كتاب : الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد

والمقرائي بضم الميم وقيل بفتحها والضم أشهر وبسكون القاف وبعدها راء ممدودة نسبة إلى قرية بدمشق
740 - وعن حبيب بن سلمة الفهري رضي الله عنه وكان مجاب الدعوة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله
رواه الحاكم
741 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من القائل كلمة كذا وكذا
فقال رجل من القوم أنا يا رسول الله فقال عجبت لها فتحت لها أبواب السماء
قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك
رواه مسلم
742 - وعن ر فاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه و سلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده
قال رجل من ورائه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال من المتكلم قال أنا
قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول
رواه مالك والبخاري وأبو داود والنسائي
743 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

وفي رواية للبخاري ومسلم فقولوا ربنا ولك الحمد بالواو
الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإمام في الركوع والسجود
744 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه من ركوع أو سجود قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يؤمن أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس كلب
ورواه في الكبير موقوفا على عبد الله بن مسعود بأسانيد أحدها جيد ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم ولفظه أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس كلب
قال الخطابي اختلف الناس فيمن فعل ذلك فروي عن ابن عمر أنه قال لا صلاة لمن فعل ذلك وأما عامة أهل العلم فإنهم قالوا قد أساء وصلاته تجزئه غير أن أكثرهم يأمرون بأن يعود إلى السجود ويمكث في سجوده بعد أن يرفع الإمام رأسه بقدر ما كان ترك
انتهى
745 - وعنه أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الذي يخفض ويرفع قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان
رواه البزار والطبراني بإسناد حسن ورواه مالك في الموطأ فوقفه عليه ولم يرفعه
الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجود وإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع
746 - عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تجزىء

صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
رواه أحمد وأبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ورواه الطبراني والبيهقي وقالا إسناده صحيح ثابت وقال الترمذي حديث حسن صحيح
747 - وعن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نقرة الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
748 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته
قالوا يا رسول الله كيف يسرق من الصلاة قال لا يتم ركوعها ولا سجودها أو قال لا يقيم صلبه في الركوع والسجود
رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
749 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أسرق الناس الذي يسرق صلاته
قيل يا رسول الله كيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها وأبخل الناس من بخل بالسلام
رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة بإسناد جيد
750 - وعن علي بن شيبان رضي الله عنه قال خرجنا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعناه وصلينا خلفه فلمح بمؤخر عينه رجلا لا يقيم صلاته يعني صلبه في الركوع فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم صلاته قال يا معشر المسلمين لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود
رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
751 - وعن طلق بن علي الحنفي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينظر الله إلى صلاة عبد لا يقيم فيها صلبه بين ركوعها وسجودها
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

وعن أبي عبد الله الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد صلى الله عليه و سلم
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا
قال أبو صالح قلت لابي عبد الله من حدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أمراء الأجناد عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه
753 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليصلي ستين سنة وما تقبل له صلاة لعله يتم الركوع ولا يتم السجود ويتم السجود ولا يتم الركوع
رواه أبو القاسم الأصبهاني وينظر سنده
754 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما لاصحابه وأنا حاضر لو كان لاحدكم هذه السارية لكره أن تجدع كيف يعمد أحدكم فيجدع صلاته التي هي لله فأتموا صلاتكم فإن الله لا يقبل إلا تاما
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
الجدع قطع بعض الشيء
755 - وعن بلال رضي الله عنه أنه أبصر رجلا لا يتم الركوع ولا السجود فقال لو مات هذا لمات على غير ملة محمد صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورواته ثقات
756 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن للصلاة المكتوبة عند الله وزنا من انتقص منها شيئا حوسب به فيها على ما انتقص
رواه الأصبهاني
757 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينظر الله إلى عبد لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده
رواه أحمد بإسناد جيد
758 - وروي عن علي رضي الله عنه قال نهاني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقرأ وأنا راكع وقال يا علي مثل الذي لا يقيم صلبه في صلاته كمثل حبلى حملت فلما دنا نفاسها

أسقطت فلا هي ذات حمل ولا هي ذات ولد
رواه أبو يعلى والأصبهاني وزاد مثل المصلي كمثل التاجر لا يخلص له ربحه حتى يخلص له رأس ماله كذلك المصلي لا تقبل نافلته حتى يؤدي الفريضة
759 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته
قال وكيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها
رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه
760 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مصل إلا وملك عن يمينه وملك عن يساره فإن أتمها عرجا بها وإن لم يتمها ضربا بها على وجهه
رواه الأصبهاني
761 - وعن النعمان بن مرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما ترون في الشارب والزاني والسارق وذلك قبل أن تنزل فيهم الحدود قالوا الله ورسوله أعلم قال هن فواحش وفيهن عقوبة وأسوأ السرقة الذي يسرق صلاته
قالوا وكيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها
رواه مالك وتقدم في باب الصلاة على وقتها حديث أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم وفيه ومن صلاها لغير وقتها ولم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه
رواه الطبراني
762 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فصلى ثم جاء فسلم فقال وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فصلى ثم جاء فسلم فقال وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل
فقال في الثانية أو في التي تليها علمني يا رسول الله فقال إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن

راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها
وفي رواية ثم ارفع حتى تستوي قائما يعني من السجدة الثانية
رواه البخاري ومسلم وقال في حديثه فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني ولم يذكر غير سجدة واحدة
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
وفي رواية لابي داود فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت من هذا فإنما انتقصته من صلاتك
763 - وعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاء رجل فدخل المسجد فصلى فذكر الحديث إلى أن قال فيه فقال الرجل لا أدري ما عبت علي فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنه لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله ويغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح رأسه ورجليه إلى الكعبين ثم يكبر الله ويحمده ويمجده ويقرأ من القرآن ما أذن الله له فيه وتيسر ثم يكبر ويركع فيضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يقول سمع الله لمن حمده ويستوي قائما حتى يأخذ كل عظم مأخذه ويقيم صلبه ثم يكبر فيسجد ويمكن جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يكبر فيرفع رأسه ويستوي قاعدا على مقعدته ويقيم صلبه
فوصف الصلاة هكذا حتى فرغ ثم قال لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك
رواه النسائي وهذا لفظه والترمذي وقال حديث حسن وقال في آخره فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت منها شيئا انتقصت من صلاتك
قال أبو عمر بن عبد البر النمري هذا حديث ثابت
764 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن

الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه بنحوه
765 - وعن أبي اليسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال منكم من يصلي الصلاة كاملة ومنكم من يصلي النصف والثلث والربع والخمس
حتى بلغ العشر
رواه النسائي بإسناد حسن واسم أبي اليسر بالياء المثناة تحت والسين المهملة مفتوحتين كعب بن عمر السلمي شهد بدرا
766 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة ثلاثة أثلاث الطهور ثلث والركوع ثلث والسجود ثلث
فمن أداها بحقها قبلت منه وقبل منه سائر عمله ومن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله
رواه البزار وقال لا نعلمه مرفوعا إلا من حديث المغيرة بن مسلم
قال الحافظ وإسناده حسن
767 - وعن حريث بن قبيصة رضي الله عنه قال قدمت المدينة وقلت اللهم ارزقني جليسا صالحا
قال فجلست إلى أبي هريرة فقلت إني سألت الله أن يرزقني جليسا صالحا فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لعل الله أن ينفعني به فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر وإن انتقص من فريضته
قال الله تعالى انظروا هل لعبدي من تطوع يكمل به ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك
رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن غريب
768 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ثم انصرف فقال يا فلان ألا تحسن صلاتك ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي فإنما يصلي لنفسه إني لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي
رواه مسلم والنسائي وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال

صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر فلما سلم نادى رجلا كان في آخر الصفوف فقال يا فلان ألا تتقي الله
ألا تنظر كيف تصلي إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه إنكم ترون أني لا أراكم إني والله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدي
769 - وعن عثمان بن أبي دهرشن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يقبل الله من عبد عملا حتى يشهد قلبه مع بدنه
رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة هكذا مرسلا ووصله أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس بأبي بن كعب والمرسل أصح
770 - وعن الفضل بن العباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين وتخشع وتضرع وتمسكن وتقنع يديك تقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك وتقول يا رب يا رب من لم يفعل ذلك فهي كذا وكذا
رواه الترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه وتردد في ثبوته رووه كلهم عن ليث بن سعد حدثنا عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع ابن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل وقال الترمذي قال غير ابن المبارك في هذا الحديث من لم يفعل ذلك فهي خداج وقال سمعت محمد بن إسماعيل يعني البخاري يقول روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه فأخطأ في مواضع قال وحديث ليث بن سعد أصح من حديث شعبة
قال الحافظ وعبد الله بن نافع ابن العمياء لم يرو عنه غير عمران بن أبي أنس وعمران ثقة ورواه أبو داود وابن ماجه من طريق شعبة عن عبد ربه عن ابن أبي أنس عن عبد الله بن نافع ابن العمياء عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة
ولفظ ابن ماجه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة مثنى مثنى وتشهد في كل ركعتين وتبأس وتمسكن وتقنع وتقول اللهم اغفر لي فمن لم يفعل ذلك فهي خداج
قال الخطابي أصحاب الحديث يغلطون شعبة في هذا الحديث ثم حكى قول

البخاري المتقدم وقال قال يعقوب بن سفيان في هذا الحديث مثل قول البخاري وخطأ شعبة وصوب ليث بن سعد وكذلك قال محمد بن إسحاق بن خزيمة قال وقوله تبأس معناه إظهار البؤس والفاقة وتمسكن من المسكنة وقيل معناه السكون والوقار والميم مزيدة فيها وإقناع اليدين رفعهما في الدعاء والمسألة والخداج معناه هاهنا الناقص في الأجر والفضيلة
انتهى
771 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصرا على معصيتي وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه بعزتي وأستحفظه ملائكتي أجعل له في الظلمة نورا وفي الجهالة حلما ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة
رواه البزار من رواية عبد الله بن واقد الحراني وبقية رواته ثقات
772 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن العبد إذا صلى فلم يتم صلاته خشوعها ولا ركوعها وأكثر الالتفات لم تقبل منه ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه وإن كان على الله كريما
رواه الطبراني
773 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا
رواه الطبراني بإسناد حسن ورواه ابن حبان في صحيحه في آخر حديث موقوفا على شداد بن أوس ورفعه الطبراني أيضا والموقوف أشبه
774 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا قال مثل الصلاة المكتوبة كمثل الميزان من أوفى استوفى
رواه البيهقي هكذا ورواه غيره عن الحسن مرسلا وهو الصواب
775 - وعن مطرف عن أبيه رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء
رواه أبو داود والنسائي ولفظه

رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي
ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما نحو رواية النسائي إلا أن ابن خزيمة قال ولصدره أزيز كأزيز الرحى
بزايين هو صوتها والمرجل بكسر الميم وفتح الجيم هو القدر يعني أن لجوفه حنينا كصوت غليان القدر
776 - وعن علي رضي الله عنه قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح
رواه ابن خزيمة في صحيحه
777 - وعن عبد الله بن أبي بكر أن أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في حائط له فطار دبسي فطفق يتردد يلتمس مخرجا فلا يجد فأعجبه ذلك فجعل يتبعه بصره ساعة ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كم صلى فقال لقد أصابني في مالي هذا فتنة فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر له الذي أصابه في صلاته وقال يا رسول الله هو صدقة فضعه حيث شئت
رواه مالك وعبد الله بن أبي بكر لم يدرك القصة ورواه من طريق آخر فلم يذكر فيه أبا طلحة ولا رسول الله صلى الله عليه و سلم ولفظه أن رجلا من الأنصار كان يصلي في حائط له بالقف واد من أودية المدينة في زمان الثمر والنخل قد ذللت وهي مطوقة بثمرها فنظر إليها فأعجبته ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كم صلى فقال لقد أصابني في مالي هذا فتنة فجاء عثمان رضي الله عنه وهو يومئذ خليفة فذكر ذلك له وقال هو صدقة فاجعله في سبيل الخير فباعه بخمسين ألفا فسمى ذلك المال الخمسين
الحائط هو البستان
والدبسي بضم الدال المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر السين المهملة بعدها ياء مشددة هو طائر صغير قيل هو ذكر اليمام
778 - وعن الأعمش قال كان عبد الله يعني ابن مسعود إذا صلى كأنه ثوب ملقى
رواه الطبراني في الكبير والأعمش لم يدرك ابن مسعود

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وهو في مسلم وغيره بنحوه وتقدم
8 - الترهيب من رفع البصر إلى السماء في الصلاة
780 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم
رواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه
781 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء فتلتمع يعني في الصلاة
رواه ابن ماجه والطبراني في الكبير ورواتهما رواة الصحيح وابن حبان في صحيحه
782 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم إلى السماء عند الدعاء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم
رواه مسلم والنسائي
783 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء لا يلتمع
رواه الطبراني في الأوسط من رواية ابن لهيعة ورواه النسائي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم حدثه ولم يسمعه
يلتمع بصره بضم الياء المثناة تحت أي يذهب به
784 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لينتهين أقوام يرفعون

أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه ولأبي داود دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد فرأى فيه ناسا يصلون رافعي أيديهم إلى السماء فقال لينتهين رجال يشخصون أبصارهم في الصلاة أو لا ترجع إليهم أبصارهم
9 - الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكر
785 - عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطىء بها
قال عيسى إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها
فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم فقال يحيى أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ وقعدوا على الشرف فقال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن
أولاهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت وأمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وأمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا أفدي نفسي منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم وأمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك لعبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله قال النبي صلى الله عليه و سلم وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن

يراجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثاء جهنم فقال رجل يا رسول الله وإن صلى وصام فقال وإن صلى وصام فادعوا الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله
رواه الترمذي وهذا لفظه وقال حديث حسن صحيح والنسائي ببعضه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم
قال الحافظ وليس للحارث في الكتب الستة سوى هذا
والربقة بكسر الراء وفتحها وسكون الباء الموحدة واحدة الربق وهي عرى في حبل تشد به البهم وتستعار لغيره
وقوله من جثاء جهنم بضم الجيم بعدها ثاء مثلثة أي من جماعات جهنم
786 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن التلفت في الصلاة فقال اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن خزيمة
787 - وعن أبي الأحوص عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وصححه
قال المملي الحافظ عبد العظيم رضي الله عنه وأبو الأحوص هذا لا يعرف اسمه لم يرو عنه غير الزهري وقد صحح له الترمذي وابن حبان وغيرهما
788 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث ونهاني عن ثلاث نهاني عن نقرة كنقرة الديك وإقعاء كإقعاء الكلب والتفات كالتفات الثعلب
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد حسن ورواه ابن أبي شيبة وقال كإقعاء القرد مكان الكلب

الإقعاء بكسر الهمزة
قال أبو عبيد هو أن يلزق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه بالأرض كما يقعي الكلب
قال وفسره الفقهاء بأن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين
قال والقول هو الأول
789 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام الرجل في الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فإذا التفت قال يا ابن آدم إلى من تلتفت إلى من هو خير لك مني أقبل إلي فإذا التفت الثانية قال مثل ذلك فإذا التفت الثالثة صرف الله تبارك وتعالى وجهه عنه
رواه البزار
790 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد إذا قام إلى الصلاة أحسبه قال فإنما هو بين يدي الرحمن تبارك وتعالى فإذا التفت يقول الله تبارك وتعالى إلى من تلتفت إلى خير مني أقبل يا ابن آدم إلي فأنا خير ممن تلتفت إليه
رواه البزار أيضا
791 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بني إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة
الحديث
رواه الترمذي من رواية علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أنس وقال حديث حسن وفي بعض النسخ صحيح
قال المملي وعلي بن زيد بن جدعان يأتي الكلام عليه ورواية سعيد عن أنس غير مشهورة
792 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فدعا ربه إلا كانت دعوته مستجابة معجلة أو مؤخرة
إياكم والالتفات في الصلاة فإنه لا صلاة لملتفت فإن غلبتم في التطوع فلا تغلبوا في الفريضة
رواه الطبراني في الكبير
وفي رواية له أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قام في الصلاة فالتفت رد الله عليه صلاته
793 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا يزال الله مقبلا على العبد بوجهه ما لم

يلتفت أو يحدث
رواه الطبراني في الكبير موقوفا عن أبي قلابة عن ابن مسعود ولم يسمع منه
794 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليقبل عليها حتى يفرغ منها وإياكم والالتفات في الصلاة فإن أحدكم يناجي ربه ما دام في الصلاة
رواه الطبراني في الأوسط
795 - وعن أم سلمة بنت أبي أمية رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام المصلي يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع قدميه فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع جبينه فتوفي أبو بكر رضي الله عنه فكان عمر رضي الله عنه فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع القبلة ثم توفي عمر رضي الله عنه فكان عثمان بن عفان رضي الله عنه وكانت الفتنة فتلفت الناس يمينا وشمالا
رواه ابن ماجه بإسناد حسن إلا أن موسى بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي لم يخرج له من أصحاب الكتب الستة غير ابن ماجه ولا يحضرني فيه جرح ولا تعديل والله أعلم
الترهيب من مسح الحصى وغيره في موضع السجود والنفخ فيه لغير ضرورة
796 - عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه
رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ولفظ ابن خزيمة إذا قام أحدكم في الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا تحركوا الحصى
رووه كلهم من رواية أبي الأحوص عنه

وعن معيقيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تمسح الحصى وأنت تصلي فإن كنت لا بد فاعلا فواحدة تسوية الحصى
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه
798 - وعن جابر رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن مسح الحصى في الصلاة فقال واحدة ولأن تمسك عنها خير لك من مائة ناقة كلها سود الحدق
رواه ابن خزيمة في صحيحه
799 - وعن أبي صالح مولى طلحة رضي الله عنه قال كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فأتى ذو قرابتها شاب ذو جمة فقام يصلي فلما أراد أن يسجد نفخ فقالت لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول لغلام لنا أسود يا رباح ترب وجهك
رواه ابن حبان في صحيحه
ورواه الترمذي من رواية ميمون أبي حمزة عن أبي صالح عن أم سلمة قالت رأى النبي صلى الله عليه و سلم غلاما لنا يقال له أفلح إذا سجد نفخ فقال يا أفلح ترب وجهك
وتقدم في الترغيب في الصلاة حديث حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من حالة يكون العبد فيها أحب إلى الله من أن يراه ساجدا يعفر وجهه في التراب
رواه الطبراني
11 - الترهيب من وضع اليد على الخاصرة في الصلاة
800 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهي عن الخصر في الصلاة
رواه البخاري ومسلم والترمذي ولفظهما أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يصلي الرجل مختصرا
والنسائي نحوه وأبو داود وقام يعني يضع يده على خاصرته

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الاختصار في الصلاة راحة أهل النار
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه
12 - الترهيب من المرور بين يدي المصلي
802 - عن أبي الجهم عبد الله بن الحارث بن الصمة الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يديه
قال أبو النضر لا أدري
قال أربعين يوما أو شهرا أو سنة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
ورواه البزار ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان لأن يقوم أربعين خريفا خير له من أن يمر بين يديه ورجاله رجال الصحيح
قال الترمذي وقد روي عن أنس أنه قال لأن يقف أحدكم مائة عام خير له من أن يمر بين يدي أخيه وهو يصلي
804 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان
وفي لفظ آخر إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان
رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود نحوه

قوله وليدرأه بدال مهملة أي فليدفعه بوزنه ومعناه
805 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن خزيمة في صحيحه
806 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لأن يكون الرجل رمادا يذرى به خير له من أن يمر بين يدي رجل متعمدا وهو يصلي
رواه ابن عبد البر في التمهيد موقوفا
الترهيب من ترك الصلاة تعمدا وإخراجها عن وقتها تهاونا
807 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة
رواه أحمد ومسلم وقال بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
وأبو داود والنسائي ولفظه ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة
والترمذي ولفظه قال بين الكفر والإيمان ترك الصلاة
وابن ماجه ولفظه قال بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة
808 - وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح ولا نعرف له علة

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه و سلم بسبع خصال فقال لا تشركوا بالله شيئا وإن قطعتم أو حرقتم أو صلبتم ولا تتركوا الصلاة متعمدين فمن تركها متعمدا فقد خرج من الملة ولا تركبوا المعصية فإنها سخط الله ولا تشربوا الخمر فإنها رأس الخطايا كلها
الحديث
ورواه الطبراني ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة بإسنادين لا بأس بهما
810 - وعن عبد الله بن شقيق العقيلي رضي الله عنه قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة
رواه الترمذي
811 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة فإذا تركها فقد أشرك
رواه هبة الله الطبري بإسناد صحيح
812 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا سهم في الإسلام لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له
رواه البزار
813 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به الحسين بن الحكم الحبري
814 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وإن حرقت ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ولا تشرب الخمر فإنه مفتاح كل شر
رواه ابن ماجه والبيهقي عن شهر عن أم الدرداء عنه
815 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قام بصري قيل نداويك وتدع الصلاة أياما قال لا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان
رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده حسن
قامت العين إذا ذهب بصرها والحدقة صحيحة

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به ورواه محمد بن نصر في كتاب الصلاة ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بين العبد والكفر أو الشرك ترك الصلاة فإذا ترك الصلاة فقد كفر
ورواه ابن ماجه عن يزيد الرقاشي عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك
817 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال حماد بن زيد ولا أعلمه إلا قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان
رواه أبو يعلى بإسناد حسن ورواه سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا وقال فيه من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل وقد حل دمه وماله
818 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله علمني عملا إذا أنا عملته دخلت الجنة
قال لا تشرك بالله شيئا وإن عذبت وحرقت أطع والديك وإن أخرجاك من مالك ومن كل شيء هو لك لا تترك الصلاة متعمدا فإن من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله
الحديث رواه الطبراني في الأوسط ولا بأس بإسناده في المتابعات
819 - وعنه رضي الله عنه قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه و سلم بعشر كلمات قال لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ولا تعص والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس وإن أصاب الناس موت فاثبت وأنفق على

أهلك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله
رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ
820 - وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر
رواه ابن حبان في صحيحه
821 - وعن أميمة رضي الله عنها مولاة رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت كنت أصب على رسول الله صلى الله عليه و سلم وضوءه فدخل رجل فقال أوصني فقال لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار ولا تعص والديك وإن أمراك أن تتخلى من أهلك ودنياك فتخله ولا تشربن خمرا فإنها مفتاح كل شر ولا تتركن صلاة متعمدا فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله
الحديث رواه الطبراني وفي إسناده يزيد بن سنان الرهاوي
822 - وعن زياد بن نعيم الحضرمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع فرضهن الله في الإسلام فمن أتى بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن جميعا الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت
رواه أحمد وهو مرسل
823 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة
رواه ابن حبان في صحيحه
824 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك الصلاة متعمدا أحبط الله عمله وبرئت منه ذمة الله حتى يراجع لله عز و جل توبة
رواه الأصبهاني
825 - وعن أم أيمن رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله
رواه أحمد والبيهقي ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن مكحولا لم يسمع من أم أيمن

وعن علي رضي الله عنه قال من لم يصل فهو كافر
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الإيمان والبخاري في تاريخه موقوفا
827 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من ترك الصلاة فقد كفر
رواه محمد بن نصر المروزي وابن عبد البر موقوفا
828 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال من ترك الصلاة فلا دين له
رواه محمد بن نصر أيضا موقوفا
829 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال من لم يصل فهو كافر
رواه ابن عبد البر موقوفا
830 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال لا إيمان لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له
رواه ابن عبد البر وغيره موقوفا
وقال ابن أبي شيبة قال النبي صلى الله عليه و سلم من ترك الصلاة فقد كفر
وقال محمد بن نصر المروزي سمعت إسحاق يقول صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه و سلم أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر
831 - وروي عن حماد بن زيد عن أيوب رضي الله عنه قال ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه
832 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف
رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني في الكبير والأوسط وابن حبان في صحيحه
833 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن قول

الله عز و جل الذين هم عن صلاتهم ساهون الماعون 5 قال هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها
رواه البزار من رواية عكرمة بن إبراهيم وقال رواه الحفاظ موقوفا ولم يرفعه غيره
قال الحافظ رضي الله عنه وعكرمة هذا هو الأزدي مجمع على ضعفه والصواب وقفه
834 - وعن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال قلت لابي يا أبتاه أرأيت قوله تبارك وتعالى الذين هم عن صلاتهم ساهون
أينا لا يسهو أينا لا يحدث نفسه قال ليس ذاك إنما هو إضاعة الوقت يلهو حتى يضيع الوقت
رواه أبو يعلى بإسناد حسن
835 - وعن نوفل بن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من فاتته صلاة فكأنما وتر أهله وماله
رواه ابن حبان في صحيحه
836 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر
رواه الحاكم وقال حنش هو ابن قيس ثقة
قال الحافظ بل واه بمرة لا نعلم أحدا وثقه غير حصين بن نمير
837 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مما يكثر أن يقول لاصحابه هل رأى أحد منكم من رؤيا فيقص عليه ما شاء الله أن يقص وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان
ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى
قال قلت لهما سبحان الله ما هذا قالا لي انطلق انطلق فأتينا على رجل مستلق على قفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه
قال وربما قال أبو رجاء فيشق
قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول
قال فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى
قال قلت سبحان الله ما هذا قالا لي انطلق

فانطلقنا فأتينا على مثل التنور قال فأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات
قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال قلت ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على نهر حسبت أنه كان يقول أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل عنده قد جمع حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما سبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر فاه فألقمه حجرا قلت لهما ما هذان قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها
قال قلت لهما ما هذا قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم
قال قلت ما هذا ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم ولا أحسن منها
قال قالا لي ارق فيها فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة
فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر منهم كأقبح ما أنت راء
قال قالا لي اذهبوا فقعوا في ذلك النهر
قال وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة
قال قالا لي هذه جنة عدن وهذا منزلك
قال فسما بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء
قال قالا لي هذا منزلك
قال قلت لهما بارك الله فيكما فذراني فأدخله قالا أما الآن فلا وأنت داخله
قال قلت لهما فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال قالا لي إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر فإنه آكل الربا وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه

إبراهيم وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة
قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأولاد المشركين وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم
رواه البخاري وذكرته بتمامه لأحيل عليه فيما يأتي إن شاء الله تعالى
838 - وقد روى البزار من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ثم أتى يعني النبي صلى الله عليه و سلم على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخرة كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء
قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة
فذكر الحديث في قصة الإسراء وفرض الصلاة
قوله يثلغ رأسه أي يشدخ
قوله فيتدهده أي فيتدحرج
والكلوب بفتح الكاف وضمها وتشديد اللام هو حديدة معوجة الرأس
وقوله يشرشر شدقه هو بشينين معجمتين الأولى منهما مفتوحة والثانية مكسورة وراءين الأولى منهما ساكنة ومعناه يقطعه ويشقه واللفظ محركا هو الصخب والجلبة والصياح
وقوله ضوضوا بفتح الضاضين المعجمتين وسكون الواوين وهو الصياح مع الانضمام والفزع
وقوله فغر فاه بفتح الفاء والغين المعجمة معا بعدهما راء أي فتحه
وقوله يحشها هو بالحاء المهملة المضمومة والشين المعجمة أي يوقدها
وقوله معتمة أي طويلة النبات
يقال أعتم النبت إذا طال
والنور بفتح النون هو الزهر

والمحض بفتح الميم وسكون الحاء المهملة هو الخالص من كل شيء
وقوله فسما بصري صعدا بضم الصاد والعين المهملتين أي ارتفع بصري إلى فوق
والربابة هنا هي السحابة البيضاء
قال أبو محمد بن حزم وقد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد ولا نعلم لهؤلاء من الصحابة مخالفا
قال الحافظ عبد العظيم قد ذهب جماعة من الصحابة ومن بعدهم إلى تكفير من ترك الصلاة متعمدا لتركها حتى يخرج جميع وقتها منهم عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس ومعاذ بن جبل وجابر بن عبد الله وأبو الدرداء رضي الله عنهم ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وأبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وغيرهم رحمهم الله تعالى

كتاب النوافل الترغيب في المحافظة على ثنتي عشرة ركعة من السنة في
اليوم والليلة
839 - عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله تعالى له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة
رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وداود أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الغداة
ورواه بالزيادة ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم إلا أنهم زادوا وركعتين قبل العصر ولم يذكروا ركعتين بعد العشاء
وهو كذلك عند النسائي في رواية ورواه ابن ماجه فقال وركعتين قبل الظهر وركعتين أظنه قبل العصر
ووافق الترمذي على الباقي
840 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ثابر عن ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر
رواه النسائي وهذا لفظه

والترمذي وابن ماجه
كلهم من رواية المغيرة بن زياد عن عطاء عن عائشة وقال النسائي هذا خطأ ولعله أراد عنبسة بن أبي سفيان فصحف ثم رواه النسائي عن ابن جريج عن عطاء عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة وقال عطاء بن أبي رباح لم يسمعه من عنبسة انتهى
ثابر بالثاء المثلثة وبعد الألف باء موحدة ثم راء أي لازم وواظب
2 - الترغيب في المحافظة على ركعتين قبل الصبح
841 - وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها
رواه مسلم والترمذي
وفي رواية لمسلم لهما أحب إلي من الدنيا جميعا
842 - وعنها رضي الله عنها قالت لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر
رواه البخاري ومسلم أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه
وفي رواية لابن خزيمة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شيء من الخير أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر ولا إلى غنيمة
843 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رجل يا رسول الله دلني على عمل ينفعني الله به قال عليك بركعتي الفجر فإن فيها فضيلة
رواه الطبراني في الكبير
وفي رواية له أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تدعوا الركعتين قبل صلاة الفجر فإن فيهما الرغائب
وروى أحمد منه وركعتي الفجر حافظوا عليهما فإن فيهما الرغائب
844 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث بصوم ثلاثة أيام

من كل شهر والوتر قبل النوم وركعتي الفجر
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد وهو عند أبي داود وغيره خلا قوله وركعتي الفجر وذكر مكانهما ركعتي الضحى ويأتي إن شاء الله تعالى
845 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قل هو الله أحد الإخلاص 1 تعدل ثلث القرآن و قل يا أيها الكافرون الكافرون 1 تعدل ربع القرآن وكان يقرؤهما في ركعتي الفجر وقال هاتان الركعتان فيهما رغب الدر
رواه أبو يعلى بإسناد حسن والطبراني في الكبير واللفظ له
846 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تدعوا ركعتي الفجر ولو طردتكم الخيل
رواه أبو داود
3 - الترغيب في الصلاة قبل الظهر وبعدها
847 - عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار
رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من رواية القاسم أبي عبد الرحمن صاحب أبي أمامة عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب والقاسم بن عبد الرحمن شامي ثقة انتهى
وفي رواية للنسائي فتمس وجهه النار أبدا
ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن سليمان بن موسى عن محمد بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة
قال الحافظ رضي الله عنه ورواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه أيضا وغيرهم من رواية مكحول عن عنبسة ومكحول لم يسمع من عنبسة
قال أبو زرعة وأبو مسهر والنسائي وغيرهم ورواه الترمذي أيضا وحسنه وابن ماجه كلاهما من رواية محمد بن عبد الله الشعيثي عن أبيه عن عنبسة ويأتي الكلام على محمد

وروي عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه وفي إسنادهما احتمال للتحسين ورواه الطبراني في الكبير والأوسط ولفظه قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم علي رأيته يديم أربعا قبل الظهر وقال إنه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى تصلى الظهر فأنا أحب أن يرفع لي في تلك الساعة خير
849 - وعن قابوس رضي الله عنه عن أبيه قال أرسل أبي إلى عائشة رضي الله عنها أي صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أحب إليه أن يواظب عليها قالت كان يصلي أربعا قبل الظهر يطيل فيهن القيام ويحسن فيهن الركوع والسجود
رواه ابن ماجه
وقابوس هو ابن أبي ظبيان وثق وصحح له الترمذي وابن خزيمة والحاكم وغيرهم لكن المرسل إلى عائشة مبهم والله أعلم
850 - وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن غريب
851 - وروي عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يستحب أن يصلي بعد نصف النهار فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله إني أراك تستحب الصلاة هذه الساعة قال تفتح فيها أبواب السماء وينظر الله تبارك وتعالى بالرحمة إلى خلقه وهي صلاة كان يحافظ عليها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم
رواه البزار
852 - وروي عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى قبل الظهر أربع ركعات كأنما تهجد بهن من ليلته ومن صلاهن بعد العشاء كمثلهن من ليلة القدر
رواه الطبراني في الأوسط

وعن بشير بن سلمان عن عمرو بن الأنصاري رضي الله عنه عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى قبل الظهر أربعا كان كعدل رقبة من بني إسماعيل
رواه الطبراني في الكبير ورواته إلى بشير ثقات
854 - وعن عبد الرحمن بن حميد رضي الله عنه عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة الهجير مثل صلاة الليل
قال الراوي فسألت عبد الرحمن بن حميد عن الهجير فقال إذا زالت الشمس
رواه الطبراني في الكبير وفي سنده لين وجد عبد الرحمن هذا هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
855 - وعن الأسود و مرة و مسروق رضي الله عنهم قالوا قال عبد الله ليس شيء يعدل صلاة الليل من صلاة النهار إلا أربعا قبل الظهر وفضلهن على صلاة النهار كفضل صلاة الجماعة على صلاة الوحدة
رواه الطبراني في الكبير وهو موقوف لا بأس به
856 - وروي عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أربع قبل الظهر وبعد الزوال تحسب بمثلهن في السحر وما من شيء إلا وهو يسبح الله في تلك الساعة
ثم قرأ يتفيؤوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون النحل 84
رواه الترمذي في التفسير من جامعه وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم
4 - الترغيب في الصلاة قبل العصر
857 - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
858 - وعن أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حافظ على أربع ركعات قبل العصر بنى الله له بيتا في الجنة
رواه أبو يعلى وفي إسناده محمد بن سعد المؤذن لا يدرى من هو

وروي عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى أربع ركعات قبل العصر حرم الله بدنه على النار
الحديث رواه الطبراني في الكبير
860 - وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جئت ورسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد في أناس من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأدركت من آخر الحديث ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى أربع ركعات قبل العصر لم تمسه النار
رواه الطبراني في الأوسط
861 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تزال أمتي يصلون هذه الأربع ركعات قبل العصر حتى تمشي على الأرض مغفورا لها مغفرة حقا
رواه الطبراني في الأوسط وهو غريب
5 - الترغيب في الصلاة بين المغرب والعشاء
862 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن بعبادة ثنتي عشرة سنة
رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والترمذي كلهم من حديث عمر بن خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه وقال الترمذي حديث غريب
863 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة انتهى
وهذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي رواه ابن ماجه من رواية يعقوب بن الوليد المدائني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ويعقوب كذبه أحمد وغيره
864 - وعن محمد بن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال رأيت حبيبي رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال من صلى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر

حديث غريب
رواه الطبراني في الثلاثة وقال تفرد به صالح بن قطن البخاري
قال الحافظ وصالح هذا لا يحضرني الآن فيه جرح ولا تعديل
865 - وعن الأسود بن يزيد رضي الله عنه قال قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه نعم ساعة الغفلة يعني الصلاة فيما بين المغرب والعشاء
رواه الطبراني في الكبير من رواية جابر الجعفي ولم يرفعه
866 - وعن مكحول رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى بعد المغرب قبل أن يتكلم ركعتين
وفي رواية أربع ركعات رفعت صلاته في عليين
ذكره رزين ولم أره في الأصول
867 - وعن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع السجدة 61 نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب وأبو داود إلا أنه قال كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء يصلون وكان الحسن يقول قيام الليل
868 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء
رواه النسائي بإسناد جيد
الترغيب في الصلاة بعد العشاء
869 - روي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع قبل الظهر كأربع بعد العشاء وأربع بعد العشاء كعدلهن من ليلة القدر رواه الطبراني في الأوسط وتقدم حديث البراء
من صلى قبل الظهر أربع ركعات كأنما تهجد من ليلته ومن صلاهن بعد العشاء كمثلهن من ليلة القدر

وفي الكبير من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى العشاء الآخرة في جماعة وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد كان كعدل ليلة القدر
وفي الباب أحاديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا صلى العشاء ورجع إلى بيته صلى أربع ركعات أضربت عن ذكرها لأنها ليست من شرط كتابنا
الترغيب في صلاة الوتر وما جاء فيمن لم يوتر
870 - عن علي رضي الله عنه قال الوتر ليس بحتم كصلاة المكتوبة ولكن سن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن
871 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة محضورة وذلك أفضل
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه وغيرهم
872 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر
رواه أبو داود ورواه ابن خزيمة في صحيحه مختصرا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه إن الله وتر يحب الوتر
873 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى الضحى وصام ثلاثة أيام من الشهر ولم يترك الوتر في سفر ولا حضر كتب له أجر شهيد
رواه الطبراني في الكبير وفيه نكارة
874 - وعن خارجة بن حذافة رضي الله عنه قال خرج علينا يوما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال

قد أمدكم الله بصلاة هي خير لكم من حمر النعم وهي الوتر فجعلها لكم فيما بين العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر
رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي حبيب
انتهى
وقال البخاري لا يعرف لإسناده يعني لإسناد هذا الحديث سماع بعضهم من بعض
875 - وعن أبي تميم الجيشاني رضي الله عنه قال سمعت عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل زادكم صلاة فصلوها فيما بين العشاء إلى الصبح الوتر الوتر ألا وإنه أبو بصرة الغفاري
رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي أحمد رواته رواة الصحيح وهذا الحديث قد روي من حديث معاذ بن جبل وعبد الله بن عمرو وابن عباس وعقبة بن عامر الجهني وعمرو بن العاص وغيرهم
876 - وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا ثلاثا
رواه أحمد وأبو داود واللفظ له وفي إسناده عبيد الله بن عبد الله أبو المنيب العتكي ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
8 - الترغيب في أن ينام الإنسان طاهرا ناويا للقيام
877 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا
رواه ابن حبان في صحيحه
الشعار بكسر الشين المعجمة هو ما يلي بدن الإنسان من ثوب وغيره
878 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يبيت طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه رواه أبو داود

من رواية عاصم بن بهدلة عن شهر عن أبي ظبية عن معاذ
ورواه النسائي وابن ماجه
وذكر أن ثابتا البناني رواه أيضا عن شهر عن أبي ظبية
قال الحافظ وأبو ظبية بفتح الظاء المعجمة وسكون الباء الموحدة شامي ثقة
879 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
880 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله حتى يدركه النعاس لم ينقلب ساعة من ليل يسأل الله خيرا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه
رواه الترمذي عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة وقال حديث حسن
881 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من امرىء تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة
رواه مالك وأبو داود والنسائي وفي إسناده رجل لم يسم وسماه النسائي في رواية له الأسود بن يزيد وهو ثقة ثبت وبقية إسناده ثقات ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد بإسناد جيد رواته محتج بهم في الصحيح
882 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه
رواه النسائي ابن ماجه بإسناد جيد وابن خزيمة في صحيحه ورواه النسائي أيضا وابن خزيمة عن أبي الدرداء وأبي ذر موقوفا
قال الدارقطني وهو المحفوظ وقال ابن خزيمة هذا خبر لا أعلم أحدا أسنده غير حسين بن علي عن زائدة وقد اختلف الرواة في إسناد هذا الخبر

وعن أبي ذر أو أبي الدرداء شك شعبة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل فينام عنها إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه وكتب له أجر ما نوى
رواه ابن حبان في صحيحه مرفوعا ورواه ابن خزيمة في صحيحه موقوفا لم يرفعه
9 - الترغيب في كلمات يقولهن حين يأوي إلى فراشه وما جاء فيمن نام ولم يذكر الله تعالى
884 - عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك
آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به قال فرددتها على النبي صلى الله عليه و سلم فلما بلغت آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال لا ونبيك الذي أرسلت
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
وفي رواية للبخاري والترمذي فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا أوى غير ممدود
885 - وعن رافع بن خديج رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن ثم قال اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت أمري إليك لا منجا منك ولا ملجأ إلا إليك أؤمن بكتابك وبرسولك فإن مات من ليلته دخل الجنة
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب

وعن علي رضي الله عنه أنه قال لابن أعبد ألا أحدثك عني وعن فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت من أحب أهله إليه وكانت عندي قلت بلى
قال إنها جرت بالرحى حتى أثرت في يدها واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها فأتى النبي صلى الله عليه و سلم خدم فقلت لو أتيت أباك فسألته خادما فأتته فوجدت عنده حدثاء فرجعت فأتاها من الغد فقال ما كان حاجتك
فسكتت فقلت أنا أحدثك يا رسول الله جرت بالرحى حتى أثرت في يدها وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما يقيها حر ما هي فيه قال اتقي الله يا فاطمة وأدي فريضة ربك واعملي عمل أهلك وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين واحمدي ثلاثا وثلاثين وكبري أربعا وثلاثين فتلك مائة فهو خير لك من خادم قالت رضيت عن الله وعن رسوله
زاد في رواية ولم يخدمها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له والترمذي مختصرا
وقال وفي الحديث قصة ولم يذكرها
887 - وعن فروة بن نوفل عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لنوفل اقرأ قل يا أيها الكافرون الكافرون 1 ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي متصلا ومرسلا وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
888 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح في دبر كل صلاة عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان
فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعقدها
قالوا يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل قال يأتي أحدكم

يعني الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن حبان في صحيحه وزاد بعد قوله وألف وخمسمائة في الميزان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة
889 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول إن فيهن آية خير من ألف آية
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب والنسائي وقال قال معاوية يعني ابن صالح إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستا سورة الحديد والحشر والحواريين وسورة الجمعة والتغابن وسبح اسم ربك الأعلى
890 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غفرت له ذنوبه أو خطاياه شك مسعر وإن كانت مثل زبد البحر
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له وعند النسائي سبحان الله وبحمده وقال في آخره غفرت له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر
891 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله له به ملكا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب من نومه متى هب
رواه الترمذي ورواه أحمد إلا أنه قال بعث الله له ملكا يحفظه من كل شيء يؤذيه حتى يهب متى هب
ورواة أحمد رواة الصحيح
هب انتبه من نومه

وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا أوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر فإن ذكر الله ثم نام بات الملك يكلؤه
وإذا استيقظ قال الملك افتح بخير وقال الشيطان افتح بشر فإن قال الحمد لله الذي رد علي نفسي ولم يمتها في منامها الحمد لله الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا فاطر 14 إلى آخر الآية الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه فإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة
رواه أبو يعلى بإسناد صحيح والحاكم وزاد في آخره الحمد لله الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير
وقال صحيح على شرط مسلم
يكلؤه أي يحرسه ويحفظه
893 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء إلا الموت
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح إلا غسان بن عبيد
894 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ قل هو الله أحد الإخلاص 1 مائة مرة فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب يا عبدي ادخل على يمينك الجنة
رواه الترمذي وقال حديث غريب
895 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا
رواه الترمذي من طريق الوصافي عن عطية عن أبي سعيد وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن الوليد الوصافي
قال المملي عبيد الله هذا واه لكن تابعه عليه عصام بن قدامة وهو ثقة خرجه البخاري في تاريخه من طريقه بنحوه وعطية هذا هو العوفي يأتي الكلام عليه
896 - وعن أبي عبد الرحمن الحبلي رضي الله عنه قال أخرج إلينا عبد الله بن عمرو

رضي الله عنهما قرطاسا وقال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمنا يقول اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة
أنت رب كل شيء وإله كل شيء أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من الشيطان وشركه وأعوذ بك أن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم
قال أبو عبد الرحمن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمه عبد الله بن عمرو ويقول ذلك حين يريد أن ينام
رواه أحمد بإسناد حسن
897 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي علا فقهر وبطن فخبر وملك فقدر الحمد لله الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير
خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه رواه الطبراني في الأوسط والحاكم ومن طريقه البيهقي في الشعب وغيره
898 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي كفاني وأواني والحمد لله الذي أطعمني وسقاني والحمد لله الذي من علي فأفضل
فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم
رواه البيهقي ولا يحضرني إسناده الآن
899 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني محتاج وعلي دين وعيال ولي حاجة شديدة فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله
قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو الطعام وذكر الحديث إلى أن قال فأخذته يعني في الثالثة فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود
قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها
قلت ما هن قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم البقرة 552 حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ما فعل أسيرك البارحة قلت
قال ما هي قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية الله لا إله إلا هو الحي القيوم وقال لن يزال يا رسول الله زعم أنه

يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه و سلم أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قال لا قال ذاك الشيطان
رواه البخاري وابن خزيمة وغيرهما ورواه الترمذي وغيره من حديث أبي أيوب بنحوه وفي بعض طرقه عنده قال أرسلني وأعلمك آية من كتاب الله لا تضعها على مال ولا ولد فيقربك شيطان أبدا
قلت وما هي قال لا أستطيع أن أتكلم بها آية الكرسي
قال الحافظ رحمه الله وفي الباب أحاديث كثيرة من فعل النبي صلى الله عليه و سلم ليست من شرط كتابنا أضربنا عن ذكرها
900 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة ومن قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة
رواه أبو داود وروى النسائي منه ذكر الاضطجاع فقط
الترة بكسر التاء المثناة فوق مخففا هو النقص وقيل التبعة
10 - الترغيب في كلمات يقولهن إذا استيقظ من الليل
901 - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ ثم صلى قبلت صلاته
رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

تعار بتشديد الراء أي استيقظ
902 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تعالى إذا رد إلى العبد المؤمن نفسه من الليل فسبحه ومجده واستغفره فدعاه تقبل منه
رواه ابن أبي الدنيا
903 - وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يتحرك من الليل بسم الله عشر مرات وسبحان الله عشرا آمنت بالله وكفرت بالطاغوت عشرا وقي كل ذنب يتخوفه ولم ينبغ لذنب أن يدركه إلى مثلها
رواه الطبراني في الأوسط وفي الباب أحاديث كثيرة من فعله صلى الله عليه و سلم ليست صريحة في الترغيب لم أذكرها
11 - الترغيب في قيام الليل
904 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وقال فيصبح نشيطا طيب النفس قد أصاب خيرا وإن لم يفعل أصبح كسلا خبيث النفس لم يصب خيرا
رواه ابن خزيمة في صحيحه نحوه وزاد في آخره فحلوا عقد الشيطان ولو بركعتين
قافية الرأس مؤخره ومنه سمي آخر بيت الشعر قافية
905 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ذكر ولا أنثى إلا على رأسه جرير معقود حين يرقد بالليل فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإذا قام توضأ وصلى انحلت العقد وأصبح خفيفا طيب النفس قد أصاب خيرا
رواه ابن خزيمة في

صحيحه وقال الجرير الحبل
رواه ابن حبان في صحيحه ويأتي لفظه
906 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه
907 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه فلما تأملت وجهه واستبنته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب
قال فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه والحاكم وقالا صحيح على شرط الشيخين
انجفل الناس بالجيم أي أسرعوا ومضوا كلهم
استبنته أي تحققته وتبينته
908 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح على شرطهما
909 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام
رواه ابن حبان في صحيحه وتقدم حديث ابن عباس في صلاة الجماعة وفيه والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام
رواه الترمذي وحسنه

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شيء قال كل شيء خلق من الماء فقلت أخبرني بشيء إذا عملته دخلت الجنة قال أطعم الطعام وأفش السلام وصل الأرحام وصل بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام
رواه أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وصححه
911 - وروي عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحة خطوها مد البصر فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاؤوا فيقول الذين أسفل منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة كلها قال فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون
رواه ابن أبي الدنيا
912 - وروي عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يحشر الناس في صعيد واحد يوم القيامة فينادي مناد فيقول أين الذين كانوا تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يؤمر بسائر الناس إلى الحساب
رواه البيهقي
913 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه و سلم حتى تورمت قدماه فقيل له قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
قال أفلا أكون عبدا شكورا
رواه البخاري ومسلم والنسائي
وفي رواية لهما وللترمذي قال إن كان النبي صلى الله عليه و سلم ليقوم أو ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له فيقول أفلا أكون عبدا شكورا
914 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوم حتى ترم قدماه

فقيل له أي رسول الله أتصنع هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
قال أفلا أكون عبدا شكورا
رواه ابن خزيمة في صحيحه
915 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا
رواه البخاري ومسلم
916 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وذكر الترمذي منه الصوم فقط
917 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة
رواه مسلم
918 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عليكم بقيام

الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم
رواه الترمذي في كتاب الدعاء من جامعه وابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وابن خزيمة في صحيحه والحاكم كلهم من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث رحمه الله
وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري
919 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد
رواه الطبراني في الكبير من رواية عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ورواه الترمذي في الدعوات من جامعه من رواية بكر بن خنيس عن محمد بن سعيد الشامي عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني وعن بلال رضي الله عنه وعبد الرحمن بن سليمان أصلح حالا من محمد بن سعيد
920 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء
رواه أبو داود وهذا لفظه والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وعند بعضهم رش ورشت بدل نضح ونضحت
وهو بمعناه
921 - وروى الطبراني في الكبير عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل يستيقظ من الليل فيوقظ امرأته فإن غلبها النوم نضح في وجهها الماء فيقومان في بيتهما فيذكران الله عز و جل ساعة من الليل إلا غفر لهما
922 - وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين والذاكرات
رواه أبو داود وقال رواه ابن كثير موقوفا على أبي سعيد ولم يذكر أبا هريرة
ورواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وألفاظهم متقاربة من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا ركعتين
زاد النسائي جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات
قال الحافظ صحيح على شرط الشيخين
923 - وعن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

وروي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نصلي من الليل ما قل أو كثر ونجعل آخر ذلك وترا
رواه الطبراني والبزار
925 - وروي عن أنس رضي الله عنه يرفعه قال صلاة في مسجدي تعدل بعشرة آلاف صلاة وصلاة في المسجد الحرام تعدل بمائة ألف صلاة والصلاة بأرض الرباط تعدل بألفي ألف صلاة وأكثر من ذلك كله الركعتان يصليهما العبد في جوف الليل لا يريد بهما إلا ما عند الله عز و جل
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب
926 - وعن إياس بن معاوية المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا بد من صلاة بليل ولو حلب شاة وما كان بعد صلاة العشاء فهو من الليل
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا محمد بن إسحاق
927 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال فذكرت قيام الليل فقال بعضهم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نصفه ثلثه ربعه فواق حلب ناقة فواق حلب شاة
رواه أبو يعلى ورجاله محتج بهم في الصحيح وهو بعض حديث
فواق الناقة بضم الفاء وهو هنا قدر ما بين رفع يديك عن الضرع وقت الحلب وضمهما
928 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بصلاة الليل ورغب فيها حتى قال عليكم بصلاة الليل ولو ركعة رواه الطبراني في الكبير والأوسط
929 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
930 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل
رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي
931 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته فإن الملائكة تصلي بصلاته وتستمع لقراءته وإن مؤمني

الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون قراءته وإنه يطرد بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمة من نور يهتدي بها أهل السماء كما يهتدى بالكوكب الدري في لجج البحار وفي الأرض القفر
فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة فتنظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور فتلقاه الملائكة من سماء إلى سماء فتصلي الملائكة على روحه في الأرواح ثم تستقبل الملائكة الحافظين الذين كانوا معه ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم يبعث وما من رجل تعلم كتاب الله ثم صلى ساعة من ليل إلا أوصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن تنبهه لساعته وأن تكون عليه خفيفة فإذا مات وكان أهله في جهازه جاء القرآن في صورة حسنة جميلة فوقف عند رأسه حتى يدرج في أكفانه فيكون القرآن على صدره دون الكفن فإذا وضع في قبره وسوي وتفرق عنه أصحابه أتاه منكر ونكير عليهما السلام فيجلسانه في قبره فيجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان له إليك حتى نسأله فيقول لا ورب الكعبة إنه لصاحبي وخليلي ولست أخذله على حال فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما ودعاني مكاني فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة ثم ينظر القرآن إلى صاحبه فيقول أنا القرآن الذي كنت تجهر بي وتخفيني وتحبني فأنا حبيبك ومن أحببته أحبه الله ليس عليك بعد مسألة منكر ونكير هم ولا حزن فيسأله منكر ونكير ويصعدان ويبقى هو والقرآن فيقول لأفرشنك فراشا لينا ولأدثرنك دثارا حسنا جميلا بما أسهرت ليلك وأنصبت نهارك
قال فيصعد القرآن إلى السماء أسرع من الطرف فيسأل الله ذلك له فيعطيه ذلك فيجيء القرآن فينزل به ألف ألف ملك من مقربي السماء السادسة فيجيء القرآن فيحييه فيقول هل استوحشت ما زدت منذ فارقتك أن كلمت الله تبارك وتعالى حتى أخذت لك فراشا ودثارا ومصباحا وقد جئتك به فقم حتى تفرشك الملائكة عليهم السلام
قال فتنهضه الملائكة إنهاضا لطيفا ثم يفسح له في قبره مسيرة أربعمائة عام ثم يوضع له فراش بطانته من حرير أخضر حشوه المسك الأذفر ويوضع له مرافق عند رجليه ورأسه من السندس والإستبرق ويسرج له سراجان من نور الجنة عند رأسه ورجليه يزهران إلى يوم القيامة ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن مستقبل القبلة ثم يؤتى بياسمين الجنة وتصعد عنه ويبقى هو والقرآن فيأخذ القرآن الياسمين فيضعه على أنفه غضا فيستنشقه حتى يبعث ويرجع القرآن إلى أهله فيخبرهم كل

يوم وليلة ويتعاهده كما يتعاهد الوالد الشفيق ولده بالخير فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك وإن كان عقبه عقب سوء دعا لهم بالصلاح والإقبال أو كما ذكر
رواه البزار وقال خالد بن معدان لم يسمع من معاذ
ومعناه أنه يجيء ثواب القرآن كما قال إن اللقمة تجيء يوم القيامة مثل أحد وإنما يجيء ثوابها
انتهى
قال الحافظ في إسناده من لا يعرف حاله وفي متنه غرابة كثيرة بل نكارة ظاهرة وقد تكلم فيه العقيلي وغيره ورواه ابن أبي الدنيا وغيره عن عبادة بن الصامت موقوفا عليه ولعله أشبه
932 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بات ليلة في خفة من الطعام والشراب يصلي تراكضت حوله الحور العين حتى يصبح
رواه الطبراني في الكبير
933 - وعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن
رواه الترمذي واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب
934 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده بقية
935 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز و جل فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله عز و جل ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عجب ربنا تعالى من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحبه إلى صلاته فيقول الله جل وعلا انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي
ورجل غزا في سبيل الله وانهزم أصحابه وعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى يهريق دمه فيقول الله انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه ورواه الطبراني موقوفا بإسناد حسن ولفظه إن الله ليضحك إلى رجلين رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله عز و جل لملائكته ما حمل عبدي هذا على ما صنع فيقولون ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك فيقول فإني قد أعطيته ما رجا وآمنته مما يخاف
وذكر بقيته
937 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الرجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فإذا وضأ يديه انحلت عقدة وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الله عز و جل للذين وراء الحجاب انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني ما سألني عبدي هذا فهو له
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له
938 - وعن أبي عبيدة رضي الله عنه قال قال عبد الله إنه مكتوب في التوراة لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل
قال ونحن نقرؤها فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين السجدة 71 الآية
رواه الحاكم وصححه
قال الحافظ أبو عبيدة لم يسمع من عبد الله بن مسعود وقيل سمع
939 - وعن عبد الله بن أبي قيس رضي الله عنه قال قالت عائشة رضي الله عنها لا

تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه
940 - وعن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان رضي الله عنه لينظر ما اجتهاده
قال فقام يصلي من آخر الليل فكأنه لم ير الذي كان يظن فذكر ذلك له فقال سلمان حافظوا على هذه الصلوات الخمس
فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقتلة فإذا صلى الناس العشاء صدروا عن ثلاث منازل
منهم من عليه ولا له ومنهم من له ولا عليه ومنهم من لا له ولا عليه
فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فركب فرسه في المعاصي فذلك عليه ولا له
ومن له ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فقام يصلي فذلك له ولا عليه
ومن لا له ولا عليه فرجل صلى ثم نام فلا له ولا عليه
إياك والحقحقة وعليك بالقصد وداومه
رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد لا بأس به ورفعه جماعة
الحقحقة بحاءين مهملتين مفتوحتين وقافين الأولى ساكنة والثانية مفتوحة هو أشد السير وقيل هو أن يجتهد في السير ويلح فيه حتى تعطب راحلته أو تقف وقيل غير ذلك
941 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنا ليس في الدنيا حسد إلا في اثنتين الرجل يغبط الرجل أن يعطيه الله المال الكثير فينفق منه فيكثر النفقة يقول الآخر لو كان لي مال لأنفقت مثل ما ينفق هذا وأحسن فهو يحسده ورجل يقرأ القرآن فيقوم الليل وعنده رجل إلى جنبه لا يعلم القران فهو يحسده على قيامه وعلى ما علمه الله عز و جل من القرآن فيقول لو علمني الله مثل هذا لقمت مثل ما يقوم
رواه الطبراني في الكبير وفي سنده لين
الحسد يطلق ويراد به تمني زوال النعمة عن المحسود وهذا حرام بالاتفاق ويطلق ويراد به الغبطة وهو تمني حالة كحالة المغبط من غير تمني زوالها عنه وهو المراد في هذا الحديث وفي نظائره فإن كانت الحالة التي عليها المغبط محمودة فهو تمن محمود وإن كانت مذمومة فهو تمن مذموم يأثم عليه المتمني

وعن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار
ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار
رواه مسلم وغيره
943 - وعن يزيد بن الأخنس وكانت له صحبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تنافس إلا في اثنتين رجل أعطاه الله قرآنا فهو يقوم به آناء الليل والنهار فيقول رجل لو أن الله أعطاني ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم ورجل أعطاه الله مالا فهو ينفق منه ويتصدق فيقول رجل مثل ذلك
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات مشهورون ورواه أبو يعلى من حديث أبي سعيد نحوه بإسناد جيد
944 - وعن فضالة بن عبيد و تميم الداري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار والقنطار خير من الدنيا وما فيها فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز و جل اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه يقول الله عز و جل للعبد اقبض فيقول العبد بيده يا رب أنت أعلم يقول بهذه الخلد وبهذه النعيم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن وفيه إسماعيل بن عياش عن الشاميين وروايته عنهم مقبولة عند الأكثرين
945 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه كلاهما من رواية أبي سرية عن أبي حجيرة عن عبد الله بن عمرو وقال ابن خزيمة إن صح الخبر فإني لا أعرف أبا سرية بعدالة ولا جرح ورواه ابن حبان في صحيحه من هذه الطريق أيضا إلا أنه قال ومن قام بمائتي آية كتب من المقنطرين
قوله من المقنطرين أي ممن كتب له قنطار من الأجر
قال الحافظ من سورة تبارك الذي بيده الملك إلى آخر القرآن ألف آية والله أعلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال القنطار اثنا عشر ألف أوقية الأوقية خير مما بين السماء والأرض
رواه ابن حبان في صحيحه
947 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ومن قرأ أربعمائة آية كتب من العابدين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من الحافظين ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثمانمائة آية كتب من المخبتين ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار والقنطار ألف ومائتا أوقية والأوقية خير مما بين السماء والأرض أو قال خير مما طلعت عليه الشمس ومن قرأ ألفي آية كان من الموجبين
رواه الطبراني
الموجب الذي أتى بفعل يوجب له الجنة ويطلق أيضا على من أتى بفعل يوجب له النار
948 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكن من الغافلين ومن قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين أو كتب من القانتين
رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم ولفظه وهو رواية لابن خزيمة أيضا قال من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين ومن صلى في ليلة بمائتي آية كتب من القانتين المخلصين
وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
وفي رواية له قال فيها على شرط مسلم أيضا من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين
12 - الترهيب من صلاة الإنسان وقراءته حال النعاس
949 - عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال

إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي ولفظه إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف فلعله يدعو على نفسه وهو لا يدري
950 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرؤه
رواه البخاري والنسائي إلا أنه قال إذا نعس أحدكم في صلاته فلينصرف وليرقد
951 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه رحمهم الله تعالى
الترهيب من نوم الإنسان إلى الصباح وترك قيام شيء من الليل
952 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه و سلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وقال في أذنيه على التثنية من غير شك ورواه أحمد بإسناد صحيح عن أبي هريرة وقال في أذنه على الإفراد من غير شك وزاد في آخره
قال الحسن إن بوله والله ثقيل
953 - وروى الطبراني في الأوسط حديث ابن مسعود رضي الله عنه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد العبد الصلاة من الليل أتاه ملك فقال له قم فقد أصبحت فصل واذكر ربك فيأتيه الشيطان فيقول عليك ليل طويل وسوف تقوم فإن قام فصلى أصبح

نشيطا خفيف الجسم قرير العين وإن هو أطاع الشيطان حتى أصبح بال في أذنه
954 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل
رواه البخاري ومسلم والنسائي وغيرهم
955 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وعنده فيصبح نشيطا طيب النفس قد أصاب خيرا وإن لم يفعل أصبح كسلان خبيث النفس لم يصب خيرا وتقدم في الباب قبله
956 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت أم سليمان بن داود لسليمان يا بني لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تترك الرجل فقيرا يوم القيامة
رواه ابن ماجه والبيهقي وفي إسناده احتمال للتحسين
957 - وعنه رضي الله عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم ذكر ولا أنثى ينام إلا وعليه جرير معقود فإن هو توضأ وقام إلى الصلاة أصبح نشيطا قد أصاب خيرا وقد انحلت عقده كلها وإن استيقظ ولم يذكر الله أصبح وعقده عليه وأصبح ثقيلا كسلان ولم يصب خيرا
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لابن حبان وتقدم لفظ ابن خزيمة
958 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يبغض كل

جعظري جواظ صخاب في الأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة
رواه ابن حبان في صحيحه والأصبهاني وقال أهل اللغة الجعظري الشديد الغليظ والجواظ الأكول والصخاب الصياح انتهى
الترغيب في آيات وأذكار يقولها إذا أصبح وإذا أمسى
959 - عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه رضي الله عنه أنه قال خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي بنا فأدركناه فقال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل
قلت يا رسول الله ما أقول قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حسن صحيح غريب ورواه النسائي مسندا ومرسلا
960 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة
رواه الترمذي من رواية خالد بن طهمان وقال حديث غريب وفي بعض النسخ حسن غريب
961 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من قال حين يصبح فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون الروم 61 91 أدرك ما فاته في يومه ذلك ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته
رواه أبو داود ولم يضعفه وتكلم فيه البخاري في تاريخه

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
من قالها موقنا بها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ومن قالها موقنا بها حتى يصبح فمات من يومه دخل الجنة
رواه البخاري والنسائي والترمذي
وعنده لا يقولها أحد حين يمسي فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح إلا وجبت له الجنة ولا يقولها حين يصبح فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي إلا وجبت له الجنة
وليس لشداد في البخاري غير هذا الحديث ورواه أبو داود وابن حبان والحاكم من حديث بريدة رضي الله عنه
أبوء بباء موحدة مضمومة وهمزة بعد الواو ممدودا معناه أقر وأعترف
963 - وروي عن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس منا من حلف بالأمانة وليس منا من خان امرأ مسلما في أهله وخادمه
ومن قال حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أشهدك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب غيرك فإن قالها من يومه ذلك حين يصبح فمات من يومه ذلك قبل أن يمسي مات شهيدا وإن قالها حين يمسي فمات من ليلته مات شهيدا
رواه أبو القاسم الأصبهاني وغيره
964 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك
رواه مالك ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وحسنه ولفظه

من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حمة تلك الليلة
قال سهيل فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعا
رواه ابن حبان في صحيحه بنحو الترمذي
الحمة بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم هو السم وقيل لدغة كل ذي سم وقيل غير ذلك
965 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه
رواه مسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وأبو داود وعنده سبحان الله العظيم وبحمده ورواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة سبحان الله وبحمده غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر
966 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه
رواه البخاري ومسلم
967 - وعن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر

مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء وكان أبان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه فقال أبان ما تنظر أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله قدره
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
968 - وعن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه صادقا كان أو كاذبا
رواه أبو داود هكذا موقوفا ورفعه ابن السني وغيره وقد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد فسبيله سبيل المرفوع
969 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يصبح أو يمسي اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي بنحوه وقال حديث حسن والنسائي وزاد فيه بعد إلا أنت وحدك لا شريك لك
رواه الطبراني في الأوسط
ولم يقل أعتق الله إلى آخره وقال إلا غفر الله له ما أصاب من ذنب في يومه ذلك فإن قالها إذا أمسى غفر الله له ما أصاب في ليلته تلك
وهو كذلك عند الترمذي
970 - وعن أبي عياش رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي فإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى

يصبح
قال حماد فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرى النائم فقال يا رسول الله إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا
قال صدق أبو عياش
رواه أبو داود وهذا لفظه والنسائي وابن ماجه وابن السني وزاد يحيي ويميت وهو حي لا يموت وهو على كل شيء قدير
واتفقوا كلهم على المنام
أبو عياش بالياء المثناة تحت والشين المعجمة ويقال ابن أبي عياش ذكره الخطيب ويقال ابن عياش الزرقي الأنصاري ذكره أبو أحمد والحاكم واسمه زيد بن الصامت وقيل زيد بن النعمان وقيل غير ذلك وليس له في الأصول الستة غير هذا الحديث فيما أعلم وحديث آخر في قصر الصلاة رواه أبو داود
العدل بالكسر وفتحه لغة هو المثل وقيل بالكسر ما عادل الشيء من جنسه وبالفتح ما عادله من غير جنسه
971 - وعن أبي سلام رضي الله عنه وهو ممطور الحبشي أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل فقالوا هذا خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام إليه فقال حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يتداوله بينك وبينه الدجال فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قال إذا أصبح وإذا أمسى رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا إلا كان حقا على الله أن يرضيه
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي من رواية أبي سعد سعيد بن المرزبان عن أبي سلمة عن ثوبان وقال حديث حسن غريب وفي بعض النسخ حسن صحيح وهو بعيد وعنده وبمحمد نبيا فينبغي أن يجمع بينهما فيقال وبمحمد نبيا ورسولا
ورواه ابن ماجه عن سابق عن أبي سلام رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه و سلم ورواه أحمد والحاكم فقالا عن أبي سلام سابق بن ناجية وعند أحمد أنه يقول ذلك ثلاث مرات حين يمسي وحين يصبح وهو في مسلم من حديث أبي سعيد من غير ذكر الصباح

والمساء وقال في آخره وجبت له الجنة صحح ابن عبد البر النمري في الاستيعاب رواية ابن ماجه وقال رواه وكيع عن مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلامة عن سابق فأخطأ فيه وكذا في سلام أبي سلامة فأخطأ فيه
قال ولا يصح سابق في الصحابة
972 - وعن المنيذر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يكون بإفريقية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قال إذا أصبح رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة
رواه الطبراني بإسناد حسن
973 - وعن عبد الله بن غنام البياضي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له ورواه ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس بلفظ دون ذكر المساء ولعله سقط من أصلي
974 - وعن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سبح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حج مائة حجة ومن حمد الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله أو قال غزا مائة غزوة في سبيل الله ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام ومن كبر الله مائة بالغداة ومائة بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى به إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال
رواه الترمذي من رواية أبي سفيان الحميري واسمه سعيد بن يحيى عن الضحاك بن حمرة عن عمرو بن شعيب وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ وأبو سفيان والضحاك وعمرو بن شعيب يأتي الكلام عليهم ورواه النسائي ولفظه من قال سبحان الله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة

بدنة ومن قال الحمد لله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها في سبيل الله ومن قال الله أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجىء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد عليه
975 - وعن عبد الحميد مولى بني هاشم رضي الله عنه أن أمه حدثته وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه و سلم أن ابنة النبي صلى الله عليه و سلم حدثتها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلمها
فيقول قولي حين تصبحين سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح
رواه أبو داود والنسائي وأم عبد الحميد لا أعرفها
976 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة
اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي
اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي
اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي
قال وكيع وهو ابن الجراح يعني الخسف
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد
977 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال وهو في أرض الروم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال غدوة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
عشر مرات كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات وكن له قدر عشر رقاب وأجاره الله من الشيطان ومن قالها عشية مثل ذلك

رواه أحمد والنسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه وتقدم لفظه فيما يقول بعد الصبح والعصر والمغرب
وزاد أحمد في روايته بعد قوله وله الحمد يحيي ويميت وقال كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفعه الله بها عشر درجات وكن له كعشر رقاب وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن فإن قالها حين يمسي فمثل ذلك
ورواه الطبراني بنحو أحمد وإسنادهما جيد
المسلحة بفتح الميم واللام وبالسين والحاء المهملتين القوم إذا كانوا ذوي سلاح
978 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدع رجل منكم أن يعمل لله كل يوم ألفي حسنة حين يصبح يقول سبحان الله وبحمده مائة مرة فإنها ألفا حسنة والله إن شاء الله لن يعمل في يومه من الذنوب مثل ذلك ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا
رواه الطبراني واللفظ له وأحمد وعنده ألف حسنة
979 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ الدخان كلها وأول حم غافر إلى وإليه المصير غافر 3 وآية الكرسي حين يمسي حفظ بها حتى يصبح ومن قرأها حين يصبح حفظ بها حتى يمسي
رواه الترمذي وقال حديث غريب وقد تكلم بعضهم في عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة من قبل حفظه
980 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استفتح أول نهاره بخير وختمه بخير
قال الله عز و جل لملائكته لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب
رواه الطبراني وإسناده حسن إن شاء الله
981 - وروي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال حين يصبح ثلاث مرات اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك آمنت بك مخلصا لك ديني إني أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من شر عملي

وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة وإن قال حين يمسي اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك آمنت بك مخلصا لك ديني إني أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من شر عملي وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت فمات في تلك الليلة دخل الجنة ثم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحلف ما لا يحلف على غيره يقول والله ما قالها عبد في يوم فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة وإن قالها حين يمسي فتوفي في تلك الليلة دخل الجنة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط واللفظ له
982 - ورواه ابن أبي عاصم من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يحلف ثلاث مرات لا يستثني إنه ما من عبد يقول هؤلاء الكلمات بعد صلاة الصبح فيموت من يومه إلا دخل الجنة وإن قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة فذكره باختصار إلا أنه قال أتوب إليك من سيىء عملي
وهو أقرب من قوله شر عملي
ولعله تصحيف والله سبحانه أعلم
983 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال إذا أصبح سبحان الله وبحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله وكان آخر يومه عتيق الله
رواه الطبراني في الأوسط والخرائطي والأصبهاني وغيرهم
984 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لفاطمة رضي الله عنها ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما
985 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان له جرن من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال ما أنت جني أم إنسي قال جني
قال فناولني يدك فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب
قال هذا خلق الجن قال قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد مني قال فما جاء بك قال بلغنا أنك تحب الصدقة فجئنا نصيب من طعامك
قال فما ينجينا منكم

قال هذه الآية التي في سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم البقرة 552 من قالها حين يمسي أجير منها حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال صدق الخبيث
رواه النسائي والطبراني بإسناد جيد واللفظ له
الجرن بضم الجيم وسكون الراء هو البيدر وكذلك الجرين
986 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال سمرة بن جندب ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم مرارا ومن أبي بكر مرارا ومن عمر مرارا قلت بلى
قال من قال إذا أصبح وإذا أمسى اللهم أنت خلقتني وأنت تهديني وأنت تطعمني وأنت تسقيني وأنت تميتني وأنت تحييني لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه
قال فلقيت عبد الله بن سليم فقلت ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم مرارا ومن أبي بكر مرارا ومن عمر مرارا قال بلى فحدثته بهذا الحديث فقال بأبي وأمي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هؤلاء الكلمات كان الله عز و جل قد أعطاهن موسى عليه السلام فكان يدعو بهن في كل يوم سبع مرات فلا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
987 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد
988 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم علمه دعاء وأمره أن يتعاهده ويتعاهد به أهله في كل يوم
قال قل حين تصبح لبيك اللهم لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وإليك اللهم ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يديه ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير
اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعن فعلى من لعنت إنك وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين
اللهم إني أسألك الرضا بعد القضا وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة
وأعوذ بك اللهم أن أظلم أو أظلم أو

أعتدي أو يعتدى علي أو أكسب خطيئة أو ذنبا لا تغفره
اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والإكرام فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بالله شهيدا إني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور وأنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعيف وعورة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنوبي كلها إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك التواب الرحيم
رواه أحمد والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد وروى ابن أبي عاصم منه إلى قوله بعد القضاء
989 - وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن مقاليد السموات والأرض فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما سألني عنها أحد تفسيرها لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده أستغفر الله لا حول ولا قوة إلا بالله الأول الآخر الظاهر الباطن بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير يا عثمان من قالها إذا أصبح عشر مرات أعطاه الله بها ست خصال
أما واحدة فيحرس من إبليس وجنوده وأما الثانية فيعطى قنطارا في الجنة وأما الثالثة فترفع له درجة في الجنة وأما الرابعة فيزوج من الحور العين وأما الخامسة فله فيها من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل وأما السادسة يا عثمان له كمن حج واعتمر فقبل الله حجه وعمرته وإن مات من يومه ختم له بطابع الشهداء
رواه ابن أبي عاصم وأبو يعلى وابن السني وهو أصلحهم إسنادا وغيرهم وفيه نكارة وقد قيل فيه موضوع وليس ببعيد والله أعلم
990 - وروي عن أبان المحاربي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح وإذا أمسى ربي الله لا أشرك به شيئا وأشهد أن لا إله إلا الله إلا غفر له ذنوبه حتى يمسي وكذلك إن قالها إذا أصبح
رواه البزار وغيره
991 - وعن وهيب بن الورد رضي الله عنه قال خرج رجل إلى الجبانة بعد ساعة من الليل قال فسمعت حسا وأصواتا شديدة وجيء بسرير حتى وضع وجاء شيء حتى جلس

عليه
قال واجتمعت إليه جنوده ثم صرخ فقال من لي بعروة بن الزبير فلم يجبه أحد حتى قال ما شاء الله من الأصوات فقال واحد أنا أكفيكه قال فتوجه نحو المدينة وأنا أنظر إليه فمكث ما شاء الله ثم أوشك الرجعة فقال لا سبيل لي إلى عروة
قال ويلك لم قال وجدته يقول كلمات إذا أصبح وإذا أمسى فلا يخلص إليه معهن
قال الرجل فلما أصبحت قلت لاهلي جهزوني فأتيت المدينة فسألت عنه حتى دللت عليه فإذا هو شيخ كبير فقلت شيئا تقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت فأبى أن يخبرني فأخبرته بما رأيت وما سمعت فقال ما أدري غير أني أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت آمنت بالله العظيم وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم إذا أصبحت ثلاث مرات وإذا أمسيت ثلاث مرات
رواه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان
أوشك أي أسرع بوزنه ومعناه
992 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من حافظين يرفعان إلى الله عز و جل ما حفظا من ليل أو نهار فيجد الله في أول الصحيفة وفي آخرها خيرا إلا قال للملائكة أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة
رواه الترمذي والبيهقي من رواية تمام بن نجيح عن الحسن عنه
15 - الترغيب في قضاء الإنسان ورده إذا فاته من الليل
993 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه

الترغيب في صلاة الضحى 1 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد
رواه البخاري ومسلم وأبو داود ورواه الترمذي والنسائي نحوه وابن خزيمة ولفظه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث لست بتاركهن أن لا أنام إلا على وتر وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين وصيام ثلاثة أيام من كل شهر
994 - وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزىء من ذلك ركعتين يركعهما من الضحى
رواه مسلم
995 - وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في الإنسان ستون وثلثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة
قالوا فمن يطيق ذلك يا رسول الله قال النخاعة في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزىء عنك
رواه أحمد واللفظ له وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
996 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر
رواه ابن ماجه والترمذي وقال وقد روى غير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نهاس بن قهم انتهى وأشار إليه ابن خزيمة في صحيحه بغير إسناد
شفعة الضحى بضم الشين المعجمة وقد تفتح أي ركعتا الضحى

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني حبيبي صلى الله عليه و سلم بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وأن لا أنام إلا على وتر
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
998 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا في الجنة من ذهب
رواه ابن ماجه والترمذي بإسناد واحد عن شيخ واحد وقال الترمذي حديث غريب
999 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية فغنموا وأسرعوا الرجعة فتحدث الناس بقرب مغزاهم وكثرة غنيمتهم وسرعة رجعتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى فهو أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة
رواه أحمد من رواية ابن لهيعة والطبراني بإسناد جيد
1000 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة فقال رجل يا رسول الله ما رأينا بعثا قط أسرع كرة ولا أعظم غنيمة من هذا البعث فقال ألا أخبركم بأسرع كرة منهم وأعظم غنيمة رجل توضأ فأحسن الوضوء ثم عمد إلى المسجد فصلى فيه الغداة ثم عقب بصلاة الضحوة فقد أسرع الكرة وأعظم الغنيمة
رواه أبو يعلى ورجال إسناده رجال الصحيح والبزار وابن حبان في صحيحه وبين البزار في روايته أن الرجل أبو بكر رضي الله عنه وقد روى هذا الحديث الترمذي في الدعوات من جامعه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتقدم
1001 - وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل يقول يا ابن آدم اكفني أول النهار بأربع ركعات أكفك بهن آخر يومك
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحدهما رجال الصحيح

وعن أبي الدرداء و أبي ذر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال يا ابن آدم لا تعجزني من أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ في إسناده إسماعيل بن عياش ولكنه إسناد شامي ورواه أحمد عن أبي الدرداء وحده ورواته كلهم ثقات ورواه أبو داود من حديث نعيم بن همار
1003 - وعن أبي مرة الطائفي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله عز و جل ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
1004 - وروي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما يحدث أصحابه فقال من قام إذا استقبلته الشمس فتوضأ فأحسن وضوءه ثم قام فصلى ركعتين غفرت له خطاياه وكان كما ولدته أمه
رواه أبو يعلى
1005 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين
رواه أبو داود وتقدم
1006 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعا كتب من العابدين ومن صلى ستا كفي ذلك اليوم ومن صلى ثمانيا كتبه الله من القانتين ومن صلى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة وما من يوم ولا ليلة إلا لله من يمن به على عباده وصدقة وما من الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وفي

موسى بن يعقوب الزمعي خلاف وقد روي عن جماعة من الصحابة ومن طرق وهذا أحسن أسانيده فيما أعلم
ورواه البزار من طريق حسين بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال قلت لابي ذر يا عماه أوصني
قال سألتني كما سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين
فذكر الحديث ثم قال لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا من هذا الوجه
كذا قال رحمه الله تعالى
1007 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا طلعت الشمس من مطلعها كهيئتها لصلاة العصر حين تغرب من مغربها فصلى رجل ركعتين وأربع سجدات فإن له أجر ذلك اليوم وحسبته قال وكفر عنه خطيئته وإثمه وأحسبه قال وإن مات من يومه دخل الجنة
رواه الطبراني وإسناده مقارب وليس في رواته من ترك حديثه ولا أجمع على ضعفه
1008 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب
قال وهي صلاة الأوابين
رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه وقال لم يتابع إسماعيل بن عبد الله يعني ابن زرارة الرقي على اتصال هذا الخبر ورواه الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة قوله
1009 - وروي عنه رضي الله عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة بابا يقال له الضحى فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كانوا يديمون صلاة الضحى هذا بابكم فادخلوه برحمة الله
رواه الطبراني في الأوسط
17 - الترغيب في صلاة التسبيح
1010 - عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة

بفاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقول وأنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوي ساجدا فتقول وأنت ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات وإن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة
رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيئا فذكره ثم قال ورواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة مرسلا لم يذكر ابن عباس
قال الحافظ ورواه الطبراني وقال في آخره فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفر الله لك
قال الحافظ وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة وأمثلها حديث عكرمة هذا وقد صححه جماعة منهم الحافظ أبو بكر الآجري وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي رحمهم الله تعالى
وقال أبو بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا يعني إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس وقال الحاكم قد صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم علم ابن عمه هذه الصلاة ثم قال حدثنا أحمد بن داود بمصر حدثنا إسحاق بن كامل حدثنا إدريس بن يحيى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه ثم قال ألا أهب لك ألا أسرك ألا أمنحك فذكر الحديث ثم قال هذا إسناد صحيح لا غبار عليه

قال المملي رضي الله عنه وشيخه أحمد بن داود بن عبد الغفار أبو صالح الحراني ثم المصري تكلم فيه غير واحد من الأئمة وكذبه الدارقطني
1011 - وروي عن أبي رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس يا عم ألا أحبوك ألا أنفعك ألا أصلك قال بلى يا رسول الله قال فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة فقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة قبل أن تركع ثم اركع فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم فذلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي ثلاثمائة في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها الله لك
قال يا رسول الله ومن لم يستطع يقولها في كل يوم قال قلها في كل جمعة فإن لم تستطع فقلها في شهر حتى قال فقلها في سنة
رواه ابن ماجه والترمذي والدارقطني والبيهقي وقال كان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض وفيه تقوية للحديث المرفوع انتهى
وقال الترمذي حديث غريب من حديث أبي رافع ثم قال وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه
حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا أبو وهب قال سألت عبد الله بن المبارك عن الصلاة التي يسبح فيها قال يكبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول خمس عشرة مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم يتعوذ ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم وفاتحة الكتاب وسورة ثم يقول عشر مرات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم يركع فيقولها عشرا ثم يرفع رأسه فيقولها عشرا ثم يسجد فيقولها عشرا ثم يرفع رأسه فيقولها عشرا ثم يسجد الثانية فيقولها عشرا يصلي أربع ركعات على هذا فذلك خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة يبدأ في كل ركعة بخمس عشرة تسبيحة ثم يقرأ ثم يسبح عشرا فإن صلى ليلا فأحب أن يسلم في كل

ركعتين وإن صلى نهارا فإن شاء سلم وإن شاء لم يسلم
قال أبو وهب وأخبرني عبد العزيز هو ابن أبي رزمة عن عبد الله أنه قال يبدأ في الركوع بسبحان ربي العظيم وفي السجود بسبحان ربي الأعلى ثلاثا ثم يسبح التسبيحات
قال أحمد بن عبدة وحدثنا وهب بن زمعة قال أخبرني عبد العزيز وهو ابن أبي رزمة
قال قلت لعبد الله بن المبارك إن سها فيها أيسبح في سجدتي السهو عشرا عشرا قال لا
إنما هي ثلثمائة تسبيحة
انتهى ما ذكره الترمذي
قال المملي الحافظ رضي الله عنه وهذا الذي ذكره عن عبد الله بن المبارك من صفتها موافق لما في حديث ابن عباس وأبي رافع إلا أنه قال يسبح قبل القراءة خمس عشرة وبعدها عشرا ولم يذكر في جلسة الاستراحة تسبيحا وفي حديثيهما أنه يسبح بعد القراءة خمس عشرة مرة ولم يذكرا قبلها تسبيحا ويسبح أيضا بعد الرفع في جلسة الاستراحة قبل أن يقوم عشرا
1012 - وروى البيهقي من حديث أبي حباب الكلبي عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ألا أحبوك ألا أعطيك فذكر الحديث بالصفة التي رواها الترمذي عن ابن المبارك ثم قال وهذا يوافق ما رويناه عن ابن المبارك ورواه قتيبة عن سعيد عن يحيى بن سليم عن عمران بن مسلم عن أبي الجوزاء قال نزل علي عبد الله بن عمرو بن العاص فذكر الحديث وخالفه في رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم ولم يذكر التسبيحات في ابتداء القراءة إنما ذكرها بعدها ثم ذكر جلسة الإستراحة كما ذكرها سائر الرواة انتهى
قال الحافظ جمهور الرواة على الصفة المذكورة في حديث ابن عباس وأبي رافع والعمل بها أولى إذ لا يصح رفع غيرها والله أعلم
1013 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له يا غلام ألا أحبوك ألا أنحلك ألا أعطيك قال قلت بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال فقال لي أربع ركعات تصليهن
فذكر الحديث كما تقدم وقال في آخره

فإذا فرغت قلت بعد التشهد وقبل السلام اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجد أهل الخشية وطلب أهل الرغبة وتعبد أهل الورع وعرفان أهل العلم حتى أخافك اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفا منك وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك سبحان خالق النور فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس غفر الله لك ذنوبك كلها صغيرها وكبيرها وقديمها وحديثها وسرها وعلانيتها وعمدها وخطأها
رواه الطبراني في الأوسط ورواه فيه أيضا عن أبي الجوزاء قال قال لي ابن عباس يا أبا الجوزاء ألا أحبوك ألا أعلمك ألا أعطيك قلت بلى فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى أربع ركعات فذكر نحوه باختصار وإسناده واه وقد وقع في صلاة التسبيح كلام طويل وخلاف منتشر ذكرته في غير هذا الكتاب مبسوطا وهذا كتاب ترغيب وترهيب وفيما ذكرته كفاية
1014 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أم سليم غدت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت علمني كلمات أقولهن في صلاتي فقال كبري الله عشرا وسبحيه عشرا واحمديه عشرا ثم سلي ما شئت يقول نعم نعم
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن غريب والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
18 - الترغيب في صلاة التوبة
1015 - عن أبي بكر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله آل عمران 531
إلى آخر

الآية
رواه الترمذي وقال حديث حسن وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي وقالا ثم يصلي ركعتين وذكره ابن خزيمة في صحيحه بغير إسناد وذكر فيه الركعتين
1016 - وعن الحسن يعني البصري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أذنب عبد ذنبا ثم توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى براز من الأرض فصلى فيه ركعتين واستغفر الله من ذلك الذنب إلا غفره الله له
رواه البيهقي مرسلا
قوله البراز بكسر الباء وبعدها راء ثم ألف ثم زاي هو الأرض الفضاء
1017 - وعن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه عن أبيه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فدعا بلالا فقال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة إني دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك أمامي فقال يا رسول الله ما أذنبت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها وصليت ركعتين
رواه ابن خزيمة في صحيحه
وفي رواية ما أذنبت والله أعلم
19 - الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها
1018 - عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يكشف لي عن بصري قال أو أدعك قال يا رسول الله إنه قد شق علي ذهاب بصري
قال فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه إلى ربي بك أن يكشف لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي
فرجع وقد كشف الله عن بصره
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب والنسائي واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم وليس عند الترمذي ثم صل ركعتين إنما قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يدعو بهذا الدعاء فذكره بنحوه
ورواه في الدعوات ورواه الطبراني وذكر في أوله قصة

وهو أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال ما حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فائتنا ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أو تصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات فقال عثمان بن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط
قال الطبراني بعد ذكر طرقه والحديث صحيح
الطنفسة مثلثة الطاء والفاء أيضا وقد تفتح الطاء وتكسر الفاء اسم للبساط وتطلق على حصير من سعف يكون عرضه ذراعا
1019 - وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه و سلم ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين
رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من رواية فايد بن عبد الرحمن بن أبي الورقاء عنه وزاد ابن ماجه بعد قوله

يا أرحم الراحمين ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر
ورواه الحاكم باختصار ثم قال أخرجته شاهدا وفايد مستقيم الحديث وزاد بعد قوله وعزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب
قال الحافظ فايد متروك روى عنه الثقات وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه
1020 - ورواه الأصبهاني من حديث أنس رضي الله عنه ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يا علي ألا أعلمك دعاء إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك فيستجاب لك بإذن الله ويفرج عنك توضأ وصل ركعتين واحمد الله وأثن عليه وصل على نبيك واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ثم قل اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اللهم كاشف الغم مفرج الهم مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
1021 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اثنتي عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز و جل وصل على النبي صلى الله عليه و سلم واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات وآية الكرسي سبع مرات وقل لا إله إلا الله لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات ثم قل اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة ثم سل حاجتك ثم ارفع رأسك ثم سلم يمينا وشمالا ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون
رواه الحاكم وقال قال أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقا وقال إبراهيم بن علي الدبيلي قد جربته فوجدته حقا وقال الحاكم قال لنا أبو زكريا قد جربته فوجدته حقا
قال الحاكم قد جربته فوجدته حقا
تفرد به عامر بن خداش وهو ثقة مأمون انتهى
قال الحافظ أما عامر بن خداش هذا هو النيسابوري
قال شيخنا الحافظ أبو الحسن كان صاحب مناكير وقد تفرد به عن عمر بن هارون البلخي وهو متروك متهم أثنى

عليه ابن مهدي وحده فيما أعلم والاعتماد في مثل هذا على التجربة لا على الإسناد والله أعلم
1022 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءني جبريل عليه السلام بدعوات فقال إذا نزل بك أمر من أمر دنياك فقدمهن ثم سل حاجتك يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا صريخ المستصرخين يا غياث المستغيثين يا كاشف السوء يا أرحم الراحمين يا مجيب دعوة المضطرين يا إله العالمين بك أنزل حاجتي وأنت أعلم بها فاقضها
رواه الأصبهاني وفي إسناده إسماعيل بن عياش
وله شواهد كثيرة
20 - الترغيب في صلاة الاستخارة وما جاء في تركها
1023 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سعادة ابن آدم استخارته الله عز و جل
رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وزاد ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله
وقال صحيح الإسناد كذا قال ورواه الترمذي ولفظه من سعادة ابن آدم كثرة استخارة الله تعالى ورضاه بما قضى الله له ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله تعالى وسخطه بما قضى الله له
وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد وليس بالقوي عند أهل الحديث ورواه البزار ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سعادة المرء استخارته ربه ورضاه بما قضى ومن شقاء المرء تركه الاستخارة وسخطه بعد القضاء
ورواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والأصبهاني بنحو البزار
1024 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك

وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به
قال ويسمي حاجته
رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

كتاب الجمعة الترغيب في صلاة الجمعة والسعي إليها وما جاء في فضل
يومها وساعتها
1025 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصا فقد لغا
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
لغا قيل معناه خاب من الأجر وقيل أخطأ وقيل صارت جمعته ظهرا وقيل غير ذلك
1026 - وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
رواه مسلم وغيره
1027 - وروى الطبراني في الكبير من حديث أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك بأن الله عز و جل قال من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الأنعام 61
1028 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة
رواه ابن حبان في صحيحه
1029 - وعن يزيد بن أبي مريم رضي الله عنه قال لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة فقال أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا

عبس يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البخاري
وعنده قال عباية أدركني أبو عبس وأنا ذاهب إلى الجمعة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار
وفي رواية ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار وليس عنده قول عباية ليزيد
1030 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركع ما بدا له ولم يؤذ أحدا ثم أنصت حتى يصلي كان كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى
رواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه ورواة أحمد ثقات
1031 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اغتسل يوم الجمعة ثم لبس من أحسن ثيابه ومس طيبا إن كان عنده ثم مشى إلى الجمعة وعليه السكينة ولم يتخط أحدا ولم يؤذه ثم ركع ما قضى له ثم انتظر حتى ينصرف الإمام غفر له ما بين الجمعتين
رواه أحمد والطبراني من رواية حرب عن أبي الدرداء ولم يسمع منه
1032 - وعن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال كان نبيشة الهذلي رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المسلم إذا اغتسل يوم الجمعة ثم أقبل إلى المسجد لا يؤذي أحدا فإن لم يجد الإمام خرج صلى ما بدا له وإن وجد الإمام قد خرج جلس فاستمع وأنصت حتى يقضي الإمام جمعته وكلامه إن لم يغفر له في جمعته تلك ذنوبه كلها أن يكون كفارة الجمعة التي تليها
رواه أحمد وعطاء لم يسمع من نبيشة فيما أعلم
1033 - وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يغتسل رجل يوم

الجمعة ويتطهر ما استطاع من الطهور ويدهن من دهنه ويمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى
رواه البخاري والنسائي
وفي رواية للنسائي ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر ثم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة وينصت حتى يقضي صلاته إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة
ورواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن نحو رواية النسائي وقال في آخره إلا كان كفارة لما بينه وبين الجمعة الأخرى ما اجتنبت المقتلة وذلك الدهر كله
1034 - وروي عن عتيق أبي بكر الصديق وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اغتسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه وخطاياه فإذا أخذ في المشي كتب له بكل خطوة عشرون حسنة فإذا انصرف من الصلاة أجيز بعمل مائتي سنة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي الأوسط أيضا عن أبي بكر رضي الله عنه وحده وقال فيه كان له بكل خطوة عمل عشرين سنة
1035 - وعن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وصححه ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس
قال الخطابي قوله عليه الصلاة و السلام غسل واغتسل وبكر وابتكر
اختلف الناس في معناه فمنهم من ذهب إلى أنه من الكلام المتظاهر الذي يراد به التوكيد ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين وقال ألا تراه يقول في هذا

الحديث ومشى ولم يركب ومعناهما واحد وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد
وقال بعضهم قوله غسل معناه غسل الرأس خاصة وذلك لأن العرب لهم لمم وشعور وفي غسلها مؤنة فأراد غسل الرأس من أجل ذلك وإلى هذا ذهب مكحول وقوله واغتسل معناه غسل سائر الجسد وزعم بعضهم أن قوله غسل معناه أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة ليكون أملك لنفسه وأحفظ في طريقه لبصره وقوله وبكر وابتكر
زعم بعضهم أن معنى بكر أدرك باكورة الخطبة وهي أولها ومعنى ابتكر قدم في الوقت وقال ابن الأنباري معنى بكر تصدق قبل خروجه
وتأول في ذلك ما روي في الحديث من قوله صلى الله عليه و سلم باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها
وقال الحافظ أبو بكر بن خزيمة من قال في الخبر غسل واغتسل
يعني بالتشديد معناه جامع فأوجب الغسل على زوجته أو أمته واغتسل ومن قال غسل واغتسل
يعني بالتخفيف أراد غسل رأسه واغتسل فضل سائر الجسد لخبر طاوس عن ابن عباس ثم روى بإسناده الصحيح إلى طاوس
قال قلت لابن عباس زعموا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنبا ومسوا من الطيب
قال ابن عباس أما الطيب فلا أدري وأما الغسل فنعم
1036 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من غسل واغتسل ودنا وابتكر واقترب واستمع كان له بكل خطوة يخطوها قيام سنة وصيامها
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
1037 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال عرضت الجمعة على رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءه بها جبريل عليه السلام في كفه كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء فقال ما هذا يا جبريل قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك ولكم فيها خير تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك وفيها ساعة لا يدعو أحد ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه

ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد
الحديث
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
1038 - وعن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر وفيه خمس خلال خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئا إلا أعطاه إياه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة
رواه أحمد وابن ماجه بلفظ واحد وفي إسنادهما عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ممن احتج به أحمد وغيره ورواه أحمد أيضا والبزار من طريق عبد الله أيضا من حديث سعد بن عبادة
وبقية رواته ثقات مشهورون
1039 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة هدانا الله له وضل الناس عنه فالناس لنا فيه تبع فهو لنا واليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد إن فيه لساعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه
فذكر الحديث
1040 - وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا من الصلاة علي فيه فإن صلاتكم يوم الجمعة معروضة علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت أي بليت فقال إن الله عز و جل وعلا حرم على الأرض أن تأكل أجسامنا
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له

وهو أتم وله علة دقيقة امتاز إليها البخاري وغيره ليس هذا موضعها وقد جمعت طرقه في جزء
أرمت بفتح الراء وسكون الميم أي صرت رميما وروي أرمت بضم الهمزة وسكون الميم
1041 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تطلع الشمس ولا تغرب على أفضل من يوم الجمعة وما من دابة إلا وهي تفزع يوم الجمعة إلا هذين الثقلين الجن والإنس
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما ورواه أبو داود وغيره أطول من هذا وقال في آخره وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الإنس والجن
مصيخة معناه مستمعة مصغية تتوقع قيام الساعة
1042 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تحشر الأيام على هيئتها وتحشر الجمعة زهراء منيرة أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى خدرها تضيء لهم يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضا وريحهم كالمسك يخوضون في جبال الكافور ينظر إليهم الثقلان لا يطرقون تعجبا حتى يدخلون الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون
رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه وقال إن صح هذا الخبر فإن في النفس من هذا الإسناد شيئا
قال الحافظ إسناده حسن وفي متنه غرابة
1043 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحدا من المسلمين يوم الجمعة إلا غفر له
رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا فيما أرى بإسناد حسن
1044 - وعن أبي هريرة و حذيفة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أضل الله تبارك وتعالى عن الجمعة من كان قبلنا كان لليهود يوم السبت والأحد للنصارى فهم لنا تبع إلى يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق
رواه ابن ماجه والبزار ورجالهما رجال الصحيح إلا أن البزار قال

نحن الآخرون في الدنيا الأولون يوم القيامة المغفور لهم قبل الخلائق وهو في مسلم بنحو اللفظ الأول من حديث حذيفة وحده
1045 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربعة وعشرون ساعة ليس فيها ساعة إلا ولله فيها ستمائة ألف عتيق من النار
قال فخرجنا من عنده فدخلنا على الحسن فذكرنا له حديث ثابت فقال سمعته وزاد فيه كلهم قد استوجبوا النار
رواه أبو يعلى والبيهقي باختصار ولفظه لله في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار
1046 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر يوم الجمعة فقال فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه وأشار بيده يقللها
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
وأما تعيين الساعة فقد ورد فيه أحاديث كثيرة صحيحة واختلف العلماء فيها اختلافا كثيرا بسطته في غير هذا الكتاب وأذكر هنا نبذة من الأحاديث الدالة لبعض الأقوال
1047 - وعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال لي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة
رواه مسلم وأبو داود وقال يعني على المنبر وإلى هذا القول ذهب طوائف من أهل العلم
1048 - وعن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه
قالوا يا رسول الله أية ساعة هي قال هي حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها
رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من طريق

كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وقال الترمذي حديث حسن غريب
قال الحافظ كثير بن عبد الله واه بمرة وقد حسن له الترمذي هذا وغيره وصحح له حديثا في الصلح فانتقد له الحفاظ تصحيحه له بل وتحسينه والله أعلم
1049 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس
رواه الترمذي وقال حديث غريب ورواه الطبراني من رواية ابن لهيعة وزاد في آخره وهي قدر هذا يعني قبضة وإسناده أصلح من إسناد الترمذي
1050 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال قلت ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس إنا لنجد في كتاب الله تعالى في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله بها شيئا إلا قضى الله له حاجته
قال عبد الله فأشار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أو بعض ساعة فقلت صدقت أو بعض ساعة
قلت أي ساعة هي قال آخر ساعات النهار
قلت إنها ليست ساعة صلاة قال بلى إن العبد إذا صلى ثم جلس لم يجلسه إلا الصلاة فهو في صلاة
رواه ابن ماجه وإسناده على شرط الصحيح
1051 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه و سلم أي شيء يوم الجمعة
قال لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم وفيها الصعقة وفيها البعثة وفيها البطشة وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له
رواه أحمد من رواية علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة ولم يسمع منه ورجاله محتج بهم في الصحيح
1052 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة آخر ساعة من يوم الجمعة قبل غروب الشمس أغفل ما يكون الناس
رواه الأصبهاني
1053 - وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة

لا يوجد عبد مسلم يسأل الله عز و جل شيئا إلا آتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وهو كما قال الترمذي
ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وغيرهم أن الساعة التي ترجى بعد العصر إلى أن تغرب الشمس وبه يقول أحمد وإسحاق وقال أحمد أكثر الحديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر
قال وترجى بعد الزوال ثم روى حديث عمرو بن عوف المتقدم وقال الحافظ أبو بكر بن المنذر اختلفوا في وقت الساعة التي يستجاب فيها الدعاء من يوم الجمعة فروينا عن أبي هريرة قال هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس وقال الحسن البصري وأبو العالية هي عند زوال الشمس وفيه قول ثالث وهو أنه إذا أذن المؤذن لصلاة الجمعة روي ذلك عن عائشة وروينا عن الحسن البصري أنه قال هي إذا قعد الإمام على المنبر حتى يفرغ وقال أبو بردة هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة وقال أبو السوار العدوي كانوا يرون الدعاء مستجابا ما بين أن تزول الشمس إلى أن يدخل في الصلاة وفيه قول سابع وهو أنها ما بين أن تزيغ الشمس يشير إلى ذراع وروينا هذا القول عن أبي ذر وفيه قول ثامن وهو أنها ما بين العصر إلى أن تغرب الشمس كذا قال أبو هريرة وبه قال طاوس وعبد الله بن سلام رضي الله عنهم والله أعلم
22 - الترغيب في الغسل يوم الجمعة وقد تقدم ذكر الغسل في الباب قبله في حديث نبيشة الهذلي وسلمان الفارسي وأوس بن أوس وعبد الله بن عمرو وتقدم أيضا حديث أبي بكر وعمران بن حصين قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اغتسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه وخطاياه
الحديث
1054 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايا من أصول الشعر استلالا
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

وعن عبد الله بن أبي قتادة رضي الله عنه قال دخل علي أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة فقال غسلك هذا من جنابة أو للجمعة قلت من جنابة
قال أعد غسلا آخر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده قريب من الحسن وابن خزيمة في صحيحه وقال هذا حديث غريب لم يروه غير هارون يعني ابن مسلم صاحب الحنا ورواه الحاكم بلفظ الطبراني وقال صحيح على شرطهما ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهرا إلى الجمعة الأخرى
1056 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل وغسل رأسه ثم تطيب من أطيب طيبه ولبس من صالح ثيابه ثم خرج إلى الصلاة ولم يفرق بين اثنين ثم استمع الإمام غفر له من الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام
رواه ابن خزيمة في صحيحه
قال الحافظ وفي هذا الحديث دليل على ما ذهب إليه مكحول ومن تابعه في تفسير قوله غسل واغتسل
والله أعلم
1057 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه
رواه مسلم وغيره
1058 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء الجمعة فليغتسل وإن كان عنده طيب فليمس منه وعليكم بالسواك
رواه ابن ماجه بإسناد حسن وستأتي أحاديث تدل لهذا الباب فيما يأتي من الأبواب إن شاء الله تعالى

الترغيب في التبكير إلى الجمعة وما جاء فيمن يتأخر عن التبكير من غير عذر
1059 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
1060 - وفي رواية البخاري ومسلم وابن ماجه إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كبشا ثم دجاجة ثم بيضة فإذا خرج الإمام طووا صحفهم يستمعون الذكر
ورواه ابن خزيمة في صحيحه بنحو هذه
1061 - وفي رواية له أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المستعجل إلى الجمعة كالمهدي بدنة والذي يليه كالمهدي بقرة والذي يليه كالمهدي شاة والذي يليه كالمهدي طيرا
وفي أخرى له قال على كل باب من أبواب المساجد يوم الجمعة ملكان يكتبان الأول فالأول كرجل قدم بدنة وكرجل قدم بقرة وكرجل قدم شاة وكرجل قدم طيرا وكرجل قدم بيضة فإذا قعد الإمام طويت الصحف
المهجر هو المبكر الآتي في أول ساعة
1062 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب مثل يوم الجمعة ثم التبكير كأجر البقرة كأجر الشاة حتى ذكر الدجاجة
رواه ابن ماجه بإسناد حسن

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد معهم الصحف يكتبون الناس فإذا خرج الإمام طويت الصحف قلت يا أبا أمامة ليس لمن جاء بعد خروج الإمام جمعة قال بلى ولكن ليس ممن يكتب في الصحف
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده مبارك بن فضالة
1064 - وفي رواية لاحمد رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تقعد الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون الأول والثاني والثالث حتى إذا خرج الإمام رفعت الصحف
ورواة هذا ثقات
1065 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إذا كان يوم الجمعة خرجت الشياطين يريثون الناس إلى أسواقهم وتقعد الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم السابق والمصلي والذي يليه حتى يخرج الإمام فمن دنا من الإمام فأنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان من الأجر ومن نأى فاستمع وأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفلان من الوزر ومن قال صه فقد تكلم ومن تكلم فلا جمعة له ثم قال هكذا سمعت نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول
رواه أحمد وهذا لفظه
وأبو داود ولفظه إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق فيرمون الناس بالترابيث أو الربايث ويثبطونهم عن الجمعة وتغدو الملائكة فيجلسون على أبواب المساجد ويكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الإمام فإذا جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصت ولم يلغ كان له كفلان من الأجر فإن نأى حيث لا يسمع فأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر فإن جلس مجلسا لا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم ينصت كان له كفلان من وزر فإن جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر ولغا ولم ينصت كان له كفل من وزر قال ومن قال لصاحبه يوم الجمعة أنصت فقد لغا ومن لغا ليس له في جمعته شيء
ثم قال في آخر ذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك

قال الحافظ وفي إسنادهما راو لم يسم
الربايث بالراء والباء الموحدة ثم ألف وياء مثناة تحت بعدها ثاء مثلثة جمع ربيثة وهي الأمر الذي يحبس المرء عن مقصده ويثبطه عنه ومعناه أن الشياطين تشغلهم وتقعدهم عن السعي إلى الجمعة إلى أن تمضي الأوقات الفاضلة
قال الخطابي الترابيث ليس بشيء إنما هو الربايث وقوله فيرمون الناس إنما هو فيريثون الناس
قال وكذلك روي لنا في غير هذا الحديث
قال الحافظ يشير إلى لفظ رواية أحمد المذكورة
وقوله صه بسكون الهاء وتكسر منونة وهي كلمة زجر للمتكلم أي اسكت
والكفل بكسر الكاف هو النصيب من الأجر أو الوزر
1066 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون من جاء من الناس على منازلهم فرجل قدم جزورا ورجل قدم بقرة ورجل قدم شاة ورجل قدم دجاجة ورجل قدم بيضة
قال فإذا أذن المؤذن وجلس الإمام على المنبر طويت الصحف ودخلوا المسجد يستمعون الذكر
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه النسائي بنحوه من حديث أبي هريرة
1067 - وعن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال تبعث الملائكة على أبواب المساجد يوم الجمعة يكتبون مجيء الناس فإذا خرج الإمام طويت الصحف ورفعت الأقلام فتقول الملائكة بعضهم لبعض ما حبس فلانا فتقول الملائكة اللهم إن كان ضالا فاهده وإن كان مريضا فاشفه وإن كان عائلا فأغنه
رواه ابن خزيمة في صحيحه
العائل الفقير
1068 - وعن أبي عبيدة رضي الله عنه قال قال عبد الله سارعوا إلى الجمعة فإن الله يبرز إلى أهل الجنة في كل يوم جمعة في كثيب كافور فيكونون منه في القرب على قدر تسارعهم فيحدث الله عز و جل لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك ثم يرجعون إلى أهليهم فيحدثونهم بما أحدث الله لهم
قال ثم دخل عبد الله المسجد فإذا هو برجلين

يوم الجمعة قد سبقاه فقال عبد الله رجلان وأنا الثالث إن شاء الله أن يبارك في الثالث
رواه الطبراني في الكبير
وأبو عبيدة اسمه عامر ولم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقيل سمع منه
1069 - وعن علقمة رضي الله عنه قال خرجت مع عبد الله بن مسعود يوم الجمعة فوجد ثلاثة قد سبقوه فقال رابع أربعة وما رابع أربعة من الله ببعيد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الناس يجلسون يوم القيامة من الله عز و جل على قدر رواحهم إلى الجمعات الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع وما رابع أربعة من الله ببعيد
رواه ابن ماجه وابن أبي عاصم وإسنادهما حسن
قال الحافظ رحمه الله وتقدم حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من غسل واغتسل ودنا وابتكر واقترب واستمع كان له بكل خطوة يخطوها قيام سنة وصيامها وكذلك تقدم حديث أوس بن أوس نحوه
1070 - وروي عن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احضروا الجمعة وادنوا من الإمام فإن الرجل ليكون من أهل الجنة فيتأخر عن الجمعة فيؤخر عن الجنة وإنه لمن أهلها
رواه الطبراني والأصبهاني وغيرهما
2 - الترهيب من تخطي الرقاب يوم الجمعة
1071 - عن عبد الله بن بسر رضي الله عنهما قال جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه و سلم يخطب فقال النبي صلى الله عليه و سلم اجلس فقد آذيت وآنيت
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وليس عند أبي داود والنسائي وآنيت وعند ابن خزيمة فقد آذيت وأوذيت ورواه ابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله

آنيت بمد الهمزة وبعدها نون ثم ياء مثناة تحت أي أخرت المجيء وآذيت بتخطيك رقاب الناس
1072 - وروي عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تخطى رقاب الناس يوم القيامة اتخذ جسرا إلى جهنم
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب والعمل عليه عند أهل العلم
1073 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب إذ جاء رجل يتخطى رقاب الناس حتى جلس قريبا من النبي صلى الله عليه و سلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته قال ما منعك يا فلان أن تجمع معنا قال يا رسول الله قد حرصت أن أضع نفسي بالمكان الذي ترى قال قد رأيتك تتخطى رقاب الناس وتؤذيهم من آذى مسلما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز و جل
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
1074 - وروي عن الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الاثنين بعد خروج الإمام كجار قصبه في النار
رواه أحمد والطبراني في الكبير
الترهيب من الكلام والإمام يخطب والترغيب في الإنصات
1075 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة
قوله لغوت قيل معناه خبت من الأجر وقيل تكلمت وقيل أخطأت وقيل بطلت فضيلة جمعتك وقيل صارت جمعتك ظهرا وقيل غير ذلك

وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا تكلمت يوم الجمعة فقد لغوت وألغيت يعني والإمام يخطب
رواه ابن خزيمة في صحيحه
1077 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليس له جمعة
رواه أحمد والبزار والطبراني
1078 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ يوم الجمعة تبارك وهو قائم يذكر بأيام الله وأبو ذر يغمز أبي بن كعب فقال متى أنزلت هذه السورة إني لم أسمعها إلى الآن فأشار إليه أن اسكت فلما انصرفوا قال سألتك متى أنزلت هذه السورة فلم تخبرني فقال أبي ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت فذهب أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخبره بالذي قال أبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صدق أبي
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال دخلت المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه و سلم يخطب فجلست قريبا من أبي بن كعب فقرأ النبي صلى الله عليه و سلم سورة براءة فقلت لابي متى نزلت هذه السورة قال فتجهمني ولم يكلمني ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني فلما صلى النبي صلى الله عليه و سلم قلت لابي سألتك فتجهمتني ولم تكلمني قال أبي ما لك من صلاتك إلا ما لغوت فذهبت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا نبي الله كنت بجنب أبي وأنت تقرأ براءة فسألته متى نزلت هذه السورة فتجهمني ولم يكلمني ثم قال ما لك من صلاتك إلا ما لغوت قال النبي صلى الله عليه و سلم صدق أبي
قوله فتجهمني معناه قطب وجهه وعبس ونظر إلي نظر المغضب المنكر
1079 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما على المنبر فخطب الناس وتلا آية وإلى جنبي أبي بن كعب فقلت له يا أبي ومتى أنزلت هذه الآية

قال فأبى أن يكلمني ثم سألته فأبى أن يكلمني حتى نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبي ما لك من جمعتك إلا ما لغيت فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم جئته فأخبرته فقلت أي رسول الله إنك تلوت آية وإلى جنبي أبي بن كعب فقلت له متى أنزلت هذه الآية فأبى أن يكلمني حتى إذا نزلت زعم أبي أنه ليس لي من جمعتي إلا ما لغيت فقال صدق أبي إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ
رواه أحمد من رواية حرب بن قيس عن أبي الدرداء ولم يسمع منه
1080 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لرجل لا جمعة لك فقال النبي صلى الله عليه و سلم لم يا سعد قال لانه كان يتكلم وأنت تخطب فقال النبي صلى الله عليه و سلم صدق سعد
رواه أبو يعلى والبزار
1081 - وعن جابر أيضا رضي الله عنه قال دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه المسجد والنبي صلى الله عليه و سلم يخطب فجلس إلى جنب أبي بن كعب فسأله عن شيء أو كلمه بشيء فلم يرد عليه أبي فظن ابن مسعود أنها موجدة فلما انفتل النبي صلى الله عليه و سلم من صلاته
قال ابن مسعود يا أبي ما منعك أن ترد علي قال إنك لم تحضر معنا الجمعة
قال لم قال تكلمت والنبي صلى الله عليه و سلم يخطب فقام ابن مسعود فدخل على النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صدق أبي صدق أبي أطع أبيا
رواه أبو يعلى بإسناد جيد وابن حبان في صحيحه
1082 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كفى لغوا أن تقول لصاحبك أنصت إذا خرج الإمام في الجمعة
رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد صحيح وتقدم في حديث علي المرفوع
ومن قال يوم الجمعة لصاحبه أنصت فقد لغا ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء
1083 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها ولبس من صالح ثيابه ثم لم

يتخط رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة كان كفارة لما بينهما ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو ورواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه وتقدم
1084 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يحضر الجمعة ثلاثة نفر فرجل حضرها بلغو فذلك حظه منها ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك أن الله يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الأنعام 061
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه وتقدم في حديث علي
فمن دنا من الإمام فأنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان من الأجر الحديث
4 - الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر
1085 - عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم
رواه مسلم والحاكم بإسناد على شرطهما وتقدم في باب الحمام حديث أبي سعيد وفيه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليسع إلى الجمعة ومن استغنى عنها بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد
رواه الطبراني
1086 - وعن أبي هريرة و ابن عمر رضي الله عنهم أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول على أعواد منبره لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين
رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما

قوله ودعهم الجمعات هو بفتح الواو وسكون الدال أي تركهم الجمعات
ورواه ابن خزيمة بلفظ تركهم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري
1087 - وعن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه
رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
وفي رواية لابن خزيمة وابن حبان من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر فهو منافق
وفي رواية ذكرها رزين وليست في الأصول فقد برىء من الله
أبو الجعد اسمه أدرع وقيل جنادة وذكر الكرابيسي أن اسمه عمر بن أبي بكر
وقال الترمذي سألت محمدا يعني البخاري عن اسم أبي الجعد فلم يعرفه
1088 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرورة طبع الله على قلبه
رواه أحمد بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد
1089 - وعن أسامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب من المنافقين
رواه الطبراني في الكبير من رواية جابر الجعفي وله شواهد
1090 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لينتهين أقوام يسمعون النداء يوم الجمعة ثم لا يأتونها أو ليطبعن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
1091 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميل أو ميلين فيتعذر عليه الكلأ فيرتفع ثم تجيء الجمعة

فلا يجيء ولا يشهدها وتجيء الجمعة فلا يشهدها حتى يطبع على قلبه
رواه ابن ماجه بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه
الصبة بضم الصاد المهملة وتشديد الباء الموحدة هي السرية إما من الخيل أو الإبل أو الغنم
ما بين العشرين إلى الثلاثين تضاف إلى ما كانت منه وقيل هي ما بين العشرة إلى الأربعين
1092 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قام رسول الله صلى الله عليه و سلم خطيبا يوم الجمعة فقال عسى رجل تحضره الجمعة وهو على قدر ميل من المدينة فلا يحضر الجمعة ثم قال في الثانية عسى رجل تحضره الجمعة وهو على قدر ميلين من المدينة فلا يحضرها وقال في الثالثة عسى يكون على قدر ثلاثة أميال من المدينة فلا يحضر الجمعة ويطبع الله على قلبه
رواه أبو يعلى بإسناد لين
وروى ابن ماجه عنه بإسناد جيد مرفوعا من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع الله على قلبه
1093 - وروي عن جابر رضي الله عنه أيضا قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا واعلموا أن الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومي هذا في شهري هذا من عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها في حياتي أو بعدي وله إمام عادل أو جائر استخفافا بها وجحودا بها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ألا ولا زكاة له ألا ولا حج له ألا ولا صوم له ألا ولا بر له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه
رواه ابن ماجه ورواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي سعيد الخدري أخصر منه
1094 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الإسلام وراء ظهره
رواه أبو يعلى موقوفا بإسناد صحيح

وعن حارثة بن النعمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخذ أحدكم السائمة فيشهد الصلاة في جماعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلأ من هذا فيتحول ولا يشهد إلا الجمعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلأ من هذا فيتحول ولا يشهد الجمعة ولا الجماعة فيطبع الله على قلبه
رواه أحمد من رواية عمر بن عبد الله مولى غفرة وهو ثقة عنده وتقدم حديث أبي هريرة عند ابن ماجه وابن خزيمة بمعناه
قوله أكلأ من هذا أي أكثر كلأ
والكلأ بفتح الكاف واللام وفي آخره همزة غير ممدودة هو العشب الرطب واليابس
1096 - وعن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة رضي الله عنه قال سمعت عمر ولم أر رجلا منا به شبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سمع النداء يوم الجمعة فلم يأتها ثم سمعه فلم يأتها ثم سمعه ولم يأتها طبع الله على قلبه وجعل قلبه قلب منافق
رواه البيهقي
وروى الترمذي عن ابن عباس أنه سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجماعة ولا الجمعة
قال هو في النار
5 - الترغيب في قراءة سورة الكهف وما يذكر معها ليلة الجمعة ويوم الجمعة
1097 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين
رواه النسائي والبيهقي مرفوعا والحاكم مرفوعا وموقوفا أيضا وقال صحيح الإسناد ورواه الدارمي في مسنده موقوفا على أبي سعيد ولفظه قال من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق
وفي

أسانيدهم كلها إلا الحاكم أبو هاشم يحيى بن دينار الروماني والأكثرون على توثيقه وبقية الإسناد ثقات وفي إسناد الحاكم الذي صححه نعيم بن حماد ويأتي الكلام عليه وعلى أبي هاشم
1098 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين
رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد لا بأس به
1099 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة غفر له
وفي رواية من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك
رواه الترمذي والأصبهاني ولفظه من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملك
ورواه الطبراني والأصبهاني أيضا من حديث أبي أمامة ولفظهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بها بيتا في الجنة
1100 - وروي عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة غفر له
رواه الأصبهاني
1101 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى عليه الله وملائكته حتى تغيب الشمس
رواه الطبراني في الأوسط والكبير

كتاب الصدقات الترغيب في أداء الزكاة وتأكيد وجوبها
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
وحج البيت وصوم رمضان
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
1103 - وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما قالا خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم أكب فأكب كل رجل منا يبكي لا يدري على ماذا حلف ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى فكانت أحب إلينا من حمر النعم
قال ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة وقيل له ادخل بسلام
رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد
1104 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أتى رجل من تميم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل ومال وحاضرة فأخبرني كيف أصنع وكيف أنفق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقرباءك وتعرف حق المسكين والجار والسائل
الحديث رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه
الحديث رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد وتقدم
1106 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت
الحديث رواه أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه ويأتي بتمامه في الصمت إن شاء الله تعالى
1107 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الزكاة قنطرة الإسلام
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه ابن لهيعة والبيهقي وفيه بقية بن الوليد
1108 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له وأسهم الإسلام ثلاثة الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة
الحديث رواه أحمد بإسناد جيد
1109 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لمن حوله من أمته اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة
قلت ما هي يا رسول الله قال الصلاة والزكاة والأمانة والفرج والبطن واللسان
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به وله شواهد كثيرة
1110 - وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الإسلام ثمانية أسهم الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم والصوم سهم وحج البيت سهم والأمر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من لا سهم له

رواه البزار مرفوعا وفيه يزيد بن عطاء اليشكري ورواه أبو يعلى من حديث علي مرفوعا أيضا وروي موقوفا على حذيفة وهو أصح قاله الدارقطني وغيره
1111 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أرأيت إن أدى الرجل زكاة ماله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والحاكم مختصرا إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره
وقال صحيح على شرط مسلم
1112 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع
رواه أبو داود في المراسيل ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعا متصلا والمرسل أشبه
1113 - وروي عن علقمة رضي الله عنه أنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فقال لنا النبي صلى الله عليه و سلم إن تمام إسلامكم أن تؤدوا زكاة أموالكم
رواه البزار
1114 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل مال وإن كان تحت سبع أرضين تؤدى زكاته فليس بكنز وكل مال لا تؤدى زكاته وإن كان ظاهرا فهو كنز
رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا ورواه غيره موقوفا على ابن عمرو وهو الصحيح
1115 - وعن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم بكم
رواه الطبراني في الثلاثة وإسناده جيد إن شاء الله تعالى عمران القطان صدوق
1116 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أقام الصلاة وآتى الزكاة وحج البيت وصام رمضان وقرى الضيف دخل الجنة
رواه الطبراني في الكبير وله شواهد
1117 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان يؤمن بالله ورسوله فليؤد زكاة ماله ومن كان يؤمن بالله ورسوله فليقل حقا أو ليسكت ومن كان يؤمن بالله ورسوله فليكرم ضيفه
رواه الطبراني في الكبير
1118 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم أخبرني بعمل يدخلني

الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم
رواه البخاري ومسلم
1119 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان
قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فلما ولى قال النبي صلى الله عليه و سلم من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا
رواه البخاري ومسلم
1120 - وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وقمته وآتيت الزكاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء
رواه البزار بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان وتقدم لفظه في الصلاة
1121 - وعن عبد الله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان من عبد الله وحده وعلم أن لا إله إلا الله وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة عليه كل عام ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط اللئيمة ولكن من وسط أموالكم فإن الله لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره
رواه أبو داود
قوله رافدة عليه من الرفد وهو الإعانة
ومعناه أنه يعطي الزكاة ونفسه تعينه على أدائها بطيبها وعدم حديثها له بالمنع
والشرط بفتح الشين المعجمة والراء وهي الرذيلة من المال كالمسنة والعجفاء ونحوهما
والدرنة الجرباء

وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
1123 - وعن عبيد بن عمير الليثي رضي الله عنه عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع إن أولياء الله المصلون ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله عليه ويصوم رمضان ويحتسب صومه ويؤتي الزكاة محتسبا طيبة بها نفسه ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها فقال رجل من أصحابه يا رسول الله وكم الكبائر قال تسع أعظمهن الإشراك بالله وقتل المؤمن بغير حق والفرار من الزحف وقذف المحصنة والسحر وأكل مال اليتيم وأكل الربا وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت العتيق الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا لا يموت رجل لم يعمل هؤلاء الكبائر ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا رافق محمدا صلى الله عليه و سلم في بحبوحة جنة أبوابها مصاريع الذهب
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وفي بعضهم كلام وعند أبي داود بعضه
بحبوحة الجنة بضم الباءين الموحدتين وبحاءين مهملتين هو وسطها
1124 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك ومن جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد
1125 - وعن زر بن حبيش أن ابن مسعود رضي الله عنه كان عنده غلام يقرأ في المصحف وعنده أصحابه فجاء رجل يقال له حضرمة فقال يا أبا عبد الرحمن أي درجات الإسلام أفضل قال الصلاة
قال ثم أي قال الزكاة
رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به
قال المملي وتقدم في كتاب الصلاة أحاديث تدل لهذا الباب وتأتي أحاديث أخر في كتاب الصوم والحج إن شاء الله تعالى

الترهيب من منع الزكاة وما جاء في زكاة الحلي
1126 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفايح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار
قيل يا رسول الله فالإبل قال ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار
قيل يا رسول الله فالبقر والغنم قال ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها شيئا ليس منها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولها رد عليه آخرها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار
قيل يا رسول الله فالخيل قال الخيل ثلاثة هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل أجر فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرا ونواء لاهل الإسلام فهي له وزر وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله لاهل الإسلام في مرج أو روضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب له عدد آثارها وأرواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربت حسنات
قيل يا رسول الله فالحمر قال ما أنزل علي في الحمر إلا هذه الآية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره الزلزلة 7 8
رواه البخاري ومسلم واللفظ له والنسائي مختصرا

وفي رواية للنسائي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جاء يوم القيامة شجاعا من نار فيكوى بها جبهته وجنبه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس
1128 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر تستن عليه بقوائمها وأخفافها
ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أوفر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر فتنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا منكسر قرنها ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع يتبعه فاتحا فاه فإذا أتاه فر منه فيناديه خذ كنزك الذي خبأته فأنا عنه غني فإذا رأى أن لا بد له منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل
رواه مسلم
القاع المكان المستوي من الأرض
والقرقر بقافين مفتوحتين وراءين مهملتين هو الأملس
والظلف للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس
والعقصاء هي الملتوية القرن
والجلحاء هي التي ليس لها قرن
والعضباء بالضاد المعجمة هي المكسورة القرن
والطول بكسر الطاء وفتح الواو وهو حبل تشد به قائمة الدابة وترسلها ترعى أو تمسك طرفه وترسلها
واستنت بتشديد النون
أي جرت بقوة
شرفا بفتح الشين المعجمة والراء أي شوطا
وقيل نحو ميل
والنواء بكسر النون وبالمد هو المعاداة
والشجاع بضم الشين المعجمة وكسرها هو الحية وقيل الذكر خاصة وقيل نوع من الحيات

والأقرع منه الذي ذهب شعر رأسه من طول عمره
1129 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع حتى يطوق به عنقه ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه و سلم مصداقه من كتاب الله ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله آل عمران 81 الآية
رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي بإسناد صحيح وابن خزيمة في صحيحه
1130 - وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا وعروا إلا بما يصنع أغنياؤهم ألا وإن الله يحاسبهم حسابا شديدا ويعذبهم عذابا أليما
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به ثابت بن محمد الزاهد
قال الحافظ وثابت ثقة صدوق روى عنه البخاري وغيره وبقية رواته لا بأس بهم وروي موقوفا على علي رضي الله عنه وهو أشبه
1131 - وعن مسروق رضي الله عنه قال قال عبد الله آكل الربا وموكله وشاهداه إذا علماه والواشمة والمؤتشمة ولاوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة
رواه ابن خزيمة في صحيحه واللفظ له ورواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه عن الحارث الأعور عن ابن مسعود رضي الله عنه
لاوي الصدقة هو المماطل بها الممتنع من أدائها
1132 - وروى الأصبهاني عن علي رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه والواشمة والمستوشمة ومانع الصدقة والمحلل والمحلل له
1133 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله عز و جل وعزتي وجلالي لأدنينكم ولأباعدنهم
ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم

المعارج 42 52
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب كلاهما من رواية الحارث بن النعمان
قال أبو حاتم ليس بقوي وقال البخاري منكر الحديث
1134 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذو عيال وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله وفقير فخور
رواه ابن خزيمة في صحيحه وابن حبان مفرقا في موضعين
1135 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال أمرنا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ومن لم يزك فلا صلاة له
رواه الطبراني في الكبير موقوفا هكذا بأسانيد أحدهما صحيح والأصبهاني
وفي رواية للأصبهاني قال من أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة فليس بمسلم ينفعه عمله
1136 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك بعده كنزا مثل له يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان يتبعه فيقول من أنت فيقول أنا كنزك الذي خلفت فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها ثم يتبعه سائر جسده
رواه البزار وقال إسناده حسن والطبراني وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
1137 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الذي لا يؤدي زكاة ماله يخيل إليه ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان قال فيلزمه أو يطوقه يقول أنا كنزك
أنا كنزك
رواه النسائي بإسناد صحيح
الزبيبتان هما الزبدتان في الشدقين وقيل هم النكتتان السوداوان فوق عينيه
والشجاع تقدم
1138 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا هذه الآية ولا يحسبن الذين يبخلون قال من آتاه الله مالا فلم يؤد

زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا آل عمران 081 الآية
رواه البخاري والنسائي ومسلم
1139 - وعن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع فرضهن الله في الإسلام فمن جاء بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن جميعا الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت
رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة ورواه أيضا عن نعيم بن زياد الحضرمي مرسلا
1140 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي بفرس يجعل كل خطوة معه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه السلام فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء
قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم
قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد
الحديث بطوله في قصة الإسراء وفرض الصلاة
رواه البزار عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن أبي هريرة
1141 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما سمعته منه وكنت أكثرهم لزوما لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال عمر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة
رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث غريب

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مانع الزكاة يوم القيامة في النار
رواه الطبراني في الصغير عن سعد بن سنان ويقال فيه سنان بن سعد عن أنس
1143 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خالطت الصدقة أو قال الزكاة مالا إلا أفسدته
رواه البزار والبيهقي
وقال الحافظ وهذا الحديث يحتمل معنيين أحدهما أن الصدقة ما تركت في مال ولم تخرج منه إلا أهلكته
ويشهد لهذا حديث عمر المتقدم ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة
والثاني أن الرجل يأخذ الزكاة وهو غني عنها فيضعها مع ماله فتهلكه
وبهذا فسره الإمام أحمد والله أعلم
1144 - وروي عن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ظهرت لهم الصلاة فقبلوها وخفيت لهم الزكاة فأكلوها أولئك هم المنافقون
رواه البزار
1145 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات والحاكم والبيهقي في حديث إلا أنهما قالا ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر
وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
ورواه ابن ماجه والبزار والبيهقي من حديث ابن عمر ولفظ البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا معشر المهاجرين خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم أعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدو من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم
1146 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس بخمس

قيل يا رسول الله ما خمس بخمس قال ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الموت ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر ولا طففوا المكيال إلا حبس عنهم النبات وأخذوا بالسنين
رواه الطبراني في الكبير وسنده قريب من الحسن وله شواهد
السنين جمع سنة وهي العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء وقع قطر أو لم يقع
1147 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لا يكوى رجل بكنز فيمس درهم درهما ولا دينارا يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم على حدته
رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد صحيح
1148 - وعنه رضي الله عنه قال من كسب طيبا خبثه منع الزكاة ومن كسب خبيثا لم تطيبه الزكاة
رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد منقطع
1149 - وعن الأحنف بن قيس رضي الله عنه قال جلست إلى ملإ من قريش فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلم ثم قال بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه فيتزلزل ثم ولى فجلس إلى سارية وتبعته وجلست إليه وأنا لا أدري من هو فقلت لا أرى القوم إلا قد كرهوا الذي قلت
قال إنهم لا يعقلون شيئا
قال لي خليلي
قلت من خليلك قال النبي صلى الله عليه و سلم أتبصر أحدا قال فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يرسلني في حاجة له قلت نعم
قال ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير وإن هؤلاء لا يعقلون إنما يجمعون الدنيا لا والله لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى الله عز و جل
رواه البخاري ومسلم
1150 - وفي رواية لمسلم أنه قال بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من

جنوبهم وبكي من قبل أقفائهم حتى يخرج من جباههم
قال ثم تنحى فقعد
قال قلت من هذا قالوا هذا أبو ذر
قال فقمت إليه فقلت ما شيء سمعتك تقول قبيل قال ما قلت إلا شيئا قد سمعته من نبيهم صلى الله عليه و سلم قال قلت ما تقول في هذا العطاء قال خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه
الرضف بفتح الراء وسكون الضاد المعجمة هو الحجارة المحماة
والنغض بضم النون وسكون الغين المعجمة بعدها ضاد معجمة وهو غضروف الكتف
فصل
1151 - روي عن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه و سلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال لها أتعطين زكاة هذا قالت لا
قال أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار قال فحذفتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقالت هما لله ولرسوله
رواه أحمد وأبو داود واللفظ له والترمذي والدارقطني ولفظ الترمذي والدارقطني نحوه أن امرأتين أتتا رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي أيديهما سواران من ذهب فقال لهما أتؤديان زكاته قالتا لا
فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم أتحبان أن يسوركما الله بسوارين من نار قالتا لا
قال فأديا زكاته
ورواه النسائي مرسلا ومتصلا ورجح المرسل
المسكة محركة واحدة المسك وهو أسورة من ذبل أو قرن أو عاج فإذا كانت من غير ذلك أضيفت إليه
قال الخطابي في قوله صلى الله عليه و سلم أيسرك أن يسورك الله بهما سوارين من نار إنما هو تأويل قوله عز و جل يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم التوبة 53 انتهى

وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى في يدي فتخات من ورق فقال ما هذا يا عائشة فقلت صنعتهن أتزين لك يا رسول الله
قال أتؤدين زكاتهن قلت لا أو ما شاء الله
قال هي حسبك من النار
رواه أبو داود والدارقطني وفي إسنادهما يحيى بن أيوب الغافقي وقد احتج به الشيخان وغيرهما ولا اعتبار بما ذكره الدارقطني من أن محمد بن عطاء مجهول فإنه محمد بن عمر بن عطاء نسب إلى جده وهو ثقة ثبت
روى له أصحاب السنن واحتج به الشيخان في صحيحيهما
الفتخات بالخاء المعجمة جمع فتخة وهي حلقة لا لها تجعلها المرأة في أصابع رجليها وربما وضعتها في يدها وقال بعضهم هي خواتم كبار كان النساء يتختمن بها
قال الخطابي والغالب أن الفتخات لا تبلغ بانفرادها نصابا وإنما معناه أن تضم إلى بقية ما عندها من الحلي فتؤدي زكاتها فيه
1153 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت دخلت أنا وخالتي على النبي صلى الله عليه و سلم وعلينا أسورة من ذهب فقال لنا أتعطيان زكاته قالت فقلنا لا فقال أما تخافان أن يسوركما الله أسورة من نار أديا زكاته
رواه أحمد بإسناد حسن
1154 - وعن محمد بن زياد رضي الله عنه قال سمعت أبا أمامة وهو يسأل عن حلية السيوف أمن الكنوز هي قال نعم من الكنوز فقال رجل هذا شيخ أحمق قد ذهب عقله فقال أبو أمامة أما إني ما أحدثكم إلا ما سمعت
رواه الطبراني
وفي إسناده بقية بن الوليد
1155 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال جاءت هند بنت هبيرة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يدها فتخ من ذهب أي خواتيم ضخام فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يضرب يدها فدخلت على فاطمة رضي الله عنها تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فانتزعت فاطمة

سلسلة في عنقها من ذهب قالت هذه أهداها أبو حسن فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا فاطمة أيغرك أن يقول الناس ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يدك سلسلة من نار ثم خرج ولم يقعد فأرسلت فاطمة رضي الله عنها بالسلسلة إلى السوق فباعتها واشترت بثمنها غلاما وقال مرة عبدا وذكر كلمة معناها فأعتقته فحدث بذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار
رواه النسائي بإسناد صحيح
1156 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أيما امرأة تقلدت قلادة من ذهب قلدت في عنقها مثلها من النار يوم القيامة وأيما امرأة جعلت في أذنها خرصا من ذهب جعل في أذنها مثله من النار يوم القيامة
رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد
1157 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أحب أن يحلق جبينه حلقة من نار فليحلقه حلقة من ذهب ومن أحب أن يطوق جبينه طوقا من نار فليطوقه طوقا من ذهب ومن أحب أن يسور جبينه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها
رواه أبو داود بإسناد صحيح
قال المملي رحمه الله وهذه الأحاديث التي ورد فيها الوعيد على تحلي النساء بالذهب تحتمل وجوها من التأويل
أحدها أن ذلك منسوخ فإنه قد ثبت إباحة تحلي النساء بالذهب
الثاني أن هذا في حق من لا يؤدي زكاته دون من أداها ويدل على هذا حديث عمرو بن شعيب وعائشة وأسماء
وقد اختلف العلماء في ذلك فروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أوجب في الحلي الزكاة وهو مذهب عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو وسعيد بن المسيب وعطاء وسعيد بن جبير وعبد الله بن شداد وميمون بن مهران وابن سيرين ومجاهد وجابر بن زيد والزهري وسفيان الثوري وأبي حنيفة وأصحابه واختاره ابن المنذر
وممن أسقط الزكاة فيه عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأسماء ابنة أبي بكر وعائشة والشعبي والقاسم بن

محمد ومالك وأحمد وإسحاق وأبو عبيدة
قال المنذر وقد كان الشافعي قال بهذا إذا هو بالعراق ثم وقف عنه بمصر وقال هذا مما أستخير الله تعالى فيه
وقال الخطابي الظاهر من الآيات يشهد لقول من أوجبها والأثر يؤيده ومن أسقطها ذهب إلى النظر ومعه طرف من الأثر والاحتياط أداؤها والله أعلم
الثالث أنه في حق من تزينت به وأظهرته ويدل لهذا ما رواه النسائي وأبو داود عن ربعي بن خراش عن امرأته عن أخت لحذيفة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا معشر النساء ما لكن في الفضة ما تحلين به أما إنه ليس منكن امرأة تتحلى ذهبا وتظهره إلا عذبت به وأخت حذيفة اسمها فاطمة
وفي بعض طرقه عند النسائي عن ربعي عن امرأة عن أخت لحذيفة رضي الله عنها وكان له أخوات قد أدركن النبي صلى الله عليه و سلم وقال النسائي باب الكراهة للنساء في إظهار حلي الذهب ثم صدره بحديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا وهذا الحديث رواه الحاكم أيضا وقال صحيح على شرطهما ثم رأى النسائي في الباب حديث ثوبان المذكور وحديث أسماء
1158 - وروي أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتته امرأة فقالت يا رسول الله سوارين من ذهب قال سوارين من نار
قالت يا رسول الله طوق من ذهب قال طوق من نار
قالت قرطين من ذهب قال قرطين من نار قال وكان عليها سوار من ذهب فرمت به
الرابع من الاحتمالات أنه إنما منع منه في حديث الأسورة والفتخات لما رأى من غلظه فإنه مظنة الفخر والخيلاء وبقية الأحاديث محمولة على هذا وفي هذا الاحتمال شيء ويدل عليه ما رواه النسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا وروى أبو داود والنسائي أيضا عن أبي قلابة عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن ركوب النمار وعن لبس الذهب إلا مقطعا وأبو قلابة لم يسمع من معاوية ولكن روى النسائي أيضا عن قتادة عن أبي قتادة عن أبي شيخ أنه سمع معاوية فذكر نحوه وهذا متصل وأبو شيخ ثقة مشهور
وفي الترمذي والنسائي وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم وعليه خاتم من حديد فقال ما لي أرى عليك حلية أهل النار فذكر الحديث إلى أن قال من أي شيء أتخذه قال من ورق لا تتمه مثقالا
والله أعلم
الترغيب في العمل على الصدقة بالتقوى والترهيب من التعدي فيها والخيانة واستحباب ترك العمل لمن لا يثق بنفسه وما جاء في المكاسين والعشارين والعرفاء
1159 - عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول العامل على الصدقة بالحق لوجه الله تعالى كالغازي في سبيل الله عز و جل حتى يرجع إلى أهله
رواه أحمد واللفظ له وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن ورواه الطبراني في الكبير عن عبد الرحمن بن عوف ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته
1160 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إن الخازن المسلم الأمين الذي ينقل ما أمر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر به أحد المتصدقين
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
1161 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الكسب كسب العامل إذا نصح
رواه أحمد ورواته ثقات

وعن مسعود بن قبيصة أو قبيصة بن مسعود رضي الله عنه قال صلى هذا الحي من محارب الصبح فلما صلوا قال شاب منهم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنه ستفتح عليكم مشارق الأرض ومغاربها وإن عمالها في النار إلا من اتقى الله عز و جل وأدى الأمانة
رواه أحمد
وفي إسناده شقيق بن حبان وهو مجهول ومسعود لا أعرفه
1163 - وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له قم على صدقة بني فلان وانظر أن تأتي يوم القيامة ببكر تحمله على عاتقك أو كاهلك له رغاء يوم القيامة
قال يا رسول الله اصرفها عني فصرفها عنه
رواه أحمد والبزار والطبراني ورواة أحمد ثقات إلا أن سعيد بن المسيب لم يدرك سعدا ورواه البزار أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن عبادة فذكر نحوه ورواته محتج بهم في الصحيح
البكر بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف هو الفتي من الإبل والأنثى بكرة
1164 - وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول
رواه أبو داود
1165 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه على الصدقة فقال يا أبا الوليد اتق الله لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثغاء
قال يا رسول الله إن ذلك لكذلك قال إي والذي نفسي بيده
قال فوالذي بعثك بالحق لا أعمل لك على شيء أبدا
رواه الطبراني في الكبير وإسناده صحيح
الرغاء بضم الراء وبالغين المعجمة والمد صوت البعير
والخوار بضم الخاء المعجمة صوت البقر
والثغاء بضم الثاء المثلثة وبالغين المعجمة ممدودا هو صوت الغنم
8 - وعن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من

استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال يا رسول الله اقبل عني عملك
قال وما لك قال سمعتك تقول كذا وكذا
قال وأنا أقول الآن من استعملناه منكم على عمل فليجىء بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى
رواه مسلم وأبو داود وغيرهما
1166 - وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال استعمل النبي صلى الله عليه و سلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إلي
قال فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا لكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة فلا أعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه يقول اللهم هل بلغت
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
اللتبية بضم اللام وسكون التاء المثناة فوق وكسر الباء الموحدة بعدها ياء مثناة تحت مشددة ثم هاء تأنيث نسبة إلى حي يقال لهم بنو لتب
بضم اللام وسكون التاء واسم ابن اللتبية عبد الله
وقوله وتيعر هو بمثناة فوق مفتوحة ثم مثناة تحت ساكنة ثم عين مهملة مفتوحة وقد تكسر أي تصيح واليعار صوت الشاة
1167 - وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعيا ثم قال انطلق أبا مسعود لا ألفينك تجيء يوم القيامة على ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته
قال فقلت إذا لا أنطلق قال إذا لا أكرهك
رواه أبو داود

وعن أبي رافع رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى العصر ذهب إلى بني عبد الأشهل فيتحدث عندهم حتى ينحدر للمغرب
قال أبو رافع فبينما النبي صلى الله عليه و سلم مسرع إلى المغرب مررنا بالبقيع فقال أفا لك أفا لك فكبر ذلك في ذرعي فاستأخرت وظننت أنه يريدني فقال ما لك امش فقلت أأحدثت حدثا قال وما لك قلت أففت بي قال لا ولكن هذا فلان بعثته ساعيا على بني فلان فغل نمرة فدرع على مثلها من النار
رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه
النمرة بكسر الميم كساء من صوف مخطط
1169 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني ممسك بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار وتغلبونني تقاحمون فيه تقاحم الفراش أو الجنادب فأوشك أن أرسل بحجزكم وأنا فرطكم على الحوض فتردون علي معا وأشتاتا فأعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله ويذهب بكم ذات الشمال وأناشد فيكم رب العالمين فأقول أي رب قومي أي رب أمتي فيقول يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل سقاء من أدم ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك
رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال قشعا مكان سقاء وإسنادهما جيد إن شاء الله
الفرط بالتحريك هو الذي يتقدم القوم إلى المنزل ليهيىء مصالحهم
والحجز بضم الحاء المهملة وفتح الجيم بعدهما زاي جمع حجزة بسكون الجيم وهو معقد الإزار وموضع التكة من السراويل

والحمحمة بحاءين مهملتين مفتوحتين هو صوت الفرس وتقدم تفسير الثغاء والرغاء
والقشع مثلثة القاف وبفتح الشين المعجمة هو هنا القربة اليابسة وقيل بيت من أدم وقيل هو النطع وهو محتمل الثلاثة غير أنه بالقربة أمس
1170 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المعتدي في الصدقة كمانعها
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه كلهم من رواية سعد بن سنان عن أنس وقال الترمذي حديث غريب وقد تكلم أحمد بن حنبل في سعد بن سنان ثم قال وقوله المعتدي في الصدقة كمانعها يقول على المعتدي من الإثم كما على المانع إذا منع
قال الحافظ وسعد بن سنان وثق كما سيأتي
1171 - وعن جابر بن عتيك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سيأتيكم ركب مبغضون فإذا جاؤوكم فرحبوا بهم وخلوا بينهم وبين ما يبتغون فإن عدلوا فلانفسهم وإن ظلموا فعليهم وأرضوهم فإن تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم
رواه أبو داود
فصل
1172 - عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يدخل صاحب مكس الجنة
قال يزيد بن هارون يعني العشار
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه والحاكم كلهم من رواية محمد بن إسحاق وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم كذا قال ومسلم إنما خرج لمحمد بن إسحاق في المتابعات
قال البغوي يريد

بصاحب المكس الذي يأخذ من التجار إذا مروا عليه مكسا باسم العشر
قال الحافظ أما الآن فإنهم يأخذون مكسا باسم العشر ومكوسا أخر ليس لها اسم بل شيء يأخذونه حراما وسحتا ويأكلونه في بطونهم نارا حجتهم فيه داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد
1173 - وعن الحسن رضي الله عنه قال مر عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه على كلاب بن أمية وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة فقال ما يجلسك هاهنا قال استعملني على هذا المكان يعني زيادا فقال له عثمان ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بلى فقال عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كان لداود نبي الله عليه السلام ساعة يوقظ فيها أهله يقول يا آل داود قوموا فصلوا فإن هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عاشر فركب كلاب بن أمية سفينة فأتى زيادا فاستعفاه فأعفاه
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ولفظه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز و جل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا
1174 - وفي رواية له في الكبير أيضا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تعالى يدنو من خلقه فيغفر لمن يستغفر إلا لبغي بفرجها أو عشار
وإسناد أحمد فيه علي بن يزيد وبقية رواته محتج بهم في الصحيح واختلف في سماع الحسن بن عثمان رضي الله عنه
1175 - وعن أبي الخير رضي الله عنه قال عرض مسلمة بن مخلد وكان أميرا على مصر على رويفع بن ثابت رضي الله عنه أن يوليه العشور فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن صاحب المكس في النار
رواه أحمد من رواية ابن لهيعة والطبراني بنحوه وزاد يعني العاشر
1176 - وروي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصحراء

فإذا مناد يناديه يا رسول الله فالتفت فلم ير أحدا ثم التفت فإذا ظبية موثقة فقالت ادن مني يا رسول الله فدنا منها فقال ما حاجتك قالت إن لي خشفين في هذا الجبل فحلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك
قال وتفعلين قالت عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها وانتبه الأعرابي فقال ألك حاجة يا رسول الله قال نعم تطلق هذه فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
رواه الطبراني
1177 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض ولم يكونوا عملوا على شيء
رواه أحمد من طرق رواة بعضها ثقات
1178 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يدلون بين السماء والأرض وإنهم لم يلوا عملا رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
1179 - وروي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في النار حجرا يقال له ويل يصعد عليه العرفاء وينزلون
رواه البزار
1180 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم مرت به جنازة فقال طوبى له إن لم يكن عريفا
رواه أبو يعلى وإسناده حسن إن شاء الله تعالى
1181 - وعن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب على منكبيه ثم قال أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن أميرا ولا كاتبا ولا عريفا
رواه أبو داود
1182 - وعن مودود بن الحارث بن يزيد بن كريب بن يزيد بن سيف بن حارثة اليربوعي عن أبيه عن جده رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن رجلا من بني تميم

ذهب بمالي كله فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس عندي ما أعطيكه ثم قال هل لك أن تعرف على قومك أو ألا أعرفك على قومك قلت لا
قال أما إن العريف يدفع في النار دفعا
رواه الطبراني ومودود لا أعرفه
1183 - وعن غالب القطان عن رجل عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن قوما كانوا على منهل من المناهل فلما بلغهم الإسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وقسم الإبل بينهم وبدا له أن يرتجعها فأرسل ابنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث وفي آخره ثم قال إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده
قال إن العرافة حق ولا بد للناس من عرافة ولكن العرفاء في النار
رواه أبو داود ولم يسم الرجل ولا أباه ولا جده
1184 - وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا
رواه ابن حبان في صحيحه
الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى وما جاء في ذم الطمع والترغيب في التعفف والقناعة والأكل من كسب يده
1185 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم
رواه البخاري ومسلم والنسائي
المزعة بضم الميم وسكون الزاء وبالعين المهملة هي القطعة
1186 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنما المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك إلا أن يسأل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا
رواه أبو داود والنسائي والترمذي

وعنده المسألة كد يكد بها الرجل وجهه
الحديث وقال حديث حسن صحيح ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ كد في رواية وكدوح في أخرى
الكدوح بضم الكاف آثار الخموش
1187 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المسألة كلوح في وجه صاحبها يوم القيامة فمن شاء استبقى على وجهه
الحديث
رواه أحمد ورواته كلهم ثقات مشهورون
1188 - وعن مسعود بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يخلق وجهه فما يكون له عند الله وجه
رواه البزار والطبراني في الكبير وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
1189 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الناس في غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم جاء يوم القيامة بوجه ليس عليه لحم
1190 - وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فتح على نفسه باب مسألة من غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم فتح الله عليه باب فاقة من حيث لا يحتسب
رواه البيهقي وهو حديث جيد في الشواهد
1191 - وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم يسأله فأعطاه فلما وضع رجله على أسكفة الباب
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو يعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله
رواه النسائي
ورواه الطبراني في الكبير من طريق قابوس عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو يعلم صاحب المسألة ما له فيها لم يسأل
1192 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة
رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني والبزار وزاد ومسألة

الغني نار إن أعطي قليلا فقليل وإن أعطي كثيرا فكثير
1193 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شيئا في وجهه يوم القيامة
رواه أحمد والبزار والطبراني ورواة أحمد محتج بهم في الصحيح
1194 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سأل وهو غني عن المسألة يحشر يوم القيامة وهي خموش في وجهه
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به
1195 - وعن مسعود بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أتي برجل يصلي عليه فقال كم ترك قالوا دينارين أو ثلاثة
قال ترك كيتين أو ثلاث كيات فلقيت عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر فذكرت ذلك له فقال له ذاك رجل كان يسأل الناس تكثرا
رواه البيهقي من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني
1196 - وعن حبشي بن جنادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الذي يسأل من غير حاجة كمثل الذي يلتقط الجمر
ورواه الترمذي من رواية مجالد عن عامر عن حبشي أطول من هذا ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع وهو واقف بعرفة أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه فسأله إياه فأعطاه وذهب فعند ذلك حرمت المسألة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي إلا لذي فقر مدقع أو غرم مقطع ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة ورضفا يأكله من جهنم فمن شاء فليقلل ومن شاء فليكثر
قال الترمذي حديث غريب زاد فيه رزين وإني لأعطي الرجل العطية فينطلق بها تحت إبطه وما هي إلا النار فقال له عمر ولم تعطي يا رسول الله ما هو نار فقال أبى الله لي البخل وأبوا إلا مسألتي
قالوا

وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال قدر ما يغديه أو يعشيه وهذه الزيادة لها شواهد كثيرة لكني لم أقف عليها في شيء من نسخ الترمذي
المرة بكسر الميم وتشديد الراء هي الشدة والقوة
والسوي بفتح السين المهملة وتشديد الياء هو التام الخلق السالم من موانع الاكتساب
يثري بالثاء المثلثة أي ما يزيد ماله به
والرضف يأتي وكذا بقية الغريب
1197 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر
رواه مسلم وابن ماجه
1198 - وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الناس عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنم
قالوا وما ظهر غنى قال عشاء ليلة
رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند والطبراني في الأوسط وإسناده جيد
1199 - وعن سهل ابن الحنظلية رضي الله عنه قال قدم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألاه فأمر معاوية فكتب لهما ما سألا فأما الأقرع فأخذ كتابه فلفه في عمامته وانطلق وأما عيينة فأخذ كتابه وأتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد أتراني حاملا إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمس فأخبر معاوية بقوله رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار
قال النفيلي وهو أحد رواته قالوا وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال قدر ما يغديه ويعشيه
رواه أحمد واللفظ له وابن حبان في صحيحه وقال فيه من سأل شيئا وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم
قالوا يا رسول الله وما يغنيه قال ما يغديه أو يعشيه كذا عنده أو يعشيه بألف
ورواه ابن خزيمة باختصار إلا أنه قال

قيل يا رسول الله وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال أن يكون له شبع يوم وليلة أو ليلة ويوم
قوله كصحيفة المتلمس هذا مثل تضربه العرب لمن حمل شيئا لا يدري هل يعود عليه بنفع أو ضر
وأصله أن المتلمس واسمه عبد المسيح قدم هو وطرفة العبدي على الملك عمرو بن المنذر فأقاما عنده فنقم عليهما أمرا فكتب إلى بعض عماله يأمره بقتلهما وقال لهما إني قد كتبت لكما بصلة فاجتازا بالحيرة فأعطى المتلمس صحيفته صبيا فقرأها فإذا فيها الأمر بقتله فألقاها وقال لطرفة افعل مثل فعلي فأبى عليه ومضى إلى عامل الملك فقرأها وقتله
قال الخطابي اختلف الناس في تأويله يعني حديث سهل فقال بعضهم من وجد غداء يومه وعشاءه لم تحل له المسألة على ظاهر الحديث وقال بعضهم إنما هو فيمن وجد غداء وعشاء على دائم الأوقات فإذا كان عنده ما يكفيه لقوته المدة الطويلة حرمت عليه المسألة وقال آخرون هذا منسوخ بالأحاديث التي تقدم ذكرها يعني الأحاديث التي فيها تقدير الغنى بملك خمسين درهما أو قيمتها أو بملك أوقية أو قيمتها
قال الحافظ رضي الله عنه ادعاء النسخ مشترك بينهما ولا أعلم مرجحا لأحدهما على الآخر
وقد كان الشافعي رحمه الله يقول قد يكون الرجل بالدرهم غنيا مع كسبه ولا يغنيه الألف مع ضعفه في نفسه وكثرة عياله وقد ذهب سفيان الثوري وابن المبارك والحسن بن صالح وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إلى أن من له خمسون درهما أو قيمتها من الذهب لا يدفع إليه شيء من الزكاة
وكان الحسن البصري وأبو عبيدة يقولان من له أربعون درهما فهو غني وقال أصحاب الرأي يجوز دفعها إلى من يملك دون النصاب وإن كان صحيحا مكتسبا مع قولهم من كان له قوت يومه لا يحل له السؤال استدلالا بهذا الحديث وغيره والله أعلم
1200 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الناس ليثري ماله فإنما هي رضف من النار ملهبة فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر
رواه ابن حبان في صحيحه
الرضف بفتح الراء وسكون الضاد المعجمة بعدها فاء الحجارة المحماة

وروي عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال جاء مال من البحرين فدعا النبي صلى الله عليه و سلم العباس رضي الله عنه فحفن له ثم قال أزيدك قال نعم فحفن له ثم قال أزيدك قال نعم فحفن له ثم قال أزيدك قال نعم
قال أبق لمن بعدك ثم دعاني فحفن لي فقلت يا رسول الله خير لي أو شر لي قال لا
بل شر لك فرددت عليه ما أعطاني ثم قلت لا والذي نفسي بيده لا أقبل من أحد عطية بعدك
قال محمد بن سيرين قال حكيم فقلت يا رسول الله ادع الله أن يبارك لي
قال اللهم بارك له في صفقة يده
رواه الطبراني في الكبير
1202 - وعن أسلم قال قال لي عبد الله بن الأرقم أدللني على بعير من العطايا أستحمل عليه أمير المؤمنين
قلت نعم جمل من إبل الصدقة فقال عبد الله بن الأرقم أتحب لو أن رجلا بادنا في يوم حار غسل ما تحت إزاره ورفغيه ثم أعطاكه فشربته
قال فغضبت وقلت يغفر الله لك لم تقول مثل هذا لي قال فإنما الصدقة أوساخ الناس يغسلونها عنهم
رواه مالك
البادن السمين
والرفغ بضم الراء وفتحها وبالغين المعجمة هو الإبط وقيل وسخ الثوب والأرفاغ المغابن التي يجتمع فيها العرق والوسخ من البدن
1203 - وعن علي رضي الله عنه قال قلت للعباس سل النبي صلى الله عليه و سلم يستعملك على الصدقة فسأله قال ما كنت لاستعملك على غسالة ذنوب الناس
رواه ابن خزيمة في صحيحه
1204 - وعن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه و سلم وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قال ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه و سلم فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك قال أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا وأسر كلمة خفية ولا تسألوا الناس

فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه
رواه مسلم والترمذي والنسائي باختصار
1205 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال بايعني رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسا وأوثقني سبعا وأشهد الله علي سبعا أن لا أخاف في الله لومة لائم قال أبو المثنى قال أبو ذر فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هل لك إلى البيعة ولك الجنة قلت نعم وبسطت يدي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يشترط علي أن لا أسأل الناس شيئا قلت نعم
قال ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ستة أيام ثم اعقل يا أبا ذر ما يقال لك بعد فلما كان اليوم السابع قال أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن أحدا شيئا وإن سقط سوطك ولا تقبضن أمانة
رواه أحمد ورواته ثقات
1206 - وعن ابن أبي مليكة قال ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه
قال فقالوا له أفلا أمرتنا فنناولكه قال إن حبي صلى الله عليه و سلم أمرني أن لا أسأل الناس شيئا
رواه أحمد وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه
الخطام بكسر الخاء المعجمة هو ما يوضع على أنف الناقة وفمها لتقاد به
1207 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يبايع فقال ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم بايعنا يا رسول الله
قال على أن لا تسأل أحدا شيئا فقال ثوبان فما له يا رسول الله قال الجنة فبايعه ثوبان
قال أبو أمامة فلقد رأيته بمكة في أجمع ما يكون من الناس يسقط سوطه وهو راكب فربما وقع على عاتق رجل فيأخذه الرجل فيناوله فما يأخذه حتى يكون هو ينزل فيأخذه
رواه الطبراني في الكبير من طريق علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بسبع بحب المساكين وأن أدنو منهم وأن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أصل رحمي وإن جفاني وأن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله وأن أتكلم بمر الحق ولا تأخذني في الله لومة لائم وأن لا أسأل الناس شيئا
رواه أحمد والطبراني من رواية الشعبي عن أبي ذر ولم يسمع منه
1209 - وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى
قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه ولم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم حتى توفي رضي الله عنه
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي باختصار
يرزأ براء ثم زاي ثم همزة معناه لم يأخذ من أحد شيئا
وإشراف النفس بكسر الهمزة وبالشين المعجمة وآخره فاء هو تطلعها وطمعها وشرهها
وسخاوة النفس ضد ذلك
1210 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة فقلت أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا
رواه أحمد والنسائي

وابن ماجه وأبو داود بإسناد صحيح
وعند ابن ماجه قال لا تسأل الناس شيئا
قال فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لاحد ناولنيه حتى ينزل فيأخذه
1211 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاث والذي نفسي بيده إن كنت لحالفا عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر
رواه أحمد وفي إسناده رجل لم يسم وأبو يعلى والبزار وتقدم في الإخلاص من حديث أبي كبشة الأنماري مطولا رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
ورواه الطبراني في الصغير من حديث أم سلمة وقال في حديثه ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا فاعفوا يعزكم الله
والباقي بنحوه
1212 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله لقد سمعت فلانا وفلانا يحسنان الثناء يذكران أنك أعطيتهما دينارين
قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم والله لكن فلانا ما هو كذلك لقد أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فما يقول ذلك أما والله إن أحدكم ليخرج مسألته من عندي يتأبطها يعني تكون تحت إبطه نارا فقال قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله لم تعطيها إياهم قال فما أصنع يأبون إلا ذلك ويأبى الله لي البخل
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح
وفي رواية جيدة لابي يعلى وإن أحدكم ليخرج بصدقته من عندي متأبطها وإنما هي له نار
قلت يا رسول الله كيف تعطيه وقد علمت أنها له نار قال فما أصنع يأبون إلا مسألتي ويأبى الله عز و جل لي البخل
1213 - وعن أبي بشر قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أسأله فيها فقال أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لاحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما

من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
الحمالة بفتح الحاء المهملة هو الدية يتحملها قوم من قوم وقيل هو ما يتحمله المصلح بين فئتين في ماله ليرتفع بينهم القتال ونحوه
والجائحة الآفة تصيب الإنسان في ماله
والقوام بفتح القاف وكسرها أفصح هو ما يقوم به حال الإنسان من مال وغيره
والسداد بكسر السين المهملة هو ما يسد حاجة المعون ويكفيه
والفاقة الفقر والاحتياج
والحجى بكسر الحاء المهملة مقصورا هو العقل
1214 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك
رواه البزار والطبراني بإسناد جيد والبيهقي
1215 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت إن الله يحب الغني الحليم المتعفف ويبغض البذي الفاجر السائل الملح
رواه البزار
1216 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذو عيال
رواه ابن خزيمة في صحيحه وتقدم بتمامه في منع الزكاة

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه رضي الله عنه قال كانت لي عند رسول الله صلى الله عليه و سلم عدة فلما فتحت قريظة جئت لينجز إلي ما وعدني فسمعته يقول من يستغن يغنيه الله ومن يقنع يقنعه الله فقلت في نفسي لا جرم لا أسأله شيئا
رواه البزار وأبو سلمة لم يسمع من أبيه قاله ابن معين وغيره
1218 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة اليد العليا خير من اليد السفلى والعليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وقال أبو داود اختلف على أيوب عن نافع في هذا الحديث
قال عبد الوارث اليد العليا المتعففة
وقال أكثرهم عن حماد بن يزيد عن أيوب المنفقة وقال واحد عن حماد المتعففة
قال الخطابي رواية من قال المتعففة أشبه وأصح في المعنى وذلك أن ابن عمر ذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر هذا الكلام وهو يذكر الصدقة والتعفف عنها فعطف الكلام جزم على سببه الذي خرج عليه وعلى ما يطابقه في معناه أولى وقد يتوهم كثير من الناس أن معنى العليا أن يد المعطي مستعلية فوق يد الآخذ يجعلونه من علو الشيء إلى فوق وليس ذلك عندي بالوجه وإنما هو من علا المجد والكرم يريد التعفف عن المسألة والترفع عنها انتهى كلامه وهو حسن
1219 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلى إلى يوم القيامة فاستعف عن السؤال وعن المسألة ما استطعت فإن أعطيت شيئا أو قال خيرا فلير عليك وابدأ بمن تعول وارضخ من الفضل ولا تلام على الكفاف
رواه أبو يعلى والغالب على رواته التوثيق ورواه الحاكم وصحح إسناده
1220 - وعن مالك بن نضلة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلى فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه واللفظ له

وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
1222 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن استعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى الله أحدا عطاء هو خير له وأوسع من الصبر
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
1223 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
1224 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
العرض بفتح العين المهملة والراء هو كل ما يقتنى من المال وغيره
1225 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها
رواه مسلم وغيره

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى قلت نعم يا رسول الله قال أفترى قلة المال هو الفقر قلت نعم يا رسول الله
قال إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب
رواه ابن حبان في صحيحه في حديث يأتي إن شاء الله تعالى
1227 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس
رواه البخاري ومسلم
1228 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه
رواه مسلم والترمذي وغيرهما
1229 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
الكفاف من الرزق ما كفا عن السؤال مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة
1230 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وأن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى
رواه مسلم والترمذي وغيرهما
1231 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياكم والطمع فإنه هو الفقر وإياكم وما يعتذر منه
رواه الطبراني في الأوسط
1232 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله أوصني وأوجز فقال النبي صلى الله عليه و سلم عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك

والطمع فإنه فقر حاضر وإياك وما يعتذر منه
رواه الحاكم والبيهقي في كتاب الزهد واللفظ له وقال الحاكم صحيح الإسناد كذا قال
1233 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم القناعة كنز لا يفنى
رواه البيهقي في كتاب الزهد ورفعه غريب
1234 - وعن عبد الله بن محصن الخطمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
في سربه بكسر السين المهملة أي في نفسه
1235 - وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله فقال أما في بيتك شيء قال بلى
حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء
قال ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده وقال من يشتري هذين
قال رجل أنا آخذهما بدرهم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فائتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم عودا بيده ثم قال اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما ففعل فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع
رواه أبو داود والبيهقي بطوله واللفظ لأبي داود وأخرج الترمذي والنسائي منه قصة بيع القدح فقط وقال الترمذي حديث حسن
الحلس بكسر الحاء المهملة وسكون اللام وبالسين المهملة هو كساء غليظ يكون على ظهر البعير وسمي به غيره مما يداس ويمتهن من الأكسية ونحوها

الفقر المدقع بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر القاف هو الشديد الملصق صاحبه بالدقعة وهي الأرض التي لا نبات بها
والغرم بضم الغين المعجمة وسكون الراء هو ما يلزم أداؤه تكلفا لا في مقابلة عوض
والمفظع بضم الياء وسكون الفاء وكسر الظاء المعجمة هو الشديد الشنيع
وذو الدم الموجع هو الذي يتحمل دية عن قريبه أو حميمه أو نسيبه القاتل يدفعها إلى أولياء المقتول ولو لم يفعل قتل قريبه أو حميمه الذي يتوجع لقتله
1236 - وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لان يأخذ أحدكم أحبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه
رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما
1237 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي
1238 - وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده
رواه البخاري
5 - ترغيب من نزلت به

فاقة أو حاجة أن ينزلها بالله تعالى
1239 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح ثابت والحاكم وقال صحيح الإسناد إلا أنه قال فيه أرسل الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى آجل
يوشك أي يسرع وزنا ومعنى
1240 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله تعالى كان حقا على الله أن يفتح له قوت سنة من حلال
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
6 - الترهيب من أخذ ما دفع من غير طيب نفس المعطي
1241 - عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن هذا المال خضرة حلوة فمن أعطيناه منها شيئا بطيب نفس منا وحسن طعمة منه من غير شره نفس بورك له فيه ومن أعطيناه منها شيئا بغير طيب نفس منا وحسن طعمة منه وشره نفس كان غير مبارك له فيه
رواه ابن حبان في صحيحه وروى أحمد والبزار منه الشطر الأخير بنحوه بإسناد حسن
الشره بشين معجمة محركا هو الحرص
1242 - وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته
رواه مسلم والنسائي والحاكم وقال صحيح على شرطهما
1243 - وفي رواية لمسلم قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس فمبارك له فيه ومن أعطيته عن مسألة وشره نفس كان كالذي يأكل ولا يشبع

لا تلحفوا أي لا تلحوا في المسألة
1244 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلحفوا في المسألة فإنه من يستخرج منا شيئا بها لم يبارك له فيه
رواه أبو يعلى ورواته محتج بهم في الصحيح
1245 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل يأتيني فيسألني فأعطيه فينطلق وما يحمل في حضنه إلا النار
رواه ابن حبان في صحيحه
1246 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم ذهبا إذ أتاه رجل فقال يا رسول الله أعطني فأعطاه ثم قال زدني فزاده ثلاث مرات ثم ولى مدبرا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتيني الرجل فيسألني فأعطيه ثم يسألني فأعطيه ثلاث مرات ثم ولى مدبرا وقد جعل في ثوبه نارا إذا انقلب إلى أهله
رواه ابن حبان في صحيحه
1247 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دخل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله رأيت فلانا يشكر يذكر أنك أعطيته دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكن فلانا قد أعطيته ما بين العشرة إلى المائة فما شكره وما يقوله إن أحدكم ليخرج من عندي بحاجته متأبطها وما هي إلا النار
قال قلت يا رسول الله لم تعطهم قال يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه أحمد وأبو يعلى من حديث أبي سعيد وتقدم
متأبطها أي جاعلها تحت إبطه
ترغيب من جاءه شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس في قبوله سيما إن كان محتاجا والنهي عن رده وإن كان غنيا عنه
1248 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو إليه أفقر مني
قال فقال خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله وإن شئت تصدق به وما لا فلا تتبعه

نفسك
قال سالم بن عبد الله فلاجل ذلك كان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه
رواه البخاري ومسلم والنسائي
1249 - وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعطاء فرده عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم لم رددته فقال يا رسول الله أليس أخبرتنا أن خيرا لاحدنا أن لا يأخذ من أحد شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما ذلك عن المسألة فأما ما كان عن غير مسألة فإنما هو رزق يرزقكه الله فقال عمر رضي الله عنه أما والذي نفسي بيده لا أسأل أحدا شيئا ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذته
رواه مالك هكذا مرسلا
رواه البيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه
قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول فذكر بنحوه
1250 - وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن عبد الله بن عامر بعث إلى عائشة رضي الله عنهما بنفقة وكسوة فقالت للرسول أي بني لا أقبل من أحد شيئا فلما خرج الرسول قالت ردوه علي فردوه قالت إني ذكرت شيئا قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عائشة من أعطاك عطاء من غير مسألة فاقبليه فإنما هو رزق عرضه الله إليك
رواه أحمد والبيهقي ورواة أحمد ثقات لكن قد قال الترمذي قال محمد يعني البخاري لا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إلا قوله حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه و سلم وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
قال المملي رضي الله عنه قد روي عن أبي هريرة وأما عائشة فقال أبو حاتم المطلب لم يدرك عائشة وقال أبو زرعة ثقة أرجو أن يكون سمع من عائشة فإن كان المطلب سمع من عائشة فالإسناد متصل وإلا فالرسول إليها لم يسم والله أعلم
1251 - وعن واصل بن الحطاب رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قد قلت لي إن خيرا لك أن لا تسأل أحدا من الناس شيئا
قال إنما ذاك أن تسأل
وما آتاك الله من غير

مسألة فإنما هو رزق رزقكه الله
رواه الطبراني وأبو يعلى بإسناد لا بأس به
1252 - وعن خالد بن علي الجهني رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بلغه عن أخيه معروف من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله عز و جل إليه
رواه أحمد بإسناد صحيح وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
1253 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من آتاه الله شيئا من هذا المال من غير أن يسأله فليقبله فإنما هو رزق ساقه الله إليه
ورواته محتج بهم في الصحيح
1254 - وعن عابد بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من عرض له من هذا الرزق شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس فليتوسع به في رزقه فإن كان غنيا فليوجهه إلى من هو أحوج إليه منه
رواه أحمد والطبراني والبيهقي وإسناد أحمد جيد قوي
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله سألت أبي ما الاستشراف قال تقول في نفسك سيبعث إلي فلان سيصلني فلان
1255 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا
رواه الطبراني في الكبير
1256 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ما الذي يعطي بسعة بأعظم أجرا من الذي يقبل إذا كان محتاجا
رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في الضعفاء
ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنة وترهيب المسؤول بوجه الله أن يمنع
1257 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه كلام

هجرا بضم الهاء وسكون الجيم أي ما لم يسأل أمرا قبيحا لا يليق
ويحتمل أنه أراد ما لم يسأل سؤالا قبيحا بكلام قبيح
1258 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
1259 - وروي عن أبي عبيدة مولى رفاعة عن رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله
رواه الطبراني
1260 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطي
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والنسائي وابن حبان في صحيحه في آخر حديث يأتي في الجهاد إن شاء الله تعالى
1261 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بشر البرية قالوا بلى يا رسول الله قال الذي يسأل بالله ولا يعطي
رواه أحمد
1262 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أحدثكم عن الخضر قالوا بلى يا رسول الله
قال بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال تصدق علي بارك الله فيك فقال الخضر آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شيء أعطيكه فقال المسكين أسألك بوجه الله لما تصدقت علي فإني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك فقال الخضر آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني فقال المسكين وهل يستقيم هذا قال نعم أقول لقد سألتني بأمر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني ,
قال فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء فقال إنما اشتريت

التماس خير عندي فأوصني بعمل
قال أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف قال ليس يشق علي
قال قم فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة
قال أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه
قال ثم عرض للرجل سفر فقال إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي ومالي خلافة حسنة
قال وأوصني بعمل
قال إني أكره أن أشق عليك قال ليس يشق علي
قال فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك
قال فمر الرجل لسفره قال فرجع الرجل وقد شيد بناءه قال أسألك بوجه الله ما سببك وما أمرك قال سألتني بوجه الله ووجه الله أوقعني في هذه العبودية فقال الخضر سأخبرك من أنا أنا الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة جلدة ولا لحم له يتقعقع فقال الرجل آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم
قال لا بأس أحسنت وأتقنت فقال الرجل بأبي أنت وأمي يا نبي الله احكم في أهلي بما شئت أو اختر فأخلي سبيلك
قال أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي فخلى سبيله فقال الخضر الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني منها
رواه الطبراني في الكبير وغير الطبراني وحسن بعض مشايخنا إسناده وفيه بعد والله أعلم

الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقل ومن تصدق بما لا يجب
1263 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل
رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه
1264 - وفي رواية لابن خزيمة إن العبد إذا تصدق من طيب تقبلها الله منه وأخذها بيمينه فرباها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله وإن الرجل ليتصدق باللقمة فتربو في يد الله أو قال في كف الله حتى تكون مثل الجبل فتصدقوا
1265 - وفي رواية صحيحة للترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لاحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات التوبة 401 ويمحق الله الربا ويربي الصدقات البقرة 672
ورواه مالك بنحو رواية الترمذي هذه عن سعيد بن يسار مرسلا لم يذكر أبا هريرة
1266 - وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله ليربي لاحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل أحد
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له

الفلو بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو هو المهر أول ما يولد
والفصيل ولد الناقة إلى أن يفصل عن أمه
1267 - وروي عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله عز و جل حتى تكون مثل أحد
رواه الطبراني في الكبير
1268 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل ليدخل باللقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة رب البيت الآمر به والزوجة تصلحه والخادم الذي يناول المسكين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله الذي لم ينس خدمنا
رواه الحاكم والطبراني في الأوسط واللفظ له في حديث يأتي بتمامه إن شاء الله
القبضة بفتح القاف وضمها وإسكان الباء وبالصاد المهملة هو ما يتناوله الآخذ برؤوس أنامله الثلاث
1269 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز و جل
رواه مسلم والترمذي ورواه مالك مرسلا
1270 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه قال ما نقصت صدقة من مال وما مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ولا فتح عبد باب مسألة له عنها غنى إلا فتح الله له باب فقر
رواه الطبراني
1271 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا
رواه ابن ماجه في حديث تقدم في الجمعة
1272 - وروي عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما بقي

منها قالت ما بقي منها إلا كتفها
قال بقي كلها غير كتفها
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعناه أنهم تصدقوا بها إلا كتفها
1273 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس
رواه مسلم
1274 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه
قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر
رواه البخاري والنسائي
1275 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بينا رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم سألتني عن اسمي
قال سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثه وأرد ثلثه
رواه مسلم
الحديقة البستان إذا كان عليه حائط
الحرة بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء الأرض التي بها حجارة سود
والشرجة بفتح الشين المعجمة وإسكان الراء بعدها جيم وتاء تأنيث مسيل الماء إلى الأرض السهلة
والمسحاة بالسين والحاء المهملتين هي المجرفة من الحديد
1276 - وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما منكم

من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة
وفي رواية من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل
رواه البخاري ومسلم
1277 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة
رواه أحمد بإسناد صحيح
1278 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان
رواه أحمد بإسناد حسن
1279 - وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على أعواد المنبر يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان
رواه أبو يعلى والبزار وقد روي هذا الحديث عن أنس وأبي هريرة وأبي أمامة والنعمان بن بشير وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم
1280 - وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكعب بن عجرة يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار يا كعب بن عجرة الناس غاديان فبائع نفسه فموثق رقبته ومبتاع نفسه في عتق رقبته
رواه أبو يعلى بإسناد صحيح
1281 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت النار أولى به
يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها وغاد فموثقها
يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا
رواه ابن حبان في صحيحه

وعن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فذكر الحديث إلى أن قال فيه ثم قال يعني النبي صلى الله عليه و سلم ألا أدلك على أبواب الخير
قلت بلى يا رسول الله
قال الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ويأتي بتمامه في الصمت وهو عند ابن حبان من حديث جابر في حديث يأتي في كتاب القضاء إن شاء الله تعالى
1283 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصدقة لتطفىء غضب الرب وتدفع ميتة السوء
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن غريب وروى ابن المبارك في كتاب البر شطره الأخير ولفظه إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين بابا من ميتة السوء
يدرأ بالدال المهملة أي يدفع وزنه ومعناه
1284 - وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه
قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
1285 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما

فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها
قال أبو هريرة فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بأصبعيه هكذا في جيبه يوسعها ولا تتوسع
رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه مثل المنفق المتصدق والبخيل كمثل رجلين عليهما جبتان أو جنتان من حديد من لدن ثديهما إلى تراقيهما فإذا أراد المنفق أن ينفق اتسعت عليه الدرع أو مرت حتى تجن بنانه وتعفو أثره فإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت ولزمت كل حلقة موضعها حتى أخذت بترقوته أو برقبته
يقول أبو هريرة رضي الله عنه أشهد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوسعها ولا تتسع
الجنة بضم الجيم وتشديد النون كل ما وقى الإنسان ويضاف إلى ما يكون منه
التراقي جمع ترقوة بفتح التاء وضمها لحن وهو العظم الذي يكون بين ثغرة نحر الإنسان وعاتقه
وقلصت بفتح القاف واللام أي انجمعت وتشمرت وهو ضد استرخت وانبسطت
والجيب هو الخرق الذي يخرج الإنسان منه رأسه في الثوب ونحوه
1286 - وعن مالك رحمه الله أنه بلغه عن عائشة رضي الله عنها أن مسكينا سألها وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف فقالت لمولاة لها أعطيها إياه فقالت ليس لك ما تفطرين عليه فقالت أعطيها إياه
قالت ففعلت فلما أمسينا أهدى لها أهل بيت أو إنسان ما كان يهدي لها شاة وكفنها فدعتها عائشة فقالت كلي من هذا خير من قرصك
1287 - قال مالك وبلغني أن مسكينا استطعم عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وبين

يديها عنب فقالت لإنسان خذ حبة فأعطه إياها فجعل ينظر إليها ويعجب فقالت عائشة رضي الله عنها أتعجب كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة ذكره في الموطأ هكذا بلاغا بغير سند
قوله وكفنها أي ما يسترها من طعام وغيره
1288 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على سارق لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية
قال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني
قال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله
رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي وقالا فيه فأتي فقيل له أما صدقتك فقد تقبلت ثم ذكر الحديث
1289 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس
قال يزيد فكان أبو الخير مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو بكعكة أو بصلة
رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
1290 - وفي رواية لابن خزيمة أيضا عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن أبي عبد الله اليزني أنه كان أول أهل مصر يروح إلى المسجد وما رأيته داخلا المسجد قط إلا وفي كمه صدقة إما فلوس وإما خبز وإما قمح
قال حتى ربما رأيت البصل يحمله قال فأقول يا أبا الخير إن هذا ينتن ثيابك قال فيقول يا ابن أبي حبيب أما إني لم أجد في البيت شيئا أتصدق به غيره إنه حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ظل المؤمن يوم القيامة صدقته
1291 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حر

القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته
رواه الطبراني في الكبير والبيهقي وفيه ابن لهيعة
1292 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه عز و جل أنه يقول يا ابن آدم أفرغ من كنزك عندي ولا حرق ولا غرق ولا سرق أوفيكه أحوج ما تكون إليه
رواه الطبراني والبيهقي وقال هذا مرسل وقد روينا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إن الله إذا استودع شيئا حفظه
1293 - وروي عن ميمونة بنت سعد أنها قالت يا رسول الله أفتنا عن الصدقة فقال إنها حجاب من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله عز و جل
رواه الطبراني
1294 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانا
رواه أحمد والبزار والطبراني وابن خزيمة في صحيحه وتردد في سماع الأعمش من بريدة والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرطهما ورواه البيهقي أيضا عن أبي ذر موقوفا عليه قال ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحيا سبعين شيطانا كلهم ينهى عنها
1295 - وعن أنس رضي الله عنه قال كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب
قال أنس فلما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون آل عمران 29
قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله
قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي مختصرا

بيرحاء بكسر الباء وفتحها ممدودا اسم لحديقة نخل كانت لأبي طلحة رضي الله عنه وقال بعض مشايخنا صوابه بيرحى بفتح الباء الموحدة والراء مقصورا وإنما صحفه الناس
وقوله رابح روي بالباء الموحدة وبالياء المثناة تحت
1296 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما تقول في الصلاة قال تمام العمل
قلت يا رسول الله تركت أفضل عمل في نفسي أو خيره قال ما هو قلت الصوم
قال خير وليس هناك
قلت يا رسول الله وأي الصدقة وذكر كلمة
قلت فإن لم أقدر قال بفضل طعامك
قلت فإن لم أفعل قال بشق تمرة
قلت فإن لم أفعل قال بكلمة طيبة
قلت فإن لم أفعل قال دع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك
قلت فإن لم أفعل قال تريد أن لا تدع فيك من الخير شيئا
رواه البزار واللفظ له وابن حبان في صحيحه أطول منه بنحوه والحاكم ويأتي لفظه إن شاء الله
1297 - وروى البيهقي ولفظه في إحدى رواياته قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم ماذا ينجي العبد من النار قال الإيمان بالله
قلت يا نبي الله مع الإيمان عمل قال أن ترضخ مما خولك الله وترضخ مما رزقك الله
قلت يا نبي الله فإن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ قال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
قلت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر قال فليعن الأخرق
قلت يا رسول الله أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع قال فليعن مظلوما
قلت يا نبي الله أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما قال ما تريد أن تترك لصاحبك من خير ليمسك أذاه عن الناس
قلت يا رسول الله أرأيت إن فعل هذا يدخله الجنة قال ما من عبد مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة
1298 - وروي عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصدقة تسد سبعين بابا من السوء
رواه الطبراني في الكبير
1299 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة
رواه البيهقي مرفوعا وموقوفا على أنس ولعله أشبه

وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تصدقوا فإن الصدقة فكاككم من النار
رواه البيهقي من طريق الحارث بن عمير عن حميد عنه
1301 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها
رواه الطبراني وذكره رزين في جامعه وليس في شيء من الأصول
1302 - وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكر الحديث إلى أن قال فيه وآمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه
الحديث رواه الترمذي وصححه وابن خزيمة واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وتقدم بتمامه في الالتفات في الصلاة
1303 - وعن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم والبر زيادة في العمر والصدقة تطفىء الخطيئة وتقي ميتة السوء
رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم وروى أبو داود بعضه
1304 - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله بها الكبر والفخر
رواه الطبراني من طريق كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده عمرو بن عوف وقد حسنها الترمذي وصححها ابن خزيمة لغير هذا المتن
1305 - وعن عمر رضي الله عنه قال ذكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة أنا أفضلكم
رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
1306 - وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وبيده عصا وقد علق رجل قنو حشف فجعل يطعن في ذلك القنو فقال لو شاء رب هذه الصدقة تصدق

بأطيب من هذا إن رب هذه الصدقة يأكل حشفا يوم القيامة
رواه النسائي واللفظ له وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما في حديث
1307 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم كلهم من رواية دراج عن ابن حجيرة عنه
1308 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الصدقة ما أبقت غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول تقول امرأتك أنفق علي أو طلقني
ويقول مملوكك أنفق علي أو بعني ويقول ولدك إلى من تكلنا رواه ابن خزيمة في صحيحه ولعل قوله تقول امرأتك إلى آخره من كلام أبي هريرة مدرج
1309 - وعنه رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ بمن تعول
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
1310 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبق درهم مائة ألف درهم فقال رجل وكيف ذاك يا رسول الله قال رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به
رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
قوله من عرضه بضم العين المهملة وبالضاد المعجمة أي من جانبه
1311 - وعن أم بجيد رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد له شيئا أعطيه إياه فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لم تجدي إلا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده
رواه الترمذي وابن خزيمة

وزاد في رواية لا تردي سائلك ولو بظلف محرق
وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
الظلف بكسر الظاء المعجمة للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس
1312 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعة ستين عاما فأمطرت الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا فنزل ومعه رغيف أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية فرجحت الزنية بحسناته ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البيهقي عن ابن مسعود موقوفا عليه ولفظه إن راهبا عبد الله في صومعته ستين سنة فجاءت امرأة فنزلت إلى جنبه فنزل إليها فواقعها ست ليال ثم سقط في يده فهرب فأتى مسجدا فأوى فيه ثلاثا لا يطعم شيئا فأتي برغيف فكسره فأعطى رجلا عن يمينه نصفه وأعطى آخر عن يساره نصفه فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه فوضعت الستون في كفة ووضعت الستة في كفة فرجحت يعني الستة ثم وضع الرغيف فرجح يعني رجح الرغيف الستة
1313 - وعن المغيرة بن عبد الله الجعفي قال جلسنا إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يقال له خصفة بن خصفة فجعل ينظر إلى رجل سمين فقلت له ما تنظر إليه فقال ذكرت حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول هل تدرون ما الشديد قلنا الرجل يصرع الرجل
قال إن الشديد كل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب تدرون ما الرقوب قلنا الرجل الذي لا يولد له
قال إن الرقوب الرجل الذي له الولد لم يقدم منهم شيئا ثم قال تدرون ما الصعلوك قال قلنا الرجل الذي لا مال له قال إن الصعلوك كل الصعلوك الذي له المال لم يقدم منه شيئا
رواه البيهقي وينظر سنده
قال الحافظ ويأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الملبس باب في الصدقة على الفقير بما يلبسه

الترغيب في صدقة السر
1314 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله عز و جل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة هكذا ورويناه أيضا ومالك والترمذي عن أبي هريرة أو أبي سعيد على الشك
1315 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما خلق الله الأرض جعلت تميد وتكفأ فأرساها بالجبال فاستقرت فعجبت الملائكة من شدة الجبال فقالت يا ربنا هل خلقت خلقا أشد من الجبال قال نعم الحديد قالوا فهل خلقت خلقا أشد من الحديد قال النار
قالوا فهل خلقت خلقا أشد من النار قال الماء
قالوا فهل خلقت خلقا أشد من الماء قال الريح قالوا فهل خلقت خلقا أشد من الريح قال ابن آدم إذا تصدق بصدقة بيمينه فأخفاها من شماله رواه الترمذي واللفظ له والبيهقي وغيرهما وقال الترمذي حديث غريب
1316 - وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى
رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبد الله السمين ولا بأس به في الشواهد
1317 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

وروي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفيا تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف
رواه الطبراني في الأوسط
1319 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن أبا ذر قال يا رسول الله ما الصدقة قال أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد ثم قرأ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة البقرة 542 قيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال سر إلى فقير أو جهد من مقل ثم قرأ إن تبدوا الصدقات فنعما هي البقرة 172 الآية
رواه أحمد مطولا والطبراني واللفظ له وفي إسنادهما علي بن يزيد
1320 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فأما الذين يحبهم فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم وبينه فمنعوه فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رؤوسهم فقام يتملقني ويتلو آياتي ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له
والثلاثة الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه واللفظ لهما إلا أن ابن خزيمة لم يقل فمنعوه
والنسائي والترمذي ذكره في باب كلام الحور العين وصححه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال في آخره ويبغض الشيخ الزاني والبخيل والمتكبر
والحاكم وقال صحيح الإسناد
3 - الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم
1321 - عن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالت قال رسول

الله صلى الله عليه و سلم تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت فرجعت إلى عبد الله بن مسعود فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمرنا بالصدقة فائته فاسأله فإن كان ذلك يجزىء عني وإلا صرفتها إلى غيركم فقال عبد الله بل ائته أنت فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل حاجتها حاجتي وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ألقيت عليه المهابة فخرج علينا بلال رضي الله عنه فقلنا له ائت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره أن امرأتين بالباب يسألانك أتجزىء الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ولا تخبره من نحن
قالت فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم من هما فقال امرأة من الأنصار وزينب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الزيانب قال امرأة عبد الله بن مسعود فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
1322 - وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذوي الرحم ثنتان صدقة وصلة
رواه النسائي والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظ ابن خزيمة قال الصدقة على المسكين صدقة وعلى القريب صدقتان صدقة وصلة
1323 - وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصدقات أيها أفضل قال على ذي الرحم الكاشح
رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن
الكاشح بالشين المعجمة هو الذي يضمر عداوته في كشحه وهو خصره يعني أن أفضل الصدقة

على ذي الرحم القاطع المضمر العداوة في باطنه
1324 - وعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
1325 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الصدقة على ذي قرابة يضعف أجرها مرتين
رواه الطبراني في الكبير من طريق عبد الله بن زحر
الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل ماله فيبخل عليه أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون
1326 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله
وقال يا أمة محمد والذي بعثني بالحق لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلته
ويصرفها إلى غيرهم والذي نفسي بيده لا ينظر الله إليه يوم القيامة
رواه الطبراني ورواته ثقات وعبد الله بن عامر الأسلمي قال أبو حاتم ليس بالمتروك
1327 - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله من أبر قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يسأل رجل مولاه من فضل هو عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة فضله الذي منعه شجاعا أقرع
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والترمذي وقال حديث حسن
قال أبو داود الأقرع الذي ذهب شعر رأسه من السم
1328 - وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له من جهنم حية يقال لها شجاع يتلمظ فيطوق به
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد
التلمظ تطعم ما يبقى في الفم من آثار الطعام
1329 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما رجل أتاه

ابن عمه يسأله من فضله فمنعه منعه الله فضله يوم القيامة
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وهو غريب
الترغيب في القرض وما جاء في فضله
1330 - عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من منح منيحة لبن أو ورق أو هدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة
رواه أحمد والترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح ومعنى قوله منح منيحة ورق
إنما يعني به قرض الدرهم وقوله أو هدى زقاقا إنما يعني به هداية الطريق وهو إرشاد السبيل انتهى
1331 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال كل قرض صدقة
رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي
1332 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال دخل رجل الجنة فرأى مكتوبا على بابها الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر
رواه الطبراني والبيهقي كلاهما من رواية عتبة بن حميد
ورواه ابن ماجه والبيهقي أيضا كلاهما عن خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر
الحديث وعتبة بن حميد عندي أصلح حالا من خالد
1333 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرة إلا كان كصدقتها مرتين
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا وموقوفا
1334 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يسر على معسر

يسر الله عليه في الدنيا والآخرة
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه في حديث يأتي إن شاء الله تعالى
1 - الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه
1335 - عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسر قال آلله قال آلله
قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه
رواه مسلم وغيره ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد صحيح وقال فيه من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة وأن يظله تحت عرشه فلينظر معسرا
1336 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا عملت من الخير شيئا قال لا
قالوا تذكر
قال كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر قال قال الله تجاوزوا عنه
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
1337 - وفي رواية لمسلم وابن ماجه عن حذيفة أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم أن رجلا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل قال فإما ذكر وإما ذكر فقال كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد فغفر له
1338 - وفي رواية للبخاري ومسلم عنه أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن رجلا ممن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقال هل عملت من خير قال ما أعلم
قيل له انظر قال ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا فأنظر الموسر

وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة فقال أبو مسعود وأنا سمعته يقول ذلك
1339 - وعنه رضي الله عنه قال أتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا قال ولا يكتمون الله حديثا النساء 24 قال يا رب آتيتني مالا فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر فقال الله تعالى أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي
فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاري هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه مسلم هكذا موقوفا على حذيفة ومرفوعا عن عقبة وأبي مسعود
1340 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كان رجل يداين الناس وكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله عز و جل يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه
رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا فلما هلك
قال الله له هل عملت خيرا قط قال لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس فإذا بعثته يتقاضى
قلت له خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا
قال الله تعالى قد تجاوزت عنك
1341 - وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر
قال الله تعالى نحن أحق بذلك تجاوزوا عنه
رواه مسلم والترمذي
1342 - وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنظر معسرا

فله كل يوم مثله صدقة
ثم سمعته يقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة فقلت يا رسول الله سمعتك تقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثله صدقة ثم سمعتك تقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة قال له كل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة
رواه الحاكم ورواته محتج بهم في الصحيح
ورواه أحمد أيضا وابن ماجه والحاكم مختصرا من أنظر معسرا فله كل يوم صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره بعد ذلك فله كل يوم مثليه صدقة
وقال الحاكم صحيح على شرطهما
1343 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه مختصرا والحاكم وقال صحيح على شرطهما
1344 - وروي عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فرج عن مسلم كربة جعل الله تعالى له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بضوءيهما عالم لا يحصيهم إلا رب العزة
رواه الطبراني في الأوسط وهو غريب
1345 - وعنه رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعنى وضع له أي ترك له شيئا مما له عليه

وعن أبي اليسر رضي الله عنه قال أبصرت عيناي هاتان ووضع أصبعيه على عينيه وسمعت أذناي هاتان ووضع أصبعيه في أذنيه ووعاه قلبي هذا وأشار إلى نياط قلبه رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظله
رواه ابن ماجه والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم ورواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن ولفظه قال أشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم لسمعته يقول إن أول الناس يستظل في ظل الله يوم القيامة لرجل أنظر معسرا حتى يجد شيئا أو تصدق عليه بما يطلبه يقول مالي عليك صدقة ابتغاء وجه الله ويخرق صحيفته
قوله ويخرق صحيفته أي يقطع العهدة التي عليه
1347 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف
1348 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أنظر معسرا إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط
1349 - وعنه رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المسجد وهو يقول هكذا وأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم
رواه أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا في اصطناع المعروف ولفظه قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد وهو يقول أيكم يسره أن يقيه الله عز و جل من فيح جهنم قلنا يا رسول الله كلنا يسره
قال من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله عز و جل من فيح جهنم
1350 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من نفس عن

غريمه أو محى عنه كان في ظل العرش يوم القيامة
رواه البغوي في شرح السنة وقال هذا حديث حسن وتقدم في أول الباب بنحوه
1351 - وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أظل الله عبدا في ظله يوم لا ظل إلا ظله أنظر معسرا أو ترك لغارم
رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند
1352 - وروي عن أسعد بن زرارة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه
رواه الطبراني في الكبير وله شواهد
1353 - وروي عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنظر معسرا أو تصدق عليه أظله الله في ظله يوم القيامة
رواه الطبراني في الأوسط
الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما والترهيب من الإمساك والادخار شحا
1354 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا
رواه البخاري ومسلم وابن حبان في صحيحه ولفظه إن ملكا بباب من أبواب الجنة يقول من يقرض اليوم يجز غدا وملك بباب آخر يقول اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا
ورواه الطبراني مثل ابن حبان إلا أنه قال بباب من أبواب السماء
1355 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله تعالى يا عبدي أنفق أنفق عليك
وقال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما بيده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع
رواه البخاري ومسلم

لا يغيضها بفتح أوله أي لا ينقصها
1356 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى
رواه مسلم والترمذي
الكفاف بفتح الكاف ما كف عن الحاجة إلى الناس مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة
والفضل ما زاد على قدر الحاجة
1357 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما طلعت شمس قط إلا وبجنبيها ملكان يناديان اللهم من أنفق فأعقبه خلفا ومن أمسك فأعقبه تلفا
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم بنحوه وقال صحيح الإسناد والبيهقي من طريق الحاكم ولفظه في إحدى رواياته قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من يوم طلعت شمسه إلا وبجنبيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا آبت الشمس إلا وكان بجنبيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا وأنزل الله في ذلك قرآنا في قول الملكين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم في سورة يونس والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم يونس 52 وأنزل في قولهما اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إلى قوله للعسرى الليل 1 01
1358 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزمت كل حلقة مكانها فهو يوسعها فلا تتسع
رواه البخاري ومسلم

الجنة بضم الجيم ما أجن المرء وستره والمراد به ههنا الدرع ومعنى الحديث أن المنفق كلما أنفق طالت عليه وسبغت حتى تستر بنان رجليه ويديه والبخيل كلما أراد أن ينفق لزمت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع شبه صلى الله عليه و سلم نعم الله تعالى ورزقه بالجنة وفي رواية بالجبة فالمنفق كلما أنفق اتسعت عليه النعم وسبغت ووفرت حتى تستره سترا كاملا شاملا
والبخيل كلما أراد أن ينفق منعه الشح والحرص وخوف النقص فهو بمنعه يطلب أن يزيد ما عنده وأن تتسع عليه النعم فلا تتسع ولا تستر منه ما يروم ستره والله سبحانه أعلم
1359 - وعن قيس بن سلع الأنصاري رضي الله عنه أن إخوته شكوه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا إنه يبذر ماله وينبسط فيه
قلت يا رسول الله آخذ نصيبي من التمرة فأنفقه في سبيل الله وعلى من صحبني فضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم صدره وقال أنفق ينفق الله عليك ثلاث مرات فلما كان بعد ذلك خرجت في سبيل الله ومعي راحلة وأنا أكثر أهل بيتي اليوم وأيسره
رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به سعيد بن زياد أبو عاصم
1360 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأخلاء ثلاثة فأما خليل فيقول أنا معك حتى تأتي قبرك وأما خليل فيقول لك ما أعطيت وما أمسكت فليس لك فذلك مالك وأما خليل فيقول أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت فذلك عمله فيقول والله لقد كنت من أهون الثلاثة علي
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له
1361 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله
قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر
رواه البخاري والنسائي
1362 - وعنه رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه و سلم على بلال وعنده صبر من تمر فقال ما هذا يا بلال قال أعد ذلك لأضيافك
قال أما تخشى أن يكون لك دخان في نار

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9