كتاب : شعب الإيمان
المؤلف : أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي

النَّارِ، وَكَذَلِكَ إِنْ خَشِيَ أَنْ يَكُونَ أَخْذُ اللهِ مِنْهُ مَا أَعْطَاهُ ابْتِلَاءً لَهُ وَاخْتِبَارًا، حَتَّى إِنْ صَبَرَ، وَاحْتَسَبَ أَثَابَهُ، وَإِنْ جَزِعَ وَاضْطَرَبَ وَلَمْ يُسَلِّمْ لِقَضَائِهِ زَادَهُ سَلْبًا فَخَافَ أَنَّ ذَلِكَ إِنْ كَانَ لَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ، وَكَانَ مِنْهُ بَعْضُ مَا لَا يُحِبُّهُ اللهُ تَعَالَى جَدُّهُ، وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ كَانَ إِشْفَاقُهُ وَكَرَاهِيَتُهُ لِهَذِهِ الْأُمُورِ فَهَذَا أَيْضًا مَحْمُودٌ . وَهَذَا خَوْفٌ يَنْشَأُ عَنِ التَّعْظِيمِ وَالْمَحَبَّةِ جَمِيعًا . وَأَمَّا الْمَذْمُومُ فَهُوَ أَنْ يَكُونَ خَوْفُهُ بَعْضَ هَذِهِ الْأُمُورِ لِحِرْصِهِ عَلَى مَالَهُ فِيهَا مِنَ الْمَنَافِعِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَشِدَّةِ رُكُونِهِ إِلَيْهَا، وَمَيْلِهِ إِلَى التَّكَثُّرِ بِمَالَهُ مِنْهَا، وَالتَّوَصُّلِ بِهَا إِلَى مَا يُرِيدُ وَيَهْوَى، كَانَ فِي ذَلِكَ رِضَى اللهِ أَوْ سَخَطِهِ . وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا مَذْمُومًا لِلْغَرَضِ الَّذِي عَنْهُ يَنْشَأُ هَذَا الْخَوْفُ، وَلِأَنَّ جَمِيعَ نِعَمِ اللهِ عِنْدَ الْعَبْدِ مِنْ مَالٍ وَوَلَدٍ وَمَا يُشْبِهُهُمَا إِنَّمَا هِيَ عَوَارٍ، وَالرَّكُونُ إِلَى الْعَوَارِي لَيْسَ مِنْ فِعْلِ الفضلاء وَالْمُخْلِصِينَ وَاللهُ أَعْلَمُ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَقَدْ جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ مَا يُؤَكِّدُ صِحَّةَ مَا قَالَهُ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي هَذَا الْفَصْلِ وَسِيَاقُ جَمِيعِ ذَلِكَ هَهُنَا يَطُولُ فَمِنْ ذَلِكَ مَا

963 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمٌ ذَا رِيحٍ، وَغَيْمٍ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقبل وَأَدْبَرَ فَإِذَا مُطِرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ قَالَتْ: فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي " وَيَقُولُ - إِذَا رَأَى الْمَطَرَ -: " رَحْمَةُ اللهُ " وَفِي رِوَايَةِ مُوسَى: " رَحْمَةٌ "، فَقَطْ وَقَالَ: عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ

964 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كُنْتُ أَصْنَعُ خُبْزَةً لَهُمْ فَسَمِعْتُ نَقِيضَ الْأَرْضِ، فَخَرَجْتُ فَإِذَا الْأَرْضُ قَدْ تَشَقَّقَتْ، وَإِذَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكُونَ وَيَدْعُونَ حَتَّى ذَهَبَتْ "

965 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ النَّضْرِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهَا كَانَتْ ظُلْمَةً عَلَى عَهْدِ أَنَسٍ حَتَّى كَانَ النَّهَارَ مِثْلُ اللَّيْلِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ مَا انْجَلَتْ فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَلْ كَانَ يُصِيبُكُمْ مِثْلُ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللهِ إِنْ " كَانَتِ الرِّيحُ لَتَشْتَدُّ فَنَبْتَدِرُ إِلَى الْمَسْجِدِ أَيُّنَا يَدْخُلُهُ أَوَّلًا "

966 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْخَلْقَانِيُّ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ بَكَّارٍ فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ لِي: " اسْكُتْ حَتَّى تَجُوزَ هَذِهِ السَّحَابَةُ، أَمَا تَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِيهَا حِجَارَةٌ نُرْمَى بِهَا "

967 - أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُقْرِئُ الْهَرَوِيُّ، بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الزُّهَيْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ هَارُونَ الْحَمَّالَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ الْمُحَاسِبِيَّ، يَقُولُ - وَذَكَرَ الْبَلَاءَ - فَقَالَ: هُوَ لِلْمُخَلِّطِينَ عُقُوبَاتٌ وَلِلتَّائِبِينَ طَهَارَاتٌ، وَلِلطَّاهِرِينَ دَرَجَاتٌ "

968 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ عَلِيَّ بْنَ عَثَّامٍ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَا تَبْلُ أَخْبَارَنَا " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى { وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } [محمد: 31] وَذَلِكَ فِيمَا يَبْتَلِيهُمْ بِهِ فِي الْجِهَادِ وَغَيْرِهِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ صَبْرُهُمْ فَخَافَ عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ أَنْ لَا يَقُومَ بِصَبْرِهِ فَقَالَ: اللهُمَّ لَا تَبْلُ أَخْبَارَنَا

الثَّاني عَشَرَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ بَابٌ فِي الرَّجَاءِ مِنَ اللهِ تَعَالَى وَفِيهِ فُصُولٌ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهُوَ عَلَى وُجُوهٍ أَحَدُهَا: رَجَاءُ الظَّفَرِ بِالْمَطْلُوبِ، وَالْوُصُولِ إِلَى الْمَحْبُوبِ وَالثَّانِي: رَجَاءُ دَوَامِهِ بَعْدَ مَا حَصَلَ، وَالثَّالِثُ: رَجَاءُ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ وَصَرْفِهِ كَيْ لَا يَقَعَ، وَالرَّابِعُ: رَجَاءُ الدَّفْعِ وَالْإِمَاطَةِ لَمَا قَدْ وَقَعَ، وَكُلُّ ذَلِكَ حَسَنٌ جَمِيلٌ عَلَى التَّفْصِيلِ الَّذِي سَأَذْكُرُهُ لِلدُّعَاءِ، وَإِذَا اسْتَحْكَمَ الرَّجَاءُ حَدَثَ عَنْهُ مِنَ التَّخَشُّعِ وَالتَّذَلُّلِ نَحْوَ مَا يَحْدُثُ عَنِ الْخَوْفِ إِذَا اسْتَحْكَمَ، لِأَنَّ الْخَوْفَ وَالرَّجَاءَ مُتَنَاسِبَانِ، إِذِ الْخَائِفُ فِي حَالِ خَوْفِهِ يَرْجُو خِلَافَ مَا يَخَافُهُ، وَيَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَيَسْأَلُهُ إِيَّاهُ، وَالرَّاجِي فِي حَالِ رَجَائِهِ خَائِفٌ خلاف مَا يَرْجُو، وَيَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْهُ، وَيَسْأَلُهُ صَرَفَهُ، وَلَا خَائِفَ إِلَّا وَهُوَ رَاجٍ، وَلَا رَاجِيَ إِلَّا وَهُوَ خَائِفٌ - وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ إِلَى أَنْ قَالَ - وَلِأَجْلِ تَنَاسُبِ الْأَمْرَيْنِ قَرَنَ اللهُ تَعَالَى بِهِمَا فِي غَيْرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِهِ فَقَالَ: { وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }: فَالْخَوْفُ: الْإِشْفَاقُ، وَالطَّمَعُ: الرَّجَاءُ، وَقَالَ فِي قَوْمٍ مَدَحَهُمْ وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ: { يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } [الإسراء: 57] وَقَالَ: { وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } [الأنبياء: 90]: فَالرَّغْبَةُ: الرَّجَاءُ، وَالرَّهْبَةُ: الْخَوْفُ "

969 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ جَمَاعَةٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

970 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: " كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ " قَالَ: أَرْجُو اللهَ، وَأَخَافُ ذُنُوبِي ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو وَأَمَّنَهُ مِمَّا يَخَافُ "

971 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ فَوَجَدَهُ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: " كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ " قَالَ: أَجِدُنِي أَخَافُ وَأَرْجُو، قَالَ: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ الَّذِي يَرْجُو مِنْهُ، وَأَمَّنَهُ مِنَ الَّذِي يَخَافُ " كَذَا قَالَهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ

وَرَوَاهُ أَبُو رَبِيعَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ: " كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ " قَالَ: أَجِدُنِي رَاغِبًا رَاهِبًا قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَجْتَمِعَانِ لِأَحَدٍ عِنْدَ هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَّا أَعْطَاهُ مَا رَجَا وَأَمَّنَهُ مِمَّا يَخَافُ "

972 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَفِيدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا بُهْلُولٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْحَسَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، اشْتَكَى فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعُودُهُ فَقَالَ: " كَيْفَ تَجِدُكَ يَا عُمَرُ ؟ " فَقَالَ: أَرْجُو وَأَخَافُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا اجْتَمَعَ الرَّجَاءُ وَالْخَوْفُ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ الرَّجَاءَ وَأَمَّنَهُ الْخَوْفَ "

973 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُنْقِذٍ، حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الرِّبَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ الْمَرِيضُ: لَقَدْ خِفْتُ اللهَ خَوْفًا حسبت أَنْ لَا يَقُومَ لِي بَعْدُ نِظَامٌ، وَرَجَوْتُ اللهَ رَجَاءً فَرَجَائِي فَوْقَ ذَلِكَ، فَقَالَ وَاثِلَةُ: اللهُ أَكْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أُقْسِمُ، الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ أَنْ لَا يَجْتَمِعَا فِي أَحَدٍ فِي الدُّنْيَا فَيُرَحْ رِيحَ النَّارَ، وَلَا يَفْتَرِقَا فِي أَحَدٍ فِي الدُّنْيَا فَيُرَيَّحْ رِيحَ الْجَنَّةِ "

974 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: عَادَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ يَزِيدَ بْنَ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيَّ وَقَدْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَقَالَ: يَا أَخِي كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ: أَجِدُنِي أَرْجُو وَأَخَافُ، قَالَ: لَهُ أَيُّهُمَا فِي نَفْسِكَ أَكْثَرُ ؟ قَالَ: الرَّجَاءُ، قَالَ وَاثِلَةُ: اللهُ أَكْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي "

975 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، حَدَّثَنِي حَيَّانُ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: قَالَ لِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ: قُدْنِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ فَإِنِّي قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ أَلَمًا نَزَلَ بِهِ، قَالَ: فَقُدْتُهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ثَقِيلٌ وَقَدْ وُجِّهَ - يَعْنِي نَحْوَ الْقِبْلَةِ - وَقَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ، قَالَ: نَادُوهُ، فَنَادَوْهُ فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ أَخُوكَ، قَالَ: فَأَبْقَى اللهُ مِنْ عَقْلِهِ أَنْ سَمِعَ أَنَّ وَاثِلَةَ قَدْ جَاءَ، فَمَدَّ يَدَهُ فَجَعَلَ يَلْتَمِسُ بِهَا، فَعَلِمْتُ مَا يُرِيدُ فَأَخَذْتُ كَفَّ وَاثِلَةَ فَجَعَلْتُهَا فِي كَفِّهِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ وَاثِلَةَ، ذَلِكَ لِمَوْضِعِ يَدِ وَاثِلَةَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ يَضَعُهَا مَرَّةً عَلَى صَدْرِهِ، وَمَرَّةً عَلَى وَجْهِهِ، وَمَرَّةً عَلَى فِيهِ، فَقَالَ وَاثِلَةُ: أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ شَيْءٍ أَسْأَلُكَ عَنْهُ ؟ كَيْفَ ظَنُّكَ بِاللهِ ؟ قَالَ: اعْتَرَضَتْنِي ذُنُوبٌ لِي أَشْفَيْتُ عَلَى هَلَكَةٍ، وَلَكِنْ أَرْجُو رَحْمَةَ اللهِ، فَكَبَّرَ وَاثِلَةُ وَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ بِتَكْبِيرِهِ وَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ "

976 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُلَقِّنُوا ، الْعَبْدَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ لِكَيْ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ "

977 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: " يَا مُعْتَمِرُ حَدِّثْنِي بِالرُّخَصِ لَعَلِّي أَلْقَى اللهَ وَأَنَا حَسَنُ الظَّنِّ بِهِ "

978 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْأَعْلَى التَّيْمِيَّ، يَقُولُ لِجَارٍ لَهُ قَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: " أَيَا فُلَانٍ لِيَكُنْ جَزَعُكَ لَمَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَكْثَرَ مِنْ جَزَعِكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَأَعِدَّ لَعَظِيمِ الْأُمُورِ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

979 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ بْنَ الْمُغَلِّسِ، يَقُولُ: " الْخَوْفُ أَفْضَلُ مِنَ الرَّجَاءِ مَادام الرَّجُلُ صَحِيحًا، فَإِذَا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَالرَّجَاءُ أَفْضَلُ مِنَ الْخَوْفِ "، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ يَا أَبَا الْحَسَنِ ؟ قَالَ: " لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي صِحَّتِهِ مُحْسِنًا عَظُمَ رَجَاؤُهَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَحَسُنَ ظَنُّهُ بِرَبِّهِ، وَإِذَا كَانَ فِي صِحَّتِهِ مُسِيئًا سَاءَ ظَنُّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَلَمْ يَعْظُمْ رَجَاؤُهُ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ خَوْفًا يَمْنَعُهُ مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَحْمِلُهُ عَلَى طَاعَتِهِ حَتَّى إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ عَظُمَ رَجَاؤُهُ فِي رَحْمَةِ رَبِّهِ، وَكَثُرَ طَمَعُهُ فِي إِحْسَانِ اللهِ ثِقَةً مِنْهُ بِوَعْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

980 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ التَّاجِرُ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أخبرنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ - قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِثَلَاثٍ -: " لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَأَفْضَلُ الرَّجَاءِ مَا تَوَلَّدَ مِنْ مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ وَمُجَانَبَةِ الْهَوَى " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

981 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَحْسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَإِنَّ الرَّبَّ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ "

982 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرّ‍زَّازُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي -: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْأَعْمَشِ

983 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ شَيْئًا قَطُّ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِاللهِ وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَا يُحْسِنُ عَبْدٌ بِاللهِ ظَنَّهُ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْخَيْرَ بِيَدِهِ "

984 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الصِّبْغَيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ وَلَدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَضَرَ مَلَكُ الْمَوْتِ رَجُلًا يَمُوتُ فَشَقَّ أَعْضَاءَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ عَمِلَ خَيْرًا، ثُمَّ شَقَّ قَلْبَهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ خَيْرًا، ثُمَّ فَكَّ لِحْيَيْهِ فَوَجَدَ طَرَفَ لِسَانِهِ لَاصِقًا بِحَنَكِهِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَغُفِرَ لَهُ بِكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ إِلَى النَّارِ فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى شَفَتِهَا الْتَفَتَ فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ يَا رَبِّ إِنْ كَانَ ظَنِّي بِكَ لَحَسَنٌ فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: رُدُّوهُ، فَأَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي "

985 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يُونُسَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ وَلَدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدَيْنِ إِلَى النَّارِ فَلَمَّا وَقَفَ أَحَدُهُمَا عَلَى شَفَتِهَا الْتَفَتَ فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنْ كَانَ ظَنِّي بِكَ لَحَسَنٌ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: رُدُّوهُ فَأَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَغَفَرَ لَهُ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَقَدْ ذُكِرَ فِي حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ تَعَالَى حِكَايَاتٌ فِي بَابِ التَّوْبَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ "

وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْقٍ إِنَّهُ قَالَ: " الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ عَمِلَ حَسَنَةً فَهُوَ يَرْجُو ثَوَابَهَا، وَرَجُلٌ عَمِلَ سَيِّئَةً ثُمَّ تَابَ فَهُوَ يَرْجُو الْمَغْفِرَةَ، وَالثَّالِثُ: الرَّجُلُ الْكَذَّابُ يَتَمَادَى فِي الذُّنُوبِ، ويَقُولُ: أَرْجُو الْمَغْفِرَةَ، وَمَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ بِالْإِسَاءَةِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ خوفه غَالِبًا عَلَى رَجَائِهِ "

986 - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارِنِيَّ، يَقُولُ: " إِذَا غَلَبَ الرَّجَاءُ عَلَى الْخَوْفِ فَسَدَ الْقَلْبُ "

987 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَبَانَةَ بِهَمْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ الْفَضْلِ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ " رَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرٍ، وَسُمَيْرٌ أَصَحُّ قَالَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُمَا

988 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ مُصَابٌ وَكَانَتْ تَكُونُ مِنْهُ الْكَلِمَةُ بَعْدَ الْكَلِمَةِ: الرَّجَاءُ بِلَا عَمَلٍ اجْتِرَاءٌ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

989 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ، يَقُولُ: " كَتَبْتُ إِلَى صِدِّيقٍ لِي أَنَّ الرَّجَاءَ فِي قَلْبِكَ، قَيْدٌ فِي رِجْلِكَ فَأَخْرِجِ الرَّجَاءَ مِنْ قَلْبِكَ تَحِلَّ الْقَيْدَ مِنْ رِجْلِكَ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا رَجَاءٌ غَلَبَ عَلَى الْخَوْفِ "

990 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ فَكَانَ يَقُولُ: " يَا عِبَادَ اللهِ أَكْرِمُوا وَأَجْمِلُوا، فَإِنَّمَا وَسِيلَةُ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ خَصْلَتَانِ: الْخَوْفُ، وَالطَّمَعُ "

991 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ } [الرعد: 6] فَقَالَ: " فَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ قَدْرَ مَغْفِرَةِ اللهِ وَرَحْمَةِ اللهِ وَعَفْوِ اللهِ وَتَجَاوُزِ اللهِ لَقَرَّتْ أَعْيُنُهُمْ، وَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ نَكَالَ اللهِ وَنِقَمَ اللهِ، وَبَأْسَ اللهِ، وَعَذَابَ اللهِ مَا رَقَأَ لَهُمْ دَمْعٌ وَلَا انْتَفَعُوا بِطَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ "

992 - وَسَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ السُّوسِيَّ، يَقُولُ: " الْعَابِدُ يَعْبُدُ اللهَ تَحْذِيرًا، وَالْعَارِفُ يَعْبُدُ اللهَ تَشْرِيفًا، وَالْعَالِمُ يَعْبُدُ اللهَ خَائِفًا وَرَاجِيًا "

993 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا الْغَلَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: " لَوْ وُزِنَ رَجَاءُ الْمُؤْمِنِ وَخَوْفُهُ مَا رَجَحَ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ "

994 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: " لَوْ وُزِنَ خَوْفُ الْمُؤْمِنِ وَرَجَاؤُهُ بِمِيزَانٍ تَرَبُّصَ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا نَبَطُ شَعْرٍ "

995 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ دَاوُدَ الثَّقَفِيَّ، حَدَّثَنَا نائلة سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ الْخَضِرِ الْقَطَّانَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: " لَوْ وُزِنَ خَوْفُ الْمُؤْمِنِ وَرَجَاؤُهُ، مَا زَادَ خَوْفُهُ عَلَى رَجَائِهِ وَلَا رَجَاؤُهُ عَلَى خَوْفِهِ "

996 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيَّ، يَقُولُ: " الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ هُمَا كَجَنَاحَيِ الطَّيِرِ إِذَا اسْتَوَيَا اسْتَوَى الطَّيْرُ وَتَمَّ طَيَرَانُهُ، وَإِذَا نَقَصَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا وَقَعَ منه النَّقْصُ، وَإِذَا ذَهَبَا جَمِيعًا صَارَ الطَّائِرُ فِي حَدِّ الْمَوْتِ "، لِذَلِكَ قِيلَ: " لَوْ وُزِنَ خَوْفُ الْمُؤْمِنِ وَرَجَاؤُهُ لَاعْتَدَلَا "

997 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلَامٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ قَدْ وَقَعَ فِي ثَنِيَّتِهِ الدَّمُ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْ كَثْرَةِ سُجُودِهِ لَيْلًا وَنَهَارًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ جِيرَانِهِ فَوَجَدَهُ قَدْ سَقَطَتْ ثَنِيَّتَاهُ وَهُوَ يَدْفِنُهُمَا، فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: دَخَلْتَ عَلَيَّ وَأَنَا أَدْفِنَ بَعْضِي ؟ فَقَالَ لَهُ الْجَارُ: لَا أَدْرِي الَّذِي أَنْتَ فِيهِ إِلَّا أَنِّي أَرْجُو اللهَ وَأَخَافُهُ، قَالَ مُسْلِمٌ: " يَا أَخِي مَا أَدْرِي مَا مَعْنَى الْخَوْفِ الَّذِي لَا يُبْعِدُ مِمَّا تَخَافُ، وَلَا أَدْرِي مَا مَعْنَى الرَّجَاءِ الَّذِي لَا يُقَرِّبُ مِمَّا تَرْجُو ؟ "

998 - وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلَامٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِمُسْلِمِ بْنِ سَيَّارٍ: عَلِّمْنِي كَلِمَةً تَجْمَعُ لِي مَوْعِظَةً نَافِعَةً قَالَ: " فَأَطْرَقَ طَوِيلًا "، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " لَا تُرِدْ بِعَمَلِكَ غَيْرَ مَنْ يَمْلِكُ ضَرَّكَ وَنَفْعَكَ " قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: " أَجْمِلْ رَجَاءَكَ وَلَا تَسْتَعْمِلْهُ، وَاسْتَشْعِرِ الْخَوْفَ وَلَا تُغْفِلْهُ " قَالَ: زِدْنِي قَالَ: " يَوْمَ الْعَرْضِ عَلَى رَبِّكَ لَا تَنْسَهُ " قَالَ: ثُمَّ سَقَطَ لِوَجْهِهِ مُكْفًا

999 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنُ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَعْنِي الْمُؤَدِّبَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، أَنَّهُ جَلَسَ وَرَجُلٌ مِنَ التَّابِعِينَ يَتَذَاكَرَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: " إِنِّي لَأَرْجُو وَأَخَافُ " ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: " إِنَّهُ مَنْ رَجَا شَيْئًا طَلَبَهُ وَإِنَّهُ مَنْ خَافَ مِنْ شَيْءٍ هَرَبَ مِنْهُ، وَمَا حَسْبُ امْرِئٍ يَرْجُو شَيْئًا لَا يَطْلُبُهُ وَمَا حَسْبُ امْرِئٍ يخاف شَيْئًا لَا يَهْرُبُ مِنْهُ ؟ "

1000 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْكَرَابِيسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يُنْشِدُه:"
مَا بَالُ دِينِكَ تَرْضَى أَنْ تُدَنِّسَهُ ... وَأَنَّ ثَوْبَكَ مَغْسُولٌ مِنَ الدَّنَسِ
تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا ... إِنَّ السَّفِينَةَ لَا تَجْرِي عَلَى الْيَبَسِ"

1001 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ فَارِسَ بْنَ عِيسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: " وَجَدْتُ حَجَرًا فَإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ: كُلُّ مُطِيعٍ مَسْتَأَنِسٌ، وَكُلُّ عَاصٍ مُسْتَوَحِشٌ، وَكُلُّ رَاجٍ طَالِبٌ، وَكُلُّ خَائِفٍ هَارِبٌ، وَكُلُّ مُحِبٍّ ذَلِيلٌ "

1002 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُلْوَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: " الْإِيمَانُ ثَلَاثَةٌ: الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، وَفِي جَوْفِ الْخَوْفِ تَرْكُ الذُّنُوبِ، وَفِيهِ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ، وَفِي جَوْفِ الرَّجَاءِ الطَّاعَةُ، وَفِيهِ وُجُوبُ الْجَنَّةِ ؛ وَفِي جَوْفِ الْمَحَبَّةِ احْتِمَالُ الْمَكْرُوهَاتِ، وَبِهِ تَجِدُ رِضَا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1003 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ، يَقُولُ: " كَيْفَ أَخَافُكَ وَأَنْتَ كَرِيمٌ ؟ وَكَيْفَ لَا أَرْجُوكَ وَأَنْتَ عَزِيزٌ ؟ فَأَنَا بَيْنَ خَوْفٍ يَقْطَعُنِي وَرَجَاءٍ يُوصِلُنِي، فَلَا رَجَائِي يَدَعُنِي أَمُوتُ خَوْفًا وَلَا خَوْفِي يَتْرُكْنِي فَأَحْيَى فَرِحًا "

1004 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ غَانِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الرُّومِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ، يَقُولُ: " مُسْتَقَى الْخَوْفُ مِنْ بَحْرِ عَدْلِهِ، وَمُسْتَقَى الرَّجَاءُ مِنْ بَحْرِ فَضْلِهِ، وَقَدْ سَبَقَ الْقَضَاءُ أَنَّ رَحْمَتَهُ سَبَقَتْ غَضَبَهُ "

1005 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشَّهْرَزُورِيَّ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي الْقَاسِمِ الْجُنَيْدِ وَابْنُ عَطَاءٍ حَاضِرٌ، وَرَجُلٌ فِي الْمَجْلِسِ قَدْ غَلَبَتْهُ شِدَّةُ الْخَوْفِ وَهُوَ يَرْجُفُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْقَاسِمِ الْجُنَيْدُ: لَا تُرَعْ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ تَبْدُوَ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِ الرَّحْمَةِ، فَإِذَا بِالْمُسِيءِ قَدْ لَحِقَ بِالْمُحْسِنِ، قَالَ ابْنُ عَطَاءٍ: حَتَّى تَبْدُوَ، قَالَ: فَغَضِبَ الْجُنَيْدُ وَقَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنَّهَا لَبَادِيَةٌ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي " قَالَ: فَسَكَتَ ابْنُ عَطَاءٍ

1006 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ تَعَالَى: سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي " مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ

1007 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ مِنْهَا رَحْمَةٌ يَتَرَاحَمُ بِهَا الْخَلْقُ وَتِسْعٌ وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ

1008 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الصَّالِحِيُّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُسَبِّحُ بْنُ حَاتِمٍ الْعَلْكِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مِائَةَ رَحْمَةٍ مِنْهَا رَحْمَةٌ فِي دَارِ الدُّنْيَا، فَمِنْ ثَمَّ يَعْطِفُ الرَّجُلُ عَلَى وَلَدِهِ، وَالطَّيْرُ عَلَى فِرَاخِهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صَيَّرَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ فَعَادَ بِهَا عَلَى الْخَلْقِ "

قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: " إِنَّ رَحْمَةً قَسَّمَهَا فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَأَصَابَنِي مِنْهَا الْإِسْلَامُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ رَحْمَةً مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ "

1009 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فِي مَرَضِهِ فَرَأَيْتُ عِنْدَهُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قُلْتُ لِشَهْرٍ: يَرْحَمُكَ اللهُ، زَوِّدْنِي زَوَّدَكَ اللهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ: عَبْدِي مَا عَبَدْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، وَلَمْ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ، وَلَوِ اسْتَقْبَلْتَنِي بِمِلْءِ الْأَرْضِ خَطَايَا وَذُنُوبًا اسْتَقْبَلْتُكَ بِمِلْئِهَا مَغْفِرَةً، أَغْفِرُ لَكَ وَلَا أُبَالِي "

1010 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبَانَةَ الشَّاهِدُ بِهَمَدَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ الْفَضْلِ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنَمٍ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا عَبْدِي مَا عَبَدْتَنِي وَرَجَوْتَنِي فَإِنِّي غَافِرٌ لَكَ مَا فِيكَ، وَيَا عَبْدِي إِنْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَمْ تُشْرِكْ بِي لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَآخِرُ هَذَا الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْعِبَادَةِ الَّتِي يُتَقَرَّبُ بِهَا الرَّجَاءُ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ، أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي كِتَابِ الْبَعْثِ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَغَيْرِهَا مَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ "

1011 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " يَا ابْنَ آدَمَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ إِنْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا بَعْدَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا أَلْقَاكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ؛ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تُذْنِبْ حَتَّى تَبْلُغَ ذُنُوبُكَ عِنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَسْتَغْفِرُنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي " وَهَكَذَا رَوَاهُ عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، وَالْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَقَوْلُهُ: دَعَوْتَنِي يُرِيدُ - وَاللهُ أَعْلَمُ -: دُعَاءَهُ إِيَّاهُ وَحْدَهُ لَا يَدْعُو مَعَهُ إِلَهًا آخَرَ وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ أَبِي ذَرٍّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ كَمَا

1012 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَعْنِي يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَجَزَاؤُهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا أَوْ أَزِيدُ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَجَزَاؤُهُ مَثَلُهَا أَوْ أَغْفِرُ لَهُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئًا جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَقَالَ: فِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ: فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ " وَقَالَ: فِي رِوَايَةِ أَبِي مُعَاوِيَةَ: " أَوْ أَزِيدُ "

1013 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، هَلْ يَضُرُّ مَعَهَا عَمَلٌ كَمَا لَا يَنْفَعُ مَعَ تَرْكِهَا عَمَلٌ ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: - وَذَكَرَ كَلِمَةً - عِشْ لَا تَغْتَرَّ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ بِهَذِهِ الْمَغْفِرَةِ فِي الْمُعَاقَبَةِ وَقَدْ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ الْعَظِيمَ، وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ عَلَى الْيَسِيرِ، وَقَدْ يَغْفِرُهُمَا لِمَنْ يَشَاءُ، وَقَدْ يُعَذِّبُ عَلَيْهِمَا مَنْ يَشَاءُ، ثُمَّ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أَنْ يَكُونَ رَجَاؤُهُ رَحْمَةَ اللهِ خَالِيًا عَنْ خَوْفِهِ عَذَابَ اللهِ لِيَكُونَ بِخَوْفِهِ مُنْتَهِيًا عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَبِرَجَائِهِ رَاغِبًا فِي طَاعَةِ اللهِ، وَقَدْ حَكَيْنَا عَنْ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ فِي حَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا فِيهِ كِفَايَةٌ كَمَا "

1014 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: " يَا بُنَيَّ ارْجُ اللهَ رَجَاءً لَا يُجَرِّئُكَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَخَفِ اللهَ خَوْفًا لَا يُؤَيِّسُكَ مِنْ رَحْمَتِهِ "

1015 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ ِابْنِهِ: " يَا بُنَيَّ ارْجُ اللهَ رَجَاءً لَا تَأْمَنْ فِيهِ مَكْرَهُ، وَخَفِ اللهَ مَخَافَةً لَا تَيْأَسُ فِيهَا مِنْ رَحْمَتِهِ " قَالَ: يَا أَبَتَاهُ، وَكَيْفَ أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ؟ وَإِنَّمَا لِي قَلْبٌ وَاحِدٌ، قَالَ: " الْمُؤْمِنُ كَذَا لَهُ قَلْبَانِ: قَلْبٌ يَرْجُو بِهِ، وَقَلَبٌ يَخَافُ بِهِ " " وَرُوِيَ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا فِي الْقُلْبَيْنِ مَعْنَى هَذَا وَهُوَ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ "

1016 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: لَأُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ قَالَ: إِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي ، ثُمَّ ذَرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ يَقْدِرْ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا ؛ فَفَعَلُوا بِهِ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ ؟ قَالَ: خَشِيتُكَ يَا رَبِّ - أَوْ قَالَ: مَخَافَتُكَ - فَغَفَرَ لَهُ "

قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: " هِيَ لِئَلَّا يَتَّكِلَ أَحَدٌ وَلَا يَيْأَسَ أَحَدٌ " وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

1017 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ بِأَوَّلِ مَا يَقُولُ اللهُ لِلْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِأَوَّلِ مَا يَقُولُونَ ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " يَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ: هَلْ أَحْبَبْتُمْ لِقَائِي ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: نَعَمْ يَا رَبَّنَا، فَيَقُولُ: لِمَ ؟ فَيَقُولُونَ: رَجَوْنَا عَفْوَكَ وَرَحْمَتَكَ ؛ فَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ لَكُمْ رَحْمَتِي "

1018 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " كَانَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرَ مِمَّنْ سَبَقَنِي فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَهْوَنَ سِيرَةً وَلَا أَقَلَّ تَشْدِيدًا مِنْهُمْ " " وَقَدْ جَاءَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ فِي التَّشْدِيدِ فِي الْأَمْنِ مِنْ مَكَرِ اللهِ وَالْيَأْسِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ "

1019 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: " الْكَبَائِرُ الْإِشْرَاكُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ "

1020 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: " مَنْ هَذَا ؟ " فَقَالُوا: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَقَالَتْ: " عُمَيْرُ بْنُ قَتَادَةَ ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَتْ: " أُحَدَّثُ أَنَّكَ تَجْلِسُ وَيُجْلَسُ إِلَيْكَ " قَالَ: بَلَى، يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: " فَإِيَّاكَ وَإِمْلَالَ النَّاسِ وَتَقْنِيطَهُمْ "

1021 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ فِي الْأُمَمِ يجْتَهِد فِي الْعِبَادَةِ، وَيُشَدِّدُ عَلَى نَفْسِهِ، وَيُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى، ثُمَّ مَاتَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَالِي عِنْدَكَ ؟ قَالَ: النَّارُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، فَأَيْنَ عِبَادَتِي وَاجْتِهَادِي ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: إِنَّكَ كُنْتَ تُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَتِي فِي الدُّنْيَا فَأَنَا أُقَنِّطُكَ الْيَوْمَ مِنْ رَحْمَتِي " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَلَعَلَّ هَذَا الرَّجُلَ كَانَ يَرَى النَّجَاةَ فِي عِبَادِتِهِ، وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهَا، وَلَا يَذْكُرُ مَغْفِرَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الذُّنُوبَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، بَلْ كَانَ يَسْتَبْعِدُهَا "

1022 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُؤَمَّلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، قَالَ: مَرَّ عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى قَاصٍّ وَهُوَ يُذَكِّرُ، فَقَالَ: " يَا مُذَكَّرُ لَا تُقَنِّطِ النَّاسَ "، ثُمَّ قَرَأَ: { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا } [الزمر: 53]

1023 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: " كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَذْكُرُ ذُنُوبَهُ فَيَخَافُ اللهَ مَخَافَةً تَنْفَرِجُ أَعْضَاؤُهُ وَمَفَاصِلُهُ مِنْ مَوَاضِعِهَا، ثُمَّ يَذْكُرُ رَحْمَةَ اللهِ عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ، وَرَأْفَتَهُ بِهِمْ فَيَرْجِعُ كُلُّ عُضْوٍ إِلَى مَوْضِعِهِ "

1024 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ الْقَسْمَلِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: " إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ مَنْ حَبَّبَنِي إِلَى عِبَادِي، وَأَخْبَرَهُمْ بِسِعَةِ رَحْمَتِي، وَإنَّ أَبْغَضَ عِبَادِي إِلَيَّ مَنْ قَنَّطَ عِبَادِي وَآيَسَهُمْ مِنْ رَحْمَتِي "

1025 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْمَغْرِبِيَّ، يَقُولُ: " مَنْ حَمَلَ نَفْسَهُ عَلَى الرَّجَاءِ تَعَطَّلَ، وَمَنْ حَمَلَ نَفْسَهَ عَلَى الْخَوْفِ قَنَطَ ، وَلَكِنْ سَاعَةً وسَاعَةً وَمَرَّةً وَمَرَّةً "

1026 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تُرَابٍ أَحْمَدَ بْنَ حَمْدُونَ الْقَصَّارَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي وَسُئِلَ عَنِ الْمَلَامَةِ، فَقَالَ: " خَوْفُ الْقَدَرِيَّةِ وَرَجَاءُ الْمُرْجِئَةِ "

1027 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ تَمْتَامٌ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: يَا مُحَمَّدُ لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي ؟ فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَبْشِرُوا، وَقَارِبُوا ، وَسَدِّدُوا " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ خَوْفُهُ بِحَيْثُ يُؤَيِّسُهُ وَيُقَنِّطُهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، كَمَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَجَاؤُهُ بِحَيْثُ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ، أَوْ يُجَرِّئُهُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1028 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، بِالرَّقَّةِ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيِّ الْأُسَيِّدِيِّ الْكَاتِبِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَّرَنَا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ كَأَنَّهُمَا رَأْيُ عَيْنٍ، فَقُمْتُ وَأَتَيْتُ إِلَى أَهْلِي فَضَحِكْتُ وَلَهَوْتُ - وَفِي حَدِيثِ الْفِرْيَابِيِّ وَلَعِبْتُ - فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، نَافَقَ حَنْظَلَةُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا ذَاكَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَقُلْتُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَّرَنَا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَقُمْتُ إِلَى أَهْلِي فَضَحِكِتُ وَلَعِبْتُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَلِكَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدِكَ تُذَكِّرُنَا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَقُمْتُ إِلَى أَهْلِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي بُيُوتِكُمْ وَعَلَى فُرُشِكُمْ، يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً " قَالَ: الْفِرْيَابِيُّ أَتَمُّ سِيَاقَةً لِلْحَدِيثِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ

1029 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ عَلَى الْحَالِ، فَإِذَا فَارَقْنَاكَ كُنَّا عَلَى غَيْرِهَا، فَنَخَافُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نِفَاقًا قَالَ: " كَيْفَ أَنْتُمْ وَرَبَّكُمْ ؟ " قَالُوا: اللهُ رَبُّنَا فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، قَالَ: " كَيْفَ أَنْتُمْ وَنَبِيَّكُمْ ؟ " قَالُوا أَنْتَ نَبِيُّنَا فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ قَالَ: " لَيْسَ ذَلِكُمُ النِّفَاقَ "

1030 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُشْرِفُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: " وَجَدْتُ الْغَفْلَةَ الَّتِي أَلْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ فِي قُلُوبِ الصِّدِّيقِينَ مِنْ خَلْقِهِ رَحْمَةً رَحِمَهُمْ بِهَا، وَلَوْ أَلْقَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْخَوْفِ لَهُ عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَتِهِمْ بِهِ مَا هَنَأَهُمُ الْعَيْشُ "

1031 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ هُوَ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " خُلِقَ ابْنُ آدَمَ أَحْمَقَ، لَوْلَا حُمْقُهُ مَا هَنَأَه الْعَيْشُ "

1032 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ حَمْكَوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: " لَوْ سَمِعَتِ الْخَلِيقَةُ دَمْدَمَةَ النَّارَ لَتَصَدَّعَتِ الْقُلُوبُ فَرَقًا، وَلَوْ تَرَى الْقُلُوبُ كُنْهَ الْمَحَبَّةِ لِخَالِقِهَا لَانْخَلَعَتْ مَفَاصِلُهَا إِلَيْهِ وَلَهَا، وَلَطَارَتِ الْأَرْوَاحُ إِلَيْهِ مِنْ أَبْدَانِهَا دَهَشًا، فَسُبْحَانَ مَنْ أَغْفَلَ الْخَلِيقَةَ عَنْ كُنْهِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ، وَأَلْهَاهُمْ بِالْوَصْفِ عَنْ حَقَائِقِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ "

1033 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّرَسُوسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ فَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّقِّيُّ، قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: " مَا يَسُرُّنِي أَنْ أَعْرِفَ الْأَمْرَ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ ؛ إِذًا لَطَاشَ عَقْلِي "، وَقَالَ الْفُضَيْلُ: " سَأَلَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُلْقِيَ فِي قَلْبِهِ الْخَوْفَ فَدَخَلَ فَلَمْ يَحْتَمِلْهُ قَلْبُهُ، فَطَاشَ عَقْلُهُ حَتَّى مَا كَانَ يَعْقِلُ صَلَاةً وَلَا غَيْرَهَا، وَلَا يَنْتَفِعُ بِشَيْءٍ فَقِيلَ لَهُ: أتُحِبُّ أَنْ نَدَعَكَ كَمَا أَنْتَ أَوْ نَرُدَّكَ إِلَى مَا كُنْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ: رُدُّونِي فَرُدَّ عَلَيْهِ عَقْلُهُ "

1034 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي زَيْدُ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ الْغَازِيُّ، قَالَ: " رَأَيْتُ فِي مَنَامِي رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا وَالنَّاسُ يَتَّبِعُونَهُ " قُلْتُ: " مَنْ هَذَا ؟ " قَالُوا: أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ فَقُلْتُ: أَوْصِنِي، رَحِمَكَ اللهُ قَالَ: " ابْتَغِ رَحْمَةَ اللهِ عِنْدَ مَحَبَّتِهِ، وَاحْذَرْ نِقْمَتَهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ، وَلَا تَقْطَعْ رَجَاءَكَ عَنْهُ فِي خِلَالِ ذَلِكَ ثُمَّ وَلَّى وَتَرَكَنِي "

1035 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْعَطَّارَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْبِلَاذَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: قَالَ ذُو النُّونِ: " الْخَوْفُ رَقِيبُ الْعَمَلِ، وَالرَّجَاءُ شَفِيعُ الْمِحَنِ "

1036 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْحَفِيدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي يَعْنِي الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ، يَقُولُ: " عَرَفَ الْمُطِيعُونَ عَظَمَتَكَ فَخَضَعُوا، وَسَمِعَ الْمُذْنِبُونَ بِجُودِكَ فَطَمِعُوا "

1037 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْوَاعِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ سَلَامٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ، يَقُولُ: " إِنْ كَانَ صَغُرَ فِي جَنْبِ عَطَائِكَ عَمَلِي فَقَدْ كَبِرَ فِي حُسْنِ رَجَائِكَ أَمَلِي "

1038 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ عَبْدَ اللهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الصَّبَّاحِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: " لَقَدْ رَجَوْتُ مِمَّنْ أَلْبَسَنِي بَيْنَ الْأَحْيَاءِ ثَوْبَ عَافِيَتِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَنِي بَعْدَ الْمَمَاتِ، وَقَدْ عَرَفْتُ جُودَ رَأْفَتِهِ، إِلَهِي، إِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِمَا أَرْجُو مِنْ رَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَى الْمُذْنِبِينَ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، إِلَهِي، لَوْلَا مَا عَرَفْتُ مِنْ عَدْلِكَ مَا خِفْتُ مِنْ عَذَابِكَ، وَلَوْلَا مَا عَرَفْتُ مِنْ فَضْلِكَ مَا رَجَوْتُ ثَوَابَكَ، إِلَهِي، إِنْ كُنْتَ لَا تَعْفُو إِلَّا أَهْلَ طَاعَتِكَ فَإِلَى مَنْ يَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ ؟ وَإِنْ كُنْتَ لَا تَرْحَمُ إِلَّا أَهْلَ تَقْوَاكَ فَبِمَنْ يَسْتَغِيثُ الْمُسِيئُونَ ؟ "

1039 - سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ يُوسُفَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزَّيْدِيَّ، يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ فِي مُنَاجَاتِهِ: " إِلَهِي لَوْ أَتَانِي الْخَبَرُ أَنَّكَ غَيْرُ قَابِلٍ دُعَائِي وَلَا سَامِعٍ شَكْوَايَ، مَا تَرَكْتُ دُعَاءَكَ مَا بَلَّ رِيقِي لِسَانِي، أَيْنَ يَذْهَبُ الْفَقِيرُ إِلَّا إِلَى الْغَنِيِّ ؟ وَأَيْنَ يَذْهَبُ الذَّلِيلُ إِلَّا إِلَى الْعَزِيزِ ؟ أَنْتَ أَغْنَى الْأَغْنِيَاءِ وَأَعَزُّ الْأَعِزَّاءِ يَا رَبِّ "

1040 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجُرْجَانِيَّ الْوَاعِظَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، - وَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يَرَانِي فَسَمِعْتُهُ - يَقُولُ: " لَئِنْ طَالَبْتَنِي بِذُنُوبِي لَأُطَالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ، وَلَئِنْ طَالَبْتَنِي بِتَوْبَتِي لَأُطَالِبَنَّكَ بِسَخَائِكَ، وَلَئِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ لَأُخْبِرَنَّ أَهْلَ النَّارِ أَنِّي أُحِبُّكَ "

1041 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ لَبَطَةَ بْنِ الْفَرَزْدَقِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: " مَنْ أَنْتَ ؟ " قُلْتُ: أَخْبَرَنَا الْفَرَزْدَقُ قَالَ: إِنَّ قَدَمَيْكَ صَغِيرَتَانِ، كَمْ مِنْ مُحْصَنَةٍ قَذَفْتَهَا ؟ " وَإِنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ حَوْضًا مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى كَذَا وَكَذَا وَهُوَ قَائِمٌ بِدُنْيَاهُ فَيَقُولُ: إِلَيَّ إِلَيَّ "، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أن لَا تُحْرَمْهُ، قَالَ: فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ: مَا صَنَعْتَ مِنْ شَيْءٍ فَلَا تَقْنَطْ

1042 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّافِعِيَّ، بِبَغْدَادَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الْفِرْيَابِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ بْنَ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمِيرَةَ بْنَ عِصْمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ، يَقُولُ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ، تَوْحِيدٌ لَمْ يَعْجَزْ عَنْ هَدْمِ مَا قَبْلَهُ مِنْ كُفْرٍ، لَا يَعْجَزُ عَنْ مَحْوِ مَا بَعْدَهُ مِنْ ذَنْبٍ " فَصْلٌ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَكَمَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْخَوْفُ إِلَّا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَذَلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْهُ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ مِنْ دُونِهِ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا، فَمَنْ رَجَا مِمَّنْ لَا يَمْلِكُ مَا لَا يَمْلِكُ فَهُوَ مِنَ الْجَاهِلِينَ "

1043 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا غُلَامُ أَوْ يَا بُنَيَّ أَوَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ ؟ " قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْمَلْ لِلَّهِ بِالشُّكْرِ فِي الْيَقِينِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا غُلَامُ . " فَذَكَرَهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: وَأَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، وَهَمَّامِ بْنِ يَحْيَى بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ

1044 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَفَاهُ اللهُ كُلَّ مُؤْنَةٍ ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ، وَمَنِ انْقَطَعَ إِلَى الدُّنْيَا وَكَّلَهُ اللهُ إِلَيْهَا "

1045 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، وَقَرَأْتُهُ بِخَطِّهِ فِيمَا أَجَازَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ، قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: " لَمَّا رُفِعَ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِيُلْقَى فِي النَّارِ عَرَضَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ ؟ قَالَ: أَمَّا إِلَيْكَ فَلَا "

1046 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ، وَأَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَمَاعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَزَلَتْ بِهِ حَاجَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى إِمَّا أَجَلٌ عَاجِلٌ، وَإِمَّا غِنًى عَاجِلٌ " أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي: حَدِيثُ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ "، قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ سَيَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ، وَلَيْسَ هُوَ سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْ طَارِقٍ بِشَيْءٍ حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ أَبِي: أَمْلَاهُ عَلَيْهِمْ سُفْيَانُ بِالْيَمَنِ عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ

1047 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ قَالَ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "، قَالَ: " وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حِينَ قَالُوا: { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا } [آل عمران: 173] اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ

1048 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ، يَقُولُ سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلَوِيَّةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ، يَقُولُ: " ثَلَاثُ خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْأَوْلِيَاءِ: الثِّقَةُ بِاللهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَالْغِنَى بِهِ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ "

1049 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَشِكُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ، يَقُولُ: " عِلْمُ الْقَوْمِ فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ يَرَوْنَ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ اللهِ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى اللهِ، فَيَطْلُبونَ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ اللهِ، وَيَرُدُّونَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى اللهِ "

1050 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، يَقُولُ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يَقُولُ: " الْمُوَفَّقُ مَنْ لَا يَخَافُ غَيْرَ اللهِ، وَلَا يَرْجُو غَيْرَهُ , فَيُؤْثِرُ رِضَاهُ عَلَى هَوَى نَفْسِهِ "

1051 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُولُ: " مَنْ كَانَ شِبَعُهُ بِالطَّعَامِ لَمْ يَزَلْ جَائِعًا، وَمَنْ كَانَ غِنَاهُ بِالْمَالِ لَمْ يَزَلْ فَقِيرًا، وَمَنْ قَصْدَ بِحَاجَتِهِ الْخَلْقَ لَمْ يَزَلْ مَحْرُومًا، وَمَنِ اسْتَعَانَ فِي أَمْرِهِ بِغَيْرِ اللهِ لَمْ يَزَلْ مَخْذُولًا "

1052 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيَّ، يَقُولُ: " يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَقُولَ: إِلَهِي، إِنْ بَعُدَ عِلْمِي فَإِنِّي عَبْدُكَ، كَرَمَكَ أَرْجُو وأؤمل دَوَامَهَا عِنْدِي وَلَا أَتَوَهَّمُ عَلَيْهَا إِذْ خَلَقْتَنِي وَصَيَّرْتَنِي عَبْدًا لَكَ، أَنْ تَكِلَنِي إِلَى نَفْسِي أَوْ تُوَلِّي أَمْرِي غَيْرَكَ "

1053 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الصَّيْرَفِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَحْرٍ الْقَرَاطِيسِيُّ، حَدَّثَنِي بَهْدَلَةُ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ أَكْتُبُ الْحَدِيثَ بِوَاسِطٍ وَكَانَتْ نَفَقَتِي قَدْ قَلَّتْ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنَ الزَّهَّادِ: مَنْ تُؤَمِّلُ فِي هَذَا الْبَلَدِ لِمَا نَزَلَ بِكَ ؟ فَقُلْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ مُغْضَبًا، قَالَ لِي: إِذًا وَاللهِ لَا يُسْعِفُكَ فِي حَاجَتِكَ، وَلَا يَبَلِّغُكَ أَمَلَكَ، وَلَا يُعْطِيكَ سُؤْلَكَ، فَقُلْتُ لَهُ: وَلِمَ ذَلِكَ ؟ قَالَ: لِأَنِّي قَرَأْتُ فِي الْكُتُبِ السَّالِفَةِ: أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي بَعْضِ أسفارِ التَّوْرَاةِ: " وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَجُودِي وَكَرَمِي لَأَقْطَعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمَّلٍ غَيْرِي بِالْإِيَاسِ وَلَأُلْبِسَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ مَا حييَ فِي النَّاسِ، وَلَأُنَحِيَّنَهُ مِنْ بَابِي وَلَأَطْرُدَنَّهُ مِنْ وَصْلِي، أَيُؤَمَّلُ غَيْرِي فِي الشَّدَائِدِ، وَالشَّدَائِدُ بِيَدِي ؟ وَيُرْجَى غَيْرِي ؟ وَيُطْرَقُ بِالْفَقْرِ أَبْوَابُ الْمُلُوكِ، وَالْأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ، وَمَفَاتِيحُهَا بِيَدِي ؟ وَبَابي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِي، مَنِ الَّذِي قَرَعَ بَابِي فَلَمْ أَفْتَحْ لَهُ ؟ وَمَنِ الَّذِي دَعَانِي فَلَمْ أُجِبْهُ، وَمَنِ الَّذِي سَأَلَنِي فَلَمْ أَعْطِهِ ؟ " وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا

1054 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُقْبَةَ بَصِيرًا ثُمَّ رَأَيْتُهُ قَدْ عَمِيَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَصِيرًا، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ رَأَيْتُكَ بَصِيرًا، ثُمَّ عَمِيتَ، ثُمَّ أَبْصَرْتَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَبِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لِي قُلْ: يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ، يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ، يَا لَطِيفُ لِمُا يَشَاءُ فَقُلْتُهَا فَرَدَّ اللهُ عَلَيَّ بَصَرِي "

1055 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبَانَةَ الْهَمْدَانِيُّ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: لَمَّا أَخَذَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ وَأَمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ مَرَّ بِحَائِطٍ مَكْتُوبٍ عَلَيْهِ: " يَا وَلِيَّ نِعْمَتِي، وَيَا صَاحِبِي فِي وَ‍حْدَتِي، وَعُدَّتِي فِي كُرْبَتِي فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو بِهَا حَتَّى خَلَّى سَبِيلَهُ ثُمَّ مَرَّ عَلَى ذَلِكَ الْحَائِطِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا مَكْتُوبًا "

1056 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ شَبَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبَوُ الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ الْفَضْلِ الْكِنْدِيُّ الْعَدْلُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَنبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ جَالِسٌ فِي الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَعْبَثُ بِالْحَصَا وَيَخْذِفُهَا إِذْ رَجَعَ حَصَاةٌ مِنْهَا، فَصَارَتْ فِي أُذُنِهِ فَعَالَجُوهُ بِكُلِّ الْحِيَلِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى إِخْرَاجِهَا فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ إِذْ سَمِعَ قَارِئًا يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السَّوْءَ } [النمل: 62]، فَوَثَبَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أَنْتَ الْمُجِيبُ، وَأَنَا الْمُضْطَرُّ اكْشِفْ ضُرَّ مَا أَنَا فِيهِ، قَالَ: فَنَدَرَتِ الْحَصَاةُ مِنْ أُذُنِهِ "

1057 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتِ أَبَا إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ الزَّوْزَنِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبَّادٍ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ فِي مَنَامِي ذَاتَ لَيْلَةٍ قَائِلًا يَقُولُ: أَغِثِ الْمَلْهُوفَ، قَالَ: فَانْتَبَهْتُ، فَقُلْتُ: انْظُرُوا هَلْ فِي جِيرَانِنَا مُحْتَاجٌ ؟ فَقَالُوا: مَا نَدْرِي، قَالَ: فَنِمْتُ ثَانِيًا، فَعَادَ إِلَيَّ، فَقَالَ: تَنَامُ وَلَمْ تُغِثِ الْمَلْهُوفَ، فَقُمْتُ، فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ، أَسْرِجِ الْبَغْلَ وَأَخَذْتُ مَعِي ثَلَاثَمِائَةَ دِرْهَمٍ ثُمَّ رَكِبْتُ الْبَغْلَ فَأَطْلَقْتُ عِنَانَهُ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي سَيْرِهِ، حَتَّى بَلَغَ مَسْجِدًا يُصَلَّى فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ قَالَ: فَوَقَفَ الْبَغْلُ هُنَاكَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا أحَسَّ بِي انْصَرَفَ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَا أَخْرَجَكَ ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ خَوَّاصٌ كَانَ رَأْسُ مَالِي مِائَةَ دِرْهَمٍ، فَذَهَبَتْ مِنْ يَدَيَّ وَلَزِمَنِي دَيْنُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَأَخْرَجْتُ الدَّرَاهِمَ وَقُلْتُ: هَذِهِ ثَلَاثُ مِائَةِ دِرْهَمٍ خُذْهَا، قَالَ: فَأَخَذَهَا قُلْتُ: تَعْرِفُنِي ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبَّادٍ فَإِنْ نَابَتْكَ نَائِبَةٌ فَأْتِنِي، فَإِنَّ مَنْزِلِي فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللهُ إِنْ نَابَتْنَا نَائِبَةٌ فَزِعْنَا إِلَى مَنْ أَخْرَجَكَ فِي هَذَا الْوَقْتِ حَتَّى جَاءَ بِكَ إِلَيْنَا "

1058-سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ أَبَا الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيَّ، رَحِمَهُ اللهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ أَبَا عَلِيٍّ الدَّقَّاقَ، يَقُولُ: " كَانَ بِي رَمَدٌ فِي ابْتِدَاءِ أَمْرِي وَمَا نَعَسْتُ مُدَّةً مِنَ الْوَجَعِ فَنَعَسْتُ لَحْظَةً، فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ: فَانْتَبَهْتُ وَزَالَ الْوَجَعُ فِي الْوَقْتِ وَمَا رَمِدَتْ عَيْنِي بَعْدَهُ قَطُّ "

1059 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا بَكْرِ بْنَ فُورَكٍ، يَقُولُ: " حُمِلْتُ مُقَيَّدًا إِلَى شِيرَازَ لِفِتْنَةٍ فِي الدِّينِ فَوَافَيْنَا بَابَ الْبَلَدِ مُصْبِحًا، وَكُنْتُ مَهْمُومَ الْقَلْبِ فَلَمَّا أَسْفَرَ النَّهَارُ وَقَعَ نَظَرِي عَلَى مِحْرَابٍ فِي مَسْجِدٍ عَلَى بَابِ الْبَلَدِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: { أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } [الزمر: 36] وَحَصَلَ لِي تَعْرِيفٌ مِنْ بَاطِنِي أَنِّي أُكْفَى عَنْ قَرِيبٍ وَكَانَ كَذَلِكَ وَصَرَفُونِي بِالْعِزِّ "

1060 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تَغْشَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا وَكَانَتْ تُكْثِرُ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ:
[البحر الطويل]
وَيَوْمُ الْوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا ... أَلَا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجَانِي
قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:" مَا هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي أَرَاكِ تَتَمَثَّلِينَ؟" قَالَ: فَقَالَتْ: شَهِدْتُ عَرُوسًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَضَعُوا وِشَاحَهَا، وَأَدْخَلُوهَا مُغْتَسَلَهَا فَأَبْصَرَتِ الْحِدَأَةُ حُمْرَةَ الْوِشَاحِ فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ، فَأَخَذَتْهُ فَاتَّهَمُونِي، فَفَتَّشُونِي حَتَّى فَتَّشُوا قُبُلِي قَالَتْ: فَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُبَرِّئَنِي، قَالَتْ: فَجَاءَتِ الْحِدَأَةُ بِالْوِشَاحِ حَتَّى طَرَحَتْهُ وَسْطَهُمْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ

1061 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الرَّبَعِيُّ: " دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَمَعِي كِيسٌ فِيهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ فَوَضَعْتُهُ عَلَى تَرْبِيعِ سَارِيَةٍ وَصَلَّيْتُ فَنَسِيتُهُ حَتَّى خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَا ذَكَرْتُهُ إِلَى آخِرَ سَنَةٍ، فَقُضِيَ أَنِّي صَلَّيْتُ إِلَى تِلْكَ السَّارِيَةِ فَذَكَرْتُهُ فَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيَّ، فَإِذَا عَجُوزٌ إِلَى جَنْبِي فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا أَسْمَعُكَ تَقُولُ ؟ قُلْتُ: كِيسٌ نَسِيتُهُ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ عَامَ الْأَوَّلِ مُنْذُ سَنَةٍ فَجَاءَتْنِي بِهِ بِالْخَاتَمِ "

1062 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كُرَيْزٍ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ فِي غَزَاةٍ له مَعَ أَصْحَابِهِ فَأَبِقَ غُلَامُهُ بِفَرَسِهِ فَلَمَّا أَرَادَ أَصْحَابُهُ أَنْ يَرْحَلُوا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ تَرَى مَكَانِي وَارْتِحَالَ أَصْحَابِي، اللهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ لَمَا رَدَدْتَ غُلَامِي وَفَرَسِي "، فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِالْغُلَامِ مَكْتُوفٌ بِشَطَنِ الْفَرَسِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَلِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا كِتَابُ مُجَابِي الدَّعْوَةِ وَهُوَ لِي مَسْمُوعٌ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضِيفَ مَا أَخْرَجَهُ فِيهِ إِلَى مَا نَقَلْنَا، نَظَرَ فِيهِ بِإِذْنِ اللهِ "

1063 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَآباذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: جَاءَنِي طَاوُسٌ الْيَمَانِيُّ بِكَلَامٍ مُتَخَيَّرٍ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ، فَقَالَ لِي: " يَا عَطَاءُ إِيَّاكَ أَنْ تَطْلُبَ حَوَائِجَكَ إِلَى مَنْ أَغْلَقَ دُونَكَ بَابَهُ وَجَعَلَ عَلَيْهَا حِجَابَهُ ، وَعَلَيْكَ بِمَنْ بَابُهُ لَكَ مَفْتُوحٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ أَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ، وَوَعْدَكَ أَنْ يُجِيبَكَ "

1064 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الْبِيكَنْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ،: قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ الْوَرَّاقِ: عَلِّمْنِي شَيْئًا يُقَرِّبُنِي مِنَ النَّاسِ " فَقَالَ: " أَمَّا الَّذِي يُقَرِّبُكَ إِلَى اللهِ فَمَسْأَلَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يُقَرِّبُكَ مِنَ النَّاسِ فَتَرْكُ مَسْأَلَتِهْمِ "

1065 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبْو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْخُوزِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَا يَسْأَلُهُ يَغْضَبُ عَلَيْهِ "

سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ حَبِيبٍ الْمُفَسَّرَ، يَقُولُ: وَأَخَذَهُ الشَّاعِرُ:"
[البحر الكامل]
وَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ ... وَبُنَيَّ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ"

1066 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمْنَانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ بْنُ صُبَيْحٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [الرحمن: 29] قَالَ: " مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْبًا، وَيُفَرِّجَ كَرْبًا، وَيَرْفَعَ قَوْمًا، وَيَضَعَ آخَرِينَ "

1067 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [الرحمن: 29] قَالَ: " يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيَكْشِفُ كَرْبًا، وَيُجِيبُ دَاعِيًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ "

1068 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَذْكُرُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [الرحمن: 29]، قَالَ: " مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَفُكَّ عَانِيًا ، وَيُجِيبَ دَاعِيًا، وَيَشْفِيَ مَرِيضًا، وَيُعْطِيَ سَائِلًا "

1069 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ:"
[البحر المنسرح]
صَبْرٌ جَمِيلٌ مَا أَسْرَعَ الْفَرَجَا ... مَنْ صَدَقَ اللهَ فِي الْأُمُورِ نَجَا
مَنْ خَشِيَ اللهَ لَمْ يَنَلْهُ أَذًى ... مَنْ رَجَا اللهَ كَانَ حَيْثُ رَجَا"

فَصْلٌ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " إِذَا عَلِقَ رَجَاؤُهُ بِاللهِ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - فيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَسْأَلَهُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا ؛ لِأَنَّ الْكُلَّ بِيَدِهِ، لَا قَاضِيَ لِلْحَاجَاتِ غَيْرُهُ، قَالَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر: 60] قَرَأَ الْآيَةَ "

1070 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ - ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ " ثُمَّ قَرَأَ: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر: 60] الْآيَةَ

1071 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنَ الدُّعَاءِ "

1072 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: " أَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْإِلْحَاحُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالتَّضَرُّعُ إِلَيْهِ " هَكَذَا رَوَاهُ مِنْ قَوْلِ الْأَوْزَاعِيِّ وَهُوَ الصَّحِيحُ

1073 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُرْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَيُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ " هَكَذَا قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، وَهُوَ خَطَأٌ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ السَّفْرِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، فَذَكَرَهُ، قَالَ يَعْقُوبُ: يُوسُفُ بَيْرُوتِيٌّ، لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ - يَعْنِي - لِلْمَعْرِفَةِ بِحَالِهِ وَضَعْفِهِ فِي الرِّوَايَةِ

1074 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ، قَالَ: " مَا وَجَدْتُ لِلْمُؤْمِنِ مَثَلًا إِلَّا كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي الْبَحْرِ عَلَى خَشَبَةٍ فَهُوَ يَدْعُو: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، لَعَلَّ اللهَ يُنْجِيهِ "

1075 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ إِسْحَاقَ الْفَقِيهَ الصِّبْغِيَّ، يَقُولُ: " أُرِيتُ فِي مَنَامِي كَأَنِّي فِي دَارٍ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ الْمَسَائِلَ فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنْ أُجِيبَهُمْ، فَمَا زِلْتُ أُسْأَلُ وَأُجِيبُ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ لِي: أَصَبْتَ، امْضِ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ السُّؤَالِ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا النَّجَاةُ مِنَ الدُّنْيَا وَالْمَخْرَجُ مِنْهَا ؟ فَقَالَ لِي بِإِصْبَعِهِ: الدُّعَاءُ ؛ فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ السُّؤَالَ فَجَمَعَ نَفْسَهُ كَأَنَّهُ رَاكِعٌ بِخُضُوعِهِ فَقَالَ: الدُّعَاءُ، ثُمَّ أَعَدْتُ عَلَيْهِ السُّؤَالَ فَجَمَعَ نَفْسَهَ كَأَنَّهُ سَاجِدٌ بِخُضُوعِهِ ثُمَّ قَالَ: الدُّعَاءُ "

1076 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ تَعَالَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: وَاحِدَةٌ لِي وَوَاحِدَةٌ لَكَ وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لِي فَتَعْبَدُنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَكَ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ شَيْءٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَنْ أَغْفِرَ فَأَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ؛ وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَمِنْكَ الْمَسْأَلَةُ وَالدُّعَاءُ وَمِنِّي الْإِجَابَةُ وَالْعَطَاءُ "، هَذَا مَوْقُوفٌ

وَقَدْ رَوَاهُ زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَوَاهُ صَالِحٌ الْمُرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَادَ فِيهِ: " وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي ثُمَّ قَالَ: وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي فَارْضَ لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ "

1077 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ تَظْهَرَ فِتْنَةٌ لَا يُنَجِّي مِنْهَا إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ دُعَاءٌ كَدُعَاءِ الْغَرْقَى " وَفِي رِوَايَةِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سَلَمَةَ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، وَرُوِّينَا عَنْ حُذَيْفَةَ وَرَفَعَهُ قَالَ: " يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَا يَنْجُو فِيهِ إِلَّا مَنْ دَعَا دُعَاءَ الْغَرِيقِ "

1078 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُؤَمَّلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَا يَنْجُو فِيهِ مَنْ نَجَا إِلَّا مَنْ دَعَا مِثْلَ دُعَاءِ الْغَرِيقِ "

1079 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَسْأَلُ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى يَسْأَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ " أَسْنَدَهُ قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ وَأَرْسَلَهُ غَيْرُهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ لِلْقَوَارِيرِيِّ: فَإِنَّ شَيْخًا يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ الْقَوَارِيرِيُّ: " بَاطِلٌ "

1080 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مُعَارِكٌ، عَنْ أَبِي عَبَّادٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَلُوا اللهَ مَا بَدَا لَكُمْ مِنْ حَوَائِجِكُمْ حَتَّى شِسْعَ النَّعْلِ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ " إِسْنَادُهُ غَيْرُ قَوِيٍّ وَقَدْ مَضَى مَا هُوَ أَقْوَى مِنْهُ، وَرُوِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا مَوْقُوفًا

1081 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " سَلُوا اللهَ التَّيْسِيرَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى الشَّسْعَ فِي النَّعْلِ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ اللهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ "

1082 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَلُوا اللهَ حَوَائِجَكُمْ حَتَّى الْمِلْحَ " هَكَذَا جَاءَ بِهِ مُرْسَلًا

1083 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ؛ وَسَلُوا اللهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَيُؤَمِّنَ رَوعَاتِكُمْ "

1084 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو الطِّيبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا وَالِدِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ إِيَاسٍ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ حَدَّثَهُ فَذَكَرَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ " كُلَّهُ "

1085 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مِلْحَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَشْجَعَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ " فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ وَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ دُونَ الْأَوَّلِ

1086 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ الرَّسْعَنِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ مِنْ فَضْلِهِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ "

ذِكْرُ فُصُولٍ فِي الدُّعَاءِ يُحْتَاجُ إِلَى مَعْرِفَتِهَا قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " الدُّعَاءُ قَوْلُ الْقَائِلِ يَا اللهُ، أَوْ يَا رَحْمَنُ، أَوْ يَا رَحِيمُ وَمَا

أَشْبَهَ ذَلِكَ وَهُوَ أَيْضًا نِدَاءٌ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { كهيعص ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا } [مريم: 2] قَالَ: { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا } [الأنبياء: 89] وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ } [آل عمران: 38]: وَمَعْنَى " رَبِّ " يَا رَبِّ فَثَبَتَ أَنَّ الدُّعَاءَ نِدَاءٌ، وَالنِّدَاءَ دُعَاءٌ ثم أَنَّ لَهُ أَرْكَانًا وآداباً فمن أركانه: أَنْ يَكُونَ الْمَرْغُوبُ فِيهِ مِمَّا يَبْلُغُ قَدْرُ السَّائِلِ أَنْ يَسْأَلَهُ، وَتَفْسِيرُهُ أَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَدْعُو اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ يُرِيَهُ كَيْفَ يَحْيَي الْمَوْتَى، وَلَا أَنْ يَتَشَبَّهَ بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَقُولَ: { رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ } [الأعراف: 143] وَلَا أَنْ يَتَشَبَّهَ بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَقُولَ: { رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ } [المائدة: 114] وَلَا لِأَحَدٍ أَنْ يَسْأَلَ اللهَ تَعَالَى إِنْزَالَ مَلَكٍ عَلَيْهِ فَيَسْأَلَهُ عَنْ خَبَرٍ مِنْ أَخْبَارِ السَّمَاءِ، أَوْ إِحْيَاءَ أَبَوَيْهِ ؛ لِأَنَّ نَقْضَ الْعَادَاتِ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ اللهِ تَعَالَى لِتَأْيِيدِ مَنْ يَدْعُو إِلَى دِينِهِ، لَا لِشَهَواتِ الْعِبَادِ وَمُنَاهُمْ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ السَّائِلُ نَبِيًّا فَيَجْمَعُ إِجَابَتَهُ إِيَّاهُ أُمْنِيَّتَهُ وَتَائِيدَهُ بِمَا يُصَدِّقُ دَعَوْتَهُ، وَلَكِنَّهُ إِنْ دَعَا كَمَا دَعَا نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: { رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } [نوح: 26] جَازَ، وَإِنَّمَا يَبْعَثُهُ عَلَيْهِ بَعْضُ أَعْدَاءِ اللهِ ؛ وَكَذَلِكَ إِنْ حَدَثَتْ لَهُ ضَرُورَةٌ مِنْ جُوعٍ أَوْ بَرْدٍ شَدِيدٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ فِي بَادِيَةٍ هُوَ مَأْذُونٌ لَهُ فِي دُخُولِهَا مِنْ جِهَةِ الشَّرْعِ، أَوْ أَصَابَهُ عَمًّى وَلَا قَائِدَ لَهُ فَدَعَا اللهَ أَنْ يَكْشِفَ مَا بِهِ الضُّرُّ مُطْلَقًا، كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا، وَإِنْ كَانَ فِي إِصَابَتِهِ إِيَّاهُ نَقْضُ الْعَادَةِ، وَقَدْ يَفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مَسْئَلَتِهِ جَزَاءً لَهُ لِتَوَكُّلِهِ وَقُوَّةِ إِيمَانِهِ . قَالَ وَمِنْ أَرْكَانِهِ: أَنْ لَا يَكُونَ عَلَيْهِ فِي سُؤَالِ مَا يَسْئَلُ حَرَجٌ . وَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي السُّؤَالِ غَرَضٌ صَحِيحٌ .

وَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ حَسَنَ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ الدُّعَاءِ فَتَكُونَ الْإِجَابَةُ عَلَى قَلْبِهِ أَغْلَبَ مِنَ الرَّدِّ . وَمِنْهَا: أَنْ يسأل اللهَ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلْى قَالَ اللهُ تَعَالَى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [الأعراف: 180] وَمِنْهَا: أَنْ يَسْأَلَ مَا يَسْأَلُ بِجِدٍّ وَحَقِيقَةٍ، وَلَا يَأْخُذْ دُعَاءً مُؤَلَّفًا فَيَسْرِدْهُ سَرْدًا وَهُوَ عَنْ حَقَائِقِهِ غَافِلٌ . وَمِنْهَا: أَنْ لَا يَشْغَلَهُ الدُّعَاءُ عَنْ فَرِيضَةِ لِلَّهِ تَعَالَى حَاضِرَةٍ فَيُفَوِّتَهَا . وَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ دُعَاؤُهُ سُؤَالًا بِالْحَقِيقَةِ لَا اخْتِبَارًا لِرَبِّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ . وَمِنْهَا: أَنْ يُصْلِحَ لِسَانَهُ إِذَا دَعَا، فَلَا يُخَاطِبْ رَبَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِمَا لَوْ خَاطَبَ بِهِ كُفُؤَهُ وَقَرِينَهُ نَسَبَهُ إِلَى قِلَّةِ الْحَيَاءِ وَسُوءِ الْأَدَبِ، أَوْ رَكَاكَةِ الْعَقْلِ . وَمِنْهَا: أَنْ لَا يَدْعُواَ ضَجِرًا مُسْتَعْجِلًا يُضْمِرُ أَنَّهُ إِنْ أُجِيبَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي يُرِيدُ، وَإِلَّا يَئِسَ وَتَرَكَ، بَلْ يَدْعُو مُتَعَبِّدًا مُتَخَشِّعًا يُضْمِرُ أَنَّهُ لَا يَزَالُ يَدْعُو وَيَتَضَرَّعُ إِلَى أَنْ يُجَابَ، وَكُلَّمَا زَادَتِ الْإِجَابَةُ عِنْدَهُ تَرَاخِيًا زَادَ الدُّعَاءُ تَتَابُعًا وَتَوَالِيًا . وَمِنْهَا: أَنْ حَاجَتَهُ إِذَا عَظُمَتْ لَمْ يَسْئلْهَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَعْظِمًا إِيَّاهَا فِي ذَاتِ اللهِ تَعَالَى بَلْ يَسْأَلُهُ الصَّغِيرَةَ وَالْكَبِيرَةَ سُؤَالًا وَاحِدًا وَيَرَى مِنَّةَ اللهِ تَعَالَى فِي إِجَابَتِهِ إِلَيْهَا عَظِيمَةً . وَأَمَّا آدَابُهُ فَمِنْهَا: أَنْ يُقَدِّمَ التَّوْبَةَ أَمَامَ الدُّعَاءِ . وَمِنْهَا: الْجِدُّ فِي الطَّلَبِ وَالْإِلْحَاحُ . وَمِنْهَا: الْمُحَافَظَةُ عَلَى الدُّعَاءِ فِي الرَّخَاءِ دُونَ تَخْصِيصِ حَالِ الشِّدَّةِ وَالْبَلَاءِ . وَمِنْهَا: أَنْ يُعَزِّمَ إِذَا سَأَلَهُ . وَمِنْهَا: أَنْ يَدْعُوَ ثَلَاثًا . وَمِنْهَا: أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى جَوَامِعِ الدُّعَاءِ مَا لَمْ تَعْرِضْ لَهُ حَاجَةٌ بِعَيْنِهَا فَيَنُصَّ عَلَيْهَا . وَمِنْهَا: افْتِتَاحُ الدُّعَاءِ وَخَتْمُهُ بِالصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَمِنْهَا: أَنْ يَدْعُوَ وَهُوَ طَاهِرٌ . وَمِنْهَا: أَنْ يَدْعُوَ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ .

وَمِنْهَا: أَنْ يَدْعُوَ فِي دُبُرِ صَلَوَاتِهِ . وَمِنْهَا: أَنْ يَرْفَعَ الْيَدَيْنِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا الْمَنْكِبَيْنِ إِذَا دَعَا . وَمِنْهَا: أَنْ يَخْفِضَ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ . وَمِنْهَا: أَنْ يَمْسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ إِذَا فَرَغَ مِنَ الدُّعَاءِ . وَمِنْهَا: أَنْ يَحْمَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا عَرَفَ الْإِجَابَةَ . وَمِنْهَا: أَنْ لَا يُخْلِيَ يَوْمًا وَلَا لَيْلَةً مِنَ الدُّعَاءِ . قَالَ: وَيُتَحَرَّى لِلدُّعَاءِ الْأَوْقَاتُ وَالْأَحْوَالُ وَالْمَوَاطِنُ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا الْإِجَابَةُ . فَأَمَّا الْأَوْقَاتُ فَمِنْهَا: مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ . وَمِنْهَا: مَا بَيْنَ زَوَالِ الشَّمْسِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ . وَمِنْهَا: الدُّعَاءُ فِي الْأَسْحَارِ . وَمِنْهَا عِنْدَ فَيئِ الْأَفْيَاءِ . وَمِنْهَا: الدُّعَاءُ يَوْمَ عَرَفَةَ . وَأَمَّا الْأَحْوَالُ فَمِنْهَا: حَالُ النِّدَاءِ لِلصَّلَاةِ . وَمِنْهَا: حِينَ فِطْرِ الصَّائِمِ . وَمِنْهَا: عِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ . وَمِنْهَا: عِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَّيْنِ . وَمِنْهَا: عِنْدَ اجْتِمَاعِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الدُّعَاءِ . وَمِنْهَا: أَدْبَارُ الْمَكْتُوبَاتِ . وَمِنْهَا: عِنْدَ الْقِيَامِ مِنَ الْمَجْلِسِ . وَأَمَّا الْمَوَاطِنُ، فَالْمَوْقِفَانِ، وَالْجَمْرَتَانِ، وَعِنْدَ الْبَيْتِ، وَالْمُلْتَزَمِ خَاصَّةً، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَقَدْ ذَكَرَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: تَفْسِيرَ كُلِّ فَصْلٍ مِنْ هَذِهِ الْفُصُولِ، وَأَشَارَ إِلَى

دِلَالَتِهِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْأَثَرِ، وَنَحْنُ قَدْ ذَكَرْنَا بَعْضَ مَا حَضَرَنَا مِنْ ذَلِكَ فِي " كِتَابِ الدَّعَوَاتِ " فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهَا هَاهُنَا وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ "

1087 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَفْلَحَ، خَتَنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ حِينَ يَسْتَنْصِرُ، وَدَعْوَةُ الْحَاجِّ حِينَ يَصْدُرُ ، وَدَعْوَةُ الْمُجَاهِدِ حِينَ يَقْفِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَرِيضِ حِينَ يَبْرَأَ ، وَدَعْوَةُ الْأَخِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ - ثُمَّ قَالَ: - وَأَسْرَعُ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ إِجَابَةً، دَعْوَةُ الْأَخِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ " " وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي هَذَا الْبَابِ أَحَادِيثَ صَحِيحَةً فِي آخِرِ كِتَابِ الدَّعَوَاتِ "

وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِلَّهِ يَسْأَلُهُ مَسْأَلَةً إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا: إِمَّا عَجَّلَهَا لَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا ادخَّرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَدَعَوْتُ فَلَا أَرَاهُ يُسْتَجَابُ "

1088 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَلُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنَجَّلِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ فَذَكَرَهُ

وَرُوِّينَا عَنِ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " مَا مِنْ دَاعٍ إِلَّا كَانَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُسْتَجَابَ، وَإِمَّا أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ، وَإِمَّا أَنْ يُكَفَّرَ عَنْهُ "،

1089 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ فَذَكَرَهُ

وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا مَأْثَمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُ دَعْوَتَهُ، أَوْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ الشَّرِّ مِثْلَهَا، أَوْ يَدَّخِرَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَهَا "

1090 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدِ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّابُونِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ إِحْدَى ثَلَاثٍ، إِمَّا يُعَجِّلُ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ مِنَ السَّوْءِ مِثْلَهَا " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: " فَعَلَى هَذَا هُوَ شَاهِدٌ لِحَدِيثِ الرِّفَاعِيِّ، إِنْ كَانَ حَفِظَهُ هَذَا الصَّابُونِيُّ وَلَا أَرَاهُ حَفِظَهُ وَقَدْ " أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ حَرْفًا بِحَرْفٍ . هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، وَرِوَايَتُهُ عَنِ ابْنِ عَوْفٍ خَطَأٌ وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ

1091 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهَا أَوْ كَشَفَ عَنْهُ مِنَ السَّوْءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ "

1092 - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا دَعَا رَبَّهُ فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً "

1093 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَدْلُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْعُو اللهُ بِالْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقِفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: عَبْدِي، إِنِّي أَمَرْتُكَ أَنْ تَدْعُوَنِي ؟ وَوَعَدْتُكَ أَنْ أَسْتَجِيبَ لَكَ، فَهَلْ كُنْتَ تَدْعُونِي ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَدْعُنِي بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَبْتُ لَكَ، أَلَيْسَ دَعَوْتَنِي فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا لِغَمٍّ نَزَلَ بِكَ أَنْ أُفَرِّجَهُ عَنْكَ فَفَرَّجْتُهُ عَنْكَ ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: إِنِّي عَجَّلْتُهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا، وَدَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا لِغَمٍّ نَزَلَ بِكَ أَنْ أُفَرِّجَ عَنْكَ فَلَمْ تَرَ فَرَجًا ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: إِنِّي ادَّخَرْتُ لَكَ بِهَا فِي الْجَنَّةِ كَذَا وَكَذَا، وَدَعَوْتَنِي فِي حَاجَةٍ أَقْضِيهَا لَكَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَقَضَيْتُهَا ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: فَإِنِّي عَجَّلْتُهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا، وَدَعَوْتَنِي فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي حَاجَةٍ أَقْضِيهَا فَلَمْ تَرَ قَضَاءَهَا ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: إِنِّي ادَّخَرْتُهَا لَكَ فِي الْجَنَّةِ كَذَا وَكَذَا "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَا يَدَعُ اللهُ دَعْوَةً دَعَا بِهَا عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ إِلَّا بَيَّنَ لَهُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ ادَّخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ " قَالَ: " فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ: يَا لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ عُجِّلَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ دُعَائِهِ "

1094 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: - حَسِبْتُ أَنَّهُ - عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ فَأَخَذَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ وَقَالَ: " أَحَدٌ أَحَدٌ " وَرَوَاهُ صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَقَالَ فِي مَتْنِهِ: " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ "

1095 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، - قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: - كَانَ أَبُوهُ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْعَرٍ، - قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُعَظِّمُهُ شَدِيدًا - قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْعَطَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ بَارَكَ اللهُ لِرَجُلٍ فِي حَاجَةٍ أَكْثَرَ الدُّعَاءَ فِيهَا أُعْطِيَهَا أَوْ مُنِعَهَا " قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ مُنْكدِرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ فَقُلْتُ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِيكَ ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي وَأَبِي حَازِمٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي: " يَا أَبَا بَكْرٍ، مَالِي أَرَاكَ كَأَنَّكَ مَهْمُومٌ ؟ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو حَازِمٍ: أَجَلْ ؛ لِدَيْنٍ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " فُتِحَ لَكَ فِيهِ الدُّعَاءُ ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَقَدْ بَارِكَ اللهُ لَكَ فِيهِ "

1096 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، وَمَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزَيْدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ إِلَّا النَّاخِلَةَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَلَا يَسْمَعُ مِنْ مُسَمِّعٍ، وَلَا مِنْ مُرَاءٍ وَلَا مِنْ دَاعٍ إِلَّا دُعَاءَ ثَبْتٍ قَلْبُهُ "

1097 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السِّرَاجُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: كَانَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَأْتِي عَلْقَمَةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَأَتَاهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ قِسًّا أَوْ قَالَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَكْثَرَ الدُّعَاءَ وَأَقَلَّ الْإِجَابَةَ وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَقْبَلُ إِلَّا النَّاخِلَةَ مِنَ الدُّعَاءِ، قَالَ: فَتَعَجَّبَ عَلْقَمَةُ لِتَعَجُّبِ الرَّبِيعِ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ: وَمَا تَعَجُّبُكَ ؟ أَوَمَا سَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَقْبَلُ مِنْ مُسَمِّعٍ، وَلَا لَاعِبٍ وَلَا لَاهٍ إِلَّا مَنْ دَعَا ثَبْتَ الْقَلْبِ ؟ "

1098 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: " إِنَّمَا الْوَجَلُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ أَمَا يَجِدُ لَهَا قَشْعَرِيرَةً ؟ " قَالُوا بَلَى، قَالَ: " فَادْعُوا إِذَا وَجَدْتُمْ ذَلِكَ فَإِنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ عِنْدَ ذَلِكَ "

1099 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْمُقْرِئِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ، عَنْ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: قَالَ فُلَانٌ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ حِينَ يَذْكُرْنِي رَبِّي "، قَالُوا: وَتَعْلَمُ حِينَ يَذْكُرُكَ رَبُّكَ ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا ذَكَرْتُهُ ذَكَرَنِي "، قَالَ: " وَإِنِّي لَأَعْلَمُ حِينَ يَسْتَجِيبُ لِي رَبِّي "، قَالُوا: وَتَعْلَمُ حِينَ يَسْتَجِيبُ لَكَ رَبُّكَ ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، إِذَا وَجَلَ قَلْبِي، وَاقْشَعَرَّ جِلْدِي، وَفَاضَتْ عَيْنَايَ، وَفُتِحَ لِي فِي الدُّعَاءِ فَثَمَّ أَعْرِفُ أَنِّي قَدِ اسْتُجِيبَ لِي قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وَقَدْ مَضَى فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ "

1100 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُمَيْرَوَيِهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: " إِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَدْعُو اللهَ فِي السَّرَّاءِ ، فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ فَيَدْعُو فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ مِنْ آدَمِيٍّ ضَعِيفٍ، كَانَ يَدْعُو فِي السَّرَّاءِ، فَيَشْفَعُونَ لَهُ ؛ وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَا يَدْعُو اللهَ فِي السَّرَّاءِ فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ فَدَعَا فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: صَوْتٌ مُنْكَرٌ مِنْ آدَمِيٍّ ضَعِيفٍ كَانَ لَا يَدْعُو فِي السَّرَّاءِ فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ فَلَا يَشْفَعُونَ لَهُ "

1101 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " ادْعُ اللهَ فِي يَوْمِ سَرَّائِكَ لَعَلَّهُ يَسْتَجِيبُ لَكَ فِي يَوْمِ ضَرَّائِكَ "

1102 - وبِإِسْنَادِهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " مَنْ يُكْثِرْ قَرْعَ الْبَابِ يُوشَكْ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ، وَمَنْ يُكْثِرَ الدُّعَاءَ يُوشَكْ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ "

1103 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ السِّرَاجُ، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، وَعَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، وَيُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَانَ يَقُولُ: " أَكْثِرُوا الدُّعَاءَ فَإِنَّهُ مَنْ أَكْثَرَ قَرْعَ الْبَابِ يُوشَكْ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ "

1104 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: { فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ } [الصافات: 143] قَالَ: " كَانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ فِي الرَّخَاءِ "

1105 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: " لَمْ أَرَ لِلْعَبْدِ مِثْلَ التَّقَدُّمِ فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ كُلَّمَا نَزَلَتْ بَلِيَّةٌ يُسْتَجَابُ لَهُ عَنْدهَا " قَالَ: " وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا خَافَ شَيْئًا اجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ "

1106 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ السَّرِيِّ السَّقَطَيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: " كُنْ مِثْلَ الصَّبِيِّ إِذَا اشْتَهَى عَلَى أَبَوَيْهِ شَهْوَةً فَلَمْ يُمَكِّنَاهُ، فَقَعَدَ يَبْكِي عَلَيْهِمَا فَكُنْ أَنْتَ مِثْلَهُ، فَإِذَا سَأَلْتَ رَبَّكَ وَلَمْ يُعْطِكَهُ فَاقْعُدْ فَابْكِ عَلَيْهِ "

1107 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتَ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: " لَا تَتْرُكُوا الدُّعَاءَ وَلَا يَمْنَعْكُمْ مِنْهُ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، فَقَدِ اسْتَجَابَ اللهُ تَعَالَى لِإِبْلِيسَ وَهُوَ شَرُّ الْخَلْقِ " قَالَ: { فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الأعراف: 14]، قَالَ { فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ } [الحجر: 37]

1108 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا، يَقُولُ: " الدَّاعِي بِلَا عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلَا وُتَرٍ "

1109 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: " يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْوَرَعِ الْيَسِيرُ، كَمَا يَكْفِي الْقَدْرُ مِنَ الْمِلْحِ "

1110 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: " يَكْفِي الصِّدْقُ مِنَ الدُّعَاءِ كَمَا يَكْفِي الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ "

1111 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ، يَقُولُ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر: 60] قَالَ: " ادْعُونِي بِلَا غَفْلَةٍ أَسْتَجِبْ لَكُمْ بِلَا مُهْلَةٍ "

1112 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْعَلَوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: " إِلَهِي، أَسْأَلُكَ تَذَلُّلًا فَأَعْطِنِي تَفَضُّلًا "

1113 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: " كَيْفَ أَمْتَنِعُ بِالذَّنْبِ مِنَ الدُّعَاءِ، وَلَا أَرَاكَ تَمْتَنِعُ للذَّنْبِ مِنَ الْعَطَاءِ "

1114 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْخَلِيلِ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ حَمْكَوَيْهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: " لَا تَسْتَبْطِئَنَّ الْإِجَابَةَ إِذَا دَعَوْتَ وَقَدْ سَدَدْتَ طُرُقَهَا بِالذُّنُوبِ " وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ، هَذَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، فَذَكَرَهُ

1115 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، خَرَجُوا إِلَى مَخْرَجٍ لَهُمْ فَقِيلَ لَهُمْ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ تَدْعُونِي بِأَلْسِنَتِكُمْ وَقُلُوبُكُمْ بَعِيدَةٌ منِّي، بَاطِلٌ مَا تَرْهَبُونَ "

1116 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، خَرَجُوا مَخْرَجًا لَهُمْ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِمْ تَخْرُجُونَ إِلَى الصَّعِيدِ، وَتَرْفَعُونَ إِلَيَّ أَكُفًّا سَفَكْتُمْ بِهَا الدِّمَاءَ وَمَلَأْتُمْ بِهَا بُطُونَكُمْ مِنَ الْحَرَامِ، الْآنَ حِينَ اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَيْكُمْ وَلَمْ تَزْدَادُوا مِنِّي إِلَّا بُعْدًا "

1117 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: " أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ قَوْمَكَ يَدْعُونَنِي بِأَلْسِنَتِهِمْ، وَقُلُوبُهُمْ مِنِّي بَعِيدَةٌ، رَفَعُوا إِلَيَّ أَيْدِيَهُمْ يَسْأَلُونَنِي الْخَيْرَ وَقَدْ مَلَأُوا بِهَا بُيُوتَاتِهِمْ مِنَ السُّحْتِ ، آلْآنَ حِينَ اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَيْهِمْ ؟ "

1118 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ } [المؤمنون: 51] وَقَالَ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } [البقرة: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ،

1119 - حَدَّثَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ الشَّرْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عِيسَى الْهِلَالِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ فِي أَوَّلِهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ

1120 - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: " يَا بُنَيَّ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، فَإِنَّ لِلَّهِ سَاعَاتٍ لَا يُرَدُّ فِيهَا سَائِلٌ "

1121 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ عَبْدَ اللهَ: " رَجُلٌ سَبْعِينَ سَنَةً فَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: رَبِّ اجْزِنِي بِعَمَلِي، رَبِّ اجْزِنِي بِعَمَلِي، فَمَاتَ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَكَانَ فِيهَا سَبْعِينَ سَنَةً فَلَمَّا اسْتَكْمَلَهَا قِيلَ لَهُ: اخْرُجْ فَقَدِ اسْتَكْمَلْتَ عَمَلَكَ فَأُسْقِطَ فِي يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ أَوْثَقَ فِي الدُّنْيَا ؟ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا كَانَ أَوْثَقَ فِي الدُّنْيَا مِنْ دُعَاءِ اللهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: رَبِّ إني سَمِعْتُكَ - وَأَنَا فِي الدُّنْيَا - وَأَنْتَ تُقِيلُ الْعَثَرَاتِ، فَأَقِلَ الْيَوْمَ عَثْرَتِي فَتُرِكَ فِيهَا، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ "

الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ " وَهُوَ بَابُ التَّوَكُّلِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالتَّسْلِيمِ لَأَمْرِهِ تَعَالَى فِي كُلِّ شَيْءٍ " قَالَ اللهُ تَعَالَى: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: 173]: وَقَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران: 160]: وَقَالَ: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال: 2]، وَقَالَ: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [الطلاق: 3] وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا التَّوَكُّلَ، قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وجُمْلَةُ التَّوَكُّلِ تَفْوِيضُ الْأَمْرِ إِلَى اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَالثِّقَةُ بِهِ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَصَائِرِ فِي ذَلِكَ فَقَالَ قَائِلُونَ: التَّوَكُّلُ الصَّحِيحُ مَا كَانَ مِنْ قَطْعِ الْأَسْبَابِ فَإِذَا جَاءَ السَّبَبُ إِلَى الْمُرَادِ نَفَعَ التَّوَكُّلُ، وَقَالَ آخَرُونَ: كُلُّ أَمْرٍ بَيَّنَ اللهُ لِعِبَادِهِ طَرِيقًا لِيَسْلُكُوهُ إِذَا عَرَضَ لَهُمْ فَالتَّوَكُّلُ إِنَّمَا يَقَعُ مِنْهُمْ فِي سُلُوكِ تِلْكِ السَّبِيلِ، وَالتَّسَبُّبُ بِهِ إِلَى الْمُرَادِ ؛ فَإِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ مُتَوَكِّلِينَ عَلَى

اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَنْ يُنْجِحَ سَعْيَهُمْ وَيُبَلِّغَهُمْ مُرَادَهُمْ كَانُوا آتِينَ الْأَمْرَ مِنْ بَابِهِ، وَمَنْ جَرَّدَ التَّوَكُّلَ عَنِ التَّسَبُّبِ لِمَا جَعَلَهُ اللهُ سَبَبًا فَلَمْ يَعْمَلْ لِمَا أَمَرَ بِهِ وَلَمْ يَأْتِ الْأَمْرَ مِنْ بَابِهِ "

1122 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ لَنَا: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا، قَالَ ثُمَّ قُلْتُ أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ قَالَ: فَمَا فَعَلْتَ ؟ قَالَ: قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ، قَالَ: وَمَا يُحَدِّثُكُمُ الشَّعْبِيُّ ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ أَنَّهُ قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَّةٍ، قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ، ثُمَّ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ مَعَهُ الرَّهْطُ ، وَالنَّبِيَّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقُلْتُ: هَذِهِ أُمَّتِي ؟، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، ثُمَّ قِيلَ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْجَانِبِ الْآخَرِ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ " . ثُمَّ نَهَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ فَخَاضَ الْقَوْمُ فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا قَطُّ ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ تَخُوضُونَ فِيهِ ؟ " . فَأَخْبَرُوهُ بِمَقَالَتِهِمْ فَقَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مُحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ: " أَنْتَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ هُشَيْمٍ وَغَيْرِهِ، وَفِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ رُخْصَةٌ فِي الِاسْتِرْقَاءِ، وَقَدْ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا قَوْلِهِ: " لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَّةٍ " وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّهُمَا أَوْلَى بِالرُّقَى لَمَا فِيهِمَا مِنْ زِيَادَةِ الضَّرَرِ . وَالْحُمَةُ سُمُّ ذَوَاتِ السُّمُومِ، وَأَمَّا رِوَايَةُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِهِمِ الْغَافِلِينَ عَنْ أَحْوَالِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْأَسْبَابِ الْمُعَدَّةِ لِدَفْعِ الْآفَاتِ وَالْعَوارِضِ، فَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ الِاكْتِوَاءَ وَلَا الِاسْتِرْقَاءَ، وَلَا يَعْرِفُونَ فِيمَا يَنُوبُهُمْ مَلْجَأً إِلَّا الدُّعَاءَ وَالِاعْتِصَامَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ " فَقِيلَ: مَعْنَاهُ الْبُلْهُ عَنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا وَالْحَبَائِلِ الَّتِي لِلشَّيْطَانِ فِيهَا . وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { إِنَّ الَّذِينَ يُرْمَوْنَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ } [النور: 23] فَقِيلَ: أَرَادَ الْغَافِلَاتِ عَمَّا يُرْمَيْنَ بِهِ مِنَ الْفَحْشَاءِ لَا يَتَفَكَّرْنَ فِيهَا، وَلَا يَخْطُرْنَ بِقُلُوبِهِنَّ، وَلَا تَكُونُ مِنْ هِمَّتِهِنَّ فَكَذَلِكَ الَّذِينَ أَثْنَى عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْخَبَرِ هُمُ الْغَافِلُونَ عَنْ طِبِّ الْأَطِبَّاءِ وَرُقَى الرُّقَاةِ، وَلَا يُحْسِنُونَ مِنْهَا شَيْئًا لَا الَّذِينَ يُحْسِنُونَ وَلَا يُسْتَعْمَلُونَ ثُمَّ احْتَجَّ بِمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ذَلِكَ وَهُوَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِنَ الشَّوْكَةِ، وَبَعَثَ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ طَبِيبًا فَقَطَعَ مِنْهُ عِرْقًا ثُمَّ كَوَاهُ عَلَيْهِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ

ثُمَّ قَدْ رُوِّينَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مُحْجِمٍ ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ " وَهَذَا الْقَوْلُ صَدَرَ مِنْهُ بَعْدَ قِصَّةِ أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ قِصَّةِ أُبَيٍّ أَيْضًا وأراد بِهَذَا النَّهْيِ - وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ - التَّنْزِيهُ، فَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ حَجَّامٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَدْغَةٍ بِنَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ " وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ عَلَى غَيْرِ التَّحْرِيمِ

وَرُوِّينَا عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّهُ قَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْكَيِّ، فَاكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَا وَلَا أَنْجَحْنَا " وَفِي هَذَا مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ عَلَى غَيْرِ التَّحْرِيمِ إِذْ لَوْ كَانَ عَلَى طَرِيقِ التَّحْرِيمِ لَمْ يَكْتَوِ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ بَعْدَ عِلْمِهِ بِالنَّهْيِ غَيْرَ أَنَّهُ رَكِبَ الْمَكْرُوهَ فَفَارَقَهُ مَلَكٌ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَحَزِنَ عَلَى ذَلِكَ، وَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ: ثُمَّ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ عَادَ إِلَيْهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَإِذَا كَانَ الْكَيُّ بِحُكْمِ هَذِهِ الْأَخْبَارِ مَكْرُوهًا فَارَقَ حُكْمُهُ حُكْمَ سَائِرِ الْأَسْبَابِ الَّتِي لَيْسَتْ فِيهَا كَرَاهِيَةٌ حِينَ اسْتَحَقَّ تَارِكُهُ الثَّنَاءَ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، وَأَمَّا الِاسْتِرْقَاءُ، فَقَدُ رُوِّينَا الرُّخْصَةَ فِيهِ بِمَا يُعْلَمُ مِنْ كِتَابِ اللهِ أَوْ ذِكْرِهِ مِنْ غَيْرِ كَرَاهِيَةٍ ؛ وَإِنَّمَا الْكَرَاهِيَةُ فِيمَا لَا نَعْلَمُ مِنْ لِسَانِ الْيَهُودِ وَغَيْرِهِمْ فَكَانَ التَّارِكُ لَمَّا كَانَ مَكْرُوهًا هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِهَذَا الثَّنَاءِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا هُوَ الْمُرَادَ بِمَا رَوَى عَقَّارُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى فَقَدْ بَرِئِ مِنَ التَّوَكُّلِ "

1123 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمْ يَتَوَكَّلْ مَنِ اسْتَرْقَى أَوِ اكْتَوَى " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: " وَذَلِكَ لِأَنَّهُ رَكِبَ مَا يُسْتَحَبُّ التَّنْزِيهُ عَنْهُ مِنَ الِاكْتِوَاءِ وَالِاسْتِرْقَاءِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْخَطَرِ، وَمِنَ الِاسْتِرْقَاءِ بِمَا لَا يُعْرَفُ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ ذِكْرِهِ ؛ لِجَوازِ أَنْ يَكُونَ شِرْكًا، أَوِ اسْتَعْمَلَهَا مُعْتَمِدًا عَلَيْهَا لَا عَلَى اللهِ تَعَالَى فِيمَا وَضَعَ فِيهِمَا مِنَ الشِّفَاءِ، فَصَارَ بِهَذَا أَوْ بِارْتِكَابِهِ الْمَكْرُوهَ بَرِيئًا مِنَ التَّوَكُّلِ، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ وَاحِدٌ مِنْ هَذَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْأَسْبَابِ الْمُبَاحَةِ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهَا بَرِيئًا مِنَ التَّوَكُّلِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَسَانِيدَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ فِي الْكَيِّ وَالرُّقَى وَالْأَدْوِيَةِ فِي الرُّبْعِ الْأَخِيرِ مِنْ كِتَابِ السُّنَنِ، وَأَمَّا التَّطَيُّرُ بِزَجْرِ الطَّائِرِ وَإِزْعَاجِهَا عَنْ أَوْكَارِهَا عِنْدَ إِرَادَةِ الْخُرُوجِ لِلْحَاجَةِ حَتَّى إِذَا مَرَّتْ عَلَى الْيَمِينِ تَفَاءَلَ بِهِ وَمَضَى عَلَى وَجْهِهِ، وَإِنْ مَرَّتْ عَلَى الشِّمَالِ تَشَاءَمَ بِهِ وَقَعَدَ، فَهَذَا مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِين كَانُوا يُوجِبُونَ ذَلِكَ، وَلَا يُضِيفُونَ التَّدْبِيرَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ فِعْلَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ اسْتَحَقَّ الْوَعِيدَ دُونَ الثَّنَاءِ "

1124 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطِّيَرَةُ شِرْكٌ وَمَا مِنَّا إِلَّا وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: يُرِيدُ - وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ - الطِّيَرَةُ شِرْكٌ عَلَى مَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَعْتَقِدُونَ فِيهَا ثُمَّ قَالَ: وَمَا مِنَّا إِلَّا يُقَالُ: هَذَا مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْلُهُ: وَمَا مِنَّا إِلَّا وَقَعَ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ عِنْدَ ذَلِكَ عَلَى مَا جَرَتْ بِهِ الْعَادَةُ، وَقَضَتْ بِهِ التَّجَارِبُ، لَكِنَّهُ لَا يُقُرُّ فِيهِ بَلْ يُحْسِنُ اعْتِقَادَهُ أَنْ لَا مُدَبِّرَ سِوَى اللهِ تَعَالَى، فَيَسْأَلُ اللهَ الْخَيْرَ وَيَسْتَعِيذُ بِهِ مِنَ الشَّرِّ وَيَمْضِي عَلَى وَجْهِهِ مُتَوَكِّلًا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أُرِيتَ مِنَ الطِّيَرَةِ مَا تَكْرَهُ فَقُلِ: اللهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ " وَقَدْ ذَكَرْنَا طَرَفًا مِنْ هَذِهِ الْأَخْبَارِ وَمَا قِيلَ فِيهَا فِي كِتَابِ السُّنَنِ

1125 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّبِيعِيُّ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا طِيَرَةَ ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ " قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ

1126 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سَهْلٌ أَظُنُّهُ ابْنَ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَمِعَ كَلِمَةً مِنْ رَجُلٍ فَأَعْجَبَتْهُ فَقَالَ: " قَدْ أَخَذْنَا فَالَكَ مِنْ فِيكَ "

1127 - أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا أَوْ غُلَامًا سَأَلَ عَنِ اسْمِهِ، فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ وَرُئِيَ بُشْرَى ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ الْكَرَاهِيَةُ فِي وَجْهِهِ، وَإِذَا دَخَلَ الْقَرْيَةَ سَأَلَ عَنِ اسْمِهَا فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ بِذَلِكَ، وَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَرِهَ ذَلِكَ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ " "

1128 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَصْدَقُهَا الْفَالُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَيْتَ مِنَ الطَّائِرِ مَا تَكْرَهُ، فَقُلِ: اللهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "

1129 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّفَّارِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يُعْجِزُهُنَّ ابْنُ آدَمَ: الطِّيَرَةُ ، وَسُوءُ الظَّنِّ، وَالْحَسَدُ "، قَالَ: " فَيُنْجِيكَ مِنَ الطِّيَرَةِ، أَنْ لَا تَعْمَلَ بِهَا، وَيُنْجِيكَ مِنْ سَوْءِ الظَّنِّ أَنْ لَا تَتَكَلَّمَ، وَيُنْجِيكَ مِنَ الْحَسَدِ أَنْ لَا تَبْغِيَ أَخًا سُوءًا " هَذَا مُنْقَطِعٌ

1130 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الْإِنْسَانِ ثَلَاثَةٌ: الطِّيَرَةُ ، وَالظَّنُّ، وَالْحَسَدُ، فَمَخْرَجُهُ مِنَ الطِّيَرَةِ أَنْ لَا يَرْجِعَ، وَمَخْرَجُهُ مِنَ الظَّنِّ أَلَا يُحَقِّقَ، وَمَخْرَجُهُ مِنَ الْحَسَدِ أَنْ لَا يَبْغِيَ "

1131 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ

1132 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الصَّفَّارِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنْ مَضَيْتَ فَمُتَوَكِّلٌ، وَإِنْ نَكَصْتَ فَمُتَطَيِّرٌ "

1133 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ كَعْبًا، قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " لَيْسَ مِنْ عِبَادِي مَنْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، أَوْ كَهِنَ أَوْ كُهِنَ لَهُ، أَوْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ، لَكِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ آمَنَ وَتَوَكَّلَ عَلَيَّ "

1134 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْرَزِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَمِيلٍ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُحَيَّاةِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَكَهَّنَ أَوْ تَقَسَّمَ، أَوْ تَطَيَّرَ طِيَرَةً، فَرَدَّهُ عَنْ سَفَرِهِ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى الدَّرَجَاتِ مِنَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ رَقَبَةُ بْنُ مَسْقَلَةَ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ

1135 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَعِدَانِيُّ الْمَنْصُورُ الْفَقِيهُ:"
[البحر المتقارب]
أَقُولُ لِمُنْذِرِي بِالْفِرَاقِ ... وَمَا هُوَ مِنْ شَرِّهِ كَامِنُ
ذُنُوبِي أَخَافُ فَأَمَّا الْفِرَاقُ ... فَإِنِّي مِنْ شَرِّهِ آمِنُ"

1136 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ غَانِمَ بْنَ حَمُّويْهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الرُّومِيِّ، يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ لِمَ يَهُونُ عَلَيْكُمْ مَعْشَرَ الْحُكَمَاءِ قَوْلُ أَصْحَابِ النُّجُومِ ؟ قَالَ: " لِأَنَّهُمْ إِنْ حَدَّثُوا بِخَيْرٍ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا تَعْجِيلَهُ، وَإِنْ حَدَّثُوا بِشَرٍّ حَدَّثُونَا وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا دَفْعَهُ "

1137 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ أَنَّ أَوْسَ بْنَ بِشْرٍ الْمَعَافِرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو التَّقِيَّ هُوَ وَكَعْبٌ ذُو الْكِتَابَيْنِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لِكَعْبٍ: عِلْمُ النُّجُومِ، فَقَالَ كَعْبٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لِمَ ؟ قَالَ: تَرَى فِيهِ مَا تَكْرَهُ، وَتَزِيدُ الطِّيَرَةُ ، فَقَالَ كَعْبٌ: فَإِنْ مَضَى فَقَالَ: " اللهُمَّ لَا طِيَرَ إِلَّا طِيَرُكَ وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا رَبَّ غَيْرُكَ " ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، قَالَ كَعْبٌ: جَاءَ بِهَا عَبْدُ اللهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَرَأْسُ التَّوَكُّلِ، وَكَنْزُ الْعَبْدِ فِي الْجَنَّةِ، وَلَا يَقُولَنَّ عَبْدٌ عِنْدَ ذَلِكَ ثُمَّ يَمْضِي إِلَّا لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَمْضِ وقعد ؟ قَالَ: طَعِمَ قَلْبُهُ طَعْمَ الْإِشْرَاكِ

1138 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا خَلْفَ كَتِفِهِ مِثْلُ التِّفَّاحَةِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُدَاوِي فَدَعْنِي أُطِبُّهَا وَأُدَاوِيهَا، قَالَ: " طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا إِنَّمَا امْتَنَعَ مِنْ مُدَاوَاتِهِ لِأَنَّهُ كَانَ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ وَكَانَتْ إِحْدَى آيَاتِهِ الْمَذْكُورَةِ مِنْ صِفَتِهِ وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ "

1139 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ هُبَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ - ح وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّجَّادُ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ تَوَكَّلْتَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ رُزِقْتَ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُوا خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا " قَالَ: وَفِي رِوَايَةِ يَعْقُوبَ: " لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا "

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَادَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِ إِسْنَادِ الْعَلَوِيِّ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ لَوْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " وَلَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى الْقُعُودِ عَنِ الْكَسْبِ، بَلْ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى طَلَبِ الرِّزْقِ ؛ لِأَنَّ الطَّيْرَ إِذَا غَدَتْ فَإِنَّمَا تَغْدُو لِطَلَبِ الرِّزْقِ وَإِنَّمَا أَرَادَ - وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ - لَوْ تُوَكَّلُوا عَلَى اللهِ تَعَالَى فِي ذَهَابِهِمْ وَمِجِيئِهِمْ وَتَصَرُّفِهِمْ وَرَأَوْا أَنَّ الْخَيْرَ بِيَدِهِ وَمِنْ عِنْدِهِ لَمْ يَنْصَرِفُوا إِلَّا سَالِمِينَ غَانِمِينَ كَالطَّيْرِ تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا، لَكِنَّهُمْ يَعْتَمِدُونَ عَلَى قُوَّتَهُمْ وَجَلَدِهِمْ وَيَغِشُّونَ وَيَكْذِبُونَ، وَلَا يَنْصَحُونَ وَهَذَا خِلَافُ التَّوَكُّلِ "

1140 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السِّرَاجُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: { وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطِّيبِ } [النساء: 2] قَالَ: " لَا تَعْجَلِ الرِّزْقَ الْحَرَامَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكَ الْحَلَالُ الَّذِي قَدْ قُدِّرَ لَكَ "

1141 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا أَمْرَكُمْ بِهِ اللهُ إِلَّا وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَمَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا نَهَاكُمُ اللهُ عَنْهُ إِلَّا وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، وَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ قَدْ نَفَثَ فِي رَوْعِيَ أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ "

1142 - حَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَنَانٍ الْأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَبْدٌ يَمُوتُ حَتَّى يَبْلُغَهُ آخِرُ رِزْقٍ هُوَ لَهُ فَاتَّقُوا اللهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ مِنَ الْحَلَالِ وَتَرْكِ الْحَرَامِ " " وَفِي هَذَا مَا دَلَّ أَنَّهُ أَمَرَ بِطَلَبِ الرِّزْقِ إِلَّا أَنَّهُ أَمَرَ بِإِجْمَالِهِ، وَإِجْمَالُ الطَّلَبِ هُوَ أَنْ يَطْلُبَهُ مِنَ الْحَلَالِ مُعْتَمِدًا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يُلَاحِظَ فِي طَلَبِهِ قَوَاهُ وَمَكَايِدَهُ وَحِيَلَهُ وَلَا يَطْلُبُهُ مِنَ الْحَرَامِ "

1143 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخِي يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَلِيٍّ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَاجَاه أَبِي دُونِي فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: قَالَ: " إِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا فَعَلَيْكَ بِالتُّؤَدَةِ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ لَكَ مَخْرَجًا " أَوْ قَالَ: " فَرَجًا "

1144 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَمِيرَةَ التِّنِّيسِيُّ - ح
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مِيكَالَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ - ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَالِكٍ الْغِفَارِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَهُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: " لَا تُكْثِرْ هَمَّكَ، مَا يُقَدَّرْ يَكُنْ، وَمَا تُرْزَقْ يَأْتِكِ " لَفْظُ حَدِيثِ الصَّغَانِيِّ غَيْرَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا عَنْهُ فِي إِسْنَادِهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ نَافِعٍ الْمَعَافِرِيَّ حَدَّثَهُ، كَذَا وَجَدْتُهُ، وَفِي رِوَايَةِ التِّنِّيسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْمَعَافِرِيِّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنَ الْحَكَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَافِعٍ أَوْ نَافِعٍ، وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: " لَا تُكْثِرْ هَمَّكَ فَإِنَّهُ مَا يُقْدَرْ يَكُنْ وَمَا تُرْزَقْ يَأْتِكَ "،

1145 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى أَبِي مُطِيعٍ، فَذَكَرَهُ هَكَذَا مُنْقَطِعًا . وَرَوَاهُ أَيْضًا سَلَمَةُ بْنُ الْخَلِيلِ، عَنْ بَقِيَّةَ، وَرُوِّينَاهُ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَآهُ مَهْمُومًا فَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " وَهُوَ إِنْ صَحَّ فَلَيْسَ فِيهِ الْمَنْعُ مِنَ الطَّلَبِ وَإِنَّمَا فِيهِ الْمَنْعُ مِنَ الْهَمِّ، وَذَلِكَ عَمَلُ أَهْلِ الْحِرْصِ الشَّدِيدِ، لَا يَزَالُ أَحَدُهُمْ مَعَ جِدِّهِ وَاجْتِهَادِهِ مَهْمُومًا قَلِقًا يَخْشَى أَنْ يَضِيعَ مَا عِنْدَهُ وَلَا يَأْتِيَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ وَذَلِكَ خِلَافُ التَّوَكُّلِ "

1146 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا بِتَمْرَةٍ عَائِرَةٍ فَقَالَ: " أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِهَا لَأَتَتْكَ "

1147 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ السَّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرِّزْقَ يَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ " وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ مَرْفُوعًا، وَالْمُرَادُ بِهَذَا - وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ - أَنَّ مَا قُدِّرَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ يَأْتِيهِ، فَلْيَثِقْ بِهِ، وَلَا يُجَاوِزُ الْحَدَّ فِي طَلَبِهِ

1148 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، تَقُولُ: سَمِعْتَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، يَقُولُ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَهَرَبِهِ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ "، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهَذَا أَصَحُّ وَاللهُ أَعْلَمُ

وَرُوِيَ عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَرْفُوعًا بِمَعْنَاهُ، وَهُوَ كَمَا رُوِيَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنَ امْرِئٍ إِلَّا وَلَهُ أَثَرٌ هُوَ وَاطِئُهُ، وَرِزْقٌ هُوَ آكِلُهُ، وَأَجَلٌ هُوَ بَالِغُهُ، وَحَنَقٌ هُوَ قَاتِلُهُ حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ لَاتَّبَعَهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ كَمَا أَنَّ الْمَوْتَ يُدْرِكُ مَنْ هَرَبَ مِنْهُ، أَلَا فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ "

1149 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، أَنَّ صُبَيْحَ بْنَ دِينَارٍ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُحَرَّرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَهُ " وَحِينَ أَمَرَ بِالْإِجْمَالِ فِي الطَّلَبِ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ يَمْنَعْ مِنَ الْكَسْبِ أَصْلًا، وَلَكِنْ كَرِهَ لَهُ شِدَّةَ الْحِرْصِ وَكَثْرَةَ الْهَمِّ فِعْلَ مَنْ يَرَى أَنَّ رِزْقَ اللهِ إِنَّمَا يُحَصَّلُ بِجِدِّهِ وَجُهْدِهِ دُونَ تَقْدِيرِ خَالِقِهِ وَرَازِقِهِ "

1150 - حَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ - إِمْلَاءً - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الرَّفَّاءُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَالِ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ الْمُتْرَفِينَ وَيَسْتَخِفُّونَ بِالْعَابِدِينَ، وَيَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ مَا وَافَقَ أَهْوَاءَهُمْ، وَمَا خَالَفَ أَهْوَاءَهُمْ تَرَكُوهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضٍ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، وَيَسْعَوْنَ فِيمَا يُدْرَكُ بِغَيْرِ سَعْيٍ مِنَ الْقَدَرِ الْمَقْدُورِ وَالْأَجَلِ الْمَكْتُوبِ، وَالرِّزْقِ الْمَقْسُومِ، وَلَا يَسْعَوْنَ فِيمَا لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالسَّعْيِ مِنَ الْجَزَاءِ الْمَوْفُورِ وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ وَالتِّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُورُ " هَذَا حَدِيثٌ يُعْرَفُ بِعَمْرِو بْنِ يَزِيدَ الرَّفَّاءِ هَذَا وَهُوَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بَاطِلٌ، ذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظِ فِيمَا - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ عَنْهُ، وَرُوِيَ ذَلِكَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ أَضْعَفَ مِنْهُ لَمْ أَذْكُرْهُ

1151 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ قَالَ: " مَالِي أَرَى عُلَمَاءَكُمْ يَذْهَبُونَ، وَأَرَى جُهَلَاءَكُمْ لَا يَتَعَلَّمُونَ ؟ اعْلَمُوا قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ فَإِنَّ رَفْعَ الْعِلْمَ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ، مَالِي أَرَاكُمْ تَحْرِصُونَ عَلَى مَا تَكَفَّلَ لَكُمْ بِهِ وَتُضَيِّعُونَ مَا وُكِّلْتُمْ بِهِ ؟ لِأَنَا أَعْلَمِ بِشِرَارِكُمْ مِنَ الْبِيطَارِ بِالْخَيْلِ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا دَبْرًا، وَلَا يَسْمَعُونَ الْقُرْآنَ إِلَّا هُجْرًا وَلَا يَعْتِقُ مُحَرَّرُوهُمْ " هَذَا مَوْقُوفٌ وَفِيهِ مَعْنَى اللَّفْظِ الَّذِي فِي آخِرِ الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ

1152 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْإِخْمِيمِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَاصِمٍ الْمَدِينِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ يَحْيَى الْحَاطِبِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ ، - وَقَالَ مَرَّةً : عُثْمَانُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا تَكُونُ الصَّنِيعَةُ إِلَى ذِي دِينٍ أَوْ حَسَبٍ ، وَجِهَادُ الضُّعَفَاءِ الْحَجُّ ، وَجِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِهَا ، وَالتَّوَدُّدُ نِصْفُ الدِّينِ ، وَمَا عَالَ امْرُؤٌ اقْتَصَدَ ، وَاسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ ، وَأَبَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ أَرْزَاقَ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ يَحْتَسِبُونَ " وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى : " وَمَا عَالَ امْرُؤٌ قَطُّ عَلَى اقْتِصَادٍ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : " وَهَذَا حَدِيثٌ لَا أَحْفَظُهُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَهُوَ ضَعِيفٌ مَرَّةً ، فَإِنْ صَحَّ فَمَعْنَاهُ : أَبَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ جَمِيعَ أَرْزَاقِهِمْ مِنْ حَيْثُ يَحْتَسِبُونَ وَهُوَ كَذَلِكَ فَإِنَّ اللهَ يَرْزُقُ عِبَادَهُ مِنْ حَيْثُ يَحْتَسِبُونَ ، كَمَا أَنَّ التَّاجِرَ يَرْزُقُهُ مِنْ تِجَارَتِهِ ، وَالْحَارِثَ يَرْزُقُهُ مِنْ حِرَاثَتِهِ وَغَيْرَ ذَلِكَ ، وَقَدْ يَرْزُقُهُمْ مِنَ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ كَالرَّجُلِ يُصِيبُ مَعْدِنًا أَوْ كَنْزًا ، أَوْ يَمُوتُ لَهُ قَرِيبٌ فَيَرِثُهُ ، أَوْ يُعْطَى مِنْ غَيْرِ إِشْرَافِ نَفْسٍ وَلَا سُؤَالٍ وَنَحْنُ لَمْ نَقُلْ : إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُوَصِّلْ أَحَدًا إِلَى خَيْرٍ إِلَّا بِجَهْدٍ وَسَعْيٍ ؛ وَإِنَّمَا قُلْنَا : إِنَّهُ قَدْ بَيَّنَ لِخَلْقِهِ وَعِبَادِهِ طَرِيقًا جَعَلَهَا أَسْبَابًا لَهُمْ إِلَى مَا يُرِيدُونَ فَالْأَولَى بِهِمْ أَنْ يَسْلُكُوهَا مُتَوَكِّلِينَ عَلَى اللهِ تَعَالَى من بُلُوغِ مَا يُؤَمِّلُونَهُ دُونَ أَنْ يُعْرِضُوا عَنْهَا ، وَيُجَرِّدُوا التَّوَكُّلَ عَنْهَا وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ مَا يُفْسِدُ قَوْلَنَا وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ "

1153 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَلَا يَتَزَوَّدُونَ وَيَقُولُونَ: نَحْنُ مُتَوَكِّلُونَ فَيَحُجُّونَ إِلَى مَكَّةَ، فَيَسْأَلُونَ النَّاسَ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَتَزَوَّدُوا، فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } [البقرة: 197] أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بِشْرٍ، عَنْ شَبَابَةَ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " وَفِي هَذَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَ زُوَّارَ بَيْتِهِ بِالتَّزَوُّدِ، وَقَالَ: { إِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } يَعْنِي - وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ - فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ مَا عَادَ عَلَى صَاحِبِهِ بِالتَّقْوَى " وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " وَهُوَ أَلَّا يَتَوَكَّلَ عَلَى أَزْوَادِ النَّاسِ فَيُؤْذِيَهُمْ وَيُضَيِّقَ عَلَيْهِمْ، وَمَنْ دَخَلَ الْبَادِيَةَ بِلَا زَادٍ مُتَوَكِّلًا فَإِنَّمَا يَرْجُو أَنْ يُقَيِّضَ اللهُ مَنْ يُوَاسِيهِ مِنْ زَادِهِ، وَهَذَا عَيْنُ مَا أَشَارَتِ الْآيَةُ إِلَى الْمَنْعِ مِنْهُ، فَبَانَ أَنَّهُ لَا مَعْنَى لِاسْتِحْبَابِهِ، وَإِنَّمَا الْمُسْتَحَبُّ هُوَ التَّزَوُّدُ أَوِ الْجُلُوسُ إِذَا لَمْ يَكُنْ زَادٌ حَتَّى يَكُونَ "

1154 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، - ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُكَرَّمِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " لَفْظَ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَلَمْ يَذْكُرْ ابْنُ يُوسُفَ " وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " فَلَوْ كَانَ انْتِظَارُ الرِّزْقِ بِالصَّبْرِ وَالصَّمْتِ أَفْضَلُ مِنْ طَلَبِهِ بِمَا أَذِنَ اللهُ تَعَالَى فِيهِ لَمَا حَرَمَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْضَلَ الْوَجْهَيْنِ وَعَرَّضَهُ لِأَرْذَلِهِمَا وَاحْتُجَّ بِقِصَّةِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ وَمَا فِيهَا مِنْ خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَاحِبَيْهِ حِينَ أَصَابَهُمُ الْجُوعُ وَانْطِلَاقِهِمْ إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ حَتَّى أَطْعَمَهُمْ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي الرَّابِعِ مِنْ كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ، وَفِيهِ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ مَنِ احْتَاجَ إِلَى طَعَامٍ فَلَمْ يَجِدْهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَحَدُ حَالَهُ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُحَدِّثَ بِحَالِهِ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ عِنْدَهُ وَفَاءً بِتَغْيِيرِهَا لَا أَنْ يَسْكُتَ وَيَتَصَبَّرَ "

1155 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَطَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ لَهُ بِهَا عِرِّيفٌ نَزَلَ عَلَى عِرِّيفِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا عِرِّيفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلَمْ يَكُنْ لِي بِهَا عِرِّيفٌ فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ، وَكَانَ يُجْرِي عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلَّ يَوْمٍ مُدًّا مِنْ تَمْرٍ وَيَكْسُونَا الْخُنُفَ ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَوْمٍ بَعْضَ صَلَوَاتِ النَّهَارِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَادَاهُ أَهْلُ الصُّفَّةِ يَمِينًا وَشِمَالًا: يَا رَسُولَ اللهِ أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ وَتَخَرَّقَتْ عَلَيْنَا الْخُنُفُ، فَمَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى مِنْبَرِهِ، فَصَعِدَهُ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَذَكَرَ شِدَّةَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ، حَتَّى قَالَ: " فَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ وَعَلَى صَاحِبِي بِضْعَ عَشْرَةَ يَوْمًا وَمَالِي وَلَهُ طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرَ " قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي حَرْبٍ: وَمَا الْبَرِيرُ ؟ قَالَ: طَعَامُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرُ الْأَرَاكِ فَقَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَعُظْمُ طَعَامِهِمِ التَّمْرُ فَوَاسُونَا فِيهِ، فَوَاللهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لَأَشْبَعْتُكُمْ مِنْهُ، وَلَكِنْ عَسَى أَنْ تُدْرِكُوا زَمَانًا حَتَّى يُغْدَى عَلَى أَحَدِكُمْ بِجَفْنَةٍ ، وَيُرَاحُ عَلَيْهِ بِأُخْرَى قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَحْنُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَوْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ؟ قَالَ: " لَا، بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ مُتَحَابُّونَ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ - أُرَاهُ قَالَ - مُتَبَاغِضُونَ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ لَمْ يَصْبِرُوا عَلَى الْمَجَاعَةِ حَتَّى أَعْلَمُوا مَنْ أَمِلُوا أَنْ يُغَيِّرَ أَحْوَالَهُمْ فَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَيْهِمْ وَلَكِنَّهُ أَجَابَهُمْ بِمَا سَكَّنَ عَنْهُمْ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ طَلَبَ مَا تَقَعُ إِلَيْهِ الْحَاجَةُ لَيْسَ بِمُضَادٍ لِلتَّوَكُّلِ إِذَا كَانَ الطَّالِبُ لَا يَطْلُبُ إِلَّا مُتَوَكِّلًا عَلَى اللهِ تَعَالَى فِي إِظْفَارِهِ بِمَطْلُوبِهِ "

1156 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا الْأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِ بَيْتٍ مَا أَرَانِي أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يَمُوتَ بَعْضُهُمْ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: " انْطَلِقْ هَلْ تَجِدُ مِنْ شَيْءٍ " قَالَ: فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِحِلْسٍ وَقَدَحٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْحِلْسُ كَانُوا يَفْتَرِشُونَ بَعْضَهُ وَيَكْتَسُونَ بَعْضَهُ، وَهَذَا الْقَدَحُ كَانُوا يَشْرَبُونَ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَأْخُذُهُمَا مِنِّي بِدِرْهَمٍ ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا آخُذُهُمَا بِاثْنَيْنِ، فَقَالَ: " هُمَا لَكَ " فَدَعَا الرَّجُلَ فَقَالَ لَهُ: " اشْتَرِ بِدِرْهَمٍ فَأَسًا وَبِدْرِهَمٍ طَعَامًا لِأَهْلِكَ " قَالَ: فَفَعَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الْوَادِي فَلَا تَدَعْ حَاجًّا وَلَا شَوْكًا وَلَا حَطَبًا وَلَا تَأْتِنِي خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا " قَالَ: فَانْطَلَقَ فَأَصَابَ عَشْرَةً قَالَ: " فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ بِخَمْسَةٍ طَعَامًا لِأَهْلِكَ، وَبِخَمْسَةٍ كِسْوَةً لِأَهْلِكَ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ بَارِكَ اللهُ لِي فِيمَا أَمَرْتَنِي فَقَالَ: " هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفِي وَجْهِكَ نُكْتَةُ الْمَسْأَلَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ ، أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَمْرٌ بِالْكَسْبِ وَنَهْيٌ عَنِ الْمَسْأَلَةِ عِنْدَ الْقُدْرَةِ عَلَى الْكَسْبِ وَفِي هَذَا الْمَعْنَى مَا رَوَيْنَا فِي كِتَابِ السُّنَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لَغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: " لَا حَقَّ فِيهَا لَغَنِيٍّ وَلَا لِذِي قوة مُكْتَسِبٍ " وَلَوْ لَمْ يَلْزَمْهُ الْكَسْبُ لَيَرُدَّ عَلَى نَفْسِهِ حَاجَتَهَا لَمَا حَرُمَتْ عَلَيْهِ الصَّدَقَةُ عِنْدَ الْقُدْرَةِ عَلَى الْكَسْبِ وَقَدْ رُوِّينَا، عَنْ سَيِّدِ الْمُتَوَكِّلِينَ وَرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " أَنَّهُ كَانَ يَحْبِسُ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ قُوتَ سَنَةٍ ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ مِنْهُ مَجْعَلَ مَالِ اللهِ تَعَالَى " وَرُوِّينَا عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وَدَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ " وَرُوِّينَا " أَنَّهُ احْتَجَمَ مِنْ وَثْئٍ كَانَ بِهِ " وَرُوِّينَا عَنْهُ، أَدْوِيَةً أَمَرَ بِهَا، وَأَنَّهُ قَالَ: " تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ، وَأَمَرَ بِالِاسْتِرْقَاءِ وَأَذِنَ فِيهَا " وَقَالَ: " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ "

وَفِي حَدِيثِ أَبِي خُزَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ دَوَاءً نَتَدَاوَى بِهَا وُرُقًي نَسْتَرْقِيها، وَتُقًى نَتَّقِيهَا ؟ هَلْ تَرُدُّ ذي مِنْ قَدَرِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ مِنْ قَدَرِ اللهِ "،

1157 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا خُزَامَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَذَكَرَهُ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " وَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ فِي هَذَا الْبَابِ، وَهُوَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ هَذِهِ الْأَسْبَابَ الَّتِي بَيَّنَهَا اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ وَأَذِنَ فِيهَا وَهُوَ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْمُسَبِّبَ هُوَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَمَا يَصِلُ إِلَيْهِ مِنَ الْمَنْفَعَةِ عِنْدَ اسْتِعْمَالِهَا بِتَقْدِيرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنَّهُ إِنْ شَاءَ حَرَمَهُ تِلْكَ الْمَنْفَعَةَ مَعَ اسْتِعْمَالِهِ السَّبَبَ فَتَكُونُ ثِقَتُهُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاعْتِمَادُهُ إلَيْهِ فِي إِيصَالِ تِلْكَ الْمَنْفَعَةِ إِلَيْهِ مَعَ وُجُودِ السَّبَبِ "

1158 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ - ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ رَاحِلَتُيْ وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ: " بَلْ قَيِّدْهَا وَتَوَكَّلْ " وَلَفْظُهُما سَوَاءٌ

1159 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ النَّضْرَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ نَاقَتِي وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ: " اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ "

1160 - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبُعِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ: " بَلْ قَيِّدْ وَتَوَكَّلْ "

1161 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا عَلَّانُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنِي عَمِّي الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَدَعُهَا وَأَتَوَكَّلُ ؟ فَقَالْ: " اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ "

1162 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، وَمُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ: حَسْبِي اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ، فَقُلْ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وَرُوِّينَا، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ مُرْسَلًا فِي هَذِهِ الْقَصَّةِ أَنَّ أَحَدَهُمَا تَهَاوَنَ بِبَعْضِ حُجَّتِهِ لَمْ يَبْلُغْ فِيهَا ثُمَّ حِينَ قَضَى لِلْآخَرِ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبْ حَقَّكَ حَتَّى تَعْجَزَ، فَإِذَا عَجَزْتَ فَقُلْ: حَسْبِيَ اللهُ، وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَإِنَّمَا يَقْضِي بَيْنَكُمْ عَلَى حُجَجِكُمْ، فَلَمْ يَرْضَ تَجْرِيدَ التَّوَكُّلِ، عَنِ الطَّلَبِ "

وَرُوِيَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَقَالَ: " مَا أَنْتُمْ ؟ " فقَالُوا: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ ، فقَالَ: " بَلْ أَنْتُمُ الْمُتَّكِلُونَ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُتَوَكِّلِينَ ؟ رَجُلٌ أَلْقَى حَبَّةً فِي بَطْنِ الْأَرْضِ، ثُمَّ تَوَكَّلَ عَلَى رَبِّهِ "، وَقَوْلُهُ " الْمُتَّكِلُونَ " - يَعْنِي عَلَى أَمْوَالِ النَّاسِ -

وَرُوِّينَا عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَقَدِ اتَّضَحَ الطَّرِيقُ، اسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ، وَلَا تَكُونُوا عِيَالًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ "

1163 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مَاتِي الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ جَوَابِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ مَا أَوْضَحَ الطَّرِيقَ، فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ، وَلَا تَكُونُوا كَلَّا عَلَى الْمُسْلِمِينَ "

1164 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: دَخَلَ شَابٌّ قَوِيٌّ الْمَسْجِدِ وَفِي يَدِهِ مَشَاقِصُ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ يُعِينُنِي فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ قَالَ: فَدَعَا بِهِ عُمَرُ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ: " مَنْ يَسْتَأْجِرُ مِنِّي هَذَا بِعَمَلٍ فِي أَرْضِهِ ؟ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: بِكَمْ تُؤْجِرُهُ كُلَّ شَهْرٍ ؟ قَالَ: بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: خُذْهُ فَانْطَلِقْ بِهِ، فَعِمِلَ فِي أَرْضِ الرَّجُلِ أَشْهُرًا، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ لِلرَّجُلِ: " مَا فَعَلَ أَجِيرُنَا ؟ " قَالَ: صَالِحٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: " ايْتِنِي بِهِ وَبِمَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ "، فَجَاءَ بِهِ وَبِصُرَّةٍ مِنْ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: " خُذْ هَذِهِ فَإِنْ شِئْتَ الْآنَ فَاغْزُ، وَإِنْ شِئْتَ فَاجْلِسْ "

1165 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَ آبَاذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُنَادِي، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: أَوْصَى قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ بَنِيهِ، فَقَالَ: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى، وَأَنْ تُسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ خَلَّفْتُمْ أَبَاكُمْ، وَلَا تُسَوِّدُوا أَصْغَرَكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ أزْرَى بِكُمْ مِنْ أَكْفَائِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِالْمَالِ وَاصْطِنَاعِهِ، فَإِنَّه مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنى بِهِ، عَنِ اللَّئِيمِ، وَإِيَّاكُمْ وَمَسْأَلَةَ النَّاسِ، فَإِنَّهَا أَخَسُّ كَسْبِ الرَّجُلِ، وَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا تَنُوحُوا عَلَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُنَحْ عَلَيْهِ، وَادْفُنُونِي فِي أَرْضٍ لَا يَعْلَمُ بِمَدْفَنِي بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ فَإِنِّي كُنْتُ أُغَاوِلُهُمْ - أَوْ أُغَاوِرُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ " شَكَّ وَهْبٌ

1166 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: اشْتَرَى - سَلْيمَانُ وَقَالَ غَيْرُهُ: - سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَسْقًا مِنَ الطَّعَامِ، وَقَالَ: " إِنَّ النَّفْسَ إِذَا أَحْرَزَتْ رِزْقَهَا اطْمَأَنَّتْ "

1167 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: " مَنْ لَزِمَ الْمَسْجِدَ، وَقَبِلَ كُلَّ مَا يُعْطَى فَقَدْ أَلْحَفَ فِي الْمَسْأَلَةِ "

1168 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ، يَذُمُّ الْجُلُوسَ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَقُولُ: " جَعَلُوا مَسْجِدَ الْجَامِعِ حَوَانِيتَ لَيْسَ لَهَا أَبْوَابٌ " قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " هَذَا لِمَا فِيهِ مِنَ التَّعَرُّضُ لِلسُّؤَالِ وَمَا فِي السُّؤَالِ مِنَ الْكَرَاهِيَةِ إِذَا وَجَدَ إِلَى الْكَسْبِ سَبِيلًا "

1169 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ، فَيَجِيءَ بِحِزْمَةٍ مِنْ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا، فَيَسْتَغْنِيَ بِهَا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُوسَى، عَنْ وَكِيعٍ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ مِنَ الزِّيَادَةِ: " فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ، وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنِ النَّاسِ "

1170 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ بُحَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَكَانَ دَاوُدُ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ

1171 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ ؟ قَالَ: " عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ " هَكَذَا جَاءَ بِهِ مُرْسَلًا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جَرِيرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ وَائِلٍ مُرْسَلًا قَالَ الْبُخَارِيُّ: " وَأَسْنَدَهُ بَعْضُهُمْ وَهُوَ خَطَأٌ " - يَعْنِي مَا -

1172 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْكَسْبِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: " كَسْبٌ مَبْرُورٌ " " وَرَوَاهُ شَرِيكٌ كَمَا "

1173 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ جَمِيعُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ أَوْ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: " عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ " أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ السِّرَاجُ، حَدَّثَنَا مُطَيَّنٌ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، - وَذَكَرَ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ - قَالَ: إِنَّمَا هُوَ سَعِيدُ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " رَوَاهُ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ وَائِلٍ فَغَلَطَ فِي إِسْنَادِهِ "

1174 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ ؟ قَالَ: " كَسْبُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ "

1175 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَوْشَنٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ الْمُسْلِمُ مَعَ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

1176 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَلَالٍ، فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ، أَوْ كَسَاهَا فَمَنْ دُونَهُ مِنْ خَلْقِ اللهِ، فَإِنَّهُ لَهُ زَكَاةٌ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَقُلْ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، فَإِنَّهَا لَهُ زَكَاةٌ " وقَالَ: " لَا يَشْبَعْ مُؤْمِنٌ سَمِعَ خَيْرًا حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةَ " رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ

1177 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَقَرَأْتُهُ بِخَطِّهِ فِيمَا أَجَازَهُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ، عَنْ رَجُلٍ أَظُنُّهُ قَالَ: الْحَسَنُ بَيَّاعُ الْحُصْرِ أَوْ كَمَا قَالَ عَنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنِ السَّكَنِ يَرْفَعْهُ، قَالَ: " طَلَبُ الْحَلَالِ مِثْلُ مُقَارَعَةِ الْأَبْطَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ بَاتَ عَيِيًّا مِنْ طَلَبِ الْحَلَالِ بَاتَ وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ رَاضٍ "

قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: " مَالَكَ لَا تُقَارِعُ الْأَبْطَالَ ؟ " قَالَ: وَمَا مُقَارَعَةُ الْأَبْطَالِ ؟ قَالَ: " الْكَسْبُ مِنَ الْحَلَالِ وَالْإِنْفَاقُ عَلَى الْعِيَالِ "

1178 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الرِّزْقَ مِنْ خَبَايَا الْأَرْضِ " وَهَذَا إِنْ صَحَّ فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الْحَرْثَ وَإِثَارَةَ الْأَرْضِ لِلزَّرْعِ

1179 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ أَصْلِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الْأَرْضِ " وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا بُهْلُولٌ الْأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ قَالَ مُصْعَبٌ: هِيَ الْمَعَادِنُ

1180 - أخَبَرِنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خُمَيْرَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الْكَسْبِ كَسْبُ يَدَيِ الْعَامِلِ إِذَا نَصَحَ " رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ

1181 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْأُبُلِّيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، - ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُحْتَرِفَ " وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَبْدَانَ: " الشَّابَّ الْمُحْتَرِفَ " " تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ وَلَيْسَا بِالْقَوِيَّيْنِ "

1182 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا بُهْلُولُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَزْكَى ؟ قَالَ: " كَسْبُ الْمَرْءِ بِيَدِهِ " أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا بُهْلُولُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ

1183 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَثَّامٍ، يَقُولُ: " مَا أَحَبُّ إِلَيَّ يَكُونَ الْمُسْلِمُ مُحْتَرِفًا، إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا احْتَاجَ أَوَّلَ مَا يَبْذُلُ دِينَهُ "

1184 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ رُزِقَ فِي شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ "،

1185 - أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ يُونُسَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ هِلَالٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ رَزَقَهُ اللهُ رِزْقًا فِي شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ " وَلَمْ يَقُلْ: سَمِعْتُ

1186 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ، بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ، عَنْ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، قَالَ: كُنْتُ أُجَهِّزُ إِلَى الشَّامِ وَإِلَى مِصْرَ فَكَانَ اللهُ يَرْزُقُ خَيْرًا كَثِيرًا فَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَلَمْ يَرْجِعْ رَأْسُ مَالِي، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ الْزَمْ تِجَارَتَكَ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا فُتِحَ لِأَحَدِكُمْ رِزْقٌ مِنْ بَابٍ فَلْيَلْزَمْهُ "

1187 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمُنَادِي، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ - وَلَيْسَ نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ - قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى مِصْرَ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ: أَيْنَ ؟ قُلْتُ: الْعِرَاقُ، قَالَتْ: مَالَكَ وَلِمَتْجَرِكَ ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا قُسِمَ لِأَحَدِكُمْ رِزْقٌ فَلَا يَدَعْهُ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَهُ أَوْ يَتَنَكَّرَ لَهُ " شَكَّ أَبُو الضَّحَّاكِ، قَالَ: فَجِئْتُ الْعِرَاقَ فَمَا رَدَدْتُ رَأْسَ الْمَالِ

1188 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، وَأَبُو صَادِقٍ الْعَطَّارُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ هُوَ ابْنُ بِلَالٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ عَلَيْهِمْ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ غُسْلٍ وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ فَظَنَنَّا أَنَّهُ أَلَمَّ بِأَهْلِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَاكَ أَصْبَحْتَ طَيِّبَ النَّفْسِ، قَالَ: " أَجَلْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ " - ثُمَّ ذَكَرْنَا الْغَنِيُّ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى اللهَ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النِّعَمِ " أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، يُحَدِّثُ فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِهِ: مِنَ النَّعِيمِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: الصَّحَابِيُّ الَّذِي لَمْ يُسَمِّهِ هُوَ يَسَارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيُّ

1189 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، فِي آخَرِينَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: " هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ غَنَمٍ ؟ " قَالَتْ: لَا، يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " فَاتَّخِذُوهَا - أَوِ اتَّخِذِيهَا - فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً "

1190 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ قَالَا: أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ عَلَيَّ ثِيَابِي وَسِلَاحِي، ثُمَّ آتِيَهُ قَالَ: فَفَعَلْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ، ثُمَّ طَأْطَأَ، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَمْرُو إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ فَيُغْنِمُكَ اللهُ وَيُسْلِمُكَ، وَأَرْغَبُ لَكَ رَغْبَةً صَالِحَةً مِنَ الْمَالِ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أُسْلِمْ رَغْبَةً فِي الْمَالِ، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ وَأَنْ أَكُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " يَا عَمْرُو: نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ "

1191 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرَ فِيهِ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ: " إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ، فَنِعْمَ الْمَعُونَةُ " هُوَ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ وَرَوَاهُ هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ: " فَمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمَالِ مَنْ أَعْطَى فِيهِ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ " أَوْ كَمَا قَالَ

1192 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، رَفَعَهُ قَالَ: " لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُحِبُّ الْمَالَ لِيَصِلَ بِهِ رَحِمَهُ، وَيُؤَدِّيَ بِهِ أَمَانَتَهُ، وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ "، كَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ شُعْبَةَ وَقَالَ فِيهِ غَيْرُهُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْمُرَجَّى بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

1193 - حَدَّثَنَاهُ السَّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَامِدِ بْنِ مَتْوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَالِمٍ الرَّوَّاسُ الْعَلَاءُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، فَذَكَرَهُ . هَكَذَا رُوِيَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَ فِيهِ رَاوِيَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَكِنِّي هِبْتُهُ، وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الْكَلَامُ بِعَيْنِهِ مِنْ قَوْلِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

1194 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَمْ يُحِبَّ الْمَالَ يَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ، وَيُؤَدِّي بِهِ أَمَانَتَهُ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1195 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ تَرَكَ دَنَانِيرَ، قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجْمَعْهَا إِلَّا لِأَصُونَ بِهَا حَسَبِي وَدِينِي " رَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: " إِلَّا لِأَصُونَ بِهَا عِرْضِي "

1196 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُشْكَانَ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ الْقَاضِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " دَيْنُكَ لِمَعَادِكَ، وَدِرْهَمُكَ لِمَعَاشِكَ، وَلَا خَيْرَ فِي أَمْرٍ بِلَا دِرْهَمٍ "

1197 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا دِعْلِجُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ } [التوبة: 34]، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " مَنْ كَنَزَهُمَا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُمَا فَوَيْلٌ لَهُ إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَنْزَلَ الزَّكَاةُ فَلَمَّا نَزَلَتْ جَعَلَهَا اللهُ طُهْرًا لِلْأَمْوَالِ "، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: " مَا أُبَالِي لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا أَعْلَمُ عَدَدَهُ وَأُزَكِّيهِ وَأَعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، فَقَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ

1198 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، ذَكَرَ عُمَرَ - أَوْ غَيْرَهُ - قَالَ: " مَا جَاءَنِي أَجْلِي فِي مَكَانٍ مَا عَدَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْتِيَنِي وَأَنَا بَيْنَ شُعْبَتَيْ رَحْلِي أَطْلُبُ مِنْ فَضْلِ اللهِ " وَرَوَاهُ غَيْرُهُ فَقَالَ: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، لَمْ يَشُكَّ وَزَادَ: تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ } [المزمل: 20]

1199 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا يَضُرُّ عَبْدًا يُصْبِحُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَيُمْسِي عَلَيْهِ مَاذَا أَصَابَهُ مِنَ الدُّنْيَا "

1200 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ عِبَادَةَ، يَقُولُ: " اللهُمَّ هَبْ لِي مَجْدًا، وَلَا مَجْدَ إِلَّا بِفَعَالٍ، وَلَا فَعَالَ إِلَّا بِمَالٍ، اللهُمَّ لَا يُصْلِحُنِي الْقَلِيلُ وَلَا أَصْلُحُ عَلَيْهِ "، وَكَانَ مُنَادٍ يُنَادِي عَلَى أَطَمَةٍ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الشَّحْمَ وَاللَّحْمَ، فَلْيَأْتِ سَعْدًا

1201 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَفْتَحُ مُصْحَفِي فَأَقْرَأُهُ حَتَّى أُمْسِيَ، قَالَ الْحَسَنُ: " اقْرَأْهُ بِالْغَدَاةِ، وَاقْرَأْهُ بِالْعَشِيِّ، وَكُنْ سَائِرَ نَهَارِكَ فِي صَنْعَتِكَ وَمَا يُصْلِحُكَ "

1202 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ: " الْزَمْ سَوْقَكَ فَإِنَّ فِيهِ غِنًى عَنِ النَّاسِ وَصَلَاحًا فِي الدِّينَ "

1203 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو قِلَابَةَ بِكِتَابٍ فِيهِ: " الْزَمْ سَوْقَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْغِنَى مُعَافَاةٌ "

1204 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّيْنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: يَا أَيُّوبُ احْفَظْ عَنِّي ثَلَاثَ خِصَالٍ : " إِيَّاكَ وَأَبْوَابَ السُّلْطَانِ، وَإِيَّاكَ وَمَجَالِسَ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ، وَالْزَمْ سَوْقَكَ، فَإِنَّ الْغِنَى مِنَ الْعَافِيَةِ "

1205 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: " لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَهْلِي يَحْتَاجُونَ إِلَى حُزْمَةٍ أَوْ دُسْتَجَةٍ مِنْ بَقْلٍ مَا جَلَسْتُ مَعَكُمْ " قَالَ: وقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: " الْزَمْ سَوْقَكَ فَإِنَّ الْغِنَى مِنَ الْعَافِيَةِ "

1206 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: " تُحِبُّ الدَّرَاهِمَ ؟ " قَالَ: إِنَّهَا تَنْفَعُنِي وَتَصُونُنِي

1207 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ مَخْلَدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَرَّاثِيَّ، يَقُولُ: لَمَّا مَاتَ أَبِي جَاءَنِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَالَ لِي: " يَا بُنَيَّ بِرَّ وَالِدَتَكَ، وَلَا تَعُقَّهَا وَالْزَمِ السُّوقَ , وَاقْبَلْ نُصْحِي "، قُلْتُ: قَبِلْتُهَا، فَلَمَّا قَامَ بِشْرٌ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا نَصْرٍ أَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ، فَقَالَ: " يَا هَذَا، وَكَيْفَ لَا تُحِبُّنِي، وَلَسْتُ بِقَرَابَةٍ وَلَا جَارٍ ؟ "

1208 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ، خَادِمَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْفُضَيْلِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِابْنِ الْمُبَارَكُ: إِنَّكَ تَأْمُرُنَا بِالزُّهْدِ وَالتَّقَلُّلِ وَالْبُلْغَةِ وَنَرَاكَ تَأْتِي بِالْبَضَائِعِ مِنْ بِلَادِ خُرَاسَانَ إِلَى الْبَلَدِ الْحَرَامِ، كَيْفَ ذَا وَأَنْتَ تَأْمُرُنَا بِخِلَافِ ذَا ؟ فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: " يَا أَبَا عَلِيٍّ، إِنَّمَا أَفْعَلُ ذَا لِأَصُونَ وَجْهِيَ، وَأُكْرِمَ بِهَا عِرْضِي، وَأَسْتَعِينَ بِهَا عَلَى طَاعَةِ رَبِّي، لَا أَرَى لِلَّهِ حَقًّا إِلَّا سَارَعْتُ إِلَيْهِ حَتَّى أَقُومَ بِهِ " فَقَالَ لَهُ الْفُضَيْلُ: يَا ابْنَ الْمُبَارَكِ، مَا أَحْسَنَ ذَا إِنْ تَمَّ ذَا

1209 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْجَرَّاحِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَاسَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: لَوْ تَعَبَّدَ النَّاسُ لَأَتَاهُمُ اللهُ بِالرِّزْقِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَا يُعْرَفُ هَذَا، إِنَّ اللهَ ابْتَلَى النَّاسَ بِالْمَعَاشِ "، فَقَالَ: { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ } [المزمل: 20]: " وَقَدْ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْمٌ لَهُمْ أَمْوَالٌ وَأَبُو أَيُّوبَ لَهُ حَائِطُ كَذَا، وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ ؛ وَآخَرُونَ لَيْسَ لَهُمْ كَثِيرُ شَيْءٍ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَلَمْ يُضَيِّقْ عَلَيْهِمِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ أَنْ يُمْسِكُوا قُوتَ لَيْلَةٍ، وَيَتَصَدَّقُوا بِالْبَقِيَّةِ، وَلَكِنْ يَأْمُرْهُمْ بِالتَّقْدِمَةِ، وَمَوْضِعِ الْفَضْلِ وَيُخْبِرُهُمْ بِهِ "

1210 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَادَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: " لَا يَقَعُ مِنَ الْفَضْلِ شَيْءٌ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ مِثْلُ السَّعْيِ عَلَى الْعِيَالِ "

1211 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ الصُّوفِيُّ الْحِيرِيُّ صَاحِبُ الْأَحْوَلِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ السُّورْيَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: " إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَعَبَّدَ فَانْظُرْ، فَإِنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ بُرٌّ فَتَعَبَّدْ وَإِلَّا فَاطْلُبِ الْبُرَّ أَوَلَا ثُمَّ تَعْبُدْ "

1212 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْخَلَدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: " أَدَبُ التَّوَكُّلِ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ صُحْبَةُ الْقَافِلَةِ بِالزَّادِ، وَالْجُلُوسُ فِي الزَّوْرَقِ بِالزَّادِ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَجْلِسِ بِالزَّادِ "

1213 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَطَاءٍ، يَقُولُ: قَالَ خَالِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ، يَقُولُ: " لَيْسَ التَّوَكُّلُ الْكَسْبَ، وَلَا تَرَكَ الْكَسْبِ، التَّوَكُّلُ شَيْءٌ فِي الْقُلُوبِ " وَقَالَ غَيْرُهُ عَنِ الْجُنَيْدِ: " إِنَّمَا هُوَ سُكُونَ الْقَلْب إِلَى مَوْعُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ تَجْرِيدُ هَذَا السُّكُونِ عَنِ الْكَسْبِ شَرْطًا فِي صِحَّةِ التَّوَكُّلِ بَلْ يَكْتَسِبُ بِظَاهِرِ الْعِلْمِ مُتَعَمِّدًا بِقَلْبِهِ عَلَى اللهِ تَعَالَى كَمَا قَالَ بَعْضُهُمُ: اكْتَسِبْ ظَاهِرًا وَتَوَكَّلْ بَاطِنًا، فَهُوَ مَعَ كَسْبِهِ لَا يَكُونُ مُتَعَمِّدًا عَلَى كَسْبِهِ وَإِنَّمَا يَكُونُ اعْتِمَادُهُ فِي كِفَايَةِ أَمْرِهِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1214 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الْأَزْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ وَسُئِلَ عَنِ التَّوَكُّلِ فَقَالَ: " أَرَى التَّوَكُّلَ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1215 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِي مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَامِدًا اللَّفَّافَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَاتِمَ الْأَصَمَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: " التَّوَكُّلُ طُمَأْنِينَةُ الْقَلْبِ بِمَوْعُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1216 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي دَارِمٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ طَرْخَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عَبْدَانَ، قَالَ: قِيلَ لِحَاتِمٍ الْأَصَمِّ: عَلَى مَا بَنَيْتَ أَمَرَكَ هَذَا مِنَ التَّوَكُّلِ ؟ قَالَ: عَلَى أَرْبَعِ خِلَالٍ : " عَلِمْتُ أَنَّ رِزْقِي لَا يَأْكُلُهُ غَيْرِي، فَلَسْتُ اهْتَمُّ لَهُ، وَعَلِمْتُ أَنَّ عَمَلِي لَا يَعْمَلُهُ غَيْرِي، فَأَنَا مَشْغُولٌ بِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ الْمَوْتَ يَأْتِينِي بَغْتَةً ، فَأَنَا أُبَادِرَهُ، وَعَلِمْتُ أَنِّي بِعَيْنِ اللهِ فِي كُلِّ حَالٍ، فَأَنَا مُسْتَحْيِيٍ مِنْهُ "

1217 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا زَافِرٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: " الرِّضَا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1218 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " كَمَالُ الْمَعْرِفَةِ بِاللهِ التَّوَاضُعُ لَهُ " قَالَ: " وَكَمَالُ التَّوَاضُعِ الرِّضَا "

1219 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: كَانَ أَبُو عُثْمَانَ، يَقُولُ فِي مَوَاعِظِهِ: " يَا عَبْدَ اللهِ فِيمَا ذَا تُتْعِبُ قَلْبَكَ ؟ وَتُنَازِعُ إِخْوَانَكَ، وَتُعَادِي عَلَى طَلَبِ الرِّيَاسَةِ وَالْعِزِّ أَشْكَالَكَ وَأَخْدَانَكَ ؟ وَتَعْمَلُ فِي هَلَكَةِ حسناتك بِالْحَسَدِ لِمَنْ هُوَ فَوْقَكَ ؟ كَأَنَّكَ لَمْ تُؤْمِنْ بِمَنْ أَخْبَرَ أَنَّهُ يُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ، وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ، وَيُؤْتِي الْمَلَكَ مَنْ يَشَاءُ، وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ يَشَاءُ ؟ فَاسْتَعْمِلَ الْعِلْمَ فِي ظَاهِرِكَ إِنْ كُنْتَ تَاجِرًا أَوْ كَاسِبًا أَوْ زَارِعًا، وَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ، وَاتْرُكِ الْحَرَامَ وَالشُّبُهَاتِ جَمِيعًا، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَحَظَّهَا مِنْ عِزِّهَا وَرِيَاسَتِهَا وَرِزْقِهَا، وَلَوْ هَرَبَ الْعَبْدُ مِنْ رِزْقِهِ لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ، كَمَا لَوْ فَرَّ مِنَ الْمَوْتِ، قَالَ: وَالْيَقِينُ لَا يَمْنَعُ الْمُوقِنِينَ مِنْ طَلَبِ الْحَظِّ الْوَافِي مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى تَرْكِ الْفُضُولِ رِضًا بِالْقَلِيلِ، وَزْهُدٌ فِي الْكَثِيرِ اتِّبَاعًا لِرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأَصْحَابِهِ فَإِنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْمُتَوَكِّلِينَ، وَالزَّاهِدِينَ مَعَ مَا وَصَفْنَا مِنَ الْأَمْنِ بِمَالِكِ، وَالْإِيَاسِ مِمَّا لَيْسَ لَكَ، وَأَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْيَقِينَ يَمْنَعُ طَلَبَ الْقُوتِ وَالْكَفَافِ فَقَدْ جَهِلَ الْيَقِينَ وَخَالَفَ سُنَنَ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ، فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي ذَلِكَ مَعَ صِدْقِ التَّوَكُّلِ الْأَنْبِيَاءُ وَأَتْبَاعُهُمْ، وِخِلَافُهُمْ خِلَافُ الْحَقِّ، وَمُوَافَقَتُهُمْ مُوَافَقَةُ الْحَقِّ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "

1220 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا } [النساء: 81] وَقَالَ: { أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا } [الإسراء: 2]: فَاللهُ الْوَكِيلُ الْكَافِي ؛ لِأَنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، فَالْمُتَوَكِّلُ عَلَيْهِ هُوَ الْمُكْتَفِي بِهِ، وَكَمَا أَنَّهُ الْكَافِي لِعَبْدِهِ، لَا حَاجَةَ لَهُ إِلَى أَحَدٍ فِي كِفَايَتِهِ لِعَبْدِهِ، وَكَذَلِكَ الْمُتَوَكِّلُ عَلَيْهِ الْمُكْتَفِي بِهِ غَنِيٌّ بِهِ مُسْتَغْنٍ بِهِ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ لَا حَاجَةَ بِهِ فِيمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ إِلَى غَيْرِ رَبِّهِ " وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: فَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ هُوَ الِاكْتِفَاءُ بِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِ وَحْدَهُ

1221 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُوشَنْجِيُّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: " التَّبْرِئَةُ مِنْ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَحَوْلِ مِثْلِكَ وَقُوَّةِ مِثْلِكَ "

1222 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْكَتَّانِيَّ، يَقُولُ: " التَّوَكُّلُ فِي الْأَصْلِ اتِّبَاعُ الْعِلْمِ وَفِي الْحَقِيقَةِ اسْتِعْمَالُ الْيَقِينِ "

1223 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْخَلَدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: " التَّوَكُّلُ تَنَاوُلُ السَّبَبِ مِنَ اللهِ "

1224 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ، وَقَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: " التَّوَكُّلُ أَنْ لَا يَخْطُرَ بِقَلْبِكَ نَافِعٌ وَلَا ضَارًّ غَيْرُهُ، وَأَنْ تَسْتَلِمَ لِكُلِّ حَالٍ يَرِدُ عَلَيْكَ، وَلَا يَضْطَرِبَ قَلْبُكَ مِنْهُ " وَقَالَ: " التَّوَكُّلُ قَطْعُ الطَّمَعِ عَنِ الْخَلْقِ وَتَرْكُ طَلَبِ الْحِيلَةِ مِنْهُمْ " وَقَالَ: " التَّوَكُّلُ التَّطَاوُلُ إِلَى الْأَلْوَانِ وَمَا فِيهَا بِعَيْنِ النَّقْصِ، وَالرُّجُوعُ إِلَى مَنْ لَا يَلْحَقُهُ النَّقْصُ بِحَالٍ "

1225 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ فَارِسَ بْنَ عِيسَى الصُّوفِيَّ، - وَكَانَ مِنَ الْمُتَحَقِّقِينَ بِعُلُومِ أَهْلِ الْحَقَائِقِ - يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: " الْفُقَرَاءُ ثَلَاثَةٌ: فَقِيرٌ لَا يَسْأَلُ وَإِنْ أُعْطِيَ لَمْ يَأْخُذْ، فَذَلكَ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ، وَفَقِيرٌ لَا يَسْأَلُ وَإِنْ أُعْطِيَ أَخَذَ، فَذَلِكَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَفَقِيرٌ يَسْأَلُ وَكَفَّارَةُ مَسْأَلَتِهِ صَدَقَةٌ " قَالَ فَارِسٌ: شَرْطُ الطَّلَبِ أَنْ يَكُونَ الطَّالِبُ غَيْرَ مُعْتَقِدٍ أَوَلًا أَنْ لَا سَبَبَ لِلطَّلَبِ وَلَا مُمَيِّزَ، وَلَا قَاصِدًا إِلَى زَيْدٍ دُونَ عَمْرٍو وَلَا إِلَى عَمْرٍو دُونَ زَيْدٍ بِأَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ، وَيَطْلُبُ الرِّزْقَ مِنْ حَيْثُ أُمِرَ، فَيَكُونُ اللهُ الْمُعْطِي وَالْعَبْدُ سَبَبًا وَاللهُ الْمُسَبِّبُ، وَهُوَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ " الْحَدِيثُ ولَمَّا أَثْبَتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُتَوَكِّلًا لَمْ يَخْلُ مَعَ تَوَكُّلٍ مِنَ الْحَرَكَاتِ مَعَ عَدَمِ الْمَطَالِبِ، وَالْقَاصِدُ فِي حَرَكَاتِهِ، كَانَ الْمُتَحَرِّكُ بِالْوَصْفِ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، مُتَوَكِّلًا مَعَ وُجُودِ الْحَرَكَةِ مِنْهُ كَالطَّيْرِ مَعَ وُجُودِ الْحَرَكَةِ فِيهِ بِتَصْحِيحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّوَكُّلَ لَهُ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ الْحَرَكَةِ عَلَى مَعْنَى وَصْفِهِ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " فَمَنْ ذَهَبَ إِلَى هَذَا فَتَكَسَّبَ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى فِي ذَلِكَ، وَشَكَرَ اللهَ تَعَالَى عَلَى أَنَّهُ جَعَلَهُ سَبَبًا لِمَعَاشِهِ، وَأَنَّهُ هَدَاهُ لَهُ، وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ، وَنَفَعَهُ بِهِ، ثُمَّ مَنْ زَهِدَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا وَرَغِبَ فِي الْآخِرَةِ، اكْتَفَى بِأَقَلَّ مَا يَكُونُ قُوتًا، وَتَصَدَّقَ بِالْبَاقِي، كَمَا كَانَ الْقُرَّاءُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُونَهُ، أَوِ اقْتَصَرَ عَلَى اكْتِسَابِ أَقَلِّ مَا يَكُونُ قُوتًا، ثُمَّ اشْتَغَلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْعِبَادَةِ وَاللهُ أَعْلَمُ "

1226 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِحَسَّانَ بْنِ أَبِي سِنَانٍ: أَمَا تُحَدِّثُكَ نَفْسُكَ بِالْفَاقَةِ ؟ قَالَ: " بَلَى "، فَأَقُولُ لَهَا: " يَا نَفْسُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَخَذْتُ بْالْمِسْحَاةِ فَجَلَسْتُ مَعَ الْفَعَلَةِ فَأَصَبْتُ دَانِقًا أَوْ دَانِقَيْنِ فَتَعِيشَيِنَ بِهِ فَتَسْكُنَ " قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ رَجُلًا مِنْ تُجَّارِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ لَهُ شَرِيكٌ بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْأَهْوَازِ، يُجَهِّزُ عَلَى شَرِيكِهِ بِالْبَصْرَةِ، ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ يَتَحَاسَبَانِ، ثُمَّ يَقْتَسِمَانِ الرِّبْحَ، فَكَانَ يَأْخُذُ قُوتَهُ مِنْ رِبْحِهِ وَيَتَصَدَّقُ بِمَا بَقِيَ، وَكَانَ صَاحِبُهُ يَبْنِي الدُّورَ وَيُتَّخِذُ الْأَرْضَ، قَالَ: فَقَدِمَ حَسَّانُ قَدْمَةً الْبَصْرَةَ فَفَرَّقَ مَا أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ فَذُكِرَ لَهُ أَهْلُ بَيْتٍ لَمْ تَكُنْ حَاجَتُهُمْ ظَهَرَتْ، فَقَالَ: " أَمَا كُنْتُمْ تُخْبِرُونَا ؟ " قَالَ: " فَاسْتَقْرَضَ لَهُمْ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ "

1227 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ زِيَادٍ، يَقُولُ: كَانَ أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ " يَتَسَمْسَرُ فَإِذَا أَصَابَ نِصْفَ دَانِقٍ قَامَ وَانْصَرَفَ "

1228 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [الطلاق: 2]، قَالَ: " مَخْرَجُهُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ يَرْزُقْهُ، وَهُوَ يُعْطِيهِ، وَهُوَ يَمْنَعُهُ " { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [الطلاق: 3] قَالَ: " لَيْسَ مَنْ تَوَكَّلَ اللهِ تَعَالَى كَفَاهُ يَعْنِي لَيْسَ كُلُّ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ يُكَفِّرْ مِنْ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا " { إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } [الطلاق: 3] " فِي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ، وَمَنْ لَمْ يَتَوَكَّلْ " { قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } [الطلاق: 3] قَالَ: " أَجَلًا "

1229 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الصَّهْبَاءِ يَعْنِي صِلَةَ بْنَ أَشْيَمَ: " طَلَبْتُ الرِّزْقَ بِمَظَانِّهِ فَأَعْيَانِي إِلَّا رِزْقَ يَوْمٍ بِيَوْمٍ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خَيْرٌ لِي، وَإِنَّ امْرَأً جُعِلَ رِزْقُهُ يَوْمًا بِيَوْمٍ فَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ خَيْرٌ لَهُ لَعَاجِزُ الرَّأْيِ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَفِي الْمَسْأَلَةِ وَجْهٌ ثَالِثٌ وَهُوَ أَنَّ مَنْ كَانَ قَوِيَ الْعَزْمِ يُقْدَرُ عَلَى تَجْرِيدِ الصَّبْرِ وَتَرْكِ مُجَاوَزَتِهِ إِلَى الدُّعَاءِ، وَكَانَ إِذَا تَصَبَّرَ مُدَّةً فَلَمْ يَنْكَشِفْ عَنْهُ ضَرَّهُ، لَمْ يَعُدْ إِلَى التَّسَبُّبِ، وَلَمْ يَنْدَمْ عَلَى اخْتِيَارِهِ التَّصَبُّرَ عَلَيْهِ، أَوْ لَمْ يَكُنْ فِي عَامَّةِ أَوْقَاتِهِ شَاكًّا فِي أَنَّ الصَّبْرَ الَّذِي أَثَرُهُ أَعْودُ عَلَيْهِ أَوِ التَّسَبُّبُ، فَالصَّبْرُ لَهُ أَفْضَلُ، وَمَنْ كَانَ ضَعِيفَ الْعَزْمِ وَكَانَ لَا يَصْبِرُ إِلَّا مُتَكَلِّفًا وَلَا يَزَالُ خِلَالَ الصَّبْرِ شَاكًّا فِي أَنَّ ذَلِكَ كَانَ أَوْلَى بِهِ أَوِ التَّسَبُّبَ، وَكَانَ إِذَا صَبَرَ وَقْتًا لَمْ يَثْبُتْ عَلَى صَبْرِهِ وَعَادَ مِنْهُ إِلَى التَّسَبُّبِ فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَ الْمُتَسَبِّبِينَ، وَجَعَلَ نَظِيرَ ذَلِكَ الِاسْتِكْثَارَ مِنْ نَوَافِلِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ إِذَا لَمْ يَتَبَرَّمْ بِهَا وَلَمْ يَسْتَثْقِلْهَا وَعَلَى هَذَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ "

1230 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى السِّرَاجَ، يَقُولُ: سُئِلَ ابْنُ سَالِمٍ بِالْبَصْرَةِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَنَحْنُ مُسْتَعْبَدُونَ بِالْكَسْبِ، أَوْ بِالتَّوَكُّلِ ؟ قَالَ ابْنُ سَالِمٍ: " التَّوَكُّلُ حَالُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْكَسْبُ سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا أَسَنَّ لَهُمُ الْكَسْبَ لِضَعْفِهِمْ حِينَ أُسْقِطُوا عَنْ دَرَجَةِ التَّوَكُّلِ لَمْ يُسْقِطْهُمْ، عَنْ دَرَجَةِ طَلَبِ الْمَعَاشِ بِالْمَكَاسِبِ الَّذِي هُوَ سُنَّتُهُ وَلَوْلَا ذَاكَ لَهَلَكُوا "

1231 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْخَشَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " مَنْ طَعَنَ فِي الِاكْتِسَابِ فَقَدْ طَعَنَ فِي السَّنَةِ، وَمَنْ طَعَنَ فِي التَّوَكُّلِ فَقَدْ طَعَنَ فِي الْإِيمَانِ "

1232 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْآدَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: " لَا يَنْبَغِي لِصُوفِيٍّ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِلْقُعُودِ، عَنِ الْكَسْبِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلًا مُطْلُوبًا فَقَدْ أَغْنَتْهُ الْحَالُ عَنِ الْمَكَاسِبِ، فَأَمَّا مَا كَانَتِ الْحَاجَة فِيهِ قَائِمَةً وَلَمْ يَقَعْ لَهُ عُزُوفٌ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّكَلُّفِ فَالْعَمَلُ أَوْلَى بِهِ وَالْكَسْبُ أَجَلُّ لَهُ وَأَبْلَغُ "

1233 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا، يَسْأَلُ ذَا النُّونِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَيْضِ مَا التَّوَكُّلُ ؟ قَالَ: " خَلْعُ الْأَرْبَابِ، وَقَطْعُ الْأَسْبَابِ "، قَالَ لَهُ: زِدْنِي فِيهِ حَالَةً أُخْرَى، قَالَ: " إِلْقَاءُ النَّفْسِ فِي الْعُبُودِيَّةِ وَإِخْرَاجُهَا مِنَ الرُّبُوبِيَّةِ "

قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: " ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ التَّوَكُّلِ، نقض الْعَلَائِقِ، وَتَرْكُ التَّمَلُّقِ فِي السَّلَائِقِ، وَاسْتِعْمَالُ الصِّدْقِ فِي الْحَقَائِقِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الثِّقَةِ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: السَّخَاءُ بِالْمَوْجُودِ، وَتَرْكُ الطَّلَبِ لِلْمَفْقُودِ، وَالِاسْتِقَامَةُ إِلَى فَضْلِ الْوَدُودِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الِاسْتِغْنَاءَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ: التَّوَاضُعُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمُتَذَلِّلِينَ، وَتَرْكُ تَعْظِيمِ الْأَغْنِيَاءِ، وَتَرْكُ الْمُخَالَطَةِ لِأَبْنَاءِ الدُّنْيَا الْمُتَكَبِّرِينَ "

1234 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَطَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْدَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُولُ: " التَّوَكُّلُ عَلَى كَمَالِ الْحَقِيقَةِ وَقَعَ لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ فِي تِلْكَ الْحَالِ الَّتِي قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَمَّا إِلَيْكَ فَلَا ؛ لِأَنَّهُ غَابَتْ نَفْسُهُ بِاللهِ، فَلَمْ يَرَ مَعَ اللهِ غَيْرَ اللهِ، وَكَانَ ذهابه بِاللهِ مِنَ اللهِ إِلَى اللهِ بِلَا وَاسِطَةٍ، وَهُوَ مِنْ عَلَامَاتِ التَّوْحِيدِ وَإِظْهَارِ الْقُدْرَةِ لِنَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

1235 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُولُ: " التَّوَكُّلُ يَصِحُّ عَلَى حَالَيْنِ: أَحَدُهُمَا تَرْكُهُ الْأَسْبَابَ عَلَى اللهِ وَالصَّبْرُ تَحْتَ الْأَحْكَامِ عِنْدَ فَقْدِ الْأَسْبَابِ ؛ وَالثَّانِي: والرُّجُوعُ إِلَى اللهِ بِطَلَبِ السُّكُونِ إِلَيْهِ حَتَّى يَقَعَ السُّكُونُ "

1236 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُولُ: " أَدْنَى التَّوَكُّلِ تَرْكُ الِاخْتِيَارِ "، قَالَ: " وَلَا يَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ إِلَّا مَنْ عُرِفَ بِالْوِلَايَةِ وَالْكِلَايَةِ وَالْكِفَايَةِ، فَلَا تتَعَرَّضُوا لِأَهْلِ التَّوَكُّلِ ؛ فَإِنَّهُمْ صَفْوَةُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ، اسْتَضَافُوهُ فَأَضَافَهُمْ، وَنَزَلُوا عَلَيْهِ فَأَحْسَنَ نُزُلَهُمْ، وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فَكَفَاهُمْ فَهُمْ أَغْنِيَاءُ بِفَقْرِهِمْ، وَغَيْرُهُمْ فَقِيرُهُمْ بِغِنَاهُمْ، فَمَنْ أَنْكَرَ التَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ نُسِبَ إِلَى قِلَّةِ الْعِلْمِ "

1237 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِيسَى، قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، فَتَذَاكَرُوا الْفَقْرَ وَالْغِنَى، وَسُلَيْمَانُ سَاكِتٌ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْغَنِيُّ مَنْ كَانَ لَهُ بَيْتٌ يَكِنُّهُ، وَثَوْبٌ يَسْتُرُهُ، وَسَدَادٌ مِنْ عَيْشٍ يَكُفُّهْ عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْغَنِيُّ مَنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى النَّاسِ، فَقِيلَ لِسُلَيْمَانَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ يَا أَبَا أَيُّوبَ ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: " رَأَيْتُ جَوَامِعَ الْغِنَى فِي التَّوَكُّلِ، وَرَأَيْتُ جَوَامِعَ الشَّرِّ فِي الْقُنُوطِ، وَالْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى مَنْ أَسْكَنَ قَلْبَهُ إِلَى اللهِ مِنْ غِنَاهُ يَقِينًا، وَمِنْ مَعْرِفَتِهِ تَوَكُّلًا وَمِنْ عَطَائِهِ وَقِسْمَتِهِ رِضًا، فَكَذَلِكَ الْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى وَإِنْ أَمْسَى طَاوِيًا وَأَصْبَحَ مُعْوِزًا "، فَبَكَى الْقَوْمُ جَمِيعًا مِنْ كَلَامِهِ

1238 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تُرَابٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَاتِمَ الْأَصَمَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَقِيقَ الْبَلْخِيَّ، يَقُولُ: " لِكُلِّ وَاحِدٍ مَقَامٌ، فَمُتَوَكِّلٌ عَلَى مَالِهِ، وَمُتَوَكِّلٌ عَلَى نَفْسِهِ، وَمُتَوَكِّلٌ عَلَى لِسَانِهِ، وَمُتَوَكِّلٌ عَلَى سَيْفِهِ، مُتَوَكِّلٌ عَلَى سُلْطَنَتِهِ، وَمُتَوَكِّلٌ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَمَّا الْمُتَوَكِّلُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ وَجَدَ الِاسْتِرْوَاحَ ؛ نَوَّهَ اللهُ بِهِ وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَقَالَ: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } [الفرقان: 58] وَأَمَّا مَنْ كَانَ مُسْتَرْوِحًا إِلَى غَيْرِهِ يُوشِكُ أَنْ يَنْقَطِعَ بِهِ فَيَشْقَى "

1239 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سُئِلَ الْأُسْتَاذُ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " مَاذَا أَبْقَيْتَ لِنَفْسِكَ " ؟ قَالَ: اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: هُوَ التَّجْرِيدُ لِلَّهِ بِالْكُلِّيَّةِ، وَإِدْخَالُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِ لِمَكَانِ الْإِيمَانِ وَحَقِيقَةِ التَّعَلُّقِ بِالسَّبَبِ فِي الْوُصُولِ إِلَى الْمُسَبِّبِ الْأَعْلَى أَنَّ عَلَيْهِ انْقِطَاعَهُ، فَإِذَا كَمُلَ تَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلِ وَتَحَقَّقَ فِيهِ أَخْبَرَ إِنْ شَاءَ، عَنِ السَّبَبِ وَإِنْ شَاءَ عَنِ الْمُسَبِّبِ لِأَنَّ الْكُلَّ عِنْدَهُ وَاحِدٌ لِتَعَلُّقِ الْفُرُوعِ فِي الْكُلِّ بِالْأَصْلِ

1240 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: " وَجَدْتُ الدُّنْيَا شَيْئَيْنِ: شَيْءٌ هُوَ لِي، وَشَيْءٌ هُوَ لِغَيْرِي، فَأَمَّا الَّذِي هُوَ لِي فَلَوْ طَلَبْتُهُ قَبْلَ أَجَلِهِ بِحِيلَةِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الَّذِي هُوَ لِغَيْرِي فَلَمْ أُصِبْهُ فِيمَا مَضَى، فَلِمَ أَرْجُوهُ فِيمَا بَقِيَ ؟ يُمْنَعُ رِزْقِي مِنْ غَيْرِي، كَمَا يُمْنَعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي، فَفِي أَيِّ هَذَيْنِ أُفْنِي عُمُرِي ؟ "

قَالَ سُفْيَانُ: وَقِيلَ لِأَبِي حَازِمٍ: مَا مَالُكَ ؟ قَالَ: " خَيْرُ مَالِي ثِقَتِي بِاللهِ تَعَالَى، وَإِيَاسِي مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ "

قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ لِأَبِي حَازِمٍ: ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتَكَ، قَالَ: " هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ رُفِعَتْ إِلَى مَنْ لَا تحجز الْحَوَائِجُ دُونَهُ، فَمَا أَعْطَانِي مِنْهَا قَنَعْتُ، وَمَا زَوَى عَنِّي مِنْهَا رَضِيتُ "

1241 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ، يَقُولُ لِنَفْسِهِ: إِنَّمَا هِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَقَدْ مَضَى أَمْسِ بِمَا فِيهِ، وَغَدًا أَمَلٌ لَعَلَّكَ لَا تُدْرِكُهُ، إِنَّكَ إِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ غَدٍ فَإِنَّ غَدَا يَجِيءُ بِرِزْقِ غَدٍ، ودُونَ غَدٍ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ تُخْتَرَمُ فِيهَا أَنْفَسٌ كَثِيرَةٌ وَلَعَلَّكَ الْمُخْتَرَمُ فِيهَا ؛ كَفَى كُلَّ يَوْمٍ هَمُّهُ "

1242 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَشْعَثَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " ابْنَ آدَمَ لَا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَةٍ عَلَى يَوْمٍ، كَفَى يَوْمُكَ بِمَا فِيهِ فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ، يَأْتِكَ اللهُ فِيهَا بِرِزْقِكَ، وَإلَّا تَكُنْ مِنْ عُمُرِكَ فأراك تَطْلُبُ مَا لَيْسَ لَكَ "

1243 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْأُرْدُنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَرْوَةَ الزَّاهِدَ، يَقُولُ: قَالَ لِي رَجُلٌ فِي الْمَنَامِ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُتَوَكِّلِينَ هُمُ الْمُسْتَرِيحُونَ ؟ قُلْتُ: " رَحِمَكَ اللهُ مِمَّا ذَا ؟ " قَالَ: مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا وَعُسْرِ الْحِسَابِ غَدًا، قَالَ أَبُو فَرْوَةَ: " فَوَاللهِ مَا اكْتَرَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِإِبْطَاءِ رِزْقٍ، وَلَا سُرْعَتِهِ وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ أَجْمَعَ التَّوَكُّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ مَا هَمَّهُ وَسَاقَ الرِّزْقَ وَالْخَيْرَ إِلَيْهِ "، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } [الطلاق: 3]

1244 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُرْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ لِابْنَيْ عَمٍّ لَهُ: " فَوَّضَا أَمْرَكُمَا إِلَى اللهِ تَسْتَرِيحَا "

1245 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: " لَا تَتَوَكَّلْ عَلَى ابْنِ آدَمَ، فَإِنَّ ابْنَ آدَمَ لَيْسَ لَهُ قَوَامٌ، وَلَكِنْ تَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ "

1246 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: " أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنْزِلْنِي مِنْ نَفْسِكَ كهيئتك، وَاجْعَلْنِي ذُخْرًا لَكَ فِي مَعَادِكَ، وَتَقَرَّبْ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ أُدْنِكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيَّ أَكْفِكَ، وَلَا تَوَلَّ غَيْرِي فَأَخْذُلَكَ "

1247 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْحَدَثِيُّ بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: ذُكِرَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، قَالَ: " لَا تَجْعَلْ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ عَلَيْكَ مُنْعِمًا، وَاعْدُدِ النِّعْمَةَ عَلَيْكَ مِنْ غَيْرِ اللهِ مَغْرَمًا "

1248 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْفَقِيهَ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ، يَقُولُ: " حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ هُوَ الْيَأسُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ سِوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1249 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا شَيْخُ الْمُتَصَوِّفَةِ فِي عَصْرِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيَّ، يَقُولُ: " لَمَّا بَعَثَ اللهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ فِي الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَصْنَافٍ مِنَ النَّاسِ: الْمُلُوكُ، وَالْمُزَارِعُونَ، وَأَصْحَابُ الْمَوَاشِي، وَالتُّجَّارُ، وَالصُّنَّاعُ، وَالْأُجَرَاءُ، وَالضُّعَفَاءُ الْفُقَرَاءُ لَمْ يُؤْمَرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَنْتَقِلَ مِمَّا هُوَ فِيهِ، وَلَكِنْ أَمَرَهُمْ بِالْعِلْمِ وَالْيَقِينِ وَالتَّوَكُّلِ فِي جَمِيعِ مَا كَانُوا فِيهِ " قَالَ سَهْلٌ: " وَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَقُولَ مَا يَنْبَغِي لِي بَعْدَ عِلْمِي بِأَنِّي أَعْبُدُكَ أَنْ أَرْجُوَ أَوْ أُؤَمِّلَ غَيْرَكَ، وَلَا أَتَوَهَّمُ عَلَيْكَ إِذْ خَلَقْتَنِي وَصَيَّرْتَنِي عَبْدًا لَكَ أَنْ تَكِلَنِي إِلَى نَفْسِي أَوْ تُوَلِّي أَمْرِي غَيْرَكَ "

1250 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْأَهْوَازِيَّ الصُّوفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيَّ، يَقُولُ: " التَّوَكُّلُ أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَالْمَيِّتِ بَيْنَ يَدَيِ الْغَاسِلِ يُقَلِّبُهُ كَيْفَ يُرِيدُ "

1251 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ: " عَجِبْتُ مِمَّنْ يَنْقَطِعُ إِلَى رَجُلٍ وَيَدَعُ أَنْ يَنْقَطِعَ إِلَى مَنْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ "

1252 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ مَطَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْبَرْذَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُولُ: " الْمُتَوَكِّلُ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَالصِّحَّةِ قَدْ رَفَعَ مُؤْنَتَهُ ، عَنِ الْخَلْقِ فَلَا يَشْكُو مَا بِهْ، وَلَا يَذُمُّ مَنْ مَنَعَهُ لِأَنَّهُ يَرَى الْمَنْعَ وَالْعَطَاءَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1253 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مِقْسَمٍ الْبَغْدَادِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْحَنَّاطَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ، - وَسُئِلَ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَأَطْرَقَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " إِذَا كَانَ الْمُعْطِي هُوَ الْمَانِعُ، فَمَنْ يُعْطِي ؟ "

1254 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيَّ، يَقُولُ: " مَرْقَاةُ التَّوَكُّلِ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ: الْأَوَّلُ مِنْهَا إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا مُنِعَ صَبَرَ، وَالثَّانِي: الْمَنْعُ وَالْعَطَاءُ عِنْدَهُ وَاحِدٌ، وَالثَّالِثُ: الْمَنْعُ مَعَ الشُّكْرِ أَحَبُّ إِلَيْهِ بِعِلْمِهِ بِاخْتِيَارِهِ ذَلِكَ لَهُ "

1255 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ يُوسُفَ الْقَزْوِينِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْمُوَلِّدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ النُّورِيَّ، يَقُولُ: " نَعْتُ الْفَقِيرِ السُّكُونُ عِنْدَ الْعَدَمِ، وَالْبَذْلُ وَالْإِيثَارُ عِنْدَ الْوُجُودِ "

1256 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الدِّمَشْقِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بْنَ الْجَلَاءِ، يَقُولُ: سَأَلْتُ ذَا النُّونِ: مَتَى يَكُونُ الْعَبْدُ مُفِوِّضًا ؟ قَالَ: " إِذَا أَيِسَ مِنْ نَفْسِهِ وَفَعْلِهِ، وَالْتَجَأَ إِلَى اللهِ تَعَالَى فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَاقَةٌ سِوَى رَبِّهِ "

1257 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلَّوَيْهِ، يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو يَزِيدَ مَتَى يَكُونُ الْعَبْدُ مُتَوَكَّلًا ؟ قَالَ: " إِذَا قَطَعَ الْقَلْبَ عَنْ كُلِّ عَلَاقَةٍ مَوْجُودَةٍ وَمَفْقُودَةٍ "

1258 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنَ شَاذَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْوَاسِطِيَّ، وَسُئِلَ، عَنْ مَاهِيَّةِ التَّوَكُّلِ، قَالَ: " الصَّبْرُ عَلَى طَوَارِقِ الْمِحَنِ، ثُمَّ التَّفْوِيضُ ثُمَّ التَّسْلِيمُ، ثُمَّ الرِّضَا، ثُمَّ الثِّقَةُ، وَأَمَّا صِدْقُ التَّوَكُّلِ فَهُوَ صِدْقُ الْفَاقَةِ وَالِافْتِقَارِ - يَعْنِي إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ - "

1259 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُذَكِّرُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ، يَقُولُ: " مَنْ طَلَبَ الْفَضْلَ مِنْ غَيْرِ ذِي الْفَضْلِ عُدِمَ، وَإِنَّ ذَا الْفَضْلِ هُوَ اللهُ " عَزَّ جَلَّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: { إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } [البقرة: 243] الْآيَةَ

1260 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا وَالِدِي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ خُبَيْقٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْبُكَاءَ، يَقُولُ: قُلْتُ لِمَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: " تَوَكَّلْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَكُونَ هُوَ مُعَلِّمَكَ وَمَوْضِعَ شَكْوَاكَ، فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَنْفَعُونَكَ وَلَا يَضُرُّونَكَ "

1261 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوارِسِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: " أَمَا تَسْتَحْيِ أَنْ تَطْلُبَ الدُّنْيَا مِمَّنْ يَطْلُبُ الدُّنْيَا ؟ اطْلُبِ الدُّنْيَا مِمَّنْ بِيَدِهِ الدُّنْيَا "

1262 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ جِمَاعُ الْإِيمَانِ "

وَقَدْ رَوَى أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " التَّوَكُّلُ جِمَاعُ الْإِيمَانِ "،

1263 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، فَذَكَرَهُ

1264 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْلِمٍ الزَّاهِدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: " التَّوَكُّلُ قِوَامُ الْعِبَادَةَ "

1265 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، إِمْلَاءً، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الرَّبَعِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، أَنَّهُ كَانَ، يَقُولُ: " ثَلَاثُ آيَاتٍ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ اكْتَفَيْتُ بِهِنَّ، عَنْ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ " أَوَّلُهُنَّ: { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ } [يونس: 107]، وَالْآيَةُ الثَّانِيَةُ: { مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسَلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [فاطر: 2]، وَالثَّالِثُ: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا } [هود: 6]

1266 - أَنْشَدَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْشِدْنِي أَبُو الْفَضْلِ الْفُرَاتُ الْهَرَوِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ:"
[البحر البسيط]
ارْغَبْ إِلَى اللهِ وَلَا تَرْغَبْ إِلَى أَحَدٍ ... أَمَا رَأَيْتَ ضَمَانَ الْوَاحِدِ الصَّمَدِ
اللهُ رازقُ هَذَا الْخَلْقِ كُلِّهِمُ ... حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ"

1267 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ:"
[البحر المتقارب]
رَضِيتُ بِمَا قَسَمَ اللهُ لِي ... وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى خَالِقِي
فَقَدْ أَحْسَنَ اللهُ فِيمَا مَضَى ... وَيُحْسِنُ إِنْ شَاءَ فِيمَا بَقِي"

1268 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ لِنَفْسِهِ:"
[البحر المتقارب]
سَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ وَاتَّقِهِ ... فَإِنَّ التُّقَى خَيْرُ مَا يُكْتَسَبْ
وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَصْنَعْ لَهُ ... وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبْ"

1269 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي ذَرَّ قَالَ، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ آيَةً لَوْ أَنَّ النَّاسَ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ { وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [الطلاق: 3] فَمَا زَالَ، يَقُولُهَا وَيُعِيدُهَا "

1270 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَصْمَعِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ بَهَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: وَعَظَ أَعْرَابِيٌّ أَخًا لَهُ فَقَالَ: " يَا أَخِي، إِنَّكَ طَالِبٌ وَمْطُلُوبٌ، يَطْلُبُكَ مَنْ لَا تَفُوتُهُ، وَتَطْلُبُ مَا قَدْ كُفْيِتَهُ، يَا أَخِي، ألم تَرَ حَرِيصًا مَحْرُومًا، وَزَاهِدًا مَرْزُوقًا ؟ " لَفْظُهَما سَوَاءٌ

1271 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُرْدُنِّيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عِرَاكٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى بَنَانٍ الْحَمَّالِ فَقَالَ: ادْعُ لِي، فَإِنِّي مُضَيَّقٌ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَاللهِ لَقَدْ بِعْتُ الْيَوْمَ صِينِيَّةً بِأَحَدَ عَشَرَ دِرْهَمًا لَهَا عِنْدِي أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالَ: " يَا قَوْمِ رَأَيْتُمْ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا، قَدْ رَزَقَهُ اللهُ رِزْقَهَا مِنْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَهُوَ يَشْكُو الْفَقْرَ اذْهَبْ حَتَّى تَأْكُلَهُ "

1272 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ السَّقَّاءِ، حَدَّثَنِي وَالِدِي أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، وَرَيْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَكَّارٍ، قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ كَثْرَةَ عِيَالِهِ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: " يَا أَخِي، انْظُرْ كُلَّ مَنْ فِي مَنْزِلِكَ لَيْسَ رِزْقُهُ عَلَى اللهِ فَحَوِّلْهُ إِلَى مَنْزِلِي "

1273 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: أَمْسَيْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَلَيْسَ مَعَنَا شَيْءٌ نُفْطِرُ عَلَيْهِ وَلَا لَنَا حِيلَةٌ، فَرَآنِي مُغْتَمًّا حَزِينًا، قَالَ: " يَا إِبْرَاهِيمُ بْنَ بَشَّارٍ، مَاذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنَ النَّعَمِ وَالرَّاحَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَا يَسْأَلُهُمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ زَكَاةٍ، وَلَا حَجٍّ، وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَا عَنْ صِلَةِ رَحِمٍ، وَلَا عَنْ مُوَاسَاةٍ، وَإِنَّمَا يُسْأَلُ وَيُحَاسَبُ عَنْ هَذَا هَؤُلَاءِ الْمَسَاكِينُ أَغْنِيَاءُ فِي الدُّنْيَا، فُقَرَاءُ فِي الْآخِرَةِ، أَعِزَّةٌ فِي الدُّنْيَا، أَذِلَّةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا تَغْتَمَّ، وَلَا تَحْزَنْ فَرِزْقُ اللهِ مَضْمُونٌ سَيَأْتِيكَ، نَحْنُ - وَاللهِ - الْمُلُوكُ الْأَغْنِيَاءُ، نَحْنُ الَّذِينَ تَعَجَّلْنَا الرَّاحَةَ فِي الدُّنْيَا، لَا نُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا إِذَا أَطَعْنَا اللهَ "، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَقُمْتُ إِلَى صَلَاتِي فَمَا لَبِثْنَا إِلَّا سَاعَةً وَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ قَدْ جَاءَ بِثَمَانِيَةِ أَرْغِفَةٍ وَتَمْرٍ كَثِيرٍ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَقَالَ: كُلُوا رَحِمَكُمُ اللهُ، قَالَ: فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: " كُلْ يَا مَغْمُومُ " فَدَخَلَ سَائِلٌ فَقَالَ: أَطْعِمُونَا شَيْئًا فَأَخَذَ ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ مَعَ تَمْرٍ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ وَأَعْطَانِي ثَلَاثَةً وَأَكَلَ رَغِيفَيْنِ، وَقَالَ: " الْمُواسَاةُ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ "

1274 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ خَضْرَوَيْهِ، يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِحَاتِمٍ الْأَصَمِّ: مِنْ أَيْنَ تَأْكُلُ ؟ فَقَالَ: { وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ الْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ }

1275 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَمْشَادَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: قَرَأَ وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ هَذِهِ الْآيَةَ: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [الذاريات: 22]، فَقَالَ: " أَرَى رِزْقِي فِي السَّمَاءِ وَأَنَا أَطْلُبُهُ فِي الْأَرْضِ ؛ وَاللهِ لَا أَطْلُبُهُ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا "، فَدَخَلَ خِرْبَةً بِالْكُوفَةِ فَلَمْ يَأْتِهِ يَوْمَيْنِ شَيْءٌ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ إِذَا هُوَ بِدَوْخَلَةٍ مِنْ رُطَبٍ وَكَانَ لَهُ أَخٌ أَحْسَنُ نِيَّةً مِنْهُ فَأَصَابَ دَوْخَلَتَيْنِ فَكَانَ ذَلِكَ حَالَهُمَا حَتَّى فَرَّقَ الْمَوْتُ بَيْنَهُمَا

1276 - وَفِيمَا أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، رَحِمَهُ اللهُ إِجَازَةً، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: " أَقْبَلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ مَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْبَصْرَةِ فَبَيْنَا أَنَا فِي بَعْضِ سِكَكِهَا إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ جِلْفٌ جَافٍ عَلَى قَعُودٍ لَهُ، مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ، وَبِيَدِهِ قَوْسٌ، فَدَنَا وَسَلَّمَ، وَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ فَقُلْتُ: مِنْ بَنِي الْأَصْمعِ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ الْأَصْمَعِيُّ ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ قُلْتُ: مِنْ مَوْضِعٍ يُتْلَى كَلَامُ الرَّحْمَنِ فِيهِ، قَالَ: أَوَ لِلرَّحْمَنِ كَلَامٌ يَتْلُوهُ الْآدَمِيُّونَ ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: أَتْلُ عَلَيَّ شَيْئًا مِنْهُ، فَقُلْتُ: انْزِلْ مِنْ قَعُودِكَ، فَنَزَلَ وَابْتَدَأْتُ بِسُورَةِ الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [الذاريات: 22] قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: هَذَا كَلَامُ الرَّحْمَنِ ؟ قُلْتُ: إِي وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَكَلَامُهُ أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: حَسْبُكَ، فَقَامَ إِلَى نَاقَتِهِ فَنَحَرَهَا بِسَيْفِهِ، وَقَطَّعَهَا بِجِلْدِهَا وَقَالَ: أَعِنِّي عَلَى تَفْرِقَتِهَا، فَوَزَّعْنَاهَا عَلَى مَنْ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، ثُمَّ كَسَّرَ سَيْفَهُ، وَقَوْسَهُ، وَجَعَلَهَا تَحْتَ الرَّمْلَةِ، وَوَلَّى مُدْبِرًا نَحْوَ الْبَادِيَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [الذاريات: 22] يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا تَغَيَّبَ عَنِّي فِي حِيطَانِ الْبَصْرَةِ، أَقْبَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَلُومُهَا، وَقُلْتُ: يَا أَصْمَعِيُّ، قَرَأْتَ الْقُرْآنَ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَمَرَرْتَ بِهَذِهِ وَأَمْثَالِهَا وَأَشْبَاهِهَا فَلَمْ تَتَنَبَّهْ لَمَّا تَنَبَّهَ لَهُ هَذَا الْأَعْرَابِيُّ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ لِلرَّحْمَنِ كَلَامًا، فَلَمَّا قَضَى اللهُ مِنْ أَمْرِي مَا أَحَبَّ، حَجَجْتُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا أَخْبَرَنَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ بِصَوْتٍ رَقِيقٍ: تَعَالَ يَا أَصْمَعِيُّ، تَعَالَ يَا أَصْمَعِيُّ، قَالَ فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا بِالْأَعْرَابِيِّ مَنْهُوكًا مُصْفَارًّا، فَجَاءَ، وَسَلَّمَ عَلَيَّ، وَأَخَذَ بِيَدِي وَأَجْلَسَنِي وَرَاءَ الْمَقَامِ، فَقَالَ: اتْلُ مِنْ كَلَامِ الرَّحْمَنِ ذَلِكَ الَّذِي تَتْلُوهُ فَابْتَدَأْتُ ثَانِيًا بِسُورَةِ الذَّارِيَاتِ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [الذاريات: 22] صَاحَ الْأَعْرَابِيُّ، وَقَالَ: قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا أَصْمَعِيُّ، هَلْ غَيْرُ هَذَا لِلرَّحْمَنِ كَلَامٌ ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } [الذاريات: 23]: فَصَاحَ الْأَعْرَابِيُّ عِنْدَهَا وَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ، مَنْ ذَا أَغْضَبَ الْجَلِيلَ حَتَّى حَلَفَ ؟ أفَلَمْ يُصَدِّقُوهُ بِقَوْلِهِ حَتَّى أَلْجَؤُوهُ إِلَى الْيَمِينِ قَالَهَا: ثَلَاثًا وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ "

1277 - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ الْعَفْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ دَانِيَالَ، طُرِحَ فِي جُبٍّ ، وَطُرِحَ عَلَيْهِ السِّبَاع، فَجَعَلْنَ يَلْحَسْنَهُ وَيَتَبَصْبَصْنَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ رَسُولٌ، فَقَالَ: " يَا دَانِيَالُ "، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: " أَنَا رَسُولُ رَبِّكَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ بِطَعَامٍ "، فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ "

1278 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ السِّرَاجُ، حَدَّثَنَا مُطَيَّنٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَصَابَ رَجُلًا حَاجَةٌ فَخَرَجَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: اللهُمَّ ارْزُقْنَا مَا نَعْتَجِنُ وَنَخْتَبِزُ، فَقَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ والْجَفْنَةُ مَلْأَى عَجِينًا، وَفِي التَّنُّورِ خبز وَشِوَاءٌ وَالرَّحَى تَطْحَنُ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ فَقَالَتْ: مِنْ رِزْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَكَنَسَ مَا حَوْلَ الرَّحَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَوْ تَرَكَهَا لَدَارَتْ أَوْ لَطَحَنَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَرُوِّينَا عَنِ الْمُقْرِئِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي هَذَا الْمَعْنَى وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ

1279 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الصَّيْرَفِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ لِي الْأَصْمَعِيُّ: " مَرَرْتُ بِأَعَرَابِيَّةٍ فِي الْبَادِيَةِ فِي كُوخٍ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أَعْرَابِيَّةُ مَنْ يُؤْنِسُكِ هَهُنَا ؟ " قَالَتْ: يُؤْنِسُنِي مُؤْنِسُ الْمَوْتَى فِي قُبُورِهِمْ، قُلْتُ: " فَمِنْ أَيْنَ تَأْكُلْينَ ؟ " قَالَتْ: يُطْعِمُنِي مُطْعِمُ الذَّرَّةِ وَهِيَ أَصْغَرُ مِنِّي

1280 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرانَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَشِّرٍ، - مِنْ وَلَدِ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ - قَالَ: " دَعَا عُتْبَةُ الْغُلَامُ رَبَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَهَبَ لَهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ فِي دَارِ الدُّنْيَا، دَعَا رَبَّهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِ بِصَوْتٍ حَزِينٍ، وَدَمْعٍ غَزِيرٍ، وَطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، فَكَانَ إِذَا قَرَأَ بَكَى وَأَبْكَى، وَكَانَتْ دُمُوعُهُ جَارِيَةً دَهْرَهُ، وَكَانَ يَأْوِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَيُصِيبُ قُوتَهُ، وَلَا يَدْرِي مِنْ أَيْنَ يَأْتِيهُ "

1281 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ لِأَيُّوبَ: " أَلَا تَزَوَّجُ أَلَا تَزَوَّجُ ؟ "، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَيَّ فَقَالَ: إِذَا تَزَوَّجْتُ فَمِنْ أَيْنَ أُنْفِقُ ؟ قَالَ: فَقُلْتُ ذَاكَ لِابْنِ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ لِأَبِيهِ: فَقَالَ: " يَرْزُقْهُ الَّذِي يَرْزُقُ الطَّيْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ قَالَ: فَتَزَوَّجَ، قَالَ: فَقَدْ رَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سُفْرَتِهِ الدَّجَاجَ "

1282 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، يَقُولُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ عَطَاءٍ، وَسُئِلَ عَنِ التَّوَكُّلِ . وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ سَأَلْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَطَاءٍ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: " مَنْ تَوَكَّلَ لِيُكْفَى فَلَيْسَ بِمُتَوَكِّلٍ "

1283 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرَةٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا بِلَالُ ؟ " قَالَ: تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ، قَالَ: " أَمَا تَخْشَى يَا بِلَالُ، أَنْ يَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ؟ أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا " خَالَفَهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ فَرَوَاهُ عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلَالٍ فَوَجَدَ تَمْرًا ادَّخَرَهُ، فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا

1283 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمُنَادِي، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ وَرَوَاهُ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْصُولًا وَخَالَفَهُ بِشْرُ بْنُ الْفَضْلِ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، فَرَوَياهُ عَنْ يُونُسَ، مُرْسَلًا، وَرَوَاهُ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْصُولًا . وَخَالَفَهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، فَرَوَيَاهُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، مُرْسَلًا

1285 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُهْدِيَ لَهُ ثَلَاثُ طَوَايِرَ فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَيْرًا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ تُخَبِّئَ شَيْئًا لِغَدٍ ؛ إِنَّ اللهَ يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ "

1286 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ بِالرِّيِّ مِنْ حِفْظِهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ هِلَالِ بْنِ سُوَيْدٍ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طَوَايِرُ ثَلَاثٌ فَأَكَلَ طَيْرًا وَاسْتَخَبْأَ خَادِمُهُ طَيْرَيْنِ فَرَدَّ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لِغَدٍ إِنَّ اللهَ يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ "

1287 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَامِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ خَالِدٍ، وَسَوَاءِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَا: دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصْلِحُ شَيْئًا فَأَعَنَّاهُ فَقَالَ: " لَا تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزْهَزَتْ رُءُوسُكُمَا، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ، ثُمَّ يَرْزُقْهُ اللهُ "

1288 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَزَلَتْ بِهِ حَاجَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسْ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ ، وَإِنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ فَأَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى إِمَّا أَجَلٌ عَاجِلٌ، وَإِمَّا غِنًى عَاجِلٌ " وَفِي رِوَايَةِ شُعَيْبٍ " إِمَّا عَاجِلًا وَإِمَّا آجِلًا "

1289 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَشْعَثَ، خَادِمُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَتَهُ ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ، وَمَنِ انْقَطَعَ إِلَى الدُّنْيَا وَكَّلَهُ اللهُ إِلَيْهَا "،

1290 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ كَفَاهُ اللهُ كُلَّ مُؤْنَةٍ " . ثُمَّ ذَكَرَهُ

1291 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يَزِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، حَدَّثَنِي أَحَدُ بَنِي سُلَيْمٍ - وَأَحْسَبُهُ الَّذِي رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَيَبْتَلِي الْعَبْدَ بِمَا أَعْطَاهُ فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ لَهُ وَسَّعَ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ "

1292 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَيَبْتَلِي الْعَبْدَ بِمَا أَعْطَاهُ، فَمَنْ رَضِيَ بِمَا أَتَاهُ اللهُ بَارِكَ لَهُ وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ، لَمْ يُبَارِكْ لَهُ فِيهِ وَلَمْ يُوَسَّعْهُ "

1293 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ سَلْمَانَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ الْتَقَيَا، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: " إِنْ لَقِيتَ رَبَّكَ قَبْلِي، فَأَخْبِرْنِي مَاذَا لَقِيتَ مِنْهُ ؟ "، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَيَلْقَى الْأَحْيَاءُ الْأَمْوَاتَ ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَإِنَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَهِيَ تَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَتْ "، قَالَ: فَتُوِفِّيَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ فَلَقِيَهُ الْحَيُّ فِي الْمَنَامِ فَكَأَنَّهُ سَأَلَهُ فَقَالَ الْمَيِّتُ: " تَوَكَّلْ وَأَبْشِرْ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ التَّوَكُّلِ قَطُّ "

1294 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَرْجَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَذَ بِيَدِ مَجْذُومٍ فَوَضَعَهَا مَعَهُ فِي الْقَصْعَةِ وَقَالَ: " كُلْ بِسْمِ اللهِ، ثِقَةً بِاللهِ وَتَوَكُّلًا عَلَيْهِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَهَذَا الْحَدِيثُ مَعَ مَا رُوِيَ عَنْهُ من الْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ، وَأَمْرِ الْمَجْذُومِ الَّذِي أَتَاهُ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ بِالرُّجُوعِ يُؤَكِّدُ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ، فَيَكُونُ هَذَا الْحَدِيثُ فِيمَنْ يَكُونُ حَالُهُ الصَّبْرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ، وَتَرْكَ الِاخْتِيَارِ فِي مَوَارِدِ الْقَضَاءِ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ فِيمَنْ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ الْعَجْزَ عَنِ احْتِمَالِ الْمَكْرُوهِ وَالصَّبْرِ عَلَيْهِ، فَيَحْتَرِزُ بِمَا هُوَ جَائِزٌ فِي الشَّرْعِ بِأَنْوَاعِ الِاحْتِرَازَاتِ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ "

1295 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى

1296 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبَّاسٍ الضُّبَعِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: " أَقْبَلْتُ إِلَى الزُّبَيْرِ يَوْمًا وَأَنَا غُلَامٌ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَبْرَصُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَمَسَّ الْأَبْرَصَ فَأَشَارَ إِلَيَّ الزُّبَيْرُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَنْصَرِفَ كراهية أَنْ أَمَسَّهُ "

1297 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ابْنُ أَخِي الْإِمَامِ بِحَلَبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِحَائِطٍ مَائِلٍ فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّكَ خِفْتَ هَذَا الْحَائِطَ ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَكْرَهُ مَوْتَ الْفَوَاتِ " " تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَرُوِي مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ "

1298 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُوَارِزْمِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ قَدْ أَرْدَى فَأَسْرَعَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ أَسْرَعْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَخَافُ مَوْتَ الْفَوَاتِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: " إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِهِ مُرْسَلًا كَمَا "

1299 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِهَدَفٍ مَائِلٍ أَوْ صَدَفٍ مَائِلٍ أَسْرَعَ الْمَشْيَ "

1300 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ ابْنَ أُخْتِ نُمَيْرٍ وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَاهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ الْقَارِئِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ "

وَقَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا أناسا ذَا عَدَدٍ حِينَ دَخَلْنَا دَارَنَا فقرضنا - أَوْ قَالَتْ: فَنَقَصْنَا - وَذَا الْمَالُ فَاحْتَجْنَا وَكَانَتْ حَسَنَةً ذَاتُ بَيْنِنَا، فَسَاءَتْ أَخْلَاقُنَا فَقَالَ: " تَذَرِينَهَا ذَمِيمَةً وَتَخْتَارِينَ خَيْرًا مِنْهَا " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " هَكَذَا وَجَدْتُهُ مَوْصُولًا بِالْحَدِيثِ الْأَوَّلِ . وَهُوَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَلَطٌ . وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَهَا بِتَرْكِهَا لِتَتَخَلَّصَ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ وَرُؤْيَةِ مَا يُصِيبُهُمْ مِنَ الْبَلَاءِ مِنْ نُزُولِ تِلْكَ الدَّارِ " وَرَوَاهُ سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32