كتاب : الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد

التحريم 6 تلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه و سلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فتى قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا فقال أوما سمعتم قوله تعالى ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد إبراهيم 41
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد كذا قال
5045 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية وقودها الناس والحجارة فقال أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهيبها قال وبين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل أسود فهتف بالبكاء فنزل عليه جبريل عليه السلام فقال من هذا الباكي بين يديك قال رجل من الحبشة وأثنى عليه معروفا قال فإن الله عز و جل يقول وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي لا تبكي عين عبد في الدنيا من مخافتي إلا أكثرت ضحكها في الجنة رواه البيهقي والأصبهاني
5046 - وروي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها
رواه أبو الشيخ ابن حبان في الثواب والبيهقي واللفظ له
5047 - وفي رواية له قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت شجرة فهاجت الريح فوقع ما كان فيها من ورق نخر وبقي ما كان من ورق أخضر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما مثل هذه الشجرة فقال القوم الله ورسوله أعلم فقال مثل المؤمن إذا اقشعر من خشية الله عز و جل وقعت عنه ذنوبه وبقيت له حسناته
8 - الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمل والمبادرة بالعمل وفضل طول العمر لمن حسن عمله والنهي عن تمني الموت
5048 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت
رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه وزاد

فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه
5049 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت فإنه ما كان في كثير إلا قلله ولا قليل إلا جزأه
رواه الطبراني بإسناد حسن
5050 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال أكثروا من ذكر هاذم اللذات أحسبه قال فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه ولا في سعة إلا ضيقه عليه
رواه البزار بإسناد حسن والبيهقي باختصار وتقدم في باب الترهيب من الظلم حديث أبي ذر وفيه قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح
عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب
عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها
وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل
رواه ابن حبان في صحيحه وغيره
5051 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مصلاه فرأى ناسا كأنهم يكتشرون فقال أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات أشغلكم عما أرى الموت فأكثروا ذكر هاذم اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا أما إن كنت أحب من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم فسترى صنيعي بك
قال فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر فقال له القبر لا مرحبا ولا أهلا أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذا وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال فيلتئم عليه حتى يلتقي عليه وتختلف أضلاعه قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصابعه فأدخل بعضها في جوف بعض قال ويقيض له سبعون تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فتنهشه وتخدشه حتى يفضى به إلى الحساب
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار

رواه الترمذي واللفظ له والبيهقي كلاهما من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو واه عن عطية وهو العوفي عن أبي سعيد وقال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
5052 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة فجلس إلى قبر منها فقال ما يأتي على هذا القبر يوم إلا وهو ينادي بصوت ذلق طلق يا ابن آدم نسيتني ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق إلا من وسعني الله عليه ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
رواه الطبراني في الأوسط
5053 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم عاشر عشرة فقام رجل من الأنصار فقال يا نبي الله من أكيس الناس وأحزم الناس قال أكثرهم ذكرا للموت وأكثرهم استعدادا للموت أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت والطبراني في الصغير بإسناد حسن ورواه ابن ماجه مختصرا بإسناد جيد والبيهقي في الزهد ولفظه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا
قال فأي المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم لما بعده استعدادا أولئك الأكياس
وذكره رزين في كتابه بلفظ البيهقي من حديث أنس ولم أره
5054 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال مات رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يثنون عليه ويذكرون من عبادته ورسول الله صلى الله عليه و سلم ساكت فلما سكتوا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل كان يكثر ذكر الموت قالوا لا
قال فهل كان يدع كثيرا مما يشتهي قالوا لا
قال ما بلغ صاحبكم كثيرا مما تذهبون إليه
رواه الطبراني بإسناد حسن ورواه البزار من حديث أنس قال ذكر عند النبي صلى الله عليه و سلم رجل بعبادة واجتهاد فقال كيف ذكر صاحبكم للموت قالوا ما نسمعه يذكره
قال ليس صاحبكم هناك
5055 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر والناس

حوله أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء فقال رجل يا رسول الله إنا لنستحيي من الله تعالى فقال من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه وليحفظ البطن وما وعى والرأس وما حوى وليذكر الموت والبلى وليترك زينة الدنيا
رواه الطبراني في الأوسط
5056 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استحيوا من الله حق الحياء قال قلنا يا نبي الله إنا لنستحيي والحمد لله قال ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء
رواه الترمذي وقال حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد
قال الحافظ أبان والصباح مختلف فيهما وقد قيل إن الصباح إنما رفع هذا الحديث وهما منه وضعف برفعه وصوابه موقوف والله أعلم
5057 - وعن الضحاك رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله من أزهد الناس فقال من لم ينس القبر والبلى وترك فضل زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى ولم يعد غدا من أيامه وعد نفسه من الموتى
رواه ابن أبي الدنيا وهو مرسل
5058 - وروي عن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال كفى بالموت واعظا وكفى باليقين غنى
رواه الطبراني
5059 - وعن البراء رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال يا إخواني لمثل هذا فأعدوا
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
5060 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعة من الشقاء جمود العين وقسوة القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا
رواه البزار

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لا أعلمه إلا رفعه قال صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين وهلاك آخرها بالبخل والأمل
رواه الطبراني وفي إسناده احتمال للتحسين
ورواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني كلاهما من طريق ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نجا أول هذه الأمة باليقين والزهد ويهلك آخر هذه الأمة بالبخل والأمل
5062 - وروي عن أم الوليد بنت عمر قالت اطلع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات عشية فقال يا أيها الناس ألا تستحيون قالوا مم ذاك يا رسول الله قال تجمعون ما لا تأكلون وتبنون ما لا تعمرون وتأملون ما لا تدركون ألا تستحيون من ذلك رواه الطبراني
5063 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال اشترى أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ألا تعجبون من أسامة المشتري إلى شهر إن أسامة لطويل الأمل والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفري لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي ولا رفعت قدحا إلى في فظننت أني واضعه حتى أقبض ولا لقمت لقمة إلا ظننت أني لا أسيغها حتى أغص بها من الموت والذي نفسي بيده إنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب قصر الأمل وأبو نعيم في الحلية والبيهقي والأصبهاني
5064 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك
رواه البخاري والترمذي ولفظه قال أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ببعض جسدي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك في أصحاب القبور وقال لي يا ابن عمر إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وخذ من صحتك قبل سقمك

ومن حياتك قبل موتك فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غدا
ورواه البيهقي وغيره نحو الترمذي
5065 - وعن معاذ رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أوصني قال اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية
رواه الطبراني بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا بين أبي سلمة ومعاذ
5066 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال مر بي النبي صلى الله عليه و سلم وأنا أطين حائطا لي أنا وأمي فقال ما هذا يا عبد الله فقلت يا رسول الله وهى فنحن نصلحه فقال الأمر أسرع من ذلك
5067 - وفي رواية قال مر علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نعالج خصا لنا وهى فقال ما هذا فقلنا خص لنا وهى فنحن نصلحه فقال ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
5068 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال خط النبي صلى الله عليه و سلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خطوطا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال هذا الإنسان وهذا أجله محيط به أو قد أحاط به وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا
رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه
وهذه صورة ما خط صلى الله عليه و سلم ص 122 في الكتاب
يوجد رسم

وعن أنس رضي الله عنه قال خط رسول الله صلى الله عليه و سلم خطا وقال هذا الإنسان وخط إلى جنبه خطا وقال هذا أجله وخط آخر بعيدا منه فقال هذا الأمل فبينما هو كذلك إذ جاءه الأقرب
رواه البخاري واللفظ له والنسائي بنحوه
5070 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا ابن آدم وهذا أجله ووضع يده عند قفاه ثم بسطها وقال وثم أمله وثم أمله
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه ورواه النسائي أيضا وابن ماجه بنحوه
5071 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تدرون ما مثل هذه وهذه ورمى بحصاتين قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا الأمل وذاك الأجل
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
5072 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقتربت الساعة ولا نزداد منهم إلا بعدا
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا تزدادون من الله إلا بعدا
5073 - وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك
رواه البخاري وغيره
5074 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أوصني
قال عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه
رواه الحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد

ورواه الطبراني من حديث ابن عمر قال أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله حدثني بحديث واجعله موجزا فقال النبي صلى الله عليه و سلم صل صلاة مودع فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك وايأس مما في أيدي الناس تكن غنيا وإياك وما يعتذر منه
5076 - وروى الطبراني عن رجل من بني النخع قال سمعت أبا الدرداء حين حضرته الوفاة قال أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك واعدد نفسك في الموتى وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب
الحديث
5077 - وعن عبد الرحمن السلمي قال نزلنا من المدائن على فرسخ فلما جاءت الجمعة حضرنا فخطبنا حذيفة فقال إن الله عز و جل يقول اقتربت الساعة وانشق القمر القمر 1 ألا وإن الساعة قد اقتربت إلا وإن القمر قد انشق ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق فقلت لأبي أيستبق الناس غدا قال يا بني إنك لجاهل إنما يعني العمل اليوم والجزاء غدا فلما جاءت الجمعة الأخرى حضرنا فخطبنا حذيفة فقال إن الله يقول اقتربت الساعة وانشق القمر ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ألا وإن الغاية النار والسابق من سبق إلى الجنة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
5078 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا
رواه مسلم
5079 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بادروا بالاعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة
رواه مسلم
5080 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بادروا بالأعمال سبعا هل تنظرون

إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر
رواه الترمذي من رواية محرر ويقال محرز بالزاي وهو واه عن الأعرج عنه وقال حديث حسن
5081 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5082 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا
رواه ابن ماجه
5083 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن
5084 - وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال الأعمش ولا أعلمه إلا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة
رواه أبو داود والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرطهما
قال الحافظ لم يذكر الأعمش فيه من حدثه ولم يجزم برفعه
التؤدة بفتح المثناة فوق وبعدها همزة مضمومة ثم دال مهملة مفتوحة وتاء تأنيث هي التأني والتثبت وعدم العجلة
5085 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أحد

يموت إلا ندم
قالوا وما ندامته يا رسول الله قال إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع
رواه الترمذي والبيهقي في الزهد
5086 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله
قيل كيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5087 - وعن عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أحب الله عبدا عسله
قالوا ما عسله يا رسول الله قال يوفق له عملا صالحا بين يدي رحلته حتى يرضى عنه جيرانه أو قال من حوله
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي من طريقه وغيرهما
عسله بفتح العين والسين المهملتين من العسل وهو طيب الثناء وقال بعضهم هذا مثل أي وفقه الله لعمل صالح يتحفه به كما يتحف الرجل أخاه إذا أطعمه العسل
5088 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعذر الله إلى امرىء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة
رواه البخاري
5089 - وعن سهل مرفوعا من عمر من أمتي سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5090 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بخيركم قالوا نعم
قال خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح وابن حبان في صحيحه والبيهقي ورواه الحاكم من حديث جابر وقال صحيح على شرطهما
5091 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أي الناس خير قال من طال عمره وحسن عمله
قال فأي الناس شر قال من طال عمره وساء عمله

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والطبراني بإسناد صحيح والحاكم والبيهقي في الزهد وغيره
5092 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير الناس من طال عمره وحسن عمله
رواه الترمذي وقال حديث حسن
5093 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال خياركم أطولكم أعمارا إذا سددوا
رواه أبو يعلى بإسناد حسن
5094 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله عبادا يضن بهم عن القتل ويطيل أعمارهم في حسن العمل ويحسن أرزاقهم ويحييهم في عافية ويقبض أرواحهم في عافية على الفرش ويعطيهم منازل الشهداء
رواه الطبراني ولا يحضرني الآن إسناده
5095 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رجلان من بلي حي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبد الله فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم عن طلحة بنحوه أطول منه
وزاد ابن ماجه وابن حبان في آخره فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض
5096 - وعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فأسلموا قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم من يكفيهم قال طلحة أنا
قال فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه و سلم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد ثم بعث بعثا فخرج فيه آخر فاستشهد ثم مات الثالث

على فراشه
قال طلحة فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة فرأيت الميت على فراشه أمامهم ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه ورأيت أولهم آخرهم
قال فداخلني من ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال وما أنكرت من ذلك ليس أحد أفضل عند الله عز و جل من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله
رواه أحمد وأبو يعلى ورواتهما رواة الصحيح وفي أوله عند أحمد إرسال كما مر ووصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه
5097 - وعن أم الفضل رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فإن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمن الموت
رواه أحمد والحاكم واللفظ له وهو أتم وقال صحيح على شرطهما
5098 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة
رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي
5099 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
5100 - وفي رواية لمسلم لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه وإنه إذا مات انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا
5101 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان ولا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

الترغيب في الخوف وفضله
5102 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فذكرهم إلى أن قال ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله
رواه البخاري ومسلم وتقدم بتمامه
5103 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما أرادها على نفسها ارتعدت وبكت فقال ما يبكيك قالت لأن هذا عمل ما عملته وما حملني عليه إلا الحاجة فقال تفعلين أنت هذا من مخافة الله فأنا أحرى اذهبي فلك ما أعطيتك ووالله ما أعصيه بعدها أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوب على بابه إن الله قد غفر للكفل فعجب الناس من ذلك
رواه الترمذي وحسنه والحاكم وقال صحيح الإسناد
5104 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء فلجؤوا إلى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم إلا الله فادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا فلما قربت نفسها تركتها فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر وقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجرا فسخطه ولم يأخذه فوفرتها عليه حتى صار من ذلك المال ثم

جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطيه إلا أجره الأول فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا يتماشون
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عمر بنحوه وتقدم
5105 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال كان رجل يسرف على نفسه لما حضره الموت قال لبنيه إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا فلما مات فعل به ذلك فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك ففعلت فإذا هو قائم فقال ما حملك على ما صنعت قال خشيتك يا رب أو قال مخافتك فغفر له
5106 - وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مت فحرقوه ثم ذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فلما مات الرجل فعلوا به ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر أن يجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا قال من خشيتك يا رب وأنت أعلم فغفر الله تعالى له
رواه البخاري ومسلم ورواه مالك والنسائي ونحوه
5107 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا فقال لبنيه لما حضر أي أب كنت لكم قالوا خير أب
قال فإني لم أعمل خيرا قط فإذا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في ريح عاصف ففعلوا فجمعه الله فقال ما حملك فقال مخافتك فتلقاه برحمته
رواه البخاري ومسلم
رغسه بفتح الراء والغين المعجمة بعدهما سين مهملة
قال أبو عبيدة معناه أكثر له منه وبارك له فيه
5108 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام
رواه الترمذي والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن غريب

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول الله عز و جل إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة
الحديث رواه البخاري ومسلم وتقدم بتمامه في الإخلاص وفي لفظ لمسلم إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي أي من أجلي
5110 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه جل وعلا أنه قال وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة
رواه ابن حبان في صحيحه
5111 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة
رواه الترمذي وقال حديث حسن
أدلج بسكون الدال إذا سار من أول الليل ومعنى الحديث أن من خاف ألزمه الخوف إلى السلوك إلى الآخرة والمبادرة بالأعمال الصالحة خوفا من القواطع والعوائق
5112 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن فتى من الأنصار دخلته خشية الله فكان يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءه في البيت فلما دخل عليه اعتنقه النبي صلى الله عليه و سلم وخر ميتا فقال النبي صلى الله عليه و سلم جهزوا صاحبكم فإن الفرق فلذ كبده
رواه الحاكم والبيهقي من طريقه وغيره وقال الحاكم صحيح الإسناد ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الخائفين والأصبهاني من حديث حذيفة وتقدم حديث ابن عباس في البكاء قريبا من معناه وحديث النبي أيضا
الفرق بفتح الفاء والراء هو الخوف
وفلذ كبده بفتح الفاء واللام وبالذال المعجمة أي قطع كبده
5113 - وعن بهز بن حكيم قال أمنا زرارة بن أوفى رضي الله عنه في مسجد بني

قشير فقرأ المدثر فلما بلغ فإذا نقر في الناقور المدثر 01 خر ميتا
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
5114 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته
رواه مسلم
5115 - وعن أبي كاهل رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا كاهل ألا أخبرك بقضاء قضاه الله على نفسه قلت بلى يا رسول الله قال أحيا الله قلبك ولا يمته يوم يموت بدنك
اعلم يا أبا كاهل أنه لم يغضب رب العزة على من كان في قلبه مخافة ولا تأكل النار منه هدبة اعلم يا أبا كاهل أنه من ستر عورته حياء من الله سرا وعلانية كان حقا على الله أن يستر عورته يوم القيامة
اعلم يا أبا كاهل أنه من دخل حلاوة الصلاة قلبه حتى يتم ركوعها وسجودها كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة
اعلم يا أبا كاهل أنه من صلى أربعين يوما وأربعين ليلة في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كان حقا على الله أن يكتب له براءة من النار
اعلمن يا أبا كاهل أنه من صام من كل شهر ثلاثة أيام مع شهر رمضان كان حقا على الله أن يرويه يوم العطش
اعلمن يا أبا كاهل أنه من كف أذاه عن الناس كان حقا على الله أن يكف عنه عذاب القبر
اعلمن يا أبا كاهل أنه من بر والديه حيا وميتا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة قلت كيف يبر والديه إذا كانا ميتين قال برهما أن يستغفر لوالديه ولا يسبهما ولا يسب والدي أحد فيسب والديه
اعلمن يا أبا كاهل أنه من أدى زكاة ماله عند حلولها كان حقا على الله أن يجعله من رفقاء الأنبياء
اعلمن يا أبا كاهل أنه من قلت عنده حسناته وعظمت عنده سيئاته كان حقا على الله أن يثقل ميزانه يوم القيامة
اعلمن يا أبا كاهل أنه من يسعى على امرأته وولده وما ملكت يمينه يقيم فيهم أمر الله يطعمهم من حلال كان حقا على الله أن يجعله مع الشهداء في درجاتهم
اعلمن يا أبا كاهل أنه من صلى علي كل يوم ثلاث مرات حبا لي وشوقا إلي كان حقا على الله أن يغفر له بكل مرة ذنوب حول
رواه الطبراني وهو بجملته منكر وتقدم في مواضع من هذا الكتاب ما يشهد لبعضه والله أعلم بحاله

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لا تدرون تنجون أو لا تنجون
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
تجأرون بفتح المثناة فوق وإسكان الجيم بعدهما همزة مفتوحة أي تضجون وتستغيثون
5117 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هل أتى على الإنسان حين من الدهر الإنسان 1 حتى ختمها ثم قال إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون
أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله والله لوددت أني شجرة تعضد رواه البخاري باختصار والترمذي إلا أنه قال ما فيها موضع أربع أصابع والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
أطت بفتح الهمزة وتشديد الطاء المهملة من الأطيط وهو صوت القتب والرحل
ونحوهما إذا كان فوقه ما يثقله
ومعناه أن السماء من كثرة ما فيها من الملائكة العابدين أثقلها حتى أطت
والصعدات بضم الصاد والعين المهملتين هي الطرقات
5118 - وعن أنس رضي الله عنه قال خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وجوههم لهم خنين
رواه البخاري ومسلم
5119 - وفي رواية بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أصحابه شيء فخطب فقال عرضت علي الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين
الخنين بفتح الخاء المعجمة بعدها نون هو البكاء مع غنة بانتشار الصوت من الأنف

وروي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها
رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب والبيهقي
5121 - وفي رواية للبيهقي قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة فهاجت الريح فوقع ما كان فيها من ورق نخر وبقي ما كان من ورق أخضر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما مثل هذه الشجرة فقال القوم الله ورسوله أعلم فقال مثل المؤمن إذا اقشعر من خشية الله عز و جل وقعت عنه ذنوبه وبقيت له حسناته
5122 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أنزل الله عز و جل على نبيه صلى الله عليه و سلم هذه الآية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة التحريم 6 تلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه و سلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فتى قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا قال أو ما سمعتم قوله تعالى ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد إبراهيم 41
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد كذا قال
5123 - وروي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خاف الله عز و جل خوف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله خوفه الله من كل شيء
رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب ورفعه منكر
10 - الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله عز و جل سيما عند الموت
5124 - عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
رواه الترمذي وقال حديث حسن

قراب الأرض بكسر القاف وضمها أشهر هو ما يقارب ملأها
5125 - وعن أنس أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك قال أرجو الله يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف
رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن ماجه وابن أبي الدنيا كلهم من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس
قال الحافظ إسناده حسن فإن جعفرا صدوق صالح احتج به مسلم ووثقه النسائي وتكلم فيه الدارقطني وغيره
5126 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز و جل للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له قلنا نعم يا رسول الله قال إن الله عز و جل يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي
رواه أحمد من رواية عبيد الله بن زحر
قال الحافظ وتقدم في الباب قبله حديث الغار وغيره وفي الباب أحاديث كثيرة جدا تقدمت في هذا الكتاب ليس فيها تصريح بفضل الخوف والرجاء وإنما هي ترغيب أو ترهيب في لوازمهما ونتائجهما لم نعد ذلك فليطلبه من شاء
5127 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال قال الله عز و جل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني الحديث
رواه البخاري ومسلم
5128 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال حسن الظن من حسن العبادة
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه واللفظ لهما والترمذي والحاكم ولفظهما قال

إن حسن الظن من حسن عبادة الله
5129 - وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم قبل موته بثلاثة أيام يقول لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز و جل
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
5130 - وعن حيان أبي النضر قال خرجت عائدا ليزيد بن الأسود فلقيت واثلة بن الأسقع وهو يريد عيادته فدخلنا عليه فلما رأى واثلة بسط يده وجعل يشير إليه فأقبل واثلة حتى جلس فأخذ يزيد بكفي واثلة فجعلهما على وجهه فقال له واثلة كيف ظنك بالله قال ظني بالله والله حسن
قال فأبشر
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله جل وعلا أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي
5131 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه ظنه ذلك بأن الخير في يده
رواه الطبراني موقوفا ورواته رواة الصحيح إلا أن الأعمش لم يدرك ابن مسعود
5132 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر الله عز و جل بعبد إلى النار فلما وقف على شفتها التفت فقال أما والله يا رب إن كان ظني بك لحسن فقال الله عز و جل ردوه أنا عند حسن ظن عبدي بي
رواه البيهقي عن رجل من ولد عبادة بن الصامت لم يسمه عن أبي هريرة

كتاب الجنائز وما يتقدمها
1 - الترغيب في سؤال العفو والعافية
5133 - عن أنس رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل قال سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة ثم أتاه في اليوم الثاني فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل فقال له مثل ذلك ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك قال فإذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت
رواه الترمذي واللفظ له وابن أبي الدنيا كلاهما من حديث سلمة بن وردان عن أنس وقال الترمذي حديث حسن
5134 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قام على المنبر ثم بكى فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم عام أول على المنبر ثم بكى فقال سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية
رواه الترمذي من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل وقال حديث حسن غريب ورواه النسائي من طرق وعن جماعة من الصحابة وأحد أسانيده صحيح
5135 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من اللهم إني أسألك العفو والعافية
5136 - وفي رواية اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة
رواه ابن ماجه بإسناد جيد
5137 - وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله

كيف أقول حين أسأل ربي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك
رواه مسلم
5138 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه و سلم يا عباس يا عم النبي صلى الله عليه و سلم أكثر من الدعاء بالعافية
رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري
5139 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة
قالوا فماذا نقول يا رسول الله قال سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة
رواه الترمذي وقال حديث حسن
5140 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما سئل الله شيئا أحب إليه من العافية
رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن أبي الدنيا والحاكم في حديث وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رووه كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ذاهب الحديث عن موسى بن عقبة عن نافع عنه
5141 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما
2 - الترغيب في كلمات يقولهن من رأى مبتلى
5142 - عن عمر و أبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من رأى صاحب بلاء فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ورواه ابن ماجه من حديث

ابن عمر ورواه البزار والطبراني في الصغير من حديث أبي هريرة وحده وقال فيه فإذا قال ذلك شكر تلك النعمة
وإسناده حسن
3 - الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره
5143 - عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
رواه مسلم
5144 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر رواه البخاري ومسلم في حديث تقدم في المسألة
ورواه الحاكم من حديث أبي هريرة مختصرا ما رزق الله عبدا خيرا له ولا أوسع من الصبر
وقال صحيح على شرطهما
5145 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع لا يصبن إلا بعجب الصبر وهو أول العبادة والتواضع وذكر الله وقلة الشيء
رواه الطبراني والحاكم كلاهما من رواية العوام بن جويرية وقال الحاكم صحيح الإسناد وتقدم في الصمت
5146 - وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك قال الترمذي حديث غريب

وعن علقمة قال قال عبد الله الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله
رواه الطبراني في الكبير ورواته رواة الصحيح وهو موقوف وقد رفعه بعضهم
5148 - وعن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الصبر معول المسلم
ذكره رزين العبدري ولم أره
5149 - وعن صهيب الرومي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره له كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
رواه مسلم
5150 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل قال يا عيسى إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا الله وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم فقال يا رب كيف يكون هذا قال أعطيهم من حلمي وعلمي
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري
5151 - وروي عن سخبرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أعطي فشكر وابتلي فصبر وظلم فاستغفر وظلم فغفر ثم سكت فقالوا يا رسول الله ما له قال أولئك لهم الأمن وهم مهتدون
رواه الطبراني
سخبرة بفتح السين المهملة وإسكان الخاء المعجمة بعدهما باء موحدة ويقال إن له صحبة والله أعلم
5152 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج
5153 - وفي رواية حتى يأتيه أجله ومثل الكافر كمثل الأرزة المجدبة على أصلها لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة
رواه مسلم
5154 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا

تهتز حتى تستحصد
رواه مسلم والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح
الأرز بفتح الهمزة وتضم وإسكان الراء بعدهما زاي هي شجرة الصنوبر وقيل شجرة الصنوبر الذكر خاصة وقيل شجرة العرعر والأول أشهر
5155 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما ابتلى الله عبدا ببلاء وهو على طريقة يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهورا ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله عز و جل أو يدعو غير الله في كشفه
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات وأم عبد الله ابنة أبي ذئاب لا أعرفها
5156 - وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الانبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن صحيح
5157 - ولابن حبان في صحيحه من رواية العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على حسب دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة
5158 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو موعوك عليه قطيفة فوضع يده فوق القطيفة فقال ما أشد حماك يا رسول الله قال إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر ثم قال يا رسول الله من أشد الناس بلاء قال الأنبياء
قال ثم من قال العلماء
قال ثم من قال الصالحون كان أحدهم يبتلى بالقمل حتى يقتله ويبتلى أحدهم بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها ولأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب المرض

والكفارات والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم وله شواهد كثيرة
5159 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا من رواية عبد الرحمن بن مغراء وبقية رواته ثقات وقال الترمذي حديث غريب ورواه الطبراني في الكبير عن ابن مسعود موقوفا عليه وفيه رجل لم يسم
5160 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يؤتى بالشهيد يوم القيامة فيوقف للحساب ثم يؤتى بالمتصدق فينصب للحساب ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينصب لهم ديوان فيصب عليهم الأجر صبا حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله
رواه الطبراني في الكبير من رواية مجاعة بن الزبير وقد وثق
5161 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أحب الله عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا وثجه عليه ثجا
فإذا دعا العبد قال يا رباه قال الله لبيك يا عبدي لا تسألني شيئا إلا أعطيتك إما أن أعجله لك وإما أن أدخره لك
رواه ابن أبي الدنيا
5162 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من يرد الله به خيرا يصب منه
رواه مالك والبخاري
يصب منه أي يوجه إليه مصيبة ويصيبه ببلاء
5163 - وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع
رواه أحمد ورواته ثقات
ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه و سلم واختلف في سماعه منه
5164 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن عظم الجزاء مع عظم البلاء

وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب
5165 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه من طريقه وغيرهما
5166 - وروي عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ما أصاب رجلا من المسلمين نكبة فما فوقها حتى ذكر الشوكة إلا لإحدى خصلتين إما ليغفر الله له من الذنوب ذنبا لم يكن ليغفره له إلا بمثل ذلك أو يبلغ به من الكرامة كرامة لم يكن ليبلغها إلا بمثل ذلك
رواه ابن أبي الدنيا
5167 - وعن محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله يقول إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو في ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز و جل
رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ومحمد بن خالد لم يرو عنه غير أبي المليح الرقي
ولم يرو عن خالد إلا ابنه محمد والله أعلم
5168 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل ليقول للملائكة انطلقوا إلى عبدي فصبوا عليه البلاء صبا فيحمد الله فيرجعون فيقولون يا ربنا صببنا عليه البلاء صبا كما أمرتنا فيقول ارجعوا فإني أحب أن أسمع صوته
رواه الطبراني في الكبير
5169 - وروي فيه أيضا عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار فمنه ما يخرج كالذهب الإبريز فذاك الذي حماه الله من الشبهات ومنه ما يخرج دون ذلك فذلك الذي يشك بعض الشك ومنه ما يخرج كالذهب الأسود فذاك الذي افتتن

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه
رواه الطبراني في الأوسط
5171 - وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه
رواه البخاري ومسلم ولفظه ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة وحده
5172 - وفي رواية له ما من مؤمن يشاك بشوكة في الدنيا يحتسبها إلا قص بها من خطاياه يوم القيامة
النصب التعب
الوصب المرض
5173 - وعن أبي بردة رضي الله عنه قال كنت عند معاوية وطبيب يعالج قرحة في ظهره وهو يتضرر فقلت له لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا ذلك عليه فقال ما يسرني أني لا أجده سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم يصيبه أذى من جسده إلا كان كفارة لخطاياه
رواه ابن أبي الدنيا وروى المرفوع منه أحمد بإسناد رواته محتج بهم في الصحيح إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله به عنه من سيئاته
ورواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرطهما
5174 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها
رواه البخاري ومسلم
5175 - وفي رواية لمسلم لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته
وفي أخرى إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة

وفي أخرى له قال دخل شباب من قريش على عائشة رضي الله عنها وهي بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب فقالت لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة
5177 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
5178 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصيب بمصيبة بماله أو في نفسه فكتمها ولم يشكها إلى الناس كان حقا على الله أن يغفر له
رواه الطبراني ولا بأس بإسناده
5179 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم شجرة فهزها حتى تساقط ورقها ما شاء الله أن يتساقط ثم قال للمصيبات والأوجاع أسرع في ذنوب ابن آدم مني في هذه الشجرة
رواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى
5181 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من شيء يصيب المؤمن من نصب ولا حزن ولا وصب حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عنه به سيئاته
رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن
5182 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وصب المؤمن كفارة لخطاياه
رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح الإسناد

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه
رواه أحمد ورواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم
5184 - وعن عائشة أيضا رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا اشتكى العبد المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص الكير خبث الحديد
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له وابن حبان في صحيحه
5185 - وعن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة فقلت بلى
قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها
رواه البخاري ومسلم
5186 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي فقال إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك قالت بل أصبر ولا حساب علي
رواه البزار وابن حبان في صحيحه
5187 - وعن معاذ بن عبد الله بن حبيب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لاصحابه أتحبون أن لا تمرضوا قالوا والله إنا لنحب العافية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وما خير أحدكم أن لا يذكره الله
رواه ابن أبي الدنيا وفي إسناده إسحاق بن محمد الفروي
5188 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله به عنه خطيئة وكتب له حسنة ورفع له درجة
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط بإسناد حسن واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد
5189 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا
رواه البخاري وأبو داود

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز و جل الملائكة الذين يحفظونه قال اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي
رواه أحمد واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما
5191 - وفي رواية لأحمد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته إلي
وإسناده حسن
قوله أكفته إلي بكاف ثم فاء ثم تاء مثناة فوق معناه أضمه إلي وأقبضه
5192 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ابتلى الله عز و جل العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عز و جل للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه
رواه أحمد ورواته ثقات
5193 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يمرض مرضا إلا أمر الله حافظه أن ما عمل من سيئة فلا يكتبها وما عمل من حسنة أن يكتبها عشر حسنات وأن يكتب له من العمل الصالح كما كان يعمل وهو صحيح وإن لم يعمل
رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا
5194 - وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عجب للمؤمن وجزعه من السقم ولو كان يعلم ما له من السقم أحب أن يكون سقيما الدهر ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم رفع رأسه إلى السماء فضحك فقيل يا رسول الله مم رفعت رأسك إلى السماء فضحكت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عجبت من ملكين كانا يلتمسان عبدا في مصلى كان يصلي فيه فلم يجداه فرجعا فقالا يا ربنا عبدك فلان كنا نكتب له في يومه وليلته عمله

الذي كان يعمل فوجدناه حبسته في حبالك قال الله تبارك وتعالى اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته ولا تنقصوا منه شيئا وعلي أجره ما حبسته وله أجر ما كان يعمل
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط والبزار باختصار
5195 - وعن أبي الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق وهجر الرواح فلقي شداد بن أوس والصنابحي معه فقلت أين تريدان يرحمكما الله تعالى فقالا نريد ههنا إلى أخ لنا من مضر نعوده فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له كيف أصبحت فقال أصبحت بنعمة فقال شداد أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يقول إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته فأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيح
رواه أحمد من طريق إسماعيل بن عياش عن راشد الصنعاني والطبراني في الكبير والأوسط وله شواهد كثيرة
5196 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله تبارك وتعالى إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من إساري ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف العمل
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5197 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة إلا حط الله به خطيئته
وفي رواية إلا حط الله عنه من خطاياه
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال إلا حط الله بذلك خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة
5198 - وعن أسد بن كرز رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر
رواه عبد الله بن أحمد في زوائده وابن أبي الدنيا بإسناد حسن
5199 - وعن أم العلاء وهي عمة حكيم بن حزام وكانت من المبايعات رضي الله عنها قالت عادني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا مريضة فقال يا أم العلاء أبشري فإن مرض

المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد والفضة
رواه أبو داود
5200 - وعن عامر الرام أخي الخضر رضي الله عنه قال أبو داود قال النفيلي هو الخضر ولكن كذا قال قال إني لببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية فقلت ما هذا قالوا هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته وهو تحت شجرة قد بسط له كساء وهو جالس عليه وقد اجتمع إليه أصحابه فجلست إليه فذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الأسقام فقال إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم يدر لم أرسلوه فقال رجل ممن حوله يا رسول الله وما الأسقام والله ما مرضت قط قال قم عنا فلست منا
رواه أبو داود وفي إسناده راو لم يسم
5201 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت من يعمل سوءا يجز به النساء 321 فقال إنا لنجزى بكل ما عملنا هلكنا إذا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال نعم يجزى به في الدنيا من مصيبة في جسده مما يؤذيه
رواه ابن حبان في صحيحه
5202 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به النساء 321 الآية وكل شيء عملناه جزينا به فقال غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن ألست يصيبك اللأواء قال فقلت بلى
قال هو ما تجزون به
رواه ابن حبان في صحيحه أيضا
واللأواء بهمزة ساكنة بعد اللام وهمزة في آخره ممدودة هي شدة الضيق
5203 - وعن أميمة أنها سألت عائشة عن هذه الآية وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه البقرة 482 الآية و من يعمل سوءا يجز به فقالت عائشة ما سألني أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي النبي صلى الله عليه و سلم يا عائشة هذه مبايعة الله العبد بما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضبنه

حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج الذهب الأحمر من الكير
رواه ابن أبي الدنيا من رواية علي بن يزيد عنه
الضبن بضاد معجمة مكسورة ثم باء موحدة ساكنة ثم نون هو ما بين الإبط والكشح وقد أضبنت الشيء إذا جعلته في ضبنك فأمسكته
5204 - وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين فقال انظروا ما يقول لعواده فإن هو إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى الله وهو أعلم فيقول لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة وإن أنا شفيته أن أبدله لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وأن أكفر عنه سيئاته
رواه مالك مرسلا وابن أبي الدنيا وعنده فيقول الله عز و جل إن لعبدي هذا علي إن أنا توفيته أدخلته الجنة وإن أنا رفعته أن أبدله لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وأغفر له
5205 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم فمسسته فقلت يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا فقال أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم قلت ذلك بأن لك أجرين قال أجل ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها
رواه البخاري ومسلم
5206 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا من المسلمين قال يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها قال كفارات
قال أبي يا رسول الله وإن قلت قال وإن شوكة فما فوقها فدعا على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت وأن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة قال فما مس إنسان جسده إلا وجد حرها حتى مات
رواه أحمد وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه
الوعك الحمى

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن وإن ذنبه مثل أحد فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل
5208 - وفي رواية ما يزال المرء المسلم به المليلة والصداع وإن عليه من الخطايا لأعظم من أحد حتى تتركه ما عليه من الخطايا مثقال حبة من خردل
رواه أحمد واللفظ له وابن أبي الدنيا والطبراني وفيه ابن لهيعة وسهل بن معاذ
المليلة بفتح الميم بعدها لام مكسورة هي الحمى تكون في العظم
5209 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة وإن عليهما من الخطايا مثل أحد فما تدعهما وعليهما مثقال خردلة
رواه أبو يعلى ورواته ثقات
5210 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صدع رأسه في سبيل الله فاحتسب غفر له ما كان قبل ذلك من ذنب رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن
5211 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صداع المؤمن وشوكة يشاكها أو شيء يؤذيه يرفعه الله بها يوم القيامة درجة ويكفر عنه بها ذنوبه
رواه ابن أبي الدنيا ورواته ثقات
5212 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر ذلك عنه كل ذنب
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5213 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الرب سبحانه وتعالى يقول وعزتي وجلالي لا أخرج أحدا من الدنيا أريد أغفر له حتى أستوفي كل خطيئة في عنقه بسقم في بدنه وإقتار في رزقه
ذكره رزين ولم أره

وعن يحيى بن سعيد أن رجلا جاءه الموت في زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل هنيئا له مات ولم يبتل بمرض فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويحك ما يدريك لو أن الله ابتلاه بمرض يكفر عنه من سيئاته
رواه مالك عنه مرسلا
5215 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهرا
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير ورواته ثقات
5216 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال ما لك تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد
رواه مسلم
تزفزفين روي براءين وبزاءين ومعناهما متقارب وهو الرعدة التي تحصل للمحموم
5217 - وعن أم العلاء رضي الله عنها قالت عادني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا مريضة فقال أبشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الفضة
رواه أبو داود
5218 - وعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك والحمى كحديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
5219 - وعن فاطمة الخزاعية رضي الله عنها قالت عاد النبي صلى الله عليه و سلم امرأة من الأنصار وهي وجعة فقال لها كيف تجدينك فقالت بخير إلا أن أم ملدم قد برحت بي فقال النبي صلى الله عليه و سلم اصبري فإنها تذهب خبث ابن ادم كما يذهب الكير خبث الحديد
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح

وعن الحسن رضي الله عنه رفعه قال إن الله ليكفر عن المؤمن خطاياه كلها بحمى ليلة
رواه ابن أبي الدنيا من رواية ابن المبارك عن عمر بن المغيرة الصنعاني عن حوشب عنه وقال قال ابن المبارك هذا من جيد الحديث
5221 - وعنه رضي الله عنه قال كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة لما مضى من الذنوب
رواه ابن أبي الدنيا أيضا ورواته ثقات
5222 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من وعك ليلة فصبر ورضي بها عن الله عز و جل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الرضا وغيره
5223 - وعن جابر رضي الله عنه قال استأذنت الحمى على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال من هذه قالت أم ملدم فأمر بها إلى أهل قباء فلقوا منها ما يعلم الله فأتوه فشكوا ذلك إليه فقال ما شئتم إن شئتم دعوت الله فكشفها عنكم وإن شئتم أن تكون لكم طهورا قالوا أوتفعل قال نعم
قالوا فدعها
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه ورواه الطبراني بنحوه من حديث سلمان وقال فيه فشكوا الحمى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما شئتم إن شئتم دعوت الله فدفعها عنكم وإن شئتم تركتموها وأسقطت بقية ذنوبكم قالوا فدعها يا رسول الله
5224 - وعن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده أنه قال يا رسول الله ما جزاء الحمى قال تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق
قال أبي اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيك
قال فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وسنده لا بأس به
محمد وأبوه ذكرهما ابن حبان في الثقات وتقدم حديث أبي سعيد بقصة أبي أيضا
5225 - وعن أبي ريحانة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمى من فيح

جهنم وهي نصيب المؤمن من النار
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني كلاهما من رواية شهر بن حوشب عنه
5226 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من جهنم
رواه أحمد بإسناد لا بأس به
5227 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الحمى حظ كل مؤمن من النار
رواه البزار بإسناد حسن
فصل
5228 - عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة يريد عينيه
رواه البخاري والترمذي ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة
5229 - وفي رواية له من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة
5230 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم يعني عن ربه تبارك وتعالى أنه قال إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة إذا هو حمدني عليهما
رواه ابن حبان في صحيحه
5231 - وعن عائشة بنت قدامة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عزيز على الله أن يأخذ كريمتي مؤمن ثم يدخله النار
قال يونس يعني عينيه
رواه أحمد والطبراني من رواية عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يذهب الله بحبيبتي عبد فيصبر ويحتسب إلا أدخله الله الجنة
رواه ابن حبان في صحيحه
5233 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة
رواه أبو يعلى
ومن طريقه ابن حبان في صحيحه
5234 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ابتلي عبد بعد ذهاب دينه بأشد من ذهاب بصره ومن ابتلي ببصره فصبر حتى يلقى الله لقي الله تبارك وتعالى ولا حساب عليه
رواه البزار من رواية جابر الجعفي
5235 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لن يبتلى عبد بشيء أشد عليه من الشرك بالله ولن يبتلى عبد بشيء بعد الشرك بالله أشد عليه من ذهاب بصره ولن يبتلى عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر الله له
رواه البزار من رواية جابر أيضا
5236 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أذهب الله بصره فصبر واحتسب كان حقا على الله واجبا أن لا ترى عيناه النار
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
5237 - وروي عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن جبريل عليه السلام عن ربه تبارك وتعالى قال يا جبريل ما ثواب عبدي إذا أخذت كريمتيه إلا النظر إلى وجهي والجوار في داري
قال أنس فلقد رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يبكون حوله يريدون أن تذهب أبصارهم
رواه الطبراني في الأوسط
4 - الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده
5238 - عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم
فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر
رواه مالك

والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وعند مالك أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد
قال ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم
وعند الترمذي وأبي داود مثل ذلك وقالا في أول حديثهما أتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم وبي وجع قد كاد يهلكني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم امسح بيمينك سبع مرات ثم قل أعوذ بعزة الله وقدرته
الحديث
5239 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك وأمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض
اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ
رواه أبو داود
5240 - وعن محمد بن سالم قال قال لي ثابت البناني يا محمد إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا
فإن أنس بن مالك حدثني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثه بذلك
رواه الترمذي
5 - الترهيب من تعليق التمائم والحروز
5241 - عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له
رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد جيد والحاكم وقال صحيح الإسناد

وعن عقبة أيضا رضي الله عنه أنه جاء في ركب عشرة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايع تسعة وأمسك عن رجل منهم فقالوا ما شأنه فقال إن في عضده تميمة فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال من علق فقد أشرك
رواه أحمد والحاكم واللفظ له ورواة أحمد ثقات
التميمة يقال إنها خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة إذ لا مانع إلا الله ولا دافع غيره
ذكره الخطابي
5243 - وعن عيسى بن حمزة قال دخلت على عبد الله بن حكيم وبه حمرة فقلت ألا تعلق تميمة فقال نعوذ بالله من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من علق شيئا وكل إليه
رواه أبو داود والترمذي إلا أنه قال فقلنا ألا تعلق شيئا فقال الموت أقرب من ذلك
وقال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
5244 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أبصر على عضد رجل حلقة أراه قال من صفر فقال ويحك ما هذه قال من الواهنة
قال أما إنها لا تزيدك إلا وهنا انبذها عنك فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا
رواه أحمد وابن ماجه دون قوله انبذها إلى آخره وابن حبان في صحيحه وقال فإنك لو مت وهي عليك وكلت إليها والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رووه كلهم عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن عمران ورواه ابن حبان أيضا بنحوه عن أبي عامر الخزاز عن الحسن عن عمران وهذه جيدة إلا أن الحسن اختلف في سماعه من عمران وقال ابن المديني وغيره لم يسمع منه وقال الحاكم أكثر مشايخنا على أن الحسن سمع من عمران والله أعلم
5245 - وعن ابن أخت زينب امرأة عبد الله عن زينب رضي الله عنها قالت كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة وكان لنا سرير طويل القوائم وكان عبد الله إذا دخل تنحنح

وصوت فدخل يوما فلما سمعت صوته احتجبت منه فجاء فجلس إلى جانبي فمسني فوجد مس خيط فقال ما هذا فقلت رقي لي فيه من الحمرة فجذبه فقطعه فرمى به ثم قال لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الرقى والتمائم والتولة شرك
قلت فإني خرجت يوما فأبصرني فلان فدمعت عيني التي تليه فإذا رقيتها سكنت دمعتها وإذا تركتها دمعت قال ذلك الشيطان إذا أطعته تركك وإذا عصيته طعن بأصبعه في عينك ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم كان خيرا لك وأجدر أن تشفي تنضحي في عينك الماء وتقولي أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
رواه ابن ماجه واللفظ له وأبو داود باختصار عنه إلا أنه قال عن ابن أخي زينب وهو كذا في بعض نسخ ابن ماجه وهو على كلا التقدير مجهول ورواه الحاكم أخصر منهما وقال صحيح الإسناد قال أبو سليمان الخطابي المنهي عنه من الرقى ما كان بغير لسان العرب فلا يدرى ما هو ولعله قد يدخله سحر أو كفر فأما إذا كان مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله تعالى فإنه مستحب متبرك به والله أعلم
5246 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه دخل على امرأته وفي عنقها شيء معقود فجذبه فقطعه ثم قال لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الرقى والتمائم والتولة شرك قالوا يا أبا عبد الرحمن هذه الرقى والتمائم قد عرفناهما فما التولة قال شيء تصنعه النساء يتحببن إلى أزواجهن
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم باختصار عنه وقال صحيح الإسناد
التولة بكسر المثناة فوق وبفتح الواو شيء شبيه بالسحر أو من أنواعه تفعله المرأة ليحببها إلى زوجها
5247 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت ليس التميمة ما تعلق به بعد البلاء إنما التميمة ما تعلق به قبل البلاء
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
6 - الترغيب في الحجامة ومتى يحتجم
5248 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن كان

في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لدغة بنار وما أحب أن أكتوي
رواه البخاري ومسلم
5249 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة
رواه أبو داود وابن ماجه
5250 - وعنه رضي الله عنه قال أخبرني أبو القاسم صلى الله عليه و سلم أن جبريل أخبره أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5251 - وعن مالك بلغه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن كان دواء يبلغ الداء فإن الحجامة تبلغه
ذكره في الموطأ هكذا
5252 - وعن سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا وجعا في رجليه إلا قال اخضبهما
رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب إنما نعرفه من حديث فائد
قال الحافظ إسناده غريب
فائد هو مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع يأتي الكلام عليه وعلى شيخه عبيد الله بن علي
5253 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال حدث رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ليلة أسري به أنه لم يمر على ملإ من الملائكة إلا أمروه أن مر أمتك بالحجامة
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ عبد الرحمن لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود وقيل سمع

وعن عكرمة قال كان لابن عباس رضي الله عنهما غلمة ثلاثة حجامون وكان اثنان منهم يغلان عليه وعلى أهله وواحد يحجمه ويحجم أهله
قال وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال نبي الله صلى الله عليه و سلم نعم العبد الحجام يذهب الدم ويخف الصلب ويجلو عن البصر وقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث عرج به ما مر على ملإ من الملائكة إلا قالوا عليك بالحجامة وقال إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين وقال إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لده العباس وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لدني فكلهم أمسكوا فقال لا يبقى أحد ممن في البيت إلا لد غير عمه العباس
قال النضر اللدود الوجور
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور يعني الناجي
5255 - وروى ابن ماجه منه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما مررت ليلة أسري بي بملاء من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد بالحجامة
ورواه الحاكم بتمامه مفرقا في ثلاثة أحاديث وقال في كل منها صحيح الإسناد
5256 - وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وأبو داود ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم احتجم ثلاثا في الأخدعين والكاهل
قال معمر احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي وكان احتجم على هامته
الهامة الرأس
والأخدع بخاء معجمة ودال وعين مهملتين
قال أهل اللغة هو عرق في سالفة العنق
والكاهل ما بين الكتفين

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء
رواه الحاكم فقال صحيح على شرط مسلم
ورواه أبو داود أطول منه قال من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء
5258 - وفي رواية ذكرها رزين ولم أرها إذا وافق يوم سبع عشرة يوم الثلاثاء كان دواء السنة لمن احتجم فيه
وقد روى أبو داود من طريق أبي بكرة بكار بن عبد العزيز عن كبشة بنت أبي بكرة عن أبيها أنه كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ
5259 - وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما قال له يا نافع تبيغ بي الدم فالتمس لي حجاما واجعله رفيقا إن استطعت ولا تجعله شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ واحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا بالحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد تحريا واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء وليلة الأربعاء
رواه ابن ماجه عن سعيد بن ميمون ولا يحضرني فيه جرح ولا تعديل عن نافع وعن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع ويأتي الكلام على الحسن ومحمد
ورواه الحاكم عن عبد الله بن صالح حدثنا عطاف بن خالد عن نافع
قال الحافظ عبد الله بن صالح هذا كاتب الليث أخرج له البخاري في صحيحه واختلف فيه وفي عطاف ويأتي الكلام عليهما
تبيغ به الدم إذا غلبه حتى يقهره وقيل إذا تردد فيه مرة إلى هنا ومرة إلى هنا

فلم يجد مخرجا وهو بمثناة فوق مفتوحة ثم موحدة ثم مثناة تحت مشددة ثم غين معجمة
5260 - وعن معمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه
رواه أبو داود هكذا وقال قد أسند ولا يصح
الوضح بفتح الواو والضاد المعجمة جميعا بعدها حاء مهملة والمراد به هنا البرص
5261 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
7 - الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها والترغيب في دعاء المريض
5262 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس
ورواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه
5263 - وفي رواية لمسلم حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه
ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذه
5264 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال

أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده
يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه
أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي
يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه
أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي
رواه مسلم
5265 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة
رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه
5266 - وعنه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة
رواه ابن حبان في صحيحه
5267 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز و جل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس
رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وروى أبو داود نحوه من حديث أبي أمامة وتقدم في الأذكار
5268 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر أنا
فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا فقال أبو بكر أنا
فقال من تبع منكم اليوم جنازة فقال أبو بكر أنا
قال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة
رواه ابن خزيمة في صحيحه
5269 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا ناداه

مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا
رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه كلهم من طريق أبي سنان وهو عيسى بن سنان القسملي عن عثمان بن أبي سودة عنه
ولفظ ابن حبان عن النبي صلى الله عليه و سلم إذا عاد الرجل أخاه أو زاره قال الله تعالى طبت وطاب ممشاك وتبوأت منزلا في الجنة
5270 - وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع
قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة قال جناها
رواه أحمد ومسلم واللفظ له والترمذي
خرفة الجنة بضم الخاء المعجمة وبعدها راء ساكنة هو ما يخترف من نخلها
أي يجتنى
5271 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من توضأ الوضوء وعاد أخاه المسلم محتسبا بوعد من جهنم سبعين خريفا
قلت يا أبا حمزة ما الخريف قال العام
رواه أبو داود من رواية الفضل بن دلهم القصاب
5272 - وعن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاد عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وقد روي عن علي موقوفا انتهى ورواه أبو داود موقوفا على علي ثم قال وأسند هذا عن علي من غير وجه صحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم ثم رواه مسندا بمعناه
ولفظ الموقوف ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون

ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح وكان له خريف في الجنة ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة
ورواه بنحو هذا أحمد وابن ماجه مرفوعا
وزاد في أوله إذا عاد المسلم أخاه مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة
الحديث وليس عندهما وكان له خريف في الجنة
رواه ابن حبان في صحيحه مرفوعا أيضا ولفظه ما من مسلم يعود مسلما إلا يبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار حتى يمسي وفي أي ساعات الليل حتى يصبح
رواه الحاكم مرفوعا بنحو الترمذي وقال صحيح على شرطهما
قوله في خرافة الجنة بكسر الخاء أي في اجتناء ثمر الجنة
يقال خرفت النخلة أخرفها فشبه ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر
هذا قول ابن الأنباري
5273 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا وجلس عنده ساعة أجرى الله له عمل ألف سنة لا يعصى الله فيها طرفة عين
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات ولوائح الوضع عليه تلوح
5274 - وروي عن عبد الله بن عمر و أبي هريرة رضي الله عنهم قالا من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ فإذا فرغ كتب الله له حجة وعمرة ومن عاد مريضا أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك لا يرفع قدما إلا كتب له به حسنة ولا يضع قدما إلا حط عنه سيئة ورفع له بها درجة حتى يقعد في مقعده فإذا قعد غمرته الرحمة فلا يزال كذلك حتى إذا أقبل حيث ينتهي إلى منزله
رواه الطبراني في الأوسط وليس في أصلي رفعه
5275 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما رجل يعود مريضا فإنما يخوض في الرحمة فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة قال فقلت يا رسول الله هذا للصحيح الذي يعود المريض فما للمريض قال تحط عنه ذنوبه
رواه أحمد ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الصغير والأوسط

وزاد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
5276 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس فإذا جلس اغتمس فيها
رواه مالك بلاغا وأحمد ورواته رواة الصحيح والبزار وابن حبان في صحيحه ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة بنحوه ورواته ثقات
5277 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا خاض في الرحمة فإذا جلس عنده استنقع فيها
رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الكبير والأوسط ورواه فيهما أيضا من حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه وزاد فيه وإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج
وإسناده إلى الحسن أقرب
فصل
5278 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة
رواه ابن ماجه ورواته ثقات مشهورون إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر
5279 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور
رواه الطبراني في الأوسط
5280 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ترد دعوة المريض حتى يبرأ
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات

الترغيب في كلمات يدعى بهن للمريض وكلمات يقولهن المريض
5281 - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري
قال الحافظ فيما دعا به النبي صلى الله عليه و سلم للمريض أو أمر به أحاديث مشهورة ليست من شرط كتابنا أضربنا عن ذكرها
5282 - وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه فقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا هو وحده قال يقول لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال يقول صدق عبدي لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد قال يقول لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار
رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن ماجه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم
5283 - وفي رواية للنسائي عن أبي هريرة وحده مرفوعا من قال لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لا إله إلا الله ولا شريك له لا إله إلا الله له الملك وله الحمد لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يعقدهن خمسا بأصابعه ثم قال من قالهن في يوم أو في ليلة أو في شهر ثم مات في ذلك اليوم أو في تلك الليلة أو في ذلك الشهر غفر له ذنبه
5284 - وعن سعد بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في قوله

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الأنبي 78 أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه
رواه الحاكم وقال رواه أحمد بن عمرو بن أبي بكر السكسكي عن أبيه عن محمد بن زيد عن ابن المسيب عنه
5285 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا هريرة ألا أخبرك بأمر هو حق من تكلم به في أول مضجعه من مرضه نجاه الله من النار قلت بلى بأبي وأمي
قال فاعلم أنك إذا أصبحت لم تمس وإذا أمسيت لم تصبح وأنك إذا قلت ذلك في أول مضجعك من مرضك نجاك الله من النار أن تقول لا إله إلا الله يحيي ويميت وهو حي لا يموت وسبحان الله رب العباد والبلاد والحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه على كل حال
الله أكبر كبيرا كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان اللهم إن أنت أمرضتني لتقبض روحي في مرضي هذا فاجعل روحي في أرواح من سبقت له منك الحسنى وأعذني من النار كما أعذت أولياءك الذين سبقت لهم منك الحسنى فإن مت في مرضك ذلك فإلى رضوان الله والجنة وإن كنت قد اقترفت ذنوبا تاب الله عليك
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات ولا يحضرني الآن إسناده
5286 - وروي عن حجاج بن فرافصة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من مريض يقول سبحان الملك القدوس الرحمن الملك الديان لا إله إلا أنت مسكن العروق الضاربة ومنيم العيون الساهرة إلا شفاه الله تعالى
رواه ابن أبي الدنيا في آخر كتاب المرض والكفارات هكذا معضلا
9 - الترغيب في الوصية والعدل فيها والترهيب من تركها أو المضارة فيها وما جاء فيمن يعتق ويتصدق عند الموت
5287 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما حق امرىء مسلم له شيء يوصي فيه يبيت فيه ليلتين

وفي رواية ثلاث ليال إلا ووصيته مكتوبة عنده
قال نافع سمعت عبد الله بن عمر يقول ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك إلا وعندي وصيتي مكتوبة
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
5288 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات على وصية مات على سبيل وسنة ومات على تقى وشهادة ومات مغفورا له
رواه ابن ماجه
5289 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله مات فلان
قال أليس كان معنا آنفا قالوا بلى قال سبحان الله كأنها أخذة على غضب
المحروم من حرم وصيته
رواه أبو يعلى بإسناد حسن
ورواه ابن ماجه مختصرا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المحروم من حرم وصيته
5290 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ترك الوصية عار في الدنيا ونار وشنار في الآخرة
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
5291 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار ثم قرأ أبو هريرة رضي الله عنه من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار حتى بلغ وذلك الفوز العظيم النساء 21 31
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن غريب وابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة
5292 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الإضرار في الوصية من الكبائر ثم تلا تلك حدود الله النساء سنة فإذا أوصى

حاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار وإن 31
رواه النسائي
5293 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فر بميراث وارثه قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة
رواه ابن ماجه
5294 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا قال أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم
قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان كذا
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه بنحوه وأبو داود إلا أنه قال أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل البقاء وتخشى الفقر
5295 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأن يتصدق المرء في حياته وصحته بدرهم خير له من أن يتصدق عند موته بمائة رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما عن شرحبيل بن سعد عن أبي سعيد
5296 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مثل الذي يعتق عند موته كمثل الذي يهدي إذا شبع
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال مثل الذي يتصدق عند موته مثل الذي يهدي بعدما يشبع
ورواه النسائي وعنده قال أوصى رجل بدنانير في سبيل الله فسئل أبو الدرداء فحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يعتق ويتصدق عند موته مثل الذي يهدي بعد ما شبع

قال الحافظ وقد تقدم في كتاب البيوع ما جاء في المبادرة إلى قضاء دين الميت والترغيب في ذلك
الترهيب من كراهية الإنسان الموت والترغيب في تلقيه بالرضى والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز و جل
5297 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
5298 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قلنا يا رسول الله كلنا يكره الموت قال ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البشير من الله فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي الله فأحب الله لقاءه وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر جاءه ما هو صائر إليه من الشر أو ما يلقى من الشر فكره لقاء الله فكره الله لقاءه
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والنسائي بإسناد جيد إلا أنه قال قيل يا رسول الله وما منا أحد إلا يكره الموت قال إنه ليس بكراهية الموت إن المؤمن إذا جاءه البشرى من الله عز و جل لم يكن شيء أحب إليه من لقاء الله وكان الله للقائه أحب وإن الكافر إذا جاءه ما يكره لم يكن شيء أكره إليه من لقاء الله وكان الله للقائه أكره
3

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه
رواه مالك والبخاري واللفظ له ومسلم والنسائي
4 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
5 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وأكثر له من الدنيا
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وابن حبان في صحيحه ورواه ابن ماجه من حديث عمرو بن غيلان الثقفي وهو ممن اختلف في صحبته ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم من آمن بي وصدقني وعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأقلل ماله وولده وحبب إليه لقاءك وعجل له القضاء ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره
6 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تحفة المؤمن الموت
رواه الطبراني بإسناد جيد
7 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز و جل للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له قلنا نعم يا رسول الله قال إن الله عز و جل يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي
رواه أحمد من رواية عبيد الله بن زحر

الترغيب في كلمات يقولهن من مات له ميت
5299 - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون
قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة فقلت ذلك فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه و سلم
رواه مسلم هكذا بالشك وأبو داود الترمذي والنسائي وابن ماجه الميت بلا شك
5300 - وعنها رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله تعالى في مصيبته
وأخلف له خيرا منها
قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني بها وأبدلني خيرا منها فلما احتضر أبو سلمة قال اللهم اخلفني في أهلي خيرا مني فلما قبض قالت أم سلمة إنا لله وإنا إليه راجعون البقرة 651 عند الله أحتسب مصيبتي فأجرني فيها
رواه ابن ماجه بنحو الترمذي
5301 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون البقرة 651 قال أخبر الله عز و جل أن المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع فاسترجع عند المصيبة كتب له ثلاث خصال من الخير الصلاة من الله والرحمة وتحقيق سبيل الهدى وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا يرضاه
رواه الطبراني في الكبير
شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون

وفي رواية له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطيت أمتي
5303 - وروي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب
رواه ابن ماجه
5304 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد
رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه
12 - الترغيب في حفر القبور وتغسيل الموتى وتكفينهم
5305 - عن رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنبه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث
رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه أجرى الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة
ورواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر وفي سنده الخليل بن مرة ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ومن كفن ميتا كساه الله من حلل الجنة ومن عزى حزينا ألبسه الله

التقوى وصلى على روحه في الأرواح ومن عزى مصابا كساه الله حلتين من حلل الجنة لا تقوم لهما الدنيا ومن تبع جنازة حتى يقضى دفنها كتب الله له ثلاثة قراريط القيراط منها أعظم من جبل أحد ومن كفل يتيما أو أرملة أظله الله في ظله وأدخله الجنة
5306 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من غسل ميتا فكتم عليه طهره الله من ذنوبه فإن كفنه كساه الله من السندس
رواه الطبراني في الكبير
5307 - وروي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من غسل ميتا وكفنه وحنطه وحمله وصلى عليه ولم يفش عليه ما رأى خرج من خطيئته مثل ما ولدته أمه
رواه ابن ماجه
5308 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه أحمد والطبراني من رواية جابر الجعفي
5309 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك أن يحزنك فإن الحزين في ظل الله يتعرض كل خير
رواه الحاكم وقال رواته ثقات
13 - الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه
5310 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حق المسلم على المسلم ست
قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه
رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ويقول والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما
وكان يقول للمسلم على المسلم ست يشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض وينصحه إذا غاب أو شهد ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه إذا مات
رواه أحمد بإسناد حسن
5312 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول للمسلم على أخيه المسلم ست خصال واجبة فمن ترك خصلة منها فقد ترك حقا واجبا فذكر الحديث بنحو ما تقدم ورواه الطبراني وأبو الشيخ في الثواب ورواتهما ثقات إلا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
5313 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة
رواه ابن حبان في صحيحه
5314 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة
رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه وتقدم هو وغيره في العيادة
5315 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
وفي رواية لمسلم وغيره أصغرهما مثل أحد

وفي رواية البخاري من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط
5317 - وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان قاعدا عند ابن عمر رضي الله عنهما إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال يا عبد الله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة رضي الله عنه يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها واتبعها حتى تدفن كان له قيراطان من الأجر كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد فأرسل ابن عمر إلى عائشة رضي الله عنها يسألها عن قول أبي هريرة ثم يرجع إليه فيخبره بما قالت وأخذ ابن عمر قبضة من حصى المسجد يقلبها في يده حتى يرجع فقال قالت عائشة صدق أبو هريرة فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض ثم قال لقد فرطنا في قراريط كثيرة
رواه مسلم
5318 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صلى على جنازة فله قيراط وإن شهد دفنها فله قيراطان القيراط مثل أحد
رواه مسلم وابن ماجه أيضا من حديث أبي بكر بن كعب
وزاد في آخره والذي نفس محمد بيده القيراط أعظم من أحد هذا
5319 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تبع جنازة حتى يصلى عليها فإن له قيراطا فسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن القيراط فقال مثل أحد
وفي رواية قالوا يا رسول الله مثل قراريطنا هذه قال لا بل مثل أحد أو أعظم من أحد
رواه أحمد ورواته ثقات
5320 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتى جنازة في أهلها فله

قيراط فإن اتبعها فله قيراط فإن صلى عليها فله قيراط فإن انتظرها حتى تدفن فله قيراط
رواه البزار ورواته رواة الصحيح إلا معدي بن سليمان
5321 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر أنا
فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا قال أبو بكر أنا
قال من عاد منكم اليوم مريضا فقال أبو بكر أنا فقال من تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة
رواه ابن خزيمة في صحيحه
5322 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أول ما يجازى به العبد بعد موته أن يغفر لجميع من اتبع جنازته
رواه البزار
14 - الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية
5323 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه
رواه مسلم والنسائي والترمذي وعنده مائة فما فوقها
5324 - وعن كريب أن ابن عباس رضي الله عنهما مات له ابن بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا فأخبرته فقال تقول هم أربعون قال قلت نعم
قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
5325 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر الله له
رواه الطبراني في الكبير وفيه مبشر بن أبي المليح لا يحضرني حاله

وعن الحكم بن فروخ قال صلى بنا أبو المليح على جنازة فظننا أنه قد كبر فأقبل علينا بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ولتحسن شفاعتكم
قال أبو المليح حدثني عبد الله عن إحدى أمهات المؤمنين وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت أخبرني النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه فسألت أبا المليح عن الأمة قال أربعون
رواه النسائي
5327 - وعن مالك بن هبيرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب وكان مالك إذا استقبل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف لهذا الحديث
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن
قوله أوجب أي وجبت له الجنة
5328 - وروي عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عزى مصابا فله مثل أجر صاحبه
رواه الترمذي وقال حديث غريب وقد روي موقوفا
5329 - وروى الترمذي أيضا عن أبي برزة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة وقال حديث غريب
5330 - وروى ابن ماجه عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة
15 - الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن
5331 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أسرعوا بالجنازة فإن تك

صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
5332 - وعن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه وكنا نمشي مشيا خفيفا فلحقنا أبو بكرة رضي الله عنه فرفع صوته قال لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم نرمل رملا
رواه أبو داود والنسائي
5333 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألنا نبينا صلى الله عليه و سلم عن المشي مع الجنازة فقال ما دون الخبب إن يكن خيرا فعجل إليه وإن يكن غير ذلك فبعدا لأهل النار
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه يعني من حديث يحيى إمام بني تيم الله عن أبي ماجد عن عبد الله
قال الحافظ يحيى هذا هو ابن عبد الله بن الحارث الجابر الكوفي التيمي
قال أحمد ليس به بأس وقال ابن معين والنسائي ضعيف وقال ابن عدي أحاديثه متقاربة وأرجو أنه لا بأس به وأبو ماجد في عداد من لا يعرف وقال البخاري ضعيف وقال النسائي منكر الحديث والله أعلم
الخبب بخاء معجمة مفتوحة وباءين موحدتين ضرب من العدو وقيل هو الرمل
الترغيب في الدعاء للميت وإحسان الثناء عليه والترهيب من سوى ذلك
5334 - عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال استغفروا لأخيكم واسألوا له بالتثبيت فإنه الآن يسأل
رواه أبو داود
5335 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال مروا على النبي صلى الله عليه و سلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا

فقال وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت ثم قال إن بعضكم على بعض شهيد
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه
5336 - وعن أنس رضي الله عنه قال مر بجنازة فأثني عليها خير فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم وجبت وجبت وجبت فقال عمر فداك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض
رواه البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وابن ماجه
5337 - وعن أبي الأسود قال قدمت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثنوا على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله عنه وجبت ثم مر بأخرى فأثنوا على صاحبها خيرا فقال عمر وجبت ثم مر بالثالثة فأثنوا على صاحبها شرا فقال عمر وجبت
قال أبو الأسود فقلت ما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه و سلم أيما مسلم شهد له أربعة نفر بخير أدخله الله الجنة قال فقلنا وثلاثة فقال وثلاثة
فقلنا واثنان قال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد
رواه البخاري
5338 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين إنهم لا يعلمون إلا خيرا إلا قال الله قد قبلت علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه
5339 - وروى أحمد عن شيخ من أهل البصرة لم يسمه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم يرويه عن ربه عز و جل ما من عبد مسلم يموت فيشهد له ثلاثة أبيات من جيرانه الأدنين بخير إلا قال الله عز و جل قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم
5340 - وروي عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مات

العبد والله يعلم منه شرا ويقول الناس خيرا قال الله عز و جل لملائكته قد قبلت شهادة عبادي على عبدي وغفرت له علمي فيه
رواه البزار
5341 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دعي إلى جنازة سأل عنها فإن أثني عليها خير قام فصلى عليها وإن أثني عليها غير ذلك قال لأهلها شأنكم بها ولم يصل عليها
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
5342 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه كلهم من رواية عمران بن أنس المكي عن عطاء عنه وقال الترمذي حديث غريب سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول عمران بن أنس منكر الحديث
قال الحافظ وتقدم حديث أم سلمة الصحيح قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا حضرتم الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون
5343 - وعن مجاهد قال قالت عائشة رضي الله عنها ما فعل يزيد بن قيس لعنه الله قالوا قد مات قالت فأستغفر الله فقالوا لها ما لك لعنته ثم قلت أستغفر الله قالت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا
رواه ابن حبان في صحيحه وهو عند البخاري دون ذكر القصة
ولأبي داود إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا فيه
الترهيب من النياحة على الميت والنعي ولطم الخد وخمش الوجه وشق الجيب
5344 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الميت يعذب في قبره بما نيح عليه

وفي رواية ما نيح عليه
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي وقال بالنياحة عليه
5345 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم
5346 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تبكي واجبلاه واكذا واكذا تعدد عليه فقال حين أفاق ما قلت شيئا إلا قيل لي أنت كذلك رواه البخاري
وزاد في رواية فلما مات لم تبك عليه
ورواه الطبراني في الكبير عن الأعمش عن عبد الله بن عمر بنحوه وفيه فقال يا رسول الله أغمي علي فصاحت النساء واعزاه واجبلاه فقال ملك معه مرزبة فجعلها بين رجلي فقال أنت كما تقول قلت لا ولو قلت نعم ضربني بها
والأعمش لم يدرك ابن عمر
5347 - وعن الحسن قال إن معاذ بن جبل أغمي عليه فجعلت أخته تقول واجبلاه أو كلمة أخرى فلما أفاق قال ما زلت مؤذية لي منذ اليوم قالت لقد كان يعز علي أن أوذيك قال ما زال ملك شديد الانتهار كلما قلت واكذا قال أكذاك أنت فأقول لا
رواه الطبراني في الكبير والحسن لم يدرك معاذا
5348 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول واجبلاه واسيداه أو نحو ذلك إلا وكل به ملكان يلهزانه هكذا كنت
رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب

اللهز هو الدفع بجميع اليد في الصدر
5349 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي إذا قالت واعضداه وامانعاه واناصراه واكاسياه جبذ الميت فقيل أناصرها أنت أكاسيها أنت رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
5350 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت
رواه مسلم
5351 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة من الكفر بالله شق الجيب والنياحة والطعن في النسب
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
وفي رواية لابن حبان ثلاثة هي الكفر
وفي أخرى ثلاث من عمل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام فذكر الحديث
الجيب هو الخرق الذي يخرج الإنسان منه رأسه في القميص ونحوه
5352 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده فقال ايأسوا أن تردوا أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ولكن افتنوهم في دينهم وأفشوا فيهم النوح
رواه أحمد بإسناد حسن
5353 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة
رواه البزار ورواته ثقات
5354 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تصلي الملائكة على نائحة ولا مرنة
رواه أحمد وإسناده حسن إن شاء الله
5355 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة وقال النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها

سربال من قطران ودرع من جرب
رواه مسلم وابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم النياحة من أمر الجاهلية وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران ودرعا من لهب النار
القطران بفتح القاف وكسر الطاء قال ابن عباس هو النحاس المذاب وقال الحسن هو قطران الإبل وقيل غير ذلك
5356 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هذه النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم صف عن يمينهم وصف عن يسارهم فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب
رواه الطبراني في الأوسط
5357 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم النائحة والمستمعة
رواه أبو داود وليس في إسناده من ترك ورواه البزار والطبراني فزادا فيه وقال ليس للنساء في الجنازة نصيب
5358 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت لما مات أبو سلمة قلت غريب وفي أرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة تريد أن تساعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه فكففت عن البكاء فلم أبك رواه مسلم
5359 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت لما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرف فيه الحزن قالت وأنا أطلع من شق الباب وأتاه رجل فقال أي رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمر أن ينهاهن فذهب الرجل ثم أتى فقال والله لقد غلبنني أو غلبننا فزعمت أن النبي صلى الله عليه و سلم قال فاحث في أفواههن التراب فقلت أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل ولا تركت رسول الله صلى الله عليه و سلم من العنا
رواه البخاري ومسلم

وعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال إذ حضر إذا أنا مت فلا يؤذن علي أحد إني أخاف أن يكون نعيا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى عن النعي
رواه الترمذي وقال حديث حسن وذكره رزين فزاد فيه فإذا مت فصلوا علي وسلوني إلى ربي سلا
ورواه ابن ماجه إلا أنه قال كان حذيفة إذا مات له الميت قال لا تؤذنوا به أحدا إني أخاف أن يكون نعيا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم بأذني هاتين ينهى عن النعي
5361 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان ينهى عن النعي وقال إياكم والنعي فإنه من عمل الجاهلية
قال عبد الله والنعي أذان بالميت
رواه الترمذي مرفوعا وقال غريب ورواه من طريق أخرى قال نحوه ولم يرفعه ولم يذكر فيه والنعي أذان بالميت وقال وهذا أصح وقد كره بعض أهل العلم النعي والنعي عندهم أن ينادى في الناس أن فلانا مات ليشهدوا جنازته وقال بعض أهل العلم لا بأس أن يعلم الرجل أهل قرابته وإخوانه انتهى
5362 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه لما طعن عولت عليه حفصة فقال لها عمر يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن المعول عليه يعذب قالت بلى رواه ابن حبان في صحيحه
5363 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
5364 - وعن أبي بردة قال وجع أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ورأسه في حجر امرأة من أهله فأقبلت تصيح برنة فلم يستطع أن يرد عليها شيئا فلما أفاق قال أنا بريء ممن برىء منه رسول الله صلى الله عليه و سلم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم برىء من الصالقة والحالقة والشاقة

رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي إلا أنه قال أبرأ إليكم كما برىء رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من حلق ولا خرق ولا صلق
الصالقة التي ترفع صوتها بالندب والنياحة
والحالقة التي تحلق رأسها عند المصيبة
والشاقة التي تشق ثوبها
5365 - وعن أسيد بن أبي أسيد التابعي عن امرأة من المبايعات قالت كان فيما أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في المعروف الذي أخذ علينا أن لا نخمش وجها ولا ندعو ويلا ولا نشق جيبا ولا ننشر شعرا
رواه أبو داود
5366 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
18 - الترهيب من إحداد المرأة على غير زوجها فوق ثلاث
5367 - عن زينب بنت أبي سلمة قالت دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه و سلم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت بطيب فيه صفرة خلوق أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت والله ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا قالت زينب ثم دخلت على زينب بنت جحش رضي الله عنها حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست منه ثم قالت أما والله ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا
رواه البخاري ومسلم وغيرهما

الترهيب من أكل مال اليتيم بغير حق
5368 - عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تؤمرن على اثنين ولا تلين مال يتيم
رواه مسلم وغيره
5369 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
ورواه البزار ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكبائر سبع أولهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم وفرار يوم الزحف وقذف المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرة
الموبقات المهلكات
5370 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه
رواه الحاكم من طريق إبراهيم بن خثيم بن عراك وقد ترك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة وقال صحيح الإسناد
5371 - وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير الحق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم
فذكر الحديث وهو كتاب طويل فيه ذكر الزكاة والديات وغير ذلك
رواه ابن حبان في صحيحه
5372 - وعن أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يبعث يوم القيامة قوم من

قبورهم تأجج أفواههم نارا فقيل من هم يا رسول الله قال ألم تر أن الله عز و جل يقول إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا النساء 01 رواه أبو يعلى ومن طريقه ابن حبان في صحيحه من طريق زياد بن المنذر أبي الجارود عن نافع بن الحارث وهما واهيان متهمان عن أبي برزة
الترغيب في زيارة الرجال القبور والترهيب من زيارة النساء واتباعهن الجنائز
5373 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال زار النبي صلى الله عليه و سلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت
رواه مسلم وغيره
5374 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
5375 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
5376 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك أن يحزنك فإن الحزين في ظل الله يتعرض كل خير
رواه الحاكم وقال رواته ثقات وتقدم قريبا
5377 - وعن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

قال الحافظ قد كان النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن زيارة القبور نهيا عاما للرجال والنساء ثم أذن للرجال في زيارتها واستمر النهي في حق النساء وقيل كانت الرخصة عامة وفي هذا كلام طويل ذكرته في غير هذا الكتاب والله أعلم
5378 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه كلهم من رواية أبي صالح عن ابن عباس
قال الحافظ وأبو صالح هذا هو باذام ويقال باذان مكي مولى أم هانىء وهو صاحب الكلبي قيل لم يسمع من ابن عباس وتكلم فيه البخاري والنسائي وغيرهما
5379 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن زوارات القبور
رواه الترمذي وابن ماجه أيضا وابن حبان في صحيحه كلهم من رواية عمر بن أبي سلمة وفيه كلام عن أبيه عن أبي هريرة وقال الترمذي حديث حسن صحيح
5380 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني ميتا فلما فرغنا انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم وانصرفنا معه فلما حاذى رسول الله صلى الله عليه و سلم بابه وقف فإذا نحن بامرأة مقبلة قال أظنه عرفها فلما ذهبت إذا هي فاطمة رضي الله عنها فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أخرجك يا فاطمة من بيتك قالت أتيت يا رسول الله أهل هذا الميت فرحمت إليهم ميتهم أو عزيتهم به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلك بلغت معهم الكدا فقالت معاذ الله وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر
قال لو بلغت معهم الكدا فذكر تشديدا في ذلك قال فسألت ربيعة بن سيف عن الكدا فقال القبور فيما أحسب
رواه أبو داود والنسائي بنحوه إلا أنه قال في آخره فقال لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك
وربيعة هذا من تابعي أهل مصر فيه مقال لا يقدح في حسن الإسناد

الكدا بضم الكاف وبالدال المهملة مقصورا هو المقابر
5381 - وروي عن علي رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا نسوة جلوس قال ما يجلسكن قلن ننتظر الجنازة قال هل تغسلن قلن لا
قال هل تحملن قلن لا
قال هل تدلين فيمن يدلي قلن لا
قال فارجعن مأزورات غير مأجورات
رواه ابن ماجه ورواه أبو يعلى من حديث أنس
الترهيب من المرور بقبور الظالمين وديارهم ومصارعهم مع الغفلة عما أصابهم وبعض ما جاء في عذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير عليهما السلام
5382 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه يعني لما وصلوا الحجر ديار ثمود لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم رواه البخاري ومسلم
5383 - وفي رواية قال لما مر النبي صلى الله عليه و سلم بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي
فصل
5384 - عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر
قالت عائشة فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عذاب القبر

فقال نعم عذاب القبر قالت فما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر
رواه البخاري ومسلم
5385 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
5386 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر
رواه مسلم
5387 - وعن هانىء مولى عثمان بن عفان قال كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته فقيل له تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وزاد رزين فيه مما لم أره في شيء من نسخ الترمذي قال هانىء وسمعت عثمان ينشد على قبر فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا أخالك
5388 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود دون قوله فيقال إلى آخره
5389 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة فلو أن تنينا منها نفخت

في الأرض ما أنبتت خضراء
رواه أحمد وأبو يعلى ومن طريقه ابن حبان في صحيحه كلهم من طريق دراج عن أبي الهيثم
5390 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراء فيرحب له قبره سبعون ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى طه 421 قال أتدرون ما المعيشة الضنك قالوا الله ورسوله أعلم
قال عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه واللفظ له كلاهما من طريق دراج عن ابن حجيرة عنه
5391 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر فتان القبر فقال عمر أترد علينا عقولنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم كهيئتك اليوم فقال عمر بفيه الحجر
رواه أحمد من طريق ابن لهيعة والطبراني بإسناد جيد
5392 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله تبتلى هذ الأمة في قبورها فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة قال يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72
رواه البزار ورواته ثقات
5393 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا النبي محمد فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه و سلم فيراهما جميعا وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين
رواه البخاري واللفظ له ومسلم

وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد فإن الله هداه قال كنت أعبد الله فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء بعدها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا كان لك ولكن الله عصمك فأبدلك به بيتا في الجنة فيراه فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكن قال وإن الكافر أو المنافق إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول لا أدري فيقال لا دريت ولا تليت فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضربه بمطراق بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين
ورواه أبو داود نحوه والنسائي باختصار ورواه أحمد بإسناد صحيح من حديث أبي سعيد الخدري بنحو الرواية الأولى وزاد في آخره فقال بعض القوم يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت إبراهيم 72
5395 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت يهودية استطعمت على بابي فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله ما تقول هذه اليهودية قال وما تقول قلت تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت عائشة فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم ورفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذر أمته وسأحدثكم بحديث لم يحذره نبي أمته إنه أعور وإن الله ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن فأما فتنة القبر فبي يفتنون وعني يسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له فما كنت تقول في الإسلام فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول محمد رسول الله جاء بالبينات من عند الله فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له انظر إلى ما وقاك الله ثم تفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك منها ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله وإذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له فما كنت تقول فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له انظر إلى ما

صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ويقال هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يعذب
رواه أحمد بإسناد صحيح
قوله غير مشعوف هو بشين معجمة بعدها عين مهملة وآخره فاء قال أهل اللغة الشعف هو الفزع حتى يذهب بالقلب
5396 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد بعد فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وبيده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا
زاد في رواية وقال إن الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له يا هذا من ربك وما دينك ومن نبيك
وفي رواية ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له وما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما يدريك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت وصدقت
زاد في رواية فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72 فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره وإن الكافر فذكر موته قال فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن قد كذب فافرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه
زاد في رواية ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبلا لصار ترابا فيضربه بها ضربة يسمعها من بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا ثم تعاد فيه الروح

رواه أبو داود ورواه أحمد بإسناد رواته محتج بهم في الصحيح أطول من هذا ولفظه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر مثله إلى أن قال فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولان فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز و جل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول ربي الله فيقولان ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان ما يدريك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة
قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره
قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه الحسن يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح وتخرج منها كأنتن

جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذه الريح الخبيثة فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط الأعراف 04 فيقول الله عز و جل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ثم تطرح روحه طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق الحج 13 فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكانه فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري
قال فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري
قال فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعهد ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه القبيح يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة
وفي رواية له بمعناه وزاد فيأتيه آت قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بهوان من الله وعذاب مقيم فيقول بشرك الله بالشر من أنت فيقول أنا عملك الخبيث كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا في معصيته فجزاك الله بشر ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين
قال البراء ثم يفتح له باب من النار ويمهد له من فرش النار
قال الحافظ هذا الحديث حديث حسن رواته محتج بهم في الصحيح كما تقدم وهو مشهور بالمنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء كذا قال أبو موسى الأصبهاني رحمه الله والمنهال روى له البخاري حديثا واحدا
وقال ابن معين المنهال ثقة
وقال أحمد العجلي كوفي ثقة
وقال أحمد بن حنبل تركه شعبة على محمد
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم لأنه سمع من داره صوت قراءة بالتطريب وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل

سمعت أبي يقول أبو بشر أحب إلي من المنهال وزاذان ثقة مشهور ألانه بعضهم وروى له مسلم حديثين في صحيحه ورواه البيهقي من طريق المنهال بنحو رواية أحمد ثم قال وهذا حديث صحيح الإسناد وقد رواه عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت عن البراء عن النبي صلى الله عليه و سلم وذكر فيه اسم الملكين فقال في ذكر المؤمن فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلجفان الأرض بشفاههما فيجلسانه ثم يقال له يا هذا من ربك فذكره وقال في ذكر الكافر فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلجفان الأرض بشفاههما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيجلسانه ثم يقال يا هذا من ربك فيقول لا أدري فينادى من جانب القبر لا دريت ويضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها من بين الخافقين لم يقلوها يشتعل منها قبره نارا ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
قوله هاه هاه هي كلمة تقال في الضحك وفي الإبعاد وقد تقال للتوجع وهو أليق بمعنى الحديث والله أعلم
5397 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي إلى روح الله فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا فيشمونه حتى يأتوا به باب السماء فيقولون ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من الأرض ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك حتى يأتوا به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم فيقولون ما فعل فلان فيقولون دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم الدنيا فيقول قد مات أما أتاكم فيقولون ذهب به إلى أمه الهاوية
وأما الكافر فيأتيه ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي إلى غضب الله فتخرج كأنتن ريح جيفة فيذهب به إلى باب الأرض
رواه ابن حبان في صحيحه وهو عند ابن ماجه بنحوه بإسناد صحيح
5398 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال شهدنا جنازة مع نبي الله صلى الله عليه و سلم فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال نبي الله صلى الله عليه و سلم إنه الآن يسمع خفق نعالكم أتاه منكر ونكير أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد ومن كان نبيه فإن كان ممن يعبد الله قال أعبد الله ونبيي

محمد صلى الله عليه و سلم جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه فذلك قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72 فيقال له على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته وإن كان من أهل الشك قال لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيقال له على الشك حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى النار وتسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدهم على الدنيا ما أنبتت شيئا تنهشه وتؤمر الأرض فتضطم عليه حتى تختلف أضلاعه
رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به ابن لهيعة
قال الحافظ ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات وأما ما انفرد به فقليل من يحتج به والله أعلم
صياصي البقر قرونها
5399 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال له نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك وإن كان منافقا قال سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله لا أدري فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن حبان في صحيحه
العروس يطلق على الرجل وعلى المرأة ما داما في أعراسهما
5400 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه

وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس وقد دنت للغروب فيقال له أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه أرأيتك هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه قال فيقول محمد أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه جاء بالحق من عند الله فيقال له على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ويعاد الجسد كما بدأ منه فتجعل نسمته في النسيم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72 الآية وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه لم يوجد شيء ثم أتي عن يمينه فلا يوجد شيء ثم أتي عن شماله فلا يوجد شيء ثم أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيقال له اجلس فيجلس مرعوبا خائفا فيقال أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول أي رجل ولا يهتدي لاسمه فيقال له محمد فيقول لا أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس فيقال له على ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ويقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى طه 421
رواه الطبراني في الأوسط
وابن حبان في صحيحه واللفظ له وزاد الطبراني قال أبو عمر يعني الضرير
قلت لحماد بن سلمة كان هذا من أهل القبلة قال
نعم
قال أبو عمر كان شهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه كان يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله

وفي رواية للطبراني يؤتى الرجل في قبره فإذا أتي من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن وإذا أتي من قبل يديه دفعته الصدقة وإذا أتي من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد
الحديث
النسمة بفتح النون والسين هي الروح
قوله تعلق بضم اللام أي تأكل
قال الحافظ وقد أملينا في الترهيب من إصابة البول الثوب وفي النميمة جملة من الأحاديث في أن عذاب القبر من البول والنميمة لم نعد من تلك الأحاديث هنا شيئا والأحاديث في عذاب القبر وسؤال الملكين كثيرة وفيما ذكرناه كفاية والله الموفق لا رب غيره
5402 - وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر
رواه الترمذي وغيره وقال الترمذي حديث غريب وليس إسناده بمتصل
22 - الترهيب من الجلوس على القبر وكسر عظم الميت
5403 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير من أن يجلس على قبر
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
5404 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إلي من أن أمشي على قبر
رواه ابن ماجه بإسناد جيد

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لأن أطأ على جمرة أحب إلي من أن أطأ على قبر مسلم
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن وليس في أصلي رفعه
5406 - وعن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا على قبر فقال يا صاحب القبر انزل من على القبر لا تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك
رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن لهيعة
5407 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كسر عظم الميت ككسره حيا
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه

كتاب البعث وأهوال يوم القيامة
قال الحافظ وهذا الكتاب بجملته ليس صريحا في الترغيب والترهيب وإنما هو حكاية أمور مهولة تؤول بالسعداء إلى النعيم وبالأشقياء إلى الجحيم وفي غضونها ما هو صريح فيها أو كالصريح فلنقتصر على إملاء نبذ منه يحصل بالوقوف عليها الإحاطة بجميع معاني ما ورد فيه على طرف من الإجمال ولا يخرج عنها إلا زيادة شاذة في حديث ضعيف أو منكر إذ لو استوعبنا منه كما استوعبنا من غيره من أبواب هذا الكتاب لكان ذلك قريبا مما مضى ولخرجنا عن غير المقصود إلى الإطناب الممل والله المستعان وجعلناه فصولا
فصل في النفخ في الصور وقيام الساعة 5408 - عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما الصور قال قرن ينفخ فيه
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه
5409 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ فكأن ذلك ثقل على أصحابه فقالوا فكيف نفعل يا رسول الله أو نقول قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا وربما قال توكلنا على الله
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه ورواه أحمد والطبراني من حديث زيد بن أرقم ومن حديث ابن عباس أيضا

وعن عبد الله بن الحارث قال كنت عند عائشة رضي الله عنها وعندها كعب الأحبار فذكر إسرافيل فقالت عائشة يا كعب أخبرني عن إسرافيل فقال كعب عندكم العلم قالت أجل قالت فأخبرني قال له أربعة أجنحة جناحان في الهواء وجناح قد تسربل به وجناح على كاهله والقلم على أذنه فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى فالتقم الصور يحني ظهره وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور فقالت عائشة هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
5411 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس فلا تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء ثم ينادي مناد يا أيها الناس أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فوالذي نفسي بيده إن الرجلين ينشران الثوب فلا يطويانه وإن الرجل ليمدر حوضه فلا يسقي منه شيئا أبدا والرجل يحلب ناقته فلا يشربه أبدا
رواه الطبراني بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون
مدر الحوض أي طينه لئلا يتسرب منه الماء
5412 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لتقوم الساعة وثوبهما بينهما لا يبايعانه ولا يطويانه ولتقوم الساعة وقد انصرف بلبن لقحته لا يطعمه ولتقوم الساعة يلوط حوضه لا يسقيه ولتقوم الساعة وقد رفع لقمته إلى فيه لا يطعمها
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
لاطه بالطاء المهملة بمعنى مدره
5413 - وعن أبي مرية عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب أو قال رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخان
رواه أحمد بإسناد جيد هكذا على الشك في إرساله أو اتصاله

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بين النفختين أربعون قيل أربعون يوما قال أبو هريرة أبيت قال أربعون شهرا قال أبيت
قال أربعون سنة قال أبيت
ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الإنسان شيء لا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة رواه البخاري ومسلم
5415 - ولمسلم قال إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا فيه يركب الخلق يوم القيامة قالوا أي عظم هو يا رسول الله قال عجب الذنب
ورواه مالك وأبو داود والنسائي باختصار قال كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب
عجب الذنب بفتح العين وإسكان الجيم بعدها باء أو ميم وهو العظم الحديد الذي يكون في أسفل الصلب وأصل الذنب من ذوات الأربع
5416 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه قيل وما هو يا رسول الله قال مثل حبة خردل منه تنشؤون
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه من طريق دراج عن أبي الهيثم
5417 - وعنه رضي الله عنه أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وفي إسناده يحيى بن أيوب وهو الغافقي المصري احتج به البخاري ومسلم وغيرهما وله مناكير وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال أحمد سيىء الحفظ وقال النسائي ليس بالقوي وقد قال كل من وقفت على كلامه من أهل اللغة إن المراد بقوله يبعث في ثيابه التي قبض فيها أي في أعماله قال الهروي وهذا كحديثه

الآخر يبعث العبد على ما مات عليه قال وليس قول من ذهب إلى الأكفان بشيء لأن الميت إنما يكفن بعد الموت انتهى
قال الحافظ وفعل أبي سعيد راوي الحديث يدل على إجرائه على ظاهره وأن الميت يبعث في ثيابه التي قبض فيها وفي الصحاح وغيرها أن الناس يبعثون عراة كما سيأتي في الفصل بعده إن شاء الله فالله سبحانه أعلم

فصل في الحشر وغيره
5419 - وفي رواية قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بموعظة فقال يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين الأنبياء 401
ألا وإن أول الخلائق يكسى إبراهيم عليه السلام ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم إلى قوله العزيز الحكيم المائدة 711 811 قال فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم
زاد في رواية فأقول سحقا سحقا
رواه البخاري ومسلم ورواه الترمذي والنسائي بنحوه
الغرل بضم الغين المعجمة وإسكان الراء جمع أغرل وهو الأقلف
5420 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يحشر الناس

حفاة عراة غرلا
قالت عائشة فقلت الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض قال الأمر أشد من أن يهمهم ذلك
وفي رواية من أن ينظر بعضهم إلى بعض رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
5421 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة فقالت أم سلمة فقلت يا رسول الله واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض فقال شغل الناس قلت ما شغلهم قال نشر الصحائف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد صحيح
5422 - وعن سودة بنت زمعة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان فقلت يبصر بعضنا بعضا فقال شغل الناس لكل أمرىء منهم يومئذ شأن يغنيه عبس 73
رواه الطبراني ورواته ثقات
5423 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة فقالت امرأة يا رسول الله فكيف يرى بعضنا بعضا فقال إن الأبصار شاخصة فرفع بصره إلى السماء فقالت يا رسول الله ادع الله أن يستر عورتي قال اللهم استر عورتها
رواه الطبراني وفيه سعيد بن المرزبان وقد وثق
5424 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد
وفي رواية قال سهل أو غيره ليس فيها معلم لأحد
رواه البخاري ومسلم
العفراء هي البيضاء ليس بياضها بالناصع
النقي هو الخبز الأبيض
والمعلم بفتح الميم ما يجعل علما وعلامة للطريق والحدود وقيل المعلم الأثر ومعناه أنها لم توطأ قبل فيكون فيها أثر أو علامة لأحد
تعالى الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم الفرقان 43 أيحشر الكافر

وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله قال الله على وجهه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه قال قتادة حين بلغه بلى وعزة ربنا
رواه البخاري ومسلم
5426 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف صنفا مشاة وصنفا ركبانا وصنفا على وجوههم
قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم قال إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك رواه الترمذي وقال حديث حسن
5427 - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم
رواه الترمذي وقال حديث حسن
5428 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال إن الصادق المصدوق حدثني أن الناس يحشرون ثلاثة أفواج فوجا راكبين طاعمين كاسين وفوجا تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم النار وفوجا يمشون ويسعون
الحديث رواه النسائي
5429 - وروي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يبعث الله يوم القيامة ناسا في صور الذر يطؤهم الناس بأقدامهم فيقال ما هؤلاء في صور الذر فيقال هؤلاء المتكبرون في الدنيا
رواه البزار
5430 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بؤلس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال

رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن وتقدم مع غريبه في الكبير
5431 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير ويحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا
رواه البخاري ومسلم
الطرائق جمع طريقة وهي الحالة
5432 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب في الأرض عرقهم سبعين ذراعا وإنه يلجمهم حتى يبلغ آذانهم
رواه البخاري ومسلم
5433 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم يوم يقوم الناس لرب العالمين المطففين 6 قال يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه
رواه البخاري ومسلم واللفظ له ورواه الترمذي مرفوعا وموقوفا وصحح المرفوع
5434 - وعن المقداد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل
قال سليم بن عامر والله ما أدري ما يعني بالميل مسافة الأرض أو الميل التي تكحل به العين قال فتكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وأشار رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده إلى فيه
رواه مسلم
5435 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تدنو

الشمس من الأرض فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه ومنهم من يبلغ نصف الساق ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه ومنهم من يبلغ إلى العجز ومنهم من يبلغ الخاصرة ومنهم من يبلغ منكبيه ومنهم من يبلغ عنقه ومنهم من يبلغ وسطه وأشار بيده ألجمها فاه رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يشير هكذا ومنهم من يغطيه عرقه وضرب بيده وأشار وأمر يده فوق رأسه من غير أن يصيب الرأس دور راحتيه يمينا وشمالا
رواه أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
5436 - وعن عبد العزيز العطار عن أنس رضي الله عنه لا أعلمه إلا رفعه قال لم يلق ابن آدم شيئا منذ خلقه الله عز و جل أشد عليه من الموت ثم إن الموت أهون مما بعده وإنهم ليلقون من هول ذلك اليوم شدة حتى يلجمهم العرق حتى إن السفن لو أجريت فيه لجرت
رواه أحمد مرفوعا باختصار والطبراني في الأوسط على الشك هكذا واللفظ له وإسنادهما جيد
5437 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال الأرض كلها نار يوم القيامة والجنة من ورائها كواعبها وأكوابها والذي نفس عبد الله بيده إن الرجل ليفيض عرقا حتى يسيح في الأرض قامته ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسه الحساب
قالوا مم ذلك يا أبا عبد الرحمن قال مما يرى الناس يلقون رواه الطبراني موقوفا بإسناد جيد قوي
5438 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول يا رب أرحني ولو إلى النار
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد وأبو يعلى ومن طريقه ابن حبان إلا أنهما قالا إن الكافر
ورواه البزار والحاكم من حديث الفضل بن عيسى وهو واه عن المنكدر عن جابر ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول يا رب إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب
وقال الحاكم صحيح الإسناد

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين المطففين 6 مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب
رواه أبو يعلى بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه
5440 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال يوما كان مقداره خمسين ألف سنة فقيل ما أطول هذا اليوم قال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة
رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه كلهم من طريق دراج عن أبي الهيثم
5441 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تجتمعون يوم القيامة فيقال أين فقراء هذه الأمة ومساكينها فيقومون فيقال لهم ماذا عملتم فيقولون ربنا ابتليتنا فصبرنا ووليت الأموال والسلطان غيرنا فيقول الله عز و جل صدقتم
قال فيدخلون الجنة قبل الناس وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان
قالوا فأين المؤمنون يومئذ قال توضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه
قال الحافظ وقد صح أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام وتقدم ذلك في الفقر
5442 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء
قال وينزل الله عز و جل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ثم ينادي مناد أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولي كل إنسان منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا أليس ذلك عدلا من ربكم قالوا بلى فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويتولون في الدنيا قال فينطلقون ويمثل لهم أشباه

ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون
قال ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير ويبقى محمد صلى الله عليه و سلم وأمته قال فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس قال فيقولون إن لنا إلها ما رأيناه
فيقول هل تعرفونه إن رأيتموه فيقولون إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها
قال فيقول ما هي فيقولون يكشف عن ساقه فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان مشركا يرائي لظهره ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ثم يقول ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين أيديهم ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدمه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدمه قدم وإذا أطفىء قام
قال والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر بهم إلى النار فيبقى أثره كحد السيف
قال فيقول مروا فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكواكب ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الفرس ومنهم من يمر كشد الرجل حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه تجر يد وتعلق يد وتجر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدا إذ أنجاني منها بعد إذ رأيتها
قال فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم فيرى ما في الجنة من خلل الباب فيقول رب أدخلني الجنة فيقول الله أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار فيقول رب اجعل بيني وبينها حجابا حتى لا أسمع حسيسها قال فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه بالنسبة إليه حلم فيقول رب أعطني ذلك المنزل فيقول لعلك إن أعطيته تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسأل غيره وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ويرى أمام ذلك منزلا كأن ما هو فيه بالنسبة إليه حلم قال رب أعطني ذلك المنزل فيقول الله تبارك وتعالى له لعلك إن أعطيته تسأل غيره فيقول لا وعزتك وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ثم يسكت

فيقول الله جل ذكره ما لك لا تسأل فيقول رب قد سألتك حتى استحييتك فيقول الله جل ذكره ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة قال فيقول الرب جل ذكره لا ولكني على ذلك قادر فيقول ألحقني بالناس فيقول الحق بالناس قال فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا فيقول له ارفع رأسك ما لك فيقول رأيت ربي أو تراءى لي ربي فيقال إنما هو منزل من منازلك قال ثم يأتي رجلا فيتهيأ للسجود له فيقال له مه فيقول رأيت أنك ملك من الملائكة فيقول إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على ما أنا عليه
قال فينطلق أمامه حتى يفتح له باب القصر قال وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلافها ومفاتيحها منها يستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك فيقول لها والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا وتقول له وأنت لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا فيقال له أشرف فيشرف فيقال له ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك قال فقال له عمر ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلا فكيف أعلاهم قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فذكر الحديث رواه ابن أبي الدنيا والطبراني من طرق أحدها صحيح واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد

فصل في ذكر الحساب وغيره
5443 - عن أبي بردة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح واللفظ له
5445 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من نوقش الحساب عذب فقلت أليس يقول الله فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا الانشقاق 7 9 فقال إنما ذلك العرض وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
5446 - وعن ابن الزبير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نوقش الحساب هلك
رواه البزار والطبراني في الكبير بإسناد صحيح
5447 - وعن عتبة بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله عز و جل لحقره يوم القيامة
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا بقية
5448 - وعن محمد بن أبي عميرة رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن رجلا خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز و جل لحقره ذلك اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
5449 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين ديوان فيه العمل الصالح وديوان فيه ذنوبه وديوان فيه النعم من الله عليه فيقول الله عز و جل لأصغر نعمة أحسبه قال في ديوان النعم خذي ثمنك من عمله الصالح فتستوعب عمله الصالح ثم تنحى وتقول وعزتك ما استوفيت وتبقى

الذنوب والنعم وقد ذهب العمل الصالح فإذا أراد الله أن يرحم عبدا قال يا عبدي قد ضاعفت لك حسناتك وتجاوزت عن سيئاتك أحسبه قال ووهبت لك نعمي
رواه البزار
5450 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا من الحبشة أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والنبوة أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة فقال النبي صلى الله عليه و سلم نعم ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله ومن قال سبحان الله كتب له مائة ألف حسنة فقال رجل يا رسول الله كيف نهلك بعد هذا فقال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده إن الرجل ليجيء يوم القيامة بعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفد ذلك كله لولا ما يتفضل الله من رحمته ثم نزلت هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا الإنسان 1 إلى قوله وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا الإنسان 02
فقال الحبشي يا رسول الله وهل ترى عيني في الجنة مثل ما ترى عينك فقال النبي صلى الله عليه و سلم نعم فبكى الحبشي حتى فاضت نفسه قال ابن عمر فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدليه في حفرته
رواه الطبراني من رواية أيوب بن عتبة
5451 - وروي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يبعث الله يوم القيامة عبدا لا ذنب له فيقول الله أي الأمرين أحب إليك أن أجزيك بعملك أو بنعمتي عندك قال يا رب إنك تعلم أني لم أعصك قال خذوا عبدي بنعمة من نعمي فما تبقى له حسنة إلا استغرقتها تلك النعمة فيقول رب بنعمتك ورحمتك فيقول بنعمتي ورحمتي
رواه الطبراني
5452 - وعن جابر رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال يا محمد والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عباده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج له عينا عذبة بعرض الأصبع تفيض بماء عذب فيستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج له في كل ليلة رمانة يتعبد يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل

ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى يبعثه الله وهو ساجد قال ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول له الرب أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول الله قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول أدخلوا عبدي النار فيجر إلى النار فينادي رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول ردوه فيوقف بين يديه فيقول يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا فيقول أنت يا رب فيقول من قواك لعبادة خمسمائة سنة فيقول أنت يا رب فيقول من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة وسألته أن يقبضك ساجدا ففعل فيقول أنت يا رب قال فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد كنت يا عبدي فأدخله الله الجنة
قال جبريل إنما الأشياء برحمة الله يا محمد
رواه الحاكم عن سليمان بن هرم عن محمد بن المنكدر عن جابر وقال صحيح الإسناد
5453 - وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها كانت تقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل أحدا الجنة عمله
قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
5454 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته وقال بيده فوق رأسه
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه البزار والطبراني من حديث أبي موسى والطبراني أيضا من حديث أسامة بن شريك والبزار أيضا من حديث شريك بن طارق بإسناد جيد
5455 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لتؤدن الحقوق إلى أهلها

يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء
رواه مسلم والترمذي
ورواه أحمد ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الذرة
ورواته رواه الصحيح
الجلحاء التي لا قرن لها
5456 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليختصمن كل شيء يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه أحمد أيضا وأبو يعلى من حديث أبي سعيد
5457 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم جلس بين يديه فقال يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ويهتف فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لك ما تقرأ كتاب الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين الأنبياء 74
فقال الرجل يا رسول الله ما أجد شيئا خيرا من فراق هؤلاء يعني عبيده أشهدك أنهم كلهم أحرار
رواه أحمد والترمذي وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان وقد روى أحمد بن حنبل هذا الحديث عن عبد الرحمن بن غزوان انتهى
قال الحافظ وإسناد أحمد والترمذي متصلان ورواتهما ثقات عبد الرحمن هذا يكنى أبا نوح ثقة احتج به البخاري وبقية رجال أحمد ثقات احتج بهم البخاري ومسلم

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي وكان بيده سواك فدعا وصيفة له أو لها حتى استبان الغضب في وجهه فخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهمة فقالت ألا أراك تلعبين بهذه البهمة ورسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك فقالت لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك
وفي رواية لولا القصاص لضربتك بهذا السواك
رواه أبو يعلى بأسانيد أحدها جيد
5459 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضرب مملوكه سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة
رواه البزار والطبراني بإسناد حسن
5460 - وعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول يحشر الله العباد يوم القيامة أو قال الناس عراة غرلا بهما
قال قلنا وما بهما قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الديان أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة
قال قلنا كيف وإننا نأتي عراة غرلا بهما قال الحسنات والسيئات
رواه أحمد بإسناد حسن
5461 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يجيء الظالم يوم القيامة حتى إذا كان على جسر جهنم بين الظلمة والوعرة لقيه المظلوم فعرفه وعرف ما ظلمه به فما يبرح الذين ظلموا يقصون من الذين ظلموا حتى ينزعوا ما في أيديهم من الحسنات فإن لم يكن لهم حسنات رد عليهم من سيئاتهم حتى يوردوا الدرك الأسفل من النار
رواه الطبراني في الأوسط ورواته مختلف في توثيقهم
وتقدم في الغيبة حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل

مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
رواه مسلم وغيره
5462 - وروي عن زاذان قال دخلت على عبد الله بن مسعود وقد سبق إلى مجلسه أصحاب الخز والديباج فقلت أدنيت الناس وأقصيتني فقال لي ادن فأدناني حتى أقعدني على بساطه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنه يكون للوالدين على ولدهما دين فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول أنا ولدكما فيودان أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك
رواه الطبراني
5463 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال له عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما يا رب خذ لي مظلمتي من أخي فقال الله كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء قال يا رب فليحمل من أوزاري وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم فذكر الحديث
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وتقدم بتمامه في العفو
5464 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة قالوا لا
قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة قالوا لا قال فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما فيلقى العبد ربه فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب فيقول أظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر

لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب فيقول أظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول إني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثالث فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب
فيقول أظننت أنك ملاقي فيقول أي رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقول ههنا إذا ثم يقول الآن نبعث شاهدا عليك فيتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فينطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه
رواه مسلم
ترأس بمثناة فوق ثم راء ساكنة ثم همزة مفتوحة أي تصير رئيسا
وتربع بموحدة بعد الراء مفتوحة معناه يأخذ ما يأخذه رئيس الجيش لنفسه وهو ربع المغانم ويقال له المرباع
5465 - وعنه أيضا رضي الله عنه أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا لا يا رسول الله قال هل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا
قال فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيدعوهم ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وسلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان
هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم
قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاها فيقول هل عسيت إن أفعل أن

تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك فيعطي الله ما شاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فيقول فما عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غير هذا فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها رأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله ويحك يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيتني العهود أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله تمن من كذا وكذا يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله لك ذلك ومثله معه
قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله
قال أبو هريرة رضي الله عنه لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا قوله لك ذلك ومثله معه
قال أبو سعيد رضي الله عنه أشهد أني سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لك ذلك وعشرة أمثاله
قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة
رواه البخاري
أي فل أي يا فلان حذفت منه الألف والنون لغير ترخيم إذ لو كان ترخيما لما حذفت الألف قال الأزهري ليست ترخيم فلان ولكنها كلمة على حدة توقعها بنو أسد على الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد وأما غيرهم فيثني ويجمع ويؤنث
أسودك بتشديد الواو وكسرها أي أجعلك سيدا في قومك
السعدان نبت ذو شوك معقف
المخردل المرمي المصروع وقيل المقطع يقال لحم خراديل إذا كان قطعا والمعنى أنه تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوي في النار

امتحش بضم التاء وكسر الحاء المهملة بعدها شين معجمة أي احترق وقال الهيثم هو أن تذهب النار الجلد وتبدي العظم
الحبة بكسر الحاء هي بزور البقول والرياحين وقيل بزر العشب وقيل نبت في الحشيش صغير وقيل جمع بزور النبات وقيل بزر ما نبت من غير بذر وما بذر تفتح حاؤه
حميل السيل بفتح الحاء المهملة وكسر الميم هو الزبد وما يلقيه على شاطئه
قشبني ريحها أي آذاني
ذكاها بذال معجمة مفتوحة مقصورة هو إشعالها ولهبها
5466 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم فهل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب قالوا لا يا رسول الله
قال فما تضارون في رؤية الله تعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزيرا ابن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار ثم تدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم الله في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول أنا ربكم
فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق فلا

يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه ألا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم قيل يا رسول الله وما الجسر قال دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة يكون بنجد فيها تشويكة يقال لها السعدان
فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوش في نار جهنم حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار
وفي رواية فما أنتم بأشد مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمنين يومئذ للجبار إذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم فيقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقه وإلى ركبته ثم يقولون ربنا ما بقي فيها ممن أمرتنا به فيقال ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيرا وكان أبو سعيد يقول إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما النساء 04 فيقول الله عز و جل شفعت الملائكة وشفع النبيون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما من النار لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم

يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا فيقول رضاي فلا أسخط عليكم أبدا
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
الغبر بغين معجمة مضمومة ثم باء موحدة مشددة مفتوحة جمع غابر وهو الباقي وقوله دحض مزلة الدحض بإسكان الحاء هو الزلق والمزلة هو المكان الذي لا يثبت عليه القدم إلا زلت
المكدوش بشين معجمة هو المدفوع في نار جهنم دفعا عنيفا
الحمم بضم الحاء المهملة وفتح الميم جمع حممة وهي الفحمة وبقية غريبه تقدم
5467 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فضحك فقال هل تدرون مم أضحك قلنا الله ورسوله أعلم
قال من مخاطبة العبد ربه فيقول يا رب ألم تجرني من الظلم يقول بلى
فيقول إني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني فيقول كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا والكرام الكاتبين شهودا
قال فيختم على فيه ويقول لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلي بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل
رواه مسلم
أناضل بالضاد المعجمة أي أجادل وأخاصم وأدافع
5468 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية يومئذ تحدث أخبارها الزلزلة 8 قال أتدرون ما أخبارها قالوا الله ورسوله أعلم
قال فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها تقول عمل كذا وكذا
رواه ابن حبان في صحيحه
5469 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله

يوم ندعوا كل أناس بإمامهم الإسراء 27
قال يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ستون ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ
قال فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم بارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول أبشروا فإن لكل رجل منكم مثل هذا وأما الكافر فيعطى كتابه بشماله مسودا وجهه ويمد له في جسمه ستون ذراعا على صورة آدم ويجعل على رأسه تاج من نار فيراه أصحابه فيقولون اللهم اخزه فيقول أبعدكم الله فإن لكل رجل منكم مثل هذا
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي في البعث

فصل في الحوض والميزان والصراط
5470 - عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه لا يظمأ أبدا
5471 - وفي رواية حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق
رواه البخاري ومسلم
5472 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حوضي من كذا إلى كذا فيه من الآنية عدد النجوم أطيب ريحا من المسك وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأبيض من اللبن من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ومن لم يشرب منه لم يرو أبدا
رواه البزار والطبراني ورواته ثقات إلا المسعودي
5473 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب فقال يزيد بن الأخنس والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعين ألفا وزادني ثلاث حثيات
قال فما سعة حوضك يا نبي الله قال كما بين عدن

إلى عمان وأوسع وأوسع يشير بيده قال فيه مثعبان من ذهب وفضة
قال فماء حوضك يا نبي الله قال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ولم يسود وجهه
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وابن حبان في صحيحه
ولفظه قال عن أبي أمامة أن يزيد بن الأخنس رضي الله عنه قال يا رسول الله ما سعة حوضك قال ما بين عدن إلى عمان وإن فيه مثعبين من ذهب وفضة
قال فماء حوضك يا نبي الله قال أشد بياضا من اللبن وأحلى مذاقة من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه لم يظمأ أبدا ولم يسود وجهه أبدا
المثعب بفتح الميم والعين المهملة جميعا بينهما ثاء مثلثة وآخره موحدة وهو مسيل الماء
5474 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم فسئل عن عرضه فقال من مقامي إلى عمان وسئل عن شرابه فقال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق رواه مسلم وروى الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه عن أبي سلام الحبشي قال بعث إلي عمر بن عبد العزيز فحملت على البريد فلما دخلت إليه قلت يا أمير المؤمنين لقد شق علي مركبي البريد فقال يا أبا سلام ما أردت أن أشق عليك ولكن بلغني عنك حديث تحدثه عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحوض فأحببت أن تشافهني به فقلت حدثني ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حوضي مثل ما بين عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا وأول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد فقال عمر قد أنكحت المنعمات فاطمة بنت عبد الملك وفتحت لي أبواب السدد لا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ

عقر الحوض بضم العين وإسكان القاف هو مؤخره
أذود الناس لأهل اليمن أي أطردهم وأدفعهم ليرد أهل اليمن
يرفض بتشديد الضاد المعجمة أي يسيل ويترشش
يغت فيه ميزابان هو بغين معجمة مضمومة ثم تاء مثناة فوق أي يجريان فيه جريا له صوت وقيل يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا دائما من قولك غت الشارب الماء جرعا بعد جرع
الشعث بضم الشين المعجمة جمع أشعث وهو البعيد العهد بدهن رأسه وغسل وتسريح شعره
الدنس بضم الدال والنون جمع دنس وهو الوسخ
5475 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حوضي كما بين عدن وعمان أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك أكوابه مثل نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أول الناس عليه ورودا صعاليك المهاجرين
قال قائل من هم يا رسول الله قال الشعثة رؤوسهم الشحبة وجوههم الدنسة ثيابهم لا تفتح لهم السدد ولا ينكحون المنعمات الذين يعطون كل الذي عليهم ولا يأخذون كل الذي لهم
رواه أحمد بإسناد حسن
قوله الشحبة وجوههم بفتح الشين المعجمة وكسر الحاء المهملة بعدها باء موحدة هو من الشحوب وهو تغير الوجه من جوع أو هزال أو تعب
وقوله لا تفتح لهم السدد أي لا تفتح لهم الأبواب
5476 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال حوضي كما بين عدن وعمان فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا وإن من يرده علي من أمتي الشعثة رؤوسهم الدنسة ثيابهم لا ينكحون المنعمات ولا يحضرون السدد يعني أبواب السلطان
رواه الطبراني وإسناده حسن في المتابعات

الأكاويب جمع كوب وهو كوب لا عروة له وقيل لا خرطوم له فإذا كان له خرطوم فهو إبريق
5477 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما بين جنبتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة
وفي رواية مثل ما بين المدينة وعمان
وفي رواية ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء
زاد في رواية أو أكثر من عدد نجوم السماء
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
5478 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أعطيت الكوثر فضربت بيدي فإذا هي مسكة ذفرة وإذا حصباؤها اللؤلؤ وإذا حافتاه أظنه قال قباب تجري على الأرض جريا ليس بمشقوق
رواه البزار وإسناده حسن في المتابعات ويأتي أحاديث الكوثر في صفات الجنة إن شاء الله تعالى
5479 - وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال قام أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما حوضك الذي تحدث عنه فقال هو كما بين صنعاء إلى بصرى ثم يمدني الله فيه بكراع لا يدري بشر ممن خلق أي طرفيه قال فكبر عمر رضوان الله عليه فقال صلى الله عليه و سلم أما الحوض فيزدحم عليه فقراء المهاجرين الذين يقتلون في سبيل الله ويموتون في سبيل الله وأرجو أن يوردني الله الكراع فأشرب منه
رواه ابن حبان في صحيحه
الكراع بضم الكاف هو الأنف الممدد من الحرة استعير هنا والله أعلم
5480 - وعن أبي برزة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر عرضه كطوله فيه مرزابان ينبعثان من الجنة من ورق وذهب أبيض من اللبن وأبرد من الثلج فيه أباريق عدد نجوم السماء
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه من رواية أبي الوازع واسمه جابر بن عمرو عن أبي برزة واللفظ لابن حبان
5481 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس أبيض مثل اللبن آنيته كعدد النجوم وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة
رواه ابن ماجه من حديث زكريا عن عطية وهو العوفي عنه

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت إلى أين قال إلى النار والله
فقلت ما شأنهم فقال إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة أخرى حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم
فقال لهم هلم قلت إلى أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا على أدبارهم فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم
رواه البخاري ومسلم
5483 - ولمسلم قال ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله
قالوا يا نبي الله تعرفنا قال نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك
همل النعم ضوالها ومعناه أن الناجي قليل كضالة النعم بالنسبة إلى جملتها
5484 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وهو بين ظهراني أصحابه إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم فوالله ليقتطعن دوني رجال فلأقولن أي رب من أمتي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ما زالوا يرجعون على أعقابهم
رواه مسلم والأحاديث في هذا المعنى كثيرة
5485 - وعنها رضي الله عنها قالت ذكرت النار فبكيت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يبكيك قلت ذكرت النار فبكيت
فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة فقال أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أم وراء ظهره وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حتى يجوز
رواه أبو داود من رواية الحسن عن عائشة والحاكم إلا أنه قال

وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثيرة يحبس الله بها من يشاء من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا الحديث وقال صحيح على شرطهما لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة
5486 - وعن أنس رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل إن شاء الله تعالى قلت فأين أطلبك قال أول ما تطلبني على الصراط
قلت فإن لم ألقك على الصراط
قال فاطلبني عند الميزان
قلت فإن لم ألقك عند الميزان قال فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطىء هذه الثلاثة مواطن
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والبيهقي في البعث وغيره
5487 - وروي عن أنس يرفعه قال ملك موكل بالميزان فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا
رواه البزار والبيهقي
5488 - وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو دري فيه السموات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله لمن شئت من خلقي فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
5489 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف المرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب من نار يخطف بها فممسك يهوي فيها ومصروع ومنهم من يمر كالبرق فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كالريح فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كجري الفرس ثم كرمل الرجل ثم كمشي الرجل ثم يكون آخرهم إنسانا رجل قد لوحته النار ولقي فيها شرا حتى يدخله الله الجنة بفضل رحمته فيقال له تمن وسل فيقول أي رب أتهزأ مني وأنت رب العزة فيقال له تمن وسل حتى إذا انقطعت به الأماني قال لك ما سألت ومثله معه
رواه الطبراني بإسناد حسن وليس في أصلي رفعه وتقدم بمعناه في حديث أبي هريرة الطويل

وعن أم مبشر الأنصارية رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عند حفصة لا يدخل النار إن شاء الله من أهل الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها
قالت بلى يا رسول الله فانتهرها
فقالت حفصة وإن منكم إلا واردها مريم 17 فقال النبي صلى الله عليه و سلم قد قال الله تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا مريم 27
رواه مسلم وابن ماجه
5491 - وعن أبي سمية قال اختلفنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضنا يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبد الله فقلنا إنا اختلفنا ههنا في الورود فقال تردونها جميعا فقلت له إنا اختلفنا في ذلك فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضنا يدخلونها جميعا فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه وقال صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى إن للنار أو قال لجهنم ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين
رواه أحمد ورواته ثقات والبيهقي بإسناد حسنه
5492 - وعن قيس هو ابن أبي حازم قال كان عبد الله بن رواحة واضعا رأسه في حجر امرأته فبكت امرأته فقال ما يبكيك قالت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله تعالى وإن منكم إلا واردها مريم 17 ولا أدري أنجو منها أم لا رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما كذا قال
5493 - وعن حذيفة و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يجمع الله الناس فذكرا الحديث إلى أن قالا فيأتون محمدا صلى الله عليه و سلم فيقوم ويؤذن له وترسل معه الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق
قال قلت بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق قال ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم صلى الله عليه و سلم قائم على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا

زاحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوش في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا
رواه مسلم ويأتي بتمامه في الشفاعة إن شاء الله وتقدم حديث ابن مسعود في الحشر وفيه والصراط كحد السيف دحض مزلة قال فيمرون على قدر نورهم فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الرجل ويرمل رملا فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على إبهام قدميه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل فتصيب جوانبه النار
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والحاكم واللفظ له وروى الحاكم أيضا بإسناد ذكر أنه على شرط مسلم عن المسيب قال سألت مرة عن قوله تعالى وإن منكم إلا واردها فحدثني أن ابن مسعود حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يرد الناس ثم يصدرون عنها بأعمالهم وأولهم كلمح البرق ثم كلمح الريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه
5494 - وعن عبيد بن عمير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الصراط على جهنم مثل حرف السيف بجنبتيه الكلاليب والحسك فيركبه الناس فيختطفون والذي نفسي بيده وإنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر
رواه البيهقي مرسلا وموقوفا على عبيد بن عمير أيضا
5495 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول يا أبت أي ابن كنت لك فيقول خير ابن فيقول هل أنت مطيعي اليوم فيقول نعم فيقول خذ بأزرتي فيأخذ بأزرته ثم ينطلق حتى يأتي الله تعالى وهو يعرض بين الخلق فيقول يا عبدي ادخل من أي أبواب الجنة شئت فيقول أي رب وأبي معي فإنك وعدتني أن لا تخزيني
قال فيمسخ الله أباه ضبعا فيهوي في النار فيأخذ بأنفه فيقول الله يا عبدي أبوك هوى فيقول لا وعزتك
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وهو في البخاري إلا أنه قال يلقى إبراهيم أباه آزر فذكر القصة بنحوه

فصل في الشفاعة وغيرها قال الحافظ كان الأولى أن يقدم ذكر الشفاعة على
ذكر الصراط لأن وضع الصراط متأخر عن الإذن في الشفاعة العامة من حيث هي ولكن هكذا اتفق الإملاء والله المستعان
5496 - عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل نبي سأل سؤالا أو قال لكل نبي دعوة قد دعاها لأمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي
رواه البخاري ومسلم
5497 - وعن أم حبيبة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض فأحزنني وسبق ذلك من الله عز و جل كما سبق في الأمم قبلهم فسألته أن يوليني فيهم شفاعة يوم القيامة ففعل
رواه البيهقي في البعث وصحح إسناده
5498 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى وانصرف إليهم فقال لهم لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينه مسيرة شهر لملىء منه وأحلت لي الغنائم أكلها وكان من قبلي يعظمون أكلها وكانوا يحرقونها وجعلت لي الأرض مساجد وطهورا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم والخامسة هي ما هي قيل لي سل فإن كل نبي قد سأل فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله
رواه أحمد بإسناد صحيح
5499 - وعن عبد الرحمن بن أبي عقيل رضي الله عنه قال انطلقت في وفد إلى

رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيناه فأنخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه فما خرجنا حتى ما كان في الناس أحب إلينا من رجل دخل عليه فقال قائل منا يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان قال فضحك ثم قال فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة منهم من اتخذها دنيا فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها فإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة
رواه الطبراني والبزار بإسناد جيد
5500 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا
رواه البزار وإسناده جيد إلا أن فيه انقطاعا والأحاديث من هذا النوع كثيرة جدا في الصحاح وغيرها
5501 - وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سفرا حتى إذا كان في الليل أرقت عيناي فلم يأتني النوم فقمت فإذا ليس في العسكر دابة إلا واضع خده إلى الأرض وأرى وقع كل شيء في نفسي فقلت لآتين رسول الله صلى الله عليه و سلم فلأكلأنه الليلة حتى أصبح
فخرجت أتخلل الرجال حتى خرجت من العسكر فإذا أنا بسواد فتيممت ذلك السواد فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل فقالا لي ما الذي أخرجك فقلت الذي أخرجكما فإذا نحن بغيضة منا غير بعيدة فمشينا إلى الغيضة فإذا نحن نسمع فيها كدوي النحل وكخفيق الرياح فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ههنا أبو عبيدة بن الجراح قلنا نعم
قال ومعاذ بن جبل قلنا نعم قال وعوف بن مالك قلنا نعم فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم لا نسأله عن شيء ولا يسألنا عن شيء حتى رجع إلى رحله فقال ألا أخبركم بما خيرني ربي آنفا قلنا بلى يا رسول الله
قال خيرني بين أن يدخل ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين الشفاعة قلنا يا رسول الله ما الذي اخترت قال اخترت الشفاعة قلنا جميعا يا رسول الله اجعلنا من أهل شفاعتك قال إن شفاعتي لكل مسلم
رواه الطبراني بأسانيد أحدها جيد وابن حبان في صحيحه بنحوه إلا أن عنده الرجلين معاذ بن جبل وأبا موسى وهو كذلك في بعض روايات الطبراني وهو المعروف وقال ابن حبان في حديثه فقال معاذ رضي الله عنه بأبي أنت وأمي يا رسول الله قد عرفت منزلتي فاجعلني

منهم قال أنت منهم
قال عوف بن مالك وأبو موسى يا رسول الله قد عرفت أنا تركنا أموالنا وأهلينا وذرارينا نؤمن بالله ورسوله فاجعلنا منهم قال أنتما منهم
قال فانتهينا إلى القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فقال القوم يا رسول الله اجعلنا منهم فقال أنصتوا فأنصتوا حتى كأن أحدا لم يتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هي لمن مات لا يشرك بالله شيئا
5502 - وعن سلمان رضي الله عنه قال تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس
قال فذكر الحديث قال فيأتون النبي صلى الله عليه و سلم فيقولون يا نبي الله أنت الذي فتح الله لك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك فيقول أنا صاحبكم فيخرج يجوس بين الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب فيقرع الباب فيقول من هذا فيقول محمد فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله عز و جل فيسجد فينادى ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فذلك المقام المحمود
رواه الطبراني بإسناد صحيح
5503 - وعن أنس رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني لقائم أنتظر أمتي تعبر إذ جاء عيسى عليه السلام قال فقال هذه الأنبياء قد جاءتك يا محمد يسألون أو قال يجتمعون إليك يدعون الله أن يفرق بين جمع الأمم إلى حيث يشاء لعظم ما هم فيه فالخلق ملجمون في العرق فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة وأما الكافر فيتغشاه الموت قال يا عيسى انتظر حتى أرجع إليك
قال وذهب نبي الله صلى الله عليه و سلم فقام تحت العرش فلقي ما لم يلق ملك مصطفى ولا نبي مرسل فأوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اذهب إلى محمد فقل له ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع
قال فشفعت في أمتي أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسانا واحدا
قال فما زلت أتردد على ربي فلا أقوم فيه مقاما إلا شفعت حتى أعطاني الله من ذلك أن قال أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله يوما واحدا مخلصا ومات على ذلك
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
5504 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

يدخل من أهل هذه القبلة النار من لا يحصي عددهم إلا الله بما عصوا الله واجترؤوا على معصيته وخالفوا طاعته فيؤذن لي في الشفاعة فأثني على الله ساجدا كما أثني عليه قائما فيقال لي ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع
رواه الطبراني في الكبير والصغير بإسناد حسن
5505 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت يا رسول الله ماذا رد إليك ربك في الشفاعة قال والذي نفس محمد بيده لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك من أمتي لما رأيت من حرصك على العلم والذي نفس محمد بيده لما يهمني من انقصافهم على أبواب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي لهم وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وأن محمدا رسول الله يصدق لسانه قلبه وقلبه لسانه
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
5506 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم وجلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله فقال الناس لأبي بكر رضي الله عنه سل رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط فقال نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد حتى انطلقوا إلى آدم عليه السلام والعرق يكاد يلجمهم فقالوا يا آدم أنت أبو البشر اصطفاك الله اشفع لنا إلى ربك فقال قد لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين آل عمران 33 فينطلقون إلى نوح عليه السلام فيقولون اشفع لنا إلى ربك فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك فلم يدع على الأرض من الكافرين ديارا فيقول ليس ذاكم عندي فانطلقوا إلى إبراهيم فإن الله اتخذه خليلا فينطلقون إلى إبراهيم عليه السلام فيقول ليس ذاكم عندي فانطلقوا إلى موسى فإن الله كلمه تكليما فينطلقون إلى موسى عليه السلام فيقول ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى ابن مريم فإنه كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى فيقول عيسى ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد

ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة انطلقوا إلى محمد فليشفع لكم إلى ربكم قال فينطلقون إلي وآتي جبريل فيأتي جبريل ربه فيقول ائذن له وبشره بالجنة قال فينطلق به جبريل فيخر ساجدا قدر جمعة ثم يقول الله تبارك وتعالى يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول الله يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع فيذهب ليقع ساجدا فيأخذ جبريل بضبعيه ويفتح الله عليه من الدعاء ما لم يفتح على بشر قط فيقول أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر حتى إنه ليرد على الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون ثم يقال ادعوا الأنبياء فيجيء النبي معه العصابة والنبي معه الخمسة والستة والنبي ليس معه أحد ثم يقال ادعوا الشهداء فيشفعون فيمن أرادوا فإذا فعلت الشهداء ذلك يقول الله جل وعلا أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا فيدخلون الجنة ثم يقول الله تبارك وتعالى انظروا في النار هل فيها من أحد عمل خيرا قط فيجدون في النار رجلا فيقال له هل عملت خيرا قط فيقول لا غير أني كنت أسامح الناس في البيع فيقول الله اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي ثم يخرج من النار آخر فيقال له هل عملت خيرا قط فيقول لا غير أني كنت أمرت ولدي إذا مت فأحرقوني بالنار ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل اذهبوا بي إلى البحر فذروني في الريح فقال الله لم فعلت ذلك قال من مخافتك فيقول انظر إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله فيقول لم تسخر بي وأنت الملك فذلك الذي ضحكت به من الضحى
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه وقال قال إسحاق يعني ابن إبراهيم هذا من أشرف الحديث وقد روى هذا الحديث عدة عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو هذا منهم حذيفة وأبو مسعود وأبو هريرة وغيرهم انتهى
العصابة بكسر العين الجماعة لا واحد له قاله الأخفش وقيل هي ما بين العشرة أو العشرين إلى الأربعين
5507 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لكل نبي يوم

القيامة منبرا من نور وإني لعلى أطولها وأنورها فيجيء مناد ينادي أين النبي الأمي قال فتقول الأنبياء كلنا نبي أمي فإلى أين أرسل فيرجع الثانية فيقول أين النبي الأمي العربي قال فينزل محمد صلى الله عليه و سلم حتى يأتي باب الجنة فيقرعه فيقول من فيقول محمد أو أحمد فيقال أوقد أرسل إليه فيقول نعم فيفتح له فيدخل فيتجلى له الرب تبارك وتعالى ولا يتجلى لشيء قبله فيخر لله ساجدا ويحمده بمحامد لم يحمده بها أحد ممن كان قبله ولن يحمده بها أحد ممن كان بعده فيقال له يا محمد ارفع رأسك تكلم تسمع واشفع تشفع
فذكر الحديث رواه ابن حبان في صحيحه
5508 - وعن حذيفة و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يجمع الله تبارك وتعالى الناس قال فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله قال فيقول إبراهيم لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما قال فيأتون موسى فيقول لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه و سلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق
قال قلت بأبي وأمي أي شيء كالبرق قال ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الطير وشد الرحال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوش في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا
رواه مسلم
5509 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من بني آدم يومئذ فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر قال فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم فذكر الحديث إلى أن قال فيأتوني فأنطلق معهم قال ابن جدعان قال أنس فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال من هذا

فيقال محمد فيفتحون لي ويرحبون فيقولون مرحبا فأخر ساجدا فيلهمني الله من الثناء والحمد فيقال لي ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع وقل يسمع لقولك وهو المقام المحمود الذي قال الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا الإسراء 97
رواه الترمذي وقال حديث حسن وروى ابن ماجه صدره قال أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر
وفي إسنادهما علي بن يزيد بن جدعان
5510 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع النبي في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة وقال أنا سيد الناس يوم القيامة
هل تدرون مم ذاك يجمع لله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه وإلى ما بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض أبوكم آدم فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فقال إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك لله عبدا شكورا ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كان لي دعوة دعوت بها على قومي نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض شفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني كنت كذبت ثلاث كذبات فذكرها نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري ذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالاته

وبكلامه على الناس شفع لنا إلى ربك أما ترى إلى ما نحن فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري ذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد شفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد فيأتوني فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد رفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى
رواه البخاري ومسلم
5511 - وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يقول إبراهيم يوم القيامة يا رباه فيقول الرب جل وعلا يا لبيكاه فيقول إبراهيم يا رب حرقت بني فيقول أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة أو شعيرة من إيمان
رواه ابن حبان في صحيحه ولا أعلم في إسناده مطعنا
وروى الطبراني عن زيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يشفع الله تبارك وتعالى آدم يوم القيامة من ذريته في مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف
5512 - وعن عبد الله بن شقيق قال جلست إلى قوم أنا رابعهم فقال أحدهم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم
قلنا سواك يا رسول الله قال سواي
قلت أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال

نعم فلما قام قلت من هذا قالوا ابن الجدعاء أو ابن أبي الجدعاء
رواه ابن حبان في صحيحه وابن ماجه إلا أنه قال عن شقيق عن عبد الله بن أبي الجدعاء
5513 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين ربيعة ومضر فقال رجل يا رسول الله أو ما ربيعة من مضر قال إنما أقول ما أقول
رواه أحمد بإسناد جيد
5514 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة
رواه البزار ورواته رواة الصحيح
5515 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوضع للأنبياء منابر من نور يجلسون عليها ويبقى منبري لا أجلس عليه أو قال لا أقعد عليه قائما بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول الله عز و جل يا محمد ما تريد أن أصنع بأمتك فأقول يا رب عجل حسابهم فيدعى بهم فيحاسبون فمنهم من يدخل الجنة برحمته ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد بعث بهم إلى النار حتى إن مالكا خازن النار ليقول يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي في البعث وليس في إسنادهما من ترك
الصكاك جمع صك وهو الكتاب
5516 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أشفع لأمتي حتى يناديني ربي تبارك وتعالى فيقول أقد رضيت يا محمد فأقول إي رب قد رضيت
رواه البزار والطبراني وإسناده حسن إن شاء الله
5517 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي
رواه أبو داود والبزار والطبراني وابن حبان في صحيحه والبيهقي ورواه ابن حبان أيضا والبيهقي من حديث جابر

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى أما إنها ليست للمؤمنين المتقدمين ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين
رواه أحمد والطبراني واللفظ له وإسناده جيد ورواه ابن ماجه من حديث أبي موسى الأشعري بنحوه
قال الحافظ وتقدم في الجهاد أحاديث في شفاعة الشهداء وأحاديث الشفاعة كثيرة وفيما ذكرناه غنية عن سائرها والله الموفق

كتاب صفة الجنة والنار
1 - الترغيب في سؤال الجنة والاستعاذة من النار
5519 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن قولوا اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات
رواه مالك ومسلم وأبو داود والترمذي النسائي
5520 - وعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت سمعني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أقول اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية فقال سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا منها قبل أجله ولا يؤخر ولو كنت سألت الله أن يعيذك من النار وعذاب القبر كان خيرا وأفضل
رواه مسلم
5521 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا قالت النار يا رب إن عبدك فلانا استجار مني فأجره ولا سأل عبد الجنة سبع مرات إلا قالت الجنة يا رب إن عبدك فلانا سألني فأدخله الجنة
رواه أبو يعلى بإسناد على شرط البخاري ومسلم
5522 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه ولفظهم واحد والحاكم وقال صحيح الإسناد

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله ملائكة سيارة يتبعون مجالس الذكر فذكر الحديث إلى أن قال فيسألهم الله عز و جل وهو أعلم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك
قال فما يسألوني قالوا يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي قالوا لا أي رب قال فكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك
قال ومما يستجيروني قالوا من نارك يا رب
قال وهل رأوا ناري قالوا لا
قال فكيف لو رأوا ناري
قالوا ويستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا
الحديث رواه البخاري ومسلم واللفظ له وتقدم بتمامه في الذكر
2 - الترهيب من النار أعاذنا الله منها بمنه وكرمه
5524 - عن أنس رضي الله عنه قال كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه و سلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار البقرة 102
رواه البخاري
5525 - وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اتقوا النار قال وأشاح ثم قال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة
رواه البخاري ومسلم
أشاح بشين معجمة وحاء مهملة معناه حذر النار كأنه ينظر إليها وقال الفراء المشيح على معنيين المقبل إليك والمانع لما وراء ظهره قال وقوله أعرض وأشاح أي أقبل
5526 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين الشعراء 412 دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني

هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا
رواه مسلم واللفظ له والبخاري والترمذي والنسائي بنحوه
5527 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يقول أنذرتكم النار أنذرتكم النار حتى لو أن رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
5528 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيها فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيها
رواه البخاري ومسلم
5529 - وفي رواية لمسلم إنما مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيتقحمن فيها
قال فذلكم مثلي ومثلكم وأنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فيغلبوني ويقتحمون فيها
5530 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي
رواه مسلم
الحجز بضم الحاء وفتح الجيم جمع حجزة وهي معقد الإزار
5531 - وروي عن كليب بن حزن رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اطلبوا الجنة جهدكم واهربوا من النار جهدكم فإن الجنة لا ينام طالبها وإن النار لا ينام

هاربها وإن الآخرة اليوم محفوفة بالمكاره وإن الدنيا محفوفة باللذات والشهوات فلا تلهينكم عن الآخرة
رواه الطبراني
5532 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رأيت مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها
رواه الترمذي وقال هذا حديث إنما نعرفه من حديث يحيى بن عبيد الله يعني ابن موهب التيمي
قال الحافظ قد رواه عبد الله بن شريك عن أبيه عن محمد الأنصاري والسدي عن أبيه عن أبي هريرة أخرجه البيهقي وغيره
5533 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يا معشر المسلمين ارغبوا فيما رغبكم الله فيه واحذروا مما حذركم الله منه وخافوا مما خوفكم الله به من عذابه وعقابه ومن جهنم فإنها لو كانت قطرة من الجنة معكم في دنياكم التي أنتم فيها حلتها لكم ولو كانت قطرة من النار معكم في دنياكم التي أنتم فيها خبثتها عليكم
رواه البيهقي ولا يحضرني الآن إسناده
5534 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي بفرس يجعل كل خطو منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه السلام فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها قال يا جبريل ما هذا قال هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس لا يستطيع أداءها وهو يريد أن يزيد عليها ثم أتى على قوم

تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء قال يا جبريل ما هؤلاء قال خطباء الفتنة ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فيريد الثور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع قال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها فيريد أن يردها فلا يستطيع ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة ووجد ريح مسك مع صوت فقال ما هذا قال صوت الجنة تقول يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر غرسي وحريري وسندسي وإستبرقي وعبقريي ومرجاني وفضتي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي وفواكهي وعسلي ومائي ولبني وخمري ائتني بما وعدتني
قال لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا ولم يشرك بي شيئا ولم يتخذ من دوني أندادا فهو آمن ومن سألني أعطيته ومن أقرضني جزيته ومن توكل علي كفيته إني أنا الله لا إله إلا أنا لا خلف لميعادي قد أفلح المؤمنون تبارك الله أحسن الخالقين فقالت قد رضيت ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا فقال يا جبريل ما هذا الصوت قال هذا صوت جهنم تقول يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وغساقي وغسليني وقد بعد قعري واشتد حري ائتني بما وعدتني قال لك كل مشرك ومشركة وخبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب قالت قد رضيت فذكر الحديث في قصة الإسراء وفرض الصلاة وغير ذلك
رواه البزار عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن أبي هريرة
5535 - وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
قالوا وما رأيت يا رسول الله قال رأيت الجنة والنار
رواه مسلم وأبو يعلى
5536 - وروي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بقوم وهم يضحكون فقال تضحكون وذكر الجنة والنار بين أظهركم
قال فما رئي أحد منهم ضاحكا حتى مات قال ونزلت فيهم نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم الحجر 94
رواه البزار وليس في إسناده من ترك ولا اتهم
5537 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه خطب فقال لا تنسوا

العظيمتين الجنة والنار ثم بكى حتى جرى أو بل دموعه جانبي لحيته ثم قال والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم من أمر الآخرة لمشيتم إلى الصعيد ولحثيتم على رؤوسكم التراب
رواه أبو يعلى
5538 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه فقام إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا جبريل ما لي أراك متغير اللون فقال ما جئتك حتى أمر الله عز و جل بمنافخ النار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم فقال جبريل إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأرفضت وما تقارت حتى ينتهي إلى الأرض السفلى
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت قال فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى جبريل وهو يبكي فقال تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به فقال وما لي لا أبكي أنا أحق بالبكاء لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها وما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة وما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي به هاروت وماروت
قال فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم وبكى جبريل عليه السلام
فما زالا يبكيان حتى نوديا أن يا جبريل ويا محمد إن الله عز و جل قد أمنكما أن تعصياه فارتفع جبريل عليه السلام وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون فقال أتضحكون ووراءكم جهنم فلو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما أسغتم الطعام والشراب ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله
رواه الطبراني في الأوسط وتقدم شرح بعض غريبه في حديث آخر في ذكر الموت
5539 - وروي عن عمر أيضا رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم حزينا لا يرفع رأسه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لي أراك يا جبريل حزينا قال إني رأيت نفحة من جهنم فلم ترجع إلي روحي بعد
رواه الطبراني في الأوسط

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لجبريل ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكا قط قال ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار
رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش وبقية رواته ثقات
5541 - وروي عن أنس أيضا رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية وقودها الناس والحجارة التحريم 7
فقال أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهبها الحديث
رواه البيهقي والأصبهاني وتقدم بتمامه في البكاء
5542 - وعن أنس بن مالك أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما استمتعتم بها وإنها لتدعو الله أن لا يعيدها فيها
رواه ابن ماجه بإسناد واه والحاكم عن جسر بن فرقد وهو واه عن الحسن عنه وقال صحيح الإسناد
5543 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤتى بالنار يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها
رواه مسلم والترمذي

فصل في شدة حرها وغير ذلك
5544 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا والله إن كانت لكافية قال إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وليس عند مالك كلهن مثل حرها
ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي فزادوا فيه وضربت بالبحر مرتين ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد
5545 - وفي رواية للبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تحسبون أن نار جهنم مثل ناركم

هذه هي أشد سوادا من القار هي جزء من بضعة وستين جزءا منها أو نيف وأربعين
شك أبو سهيل
قال الحافظ وجميع ما يأتي في صفة الجنة والنار معزوا إلى البيهقي فهو مما ذكره في كتاب البعث والنشور وما كان من غيره من كتبه أعزوه إليه إن شاء الله
5546 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
5547 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه
رواه أبو يعلى وإسناده حسن وفي متنه نكارة
ورواه البزار ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كان في المسجد مائة ألف أو يزيدون ثم تنفس رجل من أهل النار لأحرقهم
5548 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن غربا من جهنم جعل في وسط الأرض لأذى نتن ريحه وشدة حره ما بين المشرق والمغرب ولو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب
رواه الطبراني وفي إسناده احتمال للتحسين
الغرب بفتح الغين المعجمة وإسكان الراء بعدهما باء موحدة هي الدلو العظيمة
5549 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها
قال فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها
قال فرجع إليه قال وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد وقال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال فنظر إليها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها
رواه أبو داود والنسائي والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى إذا رأتهم من مكان بعيد الفرقان 21 من مسيرة مائة عام وذلك إذا أتي بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك لو تركت لأتت على كل بر وفاجر سمعوا لها تغيظا وزفيرا الفرقان 21
تزفر زفرة ولا تبقى قطرة من دمع إلا ندرت ثم تزفر الثانية فتقطع القلوب من أماكنها تقطع اللهوات والحناجر وهي قوله وبلغت القلوب الحناجر الأحزاب 01
رواه آدم بن أبي إياس في تفسيره موقوفا

فصل في ظلمتها وسوادها وشررها
5552 - وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه ذكر ناركم هذه فقال إنها لجزء من سبعين جزءا من نار جهنم وما وصلت إليكم حتى أحسبه قال نضحت مرتين بالماء لتضيء لكم ونار جهنم سوداء مظلمة
رواه البزار وتقدم أن الحاكم صححه
5553 - وروي عنه أيضا رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية وقودها الناس والحجارة البقرة 42 والتحريم 6 فقال أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يضيء لهبها
رواه البيهقي والأصبهاني وتقدم
5554 - وعن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه إنها ترمي بشرر كالقصر

وفي رواية لا يطفأ لهبها المرسلات 23 قال أما إني لست أقول كالشجرة ولكن كالحصون والمدائن
رواه البيهقي بإسناد لا بأس به فيه خديج بن معاوية وقد وثقه أبو حاتم

فصل في أوديتها وجبالها
5555 - عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره
رواه أحمد والترمذي إلا أنه قال واد بين جبلين يهوي فيه الكافر سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعره
ورواه ابن حبان في صحيحه بنحو رواية الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه البيهقي من طريق الحاكم إلا أنه قال يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يفرغ من حساب الناس
قال الحافظ رووه كلهم من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم إلا الترمذي فإنه رواه من طريق ابن لهيعة عن دراج وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عند دراج
5556 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال في قوله سأرهقه صعودا المدثر 71 قال جبل من نار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده عليه ذابت فإذا رفعها عادت وإذا وضع رجله عليه ذابت فإذا رفعها عادت يصعد سبعين خريفا ثم يهوي كذلك
رواه أحمد والحاكم من طريق دراج أيضا وقال صحيح الإسناد ورواه الترمذي من طريق ابن لهيعة عن دراج مختصرا قال الصعود جبل من نار يتصعد فيه الكافر سبعين خريفا ويهوي به كذلك أبدا
وقال غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث ابن لهيعة
عن دراج عن أبي الهيثم عنه ورواه البيهقي عن شريك عن عمار الدهني عن عطية العوفي عنه مرفوعا أيضا ومن حديث إسرائيل وسفيان كلاهما عن عمار عن عطية عنه موقوفا بنحوه بزيادة
5557 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه فسوف يلقون غيا مريم 36

قال الحافظ رواه الحاكم مرفوعا كما تقدم من حديث عمرو بن الحارث قال واد في جهنم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات
رواه الطبراني والبيهقي من رواية أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود ولم يسمع منه ورواة بعض طرقه ثقات
5558 - وفي رواية للبيهقي قال نهر في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم
وإسناد هذه جيد لولا الانقطاع
5559 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله وجعلنا بينهم موبقا الكهف 35 قال واد من قيح ودم
رواه البيهقي وغيره من طريق يزيد بن درهم وهو مختلف فيه
5560 - وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعوذوا بالله من جب الحزن أو وادي الحزن قيل يا رسول الله وما جب الحزن أو وادي الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة أعده الله للقراء المرائين
رواه البيهقي بإسناد حسن
5561 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تعوذوا بالله من جب الحزن
قالوا يا رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة
قيل يا رسول الله من يدخله قال أعد للقراء المرائين بأعمالهم وإن من أبغض القراء إلى الله الذين يزورون الأمراء الجورة
رواه ابن ماجه واللفظ له والترمذي وقال حديث غريب رواه الطبراني من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم أربعمائة مرة أعد للمرائين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم
5562 - وعن شفي بن ماتع قال إن في جهنم قصرا يقال له هوى يرمى الكافر من أعلاه أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله قال الله تعالى ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى طه 18

وإن في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حيات وعقارب فقار إحداهن مقدار سبعين قلة سم والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة تلدغ الرجل ولا يلهيه ما يجد من حر جهنم عن حموة لدغتها فهو لمن خلق له وإن في جهنم واديا يدعى غيا يسيل قيحا ودما وإن في جهنم سبعين داء كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم
روه ابن أبي الدنيا موقوفا عليه وفي صحبته خلاف تقدم
5563 - وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال إن في النار سبعين ألف واد في كل واد سبعون ألف شعب في كل شعب سبعون ألف جحر وفي كل جحر حية تأكل وجوه أهل النار
رواه ابن أبي الدنيا من رواية إسماعيل بن عياش ورواه البخاري في تاريخه من طريق إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن الحجاج بن عبد الله الثمالي وله صحبة أن نفير بن مجيب وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من قدمائهم قال إن في جهنم سبعين ألف واد في كل واد سبعون ألف شعب في كل شعب سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف بئر في كل بئر سبعون ألف ثعبان في شدق كل ثعبان سبعون ألف عقرب لا ينتهي الكافر أو المنافق حتى يواقع ذلك كله
قال الحافظ سعيد بن يوسف وهو اليمامي الحمصي الرحبي ضعفه يحيى بن معين وقال النسائي ليس بالقوي وقال ابن أبي حاتم ليس بالمشهور ولا أرى حديثه منكرا كذا قال فأورد عليه هذا الحديث لظهور نكارته والله أعلم

فصل في بعد قعرها
5564 - عن خالد بن عمير قال خطب عتبة بن غزوان رضي الله عنه فقال إنه ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا والله لتملأنه أفعجبتم
رواه مسلم هكذا
5565 - ورواه الترمذي عن الحسن قال قال عتبة بن غزوان على منبرنا هذا يعني منبر البصرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعين

عاما وما تفضي إلى قرارها وكان عمر يقول أكثروا ذكر النار فإن حرها شديد وإن قعرها بعيد وإن مقامعها حديد
قال الترمذي لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان وإنما قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر
5566 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن حجرا قذف به في جهنم لهوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها
رواه البزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم من طريق عطاء بن السائب
5567 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه و سلم أتدرون ما هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفا فالآن حين انتهى إلى قعرها
رواه مسلم
5568 - ورواه الطبراني من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم صوتا هاله فأتاه جبريل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما هذا الصوت يا جبريل فقال هذه صخرة هوت من شفير جهنم من سبعين عاما فهذا حين بلغت قعرها فأحب الله أن يسمعك صوتها فما رئي رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا ملء فيه حتى قبضه الله عز و جل
5569 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن صخرة وزنت عشر خلفات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا حتى تنتهي إلى غي وأثام
قيل وما غي وأثام قال بئران في جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار وهما اللتان ذكرهما الله في كتابه أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا مريم 95 وقوله ومن يفعل ذلك يلق أثاما الفرقان 86
رواه الطبراني والبيهقي مرفوعا ورواه غيرهما موقوفا على أبي أمامة وهو أصح
الخلفات جمع خلفة وهي الناقة الحامل
5570 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يخبر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال والذي

نفسي بيده إن بعد ما بين شفير النار إلى أن يبلغ قعرها لصخرة زنة سبع خلفات بشحومهن ولحومهن وأولادهن يهوي فيما بين شفير النار إلى أن يبلغ قعرها سبعين خريفا
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح إلا أن الراوي عن معاذ لم يسم
5571 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لسرادق النار أربعة جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد

فصل في سلاسلها وغير ذلك
5572 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن رصاصة مثل هذه وأشار مثل الجمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها
رواه أحمد والترمذي والبيهقي كلهم من طريق دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عنه وقال الترمذي إسناده حسن
5573 - وعن يعلى ابن منية رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال ينشىء الله سحابة سوداء مظلمة فيقال يا أهل النار أي شيء تطلبون فيذكرون بها سحابة الدنيا فيقولون يا ربنا الشراب فتمطرهم أغلالا تزيد في أغلالهم وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمرا تلتهب عليهم
رواه الطبراني وقد روي موقوفا عليه وهو أصح
ويعلى ابن منية صحابي مشهور ومنية أمه ويقال جدته
وهي بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان وكثيرا ما ينسب إلى أبيه أمية
5574 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن مقمعا من حديد جهنم وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان ما أقلوه من الأرض
رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد

وفي رواية لأحمد وأبي يعلى قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو ضرب الجبل بمقمع من حديد جهنم لتفتت ثم عاد
وروى هذه الحاكم أيضا إلا أنه قال لتفتت فصار رمادا
وقال صحيح الإسناد
المقمع المطرق وقيل السوط
5576 - وعن محمد بن هاشم رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية نارا وقودها الناس والحجارة البقرة 42 والتحريم 6 قرأها النبي صلى الله عليه و سلم فسمعها شاب إلى جنبه فصعق فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه في حجره رحمة له فمكث ما شاء الله أن يمكث ثم فتح عينيه فقال بأبي أنت وأمي مثل أي شيء الحجر قال أما يكفيك ما أصابك على أن الحجر الواحد منها لو وضع على جبال الدنيا كلها لذابت منه وإن مع كل إنسان منهم حجرا وشيطانا
رواه ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن الوضاح حدثنا عباءة بن كليب عن محمد بن هاشم وعباءة قال أبو حاتم صدوق في حديثه إنكار أخرجه البخاري في الضعفاء يحول من هناك
5577 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى وقودها الناس والحجارة قال هي حجارة من كبريت خلقها الله يوم خلق السموات والأرض في السماء الدنيا يعدها للكافرين
رواه الحاكم موقوفا وقال صحيح على شرط الشيخين
5578 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الأرضين بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة خمسمائة سنة فالعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في سماء والحوت على صخرة والصخرة بيد ملك والثانية مسجن الريح فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا قال يا رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر الثور قال له الجبار تبارك وتعالى إذا تكفأ الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله في كتابه ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم الذاريات 24 والثالثة فيها حجار جهنم والرابعة فيها كبريت جهنم قالوا يا رسول الله أللنار كبريت قال نعم والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت والخامسة فيها حيات جهنم إن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على وضم والسادسة فيها عقارب جهنم إن

أدنى عقرب منها كالبغا تضرب الكافر ضربة تنسيه ضربتها حر جهنم والسابعة سقر فيها إبليس مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء من عباده أطلقه
رواه الحاكم وقال تفرد به أبو السمح وقد ذكرت عدالته بنص الإمام يحيى بن معين والحديث صحيح ولم يخرجاه
قال الحافظ أبو السمح هو دراج وقبله عبد الله بن عياش القتباني ويأتي الكلام عليهما وفي متنه نكارة والله أعلم
قوله تكفأ الأرض مهموز أي تقلبها
والوضم بفتح الواو والضاد المعجمة جميعا هو كل شيء يوضع عليه اللحم والمراد هنا أنه لا يبقى منه لحم إلا سقط عن موضعه

فصل في ذكر حياتها وعقاربها
5579 - عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في النار حيات كأمثال أعناق البخت تلسع إحداهن اللسعة فيجد حرها سبعين خريفا وإن في النار عقارب كأمثال البغال الموكفة تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة
رواه أحمد والطبراني من طريق ابن لهيعة عن دراج عنه ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد
5580 - وعن يزيد بن شجرة قال إن لجهنم لجبابا في كل جب ساحلا كساحل البحر فيه هوام وحيات كالبخاتي وعقارب كالبغال الذل فإذا سأل أهل النار التخفيف قيل اخرجوا إلى الساحل فتأخذهم تلك الهوام بشفاههم وجنوبهم وما شاء الله من ذلك فتكشطها فيرجعون فيبادرون إلى معظم النيران ويسلط عليهم الجرب حتى إن أحدهم ليحك جلده حتى يبدو العظم فيقال يا فلان هل يؤذيك هذا فيقول نعم فيقال له ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين
رواه ابن أبي الدنيا

قال الحافظ ويزيد بن شجرة الرهاوي مختلف في صحبته والله أعلم
5581 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى زدناهم عذابا فوق العذاب النحل 88 قال زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال
رواه أبو يعلى والحاكم موقوفا وقال صحيح على شرط الشيخين

فصل في شراب أهل النار
5582 - عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله كالمهل الدخان 64 قال كعكر الزيت فإذا قرب إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه
رواه أحمد والترمذي من طريق رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم وقال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث رشدين
قال الحافظ قد رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج وقال الحاكم صحيح الإسناد
5583 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان
رواه الترمذي والبيهقي إلا أنه قال فيخلص فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه
روياه من طريق أبي السمح وهو دراج عن ابن حجيرة وقال الترمذي حديث حسن غريب صحيح
الحميم هو المذكور في القرآن في قوله تعالى وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم محمد 51
وروي عن ابن عباس وغيره أن الحميم الحار الذي يحرق
وقال الضحاك الحميم يغلي منذ خلق الله السموات والأرض إلى يوم يسقونه ويصب على رؤوسهم
وقيل هو ما يجتمع من دموع أعينهم في حياض النار فيسقونه وقيل غير ذلك
في قوله تعالى ويسقى من ماء صديد يتجرعه إبراهيم 71 قال يقرب إلى فيه فيكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره قال الله عز و جل وسقوا ماء حميما

وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم فقطع أمعاءهم ويقول وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب الكهف 92 رواه أحمد والترمذي وقال حديث غريب والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
5585 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا
رواه الترمذي من حديث رشدين عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم وقال الترمذي إنما نعرفه من حديث رشدين
قال الحافظ رواه الحاكم وغيره من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث به وقال الحاكم صحيح الإسناد
الغساق هو المذكور في القرآن في قوله تعالى فليذوقوه حميم وغساق ص 75 وقوله لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا النساء 42 52
وقد اختلف في معناه فقيل هو ما يسيل من بين جلد الكافر ولحمه قاله ابن عباس وقيل هو صديد أهل النار قاله إبراهيم وقتادة وعطية وعكرمة وقال كعب هو عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذات حمة من حية أو عقرب أو غير ذلك فيستنقع فيؤتى بالآدمي فيغمس فيها غمسة واحدة فيخرج وقد سقط جلده ولحمه عن العظام ويتعلق جلده ولحمه في عقبيه وكعبيه فيجر لحمه كما يجر الرجل ثوبه وقال عبد الله بن عمرو الغساق القيح الغليظ لو أن قطرة منه تهراق في المغرب لأنتنت أهل المشرق ولو تهراق في المشرق لأنتنت أهل المغرب وقيل غير ذلك
5586 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر وإن مات مدمن الخمر سقاه الله جل وعلا

من نهر الغوطة قيل وما نهر الغوطة قال نهر يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهم
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
المومسات بضم الميم الأولى وكسر الثانية هن الزانيات
5587 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فإن مات مات كافرا فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال قال صديد أهل النار
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو أطول منه إلا أنه قال من عاد في الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة
قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار
وتقدم في شرب الخمر وتقدم أيضا فيه حديث أنس من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر سكران وبعث من قبره سكران وأمر به إلى النار سكران فيه عين يجري منها القيح والدم هو طعامهم وشرابهم ما دامت السموات والأرض

فصل في طعام أهل النار
5588 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون آل عمران 201 فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال

فكيف بمن ليس له طعام غيره
والحاكم إلا أنه قال فيه فقال والذي نفسي بيده لو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الأرض لأفسدت
أو قال لأمرت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه
وقال صحيح على شرطهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح وروي موقوفا على ابن عباس
5589 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يلقى على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيدفع إليهم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيقولون ألم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال غافر 05 قال فيقولون ادعوا مالكا فيقولون يا مالك ليقض علينا ربك الزخرف 77 قال فيجيبهم إنكم ماكثون الزخرف 77 قال الأعمش نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام
قال فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون المؤمنون 601 701 قال فيجيبهم اخسؤوا فيها ولا تكلمون المؤمنون 801 قال فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل
رواه الترمذي والبيهقي كلاهما عن قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عنه وقال الترمذي قال عبد الله بن عبد الرحمن والناس لا يرفعون هذا الحديث قال وإنما روي هذا الحديث عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء
قوله وليس بمرفوع وقطبة بن عبد العزيز ثقة عند أهل الحديث انتهى
5590 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى طعاما ذا غصة المزمل 31 قال شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج
رواه الحاكم موقوفا عن شبيب بن شيبة عن عكرمة عنه وقال صحيح الإسناد

فصل في عظم أهل النار وقبحهم فيها
5591 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لو أن رجلا من أهل النار أخرج إلى الدنيا لمات أهل الدنيا من وحشة منظره ونتن ريحه قال ثم بكى عبد الله بكاء شديدا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا وفي إسناده ابن لهيعة
5592 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما
المنكب مجتمع رأس الكتف والعضد
5593 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ضرس الكافر مثل أحد وفخذه مثل البيضاء ومقعده من النار كما بين قديد ومكة وكثافة جسده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار
رواه أحمد واللفظ له ومسلم ولفظه
قال ضرس الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث
والترمذي ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وفخذه مثل البيضاء ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة
وقال حديث حسن غريب
قوله مثل الربذة يعني كما بين المدينة والربذة والبيضاء جبل انتهى
5594 - وفي رواية للترمذي قال إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة
وقال في هذه حديث حسن غريب صحيح ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار وضرسه مثل أحد ورواه الحاكم وصححه ولفظه وهو رواية لأحمد بإسناد جيد قال

ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وعرض جلده سبعون ذراعا وعضده مثل البيضاء وفخذه مثل ورقان ومقعده من النار ما بيني وبين الربذة
قال أبو هريرة وكان يقال بطنه مثل بطن إضم
الجبار ملك باليمن له ذراع معروف المقدار كذا قال ابن حبان وغيره وقيل ملك بالعجم
5595 - وعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الكافر ليسحب لسانه الفرسخ والفرسخين يتوطؤه الناس
رواه الترمذي عن الفضل بن يزيد عن أبي المخارق عنه وقال هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه والفضل بن يزيد كوفي قد روى عنه غير واحد من الأئمة وأبو المخارق ليس بمعروف انتهى
قال الحافظ رواه الفضل بن يزيد
5596 - عن أبي العجلان قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الكافر ليجر لسانه فرسخين يوم القيامة يتوطؤه الناس
أخرجه البيهقي وغيره وهو الصواب وقول الترمذي أبو المخارق ليس بمعروف وهم إنما هو أبو العجلان المحاربي ذكره البخاري في الكنى وقال أبو بكر مربع الحافظ ليس له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذا الإسناد إلا هذا الحديث انتهى
5597 - وعنه أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام وإن غلظ جلده سبعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده قريب من الحسن
5598 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى يوم ندعوا كل أناس بإمامهم الإسراء 17 قال يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ستون ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من نور يتلألأ فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم آتنا بهذا وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول لهم أبشروا

لكل رجل منكم مثل هذا قال وأما الكافر فيسود وجهه ويمد له في جسمه ستون ذراعا في صورة آدم ويلبس تاجا من نار فيراه أصحابه فيقولون نعوذ بالله من شر هذا
اللهم لا تأتنا بهذا فيأتيهم فيقولون اللهم اخزه فيقول أبعدكم الله فإن لكل رجل منكم مثل هذا
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب واللفظ له وابن حبان في صحيحه والبيهقي
5599 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام وكل ضرس مثل أحد وفخذه مثل ورقان وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعا
رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم كلهم من رواية ابن لهيعة
5600 - وروى ابن ماجه من طريق عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إن الكافر ليعظم حتى إن ضرسه لأعظم من أحد وفضيلة جسده على ضرسه كفضيلة جسد أحدكم على ضرسه
5601 - وعن مجاهد قال قال ابن عباس رضي الله عنهما أتدري ما سعة جهنم قلت لا
قال أجل والله والله ما تدري إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا تجري فيه أودية القيح والدم
قلت أنهار قال لا بل أودية
رواه أحمد بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد
5602 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال وهم فيها كالحون المؤمنون 401 قال تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب والحاكم وقال صحيح الإسناد

قال الحافظ عبد العظيم وقد ورد أن من هذه الأمة من يعظم في النار كما يعظم فيها الكفار فروى ابن ماجه والحاكم وغيرهما من حديث عبد الله بن قيس قال كنت عند أبي بردة ذات ليلة فدخل علينا الحارث بن أقيش رضي الله عنه فحدثنا الحارث ليلتئذ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر وإن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها
اللفظ لابن ماجه وإسناده جيد وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وتقدم لفظه فيمن مات له ثلاثة من الأولاد ورواه أحمد بإسناد جيد أيضا إلا أنه قال عن عبد الله بن قيس قال سمعت الحارث بن أقيش يحدث أن أبا برزة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
فذكره كذا في أصلي وأراه تصحيفا وصوابه سمعت الحارث بن أقيش يحدث أبا بردة كما في ابن ماجه والله أعلم
5603 - وعن أبي غسان الضبي قال قال أبو هريرة رضي الله عنه بظهر الحيرة تعرف عبد الله بن جراش وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فخذه في جهنم مثل أحد وضرسه مثل البيضاء
قلت لم ذاك يا رسول الله قال كان عاقا بوالديه
رواه الطبراني بإسناد لا يحضرني

فصل في تفاوتهم في العذاب وذكر أهونهم عذابا
5604 - عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أهون أهل النار عذابا رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم
رواه البخاري ومسلم ولفظه إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أهون أهل النار عذابا رجل منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه مع أجزاء العذاب ومنهم من في النار إلى كعبيه مع أجزاء العذاب ومنهم من في النار إلى ركبتيه مع أجزاء العذاب ومنهم من قد اغتمر
رواه أحمد والبزار ورواته رواة الصحيح وهو في مسلم مختصرا إن أدنى أهل النار عذابا منتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حر نعليه
5606 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أدنى أهل النار عذابا الذي له نعلان من نار يغلي منهما دماغه
رواه الطبراني بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه
5607 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه
رواه مسلم
5608 - وعن عبيد بن عمير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أدنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان يغلي منهما دماغه كأنه مرجل مسامعه جمر وأضراسه جمر وأشفاره لهب النار وتخرج أحشاء جنبيه من قدميه وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فهو يفور
رواه البزار مرسلا بإسناد صحيح
5609 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته
رواه مسلم
وفي رواية له منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى عنقه
5610 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن جهنم لما سيق إليها أهلها

تلقتهم فلفحتهم لفحة فلم تدع لحما على عظم إلا ألقته على العرقوب
رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي مرفوعا ورواه غيرهما موقوفا عليه وهو أصح
5611 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى فيؤخذ بالنواصي والأقدام الرحمن 14 قال يجمع بين رأسه ورجليه ثم يقصف كما يقصف الحطب
رواه البيهقي موقوفا
5612 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب النساء 65 قال يا كعب أخبرني عن تفسيرها فإن صدقت صدقتك وإن كذبت رددت عليك فقال إن جلد ابن آدم يحرق ويجدد في ساعة أو في يوم مقدار ستة آلاف مرة قال صدقت رواه البيهقي
5613 - وروي أيضا عن الحسن وهو البصري قال كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب قال تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كلما أكلتهم قيل لهم عودوا فيعودون كما كانوا
5614 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك من شدة قط فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط
رواه مسلم
5615 - وعن سويد بن غفلة رضي الله عنه قال إذا أراد الله أن ينسى أهل النار جعل للرجل منهم صندوقا على قدره من نار لا ينبض منه عرق إلا فيه مسمار من نار ثم تضرم فيه النار ثم يقفل بقفل من نار ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق من نار ثم يضرم بينهما نار ثم يقفل بقفل من نار ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق من نار ثم يضرم بينهما نار ثم يقفل ثم يلقى أو يطرح في النار فذلك قوله
من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون

الزمر 61 وذلك قوله لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون الأنبياء 001 قال فما يرى أن في النار أحدا غيره
رواه البيهقي بإسناد حسن موقوفا ورواه أيضا بنحوه من حديث ابن مسعود بإسناد منقطع
قال الحافظ سويد بن غفلة ولد في العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه و سلم وهو عام الفيل وقدم المدينة حين دفنوا النبي صلى الله عليه و سلم ولم يره وتوفي في زمن الحجاج وهو ابن خمس وعشرين وقيل سبع وعشرين ومائة

فصل في بكائهم وشهيقهم
5616 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال إن أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يقول إنكم ماكثون ثم يدعون ربهم فيقولون ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون فلا يجيبهم مثل الدنيا ثم يقول اخسؤوا فيها ولا تكلمون المؤمنون 801 ثم ييأس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق وآخرها زفير
رواه الطبراني موقوفا ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما
الشهيق في الصدر
والزفير في الحلق وقال ابن فارس الشهيق ضد الزفير لأن الشهيق رد النفس والزفير إخراج النفس
5617 - وروى البيهقي عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله لهم فيها زفير وشهيق قال صوت شديد وصوت ضعيف
قال الحافظ وتقدم حديث أبي الدرداء وفيه فيقولون ادعوا مالكا فيقولون يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون الزخرف 77
قال الأعمش نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك لهم ألف عام
قال فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون المؤمنون 601 701 قال فيجيبهم

اخسؤوا فيها ولا تكلمون المؤ 801
قال فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك يأخذون في الزفير والشهيق والويل
رواه الترمذي
5618 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود لو أرسلت فيها السفن لجرت
رواه ابن ماجه وأبو يعلى ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون في النار حتى تسيل دموعهم في خدودهم كأنها جداول حتى تنقطع الدموع فيسيل يعني الدم فيقرح العيون
وفي إسنادهما يزيد الرقاشي وبقية رواة ابن ماجه ثقات احتج بهم البخاري ومسلم
ورواه الحاكم مختصرا عن عبد الله بن قيس مرفوعا قال إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم مكان الدمع
وقال صحيح الإسناد
الأخدود بالضم هو الشق العظيم في الأرض
3 - الترغيب في الجنة ونعيمها ويشتمل على فصول
5619 - عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة فإن ريح الجنة ليوجد من مسيرة مائة عام
وفي رواية وإن لريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام
رواه ابن حبان في صحيحه
5620 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم
رواه الطبراني من رواية جابر الجعفي وتقدم غير ما حديث فيه ذكر رائحة الجنة في أماكن متفرقة من هذا الكتاب لم نعدها
5621 - عن علي رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا مريم 58 إلى

فصل في صفة دخول أهل الجنة الجنة وغير ذلك
آخرها قال قلت يا رسول الله ما الوفد إلا ركب قال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من أحدهما جرت في وجوههم بنضرة النعيم وإذا توضؤوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبدا فيضربون الحلقة بالصفيحة فلو سمعت طنين الحلقة يا علي فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتستخفها العجلة فتبعث قيمها فيفتح له الباب فلولا أن الله عز و جل عرفه نفسه لخر له ساجدا مما يرى من النور والبهاء فيقول أنا قيمك الذي وكلت بأمرك فيتبعه فيقفو أثره فيأتي زوجته فتستخفها العجلة فتخرج من الخيمة فتعانقه وتقول أنت حبي وأنا حبك وأنا الراضية فلا أسخط أبدا وأنا الناعمة بلا أبأس أبدا وأنا الخالدة فلا أظعن أبدا فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع مبني على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق خضر وطرائق صفر ما منها طريقة تشاكل صاحبتها فيأتي الأريكة فإذا عليها سرير على السرير سبعون فراشا على كل فراش سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضي جماعهن في مقدار ليلة تجري من تحتهم أنهار مطردة أنهار من ماء غير آسن صاف ليس فيه كدر وأنهار من عسل مصفى لم يخرج من بطون النحل وأنهار من خمر لذة للشاربين لم تعصره الرجال بأقدامها وأنهار من لبن لم يتغير طعمه لم يخرج من بطون الماشية فإذا اشتهوا الطعام جاءتهم طير بيض فترفع أجنحتها فيأكلون من جنوبها من أي الألوان شاؤوا ثم تطير فتذهب وفيها ثمار متدلية إذا اشتهوها انبعث الغصن إليهم فيأكلون من أي الثمار شاؤوا إن شاء قائما وإن شاء متكئا وذلك قوله وجنى الجنتين دان الرحمن 45 وبين أيديهم خدم كاللؤلؤ
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة عن الحارث وهو الأعور عن علي مرفوعا هكذا ورواه ابن أبي الدنيا أيضا والبيهقي وغيرهما عن

عاصم بن ضمرة عن علي موقوفا عليه بنحوه وهو أصح وأشهر
ولفظ ابن أبي الدنيا قال يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها فشربوا منها فأذهبت ما في بطونهم من أذى أو قذى أو بأس ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم بنضرة النعيم فلن تتغير أبشارهم تغيرا بعدها أبدا ولن تشعث أشعارهم كأنما دهنوا بالدهان ثم انتهوا إلى خزنة الجنة فقالوا سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين الزمر 37 قال ثم تلقاهم أو يلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يقدم من غيبته فيقولون أبشر بما أعد الله لك من الكرامة قال ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول قد جاء فلان باسمه الذي يدعى به في الدنيا فتقول أنت رأيته فيقول أنا رأيته وهو ذا بإثري فيستخف إحداهن الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى أي شيء أساس بنيانه فإذا جندل اللؤلؤ فوقه صرح أخضر وأصفر وأحمر ومن كل لون ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه فإذا مثل البرق لولا أن الله قدر له الألم أن يذهب ببصره ثم طأطأ رأسه فنظر إلى أزواجه وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة الغاشية 41 61 فنظروا إلى تلك النعمة ثم اتكئوا وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الأعراف 34 الآية ثم ينادي مناد تحيون فلا تموتون أبدا وتقيمون فلا تظعنون أبدا وتصحون أراه قال فلا تمرضون أبدا
الجندل الحجر
الآسن بمد الهمزة وكسر السين المهملة هو المتغير
الحميم القريب
الأكواب جمع كوب وهو كوز لا عروة له وقيل لا خرطوم له فإذا كان له خرطوم فهو إبريق
النمارق الوسائد واحدها نمرقة
الزرابي البسط الفاخرة واحدها زربية
5622 - وعن خالد بن عمير قال خطبنا عتبة بن غزوان رضي الله عنه فحمد الله وأثنى

عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يصطبها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما يحضرنكم ولقد ذكر لنا أن مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيط من الزحام
رواه مسلم هكذا موقوفا وتقدم بتمامه في الزهد
ورواه أحمد وأبو يعلى من حديث أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مختصرا قال ما بين مصراعين في الجنة كمسيرة أربعين سنة
وفي إسناده اضطراب
5623 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال والذي نفس محمد بيده إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر وهجر ومكة
رواه البخاري ومسلم في حديث وابن ماجه مختصرا إلا أنه قال لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى
5624 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف متماسكون آخذ بعضهم ببعض لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر
رواه البخاري ومسلم
5625 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة أزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء
5626 - وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون آنيتهم فيها الذهب أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك لكل واحد منهم زوجتان يرى مخ

سوقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا
رواه البخاري ومسلم واللفظ لهما والترمذي وابن ماجه
5627 - وفي رواية لمسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل فذكر الحديث وقال قال ابن أبي شيبة على خلق رجل يعني بضم الخاء
وقال أبو كريب على خلق يعني بفتحها
الألوة بفتح الهمزة وضمها وبضم اللام وتشديد الواو وفتحها من أسماء العود الذي يتبخر به
قال الأصمعي أراها كلمة فارسية عربت
5628 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين بني ثلاث وثلاثين
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ورواه أيضا من حديث أبي هريرة وقال غريب ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم
5629 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع
رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي كلهم من رواية علي بن زيد بن جدعان عن ابن المسيب عنه
5630 - وعن المقدام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من أحد يموت سقطا ولا هرما وإنما الناس فيما بين ذلك إلا بعث ابن ثلاث وثلاثين سنة فإن كان من أهل الجنة كان على مسحة آدم وصورة يوسف وقلب أيوب
ومن كان من أهل النار عظموا وفخموا كالجبال رواه البيهقي بإسناد حسن

فصل فيما لأدنى أهل الجنة فيها
5631 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أن موسى عليه السلام سأل ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة فقال رجل يجيء بعد ما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت رب فيقول له لك ذلك ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة رضيت رب فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت رب قال رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر
رواه مسلم
5632 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ومثل له شجرة ذات ظل فقال أي رب قربني من هذه الشجرة أكون في ظلها
فذكر الحديث في دخوله الجنة وتمنيه إلى أن قال في آخره
إذا انقطعت به الأماني قال الله هو لك وعشرة أمثاله
قال ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فيقولان الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك
قال فيقول ما أعطي أحد مثل ما أعطيت
رواه مسلم
5633 - ورواه أحمد عن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال آخر رجلين يخرجان من النار يقول الله عز و جل لأحدهما يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم هل عملت خيرا قط
فذكر الحديث بطوله إلى أن قال في آخره فيقول الله عز و جل سل وتمنه فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا ويلقنه الله ما لا علم له به فيسأل ويتمنى فإذا فرغ قال لك ما سألت
قال أبو سعيد ومثله معه
قال أبو هريرة وعشرة أمثاله معه فقال أحدهما لصاحبه حدث بما سمعت وأحدث بما سمعت

ورواته محتج بهم في الصحيح إلا علي بن زيد وهو في البخاري بنحوه إلا أن أبا هريرة قال ومثله وقال أبو سعيد وعشرة أمثاله على العكس وتقدم
5634 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن آخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل مر به ربه عز و جل فقال له قم فادخل الجنة فأقبل عليه عابسا فقال وهل أبقيت لي شيئا قال نعم لك مثل ما طلعت عليه الشمس أو غربت
رواه الطبراني بإسناد جيد وليس في أصلي رفعه وأرى الكاتب أسقط منه ذكر النبي صلى الله عليه و سلم
5635 - وعن عبد الله بن مسعود أيضا رضي الله عنه عن النبي قال يجمع الله عز و جل الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء
فذكر الحديث إلى أن قال ثم يقول يعني الرب تبارك وتعالى ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا أطفىء قام فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الفرس ومنهم من يمر كشد الرجل حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدا إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها قال فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم فيرى ما في الجنة من خلل الباب فيقول رب أدخلني الجنة فيقول له أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار فيقول رب جعل بيني وبينها حجابا لا أسمع حسيسها قال فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حلم فيقول رب أعطني ذلك المنزل فيقول له لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ويرى أمام ذلك منزلا كأن ما هو فيه إليه حلم قال رب أعطني ذلك

المنزل فيقول الله تبارك وتعالى له فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره فيقول لا وعزتك يا رب وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ثم يسكت فيقول لله جل ذكره ما لك لا تسأل فيقول رب قد سألتك حتى ستحييتك وأقسمت حتى ستحييتك فيقول الله جل ذكره ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله قال فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه قال فيقول الرب جل ذكره لا ولكني على ذلك قادر سل فيقول ألحقني بالناس فيقول الحق بالناس فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا فيقال له رفع رأسك ما لك فيقول رأيت ربي أو تراءى لي ربي فيقال إنما هو منزل من منازلك
قال ثم يلقى رجلا فيتهيأ للسجود له فيقال له مه فيقول رأيت أنك ملك من الملائكة فيقول إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على ما أنا عليه
قال فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر قال وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضة زدادت في عينه سبعين ضعفا فيقال له شرف فيشرف فيقال له ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك قال فقال عمر ألا تسمع ما يحدثنا بن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلا فكيف أعلاهم قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت إن الله جل ذكره خلق دارا جعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قرأ كعب فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 71 قال وخلق دون ذلك جنتين وزينهما بما شاء وأراهما من شاء من خلقه ثم قال من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه فيستبشرون بريحه فيقولون واها لهذا الريح هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه قال ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد سترسلت فاقبضها فقال

كعب إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول رب نفسي نفسي حتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لا تنجو
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والحاكم هكذا عن ابن مسعود مرفوعا وآخره من قوله إن الله جل ذكره خلق دارا إلى آخره موقوفا على كعب وأحد طرق الطبراني صحيح واللفظ له وقال الحاكم صحيح الإسناد وهو في مسلم بنحوه باختصار عنه
5636 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ألا أخبركم بأسفل أهل الجنة درجة قالوا بلى يا رسول الله قال رجل يدخل من باب الجنة فيتلقاه غلمانه فيقولون مرحبا بسيدنا قد آن لك أن تزورنا قال فتمد له الزرابي أربعين سنة ثم ينظر عن يمينه وشماله فيرى الجنان فيقول لمن ما ههنا فيقال لك حتى إذا انتهى رفعت له ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء لها سبعون شعبا في كل شعب سبعون غرفة في كل غرفة سبعون بابا فيقال اقرأ وارقه فيرقى حتى إذا انتهى إلى سرير ملكه اتكأ عليه سعته ميل في ميل له فيه قصور فيسعى إليه بسبعين صحفة من ذهب ليس فيها صحفة فيها من لون أختها يجد لذة آخرها كما يجد لذة أولها ثم يسعى إليه بألوان الأشربة فيشرب منها ما اشتهى ثم يقول الغلمان اتركوه وأزواجه فينطلق الغلمان ثم ينظر فإذا حوراء من الحور العين جالسة على سرير ملكها عليها سبعون حلة ليس منها حلة من لون صاحبتها فيرى مخ ساقها من وراء اللحم والدم والعظم والكسوة فوق ذلك فينظر إليها فيقول من أنت فتقول أنا من الحور العين من اللاتي خبئن لك فينظر إليها أربعين سنة لا يصرف بصره عنها ثم يرفع بصره إلى الغرفة فإذا أخرى أجمل منها فتقول ما آن لك أن يكون لنا منك نصيب فيرتقي إليها أربعين سنة لا يصرف بصره عنها ثم إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ وظنوا أن لا نعيم أفضل منه تجلى لهم الرب تبارك اسمه فينظرون إلى وجه الرحمن فيقول يا أهل الجنة هللوني فيتجاوبون بتهليل الرحمن ثم يقول يا داود قم فمجدني كما كنت تمجدني في الدنيا قال فيمجد داود ربه عز و جل
رواه ابن أبي الدنيا وفي إسناده من لا أعرفه الآن
5637 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أدنى أهل

الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشيا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة القيامة 22 32
رواه الترمذي وأبو يعلى والطبراني والبيهقي ورواه أحمد مختصرا قال إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ينظر إلى أزواجه وخدمه
زاد البيهقي على هذا في لفظ له وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى الله عز و جل في وجهه في كل يوم مرتين
5638 - وروى ابن أبي الدنيا عن الأعمش عن ثوير قال أراه عن ابن عمر قال إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له ألف قصر بين كل قصرين مسيرة سنة يرى أقصاها كما يرى أدناها في كل قصر من الحور العين والرياحين والوالدن ما يدعو بشيء إلا أتي به
رواه هكذا موقوفا
5639 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء
رواه الترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد يعني عن عمرو بن الحارث عن دراج
قال الحافظ قد رواه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن وهب وهو أحد الأعلام الثقات الأثبات عن عمرو بن الحارث عن دراج
5640 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم بيد كل واحد صحفتان واحدة من ذهب والأخرى من فضة في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها تجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفر لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون إخوانا على سرر متقابلين
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له ورواته ثقات

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن أدنى أهل الجنة منزلة وليس فيهم دني من يغدو عليه كل يوم ويروح خمسة عشر ألف خادم ليس منهم خادم إلا ومعه طرفة ليست مع صاحبه
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
قال الحافظ ولا منافاة بين هذه الأحاديث لأنه قال في حديث أبي سعيد أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم وقال في حديث أنس من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم وفي حديث أبي هريرة من يغدو عليه ويروح خمسة عشر ألف خادم
فيجوز أن يكون له ثمانون ألف خادم يقوم على رأسه منهم عشرة آلاف ويغدو عليه منهم كل يوم خمسة عشر ألفا والله سبحانه أعلم
5642 - وروى البيهقي من حديث يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال إن أدنى أهل الجنة منزلة من يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ليس عليه صاحبه قال وتلا هذه الآية إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا الإنسان 91

فصل في درجات الجنة وغرفها
5643 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لهما كما تراءون الكوكب الغارب بتقديم الراء على الباء
ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة بنحوه وصححه إلا أنه قال إن أهل الجنة ليتراءون الكوكب الشرقي أو الكوكب الغربي الغارب في الأفق أو الطالع في تفاضل الدرجات الحديث وفي بعض النسخ والكوكب الغربي أو الغارب على الشك

الغابر بالغين المعجمة والباء الموحدة المراد به هنا هو الذاهب الذي تدلى للغروب
5644 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أو ترون الكوكب الدري الغارب في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات قالوا يا رسول الله أولئك النبيون قال بلى والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
وتقديره كما يرون الكوكب الطالع الدري الغارب
ورواه الترمذي وتقدم لفظه
5645 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أحدثكم بغرف الجنة قال قلت بلى يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا قال إن في الجنة غرفا من أصناف الجوهر كله يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فيها من النعيم واللذات والشرف ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
قال قلت لمن هذه الغرف قال لمن أفشى السلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام الحديث
رواه البيهقي ثم قال وهذا الإسناد غير قوي إلا أنه مع الإسنادين الأولين يقوى بعضه ببعض والله أعلم
قال الحافظ تقدم من هذا النوع غير ما حديث صحيح في قيام الليل وإطعام الطعام وغير ذلك من حديث أبي مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام
وحديث عبد الله بن عمرو بنحوه
5646 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض
رواه البخاري
5647 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والطبراني في الأوسط إلا أنه قال ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام

فصل في بناء الجنة وترابها وحصبائها وغير ذلك
5648 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه الحديث
رواه أحمد واللفظ له والترمذي والبزار والطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه وهو قطعة من حديث عندهم
وروى ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة موقوفا قال حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة ودرجها الياقوت واللؤلؤ قال وكنا نحدث أن رضراض أنهارها اللؤلؤ وترابها الزعفران
الرضراض بفتح الراء وبضادين معجمتين
والحصباء ممدود بمعنى واحد وهو الحصى قيل الرضراض صغارها
5649 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الجنة فقال من يدخل الجنة يحيى فيها لا يموت وينعم فيها لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه قيل يا رسول الله ما بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وإسناده حسن بما قبله
الملاط بكسر الميم هو الطين الذي يجعل بين سافي البناء يعني أن الطين الذي يجعل بين لبن الذهب والفضة وفي الحائط مسك
5650 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال خلق الله تبارك وتعالى الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك وقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقالت الملائكة طوبى لك منزل الملوك رواه الطبراني والبزار واللفظ له مرفوعا وموقوفا وقال لا نعلم أحدا رفعه إلا عدي بن الفضل يعني عن الجريري عن أبي نضرة عنه وعدي بن الفضل ليس بالحافظ وهو شيخ بصري انتهى

قال الحافظ قد تابع عدي بن الفضل على رفعه وهب بن خالد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة ثم شقق فيها الأنهار وغرس فيها الأشجار فلما نظرت الملائكة إلى حسنها قالت طوبى لك منازل الملوك
أخرجه البيهقي وغيره ولكن وقفه هو الأصح المشهور والله أعلم
5651 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم نظر إليها فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال وعزتي لا يجاورني فيك بخيل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين أحدهما جيد ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس أطول منه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ولبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة خضراء وملاطها مسك حشيشها الزعفران حصباؤها اللؤلؤ ترابها العنبر ثم قال لها انطقي قالت قد أفلح المؤمنون فقال الله عز و جل وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون الحشر 9 والتغابن 61
5652 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أرض الجنة بيضاء عرصتها صخور الكافور وقد أحاط به المسك مثل كثبان الرمل أنهار مطردة فيجتمع فيها أهل الجنة أدناهم وآخرهم فيتعارفون فيبعث الله ريح الرحمة فتهيج عليهم ريح المسك فيرجع الرجل إلى زوجته وقد ازداد حسنا وطيبا فتقول له لقد خرجت من عندي وأنا بك معجبة وأنا بك الآن أشد إعجابا
رواه ابن أبي الدنيا
5653 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة مراغا من مسك مثل مراغ دوابكم في الدنيا
رواه الطبراني بإسناد جيد
5654 - وعن كريب أنه سمع أسامة بن زيد رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا حظر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأوريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة ومقام في أبد في دار

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9