كتاب : أسد الغابة
المؤلف : ابن الأثير

وهو ممن ثبت على إسلامه في الردة، وهو أحد فرسان قيس وشعرائها. قال الأصمعي: شهد خفاف حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال غيره: شهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه لواء بني سليم، وشهد حنيناً والطائف.
قال أبو عبيدة: حدثنا أبو بلال سهم بن أبي العباس بن مرداس السلمي، قال: غزا معاوية بن عمرو بن الشريد، أخو خنساء، مرة وفزارة، ومعه خفاف بن ندبة، فاعتوره هاشم وزيد ابنا حرملة المريان، فاستطرد له أحدهما، ثم وقف وشد عليه الآخر فقتله، فلما تنادوا: قتل معاوية قال خفاف: قتلني الله إن رمت حتى أثأر به، فشد على مالك بن حمار سيد بني شمخ بن فزارة فقتله وقال: الطويل:
إن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمداً على عيني تيممت مالكاً.
وقفت له علوي وقد خان صحبتي ... لأبني مجداً أو لأثأر هالكا.
أقول له والرمح يأطر متنه ... تأمل خفافاً إنني أنا ذلكا.
قال أبو عمر: له حديث واحد لا أعلم له غيره، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أين تأمرني أن أنزل، على قرشي أو على أنصاري، أم أسلم، أم غفار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا خفاف، ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك أمر نصرك، وإن احتجت إله رفدك " .
وبقي إلى أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال أبو عمر: يقال ندبة وندبة يعني بالفتح والضم.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

خفاف بن نضلة.
د ع، خفاف بن نضلة بن عمرو بن بهدلة الثقفي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ذابل بن طفيل.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وزاد أبو نعيم قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، ولم يزد على ما حكيت عنه، ولا تعرف له رواية ولا ذكر.
خفشيش الكندي.
بد ع، خفشيش الكندي. واسمه معدان، وكنيته أبو الخير، وقد تقدم في الجيم والحاء، وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: " ألست منا " ؟ الحديث.
أخرجه الثلاثة.
باب الخاء واللام.
خلاد الأنصاري أبو عبد الرحمن.
ع س، خلاد الأنصاري أبو عبد الرحمن.
روى الحارث بن أبي أسامة، عن عبد العزيز بن أبان، أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جميع، عن عبد الرحمن بن خلاد، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لأم ورقة أن تؤم أهل دارها، وكان لها مؤذن.
ورواه الحارث أيضاً، عن عبد العزيز، عن الوليد، عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أم ورقة: أنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه وكيع عن الوليد، عن جدته وعبد الرحمن بن خلاد، عن أم ورقة.
ورواه جماعة عن الوليد، عن جدته، ولم يذكروا: عبد الرحمن.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
جميع: بضم الجيم.
خلاد الأنصاري.
د ع، خلاد الأنصاري. استشهد يوم قريظة.
أخبرنا منصور بن أبي الحسن الطبري بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، حدثنا أبو علي أحمد بن إبراهيم الموصلي، أخبرنا فرج بن فضالة، عن عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، عن جده، قال: قتل يوم قريظة رجل من الأنصار يدعى خلاداً، فقيل لأمه: يا أم خلاد، قتل خلاد، فجاءت وهي متنقبة تسأل عنه، فقيل لها: قتل خلاد وتجيئنا متنقبة! فقالت: إن قتل خلاد فلن أرزأ حيائي. فذكر ذلك للنبي فقال: " إن له أجر شهيدين " ، قالوا: يا رسول الله، لم؟ قال: " لأن أهل الكتاب قتلوه " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
خلاد بن رافع بن مالك
بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن
مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي ثم الزرقي، وهو أخو رفاعة بن رافع شهد بدراً، يكنى أبا يحيى.

روى رفاعة بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه، قال: " خرجت أنا وأخي خلاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر على بعير أعجف، حتى إذا كنا بموضع البريد الذي خلف الروحاء برك بنا بعيرنا، فقلت: اللهم لك علينا لئن أتينا المدينة لننحرنه، فبينا نحن كذلك إذ مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما لكما " ؟ فأخبرناه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم بزق في وضوئه، ثم أمرنا ففتحنا له فم البعير، فصب في جوف البكر من وضوئه، ثم صب على رأس البكر، ثم على عنقه، ثم على حاركه ثم على سنامه، ثم على عجزه، ثم على ذنبه فأدركنا النبي صلى الله عليه وسلم على رأس المنصف، وبكرنا أول الركب، فلما رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك، فمضينا حتى أتينا بدراً، حتى إذا كنا قريباً من وادي بدر برك علينا، فقلنا: الحمد لله فنحرناه، وتصدقنا بلحمه.
أخرجه الثلاثة، وقد ذكره ابن الكلبي فقال: قتل خلاد يوم بدر، ولم يقل هذا غيره، وهو شبيه بما ذكرناه، وقال أبو عمر: يقولون إنه له رواية. وهذا يدل على أنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

خلاد الزرقي.
س خلاد الزرقي. أخرجه أبو موسى، وروى بإسناده عن عبد الله بن دينار، عن خلاد بن خلاد الزرقي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أخاف أهل المدينة أخافه الله عز وجل وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً " .
رواه عطاء بن يسار، عن خلاد بن السائب، وقيل: السائب بن خلاد، وهو من بني الحارث بن الخزرج، ويذكر في السائب.
وهذا خلاد استدركه أبو موسى على ابن منده، وليس بشيء، فإن هذا قد أخرجه ابن منده، فإن أراد أبو موسى: الزرقي، فقد أخرجه ابن منده، وقد تقدم، وإن أراد خلاد بن السائب فهو يأتي بعد هذه الترجمة، وهو المراد وإن لم يكن زرقياً، لأن ابن منده قد أخرج لابن السائب حديث: " من أخاف أهل المدينة " المذكور في هذه الترجمة، ويكون قول أبي موسى: أنه زرقي، ليس بشيء، والله أعلم أو يكون قد اختلفوا في نسبه كما اختلفوا في نسب غيره، ويكون المذكور واحداً.
خلاد بن السائب.
ب د ع، خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر، الأنصاري الخزرجي، ثم من بلحارث بن الخزرج. روى عنه السائب، وعطاء بن يسار، والمطلب بن عبد الله بن حنطب.
روى محمد بن عبيد وسليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم، عن عطاء بن يسار، عن خلاد بن السائب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أخاف أهل المدينة أخافه الله، وعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً " .
ورواه عارم عن حماد بن زيد، عن يحيى، عن مسلم، عن عطاء بن يسار فقال: عن السائب ابن خلاد أو خلاد بن السائب.
ورواه حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد بإسناده، فقال: عن السائب بن خلاد، ولم يشك. ويذكر في السائب إن شاء الله تعالى.
وأما ابن الكلبي فقال: خلاد بن سويد بن ثعلبة، ونسبه كما ذكرناه، وقال: شهد بدراً، وابنه السائب بن خلاد ولي اليمن لمعاوية. ولم يذكر في نسبه السائب ولعله أراد جده، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
خلاد بن سويد.
ب ع س، خلاد بن سويد بن ثعلبة. وقد تقدم نسبه في خلاد بن السائب، فإن هذا خلاداً جده على قول، وأبو على قول، وقد جعلهما أبو عمرو وأبو نعيم اثنين، أحدهما: خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد، والثاني: خلاد بن سويد. وأما أبو أحمد العسكري فإنه جعلهما واحداً، فقال: خلاد بن سويد، وقيل: خلاد بن السائب بن ثعلبة. وعلى ما تقدم النسب في خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد، فإن هذا جده والله أعلم.
شهد هذا العقبة وبدراً وأحداً والخندق، وقتل يوم قريظة، طرحت عليه حجر من أطم من آطامها فشدخته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن له أجر شهيدين " ، يقولون: إن الحجر ألقتهما عليه امرأة اسمها بنانة، امرأة من قريظة، ثم قتلها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بني قريظة لما قتل من أنبت منهم، ولم يقتل امرأة غيرها.

روى المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن إبراهيم بن خلاد بن سويد، عن أبيه، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، كن عجاجاً ثجاجاً.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمرو وأبو موسى.
قلت: قد أخرج أبو نعيم هذه الترجمة، ولم يذكر فيها أنه قتل يوم قريظة، إنما ذكره أبو عمر، وذكر أبو نعيم ترجمة أخرى، فقال: خلاد الأنصاري، تقدمت، قتل يوم قريظة. جعل هذا غير ذلك، وهما واحد، إلا أنه لم ينسبه هناك ونسبه ها هنا، وأخرج أبو عمر هذه ولم يخرج الأولى. وأما ابن منده فأخرج الأولى التي هي خلاد الأنصاري، فخلصا من الوهم. وأخرجه أبوموسى على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده، إلا أنه لم ينسبه، فإن كان يستدرك كل اسم لم ينسبه فليستدرك على أكثر كتابه، فإنه في النادر ينسب، وقد ظهر بقتله في غزوة قريظة أن ابنيه السائب وإبراهيم لهما صحبة.

خلاد والد عبد الله.
س خلاد، والد عبد الله. روى أبو موسى بإسناده، عن وكيع، عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن يحيى بن عبد الله بن خلاد، عن أبيه، عن جده: أنه دخل المسجد فصلى، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فجلس إليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " اذهب فصل فإنك لم تصل " .
وقد اختلف في هذا الإسناد، فروى عبد الله بن محمد الزهري، عن ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن علي بن يحيى بن عبد الله بن خلاد، عن أبيه، عن جده: " أنه دخل المسجد فصلى " .
وقال عبد الجبار عن ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن رجل من الأنصار، عن أبيه، عن جده، والحديث مشهور برفاعة بن رافع، والله أعلم.
خلاد بن عمرو.
ب س، خلاد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأكبر، الأنصاري الخزرجي السلمي.
قال ابن إسحاق: شهد بدراً. وقال أبو عمر: شهد خلاد وأبوه وأخوته: معاذ، وأبو أيمن، ومعوذ، بدراً. وقتل خلاد يوم أحد شهيداً، وقيل: إن أبا أيمن مولى عمرو بن الجموح، وليس بابنه، ولم يختلفوا أن خلاداً هذا شهد برداً.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
خلدة الأنصاري.
ب خلدة الأنصاري الزرقي. هو جد عمر بن عبد الله بن خلدة.
روى حديثه إسماعيل بن أويس، عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن عمر بن عبد الله بن خلدة، عن أبيه، عن جده خلدة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا خلدة، ادع لي إنساناً يحلب ناقتي " ، فجاءه برجل، فقال: " ما اسمك " ؟ قال: حرب، فقال: " اذهب " . فجاءه برجل. فقال: " ما اسمك " ؟ قال: يعيش " قال: " احلبها يا يعيش " .
أخرجه أبو عمر.
خلف بن مالك.
خلف بن مالك بن عبد الله بن غفار الغفاري. المعروف بآبى اللحم، من الإباء، كان لا يأكل ما ذبح للأصنام. سماه هكذا ابن الكلبي.
خلف والد الأسود.
س خلف، والد الأسود. روى محمد بن عبد الملك زنجويه، وزهير بن محمد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن محمد بن خثيم، عن محمد بن الأسود بن خلف، عن أبيه، عن جده: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حسناً فقبله، ثم أقبل عليهم وقال: " الولد مبخلة مجبنة " .
أخرجه أبو موسى، وقال: عند عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن محمد بن الأسود بن خلف، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث. ولا أدري كيف هذا الإسناد.
ورواه غيره عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، يعني عبد الله، عن محمد بن الأسود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الصحيح.
خليد الحضرمي.
س خليد الحضرمي. قال عبدان: حدثنا أحمد بن سيار، أخبرنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن بكر بن عبد الله: أن رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمي قال له: خليد من أهل مصر، كان يجعل الرجال من وراء النساء ويجعل النساء مما يلي الإمام، يعني في الجنائز.
وقال عبدان أيضاً: أخبرنا أبو موسى، أخبرنا خالد بن الحارث، عن حميد، عن بكر، عن مسلمة بن مخلد: انه كان يفعل ذلك، وقال: حدثنا أبو موسى، أخبرنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن بكر: أن مسلمة كان يفعل ذلك.
أخرجه أبو موسى.
خليد بن قيس.
ب س خليد بن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، عداده في أهل بدر.

ذكره عبدان، قال: وقال ابن فليج، عن الزهري: خلدة بن قيس مولاهم. وذكره ابن شاهين أيضاً قال: وقال موسى بن عقبة وأبو معشر: خليدة يعني بزيادة هاء.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
وأخرجه أبو عمر: خليدة بزيادة هاء، ونسبه كما ذكرناه، وقال: شهد بدراً، وقال: كذا قال موسى وأبو معشر. وقال محمد بن إسحاق والواقدي: خليد بن قيس ،وقال محمد بن عبد الله بن عمارة: خالد بن قيس، ولم يختلفوا أنه شهد بدراً وأحداً.

خليفة بن بشر.
س خليفة بن بشر. قال أبو موسى: ذكره أبو زكرياء، وأورد له الحديث الذي ذكره أبو عبد الله بن منده وغيره في بشر أبي خليفة، وليس فيه ما يدل على أن لخليفة صحبة.
خليفة أبو سهل.
د ع، خليفة أبو سهيل، وهو أبو سوية. تقدم ذكره فيمن اسمه محمد، ولا تصح له صحبة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم كذا مختصراً.
خليفة بن عدي.
ب ع س، خليفة بن عدي بن المعلى الأنصاري البياضي، نسبه أبو نعيم كذا.
وقال ابن الكلبي وابن شاهين: عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن عامر بن بياضة شهد بدراً وأحداً.
وقال عبدان: المعلى هو ابن أمية بن بياضة بن عامر بن زريق. ساق نسبه عن ابن إسحاق.
وقال موسى بن عقبة: هو ممن شهد بدراً وأحداً.
وقال عبيد الله بن أبي رافع، في تسمية من شهد مع علي رضي الله عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خليفة بن عدي، من بني بياضة، بدري.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، وقال فيه: عليفة بالعين. ويرد في موضعه إن شاء الله تعالى.
باب الخاء والميم.
خمام بن الحارث.
س خمخام بن الحارث البكري. روى مجالد بن الخمخام، واسم الخمخام مالك بن الحارث بن خالد الأسود، قال: هاجر أبي الخمخام إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بكر بن وائل، مع أربعة من سدوس، أحدهم بشير بن الخصاصية، وفرات بن حيان، وعبد الله بن الأسود، ويزيد بن ظبيان. شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنيناً، وكتب معه كتاباً إلى عشيرته بكر بن وائل، وهم قوم باليمامة من أسلم فيهم، ولم يجد يزيد بن ظبيان أحداً يقرأ الكتاب إلا رجلاً من بني ضبيعة من ربيعة، فهم يقال لهم: بنو القارئ.
أخرجه أبو موسى.
خميصة بن أبان.
خميصة بن أبان الحداني. هو الذي نعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل عمان، قدم عليهم بذلك من المدينة، فقال: يا أهل عمان، أنعي إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبركم أن الناس يغلون غليان القدور، في كلام طويل.
باب الخاء والنون.
خنافر بن التوأم.
ب خنافر بن التوأم الحميري. كان كاهناً من كهان حمير، ثم أسلم على يد معاذ بن جبل باليمن، وله خبر حسن من أعلام النبوة، إلا أن في إسناده مقالاً، ولا يعرف إلا به.
أخرجه أبو عمر.
خنيس بن حذافة.
ب د ع، خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن معب ابن لؤي، القرشي السهمي، هو أخو عبد الله بن حذافة.
كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، وعاد غلى المدينة، فشهد بدراً وأحداً، وأصابه بأحد جراحة فمات منها، وكان زوج حفصية بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما توفي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
خنيس بن خالد.
خنيس بن خالد، وهو الأشعر بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي. يكنى أبا صخر، هكذا قال فيه إبراهيم بن سعد وسلمة جميعاً، عن ابن إسحاق، بالخاء المنقوطة. وغيرهما يقول: حبيش بالحاء المهملة والشين المعجمة، وقد ذكرناه في الحاء. وقيل في نسبه: حبيش وهو الأشعر بن خالد بن حليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم، قاله ابن الكلبي، وهكذا نسبه أبو عمر في حبيش.
وقتل يوم الفتح هو وكرز بن جابر، وكانا مع خالد بن الوليد، فضلا عن الطريق فقتلا جميعاً، ولما قتل جيش جعله كرز بين رجليه، ثم قاتل وهو يرتجز، ويقول: الرجز:
قد علمت صفراء من بني فهر ... نقية الوجه نقية الصدر.
لأضربن اليوم عن أبي صخر.
وكان حبيش يكنى أبا صخر.
خنيس بن أبي السائب.
د س خنيس بن أبي السائب بن عبادة بن مالك بن أصلع بن عبسة بن حريش بن جحجبى من بني كلفة بن عوف بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.

شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها، وحضر فتح العراق، وكان فارساً، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم خنيساً.
أخرجه الحافظ أبو موسى وقال: ذكره أبو زكريا، يعني ابن منده، ولم ينسبه إلى أحد.

خنيس الغفاري
وقيل أبو خنيس، روى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، قال: خرجنا نع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تهامة. حتى إذا كنا بعسفان جاءه أصحابه فقالوا: أصابنا الجوع، فأذن لنا في الظهر أن نأكله، وذكر الحديث.
أخرجه هكذا ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: المشهور أبو خنيس، وخنيس وهم.
باب الخاء والواو والياء.
خوات بن جبير.
ب د ع، خوات بن جبير بن أمية بن امرئ القيس، وهو البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو صالح.
وكان أحد فرسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. شهد بدراً هو وأخوه عبد الله بن جبير في قول بعضهم، وقال موسى بن عقبة: خرج خوات بن جبير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فلما بلغ الصفراء أصاب ساقه حجر فرجع، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه.
وقال ابن إسحاق: لم يشهد خوات بدراً، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه مع أصحاب بدر، ومثله قال ابن الكلبي.
وهو صاحب ذات النحيين، وهي امرأة من بني تيم الله كانت تبيع في الجاهلية، وتضرب العرب المثل بها فتقول: أشغل من ذات النحيين، والقصة مشهورة فلا نطول بذكرها.
أخبرنا أبو موسى إجازة، وأخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو موسى. أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا الهيثم بن خالد المصيصي، أخبرنا داود بن منصور، حدثنا جرير بن حازم، حدثنا أبو غسان الأهوازي، أخبرنا الجرح بن مخلد، أخبرنا وهب بن جرير، أخبرنا أبي قال: سمعت زيد بن أسلم يحدث أن خوات بن جبير قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران. قال: فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت حلة فلبستها، وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبة، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ههبته واختلطت، وقلت: يا رسول الله، جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيداً. ومضى فاتبعته فألقى إلي رداءه، ودخل الأراك فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل على صدره من لحيته. فقال: " أبا عبد الله، ما فعل ذلك الجمل " ؟ وارتحلنا، فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: " السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شراد ذلك الجمل " ؟ فلما طال ذلك علي أتيت المسجد، فقمت أصلي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره. فجاء فصلى ركعتين، فطولت رجاء أن يذهب ويدعني. فقال: " أبا عبد الله، طول ما شئت أن تطول، فلست بمنصرف حتى تنصرف " . فقلت في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدره. فلما انصرفت قال: " السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شراد ذلك الجمل " ؟ قلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت. فقال: " يرحمك الله " ، ثلاثاً، ثم لم يعد لشيء مما كان.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، صلاة الخوف، و " ما أسكر كثيره فقليله حرام " .
وتوفي بالمدينة سنة أربعين، وعمره أربع وتسعون سنة، وكان يخضب بالحناء، والكتم.
أخرجه الثلاثة.
البرك: بضم الباء الموحدة وفتح الراء، قاله محمد بن نقطة.
خوط الأنصاري.
د ع، خوط الأنصاري. قال ابن منده، رواه أبو مسعود، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن عثمان البتي، عن عبد الحميد الأنصاري، عن أبيه، عن جده خوط: أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم فجاءا بابن لهما صغير، فخيره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم اهده " فذهب إلى أبيه، قال: هكذا قاله أبو مسعود. وغنما هو عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري. ورافع الذي أسلم.
قال أبو نعيم ذكر بعض المتأخرين عن شيخ له، عن أبي مسعود، وقال فيه عن جده خوط: غنه أسلم، وقال: هكذا قاله أبو مسعود، وهو وهم ظاهر، وغنما هو عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري، وجده الذي أسلم هو رافع بن سنان، وليس لذكر خوط ها هنا أصل.

قلت: هذ المأخذ لا وجه له، فإنه قد أعاد ابن منده الذي رده على أبي مسعود لا غير. فأي حاجة إلى ذكره على ابن منده، وقد نبه عليه.

خوط بن عبد العزى.
ع د س، خوط بن عبد العزى. ويقال: حوط بالحاء المهملة.
أورده أبو نعيم ها هنا، وروى بإسناده عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن خوط بن عبد العزى. أن رفقة من مضر مرت، وفيها جرس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقرب الملائكة رفقة فيها جرس " .
وقد أخرجه الثلاثة في الحاء المهملة، واستدركه أبو موسى على ابن منده، وقال: أورده ابن شاهين وأبو نعيم في الخاء، يعني المعجمة، وأورده أبو عبد الله في الحاء المهملة.
أخرجه ها هنا أبو نعيم وأبو موسى.
خولي بن أوس.
ب خولي بن أوس الأنصاري، زعم ابن جريج: أنه ممن نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم مع علي والفضل.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
خولي بن أبي خولي.
ب د ع، خولي، هو هو خولي بن أبي خولي العجلي. هكذا قال ابن هشام، ونسبه إلى عجل بن لجيم، ويقال: الجعفي. قاله ابن إسحاق وغيره، وهو الصواب، وهو حليف بني عدي بن كعب، ثم حليف الخطاب والد عمر، ومنهم من يقول: خولي بن خولي، والأكثر ما تقدم.
ونسبه أبو عمر فقال: خولي بن أبي خولي عمرو بن خثيمة بن الحارث بن معاوية بن عوف ابن سعد بن جعفي، وخالفه في بعض النسب هشام الكلبي فقال: خولي وهلال وعبد الله بنو أبي خولي بن عمرو بن زهير بن خثيمة بن أبي حمران، واسمه الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي، شهد بدراً.
قال الواقدي وأبو معشر هو وابنه بدراً ولم يسميا ابنه، وأما محمد بن إسحاق فقال: شهد خولي ابن أبي خولي بدراً.
وقال هشام بن الكلبي: شهد خولي بن أبي خولي بدراً وشهدها مع أخواه: هلال وعبد الله، كذا قال: وعبد الله.
وقال الطبري: شهد خولي بن أبي خولي بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات في خلافة عمر.
ولخولي هذا حديث واحد، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له، وذكر له تغير الزمان: " عليك بالشام " .
قال: أخرجه الثلاثة.
وقال ابن منهد وأبو نعيم: أنه شهد دفن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وهم. وإنما الذي شهده أوس بن خولي، والله أعلم.
خولي.
ب خولي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه الضحاك بن محمر والد أنيس بن الضحاك، هكذا ذمكره ابن أبي حاتم.
أخرجه أبو عمر وقال: لا أدري أهو غير هذين أو أحدهما، يعني اللذين تقدم ذكرهما.
خويلد بن خالد الخزاعي.
ب خويلد بن خالد بن منقذ بن ربيعة الخزاعي. أخو أم معبد، وقيل في نسبه غير ذلك، وقد تقدم، ويذكر في عاتكة.
أخرجه أبو عمر وقال: لم يذكروه في الصحابة، قال: ولا أعلم له رواية، وقد روى أخوه خنيس بن خالد، وروى عن أختهما أم معبد الخزاعية حديثها في مرور النبي صلى الله عليه وسلم بها، وسيذكر خبرها إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر.
خويلد بن خالد الهذلي.
س خويلد بن خالد بن المحرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم ابن سعد بن هذيل، أبو ذؤيب الهذلي. الشاعر المشهور. أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره، قاله أبو عمر في الكنى.
وقال أبو موسى: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه الأخنس بن زهير حديثاً، ذكره أبو مسعود، أخرجه ها هنا أبو موسى، وسيذكر في الكنى إن شاء الله تعالى.
خويلد الضمري.
د ع، خويلد الضمري، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورأى أبا سفيان في عير بدر، رواه إبراهيم بن المنذر الخزامي، عن عبد العزيز بن أبي ثابت، عن عثمان بن سعيد الضمري، عن أبيه، عن خويلد، بهذا أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
خويلد بن خالد الكناني.
س خويلد أبو عقرب بن خالد بن بجير بن عمرو بن حماس بن عريج بن بكر بن كنانة بن خزيمة، الكناني العريجي، وعريج أخو ليث بن بكر بن عبد مناة، وهو جد أبي نوفل بن أبي عمرو بن أبي عقرب، وهم بيت عريج، لهم بقية بالمدينة. أقام بمكة ونزل ولده البصرة.
أخرجه أبو موسى، وقاله عن ابن شاهين.
بجير: بضم الباء الموحدة وفتح الجيم. وحماس: بكسر الحاء المهملة. وعريج: بضم العين وفتح الراء.
خويلد بن عمرو السلمي.

س ع، خويلد بن عمرو الأنصاري السلمي، ومن بني سلمة، بدري.
ذكره محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، في تسمية من شهد مع علي: خويلد بن عمرو الأنصاري. بدري من بني سلمة.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

خويلد بن عمرو الخزاعي.
ب د ع، خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى بن معاوية بن المحترش بن عمرو بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة، أبو شريح الخزاعي.
اختلف في اسمه، فقيل: كعب بن عمرو، وقيل: عمرو بن خويلد، وقيل: هانئ، والأكثر خويلد. نزل المدينة وأسلم قبل الفتح، وتوفي بالمدينة سنة ثمان وستين، ويرد ذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
الخيبري بن النعمان.
الخيبري بن النعمان الطائي. وهو الذي نزل على حاتم الطائي وهجاه، فأجابه بالأبيات التي يقول فيها: التقارب:
أبا الخيبري وأنت امرؤ ... ظلوم العشيرة حسادها.
روى عمرو بن شمر الجعفي، عن حارثة بن نويرة بن الحارث الطائي، عن جده، عن أبيه، عن الخيبري بن النعمان، قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبلنا، وهو أجأ، فقال: " ما لأهل أجأ! جوعاً لأهل أجأ لقد حصن الله جبلهم " ، وأعطيناه السلم، وأدينا إليه الزكاة، فانصرف راضياً، ولكن قال: " جوعاً لأهل أجأ " ، فما فارقنا بعد قوله، وإنما قاله كما تقول العرب: جوعاً لفلان، مع أنا نحمد الله فلم نمنع زكاة منذ وقف علينا إلى يومنا هذا.
ذكره أبو أحمد العسكري.
خيثمة بن الحارث.
ب س، خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن غنم الأنصاري بن غنم الأنصاري الأوسي. والد سعد بن خيثمة، يرد ذكره ونسبه عند ابنه، وقتل خيثمة يوم أحد شهيداً، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
خير.
د ع خير. أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب إليه، وقيل: اسمه عبد خير. روى مسهر بن عبد الملك بن سلع، عن أبيه، عن عبد خير قال: قلت له: يا أبا عمارة، أراك حسن الجسم، كم أتى عليك إلى يومك هذا؟ فقال: يا ابن أخي، أتي علي عشرون ومائة سنة " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
باب الدال
داذويه
ب داذويه: أحد الثلاثة الذين دخلوا على الأسود العنسي الذي ادعى النبوة بصنعاء، فقتلوه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: قيس بن مكشوح، وداذويه، وفيروز الديلمي، وبقي داذويه وفيروز وقيس، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتد قيس بن المكشوح ثانية. وكاتب جماعة من أصحاب الأسود العنسي يدعوهم إليه، فأتوه فخافهم أهل صنعاء، وأتى قيس إلى فيروز وداذويه يستشيرهما في أمر أولئك أصحاب الأسود، خديعة منه ومكراً، فطمأنا إليه، وصنع لهما من الغد ودعاهما، فأتاه داذويه فقتله، وأتى إليه فيروز، فسمع امرأة تقول: هذا مقتول كما قتل صاحبه. فعاد يركض فلقيه جشنس بن شهر، فرجع معه إلى جبال خولان، وملك قيس صنعاء، وكتب فيروز إلى أبي بكر يستمده فأمده، فلقوا قيساً، فقاتلوه فهزموه، وأسر هو، وحملوه إلى أبي بكر فوبخه ولامه على فعله، فأنكر، فعفا أبو بكر عنه.
دارم بن أبي دارم.
ب د ع، دارم بن أبي دارم الجرشي. في إسناد حديثه نظر. روى عنه ابنه الأشعث بن دارم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أمتي خمس طبقات، كل طبقة أربعون سنة، الطبقة الاولى: أنا ومن معي أهل علم ويقين إلى الأربعين، والطبقة الثانية: أهل التقوى إلى الثمانين، والطبقة الثالثة أهل تواصل وتراحم إلى عشرين ومائة، والطبقة الرابعة: أهل تقاطع وتدابر وتظالم إلى الستين ومائة، والطبقة الخامسة: أهل هرج ومرج " . وقيل: إلى المائتين: حفظ امرؤ نفسه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم هكذا. وأخرجه أبو عمر فقال: دارم التميمي، روى عنه ابنه الأشعث. وذكر الحديث مختصراً.
داود بن بلال.
ب د ع، داود بن بلال بن بليل. وقيل: ابن أحيحة. وقيل: اسمه يسار، قاله ابن منده وأبو نعيم.
قال أبو نعيم: وقيل: بلال بن بلال.
وقال أبو عمر: داود بن بلال بن أحيحة بن الجلاح، أبو ليلى، والد عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وقال ابن الكلبي: اسم أبي ليلى يسار بن بليل بن بلال، كان مولى الأنصار فدخل فيهم. وأما والد أبي ليلى فقالوا: اسمه داود بن بلال بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي.

وكان ابنه عبد الرحمن إذا دعى الفقهاء دعي معهم، وإذا دعى الأشراف دعي معهم، فهذا يدل على أنه غير مولى، لأن الموالي لم يكونوا أسرافاً، وسيذكر في الكنى وفي الياء إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.

دحية بن خليفة الكلبي.
ب د ع، دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، الكلبي.
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. شهد أحداً وما بعدهما، وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورته أحياناً، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر رسولاً سنة ست في الهدنة فآمن به قيصر وامتنع عليه بطارقته، فأخبر دحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: " ثبت الله ملكه " .
روى عنه الشعبي، وعبد الله بن شداد بن الهاد، ومنصور الكلبي، وخالد بن يزيد بن معاوية.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي وغير واحد بإنادهم، عن أبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن الحسن بن عياش، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن المغيرة، قال: أهدى دحية الكلبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم خفين فلبسهما.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بإسناده عن سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أحمد بن السرح، وأحمد بن سعيد الهمداني قالا: حدثنا ابن وهب، أخبرنا ابن لهيعة، عن موسى بن جبير أن عبيد الله بن عباس حدثه، عن خالد بن يزيد بن معاوية، عن دحية الكلبي أنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباطي فأعطاني منها قبطية.
أخرجه الثلاثة.
الخزج: بفتح الخاء، وسكون الزاي، وبعدها جيم.
دخان أبو شعبة.
د ع، دخان أبو شعبة الهذلي: لا تصلح له رؤية ولا صحبة، وفي إسناد حديثه وهم.
روى أبو أمية محمد بن إبراهيم، عن العباس بن الفضل البصري، عن هذيل بن مسعود الباهلي، عن شعبة بن دخان الهذلي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: :إن هذا الشعر سجع من كلام العرب، به يعطى السائل، وبه يكظم الغيظ، وبه يؤتى القوم في ناديهم " .
وروى الحارث بن أبي أسامة، عن العباس بن الفضل، عن هذيل بن مسعود الباهلي، عن محمد بن شعبة بن دخان، عن رجل من أهل اليمن، عن رجل من هذيل، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا وهو الصواب.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
درهم أبو زياد.
ع س، درهم أبو زياد: ذكره ابن خزيمة في الصحابة.
روى محمد بن يحيى القطعي، عن أبي أيوب يحيى بن ميمون القرشي، عن درهم بن زياد بن درهم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اختضبوا بالحناء فإنه يزيد في جمالكم وشبابكم ونكاحكم " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
درهم أبو معاوية.
ع س درهم أبو معاوية: روى سليمان بن حرب، عن محمد بن طلحة، عن معاوية بن درهم: أن درهما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: جئتك أستعينك في الغزو، قال: " ألك أم " ؟ قال: نعم. قال: " فالزمها " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
دعامة بن عزيز.
د ع، دعامة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمران بن الحارث السدوسي، والد قتادة. نسبه عمرو بن علي. ولا تصح له صحبة.
روى محمد بن جامع العطار، عن عبيس بن ميمون، عن قتادة بن دعامة، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الحمى سجن الله في الأرض، وهي حظ المؤمن من النار " .
كذا رواه محمد بن جامع، فقال: عن أبيه. ورواه سليمان الشاذكوني، عن عبيس، فقال: عن قتادة. عن أنس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
دعثور بن الحارث.
س دعثور بن الحارث الغطفاني. أورده أبو سعيد النقاش في الصحابة.

روى الواقدي عن محمد بن زياد بن أبي هنيدة، عن زيد بن أبي عتاب، عن عبد الله بن رافع ابن خديج، عن أبيه، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوته، يعني غزوة أنمار، فلما سمعت به الأعراب لحقت بذرى الجبال، وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي أمر فعسكر به، وذهب لحاجته فأصابه مطر، فبل ثوبه فأجفهما على شجرة. فقالت غطفان لدعثور بن الحارث وكان سيدها وكان شجاعاً: انفرد محمد عن أصحابه، وأنت لا تجده أخلى منه الساعة. فاخذ سيفاً صارماً، ثم انحدر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجع ينتظر جفوف ثوبته، فلم يشعر إلا بدعثور بن الحارث واقفاً على رأسه بالسيف، وهو يقول: من يمنعك مني يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله عز وجل " . ودفع جبريل عليه السلام في صدره فوقع السيف من يده، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف، ثم قام على رأسه فقال: " من يمنعك مني " ؟ قال: لا أحد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قم فاذهب لشأنك " . فلما ولى قال: أنت خير مني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أحق بذلك منك " . ثم رجع إلى قومه فقالوا: والله ما رأينا مثل ما صنعت، وقفت على رأسه بالسيف! فقال: والله لا أكثر عليه جمعاً. وذكر القصة، ثم أسلم دعثور بعد.
أخرجه أبو موسى وقال: كذا أورده.
والمشهور بهذا الفعل غورث بن الحارث، وربما تصحف أحدهما من الآخر، ولم يذكر إسلامه إلا في هذه الرواية. وقد ذكره أبو أحمد العسكري كما ذكره أبو سعيد النقاش وسماه دعثوراً، والله أعلم.

دغفل بن حنظلة.
ب د ع، دغفل بن حنظلة الشيباني. نسابة العرب من بني عمرو بن شيبان، وهو سدوسي ذهلي.
روى عنه الحسن، وابن سيرين. مختلف في صحبته، قال أحمد بن حنبل: لا أرى لدغفل صحبة. وقال البخاري: لا يعرف لدغفل أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو الربيع سليمان بن أبي البركات محمد بن محمد بن خميس، اخبرنا أبي، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نفير بن أحمد المرجي، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، أخبرنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن دغفل، قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خمس وستين سنة.
وروى قتادة، عن الحسن، عن دغفل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " كان على النصارى صوم شهر رمضان وكان عليهم ملك، فمرض، فقال: لئن شفاه الله ليزيدن عشراً. ثم كان عليهم ملك بعده يأكل اللحم فوجع فاه، فآلى إن شفاء الله ليزيدن سبعة أيام. ثم كان بعده ملك، فقال: ما ندع من هذه الثلاثة الأيام أن نزيدها، ونجعل صومنا في الربيع. ففعل، فصارت خمسين يوماً " .
وروى عبد الله بن بريدة أن معاوية بن أبي سفيان دعا دغفلاً، فسأله عن العربية، عن أنساب الناس، وعن النجوم. فإذا رجل عالم، فقال: يا دغفل، من أين حفظت هذا؟ قال: حفظته بقلب عقول، ولسان سؤول، وإن آفة العلم النسيان. فقال معاوية: انطلق إلى يزيد فعلمه أنساب الناس والنجوم والعربية.
وقد نسبه الكلبي فقال: دغفل بن حنظلة بن يزيد بن عبدة بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
أخرجه الثلاثة.
قلت: جعلوه شيبانياً، ومتى أطلق هذا النسب فلا يراد به إلا شيبان بن ثعلبة بن عكابة عم هذا شيبان وولد هذا شيبان، يقال لهم: ذهليون.
وقال ابن منده وأبو نعيم: إنه سدوسي من بني عمرو بن شيبان، وسدوس وعمرو ابنه شيبان بن ذهل أخوان، فكيف يجتمع أن يكون سدوسياً من بني عمرو، وحنظلة أوه من بني عمرو بن شيبان لا من بني سدوس! والله أعلم، وأما أبو عمر فجعله سدوسياً لا غير.
قيل: إنه غرق يوم دولاب من فارس، في قتال الخوارج.
دفة بن إياس.
ب دفة بن إياس بن عمرو الأنصاري. شهد بدراً.
أخرجه أبو عمر مختصراً، وقد ذكر في حرف الواو: وذفة بن إياس بن عمرو بن غنم الأنصاري، شهد بدراً وأحداً والخندق وجعلهما اثنين وهما واحد، والله أعلم.
دكين بن سعيد.
ب د ع دكين بن سعيد الخشعمي. ويقال: المزني.

أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، عن وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن دكين بن سعيد الخثعمي أنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن أربعون وأربعمائة راكب، نسأله الطعام فقال النبي صلى الله عليه وسلم: :يا عمر، اذهب فأعطهم " ، فقال: يا رسول الله، ما عندي إلا ما يقيظني والصبية قال وكيع: القيظ في كلام العرب أربعة أشهر قال: " قم فأعطهم " . فقال عمر: يا رسول الله، سمعاً وطاعة، قال: فقام عمر وقمنا معه، فصعد بنا إلى غرفة، فأخرج المفتاح من حجرته، ففتح الباب، قال دكين: فإذا في الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض، قال: شأنكم. قال: فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء، ثم اتفت وإني لمن آخرهم، فكأنا لم نرزأ منه تمرة.
أخرجه الثلاثة.

دلجة بن قيس.
د ع، دلجة بن قيس، لا تصح له صحبة. روى حديثه المسيب بن واضح، عن ابن المبارك، عن سليمان التيمي، عن أبي تميمة، عن دلجة بن قيس، قال: قال لي الحكم الغفاري: أتذكر يوم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير؟ قال: قلت: نعم، وأنا شاهد على ذلك.
رواه جماعة ،عن ابن المبارك، عن التيمي، عن أبي تميمة، عن دلجة: أن رجلاً قال للحكم الغفاري، وذكر الحديث.
وكذلك رواه يحيى القطان وغيره عن التيمي، وهو الصواب.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
دليم.
ع س، دليم. ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان من الصحابة، فقال بإسناده عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير: أنه حدثهم عن رجل يقال له: دليم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن السكركة، وأخبر أنه شراب يصنعه من القمح، فنهاه عنه.
كذا رواه ابن لهيعة، ورواه ابن إسحاق، وعبد الحميد بن جعفر، عن يزيد فقالا: ديلم: وهو الصحيح.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
دهر بن الأخرم.
د ع، دهر بن الأخرم بن مالك بن أمية بن يقظة بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي. والد نصر بن دهر. لهما صحبة، ذكره البخاري في الصحابة. ولا تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
دوس.
ع س. مولى النبي صلى الله عليه وسلم، له ذكر في حديث رواه محمد بن سليامن الحراني، عن وحشي بن حرب بن وحشي، عن أبيه، وعن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى عثمان وهو بمكة: " أن الجند قد توجهوا قبل مكة، وقد بعثت إليك دوساً مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرته أن يتقدم بين يديك باللواء، وبعثت إليك خالد بن الوليد ليسير " .
رواه صدقة بن خالد، عن وحشي بن حرب بإسناده، ولم يذكر فيه دوساً.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: لا يعرف في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم دوس، وهم فيه بعض الناس، فقدر أنه اسم عبد، وإنما هو اسم قبيلة، فذكره في جملة من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم!.
الدومي بن قيس.
الدومي، بالدال، هو الدومي بن قيس من بني ذهل بن الخزرج بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فعقد له لواء على من بايعه من كلب.
ذكره الأمير أبو نصر عن جمهرة نسب قضاعة.
ديلم بن فيروز.
ب د ع، ديلم بن فيروز الحميري الجيشاني. وقيل: اسمه فيروز، وديلم لقب له. وهو فيروز بن يسع بن سعد بن ذي جناب بن مسعود بن غن بن شحر بن هوشع بن موهب بن سعد بن جبل بن نمران بن الحارث بن حبران، وحبران هو حبشان بن وائل بن رعين الرعيني.
وقيل: ديلم بن هوشع بن سعد بن ذي جناب بن مسعود بن غن، بالغين المعجمة، وقيل: بالعين المهملة.
وهو أول من وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع معاذ، وشهد فتح مصر، قاله أبو سعيد بن يونس، ونسبه إلى رعين.
روى عنه ابناه الضحاك، وعبد الله، وأبو الخير مرثد بن عبد الله، وغيرهم.
وكان ممن له في قتل الأسود العنسي الكذاب باليمن أثر عظيم، وأنه الذي قتله، وأنه لما قتل الأسود حمل ديلم رأسه، وقدم به على النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: على أبي بكر.

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده، عن أبي داود، قال: حدثنا عيسى بن محمد، عن ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن أبيه، قال: أتينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، قد علمت من نحن؟ وإلى أين نحن؟ فإلى من نحن؟ قال: " إلى الله وإلى رسوله " . فقلنا: يا رسول الله، إن لنا أعناباً فماذا نصنع بها؟ قال: " زببوها " . قال: وما نصنع بالزبيب؟ قال: " انبذوه على غدائكم، واشربوه على عشائكم. وانبذوه على عشائكم، واشربوه على غدائكم. وانبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل، فإنه إن تأخر عصيره صار خلاً " .
وقد روي عن فيروز الديلمي، نحوه.
وروى أبو الخير، عن أبي خراش الرعيني، عن الديلمي قال: أسلمت وعندي أختان، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " طلق إحداهما " .
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم هكذا.
وأخرجه أبو عمر مختصراً فقال: ديلم الحميري الجيشاني، وهو ديلم بن أبي ديلم، ويقال: ديلم بن فيروز، ويقال: ديلم بن الهوشع، وهو من ولد حمير بن سبأ، له صحبة، سكن مصر، لم يرو عنه غير حديث واحد في الأشربة، رواه عنه المصريون.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن علي الصوفي بإسناده عن أبي داود السجستاني، قال: حدثنا هناد، عن عبدة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن ديلم الحميري، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا بأرض باردة، نعالج فيها عملاً شديداً، وإنا نتخذ شراباً من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا، وعلى برد بلادنا. قال: " هل يسكر " ؟ قلت: نعم. قال: " فاجتنبوه " . قلت: فإن الناس غير تاركيه، قال: " فإن لم يتركوه فقالوهم " .
وقيل، إن ديلم بن الهوشع غير ديلم الحميري، وليس بشيء. انتهى كلامه.
قلت: جبل، قيل: هو بالجيم المضمومة، وبالباء الموحدة الساكنة. وقيل: حبل، بضم الحاء المهملة وتسكين الباء الموحدة.
وهوشع، قاله البخاري بالشين المعجمة، وقال أبو زرعة، بالسين المهملة.
وقول ابن منده وأبي نعيم: إنه هو الذي قتل الأسود الكذاب، فليس بشيء، إنما قتله فيروز الديلمي، وهو من الأبناء الفرس وليس من العرب. ولما قتل الكذاب الأسود أتى الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم من السماء وهو مريض مرض الموت صلى الله عليه وسلم، فأخبر الناس بقتله، وأتت البشارة إلى المدينة بقتله، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت أول بشارة أتت أبا بكر رضي الله عنه.

الديلمي.
س الديلمي، أخرجه أبو موسى، وقال: أورده أصحابنا، وهو ديلم المشهور، وقيل: اسمه فيروز، وربما يرد في الحديث هكذا.
هذا لفظ أبي موسى، وليس له فيه استدراك، فإن ابن منده قد ذكره هكذا أيضاً في ديلم، وقد تقدم.
دينار الأنصاري.
ب د ع، دينار الأنصاري. جد عدي بن ثابت بن دينار. سماه يحيى بن معن: ديناراً، وقال غيره: اسمه قيس الخطمي.
روى حديثه عدي بن ثابت بن دينار، عن أبيه، عن جده دينار، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " القيء، والرعاف، والعطاس، والنعاس، والحيض، والتثاؤب في الصلاة من الشيطان " .
وبالإسناد: المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها ثم تغتسل، وتتوضأ لكل صلاة وتصوم وتصلي.
أخرجه الثلاثة وقال أبو عمر: في حديثه في المستحاضة يضعفونه، وحديثه في القيء والرعاف لا يصح إسناده.
دينار والد عمرو.
س دينار والد عمرو بن دينار. قال أبو موسى: أورده عبدان في الصحابة، ولم يورد له شيئاً.
باب الذال
ذابل بن طفيل.
د ع، ذابل بن طفيل بن عمرو السدوسي. أتى النبي صلى الله عليه وسلم روت حديثه جمعة ابنته: أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد في مسجده، فقدم عليه خفاف بن نضلة بن بهدلة الثقفي في حديث طويل.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
ذباب بن الحارث.
س ذباب بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس الله بن سعد العشيرة. ذكره ابن شاهين في الصحابة، وذكره أبو عبد الله بن منده في دلائل النبوة.

روى يحيى بن هانئ بن عروة المرادي، عن أبي خيثمة عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي قال: كان لسعد العشيرة صنم، يقال له: فراص، يعظمونه، وكان سادنه رجلاً من أنس الله بن سعد العشيرة، يقال له: ابن رقبية، وقيل: وقشة. قال عبد الرحمن بن أبي سبرة: فحدثني ذباب بن الحارث، رجل من أنس الله، قال كان لابن رقبية، أو رقشة على اختلاف الروايتين رئي من الجن يخبره بما يكون، فأتاه ذات يوم فأخبره بشيء، فنظر إلي فقال: يا ذباب، يا ذباب، اسمع العجب العجاب، بعث محمد بالكتاب، يدعو بمكة فلا يجاب. فقلت له: ما هذا؟ قال: لا أدري، كذا قيل لي. فلم يكن إلا قليل حتى سمعت بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وثرت إلى الصنم فكسرته، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت. وقال ذباب في ذلك: الطويل:
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى ... وخلفت قراصاً بدار هوان.
شددت عليه شدةً فكسرته ... كأن لم يكن والدهر ذو حدثان.
أخرجه أبو موسى على ابن منده.

ذرع أبو طلحة.
س ذرع أبو طلحة الخولاني. ذكره الطبراني، وقال: قد اختلف في صحبته.
روى حماد بن سلمة، عن أبي سنان عيسى، عن أبي طلحة الخولاني، واسمه ذرع، قال: قال رسول الله: " تكون جنود أربعة، فعليكم بالشام، فإن الله عز وجل، قد تكفل لي بالشام " .
قال أبو أحمد الحاكم: أبو طلحة الخولاني ممن لا يعرف اسمه، وهو تابعي، يروي عن عمير بن سعد.
أخرجه أبو موسى.
ذفاقة.
ذفاقة. له في ذكر حديث ثعلبة بن عبد الرحمن يقتضي أن لهما صحبة. وقد ذكرناه في ثعلبة بن عبد الرحمن. ولم يذكروه.
ذكوان.
ب ذكوان. وقيل: طهمان. مولى بني أمية، حديثه عند عبد الرزاق، عن عمر بن حوشب، عن إسماعيل بن أمية، عن جده، قال: كان لنا غلام يقال له: ذكوان أو طهمان فعتق بعضه. وذكر الحديث مرفوعاً.
قال أبو عمر: وأظنه الذي روى عنه حبيب بن أبي ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: يا رسول الله، إني لأعمل العمل فيطلع عليه فيعجبني. قال: " لك أجران، أجر السر، وأجر العلانية " .
أخرجه أبو عمر.
ذكوان مولى رسول الله.
ب د س، ذكوان. مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: طهمان. وقيل: مهران. روى عطاء بن السائب قال: أتيت أبا جعفر بشيء، فقال: ألا أدلك على امرأة منا، من ولد علي بن أبي طالب؟ فأتيتها، فقالت: حدثني مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له ذكوان، أو طهمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا ذكوان، إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، وإن مولى القوم من انفسهم " .
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
ذكوان بن عبد قيس.
ب د ع، ذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، الأنصاري الخزرجي. ثم الزرقي. يكنى أبا السبع، ويذكر في الكنى إن شاء الله تعالى.
شهد العقبة الأولى والثانية، ثم خرج من المدينة مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بمكة، فكان يقال له: انصاري مهاجري. وشهد بدراً، وقتل يوم أحد شهيداً، قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق. فشد علي بن أبي طالب على أبي الحكم، وهو فارس، فضرب رجله بالسيف، فقطعها من نصق الفخذ، ثم ذفف عليه.
وقال الواقدي، عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، قال: خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة. فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وقرأ عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبة، ثم رجعا إلى المدينة، فكانا أول من قدم بالإسلام إلى المدينة.
أخرجه الثلاثة.
ذكوان بن يامين.
ذكوان بن يامين بن عمير بن كعب النضيري، من بني النضير.
قال ابن إسحاق: لقي ابن يامين بن عمير أبا ليلى وعبد الله بن مغفل المزني باكيين، فقال: ما يبكيكما، فقالا: جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نستحمله، فلم نجد عنده ما يحملنا عليه، وليس عندنا ما نقوى به على الخروج معه، وذلك في غزوة تبوك، فأعطاهما ناضحاً وزودهما تمراً كثيراً.
ذكره أبو علي، وقال: لا يعين على الجهاد إلا مسلم، إن شاء الله تعالى.
ذكوان مولى الأنصار.
ذكوان، مولى الأنصار.

أخبرنا المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى الموصلي، قال: حدثنا جعفر بن مهران السباك، أخبرنا عبد الأعلى، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن حرام بن عثمان، عن محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح، عن جابر بن عبد الله قال: ابتعنا بقرة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لنشترك عليها، فانفلتت منا وامتنعت علينا، فعرض لها مولى لنا يقال له: ذكوان بسيف في يده، وهي تجول فضربها بالسيف في أصل عنقها، فخرقها بالسيف وقعت، فلم ندرك ذكاتها، فخرجت أنا وعبد الله بن ثابت بن الجذع، فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكرناله شأنها فقال: " كلوا، إذا فاتكم من هذه البهائم فاحبسوه بما تحبسون به الوحش " .

ذهبن بن قرضم.
س ذهبن بن قرضم بن العجيل بن قثاث بن قمومي بن نقلل بن العيدي بن الآمري، المهري، من مهرة بن حيدان. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فكان يكرمه لبعد مسافته، لأنه قدم من أرض الشحر، فلما أراد الانصراف حمله، وكتب له كتاباً، فهو عندهم.
أخرجه أبو موسى.
قال الأمير ابن ماكولا: قال الدارقطني: قرضم بالقاف. وهو بالفاء، وقال: قباث بفتح القاف والباء. وهو بكسر القاف، وهو في موضع بدل الآمري: ندغي، وفي موضع بدل نقلل: بقلل. هذا آخر كلام أبي موسى.
قلت: قوله: بدل الآمري ندغي: فليس بشيء، فإن ابن الكلبي وابن حبيب قالا: فولد الآمري بن مهرة ندغي. فهو ابنه.
قال ابن ماكولا: قال الدارقطني ها هنا: العجيل، يعني بدل العجيل ،وهو خطأ، قال: وقد ذكره على الصحة في باب الذال.
وقثاث: بفتح القاف. وبالثاءين المثلثتين.
ذو الأذنين.
س ذو الأذنين. ذكره عبدان، وهو أنس بن مالك، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا ذا الأذنين " .
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً، وهذا ليس بشيء فإن أنس لم يكن يعرف بهذا، وإنما مازحه به النبي صلى الله عليه وسلم، وليس باسم له ولا لقب.
ذو الأصابع التميمي.
ب د ع، ذو الأصابع التميمي. ويقال: الخزاعي. سكن البيت المقدس.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبو صالح الحكم بن موسى، أخبرنا ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء، عن أبي عمران، عن ذي الأصابع، قال: قلنا: يا رسول الله، إن ابتلينا بالبقاء بعدك فأين تأمرنا؟ قال: " عليك بالبيت المقدس، فلعله ينشأ لك بها ذرية، يغدون إلى ذلك المسجد ويروحون " .
أخرجه الثلاثة.
ذو البجادين.
س ذو البجادين. اسمه عبد الله. ذكره عبدان وغيره، وربما يرد في الحديث هكذا من دون اسمه. قال عبدان: وإنما قيل له ذلك لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعت له أمه بجاداً لها، وهو كساء، اثنين، فاتزر بواحد وارتدى بالآخر. مات في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، ودفنه ليلاً في غزوة تبوك، ويذكر في العين أتم من هذا، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى.
ذو جدن.
ع ذو جدن. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وسبعون رجلاً من الحبشة، منهم ذو جدن. كذا قاله أبو نعيم.
وقال ابن منده: ذو دجن بتقديم الدال، ويرد في موضعه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو نعيم.
ذو الجوشن الضبابي.
ب د ع، ذو الجوشن الضبابي، والد شمر بن ذي الجوشن. اختلف في اسمه فقيل: أوس بن الأعور.وقد تقدم ذكره، وقيل اسمه: شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية، وهو الضباب، ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي ثم الضبابي. وغنما قيل: ذو الجوشن لأن صدره كان ناتئاً.
وكان شاعراً مطبوعاً محسناً، وله أشعار حسان يرثي بها أخاه الصميل، ونزل الكوفة.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الثقفي إجازة بإسناد إلى ابن أبي عاصم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبيه، عن جده، عن ذي الجوشن الضبابي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من بدر، بابن فرس لي يقال لها: القرحاء، فقلت: يا محمد، أتيتك بان القرحاء لتتخذه. قال: " لا حاجة لي فيه، إن أحببت أن أقيضك به المختارة من دروع بدر فعلت " . قال: قلت: ما كنت لأقيضه. قال: " فلا حاجة لي فيه " . ثم قال: " يا ذا الجوشن، ألا تسلم فتكون من أول هذه الأمة " ؟ قال: قلت: لا. قال: " ولم " ؟ قال: قلت: لأني قد رأيت قومك قد ولعوا بك. قال: " وكيف وقد بلغك مصارعهم " ! قال: قلت: بلغني. قال: " فأنى يهدى بك " ؟ قلت: إن تغلب على الكعبة وتقطنها. قال: " لعل إن عشت أن ترى ذلك " . ثم قال: " يا بلال، خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة " . فلما أدبرت قال: " إنه من خير فرسان بني عامر " . قال: " فو الله إني بأهلي بالغور إذ أقبل راكب " . فقلت: من أين؟ قال: " من مكة " . فقلت: ما الخبر؟ قال: غلب عليها محمد وقطنها قال: قلت: هبلتني أمي؟ لو أسلمت يومئذ ثم سألته الحيرة لأقطعنيها.
وقيل: إن أبا إسحاق لم يسمع منه، وإنما سمع حديثه من ابنه شمر بن الجوشن، عنه.
أخرجه الثلاثة.

ذو حوشب.
ذو حوشب. كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلم ولم يره.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً في ترجمة ذي الكلاع.
ذو الخويصرة التميمي.
ذو الخويصرة التميمي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن سرايا بن علي، وأبو الفرج الواسطي، ومسمار بن أبي بكر وغيرهم قالوا: بإسنادهم، عن محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، والضحاك عن أبي سعيد الخدري قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم قسماً، فقال ذو الخويصرة، رجل من بني تميم: يا رسول الله، اعدل. فقال: " ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ " فقال عمر رضي الله عنه: ائذن لي فلأضرب عنقه. قال: " لا:. إن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، وينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، وينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، سبق الفرث والدم، يخرجون على حين فرقة من الناس، آيتهم رجل إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر " . قال أبو سعيد: أشهد لسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أني كنت مع علي رضي الله عنه حين قاتلهم، فالتمس في القتلى، فأتي به على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي الزرزاري إجازة إن لم يكن سماعاً بإسناده، عن أبي إسحاق الثعلبي، أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، أخبرنا محمد بن يحيى، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسماً، قال ابن عباس: كانت غنائم هوازن يوم حنين إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي، وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج، فقال: أعدل يا رسول الله. فقال: " ويحك ومن عدل إذا لم أعدل " ! وذكر نحو ما تقدم.
فقد جعل في هذه الرواية اسم ذي الخويصرة: حرقوص بن زهير. والله أعلم، وقد تقدم في حوقوص باقي خبره.
غريبة.
رصافه: جمع الرصفة، وهي عقب يلوى على مدخل النصل في السهم.
ونضيه، قيل: النضي نصل السهم. وقيل: هو ما بين الريش والنصل. وسمي نضياً كأنه جعل نضو لكثرة البري والنحت، وهذا أولى.
والقذذ: جمع القذة، وهي ريش السهم. وتدردر: تتحرك، تجيء وتذهب. وهذا مثل لسرعة نفوذ السهم فلا يوجد فيه شيء من الدم وغيره.
ذو الخويصرة اليماني.
س ذو الخويصرة اليماني.

روى عمرو بن عطاء، عن سليمان بن يسار قال: اطلع ذو الخويصرة اليماني، وكان رجلاً جافياً، على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً قال: " هذا الرجل الذي بال في المسجد " . فلما وقف على النبي صلى الله عليه وسلم قال: أدخلني الله تعالى وإياك الجنة ولا أدخلها غيرنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ويلك، احتظرت واسعاً " ! ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل، فأكشف الرجل فبال في المسجد، فصاح به الناس وعجبوا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل بال في المسجد. فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم كلام الناس خرج. فقال: " مه؟ فقالوا: يا رسول الله، بال في المسجد، قال: يسروا " . يقول: " علموه " . فأمر رجلاً ليأتي بسجل من ماء، يعني دلواً، فصبه على مباله.
أخرجه أبو موسى.

ذو خيوان الهمداني.
س ذو خيوان الهمداني.
روى الشعبي، عن عامر بن شهر، قال: أسلم عك ذو خيوان، فقيل لعلك: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخذ منه الأمان على من قبلك ومالك، وكانت له قرية بها رقيق، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن مالك بن مرارة الرهاوي قدم علينا يدعو إلى الإسلام فأسلمنا، ولي أرض بها رقيق، فاكتب لي كتاباً، فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله لعلك ذي خيوان، إن كان صادقاً في أرضه وماله ورقيقه، فله الأمان وذمة محمد صلى الله عليه وسلم " .
وكتب له مالك بن سعيد قال عبدان: مالك، وهم، والصواب خالد.
أخرجه أبو موسى.
ذو دجن.
د ذو دجن. روى وحشي بن إسحاق بن وحشي بن حرب بن وحشي، عن أبيه، عن جده وحشي بن حرب، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وسبعون رجلاً من الحبشة، منهم ذو دجن، فقال لهم: " انتسبوا " . فقال ذو مهدم أبياتاً ترد في اسمه إن شاء الله تعالى. وصحبوا كلهم النبي صلى الله عليه وسلم، وعدادهم في الحبشة.
أخرجه ابن منده هكذا. وأخرجه أبو نعيم. ذو جدن. بتقديم الجيم. وقد تقدم. وهما واحد. والله أعلم.
ذو الزوائد الجهني.
ب د ع، ذو الزوائد الجهني. له صحبة، عداده في المدنيين. قال أبو أمامة بن سهل بن حنيف: أول من صلى الضحى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: ذو الزوائد.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة بإسناده إلى سليمان بن الأشعث قال: حدثنا هشام بن عمار عن سليم بن مطير، من أهل وادي القرى، عن أبيه قال: سمعت رجلاً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أمر الناس ونهاهم، ثم قال: " هل بلغت " ؟ قالوا: اللهم نعم. قال: " اللهم اشهد " . ثم قال: " إذا تجاحفت قريش الملك فيها بينهما، وعاد العطاء، أو كان رشاً، عن دينكم فدعوه " ، فقيل: من هذا؟ قالوا: ذو الزوائد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قيل: إنه ذو الأصابع المقدم ذكره. ولا يصح، لأن ذا الأصابع سكن البيت المقدس، وهذا سكن المدينة، وقيل فيه: أبو الزوائد. ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
ذو الشمالين.
ب د ع، ذو الشمالين. واسمه عمير بن عبد، عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان بن سليم بن مالك بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر. كذا نسبه أبو عمر، جعله من بني مالك بن أفصى أخي خزاعة.
وخالفه غيه فقال: غبشان، واسمه الحارث بن عبد، عمرو بن بوي بن ملكان بن أفصى. حليف بني زهرة، فجعله من ولد ملكان بن أفصى، وهو أخو خزاعة.
وأسلم وشهد بدراً وقتل بها، قتله أسامة الجشمي.
وقال ابن إسحاق: ذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة بن غبشان، وقال: الزهري، هو خزاعي.
وهذا ليس بذي اليدين الذي ذكر في السهو في الصلاة، لأن ذا الشمالين قتل ببدر، والسهو في الصلاة شهده أبو هريرة، وكان إسلامه بعد بدر بسنين، ويرد الكلام عليه في ذي اليدين إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
ذو ظليم.
ب ذو ظليم، حوشب بن طخية. ويقال: ظليم، بضم الظاء، وهو أكثر، وقيل اسم أبيه: طخمة بالميم. وقيل: طخية بكسر الطاء. والأول أكثر.

بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله في التعاون على الأسود العنسي، وإلى ذي الكلاع، وكانا رئيسين في قومهما، وقتل بصفين مع معاوية سنة سبع وثلاثين.
أخرجه أبو عمر، وليس في كلامه ما يدل على أن له صحبة، إنما أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسلم.
ظليم: بضم الظاء وفتح اللام.

ذو عمرو.
ب عمرو. هو رجل من أهل اليمن، أقبل مع ذي الكلاع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدين مسلمين، ومعهما جرير بن عبد الله البجلي، أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إليهما في قتل الأسود العنسي، وقيل: بل كان أقبل جرير معهما مسلماً وافداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهما جابر بن عبد الله الأنصاري في قتل الأسود الكذاب، فقدموا وافدين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كانوا في بعض الطريق قال ذو عمرو لجرير: إن النبي صلى الله عليه وسلم، قد قضى وأتى على أجله. قال جرير: فرفع لنا ركب فسألتهم، فقالوا: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قضى واستخلف أبو بكر. فقال ذو عمرو: يا جرير، إنكم قوم صالحون، وإنكم على كرامة، لن تزالوا بخير ما إذا هلك لكم أمير أمرتم آخر، وأما إذا كانت بالسيف كنتم ملوكاً ترضون كما ترضى الملوك، وتغضبون كما تغضب الملوك، ثم قالا لي، يعني ذا الكلاع وذا عمرو: اقرأ على صاحبك السلام، ولعلنا سنعود. ورجعا.
أخرجه أبو عمر.
ذو الغرة الجهني.
ب د ع، ذو الغرة الجهني، وقيل: الطائي. وقيل: الهلالي: قيل: اسمه يعيش.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حدثني عمرو بن محمد الناقد، حدثنا عبيدة بن حميد الضبي، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ذي الغرة قال: عرض أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسير، فقال: يا رسول الله، تدركنا الصلاة ونحن في أعطان الإبل، أنصلي فيها؟ قال: فنتوضأ من لحومها؟ قال: " نعم " . قال: أفنصلي في مرابض الغنم؟ قال: " نعم " . قال: فنتوضأ من لحومها؟ قال: " لا " .
رواه عباد بن العوام، عن حجاج بن أرطأة، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن، عن أسيد بن حضير، أو عن البراء، مثله.
قال أبو نعيم: قيل: إن البراء كان في وجهه بياض، أو نحوه، فسمي ذا الغرة.
وقال ابن ماكولا: قال بعض أهل العلم: إن البراء هو ذو الغرة، سمي به لبياض كان في وجهه، وهذا عندي فيه نظر، لأن البراء لم يكن طائياً ولا هلالياً ولا جهيناً.
ورواه محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن يعيش الجهني، يعرف بذي الغرة: أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في أعطان الإبل. فذكر نحوه.
ورواه الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب.
أخرجه الثلاثة.
ذو الغصة.
ب ذو الغصة. الحصين بن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد الحارثي. يقال له: ذو الغصة. لغصة كانت بحلقه، وكان كلامه لا يتبين بها، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر، عن ابن الكلبي.
قلت: ذكره أبو عمر عن ابن الكلبي، ولم يذكر هشام له وفادة، إنما قال: رأس بني الحارث مائة سنة، ومن قبله صارت الغصة في بني يحيى بن سعيد بن العاص، وإنما ذكر الوفادة لابنه قيس بن الحصين، وسيذكر في بابه إن شاء الله تعالى.
ذو قرنات.
د ذو قرنات. اختلف في صحبته، روى عنه يونس بن ميسرة بن حلبس حرفاً مقطوعاً.
أخرجه ابن منده.
ذو الكلاع.
ب د ع، ذو الكلاع. واسمه: أسميفع بن ناكور. وقيل: سميفع، بغير همزة، وهو حميري، يكنى: أبا شرحبيل. وقيل: أبو شرحبيل. وكان إسلامه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى ابن لهيعة ،عن كعب بن علقمة، عن حسان بن كليب الحميري، قال: سمعت من ذي الكلاع الحميري، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اتركوا الترك ما تركوكم " .

وكان رئيساً في قومه متبوعاً، أسلم وكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم في التعاون على قتل الأسود العنسي، وكان الرسول جرير بن عبد الله البجلي، وقيل: جابر بن عبد الله. والأول أصح. وقد تقدمت القصة في ذي عمرو.
ثم إن ذا الكلاع خرج إلى أهل الشام وأقام به، فلما كانت الفتنة كان هو القيم بأمر صفين، وقتل فيها، قيل: إن معاوية سره قتله. وذلك أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار بن ياسر: " تقتله الفئة الباغية " . فقال لمعاوية وعمرو: ما هذا؟ وكيف نقاتل علياً وعماراً. فقالوا: إنه يعود إلينا ويقتل معنا. فلما قتل ذو الكلاع وقتل عمار، قال معاوية: لو كان ذو الكلاع حياً لمال بنصف الناس إلى علي.
وقيل: إنما أراد الخلاف على معاوية، لأنه صح عنده أن علياً بريء من دم عثمان.
قال أبو عمر: ولا علم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه واتباعه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، ولا علم له رواية إلا عن عمرو وعوف بن مالك.
ولما قتل ذو الكلاع أرسل ابنه شرحبيل إلى الأشعث بن قيس يرغب إليه في جثة أبيه، فقال الأشعث: إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين، ولكن عليك بسعيد بن قيس، يعني الهمداني، فإنه في الميمنة. وكان معاوية قد منع أهل الشام أن يدخلوا عسكر علي، لئلا يفسدوا عليه. فأتى ابن ذي الكلاع إلى معاوية فاستأذنه في دخول عسكرهم إلى سعيد بن قيس، فأذن له، فأتى سعيداً، فأذن له في أخذ جيفة أبيه، فأخذها. وكان الذي قتل ذا الكلاع الأشتر النخعي، وقيل: حريث بن جابر.
روى عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني قال: رأيت عمار بن ياسر، وذا الكلاع في المنام في ثياب بيض في أفنية الجنة، فقلت: ألم يقتل بعضكم بعضاً؟ قالوا: بلى، ولكن وجدنا الله عز وجل واسع المغفرة، قال: فقلت: ما فعل أهل النهر؟ يعني الخوارج. فقيل لي: لقوا برحاً، وكان ذو الكلاع قد أعتق أربعة آلاف أهل بيت وقيل: عشرة آلاف. والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.

ذو اللحية الكلابي.
ب د ع، ذو اللحية الكلابي. واسمه شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، له صحبة.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثنا يحيى بن معين، أخبرنا أبو عبيدة، يعني الحداد، أخبرنا عبد العزيز بن مسلم، عن يزيد بن أبي منصور، عن ذي اللحية الكلابي أنه قال: يا رسول الله، أنعمل في أمر مستأنف أو أمر قد فرغ منه؟ قال: " في أمر قد فرغ منه " . قال: ففيم نعمل إذن؟ قال: " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " .
أخرجه الثلاثة.
ذو اللسانين.
س ذو اللسانين، هو موله بن كثيف، مسي لفصاحته، قال عبدان. وقد ذكر في الميم.
أخرجه أبو موسى.
ذو مخبر.
ب د ع، ذو مخبر، ويقال: ذو مخمر. وكان الأوزاعي لا يرى إلا مخمر بيمين، وهو ابن أخي النجاشي ملك الحبشة، وعدود في أهل الشام، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أبو حي المؤذن، وجبير بن نفير، والعباس بن عبد الرحمن، وأبو الزاهرية، وعمر بن عبد الله الحضرمي.
روى جرير بن عثمان، عن راشد بن سعد المقرئي عن أبي حي المؤذن، عن ذي مخمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله فجعله في قريش " .
وكان ذو مخمر فيمن قدم من الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا اثنين وسبعين رجلاً، ولزم ذو مخمر النبي يخدمه، وعده بعضهم في والي النبي.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين الصوفي بإسناده إلى أبي داود، حدثنا إبراهيم بن الحسن، أخبرنا حجاج، يعني ابن محمد، أخبرنا حريز ح قال أبو داود: حدثنا عبيد بن أبي الوزير، أخبرنا مبشر، أخبرنا حريز بن عثمان، حدثنا يزيد بن صالح عن ذي مخبر الحبشي، وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا قال: فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم وضوءاً لم يبل منه التراب، قال: ثم أمر بلالاً فأذن، ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فركع ركعتين غير عجل، ثم قال لبلال: " أقيم الصلاة " . ثم صلى وهو غير عجل.
أخرجه الثلاثة.
حريز بحاء مهملة، وراء، وزاي.
ذو مران الهمداني.
س ذو مران عمير الهمداني.
روى مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر، قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمير ذي مران، ومن أسلم من همدان: " سلام عليكم " ، وذكر القصة.

أخرجه أبو موسى مختصراً، وأخرجوه في باب العين.

ذو مناحب.
د ذو مناحب. روى ابن منده بإسناده إلى وحشي بن حرب بن وحشي، قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم اثنان وسبعون رجلاً من الحبشة، منهم: ذو مخبر، وذو مهدم، وذو مناحب، وذو دجن ، فقال لهم: " انتسبوا " وذكر الحديث، صحبوا كلهم النبي صلى الله عليه وسلم، وعدادهم في الحبشة.
أخرجه ابن منده فقال: مناحب. وأخرجه أبو نعيم فقال: منادح. وهما واحد. والله أعلم.
ذو منادح.
ع ذو منادح. قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من الحبشة منهم: ذو مهدم، وذو منادح. قاله أبو نعيم: وقاله ابن منده: ذو مناحب. وهما واحد والله أعلم.
ذو مهدم.
د ع، ذو مهدم. تقدم في ذكر من ورد من الحبشة، ومنهم ذو مهدم وذو مخبر وذو جدن وغيرهم، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " انتسبو " . فقال ذو مهدم: الطويل:
على عهد ذي القرنين كانت سيوفنا ... صوارم يلفقن الحديد المذكرا.
وهود أبونا سيد الناس كلهم ... وفي زمن الأحقاف عزاً ومفخراً.
فمن كان يعمى عن أبيه فإننا ... وجدنا أبانا العدملي المذكرا.
وصحبوا كلهم النبي صلى الله عليه وسلم، وعدادهم في الحبشة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: قوله: وهو أبونا. فيه نظر، فإن هوداً لم يكن أبا للحبشة، ولعله من العرب، وقد سكن أرض الحبشة. والله أعلم.
ذو اليدين.
ب د ع ذو اليدين، واسمه: الخرباق. من بني سليم.
كان ينزل بذي خشب من ناحية المدينة، وليس هو ذا الشمالين، ذو الشمالين خزاعي حليف لبني زهرة، قتل يوم بدر، وقد ذكرناه. وذو اليدين عاش حتى روى عنه المتأخرون من التابعين، وشهده أبو هريرة لما سها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فقال ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت؟ وصح عن أبي هريرة أنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي، فسلم من ركعتين فقال له ذو اليدين، وأبو هريرة أسلم عام خيبر بعد بدر بأعوام، فهذا بين لك أن ذا اليدين الذي راجع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة يومئذ ليس بذي الشمالين، وكان الزهري على علمه بالمغازي يقول: إنه ذو الشمالين المقتول ببدر، وإن قصة ذي الشمالين كانت قبل بدر، ثم أحكمت الأمور بعد ذلك.
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني محمد بن المثنى، أخبرنا معدي بن سليمان قال: حدثنا شعيث بن مطير، عن أبيه مطير، ومطير حاضر يصدق مقالته، قال: " يا أبتاه، أليس أخبرتني أن ذا اليدين لقيك بذي خشب، وأخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم إحدى صلاتي العشي، وهي العصر، فصلى ركعتين ثم قال: وخرج سرعان الناس وهم يقولون: قصرت الصلاة، وقام واتبعه أبو بكر وعمر، فلحقه ذو اليدين فقال: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: " ما قصرت الصلاة ولا تناسيت " . ثم أقبل على أبي بكر وعمر فقال: " ما يقول ذو اليدين " ؟ فقالا: صدق يا رسول الله. فرجع رسول الله وئاب الناس، فصلى ركعتين، ثم سجد سجدتين للسهو " .
وهذا يوضح أن ذا اليدين ليس ذا الشمالين المقتول ببدر، لأن مطيراً متأخر جداً لم يدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
ذو يزن الرهاوي.
س ذو يزن مالك بن مرارة الرهاوي.
بعثه زرعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم بكتاب ملوك حمير على النبي صلى الله عليه وسلم مقدمه من تبوك بإسلام الحارث بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والنعمان قيل ذي رعيس وهمدان ومعافر ومفارقهم الشرك وأهله. فكتب النبي صلى الله عليه وسلم مع ذي يزن: " أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فقد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم، فلقينا بالمدينة، فبلغ ما أرسلتم، وخبر ما قبلكم وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين، وأن الله عز وجل قد هداكم بهدايته إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأعطيتم من المغانم خمس الله تعالى، وسهم نبيه وصفيه " ، وذكر القصة بطولها في الزكاة وغيرها.
أخرجه أبو موسى، وقاله عن عبدان.
ذؤاب.

س ذؤاب، ذكره أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، وقال: له صحبة، وروى عن الحسين، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به رجل يدعى ذؤاب، فيقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. فيقول رسول الله: " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه " . قال: فقال له ذؤاب: يا رسول اله، إنك تسلم علي سلاماً ما سلمت على أحد من أصحابك. قال: " وما يمنعني، وهو ينصرف بأجر بضع وعشرين درجةً " ؟ أخرجه أبو موسى.

ذؤالة بن عوقلة.
ذؤالة بن عوقلة اليماني. ذكره الحافظ أبو زكرياء بن منده مستدركاً على جده أبي عبد الله، وروى بإسناده إلى هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: وفد وفد من اليمن، وفيهم رجل يقال له: ذؤالة بن عوقلة اليماني، فوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا رسول الله، من أحسن الناس خلقاً وخلقاً طراً؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا يا ذؤالة ولا فخر " .
قال ذؤالة: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أفضل الناس بعدك؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا ذؤالة، ما أظلت الخضراء ولا حوت الغبراء، ولا ولد النساء بعدي أفضل من أبي بكر الصديق " . قال ذؤالة: ثم من؟ قال: " ثم عمر بن الخطاب " . قال: ثم من؟ قال: " ثم عثمان بن عفان " . قال: ثم من؟ قال: " ثم علي بن أبي طالب " .
وذكر حديثاً في فضل طلجة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي عبيدة الجراح، وما لهم من المساكن في الجنة.
أخرجه أبو موسى.
ذؤيب بن حارثة.
س ذؤيب بن حارثة الأسلمي، أخو أسماء، ذكر في ترجمة خراش.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
ذؤيب بن حلحلة.
ب د ع ذؤيب بن حلحلة. وقيل: ذؤيب بن قبيصة أبو قبيصة بن ذؤيب الخزاعي.
وقيل: ذؤيب بن حبيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية ابن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة بن عمرو الخزاعي الكعبي، كذا نسبه أبو عمر.
وقال ابن الكلبي: هو ذؤيب بن حلحلة. وذكر مثل أبي عمر.
وهو صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يبعث معه الهدي ويأمره إذا عطب منها شيء قبل محله أن ينحره، ويخلي بين الناس وبينه.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود بن سعد الأصفهاني، وأبو ياسر بن أبي حبة بإسنادهما إلى مسلم بن الحجاج قال حدثني أبو غسان المسمعي، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد، عن قتادة عن سنان بن سلمة، عن ابن عباس: أن ذؤيباً أبا قبيصة حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث معه بالبدن، ثم يقول: " إن عطب منها شيء قبل محله، فخشيت عليه موتاً، فانحرها، ثم اغمس نعلها في دمها ثم اضرب به صفحتها، ولا تطعم منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك " .
وشهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يسكن قديداً، وله دار بالمدينة، وعاش إلى زمن معاوية.
قال ابن معين: ذؤيب والد قبيصة، له صجبة ورواية، وجعل أبو حاتم الرازي ذؤيب بن حبيب غير ذؤيب بن حلحلة، فقال: ذؤيب بن حبيب الخزاعي، أحد بني مالك بن أفصى، أخي أسلم بن أفصى، صاحب هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابن عباس.
ثم قال: ذؤيب بن حلحلة بن عمرو الخزاعي، أحد بني قمير، شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو والد قبيصة بن ذؤيب، روى عنه ابن عباس.
ومن جعل ذؤيباً هذا رجلين فقد أخطأ، ولم يصب الصواب، والحق ما ذكرناه.
أخرجه الثلاثة.
وقد روي في بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثها مع ناجية الخزاعي، وسيذكر في بابه، إن شاء الله تعالى.
ذؤيب بن شعثن.
ب د ع، ذؤيب بن شعثن العنبري، أبو رديح.
سكن البصرة، وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث غزوات، ذكره العقيلي في الصحابة، وقال: هو بالنون. وقال ابن أبي حاتم: ذؤيب بن شعثم، بالميم. يعرف بالكلاح، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما اسمك " ؟ قال: الكلاح. قال: " اسمك ذؤيب " . وكانت له ذؤابة طويلة في رأسه.
وهو ابن شعثم بن قرط بن جناب بن الحارث بن حزيمة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي ثم العنبري، هكذا نسبه أولاده.

روى عنه ابنه رديح أن عائشة قال: يا نبي الله، إني أريد عتيقاً من ولد إسماعيل. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " انتظري حتى يجيء في العنبر غداً " . فجاء في العنبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " خذي منهم أربعة غلمة صباحاً ملاحاً لا تخبئ منهم الرأس " ، فأخذت رديحاً، وأخذت ابن عمي سمرة، وأخذت ابن عمي زخيا، وأخذت ابن خالي زبيبا، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح يده على رؤوسهم، وبرك عليهم، ثم قال: " يا عائشة، هؤلاء من ولد إسماعيل " .
أخرجه الثلاثة.
جنتب: بالنون. وزبيب بالزاي، وفتح الباء الموحدة وتسكين الياء تحتها نقطتان، وآخه باء موحدة ثانية.

ذؤيب بن كليب.
ب س، ذؤيب بن كليب بن ربيعة الخولاني. كان أول من أسلم من اليمن، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله. وكان الأسود العنسي الكذاب قد ألقاه في النار لتصديقه النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تضره النار. ذك ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه. وهو شبيه إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا موسى قال: لا تعلم له رؤية. إلا أنه ذكر إسلامه، وما أبلاه الله تعالى، في حديث مرسل، رواه ابن لهيعة.
باب الراء
باب الراء مع الألف
راشد لن حبيش
د ع، راشد بن حبيش. ذكره أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة في الصحابة، وعداده في الشاميين، مختلف في صحبته.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، عن محمد بن بكير، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن راشد بن حبيش: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتعلمون من الشهيد في أمتي " ؟ فأرم القوم. فقال عبادة: ساندوني فأسندوه. فقال: يا رسول الله، الصابر المحتسب. فقال رسول الله: " إن شهداء أمتي إذاً لقليل في سبيل الله شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة، والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة " .
قال: وزاد فيه أبو العوام سادن بيت المقدس: والحرق والسل.
رواه شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، فقال: عن راشد، عن عبادة.
اخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: هو تابعي شامي.
راشد بن حفص.
ب د ع راشد بن حفص. وقيل: ابن عبد ربه السلمي، أو أثيلة، ذكره مسلم بن الحجاج في الصحابة.
كان اسمه ظالماً، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم راشداً. وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " ما اسمك " ؟ قال: غاو بن ظالم. فقال: " أنت راشد بن عبد الله " . وكان سادن صنم بني سليم الذي يدعى سواعاً.
روى عنه أولاده، قال: كان الصنم الذي يقال له سواع بالمعلاة، وذكر قصة إسلامه وكسره إياه، وقال: كان اسمي ظالماً، فسماني النبي راشداً، ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أشار إلى الأصنام فسقطت لوجوهها، فقال راشد شعراً. الكامل:
قالت: هلم إلى الحديث، فقلت: لا ... يأبى عليك الله والإسلام.
لوما شهدت محمداً وقبيله ... بالفتح حين تكسر الأصنام.
لرأيت نور الله أضحى ساطعاً ... والشرك يغشى وجهه الإظلام.
أخرجه الثلاثة.
راشد بن شهاب.
راشد بن شهاب بن عمرو، من بني غيلان بن عمرو بن دعمي بن إياد، الإيادي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه قرضاباً، فسماه راشداً، قاله الكلبي.
رافع بن بديل.
د ع، رافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه. قتل يوم بئر معونة، له ولأخوته عبد الله وعبد الرحمن وسلمة، صحبة.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس، عن محمد بن إسحاق بن يسار، عن أبيه، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وغيرهما من أهل العلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو، المعنق ليموت، في أربعين رجلاً من أصحابه، فيهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملجان، وعروة بن أسماء بن الصلت، ورافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وذكر الحديث في قتلهم.

أخرجه هكذا ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم في هذه الترجمة: صحف فيه بعض المتأخرين، وإنما هو نافع بالنون، لا يختلف فيه، وقال فيه ابن رواحة: الضعيف:
رحم الله نافع بن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد.
عليه تواطأ أصحاب المغازي والتاريخ. والحق بيد أبي نعيم، وقد وهم ابن منده.

رافع مولى بديل.
ب رافع، مولى بديل بن ورقاء الخزاعي. له صحبة.
قال ابن إسحاق: لما دخلت خزاعة مكة لجأوا إلى دار بديل لن ورقاء الخزاعي، ودار مولى لهم يقال له: رافع.
أخرجه أبو عمر: وأخبرني به عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق.
رافع بن بشير السلمي.
ب رافع بن بشير السلمي. روى عنه ابنه بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تخرج نار تسوق الناس إلى المحشر " يضطرب فيه.
أخرجه أبو عمر.
رافع أبو البهي.
د ع، رافع أبو البهي. مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، له ذكر في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رافعاً كان مملوكاً لسعيد بن العاص بن أمية وغيره من شركائه، وأعتق كل رجل منهم نصيبه إلا رجل، فأتى النبي يستشفع به على الرجل، فوهب الرجل نصيبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأعتقه، فكان يقول: أنا مولى رسول الله. وهو رافع أبو البهي.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
رافع بن ثابت.
د ع رافع بن ثابت أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم رطباً. عداده في أهل مصر، روى بكر ابن سوادة عن شيخ رافع بن ثابت.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو نعيم: وهم فيه بعض المتأخرين، وإنما هو رويفع بن ثابت.
رافع بن جعدبة.
ع س رافع بن جعدبة الأنصاري. بدري، ذكره عروة بن الزبير فيمن شهد بدراً.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
رافع أبو الجعد.
س رافع أبو الجعد، والد سالم بن أبي الجعد، وأخوته.
أخرجه أبو موسى، وقال: ذكروه في الكنى.
رافع.
د ع، رافع: حادي النبي صلى الله عليه وسلم، تقدم ذكره في أسلم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
رافع بن الحارث.
ب ع س، رافع بن الحارث بن سواد بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
هكذا قال الواقدي: سواد. وقال ابن عمارة: هو ابن الأسود بن زيد بن ثعلبة.
رافع بدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه.
ذكره الزهري وعروة فيمن شهد بدراً.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
رافع بن خديج.
ب د ع، رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي، كذا نسبه أبو نعيم وأبو عمر.
ونسبه ابن الكلبي فقال: رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم. فزاد زيداً الثاني عمراً، والله أعلم.
يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو خديج. وأمه حليمة بنت مسعود بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة.
كان قد عرض نفسه يوم بدر، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه استصغره، وأجازه يوم أحد، فشهد أحداً والخندق وأكثر المشاهد، وأصابه يوم أحد سهم في ترقوته، وقيل: في ثندوته، فنزع السهم وبقي النصل إلى أن مات. وقال له رسول الله: " أنا أشهد لك يوم القيامة " . وانتقضت جراحته أيام عبد الملك بن مروان، فمات سنة أربع وسبعين، وهو ابن ست وثمانين سنة، وكان عريف قومه.
روى عنه من الصحابة ابن عمر، ومحمود بن لبيد، والسائب بن يزيد، وأسيد بن ظهير. ومن التابعين: مجاهد، وعطاء، والشعبي، وابن ابنه عباية بن رفاعة بن رافع، وعمرة بنت عبد الرحمن، وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي بن مهدي، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن علي ابن الحسين الحمامي، أخبرنا أبو مسلم محمد بن علي بن قهربزد، أخبرنا أبو بكر بن زاذان، أخبرنا مأمون بن هارون بن طوسي، أخبرنا أبو علي الحسين بن عيسى البسطامي الطائي، أخبرنا عبد الله بن نمير، ويعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر " .

واخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغيره بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي، قال: حدثنا هناد، أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن مجاهد، عن رافع بن خديج، قال: نهانا رسول الله عن أمر كان لنا نافعاً، إذا كانت لأحدنا أرض أن يعطيها ببعض خراجها أو بدارهم، وقال: " إذا كانت لأحدكم أرض فليمنحها أخاه أو ليزرعها " . يروى كما ذكرناه.
وقد روي عن رافع، عن عمومته. ويروى عنه، عن عمه ظهير بن رافع. وقد روي عنه على روايات مختلفة، ففيه اضطراب.
وشهد صفين مع علي.
ولما توفي حضره ابن عمر، فأخروه غلى بعد العصر، فقال ابن عمر: صلوا على صاحبكم قبل أن تطفل الشمس للغروب.
وله عقب كانوا بالمدينة وبغداد، وكان يخضب بالصفرة، ويحفي شاربه.
أخرجه الثلاثة.
أسيد: بضم الهمزة وفتح الاسين. وظهير: بضم الظاء وفتح الهاء.

رافع بن رفاعة.
ب رافع بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق، الأنصاري الخزرجي الزرقي.
قال أبو عمر: لا تصح صحبته، والحديث المروي عنه في كسب الحجام في إسناده غلط، والله أعلم. انتهى كلامه.
اخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب البغدادي، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة، يعني ابن عمار، حدثني طارق بن عبد الرحمن القرشي، قال: جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار فقال: لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء كان يرفق بنا، نهانا عن كراء الأرض، ونهانا عن كسب الحجام، وأمرنا أن نطعمه نواضحنا، ونهانا عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها، وقال هكذا بأصبعه نحو الخبز والغزل والنقش. والله أعلم.
رافع بن زيد.
ب س، رافع بن زيد: وقيل: ابن يزيد بن كرز بن سكن بن زعوراء بن عبد الأشهل، الأنصاري الأوسي الأشهلي. كذا نسبه ابن إسحاق والواقدي وأبو معشر.
قال عبد الله بن عمارة: ليس في بني زعوراء سكن، وغنما سكن في بني امرئ القيس بن زيد ابن عبد الأشهل.
شهد رافع هذا بدراً، وقتل يوم أحد، وقيل: بل مات سنة ثلاث من الهجرة. يقال: إنه شهد بدراً على ناضح لسعيد بن زيد.
وقد وافق هشام بن الكلبي محمد بن إسحاق على نسب رافع هذا، ويرد ذكره في رافع بن يزيد إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
رافع بن سعد.
س رابفع بن سعد. ذكره ابن شاهين في الصحابة، وقال: حدثنا محمد بن يوسف، أخبرنا بكر بن أحمد الشعراني، أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي بحمص قال: رافع بن سعد الأنصاري حدث عنه محمد بن زياد الألهاني، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير. يكنى أبا الحسن. أخرجه أبو موسى مختصراً.
رافع مولى سعد.
ع س، رافع مولى سعد، سكن المدينة، قال أبو نعيم: ذكره البخاري في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى، إذناً، أخبرنا أبو علي الحداد، اخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا محمد بن علي بن شقيق، قال أبي: حدثنا أبو حمزة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن المسور بن مخرمة، عن رافع مولى سعد: أنه عرض منزلاً له، على جار له، أوبيتاً، فقال له: أعطيتكه بأربعة آلاف، وقد أعطيت به ستة آلاف لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الجار أحق بسقبه " .
قال أبو موسى: لا أعرفه، وأخشى أن يكون أريد به ما أخبرنا. وذكر عدة أسانيد عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد قال: أخذ المسور بن مخرمة بيدي، فقال: انطلق إلى سعد بن أبي وقاص. فخرجت معه، فجاء أبو رافع فقال للمسور: ألا تأمر هذا، يعني سعداً، أن يشتري مني بيتي الذي في داره؟ قال سعد: لا ولا أزيدك على أربعمائة دينار، إما مقطعة، أو قال: منجمة، فقال أبو رافع: والله إن كنت لأبيعها بخمسمائة ديناراً نقداً، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الجار أحق بسقبه " ، ما بعتك.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
رافع بن سنان.
ب د ع، رافع بن سنان أبو الحكم الأنصاري الأوسي. وهو جد عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان.

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده عن أبي داود السجستاني، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده، رافع بن سنان الأنصاري أنه أسلم، وأبت امرأته أن تسلم، فأرادت أن تأخذ ابنتها، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ، ابنتي وهي فطيم أو شبهه. وقال رافع: يا رسول الله، ابنتي. فقال له رسول الله: " اقعد ناحيةً " .
وقال لها: " اقعدي ماحيةً " ، وأقعد الجارية بينهما، ثم قال: " ادعواها " ، فدعواها، فمالت الصبية إلى أمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اهدها " . فمالت إلى أبيها، فأخذها.
رواه الثوري، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وأبو عاصم، نحوه.
وقال علي بن غراب وعيسى بن يونس: عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده رافع.
وقال هشيم: عن عبد الحميد بن سلمة: أن جده أسلم مرسلاً.
وقال بكر بن بكار: عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: حدثني أبي وغير واحد أن أبا الحكم أسلم فذكره.
ورواه عثمان البتي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده خوط، وقد ذكر في خوط، وهو وهم.
أخرجه الثلاثة.

رافع بن سهل.
ب رافع بن سهل بن رافع بن عدي بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاري. حليف القواقلة، والقواقلة: هم ولد غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، وغنم هو قوقل.
قيل: إنه شهد بدراً. ولم يختلف أنه شد أحداً وسائر المشاهد بعدها، وقتل يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر.
رافع بن سهل بن زيد.
ب ع س، رافع بن سعل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي.
شهد أحداً، وخرج هو وأخوه عبد الله بن سهل إلى حمراء الأسد، وهما جريحان ولم يكن لهما ظهر. وشهد الخندق، وقتل عبد الله يومئذ، وأما رافع فلم يوقف له على وقت وفاة، قاله أبو عمر.
وقال أبو نعيم: رافع بن زيد الأنصاري، وقيل: ابن يزيد، وقال عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدراً من الأنصار من الأوس، ثم من بني النبيت، ثم من بني عبد الأشهل: رافع بن سهل، وقيل: رافع بن يزيد. وقال: عن عروة فيمن شهد بدراً من الأنصار من بني زعوراء بن عبد الأشهل، رافع بن يزيد.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
رافع بن ظهير.
ب رافع بن ظهير، أو حضير. روي على الشك، ولا يصح، وليس في الصحابة رافع بن ظهير، ولا رافع بن حضير، وإنما في الصحابة ظهير بن رافع بن خديج، ويذكر في بابه إن شاء الله تعالى. ذكره أبو عمر، وقال: الحديث الذي وقع فيه هذا الوهم والخطأ رواه عبد الله ابن حمران، عن عبد الحميد بن جعفر، حدثنا أبي، عن رافع بن ظهير، أو حضير: أنه راح من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء الأرض، وقال: " ازرعوها أو دعوها " ، قال: وهذا إنما يعرف لرابفع بن خديج، ولا أدري ممن جاء هذا الغلط، فإنه لا خفاء به.
وقد روى ابن منده في ترجمة أنس بن ظهير الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغر رافع بن خديج يوم أحد، فقال رافع بن ظهير بن رافع: إن ابن أخي رام. فأجازه. وهذا الحديث إن ثبت يقوى أن هذا رافعاً صحبة. والله أعلم.
رافع مولى عائشة.
د ع، رافع مولى عائشة. روى عنه أبو إدريس المرهبي أنه قال: كنت غلاماً أخدم عائشة إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم عندها، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عادى الله من عادى علياً " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
رافع بن عمرو بن مخدج.
ب د ع، رافع بن عمرو بن مخدج وقيل: مجدع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الضمري، وهو أخو الحكم بن عمرو الغفاري، وليسا من غفار، وإنما هما من نعليه أخي غفار، إلا أنهم نسبا إلى غفار، سكن البصرة.

أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزذ، وغيره، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد البزار، أخبرنا أبو بكر الشافعي، أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان، أخبرنا عاصم بن علي، أخبرنا سليمان بن المغيرة، حدثنا ابن أبي الحكم الغفاري، حدثني جدي، عن رافع بن عمرو الغفاري، قال: كنت وأنا غلام أرمي نخل الأنصار، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ها هنا غلاماً يرمي النخل، أو يرمي نخلنا، فأتي بي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا غلام، لم ترمي النخل " ؟ قال: قلت: آكل. قال: " فلا ترم، وكل ما سقط من أسافلها " . ثم مسح رأسي، وقال: " اللهم اشبع بطنه " .
وروى عنه عبد الله بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن بعدي من أمتي قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية " . الحديث.
أخرجه الثلاثة.

رافع بن عمرو بن هلال.
ب د ع، رافع بن عمرو بن هلال المزني. له ولأخيه عائذ بن عمرو المزني صحبة، سكنا جميعاً البصرة.
روى عن رافع هذا عمرو بن سليم المزني، وهلال بن عامر المزني، كذا نسبه أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: رافع بن عمرو بن عويم بن زيد بن رواحة بن زيد بن عدي المزني. روى عنه عمرو بن سليم، وهلال بن عامي، يعد في أهل البصرة.
روى هلال بن عامر الكوفي عن رافع بن عمرو، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم النحر حين ارتفع الضحى، على بغلة شهباء، وعلي يعبر عنه، والناس بين قائم وقاعد، فانتزعت يدي من يد أبي، ثم تخللت الرجال حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فضربت بيدي على ساقه، ثم مسحتها حتى أدخلت يدي بين النعل والقدم، قال رافع: فإنه يخيل إلى الآن برد قدمه على يدي.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا يحيى القطان، عن المشمعل، يعني ابن عمرو الأسيدي، عن عمرو بن سليم المزني، قال: سمعت رافع بن عمرو المزني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وصيف يقول: " العجوة والشجرة من الجنة " .
ورواه ابن مهدي، وعبد الصمد، عن المشمعل، نحوه، إلا أن عبد الصمد قال في حديثه: " العجوة والصخرة، أو العجوة والشجرة، من الجنة " .
أخرجه الثلاثة.
رافع بن عمير.
د ع، رافع بن عمير. عداده في أهل الشام.
روى إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي الزاهرية حدير بن كريب، عن رافع بن عمير، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله عز وجل لداود عليه السلام: ابن لي في الأرض بيتاً. فبنى داود بيتاً لنفسه قبل الذي أمر به، فأوحى الله إليه: يا داود: بنيت بيتك قبل بيتي! قال: أي رب، هكذا قلت فيما قصصت: من ملك استأثر. ثم أخذ في بناء المسجد، فلما تم سور الحائط سقط ثلثاه، فشكا إلى الله عز وجل، فأوحى الله إليه: إنه لا يصلح أن تبني لي بيتاً. قال: أي رب، ولم؟ قال: لما جرت على يديك من الدماء. قال: أي رب، أو لم تكن في هواك ومحبتك؟ قال: بلى، ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم. فشق ذلك عليه، فأوحى الله إليه: لا تحزن، فإني سأقضي بناءه على يد ابنك سليمان. فلما مات داود أخذ سليمان في بنيانه، فلما تم قرب القرابين، وذبح الذبائح، وجمع بني إسرائيل، فأوحى الله إليه: قد أرى سرورك ببنيان بيتي، فسلني أعطك. قال: أسألك ثلاث خصال: حكماً يصادف حكمك، وملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " . فقال النبي: " أما اثنتان فقد أعطيهما، وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة " . أو كما قال.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
رافع بن عميرة.
ب د ع، رافع بن عميرة. ويقال: رافع بن عمرو. وهو رافع بن أبي رافع الطائي.
ونسبه ابن الكلبي فقال: رافع بن عميرة بن جابر بن حارثة بن عمرو وهو حدرجان بن مخضب بن حرمز بن لبيد بن سنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ الطائي السنبسي، يكنى أبا الحسن.
وهو كان دليل خالد بن الوليد لما سار من العراق إلى الشام فسلك به البر، فقطعه في خمسة أيام، وفيه قيل: الرجز:
لله دره رافع أنى اهتدى ... فوز من قراقر إلى سوى.
خمساً إذا ما سارها الجبس بكى ... ما سارها من قبله إنس يرى.

وقالت طيئ: هو الذي كلمه الذئب، كان لصاً في الجاهلية فدعاه الذئب إلى اللحوق برسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: ورافع بن عميرة الطائي، تزعم طيئ أنه الذي كلمه الذئب. وهو في ضأن له، فدعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال رافع في ذلك: الوافر:
رعيت الضأن أحميها بكلبي ... من اللصت الخفي وكل ذيب.
ولما أن سمعت الذئب نادى ... يبشرني بأحمد من قريب.
سعيت إليه قد شمرت ثوبي ... على الساقين قاصده الركيب.
فألفيت النبي يقول قولاً ... صدوقاً ليس بالقول الكذوب.
فبشرني بقول الحق حتى ... تبنيت الشريعة للمنيب.
وأبصرت الضياء يضيء حولي ... أمامي إن سعيت ومن جنوبي.
اللصت هو اللص.
وشهد غزوة ذات السلاسل، وصحب أبا بكر الصديق فيها، وخبره مشهور.
وتوفي سنة ثلاث وعشرين قبل عمر بن الخطاب روى عنه طارق بن شهاب والشعبي.
أخرجه الثلاثة.

رافع بن عنترة.
س رافع بن عنترة. قال أبو موسى: ذكره أبو عبد الله، يعني ابن منده، في التاريخ، ولم يذكره في معرفة الصحابة.
قلت: ولعل ابن منده قد أخرجه في ترجمة رافع بن عنجرة، فإنه يقال فيه: وقيل: رافع بن عنترة، والله أعلم.
رافع بن عنجرة.
ب د ع، رافع بن عنجرة، ويقال: عنجدة، الأنصاري الأوسي. من بني أمية بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، شهد بدراً، وأحداً، والخندق، وعنجدة أمه، قاله ابن هشام وابن إسحاق. واسم أبيه عبد الحارث، وقال أبو معشر: هو عامر بن عنجدة، وقيل:هو رافع بن عنترة، وكذلك سماه ابن إسحاق، وقال: لم يعقب.
أخرجه الثلاثة.
رافع مولى غزية بن عمرو، قتل يوم أحد شهيداً.
أخرجه أبو عمر كذا مختصراً.
رافع القرظي.
س رافع القرظي، روى عبد الملك بن عمير، عن رافع القرظي، وهو رجل من بني زنباع، من بني قريظة: أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً أنه لا يجني عليه إلا يده.
أخرجه أبو موسى.
رافع بن مالك بن العجلان.
ب د ع، رافع بن مالك بن عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الزرقي. يكنى أبا مالك، وقيل: يكنى أبا رفاعة. نقيب، عقبي بدري، شهد العقبة الأولى والثانية، وكان نقيب بني زريق.
قال موسى بن عقبة: إنه شهد بدراً. ولم يذكره ابن إسحاق فيهم، وذكر فيهم ابنيه رفاعة وخلاداً إلا أنهما ليسا بنقيبين.
وقال سعد بن عبد الحميد بن جعفر: رافع بن مالك أحد الستة النقباء، وأحد الاثني عشر، وأحد البعين، قتل يوم أحد شهيداً.
قال أبو عمر: النقباء الستة قتلوا كلهم.
وكان هو ومعاذ بن عفراء أول خزرجيين أسلما، قاله أبو نعيم.
وقال: قال ابن إسحاق: إن رافعاً أول من قدم المدينة بسورة يوسف.
روى عنه ابنه رفاعة بن رافع أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف أهل بدر فيكم؟ قال: " هم أفاضلنا " . قال جبريل: فكذلك من شهدها من الملائكة.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده، إلى يونس بن بكير، عن إسحاق، قال: أخبرني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قال: لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم النفر الستة من الأنصار من الخزرج بمكة وجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن وذكرهم، وقال: كان من زريق بن عامر: رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك.
فلما قدموا المدينة ذكروا لقومهم الإسلام ودعوهم إليه، فشفا فيهم، فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلاً، لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة، وهي العقبة الأولى، فبايعوه على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفرض عليهم الحرب.
ثم كانت العقبة الثانية وشهدها سبعون من الأنصار، وبايعهم رسول الله على حرب الأحمر والأسود، واشترط على القوم لربه، وجعل لهم على الوفاء بذلك الجنة، وكان فيهم رافع بن مالك نقيباً.

وقيل: إنه هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام معه بمكة، فلما نزلت سورة طه كتبها، ثم أقبل بها إلى المدينة فقرأها على بني زريق، قاله ابن إسحاق.
وقال ابن منده عن ابن إسحاق: إن رافعاً شهد بدراً. وقال أبو عمر عن ابن إسحاق: إنه لم يشهد. ولا شك أن أبا عمر قد نقل من مغازي البكائي أو سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، فإنه لم يذكره رافعاً في هاتين الروايتين فيمن شهد بدراً، ورواه يونس بن بكير عن ابن إسحاق.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً من الأنصار، قال: ومن بني العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق: رافع بن مالك بن العجلان. وذكره غيره، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.

رافع بن مالك أبو رفاعة.
س رافع بن مالك، أبو رفاعة بن رافع. يكنى أبا مالك. أخرجه أبو موسى عن أبي حفص بن شاهين بإسناده، عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري أنه قال: رافع بن مالك أحد الستة النقباء، وأحد الاثني عشر، وأحد السبعين هو ومعاذ بن عفراء. وروى عن محمد بن يزيد، عن رجاله أنه قال: رافع بن مالك أحد النقباء الاثني عشر، وأحد من شهد العقبة من السبعين، ولك يشهد بدراً، وشهدها ابناه رفاعة وخلاد.
روى أبو جعفر بإسناده، عن محمد بن سعد أنه قال: رافع بن مالك الزرقي، يكنى أبا مالك، كان عقيباً نقيباً، وقتل بوم أحد. ولم يحفظ عنه شيء.
قلت: قد استدرك أبو موسى على ابن منده هذا رافع بن مالك، وهو المذكور في الترجمة التي قبل هذه، فلا أدري كيف اشتبه عليه! ولعله حيث رأى في هذه أنه لم يشهد بدراً، وقد ذكر ابن منده في تلك أنه شهدها، فظنهما اثنين، وقد اختلف العلماء في مثل هذا كثيراً، بل قد اختلف الرواة عن الرجل الواحد في مثل هذا، وهذا الرجل أحدهم، فإن بعض الرواة عن ابن إسحاق قد نقل عنه أن هذا شهد بدراً، وبعضهم لم ينقل عنه أنه شهدها، وجميع ما ذكره أبو موسى في هذه الترجمة من انه أحد الستة ولاثني عشر والسبعين، وأنه زرقي ونقيب، قد تقدم في الأولى، وهما واحد لا شبهة فيه، والله أعلم.
رافع بن معبد.
رافع بن معبد الأنصاري، يكنى أبا الحسن. نزل حمص، وروى عنه محمد بن زياد الألهاني، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، قاله الغساني عن أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي.
رافع بن المعلى بن لوذان.
ب د ع، رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج. كذا نسبه أبو عمر.
وقال هشام الكلبي: لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب، ثم اتفقا.
شهد بدراً وقتل يومئذ، قتله عكرمة بن أبي جهل.
وقال موسى بن عقبة: شهد رافع بن المعلى وأخوه هلال بن المعلى بدراً، قاله أبو عمر.
وقال أبو نعيم: قال ابن إسحاق وعروة في تسمية من شهد بدراً وقتل بها: رافع بن المعلى بن لوذان من الأنصار، من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج.
وقال ابن شهاب في تسمية من شهد بدراً، واستشهد بها من الأنصار، من الأوس، من بني زريق: رافع بن المعلى.
قال أبو عمر: وقد زعم قوم أنه أبو سعيد بن المعلى الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في أم القرآن أنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل مثلها، قال: ومن قال هذا فقد وهم، وليس رافع هذا ذاك، والله أعلم. وأبو سعيد بن المعلى، روى عنه عبيد بن حنين، وأين هذا من ذاك. واسم أبي سعيد بن المعلى: الحارث بن نفيع، كذا قال خليفة! انتهى كلام أبي عمر.
وأما ابن منده فلم يذكر هذا الذي قتل ببدر.
وأما قول ابن شهاب: استشهد ببدر من الأنصار من الأوس ثم من بني زريق، رافع بن المعلى، فيه نظر، فغن بني زريق من الخزرج، وليسوا من الأوس، باتفاق منهم كلهم.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا موسى قال فيه: قيل زرقي، وقيل: من بني عبد حارثة، فمن يظنه اختلافتاً، وليس كذلك، فإن زريقاً هو ابن عبد حارثة، وإنما لو قال: من بني حبيب بن عبد حارثة لكان أحسن، كما في النسب الأول، والله أعلم.
رافع بن المعلى أبو سعيد.
د ع، رافع بن المعلى أبو سعيد الأنصاري. وقيل: اسمه الحارث. وقد ذكرناه في الحاء. روى عنه ابنه سعيد وعبيد بن حنين.

قال ابن منده: نزل فيه وفي أصحابه: " وإن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان " : آل عمران 155، الآية. روي بإسناده، عن ابي صالح، عن ابن عباس، قال: نزلت في عمان، وأبي حذيفة بن عتبة، ورافع بن المعلى الأنصاري، وخارجة بن زيد، الذين تولوا يوم التقى الجمعان.
وروى حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني، فصليت ثم جئت، فقال: " ما منعك أن تجيبني؟ أما سمعت الله يقول: " استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " : الأنفال 24.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. وأما أبو عمر فأخرجه في الكنى، وفي الحارث، وقال: إن أصح ما قيل في اسمه: الحارث، والله أعلم.

رافع بن مكيث.
ب د ع، رافع بن مكيث بن عمرو بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني.
شهد الحديبية، وهو أخو جندب بن مكيث. سكن الحجاز.
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبد الله المخزومي، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث، عن رافع بن مكيث، وكان قد شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " غن حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم " .
كذا رواه عبد الرزاق، وابن المبارك، وهشام بن يوسف، وعبد المجيد بن أبي رواد، عن معمر عن عثمان بن زفر، هكذا.
ورواه بقية، عن عثمان بن زفر الجهني، قال: حدثني محمد بن خالد بن رافع بن مكيث، عن عمه الهلال بن رافع، قال: كان رافع من جهينة، شهد الحديبية. مثله.
أخرجه الثلاثة.
رافع بن النعمان.
رافع بن النعمان بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. شهد أحداً، ولا عقب له، قاله الغساني عن العدوي.
رافع بن يزيد الثقفي.
ب د ع، رافع بن يزيد الثقفي، عداده في البصريين.
روى أبو بكر الهذلي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة، وكل ثوب فيه شهرة " .
ورواه قتادة، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن يزيد عن رافع، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
رافع بن يزيد بن سكن.
رافع بن يزيد بن سكن بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل، الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي. شهد بدراً، قاله ابن الكلبي. وقد تقدم في رافع بن زيد أتم من هذا.
باب الراء والباء
رباح الأسود.
ب د ع، رباح الأسود، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أسود، وكان يأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياناً، وهو الذي استأذن لعمر بن الخطاب. رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم، لما اعتزل في المشربة، قال بلال وسلمة بن الأكوع: كان للنبي غلام اسمه رباح.
أخرجه الثلاثة.
رباح مولى بني جحجبى.
ب ع س، رابح، مولى بني جحجبى، شهد أحداً، قال عروة وابن شهاب وابن إسحاق: إنه قتل يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى. وقال أبو عمر: أظنه مولى الحارث بن مالك، الذي يأتي ذكره.
رباح مولى الحارث.
ب رباح، مولى الحارث بن مالك الأنصاري. قتل يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر كذا مختصراً.
رباح بن الربيع.
ب د ع، رباح بن الربيع. ويقال: ابن ربيعة. والربيع أكثر، ابن صيفي بن رباح بن الحارث ابن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، أخو حنظلة بن الربيع الكاتب الأسيدي.
وهو من أهل المدينة، نزل البصرة، روى عنه ابنه المرقع بن صيفي بن رباح، وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، لليهود والنصارى يوم، فلو كان لنا يوم. فنزلت سورة الجمعة.

أخبرنا أبو غانم بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي بها، أخبرنا والدي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة، أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن أحمد بن أبي عيسى الجلي الحلبي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الفقيه، المعروف بابن الطيوري، أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الرحمن الصابوني بحلب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أبي الزناد، عن المرقع، عن جده رباح بن الربيع أخي حنظلة الكاتب: أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها، وكان على مقدمته خالد بن الوليد، قال: فمر رباح وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة مقتولة، مما أصاب المقدمة، فوقفوا ينظرون إليها ويتعجبون من خلقها، حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته فانفرجوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما كانت هذه تقاتل " . ثم نظر في وجوه القوم فقال لرجل: " أدرك خالد بن الوليد فقل له: لا يقتلن ذرية ولا عسيفاً " .
أخرجه الثلاثة.
رباح: بالباء الموحدة، وقيل: بالياء تحتها نقطتان. والأول أكثر. وأسيد: بضم الهمزة، وتشديد الياء تحتها نقطتان، وشريف: بضم الشين المعجمة. وجروة: بالجيم.
والجلي: بكسر الجيم، واللام المشددة، وبعد اللام ياء.

رباح مولى أم سلمة.
د ع، رباح، مولى أم سلمة. روى كريب مولى ابن عباس، عن أم سلمة قالت: كان لنا غلام اسمه رباح، فنفخ وهو ساجد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا رباح، أما علمت ان من نفخ فقد تكلم " ؟.
رواه حماد بن سلمة، عن أبي حمزة، عن أبي صالح، عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمولى لها يقال له رباح: " يا رباح، ترب وجهك " يعني في السجود.
ورواه أحمد بن أبي طيبة، عن عنبسة بن الأزهر، عن سلمة بن الأكوع.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
رباح أبو عبدة.
د ع، رباح أبو عبدة، روى عنه ابنه عبدة، غير منسوب، وهو من أهل الشام.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين ولم يخرج له شيئاً، وقد رأيت في بعض النسخ زيادة.
قال ابن منده: أخبرنا الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر، أخبرنا محمد بن إبراهيم الأنماطي، أخبرنا إدريس بن يونس بن راشد، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عبدة بن رباح، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من احتجب عن الناس لم يحجب من النار " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
رباح بن قصير.
ب د ع، رباح بن قصير اللخمي، من بني القشيب. مصري، جد موسى بن علي بن رباح.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم في زمن أبي بكر، حين قدم حاطب بن أبي بلتعة رسولاً من أبي بكر إلى المقوقس، نزل عليهم وهم ببركوت: قرية من قرى مصر.
روى موسى بن علي بن رابح، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " ما ولد لك " ؟ قال: يا رسول الله، وما عسى أن يكون ولد لي، إما غلام وإما جارية. قال: " فمن يشبه " ؟ قال: إما أمه وإما أباه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقل كذلك، إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينهما وبين آدم، أما قرأت هذه الآية: " في أي صورة ما شاء ركبك " .
وروى موسى، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ستفتح مصر فانتجعوا خيرها " .
أخرجه الثلاثة.
رباح بن المعترف.
ب د ع، رباح بن المعترف. وقال الطبري: هو رباح بن عمرو بن المعترف بن حجوان بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، القرشي الفهري. وقيل: اسم المعترف وهيب.
لرباح صحبة. أسلم يوم الفتح،وهو شريك عبد الرحمن بن عوف في التجارة، وهو والد عبد الله بن رباح الفقيه المشهور. وكان يحسن غناء النصب وكان مع عبد الرحمن في سفر فرفع صوته يغني، فقال عبد الرحمن: ما هذا؟ فقال: ما به بأس نلهو ويقصر علينا السفر. فقال عبد الرحمن: إن كنتم فاعلين فعليكم بشعر ضرار بن الخطاب. فكان يغنيهم.
أخرجه الثلاثة.
وضرار بن الخطاب رجل من بني محارب بن فهر.
ربتس بن عامر.
ب ربتس بن عامر بن حصن بن خرشة بن حية بن عمرو بن مالك بن أمان بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ، الطائي الثعلبي.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. قال الطبري: وممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من طيئ: الربتس بن عامر بن حصن بن خرشة، وكتب له كتاباً.
أخرجه أبو عمر.
ربتس: بفتح الراء وسكون الباء الموحدة، وفتح التاء فوقها نقطتان، وآخره سين مهملة.

ربعي بن خراش.
س ربعي بن خراش. أخرجه أبو موسى مختصراً، وقال: يقال أدرك الجاهلية، يروى عن الصحابة.
ربعي بن رافع.
ب ع س، ربعي بن رافع بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمر بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي البلوي.
حليف لبني عمرو بن عوف من الأنصار. شهد بدراً. ويقال: ربعي بن أبي رافع، قاله أبو عمر وابن الكلبي.
وقال أبو نعيم، وأبو موسى: ربعي بن رافع الأنصاري، بدري. وقالا: روى محمد بن عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي من أصحاب رسول الله: ربعي بن رافع من بني عمرو بن عوف، بدري، يعني أنه منهم بالحلف، وإلا فهو بلوي.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
حرام: بفتح الحاء والراء، وودم: بفتح الواو وبالدال المهملة.
ربعي بن أبي ربعي.
ع س، ربعي بن أبي ربعي. بدري، قال أبو نعيم: هو ابن رافع الأنصاري، وروى بإسناده عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدراً من الأوس من بني العجلان: ربعي بن رافع.
وروى يونس بن بكير عن ابن إسحاق فيمن شهد بدراً من الأوس، ثم من بني العجلان: ربعي بن رافع بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
قلت: قد أخرج أبو نعيم: وتبعه أبو موسى، هذه الترجمة والتي قبلها، ولم ينسبا الأول بل قالا: ربعي بن رافع. وذكرا عن عبيد الله بن أبي رافع أنه شهد مع علي، وقالا: إنه بدري، ولو نسبا ذلك لعلما أنهما واحد، وأن أبا ربعي اسمه رافع، وأنه المذكور في الترجمة الأولى. وذكر في الأولى اسم أبيه وفي الثانية كنيته، فلو ركبا منهما ترجمة واحدة لكانت الصواب، ومن وقف على نسبه الذي أخرجناه في الأولى عن أبي عمر وابن الكلبي، علم أنهما واحد، وأنه بدري.
ربعي بن عمرو الأنصاري.
ع س، ربعي بن عمرو الأنصاري، شهد بدراً، وقال عبيد الله بن أبي رافع: شهد مع علي رضي الله عنه ربعي بن عمرو، بدري. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى مختصراً.
ربيع الأنصاري الزرقي.
ب د ع، ربيع الأنصاري الزرقي.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الأصبهاني إجازة، بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك، قال: حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن الربيع الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد ابن أخي جبر الأنصاري. فجعل أهله يبكون عليه، فقال ابن عمه: لا تؤذين رسول الله ببكائكن. فقال رسول الله: " دعهن يبكين ما دام حياً، فإذا وجب فليسكتن " .
وروى موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، وقال: رجل من بني زريق، ولم يسمه. ورواه داود الطائي عن عبد الملك، عن جبر بن عتيك، مثله.
أخرجه الثلاثة.
ربيع الأنصاري.
د ربيع الأنصاري. روت عنه ابنته أم سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سوء الخلق شؤم، وطاعة النساء ندامة، وحسن الملكة نماء " .
أخرجه ابن منده.
ربيع بن إياس.
ب ع س، ربيع بن إياس بن عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان بن غنم بن عوف بن الخزرج. شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
ربيع الجرمي.
ع س، ربيع الجرمي أبو سوادة.
روى سلمة بن رجاء، عن سلم بن عبد الرحمن الجرمي، عن سوادة بن الربيع، قال: انطلقت أنا وأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فامر لنا بذود، وقال: " مر بنيك فليقلموا أظافرهم، ولا يعقروا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا " .
رواه غير واحد، عن سلم بن عبد الرحمن. ولم يقل أحد منهم: أنا وأبي، إلا سلمة بن رجاء.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
ومنهم من يترجم: الربيع أبو سوادة، وهو هذا.
ربيع بن ربيعة.
ربيع بن ربيعة بن عوف بن قنان بن أنف الناقة، واسمه جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. شاعر من فحول الشعراء، يكنى أبا يزيد، وهو الذي يقال له: المخبل السعدي.

ذكر أبو علي بن هارون بن زكرياء الهجري في نوادره أن له صحبة وهجرة، ووصل نسبه غيره، وسماه هو والهجري، واتفقا على أنه من بني أنف الناقة، إلا أن الهجري زعم انه من بني شماس بن لأي بن أنف الناقة.
وقال ابن دريد: اسم المخبل ربيعة. والله أعلم.
لم يخرجه واحد منهم.

ربيع بن زياد.
ب ربيع بن زياد بن الربيع الحارثي، من بني الحارث بن كعب، كذا نسبه أبو عمر.
وقال غيره: الربيع بن زياد بن أنس بن الديان، واسمه يزيد، بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب الحارثي. نسبه أبو فراس، فعلى هذا النسب يكون ابن عمر عبد الحجر بن عبد المدان، واسمه عمرو بن الديان، واسمه يزيد.
والحارث بن كعب من مذحج.
وللربيع صحبة، وهو الذي قال فيه عمر: دلوني على رجل إذا كان في القوم أميراً فكأنه ليس بأمير، وإذا كان في القوم وليس بأمير فكأنه أمير بعينه. فقالوا: ما نعرف إلا الربيع بن زياد الحارثي. قال: صدقتم. وكان خيراً متواضعاً.
استخلفه أبو موسى على قتال مناذر سنة سبع عشرة، فافتتحها عنوة، وقتل وسبى، وقتل بها أخوه المهاجر بن زياد.
واستعمله معاوية على سجستان، فأظهره الله على الترك وبقي أميراً عليها إلى أن مات المغيرة بن شعبة، فولى معاوية زياد ابن أبيه الكوفة مع البصرة، فعزل زياد الربيع بن زياد الحارثي عنها، واستعمله على خراسان فغزا بلخ.
وكان لا يكتب قط إلى زياد إلا في اختيار منفعة أو دفع مضرة، ولا كان في موكب قط فتقدمت دابته على دابة من إلى جانبه، ولا مس ركبته ركبته.
روى مطرف بن الشخير، وحفصة بنت سيرين عنه، عن أبي كعب، وعن كعب الأحبار ولا يعرف له حديث مسند، وكان الحسن البصري كاتبه.
قال ابن حبيب: كتب زياد بن أبيه إلى الربيع بن زياد هذا: إن أمير المؤمنين معاوية كتب يأمرك أن تحرز الصفراء والبيضاء وتقسم ما سوى ذلك. فكتب إليه: إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين. ونادى في الناس: أن اغدوا على غنائمكم، فأخذ الخمس، وقسم الباقي على المسلمين، ودعا الله تعالى أن يميته، فما جمع حتى مات.
وقد تقدم أن هذا القول قاله الحكم بن عمرو الغفاري، وأما الربيع بن زياد فإنه لما أته مقتل حجر بن عدي قال: اللهم إن كان للربيع عندك خير فاقبضه. فلم يبرح من مجلسه حتى مات.
أخرجه أبو عمر.
ربيع بن زياد.
ع س، ربيع بن زياد. وقيل: ربيعة بن زيد. وقيل: ابن يزيد السلمي. روى عنه أبو كرز وبرة أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير إذ أبصر شاباً من قريش معتزلاً. فقال النبي: " أليس ذاك فلاناً " ؟ قالوا: نعم. قال: " فادعوه " . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما لك اعتزلت عن الطريق " ؟ قال: كرهت الغبار. قال: " فلا تعتزله، فو الذي نفسي بيده إنه لذريرة الجنة " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. وقال أبو موسى: أخرجه ابن منده: في ربيعة.
الربيع بن سهل.
ب الربيع بن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر، الأنصاري الأوسي ثم الظفري. شهد أحداً.
أخرجه أبو عمر.
الربيع بن قارب العبسي.
الربيع بن قارب العبسي. روى عبيد الله بن القاسم بن حاتم بن عقبة بن عبد الرحمن بن مالك بن عنبسة بن عبد الله بن الربيع بن قارب، قال، " حدثني أبي، عن أبيه، عن أبي جده، أن أباه ربيعاً وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه النبي عبد الرحمن وكساه برداً، وحمله على ناقة.
أخرجه أبو علي الغساني.
الربيع بن كعب الأنصاري.
د الربيع بن كعب الأنصاري. وهو وهم. أخرجه ابن منده مختصراً.
الربيع بن النعمان.
الربيع بن النعمان بن يساف، أخو الحارث بن النعمان بن يساف الأنصاري، شهد أحداً.
أخرجه الأشتري مستدركاً على أبي عمر.
ربيعة الأجذم.
س ربيعة، بزيادة هاء، هو ربيعة الأجذم الثقفي. ذكره أبو معشر، عن يزيد بن رومان، ومحمد بن كعب القرطي والمقبري، عن أبي هريرة وأسانيد أخر، فيما ذكروا من الوفود، قالوا: وكان في وفد ثقيف رجل من بني مالك بن الحارث، يقال له: ربيعة الأجذم. وكان مجذوماً، فكانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم ويمسحون على يديه. فلما بلغ ربيعة ليبايعه قال له: " قد بايعناك " . فرجع. وبنو مالك يقولون: لم يكن جذمت أصابعه في الجاهلية.
أخرجه أبو موسى.
ربيعة بن أكثم.

ب د ع، ربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمرو بن بكير بن عامر بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، حليف بني أمية. نسبه هكذا أبو نعيم. ونسبه مثله أبو عمر. إلا أنه قال: عمرو بن لغيز بن عامر. هكذا رأيته في عدة نسخ أصول صحاح، يكنى أبا يزيد، وكان قصيراً دحداحاً.
شهد بدراً، قاله ابن إسحاق وموسى بن عقبة، وهو ابن ثلاثين سنة، وشهد أحداً، والخندق، والحديبية، وقتل بخيبر، قتله الحارث اليهودي بالنطاة، وهو أحد حصون خيبر.
قال ابن إسحاق: شهد بدراً من بين أسد بن خزيمة اثنا عشر رجلاً.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن المعمر. أخبرنا هبة بن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن محمد أبو طالب، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، حدثنا أبو يحيى الزعفراني جعفر بن محمد بن الحسن الرازي، أخبرنا عمر بن علي بن أبي بكر. أخبرنا علي بن ربيعة القرشي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن ربيعة بن أكثم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك عرضاً، ويشرب مصاً، ويقول: " هو أهنأ وأمرأ " .
قال أبو عمر: لا يوثق بهذا القول، فإن من دون سعيد بن المسيب لا يوثق بهم لضعفهم، ولم يره سعيد ولا أدرك زمانه، لأن سعيداً ولد في زمن عمر، وذلك قتل في حياة النبي.
أخرجه الثلاثة.

ربيعة بن أمية بن خلف.
د ع، ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي.
روي حديثه يونس بن بكير، عن إسحاق. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، قال: كان ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي هو الذي يصرخ يوم عرفة، تحت لبة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال له رسول الله: " اصرخ. أيها الناس " . وكان صيتاً، " هل تدرون أي شهر هذا " ؟ فصرخ، فقالوا: نعم، الشهر الحرام. فقال: " فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا " . وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
ربيعة بن الحارث أبو أروى.
ب س، ربيعة بن الحارث، أبو أروى الدوسي. ويقال: عبيد بن الحارث. ذكره الطبراني في هذا الباب، وذكره ابن منده في باب آخر.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا عمر لم ينسبه إلا أنه قال: ربيعة الدوسي. مشهور بكنيته، من كبار الصحابة. روى عنه أبو واقد الليثي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن. ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى.
ربيعة بن الحارث.
ب د ع س، ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي. يكنى: أبا أروى، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه عزة بنت قيس بن طريف بن ولد الحارث بن فهر، وهو أخو أبي سفيان بن الحارث، وكان أسن من عمه العباس بن عبد المطلب بسنين.
وهو الذي قال فيه رسول الله يوم فتح مكة: " ألا كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي، وإن أول دم اضعه دم ربيعة بن الحارث " . وذلك أنه قتل لربيعة في الجاهلية ابن اسمه آدم، قاله الزبير، وقيل: تمام. فأبطل رسول الله الطلب به في الإسلام، ولم يجعل لربيعة في ذلك تبعة، وقيل: اسم ابن ربيعة المقتول: إياس. ومن قال إنه آدم فقد أخطأ، لأنه رأى دم يرويه سهل بن الحنظلية في خريم بن فاتك الأسدي.
وكان ربيعة شريك عثمان بن عفان رضي الله عنهما في التجارة، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر مائة وسق.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها: غنما الصدقة أوساخ الناس. روى عنه ابنه عبد المطلب.
وتوفي ربيعة سنة ثلاث وعشرين بالمدينة، في خلافة عمر بن الخطاب.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده بتمامه، فأي فائدة في استدراكه عليه!.
ربيعة بن حبيش.
س ربيعة بن حبيش، من أحمس، وهو رسول جرير إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهدم ذي الخلصة، ذكره ابن شاهين. وقد اختلف في اسم رسول جرير، فقيل: حصين بن ربيعة الطائي. وقيل: أرطأة وقيل: أبو أرطأة.
أخرجه أبو موسى.
ربيعة بن أبي حرشة.
ب ربيعة بن أبي حرشة بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، القرشي العامري.
أخرجه أبو عمر.
ربيعة بن خويلد.

س ربيعة بن خويلد بن سلمة بن هلال بن عائذ بن كلب بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار. كان شريفاً، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أبو موسى.

ربيعة بن رفيع.
ب ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة بن ضبيعة بن ربيعة بن يربوع بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سلم السلمي. كان يقال له: ابن الدغنة. وهي أمه، فغلبت عليه، ويقال: اسمها لدغة.
شهد حنيناً، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني تميم، قاله أبو عمر، وهو قاتل دريد بن الصمة.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: فلما انهزم المشركون يعني يوم حنين أدرك ربيعة بن رفيع بن أهبان السلمي دريد بن الصمة، فأخذ بخطام جمله وهو يظنه امرأة، وذلك أنه كان في شجار، فأناح به، فإذا هو شيخ كبير لا يعرفه الغلام، فقال له دريد: ماذا تريد؟ قال: أقتلك. قال: ومن أنت؟ قال: أنا ربيعة بن رفيع السلمي. ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئاً، فقال: بئس ما سلحتك أمك! خذ سيفي هذا مؤخر من الشجار ثم اضرب به وارفع عن العظام واخفض عن الدماغ، فإني كذلك أقتل الرجال، وإذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة، فرب يوم والله قد منعت فيه نساءك. فقتله، فزعمت بنوسليم أن ربيعة قال: لما ضربته ووقع تكشف فإذا عجانه وبطون فخذيه أبيض كالقرطاس، من ركوب الخيل أعراء، فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتله إياه، فقالت: لقد أعتق أمهات لك ثلاثاً " .
أخرجه أبو عمر ولم يخرجه أبو موسى، لعله ظنه ربيعة بن رفيع العنبري الذي أخرجه ابن منده، أو أنه لم يقف عليه، والنتهى أبو عمر في نسبه إلى ثعلبة، وباقي النسب عن ابن الكلبي وابن حبيب، إلا أنهما قالا: ربيع بن رفيع بن أهبان هو الذي قتل دريد بن الصمة.
وقد وهم أبو عمر بقوله: إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، ظنهما واحداً، وهما اثنان، أحدهما السلمي قاتل دريد بن الصمة، والآخر العنبري الذي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بني تميم، وقال أبو عمر في أمه: الدغنة، وغيره يقول: لدغة، وهكذا قال ابن هشام أيضاً، والله أعلم.
ربيعة بن رفيع العنبري.
ع د س، ربيعة بن رفيع العنبري. له ذكر في حديث عائشة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن علي رقبة من ولد إسماعيل. قال: " هذا سبي بني العنبر يقدم الآن نعطيك إنساناً فتعتقينه " . فلما قدم سبيهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ربيعة بن رفيع، وسمرة بن عمرو.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم. واستدركه أبو موسى على ابن منده، وقال: ربيعة بن رفيع، له ذكر في حديث الأعور بن بشامة. فلو لم يقل له ذكر في حديث الأعور بن بشامة لكان يظن أنه أراد السلمي، فإن ابن منده لم يخرجه ولا أبو نعيم، وإنما أخرجا هذا العنبري، فترك ما كان ينبغي أن يستدركه، واستدرك ما كان الأولى تركه، ولم ينسب هذا أحد منهم ليقع الفرق بينه وبين السلمي، ونحن نذكر نسبه وهو: ربيعة بن رفيع بن سلمة بن ملحم بن صلاة بن عبدة بن عدي بن جندب بن العنبر، ذكره ابن حبيب وابن الكلبي، وقالا: كان ربيعة أحد المنادين من وراء الحجرات. وجعلا رقيعاً بالقاف، وقال: إليه ينسب الرقيعي، الماء الذي بطريق مكة إلى البصرة. والله أعلم.
عبدة: بضم العين، وتسكين الباء الموحدة.
ربيعة بن رواء العنسي.
ع س، ربيعة بن رواء العنسي. روى عبد العزيز بن أبي بكر بن محمد، عن أبيه أن ربيعة ابن رواء العنسي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فوجده يتعشى، فدعاه إلى العشاء، فأكل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قل: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله " . فقالها، فقال: " راغباً أم راهباً " ؟ قال ربيعة: " أما الرغبة فو الله ما هي في يدك، وأما الرهبة فو الله إننا ببلاد ما تبلغنا جيوشك، ولكني خوفت فخفت، وقيل لي: آمن فآمنت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " رب خطيب من عنس " . فأقام يختلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فودعه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أحسست حساً فوائل إلى أهل قرية " ، فخرج فاحس حساً فواءل إلى أهل قرية، فمات بها.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
ربيعة بن روح العنسي.

ب ربيعة بن روح العنسي مدني. روى عنه محمد بن عمرو بن حزم: هكذا أخرجه أبو عمر.
ويغلب على ظني أنه غير الذي قبله لأنه قد روى عنه محمد، وهو مدني، والأول عاد إلى بلاده من اليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فمات في طريقه، والله أعلم.

ربيعة بن زياد.
ب د ع، ربيعة بن زياد. وقيل: ابن أبي يزيد السلمي. ويقال: ربيع. روى: الغبار في سبيل الله دريرة الجنة. في إسناده مقال.
أخرجه ابن منده وأبو عمر وأبو نعيم.
ربيعة بن سعد الأسلمي
ربيعة بن سعد الأسلمي، أبو فراس، قاله البخاري، وقال: أراه صحبة. حجازي.
ربيعة بن السكن.
د ع، ربيعة بن السكن أبو رويحة الفزعي، يعد في أهل فلسطين، روى عنه ابنه عبد الجبار أنه قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم، وفعقد لي راية بيضاء.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
ربيعة بن شرحبيل.
د ع، ربيعة بن شرحبيل لن حسنة. رأى النبي، وشهد فتح مصر، روى عنه ابنه جعفر، قال ابن منده: قاله لي أبو سعيد بن يونس.
وقال أبو نعيم لما أخرجه: ذكره المحيل عن أبي سعيد بن يونس: رأى النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه جعفر. فأعاد كلام ابن منده من غير زيادة ولا نقص ولا تخطئة، وكثيراً ما يفعل هذا معه، فلا أدري لأي معنى! هل كان لا يثق إلى نقله أم لغير ذلك؟ فإن الرجل ثقة حافظ، وقد ذكره أبو نعيم في غير موضع من كتبه بالثقة والحفظ.
وقيل: إن ربيعة اختط بمصر، وكان والياً لعمرو بن العاص على المكيين.
ربيعة بن عامر.
ب د ع، ربيعة بن عامر بن بجاد. يعد في أهل فلسطين قاله ابن منده وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: ربيعة بن عامر بن الهادي الأزدي، ويقال: الأسدي. يعني بسكون السين، وقيل: إنه ديلي، من رهط ربيعة بن عباد.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس، وكان شيخاً كبيراً حسن الفهم، عن ربيعة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألظوا بياذا الجلال والإكرام " .
بجاد: بالباء الموحدة والجيم، قاله محمد بن نقطة.
ألظوا بالظاء المعجمة: أي ألزموه وأثبتوا عليه، وأكثروا من قوله، يقال: ألظ بالشيء يلظ إلظاظاً، إذا لزمه.
ربيعة بن عباد.
ب د ع، ربيعة بن بعاد. وقيل: عباد بالتشديد، والكسر أكثر، وهو الأول، وهو من بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، مدني، روى عنه ابن المنكدر، وأبو الزناد، وزيد بن أسلم.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثنا مصعب لن عبد الله الزبيري، حدثني عبد العزيز، يعني ابن محمد بن أبي عبيد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد القارظي، عن ربيعة بن عباد الديلي، قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: يا أيها الناس، إن هذا قد غوى، فلا يغوينكم عن آلهة آبائكم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يفر منه، وهو على أثره، ونحن نتبعه ونحن غلمان، كأني أنظر إليه أحول ذو غديرتين أبيض الناس وأجملهم. قلت: من هذا؟ قالوا: محمد بن عبد الله. قلت: من هذا الذي يرميه؟ قالوا: عمه أبو لهب.
وعمر ربيعة عمراً طويلاً.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: في عباد ثلاثة أقوال. وقاله أبو عمر: بالكسر والتخفيف. والفتح والتشديد. وأما ابن ماكولا فلم يذكر إلا الكسر حسب، وقال: توفي بالمدينة أيام الوليد بن عبد الملك.
ربيعة بن عبد الله بن نوفل.
ربيعة بن عبد الله بن نوفل بن أسعد بن ناشب بن سبد بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان الغطفاني الذبياني.
وهو الذي أدخل خالد بن الوليد أرض غطفان في قتال الردة، في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قاله ابن الكلبي.
ربيعة بن عبد الله بن الهدير.
ب س، ربيعة بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، القرشي التيمي. قالوا: ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وهو معدود في كبار التابعين.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
ربيعة بن عثمان.

ع ب د، ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي.
يعد في الكوفيين، روى حديثه عثمان بن حكيم عن ربيعة بن عثمان، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف من منى، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: " نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فبلغها من لم يسمعها " .
أخرجه الثلاثة.

ربيعة بن عمرو الثقفي.
د ع، ربيعة بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي.
وهو عم المختار بن أبي عبيد بن مسعود.
نزل فيه وفي حبيب ومسعود وعبد ياليل: " وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
ربيعة بن عمرو الجهني.
ربيعة بن عمرو بن يسار بن عوف بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان الجهني. حليف بني النجار.
ذكره الغساني عن ابن الكلبي هكذا. والذي أعرفه عن ابن الكلبي: وديعة. وربما يكون هذا أخاه. والله أعلم.
ربيعة بن عيدان.
د ع، ربيعة بن عيدان الكندي. ويقال: الحضرمي. خاصم امرأ القيس في أرضه، روى علقمة بن وائل، عن أبيه، قال: تخاصم امرأ القيس وربيعة بن عيدان في أرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عيدان: بفتح العين، وتسكين الياء تحتها نقطتان وآخره نون. قال عبد الغني. وقيل: عبدان بكسر العين وبالباء الموحدة، ولم ينسبوه، وهو: ربيعة بن عبدان بن ذي العرف بن وائل بن ذي طواف الحضرمي. شهد فتح مصر، وله صحبة، قاله ابن يونس.
ربيعة بن الغاز.
ب د ع، ربيعة بن الغاز وقيل: ربيعة بن عمرو، والأول أكثر، وهو جرشي.
يعد في أهل الشام، مختلف في صحبته، وهو جد هشام بن الغاز بن ربيعة، كان يفتي الناس أيام معاوية وكان فقيهاً. روى عنه عطية بن قيس، والحارث بن يزيد، وعلي بن رباح، وبشير بن كعب، وابنه العاز بن ربيعة.
روى ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ربيعة الجرشي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استقيموا ونعماً إن استقمتم، وحافظوا على الوضوء، وخير عملكم الصلاة " .
قتل يوم مرج راهط، وكان سنه أربع وستين، بين مروان بن الحكم والضحاك بن قيس الفهري.
قال ابن أبي حاتم: ربيعة بن عمرو الجرشي، قال بعض الناس: له صحبة وليست له صحبة.
أخرجه الثلاثة.
علي بن رباح: بضم العين، وقيل: بفتحها. وبشير: بضم الباء الموحدة، وفتح الشين المعجمة.
ربيعة بن الفراس.
د ع، ربيعة بن الفراس. روى عنه زياد بن نعيم، يعد في المصريين.
قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين يعني ابن منده، وزعم أنه من الصحابة، حديثه عن أبي لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن ربيعة بن الفراس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يسير حي حتى يأتوا بيتاً تعظمه العجم مستتراً، فيأخذون من ماله، ثم يغيرون عليكم أهل إفريقية حتى ترد سيوفهم " . يعني النبل.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
ربيعة بن الفضل الأنصاري.
ع س، ربيعة بن الفضل بن حبيب بن زيد بن تميم الأنصاري. استشهد يوم أحد. قاله عروة وقال: هو من بني معاوية بن عوف.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
ربيعة القرشي.
ب د ع، ربيعة القرشي، غير منسوب، روى حديثه عطاء بن السائب، عن ابن ربيعة عن أبيه، رجل من قريش، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفات مع المشركين، ثم رأيته في الإسلام واقفاً موقفه ذلك فعرفت أن الله تعالى وقفه لذلك.
أخرجه الثلاثة.
ربيعة بن قيس العدواني.
س ع، ربيعة بن قيس العدواني. ذكره محمد بن عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد مع علي من الصحابة، وهو من عدوان بن عمرو بن قيس عيلان.
أخرجه أبو موسى.
ربيعة بن كعب.
ب د ع، ربيعة بن كعب بن مالك بن يعمر، أبو فراس الأسلمي.
يعد في أهل الحجاز، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وحنظلة بن عمرو الأسلمي، وأبو عمران الجوني.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، وإسماعيل بن عبيد الله، وعبيد الله بن علي بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي: أخبرنا إسحاق بن منصور، أخبرنا النضر بن شميل، ووهب بن جرير، وأبو عامر العقدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، قالوا: حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت على باب النبي صلى الله عليه وسلم وأعطيه الوضوء فأسمعه الهوي من الليل يقول: " سمع الله لمن حمده " . وأسمعه الهوي من الليل يقول: " الحمد لله رب العالمين " .
وهو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يرافقه في الجنة، فقال: " أعني على نفسك بكثرة السجود " .
وكان من أهل الصفة، يلزم النبي صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وصحبه قديماً، وعمر بعده حتى توفي بعد الحرة، وكانت وفاته سنة ثلاث وستين.
أخرجه الثلاثة.
الهوي بفتح الهاء وكسر الواو: وهو الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل.

ربيعة الكلابي.
س ربيعة الكلابي. روى حديثه أبو مسلم الكجي عن سليمان بن داود، عن سعيد بن خثيم الهلالي، عن ربيعة بنت عياض الكلابية قالت: حدثنا ربيعة الكلابي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فأسبغ الوضوء.
أخرجه أبو موسى وقال: كذا وقع في سنن الكشي. وقد رواه يحيى الحماني، عن سعيد، عن ربعية بنت عياض قالت: حدثني جدي عبيدة بن عمرو الكبي، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فأسبغ الوضوء. ورواه غير واحد، عن سعيد هكذا، وهو الصواب.
ربيعة بن لقيط.
س ربيعة بن لقيط، ذكره أبو الحسن العسكري في الأفراد.
روى الليث بن سعيد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، قال: لما دخل صاحب الروم على رسول الله سأله فرساً، فأعطاه إياه، فقال أناس: أتعطيها عدو الله وعدوك؟ فقال: " إنه سيسلبها رجل من المسلمين " . فأخذت منه يوم داثن.
أخرجه أبو موسى وقال: ربيعة هذا يروي عن ابن حوالة وغيره، ولا يعلم له صحبة.
ربيعة بن لهيعة.
ب د ع، ربيعة بن لهيعة الحضرمي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد حضرموت فأسلموا.
روى عنه ابنه فهد أنه قال: وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم، وأديت إليه زكاة مال، وكتب لي: " بسم الله الرحمن الحيم، لربيعة بن لهيعة " .
أخرجه الثلاثة.
ربيعة بن مالك الأنصاري.
س ربيعة بن مالك، أبو أسيد الأنصاري الساعدي. روى ابن إسحاق، عن محمد بن خالد الأنصاري، عن أبي أسيد، واسمه ربيعة بن مالك قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى بقيع الغرقد، فإذا الذئب مفترش ذراعيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا أويس يستطعم " . قالوا: رأيك يا رسول الله؟ قال: " من كل سائمة عشرة " . قالوا: كثير يا رسول الله. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار بيده: " أن خالسهم " .
أخرجه أبو موسى. وقال: كذا سماه في هذا الحديث والمشهور في اسمه مالك ربيعة. وقد أورده في الميم.
ربيعة بن مالك.
س ربيعة بن ملة، أخو حبيب، ذكر في ترجمة أسيد بن أبي أناس.
أخرجه هكذا أبو موسى.
ربيعة بن وقاص.
د ع، ربيعة بن وقاص، في حديثه نظر.
روى حديثه الحسن، عن أبان، عن أنس بن مالك، عن ربيعة بن وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ثلاثة مواطن لا ترد فيها دعوة: رجل يكون في برية حيث لا يراه أحد فيقوم فيصلي، فيقول الله عز وجل لملائكته: أرى عبد هذا يعلم أن له رباً يغفر الذنوب، فانظروا ما ذا يطلب؟ فتقول الملائكة: أي رب، رضاك ومغفرتك. فيقول: اشهدوا أني قد غفرت له. ورجل يكون معه فئة، فيفر عنه أصحابه ويثبت هو في مكانه، فيقول الله للملائكة: انظروا ما يطلب عبدي. فتقول الملائكة: يا رب، بذل مهجته لك يطلب رضاك. فيقول: اشهدوا أني قد غفرت له، ورجل يقوم من آخر الليل، فيقول الله للملائكة: اشهدوا أني قد غفرت له " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
باب الراء والجيم
رجاء بن الجلاس.
ب رجاء بن الجلاس. ذكره بعض من ألف في الصحابة.
روى حديثه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن أم بلج، عن أم الجلاس، عن أبيها رجاء بن الجلاس أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخليفة بعده فقال: " أبو بكر " . وهو إسناد ضعيف لا يشتغل بمثله.

أخرجه أبو عمر ها هنا، وعاد أخرج الحديث، عن زيد بن الجلاس، وأحدهما وهم، والله أعلم.
الجلاس: بضم الجيم، وفتح اللام الخفيفة.

رجاء الغنوي.
ب د ع، رجاء الغنوي، له صحبة، سكن البصرة، وكانت أصيبت يده يوم الجمل.
روت عنه سلامة بنت الجعد أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعطاه الله حفظ كتابه، فظن أن أحداً أوتي أفضل مما أوتي، فقد صغر أفضل النعم " .
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: لا يصح حديثه. وسمى الراوي عنه سلامة، وسماها ابن منده وأبو عمر: ساكنة. ورويا له حديث: من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله.
وقال أبو نعيم: رجاء امرأة لها صحبة.
رجاء أبو يزيد.
س رجاء أبو يزيد، روى عنه ابنه يزيد بن رجاء أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: :قليل الفقه خير من كثير العبادة " .
أخرجه أبو موسى.
باب الراء والحاء والخاء
رحضة بن خربة.
رحضة بن حربة الغفاري، والد إيماء وجد خفاف بن إيماء، وقد ذكرناهما، وكان ينزل غيقة من أرض بني غفار. قيل: إنه له صحبة ولابنه وحفيده خفاف بن إيماء بن رحضة.
ذكره الغساني عن أبي عمر.
رحيل الجعفي.
ب د ع، رحيل الجعفي. وهو من رهط زهير بن معاوية، وحديثه عند أبي جعفر، عن الحارث بن مسلم ابن عم زهير، قال: قدم الرحيل وسويد بن غفلة الجعفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين، فانتهيا إليه حين نفضت الأيدي من قبره صلى الله عليه وسلم، قاله ابن منده وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: روى حديثه، يعني الرجل زهير بن معاوية، عن أسعر بن الرحيل، عن أبي، وقد روي هذا لخبر، عن زهير بن معاوية، عن أبيه، عن أسعر، وقال: نزل سويد على عمر، ونزل الرحيل على بلال.
أسعر بن رحيل: بفتح الهمزة وبالسين المهملة وآخره راء. ورحيل: بضم الراء وفتح الحاء.
رخيلة بن ثعلبة.
ب ع س، رخيلة بن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الخزرجي البياضي. شهد بدراً، قاله ابن شهاب وابن إسحاق.
أخرجه أبو عمر وأبو نعيم وأبو موسى وزاد أبو عمر قال: قال ابن إسحاق. رجيلة بالجيم.
وقال ابن هشام: رحيلة بالحاء، يعني المهملة، وقال ابن عقبة: رخيلة، بالخاء المنقوطة، وكذلك ذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق أيضاً، وكذلك ذكره الدارقطني.
وقد اخرج أبو نعيم في الجيم: جبلة بن خالد بن ثعلبة الأنصاري البياضي. وهو هذا، وقد ذكرناهما ونبهنا عليهما.
باب الراء والدال
رديح بن ذؤيب.
د ع، رديح بن ذؤيب بن شعثم بن قرط بن جناب بن الحارث، التميمي العنبري، مولى عائشة رضي الله عنها.
روى ابنه عبد الله بن رديح، عن أبي رديح، عن أبيه ذؤيب، أن عائشة قالت: يا رسول الله، إني أريد عتيقاً من ولد إسماعيل. فجاء في العنبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " خذي منهم أربعة " . فأخذت جدي رديحاً، وعمي سمرة، وابن عمي زخى وخالي زبيباً. فمسح النبي صلى الله عليه وسلم رؤوسهم، وقال: " هؤلاء بنو إسماعيل عليه السلام " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
باب الراء والزاي والسين
رزين بن أنس السلمي.
ب د ع، رزين بن أنس السلمي. عداده في أعراب البصرة.
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه، بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي: قال: حدثنا أبو وائل خالد بن محمد البصري، أخبرنا فهد بن عوف بمنزل بني عامر، أخبرنا نائل بن مطرف بن رزين بن أنس السلمي، حدثني أبي، عن جدي رزين بن أنس، قال: لما أظهر الله عز وجل الإسلام كانت لنا بئر، فخفنا أن يغلبنا عليها من حولها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن لنا بئراً وقد خفنا أن يغلبنا عليها من حولها. فكتب لي كتاباً: " من محمد رسول الله، أما بعد فإن لهم بئرهم، إن كان صادقاً، ولهم دارهم، إن كان صادقاً " . قال: فما قاضينا إلى أحد من قضاة المدينة إلا قضوا لنا به.
أخرجه الثلاثة.
رزين بن مالك.
رزين بن مالك بن سلمة بن ربيعة بن الحارث بن سعد بن عوف بن يزيد بن بكير بن عميرة ابن علي بن جسر بن محارب بن خفصة بن قيس عيلان.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدارقطني حديثه.
رسيم الهجري.

ب د ع، رسيم الهجري، وقيل: العبدي وهو عبدي من أهل هجر.
روى يحيى بن غسان التيمي، عن ابن الرسيم، عن أبيه، وكان رجلاً من أهل هجر، وكان فقيهاً، قال: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بصدقة تحملها إليه، فنهاهم عن النبيذ في هذه الظروف. فرجعوا إلى أرضهم وهي أرض تهامة حارة فاستوخموها، فرجعوا إليه العام الثاني في صدقاتهم، فقالوا: يا رسول الله، إنك نهيتنا عن هذه الأوعية فتركناها، فشق علينا، فقال: " اذهبوا فاشربوا فيما شئتم " .
أخرجه الثلاثة.
رسيم: قاله محمد بن نقطة بضم الراء وفتح السين، نقله من خط أبي نعيم.
وقال الأمير أبو نصر: وأما رسيم بفتح الراء وكسر السين وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها فهو رسيم له صحبة، روى عنه ابنه حديثاً، رواه يحيى بن غسان التيمي، عن ابن الرسيم، عن أبيه، وقال الدارقطني: رواه عنه عطاء بن السائب. ولم يقع إلي حديث عطاء، وأرجو أن لا يكون وهماً، وقد ذكر أنه وهم فيه.

باب الراء والشين
رشدان الجهني.
ب د ع، رشدان الجهني. كان اسمه في الجاهلية غيان، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم " رشدان " .
قال أبو نعيم عند ذكره: ذكره بعض المتأخرين من حديث ابن أبي أويس، عن أبيه، عن وهب ابن عمرو بن مسلم بن سعد بن وهب الجهني أن أباه أخبره، عن جده أنه كان يدعى في الجاهلية: غيان، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم " رشدان " . أخرجه الثلاثة.
وقال أبو عمر: رشدان. رجل مجهول، ذكره بعضهم في الصحابة الرواة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: هذا الرجل لا أصل لذكره، وقول أبي نعيم وأبي عمر يدل على ذلك، والذي أظنه أن بعض الرواة وهم فيه، والذي يصح من جهينة أن وفدهم لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعضهم من بني غيان بن قيس بن جهينة، قال: " من أنتم " ؟ فقالوا: بنو غيان. قال: " بل أنتم بنو رشدان " . فغلب عليهم، والله أعلم.
رشيد الهجري.
ب د ع، رشيد الهجري، ويقال: الفارسي. مولى بني معاوية من الأنصار، ثم من الأوس.
قال ابن منده وأبو نعيم: لا تثبت له صحبة.
قال أبو عمر: شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أحداً، وكناه أبا عبد الله، قال الواقدي في غزوة أحد: كان رشيد مولى بني معاوية الفارسي، لقي رجلاً من المشركين من بني كنانة مقنعاً في الحديد يقول: أنا ابن عويف. فتعرض له سعد مولى حاطب فضربه ضربة جزله باثنتين، ويقبل عليه رشيد فيضربه على عاتقه، فقطع الدرع حتى جزله باثنتين. ويقول: خذها وأنا الغلام الفارسي. ورسول الله يرى ذلك ويسمعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هلا قلت: خذها " ، وأنا الغلام الأنصاري. فتعرض له أخوة يعدو كأنه كلب، قال: أنا ابن عويف، ويضربه رشيد على رأسه وعليه المغفر ففلق رأسه، ويقول: خذها وأنا الغلام الأنصاري. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " أحسنت يا أبا عبد الله " . فكناه يومئذ، ولا ولد له.
أخرجه الثلاثة.
رشيد بن مالك.
ب د ع، رشيد بن مالك، أبو عميرة السعدي التميمي. عداده في الكوفيين.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الثقفي بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: حدثنا أسيد بن عاصم، أخبرنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا معروف بن واصل، عن حفصة بنت طلق، قالت: قال أبو عميرة رشيد بن مالك: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتاه رجل بطبق عليه تمر، فقال له: " ما هذا، أهدية أم صدقة " ؟ فقال الرجل: صدقة، قال: " فقدمه إلى القوم " . قال: والحسن صغير. قال: فأخذا لصبي تمرة فجعلها في فيه. قال: ففطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدخل إصبعه في في الصبي فانتزع التمرة فقذف بها، ثم قال: " إنا آل محمد لا نأكل الصدقة " .
ورواه ابن نمير وعبد الصمد بن النعمان، وعبد الله بن رجاء، وعمرو بن مرزوق وغيرهم، عن معروف بن واصل، نحوه. أخرجه الثلاثة.
وجعله أبو عمر تميمياً، وجعله ابن ماكولا مزنياً، وجعله أبو أحمد العسكري أسدياً، من أسد خزيمة، وقال: هو جد معروف بن واصل.
عميرة: بفتح العين، وأسيد: بفتح الهمزة.
باب الراء مع العين
رعية السحيمي.

ب د ع، رعية السحيمي. وقال الطبري: الهجيمي. فصحف فيه، وإنما هو سحيمي، وقيل: العرني. وهو من سحيمة عرينة. وقد قيل فيه: الربعي، وليس بشيء. كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قطعة أدم، فرقع دلوه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له ابنته: ما أراك إلا ستصيبك قارعة، عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك! وكانت ابنته قد تزوجت في بني هلال وأسلمت، وبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً، فأخذوا ولده وماله، ونجا هو عرياناً فأسلم، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أغير على أهلي ومالي وولدي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما المال فقد قسم. ولو أدركته قبل أن يقسم لكنت أحق لكنت أحق به، وأما الولد فاذهب معه يا بلال فإن عرفه ولده فادفعه إليه " . فذهب معه، وقال لابنه: تعرفه؟ قال: نعم. فدفعه إليه.
أخرجه الثلاثة.
رعية: بكسر الراء، وسكون العين المهملة، وبالياء تحتها نقطتان، وقيل: بضم الراء.

باب الراء والفاء
رفاعة بن أوس.
ع س، رفاعة بن أوس الأنصاري. ثم من بني زعوراء بن عبد الأشهل. استشهد يوم أحد.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى مختصراً، ورويا ذلك عن عروة بن الزبير.
رفاعة البدري.
س رفاعة البدري. أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر المدني، حدثنا يحيى بن علي بن خلاد، عن أبيه، عن جده، عن رفاعة البدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد، ونحن عنده، إذ جاء رجل كالبدوي، فدخل المسجد فصلى فأخف صلاته، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فقال: " وعليك، أعد صلاتك فإنك لم تصل " . وذكر الحديث.
أخرجه أبو موسى، وقال: هذا هو رفاعة بن رافع الزرقي، شهد بدراً، وقد ذكروه.
رفاعة بن تابوت.
س رفاعة بن تابوت الأنصاري. روى داود بن أبي هند، عن قيس بن جبير: أن الناس كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطاً من بابه، ولا داراً من بابها أو بيتاً، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه داراً، وكان رجل من الأنصار يقال له: رفاعة بن تابوت. فتسور الحائط فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب الدار، أو قال: من باب البيت، خرج معه رفاعة، قال: فقال القوم: يا رسول الله، هذا الرجل فاجر، خرج من الدار وهو محرم. قال: فقال له رسول الله: " ما حملك على ذلك " ؟ قال: يا رسول الله، خرجت منه فخرجت منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني رجل أحمس " قال: إن تك أحمس فإن ديننا واحد " ، قال: فأنزل الله تعالى: " وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها " : البقرة 189، الآية.
أخرجه أبو موسى وقال: ذكا قال قيس بن جبير بالجيم، قال ولا أدري هو قيس بن حبتر يعني بالحاء المهملة، والباء الموحدة، والتاء فوقها نقطتان أم غيره؟
رفاعة بن الحارث.
ب رفاعة بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم. هو أحد من بني عفراء.
شهد بدراً في قول ابن إسحاق، وأما الواقدي فقال: ليس ذلك عندنا يثبت، وأنكره في بني عفراء، وأنكره غيره فيهم وفي البدريين أيضاً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
رفاعة بن رافع بن عفراء.
د ع، رفاعة بن رافع بن عفراء، ابن أخي معاذ بن عفراء الأنصاري.
حديثه عند ابنه معاذ، رواه زيد بن الحباب، عن هشام بن هارون، عنه.
وروى أبو زيد سعيد بن الربيع، عن شعبة، عن حصين قال: صلى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: رفاعة، فلما كبر قال: اللهم لك الحمد كله، ولك الخلق كله، وإليك يرجع الأمر كله وسره.
رواه ابن أبي عدي، عن شعبة موقوفاً، ورواه العقدي، عن شعبة، عن حصين قال: سمعت عبد الله بن شداد بن الهاد يقول: سمع رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: رفاعة بن رافع قال: لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فذكر نحوه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيك هكذا، ولم يذكراه في الرواية عنه بأكثر من هذا، فلا أعلم من أين علما أنه ابن عفراء، وفي الصحابة غيره: رفاعة بن رافع؟ والله اعلم، وإنما هذا الحديث لرفاعة بن رافع بن مالك الزرقي.

قال البخاري في صحيحه بإسناده لهذا الحديث، عن عبد الله بن شداد، قال: رأيت رفاعة بن رافع الأنصاري، وكان شهد بدراً، وليس في البدريين: رفاعة بن رافع بن عفراء.
وقوله: حديثه عن ابنه معاذ يقوي أنه الرزقي، فإن رفاعة الزرقي له ابن اسمه معاذ.

رفاعة بن رافع بن مالك.
ب د ع، رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق، الأنصاري الخزرجي الزرقي، يكنى أبا معاذ، وأمه أم مالك بنت أبي بن سلول، أخت عبد الله بن أبي رأس المنافقين.
شهد الغقبة، وقال عروة وموسى بن عقبة وابن إسحاق: إنه ممن شهد بدراً، وأحداً، والخندق، وبيعة الرضوان، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد أخواه: خلاد ومالك ابنا رافع، بدراً.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أبي نصر الطوسي بإسناده، عن أبي داود الطيالسي، حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرنا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو في المسجد يوماً، قال رفاعة: ونحن معه. إذ جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته، ثم انصرف، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه وقال: " ارجع فصل فإنك لم تصل " . ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، كل يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: " ارجع فصل فإنك لم تصل " . فقال الرجل: أرني أو علمني ، فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ. قال: " أجل، إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله، ثم تشهد، وقم، ثم كبر، فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد الله وكبره وهلله، ثم اركع فاطمئن راكعاً، ثم اعتدل قائماً، ثم اسجد فاطمئن ساجداً، ثم اجلس فاطمئن، ثم اسجد فاطمئن ثم قم، فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك، وإن انتقصت منه شيئاً فقد انتقصت صلاتك " . فكانت هذه أهون عليهم.
وأخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن الواسطي، ومسمار بن أبي بكر، ومحمد بن محمد بن سرايا، وأبو عبد الله الحسين بن فناخسرو التكريتي، قالوا بإسنادهم إلى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن أبيه وكان أبوه من أهل بدر، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: " من أفضل المسلمين " ، أو كلمه نحوها، قال: وكذلك من شهدها من الملائكة.
ثم شهد رفاعة الجمل مع علي، وشهد معه صفين أيضاً، روى الشعبي قال: لما خرج طلحة والزبير إلى البصرة كتبت أم الفضل بنت الحارث، يعني زوجة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم، إلى علي بخروجهم، فقال علي: العجب!وثب الناس على عثمان فقتلوه، وبايعوني غير مكرهين، وبايعني طلحة والزبير وقد خرجا إلى العراق بالجيش! فقال رفاعة بن رافع الزرقي: إن الله لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ظننا أنا أحق الناس بهذا الأمر، لنصرتنا الرسول، ومكاننا من الدين، فقلتم: نحن المهاجرون الأولون وأولياء رسول الله صلى الله عليه وسلم الأقربون، وإنما نذكركم الله أن تنازعونا مقامه في الناس، فخليناكم والأمر وأنتم أعلم، وما كان غير أنا لما رأينا الحق معمولاً به، والكتاب متبعاً، ولا سنة قائمة رضينا، ولم يكن لنا إلا ذلك، وقد بايعناك ولم نأل، وقد خالفناك من أنت خير منه وأرضى، فمرنا أمرك.
وقدم الحجاج بن غزية الأنصاري، فقال: يا أمير المؤمنين: الرجز:
دراكها داركها قبل الفوت ... لا والت نفسي إن خفت الموت.
يا معشر الأنصار، انصرفوا أمير المؤمنين ثانية كما نصرتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً، والله إن الآخرة لشبيهة بالأولى، إلا أن الأولى أفضلهما.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد أخرج أبو موسى هذا الحديث في ترجمة رفاعة البدري، وقال: رفاعة هذا هو رفاعة بن رافع الزرقي. فما كان به حاجة إلى إخراجه، وغاية ما في الأمر في تلك الترجمة ترك نسبه. فلا يكون غيره، والحديث واحد والإسناد واحد.
رفاعة بن زنبر.
رفاعة بن زنبر. له صحبة، قاله ابن ماكولا.
زنبر: بالزاي، والنون، والباء الموحدة، وآخره راء.
رفاعة بن زيد.

د ع، رفاعة بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب، وهو ظفر، بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم الظفري، عم قتادة بن النعمان بن زيد، وهو الذي سرق بنو أبيرق سلاحه وطعامه.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى الترمذي، قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب أبو مسلم الحراني، أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان، قال: كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق: بشر وبشير ومبشر، وكان بشير رجلاً منافقاً يقول الشعر يهجو به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ينحله بعض العرب، فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر، قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الخبيث. وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص نفسه، فأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير.
فقدمت ضافطة فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملاً من الدرمك، فجعله في مشربه له، وفي المشربة سلاح فعدي عليه من تحت الليل، فنقبت المشربة، وأخذ السلاح والطعام، ولما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال: يا ابن أخي، إنه قد عدي علينا ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا وذهب بطعامنا وسلاحنا. فتحسسنا الدور، فقيل لنا: قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى إلا عبى بعض طعامكم.
قال قتادة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: غن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد، فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سآمر في ذلك " . فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلاً منهم يقال له: أسير بن عروة، فكلموه، فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار، فقالوا: يا رسول الله، إن قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل الإسلام يرمونهم بالسرقة.
قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة " ! قال: فرجعت ولوددت أني أخرج من بعض مالي، ولم أكلم رسول الله، فقلت لعمي ذلك، فقال: الله المستعان. وأنزل الله تعالى: " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك ولا تكن للخائنين خصيماً " : النساء 105، 106، بني أبيرق " واستغفر الله " مما قلت لقتادة بن النعمان. الآيات.
أخرجه أبو نعيم وابن منده.
الضافطة: الأنباط، كانوا يحملون الدقيق والزيت وغيرهما إلى المدينة.
أسير: بضم الهمزة، وفتح السين المهملة.

رفاعة بن زيد.
ب د ع، رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي، ثم الضبيبي، من بني الضبيب. هكذا يقوله بعض أهل الحديث، وأما أهل النسب فيقولون: الضبيني، من بني ضبينة بن جذام.
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية، قبل خيبر، في جماعة من قومه فأسلموا. وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه، وأهدى لرسول الله غلاماً أسود، اسمه مدعم، المقتول بخيبر، وكتب له كتاباً إلى قومه: " بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد، غني بعثته غلى قومه عامة ومن دخل فيهم، يدعوهم إلى الله وإلى رسوله، فمن أقبل ففي حزب الله، ومن أدبر فله أمان شهرين " .
فلما قدم رفاعة إلى قومه أجابوا وأسلموا.
أخرجه الثلاثة.
رفاعة بن سموال.
ب د ع، رفاعة بن سموال. وقيل: رفاعة القرظي، من بني قريظة، وهو خال صفية بنت حيي بن أخطب أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أمها برة بنت سموال، وهو الذي طلق امرأته ثلاثاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير، وطلقها قبل أن يدخل بها، فأرادت الرجوع إلى رفاعة، فسألها النبي، فذكرت أن عبد الرحمن لم يمسها. قال: " فلا ترجعي إلى رفاعة حتى تذوقي عسيلته " ، واسم المرأة: تميمة بنت وهب، سماها القعنبي، وقيل في اسمها غير ذلك.
روى أبو عمر وابن منده عن رفاعة في هذه الترجمة أنه قال: نزلت هذه الآية " ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون " في وفي عشرة من أصحابي.

وأما أبو نعيم، فأخرج هذا الحديث في ترجمة أخرى، وهي: رفاعة بن قرظة، ويرد ذكرها إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
سوال: بكسر السين وسكون الميم. والزبير: بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة.

رفاعة بن عبد المنذر.
ع س، رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن دينار الأنصاري، عقبي، بدري.
روى أبو نعيم وأبو موسى بإسنادهما، عن عروة فيمن شهد العقبة من الأنصار، ثم من بني ظفر، واسم ظفر كعب بن الخزرج: رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن دينار بن زيد بن أمية ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، وقد شهد بدراً.
وأخرج أبو نعيم وأبو موسى أيضاً، عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدراً، من الأنصار، من الأوس، ثم من بني عمرو بن عوف، من بني أمية بن زيد: رفاعة بن عبد المنذر.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: ذكا أورده أبو نعيم في ترجمة مفردة، عن أبي لبابة، وتبعه أبو زكرياء بن منده، وإنما فرق بينهما لأن أبا لبابة قيل لم يشهد بدراً، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رده من الطريق، لما سار إلى بدر، وأمره على المدينة، وضرب له بسهمه، وهذا الرجل الذي في هذه الترجمة ذكر عروة بن الزبير وابن شهاب أنه شهد بدراً، وهذا يحتمل أن يحتمل أن من قال إنه شهد بدراً أنه أراد حيث ضرب له بسهمه وأجره، فكان كمن شهدها، والله أعلم.
قلت: الحق مع أبي موسى، وهما واحد على قول من يجعل اسم أبي لبابة رفاعة، وسياق النسب يدل عليه، فإن أبا لبابة رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وهو النسب الذي ذكراه في هذه الترجمة، إلا أنهما صفحا زنبر الذي في هذا النسب، وهو بالزاي والنون والباء الموحدة، بدينار، فإن من الناس من يكتب ديناراً بغير ألف، وإذا جعلنا ديناراً بغير ألف زنبراً صح النسب، وصار واحداً، فإنه ليس في الترجمتين اختلاف في النسب إلا هذه اللفظة الواحدة.
وقال أيضاً أبو نعيم، عن عروة في تسمية من شهد بدراً من بني ظفر: رفاعة بن عبد المنذر، وساق النسب كما ذكرناه أولاً، وليس فيه ظفر، وذكر ظفر وهم.
وقد جعل أبو موسى اسم أبي لبابة: رفاعة. وهو أحد الأقوال في اسمه، وأما ابن الكلبي فقد جعل رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر أخا أبي لبابة، وأخا مبشر بن عبد المنذر، وأن رفاعة ومبشر شهدا بدراً وقاتلا فيها، فسمل رفاعة وقتل مبشر ببدر، وأما أبو لبابة فقال: اسمه بشير،وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رده من الطريق أميراً على المدينة. ويصح بهذا القول من جعلهما اثنين، وأن رفاعة شهد بدراً بنفسه، وان أخاه أبا لبابة ضرب له رسول الله بسهمه وأجره، فهو كمن شهدها وما أحسن قول الكلبي عندي، فإنه يجمع بين الأقوال.
ولا شك أن أبا نعيم إنما نقل قوله عن الطبراني، وهو إمام عالم متقن، ويكون قول عروة وابن شهاب إنه شهد بدراً حقيقة لا مجازاً، بسبب أنه ضرب له بسهمه وأجره.
والظاهر من كلام ابن إسحاق موفقة ابن الكلبي، فإنه قال في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ومن بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف: مبشر بن عبد المنذر، ورفاعة بن عبد المنذر، ولا عقب له، وعبيد بن أبي عبيد، ثم قال: وزعموا أن أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب ردهما رسول الله من الطريق، فقد جعل أبا لبابة غير رفاعة، مثل الكلبي.
هذه رواية يونس.
ورواه ابن هشام عن ابن إسحاق فذكر مبشراً، ورفاعة، وأبا لبابة، مثله. وذكره غيرهم قال: وهم تسعة نفر فكانوا مع مبشر ورفاعة وأبي لبابة تسعة. وهذا قول الكلبي صرح به، فظهر بهذا أن الحق مع أبي نعيم، إلا على قول من يجعل رفاعة اسم أبي لبابة، وهم قليل، وقد تقدم في بشير، ويرد في الكنى غن شاء الله تعالى، وبالجملة فذكر دينار في نسبه وهم. والله أعلم.
رفاعة بن عبد المنذر.
ب د ع، رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو ابن عوف بن مالك بن الأوس، أبو لبابة الأنصاري الأوسي، وهو مشهور بكنيته.
وقد اختلف في اسمه فقيل: رافع. وقيل: بشير. وقد ذكرناه في الباء، وقد تقدم الكلام عليه في الترجمة التي قبل هذه، ونذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فرده النبي من الروحاء إلى المدينة أميراً عليها، وضرب له بسهمه وأجره.

روى عنه ابن عمر، وعبد الرحمن بن يزيد، وأبو بكر بن عمرو بن حزم، وسعيد بن المسيب، وسلمان الأغر، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك وغيرهم. وهو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لما حصرهم.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى محمد بن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن معبد بن كعب بن مالك السلمي، قال: ثم بعثوا، يعني بني قريظة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر، وكانوا حلفاء الأوس، نستشيره في أمرنا، فأرسله رسول الله إليهم، فلما رأوا قام إليه الرجال، وجهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه، فرق لهم، وقالوا له: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل على حكم محمد؟ فقال: نعم. وأشار بيده إلى حلقه، إنه الذبح، قال أبو لبابة: فو الله ما زالت قدماي ترجفان حين عرفت أني قد خنت الله ورسوله، ثم انطلق على وجهه، ولم يأت رسول الله حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده، وقال: لا أبرح مكاني حتى يتوب الله علي مما صنعت، وعاهد الله أن لا يطأ بني قريظة أبداً، فلما بلغ رسول الله خبره، وكان قد استبطأه، قال: " أما لو جاءني لاستغفرت له، فإذ فعل أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه " .
قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط أن توبة أبي لبابة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في بيت أم سلمة، فقالت: سمعت رسول الله من السحر وهو يضحك، فقلت: ما يضحكك؟ أضحك الله سنك. فقال: " تيب على أبي لبابة " . فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح أطلقه.
ويرد في الكنى سبب آخر لربطه، فإنهم اختلفوا في ذلك.
قال ابن إسحاق: لم يعقب أبو لبابة.
أخرجه الثلاثة.

رفاعة بن عرابة.
ب د ع، رفاعة بن عرابة، وقيل: عرادة الجهني، ويقال: العذري، يكنى خزامة. روى عنه عطاء بن يسار، مدني، يعد في أهل الحجاز.
روى هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة بن عرابة الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا مضى ثلث الليل ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني أستجيب؟ من ذا الذي يسألني أعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له؟ حتى ينفجر الصبح " .
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن أبي أحمد بن أبي نصر الخطيب بإسناده، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي، قال: حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، هن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة بن عرابة الجهني قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد، أو بقديد، جعل رجال يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم. وذكر الحديث.
أخرجه الثلاثة.
رفاعة بن عمرو الجهني.
ب رفاعة بن عمرو الجهني، شهد بدراً وأحداً، قاله أبو معشر، ولم يتابع عليه.
وقال ابن إسحاق والواقدي وسائر أهل السير: هو وديعة بن عمرو بن يسار بن عوف بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني، حليف بني النجار، من الأنصار، شهد بدراً وأحداً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
رفاعة بن عمرو بن زيد.
ب د ع، رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي.
شهد العقبة وبدراً، وقتل يوم أحد، يكنى أبا الوليد، ويعرف بابن أبي الوليد، لأن جده زيد بن عمرو يكنى أبا الوليد أيضاً، قاله أبو عمر.
وقال أبو نعيم: رفاعة بن عمرو بن نوفل بن عبد الله بن سنان، استشهد يوم أحد، عقبي بدري، وروي هذا عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، وأنه قال: قتل يوم أحد. وروى بإسناده إلى عروة بن الزبير فيمن شهد بدراً والعقبة: رفاعة بن عمرو بن قيس بن ثعلبة بن مالك بن سالم ابن غنم بن عوف بن الخزرج، وخرج مهاجراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما ابن منده فلم ينسبه، إنما أخرجه مختصراً فقال: رفاعة بن عمرو الأنصاري، استشهد يوم أحد، روى ذلك عن ابن إسحاق.
رفاعة بن قرظة.
ع س، رفاعة بن قرظة القرظي.

أخبرنا الحافظ أبو موسى كتابة قال: أخبرنا أبو غالب الكوشيدي، ونوشروان بن شهرزاد قالا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة ح قال أبو موسى: واخبرنا أبو علي. يعني الحداد، أخبرنا أبو نعيم، قالا: أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي، أخبرنا حماد بن سلمة زاد ابن ريذة عن الطبراني قال: وحدثنا الحضرمي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا الأسود بن عامر شادان، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة أن رفاعة القرظي، وفي رواية الحضرمي، أن رفاعة بن قرظة قال: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم " ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون " : القصص51.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: أخرجه ابن منده في رفاعة بن سموال، وفرق الطبراني وغيره بينهما.

رفاعة بن مبشر.
ب رفاعة بن مبشر بن الحارث الأنصاري الظفري، شهد أحداً مع أبيه مبشر.
أخرجه أبو عمر كذا مختصراً.
رفاعة بن مسروح.
ب د ع، رفاعة بن مسروح. وقيل: رفاعة بن مشمرح الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، حليف لبني عبد شمس، قتل يوم خيبر شهيداً.
أخرجه الثلاثة.
رفاعة بن وقش.
ب د ع س، رفاعة بن وقش، وقيل: قيس. والأكثر وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبيد الأشهل الأنصاري الأشهلي.
استشهد يوم أحد، وهو شيخ كبير، وهو أخو ثابت بن وقش، قتلا جميعاً بأحد، قتل رفاعة خالد بن الوليد قبل أن يسلم.
أخرجه الثلاثة. واستدركه أبو موسى على ابن منده وقال: ذكر في ترجمة أخيه ثابت بن وقش، وليس لاستدراكه وجه، فإن ابن منده أخرجه ترجمة مفردة، عن أخيه، وقال ما اخبرنا به عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من قتل من الأنصار يوم أحد. ورفاعة بن وقش. ذكره بعد ذكر أخيه ثابت. والله أعلم.
رفاعة بن وهب.
س رفاعة بن وهب بن عتيك. روى بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، في قوله تعالى: " فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره " نزلت في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضيري، كانت تحت رفاعة بن وهب بن عتيك، وهو ابن عمها، فطلقها طلاقاً بائناً، وتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي، ثم طلقها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله، إن زوجي طلقني قبل أن يمسني، فأرجع إلى ابن عمي زوجي الأول؟ فقال النبي: " لا، حتى يكون مس " . فلبثت ما شاء الله، ثم أتت النبي فقالت: يا رسول الله، إن زوجي الذي تزوجني بعد زوجي الأول كان قد مسني، فقال النبي: " كذبت بقولك الأول فلن أصدقك في الآخر " ، فلبثت ما شاء الله، ثم قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فاتت أبا بكر فقالت: يا خليفة رسول الله، أرجع إلى زوجي الأول فإن الآخر قد مسني. فقال لها أبو بكر: قد عهدت رسول الله حين قال لك، وشهدته حين أتيته، وعلمت ما قال لك، فلا ترجعي إليه، فلما قبض أبو بكر رضي الله عنه أتت عمر بن الخطاب، فقال لها: لئن أتيتني بعد مرتك هذه لأرجمنك، وكان فيها نزل: " فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره " : البقرة 230، فيجامعها.
أخرجه أبو موسى قال: أورد هذه القصة أبو عبد الله، يعني ابن منده، في رفاعة بن سموال، وفرق بينهما ابن شاهين، والظاهر أنهما واحد، وأما المرأة فقيل: اسمها تميمة، وقيل: سهيمة، وأميمة، والرميصاء، والغميصاء، وعائشة، والله أعلم.
رفاعة بن يثربي.
ب د ع، رفاعة بن يثربي، أبو رمثة التميمي، من تيم الرباب، قاله أبو نعيم. وقال أبو عمر وابن منده: التميمي من تميم. عداده في أهل الكوفة. وقيل: اسم أبي رمثة حبيب، وقد تقدم ذكره. قاله أحمد بن حنبل. وقال يحيى بن معين: يثربي بن عوف، وقيل: خشخاش.
روى عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيته قال لأبي: " هذا ابنك " ؟ قال: إي ورب الكعبة أشهد به. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً من ثبت شبهي بأبي، ومن حلف أبي، ثم قال: :أما إنه لا يجني عليك، ولا تجني عليه " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولا وازرة وزر أخرى " : الأنعام 164، ثم إلى مثل السلعة بين كتفيه، فقال: يا رسول الله، إني طبيب الرجال، ألا أعالجها؟ قال: " طبيبها الذي وضعها " .

رواه عبد الملك بن عمر الشيباني، والثوري، والمسعودي، وعلي بن صالح، كلهم عن إياد بن لقيط.
أخرجه الثلاثة.

رفاعة.
س رفاعة. غير منسوب، وهو من أصحاب الشجرة.
روى عبد الكريم أبو أمية، عن أبي عبيدة بن رفاعة، عن أبيه، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال كبر، وقال: " هلال خير ورشد، آمنت بخالقك ثلاثاً " .
أخرجه أبو موسى وقال: هكذا أورده أبو نعيم في ترجمة رفاعة بن رافع، ولا نعلم لرفاعة بن رافع ابناً يقال له: أبو عبيدة، وإنما له عبيد بن رفاعة، والظاهر أنه غيره. والله أعلم.
قلت: وقد روى هذا الحديث الأمير أبو نصر، من حديث يحيى بن أبي كثير، عن عبد الرحمن ابن خضير الهنائي، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، وكان من أصحاب الشجرة، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: " اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان " .
كذا رواه محمد بن إبراهيم الشافعي، عن الكديمي، عن يحيى. قال: ورواه أحمد بن محمد بن زياد القطان، عن الكديمي فقال: عبد الرحمن بن حضين، بحاء وضاد معجمة ونون.
ورواه عن الكديمي بن مالك القطيعي فقال: حصين، بحاء وصاد مهملتين، قال: والصواب خضير، بخاء وضاد معجمتين وبالراء، فهذه الرواية تؤيد قول أبي نعيم، والله أعلم.
رفاعة.
د ع، رفاعة، غير منسوب، روى عنه أبو سلمة أنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أطوف في الناس فأنادي: " لا ينتدبن أحد في المقير " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم هكذا.
رفيع أبو العالية.
د ع، رفيع أبو العالية الرياحي. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: اسمه زياد بن فيروز، مولى بني رياح، قاله أبو نعيم. قال أبو خلدة خالد بن دينار: سألت أبا العالية الرياحي: أدركت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، جئت بعده بسنتين، أو ثلاث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: قوله إن اسم أبي العالية زياد، وهم منه، إنما زياد لن فبروز آخر، وهما من كبار التابعين، وكنيته أيضاً أبو العالية، وهو البراء، وهو غير أبي العالية الرياحي، والله أعلم.
باب الراء مع القاف
رقاد بن ربيعة.
د ع، رقاد بن ربيعة العقيلي. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
روى يعلى بن الأشدق قال: أدركت عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم رقاد بن ربيعة، قال: أخذ منا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم من المائة الشاة، فإن زادت فشاتين، وذكر الإبل.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
ربيعة بن عقيبة.
د ع، رقيبة بن عقيبة، كذا روي على الشك، وهو مجهول.
روى يزيد بن حبيبة قال: جاء رقيبة بن عقيبة، أو عقيبة بن رقيبة، إلى النبي صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من رجب يودعه. فقال: " اين تريد " ؟ قال: أرد سفراً، قال: " تريد أن تمحق ربحك وتخسر وتمحق بركتك " ؟! قال: وما ذاك أريد يا رسول الله قال: " قم حتى يهل الهلال، وتخرج يوم الاثنين أو يوم الخميس، وعليك بالدلجات، فإن لله فيه ملائكة موكلين بالسيارة " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
رقيم بن ثابت بن ثعلبة.
ب د ع، رقيم بن ثابت بن ثعلبة بن زيد بن لوذان بن معاوية، أبو ثابت الأنصاري الأوسي، نسبه كذا أبو نعيم وابن منده.
وقال ابن الكلبي وابن حبيب: هو رقيم بن ثابت بن ثعلبة بن أكال بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم المعاوي، وهو من قبيلة النعمان بن زيد بن أكال الذي أسره أبو سفيان بن حرب، وكان خرج حاجاً أو معتمراً، ففداه بابنه عمرو بن أبي سفيان، وقتل يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ابن إسحاق وعروة وابن شهاب.
أخرجه الثلاثة.
باب الراء والكاف
ركانة بن عبد يزيد.
ب د ع، ركانة بن عبد بن يزيد ين هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي المطلبي. وكان يقال لأبيه عبد يزيد: المحض لا قذى فيه، لأن أمه الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف، وأباه هاشم بن المطلب.
وهذا ركانة هو الذي صارعه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثاً، وكان من أشد قريش، وهو من مسلمة الفتح، وهو الذي طلق امرأته سهيمة بنت عويمر بالمدينة.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا هناد، حدثنا قبيصة، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن يزيد بن ركانة. عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول صلى الله عليه وسلم، إني طلقت امرأتي البتة. فقال: " ما أردت بها " ؟ قال: واحدة. قال: " الله " ، قال: " الله " ؟ قال: " الله " ، قال: " فهو كما أردت " .
وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، منها: حديثه في مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم. وأنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يريه آية ليسلم، وقريب منهما شجرة ذات فروع وأغصان، فأشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: " أقبلي بإذن الله " . فانشقت باثنتين، فأقبلت على نصف شقها وقضبانها حتى كانت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانشقت له ركانة: أريتني عظيماً، فمرها فلترجع، فاخذ عليه النبي صلى الله عليه وسلم العهد لئن أمرها فرجعت ليسلمن، فأمرها فرجعت حتى التأمت مع شقها الآخر، فلم يسلم، ثم أسلم بعد، ونزل المدينة، وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقاً.
ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لكل دين خلقاً، وخلق هذا الدين الحياء " .
وتوفي ركانة في خلافة عثمان، وقيل: توفي سنة اثنتين وأربعين.
أخرجه الثلاثة.

ركانة أبو محمد.
د ع، ركانة أبو محمد، غير منسوب. قال ابن منده: فرق ابن أبي داود بينه وبين الأول، قال: وأراهما واحداً. وروى بإسناده عن أبي جعفر محمد بن ركانة، عن أبيه ركانة قال: صارعت النبي صلى الله عليه وسلم فصرعني.
قال أبو نعيم: فرق المتأخر بينه وبين الأول، وما أراه إلا المتقدم، ولا مطعن على ابن منده في هذا، فإنه أحال بقوله على ابن أبي داود، وقال: أراهما واحداً، فأي مطعن أورد عليه!.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
ركب المصري.
ب د ع، ركب المصري. غير منسوب، وهو مجهول، لا تعرف له صحبة، قاله ابن منده.
وقال أبو عمر: هو كندي، له حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس بمشهور في الصحابة، وقد أجمعوا على ذكره فيهم. روى عنه نصيح العبسي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طوبى لمن تواضع من غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسكنة، وأنفق مالاً جمعه من غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله " .
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن حسنون، أخبرنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن الدقاق، أخبرنا القاضي أبو القاسم الحسن بن علي بن المنذر، أخبرنا أبو صفوان البرذعي، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرنا مهدي بن حفص، أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن مطعم بن المقدام، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي، عن نصيح العبسي، عن ركب المصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله " .
أخرجه الثلاثة.
باب الراء والواو
روح بن زنباع.
ب د ع، روح بن زنباع بن روح بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية بن امرئ القيس بن حمانة بن وائل بن مالك بن زيد مناة بن أفصى بن سعد بن دبيل بن إياس بن حرام، أبو زرعة الجذامي.
قال ابن منده وأبو نعيم: لا تصح له صحبة، ولأبيه زنباع رؤية.
قال أبو عمر: قال أحمد بن زهير: وممن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من جذام: روح بن زنباع، ومولى لروح يقال له: حبيب. ولم يذكر أحمد بن زهير لروح حديثاً، وإنما يروي أن أباه زنباعاً قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، وأما روح فلا تصح له صحبة.
وقال مسلم بن الحجاج في الأسماء والكنى: أبو زرعة روح بن زنباع الجذامي، له صحبة، وذكره ابن أبي حاتم وأبوه في التابعين، وقالا: روي عن عبادة بن الصامت. روى عنه شرحبيل بن مسلم، ويحيى بن أبي عمرو الشيباني، وعبادة بن نسي.
قال أبو عمر: ولا أرى له صحبة، ولا رواية إلا عن الصحابة منهم: تميم الداري، وعبادة بن الصامت، روى عن تميم حديثاً في فضل رباط الخيل في سبيل الله، وقد ذكرناه في تميم.

وكان خصيصاً بعبد الملك بن مروان، قال عبد الملك: جمع روح طاعة أهل الشام، ودهاء أهل العراق، وقفه أهل الحجاز.
وروي أن روحاً كانت له مزرعة إلى جانب مزرعة الوليد بن عبد الملك، فشكا وكلاء روح إليه من وكلاء الوليد، فشكا ذلك روح إلى الوليد، فلم يشكه، فذكر ذلك روح لعبد الملك بن مروان، والوليد حاضر، فقال عبد الملك: ما يقول روح يا وليد؟ قال: كذب يا أمير المؤمنين، فقال روح: غيري والله أكذب، فقال الوليد: لأسرعت خيلك يا روح. قال: نعم. كان أولها بصفين، وآخرها بمرج راهط. وقام مغضباً، فقال عبد الملك للوليد: بحقي عليك لما أتيته فترضيته ووهبت المزرعة له، فخرج الوليد يريد روحاً، فقيل لروح: هذا ولي العهد قد أتاك. فخرج يستقبله، فوهب له المزرعة.
وروى روح عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الإيمان يمان حتى جذام، وبارك الله في جذام " .
أخرجه الثلاثة.

روح بن سيار.
د ع، روح بن سيار، أو سيار بن روح، قال مسلم بن زياد القرشي رأيت أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم: أنس بن مالك، وفضالة بن عبيد، وروح بن سيار، أو سيار بن روح، وأبو المنيب، يلبسون العمائم، ويرخون من خلفهم، وثيابهم إلى الكعبين.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
رومان الرومي.
ب د ع، رومان الرومي، وهو سفينة مولى أم سلمة، وولاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو من سبي بلخ، وقد اختلف في اسمه، فقيل: رومان، وقيل غير ذلك، ويورد في ترجمة سفينة.
قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وذكر أنه من سبي بلخ، ونسبه إلى الروم، والروم وبلخ لم يفتحا في زمن النبي، فكيف يسبى منهما!!.
أخرجه الثلاثة.
رومان بن بعجة.
س رومان بن بعجة. قال أبو موسى: ذكره ابن شاهين، وروى عن ابن إسحاق، عن حميد بن رومان بن بعجة بن زيد بن عميرة بن معبد الجذامي، عن أبيه، قال: وفد رفاعة بن زيد الجذامي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب له كتاباً: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد، إني بعثته إلى قومه يدعوهم إلى الله عز وجل وإلى رسوله، فمن اقبل فمن حزب الله، ومن أدبر فله أمان شهرين " .
أخرجه أبو موسى وقال: أورده أبو عبد الله بخلاف هذا في ترجمة رفاعة بن زيد.
رويبة والد عمارة.
س، رويبة والد عمارة بن رويبة. روى رقبة بن مصقلة، عن عبد الملك بن عمير، عن عمارة بن رويبة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن يلج النار من يصلي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " .
وروى خالد الطحان، عن عاصم الأحول، عن عمارة بن رويبة، عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بإصبعه هكذا.
أخرجه أبو موسى، وقال: هذان الحديثان محفوظان عن عمارة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس لأبيه ذكر فيهما.
رومة الغفاري.
د رومة الغفاري، صاحب بئر رومة.
روى عبد الرحمن المحاربي، عن أبي مسعود، عن أبي سلمة، عن بشير بن بشير الأسلمي، عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة، استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها: رومة. كان يبيع منها القربة بالمد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بعينها بعين في الجنة " . فقال: يا رسول الله، ليس لي ولا لعيالي غيرها، ولا أستطيع ذلك. فبلغ قوله عثمان بن عفان، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتجعل لي مثل ما جعلت لرومة، عيناً في الجنة إن اشتريتها؟ قال: " نعم " . قال: قد اشتريتها، وجعلتها للمسلمين.
أخرجه ابن منده.
رويفع بن ثابت بن سكن.
ب د ع، رويفع بن ثابت بن سكن بن عدي بن حارثة من بني مالك بن النجار.
يعد في المصريين، قال الليث بن سعد: في سنة ست وأربعين أمر معاوية رويفع بن ثابت على طرابلس مدينة بالمغرب، فغزا إفريقية سنة سبع وأربعين.
روي عنه حنش الصنعاني، ووفاء بن شريح، وشييم بن بيتان، وشيبان القتباني.
روى أبو مرزوق ربيعة بن أبي سليم مولى عبد الرحمن بن حسان التجيبي، أنه سمع حنشاً الصنعاني، عن رويفع بن ثابت في غزوته بالناس قبل المغرب يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة خيبر: " إنه بلغني أنكم تبتاعون المثقال بالنصف والثلثين، إنه لا يصلح المثقال إلا بالمثقال، والوزن بالوزن " .

أخبرنا يعيش بن علي بن صدقة أبو القاسم الفقيه، بإسناده إلى أبي عبد الرحمن أحمد شعيب قال: أخبرنا محمد بن سلمة، أخبرنا ابن وهب، عن حيوة بن شريح، وذكر آخر قبله، عن عياش بن عباس أن شييم بن بيتان حدثه أنه سمع رويفع بن ثابت يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا رويفع بن ثابت، لعل الحياة أن تطول بك بعدي فاخبر الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلد وتراً، أو استنجى برجيع درابة، أو عظم، فإن محمداً منه بريء " .
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق مولى تجيب، عن حنش الصنعاني قال: غزونا مع رويفع بن ثابت المغرب، فافتتح قرية يقال لها: حربة. فقام خطيباً، فقال: لا أقول فيكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فينا يوم خيبر: " لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي ثيباً حتى يستبرئها، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنماً حتى يقسم، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يركب دابةً من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يلبس ثوباً من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده " .
قيل: إنه مات بالشام، وقيل: ببرقة، وقبره بها.
أخرجه الثلاثة.

رويفع مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
ب رويفع، مولى النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو عمر مختصراً، وقال: لا علم له رواية.
وقال أبو أحمد العسكري: كان له يعمي لأبي رويفع ولد بالمدينة فانقرضوا، ولا عقب له.
رئاب المزني.
ع س، رئاب المزني، جد معاوية بن قرة.
روى الفضيل بن طلحة، عن معاوية بن قرة قال: كنت مع أبي حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فوجده محلول الإزار، فادخل يده في جيبه، فوضع يده على الخاتم.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى وقال: واختلف في اسم والد قرة، فقيل: إياس، وقيل الأغر. وقيل: ورئاب في أجداده، والله أعلم.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، قلت: تقدم في إياس بن رئاب كلام أبي نعيم على ابن منده، وجعل الصحبة لولده قرة بن إياس، وقال: هو قرة بن إياس بن هلال بن رئاب، ففي إياس بن رئاب لم يجعل إياساً صحابياً، وجعل الصحبة لولده قرة، وها هنا جعل رئاباً جد إياس صحابياً، وهذا من أغرب القول، والذي أظنه أن الترجمتين: ترجمة إياس بن رئاب، وترجمة رئاب، لا تصح لهما صحبة، والله أعلم، ولم ينبه أبو موسى عليه وقد تقدم في إياس سياق نسبه، ففيه كفاية، فلا نطول بذكره، والله أعلم.
رئاب بن حنيف.
رئاب بن حنيف بن الحارث بن أمية بن زيد.
شهد بدراً، وقتل يوم بئر معونة شهيداً، قاله الغساني عن العدوي.
رئاب بن مهشم.
رئاب بن سعيد بن سهم القرشي السهمي. مذكور في حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وقد ألحق في بعض نسخ الاستيعاب.
آخر الجزء الأول من كتاب معرفة الصحابة لابن الأثير، والحمد لله وحده وصلواته وسلامه على سيدنا محمد، نبيه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وآل كل منهم وسائر الصالحين وحسبنا الله ونعم الوكيل، علق لنفسه محمد بن أحمد بن علي العمري عفا الله عنهم أجمعين، وكان الفراغ من تعليقه في عشية يوم السبت الثالث من شهر الله المحرم عام اثنين وعشرين وسبعمائة يتلوه من أول الجزء الثاني حرف الزاي باب الزاي مع الألف.
باب الزاي
باب الزاي والألف
زارع بن عامر.
ب د ع، زارع بن عامر العبدي، من عبد القيس، كنيته أبو الوازع، وقيل: هو زارع بن زارع. والأول أصح، وله ابن يسمى الوازع، به كان يكنى.
روى أبو داود الطيالسي، عن مطر بن الأعنق، عن أم أبان بنت الوازع بن الزارع: أن جدها وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشج العصري، ومعه ابن له مجنون أبو ابن أخت له، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، إن معي ابناً لي، أو ابن أخت لي، مجنوناً، أتيتك به لتدعو الله. فقال: " ائتني به " . فأتاه به فدعا له فبرأ، فلم يكن في الوفد من يفضل عليه. وروت عنه أيضاً حديثاً طويلاً أحسنت سياقته.
أخرجه الثلاثة.
زاهر بن الأسود.

ب د ع، زاهر بن الأسود بن حجاج بن قيس بن عبد بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي، أبو مجزأة، كان ممن بايع تحت الشجرة، وسكن الكوفة، قال الواقدي: كان من أصحاب عمرو بن الحمق الخزاعي.
أخبرنا مسمار بن عمرو بن العويس النيار ومحمد بن محمد بن سرايا وغيرهما بإسنادهم إلى أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، اخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا أبو عامي، حدثنا إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر الأسلمي، عن أبيه، وكان ممن شهد الحديبية، قال: إني لأوقد تحت القدور بلحوم الحمر إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رسول الله ينهاكم عن لحوم الحمر. وله حديث في صوم يوم عاشوراء.
أخرجه الثلاثة.

زاهر بن حرام.
ب د ع، زاهر بن حرام الأشجعي. شهد برداً مع النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني إجازة، اخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا الحافظ أبو نعيم، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر عن ثابت، عن أنس ح قال سليمان: وحدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا فياض، أخبرنا رافع بن سلمة، قال: سمعت أبي يحدث سالم، عن رجل من أشجع يقال له: زاهر بن حرام، له صحبة، أنه كان من أهل البادية، وكان يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هدية البادية، فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن زاهراً أباديتنا ونحن حاضرته " .
قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان رجلاً دميماً، فأتاه النبي يوماً وهو يبيع متاعاً له في السوق، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت، فعلاف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدره حين عرفه، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من يشتري العبد " ؟ فقال: يا رسول الله، إذن والله تجدني كاسداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكن أنت عند الله غال " . لفظ عبد الرزاق.
أخرجه الثلاثة.
زائدة بن حوالة.
ب زائدة بن حوالة، وقيل: مزيدة بن حوالة العنزي. روى عنه عبد الله بن شقيق.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
باب الزاي والباء
زبان بن قيسور.
ب س، زبان وقيل: زبان بن قيسور. وقيل: ابن قسور. الكلفي.
روى إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن زبان، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بوادي الشوحط. وروى حديثاً كثير الغريب في ألفاظه، وهو إسناد ضعيف ليس دون إبراهيم بن سعد من يحتج به.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
قال ابن ماكولا: ذكره عبد الغني ويحيى بن علي الحضرمي في زبار، آخره راء، وقال الدارقطني: آخره نون.
الزبرقان بن أسلم.
د ع، الزبرقان بن أسلم، من آل ذي لعوة.
روى أبو وائل شقيق بن سلمة قال: برز الحسين بن علي رضي الله عنهما فنادى: هل من مبارز؟ فأقبل رجل من آل ذي لعوة، اسمه الزبرقان بن أسلم، وكان شديد البأس فقال: ويلك، من أنت؟ فقال: أنا الحسين بن علي. فقال له الزبرقان: انصرف يا بني فإني والله لقد نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً من ناحية قباء على ناقة حمراء وإنك يومئذ قدرامه، فما كنت لألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدمك، فانصرف الزبرقان وهو يقول أبياتاً من شعره.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: لا تصح له صحبة.
الزبرقان بن بدر.
ب د ع، الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، يكنى أبا عياش، وقيل: أبو شذرة، واسمه الحصين. وقد تقدم في الحصين، وإنما قيل له الزبرقان لحسنه، والزبرقان القمر، وقيل: إنما قيل له ذلك لأنه لبس عمامة مزبرقة بالزعفران. وقيل: كان اسمه القمر، والله أعلم.

نزل البصرة، وكان سيداً في الجاهلية عظيم القدر في الإسلام، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، منهم: قيس بن عاصم المنقري وعمرو بن الأهتم، وعطارد بن حاجب، وغيرهم، فأسلموا. وأجازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم، وذلك سنة تسع، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن الأهتم عن الزبرقان بن بدر فقال: مطاع في أدنية شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره، قال الزبرقان: والله لقد قال ما قال وهو يعلم أني أفضل مما قال. قال عمرو: إنك لزمر المروءة، ضيق العطن، أحمق الأب، لئيم الخال. ثم قال: يا رسول الله، لقد صدقت فيهما جميعاً، أرضاني فقلت بأحسن ما أعلم فيه، وأسخطني فقلت بأسوأ ما أعلم فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من البيان لسحراً " .
وكان يقال للزبرقان: قمر نجد، لجماله. وكان ممن يدخل مكة متعمماً لحسنه، وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات قومه بني عوف، فأداها في الردة إلى أبي بكر، فأقره أبو بكر على الصدقة لما رأى من ثباته على الإسلام وحمله الصدقة إليه حين ارتد الناس، وكذلك عمر بن الخطاب.
قال رجل في الزبرقان من النمر بن قاسط، يمدحه، وقيل، قالها الحطيئة: الوافر:
تقول خليلتي لما التقينا ... سيدركنا بنو القرم الهجان.
سيدركنا بنو القمر بن بدر ... سراج الليل للشمس الحصان.
فقلت: ادعي وأدعو إن أندى ... لصوت أن ينادي داعيان.
فمن يك سائلاً عني فإني ... أنا النمري جار الزبرقان.
وكان الزبرقان قد سار إلى عمر بصدقات قومه، فلقيه الحطيئة ومعه أهله وأولاده يريد العراق فراراً من السنة وطلباً للعيش، فأمره الزبرقان أن يقصد أهله وأعطاه أمارة يكون بها ضيفاً له حتى يلحق به، ففعل الحطيئة، ثم هجاه الحطيئة بقوله: البسيط:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي.
فشكاه الزبرقان إلى عمر، فسأل عمر حسان بن ثابت عن قوله إنه هجو، فحكم أنه هجو له وضعة فحبسه عمر في مطمورة حتى شفع فيه عبد الرحمن بن عوف والزبير، فأطلقه بعد أن أخذ عليه العهد أن لا يهجو أحداً أبداً، وتهدده إن فعل، والقصة مشهورة، وهي أطول من هده، وللزبرقان شعر فمنه قوله: البسيط:
نحن الملوك فلا حي يقاربنا ... فينا العلاء وفينا تنصب البيع.
ونحن نطعمهم في القحط ما أكلوا ... من العبيط إذا لم يونس القزع.
وننحر الكوم عبطاً في أرومتنا ... للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا.
تلك المكارم حزناها مقارعةً ... إذا الكرام على أمثالها اقترعوا.
أخرجه الثلاثة.

زبيب بن ثعلبة.
ب د ع، زبيب بن ثعلبة بن عمرو بن سواء بن نابي بن عبدة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه ووجهه وصدره، وقيل: هو أحد الغلمة الذين أعتقهم عائشة، كان ينزل البادية على طريق الناس بين الطائف والبصرة.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة الصوفي بإسناده إلى سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا عمار بن شعيث بن عبد الله بن زبيب، عن أبيه، عن جده زبيب قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى بني العنبر فأخذوهم بركبة، من ناحية الطائف، فاستاقوهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم قال زبيب: فركبت بكرةً لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبقتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: السلام عليك، يا نبي الله، ورحمة الله وبركاته، أتانا جندك فأخذونا، وقد كنا أسلمنا وخضرمنا آذان النعم. فلما قدم بنو العنبر قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم: " هل لكم بينة على أنكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا في هذه الأيام " . قلت: نعم. قال: " من بينتك " ؟ قلت: سمرة رجل من بلعنبر، ورجل آخر سماه له. فشهد الرجل وأبى سمرة أن يشهد، فقال: " شهد لك واحد فتحلف مع شاهدك " ؟ فاستحلفني، فحلفت له بالله لقد أسلمنا يوم كذا وخضرمنا آذان النعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اذهبوا فقاسموهم أنصاف الأموال، ولا تسبوا ذراريهم، لولا أن الله تعالى لا يحب ضلالة العمل ما رزيناكم عقالا " .
أخرجه الثلاثة.

شعيث: آخره ثاء مثلثة، وعبدة: بضم العين وتسكين الباء الموحدة، وزبيب بضم الزاي، وفتح الباء الموحدة، وبعدها ياء ساكنة تحتها نقطتان، وبعدها باء موحدة ثانية.
وخضرمنا آذان النعم: هو قطعها، وكان أهل الجاهلية يخضرمون آذان نعمهم. فلما جاء الإسلام أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخضرموا في غير الموضع الذي خضرم فيه أهل الجاعلية، وقد تقدم في رديح، ويرد في زخى، أن زبيباً كان من جملة الغلمة الذين أعتقهم عائشة.

الزبير بن عبد الله.
ب س، الزبير بن عبد الله الكلابي، من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قال أبو عمر: لا أعلم له لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه أدرك الجاهلية، وعاش إلى خلافة عثمان.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا الحافظ أبو نصر أحمد بن عمر المعروف بالغازي بقراءتي عليه، أخبرنا إسماعيل بن زاهر بنيسابور، أخبرنا أبو الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن دستويه، أخبرنا يعقوب بن سفيان، أخبرنا صفوان بن صالح، أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا أسيد الكلابي: أنه سمع العلاء بن الزبير يحدث عن أبيه قال: رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس، كل ذلك في خمس عشرة سنة.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، وقال أبو موسى: ذكره يعقوب بن سفيان فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وترجم عليه: الزبير الكلابي، ولم ينسبه.
الزبير بن عبيدة.
ب د ع، الزبير بن عبيدة الأسدي، من أسد بن خزيمة، من المهاجرين الأولين.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: ثم قدم المهاجيون أرسالاً، يعني إلى المدينة، وقال: وكان بنو غنم بن دودان بن أسد أهل إسلام، قد أو أوعبوا إلى المدينة هجرةً، رجالهم ونساؤهم، وذكر جماعة منهم، وقال: والزبير بن عبيدة وتمام بن عبيدة.
قال أبو عمر: ممن هاجر إلى المدينة مع رسول الله: الزبير بن عبيدة، وأخواه تمام وسخبرة ابنا عبيدة، ولم يذكر تماماً في التاء.
أخرجه الثلاثة.
الزبير بن العوام.
ب د ع، الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الأسدي، يكنى أبا عبد الله، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو ابن عمة رسول الله، وابن أخي خديجة بنت خويلد زوج النبي، وكانت أمه تكنيه أبا الطاهر، بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب، واكتنى هو بأبي عبد الله، بابنه عبد الله، فغلبت عليه.
وأسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، قاله هشام بن عروة. وقال عروة: اسلم الزبير وهو ابن اثنتي عشرة سنة، رواه أبو الأسود عن عروة. وروى هشام بن عروة عن أبيه: أن الزبير أسلم وهو ابن ست عشرة سنة. وقيل: أسلم وهو ابن ثماني سنين، وكان إسلامه بعد أبي بكر رضي الله عنه بيسير، كان رابعاً أو خامساً في الإسلام.
وهاجر إلى الحبشة وإلى المدينة، وآخى رسول الله بينه وبين عبد الله بن مسعود، لما آخى بين المهاجرين بمكة، فلما قدم المدينة وآخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش.
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا زكرياء بن عدي، أخبرنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، ولا إخاله يتهم علينا، قال: أصاب عثمان الرعاف سنة الرعاف، حتى تخلف عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش فقال: استخلف. قال: وقالوه؟ قال: نعم. قال: من هو؟ قال: فسكت. ثم دخل عليه رجل آخر فقال مثل ما قاله الأول، ورد عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان: الزبير بن العوام؟ قال: نعم. قال: أما والذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم ما علمت وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبيد الله وغير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثنا هناد، أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فقال: " بأبي وأمي " .

قال: وأخبرنا أبو عيسى، أخبرنا أحمد بن منيع، أخبرنا معاوية بن عمر، وأخبرنا زائدة، عن عاصم، عن زر، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي حوارياً وحواري الزبير بن العوام " .
وروى عن جابر نحوه، وقال أبو نعيم: قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب، لما قال: " من أتينا بخبر القوم " ، قال الزبير: أنا. قالها ثلاثاً، والزبير يقول: أنا.
قال: وأخبرنا أبو عيسى، أخبرنا قتيبة، أخبرنا حماد بن زيد، عن صخر بن جويرية، عن هشام بن عروة قال: أوصى الزبير إلى ابنه عبد الله صبيحة الجمل، فقال: ما مني عضو إلا قد جرح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى ذلك إلى فرجه.
وكان الزبير أول من سل سيفاً في الله عز وجل، وكان سبب ذلك أن المسلمين لما كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وقع الخبر أن النبي قد أخذه الكفار، فأقبل الزبير يشق بسيفه، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فقال له: " ما لك يا زبير " ؟ قال: أخبرت أنك أخذت. فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له ولسيفه.
وسمع ابن عمر رجلاً يقول: أنا ابن الحواري. قال: إن كنت ابن الزبير وإلا فلا.
وشهد الزبير بدراً ومان عليه عمامة صفراء معتجراً بها فيقال: إن الملائكة نزلت يومئذ على سيماء الزبير.
وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحداً والخندق والحديبية وخيبر والفتح وحنيناً والطائف، وشهد فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، قال أخبرنا أبو العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو خثيمة خثيمة بن سليمان بن حيدرة، أخبرنا إسماعيل بن زكرياء، عن النضر أبي عمر الخزاز، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتفض حراء قال: " اسكن حراء، فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد " . وكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، وعبد الرحمن، وسعد، وسعيد بن زيد.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا سفيان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير بن العوام، عن أبيه، قال: لما نزلت: " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " : التكاثر8، قال الزبير: يا رسول الله، وأي النعيم نسأل عنه، وإنما هما الأسودان: التمر والماء؟ قال: " أما إنه سيكون " .
قيل: كان للزبير ألف مملوك، يؤدون إليه الخراج، فما يدخل إلى بيته منها درهماً واحداً، كان يتصدق بذلك كله، ومدحه حسان ففضله على الجميع فقال: الطويل:
أقام على عهد النبي وهديه ... حوارية والقول بالفعل يعدل.
أقام على منهاجه وطريقه ... يوالي ولي الحق والحق أعدل.
هو الفارس المشهور والبطل الذي ... يصول إذا ما كان يوم محجل.
وإن امرأ كانت صفية أمه ... ومن أسد في بيته لمرفل.
له من رسول الله قربى قريبه ... ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل.
فكم كربة ذب الزبير بسيفه ... عن المصطفى، والله يعطي ويجزل.
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها ... بأبيض سباق إلى الموت يرقل.
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل.
وقال هشام بن عروة: أوصى إلى الزبير سبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم: عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، والمقداد، وابن مسعود، وغيرهم. وكان يحفظ على أولادهم مالهم، وينفق عليهم من ماله.

وشهد الزبير الجمل مقاتلاً لعلي، فناداه علي ودعاه، فانفرد به وقال له: أتذكر إذا كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إلي وضحك وضحكت فقلت أنت: لا يدع ابن أبي طالب زهوة فقال: " ليس بمزه، ولتقاتلنه وأنت له ظالم " ، فذكر الزبير ذلك، فانصرف عن القتال، فنزل بوادي السباع، وقام يصلي فأتاه ابن جرموز فقتله؟ وجاء بسيفه إلى علي فقال: إن هذا سيف طالما فرج الكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
وكان قتله يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين، وقيل: إن ابن جرموز استأذن على علي، فلم يأذن له، وقال للآذن: بشره بالنار، فقال: المتقارب:
أتيت علياً برأس الزبي ... ر أرجو لديه به الزلفه.
فبشر بالنار إذا جئته ... فبئس البشارة والتحفه.
وسيان عندي قتل الزبير ... وضربه عنز بذي الجحفه.
وقيل: إن الزبير لما فارق الحرب وبلغ سفوان أتى إنسان إلى الأحنف بن قيس فقال: هذا الزبير قد لقي بسفوان. فقال الأحنف: ما شاء الله؟ كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف، ثم يلحق ببيته وأهله! فسمعه ابن جرموز، وفضالة بن حابس ونفيع، في غواة بن تميم، فركبوا، فأتاه ابن جرموز من خلفه فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير، وهو على فرس له يقال له: ذو الخمار، حتى إذا ظن أنه قاتله، نادى صاحبيه، فحملوا عليه فقتلوه.
وكان عمره لما قتل سبعاً وستين سنة، وقيل: ست وستون، وكان أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية.
وكثير من الناس يقولون: إن ابن جرموز قتل نفسه لما قال له علي: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وليس كذلك، وإنما عاش بعد عاش بعد ذلك حتى ولي مصعب بن الزبير البصرة فاختفى ابن جرموز، فقال مصعب: ليخرج فهو آمن، أيظن أني أقيده بأبي عبد الله يعني أباه الزبير ليسا سواء. فظهرت المعجزة بأنه من أهل النار، لأنه قتل الزبير، رضي الله عنه، وقد فارق المعركة، وهذه معجزة ظاهرة.
أخرجه الثلاثة.

الزبير بن أبي هالة.
د ع، الزبير بن أبي هالة. روى عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير قال: قتل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من قريش يوم بدر صبراً، ثم قال: " لا يقتلن بعد اليوم رجل من قريش صبراً " .
قال أبو حاتم: هذا هو الزبير بن أبي هالة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
باب الزاي والخاء والراء
زخي العنبري.
د ع، زخي العنبري، من ولد قرط بن جناب بن الحارث بن جندب بن العنبر التميمي العنبري.
برك عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومسح رأسه.
روى عبد الله بن رديح بن ذؤيب بن شعثم بن قرط بن جناب العنبري، عن أبيه رديح، عن أبيه ذؤيب أن عائشة قالت: يا نبي الله، إني أريد عتيقاً من ولد إسماعيل، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " انتظري حتى يجيء فيء العنبر، فخذي منهم أربعة غلمة " ، فأخذت جدي رديحاً، وعمي سمرة، وابن أخي زخيا، وأخذت خالي زبيباً، ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فمسح بها وجوههم وبرك عليهم، وقال: " يا عائشة، هؤلاء من ولد إسماعيل " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
زر بن حبيش.
ب س، زر بن حبيش بن حباشة بن أوس الأسدي، من أسد بن خزيمة، يكنى أبا مريم، وقيل: أبا مطرف.
أدرك الجاهلية ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من كبار التابعين.
روى عن عمر وعلي وابن مسعود. روى عنه الشعبي والنخعي، وكان فاضلاً عالماً بالقرآن، توفي سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة سنة وعشرين سنة.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
زر بن عبد الله.
زر بن عبد الله بن كليب الفقيمي. قال الطبري: له صحبة، وهو من المهاجرين، وهو من أمراء الجيوش في فتح خوزستان، كان على جيش حصر جنديسابور، وفتحها صلحاً.
زرارة بن أوفى.
ب زرارة بن أوفى النخعي، له صحبة، توفي في خلافة عثمان.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
زرارة بن جزي.
ب د ع، زرارة بن جزي. له صحبة، وهو زرارة بن جزي بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر، واسمه عبيد بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

روى محمد بن عبد الله الشعيثي، عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة: أن زرارة بن جزي قال لعمر بن الخطاب: إن رسول الله كتب إلى الضحاك بن سفيان الكلابي أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها.
وروى عنه مكحول. وهو والد عبد العزيز بن زرارة الذي خرج مجاهداً أيام معاوية مع يزيد ابن معاوية فقتل شهيداً، فقال معاوية لأبيه زرارة: قتل فتى العرب، قال: ابني أو ابنك يا أمير المؤمنين؟ قال: ابنك.
زرزى هشام الكلبي قال: لما بويع مروان اجتاز بزرارة وهو شيخ كبير على ماء لهم، فقال له: كيف أنتم؟ قال: بخير، أنبتنا الله فأحسن نباتنا، وحصدنا حصادنا، وكانوا قد هلكوا في الجهاد.
أخرجه الثلاثة.
جزي: قال ابن ماكولا: يقوله المحدثون بكسر الجيم وسكون الزاي، وأهل اللغة يقولونه: جزء، بفتح الجيم والهمزة.
وقال أبو عمر: جزي: يعني بالكسر، وجزء، يعني بالفتح.
وقال عبد الغني: جزي: بفتح الجيم وكسر الزاي، والله أعلم.

زرارة بن عمرو.
ب زرارة بن عمرو النخعي، والد عمرو بن زرارة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد النخع، في نصف رجب من سنة تسع، فقال: يا رسول الله، إني رأيت في طريقي رؤيا هالتني، قال: " وما هي " ؟ قال: رأيت أتانا خلفتها في أهلي قد ولدت جدياً أسفع أحوى، ورأيت ناراً خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له: عمرو، وهي تقول: لظى لظى بصير وأعمى. فقال له النبي: " أخلفت في أهلك أمةً مسرةً حملاً " ؟ قال: نعم. قال: " فإنها قد ولدت غلاماً، وهو ابنك " ، قال: فأنى له أسفع أحوى؟ قال: " ادن مني " ، فقال: " أبك برص تكتمه " ؟ قال: والذي بعثك بالحق ما علمه أحد قبلك. قال: " فهو ذاك، وأما النار فإنها فتنة تكون بعدي " . قال: وما الفتنة يا رسول الله؟ قال: " يقتل الناس إمامهم ويشتجرون اشتجار أطباق الرأس، وخالف بين أصابعه، دم المؤمن عند المؤمن أحلى من الماء، يحسب المسيء أنه محسن، إن مت أدركت ابنك، وإن مات ابنك أدركتك " ، قال: فادع الله أن لا تدركني، فدعا له.
أخرجه أبو عمر.
زرارة أبو عمرو.
د ع، زرارة أبو عمرو مجهول، روى عنه ابنه عمرو.
حدث حفص بن سليمان، عن خالد بن سلمة، عن سعيد بن عمرو، عن عمرو بن زرارة، عن أبيه، قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فتلا هذه الآية: " إن المجرمين في ضلال وسعر " إلى قوله: " إنا خلقناه بقدر " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نزلت هذه الآية في ناس يكذبون بقدر الله تعالى " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، ولا أعلم أهو الذي قبله أم غيره؟.
زرارة بن قيس النخعي.
ب س، زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي بن الحارث بن عوف بن جشم بن كعب بن قيس ابن سعد بن مالك بن النخع النخعي.
قال الطبري والكلبي وابن حبيب: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد النخع، وهم مائتا رجل فأسلموا.
أخرجه أبو عمر مختصراً، وأخرجه أبو موسى مطولاً.
أخبرنا أبو موسى إذناً قال: أخبرنا أبو بكر بن الحارث إذناً، أخبرنا أبو أحمد المقري، أخبرنا أبو حفص بن شاهين، أخبرنا عمر بن الحسن، أخبرنا المنذر بن محمد، أخبرنا أبي والحسين بن محمد، أخبرنا هشام بن محمد، أخبرنا رجل من جرم يقال له: أبو جويل، من بني علقمة، عن رجل منهم قال: وفد رجل من النخع يقال له: زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه، وكان نصرانياً، قال: رأيت في الطريق رؤيا فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت، وقلت: يا رسول الله، إني رأيت في سفري هذا إليك رؤيا في الطريق، فقلت: رأيت أتانا تركتها في الحي أنها ولدت جدياً.
ثم ذكر حديث المدائني بإسناده قالوا: قدم وفد النخع عليهم زرارة بن عمرو، وهم مائتا رجل، فأسلموا، فقال زرارة: يا رسول الله، إني رأيت في طريقي رؤيا هالتني، رأيت أتانا خلفتها فيأهلي، ولدت جدياً أسفع أحوى، وذكر نحو ما ذكرناه في ترجمة زرارة بن عمرو المقدم ذكره، وزاد بعد قوله " فدعا له " : فمات. وأدركها ابنه عمرو بن زرارة، فكان أول الناس خلع عثمان بالكوفة وبايع علياً.
وروى عبد الرحمن بن عابس النخعي، عن أبيه، عن زرارة بن قيس بن عمرو: أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وكتب له كتاباً ودعا له.
أخرجه أبو موسى مطولاً.

قلت: هذا زرارة هو الذي تقدم ذكره في ترجمة زرارة بن عمرو الذي أخرجه أبو عمر، وذكر فيه حديث الرؤيا، وإنما جعلتهما ترجمتين اقتداء بأبي عمر، لئلا نخل بترجمة ذكرها أحدهم، ولئلا يرى بعض الناس زرارة بن قيس، فيظن أننا لم نخرجه، فذكرناه أنهما واحد، ويغلب على ظني أنه غير زرارة أبي عمرو الذي تقدم وأخرجه ابن منده وأبو نعيم، لأن ذلك مجهول وصاحب هذه الوفادة مشهور من النخع، وأخرج أبو عمر هذا الحديث في زرارة بن عمرو، وأخرجه أبو موسى في زرارة بن قيس، وقد نسب الكلبي عمرو بن زرارة كما ذكرناه أولاً، وقال: هو أول خلق الله خلع عثمان وبايع علياً، وأبوه زرارة الوافد على رسول الله، والله أعلم.
وقد روى أبو موسى حديث عبد الرحمن بن عابس، ونسب زرارة فقال: زرارة بن قيس بن عمرو، ومن قاله زرارة بن عمرو فيكون قد نسبه إلى جده، ويفعلون ذلك كثيراً، أو يكون قد اختلفوا في نسبه كما اختلفوا في نسب غيره.

زرارة بن قيس الخزرجي.
ب زرارة بن قيس بن الحارث بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم البخاري، قتل يوم اليمامة.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
زرارة بن كريم.
ع، زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي، وقيل: زرارة بن كرب، رأى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
أخرجه أبو نعيم وقال: ذكره بعض المتأخرين، ولم يخرج له نسباً، وقد تقدم ذكره في الحارث ابن عمرو السهمي.
قلت: لم يفرد ابن منده زرارة بن كريم بترجمة فيما رأينا من نسخ كتابه، وإنما ذكره في الحارث بن عمرو السهمي، وهو راو لا غير، فإنه يروي عن أبيه عن جده يعني الحارث بن عمرو، وليس له صحبة، وإنما الصحبة لجده الحارث، وهو من سهم باهلة، وهو سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن، وولد قتيبة من باهلة، والله أعلم.
زرعة بن خليفة.
ب د ع، زرعة بن خليفة. روى عنه محمد بن زياد الراسبي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام، فأسلم، وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب في السفر بالتين والزيتون، وإنا أنزلناه في ليلة القدر.
وروى محبوب بن معود، عن أبي المعذل الجرجاني، عن أبي زرعة قال: وقرأ: " قل هو الله أحد " و " قل يا أيها الكافرون " .
أخرجه الثلاثة.
زرعة بن سيف.
ب د ع، زرعة بن سيف بن ذي يزن. قيل من أقبال اليمن، كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب ملوك حمير مقدمه من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم، قال: وبعث إليه زرعة بن ذي يزن بإسلامه ومفارقهم الشرك، فكتب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى الحارث بن عبد كلال، وإلى نعيم بن عبد كلال، وإلى النعمان قيل ذي رعين ومعافر، وإلى زرعة بن ذي يزن، أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فقد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم فلقينا بالمدينة، فبلغ ما أرسلتم به، وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين وأن الله قد هداكم بهدايته، إن أصلحتم، وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من المغانم خمس الله وسهم النبي وصفيه " . وذكر الزكاة، وهو كتاب طويل.
وقال: إن رسو الله أرسل إلى زرعة بن ذي يزن: " إذا أتاكم رسلي فأوصيكم بهم خيراً " .
أخرجه الثلاثة.
زرعة الشقري.
ب د ع، زرعة الشقري، كان اسمه أصرم فسماه النبي صلى الله عليه وسلم زرعة.
روى عنه أسامة بن أخدري قال: قدم حي من شقرة على النبي صلى الله عليه وسلم فيهم رجل ضخم يقال لما أصرم قد ابتاع عبداً حبشياً فقال: يا رسول الله، سمه وادع لي فيه بالبركة، قال: " ما اسمك " ؟ قال: أصرم قال: " بل أنت زرعة " .
أخرجه الثلاثة.
زرعة بن ضمرة.
د ع، زرعة بن ضمرة العامري، من بني عامر بن صعصعة، له ذكر، ولا يصح له صحبة ولا رؤية، روى عنه أبو الأسود الدئلي.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
زرعة بن عامر.

زرعة بن مازن بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي. صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قديماً وشهد معه أحداً، وهو أول من قتل يوم أحد من المسلمين. قاله ابن الكلبي.

زرعة بن عبد الله البياضي.
س زرعة بن عبد الله البياضي. روى روح بن عبادة عن ابن جريج، عن أبي الحوشب، عن زرعة بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يحب الإنسان الحياة، والموت خير له من الفتن، ويحب كثرة المال وقلة المال أقل للحساب " .
أخرجه أبو موسى وقال: زرعة قد روى عن أسماء بنت عميس وعن التابعين.
زرين بن عبد الله.
س رزين بن عبد الله الفقيمي، قال ابن شاهين: هكذا في كتابي في موضعين، زاي قبل راء، وروى عن سيف بن عمر، عن ورقاء بن عبد الرحمن الحنظلي، عن زرين بن عبد الله الفقيمي: أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من بني تميم، فأسلم، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم ولعقبه.
روى أبو معشر عن يزيد بن رومان وقال: وفد زرين بن عبد الله الفقيمي، من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال كلثوم بن أوفى بن زرين بن عبد الله: " الكامل:
جدي الذي مسح النبي جبينه ... بيمينه وأنا الجواد السابق.
أخرجه أبو موسى وقال: قيل: الصواب رزين. والله أعلم.
باب الزاي والعين والفاء
زعبل.
س زعبل. ذكره الخطيب أبو بكر في المؤتنف، وروى بإسناده عن مسلم بن إبراهيم، عن الحارث بن عبيد أبي قدامة، عن زعبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تهادوا وتزاوروا، فإن الزيارة تنبت الود والهدية تسل السخيمة " .
أخرجه أبو موسى.
زعبل: بفتح الزاي، وبالعين المهملة، والباء الموحدة المفتوحة، وآخره لام.
زفر بن أوس.
د ع، زفر بن أوس بن الحدثان النصري، من بني نصر بن معاوية، وقد تقدم نسبه عند أبيه، يقال: إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تعرف له صحبة ولا رؤية.
زفر بن حرثان.
زفر بن حرثان بن الحارث بن ذكوان. وهو من بني كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، قاله هشام بن الكلبي.
زفر بن زيد.
زفر بن زيد بن حذيفة. كان سيد بني أسد في وقته، وثبت على إسلامه حين ظهر طليحة وادعى النبوة.
زفر بن يزيد.
د ع، زفر بن يزيد بن هاشم بن حرملة، له ذكر في حديث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
زكرة بن عبد الله.
ب س، زكرة بن عبد الله. ذكره أبو حاتم الرازي وأبو الحسن العسكري في الأفراد، ونسبه أبو الفتح الأزدي.
روى بقية بن الوليد، عن عمرو بن عتبة، عن أبيه، عن زياد بن سمية قال: سمعت زكرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لو أعرف قبر يحيى بن زكريا لزرته " .
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
زكريا بن علقمة.
س زكريا بن علقمة الخزاعي. أورده ابن شاهين هكذا، وروى بإسناده عن الزهري، عن عروة: أن زكريا بن علقمة الخزاعي قال: بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من الأعراب، أعراب نجد، فقال: يا رسول الله، هل للإسلام منتهى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما أهل بيت من العرب والعجم أراد الله بهم خيراً أدخل عليهم الإسلام " . قال الأعرابي: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: " ثم تعودون أساود صباً، يضرب بعضكم رقاب بعض " .
كذا أورده في الترجمة وفي الحديث جميعاً في باب الزاي، وإنما هو كرز بن علقمة، والحديث مشهور عن الزهري.
أخرجه أبو موسى.
أساود صباً، الأساود: الحيات، وإذا أراد الأسود أن ينهش ارتفع ثم انصب على المنهوش. وقيل: يصب السم من فيه.
باب الزاي والميم والنون
زمل بن عمرو.
ب د ع، زمل بن عمرو، وقيل: زمل بن ربيعة، وقيل: زميل بن عمرو بن العنز بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم العذري، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، روى هشام بن الكلبي عن الشرقي بن القطامي، عن مدلج بن المقدام العذري، عن عمه، عمارة بن جزي، قال: قال زمل: سمعت صوتاً من صنم وذكر الحديث.

ولما وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به، عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء على قومه، وكتب له كتاباً، ولم يزل معه ذلك اللواء حتى شهد به صفين مع معاوية، وقتل زمل يوم مرج راهط، ساق نسبه كما سقناه الكلبي والطبري.
أخرجه الثلاثة.
حرام: بالحاء والراء. وضنة: بكسر الضاد وبالنون. وخشاف: بفتح الخارء والشين المعجمتين. وواثلة: بالثاء المثلثة. وكبير: بعد الكاف باء موحدة.

زنباع بن سلامة.
ب د ع، زنباع بن سلامة الجذامي، ابو روح بن زنباع، قاله ابن منده وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: زنباع بن روح بن زنباع الجذامي، يكنى أبا روح بابنه روح. كان ينزل فلسطين.
روى ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص: أن زنباعاً وجد غلاماً مع جاريته فقطع ذكره وجدع أنفه، فأتى العبد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما حملك على ما فعلت " ؟ قال: فعل كذا وكذا. فقال النبي للعبد: " اذهب فأنت حر " .
أخرجه الثلاثة.
قلت: نسبه ابن منده وأبو نعيم وأسقطا من نسبه، فإنه زنباع بن روح بن سلامة، وقد تقدم نسبه في روح، والله تعالى أعلم. والحمد لله وحده.
باب الزاي والهاء والواو
زهرة بن حوية.
ب زهرة بن حوية بن عبد الله بن قتادة بن مرثد بن معاوية بن قطن بن مالك بن أنزم بن جشم بن الحارث بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وفده ملك هجر، فأسلم.
وكان على مقدمة سعد في قتال الفرس. وقتل الجالينوس الفارسي بالقادسية وأخذ سبله، فبلغ ثمنه عشرة آلاف درهم، وقيل: بل قتله كثير بن شهاب. وقتل زهرة بالقادسية، أخرجه أبو عمر هكذا.
قلت: لم يقتل بالقادسية، وإنما بقي وعاش حتى كبر، وقتله شبيب بن يزيد الخارجي بسوق حكمة أيام الحجاج، قاله سيف والطبري والكلبي وابن حبيب والدارقطني وغيرهم.
حوية: بفتح الحاء وكسر الواو، قاله سيف. وقال ابن إسحاق: جوية بضم الجيم وفتح الواو. وقال الدارقطني: وقول سيف أصح.
زهير بن الأقمر.
س زهير بن الأقمر. أورده ابن شاهين في الصحابة.
روى عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر قال: قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " .
أخرجه أبو موسى وقال: زهير تابعي، وإنما يروي هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
زهير بن أبي أمية.
ب د ع، زهير بن أبي أمية. مذكور في المؤلفة قلوبهم، قاله أبو عمر، وقال: فيه نظر، لا أعرفه.
وقال ابن منده وأبو نعيم: زهير بن أبي أمية، وقيل: ابن عبد الله بن أبي أمية. ورويا عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن السائب قال: جاء بي عثمان وزهير بن أبي أمية، فاستأذنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن لي، فدخلت عليه، فأثنيا علي عنده فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا أعلم به منكما، ألم تكن شريكي في الجاهلية " ؟ فقلت: بلى، بأبي وأمي، " فنعم الشريك كنت، لا تداري ولا تماري " .
قيل: هو زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أخو أم سلمة وابن عم خالد بن الوليد بن المغيرة، فغن كان هو فهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم أمه عاتكة بنت عبد المطلب، وله في نقض الصحيفة التي كتبها قريش. وبنو المطلب أثر كبير، ذكرناه في الكامل في التاريخ.
أخرجه الثلاثة.
زهير بن أبي أمية.
د زهير بن أبي أمية. روى عنه السائب بن يزيد، قاله ابن منده، وروى عن إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، قال: جاء عثمان بن عفان وزهير بن أبي أمية يستأذنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أعلم به منكما: ثم ذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وحده. قلت: جعله ابن منده ترجمتين، هذا والذي قبله، وهما واحد لا شبهة فيه، وليس به خفاء. فهو ساق النسب واحداً، والإسناد واحداً والحديث واحداً، فلا أدري لأي معنى أفرده، فلو خالف في بعض الأشياء لكان له بعض العذر، والله أعلم.
زهير الأنماري.
ب زهير الأنماري، وقيل: أبو زهير. شامي، روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء، روى عنه خالد بن معدان.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
زهير الثقفي.

د ع، زهير الثقفي. روى عبد الملك بن إبراهيم بن زهير الثقفي، عن أبيه، عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا سميتم فعبدوا " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

زهير بن أبي جبل.
ب د ع، زهير بن أبي جبل، وقيل: عبد الله، وقيل: محمد بن زهير بن أبي جبل الشنوي، من أزد شنوءة.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا محمد بن حميد، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن بهلول، حدثني أبي، أخبرنا عبدة بن سليمان، أخبرنا ابن المبارك، عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن زهير بن أبي جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ركب البحر حين يرتج فلا ذمة له، ومن بات على ظهر بيت ليس عليه إجار، فمات، فلا ذمة له " .
رواه هشام الدستوائي، عن أبي عمران، قال: كنا بفارس، وعلينا أمير يقال له: زهير بن عبد الله، فرأى إنساناً فوق بيت ليس حوله شيء، فذكر نحوه.
ورواه غندر، عن شعبة فقال: محمد بن زهير بن أبي جبل.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، وقال أبو عمر: زهير بن عبد الله بن أبي جبل.
زهير بن خطامة.
د ع، زهير بن خطامة الكناني. خرج وافداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به، وسأله أن يحمي له أرضه، تقدم ذكره في اسم أخيه الأسود.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
زهير بن خثيمة.
زهير بن خثيمة بن أبي حمران، وهو جد زهير بن معاوية الكوفي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في الليلة التي توفي فيها، فنزل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ذكره هكذا أبو أحمد العسكري.
زهير بن صرد.
ب د ع، زهير بن صرد أبو صرد، وقيل: أبو جرول الجشمي السعدي، من بني سعد بن بكر. سكن الشام، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد قومه من هوازن لما فرغ من حين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ بالجعرانة يميز الرجال من النساء في سبي هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم، أدركه وفد هوازن بالجعرانة، وقد أسلموا، فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا أصل وعشيرة، فامنن علينا من الله عليك، وقام خطيبهم زهير بن صرد، فقال: يا رسول الله، إنما سبيت منا عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كفلنك، ولو أنا ملحنا للحارث بن أبي شمر بن النعمان بن المنذر. ثم نزل منا أحدهما بمثل ما نزلت به، لرجونا عطفه وعائدته وأنت خير المكفولين، ثم أنشده أبياتاً قالها: البسيط:
امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وندخر.
امنن على بيضة أعتاقنا قدر ... ممزق شملها في دهرها.
أبقت لنا الحرب تهتاناً على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر.
إن لم تداركها نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلماً حين يختبر.
امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملؤه من محضها درر.
إذ كنت طفلاً صغيراً كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر.
لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زهر.
إنا لنشكر آلاء وإن كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر.

قال ابن إسحاق: فقال رسول الله: " نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم " ؟ فقالوا: يا رسول الله، خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا، أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا فقولوا: إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا، فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم " . فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر، قاموا فقالوا ما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم " فقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله. وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لرسول الله. فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. وقال عباس بن مرداس السلمي: أما أنا وبنو سليم فلا. فقالت بنو سليم: بلى. ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال عيينة بن حصن: أما أن وبنو فزارة فلا. فقال رسول الله: " من أمسك بحقه منكم فله بكل إنسان ست فرائض من أول نصيبه. فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم " .
أخرجه الثلاثة.

زهير بن عاصم.
د ع، زهير بن عاصم بن حصين. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، له ذكر في حديث حصين بن مشمت.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
زهير بن عبد الله.
س زهير بن عبد الله، وقيل: ابن أبي جبل. تقدم في زهير بن أبي جبل.
أخرجه أبو موسى.
زهير بن عبد الله بن جدعان.
س زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي، أبو ملكية، قال ابن شاهين: هو صحابي، روى عن أبي بكر الصديق، روى ابن جريج، عن ابن أبي ملكية، عن أبيه، عن جده، عن أبي بكر أن رجلاً عض يد رجل فسقط سنه، فأبطلها أبو بكر.
أخرجه أبو موسى.
زهير بن عثمان.
ب د ع زهير بن عثمان الثقفي. سكن البصرة، روى عنه الحسن البصري.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين الصوفي بإسناده إلى سليمان بن الأشعث، أخبرنا ابن المثنى، أخبرنا عفان، أخبرنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفي، عن رجل أعور من ثقيف قال قتادة: إن لم يكن اسمه: زهير بن عثمان، فلا أدري ما اسمه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث سمعة ورياء " .
أخرجه الثلاثة.
قلت: وروى ابن منده في هذه الترجمة حديث هشام الدستوائي، عن أبي عمران الجوني، قال: كنا بفارس، وعلينا أمير له زهير بن عبد الله، فأبصر إنساناً فوق البيت ليس حوله شيء، فحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من بات على إجار، أو سطح بيت، ليس حوله شيء يرد رجله، فقد برئت منه الذمة " .
أورد ابن منده هذا الحديث في هذه الترجمة، وليس منها في شيء، وأورده أبو نعيم وأبو عمر في ترجمة زهير بن أبي جبل، وقد تقدم هناك وهو الصحيح، وقد أخرج ابن منده وأبو نعيم ترجمة زهير الثقفي غير منسوب، فلا أعلم هل هما واحد أو اثنان؟ والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
زهير بن العجوة.
زهير بن العجوة، وقيل: زهير المعروف بالعجوة، قتل يوم حنين مسلماً. ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه خراش السلمي مدرجاً، نقلته من خط الأشيري.
زهير بن علقمة البجلي.
ب د ع، زهير بن علقمة البجلي، وقيل: النخعي، وقيل: زهير بن أبي علقمة، سكن الكوفة.
روى إياد بن لقيط، عنه: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها قد مات، فقالت: يا رسول الله، قد مات لي ابنان، فقال: " لقد احتضرت من النار حظاراً شديداً " . قال البخاري: زهير بن علقمة هذا ليست له صحبة، وقد ذكره غيره في الصحابة.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: زهير بن علقمة، وقال بعضهم: زهير بن طهفة الكندي، وهما واحد.
زهير بن علقمة.
س زهير بن علقمة، وقيل: ابن أبي علقمة. قال الطبراني: ثقفي، وقال أبو نعيم: بجلي.

أخرجه أبو موسى، وروى ما أخبرنا به أبو موسى هذا إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا حبيب بن الحسن ح قال أبو موسى: وأخبرنا أبو غالب الكوشيدي، أنوشروان قالا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قالا: حدثنا عمر بن حفص السدوسي، أخبرنا عاصم بن علي ح قال أبو القاسم: حدثنا محمد بن علي الصائغ، أخبرنا سعيد بن منصور ح قال أبو القاسم: وحدثنا الحضرمي، أخبرنا جعفر بن حميد، قالوا: حدثنا عبيد الله بن لقيط، أخبرنا إياد، عن زهير بن علقمة، قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابن لها مات، فكان القوم عنفوها، فقالت: يا رسول الله، إنه مات لي ابنان منذ دخلت في الإسلام سوى هذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " والله لقد احتظرت من النار احتظاراً شديداً " .
وفي رواية: الحسين بن زهير بن أبي علقمة.
أخرجه أبو موسى.
قلت: هذا زهير بن علقمة قد أخرجه ابن مندخ. والحديث الذي ذكره أبو موسى أيضاً، وقد تقدم، ولم يزد أبو موسى إلا أنه قال عن الطبراني: إنه ثقفي. والحديث والغسناد يدل أنهما واحد، والله أعلم.

زهير بن أبي علقمة.
ع س، زهير بن أبي علقمة الضبعي. نزل الكوفة روى خلاد بن يحيى، عن سفيان، عن أسلم المنقري، عن زهير بن ابي علقمة، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً سيئ الهيئة، قال: " ألك مال " ؟ قال: نعم، من كل أنواع المال. قال: " فلير عليك، فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسناً، ولا يحب البؤس ولا التباؤس " .
وروى علي بن قادم، عن سفيان، فقال: زهير الضبابي.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
زهير بن علقمة الفرعي.
د، زهير بن علقمة الفرعي. عداده في أهل الرملة، روى أبو شبيب أبان بن السري، عن سليمان بن الجعد، مولى الفرع، قال: حدثني أبوك السري بن عبد الرحمن، وكان وصي الفارعة، أن الفارعة بنت عبد الرحمن بن المنذر بن زهير كانت تقول: عن أبيها عن جدها زهير، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت كبشة أخت زهير تحت معاوية، ولا أراها إلا عن أبيها عن جدها، والله أعلم.
أخرجه ابن منده.
زهير بن عمرو.
ب د ع، زهير بن عمرو الهلالي، من هلال بن عامر بن صعصعة وقيل: إنه باهلي، ويقال: النصري، ومن بني نصر بن معاوية، سكن البصرة، روى عنه أبو عثمان النهدي.
روى سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن عامر بن مالك، عن قبيصة بن مخارق، وزهير بن عمرو قالا: لما نزلت " وأنذر عشيرتك الأقربين " : الشعراء 214، صعد النبي صلى الله عليه وسلم على رضمة من جبل، فعلاً أعلاها حجراً فنادى: " يا بني عبد مناف، إني نذير، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله، فخشي أن يسبقوه إليهم، فنادى: يا صاحباه " .
كذا روى حماد بن مسعدة، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن عامر بن مالك. وخالفه غيره. منهم: معتمر بن سليمان، فلم يذكروا عامر بن مالك في الإسناد.
أخرجه الثلاثة.
زهير بن عياض.
ع س، زهير بن عياض الفهري، من بني الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا بكر بن سهل، أخبرنا عبد الغني بن سعيد، أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقيس بن صبابة ومعه زهير بن عياض الفهري من المهاجرين، وكان من أهل بدر وحضر أحداً، إلى بني النجار فجمعوا المقيس دية أخيه، فلما صارت الدية إليه وثب على زهير بن عياض فقتله، وارتد إلى الشرك.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
زهير بن غزية.
ب، زهير بن غزية بن عمرو بن عتر بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن، صحب النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره الدارقطني في باب: عتر، وذكره الطبري: زهير بن غزية.
أخرجه أبو عمر.
عتر: بكسر العين المهملة، وسكون التاء فوقها نقطتان. وغزية: بفتح الغين المعجمة.
زهير بن قرضم.

ب زهير بن قرضم بن الجعيل المهري، من مهرة بن حيدان، بطن من قضاعة. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فكان يكرمه لبعد مسافته. وقاله الطبري هكذا: زهير بن قرضم بن الجعيل، وقال الدارقطني: ذهبن، بالذال المعجمة والباء الموحدة والنون، وقد تقدم في ذهبن والله أعلم.
أخرجه أبو عمر.

زهير بن قيس البلوي.
زهير بن قيس البلوي. قال أبو نصر بن ماكولا: يقال: إن له صحبة، وهو جد زاهر بن قيس بن زهير بن قيس، وكان زاهر ولي برقة لهشام بن عدب الملك، وقبره ببرقة.
زهير بن مخشي.
س زهير بن مخشر. روى إسماعيل بن أبي خالد الأودي، عن أبيه، عن جده، قال: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم زهير بن مخشي، وله صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى.
زهير بن معاوية.
ع س، زهير بن معاوية الجشمي. يكنى أبا أسامة، شهد الخندق.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى ولم يخرجا له شيئاً.
زهير النميري.
س زهير النميري. ذكره ابن أبي علي، وإنما هو أبو زهير، أورده حديثه في الكنى.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
زوبعة الجني.
س زوبعة الجني. قال أبو موسى: ذكرناه اقتداءً بالدارقطني، لأنه ذكر رواية سمحج الجني في الخماسيات، وروى أبو موسى حديث زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا أنصتوا، وكانوا سبعة، أحدهم زوبعة.
ولو لم نشرط أننا لا نترك ترجمة لتركنا هذه وأمثالها.
باب الزاي والياء
زياد الأخرش.
ع س، زياد الأخرش، وقيل: زياد بن الأخرش بن عمرو الجهني، وقيل: زيادة بن عمرو الجهني، حليف بني ساعدة، ذكر ابن شاهين في تسمية من شهد بدراً من الانصار، ثم من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: زيادة بن عمرو الجهني، حليف لهم من جهينة. ورواه فاروق الخطابي بإسناده عن ابن شهاب: زياد بن الأحرش بن عمرو.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
زياد أبو الأغر.
ع زياد أبو الأغر النهشلي. كان ينزل البصرة. روى حديثه ابن ابنه غسان بن الأغر بن زياد النهشلي، عن أبيه، عن جده زياد: أنه قدم بعير له إلى المدينة وهي تحمل طعاماً، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم الحديث. ونذكره في زياد النهشلي إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو نعيم.
زياد بن جارية.
س زياد بن جارية التميمي.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي بإسناده إلى ابن أبي عاصم، قال: حدثنا أحمد بن عبود أبو جعفر ثقة، أخبرنا مروان بن محمد، حدثنا مدرك بن سعد، أخبرنا يونس بن حلبس قال: كنت جالساً عند أم الدرداء، فدخل علينا زياد بن جارية، فقالت له أم الدرداء: حديثك عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسألة كيف هو؟ هذا القدر ذكره ابن أبي عاصم، وتمامه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم " . قالوا: وما يغنيه يا رسول الله؟ قال: " ما يغديه ويعشيه " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
زياد بن الجلاس.
د ع، زياد بن الجلاس. يعد في أعراب البصرة، روى حديثه أولاده عنه قال: أخذنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فربطونا بالحبال، ثم ذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
زياد بن جهور.
زياد بن جهور. قال الأمير أبو نصر: وأما ناتل بعد الألف تاء معجمة باثنتين من فوقها فهو ناتل بن زياد بن جهور، قال: حدثني أبي زياد بن جهور: أنه ورد عليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره أيضاً أبو أحمد العسكري مثله.
زياد بن الحارث.
ب د ع، زياد بن الحارث الصدائي، وصداء حي من اليمن، نزل مصر وهو حليف بني الحارث بن كعب بن مذحج، بايع النبي صلى الله عليه وسلم، وأذن بين يديه، وجهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قومهصداء، فقال: يا رسول الله، ارددهم وأنا لك بإسلامهم. فرد الجيش وكتب إليهم، فجاء وفدهم بإسلامهم، فقال: إنك مطاع في قومك يا أخا صداء. فقال: بل الله هداهم. قال: ألا تؤمرني عليهم؟ قال: " بلى، ولا خير في الإمارة لرجل مؤمن " . فتركها.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا هناد، أخبرنا عبدة ويعلى، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن زياد بن الحارث الصدائي قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أؤذن في صلاة الفجر، فأذنت، فأراد بلال أن يقيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أخا صداء أذن، ومن أذن فهو يقيم " .
أخرجه الثلاثة.

زياد بن حذرة.
ب س،زياد بن حذرة بن عمرو بن عدي، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على يده، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه تميم بن زياد.
روى جميع بن ثمل بن زياد بن حذرة بن عمرو بن عدي، عن أبيه حديث أبيه زياد بن حذرة قال: أتانا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوننا إلى الإسلام، ونحن نفر منهم، فأدركونا فربطوا نواصينا وجاءوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبي بلعنبر، فأسلمنا عنده، ودعا لنا، ومسح رأس زياد ودعا له.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى إلا أن عمر ضبط حذرة بالحاء المهملة، والذل المعجمة، وضبطه أبو موسى: خذرة بالخاء المعجمة، أو حدرة بالحاء والدال المهملتين.
زياد بن حنظلة.
ب زياد بن حنظلة التميمي. وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر، ليتعاونا على مسيلمة وطليحة والأسود، وقد عمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان منقطعاً إلى علي، رضي الله عنه، وشهد معه مشاهدة كلها.
أخرجه أبو عمر وقال: لا أعلم له رواية.
زياد بن سبرة.
ع س، زياد بن سبرة اليعمري.
أخبرنا أبو موسى محمد بن عمر المديني كتابة، اخبرنا أبو علي، أخبرنا أحمد بن عبد الله وعبد الرحمن بن محمد بن احمد قالا: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر أحمد ابن عمرو بن أبي عاصم، أخبرنا محمد عن أحمد أبو جعفر المروزي، أخبرنا القاسم بن عروة، عن عيسى بن يزيد الكناني، عن عبد الملك عن حذيفة أن زياد بن سبرة اليعمري قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على ناس من أشجع وجهينة، فمازحهم وضحك معهم، فوجدت في نفسي، فقلت: يا رسول الله، تضاحك أشجع وجهينة؟ فغضب ورفع يديه فضرب بهما منكبي، ثم قال " أما إنهم خير من بني فزارة، وخير من بني الشريد، وخير من قومك، أولاء استغفروا الله عز وجل " . فلما كان الردة لم يبق من أولئك الذين خير عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد إلا ارتد، وجعلت أتوقع ردة قومي، فأتيت عمر رضي الله عنه، فأخبرته، فقال: لا تخافن، أما سمعته يقول: " أولاء استغفروا الله تعالى " ؟ هذا لفظ رواية أبي نعيم.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
زياد مولى سعد.
د ع، زياد مولى سعد. رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
روى الواقدي، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن الحليس بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن زياد مولى سعد بن أبي وقاص، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أوضع في وادي محسر.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
زياد بن سعد السلمي.
زياد بن سعد السلمي. ذكره ابن فانع في الصحابة، وروى عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن زياد بن سعد السلمي، قال: حضرت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وكان لا يراجع بعد ثلاث، هكذا جعله ابن قانع في الصحابة، والمشهور بالصحبة أبوه وجده، ذكره الأشيري الأندلسي.
زياد بن السكن.
ب د ع، زياد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي، يجتمع هو وسعد بن معاذ في امرئ القيس، قتل يوم أحد شهيداً.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن سعد بن يحيى بن أسعد بن بوش الأزجي إذناً، أخبرنا أبو غالب بن البنا، اخبرنا أبو الحسين محمد بن احمد بن محمد بن الأبنوسي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي المصيصي، أخبرنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار المصيصي، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت ابن المبارك، عن محمد بن إسحاق، عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ألحمه القتال يوم أحد وخلص إليه ودنا منه الأعداء، ذب عنه مصعب بن عمير حتى قتل وأبو دجانة سماك بن خرشة، حتى كثرت فيه الجراح وأصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثلمت رباعيته، وكلمت شفته، وأصيبت وجنته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظاهر بين درعين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يبيع لنا نفسه " ؟ فوثب فئة من الأنصار خمسة، منهم: زياد بن السكن، فقاتلوا، حتى كان آخرهم زياد بن السكن، فقاتل حتى أثبت، ثم ثاب إليه ناس من المسلمين فقاتلوا عنه حتى أجهضوا عنه العدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزياد بن السكن: " ادن مني " . وقد أثبتته الجراحة، فوسده رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه حتى مات عليها.
ورواه الطبري، عن محمد بن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن، قال: فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من الأنصار، وبعض الناس يقول: إنما هو عمارة بن زياد بن السكن على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
وأخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن الحصين، عن محمود فقال: زياد بن السكن.
أخرجه الثلاثة.

زياد ابن سمية.
ب ع س، زياد ابن سمية، وهي أمه، قيل: هو زياد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو المعروف بزياد ابن أبيه، وبزياد ابن سمية، وهو الذي استلحقه معاوية بن أبي سفيان، وكان يقال له قبل أن يستلحقه: زياد بن عبيد الثقفي، وأمه سمية جارية الحارث بن كلدة وهو أخو أبي بكرة لأمه، يكنى أبا المغيرة، ولد عام الهجرة، وقيل: ولد قبل الهجرة، وقيل: وليست له صحبة ولا رواية.
وكان من دهاة العرب، والخطباء الفصحاء، واشترى أباه عبيداً بألف درهم فأعتقه، واستعمله عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على بعض أعمال البصرة، وقيل: استخلفه أبو موسى وكان كاتباً له. وكان أحد الشهود على المغيرة بن شعبة مع أخويه أبي بكرة ونافع، وشبل بن معبد، فلم يقطع بالشهادة، فحدهم عمر ولم يحده وعزله، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبر الناس أنك لم تعزلني لخزية. فقال: ما عزلتك لخزية، ولكن كرهت أن أحمل على الناس فضل عقلك.
ثم صار مع علي رضي الله عنه، فاستعمله على بلاد فارس، فلم يزل معه إلى أن قتل وسلم الحسن والأمر إلى معاوية، فاستلحقه معاوية وجعله أخاً له من أبي سفيان، وكان سبب استلحاقه أن زياداً قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيراً ببعض الفتوح، فأمره فخطب الناس فأحسن، فقال عمرو بن العاص: لو كان هذا الفتى قرشياً لساق العرب بعصاه. فقال أبو سفيان: والله إني لأعرف الذي وضعه في رحم أنه، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ومن هويا أبا سفيان؟ قال: أنا. قال علي رضي الله عنه: مهلاً. فلو سمعها عمر لكان سريعاً إليك.
ولما ولي زياد بلاد فارس لعلي كتب إليه معاوية يعرض له بذلك ويتهدده إن لم يطعه، فأرسل زياد الكتاب إلى علي، وخطب الناس وقال: عجبت لابن آكلة الأكباد، يتهددني، وبيني وبينه ابن عمر رسول الله في المهاجرين والأنصار. فلما وقف على كتابه علي رضي الله عنه كتب إليه: إنما وليتك وأنت عندي أهل لذلك، ولن تدرك ما تريد إلا بالصبر واليقين، وإنما كانت من أبي سفيان فلتة زمن عمر لا تستحق بها نسباً ولا ميراثاً، وإن معاوية يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه، فاحذره، والسلام.
فلما قرأ زياد الكتاب قال: شهد لي أبو حسن ورب الكعبة، فلما قتل علي وبقي زياد بفارس خافه معاوية فاستلحقه، في حديث طويل تركناه، وذلك سنة أربع وأربعين، وقد ذكرناه مستقصى في الكامل في التاريخ.

واستعمله معاوية على البصرة، ثم انصرف إليه ولاية الكوفة لما مات المغيرة بن شعبة، وبقي عليها إلى أن مات سنة ثلاث وخمسين.
وكان عظيم السياسة ضابطاً لما يتولاه، سئل بعضهم عنه وعن الحجاج: أيهما كان أقوم لما يتولاه؟ فقال: إن زياداً ولي العراق عقب فتنة واختلاف أهواء، فضبط العراق برجال العراق، وجبى مال العراق إلى الشام، وساس الناس فلم يختلف عليه رجلان. وإن الحجاج ولي العراق، فعجز عن حفظه إلا برجال الشام وأمواله، وكثرت الخوارج عليه والمخالفون له، فحكم لزياد.
أخرجه أبو عمر وأبو نعيم وأبو موسى.

زياد بن طارق.
د ع، زياد بن طارق، وقيل: طارق بن زياد. وهو الصواب.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
زياد بن عبد الله الأنصاري.
ب زياد بن عبد الله الأنصاري، يعد في أهل الكوفة، روى عنه الشعبي: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن رواحة فخرص على أهل خيبر فلم يجدوه أخطأ حشفة.
أخرجه أبو عمر وابن منده.
زياد بن عبد الله الغطفاني.
زياد بن عبد الله الغطفاني، كان ممن فارق عيينة بن حصن في الردة، ولجأ إلى خالد بن الوليد، قاله محمد بن إسحاق.
أخرجه الأشيري الأندلسي.
زياد بن عمرو.
ب زياد بن عمرو، وقيل: ابن بشر، حليف الأنصار. شهد بدراً هو وأخوه ضمرة، قال موسى بن عقبة: زياد بن عمرو الأخرس، شهد بدراً، وهو مولى لبني ساعدة بن كعب بن الخزرج مع أخيه ضمرة بن عمرو.
أخرجه أبو عمر.
زياد بن عياض.
ب د ع، زياد بن عياض، وقيل: عياض بن زياد الأشعري، اختلف في صحبته.
روى محمد بن عبد الملك بن مروان، وعلي بن المديني، عن يزيد بن هارون، عن شريك، عن مغيرة، عن الشعبي، عن زياد بن عياض الأشعري قال: كل شيء رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله رايتكم تفعلونه، غير أنكم لا تغتسلون في العيدين.
ورواه عثمان بن أبي شيبة، ويسف بن عدي، عن شريك، عن مغيرة، عن الشعبي قال: شهد عياض الأشعري عيداً بالأنبار فذكر الحديث.
أخرجه الثلاثة.
زياد الغفاري.
ب زياد الغفاري. يعد في أهل مصر، له صحبة، روى عنه يزيد بن نعيم.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
زياد بن القرد.
ب د ع، زياد بن القرد، ويقال: ابن أبي القرد.
روى الزهري، عن أبي السرو، عن زياد القرد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: " تقتلك الفئة الباغية " .
أخرجه الثلاثة، ورايته في نسخ صحيحة للاستيعاب بالقاف، وكتب تحت القرد بالقاف، وأما في كتب ابن منده وأبي نعيم فهو بالغين والله أعلم.
زياد بن كعب.
ب س، زياد بن كعب بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن كليب بن مودوعة بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة. شهد بدراً وأحداً.
زياد بن لبيد.
ب د ع، زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البياضي، يكنى أبا عبد الله.
خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام معه بمكة حتى هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكان يقال له: مهاجري أنصاري، شهد العقبة وبدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على حضر موت.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن الإخشيد، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، أخبرنا أبو خثيمة زهير بن حرب، أخبرنا وكيع، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فقال: " ذاك عند ذهاب العلم " ، قالوا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا، ويقرؤه أبناؤنا أبناءهم؟ قال: " ثكلتك أمك ابن أم لبيد. أول يس اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون منهما بشيء " ؟!.
وتوفي زياد أول أيام معاوية.
أخرجه الثلاثة.
زياد بن مطرف.
د ع، زياد بن مطرف. ذكره مطين في الصحابة، ولا تصح له صحبة.د أخرجه أبو نعيم وابن منده مختصراً.
زياد بن نعيم الحضرمي.
د ع، زياد بن نعيم الحضرمي.

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا قتيبة، أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن المغيرة بن أبي بردة، عن زياد بن نعيم الحضرمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع فرضهن الله في الإسلام من جاء بثلاث لم يغنين عنه شيئاً، حتى يأتي بهن جميعاً: الصلاة ، والزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: ذكره ابن أبي خثيمة في الصحابة وهو تابعي، قاله أبو سعيد بن يونس.

زياد بن نعيم الفهري.
ب زياد بن نعيم الفهري. قال أبو عمر: مذكور في الصحابة، لا أعلم له رواية، وإنه قتل يوم أبو الدار مع عثمان بن عفان رضي الله عنه.
أخرجه أبو مر.
زياد النهشلي.
د ع، زياد النهشلي أبو الأغر. روى عنه ابنه الأغر، وقد تقدم في زياد أبي الأغر. كان ينزل البصرة.
روى إسحاق بن إبراهيم الصواف، عن أبي الهيثم القصاب، عن غسان بن الأغر بن زياد النهشلي، عن أبيه الأغر، عن جده: انه قدم بعير له إلى المدينة تحمل طعاماً فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا أعرابي، ما تحمل " ؟ قلت: أجهز قمحاً، فقال لي: " ما تريد " ؟ قلت: أريد بيعه. فمسح رأسي وقال: " أحسنوا مبايعة الأعرابي " .
كذا رواه الصواف، ووهم فيه، والصواب ما رواه موسى بن إسماعيل والصلت بن محمد وأبو سلمة، عن غسان بن الأغر، عن زياد بن الحصين، عن أبيه حصين. وهو الصواب.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
زياد أبو هرماس.
د ع، زياد أبو هرماس الباهلي. روى عنه ابنه هرماس.
حدث النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد الباهلي، قال: أبصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي مردفي على جمل، وأنا صبي صغير، فرايته يخطب الناس على ناقته الغصباء يوم الأضحى.
رواه غير النضر، عن عكرمة عن الهرماس بن زياد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي لأبايعه، وأنا غلام، فمددت يدي إليه لأبايعه، فردها ولم يبايعني.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
زياد بن أبي هند.
س زياد بن أبي هند. أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة، وإنما الحديث لزياد عن أبيه أبي هند.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
زياد بن جهور.
ب د ع، زيادة بزيادة هاء، وهو زياد بن جهور اللخمي العممي، وعمم هو ابن نمارة بن لخم، وبعض الناس يقوله بميم واحدة، وليس بشيء.
وشهد زيادة فتح مصر، ورجع إلى فلسطين وبها ولده.
روى حذاقي بن حميد بن المستنير بن مساور بن حذاقي بن عامر بن عياض بن محرق اللخمي. عن أبيه حميد، عن خاله أخي أمه، وهو خالد بن موسى عن أبيه عن جده زيادة بن جهور قال: ورد علي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإني أذكرك الله واليوم الآخر، أما بعد فليوضعن كل دين دان به الناس إلا الإسلام، فاعلم ذلك " .
أخرجه الثلاثة.
زيد بن الأخنس.
د ع، زيد بن الأخنس.
أخرجه ابن منده ،وأبو نعيم، وقالا: هو وهم، والصواب: يزيد.
زيد بن أبي أرطأة.
زيد بن أبي أرطأة بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سنان بن لأبي بن معيص بن عامر بن لؤي.
روى عنه جبير بن نفير أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم لن تتقربوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه " . يعني القرآن.
ذكره ابن قانع، أخرجه الأشيري على الاستيعاب.
زيد بن أرقم.
ب د ع، زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، ثم من بني الحارث بن الخزرج، كنيته أبو عمر، وقيل: أبو عامر، وقيل: أبو سعيد، وقيل أبو سعيد، وقيل: أبو أنيسة، قاله الواقدي والهيثم بن عدي.
روى عنه ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو إسحاق السبيعي، وابن أبي ليلى، ويزيد بن حيان.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس قال: قدم زيد بم أرقم فقال له ابن عباس يستذكره: كيف أخبرتني عن لحم أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حرام؟ قال: نعم، أهدى له رجل عضواً من لحم، فرده، وقال: " إنا لا نأكله، إنا حرام " .
ورواه أبو الزبير عن طاوس.

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23