كتاب : شعب الإيمان
المؤلف : أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي

342 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأَزْرَقُ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: كَانَ حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ يَقُولُ: " اللهُمَّ مَنْ ظَلَمْنَاهُ بِمَظْلَمَةٍ فَأَثِبْهُ مِنْ مَظْلَمَتِنَا خَيْرًا وَاغْفِرْهَا لَنَا، وَمَنْ ظَلَمَنَا بِمَظْلَمَةٍ فَأَثِبْنَا مِنْ مَظْلَمَتِهِ وَاغْفِرْهَا لَهُ "

343 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: كَانَتْ رَابِعَةُ الْعَابِدَةُ تَقُولُ: " اللهُمَّ، وَهَبْتُ لَكَ مَنْ ظَلَمَنِي فَاسْتَوْهِبْنِي مِمَّنْ ظَلَمْتُ "

فَصْلٌ فِي كَيْفِيَّةِ انْتِهَاءِ الْحَيَاةِ الْأُولَى، وَابْتِدَاءِ الْحَيَاةِ الْأُخْرَى، وَصِفَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " أَمَّا انْتِهَاءُ الْحَيَاةِ الْأُولَى فَإِنَّ لَهَا مُقَدِّمَاتٌ تُسَمَّى أَشْرَاطَ

السَّاعَةِ، وَهِيَ أَعْلَامُهَا مِنْهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ، وَنُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَتْلُهُ الدَّجَّالَ، وَمِنْهَا خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَمِنْهَا خُرُوجُ دَابَّةِ الْأَرْضِ، وَمِنْهَا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا فَهَذِهِ هِيَ الْآيَاتُ الْعِظَامُ، وَأَمَّا مَا تَقَدَّمَ هَذِهِ مِنْ قَبْضِ الْعِلْمِ، وَغَلَبَةِ الْجَهْلِ وَاسْتِعْلَاءِ أَهْلِهِ، وَبَيْعِ الْحُكْمِ، وَظُهُورِ الْمَعَازِفِ، وَاسْتِفَاضَةِ شُرْبِ الْخَمْرِ، وَاكْتِفَاءِ النِّسَاءِ بِالنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ بِالرِّجَالِ، وَإِطَالَةِ الْبُنْيَانِ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ، وَلَعْنِ آخِرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا، وَكَثْرَةِ الْهَرْجِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّهَا أَسْبَابٌ حَادِثَةٌ، وَرِوَايَةُ الْأَخْبَارِ الْمُنْذِرَةِ بِهَا بَعْدَمَا صَارَ الْخَبَرُ عِيَانًا تَكَلُّفٌ، وَقَدْ رُوِّينَاهَا مَعَ مَا وَرَدَ فِي الْأَعْلَامِ الْعِظَامِ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهَا هَهُنَا وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ . وَإِذَا انْقَضَتِ الْأَشْرَاطُ، وَجَاءَ الْوَقْتُ الَّذِي يُرِيدُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِمَاتَةَ الْأَحْيَاءِ مِنْ سُكَّانِ السَّمَاوَاتِ وَالْبِحَارِ وَالْأَرَضِينَ أَمَرَ إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ أَحَدُ حَمَلَةِ الْعَرْشِ فِي قَوْلِ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَصَاحِبُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَيَنْفُخُ فِي الصُّورِ وَهُوَ الْقَرْنُ "

344 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَهْرَوَيْهِ الرَّازِيُّ، حدثنا عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ، حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصُّورِ قَالَ: " قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ "

345 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّكَ تَقُولُ: السَّاعَةُ تَقُومُ إلى كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَلَّا أُحَدِّثَكُمْ بِشَيْءٍ، إِنَّمَا قُلْتُ إِنَّكُمْ تَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا، فَكَانَ حَرِيقَ الْبَيْتِ فَقَالَ شُعْبَةُ: هَذَا أَوْ نَحْوَهُ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ لَا نَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَيَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَلْبَثُ النَّاسُ بَعْدَهُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا بَارِدًا مِنْ قِبَلِ الشَّامِ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا قَبْضَتْهُ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عَلَيْهِ حتى تقبضه" . قَالَ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ، وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجيبُونَ فَيَأْمُرُهُمْ بِالْأَوْثَانِ فَيَعْبُدُونَهَا وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارَّةٌ أَرْزَاقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا - وَرَفَعَ بُنْدَارُ إِحْدَى مَنْكِبَيْهِ -، وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رجل يَلُوطُ حَوْضَهُ فَيَصْعَقُ، ثُمَّ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا صَعِقَ ثُمَّ يُرْسِلُ الله، أَوْ يُنْزِلُ اللهُ مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ، النُّعْمَانُ الشَّاكُّ فَتنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ فَيُقَالُ: كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ" قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ:" وَحَدَّثَنِي شُعْبَةُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَرَّاتٍ وَعَرَضْتُهُ عَلَيْهِ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:" وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو فِي هَذَا الْحَدِيثِ سَائِرَ الْأَعْلَامِ مِنْ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالدَّابَّةِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُهُ خُرُوجَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ بَعْدَ نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَإِرْسَالَ اللهِ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ، وَمَوْتَهُمْ فِي قِيَامِ السَّاعَةِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ هُوَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أوَ خُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى فَأَيُّهُمَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى أَثَرِهَا، وَقَالَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ فَأَظُنُّ أَوَّلَهَا خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَإِنَّمَا قَالَ: ذَلِكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو حِينَ أُخْبِرَ بِقَوْلِ: مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا الدَّجَّالُ فَإِذَا كَانَ حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ صَحِيحًا فَهُوَ أَوْلَى مِنْ غَيْرِهِ، وَهُوَ صَحِيحٌ لَا شَكَّ فِيهِ لِصِحَّةِ إِسْنَادِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ . وَلَا شَكَّ فِي كَوْنِ هَذِهِ الْآيَاتِ قَبْلَ النَّفْخِ فِي الصُّورِ تَقَدَّمَ بَعْضُهَا، أَوْ تَأَخَّرَ وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ"

346 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حدثنا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ خَالُ النُّفَيْلِيِّ، حدثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَعَنْ عِمْرَانَ يَعْنِي الْبَارِقِيَّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَهُ وَأَصْغَى سَمْعَهُ، وَحَنَا جَبِينَهُ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ فَيَنْفُخُ ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نَقُولُ ؟ قَالَ: " قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا " أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَالَوَيْهِ الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَلِيدٍ الْفَقِيهُ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حدثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي صَالِحٍ بِمَعْنَاهُ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ }، وَاخْتَلَفُوا فِي هَذَا الِاسْتِثْنَاءِ " فَرُوِيَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: " مُوسَى فِيمَنِ اسْتَثْنَى اللهُ، قَدْ صُعِقَ مَرَّةً "

وَهَذَا لِمَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْمُسْلِمِ الَّذِي لَطَمَ الْيَهُودِيَّ حِينَ قَالَ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ، فَإِنْه يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فيَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، أَوْ فِي أَوَّلِ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَةِ يَوْمِ الطُّورِ، أَمْ بُعِثهَ قَبْلِي " وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَوَجْهُهُ عِنْدِي أَنَّ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ عَنْ رُؤْيَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، وَإِنَّمَا يَصِحُّ ذَلِكَ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى رَدَّ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحَهُمْ فَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ النَّفْخَةَ الْأُولَى صَعِقُوا فِيمَنْ صَعِقَ، ثُمَّ لَا يَكُونُ ذَلِكَ مَوْتًا فِي جَمِيعِ مَعَانِيهِ، إِلَّا فِي ذَهَابِ الِاسْتِشْعَارِ فَإِنْ كَانَ مُوسَى فيمَّنِ اسْتَثْنَى الله عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ: { إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ } [النمل: 87] فَإِنَّهُ لَا يَذْهَبُ اسْتِشْعَارُهُ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ " وَرُوِّينَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: " هُمُ الشُّهَدَاءُ ثَنِيَّةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُقَلَّدِي السُّيُوفِ حَوْلَ الْعَرْشِ "

وَرُوِي فِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَقَالَ: " وَمِنَ الَّذِينَ لَمْ يَشَأِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْعَقُوا ؟ قَالَ: هُمْ شُهَدَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " " وَهَذَا لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَلَا يَمُوتُونَ فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى فِيمَنْ يَمُوتُ مِنَ الْأَحْيَاءِ وَاللهُ أَعْلَمُ "

وَرُوِّينَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّهُ قَالَ: " الَّذِينَ اسْتَثْنَى الله عَزَّ وَجَلَّ اثْنَا عَشَرَ: جِبْرِيلُ، وَمِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ، وَمَلَكُ الْمَوْتِ، وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ " وَذَهَبَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ إِلَى اخْتِيَارِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: " إِنَّ الِاسْتِثْنَاءَ لِأَجْلِ الشُّهَدَاءِ، وَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَمَلَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَدْرِ أَبُعِثَ قَبْلَ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام تَخْصِيصًا لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا فُضِّلَ فِي الدُّنْيَا بِالتَّكْلِيمِ، أَوْ قُدِّمَ بَعْثُهُ عَلَى بَعْثِ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمِ السَّلَامُ بِقَدْرِ صَعْقَتِهِ عِنْدَمَا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ إِلَى أَنْ أَفَاقَ لِيَكُونَ هَذَا جَزَاءً لَهُ بِهَا، وَلَيْسَ فِيهِ أَنْ يَمُوتَ عِنْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى، وَضَعُفَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ الِاسْتِثْنَاءَ لِأَجْلِ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْ سُكَّانِ الْأَرْضِ لِأَنَّ الْعَرْشَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ كُلِّهَا وَجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ مِنَ الصَّافِينَ الْمُسَبِّحِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ فَلَمْ يَدْخُلُوا فِي الْآيَةِ، وَكَذَلِكَ لَا يَدْخُلُ فِيهَا الْوِلْدَانِ وَالْحَوْرُ لِأَنَّ الْجَنَّةَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ، وَالْآيَةُ فِي سُكَّانِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ " " ثُمَّ قَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الْآثَارِ يُمِيتُ حَمَلَةَ الْعَرْشِ، وَيُمِيتُ جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَمَلَكَ الْمَوْتِ، ثُمَّ يُنَادِي لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ فَلَا يُجِبُهُ أَحَدٌ فَيَقُولُ هُوَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ فِي إِسْنَادِه ضَعْفٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ والنشور .

وَأَمَّا الْجَنَّةُ وَمَا فِيهَا مِنَ الْحَيَوَانِ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ لِلْبَقَاءِ لَا لِلْفَنَاءِ، وَهِيَ دَارُ لَذَّةٍ وَسُرُورٍ، وَلَمْ يَأْتِنَا خَبَرٌ بِمَوْتِ مَنْ فِيهَا " فَإِنْ قِيلَ: قَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }، { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } [القصص: 88] قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَهُوَ قَابِلٌ لِلْهَلَاكِ فَيَهْلِكُ إِنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ ذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ أَيْ إِلَّا هُوَ، فَإِنَّهُ تَعَالَى جَدُّهُ قَدِيمٌ وَالْقَدِيمُ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْفَنَاءُ وَمَا عَدَاهُ مُحْدَثٌ، وَالْمُحْدَثُ لا يَبْقَى إلا قَدْرُ مَا يُبْقِيَهُ مُحْدِثُهُ، فَإِذَا حُبِسَ الْبَقَاءُ عَنه فَنِيَ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا فِي خَبَرٍ أَنَّهُ يُهْلِكُ الْعَرْشَ وَيُفْنِيهِ فَلْتَكُنِ الْجَنَّةُ مِثْلَهُ وَاللهُ أَعْلَمُ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَرُوِّينَا، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهَهُ " وَفِي رِوَايَةٍ: " إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهَهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ " " فَإِذَا مَاتَ الْأَحْيَاءُ كُلُّهُمْ، وَجَاءَ وَقْتُ النَّفْخَةِ الْأُخْرَى فَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِ الصُّورِ وَهُوَ حَدِيثٌ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي إِسْنَادِه مَقَالٌ فَذَكَرَ قِصَّةً فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى وَمَا بَعْدَهَا " وَذَكَرَ مَوْتَ جِبْرِيلِ وَمِيكَائِيلَ، ثُمَّ مَوْتَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، وَمَوْتَ إِسْرَافِيلَ، ثُمَّ مَوْتَ مَلَكِ الْمَوْتِ، ثُمَّ يَنْزِلُ مَاءٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ، ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَأْمُرُ الْأَجْسَادَ أَنْ تَنْبُتَ كَنَبَاتِ الطَّرَاثِيثِ، أَوْ كَنَبَاتِ الْبَقْلِ حَتَّى إِذَا تَكَامَلَتْ أَجْسَادُهُمْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: لِيَحْيَى حَمَلَةُ الْعَرْشِ فَيَحْيَوْنَ، ثُمَّ يَقُولُ: لِيَحْيَى جِبْرِيلُ، وَمِيكَائِيلُ أَظُنُّهُ، وَذَكَرَ مَعَهُمَا

غَيْرَهُمَا فَيَحْيَوْنَ فَيَأْمُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِسْرَافِيلَ فَيَأْخُذُ الصُّورَ فَيَضَعُهُ عَلَى فِيهِ، ثُمَّ يَدْعُو اللهُ بِالْأَرْوِاحِ فَيُؤْتَى بِهَا تَتَوَهَّجُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ نُورًا، وَالْأُخْرَى ظُلْمَةً فَيُلْقِيهَا فِي الصُّورِ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ إِسْرَافِيلَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ نَفْخَةَ الْبَعْثِ فَتَخْرُجُ الْأَرْوَاحُ كَأَنَّهَا النَّحْلُ قَدْ مَلَأَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَيَقُولُ: اللهُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَيَرْجِعَنَّ كُلُّ رُوحٍ إِلَى جَسَدِهِ فَتَدْخُلُ الْأَرْوَاحُ فِي الْخيَاشيمِ، ثُمَّ تَمْشِي فِي الْأَجْسَادِ مَشْيَ السُّمِّ فِي اللَّدِيغِ، ثُمَّ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا " "

347 - وَهَذَا فِيمَا قُرِئَ إِسْنَادُهُ عَلَى الْأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيَّ أَخْبَرَهُمْ، حدثنا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرُوِّينَا فِي حَدِيثٍ آخَرَ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صِفَةِ الْقِيَامَةِ فَذَكَرَ فِيهِ صِفَةَ الصُّورِ وَعِظَمِهِ، وَعِظَمَ إِسْرَافِيلَ - ثُمَّ قَالَ: " فَإِذَا بَلَغَ الْوَقْتُ الَّذِي يُرِيدُ اللهُ أَمَرَ إِسْرَافِيلَ فَيَنْفُخُ فِي الصُّورِ النَّفْخَةَ الْأُولَى، فَتَهْبِطُ النَّفْخَةُ مِنَ الصُّورِ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَيُصْعَقُ سُكَّانُ السَّمَاوَاتِ بِحَذَافِيرِهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ النَّفْخَةُ إِلَى الْأَرْضِ فَيُصْعَقُ سُكَّانُ الْأَرْضِ بِحَذَافِيرِهَا، وَجَمِيعُ عَالَمِ اللهِ وَبَرِيَّتِهِ فِيهِنَّ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَالْهَوَامِّ وَالْأَنْعَامِ " . قَالَ: " وَفِي الصُّورِ مِنَ الْكُوَى عَدَدَ مَنْ يَذُوقُ الْمَوْتَ مِنْ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ، فَإِذَا صَعِقُوا جَمِيعًا يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا إِسْرَافِيلُ مَنْ بَقِيَ ؟ فَيَقُولُ: بَقِيَ إِسْرَافِيلُ عَبْدُكَ الضَّعِيفُ، فَيَقُولُ: مُتْ يَا إِسْرَافِيلُ فَيَمُوتُ، ثُمَّ يَقُولُ الْجَبَّارُ تَعَالَى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ؟ فَلَا هَمِيسَ، وَلَا حَسِيسَ، فَلَا نَاطِقَ يَتَكَلَّمُ، وَلَا مُجِيبَ يَفْهَمُ، وَقَدْ مَاتَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَإِسْرَافِيلُ، وَمَلَكُ الْمَوْتِ، وَكُلُّ مَخْلُوقٍ فَيَرُدُّ الْجَبَّارُ عَلَى نَفْسِهِ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، وَذَلِكَ حِينَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا، وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فتتِمُّ كَلِمَتُهُ بِإِنْفَاذِ قَضَائِهِ عَلَى أَهْلِ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص: 88] فَأَمَّا إِسْرَافِيلُ فَيَمُوتُ ويَحْيَى فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَأَمَّا حَمَلَةُ الْعَرْشِ فَيَحْيَوْنَ فِي أَسْرَعِ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ فَيَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى إِسْرَافِيلَ بَعْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى بِأَرْبَعِينَ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي التَّوْرَاةِ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ لَا يُدْرَ مَا هُوَ، فَإِذَا انْقَضَتِ الْأَرْبَعُونَ نَظَرَ اللهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى أَهْلِ الْأَرَضِينَ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي لَأُعِيدَنَّكُمْ كَمَا بَدَأْتُكُمْ وَلَأُحْيِيَنَّكُمْ كَمَا أَمَتُّكُمْ، ثُمَّ يَأْمُرُ إِسْرَافِيلَ فَيَنْفُخُ النَّفْخَةَ الثَّانِيَةَ، وَقَدْ جُمِعَتِ الْأَرْوَاحُ كُلُّهَا فِي الصُّورِ، فَإِذَا نَفَخَ خَرَجَ كُلُّ رُوحٍ مِنْ كُوَّةٍ مَعْلُومَةٍ مِنْ كُوَى الصُّورِ، فَإِذَا الْأَرْوَاحُ تَهُوشُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَهَا دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ فَيُنَادِي إِسْرَافِيلُ: يَا أَيَّتُهَا الْجُلُودُ الْمُتَمَزِّقَةُ، وَيَا أَيَّتُهَا الْأَعْضَاءُ الْمُتَهَشِّمَةُ، وَيَا أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ، وَيَا أَيَّتُهَا الْأَجْسَادُ الْمُتَفَرِّقَةُ، وَيَا أَيَّتُهَا الْأَشْعَارُ الْمُتَمَرِّطَةُ قُومُوا إِلَى مَوْقِفِ الْحِسَابِ، وَالْعَرْضِ الْأَكْبَرِ فَيَدْخُلُ كُلُّ رُوحٍ فِي جَسَدِهِ قَالَ: وَتمْطِرُ السَّمَاءُ طَشًّا مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ عَلَى جَمِيعِ الْمَوْتَى فَيَحْيَوْنَ كَمَا تَحْيَى الْأَرْضُ الْمَيِّتَةُ بِوَابِلِ السَّمَاءِ فَيَبْعَثُ اللهُ الْأَجْسَادَ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا مِنْ حَيْثُ كَانَتْ بَعْضُهَا من بُطُونِ السِّبَاعِ وَبَعْضُهَا مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ، وَحيتَانِ الْبُحُورِ، وَبُطُونِ الْأَرْضِ، وَظُهُورِهَا فَيَدْخُلُ كُلُّ رُوحٍ فِي جَسَدِهِ، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ فَيَبْعَثُ اللهُ نَارًا مِنَ الْمَشَارِقِ فَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى الْمَغَارِبِ إِلَى أَرْضٍ تُسَمَّى السَّاهِرَةَ مِنْ وَرَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَرْضٌ طَاهِرَةٌ لَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا سَيِّئَةٌ وَلَا خَطِيئَةٌ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ } [النازعات: 14] وقوله { أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [المطففين: 4]، { وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [الكهف: 47]، { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا الَّذِينَ كَانَتْ } [الكهف: 99] الْآيَةَ "

348 - وَهَذَا فِيمَا أَخْبَرَنَاه أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مَنْصُورٍ الْقَطَّانُ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ قُدَامَةَ النَّحْوِيُّ، حدثنا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَنَّهُ، سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْقِيَامَةِ ومَا فِيهَا فَحَدَّثَهُ وَذَكَرَ مَا كَتَبْنَاهُ فِيهِ، وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ بِمُرَّةَ غَيْرَ أَنَّا قَدْ رُوِّينَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ " . قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالُوا: أَرْبَعُونَ شَهْرًا ؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالُوا: أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ قَالَ أَبَيْتُ، قَالَ: " ثُمَّ يُنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ " . قَالَ: " وَلَيْسَ مِنَ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

349 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْحَدِيثِ , رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:

وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا، " يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَطِشُّ عَلَيْهِمْ " " وَرُوِّينَا بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى، ثُمَّ فِي إِرْسَالِ اللهِ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مَنِيًّا كَمَنِيِّ الرِّجَالِ حَتَّى تَنْبُتَ جُسْمَانُهُمْ وَلُحْمَانُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، ثُمَّ قِيَامِ مَلَكِ الصُّورِ ونَفْخَهُ فِيهِ مَرَّةً أُخْرَى، وَانْطِلَاقِ كُلِّ نَفْسٍ إِلَى جِسْمِهَا وَدُخُولِهَا فِيهِ، ثُمَّ قِيَامِهِمْ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مَا يُؤَكِّدُ جَمِيعَ مَا قُلْنَا وَاللهُ أَعْلَمُ "

350 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَحْبُوبٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ بِلَالٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، { وَيَقُولُونَ } [يس: 48]: " يَعْنِي أَهْلَ مَكَّةَ " . { مَتَى هَذَا الْوَعْدُ } [يس: 48] " يَعْنِي يوم الْقِيَامَةِ " . يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { مَا يَنْظُرُونَ } [يس: 49] " كُفَّارُ قُرَيْشٍ إِذْ كَذَّبُوا " . { إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } [يس: 49] " لَا تُثَنَّى " { تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصُّمُونَ } [يس: 49] " يتكلَّمُونَ فِي أَسْوَاقِهِمْ يَتَبَايَعُونَ " { فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } [يس: 50] " لَا يَقْدِرُونَ "، { تَوْصِيَةً } [يس: 50] " كَلَامًا "، { وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } [يس: 50] " فَيُخَيَّرُونَ الْكَلَامَ إِلَيْهِمْ "، { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ } [يس: 51] " وَهِيَ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ " { فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ } [يس: 51] " يَعْنِي الْقُبُورَ "، { إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ } [يس: 51] " يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ " . { قَالُوا: يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } [يس: 52] " يَقُولُ: مِنْ مَنَامِنَا، يَقُولُ: هَذَا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ كَانُوا نِيَامًا، وَذَلِكَ أَنْهُ يُرْفَعَ عَنْهُمُ الْعَذَابُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ وَبَيْنَهُمَا أَرْبَعُونَ سَنَةً نَسُوا الْعَذَابَ، فَقَالَتْ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ: { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ، وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } [يس: 52] " يَعْنِي وَتَصْدِيقُ الْمُرْسَلِينَ الْبَعْثَ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } [يس: 29] " نَفْخَةً وَاحِدَةً "، { فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ } [يس: 53] " الْحِسَابَ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:

وَقَدْ رُوِّينَا، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أَحَدٍ مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةَ تَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللهُ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ "

351 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، حدثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حدثنا رَوْحٌ، حدثنا أُسَامَةُ فَذَكَرَهُ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " لَوْلَا جَزْعُ النِّسَاءِ لَتَرَكْتُهُ يُحْشَرُ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ وَبُطُونِ السِّبَاعِ، وَفِي هَذَا دَلالة عَلَى أَنَّ مَا أَكَلَهُ السَّبُعُ أَوِ الطَّيْرُ أَوْ حُوتُ المَاءِ حُشِرَ بِجَمِيعِ الْأَجْزَاءِ الَّتِى أُكِلَتْ مِنْهَا أَمَّا مَا أَكَلَهُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وصَارَ غِذَاءً لَهُ "، فَقَدْ زَعَمَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: أَنَّهُ لَا يُرَدُّ إِلَى أَصْلِهِ لَكِنَّ صَاحِبَهُ يُعَوَّضُ مِنْهُ، وَقَدْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا بِأَنَّهُ قَدِ انْقَلَبَ مِنْ مُكَلَّفٍ إِلَى مُكَلَّفٍ وَرَدُّهُ يُؤَدِّي إِلَى إِدْخَالِ جُزْءٍ مِنَ الْكَافِرِ الْجَنَّةَ، أَوْ جُزْءٍ مِنَ الْمُؤْمِنِ النَّارَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فِي غَيْرِ الْمُكَلَّفِ، وَإِنَّمَا هُوَ فِي مَعْنَى مَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ فَيُعَادُ، وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ، فصل وَإِذَا أَحْيَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّاسَ كُلَّهُمْ قَامُوا عَجِلِينَ يَنْظُرُونَ مَا يُرَادُ بِهِمْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } [الزمر: 68] وَقَدْ أَخْبَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الْكُفَّارِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: { يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } [يس: 52]، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: { هَذَا يَوْمُ الدِّينِ } [الصافات: 20]، فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ: { هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [الصافات: 21] ثُمَّ يُومَرُ بِحَشْرِ النَّاسِ إِلَى مَوْقِفِ الْعَرْضِ، وَالْحِسَابُ وَهُوَ السَّاهِرَةُ فقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ } [النازعات: 14] " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَرُوِّينَا عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ: " هَهُنَا السَّاهِرَةُ يَعْنِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ " وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا وَمَرْفُوعًا مَا دَلَّ عَلَى: " أَنَّ الشَّامَ أَرْضُ الْمَحْشَرِ " وَقَالَ الْفَرَّاءُ: " السَّاهِرَةُ وَجْهُ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا سُمِّيَتْ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّ فِيهِ الْحَيَوَانَ نَوْمَهُمْ وَسَهَرَهُمْ " وَرَوَى بِإِسْنَادِه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " السَّاهِرَةُ: الْأَرْضُ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَمَعْنَاهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ صَارُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ بَعْدَ أَنْ كَانُوا فِي جَوْفِهَا، وَقِيلَ: السَّاهِرَةُ صَحْرَاءُ، قُرْبَ شَفِيرِ جَهَنَّمَ وَاللهُ أَعْلَمُ "

وَرُوِّينَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ - وَفِي رِوَايَةٍ كْقُرْصَةِ النَّقِيِّ - لَيْسَ فِيهَا لِأَحَدٍ عَلَمٌ " " وَالنَّقِيُّ: الْخُبْزُ الْحَوَارِيُّ، وَقَوْلُهُ: " لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ " يُرِيدُ: أَرْضًا مُسْتَوِيَةً لَيْسَ فِيهَا حدْبٌ، وَلَا بِنَاءٌ، وَأَمَّا صِفَةُ الْحَشْرِ فَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا } [مريم: 86] " رُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِهِ: { وَفْدًا } [مريم: 85] " رُكْبَانًا "، وَفِي قَوْلِهِ: { وِرْدًا } [مريم: 86] " عِطَاشًا "

وَرُوِّينَا عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: " أَمَا وَاللهِ مَا يُحْشَرُ الْوَفْدُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، وَلَا يُسَاقُونَ سَوْقًا ، وَلَكِنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ بِنُوقٍ لَمْ يرَ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا عَلَيْهَا رِحَالُ الذَّهَبِ وَأَزِمَّتُهَا الزَّبَرْجَدُ فَيَرْكَبُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يَضْرِبُوا أَبْوَابَ الْجَنَّةِ "

352 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حدثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَذَكَرَهُ

353 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حدثنا وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ اثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ أَسَدٍ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ وُهَيْبٍ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ " أَشَارَ إِلَى الْأَبْرَارِ، وَالْمُخَلَّطِينَ وَالْكُفَّارِ فَالْأَبْرَارُ الرَّاغِبُونُ إِلَى اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِيمَا أَعَدَّ لَهُمْ مِنْ ثَوَابٍ، وَالرَّاهِبِينَ الَّذِينَ هُمْ بَيْنَ الْخَوْفِ، وَالرَّجَاءِ فَأَمَّا الْأَبْرَارُ: فَإِنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ بِالنَّجَائِبِ كَمَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، وَأَمَّا الْمُخَلَّطُونُ فَهُمُ الَّذِينَ أُرِيدُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّهُمْ يُحْمَلُونَ عَلَى الْأَبعِرَةِ وَالْأَشْبَهُ أَنَّهَا لَا تَكُونُ مِنْ نَجَائِبِ الْجَنَّةِ لِأَنَّ مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ لَا يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ حَتَّى يُعَاقَبَ بِهَا بَعْضَ الْعُقُوبَةِ، وَمَنْ أُكْرِمَ بِشَيْءٍ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ، لَمْ يُهَنْ بَعْدَهُ بِالنَّارِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:

وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ: رُكْبَانًا، وَمُشَاةً، وَعَلَى وُجُوهِهِمْ " . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَيَمْشُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ ؟ قَالَ: " الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَقْدَامِهِمْ قَادِرٌ أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ " " وَهَذَا الأصَحََّ فَكَأَنَّ بَعْضَ الْمُخَلَّطِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَكُونُ رَاكِبًا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَبَعْضُهُمْ يَكُونُ مَاشِيًا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، أَوْ يَرْكَبُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ وَيَمْشِي فِي بَعْضٍ، وَأَمَّا الْمُشَاةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ فَهُمُ الْكُفَّارُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ بَعْضُهُمْ أَعْتَى مِنْ بَعْضٍ فَهَؤُلَاءِ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَالَّذِينَ هُمْ أَتْبَاعٌ يَمْشُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ فَإِذَا سِيقُوا مِنْ مَوْقِفِ الْحِسَابِ إِلَى جَهَنَّمَ سُحِبُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ } [القمر: 48] وَقَالَ: { الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا } [الفرقان: 34]، وَيَكُونُونَ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } [الإسراء: 97]، وَقَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُوا كَامِلِي الْحَوَاسِّ وَالْجَوَارِحِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: { يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } [يونس: 45]، وَقَوْلُهُ: { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا } [طه: 103]، وَسَائِرُ مَا أَخْبَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُمْ وأَقْوَالِهِمْ وَنَظَرِهِمْ وَسَمْعِهِمْ، فَإِذَا دَخَلُوا النَّارَ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ حَوَاسُّهُمْ لِيُشَاهِدُوا النَّارَ، وَمَا أُعِدَّ لَهُمْ فِيهَا مِنَ الْعَذَابِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ، قَالُوا: بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا } [الملك: 9] وَسَائِرُ مَا أَخْبَرَ اللهُ عَنْهُمْ مِنْ أَقْوَالِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَنَظَرِهِمْ، فَإِذَا نُودُوا بِالْخُلُودِ سُلِبُوا أَسْمَاعَهُمْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ } [الأنبياء: 100] وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُمْ يُسْلَبُونَ أَيْضًا الْكَلَامَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: { اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونَ } "

وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي النَّاسِ فَوَعَظَهُمْ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ، ثُمَّ قَرَأَ: { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } [الأنبياء: 104] وَأَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا " . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرِّجَالُ مِنَ النِّسَاءِ ؟ فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ " " وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا قَدَّمْنَا ذِكْرُهُ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ حَالَ خُرُوجِهِمْ مِنْ قُبُورِهِمْ، ثُمَّ يُكْرَمُ الْمُتَّقُونَ، وَمَنْ شَاءَ مِنَ الْمُخَلَّطِينَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْكِسْوَةِ وَالرُّكُوبِ كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ وَاللهُ أَعْلَمُ "

وَالَّذِي رُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُبْعَثُ الْمَيِّتُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا " " يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ فِي أَعْمَالِهِ الَّتِي عَلَيْهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ جَابِرٍ: " يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ "، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يُبْعَثَ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا، ثُمَّ تَتَنَاثَرُ عَنْهُ أَوْ عَنْ بَعْضِهِمْ، ثُمَّ يُحْشَرُ إِلَى مَوْقِفِ الْحِسَابِ عَارِيًا، ثُمَّ يُكْسَى بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ . وَأَمَّا قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَةِ الْكُفَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: { خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ } [القلم: 43]، وَقَوْلُهُ: { خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ } [القمر: 7] فَإِنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ وَاللهُ أَعْلَمُ حَالُ مُضِيِّهِمْ إِلَى الْمَوْقِفِ، وَقَوْلُهُ: { مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } [إبراهيم: 43] وَإِنَّمَا هُوَ إِذَا طَالَ الْقِيَامُ عَلَيْهِمْ فِي الْمَوْقِفِ فَيَصِيرُونَ من الْحِيرَةِ كَأَنَّهُمْ لَا قُلُوبَ لَهُمْ وَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَيَنْظُرُونَ النَّظَرَ الطَّوِيلَ الدَّائِمَ، وَلَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ كَأَنَّهُمْ قَدْ نَسُوا الْغَمْضَ أَوْ جَهِلُوهُ وَالنَّاسُ فِي الْقِيَامَةِ لَهُمْ أَحْوَالٌ وَمَوَاقِفُ وَاخْتَلَفَ الْأَخْبَارُ عَنْهُمْ لِاخْتِلَافِ مَوَاقِفِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ " وَأَمَّا قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ } [المؤمنون: 101] فَقَدْ رُوِّينَا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: " هَذَا فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ إِذَا نُفِخَ فِي النَّفْخَةِ الْأُخْرَى قَامُوا فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ "

فَصْلٌ قَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: { وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا } [مريم: 86] يَقُولُ: " عِطَاشًا " " وَالْأَخْبَارُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْعَطَشَ يَعُمُّ النَّاسَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَّا أَنَّ الْمُجْرِمِينَ لَا يَسْكُنُ عَطَشُهُمْ، وَلَكِنَّهُ يَزْدَادُ حَتَّى يُورَدُوا النَّارَ فَيَشْرَبُونَ الْحَمِيمَ شُرْبَ الْهِيمِ نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النار، وَأَمَّا الْمُتَّقُونَ وَمَنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الْمُخَلَّطِينَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُمْ يُسْقَونَ مِنْ حَوْضِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا صِفَةَ الْحَوْضِ، وَصِفَةَ مَائِهِ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ "

354 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حدثنا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، حدثنا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ عَطَشُ الْمُتَّقِينَ لِكَيْ إِذَا سُقُوا مِنْ حَوْضِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدُوا لَذَّةَ ذلك الْمَاءِ إِذْ الرَّيَّانُ، لَا يَسْتَلِذُّ الْمَاءَ كَمَا يَسْتَلِذُّهُ الْعَطْشَانُ، وَاللهُ أَعْلَمُ "

فَصْلٌ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ مَا يَكُونُ فِي الْأَرْضِ مِنْ زِلْزَالِهَا وَتَبْدِيلِهَا وَهُوَ تَغْيِيرُ هَيْئَتِهَا وَمَدِّهَا، وَمَا يَكُونُ فِي الْجِبَالِ وَتَسْيِيرِهَا وَنَسْفِهَا، وَمَا يَكُونُ

فِي الْبِحَارِ وَتَفْجِيرِهَا وَتَسْجِيرِهَا، وَمَا يَكُونُ فِي السَّمَاءِ، وَتَشْقِيقِهَا وَطَيِّهَا، وَمَا يَكُونُ فِي الشَّمْسِ مِنْ تَكْويرِهَا، وَفِي الْقَمَرِ مِنْ خَسْفِهِ، وَمَا يَكُونُ فِي النُّجُومِ مِنَ انْكِدَارِهَا وَانْتِثَارِهَا، وَمَا يَكُونُ مِنْ شَغْلِ الْوَالِدَةِ عَنْ وَلَدِهَا وَوَضْعِ الْحَوَامِلِ مَا فِي بُطُونِهَا، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي وَقْتِ هَذَا الْكَوَائِنِ فَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى، وَقَبْلَ الثَّانِيَةِ وَرُوِي ذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرْنَا إِسْنَادَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّورِ، وَذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ وَخُرُوجِ النَّاسِ مِنْ قُبُورِهِمْ وَوُقُوفِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْلَهَا يَنْظُرُونَ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَرْعَبُ لِعَرْضِهِمْ، وَأَشَدُّ لِحَالِهِمْ وَعَلَى هَذَا يَدُلُّ سِيَاقُ أَكْثَرِ الْآيَاتِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي هَذِهِ الْكَوَائِنِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَا إِسْنَادَهُ فِي صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَقَدْ ذَكَرْنَا أَحَدَ الْحَدِيثَيْنِ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ آخِرَهُ وَعَلَى مِثْلِ ذَلِكَ يَدُلُّ أَكْثَرُ الْأَحَادِيثِ فَمِنْهَا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَغَيْرُهُ فِي بَعْثِ النَّارِ "

355 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَا: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ، أنبأ وَكِيعٌ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حدثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: قمْ يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، يا رب وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ قَالَ فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، قَالَ: فَحِينَئِذٍ يَشِيبُ الْمَوْلُودُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى، وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ " فَيَقُولُونَ: وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعٌ وَتِسْعُونَ مِنْ يَأْجُوجَ، وَمَأْجُوجَ وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ "، فَقَالَ النَّاسُ: اللهُ أَكْبَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرَ النَّاسُ "

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوِ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، وَفِي حَدِيثِهِ: " أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ، وَمَأْجُوجَ أَلْفًا وَمِنْكُمْ رَجُلٌ " " وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1] إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَا: مَعْنَى مَا رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِهِمَا قَالَ: " اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَعَكُمْ لَخَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ أَحَدٍ قَطُّ إِلَّا كَثَّرَتَاهُ مَعَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ، وَبَنِي إِبْلِيسَ " وَقَالُوا: وَمَنْ هُمَا ؟ قَالَ: " يَأْجُوجُ، وَمَأْجُوجُ " "

وَرُوِّينَا، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ، وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }، أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ: " عَلَى الصِّرَاطِ "

وَفِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زِيَادَةٌ قَالَ: " هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ " " وَالْجِسْرُ: هُوَ الصِّرَاطُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: { وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } [الانشقاق: 4] فَمَعْنَاهُ قَدْ أَلْقَتْ مَا فِيهَا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } [الزلزلة: 1] مَعْنَاهُ: وَقَدْ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا، وَسيَاقُ الْآيَةِ يدُلُّ عَلَى ذَلِكَ، وقَوْلُهُ: { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّوَرِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } [الحاقة: 13] فَمَعْنَاهُ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ وَاللهُ أَعْلَمُ "

فَصْلٌ " فِي مَعْنَى قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ، وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } [المعارج: 4] رُوِّينَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَاحِبِ الْكَنْزِ إِذَا لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ جِيئَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَبِكَنْزِهِ فَيُحْمَى صَفَائِحُ فى نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَبْهَتُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " وَرُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ: { يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ } [السجدة: 5] قَالَ: " هَذَا فِي الدُّنْيَا، وَقَوْلُهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، فَهَذَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَهُ اللهُ عَلَى الْكَافِرِينَ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " وَرُوِّينَا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنْ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ " وَيُرْوَى ذَلِكَ مَرْفُوعًا:

وَرُوِي فِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مَا طُولُ هَذَا الْيَوْمِ ؟ فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيُخَفِّفُ عَلَى الْمُؤْمِنْ حَتَّى يَكُونَ أَهْوَنَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ يُصَلِّيَهَا فِي الدُّنْيَا " " وَقَدْ ذَكَرْنَا أَسَانِيدَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ "

356 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَظُنُّهُ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يُخَفِّفُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ طُولَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَوَقْتِ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " هَذَا وَجَدْتُهُ فِي فَوَائِدَ أَبِي عَمْرٍو، وَلَا أَدْرِي مَنِ الْقَائِلِ أَظُنُّهُ " وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، عَنْ حَمْزَةَ

وَذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْهُ

357 - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْاسْفَرَايِينِيُّ الْإِمَامُ، أنبأ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْهُذَيْلِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: { تَعْرُجُ } [المعارج: 4] " يَعْنِي: تَصْعَدُ " . { الْمَلَائِكَةُ } [المعارج: 4] " مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْعَرْشِ "، { وَالرُّوحُ } [المعارج: 4] " يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَيْهِ فى الدُّنْيَا "، { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ } [المعارج: 4] " عِنْدَكُمْ يَا بَنِي آدَمَ "، { خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } [المعارج: 4] يَعْنِي بِقَوْلِهِ: { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } [المعارج: 4] يَقُولُ: " لَوْ وَلِيَ حِسَابَ الْخَلَائِقِ، وَعَرَضَهُمْ غَيْرِي لَمْ يَفْرُغْ مِنْهُ إِلَّا فِي مِقْدَارِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، فَإِذَا أَخَذَ اللهُ فِي عَرْضِهِمْ يَفْرُغُ اللهُ مِنْهُ فِي مِقْدَارِ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا فَلَا يَنْتَصِفُ ذَلِكَ الْيَوْمُ حَتَّى يَسْتَقِرَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا } [الفرقان: 24] يَقُولُ: " لَيْسَ مَقِيلُهُمْ كَمَقِيلِ أَهْلِ النَّارِ " " وَإِلَى مَعْنَى هَذَا ذَهَبَ الْكَلْبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ الَّذِي يَرْوِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي لَوْ وَلِيَ مُحَاسَبَةَ الْعِبَادِ غَيْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَمْ يَفْرُغْ مِنْهُ فِي خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَرُوِّينَا عَنِ الْفَرَّاءِ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: يَقُولُ: " لَوْ صَعِدَ غَيْرُ الْمَلَائِكَةِ لَصَعَدُوا فِي قَدْرِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " وَإِلَى مَعْنَى هَذَا ذَهَبَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ، وَقَالَ: " التَّقْدِيرُ إِنَّمَا هُوَ لِعُرُوجِ الْمَلَائِكَةِ، وَالرُّوحِ مِنَ الْأَرْضِ يَعْنِي إِلَى الْعَرْشِ، وَقَدْ قَالَ: فِي غَيْرِ هَذِهِ السورة { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } [السجدة: 5] فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى أَنَّهَا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ تَعْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فى يَوْمِهَا فَتَقْطَعُ مَا لوِ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى قَطْعِهَا مِنَ الْمَسَافَةِ، لَمْ يَقْطَعُوهَا إِلَّا فِي أَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، وَيَنْزِلُ مِنْ عِنْدَ الْعَرْشِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ يَعْرُجُ مِنْهَا إِلَيْهِ مِنْ يَوْمِهَا، وَلَوِ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى قَطْعِ هَذَا الْمِقْدَارِ مِنَ الْمَسَافَةِ لَمْ يَقْطَعُوهَا إِلَّا فِي خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ تَقْدِيرِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِسَبِيلٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ صِلَةِ قَوْلِهِ " ذِي الْمَعَارِجِ "، وَقَوْلِهِ: { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا } [المعارج: 7] عَادَ إِلَى ذِكْرِ الْعَذَابِ الَّذِي وَصَفَهُ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ " وَأَكَّدَ هَذَا ممَا حُكِيَ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ قَالَ: " إن مَا بَيْنَ الْأَرْضِ وَالْعَرْشِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِنَا وَشُهُورِنَا وَسِنِينِنَا " قَالَ: " وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَسْتَطِيعُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْ تَنْزِلَ إِلَى الْأَرْضِ مِنْ أَعْلَى مَقَامٍ لَهُمْ فِي السَّمَوَاتِ وَفَوْقَهَا، ثُمَّ تعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ، فَأَمَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ إِمَّا لِأَنَّ السَّمَوَاتِ إِذَا طُوِيَتْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ مِصْعَدٌ يُقْرَوْنَ فِيهِ، وَإِمَّا لِمَا يُشاهِدُونَ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ، وَشِدَّةِ غَضَبِهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَلَى أَهْلِ الْعِنَادِ مِنْ عِبَادِهِ فَيَفْتُرُ قُوَاهُمْ فَيَحْتَاجُونَ إِلَى الْعُرُوجِ إِلَى مُدَّةٍ أَطْوَلَ مِمَّا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْهَا قَبْلَهُ فَقَدَّرَ اللهُ ذَلِكَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ عَلَى مَعْنَى أَنَّ غَيْرَهُمْ لَوْ قَطَعَهَا لَمْ يَقْطَعْهَا إِلَّا فِي خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَهَكَذَا كَمَا جَاءَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ مِنْ أَنَّ الْعَرْشَ عَلَى كَوَاهِلِ أَرْبَعَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، ثُمَّ أَخْبَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَمَانِيَةً وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَفْتُرُ قُوَاهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَى مَا ذَكَرْنَا فَيُؤَيَّدُونَ بِغَيْرِهِمْ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِجَمِيعِ ذَلِكَ نَسْأَلُ اللهَ خَيْرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الْيَوْمِ "

358 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ رِيابٍ قَالَ: " حَمَلَةُ الْعَرْشِ يَتَجَاوَبُونَ بِصَوْتٍ حَسَنٍ رَخِيمٍ يَقُولُ الْأَرْبَعَةُ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَيَقُولُ الْأَرْبَعَةُ الْآخَرُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ "

التَّاسِعُ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ، وَهُوَ بَابٌ فِي أَنَّ دَارَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَآبهُمُ الْجَنَّةُ وَدَارَ الْكَافِرِينَ وَمَآبَهُمُ النَّارُ " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً، وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: 82] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: فِيمَا وَصَفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: { يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [هود: 105] قَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: { عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هود: 108]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ } [هود: 107] يُرِيدُ بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ مِنْ وَقْفِهِمْ حَيْثُ كَانُوا فِيهِ إِلَى أَنْ حُوسِبُوا وَوُزِنَتْ أَعْمَالُهُمْ، وَسِيقَ كُلُّ فَرِيقٍ إِلَى حَيْثُ قُضِيَ لَهُ بِهِ، وَقَوْلُهُ: { مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ } يُرِيدُ بِهِ التَّأْبِيدَ بِدَوَامِهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ مِنَ الزِّيَادَةِ عَلَيْهَا، وَإِلَّا بِمَعْنَى سِوَى وَذَلِكَ يَحْسُنُ إِذَا كَانَ الْمُسْتَثْنَى أَكْثَرَ مِنَ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ كَرَجُلٍ يَقُولُ: لِفُلَانٍ عَلَيَّ أَلْفُ دِرْهَمٍ إِلَّا الألْفَيْنِ الَّتِي هِيَ إِلَى سَنَةٍ يُرِيدُ سِوَى الْأَلْفَيْنِ، وَقَدْ

بَسَطْنَا الْكَلَامُ فِي ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ عَنِ الْفَرَّاءِ، وَعَنِ الْحَلِيمِيِّ رَحِمَهُ اللهُ "

359 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ، حدثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، حدثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، حدثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرِ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حدثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي رِوَايَةِ أَبِي طَاهِرٍ، وَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ " . رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ شَاعِرٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وإِذَا ظَهَرَ أَنَّ مآبَ الْمؤمنينَ الْجَنَّةُ، وَمآبَ الْكَافِرِينَ النَّارُ، فَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } [المطففين: 7]، وَ { إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } [المطففين: 18] وكَانَ الْمَعْنَى مَا كُتِبَ لِهَؤُلَاءِ وَلِهَؤُلَاءِ عَلِمْنَا أَنَّ السِّجِّينَ خِلَافُ الْعِلِّيِّينَ كَمَا أَنَّ الْفُجَّارَ خِلَافُ الْأَبْرَارِ، وَسَمَّى اللهُ جَلَّ ثَنَاءهٌ النَّارَ بالْهَاوِيَةِ وَوَصَفَ الْجَنَّةَ أَنَّهَا عَالِيَةٌ وجَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ رُوَحَ الْمُؤْمِنِ تَعْلَى بِهِ، وَرُوحَ الْكَافِرِ يهْوِي بِهِ، وَلَمْ نَعْلَمْ أَحَدًا قَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ فِي الْأَرْضِ ثَبَتَ أَنَّ الْجَنَّةَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ، وَدُونَ الْعَرْشِ، واحْتَمَلُ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ } [التكوير: 11]، أَنَّهَا تُكْشَطُ عَمَّا وَرَاءَهَا مِنَ الْجِنَانِ فتَنْظُرُ آثَارَهَا، وَأَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِزْلَافَهَا فِي قَوْلِهِ: { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } [الشعراء: 90] " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:

360 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حدثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: " وَإِنَّ أَكْرَمَ الْخَلَائِقِ عَلَى اللهِ تَعَالَى أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللهُ الْخَلَائِقَ أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيًّا وَنَبِيًّا، ثُمَّ يُوضَعُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ فَيَقُومُ وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا، وَفَاجِرُهَا فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ فَيَطْمِسُ اللهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ، وَيَنْجُو النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَثْبًا يُرُونَهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ عَلَى يَسَارِكَ " ثُمَّ ذَكَرَ مُرُورَ كُلِّ نَبِيٍّ وَأُمَّتِهِ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَفِي وُرُودِ الْأَخْبَارِ بِذِكْرِ الصِّرَاطِ، وَهُوَ جِسْرُ جَهَنَّمَ بَيَانٌ أَنَّ الْجَنَّةَ فِي الْعُلُوِّ كَمَا أَنَّ جَهَنَّمَ فِي السُّفْلِ إِذْ لَوْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ لَمْ يَحْتَجِ الصَّائِرُ إِلَيْهَا إِلَى جِسْرٍ "

قَالَ: وَرُوِي عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ عَلَى جَهَنَّمَ جِسْرًا أَدَقَّ مِنَ الشَّعْرِ وأحد مِنَ السَّيْفِ أَعْلَاهُ نَحْوَ الْجَنَّةِ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ بِجَنْبَيْهِ كَلَالِيبُ، وَحَسَكُ النَّارِ يَحْبِسُ اللهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ الزَّالُّونَ وَالزَّالَّاتُ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَالْمَلَائِكَةُ بِجَانِبَيْهِ قِيَامٌ يُنَادُونَ اللهُمَّ سَلِّمْ، اللهُمَّ سَلِّمْ فَمَنْ جَاءَ بِالْحَقِّ جَازَ، وَيُعْطَوُنَ النُّورَ يَوْمَئِذٍ عَلَى قَدْرِ إِيمَانِهِمْ، وَأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْضِي عَلَيْهِ كَلَمْحِ الْبَرْقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْضِي عَلَيْهِ كَمَرِّ الرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا إِلَى مَوْضِعِ قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْبُو حَبْوًا ، وَتَأْخُذُ النَّارُ مِنْهُ بِذُنُوبٍ أَصَابَهَا، وَهِيَ تَحْرِقُ مَنْ يَشَاءُ اللهُ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهِمْ حَتَّى ينْجُوَ وَتَنْجُوَ أَوَّلَ أَوَّلَ زُمْرَةٍ سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضٍوَاءِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغُوا إِلَى الْجَنَّةِ بِرَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ فِيمَا

361 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ،

حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ غَيْرَ أَنَّ مَعْنَى مَا رُوِيَ فِيهِ مَوْجُودٌ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، الَّتِي وَرَدَتْ فِي ذِكْرِ الصِّرَاطِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي كِتَابِ الْبَعْثِ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " قَوْلُهُ فِي الصِّرَاطِ أنَّهُ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ مَعْنَاهُ، أَنَّ أَمْرَ الصِّرَاطِ، وَالْجَوَازِ عَلَيْهِ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ أَيْ يَكُونُ يُسْرُهُ وَعُسْرُهُ عَلَى قَدْرِ الطَّاعَاتِ وَالْمَعَاصِي، وَلَا يَعْلَمُ حُدُودَ ذَلِكَ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِخَفَائِهَا وَغُمُوضِهَا وَقَدْ جَرَتِ الْعَادَةُ بِتَسْمِيَةِ الخامِضِ الْخَفِيِّ دَقِيقًا، وَضَرَبَ الْمَثَلَ لَهُ بِدِقَّةِ الشَّعْرَةِ، وَقَوْلُهُ: " إِنَّهُ أَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ " فَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّ الْأَمْرَ الدَّقِيقَ الَّذِي يَصْدُرُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلَى الْمَلَائِكَةِ فِي إِجَازَةِ النَّاسِ عَلَى الصِّرَاطِ يَكُونُ فِي نَفَاذِ حَدِّ السَّيْفِ وَمُضِيِّهِ اسراعا مِنْهُمْ إِلَى طَاعَتِهِ، وَامْتِثَالِهِ وَلَا يَكُونُ لَهُ مَرَدٌّ كَمَا أَنَّ السَّيْفَ إِذَا نَفِذ بِحَدِّهِ وَقُوَّةِ ضَارِبِهِ فِي شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَرَدٌّ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا اللَّفْظُ مِنَ الْحَدِيثِ لَمْ أَجِدْهُ فِي الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ "

وَرُوِيَ عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا " الصِّرَاطُ كَحَدِّ الشَّفْرَةِ أَوْ كَحَدِّ السَّيْفِ " " وَهِيَ أَيْضًا رِوَايَةٌ ضَعِيفَةٌ، وَرُوِيَ بَعْضُ مَعْنَاهُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا، وَجَاءَ عَنْهُ مِن قَوْلِهِ " وَرُوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: " الصِّرَاطُ فِي سَوَاءِ جَهَنَّمَ مَدْحَضَةٌ مَزلة كَحَدِّ السَّيْفِ الْمُرْهَفِ " وَرُوِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ أَنَّهُ قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ الصِّرَاطَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ الْجِسْرُ يَكُونُ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ أَدَقَّ مِنَ الشَّعْرِ، وَعَلَى بَعْضِهِمْ مِثْلَ الدَّارِ وَالْوَادِي الْوَاسِعِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لِشِدَّةِ مُرُورِهِ عَلَيْهِ وَسُقُوطِهِ عَنْهُ يُشْبِهُ بِذَلِكَ، وَاللهُ أَعْلَمُ " وَأَمَّا مَا قِيلَ فِي رِوَايَةِ أَنَسٍ مِنْ أَنَّ: " أَعْلَى الْجِسْرِ نَحْوَ الْجَنَّةِ " " فَفِيهِ بَيَانٌ أَنَّ أَسْفَلُهُ نَحْوَ طَرَفِ الْأَرْضِ، وَذَلِكَ لِمَا مَضَى بَيَانُهُ مِنْ أَنَّ جَهَنَّمَ سَافِلَةٌ، وَالْجَنَّةَ عَالِيَةٌ "

362 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، حدثنا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: " إِذَا قَامَتِ الْقِيَامَةُ وَقَضَى اللهُ بَيْنَ أَهْلِ الدَّارَيْنِ أَمَرَ بِالْفَلَقِ فَيُكْشَفُ عَنْ سَقرَ وَهُوَ غِطَاؤُهَا فَتخْرُجُ مِنْهُ نَارٌ فَتَحْرِقُ نار جَهَنَّمَ، وَتَأْكُلُهَا كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ فِي الدُّنْيَا الْقُطْنَ الْمَنْدُوفَ، فَإِذَا وَصَلَتِ الْبَحْرَ الْمُطْبَقَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ وَهُوَ بَحْرُ الْبُحُورِ نَشَّفَتْهُ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ الْعَيْنِ نشفًا فَيَنْضَبَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ مَكَانَهُ مَاءٌ قَطُّ، وَهُوَحَاجِزٌ بَيْنَ جَهَنَّمَ، وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ فَإِذَا نَشِفَتْ مَاءُ ذَلِكَ الْبَحْرِ اشْتَعَلَتْ فِي الْأَرَضِينَ السَّبْعِ فَتَدَعُهَا جَمْرَةً وَاحِدَةً " وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِيَهُودِيٍّ: " أَيْنَ جَهَنَّمُ ؟ " قَالَ: تَحْتَ الْبَحْرِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: " صَدَقَ، ثُمَّ قَرَأَ { وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ } [الطور: 6] " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَيُحْتَمَلُ مَا حَكَيْنَاهُ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ مَعْنَى مَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ } وَيَكُونُ ذَلِكَ بَعْدَ رُكُوبِ النَّاسِ الصِّرَاطَ "

ورُوِّينَا، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَتْ: فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ: " عَلَى الصِّرَاطِ " " ثُمَّ قَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إِنَّ الْكُفَّارَ لَا يُجَاوِزُونَ عَلَى الصِّرَاطِ لِأَنَّهُمْ فِي مَعْدِنِ النَّارِ، فَإِذْ خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ وَخَلصُوا عَلَى الصِّرَاطِ انْفَرَدَ الْكُفَّارُ بِمَوَاقِفِهِمْ، وَصَارَ مَوَاقِفُهُمْ مِنَ النَّارِ قَالَ غَيْرُهُمْ: إِنَّهُمْ يَرْكَبُونَ الصِّرَاطَ، ثُمَّ قَدْ تَكُونُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ فُرُوجًا فِي الْجسرِ كَأَبْوَابِ السُّطُوحِ فَهُمْ يُقْذَفُونَ مِنْهَا فِي جَهَنَّمَ لِيَكُونَ غَمُّهُمْ أَشَدَّ وَأَفْظَعَ، وَإِلْقَاؤُهُمْ مِنَ الْجِسْرِ أَخْوَفُ وَأَهْوَلُ، وَفَرَحُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْخَلَاصِ أَكْثَرُ وَأعْظَمُ، وَلَعَلَّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ } [يس: 59] يَكُونُ فِي هَذَا الْوَقْتِ وَمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } [الملك: 8]، وَقَوْلِهِ: { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } [ق: 24] كَالدَّلِيلِ عَلَى هَذَا لِأَنَّ الْإِلْقَاءَ فِي الشَّيْءِ أَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الطَّرْحِ مِنْ عُلُوٍّ إِلَى سُفْلٍ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِكَيْفِيَّةِ ذَلِكَ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَالْأَشْبَهُ أَنَّهُمْ يَرْكَبُونَ الْجِسْرَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ لِيَمْشُوا فِي نُورِهِمْ فَيُظْلِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْمُنَافِقِينَ فَيَقُولُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ { انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا } [الحديد: 13] فَيَرْجِعُونَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي قُسِمَ فِيهِ النُّورُ عَلَى قَدْرِ إِيمَانِهِمْ، وَأَعْمَالِهِمْ فَلَا يَجِدُونَ شَيْئًا فَيَنْصَرِفُونَ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ ضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُوَرٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ، أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ نُصَلِّي بِصَلَاتِكُمْ، وَنَغْزُو مَغَازِيَكُمْ قَالُوا: بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَيُحْتَمَلُ وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا السُّوَرَ إِنَّمَا يُضْرَبُ عِنْدَ انْتِهَاءِ الصِّرَاطِ، وَيُتْرَكُ لَهُ بَابٌ يَخْلُصُ مِنْهُ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ فَذَلِكَ هُوَ الرَّحْمَةُ الَّتِي فِي بَاطِنِهِ . وَأَمَّا ظَاهِرَهُ فَإِنَّهُ يَلِي النَّارَ، وَإِنْ كَانَتِ النَّارَ سَافِلَةً عَنْهُ لَا مُحَاذِيَةً إِيَّاهُ، فإذا لَمْ يَجِدِ الْمُنَافِقُونَ إِلَى بَاطِنِ السُّوَرِ سَبِيلًا فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ يُقْذَفُوا مِنْ أَعْلَى الصِّرَاطِ فيَهْوُونَ منه إِلَى الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ هَذَا بِاسْتِهْزَائِهِمْ بِالْمُؤْمِنِينَ فِي دَارِ الدُّنْيَا كَمَا شَرَحْنَا فِي كِتَابِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ "

فَصْلٌ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينُ، ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا، ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا } [مريم: 69] إِلَى قَوْلِهِ: { وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } [مريم: 72] اخْتَلَفَ أَهْلُ العلم بالتَّفْسِيرِ فِي مَعْنَى هَذَا الْورُودِ، فَذَهَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ فِي أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ إِلَى أَنَّ: " الْمُرَادَ بِهِ الدُّخُولُ، وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: { أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [الأنبياء: 98] لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا، وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ: { فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوَرْدُ الْمَوْرُودُ } [هود: 98]، وَالْمُرَادُ بِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الدُّخُولُ كَذَلِكَ قَوْلُهُ: { إِلَّا وَارِدُهَا } [مريم: 71] وَالْمُرَادُ بِهِ الدُّخُولُ " . وَذَلِكَ حِينَ جَادَلَهُ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ قَالَ لِنَافِعِ بْنِ الْأَزْرَقِ: " أَمَّا أَنَا وَأَنْتَ فَسَنَدْخُلُهَا فَانْظُرْ هَلْ نَخْرُجُ أَمْ لَا ؟ "

وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " هُمُ الْكُفَّارُ وَلَا يَرِدُهَا مُؤْمِنٌ " " وَهَذَا مُنْقَطِعٌ وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَكْثَرُ وَأَشْهَرُ " وَرُوِّينَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ أَنَّهُ بَكَى وَبَكَتِ امْرَأَتُهُ لِبُكَائِهِ، وَقَالَ: " إِنِّي أَعْلَمُ أَنِّي وَارِدٌ النَّارَ، وَلَا أَدْرِي أَنَاجٍ مِنْهَا أَمْ لَا ؟ "

وَرَوَى عَنِ السُّدِّيُّ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ بِأَعْمَالِهِمْ " وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " يَدْخُلُونَهَا "، أَوْ قَالَ: " يَلِجُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ " وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا } [مريم: 71] قَالَ: " الصِّرَاطُ عَلَى جَهَنَّمَ مِثْلُ حَدِّ السَّيْفِ فَتَمُرُّ الطَّائِفَةُ الْأُولَى كَالْبَرْقِ، وَالثَّانِيَةُ كَالرِّيحِ، وَالثَّالِثَةُ كَأَجْوَدِ الْخَيْلِ، وَالرَّابِعَةُ كَأَجْوَدِ الْإِبِلِ وَالْبَهَائِمِ يَمُرُّونَ وَالْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ " " وَقَدْ ذَكَرْنَا أَسَانِيدَ هَذِهِ الْآثَارِ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ "

وَرُوِّينَا عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَيَلِجَ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ " ثُمَّ قَرَأَ سُفْيَانُ: { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا } [مريم: 71] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا سُفْيَانُ، بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ وَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " فَتَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ " " وَهَذَا يُؤَكِّدُ قَوْلَ مَنْ قَالَ: الْمُرَادُ بِالْوُرُودِ الدُّخُولُ "

364 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ قَالَ: يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو أَيُّوبَ الْوَاشِحِيُّ، حدثنا أَبُو صَالِحٍ غَالِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ الْبُرْسَانِيِّ، عَنْ أَبِي سُمَيَّةَ قَالَ: اخْتَلَفْنَا فِي الْورُودِ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ قَوْمٌ: لَا يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ، وَقَالَ آخَرُونَ: يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا، ثُمَّ يُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا، وَيذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ، فَلَقِيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا، فَقُلْتُ: إِنَّا اخْتَلَفْنَا فَذَكَرَ اخْتِلَافَهُمْ قَالَ: فَأَهْوَى جَابِرٌ بِإِصْبَعِهِ إِلَى أُذُنِهِ فَقَالَ: صُمَّتْ إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْورُودُ: الدُّخُولُ لَا يَبْقَى بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى إِنَّ لِلنَّارِ - أَوْ قَالَ لِجَهَنَّمَ - ضجيجا مِنْ بَرْدِهِمْ، ثُمَّ يُنَجِّي الله الَّذِينَ اتَّقَوْا وَيذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ " ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ " وَشَاهِدُهُ في الْحَدِيثُ الثَّابِتُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: خامِدَةً " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " وَإِنَّمَا أَرَادَ تَأْوِيلَ قَوْلِهِ: { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا } [مريم: 71] فَيَقُولُ وُرُودُهَا، وَلَمْ يُصِبْهُمْ مِنْ حَرِّهَا شَيْءٌ إِلَّا لِيُبِرَّ اللهُ قَسَمَهُ "

365 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: " لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا " . قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْتَهَرَهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ: { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا } [مريم: 71]، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا، وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } [مريم: 72] " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا نَفَى عَنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ دُخُولَ النَّارِ دُخُولَ الْبَقَاءِ فِيهَا، أَوْ دُخُولًا يَمَسُّهُمْ مِنْهَا أَذًى لَا أَصْلَ الدُّخُولِ أَلَا تَرَاهُ احْتَجَّ بِقَوْلِهِ: { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا، وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } [مريم: 72]، وَقَدْ يَكُونُ الْمَحْفُوظُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ رِوَايَةَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَيَكُونُ ذَلِكَ وُلُوجًا مِنْ غَيْرِ مس نَارٍ، وَإِصَابَةِ أَذًى " كَمَا رُوِّينَا عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَهُو مِنْ أَكَابِرِ التَّابِعِينَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالُوا: يَا رَبِّ أَلَمْ تَعِدْنَا أَنْ نَرِدَ النَّارَ ؟ قَالَ: بَلَى مَرَرْتُمْ بِهَا وَهِيَ خامِدَةٌ " وَرُوِّينَا عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَنَّهُ قَالَ: " يَجْعَلُ اللهُ النَّارَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا جَعَلَهَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

366 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو بَكْرٍأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَزَّارُ، حدثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ، حدثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، حدثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قال " تُمْسِكُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَبْيَضَّ كَأَنَّهَا مَتْنُ إِهَالَةٍ، فَإِذَا اسْتَوَتْ عَلَيْهَا أَقْدَامُ الْخَلَائِقِ بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ نَادَى مُنَادٍ أَنْ خُذِي أَصْحَابَكِ، وَدَعِي أَصْحَابِي " . قَالَ: " فَلَهِيَ أَعْرَفُ بِهِمْ مِنَ الرَّجُلِ بِوَلَدِهِ " . قَالَ: " فَيُخْسَفُ بِهِمْ، وَيَخْرُجُ الْمُؤْمِنُ مِنْهَا نَدِيَّةً ثِيَابُهُمْ " " كَذَا فِي الْكِتَابِ " قَالَ: قَالَ: "، وَلَمْ يَذْكُرْ قَائِلَهُ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ بِكَعْبِ الْأَحْبَارِ "

367 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، حدثنا يَزِيدُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " يُجَاءُ بِجَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهَا مَتْنُ إِهَالَةٍ حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ عَلَيْهَا أَقْدَامُ الْخَلَائِقِ نَادَى مُنَادٍ خُذِي أَصْحَابَكِ، وَدَعِي أَصْحَابِي " . قَالَ: " فَيُخْسَفُ بِأُولَئِكَ " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " الْإِهَالَةُ: مَا أُذِيبَ مِنَ الْأَلْيَةَ وَالشَّحْمِ، وَمَتْنُ الْإِهَالَةِ: ظَهْرُهَا إِذَا سُكِّن الذَّائِبُ مِنْهَا فِي الْإِنَاءِ فَإِنَّمَا شَبَّهَ كَعْبٌ سُكُونَ جَهَنَّمَ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ الْكَافِرُ فِي جَوْفِهَا بِذَلِكَ " وَمِمَّا يُبَيِّنُهُ حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ

قَالَ: أَبُو عُبَيْدٍ، حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حدثنا بَكَّارُ بْنُ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: " لَمَّا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالُوا: يَا رَبِّ أَلَمْ تَكُنْ وَعَدْتَنَا الْورُودَ ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنَّكُمْ مَرَرْتُمْ بِجَهَنَّمَ وَهِيَ جَامِدَةٌ " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: خَامِدَةٌ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " وَإِنَّمَا أَرَادَ تَأْوِيلَ قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا } [مريم: 71] فَيَقُولُ: وُرُودُهَا وَلَمْ يُصِبْهُمْ مِنْ حَرِّهَا شَيْءٌ إِلَّا لِيُبِرَّ اللهُ قَسَمَهُ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَقَدْ يَكُونُ هَذَا الْورُودُ مِنْ وَرَاءِ الصِّرَاطِ " كَمَا: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ " وَسَمَّاهُ بِاسْمِ النَّارِ لِأَنَّهُ جِسْرُ جَهَنَّمَ، وَمِنْهُ يُلْقَى فِيهَا مَنْ يُلْقَى، وَمِنْهُ تَخْطَفُ الْكَلَالِيبُ مَنْ تَخْطَفُ وَعَلَيْهِ الْحَسَكُ وَأَلْوَانُ الْعَذَابِ مَا عَلَيْهِ إِلَّا أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا يَعْنِي بِالْجَوَازِ عَنْهُ، وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا أَيْ فِي جَهَنَّمَ جِثِيًّا عَلَى الرُّكَبِ بَعْدَمَا يُلْقِي فِيهَا مِنَ الصِّرَاطِ وَاللهُ أَعْلَمُ "

وَقَدْ رُوِّينَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ الرُّؤْيَةِ قَالَ: " فَيُنْصَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، وَيَقُولُونَ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمٍ " . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْجِسْرُ ؟ قَالَ: " دَحْضٌ مَزِلَّةٌ عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكٌ يَكُونُ، بنجد فِيهِ شَوْكٌ يُقَالُ لَهُ السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ , وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ " " وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ تجُرُّ يَد وَتُعَلَّقُ يَدٌ، وَتجُرُّ رِجْلٌ وَتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ فَيَخْلُصُونَ فَإِذَا خَلَصُوا قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْكِ بَعْدَ الَّذِي أَرَانَاكِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا إِسْنادَهُمَا مَعَ مَا يَشْهَدُ لَهُمَا فِي الْخَامِسِ مِنْ كِتَابِ الْبَعْثِ وَاللهُ أَعْلَمُ، وَذَلِكَ يُبَيِّنُ مَا قُلْنَاهُ فِي الْورُودِ أَنْه يَحْتَمِلَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ الْمُرُورَ عَلَى الصِّرَاطِ وَاللهُ أَعْلَمُ "

368 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا } [مريم: 71] قَالَ: " مَنْ حُمَّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ وَرَدَهَا "

369 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْهِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ خَالِدٍ الدُّرَيْكِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ " النَّارَ تَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا مُؤْمِنُ جُزْ فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي " " تَفَرَّدَ بِهِ سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورٍ وَهُوَ مُنْكَرٌ "

فَصْلٌ فِي فِدَاءِ الْمُؤْمِنِ

370 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيٌ بِمَرْوَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حدثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أخبرنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، حدثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ فَقِيلَ لَهُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ " لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي طَاهِرٍ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَوْنٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ غَيْرُ هَؤُلَاءِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

371 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَامِدٍ الْبَزَّازُ بِهَمْدَانَ، حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، حدثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَعَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُمَا شَهِدَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمُوتُ رَجُلٌ من المُسْلِمين إِلَّا أَدْخَلَ اللهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " فَقَالَ عَوْنٌ: " وَلَمْ يُنْكِرْ سَعِيدٌ عَلَى عَوْنٍ قَوْلَهُ فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِأَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَفَ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ عَفَّانَ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهِ: وَرُوِّينَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ

عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْرًا، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، لَوْ أَحْسَنَ لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً " أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا فَيَّاضُ بْنُ زُهَيْرٍ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حدثنا شُعَيْبٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ فَذَكَرَهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا "

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ " مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا لَهُ مَنْزِلَانِ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ " . قَالَ: " فَذَلِكَ: { أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ } [المؤمنون: 10]

373 - " أَخْبَرَنَاه أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ وَهُوَ الْأَصَمُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ الْآخِرَةَ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ تَفْسِيرًا لِحَدِيثِ الْفِدَاءِ، وَالْكَافِرُ إِذَا أُورِثَ عَلَى الْمُؤْمِنِ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَالْمُؤْمِنُ إِذَا أُورِثَ عَلَى الْكَافِرِ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ يَصِيرُ فِي التَّقْدِيرِ كَأَنَّهُ فُدِيَ الْمُؤْمِنُ بِالْكَافِرِ، وَاللهُ أَعْلَمُ . وَقَدْ عَلَّلَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ حَدِيثَ الْفِدَاءِ بِرِوَايَةِ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ وَبِرِوَايَةِ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، وَبِرِوَايَةِ حُمَيْدٍ عَنْهُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ الْخَبَرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّفَاعَةِ، وَأَنَّ قَوْمًا يُعَذَّبُونَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ وَأَبَيْنَ . وَحَدِيثُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَحَّ عِنْدَ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَغَيْرِهِ رَحِمَهُمُ اللهُ مِنَ الْأَوْجُهِ الَّتِي أَشَرْنَا إِلَيْهَا وَغَيْرِهَا وَوَجْهُهُ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَذَلِكَ لَا يُنَافِي حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ، فَإِنَّ حَدِيثَ الْفِدَاءِ وَإِنْ وَرَدَ مَوْرِدَ الْعُمُومِ فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ كُلَّ مُؤْمِنٍ قَدْ صَارَتْ ذُنُوبُهُ مُكَفَّرَةً بِمَا أَصَابَهُ مِنَ الْبَلَايَا فِي حَيَاتِهِ فَفِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ، إِنَّ أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ جَعَلَ اللهُ عَذَابَهَا بِأَيْدِيهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللهُ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ فَكَانَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ، وَحَدِيثُ الشَّفَاعَةِ يَكُونُ فِيمَنْ لَمْ تَصِرْ ذُنُوبُهُ مُكَفَّرَةً فِي حَيَاتِهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْقَوْلُ لَهُمْ فِي حَدِيثِ الْفِدَاءِ بَعْدَ الشَّفَاعَةِ وَاللهُ أَعْلَمُ " وَأَمَّا حَدِيثُ:

شَدَّادٍ أَبِي طَلْحَةَ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ مِثْلِ الْجِبَالِ يَغْفِرُهَا اللهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى " " فِيمَا أَحْسِبُ أَنَا قَالَهُ بَعْضُ رُوَاتِهِ، فَهَذَا حَدِيثٌ شَكٌّ فِيهِ رَاوِيهِ، وَشَدَّادُ أَبُو طَلْحَةَ مِمَّنْ تَكَلَّمَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ فِيهِ، وَإِنْ كَانَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ اسْتَشْهَدَ بِهِ فِي كِتَابِهِ فَلَيْسَ هُوَ مِمَنْ يُقْبَلُ مِنْهُ مَا يُخَالِفُ فِيهِ كيف، وَالَّذِينَ خَالَفُوهُ فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ عَدَدٌ وَهُوَ وَاحِدٌ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِمَّنْ خَالَفَهُ أَحْفَظُ مِنْهُ فَلَا مَعْنَى لِلِاشْتِغَالِ بِتَأْوِيلِ مَا رَوَاهُ مَعَ خِلَافِ ظَاهِرِ مَا رَوَاهُ الْأُصُولَ الصَّحِيحَةَ الْمُمَهَّدَةَ فِي: { أَلَّا تَزِرَ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [النجم: 38] وَاللهُ أَعْلَمُ "

374 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِملَاءً، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: قَالَ: سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } [الأعراف: 156] مَدَّ إِبْلِيسُ عُنُقَهُ فَقَالَ: أَنَا مِنَ الشَّيْءِ، فَنَزَلَتْ: { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ، وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 156] " قَالَ: " فَمَدَّت الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَعْنَاقَهَا فَقَالُوا: نَحْنُ نُؤْمِنُ بِالتَّوْرَاةِ، وَالْإِنْجِيلِ وَنُؤَدِّي الزَّكَاةَ " قَالَ: " فَاخْتَلَسَهَا اللهُ مِنْ إِبْلِيسَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَجَعَلَهَا لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَاصَّةً، فَقَالَ: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ } [الأعراف: 157] الْآيَةَ "

375 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ قَالَ: سَمِعْتُ الثِّقَةَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَذْكُرُ أَنَّهُ، رَأَى أَبَا بَكْرِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللهُ فِي الْمَنَامِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي دُفِنَ فِيهَا قَالَ: فَقُلْتُ: " أَيُّهَا الْأُسْتَاذُ، مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَقَامَ أَبَا الْحَسَنَ الْعَامِرِيَّ بِحِذَائِي، وَقَالَ لِي: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: " وَتُوُفِّيَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، أَبُو الْحَسَنِ الْعَامِرِيُّ، وَأَشَارَ إِلَى كَوْنِهِ مَعْرُوفًا بِالْإِلْحَادِ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفُسُوقِ، وَسُوءِ الْعَاقِبَةِ "

فَصْلٌ فِي أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: " الْأَعْرَافُ: هُوَ الشَّيْءُ الْمُشْرِفُ " وَرُوِّينَا عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّهُ قَالَ: " أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ: قَوْمٌ تَجَاوَزَتْ بِهِمْ حَسَنَاتُهُمُ النَّارَ، وَقَصُرَتْ بِهِمْ سَيِّئَاتُهُمْ عَنِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا: رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ فَقَالَ لَهُمْ: قُومُوا فَادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " " وَرُوِيَ ذَلِكَ مَرْفُوعًا بِمَعْنَاهُ "

وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ } [الأعراف: 46] قَالَ: " يَعْرِفُونَ أَهْلَ النَّارِ بِسَوَادِ الْوُجُوهِ وَأَهْلَ الْجَنَّةِ بِبَيَاضِ الْوُجُوهِ "، قَالَ: " وَالْأَعْرَافُ هُوَ السُّورُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ "، وَقَوْلُهُ: { لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } [الأعراف: 46] قَالَ: " هُمْ رِجَالٌ كَانَتْ لَهُمْ ذُنُوبٌ عِظَامٌ، وَكَانَ جَسِيمُ أَمْرِهِمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُونَ عَلَى الْأَعْرَافِ، فَإِذَا نَظَرُوا إِلَى الْجَنَّةِ طَمِعُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَإِذَا نَظَرُوا إِلَى النَّارِ تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْهَا فَأَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ "، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: { أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ } [الأعراف: 49] " يَعْنِي أَصْحَابَ الْأَعْرَافِ ": { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ، وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } [الأعراف: 49]

376 - " أَخْبَرَنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا قَالَ: أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَهُ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَرُوِّينَا فِي حَدِيثٍ مُرْسَلٍ ضَعِيفٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ فَقَالَ: قَوْمٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ فَمَنَعَتْهُمْ الْجَنَّةَ مَعْصِيَتُهُمْ آبَاءَهُمْ، وَمَنَعَهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: { وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ، وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } [الأعراف: 48] فَهَذَا قَوْلُهُمْ، وَهُمْ عَلَى السُّورِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ لِرِجَالٍ مِنَ الْكُفَّارِ، ثُمَّ يَنْظُرُونَ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَرَوْنَ فِيهَا الضُّعَفَاءَ، وَالْمَسَاكِينَ مِمَّنْ كَانَ يَسْتَهْزِئُ بِهِمُ الْكُفَّارُ فِي الدُّنْيَا فَيُنَادُونَهُمْ يَعْنِي فَيُنَادُونَ الْكُفَّارَ، أَهَؤُلَاءِ يَعْنِي الضُّعَفَاءَ، وَالْمَسَاكِينَ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ يَعْنِي إِذْ أَنْتُمْ فِي الدُّنْيَا لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ يَعْنِي الْجَنَّةَ، وَيَقُولُ اللهُ لِأَصْحَابِ الْأَعْرَافِ: { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ، وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } [الأعراف: 49] هَكَذَا فَسَّرَهُ الْكَلْبِيُّ فِيمَا رَوَاهُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: " هَذَا قَوْلُ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ لِرِجَالٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ، وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ، فَأَقْسَمَ أَهْلُ النَّارِ أَنَّ أَصْحَابَ الْأَعْرَافِ دَاخِلُونَ النَّارَ مَعَهُمْ، فَقَالَتِ: الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ حَبَسُوا أَصْحَابَ الْأَعْرَافِ عَلَى الصِّرَاطِ أَهَؤُلَاءِ يَعْنِي أَصْحَابَ الْأَعْرَافِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ يَا أَهْلَ النَّارِ، أنهم لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ، وَهُمْ دَاخِلُونَ النَّارَ مَعَكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ، وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ بِالْمَوْتِ " " وَهَذَا الْقَوْلُ أَشْبَهُ بِمَا رُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَمْرُ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ عَلَى الْأَصْلِ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرُهُ، وَهُوَ أَنَّ مَنْ وَافَى الْقِيَامَةَ مُؤْمِنًا وَلِسَيِّئَاتِهِ وَزْنٌ فِي مِيزَانِهِ، وَهُوَ بَيْنَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مِنْ غَيْرِ تَعْذِيبٍ وَبَيْنَ أَنْ يُعَذَّبَ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِ، ثُمَّ يُغْفَرُ لَهُ فَقَدْ يَكُونُ مِنْهُمْ مَنْ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فِي الْحَالِ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ وَلَكِنْ يُحْبَسُ عَلَى الْأَعْرَافِ وَهُوَ السُّورُ " قَالَ مُقَاتِلٌ: " عَلَى الصِّرَاطِ فَإِذَا أَرَادَ اللهُ دُخُولَهُمُ الْجَنَّةَ أَمَرَهُمْ بِدُخُولِهَا بِرَحْمَتِهِ وَبِشَفَاعَةِ الشُّفَعَاءِ " وَاللهُ أَعْلَمُ

فَصْلٌ " مِمَّا يَحِقُّ مَعْرِفَتُهُ فِي هَذَا الْبَابِ أَنْ يعْلَمَ أَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مَخْلُوقَتَانِ مُعَدَّتَانِ لِأَهْلِهِمَا، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ: { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران: 133]، وَقَالَ فِي النَّارِ: { أُعِدَّتِ لِلْكَافِرِينَ } [البقرة: 24] وَالْمُعَدَّةُ لَا تَكُونُ إِلَّا مَخْلُوقَةً مَوْجُودَةً، وَقَالَ فِي الْجَنَّةِ: { وَجَنَّةِ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ }، وَالْمَعْدُومُ لَا عَرْضَ لَهُ "

377 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ثُمَّ قَرَأَ: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17] وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مُعَاوِيَةَ " مِنْ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ

378 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حدثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَفِيهِ مِنَ الزِّيَادَةِ يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " وَفِي رِوَايَةِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَالْجَنَّةُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَالنَّارُ "

379 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ إِمْلَاءً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، حدثنا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، حدثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَرَجَعَ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَأَمَرَ بِالْجَنَّةِ فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَقَالَ: ارْجِعْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَهُ إِلَى النَّارِ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ تَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ يَسْمَعُ بِهَا فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَرَجَعَ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا بَابٌ كَبِيرٌ الْأَخْبَارُ فِيهِ كَثِيرَةٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي الْجُزْءِ الثَّامِنِ مِنْ كِتَابِ الْبَعْثِ، وَذَكَرْنَا فِي الْآخَرِ بَعْدَهُ مَا وَرَدَ مِنَ الْآثَارِ وَالْأَخْبَارِ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ، وَعَدَدِهَا وَصِفَةِ النَّارِ، وَعَدَدِهَا فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنِ الْإِعَادَةِ هَهُنَا وَدَلَّ الْكِتَابُ، ثُمَّ السُّنَّةُ عَلَى أَنَّ عَدَدَ الْجِنَّانِ أَرْبَعَةٌ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ قَالَ فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامِ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [الرحمن: 46]، ثُمَّ وَصَفَهُمَا ثُمَّ قَالَ: { وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } [الرحمن: 62] ثُمَّ وَصَفَهُمَا "

وَرُوِّينَا، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا " وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: " جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ " " وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ جَنَّةَ الْمَأْوَى اسْمٌ لِلْجَمِيعِ، وَكَذَلِكَ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَجَنَّةُ النَّعِيمِ، وَدَارُ الْخُلْدِ، وَدَارُ السَّلَامِ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْفِرْدَوْسُ أَيْضًا اسْمًا لِلْجَمِيعِ وَقَدْ قِيلَ: هِيَ اسْمٌ لِأَعْلَاهُنَّ دَرَجَةً، وَأَمَّا أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَهِيَ ثَمَانِيَةٌ "

رُوِّينَا ذَلِكَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَغَيْرِهِمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرُوِّينَا عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " وَإِنَّ لَهَا يَعْنِي الْجَنَّةَ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَهَنَّمَ: { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } [الحجر: 44] " وَرُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: " أَبْوَابُ جَهَنَّمَ هَكَذَا يَعْنِي بَابًا فَوْقَ بَابٍ " " وَرُوِّينَا فِي حَدِيثٍ مُرْسَلٍ أَنَّهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ جَهَنَّمُ: وَلَظَى، وَالْحُطَمَةُ، وَالسَّعِيرُ وَسَقَرُ، وَالْجَحِيمُ، وَالْهَاوِيَةُ . وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: جَهَنَّمُ اسْمٌ لِجَمِيعِ الدَّرَكَاتِ، وَدَرَكَاتُهَا سَبْعٌ فَذَكَرَ هَذِهِ وَذَكَرَ مَعَهُنَّ الْحَرِيقَ، وَأَمَّا إِكْرَامُ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ فَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ الرُّؤْيَةِ مَعَ مَا وَرَدَ فِيهِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَنْ أَرَادَ مَعْرِفَتَهُ نَظَرَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ وَعِنْدِي أَنَّهُ لَوْ وَقَفَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي صِفَةِ الْإِيمَانِ، وَتَأَوَّلَ اللِّقَاءَ الْمَذْكُورَ فِيهِ عَلَى مَا تَأَوَّلَه عَلَيْهِ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيَّ رَحِمَهُ اللهُ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُمُ اللهُ لَجَعَلَ الْإِيمَانَ بِلِقَاءِ اللهِ تَعَالَى وَهُوَ رُؤْيَتُهُ، وَالنَّظَرُ إِلَيْهِ كَمَا وَرَدَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ مَعَ الْآيَاتِ الَّتِي دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ شُعْبَةً مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ "

380 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، حدثنا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ وَلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: " قَوْلُهُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِلِقَائِهِ فِيهِ إِثْبَاتُ رُؤْيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ "

381 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حدثنا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، حدثنا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَيَدْخُلُ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بِنِ حَرْبٍ وَالْحُلْوَانِيِّ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ كُلُّهُمْ عَنْ يَعْقُوبَ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ جَدِّهِ " وَفِيهِ مِنَ الزِّيَادَةُ ذَبْحُ الْمَوْتِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَقَدْ أَخْرَجْنَاهُ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ "

382 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَمَّلِيُّ، حدثنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ، حدثنا الْأَعْمَشُ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، حدثنا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ يُجَاءُ بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ، ثم يُنَادَى: يَا أَهْلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ ثُمَّ يُومَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ " قَالَ: وَذَكَرَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } [مريم: 39] قَالَ: " أَهْلُ الدُّنْيَا فِي غَفْلَةٍ " " لَفْظُ حَدِيثِ يَعْلَى " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ

383 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ الْمَالِكِيُّ بِمَكَّةَ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حدثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ، حدثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، وَلَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا "

384 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي شَيْبَةَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: أَحَدَّثَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ، حدثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَالسُّدِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا، وَلَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا " فَأَقَرَّ بِهِ وَقَالَ: نَعَمْ وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيْضًا، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا وَرُوِيَ عَنْهُ مَوْقُوفًا

385 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِنْتِ الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جُبَيْرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: " سُبْحَانَكَ مَا أَغْفَلَ هَذَا الْخَلْقَ عَمَّا أَمَامَهُمُ الْخَائِفُ مِنْهُمْ مُقَصِّرٌ، وَالرَّاجِي مِنْهُمْ مُتَوَانٍ "

386 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّاوِيُّ بِهَا، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، حدثنا إِسْحَاقُ الْحَرْبِيُّ، حدثنا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " تُنَادِي النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعَةٍ: يَا نَارُ خُذِي، يَا نَارُ أَنْضِجِي، يَا نَارُ انْتِفِي، يَا نَارُ كُلِي وَلَا تَقْتُلِي " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي كِتَابِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْآثَارِ مَا نَكْتَفِي بِهِ، وَمِمَّا يَحِقُّ مَعْرِفَتُهُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ } [النساء: 56] "

387 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا ثَعْلَبٌ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: يُقَالُ: " أَبْدَلْتُ الْخَاتَمَ بِالْحَلْقَةِ إِذَا نَحَّيْتُ هَذَا وَجَعَلْتُ هَذَا مَكَانَهُ، وَبَدَّلْتُ الْخَاتَمَ بالْحَلْقَةِ إِذَا أَذَبْتُهَا وَجَعَلْتُهَا خَاتَمًا " قَالَ ثَعْلَبٌ: " وَحَقِيقَةُ بَدَّلْتُ إِذَا غَيَّرُتُ الصُّورَةَ إِلَى صُورَةٍ غَيْرِهَا، وَالْجَوْهَرَةُ بِعَيْنِهَا وأُبْدِلَتْ إِذَا نَحَّيْتُ الْجَوْهَرَةَ وَجَعَلْتُ مَكَانَهَا جَوْهَرَةً أُخْرَى " قَالَ أَبُو عُمَرَ: فَعَرَضْتُ هَذَا الْكَلَامَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْمُبَرِّدِ فَاسْتَحْسَنَهُ، وَقَالَ لِي: قَدْ بَقِيَتْ فِيهِ فَاصِلَةٌ أُخْرَى، قُلْتُ: مَا هِيَ أَعَزَّكَ اللهُ ؟ قَالَ: هِيَ أَنَّ الْعَرَبَ قَدْ جَعَلَتْ بَدَّلْتُ بِمَعْنَى أَبْدَلْتُ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } [الفرقان: 70] أَلَا تَرَى أَنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَزَالَ السَّيِّئَاتِ، وَجَعَلَ مَكَانَهَا الْحَسَنَاتِ، وَأَمَّا مَا شَرَطَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى وَهُوَ ثَعْلَبٌ وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا } [النساء: 56] قَالَ: فَهَذِهِ فِي الْجَوْهَرَةِ وَتَبْدِيلُهَا تَغْيِيرُ صُورَتِهَا إِلَى غَيْرِهَا لِأَنَّهَا كَانَتْ نَاعِمَةً فَاسْوَدَّتْ بِالْعَذَابِ فُرَدَّتْ صُورَةُ جُلُودِهِمُ الْأُولَى لَمَّا نَضِجَتْ تِلْكَ الصُّورَةُ وَالْجَوْهَرَةُ وَاحِدَةٌ وَالصُّوَرُ مُخْتَلِفَةٌ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَرُوِّينَا فِي كِتَابِ الْبَعْثِ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: " تَأْكُلَهُمُ النَّارُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ، كُلَّمَا أَكَلَتْهُمْ قِيلَ لَهُمْ: عُودُوا فَيَعُودُونَ كَمَا كَانُوا "

388 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَامِدٍ الْقَاضِي، حدثنا حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ، حدثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حدثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضِرْسُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَغِلَظ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثٍ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ سُرَيْجِ بْنِ يُونُسَ وَرُوِّينَا فِي كِتَابِ الْبَعْثِ:

عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَافِرِ قَالَ: " يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ بَاعًا، وَحَتَّى يَصِيرَ نَابٌ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ " " وَرُوِّينَا غَيْرَ ذَلِكَ، مَنْ أَحَبَّ عِلْمَهُ رَجَعَ إِلَيْهِ "

389 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ إِمْلَاءً، حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مُرَبَّعٍ الْحَافِظُ بِبَغْدَادَ، حدثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حدثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حدثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَالِيُّ، عَنِ أَبِي الْعَجْلَانِ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْكَافِرَ لَيَجُرُّ لِسَانَهُ فَرْسَخَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَتَوَطَّأَهُ النَّاسُ "

فَصْلُ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ " وَكُلُّ مُعَذَّبٍ فِي الْآخِرَةِ مِنْ كَافِرٍ، وَمُؤْمِنٍ فَإِنَّهُ يُمَيَّزُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ لَا عَذَابَ عَلَيْهِ عِنْدَ نُزُولِ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِ بِقَبْضِ رُوحِهِ، وَفِي حَالِ الْقَبْضِ وَفِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُصَارُ إِلَيْهِ رُوحُهُ وَبَعْدَمَا يُقْبَرُ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } [فصلت: 30] الْآيَةَ وَمَا بَعْدَهَا " قَالَ مُجَاهِدٌ: " ذَلِكَ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقَالَ فِي الْكُفَّارِ: { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وَجُوهَهُمْ، وَأَدْبَارَهُمْ، وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } [الأنفال: 50] أَيْ يَقُولُونَ لَهُمْ هَذَا تَعْرِيضًا لَهُمْ إِيَّاهُمْ أَنَّهُمْ يُقْدِمُونَ عَلَى عَذَابِ الْحَرِيقِ، وَقَالَ: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ، وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمُ } . الْآيَةَ، فَدَلَّتْ هَذِهِ الْآيَاتُ عَلَى أَنَّ الْكُفَّارَ يُعَنَّفُ عَلَيْهِمْ فِي نَزْعِ أَرْوَاحِهِمْ، وَإِخْرَاجِ أَنْفُسِهِمْ وَيْعِرُفونَ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ قَادِمُونَ عَلَى الْهُونِ وَالْعَذَابِ الشَّدِيدِ كَمَا يُرْفَقُ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَيُبَشَّرُونَ بِمَا هُمْ قَادِمُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْأَمْنِ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا } [إبراهيم: 27] " الآية "

وَرُوِّينَا عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ذَلِكَ فِي الْمُؤْمِنِ إِذَا سُئِلَ فِي قَبْرِهِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ } [غافر: 46] الْآيَةَ " وَقَالَ مُجَاهِدٌ: " يَعْنِي بِقَوْلِهِ { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا } [غافر: 46] مَا كَانَتِ الدُّنْيَا " وَقَالَ قَتَادَةُ: " يُقَالُ لَهُمْ: يَا آلَ فِرْعَوْنَ هَذِهِ مَنَازِلُكُمْ تَوْبِيخًا وَصَغَارًا وَنَقْمَةً،

وَقَالَ فِي الْمُنَافِقِينَ: { سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } [التوبة: 101] " وَقَالَ قَتَادَةُ: " عَذَابٌ فِي الْقَبْرِ، وَعَذَابٌ فِي النَّارِ، وَقَالَ فِيمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِ اللهِ: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا، وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه: 124] " وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَوْقُوفًا عَلَيْهِمَا، ثُمَّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِمَا أَنَّ ذَلِكَ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ وَرُوِّينَا عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ: { إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ، وَضِعْفَ الْمَمَاتِ } [الإسراء: 75]

قَالَ: " ضِعْفُ الْمَمَاتِ عَذَابُ الْقَبْرِ " وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ } [الطور: 47] قَالَ: " عَذَابُ الْقَبْرِ قَبْلَ عَذَابُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " " وَقَدْ ذَكَرْنَا الْأَحَادِيثَ الَّتِي وَرَدَتْ فِي هَذَا الْبَابِ فِي كِتَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ مَا أَغْنَى ذَلِكَ عَنْ سِيَاقِهَا هَهُنَا لَكِنَّا نَذْكُرُ مِقْدَارَ مَا يَتَبَيَّنُ بِهِ الْمَقْصُودُ بِالْبَابِ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ "

390 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، حدثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، حدثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، وَلَمَّا يُلْحَدْ قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُؤسِنَا الطَّيْرَ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ:" اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَت إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ، وَكَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ حَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، وَكَفَنٌ مِنْ كَفَنِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ: فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ فَتَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعْهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذَهَا فَيَجْعَلَهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ رِيحِ مِسْكٍ، وُجِدَتْ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ فَلَا يَمُرُّونَ بِمَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّذِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُفْتَحُ لَهُ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ، فَيَقُولَانِ: وَمَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللهِ، فَيَقُولَانِ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَافْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا مِنَ الْجَنَّةِ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ فَهَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي يَأْتِي بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي، قال وَأَمَا الْعَبْدُ الْكَافِرُ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ومَعَهُمُ الْمُسُوحُ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَأْتِيَهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَجْلِسُ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطِ اللهِ وَغَضَبِهِ" . قَالَ:" فَتَفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا، وَمَعَهَا الْعَصْبُ وَالْعُرُوقُ كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُونَهَا فَيَجْعَلُونَهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ" . قَالَ:" وَيَخْرُجُ مِنْهَا أَنْتَنُ مِنْ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرُّوحُ الْخَبِيثَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ } [الأعراف: 40] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَأَعِيدُوه إِلَى الْأَرْضِ فَإِنَّا مِنْهَا خَلَقْنَاهُمْ، وَفِيهَا نُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا نُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى" . قَالَ:" فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ } [الحج: 31] الْآيَةَ، ثُمَّ تُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أنْ كَذَبَ فَافْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا مِنَ النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ" . قَالَ:" وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ" . قَالَ:" فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهِ الَّذِي يَجِي بِالشَّرِّ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ" قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا سِوَى هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِمْ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وَرَوَاهُ عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ فِيهِ اسْمَ الْمَلَكَيْنِ فَقَالَ فِي ذِكْرِ الْمُؤْمِنِ:" فَيُرَدُّ إِلَى مَضْجَعِهِ فَيَأْتِيهِ مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ يُثِيرَانِ الْأَرْضَ بِأَنْيَابِهِماْ، وَيُلْحِقَانِ الْأَرْضَ بِأَشْفَاهِهِمَا أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ وَأَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ فَيُجْلِسَانِهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: يَا هَذَا مَنْ رَبُّكَ؟ فَذَكَرَهُ وَقَالَ فِي ذِكْرِ الْكَافِرِ:" فَيَأْتِيهِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ يثيرَانِ الْأَرْضَ بِأَنْيَابِهِمَا وَيُلْحِقَانِ الْأَرْضَ بِأَشْفَاهِمَا، أصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَبْصَارِهِمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ فَيُجْلِسَانِهِ، ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ: يَا هَذَا مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي فَيُنَادَى مِنْ جَانِبِ الْقَبْرِ: لَا دَرَيْتَ وَيَضْرِبَانِهِ بِمِرْزَبَّةٍ مِنْ حَدِيدٍ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا مَنْ بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ لَمْ يُقِلُّوهَا يَشْتَعِلُ مِنْهَا قَبْرُهُ نَارًا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ"

391 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، حدثنا أَبُو النَّضْر هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حدثنا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ، حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ فَذَكَرَهُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:" وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اسْمُ الْمَلَكَيْنِ كَذَلِكَ، وَرُوِّينَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" أُشْعِرْتُ أَنَّهُ أُوحِي إِلَي أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ""

وَرُوِّينَا عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " " وَرُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَخْبَارٍ كَثِيرَةٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ "

وَرُوِّينَا عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ امْرَأَةِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً لَوْ نَجَا مِنْهَا أَحَدٌ لَنَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ "

392 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حدثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعٍ فَذَكَرَهُ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَرُوِّينَا فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُقَصِّرُ فِي بَعْضِ الطُّهُورِ مِنَ الْبَوْلِ، وَفِي سِيَاقِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي قَبْضِ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُمْ يُعَبِّرُونَ بِالنَّفْسِ عَنِ الرُّوحِ، وَأَنَّهُمَا عِبَارَتَانِ عَنْ شَيْءٍ وَاحِدٍ وَالْبِنْيَةُ لَيْسَتْ مِنْ شَرْطِ الْحَيَاةِ، وَاللهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ الْحَيَاةِ فِي الْأَجْزَاءِ الْمُتَفَرِّقَةِ أَوْ فِي بَعْضِهَا، وَتَعْذِيبِ مَا شَاءَ مِنْهَا إِلَى الْوَقْتِ الَّذِي شَاءَ، وَلَيْسَ عَلَيْنَا إِلَّا طَاعَةُ اللهِ بِالتَّسْلِيمِ لِمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ "

393 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، حدثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحِيرٍ الْقَاصِّ، عَنْ هَانِئٍ، مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلَا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ " وَقَالَ: " وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ "

394 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْغَضَائِرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ بِبَغْدَادَ قَالَا: حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: " هَذِهِ أَصْوَاتُ يَهُودَ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَوْجُهٍ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ

395 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " مَا زِلْنَا فِي شَكٍّ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ حَتَّى نَزَلَتْ: { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } [التكاثر: 2] " تَابَعَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْأَوَّلِ، عَنْ حَكَّامِ بْنِ سَلْمٍ

396 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، حدثنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا هُشَيْمُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: كَانَتْ لِأَبِي هُرَيْرَةَ صَرْخَتَانِ فِي كُلِّ يَوْمٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً كَانَ يَقُولُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ: " ذَهَبَ اللَّيْلُ وَجَاءَ النَّهَارُ، وَعُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ " فَلَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ أَحَدٌ إِلَّا اسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، فَإِذَا كَانَ الْعَشِيُّ قَالَ: " ذَهَبَ النَّهَارُ وَجَاءَ اللَّيْلُ، وَعُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ " فَلَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ أَحَدٌ إِلَّا اسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنَ النَّارِ

397 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، حدثنا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، حدثنا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " يُنَادِي الْقَبْرُ كُلَّ يَوْمٍ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ، وَبَيْتُ الدُّودِ وَالْوَحْشَةِ، وَأَنَا حُفْرَةٌ مِنْ حَفَرِ النَّارِ، أَوْ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَقَالَ: تُنَادِي النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا نَارُ أَنْضِجِي، يَا نَارُ أَحْرِقِي، يَا نَارُ كُلِي وَلَا تَقْتُلِي " وَقَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي لَحْدِهِ كَلَّمَتْهُ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِهِ، فَقَالَت: وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّكِ وَأَنْتِ عَلَى ظَهْرِي، فَكَيْفَ وَقَدْ صِرْتُ فِي بَطْنِي، فَإِذْ وَلَّيْتُكَ فَسَتَعْلَمُ مَا أَصْنَعُ فَتَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ، وَإِذَا وُضِعَ الْكَافِرُ قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَبْغَضُكَ، وَأَنْتَ تَمْشِي عَلَى ظَهْرِي فَإِذْا وَلَّيْتُكَ فَسَتَعْلَمُ مَا أَصْنَعُ فَتَضُمُّهُ ضَمَّةً فَتَخْتَلِفُ مِنْهَا أَضْلَاعُهُ "

398 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَرَابِيسِيُّ، حدثنا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّارُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: " إِذَا اسْتَنْقعتْ حَيَاةُ الْمُؤْمِنِ جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ " قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [النحل: 32]

399 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، حدثنا أَبُو يَحْيَى الْخَفَّافُ قَالَ: سَمِعْتُ مِهْرَجَانَ الْعَابِدَ يَقُولُ: سُئِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ } [الأحزاب: 44] فَحَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " يَوْمَ يَلْقُونَ مَلَكَ الْمَوْتِ لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ تُقْبَضُ نَفْسُهُ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ " " وَقِيلَ فِيهِ غَيْرُ ذَلِكَ، وَهُوَ فِي كِتَابِ الرُّؤْيَةِ مَذْكُورٌ وَبِاللهِ الْعِصْمَةُ "

الْعَاشِرُ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ، وَهُوَ بَابٌ فِي مَحَبَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِدُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ، وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ حُبَّ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ مِنَ الْإِيمَانِ لِأَنَّ قَوْلَهُ: { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } [البقرة: 165] إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْإِيمَانَ يُحَرِّكُ عَلَى حُبِّ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ، وَيَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ اللهُ جَلَّ ثَنَاءهُ: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ } [آل عمران: 31] فَأَبَأنَ أَنَّ اتِّبَاعَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مُوجِبَاتِ مَحَبَّةِ اللهِ فَإِذَا كَانَ اتِّبَاعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيمَانًا، فَقَدْ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ حُبُّ اللهِ الْمُوجِبُ لَهُ إِيمَانًا، وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ، وَعَشِيرَتُكُمْ، وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا، وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا، وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِي اللهُ بِأَمْرِهِ، وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 24] " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَأَبَانَ بِهَذَا أَنَّ حُبَّ اللهِ وَحُبَّ رَسُولِهِ، وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِهِ فَرْضٌ، وَأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ سِوَاهُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ، وَبِمِثْلِ ذَلِكَ جَاءَتِ السُّنَّةُ "

400 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنُ مَزْيَدَ الْبَيْرُوتِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يقول: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، حَدَّثَنِي رِفَاعَةُ بْنُ عَرَابَةَ الْجُهَنِيُّ قَالَ: صَدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْتَأْذِنُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَأْذَنُ لَهُمْ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَالُ شِقِّ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَلِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْغَضُ إِلَيْكُمْ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ ؟ " فَلَا نَرَى مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا بَاكِيًا، قَالَ: فَيَقُولُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُكَ فِي نَفْسِي بَعْدَ هَذَا لَسَفِيهٌ، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَشْهَدُ عِنْدَ اللهِ - وَكَانَ إِذَا حَلَفَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ، ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ، وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى تَتَبَوَّؤَا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلُحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

401 - أَخْبَرَنَا أبو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حدثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ، أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا " " لَفْظُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ وَغَيْرِهِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَأَبَانَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا أَنَّ حُبَّ اللهِ، وَحُبَّ رَسُولِهِ مِنَ الْإِيمَانِ، وَأَبَانَ بِمَا قَبْلَهُ أَنَّ تَرْكَ مُتَابَعَتِهِ يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ الْمَحَبَّةِ، وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى وُجُوبِ الْمَحَبَّةِ، وَوُجُوبِ مَا تَقْتَضِيهِ الْمَحَبَّةِ مِنَ الْمُتَابَعَةِ وَالْمُوَافَقَةِ "

402 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بْنَ خَفِيفٍ يَقُولُ: دَخَلَ الْبَصْرِيُّ عَلَى أَبِي عَبَّاسِ بْنِ سُرَيْجٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ سُرَيْجٍ: أَيْنَ تَعْرِفُ فِي نَصِّ الْكِتَابِ أَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ فَرْضٌ ؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، وَلَكِنْ يَقُولُ الْقَاضِي: فَقَالَ لَهُ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ } [التوبة: 24] إِلَى قَوْلِهِ { أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا } [التوبة: 24]، وَالْوَعِيدُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى تَرْكِ فَرْضٍ "

403 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: " وَاللهِ، لَا تَبْلُغُوا ذِرْوَةَ هَذَا الْأَمْرِ حَتَّى لَا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ الْقُرْآنَ فَقَدْ أَحَبَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ "

مَعَانِي الْمَحَبَّةِ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " مَحَبَّةُ اللهِ اسْمٌ لِمَعَانٍ كَثِيرَةٍ أَحَدُهَا: الِاعْتِقَادُ أَنَّهُ عَزَّ اسْمُهُ مَحْمُودٌ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ لَا شَيْءَ مِنْ صِفَاتِهِ إِلَّا وَهُوَ مَدْحُهُ لَهُ . وَالثَّانِي: الِاعْتِقَادُ أَنَّهُ مُحْسِنٌ إِلَى عِبَادِهِ مُنْعِمٌ مُتَفَضِّلٌ عَلَيْهِمْ . وَالثَّالِثُ: اعْتِقَادُ أَنَّ الْإِحْسَانَ الْوَاقِعَ مِنْهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَقْضِيَ قَوْلُ الْعَبْدِ وَعَمَلُهُ، وَإِنْ حَسُنَا وَكَثُرَا شَكَرَهُ . وَالرَّابِعُ: أَنْ لَا يَسْتَقِلَّ الْعَبْدُ قَضَايَاهُ، وَيَسْتَكْثِرَ تَكَالِيفَهُ .

وَالْخَامِسُ: أَنْ يَكُونَ فِي عَامَّةِ الْأَوْقَافِ مُشْفِقًا وَجِلًا مِنْ إِعْرَاضِهِ عَنْهُ، وَسَلْبِهِ مَعْرِفَتَهُ الَّتِي أَكْرَمَهُ بِهَا وَتَوْحِيدَهُ الَّذِي حَلَّاهُ وَزَيَّنَهُ بِهِ . وَالسَّادِسُ: أَنْ تَكُونَ آمَالُهُ مُنْعَقِدَةٌ بِهِ لَا يَرَى فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ أَنَّهُ غَنِيٌّ عَنْهُ . والسَّابِعُ: أَنْ يَحْمِلَهُ تَمَكُّنُ هَذِهِ الْمَعَانِي فِي قَلْبِهِ عَلَى أَنْ يُدِيمَ ذِكْرَهُ بِأَحْسَنِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ . وَالثَّامِنُ: أَنْ يَحْرِصَ عَلَى أَدَاءِ فَرَائِضِهِ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ مِنْ نوافلِ الْخَيْرِ بِمَا يُطِيقُهُ . وَالتَّاسِعُ: أَنَّهُ إِنْ سَمِعَ مِنْ غَيْرِهِ ثَنَاءً عَلَيْهِ وَعَرَفَ مِنْهُ تَقَرُّبًا إِلَيْهِ وَجِهَادًا فِي سَبِيلِهِ سِرًّا، أَوْ إِعْلَانًا مَالَاهُ وَوَالَاهُ . وَالْعَاشِرُ: أَنَّهُ إِنْ سَمِعَ مِنْ أَحَدٍ ذِكْرًا لَهُ أَعَانَهُ بِمَا يُجلُّ عَنْهُ، أَوْ عَرَفَ مِنْهُ غَيًّا عَنْ سَبِيلِهِ سِرًّا، أَوْ عَلَانِيَةً بَايَنَهُ وَنَاوَأَهُ " " فَإِذَا اسْتَجْمَعَتْ هَذِهِ الْمَعَانِي فِي قَلْبِ أَحَدٍ فَاسْتِجْمَاعُهَا هُوَ الْمُشَارُ إِلَيْهِ بِاسْمِ مَحَبَّةِ اللهِ تَعَالَى جَدُّهُ، وَهِيَ وَإِنْ لَمْ تُذْكَرْ مُجْتَمِعَةً فِي مَوْضِعْ، فَقَدْ جَاءَتْ مُتَفَرِّقَةً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ دَوَّنَهُ " فَمِنْ ذَلِكَ مَعْنَى مَا:

404 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَبْهَرِيُّ الصُّوفِيُّ بِهَمْدَانَ، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الصُّوفِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حدثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنَ النِّعْمَةِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي " قَالَ الْبيهقىُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَامَّةً لِأَنْعُمِهِ كُلِّهَا، وَأَنْ يَكُونَ اسْمُ الْغِذَاءِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَبِ حَقِيقَةً، وَلِمَا عَدَاهُمَا مِنَ التَّوْفِيقِ وَالْهِدَايَةِ وَنَصْبِ أَعْلَامِ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ وَخُلُوِّ الْحَوَاسِّ وَالْعَقْلِ مَجَازًا، أَوْ يَكُونَ جَمِيعُ ذَلِكَ بِالِاسْمِ مُرَادًا، فَقَدْ جَاءَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدْ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ " وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: " طَعْمَ الْإِيمَانِ "، وَإِنَّمَا يَكُونُ الطَّعْمُ لِلْأَغْذِيَةِ وَمَا يَجْرِي مَجْرَاهَا، فَإِذَا جَازَ وَصْفُ الْإِيمَانِ بِالطَّعْمِ جَازَتْ تَسْمِيَتُهُ غِذَاءً فَيَدْخُلُ الْإِيمَانُ فِي جَمِيعِ نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَاللهُ أَعْلَمُ "

405 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حدثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ سَلَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ، عَنْ أَقْوَامٍ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِمَنَازِلِهِمْ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْابِرَ مِنْ نُورٍ يَكُونُونَ عَلَيْهَا " . قَالُوا: مَنْ هُمْ ؟ قَالَ: " الَّذِينَ يُحَبِّبُونَ عِبَادَ اللهِ إِلَى اللهِ، وَيُحَبِّبُونَ اللهَ إِلَى عِبَادِهِ، وَهُمْ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ نُصَحَاءَ " . قَالَ: قُلْنَا: يُحَبِّبُونَ اللهَ إِلَى عِبَادِ اللهِ، فَكَيْفَ يُحَبِّبُونَ عِبَادَ اللهِ إِلَى اللهِ ؟ قَالَ: " يَأْمُرُونَهُمْ بِحُبِّ اللهِ وَيَنْهُونَهُمْ - يَعْنِي - عَمَّا كَرِهَ اللهُ فَإِذَا أَطَاعُوهُمْ أَحَبَّهُمُ اللهُ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَجَاءَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَامَةُ حُبِّ اللهِ حُبُّ ذِكْرِ اللهِ، وَعَلَامَةُ بُغْضِ اللهِ بُغْضُ ذِكْرِهِ "، وَهَذَا إِنَّمَا بَلَغَنَا بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ "

406 - أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ الْمُعَلَّى النَّرْسِيُّ، حدثنا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلَامَةُ حُبِّ اللهِ حُبُّ ذِكْرِ اللهِ، وَعَلَامَةُ بُغْضِ اللهِ بُغْضُ ذِكْرِ اللهِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَرُوِيَ عَنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ " وَزِيَادٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَرُوِيَ عنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَاللهُ أَعْلَمُ، وَرُوِّينَا بِمِثْلِهَا عَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ "

407 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مَوْقُوفًا "

408 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حدثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ مَوْقُوفًا، وَهُوَ فِي تَارِيخِ الْبُخَارِيِّ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَقَدْ يُفْهَمُ مِنْ هَذَا أَنَّ مَنْ أَحَبَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُعِدَّ الْمَصَائِبَ الَّتِي يَقْضِيهَا عَلَيْهِ إِسَاءَةً مِنْهُ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَسْتَثْقِلْ وَظَائِفَ عِبَادَتِهِ وَتَكَالِيفَهُ الْمَكْتُوبَةَ عَلَيْهِ، كَمَا أَنَّ مَنْ أَحَبَّ أَحَدًا مِنْ جِنْسِهِ لَمْ يَكَدْ يُبْصِرُ مِنْهُ إِلَّا مَا يَسْتَحْسِنُهُ، وَيَزِيدُهُ إِعْجَابًا بِهِ وَلَا يُصَدِّقُ مِنْ خَبَرِ الْمُخْبِرِينَ عَنْهُ إِلَّا مَا يَتَّخِذُهُ سَبَبًا لِلْوُلُوعِ وَالْغُلُوِّ فِي مَحَبَّتِهِ "

409 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حدثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَوْتٌ قَالَ لِابْنِهِ: " يَا عَبْدَ اللهِ، إِنِّي مُوصِيكَ بِحُبِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحُبِّ طَاعَتِهِ، وَخَوْفِ اللهِ وَخَوْفِ مَعْصِيَتِهِ، فَإِنَّكَ إِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ لَمْ تَكْرَهِ الْمَوْتَ مَتَى أَتَاكَ، وَإِنِّي أَسْتَوْصِيكَ اللهِ يَا بُنَيَّ " ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَقَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " ثُمَّ شَخَصَ بَصَرُهُ فَمَاتَ

410 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حدثنا سَيَّارٌ، حدثنا جَعْفَرٌ، حدثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ دَاوُدَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " اللهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ "

411 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا قَالَ: " أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي لَا أَقْبَلُ قَوْلَكُمْ، وَلَكِنْ أَقْبَلُ هَمَّكُمْ وَهَوَاكُمْ، مَنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ فِي مَحَبَّتِي كَانَ صَمْتُهُ عِنْدِي تَقْدِيسًا وَتَسْبِيحًا وَوَقَارًا "

412 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ إِجَازَةً، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ سُوَيْدٍ الْوَرَّاقُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُوَارِزْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، وَسُئِلَ عَنِ الْمَحَبَّةِ قَالَ: " أَنْ تُحِبَّ مَا أَحَبَّ اللهُ، وَتُبْغِضَ مَا أَبْغَضَ اللهُ، وَتَفْعَلَ الْخَيْرَ لِلَّهِ، وَتَرُفُضَ كُلَّ مَا يَشْغَلُ عَنِ اللهِ، وَأَنْ لَا تَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ مَعَ الْعَطْفِ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَالْغِلْظَةِ عَلَى الْكَافِرِينَ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّينِ "

413 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللهُ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، حدثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْمَعْرُوفَ بِعُمَيٍّ الْبِسْطَامِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو يَزِيدَ عَنْ عَلَامَةِ مَنْ يُحِبُّ اللهَ، وَعَلَامَةِ مَنْ يُحِبُّهُ اللهُ قَالَ: " مَنْ يُحِبُّ اللهَ فَهُوَ مَشْغُولٌ بِعِبَادَتِهِ سَاجِدًا وَرَاكِعًا، فَإِنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ اسْتَرْوَحَ إِلَى ذِكْرِ اللِّسَانِ وَالثَّنَاءِ، وَإِنْ عَجَزَ اسْتَرْوَحَ إِلَى ذِكْرِ الْقَلْبِ وَالتَّفْكِيرِ، فَأَمَّا مَنْ يُحِبُّهُ اللهُ أَعْطَاهُ سَخَاوَةً كَسَخَاوَةِ السَّحَابِ، وَشَفَقَةً كشفقةِ الشَّمْسِ، وَتَواضُعًا كَتَوَاضُعِ الْأَرْضِ "

414 - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْمُثَنَّى الصُّوفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلُّويَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: " الْمَحَبَّةُ لَا تَصِحُّ إِلَّا مِنْ جِهَةِ الْمَحْبُوبِ، وَلَيْسَ مَنْ أَحَبَّهُ كَمَنْ يُحِبُّهُ "

415 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، حدثنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: " عَلَامَةُ حُبِّ اللهِ حُبُّ طَاعَةِ اللهِ - وَقِيلَ حُبُّ ذِكْرِ اللهِ - فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَبْدَ أَحَبَّهُ، وَلَا يَسْتَطِيعُ الْعَبْدُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ حَتَّى يَكُونَ الِابْتِدَاءُ مِنَ اللهِ بِالْحُبِّ لَهُ، وَذَلِكَ حِينَ عَرَفَ مِنْهُ الِاجْتِهَادَ فِي مَرْضَاتِهِ "

416 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَلِيٍّ الْمَرْثَدِيَّ يَقُولُ: " مَنِ الْمُحَالِ أَنْ تَعْرِفَهُ ثُمَّ لَا تُحِبُّهُ، وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ تُحِبَّهُ ثُمَّ لَا تَذْكُرُهُ، وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ تَذْكُرَهُ ثُمَّ لَا يُوجِدُكَ طَعْمَ ذِكْرِهِ، وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ يُوجِدَكَ طَعْمَ ذِكْرِهِ ثُمَّ لَا يُشْغِلُكَ بِهِ عَمَّا سِوَاهُ "

417 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَسَنِ الْحَدَّادَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " مِنْ عَلَامَةِ الْحَبِّ تَرْكُ كُلِّ مَا شَغَلَهُ عَنِ اللهِ حَتَّى يَكُونَ الشُّغْلُ كُلُّهُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ "

418 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ بَكْرٍ الْوَرَثَانِيَّ، يقول حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَرْذَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ طَاهِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " حَقِيقَةُ الْمَحَبَّةِ أَلَّا تَرَى شَيْئًا سِوَى مَحْبُوبِكَ، وَلَا تَرَى سِوَاهُ لَكَ نَاصِرًا وَلَا مُعِينًا، وَلَا تَسْتَغْنِي بِغَيْرِهِ عَنْهُ "

419 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّ بِشِيرَازَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَزَّاز يَقُولُ: { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } [الرحمن: 60] " هَلْ جَزَاءُ مَنِ انْقَطَعَ عَنْ نَفْسِهِ إِلَّا التَّعَلُّقُ بِرَبِّهِ ؟ وَهَلْ جَزَاءُ مَنِ انْقَطَعَ عَنْ أُنْسِ الْمَخْلُوقِينَ إِلَّا الْأُنْسُ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ؟ وَهَلْ جَزَاءُ مَنْ صَبَرَ عَلَيْنَا إِلَّا الْوُصُولُ إِلَيْنَا ؟ وَمَنْ وَصَلَ إِلَيْنَا هَلْ يَجْمُلُ بِهِ أَنْ يَخْتَارَ عَلَيْنَا ؟ وَهَلْ جَزَاءُ التَّعَبِ فِي الدُّنْيَا وَالنَّصَبِ فِيهَا إِلَّا الرَّاحَةُ فِي الْآخِرَةِ ؟ وَهَلْ جَزَاءُ مَنْ صَبَرَ عَلَى الْبَلْوَى إِلَّا التَّقَرُّبَ إِلَى الْمَوْلَى ؟ وَهَلْ جَزَاءُ مَنْ سَلِمَ قَلْبُهُ إِلَيْنَا أَنْ نَجْعَلَ تَوْلِيَتَهُ إِلَى غَيْرِنَا ؟ وَهَلْ جَزَاءُ مَنْ بَعُدَ عَنِ الْخَلْقِ إِلَّا التَّقَرُّبُ إِلَى الْحَقِّ ؟ "

420 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سُئِلَ ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } [الرحمن: 60] قَالَ: " مَعْنَاهَا هَلْ جَزَاءُ مَنْ أَحْسَنْتُ إِلَيْهِ إِلَّا أَنْ أَحْفَظَ إِحْسَانِي عَلَيْهِ فَيَكُونُ إِحْسَانًا إِلَى إِحْسَانٍ "

421 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَبِيبِيُّ بِمَرْوَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَوْهَرِيُّ، حدثنا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي عِيسَى قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ ضَيْغَمٌ تَعَبَّدَ قَائِمًا حَتَّى أُقْعِدَ، ثُمَّ تَعَبَّدَ قَاعِدًا حَتَّى اسْتُلْقِيَ، ثُمَّ تَعَبَّدَ وَهُوَ مُسْتَلْقٍ حَتَّى أُفْحِمَ، فَلَمَّا أُجْهِدَ قَالَ: أَجْلِسُونِي فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: سُبْحَانَكَ عَجَبًا لِلْخَلِيقَةِ كَيْفَ أَنِسَتْ بِأَحَدٍ سِوَاكَ "

422 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَذِيمَةَ وَهْبَ بْنَ أَبِي حَافَظَ اللَّيْثِيَّ قَالَ: قَالَ: رَاهِبٌ مِنَ الرُّهْبَانِ إِذَا اسْتَقَرَّتِ الْمَحَبَّةُ فِي الْقَلْبِ ذُهِلَ عَنِ الْأَهْلِ وَالْوَلَدِ .

223 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: سَمِعْتُ رَاهِبًا فِي دِيرِ خُلْدٍ يَقُولُ لِلْحَسَنِ بْنِ شَوْذَبٍ: لَا يَكُونُ الْمُحِبُّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُحِبًّا حَتَّى يُحِبَّهُ بِكُلِّ الْكُلِّ، فَصَاحَ الْحَسَنُ بْنُ شَوْذَبٍ

224 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: سَمِعْتُ مَضَاءَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: " حُبُّ اللهِ يُلْهِمُكَ الْعَمَلَ لَهُ بِلَا دَلِيلٍ يُلْجِئُكَ إِلَيْهِ "

425 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حدثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ أَبُو يَحْيَى، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ غَزْوَانَ الْمَرْوَزِيُّ ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } [الرحمن: 60] قَالَ: " مَا جَزَاءُ مَنْ أَنْعَمْتُ عَلَيْهِ بِالتَّوْحِيدِ إِلَّا الْجَنَّةُ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ هَذَا وَهُوَ مُنْكَرٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ "

426 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، حدثنا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَيْضَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: " قَالَ حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ: إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَعَبُدَهُ رَجَاءً لِلْجَنَّةِ فَقَطْ فَأَكُونَ مِثْلَ أَجِيرِ السُّوءِ إِنْ أُعْطِيَ عَمِلَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَعْمَلْ، وَلَكِنَّ حُبَّهُ يَسْتَخْرِجُ مِنِّي مَا لَا يَسْتَخْرِجُهُ غَيْرُهُ "

427 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، حدثنا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حدثنا أَبُو عَمْرٍو الدَّقِيقِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَهْدِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمُوَفَّقِ مَا لَا أُحْصِيهِ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أعْبُدُكَ خَوْفًا مِنْ نَارِكَ فَعَذِّبْنِي بِهَا، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أعْبُدُكَ حُبًّا مِنِّي لِجَنَّتِكَ وَشَوْقًا إِلَيْهَا فَاحْرِمْنِيهَا، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا أعْبُدُكَ حُبًّا مِنِّي وَشَوْقًا إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ فَأَبِحْنِيهِ مَرَّةً، وَاصْنَعْ مَا شِئْتَ "

428 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ بِالسَّاوَةِ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ ضَيْغَمٌ الْحَلَّابُ: " إِنَّ حُبَّهُ شَغْلُ قُلُوبِ مُرِيدِيهِ عَنِ التَّلَذُّذِ بِمُحِبٍّ غَيْرِهِ، فَلَيْسَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ حُبِّهِ لَذَّةٌ، وَلَا يَأْمَلُونَ فِي الْآخِرِ مِنْ كَرَامَتِهِ الثَّوَابَ أَكْثَرَ عِنْدَهُمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ "

429 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّجَّادَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ رَبِّهِ يَقُولُ: قَالَ ذُو النُّونِ: " مَنْ قَتَلَتْهُ عِبَادَتُهُ فَدِيَتُهُ جَنَّتُهُ، وَمَنْ قَتَلَهُ حُبُّهُ فَدِيَتُهُ النَّظَرُ إِلَيْهِ "

430 - سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " كَمْ بَيْنَ مَنْ يُرِيدُ الْوَلِيمَةَ لِلْوَلِيمَةِ، وَبَيْنَ مَنْ يُرِيدُ حُضُورَ الْوَلِيمَةِ لِيَلْتَقِيَ الْحَبِيبَ فِي الْوَلِيمَةِ "

431 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ الصَّائِغُ مَرْدَوَيْهِ قَالَ: دَخَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَلَى رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ فَقَالَتْ لَهُ: يَا سُفْيَانُ، مَا تَعُدُّونَ السَّخَاءَ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَمَّا عِنْدَ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَالَّذِي يَجُودُ بِمَالِهِ، وَأَمَّا عِنْدَ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ فَهُوَ الَّذِي يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَتْ: يَا سُفْيَانُ أَخْطَأْتُمْ فِيهَا، فَقَالَ سُفْيَانُ: فَمَا السَّخَاءِ عِنْدَكِ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَتْ:" أَنْ تَعْبُدُوهُ حُبًّا لَهُ لَا لِطَلَبِ جَزَاءٍ وَلَا مُكَافَأَةٍ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:
[البحر المنسرح]
لَوْلَاكَ مَا طَابَتِ الْجِنَانُ ... وَلَا نَعِيمٌ لِجَنَّةِ الْخُلُدِ
قَوْمٌ أَرَادُوكَ لِلْجِنَانِ ... وَقَلْبِي سِوَاكَ لَمْ يُرِدِ"

432 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الْبَلَاذُرِيُّ الْحَافِظُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ، وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ قَالَ: لَقِيَنِي بُهْلُولٌ الْمَجْنُونُ فَقَالَ لِي: " أَسْأَلُكَ " . قَالَ: قُلْتُ: سَلْ، قَالَ: " أَيُّ شَيْءٍ السَّخَاءُ ؟ " قُلْتُ: الْبَذْلُ وَالْعَطَاءُ، قَالَ: " هَذَا السَّخَاءُ فِي الدُّنْيَا، فَمَا السَّخَاءُ فِي الْآخِرَةِ ؟ " قُلْتُ: الْمُسَارَعَةُ إِلَى طَاعَةِ السَّيِّدِ، قَالَ: " فَتُرِيدُ مِنْهُ الْجَزَاءَ ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ بِالْوَاحِدَةِ عَشَرَةٌ، قَالَ: " هَذَا فِي الدِّينِ قَبِيحٌ، وَلَكِنَّ الْمُسَارَعَةَ لِطَاعَةِ سَيِّدِي أَنْ لَا يَطَّلِعَ عَلَى قَلْبِكَ، وَأَنْتَ تُرِيدُ مِنْهُ شَيْئًا بِشَيْءٍ "

433 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ جَامِعَ بْنَ أَحْمَدَ الْخَزَّافَ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: " الْعَارِفُونَ رَجُلَانِ: رَجُلٌ مَسْرُورٌ بِأَنَّهُ عَبْدُهُ، وَرَجُلٌ مَسْرُورٌ بِأَنَّهُ عَرَفَهُ، فَالْأَوَّلُ يَفْرَحُ بِاللهِ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ، وَالْآخَرُ يَفْرَحُ بِاللهِ لِلَّهِ " وَقَالَ: " هَذَا سُرُورُ الْخَبَرِ فَكَيْفَ سُرُورُ النَّظَرِ "

434 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جَهْضَمٍ بِمَكَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: " بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ السَّرِيِّ، فَلَمَّا كَانَ بَعْضُ اللَّيْلِ قَالَ لِي: يَا جُنَيْدٍ أَنْتَ نَائِمٌ ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: السَّاعَةَ أَوْقَفَنِي الْحَقُّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: يَا سَرِيُّ أَتَدْرِي لِمَ خَلَقْتُ الْخَلْقَ ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: خَلَقْتُ الْخَلْقَ فَادَّعَوْا كُلُّهُمْ مَحَبَّتِي فِيَّ، وَادَّعَوْا مَحَبَّتِي فَخَلَقْتُ الدُّنْيَا فَاشْتَغَلُوا بِهَا مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ تِسْعَةُ آلَافٍ، وَبَقِيَ أَلْفٌ فَخَلَقْتُ الْجَنَّةَ فَاشْتَغَلَ تِسْعُمِائَةٍ بِالْجَنَّةِ، وَبَقِيَتْ مِائَةٌ فَسَلَّطْتُ عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنَ الْبَلَاءِ، فَاشْتَغَلُوا عَنِّي بِالْبَلَاءِ مِنَ الْمِائَةِ تَسْعَوْنَ، وَبَقِيَتْ عَشَرَةٌ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا أَنْتُمْ لَا الدُّنْيَا أَرَدْتُمْ، وَلَا فِي الْجَنَّةِ رَغِبْتُمْ، وَلَا مِنَ الْبَلَاءِ هَرَبْتُمْ قَالُوا: وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ؟ فَقَالَ: إِنِّي أُنْزِلُ بِكُمْ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا تُطِيقُهُ الْجِبَالُ الرُّوَاسِي فَتَثْبُتُونَ لِذَلِكَ فَقَالُوا: أَلَسْتَ أَنْتَ الْفَاعِلَ بِنَا قَدْ رَضِينَا قُلْتُ: أَنْتُمْ عَبِيدِي حَقًّا "

435 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْمَحَبَّةِ: الرِّضَا فِي الْمَكْرُوهِ، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِهِ فِي الْمَجْهُودِ، وَالتَّحْسِينُ لِاخْتِيَارِهِ فِي الْمَحْدودِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْمَعْرِفَةِ: الْإِقْبَالُ عَلَى اللهِ، وَالِانْقِطَاعُ إِلَى اللهِ، وَالِافْتِخَارُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْإِلْحَاظِ بِاللهِ: الْهَرَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَيْهِ، وَسؤالُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْهُ، وَالدَّلَالَةُ فِي كُلِّ وَقْتٍ عَلَيْهِ "

436 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ فَارِسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَهُمْ هِمَمٌ مَكْتُوبَةٌ مِنْ لُبَابِ الْمَعْرِفَةِ قَدْ سُقُوا بِكَأْسِ الْمَحَبَّةِ شَرْبَةً وَسَارَعُوا إِلَى رِضْوَانِ اللهِ "

437 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الشُّعَيْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْمُثَنَّى الصُّوفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلُّويَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ وَقَدْ سُئِلَ أَيُّ مَجْلِسٍ أَشْهَى وَأَلَذُّ ؟ قَالَ: " الْجُلُوسُ مَعَ الْفِكْرَةِ فِي مَيْدَانِ التَّوْحِيدِ تَشُمُّ مِنْ رَائِحَةِ الْمَعْرِفَةِ، وَتُسْقَى بِكَأْسِ الْمَحَبَّةِ، سُبْحَانَ اللهِ مَا أَلَذَّهُ مِنْ مَجْلِسٍ، وَأَعْذَبَهُ مِنْ شَرَابٍ " . قِيلَ: أَيُّ الطَّعَامِ أَشْهَى ؟ قَالَ: " لُقْمَةُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ فِي فَمِ الصَّبْرِ بِتَوْحِيدِ اللهِ رَفَعَهَا مِنْ مَائِدَةِ الرِّضَا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ النَّظَرِ إِلَى كَرَامَةِ اللهِ " . قِيلَ: فَمَا عِيدُ الْمُؤْمِنِ ؟ قَالَ: " السُّرُورُ بِالْإِيمَانِ، وَالنُّزْهَةُ بِالْقُرْآنِ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 58] "

438 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ بُنْدَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَرِيًّا السَّقَطِيَّ يَقُولُ: " السُّرُورُ بِاللهِ هُوَ السُّرُورُ، وَالسُّرُورُ بِغَيْرِهِ هُوَ الْغُرُورُ "

439 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْبَلَاذُرِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَعْمَرِيُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ الْجُنَيْدُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَوْسٌ الْأَعْوَرُ قَالَ: رَأَيْتُ رَيْحَانَةَ الْمَجْنُونَةَ لَيْلَةً تَدْعُو وَتَقُولُ فِي دُعَائِهَا:" أَعُوذُ بِكَ مِنْ بَدَنٍ لَا يُنتْصَبُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَعَمِيَتْ عَيْنَانِ لَا تَبْكِيَانِ شَوْقًا إِلَيْكَ، وَجَفَّتْ كَفَّانِ لَا يَبْتَهِلَانِ بِالتَّضَرُّعِ إِلَيْكَ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:
[البحر المديد]
يَا حَبِيبَ الْقُلُوبِ أَنْتَ حَبِيبِي ... لَمْ تَزَلْ أَنْتَ مُنْيَتِي وَسُرُورِي"

440 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: كُنْتُ فِي الطَّوَافِ فَرَأَيْتُ وَلْهَانَ الْمَجْنُونَ وَهُوَ يَقُولُ: " حُبُّكَ قَتَلَنِي وَشَوْقُكَ أَتْلَفَنِي، وَالِاتِّصَالُ بِكَ أَسْقَمَنِي ، فَبَعِدَتْ قُلُوبٌ تُحِبُّ غَيْرَكَ، وَثَكِلَتْ خَوَاطِرُ أَنِسَتْ بِسِوَاكَ "

441 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الشُّعَيْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الرَّازِيَّ ببَلْخٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: " الْأُنْسُ بِاللهِ نُورٌ سَاطِعٌ، وَالْأُنْسُ بِالنَّاسِ غَمٌ وَاقِعٌ "

442 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْعَلَّافُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْقَاسِمِ الْوَاعِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دُجَانَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: " الْأُنْسُ مَعَ اللهِ نُورٌ سَاطِعٌ، وَالْأُنْسُ مَعَ النَّاسِ سُمٌّ قَاطِعٌ "

443 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْأُنْسِ بِاللهِ: اسْتِلْذَاذُ الْخَلْوَةِ، وَالِاسْتِيحَاشُ مِنَ الصُّحْبَةِ، وَاسْتِحْلَاءُ الْوَحْدَةِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ عَلَامَاتِ الْوُصُولِ: الْأُنْسُ بِهِ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، وَالسُّكُونِ إِلَيْهِ فِي جَمِيعِ الْأَعْمَالِ، وَحُبُّ الْمَوْتِ لِغَلَبَةِ الشَّوْقِ فِي جَمِيعِ الْأَشْغَالِ " . قَالَ: " وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الشَّوْقِ: حُبُّ الْمَوْتِ مَعَ الرَّاحَةِ، وَبُغْضُ الْحَيَاةِ مَعَ الدَّعَةِ، وَدَوَامُ الْحُزْنِ مَعَ الْكِفَايَةِ "

444 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَلَاذُرِيُّ الْحَافِظُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَعْمَرِيُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَيْحَانَةَ الْمَجْنُونَةَ وكَتَبَتْ مِنْ وَرَاءِ جَيْبِهَا:"
[البحر المديد]
أَنْتَ أُنْسِي وَمُنْيَتِي وَسُرُورِي ... قَدْ أَبَى الْقَلْبُ أَنْ يُحِبَّ سِوَاكَا
يَا عَزِيزِي وَمُنْيَتِي وَاشْتِيَاقِي ... طَالَ شَوْقِي مَتَى يَكُونُ لِقَاكَا
لَيْسَ سُؤْلِي مِنَ الْجِنَانِ نَعِيمٌ ... غَيْرَ أَنِّي أُرِيدُهَا لِأَرَاكَا
وَإِذَا عَلَى صَدْرِهَا مَكْتُوبٌ:
[البحر الكامل]
حَسْبُ الْمُحِبِّ مِنَ الْحَبِيبِ بِعِلْمِهِ ... أَنَّ الْمُحِبَّ بِبَابِهِ مَطْرُوحُ
وَالْقَلْبُ فِيهِ وَإِنْ تَنَفَّسَ فِي الدُّجَى ... بِسِهَامِ لَوْعَاتِ الْهَوَى مَجْرُوحُ"

445 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ الْأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْحَدَّادَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سَهْلٍ يَقُولُ: " الْأُنْسُ بِاللهِ أَنْ تَسْتَوْحِشَ مِنَ الْخَلْقِ إِلَّا مِنْ أَهْلِ وِلَايَةِ اللهِ، فَإِنَّ الْأُنْسَ بِأَهْلِ وِلَايَةِ اللهِ هُوَ الْأُنْسُ بِاللهِ "

446 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ: كَتَبْتُ هَذَا مِنْ كِتَابِ أَبِي عُثْمَانَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ شَاهٍ: عَلَامَةُ الْأُنْسِ الِاسْتِيحَاشُ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَالسُّكُونُ إِلَى الْوَحْدَةِ، وَمُرَافَقَةُ الْأَحِبَّةِ , قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: " إِذَا صَحَّ لِلْإِنْسَانِ مَكَانُ السُّرُورِ بِاللهِ يَتَوَلَّدُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَقَامُ الْأُنْسِ بِهِ، فَإِذَا صَحَّ أُنْسُهُ بِهِ اسْتَوْحَشَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سِوَاهُ "

447 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ فُضَيْلًا يَقُولُ عَنِ ابْنَةٍ لَهُ تَوَجَّعَتْ كَفُّهَا فَعَادَهَا فَقَالَ لَهَا: " يَا بُنَيَّةُ كَيْفَ كَفُّكِ هَذِهِ ؟ " فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَتِ إِنَّ اللهَ قَدْ بَسَطَ لِي ثَوَابَهَا مَا لَا أُؤَدِّي شُكْرَهُ عَلَيْهَا أَبَدًا، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ حُسْنِ يَقِينِهَا، قَالَ الْفُضَيْلُ: " فَأَنَا عِنْدَهَا قَاعِدٌ إِذْ أَتَانِي ابْنٌ لِي لَهُ ثَلَاثُ سِنِينَ فَقَبَّلْتُهُ، وَضَمَمْتُهُ إِلَى صَدْرِي "، فَقَالَتْ لِي: يَا أَبَتِ سَأَلْتُكَ بِاللهِ أَتُحِبُّهُ ؟ فَقُلْتُ: " إِي وَاللهِ يَا بُنَيَّةُ إِنِّي لَأُحِبُّهُ "، فَقَالَتْ لِي: سَوْأَةٌ لَكَ مِنَ اللهِ يَا أَبَتِ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ لَا تُحِبُّ مَعَ اللهِ غَيْرَ اللهِ، فَقُلْتُ لَهَا: " أَيْ بُنَيَّةُ أَوَلَا تُحِبُّونَ الْأَوْلَادَ "، فَقَالَتِ: الْمَحَبَّةُ لِلْخَالِقِ وَالرَّحْمَةُ لِلْأَوْلَادِ، قَالَ: " فَلَطَمَ الْفُضَيْلُ رَأْسَ نَفْسِهِ، وَقَالَ: " يَا رَبِّ، هَذِهِ ابْنَتِي هَجَنَتْنِي فِي حُبِّهَا وَحُبِّ أَخِيهَا، وَعِزَّتِكَ لَا أَحْبَبْتُ مَعَكَ أَحَدًا حَتَّى أَلْقَاكَ "

448 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ زَنْجُوَيْهِ بْنَ الْحَسَنِ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: " طُوبَى لِمِنَ اسْتَوْحَشَ مِنَ النَّاسِ، وَأَنِسَ بِرَبِّهِ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ "

449 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حدثنا سَلْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: " كَفَى بِاللهِ مُحِبًّا، وَبِالْقُرْآنِ مُؤْنِسًا، وَبِالْمَوْتِ وَاعِظًا، وَكَفَى بِخَشْيَةِ اللهِ عِلْمًا وَالِاغْتِرَارِ بِاللهِ جَهْلًا "

450 - سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ يُوسُفَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ فِرَاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ: " لَا يُطْمَعُ فِي لِينِ الْقَلْبِ مَعَ فُضُولِ الْكَلَامِ، وَلَا يُطْمَعُ فِي حُبِّ اللهِ مَعَ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ، وَلَا يُطْمَعُ فِي الْأُنْسِ بِاللهِ مَعَ الْأُنْسِ بِالْمَخْلُوقِينَ "

451 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُرْجُلَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يُؤَدِّبُ نَفْسَهُ حَتَّى يَكُونَ تَرْكُ الطَّيِّبَاتِ أَلَذَّ عِنْدَهُ مِنْ أَكْلِهَا . وَقَالَ بِشْرٌ: " أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ يَا دَاوُدَ خَلَقْتُ الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ لِضَعَفَةِ عِبَادِي، فَأَمَّا الْأَبْطَالُ فَمَا لَهُمْ وَلِلشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ، يَا دَاوُدُ فَلَا تَعْقِلَنَّ قَلْبَكَ مِنْهَا بِشَيْءٍ فَأَدْنَى مَا أُعَاقِبُكَ بِهِ أَنْ أَنْسَخَ حَلَاوَةَ حِبِّي مِنْ قَلْبِكَ "

452 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَخِي يَقُولُ: " تَعَبَّدَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي غَيْضَةٍ فِي جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ أَرْبَعَمِائَةِ سَنَةٍ فَطَالَ شَعْرُهُ حَتَّى كَانَ إِذَا مَرَّ فِي الْغَيْضَةِ تَعَلَّقَ بِأَغْصَانِهَا بَعْضُ شَعْرِهِ، فَبَيْنَما هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ يَدُورُ إِذْ مَرَّ بِشَجَرَةٍ فِيهَا وَكْرُ طَيْرٍ فَنَقَلَ مَوْضِعَ مُصَلَّاهُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْهَا . فَنُودِيَ آنَسْتَ بِغَيْرِي، وَعِزَّتِي لَأَحُطَّنَّكَ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ دَرَجَتَيْنِ "

453 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: سُئِلَ الشِّبْلِيُّ مَا عَلَامَةُ صحة الْمَعْرِفَةِ ؟ قَالَ: " نِسْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ سِوَى مَعْرُوفِهِ " . فَقَالَ: مَا عَلَامَةُ صِحَّةِ الْمَحَبَّةِ ؟ فَقَالَ: " الْعَمَى عَنْ كُلِّ شَيْءٍ سِوَى مَحْبُوبِهِ " وَسَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: { وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ } [المؤمنون: 17] فَقَالَ: " وَمَا كُنَّا عَنْ مَنْ قَرُبَ مِنَّا غَافِلِينَ، وَلَا عَنْ مَنْ أَقْبَلَ عَلَيْنَا شَاغِلِينَ "

454 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الطَّبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سَهْلِ بْنِ الْأَزْهَرِ يَقُولُ: " الْغَافِلُونَ يَعِيشُونَ فِي حِلْمِ اللهِ، وَالذَّاكِرُونَ يَعِيشُونَ فِي رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَارِفُونَ يَعِيشُونَ فِي لُطْفِ اللهِ، وَالصَّادِقُونَ يَعِيشُونَ فِي قُرْبِ اللهِ، وَالْمُحِبُّونَ يَعِيشُونَ فِي الْأُنْسِ بِاللهِ وَالشَّوْقِ إِلَيْهِ "

455 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابن عبيد الله عَلِيَّ بْنَ قَتَادَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الْفَرْقِ بَيْنَ الْحُبِّ وَالْعِشْقِ، فَقَالَ: " الْحَبُّ لَذَّةٌ تُعْمِي عَنْ رُؤْيَةِ غَيْرِ الْمَحْبُوبِ، فَإِذَا تَنَاهَى سُمِّيَ عِشْقًا، وَهُوَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ "

456 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَاذَانَ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " الشَّوْقُ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ، وَأَعْلَى الْمَقَامَاتِ، إِذَا أُبْلِغَهَا الْعَبْدُ اسْتَبْطَأَ الْمَوْتَ شَوْقًا إِلَى رَبِّهِ وَحُبًّا لِلِقَائِهِ وَالنَّظَرِ إِلَيْهِ "

457 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: كَتَبْتُ مِنْ كِتَابِ أَبِي عُثْمَانَ وَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ شَاهٍ قَالَ: " مَقَامُ الْمُحِبِّينَ شَوْقُهُمْ إِلَى مَحْبُوبِهِمْ، وَطَلَبُهُمْ رِضَاهُ حِرْصُهُمْ عَلَى خِدْمَتِهِ "

458 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ شَاهٍ قَالَ: " الْمُشْتَاقُونَ عَلَى عَشْرِ مَقَامَاتٍ: تَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِهِ وَطَيَرَانُ الصَّدْرِ إِلَيْهِ، وَالْحَرَكَةُ عِنْدَ ذِكْرِهِ، وَالْأُنْسُ بِالْوَحْدَةِ، وَالْهَرَبُ مِنَ الْأُلْفَةِ، وَالتَّدَبُّرُ لِمَعَانِي كَلَامِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَاسَبَةُ النَّفْسِ فِي الْخَلْوَةِ ، وَالِاسْتِغَاثَةُ بِهِ، وَالتَّعَرُّضُ لِمُنَاجَاتِهِ " وَأَظُنُّهُ قَالَ: " وَالِاشْتِيَاقُ لِلِقَائِهِ " . وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: " الشَّوْقُ هُوَ الْمَحَبَّةُ مَنْ أَحَبَّ اللهَ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِهِ " وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { إِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ } قَالَ: " هَذِهِ تَعْزِيَةٌ الْمُشْتَاقِينَ مَعْنَاهُ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اشْتِيَاقَكُمْ إِلَيَّ غَالِبٌ، وَإِنِّي قَدْ أَجَّلْتُ لِلِقَائِكُمْ أَجَلًا، وَعَنْ قَرِيبٍ يَكُونُ وِصَالُكُمْ إِلَى مَنْ تَشْتَاقُونَ إِلَيْهِ " وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: " بِقَدْرِ مَا يَصِلُ إِلَى قَلْبِ الْعَبْدِ مِنَ السُّرُورِ بِاللهِ يَشْتَاقُ إِلَيْهِ، وَعَلَى قَدْرِ شَوْقِهِ يَخَافُ مِنْ بُعْدِهِ وَطَردِهِ "

459 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ بُنْدَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَحْفُوظًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ: " صِدْقُ حُبِّ اللهِ أَنْ تَخَافَ سِرَّهُ فِيكَ فِي غَيْبِ الْأَزَلِ عَلَى مَا جَبَلَكَ ، وَفَطَرَكَ، وَفِي أَيِّ دِيوَانٍ كَتَبَ اسْمَكَ "

460 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي دَارِمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: " خَرَجْتُ يَوْمًا إِلَى الْمَقَابِرِ فَإِذَا شَابَّانِ جَالِسَانِ يَكْتُبَانِ شَيْئًا، فَقُلْتُ لَهُمَا: رَحِمَكُمُ اللهُ مَنْ أَنْتُمَا ؟ فَقَالَا: مَلَكَانِ نَكْتُبُ الْمُحِبِّينَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقُلْتُ لَهُمَا: سَأَلْتُكُمَا بِاللهِ أَنَا مِمَّنْ كَتَبْتُمَا ؟ فَقَالَا: لَا فَسَقَطَ مَالِكٌ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: نَشَدْتُكُمَا بِاللهِ لِمَا كَتَبْتُمَاني فِي أَسْفَلِ سَطْرٍ: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ طُفَيْلِيٌّ يُحِبُّ الْمُحِبِّينَ لِلَّهِ ؟ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ أُتِيتُ فِي مَنَامِي فَقِيلَ: قَدْ كُتِبْتَ مِنْهُمُ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "

461 - أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وحَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ " فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبيرٍ أَحْمَدُ عَلَيْهِ نَفْسِي، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

462 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْجُوزَجَانِيَّ يَقُولُ: " ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ مِنْ عِقْدِ التَّوْحِيدِ: الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ، وَالْمَحَبَّةُ، فَزِيَادَةُ الْخَوْفِ مِنْ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ لِرُؤْيَةِ الْوَعِيدِ، وَزِيَادَةُ الرَّجَاءِ مِنِ اكْتِسَابِ الْخَيْرِ لِرُؤْيَةِ الْوَعْدِ، وَزِيَادَةُ الْمَحَبَّةِ مِنْ كَثْرَةِ الذِّكْرِ لِرُؤْيَةِ الْمِنَّةِ، فَالْخَائِفُ لَا يَسْتَرِيحُ مِنَ الْهَرَبِ، وَالرَّاجِي لَا يَسْتَرِيحُ مِنَ الطَّلَبِ، وَالْمُحِبُّ لَا يَسْتَرِيحُ مِنْ ذِكْرِ الْمَحْبُوبِ فَالْخَوْفُ نَارٌ مُنَوِّرَةٌ، وَالرَّجَاءُ نُورٌ مُنَوِّرٌ، وَالْمَحَبَّةُ نُورُ الْأَنْوَارِ "

463 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْدَانَ، حدثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّاسٍ الرَّازِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأُشْنَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ وَأَنَا أُوَاكِلُهُ عَلَى الْمَائِدَةِ: " إِنْ فَطَّنَكَ بِبِرِّهِ فَرَّغَكَ لِذِكْرِهِ، وَإِنْ فَرَّغَكَ لِذِكْرِهِ مَنَّ عَلَيْكَ بِحُبِّهِ، وَإِنْ مَنَّ عَلَيْكَ بِحُبِّهِ نَاجَاكَ بِقُرْبِهِ "

464 - وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ: أَبُو الْحُسَيْنِ الْوَرَّاقُ: " الْمَحَبَّةُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ بِاللهِ، وَهُوَ أَصْلٌ لِجَمِيعِ مَرَاتِبِ الْأَوْلِيَاءِ وَالْأَصْفِيَاءِ " . وَقَالَ: " تَتَشَعَّبُ شُعَبُ الْمَحَبَّةِ مِنْ دَوَامِ ذِكْرِ إِحْسَانِ اللهِ، فَمَنْ ذَكَرَ عَلَى الدَّوَامِ إِحْسَانَ اللهِ إِلَيْهِ تَنَسَّمَ رِيحَ الْمَحَبَّةِ عَنْ قُرْبِهِ "

465 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ الَّذِي رُوِيَ جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا، وَبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا فَقَالَ: " كَيْفَ لَا تُحِبُّ وَاجِدَكَ، وَمَا انْفَكَكْتَ مِنْ تَوَاتُرِ نِعْمَتِهِ قَطُّ، وَلَا تَنْفَكُّ أَبَدًا، وَلَكِنْ ضَعْفُ الْيَقِينِ، وكُدُورَةُ الْمَعْرِفَةِ، وَنَقْصُ الْإِيمَانِ حَجَبَكَ عَنْ مَحَبَّتِهِ وَالْمَيْلِ إِلَيْهِ "

466 - قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَزَّازَ يَقُولُ: فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ فَقَالَ: " وَاعَجَبًا مِمَنْ لَمْ يَرَ مُحْسِنًا غَيْرَ اللهِ كَيْفَ لَا يَمِيلُ بِكُلِّيَّتِهِ إِلَيْهِ "

467 - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الشُّعَيْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصُّوفِيَّ يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مَالِكٍ الصُّوفِيُّ وَأَنَا أَسْمَعُ، مَا عَلَامَةُ الْمَحَبَّةِ ؟ قَالَ: " تَرْكُ مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ "

468 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الزَّجَّاجِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ الْجُنَيْدَ عَنِ الْمَحَبَّةِ قَالَ: " تُرِيدُ الْإِشَارَةَ ؟ " قُلْتُ: لَا قَالَ: " تُرِيدُ الدَّعْوَى ؟ " قُلْتُ: لَا، قَالَ: " فَإِيشْ تُرِيدُ ؟ " قُلْتُ: عَيْنَ الْمَحَبَّةِ قَالَ: " أَنْ تُحِبَّ مَا يُحِبُّ اللهُ فِي عِبَادِهِ، وَتَكْرَهُ مَا يَكْرَهُ اللهُ فِي عِبَادِهِ "

469 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: " قَالَ بَعْضُ شُيُوخِنَا: لَا تَكُونُ لِلَّهِ عَبْدًا حَقًّا، وَأَنْتَ لِمَا يَكْرَهُ مُسْتَرَقًّ "

470 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ السَّرِيِّ يَقُولُ: " لَيْسَ مِنْ أَعْلَامِ الْحُبِّ أَنْ تُحِبَّ مَا يَبْغَضُ حَبِيبُكَ "

471 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ: بِمَا نَالَ أَهْلُ الْمَحَبَّةِ الْمَحَبَّةَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ: " بِالْعَفَافِ، وَأَخْذِ الْكَفَافِ "

472 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، حدثنا عَبَّاسٌ، حدثنا أَحْمَدُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ النِّبَاجِيَّ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ مَتَى يَبْلُغُ رَجُلٌ غَايَةَ مَحَبَّةِ اللهِ ؟ قَالَ: " إِذَا كَانَ عَطَاؤُهُ إِيَّاكَ وَمَنْعُهُ سَوَاءً "

473 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيَّ قَالَ: كَتَبْتُ مِنْ كِتَابِ أَبِي عُثْمَانَ وَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ شَاهٍ: " عَلَامَةُ الْمَحَبَّةِ: الرِّضَا عَنْهُ فِي الْمَكْرُوهِ، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِهِ فِي الْمَجْهُودِ، وَالتَّحْسِينُ لِاخْتِيَارِهِ فِي الْمَحْذُورِ "

474 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ مَضَاءَ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: " مَا أَحْسِبُ أَنَّ شَيْئًا مِنَ الْأَعْمَالِ يَتَقَدَّمُ الصَّبْرَ إِلَّا الرِّضَا، وَلَا أَعْلَمُ دَرَجَةً أَشْرَفَ وَلَا أَرْفَعَ مِنَ الرِّضَا، وَهُوَ رَأْسُ الْمَحَبَّةِ "

475 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ الْأَزْهَرِيُّ، حدثنا الْغَلَابِيُّ، حدثنا شُعَيْبُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْقُرَّاءِ قَالَ: رَأَيْتُ عُتْبَةَ الْغُلَامَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَمَا زَالَ لَيْلَتَهُ تِلْكَ حَتَّى أَصْبَحَ يَقُولُ: " إِنْ تُعَذِّبْنِي فَإِنِّي لَكَ مُحِبٌّ، وَإِنْ تَرْحَمْنِي فَأَنَا لَكَ مُحِبٌّ "

476 - وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: " حَقِيقَةُ الْمَحَبَّةِ الَّتِي لَا تَزِيدُ بِالْبِرِّ، وَلَا تَنْقُصُ بِالْجَفْوَةِ "

477 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ فَاتِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ الْمُحَاسِبِيَّ وَسُئِلَ عَنِ الْمَحَبَّةِ قَالَ: " مَيْلُكَ إِلَى الشَّيْءِ بِكُلِّيَّتِكَ مَحَبَّةً لَهُ، ثُمَّ إِيثَارُكَ لَهُ عَلَى نَفْسِكَ وَمَالِكَ، ثُمَّ مُوَافَقَتُكَ لَهُ سرًّا وَجَهْرًا، ثُمَّ عِلْمُكَ بِتَقْصِيرِكَ فِي حُبِّهِ "

478 - وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: وَقَالَ الْجُنَيْدُ: قِوَامُ الْمَحَبَّةِ مُوَافَقَةُ الْحَبِيبِ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، وَأَنْشَدَ:
[البحر الطويل]
وَلَوْ قُلْتَ مُتْ مُتُّ سَمْعًا وَطَاعَةً ... وَقُلْتُ لِدَاعِي الْمَوْتِ أَهْلًا وَمَرْحَبَا"

479 - سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الْبُوشَنْجِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَنِ الْحَبِّ فَقَالَ: " بَذْلُ الْمَجْهُودِ مَعَ مَعْرِفَتِكَ بالْمَحْبُوبِ، وَالْمَحْبُوبُ مَعَ بَذْلِكَ مَجْهُودَكَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ "

480 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الْغَلَابِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، حدثنا الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ وَرَآهُ عَلَى مَعْصِيَةٍ قَالَ: " وَيْلكَ مَا تُحِبُّ اللهَ ؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَ مُحِبًّا إِلَّا وَهُوَ يَتَوَخَّى سُرُورَ مَنْ أَحَبَّهُ، إِنَّ مَنْ خَافَ أَنْ يُسْأَلَ عَنِ الشُّكْرِ طَابَ نَفْسًا عَنِ النِّعَمِ "

481 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الشُّعَيْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْمَغْرِبِيَّ يَقُولُ: " تَفَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فِي شَأْنِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: يَا رَبِّ خَلَقْتَهُ وَنَفَخْتَ فِيهِ مِنْ رُوحِكِ، وَأَسْجَدْتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ، ثُمَّ بِذَنْبٍ وَاحِدٍ مَلَأْتَ أَفْوَاهَ النَّاسِ حَتَّى يَقُولُوا: { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } [طه: 121] قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مُخَالَفَةَ الْحَبِيبِ عَلَى الْحَبِيبِ شَدِيدَةٌ "

482 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنبأ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، حدثنا مُخَوَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبٍ قَالَ: " أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَا دَاوُدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ غَيْرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَكَ عِنْدِي ذَلِكَ الْوِدُّ الَّذِي كَانَ "

483 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَاصِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ بِهَراةَ، حدثنا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَيَّاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ وَقَدْ قِيلَ لَهُ: مَتَى يَأْنَسُ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ ؟ قَالَ: " إِذَا خَافَهُ أَنِسَ بِهِ، أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُ مَنْ وَاصَلَ الذُّنُوبَ نُحِّيَ عَنْ بَابِ الْمَحْبُوبِ "

484 - وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " مَا رَجَعَ إِلَّا مِنَ الطَّرِيقِ، وَلَوْ وَصَلُوا إِلَيْهِ مَا رَجَعُوا فَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا تَرَى الْعَجَبَ "

485 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ الْعَبَّاسِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ عِيسَى الدِّينَوْرِيَّ بِهَا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: " وَجَدْتُ صَخْرَةً بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَيْهَا أَسْطُرٌ مَكْتُوبَةٌ، فَجِئْتُ مَنْ تَرْجَمَهَا، فَإِذَا عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ: كُلُّ عَاصٍ مُسْتَوْحِشٌ، وَكُلُّ مُطِيعٍ مُسْتَأْنِسٌ، وَكُلُّ خَائِفٍ هَارِبٌ، وَكُلُّ رَاجٍ طَالِبٌ، وَكُلُّ قَانِعٍ غَنِيٌّ، وَكُلُّ مُحِبٍّ ذَلِيلٌ فَفَكَّرْتُ فِي هَذِهِ الْأَحْرُفِ فَإِذَا هِيَ أُصُولٌ كُلُّهَا اسْتَعْبَدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْخَلْقَ "

486 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ بِالْكُوفَةِ، حدثنا أَبُو الْحَرِيشِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْكِلَابِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ رَحِمَهُ اللهُ يُنْشِدُ:"
[البحر الكامل]
إِنَّ الْمَلِيكَ قَدِ اصْطَفَى خُدَّامًا ... مُتَوَدِّدِينَ مُواطِئِينَ كِرَامَا
رُزِقُوا الْمَحَبَّةَ وَالْخُشُوعَ لِرَبِّهِمْ ... فَتَرَى دُمُوَعَهُمْ تَسِحُّ سِجَامَا
يُحْيُونَ لَيْلتَهُمْ بِطُولِ صَلَاتِهِمْ ... لَا يَسْأَمُونَ إِذَا الْخَلِيُّ نَامَا
قَوْمٌ إِذَا رَقَدَ الْعُيُونُ رَأَيْتَهُمْ ... صَفُّوا لِشِدَّةِ خَوْفِهِ أَقْدَامَا
وَتَخَالَهُمْ مَوْتَى لِطُولِ سُجُودِهِمْ ... يَخْشَوْنَ مِنْ نَارِ الْإِلَهِ غَرَامَا
شُغِفُوا بِحُبِّ اللهِ طُولَ حَيَاتِهِمْ ... فَتَجَنَّبُوا لِوِدَادِهِ آثَامَا"

487 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الشُّعَيْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَرِيًّ السَّقَطِيَّ يَقُولُ وَقَدْ كَلَّمْتُهُ يَوْمًا فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَحَبَّةِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى جِلْدَةِ ذِرَاعِهِ فَمَدَّهَا، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ لَوْ قُلْتُ إِنَّ هَذَا جَفَّ عَلَى هَذَا مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ لَصَدَقْتُ " ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ تَوَرَّدَ وَجْهُهُ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْقَمَرِ

488 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْخُلْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِلسَّرِيِّ السَّقَطِيِّ: كَيْفَ أَنْتَ؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:"
[البحر الكامل]
مَنْ لَمْ يَبِتْ وَالْحُبُّ حَشْوُ فُؤَادِهِ ... لَمْ يَدْرِ كَيْفَ تَفَتَّتُ الْأَكْبَادُ"

489 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَفَعَ إِلَيَّ سَرِيٌّ مَرَّةً رُقْعَةً فَقَالَ لِي:" احْفَظْ هَذِهِ الرُّقْعَةَ فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ:
[البحر الطويل]
لَمَّا شَكَوْتُ الْحُبَّ قَالَ كَذَبْتَنِي ... فَمَا لِي أَرَى الْأَعْضَاءَ مِنْكَ كَوَاسِيَا
فَمَا الْحُبُّ حَتَّى يَلْصَقَ الْجِلْدُ بِالْحَشَى ... وَتَذْبُلُ حَتَّى لَا تُجِيبَ الْمُنَادِيَا
وَتَنْحَلُ حَتَّى لَا يُبْقِيَ لَكَ الْهَوَى ... سِوَى مُقْلَةٍ تَبْكِي بِهَا أَوْ تَناجِيَا"

490 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الْكِنْدِيُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمُزَنِيُّ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ:" مَنْ أَحَبَّ حَبِيبًا لَمْ يُبْغِضْهُ"، ثُمَّ قَالَ:
[البحر الكامل]
تَعْصِي الْإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ ... عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ شَنِيعُ
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لَأَطَعْتَهُ ... إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ أَحَبَّ مُطِيعُ
[البحر البسيط]
مَا ضَرَّ مَنْ كَانَتِ الْفِرْدَوْسُ مَنْزِلَهُ ... مَا كَانَ فِي الْعَيْشِ مِنْ بُؤْسٍ وِإِقْتَارِ
تَرَاهُ يَمْشِي حَزِينًا خَائِفًا شَعِثًا ... إِلَى الْمَسَاجِدِ يَسْعَى بَيْنَ أَطْمَارِ"

491 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الرَّازِيَّ الْوَاعِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دُجَانَةَ، يَقُولُ: كَانَتْ رَابِعَةُ إِذَا غَلَبَ عَلَيْهَا الْحُبُّ تَقُولُ:
[البحر الكامل]
تَعْصِي الْإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ ... هَذَا مُحَالٌ فِي الْفِعَالِ بَدِيعُ
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لَأَطَعْتَهُ ... إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ أَحَبَّ مُطِيعُ"

492 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّبَرِيِّ أَمْلَاهُ مِنْ حِفْظِهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ الْفَقِيهَ يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: وَيَتَمَثَّلُ بِقَوْلِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْقَاسِمِ أَبِي الْعَتَاهِيَةِ"
[البحر الكامل]
تَعْصِي الْإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ ... هَذَا مُحَالٌ فِي الْقِيَاسِ بَدِيعُ
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صادقاً لَأَطَعْتَهُ ... إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ"

493 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجُرْجَانِيَّ الْوَاعِظَ يَقُولُ: أَنْشَدَنَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ أَبُو عُمَرَ بْنُ سَعِيدٍ الْجُرْجَانِيُّ لِنَفْسِهِ"
[البحر الطويل]
وَحُبَّانِ فِي قَلْبِي مُحَالٌ كِلَاهُمَا ... مَحَبَّةُ فِرْدَوْسٍ وَدَارِ غُرُورِ
وَمَنْ يَرْجُ مَوْلَاهُ وَيَرْجُو جِوَارَهُ ... يُسَابِقُ فِي الْخَيْرَاتِ غَيْرَ فُتُورِ
وَمَا صَادِقٌ مَنْ يَدَّعِي حُبَّ رَبِّهِ ... وَأَمْسَى عَنِ اللَّذَّاتِ غَيْرَ صَبُورِ
وَيَسْلُوا عَنِ الدُّنْيَا، وَعَنِ كُلِّ شَهْوَةٍ ... وَعَنْ كُلِّ مَا يُؤَدِّي بِوَصْلِ سُرُورِ"

494 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ، حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ، حدثنا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ قَالَ: دَخَلَ السِّجْنَ مَالِكُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَارُودِ فَإِذَا فِيهِ الْفَرَزْدَقُ فَقَالَ: أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تُقْصِرَ مِنْ قَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ ؟ فَقَالَ: " وَاللهِ لَلَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَيْنِي الَّتِي أُبْصِرُ بِهَا أَفَتُرَاهُ يُعَذِّبُنِي ؟ "

495 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعُصْمِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: وَقَامَ فِي مَجْلِسِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ مَتَى يَكُونُ الرَّجُلُ صَادِقًا فِي حُبِّ مَوْلَاهُ ؟ قَالَ: " إِذَا خَلَا مِنْ خِلَافِهِ كَانَ صَادِقًا فِي حُبِّهِ " . قَالَ: فَوَضَعَ الرَّجُلُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ وَصَاحَ، وَقَالَ: كَيْفَ ادَّعَى حُبَّهُ، وَلَمْ أَخْلُ طَرْفَةَ عَيْنٍ مِنْ خِلَافِهِ ؟ قَالَ: فَبَكَى أَبُو عُثْمَانَ وَأَهْلُ الْمَجْلِسِ قَالَ: فَجَعَلَ يَبْكِي أَبُو عُثْمَانَ وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ: " صَادِقٌ فِي حُبِّهِ مُقَصِّرٌ فِي حَقِّهِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبُو عُثْمَانَ مِنْ صِدْقِ حُبِّهِ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي حَيَاتِهِ يَشْهَدُ لَهُ "

496 - مَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقٍ بِهِمْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ وَقِيلَ فِيهِ: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَقَدْ أَخْرَجَاهُ أَيْضًا فِي الصَّحِيحِ

497 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ: " وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ " فَلَمْ يَذْكُرْ كَثِيرًا إِلَّا أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ

498 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ هُوَ الْأَصَمُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حدثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا، فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلْعَنْهُ، فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ " وَهَذَا يُصَحِّحُ قَوْلَ: أَبِي عُثْمَانَ: صَادِقٌ فِي حُبِّهِ مُقَصِّرٌ فِي حَقِّهِ، فَإِنَّهُ مَعَ شُرْبِهِ سَمَّاهُ مُحِبًّا وَاللهُ أَعْلَمُ "

499 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: سُئِلَ سَمْنُونٌ عَنِ الْمَحَبَّةِ فَقَالَ: " صَفَاءُ الْوِدِّ مَعَ دَوَامِ الذِّكْرِ "

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: " عَلَامَةُ حُبِّ اللهِ دَوَامُ ذِكْرِهِ لِأَنَّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ ذِكْرَهُ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْحُبُّ اللُّزُومُ لِأَنَّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَلْزَمَ ذِكْرَهُ قَلْبَهُ، فَمَحَبَّةُ اللهِ تَعَالَى لُزُومٌ لِذِكْرِهِ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا الَّذِي فَسَّرَهُ هَذَا الْقَائِلُ بِهِ الْمَحَبَّةَ مِنْ أَنَّهُ اللُّزُومُ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ أَهْلِ اللِّسَانِ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: أَحَبَّ الْجَمَلُ إِذَا بَرَكَ فَلَزِمَ مَكَانَهُ "

500 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ بْنَ الْمُغَلِّسِ يَقُولُ: " قَرَأْتُ فِي بَعْضِ كَلَامِ الْحُكَمَاءِ: أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ الْمِلَالِ وَالضَّجَرِ مَنْ لَمْ يُفَارِقْ قَلْبَهُ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحَسْبُكَ مِنْ صِدْقِ الْعَبْدِ دَوَامُ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ "

501 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْمفِيدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي يَعْنِي الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: " إِنَّ الْعَارِفَ اسْتَغْنَى بِرَبِّهِ فَمَنْ أَغْنَى مِنْهُ فَلَذَّتُهُ ذِكْرُهُ، وَإِنَاخَتُهُ بِفِنَائِهِ وَاسْتِئْنَاسٌ بِهِ " قَالَ وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ وَجَدَ طَعْمَ الْعُبُودِيَّةِ وَلَذَّةَ الذِّكْرِ وَالطَّاعَةِ فَهُوَ مَعَ الْخَلْقِ بِبَدَنِهِ، وَقَدْ بَايَنَهُمْ بِالْهُمُومِ وَالْخَطَرَاتِ "

فَصْلٌ فِي إِدَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَأَمَّا إِدَامَةِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى جَدُّهُ الَّتِي ذَكَرْنَا أنهَا من أَمَارَاتِ الْمَحَبَّةِ، فَقَدْ جَاءَ فِيهَا قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [الأحزاب: 42]، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } [البقرة: 152]، قَالَ: وَجَاءَتْ فِيهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الْأَحْوَالِ الَّتِي يُسْتَحَبُّ الذِّكْرُ فِيهَا، وَفِي فَضِيلَتِهِ وَالْحَثِّ عَلَيْهَا أَخْبَارٌ مِنْهَا مَا جَاءَ عَنِ الْحَثِّ عَلَى الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الذِّكْرِ " فَذَكَرَ حَدِيثًا لَا يَثْبُتُ ثُمَّ ذَكَرَ

مَا

502 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ، حدثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانَ، فَقَالَ: " سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ " . قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ بِسْطَامٍ

503 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حدثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى الْحُرَقَةِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ " . قُلْتُ: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ ؟ قَالَ: " الَّذِينَ يُهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

504 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صُبحٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهُوَيْهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ الْيَمَامِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سِيرُوا سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ " . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْمُفَرِّدُونَ ؟ قَالَ: " الْمُسْتَهْتَرُونَ بذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقَالَهُمْ، فَيَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِفَافًا " أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعِجْلِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ بِنَحْوِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " الَّذِينَ أُهْتِرُوا بِذِكْرِ اللهِ يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَوْزَارَهُمْ " " وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ، وَالْإِسْنَادُ الْأَوَّلُ أَصَحُّ، وَاللهُ أَعْلَمُ "

505 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو صَادِقٍ الْعَطَّارُ قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ "

506 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فَلَمَّا سَلَّمْتُ جَلَسْتُ، سَمِعْتُ كَرِيمَةَ بِنْتَ الْحَسْحَاسِ الْمُزَنِيَّةَ - قَالَ: وَكَانَتْ مِنْ صَوَاحِبِ أُمِّ الدَّرْدَاءِ - تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي بَيْتِ هَذِهِ تُشِيرَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقَولَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ "

507 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ، أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جَابِرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ كَرِيمَةَ بِنْتِ الْحَسْحَاسِ الْمُزَنِيَّةِ، أَنَّهَا قَالَتْ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَنَحْنُ فِي بَيْتِ هَذِهِ - يَعْنِي أُمَّ الدَّرْدَاءِ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ " هَكَذَا رَوَيَاهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا مَرَّةً، وَمَرَّةً مَرْفُوعًا، وَرِوَايَتُهُمَا أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ الْأَوْزَاعِيِّ وَذَكَرَ أَيْضًا مَعْنَى

508 - مَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ بِمِصْرَ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، حدثنا عَمْرُو بْنُ حُصَيْنٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُلَاثَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلِّي اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ سَاعَةٍ تَمُرُّ بِابْنِ آدَمَ لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهَا إِلَّا تَحَسَّرَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " " وَفِي هَذَا الْإِسْنَادِ ضَعْفٌ غَيْرَ أَنَّ لَهُ شواهدَ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذٍ "

509 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، حدثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ، حدثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، حدثنا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهَا "

510 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: رُوِيَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهَا " قَالَ يَعْقُوبُ: حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو خَالِدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ يَعْنِي عَنْ مُعَاذٍ

511 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَ آبَادِيُّ، حدثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، حدثنا مُحَمَّدٌ يَزِيدُ بْنُ خُنَيْسٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ نَعُودُهُ بِمَكَّةَ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيُّ فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتَنِيهِ عَنْ أُمِّ صَالِحٍ ارْدُدْهُ عَلَيَّ، فَقَالَ سَعِيدٌ: نَعَمْ حَدَّثَتْنِي أُمُّ صَالِحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلَامُ ابْنِ آدَمَ كُلُّهُ عَلَيْهِ لَا لَهُ إِلَّا أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

512 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا أَبُو صَالِحٍ، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلَانِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ " . وَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: " لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

513 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا حُمَيْدُ بْنُ دَاوُدَ الْقَيْسِيُّ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ . ح أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حدثنا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ: " أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " " لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ غَيْرُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ قَالَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: سَأَلْتُ "

514 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَهْرَوَيْهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سِنَانٍ الرَّازِيُّ، حدثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ إِمْلَاءً، حدثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ "

515 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خُنَيْسٍ الْغَزِّيُّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزكاهَا وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِمَّنْ أُعْطِيَ الذَّهَبَ وَالْوَرِقَ، وَخَيْرٍ مِنْ أَنْ لَوْ غَدَوْتُمْ إِلَى عَدُوِّكُمْ فَضَرَبْتُمْ رِقَابَهِمْ وَضَرَبُوا رِقَابَكُمْ ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " فَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا "

516 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حدثنا إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ حَمْزَةَ، حدثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الْبَحْرِيَّةِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْضَاهَا لَكُمْ عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِمَّنْ أُعْطِيَ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُونَ أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُونَ أَعْنَاقَكُمْ ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " ذِكْرُ اللهِ " وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " مَا عَمِلَ امْرُؤٌ بِعَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ " " وَرُوِّينَا فِي كِتَابِ الدَّعَوَاتِ مِنْ حَدِيثِ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ عَالِيًا " وَرُوِيَ آخِرُ الْحَدِيثِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَرْفُوعًا

517 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَمَلٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ وَلَا أَنْجَى لِعَبْدِهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَفِي مَعْنَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ مَرْفُوعًا "

518 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ أَحْمَدِ الْفَارِسِيُّ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِيكَالَ، حدثنا عَبْدَانُ الْجَوَالِيقِيُّ، حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ فإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ، وَلَا أَنْجَى لِلْعَبْدِ مِنْ حَسَنَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ، وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ اجْتَمَعُوا عَلَى مَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ لَمْ نَكُنْ نُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ " " تَفَرَّدَ بِهِ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ وَاللهُ أَعْلَمُ، وَزَادَ فِيهِ غَيْرِهِ، وَإِنَّ الْجِهَادَ شُعْبَةٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالذِّكْرِ لَيْسَ هُوَ الذِّكْرَ بِاللِّسَانِ وَحْدَهُ، وَلَكِنَّهُ جَامِعٌ لِلِّسَانِ وَالْقَلْبِ، وَالذِّكْرُ بِالْقَلْبِ أَفْضَلُ لِأَنَّ الذِّكْرَ بِاللِّسَانِ لَا يَرْدَعُ عَنْ شَيْءٍ، وَالذِّكْرَ بِالْقَلْبِ يَرْدَعُ عَنِ التَّقْصِيرِ فِي الطَّاعَاتِ وَالتَّهَافُتِ فِي الْمَعَاصِي وَالسَّيِّئَاتِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَقَدْ جَاءَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ مَا هُوَ أَظْهَرُ فِي هَذَا الْمَعْنَى "

519 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ وَاسْمُهُ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سِقَالَةً، وَإِنَّ سِقَالَةَ الْقُلُوبِ ذِكْرُ اللهِ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ " . قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ قَالَ: " وَلَوْ أَنْ تَضْرِبَ بِسَيْفِكَ حَتَّى يَنْقَطِعَ "

520 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، حدثنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، حدثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، حدثنا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ: " إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ جِلَاءً، وَإِنَّ جِلَاءَ الْقُلُوبِ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

521 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ الْآدَمِيُّ بِمَكَّةَ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، حدثنا عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: اللهُ اللهُ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللهُ اللهُ " .

522 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرْقُوبٍ التَّمَّارُ بِهَمْدَانَ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حدثنا عَفَّانُ، عَنْ حَمَّادٍ، فَذَكَرَهُ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَفَّانَ

523 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، حدثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرُ، وَأَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ حَتَّى يَقُولُوا مَجْنُونٌ "

524 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، حدثنا جَدِّي، قَالَ: حدثنا أَبُو تَوْبَةَ، حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ حَتَّى يَقُولَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّكُمْ مُرَاءُونَ " " هَذَا مُرْسَلٌ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَمِنْهَا مَا جَاءَ فِي لُزُومِ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَمُصَاحَبَةِ أَهْلِهِ " وَذَكَرَ بَعْضَ مَتْنِ الْحَدِيثِ

الَّذِي

525 - أَخْبَرَنَاه أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ فِي آخَرِينَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جعفرعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْحَضْرَمِيُّ، حدثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حدثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَرَايَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَقِفُ وَتَحُلُّ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ، فَارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ " . قُلْنَا: أَيْنَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " مَجَالِسُ الذِّكْرِ اغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذِكْرِ اللهِ، وَاذْكُرُوهُ بِأَنْفُسِكُمْ، مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ مَنْزِلَتُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةُ اللهِ عِنْدَهُ، فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُنْزِلُ الْعَبْدَ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: " مَجَالِسُ الذِّكْرِ فِي الْأَرْضِ "، وَقَالَ: " مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللهِ "

526 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشُّعَيْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ الْحَرْبِيُّ بِبَغْدَادَ، حدثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَمَّالُ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، حدثنا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا " . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ: " حِلَقُ الذِّكْرِ " وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَغَوِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَذَكَرَ

527 - مَا أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ رَحِمَهُ اللهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، حدثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ

528 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وإِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا جَرِيرٌ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً فُضُلًا عَنْ كُتَّابِ الْأَيْدِي يَطُوفُونَ فِي الطَّرِيقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُنَادُونَ: هَلُمَّ إِلَى حَاجَتِكُمْ " . قَالَ: " فَتَحُفُّهُمْ بِأَجْنِحَتِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا " . قَالَ: " فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مَا يَقُولُ عِبَادِي ؟ " . قَالَ: " يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْنِي ؟ " . قَالَ: " فَيَقُولُونَ لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْكَ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْنِي ؟ " . قَالَ: " فَيَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا لَكَ أَشَدَّ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ تَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، فَيَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِ ؟ فَيَقُولُونَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ فَيَقُولُونَ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا فَيَقُولُ كَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، فَيَقُولُ: مِمَّا يَتَعَوَّذُونَ ؟ قَالَ: يقولون: مِنَ النَّارِ، فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوُا النَّارِ ؟ فَيَقُولُونَ: مَا رَأَوْهَا فَيَقُولُ كَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً فَيَقُولُ: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قد غَفَرْتُ لَهُمْ، فَيَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمْ فُلَانُ وَلَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ: هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " " هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللهِ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ سَقَطَ مِنْ رِوَايَتِهِ، فَيَقُولُ: مِمَّا يَتَعَوَّذُونَ ؟ قَالَ: يَقُولُونَ مِنَ النَّارِ، وَهُوَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ بِشْرَانَ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ " وَأَخْرَجْنَاهُ فِي كِتَابِ الدَّعَوَاتِ مِنْ حَدِيثِ وَهَيْبٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، وَفِيهِ مِنَ الزِّيَادَةِ قَالَ: فَقَالَ: " قَدْ أَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا " وَمِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ " وَفِي بَعْضِ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فَيَقُولُونَ: " رَبِّ فِيهِمْ فُلَانُ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ قَدْ غَفَرْتُ وهُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ "

529 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، حدثنا أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ . قَالَ: آللَّهُ، مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ . قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: " مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ " قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ . قَالَ: " آللَّهِ مَا أَجْلَسَكم إِلَّا ذَلِكَ ؟ " قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ . قَالَ: " أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ مَرْحُومٍ

530 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ بِهَا، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزْدَادَ بْنِ مَسْعُودٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ، حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، حدثنا أَبُو الْوَازِعِ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا فِي مَجْلِسٍ فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يَذْكُرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا كَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ "

531 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يَقُولُ الرَّبُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: سَيُعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ وَقِيلَ: مَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: مَجَالِسُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَمِنْهَا مَا جَاءَ فِي ذِكْرِ عُمَارَةَ الْبَيْتِ بِذِكْرِ اللهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

532 - الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ

533 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " إِنَّ الْجَبَلَ يُنَادِي الْجَبَلَ بِاسْمِهِ يَا فُلَانُ هَلْ مَرَّ بِكَ الْيَوْمَ لِلَّهِ ذَاكِرٌ اسْتِبْشَارًا بِذِكْرِ اللهِ "

534 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ عَوْنٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ " إِنَّ الْجَبَلَ يُنَادِي الْجَبَلَ بِاسْمِهِ يَا فُلَانُ هَلْ مَرَّ بِكَ الْيَوْمَ ذَاكِرٌ فَإِنْ قَالَ نَعَمِ اسْتَبْشَرَ " ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا، تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا } يَسْمَعُونَ الزُّورَ وَلَا يَسْمَعُونَ الْخَيْرَ وَمِنْهَا الِاحْتِرَازُ مِنَ الشَّيْطَانِ بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُرْوَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَوْحَى اللهُ إِلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ وَيَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللهِ كَثِيرًا، وَمَثَلُ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعًا فِي أَثَرِهِ حَتَّى أَتَى حِصْنًا حَصِينًا فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ فِيهِ وَكَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يَنْجُو مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللهِ

535 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ، حدثنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَكَرَهُ وَقَدْ خَرَّجْنَاهُ بِطُولِهِ فِي كِتَابِ الدَّعَوَاتِ

وَذَكَرَ أَيْضًا مَا

536 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ، عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، حدثنا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ " الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ فَإِذَا ذَكَرَ خَنَسَ، وَإِذَا نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ . وَقَالَ: مِنْهَا مَا جَاءَ فِي مُفَارَقَةِ الْمَجْلِسِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى جَدُّهُ فَذَكَرَ مَتْنَ الْحَدِيثِ الَّذِي "

537 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِسًا، وَتَفَرَّقُوا مِنْهُ لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ إِلَّا كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " رَوَاهُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

538 - كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حدثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حدثنا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَتَفَرَّقُوا قَبْلَ أَنْ يَذْكُرُوا اللهَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً قَالَ: وَمِنْهَا الذِّكْرُ عِنْدَ كُلِّ اضْطِجَاعَةٍ وَالذِّكْرُعِنْدَ كُلِّ مَشْيٍ وَالذِّكْرُ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَمَدَرٍ وَشَجَرٍ "

539 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا أَبُو مُسْلِمٍ، حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَمْشًى لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

540 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ، حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، لَا يَدْرِي أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، هُوَ أَوْ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ فِيهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا، لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ فِيهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ " رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ

541 - كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حدثنا اللَّيْثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ تِرَةً وَمَنْ قَامَ مَقَامًا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةً، وَمَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةً "

542 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ، حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ، حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حدثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حدثنا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ إِلَّا كَانَتْ عَلَيْهِمْ تِرَةً، وَمَا مَشَى قَوْمٌ مَمْشًى لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً " وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ أَتَمَّ مِنْ ذَلِكَ مَتْنًا

543 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، والتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ " فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: اللهُمَّ ازْوِ لَهُ الْأَرْضَ وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ "

544 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، حدثنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خُمَيْرَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، حدثنا مَنْصُورٌ، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: " اعُبُدِ اللهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَاعْمَلْ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وَاذْكُرِ اللهَ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ، وَشَجَرٍ وَإِنْ عَمِلْتَ سَيِّئَةً فِي سِرٍّ فَأَتْبِعْهَا حَسَنَةً، فِي سِرٍّ وَإِنْ عَمِلْتَ سَيِّئَةً عَلَانِيَةً فَأَتْبِعْهَا حَسَنَةً عَلَانِيَةً وَاتَّقِ اللهَ، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَمِنْهَا الذِّكْرُ فِي الخَلْوَةِ وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي رَزِينٍ: يَا أَبَا رَزِينٍ إِذَا خَلَوْتَ فَأَكْثِرْ ذِكْرَ اللهِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: الْأَغْلَبُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْقَلْبِ لِئَلَّا يَكُونَ مِنْهُ فِي الْخَلْوَةِ ذَنْبٌ، لَا يُسْتَطَاعُ مِثْلُهُ فِي الْمَلَأِ، وَعَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ

545 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا خَالِي خُبَيْبٌ حَدَّثَنَا جَدِّي حَفْصُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، إِمَامٌ عَادِلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَجُلٌ، قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ، وَتَفَرَّقَا وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا أنْفَقَتْهُ يَمِينُهُ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَوْجُهٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَمِنْهَا الذِّكْرُ فِي الْمَلَأِ

546 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا الْأَعْمَشُ، ح قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَغَيْرِهِ

547 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: " عَبْدِي إِذَا ذَكَرْتَنِي خَالِيًا، ذَكَرْتُكَ خَالِيًا، وَإِنْ ذَكَرْتَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُكَ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَأَكْبرَ " قَالَ: وَمِنْهَا الذِّكْرُ الْخَفِيُّ وَهُوَ ضَرْبَانِ ، أَحَدُهُمَا الذِّكْرُ فِي النَّفْسِ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً } [الأعراف: 205] وَالْآخَرُ مَا دَارَ بِهِ اللِّسَانُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ إِلَّا صَاحِبُهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي "

548 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حدثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي " . قَالَ وَكِيعٌ: عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

549 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، حدثنا وَكِيعٌ فَذَكَرَهُ وَقِيلَ عَنْهُ

كَمَا

550 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ صُبَيْحٍ الْجَوْهَرِيُّ، حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْمَنِيعِيُّ، حدثنا الْحِمَّانِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ " وَذَكَرَ أَيْضًا

مَا

551 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ، حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، حدثنا مُعَاوِيَةُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الذِّكْرُ الَّذِي لَا يَسْمَعُهُ الْحَفَظَةُ يَزِيدُ عَلَى الذِّكْرِ الَّذِي يَسْمَعُهُ الْحَفَظَةَ سَبْعِينَ ضِعْفًا "

552 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، بِهَذَا الْإِسْنَادِ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُفَضَّلُ أَوْ يُضَاعَفُ الذِّكْرُ الْخَفِيُّ الَّذِي لَا يَسْمَعُهُ الْحَفَظَةُ عَلَى الَّذِي تَسْمَعُهُ سَبْعِينَ ضِعْفًا " تَفَرَّدَ بِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَالَ: وَمِنْهَا الذِّكْرُ عِنْدَ الشَّدِيدَةِ وَذَكَرَ مَتْنَ الْحَدِيثِ الَّذِي

553 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَائِذٍ عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي دَوْسٍ الْيَحْصِبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَعْكَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " إِنَّ عَبْدِي كُلَّ عَبْدِي الَّذِي يَذْكُرُنِي، وَإِنْ كَانَ مُلَاقِيًا قِرْنَهُ " وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَا إِنَّ عَبْدي كُلَّ عَبْدِي الَّذِي يَذْكُرُنِي وَإِنْ كَانَ مُلَاقِيًا قِرْنَهُ

554 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْفَرَّاءُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَالضَّحَّاكِ، كِلَاهُمَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْمَسْجِدِ خَيْرٌ ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ " . قَالَ: فَأَيُّ الْجَنَازَةِ خَيْرٌ ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ " قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ خَيْرٌ ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ " قَالَ: فَأَيُّ الْحُجَّاجِ خَيْرٌ ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ " قِيلَ: فَأَيُّ الْمُجَاهِدِينَ خَيْرٌ ؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ قَالَ ": فَأَيُّ الْعُوَّادِ خَيْرٌ ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ " قَالَ: أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ اللهَ بِالْخَيْرِ كُلِّهِ قَالَ: وَمِنْهَا الذِّكْرُ بَعْدَ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَالذِّكْرُ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ

555 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ الشَّرْقِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، حدثنا الْأَعْمَشُ، قَالَ: اخْتَلَفُوا فِي الْقَصَصِ فَأَتَوْا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَقَالُوا: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّ فَقَالَ: إِنَّمَا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ وَلَكِنٍ قَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَأَنْ " أَذْكُرَ اللهَ مَعَ قَوْمٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا وَلَأَنْ أَذْكُرَ اللهَ مَعَ قَوْمٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "

556 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ دِيَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا "

557 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، حدثنا أَبُو ظَفَرٍ، حدثنا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَنْ " أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ مُنْذُ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ مُنْذُ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أُعْتِقُ أَرْبَعَةً "

558 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا الْأَسْفَاطِيُّ وَهُوَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى صَلَاةِ الْمَغْرِبِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ دِيَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا "

559 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا تَمْتَامٌ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ جَلَسَ يُمْلِي خَيْرًا حَتَّى يُمْسِيَ، أَوْ قَالَ: حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ أَعْتَقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " وَفِي حَدِيثِ الصَّائِغِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، لَمْ يَشُكَّ

560 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ كُرْدُوسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَأَنْ أَجْلِسَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ مَجْلِسٍ تَعْنِي ؟ قَالَ: مَجْلِسُ الذِّكْرِ قَالَ: وَمِنْهَا الذِّكْرُ بَيْنَ الْغَافِلِينَ "

561 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانٍ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ مُسْلِمٍ، وَعَبَّادَ بْنَ كَثِيرٍ يُحَدِّثَانِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ مِثْلُ الَّذِي يُقَاتِلُ عَنِ الْفَارِّينَ، وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ مِثْلُ الشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ فِي وَسَطِ الشَّجَرِ الَّذِي قَدْ تَحَاتَّ ورقه، يَعْنِي مِنَ الضَّرِيبِ قَالَ: يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ يَعْنِي بِالضَّرِيبِ الْبَرْدَ الشَّدِيدَ وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ يُغْفَرُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ وَأَعْجَمِيٍّ قَالَ: فَالْفَصِيحُ بَنُو آدَمَ وَالْأَعْجَمِيُّ الْبَهَائِمُ وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ يُعَرِّفُهُ اللهُ مَقْعَدَهُ فِي الْجَنَّةِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَالصَّوَابُ هُوَ الضَّرِيبُ وَكَانَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الصَّفَّارِ مُصَحَّفًا وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ وَلَيْسَ فِي رِوَايَتِنَا وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ مِثْلُ الْمِصْبَاحِ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حدثنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ فَذَكَرَهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ وَذَكَرَ هَذِهِ الزِّيَادَةَ وَقَالَ: قَدْ تَحَاتَّ مِنَ الْكِبَرِ

562 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، حدثنا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حدثنا هِشَامٌ هُوَ ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَنْظَلِيُّ الرَّازِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ وهُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ كَالْمُقَاتِلِ عَنِ الْفَارِّينَ، وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ كَالْمِصْبَاحِ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ، وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ يُعَرِّفُهُ اللهُ مَقْعَدَهُ وَلَا يُعَذَّبُ بَعْدَهُ، وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ فِي السُّوقِ وَأَعْجَمِيٍّ، وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ نَظْرَةً لَا يُعَذِّبُهُ اللهُ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَذَاكِرُ اللهِ فِي السُّوقِ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَلْقَى اللهَ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: هَكَذَا وَجَدْتُهُ مَكْتُوبًا لَيْسَ بَيْنَ سَلَمَةَ وَبَيْنَ ابْنِ عُمَرَ أَحَدٌ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ وَإِسْنَادُهُ غَيْرُ قَوِيٍّ

563 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُبَارَكَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " مَنْ ذَكَرَ اللهَ فِي السُّوقِ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ فِيهَا، وَأَعْجَمِيٍّ " فَقَالَ الْمُبَارَكُ: الْفَصِيحُ الْإِنْسَانُ، وَالْأَعْجَمُ الْبَهِيمَةُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كُلُّ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ فَهُوَ أَعْجَمُ مُسْتَعْجَمٌ "

564 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: " لَا تَزَالُ مُصَلِّيًا قَانِتًا مَا ذَكَرْتَ اللهَ قَائِمًا، وَقَاعِدًا وَفِي سُوقِكَ، أَوْ فِي بادِيتكَ أَوْ حَيْثُ ما كُنْتَ "

565 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا الْأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: إِنَّ " اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُذْكَرَ فِي الْأَسْوَاقِ، وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ لَغَطِهِمْ وَلِغَفْلَتِهِمْ وَإِنِّي لَآتِي السُّوقَ وَمَا لِي فِيهِ حَاجَةٌ إِلَّا أَنْ أَذْكُرَ اللهَ تَعَالَى "

566 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُدَيْجُ بْنُ صَوْمِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْغَفْلَةُ فِي ثَلَاثٍ: الْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنْ حِينِ يُصَلِّي الصُّبْحَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَأَنْ يَغْفُلَ الرَّجُلُ عَنْ نَفْسِهِ فِي الدِّينِ حَتَّى يَرْكَبَهُ، وَمِنْهَا الِاشْتِغَالُ بِالذِّكْرِ عَنِ الْمَسْأَلَةِ "

567 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ الْمَدِينِيُّ، حدثنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُسْتَمْلِي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ، حدثنا صَفْوَانُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: " مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ " وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ ضِرَارٍ، عَنْ صَفْوَانَ فِي التَّارِيخِ

568 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ، حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ النَّيْسَابُورِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حدثنا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، حدثنا الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ، عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: " مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ "

569 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْدعيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حدثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي، أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ "

570 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَسَوِيُّ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، وَكَانَ جَاوَرَ بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أَكْثَرُ دُعَائِي وَدُعَاءِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي بِعَرَفَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" وَإِنَّمَا هُوَ ذِكْرٌ لَيْسَ فِيهِ دُعَاءٌ . قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتَ حَدِيثَ مَنْصُورٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: ذَاكَ تَفْسِيرُ هَذَا ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِي مَا قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ حِينَ أَتَى ابْنُ جُدْعَانَ يَطْلُبُ نَائِلَهُ وَمَعْرُوفَهُ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: لَمَّا أَتَاهُ قَالَ:
[البحر الوافر]
أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي ... حِباؤُكَ أَنَّ شِيمَتَكَ الْحِبَاءُ
إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا ... كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ
قَالَ سُفْيَانُ: فَهَذَا مَخْلُوقٌ حِينَ يُنْسَبُ إِلَى الْجُودِ قِيلَ يَكْفِينَا مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ عَلَيْكَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى حَاجَتِنَا فَكَيْفَ بِالْخَالِقِ؟ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَالَّذِي يَشُدُّ هَذَا كُلَّهُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ" مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ، وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ" سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" أَنْ تُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ"

571 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا حُمَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ الرَّمْلِيُّ، ثِقَةٌ، حدثنا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَمُحِيَ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَهِيَ ثَنَاءُ اللهِ كُتِبَ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ " قَالَ سُهَيْلٌ: وَأَخْبَرَنِي أَخِي، عَنْ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وَزَادَ فِيهِ " وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ "

572 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنبأنا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ " وقِيلَ: عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ كَعْبٍ وَهُوَ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ مُؤَمَّلٍ وَاللهُ أَعْلَمُ "

573 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، حدثنا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ، حَدَّثَنِي، عَنْ إِيَاسٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: تُحِبُّ لِلَّهِ وَتُبْغِضُ لِلَّهِ، وَتُعْمِلُ لِسَانَكَ بِذِكْرِ اللهِ قَالَ: وَمَاذَا مَعَ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ قَالَ: " تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهُ لِلنَّاسِ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَتَقُولُ: خَيْرًا، أَوْ لِتَصْمُتَ فَإِنَّمَا يُكَبُّ فِي نَارِ جَهَنَّمَ مَنْ يُكَبُّ فِيهَا بِلِسَانِهِ "

574 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، حدثنا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حدثنا أَبُو الْأَسْوَدِ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ " سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَفْضَلِ الْإِيمَانِ قَالَ: " تُحِبَّ لِلَّهِ تُبْغِضَ لَلهُ، وَتُعْمِلَ لسانك فى ذكراً لِلَّهِ قَالَ: وما مع ذا مع ذاك يا رَسُولَ اللهِ قَالَ: وأن تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تَقُولَ: خَيْرًا أَوْ تَصْمُتْ "

575 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ ذُو الْبِجَادَيْنِ: " إِنَّهُ أَوَّاهٌ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ اللهِ بِالْقُرْآنِ وَالدُّعَاءِ "

576 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْأَدْرَعِ: كُنْتُ أَحْرُسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَمَرَّ فِي الْمَسْجِدِ بِرَجُلٍ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا مُرَائِيًا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ رَجُلٌ يُصَلِّي قَالَ: " إِنَّكُمْ لَنْ تُدْرِكُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ "، ثُمَّ خَرَجَ لَيْلَةً أُخْرَى فَوَجَدَنِي أَحْرُسُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَمَرَّ بِرَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا مُرَائِيًا قَالَ: " وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ " قَالَ: فَذَهَبْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْظُرُ مَنْ هُوَ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ ذُو النِّجَادَيْنِ بِالنُّونِ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: إِنَّمَا هُوَ الْبِجَادَيْنِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: هُوَ كَمَا قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمَّا أَسْلَمَ نَزَعَ ثِيَابَهُ فَأَعْطَتْهُ أُمِّهِ بِجَادًا مِنْ شَعْرٍ فَشَقَّهُ اثْنَيْنِ فَاتَّزَرَ بِأَحَدِهِمَا وَارْتَدَى بِالْآخَرِ، وَإِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ مُرْسَلٌ وَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حدثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ، حدثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَذَكَرَ مَعْنَاهُ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ ذُو النِّجَادَيْنِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ وَالصَّحِيحُ رِوَايَةُ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ

577 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَنْبٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ الْأَدْرَعِ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: جِئْتُ لَيْلَةً أَحْرُسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا أَنَا بِعَبْدِ اللهِ ذِي الْبِجَادَيْنِ يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ عَالِيَةً قِرَاءَتُهُ قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَمِرَاءٌ هَذَا ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللهِ هَذَا عَبْدُ اللهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا رُفِعَ نَعْشُهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْفُقُوا بِهِ رَفَقَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ حَضَرَ حُفْرَتَهُ " فَقَالَ: وَسِّعُوا لَهُ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " أَحَزِنْتَ بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ " ؟ قَالَ: " إِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ "

578 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ح قَالَ: وحدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ حدثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَى نَاسٌ نَارًا فِي الْمَقْبَرَةِ فَأَتَوْهَا فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَقْبَرَةِ، وَإِذَا هُوَ يَقُولُ: " نَاوِلُونِي صَاحِبَكُمْ، وَإِذَا هُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّاهُ الَّذِي كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالذِّكْرِ "

579 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالذِّكْرِ فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ أَنَّ هَذَا خَفَضَ مِنْ صَوْتِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنَّهُ أَوَّاهٌ " قَالَ: فَمَاتَ فَرَأَى رَجُلٌ نَارًا فِي قَبْرِهِ فَأَتَاهُ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وَهُوَ يَقُولُ: " هَلُمُّوا صَاحِبَكُمْ " فَإِذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالذِّكْرِ " وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: أَوَّهْ أَوَّهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ لَأَوَّاهٌ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَخَرَجْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَقَابِرِ يَدْفِنُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَمَعَهُ الْمَصَابِيحُ

580 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّارِمِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا بُنْدَارٌ، حدثنا مُحَمَّدٌ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ كَانَ اسْمَهُ وَقَّاصٌ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ فَذَكَرَهُ

581 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ " إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ قَالَ: الْأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ "

582 - أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرَجَانِيُّ، حدثنا الْإِمَامُ أَبُو الْوَلِيدِ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حدثنا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَرُدُّ اللهُ دُعَاءَهُمُ: الذَّاكِرُون اللهَ كَثِيرًا، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَالْإِمَامُ الْمُقْسِطُ "

583 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجِ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قِيلَ: " يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَعْظَمُ دَرَجَةً قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللهَ "

584 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، حدثنا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي، عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَبًّا لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ يَتَّخِذُ أَحَدُكُمْ لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا وَزَوْجَةً تُعِينُ عَلَى الْآخِرَةِ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: فَبَانَ بِهَذَا أَنَّ ذِكْرَ اللهِ إِيمَانٌ ثُمَّ سَاقَ الْكَلَامَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَإِذَا كَانَ مَحَلُّ ذِكْرِ اللهِ مَا وَصَفْتُ كَانَ مِنْ حَقِّ الْعَبْدِ أنْ يُحَافِظَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَتَحَرَّى مِنَ الْأَذْكَارِ مَا ظَهَرَ فَضْلُهُ، وَجَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَثُّ عَلَيْهِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَقَدْ ذَكَرْنَا أَخْبَارًا كَثِيرَةً فِي ذَلِكَ فِي كِتَابِ الدَّعَوَاتِ، وَنَحْنُ نُشِيرُ هَهُنَا إِلَى طَرَفٍ مِنْهَا

585 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، حدثنا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ

586 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، حدثنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الرَّافِقِيُّ، بِمِصْرَ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ شَدَّادٍ الْجُذُوعِيُّ، حدثنا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَسْرِيِّ، جَسَرَ عَنَزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَهُ، أَوْ أنَّهُ عَادَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَيُّ الْكَلَامِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ: " مَا اصْطَفَاهُ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ "

587 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ كُنَّ لَهُ بِعِدْلِ عَشْرٍ مُحَرَّرِينَ أَوْ قَالَ: بِعِدْلِ مُحَرَّرٍ " شَكَّ دَاوُدُ قَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ وَقَالَ مُوسَى: حدثنا وَهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ فَذَكَرَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ

588 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حدثنا عَامِرٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كُلَّ يَوْمٍ كَانَ عِدْلَ أَرْبَعٍ مُحَرَّرِينَ " قَالَ عَامِرٌ: قُلْتُ لِلرَّبِيعِ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ

589 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السَّمُرِيُّ، حدثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرًا كَانَ عِدْلَ أَرْبَعِ رِقَابٍ " قِيلَ: مَنْ حَدَّثَكَ ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ فَلَقِيتُ عَمْرًا فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ ؟ فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى فَلَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ " قَالَ: أَبُو أَيُّوبَ قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ قَوْلَهُ وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرَّبِيعِ: مِمَّنْ سَمِعْتَ قَالَ: مِنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ ؟ قَالَ: مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ؟ قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي الدَّعَوَاتِ قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ الْأَعْمَشُ وَحُصَيْنٌ: عَنْ هِلَالٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَوْلَهُ

590 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: مَا قَعَدْنَا إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ إِلَّا كَانَ مِنْ آخِرِ قَوْلِهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ قَالَ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ عِدْلَ أَرْبَعِ مُحَرَّرِينَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ "

591 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ النَّارِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ غَيْرُ أَنَّهُ قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ قَالَ: وَ " كُتِبَتْ " وَ " مُحِيَتْ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى

592 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ قَالَا: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " ورَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ

593 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجُلَسَائِهِ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ يُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ "

594 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حدثنا زُهَيْرٌ، حدثنا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32