كتاب : شعب الإيمان
المؤلف : أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي

6751 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: " بِقَدْرِ مَا يَصْغُرُ الذَّنْبُ عِنْدَكَ، كَذَا يَعْظُمُ عِنْدَ اللهِ، وَبِقَدْرِ مَا يَعْظُمُ عِنْدَكَ، كَذَا يَصْغُرُ عِنْدَ اللهِ "

6752 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَقِيقٍ: حَدَّثَنِي حَامِدٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ الذَّنْبَ يَحْتَقِرُهُ "

6753 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: " الْإِصْرَارُ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ الذَّنْبَ فَيَحْتَقِرُهُ "

6754 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْذِرِ، شَكَّ، نا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: " لَا تَخَفْ مِمَّنْ تَحْذَرُ، وَلَكِنِ احْذَرْ مِمَّنْ تَأْمَنُ "

6755 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَجَاءٍ، سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ قَالَ: " أَصْبَحَتِ الْخَلِيقَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مِنَ الذَّنْبِ تَائِبٌ، مُوَطِّنٌ لِنَفْسِهِ عَلَى هِجْرَانِ ذَنْبِهِ لَا يُرِيدُ أَنْ يُرْجِعَ إِلَى شَيْءٍ مِنْ سَيِّئَتِهِ هَذَا الْمُبَرِّزُ، وَصِنْفٌ يُذْنِبُ ثُمَّ يَنْدَمُ، وَيُذْنِبُ وَيَحْزَنُ، وَيُذْنِبُ وَيَبْكِي، هَذَا يُرْجَى لَهُ وَيُخَافُ عَلَيْهِ، وَصِنْفٌ يُذْنِبُ وَلَا يَنْدَمُ، وَيُذْنِبُ وَلَا يَحْزَنُ، وَيُذْنِبُ وَلَا يُبْكِي، فَهَذَا الْكَائِنُ الْحَائِدُ عَنْ طَرِيقِ الْجَنَّةِ إِلَى النَّارِ "

6756 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَعُبِيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: الِابْتِهَاجُ بِالذَّنْبِ أَشَدُّ مِنْ رُكُوبِهِ "

6757 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، نا الْمِنْهَالُ بْنُ عِيسَى، عَنْ غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: " إِنَّهُ مَنْ يَأْتِي الْخَطِيئَةَ وَهُوَ يَضْحَكُ يَدْخُلُ النَّارَ وَهُوَ يَبْكِي "

6758 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ، نا الْفُضَيْلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: { يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا } [الأعراف: 169]، قَالَ: " يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي وَيَقُولُونَ: سَيُغْفَرُ لَنَا، { وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ } [الأعراف: 169] "

6759 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، نا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، نا خَلَفٌ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ: " لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى مَنْ عَصَيْتَ "

6760 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، نا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو كَامِلٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ نَارًا وَنَهْرًا، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ نَارٌ فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ مَاءً فَنَارٌ تَحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ فَإِنَّهَا مَاءٌ عَذْبٌ بَارِدٌ "

قَالَ حُذَيْفَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمَّا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ، قَالَ مَلَكٌ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ ؟، قَالَ: مَا أَعْلَمُ، فَقِيلَ: انْظُرْ، فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايعُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَأَحَارُ فِيهِمْ، فَأَنْظُرُ الْمُعْسِرَ ، فَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: فَأَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ "

قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَلَمَّا أَيسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَاجْمَعُوا حَطَبًا - أَحْسِبُهُ قَالَ: - كَثِيرًا جَزْلًا ، ثُمَّ أَوْقِدُوا فِيهِ نَارًا، يَعْنِي ثُمَّ أَلْقُونِي فِيهَا، حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي وَامْتَحَشَتْ فَخُذُوهَا وَاطْحَنُوهَا، ثُمَّ انْظُرُوا يَوْمًا رَاحًا فَاذْرُونِي فِي الْبَحْرِ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللهُ فَقَالَ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ ؟، قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، قَالَ: فَغَفَرَ اللهُ لَهُ "، فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، وَكَانَ نَبَّاشًا . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ

6761 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سَيَّارٌ، نا جَعْفَرٌ، نا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ، سَاكِنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " أَصَابَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ذَنْبًا، فَحَزِنَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ يَذْهَبُ وَيَجِيءُ وَيَقُولُ: بِمَ أُرْضِي رَبِّي ؟ قَالَ: فَكُتِبَ صِدِّيقًا "

6762 - وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " انْطَلَقَ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِهِمْ، فَدَخَلَ أَحَدُهُمَا وَجَلَسَ الْآخَرُ خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ وَجَعَلَ يَقُولُ: لَيْسَ مِثْلِي يَدْخُلُ بَيْتَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ عَصَيْتُ اللهَ تَعَالَى، لَيْسَ مِثْلِي لِيَدْخُلَ بَيْتَ اللهِ وَقَدْ عَصَيْتُ اللهَ قَالَ: وَكُتِبَ صِدِّيقًا "

6763 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو بَكْرٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نَشِيطٍ الْهِلَالِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: أَنَّ قَصَّابًا وَلِعَ بِجَارِيَةٍ لِبَعْضِ جِيرَانِهِ، فَأَرْسَلَهَا أَهْلُهَا إِلَى حَاجَةٍ لَهُمْ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَتَبِعَهَا فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا، فَقَالَتْ: لَا تَفْعَلْ، لَأَنَا أَشَدُّ حُبًّا لَكَ مِنْكَ لِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ اللهَ قَالَ: فَأَنْتِ تَخَافِينَهُ وَأَنَا لَا أَخَافُهُ، فَرَجَعَ تَائِبًا، فَأَصَابَهُ الْعَطَشُ حَتَّى كَادَ يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ، فَإِذَا هُوَ بِرَسُولٍ لِبَعْضِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسَأَلَهُ قَالَ: مَا لَكَ ؟ قَالَ: الْعَطَشُ، قَالَ: تَعَالَ حَتَّى نَدْعُوَ حَتَّى تَظَلَّنَا سَحَابَةٌ حَتَّى نَدْخُلَ الْقَرْيَةَ قَالَ: مَا لِي مِنْ عَمَلٍ فَأَدْعُو، قَالَ: فَأَنَا أَدْعُو فَأَمِّنْ أَنْتَ، قَالَ: فَدَعَا الرَّسُولُ وَأَمَّنَ هُوَ، فَأَظَلَّتْهُمْ سَحَابَةٌ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الْقَرْيَةِ، فَأَخَذَ الْقَصَّابُ إِلَى مَكَانِهِ وَمَالَتِ السَّحَابَةُ فَمَالَتْ عَلَيْهِ، وَرَجَعَ الرَّسُولُ فَقَالَ لَهُ: زَعَمْتَ أَنْ لَيْسَ لَكَ عَمَلٌ، وَأَنَا الَّذِي دَعَوْتُ وَأَنْتَ أَمَّنْتَ فَأَظَلَّتْنَا السَّحَابَةُ، ثُمَّ تَبِعَتْكَ لَتُخْبِرَنِّي مَا أَمْرُكَ ؟، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ الرَّسُولُ: " التَّائِبُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِمَكَانٍ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ بِمَكَانِهِ "

6764 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ هِلَالٍ، نا ابْنُ سِيرِينَ، قَالَ: " خَرَجَتْ دَابَّةٌ تَقْتُلُ النَّاسَ، مَنْ يَدْنُو مِنْهَا غَيْرَ أَنَّهَا سَحَرَتْ لِإِنْسَانٍ فَقَتَلَهَا قَالَ: فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ فَقَالَتْ: دَعُونِي وَإِيَّاهَا، وَمَا أَرَانِي مُغْنِيَةً عَنْكُمْ شَيْئًا، فَدَنَتْ إِلَى الدَّابَّةِ فَقَتَلَتْهَا الدَّابَّةُ، فَجَاءَ رَجُلٌ أَعْوَرُ فَقَالَ: دَعُونِي وَإِيَّاهَا، فَدَنَا مِنْهَا فَوَضَعَتْ رَأْسَهَا لَهُ حَتَّى قَتَلَهَا، فَقَالُوا: حَدِّثْنَا مِنْ أَمْرِكَ قَالَ: مَا أَصَبْتُ ذَنْبًا قَطُّ إِلَّا ذَنْبًا يَعْنِي فَأَخَذْتُ سَهْمًا فَفَقَأْتُهَا بِهِ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: " لَعَلَّ هَذَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَفِي شَرِيعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَأَمَّا فِي شَرِيعَتِنَا فَلَا يَجُوزُ فَقْءُ الْعَيْنِ الَّتِي يُنْظَرُ بِهَا إِلَى مَا لَا يَحِلُّ، لَكِنْ يَسْتَغْفِرُ اللهَ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يَعُودُ إِلَيْهِ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ "

6765 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، نا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا يُوسُفُ الصَّيْقَلُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يَقُولُ: " مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَرْجَى عِنْدِي لِهَذِهِ الْآيَةِ مِنْ قَوْلِهِ: { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا } [التوبة: 102] " الْآيَةَ

6766 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، نا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: " إِنِّي لَأَسْتَلْقِي مِنَ اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي وَأَتَدَبَّرُ الْقُرْآنَ فَأَعْرِضُ أَعْمَالِي عَلَى أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَعْمَالُهُمْ شَدِيدَةٌ { كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } [الذاريات: 17]، { يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } [الفرقان: 64] فَلَا أَرَانِي مِنْهُمْ { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } [الزمر: 9] آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا فَأَعْرِضُ نَفْسِي عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرٍ } [المدثر: 43] قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ إِلَى قَوْلِهِ { نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ } [المدثر: 46] فَأُرَى الْقَوْمَ مُكَذِّبِينَ، فَأَمُرُّ بِهَذِهِ الْآيَةِ { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا } [التوبة: 102] فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَنْتُمْ يَا إِخْوَتَاهُ مِنْهُمْ "

6767 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَاسِي، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا سَأَلْتُكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا جَعَلْتُهُ لَكَ عَلَى نَفْسِي ثُمَّ لَمْ أُوفِ لَكَ بِهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا زَعَمْتُ أَنِّي أَرَدْتُ فِيهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَ قَلْبِي فِيهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ "

6768 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى السِّجِسْتَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ دَاوُدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَابَقٍ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلنِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ فَقَوِيتُ بِهَا عَلَى مَعَاصِيكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَوْجَبْتُ لَكَ عَلَى نَفْسِي، ثُمَّ لَمْ أُوفِ لَكَ بِهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ ثُمَّ خَالَطَهُ مَا لَيْسَ لَكَ رِضًا "

6769 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرَوَيْهِ، نا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَدِدْتُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لِي ذَنْبًا مِنْ ذُنُوبِي وَأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ بِنَسَبِي "

6770 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءٍ، نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نا عَبْدُ الْحَمِيدِ، صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، عَنِ ابْنِ أُخْتِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ عَبَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ زَمَانًا، وَصَامَ لِلَّهِ سَبْعِينَ سَبْتًا، يَأْكُلُ فِي كُلِّ سَبْتٍ إِحْدَى عَشْرَةَ تَمْرَةً قَالَ: وَطَلَبَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةً فَلَمْ يُعْطَهَا، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ، مِنْكِ أَعْطَيْتُ، لَوْ كَانَ فِيكِ خَيْرٌ أُعْطِيتِ حَاجَتَكِ، وَلَيْسَ عِنْدَكِ خَيْرٌ، قَالَ: فَنَزَلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ، فَقَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّ سَاعَتَكَ الَّتِي أَزْرَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ فِيكَ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَتِكَ الَّتِي مَضَتْ كُلِّهَا، وَقَدْ أَعْطَاكَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَاجَتَكَ الَّتِي سَأَلْتَ "

6771 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُؤَمَّلِيُّ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، نا مِسْعَرٌ، عَنْ جَوَّابٍ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " إِنَّ مِنْ أَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللهُمَّ اعْتَرَفْتُ بِالذَّنْبِ، وَأَبُوءُ بِالنِّعْمَةِ، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ إِلَّا أَنْتَ "

6772 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُؤَمَّلِيُّ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ } [البقرة: 37]، قَالَ: قَوْلُهُ { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الأعراف: 23] "

6773 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْأَبَّارُ، نا جَنَاحُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 37] قَالَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ نَفْسِي، فَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "، وَذَكَرَ أَنَّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ شَكَّ فِيهِ

6774 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمُنَادِي، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ } [البقرة: 37]، قَالَ: " ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ قَالَ: يَا رَبِّ أَرَأَيْتَ إِنْ تُبْتُ وَأَصْلَحْتُ ؟، قَالَ: فَإِنِّي إِذًا أُرَاجِعُكَ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ: { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الأعراف: 23] فَاسْتَغْفَرَ آدَمُ رَبَّهُ وَتَابَ إِلَيْهِ فَتَابَ عَلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَأَمَّا عَدُوُّ اللهِ إِبْلِيسُ فَوَاللهِ مَا تَنَصَّلَ مِنْ ذَنْبِهِ وَلَا سَأَلَ التَّوْبَةَ حَتَّى وَقَعَ فِيمَا وَقَعَ، وَلَكِنَّهُ سَأَلَ النَّظِرَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، فَأَعْطَى اللهُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا سَأَلَ "

6775 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ الْمُكْتِبُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: " الْكَلِمَاتُ الَّتِي تَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتَابَ عَلَيْهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَارْحَمْنِي، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ نَفْسِي، فَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: " وَمَعْنَى الِاعْتِرَافُ بِالذَّنْبِ وَالِاسْتِغْفَارُ مِنْهُ لَا بُدَّ مِنَ التَّوْبَةِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي مَعْنَى تَفْسِيرِهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى عَلَّقَ الْإِجَابَةَ عَلَى الدُّعَاءِ بِالْمَشِيئَةِ، فَقَالَ: { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ } [الأنعام: 41]، وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ إِجَابَةَ الدُّعَاءِ قَدْ تَكُونُ بِدَفْعِ الْبَلَاءِ عَنْهُ، فَكَانَ مَا سَأَلَ، أَوْ بِأَنْ يُعَوِّضَهُ اللهُ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ خَيْرًا مِنْهُ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ الِاسْتِغْفَارَ أَنَّ الذَّنْبَ قَدْ سَقَطَ عَنِ الْمُسْتَغْفِرِ، كَمَا يُعَلَمُ بِنَفْسِ التَّوْبَةِ أَنَّ الذَّنْبَ قَدْ سَقَطَ عَنِ التَّائِبِ، وَاللهُ أَعْلَمُ "

6776 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْفَسَوِيُّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَطَاءٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ الرُّوذَبَارِيَّ عَنِ التَّوْبَةِ، فَقَالَ: " الِاعْتِرَافُ وَالنَّدَمُ وَالْإِقْلَاعُ "

6777 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَجَلِيَّ، يَقُولُ: أَنَا الْحُسَيْنُ الْمَالِكِيُّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْفَضْلِ صَاحِبَ ذِي النُّونِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " الِاسْتِغْفَارُ مِنْ غَيْرِ إِقْلَاعٍ تَوْبَةُ الْكَذَّابِينَ "

6778 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّازِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ: " مَنْ قَدَّمَ الِاسْتِغْفَارَ عَلَى النَّدَمِ كَانَ مُسْتَهْزِئًا وَلَا يَعْلَمُ "

6779 - قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: " التَّوْبَةُ طُولُ النَّدَمِ، وَدَوَامُ الِاسْتِغْفَارِ "

6780 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ الْأَيَامِيُّ، نا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ، نا سَعِيدٌ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، وَالْمُسْتَغْفِرُ مِنَ الذَّنْبِ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِرَبِّهِ، وَمَنْ آذَى مُسْلِمًا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ كَذَا وَكَذَا " . ذَكَرَ شَيْئًا

6781 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ: قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " كَمْ مِنْ تَائِبٍ يَرِدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَظُنُّ أَنَّهُ تَائِبٌ وَلَيْسَ بِتَائِبٍ، لِأَنَّهُ لَمْ يُحْكِمْ أَبْوَابَ التَّوْبَةِ "

6782 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُ بِتَوْبَتِهِ "، قِيلَ: وَمَا هُوَ ؟، قَالَ: " أَنْ تَتْرُكَهُ ثُمَّ لَا تَعُودَ إِلَيْهِ "، قُلْتُ: وَإِنَّمَا أَرَادَ، وَاللهُ أَعْلَمُ، أَنْ يَتْرُكَهَ وَهُوَ نَادِمٌ عَلَى مَا مَضَى مِنْهُ، عَازِمٌ عَلَى أَنْ لَا يَعُودَ إِلَيْهِ

6783 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ السَّرِيُّ يَوْمًا وَقَدِ انْصَرَفَ مِنَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ شَبِيهٌ بِالْمُتَعَجِّبِ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ أَوْ بَدَأَنَا هُوَ بِهِ، فَقَالَ: " لَقِيَنِي شَابٌّ وَأَنَا أَمْضِيَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: مَا صِدْقُ التَّوْبَةِ ؟، فَقُلْتُ: أَنْ لَا تَنْسَى ذَنْبَكَ، فَقَالَ لِي: مَا أَعْجَبَ مَا قُلْتَ لِي ؟ "، فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا الَّذِي عِنْدَكَ ؟، فَقَالَ لِي: هُوَ أَنْ لَا يَذْكُرَ ذَنْبَهُ، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ الْقَوْلِ، وَكَانَ الصَّوَابُ عِنْدِي مَا قَالَ هُوَ "

6784 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: " التَّوْبَةُ عَلَى أَرْبَعَةِ دَعَائِمَ: اسْتِغْفَارٌ بِاللِّسَانِ، وَنَدَمٌ بِالْقَلْبِ، وَتَرْكٌ بِالْجَوَارِحِ، وِإِضْمَارُ أَنْ لَا يَعُودَ فِيهِ "

6785 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: التَّوْبَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ مُعَانٍ: أَوَّلُهَا النَّدَمُ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " . وَهُوَ عَلَى إِصْرَارٍ مِنَ الْقُلُوبِ، وَتَنَقُّلٌ مِنْ مَذْمُومِ الْأَفْعَالِ إِلَى مَحْمُودِهَا . وَالثَّانِي يُعْزَمُ عَلَى تَرْكِ الْمُعَاوَدَةِ فِيمَا نُهِيَ، وَأَنْ لَا يُعَاوِدَهُ فِيمَا يَبْقَى، وَالثَّالِثُ فِي أَدَاءِ الْمَظَالِمِ فِي كُلِّ عَرَضٍ مِنْ مَالٍ وَدَمٍ، فَهَذِهِ الْأَحْوَالُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي يَتِمُّ بِهَا أَمْرُ التَّوْبَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ

6786 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَفْصَ بْنَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: " التَّوْبَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ مُعَانٍ: أَوَّلُهَا النَّدَمُ، وَالثَّانِي يَعْزِمُ عَلَى تَرْكِ الْمُعَاوَدَةِ إِلَى مَا نُهِيَ عَنْهُ، وَالثَّالِثُ يَسْعَى فِي أَدَاءِ الْمَظَالِمِ "

6787 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُثْمَانَ الْخَيَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ التَّوْبَةِ: إِدْمَانُ الْبُكَاءِ عَلَى مَا سَلَفَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَالْخَوْفُ الْمُتَعَلِّقُ مِنَ الْوقُوعِ فِيهَا، وَهِجْرَانَ إِخْوَانِ السُّوءِ، وَمُلَازَمَةُ أَهْلِ الْخَيْرِ "

6788 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سُئِلَ ذُو النُّونِ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ، فَقَالَ: " يَا أَخِي الِاسْتِغْفَارُ اسْمٌ جَامِعٌ لِمَعَانٍ سِتَّةٍ: أَوَّلُهُنَّ النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى، وَالثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الرُّجُوعِ إِلَى الذُّنُوبِ أَبَدًا، وَالثَّالِثُ إِذَا كَانَ فَرْضٌ ضَيَّعْتَهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالرَّابِعُ أَدَاءُ الْمَظَالِمِ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ وَيُصَالِحُهُمْ عَلَيْهَا، وَالْخَامِسُ إِذَابَةُ كُلِّ لَحْمٍ وَدَمٍ نَبَتَ مِنَ الْحَرَامِ، وَالسَّادِسُ إِذَاقَةُ الْبَدَنِ أَلَمَ الطَّاعَاتِ كَمَا ذَاقَ حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ "

6789 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ الشَّمْعِيُّ، نا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَمَّارٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ } [العنكبوت: 56] قَالَ: " إِذَا عُمِلَ فِي الْأَرْضِ بِالْمَعَاصِي فَاخْرُجُوا "

6790 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاوُدَ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْعَبْسِيُّ، نا وَزِيرَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْغَسَّانِيِّ، نا شَبِيبُ بْنُ وَاضِحٍ، سَمِعْتُ أَبَا عُتْبَةَ الْخَوَّاصَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: " مَنْ أَرَادَ التَّوْبَةَ فَلْيَخْرُجْ مِنَ الْمَظَالِمِ، وَلْيَدَعْ مُخَالَطَةَ مَنْ كَانَ يُخَالِطُ، وَإِلَّا لَمْ يَنَلْ مَا يُرِيدُ "

6791 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ خَضْرَوَيْهِ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: " التَّوْبَةُ الرُّجُوعُ إِلَى اللهِ بِصَفَاءِ السِّرِّ "

6792 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا بُنْدَارٌ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: { إِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا }، قَالَ: " الرَّجَّاعِينَ إِلَى الْخَيْرِ "

6793 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ، نا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، نا عَبْدَةُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: { إِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا }، قَالَ: " الرَّاجِعِينَ مِنَ الذَّنْبِ "

6794 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، فِي قَوْلِهِ: { لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } [ق: 32]، قَالَ: " حَفِظَ ذُنُوبَهُ فَتَابَ مِنْهَا ذَنْبًا ذَنْبًا "

6795 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا مِهْرَانُ الرَّازِيُّ، نا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ: { لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } [ق: 32]، قَالَ: " حَفِظَ ذُنُوبَهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْهَا "

6796 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سَلَمَةُ بْنُ سَابُورَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: { لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا } [الإسراء: 25]، قَالَ: " التَّوَّابِينَ "

6797 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَفَّانَ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: فِي قَوْلِهِ: { إِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا }، قَالَ: " الَّذِي يَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَغْفِرُ رَبَّهُ " . وَرَوَاهُ مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: " الَّذِي يَتَذَكَّرُ ذُنُوبَهُ فَيَسْتَغْفِرُ لَهَا "

6798 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، فِي قَوْلِهِ: { يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة: 222]، قَالَ: " مِنَ الذُّنُوبِ "

6799 - وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ "، ثُمَّ قَرَأَ: { إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة: 222]

6800 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا أَبُو عُبَيْدٍ، نا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " إِذَا أَصَابَ رَجُلٌ رَجُلًا لَا يَعْلَمُ الْمُصَابُ مَنْ أَصَابَهُ، فَاعْتَرَفَ لَهُ الْمُصِيبُ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لِلْمُصِيبِ " . وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ عِنْدَ هَذَا: " أَصَابَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَيْنَ إِنْسَانٍ عِنْدَ الرُّكْنِ فِيمَا يَسْتَلِمُونَ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا أَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَإِنْ كَانَ بِعَيْنِكَ بَأْسٌ فَأَنَا لَهَا "، قَالَ الصَّغَانِيُّ: حَدَّثَنَاهُ حَجَّاجٌ بِلَا شَكٍّ

6801 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِدْرِيسُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الْآخِرَةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ، وَيؤَخِّرُ التَّوْبَةَ بِطُولِ الْأَمَلِ "

6802 - قَالَ: ونا أَبُو بَكْرٍ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَايِدَةَ قَالَ: " قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لَا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ، فَإِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِي بَغْتَةً "

6803 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ: { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } [سبأ: 54]، قَالَ: " التَّوْبَةُ "

6804 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نا عَبَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ الْفُضَيْلِ الرَّقَاشِيِّ، فَقَالَ: " لَا يُلْهِيَنَّكَ النَّاسُ عَنْ نَفْسِكَ ؛ لِأَنَّ الْأَمْرَ يَخْلُصُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ ، وَلَا تَقُلْ: أَقْطَعُ النَّهَارَ بِكَذَا وَكَذَا، فَإِنَّهُ يُحْصَى عَلَيْكَ بِمَا عَمِلْتَ فِيهِ، وَاخْشَ فَإِنَّكَ لَمْ تَرَ شَيْئًا أَشَدَّ طَلَبًا وَلَا أَسْرَعَ إِدْرَاكًا مِنْ خَشْيَةِ حَدِيثِ الذَّنْبِ قَدِيمٍ "

6805 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْإِيمَانِ: إِسْبَاغُ الطَّهَارَاتِ فِي الْمَكَارِهِ، وَارْتِعَاشُ الْقَلْبِ عِنْدَ الْفَرَائِضِ حَتَّى يُؤَدِّيَهَا، وَالتَّوْبَةُ عِنْدَ كُلِّ ذَنْبٍ خَوْفًا مِنَ الْإِصْرَارِ عَلَيْهِ "

6806 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، أَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: " إِنَّ الْمَرْءَ لَحَقِيقٌ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَجَالِسُ يَخْلَوْ فِيهَا فَيَتَذَكَّرَ فِيهَا ذُنُوبَهُ، فَيَسْتَغْفِرَ مِنْهَا "

6807 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَبْدُ الْجَبَّارِ، سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " التَّائِبُ هُوَ الَّذِي يَتُوبُ عَنْ غَفْلَتِهِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَلَحْظَةٍ "

فَصْلٌ فِي الطَّبْعِ عَلَى الْقَلْبِ أَوِ الرَّيْنِ

6808 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي بِمِصْرَ، نا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صَقُلَ مِنْهَا قَلْبُهُ، وَإِنَّ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يُغَلَّفَ بِهَا قَلْبُهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ فِي كِتَابِهِ { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [المطففين: 14] "

6809 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ فَيُنْكَتُ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، ثُمَّ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُنْكَتُ نُكْتَةٌ أُخْرَى، حَتَّى يَصِيرَ لَوْنُ قَلْبِهِ لَوْنَ الشَّاةِ الرَّبْدَاءِ "، يَعْنِي السَّوْدَاءَ . كَذَا وَجَدْتُهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ

6810 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ فَيُنْقَطُ عَلَى قَلْبِهِ نُقْطَةٌ سَوْدَاءُ، ثُمَّ يُذْنِبُ فَيُنْقَطُ عَلَى قَلْبِهِ نُقْطَةٌ سَوْدَاءُ، حَتَّى يَصِيرَ كَالشَّامَةِ " . وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ: حَتَّى يَصِيرَ كَالشَّاةِ الرَّبْدَاءِ

6811 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " الْقَلْبُ بِمَنْزِلَةِ الْكَفِّ، فَإِذَا أَذْنَبَ يَنْقَبِضُ، ثُمَّ يُذْنِبُ فَيَنْقَبِضُ حَتَّى يَجْتَمِعَ، فَإِذَا اجْتَمَعَ طُبِعَ عَلَيْهِ، فَإِذَا سَمِعَ خَيْرًا دَخَلَ فِي أُذُنَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ الْقَلْبَ فَلَا يَجِدُ مِنْهُ مَدْخَلًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [المطففين: 14] "

6812 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: " قَلْبُ الْمُؤْمِنِ أَبْيَضُ نَقِيٌّ مَجْلِيٌّ مُحَلًّى مِثْلَ الْمِرْآةِ، فَلَا يَأْتِيهُ الشَّيْطَانُ مِنْ نَاحِيَةٍ مِنَ النَّوَاحِي بِشَيْءٍ مِنَ الْمَعَاصِي إِلَّا نَظَرَ إِلَيْهِ كَمَا يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ فِي الْمِرْآةِ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ مِنْ ذَنْبِهِ مُحِيَتِ النُّكْتَةُ مِنْ قَلْبِهِ وَانْجَلَى، وَإِنْ لَمْ يَتُبْ وَعَاوَدَ أَيْضًا، وَتَتَابَعَتِ الذُّنُوبُ، ذَنْبٌ بَعْدَ ذَنْبٍ، نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ نُكْتَةٌ حَتَّى يَسْوَدَّ الْقَلْبُ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [المطففين: 14]، قَالَ: " الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ، حَتَّى يَسْوَدَّ الْقَلْبُ فِي إِبْطَاءٍ، مَا نَجَعَ فِي هَذَا الْقَلْبِ الْمَوَاعِظُ، فَإِنْ تَابَ إِلَى اللهِ قَبِلَهُ اللهُ وَانْجَلَى عَنْ قَلْبِهِ كَجَلْيِ الْمِرْآةِ "

6813 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ } [المطففين: 14]، قَالَ: " الْخَطَايَا عَلَى الْقَلْبِ حَتَّى غَمَرَتْهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي قَالَ: { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ } [المطففين: 14] "

6814 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، نا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ } [المطففين: 14]، قَالَ: " كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الرَّيْنَ هُوَ الطَّبْعُ " . كَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى كَمَا

6815 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا حَجَّاجٌ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ: " الرَّيْنُ أَيْسَرُ مِنَ الطَّبْعِ، وَالطَّبْعُ أَيْسَرُ مِنَ الْإِقْفَالِ، وَالْإِقْفَالُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ "

6816 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ أَبُو الْجَهْمِ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الْقِرَافِيُّ فِي قَوْلِهِ: { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ } [المطففين: 14]، يَقُولُونَ: كَثُرَتِ الْمَعَاصِي مِنْهُمْ وَالذَّنُوبُ فَأَحَاطَتْ بِقُلُوبِهِمْ، فَذَلِكَ الرَّيْنُ عَلَيْهَا "

6817 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَكَفَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ؟، قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ عُرِضَتْ عَلَيْهِمْ فِتْنَةٌ فَأَبَوْا أَنْ يَرْكَبُوهَا، فَضُرِبُوا عَلَيْهَا حَتَّى رَكِبُوهَا، ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيْهِمْ أَكْبَرُ مِنْهَا، فَقَالُوا: لَا نَرْكَبُ هَذِهِ أَبَدًا، فَضُرِبُوا عَلَيْهَا حَتَّى رَكِبُوهَا، فَانْسَلَخُوا مِنْ دِينِهِمْ كَمَا يَنْسَلِخُ الرَّجُلُ مِنْ قَمِيصِهِ " . قَالَ أَحْمَدُ: " قَالَ أَصْحَابُنَا: وَالْخَتْمُ عَلَى الْقَلْبِ، وَالطَّبْعُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَمَنْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ فِي ذَنْبٍ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ أَبَدًا، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [البقرة: 6]، فَآيَسَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِيمَانِهِمْ، وَأَشَارَ إِلَى سَبَبِ ذَلِكَ وَعِلَّتِهِ، فَقَالَ: { خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } [البقرة: 7] وَمَعْنَى الْخَتْمِ التَّغْطِيَةُ عَلَى الشَّيْءِ، وَالِاسْتِيثَاقُ مِنْهُ حَتَّى لَا يَدْخُلَهُ شَيْءٌ، فَقَوْلُهُ: { خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ } [البقرة: 7] أَيْ طَبَعَ اللهُ، وَالْخَاتَمُ بِمَنْزِلَةِ الطَّابَعِ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهَا لَا تَعْقِلُ وَلَا تَعِي خَيْرًا، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الدَّوَاعِي إِلَى الْإِيمَانِ أَنْ يَخْلُصَ إِلَى قُلُوبِهِمْ، وَحَالَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَبَيْنَ إِبْصَارِ مَا فِي الْإِيمَانِ مِنَ الصَّوَابِ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْكَافِرَ مَطْبُوعٌ عَلَى قَلْبِهِ مُسْتَحِيلٌ وُجُودُ الْإِيمَانِ مِنْهُ، وَقَالَ: { أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [النحل: 108]، فَأَخْبَرَ أَنَّ الْمَطْبُوعَ عَلَيْهِ غَافِلٌ، وَوُجُودُ الْفِعْلِ الَّذِي شَرْطُهُ الِاخْتِيَارُ عَنِ الْغَافِلِ عَنْهُ غَيْرُ مُمْكِنٍ، وَأَصْلُ الطَّبْعِ فِي اللُّغَةِ مِنَ الْوَسَخِ وَالدَّنَسِ يَغْشَيَانِ السَّيْفَ، ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ فِيمَا يُشْبِهُ الْوَسَخَ وَالدَّنَسَ مِنَ الْآثَامِ وَالْأَقْذَارِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَقَابِحِ، وَالِاسْتِثْنَاءُ فِي قَوْلِهِ: { بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا } [النساء: 155] مِنْ جَمَاعَةِ الْيَهُودِ الَّذِينَ ابْتَدَأَتِ الْقَصَّةُ بِذِكْرِهِمْ لَا مِنَ الْمَطْبُوعِ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا مَأْمُورِينَ بِالْإِيمَانِ، وَلَا يَجُوزُ وُجُودُهُ مِنْهُمْ، فَقَدْ أَخْبَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْكُفَّارِ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ، وَالْأَمْرُ بِالْإِيمَانِ غَيْرُ زَائِلٍ عَنْهُمْ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَوْحَى إِلَى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ، وَلِذَلِكَ غَرَّقَهُمْ، ثُمَّ لَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الْأَمْرَ بِالْإِيمَانِ زَالَ عَنْهُمْ، وَلَعَنَ إِبْلِيسَ وَجَعَلَهُ شَيْطَانًا، فَصَارَ مِمَّنْ لَا يُؤْمِنُ وَلَا يَتُوبُ أَبَدًا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الْأَمْرَ بِالْإِيمَانِ وَالتَّوْبَةِ زَائِلٌ عَنْهُ، فَكَذَلِكَ الْمَطْبُوعُ عَلَى قَلْبِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ، وَهَكَذَا كُلُّهُ مَعْنَى قَوْلِ الْحَلِيمِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ "

6818 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا ابْنُ مُكْرَمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: نا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الطَّابَعُ مُعَلَّقَةٌ بِقَائِمَةِ عَرْشِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا انْتُهِكَتِ الْحُرْمَةُ - زَادَ ابْنُ يُوسُفَ - وَعُمِلَ بِالْمَعَاصِي، وَاجْتُرِئَ عَلَى الرَّبِّ، بَعَثَ اللهُ الطَّابَعَ فَيطْبَعُ عَلَى قَلْبِهِ، فَلَا يَعْقِلُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا " . وَقَالَ ابْنُ يُوسُفَ: " عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا "، تَفَرَّدَ بِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَشَّابُ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ

6819 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْعُصْفُرِيَّ، بِالْبَصْرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، نا أَبُو الْمُعَلَّى، نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الطَّابَعُ مُعَلَّقَةٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَإِذَا انْتُهِكَتِ الْحُرْمَةُ، وَأُجْرِيَتْ عَلَى الْخَطَايَا، وَعُصِيَ الرَّبُّ، بَعَثَ اللهُ الطَّابَعَ فَيطْبَعُ عَلَى قَلْبِهِ، فَلَا يَعْقِلُ بَعْدَ ذَلِكَ "

6820 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا ابْنُ عَيَّاشٍ، نا ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ السَّكْسَكِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَمُعَاوِيَةِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: " الْهِجْرَةُ خَصْلَتَانِ: إِحْدَاهُمَا أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ، وَالْأُخْرَى أَنْ تُهَاجِرَ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقْبَلُ التَّوْبَةُ، وَلَا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتْ طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ، وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ "

6821 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، ح، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخُرْقِيُّ بِبَغْدَادَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ، نا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ مِثْلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا عَلَى جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، عَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَتَعَرَّجُوا - أَوْ قَالَ: تَتَعَوَّجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ فَتَحْتَهُ تَلِجْهُ ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقٍ وَاعِظُ اللهِ فِي كُلِّ قَلْبِ مُسْلِمٍ " . لَفْظُ حَدِيثِ الْخُرْقِيِّ

6822 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ أَبُو بَكْرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: كَمْ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ سِتْرٍ ؟، قَالَ: " هِيَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا عَمِلَ خَطِيئَةً هَتَكَ مِنْهَا سِتْرًا، فَإِذَا تَابَ رَجَعَ إِلَيْهِ ذَلِكَ السِّتْرُ، وَتِسْعَةٌ مَعَهُ قَالَ: وَإِذَا لَمْ يَتُبْ هَتَكَ مِنْهَا سِتْرًا وَاحِدًا وَاحِدًا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِمَنْ شَاءَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: إِنَّ بَنِي آدَمَ يَصِيرُونَ وَلَا يُصِرُّونَ، فَأَخْفُوهُ بِأَجْنِحَتِكُمْ، فَيَفْعَلُونَ بِهِ ذَلِكَ، فَإِنْ تَابَ رَجَعَتْ إِلَيْهِ الْأَسْتَارُ كُلُّهَا، وَإِذَا لَمْ يَتُبْ عَجِبَ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُمْ: أَسْلِمُوهُ، فَيُسْلِمُونَهُ، حَتَّى لَا يُسْتَرَ مِنْهُ عَوْرَةٌ "

6823 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ زُرْعَةَ، نا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " النَّاسُ يَعْمَلُونَ أَعْمَالَهُمْ مِنْ تَحْتِ كَنَفِ اللهِ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ فَضِيحَةً أَخْرَجَهُ مِنْ تَحْتِ كَنَفِهِ فَبَدَتْ عَوْرَتُهُ "

6824 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: " خَمْسُ مَصَائِبَ فِي الذَّنْبِ أَعْظَمُ مِنَ الذَّنْبِ: أَوَّلُهُ خِذْلَانُ اللهِ عَبْدَهُ حَتَّى عَصَاهُ، وَلَوْ عَصَمَهُ مَا عَصَاهُ، وَالثَّانِيَةُ أَنْ سَلَبَهَ حِلْيَةَ أَوْلِيَائِهِ، وَكَسَاهُ لِبَاسَ أَعْدَائِهِ، وَالثَّالِثَةُ أَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَ رَحْمَتِهِ، وَفَتَحَ لَهُ بَابَ عُقُوبَتِهِ، وَالرَّابِعَةُ نَظَرُهُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَعْصِيهِ، وَالْخَامِسَةُ وُقُوفُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَعْرِضُ عَلَيْهِ مَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ مِنْ قَبَائِحِهِ، فَهَؤُلَاءِ الْمَصَائِبُ الْخَمْسُ فِي الذَّنْبِ أَعْظَمُ مِنَ الذَّنْبِ "

6825 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ رَفَعَهُ، قَالَ: " لَا يِهْتِكُ اللهُ عَبْدًا وَفِيهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَيْرٍ "

6826 - وَقَالَ: ونا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نا طَرِيفُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ غَالِبٍ الْهُجَيْمِيُّ بَصَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً وَإِنْ صَغُرَتْ أَوْرَثَتْهُ نُورًا فِي قَلْبِهِ، وَقُوَّةً فِي عَمَلِهِ، وَإِنْ عَمِلَ سَيِّئَةً وَإِنْ صَغُرَتْ فَاحْتَقَرَهَا أَوْرَثْتُهُ ظُلْمًا فِي قَلْبِهِ، وَضَعْفًا فِي عَمَلِهِ "

6827 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا جَعْفَرٌ الْخَوَّاصُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِلذُّنُوبِ ضَعْفًا فِي الْقُوَّةِ، وَقَسْوَةً فِي الْقَلْبِ، وَإِنَّ لِلْحَسَنَاتِ قُوَّةً فِي الْبَدَنِ، وَنُورًا فِي الْقَلْبِ "

6828 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَرَّاقُ، نا أَبُو بَكْرٍ السِّمْسَاطِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ، يَقُولُ: " مَا جَفَّتِ الدُّمُوعُ إِلَّا لِقَسَاوَةِ الْقُلُوبِ، وَمَا قَسَتِ الْقُلُوبُ إِلَّا لِكَثْرَةِ الذُّنُوبِ، وَمَا كَثُرَتِ الذُّنُوبُ إِلَّا مِنْ كَثْرَةِ الْعُيوبِ "

6829 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْمُزَيِّنَ، يَقُولُ: " الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ عُقُوبَةُ الذَّنْبِ، وَالْحَسَنَةُ بَعْدَ الْحَسَنَةِ ثَوَابُ الْحَسَنَةِ "

6830 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْمُظَفَّرُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " الْجَاهِلُ مَيِّتٌ، وَالنَّاسِي نَائِمٌ، وَالْعَاصِي سَكْرَانُ، وَالْمُصِرُّ هَالِكٌ "

6831 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ: " الْمَعَاصِي بَرِيدُ الْكُفْرِ، كَمَا أَنَّ الْحُمَّى بَرِيدُ الْمَوْتِ "

6832 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَذِّنُ، نا أَبُو الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَثَّامٍ يَقُولُ: قَالَ الْفُضَيْلُ: " إِذَا لَمْ تَسْتَطِعِ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ مُكَبَّلٌ " . يَعْنِي بِالذُّنُوبِ

6833 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَخْزُومِيُّ، أَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قِيلَ لِوُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ: " لَا يَجِدُ حَلَاوَةَ الْعِبَادَةِ مَنْ يَعْصِي اللهَ ؟، قَالَ: لَا وَلَا مَنْ هَمَّ بِالْمَعْصِيَةِ "

6834 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِيِّ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: " تَفَقَّدُوا الْحَلَاوَةَ فِي ثَلَاثٍ: الصَّلَاةِ، وَالْقُرْآنِ، وَالدُّعَاءِ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهَا فَاحْفَظَوْا وَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَبْوَابَ الْخَيْرِ عَلَيْكُمْ مُغْلَقَةٌ "

6835 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: " يَا أَهْلَ الْمَعَاصِي لَا تَغْتَرُّوا بِطُولِ حِلْمِ اللهِ عَنْكُمْ، وَاحْذَرُوا أَسَفَهُ، فَإِنَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ قَالَ: { فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } [الزخرف: 55] "

6836 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ، نا أَبُو الْجَهْمِ الْمَشْعَرَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: " إِنَّمَا هَانُوا عَلَيْهِ فَتَرَكَهُمْ وَمَعَاصِيَهُ، وَلَوْ كَرُمُوا عَلَيْهِ مَنَعَهُمْ عَنْهَا "

6837 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ جُمْهُورٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَجِلُّوا مَقَامَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالتَّنَزُّهِ عَمَّا لَا يَحِلُّ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُؤْمَنُ مَكْرُهُ إِذَا عُصِيَ "

6838 - أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْبَغْدَادِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَيْفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ زُهَيْرٍ الْبَابِيِّ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُوصِي بِشَيْءٍ ؟، فَقَالَ: " نَعَمُ احْذَرْ لَا يَأْخُذْكَ اللهُ وَأَنْتَ عَلَى غَفْلَةٍ "

6839 - أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو الْأَبْهَرِيُّ، نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الْأَصْمَعِيُّ، نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُصْبِحُ وَعَلَيْهِ مَذَلَّتُهُ "

6840 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " { بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } [القيامة: 5]، قَالَ: يَقُولُ: سَوْفَ أَتُوبُ، وَ { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ } [القيامة: 6] فَيَتَبَيَّنُ لَهُ { إِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ } "

6841 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ، نا بَقِيَّةُ، أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: { وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ } [الأنبياء: 95] يَقُولُ: " لَا يَتُوبُونَ "

6842 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ فِرَاسٍ الْمَالِكِيُّ، بِمَكَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ شُمَيْطٍ: " مَا دَامَ قَلْبُ الْعَبْدِ مُصِرًّا عَلَى ذَنْبٍ وَاحِدٍ فَعَمَلُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْهَوَاءِ، فَإِنْ تَابَ مِنْ ذَلِكَ الذَّنْبِ، وَإِلَّا بَقِيَ عَمَلُهُ كَذَلِكَ "

6843 - أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَنَا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو كشمرد، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي الْقَعْنَبِيَّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ يَقُولُ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْغِرَّةِ بِاللهِ، وَمِنَ الْمُقَامِ عَلَى مَعَاصِي اللهِ "

6844 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فَوْرَكٍ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، ح، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِهِ: " ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يُغْفَرُ لَكُمْ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ - يَعْنِي الْآذَانَ - وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " . لَيْسَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدَانَ: عَلَى مِنْبَرِهِ، وَالْبَاقِي سَوَاءٌ

6845 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمُنَادِي، نا أَبُو أُسَامَةَ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " إِلَى كَمْ تُزْجَرُونَ كَمَا تُزْجَرُ الْبَهَائِمُ، قَدْ أَعْيَيْتُمُ الْوَاعِظِينَ "

6846 - حَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ إِمْلَاءً فِي آخَرِينَ قَالُوا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا مُحَمَّدٌ الْكُوفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى حَجَزَ التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ "

6847 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، نا بَقِيَّةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: " يَا عَائِشُ { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا } [الأنعام: 159] هُمْ أَصْحَابُ الْبِدَعِ، وَأَهْلُ الْأَهْوَاءِ، وَأَصْحَابُ الضَّلَالَةِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، يَا عَائِشَةُ لَيْسَ لَهُمْ تَوْبَةٌ، أَنَا مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَهُمْ مِنِّي بُرَآءُ " .

6848 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، نا أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " غَيْرَ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ، لَيْسَتْ لَهُمْ تَوْبَةٌ " . ثُمَّ ذَكَرَ مَا بَعْدَهُ

6849 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحُرْفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادِ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْكِنْدِيُّ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: " مَنْ أَخْرَجَهُ اللهُ مِنْ ذُلِّ الْمَعْصِيَةِ إِلَى عِزِّ التَّقْوَى أَغْنَاهُ اللهُ بِلَا مَالٍ، وَأَعَزَّهُ بِلَا عَشِيرَةٍ، وَآنَسَهُ بِلَا أَنِيسٍ، وَمَنْ خَافَ اللهَ أَخَافَ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَخْفِ اللهَ أَخَافُهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ "

6850 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدُ اللهِ بن يُوسُفُ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ الْفَقِيهُ، أَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَبْرِيُّ قَالَ: قِيلَ لِلْفُضَيلِ بْنِ عِيَاضٍ: يَا أَبَا عَلِيٍّ مَا الْخَلَاصُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ ؟، فَقَالَ: " أَخْبِرْنِي مَنْ أَطَاعَ اللهَ هَلْ يَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ أَحَدٍ ؟ "، قَالَ: لَا، قَالَ: " فَمَنْ عَصَى اللهَ هَلْ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ أَحَدٍ ؟ "، قَالَ: لَا، قَالَ: " هُوَ الْخَلَاصُ إِنْ أَرَدْتَ "

6851 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " خِلَّتَانِ فَمَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّ الْكَرَامَةَ إِلَّا فِيهِمَا فَكَذِّبْهُ: إِكْرَامُكَ نَفْسَكَ بِطَاعَةِ اللهِ، وَإِكْرَامُكَ نَفْسَكَ عَنْ مَعَاصِي اللهِ "

6852 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْخُزَاعِيَّ، فَذَكَرَهُ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ، قَالَ: " مَا أَكْرَمَ الْعِبَادُ أَنْفُسَهُمْ بِمِثْلِ طَاعَةِ اللهِ، وَلَا أَهَانَ الْعِبَادُ أَنْفُسَهُمْ بِمِثْلِ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَحَسْبُكَ مِنْ صَدِيقِكَ أَنْ تَرَاهُ مُطِيعًا، وَحَسْبُكَ مِنْ عَدُوِّكَ أَنْ تَرَاهُ عَاصِيًا "

6853 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْكِنْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السَّعْدِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: مَا أَكْرَمَ الْعِبَادُ أَنْفُسَهُمْ بِمِثْلِ طَاعَةِ اللهِ، وَلَا أَهَانَ الْعِبَادُ أَنْفُسَهُمْ بِمِثْلِ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَبِحَسْبِكَ مِنْ عَدُوِّكَ أَنْ تَرَاهُ عَاصِيًا للَّهِ، وَبِحَسْبِكَ مِنْ صَدِيقِكَ أَنْ تَرَاهُ مُطِيعًا للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

6854 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، نا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ خَطَّابٍ الْعَابِدِ، قَالَ: " الْعَبْدُ لَيُذْنِبُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَجِيءُ إِلَى إِخْوَانِهِ فَيَعْرِفُونَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ "

6855 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ الطُّوسِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَلْطِيُّ، قَالَ: كَانَ عَامَّةُ دُعَاءِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: " اللهُمَّ انْقُلْنِي مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَتِكَ إِلَى عِزِّ طَاعَتِكَ "

6856 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: " إِنَّكَ إِنْ أَدَمْتَ النَّظَرَ فِي مِرْآةِ التَّوْبَةِ بَانَ لَكَ قَبِيحُ شَيْنِ الْمَعْصِيَةِ "

6857 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرًا الْبَابِيَّ يَقُولُ لِرَجُلٍ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي ؟، قَالَ: فِي عَافِيَةٍ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ سَلِمْتَ مِنَ الْمَعَاصِي فَإِنْ كُنْتَ فِي عَافِيَةٍ، وَإِلَّا فَلَا دَاءَ أَدْوَى مِنَ الذُّنُوبِ "

6858 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ السَّلَمِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِيَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِي مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَذَّاءً اللَّفَافَ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِحَاتِمٍ الْأَصَمِّ: مَا تَشْتَهِي ؟، قَالَ: " أَشْتَهِي عَافِيَةَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ "، قُلْتُ لَهُ: أَلَيْسَتِ الْأَيَّامُ كُلُّهَا عَافِيَةً ؟، قَالَ: " إِنَّ عَافِيَةَ يَوْمِي أَنْ لَا أَعْصِي اللهَ فِيهِ "

6859 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَرْدَعِيَّ، نا طَاهِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: " مَنْ كَتَمَ آفَاتِ نَفْسِهِ عُوقِبَ بِادِّعَاءِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ مِنَ الْمَنَازِلِ "

6860 - قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ ظَرْفًا لَا خَوْفًا "

6861 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمُذَكِّرُ، نا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْمَقَابِرِيَّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَالْعُجْبَ، فَإِنَّ الْعُجْبَ مَهْلَكَةٌ لِأَهْلِهِ، وَإِنَّ الْعُجْبَ لِيَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ "

6862 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا حَسَّانُ بْنُ مُوسَى قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ: مَا الذَّنْبُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ ؟، قَالَ: " الْعُجْبُ "

6863 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ الْمَسْعُودِيَّ، بِدَيْنُورَ، يَقُولُ: حُكِيَ لَنَا عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الثَّوْرِيِّ، أَنَّهُ بَقِيَ فِي مَسْجِدٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا، لَا يَأْكُلُ، وَلَا يَشْرَبُ، وَلَا يَنَامُ، يَجِيءُ مِنْ أَوَّلِ الْمَسْجِدِ إِلَى آخِرِهِ، فَأُبْلِغَ ذَلِكَ الْجُنَيْدُ، وَابْنُ عَطَاءٍ، وَالشِّبْلِيُّ، فَجَاءُوا فَوَقَفُوا عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا الْجُنَيْدُ، وَابْنُ عَطَاءٍ وَالشِّبْلِيُّ، فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُ الْجُنَيْدُ: مَا أَدْرِي دَهَاكَ مَا أَنْتَ فِيهِ، أَخْبِرْنَا، فَقَالُ الثَّوْرِيُّ: أَنَا أَقُولُ: اللهُ، تَزِيدُوا عَلَى قَوْلِ اللهِ ؟، فَقَالَ الشِّبْلِيُّ: إِنْ كُنْتَ تَقُولُ: اللهُ بِاللهِ، فَالْمِنَّةُ لِلَّهِ فِيمَا تَقُولُ، وَإِنْ كُنْتَ تَقُولُ: اللهُ بِكَ، فَلَيْسَ لَكَ مِنَ اللهِ شَيْءٌ، قَالَ: فَسَجَدَ، فَقَالَ: أَنَا تَائِبٌ، أَنَا تَائِبٌ، أَنَا تَائِبٌ، فَقَالَ الْجُنَيْدُ: إِنَّ سُيوفَ الشِّبْلِيِّ تَقْطُرُ دَمًا "

6864 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَاحِبَ عُبَيْدِ اللهِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: " أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنِينُ الْمُذْنِبِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صُرَاخِ الصِّدِّيقِينَ "

6865 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ ابْنُ الْحَمَامِيِّ، بِبَغْدَادَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّصْرِ أَبُو بَكْرٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سُلَيْمٍ الصَّوَّافُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ، وَثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ، فَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ: فَتَقْوَى اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَوْلُ بِالْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ، وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَأَمَّا الْمُهْلِكَاتِ: فَهَوًى مُتَّبِعٌ، وَشُحٌّ مُطَاعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَهِيَ أَشَدُّهُنَّ "

6866 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، فِي الْمُسْتَدْرَكِ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، بِالرِّيِّ، نا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا أَصَابَ دَاوُدَ مَا أَصَابَهُ بَعْدَ الْقَدَرِ إِلَّا مِنْ عُجْبٍ، عَجِبَ مِنْ نَفْسِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَبِّ مَا مِنْ سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا عَابِدٌ مِنْ آلِ دَاوُدَ يَعْبُدُكَ، يُصَلِّي لَكَ، أَوْ يُسَبِّحُ، أَوْ يُكَبِّرُ، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ، ذَكَّرَهُ اللهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا دَاوُدُ إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا بِي، فَلَوْلَا عَوْنِي مَا قَوِيتَ عَلَيْهِ، وَجَلَالِي أَكِلَنَّكَ إِلَى نَفْسِكَ يَوْمًا قَالَ: يَا رَبِّ فَأَخْبِرْنِي بِهِ، فَأَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ ذَلِكَ الْيَوْمَ "

6867 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُلْوَانِيُّ، نا مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّادِمُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وَالْعَجِبُ يَنْتَظِرُ الْمَقْتَ " . وَرَوَاهُ أَيْضًا وَشْمَةُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: " وَكُلُّ عَامِلٍ سَيَقْدِمُ عَلَى مَا سَلَفَ عِنْدَ مَوْتِهِ "

6868 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا سَلَامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُونَ خَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ الْعُجْبَ الْعُجْبَ "

6869 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: " كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَمُوتُ مُذْنِبًا نَادِمًا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَمُوتَ مُعْجَبًا "

6870 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، نا أَبُو الْأَشْعَثِ، نا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: " لَوْ كَانَ كَلَامُ بَنِي آدَمَ كُلُّهُ صِدْقًا، وَعَمَلُهُ كُلُّهُ حَسَنًا، يُوشِكُ أَنْ يَخْسَرَ قَالَ: وَكَيْفَ يَخْسَرُ ؟، قَالَ: يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ "

فَصْلٌ فِي مُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ

6871 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الصَّيْدَلَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نا غَيْلَانُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، إِنْ كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا لَمِنَ الْمُوبِقَاتِ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ

6872 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نا قُرَّةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْصٍ قَالَ: " إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ أُمُورًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ إِنَّا كُنَّا لَنَعُدُّهَا مِنَ الْمُوبِقَاتِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ:

6873 - ونا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو النَّصْرِ، نا سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْظٍ أَوْ فُرْضٍ، بِمَعْنَاهُ،

6874 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فَوْرَكٍ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا قُرَّةُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْصٍ، وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: ابْنُ قُرْظٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا

6875 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ، أَنَا أَبُو حَفْصٍ الْجُمَحِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْقَعْنَبِيُّ، نا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ طَالِبًا "

6876 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " مَثَلُ الْمُحَقَّرَاتِ كَمَثَلِ قَوْمِ سَفْرٍ تُرِكُوا بِأَرْضٍ قَفْرٍ ، مَعَهُمْ طَعَامُهُمْ لَا يُصْلِحُهُمْ إِلَّا النَّارُ، فَتَفَرَّقُوا فَيَجِيءُ هَذَا بِالرَّوْثَةِ ، وَيَجِيءُ هَذَا بِالْعَظْمِ، وَيَجِيءُ هَذَا بِالْعُودِ، حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ مَا أَصْلَحُوا بِهِ طَعَامَهُمْ قَالَ: فَكَذَلِكَ صَاحِبُ الْمُحَقَّرَاتِ، يَكْذِبُ الْكَذْبَةَ، وَيُذْنِبُ الذَّنْبَ، وَيَجْمَعُ مِنْ ذَلِكَ مَا يَكُبُّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " " هَذَا مَوْقُوفٌ وَقَدْ رَوِيَ مَعْنَاهُ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ فِي أَوَّلِ هَذَا الْكِتَابِ، عِنْدَ ذِكْرِ الْكَبَائِرِ "

6877 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُرْفِيُّ، بِبَغْدَادَ، نا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا الْقَعْنَبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، نا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ تُعْبَدَ الْأَصْنَامُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ سَيَرْضَى مِنْكُمْ بِدُونِ ذَلِكَ، بَالْمَحَقَّرَاتِ وَهِيَ الْمُوبِقَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَاتَّقُوا الْمَظَالِمَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَجِيءُ بِالْحَسَنَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُو يَرَى أَنْ سَتُنَجَّيهِ، فَمَا زَالَ عَبْدٌ يَقُومُ يَقُولُ: يَا رَبِّ ظَلَمَنِي عَبْدُكَ فُلَانٌ بِمَظْلِمَةٍ قَالَ: فَيَقُولُ: امْحُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ، قَالَ: فَيَقُولُ: فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّى لْا يَبْقَى مَعَهُ حَسَنَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَسَفْرٍ نَزَلُوا بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، لَيْسَ مَعَهُمْ حَطَبٌ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ لِيَحْتَطِبُوا، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنِ احَتَطَبُوا وَأَنْضَجُوا مَا أَرَادُوا قَالَ: وَكَذَلِكَ الذُّنُوبُ "

6878 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ الشَّافِعِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، نا أَبُو حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنَّهُ رَاضٍ مِنْكُمْ بِمَا تَحْتَقِرُونَ "

6879 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أُحَذِّرُكُمْ مُحَقَّرَاتِ هَذِهِ الْأَعْمَالِ، وَإِنَّهَا تُحْصَى عَلَيْكُمْ، وَتُرَدُّ عَلَيْكُمْ " . هَكَذَا جَاءَ مَوْقُوفًا

6880 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، نا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ قَالَا: سَمِعْنَا يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ، يَتَّكِلُ عَلَيْهَا، وَيَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ وَقَدْ أَخْطَرَتْهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَفْرَقُ مِنْهَا حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ آمِنًا "

6881 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْأَبْيُورْدِيُّ، نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بِبَطْنِ وَادٍ ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى جَمَعُوا مَا أَنْضَجَ خُبْزَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يَأْخُذُهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكُهُ "

6882 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، نا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْخِلَالِيُّ، أَنَا الْمَنِيعِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَدَقَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَا كَبِيرَةَ بِكَبِيرَةٍ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ، وَلَا صَغِيرَةَ بِصَغِيرَةٍ مَعَ الْإِصْرَارِ "

6883 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَرِيَّ السَّقَطِيُّ يَقُولُ: " رَأَيْتُ فِيَ بَعْضِ كُتُبِ الْحُكَمَاءِ كَانَ يُقَالُ: قَلِيلُ الْحِكْمَةِ كَثِيرُ النَّفْعِ، وَقَلِيلُ الصِّدْقِ كَثِيرُ الصَّوَابِ، وَقَلِيلُ الْيَقِينِ كَثِيرُ الْإِيمَانِ، وَقَلِيلُ الْجَهْلِ كَثِيرُ الضَّرَرِ، وَقَلِيلُ الْإِصْرَارِ كَثِيرُ الْعُقُوبَةِ "

6884 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّازِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زُهَيْرٍ الْحُلْوَانِيُّ، نا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ اعْتَزِلِ الشَّرَّ كَمَا يَعْتَزِلُكَ، فَإِنَّ الشَّرَّ لِلشَّرِّ خُلِقَ "

6885 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نا الْأَوْزَاعِيُّ، سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت ، وقال : وكفى به ذنبا أن الله يزهدنا فى الدنيا ونحن نرغب فيها.


6886 - قال سمعت بلال يقول :زَاهِدُكُمْ رَاغِبٌ، وَمُجْتَهِدُكُمْ مُقَصِّرٌ، وَعَالِمُكُمْ جَاهِلٌ، وَجَاهِلُكُمْ مُغْتَرٌّ "

6887 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُرْفِيُّ، بِبَغْدَادَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو صَالِحٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَوْاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَقَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً مَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْهِجْرَةِ إِلَّا الْمَسْأَلَةُ، فَإِنَّ أَحَدَنَا إِذَا هَاجَرَ لَمْ يسَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا جَالَ فِي نَفْسِكَ وَخَشِيتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ " . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ . مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ

6888 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَيَّاشٌ التَّرْقُفِيُّ، نا أَبُو الْمُغِيرَةِ، نا صَفْوَانُ، نا يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الْقَاضِي، سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، قَالَ: " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَعْلَمَهُ النَّاسُ "

6889 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ، نا أَبُو عَوَانَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ "

6890 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ قَالَا: أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا أَبُو عَوَانَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا الَّذِي يَتَمَنَّى "

6891 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ صُبَيْحٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ، نا إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ، أَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: " اذْكُرْ رَبَّكَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ "

6892 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " الْإِثْمُ جَوَازُ الْقُلُوبِ فَإِذَا حَزَّ فِي قَلْبِ أَحَدِكُمْ شَيْئًا فَلْيَدَعْهُ " . قَالَ أَحْمَدُ: " يَعْنِي مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ وَحَكَّ، وَلَمْ يَطْمَئِنَّ عَلَيْهِ الْقَلْبُ "

6893 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّوَّافُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْمُغَلِّسِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ: " احْذَرُوا كُلَّ هِمَّةٍ تَكُونُ قَبْلَ الْخَطِيئَةِ فَإِنَّهَا بُدُوُّ الْخَطِيئَةِ، وَتَذْهَلُوا عَنِ اللهِ فِي سَرَائِرِكُمْ "

6894 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَادِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا مُؤَمَّلٌ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: " رَحِمَ اللهُ عَبْدًا وَقَفَ عِنْدَ هَمِّهِ، فَإِنَّ أَحَدًا لَا يَعْمَلُ حَتَّى يَهِمَّ، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَضَى، وَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ اللهِ أَمْسَكَ "

6895 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْهَرُ، نا الْغَلَابِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ فَسَامَتْهُ نَفْسَهُ فَامْتَنَعَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ: إِذًا أَفْضَحُكَ، فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَتَرَكَهَا - يَعْنِي فِي مَنْزِلِهِ - وَهَرَبَ مِنْهَا، قَالَ سُلَيْمَانُ: فَرَأَيْتُ بَعْدُ يُوسُفَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَكَأَنِّي أَقُولُ لَهُ: أَنْتَ يُوسُفُ ؟، قَالَ: نَعَمْ، أَنَا يُوسُفُ الَّذِي هَمَمْتُ وَأَنْتَ سُلَيْمَانُ الَّذِي لَمْ تَهِمَّ "

6896 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، نا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " أَيْسَرُ النَّاسِ حِسَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ حَاسَبُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا، فَوَقَفُوا عِنْدَ هُمُومِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ، فَإِنْ كَانَ الَّذِي هَمُّوا لَهُمْ مَضَوْا، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ أَمْسَكُوا قَالَ: وَإِنَّمَا يَثْقُلُ الْأَمْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الَّذِينَ جَازَفُوا الْأَمْرَ فِي الدُّنْيَا، أَخَذُوهَا مِنْ غَيْرِ مُحَاسَبَةٍ فَوَجَدُوا اللهَ قَدْ أَحْصَى عَلَيْهِمْ مَثَاقِيلَ الذَّرِّ ، وَقَرَأَ { مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا }

6897 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا الرَّبِيعُ بْنُ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ: " السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ، اللَّآئِي يَخْفَيْنَ عَلَى النَّاسِ، وَمَنْ لِلَّهِ بَوَادِرَهُنَّ بُدُوٌّ لَهُنَّ ثُمَّ يَقُولُ: وَمَا دَوَاهُنَّ أَنْ يَتُوبَ فَلَا يَعُودَ "

6898 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " الْعَدُوُّ يَرْصُدُ أَهْلَ الْمَعْرِفَةِ فِي وَقْتِ الْهِمَّةِ، كَمَثَلِ آدَمَ حَيْثُ هَمَّ بِالْخُلُودِ دَعْهُ أَنَّهَا فِي الْجَنَّةِ، وَصَلَ إِلَيْهِ الْعَدُوُّ فَوَسْوَسَهُ فَقَالَ: هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ؟، لَمَّا ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ دَخَلَ عَلَيْهِ، فَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلَى هَذَا "

6899 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ: خَرَجْتُ وَأَنَا حَدَثٌ وَقَدْ هَمَمْتُ بِبَعْضِ مَا يَهِمُّ بِهِ الْأَحْدَاثُ فَمَرَرْتُ بِأَبِي طَالِبٍ الْقَاصِّ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَوَقَفْتُ مَعَهُمْ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: " أَيُّهَا الْهَامُّ بِالْمَعْصِيَةِ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ خَالِقَ الْهِمَّةِ مُطَّلِعٌ عَلَى هِمَّتِكَ ؟، قَالَ: فَخَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، فَمَا أَفَقْتُ إِلَّا عَنْ تَوْبَةٍ "

6900 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، نا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَوَّادٍ الرَّازِيُّ، نا طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيُّ، نا الْقَطْوَانُ، نا سَيَّارٌ، حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: " إِنَّ الْأَبْرَارَ تَغْلِي قُلُوبُهُمْ بِأَعْمَالِ الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ تَغْلِي قُلُوبُهُمْ بِأَعْمَالِ الْفُجُورِ ، وَاللهُ يَرَى هُمُومَكُمْ فَانْظُرُوا فِي هُمُومِكُمْ " . لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

6901 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدَانَ خَادِمَ الْجَامِعِ، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الزَّاهِدَ، يَقُولُ: " احْذَرْ رَبَّ الْجَامِعِ، فَإِنَّ الْجَامِعَ غَيْرُ مُسْتَخْدَمٍ "، ثُمَّ يَقُولُ: " سَرَائِرَكُمْ سَرَائِرَكُمْ، فَإِنَّ الْمُطَّلِعَ عَلَى السَّرَائِرِ يُرَاقِبُكُمْ "

6902 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَبُو عُتْبَةَ، نا حَمْزَةُ، نا بِشْرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: طُوبَى لِعَيْنٍ نَامَتْ، وَلَمْ تُحَدِّثْ نَفْسَهَا بِالْمَعْصِيَةِ، وَانْتَبَهَتْ إِلَى غَيْرِ إِثْمٍ "

6903 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ عَلِيَّ بْنَ بُنْدَارٍ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مِلْكَانَ الرَّازِيَّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ:" مَنْ خَانَ اللهَ فِي السِّرِّ هَتَكَ سِرَّهُ فِي الْعَلَانِيَةِ"،

6904 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمُفَسِّرُ لِبَعْضِهِمْ:"
[البحر السريع]
يَا كَاتِمَ السِّرِّ وَمُخْفِيهِ ... أَيْنَ مِنَ اللهِ تُوَارِيهِ
بَارَزْتَ بِالْعِصْيَانِ رَبَّ الْعُلَى ... وَأَنْتَ مِنْ جَارِكَ تُخْفِيهِ"

6905 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، وَسُئِلَ عَنِ الْفُتُوَّةِ، فَقَالَ: " حُسْنُ السِّرِّ، وَسُئِلَ عَنِ الْمُرُوَّةِ، فَقَالَ: " تَرْكُ مَا يَكْرَهُ كِرَامُ الْكَاتِبِينَ "، وَسُئِلَ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: " أَنْ تَأْكُلَ مِمَّا يَلِيكَ، وَتَضَعَ لُقْمَتَكَ عَلَى سُكُونِ الْقَلْبِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا لَكَ فَلَا يَفُوتُكَ "

6906 - سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَفْصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ النَّهْرِيَّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ أَخِي يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ: " مَنْ عَبَدَ اللهَ عَلَى الْخَطَرَاتِ قَضَى اللهُ حَاجَتَهُ عَلَى الْخَطَرَاتِ "، يَعْنِي بِتَرْكِ الذُّنُوبِ إِذَا حَظَرَ عَلَى قَلْبِهِ

6907 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مِقْسَمٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَحْمَدَ الْمُطَرِّزَ، سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: " مَنْ رَاقَبَ اللهَ فِي السِّرِّ حُرِسَتْ جَوَارِحُهُ "

6908 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخِرَقِيُّ، بِبَغْدَادَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، نا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " قَالَ يُوسُفُ: { لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } [يوسف: 52]، قَالَ لَهُ جِبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَلَا حَتَّى هَمَمْتَ ؟، قَالَ: { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } [يوسف: 53] " . أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ الدَّيْنَوَرِيُّ، بِالدَّامِغَانِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْبَلْجَانِيِّ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخِيَارِيُّ

6909 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، رَحِمَهُ اللهُ يُنْشِدُ:"
[البحر الطويل]
إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا ... فَلَا تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفُلُ سَاعَةً ... وَلَا أَنَّ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيبُ
غَفَلْنَا الْعُمُرَ وَاللهِ حَتَّى تَدَارَكَتْ ... عَلَيْنَا ذُنُوبٌ بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ
فَيَا لَيْتَ أَنَّ اللهَ يَغْفِرُ مَا مَضَى ... وَيَأْذَنُ فِي تَوْبَاتِنَا فَنَتُوبُ"

6910 - أَنْشَدَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنْشِدْنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُعَاوِيَةَ الطَّلْحِيُّ، أَنْشَدَنَا حَبِيبُ بْنُ نَصْرٍ لِمَحْمُودٍ الْوَرَّاقِ:"
[البحر الطويل]
أَلَا أَيُّهَا الْمُسْتَطْرِفُ الذَّنْبَ جَاهِلًا ... هُوَ اللهُ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ السَّرَائِرُ
فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَعْرِفْهُ حِينَ عَصَيْتَهُ ... فَإِنَّ الَّذِي لَا يَعْرِفُ اللهَ كَافِرُ
وَإِنْ كُنْتَ مِنْ عِلْمٍ بِهِ قَدْ عَرَفْتَهُ ... عَصَيْتَ فَأَنْتَ الْمُسْتَهِينُ الْمُجَاهِرُ
فَأَيَّهَا حَالَكَ اعْتَقَدْتَ فَإِنَّهُ ... عَلِيمٌ بِمَا تَطْوِي عَلَيْهِ الضَّمَائِرُ"

6911 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، إِمْلَاءً، أَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ بِمَكَّةَ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، أَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، نا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ عَقِيمٌ لَا يُولَدُ لَهُ، وَكَانَ يَخْرُجُ فَإِذَا رَأَى غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَيْهِ حُلِيٌّ يَخْدَعُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ فَيَقْتُلُهُ وَيُلْقِيهِ فِي مَطْمُورَةٍ لَهُ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ لَقِيَ غُلَامَيْنِ أَخَوَيْنِ عَلَيْهِمَا حُلِيٌّ لَهُمَا، فَأَدْخَلَهُمَا فَقَتَلَهُمَا وَطَرَحَهُمَا فِي مَطْمُورَةٍ لَهُ، وَكَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مَسْلَمَةٌ تَنْهَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَتَقُولُ لَهُ: إِنِّي أُحَذِّرُكَ النِّقْمَةَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ اللهَ أَخَذَنِي عَلَى شَيْءٍ أَخَذَنِي يَوْمَ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَتَقُولُ: إِنَّ صَاعَكَ لَمْ تَمْتَلِئْ بَعْدُ، وَلَوْ قَدِ امْتَلَأَ صَاعُكَ أُخِذْتَ، فَلَمَّا قَتَلَ الْغُلَامَيْنِ الْأَخَوَيْنِ خَرَجَ أَبُوهُمَا، فَطَلَبَهُمَا فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُهُ عَنْهُمَا، فَأَتَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: هَلْ كَانَتْ لَهُمَا لُعْبَةٌ يَلْعَبَانِ بِهَا ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ لَهُمَا جَرْوٌ ، فَأُتِيَ بِالْجَرْوِ فَوَضَعَ النَّبِيُّ خَاتَمَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ فَقَالَ: أَوَّلُ دَارٍ يَدْخُلُهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِيهَا مَيِّتَانِ، فَأَقْبَلَ الْجَرْوُ يَتَخَلَّلُ الدُّورَ حَتَّى دَخَلَ دَارًا، فَدَخَلُوا خَلْفَهُ، فَوَجَدُوا الْغُلَامَيْنِ مَقْتُولَيْنِ مَعَ غُلَامٍ قَدْ قَتَلَهُ وَطَرَحَهُمْ فِي الْمَطْمُورَةِ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُصْلَبَ، فَلَمَّا رُفِعَ عَلَى خَشَبَتِهِ أَتَتِ امْرَأَتُهُ فَقَالَتْ: يَا فُلَانُ قَدْ كُنْتُ أُحَذِّرُكَ هَذَا الْيَوْمَ، وَأُخْبِرُكَ أَنَّ اللهَ غَيْرُ تَارِكِكَ وَأَنْتَ تَقُولُ: لَوْ أَنَّ اللهَ أَخَذَنِي عَلَى شَيْءٍ أَخَذَنِي يَوْمَ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَأُخْبِرُكَ أَنَّ صَاعَكَ بَعْدُ لَمْ تَمْتَلِئْ، أَلَا وَإِنَّ هَذَا قَدِ امْتَلَأَ صَاعُكَ "

6912 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَبِيبِيُّ، بِمَرْوَ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّقَّادُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، نا حَفْصُ بْنُ سَالِمٍ، نا مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ، أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ } قَالَ: " بِالشَّهَوَاتِ "، { وَتَرَبَّصْتُمْ } [الحديد: 14]، قَالَ: " بِالتَّوْبَةِ "، { وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ } [الحديد: 14]، قَالَ: " التَّسْوِيفُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ "، { حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ } [الحديد: 14]، قَالَ: " الْمَوْتُ "، { وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغُرُورِ } [الحديد: 14]، قَالَ: " الشَّيْطَانُ "

6913 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، نا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْأَرْضَ لَتُخْبِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِكَلِّ عَمَلٍ عُمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا "، وَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } [الزلزلة: 1]، فَتَلَاهَا حَتَّى بَلَغَ: { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } [الزلزلة: 4]، " أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا ؟ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: خَبَرُهَا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَخْبَرَتْ بِكَلِّ عَمَلٍ عُمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا "

6914 - . أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، فَذَكَرَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنَا جِبْرِيلُ، لَكِنْ قَالَ: أَخْبَارَهَا، فَذَكَرَهُ، وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، فَرَوَاهُ كَمَا

6915 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَغْدَادِيُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْخُرَاسَانِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } [الزلزلة: 4]، قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا ؟ "، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا، أَنْ تَقُولَ: عَمِلَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَهَذِهِ أَخْبَارُهَا " . قَالَ أَحْمَدُ: " فَهَذَا أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ، وَرِشْدِينُ ضَعِيفٌ "

6916 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ شِعْرٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:"
[البحر الخفيف]
لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ ... إِنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
ثُمَّ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ، وَاللهِ إِنَّهُ لِيَكُونُ حَيَّ الْجَسَدِ، مَيِّتَ الْقَلْبِ

6917 - قَالَ: ونا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: مَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرٍ قَطُّ غَيْرِ هَذَا الْبَيْتِ:
[البحر الطويل]
لَيْسَ الْفَتَى مَا كَانَ قَدَّمَ مِنْ تُقًى ... إِذَا عَرَفَ الدَّاءَ الَّذِي هُوَ قَاتِلُهْ"

6918 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى يَقُولُ: أَنْشَدَنِي مُسْلِمٌ الْخَوَّاصُ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ:"
[البحر المتقارب]
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَيُتْبِعُهَا الذُّلَّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ ... وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا
وَهَلْ بَدَّلَ الدِّينَ إِلَّا الْمُلُوكُ ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا
وَبَاعُوا النُّفُوسَ فَلَمْ يَرْبَحُوا ... وَفِي الْبَيْعِ لَمْ يَغْلُ أَثْمَانُهَا
لَقَدْ وَقَعَ الْقَوْمُ فِي جِيفَةٍ ... يَبِينُ لِذِي الْعَقْلِ إِنْتَانُهَا"

6919 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكَاتِبُ، أَنْشِدْنِي ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ لِابْنِ الْمُعْتَزِ:"
[البحر الكامل]
خَلِّ الذُّنُوبَ حَقِيرَهَا ... وَكَثِيرَهَا فَهُوَ التُّقَى
كُنْ مِثْلَ مَاشٍ فَوْقَ أَرْ ... ضِ الشَّوْكِ يحْذَرُ مَا يَرَى
لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيرَةً ... إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى"

6920 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشِدْنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ:"
[البحر الطويل]
أَنُوحُ عَلَى نَفْسِي وَأَبْكِي خَطِيئَةً ... تَقُودُ خَطَايَا أَثْقَلَتْ مِنِّيَ الظَّهْرَا
فَيَا لَذَّةً كَانَتْ قَلِيلًا بَقَاؤُهَا ... وَيَا حَسْرَةً دَامَتْ وَلَمْ تُبْقِ لِي عُذْرَا"

6921 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَطَرٍ، حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبِي عُثْمَانَ الْحِيرِيِّ الزَّاهِدِ، فَخَرَجَ وَقَعَدَ عَلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ يَقْعُدُ لِلتَّذْكِيرِ، فَسَكَتَ حَتَّى طَالَ سُكُوتُهُ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ كَانَ يُعْرَفُ بِأَبِي الْعَبَّاسِ: تَرَى أَنْ تَقُولَ فِي سُكُوتِكَ شَيْئًا؟، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:"
[البحر الطويل]
وَغَيْرُ تَقِيٍّ يَأْمُرُ النَّاسَ بِالتُّقَى ... طَبِيبٌ يُدَاوِي وَالطَّبِيبُ مَرِيضُ"
قَالَ: فَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ بِالْبُكَاءِ وَالضَّجِيجِ

6922 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يُنْشِدُ أَبْيَاتٍ:"
[البحر الطويل]
أَسَأْتُ وَلَمْ أُحْسِنْ وَجِئْتُكَ هَارِبًا ... وَأَيْنَ لِعَبْدٍ مِنْ مَوَالِيهِ مَهْرَبُ
يُؤَمِّلُ غُفْرَانًا فَإِنْ خَابَ ظَنُّهُ ... فَمَا أَحَدٌ مِنْهُ عَلَى الْأَرْضِ أَخْيَبُ"

6923 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ السَّاسِي الْوَاعِظُ، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " يَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ، وَلَا تُنْقِصُهُ الْمَغْفِرَةُ، هَبْ لِي مَا لَا يَضُرُّكَ، وَأَعْطِنِي مَا لَا يُنْقِصُكَ "

6924 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلِانِيُّ، نا رَوْحُ بْنُ سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: بِتْنَا لَيْلَةً مَعَ رَجُلٍ مِنَ الْعَابِدِينَ بِالسِّيرَافِ عَلَى السَّاحِلِ، فَأَخَذَ فِي الْبُكَاءِ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى خِفْنَا طُلُوعَ الْفَجْرِ، وَلَمْ نَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ: " جُرْمِي عَظِيمٌ وَعَفْوُكَ كَبِيرٌ، فَاجْمَعْ بَيْنَ جُرْمِي وَعَفْوِكَ يَا كَرِيمُ "، قَالَ: فَتَصَارَخَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ "

6925 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ اللُّغَوِيَّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُضَارِبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ وَقَدِ احْتُضِرَ وَاغْرُورِقَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ لِي: اكْتُبْ يَا مُضَارِبٍ:"
[البحر الوافر]
أَيَا مَنْ لَا يَخِيبُ إِلَيْهِ رَاجِي ... وَلَمْ يَرَهُ الْحَاجُّ الْمُنَاجِيُّ
وَيَا ثِقَتِي عَلَى سَرَفِي وَجُرْمِي ... وَإِيثَارِ التَّمَادِي فِي اللِّجاجِ
أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاغْفِرْ ذُنُوبِي ... وَهَبْ لِي مِنْكَ عَفْوًا وَاقْضِ حَاجِي
فَمَا لِي غَيْرُ إِقْرَارِي بِجُرْمِي ... وَعَفْوُكَ حُجَّةٌ يَوْمَ احْتِجَاجِي"

6926 - أَنْشَدَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَبِيصُ، أَنْشَدَنِي أَبِي، أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، أَنْشَدَنِي يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ:"
[البحر الوافر]
جَلَالُكَ يَا مُهَيْمِنُ لَا يَبِيدُ ... وَمُلْكُكَ دَائِمٌ أَبَدًا جَدِيدُ
وَحُكْمُكَ نَافِذٌ فِي كُلِّ أَمْرٍ ... وَلَيْسَ يَكُونُ إِلَّا مَا تُرِيدُ
ذُنُوبِي لَا تَضُرُّكَ يَا إِلَهِي ... وَعَفْوُكَ نَافِعٌ وَبِهِ تَجُودُ
فَهَبْهَا لِي وَإِنْ كَثُرَتْ وَجَلَّتْ ... فَأَنْتَ اللهُ تَحْكُمُ مَا تُرِيدُ
فَلَسْتَ عَلَى عَذَابِ اللهِ أَقْوَى ... وَأَنْتَ بِغَيْرِهَا لَا تَسْتَفِيدُ
فَنِعْمَ الرَّبُّ مَوْلَانَا وَإِنَّا ... لَنَعْلَمُ أَنَّنَا بِئْسَ الْعَبِيدُ
وَيَنْقُصُ عُمْرُنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ ... وَلَا زَالَتْ خَطَايَانَا تَزِيدُ
قَصَدْتُ إِلَى الْمُلُوكِ بِكَلِّ بَابٍ ... عَلَيْهِ حَاجِبٌ فَظٌّ شَدِيدُ
وَبَابُكَ مَعْدِنٌ لِلْجُودِ يَا مَنْ ... إِلَيْهِ يَقْصِدُ الْعَبْدُ الطَّرِيدُ"
وَيُرْوَى: إِلَيْهِ يَرْجِعُ الْعَبْدُ الشَّرِيدُ

6927 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ الْبَزَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: رَجُلٌ كَثِيرُ الْعَمَلِ كَثِيرُ الذُّنُوبِ، وَرَجُلٌ قَلِيلُ الْعَمَلِ قَلِيلُ الذُّنُوبِ ؟، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَا أَعْدِلُ بِالسَّلَامَةِ شَيْئًا " . وَرِوَايَةُ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ، رَجُلٌ كَثِيرُ الْعَمَلِ كَثِيرُ الذُّنُوبِ، وَرَجُلٌ قَلِيلُ الْعَمَلِ قَلِيلُ الذُّنُوبِ ؟، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا أَعْدِلُ بِالسَّلَامَةِ شَيْئًا "

6928 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خليلاي، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ فَلْيَكُفَّ عَنِ الذُّنُوبِ " .

6929 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيُّ، بِبَغْدَادَ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، تَفَرَّدَ بِهِ يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونٍ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ

6930 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: " لَا تَثِقْ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي تُقْبَلُ مِنْكَ أَمْ لَا، وَلَا تَأْمَنْ ذُنُوبَكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي هَلْ كُفِّرَتْ عَنْكَ أَمْ لَا، إِنَّ عَمَلَكَ عَنْكَ مُغَيَّبٌ مَا تَدْرِي مَا اللهُ صَانِعٌ فِيهِ، أَيَجْعَلُهُ فِي سِجِّينَ ، أَمْ يَجْعَلُهُ فِي عِلِّيِّينَ "

6931 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، سَمِعْتُ أَبِيَ يَقُولُ: كُنْتُ فِي حَلْقَةِ الشِّبْلِيِّ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَإِلَى ضَعْفِي، فَرَفَعَ يَدَيْهِ دَاعِيًا وَقَالَ: " هَا أَنْ مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْكَ فَرَدَّهَا بِالْوَصْلِ لَا بِشَمَاتَةِ الْحُسَّادِ "

6932 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍوِ الْمُسْتَمْلِي، سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُسَاوِرِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَبْدِيَّ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ، بِنَيْسَابُورَ، سَمِعْتُ الْمُعْتَمِرَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الْعِصْمَةِ أَنْ لَا تَقْدِرَ "

6933 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ عِصْمَةِ اللهِ أَوِ الْهَلَكَةِ، وَالْآخِرَةُ دَارُ عَفْوِ اللهِ أَوِ النَّارِ "

6934 - قَالَ: ونا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَقُولُ: " اللهُمَّ أَصْلَحْتَ الصَّالِحِينَ فَأَصْلِحْنَا حَتَّى نَكُونَ صَالِحَينَ "

6935 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ الْعَسْكَرِيُّ، نا أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ أَخِي زُرْعَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، نا أَبُو عَمَّارٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى قَالَ: كَانَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ شَاطِرًا يَقْطَعُ الطَّرِيقَ بَيْنَ ابْيُورْدَ، وَسَرْخَسَ وَكَانَ سَبَبَ تَوْبَتِهِ أَنَّهُ عَشِقَ جَارِيَةً، فَبَيْنَمَا هُوَ يَرْتَقِي الْجُدْرَانَ إِلَيْهَا إِذْ سَمَعَ تَالِيًا يَتْلُو: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ } [الحديد: 16]، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَهَا قَالَ: " بَلَى يَا رَبِّ، قَدْ آنَ "، فَرَجَعَ، فَآوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى خَرِبَةٍ، وَإِذَا فِيهَا سَابِلَةٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَرْتَحِلُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَتَّى نُصْبِحَ، فَإِنَّ فُضَيْلًا عَلَى الطَّرِيقِ يَقْطَعُ عَلَيْنَا قَالَ: فَفَكَّرْتُ وَقُلْتُ: " أَنَا أَسْعَى بِاللَّيْلِ فِي الْمَعَاصِي، وَقَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ههُنَا يُخَوِّفُونَنِي، وَمَا أَرَى اللهَ سَاقَنِي إِلَيْهِمْ إِلَّا لِأَرْتَدِعَ، اللهُمَّ إِنِّي قَدْ تُبْتُ إِلَيْكَ، وَجَعَلْتُ تَوْبَتِي مُجَاوَرَةَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ "

6936 - وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، نا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، بِمَكَّةَ، نا أَبُو يَعْقُوبٍ الْبَزَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدٍ، نا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَا أَبَا حَاضِرٍ عَنْ هَذِهِ، فَقَالَ: " إِنِّي كُنْتُ يَوْمًا فِي بُسْتَانٍ وَأَنَا شَابٌّ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَتْرَابِي، ذَلِكَ فِي وَقْتِ الْفَوَاكِهِ، فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، وَكُنْتُ مُولَعًا بِضَرْبِ الْعُودِ، فَقُمْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، وَإِذَا بِغُصْنٍ يَتَحَرَّكُ عَلَى رَأْسِي، فَأَخَذْتُ الْعُودُ لِأَضْرِبَ بِهِ فَإِذَا أَنَا بِالْعُودِ يَنْطِقُ وَيَقُولُ: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ } [الحديد: 16]، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِالْعُودِ الْأَرْضَ فَكَسَرْتُهُ، وَصَرَفْتُ مَا عِنْدِي مِنْ جَمِيعِ الْأُمُورِ الَّتِي كُنْتُ عَلَيْهَا مِمَّا تُشْغِلُ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَجَاءَ التَّوْفِيقُ مِنَ اللهِ تَعَالَى، وَكَانَ مَا سَهَّلَ لَنَا مِنَ الْخَيْرِ بِفَضْلِهِ وَبِرَحْمَتِهِ " الثَّامِنُ وَالْأَرْبَعُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَهُوَ

بَابٌ فِي الْقَرَابِينَ وَالْأَمَانَةِ عَنْ مَعْنَاهَا وَعَرْضِهَا وَجُمْلَتِهِ الْهَدْيُ، وَالْأُضْحِيَةُ، وَالْعَقِيقَةُ، فَأَمَّا الْعَقِيقَةُ فَإِنَّهَا تُذْكَرُ فِي بَابِ حُقُوقِ الْأَوْلَادِ عَلَى الْوَالِدَيْنِ، وَأَمَّا الْكَلَامُ فِي الْهَدْيِ وَالْأُضْحِيَةِ فَهُوَ مَا نَذْكُرُهُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } [الكوثر: 2]، وَقَالَ: { وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ } [الحج: 36]، قَرَأَهَا إِلَى قَوْلِهِ: { وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ } [الحج: 37]، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ } [الحج: 28]، قَرَأَهَا إِلَى قَوْلِهِ: { وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ } [الحج: 28]،

وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } [الحج: 32]، وَقَالَ: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا } [الحج: 34]، { لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ } [المائدة: 2]، وَقَالَ: { جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ } [المائدة: 97]

6937 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَرَجَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا " . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ، وَرُوِّينَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ سَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ سَبْعِينَ بَدَنَةً عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ

6938 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ جَابِرًا قَالَ: " نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي فِي حَجَّتِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ، وَأَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا بَقِيَ وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فَجُعِلَ فِي قِدْرٍ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الْحَجِّ الْعَجُّ وَالثَّجُّ " . الْعَجُّ ارْتِفَاعُ أَصْوَاتِهِمْ بِالتَّلْبِيَةِ، وَالثَّجُّ صَبُّ الدَّمِ

6939 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا وَيُسَمِّي وَيُكَبِّرُ " . قُلْتُ لِقَتَادَةَ: لَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ ؟، قَالَ: نَعَمْ، لَفْظُ حَدِيثِ بِشْرِ بْنِ عُمَرَ، وَزَادَ سَعِيدٌ فِي حَدِيثِهِ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، أَخْرِجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ

6940 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ أَبُو الْمُتَنَبِّي، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا حَفْصٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: " ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ "

6941 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، نا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، نا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، { لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ } [الحج: 67] قَالَ: ذِبْحٌ هُمْ ذَابِحُوهُ، حَدَّثَنِي أَبُو رَافِعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا ضَحَّى اشْتَرَى كَبْشَيْنِ سَمِينَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، فَإِذَا خَطَبَ وَصَلَّى ذَبَحَ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ بِنَفْسِهِ بِالْمُدْيَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ هَذَا عَنْ أُمَّتِي جَمِيعًا، مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لِي بِالْبَلَاغِ " . ثُمَّ أَتَى بِالْآخَرِ فَذَبَحَهُ ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ هَذَا عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ "، ثُمَّ يُطْعِمُهُمَا الْمَسَاكِينَ، وَأَكَلَ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنْهُمَا، وَمَكَثْنَا سِنِينَ قَدْ كَفَانَا اللهُ الْعَزْمَ وَالْمَئُونَةَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يُضَحِّي

6942 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ح، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ الْأَصْفَهَانِيُّ، نا ابْنُ عَلَوَيْهِ الْقَطَّانُ، نا الْقَوَارِيرِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبْشَيْنِ يَوْمَ الْعِيدِ، فَقَالَ حِينَ وَجَّهَهُمَا، وَفِي رِوَايَةِ الْوَهْبِيِّ: فَلَمَّا وَجَّهَهُمَا، قَالَ: " { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ } "، إِلَى قَوْلِهِ: { وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [يونس: 90] ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ "، وَسَمَّى وَذَبَحَ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ زُرَيْعٍ: " تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ " ثُمَّ سَمَّى وَذَبَحَ . وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مُوجَأَيْنِ . وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ جَابِرٍ،

6943 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، فَذَكَرَهُ، عَلَى لَفْظِ حَدِيثِ الْأَصْبَهَانِيِّ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ "

6944 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، نا أَبُو يَحْيَى بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ الْمَكِّيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ، نا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ يَعْقُوبُ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟، قَالَ: " الْعَجُّ وَالثَّجُّ "

6945 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، نا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ نَحْرٍ ، فَقَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ، وَلَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ " . قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ ، أَجْعَلُهَا مَكَانَهَا ؟، قَالَ: " أَذْبَحُهَا ؟ " قَالَ: " اذْبَحْهَا وَلَا تُوَفِّي لِأَحَدٍ بَعْدَكَ "، قَالَ: ونا أَبُو مُسْلِمٍ، نا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نا شُعْبَةُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ . وَأَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ . قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: " وَأَمَرَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ خَلِيلَهُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ، فَلَمَّا هَمَّ بِذَلِكَ فَدَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، فَثَبَتَ أَنَّ التَّقَرُّبَ بِإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ لِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سُنَّةُ الْأَنْبِيَاءِ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَأَنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ مَا أُمِرْنَا بِالِاقْتِدَاءِ بِهِمْ فِيهِ كَمَا "

6946 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ: { إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ } [الصافات: 102]، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: اجْتَمَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَكَعْبٌ، فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ يُحَدِّثُ كَعْبٌ عَنِ الْكُتُبِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، وَإِنِّي خَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " . فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي، أَوَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ لَمَّا أُرِيَ ذَبْحَ ابْنِهِ إِسْحَاقَ قَالَ الشَّيْطَانُ: إِنْ لَمْ أَفْتِنْ هَؤُلَاءِ عِنْدَ هَذِهِ لَمْ أَفْتِنْهُمْ أَبَدًا، فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِهِ لِيَذْبَحَهُ، فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ فَدَخَلَ عَلَى سَارَةَ، فَقَالَ: أَيْنَ يَذْهَبُ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِكِ ؟، قَالَتْ: غَدَا بِهِ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَغْدُ بِهِ لِحَاجَةٍ، إِنَّمَا ذَهَبَ بِهِ لِيَذْبَحَهُ، قَالَتْ: وَلِمَ يَذْبَحُهُ ؟، قَالَ: يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، قَالَتْ: فَقَدْ أَحْسَنَ أَنْ يُطِيعَ رَبَّهُ، فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ فِي أَثَرِهِمَا فَقَالَ لِلْغُلَامِ: أَيْنَ يَذْهَبُ بِكَ أَبُوكَ ؟ قَالَ: لِبَعْضِ حَاجَتِهِ قَالَ: إِنَّهُ لَا يَذْهَبُ بِكَ لِحَاجَةٍ، وَلَكِنَّهُ يَذْهَبُ بِكَ لِيَذْبَحَكَ قَالَ: لِمَ يَذْبَحُنِي ؟ قَالَ: يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ قَالَ: فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ لَيَفْعَلَنَّ قَالَ: فَيَئِسَ مِنْهُ فَتَرَكَهُ، وَلَحِقَ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: أَيْنَ عَدَوْتَ بِابْنِكِ ؟ قَالَ: لِحَاجَةٍ قَالَ: فَإِنَّكَ لَمْ تَغْدُ بِهِ لِحَاجَةٍ، إِنَّمَا غَدَوْتَ بِهِ لِتَذْبَحَهُ قَالَ: وَلِمَ أَذْبَحُهُ ؟ قَالَ: تَزْعُمُ أَنَّ رَبَّكَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ قَالَ: فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ اللهُ أَمَرَنِي بِذَلِكَ لَأَفْعَلَنَّ قَالَ: فَتَرَكَهُ وَيَئِسَ أَنْ يُطَاعَ قَالَ: { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } [الصافات: 104] قَالَ: فَأَوْحَى إِلَى إِسْحَاقَ أَنِ ادْعُ، فَإِنَّ لَكَ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً قَالَ إِسْحَاقُ: اللهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي، أَيُّمَا عَبْدٍ لَقِيَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، لَقِيَكَ لَا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا أَنْ تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَالْمَعْنَى فِي ذَلِكَ، وَاللهُ أَعْلَمُ، أَنَّ مَنْ حَجَّ وَاعْتَقَدَ فِي حَجِّهِ مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ فِي بَابِهِ مِنْ أَنَّهُ قَدِ انْسَلَخَ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا، وَخَلَّفَهَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَتَابَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَطَهَّرَ مِنْهَا قَلْبَهُ، وَجَاءَ مُعْتَذِرًا مُتَنَصِّلًا مُنِيبًا إِلَى رَبِّهِ، أُمِرَ أَنْ يُقَرِّبَ بِذَلِكَ قُرْبَانًا يُقَرِّبُهُ لَهُ مِنْ بَعْضِ مَا أُحِلَّ لَهُ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، حَتَّى إِذَا رَمَى أَتْبَعَهُ نَحْرَهُ أَوْ ذَبْحَهُ، وَكَانَ كَأَنَّهُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي قَدْ أَتَيْتُ مِنَ التَّقْصِيرِ فِي حُقُوقِكَ، وَكَسَبْتُ مِنَ السَّيِّئَاتِ مَا لَوْ كَانَ لِي إِلَى نَحْرِ نَفْسِي سَبِيلٌ لَنَحَرْتُهَا عُقُوبَةً لَهَا بِمَا أَسْلَفَتْ مِنَ الْمَعَاصِي، وَلَكِنَّكَ حَرَّمْتَ ذَلِكَ عَلَيَّ، وَأَحْلَلْتَ لِي بَهِيمَةَ الْأَنْعَامِ، وَإِنِّي مُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ بِهَدْيِي هَذَا فَاقْبَلْهُ مِنِّي، وَاجْعَلْهُ فِدَاءً لِي بِمَنِّكَ وَطَوْلِكَ كَمَا فَدَيْتَ ابْنَ خَلِيلِكَ إِبْرَاهِيمَ بِالذِّبْحِ الْعَظِيمِ بِرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ، وَاقْبَلْهُ مِنِّي كَمَا قَبِلْتَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ، وَمَنْ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ وَنَحَرَ، وَذَلِكَ بِقَلْبِهِ وَيَعْتَقِدُهُ وَيَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مَعْنَى قُرْبَانِهِ وَغَرَضُهُ، وَإِنْ قَالَهُ بِلِسَانِهِ فَلَا بَأْسَ مَا قُلْتُهُ مِنْ هَذَا، فَهُوَ فِي الْأُضْحِيَةِ مِثْلُهُ لَيْسَ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ سِوَى أَنَّ ذَلِكَ هَدْيٌ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَهَذَا لَيْسَ بِهَدْيٍ، وَهُمَا جَمِيعًا سُنَّةٌ مُبَاشَرَةٌ، وَلَيْسَ بِفَرْضٍ ؛ لِأَنَّ إِخْلَاصَ التَّوْبَةِ تَجْزِي عَنِ الْفِدْيَةِ كَمَا تَجْزِي عَنِ الِاسْتِغْفَارِ، لَكِنَّ الِاسْتِغْفَارَ مَعَهَا مِنْ أَعْظَمِ السُّنَنِ كَذَلِكَ الْفِدْيَةُ . قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: " ثُمَّ ذَكَرَ الْحَلِيمِيُّ مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا لَا يَجْزِي مِنَ الضَّحَايَا وَهُوَ مَا "

6947 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ فَيْرُوزٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِلْبَرَاءِ: حَدِّثْنِي عَمَّا كَرِهَ أَوْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَضَاحِي فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ لَا يَجْزِينَ فِي الْأَضَاحِي: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ عَرَجُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي " . قَالَ: لِأَنِّي أَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ نَقْصٌ فِي الْأُذُنِ وَالْقَرْنِ قَالَ: فَمَا كَرِهْتَ فَدَعْهُ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى غَيْرِكَ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ: وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْعَوْرَاءَ لَا تَجْزِي، وَالْجَرْبَاءُ لَا تَجْزِي، وَالْأَصْلُ أَنَّ مَا نَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ هُوَ مَأْكُولٌ فِي نَفْسِهِ، أَوْ يُؤْثَرُ فِي لَحْمِهِ وَشَحْمِهِ فَيَنْقُصُ مِنْهَا نُقْصَانًا بَيِّنًا لَمْ يَجُزْ مِنْهُ هَدْيٌ وَلَا ضَحِيَّةٌ . قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: " وَقَدْ ذَكَرْنَا تَفْصِيلَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْأَحْكَامِ، وَفِي كِتَابِ السُّنَنِ، وَذَكَرْنَا فِي كِتَابِ السُّنَنِ مَا يَجِبُ أَوْ يُسْتَحَبُّ مُرَاعَاتُهُ فِي الذَّبِيحَةِ، مَنْ أَرَادَ الْوقُوفَ عَلَى ذَلِكَ رَجَعَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَذَكَرْنَا فِي كِتَابِ السُّنَنِ أَيْضًا مَا وَرَدَ فِي التَّرْغِيبِ فِي النَّسِيكَةِ، وَنُشِيرُ ههُنَا إِلَى بَعْضِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ "

6948 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ قَالَا: نا ابْنُ عُمَرَ، نا سُفْيَانُ، وَفِي رِوَايَةِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا " قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ بَعْضَهُمْ لَا يَرْفَعُهُ ؟، قَالَ: لَكِنِّي أَنَا أَرْفَعُهُ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ . وَأَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ

6949 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، نا أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أَهَلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ

6950 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَمَّامِيِّ، بِبَغْدَادَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ، أَوْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ: وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ بِالشَّكِّ

6951 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، نا ابْنُ أَبِي حَسَّانَ الْأَنْمَاطِيُّ، نا دُحَيْمٌ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى سُلَيْمَانَ بْنِ يَزِيدَ الْكَعْبِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ عَمَلًا يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي قَرْنِهِ مَا عَلَيْهَا قَرْنُهَا وَأَشْعَارُهَا وَأَظْلَافُهَا ، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ بِالْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا "

6952 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الضُّبَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ، نا الْمُقْرِئُ، نا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيُّ، نا الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يَذْبَحْ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا "

6953 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْفَقَتِ الْوَرِقَ فِي شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ نَحِيرَةٍ يَنْحَرُهَا فِي يَوْمِ عِيدٍ "

6954 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، نا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، نا شِبْلُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عَجِبَ رَبُّكُمْ مِنْ ذَبْحِكُمُ الضَّأْنَ فِي يَوْمِ عِيدِكُمْ "

6955 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُقْرِئِ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، سَمِعَ هُبَيْرَةَ، وَعُمَارَةَ بْنَ عَبْدٍ قَالَا: سَمِعْتُ عَلِيًّا، وَهُوَ يَقُولُ: " ثَنِيًّا فَصَاعِدًا، وَاسْتَسْمِنْ، فَإِنْ أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبًا، وَإِنْ أَطْعَمَتْ أَطْعَمَتْ طَيِّبًا " . قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: " وَقَدْ رُوِّيْنَا فِي حَدِيثِ جَابِرٍ وَغَيْرِهِ أَدِلَّةً عَلَى جَوَازِ الْجَذَعَةِ مِنَ الضَّأْنِ، وَقَوْلُ عَلِيٍّ مَحْمُولٌ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ فِي الضَّأْنِ، أَوْ أَرَادَ غَيْرَ الضَّأْنِ مِنَ الْمَعْزِ أَوِ الْبَقَرِ أَوِ الْإِبِلِ، وَاللهُ أَعْلَمُ "

6956 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا سَلَامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَائِذِ اللهِ، عَنْ أَبِي زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الْأَضْحَى مَا هُوَ ؟، قَالَ: " سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "، قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهُ ؟، قَالَ: " بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ "، قَالُوا: وَالصُّوفُ ؟، قَالَ: " بِكَلِّ شَعْرَةٍ " . يَعْنِي: حَسَنَةٌ

6957 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ الصَّفَّارُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو مُسْلِمٍ، نا مَعْقِلُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا فَاطِمَةُ قَوْمِي فَاشْهَدِي أُضْحِيَتَكَ، فَإِنَّهُ يَغْفِرُ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا كُلَّ ذَنْبٍ عَمِلْتِيهِ، وَقُولِي: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا لَكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكَ خَاصَّةً، فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنْتُمْ، أَمْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً ؟، قَالَ: " بَلْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً " . قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: " هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ وَالْأَحَادِيثُ الْأَرْبَعَةُ الَّتِي قَبْلَهُ وَقَبْلَ أَثَرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي أَسَانِيدِهَا مَقَالٌ، غَيْرَ أَنِّي رَأَيْتُ بَعْضَ عُلَمَائِنَا يَذْكُرُ أَمْثَالَهَا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ، وَاللهُ يَعْصِمُنَا مِنَ الزَّلَلِ وَالْوَبَالِ "

6958 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، نا أَبِي، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبَيْشٍ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا صَلَّى يَوْمَ الْأَضْحَى، ثُمَّ أَتَى بِكَبْشَيْنِ فِي الْحَيَّانِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَذْبَحَهُمَا قَالَ: " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، مِنْكَ وَلَكَ أَحْسِبُهُ قَالَ: اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ فُلَانٍ "، ثُمَّ قَالَ: " يَا قَنْبَرُ تَصَدَّقْ بِهَا إِلَّا قِطْعَتَيْنِ تَشْوِيهُمَا لِي مِنْهُ " - مَا أَدْرِي قَالَ: بِكَبْشٍ أَوْ كَبْشَيْنِ، فَإِنَّ فِي كِتَابِي: بِكَبْشَيْنِ - ثُمَّ قَالَ: يَذْبَحُهُمَا وَقَالَ: تَصَدَّقْ بِهِمَا "

6959 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ حَمْدَوَيْهِ الْفَازِي، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الْعَبْسِيُّ، نا أَبُو قَبِيلٍ حَيُّ بْنُ مُؤَمَّلٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَذَبَحَ أَحَدَهُمَا فَقَالَ: " عَنِّي وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِي " وَذَبَحَ الْآخَرَ وَقَالَ: " عَنِّي وَعَنْ أُمَّتِي "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ ذَبَحَ كَبْشًا أَقْرَنَ فَكَأَنَّمَا ذَبَحَ مِائَةَ بَدَنَةٍ ، وَمَنْ ذَبَحَ خَصِيًّا فَكَأَنَّمَا ذَبَحَ خَمْسِينَ بَدَنَةً، وَمَنْ ذَبَحَ نَعْجَةً فَكَأَنَّمَا ذَبَحَ بَقَرَةً، وَمَنْ ذَبَحَ بَقَرَةً فَكَأَنَّمَا ذَبَحَ عَشْرَ بَدَنَاتٍ " . " أَبُو بَكْرٍ الْعَبْسِيُّ هَذَا شَيْخٌ مَجْهُولٌ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ، فَإِنْ صَحَّ مَا فِي آخِرِ الْحَدِيثِ فَإِنَّمَا أَرَادَ فِي تَضْعِيفِ اللهِ تَعَالَى الْأَجْرَ، وَاللهُ أَعْلَمُ "

6960 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُمْتُ عَلَى الْبُدْنِ ، فَأَمَرَنِي فَقَسَمْتُ لَحْمَهَا، ثُمَّ أَمَرَنِي فَقَسَمْتُ جِلَالَهَا وَجُلُودَهَا " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قَبِيصَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ

6961 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا أَبُو الْأَزْهَرِ السَّلِيطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِي فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إِنَّمَا أَرَدْنَا بِذَلِكَ لِيُوَسِّعَ أَهْلُ السَّعَةِ عَلَى مَنْ لَا سَعَةَ لَهُ، فَكُلُوا مَا بَدَا لَكُمْ وَادَّخِرُوا "

6962 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَاضِرُ بْنُ الْوَزَعِ، نا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ شِبْلٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: " دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ فِي ذُبَابٍ، وَدَخَلَ رَجُلٌ النَّارَ فِي ذُبَابٍ "، قَالُوا: وَمَا الذُّبَابُ ؟، فَرَأَى ذُبَابًا عَلَى ثَوْبِ إِنْسَانٍ، فَقَالَ: " هَذَا الذُّبَابُ "، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ ؟، قَالَ: " مَرَّ رَجُلَانِ مُسْلِمَانِ عَلَى قَوْمٍ يَعْكِفُونَ عَلَى صَنَمٍ لَهُمْ، فَقَالُوا لَهُمَا: قَرِّبَا لِصَنَمِنَا قُرْبَانًا قَالَا: لَا نُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، قَالُوا: قَرِّبَا مَا شِئْتُمَا وَلَوْ ذُبَابًا، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا تَرَى ؟، قَالَ أَحَدُهُمَا: لَا نُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، فَقُتِلَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ الْآخَرُ: بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَأَخَذَ ذُبَابًا فَأَلْقَاهُ عَلَى الصَّنَمِ فَدَخَلَ النَّارَ "

التَّاسِعُ والْأَرْبَعُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَهُوَ بَابٌ فِي طَاعَةِ أُولِي الْأَمْرِ بِفُصُولِهَا " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] وَاخْتُلِفَ فِي أُولِي الْأَمْرِ، فَقِيلَ: هُمْ أُمَرَاءُ السَّرَايَا، وَقِيلَ: هُمُ الْعُلَمَاءُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا لَهُمَا، فَإِنْ كَانَ خَاصًّا فَأُمَرَاءُ السَّرَايَا أَشْبَهُ بِأَنْ يَكُونَ الْمُرَادَ، لِأَنَّ ذَا الْأَمْرِ هُوَ الْأَمِيرُ، وَبَسْطُ الْكَلَامِ فِيهِ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: " الْحَدِيثُ الَّذِي وَرَدَ فِي نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا فِي الْأُمَرَاءِ "

6963 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، فِي آخَرِينَ قَالُوا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ح قَالَ: وَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " نَزَّلَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ السَّهْمِيِّ، بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ "، أَخْبَرَنِيهِ يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ حَجَّاجٍ

6964 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَالَوَيْهِ، وَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ قَالَا: نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي " رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

6965 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُسَدَّدٍ، وَبَنْدَارٍ، عَنْ يَحْيَى

6966 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا شَبَابَةُ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَوْصَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: " أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَلَوْ لِعَبْدٍ مُجَدَّعِ الْأَطْرَافِ، وَإِذَا صَنَعْتُ مَرَقَةً أَنْ أُكْثِرَ مَاءَهَا، ثُمَّ أَنْظُرَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ قَرِيبٍ مِنْ جِيرَانِي فَأُصيِبَهُمْ مِنْهُ بِمَعْرُوفٍ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ

6967 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، نا أَبُو صَالِحٌ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ عَلَى الْجَدْعَاءِ ، وَقَدْ جَعَلَ رِجْلَيْهِ فِي غَرْزَيِ الرِّكَابِ يَتَطَاوَلُ لَيُسْمِعَ النَّاسَ، فَقَالَ: " أَلَا تَسْمَعُونَ ؟ "، يُطَوِّلُ فِي صَوْتِهِ قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ طَوَائِفِ النَّاسِ: فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟ قَالَ: " اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وَصَلَّوْا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُونَ جَنَّةَ رَبِّكُمْ " قَالَ أَبُو يَحْيَى: قُلْتُ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ: " أَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، أُزَاحِمُ الْبَعِيرَ حَتَّى أُزَحْزِحَهُ قُدُمًا، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: " وَالْأَصْلُ فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّ طَاعَةَ اللهِ تَعَالَى، لَمَّا كَانَتْ وَاجِبَةً كَانَتْ طَاعَةُ مَنْ تَمَلَّكَهُمْ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ عِبَادِهِ وَاجِبَةً وَهُمُ الرُّسُلُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا وَجَبَتْ طَاعَةُ الرَّسُولِ لِهَذَا الْمَعْنَى وَجَبَتْ طَاعَةُ مَنْ يُمَلِّكُهُ الرَّسُولُ شَيْئًا مِمَّا مَلَّكَهُ اللهُ تَعَالَى، فَبِأَيِّ اسْمٍ دُعِيَ، فَقِيلَ لَهُ خَلِيفَةٌ، أَوْ أَمِيرٌ، أَوْ قَاضٍ، أَوْ مُصَدَّقٌ، أَوْ مَنْ كَانَ، وَأَيُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ وَجَبَتْ طَاعَتُهُ كَانَ عَامِلُهُ، أَوْ مَنْ يُمَلِّكُهُ شَيْئًا مِمَّا يَمْلِكُهُ لَقِيَامِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ فِيمَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الْأُمَّةِ، مَنْزِلَةَ الَّذِي فَوْقَهُ إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ الْأَمْرُ إِلَى مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ وَلَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ وَهُوَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَهَذِهِ فِيَ حَيَاةُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا إِذْ تَوَفَّاهُ اللهُ إِلَى كَرَامَةٍ غَيْرَ نَاصٍّ عَلَى إِمَامَةِ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَجَبَ عَلَى أَهْلِ النَّظَرِ مِنْ أُمَّتِهِ أَنْ يَتَحَرَّوْا إِمَامًا يَقُومُ فِيهِمْ مَقَامَهُ، وَيُمْضِي فِيهِمْ أَحْكَامَهُ ؛ لِأَنَّ مَنْزِلَتَهُمْ جَمِيعًا إِذَا مَاتَ عَنْ غَيْرِ خَلِيفَةٍ لَهُ فِيهِمْ كَمَنْزِلَةِ مَنْ نَابَ عَنْهُ فِي حَيَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ سُنَّتُهُ فِي أَهْلِ الْبِلَادِ الْقَاصِيَةِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ أَنْ يُؤَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَمِيرًا، أَوْ يُنْفِذَ إِلَيْهِمْ قَاضِيًا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَمَّرُوا عَلَيْهِمْ أَمِيرًا، دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ حَقَّ الْجَمَاعَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، لَا عَنْ أَحَدٍ اسْتَخْلَفَهُ عَلَيْهِمْ، عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ وَيُنَفِّذَ أَحْكَامَهُ، وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ أَوَّلَ السَّطْرِ، وَاسْتَدَلَّ غَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي وُجُوبِ نَصْبِ الْإِمَامِ شَرْعًا بِإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ بَعْدَ وَفَاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى نَصْبِ الْإِمَامِ "

وَقَدْ ذَكَرْنَا الْأَخْبَارَ فِي ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْفَضَائِلِ وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ ؟ قَالَ: " إِنْ أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنِ اسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ "

وَرُوِّينَا عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَقَالَ: " مَا اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْتَخْلِفُ ؟ " وَلَكِنْ إِنْ يُرِدِ اللهُ بِالنَّاسِ خَيْرًا جَمَعَهُمْ عَلَى خَيْرِهِمْ كَمَا جَمَعَهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ عَلَى خَيْرِهِمْ " وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى عَدَمِ النَّصِّ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِمَامِ بَعْدَهُ مَعَ عَدَمِ ظُهُورِهِ وَانْتِشَارِهِ، وَلَوْ كَانَ مَوْجُودًا لَانْتَشَرَ وَظَهَرَ كَالْقِبْلَةِ، وَإِهْدَاءِ الصَّلَاةِ، وَغَيْرُهُمَا مِمَّا تَعُمُّ بِهِ الْبَلَوِي وَيَجِبُ عَلَى الْأَعْيَانِ، وَحِينَ لَمْ يَكُنْ نَصٌّ اسْتَدَلُّوا بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ بِالصَّلَاةِ بِالْمُسْلِمِينَ فِي مَرَضِهِ عَلَى إِمَامَتِهِ، مَعَ مَا عَرَفُوا مِنْ آلَتِهِ وَكِفَايَتِهِ وَاسْتِجْمَاعِهِ شَرَائِطَ الْإِمَامَةِ "

فَصْلٌ فِي أَوْصَافِ الْأَئِمَّةِ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَأَوَّلُ شَرَائِطِهَا أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ مِنْ قُرَيْشٍ "

6968 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ، مَا بَقِيَ فِي النَّاسِ اثْنَانِ " رَوَيَاهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ .

6969 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَالَوَيْهِ الْمُزَكِّي، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، قَالَا: نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ - أُرَاهُ يَعْنِي الْإِمَارَةَ - مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ " لَفْظُ حَدِيثِهِمَا سَوَاءٌ غَيْرَ أَنَّ الْعَلَوِيَّ لَمْ يُذْكَرْ قَوْلَهُ: أُرَاهُ - يَعْنِي الْإِمَارَةَ -، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ: " وَالثَّانِيَةُ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِأَحْكَامِ الدِّينِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَا يُؤْتَى مِنْ عَوَارِضِ صَلَاتِهِ مِنْ جَهْلٍ بِمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي إِتْمَامِ صَلَاتِهِ، وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ، فَلَا يُوَلِّي لَهَا مَنْ جَهِلَ بِأَوْقَاتِهَا، وَأَقْدَارِهَا، وَمَصَارِفِهَا، وَالْأَمْوَالِ الَّتِي تَجِبُ فِيهَا أَوْ لَا يَجِبُ، وَيَقْضِي بَيْنَهُمْ، فَلَا يُوَلِّي فِيمَا يُنْظَرُ فِيهِ بَيْنَ الْخَصْمَيْنِ، وَيُفْصَلُ بِهِ بَيْنَهُمَا مَنْ جَهِلَ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَيُجَاهِدُ بِالْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَلَا يُوَلِّي فِي اسْتِعْدَادِهِ وَخُرُوجِهِ، وَمُلَاقَاتِهِ وَمَا يُغْنِمُهُ اللهُ تَعَالَى وَأَتَاهُ مِنْ أَمْوَالِ الْمُشْرِكِينَ، أَوْ يُفِيئُهُ عَلَيْهِمْ، أَوْ يُعَلِّقُهُ بِخَيْلِهِ مِنْ رِقَابِهِمْ، مَنْ فُتُورٍ، وَلَا جُبْنٍ، وَلَا خَوَرٍ، وَلَا جَهْلٍ بِمَا يَلْزَمُهُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ وَيَسِيَرُ بِهِ فِيهِمْ، وَيَنْظُرَ فِي حُدُودِ اللهِ إِذَا رُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَلَا يُوَلِّي فِيهَا مَنْ جَهِلَ بِمَا بَدَرَ مِنْهُ، أَوْ يُقِيمُ وَيُوَلِّي الصِّغَارَ، والْمَجَانِينَ، وَالْغَائِبِينَ، وَحُقُوقِهِمْ فَلَا يُوَلِّي فِيهَا مَنْ جَهِلَ بِمَا فِيهِ النَّظَرُ والْغِبْطَةُ لَهُمْ، وَالثَّالِثَةُ: أَنْ يَكُونَ عَدْلًا قَيِّمًا فِي دِينِهِ وَتَعَاطِيهِ، وَمُعَامَلَاتِهِ، وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي الْحُجَّةِ فِيهِ قَالَ: وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِمَنْ جَمَعَ شَرَائِطَ الْإِمَامَةِ عَهْدٌ مِنْ إِمَامٍ قَبْلَهُ وَاحْتِيجَ إِلَى نَصْبِ الْمُسْلِمِينَ لَهُ فَأَشْبَهُ مَا يُقَالُ فِي هَذَا الْبَابِ عِنْدِي وَأَوْلَاهُ بِالْحَقِّ أَنَّهُ إِذَا اجْتَمَعَ أَرْبَعُونَ عَدْلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدُهُمْ عَالِمٌ يَصْلُحُ لِلْقَضَاءِ بَيْنَ النَّاسِ فَعَقَدُوا لَهُ الْإِمَامَةَ بَعْدَ إِمْعَانِ النَّظَرِ، وَالْمُبَالَغَةِ فِي الِاجْتِهَادِ، تَثْبُتُ لَهُ الْإِمَامَةُ، وَوَجَبَتْ لَهُ عَلَيْهِمُ الطَّاعَةَ، وَجَعَلَ أَصْلَ ذَلِكَ اجْتِمَاعَ الصَّحَابَةِ بَعْدَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَاشْتِقَاقَهُمْ لَهُ الْإِمَامَةَ الْمُطْلَقَةَ الْعَامَّةَ، مِنْ إِمَامَةِ الصَّلَاةِ، وَالصَّلَاةُ الَّتِي لَا تَجُوزُ إِلَّا بِالِاجْتِمَاعِ عَلَيْهَا هِيَ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ، وَقَدْ قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ لَا تَنْعَقِدُ إِلَّا بِأَرْبَعِينَ رَجُلًا، أَحَدُهُمْ إِمَامٌ يَتَوَلَّى بِهِمُ الصَّلَاةَ، وَالْآخَرُونَ يَتَّبِعُونَهُ، كَذَلِكَ أَوْجَبْنَا أَنْ يَكُونَ مَنْ يَنْعَقِدُ بِهِمُ الْإِمَامَةُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، أَحَدُهُمْ عَالِمٌ يَصْلُحُ مِثْلُهُ لِلْقَضَاءِ فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى الِاجْتِهَادَ وَالنَّظَرَ، وَيُبْدِي رَأْيَهُ لِلْآخِرِينَ، فَيُتَابِعُوهُ، وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ، وَذَهَبَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ إِلَى أَنَّ الْوَاحِدَ مِنْ أَهْلِ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ إِذَا عَقَدَ الْإِمَامَةَ لِغَيْرِهِ انْعَقَدَتْ، وَعَلَى الْبَاقِينَ الْمُتَابَعَةُ، قَالَ أَصْحَابُنَا: وَهَذَا لِأَنَّ الْإِجْمَاعَ غَيْرُ مُعْتَبَرٍ لِتَعَذُّرِهِ وَتَأَخُّرِ انْعِقَادِ الْإِمَامَةِ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ عِنْدَ شَرْطِهِ، وَلِأَنَّ الصَّحَابَةَ لَمْ يَعْتَبِرُوا فِيهَا الْإِجْمَاعَ عِنْدَ الِاخْتِيَارِ وَالْمُبَايَعَةِ، وَإِنَّمَا اعْتَبَرُوا وُجُودَ الْعَقْدِ ثُمَّ أَوْجَبُوا الْمُبَايَعَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِذَا لَمْ يُعْتَبَرُ الْإِجْمَاعُ فَلَا يَنْفَصِلُ عَدَدٌ مِنْ عَدَدٍ، فَاعْتُبِرَ أَقَلُّ الْأَعْدَادِ وَهُوَ: وَاحِدٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ " قَالَ أَحْمَدُ: " وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي كِتَابِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَغَيْرِهِ مِنْ كِتَابِ السُّنَنِ مَا يُسْتَشْهَدُ بِهِ فِيمَا مَضَى ذِكْرُهُ فِي هَذَا الْبَابِ مِنَ الْأَخْبَارِ، والْآثَارِ، وَلَا يَجُوزُ نَصْبُ إِمَامَيْنِ فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ، لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى التَّفَرُّقِ "

وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخِرَ مِنْهُمَا "

6970 - أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فَذَكَرَهُ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ بَقِيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ

6971 - أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُلَيْمَانُ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعُلَا، سَمِعَ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِلْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِكَ ؟ قَالَ: " مِثْلُ الَّذِي لِي مَا عَدَلَ فِي الْحُكْمِ، وَأَقْسَطَ فِي الْقِسْطِ ، وَرَحِمَ ذَا الرَّحِمِ "

وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَبْدَانَ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِلْخَلِيفَةُ عَلَيْنَا بَعْدَكَ ؟ قَالَ: " مِثْلُ الَّذِي لِي مَا رَحِمَ ذَا الرَّحِمِ، وَأَقْسَطَ فِي الْقِسْطِ ، وَعَدَلَ فِي الْقَسْمِ " سَعْدٌ هَذَا هُوَ ابْنُ تَيْمٍ الْأَشْعَرِيُّ الشَّامِيُّ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ

فَصْلٌ فِي فَضْلِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ، وَمَا جَاءَ فِي جَوْرِ الْوُلَاةِ " وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنْ ذَلِكَ مَعَ مَا يَتَّصِلُ بِهِ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، مَا أَغْنَى عَنِ الْإِعَادَةِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَسَأَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ ههُنَا مَا حَضَرَنِي "

6972 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، نا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّانٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، نا خَالِي خُبَيْبٌ، عَنْ جَدِّي حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ، قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ

6973 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، نا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَرُدُّ اللهُ دُعَاءَهُمُ: الذَّاكِرُ اللهَ كَثِيرًا، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَالْإِمَامُ الْمُقْسِطُ "

6974 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - إِلَى أَنْ قَالَ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ بِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَغَيْرِهِمْ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ، وَأَهْلُ النَّارِ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ وَالشِّنْظِيرَ الْفَاحِشَ " قَالَ أَحْمَدُ: " وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، وَأَبِي غَسَّانَ، وَابْنِ الْمُثَنَّى، وَقَدْ أَخْرَجْتُهُ عَالِيًا بِتَمَامِهِ فِي آخِرِ كِتَابِ الْقَدَرِ، قَوْلُهُ: لَا زَبْرَ لَهُ، يَعْنِي: لَا عَقْلَ لَهُ، فَبِقِلَّةِ عَقْلِهِ لَا يَكُونُ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا وَلِيدَةَ قَوْمِهِ يَتَّبِعُهُمْ لِيَطَأَهَا "

6975 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَبُو الرَّبِيعِ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ رَاعٍ عَلَى النَّاسِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ "

6976 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا عَارِمٌ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عَارِمٍ

6977 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْإِمَامُ، نا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، نا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: عَادَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ شَيْبَانَ

6978 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِيَادٍ، دَخَلَ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ لَوْلَا أَنِّي فِي الْمَوْتِ لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ إِسْحَاقَ، وَابْنِ الْمُثَنَّى

6979 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّرْقِيُّ، نا أَبُو الْأَزْهَرِ السَّلِيطِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، نا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ الْقُرَشِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا اسْتَرْعَى الله عَبْدًا رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْ مِنْ وَرَائِهِمْ بِالنَّصِيحَةِ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " كَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُوهُ عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ

6980 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، نا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو الْأَزْهَرِ قَالَا: نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعَةٌ يَبْغَضُهُمُ اللهُ: الْبَيَّاعُ الْحَلَّافُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْإِمَامُ الْجَائِرُ "

6981 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْقَهَنْدَزِيُّ، نا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَجْلِسًا إِمَامٌ عَادِلٌ، وَأَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَشَدَّهُمْ عَذَابًا إِمَامٌ جَائِرٌ "

6982 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلَكَ أَهْلُ الْعَقْدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ - قَالَهَا ثَلَاثًا - فَلَا آسَى عَلَيْهِمْ، وَلَكِنِّي آسَى عَلَى مَنْ أُهْلِكُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ " فَقُلْتُ لِأَبِي حَمْزَةَ: مَنْ أَهْلُ الْعَقْدِ ؟ قَالَ: " الْأُمَرَاءُ "، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ، عَنِ الْحَسَنِ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَنَّهُ قَالَ: " الْأُمَرَاءُ "

6983 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللهِ الْبَغَوِيُّ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، نا حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَكَانَ مِنْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَلِيكُمْ أُمَرَاءُ يُفْسِدُونَ، وَمَا يُصْلِحُ اللهُ بِهِمْ أَكْثَرُ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِطَاعَةِ اللهِ فَلَهُمُ الْأَجْرُ وَعَلَيْكُمُ الشُّكْرُ، وَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَعَلَيْهِمُ الْوِزْرُ وَعَلَيْكُمُ الصَّبْرُ " وَرُوِّينَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فِي هَذَا الْجُزْءِ أَتَمَّ مِنْ ذَلِكَ

6984 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ رَوَّادٌ، نا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ السُّلْطَانَ ظِلُّ اللهِ فِي الْأَرْضِ، يَأْوِي إِلَيْهِ كُلُّ مَظْلُومٍ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِذَا عَدَلَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الشُّكْرُ، وَإِذَا جَارَ كَانَ عَلَيْهِ الْإِصْرُ وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الصَّبْرُ، وَإِذَا جَارَتِ الْوُلَاةُ قَحِطَتِ السَّمَاءُ، وَإِذَا مُنِعَتِ الزَّكَاةُ هَلَكَتِ الْمَوَاشِي، وَإِذَا ظَهَرَ الزِّنَا ظَهَرَ الْفَقْرُ وَالْمَسْكَنَةُ، وَإِذَا خُفِرَتِ الذِّمَّةُ أُدِيلَ الْكُفَّارُ " رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ بِشْرِ بْنِ بَكْرٍ، وَأَبُو الْمَهْدِيِّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ

6985 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْجَزَرِيُّ، نا حُسَيْنُ بْنُ الْعُلَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَزْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُشْهِدُ اللهَ عَلَى الْوَالِي مِنْ بَعْدِي لَمَا رَقَّ عَلَى جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَرَحِمَ صَغِيَرهُمْ، وَأَجَلَّ كَبِيرَهُمْ، وَأَعْطَى عُمَّالَهُمْ، لَا يَضْرِبْهُمْ فَيُذلَّهُمْ، وَلَا يَحْمِدْهُمْ فَيَقْطَعَ نَسْلَهُمْ ، وَلَا يُغْلَقْ بَابَهُ دُونَهُمْ فَيَأْكلَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ، وَلَا يَجْعَلِ الْمَالَ دُوَلَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْهُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ اللهُمَّ اشْهَدْ "

6986 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَنَاحُ بْنُ نَذِيرِ بْنِ جَنَاحٍ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلَانِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ عَادِلٌ رَفِيقٌ، وَإِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ خَرِقٌ "

6987 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، أنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، نا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الرَّبَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَافِعٍ، مَوْلَى الْمُزَنِيِّينَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَسْلَمَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، خَرَجَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهُوَ بِبَابِ الْجَابِيَةِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَسْلَمُ هَلِ اسْتَعْمَلَكَ عُمَرُ مِنْ مَوَالِيهِ وَأَهْلِهِ ؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " لَا تَسُبُّوا السُّلْطَانَ، فَإِنَّهُمْ ظِلُّ اللهِ فِي أَرْضِهِ "

6988 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الْخَوْلَانِيُّ، نا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ، شَهِدْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ - وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَصَبٌ - وَعَلَى النَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، فَخَرَجَ عَلَى النَّاسِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مُرَقَّقٌ وَبُرْدَانِ، مُرَجِّلًا رَأْسَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ أَكْرَمَهُ أَكْرَمَهُ اللهُ، وَمَنْ أَهَانَهُ أَهَانَهُ اللهُ "

6989 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ، أنا الْحَسَنُ، نا يُوسُفُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنْهُ كَائِنٌ بَعْدِي سُلْطَانٌ فَلَا تُذِلِّوهُ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُذِلَّهُ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ، وَلَيْسَ بِمَقْبُولٍ تَوْبَتُهُ حَتَّى يَسُدَّ الثُّلْمَةَ الَّتِي ثَلَمَ ، وَيَعُودَ فَيَكُونَ فِيمَنْ نَصَرَهُ " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ لَا نُغْلَبَ عَلَى ثَلَاثٍ: أَنْ نَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَنُعَلِّمَ النَّاسَ السُّنَنَ "

6990 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ، نا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَرَرْتَ بِبَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا سُلْطَانٌ فَلَا تَدْخُلْهَا، إِنَّمَا السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ وَرُمْحهُ فِي الْأَرْضِ "

6991 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ الْمُزَكِّي، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، نا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرِّفَاعِيُّ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ غَشَّهُ ضَلَّ وَمَنْ نَصَحَهُ اهْتَدَى " هَكَذَا جَاءَ مَوْقُوفًا عَلَى أَنَسٍ، وَقَدْ قِيلَ عَنْ قَتَادَةَ

6992 - كَمَا أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، نا الْأَشْعَثُ بْنُ نِزَارِ الْجُهَنِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنائِيِّ، عَنْ كَعْبٍ الْحَبْرِ، قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ قَالَ: " حَجَرٌ مِنْ أَحْجَارِ الْجَنَّةِ "، وَسُئِلَ عَنِ السُّلْطَانِ فَقَالَ: " ظِلُّ اللهِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ نَاصَحَهُ فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ غَشَّهُ فَقَدْ ضَلَّ "

6993 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، نا أَبُو يَعْلَى، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ، قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: " لَا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَنْزِلَ بَلَدًا لَيْسَ فِيهَا خَمْسُ خِصَالٍ : سُلْطَانٌ قَاهِرٌ، وَقَاضٍ عَدْلٌ، وَسُوقٌ قَائِمَةٌ، وَنَهَرٌ جَارٍ، وَطَبِيبٌ عَالِمٌ "

6994 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ الْيَوْمَ، مِنْ إِمَامٍ عَادِلٍ مِثْلُ عَمَلِ الْمَرْءِ سِتِّينَ عَامًا، يَصُومُ نَهَارَهُ وَيَقُومُ لَيْلَهُ "

6995 - وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، نا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَفَّانَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ قَالَ: " يَوْمٌ مِنْ إِمَامٍ عَادِلٍ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً، وَإِقَامَةُ حَدٍّ فِي أَرْضٍ أَزْكَى لَهَا أَوْ أَنْفَعُ لَهَا مِنْ مَطَرٍ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا " وَرُوِّينَاهُ فِي كِتَابِ السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ غَيْلَانَ، عَنْ عَفَّانَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي جَرِيرٍ، أَوْ جَرِيرٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

6996 - أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَدٌّ يُقَامُ فِي الْأَرْضِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُمْطَرَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا "

6997 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّبَّاسُ، بِمَكَّةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْمَكِّيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا وَهُوَ يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا حَتَّى يَفُكَّهُ الْعَدْلُ، أَوْ يُوبِقُهُ الْجَوْرُ "

6998 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، وَدَسِيسٌ الْعَدْلُ، قَالَا: نا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، نا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِيَسْتَعْمِلَهُ عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَةِ فَأَبَى أَنْ يَعْمَلَ لَهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُتِيَ بِالْوَالِي فَيُوقَفُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ فَيَأْمُرُ اللهُ الْجِسْرَ فَيَنْتَفِضُ بِهِ انْتِفَاضَةً يَزُولُ كُلُّ عَظْمٍ مِنْ مَكَانِهِ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ الْعِظَامَ تَرْجِعُ إِلَى أَمَاكِنِهَا، ثُمَّ يَسْأَلُهُ فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعًا أَخَذَ بِيَدِهِ وَأَعْطَاهُ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَإِنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِيًا خَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ فَهَوَى فِي جَهَنَّمَ مِقْدَارَ سَبْعِينَ خَرِيفًا " فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ نَسْمَعْ ؟ قَالَ: نَعَمْ . قَالَ: وَكَانَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، فَقَالَ سَلْمَانُ: إِي وَاللهِ يَا عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ، " وَمَعَ السَّبْعِينَ سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي وَادٍ مِنْ نَارٍ يَلْتَهِبُ الْتِهَابًا "، فَقَالَ عُمَرُ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ: " مَنْ سَلَبَ اللهُ أَنْفَهُ وَأَلْزَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ "

6999 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، نا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السِّيرَافِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، نا زَائِدَةُ، نا السَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ الْكَلَاعِيُّ، عَنْ أَبِي السَّمَاحِ الْأَزْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ، لَهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَى مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ الْمِسْكِينِ أَوِ الْمَظْلُومِ أَوْ ذِي الْحَاجَةِ، أَغْلَقَ اللهُ دُونَهُ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ عِنْدَ حَاجَتِهِ وَفَقْرِهِ أَفْقَرَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ "

7000 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُبَارَكٍ، نا صَدَقَةُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، نا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ يُكْنَى أَبَا مَرْيَمَ بْنَ الْأَسْدِ قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا أَقْدَمَكَ ؟ قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مَوْقِفَكَ جِئْتُ أُخْبِرُكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَلَّاهُ اللهُ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَاحْتَجَبَ عَنْ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وفَاقَتِهِمْ احْتَجَبَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَاقَتِهِ "

7001 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا تَمْتَامٌ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ وَالٍ أَغْلَقَ بَابَهُ عَنْ ذِي الْخَلَّةِ، وَالْحَاجَةِ، وَالْمَسْكَنَةِ إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ عَنْ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ "

7002 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْإِسْفَرَايِنِيُّ بِهَا، نا أَبُو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِنِيُّ، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَاجِيَةَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ

7003 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَازِمٍ السُّلَمِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، " أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَأَلُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالُوا: سَلْ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا عَلَمَ رِضَاهُ، عَنَّا وَعَلَمَ سَخَطِهِ ؟ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: يَا مُوسَى، أَبْلِغْهُمْ أَنَّ رِضَايَ عَنْهُمْ أَنْ أَسْتَعْمِلَ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ وَأَنَّ سُخْطِيَ عَلَيْهِمْ أَنْ أَسْتَعْمِلَ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ "

7004 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، نا أَبُو الْمُثَنَّى، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، نا أَبِي، نا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنِ السُّمَيْطِ، قَالَ: قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: " إِنَّ لِكُلِّ زَمَانٍ مَلِكًا يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى نَحْوِ قُلُوبِ أَهْلِهِ، فَإِذَا أَرَادَ صَلَاحَهُمْ بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُصْلِحًا، وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَتَهُمْ بَعَثَ فِيهِمْ مُتْرَفِيهِمْ "

7005 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْشٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: " اللهُمَّ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِينَا سَلَّطْتَ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَعْرِفُنَا وَلَا يَرْحَمُنَا "

7006 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، فِي التَّارِيخِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْقَهَنْدَرِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمَا تَكُونُوا كَذَلِكَ يُؤَمَّرُ عَلَيْكُمْ " هَذَا مُنْقَطِعٌ وَرَاوِيهِ يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ

7007 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِيُّ، بِمَرْوَ، نا شِهَابُ بْنُ الْحَسَنِ الْعُكْبَرِيُّ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيُّ، نا مَلِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: حُدِّثْتُ " أَنَّ مُوسَى أَوْ عِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ قَالَ: يَا رَبِّ، مَا عَلَامَةُ رِضَاكَ عَنْ خَلْقِكَ ؟ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِمُ الْغَيْثَ إِبَّانَ زَرْعِهِمْ - وَأَحْبِسَهُ إِبَّانَ حَصَادِهِمْ - وَأَجْعَلَ أُمُورَهُمْ إِلَى حُلَمَائِهِمْ ، وَفَيْئَهُمْ فِي أَيْدِي سُمَحَائِهِمْ، قَالَ: يَا رَبِّ فَمَا عَلَامَةُ السَّخَطِ ؟ قَالَ: أَنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِمُ الْغَيْثَ إِبَّانَ حَصَادِهِمْ - وَأَحْبِسَهُ إِبَّانَ زَرْعِهِمْ - وَأَجْعَلَ أُمُورَهُمْ إِلَى سُفَهَائِهِمْ ، وَفَيْئَهُمْ فِي أَيْدِي بُخَلَائِهِمْ "

7008 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ، نا حَرْمَلَةُ، نا ابْنُ وَهْبٍ، نا مَالِكٌ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ كَلَّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: وَيْلٌ لِسُلْطَانِ الْأَرْضِ مِنْ سُلْطَانِ السَّمَاءِ فَقَالَ عُمَرُ: " إِلَّا مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ " فَقَالَ: مَا بَيْنَهُمَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

7009 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّغَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ إِذَا بَعَثَ عُمَّالًا اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ: " أَلَا تَرْكَبُوا بِرْذَوْنَا ، وَلَا تَأْكُلُوا نَقِيًّا، وَلَا تَلْبَسُوا رَقِيقًا، وَلَا تُغْلِقُوا أَبْوَابَكُمْ دُونَ حَوَائِجِ النَّاسِ، فَإِنْ فَعَلْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ حَلَّتْ بِكُمُ الْعُقُوبَةُ، ثُمَّ يُشَيِّعُهُمْ "، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ قَالَ: " إِنِّي لَمْ أُسَلِّطْكُمْ عَلَى دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا عَلَى أَبْشَارِهِمْ، وَلَا عَلَى أَعْرَاضِهِمْ، وَلَا عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَلَكِنِّي بَعَثْتُكُمْ لِتُقِيمُوا فِيهِمُ الصَّلَاةَ، وَتَقْتَسِمُوا فِيهِمْ فَيْئَهُمْ ، وَتَحْكُمُوا بَيْنَهُمْ بِالْعَدْلِ، فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ فَارْفَعُوهُ إِلَيَّ، أَلَا وَلَا تَضْرِبُوا الْعَرَبَ فَتُذِلُّوهَا، وَلَا تَحْمَدُوهَا فَتَفْتِنُوهَا، وَلَا تُقْبِلُوا عَلَيْهَا فَتُحْرَمُوهَا فَيَرُدُّوا الْقُرْآنَ "

7010 - وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: " أَرَأَيْتُمْ إِنِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ خَيْرَ مَنْ أَعْلَمُ ثُمَّ أَمَرْتُهُ بِالْعَدْلِ، أَفَقَضَيْتُ مَا عَلَيَّ ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " لَا، حَتَّى أَنْظُرَ فِي عَمَلِهِ أَعَمِلَ بِمَا أَمَرْتُهُ أَمْ لَا "

7011 - وَبِهِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: لَمَّا دَفْنَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ قَدِ ابْتَلَانِي بِكُمْ، وَابْتَلَاكُمْ بِي، وَخُلِّفْتُ بَعْدَ صَاحِبِي، وَاللهِ لَا يَحْضُرْنِي شَيْءٌ مِنْ أُمُورِكُمْ وَلَا يَغِيبُ، عَنِّي مِنْهَا شَيْءٌ " قَالُوا: فِيهَا عَنْ أَهْلَ الْأَمَانَةِ وَالْحَرَمِ " قَالَ: فَمَا زَالَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَضَى رَحِمَهُ اللهُ

7012 - وَبِإِسْنَادِهِ أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ هُرْمُزَ ظَلَمَنِي، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقَالُ لَهُ الْيَهُودِيُّ: إِنَّا نَجْدُ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي التَّوْرَاةِ: أَنَّ الْإِمَامَ لَا يُشْرَكُ فِي ظُلْمٍ وَلَا جَوْرٍ حَتَّى يُرْفَعَ إِلَيْهِ، فَإِذَا رُفِعَ إِلَيْهِ فَلَمْ يُغَيِّرْ شَرِكَ فِي الْجَوْرِ وَالظُّلْمِ، قَالَ: " فَفَزِعَ بِهَا عَبْدُ الْمَلِكِ، وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ هُرْمُزَ فَنَزَعَهُ "

7013 - وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: " مَثَلُ الْإِمَامِ كَمَثَلِ عَيْنٍ عَظِيمَةٍ صَافِيَةٍ طَيِّبَةٍ، الْمَاءُ يَجْرِي مِنْهَا إِلَى نَهَرٍ عَظِيمٍ فَيَخُوضُ النَّاسُ النَّهَرَ فَيُكَدِّرُونَهُ وَيَعُودُ عَلَيْهِمْ مَقَرٌّ الْعَيْنِ، فَإِذَا كَانَ الْكَدَرُ مِنْ قِبَلِ الْعَيْنِ فَسَدَ النَّهَرُ " قَالَ: " وَمَثَلُ الْإِمَامِ وَالنَّاسِ كَمَثَلِ فُسْطَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " أَوْ قَالَ: " لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا بِعَمُودٍ، وَلَا يَقُومُ الْعَمُودُ إِلَّا بِأَطْنَابٍ " أَوْ قَالَ: " بِأَوْتَادٍ، فَكُلَّمَا نُزِعَ ازْدَادَ الْعَمُودُ وَهْنًا، فَلَا يَصْلُحُ النَّاسُ إِلَّا بِالْإِمَامِ، وَلَا يَصْلُحُ الْإِمَامُ إِلَّا بِالنَّاسِ "

فَصْلٌ فِي نَصِيحَةِ الْوُلَاةِ وَوَعْظِهِمْ

7014 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، نا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وُلَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ " قِيلَ: وَقَالَ: " وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُهَيْلٍ

7015 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، نا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَّاءُ، وَقَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: نا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الدِّينَ نَصِيحَةٌ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَرَسُولِهِ وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ " أَوْ قَالَ: " أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ سُهَيْلٍ

7016 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، نا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاعِظُ الزَّاهِدُ، نا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ، نا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ " قِيلَ: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: " فَانْصَحْ لِلسُّلْطَانِ وَأَكْثِرْ لَهُ مِنَ الدُّعَاءِ بِالصَّلَاحِ وَالرَّشَادِ بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَالْحُكْمِ، فَإِنَّهُمْ إِذَا صَلُحُوا صَلُحَ الْعِبَادُ بِصَلَاحِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدْعُوَ عَلَيْهِمْ بِاللَّعْنَةِ فَيَزْدَادُوا شَرًّا وَيَزْدَادَ الْبَلَاءُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَلَكِنِ ادْعُ لَهُمْ بِالتَّوْبَةِ فَيَتْرُكُوا الشَّرَّ فَيَرْتَفِعَ الْبَلَاءُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ أَوْ تَتَصَنَّعَ لِإِتْيَانِهِمْ أَوْ تُحِبَّ أَنْ يَأْتُوكَ، واهْرَبْ مِنْهُمْ مَا اسْتَطَعْتَ، مَا دَامُوا مُقِيمِينَ عَلَى الشَّرِّ، فَإِنْ تَابُوا وَتَرَكُوا الشَّرَّ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَالْحُكْمِ وَأَخَذُوا الدُّنْيَا مِنْ وَجْهِهَا فَهُنَاكَ فَاحْذَرِ الْعِزَّ بِهِمْ، لِتَكُونَ بَعِيدًا مِنْهُمْ قَرِيبًا بِالرَّحْمَةِ لَهُمْ وَالنَّصِيحَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَأَمَّا نَصِيحَةُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ نَصِيحَتَهُمْ عَلَى أَخْلَاقِهِمْ مَا لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ مَعْصِيَةٌ، وَانْظُرْ إِلَى تَدْبِيرِ اللهِ فِيهِمْ بِقَلِيلٍ، فَإِنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ أَخْلَاقَهُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَهُمْ أَرْزَاقَهُمْ، وَلَوْ شَاءَ لَجَمَعَهُمْ عَلَى قَلْبٍ وَاحِدٍ، فَلَا يُغْفَلْ عَنِ النَّظَرِ إِلَى تَدْبِيرِ اللهِ فِيهِمْ، فَإِذَا رَأَيْتَ مَعْصِيَةَ اللهِ احْمَدِ اللهَ إِذْ صَرَفَهَا عَنْكَ فِي وَقْتِكَ، وَتَلَطَّفْ فِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ فِي رِفْقٍ وَصَبْرٍ وَسَكِينَةٍ، فَإِنْ قُبِلَ مِنْكَ فَاحْمَدِ اللهَ، وَإِنْ رُدَّ عَلَيْكَ فَاسْتَغْفَرِ اللهَ لِتَقْصِيرٍ مِنْكَ كَانَ فِي أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ، وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ، إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ "

7017 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَافِظُ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا أَبُو عُتْبَةَ، نا بَقِيَّةُ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ عَمَّتِي عَائِشَةَ، تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ عَمَلًا فَأَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرًا صَالِحًا، إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَّرَهُ أَعَانَهُ "

7018 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قَالُوا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ، قَالَا: نا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، نا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ وَالٍ يَلِي إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا ، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنَ الَّذِي يَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا " وَقِيلَ فِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

7019 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُكْرَمٍ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، نا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ : بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالسُّوءِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ " وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ أَيْضًا، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، وَقِيلَ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، وَقَدْ أَشَارَ الْبُخَارِيُّ إِلَى جَمِيعِ ذَلِكَ

7020 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ: " مَنْ جَلَسَ عَلَى الْوَسَائِدِ وَجَبَ عَلَيْهِ النَّصِيحَةُ "

7021 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلَكِ لِأَبِي حَازِمٍ: يَا أَبَا حَازِمٍ، مَا النَّجَاةُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ ؟ قَالَ: " يَسِيرٌ " قَالَ: مَا ذَاكَ قَالَ: " لَا تَأْخُذَنَّ شَيْئًا إِلَّا مِنْ حِلِّهِ، وَلَا تَضَعَنَّ شَيْئًا إِلَّا فِي حَقِّهِ " قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا أَبَا حَازِمٍ ؟ قَالَ: " مَنْ طَلَبَ الْجَنَّةَ وَهَرَبَ مِنَ النَّارِ "

7022 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ قَالَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ لِأَبِي حَازِمٍ: ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتَكَ، قَالَ: " هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لَا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ، فَمَا أَعْطَانِي مِنْهَا قَنَعْتُ، وَمَا زَوَى عَنِّي مِنْهَا رَضِيتُ " قَالَ: فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَمَا عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عِنْدَهُ، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَقُلْتُ: " لَوْ كُنْتُ غَنِيًّا لَعَرَفْتَنِي ثُمَّ قُلْتُ: لَا تَنْجُو مِنِّي، فَقُلْتُ: كَانَ الْعُلَمَاءُ فِيمَا مَضَى يَطْلُبُهُمُ السُّلْطَانُ وَهُمْ يَفِرُّونَ، أَمَّا الْعُلَمَاءُ الْيَوْمَ طَلَبُوا الْعِلْمَ حَتَّى إِذَا جَمَعُوهُ بِحَذَافِيرِهِ أَتَوْا بِهِ أَبْوَابَ السَّلَاطِينِ، وَالسَّلَاطِينُ يَفِرُّونَ مِنْهُمْ وَهُمْ يَطْلُبُونَهُمْ "

7023 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو عَمْرٍو الْجَدَلِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ، قَالَ: خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلَكِ وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَمَّا قَضَيَا شَأْنَهُمَا مِنْ صَيْدٍ أَوْ غَيْرِهِ اطَّلَعَا عَلَى عَسْكَرِهِ، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا حَفْصٍ مَا تَرَى ؟ قَالَ: " أَرَى دُنْيَا يَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَأَنْتَ الْمَسْؤُولُ عَنْهُ " فَسَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى فُسْطَاطِهِ ، فَطَارَ غُرَابٌ وَفِي مَخَالِبِهِ لُقْمَةٌ قَدْ حَمَلَهَا مِنْ فُسْطَاطِهِ فَتَغَيَّبَ قَالَ: مَا يَقُولُ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ: " مَا أَدْرِي " قَالَ: ظُنَّ، قَالَ: " أُرَاهُ يَقُولُ: مِنْ أَيْنَ جَاءَتْ وَأَيْنَ يُذْهَبَ بِهَا ؟ " قَالَ: فَقَالَ سُلَيْمَانُ: مَا أَعْجَبَكَ قَالَ: " أَعْجَبُ مِنِّي مَنْ عَرْفَ اللهَ فَعَصَاهُ، وَعَرَفَ الشَّيْطَانَ فَأَطَاعَهُ "، فَسَكَتَ

قِيَامُ الْأَوْزَاعِيِّ مَعَ الْمَنْصُورِ وَعِظَتُهُ إِيَّاهُ

7024 - حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ الْعَدْلُ الْآدَمِيُّ بِبَغْدَادَ - قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ النَّحْوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَائِيُّ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: " بَعَثَ إِلَيَّ الْمَنْصُورُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنَا بِالسَّاحِلِ، فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَيْهِ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ فَرَدَّ عَلَيَّ وَأَجْلَسَنِي " ثُمَّ قَالَ: مَا الَّذِي بَطَّأَ بِكَ عَنَّا يَا أَوْزَاعِيُّ ؟ قُلْتُ: " وَمَا الَّذِي تُرِيدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ " قَالَ: أُرِيدُ الْأَخْذَ عَنْكَ والِاقْتِبَاسَ مِنْكَ، قَالَ: " فَانْظُرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ لَا تَجْهَلَ شَيْئًا مِمَّا أَقُولُ لَكَ " قَالَ: وَكَيْفَ أَجْهَلُهُ وَأَنَا أَسْأَلُكَ عَنْهُ وَقَدْ وَجَّهْتُ إِلَيْكَ وَأَقْدَمْتُكَ لَهُ ؟ قُلْتُ: " أَنْ تَسْمَعَهُ وَلَا تَعْمَلَ بِهِ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ كَرِهَ الْحَقَّ فَقَدْ كَرِهَ اللهَ، إِنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ " قَالَ: فَصَاحَ ابْنُ الرَّبِيعِ وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى السَّيْفِ، فَانْتَهَرَهُ الْمَنْصُورُ، وَقَالَ: هَذَا مَجْلِسُ مَثُوبَةٍ لَا مَجْلِسُ عُقُوبَةٍ، فَطَابَتْ نَفْسِي وَانْبَسَطْتُ فِي الْكَلَامِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ بِشْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ أَتَاهُ مَوْعِظَةٌ مِنَ اللهِ فِي دِينِهِ فَإِنَّمَا هِيَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ سِيقَتْ إِلَيْهِ، فَإِنْ قَبِلَهَا بِشُكْرٍ وَإِلَّا كَانَتْ حُجَّةً مِنَ اللهِ لِيَزْدَادَ بِهَا إِثْمًا، وَيَزْدَادَ عَلَيْهِ سُخْطًا "

يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ بِشْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا وَالٍ بَاتَ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الَّذِي لَيَّنَ قُلُوبَ أَمَّتِكُمْ لَكُمْ حِينَ وَلَّوْكُمْ لِقَرَابَتِكُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدْ كَانَ بِهِمْ رَءُوفًا رَحِيمًا مُوَاسِيًا لَهُمْ بِنَفْسِهِ وَذَاتِ يَدِهِ، وَعِنْدَ النَّاسِ لَحَقِيقٌ أَنْ يَقُومَ لَهُ فِيهِمْ بِالْحَقِّ، وَأَنْ يَكُونَ بِالْقِسْطِ لَهُ فِيهِمْ قَائِمًا، وَلِعَوْرَاتِهِمْ سَاتِرًا، لَمْ يُغْلَقْ عَلَيْهِ دُونَهُمُ الْأَبْوَابُ، وَلَمْ يَقُمْ عَلَيْهِ دُونَهُمُ الْحُجَّابُ، يَبْتَهِجُ بِالنِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ، وَيَبْتَئِسُ بِمَا أَصَابَهُمْ مِنْ سُوءٍ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ كُنْتَ فِي شُغْلٍ شَاغِلٍ مِنْ خَاصَّةِ نَفْسِكَ عَنْ عَامَّةِ النَّاسِ الَّذِينَ أَصْبَحْتَ تَمْلِكُهُمْ، أَحْمَرِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ، مُسْلِمِهِمْ وَكَافِرِهِمْ، وَكُلٌّ لَهُ عَلَيْكَ نَصِيبٌ مِنَ الْعَدْلِ، فَكَيْفَ بِكَ إِذَا اتَّبَعَكَ مِنْهُمْ فِئَامٌ وَرَاءَ فِئَامٍ، لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَشْكُو شَكْوَى، أَوْ بَلِيَّةً أَدْخَلَتْهَا عَلَيْهِ، أَوْ ظُلَامَةً سُقْتَهَا إِلَيْهِ "

يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، قَالَ: " كَانَتْ بَيْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ يَسْتَاكُ بِهَا، وَيُرَوِّعُ بِهَا الْمُنَافِقِينَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا هَذِهِ الْجَرِيدَةُ الَّتِي كَسَرْتَ بِهَا قُرُونَ أُمَّتِكَ، وَمَلَأَتَ بِهَا قُلُوبَهُمْ رُعْبًا ؟ " " فَكَيْفَ بِمَنْ شَقَّقَ أَبْشَارَهُمْ، وَسَفَكَ دِمَاءَهُمْ، وَخَرَّبَ دِيَارَهُمْ، وَأَجْلَاهُمْ عَنْ بِلَادِهِمْ، وَغَيَّبَهُمُ الْخَوْفُ مِنْهُ ؟ "

يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حَارِثَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا إِلَى الْقِصَاصِ مِنْ نَفْسِهِ فِي خَدْشَةٍ خَدَشَهَا أَعْرَابِيًّا لَمْ يَتَعَمَّدْهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْكَ جَبَّارًا وَلَا مُتَكَبِّرًا، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ: " اقْتَصَّ مِنِّي " فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: قَدْ أَحْلَلْتُكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ أَبَدًا وَلَوْ أَتَيْتَ عَلَى نَفْسِي، فَدَعَا اللهَ لَهُ بِخَيْرٍ " " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَوِّضْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ، وَخُذْ لَهَا الْأَمَانَ مِنْ رَبِّكَ، وَارْغَبْ فِي جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ الَّتِي "

يَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمُلْكَ لَوْ بَقِيَ لِمَنْ كَانَ قَبْلَكَ لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ، وَكَذَلِكَ لَا يَبْقَى لَكَ كَمَا لَا يَبْقَى لِغَيْرِكَ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَدْرِي مَا جَاءَ فِي تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ عَنْ جَدِّكَ: { مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا } [الكهف: 49] قَالَ: الصَّغِيرَةُ التَّبَسُّمُ، وَالْكَبِيَرَةُ الضَّحِكُ، فَكَيْفَ مَا عَمِلَتْهُ الْأَيْدِي وَأَحْصَتْهُ الْأَلْسُنُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ "

بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: " لَوْ مَاتَتْ سَخْلَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ضَيْعَةً لَخِفْتُ أَنْ أُسْأَلَ عَنْهَا " " فَكَيْفَ بِمَنْ حُرِمَ عَدْلَكَ وَهُوَ عَلَى بِسَاطِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ تَدْرِي مَا جَاءَ فِي تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ عَنْ جَدِّكَ: { يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى } " قَالَ: " يَا دَاوُدُ، إِذَا قَعَدَ الْخَصْمَانِ بَيْنَ يَدَيْكَ فَكَانَ لَكَ فِي أَحَدِهِمَا هَوًى فَلَا تَتَمَنَّيَنَّ فِي نَفْسِكَ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ لَهُ فَيُفْلِحَ عَلَى صَاحِبِهِ فَأَمْحُوكَ عَنْ نُبُوَّتِي ثُمَّ لَا تَكُونَ خَلِيفَتِي وَلَا كَرَامَةَ، يَا دَاوُدُ إِنَّمَا جَعَلْتُ رُسُلِي إِلَى عِبَادِي رُعَاةً تَرْعَى الْإِبِلَ لِعِلْمِهِمْ بِالرِّعَايَةِ وَرِفْقِهِمْ بِالسِّيَاسَةِ، لِيَجْبُرُوا الْكَسْرَةَ، وَيَدُلُّوا الْهَزِيْلَ عَلَى الْكَلَأِ وَالْمَاءِ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ قَدْ بُلِيتَ بِأَمْرٍ لَوْ عُرِضَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ لَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهُ وَأَشْفَقْنَ مِنْهُ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ "

حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى الصَّدَقَةِ فَرَآهُ بَعْدَ أَيَّامٍ مُقِيمًا، فَقَالَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الْخُرُوجِ إِلَى عَمَلِكَ ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لَكَ مِثْلَ أَجْرِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ وَالٍ يَلِي شَيْئًا مِنْ أُمُورِ النَّاسِ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدُهُ مَغْلُولَةٌ إِلَى عُنُقِهِ، فَيُوقَفُ عَلَى جِسْرٍ مِنَ النَّارِ، يَنْتَفِضُ ذَلِكَ الْجِسْرُ انْتِفَاضَةً تُزِيلُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْهُ عَنْ مَوْضِعِهِ ثُمَّ يُعَادُ فَيُحَاسَبُ فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَّاهُ إِحْسَانُهُ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْحَرَفَ بِهِ ذَلِكَ الْجِسْرُ فَهَوَى بِهِ فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " قَالَ لَهُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: مِنْ أَبِي ذَرٍّ، وَسَلْمَانَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عُمَرُ فَسَأَلَهُمَا فَقَالَا: نَعَمْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاعُمَرَاهُ مَنْ يَتَوَلَّاهَا بِمَا فِيهَا ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: " مَنْ أَرْغَمَ اللهُ أَنْفَهُ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ " قَالَ: فَأَخَذَ الْمَنْدِيلَ فَوَضَعَهُ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ بَكَى وَانْتَحَبَ حَتَّى أَبْكَانِي

ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ سَأَلَ جَدُّكَ الْعَبَّاسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَارَةً عَلَى مَكَّةَ أَوِ الطَّائِفِ أَوِ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ النَّبِيِّ، نَفْسٌ تُنْجِيهَا خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لَا تُحْصِيهَا " نَصِيحَةً مِنْهُ لِعَمِّهِ وَشَفَقَةً مِنْهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ لَا يُغْنِي عَنْهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا، إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [الشعراء: 214] فَقَالَ: " يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ النَّبِيِّ، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ النَّبِيِّ، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، إِنِّي لَسْتُ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلِكُمْ " وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لَا يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ إِلَّا حَصِيفُ الْعَقْلِ، أَرِبُ الْعُقْدَةِ، لَا يُطَّلَعُ مِنْهُ عَلَى عَوْرَةٍ، وَلَا يُحْنَقُ عَلَى جَرَاءَةٍ، وَلَا يَأْخُذْهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ "

وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " السُّلْطَانُ أَرْبَعَةٌ: فَأَمِيرٌ قَوِيٌّ طَلَّقَ نَفْسَهُ وَعُمَّالُهُ فَذَلِكَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، يَدُ اللهِ بَاسِطَةٌ عَلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ، وَأَمِيرٌ طَلَّقَ نَفْسَهُ وَأَرْتَعَ عُمَّالُهُ لِضَعْفِهِ، فَهُوَ عَلَى شَفَا هَلَاكٍ، إِلَّا أَنْ يَتْرُكَهُمْ، وَأَمِيرٌ طَلَّقَ عُمَّالَهُ وَأَرْتَعَ نَفْسَهُ، فَذَلِكَ الْحُطَمَةُ "

الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرُّ الرُّعَاةِ الْحُطَمَةُ فَهُوَ الْهَالِكُ وَحْدَهُ، وَأَمِيرٌ أَرْتَعَ نَفْسَهُ وَعُمَّالُهُ فَهَلَكُوا جَمِيعًا "

بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَيْتُكَ بِخَبَرٍ مِنْ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِمَفَاتِيحِ النَّارِ، فَوُضِعَتْ عَلَى النَّارِ تُسَعَّرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صِفْ لِيَ النَّارَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَمَرَ بِهَا فَأَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اصْفَرَّتْ، ثُمَّ أَوَقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ، لَا يُطْفَأُ لَهَبُهَا وَلَا جَمْرُهَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ ظَهَرَ لِأَهْلِ الْأَرْضِ لَمَاتُوا جَمِيعًا، وَلَوْ أَنَّ ذَنُوبًا مِنْ شَرَابِهَا صُبَّ فِي مِيَاهِ أَهْلِ الْأَرْضِ جَمِيعًا لَقُتِلَ مَنْ ذَاقَهُ، وَلَوْ أَنَّ ذِرَاعًا مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وُضِعَ عَلَى جِبَالِ الْأَرْضِ لَذَابَتْ وَمَا اشْتَعَلَتْ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أُدْخِلَ النَّارَ ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْهَا لَمَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ وَتَشْوِيهِ خَلْقِهِ وَعَظْمِهِ، فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَكَى جِبْرِيلُ لِبُكَائِهِ فَقَالَ: بَلَى يَا مُحَمَّدُ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟ وَلِمَ بَكَيْتَ يَا جِبْرِيلُ وَأَنْتَ الرُّوحُ الْأَمِينُ، أَمِينُ اللهِ عَلَى وَحْيِهِ ؟ " فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ هَارُوتُ، وَمَارُوتُ، فَهُوَ الَّذِي مَنَعَنِي مِنَ اتِّكَالِي عَلَى مَنْزِلَتِي عِنْدَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَأَكُونُ قَدْ أَمِنْتُ مَكْرَهُ، فَلَمْ يَزَالَا يَبْكِيَانِ حَتَّى نُودِيَ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ يَا جِبْرِيلُ وَيَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَّنَكُمَا أَنْ تَعْصِيَاهُ فَيُعَذِّبَكُمَا "

وَقَدْ بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: " اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُبَالِي إِذَا قَعَدَ الْخَصْمَانِ بَيْنَ يَدَيَّ عَلَى مَنْ حَالَ الْحَقُّ مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ فَلَا تُمْهِلْنِي طَرْفَةَ عَيْنٍ " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَشَدَّ الشِّدَّةِ الْقِيَامُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّ أَكْرَمَ الْكَرَمِ عِنْدَ اللهِ التَّقْوَى، وَإِنَّ مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ بِطَاعَةِ اللهِ رَفَعَهُ وَأَعَزَّهُ، وَمَنْ طَلَبَهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ أَذَلَّهُ اللهُ وَوَضَعَهُ، فَهَذِهِ نَصِيحَتِي وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ، ثُمَّ نَهَضْتُ، فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ ؟ فَقُلْتُ: إِلَى الْبَلَدِ وَالْوَطَنِ بِإِذْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ: " قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، وَشَكَرْتُ لَكَ نَصِيحَتَكَ وَقَبِلْتُهَا بِقَوْلِهَا، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُوَفَّقُ لِلْخَيْرِ وَالْمُعِينُ عَلَيْهِ، وَبِهِ أَسْتَعِينُ

وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ، وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَلَا تُخْلِنِي مِنْ مُطَالَعَتِكَ إِيَّايَ بِمِثْلِهَا، فَإِنَّكَ الْمَقْبُولُ الْقَوْلِ غَيْرُ الْمُتَّهَمِ فِي نَصِيحَتِهِ، قُلْتُ: أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ: فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى خُرُوجِهِ فَلَمْ يَقْبَلْهُ، وَقَالَ: أَنَا فِي غِنًى عَنْهُ، وَمَا كُنْتُ أَبِيعُ نَصِيحَتِي بِعَرَضٍ مِنْ أَعْرَاضِ الدُّنْيَا كُلِّهَا، وَعَرَفَ الْمَنْصُورُ مَذْهَبَهُ فَلَمْ يَجِدْ عَلَيْهِ فِي رَدِّهِ "، قَالَ الْحَاكِمُ: " هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ الْأَدِيبُ، وَهُوَ مُقَدَّمٌ فِي أَصْحَابِ الْأَصْمَعِيِّ، يُلَقَّبُ بِأَبِي حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ "

7025 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْعِزُّ الْبُخَارِيُّ - قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا - نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرٍ الْأَزْدِيُّ الشَّافِعِيُّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحُسَيْنِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ النَّيْسَابُورِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ الْمُنْذِرِ يَذْكُرُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: " سَأَلْتُ أَوْلَادَ بَنِي أُمَيَّةَ: مَا سَبَبُ زَوَالِ دَوْلَتِكُمْ ؟ قَالُوا: خِصَالٌ أَرْبَعٌ أَوَّلُهَا: أَنَّ وُزَرَاءَنَا كَتَمُوا عَنَّا مَا يَجِبُ إِظْهَارُهُ لَنَا، وَالثَّانِي: أَنَّ جُبَاةَ خَرَاجِنَا ظَلَمُوا النَّاسَ فَارْتَحِلُوا عَنْ أَوْطَانِهِمْ فَخَرِبَتْ بُيُوتُ أَمْوَالِنَا، وَالثَّالِثَةُ: انْقَطَعَتِ الْأَرْزَاقُ عَنِ الْجُنْدِ فَتَرَكُوا طَاعَتَنَا، وَالرَّابِعَةُ: يَئِسُوا مِنْ إِنْصَافِنَا فَاسْتَراحُوا إِلَى غَيْرِنَا، فَلِذَلِكَ زَالَتْ دَوْلَتُنَا "

7026 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالُوا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَنْبَارِيُّ الْعَابِدُ قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ الرَّشِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي دُخُولِهِ عَلَيْهِ وَقَوْلِهِ: عِظْنَا بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمٍ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: " يَا حَسَنَ الْوَجْهِ، حِسَابُ هَذَا الْخَلْقِ كُلِّهِمْ عَلَيْكَ " قَالَ: فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَشْهَقُ، قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَيْهِ: " يَا حَسَنَ الْوَجْهِ، حِسَابُ هَذَا الْخَلْقِ كُلِّهِمْ عَلَيْكَ " قَالَ: فَأَخَذَنِي الْخَدَمُ فَحَمَلُونِي وَأَخْرَجُونِي مِنَ الْحُجَرِ وَقَالُوا: يَا هَذَا اذْهَبْ بِسَلَامٍ

7027 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، نا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَنْطَاكِيُّ قَالَ: قَالَ هَارُونُ الرَّشِيدُ لِسُفْيَانَ: أُحِبُّ أَنْ أَرَى الْفُضَيْلَ، فَقَالَ لَهُ: أَذْهَبُ بِكَ إِلَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ سُفْيَانُ عَلَى فُضَيْلٍ، فَقَالَ لَهُ: " مَنْ هَذَا ؟ " قَالَ: قُولُوا لَهُ: هَذَا سُفْيَانُ، فَقَالَ: " قُولُوا لَهُ: يَدْخُلُ "، فَقَالَ: وَمَنْ مَعِي ؟ قَالَ: " وَمَنْ مَعَكَ " فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ سُفْيَانُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: " وَإِنَّكَ لَهُوَ يَا جَمِيلَ الْوَجْهِ، أَنْتَ الَّذِي لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ أَحَدٌ غَيْرَكَ ؟ أَنْتَ الَّذِي يُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْ نَفْسِهِ وَتُسْأَلُ أَنْتَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ " قَالَ: فَبَكَى هَارُونُ

7028 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، نا النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ، قَاضِي تُسْتُرَ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ الْمَعْرُوفُ، نا ابْنُ السِّمْسَارِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ، نا الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ الرَّشِيدُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا لَيْلَةٌ نَائِمٌ بِمَكَّةَ إِذْ سَمِعْتُ قَرْعَ الْبَابِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَخَرَجْتُ مُسْرِعًا فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلَّا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ ؟ فَقَالَ: حَلَّ فِي نَفْسِي شَيْءٌ فَانْظُرْ لِي رَجُلًا أَسْأَلُهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: هَاهُنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: فَامْضِ بِنَا إِلَيْهِ، فَأَتَيْنَاهُ فَقَرَعْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَخَرَجَ مُسْرِعًا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ أَتَيْتُكَ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ لِمَا جِئْنَاكَ لَهُ رَحِمَكَ اللهُ، فَحَادَثَهُ سَاعَةً، فَقَالَ لَهُ: أَعَلَيْكَ دَيْنٌ ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: يَا عَبَّاسُ، اقْضِ دَيْنَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ مَا أَغْنَى عَنِّي صَاحِبُكَ شَيْئًا، فَانْظُرْ لِي رَجُلًا أَسْأَلُهُ، فَقُلْتُ: هَهُنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، فَقَالَ: امْضِ بِنَا إِلَيْهِ، فَأَتَيْنَاهُ فَقَرَعْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَقُلْتُ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَخَرَجَ مُسْرِعًا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ أَتَيْتُكَ، فَقَالَ: خُذْ لِمَا جِئْنَاكَ لَهُ رَحِمَكَ اللهُ، فَحَادَثَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَعَلَيْكَ دَيْنٌ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا عَبَّاسُ اقْضِ دَيْنَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ، إِلَيَّ فَقَالَ: مَا أَغْنَى عَنِّي صَاحِبُكَ شَيْئًا، فَانْظُرْ لِي رَجُلًا أَسْأَلُهُ، فَقُلْتُ: هَهُنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، فَقَالَ: امْضِ بِنَا إِلَيْهِ، فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَتْلُو آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ وَيُرَدِّدُهَا، وَكَانَ هَارُونُ رَجُلًا رَقِيقًا فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ لِي: اقْرَعِ الْبَابَ فَقَرَعْتُهُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: مَا لِي وَلِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ، أَوَمَا عَلَيْكَ طَاعَةٌ ؟ أَوَلَيْسَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ ؟ " قَالَ: فَنَزَلَ فَفَتَحَ الْبَابَ ثُمَّ ارْتَقَى إِلَى الْغُرْفَةِ وَأَطْفَأَ السِّرَاجَ، وَالْتَجَأَ إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْغُرْفَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، فَجَعَلْنَا نَجُولُ عَلَيْهِ بِأَيْدِينَا، فَسَبَقَتْ كَفُّ هَارُونَ كَفِّي إِلَيْهِ، فَقَالَ: " أَوَّهْ مِنْ كَفٍّ مَا أَلْيَنَهَا إِنْ نَجَتْ مِنْ عَذَابِ اللهِ "، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَتُكَلِّمَنَّهُ اللَّيْلَةَ بِكَلَامٍ نَقِيٍّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: خُذْ لِمَا جِئْنَاكَ لَهُ رَحِمَكَ اللهُ، فَقَالَ لَهُ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلَغَنِي أَنَّ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ شَكَا إِلَيْهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: يَا أَخِي، اذْكُرْ طُولَ سَهِرِ أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ مَعَ خُلُودِ الْأَبَدِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَطْرُقُ بِكَ إِلَى الرَّبِّ - نَائِمًا وَيَقْظَانًا - وَإِيَّاكَ أَنْ يُنْصَرَفَ بِكَ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَيَكُونَ آخِرَ الْعَهْدِ بِكَ، وَمُنْقَطَعَ الرَّجَاءِ "، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ طُوَى الْبِلَادَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا أَقْدَمَكَ ؟ قَالَ: خَلَعْتَ قَلْبِي بِكِتَابِكَ، لَا وَلِيتُ وِلَايَةً حَتَّى أَلْقَى اللهَ، قَالَ: فَبَكَى هَارُونُ بُكَاءً شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: زِدْنِي رَحِمَكَ اللهُ، فَقَالَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا وَلِي الْخِلَافَةَ دَعَا سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، وَرَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي بُلِيتُ الْبَلَاءَ فَأَشِيرُوا عَلَيَّ، فَعَدَّ الْخِلَافَةَ بَلَاءً وَعَدَدْتَهَا أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ نِعْمَةً "، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: " إِنْ أَرَدْتَ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ اللهِ فَلْيَكُنْ كَبِيرُ الْمُسْلِمِينَ عِنْدَكَ أَبًا، وَأَوْسَطَهُمْ عِنْدَكَ أَخًا، وَأَصْغَرُهُمْ عِنْدَكَ وَلَدًا، فَوَقِّرْ أَبَاكَ، وَأَكْرِمْ أَخَاكَ، وَتَحَنَّنْ عَلَى وَلَدِكَ "، وَقَالَ لَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: " إِنْ أَرَدْتَ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ اللهِ فَصُمِ الدُّنْيَا وَلْيَكُنْ إِفْطَارُكَ مِنْهَا الْمَوْتَ "، وَقَالَ لَهُ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: " إِنْ أَرَدْتَ النَّجَاةَ غَدًا مِنْ عَذَابِ اللهِ فَأَحِبَّ لِلْمُسْلِمِينَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، واكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَإِنِّي لَأَقُولُ لَكَ هَذَا وَإِنِّي لَأَخَافُ عَلَيْكَ أَشَدَّ الْخَوْفِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ، فَهَلْ مَعَكَ رَحِمَكَ اللهُ مَنْ يَأْمُرُكَ بِمِثْلِ هَذَا ؟ " فَبَكَى هَارُونُ بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: ارْفُقْ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أُمِّ الرَّبِيعِ، تَقْتُلُهُ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، وَأَرْفُقُ بِهِ أَنَا ؟ ثُمَّ إِنَّهُ أَفَاقَ فَقَالَ لَهُ: زِدْنِي رَحِمَكَ اللهُ، فَقَالَ لَهُ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَا حَسَنَ الْوَجْهِ أَنْتَ الَّذِي يَسْأَلُهُ اللهُ عَنْ هَذَا الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقِي هَذَا الْوَجْهَ مِنَ النَّارِ فَافْعَلْ "، فَقَالَ لَهُ هَارُونُ الرَّشِيدُ: عَلَيْكَ دَيْنٌ ؟ قَالَ: " نَعَمْ، دَيْنٌ لِرَبِّي لَمْ يُحَاسِبْنِي عَلَيْهِ، فَالْوَيْلُ لِي إِنْ نَاقَشَنِي، وَالْوَيْلُ لِي إِنْ لَمْ أُلْهَمْ حُجَّتِي "، فَقَالَ: إِنَّمَا أَعْنِي دَيْنَ الْعِيَالِ، فَقَالَ: " إِنَّ رَبِّي لَمْ يَأْمُرْنِي بِهَذَا، أَمَرَنِي أَنْ أُصَدِّقَ وَعْدَهُ، وَأَنْ أُطِيعَ أَمْرَهُ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ } [الذاريات: 57] " فَقَالَ لَهُ: هَذِهِ أَلْفُ دِينَارٍ فَخُذْهَا وَأَنْفِقْهَا عَلَى نَفْسِكَ وتَقَوَّ بِهَا عَلَى عِبَادَةِ رَبِّكَ، فَقَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، أَنَا أَدُلُّكَ عَلَى النَّجَاةِ وَأَنْتَ تُكَافِئُنِي بِمِثْلِ هَذَا ؟ سَلَّمَكَ اللهُ وَوَفَّقَكَ "، قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى الْبَابِ إِذْ بِامْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، قَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، قَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الْحَالِ، فَلَوْ قَبِلْتَ هَذَا الْمَالَ وَفَرَّحْتَنَا بِهِ ؟ فَقَالَ لَهَا: " مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ قَوْمٍ كَانَ لَهُمْ بَعِيرٌ يَسْتَقُونَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا كِبَرَ نَحَرُوهُ وَأَكَلُوا لَحْمَهُ، فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الْكَلَامَ قَالَ: يَرْجِعُ فَعَسَى أَنْ يَقْبَلَ هَذَا الْمَالَ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ الْفُضَيْلُ خَرَجَ إِلَى تُرَابٍ فِي السَّطْحِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ هَارُونُ إِلَى جَنْبِهِ فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ وَلَا يُجِيبُهُ بِشَيْءٍ، وَيُكَلِّمُهُ فَلَا يُجِيبُهُ بِشَيْءٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذَا بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ قَدْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا، فَقَالَتْ: قَدْ آذَيْتُمُ الشَّيْخَ مِنَ اللَّيْلَةِ، انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللهُ، قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبَّاسُ إِذَا دَلَلْتَنِي عَلَى رَجُلٍ فَدُلَّنِي عَلَى مِثْلِ هَذَا، فَهَذَا سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: وَقَالَ الْفُضَيْلُ: " تَقْرَأُ فِي وِتْرِكَ الْخَلْعَ، وَتَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ ثُمَّ تَغْدُو إِلَى الْفَاجِرِ فَتُعَامِلَهُ " قَالَ: وَقَالَ الْفُضَيْلُ: " لَا تَنْظُرْ إِلَيْهِمْ مِنْ طَرِيقِ الْغِلْظَةِ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنِ انْظُرْ مِنْ طَرِيقِ الرَّحْمَةِ " يَعْنِي السُّلْطَانَ

7029 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عِصْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَ سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: بَعَثَ إِلَيَّ هَارُونُ فَلَمَّا أَتَيْتُهُ إِلَى بَابِ الْقَصْرِ أَخَذَنِي حَارِسَانِ، فَأَسْرَعَا بِي إِلَى الْقَصْرِ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى صَحْنِ الْقَصْرِ لَقِيَنِي خُصْيَانِ ضَخْمَانِ، فَأَخَذَانِي مِنَ الْحَارِسَيْنِ فَأَسْرَعَا بِي إِلَى قَاعَةِ الْقَصْرِ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ الْبَهْوِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُمَا هَارُونُ: ارْفُقَا بِالشَّيْخِ، فَلَمَّا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا مَرَّ بِي يَوْمٌ مُنْذُ وَلَدَتْنِي أُمِّي أَنَا فِيهِ أَتْعَبُ مِنْ يَوْمِي هَذَا، فَاتَّقِ اللهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاعْلَمْ أَنَّ لَكَ مَقَامًا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تَعَالَى أَنْتَ فِيهِ أَذَلُّ مِنْ مَقَامِي هَذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَاتَّقِ اللهَ فِي خَلْقِهِ، وَاحْفَظْ مُحَمَّدًا فِي أُمَّتِهِ، وانْصَحْ نَفْسَكَ فِي رَعِيَّتِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ آخِذٌ سَطَوَاتِهِ وَانْتِقَامِهِ مِنْ أَهْلِ مَعَاصِيهِ " قَالَ: فَاضْطَرَبَ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى وَقَعَ عَلَى مُصَلًّى بَيْنَ يَدَيْ فِرَاشِهِ، فَقُلْتُ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا أَوَّلُ الصِّفَةِ، فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتَ ذُلَّ الْمُعَايَنَةِ ؟ " قَالَ: فَكَادَتْ نَفْسُهُ تَخْرُجُ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ لِلْخُصْيَيْنِ: أَخْرِجُوهُ فَقَدْ أَبْكَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ سُفْيَانُ رَحِمَهُ اللهُ: لَقَدْ أَبْلَغَ

7030 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَسْرَوَجَرْدِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ الْكَرِيمِ الْبَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبِيقٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الضُّرَيْسِ، قَالَ: دَخَلَ ابْنُ السَّمَّاكِ عَلَى هَارُونَ يَعْنِي الرَّشِيدَ، فَقَالَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلْ أَحَدًا فَوْقَكَ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَطْوَعَ مِنْكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

7031 - وَبِإِسْنَادِهِ نا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبِيقٍ، نا أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: دَخَلُ ابْنُ السَّمَّاكِ عَلَى هَارُونَ فَقَالَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَوَاضُعُكَ فِي شَرَفِكَ أَشْرَفُ مِنْ شَرَفِكَ "

7032 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الشَّافِعِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَاتِكٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ صَالِحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسَيَّبَ بْنَ سَعِيدٍ دَخَلْتُ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ فَقَالَ: عِظْنِي، فَقُلْتُ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَرْضَ لَكَ أَنْ يَجْعَلَ أَحَدًا فَوْقَكَ، فَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَكُونَ أَطْوَعَ لَهُ مِنْكَ " قَالَ: لَقَدْ بَالَغْتَ فِي الْمَوْعِظَةِ، وَإِنْ قَصَرْتَ فِي الْكَلَامِ

7033 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَيُّوبَ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ الْقَاضِي، يَقُولُ: قُلْتُ لِلْمَأْمُونِ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ رَجُلًا لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَحَدٌ يَخْشَاهُ لَحَقِيقٌ أَنْ يَتَّقِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " فَقَالَ الْمَأْمُونُ: صَدَقْتَ

7034 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ صَفْوَانَ، دَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: عِظْنِي يَا خَالِدُ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَرْضَ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ فَوْقَكَ، فَلَا يَرْضَى أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَوْلَى بالشُّكْرِ مِنْكَ " قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: هِيهِ يَا خَالِدُ، لَمْ يَرْضَ أَنْ يَكُونَ فَوْقِي فَوَاللهِ لَأَخَافَنَّهُ خَوْفًا، وَلَأَحْذَرَنَّهُ حَذَرًا، وَلَأَرْجُوَنَّهُ رَجَاءً، وَلَأُحِبَّنَّهُ مَحَبَّةً، وَلَأَشْكُرَنَّهُ شُكْرًا، وَلَأَحْمَدَنَّهُ حَمْدًا، يَكُونُ ذَلِكَ كُلُّهُ أَشَدَّ مَجْهُودِي، وَغَايَةَ طَاقَتِي، وَلَأَجْتَهِدَنَّ فِي الْعَدْلِ وَالنِّصَفَةِ والزُّهْدِ فِي فَانِي الدُّنْيَا لِزَوَالِهَا، والرَّغْبَةِ فِي بَقَاءِ الْآخِرَةِ لِدَوَامِهَا حَتَّى أَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَعَلِّي أَنْجُو مَعَ النَّاجِينَ، وَأَفُوزَ مَعَ الْفَائِزِينَ، وَبَكَى حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَتَرَكْتُهُ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَانْصَرَفْتُ

7035 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَجَّاجِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَشْكُرِيُّ، نا أَبُو يَعْلَى، نا الْأَصْمَعِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: " خَمْسَةُ أَشْيَاءَ تُقَبِّحُ الرَّجُلَ: الْفُتُوَّةُ فِي الشُّيوخِ، وَالْحِرْصُ فِي الْقُرَّاءِ، وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ فِي ذَوِي الْأَحْسَابِ، وَالْبُخْلُ فِي ذَوِي الْأَمْوَالِ، والْحِدَّةُ فِي السُّلْطَانِ "

7036 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ، قَالَ: قَالَ ذُو النُّونِ: " ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْخَيْرِ فِي السُّلْطَانِ: تَسْوِيَةُ الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ، وَرَفْعُ ظُلْمِ الْأَصْحَابِ عَنِ الرَّعِيَّةِ، وَيَقِي الْحِدَّةَ بِحُسْنِ الرَّحْمَةِ لِلْفَقِيرِ الْكَسِيرِ حَتَّى يَجْبُرَهُ "

7037 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا عُبَيْدُ اللهِ ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ، فَقَالَ: " اعْفِنِي مِنْ أَرْبَعٍ وَقُلْ بَعْدَهَا مَا شِئْتَ: لَا تَكْذِبْنِي، فَإِنَّ الْكَذُوبَ لَا رَأْيَ لَهُ، وَلَا تُجِبْنِي فِيمَا لَا أَسْأَلُكَ عَنْهُ، فَإِنَّ فِي الَّذِي أَسْأَلُكَ عَنْهُ شُغْلًا عَمَّا سِوَاهُ، وَلَا تُطْرِنِي فَإِنِّي أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْكَ، وَلَا تُحَمِّنِي عَلَى الرَّعِيَّةِ فَإِنِّي إِلَى الرِّفْقِ بِهِمْ وَالرَّحْمَةِ أَحَقُّ، وَرُوِيَ: لَا تُخِفَّنِي - يَعْنِي: لَا تُغْضِبْنِي - حَتَّى يَحْمِلَنِي الْغَضَبُ عَلَى خِفَّةِ الطَّيْشِ "

7038 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى التَّغْلِبِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي يَقُولُ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلٍ لَهُ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِذَا دَعَتْكَ قُدْرَتُكَ عَلَى النَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَاذْكُرْ قُدْرَةَ اللهِ عَلَيْكَ وَيُقَادُ مَا تَأْتِي وَمَا يَأْتُونَ إِلَيْكَ " قَالَ أَحْمَدُ: " وَفِي هَذَا الْمَعْنَى حَدِيثُ أَبِي مَسْعُودٍ فِي ضَرْبِهِ عَبْدَهُ، وَذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي بَابِ الْإِحْسَانِ إِلَى الْمَمَالِيكِ "

7039 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ: بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلًا فَقِيهًا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، كَيْفَ تَغَيَّرَتَ بَعْدَنَا ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " يَا أَبَا فُلَانٍ، فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتَنِي بَعْدَ ثَلَاثٍ وَقَدْ أُدْخِلْتُ قَبْرِي، وَقَدْ خَرَجَتِ الْحَدَقَتَانِ فَسَالَتَا عَلَى الْخَدَّيْنِ، وَتَقَلَّصَتِ الشَّفَتَانِ عَنِ الْأَسْنَانِ، وَخَرَجَ الصُّلْبُ مِنَ الدُّبُرِ ، وَانْفَتَحَ الْفَمُ، وَنَتَأَ الْبَطْنُ فَعَلَا الصَّدْرَ ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَمَا إِذَا أُلْهِمَتْ هَذَا نَفْسُكَ فَأَنْزِلْ عِبَادَ اللهِ مِنْكَ عَلَى ثَلَاثَةِ مَنَازِلٍ: أَمَّا مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ فَأَنْزِلْهُ كَأَنَّهُ أَبٌ لَكَ، وَأَمَّا مَنْ هُوَ بِسِنِّكَ فَأَنْزِلْهُ كَأَنَّهُ أَخٌ لَكَ، وَأَمَّا مَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْكَ فَأَنْزِلْهُ كَأَنَّهُ ابْنٌ لَكَ، فَأَيَّ هَؤُلَاءِ تُحِبُّ أَنْ تُسِيءَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ: " لَا إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ "

7040 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ الْأَفْرِيقِيُّ لِأَبِي جَعْفَرٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ السُّلْطَانَ سُوقٌ فَمَا رَاجَ عِنْدَهُ أُتِيَ بِهِ "

7041 - أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، سَبَلَانَ نا أَبُو حَمْزَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: " لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا مَا لَمْ تَقَعْ هَذِهِ الْأَهْوَاءُ فِي السُّلْطَانِ، لِأَنَّهُمْ يُؤَدِّبُونَ النَّاسَ وَيَذُبُّونَ عَنِ الدِّينِ، وَيَهَابُونَهُمْ - يَعْنِي النَّاسَ يَهَابُونَ السُّلْطَانَ - فَإِذَا كَانَتْ فِيهِمْ فَمَنْ يُؤَدِّبُهُمْ ؟ "

وَفِي تَارِيخِ الْبُخَارِيِّ، قَالَ إِسْحَاقُ: عَنْ عِيسَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ مَرْوَانَ بْنِ قَيْسٍ، سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: " لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا صَلُحَتْ أَئِمَّتُكُمْ " قَالَ أَحْمَدُ: " وَقَدْ رَوَيْنَاهُ فِي مَعْنَاهُ وَأَتَمُّ مِنْهُ مَا "

7042 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ مَوْتِهِ: " إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا اسْتَقَامَتْ لَهُمْ وُلَاتُهُمْ وَهُدَاتُهُمْ "

7043 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ خَالِهِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: " إِنَّمَا زَمَانُكُمْ سُلْطَانُكُمْ، فَإِذَا صَلُحَ زَمَانُكُمْ صَلُحَ سُلْطَانُكُمْ، وَإِذَا فَسَدَ سُلْطَانُكُمْ فَسَدَ زَمَانُكُمْ "

7044 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيَّةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ، امْرَأَةَ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، تَقُولُ: قَامَ يَحْيَى لَيْلَةً لِوِرْدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَعَدَ يَقْرَأُ مِنَ الْمُصْحَفِ فَذَكَرَ قِصَّتَهُ فِي دُخُولِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ الْأَمِيرِ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَيْهِ والْمُصْحَفُ فِي يَدِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قِرَاءَتِهِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ الَّتِي كَانَ افْتَتَحَهَا، ثُمَّ وَضْعَ الْمُصْحَفَ وَاعْتَذَرَ إِلَى الْأَمِيرِ، وَقَالَ: لَمْ أَشْتَغِلَ عَنْهُ تَهَاوُنًا بِحَقِّهِ، إِنَّمَا كُنْتُ افْتَتَحْتُ سُورَةً فَخَتَمْتُهَا، فَقَعَدَ عَبْدُ اللهِ سَاعَةً يُحَدِّثُهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: ارْفَعْ إِلَيْنَا حَوَائِجَكَ، فَقَالَ: " وَهَلْ يُسْتَغْنَى عَنِ السُّلْطَانِ أَيِّدْهُ اللهُ ؟ وَقَدْ وَقَعَتْ لِي حَاجَةٌ فِي الْوَقْتِ، فَإِنْ قَضَاهَا رَفَعْتُهَا "، فَقَالَ: نَقْضِيهَا مَا كَانَتْ، فَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: " قَدْ كُنْتُ أَسْمَعَ بِمَحَاسِنِ وَجْهِ الْأَمِيرِ، وَلَمْ أُعَايِنْهَا إِلَّا سَاعَتِي هَذِهِ، وحَاجَتِي إِلَيْهِ أَنْ لَا يَرْتَكِبَ مَا يُحْرِقُ هَذِهِ الْمَحَاسِنَ بِالنَّارِ "، فَأَخَذَ الْأَمِيرُ عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاهِرٍ فِي الْبُكَاءِ حَتَّى قَامَ يَبْكِي

7045 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ السَّاوِيُّ بِهَا، أنا أَبُو أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ بِجُرْجَانَ، نا أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ يَزِيدَ الْهَاشِمِيُّ الْمَنْصُورِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُهِسْتَانِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَرَّاقُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُصَيْنِيُّ، قَالُوا: نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْمَأْمُونِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَلْقُ عِيَالُ اللهِ، وَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ " قَالَ: فَصَاحَ بِهِ الْمَأْمُونُ: اسْكُتْ، أَنَا أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ مِنْكَ

حَدَّثَنِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَلْقُ عِيَالُ اللهِ، وَأَحَبُّ عِبَادِ اللهِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ " لَفْظُ الْقُهِسْتَانِيِّ

7046 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ مَنِيعٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِالشُّمَاسِيَّةِ وَهُوَ يُجْرِي الْحَلَبَةَ، وَمَعَهُ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا يَحْيَى أَمَا تَرَى ؟ أَمَا تَرَى ؟ ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللهِ، فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ " قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ بِهَذَا

7047 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمُجَاوِرُ بِمَكَّةَ، أنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الشَّرْمَقَانِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ، نا يُوسُفُ، نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللهِ، وَأَحَبُّ الْخَلْقِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ " تَفَرَّدَ بِهِ يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ

7048 - حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ الْخُزَاعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبُو صُهَيْبٍ النَّضْرُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَلْقُ عِيَالُ اللهِ، فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَى عِيَالِهِ "

7049 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ السِّمْسَارُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبٍ، نا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ

7050 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي التَّارِيخِ، أنا أَبُو مَعْشَرٍ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ فَرْوَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي حُمَيْدُ بْنُ فَرْوَةَ، قَالَ: لَمَّا اسْتَقَرَّتْ لِلْمَأْمُونِ الْخِلَافَةُ دَعَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ شَكْلَةَ، فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ الْمُؤَلِّبُ عَلَيْنَا يَدَّعِي الْخِلَافَةَ ؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْتَ وَلِيُّ الدَّارِ، والْمُحَكَّمُ فِي الْقِصَاصِ، وَالْعَفْوُ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى، وَقَدْ جَعَلَكَ اللهُ فَوْقَ كُلِّ ذِي ذَنْبٍ، كَمَا جَعَلَ كُلَّ ذِي ذَنْبٍ دُونَكَ، فَإِنْ أَخَذْتَ أَخَذْتَ بِحَقٍّ، وَإِنْ عَفَوْتَ عَفَوْتَ بِفَضْلٍ، وَلَقَدْ حَضَرْتُ أَبِي وَهُوَ جَدُّكَ، وَأُتِيَ بِرَجُلٍ وَكَانَ جُرْمُهُ أَعْظَمَ مِنْ جُرْمِي، فَأَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِقَتْلِهِ وَعِنْدَهُ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ "

فَقَالَ الْمُبَارَكُ: إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَأَنَّى فِي أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ حَتَّى أُحَدِّثَهُ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنَ الْحَسَنِ، قَالَ: إِيهِ يَا مُبَارَكُ ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَلَا لِيَقُومَنَّ الْعَافُونَ مِنَ الْخُلَفَاءِ إِلَى أَكْرَمِ الْجَزَاءِ، فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا " فَقَالَ الْخَلِيفَةُ: إِيهًا يَا مُبَارَكُ، قَدْ قَبِلْتُ الْحَدِيثَ بِقَبُولِهِ، وَقَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ: وَقَدْ قَبِلْتُ الْحَدِيثَ بِقَبُولِهِ، وَعَفَوْتُ عَنْكَ هَهُنَا، هَهُنَا يَا عُمَرُ

7051 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، نا حُسَامُ بْنُ الصِّدِّيقِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: كَلِمَةٌ نَفَعَ اللهُ بِهَا مُعَاوِيَةَ، سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَتَّبَعَ عَوْرَاتِ النَّاسِ يُفْسِدِ النَّاسَ، أَوْ كَادَ أَنْ يُفْسِدَ النَّاسَ " قَالَ أَحْمَدُ: " وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي بَابِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فِي عَفْوِ الْكِرَامِ، وَكَظْمِهِمُ الْغَيْظَ أَخْبَارًا كَثِيرَةً، وَحِكَايَاتٍ جُمَّةً تَلِيقُ عِنْدَهُ الْحِكَايَةُ، فَلْيَرْجِعْ إِلَيْهَا مَنْ أَرَادَهَا، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ "

فَصْلٌ فِي كَرَاهِيَةِ طَلَبِ الْإِمَارَةِ لِمَنْ كَانَ ضَعِيفًا يَخَافُ أَنْ لَا يُؤَدِّي فِيهَا الْأَمَانَةَ

7052 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ، بِهَا، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، وَأنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُنْقِذٍ الْخَوْلَانِيُّ، بِمِصْرَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشِنَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ " وَفِي رِوَايَةِ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ

وَرُوِّينَاهُ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ الْأَكْبَرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ اسْتَعْمَلَنِي، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبَيَّ ، ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا " " وَرُوِّينَا سَائِرَ مَا وَرَدَ فِي هَذَا الْبَابِ فِي كِتَابِ أَدَبِ الْقَاضِي مِنْ كِتَابِ السُّنَنِ، مَنْ أَرَادَهَا رَجَعَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللهُ "

فَصْلٌ فِي ذِكْرِ مَا وَرَدَ مِنَ التَّشْدِيدِ فِي الظُّلْمِ

7053 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي الْفَوَائِدِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

7054 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخَرَقِيُّ، بِبَغْدَادَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مِنْ حَدِيثِ شَبَابَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ

7055 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، قَالُوا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الشُّحُّ، أَمَرَهُمْ بِالْكَذِبِ فَكَذَّبُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ" قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ" قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" أَنْ يُهَرَاقَ دَمُكَ، وَيُعْقَرَ جَوَادُكَ" قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" تَهْجَرُ مَا كَرِهَ رَبُّكَ، وَهُمَا هِجْرَتَانِ، هِجْرَةٌ لِلْبَادِي، وَهِجْرَةٌ لِلْحَاضِرِ، فَأَمَّا هِجْرَةُ الْبَادِي: فَإِذَا دُعِيَ أَجَابَ، وَإِذَا أُمِرَ أَطَاعَ، وَأَمَّا هِجْرَةُ الْحَاضِرِ : فَأَشَدُّهُمَا بَلِيَّةً، وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا"

7056 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلُّوسَا الْأَسَدْ آبَادِيُّ بِهَا، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّارُ، نا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَزْدِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا زَائِدَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّهُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " لَفْظُ حَدِيثِ زَائِدَةَ، وَفِي رِوَايَةِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَنْ أَظْلَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ: " مَنْ ظُلِمَ لِغَيْرِهِ "

7057 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو شِهَابٍ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلٌ لِلْمَالِكِ مِنَ الْمَمْلُوكِ، وَوَيْلٌ لِلْمَمْلُوكِ مِنَ الْمَالِكِ، وَيْلٌ لِلْغَنِيِّ مِنَ الْفَقِيرِ، وَيْلٌ لِلْفَقِيرِ مِنَ الْغَنِيِّ، وَيْلٌ لِلشَّدِيدِ مِنَ الضَّعِيفِ، وَيْلٌ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ "

7058 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، نا هَاشِمُ بْنُ الْقِصَارِ، نا أَبُو صَالِحٍ، كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " أُحَرِّمُ عَلَيْكُمْ مَالَ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ "

7059 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الشِّيرَازِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ كَعْبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَةٌ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ "

7060 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ، نا أَبُو مُسْلِمٍ، نا أَبُو عَاصِمٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ: دَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ "

7061 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ اللهَ حَقَّهُ، وَإِنَّ اللهَ لَا يَمْنَعُ ذَا حَقٍّ حَقَّهُ "

7062 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ الْخَضِرَ بْنَ أَبَانَ الْهَاشِمِيَّ، نا سَيَّارٌ، نا جَعْفَرٌ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: " قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: مَا مِنْ مَظْلُومٍ دَعَا بِقَلْبٍ مُحْتَرِقٍ إِلَّا لَمْ يُنْهِ دَعْوَتَهُ حَتَّى تَصْعَدَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَتَنْزِلُ الْعُقُوبَةُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ أَوِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَأْخُذَ لَهُ وَلَمْ يَأْخُذْ لَهُ "

7063 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّصْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، نا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْأَوَّلِ الْكُوفِيُّ، قَالَ: قَتَادَةُ أَبُو مُعَاوِيَةَ

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الْبِسْطَامِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا بُرَيْدٌ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ثُمَّ قَرَأَ: { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [هود: 102] " لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ: " يُمْهِلُ "، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْفَضْلِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ

7064 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، نا أَبُو عَاصِمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، نا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْأَزْدِيُّ بْنُ الدَّنِّ الدَّنِّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، نا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، نا إِسْرَائِيلُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ نَظْرَةً تُخِيفُهُ أَخَافَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: " مَنْ نَظَرَ إِلَى مُسْلِمٍ نَظْرَةً يُخِيفُهُ بِهَا أَخَافَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

7065 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْأَدِيبُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ وَاسْمُهُ يَسَارٌ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ يُكْنَى أَبَا يَسَارٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ تَنَاوَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِيهِ، فَقَالُوا: أَغْضَبْتَ الْأَمِيرَ ؟ فَقَالَ خَالِدٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

7066 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحِرَفِيُّ، أنا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ الْقَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ السَّدُوسِيُّ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ فَلْيَتَحَلَّلْهَا مِنْ صَاحِبِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُ حِينَ لَا يَكُونُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ فَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَتْ عَلَيْهِ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ آدَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ

7067 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، أنا مُسَدَّدٌ، نا خَالِدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، نا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ إِبْلِيسَ يَئِسَ أَنْ تُعْبَدَ الْأَصْنَامُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ، وَلَكِنَّهُ سَيَرْضَى بِدُونِ ذَلِكَ مِنْكُمْ: بِالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، وَهِيَ الْمُوبِقَاتُ ، فَاتَّقُوا الْمَظَالِمَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ مَا يَرَى أَنَّهُ تُنْجِيهِ، فَلَا يَزَالُ عَبْدٌ يَقُومُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ فُلَانًا ظَلَمَنِي مَظْلَمَةً، فَيُقَالُ: امْحُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ "

7068 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَعْضِ الطَّائِيِّينَ، عَنْ رَافِعِ الْخَيْرِ الطَّائِيِّ قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فِي غَزَاةٍ، فَلَمَّا أَقْفَلْنَا قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوْصِنِي قَالَ: أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ لِوَقْتِهَا، وَأَدِّ زَكَاةَ مَالِكَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، واحْجُجِ الْبَيْتَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْهِجْرَةَ فِي الْإِسْلَامِ حَسَنٌ وَأَنَّ الْجِهَادَ فِي الْهِجْرَةِ حَسَنٌ، وَلَا تَكُونَنَّ أَمِيرًا " فذَكَرَ الْحَدِيثَ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْإِمَارَةَ الَّتِي تَرَى الْيَوْمَ سِيرَةٌ قَدْ أَوْشَكَتْ أَنْ تَفْشُوَ وَتَكْثُرَ، حَتَّى يَنَالَهَا مَنْ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ، وَإِنَّهُ مَنْ يَكُنْ أَمِيرًا فَإِنَّهُ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ حِسَابًا، وأَغْلَظِهِ عَذَابًا، وَمَنْ لَا يَكُونُ أَمِيرًا فَإِنَّهُ مِنْ أَيْسَرِ النَّاسِ حِسَابًا، وَأَهْوَنِهِ عَذَابًا ؛ لِأَنَّ الْأُمَرَاءَ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْ ظُلْمِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ يَظْلِمِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّمَا يَخْفِرُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، هُمْ جِيرَانُ اللهِ، وَهُمْ عِبَادُ اللهِ، وَاللهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَتُصَابُ شَاةُ جَارِهِ أَوْ بَعِيرُ جَارِهِ فَيَبِيتُ وَارِمَ الْعَضَلِ، يَقُولُ: شَاةُ جَارِي أَوْ بَعِيرُ جَارِي، وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يَغْضَبَ لِجِيرَانِهِ "

7069 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ الْمُذَكِّرُ، نا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، نا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدَّوَاوِينُ ثَلَاثَةٌ: دِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللهُ: الْإِشْرَاكُ بِاللهِ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } [النساء: 48] وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُهُ اللهُ: ظُلْمُ الْعِبَادِ فِيمَا بَيْنَهُمْ حَتَّى يَقْتَصَّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَدِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِ: ظُلْمُ الْعِبَادِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ، فَذَاكَ إِلَى اللهِ: إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ تَجَاوَزَ عَنْهُ "

7070 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ، نا أَبُو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِنِي، نا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَذَّاءُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، نا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدَّوَاوِينُ ثَلَاثَةٌ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرَهُ اللهُ، وَدِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَدَعُ اللهُ مِنْهُ شَيْئًا، فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُ اللهُ مِنْهُ شَيْئًا: فَالْإِشْرَاكُ بِاللهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: { مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ } [المائدة: 72]، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِ شَيْئًا: فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، كُلُّ عَمَلٍ هُوَ لِلَّهِ خَالِصٌ لَيْسَ لِلْعِبَادِ مِنْهُ نَصِيبٌ فَإِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَغْفِرَهُ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَدَعُ اللهُ مِنْهُ شَيْئًا: فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، هُوَ قِصَاصٌ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

7071 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيُّ، نا تَمِيمٌ الْبَجَلِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ خَرَجَ يَسِيرُ فِي مَمْلَكَتِهِ وَهُوَ مُسْتَخْفٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى نَزَلَ عَلَى رَجُلٍ لَهُ بَقَرَةٌ، فَرَاحَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْبَقَرَةُ فَإِذَا حِلَابُهَا مِقْدَارُ حِلَابِ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً، فَحَدَّثَ الْمَلِكُ نَفْسَهُ أَنْ يَأْخُذَهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ غَدَا بِالْبَقَرَةِ إِلَى مَرْعَاهَا، ثُمَّ رَاحَتْ فَحُلِبَتْ يَنْقُصُ لَبَنُهَا عَلَى النِّصْفِ، وَجَاءَ مِقْدَارَ حِلَابِ خَمْسَ عَشْرَةَ بَقَرَةً، فَدَعَا الْمَلِكُ صَاحِبَ مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي مِمَّنْ بَقَرَتُكَ هَذِهِ ؟ أَرَعَتِ الْيَوْمَ فِي غَيْرِ مَرْعَاهَا بِالْأَمْسِ ؟ أَوْ شَرِبَتْ فِي غَيْرِ مَشْرَبِهَا بِالْأَمْسِ ؟ فَقَالَ: لَا مَا رَعَتْ فِي غَيْرِ مَرْعَاهَا بِالْأَمْسِ، وَلَا شَرِبَتْ فِي غَيْرِ مَشْرَبِهَا بِالْأَمْسِ، قَالَ: فَقَالَ: مَا بَالُ لَبَنِهَا نَقَصَ عَلَى النِّصْفِ ؟ قَالَ: رَأَى الْمَلِكُ هُوَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَنَقَصَ لَبَنُهَا، فَإِنَّ الْمَلِكَ إِذَا ظَلَمَ أَوْ هَمَّ بِالظُّلْمِ ذَهَبَتِ الْبَرَكَةُ، قَالَ: وَأَنْتَ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ الْمَلِكَ ؟ قَالَ: هُوَ ذَاكَ كَمَا قُلْتُ لَكَ، قَالَ: فَعَاهَدَ الْمَلِكُ رَبَّهُ فِي نَفْسِهِ أَنْ لَا يَأْخُذَهَا وَلَا يَمْلِكَهَا، وَلَا تَكُونَ لَهُ فِي مُلْكٍ أَبَدًا، قَالَ: فَغَدَتِ الْبَقَرَةُ فَرَعَتْ، ثُمَّ رَاحَتْ ثُمَّ حُلِبَتْ فَإِذَا لَبَنُهَا قَدْ عَادَ عَلَى مِقْدَارِ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً، قَالَ: فَقَالَ الْمَلِكُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ فَاعْتَبَرَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمَلِكَ إِذَا ظَلَمَ أَوْ هَمَّ بِالظُّلْمِ ذَهَبْتِ الْبَرَكَةُ، لَا جَرَمَ، لَأَعْدِلَنَّ أَوْ لَأَكُونَنَّ عَلَى أَفْضَلِ أَوْ نَحْوٌ مِنْ ذَلِكَ "

7072 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَبِّ أَمْهَلْتَ فِرْعَوْنَ أَرْبَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى، وَيُكَذِّبُ بِآيَاتِكَ، وَيَجْحَدُ رُسُلَكَ، فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: إِنَّهُ كَانَ حَسَنَ الْخُلُقِ، سَهْلَ الْحِجَابِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُكَافِئَهُ "

7073 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، نا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، أنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَظْلِمَهُ لَرَجُلٌ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَسْتَعِينُهُ عَلَيَّ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " وَفِي رِوَايَةِ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أُعْلِمَهُ مَنْ لَا يَسْتَغِيثُ عَلَيَّ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ "

7074 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَادَ الْجُعَلُ أَنْ يُعَذَّبَ فِي جُحْرِهِ بِذَنْبِ ابْنِ آدَمَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: وَلَوْ يُؤَاخَذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ "

7075 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ عُبْدُوسُ بْنُ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ، نا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَكِيمٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ جَابِرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: إِنَّ الظَّالِمَ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " بَلَى وَاللهِ، حَتَّى الْحُبَارَى لَتَمُوتُ فِي وَكْرِهَا هُزَالًا لَظُلْمِ الظَّالِمِ "

7076 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " مَرَّ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْأَسَدِ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ فَخَمَشَهُ الْأَسْدُ، فَبَاتَ سَاهِرًا، فَشَكَا نُوحٌ ذَلِكَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: إِنِّي لَا أُحِبُّ الظُّلْمَ "

7077 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ، وَأَبُو عُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ قَالُوا: نا حَمْزَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ، وَسَمِعَ يَدْعُو رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ ظَلَمَهُ، فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: " كِلِ الظَّالِمَ إِلَى ظُلْمِهِ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنْ دُعَائِكَ عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يَتَدَارَكَهُ بِعَمَلٍ، وَقَمِنٌ أَنْ لَا يَفْعَلَ "

7078 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا الرُّصَافِيُّ، قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَرْوَانَ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: " كُفَّ عَنْهُمْ، فَوَاللهِ لَأَعْمَالُهُمْ لَتُسْرِعُ فِيهِمْ مِنَ السُّيُوفِ الْمُشْهَرَةِ عَلَيْهِمْ "

7079 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مَحْمَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا يَزِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ: يَا دَاوُدُ، قُلْ لِلظَّلَمَةِ: لَا تَذْكُرُونِي، فَإِنَّ حَقًّا عَلَيَّ أَنَّ مَنْ ذَكَرَنِي أَذْكُرْهُ، وَإِنَّ ذِكْرِي إِيَّاهُمْ أَنْ أَلْعَنْهُمْ "

7080 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَلُّوَيْهِ الدَّقَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ . . . .، نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَظْلِمُ رَجُلًا مَظْلَمَةً فِي الدُّنْيَا لَا يَقُصَّهُ مِنْ نَفْسِهِ إِِلَّا أَقَصَّهُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

7081 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْحَمَامِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الصَّائِغُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ : " أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقِ اللهَ فِيمَنْ وُلِّيتَ أَمْرَهُ، وَلَا تَأْمَنْ مِنْ مَكْرِهِ فِي تَأْخِيرِ عُقُوبَتِهِ، فَإِنَّمَا يُعَجِّلُ الْعُقُوبَةَ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ "

7082 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ بِالرِّيِّ، نا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا أَبُو النَّضْرِ الدِّمَشْقِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ: " مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبِيتَ حِينَ تَبِيتَ وَأَنْتَ نَقِيُّ الْكَفِّ مِنَ الدَّمِ الْحَرَامِ، خَمِيصُ الْبَطْنِ مِنَ الطَّعَامِ الْحَرَامِ، خَفِيفُ الظَّهْرِ مِنَ الْمَالِ الْحَرَامِ فَافْعَلْ، فَإِنْ فَعَلْتَ فَلَا سَبِيلَ عَلَيْكَ { إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } [الشورى: 42] وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ "

7083 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ، نا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ: أَنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيَّ، لَمَّا حُبِسَ كَتَبَ مِنَ الْحَبْسِ إِلَى الرَّشِيدِ:" إِنَّ كُلَّ يَوْمٍ يَمْضِيَ مِنْ يَوْمِي يَمْضِيَ مِنْ نِعْمَتِكَ مِثْلُهُ، والْمَوْعِدُ الْمَحْشَرُ، وَالْحَكَمُ الدَّيَّانُ، وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِأَبْيَاتٍ كَتَبَ بِهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ:
أَمَا وَاللهِ إِنَّ الظُّلْمَ شُؤْمٌ ... وَمَا زَالَ الْمُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي ... وَعِنْدَ اللهِ تَجْتَمِعُ الْخُصُومُ
تَنَامُ وَلَمْ تَنَمْ عَنْكَ الْمَنَايَا ... تَنَبَّهْ لِلْمَنِيَّةِ يَا نَؤُومُ
لِأَمْرٍ مَا تَصَرَّمَتِ اللَّيَالِي ... لِأَمْرٍ مَا تَحَرَّمَتِ النُّجُومُ"

7084 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ لَقِيَهُ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَلْقَانِي النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فَمَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَلْقَوْنِي؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَنَا دَوَابُّ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَيْنَ النَّوَاضِحُ؟ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: عَقَرْنَاهَا فِي طَلَبِكَ وَطَلَبِ أَبِيكَ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا:" إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ أَثَرَةً بَعْدِي" قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمْرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ حَتَّى نَلْقَاهُ، قَالَ: فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْهُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ:"
[البحر الوافر]
أَلَا أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ ... أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِنَا كَلَامِي
فَإِنَّا صَابِرُونَ وَمُنْظِرُوكُمْ ... إِلَى يَوْمِ التَّغَابُنِ والْخِصَامِ"

7085 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَعْنِ بْنِ السُّمَيْدِعِ الضَّبِّيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ يُنْشِدُ:"
[البحر البسيط]
النُّصْحُ مِنْ رُخْصَةٍ فِي النَّاسِ مَجَّانُ ... وَالْغِشِّ غَالٍ لَهُ فِي النَّاسِ أَثْمَانُ
الْعَدْلُ نُورٌ وَأَهْلُ الْجَوْرِ قَدْ كَثُرُوا ... ولِلظَّلُومِ عَلَى الْمَظْلُومِ أَعْوَانُ
تَفَاسَدَ النَّاسُ وَالْبَغْضَاءُ ظَاهِرَةٌ ... فَالنَّاسُ فِي غَيْرِ ذَاتِ اللهِ إِخْوَانُ
وَالْعِلْمُ فَاشٍ وَقَلَّ الْعَامِلُونَ بِهِ ... والْعَامِلُونَ لِغَيْرِ اللهِ أَقْرَانُ"

7086 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ الْعُقَيْلِيَّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، سَمِعْتُ حَمْدُونَ الْقَصَّارَ يَقُولُ: " احْذَروا أَنْ لَا يَكُونَ أَيَّامُ مَغْزَاكُمْ أَعْيَادَ الْمُسْلِمِينَ "

7087 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْعَبْسِيُّ، أنا . . . . . ابْنُ مُحَمَّدٍ الْغَسَّانِيُّ، أَنْشِدْنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ لِمَحْمُودٍ الْوَرَّاقِ:"
[البحر الكامل]
إِنِّي شَكَرْتُ لِظَالِمِي ظُلْمِي ... وَغَفَرْتُ ذَاكَ لَهُ عَلَى عِلْمِي
وَرَأَيْتُهُ أَسْدَى إِلَيَّ يَدًا ... لَمَّا أَبَانَ بِجَهْلِهِ حِلْمِي
رَجَعَتْ إِسَاءَتُهُ عَلَيْهِ وَإِحْسَانِي ... فَرَاحَ مُضَاعَفَ الْجُرْمِ
وَغَدَوْتُ ذَا أَجْرٍ وَمَحْمَدَةٍ ... وَغَدَا بِكَسْبِ الذَّمِّ وَالْإِثْمِ
فَكَأَنَّمَا الْإِحْسَانُ كَانَ لَهُ ... وَأَنَا الْمُسِيءُ إِلَيْهِ فِي الْحِلْمِ
مَا زَالَ يَظْلِمُنِي وَأَرْحَمُهُ ... حَتَّى بَكَيْتُ لَهُ مِنَ الظُّلْمِ"

7088 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، أَنْشَدَنِي هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ، أَنْشَدَنِي إِسْحَاقُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، أَنْشَدَنِي عَمِّيَ يُونُسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ:"
[البحر الوافر]
فَلَا تَعْجَلْ عَلَى أَحَدٍ بِظُلْمٍ ... فَإِنَّ الظُّلْمَ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ
وَلَا تَفْحَشْ وَإِنْ بُلِّيتَ ظُلْمًا ... عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّ الْفُحْشَ لُومُ
وَلَا تَقْطَعْ أَخًا لَكَ عِنْدَ ذَنْبٍ ... فَإِنَّ الذَّنْبَ يَغْفِرُهُ الْكَرِيمُ
وَلَكِنْ دَارِ عَوْرَتَهُ بِرِفْقٍ ... كَمَا قَدْ تُرْقَعُ الْخِلَقُ الْقَدِيمُ
وَلَا تَجْزَعْ لِرَيْبِ الدَّهْرِ وَاصْبِرْ ... فَإِنَّ الصَّبْرَ فِي الْعُقْبَى سَلِيمُ
فَمَا جَزْعٌ لِيُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ... وَلَا مَا فَاتَ تُرْجِعُهُ الْهُمُومُ"

الْخَمْسُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ: وَهُوَ بَابٌ فِي التَّمَسُّكِ بِمَا عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } [آل عمران: 103] "

7089 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، نا الْقَعْنَبِيُّ، فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، رَضِيَ لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " لَيْسَ فِي رِوَايَةِ مَالِكٍ: " وَلَا تَفَرَّقُوا "، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ

7090 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ أَمَرَنِي اللهُ تَعَالَى بِهِنَّ: الْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ - أَوِ الْإِيمَانِ مِنْ عُنُقِهِ، أَوِ الْإِيمَانِ مِنْ رَأْسِهِ - إِلَّا أَنْ يُرَاجِعَ، وَمَنْ دَعَا دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ فَهُوَ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ؟ قَالَ: " وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، تَدَاعَوْا بِدَعْوَى اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ بِهَا الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللهِ "

7091 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي رِيَاحٍ الْقَيْسِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَرَجَ مِن الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ فَهِيَ مِيتَةُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ خَرَجَ مِنَْ أُمَّتِي بِظُلْمِ بَرِّهَا وَفَاجِرِهَا لَا يَحْتَشِمُ - أَوْ قَالَ: لَا يَتَحَاشَى - مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةِ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيَّةِ، وَيَنْصُرُ لِلْعَصَبِيَّةِ، وَيَدْعُو لِلْعَصَبِيَّةِ فَقِتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ - أَوْ قَالَ: مَيْتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ - شَكَّ أَبُو مُحَمَّدٍ

7092 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةِ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيَّةِ ، وَيُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا ، لَا يَتَحَاشَى عَنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي بِذِي عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّي " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ وَغَيْرِهِ

7093 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْأَهْوَازِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَعَارِمٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُسَدَّدٌ، قَالُوا: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَقَالَ مُسَدَّدٌ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، نا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً "

7094 - قَالَ: وَنا بِهِ مُسَدَّدٌ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ عَارِمٍ، عَنْ حَمَّادٍ

7095 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ، نا الْفُضَيْلُ بْنُ فَضَالَةَ، أَنَّ حَبِيبَ بْنَ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَنَّ الْمِقْدَامَ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَطِيعُوا أُمَرَاءَكُمْ، فَإِنْ أَمَرُوكُمْ بِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ، فَإِنَّهُمْ يُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ وَتُؤْجَرُونَ بِطَاعَتِهِمْ، وَإِنْ أَمَرُوكُمْ بِشَيْءٍ مِمَّا لَمْ آتِكُمْ بِهِ فَهُوَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتُمْ بُرَآءُ مِنْ ذَلِكَ، إِذَا لَقِيتُمُ اللهَ قُلْتُمْ: رَبَّنَا لَا ظُلْمَ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا لَا ظُلْمَ، أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَأَطَعْنَاهُ - يَعْنِي بِإِذْنِكَ - واسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا خَلَفًا فَأَطَعْنَاهُمْ بِإِذْنِكَ، وَأَمَّرْتَ عَلَيْنَا أُمَرَاءَ فَأَطَعْنَاهُمْ بِإِذْنِكَ فَيَقُولُ: صَدَقْتُمْ هُوَ عَلَيْهِمْ، وَأَنْتُمْ مِنْهُ بُرَآءُ "

7096 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: : سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَنَا حَقَّهُمْ، وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ

وَرُوِّينَا فِي، حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِخْبَارِهِ عَنْ أَئِمَّةٍ لَا يَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ، قَالَ: " تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، فَإِنْ ضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ "

7097 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: وَأنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، نا الْحَسَنُ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَيَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ بَعْدِي، تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نُقَاتِلُهُمْ ؟ قَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا " قَالَ قَتَادَةُ: " يَعْنِي مَنْ أَنْكَرَ بِقَلْبِهِ وَكَرِهَ بِقَلْبِهِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، وَرُوِّينَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ: " فَمَنْ أَنْكَرَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ بَرِئَ ": وَقَدْ ذَهَبَ زَمَانُ هَذِهِ، " وَمَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ " فَقَدْ جَاءَ زَمَانُ هَذِهِ

7098 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِي، أنا أَبُو أَحْمَدِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، أنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: " أَلَا تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ " قَالَ: " إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَحَسَنٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنَ السُّنَةِ أَنْ تَرْفَعَ السِّلَاحَ عَلَى إِمَامِكَ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَالْإِمَامُ الْعَادِلُ طَاعَتُهُ وَاجِبَةٌ، ومُخَالَفَتُهُ حَرَامٌ، والثَّبَاتُ عَلَى عَهْدِهِ وَعَقْدِهِ فَرْضٌ، وَأَمَّا الْجَائِرُ فَمَنْ قَالَ: إِنَّ الْفِسْقَ لَا يُنَاقِضُ الْإِمَامَةَ احْتَجَّ بِظَوَاهِرِ هَذِهِ الْأَخْبَارِ، وَقَالَ: إِنَّهَا نَطَقَتْ بِإِيجَابِ الطَّاعَةِ لِلْعَادِلِ وَالْجَائِرِ، وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ . وَمَنْ قَالَ: إِنَّ الْفِسْقَ يُنَاقِضُ الْإِمَامَةَ، قَالَ: إِنَّ ذِكْرَ الْإِمَامِ الْجَائِرِ مُنْفَرِدًا عَنِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ لَيْسَ إِلَّا أَنَّ الْجَائِرَ إِمَامٌ فِي صُورَةِ أَمْرِهِ، وَظَاهَرِ حَالِهِ دُونَ إِثْبَاتِ أَنْ يَكُونَ إِمَامًا بِالْإِطْلَاقِ كَالْعَادِلِ، وَعَرَفْنَا أَنَّ مُفَارَقَتَهُ وَنَبْذَ طَاعَتِهِ - إِذَا كَانَتْ لَا تَكُونُ إِلَّا بِنَقْضِ الْجَمَاعَةِ - وَجَبَتْ طَاعَتُهُ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مُفَارَقَتَهُ إِذَا أَمْكَنَتْ بِغَيْرِ نَقْضِ الْجَمَاعَةِ وَجَبَتْ مُفَارَقَتُهُ، وَمَعْنَى مُفَارَقَةِ الْجَمَاعَةِ أَنَّ الْجُمْهُورَ إِذَا كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ فِسْقَهُ لَا يُنَاقِضُ إِمَامَتَهُ، وَكَانَ نَفَرٌ يَسِيرٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ يُنَاقِضُهَا فَهَؤُلَاءِ النَّفَرُ الْيَسِيرُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَبُوحُوا بِمَا فِي نُفُوسِهِمْ ؛ لِأَنَّ الْجُمْهُورَ يُخَالِفُونَهُمْ وَيَرُدُّونَهُمْ عَنْ رَأْيِهِمْ، فَإِمَّا أَنْ تَقَعَ الْفُرْقَةُ، وَإِمَّا أَنْ تُصِيبَهُمْ مِنَ الْإِمَامِ مَعَرَّةٌ اسْتِظْهَارًا مِنْهُ بِالْجُمْهُورِ، فَيَكُونُوا قَدْ تَعَرَّضُوا مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُونَهُ، وَذَلِكَ مِمَّا قَدْ نُهُوا عَنْهُ، وَهَكَذَا إِنْ كَانَ أَهْلُ الرَّأْيِ يَرَوْنَ أَنَّ الْفِسْقَ يُنَاقِضُ الْإِمَامَةَ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُمْكِنْهُمْ أَنْ يُخَالِفُوهُ لِأَنَّ الْجُنْدَ قَدْ أَلِفُوهُ، فَإِنْ أَظْهَرُوا لَهُمْ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الرَّأْيِ اضْطَرَبُوا وَمَاجُوا وَثَارَتِ الْفِتْنَةُ، فَسَبِيلُهُمْ أَنْ يَسْكُتُوا أَوْ يَلْزَمُوا الْجَمَاعَةَ . ثُمَّ بَسَطَ الْكَلَامَ فِي إِتْيَانِ الصَّلَوَاتِ وَإِقَامَتِهَا خَلْفَهُ - إِنْ أَقَامَهَا - وَدَفْعِ الصَّدَقَاتِ إِلَيْهِ - إِنْ طَلَبَهَا - وَالتَّرَافُعِ إِلَى مَنْ نَصَبَهُ قَاضِيًا، وَالْخُرُوجِ مَعَهُ فِي جِهَادِ الْكُفَّارِ، وَإِنْ كَانَ فِي دَفْعِ وَاحِدٍ مِثْلِهِ قَصَدَ بِالْقِتَالِ تَوْهِينَ الْمَدْفُوعِ، وَإِنْ كَانَ فِي دَفْعِ مَنْ قَصَدَهُ بِالْحَقِّ لِيُزِيلَهُ عَنْ مَكَانِهِ أَعَانَ أَهْلَ الْحَقِّ إِلَّا أَنْ يَرَى فِيهِمْ ضَعْفًا فَيَحْتَالُ فِي الْقُعُودِ إِنْ عُذِرَ فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يُعْذَرْ فِيهِ خَرَجَ مَعَهُ وَيَبْقَى الرَّمْيُ وَالضَّرْبُ وَالطَّعْنُ مَا أَطَاقَ "

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32