتة مصدر في وضع الحال أي باغتة وقيل هو مصدر لفعل محذوف أي تبغتهم بغتة وقيل هو مصدر بجاءتهم من غير لفظه يا حسرتنا نداء الحسرة والويل على المجاز والتقدير يا حسرة احضري لهذا أوانك والمعنى تنبيه أنفسهم لتذكر أسباب الحسرة و على متعلقة بالحسرة والضمير في فيها يعود على الساعة والتقدير في عمل الساعة وقيل يعود على الاعمال ولم يجر لها صريح ذكر ولكن في الكلام دليل عليها الاسماء ما يزرون ساء بمعنى بئس وقد تقدم اعرابه في مواضع ويجوز أن تكون ساء على بابها ويكون المفعول محذوفا وما مصدرية أو بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وهي في كل ذلك فاعل ساء والتقدير الا ساءهم وزرهم

قوله تعالى وللدار الاخرة يقرأ بالألف واللام ورفع الاخرة على الصفة والخبر خير ويقرأ ولدار الاخرة على الاضافة أي دار الساعة الاخرة وليست الدار مضافة إلى صفتها لأن الصفة هي المصوف في المعنى والشيء لا يضاف إلى نفسه وقد أجازه الكوفيون
قوله تعالى قد نعلم أي قد علمنا فالمستقبل بمعنى الماضي لا يكذبونك يقرأ بالتشديد على معنى لا ينسبونك إلى الكذب أي قبل دعواك النبوة بل كانوا يعرفونه بالامانة والصدق ويقرأ بالتخفيف وفيه وجهان أحدهما هو في معنى المشدد يقال أكذبته وكذبته إذا نسبته إلى الكذب والثاني لا يجدونك كذبا يقال أكذبته إذا أصبته كذلك كقولك أحمدته إذا أصبته محمودا بآيات الله الباء تتعلق ب يبجحدون وقيل تتعلق بالظالمين كقوله تعالى وآياتنا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها
قوله تعالى من قبلك لا يجوز أن يكون صفة لرسل لأنه زمان والجنة لا توصف بالزمان وإنما هي متعلقة بكذبت وأوذوا يجوز أن يكون معطوفا على كذبوا فتكون حتى متعلقة بصبروا ويجوز أن يكون الوقف ثم على كذبوا ثم استأنف فقال وأوذوا فتتعلق حتى به والاول أقوى ولقد جاءك فاعل جاءك مضمر فيه قيل المضمر المجيء وقيل المضمر النبأ ودل عليه ذكر الرسل لأن من ضرورة الرسول الرسالة وهي نبأ وعلى كلا الوجهين يكون من نبا المرسلين حالا من ضمير الفاعل والتقدير من جنس نبا المرسلين وأجاز الأخفش أن تكون من زائدة والفاعل نبأ المرسلين وسيبيويه لا يجيز زيادتها في الواجب ولا يجوز عند الجميع أن تكون من صفة لمحذوف لأن الفاعل لا يحذف وحرف الجر إذا لم يكن زائدا لم يصح أن يكون فاعلا لأن حرف الجر يعدي وكل فعل يعمل في الفاعل بغير معد ونبأ المرسلين بمعنى انبائهم ويدل على ذلك قوله تعالى نقص عليك من أنباء الرسل
قوله تعالى وان كان كبر عليك جواب ان هذه فان استطعت فالشرط الثاني جواب الاول وجواب الشرط الثاني محذوف تقديره فافعل وحذف لظهور معناه وطول الكلام في الارض صفة لنفق ويجوز أن يتعلق بتبتغي ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي وأنت في الارض ومثله في السماء

قوله تعالى والموتى يبعثهم الله في الموتى وجهان أحدهما هو في موضع نصب بفعل محذوف أي ويبعث الله الموتى وهذا أقوى لأنه اسم قد عطف على اسم عمل فيه الفعل والثاني أن يكون مبتدأ وما بعده الخبر ويستجيب بمعنى يجيب
قوله تعالى من ربه يجوز أن يكون صفة لآية وأن يتعلق بنزل
قوله تعالى في الارض يجوز أن يكون في موضع جر صفة لدابة وفي موضع رفع صفة لها أيضا على الموضع لأن من زائدة ولا طائر معطوف على لفظ دابة وقرىء بالرفع على الموضع بجناحيه يجوز أن تتعلق الباء بيطير وأن تكون حالا وهو توكيد وفيه رفع مجاز لأن غير الطائر قد يقال فيه طار إذا أسرع من شيء من زائدة وشيء هنا واقع موقع المصدر أي تفريطا وعلى هذا التأويل لا يبقى في الاية حجة لمن ظن أن الكتاب يحتوي على ذكر كل شيء صريحا ونظير ذلك لا يضركم كيدهم شيئا أي ضررا وقد ذكرنا له نظائر ولا يجوز أن يكون شيئا مفعولا به لأن فرطنا لا تتعدى بنفسها بل بحرف الجر وقد عديت بفي إلى الكتاب فلا تتعدى بحرف آخر ولا يصح أن يكون المعنى ما تركنا في الكتاب من شيء لأن المعنى على خلافه فبأن أن التأويل ما ذكرنا
قوله تعالى والذين كذبوا مبتدأ و صم بكم الخبر مثل حلو حامض والوأو لا تمنع ذلك ويجوز أن يكون صم خبر مبتدأ محذوف تقديره بعضهم صم وبعضهم بكم في الظلمات يجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون حالا من الضمير المقدر في الخبر والتقدير ضالون في الظلمات ويجوز أن يكون في الظلمات خبر مبتدأ محذوف أي هم في الظلمات ويجوز أن يكون صفة لبكم أي كائنون في الظلمات ويجوز أن يكون ظرفا لصم أو بكم أو لما ينوب عنهما من الفعل من يشا الله من في موضع مبتدأ والجواب الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف لأن التقدير من يشا الله اضلاله أو عذابه فالمنصوب بيشأ من سبب من فيكون التقدير من يعذب أو من يضلل ومثله ما بعده
قوله تعالى قل أرأيتكم يقرأ بإلقاء حركة الهمزة على اللام فتنفتح اللام وتحذف الهمزة وهو قياس مطرد في القرآن وغيره والغرض منه التخفيف ويقرأ بالتحقيق وهو الأصل وأما الهمزة التي بعد الراء فتحقق على الأصل وتلين للتخفيف وتحذف وطريق ذلك أن تقلب ياء وتسكن ثم تحذف لالتقاء الساكنين

قرب ذلك فيها حذفها في مستقبل هذا الفعل فأما التاء فضمير الفاعل فإذا اتصلت بها الكاف التي للخطاب كانت بلفظ واحد في التثنية والجمع والتأنيث وتختلف هذه المعاني على الكاف فتقول في الواحد أرأيتك ومنه قوله تعالى أرأيتك هذا الذي كرمت علي وفي التثنية أرأيتكما وفي الجمع أرأيتكم وفي المؤنث أرأيتكن والتاء في جميع ذلك مفتوحة والكاف حرف للخطاب وليست اسما والدليل على ذلك أنها لو كانت اسما لكانت اما مجرورة وهو باطل إذ لا جار هنا أو مرفوعة وهو باطل أيضا لأمرين أحدهما أن الكاف ليست من ضمائر المرفوع والثاني أنه لا رافع لها إذ ليست فاعلا لأن التاء فاعل ولا يكون لفعل واحد فاعلان واما أن تكون منصوبة وذلك باطل لثلاثة أوجه أحدها أن هذا الفعل يتعدى إلى مفعولين كقولك أرأيت زيدا ما فعل فلو جعلت الكاف مفعولا لكان ثالثا والثاني أنه لو كان مفعولا لكان هو الفاعل في المعنى وليس المعنى على ذلك إذ ليس الغرض أرأيت نفسك بل أرأيت غيرك ولذلك قلت أرأيتك زيدا وزيد غير المخاطب ولا هو بدل منه والثالث أنه لو كان منصوبا على أنه مفعول لظهرت علامة التثنية والجمع والتأنيث في التاء فكنت تقول أرأيتما كما وأرأيتموكم وأرأيتكن وقد ذهب ألفراء إلى أن الكاف اسم مضمر منصوب في معنى المرفوع وفيما ذكرناه ابطال لذهبه فأما مفعول أرأيتكم في هذه الاية فقال قوم هو محذوف دل الكلام عليه تقديره أرأيتكم عبادتكم الاصنام هل تنفعكم عند مجيء الساعة ودل عليه قوله أغير الله تدعون وقال آخرون لا يحتاج هذا إلى مفعول لأن الشرط وجوابه قد حصل معنى المفعول وأما جواب الشرط الذي هو قوله ان أتاكم عذاب الله فما دل عليه الاستفهام في قوله أغير الله تقديره ان أتتكم الساعة دعوتم الله وغير منصوب ب تدعون
قوله تعالى بل إياه هو مفعول تدعون الذي بعده إليه يجوز أن يتعلق بتدعون وأن يتعلق بيكشف أي يرفعه إليه و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وليست مصدرية الا أن تجعلها مصدرا بمعنى المفعول
قوله تعالى بالبأساء والضراء فعلاء فيهما مؤنث لم يستعمل منه مذكر لم يقولوا بأس وبأساء وضر وضراء كما قالوا أحمر وحمراء
قوله تعالى فلو لا إذ إذ في موضع نصب ظرف ل تضرعوا أي فلولا تضرعوا إذ ولكن استدراك على المعنى أي ما تضرعوا ولكن

قوله تعالى بغتة مصدرية في موضع الحال من الفاعل أي مباغتين أو من المفعولين أو مبغوتين ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى لأن أخذناهم بمعنى بغتناهم فإذا هم إذا هنا للمفاجأة وهي ظرف مكان وهم مبتدأ و مبلسون خبره وهو العامل في إذا
قوله تعالى ان أخذ الله سمعكم قد ذكرنا الوجه في افراد السمع مع جمع الابصار والقلوب في أول البقرة من استفهام في موضع رفع بالابتداء و اله خبره و غير الله صفة الخبر و يأتيكم في موضع الصفة أيضا والاستفهام هنا بمعنى الانكار والهاء في به تعود على السمع لأنه المذكور أولا وقيل تعود على معنى المأخوذ والمحتوم عليه فلذلك أفرد كيف حال والعامل فيها نصرف
قوله تعالى هل يهلك الاستفهالم هنا بمعنى التقرير فلذلك ناب عن جواب الشرط أي ان أتاكم هلكتم
قوله تعالى مبشرين ومنذرين حالا من المرسلين فمن آمن يجوز أن يكون شرطا وأن يكون بمعنى الذي وهي مبتدأ في الحالين وقد سبق القول على نظائره
قوله تعالى بما كانوا يفسقون ما مصدرية أي بفسقهم وقد ذكر في أوائل البقرة ويقرأ بضم السين وكسرها وهما لغتان
قوله تعالى بالغداة أصلها غدوة فقلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وهي نكرة ويقرأ بالغدوة بضم شالغين وسكون الدال ووأو بعدها وقد عرفها بالألف واللام وأكثر ما تستعمل معرفة علما وقد عرفها هنا بالألف واللام وأما العشي فقيل هو مفرد وقيل هو جمع عشية و يريدون حال من شيء من زائدة وموضعها رفع بالابتداء وعليك الخبر ومن حسابهم صفة لشيء قدم عليه فصار حالا وكذلك الذي بعده الا أنه قدم من حسابك على عليهم ويجوز أن يكون الخبر من حسابهم وعليك صفة لشيء مقدمة عليه فتطردهم جواب لما النافية فلذلك نصب فتكون جواب النهي وهو لا تطرد
قوله تعالى ليقولوا اللام متعلقة بفتنا أي اختبرناهم ليقولوا فنعاقبهم بقولهم ويجوز أن تكون لام العاقبة و هؤلاء مبتدأ و من الله عليهم الخبر والجملة في موضع نصب بالقول ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف فسره ما بعده تقديره أخص هؤلاء أو فضل و من متعلقة بمن

أي ميزهم علينا ويجوز أن تكون حالا من عليهم منفردين بالشاكرين يتعلق بأعلم لأنه ظرف والظرف يعمل فيه معنى الفعل بخلاف المفعول فان أفعل لا يعمل فيه
قوله تعالى وإذا جاءك العامل في إذا معنى الجواب أي إذا جاءك سلم عليهم و سلام مبتدأ وجاز ذلك وان كان نكرة لما فيه من معنى الفعل كتب ربكم الجملة محكية بعد القول أيضا أنه من عمل يقرأ بكسر ان وفتحها ففي الكسر وجهان أحدهما هي مستأنفة والكلام تام قبلها والثاني أنه حمل كتب على قال فكسرت ان بعده وأما الفتح ففيه وجهان أحدهما هو بدل من الرحمة أي كتب أنه من عمل والثاني أنه مبتدأ وخبره محذوف أي عليه أنه من عمل ودل على ذلك ما قبله والهاء ضمير الشأن ومن بمعنى الذي أو شرط وموضعها مبتدأ و منكم في موضع الحال من ضمير الفاعل و بجهالة حال أيضا أي جاهلا ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب الجهل والهاء في بعده تعود على العمل أو على السوء فانه يقرأ بالكسر وهو معطوف على أن الأولى أو تكرير للأولى عند قوم وعلى هذا خبر من محذوف دل عليه الكلام ويجوز أن يكون العائد محذوفا أي فانه غفور له وإذا جعلت من شرطا فالامر كذلك ويقرأ بالفتح وهو تكرير للأولى على قراءة من فتح الأولى أو بدل منها عند قوم وكلاهما ضعيف لوجهين أحدهما أن البدل لا يحصبه حرف معنى الا أن تجعل الفاء زائدة وهو ضعيف والثاني أن ذلك يؤدي إلى أن لا يبقى لمن خبر ولا جواب ان جعلتها شرطا والوجه أن تكون أن خبر مبتدأ محذوف أي فشأنه أنه غفور له أو يكون المحذوف ظرفا أي عليه أنه فتكون أأن اما مبتدأ واما فاعلا
قوله تعالى وكذلك الكاف وصف لمصدر محذوف أي نفصل الايات تفصيلا مثل ذلك وليستبين يقرأ بالياء و سبيل فاعل أي يتبين وذكر السبيل وهو لغة فيه ومنه قوله تعالى وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ويجوز أن تكون القراءة بالياء على أن تأنيث السبيل غير حقيقي ويقرأ بالتاء والسبيل فاعل مؤنث وهو لغة فيه ومنه قل هذه سبيلي ويقرأ بنصب السبيل والفاعل المخاطب واللام تتعلق بمحذوف أي لتستبين فصلنا
قوله تعالى وكذبتم يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا وقد معه مزادة والهاء في به يعود على ربى ويجوز أن تعود على معنى البينة لأنها في معنى

البرهان والديل يقضي الحق يقرأ بالضاد من القضاء وبالصاد من القصص والاول أشبه بخاتمة الاية
قوله تعالى مفاتح هو جمع مفتح والمفتح الخزانة فأما ما يفتح به فهو مفتاح وجمعه مفاتيح وقد قيل مفتح أيضا لا يعلمها حال من مفاتح والعامل فيها ما تعلق به الظرف أو نفس الظرف ان رفعت به مفاتح و من ورقة فاعل ولا حبة معطوف على لفظ ورقة ولو رفع على الموضع جاز ولا رطب ولا يابس مثله وقد قرىء بالرفع على الموضع الا في كتاب أي الا هو في كتاب ولا يجوز أن يكون استثناء يعمل فيه يعلمها لأن المعنى يصير وما تسقط من ورقة الا يعلمها الا في كتاب فينقلب معناه إلى الاثبات أي لا يعلمها في كتاب وإذا لم يكن الا في كتاب وجب أن يعلمها في الكتاب فإذا يكون الاستثناء الثاني بدلا من الاول أي وما تسقط من ورقة الا هي في كتاب وما يعلمها
قوله تعالى بالليل الباء هنا بمعنى في وجاز ذلك لأن الباء للالصاق والملاصق للزمان والمكان حاصل فيهما ليقضي أجل على مالم يسم فاعله ويقرأ على تسمية الفاعل وأجلا نصب
قوله تعالى ويرسل عليكم يحتمل أربعة أوجه أحدها أن يكون مستأنفا والثاني أن يكون معطوفا على قوله يتوفاكم وما بعده من الافعال المضارعة والثالث أن يكون معطوفا على القاره لأن اسم الفاعل في معنى يفعل وهو نظير قولهم الطائر فيغضب زيد الذباب والرابع أن يكون التقدير وهو يرسل وتكون الجملة حالا اما من الضمير في القاهر أو من الضمير في الظرف وعليكم فيه وجهان أحدهما هو متعلق بيرسل والثاني أن يكون في نية التأخير وفيه وجهان أحدهما أن يتعلق بنفس حفظة والمفعول محذوف أي يرسل من يحفظ عليكم أعمالكم والثاني أن يكون صفة لحفظة قدمت فصار حالا توفته يقرأ بالتاء على تأنيث الجماعة وبألف ممالة على ارادة الجمع ويقرأ شإذا تتوفاه على الاستقبال يفرطون بالتشديد أي نقصون مما أمروا ويقرأ شإذا بالتخفيف أي يزيدون على ما أمروا
قوله تعالى ثم ردوا الجمهور على ضم الراء وكسر الدال الأولى محذوفة ليصلح الادغام ويقرأ بكسر الراء على نقل كسرة الدال الأولى إلى الراء مولاهم الحق صفتان وقرىء الحق بالنصب على أنه صفة مصدر محذوف أي الرد الحق أو على إضمار أعنى

قوله تعالى ينجيكم يقرأ بالتشديد والتخفيف والماضي أنجا ونجى والهمزة والتشديد للتعدية تدعونه في موضع الحال من ضمير المفعول في ينجيكم تضرعا مصدر والعامل فيه تدعون من غير لفظه بل معناه ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال وكذلك خفية ويقرأ بضم الخاء وكسرها وهما لغتان وقرىء وخيفة من الخوف وهو مثل قوله تعالى وإذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية لئن أنجيتنا على الخطاب أي يقولون لئن أنجيتنا ويقرأ لئن أنجانا على الغيبة وهو موافق لقوله يدعونه من هذه أي من هذه الظلمة والكربة
قوله تعالى من فوقكم يجوز أن يكون وصفا للعذاب وأن يتعلق بيبعث وكذلك من تحت أو يلبسكم الجمهور على فتح الياء أي يلبس عليكم أموركم فحذف حرف الجر والمفعول والجيد أن يكون التقدير يلبس أموركم فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ويقرأ بضم الياء أي يعمكم بالاختلاف و شيعا جمع شيعة وهو حال وقيل هو مصدر والعامل فيه يلبسكم من غير لفظه ويجوز على أن يكون حالا أيضا أي مختلفين
قوله تعالى لست عليكم على متعلق ب وكيل ويجوز على هذا أن يكون حالا من وكيل على قول من أجاز تقديم الحال على حرف الجر
قوله تعالى مستقر مبتدأ والخبر الظرف قبله أو فاعل والعامل فيه الظرف وهو مصدر بمعنى الاستقرار ويجوز أن يكون بمعنى المكان
قوله تعالى غيره انما ذكر الهاء لأنه أعادها على معنى الايات لأنها حديث وقرآن ينسينك يقرأ بالتخفيف والتشديد وماضيه نسى وأنسى والهمزة والتشديد لتعدية الفعل إلى المفعول الثاني وهو محذوف أي ينسينك الذكر أو الحق
قوله تعالى من شيء من زائدة ومن حسابهم حال والتقدير شيء من حسابهم ولكن ذكرى أي ولكن نذكرهم ذكرى فيكون في موضع نصب ويجوز أن يكون في موضع رفع أي هذا ذكرى أو عليهم ذكرى
قوله تعالى أن تبسل مفعول له أي مخافة أن تبسل ليس لها يجوز أن تكون الجملة في موضع رفع صفة لنفس وأن تكون في موضع حال من الضمير في كسبت وأن تكون مستأنفة من دون الله في موضع الحال أي ليس لها والي من دون الله ويجوز أن يكون من دون الله خبر ليس ولها تبيين وقد ذكرنا

مثاله كل عدل انتصاب كل على المصدر لأنها في حكم ما تضاف إليه أولئك الذين جمع على المعنى وأولئك مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما الذين أبسلوا فعلى هذا يكون قوله لهم شراب فيه وجهان أحدهما هو حال من الضمير في أبسلوا والثاني هو مستأنف والوجه الاخر أن يكون الخبر لهم شراب والذين أبسلوا بدل من أولئك أو نعت أو يكون خبرا أيضا ولهم شراب خبرا ثانيا
قوله تعالى أندعو الاستفهام بمعنى التوبيخ ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و من دون الله متعلق بندعو ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في ينفعنا ولا مفعولا لينفعنا لتقدمه على ما والصلة والصفة لا تعمل فيما قبل الموصول والموصوف ونرد معطوف على ندعو ويجوز أن يكون حملة في موضع الحال أي ونحن نرد و على أعقابنا حال من الضمير في نرد أي ترد منقلبين أو متأخرين كالذي في الكاف وجهان أحدهما هي حال من الضمير في ترد أو بدل من على أقابنا أي مشبهين للذي استهوته والثاني أن تكون صفة لمصدر محذوف أي ردا مثل رد الذي استهوته يقرأ استهوته واستهواه مثل توفته وتوفاه وقد ذكر والذي يجوز أن يكون هنا مفردا أي كالرجل الذي أو كألفريق الذي ويجوز أن يكون جنسا والمراد الذين في الارض يجوز أن يكون متعلقا باستهوته وأن يكون حالا من حيران أي حيران كائنا في الارض ويجوز أن يكون حالا من الضمير في حيران وأن يكون حالا من الهاء في استهوته وحيران حال من الهاء أو من الضمير في الظرف ولم ينصرف لأن مونثه حيرى له أصحاب يجوز أن تكون الجملة مستأنفة وأن تكون حالا من الضمير في حيران أو من الضمير في الظرف أو بدلا من الحال التي قبلها ائتنا أي يقولون ائتنا لنسلم أي أمرنا بذلك لنسلم وقيل اللام بمعنى الباء وقيل هي زائدة أي أن نسلم
قوله تعالى وأن أقيموا الصلاة أن مصدرية وهي معطوفة على لنسلم وقيل هو معطوف على قوله ان الهدى هدى الله والتقدير وقل أن أقيموا وقيل هو محمول على المعنى أي قيل لنا أسلموا وأن أقيموا
قوله تعالى ويوم يقول فيه جملة أوجه أحدها هو معطوف على الهاء في اتقوه أي واتقوا عذاب يوم يقول والثاني هو معطوف على السموات أي خلق يوم يقول والثالث هو خبر قوله الحق أي وقوله الحق يوم يقول والوأو

داخلة على الجملة المقدم فيها الخبر والحق صفة لقوله والرابع هو ظرف لمعنى الجملة التي هي قوله الحق أي يحق قوله في يوم يقول كن والخامس هو منصوب على تقدير وإذكر وأما فاعل فيكون ففيه أوجه أحدها هو جميع ما يخلقه الله في يوم القيامة والثاني هو ضمير المنفوخ فيه من الصور دل عليه قوله يوم ينفخ في الصور والثالث هو ضمير اليوم والرابع هو قوله الحق أي فيوجد قوله الحق وعلى هذا يكون قوله بمعنى مقوله أي فيوجد ما قال له كن فخرج مما ذكرنا أن قوله يجوز أن يكون فاعلا والحق صفته أو مبتدأ واليوم خبره والحق صفته وأن يكون مبتدأ والحق صفته ويوم ينفخ خبره أو مبتدأ والحق خبره
قوله تعالى يوم ينفخ يجوز أن يكون خبر قوله على ما ذكرنا وأن يكون ظرفا للملك أو حالا منه والعامل له أو ظرفا لتحشرون أو ليقول أو لقوله الحق أو لقوله عالم الغيب عالم الغيب الجمهور على الرفع ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف وأن يكون فاعل يقول كن وأن يكون صفة للذي وقرىء بالجر بدلا من رب العالمين أو من الهاء في له
قوله تعالى وإذ قال ابراهيم إذ في موضع نصب على فعل محذوف أي وإذكروا وهو معطوف على أقيموا و آزر يقرأ بالمد ووزنه أفعل ولم ينصرف للعجمة والتعريف على قول من لم يشتقه من الازر أو الوزر ومن اشتقه من واحد منهما قال هو عربي ولم يصرفه للتعريف ووزن الفعل ويقرأ بفتح الراء على أنه بدل من أبيه وبالضم على النداء وقرىء في الشإذ بهمزتين مفتوحتين وتنوين الراء وسكون الزاي والازر الخلق مثل الاسر ويقرأ بفتح الأولى وكسر الثانية وفيه وجهان أحدهما أن الهمزة الثانية فاء الكلمة وليست بدلا ومعناها النقل والثاني هي بدل من الوأو وأصلها وزر كما قالوا وعاء واعاء ووسادة واسادة والهمزة الأولى على هاتين القراءتين للاستفهام بمعنى الانكار ولا همزة في تتخذ وفي انتصابه على هذا وجهان أحدهما هو مفعول من أجله أي لتحيرك واعوجاج دينك تتخذ والثاني هو صفة لأصنام قدمت عليها وعلى العامل فيها فصارت حالا أي أتتخذ أصناما ملعونة أو معوجة و أصناما مفعول أول و آلهة ثان وجاز أن يجعل المفعول الاول نكرة لحصول الفائدة من الجملة وذلك يسهل في المفاعيل مالا يسهل من المبتدأ
قوله تعالى وكذلك في موضعه وجهان أحدهما هو نصب على إضمار وأريناه

تقديره وكما رأى أباه وقومه في ضلال مبين أريناه ذلك أي ما رآه صوابا باطلاعنا إياه عليه ويجوز أن يكون منصوبا ب نرى التي بعده على أنه صفة لمصدر محذوف تقديره نريه ملكوت السموات والارض رؤية كرؤيته ضلال أبيه وقيل الكاف بمعنى اللام أي ولذلك نريه والوجه الثاني أن تكون الكاف في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي والامر كذلك أي كما رآه من ضلالتهم
قوله تعالى وليكون أي وليكون من الموقنين أريناه وقيل التقدير ليستدل وليكون
قوله تعالى رأى كوكبا يقرأ بفتح الراء والهمزة والتفخيم على الأصل وبالامالة لأن الألف منقلبة عن ياء كقولك رأيت رؤية ويقرأ بجعل الهمزتين بين بين توهو نوع من الامالة ويقرأ بجعل الراء كذلك اتباعا للهمزة ويقرأ بكسرهما وفيه وجهان أحدهما أنه كسر الهمزة للامالة ثم أتبعها الراء والثاني أن أصل الهمزة الكسر بدليل قولك في المستقبل يرى أي يرأى وإنما فتحت من أجل حرف الحلق كما تقول وسع يسع ثم كسرت الحرف الاول في الماضي اتباعا لكسرة الهمزة فان لقى الألف ساكن مثل رأى الشمس فقد قرىء بفتحهما على الأصل وبكسرهما على ما تقدم وبكسر الراء وفتح الهمزة لأن الألف سقطت من اللفظ لأجل الساكن بعدها والمحذوف هنا في تقدير الثابت وكان كسر الراء تنبيها على أن الأصل كسر الهمزة وأن فتحها دليل على الألف المحذوفة هذا ربي مبتدأ وخبر تقديره أهذا ربي وقيل هو على الخبر أي هو غير استفهام
قوله تعالى بازغة هو حال من الشمس وإنما قال للشمس هذا على التذكير لأنه أراد هذا الكوكب أو الطالع أو الشخص أو الضوء أو الشيء أو لأن التأنيث غير حقيقي
قوله تعالى للذي فطر السموات أو لعبادته أو لرضاه
قوله تعالى أتحاجوني يقرأ بتشديد النون على ادغام نون الرفع في نون الوقاية والأصل تحاجونني ويقرأ بالتخفيف على حذف احدى النونين وفي المحذوفة وجهان أحدهما هي نون الوقاية لأنها الزائدة التي حصل بها الاستثقال وقد جاء ذلك في الشعر والثاني المحذوفة نون الرفع لأن الحاجة دعت إلى نون مكسورة من أجل الياء ونون الرفع لا تكسر وقد جاء ذلك في الشعر كثيرا قال الشاعر
كل له نية في بغض صاحبه ... بنعمة الله نقليكم وتقلونا

أي تقلوننا والنون الثانية هنا ليست وقاية بل هي من الضمير وحذف بعض الضمير لا يجوز وهو ضعيف أيضا لأن علامة الرفع لا تحذف الا بعامل ما تشركون به ما بمعنى الذي أي ولا أخاف الصنم الذي تشركونه به أي بالله فالهاء في به ضمير اسم الله تعالى ويجوز أن تكون الهاء عائدة على ما أي ولا أخاف الذي تشركون بسببه ولا تعود على الله ويجوز أن تكون ما نكرة موصوفة وأن تكون مصدرية الا أن يشاء يجوز أن يكون استثناء من جنس الاول تقديره الا في حال مشيئة ربي أي لا أخافها في كل حال الا في هذه الحال ويجوز أن يكون من غير الاول أي لكن أخاف أن يشاء بي خوفي ما أشركتم و شيئا نائب عن المصدر أي مشيئة ويجوز أن يكون مفعولا به أي الا أن يشاء بي أمرا غير ما قلت و علما تمييز وكل شيء مفعول وسع أي علم كل شيء ويجوز أن يكون علما على هذا التقدير مصدرا لمعنى وسع لأن ما يسع الشيء فقد أحاط به والعالم بالشيء محيط بعلمه
قوله تعالى وكيف أخاف كيف حال والعامل فيها أخاف وقد ذكر و ما أشركتم يجوز أن تكون ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف وأن تكون مصدرية ما لم ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وهي في موضع نصب بأشركتم و عليكم متعلق بينزل ويجوز أن يكون حالا من سلطان أي ما لم ينزل به حجة عليكم والسلطان مثل الرضوان والكفران وقد قرىء بضم اللام وهي لغة أتبع فيها الضم
قوله تعالى الذين آمنوا فيه وجهان أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين والثاني هو مبتدأ و أولئك بدل منه أو مبتدأ ثاني لهم لأمن مبتدأ وخبر والجملة خبر لما قبلها ويجوز أن يكون الامن مرفوعا بالجار لأنه معتمد على ما قبله
قوله تعالى وتلك هو مبتدأ وفي حجتنا وجهان أحدهما هو بدل من تلك وفي آتيناها وجهان أحدهما هو خبر عن المبتدأ و على قومه متعلق بمحذوف أي آتيناها ابراهيم حجة على قومه أو دليلا والثاني أن تكون حجتنا خبر تلك وآتيناها في موضع الحال من الحجة والعامل معنى الاشارة ولا يجوز أن يتعلق على بحجتنا لأنها مصدر وآتيناها خبر أو حال وكلاهما لا يفصل به بين الموصول والصلة نرفع يجوز أن يكون في موضع شالحال من آتيناها

ويجوز أن يكون مستأنفا ويقرأ بالنون والياء وكذلك في نشاء والمعنى ظاهر درجات يقرأ بالاضافة وهو مفعول نرفع ورفع درجة الانسان رفع له ويقرأ بالتنوين و من على هذا مفعول نرفع ودرجات ظرف أو حرف الجر محذوف منها أي إلى درجات
قوله تعالى كلا هدينا كلا منصوب بهدينا والتقدير كلا منهما ونوحا هدينا أي وهدينا نوحا والهاء في ذريته تعود على نوح والمذكورون بعده من الانبياء ذرية نوح والتقدير وهدينا من ذريته هؤلاء وقيل تعود على ابراهيم وهذا ضعيف لأن من جملتهم لوطا وليس من ذرية ابراهيم وكذلك نجزي الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف أي ونجزي المحسنين جزاء مثل ذلك وأما عيسى فقيل هو أعجمي لا يعرف له اشتقاق وقيل هو مشتق من التعيش وهو البياض وقيل من العيس وهو ماء ألفحل وقيل هو من عاس يعوس إذا صلح فعلى هذا تكون الياء منقلبة عن وأو وأما اليسع فيقرأ بلام ساكنة خفيفة وياء مفتوحة وفيه وجهان أحدهما هو اسم أعجمي علم والألف واللام فيه زائدة كما زيدت في النسر وهو الصنم لأنه صنم بعينه وكذلك قالوا في عمر والعمر وكذلك اللات والعزى والثاني أنه عربي وهو فعل مضارع سمي به ولا ضمير فيه فأعرب ثم نكر ثم عرف بالألف واللام وقيل اللام على هذا زائدة أيضا ويسع أصله يوسع بكسر السين ثم حذفت الوأو لوقوعها بين ياء وكسرة ثم فتحت السين من أجل حرف الحلق ولم ترد الوأو لأن الفتحة عارضة ومثله يطأ ويقع ويدع وكلا منصوب بفضلنا
قوله تعالى ومن آبائهم هو معطوف على وكلا أي وفضلنا كلا من آبائهم أو وهدينا كلا من آبائهم
قوله تعالى ذلك مبتدأ و هدى الله خبره و يهدي به حال من الهدى والعامل فيه الاشارة ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى ويجوز أن يكون هدى الله بدلا من ذلك ويهدي به الخبر و من عباده حال من من أو من العائد المحذوف والباء في بها الاخيرة تتعلق ب كافرين والباء في بكافرين زائدة أي ليسوا كافرين بها
قوله تعالى اقتده يقرأ بسكون الهاء وإثباتها في الوقف دون الوصل وهي على هذا هاء السكت ومنهم من يثبتها في الوصل أيضا لشبهها بهاء الاضمار ومنهم

من يكسرها وفيه وجهان أحدهما هي هاء السكت أيضا شبهت بهاء الضمير وليس بشيء والثاني هي هاء الضمير والمضمر المصدر أي اقتد الافتداء ومثله
هذا سراقة للقرآن ... والمرء عند الرشا ان يلقها ذيب
فالهاء ضمير الدرس لا مفعول لأن يدرس قد تعدى إلى القرآن وقيل من سكن الهاء جعلها هاء الضمير وأجرى الوصل مجرى الوقف والهاء في عليه ضمير القرآن والتبليغ
قوله تعالى حق قدره حق منصوب نصب المصدر وهو في الأصل وصف أي قدره الحق ووصف المصدر إذا أضيف إليه ينتصب نصب المصدر ويقرأ قرده بسكون الدال وفتحها و إذ ظرف لقدروا و من شيء مفعول أنزل ومن زائدة نورا حال من الهاء في به أو من الكتاب وبه يجوز أن تكون مفعولا به وأن تكون حالا و تجعلونه مستأنف لا موضع له وقراطيس أي في قراطيس وقيل ذا قراطيس وقيل ليس فيه تقدير محذوف والمعنى أنزلوه منزلة القراطيس التي لا شيء فيها في ترك العمل به و تبدونها وصف للقراطيس وتخفون كذلك والتقدير وتخفون كثيرا منها ويقرأ في المواضع الثلاثة بالياء على الغيبة حملا على ما قبلها في أول الاية وبالتاء على الخطاب وهو مناسب لقوله وعلمتم أي وقد علمتم والجملة في موضع الحال من ضمير الفاعل في تجعلونه على قارءة التاء وعلى قراءة الياء يجوز أن يكون وعلمتم مستأنفا وأن يكون رجع مع الغيبة إلى الخطاب و قل الله جواب قل من أنزل الكتاب وارتفاعه بفعل محذوف أي أنزله الله ويجوز أن يكون التقدير هو الله أو المنزل الله أو الله أنزله في خوضهم يجوز أن يتعلق بذرهم على أنه ظرف له وأن يكون حالا من ضمير المفعول أي ذرهم خائضين وأن يكون متعلقا ب يلعبون ويلعبون في موضع الحال وصاحب الحال ضمير المفعول في ذرهم إذا لم يجعل في خوضهم حالا منه وان جعلته حالا منه كان الحال الثانية من ضمير الاستقرار في الحال الأولى ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور في خوضهم ويكون العامل المصدر والمجرور فاعل في المعنى
قوله تعالى أنزلناه في موضع رفع صفة لكتاب و مبارك صفة أخرى وقد قم الوصف بالجملة على الوصف بالمفرد ويجوز النصب في غير القرآن على الحال من ضمير المفعول أو على الحال من النكرة الموصوفة و مصدق الذي التنوين

في تقدير الثبوت لأن الاضافة غير محضة ولتنذر بالتاء على خطاب النبي وبالياء على أن الفاعل الكتاب وفي الكلام حذف تقديره ليؤمنوا ولتنذر أو نحو ذلك أو لتنذر أم القرى أنزلناه ومن في موضع نصب عطفا على أم والتقدير ولتنذر أهل أم والذين يؤمنون مبتدأ و يؤمنون به الخبر ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب عطفا على أم القرى فيكون يؤمنون به حالا و على متعلقة ب يحافظون
قوله تعالى ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ويجوز أن يكون كذبا مفعول افترى وأن يكون مصدرا على المعنى أي افتراء وأن يكون مفعولا من أجله وأن يكون مصدرا في موضع الحال أو قال عطف على افترى و إلى في موضع رفع على أنه قام مقام الفاعل ويجوز أن يكون في موضع نصب والتقدير أوحى الوحي أو الايحاء ولم يوح إليه شيء في موضع الحال من ضمير الفاعل في قال أو الياء في إلى من قال في موضع جر عطفا على من افترى أي وممن قال ومثل ما يجوز أن يكون مفعول سأنزل وما بمعنى الذى أو نكرة موصوفة ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف وتكون ما مصدرية وإذ ظرف لترى والمفعول محذوف أي ولو ترى الكفار أو نحو ذلك و الظالمون مبتدأ والظرف بعده خبر عنه والملائكة مبتدأ وما بعده الخبر والجملة حال من الضمير في الخبر قبله و باسطوا أيديهم في تقدير التنوين اي باسطون أيديهم أخرجوا أي يقولون أخرجوا والمحذوف حال من الضمير في باسطوا و اليوم ظرف لأخرجوا فيتم الوقف عليه ويجوز أن يكون ظرفا ل تجزون فيتم الوقف على أنفسكم غير الحق مفعول تقولون ويجوز أن يكون وصفا لمصدر محذوف أي قولا غير الحق وكنتم يجوز أن يكون معطوفا على كنتم الأولى أي وبما كنتم وأن يكون مستأنفا
قوله تعالى فرادى هو جمع فرد والألف للتأنيث مثل كسإلى وقرىء في الشإذ بالتنوين على أنه اسم صحيح ويقال في الرفع فراد مثل نوام ورجال وهو جمع قليل ومنهم من لا يصرفه يجعله معدولا مثل ثلاث ورباع وهو حال من ضمير الفاعل كما خلقناكم الكاف في موضع الحال وهو بدل من فرادى وقيل هي صفة مصدر محذوف أي مجيئا يوم خلقناكم ويجوز أن يكون حالا من الضمير في فرادى أي مشبهين ابتداء خلقكم و أول ظرف لخلقناكم

والمرة في الأصل مصدر مر يمر ثم استعمل ظرفا اتساعا وهذا يدل على قوة شبه الزمان بالفعل وتركتم يجوز أن يكون حالا أي وقد تركتم وأن يكون مستأنفا وما ترى لفظه لفظ المستقبل وهي حكاية حال و معكم معمول نرى وهي من رؤية العين ولا يجوز أن يكون حالا من الشفعاء إذ المعنى يصير أن شفعاءهم معهم ولا نراهم وان جعلتها بمعنى نعلم المتعدية إلى اثنين جاز أن يكون معكم مفعولا ثانيا وهو ضعيف في المعنى بينكم يقرأ بالنصب وفيه ثلاثة أوجه أحدها هو ظرف لتقطع والفاعل مضمر أي تقطع الوصل بينكم ودل عليه شركاء والثاني هو وصف محذوف أي لقد تقطع شيء بينكم أو وصل والثالث أن هذا المنصوب في موضع رفع وهو معرب وجاز ذلك حملا على أكثر أحوال الظرف وهو قول الأخفش ومثله منا الصالحون ومنا دون ذلك ويقرأ بالرفع على أنه فاعل والبين هنا الوصل وهو من الاضداد
قوله تعالى فالق الحب يجوز أن يكون معرفة لأنه ماض وأن يكون نكرة على أنه حكاية حال وقرىء في الشإذ فلق و الاصباح مصدر أصبح ويقرأ بفتح الهمزة على أنه جمع صبح كقفل وأقفال وجعال الليل مثل فالق الاصباح في الوجهين و سكنا مفعول جاعل إذا لم تعرفه وان عرفته كان منصوبا بفعل محذوف أي جعله سكنا والسكن ما سكنت إليه من أهل ونحوهم فجعل الليل بمنزلة الاهل وقيل التقدير مسكونا فيه أو ذا سكن و الشمس منصوب بفعل محذوف أو بجاعل إذا لم تعرفه وقرىء في الشإذ بالجر عطفا على الاصباح أو على الليل و حسبانا فيه وجهان أحدهما هو جمع حسبانة والثاني هو مصدر مثل الحسب والحساب وانتصابه كانتصاب سكنا
قوله تعالى فمستقر يقرأ بفتح القاف وفيه وجهان أحدهما هو مصدر ورفعه بالابتداء أي فلكم استقرار والثاني أنه اسم مفعول ويراد به المكان أي فلكم مكان تستقرون فيه اما في البطون واما في القبور ويقرأ بكسر القاف فيكون مكانا يتسقر لكم وقيل تقديره فمنكم مستقر وأما مستودع فبفتح الدال لا غير ويجوز أن يكون مكانا يودعون فيه وهو اما الصلب أو القبر ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستيداع
قوله تعالى فأخرجنا منه خضرا أي بسببه والخضر بمعنى الاخضر ويجوز أن تكون الهاء في منه راجعة على النبات وهو الاشبه وعلى الاول يكون

فأخرجنا بدلا من أخرجنا الأولى نخرج في موضع نصب صفة لخضرا ويجوز أن يكون مستأنفا والهاء في منه تعود على الخضر و قنوان بكسر القاف وضمها وهما لغتان وقد قرىء بهما والواحد قنو مثل صنو وصنوان وفي رفعه وجهان أحدهما هو مبتدأ وفي خبره وجهان أحدهما هو ومن النخل ومن طلعها بدل باعادة الخافض والثاني أن الخير من طلعها وفي من النخل ضمير تقديره ونبت من النخل شيء أو ثمر فيكون من طلعها بدلا منه والوجه الاخر أن يرتفع قنوان على أنه فاعل من طلعها فيكون في من النخل ضمير تفسيره قنوان وان رفعت قنوان بقوله ومن النخل على قول من أعمل أول الفعلين جاز وكان في من طلعها ضمير مرفوع وقرىء في الشإذ قنوان بفتح القاف وليس بجمع قنو لأن فعلانا لا يكون جمعا وإنما هو اسم للجمع كالباقر وجنات بالنصب عطفا على قوله نبات كل شيء أي وأخرجنا به جنات ومثله والزيتون والرمان ويقرأ بضم التاء على أنه مبتدأ وخبره محذوف والتقدير من الكرم جنات ولا يجوز أن يكون معطوفا على قنوان لأن العنب لا يخرج من النخل ومن أعناب صفة لجنات و مششتبها حال من الرمان أو من جميع و إذا ظرف لانظروا و ثمره يقرأ بفتح الثاء والميم جمع ثمرة مثل تمرة وتمر وهو جنس في التحقيق لا جمع ويقرأ بضم الثاء والميم وهو جمع ثمرة مثل خشبة وخشب وقيل هو جمع ثمار مثل كتاب وكتب فهو جمع جمع فأما الثمار فواحدها ثمرة مثل خيمة وخيام وقيل هو جمع ثمر ويقرأ بضم الثاء وسكون الميم وهو مخفف من المضموم وينعه يقرأ بفتح الياء وضمها وهما لغتان وكلاهما مصدر ينعت الثمرة وقيل هو اسم للمصدر والفعل أينعت ايناعا ويقرأ في الشإذ يانعه على أنه اسم فاعل
قوله تعالى وجعلوا هي بمعنى صبروا ومفعولها الاول الجن والثاني شركاء ولله يتعلق بشركاء ويجوز أن يكون نعتا لشركاء قدم عليه فصار حالا ويجوز أن يكون المفعول الاول شركاء والجن بدلا منه ولله المفعول الثاني وخلقهم أي وقد خلقهم فتكون الجملة حالا وقيل هو مستأنف وقرىء في الشإذ و خلقهم بإسكان اللام وفتح القاف والتقدير وجعلوا لله وخلقهم شركاء وخرقوا بالتخفيف والتشدي للتكثير بغير علم في موضع الحال من الفاعل في خرقوا ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أي خرقا بغير علم

قوله تعالى بديع السموات في رفعه ثلاثة أوجه أحدها هو فاعل تعالى والثاني هو خبر مبتدأ محذوف أي هو بديع والثالث هو مبتدأ وخبره أنى يكون له وما يتصل به وأنى بمعنى كيف أو من أين وموضعه حال وصاحب الحال ولد والعامل يكون ويجوز أن تكون تامة وأن تكون ناقصة ولم تكن يقرأ بالتاء على تأنيث الصاحبة ويقرأ بالياء وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه للصاحبة ولكن جاز التذكير لما فصل بينهما والثاني أن اسم كان ضمير اسم الله والجملة خبر عنه أي ولم يكن الله له صاحبته والثاث أن اسم كان ضمير الشأن والجملة مفسرة له
قوله تعالى ذلكم مبتدأ وفي الخبر أوجه أحدها هو الله و ربكم خبر ثان و لا اله الا هو ثالث و خالق كل رابع والثاني أن الخبر الله وما بعده ابدال منه والثالث أن الله بدل من ذلكم والخبر ما بعده
قوله تعالى قد جاءكم بصائر لم يلحق الفعل تاء التأنيث للفصل بين المفعول ولأن تأنيث الفاعل غير حقيقي و من متعلقة بجاء ويجوز أن تكون صفة للبصائر فتتعلق بمحذوف فمن أبصر من مبتدأ فيجوز أن تكون شرطا فيكون الخبر أبصر والجواب من كلاهما ويجوز أن تكون بمعنى الذي وما بعد الفاء الخبر والمبتدأ فيه محذوف تقديره فابصاره لنفسه وكذلك قوله ومن عمى قعليها
قوله تعالى وكذلك الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي نصرف الايات تصريفا مثل ما تلوناها عليك وليقولوا أي وليقولوا درست صرفنا واللام لام العاقبة أي أن أمرهم يصير إلى هذا وقيل انه قصد بالتصريف أن يقولوا درست عقوبة لهم دارست يقرأ بالألف وفتح التاء اي دارست أهل الكتاب ويقرأ كذلك الا أنه بغير ألف أي درست الكتب المتقدمة ويقرأ كذلك الا أنه بالتشديد والمعنى كالمعنى الاول ويقرأ بضم الدال مشددا على مالم يسم فاعله ويقرأ دورست بالتخفيف والوأو على مالم يسم فاعله والوأو مبدلة من الألف في دارست ويقرأ بفتح الدال والراء والسين وسكون التاء أي انقطعت الايات وانحت ويقرأ كذلك الا أنه على مالم يسم فاعله ويقرأ درس من غير تاء والفاعل النبي وقيل الكتاب لقوله ولنبينه

قوله تعالى من ربك ويجوز أن تكون متعلقة بأوحى وأن تكون حالا من الضمير المفعول المرفوع في أوحى وأن تكون حالا من ما لا اله الا هو يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا من ربك أي من ربك منفردا وهي حال مؤكدة
قوله تعالى ولو شاء الله المفعول محذوف أي ولو شاء الله إيمانهم و جعلناك متعدية إلى مفعولين و حفيظا الثاني وعليهم يتعلق بحفيظا ومفعوله محذوف أي وما صيرناك تحفظ عليهم أعمالهم وهذا يؤكد قول سيبويه في اعمال فعيل
قوله تعالى من دون الله حال من ما أو من العائد عليها فيسبوا منصوب على جواب النهي وقيل هو مجزوم على العطف كقولهم لا تمددها فتثقفها و عدوا بفتح العين وتخفيف الدال وهو مصدر وفي انتصابه ثلاثة أوجه أحدها هو مفعول له والثاني مصدر من غير لفظ الفعل لأن السب عدوان في المعنى والثالث هو مصدر في موضع الحال وهي حال مؤكدة ويقرأ بضم العين والدال وتشديد الوأو وهو مصدر على فعول كالجلوس والقعود ويقرأ بفتح العين والتشديد وهو واحد في معنى الجمع أي أعداء وهو حال بغير علم حال أيضا مؤكدة كذلك في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي كما زينا لكل أمة عملهم زينا لهؤلاء عملهم
قوله تعالى جهد إيمانهم قد ذكر في المائدة وما يشعركم ما استفهام في موضع رفع بالابتداء ويشعركم الخبر وهو يتعدى إلى مفعولين أنها يقرأ بالكسر على الاستئناف والمفعول الثاني محذوف تقديره وما يشعركم إيمانهم ويقرأ بالفتح وفيه ثلاثة أوجه أحدها أن أن بمعنى لعل حكاه الخليل عن العرب وعلى هذا يكون المفعول الثاني أيضا محذوفا والثاني أن لا زائدة فتكون أن وما عملت فيه في موضع المفعول الثاني والثالث أن أن على بابها ولا غير زائدة والمعنى وما يدريكم عدم إيمانهم وهذا جواب لمن حكم عليهم بالكفر أبدا ويئس من إيمانهم والتقدير لا يؤمنون بها فحذف المفعول
قوله تعالى كما لم يؤمنوا ما مصدرية والكاف نعت لمصدر محذوف أي تقليبا ككفرهم أي عقوبة مسأوية لمعصيتهم و أول مرة ظرف زمان

وقد ذكر ونذرهم يقرأ بالنون وضم الراء وبالياء كذلك والمعنى مفهوم ويقرأ بسكون الراء وفيه وجهان أحدهما أنه سكن لثقل توالي الحركات والثاني أنه مجزوم عطفا على يؤمنوا والمعنى جزاء على كفرهم وأنه لم يذرهم في طغيانهم يعمهون بل بين لهم
قوله تعالى فبلا يقرأ بضم القاف والباء وفيه وجهان أحدهما هو جمع قبيل مثل قليب وقلب والثاني أنه مفرد كقبل الانسان ودبره وعلى كلا الوجهين هو حال من كل وجاز ذلك وان كان نكرة لما فيه من العلوم ويقرأ بالضم وسكون الباء على تخفيف الضمة ويقرأ بكسر القاف وفتح الباء وفيه وجهان أيضا أحدهما هو ظرف كقولك لي قبله حق والثاني مصدر في موضع الحال أي عيانا أو معاينة الا أن يشاء الله في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقيل هو متصل والمعنى ما كانوا ليؤمنوا في كل حال الا في حال مشيئة الله تعالى
قوله تعالى وكذلك هو نعت لمصدر محذوف كما ذكرنا في غير موضع و جعلنا متعدية إلى مفعولين وفي المفعول الاول وجهان أحدهما هو عدوا والثاني لكل نبي و شياطين بدل من عدو والثاني المفعول الاول شياطين وعدوا المفعول الثاني مقدم ولكل نبي صفة لعدو قدمت فصارت حالا يوحى يجوز أن يكون حالا من شياطين وأن يكون صلة لعدو وعدو في موضع أعداء غرورا مفعول له وقيل مصدر في موضع الحال والهاء في فعلوه يجوز أن تكون ضمير الايحاء وقد دل عليه يوحى وأن تكون ضمير الزخرف أو القول أو الغرور وما يفترون ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدرية وهي في موضع نصف عطفا على المفعول قبلها ويجوز أن تكون الوأو بمعنى مع
قوله تعالى ولتصغي الجمهور على كسر اللام وهو معطوف على غرور أي ليغروا ولتصغى وقيل هي لام القسم كسرت لما لم يؤكد الفعل بالنون وقرىء بإسكان اللام وهي مخففة لتوالي الحركات وليست لام الامر لأنه لم يجزم الفعل وكذلك القول في وليرضروه وليقترفوا و ما بمعنى الذي والعائد محذوف أي وليقترفوا الذي هم مقترفوه وأثبت النون لما حذف الهاء
قوله تعالى أفغير الله فيه وجهان أحدهما هو مفعول أبتغى و حكما

حال منه والثاني أن حكما مفعول أبتغى وغير حال من حكما مقدم عليه وقيل حكما تمييز و مفصلا حال من الكتاب و بالحق حال من الضمير المرفوع في منزل
قوله تعالى صدفا وعدلا منصوبان على التمييز ويجوز أن يكون مفعولا من أجله وأن يكون مصدرا في موضع الحال لا مبدل مستأنف ولا يجوز أن يكون حالا من ربك لئلا يفصل بين الحال وصاحبها بالاجنبي وهو قوله صدقا وعدلا الا أن يجعل صدقا وعدلا حالين من ربك لا من الكلمات
قوله تعالى أعلم من يضل في من وجهان أحدهما هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة بمعنى فريق فعلى هذا يكون في موضع نصب بفعل دل عليه أعلم لا بنفس أعلم لأن أفعل لا يعمل في الاسم الظاهر النصب والتقدير يعلم من يضل ولا يجوز أن يكون من في موضع جر بالاضافة على قراءة من فتح الياء لئلا يصير التقدير هو أعلم الضالين فيلزم أن يكون سبحانه ضالا تعالى عن ذلك ومن قرأ بضم الياء فمن في موضع نصب أيضا على ما بينا أي يعلم المضلين ويجوز أن يكون في موضع جر اما على معنى هو أعلم المضلين أي من يجد الضلال وهو من أضللته أي وجدته ضالا مثل أحمدته وجدته محمودا أو بمعنى أنه يضل عن الهدى والوجه الثاني أن من استفهام في موضع مبتدأ ويضل الخبر وموضع الجملة نصب بيعلم المقدرة ومثله لنعلم أي الحزبين أحصى
قوله تعالى وما لكم ما استفهام في موضع رفع بالابتداء ولكم الخبر و أن لا تأكلوا فيه وجهان أحدهما حرف الجر مراد معه أي في أن لا تأكلوا ولما حذف حرف الجر كان في موضع نصب أو في موضع جر على اختلافهم في ذلك وقد ذكر في غير موضع والثاني أنه في موضع الحال أي وأي شيء لكم تاركين الاكل وهو ضعيف لأن أن تمحض الفعل للاستقبال وتجعله مصدرا فيمتنع الحال الا أن تقدر حذف مضاف تقديره وما لكم ذوي أن لا تأكلوا والمفعول محذوف أي شيئا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل الجملة حال ويقرأ بالضم على مالم يسم فاعله وبالفتح على تسمية الفاعل وبتشديد الصاد وتخفيفها وكل ذلك ظاهر الا ما اضطررتم ما في موضع نصب على الاستثناء من الجنس من طريق المعنى لأنه ونجهم بترك الاكل مما سمي عليه وذلك يتضمن

اباحة الاكل مطلقا وقوله وقد فصل لكم ما حرم عليكم أي في حال الاختيار وذلك حلال في حال الاضطرار
قوله تعالى انكم لمشركون حذف الفاء من جواب الشرط وهو حسن إذا كان الشرط بلفظ الماضي وهو هنا كذلك وهو قوله وان أطعتموهم
قوله تعالى أو من كان من بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء و يمشي به في موضع نصب صفة لنور و كمن خبر الابتداء و مثله مبتدأ و في الظلمات خبره و ليس بخارج في موضع الحال من الضمير في الجار ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء في مثله للفصل بينه وبين الحال بالخبر كذلك زين وكذلك جعلنا قد سبق اعرابهما وجعلنا بمعنى صيرنا و أكابر المفعول الاول وفي كل قرية الثاني و مجرميها بدل من أكابر ويجوز أن تكون في ظرفا ومجرميها المفعول الاول وأكابر مفعول ثان ويجوز أن يكون أكابر مضافا إلى مجرميها وفي كل المفعول الثاني والمعنى على هذا مكنا ونحو ذلك ليمكروا اللام لام كي أو لام الصيرورة
قوله تعالى حيث يجعل حيث هنا مفعول به والعامل محذوف والتقدير يعلم موضع رسالاته وليس ظرفا لأنه يصير التقدير يعلم في هذا المكان كذا وكذا وليس المعنى عليه وقد روي حيث بفتح الثاء وهو بناء عند الاكثرين وقيل هي فتحة اعراب عند الله ظرف ليصيب أو صفة لصغار
قوله تعالى فمن يرد الله هو مثل من يشأ الله يضلله وقد ذكر ضيقا مفعول ثان ليجعل فمن شدد الياء جعله وصفا ومن خففها جاز أن يكون وصفا كميت وميت وأن يكون مصدرا أي ذا ضيق حرجا بكسر الراء صفة لضيق أو مفعول ثالث كما جاز في المبتدأ أن تخبر عنه بعده أخبارا ويكون الجميع في موضع خبر واحد كحلو حامض وعلى كل تقدير هو مؤكد للمعنى ويقرأ بفتح الراء على أنه مصدر أي ذا حرج وقيل هو جمع حرجة مثل قصبة وقصب والهاء فيه للمبالغة كأنما في موضع نصب خبر آخر أو حال من الضمير في حرج أو ضيق يصعد ويصاعد بتشديد الصاد فيهما أي يتصعد ويقرأ يصعد بالتخفيف
قوله تعالى مستقيما حال من صراط ربك والعامل فيها التنبيه أو الاشارة
قوله تعالى لهم دار السلام يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون في موضع

جر صفة لقوم وأن يكون نصبا على الحال من الضمير في يذكرون عند ربهم حال من دار السلام أو ظرف للاستقرار في لهم
قوله تعالى ويوم نحشرهم أي وإذكر يوم أو ونقول يوم نحشرهم يا معشر الجن و من الانس حال من أولياؤهم وقرىء آجالنا على الجمع الذي على التذكير والافراد وقال أبو علي هو جنس أوقع الذي موقع التي خالدين فيها حال وفي العامل فيها وجهان أحدهما المثوى على أنه مصدر بمعنى الثواء والتقدير النار ذات ثوائكم والثاني العامل فيه معنى الاضافة ومثواكم مكان والمكان لا يعمل الا ما شاء الله هو استثناء من غير الجنس ويجوز أن يكون من الجنس على وجهين أحدهما أن يكون استثناء من الزمان والمعنى يدل عليه لأن الخلود يدل على الابد فكأنه قال خالدين فيها في كل زمان الا ما شاء الله الا زمن مشيئة الله والثاني أن تكون من بمعنى ما
قوله تعالى يقصون في موضع رفع صفة لرسل ويجوز أن يكون حالا من الضمير في منكم
قوله تعالى ذلك هو خبر مبتدأ محذوف أي الامر ذلك أن لم أن مصدرية أو مخففة من الثقيلة واللام محذوفة أي لأن لم يكن ربك وموضعه نصب أو جر على الخلاف بظلم في موضع الحال أو مفعول به يتعلق بمهلك
قوله تعالى ولكل أي ولكل أحد مما في موضع رفع صفة لدرجات
قوله تعالى كما أنأكم الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي استخلافا كما و من ذرية لابتداء الغاية وقيل هي بمعنى البدل أي كما أنشأكم بدلا من ذرية قوم
قوله تعالى انما توعدون ما بمعنى الذي و لآت خبر ان ولا يجوز أن تكون ما هاهنا كافة لأن قوله لآت يمنع ذلك
قوله تعالى من تكون يجوز أن تكون من بمعنى الذي وأن تكون استفهاما مثل قوله أعلم من يضل
قوله تعالى مما ذرأ يجوز أن يتعلق بجعل وأن يكون حالا من نصيب و من الحرث يجوز أن يكون متعلقا بذرأ وأن يكون حالا من ما أو من العائد المحذوف

قوله تعالى وكذلك زين يقرأ بفتح الزاي والياء على تسمية الفاعل وهو شركاؤهم والمفعول قتل وهو مصدر مضاف إلى المفعول ويقرأ بضم الزاي وكسر الياء على مالم يسم فاعله وقتل بالرفع على أنه القائم مقام الفاعل وأولادهم بالنصب على أنه مفعول القتل شركائهم بالجر على الاضافة وقد فصل بينهما بالمفعول وهو بعيد وإنما يجيء في ضرورة الشعر ويقرأ كذلك الا أنه بجر أولادهم على الاضافة وشركائهم بالجر أيضا على البدل من الاولاد لأن أولادهم شركاؤهم في دينهم وعيشهم وغيرهما ويقرأ كذلك الا أنه برفع الشركاء وفيه وجهان أحدهما أنه مرفوع بفعل محذوف كأنه قال من زينه فقال شركاؤهم أي زينه شركاؤهم والقتل في هذا كله مضاف إلى المفعول والثاني أن يرتفع شركاؤهم بالقتل لأن الشركاء تثير بينهم القتل قبله ويمكن أن يكون القتل يقع منهم حقيقة وليلبسوا بكسر الباء من لبست الامر بفتح الباء في الماضي إذا شبهته ويقرأ في الشإذ بفتح الباء قيل انها لغة وقيل جعل الدين لهم كاللباس عليهم
قوله تعالى لا يطعمها في موضع رفع كالذي قبله والجمهور على كسر الحاء في حجر وسكون الجيم ويقرأ بضمهما وضم الحاء وسكون الجيم ومعناه محرم والقراءات لغات فيها ويقرأ حرج بكسر الحاء وتقديم الراء على الجيم وأصله حرج بفتح الحاء وكسر الراء ولكنه خفف ونقل مثل فخذ وفخذ وقيل هو من المقلوب مثل عميق ومعيق بزعمهم متعلق بقالوا ويجوز فتح الزاي وكسرها وضمها وهي لغات افتراء منصوب على المصدر لأن قولهم المحكي بمعنى افتروا وقيل هو مفعول من أجله فان نصبته على المصدر كان قوله عليه متعلقا بقالوا لا بنفس المصدر وان جعلته مفعولا من أجله علقته بنفس المصدر ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة لافتراء
قوله تعالى ما في بطون ما بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء و خالصة خبره وأنث على المعنى لأن ما في البطون أنعام وقيل التأنيث على المبالغة كعلامة ونسابة و لذكورنا متعلق بخالصة أو بمحذوف على أن يكون صفة لخالصة ومحرم جاء على التذكير حملا على لفظ ما ويقرأ خالص بغير تاء على الأصل ويقرأ خالصة بالتأنيث والنصب على الحال والعامل فيها ما في بطونها من معنى الاستقرار والخبر لذكورنا ولا يعمل في الحال لأنه لا يتصرف وأجازه الأخفش ويقرأ خالصة بالرفع والاضافة إلى هاء الضمير وهو مبتدا

وللذكور خبره والجملة خبر ما تكن ميتة يقرأ بالتاء ونصب ميتة أي ان تكن الانعام ميتة ويقرأ بالياء حملا على لفظ ما ويقرأ بالتاء ورفع ميتة على أن كان هي التامة فهم فيه ذكر الضمير حملا على ما
قوله تعالى قتلوا أولادهم يقرأ بالتخفيف والتشديد على التكثير و سفها مفعول له أو على المصدر لفعل محذوف دل عليه الكلام بغير علم في موضع الحال و افتراء مثل الاول
قوله تعالى مختلفا أكله مختلفا حال مقدرة لأن النخل والزرع وقت خروجه لا أكل فيه حتى يكون مختلفا أو متفقا وهو مثل قولهم مررت برجل معه صقر صائدا به غدا ويجوز أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره ثمر النخل وحب الزرع فعلى هذا تكون الحال مقارنة و متشابها حال أيضا و حصاده بقرأ بالفتح والكسر وهما لغتان
قوله تعالى حمولة وفرشا هو معطوف على جنات أي وأنشا من الانعام حمولة
قوله تعالى ثمانية أزواج في نصبه خمسة أوجه أحدها هو معطوف على جنات أي وأنشأ ثمانية أزواج وحذف الفعل وحرف العطف وهو ضعيف والثاني أن تقديره كلوا ثمانية أزواج والثالث هو منصوب بكلوا تقديره كلوا مما رزقكم ثمانية أزواج ولا تسرفوا معترض بينهما والرابع هو بدل من حمولة وفرشا والخامس أنه حال تقديره مختلفة أو متعددة من الضأن يقرأ بسكون الهمزة وفتحها وهما لغتان و اثنين بدل من ثمانية وقد عطف عليه بقية الثمانية و المعز بفتح العين وسكونها لغتان قد قرىء بهما آلذكرين هو منصوب ب حرم وكذلك أم الانثيين أي أم حرم الانثيين أم ما اشتملت أي أم حرم ما اشتملت
قوله تعالى أم كنتم شهداء أم منقطعة أي بل أكنتم و إذ معمول شهداء
قوله تعالى يطعمه في موضع جر صفة لطاعم ويقرأ يطعمه بالتشديد وكسر العين والأصل يتطعمه فأبدلت التاء طاء وأدغمت فيها الأولى الا أن تكون استثناء من الجنس وموضعه نصب أي لا أجد محرما الا الميتة ويقرأ يكون بالياء و ميتة بالنصب أي الا أن يكون المأكول ميتة أو ذلك ويقرأ

بالتاء الا أن تكون المأكولة ميتة ويقرأ برفع الميتة على أن تكون تامة الا أنه ضعيف لأن المعطوف منصوب أو فسقا عطف على لحم الخنزير وقيل هو معطوف على موضع الا أن يكون وقد فصل بينهما بقوله فانه رجس
قوله تعالى كل ذي ظفر الجمهور على ضم الظاء والفاء ويقرأ بإسكان الفاء ويقرأ بكسر الظاء والاسكان ومن البقر معطوف على كل وجعل حرمنا عليهم شحومهما تبيينا للمحرم من البقر ويجوز أن يكون من البقر متعلقا بحرمنا الثانية الا ما حملت في موضع نصب استثناء من الشحوم أو الحوايا في موضع نصب عطفا على ما وقيل هو معطوف على الشحوم فتكون محرمة أيضا وواحدة الحوايا حوية أو حأوية أو حأويا وأو هنا بمعنى الوأو أو لتفصيل مذاهبهم لاختلاف أماكنها وقد ذكرناه في قوله كونوا هودا أو نصارى ذلك في موضع نصب ب جزيناهم وقيل مبتدأ والتقدير جزيناهموه وقيل هو خبر المحذوف أي الامر ذلك
قوله تعالى فان كذبوك شرط وجوابه فقل ربكم ذو رحمة والتقدير فقل يصفح عنكم بتأخير العقوبة
قوله تعالى ولا أباؤنا عطف على الضمير في أشركنا وأغنت زيادة لا عن تأكيد الضمير وقيل ذلك لا يغني لأن المؤكد يجب أن يكون قيل حرف العطف ولا بعد حرف العطف من شيء من زائدة
قوله تعالى قل هلم للعرب فيها لغتان احداهما تكون بلفظ واحد في الواحد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث فعلى هذا هي اسم للفعل وبنيت لوقوعها موقع الامر المبني ومعناها أحضروا شهداءكم واللغة الثانية تختلف فتقول هلما وهلموا وهلمى وهلممن فعلى هذا هي فعل واختلفوا في أصلها فقال البصريون أصلها ها ألمم أي اقصد فأدغمت الميم في الميم وتحركت اللام فاستغنى عن همزة الوصل فبقي لم ثم حذفت ألف ها التي هي للتنبيه لأن اللام في لم في تقدير الساكنة إذ كانت حركتها عارضة ولحق حرف التنبيه مثال الامر كما يلحق غيره من المثل فأما فتحة الميم ففيها وجهان أحدهما أنها حركت بها لالتقاء الساكنين ولم يجز الضم ولا الكسر كما جاز في ردور دورد لطول الكلمة بوصل ها بها وأنها لا تستعمل الا معها والثاني أنها فتحت من أجل التركيب كما فتحت خمسة عشر وبابها وقال ألفراء أصلها هل أم فألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت وهذا بعيد لأن لفظه أمر

وهل استفهامها فعلا فلا معنى لدخوله على الامر وان كانت بمعنى قد فلا تدخل على الامر وان كانت هل اسما للزجر فتلك مبنية على الفتح ثم لا معنى لها هاهنا
قوله تعالى ما حرم في ما وجهان أحدهما هي بمعنى الذي والعائد محذوف أي حرمه والثاني هي مصدرية أن لا تشركوا في أن وجهان أحدهما هي بمعنى اي فتكون لا على هذا نيها والثاني هي مصدرية وفي موضعها وجهان أحدهما هي بدل من الهاء المحذوفة أو من ما ولا زائدة أي حرم ربكم أن تشركوا والثاني أنها منصوبة على الاغراء والعامل فيها عليكم والوقف على ما قبل على أي الزموا ترك الشرك والوجه الثاني أنها مرفوعة والتقدير المتلو أن لا تشركوا أو المحرم أن تشركوا ولا زائدة على هذا التقدير و شيئا مفعول تشركوا وقد ذكرناه في موضع آخر ويجوز أن يكون شيئا في موضع المصدر أي اشراكا و وبالوالدين إحسانا قد ذكر في البقرة من املاق أي من أجل ألفقر ما ظهر منها وما بطن بدلان من ألفواحش بدل الاشتمال ومنها في موضع الحال من ضمير الفاعل و بالحق في موضع الحال ذلكم مبتدأ و وصاكم به الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير ألزمكم ذلكم ووصاكم تفسير له
قوله تعالى الا بالتي هي أحسن أي الا بالخصلة و بالقسط في موضع الحال أي مقسطين ويجوز أن يكون حالا من المفعول أي أوفوا الكيل تاما والكيل هاهنا مصدر في معنى المكيل والميزان كذلك ويجوز أن يكون فيه حذف مضاف تقديره مكيل الكيل وموزون الميزان لا نكلف مستأنف ولو كان ذا قربى أي ولو كان المقول له أو فيه
قوله تعالى وأن هذا يقرأ بفتح الهمزة والتشديد وفيه ثلاثة أوجه أحدها تقديره ولأن هذا واللام متعلقة بقوله فاتبعوه أي ولأجل استقامته اتبعوه وقد ذكرنا نحو هذا في قوله كما أرسلنا والثاني أنه معطوف على ما حرم أي وأتلو عليكم أن هذا صراطي والثالث هو معطوف على الهاء في وصاكم به وهذا فاسد لوجهين أحدهما أنه عطف على الضمير من غير اعادة الجار والثاني أنه يصير المعنى وصاكم باستقامة الصراط وهو فاسد ويقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهي كالمشددة ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف ومستقيما حال والعامل فيه هذا

فتفرق جواب النهي والأصل فتفرق و بكم في موضع المفعول أي فتفرقكم ويجوز أن يكون حالا أي فتفرق وأنتم معها
قوله تعالى تماما مفعول له أو مصدر أي أتممناه اتماما ويجوز أن يكون في موضع الحال من الكتاب على الذي أحسن يقرأ بفتح النون على أنه فعل ماض وفي فاعله وجهان أحدهما ضمير اسم الله والهاء محذوفة أي على الذي أحسنه الله أي أحسن إليه وهو موسى والثاني هو ضمير موسى لأنه أحسن في فعله ويقرأ بضم النون على أنه اسم والمبتدأ محذوف وهو العائد على الذي أي على الذي هو أحسن وهو ضعيف وقال قوم أحسن بفتح النون في موضع جر صفة للذي وليس بشيء لأن الموصول لا بدل له من صلة وقيل تقديره على الذين أحسنوا
قوله تعالى وهذا مبتدأ و كتاب خبره و أنزلناه صفة أو خبر ثان و مبارك صفة ثانية أو خبر ثالث ولو كان قرىء مباركا بالنصب على الحال جاز
قوله تعالى أن تقولوا أي أنزلناه كراهة أن تقولوا أو تقولوا معطوف عليه وان كنا ان مخففة من الثقيلة واللام في لغافلين عوض أو فارقة بين ان وما
قوله تعالى ممن كذب الجمهور على التشديد وقرىء بالتخفيف وهو في معنى المشدد فيكون بآيات الله مفعولا ويجوز أن يكون حالا أي كذب ومعه آيات الله يصدفون يقرأ بالصاد الخالصة على الأصل وباشمام الصاد زايا وباخلاصها زيا لتقرب من الدال وسوغ ذلك فيها سكونها
قوله تعالى يوم يأتي الجمهور على النصب والعامل في الظرف لا ينفع وقرىء بالرفع والخبر لا ينفع والعائد محذوف أي لا ينفع نفسا ايمانها فيه والجمهور على الياء في ينفع وقرىء بالتاء وفيه وجهان أحدهما أنه أنث المصدر على المعنى لأن الايمان والعقيدة بمعنى فهو مثل قولهم جاءته كتابي فاحتقرها أي صحيفتي أو رسالتي والثاني أنه حسن التأنيث لأجل الاضافة إلى المؤنث لم تكن فيه وجهان أحدهما هي مستأنفة والثاني هي في موضع الحال من الضمير المجرور أو على الصفة لنفس وهو ضعيف

قوله تعالى فرقوا دينهم يقرأ بالتشديد من غير ألف وبالتخفيف وهو في معنى المشدد ويجوز أن يكون المعنى فصلوه عن الدين الحق ويقرأ فارقوا أي تركوا لست منهم في شيء اي لست في شيء كائن منه
قوله تعالى عشر أمثالها يقرأ بالاضافة أي فله عشر حسنات أمثالها فاكتفى بالصفة ويقرأ بالرفع والتنوين على تقدير فله حسنات عشر أمثالها وحذف التاء من عشر لأن الامثال في المعنى مؤنثة لأن مثل الحسنة حسنة وقيل أنث لأنه إضافة إلى المؤنث
قوله تعالى دينا في نصبه ثلاثة أوجه هو بدل من الصراط على الموضع لأن معنى هداني وعرفني واحد وقيل منصوب بفعل مضمر أي عرفني دينا والثالث أنه مفعول هداني وهدى بتعدى إلى مفعولين و قيما بالتشديد صفة لدين ويقرأ بالتخفيف وقد ذكر في النساء والمائدة و ملة بدل من دين أو على إضمار أعنى و حنيفا حال أو على إضمار أعنى
قوله تعالى ومحياي الجمهور على فتح الياء وأصلها الفتح لأنها حرف مضمر فهي كالكاف في رأيتك والتاء في قمت وقرىء بإسكانها كما تسكن في أنى ونحوه وجاز ذلك وان كان قبلها سكان لأن المدة تفصل بينهما وقد قرىء في الشإذ بكسر الياء على أنه اسم مضمر كسر لالتقاء الساكنين لله أي ذلك كله لله
قوله تعالى قل أغير الله هو مثل قوله ومن يبتغ غير الاسلام وقد ذكر
قوله تعالى درجات قد ذكر في قوله تعالى نرفع درجات من نشاء

سورة الاعراف
بسم الله الرحمن الرحيم
المص قد ذكرنا في أول البقرة ما يصلح أن يكون هاهنا ويجوز أن تكون هذه الحروف في موضع مبتدأ و كتاب خبره وأن تكون خبر مبتدأ محذوف أي المدعو به المص وكتاب خبر مبتدأ محذوف أي هذا أو هو و أنزل صفة له فلا يكن النهي في اللفظ للحرك وفي المعنى للمخاطب أي لا تحرج به و منه نعت للحرج وهي لابتداء الغاية أي لا تحرج من أجله و لتنذر يجوز أن يتعلق اللام بأنزل وأن يتعلق بقوله فلا يكن أي لا تحرج به لتتمكن من

الانزال فالهاء في منه للكتاب أو للانزال والهاء في به للكتاب وذكرى فيه ثلاثة أوجه أحدها منصوب وفيه وجهان أحدهما هو حال من الضمير في أنزل وما بينهما معترض والثاني أن يكون معطوفا على موضع لتنذر وتذكر أي ولذكرى والثاني أن يكون في موضع رفع وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على كتاب والثاني خبر ابتداء محذوف أي وهو ذكرى والوجه الثالث أن يكون في موضع جر عطفا على موضع تنذر وأجاز قوم أن يعطف على الهاء به وهذا ضعيف لأنه الجار لم يعد
قوله تعالى من ربكم يجوز أن يتعلق بأنزل ويكون لابتداء الغاية وأن يتعلق بمحذوف ويكون حالا أي أنزل إليكم كائنا من ربكم و من دونه حال من أولياء و قليلا ما تذكرون مثل فقليلا ما يؤمنون وقد ذكر في البقرة وتذكرون بالتخفيف على حذف احدى التاءين وبالتشديد على الادغام
قوله تعالى وكم من قرية في كم وجهان أحدهما هي مبتدأ ومن قرية تبيين ومن زائدة والخبر أهلكناها وجاز تأنيث الضمير العائد على كم لأن كم في المعنى قرى وذكر بعضهم أن أهلكناها صفة لقرية والخبر فجاءها بأسنا وهو سهو لأن الفاء تمنع ذلك والثاني أن كم في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه أهلكناها والتقدير كثيرا من القرى أهلكنا ولا يجوز تقديم الفعل على كم وان كانت خبرا لأن لها صدر الكلام إذ أشبهت رب والمعنى وكم من قرية أردنا اهلاكها كقوله فإذا قرأت القرآن أي أردت قراءته وقال قوم هو على القلب أي وكم من قرية جاءها بأسنا فأهلكناها والقلب هنا لا حاجة إليه فيبقى محض ضرورة والتقدير أهلكنا أهلها فجاء أهلها بياتا البيات اسم للمصدر وهو في موضع الحال ويجوز أن يكون مفعولا له ويجوز أن يكون في حكم الظرف أو هم قائلون الجملة حال وأو لتفصيل الجمل أي جاء بعضهم بأسنا ليلا وبعضهم نهارا والوأو هنا وأو أو وليست حرف العطف سكنت تخفيفا وقد ذكرنا ذلك في قوله أو كلما عاهدوا عهدا
قوله تعالى دعواهم يجوز أن يكون اسم كان و الا أن قالوا الخبر ويجوز العكس
قوله تعالى بعلم هو في موضع الحال أي عالمين

قوله تعالى والوزن فيه وجهان أحدهما هو مبتدأ و يومئذ خبره والعامل في الظرف محذوف أي والوزن كائن يومئذ و الحق صفة للوزن أو خبر مبتدأ محذوف والثاني أن يكون الوزن خبر مبتدأ محذوف أي هذا الوزن ويومئذ ظرف ولا يجوز على هذا أن يكون الحق صفة لئلا يفصل بين الموصول وصلته
قوله تعالى بما كانوا ما مصدرية أي بظلمهم والباء متعلقة بخسروا
قوله تعالى معايش الصحيح أن الياء لا تهمز هنا لأنها أصلية وحركت لأنها في الأصل محركة ووزنها معيشة كمحبسة وأجاز قوم أن يكون أصلها الفتح وأعلت بالتسكين في الواحد كما أعلت في يعيش وهمزها قوم وهو بعيدا جدا ووجهه أنه شبه الأصلية الزائدة نحو سفينة وسفائن قليلا ما تشكرون مثل الذي تقدم
قوله تعالى ولقد خلقناكم أي اياكم وقيل الكاف للجنس المخاطب وهنا مواضع كثيرة قد تقدمت لم يكن في موضع الحال
قوله تعالى أن لا في موضع الحال و إذ ظرف لتسجد
قوله تعالى خلقتني من نار الجار في موضع الحال أي خلقتني كائنا من نار ويجوز أن يكون لابتداء الغاية فيتعلق بخلقتني ولا زائدة أي وما منعك أن تسجد
قوله تعالى فيها يجوز أن يكون حالا ويجوز أن يكون ظرفا
قوله تعالى فبما الباء تتعلق ب لأقعدن وقيل الباء بمعنى اللام صراطك ظرف وقيل التقدير على صراطك
قوله تعالى وعن شمائلهم هو جمع شمال ولو جمع أشملة وشملاء جاز
قوله تعالى مذءوما يقرأ بالهمز وهو من ذأمته إذا عبته ويقرأ مذوما بالوأو من غير همز فيه وجهان أحدهما أنه ألقى حركة الهمزة على الذال وحذفها والثاني أن يكون اصله مذيما لأن الفعل منه ذامه يذيمه ذيما فأبدلت الياء وأوا كما قالوا في مكيل مكول وفي مشيب مشوب وهو وما بعده حالان ويجوز أن يكون مدحورا حالا من الضمير في مذءوما لمن في موضع رفع بالابتداء وسد القسم المقدر وجوابه مسد الخبر وهو قوله لأملأن و منكم خطاب

لجماعة ولم يتقدم الا خطاب واحد ولكن نزله منزلة الجماعة لأنه رئيسهم أو لأنه رجع من الغيبة إلى الخطاب والمعنى واحد
قوله تعالى هذه الشجرة يقرأ هذي بغير هاء والأصل في ذا إذيى لقولهم في التصغير ذيا فحذفت الياء الثانية تخفيفا وقلبت الياء الأولى ألفا لئلا تبقى مثل كي فإذا خاطبت المؤنث رددت الياء وكسرت الذال لئلا يجتمع عليه التأنيث والتغيير وأما الهاء فجعلت عوضا من المحذوف حين رد إلى الأصل ووصلت بياء لأنها مثل هاء الضمير في اللفظ
قوله تعالى من سوآتهما الجمهور على تحقيق الهمزة ويقرأ بوأو مفتوحة وحذف الهمزة ووجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الوأو ويقرأ بتشديد الوأو من غير همز وذلك على ابدال الهمزة وأوا ويقرأ سوأتهما على التوحيد وهو جنس الا أن تكونا أي الا مخافة أن تكونا فهو مفعول من أجله ملكين بفتح اللام وكسرها والمعنى مفهوم
قوله تعالى لكما لمن الناصحين هو مثل قوله وانه في الاخرة لمن الصالحين وقد ذكر في البقرة فدلاهما بغرور الألف بدل من ياء مبدلة من لام والصل دللهما من الدلالة لا من الدلال وجاز ابدال اللام لما صار في الكلمة ثلاث لا مات بغرور يجوز أن تتعلق الباء بهذا الفعل ويجوز أن تكون في موضع الحال من الضمير المنصوب أي وهما مغترين
قوله تعالى وطفقا في حكم كاد ومعناها الاخذ في الفعل و يخصفان ماضيه خصف وهو متعد إلى مفعول واحد والتقدير شيئا من ورق الجنة وقرىء بضم الياء وكسر الصاد مخففا وماضيه أخصف وبالهمزة يتعدى إلى اثنين والتقدير يخصفان أنفسهما ويقرأ بفتح الياء وتشديد الصاد وكسرها مع فتح الخاء وكسرها مع فتح الياء وكسرها وقد ذكر تعليل ذلك في قوله يخطف أبصارهم عن تلكما وقد ذكرنا أصل تلك والاشارة إلى الشجرة وهي واحدة والمخاطب اثنان فلذلك ثنى حرف الخطاب
قوله تعالى ومنها تخرجون الوأو في الأصل تعطف هذه الافعال بعضها على بعض ولكن فصل بينهما بالظرف لأنه عطف جملة على جملة وتخرجون بضم التاء وفتحها والمعنى فيها مفعوم

قوله تعالى وريشا هو جمع ريشة ويقرأ رياشا وفيه وجهان أحدهما هو جمع واحدة ريش مثل ريح ورياح والثاني أنه اسم للجمع مثل اللباس ولباس التقوى يقرأ بالنصب عطفا على ريشا فان قيل كيف ينزل اللباس والريش قيل لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر والمطر ينزل جعل ما هو المسبب بمنزلة السبب ويقرأ بالرفع على الابتداء و ذلك مبتدأ و خير خبره والجملة خبر لباس ويجوز أن يكون ذلك نعتا للباس أي المذكور والمشار إليه وأن يكون بدلا منه أو عطف بيان وخير الخبر وقيل لباس التقوى خبر مبتدأ محذوف تقديره وساتر عوراتكم لباس التقوى أو على العكس أي ولباس التقوى ساتر عوراتكم وفي الكلام حذف مضاف أي ولباس أهل التقوى وقيل المعنى ولباس الاتقاء الذي يتقي به النظر فلا حذف إذا
قوله تعالى لا يفتننكم النهي في اللفظ للشيطان والمعنى لا تتبعوا الشيطان فيفتنكم كما أخرج أي فتنة كفتنة أبويكم بالإخراج ينزع عنهما الجملة في موضع الحال ان شئت من ضمير الفاعل في أخرج وان شئت من الابوين لأن فيه ضميرين لهما وينزع حكاية أمر قد وقع لأن نزع اللباس عنهما كان قبل الإخراج فان قيل الشيطان لم ينزع عنهما اللباس قيل لكنه تسبب فنسب الإخراج والنزع إليه هو وقبيله هو توكيد لضمير الفاعل ليحسن العطف عليه
قوله تعالى وأقيموا في تقدير الكلام وجهان أحدهما هو معطوف على موضع القسط على المعنى أي أمر ربي فقال أقسطوا وأقيموا والثاني في الكلام حذف تقديره فأقبلوا وأقيموا و الدين منصوب بمخلصين ولا يجوز هنا فتح اللام في مخلصين لأن ذكر المفعول يمنع من أن لا يسمى الفاعل كما الكاف نعت لمصدر محذوف أي تعودون عودا كبدئكم فريقا هدى فيه وجهان أحدهما هو منصوب بهدى وفريقا الثاني منصوب بفعل محذوف تقديره وأضل فريقا وما بعده تفسير للمحذوف والكلام كله حال من الضمير في تعودون وقد مع الفعل مرادة تقديره تعودون قد هدى فريقا وأضل فريقا والوجه الثاني أن فريقا في الموضعين حال وهدى وصف للأول و حق عليهم وصف للثاني والتقدير تعودون فريقين وقرأ به أبى ولم تلحق تاء التأنيث لحق للفصل أو لأن التأنيث غير حقيقي

قوله تعالى عند كل مسجد ظرف لخذوا وليس بحال للزينة لأن أحدها يكون قبل ذلك وفي الكلام حذف تقديره عند قصد كل مسجد
قوله تعالى قل هي هي مبتدأ وفي الخبر ستة أوجه أحدها خالصة على قراءة من رفع فعلى هعذا تكون اللام متعلقة بخالصة أي هي خالصة لمن آمن في الدنيا و يوم القيامة ظرف لخالصة ولم يمتنع تعلق الظرفين بها لأن اللام للتبيين والثاني ظرف محض وفي متعلقة بآمنوا والثاني أن يكون الخبر للذين وخالصة خبر ثان وفي متعلقة بآمنوا والثالث أن يكون الخبر للذين وفي الحياة الدنيا وخالصة خبر ثان والرابع أن يكون الخبر في الحياة الدنيا وللذين متعلقة بخالصة والخامس أن تكون اللام حالا من الظرف الذي بعدها على قول الأخفش والسادس أن تكون خالصة نصبا على الحال على قراءة من نصب والعامل فيها للذين أو في الحياة الدنيا إذا جعلته خبرا أو حالا والتقدير هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها له يوم القيامة أي ان الزينة يشاركون فيها في الدنيا وتخلص لهم في الاخرة ولا يجوز أن تعمل في خالصة زينة الله لأنه قد وصفها بقوله التي والمصدر إذا وصف لا يعمل ولا قوله أخرد لأجل ألفصل الذي بينهما وهو قوله قل وأجاز أبو علي أن يعمل فيها حرم وهو بعيد لأجل ألفصل أيضا كذالك نفصل قد ذكرنا اعراب نظيره في البقرة والانعام
قوله تعالى ما ظهر منها وما بطن بدلان من ألفواحش و بغير الحق متعلق بالبغي وقيل هو من الضمير الذي في المصدر إذ التقدير وان تبغوا بغير الحق وعند هؤلاء يكون في المصدر ضمير
قوله تعالى جاء أجلهم هو مفرد في موضع الجمع وقرأ ابن سيرين آجالهم على الأصل لأن لكل واحد منهم أجلا
قوله تعالى يقصون عليكم يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لرسل وأن يكون حالا من رسل أو من الضمير في الظرف
قوله تعالى من الكتاب حال من نصيبهم
قوله تعالى من قبلكم يجوز أن يكون ظرفا لخلت وأن يكون صفة لأمم و من الجن حال من الضمير في خلت أو صفة أخرى لأمم في النار متعلق بادخلوا ويجوز أن يكون صفة لأمم أو ظرفا لخلت اداركوا يقرأ بتشديد

الدال وألف بعدها وأصلها تداركوا فأبدلت التاء دالا وأسكنت ليصح ادغامها ثم أجلبت لها همزة الوصل ليصح النطق بالساكن ويقرأ كذلك الا أنه بغير ألف بعد الدال ووزنه على هذا افتعلوا فالتاء هنا بعد الدال مثل اقتتلوا وقرىء في الشإذ تداركوا على الأصل أي أدرك بعضهم بعضا وقرىء إذا اداركوا بقطع الهمزة عما قبلها وكسرها على نية الوقف على ما قبلها والابتداء بها وقرىء إذا داركوا بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة وهو جمع بين ساكنين وجاز ذلك لما كان الثاني مدغما كما قالوا دابة وشابة وجاز في المفنصل كما جاز في المتصل وقد قال بعضهم اثنا عشر بإثبات الألف وسكون العين وسترى في موضعه ان شاء الله تعالى و جميعا حال ضعفا صفة لعذاب وهو بمعنى مضعف أو مضاعف و من النار صفة أخرى ويجوز أن يكون حالا
قوله تعالى لكل ضعف أي لكل عذاب ضعف من النار فحذف لدلالة الاول عليه ولكن لا تعلمون بالتاء على الخطاب وبالياء على الغيبة
قوله تعالى لا تفتح يقرأ بالتاء ويجوز في التاء الثانية التخفيف والتشديد التكثير ويقرأ بالياء لأن تأنيث الابواب غير حقيقي وللفصل أيضا الجمل يقرأ بفتح الجمل وهو الجمل المعروف ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها وهو الحبل الغليظ وهو جمع مثل صوم وقوم ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف وهو جمع مثل أسد وأسد ويقرأ كذلك الا أن الميم ساكنة وذلك على تخفيف المضموم سم الخياط بفتح السين وضمها لغتان وكذلك في موضع نصب نجزي على أنه وصف لمصدر محذوف
قوله تعالى غواش هو جمع غاشية وفي التنوين هنا ثلاثة أوجه أحدها أنه تنوين الصرف وذلك أنهم حذفوا الياء من غواشي فنقص بناؤها عن بناء مساجد وصارت مثل سلام فلذلك صرفت والثاني أنه عوض من الياء المحذوفة والثالث أنه عوض من حركة الياء المستحقة ولما حذفت الحركة وعوض عنها التوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين وفي هذه المسألة كلام طويل يضيق هذا الكتاب عنه
قوله تعالى والذين آمنوا مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما لا نكلف نفسا الا وسعها والتقدير منهم فحذف العائد كما حذف في قوله ولمن صبر

وغفر ان ذلك لمن عزم الامور والثاني أن الخبر أولئك أصحاب الجنة ولا مكلف معترض بينهما
قوله تعالى من غل هو حال من ما تجري من تحتهم الجملة في موضع الحال من الضمير المجرور بالاضافة والعامل فيها معنى الاضافة
قوله تعالى هدانا لهذا قد ذكرناه في الفاتحة وما كنا الوأو للحال ويجوز أن تكون مستأنفة ويقرأ بحذف الوأو على الاستئناف و لنهتدي قد ذكرنا اعراب مثله في قوله تعالى ما كان الله ليذر المؤمنين أن هدانا هما في تأويل المصدر وموضعه رفع بالابتداء لأن الاسم الواقع بعد لولا هذه كذلك وجواب لولا محذوف دل عليه ما قبله تقديره لولا أن هدانا الله ما كنا لنهتدي وبهذا حسنت القراءة بحذف الوأو أن تلكم في أن وجهان أحدهما هي بمعنى أي ولا موضع لها وهي تفسير للنداء والثاني أنها مخففة من الثقيلة واسمها محذوف والجملة بعدها خبرها أي ونودوا أنه تلكم الجنة والهاء ضمير الشأن وموضع الكلام كله نصب بنودوا وجر على تقديره بأنه أورثتموها يقرأ بالاظهار على الأصل وبالاضغام لمشاركة التاء في الهمس وقربها منها في المخرج وموضع الجملة نصب على الحال من الجنة والعامل فيها ما في تلك من معنى الاشارة ولا يجوز أن يكون حالا من تلك لوجهين أحدهما أنه فصل بينهما بالخبر والثاني أن تلك مبتدأ والابتداء لا يعمل في الحال ويجوز أن تكون الجنة نعتا لتلكم أو بدلا وأورثتموها الخبر ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الكاف والميم لأن الكاف حرف للخطاب وصاحب الحال لا يكون حرفا ولأن الحال تكون بعد تمام الكلام والكلام لا يتم بتلكم
قوله تعالى أن قد وجدنا أن يجوز أن تكون بمعنى أي وأن تكون مخففة حقا يجوز أن تكون حالا وأن تكون مفعولا ثانيا ويكون وجدنا بمعنى علمنا ما وعد ربكم حذف المفعول من وعد الثانية فيجوز أن يكون التقدير وعدكم وحذفه لدلالة الاول عليه ويجوز أن يكون التقدير ما وعد ألفريقين يعني نعيمنا وعذابكم ويجوز أن يكون التقدير ما وعدنا ويقوي ذلك أن ما عليه أصحاب النار شر والمستعمل فيه أوعد ووعد يستعمل في الخير أكثر نعم حرف يجاب به عن الاستفهام في إثبات المستفهم عنه ونونها وعينها مفتوحتان ويقرأ بكسر العين وهي لغة ويجوز كسرهما جميعا على الاتباع بينهم يجوز

أن يكون ظرفا لإذن وأن يكون صفة لمؤذن أن لعنة الله يقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهي مخففة أي بأنه لعتة الله ويجوز أن تكون بمعنى أي لأن الاذان قول ويقرأ بتشديد النون ونصب اللعنة وهو ظاهر وقرىء في الشإذ بكسر الهمزة أي فقال أن لعنة الله
قوله تعالى الذين يصدون يجوز أن يكون جرا ونصبا ورفعا
قوله تعالى ونادوا الضمير يعود على رجال أن سلام أي أنه سلام ويجوز أن تكون بمعنى أي لم يدخلوها أي لم يدخل أصحاب الجنة الجنة بعد وهم يطمعون في دخولها أي نادوهم في هذه الحال ولا موضع لقوله وهم يطمعون على هذا وقيل المعنى انهم نادوهم بعد أن دخلوا ولكنهم دخلوها وهم لا يطمعون فيها فتكون الجملة على هذا حالا
قوله تعالى تلقاء هو في الأصل مصدر وليس في المصادر تفعال بكسر التاء الا تلقاء وتبيان وإنما يجيء ذلك في الاسماء نحو التمثال والتمساح والتقصار وانتصاب تلقاء هاهنا على الظرف أي ناحية أصحاب النار
قوله تعالى ما أغنى ويجوز أن تكون ما نافية وأن تكون استفهاما
قوله تعالى لا ينالهم تقديره أقسمتم عليهم بأن لا ينالهم فلا ينالهم هو المحلوف عليه ادخلوا تقديره فالتفتوا إلى أصحاب الجنة فقالوا ادخلوا ويقرأ في الشإذ وادخلوا على الاستئناف وذلك يقال بعد دخولهم لا خوف عليكم إذا قرىء ادخلوا على الامر كانت الجملة حالا أي ادخلوا آمنين وإذا قرىء على الخبر كان رجوعا من الغيبة إلى الخطاب
قوله تعالى أن أفيضوا يجوز أن تكون أن مصدرية وتفسيرية و من الماء تقديره شيئا من الماء أو مما قيل أو بمعنى الوأو واحتج لذلك بقوله حرمهما وقيل هي على بابها وحرمهما على المعنى فيكون فيه حذف أي كلا منهما أو كليهما
قوله تعالى الذين اتخذوا دينهم يجوز أن يكون جرا ونصبا ورفعا و لهوا مفعول ثان والتفسير ملهوا به وملعوبا به ويجوز أن يكون صيروا عادتهم لأن الدين قد جاء بمعنى العادة
قوله تعالى على علم يجوز أن يكون فصلناه مشتملا على علم فيكون حالا

من الهاء ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي فصلناه عالمين أي على علم منا هدى ورحمة حالان أي ذا هدى وذا رحمة وقرىء بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى يوم يأتي هو ظرف ل يقول فيشفعوا لنا هو منصوب على جواب الاستفهام أو نرد المشهور الرفع وهو معطوف على موضع من شفعاء تقديره أو هل نرد فنعمل على جواب الاستفهام أيضا ويقرأ برفعها أي فهل نعمل وهو داخل في الاستفهام ويقرآن بالنصب على جواب الاسفتهام
قوله تعالى يغشي الليل في موضعه وجهان أحدهما هو حال من الضمير في خلق وخبر ان على هذا الله الذي خلق والثاني أنه مستأنف ويغشي بالتخفيف وضم الياء وهو من أغشى ويتعدى إلى مفعولين أي يغشي الله الليل النهار ويقرأ يغشي بالتشديد والمعنى واحد ويقرأ يغشي بفتح الياء والتخفيف والليل فاعله يطلبه حال من الليل أو من النهار و حثيثا حال من الليل لأنه الفاعل ويجوز أن يكون من النهار فيكون التقدير يطلب الليل النهار محثوثا وأن يكون صفة لمصدر محذوف أي طلبا حثيثا والشمس يقرأ بالنصب والتقدير وخلق الشمس ومن رفع استأنف
قوله تعالى وخفية يقرأ بضم الخاء وكسرها وهما لغتان والمصدران حالان ويجوز أن يكون مفعولا له ومثله خوفا وطعما
قوله تعالى قريب انما لم تؤنث لأنه أراد المطر وقيل ان الرحمة والترحم بمعنى وقل هو علىالنسب أي ذات قرب كما يقال امرأة طالق وقيل هو فعيل بمعنى مفعول كما قالوا لحية دهين وكف خضيب وقيل أرادوا المكان أي أن مكان رحمة الله قريب وقيل فرق بالحذف بين القريب من النسب وبين القريب من غيره
قوله تعالى نشرا يقرأ بالنون والشين مضمومتين وهو جمع وفي واحدة وجهان أحدهما نشور مثل صبور وصبر فعلى هذا يجوز أن يكون فعول بمعنى فاعل أي ينشر الارض ويجوز أن يكون بمعنى مفعول كركوب بمعنى مركوب أي منشورة بعد الطي أو منشرة أي محياة من قولك أنشر الله الميت فهو منشر ويجوز أن يكون جمع ناشر مثل نازل ونزل ويقرأ بضم النون وإسكان الشين على

تخفيف المضموم ويقرأ نشرا بفتح النون وإسكان الشين وهو مصدر نشر بعد الطي أو من قولك أنشر الله الميت فنشر اي عاش ونصبه على الحال أي ناشرة أو ذات نشر كما تقول جاء ركضا أي راكضا ويقرأ بشرا بالباء وضمتين وهو جمع بشير مثل قليب وقلب ويقرأ كذلك الا أنه بسكون الشين على التخفيف ومثله في المعنى أرسل الرياح مبشرات ويقرأ بشرى مثل حبلى أي ذات بشارة ويقرأ بشرا بفتح الباء وسكون الشين وهو مصدر بشرته إذا بشرته سحابا جمع سحابة وكذلك وصفها بالجمع لبلد أي لاحياء بلد به لماء الهاء ضمير الباء أو ضمير السحاب أو ضمير الريح وكذلك الهاء في به الثانية
قوله تعالى يخرج نباته يقرأ بفتح الياء وضم الراء ورفع النبات ويقرأ كذلك الا أنه يضم الياء على مالم يسم فاعله ويقرأ بضم الياء وكسر الراء ونصب النبات أي فيخرج الله أو الماء بإذن ربه متعلق بيخرج الا نكدا بفتح النون وكر الكاف وهو حال ويقرأ بفتحهما على أنه مصدر أي ذا نكد ويقرأ بفتح النون وسكون الكاف وهو مصدر أيضا وهو لغة ويقرأ يخرج بضم الياء وكسر الراء ونكدا مفعوله
قوله تعالى من اله غيره من زائدة واله مبتدأ ولكم الخبر وقيل الخبر محذوف أي مالكم من اله في الوجود ولكم تخصيص وتبيين وغيره بالرفع فيه وجهان أحدهما هو صفة لاله على الموضع والثاني هو بدل من الموضع مثل لا اله الا الله ويقرأ بالنصب على الاستثناء وبالجر صفة على اللفظ عذاب يوم عظيم وصف اليوم بالعظم والمراد عظم ما فيه
قوله تعالى من قومه حال من الملأ و نراك من رؤية العين فيكون في ضلال حالا من ويجوز أن تكون من رؤية القلب فيكون مفعولا ثانيا
قوله تعالى أبلغكم يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون صفة لرسول على المعنى لأن الرسول هو الضمير في لكني ولو كان يبلغكم لجاز لأنه يعود على لفظ رسول ويجوز أن يكون حالا والعامل فيه الجار من قوله من رب وأعلم من الله بمعنى أعرف فيتعدى إلى مفعول واحد وهو ما وهي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ومن الله فيه وجهان أحدهما هو متعلق بأعلم أي ابتداء علمي من عند الله والثاني أن يكون حالا من ما أو من العائد المحذوف

قوله تعالى من ربكم يجوز أن يكون صفة لذكر وأن تتعلق بجاءكم على رجل يجوز أن يكون حالا من أي نازلا على رجل وأن يكون متعلقا بجاءكم على المعنى لأنه في معنى نزل إليكم وفي الكلام حذف مضاف أي على قلب رجل أو لسان رجل
قوله تعالى في ألفلك هو حال من من أو من الضمير المرفوع في معه والأصل في عمين عميين فسكنت الأولى وحذفت
قوله تعالى هودا بدل من أخاهم وأخاهم منصوب بفعل محذوف أي وأرسلنا إلى عاد وكذلك أوائل القصص التي بعدها
قوله تعالى ناصح أمين هو فعيل بمعنى مفعول
قوله تعالى في الخلق يجوز أن يكون حالا من بسطة وأن يكون متعلقا بزادكم والالاء جمع وفي واحدها ثلاث لغات إلى بكسر الهمزة وألف واحد بعد اللام وبفتح الهمزة كذلك وبكسر الهمزة وسكمون اللام وياء بعدها
قوله تعالى وحده هو مصدر محذوف الزائد وفي موضعه وجهان أحدهما هو مصدر في موضع الحال من الله أي لنعبد الله مفردا وموحدا وقال بعضهم هو حال من الفاعلين أي موحدين له والثاني أنه ظرف أي لنعبد الله على حياله قاله يونس وأصل هذا المصدر الايجاد من قولك أو حدته فحذفت الهمزة والألف وهما الزائدان
قوله تعالى من ربكم يجوز أن يكون حالا من رجس وأن يتعلق بوقع في أسماء أي ذوي أسماء أو مسميات
قوله تعالى ىية حال من الناقة والعامل فيها معنى ما في هذه من التنبيه والاشارة ويجوز أن يعمل في آية لم ويجوز أن يكون لكم حالا من آية ويجوز أن يكون ناقة الله بدلا من هذه أو عطف بيان ولكم الخبر وجاز أن يكون ىية حالا لأنها بمعنى علامة ودليلا تأكل جواب الامر فيأخذكم جواب النهي وقرىء بالرفع وموضعه حال
قوله تعالى من سهو لها يجوز أن يكون حالا من قصورا ومفعولا ثانيا لتتخذون وأن تتعلق بتتخذون لا على أن تتخذون يتعدى إلى مفعولين بل إلى واحد و من لابتداء غاية الاتخإذ وتنحتون الجبال فيه وجهان أحدهما أنه بمعنى

تتخذون فيكون بيوتا مفعولا ثانيا والثاني أن يكون التقدير من الجبال على ما جاء في الاية الاخرى فيكون بيوتا المفعول ومن الجبال على ما ذكرنا في قوله من سهولها
قوله تعالى لمن آمن هو بدل من قوله للذين استضعفوا باعاة الجار كقولك مررت بزيد بأخيك
قوله تعالى فأصبحوا يجوز أن تكون التامة ويكون جاثمين حالا وأن تكون الناقصة وجاثمين الخبر وفي دارهم متعلق بجاثمين
قوله تعالى ولوطا أي وارسلنا لوطا أو وإذكر لوطا و إذ على التقدير الاول ظرف وعلى الثاني يكون ظرفا لمحذوف تقديره وإذكر رسالة لوط إذ ما سبقكم بها في موضع الحال من ألفاحشة أو من الفاعل في أتأتون تقديره مبتدئين أئنكم يقرأ بهمزتين على الاستفهام ويجوز تخفيف الثانية وتليينها وهو جعلها بين الياء والألف ويقرأ بهمزة واحدة على الخبر شهوة مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال من دون النساء صفة لرجال أي منفردين عن النساء بل أنتم بل هنا للخروج من قصة إلى قصة وقيل هو اضراب عن محذوف تقديره ما عدلتم بل أنتم مسرفون
قوله تعالى وما كان جواب قومه يقرأ بالنصب والرفع وقد ذكر في آل عمران وفي الانعام
قوله تعالى مطرا هو مفعول أمطرنا والمطر هنا الحجارة كما جاء في الاية الاخرى وأمطرنا عليهم حجارة
قوله تعالى ولا تبخسوا هو متعد إلى مفعولين وهما الناس و أشياءهم وتقول بخست زيدا حقه أي نقصته إياه
قوله تعالى توعدون حال من الضمير في تقعدوا من آمن مفعول تصدون لا مفعول توعدون إذ لو كان مفعول الاول لكان تصدونهم وتبغونها حالا وقد ذكرناها في قوله تعالى يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله في آل عمران
قوله تعالى أو لو كنا كارهين أي ولو كرهنا تعيدوننا ولو هنا بمعنى ان لأنه المستقيل ويجوز أن تكون على أصلها ويكون المعنى ان كنا كارهين في هذه الحال

قوله تعالى قد افترينا هو بمعنى المستقبل لأنه لم يقع وإنما سد مسد جواب ان عدنا وساغ دخول قد هاهنا لأنهم قد نزلوا الافتراء عند العود منزلة الواقع فقرنوه بقد وكأن المعنى قد اقترينا الان ان هممنا بالعود الا أن يشاء المصدر في موضع نصب على الاستثناء والتقدير الا وقت أن يشاء الله وقيل هو استثناء منقطع وقيل الا في حال مشيئة الله و علما قد ذكر في الانعام
قوله تعالى إذا لخاسرون إذا هنا متوسطة بين اسم ان وخبرها وهي حرف معناه الجواب ويعمل في الفعل بشروط مخصوصة وليس ذا موضعها
قوله تعالى الذين كذبوا شعيبا لك فيه ثلاثة أوجه أحدها هو مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما كأن لم يغنوا فيها وما بعده جملة أخرى أو بدل من الضمير في يغنوا أو نصب بإضمار أعنى والثاني أن الخبر الذين كذبوا شعيبا كانوا و كأن لم يغنوا على هذا حال من الضمير في كذبوا والوجه الثاني أن يكون صفة لقوله الذين كفروا من قومه والثالث أن يكون بدلا منه وعلى الوجهين يكون كأن لم حالا
قوله تعالى حتى عفوا أي إلى أن عفوا أي كثروا فأخذناهم هو معطوف على عفوا
قوله تعالى أو أمن أهل القرى يقرأ بفتح الوأو على أنها وأو العطف دخلت عليه همزة الاستفهام ويقرأ بسكونها وهي لأحد الشيئين والمعنى أفأمنوا اتيان العذاب ضحى أو أمنوا أن يأتيهم ليلا وبياتا الحال من بأسنا أي مستخفيا باغتيالهم ليلا
قوله تعالى فلا يأمن مكر الله الفاء هنا للتنبيه على تعقيب العذاب أمن مكر الله
قوله تعالى أو لم يهد للذين يقرأ بالياء وفاعله أن لو نشاء وأن مخففة من الثقيلة أي أو لم يبين لهم علمهم بمشئيئتنا ويقرأ بالنون وأن لو نشاء مفعوله وقيل فاعل يهدي ضمير اسم الله تعالى فهم لا يسمعون الفاء لتعقيب عدم السمع بعد الطبع على القلب من غير فصل
قوله تعالى نقص عليك من أنبائها هو مثل قوله ذلك من أنباء الغيب نوحيه وقد ذكر في آل عمران ومثل قوله تعالى تلك آيات الله نتلوها وقد ذكر في البقرة

قوله تعالى لأكثرهم هو حال من عهد ومن زائدة أي ما وجدنا عهدا لأكثرهم و ان وجدنا مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي وانا وجدنا واللام في لفاسقين لازمة لها لتفصل بين أن المخففة وبين ان بمعنى ما وقال الكوفيون من الثقيلة ان بمعنى ما وقد ذكر في البقرة عند قوله وان كانت لكبيرة
قوله تعالى كيف كان كيف في موضع نصب خبر كان عاقبة اسمها والجملة في موضع نصب بفانظر
قوله تعالى حقيق هو مبتدأ وخبره أن لا أقول على قراءة من شدد الباء في على وعلى متعلق بحقيق والجيد أن يكون أن لا فاعل حقيق لأنه ناب عن حق على ويقرأ على الا والمعنى واجب بأن لا أقول وحقيق هاهنا على الصحيح صفة لرسول أو خبر ثان كما تقول أنا حقيق بكذا أي أحق وقيل المعنى على قراءة من شدد الياء أن يكون حقيق صفة لرسول وما بعده مبتدأ وخبر أي على قول الحق
قوله تعالى فإذا هي إذا للمفاجأة وهي مكان وما بعدها مبتدأ و ثعبان خبره وقيل هي ظرف زمان وقد أشبعنا القول فيها فيما تقدم
قوله تعالى فمإذا تأمرون هو مثل قوله مإذا ينفقون وقد ذكر في البقرة وفي المعنى وجهان أحدهما أنه من تمام الحكاية عن قول الملا والثاني أنه مستأنف من قول فرعون تقديره فقال مإذا تأمرون ويدل عليه ما بعده وهو قوله قالوا أرجه وأخاه وأرجئه يقرأ بالهمزة وضم الهاء من غير إشباع وه الجيد وبالاشباع وهو ضعيف لأن الهاء خفية فكأن الوأو التي بعدها تتلوا الهمزة وهو قريب من الجمع بين ساكنين ومن هنا ضعف قولهم عليه مال بالاشباع ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز وهو ضعيف لأن الهمز حرف صحيح ساكن فليس قبل الهاء ما يقتضي الكسر ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم والحاجز غير حصين ويقرأ من غير همز من أرجيت بالياء ثم منهم من يكسر الهاء ويشبعها ومنهم من لا يشبعها ومنهم من يسكنها وقد بينا ذلك في يؤده إليك
قوله تعالى بكل ساحر يقرأ بألف بع السين وألف بعد الحاء مع التشديد وهو الكثير

قوله تعالى أئن لنا يقرأ بهمزتين على الاستفهام والتحقيق والتليين على ما تقدم وبهمزة واحدة على الخبر
قوله تعالى اما أن تلقي في موضع أن والفعل وجهان أحدهما رفع أي أمرنا اما الالقاء والثاني نصب أي اما أن تفعل الالقاء
قوله تعالى واسترهبوهم أي طلبوا ارهابهم وقيل هو بمعنى أرهبوهم مثل قر واستقر
قوله تعالى أن ألق يجوز أن تكون أن المصدرية وأن تكون بمعنى أي فإذا هي تلقف يقرأ بفتح اللام وتشديد القاف مع تخفيف التاء مثل تكلم ويقرأ أتلقف بتشديد التاء أيضا والأصل تتلقف فأدغمت الأولى في الثانية ووصلت بما قبلها فأغنى عن همزة الوصل ويقرأ بسكون اللام وفتح القاف وماضيه لقف مثل علم
قوله تعالى قالوا آمنا يجوز أن يكون حالا أي فانقلبوا صاغرين قد قالوا ويجوز أن يكون مستأنفا رب موسى بدل مما قبله
قوله تعالى قال فرعون آمنتم يقرأ بهمزتين على الاستفهام ومنهم من يحقق الثانية ومنهم من يخففها وألفصل بينهما بألف بعيد لأنه يصير في التقدير كأربع ألفات ويقرأ بهمزة واحدة على لفظ الخبر فيجوز أن يكون خبرا في المعنى وأن يكون حذف همزة الاستفهام وقرىء فرعون وآمنتم بجعل الهمزة الأولى وأوا لانضمام ما قبلها
قوله تعالى وما تنقم يقرأ بكسر القاف وفتحها وقد ذكر في المائدة
قوله تعالى ويذرك الجمهور على فتح الراء عطفا على ليفسدوا وسكنها بعضهم على التخفيف وضمها بعضهم أي وهو يذرك ويقرأ وآلهتك مثل العبادة والزيادة وهي العبادة
قوله تعالى يورثها يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا من الله
قوله تعالى بالسنين الأصل في سنة سنهة فلامها هاء لقولهم عاملته مسانهة وقيل لامها وأو لقولهم سنوات وأكثر العرب تجعلها كالزيدون ومنهم من يجعل النون حرف الإعراب وكسرت سنيها ايذانا بأنها جمعت على غير القياس من الثمرات متعلق بنقص والمعنى وبتنقص الثمرات

قوله تعالى يطيروا أي يتطيروا وقرىء شإذا تطيروا على لفظ الماضي طائرهم على لفظ الواحد ويقرأ طيرهم وقد ذكر مثله في آل عمران
قوله تعالى مهما فيها ثلاثة أقوال أحدها أن مه بمعنى أكفف و ما اسم للشرط كقوله ما يفتح الله للناس من رحمة والثاني أن أصل مه ما الشرطية زيدت عليها ما كما زيدت في قوله اما يأتينكم في أبدلت الألف الأولى هاء لئلا تتوالى كلمتان بلفظ واحد والثالث أنها بأسرها كلمة واحدة غير مركبة وموضع الاسم على الاقوال كلها نصب ب تأتينا والهاء في به تعود على ذلك الاسم
قوله تعالى والجراد جمع جرادة الذكر والانثى سواء والقمل يقرأت بالتشديد والتخفيف مع فتح القاف وسكون الميم قيل هما لغتان وقيل هما القمل المعروف في الثياب ونحوها والمشدد يكون في الطعام آيات حال من الاشياء المذكورة
قوله تعالى بما عهد عندك يجوز أن تتعلق الباء بادع أي بالشيء الذي علمك الله الدعاء به ويجوز أن تكون الباء للقسم إذا هم ينكثون هم مبتدأ وينكثون الخبر وإذا للمفاجأة وقد تقدم ذكرها
قوله تعالى وأورثنا يتعدى إلى مفعولين فالاول القوم و الذين كانوا نعت وفي المفعول الثاني ثلاثة أوجه أحدها مشارق الارض ومغاربها والمراد أرض الشام أو مصر و التي باركنا على هذا فيه وجهان أحدهما هو صفة المشارق والمغارب والثاني صفة الارض وفيه ضعف لأن فيه العطف على الموصوف قبل الصفة والقول الثاني أن المفعول الثاني لأورثنا التي باركنا أي الرض التي باركنا فعلى هذا في المشارق والمغارب وجهان أحدهما هو ظرف ليستضعفوا والثاني أن تقديره يستضعفون في مشارق الرض ومغاربها فلما حذف الحرف وصل الفعل بنفسه فنصب والقول الثالث أن التي باركنا صفة على ما تقدم والمفعول الثاني محذوف تقديره الارض أو الملك ما كان يصنع ما بمعنى الذي وفي اسم كان وجهان أحدهما هو ضمير ما وخبرها يصنع فرعون والعائد محذوف أي يصنعه والثاني أن اسم كان فرعون وفي يصنع ضمير فاعل وهذا ضعيف لأن يصنع يصلح أن يعمل في فرعون فلا يقدر تأخيره كما لا يقدر تأخير الفعل في قولك قام زيد وقيل ما مصدرية وكان زائدة وقيل ليست

زائدة ولكن كان الناقصة لا تفصل بين ما وبين صلنها وقد ذكرنا ذلك في قوله بما كانوا يكذبون وعلى هذا القول تحتاج كان إلى اسم ويضعف أن يكون اسمها ضمير الشأن لأن الجملة التي بعدها صلة ما فلا تصلح للتفسير فلا يحصل بها الايضاح وتمام الاسم لأن المفسر يجب أن يكون مستقبلا فتدعوا الحاجة إلى أن نجعل فرعون اسم كان وفي يصنع ضمير يعود عليه و يعرشون بضم الراء وكسرها لغتان وكذلك يعكفون وقد قرىء بهما فيهما
قوله تعالى وجأوزنا ببني إسرائيل البحر الباء هنا معدية كالهمزة والتشديد أي أجزنا ببني إسرائيل البحر وجوزنا
قوله تعالى كما لهم آلهة في ما ثلاثة أوجه أحدها هي مصدرية والجملة بعدها صلة لها وحسن ذلك أن الظرف مقدر بالفعل والثاني أن ما بمعنى الذي والعائد محذوف وآلهة بدل منه تقديره كالذي هو لهم والكاف وما عملت فيه صفة لاله أي الها مماثلا للذي لهم والوجه الثالث أن تكون ما كافة للكاف إذ من حكم الكاف أن تدخل على المفرد فلما أريد دخولها على الجملة كفت بما
قوله تعالى ما هم فيه يجوز أن تكون ما مرفوعة بمتبر لأنه قوي بوقوعه خبرا وأن تكون ما مبتدأ ومتبر خبر مقدم
قوله تعالى أغير الله فيه وجهان أحدهما هو مفعول أبغيكم والتقدير أبغى لكم لحذف اللام و الها تمييز والثاني أن الها مفعول أبغيكم غير الله صفة قدمت عليه فصارت حالا وهو فضلكم يجوز أن يكون حالا وأن يكون مستأنفا
قوله تعالى ثلاثين ليلة هو مفعول ثان لواعدنا وفيه حذف مضاف تقديره اتيان ثلاثين أو تمام ثلاثين و أربعين ليلة حال تقديرها فتم ميقات ربه كاملا وقيل هو مفعول تم لأن معناه بلغ فهو كقولهم بلغت أرضك جريبين و هارون بدل أو عطف بيان ولو قرىء بالرفع لكان نداء أو خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى جعله دكا أي صيره فهو متعد إلى اثنين فمن قرأ دكا جعله مصدرا بمعنى المدكوك وقيل تقديره ذا دك ومن قرأ بالمد جعله مثل أرض دكاء أو ناقة دكاء وهي التي لا سنام لها و صعقا حال مقارنة

قوله تعالى سأريكم قرىء في الشإذ بوأو بعد الهمزة وهي ناشئة عن الاشباع وفيها بعد
قوله تعالى سبيل الرشد يقرأ بضم الراء وسكون الشين وبفتحهما وسبيل الرشاد بالألف والمعنى واحد
قوله تعالى والذين كذبوا مبتدأ وخبره حبطت ويجوز أن يكون الخبر هل يجزون وحبطت حال من ضمير الفاعل في كذبوا وقد مرادة
قوله تعالى من حليهم يقرأ بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء وهو واحد ويقرأ بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء وهو جمع اصله حلوى فقلبت الوأو ياء أدغمت في الياء الاخرى ثم كسرت اللام اتباعا لها ويقرأ بكسر الحاء واللام والتشديد على أن يكون أتبع الكسر الكسر عجلا مفعول اتخذه و جسدا نعت أو بدل أو بيان من حليهم ويجوز أن يكون صفة لعجل قدم فصار حالا وأن يكون متعلقا باتخذ والمفعول الثاني محذوف أي الها
قوله تعالى سقط في أيديهم الجار والمجرور قائم مقام الفاعل والتقدير سقط الندم في أيديهم
قوله تعالى غضبان حال من موسى و أسفا حال آخر بدل من التي قبلها ويجوز أن يكون حالا من الضمير الذي في غضبان
قوله تعالى يجره إليه يجوز أن يكون حالا من موسى وأن يكون حالا من الرأس ويضعف أن يكون حالا من أخيه قال ابن أم يقرأ بكسر الميم والكسرة تدل على الياء المحذوفة وبفتحها وفيه وجهان أحدهما أن الألف محذوفة وأصل اللف الياء وفتحت الميم قبلها فانقلبت ألفا وبقيت الفتحة تدل عليها كما قالوا يا بنت عما والوجه الثاني أن يكون جعل ابن والام بمنزلة خمسة عشر وبناهما على الفتح فلا تشمت الجمهور على ضم التاء وكسر الميم و الاعداء مفعوله وقرىء بفتح التاء والميم والاعداء فاعله والنهي في اللفظ للأعداء وفي المعنى لغيرهم وهو موسى كما تقول لا أرينك هاهنا وقرىء بفتح التاء والميم ونصب الاعداء والتقدير لا تشمت أنت بي فتشمت بي الاعداء فحذف الفعل
قوله تعالى والذين عملوا السيئات مبتدأ والخبر ان ربك بعدها لغفور رحيم والعائد محذوف أي غفور لهم أو رحيم بهم

قوله تعالى وفي نسختها الجملة حال من الالواح لربهم يرهبون في اللام ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى من أجل ربهم فمفعول يرهبون على هذا محذوف أي يرهبون عقابه والثاني هي متعلقة بفعل محذوف تقديره والذين هم يخشعون لربهم والثالث هي زائدة وحسن ذلك لما تأخر الفعل
قوله تعالى واختار موسى قومه اختيار يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف الجر وقد حذف هاهنا والتقدير من قومه ولا يجوز أن يكون سبعين بدلا عند الاكثرين لأن المبدل منه في نية الطرح والاختيار لا بد له من مختار ومختار منه والبدل يسقط المختار منه وأرى أن البدل جائز على ضعف ويكون التقدير سبعين رجلا منهم أتهلكنا قيل هو استفهام أي أتعمنا بالاهلاك وقيل معناه النفي أي ما نهلك من لم يذنب و منا حال من السفهاء تضل بها يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون حالا من الكاف في فتنتك إذ ليس هنا ما تصلح أن يعمل في الحال
قوله تعالى هدنا المشهور ضم الهاء وهو من هاد يهود إذا تاب وقرىء بكسرها وهو من هاد يهيد إذا تحرك أو حرك أي حركنا إليك نفوسنا من أشاء المهشور في القراءة الشين وقرىء بالسين والفتح وهو فعل ماض أي أعاقب المسيء
قوله تعالى الذين يتبعون في الذين ثلاثة أوجه أحدها هو جر على أنه صفة للذين يتقون أو بدل منه والثاني نصب على إضمار أعنى والثالث رفع اي هم الذين يتبعون ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر يأمرهم وأولئك هم المفلحون الامي المشهور ضم الهمزة وهو منسوب إلى الام وقد ذكر في البقرة وقرىء بفتحها وفيه وجهان أحدهما أنه من تغيير النسبة كما قالوا أموي والثاني هو منسوب إلى الام وهو القصد أي الذي هو على القصد والسداد يجدونه أي يجدون اسمه و مكتوبا حال و عندهم ظرف لمكتوب أو لجدون يأمرهم يجوز أن يكون خبرا للذين وقد ذكر ويجوز أن يكون مستأنفا أو أن يكون حالا من النبي أو من الضمير في مكتوب اصرهم الجمهور على الافراد وهو جنس ويقرأ

آصارهم على الجمع لاختلاف أنواع الثقل الذي كان عليهم ولذلك جمع الاغلال وعزروه بالتشديد والتخفيف وقد ذكر في المائدة
قوله تعالى الذي له ملك السموات موضع نصب بإضمار أعنى أي في موضع رفع على إضمار هو ويبعد أن يكون صفة لله أو بلاد منه لما فيه من ألفصل بينهما بإليكم وحاله وهو متعلق برسول
قوله تعالى وقطعناهم اثنتى فيه وجهان أحدهما أن قطعنا بمعنى صيرنا فيكون اثنتى عشرة مفعولا ثانيا والثاني أن يكون حالا أي فرقناهم فرقا و عشرة بسكون الشين وكسرها وفتحها لغات قد قرىء بها و أسباطا بدل من اثنتى عشر لا تمييز لأنه جمع و أمما نعت لأسباط أو بدل بعد يدل وأنث اثنتى عشرة لأن التقدير اثنتى عشرة أمية أن اضرب يجوز أن تكون مصدرية وأن تكون بمعنى أي
قوله تعالى حطة هو مثل الذي في البقرة و نغفر لكم قد ذكر في البقرة ما يدل على ما هاهنا
قوله تعالى عن القرية أي عن خبر القرية وهذا المحذوف هو الناصب للظرف الذي هو قوله إذ يعدون وقيل هو ظرف لحاضرة وجوز ذلك أنها كانت موجودة في ذلك الوقت ثم خرجت ويعدون خفيف ويقرأ بالتشديد والفتح والصل يعتدون وقد ذكر نظيره في يخطف إذ تأتيهم ظرف ليصعدون و حيتانهم جمع حوت أبدلت الوأو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها شرعا حال من الحيتان ويوم لا يسبتون ظرف لقوله لا تأتيهم
قوله تعالى معذرة يقرأ بالرفع أي موعظتنا معذرة وبالنصب على المفعول له أي وعظنا للمعذرة وقيل هو مصدر أي نعتذر معذرة
قوله تعالى بعذاب بئيس يقرأ بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة بعدها وفيه وجهان أحدهما هو نعت للعذاب مثل شديد والثاني هو مصدر مثل النذير والتقدير بعذاب ذي بأس أي ذي شدة ويقرأ كذلك الا أنه بتخفيف الهمزة وتقريبها من الياء ويقرأ بفتح الباء وهمزة مكسورة لاياء بعدها وفيه وجهان أحدهما هو صفة مثل قلق وحنق والثاني هو منقول من بئس الموضوعة للذم إلى الوصف ويقرأ كذلك الا أنه بكسر الباء اتباعا ويقرأ بكسر الباء وسكون الهمزة وأصلها

فتح الباء وكسر الهمزة فتكسر الباء اتباعا وسكن الهمزة تخفيفا ويقرأ كذلك الا أن مكان الهمزة ياء ساكنة وذلك تخفيف كما تقول في ذئب ذيب ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وأصلها همزة مكسورة أبدلت ياء ويقرأ بياءين على فيعال ويقرأ بيس بفتح الباء والياء من غير همز واصله باء ساكنة وهمزة مفتوحة الا أن حركة الهمزة ألقيت على الياء ولم تقلب الياء ألفا لأن حركتها عارضة ويقرأ بيأس مثل ضيغم ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وتشديدها مثل سيد وميت وهو ضعيف إذ ليس في الكلام مثله من الهمز ويقرأ بأيس بفتح الباء وسكون الهمزة وفتح الياء وهو بعيد إذ ليس في الكلام فعيل ويقرأ كذلك الا أنه بكسر الباء مثل عثير وحديم
قوله تعالى تإذن هو بمعنى إذن أي أعلم إلى يوم القيامة يتعلق بتإذن أو بيبعث وهو الاوجه ولا يتعلق ب يسومهم لأن الصلة أو الصفة لا تعمل فيما قبلها
قوله تعالى وقطعناهم في الارض أمما مفعول ثاني أو حال منهم الصالحون صفة لأمم أو بدل منه و دون ذلك ظرف أو خبر على ما ذكرنا في قوله لقد تقطع بينكم
قوله تعالى ورثوا الكتاب نعت لخلف يأخذون حال من الضمير في ورثوا ودرسوا معطوف على ورثيا وقوله ألم يؤخذ معترض بينهما ويقرأ ادارسوا وهو مثل اداركوا فيها وقد ذكر
قوله تعالى والذين يمسكون مبتدأ والخبر انا لا نضيع أجر المصلحين والتقدير منهم وان شئت قلت انه وضع الظاهر موضع المضمر أي لا نضيع أجرهم وان شئت قلت لما كان الصالحون جنسا والمبتدأ واحدا منه استغنيت عن ضمير ويمسكون بالتشديد والماضي منه مسك ويقرأ بالتخفيف من أمسك ومعنى القراءتين تمسك بالكتاب أي عمل به والكتاب جنس
قوله تعالى وإذ نتقنا أي إذكر إذ و فوقهم ظرف لنتقنا أو حال من الجبل غير مؤكدة لأن رفع الجبل فوقهم تخصيص له ببعض جهات العلو كأنه الجملة حال من الجبل أيضا وظنوا مستأنف ويجوز أن يكون معطوفا على نتقنا فيكون موضعه جرا ويجوز أن يكون حالا وقد معه مرادة خذوا ما آتيناكم قد ذكر في البقرة

قوله تعالى وإذ أخذ أي وإذكر من ظهورهم بدل من بني آدم أي من ظهور بني آدم وأعاد حرف الجر مع البدل وهو بدل الاشتمال أن تقولوا بالياء والتاء وهو مفعول له أي مخافة أن تقولوا وكذلك أو تقولوا
قوله تعالى ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث الكلام كله حال من الكلب تقديره يشبه الكلب لاهثا في كل حال
قوله تعالى ساء هو بمعنى بئس وفاعله مضمر أي ساء المثل و مثلا مفسر القوم أي مثل القوم لا بد من هذا التقدير لأن المخصوص بالذم من جنس فاعل بئس والفاعل المثل والقوم ليس من جنس المثل فلزم أن يكون التقدير مثل القوم فحذفه وأقام القوم مقامه قوله تعالى لجهنم يجوز أن يتعلق بذرأنا وأن يتعلق بمحذوف على أن يكون حالا من كثير أي كثيرا لجهنم و من الجن نعت لكثير لهم قلوب نعت لكثير أيضا
قوله تعالى الاسماء الحسنى الحسنى صفة مفردة لموصوف مجموع وأنث لتأنيث الجمع يلحدون يقرأ بضم الياء وكسر الحاء وماضيه ألحد وبفتح الياء والحاء وماضيه لحد وهما لغتان
قوله تعالى وممن خلقنا نكرة موصوفة أو بمعنى الذي
قوله تعالى والذين كذبوا مبتدأ و سنستدرجهم الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف فسره المذكور أي سنستدرج الذين
قوله تعالى وأملي خبر مبتدأ محذوف أي وأنا أملي ويجوز أن يكون معطوفا على نستدرج وأن يكون مستأنفا
قوله تعالى ما بصاحبهم في ما وجهان أحدهما نافية وفي الكلام حذف تقديره أو لم يتفكروا في قولهم به جنة والثاني أنها استفهام أي أو لم يتفكروا أي شيء بصاحبهم من الجنون مع انتظام أقواله وأفعاله وقيل هي بمعنى الذي وعلى هذا يكون الكلام خرج عن زعمهم
قوله تعالى وأن عسى يجوز أن تكون المخففة من الثقيلة وأن تكون مصدر وعلى كلا الوجهين هي في موضع جر عطفا على ملكوت و أن يكون فاعل عسى

وأما اسم يكون فمضمر فيها وهو ضمير الشان و قد اقترب أجلهم في موضع نصب خبر كان والهاء في بعده ضمير القرآن
قوله تعالى فلا هادي في موضع جزم على جواب الشرط ويذرهم بالرفع على الاستئناف وبالجزم عطفا على موضع فلا هادي وقيل سكنت لتوالي الحركات
قوله تعالى أيان اسم مبني لتضمنه حرف الاستفهام بمعنى متى وهو خبر ل مرساها والجملة في موضع جر بدلا من الساعة تقديره يسألونك عن زمان حلول الساعة ومرساها مفعل من أرسى وهو مصدر مثل المدخل والمخرج بمعنى الادخال والإخراج أي متى أرساها انما علمها المصدر مضاف إلى المفعول وهو مبتدأ و عند الخبر ثقلت في السموات أي ثقلت على أهل السموات والرض أي تثقل عند وجودها وقيل التقدير ثقل علمها على أهل السموات حفي عنها فيه وجهان أحدهما تقديره يسألونك عنها كأنك حفي أي معنى بطلبها فقدم وأخر والثاني أن عن بمعنى الباء أي حفي بها وكأنك حال من المفعول وحفي بمعنى محفو ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل
قوله تعالى لنفسي يتعلق بأملك أو حال من نفع الا ما شاء الله استثناء من الجنس لقوم يتعلق ببشير عند البصريين وبنذير عند الكوفيين
قوله تعالى فمرت به يقرأ بتشديد الراء من المرور ومارت بالألف وتخفيف الراء من المور وهو الذهاب والمجيء
قوله تعالى جعلا له شركاء يقرأ بالمد على الجمع وشركا بكسر الشين وسكون الراء والتنوين وفيه وجهان أحدهما تقديره جعلا لغيره شركا أي نصيبا والثاني جعلا له ذا شرك فحذف في الموضعين المضاف
قوله تعالى أدعوتموهم قد ذكر في قوله سواء عليم أأنذرتهم و أم أنتم صامتون جملة اسمية في موضع الفعلية والتقدير أدعوتموهم أم صمتم
قوله تعالى ان الذين تدعون الجمهور على تشديد النون و عباد خبر ان و أمثالكم نعت له والعائد محذوف أي تدعو بهم ويقرأ عبادا وهو حال من العائد المحذوف وأمثالكم الخبر ويقرأ ان بالتخفيف وهي بمعنى ما

وعبادا خبرها وأمثالكم يقرأ بالنصب نعتا لعبادا وقد قرىء أيضا أمثالكم بالرفع على أن يكون عبادا حالا من العائد المحذوف وأمثالكم الخبر وان بمعنى ما لا تعمل عند سيبويه وتعمل عند المبرد
قوله تعالى قل ادعوا يقرأ بضم اللام وكسرها وقد ذكرنا ذلك في قوله فمن اضطر
قوله تعالى ان وليي الله الجمهور على تشديد الياء الأولى وفتح الثانية وهو الأصل ويقرأ بحذف الثانية في اللفظ لسكونها وسكون ما بعدها ويقرأ بفتح الياء الأولى ولا ياء بعدها وحذف الثانية من اللفظ تخفيفا
قوله تعالى طيف يقرأ بتخفيف الياء وفيه وجهان أحدهما أصله طيف مثل ميت فخفف والثاني أنه مصدر طاف يطيف إذا أحاط بالشيء وقيل هو مصدر يطوف قلبت الوأو ياء وان كانت ساكنة كما قلبت في أيد وهو بعيد ويقرأ طائف على فاعل
قوله تعالى يمدونهم بفتح الياء وضم الميم من مد يمد مثل قوله ويمدهم في طغيانهم ويقرأ بضم الياء وكسر الميم من أمده امدادا في الغي يجوز أن يتعلق بالفعل المذكور ويجوز أن يكون حالا من ضمير المفعول أو من ضمير الفاعل
قوله تعالى فاستمعوا له يجوز أن تكون اللام بمعنى لله أي لأجله ويجوز أن تكون زائدة أي فاستمعوه ويجوز أن تكون بمعنى إلى
قوله تعالى تضرعا وخفية مصدران في موضع الحال وقيل هو مصدر لفعل من غير المذكر بل من معناه ودون الجهر معطوف على تضرع والتقدير مقتصدين بالغدو متعلق بادعوا والاصال جمع الجمع لأن الواحد أصيل وفعيل لا يجمع على أفعال بل على فعل ثم فعل على افعال والأصل أصيل وأصل ثم آصال ويقرأ شإذا والايصال بكسر الهمزة وياء بعدها وهو مصدر أصلنا إذا دخلنا في الاصيل

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الانفال
عن الانفال الجمهور على اظهار النون ويقرأ بادغامها في اللام وقد ذكر في قوله عن الاهلة و ذات بينكم قد ذكر في آل عمران عند قوله بذات الصدور وجلت مستقبلة توجل بفتح التاء وسكون الوأو وهي اللغة الجيدة ومنهم من يقلب الوأو ألفا تخفيفا ومنهم من يقلبها ياء بعد كسر التاء وهو على لغة من كسر حرف المضارعة وانقلبت الوأو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ومنهم من يفتح التاء مع سكون الياء فتركب من اللغتين لغة ثالثة فتفتح الاول على اللغة ألفاشية وتقلب الوأو ياء على الاخرى وعلى ربهم يتوكلون يجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير المفعول في زادتهم ويجوز أن يكون مستأنفا
قوله تعالى حقا قد ذكر مثله في النساء و عند ربهم ظرف والعامل في الاستقرار ويجوز أن يكون العامل فيه درجات لأن المراد به الاجور
قوله تعالى كما أخرجك في موضع الكاف أوجه أحدها أنها صفة لمصدر محذوف ثم في ذلك المصدر أوجه تقديره ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك والثاني وأصلحوا ذات بينكم اصلاحا كما أخرجك وفي هذا رجوع من خطاب الجمع إلى خطاب الواحد والثالث تقديره وأطيعوا الله طاعة كما أخرجك والمعنى طاعة محققة والرابع تقديره يتوكلون توكلا كما أخرجك والخامس هو صفة لحق تقديره أولئك هم المؤمنون حقا مثل ما أخرجك والسادس تقديره يجادلونك جدالا كما أخرجك والسابع تقديره وهم كارهون كراهية كما أخرجك أي ككراهيتم أو كراهيتك لاخراجك وقد ذهب قوم إلى أن الكاف بمعنى الوأو التي للقسم وهو بعيد و ما مصدرية وب بالحق حال وقد ذكر نظائره وان فريقا الوأو هنا وأو الحال

قوله تعالى وإذ يعدكم إذ في موضع نصب أي وإذكروا والجمهور على ضم الدال ومنهم من يسكنها تخفيفا لتوإلى الحركات و احدى مفعول ثان و أنها لكم في موضع بدلا من احدى بدل الاشتمال والتقدير وإذ يعدكم الله ملكة احدى الطائفتين
قوله تعالى إذ تستغيثون يجوز بدلا أن يكون بدلا من إذ الأولى وأن يكون التقدبر إذكروا ويجوز أن يكون ظرفا لتودون يألف الجمهور على افراد لفظة الألف ويقرأبألف على أفعل مثل أفلس وهو معنى قوله بخمسة الاف مردفين يقرأ بضم الميم وكسر الدال واسكال الراء وفعله أردف والمفعول محذوف أي مردفين أمثالهم ويقرأ بفتح الدال على مالم يسم فاعله أي أرفوا بأمثالهم وبجوز أن يكون المردفون من جاء بعد الاوائل أي جعلوا ردفا للأوائل ويقرأ بضم الميم وكسر الدال وتشديدها وعلى هذا الراء ثلاثة أوجه الفتح وأصلها مرتدفين فنقلت حركة التاء إلى الراء وأبدلت ذالا ليصح اغامها فى الدال وكان تغيبر التاء أولى لأنها مهموسة والدال مجهورة وتغيير الضعيف إلى القوى أولى والثاني كسر الراء على اتباعها لكسرة الدال أو على الأصل فى التقاء الساكنين والثلث الضم اتباعا لضمة الميم ويقرأ بكسر الميم والراء على اتباع الميم الراء وقيل من قرأ بفتح الراء وتشديد الدال فهو من ردف بضعيف العين للتكثير أو أن التشديد بدل من الهمزة كأفرجته وفرجته
قوله تعالى وما جعله الله الهاء هنا مثل الهاء التي في آل عمران
قوله تعالى إذ يغشيكم إذ مثل إذ تستغيثون ويجوز أن يكون ظرفا لما دل عليه عزيز حكيم ويقرأ يغشاكم بالتخفيف واللف و النعاس فالعه ويقرأ بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها والنعاس بالنصب أي يغشيكم الله النعاس ويقرأ كذلك الا أنه بتشديد الشين و أمنة مذكور في آل عمران ماء ليطهركم الجمهور على المد والجار صفة له ويقرأ شإذا بالقصر وهي بمعنى الذي رجز الشيطان الجمهور على الزاي ويراد به هنا الوسواس وجاز أن يسمى رجزا لأنه سبب للرجز وهو العذاب وقرىء بالسين وأصل الرجس الشيء القذر فجعل ما يفضي إلى العذاب رجسا استقذارا له
قوله تعالى فوق الاعناق هو ظرف لاضربوا وفوق العنق الرأس وقيل هو مفعول به وقيل فوق زائدة منهم حال من كل بنان أي كل بنان

كائنا منهم ويضعف أن يكون حالا من بنان إذ فيه تقديم حال المضاف إليه على المضاف ذلك أي الامر وقيل ذلك مبتدأ و بأنهم الخبر أي ذلك مستحق بشقاقهم ومن يشاقق الله انما لم يدغم لأن القاف الثانية ساكنة في الأصل وحركتها هنا لالتقاء الساكنين فهي غير معتد بها
قوله تعالى ذلكم فذوقوه أي الامر ذلكم أو ذلكم واقع أو مستحق ويجوز أن يكون في موع نصب أي ذوقوا ذلكم وجعل الفعل الذي بعده مفسرا له والاحسن أن يكون التقدير باشروا ذلكم فذقوه لتكون الفاء عاطفة وأن للكافرين أي والامر أن للكافرين
قوله تعالى زحفا مصدر في موضع الحال وقيل هو مصدر للحال المحذوفة أي تزحفون زحفا و الادبار مفعول ثان لتولوهم
قوله تعالى متحرفا أو متحيزا حالان من ضمير الفاعل في يولهم
قوله تعالى ذلكم أي الامر ذلكم أي الامر ذلكم و الامر أن الله موهن بتشديد الهاء وتخفيفها وبالاضافة والتنوين وهو ظاهر
قوله تعالى وأن الله مع المؤمنين يقرأ بالكسر على الاستئناف وبالفتح على تقدير والامر أن الله مع المؤمنين
قوله تعالى ان شر الدواب عند الله الصم انما جمع الصم وهو خبر شر لأن شرا هنا يراد به الكثرة فجمع الخبر على المعنى ولو قال الاصم لكان الافراد على اللفظ والمعنى على الجمع
قوله تعالى لا تصيبن فيها ثلاثة أوجه أحدها أنه مستأنف وهو جواب قسم محذوف أي والله لا تصيبن الذين ظلموا خاصة بل تعم والثاني أنه نهى والكلام محمول على المعنى كما تقول لا أرينك هاهنا أي لا تكن هاهنا فان من يكون هاهنا أراه وكذلك المعنى هنا إذ المعنى لا تدخلوا في ألفتنة فان من يدخل فيها تنزل به عقوبة عامة والثالث أنه جواب الامر وأكد بالنون مبالغة وهو ضعيف لأن جواب الشرط متردد فلا يليق به التوكيد وقرىء في الشإذ لتصيبن بغير ألف قال ابن جني الاشبه أن تكون الألف محذوفة كما حذفت في أم والله وقيل في قراءة الجماعة ان الجملة صفة لفتنة ودخلت النون على المنفي في غير القسم على الشذوذ

قوله تعالى تخافون يجوز أن يكون في موضع رفع صفة كالذي قبله أي خائفون ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مستضعفون
قوله تعالى وتخونوا أماناتكم يجوز أن يكون مجزوما عطفا على الفعل الاول وأن يكون نصبا على الجواب بالوأو
قوله تعالى وإذ يمكر هو معطوف على وإذكروا إذ أنتم
قوله تعالى هو الحق القراءة المشهورة بالنصب وهو هاهنا فصل ويقرأ بالرفع على أن هو مبتدأ والحق خبره والجملة خبر كان و من عندك حال من معنى الحق أي الثابت من عندك من السماء يجوز أن يتعلق بأمطر وأن يكون صفة لحجارة
قوله تعالى أن لا يعذبهم أي في أن لا يعذبهم فهو في موضع نصب أو جر على الاختلاف وقيل هو حال وهو بعيد لأن أن تخلص الفعل للاستقبال
قوله تعالى وما كان صلاتهم الجمهور على رفع الصلاة ونصب المكاء وهو ظاهر وقرأ الاعمس بالعكس وهي ضعيفة ووجهها أن المكاء والصلاة مصدران والمصدر جنس ومعرفة الجنس قريبة من نكرته ونكرته قريبة معرفته الا ترى أنه لا فرق بين خرجت فإذا الاسد أو فإذا أسد ويقوى ذلك أن الكلام قد دخله النفي والاثبات وقد يحسن في ذلك مالا يحسن في الاثبات المحض الا ترى أنه لا يحسن كان رجل خيرا منك ويحسن ما كان رجل الا خيرا منك وهمزة المكاء مبدلة من وأو لقولهم مكا يمكو والأصل في التصدية تصددة لأنه من الصد فأبدلت الدال الاخيرة ياء لثقل التضعيف وقيل هي أصل وهو من الصدى الذي هو الصوت
قوله تعالى ليميز يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر في آل عمران و بعضه بدل من الخبيث بدل البعض أي بعض الخبث على بعض ويجعل هنا متعدية إلى مفعول بنفسها وإلى الثاني بحرف الجر وقيل الجار والمجرور حال تقديره ويجعل بعض الخبيث عاليا على بعض
قوله تعالى نعم المولى المخصوص بالمدح محذوف أي نعم المولى الله سبحانه
قوله تعالى أن ما غنمتم ما بمعنى الذي والعائد محذوف و من شيء حال من العائد المحذوف تقديره ما غنمتموه قليلا وكثيرا فأن لله يقرأ

بفتح الهمزة وفي الفاء وجهان أحدهما أنها دخلت في خبر الذي لما في الذي من معنى المجازاة و أن وما عملت فيه في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره فالحكم أن الله خمسه والثاني أن الفاء زائدة و أن بدل من الأولى وقيل ما مصدرية والمصدر بمعنى المفعول أي واعملوا أن غنيمتكم أي مغنومكم ويقرأ بكسر الهمزة في أن الثانية على أن تكون أن وما عملت فيه مبتدأ وخبرا في موضع خبر الأولى والخمس بضم الميم وسكونها لغتان قد قرىء بهما يوم ألفرقان ظرف لأنزلنا أو لآمنتم يوم التقى بدل من يوم الاول ويجوز أن يكون ظرفا للفرقان لأنه مصدر بمعنى التفريق
قوله تعالى إذ أنتم إذ بدل من يوم أيضا ويجوز أن يكون التقدير إذكروا إذ أنتم ويجوز أن يكون ظرفا لقدير والعدوة بالضم والكسر لغتان قد قرىء بهما القصوى بالوأو وهي خارجة على الأصل وأصلها من الوأو وقياس الاستعمال أن تكون القصيا لأنه صفة كالدنيا والعيا وفعلى إذا كانت صفة قلبت وأو ياء فرقا بين الاسم والصفة والركب جمع راكب في المعنى وليس بجمع في اللفظ ولذلك تقول في التصغير ركيب كما تقول فريخ و أسفل منكم ظرف أي والركب في مكان أسفل منكم أي أشد تسفلا والجملة حال من الظرف الذي قبله ويجوز أن تكون في موضع جر عطفا على أنتم أي وإذا الركب أسفل منكم ليقضي الله اي فعل ذلك ليقضي ليهلك يجوز أن يكون بدلا من ليقضي باعادة الحرف وأن يكون متعلقا بيقضي أو بمفعولا من هلك الماضي هنا بمعنى المستقبل ويجوز أن يكون المعنى ليهلك بعذاب الاخرة من هلك في الدنيا منهم بالقتل من حي يقرأ بتشديد الياء وهو الأصل لأن الحرفين متماثلان متحركان فهو مثل شد ومد ومنه قول عبيد
عيوا بأمرهم كما ... عيت ببيضتها الحمامه
ويقرأ بالاظهار وفيه وجهان أحدهما أن الماضي حمل على المستقبل وهو يحيا فكما لم يدغم في المستقبل لم يدغم في الماضي وليس كذلك شد ومد فانه يدغم فيهما جميعا والوجه الثاني أن حركة الحرفين مختلفة فالأولى مكسورة والثانية مفتوحة واختلاف الحركتين كاختلاف الحرفين ولذلك أجازوا في الاختيار لحححت عينه وضبب البلد إذا اكثر ضبه ويقوى ذلك أن الحركة الثانية عارضة فكان الياء الثانية ساكنة ولو سكنت لم يلزم الادغام وكذلك إذا كانت في تقدير الساكن والياآن

أصل وليست الثانية بدلا من وأو فأما الحيوان فالوأو فيه بدل من الياء وأما الحواء فليس من لفظ الحية بل من حوى يحوى إذا جمع و عن بينة في الموضعين يتعلق بالفعل الاول
قوله تعالى إذ ريكهم أي إذكروا ويجوز أن يكون ظرفا لعليم
قوله تعالى فتفشلوا في موضع نصب على جواب النهي وكذلك وتذهب ريحكم ويجوز أن يكون فتفشلوا جزما عطفا على النهي ولذلك قرىء ويذهب ريحكم
قوله تعالى بطرا ورثاء الناس مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال ويصدون معطوف على معنى المصدر
قوله تعالى لا غالب لكم اليوم غالب هنا مبنية ولكم في موضع رفع خبر لا واليوم معمول الخبر و من الناس حال من الضمير في لكم ولا يجوز أن يكون اليوم منصوبا بغالب ولا من الناس حالا من الضمير في غالب لأن اسم لا إذا عمل فيما بعده لا يجوز بناؤه والألف في جار بدل من وأو لقولك جأورته و على عقبيه حال
قوهل تعالى إذ يقول المنافقون أي إذكروا ويجوز أن يكون ظرفا لزين أو لفعل من الافعال المذكورة في الاية مما يصح به المعنى
قوله تعالى يتوفى يقرأ بالياء وفي الفاعل وجهان أحدهما الملائكة ولم يؤنث للفصل بينهما ولأن تأنيث الملائكة غير حقيقي فعلى هذا يكون يضربون وجوههم حالا من الملائكة أو حالا من الذين كفروا لأن فيها ضميرا يعود عليهما والثاني أن يكون الفاعل مضمرا أي إذ يتوفى الله والملائكة على هذا مبتدأ ويضربون الخبر والجملة حال ولم يحتج إلى الوأو لأجل الضمير أي يتوفاهم والملائكة يضربون وجوههم ويقرأ بالتاء والفاعل الملائكة
قوله تعالى كدأب قد ذكر في آل عمران ما يصح منه اعراب هذا الموضع
قوله تعالى وان الله سميع عليم يقرأ بفتح الهمزة تقديره ذلك بأن الله لم يك مغيرا وبأن الله سميع ويقرأ بكسرها على الاستئناف
قوله تعالى الذين عاهدت يجوز أن يكون بدلا من الذين الأولى وأن

يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين ويجوز أن يكون نصبا على اضبار أعنى و منهم حال من العائد المحذوف
قوله تعالى فاما تثقفنهم إذ أكدت أن الشرطية بما أكد فعل الشرط بالنون ليتناسب المعنى فشرد بهم الجمهور على الدال وهو الأصل وقرأ الاعمش بالدال وهو بدل من الدال كما قالوا خراديل وخزإذيل وقيل هو مقلوب من شذر بمعنى فرق ومنه قولهم تفرقوا شذر مذر ويجوز أن تكون من شذر في مقاله إذا أكثر فيه وكل ذلك تعسف بعيد
قوله تعالى فانبذ إليهم أي عهدهم فحذف المفعول و على سواء حال
قوله تعالى ولا تحسبن الذين يقرأ بالتاء على الخطاب للنبي والمفعول الثاني سبقوا ويقرأ بالياء وفي الفاعل وجهان أحدهما هو مضمر أي يحسبن من خلفهم أو لا يحسبن أحد فالإعراب على هذا كاعراب القراءة الأولى والثاني أن الفاعل الذين كفروا والمفعول الثاني سبقوا والاول محذوف أي أنفسهم وقيل التقدير أن سبقوا وأن هنا مصدرية مخففة من الثقيلة حكى عن ألفراء وهو بعيد لأن أن المصدرية موصولة وحذف الموصول ضعيف في القياس شإذ في الاستعمال انهم لا يعجزون أي لا يحسبوا ذلك لهذا والثاني أنه متعلق بتحسب اما مفعول أو بدل من سبقوا وعلى كلا الوجهين تكون لا زائدة وهو ضعيف لوجهين أحدهما زيادة لا والثاني أن مفعول حسبت إذا كان جملة وكان مفعولا ثانيا كانت فيه ان مكسورة لأنه موضع مبتدأ وخبر
قوله تعالى من قوة هو في موضع الحال من ما أو من العائد المحذوف في استطعتم ترهبون به في موضع الحال من الفاعل في اعدلوا أو من المفعول لأن في الجملة ضميرين يعودان إليهما
قوله تعالى للسلم يجوز أن تكون اللام بمعنى إلى لأن جنح بمعنى مال ويجوز أن تكون معدية للفعل بنفسها وأن تكون بمعنى من أجل والسلم بكسر السين وفتحها لغتان وقد قرىء بهما وهي مؤنثة ولذلك قال فاجنح لها

قوله تعالى حسبك الله مبتدأ وخبر وقال قوم حسبك مبتدأ والله فاعله أي يكفيك الله ومن اتبعك في من ثلاثة أوجه أحدها جر عطفا على الكاف في حسبك وهذا لا يجوز عند البصريين لأن العطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار لا يجوز والثاني موضعه نصب بفعل محذوف دل عليه الكلام تقديره ويكفي من ابتعك والثالث موضعه رفع على ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على اسم الله فيكون خبرا آخر كقولك القائمان زيد وعمرو ولم يثن حسبك لأنه مصدر وقال قوم هذا ضعيف لأن الوأو للجمع ولا يحسن هاهنا كما لم يحسن في قولهم ما شاء الله وشئت وثم هنا أولى والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره وحسبك من اتبعك
قوله تعالى ان يكن يجوز أن تكون التامة فيكون الفاعل عشرون و منكم حال منها أو متعلقة بيكون ويجوز أن تكون الناقصة فيكون عشرون اسمها ومنكم الخبر
قوله تعالى أسرى فيه قراءات قد ذكرت في البقرة والله يريد الاخرة الجمهور على نصب الاخرة على الظاهر وقرىء شإذا بالجر تقديره والله يريد عرض الاخرة فحذف المضاف وبقي عمله كما قال بعضهم
أكل امرىء تحسبين أمرأ ... ونار توقد بالليل نارا
أي وكل نار
قوله تعالى لولا كتاب كتاب مبتدأ و سبق صفة له و من الله يجوز أن يكون صفة أيضا وأن يكون متعلقا بسبق والخبر محذوف أي تدارككم
قوله تعالى حلالا طيبا قد ذكر في البقرة
قوله تعالى خيانتك مصدر خان يخون واصل الياء الوأو فقلبت لانكسار ما قبلها ووقع الألف بعدها
قوله تعالى من ولايتهم يقرأ بفتح الوأو وكسرها وهما لغتان وقيل هي بالكسر الامارة وبالفتح من موالاة النصرة

قوله تعالى الا تفعلوه الهاء تعود على النصر وقيل على الولاء والتأمر
قوله تعالى في كتاب الله في موضع نصب بأولى أي يثبت ذلك في كتاب الله

سورة التوبة
قوله تعالى براءة فيه وجهان أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي هذا براءة أو هذه و من الله نعت له و إلى الذين متعلقة ببراءة كما تقول برئت إليك من كذا والثاني أنها مبتدأ ومن الله نعت لها وإلى الذين الخبر وقرىء شإذا من الله بكسر النون على أصل التقاء الساكنين و أربعة أشهر ظرف لفسيحوا
قوله تعالى وإذان مثل براءة و إلى الناس متعلق بإذان أو خبر له أن الله بريء المشهور بفتح الهمزة وفيه وجهان أحدهما هو خبر الاذان أي الإعلام من الله براءته من المشركين والثاني هو صفة أي وإذان كائن بالبراءة وقيل التقدير واعلام من الله بالبراءة فالباء متعلقة بنفس المصدر ورسوله يقرأ بالرفع وفيه ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على الضمير في بريء وما بينهما يجري مجرى التوكيد فلذلك ساغ العطف والثاني هو خبر مبتدأ محذوف أي ورسوله بريء والثالث هو معطوف على موضع الابتداء وهو عند المحققين غير جائز لأن المفتوحة لها موضع غير الابتداء بخلاف المكسورة ويقرأ بالنصب عطفا على اسم ان ويقرأ بالجر شإذا وهو على القسم ولا يكون عطفا معلى المشركين لأنه يؤدى إلى الكفر
قوله تعالى الا الذين عاهدتم في موضع نصب على علاستثناء من المشركين ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر فأتموا ينقصوكم الجمهور بالصاد وقرىء بالضاد اي ينقضوا عهودكم فحذف المضاف و شيئا في موضع المصدر
قوله تعالى واقعدوا لهم كل مرصد المرصد مفعل من رصدت وهو هنا مكان وكل ظرف لاقعدوا وقيل هو منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي على كل مرصد أو بكل
قوله تعالى وان أحد هو فاعل لفعل محذوف دل عليه ما بعده و حتى يسمع أي إلى أن يسمع أوكي يسمع ومأمن مفعل من الامن وهو مكان ويجوز أن يكون مصدرا ويكون التقدير ثم أبلغه موضع مأمنه

قوله تعالى كيف يكون اسم يكون عهد وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها كيف وقدم للاستفهام وهو مثل قوله كيف كان عاقبة مكرهم والثاني أنه للمشركين و عند على هذين ظرف للعهد أو ليكون أو للجار أو هي وصف للعهد والثالث الخبر عند الله وللمشركين تبيين أو متعلق بيكون وكيف حال من العهد فما استقاموا في ما وجهان أحدهما هي زمانية وهي المصدرية على التحقيق والتقدير فاستقيموا لهم مدة استقامتهم لكم والثاني هي شرطية كقوله ما يفتح الله والمعنى ان استقاموا لكم فاستقيموا ولا تكون نافية لأن المعنى يفسد إذ يصير المعنى استقيموا لهم لأنهم لم يستقيموا لكم
قوله تعالى كيف وان يظهروا المستفهم عنه محذوف تقديره كيف يكون لهم عهد أو كيف تطمئنون إليهم الا الجمهور بلام مشددة من غير ياء وقرىء ايلا مثل ريح وفيه وجهان أحدهما أنه أبدل اللام الأولى ياء لثقل التضعيف وكسر الهمزة والثاني أنه من آلي يئول إذا ساس أو من آل يئول إذا صار إلى آخر الامر وعلى الوجهين قلبت الوأو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها يرضونكم حال من الفاعل في لا يرقبوا عند قوم وليس بشيء لأنهم بعد ظهورهم لا يرضون المؤمنين وإنما هو مستأنف
قوله تعالى فاخوانكم أي فهم اخوانكم و في الدين متعلق باخوانكم
قوله تعالى ائمة الكفر هو جمع امام وأصله أئمة مثل خباء وأخبية فنقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة الساكنة وأدغمت في الميم الاخرى فمن حقق الهمزتين أخرجهما على الأصل ومن قلب الثانية ياء فلسكرتها المنقولة إليها ولا يجوز هنا أن تجعل بين بين كما جعلت همزة أئذا لأن الكسرة هنا منقولة وهناك أصلية ولو خففت الهمزة الثانية هنا على القياس لكانت ألفا لانفتاح ما قبلها ولكن ترك ذلك لتترحك بحركة الميم في الأصل
قوله تعالى أول مرة هو منصوب على الظرف فالله أحق مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو أحق و أن تخشوه في موضع نصب أو جر أي بأن تخشوه وفي الكلام حذف أي أحق من غيره بأن تخشوه أو أن تخشوه مبتدأ بدل من اسم الله بدل الاشتمال وأحق الخبر والتقدير خشية الله أحق والثاني أن أن تخشوه مبتدأ وأحق خبره مقدم عليه والجملة خبر عن اسم الله

قوله تعالى ويتوب الله مستأنف ولم يجزم لأن توبته على من يشاء ليست جزاء على قتال الكفار وقرىء بالنصب على إضمار أن
قوله تعالى شاهدين حال من الفاعل في يعمروا وفي النار هم خالدون أي وهم خالدون في النار وقد وقع الظرف بين حرف العطف والمعطوف
قوله تعالى سقاية الحاج الجمهور على سقاية بالياء وهو مصدر مثل العمارة صحت الياء لما كانت بعدها تاء التأنيث والتقدير أجعلتم أصحاب سقاية الحاج أو يكون التقدير كايمان من آمن ليكون الاول هو الثاني وقرىء سقاة الحاج وعمار المسجد على أنه جمع ساق وعامر لا يستوون عند الله مستأنف ويجوز أن يكون حالا من المفعول الاول والثاني ويكون التقدير سويتم بينهم في حال تفأوتهم
قوله تعالى لهم فيها نعيم الضمير كناية عن الرحمة والجنات
قوله تعالى ويوم حنين هو معطوف على موضع في مواطن و إذ بدل من يوم
قوله تعالى دين الحق يجوز أن يكون مصدر يدينون وأن يكون مفعولا به ويدينون بمعنى يعتقدون عن يد في موضع الحال أي يعطوا الجزية إذلة
قوله تعالى عزير ابن الله يقرأ بالتنوين على أن عزيرا مبتدأ وابن خبره ولم يحذف التنوين ايذانا بأن الاول مبتدأ وأن ما بعده خبر وليس بصفة ويقرأبحذف التنوين وفيه ثلاثة أوجه أحدها نه مبتدأ وخبر أيضا وفي حذف التنوين وجهان أحدهما أنه ذف لالتقاء الساكنين والثاني أنه لا ينصرف للعجمة والتعريف وهذا ضعيف لأن الاسم عربي عند أكثر الناس ولأن مكبره ينصرف لسكون أوسطه فصرفه في التصغير أولى والوجه الثاني أن عزيرا خبر مبتدأ محذوف تقديره نبينا أو صاحبنا أو معبودنا وابن صفة أو يكون عزيرا مبتدأ وابن صفة والخبر محذوف أي عزيرا ابن الله صاحبنا والثالث أن ابنا بدل من عزير أو عطف بينان وعزير على ما ذكرنا من الوجهين وحذف التنوين في الصفة لأنها مع الموصوف كشيء واحد ذلك مبتدأ و قولهم خبره و بأفواههم حال والعامل فيه القول ويجوز أن يعمل فيه معنى الاشارة ويجوز أن تتعلق الباء بيضاهون

فأما يضاهون فالجمهور على ضم الهاء من غير همز والأصل ضاهى والألف منقبلة عن ياء وحذفت من أجل الوأو وقرىء بكسر الهاء وهمزة مضمومة بعدها وهو ضعيف والاشبه أن يكون لغة في ضاهى وليس مشتقا من قولهم امرأة ضهياء لأن الياء أصل والهمزة زائدة ولا يجوز أن تكون الياء زائدة إذ ليس في الكلام فعيل بفتح الفاء
قوله تعالى والمسيح أي واتخذوا المسيح ربا فحذف الفعل وأحد المفعولين ويجوز أن يكون التقدير وعبدوا المسيح الا ليعبدوا قد تقدم نظائره
قوله تعالى ويأبى الله الا أن يتم نوره يأبى بمعنى يكره ويكره بمعنى يمنع فلذلك استثنى لما فيه من معنى النفي والتقدير يأبى كل شيء الا اتمام نوره
قوله تعالى والذين يكنزون مبتدأ والخبر فبشرهم ويجوز أن يكون منصوبا تقديره بشر الذين يكنزون ينفقونها الضمير المؤنث يعود على الاموال أو على الكنوز المدلول عليها بالفعل أو على الذهب وألفضلة لأنهما جنسان ولهما أنواع سفعاد الضمير على المعنى أو على ألفضة لأنها أقرب ويدل ذلك على ارادة الذهب وقيل يعود على الذهب ويذكر ويؤنث
قوله تعالى يوم ظرف على المعنى أي يعذبهم فى ذلك اليوم وقيل تقدبره عذاب يوم وعذاب بدل من الاول فلما حذف المضاف أقام اليوم مقامه وقيل التقدير إذكر و عليها فى موضع رفع لقيامه مقام الفاعل وقيل القائم مقام الفاعل مضمر أي يحمى الوقود أو الجمر بها أي بالكنوز وقيل هي بمعنى فيها أي في جهنم وقيل يوم ظرف لمحذوف تقديره يوم يحمى عليها يقال لهم هذا ما كنزتم
قوله تعالى ان عدة الشهور عدة مصدر مثل العدد و عند معمول له و في كتاب الله صفة لاثنى عشر وليس بمعمول لعدة لأن المصدر إذا أخبر عنه لا يعمل فيما بعد الخبر و يوم خلق معمول لكتاب على أن كتابا هنا مصدر لاجثة ويجوز أن يكون جثة ويكون العامل في معنى الاستقرار وقيل في كتاب الله بدل من عند وهعو ضعيف لأنك قد فصلت بين البدل والمبدل منه بخبر العامل في المبدل منها أربعة يجوز أن تكون الجملة صفة لثنى عشر وأن تكون حالا من استقرار وأن تكون مستأنفة فيهن ضمير الاربعة وقيل

ضمير اثنى عشر و كافة مصدر في موضع الحال من المشركين أو من ضمير الفاعل في قاتلوا
قوله تعالى انما النسيء يقرأ بهمزة بعد الياء وهو فعيل مصدر مثل النذير والنكير ويجوز أن يكون بمعنى مفعول أي انما المنسوء وفي الكلام على هذا حذف تقديره ان نسا النسيء أو ان النسيء ذو زيادة ويقرأ بتشديد الياء من غير همز على قلب الهمزة ياء ويقرأ بسكون السين وهمزة بعدها وهو مصدر نسأت ويقرأ بسكون السين وياء مخففة بعدها على الابدال أيضا يضل يقرأ بفتح الياء وكسر الضاد والفاعل الذين ويقرأ بفتحهما وهي لغة والماضي ضللت بفتح اللام الأولى وكسرها فمن فتحها في الماضي كسر الضاد في المستقبل ومن كسرها في الماضي فتح الضاد في المستقبل ويقرأ بضم الياء وفتح الضاد على مالم يسم فاعله ويقرأ بضم الياء وكسر الضاد أي يضل به الذين كفروا أتباعهم ويجوز أن يكون الفاعل مضمرا أي يضل الله أو الشيطان يحلونه يجوز أن يكون مفسرا للضلال فلا يكون له موضع ويجوز أن يكون حالا
قوله تعالى اثاقلتم الكلام فيها مثل الكلام في ادارأتم والماضي هنا بمعنى المضارع أي مالكم تتثاقلون وموضعه نصب أي أي شيء لكم في التثاقل أو في موضع جر على رأى الخليل وقيل هو حال أي مالكم متثاقلين من الاخرة في موضع الحال أي بدلا من الاخرة
قوله تعالى ثاني اثنين هو حال من الهاء أي أحد اثنين ويقرأ بسكون الياء وحقها التحريك وهو من أحسن الضرورة في الشعر وقال قوم ليس بضرورة ولذلك أجأوزه في القرآن إذهما ظرف لنصره لأنه بدل من إذ الأولى ومن قال العامل في البدل غير العامل في المبدل قدر هنا فعلا آخر أي نصره إذهما إذ يقول بدل أيضا وقيل إذ هما ظرف لثاني فأنزل الله سكينته هي فعيلة بمعنى مفعلة أي أنزل عليه ما يسكنه والهاء في عليه تعود على أبي بكر رضي الله عنه لأنه كان منزعجا والهاء في أيده للنبي وكلمة الله بالرفع على الابتداء و هي العليا مبتدأ وخبر أو تكون هي فضلا وقرىء بالنصب أي وجعل كلمة الله وهو ضعيف لثلاثة أوجه أحدها أن فيه وضع الظاهر موضع المضمر إذ الوجه أن تقول كلمته والثاني أن فيه دلالة

على أن كلمة الله كانت سفلى فصارت عليا وليس كذلك والثالث أن توكيد مثل ذلك بهي بعيد إذ القياس أن يكون إياها
قوله تعالى لو كان عرضا قريبا اسم كان مضمر تقدير ولو كان ما دعوتم إليه لو استطعنا الجمهور على كسر الوأو على الأصل وقرىء بضمها تشبيها للوأو الأصلية بوأو الضمير نحو اشتروا الضلالة يهلكون أنفسهم يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا من الضمير في يحلفون
قوله تعالى حتى يتبين حتى متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام تقديره هلا أخرتهم إلى أن يتبين أو ليتبين وقوله لم إذنت لهم يدل على المحذوف ولا يجوز أن يتعلق حتى بإذنت لأن ذلك يوجب أن يكون إذن لهم إلى هذه الغاية أو لأجل التبيين وهذا لا يعاتب عليه
قوله تعالى حلالكم ظرف لأوضعوا أي أسرعوا فيما بينكم يبغونكم حال من الضمير في أوضعوا
قوله تعالى يقول ائذن لي هو مثل قوله يا صالح ائتنا وقد ذكر
قوله تعالى هل تربصون الجمهور على تسكين اللام وتخفيف التاء ويقرأ بكسر اللام وتشديد التاء ووصلها والأصل تتربصون فسكن التاء الأولى وأدغمها ووصلها بما قبلها وكسرت اللام لالتقاء الساكنين ومثله نارا تلظى وله نظائر ونحن نتربص بكم أن يصيبكم مفعول نتربص وبكم متعلقة بنتربص
قوله تعالى أن تقبل في موضع نصب بدلا من المفعول في منعهم ويجوز أن يكون التقدير من أن تقبل و أنهم كفروا في موضع الفاعل ويجوز أن يكون فاعل منع الله وأنهم كفروا مفعول له أي الا لأنهم كفروا
قوله تعالى أو مدخلا يقرأ بالتشديد وضم الميم وهو مفتعل من الدخول وهو الموضع الذي يدخل فيه ويقرأ بضم الميم وفتح الخاء من غير تشديد ويقرأ بفتحهما وهما مكانان أيضا وكذلك المغارة وهي واحد مغارات وقيل الملجأ وما بعده مصادر أي لو قدروا على ذلك لمالوا إليه
قوله تعالى يلمزك يجوز كسر الميم وضمها وهما لغتان قد قرىء بهما إذا هم إذا هنا للمفاجأة وهي ظرف مكان وجعلت في جواب الشرط كالفاء لما فيها من المفاجأة وما بعدها ابتداء وخبر والعامل في إذا يسخطون

قوله تعالى فريضة حال من الضمير في ألفقراء أي مفروضة وقيل هو مصدر والمعنى فرض الله ذلك فرضا
قوله تعالى قل إذن خير إذن خبر مبتدأ محذوف أي هو ويقرأ بالاضافة أي مستمع خبر ويقرأ بالتنوين ورفع خير على أنه صفة لإذن والتقدير إذن ذو خير ويجوز أن يكون خير بمعنى أفعل أي إذن أكثر خيرا لكم يؤمن بالله في موضع رفع صفة أيضا واللام في للمؤمنين زائدة دخلت لتفرق بين يؤمن بمعنى يصدق ويؤمن بمعنى يثبت الامان ورحمة بالرفع عطف على إذن أي هو إذن ورحمة ويقرأ بالجر عطفا على خير فيمن جر خيرل
قوله تعالى والله ورسوله مبتدأ و أحق خبره والرسول مبتدأ ثان وخبره محذوف دل عليه خبر الاول وقال سيبويه أحق خبر الرسول وخبر الاول محذوف وهو أقوى إذ لا يلزم منه التفريق بين المبتدأ وخبره وفيه أيضا أنه خبر الاقرب إليه ومثله قول الشاعر
نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأي مختلف
وقيل أحق أن يرضوه خبر عن الاسمين لأن أمر الرسول تابع لأمر الله تعالى ولأن الرسول قائم مقام الله بدليل قوله تعالى ان الذين يبايعنونك انما يبايعون الله وقيل أفرد الضمير وهو في موضع التثنية وقيل التقدير أن ترضوه أحق وقد ذكرناه في قوله والله أحق أن تخشوه وقيل التقدير أحق بالارضاء
قوله تعالى ألم يعملوا يجوز أن تكون المتعدية إلى مفعولين وتكون أنه وخبرها سد مسد المفعولين ويجوز أن تكون المتعدية إلى واحد و من شرطية موضع مبتدأ والفاء جواب الشرط فأما أن الثانية فالمشهور فتحها وفيها أوجه أحدها أنها بدل من الأولى وهذا ضعيف لوجهين أحدهما أن الفاء التي معها تمنع من ذلك والحكم بزيادتها ضعيف والثاني أن جعلها بدلا يوجب سقوط جواب من من الكلام والوجه الثاني أنها كررت توكيدا كقوله تعالى ثم ان ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم قال ان ربك من بعدها والفاء على هذا جواب الشرط والثالث أن أن هاهنا مبتدأ والخبر محذوف أي فلهم أن لهم والرابع أن تكون خبر مبتدأ محذوف أي فجزاؤهم أن لهم أو فالواجب لهم ويقرأ بالكسر على الاستئناف

قوله تعالى أن تنزل في موضع نصب بيحذر على أنها متعدية بنفسها ويجوز أن يكون بحرف الجر أي من أن تنزل فيكون موضعه نصبا أو جرا على ما ذكرنا من اختلافهم في ذلك
قوله تعالى أبالله الباء متعلقة ب يستهزءون وقد قدم معمول خبر كان عليها فيدل على جواز تقديم خبرها عليها
قوله تعالى بعضهم من بعض مبتدأ وخبر أي بعضهم من جنس بعض في النفاق يأمرون بالمنكر مستأنف مفسر لما قبلها
قوله تعالى كالذين الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف وفي الكلام حذف مضاف تقديره وعدا كوعد الذين كما استمتع أي استمتاعا كاستمتاعهم كالذي خاضوا الكاف في موضع نصب أيضا وفي الذي وجهان أحدهما أنه جنس والتقدير خوضا كخوض الذين خاضوا وقد ذكر مثله في قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد والثاني أن الذي هنا مصدرية أي كخوضهم وهو نادر
قوله تعالى قوم نوح هو بدل من الذين
قوله تعالى ورضوان من الله مبتدأ و أكبر خبره
قوله تعالى واغلظ عليهم ومأواهم جهنم ان قيل كيف حسنت الوأو هنا والفاء أشبه بهذا الموضع ففيه ثلاثة أجوبة أحدها أنها وأو الحال والتقدير افعل ذلك في حال استحقاقهم جهنم وتلك الحال حال كفرهم ونفاقهم والثاني أن الوأو جيء بها تنبيها على ارادة فعل محذوف تقديره واعلم أن مأواهم جهنم والثالث أن الكلام محمول على المعنى والمعنى أنه قد اجتمع لهم عذاب الدنيا بالجهاد والغلظة وعذاب الاخرة بجعل جهنم مأوى لهم
قوله تعالى ما قالوا هو جواب قسم ويحلفون قائم مقام القسم
قوله تعالى وما نقموا الا أن أغناهم الله أن وما عملت فيه مفعول نقموا أي وما كرهوا الا اغناء الله إياهم وقيل هو مفعول من أجله والمفعول به محذوف أي ما كرهوا الايمان الا ليغنوا
قوله تعالى لئن آتانا من فضله فيه وجهان أحدهما تقديره عاهد فقال لئن آتانا والثاني أن يكون عاهد بمعنى قال إذا العهد قول

قوله تعالى الذين يلمزون مبتدأ و من المؤمنين حال من الضمير في المطوعين و في الصدقات متعلق بيلمزون ولا يتعلق بالمطوعين لئلا يفصل بينهما بأجنبي والذين لا يجدون معطوف على الذين يلمزون وقيل على المطوعين أي ويلمزون الذين لا يجدون وقيل هو معطوف على المؤمنين وخبر الاول على هذه الوجوه فيه وجهان أحدهما فيسخرون ودخلت الفاء لما في الذين من الشبه بالشرط والثاني أن الخبر سخر الله منهم وعلى هذا المعنى يجوز أن يكون الذين يلمزون في موضع نصب بفعل محذوف يفسر سخر تقديره عاب الذين يلمزون وقيل الخبر محذوف تقديره منهم الذين يلمزون
قوله تعالى سبعين مرة هو منصوب على المصدر والعدد يقوم مقام المصدر كقولهم ضربته عشرين ضربة
قوله تعالى بمقعدهم أي بقعودهم و خلاف ظرف بمعنى خلف رسول الله أي بعده والعامل فيه مقعد ويجوز أن يكون العامل فرح وقيل هو مفعول من أجله فعلى هذا هو مصدر أي لمخألفته والعامل المقعد أو فرح وقيل هو منصوب على المصدر بفعل دل عليه الكلام لأن مقعدهم عنه تختلف
قوله تعالى قليلا أي ضحكا قليلا أو زمنا قليلا و جزاء مفعول له أو مصدر على المعنى
قوله تعالى فان رجعك الله هي متعدية بنفسها ومصدرها رجع وتأتي لازمة ومصدرها الرجوع
قوله تعالى منهم صفة لأحد و مات صفة أخرى ويجوز أن يكون منهم حالا من الضمير في مات أبدا ظرف لتصل
قوله تعالى أن آمنوا أي آمنوا والتقدير يقال فيها آمنوا وقيل ان هنا مصدرية تقديره أنزلت بأن آمنوا أي بالايمان
قوله تعالى مع الخوألف هو جمع خألفة وهي المرأة وقد يقال للرجل خألف وخألفة ولا يجمع المذكر على خوألف
قوله تعالى وجاء المعذرون يقرأ على وجوه كثيرة قد ذكرناها في قوله بألف من الملائكة مردفين

قوله تعالى إذا نصحوا العامل فيه معنى الكلام أي لا يخرجون حينئذ
قوله تعالى ولا على الذين هو معطوف على الضعفاء فيدخل في خبر ليس وان شئت عطفته على المحسنين فيكون المبتدأ من سبيل ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا أي ولا على الذين إلى تمام الصلة حرج أو سبيل وجواب إذا تولوا وفيه كلام قد ذكرناه عند قوله كلما دخل عليها زكريا وأعينهم تفيض الجملة في موضع الحال و من الدمع مثل الذي في المائدة و حزنا مفعول له أو مصدر في موضع الحال أو منصوب على المصدر بفعل دل عليه ما قبله الا يجدوا يتعلق بحزن وحرف الجر محذوف ويجوز أن يتعلق بتفيض
قوله تعالى رضوا يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا وقد معه مرادة
قوله تعالى قد نبأنا الله هذا الفعل فد يتعدى إلى ثلاثة أولها نا والاثنان الاخران محذوفان تقديره أخبارا من أخباركم مثبتة و من أخباركم تنبيه على المحذوف وليست من زائدة إذ لو كانت زائدة لكانت مفعولا ثانيا والمفعول الثالث محذوف وهو خطأ لأن المفعول الثاني إذا ذكر في هذا الباب لزم ذكر الثالث وقيل من بمعنى عن
قوله تعالى جزاء مصدر أي يجزون بذلك جزاء أو هو مفعوله له
قوله تعالى وأجدر أن لا يعلموا أي بأن لايعلموا
قوله تعالى بكم الدوائر يجوز أن تتعلق الباء بيتعربص وأن يكون حالا من الدوائر دائرة السوء يقرأ بضم السين وهو الضرر وهو مصدر في الحقيقة يقال سؤته سوءا ومساءة ومسائية ويقرأ بفتح السين وهو ألفساد والرداءة
قوله تعالى قربات هو مفعول ثان ليتخذ و عند الله صفة لقربات أو ظرف ليتخذ أو لقربات وصلوات الرسول معطوف على ما ينفق تقديره وصلوات الرسول قربات و قربة بسكون الراء وقرىء بضمها على الاتباع
قوله تعالى والسابقون يجوز أن يكون معطوفا على قوله من يؤمن تقديره ومنهم السابقون ويجوز أن يكون مبتدأ وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها الاولون والمعنى والسابقون إلى الهجرة الاولون من أهل الملة أو والسابقون إلى الجنة الاولون إلى الهجرة والثاني الخبر من المهاجرين والانصار والمعنى فيه الإعلام بأن السابقين من هذه الامة هم من المهاجرين والانصار والثالث أن

الخبر رضي الله عنهم ويقرأ والانصار بالرفع على أن يكون معطوفا على السابقون أو يكون مبتدأ والخبر رضي الله عنهم وذلك على الوجهين الاولين وباحسان حال من ضمير الفاعل في اتبعوهم تجري تحتها ومن تحتها والمعنى فيهما واضح
قوله تعالى وممن من بمعنى الذي و منافقون مبتدأ وما قبله الخبر و مردوا صفة لمبتدأ محذوف تقديره ومن أهل المدينة قوم مردوا وقيل مردوا صفة لمنافقون وقد فصل بينهما ومن أهل المدينة خبر مبتدأ محذوف تقديره من أهل المدينة قوم كذلك لا تعلمهم صفة أخرى مثل مردوا وتعلمهم بمعنى تعرفهم فهي تتعدى إلى مفعول واحد
قوله تعالى وآخرون اعترفوا هو معطوف على منافقون ويجوز أن يكون مبتدأ واعترفوا صفته و خلطوا خبره وآخر سيئا معطوف على عملا ولو كان بالباء جاز أن تقول خلطت الحنطة والشعير وخلطت الحنطة بالشعير عسى الله الجملة مستأنفة وقيل خلطوا حال وقد معه مرادة أي اعترفوا بذنوبهم قد خلطوتا وعسى الله خبر المبتدأ
قوله تعالى خذ من أموالهم يجوز أن تكون من متعلقة بخذ وأن تكون حالا من صقدة تطهرهم في موضع نصب صفة لصدقة ويجوز أن يكون مستأنفا والتاء للخطاب أي تطهرهم أنت وتزكيهم التاء للخطاب لا غير لقوله بها ويجوز أن يكون تطهرهم وتزكيهم بها في موضع نصب صفة لصدقة مع قولنا ان التاء فيهما للخطاب لأن قوله تطهرهم تقديره بها ودل عليه بها الثانية وإذا كان فيهما ضمير الصدقة جاز أن يكون صفة لها ويجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في خذ
قوله تعالى ان صلاتك يقرأ بالافراد والجمع وهما ظاهران و سكن بمعنى مسكون إليها فلذلك لم يؤنثه وهو مثل القبض بمعنى المقبوض
قوله تعالى هو يقبل هو بمتدأ ويقبل الخبر ولا يجوز أن يكون هو فصلا لأن يقبل ليس بمعرفة ولا قريب منها
قوله تعالى وآخرون مرجون هو معطوف على وآخرون اعترفوا ومرجون بالهمزة على الأصل وبغير همزة وقد ذكر أصله في الاعراف اما يعذبهم واما يتعوب عليهم اما هاهنا للشك والشك راجع إلى المخلوق وإذا كانت

اما للشك جاز أن يليها الاسم وجاز أن يليها الفعل فان كانت للتخيير ووقع الفعل بعدها كانت معه أن كقوله اما أن تلقى وقد ذكر
قوله تعالى والذين اتخذوا يقرأ بالوأو وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على وآخرون مرجون أي ومنهم الذين اتخذوا والثاني هو مبتدأ والخبر أفمن أسس بنيانه أي منهم فحذف العائد للعلم به ويقرأ بغير وأو وهو مبتدأ والخبر أفمن أسس على ما تقدم ضرارا يجوز أن يكون مفعولا ثانيا لاتخذوا وكذلك ما بعده وهذه المصادر كلها واقعة موضع اسم الفاعل أي مضرا ومفترقا ويجوز أن تكون كلها مفعولا له
قوله تعالى لمسجد اللام لام الابتداء وقيل جواب قسم محذوف و أسس نعت له و من أل يتعلق بأسسوالتقديرعند بعض البصريين من تأسيس أول يوم لأنهم يرون أن من لا تدخل على الزمان وإنما ذلك لمنذ وهذا ضعيف هاهنا لأن التأسيس المقدر ليس بمكان حتى تكون من لابتداء غايته ويدل على جواز دخول من على الزمان ما جاء في القرآن من دهخولها على قبل التي يراد بها الزمان وهو كثير في القرآن وغيره والخبر أحق أن تقوم و فيه الأولى تتعلق بتقوم والتاء لخطاب رسول الله فيه رجال فيه ثلاثة أوجه أحدها هو صفة لمسجد جاءت بعد الخبر والثاني أن الجملة حال من الهاء في فيه الأولى والعامل فيه تقوم والثالث هي مستأنفة
قوله تعالى على تقوى يجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في أسس أي على قصد التقوى والتقدير قاصدا ببنيانه التقوى ويجوز أن يكون مفعولا لأسس جرف بالضم والاسكان وهما لغتان وفي هار وجهان أحدهما أصله هور أو هير على فعل فلما تحرك حرف العلة وانفتح ما قبله قلب ألفا وهذا يعرف بالنصب والرفع والجر مثل قولهم كبش صاف أي صوف ويوم راح أي روح والثاني أن يكون أصله هأورا أو هايرا ثم أخرت عين الكلمة فصارت بعد الراء وقلبت الوأو ياء لانكسار ما قبلها ثم حذفت لسكونها وسكون التنوين فوزنه بعد القلب قالع وبعد الحذف قال وعين الكلمة وأو أو ياء يقال تهور البناء وتهير فانهار به به هنا حال أي فانهار وهو معه

قوله تعالى بأن لهم الجنة الباء هنا للمقابلة والتقدير باستحقاقهم الجنة يقاتلون مستأنف فيقتلون ويقتلون هو مثل الذي في آخر آل عمران في وجوه القراءة وعدا مصدر أي وعدهم بذلك وعدا و حقا صفته
قوله تعالى التائبون يقرأ بالرفع اي هم التائبون ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر الامرون بالمعروف وما بعده وهو ضعيف ويقرأ بالياء على إضمار أعنى أو أمدح ويجوز أن يكون مجرورا صفة للمؤمنين والناهون عن المنكر انما دخلت الوأو في الصفة الثامنة ايذانا بأن السبعة عندهم عدد تام ولذلك قالوا سبع في ثمانية أي سبع إذرع في ثمانية أشبار وإنما دلت الوأو على ذلك لأن الوأو تؤذن بأن ما بعدها غير ما قبلها ولذلك دخلت في باب عطف النسق
قوله تعالى من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم في فاعل كاد ثلاثة أوجه أحدها ضمير الشأن والجملة بعده في موضع نصب والثاني فاعله مضمر تقديره من بعد ما كاد القوم والعائد على هذا الضمير في منهم والثالث فاعلها القلوب ويزغ في نية التأخير وفيه ضمير فاعل وإنما يحسن ذلك على القراءة بالتاء فأما على القراءة بالياء فيضعف أصل هذا التقدير وقد بيناه في قوله ما كاد يصنع فرعون
قوله تعالى وعلى الثلاثة ان شئت عطفته على النبي أي تاب على النبي وعلى الثلاثة وان شئت على عليهم أي ثم تاب عليهم وعلى الثلاثة لا ملجأ من الله خبر لا من الله الا إليه استثناء مثل لا اله الا الله
قوله تعالى موطئا يجوز أن يكون مكانا فيكون مفعولا به وأن يكون مصدرا مثل الموعد
قوله تعالى فرقة منهم يجوز أن يكون منهم صفة لفرقة وأن يكون حالا من طائفة
قوله تعالى غلظة يقرأ بكسر الغين وفتحها وضمها وكلها لغات
قوله تعالى هل يراكم تقديره يقولون هل يراكم
قوله تعالى عزيز عليه فيه وجهان أحدهما هو صفة لرسول وما مصدرية موضعها رفع بعزيز والثاني أن ما عنتم مبتدأ وعزيز عليه خبر مقدم والجملة صفة لرسول بالمؤمنين يتعلق ب رءوف

سورة يونس
عليه السلام
قد تقدم القول على الحروف المقطعة في أول البقرة والاعراف ويقاس الباقي عليهما و الحكيم بمعنى المحكم وقيل هو بمعنى الحاكم
قوله تعالى أكان للناس عجبا أن أوحينا اسم كان وخبرها عجبا وللنسا حال من عجب لأن التقدير أكان عجبا للناس وقيل هو متعلق بكان وقيل هو يتعلق بعجب على التبيين وقيل عجب هنا بمعنى معجب والمصدر اسذا وقع موقع اسم مفعول أو فاعل جاز أن يتقدم معموله عليه كاسم المفعول أن أنذر الناس يجوز أن تكون أن مصدرية فيكون موضعها نصبا بأوحينا وأن تكون بمعنى أي فلا يكون لها موضع
قوله تعالى يدبر الامر يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون خبرا ثانيا وأن يكون حالا
قوله تعالى وعد الله هو منصوب على المصدر بفعل دل عليه الكلام وهو قوله إليه مرجعكم لأن هذا وعد منه سبحانه بالبعث و حقا مصدر آخر تقديره حق ذلك حقا أنه يبدأ الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف وقرىء بفتحها والتقدير حق أنه يبدأ فهو فاعل ويجوز أن يكون التقدير لأنه يبدأ وماضي يبدأ بدأ وفيه لغة أخرى أبدأ بما كانوا في موضع رفع صفة أخرى لعذاب ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى جعل الشمس ضياء مفعولان ويجوز أن يكون ضياء حالا وجعل بمعنى خلق والتقدير ذات ضياء وقيل الشمس هي الضياء والياء منقلبة عن وأو لقولك ضوء والهمزة أصل ويقرأ بهمزتين بينهما ألف والوجه فيه أن يكون أخر الياء وقدم الهمزة فلما وقعت الياء ظرفا بعد ألف زائدة قلبت همزة عند قوم وعند آخرين قلبت ألفا ثم قلبت الألف همزة لئلا يجتمع ألفان والقمر نورا أي ذا نور وقيل المصدر بمعنى فاعل أي منيرا وقدره منازل أي وقدر له فحذف حرف الجر وقيل التقدير قدره ذا منازل وقدر على هذا متعدية إلى مفعولين لأن معناه جعل وصير ويجوز أن يكون قدر متعديا إلى واحد بمعنى خلق ومنازل حال أي منتقلا

قوله تعالى ان الذين لا يرجون خبر ان أولئك مأواهم النار فأولئك مبتدأ ومأواهم مبتدأ ثان والنار خبره والجملة خبر أوليك بما كانوا الباء متعلقة بفعل محذوف دل عليه الكلام أي جوزوا بما كانوا يكسبون
قوله تعالى تجري من تحتهم يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا من ضمير المفعول في يهديهم والمعنى يهديهم في الجنة إلى مراداتهم في هذه الحال في جنات يجوز أن يتعلق بتجري وأن يكون حالا من الانهار وأن يكون متعلقا بيهدي وأن يكون حالا من ضمير المفعول في يهدي وأن يكون خبرا ثانيا لان
قوله تعالى دعواهم مبتدأ سبحانك منصوب على المصدر وهو تفسير الدعوى لأن المعنى قولهم سبحانك اللهم و فيها متعلق بتحية أن الحمد أن مخففة من الثقيلة ويقرأ أن بتشديد النون وهي مصدرية والتقدير آخر دعواهم حمد الله
قوله تعالى الشر هو مفعول يعجل و استعجالهم تقديره تعجيلا مثل استعجالهم فحذف المصدر وصفته المضافة وأقام المضاف إليه مقامها وقال بعضهم هو منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي كاستعجالهم وهو بعيد إذ لو جاز ذلك لجاز زيد غلام عمرو وبهذا ضعفه جماعة وليس بتضعيف صحيح إذ ليس في المثال الذي فعل يتعدى بنفسه عند حذف الجار وفي الاية فعل يصح فيه ذلك وهو قوله يعجل فنذر هو معطوف على فعل محذوف تقديره ولكن نمهلهم فنذر ولا يجوز أن يكون معطوفا على يعجل إذ لو كان كذلك لدخل في الامتناع الذي تقتضيه لو وليس كذلك لأن التعجيل لم يقع وتركهم في طغيانهم وقع
قوله تعالى لجنبه في موضع الحال أي دعانا مضجعا ومثله قاعدا أو قائما وقيل العامل في هذه الاحوال مس وهوضعيف لأمرين أحدهما أن الحال على هذا واقعة بعد جواب إذا وليس بالوجه والثاني أن المعنى كثرة دعائه في كل أحواله لا على أن الضر يصيبه في كل أحواله وعليه جاءت آيات كثيرة في القرآن كأن لم يدعنا في موضع الحال من الفاعل في مر إلى ضر أي إلى كشف ضر واللام في لجنبه على أصلها عند البصريين والتقدير دعانا ملقيا لجنبه
قوله تعالى من قبلكم متعلق بأهلكنا وليس بحال من القرون لأنه زمان

و جاءتهم رسلهم يجوز أن يكون حالا أي وقد جاءتهم ويجوز أن يكون معطوفا على ظلموا
قوله تعالى لننظر يقرأ في الشإذ بنون واحدة وتشديد الظاء ووجهها أن النون الثانية قلب ظاء وأدغمت
قوله تعالى ولا أدراكم به هو فعل ماض من دريت والتقدير لو شاء الله لما أعلمكم بالقرآن ويقرأ ولأدراكم به على الاثبات والمعنى ولو شاء الله لأعلمكم به بلا واسطة ويقرأ في الشإذ ولا أدرأكم به بالهمزة مكان الألف قيل هي لغة لبعض العرب يقلبون الألف المبدلة من ياء همزة وقيل هو غلط لأن قارئها ظن أنه من الدرء وهو الدفع وقيل ليس بغلط والمعنى ولو شاء الله لدفعكم عن الايمان به عمرا ينتصب نصب الظروف أي مقدار عمر أو مدة عمر
قوله تعالى مالا يضرهم ما بمعنى الذي ويراد بها الاصنام ولهذا قال تعالى هؤلاء شفعاؤنا فجمع حملا على معنى ما
قوله تعالى وإذا إذقنا جواب إذا الأولى إذا الثانية والثانية للمفاجأة والعامل في الثانية الاستقرار الذي في لهم وقيل إذا الثانية زمانية أيضا والثانية وما بعدها جواب الأولى
قوله تعالى يسيركم يقرأ بالسين من السير وينشركم من النشر أي يصرفكم ويبثكم وجرين بهم ضمير الغائب وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة ولو قال بكم لكان موافقا لكنتم وكذلك فرحوا وما بعده جاءتها الضمير للفلك وقيل للريح
قوله تعالى إذا هم هو جواب لما وهي للمفاجأة كالتي يجاب بها الشرط بغيكم مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما على أنفسكم وعلى متعلقة بمحذوف أي كائن لا بالمصدر لأن الخبر لا يتعلق بالمبتدأ ف متاع على هذا خبر مبتدأ محذوف أي هو متاع أو خبر بعد خبر والثاني أن الخبر متاع وعلى أنفسكم متعلق بالمصدر ويقرأ متاع بالنصب فعلى هذا على أنفسكم خبر المبتدأ ومتاع منصوب على المصدر أي متعكم بذلك متاع وقيل هو مفعول به والعامل فيه بغيكم ويكون البغي هنا بمعنى الطلب أي طلبكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا فعلى هذا على أنفسكم ليس بخبر لأن المصدر لا يعمل فيما بعد خبره بل على أنفسكم

متعلق بالمصدر والخبر محذوف تقديره طلبكم متاع الحياة الدنيا ضلال ونحو ذلك ويقرأ متاع بالجر على أنه نعت للأنفس والتقدير ذوات متاع ويجوز أن يكون المصدر بمعنى اسم الفاعل أي ممتعات الدنيا ويضعف أن يكون بدلا إذ قد أمكن أن يجعل صفة
قوله تعالى فاختلط به نبات الارض الباء للسبب أي اختلط النبات بسبب اتصال الماء به وقيل المعنى خالطه نبات الارض أي اتصل به فرباه و مما يأكل حال من النبات وأزينت أصله تزينت ثم عمل فيه ما ذكرنا في ارارأتم فيها ويقرأ بفتح الهمزة وسكون الزاي وياء مفتوحة بعدها خفيفة النون والياء أي صارت ذات زينة كقولك أجرب الرجل إذا صار ذا ابل جربي وصحح الياء والقياس أن تقلب ألفا ولكن جاء مصححا كما جاء استحوذ ويقرأ و ازيأنت بزاي ساكنة خفيفة بعدها ياء مفتوحة بعدها همزة بعدها نون مشددة والأصل وازيانت مثل احمارت ولكن حرك الألف فانقلبت همزة كما ذكرنا في الضالين تغن بالامس قرىء في الشإذ تتغن بتاءين وهو في القراءة المشهورة والامس هنا يراد به للزمان الماضي لا حقيقة أمس الذي قبل يومك وإذا أريد به ذلك كان معربا وكان بلا ألف ولام ولا إضافة نكرة
قوله تعالى ولا يرحق وجوههم الجملة مستأنفة ويجوز أن يكون حالا والعامل فيها الاستقرار في الذين أي استقرت لهم الحسنى مضمونا لهم السلام ونحو ذلك ولا يجوز أن يكون معطوفا على الحسنى لأن الفعل إذا عطف على المصدر احتاج إلى أن ذكرا أو تقديرا وان غير مقدرة لأن الفعل مرفوع
قوله تعالى والذين كسبوا مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو قوله مالهم من الله من عاصم أو قوله كأنما أغشيت أو قوله أولئك أصحاب ويكون جزاء سيئة بمثلها معترضا بين المبتدأ وخبره والثاني الخبر جزاء سيئة وجزاء مبتدأ وفي خبره وجهان أحدهما بمثلها والباء زائدة كقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها ويجوز أن تكون غير زائدة والتقدير جزاء سيئة مقدر بمثلها والثاني أن تكون الباء متعلقة بجزاء والخبر محذوف أي وجزاء سيئة بمثلها واقع وترهقهم ذلة قيل هو معطوف على كسبوا وهو ضعيف لأن المستقبل لا يعطف على الماضي وان قيل هو بمعنى الماضي فضعيف أيضا وقيل الجملة حال قطعا يقرأ بفتح الطاء وهو جمع قطعة وهو مفعول ثان لأغشيت و من

الليل صفة لقطع و مظلما حال من الليل وقيل من قطعا أو صفة لقطعا وذكره لأن القطع في معنى الكثير ويقرأ بسكون الطاء فعلى هذا يكون مظلما صفة لقطع أو حالا منه أو حالا من الضمير في من أو حالا من الليل
قوله تعالى مكانكم هو ظرف مبني لوقوعه موقع الامر أي الزموا وفيه ضمير فاعل و أنتم توكيد له والكاف والميم في موضع جر عند قوم وعند آخرين الكاف للخطاب لا موضع لها كالكاف في اياكم وشركاؤكم عطف على الفاعل فزيلنا عن الكمة وأوا لأنه من زال يزول وإنما قلبت ياء لأن وزن الكلمة فيعل أي زيولنا مثل بيطر وبيقر فلما اجتمعت الياء والوأو على الشرط المعروف قلبت ياء وقيل هو من زلت الشيء أزيله فعينه على هذا ياء فيحتمل على هذا أن تكون فعلنا وفيعلنا
قوله تعالى هنالك تبلوا يقرأ بالباء أي تختبر عملها ويقرأ بالتاء أي تتبع أو تقرأ في الصحيفة
قوله تعالى أنهم لا يؤمنون أن وما عملت فيه في موضع رفع بدلا من كلمة أو خبر مبتدأ محذوف أو في موضع نصب أي لأنهم أو في موضع جر على اعمال اللام محذوفة
قوله تعالى أمن لا يهدي فيها قراءات قد ذكرنا مثلها في قوله يخطف أبصارهم ووجهناها هناك وأما الا أن يهدي فهو مثل قوله الا أن يصدقوا وقد ذكر في النساء وله نظائر قد ذكرت أيضا فما لكم مبتدأ وخبره أي أي شيء لكم في الاشراك و كيف تحكمون مستأنف أي كيف تحكمون بأن له شريكا
قوله تعالى لا يغني من الحق شيئا في موضع المصدر أي اغناء ويجوز أن يكون مفعولا ليغني ومن الحق حال منه
قوله تعالى وما كان هذا القرآن هذا اسم كان والقرآن نعت له أو عطف بيان و أن يفترى فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه خبر كان أي وما كان القرآن افتراء والمصدر هنا بمعنى المفعول أي مفترى والثاني التقدير ما كان القرآن ذا افتراء والثالث أن أن خبر كان محذوف والتقدير ما كان هذا القرآن ممكنا أن يفترى وقيل التقدير لأن يفترى و تصديق مفعول له اي ولكن أنزل للتصديق وقيل التقدير ولكن كان التصديق الذي أي مصدق الذي

وتفصيل الكتاب مثل تصديق لا ريب فيه يجوز أن يكون حالا من الكتاب والكتاب مفعول في المعنى ويجوز أن يكون مستأنفا من رب العالمين يجوز أن يكون حالا أخرى وأن يكون متعلقا بالمحذوف أي ولكن أنزل من رب العالمين
قوله تعالى كيف كان كيف خبر كان و عاقبة اسمها
قوله تعالى من يستمعون إليك الجمع محمول على معنى من والافراد في قوله تعالى من ينظر محمول على لفظها
قوله تعالى لا يظلم الناس شيئا يجوز أن يكون مفعولا أي لا ينقصهم شسئا وأن يكون في موضع المصدر
قوله تعالى كأن لم يلبثوا الكلام كله في موضع الحال والعامل فيه يحشرهم وكأن هاهنا مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي كأنهم و ساعة ظرف ليلبثوا و من النهار نعت لساعة وقيل كأن لم صفة اليوم والعائد محذوف أي ل يلبثوا قبله وقيل هو نعت لمصدر محذوف أي حشرا كأن لم يلبثوا قبله والعامل في يوم إذكر يتعارفون حال أخرى والعامل فيها يحشرهم وهي حال مقدرة لأن التعارف لا يكون حال قد خسر يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون التقدير يقولون قد خسر والمحذوف حال من الضمير في يتعارفون
قوله تعالى ثم الله شهيد ثم هاهنا غير مقتضية ترتيبا في المعنى وإنما رتبت الاخبار بعضها على بعض كقولك زيد عالم ثم هو كريم
قوله تعالى مإذا يستعجل قد ذكرنا في مإذا في البقرة عند قوله تعالى مإذا ينفقون قولين وهما مقولان هاهنا وقيل فيها قول ثالث وهو أن تكون مإذا اسما واحدا مبتدأ ويستعجل منه الخبر وقد ضعف ذلك من حيث ان الخبر هاهنا جملة من فعل وفاعل ولا ضمير فيه يعود على المبتدأ ورد هذا للقول بأن العائد الهاء في منه فهو كقولك زيد أخذت منه درهما
قوله تعالى الان فيها كلام قد ذكر مثله في البقرة والناصب لها محذوف تقديره آمنتم الان
قوله تعالى أحق هو مبتدأ وهو مرفوع به ويجوز أن يكون هو مبتدأ وأحق الخبر وموضع الجملة نصب بيستنبئوك و اي بمعنى نعم

قوله تعالى وأسروا الندامة مستأنف وهو حكاية ما يكون في الاخرة وقيل هو بمعنى المستقبل وقيل قد كان ذلك في الدنيا
قوله تعالى وشفاء هو مصدر في معنى الفاعل أي وشاف وقيل هو في معنى المفعول أي المشفى به
قوله تعالى فبذلك الفاء الأولى مرتبطة بما قبلها والثانية بفعل محذوف تقديره فليعجبوا بذلك فليفرحوا كقولهم زيدا فاضربه اي تعمد زيدا فاضربه وقيل الفاء الأولى زائدة والجمهور على الياء وهو أمر للغائب وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة ويقرأ بالتاء على الخطاب كالذي قبله
قوله تعالى أرأيتم قد ذكر في الانعام آلله مثل آلذكرين وقد ذكر في الانعام
قوله تعالى في شأن خبر كان وما تتلوا ما نافية و منه أي من الشأن أي من أجله و من قرآن مفعول تتلوا ومن زائدة الا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون ظرف لشهودا من مثقال في موضع رفع بيعزب ويعزب بضم الزاي وكسرها لغتان وقد قرىء بهما ولا أصغر ولا أكبر بفتح الراء في موضع جر صفة لذرة أو لمثقال على اللفظ ويقرآن بالرفع حملا على موضع من مثقال والذي في سبأ يذكر في موضعه ان شاء الله تعالى الا في كتاب أي الا هو في كتاب والاستغناء منقطع
قوله تعالى الذين آمنوا يجوز أن يكون مبتدأ وخبره لهم البشرى ويجوز أن يكون خبرا ثانيا لأن أو خبر ابتداء محذوف أي هم الذين ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعنى أو صفة لأولياء بعد الخبر وقيل يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من الهاء والميم في عليهم
قوله تعالى في الحياة الدنيا يجوز أن تتعلق في البشرى وأن يكون حالا منها والعامل الاستقرار و لا تبديل مستأنف
قوله تعالى ان العزة هو مستأنف والوقف على ما قبله
قوله تعالى وما يتبع فيه وجهان أحدهما هي نافية ومفعول يتبع محذوف دل عليه قوله ان يتبعون الا الظن و شركاء مفعول يدعون ولا يجوز أن يكون مفعول يتبعون لأن المعنى يصير إلى أنهم لم يتبعوا شركاء وليس كذلك والوجه الثاني أن تكون ما استفهاما في موضع نصب بيتبع

قوله تعالى ان عندكم من سلطان ان هاهنا بمعنى ما لا غير بهذا يتعلق بسلطان أو نعت له
قوله تعالى متاع في الدنيا خبر مبتدأ محذوف تقديره افتراؤهم أو حياتهم أو تقلبهم ونحو ذلك
قوله تعالى إذ قال لقومه إذ ظرف والعامل فيه نبأ ويجوز أن يكون حالا فعلى الله الفاء جواب الشرط والفاء في فاجمعوا عاطفة على الجواب وأجمعوا بقطع الهمزة من قولك أجمعت على الامر إذا عزمت عليه الا أنه حذف حرف الجر فوصل الفعل بنفسه وقيل هو متعد بنفسه في الأصل ومنه قول الحرث
أجمعوا أمرهم بليل فلما ... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
وأما شركاءكم فالجمهور على النصب وفيه أوجه أحدها هو معطوف على أمركم تقديره وأمر شركائكم فأقام المضاف إليه مقام المضاف والثاني هو مفعول معه تقديره مع شركائكم والثالث هو منصوب بفعل محذوف أي وأجمعوا شركاءكم وقيل التقدير وادعوا شركاءكم ويقرأ بالرفع وهو معطوف على الضمير في أجمعوا ويقرأ فاجمعوا بوصل الهمزة وفتح الميم والتقدير ذوي أمركم لأنك تقول جمعت القوم وأجمعت الامر ولا تقول جمعت الامر على هذا المعنى وقيل لا حذف فيه لأن المراد بالجمع هنا ضم بعض أمورهم إلى بعض ثم اقضوا إلى يقرأ بالقاف والضاد من قضيت الامر والمعنى اقضوا ما عزمتم عليه من الايقاع بي ويقرأ بفتح الهمزة والفاء والضاد والمصدر منه الافضاء والمعنى صلوا إلى ولام الكلمة وأو يقال فضا المكان يفضو إذا اتسع
قوله تعالى من بعده الهاء تعود على نوح عليه السلام فما كانوا الوأو ضمير القوم والضمير في كذبوا يعود على قوم نوح والهاء في به لنوح والمعنى فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بالذي كذب به قوم نوح أي بمثله ويجوز أن تكون الهاء لنوح ولا يكون فيه حذف والمعنى فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بنوح عليه السلام
قوله تعالى أتقولون للحق لما جاءكم المحكى بيقول محذوف أي أتقولون له هو سحر ثم استأنف فقال أسحر هذا وسحر خبر مقدم وهذا مبتدأ
قوله تعالى الكبرياء في الارض هو اسم كان ولكم خبر ها وفي الارض

ظرف للكبرياء منصوب بها أو بكان أو بالاستقرار في لكم ويجوز أن يكون حالا من الكبرياء أو من الضمير في لكم
قوله تعالى ما جئتم به السر يقرأ بالاستفهام فعلى هذا تكون ما استفهاما وفي موضعها وجهان أحدهما نصب بفعل محذوف موضعه بعد ما تقديره أي شيء أتيتم به وجئتم به يفسر المحذوف فعلى هذا في قوله السحر وجهان أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي هو السحر والثاني أن يكون الخبر محذوفا أي السحر هو والثاني موضعها رفع بالابتداء وجئتم به الخبر والسحر فيه وجهان أحدهما ما تقدم من الوجهين والثاني هو بدل من موضع ما كما تقول ما عندك أدينار أم درهم ويقرأ على لفظ الخبر وفيه وجهان أحدهما استفهام أيضا في المعنى وحذفت الهمزة للعلم بها والثاني هو خبر في المعنى فعلى هذا تكون ما بمعنى الذي وجئتم به صلتها والسحر خبرها ويجوز أن تكون ما استفهاما والسحر خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى وملئهم فيما يعود الهاء والميم إليه أوجه أحدها هو عائد على الذرية ولم تؤنث لأن الذرية قوم فهو مذكر في المعنى والثاني هو عائد على القوم والثالث يعود على فرعون وإنما جمع لوجهين أحدهما أن فرعون لما كان عظيما عندهم عاد الضمير إليه بلفظ الجمع كما يقول العظيم نحن نأمر والثاني أن فرعون صار أسما لأتباعه كما أن ثمود اسم للقبيلة كلها وقيل الضمير يعود على محذوف تقديره من آل فرعون وملائهم أي ملأ الال وهذا عندنا غلط لأن المحذوف لا يعود إليه ضمير إذ لو جاز ذلك لجاز أن تقول زيد قاموا وأنت تريد غلمان زيد قاموا أن يفتنهم هو في موضع جر بدلا من فرعون تقدير على خوف فتنة من فرعون ويجوز أن يكون في موضع نصب بخوف أي على خوف فتنة فرعون
قوله تعالى أن تبوآ يجوز أن تكون أن المفسرة ولا يكون لها موضع من الإعراب وأن تكون مصدرية فتكون في موضع نصب بأوحينا والجمهور على تحقيق الهمزة ومنهم من جعلها ياء وهي مبدلة من الهمزة تخفيفا لقومكما فيه وجهان أحدهما اللام غير زائدة والتقدير اتخذ لقومكما بيوتا فعلى هذا يجوز أن يكون لقومكما أحد مفعولي تبوآ وأن يكون حالا من البيوت والثاني اللام زائدة والتقدير بوئا قومكما بيوتا أي أنزلاهم وتفعل وفعل بمعنى مثل علقها وتعلقها فأما قوله بمصر يجوز أن يتعلق بتبوآ وأن يكون حالا من البيوت

وأن يكون حالا من قومكما وأن يكون حالا من ضمير الفاعل في تبوآ وفيه ضعف واجعلوا وأقيموا انما جمع فيهما لأنه أراد موسى وهارون صلوات الله عليهما وقومهما وأفرد في قوله وبشر لأنه أراد موسى عليه السلام وحده إذ كان هو الرسول وهارون وزيرا له فموسى عليه السلام هو الأصل
قوله تعالى فلا يؤمنوا في موضعه وجهان أحدهما النصب وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على ليضلوا والثاني هو جواب الدعاء في قوله اطمس واشدد والقول الثاني موضعه جزم لأن معناه الدعاء كما تقول لا تعذبني
قوله تعالى ولا تتبعان يقرأ بتشديد النون والنون للتوكيد والفعل مبني معها والنون التي تدخل للرفع لا وجه لها هاهنا لأن الفعل هنا غير معرب ويقرأ بتخفيف النون وكسرها وفيه وجهان أحدهما أنه نهى أيضا وحذف النون الأولى من الثقيلة تخفيفا ولم تحذف الثانية لأنه لو حذفها لحذف نونا محركة واحتاج إلى تحريك الساكنة وحذف الساكنة أقل تغيرا والوجه الثاني أن الفعل معرب مرفوع وفيه وجهان أحدهما هو خبر في معنى النهي كما ذكرنا في قوله لا تعبدون الا الله والثاني هو في موضع الحال والتقدير فاستقيما غير متبعين
قوله تعالى زوجأوزنا ببني إسرائيل الباء للتعدية مثل الهمزة كقولك أجزت الرجال البحر بغيا وعدوا مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال
قوله تعالى الان العامل فيه محذوف تقديره أتؤمن الان
قوله تعالى ببدنك في موضع الحال أي عاريا وقيل بجسدك لا روح فيه وقيل بدرعك
قوله تعالى مبوأ صدق يجوز أن يكون مصدرا وأن يكون مكانا
قوله تعالى الا قوم يونس هو منصوب على الاستثناء المنقطع لأن المستثنى منه القرية وليست من جنس القوم وقيل هو متصل لأن التقدير فلولا كان أهل قرية ولو كان قد قرىء بالرفع لكانت الا فيه بمنزلة غير فيكون صفة
قوله تعالى مإذا في السموات هو استفهام في موضع رفع بالابتداء و السموات الخبر وانظروا معلقة عن العمل ويجوز أن تكون بمعنى الذي وقد تقدم أصل ذلك وما تغني يجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب وأن تكون نفيا
قوله تعالى كذلك حقا فيه ثلاثة أوجه أحدها أن كذلك في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي انجاء كذلك وحقا بدل منه والثاني أن يكونا منصوبين

بينجي التي بعدهما والثالث أن يكون كذلك للأولى وحقا للثانية ويجوز أن يكون كذلك خبر المبتدأ أي الامر كذلك وحفا منصوب بما بعدها
قوله تعالى وأن أقم وجهك قد ذكر في الانعام مثله

سورة هود
عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
ا جعلت هودا اسما للسورة لم تصرفه للتعريف والتأنيث ويجوز صرفه لسكون أوسطه عند قوم وعند آخرين لا يجوز صرفه بحال لأنه من تسمية المؤنث بالمذكر وان جعلته للنبي عليه السلام صرفته
قوله تعالى كتاب أي هذا كتاب ويجوز أن يكون خبر الر أي الر وأشباهها كتاب ثم فصلت الجمهور على الضم والتشديد ويقرأ بالتخفيف وتسمية الفاعل والمعنى ثم فرقت كقوله فلما فصل طالوت أي فارق من لدن يجوز أن يكون صفة أي كائن من لدن ويجوز أن يكون مفعولا والعامل فيه فصلت وبنيت لدن وان أضيفت لأن علة بنائها خروجها عن نظيرها لأن لدن بمعنى عند ولكن هي مخصوصة بملاصقة الشيء وشدة مقاربته وعند ليست كذلك بل هي للقريب وما بعد عنه وبمعنى الملك
قوله تعالى أن لا تعبدوا في أن ثلاثة أوجه أحدها هي مخففة من الثقيلة والثاني أنها الناصبة للفعل وعلى الوجهين موضعها رفع تقديره هي أن لا تعبدوا ويجوز أن يكون التقدير بأن لا تعبدوا فيكون موضعها جرا أو نصبا على ما حكينا من الخلاف والوجه الثالث أن تكون أن بمعنى أي فلا يكون لها موضع ولا تعبدوا نهى و منه أي من الله والتقدير نذير كائن منه فلما قدمه صار حالا ويجوز أن يتعلق بنذير ويكون التقدير انني لكم نذير من أجل عذابه
قوله تعالى وأن استغفروا أن معطوفة على أن الأولى وهي مثلها فيما ذكر وان تولو أي يتولوا
قوله تعالى يثنون الجمهور على فتح الياء وضم النون وماضيه ثنى ويقرأ كذلك الا أنه بضم الياء وماضيه أثنى ولا يعرف في اللغة الا أن يقال معناه عرضوها

للاثناء كما تقول أبعث ألفرس إذا عرضته للبيع ويقرأ بالياء مفتوحة وسكون الثاء ونون مفتوحة وبعدها همزة مضمومة بعدها نون مفتوحة مشددة مثل يقرءون وهو من ثنيت الا أنه قلب الياء وأوا لانضمامها ثم همزها لانضمامها ويقرأ يثنوني مثل يعشوشب وهو يفعوعل من ثنيت والصدور فاعل ويقرأ كذلك الا أنه بحذف الياء الاخيرة تخفيفا لطول الكلمة ويقرأ بفتح الياء والنون وهمزة مكسورة بعدها نون مرفوعة مشددة وأصل الكلمة يفعوعل من الثني الا أنه أبدل الوأو المكسورة همزة كما أبدلت في وسادة فقالوا اسادة وقيل أصلها يفعال مثل يحمار فأبدلت اللف همزة كما قالوا ابياض الا حين العامل في الظرف محذوف أي الا حين يستغشون ثيابهم يستخفون ويجوز أن يكون ظرفا ليعلم
قوله تعالى مستقرها ومستودعها مكانان ويجوز أن يكونا مصدرين كما قال الشاعر
ألم تعلم مسرحي القوافي ... أي تسرحي
قوله تعالى ولئن اللام لتوطئة القسم والقسم محذوف وجوابه ليقولن ومثله ولئن إذقنا وجواب القسم انه ليئوس وسد القسم وجوابه مسد جواب الشرط
قوله تعالى الا يوم يأتيهم يوم ظرف ل مصروفا أي لا يصرف عنهم يوم يأتيهم وهذا يدل على جواز تقديم خبر ليس عليها وقال بعضهم العامل فيه محذوف دل عليه الكلام أي لا يصرف عنهم العذاب يوم يأتيهم واسم ليس مضمر فيها أي ليس العذاب مصروفا
قوله تعالى لفرح يقرأ بكسر الراء وضمها وهما لغتان مثل يقظ ويقظ وحذر وحذر
قوله تعالى الا الذين صبروا في موضع نصب وهو استثناء متصل والمستثنى منه الانسان وقيل هو منفصل وقيل هو في موضع رفع على الابتداء و أولئك لهم مغفرة خبره
قوله تعالى وضائق به صدرك صدرك مرفوع بضائق لأنه معتمد على المبتدأ وقيل هو مبتدأ وضائق خبر مقدم وجاء ضائق على فاعل من ضاق يضيق أن يقولوا أي مخألفة أن يقولوا وقيل لأن يقولوا اي لأن قالوا فهو بمعنى الماضي
شقوله تعالى وباطل خبر مقدم و ما كانوا المبتدأ والعائد محذوف أي يعملونه وقرىء باطلا بالنصب والعامل فيه يعملون وما زائدة

قوله تعالى أفمن كان في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف تقديره أفمن كان على هذه الاشياء كغيره ويتلوه في الهاء عدة أوجه أحدها يرجع على من وهو النبي والتقدير ويتلو محمدا صدق محمد شاهد منه أي لسانه وقيل الشاهد جبريل عليه السلام والهاء في منه لله وفي من قبله للنبي و كتاب موسى معطوف على الشاهد وقيل الشاهد الانجيل والمعنى أن التوراة والانجيل يتلوان محمدا في التصديق وقد فصل بين حرف العطف والمعطوف بقوله من قبله أي وكتاب موسى عليه السلام من قبله والوجه الثاني أن الهاء للقرآن أي ويتلو القرآن شاهد من محمد وهو لسانه وقيل جبريل عليه السلام والثالث أنها تعود على البيان الذي دلت عليه البينة وقيل تمام الكلام عند قوله منه ومن قبله كتاب موسى عليه السلام ابتداء وخبر و اماما ورحمة حالان وقرىء كتاب موسى بالنصب أي ويتلو كتاب موسى في مرية يقرأ بالكسر والضم وهما لغتان
قوله تعالى يضاعف لهم مستأنف ما كانوا في ما ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذي والمعنى يضاشعف لهم بما كانوا فلما حذف الحرف نصب والثاني هي مصدرية والتقدير مدة ما كانوا يستطيعون والثالث هي نافية أي من شدة بغضهم له لم يستطيعوا الاصغاء إليه
قوله تعالى لا جرم فيه أربعة أقوال أحدها أن لا رد لكلام ماض أي ليس الامر كما زعموا وجرم فعل وفاعله مضمر فيه و أنهم في الاخرة في موضع نصب والتقدير كسبهم قولهم خسرانهم في الاخرة والوقول الثاني أن لا جرم كلمتان ركبتا وصارتا بمعنى حقا وأن في موضع رفع بأنه فاعل لحق أي حق خسرانهم والثالث أن المعنى لا محالة خسرانهم فيكون في موضع رفع أيضا وقيل في موضع نصب أو جر اسذ التقدير لا محالة في خسرانهم والرابع أن المعنى لا منع من أنهم خسروا فهو في الإعراب كالذي قبله
قوله تعالى مثل ألفريقين مبتدأ والخبر كالاعمى والتقدير كمثل الاعمى وأحد ألفريقين الاعمى والاصم والاخر البصير والسميع مثلا تمييز
قوله تعالى اني لكم يقرأ بكسر الهمزة على تقدير فقال اني وبفتحها على تقدير بأنى وهو في موضع نصب أي أرسلناه بالانذار أي منذرا

قوله تعالى أن لا تعبدوا هو مثل الذي في أول السورة
قوله تعالى ما نراك يجوز أن يكون من رؤية العين وتكون الجملة بعدها في موضع الحال وقد معه مرادة ويجوز أن يكون من رؤية القلب فتكون الجملة في موضع المفعول الثاني والارإذل جمع أرذال وأرذال جمع رذل وقيل الواحد أرذل والجمع أرإذل وجمع على هذه الزنة وان كان وصفا لأنه غلب فصار كالاسماء ومعنى غلبته أنه لا يكاد يذكر الموصوف معه وهو مثل الابطح و الابرق بادي الرأي يقرأ بهمزة بعد الدال وهو من بدأ يبدأ إذا فعل الشيء أولا ويقرأ بياء مفتوحة وفيه وجهان أحدهما أن الهمزة أبدلت ياء لانكسار ما قبلها والثاني انه من بدا يبدوا إذا ظهر وبادي هنا ظرف وجاء على فاعل كما جاء على فعيل نحو قريب وبعيد وهو مصدر مثل العافية والعاقبة وفي العامل فيه أربعة أوجه أحدها نراك أي فيما يظهر لنا من الرأي أوفى أول راينا
فان قيل ما قبل الا اسذا تم لا يعمل فيما بعدها كقولك ما أعطيت أحدا الا زيدا دينارا لأن الا تعدى الفعل ولا تعديه الا إلى واحد كالوأو في باب المفعول معه قيل جاز ذلك هنا لأن بادي ظرف أو كالظرف مثل جهد رأيي أنك ذاهب أي في جهد رأيي والظروف يتسع فيها والوجه الثاني أن العامل فيه اتبعك أي اتبعوك في أول الرأي أو فيما ظهر منه من غير أن يبحثوا والوجه الثالث أنه من تمام أرإذلنا أي الارإذل في رأينا والرابع أن العامل فيه محذوف أي يقول ذاك في بادي الرأي به والرأي مهموز وغير مهموز
قوله تعالى رحمة من عنده يجوز أن تكون من متعلقة بالفعل وأن تكون من نعت الرحمة فعميت أي خفيت عليكم لأنكم لم تنظروا فيها حق النظر وقيل المعنى عميتم عنها كقولهم أدخلت الخاتم في أصبعي ويقرأ بالتشديد والضم أي أبهمت عليكم عقوبة لكم و أنلزمكموها الماضي منه ألزمت وهو متعد إلى مفعولين ودخلت الوأوهنا تتمة للميم وهو الأصل في ميم الجمع وقرىء بإسكان الميم الأولى فرارا من توالي الحركات
قوله تعالى تزدري الدال بدل من التاء وأصلها تزتري وهو يفتعل من زريت وأبدلت دالا لتجانس الزاي في الجهر والتاء مهموسة فلم تجتمع مع الزاي

قوله تعالى قد جادلتنا الجمهور على إثبات الألف وكذلك جدالنا وقرىء جدلتنا فأكثرت جدلنا بغير ألف فيهما وهو بمعنى غلبتنا بالجدل قوله تعالى ان أردت أن أنصح لكم ان كان الله حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشرط الاول كقولك ان أتيتني ان كلمتني أكرمتك فقولك ان كلمتني أكرمتك جواب ان أتيتني وإذا كان كذلك صار الشرط الاول في الذكر مؤخرا في المعنى حتى لو أتاه ثم كلمه لم يجب الاكراه ولكن ان كلمه ثم أتاه وجب اكرامه وعلة ذلك أن الجواب صار معوقا بالشرط الثاني وقد جاء في القرآن منه قوله تعالى ان وهبت نفسها للنبي ان أراد النبي
قوله تعالى فعلى اجرامي يقرأ بكسر الهمزة وهو مصدر أجرم وفيه لغة أخرى جرم ويفتح الهمزة وهو جمع جرم
قوله تعالى انه لن يؤمن يقرأ بفتح الهمزة وانه في موضع رفع بأوحى ويقرأ بكسرها والتقدير قيل انه والمرفوع بأوحى
قوله تعالى إلى نوح الا من قد آمن استثناء من غير الجنس في المعنى وهو فاعل لن يؤمن
قوله تعالى بأعيننا في موضع الحال من ضمير الفاعل في اصنع أي محفوظا
قوله تعالى من كل زوجين اثنين يقرأ كل بالاضافة وفيه وجهان أحدهما أن مفعول احمل اثنين تقديره احمل فيها اثنين من كل زوج فمن على هذا حال لأنها صفة للنكرة قدمت عليها والثاني أن من زائدة والمفعول كل واثنين توكيد وهذا على قول الأخفش ويقرأ من كل بالتنوين فعلى هذا احمل زوجين واثنين توكيد له ومن على هذا يجوز أن تتعلق باحمل وأن تكون حالا والتقدير من كل شيء أو صنف وأهلك معطوف على المفعول و الا من سبق استثناء متصل ومن آمن مفعول احمل أيضا
قوله تعالى بسم الله مجراها مجراها مبتدأ وبسم الله خبره والجملة حال مقدرة وصاحبها الوأو في اركبوا ويجوز أن تكون الجملة حالا من الهاء تقديره اركبوها فيها وجريانها بسم الله وهي مقدرة أيضا قيل مجراها ومرساها ظرفا مكان

وبسم الله حال من الوأو أي مسمين موضع جريانها ويجوز أن يكون زمانا أي وقت جريانها ويقرأ بضم الميم فيهما وهو مصدر أجريت مجرى وبفتحهما وهو مصدر جريت ورسيت ويقرأ بضم الميم وكسر الراء والسين وياء بعدهما وهو صفة لاسم الله عز و جل
قوله تعالى وهي تجري بهم يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في بسم الله أي جريانها بسم الله وهي تجري بهم ويجوز أن تكون مستأنفة وبهم حال من الضمير في تجري أي وهم فيها نوح ابنه الجمهور على ضم الهاء وهو الأصل وقرىء بإسكانها على اجراء الوصل مجرى الوقف ويقرأ ابنها يعني ابن امرأته كأنه توهم اضافته إليها دونه لقوله انه ليس من أهلك ويقرأ بفتح الهاء من غير ألف وحذف الألف تخفيفا والفتحة تدل عليها ومثله يا أبت فيمن فتح ويقرأ ابناه على الترئي ليس بندبة ولأن الندبة لا تكون الهمزة في معزل بكسر الزاي موضع وليس بمصدر وبفتحها مصدر ولم أعلم أحدا قرأ بالفتح يا بني يقرأ بكسر الياء وأصله بني بياء التصغير وياء هي لام الكلمة وأصلها وأو عند قوم وياء عند آخرين والياء الثالثة ياء المتكلم ولكنها حذفت لدلالة الكسرة عليها فرارا من توالي الياءات ولأن النداء موضع تخفيف وقيل حذفت من اللفظ لالتقائها مع الراء في اركب ويقرأ بالفتح وفيه وجهان أحدهما أنه أبدل الكسرة فتحة فانقلبت ياء الاضافة ألفا ثم حذفت اللف كما حذفت الياء مع الكسرة لأنها أصلها والثاني أن الألف حذفت من اللفظ لالتقاء الساكنين
قوله تعالى لا عاصم اليوم فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه اسم فاعل على بابه فعلى هذا يكون قوله تعالى الا من رحم فيه وجهان أحدهما هو استثناء متصل ومن رحم بمعنى الراحم أي لا عاصم الا الله والثاني أنه منقطع أي لكن من رحمه الله يعصم الوجه الثاني أن عاصما بمعنى معصوم مثل ماء دافق أي مدفوق فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا أي الا من رحمه الله والثالث أن عاصما بمعنى ذا عصمة على النسب مثل حائض وطالق والاستثناء على هذا متصل أيضا فأما خبر لا فلا يجوز أن يكون اليوم لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثة بل الخبر من أمر الله واليوم معمول من أمر ولا يجوز أن يكون اليوم معمول عاصم إذ لو كان كذلك لنون

قوله تعالى على الجودي بتشديد الياء وهو الأصل وقرىء بالتخفيف لاستثقال الياءين وغيض الماء هذا الفعل يستعمل لازما ومتعديا فمن المتعدي وغيض الماء ومن اللازم وما تغيض الارحام ويجوز أن يكون هذا متعديا أيضا ويقال غاض الماء وغضته و بعدا مصدر أي وقيل بعد بعدا و للقوم الظالمين تبيين وتخصيص وليست اللام متعلقة بالمصدر
قوله تعالى انه عمل في الهاء ثلاثة أوجه أحدها هي ضمير الابن أي انه ذو عمل والثاني أنها ضمير النداء والسؤال في ابنه أي أن سؤالك فيه عمل غير صالح والثالث أنها ضمير الركوب وقد دل عليه اركب معنا ومن قرأ عمل على أنه فعل ماض فالهاء ضمير الابن لا غير فلا تسألني يقرأ بإثبات الياء على الأصل وبحذفها تخفيفا والكسرة تدل عليها ويقرأ بفتح اللام وتشديد النون على أنها نون التوكيد فمنهم من يكسرها ومنهم من يفتحها والمعنى واضح
قوله تعالى والا تغفر لي الجزم بان ولم يبطل عملها بلا لأن لا صارت كجزء من الفعل وهي غير عاملة في النفي وهي تنفي ما في المستقبل وليس كذلك ما فانها تنفي ما في الحال ولذلك لم يجز أن تدخل ان عليها لأن ان الشرطية تختص بالمستقبل وما لنفي الحال
قوله تعالى قيل يا نوح يا و نوح في موضع رفع لوقوعهما موقع الفاعل وقيل القائم مقام الفاعل مضمر والنداء مفسر له اي قيل قول أو قيل هو يا نوح بسلام وبركات حالان من ضمير الفاعل وأمم معطوف على الضمير في اهبط تقديره اهبط أنت وأمم وكان ألفصل بينهما مغنيا عن التوكيد سنمتعهم نعت لأمم
قوله تعالى تلك من أنباء الغيب هو مثل قوله تعالى في آل عمران ذلك من أنباء الغيب وقد ذكر اعرابه ما كنت تعلمها يجوز أن يكون حالا من ضمير المؤنث في نوحيها وأن يكون حالا من الكاف في إليك
قوله تعالى من اله غيره قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى مدرارا حال من السماء ولم يؤنثه لوجهين أحدهما أن السماء السحاب فذكر مدرارا على المعنى والثاني أن مفعالا للمبالغة وذلك يستوي فيه المؤنث والمذكر مثل فعول كصبور وفعيل كبغي إلى قوتكم إلى هنا محمولة

على المعنى ومعنى يزدكم يضف ويجوز أن يكون إلى صفة القوة فتتعلق بمحذوف أي قوة مضافة إلى قوتكم
قوله تعالى ما جئتنا ببينة يجوز أن تتعلق الباء بجئت والتقدير ما أظهرت بينة ويجوز أن تكون حالا أي ومعك بينة أو محتجا ببينة
قوله تعالى الا اعتراك الجملة مفسرة لمصدر محذوف تقديره ان نقول الا قولا هو اعتراك ويجوز أن يكون موضعها نصبا أي ما نذكر الا هذا القول
قوله تعالى فان تولوا اي فان تتولوا فحذف الثانية يستخلف الجمهور على الضم وهو معطوف على الجواب بالفاء وقد سكنه بعضهم على الموضع أو على التخفيف لتوالي الحركات
قوله تعالى كفروا ربهم هو محمول على المعنى أي جحدوا ربهم ويجوز أن يكون انتصب بما حذف الباء وقيل التقدير كفروا نعمة ربهم اي بطروها
قوله تعالى غير تخسير الاقوى في المعنى أن يكون غير هنا استثناء في المعنى وهو مفعول ثان لتزيدونني أي فما تزيدونني الا تخسيرا ويضعف أن تكون صفة لمحذوف إذ التقدير فما تزيدونني شيئا غير تخسير وهو ضد المعنى
قوله تعالى من خزي يومئذ يقرأ بكسر الميم على أنه معرب وانجراره بالاضافة وبفتحها على أنه مبني مع إذ لأن إذ مبني وظرف الزمان إذل أضيف إلى مبني جاز أن يبنى لما في الظروف من الايهام ولأن المضاف يكتسي كثيرا من أحوال المضاف إليه كالتعريف والاستفهام والعموم والجزاء وأما إذ فقد تقدم ذكرها
قوله تعالى وأخذ الذين ظلموا الصيحة في حذف التاء ثلاثة أوجه أحدها أنه فصل بين الفعل والفاعل والثاني أن التأنيث غير حقيقي والثالث أن الصيحة بمعنى الصياح فحمل على المعنى
قوله تعالى كأن لم يغنوا فيها قد ذكر في الاعراف لثمود يقرأ بالتنوين لأنه مذكر وهو حي أو أبو القبيلة وبحذف التنوين غير مصروف على أنها القبيلة
قوله تعالى بالبشرى في موضع الحال من الرسل قالوا سلاما في نصبه وجهان أحدهما هو مفعول به على المعنى كأنه قال ذكروا سلاما والثاني هو

مصدر أسلموا سلاما وأما سلام الثاني فمرفوع على وجهين أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي أمري سلام أو جوابي أو قولي والثاني هو المبتدأ والخبر محذوف أي سلام عليكم وقد قرىء على غير هذا الوجه بشيء هو ظاهر في الإعراب أن جاء في موضعه ثلاثة أوجه أحدها جر تقديره عن أن جاء لأن لبث بمعنى تأخر والثاني نصب وفيه وجهان أحدهما أنه لما حذف حرف الجر وصل الفعل بنفسه والثاني هو محمول على المعنى أي لم يترك الاتيان بعجل والثالث رفع على وجهين أيضا أحدهما فاعل لبث أي فما ابطأ مجيئه والثاني أن ما بمعنى الذي وهو مبتدأ وأن جاء خبره تقديره والذي لبثه ابراهيم عليه السلام قدر مجيئه أو مصدرية أي لبثه مقدار مجيئه
قوله تعالى وامرأته قائمة الجملة حال من ضمير الفاعل في أرسلنا فضحكت الجمهور على كسر الحاء وقرىء بفتحها والمعنى حاضت يقال ضحكت الارنب بفتح الحاء ومن وراء اسحاق يعقوب يقرأ بالرفع وفيه وجهان أحدهما هو مبتدأ وما قبله الخبر والثاني هو مرفوع بالظرف ويقرأ بفتح الباء وفيه وجهان أحدهما أن الفتحة هنا للنصب وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على موضع اسحاق والثاني هو منصوب بفعل محذوف دل عليه الكلام تقديره ووهبنا له من وراءاسحاق يعقوب والوجه الثاني أن الفتحة للجر وهو معطوف على لفظ اسحاق أي فبشرناها باسحاق ويعقوب وفي وجهي العطف قد فصل بين يعقوب وبين الوأو العاطفة بالظرف وهو ضعيف عند قوم وقد ذكرنا ذلك في سورة النساء
قوله تعالى وهذا بعلي شيخا هذا مبتدأ وبعلي خبره وشيخا حال من بعلي مؤكدة إذ ليس الغرض الإعلام بأنه بعلها في حال شيخوخته دون غيرها والعامل في الحال معنى الاشارة والتنبيه أو أحدهما ويقرأ شيخ بالرفع وفيه عدة أوجه أحدها أن يكون هذا مبتدأ وبعلي بدلا منه وشيخ الخبر والثاني أن يكون بعلي عطف بيان وشيخ الخبر والثالث أن يكون بعلي مبتدأ ثانيا وشيخ خبره والجملة خبر هذا والرابع أن يكون بعلي خبر المبتدأ وشيخ خبر مبتدأ محذوف أي هو شيخ والخامس أن يكون شيخ خبرا ثانيا والسادس أن يكون بعلي وشيخ جميعا خبرا واحدا كما تقول هذا حلو حامض والسابع أن يكون شيخ بدلا من بعلي

قوله تعالى أهل البيت تقديره يا أهل البيت أو يكون منصوبا على التعظيم والتخصيص أي أعنى ولا يجوز في الكلام جر مثل هذا على البدل لأن ضمير المخاطب لا يبدل منه اسذا كان في غاية الوضوح وجاءته البشرى هو معطوف على ذهب ويجوز أن يكون حالا من ابراهيم وقد مرادة فأما جواب لما ففيه وجهان أحدهما هو محذوف تقديره أقبل يجادلنا ويجادلنا على هذا حال والثاني أنه يجادلنا وهو مستقبل بمعنى الماضي أي جادلنا ويبعد أن يكون الجواب جاءته البشرى لأن ذلك يوجب زيادة الوأو وهو ضعيف و أواه فعال من التأوه
قوله تعالى آتيهم هو خبر ان و عذاب مرفوع به وقيل عذاب مبتدأ وآتيهم خبر مقدم وجوز ذلك أن عذابا وان كان نكرة فقد وصف بقوله غير مردود وأن إضافة اسم الفاعل هاهنا لا تفيده التعريف إذ المراد به الاستقبال
قوله تعالى سيء بهم القائم مقام الفاعل ضمير لوط و ذرعا تمييز و يهرعون إليه حال والماضي منه أهرع هؤلاء مبتدأ و بناتي عطف بيان أو بدل و هن فصل و أطهر الخبر ويجوز أن يكون هن مبتدأ ثانيا وأطهر خبره ويجوز أن يكون بناتي خبرا وهن أطهر مبتدأ وخبر وقرىء في الشإذ أطهر بالنصب وفيه وجهان أحدهما أن يكون بناتي خبرا وهن فضل وأطهر حالا والثاني أن يكون هن مبتدأ ولكم خبر وأطهر حال والعامل فيه ما فيهن من معنى التوكيد بتكرير المعنى وقيل العامل لكم لما فيه من معنى الاستقرار والضيف مصدر في الصل وصف به فلذلك لم يثن ولم يجمع وقد جاء مجموعا يقال أضياف وضيوف وضيفان
قوله تعالى ما نريد يجوز أن تكون ما بمعنى الذي فتكون نصبا بتعلم وهو بمعنى يعرف ويجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب بنريد وعلمت معلقة
قوله تعالى أو أوى يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون في موضع رفع خبر أن على المعنى تقديره أو أنى أوى ويضعف أن يكون معطوفا على قوة إذ لو كان كذلك لكان منصوبا بإضمار أن وقد قرىء به والتقدير أو أن أوى وبكم حال من قوة وليس معمولا لها لأنها مصدر

قوله تعالى فأسر بأهلك يقرأ بقطع الهمزة ووصلها وهما لغتان يقال أسرى وسرى الا أمرأتك يقرأ بالرفع على أنه بدل من أحد والنهي في اللفظ لأحد وهو في المعنى للوط أي لا تمكن أحدا منهم من الالتفات الا امرأتك ويقرأ بالنصب على أنه استثناء من أحد أو من أهل
قوله تعالى جعلنا عإليها مفعول أول و سافلها ثان من سجيل صفة لحجارة و منضود نعت لسجيل و مسومة نعت لحجارة و عند معمول مسومة أو نعت لها و هي ضمير العقوبة و بعيد نعت لكان محذوف ويجوز أن يكون خبر هي ولم تؤنث لأن العقوبة والعقاب بمعنى أي وما العقاب بعيدا من الظالمين
قوله تعالى أخاهم مفعول فعل محذوف أي وارسلنا إلى مدين و شعيبا بدل و تنقصوا يتعدى إلى مفعول بنفسه وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف جر تقول نقصت زيدا حقه ومن حقه وهو هاهنا كذلك أي لا تنقصوا الناس من المكيال ويجوز أن يكون هنا متعديا إلى واحد على المعنى أي لا تعللوا وتطففوا و محيط نعت لليوم في اللفظ وللعذاب في المعنى وذهب قوم إلى أن التقدير عذاب يوم محيط عذابه وهو بعيد لأن محيطا قد جرى على غير من هو له فيجب ابراز فاعله مضافا إلى ضمير الموصوف
قوله تعالى أو أن نفعل في موضع نصب عطفا على ما يعبد والتقدير أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نترك أن نفعل وليس بمعطوف على أن نترك إذ ليس المعنى أصلواتك تأمرك أن تفعل في أموالنا
قوله تعالى لا يجرمنكم يقرأ بفتح الياء وضمها وقد ذكر في المائدة وفاعله شقاقي و أن يصيبكم مفعول الثاني
قوله تعالى واتخذتموه هي المتعدية إلى مفعولين و ظهريا المفعول الثاني ووراءكم يجوز أن يكون ظرفا لاتخذتم وأن يكون حالا من ظهريا
قوله تعالى فسوف تعلمون من يأتيه هو مثل الذي في قصة نوح عليه السلام
قوله تعالى كما بعدت يقرأ بكسر العين ومستقبله يبعد والمصدر بعدا بفتح العين فيهما اي هلك ويقرأ بضم العين ومصدره البعد وهو من البعد في المكان

قوله تعالى يقدم قومه هو مستأنف لا موضع له فأوردهم تقديره فيوردهم وفاعل بئس الورد المورود نعت له والمخصوص بالذم محذوف تقديره بئس الورد النار ويجوز أن يكون المورود هو المخصوص بالذم
قوله تعالى ذلك من أنباء القرى ابتداء وخبر و نقصه حال ويجوز أن يكون ذلك مفعولا به والناصب له محذوف أي ونقص ذلك من أنباء القرى وفيه أوجه أخر قد ذكرت في قوله تعالى ذلك من أنباء الغيب في آل عمران منها قائم مبتدأ وخبر في موضع الحال من الحال من الهاء في نقصه وحصيد مبتدأ خبره محذوف أي ومنها حصيد وهو بمعنى محصود
قوله تعالى إذا أخذ ظرف والعامل فيه أخذ ربك
قوله تعالى ذلك مبتدأ و يوم خبره و مجموع صفة يوم و الناس مرفوع بمجموع
قوله تعالى يوم يأتي يوم ظرف والعامل فيه تكلم مقدرة والتقدير لا تكلم نفس ويجوز أن يكون العامل في نفس وهو أجود ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف أي إذكروا يوم يأتي ويكون تكلم صفة له والعائد محذوف أي لا تكلم فيه أو لا تكلمه ويجوز أن يكون منصوبا على إضمار أعنى وأما فاعل يأتي فضمير يرجع على قوله يوم مجموع له الناس ولا يرجع على يوم المضاف إلى يأتي لأن المضاف إليه كجزء من المضاف فلا يصح أن يكون الفاعل بعض الكلمة إذ ذلك يؤدي إلى إضافة الشيء إلى نفسه والجيد إثبات الياء إذ لا علة توجب حذفها وقد حذفها بعضهم اكتفاء بالكسرة عنها وشبه ذلك بألفواصل ونظير ذلك ما كنا نبغ والليل إذا يسر الا بإذنه قد ذكر نظيره في آية الكرسي
قوله تعالى لهم فيها زفير الجملة في موضع الحال والعامل فيها الاستقرار الذي في النار أو نفس الظرف ويجوز أن يكون حالا من النار خالدين فيها خالدين حال والعامل فيها لهم أو ما يتعلق به ما دامت في موضع نصب أي مدة دوام السموات ودام هنا تامة الا ما شاء في هذا الاستثناء قولان أحدهما هو منقطع والثاني هو متصل ثم في ما وجهان أحدهما هي بمعنى من والمعنى على هذا أن الاشقياء من الكفار والمؤمنين في النار والخارج منهم منها الموحدون وفي الاية الثانية يراد بالسعداء الموحدون ولكن يدخل منهم النار العصاة ثم يخرجون منها فمقتضى أول الاية أن يكون كل الموحدين في الجنة من أول الامر ثم استثنى من هذا العموم العصاة فانهم لا يدخلونها في أول الامر والوجه الثاني أن ما على

بابها والمعنى أن الاشقياء يستحقون النار من حين قيامهم من قبورهم ولكنهم يؤخرون عن ادخالها مدة الموقف والسعداء يستحقون الجنة ويؤخرون عنها مدة الموقف وخالدين على هذا حال مقدرة وفيها في الموضعين تكرير عند قوم إذ الكلام يستقل بدونها وقال قوم فيها يتعلق بخالدين وليست تكريرا وفي الأولى يتعلق بمحذوف و عطاء اسم مصدر أي اعطاء ذلك ويجوز أن يكون مفعولا لأن العطاء بمعنى المعطى سعدوا بفتح السين وهو الجيد وقرىء بضمها وهو ضعيف وقد ذكر فيها وجهان أحدهما أنه على حذف الزيادة اي أسعدوا وأسسه قولهم رجل مسعود والثاني أنه مما لازمه ومتعدية بلفظ واحد مثل شجا فاه وشجا فوه وكذلك سعدوا وسعدته وهو غير معروف في اللغة ولا هو مقيس
قوله تعالى غير منقوص حال أي وافيا
قوله تعالى وان كلا يقرأ بتشديد النون ونصب كل وهو الأصل ويقرأ بالتخفيف والنصب وهو جيد لأن ان محمولة على الفعل والفعل يعمل بعد الحذف كما يعمل قبل الحذف نحو لم يكن ولم يك وفي خبر ان على الوجهين وجهان أحدهما ليوفينهم و ما خفيفة زائدة لتكون فاصلة بين لام ان ولام القسم كراهية توإليهما كما فصلوا باللف بين النونات في قولهم أحسنان عني والثاني أن الخبر ما وهي نكرة أي لخلق أو جمع ويقرأ بتشديد الميم مع نصب كل وفيها ثلاثة أوجه أحدها أن الأصل لمن ما بكسر الميم الأولى وان شئت بفتحها فأبدلت النون ميما وأدغمت ثم حذفت الميم الأولى كراهية التكرير وجاز حذف الأولى وإبقاء الساكنة لاتصال اللام بها وهي الخبر على هذين التقديرين الوجه الثاني أنه مصدر لم يلم إذا جمع لكنه أجرى الوصل مجرى الوقف وقد نونه قوم وانتصابه على الحال من ضمير المفعول في لنوفينهم وهو ضعيف الوجه الثالث أن شدد ميم ما كما يشدد الحرف الموقوف عليه في بعض اللغات وهذا في غاية البعد ويقرأ و ان بتخفيف النون كل بالرفع وفيه وجهان أحدهما أنها المخففة واسمها محذوف وكل وخبرها خبر ان وعلى هذا تكون لما نكرة أي خلق أو جمع على ما ذكرناه في قراءة النصب والثاني أن ان بمعنى ما و لما بمعنى الا أي ما كل الا ليوفينهم وقد قرىء به شإذ شإذا ومن شدد فهو على ما تقدم ولا يجوز أن تكون لما بالتشديد حرف جزم ولا حينا لفساد المعنى

قوله تعالى ومن تاب هو في موضع رفع عطفا على الفاعل في استقم ويجوز أن يكون نصبا مفعولا معه
قوله تعالى ولا تركنوا يقرأ بفتح الكاف وماضيه على هذا ركن بكسرها وهي لغة وقيل ماضيه على هذا بفتح الكاف ولكنه جاء على فعل يفعل بالفتح فيهما وهو شإذ وقيل اللغتان متداخلتان وذاك أنه سمع ممن لغته الفتح في الماضي فتحها في المستقبل على لغة غيره فنطق بها على ذلك ويقرأ بضم الكاف وماضيه ركن بفتحها فتمسسكم الجمهور على فتح التاء وقرىء بكسرها وهي لغة وقيل هي لغة في كل ما عين ماضيه مكسورة ولامه كعينه نحو مس أصله مسست وكسر أوله في المستقبل تنبيها على ذلك
قوله تعالى طرفي النهار ظرف لأقم وزلفا بفتح اللام جمع زلفة مثل ظلمة وظلم ويقرأ بضمها وفيه وجهان أحدهما أنه جمع زلفة أيضا وكانت اللام ساكنة مثل بسرة وبسر ولكنه أتبع الضم الضم والثاني هو جمع زلف وقد نطق به ويقرأ بسكون اللام وهو جمع زلفة على الأصل نحو بسرة وبسر أو هو مخفف من جمع زليف
قوله تعالى أولوا بقية الجمهور على تشديد الياء وهو الصل وقرىء بتخفيفها وهو مصدر بقي يبقى بقية كلقيته لقية فيجوز أن يكون على بابه ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى فعيل وهو بمعنى فاعل في الرض حال من ألفساد واتبع الجمهور على أنها همزة وصل وفتح التاء والباء أي ابتعوا الشهوات وقرىء بضم الهمزة وقطعها وسكون التاء وكسر الباء والتقدير جزاء ما أترفوا
قوله تعالى الا من رحم هو مستثنى من ضمير الفاعل في يزالون وذلك يعود على الرحمة وقيل الاختلاف
قوله تعالى وكلا هو منصوب ب نقص و من أنباء صفة لكل و ما نثبت بدل من كل أو هو رفع بإضمار هو ويجوز أن يكون مفعول نقص ويكون كلا حالا من ما أو من الهاء على مذهب من أجاز تقديم حال المجرور عليه أو من أنباء على هذا المذهب أيضا ويكون كلا بمعنى جميعا في هذه قيل في الدنيا وقيل في هذه السورة والله أعلم

سورة يوسف
عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى تلك آيات الكتاب قد ذكر في أول يونس
قوله تعالى قرآنا فيه وجهان أحدهما أنه توطئة للحال التي هي عربيا والثاني أنه حال وهو مصدر في موضع المفعول أي مجموعا أو مجتمعا وعربي صفة له على رأي من يصف الصفة أو حال من الضمير الذي في المصدر على رأي من قال يحتمل الضمير إذا وقع موقع ما يحتمل الضمير
قوله تعالى أحسن ينتصب انتصاب المصدر بما أوحينا ما مصدرية وهذا مفعول أوحينا القرآن نعت له أو بيان ويجوز في العربية جره على البدل من ما ورفعه على إضمار هو والباء متعلقة بنقص ويجوز أن يكون حالا من أحسن والهاء في قبله ترجع على القرآن أو على هذا أو على الايحاء
قوله تعالى إذ قال أي إذكر إذ وفي يوسف ست لغات ضم السين وفتحها وكسرها بغير همز فيهن وبالهمز فيهن ومثله يونس يا أبت يقرأ بكسر التاء والتاء فيه زائدة عوضا من ياء المتكلم وهذا في النداء خاصة وكسرت التاء لتدل على الياء المحذوفة ولا يجمع بينهما لئلا يجمع بين العوض والمعوض ويقرأ بفتحها وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه حذف التاء التي هي عوض من الياء كما تحذف تاء طلحة في الترخيم وزيدت بدلها تاء أخرى وحركت بحركة ما قبلها كما قالوا يا طلحة أقبل بالفتح والثاني أنه أبدل من الكسرة فتحة كما يبدل من الياء ألف والثالث أنه أراد يا ابتا كما جاء في الشعر
يا ابتا علك أو عساك ... فحذفت اللف تخفيفا وقد أجاز بعضهم ضم التاء لشبهها بتاء التأنيث فأما الوقف على هذا الاسم فبالتاء عند قوم لأنها ليست للتأنيث فيبقى لفظها دليلا على المحذوف وبالهاء عند آخرين شبهوها بهاء التأنيث وقيل الهال بدل من الألف المبدلة من الياء وقيل هي زائدة لبيان الحركة و أحد عشر بفتح العين على الأصل وبإسكانها على التخفيف فرارا من توالي الحركات وايذانا بشدة الامتزاج وكرر رأيت تفخيما لطول الكلام وجعل الضمير على لفظ المذكر لأنه وصفه بصفات من يعقل من السباحة والسجود ولذلك جمع الصفة جمع السلامة و ساجدين حال لأن الرؤية من رؤية العين

قوله تعالى رؤياك الأصل الهمز وعليه الجمهور وقرىء بوأو مكان الهمز لانضمام ما قبلها ومن العرب من يدغم فيقول رياك فأجري المخففة مجرى الأصلية ومنهم من يكسر الراء لتناسب الياء فيكيدوا جواب النهي كيدا فيه وجهان أحدهما هو مفعول به والمعنى فيضعون لك أمرا يكيدك وهو مصدر في موضع الاسم ومنه قوله تعالى فأجمعوا كيدكم أي ما تكيدون به فعلى هذا يكون في اللام وجهان أحدهما هي بمعنى من أجلك والثاني هي صفة قدمت فصارت حالا والوجه الاخر أن يكون مصدرا مؤكدا وعلى هذا في اللام ثلاثة أوجه منها الاثنان الماضيان والثالث أن تكون زائدة لأن هذا الفعل يتعدى بنفسه ومنه فان كان لكم كيد فكيدون ونظير زيادتها هنا ردف لكم
قوله تعالى وكذلك الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف أي اجتباء مثل ذلك ابراهيم واسحاق بدلان من أبويك
قوله تعالى آيات يقرأ على الجمع لأن كل خصلة مما جرى آية ويقرأ على الافراد لأن جميعها يجري مجرى الشيء الواحد وقيل وضع الواحد موضع الجمع وقد ذكرنا اصل الاية في البقرة
قوله تعالى أرضا ظرف لاطرحوه وليس بمفعول به لأن طرح لا يتعدى إلى اثنين وقيل هو مفعول ثان لأن اطرحوه بمعنى أنزلوه وأنت تقول أنزلت زيدا الدار
قوله تعالى غيابة الجب يقرأ بألف بعد الياء وتخفيف الباء وهو الموضع الذي يخفى من فيه ويقرأ على الجمع اما أن يكون جمعها بما حولها كما قال الشاعر
يزل الغلام الخف عن صهواته ...
أو أن يكون في الجب مواضع على ذلك وفيه قراءات أخر ظاهرة لم نطل بذكرها يلتقطه الجمهور على الياء حملا على لفظ بعض ويقرأ بالتاء حملا على المعنى إذ بعض السيارة سيارة ومنه قولهم ذهبت بعض أصابعه
قوله تعالى لا تأمنا في موضع الحال والجمهور على الاشارة إلى ضمة النون الأولى فمنهم من يختلس الضمة بحيث يدركها السمع ومنهم من يدل عليها بضم الشفة فلا يدركها السمع ومنهم من يدغمها من غير اشمام وفي الشإذ من يظهر النون وهو القياس

قوله تعالى نرتع الجمهور على أن العين آخر الفعل وماضيه رتع فمنهم من يسكنها على الجواب ومنهم من يضمها على أن تكون حالا مقدرة ومنهم من يقرؤها بالنون ومنهم من يقرؤها بالياء ويقرأ نرتع بكسر العين وهو يفتعل من رعى أي ترعى ما شيتنا أو نأكل نحن
قوله تعالى يأكله الذئب الأصل في الذئب الهمز وهو من قولهم تذأبت الريح أسذا جاءت من كل وجه كما أن الذئب كذلك ويقرأ بالياء على التخفيف
قوله تعالى ونحن عصبة الجملة حال وقرىء في الشإذ عصبة بالنصب وهو بعيد ووجهه أن يكون حذف الخبر ونصب هذا على الحال أي ونحن نتعصب أو نجتمع عصبة
قوله تعالى فلما ذهبوا جواب لما محذوف تقديره عرفناه أو نحو ذلك وعلى قول الكوفيين الجواب أوحينا والوأو زائدة وأجمعوا يجوز أن يكون حالا معه قد مرادة وأن يكون معطوفا
قوله تعالى عشاء فيه وجهان أحدهما هو ظرف أي وقت العشاء و يبكون حال والثاني أن يكون جمع عاش كقائم وقيام ويقرأ بضم العين والأصل عشاة مثل غاز وغزاة فحذفت الهاء وزيدت الألف عوضا منها ثم قلبت الألف همزة وفيه كلام قد ذكرناه في آل عمران عند قوله سبحانه أو كانوا غزا ويجوز أن يكون جمع فاعل على فعال كما جمع فعيل على فعال لقرب ما بين الكسر والضم ويجوز أن يكون كنؤام ورباب وهو شإذ
قوله تعالى على قميصه في موضع نصب حالا من الدم لأن التقدير جاءوا بدم كذب على قميصه وكذب بمعنى ذي كذب ويقرأ في الشإذ بالدال والكذب النقط الخارجة على أطراف الاحداث فشبه الدم اللاصق على القميص بها وقيل الكذب الطري فصبر جميل أي فشأني فحذف المبتدأ وان شئت كان المحذوف الخبر أي فلى أو عندي
قوله تعالى بشراي يقرأ بياء مفتوحة بعد اللف مثل عصاي وإنما فتحت الياء من أجل اللف ويقرأ بغير ياء وعلى الألف ضمة مقدرة لأنه منادى مقصور ويجوز أن يكون منصوبا مثل قوله يا حسرة على العباد ويقرأ بشرى بياء مشددة من غير ألف وقد ذكر في قوله تعالى هدى البقرة والمعنى

يا بشارة احضري فهذا أوانك أسروه الفاعل ضمير الاخوة وقيل السيارة و بضاعة حال
قوله تعالى بخس مصدر في موضع المفعول أي مبخوس أو ذي بخس و دراهم بدل من ثمن وكانوا فيه من الزاهدين قد ذكر مثله في قوله وانه في الاخرة لمن الصالحين في البقرة ونكون عليها من الشاهدين في المائدة
قوله تعالى من مصر يجوز أن يكون متعلقا بالفعل كقولك اشتريت من بغداد أي فيها أو بها ويجوز أن يكون حالا من الذي أو من الضمير في اشترى فيتعلق بمحذوف ولنعلمه اللام متعلقة بمحذوف أي ولنعلمه مكناه وقد ذكر مثله في قوله تعالى وغيره والهاء في أمره يجوز أن تعود على الله عز و جل وأن تعود على يوسف
قوله تعالى هيت لك فيه قراءات إحداها فتح الهاء والتاء وياء بينهما والثانية كذلك الا أنه بكسر التاء والثالثة كذلك الا أنه بضمها وهي لغات فيها والكلمة اسم للفعل فمنهم من يقول هو خبر معناه تهيأت وبنى كما بنى شتان ومنهم من يقول هو اسم للأمر أي أقبل وهلم فمن فتح طلب الخفة ومن كسر فعلى التقاء الساكنين مثل جير ومنهم من ضم شبهه بحيث واللام على هذا للتبيين مثل التي في قولهم سقيا لك والقراءة الرابعة بكسر الهاء وهمزة ساكنة وضم التاء وهو على هذا فعل من هاء يهاء مثل شاء يشاء ويهيء مثل فاء يفيء والمعنى تهيأت لك أو خلقت ذا هيئة لك واللام متعلقة بالفعل والقراءة الخامسة هيئت لك وهي غريبة والسادسة بكسر الهاء وسكون الهمزة وفتح التاء والاشبه أن تكون الهمزة بدلا من الياء أو تكون لغة في الكلمة التي هي اسم للفعل وليست فعلا لأن ذلك يوجب أن يكون الخطاب ليوسف عليه السلام وهو فاسد لوجهين أحدهما أنه لم يتهيأ لها وإنما هي تهيأت له والثاني أنه قال لك ولو أراد الخطاب لكان هئت لي قال معإذ الله هو منصوب على المصدر يقال عذت به عوذا وعيإذا وعيإذة وعوذة ومعإذا انه الهاء ضمير الشأن والجملة بعده الخبر
قوله تعالى لولا أن رأى جواب لولا محذوف تقديره لهم بها والوقف على هذا ولقد همت به والمعنى أنه لم يهم بها وقيل التقدير لولا أن رأى البرهان لواقع المعصية كذلك في موضع رفع اي الامر كذلك وقيل في موضع نصب

أي نراعيه كذلك واللام في لنصرف متعلقة بالمحذوف و المخلصين بكسر اللام أي المخلصين أعمالهم وبفتحها أي أخلصهم الله لطاعته
قوله تعالى من دبر الجمهور على الجر والتنوين وقرىء في الشوإذ بثلاث ضمات من غير تنوين وهو مبني على الضم لأنه قطع عن الاضافة والأصل من دبره وقبله ثم فعل فيه ما فعل في قبل وبعد وهو ضعيف لأن الاضافة لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الاضافة
قوله تعالى يوسف أعرض الجمهور على ضم الفاء والتقدير يا يوسف وقرأ الاعمش بالفتح والاشبه أن أخرجه على أصل المنادى كما جاء في الشعر يا عديا لقد وقتك الاواقي ... وقيل لم تضبط هذه القراءة عن الاعمش والاشبه أن يكون وقف على الكلمة ثم وصل وأجرى الوصل مجرى الوقف فألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها فصار اللفظ بها يوسف أعرض وهذا كما حكى الله أكبر أشهد بالوصل والفتح وقرىء في الشإذ أيضا بضم الفاء وأعرض على لفظ الماضي وفيه ضعف لقوله واستغفري وكان الاشبه أن يكون بالفاء فاستغفري
قوله تعالى نسوة يقرأ بكسر النون وضمها وهما لغتان وألف ألفتى منقلبة عن ياء لقولهم فتيان وألفتوة شإذ قد شغفها يقرأ بالغين وهو من شغاف القلب وهو غلافه والمعنى أنه أصاب شغاف قلبها وأن حبه صار محتويا على قلبها كاحتواء الشغاف عليه ويقرأ بالعين وهو من قولك فلان مشغوف بكذا أي مغرم به ومولع و حبا تمييز والأصل قد شغفها حبه والجملة مستأنفة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في ترأود أو من ألفتى
قوله تعالى وأعتدت هو من العتاد وهو الشيء المهيأ للأمر متكأ الجمهور على تشديد التاء والهمز من غير مد وأصل الكلمة موتكأ لأنه من توكأت ويراد به المجلس الذي يتكأ فيه فأبدلت الوأو تاء وأدغمت وقرىء شإذا بالمد والهمز والألف فيه ناشئة عن إشباع الفتحة ويقرأ بالتنوين من غير همز والوجه فيه أنه أبدل الهمزة ألفا ثم حذفها للتنوين وقال ابن جني يجوز أن يكون من أوكيت السقاء فتكون اللف بدلا من الياء ووزنه مفتعل من ذلك ويقرأ بتخفيف التاء من غير همز ويقال المتك الاترج حاشى لله يقرأ بألفين وهو الأصل والجمهور على أنه هنا فعل وقد صرف منه أحاشي وايد ذلك دخول اللام على اسم الله تعالى ولو كان حرف جر لما دخل على حرف جر وفاعله مضمر تقديره حاشى يوسف

أي بعد من المعصية بخوف الله وأصل الكلمة من حاشيت الشيء فحاشا صار في حاشية أي ناحية ويقرأ بغير ألف بعد الشين حذفت تخفيفا واتبع في ذلك المصحف وحسن ذلك كثرة استعمالها وقرىء شإذا حشا لله بغير ألف بعد الحاء وهو مخفف منه وقال بعضهم هي حرف جر واللام زائدة وهو ضعيف لأن موضع مثل هذا ضرورة الشعر ما هذا بشرا يقرأ بفتح الباء أي انسانا بل هو ملك ويقرأ بكسر الباء من الشراء أي لم يحصل هذا بثمن ويجوز أن يكون مصدرا في موضع المفعول أي بمشترى وعلى هذا قرىء بكسر اللام في ملك
قوله تعالى رب السجن يقرأ بكسر السين وضم النون وهو مبتدأ و أحب خبره والمراد المحبس والتقدير سكنى السجن ويقرأ بفتح السين على أنه مصدر ويقرأ رب بضم الباء من غير ياء والسجن بكسر السين والجر على الاضافة أي صاحب السجن والتقدير لقاؤه أو مقاساته
قوله تعالى بدا لهم في فاعل بدا ثلاثة أوجه أحدها هو محذوف و ليسجننه قام مقامه أي بدا لهم السجن فحذف وأقيمت الجملة مقامه وليست الجملة فاعلا لأن الجمل لا تكون كذلك والثاني أن الفاعل مضمر وهو مصدر بدا أي بدا لهم بداء فأضمر والثالث أن الفاعل ما دل عليه الكلام أي بدا لهم رأى أي فأضمر أيضا و حتى متعلقة بيسجننه والله أعلم
قوله تعالى ودخل معه السجن الجمهور على كسر السين وقرىء بفتحها والتقدير موضع السجن أو في السجن و قال مستأنف لأنه لم يقل ذلك المنام حال دخوله ولا هو حال مقدرة لأن الدخول لا يؤدي إلى المنام فوق رأسي ظرف لأحمل ويجوز أن يكون حالا من الخبر و تأكل صفة له
قوله تعالى أم الله الواحد أم هنا متصلة سميتموها يتعدى إلى مفعولين وقد حذف الثاني أي سميتموها آلهة وأسماء هنا بمعنى مسميات أو ذوي أسماء لأن الاسم لا يعبد أمر الا يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا وقد معه مرادة وهو ضعيف لضعف العامل فيه
قوله تعالى منهما يجوز أن يكون صفة لناج وأن يكون حالا من الذي ولا يكون متعلقا بناج لأنه ليس المعنى عليه
قوله تعالى سمان صفة لبقرات ويجوز في الكلام نصبه نعتا لسبع و يأكلهن في موضع جر أو نصب على ما ذكرنا ومثله خضر

للرؤيا اللام فيه زائدة تقوية للفعل لما تقدم مفعوله عليه ويجوز حذفها في غير القرآن لأنه يقال عبرت الرؤيا
قوله تعالى أضغاث أحلام أي هذه بتأويل الاحلام أي بتأويل أضغاث الاحلام لا بد من ذلك لأنهم لم يدعوا الجهل بتعبير الرؤيا
قوله تعالى نجا منهما في موضع الحال من ضمير الفاعل وليس بمفعول به ويجوز أن يكون حالا من الذي وادكر أصله إذتكر فأبدلت الذال دالا والتاء دالا وأدغمت الأولى في الثانية ليتقارب الحرفان ويقرأ شإذا بذال معجمة مشددة ووجهها أنه قلب التاء ذالا وأدغم
قوله تعالى بعد أمة يقرأ بضم الهمزة وبكسرها أي نعمة وهي خلاصة من السجن ويجوز أن تكون بمعنى حين ويقرأ بفتح الهمزة والميم وهاء منونة وهو النسيان يقال أمه يأمه أمها
قوله تعالى دأبا منصوب على المصدر أي ت ابون ودل الكلام عليه ويقرأ بإسكان الهمزة وفتحها والفعل منه دأب دأبا ودئب دأبا ويقرأ بألف من غير همز على التخفيف
قوله تعالى يعصرون يقرأ بالياء والتاء والفتح والمفعول محذوف أي يعصرون العنب لكثرة الخصب ويقرأ بضم التاء وفتح الصاد أي تمطرون وهو من قوله من المعصرات
قوله تعالى إذ رأودتن العامل في الظرف خطبكن وهو مصدر سمي به الامر العظيم ويعمل بالمعنى لأن معناه ما أردتن أو ما فعلتن
قوله تعالى ذلك ليعلم أي الامر ذلك واللام متعلقة بمحذوف تقديره أظهر الله ذلك ليعلم
قوله تعالى الا ما رحم ربي في ما وجهان أحدهما هي مصدرية وموضعها نصب والتقدير ان النفس لأمارة بالسور الا وقت رحمة ربي ونظيره فدية مسلمة إلى أهله الا أن يصدقوا وقد ذكروا انتصابه على الظرف وهو كقولك ما قمت الا يوم الجمعة والوجه الاخر أن تكون ما بمعنى من والتقدير ان النفس لتأمر بالسوء الا لمن رحم ربي أو الا نفسا رحمها ربي فانها لا تأمر بالسوء
قوله تعالى يتبوأ منها حيث يشاء حيث ظرف ليتبوأ ويجوز أن يكون

مفعولا به ومنها يتعلق بيتبوأ ولا يجوز أن يكون حالا من حيث لأن حيث لاتنم الا بالمضاف إليه وتقديم الحال على المضاف إليه لا يجوز ويشاء بالياء وفاعله ضمير يوسف وبالنون ضمير اسم الله على التعظيم ويجوز أن يكون فاعله ضمير يوسف لأن مشيئته من مشيئة الله واللام في ليوسف زائدة أي مكنا يوسف ويجوز أن لا تكون زائدة ويكون المفعول محذوفا أي مكنا ليوسف الامور ويتبوأ حال من يوسف
قوله تعالى لتفيته يقرأ بالتاء على فعلة وهو جمع قلة مثل صبية وبالنون مثل غلمان وهو من جموع الكثرة وعلى هذا يكون واقعا موقع جمع القلة إذا اقلبوا العامل في إذا يعرفونها
قوله تعالى نكتل يقرأ بالنون لأن ارساله سبب في الكيل للجماعة وبالياء على أن الفاعل هو الاخ ولما كان هو السبب نسب الفعل إليه فكأنه هو الذي يكيل للجماعة
قوله تعالى الا كما أمنتكم في موضع نصب على المصدر أي أمنا كأمني اياكم على أخيه خير حافظا يقرأ بالألف وهو تمييز ومثل هذا يجوز اضافته وقيل هو حال ويقرأ حفظا وهو تمييز لا غير
قوله تعالى ردت الجمهور على ضم الراء وهو الأصل ويقرأ بكسرها ووجهه أنه نقل كسرة العين إلى الفاء كما فعل في قيل وبيع والمضاعف يشبه المعتل ما نبغي ما استفهام في موضع نصب بنبغي ويجوز أن تكون نافية ويكون في نبغي وجهان أحدهما بمعنى نطلب فيكون المفعول محذوفا أي ما نطلب الظلم والثاني أن يكون لازما بمعنى ما يتعدى
قوله تعالى لتأتنني به هو جواب قسم على المعنى لأن الميثاق بمعنى اليمين الا أن يحاط هو استثناء من غير الجنس ويجوز أن يكون من الجنس ويكون التقدير لتأتنني به على كل حال الا في حال الاحاطة بكم
قوله تعالى ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم في جواب لما وجهان أحدهما هو أوى وهو جواب لما الأولى والثانية كقولك لما جئتك ولما كلمتك أجبتني وحسن ذلك أن دخولهم على يوسف يعقب دخولهم من الابواب والثاني هو محذوف تقديره امتثلوا أو قضوا حاجة أبيهم ونحوه ويجوز أن يكون

الجواب معنى ما كان يغني عنهم و وحاجة مفعول من أجله وفاعل يغني التفرق
قوله تعالى قال اني أنا هو مستأنف وهكذا كل ما اقتضى جوابا وذكر جوابه ثم جاءت بعده قال فهي مستأنفة
قوله تعالى صواع الملك الجمهور على ضم الصاد وألف بعد الوأو ويقرأ بغير ألف فمنهم من يضم الصاد ومنهم من يفتحها ويقرأ صاع الملك وكل ذلك لغات فيه وهو الاناء الذي يشرب به ويقرأ صوغ الملك بغين معجمة أي مصوغه قالوا جزاؤه فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره جزاؤه عندنا كجزائه عندكم والهاء تعود على السارق أو على السرق وفي الكلام المتقدم دليل عليهما فعلى هذا يكون قوله من وجد مبتدأ و وفهو مبتدأ ثان و جزاؤه خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني وخبره خبر الأولى ومن شرطية والفاء جوابها ويجوز أن تكون بمعنى الذي ودخلت الفاء في خبرها لما فيها من الايهام والتقدير استعباد من وجد في رحله فهو أي الاسعباد جزء السارق ويجوز أن تكون الهاء في جزائه للسرق والوجه الثاني أن يكون جزاؤه مبتدأ ومن وجد خبره والتقدير استعباد من وجد في رحله وفهو جزاؤه مبتدأ وخبر مؤكد لمعنى الاول والوجه الثالث أن يكون جزاؤه مبتدأ ومن وجد مبتدأ ثان وفهو مبتدأ ثالث وجزاؤه خبر الثالث والعائد على المبتدأ الاول الهاء الاخيره وعلى الثاني هو كذلك نجزي الكاف في موضع نصب أي جزاء مثل ذلك
قوله تعالى وعاء أخيه الجمهور على كسر الوأو وهو الأصل لأنه من وعي يعي ويقرأ بالهمزة وهي بدل من الوأو وهما لغتان يقال وعاء واعاء ووشاح واشاح ووسادة واسادة وإنما فروا إلى الهمز لثقل الكسرة على الوأو ويقرأ بضمها وهي لغة
فان قيل لم لم يقل فاستخرجها منه لتقدم ذكره قيل لم يصرح بتفتيش وعاء أخيه حتى يعيد ذكره مضمرا فأظهره ليكون ذلك تنبيها على المحذوف فتقديره ثم فتش وعاء أخيه فاستخرجها منه
قوله تعالى كذلك كدنا و الا أن يشاء و درجات من نشاء كل ذلك قد ذكر وفوق كل ذي علم عليم يقرأ شإذا ذي عالم وفيه

ثلاثة أوجه أحدها هو مصدر كالباطل والثاني ذي زائدة وقد جاء مثل ذلك في الشعر كقول الكميت
إليكم ذوي آل النبي ... والثالث أنه أضاف الاسم إلى المسمى وهو محذوف تقديره ذي مسمى عالم كقول الشاعر
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... أي مسمى السلام
قوله تعالى فأسرها الضمير يعود إلى نسبتهم إياه إلى السرق وقد دل عليه الكلام وقيل في الكلام تقديم وتأخير تقديره قال في نفسه أنتم شر مكانا وأسرها أي هذه الكلمة و مكانا تمييز أي شر منه أو منهما
قوله تعالى فخذ أحدنا مكانه هو منصوب على الظرف والعامل فيه خذ ويجوز أن يكون محمولا على المعنى أي اجعل أحدنا مكانه
قوله تعالى معإذ الله هو مصدر والتقدير من أن نأخذ
قوله تعالى استيأسوا يقرأ بياء بعدها همزة وهو من يئس ويقرأ استأيسوا بألف بعد التاء وقبل الياء وهو مقلوب يقال يئس وأيس والأصل تقديم الياء وعليه تصرف الكلمة فأما اياس اسم رجل فليس مصدر هذا الفعل بل مصدر آسيته أي أعطيته الا أن الهمزة في الاية قلبت ألفا تخفيفا نجيا حال من ضمير الفاعل في خلصوا وهو واحد في موضع الجمع أي أنجيه كما قال تعالى ثم نخرجكم طفلا ومن قبل أي ومن قبل ذلك ما فرطتم في ما وجهان أحدهما هي زائدة ومن متعلقة بالفعل أي وفرطتم من قبل والثاني هي مصدرية زفي موضعها ثلاثة أوجه أحدها رفع بالابتداء ومن قبل خبره أي وتفريطكم في يوسف من قبل وهذا ضعيف لأن قبل إذا وقعت خبرا أو صلة لا تقطع عن الاضافة لئلا تبقى ناقصة والثاني موضعها نصب عطفا على معملو تعلموا تقديره ألم تعرفوا أبيكم عليكم الميثاق وتفريطك في يوسف والثالث هو معطوف على اسم ان تقديره وان تفريطكم من قبل في يوسف وقيل هو ضعيف على هذيه الوجهين لأن فيهما فصلا سبين حرف العطف والمعطوف وقد بينا في سورة النساء أن هذا ليس بشيء فأما خبر ان على الوجه الاخير فيجوز أن يكون في يوسف وهو الأولى لئلا يجعل من قبل خبرا فلن أبرح الارض هو مفعول أبرح أي لن أفارق ويجوز أن يكون ظرفا
قوله تعالى سرق يقرأ بالفتح والتخفيف أي فيما ظهر لنا ويقرأ بضم السين وتشديد الراء وكسرها أي نسب إلى السرق

قوله تعالى واسئل القرية أي أهل القرية وجاز حذف المضاف لأن المعنى لا يلتبس فأما قوله تعالى والعير التي فيراد بها الابل فعلى هذا يكون المضاف محذوفا أيضا أي أصحاب العير وقيل العير القافلة وهم الناس الراجعون من السفر فعلى هذا ليس في حذف
قوله تعالى يا اسفي الألف مبدلة من ياء المتكلم والأصل أسفي ففتحت الفاء وصيرت الياء ألف ليكون الصوت بها أتم و على متعلقة بأسفي
قوله تعالى تفتؤ أي لا تفتؤ فحذفت لا للعلم بها و تذكر في موضع نصب خبر تفتؤ
قوله تعالى من روح الله الجمهور على فتح الراء وهو مصدر بمعنى الرحمة الا أن استعمالألفعل منه قليل وإنما يستعمل بالزيادة مثل أراح وروح ويقرأ بضم الراء وهي لغة فيه وقيل هو اسم للمصدر مثل الشرب والشرب
قوله تعالى مزجاة ألفها منقلبة عن ياء أو عن وأو لقولهم زجا الامر يزجو فأوف لنا الكيل أي المكيل
قوله تعالى قد من الله علينا جملة مستأنفة وقيل هي حال من يوسف وأخي وفيه بعد لعدم العامل في الحال وأنا لا يعمل في الحال ولا يصح أن يعمل فيه هذا لأنه اشارة إلى واحد وعلينا راجع إليهما جميعا من يتق الجمهور على حذف الياء و من شرط والفاء جوابه ويقرأ بالياء وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه أشبع كسرة القاف فنشأت الياء والثاني أنه قدر الحركة على الياء وحذفها بالجزم وجعل حرف العلة كالصحيح في ذلك والثالث أنه جعل من بمعنى الذي فالفعل على هذا مرفوع ويصبر بالسكون فيه وجهان أحدهما أنه حذف الضمة لئلا تتوالى الحركات أو نوى الوقف عليه وأجرى الوصل مجرى الوقف والثاني هو مجزوم على المعنى لأن من هنا وان كانت بمعنى الذي ولكنها بمعنى الشرط لما فيها من العموم والايهام ومن هنا دخلت الفاء في خبرها ونظيره فأصدق وأكن في قراءة من جزم والعائد من الخبر محذوف تقديره المحسنين منهم ويجوز أن يكون وضع الظاهر موضع المضمر أي لا نضيع أجرهم
قوله تعالى لا تثريب في خبر لا وجهان أحدهما قوله عليكم فعلى هذا ينتصب اليوم بالخبر وقيل ينتصب اليوم ب يغفر والثاني الخبر اليوم وعليكم يتعلق بالظرف أو بالعامل في الظرف وهو الاستقرار وقيل هي للتبيين

كالكلام في قولهم سقيا لك ولا يجوز أن تتعلق على بتثريب ولا نصب اليوم به لأن اسم لا إذا عمل ينون
قوله تعالى بقميصي يجوز أن يكون مفعولا به أي احملوا قميصي ويجوز أن يكون حالا أي إذهبوا وقميصي معكم و بصيرا حال في الموضعين
قوله تعالى سحدا حال مقدرة لأن السجود يكون بعد الخرور رؤياي من قبل الظرف حال من رؤياي لأن المعنى رؤياي التي كانت من قبل والعامل فيها هذا ويجوز أن يكون ظرفا للرؤيا أي تأويل رؤياي في ذلك الوقت ويجوز أن يكون العامل فيها تأويل لأن التأويل كان من حين وقوعها هكذا والان ظهر له و قد جعلها حال مقدرة ويجوز أن تكون مقارنة و حقا صفة مصدر أي جعلا حقا ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا وجعل بمعنى صير ويجوز أن يكون حالا أي وضعها صحيحة ويجوز أن يكون حقا مصدرا منغير لفظ الفعل بل من معناه لأن جعلها في معنى حققها وحقا في معنى تحقيق وقد أحسن بي قيل الباء بمعنى إلى وقيل هي على بابها والمفعول محذوف تقديره وقد أحسن صنعه بي و إذ ظرف لأحسن أو لصنعه
قوله تعالى من الملك و من تأويل الاحاديث قيل المفعول محذوف أيعظيما من الملك وحظا من التأويل وقيل هي زائدة وقيل من لبيان الجنس
قوله تعالى والارض يمرون الجمهور على الجر عطفا على السموات والضمير في عليها للآية وقيل للأرض فيكون يمرون حالا منها وقيل منها ومن السموات ومعنى يمرون يشاهدون أو يعلمون ويقرأ والارض بالنصب أي ويسلكون الارض وفسره يمرون ويقرأ بالرفع على الابتداء و بغتة مصدر في موضع الحال و أدعو إلى الله مستأنف وقيل حال من الياء على بصيرة حال أي مستيقنا ومن اتبعني معطوف على ضمير الفاعل في أدعوا ويجوز أن يكون مبتدأ أي ومن اتبعني كذلك و من أهل القرى صفة لرجال أو حال من المجرور
قوله تعالى قد كذبوا يقرأ بضم الكاف وتشديد الذال وكسرها أي علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب وقيل الضمير يرجع إلى المرسل إليهم أي علم الامم أن الرسل كذبوهم ويقرأ بتخفيف الذال والمراد على هذا الامم لا غير ويقرأ بالفتح والتشديد أي وظن الرسل أن الامم كذبوهم ويقرأ بالتخفيف أي علم الرسل أن الامم كذبوا فيما ادعوا فننجي يقرأ بنونين وتخفيف الجيم ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم على

أنه ماض لم يسم فاعله ويقرأ كذلك الا أنه بسكون الياء وفيه وجهان أحدهما أن يكون أبدل النون الثانية جيما وأدغمها وهو مستقبل على هذا والثاني أن يكون ماضيا وسكن الياء لثقلها بحركتها وانكسار ما قبلها

قوله تعالى ما كان حديثا أي ما كان حديث يوسف أو ما كان المتلو عليهم ولكن تصديق قد ذكر في يونس وهدى ورحمة معطوفان عليه والله ألعم

سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى المر قد ذكر حكمها في أول البقرة تلك يجوز أن يكون مبتدأ و آيات الكتاب خبره وأن يكون خبر المر وآيات بدل أو عطف بيان والذي أنزل فيه وجهان أحدهما هو في موضع رفع و الحق خبره ويجوز أن يكون الخبر من ربك والحق خبر مبتدأ محذوف أو هو خبر بعد خبر وكلاهما خبر واحد ولو قرىء الحق بالجر لجاز على أن يكون صفة لربك الوجه الثاني أن يكون والذي صفة للكتاب وأدخلت الوأو في الصفة كما أدخلت في النازلين والطيبين والحق بالرفع على هذا خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى بغير عمد الجار والمجرور في موضع نصب على الحال تقديره خالية عن عمد والعمد بالفتح جمع عماد أو عمود مثل أديم وأدم وافيق وأفق واهاب وأهب ولا خامس لها ويقرأ بضمتين وهو مثل كتاب وكتب ورسول ورسل ترونها الضمير المفعول يعود على العمد فيكون ترونها في موضع جر صفة لعمد ويجوز أن يعود على السموات فيكون حالا منها يدبر و يفصل يقرآن بالياء والنون ومعناهما ظاهر وهما مستأنفان ويجوز أن يكون الاول حالا من الضمير في سخر والثاني حالا من الضمير في يدبر
قوله تعالى ومن كل الثمرات فيه ثلاثة أوجه أحدها أن يكون متعلقا بجعل الثانية والتقدير وجعل فيها زوجين اثنين من كل الثمرات والثاني أن يكون حالا من اثنين وهو صفة له في الصل والثالث أن يتعلق بجعل الأولى ويكون جعل الثاني مستأنفا يغشي الليل يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصح من الافعال التي قبله وهي رفع وسخر ويدبر ويفصل ومد وجعل

قوله تعالى وفي الارض قطع الجمهور على الرفع بالابتداء أو فاعل الظرف وقرأ الحسن قطعا متجأورات على تقدير وجعل في الارض وجنات كذلك على الاختلاف ولم يقرأ أحد منهم وزرعا بالنصب ولكن رفعه قوم وهو عطف على قطع وكذلك ما بعده وجره آخرون عطفا على أعناب وضعف قوم هذه القراءة لأن الزرع ليس من الجنات وقال آخرون قد يكون في الجنة زرع ولكن بين النخيل والاعناب وقيل التقدير ونبات زرع فعطفه على المعنى والصنوان جمع صنو مثل قنوا وقنوان ويجمع في القلة على أصناء وفيه لغتان كسر الصاد وضمها وقد قرىء بهما تسقى الجمهور على التاء والتأنيث للجمع السابق ويقرأ بالياء أي يسقى ذلك ونفضل يقرأ بالنون والياء على تسمية الفاعل وبالياء وفتح الضاد و بعضها بالرفع وهو بين في الاكل يجوز أن يكون ظرفا لنفضل وأن يكون متعلقا بمحذوف على أن يكون حالا من بعضها أي نفضل بعضها مأكولا أو وفيه الاكل
قوله تعالى فعجب قولهم قولهم مبتدأ وعجب خبر مقدم وقيل العجب هنا بمعنى المعجب فعلى هذا يجوز أن يرتفع قولهم به أئذا كنا الكلام كله في موضع نصب بقوله والعامل في إذا قعل دل عليه الكلام تقديره أئذا كنا ترابا نبعث ودل عليه قوله تعالى لفي خلق جديد ولا يجوز أن ينتصب بكنا لأن إذا مضافة إليه ولا بجديد لأن ما بعد ان لا يعمل فيما قبلها
قوله تعالى قبل الحسنة يجوز أن يكون ظرفا ليستعجلوك وأن يكون حالا من السيئة مقدرة و المثلات بفتح الميم وضم الثاء واحدتها كذلك يقرأ بإسكان التاء وفيه وجهان أحدهما أنها مخففة من الجمع المضموم فرارا من ثقل الضمة مع توالي الحركات والثاني أن الواحد خفف ثم جمع على ذلك ويقرأ بضمتين وبضم الاول وإسكان الثاني وضم الميم فيه لغة فأما ضم الثاء فيجوز أن يكون لغة في الواحد وأن يكون اتباعا في الجمع وأما إسكانها فعلى الوجهين على ظلمهم حال من الناس والعامل المغفرة
قوله تعالى ولكل قوم هاد فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه جملة مستأنفة أي ولكل قوم بني هاد والثاني أن المبتدأ محذوف تقديره وهو لكل قوم هاد والثالث تقديره انما أنت منذر وهاد لكل قوم و هذا فصل بين حرف العطف والمعطوف وقد ذكروا منه قدرا صالحا

قوله تعالى ما تحمل في ما وجهان أحدهما هي بمعنى الذي وموضعها نصب بيعلم والثاني هي استفهامية فتكون منصوبة بتحمل والجملة في موضع نصب ومثله وما تغيض الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار يجوز أن يكون عنده في موضع جر صفة لشيء أو في موضع رفع صفة لكل والعامل فيها على الوجهين محذوف وخبر كل بمقدار ويجوز أن يكون صفة لمقدار وأن يكون ظرفا لما يتعلق به الجار
قوله تعالى عالم الغيب خبر مبتدأ محذوف أي هو ويجوز أن يكون مبتدأ و الكبير خبره والجيد الوقف على المتعال بغير ياء لأنه رأس آية ولولا ذلك لكان الجيد إثباتها
قوله تعالى سواء منكم من اسر القول من مبتدأ وسواء خبر فأما منكم فيجوز أن يكون حالا من الضمير في سواء لأنه في موضع مستو ومثله لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح ويضعف أن يكون منكم حالا من الضمير في أسر وجهر لوجهين أحدهما تقديم ما في الصلة على الموصول أو الصفة على الموصوف والثاني تقديم الخبر على منكم وحقه أن يقع بعده
قوله تعالى له معقبات واحدتها معقبة والهاء فيها للمبالغة مثل نسابة أي ملك معقب وقيل معقبة صفة للجمع ثم جمع على ذلك من بين يديه يجوز أن يكون صفة لمعقبات وأن يكون ظرفا وأن يكون حالا من الضمير الذي فيه فعلى هذا يتم الكلام عنده ويجوز أن يتعلق ب يحفظونه أي معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ويجوزأن يكون يحفظونه صفة لمعقبات وأن يكون حالا مما يتعلق به الظرف من أمر الله اي من الجن والانس فتكون من على بابها قيل من بمعنى الباء أي بأمر الله وقيل بمعنى عن وإذا أراد العامل في إذا ما دل عليه الجواب أي لم يرد أو وقع من وال يقرأ بالامالة من أجل الكسرة ولا مانع هنا و السحاب الثقال قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى خوفا وطمعا مفعول من أجله
قوله تعالى ويسبح الرعد بحمده قيل هو ملك فعلى هذا قد سمي بالمصدر وقيل الرعد صوته والتقدير على هذا ذو الرعد أو الراعد وبحدمه قد ذكر في البقرة في قصة آدم و المحال فعال من المحل وهو القوة يقال محل به إذا غلبه وفيه لغة أخرى فتح الميم

قوله تعالى والذين يدعون من دونه فيه قولان أحدهما هو كناية عن الاصنام أي والاصنام الذين يدعون المشركين إلى عبادتهم لا يستجيبون لهم بشيء وجمعهم جمع من يعقل على اعتقادهم فيها والثاني أنهم المشركون والتقدير والمشركون الذين يدعون الاصنام من دون الله لا يستجيبون لهم أي لا يجيبونهم أي أن الاصنام لا تجيبهم بشيء الا كباسط كفيه التقدير الا استجابة كاستجابة باسط كفيه والمصدر في هذا التقدير مضاف إلى المفعول كقوله تعالى لا يسأم الانسان من دعاء الخير وفاعل هذا المصدر مضمر وهو ضمير الماء أي لا يجيبونهم الا كما يجيب الماء باسط كفيه إليه والاجابة هنا كناية عن الانقياد وأما قوله تعالى ليبلغ فاه فاللام متعلقة بباسط والفاعل ضمير الماء أي ليبلغ الماء فاه وما هو أي الماء ولا يجوز أن يكون ضمير الباسط على أن يكون فاعل بالغ مضمرا لأن اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له لزم ابراز الفاعل فكان يجب على هذا أن يقول وما هو ببالغه الماء فان جعلت الهاء في بالغه ضمير الماء جاز أن يكون هو ضمير الباسط والكاف في كباسط ان جعلتها حرفا كان منها ضمير يعود على الموصوف المحذوف وان جعلتها اسما لم يكن فيها ضمير
قوله تعالى طوعا وكرها مفعول له أو في موضع الحال وظلالهم معطوف على من و بالغدو ظرف ليسجد
قوله تعالى أم هل يستوي يقرأ بالياء والتاء وقد سبقت نظائره
قوله تعالى أودية هو جمع واد وجمع فاعل فعى أفعله شإذ ولم نسمعه في غير هذا الحرف ووجهه أن فاعلا قد جاء بمعنى فعيل وكما جاء فعيل وأفعلة كجريب , اجربة كذلك فاعل بقدرها صفة لأودية ومما يوقدون بالياء والتاء و عليه في النار متعلق بيوقدون و ابتغاء مفعول له أو متاع معطوف على حلية و زبد مبتدأ و مثله صفة له والخبر مما يوقدون والمعنى ومن جواهر الارض كالنحاس ما فيه زبد وهو خبثه مثله أي مثل الزبد الذي يكون على الماء و جفاء حال وهمزته منقلبة عن وأو وقيل هي أصل للذين استجابوا مستأنف وهو خبر الحسنى
قوله تعالى الذين يوفون يجوز أن يكون نصبا على إضمار أعنى
قوله تعالى جنات عدن هو بدل من عقبى ويجوز أن يكون مبتدأ و يدخلونها الخبر ومن صلح في موضع رفع عطفا على ضمير الفاعل

وساغ ذلك وان لم يؤكد لأن ضمير المفعول صار فاصلا كالتوكيد ويجوز أن يكون نصبا بمعنى مع
قوله تعالى سلام أي يقولون سلام بما صبرتم لا يجوز أن تتعلق الباء بسلام لما فيه من ألفصل بالخبر وإنما يتعلق بعليكم أو بما يتعلق به
قوله تعالى وما الحياة الدنيا في الاخرة التقدير في جنب الاخرة ولا يجوز أن يكون ظرفا لا للحياة ولا للدنيا لأنهما لا يقعان في الاخرة وإنما هو حال والتقدير وما الحياة القريبة كائنة في جنب الاخرة
قوله تعالى بذكر الله يجوز أن يكون مفعولا به أي الطمأنينة تحصل لهم بذكر الله ويجوز أن يكون حالا من القلوب أي تطمئن وفيها ذكر الله
قوله تعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات مبتدأ و طوبى لهم مبتدأ ثان وخبر في موضع الخبر الاول ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين آمنوا فيكون طوبى لهم حالا مقدرة والعامل فيها آمنوا وعملوا ويجوز أن يكون الذين بدلا من أناب أو بإضمار أعنى ويجوز أن يكون طوبى في موضع نصب على تقدير جعل ووأوها مبدلة من ياء لأنها من الطيب أبدلت وأوا للضمة قبلها وحسن مآب الجمهور على ضم النون والاضافة وهو معطوف على طوبى إذا جعلتها مبتدأ وقرىء بفتح النون والاضافة وهو عطف على طوبى في وجه نصبها ويقرأ شإذا بفتح النون ورفع مآب وحسن على هذا فعل نقلت ضمة سينه إلى الحاء وهذا جائز في فعل إذا كان للمدح أو الذم
قوله تعالى كذلك التقدير الامر كما أخبرناك
قوله تعالى ولو أن قرآنا جواب لو محذوف أي لكان هذا القرآن وقال ألفراء جوابه مقدم عليه أي وهم يكفرون بالرحمن ولو أن قرآنا على المبالغة أو كلم به الموتى الوجه في حذف التاء من هذا الفعل مع إثباتها في الفعلين قبله أن الموتى يشتمل على المذكر الحقيقي والتغليب له فكان حذف التاء أحسن والجبال والرض ليسا كذلك أن لو يشاء في موضع نصب بييأس لأن معناه افلم يتبين ويعلم أو تحل قريبا فاعل تحل ضمير القارعة وقيل هو للخطاب أي أو تحل أنت يا محمد قريبا منهم بالعقوبة فيكون موضع الجملة نصبا عطفا على تصيب
قوله تعالى وجعلوا لله هو معطوف على كسبت أي ويجعلهم شركاء ويحتمل أن يكون مستأنفا وصدوا يقرأ بفتح الصاد أي وصدوا غيرهم وبضهما

أي وصدهم سالشيطان أو شركاؤهم وبكسرها وأصلها صددوا بضم الاول فنقلت كسرة الدال إلى الصاد
قوله تعالى مثل الجنة مبتدأ والخبر محذوف أي وفيما يتلى عليكم مثل الجنة فعلى هذا تجري حال من العائد المحذوف في وعد أي وعدها مقدرا جريان أنهارا وقال ألفراء الخبر تجري وهذا عند البصريين خطأ لأن المثل لا تجري من تحته الانهار وإنما هو من صفة المضاف إليه وشبهته أن المثل هنا بمعنى الصفة فهو كقولك صفة زيد أنه طويل ويجوز أن يكون تجري مستأنفا أكلها دائم هو مثل تجري في الوجهين
قوله تعالى ننقصها حال من ضمير الفاعل أو من الارض
قوله تعالى وسيعلم الكفار يقرأ على الافراد وهو جنس وعلى الجمع على الأصل
قوله تعالى ومن عنده يقرأ بفتح الميم وهو بمعنى الذي وفي موضعه وجهان أحدهما رفع على مضوع اسم الله أي كفى الله وكفى من عنده والثاني في موضع جر عطفا على لفظ اسم الله تعالى فعلى هذا علم الكتاب مرفوع بالظرف لأنه اعتمد بكونه صلة ويجوز أن يكون خبرا والمبتدأ علم الكتاب ويقرأ ومن عنده بكسر الميم على أنه حرف وعلم الكتاب على هذا مبتدأ أو فاعل الظرف ويقرأ علم الكتاب على أنه فعل لم يسم فاعله وهو العامل في من

سورة ابراهيم
عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى كتاب خبر مبتدأ محذوف أي هذا كتاب و أنزلناه صفة للكتاب وليس بحال لأن كتابا نكرة بإذن ربهم في موضع نصب ان شئت على أنه مفعول به أي بسبب الاذن وان شئت في موضع الحال من الناس أي مإذونا لهم أو من ضمير الفاعل أي مإذونا لك إلى صراط هذا بدل من قوله إلى النور باعادة حرف الدر
قوله تعالى الله الذي يقرأ بالجر على البدل وبالرفع على ثلاثة أوجه أحدها على الابتداء وما بعده الخبر والثاني على الخبر والمبتدأ محذوف أي هو الله

والذي صفة والثالث هو مبتدأ والذي صفته والخبر محذوف تقديره الله الذي له ما في السموات وما في الارض العزيز الحميد وحذف لتقدم ذكره وويل مبتدأ و للكافرين خبره من عذاب شديد في موضع رفع صفة لويل بعد الخبر وهو جائز ولا يجوز أن يتعلق بويل من أجل ألفصل بينهما بالخبر
قوله تعالى الذين يستحبون في موضع جر صفة للكافرين أو في موضع نصب بإضمار أعنى أو في موضع رفع بإضمارهم ويبغونها عوجا قد ذكر في آل عمران
قوله تعالى الا بلسان قومه في موضع نصب على الحال أي الا متكلما بلغتهم وقرىء في الشإذ بلسن قومه بكسر اللام وإسكان السين وهي بمعنى اللسان فيضل بالرفع ولم ينتصب على العطف على ليبين لأن العطف يجعل معنى المعطوف كمعنى المعطوف عليه والرسل أرسلوا للبيان لا للضلال وقال الزجاج لو قرىء بالنصب على أن تكون اللام لام العاقبة جاز
قوله تعالى أن أخرج قومك أن بمعنى أي فلا موضع له ويجوز أن تكون مصدرية فيكون التقدير بأن أخرج وقد ذكر في غير موضع
قوله تعالى نعمة الله عليكم إذ أمجاكم قد ذكر في قوله إذ كنتم أعداء في آل عمران ويذبحون حال أخرى معطوفة على يسومون
قوله تعالى وإذ تإذن معطوف على إذ أنجاكم
قوله تعالى قوةم نوح بدل من الذين والذين من بعدهم معطوف عليه فعلى هذا يكون قوله تعالى لا يعلمهم حالا من الضمير في من بعدهم ويجوز أن يكون مستأنفا وكذلك جاءتهم ويجوز أن يكون والذين من بعدهم مبتدأ ولا يعلمهم خبره أو حال من الاستقرار وجاءتهم الخبر في أفواههم في على بابها ظرف لردوا وهو على المجاز لأنهم إذا سكتوهم فكأنهم وضعوا أيديهم في افواههم فمنعوهم بها من النطق وقيل هي بمعنى إلى وقيل بمعنى الباء
قوله تعالى أفي الله شك فاعل الظرف لأنه اعتمد على الهمزة فاطر السموات صفة أو بدل ليغفر لكم من ذنوبكم المفعول محذوف ومن صفة له أي شيئا من ذنوبكم وعند الأخفش من زائدة وقال بعضهم من

للبدل أي ليغفر لكم بدلا من عقوبة ذنوبكم كقوله أرضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة تريدون صفة أخرى لبشر
قوله تعالى وما كان لنا أن نأتيكم اسم كان ولنا الخبر و الا بإذن الله في موضع الحال وقد ذكر في أول السورة ويجوز أن يكون الخبر بإذن الله ولنا تبيين
قوله تعال الا نتوكل أي في أن لا نتوكل ويجوز أن يكون حالا أي غير متوكلين وقد ذكر في غير موضع
قوله تعالى واستفتحوا ويقرأ على لفظ الامر شإذا
قوله تعالى يتجرعه يجوز أن يكون صفة لماء وأن يكون حالا من الضمير في يسقى وأن يكون مستأنفا
قوله تعالى مثل الذين كفروا مبتدأ والخبر محذوف أي فيما يتلى عليكم مثل الذين و أعمالهم كرماد جملة مستأنفة مفسرة للمثل وقيل الجملة خبر مثل على المعنى وقيل مثل مبتدأ أو أعمالهم خبره أي مثلهم مثل أعمالهم وكرماد على هذا خبر مبتدأ محذوف أي هي كرمات وقيل أعمالهم بدل من مثل وكرماد الخبر ولو كان في غير القرآن لجاز ابدال أعمالهم من الذين وهو بدل الاشتثمال في يوم عاصف أي عاصف الريح أو عاصف ريحه ثم حذف الريح وجعلت الصفة لليوم مجازا وقيل التقدبر فى يوم ذى عصوف فهو على النسب كقولهم نابل ورامح وقرىء يوم عاصف بالاضافة أي يوم ريح عاصف لايقدرون مستأنف
قوله تعالى ألم تر أن الله يقرأ شإذا بسكون الراء في الوصل على أنه أجراه مجرى الوقف خلق السموات يقرأ على لفظ الماضي وخالق على فاعل وهو للماضي فيتعرف بالاضافة
قوله تعالى تبعا ان شئت جعلته جمع تابع مثل خادم وخدم وغايب وغيب وان شئت جعلته مصدر تبع فيكون المصدر في موضع اسم الفاعل أو يكون التقدير ذوي تبع من عذاب الله في موضع نصب على الحال لأنه في الأصل صفة لشيء تقديره من شيء من عذاب الله ومن زائدة أي شيئا كائنا من عذاب الله ويكون الفعل محمولا على المعنى تقديره هل تمنعون عنا شيئا ويجوز أن يكون

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5