كتاب : الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ملعون من فرق بين والدة وولدها
قال أبو بكر يعني ابن عياش هذا مبهم وهو عندنا في السبي والولد
رواه الدارقطني من طريق طليق بن محمد عنه وطليق مع ما قيل فيه لم يسمع من عمران
ورواه ابن ماجه والدارقطني أيضا من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وقد ضعف عن طليق بن عمران عن أبي بردة عن أبي موسى قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم من فرق بين الوالدة وولدها وبين الأخ وأخيه
الترهيب من الدين وترغيب المستدين والمتزوج أن ينويا الوفاء والمبادرة إلى قضاء دين الميت
2765 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أعوذ بالله من الكفر والدين
فقال رجل يا رسول الله أتعدل الكفر بالدين قال نعم
رواه النسائي والحاكم من طريق دراج عن أبي الهيثم وقال صحيح الإسناد
2766 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الدين راية الله في الأرض فإذا أراد الله أن يذل عبدا وضعه في عنقه
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
قال الحافظ بل فيه بشر بن عبيد الدارسي واه
2767 - وروي عنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يوصي رجلا وهو يقول أقل من الذنوب يهن عليك الموت وأقل من الدين تعش حرا
رواه البيهقي
2768 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها
قالوا وما ذاك يا رسول الله قال الدين
رواه أحمد واللفظ له وأحد إسناديه ثقات وأبو يعلى والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد

وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فارق روحه جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة الغلول والدين والكبر
رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وتقدم لفظه
والحاكم وهذا لفظه وقال صحيح على شرطهما
قال الترمذي قال سعيد بن أبي عروبة الكنز يعني بالزاي وقال أبو عوانة في حديثه الكبر يعني بالراء
قال ورواية سعيد أصح وقال البيهقي في كتابه عن أبي عبد الله يعني الحاكم الكنز مقيد بالزاي والصحيح في حديث أبي عوانة بالراء
2770 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا من تداين بدين وفي نفسه وفاؤه ثم مات تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء ومن تداين بدين وليس في نفسه وفاؤه ثم مات اقتص الله عز و جل لغريمه يوم القيامة
رواه الحاكم عن بشر بن نمير وهو متروك عن القاسم عنه
ورواه الطبراني في الكبير أطول منه ولفظه قال من ادان دينا وهو ينوي أن يؤديه ومات أداه الله عنه يوم القيامة ومن استدان دينا وهو لا ينوي أن يؤديه فمات قال الله عز و جل له يوم القيامة ظننت أني لا آخذ لعبدي بحقه فيؤخذ من حسناته فيجعل في حسنات الآخر فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات الآخر فيجعل عليه
2771 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله
رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما
2772 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حمل من أمتي دينا ثم جهد في قضائه ثم مات قبل أن يقضيه فأنا وليه
رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط
2773 - وعنها رضي الله عنها أنها كانت تداين فقيل لها ما لك وللدين ولك عنه

مندوحة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون فأنا ألتمس ذلك العون
وفي رواية من كان عليه دين همه قضاؤه أو هم بقضائه لم يزل معه من الله حارس
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا أن فيه انقطاعا
ورواه الطبراني بإسناد متصل فيه نظر وقال فيه كان له من الله عون وسبب له رزقا
2774 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال كانت ميمونة تدان فتكثر فقال لها أهلها في ذلك ولاموها ووجدوا عليها فقالت لا أترك الدين وقد سمعت خليلي وصفيي صلى الله عليه و سلم يقول ما من أحد يدان دينا يعلم الله أنه يريد قضاءه إلا أداه الله عنه في الدنيا
رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
2775 - وعن صهيب الخير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما رجل تدين دينا وهو مجمع أن لا يوفيه إياه لقي الله سارقا
رواه ابن ماجه والبيهقي وإسناده متصل لا بأس به إلا أن يوسف بن محمد بن صيفي بن صهيب قال البخاري فيه نظر
ورواه الطبراني في الكبير ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما رجل تزوج امرأة ينوي أن لا يعطيها من صداقها شيئا مات يوم يموت وهو زان وأيما رجل اشترى من رجل بيعا ينوي أن لا يعطيه من ثمنه شيئا مات يوم يموت وهو خائن والخائن في النار
وفي إسناده عمرو بن دينار متروك
2776 - وعن القاسم مولى معاوية رضي الله عنه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من تدين بدين وهو يريد أن يقضيه حريص على أن يؤديه فمات ولم يقض دينه فإن الله قادر على أن يرضي غريمه بما شاء من عنده ويغفر للمتوفى ومن تدين بدين وهو يريد أن لا يقضيه فمات على ذلك ولم يقض دينه فإنه يقال له أظننت أنا لن نوفي فلانا حقه منك

فيؤخذ من حسناته فيجعل زيادة في حسنات رب الدين فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات رب الدين فجعلت في سيئات المطلوب
رواه البيهقي وقال هكذا جاء مرسلا
2777 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته ليس ثم دينار ولا درهم
رواه ابن ماجه بإسناد حسن والطبراني في الكبير
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدين دينان فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه ومن مات وهو لا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته ليس يومئذ دينار ولا درهم
2778 - وعن محمد بن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قاعدا حيث توضع الجنائز فرفع رأسه قبل السماء ثم خفض بصره فوضع يده على جبهته فقال سبحان الله سبحان الله ما أنزل من التشديد
قال فعرفنا وسكتنا حتى إذا كان الغد سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا ما التشديد الذي نزل قال في الدين والذي نفسي بيده لو قتل رجل في سبيل الله ثم عاش ثم قتل ثم عاش ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى دينه
رواه النسائي والطبراني في الأوسط والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
2779 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فائتني بالكفيل
قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبه ويقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبها ثم زجج موضعها ثم أتى بها البحر فقال اللهم إنك تعلم أني تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك فسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا

يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا الخشبة التي فيها المال فأخذها لاهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيفة
ثم قدم الذي كان أسلفه وأتى بالألف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي جئت فيه
قال هل كنت بعثت إلي بشيء
قال أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه
قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثته في الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشدا
رواه البخاري معلقا مجزوما والنسائي وغيره مسندا
قوله زجج بزاي وجيمين أي طلى نقر الخشبة بما يمنع سقوط شيء منه
2780 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تزوج امرأة على صداق وهو ينوي أن لا يؤديه إليها فهو زان ومن ادان دينا وهو ينوي أن لا يؤديه إلى صاحبه
أحسبه قال فهو سارق
رواه البزار وغيره
2781 - وعن ميمون الكردي عن أبيه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها خدعها فمات ولم يؤد إليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو زان وأيما رجل استدان دينا لا يريد أن يؤدي إلى صاحبه حقه خدعه حتى أخذ ماله فمات ولم يؤد دينه لقي الله وهو سارق
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورواته ثقات وتقدم حديث صهيب بنحوه
2782 - وعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بين يديه فيقال يا ابن آدم فيم أخذت هذا الدين وفيم ضيعت حقوق الناس فيقول يا رب إنك تعلم أني أخذته فلم آكل ولم أشرب ولم ألبس ولم أضيع ولكن أتى علي إما حرق وإما سرق وإما وضيعة فيقول الله صدق عبدي أنا أحق من قضى عنك فيدعو الله بشيء فيضعه في كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل رحمته
رواه أحمد والبزار والطبراني وأبو نعيم أحد أسانيدهم حسن

الوضيعة هي البيع بأقل عما اشترى به
2783 - وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الدين يقتص من صاحبه يوم القيامة إذا مات إلا من تدين في ثلاث خلال الرجل تضعف قوته في سبيل الله فيستدين يتقوى به على عدو الله وعدوه ورجل يموت عنده مسلم لا يجد بما يكفنه ويواريه إلا بدين ورجل خاف على نفسه العزبة فينكح خشية على دينه فإن الله يقضي عن هؤلاء يوم القيامة
رواه ابن ماجه هكذا والبزار
ولفظه ثلاث من تدين فيهن ثم مات ولم يقض فإن الله يقضي عنه رجل يكون في سبيل الله فيخلق ثوبه فيخاف أن تبدو عورته أو كلمة نحوها فيموت ولم يقض دينه ورجل مات عنده رجل مسلم فلم يجد ما يكفنه به ولا ما يواريه فمات ولم يقض دينه ورجل خاف على نفسه العنت فتعفف بنكاح امرأة فمات ولم يقض فإن الله يقضي عنه يوم القيامة
العنت بفتح العين والنون جميعا هو الإثم والفساد
2784 - وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكرهه الله
قال وكان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه اذهب فخذ لي بدين فإني أكره أن أبيت ليلة إلا والله معي بعد إذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه ابن ماجه بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد وله شواهد
2785 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه دين فليس ثم دينار ولا درهم ولكنها الحسنات والسيئات ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال
رواه الحاكم وصححه ورواه أبو داود والطبراني بنحوه ويأتي لفظهما إن شاء الله تعالى

وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هاهنا أحد من بني فلان فلم يجبه أحد ثم قال هاهنا أحد من بني فلان فلم يجبه أحد ثم قال هاهنا أحد من بني فلان فقام رجل فقال أنا يا رسول الله فقال من منعك أن تجيبني في المرتين الأوليين
قال إني لم أنوه بكم إلا خيرا إن صاحبكم مأسور بدينه فلقد رأيته أدي عنه حتى ما أحد يطلبه بشيء
رواه أبو داود والنسائي والحاكم إلا أنه قال إن صاحبكم حبس على باب الجنة بدين كان عليه
زاد في رواية فإن شئتم فافدوه وإن شئتم فأسلموه إلى عذاب الله
فقال رجل علي دينه فقضاه
قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
قال الحافظ عبد العظيم رووه كلهم عن الشعبي عن سمعان وهو ابن مشنج عن سمرة وقال البخاري في تاريخه الكبير لا نعلم لسمعان سماعا من سمرة ولا للشعبي سماعا من سمعان
2787 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صاحب الدين مأسور بدينه يشكو إلى الله الوحدة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه المبارك بن فضالة
2788 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى الله عنها أن يموت رجل وعليه دين لا يدع له قضاء
رواه أبو داود والبيهقي
2789 - وعن شفي بن ماتع الأصبحي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون ما بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور يقول بعض أهل النار لبعض ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى
قال فرجل معلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر أمعاءه ورجل يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس لا يجد لها قضاء أو وفاء
الحديث رواه ابن أبي

الدنيا والطبراني بإسناد لين ويأتي بتمامه في الغيبة إن شاء الله تعالى
2790 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن وابن ماجه وابن حبان في صحيحه ولفظه قال نفس المؤمن معلقة ما كان عليه دين
والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
2791 - وعن جابر رضي الله عنه قال توفي رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي عليه فقلنا تصلي عليه فخطا خطوة ثم قال أعليه دين قلنا ديناران فانصرف فتحملهما أبو قتادة فأتيناه فقال أبو قتادة الديناران علي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوفى الله حق الغريم وبرىء منهما الميت قال نعم فصلى عليه ثم قال بعد ذلك بيومين ما فعل الديناران قلت إنما مات أمس
قال فعاد إليه من الغد فقال قد قضيتهما فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الآن بردت جلدته
رواه أحمد بإسناد حسن والحاكم والدارقطني وقال الحاكم صحيح الإسناد ورواه أبو داود وابن حبان في صحيحه باختصار
2792 - وروي عن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتي بالجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل ويسأل عن دينه فإن قيل عليه دين كف عن الصلاة عليه وإن قيل ليس عليه دين صلى عليه فأتي بجنازة فلما قام ليكبر سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم هل على صاحبكم دين قالوا ديناران فعدل عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال صلوا على صاحبكم فقال علي رضي الله عنه هما علي يا رسول الله برىء منهما فتقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى عليه ثم قال لعلي بن أبي طالب جزاك الله خيرا فك الله رهانك كما فككت رهان أخيك
إنه ليس من ميت يموت وعليه دين إلا وهو مرتهن بدينه ومن فك رهان ميت فك الله رهانه يوم القيامة فقال بعضهم هذا لعلي خاصة أم للمسلمين عامة قال بل للمسلمين عامة
رواه الدارقطني ورواه أيضا بنحوه عن طريق عبيد الله الوصافي عن عطية عن أبي سعيد

وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بجنازة ليصلي عليها قال هل عليه دين قالوا نعم فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن جبريل نهاني أن أصلي على من عليه دين فقال إن صاحب الدين مرتهن في قبره حتى يقضى عنه دينه
رواه أبو يعلى والطبراني ولفظه قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتي برجل يصلي عليه فقال هل على صاحبكم دين قالوا نعم
قال فما ينفعكم أن أصلي على رجل روحه مرتهن في قبره لا تصعد روحه إلى السماء فلو ضمن رجل دينه قمت فصليت عليه فإن صلاتي تنفعه
قال الحافظ قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان لا يصلي على المدين ثم نسخ ذلك
فروى مسلم وغيره من حديث أبي هريرة وغيره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يؤتى بالرجل الميت عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه قضاء فإن حدث أنه ترك وفاء صلى عليه وإلا قال صلوا على صاحبكم فلما فتح الله عليه الفتوح قال أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته
الترهيب من مطل الغني والترغيب في إرضاء صاحب الدين
2794 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مطل الغني ظلم وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
أتبع بضم الهمزة وسكون التاء أي أحيل
قال الخطابي وأهل الحديث يقول اتبع بتشديد التاء وهو خطأ
2795 - وعن عمرو بن الشريد عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي الواجد

يحل عرضه وماله
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
لي الواجد بفتح اللام وتشديد الياء أي مطل الواجد الذي هو قادر على وفاء دينه يحل عرضه أي يبيح أن يذكر بسوء المعاملة وعقوبته حبسه
2796 - وعن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يحب الله الغني الظلوم ولا الشيخ الجهول ولا الفقير المختال
وفي رواية إن الله يبغض الغني الظلوم والشيخ الجهول والعائل المختال
رواه البزار والطبراني في الأوسط من رواية الحارث الأعور عن علي والحارث وثق ولا بأس به في المتابعات
2797 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فذكر الحديث إلى أن قال والثلاثة الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه واللفظ لهما ورواه بنحوه النسائي وابن حبان في صحيحه والترمذي والحاكم وصححاه
2798 - وروي عن خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها الحق من قويها غير متعتع ثم قال من انصرف غريمه عنه وهو راض صلت عليه دواب الأرض ونون الماء ومن انصرف غريمه وهو ساخط كتب عليه في كل يوم وليلة وجمعة وشهر ظلم
رواه الطبراني في الكبير
2799 - وعنها رضي الله عنها قالت كان على رسول الله صلى الله عليه و سلم وسق من تمر لرجل من بني ساعدة فأتاه يقتضيه فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من الأنصار أن يقضيه فقضاه تمرا دون تمره فأبى أن يقبله فقال أترد على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم ومن أحق بالعدل من رسول الله صلى الله عليه و سلم فاكتحلت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بدموعه ثم قال صدق ومن أحق بالعدل مني لا قدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها ولا يتعتعه ثم قال يا خولة عديه واقضيه فإنه ليس من غريم يخرج من عند غريمه راضيا إلا صلت عليه دواب

الأرض ونون البحار وليس من عبد يلوي غريمه وهو يجد إلا كتب الله عليه في كل يوم وليلة إثما
رواه الطبراني في الأوسط والكبير من رواية حبان بن علي واختلف في توثيقه ورواه بنحوه الإمام أحمد من حديث عائشة بإسناد جيد قوي
تعتعه بتاءين مثناتين فوق وعينين مهملتين أي أقلقه وأتعبه بكثرة ترداده إليه ومطله إياه
ونون البحار حوتها
وقوله يلوي غريمه أي يمطله ويسوفه
2800 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا قدست أمة لا يعطى الضعيف فيها حقه غير متعتع
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح
ورواه ابن ماجه بقصة ولفظه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم يتقاضاه دينا كان عليه فاشتد عليه حتى قال أخرج عليك إلا قضيتني فانتهره أصحابه فقالوا ويحك تدري من تكلم فقال إني أطلب حقي فقال النبي صلى الله عليه و سلم هلا مع صاحب الحق كنتم ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيك فقالت نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله فاقترضه فقضى الأعرابي وأطعمه فقال أوفيت أوفى الله لك فقال أولئك خيار الناس إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع
رواه البزار من حديث عائشة مختصرا والطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد جيد
9 - الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور
2801 - عن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه فقال إني عجزت عن مكاتبتي فأعني فقال ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كان عليك مثل جبل صبير دينا أداه الله عنك قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب والحاكم وقال صحيح الإسناد

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة جالسا فيه فقال يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله
قال أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله عز و جل همك وقضى عنك دينك فقال بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من البخل والجبن وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال قال فقلت ذلك فأذهب الله عز و جل همي وقضى عني ديني
رواه أبو داود
2803 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لمعاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد
2804 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم افتقده يوم الجمعة فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى معاذا فقال يا معاذ ما لي لم أرك فقال يا رسول الله ليهودي علي أوقية من تبر فخرجت إليك فحبسني عنك فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معاذ ألاأعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبير أداه الله عنك
وصبير جبل باليمن فادع الله يا معاذ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك

وفي رواية قال معاذ كان لرجل علي بعض الحق فخشيته فلبثت يومين لا أخرج ثم خرجت فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا معاذ ما خلفك قلت كان لرجل علي بعض الحق فخشيته حتى استحييت وكرهت أن يلقاني
قال ألا آمرك بكلمات تقولهن لو كان عليك أمثال الجبال قضاه الله قلت بلى يا رسول الله
قال قل اللهم مالك الملك فذكر نحوه باختصار
وزاد في آخره اللهم أغنني من الفقر واقض عني الدين وتوفني في عبادتك وجهاد في سبيلك
رواه الطبراني
2805 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي أبو بكر فقال سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم دعاء علمنيه قلت ما هو قال كان عيسى ابن مريم يعلم أصحابه قال لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه اللهم فارج الهم وكاشف الغم ومجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكانت علي بقية من الدين وكنت للدين كارها فكنت أدعو الله بذلك فأتاني الله بفائدة فقضى عني ديني قالت عائشة كان لاسماء بنت عميس رضي الله عنها علي دينار وثلاثة دراهم وكانت تدخل علي فأستحيي أن أنظر في وجهها لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو بذلك الدعاء فما لبثت إلا يسيرا حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق بها علي ولا ميراث ورثته فقضاه الله عني وقسمت في أهلي قسما حسنا وحليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق من ورق وفضل لنا فضل حسن
رواه البزار والحاكم والأصبهاني كلهم عن الحكم بن عبد الله الأيلي عن القاسم عنها وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ عبد العظيم كيف والحكم متروك متهم والقاسم مع ما قيل فيه لم يسمع من عائشة
2806 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي

ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله عز و جل همه وأبدله مكان حزنه فرحا
قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم كلهم عن أبي سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن عن أبيه
قال الحافظ لم يسلم وأبو سلمة الجهني يأتي ذكره
وروى هذا الحديث الطبراني من حديث أبي موسى الأشعري بنحوه وقال في آخره قال قائل يا رسول الله إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات
قال أجل فقولوهن وعلموهن فإنه من قالهن وعلمهن التماس ما فيهن أذهب الله كربه وأطال فرحه
2807 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كلمات المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه
وزاد في آخره لا إله إلا أنت
2808 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم والبيهقي كلهم من رواية الحكم بن مصعب وقال الحاكم صحيح الإسناد
2809 - وروي عن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله قبل كل شيء ولا إله إلا الله يبقى ربنا ويفنى كل شيء عوفي من الهم والحزن
رواه الطبراني
2810 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم

كلاهما من رواية بشر بن رافع أبي الأسباط وقال الحاكم صحيح الإسناد
2811 - وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب أو في الكرب الله ربي لا أشرك به شيئا
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه
ورواه الطبراني في الدعاء وعنده فليقل الله ربي لا أشرك به شيئا ثلاث مرات وزاد وكان ذلك آخر كلام عمر بن عبد العزيز عند الموت
2812 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم
رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال في الأولى لا إله إلا الله العلي الحليم
والنسائي وابن ماجه إلا أنه قال لا إله إلا الله الحليم الكريم
سبحان الله رب العرش العظيم
سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم
2813 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الأنبياء 78
فإنه لم يدع رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد
وزاد الحاكم في رواية له فقال رجل يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تسمع إلى قول الله عز و جل ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين الأنبياء 88
41 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أعلمك الكلمات التي تكلم بها موسى عليه السلام حين جاوز البحر ببني إسرائيل فقلنا بلى يا رسول الله
قال قولوا اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا

بالله العلي العظيم
قال عبد الله فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد
2814 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا نادى المنادي فتحت له أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدة فليتحين المنادي فإذا كبر كبر وإذا تشهد تشهد وإذا قال حي على الصلاة قال حي على الصلاة وإذا قال حي على الفلاح قال حي على الفلاح ثم يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة الصادقة المستجابة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى أحينا عليها وأمتنا عليها وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا ثم يسأل الله حاجته
رواه الحاكم من رواية عفير بن معدان وهو واه وقال صحيح الإسناد
2815 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا
رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد
وروى الأصبهاني عن إبراهيم يعني ابن الأشعث قال سمعت الفضيل يقول إن رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أسره العدو فأراد أبوه أن يفديه فأبوا عليه إلا بشيء كثير لم يطقه فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال اكتب إليه فليكثر من قوله توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا إلى آخرها قال فكتب بها الرجل إلى ابنه فجعل يقولها فغفل العدو عنه فاستاق أربعين بعيرا فقدم وقدم بها إلى أبيه
قال الحافظ وهذا معضل وتقدم في باب لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
2816 - وعن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال جاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أسر ابن عوف فقال له أرسل إليه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله
فذكر الحديث
10 - الترهيب من اليمين الكاذبة الغموس
2817 - عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حلف على مال امرء مسلم بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان
قال عبد الله ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مصداقه

من كتاب الله عز و جل إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا آل عمران 77
إلى آخر الآية
زاد في رواية بمعناه قال فدخل الأشعث بن قيس الكندي فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فقلنا كذا وكذا قال صدق أبو عبد الرحمن وكان بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم شاهداك أو يمينه قلت إذا يحلف ولا يبالي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرىء مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ونزلت إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا
إلى آخر الآية
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه مختصرا
2818 - وعن وائل بن حجر رضي الله عنه قال جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال الحضرمي يا رسول الله إن هذا قد غلبني على أرض كانت لابي فقال الكندي هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق فقال النبي صلى الله عليه و سلم للحضرمي ألك بينة قال لا قال فلك يمينه
قال يا رسول الله إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه وليس يتورع عن شيء فقال ليس لك منه إلا يمينه فانطلق ليحلف فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أدبر لئن حلف على مال ليأكله ظلما ليلقين الله وهو عنه معرض
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
2819 - وعن الأشعث بن قيس رضي الله عنه أن رجلا من كندة وآخر من حضرموت اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أرض من اليمن فقال الحضرمي يا رسول الله إن أرضي اغتصبنيها أبو هذا وهي في يده قال هل لك بينة قال لا ولكن أحلفه والله ما يعلم أنها أرضي اغتصبنيها أبوه فتهيأ الكندي لليمين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقتطع أحد مالا

بيمين إلا لقي الله وهو أجذم فقال الكندي هي أرضه
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه مختصرا قال من حلف على يمين ليقتطع بها مال امرىء مسلم هو فيها فاجر لقي الله أجذم
2820 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه و سلم في أرض أحدهما من حضرموت
قال فجعل يمين أحدهما فضج الآخر
قال إذا يذهب بأرضي فقال إن هو اقتطعها بيمينه ظلما كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم
قال وورع الآخر فردها
رواه أحمد بإسناد حسن وأبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير ورواه أحمد أيضا بنحوه من حديث عدي بن عميرة إلا أنه قال خاصم رجل من كندة يقال له امرء القيس بن عابس رجلا من حضرموت فذكره ورواته ثقات
قال الحافظ عبد العظيم وقد وردت هذه القصة من غير ما وجه وفيما ذكرناه كفاية
ورع بكسر الراء أي تحرج من الإثم وكف عما هو قاصد ويحتمل أنه بفتح الراء أي جبن وهو بمعنى ضمها أيضا والأول أظهر
2821 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس
وفي رواية أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ما الكبائر قال الإشراك بالله قال ثم ماذا قال اليمين الغموس
قال وما اليمين الغموس قال الذي يقتطع مال امرىء مسلم يعني بيمين هو فيها كاذب رواه البخاري والترمذي والنسائي
قال الحافظ سميت اليمين الكاذبة التي يحلفها الإنسان متعمدا يقتطع بها مال امرىء مسلم عالما أن الأمر بخلاف ما يحلف

غموسا بفتح الغين المعجمة لأنها تغمس الحالف في الإثم في الدنيا وفي النار في الآخرة
2822 - وعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس والذي نفسي بيده لا يحلف رجل على مثل جناح بعوضة إلا كانت كيا في قلبه يوم القيامة
رواه الترمذي وحسنه والطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي إلا أنه قال فيه وما حلف حالف بالله يمين صبر فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة
وقال الترمذي في حديثه وما حلف حالف بالله يمين صبر فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة
2823 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا نعد من الذنب الذي ليس له كفارة اليمين الغموس
قيل وما اليمين الغموس قال الرجل يقتطع بيمينه مال الرجل
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
2824 - وعن الحارث بن البرصاء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحج بين الجمرتين وهو يقول من اقتطع مال أخيه بيمين فاجرة فليتبوأ مقعده من النار ليبلغ شاهدكم غائبكم مرتين أو ثلاثا
رواه أحمد والحاكم وصححه واللفظ له وهو أتم
ورواه الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه إلا أنهما قالا فليتبوأ بيتا في النار
2825 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال اليمين الفاجرة تذهب المال أو تذهب بالمال
رواه البزار وإسناده صحيح لو صح سماع أبي سلمة من أبيه عبد الرحمن بن عوف
2826 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس مما عصي

الله به هو أعجل عقابا من البغي وما من شيء أطيع الله فيه أسرع ثوابا من الصلة واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع
رواه البيهقي
2827 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لقي الله لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبة بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة أو دخل الجنة وخمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن والفرار من الزحف ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق
رواه أحمد وفيه بقية ولم يصرح بالسماع
2828 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حلف على يمين مصبورة كاذبة فليتبوأ مقعده من النار
رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح على شرطهما
قال الخطابي اليمين المصبورة هي اللازمة لصاحبها من جهة الحكم فيصبر من أجلها إلى أن يحبس وهي يمين الصبر وأصل الصبر الحبس ومنه قولهم قتل فلان صبرا أي حبسا على القتل وقهرا عليه
2829 - وعن عبد الله بن ثعلبة أنه أتى عبد الرحمن بن كعب بن مالك رضي الله عنه وهو في إزار خز ذي طاق خلق قد التبب به وهو أعمى يقاد قال فسلمت عليه فقال هل سمعت أباك يحدث بحديث قلت لا أدري
قال سمعت أباك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اقتطع مال امرىء مسلم بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء في قلبه لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
2830 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله جل ذكره أذن لي أن أحدث عن ديك قد فرقت رجلاه الأرض وعنقه مثني تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فيرد عليه ما علم ذلك من حلف بي كاذبا
رواه الطبراني بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد

وعن جابر بن عتيك رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اقتطع مال امرىء مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار
قيل يا رسول الله وإن كان شيئا يسيرا
قال وإن كان سواكا
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد
2832 - وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب له النار وحرم عليه الجنة قالوا وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله فقال وإن كان قضيبا من أراك
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه
ورواه مالك إلا أنه كرر وإن كان قضيبا من أراك ثلاثا
2833 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين آثمة ولو على سواك رطب إلا وجبت له النار
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
2834 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حلف على يمين آثمة عند قبري هذا فليتبوأ مقعده من النار ولو على سواك أخضر
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه لم يذكر السواك
قال الحافظ كانت اليمين على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم عند المنبر ذكر ذلك أبو عبيد والخطابي واستشهد بحديث أبي هريرة المتقدم والله أعلم
2835 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما الحلف حنث أو ندم
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه أيضا

وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه افتدى يمينه بعشرة آلاف ثم قال ورب الكعبة لو حلفت حلفت صادقا وإنما هو شيء افتديت به يميني
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
وروى فيه أيضا عن الأشعث بن قيس رضي الله قال اشتريت يميني مرة بسبعين ألفا

الترهيب من الربا
2837 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات
قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
الموبقات المهلكات
2838 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان فقلت ما هذا الذي رأيته في النهر قال آكل الربا
رواه البخاري هكذا في البيوع مختصرا وتقدم في ترك الصلاة مطولا
2839 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا ومؤكله
رواه مسلم والنسائي ورواه أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه كلهم من رواية عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه ولم يسمع منه وزادوا فيه وشاهديه وكاتبه
2840 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء
رواه مسلم وغيره

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكبائر سبع أولهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم وفرار يوم الزحف وقذف المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرته
رواه البزار من رواية عمرو بن أبي شيبة ولا بأس به في المتابعات
2842 - وعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله ونهى عن ثمن الكلب وكسب البغي ولعن المصورين
رواه البخاري وأبو داود
قال الحافظ واسم أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي
2843 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال آكل الربا وموكله وشاهداه وكاتباه إذا علموا به والواشمة والمستوشمة للحسن ولاوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم رواه أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وزاد في آخره يوم القيامة
قال الحافظ رووه كلهم عن الحارث وهو الأعور عن ابن مسعود إلا ابن خزيمة فإنه رواه عن مسروق عن عبد الله بن مسعود
2844 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه
رواه الحاكم عن إبراهيم بن خثيم بن عراك وهو واه عن أبيه عن جده عن أبيه وقال صحيح الإسناد
2845 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الربا ثلاث وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم ورواه البيهقي من طريق الحاكم ثم قال هذا إسناد صحيح والمتن

منكر بهذا الإسناد ولا أعلمه إلا وهما وكأنه دخل لبعض رواته إسناد في إسناد
2846 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الربا بضع وسبعون بابا والشرك مثل ذلك
رواه البزار ورواته رواة الصحيح وهو عند ابن ماجه بإسناد صحيح باختصار والشرك مثل ذلك
2847 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الربا سبعون بابا أدناها كالذي يقع على أمه
رواه البيهقي بإسناد لا بأس به ثم قال غريب بهذا الإسناد وإنما يعرف بعبد الله بن زياد عن عكرمة يعني ابن عمار
قال وعبد الله بن زياد هذا منكر الحديث
2848 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاثة وثلاثين زنية يزنيها في الإسلام
رواه الطبراني في الكبير من طريق عطاء الخراساني عن عبد الله ولم يسمع منه
ورواه ابن أبي الدنيا والبغوي وغيرهما موقوفا على عبد الله وهو الصحيح ولفظ الموقوف في أحد طرقه
قال عبد الله الربا اثنان وسبعون حوبا أصغرها حوبا كمن أتى أمه في الإسلام ودرهم من الربا أشد من بضع وثلاثين زنية
قال ويأذن الله بالقيام للبر والفاجر يوم القيامة إلا آكل الربا فإنه لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس
2849 - وروى أحمد بإسناد جيد عن كعب الأحبار قال لأن أزني ثلاثا وثلاثين زنية أحب إلي من أن آكل درهم ربا يعلم الله أني أكلته حين أكلته ربا
2850 - وعن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح
قال الحافظ حنظلة والد عبد الله لقب بغسيل الملائكة لأنه كان يوم أحد جنبا وقد غسل أحد شقي رأسه فلما سمع الهيعة خرج فاستشهد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد رأيت الملائكة تغسله

وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أمر الربا وعظم شأنه وقال إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغيبة والبيهقي
2852 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أعان ظالما بباطل ليدحض به حقا فقد برىء من ذمة الله وذمة رسوله ومن أكل درهما من ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والبيهقي لم يذكر من أعان ظالما وقال إن الربا نيف وسبعون بابا أهونهن بابا مثل من أتى أمه في الإسلام ودرهم من ربا أشد من خمس وثلاثين زنية
الحديث
2853 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عمر بن راشد وقد وثق
2854 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الربا سبعون حوبا أيسرها أن ينكح الرجل أمه
رواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما عن أبي معشر وقد وثق عن سعيد المقبري عنه ورواه ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن سعيد وهو واه عن أبيه عن أبي هريرة وتقدم بنحوه
الحوب بضم الحاء المهملة وفتحها هو الإثم
2855 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تشترى الثمرة حتى تطعم وقال إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
2856 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه ذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه و سلم وقال فيه ما ظهر في قوم الزنا والربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله
رواه أبو يعلى بإسناد جيد
2857 - وعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما

من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب
رواه أحمد بإسناد فيه نظر
السنة العام المقحط سواء نزل فيه غيث أو لم ينزل
2858 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوقي فإذا أنا برعد وبروق وصواعق
قال فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء أكلة الربا
رواه أحمد في حديث طويل وابن ماجه مختصرا والأصبهاني كلهم من رواية علي بن زيد عن أبي الصلت عن أبي هريرة
2859 - وروى الأصبهاني أيضا من طريق أبي هارون العبدي واسمه عمارة بن جوين وهو واه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما عرج به إلى السماء نظر في سماء الدنيا فإذا رجال بطونهم كأمثال البيوت العظام قد مالت بطونهم وهم منضدون على سابلة آل فرعون يوقفون على النار كل غداة وعشي يقولون ربنا لا تقم الساعة أبدا
قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء أكلة الربا من أمتك لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس
قال الأصبهاني قوله منضدون أي طرح بعضهم على بعض والسابلة المارة
أي يتوطؤهم آل فرعون الذين يعرضون على النار كل غداة وعشي
انتهى
2860 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بين يدي الساعة يظهر الربا والزنا والخمر
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
2861 - وعن القاسم بن عبد الواحد الوراق قال رأيت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما في السوق في الصيارفة فقال يا معشر الصيارفة أبشروا قالوا بشرك الله بالجنة بم تبشرنا يا أبا محمد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبشروا بالنار
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به

وروي عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياك والذنوب التي لا تغفر الغلول فمن غل شيئا أتي به يوم القيامة وآكل الربا فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا يتخبط ثم قرأ الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس البقرة 572
رواه الطبراني والأصبهاني من حديث أنس ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي آكل الربا يوم القيامة مخبلا يجر شقيه
ثم قرأ لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس
قال الأصبهاني المخبل المجنون
2863 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة
رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد وفي لفظ له قال الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قل
وقال فيه أيضا صحيح الإسناد
2864 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره
رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما من رواية الحسن عن أبي هريرة واختلف في سماعه والجمهور على أنه لم يسمع منه
2865 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده
2866 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني فلان وخسف الليلة بدار فلان ولترسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور

ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها وعلى دور بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا وقطيعة الرحم وخصلة نسيها جعفر
رواه أحمد مختصرا واللفظ له
القينات جمع قينة وهي المغنية
12 - الترهيب من غصب الأرض وغيرها
2867 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين
رواه البخاري ومسلم
2868 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال من أخذ من الأرض شبرا بغير حقه طوقه من سبع أرضين
رواه أحمد بإسنادين أحدهما صحيح ومسلم إلا أنه قال لا يأخذ أحد شبرا من الأرض بغير حقه إلا طوقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة
قوله طوقه من سبع أرضين قيل أراد طوق التكليف لا طوق التقليد وهو أن يطوق حملها يوم القيامة وقيل إنه أراد أنه يخسف به الارض فتصير البقعة المغصوبة في عنقه كالطوق
قال البغوي وهذا أصح ثم روى بإسناده عن سالم عن أبيه رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من أخذ من الأرض شبرا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين
وهذا الحديث رواه البخاري وغيره
2869 - وعن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول أيما رجل ظلم شبرا من الأرض كلفه الله عز و جل أن يحفره حتى يبلغ به سبع أرضين ثم يطوقه يوم القيامة حتى يقضي بين الناس
رواه أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه

وفي رواية لأحمد والطبراني عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أخذ أرضا بغير حقها كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر
وفي رواية للطبراني في الكبير من ظلم من الأرض شبرا كلف أن يحفره حتى يبلغ الماء ثم يحمله إلى المحشر
2870 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أخذ شيئا من الأرض بغير حله طوقه من سبع أرضين لا يقبل منه صرف ولا عدل
رواه أحمد والطبراني من رواية حمزة بن أبي محمد
2871 - وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الظلم أظلم فقال ذراع من الأرض ينتقصها المرء المسلم من حق أخيه فليس حصاة من الأرض يأخذها إلا طوقها يوم القيامة إلى قعر الأرض ولا يعلم قعرها إلا الله الذي خلقها
رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناد أحمد حسن
2872 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أعظم الغلول عند الله عز و جل ذراع من الأرض تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا إذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين
رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الكبير
2873 - وعن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من غصب رجلا أرضا ظلما لقي الله وهو عليه غضبان
رواه الطبراني من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني
2874 - وعن الحكم بن الحارث السلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أخذ من طريق المسلمين شبرا جاء به يوم القيامة يحمله من سبع أرضين
رواه الطبراني في الكبير والصغير من رواية محمد بن عقبة السدوسي

وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يحل لمسلم أن يأخذ عصا بغير طيب نفس منه
قال ذلك لشدة ما حرم الله من مال المسلم على المسلم
رواه ابن حبان في صحيحه
قال الحافظ وسيأتي في باب الظلم إن شاء الله تعالى
13 - الترهيب من البناء فوق الحاجة تفاخرا وتكاثرا
2876 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا
قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه
قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره فقال صدقت
قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل
قال فأخبرني عن أماراتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان
قال ثم انطلق فلبثت مليا
ثم قال يا عمر أتدري من السائل
قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم
دينكم
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
2877 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوني فهابوه أن يسألوه فجاء رجل فجلس عند ركبتيه فقال يا رسول الله ما الإسلام قال لا تشرك بالله شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان
قال صدقت
قال يا رسول الله ما الايمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر وتؤمن

بالقدر كله قال صدقت
قال يا رسول الله ما الإحسان قال أن تخشى الله كأنك تراه فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك
قال صدقت
قال يا رسول الله متى تقوم الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأحدثك عن أشراطها إذا رأيت المرأة تلد ربها فذاك من أشراطها وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها
الحديث رواه البخاري ومسلم واللفظ له وهذا الحديث له دلالات كثيرة ولم نذكره إلا في هذا المكان حسبما اتفق في الإملاء
2878 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج يوما ونحن معه فرأى قبة مشرفة فقال ما هذه
قال أصحابه هذه لفلان رجل من الأنصار فسكت وحملها في نفسه حتى إذا جاء صاحبها رسول الله صلى الله عليه و سلم وسلم عليه في الناس فأعرض عنه صنع ذلك مرارا حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه فشكا ذلك إلى أصحابه فقال والله إني لأنكر رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا خرج فرأى قبتك فرجع إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فلم يرها
قال ما فعلت القبة قالوا شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه فأخبرناه فهدمها فقال أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه أخصر منه ولفظه قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقبة على باب رجل من الأنصار فقال ما هذه قالوا قبة بناها فلان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل ما كان هكذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها فمر النبي صلى الله عليه و سلم بعد فلم يرها فسأل عنها فأخبر أنه وضعها لما بلغه فقال يC يC
ورواه الطبراني بإسناد جيد مختصرا أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر ببنية قبة لرجل من الأنصار فقال ما هذه قالوا قبة فقال النبي صلى الله عليه و سلم كل بناء وأشار بيده على رأسه أكثر من هذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة
قوله إلا ما لا أي إلا ما لا بد منه مما يستره من الحر والبرد والسباع ونحو ذلك

وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا وأشار بكفه وكل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به
رواه الطبراني وله شواهد
2880 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد الله بعبد شرا خضر له في اللبن والطين حتى يبني
رواه الطبراني في الثلاثة بإسناد جيد
2881 - وروى في الأوسط من حديث أبي بشير الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان
2882 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بنى فوق ما يكفيه كلف أن يحمله يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير من رواية المسيب بن واضح وهذا الحديث مما أنكر عليه وفي سنده انقطاع
2883 - وعن أبي العالية أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بنى غرفة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم اهدمها فقال أهدمها أو أتصدق بثمنها فقال اهدمها
رواه أبو داود في المراسيل والطبراني في الكبير واللفظ له وهو مرسل جيد الإسناد
2884 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل معروف صدقة وما أنفق الرجل على أهله كتب له صدقة وما وقى به المرء عرضه كتب له به صدقة وما أنفق المؤمن من نفقة فإن خلفها على الله والله ضامن إلا ما كان في بنيان أو معصية
رواه الدارقطني والحاكم كلاهما عن عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن محمد بن المنكدر عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ ويأتي الكلام على عبد الواحد
2885 - وعن حارثة بن مضرب قال أتينا خبابا نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال لقد تطاول مرضي ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تتمنوا الموت لتمنيت وقال يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في التراب أو قال في البناء
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه
رواه الترمذي
2886 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه
رواه الترمذي
2887 - وعن عطية بن قيس رضي الله عنه قال كان حجر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم بجريد النخل فخرج النبي صلى الله عليه و سلم في مغزى له وكانت أم سلمة موسرة فجعلت مكان الجريد لبنا فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما هذا
قالت أردت أن أكف عني أبصار الناس فقال يا أم سلمة إن شر ما ذهب فيه مال المرء المسلم البنيان
رواه أبو داود في المراسيل
2888 - وعن الحسن رضي الله عنه قال لما بنى رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد
قال ابنوه عريشا كعريش موسى
قيل للحسن وما عريش موسى قال إذا رفع يده بلغ العريش يعني السقف
رواه ابن أبي الدنيا مرسلا وفيه نظر
2889 - وعن عمار بن عامر رضي الله عنه قال إذا رفع الرجل بناء فوق سبع أذرع نودي يا أفسق الفاسقين إلى أين
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا عليه ورفعه بعضهم ولا يصح
14 - الترهيب من منع الأجير أجره والأمر بتعجيل إعطائه
2890 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره
رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما
2891 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه
رواه ابن ماجه من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد وثق
قال ابن عدي أحاديثه حسان وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب

حديثه انتهى
وبقية رواته ثقات ووهب بن سعيد بن عطية السلمي اسمه عبد الوهاب وثقه ابن حبان وغيره
2892 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه
رواه أبو يعلى وغيره ورواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر وبالجملة فهذا المتن مع غرابته يكتسب بكثرة طرقه قوة
والله أعلم
15 - ترغيب المملوك في أداء حق الله تعالى وحق مواليه
2893 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله فله أجره مرتين
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
2894 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي عليه من الحق والنصيحة والطاعة له أجران
رواه البخاري
2895 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه و سلم والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران
رواه البخاري والترمذي وحسنه ولفظه قال ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين عبد أدى حق الله وحق مواليه فذاك يؤتى أجره مرتين ورجل كانت عنده جارية وضيئة فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها ثم تزوجها يبتغي بذلك وجه الله فذلك يؤتى أجره مرتين ورجل آمن بالكتاب الأول ثم جاء الكتاب الآخر فآمن به فذلك يؤتى أجره مرتين
الوضيئة بفتح الواو وكسر الضاد المعجمة ممدودا هي الحسنة الجميلة النظيفة

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعبد المملوك المصلح أجران والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك
رواه البخاري ومسلم
2897 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عبد أطاع الله وأطاع مواليه أدخله الله الجنة قبل مواليه بسبعين خريفا فيقول السيد رب هذا كان عبدي في الدنيا قال جازيته بعمله وجازيتك بعملك
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال تفرد به يحيى بن عبد الله بن عبد ربه الصفار عن أبيه
قال الحافظ لا يحضرني فيهما جرح ولا عدالة
2898 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن عبدا دخل الجنة فرأى عبده فوق درجته فقال يا رب هذا عبدي فوق درجتي قال نعم جزيته بعمله وجزيتك بعملك
رواه الطبراني في الأوسط
2899 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة شهيد وعفيف متعفف وعبد أحسن عبادة الله ونصح لمواليه
رواه الترمذي وحسنه واللفظ له وابن حبان في صحيحه
2900 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعما لاحدكم أن يطيع الله عز و جل ويؤدي حق سيده يعني المملوك
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
2901 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة على كثبان المسك أراه قال يوم القيامة عبد أدى حق الله وحق مواليه ورجل أم قوما وهم به راضون ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

ورواه الطبراني في الأوسط والصغير ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب هم على كثيب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم به راضون وداع يدعو إلى الصلاة ابتغاء وجه الله وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه
ورواه في الكبير بنحوه إلا أنه قال في آخره ومملوك لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه
2902 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول سابق إلى الجنة مملوك أطاع الله وأطاع مواليه
رواه الطبراني في الأوسط
2903 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن سيىء الملكة وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله عز و جل وفيما بينهم وبين مواليهم
رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن وبعضه عند الترمذي وغيره
الخب بفتح الخاء المعجمة وتكسر وبتشديد الباء الموحدة هو الخداع المكار الخبيث
16 - ترهيب العبد من الإباق من سيده
2904 - عن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة
رواه مسلم
2905 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة
وفي رواية فقد كفر حتى يرجع إليهم
رواه مسلم
2906 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل

الله لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء حسنة السكران حتى يصحو والمرأة الساخط عليها زوجها والعبد الآبق حتى يرجع فيضع يده في يد مواليه
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل واللفظ له وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من رواية زهير بن محمد
2907 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا تسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه وعبد أبق من سيده فمات مات عاصيا وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة الدنيا فخانته بعده وثلاثة لا تسأل عنهم رجل نازع الله عز و جل رداءه فإن رداءه الكبر وإزاره العز ورجل في شك من أمر الله والقانط من رحمة الله
رواه ابن حبان في صحيحه
وروى الطبراني والحاكم شطره الأول وعند الحاكم فتبرجت بعده بدل فخانته وقال في حديثه وأمة أو عبد أبق من سيده
وقال صحيح على شرطهما ولا أعلم له علة
2908 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع
رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد جيد والحاكم
2909 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم وهم له كارهون
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
2910 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما عبد مات في إباقته دخل النار وإن قتل في سبيل الله
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل وبقية رواته ثقات
17 - الترغيب في العتق والترهيب من اعتباد الحر أو بيعه
2911 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما رجل أعتق امرأ

مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار
قال سعيد بن مرجانة فانطلقت به إلى علي بن الحسين فعمد علي بن الحسين إلى عبد له قد أعطاه عبد الله بن جعفر فيه عشرة آلاف درهم أو ألف دينار فأعتقه
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وفي رواية لهما وللترمذي قال النبي صلى الله عليه و سلم من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه
2912 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيما امرىء مسلم أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزي كل عضو منه عضوا منه وأيما امرىء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي كل عضو منهما عضوا منه
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه ابن ماجه من حديث كعب بن مرة أو مرة بن كعب ورواه أحمد وأبو داود بمعناه من حديث كعب بن مرة السلمي
وزاد فيه وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار يجزي كل عضو من أعضائها عضوا من أعضائها
2913 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار
رواه أحمد بإسناد صحيح واللفظ له وأبو داود والنسائي في حديث مر في الرمي وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال من أعتق رقبة فك الله بكل عضو من أعضائه عضوا من أعضائه من النار
2914 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فإذا نفر من بني سليم فقالوا إن صاحبنا قد أوجب فقال أعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل

عضو منها عضوا منه من النار
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
أوجب أي أتى بما يوجب له النار
2915 - وعن شعبة الكوفي قال كنا عند أبي بردة بن أبي موسى فقال أي بني ألا أحدثكم حديثا حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار
رواه أحمد ورواته ثقات
2916 - وعن مالك بن الحارث رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من ضم يتيما من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ألبتة ومن أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزي بكل عضو منه عضوا منه من النار
رواه أحمد من طريق علي بن زيد عن زرارة بن أبي أوفى عنه
2917 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الليل أسمع قال جوف الليل الآخر ثم الصلاة مقبولة حتى تطلع الشمس ثم لا صلاة حتى تكون الشمس قيد رمح أو رمحين ثم الصلاة مقبولة حتى يقوم الظل قيام الرمح ثم لا صلاة حتى تزول الشمس قيد رمح أو رمحين ثم الصلاة مقبولة ثم لا صلاة حتى تغيب الشمس قال ثم أيما امرىء مسلم أعتق امرأ مسلما فهو فكاكه من النار يجزي بكل عظم منه عظما منه وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها من النار يجزي بكل عظم منها عظما منها وأيما امرىء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما فكاكه من النار يجزي بكل عظمين من عظامهما عظما منه
رواه الطبراني ولا بأس برواته إلا أن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه
2918 - وعن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الطائف وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فإن الله عز و جل

جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله عز و جل جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررتها من النار
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
وفي رواية لابي داود والنسائي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار
قال الحافظ أبو نجيح هو عمرو بن عبسة
2919 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة قال إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة
قال أليستا واحدة قال لا عتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعطي في ثمنها والمنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم القاطع فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا عن خير
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي وغيره
2920 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة
رواه ابن حبان في صحيحه
فصل
2921 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا تقبل منهم صلاة من تقدم قوما وهم له كارهون ورجل أتى الصلاة دبارا
والدبار أن يأتيها بعد أن تفوته ورجل اعتبد محرره
رواه أبو داود وابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عمران المعافري عنه

قال الخطابي واعتباد المحرر يكون من وجهين أحدهما أن يعتقه ثم يكتم عتقه أو ينكره وهذا أشر الأمرين والثاني أن يعتقله بعد العتق فيستخدمه كرها
2922 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا وأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى ولم يوفه أجره
رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما
راجعت على النسخة العمارية المؤرخة 22 من شهر ربيع الأول سنة 948 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام غفر الله لي ولوالدي ولجميع المسلمين

كتاب النكاح وما يتعلق ب ه
2923 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني عن ربه عز و جل النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه
رواه الطبراني والحاكم من حديث حذيفة وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ خرجاه من رواية عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو واه
2924 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال ينظر إلى امرأة أول رم
والبيهقي وقال إنما أراد إن صح والله أعلم أن يقع بصره عليها من غير قصد فيصرف بصره عنها تورعا
2925 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله وعين سهرت في سبيل الله وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله
رواه الأصبهاني
2926 - وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله
رواه الطبراني ورواته ثقات معروفون إلا أن أبا حبيب العنقري ويقال له القنوي لم أقف على حاله
2927 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال اضمنوا لي ستا من أنفسكم

أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا الأمانة إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم كلهم من رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ بل المطلب لم يسمع من عبادة والله أعلم
2928 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له يا علي إن لك كنزا في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة
رواه أحمد
ورواه الترمذي وأبو داود من حديث بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة
وقال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك
قول صلى الله عليه و سلم لعلي وإنك ذو قرنيها أي ذو قرني هذه الأمة وذاك لأنه كان له شجتان في قرني رأسه إحداهما من ابن ملجم لعنه الله والأخرى من عمرو بن ود وقيل معناه إنك ذو قرني الجنة أي ذو طرفيها ومليكها الممكن فيها الذي يسلك جميع نواحيها كما سلك الإسكندر جميع نواحي الأرض شرقا وغربا فسمي ذا القرنين على أحد الأقوال وهذا قريب وقيل غير ذلك والله أعلم
2929 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه
رواه مسلم والبخاري باختصار وأبو داود والنسائي
وفي رواية لمسلم وأبي داود واليدان تزنيان فزناهما البطش والرجلان تزنيان فزناهما المشي والفم يزني فزناه القبل

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال العينان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني
رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار وأبو يعلى
2931 - وعن جرير رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نظر الفجاءة فقال اصرف بصرك
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
2932 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإثم حواز القلوب وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع
رواه البيهقي وغيره ورواته لا أعلم فيهم مجروحا لكن قيل صوابه الوقوف
حواز القلوب بفتح الحاء المهملة وتشديد الواو وهو ما يحوزها ويغلب عليها حتى ترتكب ما لا يحسن وقيل بتخفيف الواو وتشديد الزاي جمع حازة وهي الأمور التي تحز في القلوب وتحك وتؤثر وتتخالج في القلوب أن تكون معاصي وهذا أشهر
2933 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لتغضن أبصاركم ولتحفظن فروجكم أو ليكسفن الله وجوهكم
رواه الطبراني
2934 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من صباح إلا وملكان يناديان ويل للرجال من النساء وويل للنساء من الرجال
رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد
2935 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد إذ دخلت امرأة من مزينة ترفل في زينة لها في المسجد فقال النبي يا أيها الناس انهوا نساءكم عن لبس الزينة والتبختر في المسجد فإن بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة وتبختروا في المساجد
رواه ابن ماجه
2936 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إياكم والدخول على

النساء فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحم قال الحم الموت
رواه البخاري ومسلم والترمذي ثم قال ومعنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان
الحم بفتح الحاء المهملة وتخفيف الميم وبإثبات الواو أيضا وبالهمز أيضا هو أبو الزوج ومن أدلى به كالأخ والعم وابن العم ونحوهم وهو المراد هنا كذا فسره الليث بن سعد وغيره وأبو المرأة أيضا ومن أدلى به وقيل بل هو قريب الزوج فقط وقيل قريب الزوجة فقط
قال أبو عبيد في معناه يعني فليمت ولا يفعلن ذلك فإذا كان هذا رواية في أب الزوج وهو محرم فكيف بالغريب انتهى
2937 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم
رواه البخاري ومسلم
وتقدم في أحاديث الحمام حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم وفيه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم
رواه الطبراني
2938 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له
رواه الطبراني والبيهقي ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح
المخيط بكسر الميم وفتح الياء هو ما يخاط به كالإبرة والمسلة ونحوهما
2939 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إياك والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا ودخل الشيطان بينهما ولأن يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له
حديث غريب رواه الطبراني
الحمأة بفتح الحاء المهملة وسكون الميم بعدها همزة وتاء تأنيث هو الطين الأسود المنتن

الترغيب في النكاح سيما بذات الدين الولود
2940 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
رواه البخاري ومسلم واللفظ لهما وأبو داود والترمذي والنسائي
2941 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر
رواه ابن ماجه
2942 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع من سنن المرسلين الحناء والتعطر والسواك والنكاح وقال بعض الرواة الحياء بالياء رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
2943 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه
ولفظه قال إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة
2944 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الدنيا متاع ومن خير متاعها امرأة تعين زوجها على الآخرة مسكين مسكين رجل لا امرأة له مسكينة مسكينة امرأة لا زوج لها
ذكره رزين ولم أره في شيء من أصوله وشطره الأخير منكر
2945 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز و جل خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن

أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله
رواه ابن ماجه عن علي بن يزيد عن القاسم عنه
2946 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وبدنا على البلاء صابرا وزوجة لا تبغيه حوبا في نفسها وماله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناد أحدهما جيد
الحوب بفتح الحاء المهملة وتضم هو الإثم
2947 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال لما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة التوبة 43 قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره فقال بعض أصحابه أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال خير فنتخذه فقال أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن سألت محمد بن إسماعيل يعني البخاري فقلت له سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان فقال لا
2948 - وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سعادة ابن آدم ثلاثة ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح
ومن شقاوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء
رواه أحمد بإسناد صحيح والطبراني والبزار والحاكم وصححه إلا أنه قال والمسكن الضيق
وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء وأربع من الشقاء الجار السوء والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق
2949 - وعن محمد بن سعيد يعني ابن أبي وقاص عن أبيه أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة من السعادة المرأة الصالحة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على

نفسها ومالك والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك والدار تكون واسعة كثيرة المرافق وثلاث من الشقاء المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك والدار تكون ضيقة قليلة المرافق
رواه الحاكم وقال تفرد به محمد يعني ابن بكير الحضرمي فإن كان حفظه بإسناده على شرطهما
قال الحافظ محمد هذا صدوق وثقه غير واحد
2950 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم ومن طريقه للبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد
وفي رواية البيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي
2951 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح وابن حبان له في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
2952 - وعن أبي نجيح رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان موسرا لان ينكح ثم لم ينكح فليس مني
رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي وهو مرسل واسم أبي نجيح يسار بالياء المثناة تحت وهو والد عبد الله بن أبي نجيح المكي
2953 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و سلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه و سلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه و سلم قد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر
قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر أبدا وقال آخر وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فقال أنتم القوم الذين قلتم كذا كذا أما والله إني لأخشاكم لله

وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما
2954 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تنكح المرأة على إحدى خصال لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك
رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه
2955 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تنكح المرأة لاربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
تربت يداك كلمة معناها الحث والتحريض وقيل هي هنا دعاء عليه بالفقر وقيل بكثرة المال واللفظ مشترك بينهما قابل لكل منهما والآخر هنا أظهر ومعناه اظفر بذات الدين ولا تلتفت إلى المال أكثر الله مالك وروي الأول عن الزهري وأن النبي صلى الله عليه و سلم إنما قال له ذلك لأنه رأى الفقر خيرا له من الغنى والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه و سلم
2956 - وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرا ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه
رواه الطبراني في الأوسط
2957 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تزوجوهن لاموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل
رواه ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم

وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلا أنها لا تلد أفأتزوجها فنهاه ثم أتاه الثانية فقال له مثل ذلك ثم أتاه الثالثة فقال له تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم
رواه أبو داود والنسائي والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته وحسن عشرتها والمرأة بحق زوجها وطاعته وترهيبها من إسقاطه ومخالفته
2959 - قال الحافظ قد تقدم في باب الترهيب من الدين حديث ميمون عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها خدعها فمات ولم يؤد إليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو زان
الحديث وتقدم في معناه أيضا حديث أبي هريرة وحديث صهيب الخير
2960 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته
رواه البخاري ومسلم
2961 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
2962 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح على

شرطهما كذا قال وقال الترمذي حديث حسن ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة
2963 - وعن عائشة أيضا رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهلي
رواه ابن حبان في صحيحه
2964 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهلي
رواه ابن ماجه والحاكم إلا أنه قال خيركم خيركم للنساء
وقال صحيح الإسناد
2965 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها
رواه ابن حبان في صحيحه
2966 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استوصوا بالنساء
فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء
رواه البخاري ومسلم وغيره
وفي رواية لمسلم إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها
الضلع بكسر الضاد وفتح اللام وبسكونها أيضا والفتح أفصح
والعوج بكسر العين وفتح الواو وقيل إذا كان فيما هو منتصب كالحائط والعصا قيل فيه عوج بفتح العين والواو وفي غير المنتصب كالدين والخلق والأرض ونحو ذلك يقال فيه عوج بكسر العين وفتح الواو قاله ابن السكيت
2967 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر
وقال غيره رواه مسلم
يفرك بسكون الفاء وفتح الياء والراء أيضا وضمها شاذ أي يبغض
2968 - وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما حق زوجة

أحدنا عليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حق المرأة على الزوج فذكره
لا تقبح بتشديد الباء أي لا تسمعها المكروه ولا تشتمها ولا تقل قبحك الله ونحو ذلك
رح 11 وعن عمرو بن الأحوص الحشمي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع يقول بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ
ثم قال ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح
عوان بفتح العين المهملة وتخفيف الواو أي أسيرات
2969 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة
رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه والحاكم كلهم عن مساور الحميري عن أمه عنها وقال الحاكم صحيح الإسناد
2970 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت
رواه ابن حبان في صحيحه
2971 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلت

المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها
قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت
رواه أحمد والطبراني ورواه أحمد ورواته رواة الصحيح خلا ابن لهيعة وحديثه حسن في المتابعات
2972 - وعن حصين بن محصن رضي الله عنه أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقال لها أذات زوج أنت قالت نعم
قال فأين أنت منه قالت ما آلوه إلا ما عجزت عنه
قال فكيف أنت له فإنه جنتك ونارك
رواه أحمد والنسائي بإسنادين جيدين والحاكم وقال صحيح الإسناد
2973 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الناس أعظم حقا على المرأة قال زوجها
قلت فأي الناس أعظم حقا على الرجل قال أمه
رواه البزار والحاكم وإسناد البزار حسن
2974 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فإن يصيبوا أجروا وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون ونحن معشر النساء نقوم عليهم فما لنا من ذلك قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك وقليل منكن من يفعله
رواه البزار هكذا مختصرا والطبراني في حديث قال في آخره ثم جاءته يعني النبي صلى الله عليه و سلم امرأة فقالت إني رسول النساء إليك وما منهن امرأة علمت أو لم تعلم إلا وهي تهوى مخرجي إليك
الله رب الرجال والنساء وإلههن وأنت رسول الله إلى الرجال والنساء كتب الله الجهاد على الرجال
فإن أصابوا أجروا وإن استشهدوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون فما يعدل ذلك من أعمالهم من الطاعة قال طاعة أزواجهن والمعرفة بحقوقهن وقليل منكن من يفعله
2975 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أتى رجل بابنته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أطيعي أباك
فقالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته قال حق الزوج

على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها أو انتثر منخراه صديدا أو دما ثم ابتلعته ما أدت حقه
قالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تنكحوهن إلا بإذنهن
رواه البزار بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون وابن حبان في صحيحه
2976 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت أنا فلانة بنت فلان
قال قد عرفتك فما حاجتك
قالت حاجتي إلى ابن عمي فلان العابد
قال قد عرفته
قالت يخطبني فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإن كان شيئا أطيقه تزوجته قال من حقه أن لو سال منخراه دما وقيحا فلحسته بلسانها ما أدت حقه لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها لما فضله الله عليها
قالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت الدنيا
رواه البزار والحاكم كلاهما عن سليمان بن داود اليمامي عن القاسم بن الحكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ سليمان واه والقاسم تأتي ترجمته
2977 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه
وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وإن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسني عليه وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل فقال صلى الله عليه و سلم لاصحابه قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه و سلم نحوه فقالت الأنصار يا رسول الله قد صار مثل الكلب نخاف عليك صولته قال ليس علي منه بأس فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك قال لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه
رواه أحمد والنسائي بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون والبزار بنحوه ورواه مختصرا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه باختصار ولم يذكر قوله لو كان إلى آخره وروي معنى ذلك في حديث أبي سعيد المتقدم

قوله يسنون عليه بفتح الياء وسكون السين المهملة أي يستقون عليه الماء من البئر
والحائط هو البستان
تنبجس أي تتفجر وتنبع
2978 - وعن قيس بن سعد رضي الله عنه قال أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم فقلت رسول الله صلى الله عليه و سلم أحق أن يسجد له فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم فأنت أحق أن يسجد لك فقال لي أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له فقلت لا فقال لا تفعلوا لو كنت آمر أحدا أن يسجد لاحد لأمرت النساء أن يسجدوا لازواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق
رواه أبو داود في إسناده شريك وقد أخرج له مسلم في المتابعات ووثق
2979 - وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال لما قدم معاذ بن جبل من الشام سجد للنبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما هذا قال يا رسول الله قدمت الشام فوجدتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفهم فأردت أن أفعل ذلك بك
قال فلا تفعل فإني لو أمرت شيئا أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له
ولفظ ابن ماجه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تفعلوا فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لم تمنعه
وروى الحاكم المرفوع منه من حديث معاذ ولفظه قال لو أمرت أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ولا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب
2980 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو أمرت أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ولو أن رجلا أمر امرأته أن تنتقل من جبل أحمر إلى جبل أسود أو من جبل أسود إلى جبل أحمر لكان نولها أن تفعل
رواه ابن ماجه من رواية علي بن زيد بن جدعان وبقية رواته محتج بهم في الصحيح
2982 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا أخبركم برجالكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة ألا أخبركم بنسائكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال ودود ولود إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح إلا إبراهيم بن زياد القرشي فإنني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل وقد روي هذا المتن من حديث ابن عباس وكعب بن عجرة وغيرهما
2983 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما
2984 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره ولا تخرج وهو كاره ولا تطيع فيه أحدا ولا تعزل فراشه ولا تضربه فإن كان هو أظلم فلتأته حتى ترضيه فإن قبل منها فبها ونعمت وقبل الله عذرها وأفلج حجتها ولا إثم عليها وإن هو لم يرض فقد أبلغت عند الله عذرها
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد كذا قال
أفلج بالجيم حجتها أي أظهر حجتها وقواها
2985 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من خثعم أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله أخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإني امرأة أيم فإن استطعت

وإلا جلست أيما قال فإن حق الزوج على زوجته إن سألها نفسها وهي على ظهر قتب أن لا تمنعه نفسها ومن حق الزوج على الزوجة أن لا تصوم تطوعا إلا بإذنه فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع
قالت لا جرم ولا أتزوج أبدا
رواه الطبراني
2986 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المرأة لا تؤدي حق الله عليها حتى تؤدي حق زوجها كله ولو سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه نفسها
رواه الطبراني بإسناد جيد
2987 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه
رواه النسائي والبزار بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد
2988 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن
يوشك أي يقرب ويسرع ويكاد
2989 - وعن طلق بن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور
رواه الترمذي وقال حديث حسن والنسائي وابن حبان في صحيحه
2990 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي

وفي رواية للبخاري ومسلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها
وفي رواية لهما والنسائي إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح
وتقدم في الصلاة حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وأخوان متصارمان
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ لابن ماجه وروى الترمذي نحوه من حديث أبي أمامة وحسنه وتقدم في إباق العبد
2991 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء حسنة العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى والسكران حتى يصحو
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من رواية زهير بن محمد واللفظ لابن حبان
2992 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع
رواه الطبراني بإسناد جيد والحاكم
2993 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن المرأة إذا خرجت من بيتها وزوجها كاره لعنها كل ملك في السماء وكل شيء مرت عليه غير الجن والإنس حتى ترجع رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات إلا سويد بن عبد العزيز

الترهيب من ترجيح إحدى الزوجات وترك العدل بينهم
2994 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط
رواه الترمذي وتكلم فيه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
ورواه أبو داود ولفظه من كانت له امرأتان فمال إلى إحدهما جاء يوم القيامة وشقه مائل والنسائي ولفظه من كانت له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل
ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه بنحو رواية النسائي هذه إلا أنهما قالا جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط
2995 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم فيعدل ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك يعني القلب
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي روي مرسلا وهو أصح
2996 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذي يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا
رواه مسلم وغيره

الترغيب في النفقة على الزوجة والعيال والترهيب من إضاعتهم وما جاء في النفقة على البنات وتأديبهن قال الحافظ وقد تقدم في كتاب الصدقة باب في الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم
2997 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك
رواه مسلم
2998 - وعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على فرسه في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله
قال أبو قلابة بدأ بالعيال ثم قال أبو قلابة أي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم الله به أو ينفعهم الله به ويغنيهم رواه مسلم والترمذي
2999 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذو عيال
وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط وذو أثر من مال لا يؤدي حق الله في ماله وفقير فخور
رواه ابن خزيمة في صحيحه ورواه الترمذي وابن حبان بنحوه
3000 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله قال له وأنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك
رواه البخاري ومسلم في حديث طويل
3001 - وعن ابن مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أنفق الرجل على

أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
3002 - وعن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة
رواه أحمد بإسناد جيد
3003 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك
رواه الطبراني بإسناد حسن وهو في الصحيحين وغيرهما بنحو من حديث حكيم بن حزام وتقدم
3004 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن
3005 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوما لاصحابه تصدقوا فقال رجل يا رسول الله عندي دينار قال أنفقه على نفسك
قال إن عندي آخر قال أنفقه على زوجتك
قال إن عندي آخر قال أنفقه على ولدك
قال إن عندي آخر قال أنفقه على خادمك
قال عندي آخر قال أنت أبصر به
رواه ابن حبان في صحيحه
وفي رواية له تصدق بدل أنفق في الكل
3006 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال مر على النبي صلى الله عليه و سلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من جلده ونشاطه فقالوا يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهله وذي رحمه وقرابته فهو له صدقة
رواه الطبراني في الأوسط وشواهده كثيرة
3008 - وعن جابر رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل معروف صدقة وما أنفق الرجل على أهله كتب له صدقة وما وقى به المرء عرضه كتب له به صدقة وما أنفق المؤمن من نفقة فإن خلفها على الله والله ضامن إلا ما كان في بنيان أو معصية
قال عبد الحميد يعني ابن الحسن الهلالي فقلت لابن المنكدر وما ما وقى به المرء عرضه قال ما يعطي الشاعر وذا اللسان المتقى
رواه الدارقطني والحاكم وصحح إسناده
قال الحافظ وعبد الحميد المذكور يأتي الكلام عليه
3009 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة وإن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء
رواه البزار ورواته محتج بهم في الصحيح إلا طارق بن عمار ففيه كلام قريب ولم يترك والحديث غريب
3010 - وروي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله
رواه الطبراني في الأوسط
3011 - وعن عمرو بن أمية رضي الله عنه قال مر عثمان بن عفان أو عبد الرحمن بن عوف بمرط واستغلاه
قال فمر به على عمرو بن أمية فاشتراه فكساه امرأته سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب فمر به عثمان أو عبد الرحمن فقال ما فعل المرط الذي ابتعت قال عمرو تصدقت به على سخيلة بنت عبيدة فقال إن كل ما صنعت إلى أهلك صدقة فقال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذاك فذكر ما قال عمرو لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صدق عمرو كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم
رواه أبو يعلى والطبراني ورواته ثقات وروى أحمد المرفوع منه قال ما أعطى الرجل أهله فهو صدقة
المرط بكسر الميم كساء من صوف أو خز يؤتزر به
3012 - وروي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم

يقول إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر
قال فأتيتها فسقيتها وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط
3013 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
قال الحافظ عبد العظيم وقد تقدم هذا الحديث وغيره في باب الإنفاق والإمساك

فصل وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت
رواه أبو داود والنسائي والحاكم إلا أنه قال من يعول وقال صحيح الإسناد
3015 - وعن الحسن رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته
رواه ابن حبان في صحيحه
3016 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع
زاد في رواية حتى يسأل الرجل عن أهل بيته
رواه ابن حبان في صحيحه أيضا
3017 - قال الحافظ وتقدم حديث ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
فصل وعن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت علي امرأة
ومعها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه و سلم علينا فأخبرته فقال من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار
رواه البخاري ومسلم والترمذي
وفي لفظ له من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار
3019 - وعنها رضي الله عنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن الله قد أوجب لها بهما الجنة أو أعتقها بهما من النار
رواه مسلم
3020 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه
رواه مسلم واللفظ له والترمذي
ولفظه من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها
وابن حبان في صحيحه
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عال ابنتين أو ثلاثا أو أختين أو ثلاثا حتى يبن أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها
3021 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلم له

ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه من رواية شرحبيل عنه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3022 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كفل يتيما له ذا قرابة أو لا قرابة له فأنا وهو في الجنة كهاتين وضم أصبعيه ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة وكان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائما قائما
رواه البزار من رواية ليث بن أبي سليم
3023 - وروى الطبراني عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة
رواه الترمذي واللفظ له وأبو داود إلا أنه قال فأدبهن وأحسن إليهن وزوجهن فله الجنة
وابن حبان في صحيحه
وفي رواية للترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يكون لاحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل الجنة
قال الحافظ وفي أسانيدهم اختلاف ذكرته في غير هذا الكتاب
3024 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده يعني الذكور عليها أدخله الله الجنة
رواه أبو داود والحاكم كلاهما عن ابن حدير وهو غير مشهور عن ابن عباس وقال الحاكم صحيح الإسناد
قوله لم يئدها أي لم يدفنها حية وكانوا يدفنون البنات أحياء ومنه قوله تعالى وإذا الموءودة سئلت التكوير 8

وعن المطلب بن عبد الله المخزومي رضي الله عنه قال دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا بني ألا أحدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت بلى يا أمه
قالت سمعت رسول الله يقول من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما من فضل الله أو يكفيهما كانتا له سترا من النار
رواه أحمد والطبراني من رواية محمد بن أبي حميد المدني ولم يترك ومشاه بعضهم ولا يضر في المتابعات
3026 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كن له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهنئ ويكفلهن وجبت له الجنة ألبتة
قيل يا رسول الله فإن كانتا اثنتين قال وإن كانتا اثنتين
قال فرأى بعض القوم أن لو قال واحدة لقال واحدة
رواه أحمد بإسناد جيد والبزار والطبراني في الأوسط وزاد ويزوجهن
3027 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كن له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن أدخله الله الجنة برحمته إياهن فقال رجل واثنتان يا رسول الله قال واثنتان
قال رجل يا رسول الله وواحدة قال وواحدة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ويأتي باب في كفالة اليتيم والنفقة على المسكين والأرملة إن شاء الله
6 - الترغيب في الأسماء الحسنة وما جاء في النهي عن الأسماء القبيحة وتغييرها
3028 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسنوا أسماءكم
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما عن عبد الله بن أبي زكريا عنه وعبد الله بن أبي زكريا ثقة عابد

قال الواقدي كان يعدل بعمر بن عبد العزيز لكنه لم يسمع من أبي الدرداء واسم أبي زكريا إياس بن يزيد
3029 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
3030 - وعن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن
وأصدقها حارث وهمام
وأقبحها حرب ومرة
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وإنما كان حارث وهمام أصدق الأسماء لان الحارث هو الكاسب والهمام هو الذي يهم مرة بعد أخرى وكل إنسان لا ينفك عن هذين
3031 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجيحا ولا أفلح فإنك تقول أثم هو فلا يكون فيقول لا إنما هن أربع فلا تزيدن علي
رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي وابن ماجه مختصرا ولفظه قال نهانا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نسمي رقيقنا أربعة أسماء أفلح ونافع ورباح ويسار
3032 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أخنع اسم عند الله عز و جل رجل تسمى ملك الأملاك
زاد في رواية لا ملك إلا الله
قال سفيان مثل شاهنشاه وقال أحمد بن حنبل سألت أبا عمرو يعني الشيباني عن أخنع فقال أوضع
رواه البخاري ومسلم

ولمسلم أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان تسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله
فصل
3033 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يغير الاسم القبيح
رواه الترمذي وقال قال أبو بكر بن نافع وربما قال عمر بن علي في هذا الحديث هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسل ولم يذكر فيه عائشة
3034 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه و سلم جميلة
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن
ورواه مسلم باختصار قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم غير اسم عاصية قال أنت جميلة
3035 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن زينب بنت أبي سلمة كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه و سلم زينب
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه وغيرهم
3036 - وعن محمد بن عمرو بن عطاء رضي الله عنه قال سميت ابنتي برة فقالت زينب بنت أبي سلمة إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن هذا الاسم وسميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم فقالوا بم نسميها فقال سموها زينب
رواه مسلم وأبو داود
قال أبو داود وغير رسول الله صلى الله عليه و سلم اسم العاصي وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب فسماه هشاما وسمى حربا سلما وسمى المضطجع المنبعث وأرضا تسمى عفرة سماها خضرة وشعب الضلالة سماه شعب

الهدى وبني الزنية سماهم بني الرشدة وسمى بني مغوية بني رشدة
قال أبو داود تركت أسانيدها اختصارا
قال الخطابي أما العاصي فإنما غيره كراهية لمعنى العصيان وإنما سمة المؤمن الطاعة والاستسلام والعزيز إنما غيره لأن العزة لله وشعار العبد الذلة والاستكانة
وعتلة معناها الشدة والغلظ ومنه قولهم رجل عتل أي شديد غليظ
ومن صفة المؤمن اللين والسهولة
وشيطان اشتقاقه من الشطن وهو البعد من الخير وهو اسم المارد الخبيث من الجن والإنس
والحكم هو الحاكم الذي لا يرد حكمه وهذه الصفة لا تليق إلا بالله تعالى ومن أسمائه الحكم
وغراب مأخوذ من الغرب وهو البعد ثم هو حيوان خبيث المطعم أباح رسول الله صلى الله عليه و سلم قتله في الحل والحرم
وحباب يعني بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة نوع من الحيات وروي أنه اسم شيطان
والشهاب الشعلة من النار والنار عقوبة الله وأما عفرة يعني بفتح العين وكسر الفاء فهي نعت الأرض التي لا تنبت شيئا
فسماها خضرة على معنى التفاؤل حتى تخضر
انتهى
7 - الترغيب في تأديب الأولاد 1 عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع
رواه الترمذي من رواية ناصح عن سماك عنه وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ ناصح هذا هو ابن عبد الله المحلمي واه وهذا مما أنكره عليه الحفاظ
3037 - وعن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن
رواه الترمذي أيضا وقال حديث غريب وهذا عندي مرسل

نحل بفتح النون والحاء المهملة أي أعطى ووهب
3038 - وروى ابن ماجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم
الترهيب أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه أو يتولى غير مواليه
3039 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام
رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه عن سعد وأبي بكرة جميعا
3040 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس من رجل ادعى بغير أبيه وهو يعلم إلا كفر ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه
رواه البخاري ومسلم
حار بالحاء المهملة والراء أي رجع عليه ما قال
3041 - وعن يزيد بن شريك بن طارق التميمي قال رأيت عليا رضي الله عنه على المنبر يخطب فسمعته يقول لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات وفيها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة حرام ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
3042 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كفى بامرىء تبرؤ من نسب وإن دق وادعاء نسب لا يعرف
رواه أحمد والطبراني في الصغير وعمرو يأتي الكلام عليه
3043 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاما أو مسيرة سبعين عاما
رواه أحمد وابن ماجه إلا أنه قال وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ورجالهما رجال الصحيح وعبد الكريم هو الجزري ثقة احتج به الشيخان وغيرهما ولا يلتفت إلى ما قيل فيه
3044 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
3045 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تولى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار
رواه ابن حبان في صحيحه
3046 - وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ادعى إلى غير

أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة
رواه أبو داود
3047 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ادعى نسبا لا يعرف كفر بالله أو انتفى من نسب وإن دق كفر بالله
رواه الطبراني في الأوسط من رواية الحجاج بن أرطأة وحديث عمرو بن شعيب يعضده
ترغيب من مات له ثلاثة من الأولاد أو اثنان أو واحد فيما يذكر من جزيل الثواب
3048 - عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
وفي رواية للنسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة فقامت امرأة فقالت أو اثنان فقال أو اثنان
قالت المرأة يا ليتني قلت واحدة
ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة
الحنث بكسر الحاء وسكون النون هو الإثم والذنب والمعنى أنهم لم يبلغوا السن الذي تكتب عليهم فيه الذنوب
3049 - وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
3050 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يموت لأحد من

المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
ولمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنسوة من الأنصار لا يموت لاحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت الجنة
فقالت امرأة منهن أو اثنان يا رسول الله قال أو اثنان
وفي أخرى له أيضا قال أتت امرأة بصبي لها فقالت يا نبي الله ادع الله لي فلقد دفنت ثلاثة فقال أدفنت ثلاثة قالت نعم
قال لقد احتظرت بحظار شديد من النار
الحظار بكسر الحاء المهملة وبالظاء المعجمة هو الحائط يجعل حول الشيء كالسور المانع ومعناه لقد احتميت وتحصنت من النار بحمى عظيم وحصن حصين
3051 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم
رواه ابن حبان في صحيحه وهو في المسند من حديث أم أنس بن مالك وفي النسائي بنحوه من حديث أبي هريرة
وزاد فيه قال يقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى تدخل آباؤنا فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم
3052 - وعن أبي حسان رضي الله عنه قال قلت لأبي هريرة إنه قد مات لي ابنان فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بحديث يطيب أنفسنا عن موتانا قال نعم صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بثوبه أو قال بيده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى أو قال ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة
رواه مسلم
الدعاميص بفتح الدال جمع دعموص بضمها وهي دويبة صغيرة يضرب لونها إلى السواد تكون في الغدران إذا نشفت شبه الطفل بها في الجنة لصغره وسرعة حركته وقيل هو اسم للرجل الزوار للملوك الكثير الدخول عليهم والخروج لا يتوقف على إذن

منهم ولا يخاف أين ذهب من ديارهم شبه طفل الجنة به لكثرة ذهابه في الجنة حيث شاء لا يمتنع من بيت فيها ولا موضع وهذا قول ظاهر والله أعلم
وصنفة الثوب بفتح الصاد المهملة والنون بعدهما فاء وتاء تأنيث هي حاشيته وطرفه الذي لا هدب له وقيل بل هي الناحية ذات الهدب
3053 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتك فيه تعلمنا مما علمك الله
قال اجتمعن يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا
فاجتمعن فأتاهن النبي صلى الله عليه و سلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد إلا كانوا لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم واثنين
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
3054 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله في سبيل الله عز و جل وجبت له الجنة
رواه أحمد والطبراني ورواته ثقات
3055 - وعن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر سبيل يعني الجواز على الصراط
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به وله شواهد كثيرة
3056 - وعن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال قلت له حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس فيه انتقاص ولا وهم
قال سمعته يقول من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة برحمته إياهم ومن أنفق زوجين في سبيل الله فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء من الجنة
رواه أحمد بإسناد حسن
3057 - وعن حبيبة أنها كانت عند عائشة رضي الله عنها فجاء النبي صلى الله عليه و سلم حتى دخل عليها فقال ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا جيء بهم يوم

القيامة حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى تدخل آباؤنا فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن جيد
3058 - وعن زهير بن علقمة رضي الله عنه قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في ابن لها مات فكأن القوم عنفوها فقالت يا رسول الله قد مات لي ابنان منذ دخلت في الإسلام سوى هذا فقال النبي صلى الله عليه و سلم والله لقد احتظرت من النار بحظار شديد
رواه الطبراني في الكبير بإسناد صحيح وتقدم معنى الحظار
3059 - وعن الحارث بن أقيش رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته
قال رجل يا رسول الله وثلاثة قال وثلاثة
قال واثنان
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده وأبو يعلى بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلمين يقدمان ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم
قالوا يا رسول الله وذوا الإثنين قال وذوا الإثنين إن من أمتي من يدخل الجنة بشفتاعته أكثر من مضر وإن من أمتي من يستعظم للنار حتى يكون إحدى زواياها
3060 - وعن أبي بردة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلمين يموت لهما أربعة أفراط إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته
قالوا يا رسول الله وثلاثة قال وثلاثة
قالوا واثنان قال واثنان
قال وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها وإن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته مثل مضر
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد ورواته ثقات وأراه حديث الحارث بن أقيش الذي قبله ويأتي بيان ذلك إن شاء الله
3061 - وعن أبي ثعلبة الأشجعي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله مات لي ولدان في الإسلام فقال من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهما قال فلما كان بعد ذلك لقيني أبو هريرة فقال لي أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم في الزائدين ما قال قلت نعم
قال لأن يكون قاله لي أحب إلي مما غلقت عليه حمص وفلسطين
رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد ثقات

فلسطين بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين المهملة كورة بالشام وقد تفتح الفاء
3062 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من مات له ثلاثة من الولد فاحتبسهم دخل الجنة
قال قلنا يا رسول الله واثنان قال واثنان
قال محمود يعني ابن لبيد فقلت لجابر أراكم لو قلتم واحدا لقال واحدا
قال وأنا أظن ذلك
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
3063 - وعن قرة بن إياس رضي الله عنه أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه و سلم ومعه ابن له فقال النبي صلى الله عليه و سلم تحبه قال نعم يا رسول الله أحبك الله كما أحبه ففقده النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما فعل فلان بن فلان قالوا يا رسول الله مات فقال النبي صلى الله عليه و سلم لابيه ألا تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك فقال رجل يا رسول الله أله خاصة أم لكلنا قال بل لكلكم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وابن حبان في صحيحه باختصار قول الرجل أله خاصة
إلى آخره
وفي رواية للنسائي قال كان نبي الله صلى الله عليه و سلم إذا جلس جلس إليه نفر من أصحابه فيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه ففقده النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما لي لا أرى فلانا قالوا يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلك فلقيه النبي صلى الله عليه و سلم فسأله عن بنيه فأخبره أنه هلك فعزاه عليه ثم قال يا فلان أيما كان أحب إليك أن تتمتع به عمرك أو لا تأتي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك
قال يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لهو أحب إلي قال فذاك لك
3064 - وعن معاذ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة من الولد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم قالوا يا رسول الله أو اثنان قال أو اثنان
قالوا أو واحد ثم قال والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن أو قريب من الحسن

السرر بسين مهملة وراء مكررة محركا هو ما تقطعه القابلة وما بقي بعد القطع فهو السرة
3065 - وعن أبي سلمى رضي الله عنه راعي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بخ بخ وأشار بيده لخمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم ورواه البزار من حديث ثوبان وحسن إسناده والطبراني من حديث سفينة ورجاله رجال الصحيح وتقدم
3066 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة فقالت له عائشة فمن كان له فرط فقال ومن كان له فرط يا موفقة
قالت فمن لم يكن له فرط من أمتك قال فأنا فرط أمتي لن يصابوا بمثلي
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
الفرط بفتح الفاء والراء هو الذي يدرك من الأولاد الذكور والإناث وجمعه أفراط
3067 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنا حصينا من النار فقال أبو ذر قدمت اثنين قال واثنين
قال أبي بن كعب سيد القراء قدمت واحدا قال وواحدا
رواه ابن ماجه
3068 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا مات ولد لعبد قال الله عز و جل لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال حديث حسن غريب

الترهيب من إفساد المرأة على زوجها والعبد على سيده
3069 - عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من حلف بالأمانة ومن خبب على امرىء زوجته أو مملوكه فليس منا
رواه أحمد بإسناد صحيح واللفظ له والبزار وابن حبان في صحيحه
خبب بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة الأولى معناه خدع وأفسد
3070 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده
رواه أبو داود وهذا أحد ألفاظه والنسائي وابن حبان في صحيحه ولفظه من خبب عبدا على أهله فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا
رواه الطبراني في الصغير والأوسط بنحوه من حديث ابن عمر ورواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس ورواة أبي يعلى كلهم ثقات
3071 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت فيلتزمه
رواه مسلم وغيره
11 - ترهيب المرأة أن تسأل زوجها الطلاق من غير بأس
3072 - عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي في حديث قال وإن المختلعات هن المنافقات وما من امرأة تسأل زوجها الطلاق من غير بأس فتجد ريح الجنة أو قال رائحة الجنة

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أبغض الحلال إلى الله الطلاق
رواه أبو داود وغيره
قال الخطابي والمشهور فيه عن محارب بن دثار عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسل لم يذكر فيه ابن عمر والله أعلم
12 - ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة
3074 - عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس كذا وكذا يعني زانية
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح
ورواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهم ولفظهم قال النبي صلى الله عليه و سلم أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية
رواه الحاكم أيضا وقال صحيح الإسناد
3075 - وعن موسى بن يسار رضي الله عنه قال مرت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف فقال لها أين تريدين يا أمة الجبار قالت إلى المسجد
قال وتطيبت قالت نعم
قال فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع فتغتسل
رواه ابن خزيمة في صحيحه
قال باب إيجاب الغسل على المطيبة للخروج إلى المسجد ونفى قبول صلاتها إن صلت قبل أن تغتسل إن صح الخبر
قال الحافظ إسناده متصل ورواته ثقات وعمرو بن هاشم البيروتي ثقة وفيه كلام لا يضر ورواه أبو داود وابن ماجه من طريق عاصم بن عبيد الله العمري وقد مشاه بعضهم ولا يحتج به وإنما أمرت بالغسل لذهاب رائحتها والله أعلم
3076 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما امرأة أصابت

بخورا فلا تشهدن معنا العشاء
قال أبو نقل الآخرة
رواه أبو داود والنسائي وقال لا أعلم أحدا تابع يزيد بن خصيفة عن بشر بن سعيد على قوله عن أبي هريرة وقد خالفه يعقوب بن عبد الله بن الأشج
رواه عن زينب الثقفية ثم ساق حديث بشر عن زينب من طرق به
3077 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد دخلت امرأة من مزينة ترفل في زينة لها في المسجد فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس انهوا نساءكم عن لبس الزينة والتبختر في المسجد فإن بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة وتبختروا في المسجد
رواه ابن ماجه
قال الحافظ وتقدم في كتاب الصلاة جملة أحاديث في صلاتهن في بيوتهن
13 - الترهيب من إفشاء السر سيما ما كان بين الزوجين
3078 - عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه
وفي رواية إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها
رواه مسلم وأبو داود وغيرهما
3079 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم والرجال والنساء قعود عنده فقال لعل رجلا يقول ما فعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأرم القوم فقلت إي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن قال فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون
رواه أحمد من رواية شهر بن حوشب
أرم القوم بفتح الراء وتشديد الميم أي سكتوا وقيل سكتوا من خوف ونحوه

وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق بابا ثم يرخي سترا ثم يقضي حاجته ثم إذا خرج حدث أصحابه بذلك ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها فقالت امرأة سفعاء الخدين والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون قال فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة على قارعة الطريق فقضى حاجته منها ثم انصرف وتركها
رواه البزار وله شواهد تقويه وهو عند أبي داود مطولا بنحوه من حديث شيخ من طفاوة ولم يسمه عن أبي هريرة
3081 - وعن أبي سعيد الخدري أيضا رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال السباع حرام
قال ابن لهيعة يعني به الذي يفتخر بالجماع
رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي كلهم من طرق دراج عن أبي الهيثم وقد صححها غير واحد
السباع بكسر السين المهملة بعدها باء موحدة هو المشهور وقيل بالشين المعجمة
3082 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المجلس بالأمانة إلا ثلاث مجالس سفك دم حرام أو فرج حرام أو اقتطاع مال بغير حق
رواه أبو داود من رواية ابن أخي جابر بن عبد الله وهو مجهول وفيه أيضا عبد الله بن نافع الصائغ
روى له مسلم وغيره وفيه كلام
3083 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب
قال الحافظ ابن عطاء المدني ولا يمنع من تحسين الإسناد والله أعلم

كتاب اللباس والزينة الترغيب في لبس الأبيض من الثياب
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه
3085 - وعن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
3086 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن ما زرتم الله عز و جل به في قبوركم ومساجدكم البياض
رواه ابن ماجه
الترغيب في القميص والترهيب من طوله وطول غيره مما يلبس وجره خيلاء وإسباله في الصلاة وغيرها
3087 - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم القميص
رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن ماجه

ولفظه وهو رواية لأبي داود لم يكن ثوب أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من القميص
3088 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
رواه البخاري والنسائي
وفي رواية النسائي إزرة المؤمن إلى عضلة ساقه ثم إلى نصف ساقه ثم إلى كعبه وما تحت الكعبين من الإزار ففي النار
3089 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الإزار فهو في القميص
رواه أبو داود
3090 - وعن العلاء بن عبد الرحمن رضي الله عنه عن أبيه قال سألت أبا سعيد عن الإزار فقال على الخبير بها سقطت
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج أو قال لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة
رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
3091 - وعن أنس رضي الله عنه قال حميد كأنه يعني النبي صلى الله عليه و سلم قال الإزار إلى نصف الساق فشق عليهم فقال أو إلى الكعبين لا خير فيما في أسفل من ذلك
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
3092 - وعن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم وعلي إزار يتقعقع فقال من هذا فقلت عبد الله بن عمر قال إن كنت عبد الله فارفع إزارك فرفعت إزاري إلى نصف الساقين فلم تزل أزرته حتى مات
رواه أحمد ورواته ثقات
3093 - وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم

القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات
قال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب
وفي رواية المسبل إزاره
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
المسبل هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض كأنه يفعل ذلك تجبرا واختيالا
3094 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من رواية عبد العزيز بن أبي رواد والجمهور على توثيقه
3095 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
3096 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
رواه مالك والبخاري ومسلم وابن ماجه إلا أنه قال من جر ثوبه من الخيلاء
3097 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله إن إزاري

يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك لست ممن يفعله خيلاء
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
ولفظ مسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم بأذني هاتين يقول من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله عز و جل لا ينظر إليه يوم القيامة
الخيلاء بضم الخاء المعجمة وكسرها أيضا وبفتح الياء المثناة تحت ممدودا هو الكبر والعجب
والمخيلة بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة من الاختيال وهو الكبر واستحقار الناس
3098 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهل فقال يا سفيان لا تسبل إزارك فإن الله لا يحب المسبلين
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له
قال الحافظ ويأتي إن شاء الله تعالى في طلاقة الوجه حديث أبي جري الهجيمي وفيه وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ولا يحبها الله
3099 - وعن هبيب بن مغفل بضم الميم وسكونالمعجمة وكسر الفاء رضي الله عنه أنه رأى محمدا القرشي قام فجر إزاره فقال هبيب سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من وطئه خيلاء وطئه في النار
رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى والطبراني
3100 - وروي عن بريدة رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأقبل رجل من قريش يخطر في حلة له فلما قام عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يا بريدة هذا لا يقيم الله له يوم القيامة وزنا
رواه البزار
3101 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم

ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم
وإياكم والبغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي
وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء لله رب العالمين الحديث
رواه الطبراني في الأوسط
3102 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وإن كان على الله كريما
رواه الطبراني من رواية علي بن يزيد الألهاني
3103 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال أتاني جبريل عليه السلام فقال لي هذه ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر
رواه البيهقي
3104 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
رواه أبو داود وقال ورواه جماعة موقوفا على ابن مسعود
3105 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما رجل يصلي مسبلا إزاره فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم اذهب فتوضأ فذهب فتوضأ ثم جاء ثم قال له اذهب فتوضأ فقال له رجل آخر يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه قال إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل
رواه أبو داود وأبو جعفر المدني إن كان محمد بن علي بن الحسين فروايته عن أبي هريرة مرسلة وإن كان غيره فلا أعرفه
3 - الترغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوبا جديدا
3106 - عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أكل طعاما فقال

الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
رواه أبو داود والحاكم ولم يقل وما تأخر
وقال صحيح الإسناد وروى الترمذي وابن ماجه شطره الأول وقال الترمذي حديث حسن غريب
قال الحافظ عبد العظيم رواه هؤلاء الأربعة من طريق عبد الرحيم أبي مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه وعبد الرحيم وسهل يأتي الكلام عليهما
3107 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال لبس عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله حيا وميتا
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث غريب وابن ماجه والحاكم كلهم من رواية أصبغ بن زيد عن أبي العلاء عنه وأبو العلاء مجهول وأصبغ يأتي ذكره ورواه البيهقي وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه فذكره وقال فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لبس ثوبا أحسبه قال جديدا فقال حين يبلغ ترقوته مثل ذلك ثم عمد إلى ثوبه الخلق فكساه مسكينا لم يزل في جوار الله وفي ذمة الله وفي كنف الله حيا وميتا ما بقي من الثوب سلك
زاد في بعض رواياته قال يس فقلت لعبيد الله من أي الثوبين قال لا أدري
3108 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من الله إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها وما أذنب عبد ذنبا فندم عليه إلا كتب الله له مغفرة قبل أن يستغفره وما اشترى عبد ثوبا بدينار أو نصف دينار فلبسه فحمد الله عز و جل إلا لم يبلغ ركبتيه حتى يغفر الله له
رواه ابن أبي الدنيا والحاكم والبيهقي وقال الحاكم رواته لا أعلم فيهم مجروحا كذا قال

الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة
3109 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم
رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
3110 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا
رواه مسلم وغيره
3111 - وعن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا
وأشار إلى وجهه وكفيه
رواه أبو داود وقال هذا مرسل وخالد بن دريك لم يدرك عائشة
ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهب وترغيب النساء في تركهما
3112 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

وزاد وقال ابن الزبير من لبسه في الدنيا لم يدخل الجنة
قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير الحج 32
3113 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما يلبس الحرير من لا خلاق له
رواه البخاري وابن ماجه والنسائي في رواية من لا خلاق له في الآخرة
3114 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3115 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه
3116 - وعن علي رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ حريرا فجعله في يمينه وذهبا فجعله في شماله ثم قال إن هذين حرام على ذكور أمتي
رواه أبو داود والنسائي
3117 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب بها في الآخرة ثم قال لباس أهل الجنة وشراب أهل الجنة وآنية أهل الجنة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3118 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه و سلم فروج حرير فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له ثم قال لا ينبغي هذا للمتقين
رواه البخاري ومسلم

والفروج بفتح الفاء وتشديد الراء وضمها وبالجيم هو القباء الذي شق من خلفه
3119 - وعن أبي رقية رضي الله عنه قال سمعت مسلمة بن مخلد وهو على المنبر يخطب الناس يقول يا أيها الناس أما لكم في العصب والكتان ما يغنيكم عن الحرير وهذا رجل يخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا عقبة فقام عقبة بن عامر وأنا أسمع فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة
رواه ابن حبان في صحيحه
العصب بفتح العين وسكون الصاد مهملتين هو ضرب من البرود
3120 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه
رواه البخاري
3121 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يستمتع بالحرير من يرجو أيام الله
رواه أحمد وفيه قصة
3122 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا يرجو أن يلبسه في الآخرة قال الحسن فما بال أقوام يبلغهم هذا عن نبيهم فيجعلون حريرا في ثيابهم وبيوتهم
رواه أحمد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن عنه
3123 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استحلت أمتي خمسا فعليهم الدمار إذا ظهر التلاعن وشربوا الخمور ولبسوا الحرير واتخذوا القينات واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء
رواه البيهقي عقيب حديث ثم قال إسناده وإسناد ما قبله غير قوي غير أنه إذا ضم بعضه إلى بعض أخذ قوة
3124 - وعن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال استأذن سعد رضي الله عنه على ابن عامر وتحته مرافق من حرير فأمر بها فرفعت فدخل عليه وهو على مطرف من خز

فقال له استأذنت وتحتي مرافق من حرير فأمرت بها فرفعت فقال له نعم الرجل أنت يا ابن عامر إن لم تكن ممن قال الله أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الأحقاف 02 والله لأن أضطجع على جمر الغضا أحب إلي أن أضطجع عليها
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
المرافق بفتح الميم جمع مرفقة بكسرها وفتح الفاء وهي شيء يتكأ عليه شبيه بالمخدة
3125 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم جبة مجيبة بحرير فقال طوق من نار يوم القيامة
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورواته ثقات
مجيبة بضم الميم وفتح الجيم بعدهما ياء مثناة تحت مفتوحة ثم باء موحدة أي لها جيب بفتح الجيم من حرير وهو الطوق
3126 - وعن جويرية رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لبس ثوب حرير في الدنيا ألبسه الله عز و جل يوما أو ثوبا من النار يوم القيامة
وفي رواية من لبس ثوب حرير في الدنيا ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة من النار أو ثوبا من النار
رواه أحمد والطبراني وفي إسناده جابر الجعفي
ورواه البزار عن حذيفة موقوفا من لبس ثوب حرير ألبسه الله يوما من نار ليس من أيامكم ولكن من أيام الله الطوال
3127 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا ولا ذهبا
رواه أحمد ورواته ثقات
3128 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة ومن مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة
رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم خذ خاتمك انتفع به فقال لا والله لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه مسلم
3130 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رجلا قدم من نجران إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه خاتم من ذهب فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال إنك جئتني وفي يدك جمرة من نار
رواه النسائي
3131 - وعن خليفة بن كعب رضي الله عنه قال سمعت ابن الزبير يخطب ويقول لا تلبسوا نساءكم الحرير فإني سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة
رواه البخاري ومسلم والنسائي
وزاد في رواية ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة
قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير الحج 32
3132 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمنع أهل الحلية والحرير ويقول إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا
رواه النسائي والحاكم وقال صحيح على شرطهما
3133 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله عز و جل من ترك الخمر وهو يقدر عليه لأسقينه منه في حظيرة القدس ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لأكسونه إياه في حظيرة القدس
رواه البزار بإسناد حسن ويأتي في باب شرب الخمر أحاديث نحو هذا إن شاء الله تعالى

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن يسقيه الله الخمر في الآخرة فليتركها في الدنيا ومن سره أن يكسوه الله الحرير في الآخرة فليتركه في الدنيا
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات إلا شيخه المقدام بن داود وقد وثق وله شواهد
3135 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ويل للنساء من الأحمرين الذهب والمعصفر
رواه ابن حبان في صحيحه
3136 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أريت أني دخلت الجنة فإذا أعالي أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المؤمنين وإذا ليس فيها أحد أقل من الأغنياء والنساء فقيل لي أما الأغنياء فإنهم على الباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير الحديث
رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عنه
3137 - وتقدم حديث أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني فلان وخسف الليلة بدار فلان وليرسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها وعلى دور بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا وقطيعة الرحم وخصلة نسيها جعفر
رواه أحمد والبيهقي
3138 - وعن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعري والله يمين أخرى ما كذبني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخمر والحرير وذكر كلاما قال يمسخ منهم قردة وخنازير إلى يوم القيامة
رواه البخاري تعليقا وأبو داود واللفظ له

الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في لباس أو كلام أو حركة أو نحو ذلك
3139 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال
رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والطبراني وعنده أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه و سلم متقلدة قوسا فقال لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء
وفي رواية البخاري لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء
المخنث بفتح النون وكسرها من فيه انخناث وهو التكسر والتثني كما يفعله النساء لا الذي يأتي الفاحشة الكبرى
3140 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
3141 - وعن رجل من هذيل قال رأيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ومنزله في الحل ومسجده في الحرم قال فبينا أنا عنده رأى أم سعيد بنت أبي جهل متقلدة قوسا وهي تمشي مشية الرجل فقال عبد الله من هذه فقلت هذه أم سعيد بنت أبي جهل فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال
رواه أحمد واللفظ له ورواته ثقات إلا الرجل المبهم ولم يسم والطبراني مختصرا وأسقط المبهم فلم يذكره
3142 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم مخنثي الرجال الذين

يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال وراكب الفلاة وحده
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا طيب بن محمد وفيه مقال والحديث حسن
3143 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة وأمنت الملائكة رجل جعله الله ذكرا فأنث نفسه وتشبه بالنساء وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال والذي يضل الأعمى ورجل حصور ولم يجعل الله حصورا إلا يحيى بن زكريا
رواه الطبراني من طريق علي بن يزيد الألهاني وفي الحديث غرابة
3144 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بال هذا قالوا يتشبه بالنساء فأمر به فنفي إلى النقيع فقيل يا رسول الله ألا تقتله فقال إني نهيت عن قتل المصلين
رواه أبو داود
قال وقال أبو أسامة
والنقيع ناحية من المدينة وليس بالبقيع يعني أنه بالنون لا بالباء
قال الحافظ رواه أبو داود عن أبي يسار القرشي عن أبي هاشم عن أبي هريرة وفي متنه نكارة وأبو يسار هذا لا أعرف اسمه وقد قال أبو حاتم الرازي لما سئل عنه مجهول وليس كذلك فإنه قد روى عنه الأوزاعي والليث فكيف يكون مجهولا والله أعلم
3145 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء
رواه النسائي والبزار في حديث يأتي في العقوق إن شاء الله والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
الديوث بفتح الدال وتشديد الياء المثناة تحت هو الذي يعلم الفاحشة في أهله ويقرهم عليها
3146 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون

الجنة أبدا الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر
قالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث قال الذي لا يبالي من دخل على أهله
قلنا فما الرجلة من النساء قال التي تشبه بالرجال
رواه الطبراني ورواته ليس فيهم مجروح
الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعا واقتداء بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه و سلم وأصحابه والترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة
3147 - عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها
رواه الترمذي وقال حديث حسن والحاكم في موضعين من المستدرك وقال في أحدهما صحيح الإسناد
قال الحافظ روياه من طريق أبي مرحوم وهو عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ ويأتي الكلام عليهما
3148 - وعن رجل من أبناء رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه
قال بشر أحسبه قال تواضعا كساه الله حلل الكرامة
رواه أبو داود في حديث ولم يسم ابن الصحابي ورواه البيهقي من طريق زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه بزيادة
3149 - وعن أبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري واسمه إياس رضي الله عنه قال ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما عنده الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تسمعون ألا تسمعون إن البذاذة من الإيمان إن البذاذة من الإيمان يعني التفحل رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما من رواية محمد بن إسحاق وقد تكلم أبو عمر النمري في هذا الحديث

البذاذة بفتح الباء الموحدة وذالين معجمتين هي التواضع في اللباس برثاثة الهيئة وترك الزينة والرضا بالدون من الثياب
3150 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل يحب المتبذل الذي لا يبالي ما لبس
رواه البيهقي
3151 - وعن أبي بردة رضي الله عنه قال دخلت على عائشة رضي الله عنها فأخرجت إلينا كساء ملبدا من التي تسمونها الملبدة إزارا عظيما مما يصنع باليمن وأقسمت بالله لقد قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذين الثوبين
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي أخصر منه
الملبد المرقع وقيل غير ذلك
3152 - وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن نمرة من صوف تنسج له
رواه البيهقي
3153 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل خشنا ولبس خشنا لبس الصوف واحتذى المخصوف
قيل للحسن ما الخشن قال غليظ الشعير ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسيغه إلا بجرعة من ماء
رواه ابن ماجه والحاكم واللفظ له كلاهما من رواية يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ يوسف لا يعرف ونوح بن ذكوان قال أبو حاتم ليس بشيء
3154 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال كان على موسى يوم كلمه ربه كساء صوف وجبة صوف وكمة صوف وسراويل صوف وكانت نعلاه من جلد حمار ميت
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والحاكم كلاهما عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري

قال الحافظ توهم الحاكم أن حميدا الأعرج هذا هو حميد بن قيس المكي وإنما هو حميد بن علي وقيل ابن عمار أحد المتروكين والله أعلم
الكمة بضم الكاف وتشديد الميم القلنسوة الصغيرة
3157 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم براءة من الكبر لبوس الصوف ومجالسة فقراء المسلمين وركوب الحمار واعتقال العنز أو البعير
رواه البيهقي وغيره
3158 - وعن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي في مروط نسائه وكانت أكسية من صوف مما يشترى بالستة والسبعة وكن نساؤه يتزرن بها
رواه البيهقي وهو مرسل وفي سنده لين
31 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
المرط بكسر الميم وسكون الراء كساء يؤتزر به
قال أبو عبيد وقد تكون من صوف ومن خز
ومرحل بفتح الحاء المهملة وتشديدها أي فيه صور رحال الجمال
3158 - وعن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي في مروط نسائه وكانت أكسية من صوف مما يشترى بالستة والسبعة وكن نساؤه يتزرن بها
رواه البيهقي وهو مرسل وفي سنده لين
31 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
المرط بكسر الميم وسكون الراء كساء يؤتزر به
قال أبو عبيد وقد تكون من صوف ومن خز
ومرحل بفتح الحاء المهملة وتشديدها أي فيه صور رحال الجمال
3159 - وعن عائشة أيضا رضي الله عنها قالت كان وساد رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يتكىء عليه من أدم حشوه ليف

15 - وعنها رضي الله عنها قالت إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي ينام عليه أدما حشوها ليف
رواهما مسلم وغيره
3160 - وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال استكسيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فكساني خيشتين فلقد رأيتني وأنا أكسى أصحابي
رواه أبو داود والبيهقي كلاهما من رواية إسماعيل بن عياش
الخيشة بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المثناة تحت بعدهما شين معجمة هو ثوب يتخذ من مشاقة الكتان يغزل غزلا غليظا وينسج نسجا رقيقا وقوله وأنا أكسى أصحابي يعني أعظمهم وأعلاهم كسوة
3161 - وعن ابن بريدة قال قال لي أبي لو رأيتنا ونحن مع نبينا وقد أصابتنا السماء حسبت أن ريحنا ريح الضأن
رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث صحيح
ومعنى الحديث أنه كان ثيابهم الصوف وكان إذا أصابهم المطر يجيء من ثيابهم ريح الصوف انتهى
ورواه الطبراني بإسناد صحيح أيضا نحوه
وزاد في آخره إنما لباسنا الصوف وطعامنا الأسودان التمر والماء
3162 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال خرجت في غداة شاتية جائعا وقد أوبقني البرد فأخذت ثوبا من صوف قد كان عندنا ثم أدخلته في عنقي وحزمته على صدري أستدفىء به والله ما كان في بيتي شيء آكل منه ولو كان في بيت النبي صلى الله عليه و سلم شيء لبلغني فذكر الحديث إلى أن قال ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلست إليه في المسجد وهو مع عصابة من أصحابه فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة مرقوعة بفروة وكان أنعم غلام بمكة وأرفهه عيشا فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم ذكر ما كان فيه من النعيم ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه فبكى ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنتم اليوم خير أم إذا غدي على

أحدكم بجفنة من خبز ولحم وريح عليه بأخرى وغدا في حلة وراح في أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة
قلنا بل نحن يومئذ خير نتفرغ للعبادة
قال بل أنتم اليوم خير
رواه أبو يعلى واللفظ له ورواه الترمذي إلا أنه قال خرجت في يوم شات من بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أخذت إهابا معطونا فجوبت وسطه فأدخلته في عنقي وشددت وسطي فحزمته بخوص النخل وإني لشديد الجوع فذكر الحديث ولم يذكر فيه مصعب بن عمير وذكر قصته في مواضع أخر مفردة وقال في كل منهما حديث حسن غريب
قال الحافظ وفي إسناديه وإسناد أبي يعلى رجل لم يسم
جوبت وسطه بتشديد الواو أي خرقت في وسطه خرقا كالجيب وهو الطوق الذي يخرج الإنسان منه رأسه
والإهاب بكسر الهمزة هو الجلد وقيل ما لم يدبغ
3163 - وعن عمر رضي الله عنه قال نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مصعب بن عمير مقبلا عليه إهاب كبش قد تنطق به فقال النبي صلى الله عليه و سلم انظروا إلى هذا الذي نور الله قلبه لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب ولقد رأيت عليه حلة شراها أو شريت بمائتي درهم فدعاه حب الله وحب رسوله إلى ما ترون
رواه الطبراني والبيهقي
3164 - وعن أنس رضي الله عنه قال رأيت عمر رضي الله عنه وهو يومئذ أمير المؤمنين وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث لبد بعضها على بعض رواه مالك
3165 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك
رواه الترمذي وقال حديث حسن
قال الحافظ ويأتي في باب الفقر أحاديث من هذا النوع وغيره إن شاء الله تعالى
3166 - وروي عن الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أسأله فجعل يعتذر إلي وأنا ألومه فحضرت الصلاة فخرجت فدخلت على ابنتي

وهي تحت شرحبيل بن حسنة فوجدت شرحبيل في البيت فقلت قد حضرت الصلاة وأنت في البيت وجعلت ألومه فقال يا خالة لا تلوميني فإنه كان لي ثوب فاستعاره النبي صلى الله عليه و سلم فقلت بأبي وأمي كنت ألومه منذ اليوم وهذه حاله ولا أشعر فقال شرحبيل ما كان إلا درع رقعناه
رواه الطبراني والبيهقي
3167 - وعن عبد الله بن شداد بن الهاد قال رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة وريطة كوفية ممشقة ضرب اللحم طويل اللحية حسن الوجه
رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي
عدني بفتح العين والدال المهملتين منسوب إلى عدن
والريطة بفتح الراء وسكون الياء المثناة تحت كل ملاءة تكون قطعة واحدة ونسجا واحدا ليس لها لفقان
وضرب اللحم بفتح الضاد المعجمة وسكون الراء خفيفه
وممشقة أي مصبوغة بالمشق بكسر الميم وهو المغرة
3168 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال حضرنا عرس علي وفاطمة رضي الله عنهما فما رأينا عرسا كان أحسن منه حشونا الفراش يعني الليف وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش
رواه البزار
3169 - وعن محمد بن سيرين قال كنا عند أبي هريرة رضي الله عنه وعليه ثوبان ممشقان من كتان فمخط في أحدهما ثم قال بخ بخ يمتخط أبو هريرة في الكتان لقد رأيتني وإني لأجر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وحجرة عائشة رضي الله عنها من الجوع مغشيا علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي يرى أن بي الجنون وما هو إلا الجوع
رواه البخاري والترمذي وصححه
3170 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن نرى عورته
رواه البخاري

وروي عن ثوبان رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا قال ما سد جوعتك ووارى عورتك وإن كان لك بيت يظلك فذاك وإن كان لك دابة فبخ بخ
رواه الطبراني
3172 - وعن أبي يعفور قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يسأله رجل ما ألبس من الثياب قال ما لا يزدريك فيه السفهاء ولا يعيبك به الحكماء
قال ما هو قال ما بين الخمسة دراهم إلى العشرين درهما
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
3173 - وروي عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي به وينظر الناس إليه لم ينظر الله إليه حتى ينزعه متى نزعه
رواه الطبراني
3174 - وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم وعليه حلتان من حلل اليمن فقال يا ضمرة أترى ثوبيك هذين مدخليك الجنة فقال يا رسول الله لئن استغفرت لي لأقعد حتى أنزعهما عني فقال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم اغفر لضمرة فانطلق سريعا حتى نزعهما عنه
رواه أحمد ورواته ثقات إلا بقية
3175 - وروي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الذين يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغيبة وغيره
3176 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام وأولئك شرار أمتي
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
3177 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه قال من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب فيه النار ومن تشبه بقوم فهو منهم
ذكره رزين في جامعه ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها
إنما رواه ابن ماجه بإسناد حسن ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لبس ثوب

شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا
ورواه أيضا أخصر منه
3178 - وروي أيضا عن عثمان بن جهم عن زر بن حبيش عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لبس ثوب شهرة أعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه
8 - الترغيب في الصدقة على الفقير بما يلبسه كالثوب ونحوه
3179 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم كسا مسلما ثوبا إلا كان في حفظ الله ما دام عليه منه خرقة
رواه الترمذي والحاكم كلاهما من رواية خالد بن طهمان
ولفظ الحاكم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كسا مسلما ثوبا لم يزل في ستر الله ما دام عليه منه خيط أو سلك
قال الترمذي حديث حسن غريب وقال الحاكم صحيح الإسناد
3180 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيما مسلم كسا مسلما ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة وأيما مسلم سقى مسلما على ظمأ سقاه الله عز و جل من الرحيق المختوم
رواه أبو داود من رواية أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني وحديثه حسن والترمذي بتقديم وتأخير وتقدم لفظه في إطعام الطعام وقال حديث غريب وقد روي موقوفا على أبي سعيد وهو أصح وأشبه
قال الحافظ ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف عن ابن مسعود موقوفا عليه قال يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط وأجوع ما كانوا قط وأظمأ ما كانوا قط وأنصب ما كانوا قط فمن كسا لله عز و جل كساه الله عز و جل ومن أطعم لله عز و جل أطعمه الله عز و جل ومن سقى لله عز و جل سقاه الله عز و جل ومن عمل لله أغناه الله ومن عفا لله عز و جل أعفاه الله عز و جل

أنصب أي أتعب
قال الحافظ وتقدم حديث أبي أمامة في باب ما يقول إذا لبس ثوبا جديدا وفيه قال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لبس ثوبا أحسبه قال جديدا فقال حين يبلغ ترقوته مثل ذلك ثم عمد إلى ثوبه الخلق فكساه مسكينا لم يزل في جوار الله وفي ذمة الله وفي كنف الله حيا وميتا ما بقي من الثوب سلك
3181 - وروي عن عمر رضي الله عنه مرفوعا أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن كسوت عورته وأشبعت جوعته أو قضيت له حاجة
رواه الطبراني
9 - الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة نتفه
3182 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تنتفوا الشيب فإنه ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة
وفي رواية كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن نتف الشيب وقال إنه نور المسلم
ورواه النسائي وابن ماجه
3183 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة فقال له رجل عند ذلك فإن رجالا ينتفون الشيب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شاء فلينتف نوره
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط من رواية ابن لهيعة وبقية إسناده ثقات
3184 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة
رواه النسائي في حديث والترمذي وقال حديث حسن صحيح

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة
رواه ابن حبان في صحيحه
3186 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته
رواه مسلم
3187 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تنتفوا الشيب فإنه نور يوم القيامة
من شاب شيبة في الإسلام كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة
رواه ابن حبان في صحيحه
10 - الترهيب من خضب اللحية بالسواد
3188 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رووه كلهم من رواية عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم فذهب بعضهم إلى أن عبد الكريم هذا هو ابن أبي المخارق وضعف الحديث بسببه والصواب أنه عبد الكريم بن مالك الجزري وهو ثقة احتج به الشيخان وغيرهما والله أعلم
ترهيب الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجة
3189 - عن أسماء رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن ابنتي أصابتها الحصبة فتمرق شعرها وإني زوجتها أفأصل فيه فقال لعن الله الواصلة والموصولة

وفي رواية قالت أسماء رضي الله عنها لعن النبي صلى الله عليه و سلم الواصلة والمستوصلة
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه
3190 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
3191 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لعن رسول الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فقالت له امرأة في ذلك فقال وما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي كتاب الله قال الله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا الحشر 7
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
المتفلجة هي التي تفلج أسنانها بالمبرد ونحوه للتحسين
3192 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء
رواه أبو داود وغيره
الواصلة التي تصل الشعر بشعر النساء
والمستوصلة المعمول بها ذلك
والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه كذا قال أبو داود
وقال الخطابي هو من النمص وهو نتف الشعر عن الوجه
والمتنمصة المعمول بها ذلك

والواشمة التي تغرز اليد أو الوجه بالإبر ثم تحشي ذلك المكان بكحل أو مداد
والمستوشمة المعمول بها ذلك
3193 - وعن عائشة رضي الله عنها أن جارية من الأنصار تزوجت وأنها مرضت فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوها فسألوا النبي صلى الله عليه و سلم فقال لعن الله الواصلة والمستوصلة
وفي رواية أن امرأة من الأنصار زوجت ابنتها فتمعط شعر رأسها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له وقالت إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها فقال لا إنه قد لعن الموصولات
رواه البخاري ومسلم
3194 - وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع معاوية عام حج على المنبر وتناول قصة من شعر كانت في يد حرسي فقال يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى عن مثل هذا ويقول إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
وفي رواية للبخاري ومسلم عن ابن المسيب قال قدم معاوية المدينة فخطبنا وأخرج كبة من شعر فقال ما كنت أرى أن أحدا يفعله إلا اليهود
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغه فسماه الزور
وفي أخرى للبخاري ومسلم أن معاوية قال ذات يوم إنكم قد أحدثتم زي سوء وإن نبي الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الزور
قال قتادة يعني ما يكثر به النساء أشعارهن من الخرق
قال وجاء رجل بعصا على رأسها خرقة فقال معاوية ألا هذا الزور
3195 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج بقصة فقال إن نساء بني إسرائيل كن يجعلن هذا في رؤوسهن فلعن وحرم عليهن المساجد
رواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية ابن لهيعة وبقية إسناده ثقات

الترغيب في الكحل بالإثمد للرجال والنساء
3196 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر وزعم أن النبي صلى الله عليه و سلم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه
رواه الترمذي وقال حديث حسن
والنسائي وابن حبان في صحيحه في حديث ولفظهما قال إن من خير أكحالكم الإثمد
إنه يجلو البصر وينبت الشعر
3197 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير أكحالكم الإثمد ينبت الشعر ويجلو البصر
رواه البزار ورواته رواة الصحيح
3198 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر
رواه الطبراني بإسناد حسن

كتاب الطعام وغيره الترغيب في التسمية على الطعام والترهيب من تركها
3199 - عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه و سلم يأكل طعامه في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما إنه لو سمى كفاكم
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
وزاد فإذا أكل أحدكم طعامه فليذكر اسم الله عليه فإن نسي في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره
وهذه الزيادة عند أبي داود وابن ماجه مفردة
3200 - وروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سره أن لا يجد الشيطان عنده طعاما ولا مقيلا ولا مبيتا فليسلم إذا دخل بيته وليسم على طعامه
رواه الطبراني
3201 - وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
3202 - وعن أمية بن مخشي رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رجلا كان يأكل والنبي صلى الله عليه و سلم ينظر فلم يسم الله حتى كان في آخر طعامه فقال بسم الله أوله

وآخره فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما زال الشيطان يأكل معه حتى سمى فما بقي في بطنه شيء إلا قاءه
رواه أبو داود والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد
مخشي بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة بعدهما شين معجمة مكسورة وياء
قال الدارقطني لم يسند أمية عن النبي صلى الله عليه و سلم غير هذا الحديث وكذا قال أبو عمر النمروي وغيره
3203 - وعن حذيفة هو ابن اليماني رضي الله عنه قال كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم طعاما لم يضع أحدنا يده حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم وإنا حضرنا معه طعاما فجاء أعرابي كأنما يدفع فذهب ليضع يده في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده ثم جاءت جارية كأنما تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدها وقال إن الشيطان يستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذا الأعرابي يستحل به فأخذت بيده وجاء بهذه الجارية يستحل بها فأخذت بيدها فوالذي نفسي بيده إن يده لفي يدي مع أيديهما
رواه مسلم والنسائي وأبو داود
قال الحافظ ويأتي ذكر التسمية في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الحمد بعد الأكل
2 - الترهيب من استعمال أواني الذهب أو الفضة وتحريمه على الرجال والنساء
3204 - عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم

وفي أخرى له من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نارا من جهنم
3205 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة
رواه البخاري ومسلم
3206 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب بها في الآخرة ثم قال لباس أهل الجنة وشراب أهل الجنة وآنية أهل الجنة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3207 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لبس الحرير وشرب من الفضة فليس منا ومن خبب امرأة على زوجها أو عبدا على مواليه فليس منا
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا عبد الله بن مسلم أبا طيبة
الترهيب من الأكل والشرب بالشمال وما جاء في النهي عن النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح
3208 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يأكلن أحدكم بشمال ولا يشربن بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها قال وكان نافع يزيد فيها ولا يأخذ بها ولا يعط بها
رواه مسلم والترمذي بدون الزيادة
رواه مالك وأبو داود بنحوه
3209 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليأكل أحدكم بيمينه ويشرب

بيمينه وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
3210 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن النفخ في الشراب فقال رجل القذاة أراها في الإناء فقال أهرقها قال فإني لا أروى من نفس واحد قال فأبن القدح إذا عن فيك
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
3211 - وعنه رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية قرة بن عبد الرحمن بن حيويل المصري المعافري
3212 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه
ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يشرب الرجل من في السقاء وأن يتنفس في الإناء
قال الحافظ وروى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي النهي عن التنفس في الإناء من حديث أبي قتادة
3213 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا ويقول هو أمرأ وأروى
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3214 - وروي أيضا عن ثمامة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتنفس ثلاثا وقال هذا صحيح
قال الحافظ عبد العظيم وهذا محمول على أنه كان يبين القدح عن فيه كل مرة ثم يتنفس كما جاء في حديث أبي سعيد المتقدم لا أنه كان يتنفس في الإناء

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن اختناث الأسقية يعني أن تكسر أفواهها فيشرب منها
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
3216 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يشرب من في السقاء فأنبئت أن رجلا شرب من في السقاء فخرجت عليه حية
رواه البخاري مختصرا دون قوله فأنبئت إلى آخره ورواه الحاكم بتمامه وقال صحيح على شرط البخاري
3217 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن اختناث الأسقية فإن رجلا بعدما نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك قام من الليل إلى السقاء فاختنثه فخرجت عليه منه حية
رواه ابن ماجه من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام وبقية إسناده ثقات
خنث السقاء واختنثه إذا كسر فمه إلى خارج فشرب منه
3218 - وعن عيسى بن عبد الله بن أنيس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا بإداوة يوم أحد فقال اخنث الإداوة ثم اشرب من فيها
رواه أبو داود عن عبيد الله بن عمر عنه ومن طريقه البيهقي وقال الظاهر أن خبر النهي كان بعد هذا
قال الحافظ ورواه الترمذي أيضا وقال ليس إسناده بصحيح
عبيد الله بن عمر يضعف في الحديث ولا أدري سمع من عيسى أم لا والله أعلم
4 - الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها
3219 - عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال كان للنبي صلى الله عليه و سلم قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة يعني وقد أثرد فيها فالتفوا عليها فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أعرابي ما هذه الجلسة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا ثم قال

رسول الله صلى الله عليه و سلم كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك لكم فيها
رواه أبو داود وابن ماجه
ذروتها بكسر الذال المعجمة هي أعلاها
3220 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه كلهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه وقال الترمذي واللفظ له حديث حسن صحيح
ولفظ أبي داود وغيره قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة تنزل من أعلاها
5 - الترغيب في أكل الخل والزيت ونهس اللحم دون تقطيعه بالسكين إن صح الخبرهم
3221 - عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سأل أهله الأدم فقالوا ما عندنا إلا الخل فدعا به فجعل يأكل به ويقول نعم الإدام الخل نعم الإدام الخل نعم الإدام الخل
قال جابر فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه و سلم
قال طلحة بن نافع وما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر
رواه مسلم وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه منه نعم الإدام الخل
3222 - وعن أم هانىء بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هل عندكم من شيء فقلت لا إلا كسرة يابسة وخل فقال النبي صلى الله عليه و سلم قربيه

فما افتقر بيت من إدام فيه خل
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
وروى ابن ماجه عن محمد بن زاذان قال حدثتني أم سعد رضي الله عنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على عائشة وأنا عندها فقال هل من غداء قالت عندنا خبز وتمر وخل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم الإدام الخل اللهم بارك في الخل فإنه كان إدام الأنبياء قبلي ولم يقفر بيت فيه خل
3223 - وعن أبي أسيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة
رواه الترمذي وقال حديث غريب والحاكم وقال صحيح الإسناد
3224 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال كلوا الزيت وادهنوا به فإنه طيب مبارك
رواه الحاكم شاهدا
3225 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة
رواه ابن ماجه والترمذي
وقال لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق وكان عبد الرزاق يضطرب في رواية هذا الحديث ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وهو كما قال
3226 - وعن صفوان بن أمية رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال انهسوا اللحم نهسا فإنه أهنأ وأمرأ
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا آخذ اللحم عن العظم بيدي فقال يا صفوان قلت لبيك قال قرب اللحم من فيك فإنه أهنأ وأمرأ
قال الحافظ عبد العظيم رواه الترمذي عن عبد الكريم بن أبي أمية المعلم عن

عبد الله بن الحارث عنه قال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم
قال الحافظ عبد الكريم هذا روى له البخاري تعليقا ومسلم متابعة وقد روى من غير حديثه فروى أبو داود والحاكم من حديث عبد الرحمن بن معاوية عن عثمان بن أبي سليمان عنه وعثمان لم يسمع من صفوان والله أعلم
3227 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنه صنيع الأعاجم وانهشوه نهشا فإنه أهنأ وأمرأ
رواه أبو داود وغيره عن أبي معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عنها وأبو معشر هذا اسمه نجيح لم يترك ولكن هذا الحديث مما أنكر عليه وقد صح أن النبي صلى الله عليه و سلم احتز من كتف شاة فأكل ثم صلى والله أعلم
6 - الترغيب في الاجتماع على الطعام
3228 - عن وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال تجتمعون على طعامكم أو تتفرقون قالوا نتفرق قال اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تعالى يبارك لكم فيه
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
وروى ابن ماجه أيضا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلوا جميعا ولا تتفرقوا فإن البركة مع الجماعة
وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير واهي الحديث
3229 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة
رواه البخاري ومسلم

وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه
ورواه البزار من حديث سمرة دون قوله وطعام الأربعة يكفي الثمانية
وزاد في آخره ويد الله على الجماعة
3231 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلوا جميعا ولا تتفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثمانية
رواه الطبراني في الأوسط
3232 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي
رواه أبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ في كتاب الثواب كلهم من رواية عبد المجيد بن أبي داود وقد وثق ولكن في هذا الحديث نكارة
الترهيب من الإمعان في الشبع والتوسع في المآكل والمشارب شرها وبطرا
3233 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلم يأكل في معى واحد والكافر في سبعة أمعاء
رواه مالك والبخاري ومسلم وابن ماجه وغيرهم
وفي رواية للبخاري أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا فأسلم فكان يأكل أكلا قليلا فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن المؤمن يأكل في معى واحد وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء

وفي رواية لمسلم قال أضاف رسول الله صلى الله عليه و سلم ضيفا كافرا فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فشرب حلابها ثم أخرى فلم يستتمه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المؤمن ليشرب في معى واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء
رواه مالك والترمذي بنحو هذه
3234 - وعن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكيلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه
رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا أن ابن ماجه قال فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام الحديث
3235 - وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال أكلت ثريدة من خبز ولحم ثم أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فجعلت أتجشأ فقال يا هذا كف عنا من جشائك فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ بل واه جدا فيه فهد بن عوف وعمر بن موسى لكن رواه البزار بإسنادين رواة أحدهما ثقات ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي
وزادوا فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا كان إذا تغدى لا يتعشى وإذا تعشى لا يتغدى
وفي رواية لابن أبي الدنيا قال أبو جحيفة فما ملأت بطني منذ ثلاثين سنة
3236 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال تجشأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة
رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي كلهم من رواية يحيى البكاء عنه وقال الترمذي حديث حسن
3237 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غدا في الآخرة
رواه الطبراني بإسناد حسن

وروي عن عطية بن عامر الجهني قال سمعت سلمان رضي الله عنه وأكره على طعام يأكله فقال حسبي أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة
رواه ابن ماجه والبيهقي وزاد في آخره وقال يا سلمان الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
3239 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشبع فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم فضعفت قلوبهم وجمحت شهواتهم
رواه البخاري في كتاب الضعفاء وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع
3240 - وعن جعدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلا عظيم البطن فقال بأصبعه لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد جيد والحاكم والبيهقي
3241 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ليؤتين يوم القيامة بالعظيم الطويل الأكول الشروب فلا يزن عند الله جناح بعوضة واقرؤوا إن شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا الكهف 501
رواه البيهقي واللفظ له
ورواه البخاري ومسلم باختصار قال إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة
3242 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الجوع في وجوه أصحابه فقال أبشروا فإنه سيأتي عليكم زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح عليه بمثلها
قالوا يا رسول الله نحن يومئذ خير قال بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ
رواه البزار بإسناد جيد
3243 - وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بجفنة من خبز ولحم وريح عليه بأخرى وغدا في حلة وراح في أخرى وسترتم بيوتكم كما الكعبة قلنا بل نحن يومئذ خير نتفرغ للعبادة فقال بل أنتم اليوم خير
رواه الترمذي في حديث تقدم في اللباس وحسنه

وروي عن ابن بجير رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال أصاب النبي صلى الله عليه و سلم جوع يوما فعمد إلى حجر فوضعه على بطنه ثم قال ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة
ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين
ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم
رواه ابن أبي الدنيا
3245 - وعن اللجلاج رضي الله عنه قال ما ملأت بطني طعاما منذ أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل حسبي وأشرب حسبي يعني قوتي
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به والبيهقي
وزاد وكان قد عاش مائة وعشرين سنة خمسين في الجاهلية وسبعين في الإسلام
3246 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أكلت في اليوم مرتين فقال يا عائشة أما تحبين أن يكون لك شغل إلا جوفك الأكل في اليوم مرتين من الإسراف والله لا يحب المسرفين
رواه البيهقي وفيه ابن لهيعة
وفي رواية فقال يا عائشة اتخذت الدنيا بطنك أكثر من أكلة كل يوم سرف والله لا يحب المسرفين
3247 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع والبيهقي وقد صحح الحاكم إسناده لمتن غير هذا وحسنه غيره
3248 - وعن أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى
رواه أحمد والطبراني والبزار وبعض أسانيدهم رجاله ثقات
3249 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لقيني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد ابتعت لحما بدرهم فقال ما هذا يا جابر قلت قرم أهلي فابتعت لهم لحما بدرهم فجعل عمر يردد قرم أهلي حتى تمنيت أن الدرهم سقط مني ولم ألق عمر
رواه البيهقي

وروى مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أدرك جابر بن عبد الله ومعه حامل لحم فقال عمر أما يريد أحدكم أن يطوي بطنه لجاره وابن عمه فأين تذهب عنكم هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها الأحقاف 02
قال البيهقي وروي عن عبد الله بن دينار مرسلا وموصولا
قوله قرم أهلي أي اشتدت شهوتهم للحم
قال الحليمي رحمه الله وهذا الوعيد من الله تعالى وإن كان للكفار الذين يقدمون على الطيبات المحظورة ولذلك قال فاليوم تجزون عذاب الهون الأحقاف 02 فقد يخشى مثله على المنهمكين في الطيبات المباحة لأن من يعودها مالت نفسه إلى الدنيا فلم يؤمن أن يرتبك في الشهوات والملاذ كلما أجاب نفسه إلى واحد منها دعته إلى غيرها فيصير إلى أن لا يمكنه عصيان نفسه في هوى قط وينسد باب العبادة دونه فإذا آل به الأمر إلى هذا لم يبعد أن يقال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون فلا ينبغي أن تعود النفس ربما تميل به إلى الشره ثم يصعب تداركها ولترض من أول الأمر على السداد فإن ذلك أهون من أن تدرب على الفساد ثم يجتهد في إعادتها إلى الصلاح والله أعلم
قال البيهقي وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه اشترى من اللحم المهزول وجعل عليه سمنا فرفع عمر يده وقال والله ما اجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قط إلا أكل أحدهما وتصدق بالآخر فقال ابن عمر اطعم يا أمير المؤمنين فوالله لا يجتمعان عندي أبدا إلا فعلت ذلك
3251 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلوا واشربوا وتصدقوا ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة
رواه النسائي وابن ماجه ورواته إلى عمر ثقات يحتج بهم في الصحيح
3252 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث به إلى اليمن قال له إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين
رواه أحمد والبيهقي ورواة أحمد ثقات

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أشرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسامهم
رواه البزار ورواته ثقات إلا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
3254 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام فأولئك شرار أمتي
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط
3255 - وروي عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به يأكلون من الطعام ألوانا ويتشدقون في الكلام
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في حديث
3256 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا وإن قزحه وملحه فانظر إلى ما يصير
رواه عبد الله بن أحمد في زوائده بإسناد جيد قوي وابن حبان في صحيحه والبيهقي
وزاد في بعض طرقه ثم يقول الحسن أو ما رأيتهم يطبخونه بالأفواه والطيب ثم يرمون كما رأيتم
قوله قزحه بتشديد الزاي أي وضع فيه القزح وهو التابل وملحه بتخفيف اللام معروف
3257 - وعن الضحاك بن سفيان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له يا ضحاك ما طعامك قال يا رسول الله اللحم واللبن
قال ثم يصير إلى ماذا قال إلى ما قد علمت قال فإن الله تعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح إلا علي بن زيد بن جدعان
قال الحافظ ويأتي في الزهد ذكر عيش النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه إن شاء الله تعالى

الترهيب من أن يدعى الإنسان إلى الطعام فيمتنع من غير عذر والأمر بإجابة الداعي وما جاء في طعام المتباريين
3258 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء وتترك المساكين ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه موقوفا على أبي هريرة
ورواه مسلم أيضا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله
3259 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله ومن دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا
رواه أبو داود ولم يضعفه عن درست بن زياد والجمهور على تضعيفه ووهاه أبو زرعة عن أبان بن طارق وهو مجهول قاله أبو زرعة وغيره
3260 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
3261 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو نحوه
رواه مسلم وأبو داود
وفي رواية لمسلم إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوه
3262 - وعن جابر هو ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دعي

أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء ترك
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
3263 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس
رواه البخاري ومسلم ويأتي أحاديث من هذا النوع إن شاء الله تعالى
3264 - وروى أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ وغيره عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ست خصال واجبة للمسلم على المسلم من ترك شيئا منهن فقد ترك حقا واجبا يجيبه إذا دعاه وإذا لقيه أن يسلم عليه وإذا عطس أن يشمته وإذا مرض أن يعوده وإذا استنصحه أن ينصح له
8 - وعن عكرمة رضي الله عنه قال كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول إن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل
رواه أبو داود وقال أكثر من رواه عن جرير لا يذكر فيه وابن عباس يريد أن أكثر الرواة أرسلوه
قال الحافظ الصحيح أنه عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسل
المتباريان هما المتماريان المتباهيان
2 - الترغيب في لعق الأصابع قبل مسحها لإحراز البركة
3265 - عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة
رواه مسلم
3266 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها

فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة
رواه مسلم
3267 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الشيطان ليحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة
رواه مسلم وابن حبان في صحيحه
وقال فإن الشيطان يرصد الناس أو الإنسان على كل شيء حتى عند مطعمه أو طعامه ولا يرفع الصحفة حتى يلعقها أو يلعقها فإن آخر الطعام البركة
3268 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيتهن البركة
رواه مسلم والترمذي
3269 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح أصابعه حتى يلعقها أو يلعقها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه
3 - الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل
3270 - عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب

قال الحافظ رووه كلهم من طريق عبد الرحيم أبي مرحوم عن سهل بن معاذ ويأتي الكلام عليهما
3271 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها
رواه مسلم والنسائي والترمذي وحسنه
الأكلة بفتح الهمزة المرة الواحدة من الأكل وقيل بضم الهمزة وهي اللقمة
3272 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج أبو بكر بالهاجرة إلى المسجد فسمع عمر فقال يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة قال ما أخرجني إلا ما أجد من حاق الجوع
قال وأنا والله ما أخرجني غيره فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما أخرجكما هذه الساعة قالا والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من حاق الجوع قال وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره فقوما فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله صلى الله عليه و سلم طعاما كان أو لبنا فأبطأ عليه يومئذ فلم يأت لحينه فأطعمه لأهله وانطلق إلى نخله يعمل فيه فلما انتهوا إلى الباب خرجت امرأته فقالت مرحبا بنبي الله صلى الله عليه و سلم وبمن معه
قال لها نبي الله صلى الله عليه و سلم أين أبو أيوب فسمعه وهو يعمل في نخل له فجاء يشتد فقال مرحبا بنبي الله صلى الله عليه و سلم وبمن معه يا نبي الله ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه فقال صلى الله عليه و سلم صدقت
قال فانطلق فقطع عذقا من النخل فيه من كل من التمر والرطب والبسر فقال صلى الله عليه و سلم ما أردت إلى هذا ألا جنيت لنا من تمره قال يا رسول الله أحببت أن تأكل من تمره ورطبه وبسره ولأذبحن لك مع هذا قال إن ذبحت فلا تذبحن ذات در فأخذ عناقا أو جديا فذبحه وقال لامرأته اخبزي واعجني لنا وأنت أعلم بالخبز فأخذ نصف الجدي فطبخه وشوى نصفه فلما أدرك الطعام ووضع بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه أخذ من الجدي فجعله في رغيف وقال يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام
فذهب أبو أيوب إلى فاطمة فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه و سلم خبز ولحم وتمر وبسر

ورطب ودمعت عيناه والذي نفسي بيده إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة فكبر ذلك على أصحابه فقال بل إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا بسم الله فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي أشبعنا وأنعم علينا فأفضل فإن هذا كفاف بهذا فلما نهض قال لأبي أيوب ائتنا غدا وكان لا يأتي أحد إليه معروفا إلا أحب أن يجازيه
قال وإن أبا أيوب لم يسمع ذلك فقال عمر رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تأتيه غدا فأتاه من الغد فأعطاه وليدته فقال يا أبا أيوب استوص بها خيرا فإنا لم نر إلا خيرا ما دامت عندنا فلما جاء بها أبو أيوب من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا أجد لوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم خيرا له من أن أعتقها فأعتقها
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس
حاق الجوع بحاء مهملة وقاف مشددة هو شدته وكلبه
3273 - وروي عن حماد بن أبي سليمان قال تعشيت مع أبي بردة رضي الله عنه فقال ألا أحدثك ما حدثني به أبو عبد الله بن قيس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أكل فشبع وشرب فروي
فقال الحمد لله الذي أطعمني وأشبعني وسقاني وأرواني خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه أبو يعلى
قال الحافظ وفي الباب أحاديث كثيرة مشهورة من قول النبي صلى الله عليه و سلم ليست من شرط كتابنا لم نذكرها
الترغيب في غسل اليد قبل الطعام إن صح الخبر وبعده والترهيب أن ينام وفي يده ريح الطعام لا يغسلها
3274 - عن سلمان رضي الله عنه قال قرأت في التوراة إن بركة الطعام الوضوء بعده فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم وأخبرته بما قرأت في التوراة
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده
رواه أبو داود والترمذي وقال لا يعرف هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع وقيس يضعف في الحديث
انتهى

قال الحافظ قيس بن الربيع صدوق وفيه كلام لسوء حفظه لا يخرج الإسناد عن حد الحسن وقد كان سفيان يكره الوضوء قبل الطعام
قال البيهقي وكذلك مالك بن أنس كرهه وكذلك صاحبنا الشافعي استحب تركه واحتج بالحديث يعني حديث ابن عباس قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتى الخلاء ثم إنه رجع فأتي بالطعام فقيل ألا تتوضأ قال لم أصل فأتوضأ
رواه مسلم وأبو داود والترمذي بنحوه إلا أنهما قالا فقال إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة
3275 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا رفع
رواه ابن ماجه والبيهقي والمراد بالوضوء غسل اليدين
3276 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه ورواه ابن ماجه أيضا عن فاطمة رضي الله عنها بنحوه
الغمر بفتح الغين المعجمة والميم بعدهما راء هو ريح اللحم وزهومته
3277 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الشيطان حساس لحاس فاحذروه على أنفسكم من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه
رواه الترمذي والحاكم كلاهما عن يعقوب بن الوليد المدني عن ابن أبي ذئب عن المقبري عنه وقال الترمذي حديث غريب من هذا الوجه وقد روي من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة انتهى وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ يعقوب بن الوليد الأزدي هذا كذاب واتهم لا يحتج به لكن رواه

البيهقي والبغوي وغيرهما من حديث زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة كما أشار إليه الترمذي وقال البغوي في شرح السنة حديث حسن
وهو كما قال رحمه الله فإن سهيل بن أبي صالح وإن كان تكلم فيه فقد روى له مسلم في الصحيح احتجاجا واستشهادا وروى له البخاري مقرونا وقال السلمي سألت الدارقطني لم ترك البخاري سهيلا في الصحيح فقال لا أعرف له فيه عذرا وبالجملة فالكلام فيه طويل وقد روى عنه شعبة ومالك ووثقه الجمهور وهو حديث حسن والله أعلم
3278 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه
رواه البزار والطبراني بأسانيد رجال أحدها رجال الصحيح إلا الزبير بن بكار وقد تفرد به كما قال الطبراني ولا يضر تفرده فإنه ثقة إمام
3279 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من بات وفي يده ريح غمر فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه
رواه الطبراني بإسناد حسن
الوضح بفتح الواو والضاد المعجمة جميعا بعدهما حاء مهملة والمراد به هنا البرص

كتاب القضاء وغيره الترهيب من تولي السلطنة والقضاء والإمارة سيما
لمن لا يثق بنفسه وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئا من ذلك
3280 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته
رواه البخاري ومسلم
3281 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع
رواه ابن حبان في صحيحه
3282 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ولي القضاء أو جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب وابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ ومعنى قوله ذبح بغير سكين أن الذبح بالسكين يحصل به إراحة الذبيحة بتعجيل إزهاق روحها فإذا ذبحت بغير سكين كان فيه تعذيب لها
وقيل إن الذبح لما كان في ظاهر العرف وغالب العادة بالسكين عدل صلى الله عليه و سلم عن ظاهر العرف والعادة إلى غير ذلك ليعلم أن مراده صلى الله عليه و سلم بهذا القول ما يخاف عليه من هلاك دينه دون هلاك بدنه ذكره الخطابي ويحتمل غير ذلك

وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه
3284 - وعن عبد الله بن موهب أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال لابن عمر اذهب فكن قاضيا
قال أو تعفيني يا أمير المؤمنين قال اذهب فاقض بين الناس
قال تعفيني يا أمير المؤمنين قال عزمت عليك إلا ذهبت فقضيت قال لا تعجل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ
قال نعم
قال فإني أعوذ بالله أن أكون قاضيا
قال وما يمنعك وقد كان أبوك يقضي قال لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان قاضيا فقضى بالجهل كان من أهل النار ومن كان قاضيا فقضى بالجور كان من أهل النار ومن كان قاضيا فقضى بحق أو بعدل سأل التفلت كفافا فما أرجو منه بعد ذلك
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه والترمذي باختصار عنهما وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان قاضيا فقضى بالعدل فبالحري أن ينفلت منه كفافا فما أرجو بعد ذلك ولم يذكر الآخرين وقال حديث غريب وليس إسناده عندي بمتصل وهو كما قال فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان رضي الله عنه
3285 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
ولفظه قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يدعى القاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في عمره قط
قال الحافظ كذا في أصل من المسند والصحيح تمرة وعمره وهما متقاربان ولعل أحدهما تصحيف والله أعلم

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي فناديت بأعلى صوتي وما هي يا رسول الله قال أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل وكيف يعدل مع قريبه
رواه البزار والطبراني في الكبير ورواته رواة الصحيح
3287 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال شريك لا أدري رفعه أم لا
قال الإمارة أولها ندامة وأوسطها غرامة وآخرها عذاب يوم القيامة
رواه الطبراني بإسناد حسن
3288 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه فكه بره أو أوثقه إثمه أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة
رواه أحمد ورواته ثقات إلا يزيد بن أبي مالك
3289 - وروي عن أبي وائل شقيق ابن سامة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل بشر بن عاصم رضي الله عنه على صدقات هوازن فتخلف بشر فلقيه عمر فقال ما خلفك أما لنا سمعا وطاعة قال بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ولي شيئا من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا
قال فخرج عمر رضي الله عنه كئيبا محزونا فلقيه أبو ذر فقال ما لي أراك كئيبا حزينا فقال ما لي لا أكون كئيبا حزينا وقد سمعت بشر بن عاصم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ولي شيئا من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا فقال أبو ذر أو ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا قال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ولي أحدا من المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا وهي سوداء مظلمة فأي الحديثين أوجع لقلبك قال كلاهما قد أوجع قلبي فمن يأخذها بما فيها فقال أبو ذر من سلت الله

أنفه وألصق خده بالأرض أما إنا لا نعلم إلا خيرا وعسى أن وليتها من لا يعدل فيها أن لا تنجو من إثمها
رواه الطبراني ويأتي أحاديث نحو هذه في الباب بعده إن شاء الله تعالى
سلت أنفه بفتح السين المهملة واللام بعدهما تاء مثناة فوق أي جدعه
3290 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من حاكم يحكم بين الناس إلا جاء يوم القيامة وملك آخذ بقفاه ثم يرفع رأسه إلى السماء فإن قال ألقه ألقاه فهو في مهواة أربعين خريفا
رواه ابن ماجه واللفظ له والبزار ويأتي لفظه في الباب بعده إن شاء الله وفي إسنادهما مجالد بن سعيد
3291 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال جاء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله اجعلني على شيء أعيش به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا حمزة نفس تحييها أحب إليك أم نفس تميتها قال نفس أحييها
قال عليك نفسك
رواه أحمد ورواته ثقات إلا ابن لهيعة
3292 - وعن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب على منكبيه ثم قال أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن أميرا ولا كاتبا ولا عريفا
رواه أبو داود
وفي صالح بن يحيى بن المقدام كلام قريب لا يقدح
3293 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها
رواه مسلم
3294 - وعنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تؤمرن على اثنين ولا تلين مال يتيم
رواه مسلم وأبو داود والحاكم وقال صحيح على شرطهما

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة
رواه البخاري ومسلم
3296 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يدلون بين السماء والأرض وإنهم لم يلوا عملا
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
3297 - وفي رواية له وصحح إسنادها أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليوشكن رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا ولم يل من أمر الناس شيئا
قال الحافظ وقد وقع في الإملاء المتقدم باب فيما يتعلق بالعمال والعرفاء والمكاسين والعشارين في كتاب الزكاة أغنى عن إعادته هنا
3298 - وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها الحديث
رواه البخاري ومسلم
3299 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من ابتغى القضاء وسأل فيه شفعاء وكل إلى نفسه ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب وابن ماجه ولفظه وهو رواية الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل القضاء وكل إلى نفسه ومن أجبر عليه ينزل عليه ملك فيسدده

ترغيب من ولي شيئا من أمور المسلمين في العدل إماما كان أو غيره وترهيبه أن يشق على رعيته أو يجور أو يغشهم أو يحتجب عنهم أو يغلق بابه دون حوائجهم
3300 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
رواه البخاري ومسلم
3301 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين
رواه أحمد في حديث والترمذي
وحسنه ابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
3302 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا
رواه مسلم والنسائي
3303 - وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى مسلم وعفيف متعفف ذو عيال
رواه مسلم
المقسط العادل

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين صباحا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناد الكبير حسن
3305 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا هريرة عدل ساعة أفضل من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها ويا أبا هريرة جور ساعة في حكم أشد وأعظم عند الله عز و جل من معاصي ستين سنة
وفي رواية عدل يوم واحد أفضل من عبادة ستين سنة
رواه الأصبهاني
3306 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام عادل وأبغض الناس إلى الله تعالى وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر
رواه الترمذي والطبراني في الأوسط مختصرا إلا أنه قال أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر
وقال الترمذي حديث حسن غريب
3307 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الناس عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق وشر عباد الله عند الله منزلة يوم القيامة جائر خرق
رواه الطبراني في الأوسط من رواية ابن لهيعة وحديثه حسن في المتابعات
3308 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يجاء بالإمام الجائر يوم القيامة فتخاصمه الرعية فيفلجوا عليه فيقال له سد ركنا من أركان جهنم
رواه البزار وهذا الحديث مما أنكر على أغلب بن تميم
فيفلجوا عليه بالجيم أي يظهروا عليه بالحجة والبرهان ويقهروه حال المخاصمة
3309 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أشد أهل النار عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي وإمام جائر
رواه الطبراني ورواته ثقات

إلا ليث بن أبي سليم وفي الصحيح بعضه
ورواه البزار بإسناد جيد إلا أنه قال وإمام ضلالة
3310 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعة يبغضهم الله البياع الحلاف والفتى المختال والشيخ الزاني والإمام الجائر
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه وهو في مسلم بنحوه إلا أنه قال وملك كذاب وعائل مستكبر
3311 - وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ألا أيها الناس لا يقبل الله صلاة إمام جائر
رواه الحاكم من رواية عبد الله بن محمد العدوي وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ وعبد الله هذا واه متهم وهذا الحديث مما أنكر عليه
3312 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل الله لهم شهادة أن لا إله إلا الله فذكر منهم الإمام الجائر
رواه الطبراني في الأوسط
3313 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده فإن عدل كان له الأجر وكان يعني على الرعية الشكر وإن جار أو حاف أو ظلم كان عليه الوزر وعلى الرعية الصبر وإذا جارت الولاة قحطت السماء وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار أو كلمة نحوها
رواه ابن ماجه
وتقدم لفظه والبزار واللفظ له والبيهقي ولفظه عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض

ما في أيديهم وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه إلا جعل الله بأسهم بينهم
رواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة وقال صحيح على شرط مسلم
3314 - وعن بكير بن وهب رضي الله عنه قال قال لي أنس أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام على باب البيت ونحن فيه فقال الأئمة من قريش إن لي عليكم حقا ولهم عليكم حقا مثل ذلك ما إن استرحموا رحموا وإن عاهدوا وفوا وإن حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه أحمد بإسناد جيد واللفظ له وأبو يعلى والطبراني
3315 - وعن سيار بن سلامة أبي المنهال رضي الله عنه قال دخلت مع أبي على أبي برزة وإن في أذني لقرطين وأنا غلام قال قال صلى الله عليه و سلم الأمراء من قريش ثلاثا ما فعلوا ثلاثا ما حكموا فعدلوا واسترحموا فرحموا وعاهدوا فوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه أحمد ورواته ثقات والبزار وأبو يعلى بنصه
3316 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم على باب بيت فيه نفر من قريش وأخذ بعضادتي الباب فقال هل في البيت إلا قرشي قال فقيل يا رسول الله غير فلان ابن أختنا فقال ابن أخت القوم منهم ثم قال إن هذا الأمر في قريش ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا قسموا أقسطوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل
رواه أحمد ورواته ثقات والبزار والطبراني
3317 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق ولا يأخذ الضعيف حقه من القوي غير متعتع
رواه الطبراني ورواته ثقات
ورواه البزار بنحوه من حديث عائشة مختصرا والطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد جيد ورواه ابن ماجه مطولا من حديث أبي سعيد
3318 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من طلب قضاء

المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله النار
رواه أبو داود
3319 - وعن أبي بريدة عن أبيه رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة رجل قضى بغير حق يعلم بذلك فذلك في النار وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار وقاض قضى بالحق فذلك في الجنة
رواه أبو داود وتقدم لفظه وابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب
3320 - وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان
رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنه قال فإذا جار تبرأ الله منه رووه كلهم من حديث عمران القطان وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ وعمران يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى
3321 - وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن مسلما ويهوديا اختصما إلى عمر رضي الله عنه فرأى الحق لليهودي فقضى له عمر به فقال له اليهودي والله لقد قضيت بالحق فضربه عمر بالدرة وقال وما يدريك فقال اليهودي والله إنا نجد في التوراة ليس قاض يقضي بالحق إلا كان عن يمينه ملك وعن شماله ملك يسددانه ويوفقانه للحق ما دام مع الحق فإذا ترك الحق عرجا وتركاه
رواه مالك
3322 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه يرفعه قال يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيوقف على شفير جهنم فإن أمر به دفع فهوى فيها سبعين خريفا
رواه ابن ماجه والبزار واللفظ له كلاهما من رواية مجالد عن عامر عن مسروق عنه وتقدم لفظ ابن ماجه في الباب قبله

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن بشر بن عاصم الجشمي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يلي أحد من أمر الناس شيئا إلا وقفه الله على جسر جهنم فزلزل به الجسر زلزلة فناج أو غير ناج فلا يبقى منه عظم إلا فارق صاحبه فإن هو لم ينج ذهب به في جب مظلم كالقبر في جهنم لا يبلغ قعره سبعين خريفا وإن عمر رضي الله عنه سأل سلمان وأبا ذر هل سمعتما ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم قالا نعم
رواه ابن أبي الدنيا وغيره
3324 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ولي أمة من أمتي قلت أو كثرت فلم يعدل فيهم كبه الله على وجهه في النار
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد العزيز بن الحصين وهو واه والحاكم وقال صحيح الإسناد
ولفظه قال ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلم يعدل فيهم إلا كبه الله في النار
وهو في الصحيحين بغير هذا اللفظ وسيأتي لفظه إن شاء الله
3325 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن في جهنم واديا وفي الوادي بئر يقال له هبهب حق على الله أن يسكنه كل جبار عنيد
رواه الطبراني بإسناد حسن وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد
3326 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه إلا العدل
رواه أحمد بإسناد جيد رجاله رجال الصحيح
3327 - وعن رجل عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال سمعته غير مرة ولا مرتين يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح إلا الرجل المبهم
3328 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أمير عشرة إلا يؤتى به مغلولا يوم القيامة حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح

وزاد في رواية وإن كان مسيئا زيد غلا إلى غله
ورواه الطبراني في الأوسط بهذه الزيادة أيضا من حديث بريدة
3329 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه قال ما من رجل ولي عشرة إلا أتي به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يقضى بينه وبينهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات
3330 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من والي ثلاثة إلا لقي الله مغلولة يمينه فكه عدله أو غله جوره
رواه ابن حبان في صحيحه من رواية إبراهيم بن هشام الغساني
3331 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرض علي أول ثلاثة يدخلون النار أمير مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله فيه وفقير فخور
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
3332 - وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني أخاف على أمتي من أعمال ثلاثة
قالوا وما هي يا رسول الله فقال زلة عالم وحكم جائر وهوى متبع
رواه البزار والطبراني من طريق كثير بن عبد الله المزني وهو واه وقد احتج به الترمذي وأخرج له ابن خزيمة في صحيحه وبقية إسناده ثقات
3333 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في بيتي هذا اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به
رواه مسلم والنسائي
ورواه أبو عوانة في صحيحه وقال فيه من ولي منهم شيئا فشق عليهم فعليه بهلة الله
قالوا يا رسول الله وما بهلة الله قال لعنة الله
قال الحافظ ويأتي في باب الشفقة إن شاء الله
3334 - وعن أبي عثمان قال كتب إلينا عمر رضي الله عنه ونحن بأذربيجان

يا عتبة بن فرقد إنه ليس من كدك ولا كد أبيك ولا كد أمك فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير
رواه مسلم
3335 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أمتي أحد ولي من أمر الناس شيئا لم يحفظهم بما يحفظ به نفسه إلا لم يجد رائحة الجنة
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
3336 - وعن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من ولي شيئا من أمور المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا حسين بن قيس المعروف بحنش وقد وثقه ابن نمير وحسن له والترمذي غير ما حديث وصحح له الحاكم ولا يضر في المتابعات
3337 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد يسترعيه الله عز و جل رعية يموت يوم يموت وهو غاش رعيته إلا حرم الله تعالى عليه الجنة
وفي رواية فلم يحطها بنصحه لم يرح رائحة الجنة
رواه البخاري ومسلم
3338 - وعنه أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة
رواه مسلم والطبراني وزاد كنصحه وجهده لنفسه
3339 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ولي من أمر المسلمين شيئا فغشهم فهو في النار
رواه الطبراني في الأوسط والصغير ورواته ثقات إلا عبد الله بن ميسرة أبا ليلى
3340 - وعن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه قال أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من إمام ولا وال بات ليلة سوداء غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة
رواه الطبراني بإسناد حسن

وفي رواية له ما من إمام يبيت غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وعرفها يوجد يوم القيامة مسيرة سبعين عاما
3341 - سن وعن ابن مريم عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه أنه قال لمعاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة فجعل معاوية رجلا على حوائج المسلمين
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي
ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته
ورواه الحاكم بنحو لفظ أبي داود وقال صحيح الإسناد
3342 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ولي من أمر الناس شيئا فاحتجب عن أولي الضعف والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة
رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني وغيره
3343 - وعن أبي السماح الأزدي عن ابن عم له من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أنه أتى معاوية فدخل عليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ولي من أمر المسلمين ثم أغلق بابه دون المسكين والمظلوم وذوي الحاجة أغلق الله تبارك وتعالى أبواب رحمته دون حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد حسن
3344 - وعن أبي جحيفة أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ضرب على الناس بعثا فخرجوا
فرجع أبو الدحداح فقال له معاوية ألم تكن خرجت قال بلى ولكن سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا أحببت أن أضعه عندك مخافة أن لا تلقاني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس من ولي عليكم عملا فحجب بابه عن ذي حاجة المسلمين حجبه الله أن يلج باب الجنة ومن كانت همته الدنيا حرم الله عليه جواري فإني بعثت بخراب الدنيا ولم أبعث بعمارتها
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا شيخه جبرون بن عيسى فإني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل والله أعلم به

ترهيب من ولي شيئا من أمور المسلمين أن يولي عليهم رجلا وفي رعيته خير فيه
3345 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استعمل رجلا من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين
رواه الحاكم من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عنه وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ حسين هذا هو حنش واه وتقدم في الباب قبله
3346 - وعن يزيد بن أبي سفيان قال قال لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة وذلك أكثر ما أخاف عليك بعدما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ فيه بكر بن خنيس يأتي الكلام عليه ورواه أحمد باختصار وفي إسناده رجل لم يسم
4 - ترهيب الراشي والمرتشي والساعي بينهما
3347 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الراشي والمرتشي
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح
وابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعنة الله على الراشي والمرتشي
وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3348 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الراشي والمرتشي في النار
رواه الطبراني ورواته ثقات معروفون
ورواه البزار بلفظه من حديث عبد الرحمن بن عوف

وعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب
رواه أحمد بإسناد فيه نظر
3350 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الراشي والمرتشي في الحكم
رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه والحاكم وزادوا والرائش يعني الذي يسعى بينهما
3351 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما
رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني وفيه أبو الخطاب لا يعرف
الرائش بالشين المعجمة هو السفير بين الرائش والمرتشي
3352 - وعن أم سلمة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم
رواه الطبراني بإسناد جيد
3353 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من ولي عشرة فحكم بينهم بما أحبوا أو بما كرهوا جيء به مغلولة يده فإن عدل ولم يرتش ولم يحف فك الله عنه وإن حكم بغير ما أنزل الله وارتشى وحابى فيه شدت يساره إلى يمينه ثم رمي به في جهنم فلم يبلغ قعرها خمسمائة عام
رواه الحاكم عن سعدان بن الوليد عن عطاء عنه وقال سمعه الحسن بن بشير البجلي منه وسعدان بن الوليد البجلي الكوفي قليل الحديث لم يخرجا عنه
3354 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال الرشوة في الحكم كفر وهي بين الناس سحت
رواه الطبراني موقوفا بإسناد صحيح

الترهيب من الظلم ودعاء المظلوم وخذله والترغيب في نصرته
3355 - عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه عز و جل أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا الحديث
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه وتقدم بتمامه في الدعاء وغيره
3356 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم
رواه مسلم وغيره
3357 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الظلم ظلمات يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3358 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال إياكم والظلم فإن الظلم هو ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفاحش والمتفحش وإياكم والشح فإن الشح دعا من كان قبلكم فسفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم
3359 - وروي عن الهرماس بن زياد رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب على ناقته فقال إياكم والخيانة فإنها بئست البطانة وإياكم والظلم فإنه ظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فإنما أهلك من كان قبلكم الشح حتى سفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وله شواهد كثيرة
3360 - وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تظلموا فتدعوا فلا يستجاب لكم وتستسقوا فلا تسقوا وتستنصروا فلا تنصروا
رواه الطبراني
3361 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنفان من أمتي لن

تنالهما شفاعتي إمام ظلوم غشوم وكل غال مارق
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
3362 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ويقول والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما
رواه أحمد بإسناد حسن
3363 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد هود 201
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3364 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة اتقوا الظلم ما استطعتم فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنها ستنجيه فما زال عبد يقول يا رب ظلمني عبدك مظلمة فيقول امحوا من حسناته وما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة من الذنوب وإن مثل ذلك كسفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم ليحتطبوا فلم يلبثوا أن حطبوا فأعظموا النار وطبخوا ما أرادوا وكذلك الذنوب
رواه أبو يعلى من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود ورواه أحمد والطبراني بإسناد حسن نحوه باختصار
3365 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلله منه اليوم من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه
رواه البخاري والترمذي
وقال في أوله رحم الله عبدا كانت له عند أخيه مظلمة في عرض أو مال الحديث

3366 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
رواه مسلم والترمذي
3367 - وعن ابن عثمان عن سلمان الفارسي و سعد بن مالك و حذيفة بن اليمان و عبد الله بن مسعود حتى عد ستة أو سبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قالوا إن الرجل لترفع له يوم القيامة صحيفته حتى يرى أنه ناج فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما يبقى له حسنة ويحمل عليه من سيئاتهم
رواه البيهقي في البعث بإسناد جيد
3368 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث معاذا إلى اليمن فقال اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي في حديث والترمذي مختصرا هكذا واللفظ له ومطولا كالجماعة
3369 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين
رواه أحمد في حديث والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والبزار مختصرا ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة الصائم حتى يفطر والمظلوم حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع

وفي رواية للترمذي حسنة ثلاث دعوات لا شك في إجابتهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على الولد
وروى أبو داود هذه بتقديم وتأخير
3370 - وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة تستجاب دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم
رواه الطبراني في حديث بإسناد صحيح
3371 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة
رواه الحاكم وقال رواته متفق على الاحتجاج بهم إلا عاصم بن كليب فاحتج به مسلم وحده
3372 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه
رواه أحمد بإسناد حسن
3373 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب دعوة المظلوم ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب
رواه الطبراني وله شواهد كثيرة
3374 - وعن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين
رواه الطبراني ولا بأس بإسناده في المتابعات
3375 - وعن أبي عبد الله الأسدي قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوة المظلوم وإن كان كافرا ليس دونها حجاب وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
رواه أحمد ورواته إلى عبد الله محتج بهم في الصحيح وأبو عبد الله لم أقف فيه على جرح ولا تعديل
3376 - وروي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد له ناصرا غيري
رواه الطبراني في الصغير والأوسط

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره
التقوى ههنا
التقوى ههنا
التقوى ههنا
ويشير إلى صدره بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله
رواه مسلم
3378 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم قال كانت أمثالا كلها أيها الملك المسلط المبتلى المغرور
إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها وإن كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات
فساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيها في صنع الله عز و جل وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه
قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك
عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل
قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك بتقوى الله فإنها رأس الأمر كله
قلت يا رسول الله زدني
قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز و جل فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء
قلت يا رسول الله زدني قال إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه
قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي
قلت يا رسول الله زدني قال أحب المساكين وجالسهم
قلت يا رسول الله زدني
قال انظر إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى ما هو فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك
قلت يا رسول الله زدني قال قل الحق وإن كان مرا
قلت يا رسول الله زدني قال ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك وتجد عليهم فيما تأتي ثم

ضرب بيده على صدري فقال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق
رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ انفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه وهو حديث طويل في أوله ذكر الأنبياء عليهم السلام ذكرت منه هذه القطعة لما فيها من الحكم العظيمة والمواعظ الجسيمة ورواه الحاكم أيضا ومن طريق البيهقي كلاهما عن يحيى بن سعيد السعدي البصري حدثنا عبد الملك بن جريج عن عطاء بن عبيد بن عمر عن أبي ذر بنحوه ويحيى بن سعيد فيه كلام والحديث منكر من هذه الطريق وحديث إبراهيم بن هشام هو المشهور والله أعلم
3379 - وعن جابر و أبي طلحة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرىء ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته
رواه أبو داود
3380 - وروي عن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أمر بعبد من عباد الله يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره عليه نارا فلما ارتفع عنه وأفاق قال علام جلدتموني قال إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ
3381 - وعن محمد بن يحيى بن حمزة قال كتب إلي المهدي أمير المؤمنين وأمرني أن أصلب في الحكم وقال في كتابه حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله تبارك وتعالى وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم يفعل
رواه أبو الشيخ أيضا فيه من رواية أحمد بن محمد بن يحيى وفيه نظر
عن أبيه وجد المهدي هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وروايته عن ابن عباس مرسلة والله أعلم

وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره
رواه البخاري ورواه مسلم في حديث عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصرة وإن كان مظلوما فلينصره
3383 - وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حمى مؤمنا من منافق أراه قال بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم الحديث
رواه أبو داود ويأتي بتمامه في الغيبة إن شاء الله تعالى
6 - الترغيب في كلمات يقولهن من خاف ظالما
3384 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارا من شر فلان بن فلان يعني الذي يريده وشر الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط علي أحد منهم عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا جناد بن سلم وقد وثق ورواه الأصبهاني وغيره موقوفا على عبد الله لم يرفعوه
3385 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو بك فقل الله أكبر
الله أعز من خلقه جميعا
الله أعز مما أخاف وأحذر
أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السموات أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس
اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك ثلاث مرات
رواه ابن أبي شيبة موقوفا وهذا لفظه وهو أتم ورواه الطبراني وليس عنده ثلاث مرات ورجاله محتج بهم في الصحيح

وعن أبي مجلز واسمه لاحق بن حميد رضي الله عنه قال من خاف من أمير ظلما فقال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا وبالقرآن حكما وإماما نجاه الله منه
رواه ابن أبي شيبة موقوفا عليه وهو تابعي ثقة
الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظلمة والترهيب من الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم
3387 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدا جفا ومن تبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا
رواه أحمد بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح
3388 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن
3389 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي
يا كعب بن عجرة الصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان
يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها
رواه أحمد واللفظ له والبزار ورواتهما محتج بهم في الصحيح
ورواه ابن حبان في صحيحه إلا أنه قال

ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم فليس مني ولست منه ولن يرد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض الحديث
ورواه الترمذي والنسائي من حديث كعب بن عجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض الحديث
واللفظ للترمذي
3390 - وفي رواية له أيضا عن كعب بن عجرة قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم فقال اسمعوا هل سمعتم إنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وهو وارد على الحوض
قال الترمذي حديث غريب صحيح
3391 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه حدث في السماء أمر فقال ألا إنها ستكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالاهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
حديث رواه أحمد وفي إسناده راو لم يسم وبقيته ثقات محتج بهم في الصحيح
3392 - وعن عبد الله بن خباب عن أبيه رضي الله عنهما قال كنا قعودا على باب النبي صلى الله عليه و سلم فخرج علينا فقال اسمعوا قلنا قد سمعنا قال اسمعوا قلنا قد

سمعنا قال إنه سيكون بعدي أمراء فلا تصدقوهم بكذبهم ولا تعينوهم على ظلمهم فإن من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم لم يرد على الحوض
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له
3393 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
رواه أحمد واللفظ له وأبو يعلى ومن طريق ابن حبان في صحيحه إلا أنهما قالا فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأنا منه بريء
3394 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن ناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ويقرؤون القرآن يقولون نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم إلا
قال ابن الصباح كأنه يعني الخطايا
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
3395 - وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا لأهله فذكر عليا وفاطمة وغيرهما فقلت يا رسول الله أنا من أهل البيت قال نعم ما لم تقم على باب سدة أو تأتي أميرا تسأله
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات والمراد بالسدة هنا باب السلطان ونحوه ويأتي في باب الفقر ما يدل له
3396 - وعن علقمة بن أبي وقاص الليثي رضي الله عنه أنه مر برجل من أهل المدينة له شرف وهو جالس بسوق المدينة فقال علقمة يا فلان إن لك حرمة وإن لك حقا وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء فتتكلم عندهم وإني سمعت بلال بن الحارث رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم

القيامة
قال علقمة انظر ويحك ماذا تقول وما تكلم به فرب كلام قد منعنيه ما سمعت من بلال بن الحارث
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه وروى الترمذي والحاكم المرفوع منه وصححاه
ورواه الأصفهاني إلا أنه قال عن بلال بن الحارث أنه قال لبنيه إذا حضرتم عند ذي سلطان فأحسنوا المحضر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فذكره
الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك
3397 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز و جل فقد ضاد الله عز و جل ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال
رواه أبو داود واللفظ له والطبراني بإسناد جيد نحوه وزاد في آخره وليس بخارج ورواه الحاكم مطولا ومختصرا وقال في كل منها صحيح الإسناد
ولفظ المختصر قال من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط الله حتى ينزع
وفي رواية لأبي داود ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله
الردغة بفتح الراء وسكون الدال المهملة وتحريكها أيضا وبالغين المعجمة هي الوحل وردغة الخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة هي عصارة أهل النار أو عرقهم كما جاء مفسرا في صحيح مسلم وغيره
3398 - وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير تردى في بئر فهو ينزع منها بذنبه
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وعبد الرحمن لم يسمع من أبيه

قال الحافظ ومعنى الحديث أنه قد وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في بئر فصار ينزع بذنبه ولا يقدر على الخلاص
3399 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله لم يزل في غضب الله حتى ينزع وأيما رجل شد غضبا على مسلم في خصومة لا علم له بها فقد عاند الله حقه وحرص على سخطه وعليه لعنة الله تتابع إلى يوم القيامة وأيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء سبه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال
رواه الطبراني ولا يحضرني الآن حال إسناده
وروى بعضه بإسناد جيد قال من ذكر امرأ بشيء ليس فيه ليعيبه حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه
3400 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه ومن أعان على خصومة لا يعلم أحق أو باطل فهو في سخط الله حتى ينزع ومن مشى مع قوم يرى أنه شاهد وليس بشاهد فهو كشاهد زور ومن تحلم كاذبا كلف أن يعقد بين طرفي شعيرة وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر
رواه الطبراني من رواية رجاء بن صبيح السقطي
3401 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أعان ظالما بباطل ليدحض به حقا برىء من ذمة الله وذمة رسوله
رواه الطبراني والأصبهاني
3402 - وروي عن أوس بن شرحبيل أحد بني أشجع رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام
رواه الطبراني في الكبير وهو حديث غريب
9 - ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز و جل
3403 - عن رجل من أهل المدينة قال كتب معاوية إلى عائشة رضي الله عنها أن اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي فكتبت عائشة إلى معاوية سلام عليك أما بعد

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام عليك
رواه الترمذي ولم يسم الرجل ثم روى بإسناده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية قال فذكر الحديث بمعناه ولم يرفعوه وروى ابن حبان في صحيحه المرفوع منه فقط ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
3404 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى يزينه ويزين قوله عمله في عينه
رواه الطبراني بإسناد جيد قوي
3405 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج من دين الله
رواه الحاكم وقال تفرد به علاق بن أبي مسلم عن جابر والرواة إليه كلهم ثقات
3406 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب محامد الناس بمعاصي الله عاد حامده له ذاما
رواه البزار وابن حبان في صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله ومن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس
ورواه البيهقي بنحوه في كتاب الزهد الكبير
وفي رواية له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أراد سخط الله ورضا الناس عاد حامده من الناس ذاما
3407 - وروي عن عبد الله بن عصمة بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تحبب إلى الناس بما يحبونه وبارز الله تعالى لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان
رواه الطبراني

الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى من الرعية والأولاد والعبيد وغيرهم ورحمتهم والرفق بهم والترهيب من ضد ذلك ومن تعذيب العبد والدابة وغيرهما بغير سبب شرعي وما جاء في النهي عن وسم الدواب في وجوهها
3408 - عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لا يرحم الناس لا يC
رواه البخاري ومسلم والترمذي ورواه أحمد وزاد ومن لا يغفر لا يغفر له وهو في المسند أيضا من حديث أبي سعيد بإسناد صحيح
3409 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول لن تؤمنوا حتى تراحموا
قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
3410 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لم يرحم الناس لم يC
رواه الطبراني بإسناد حسن
3411 - وعن جرير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء
رواه الطبراني بإسناد جيد قوي
3412 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
رواه أبو داود والترمذي بزيادة وقال حديث حسن صحيح
3413 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون
رواه أحمد بإسناد جيد

وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر
رواه أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه وقد روي هذا اللفظ من حديث جماعة من الصحابة وتقدم بعض ذلك في إكرام العلماء
3415 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه و سلم على بيت فيه نفر من قريش فأخذ بعضادتي الباب فقال هل في البيت إلا قرشي فقالوا لا إلا ابن أخت لنا قال ابن أخت القوم منهم ثم قال إن هذا الأمر في قريش ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا أقسموا أقسطوا ومن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورواته ثقات
3416 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا في بيت فيه نفر من المهاجرين والأنصار فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل كل رجل يوسع رجاء أن يجلس إلى جنبه ثم قام إلى الباب فأخذ بعضادتيه فقال الأئمة من قريش ولي عليكم حق عظيم ولهم ذلك ما فعلوا ثلاثا إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا عاهدوا وفوا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن واللفظ له وأحمد بإسناد جيد وتقدم بلفظه وأبو يعلى ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا من حديث أبي هريرة وتقدم حديث بنحوه لأبي برزة وحديث لأبي موسى في العدل والجور
3417 - وعن نصيح العنسي عن ركب المصري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من غير مسألة وأنفق مالا جمعه في غير معصية ورحم أهل الذلة والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة الحديث
رواه الطبراني ورواته إلى نصيح ثقات
3418 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت الصادق المصدوق صاحب هذه

الحجرة أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول لا تنزع الرحمة إلا من شقي
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن حبان في صحيحه
وقال الترمذي حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح
3419 - وعنه رضي الله عنه قال قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم الحسن أو الحسين بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي
فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
3420 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إنكم تقبلون الصبيان وما نقبلهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك
رواه البخاري ومسلم
3421 - وعن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال إن رحمتها رحمك الله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد والأصبهاني
ولفظه قال يا رسول الله إني آخذ شاة وأريد أن أذبحها فأرحمها قال والشاة إن رحمتها رحمك الله
3422 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته فقال النبي صلى الله عليه و سلم أتريد أن تميتها موتتين هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط البخاري
3423 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا يسأل الله عنها يوم القيامة
قيل يا رسول الله وما حقها قال حقها أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمي به
رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد

وعن الشريد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة يقول يا رب إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني منفعة
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه
3425 - وعن الوضين بن عطاء قال إن جزارا فتح بابا على شاة ليذبحها فانفلتت منه حتى جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأتبعها فأخذ يسحبها برجلها فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم اصبري لأمر الله وأنت يا جزار فسقها سوقا رفيقا
رواه عبد الرزاق في كتابه عن محمد بن راشد عنه وهو معضل
3426 - وعن ابن سيرين أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يسحب شاة برجلها ليذبحها فقال له ويلك قدها إلى الموت قودا جميلا
رواه عبد الرزاق أيضا موقوفا
3427 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا أو دجاجة يترامونها وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر من فعل هذا لعن الله من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن من اتخد شيئا فيه الروح غرضا
رواه البخاري ومسلم
الغرض بفتح الغين المعجمة والراء هو ما ينصبه الرماة يقصدون إصابته من قرطاس وغيره
3428 - وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تعرش فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال من فجع هذه بولديها ردوا ولديها إليها ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال من حرق هذه قلنا نحن قال إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار
رواه أبو داود
قرية النمل هي موضع النمل مع النمل

وروى أحمد أيضا في حديث طويل عن يحيى بن مرة قال فيه وكنت معه يعني مع النبي صلى الله عليه و سلم جالسا ذات يوم إذ جاء جمل يخب حتى ضرب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال ويحك انظر لمن هذا الجمل إن له لشأنا قال فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه فقال ما شأن جملك هذا فقال وما شأنه لا أدري والله ما شأنه عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه
قال فلا تفعل هبه لي أو بعنيه قال بل هو لك يا رسول الله
قال فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به وإسناده جيد
وفي رواية له نحوه إلا أنه قال فيه إنه قال لصاحب البعير ما لبعيرك يشكوك زعم أنك سنأته حتى كبر تريد أن تنحره قال صدقت والذي بعثك بالحق لا أفعل
وفي أخرى له أيضا قال يعلى بن مرة بينا نحن نسير معه يعني مع النبي صلى الله عليه و سلم إذ مررنا ببعير يسنى عليه فلما رآه البعير جرجر ووضع جرانه فوقف عليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال أين صاحب هذا البعير فجاء فقال بعنيه
قال لا بل أهبه لك وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره فقال أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه الحديث
3431 - وروى ابن ماجه عن تميم الداري رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ أقبل بعير يعدو حتى وقف على هامة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه و سلم أيها

البعير اسكن فإن تك صادقا فلك صدقك وإن تك كاذبا فعليك كذبك مع أن الله تعالى قد أمن عائذنا وليس بخائب لائذنا فقلنا يا رسول الله ما يقول هذا البعير فقال هذا بعير قد هم أهله بنحره وأكل لحمه فهرب منهم واستغاث بنبيكم صلى الله عليه و سلم فبينا نحن كذلك إذ أقبل أصحابه يتعادون فلما نظر إليهم البعير عاد إلى هامة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلاذ بها فقالوا يا رسول الله هذا بعيرنا هرب منذ ثلاثة أيام فلم نلقه إلا بين يديك فقال صلى الله عليه و سلم أما إنه يشكو إلي فبئست الشكاية فقالوا يا رسول الله ما يقول قال يقول إنه ربي في أمنكم أحوالا وكنتم تحملون عليه في الصيف إلى موضع الكلإ فإذا كان الشتاء رحلتم إلى موضع الدفاء فلما كبر استفحلتموه فرزقكم الله منه إبلا سائمة فلما أدركته هذه السنة الخصبة هممتم بنحره وأكل لحمه فقالوا قد والله كان ذلك يا رسول الله فقال عليه الصلاة و السلام ما هذا جزاء المملوك الصالح من مواليه فقالوا يا رسول الله فإنا لا نبيعه ولا ننحره فقال عليه الصلاة و السلام كذبتم قد استغاث بكم فلم تغيثوه وأنا أولى بالرحمة منكم فإن الله نزع الرحمة من قلوب المنافقين وأسكنها في قلوب المؤمنين فاشتراه عليه الصلاة و السلام منهم بمائة درهم وقال يا أيها البعير انطلق فأنت حر لوجه الله تعالى فرغى على هامة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عليه الصلاة و السلام آمين ثم دعا فقال آمين ثم دعا فقال آمين ثم دعا الرابعة فبكى عليه الصلاة و السلام فقلنا يا رسول الله ما يقول هذا البعير قال قال جزاك الله أيها النبي عن الإسلام والقرآن خيرا فقلت آمين ثم قال سكن الله رعب أمتك يوم القيامة كما سكنت رعبي فقلت آمين ثم قال حقن الله دماء أمتك من أعدائها كما حقنت دمي فقلت آمين ثم قال لا جعل الله بأسها بينها فبكيت فإن هذه الخصال سألت ربي فأعطانيها ومنعني هذه وأخبرني جبريل عن الله تعالى أن فناء أمتي بالسيف جرى القلم بما هو كائن
الهدف بفتح الهاء والدال المهملة بعدهما فاء هو ما ارتفع على وجه الأرض من بناء ونحوه
والحائش بالحاء المهملة وبالشين المعجمة ممدودا هو جماعة النخل ولا واحد له من لفظه
والحائط هو البستان

وذفرا البعير بكسر الذال المعجمة مقصور هي الموضع الذي يعرق في قفا البعير عند أذنه وهما ذفريان
وقوله تدئبه بضم التاء ودال مهملة ساكنة بعدها همزة مكسورة وباء موحدة أي تتعبه بكثرة العمل
وجران البعير بكسر الجيم مقدم عنقه من مذبحه إلى نحره قاله ابن فارس
يسنى عليه بالسين المهملة والنون أي يسقى عليه
3432 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض
وفي رواية عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض
رواه البخاري وغيره ورواه أحمد من حديث جابر فزاد في آخره فوجبت لها النار بذلك
خشاش الأرض مثلثة الخاء المعجمة وبشينين معجمتين هو حشرات الأرض والعصافير ونحوها
3433 - وعن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم ببعير قد لصق ظهره ببطنه فقال اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال قد لحق ظهره
3434 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ورأيت فيها ثلاثة يعذبون امرأة من حمير طوالة ربطت هرة لها لم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض فهي تنهش قبلها ودبرها ورأيت فيها أخا بني دعدع الذي كان يسرق الحاج بمحجنه فإذا فطن له قال إنما تعلق بمحجني والذي سرق بدنتي رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه ابن حبان في صحيحه

وفي رواية له ذكر فيها الكسوف قال وعرضت علي النار فلولا أني دفعتها عنكم لغشيتكم ورأيت فيها ثلاثة يعذبون امرأة حميرية سوداء طويلة تعذب في هرة لها أوثقتها فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض ولم تطعمها حتى ماتت فهي إذا أقبلت تنهشها وإذا أدبرت تنهشها الحديث
المحجن بكسر الميم وسكون الحاء المهملة بعدهما جيم مفتوحة هي عصا محنية الرأس
3435 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى صلاة الكسوف فقال دنت مني النار حتى قلت أي رب وأنا معهم فإذا امرأة حسبت أنه قال تخدشها هرة قال ما شأن هذه قالوا حبستها حتى ماتت جوعا
رواه البخاري
3436 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال دنا رجل إلى بئر فنزل فشرب منها وعلى البئر كلب يلهث فرحمه فنزع أحد خفيه فسقاه فشكر الله له فأدخله الجنة
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود أطول من هذا
وتقدم في إطعام الطعام
3437 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن التحريش بين البهائم
رواه أبو داود والترمذي متصلا ومرسلا عن مجاهد وقال في المرسل هو أصح
3438 - وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا هو يقول اعلم أبا مسعود أن الله عز و جل أقدر عليك منك على هذا الغلام فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا
وفي رواية فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى فقال أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار
رواه مسلم وأبو داود والترمذي

وعن زاذان وهو الكندي مولاهم الكوفي قال أتيت ابن عمر وقد أعتق مملوكا له فأخذ من الأرض عودا أو شيئا فقال ما لي فيه من الأجر ما يساوي هذا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لطم مملوكا له أو ضربه فكفارته أن يعتقه
رواه أبو داود واللفظ له ورواه مسلم ولفظه قال من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه
3440 - وعن معاوية بن سويد بن مقرن قال لطمت مولى لنا فدعاه أبي ودعاني فقال اقتص منه فإنا معشر بني مقرن كنا سبعة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وليس لنا إلا خادم فلطمها رجل منا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعتقوها
قالوا إنه ليس لنا خادم غيرها قال فلتخدمهم حتى يستغنوا فإذا استغنوا فليعتقوها
رواه مسلم وأبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي
3441 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضرب مملوكه ظلما أقيد منه يوم القيامة
رواه الطبراني ورواته ثقات
3442 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم نبي التوبة من قذف مملوكه بريئا مما قال أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال
رواه البخاري ومسلم والترمذي واللفظ له وقال حسن صحيح
3443 - وعن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم
رواه أحمد وأبو داود عن بعض بني رافع بن مكيث ولم يسمعه عنه ورواه أبو داود أيضا عن الحارث بن رافع بن مكيث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مرسلا
3444 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة

سيىء الملكة
قالوا يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين ويتامى
قال نعم فأكرموهم ككرامة أولادكم وأطعموهم مما تأكلون
قالوا فما ينفعنا من الدنيا قال فرس تربطه تقاتل عليه في سبيل الله مملوكك يكفيك فإذا صلى فهو أحق
رواه أحمد وابن ماجه والترمذي مقتصرا على قوله لا يدخل الجنة سيىء الملكة
وقال حديث حسن غريب وقد تكلم أيوب السختياني في فرقد السبخي من قبل حفظه ورواه أبو يعلى والأصبهاني أيضا مختصرا وقال قال أهل اللغة سيىء الملكة إذا كان سيىء الصنيعة إلى مماليكه
3445 - وعن المعرور بن سويد رضي الله عنه قال رأيت أبا ذر بالربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله
قال فقال القوم يا أبا ذر لو كنت أخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا فكانت حلة وكسوت غلامك ثوبا غيره قال فقال أبو ذر إني كنت ساببت رجلا وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية فقال إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله
رواه أبو داود واللفظ له وهو في البخاري ومسلم والترمذي بمعناه إلا أنهم قالوا فيه هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه
واللفظ للبخاري
3446 - وفي رواية للترمذي قال إخوانكم جعلهم الله فتية تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه ولا يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه

وفي رواية لأبي داود عنه قال دخلنا على أبي ذر بالربذة فإذا عليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو أخذت برد غلامك إلى بردك فكانت حلة وكسوته ثوبا غيره قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليكسه مما يكتسي ولا يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه
3448 - وفي أخرى له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله
قال الحافظ الرجل الذي عيره أبو ذر هو بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم
3449 - وعن زيد بن حارثة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في حجة الوداع أرقاءكم أرقاءكم أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون فإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم
رواه أحمد والطبراني من رواية عاصم بن عبيد الله وقد مشاه بعضهم وصحح له الترمذي والحاكم ولا يضر في المتابعات
3450 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في العبيد إن أحسنوا فاقبلوا وإن أساؤوا فاعفوا وإن غلبوكم فبيعوا
رواه البزار وفيه عاصم أيضا
3451 - وروي عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الغنم بركة على أهلها والإبل عز لأهلها والخيل معقود في نواصيها الخير والعبد أخوك فأحسن إليه وإن رأيته مغلوبا فأعنه
رواه الأصبهاني
3452 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للمملوك طعامه وشرابه وكسوته ولا يكلف إلا ما يطيق فإن كلفتموهم فأعينوهم ولا تعذبوا عباد الله خلقا أمثالكم
رواه ابن حبان في صحيحه وهو في مسلم باختصار
3453 - وعن عمرو بن حريث رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما خففت على خادمك من عمله كان لك أجرا في موازينك
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه

قال الحافظ وعمرو بن حريث قال ابن معين لم ير النبي صلى الله عليه و سلم والذي عليه الجمهور أن له صحبة وقيل قبض النبي صلى الله عليه و سلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة
وروى عن أبي بكر وابن مسعود وغيرهم من الصحابة
3454 - وعن علي رضي الله عنه قال كان آخر كلام النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم
رواه أبو داود وابن ماجه إلا أنه قال الصلاة وما ملكت أيمانكم
3455 - وروى ابن ماجه وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه الصلاة وما ملكت أيمانكم فما زال يقولها حتى ما يفيض لسانه
3456 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وجاءه قهرمان له فقال له أعطيت الرقيق قوتهم قال لا قال فانطلق فأعطهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كفى إثما أن تحبس عمن تملك قوتهم
رواه مسلم
3457 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال عهدي بنبيكم صلى الله عليه و سلم قبل وفاته بخمس ليال فسمعته يقول لم يكن نبي إلا وله خليل من أمته وإن خليلي أبو بكر بن أبي قحافة وإن الله اتخذ صاحبكم خليلا ألا وإن الأمم من قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد وإني أنهاكم عن ذلك اللهم هل بلغت ثلاث مرات ثم قال اللهم اشهد ثلاث مرات وأغمي عليه هنيهة ثم قال الله الله فيما ملكت أيمانكم أشبعوا بطونهم واكسوا ظهورهم وألينوا القول لهم
رواه الطبراني من طريق عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد وقد وثقا ولا بأس بهما في المتابعات
3458 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله كم أعفو عن الخادم قال كل يوم سبعين مرة
رواه أبو داود والترمذي

وقال حديث حسن غريب وفي بعض النسخ حسن صحيح وروى أبو يعلى بإسناد جيد عنه وهو رواية للترمذي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إن خادمي يسيء ويظلم أفأضربه قال تعفو عنه كل يوم سبعين مرة
قال الحافظ كذا وقع في سماعنا عبد الله بن عمر وفي بعض نسخ أبي داود عبد الله بن عمرو وقد أخرجه البخاري في تاريخه من حديث عباس بن جليد عن عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديثه أيضا عن عبد الله بن عمر وقال الترمذي روى بعضهم هذا الحديث بهذا الإسناد وقال عن عبد الله بن عمرو وذكر الأمير أبو نصر أن عباس بن جليد يروي عنهما كما ذكره البخاري ولم يذكر ابن يونس في تاريخ مصر ولا ابن أبي حاتم روايته عن عبد الله بن عمرو بن العاص والله أعلم
3459 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاء رجل فقعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أما تقرأ قول الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين الأنبياء 74
فقال الرجل يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء خيرا من مفارقتهم أشهدك أنهم كلهم أحرار
رواه أحمد والترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان وقد روى أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن غزوان هذا الحديث
قال الحافظ عبد الرحمن هذا ثقة احتج به البخاري وبقية رجال أحمد وثقهم البخاري ومسلم والله أعلم
3460 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة
رواه البزار والطبراني بإسناد حسن

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي وكان بيده سواك فدعا وصيفة له أو لها حتى استبان الغضب في وجهه وخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهمة فقالت ألا أراك تلعبين بهذه البهمة ورسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك فقالت لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك
رواه أحمد بأسانيد أحدها جيد واللفظ له ورواه الطبراني بنحوه
3462 - وعن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه مر بالشام على أناس من الأنباط وقد أقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت فقال ما هذا قيل يعذبون في الخراج
وفي رواية حبسوا في الجزية فقال هشام أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا فدخل على الأمير فحدثه فأمر بهم فخلوا
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
الأنباط فلاحون من العجم ينزلون بالبطائح بين العراقين
3463 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه وأدخله جنته رفق بالضعيف وشفقة على الوالدين وإحسان إلى المملوك
رواه الترمذي وقال حديث غريب
فصل
3464 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على حمار قد وسم في وجهه فقال لعن الله الذي وسمه
رواه مسلم

وفي رواية له نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه
ورواه الطبراني بإسناد جيد مختصرا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن من يسم في الوجه
3465 - وعن جنادة بن جرادة أحد بني غيلان بن جنادة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بإبل قد وسمتها في أنفها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا جنادة فما وجدت عضوا تسمه إلا في الوجه
أما إن أمامك القصاص
فقال أمرها إليك يا رسول الله الحديث رواه الطبراني
3466 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال مر حمار برسول الله صلى الله عليه و سلم قد كوي في وجهه يفور منخراه من دم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله من فعل هذا ثم نهى عن الكي في الوجه والضرب في الوجه
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه الترمذي مختصرا وصححه والأحاديث في النهي عن الكي في الوجه كثيرة
11 - ترغيب الإمام وغيره من ولاة الأمور في اتخاذ وزير صالح وبطانة حسنة
3467 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والنسائي ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه
3468 - وعن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف

وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله
رواه البخاري واللفظ له
ورواه النسائي عن أبي هريرة وحده ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من وال إلا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا فمن وقي شرها فقد وقي وهو إلى من يغلب عليه منهما
3469 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما بعث الله من نبي ولا كان بعده من خليفة إلا له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا فمن وقي شرها فقد وقي
رواه البخاري
12 - الترهيب من شهادة الزور
3470 - عن أبي بكرة رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ألا إنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور ألا وشهادة الزور وقول الزور وكان متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3471 - وعن أنس رضي الله عنه قال ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الكبائر فقال الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس
وقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قول الزور أو قال شهادة الزور
رواه البخاري ومسلم
3472 - وعن خريم بن فاتك رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الصبح فلما انصرف قام قائما فقال عدت شهادة الزور والإشراك بالله ثلاث مرات ثم قرأ

فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنب قول الزور حنفاء لله غير مشركين به الحج 0313
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه ورواه الطبراني في الكبير موقوفا على ابن مسعود بإسناد حسن
3473 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من شهد على مسلم شهادة ليس لها بأهل فليتبوأ مقعده من النار
رواه أحمد ورواته ثقات إلا أن ثانيه لم يسم
3474 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار
رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه الطبراني في الأوسط ولفظه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الطير لتضرب بمناقيرها وتحرك أذنابها من هول يوم القيامة وما يتكلم به شاهد الزور ولا تفارق قدماه على الأرض حتى يقذف به في النار
3475 - وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كتم شهادة إذا دعي إليها كان كمن شهد بالزور
حديث غريب رواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد احتج به البخاري

كتاب الحدود وغيرها الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والترهيب من تركهما والمداهنة فيهما
3476 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من رأى منكم منكرا فغيره بيده فقد برىء ومن لم يستطع أن يغيره بيده فغيره بلسانه فقد برىء ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه فغيره بقلبه فقد برىء وذلك أضعف الإيمان
3477 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم
رواه البخاري ومسلم
3478 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم على كل ميسم من الإنسان صلاة كل يوم فقال رجل من القوم هذا من أشد ما أنبأتنا به
قال أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صلاة وحملك عن الضعيف صلاة وإنحاؤك القذى عن الطريق صلاة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صلاة
رواه ابن خزيمة في صحيحه

وعن أبي ذر رضي الله عنه أن أناسا قالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به إن بكل تسبيحة صدقة وبكل تكبيرة صدقة وبكل تحميدة صدقة وبكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة
رواه مسلم وغيره
3480 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال فضل الجهاد كلمة حق عند سلطان أو أمير جائر
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه كلهم عن عطية العوفي عنه وقال الترمذي حديث حسن غريب
3481 - وعن أبي عبد الله طارق بن شهاب البجلي الأحمسي أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم وقد وضع رجله في الغرز أي الجهاد أفضل قال كلمة حق عند سلطان جائر
رواه النسائي بإسناد صحيح
الغرز بفتح الغين المعجمة وسكون الراء بعدهما زاي هو ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب وقيل لا يختص بهما
3483 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد
3483 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9