كتاب : صحيح ابن خزيمة
المؤلف : محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر السلمي النيسابوري

باب ذكر دعاء الملائكة للمتخلفين عن الجمعة بعد طيهم الصحف

1771 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى القطعي ثنا حجاج بن منهال ثنا همام ثنا مطر و حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد نا المقرئ أخبرني همام عن مطر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : تبعث الملائكة على أبواب المسجد يوم الجمعة يكتبون مجيء الناس فإذا خرج الإمام طويت الصحف و رفعت الأقلام فتقول الملائكة بعضهم لبعض : ما حبس فلانا ؟ اللهم إن كان ضالا فاهده و إن كان مريضا فاشفه و إن كان عائلا فأغنه
هذا حديث المقرئ
و قال القطعي : قال : تقعد الملائكة على أبواب المسجد و قال أيضا : يقول بعضهم لبعض اللهم إن كان ضالا فاهده إن كان إلى آخره
قال الألباني : إسناده ضعيف مطر هو الوراق سيئ الحفظ لذلك لم يحتج به مسلم

باب فضل المشي إلى الجمعة و ترك الركوب و استحباب مقاربة الخطا لتكثر الخطا فيكثر الأجر قال أبو بكر : في خبر أوس بن أوس : عن النبي صلى الله عليه و سلم : كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها و قيامها قد أمليته قبل

باب الأمر بالسكينة في المشي إلى الجمعة و النهي عن السعي إليها
و الدليل على أن الاسم الواحد يقع على فعلين يؤمر بأحدهما و يزجر عن الآخر بالاسم الواحد فمن لا يفهم العلم و لا يميز بين المعنيين قد يخطر بباله أنهما مختلفان قد أمر الله عز و جل في نص كتابه بالسعي إلى الجمعة في قوله : { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } و النبي المصطفى قد نهى عن السعي إلى الصلاة فقال صلى الله عليه و سلم : إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة و الوقار و قال صلى الله عليه و سلم : فإذا أتيتم الصلاة فلا تسعوا إليها و امشوا و عليكم السكينة فالله عز و جل أمر بالسعي إلى الجمعة و النبي صلى الله عليه و سلم قد نهى عن السعي إلى الصلاة فالسعي الذي أمر الله به إلى الجمعة هو المضي إليها غير السعي الذي زجر النبي صلى الله عليه و سلم في إتيان الصلاة لأن السعي الذي زجر النبي صلى الله عليه و سلم هو الخبب و شدة المشي إلى الصلاة الذي هو ضد الوقار و السكينة فما أمر الله عز و جل به غير ما زجر النبي صلى الله عليه و سلم عنه و إن كان الاسم الواحد قد يقع عليهما جميعا قال أبو بكر : خبر النبي صلى الله عليه و سلم : إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة و الوقار

1772 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن موسى الفزاري أخبرنا إبراهيم يعني ـ ابن سعد ـ عن أبيه عن أبي سلمة و الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا اقيمت الصلاة فلا تأتوها و أنتم تسعون و أتوها و أنتم تمشون عليكم السكينة فما أدركتم فصلوا و ما فاتكم فاقضوا

جماع أبواب الأذان و الخطبة في الجمعة و ما يجب على المأومين في ذلك الوقت من الاستماع للخطبة و الانصات لها و ما أبيح لهم من الأفعال و ما نهوا عنه

باب ذكر الأذان الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أمر الله جل و علا بالسعي إلى الجمعة إذا نودي به و الوقت الذي كان ينادى به و ذكر من أحدث النداء الأول قبل خروج الإمام

1773 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى نا أبو عامر نا ابن أبي ذئب عن الزهري عن السائب ـ و هو ابن يزيد ـ قال : كان النداء الذي ذكر الله في القرآن يوم الجمعة إذا خرج الإمام و إذا قامت الصلاة في زمن النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر حتى كان عثمان فكثر الناس فأمر بالنداء الثالث على الزوراء فثبت حتى الساعة
قال أبو بكر في قوله : و إذا قامت الصلاة يريد النداء الثاني : الإقامة و الأذان و الإقامة يقال لهما : أذانان ألم تسمع النبي صلى الله عليه و سلم قال : بين كل أذانين صلاة و إنما أراد بين كل أذان و إقامة و العرب قد تسمي الشيئين باسم الواحد إذا قرنت بينهما قال الله عز و جل : و لأبويه لكل واحد منهما السدس و قال : و ورثة أبويه فلأمه الثلث و إنما هما أب و أم فسماهما الله أبوين و من هذا الجنس خبر عائشة : كان طعامنا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم الأسودين التمر و الماء و إنما السواد للتمر خاصة دون الماء فسمتهما عائشة الأسودين لما قرنت بينهما و من هذا الجنس قيل : سنة العمرين و إنما أريد أبو بكر و عمر لا كما توهم من ظن أنه عمر بن الخطاب و عمر بن عبد العزيز و الدليل على أنه أراد بقوله : و إذا قامت الصلاة النداء الثاني المسمى إقامة
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1774 - أن سلم بن جنادة حدثنا : و كيع عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن السائب بن يزيد قال : كان الأذان على رسول الله صلى الله عليه و سلم أبي بكر و عمر أذانين يوم الجمعة حتى كان زمن عثمان فكثر الناس فأمر بالأذان الأول بالزوراء
قال الألباني : إسناده صحيح

باب فضل أنصات المأموم عند خروج الإمام قبل الإبتداء في الخطبة
ضد قول من زعم أن كلام الإمام يقطع الكلام قال أبو بكر : في خبر أبي سعيد و أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : و أنصت إذا خرج إمامه و كذلك في خبر سلمان أيضا و أبي أيوب الأنصاري قد خرجت خبر أبي سعيد و أبي هريرة فيما تقدم من الكتاب

1775 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن شوكر بن رافع البغدادي نا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن أبي إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم التيمي عن عمران بن أبي يحيى عن عبد الله بن كعب ابن مالك عن أبي أيوب الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول : من اغتسل يوم الجمعة و مس من طيب إن كان عنده و لبس من أحسن ثيابه ثم خرج إلى المسجد فيركع إن بدا له و لم يؤذ أحد ثم أنصت إذا خرج أمامه حتى يصلي كان كفارة لما بينهما و بين الجمعة الآخرى
قال أبو بكر : هذا من الجنس الذي أقول : إن الإنصات عند العرب قد يكون الأنصات عن مكالمة بعضهم بعضا دون قراءة القرآن و دون ذكر الله و الدعاء كخبر أبي هريرة : كانوا يتكلمون في الصلاة فنزلت { و إذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا } فإنما زجروا في الآية عن مكالمة بعضهم بعضا و أمروا بالإنصات عند قراءة القرآن : الإنصات عن كلام الناس لا عن قراءة القرآن و التسبيح و التكبير و الذكر و الدعاء إذ العلم محيط أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يرد بقوله : ثم أنصت إذا خرج الإمام حتى يصلي أن ينصت شاهد الجمعة فلا يكبر مفتتحا لصلاة الجمعة و لا يكبر للركوع و لا يسبح في الركوع و لا يقول ربنا لك الحمد بعد رفع الرأس من الركوع و لا يكبر عند الإهواء إلى السجود و لا يسبح في السجود و لا يتشهد في القعود و هذا لا يتوهمه من يعرف أحكام الله و دينه فالعلم محيط أن معنى الإنصات في هذا الخبر : عن مكالمة الناس لا عما أمر المصلي من التكبير و القرءة و التسبيح و الذكر الذي أمر به في الصلاة فهكذا معنى خبر النبي صلى الله عليه و سلم ـ إن ثبت ـ و إذا قرأ فأنصتوا أي أنصتوا عن الكلام الناس و قد بينت معنى الإنصات و على كم معنى ينصرف هذا اللفظ في المسألة التي أمليتها في القراءة خلف الإمام
قال الألباني : إسناده حسن
وعلق على قول المصنف " إن ثبت وإذا قرأ فأنصتوا أي انصتوا عن كلام الناس " - قال : بل هو حديث ثابت صحيح وقد صححه الإمام مسلم . . وحمله على المعنى الذي كره المصنف بعيد والله أعلم

باب ذكر أن موضع قيام النبي صلى الله عليه و سلم في الخطبة كان قبل
إتخاذه المنبر و الدليل على أن الخطبة على الأرض جائزة من غير صعود المنبر يوم الجمعة و العلة التي لها أمر النبي صلى الله عليه و سلم باتخاذ المنبر إذ هو أحرى أن يسمع الناس خطبة الإمام إذا كثروا إذا خطب على المنبر

1776 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى ـ يعني بن يونس ـ عن المبارك ـ و هو ابن فضالة ـ عن الحسن عن أنس ابن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوم يوم الجمعة يسند ظهره إلى سارية من خشب أو جدع أو نخلة ـ شك المبارك ـ فلما كثر الناس قال : ابنو لي منبرا فبنوا له المنبر فتحول إليه حنت الخشبة حنين الواله فما زالت حتى نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم من المنبر فأتاها فاحتضنها فسكنت
قال أبو بكر : الواله يريد به المرأة إذا مات لها ولد
قال الألباني : إسناده ضعيف المبارك والحسن وهو البصري مدلسان والأول تدليسه تدليس التسوية فلا فائدة تذكر من تصريحه بالتحديث عن شيخه عند ابن حبان

باب ذكر العلة التي لها حن الجذع عند قيام النبي صلى الله عليه و سلم على المنبر و صفة منبر النبي صلى الله عليه و سلم و عدد درجة و الإستناد إلى شيء إذا خطب على الأرض

1777 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا عمر بن يونس نا عكرمة بن عمار نا إسحاق بن أبي طلحة ثنا أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب فجاء رومي فقال : ألا نصنع لك شيئا تقعد و كأنك قائم ؟ فصنع له منبرا له درجتان و يقعد على الثالثة فلما قعد نبي الله صلى الله عليه و سلم على المنبر خار الجذع خوار الثور حتى ارتج المسجد بخواره حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم من المنبر فالتزمه و هو يخور فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه و سلم سكت ثم قال : و الذي نفسي بيده لو لم التزمه ما زال هكذا حتى تقوم الساعة حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفن يعني الجذع
و في خبر جابر فقال النبي صلى الله عليه و سلم : إن هذا بكى لما فقد من الذكر
قال الأعظمي : إسناده حسن وهو على شرط مسلم

باب استجاب الأعتماد في الخطبة على القسي أو العصا استنانا بالنبي صلى
الله عليه و سلم

1778 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمرو بن تمام المصري نا يوسف بن عدي نا مروان بن معاوية عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الرحمن بن خالد ـ و هو العدواني ـ عن أبيه : أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم قال : فسمعته يقول : { و السماء و الطارق } فوعيتها في الجاهلية و أنا مشرك ثم قرأتها في الاسلام فدعتني ثقيف فقالوا : ما سمعت من هذا الرجل ؟ فقرأتها عليهم فقال من معهم من قريش : نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم أنه ـ كما يقول ـ حق لتابعناه
قال الألباني : إسناده ضعيف عبد الرحمن بن خالد العدواني مجهول كما قال الحسيني والطائفي يخطئ ويهم كما قال الحافظ

باب ذكر العود الذي منه أتخذ منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم

1779 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن أبي حازم قال : أختلفوا في منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم من أي شيء هو فأرسلوا إلى سهل بن سعد فقال : ما بقي من الناس أحد أعلم به مني هو من أثل الغابة
قال أبو بكر : الأثل هو الطرفاء

باب أمر الإمام الناس بالجلوس عند الأستواء على المنبر يوم الجمعة إن كان الوليد بن مسلم و من دونه حفظ ابن عباس في هذا الأسناد فأن أصحاب ابن جريج أرسلوا هذا الخبر عن عطاء من النبي صلى الله عليه و سلم

1780 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا هشام ابن عمار نا الوليد نا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال : لما استوى النبي صلى الله عليه و سلم على المنبر قال للناس إجلسوا فسمعه ابن مسعود و هو على باب المسجد فجلس فقال له النبي صلى الله عليه و سلم تعالى يا ابن مسعود
قال الألباني : فيه الإرسال الذي أشار إليه المصنف وعنعنة ابن جريج والوليد وكان يدلس تدليس التسوية وهشام بن عمار كان يتلقن
( الإرسال أشار إليه المصنف في ترجمة الباب قال : باب أمر الإمام الناس بالجلوس عند الاستواء على المنبر يوم الجمعة ان كان الوليد بن مسلم ومن دونه حفظ بن عباس في هذا الإسناد فان أصحاب بن جريج أرسلوا هذا الخبر عن عطاء عن النبي صلى الله عليه و سلم )

باب ذكر عدد الخطبة يوم الجمعة و الجلسة بين الخطبتين ضد قول من جهل
السنة فزعم أن السنة بدعة و قال الجلوس بين الخطبتين بدعة

1781 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم ثنا أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي نا عبيد الله بن عمر ثنا نافع عن ابن عمر قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة خطبتين يجلس بينهما قال أبو بكر : سمعت بندار يقول : كان يحيى بن سعيد يجل هذا الشيخ ـ يعني البكراوي
قال الأعظمي : إسناده صحيح لغيره عبد الرحمن البكراوي ضعيف لكن المتن ثابت برواية الثقات الأثبات

باب استجاب تقصير الخطبة و ترك تطويلها

1782 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمر هياج أبو عبد الله الهمداني نا يحيى بن عبد الرحمن بن مالك بن الحارث الأرحبي حدثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن واصل بن حيان قال قال أبو وائل : خطبنا عمار بن ياسر فأبلغ و أوجز فلما نزل قلنا له : أبا اليقظان لقد أبلغت و أوجزت فلو كنت نفست قال : إنني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن طول صلاة الرجل و قصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة و أقصروا الخطبة فإن من البيان سحرا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به رجاء بن محمد العذري أبو الحسن ثنا العلاء بن عصيم الجعفي ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر بهذا الأسناد بمثله و لم يقل : فلو كنت نفست

1783 - قال أبو بكر : في خبر جابر بن سمرة : كانت خطبة رسول الله صلى الله عليه و سلم قصدا

1784 - و في خبر الحكم بن حزن : عن النبي صلى الله عليه و سلم فحمد الله و أثنى عليه كلمات طيبات خفيفات مباركات
قال الأعظمي : إسناده حسنفيه شهاب بن خراش صدوق يخطئ والخبر عند أبي داود 1096 وأحمد

باب صفة خطبة النبي صلى الله عليه و سلم و بدؤه فيها بحمد الله و الثناء
عليه

1785 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين عيسى البسطامي نا أنس ـ يعني ابن عياض ـ عن جعفر بن محمد و حدثنا عتبة بن عبد الله أخبرنا عبد الله بن المبارك أنا سفيان عن جعفر عن أبيه عن جابر محمد عبد الله قال : كان رسول الله الله يقول في خطبته : يحمد الله و يثني عليه بما هو له أهل ثم يقول : من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له إن أصدق الحديث كتاب الله و أحسن الهدى هدى محمد و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ثم يقول : بعثت أنا و الساعة كهاتين و كان إذا ذكر الساعة أحمرت وجنتاه و علا صوته و اشتد غضبه كأنه نذير جيش صبحتكم الساعة مسأتكم ثم يقول : من ترك مالا فلأهله و ترك دنيا أو ضياعا فإلي أو علي و أنا ولي المؤمنين
هذا لفظ حديث ابن المبارك
و لفظ أنس بن عياض هذا مخالف لهذا اللفظ

باب قراءة القرآن في الخطبة يوم الجمعة

1786 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن عبد الله بن محمد بن معن عن ابنة الحارثة بن النعمان قالت : ما حفظت ( ق ) إلا من في رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ بها في كل جمعة و كان تنورنا و تنور رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدا
قال أبو بكر : ابنة الحارثة هذه هي أم هشام بنت حارثة

1787 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن محمد بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت : قرأت ( ق ) و القرآن المجيد من في رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس
قال أبو بكر : يحيى بن عبد الله هذا هو ابن عبد الرحمن بن سعد ابن زرارة نسبه إبراهيم بن سعد

باب الرخصة في الأستسقاء في خطبة الجمعة إذا قحط الناس و خيف من القحط
هلاك الأموال و انقطاع السبل إن لم يغث الله يمنه و طوله

1788 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر الساعدي نا إسماعيل ـ يعني ابن جعفر ـ نا شريك ـ و هو ابن عبد الله بن أبي نمر عن أنس : أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار القضاء و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم على المنبر يخطب استقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما ثم قال : يا رسول الله هلكت الأموال و انقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال : اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس : و لا و الله ما نرى في السماء من سحاب و لا قزعة و لا ما بيننا و بين سلع من بيت و لا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت ـ يعني السماء ـ انتشرت ثم أمطرت قال أنس : فلا و الله ما رأينا الشمس سبعا قال : ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال : يا رسول الله هلكت الأموال و انقطعت السبل فادع الله أن يمسكها عنا قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال اللهم حوالينا و لا علينا اللهم على الآكام و الظراب و بطون الأودية و منابت الشجر قال : فأقلعت و خرجنا نمشي في الشمس
قال شريك : فسألت أنسا أهو الرجل الأول ؟ فقال : لا أدري
قال أبو بكر : السلع : جبل

باب الدعاء بحبس المطر عن البيوت و المنازل إذا خيف الضرر من كثرة الأمطار و هدم المنازل و مسألة الله عز و جل تحويل الأمطار إلى الجبال و الأودية حيث لا يخاف الضرر في خطبة الجمعة

1789 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل ـ يعني : ابن جعفر ـ ثنا حميد عن أنس و حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى و علي بن الحسين الدرهمي قالا : ثنا خالد ـ و هو ابن الحارث ـ ثنا حميد قال : سئل أنس هل كان نبي الله صلى الله عليه و سلم يرفع يديه ؟ قال : قيل يوم الجمعة يا رسول الله قحط المطر و أجدبت الأرض و هلك المال قال : فرفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه فاستسقى و ما نرى في السماء سحابة قال : فما قضينا الصلاة حتى إن الشاب القريب المنزل ليهمه الرجوع إلى أهله من شدة المطر فدامت جمعه فقالوا : يا رسول الله تهدمت البيوت و احتبست الركبان فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بيده : اللهم حوالينا و لا علينا فكشطت عن المدينة
هذا لفظ حديث خالد بن الحارث غير أن أبا موسى قال : قحط المطر
قال الألباني : إسناده صحيح

باب الرخصة في تبسم الإمام في الخطبة

1790 - قال أبو بكر : في خبر حميد عن أنس : فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم

باب صفة رفع اليدين في الأستسقاء في خطبة الجمعة

1791 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ نا يزيد ـ يعني ابن زريع ثنا سعيد عن قتادة عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه أو عند شيء من دعائه إلا في استسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه

1792 - قال أبو بكر : في خبر شريك بن عبد الله عن أنس قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه قد أمليته قبل في خبر قتادة عن أنس لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء يريد إلا عند مسألة الله عز و جل أن يسقيهم و عند مسألته بحبس المطر عنهم و قد أوقع الثاني أن يحبس المطر عنهم و الدليل على صحة ما تأولت أن أتس ابن مالك قد خبر شريك بن عبد الله عنه أنه رفع يديه في الخطبة على المنبر يوم الجمعة حين سأل الله أن يغيثهم و كذلك رفع يديه حين قال : اللهم حوالينا و لا علينا فهذه اللفظة أيضا استسقاء إلا أنه سأل الله أن يحبس المطر عن المنازل و البيوت و تكون السقيا على الجبال و الآكام و الأودية

باب الإشارة بالسبابة على المنبر في خطبة الجمعة و كراهة رفع اليدين على
المنبر في غير الاستسقاء

1793 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى القطان ثنا جرير عن حصين و ثنا علي بن مسلم ثنا هشيم أخبرنا حصين قال : سمعت عمارة بن رويبة الثقفي قال : خطب بشر بن مروان و هو رافع يديه يدعو فقال عمارة : قبح الله هاتين اليدين رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر و ما يقول إلا هكذا يشير بأصبعه
هذا حديث جرير
و في حديث هشيم : شهدت عمارة بن رويبة الثقفي في يوم عيد و بشر بن مروان يخطبنا فرفع يديه في الدعاء و زاد و أشار هشيم بالسبابة
قال أبو بكر : رواه شعبة و الثوري عن حصين فقالا : رأى بشر بن مروان على يوم الجمعة

1794 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يحيى بن حكيم نا أبو داود نا شعبة قال : و حدثنا مسلم بن جنادة ثنا و كيع عن سفيان جميعا عن حصين : ـ

باب تحريك السبابة عند الإشارة بها في الخطبة قال أبو بكر : قد أمليت خبر سهل بن سعد في كتاب العيدين

باب النزول عن المنبر للسجود عند قراءة السجدة في الخطبة إن صح الخبر

1795 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي و شعيب قالا : أخبرنا الليث ثنا خالد ـ و هو ابن يزيد ـ عن ابن أبي هلال عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد أنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقرأ ص فلما مر بالسجدة نزل فسجد و سجدنا و قرأ بها مرة أخرى فلما بلغ السجدة تيسرنا للسجود فلما رآنا قال : إنما هي توبة نبي و لكن أراكم قد استعددتم للسجود فنزل فسجد و سجدنا
قال أبو بكر : أدخل بعض أصحاب ابن وهب عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث في هذا الاسناد إسحاق بن عبد الله أبي فروة بين سعيد بن أبي هلال و بين عياض و إسحاق ممن لا يحتج أصحابنا بحديثه و أحسب أنه غلط في إدخاله إسحاق بن عبد الله في هذا الأسناد
قال الألباني : إسناده صحيح لولا اختلاط سعيد بن أبي هلال لكن الحديث صحيح لما له من الشواهد

باب الرخصة في العلم إذا سئل الإمام وقت خطبته على المنبر يوم الجمعة ضد مذهب من توهم أن الخطبة صلاة و لا يجوز الكلام فيها بما لا يجوز في الصلاة

1796 - و أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد قال : أخبرنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر نا شريك : على المنبر يوم الجمعة فقال : يارسول الله متى الساعة ؟ فأشار إليه الناس أن اسكت فسأله ثلاث مرات كل ذلك يشيرون إليه : ان اسكت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الثالثة : و يحك ماذا أعددت لها ؟ قال : حب الله و رسوله قال : إنك من أحببت قال فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعة ثم مر غلام شنئي قال أنس : أقول أنا هو من أقراني قد أحتلم أو ناهز ـ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أين السائل عن الساعة ؟ قال : ها هو ذا قال : إن أكمل هذا الغلام عمره فلن يموت حتى يرى أشراطها

باب الرخصة في تعليم الإمام الناس ما يجهلون في الخطبة من غير سؤال يسأل
الأمام

1797 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن محمد الزهري نا سلم بن قتيبة عن يونس بن إسحاق عن المغيرة بن شبل عن جرير ابن عبد الله قال : لما قدمت المدينة و النبي صلى الله عليه و سلم يخطب فقال : يدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن ألا و إن على و جهه مسحة ملك قال : فحمدت الله على ما أبلاني
قال الألباني : إسناده صحيح

باب الرخصة في سلام الإمام في الخطبة على القادم من السفر إذا دخل المسجد

1798 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أبو عمار الحسين بن حريث نا الفضل بن موسى عن يونس بن أبي إسحاق عن المغيرة ـ و هو ابن شبل ـ عن جرير بن عبد الله قال : لما دنوت من مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم أنخت راحلتي و حلت عيبتي فلبست حلتي فدخلت و رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فسلم علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فرماني الناس بالحدق فقلت لجليس لي : يا عبد الله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمري شيئا ؟ قال : نعم ذكرك بأحسن الذكر بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته قال : إنه سيدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن و إن على وجهه لمسحة ملك قال : فحمدت الله على ما أبلاني
قال الألباني : إسناده صحيح

باب أمر الإمام الناس في خطبة يوم الجمعة بالصدقة إذا رأى حاجة و فقرا

1799 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن ابن عجلان عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح : أن أبا سعيد الخدري دخل يوم الجمعة و مروان بن الحكم يخطب فقام يصلي فجاء الأحراس ليجلسوه فأبى حتى صلى فلما انصرف مروان أتيناه فقلنا له : يرحمك الله إن كادوا ليفعلون بك قال : ما كنت لأتركهما بعد شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ذكر أن رجلا جاء يوم الجمعة و رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب في هيئة بذة فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتصدقوا فما لقوا ثيابا فأمر له بثوبين و أمره فصلى ركعتين و رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب ثم جاء يوم الجمعة الأخرى و رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتصدقوا فألقى رجل أحد ثوبيه فصاح له رسول الله صلى الله عليه و سلم أو زجره و قال : خذ ثوبك ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن هذا دخل في هيئة بذة فأمرت الناس أن يتصدقوا فما لقوا ثيابا فأمرت له بثوبين ثم دخل اليوم فأمرت أن يتصدقوا فألقى هذا أحد ثوبيه ثم أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصلي ركعتين
قال الألباني : إسناده حسن

باب الرخصة في قطع الإمام الخطبة لتعليم السائل العلم

1800 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم نا المقري ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي رفاعة العدوي قال : انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو يخطب فقلت : يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه ؟ فأقبل إلي و ترك خطبته فأتى بكرسي خلت قوائمه حديدا قال حميد : أراه رأى خشبا أسود حسبه حديدا فجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته و أتم آخرها

باب نزول الإمام عن المنبر و قطعه الخطبة للحاجة تبدو له

1801 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبدة بن عبد الله الخزاعي نا زيد ـ يعني ابن الحباب ـ عن حسين ـ و هو ابن واقد ـ حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فأقبل الحسن و الحسين عليهما قميصان أحمران بعثران و يقومان فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال : صدق الله و رسوله إنما أموالكم و أولادكم فتنة رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في خطبته
قال الأعظمي : إسناده حسن

1802 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج و زياد بن أيوب قالا : ثنا أبو تميلة ثنا حسين بن واقد نا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب على المنبر بمثله و قال : فلم أصبر حتى نزلت فحملتهما و لم يقل : ثم أخذ في خطبته

باب فضل الإنصات و الإستماع للخطبة

1803 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن نصر ثنا عبد العزيز ابن عبد الله حدثني سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان عن سعيد المقبري أن أباه حدثه أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل و غسل رأسه ثم تطيب من أطيب طيبه و لبس من صالح ثيابه ثم خرج إلى الصلاة و لم يفرق بين اثنين ثم استمع للإمام غفر له من الجمعة إلى الجمعة و زيادة ثلاثة أيام
قال الألباني : إسناده صحيح

باب الزجر عن الكلام يوم الجمعة عند خطبة الإمام

1804 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي ثنا حبان ثنا وهيب ثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا تكلمت يوم الجمعة فقد لغوت و ألغيت يعني و الإمام يخطب
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الزجر عن إنصات الناس بالكلام يوم الجمعة و الإمام يخطب

1805 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبره حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال و أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن عقيل حدثني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال و ثنا يحيى بن حكيم نا محمد بن بكر البرساني ثنا ابن جريج حدثني ابن شهاب عن حديث عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله قارظ عن أبي هريرة و ثنا محمد بن رافع أخبرنا عبد الرزاق ثنا ابن جريج حدثني ابن شهاب عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم ابن عبد الله بن قارظ عن أبي هريرة و عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إذا قلت لصاحبك : أنصت ـ و الإمام يخطب يوم الجمعة ـ فقد لغوت
هذا لفظ خبر عبد الرزاق و حدثنا البرساني و لم يذكر الآخرون السماع قال بعضهم : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال بعضهم : عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الزجر عن إنصات الناس بالكلام و إن لم يسمع الزاجر خطبة الإمام

1806 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة و ثنا سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا قال الرجل لرجل ـ و الإمام يخطب ـ أنصت فقد لغيت و إنما هي لغة أبي هريرة
قال المخزومي : إذا قلت لصاحبك : أنصت يوم الجمعة ـ و الإمام يخطب ـ فقد لغيت
قال سفيان : و قول أبي هريرة : لغيت لغة أبي هريرة و إنما هو لغوت

باب النهي عن السؤال عن العلم غير الإمام و الإمام يخطب

1807 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن أبان ثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر ثنا شريك بن عبد الله عن عطاء بن يسار عن أبي ذر أنه قال : دخلت المسجد يوم الجمعة ـ و النبي صلى الله عليه و سلم يخطب ـ فجلست قريبا من أبي بن كعب فقرأ النبي صلى الله عليه و سلم سورة براءة فقلت لأبي : متى نزلت هذه السورة ؟ قال : فتجهمني و لم يكلمني ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني و لم يكلمني ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني و لم يكلمني فلما صلى النبي صلى الله عليه و سلم قلت لأبي : سألتك فتجهمتني و لم تكلمني قال أبي : مالك من صلاتك إلا ما لغوت فذهب إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا نبي الله كنت بجنب أبي و أنت تقرأ براءة فسألته متى نزلت هذه السورة ؟ فتجهمني و لم يكلمني ثم قال : مالك من صلاتك إلا مالغوت قال النبي صلى الله عليه و سلم : صدق أبي
قال الألباني : إسناده صحيح لغيره

1808 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر قال : و ثناه محمد بن أبي زكريا بن حيويه الإسفراييني أخبرنا ابن أبي مريم : بمثله

باب ذكر إبطال فضيلة الجمعة بالكلام و الإمام يخطب بلفظ مجمل غير مفسر و
زجر المتكلم عن الكلام بالتسبيح

1809 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر عبد الله بن سعيد الأشج ثنا حسين بن عيسى ـ يعني الحنفي ـ ثنا الحكم بن أبان عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة إذ تلا آية فقال رجل ـ و هو إلى جنب عبد الله بن مسعود ـ متى أنزلت هذه الآية ؟ فإني لم أسمعها إلا الساعة فقال عبد الله : سبحان الله فسكت الرجل ثم تلا آية أخرى فقال الرجل لعبد الله مثل ذلك فقال عبد الله : سبحان الله فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة قال ابن مسعود للرجل : إنك لم تجمع معنا قال : سبحان الله قال : فذهب إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر له ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صدق ابن أم عبد صدق ابن أم عبد
قال : إسناده ضعيف الحسين بن عيسى الحنفي قال الحافظ : ضعيف

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها و الدليل على أن اللغو و
الإمام يخطب إنما يبطل فضيلة الجمعة لا أنه يبطل الصلاة نفسها إبطالا يجب إعادتها و هذا من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن العرب تنفي الإسم عن الشيء لنقصه عن الكمال و التمام فقوله صلى الله عليه و سلم : لم تجمع معنا من نفي الاسم إذ هو ناقص عن التمام و الكمال

1810 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب أخبرني أسامة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : من اغتسل يوم الجمعة ثم مس من طيب امرأته إن كان لها و لبس من صالح ثيابه ثم لم يتخط رقاب الناس و لم يلغ عند الموعظة كانت كفارة لما بينهما و من لغا أو تخطى كانت له ظهرا
قال الألباني : إسناده حسن

باب الأمر بإنصات المتكلم و الإمام يخطب بالإشارة إليه بالزجر قال أبو بكر : في خبر شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس في قصة السائل عن الساعة فاشارى إليه الناس أن اسكت

باب النهي عن تخطي الناس يوم الجمعة و الإمام يخطب و إباحة زجر الإمام عن
ذلك في خطبته

1811 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم ثنا عبد الرحمن ـ يعني ابن مهدي ـ عن معاوية ـ و هو ابن صالح ـ عن أبي الزاهرية قال : كنت جالسا مع عبد الله بن بسر يوم الجمعة فما زال يحدثنا حتى خرج الإمام فجاء رجل يتخطى رقاب الناس فقال لي : جاء رجل يتخطى رقاب الناس و رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فقال له : اجلس فقد آذيت و آنيت قال أبو بكر : في الخطبة أيضا أبواب قد كنت خرجتها في كتاب العيدين
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب النهي عن التفريق بين الناس في الجمعة و فضيله اجتناب ذلك

1812 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى ـ يعني ابن سعيد ـ ثنا ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن عبد الله بن وديعة عن أبي ذر : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من اغتسل يوم الجمعة فأحسن الغسل أو تطهر فأحسن الطهور فلبس من خير ثيابه و مس ما كتب الله له طيبا أو دهن أهله و لم يفرق بين اثنين إلا غفر له إلى يوم الجمعة الأخرى
قال بندار : أحفظه من فيه عن أبيه
قال أبو بكر : لا أعلم أحدا تابع بندار في هذا و الجواد قد يفتر في بعض الأوقات
قال الألباني : إسناده حسن

باب طبقات من يحضر الجمعة

1813 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله ـ يعني ابن زريع ـ ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يحضر الجمعة ثلاثة : رجل يحضرها يلغو فهو حظه منها و رجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله فإن شاء الله أعطاه و إن شاء منعه و رجل حضرها بوقار و إنصات و سكون و لم يتخط رقبة مسلم و لم يؤذ أحدا فهو كفارة له إلى الجمعة التي تليها و زيادة ثلاثة أيام لأن الله يقول : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }
قال الألباني : إسناده حسن

باب ذكر الخبر المفسر للأخبار المجملة التي ذكرتها في الأبواب المتقدمة و الدليل على أن جميع ما تقدم من الأخبار في ذكر الجمعة أنها كفارة للذنوب و الخطايا إنما هي ألفاظ عام مرادها خاص أراد النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم أنها كفارة لصغار الذنوب دون كبارها

1814 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر نا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر

باب النهي عن الحبوة يوم الجمعة و الإمام يخطب

1815 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو جعفر السمناني نا عبد الله ابن يزيد ثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم ـ و هو عبد الرحمن بن ميمون ـ عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب
قال الألباني : إسناده فيه ضعف لكن الحديث حسن

باب الزجر عن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة

1816 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشراء و البيع في المساجد و أن تنشد فيها الأشعار و أن ينشد فيها الضالة و عن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة
قال الألباني : إسناده حسن

باب فضل ترك الجهل يوم الجمعة من حين يأتي المرء الجمعة إلى انقضاء
الصلاة

1817 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني نا معاوية ـ يعني ابن هشام ـ ثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد : عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا تطهر الرجل فأحسن الطهور ثم أتى الجمعة فلم يلغ و لم يجهل حتى ينصرف الإمام كانت كفارة لما بينها و بين الجمعة
قال الألباني : الحديث صحيح و إسناده ضعيف

باب الزجر عن مس الحصى و الإمام يخطب يوم الجمعة و الإعلام بأن مس الحصى
في ذلك الوقت لغو

1818 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فدنا و أنصت و استمع غفر له ما بينه و بين الجمعة و زيادة ثلاثة أيام و من مس الحصى فقد لغا

باب استحباب تحول الناعس يوم الجمعة عن موضعه إلى غيره و الدليل على أن
النعاس ليس باستحقاق نوم و لا موجب وضوءا

1819 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد و عبدة بن سليمان جميعا عن ابن إسحاق و حدثنا هارون بن إسحاق ثنا أبو خالد عن محمد بن إسحاق و ثنا الحسن بن محمد نا محمد بن عبيد نا محمد بن إسحاق و حدثنا محمد بن يحيى ثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد و ثنا محمد أيضا ثنا يعلى بن عبيد نا محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا نعس أحدكم يوم الجمعة في مجلسه فليتحول من مجلسه ذلك )
هذا حديث الأشج و في حديث يزيد بن هارون قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : إسناده حسن لولا عنعنة ابن اسحق لكن له شاهد لذا أوردته في صحيح أبي داود

باب الزجر عن إقامة الرجل أخاه يوم الجمعة من مجلسه ليخلفه فيه

1820 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال : سمعت نافعا يزعم أن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : لا يقم أحدكم أخاه من مجلسه ثم يخلفه فيه فقلت أنا له : في يوم الجمعة ؟ قال : في يوم الجمعة و غيره قال : و قال نافع : كان ابن عمر يقوم له الرجل من مجلسه فلا يجلس فيه

باب ذكر قيام الرجل من مجلسه يوم الجمعة ثم يرجع و قد خلفه فيه غيره و
البيان أنه أحق بمجلسه ممن خلفه فيه

1821 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن أبي حازم و حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا عبد العزيز ـ يعني الدراوردي ـ و ثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد ـ يعني : ابن عبد الله ـ كلهم عن سهيل و ثنا يوسف بن موسى نا جرير و ثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم قالا : ثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال :
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا قام أحدكم من مجلسه ثم يرجع فهو أحق به
زاد يوسف : ثم قام رجل من مجلسه فجلست فيه فعاد فأقامني أبو صالح

باب الأمر بالتوسع و التفسح إذا ضاق الموضع قال الله عز و جل { يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم }

1822 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقيم الرجل أخاه من مجلسه ثم يخلفه و لكن توسعوا و تفسحوا

باب ذكر كراهة انفضاض الناس عن الإمام وقت خطبته للنظر إلى لهو و تجارة قال الله عز و جل لنبيه المصطفى صلى الله عليه و سلم : { و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها و تركوك قائما }

1823 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا جرير عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يخطب قائما فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا فأنزلت هذه الآية التي في الجمعة { و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها و تركوك قائما }

أبواب الصلاة قبل الجمعة

باب الأمر بإعطاء المساجد حقها من الصلاة عند دخولها

1824 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا أبو خالد قال ابن إسحاق : أخبرنا أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أعطوا المساجد حقها قيل : و ما حقها ؟ قال : ركعتين قبل أن تجلس
قال الألباني : إسناده ضعيف لعنعنة ابن اسحق والمتن منكر

باب الأمر بالتطوع بركعتين عند دخول المسجد قبل الجلوس

1825 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا ابن عجلان و عثمان بن أبي سليمان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1826 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم ثنا عبد الرحمن ـ يعني ابن مهدي ـ عن مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير بهذا الإسناد : مثله :
زاد : قبل أن يجلس

باب الزجر عن الجلوس عند دخول المسجد قبل أن يصلي ركعتين

1827 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ثنا يحيى ثنا ابن عجلان و حدثنا أبو عمار ثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد ـ و هو ابن أبي هند ـ و ثنا بندار ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن زياد بن سعد و ثنا الصنعاني ثنا المعتمر قال سمعت عمارة بن غزية يحدث عن يحيى بن سعيد و حدثنا علي بن الحسين الدرهمي ثنا محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق كلهم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة بن ربعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتىيصلي ركعتين
هذا حديث ابن عجلان من دخل هذا المسجد وقال : سمعت عمرو بن سليم الزرقي و زاد قال محمد بن إسحاق : و حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عامر بن عبد الله عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله

باب الأمر بالرجوع إلى المسجد ليصلي الركعتين إذا دخله فخرج منه قبل أن
يصليهما

1828 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب حدثني أسامة عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال : أدخلت المسجد ؟ قلت : نعم فقال : أصليت فيه ؟ قلت : لا قال : فاذهب فاركع ركعتين
قال الألباني : إسناده حسن

باب الدليل على أن الأمر بركعتين عند دخول المسجد أمر ندب و إرشاد و
فضيلة و الدليل على أن الزجر عن الجلوس قبل صلاة ركعتين عند دخول المسجد نهي تأديب لا نهي تحريم بل حض على الخير و الفضيلة قال أبو بكر : خبر طلحة بن عبيد الله جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ماذا فرض الله علي من الصلاة ؟ قال : الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا و ما على هذا المثال من أخبار النبي صلى الله عليه و سلم قد خرجته في كتاب الكبير في الجزء الأول من كتاب الصلاة فأعلم النبي صلى الله عليه و سلم أن لا فرض من الصلاة إلا خمس صلوات و أن ما سوى الخمس فتطوع لا فرض في شيء من ذلك

باب الدليل على أن الجالس عند دخول المسجد قبل أن يصلي الركعتين لا يجب
إعادتهما إذ الركعتان عند دخول المسجد فضيلة لا فريضة

1829 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا حسين ـ يعني ابن علي الجعفي ـ عن زائدة ثنا عمرو بن يحيى الأنصاري حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن عمرو بن سليم الأنصاري عن أبي قتادة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : دخلت المسجد و رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس بين ظهراني الناس فجلست فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس ؟ قلت : أي رسول الله رأيتك جالسا و الناس جلوس فقال النبي صلى الله عليه و سلم : إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين

باب الأمر بتطوع ركعتين عند دخول المسجد و إن كان الإمام يخطب خطبة الجمعة ضد قول من زعم أنه غير جائز أن يصلي داخل المسجد و الإمام يخطب

1830 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال : حفظناه من ابن عجلان عن عياض عن أبي سعيد قال : كان مروا ن يخطب فصلى أبو سعيد فجاءت إليه الأحراس ليجلسوه فأبى حتى صلى فلما قضى الصلاة أتيناه فقلنا له : كادوا يفعلون بك غفر الله لك فقال : لن أدعهما أبدا بعد أن سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : إسناده حسن

1831 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا حاتم بن بكر بن غيلان الضبي ثنا عيسى بن واقد أخبرنا شعبة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا جاء أحكم المسجد و الإمام يخطب فليصل ركعتين قبل أن يجلس

باب سؤال الإمام في خطبة الجمعة داخل المسجد وقت الخطبة أصلى ركعتين أم لا ؟ و أمر الإمام الداخل بأن يصلي ركعتين إن لم يكن صلاهما قبل سؤال الإمام إياه و الدليل على ان الخطبة ليست بصلاة

1832 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو و أبي الزبير عن جابر قال عمرو : دخل رجل المسجد و قال أبو الزبير : دخل سليك الغطفاني المسجد يوم الجمعة و النبي صلى الله عليه و سلم يخطب فقال له : صليت ؟ قال : لا قال : فصل ركعتين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بهما المخزومي منفردين و قال : فقم فصل ركعتين
و قال مرة في عقب خبر أبي الزبير : و اسم الرجل سليك بن عمرو الغطفاني

1833 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة و بشر بن معاذ و أحمد بن المقدام قالوا : حدثنا حماد ـ و هو ابن زيد ـ قال : بشر قال : ثنا عمرو و قال الآخران : عن عمرو بن دينار عن جابر و ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية عن أيوب و حدثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد ـ يعني ابن زريع ـ ثنا روح بن القاسم و حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج كلهم عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال : دخل رجل و النبي صلى الله عليه و سلم يخطب فقال : أصليت ؟ قال : لا قال : فقم فاركع و قال أحمد بن عبدة و أحمد بن المقدام : أصليت يا فلان ؟
و في حديث أبي عاصم فقال : أركعت ؟ قال : لا قال : فاركعهما

1834 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول : جاء رجل و النبي صلى الله عليه و سلم على المنبر يوم الجمعة يخطب فقال له : أركعت ركعتين قال : لا قال : فقال : اركع

باب أمر الإمام في خطبة الجمعة داخل المسجد بركعتين يصليهما
و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقطع خطبته ليصلي الداخل الذي أمره أن يصلي ركعتين إلى أن يفرغ المصلي من الركعتين كما زعم بعض من لم ينعم النظر في الأخبار قال أبو بكر : في خبر ابن عجلان عن عياض عن أبي سعيد : و أمره فصلى ركعتين و رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب قد أمليت الخبر بتمامه قبل

باب أمر الإمام في خطبته الجالس قبل أن يصليهما بالقيام ليصليهما أمر اختيار و استحباب و التجوز فيهما و الدليل على ضد قول من زعم أن هذا كان خاصا لسليك الغطفاني

1835 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى ـ يعني ابن يونس ـ عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة و رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فجلس فقال له : يا سليك قم فاركع ركعتين و تجوز فيهما ثم قال : إذا جاء أحدكم يوم الجمعة و الإمام يخطب فليركع ركعتين و ليتجوز فيهما
قال أبو بكر : فالنبي صلى الله عليه و سلم قد أمر بعد فراغ سليك من الركعتين من جاء إلى الجمعة و الإمام يخطب بهذا الأمر كل مسلم يدخل المسجد و الإمام يخطب إلى قيام الساعة و كيف يجوز أن يتأول عالم أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما خص بهذا الأمر سليكا الغطفاني إذ دخل المسجد رث الهيأة وقت خطبته صلى الله عليه و سلم و النبي صلى الله عليه و سلم يأمر بلفظ عام : من يدخل المسجد و الإمام يخطب أن يصلي ركعتين بعد فراغ سليك من الركعتين و أبو سعيد الخدري راوي الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم يحلف أن لا يتركهما بعد أمر النبي صلى الله عليه و سلم بهما فمن ادعى أن هذا كان خاصا لسليك أو للداخل و هو رث الهيأة وقت خطبة النبي صلى الله عليه و سلم فقد خالف أخبار النبي صلى الله عليه و سلم المنصوصة لأن قوله : إذا جاء أحدكم يوم الجمعة و الإمام يخطب فليصل ركعتين محال أن يريد به داخلا دون غيره لأن هذه اللفظة إذا جاء أحدكم عند العرب يستحيل أن تقع على واحد دون الجمع و قد خرجت طرق هذه الأخبار في كتاب الجمعة

باب إباحة ما أراد المصلي من الصلاة قبل الجمعة من غير حظر أن يصلي ما
شاء و أراد من عدد الركعات و الدليل على أن كل ما صلى قبل الجمعة فتطوع لا فرض منها قال أبو بكر في خبر أبي سعيد و أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : و صلى ما كتب له و في خبر سلمان : ما قدر له و في خبر أبي أيوب : فيركع إن بدا له

باب استحباب تطويل الصلاة قبل صلاة الجمعة

1836 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع و زياد بن أيوب و مؤمل بن هشام قالوا : حدثنا إسماعيل قال زياد : أخبرنا أيوب و قال الآخران : عن أيوب قال : قلت لنافع : أكان ابن عمر يصلي قبل الجمعة ؟ فقال : قد كان يطيل الصلاة قبلها و يصلي بعدها ركعتين في بيته و يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يفعل ذلك
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب وقت الإقامة لصلاة الجمعة

1837 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد عن أبي إسحاق عن الزهري عن السائب بن يزيد قال : ما كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلا مؤذن واحد إذا خرج أذن و إذا نزل أقام و أبو بكر و عمر كذلك فلما كان عثمان و كثر الناس أمر بالنداء الثالث على دار في السوق يقال لها الزوراء فإذا خرج أذن و إذا نزل أقام
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب الرخصة في الكلام للمأموم و الإمام بعد الخطبة و قبل افتتاح الصلاة

1838 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن جرير بن حازم عن ثابت البناني عن أنس بن مالك : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان ينزل من المنبر يوم الجمعة فيكلم الرجل و يكلمه ثم ينتهي إلى مصلاه فيصلي
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب وقت صلاة الجمعة

1839 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة عن وكيع عن يعلى بن الحارث المحاربي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال : كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء

باب استحباب التبكير بالجمعة

1840 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا أبو داوود ثنا ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن الزبير بن العوام قال : كنا نصلي الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم نبتدر الفيء فما يكون إلا قدر قدم أو قدمين
قال أبو بكر : مسلم هذا لا أدري أسمع من الزبير أم لا ؟
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1841 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد عن حميد عن أنس قال : كنا نبكر ـ يعني بالجمعة ـ ثم نقيل

باب التبريد بصلاة الجمعة في شدة الحر و التبكير بها و الدليل على أن اسم التبكير يقع على التعجيل بالظهر و الجمعة بعد زوال الشمس لأن التبكير لا يقع إلا على أول النهار قبل زوال الشمس

1842 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن منصور ثنا حرمي ابن عمارة بن أبي حفصة حدثني أبو خلدة قال : سمعت أنس بن مالك و ناداه يزيد الضبي يوم الجمعة في زمن الحجاج فقال : يا أبا خمزة : قد شهدت الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و شهدت الصلاة معنا فكيف كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي ؟ قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اشتد البرد بكر بالصلاة و إذا اشتد الحر أبرد بالصلاة

باب ذكر عدد صلاة الجمعة قال أبو بكر : خبر عمر بن الخطاب صلاة الجمعة ركعتان قد أمليته قبل في كتاب العيدين

باب القراءة في صلاة الجمعة

1843 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي قال : كان مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة فصلى بهم يوم الجمعة فقرأ بـ { الجمعة } و { إذا جاءك المنافقون } فقلت : أبا هريرة لقد قرأت بنا قراءة قرأها بنا علي بالكوفة فقال : أبو هريرة : سمعت حبي أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقرأ بهما

1844 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا عبد الوهاب الثقفي عن جعفر : في الثانية { إذا جاءك المنافقون }

باب إباحة قراءة غير سورة المنافقين في الركعة الثانية من صلاة الجمعة و
إن قرأ في الأولى بسورة الجمعة

1845 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء و سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا : ثنا سفيان عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في يوم الجمعة مع سورة الجمعة ؟ فكتب إليه : أنه كان يقرأ بـ { هل أتاك حديث الغاشية }
و قال المخزومي في حديثه : يسأله ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في صلاة الجمعة فكتب إليه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرأ { سورة الجمعة } و { هل أتاك حديث الغاشية }

1846 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن يوسف ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله عن الضحاك بن قيس الفهري عن النعمان بن بشير الأنصاري قال : سألناه ما كان يقرأ به النبي صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة مع السورة التي يذكر فيها الجمعة قال : كان يقرأ معها { هل أتاك حديث الغاشية }
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب إباحة القراءة في صلاة الجمعة بـ { سبح اسم ربك الأعلى } و { هل أتاك حديث الغاشية } و هذا الاختلاف في القراءة من اختلاف المباح

1847 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا شعبة و ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عثمان بن عمر أخبرنا شعبة و ثنا محمد بن صفوان الثقفي ثنا سعيد ـ يعني ابن عامر ـ ثنا شعبة عن معبد بن خالد عن زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ في الجمعة بـ { سبح اسم ربك الأعلى } و { هل أتاك حديث الغاشية }
قال أبو بكر : قد أمليت اجتماع العيد و الجمعة في اليوم الواحد و القراءة فيهما في كتاب العيدين
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب المدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الإمام و الدليل على أن المدرك منها
ركعة يكون مدركا للجمعة يجب عليه أن يضيف إليها أخرى لا كما قال بعض من زعم أن من فاتته الخطبة فعليه أن يصلي ظهرا أربعا مع الدليل أن من لم يدرك منها ركعة فعليه أن يصلي ظهرا أربعا نقض ما قاله بعض العراقيين أن من أدرك التشهد يوم الجمعة أجزأته ركعتان

1848 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال : حفظته من الزهري و حدثنا عبد الله بن محمد الزهري و سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا : حدثنا سفيان قال : سمعت الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال عبد الجبار : يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم و قال الآخران : عن النبي صلى الله عليه و سلم : من أدرك من صلاة ركعة فقد أدركها قال المخزومي : من الصلاة ركعة فقد أدرك

1849 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي ثنا الوليد ـ يعني ابن مسلم ـ عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة
قال الزهري : فنرى أن صلاة الجمعة من ذلك فإن ادرك منها ركعة فليصل إليها أخرى
قال الألباني : إسناده صحيح لولا عنعنة الوليد بن مسلم فإنه كان يدلس تدليس التسوية

1850 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بخبر الوليد بن مسلم محمد بن عبد الله بن ميمون بالاسكندرية ثنا الوليد عن الأوزاعي حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من أدرك من صلاة الجمعة ركعة فقد أدرك الصلاة
قال أبو بكر : هذا خبر روي على المعنى لم يؤد على لفظ الخبر و لفظ الخبر : من أدرك من الصلاة ركعة فالجمعة من الصلاة أيضا كما قاله الزهري فإذا روي الخبر على المعنىلا على اللفظ جاز أن يقال : من أدرك من الجمعة ركعة إذ الجمعة من الصلاة فإذا قال النبي صلى الله عليه و سلم من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة كانت الصلوات كلها داخلة في هذا الخبر الجمعة وغيرها من الصلوات و قد روى هذا الخبر أيضا بمثل هذا اللفظ أسامة بن زيد الليثي عن ابن شهاب
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1851 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب عن أسامة بن زيد الليثي عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى
قال أسامة : و سمعت من أهل المجلس القاسم بن محمد و سالما يقولان : بلغنا ذلك
قال الألباني : إسناده حسن

باب الدليل على تجويز صلاة الجمعة بأقل من أربعين رجلا ضد قول من زعم أن
الجمعة لا تجزئ بأقل من أربعين رجلا خبرا بالغا

1852 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع ثنا هشيم أخبرنا حصين عن أبي سفيان و سالم بن أبي الجعد عن جابر قال : بينما النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة قائما إذ قدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يبق منهم إلا اثنا عشر رجلا منهم أبو بكر و عمر و نزلت الآية { و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها و تركوك قائما }

باب التغليظ في التخلف عن شهود الجمعة

1853 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أبو خيثمة علي بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا زهير عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص سمعه منه عن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة : لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1854 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم و محمد بن معمر قالا : حدثنا أبو داود ثنا زهير عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لقد هممت بمثله غير أن يحيى بن حكيم قال : تخلفوا

باب ذكر الختم على قلوب التاركين للجمعات و كونهم من الغافلين بالتخلف عن
الجمعة

1855 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بكر نا موسى بن سهل الرملي ثنا الربيع بن نافع عن أبي توبة ثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام الحبشي يقول : حدثني الحكم بن ميناء عن أبي هريرة و أبي سعيد الخدري قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات أو ليختمن على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين

باب ذكر الدليل على أن الوعيد لتارك الجمعة هو لتاركها من غير عذر

1856 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أخبرني ابن أبي ذئب و حدثنا محمد بن رافع و ابن عبد الحكم قال ابن رافع : ثنا ابن أبي فديك أخبرنا ابن أبي ذئب وقال ابن عبد الحكم : أخبرنا ابن أبي فديك قال : حدثنا ابن أبي ذئب عن أسيد بن أبي أسيد البراد عن عبد الله بن أبي قتادة عن جابر بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع الله على قلبه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1857 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا ابن إدريس قال : سمعت محمد بن عمرو و حدثنا سلم بن جنادة أيضا قال : ثنا وكيع عن سفيان عن محمد بن عمرو بن علقمة الليثي عن عبيدة بن سفيان الحضرمي عن أبي الجعد الضمري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر ـ قال في خبر ابن إدريس ـ طبع على قلبه و في خبر وكيع فهو منافق
قال الألباني : إسناده حسن صحيح

باب ذكر الدليل على أن الطبع على القلب بترك الجمعات الثلاث إنما يكون
إذا تركها تهاونا بها

1858 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر قال : سمعت محمدا و حدثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل ثنا محمد و حدثنا بندار ثنا عبد الوهاب يعني الثقفي و ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا يحيى بن سعيد و يزيد بن هارون جميعا عن محمد بن عمرو عن عبيدة بن سفيان الحضرمي عن أبي الجعد الضمري و كانت له صحبة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه
لم يقل علي بن حجر : و كانت له صحبة
قال الألباني : إسناده حسن صحيح

باب التغليظ في الغيبة عن المدن لمنافع الدنيا إذا آلت الغيبة إلى ترك
شهود الجمعات

1859 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا معدي بن سليمان ثنا ابن عجلان عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميل أو ميلين فتعذر عليه الكلأ على رأس ميل أو ميلين فيرتفع حتى تجيء الجمعة فلا يشهدها و تجيء الجمعة فلا يشهدها وتجيء الجمعة فلا يشهدها حتى يطبع الله على قلبه
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب ذكر شهود من كان خارج المدن الجمعة مع الإمام إذا جمع في المدن إن صح
الخبر فإن القلب من سوء حفظ عبد الله بن عمر العمري رحمه الله

1860 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر : أن أهل قباء كانوا يجمعون الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عبد الله بن عمر : و كانت الأنصار يشهدون الجمعة مع عمر بن الخطاب ثم ينصرفون فيقيلون عنده من الحر و لتهجير الصلاة و كان الناس يفعلون ذلك

باب الأمر بصدقة دينار إن وجده أو بنصف دينار إن أعوزه دينار لترك جمعة من غير عذر إن صح الخبر فإني لا أقف على سماع قتادة عن قدامة بن وبرة ولست أعرف قدامة بعدالة و لا جرح

1861 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ثنا أبو داوود و يزيد بن هارون قالا جميعا : و حدثنا أبو موسى ثنا يزيد بن هارون أنا همام و حدثنا أبو موسى نا أبو داود نا همام و حدثنا أحمد بن منيع ثنا أبو عبيدة ـ يعني الحداد ـ و حدثنا همام و ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن همام بن يحيى عن قتادة عن قدامة بن وبرة العجيلي عن سمرة بن جندب : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من ترك جمعة من غير عذر فليتصدق بدينار فإن لم يجد فنصف دينار
لم يقل ابن منيع : العجيلي و في خبر وكيع : من فاتته الجمعة فليتصدق بدينار أو بنصف دينار
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى ثنا أبو داود ثنا همام بهذ الإسناد نحوه و لم يقل العجيلي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى ثنا أبو داوود ثنا همام أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة بمثله
قال الأعظمي : إسناده ضعيف قدامة بن وبرة مجهول

باب الرخصة في التخلف عن الجمعة في الأمطار إذا كان المطر وابلا كبيرا

1862 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بشر بن معاذ العقدي ثنا ناصح بن العلاء حدثني ابن أبي عمار مولى بني هاشم قال : مررت بـ عبد الرحمن بن سمرة يوم الجمعة و هو على نهر أم عبد الله و هو يسيل الماء على غلمانه و مواليه فقلت له : يا أبا سعيد الجمعة ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا كان المطر وابلا فصلوا في رحالكم
قال الأعظمي : إسناده ضعيف ناصح بن العلاء فيه لين
قال الألباني : لكن الحديث يشهد له ما بعده

باب الرخصة في التخلف عن الجمعة في المطر و إن لم يكن المطر مؤذيا
و هذا من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتابنا في كتاب معاني القرآن و في الكتب المصنفة من المسند أن الله جل و علا و رسوله المصطفى قد يبيحان الشيء لعلة من غير حظر ذلك الشيء و إن كانت تلك العلة معدومة من ذلك قوله جل و علا في المطلقة ثلاثا إذا نكحت زوجا غير الأول { فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا } فأباح الله جل و علا المطلقة ثلاثا بعد طلاق الثاني و هي قد تحل له بموت الثاني و إن لم يطلقها و قد تحل له إذا انفسخ النكاح بينهما إما بلعان بينها و بين الزوج الثاني أو بارتداد أحدهما ثم تنقضي عدتها قبل أن يرجع المرتد منهما إلى الإسلام و غير ذلك مما ينفسخ النكاح بين الزوجين و من هذا الجنس قوله تبارك و تعالى { فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة } الآية و القصر أيضا مباح و إن لم يخافوا من فتنة الكفار

1863 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا نصر بن علي ثنا سفيان بن حبيب عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المليح عن أبيه محمد : أنه شهد النبي صلى الله عليه و سلم زمن الحديبية و أصابهم مطر في يوم جمعة لم يبتل أسفل نعالهم فأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم أن يصلوا في رحالهم
قال أبو بكر : لم يقل أحد يوم الجمعة غير سفيان بن حبيب
قال الألباني : إسناده صحيح وأخرجه جماعة وصححه الحاكم والذهبي من هذه الطريق وكلهم قالوا سفيان بن حبيب عن خالد الحذاء غير أبي داود قال : " قال سفيان بن حبيب خبرنا عن خالد " فمن قرأها خبرنا مبنيا للمجهول أعله بالانقطاع وليس كذلك لرواية الجماعة

باب أمر الإمام المؤذن في أذان الجمعة بالنداء أن الصلاة في البيوت ليعلم
السامع أن التخلف عن الجمعة في المطر طلق مباح

1864 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا عباد يعني ـ ابن عباد ـ ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير جميعا عن عاصم عن عبد الله بن الحارث : أن ابن عباس أمر المؤذن أن يؤذن يوم الجمعة و ذلك يوم مطير فقال : الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال له : ناد الناس فليصلوا في بيوتهم فقال له الناس : ما هذا الذي صنعت ؟ قال : قد فعل هذا من هو خير مني أفتأمروني أن أخرج الناس أو أن يدوسون الطين إلى ركبهم
هذا حديث أحمد بن عبدة
و قال يوسف عن عبد الله بن الحارث رجل من أهل البصرة نسيب لـ ابن سيرين و قال : أن أخرج الناس ونكلفهم أن يحملوا الخبث من طرقهم إلى مسجدكم
قال الألباني : إسناده صحيح

باب أمر الإمام المؤذن بحذف حي على الصلاة و الأمر بالصلاة في البيوت
بدله

1865 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام ثنا إسماعيل عن عبد الحميد صاحب الزيادي عن عبد الله بن الحارث :
: أن ابن عباس قل لمؤذنه في يوم مطير : إذا قلت : أشهد أن محمدا رسول الله فلا تقل : حي على الصلاة قل : صلوا في بيوتكم فكأن الناس استنكروا ذلك فقال : أتعجبون من ذا فقد فعله من هو خير مني إن الجمعة عزمة و إني كرهت أن أخرجكم فتمشوا في الطين و الدحض

باب الدليل على أن الأمر بالنداء يوم الجمعة بالصلاة في الرحال الذي خبر ابن عباس أنه فعله من هو خير مني النبي صلى الله عليه و سلم إن كان عباد بن منصور حفظ هذا الخبر الذي أذكره

1866 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم : أخبرنا عباد ـ و هو ابن منصور ـ عن عطاء عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : في يوم مطير يوم جمعة ـ أن صلوا في رحالكم
قال الأعظمي : رواه ابن ماجة إقامة 35 من طريق عباد بن منصور
قال الألباني : هو ضعيف

باب الأمر بالفصل بين صلاة الجمعة و بين صلاة التطوع بعدها بكلام أو خروج

1867 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي ثنا الوليد ـ يعني ابن مسلم ـ أخبرني ابن جريج عن عمر بن عطاء قال : أرسلني نافع بن جبير إلى السائب بن يزيد أسأله فسألته فقال : نعم صليت الجمعة في المقصورة مع معاوية فلما سلمت قمت أصلي فأرسل إلي فأتيته فقال لي : إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة إلا أن تخرج أو تتكلم فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بذلك

باب الاكتفاء من الخروج للفصل بين الجمعة و التطوع بعدها بالتقدم أمام
المصلي الذي فيه الجمعة

1868 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا أبو عاصم عن ابن جريج أخبرني عمر بن أبي الخوار : أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن يزيد يسأله عن شيء رآه منه معاوية قال : صليت معه في المقصورة فقمت لأصلي مكاني فقال لي : لا تصلها بصلاة حتى تمضي أمام ذلك أو تتكلم فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بذلك

باب استحباب تطوع الإمام بعد الجمعة في منزله

1869 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه و أيوب عن نافع عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا صلى الجمعة دخل بيته فصلى ركعتين
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1870 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي ثنا الوليد قال مالك : أخبرني عن نافع عن ابن عمر : أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يصلي بعد الجمعة و بعد المغرب ركعتين في بيته

1871 - ثنا عبد الجبار بن العلاء و سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال : حدثنا سفيان و ثنا علي بن خشرم أنا ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن الزهري عن سالم عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين

باب إباحة صلاة التطوع بعد الجمعة للإمام في المسجد قبل خروجه منه إن صح الخبر فإني لا أقف على سماع موسى بن الحارث في جابر بن عبد الله

1872 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر ثنا عاصم بن سؤيد بن عامر عن محمد بن موسى بن الحارث التيمي عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني عمرو بن عوف يوم الأربعاء فرأى أشياء لم يكن يرآها قبل ذلك من حضنه على النخيل فقال : لو أنكم إذا جئتم عيدكم هذا مكثتم حتى تسمعوا من قولي قالوا : نعم بآبائنا أنت رسول الله و أمهاتنا قال : فلما حضروا يوم الجمعة صلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمعة ثم صلى ركعتين بعد الجمعة في المسجد و لم ير يصلي بعد الجمعة يوم الجمعة ركعتين في المسجد كان ينصرف إلى بيته قبل ذلك اليوم فذكر الحديث
قال الألباني : إسناده ضعيف عاصم بن سويد فيه جهالة و محمد بن موسى بن الحارث التيمي لم أعرفهما ( يعني هو وأباه )

باب أمر المأموم بأن يتطوع بعد الجمعة بأربع ركعات بلفظ مختصر غير متقصى

1873 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبده أخبرنا عبد العزيز ـ يعني ابن محمد الدراوردي ـ و ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صلوا بعد الجمعة أربع ركعات و قال عبد الجبار : إن النبي صلى الله عليه و سلم أمرهم أن يصلوا بعد الجمعة أربعا

باب ذكر الخبر المتقصى للفظة المختصرة التي ذكرتها و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أمر المرء بأن يتطوع بأربع ركعات إذا أراد أن يصلي بعدها مع الدليل على أن ما صلى بعدها فتطوع غير فريضة

1874 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمار و الحسين بن حريث و سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا : ثنا سفيان و ثنا يوسف بن موسى ثنا جريج و ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان جميعا عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل بعدها أربعا

باب الرجوع إلى المنازل بعد قضاء الجمعة للغداء و القيلولة

1875 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة و الحسن بن قزعة قالا : ثنا الفضيل بن سليمان ثنا أبو حازم عن سهيل بن سعد الساعدي قال : كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم نرجع فنتغدى و نقيل

1876 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدروقي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال : ما كنا نتغدى و لا نقيل إلا بعد الجمعة

1877 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا المعتمر بن سليمان ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم نرجع قنقيل
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب استجاب الانتشار بعد صلاة الجمعة و الابتغاء من فضل الله قال الله عز و جل { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله } إلا أن في القلب من هذا الخبر فإني لا أعرف سعيد بن عنبسة القطان هذا و لا عبد الله بن بشر الذي روى عنه سعيد هذا بعدالة و لا جرح غير أن الله عز و جل قد أمر في نص تنزيله بعد قضاء صلاة الجمعة بالانتشار في الأرض و الابتغاء من فضل الله و هذا من أمر الإباحة

1878 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى بن فياص بصري ـ ثنا سعيد بن عنبسة ـ و هو القطان ـ ثنا عبد الله بن بسر قال : رأيت عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى الجمعة خرج من المسجد قدرا طويلا ثم رجع إلى المسجد فيصلي ما شاء الله أن يصلي فقلت له : يرحمك الله لأي شيء تصنع هذا ؟ قال لأني رأيت سيد المسلمين صلى الله عليه و سلم هكذا يصنع يعني النبي صلى الله عليه و سلم و تلا هذه الأية { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله } إلى آخر الآية
قال الأعظمي : إسناده ضعيف عبد الله بن بسر وهو الحبراني ضعيف

كتاب الصيام
ـ المختصر من المختصر من المسند عن النبي صلى الله عليه و سلم على الشرط الذي ذكرنا بنقل العدل عن العدل موصولا إليه صلى الله عليه و سلم من غير قطع في الإسناد و لا جرح في ناقلي الأخبار إلا ما نذكر أن في القلب من بعض الأخبار شيء إما لشك في سماع راو من فوقه خبرا أو راو لا نعرفه بعدالة و لا جرح فنبين أن في القلب من ذلك الخبر فإنا لا نستحل التمويه على طلبة العلم بذكر خبر غير صحيح لا نبين علته فيغير به من يسمعه فالله الموفق للصواب

باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإيمان قال أبو بكر : قد أمليت خبر حماد بن زيد و عباد بن عباد المهلبي و شعبة بن الحجاج جميعا عن أبي جمرة عن ابن عباس في كتاب الإيمان

1879 - أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن بشار نا أبو عامر ثنا قرة عن أبي حمزة الضبعي قال : قلت لابن عباس : إن لي جرة انتبذ لي فيها فأشرب منه فإذا أطلت الجلوس مع القوم خشيت أن أفتضح من حلاوته فقال : قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : مرحبا بالوفد غير خزايا و لا ندامى قالوا : يا رسول الله إن بيننا و بينك المشركين من مضر و إنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم فحدثنا عملا من الأمر إذا أخذنا به دخلنا به الجنة و ندعو إليه من وراءنا و قال : آمركم بأربع و أنهاكم عن أربع الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم قال : شهادة أن لا إله إلا الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم رمضان و تعطوا الخمس من المغانم و أنهاكم عن النبيذ في الدباء و النقير و الحنتم و المزفت

باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإسلام إذ الإيمان و الإسلام اسمان لمسمى واحد قال أبو بكر : خبر جبريل في مسألته النبي صلى الله عليه و سلم عن الإسلام قد أمليته في كتاب الإيمان

1880 - حدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن حنظلة الجمحي عن عكرمة بن خالد المخزومي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت و صوم شهر رمضان

1881 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا بشر بن المفضل ثنا عاصم ـ يعني ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثله

جماع أبواب فضائل شهر رمضان و صيامه

باب ذكر فتح أبواب الجنان ـ نسأل الله دخولها ـ و إغلاق أبواب النار ـ باعدنا الله منها ـ و تصفيد الشياطين ـ بالله نتعوذ من شرهم ـ في شهر رمضان بذكر لفظ عام مراده خاص في تصفيد الشياطين

1882 - حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل ـ يعني ابن جعفر ـ نا أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب الجنة و غلقت أبواب النار و صفدت الشياطين
قال أبو بكر : أبو سهيل عم مالك بن أنس
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر البيان أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد بقوله : و صفدت الشياطين مردة الجن منهم لا جميع الشياطين إذ اسم الشياطين قد يقع على بعضهم و ذكر دعاء الملك في رمضان إلى الخيرات و التقصير عن السيئات مع الدليل على أن أبواب الجنان إذا فتحت لم يغلق منها باب و لا يفتح باب من أبواب النيران إذا أغلقت في شهر رمضان

1883 - ثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين مردة الجن و غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب و نادى مناد يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار
قال الألباني : إسناده حسن للخلاف في أبو بكر بن عياش

باب في فضل شهر رمضان و أنه خير الشهور للمسلمين و ذكر إعداد المؤمن
القوة من النفقة للعبادة قبل دخوله

1884 - ثنا محمد بن بشار و يحيى بن حكيم قالا : حدثنا أبو عامر ثنا كثير بن زيد حدثني عمرو بن تميم حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه و سلم ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه و لا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه ـ بمحلوف رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ ليكتب أجره و نوافله قبل أن يدخله و يكتب إصراره و شقاءه قبل أن يدخله و ذلك أن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة و يعد فيه المنافق أتباع غفلات المؤمنين و اتباع عوراتهم فغنم يغنمه المؤمن
هذا حديث يحيى و قال بندار : فهو غنم للمؤمنين يغتنمه الفاجر
عمرو بن تميم هذا يقال له مولى بني رمانة مدني
قال الأعظمي : إسناده ضعيف ( لحال تميم مولى أبو رمانة )

باب ذكر تفضل الله عز و جل على عبادة المؤمنين في أول ليلة من شهر رمضان بمغفرته إياهم كرما و جودا إن صح الخبر فإني لا أعرف خلفا أبا الربيع هذا بعدالة و لا جرح و لا عمرو بن حمزة القيسي الذي هو دونه

1885 - ثنا محمد بن رافع ثنا زيد بن حباب حدثني عمرو بن حمزة القيسي ثنا خلف أبو الربيع ـ إمام مسجد ابن أبي عروبة ـ ثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يستقبلكم و تستقبلون ثلاث مرات فقال عمربن الخطاب : يا رسول الله وحي نزل قال : لا قال : عدو حضر ؟ قال : لا قال : فماذا ؟ قال : إن الله عز و جل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة و أشار بيده إليها فجعل رجل يهز رأسه و يقول : بخ بخ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا فلان ضاق به صدرك ؟ قال : لا و لكن ذكرت المنافق فقال : إن المنافقين هم الكافرون و ليس لكافر من ذلك شيء
قال : إسناده ضعيف . قال البنا في الفتح الرباني : رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي بسند جيد
قال الألباني : كلا فإن القيسي قال الدارقطني وغيره : ضعيف وأورده العقيلي قي الضعفاء وساق له حديثين هذا أحدهما ثم قال لا يتابع عليهما

باب ذكر تزيين الجنة لشهر رمضان و ذكر بعض ما أعد الله للصائمين في الجنة غير ممكن لآدمي صفته إذ فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي

1886 - حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني ثنا سهل بن حماد أبو عتاب أخبرنا سعيد بن أبي يزيد ثنا محمد بن يوسف قالا : ثنا جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود ـ قال أبو الخطاب ـ الغفاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال سعيد بن أبي يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم ـ و هذا حديث أبي الخطاب ـ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذات يوم و قد أهل رمضان فقال : لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها فقال رجل من خزاعة : يا نبي الله حدثنا فقال : إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن : يا رب إجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم و تقر أعينهم بنا قال : فما من عبد يصوم يوما من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله { حور مقصورات في الخيام } على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى تعطى سبعين لونا من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها و سبعون ألف وصيف مع كل وصيف صفحة من ذهب فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة و يعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات و ربما خالف الفريابي سهل بن حماد في الحرف و الشيء متن الحديث
ثنا محمد بن رافع ثنا سلم بن جنادة عن قتيبة نا جرير بن أيوب عن عامر الشعبي عن نافع بن بردة الهمداني عن رجل من غفار قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نحوه إلى قوله : { حور مقصورات في الخيام }
قال الأعظمي : إسناده ضعيف بل موضوع جرير بن أيوب البجلي قال عنه البخاري : منكر الحديث

باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر

1887 - ثنا علي بن حجر السعدي ثنا يوسف بن زياد ثنا همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة و قيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه و من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر و الصبر ثوابه الجنة و شهر المواساة و شهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه و عتق رقبته من النار و كان له مثل أجره منغير أن ينتقص من أجره شيء قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن و هو شهر أوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له و أعتقه من النار و استكثروا فيه من أربع خصال : خصلتين ترضون بهما ربكم و خصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله و تستغفرونه و أما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة و تعوذون به من النار و من أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة
قال الأعظمي : إسناده ضعيف علي بن زيد بن جدعان ضعيف

باب إستحباب الإجتهاد في العبادة في رمضان لعل الرب عز و جل برأفته و رحمته يغفر للمجتهد قبل أن ينقضي الشهر و لا يرغم بأنف العبد بمضي رمضان قبل الغفران

1888 - حدثنا الربيع بن سليمان أنا ابن وهب أخبرني سليمان ـ و هو ابن بلال ـ عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رقي المنبر فقال : آمين آمين آمين فقيل له : يارسول الله ما كنت تصنع هذا ؟ ! فقال : قال لي جبريل : أرغم الله أنف عبد أو بعد دخل رمضان فلم يغفر له فقلت : آمين ثم قال : رغم أنف عبد أو بعد أدرك و الديه أو أحدهما لم يدخله الجنة فقلت : آمين ثم قال : رغم أنف عبد أو بعد ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت : آمين
قال الأعظمي : إسناده جيد

باب استحباب الجود بالخير و العطايا في شهر رمضان إلى انسلاخه إستنانا
بالنبي صلى الله عليه و سلم

1889 - ثنا عبد الله بن عمران العابدي نا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس بالخير و كان أجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ يأتيه جبريل فيعرض عليه القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة

باب الاجتنان بالصوم من النار إذ الله عز و جل جعل الصوم جنة من النار نعوذ بالله من النار

1890 - حدثنا محمد بن بشار نا روح بن عبادة ثنا ابن جريج أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات عن أبي هريرة : عن النبي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الصوم جنة

1891 - حدثنا محمد بن بشار نا ابن أبي عدي قال : أنبأنا محمد ابن إسحاق حدثني سعيد ـ و هو ابن أبي هند ـ عن مطرف قال : دخلت على عثمان بن أبي العاص فدعا بلبن ليسقيه فقلت : إني صائم فقال :
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال قال : و صيام حسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب الدليل على أن الصوم إنما يكون جنة باجتناب ما نهي الصائم عنه و إن كان ما نهي عنه مما لا يفطره و لكن ينقص صومه عن الكمال و التمام

1892 - حدثنا يحيى بن نصر بن سابق الخولاني نا ابن وهيب أخبرني جرير بن حازم عن سيف بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة بن الجراح قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : الصوم جنة ما لم يخرقه
قال الأعظمي : عياض بن غطيف قال في التقريب : مقبول
قال الألباني : إسناده ضعيف وله شاهد لكنه ضعيف جدا كما في الضعيفة 2642

باب فضل الصيام و أنه لا عدل له من الأعمال

1893 - حدثنا محمد بن بشار ثنا عليه السلام الصمد بن عليه السلام الوارث نا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال : سمعت أبا نصر الهلالي عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة قال : قلت يا رسول الله دلني على عمل قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له
قال أبو بكر محمد بن أبي يعقوب : هذا الذي قال عنه شعبة : هو سيد بني تميم
قال الأعظمي : إسناده ضعيف أبو نصر الهلالي مجهول
قال الألباني : قد أسقط جماعة من الثقات أبا نصر من السند وصرح ابن أبي يعقوب بالسماع من رجاء في رواية للنسائي وله شاهد ذكرته في الصحيحة 1937

باب ذكر مغفرة الذنوب السالفة بصوم رمضان إيمانا و احتسابا

1894 - حدثنا عمرو بن علي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه و من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

باب ذكر تمثيل الصائم في طيب ريحه بطيب ريح المسك إذ هو أطيب الطيب

1895 - ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا أبو داوود سليمان بن داوود ثنا أبان ـ يعني : ابن يزيد العطار ـ عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أبي سلام عن أبي سلام عن الحارث الأشعري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله أوحى إلى يحيى ابن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن و يأمر بني إسرئيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن فأتاه عيسى فقال : إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن و يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تخبرهم و إما أن أخبرهم فقال : يا أخي لا تفعل فإني أخاف أن تسبقني بهن أن يخسف بي أو أعذب
قال : فجمع بني إسرائل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد و قعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال : إن الله أوحى إلي بخمس كلمات أن أعمل بهن و آمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن أولهن أن لا تشركوا بالله شيئا فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ما له بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال : اعمل و ارفع إلي فجعل يعمل و يرفع إلى غير سيده فأيكم يرضى أن عبده كذلك فإن الله خلقكم و رزقكم فلا تشركوا به شيئا و إذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت و آمركم بالصيام و مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه مسك كلهم يحب أن يجد ريحها و إن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك و آمركم بالصدقة و مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه و قربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول : هل لكم أن أفدي نفسي منكم و جعل يعطي القليل و الكثير حتى فدى نفسه و آمركم بذكر الله كثيرا و مثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه و كذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و أنا آمركم بخمس أمرني الله بهن الجماعة و السمع و الطاعة و الهجرة و الجهاد في سبيل الله و من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإيمان و الإسلام من رأسه إلا أن يراجع و من ادعى دعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم قيل : يا رسول الله و إن صام و صلى ؟ قال : و إن صام و صلى تداعوا بدعوى الله الذي سماكم بها المؤمنين المسلمين عباد الله
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر طيب خلفة الصائم عند الله يوم القيامة

1896 - ثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد ـ يعني ابن بكر البرساني أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يعني قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي و أنا أجزي به الصيام عنه جنة و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقي ربه فرح بصومه

باب ذكر إعطاء الرب عز و جل الصائم أجره بغير حساب إذ الصيام من الصبر قال عز و جل : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

1897 - حدثنا أحمد بن عبدة أنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله : إلا الصيام فهو لي و أنا أجزي به يدع الطعام من أجلي و يدع الشراب من أجلي و يدع لذته من أجلي و يدع زوجته من أجلي و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك و للصائم فرحتان فرحة حين يفطر و فرحة عند لقاء ربه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر البيان أن الصيام من الصبر على ما تأولت خبر النبي صلى الله عليه
و سلم

1898 - حدثنا بشر بن هلال ثنا عمر بن علي قال : سمعت معن ابن محمد يحدث عن سعيد المقبري قال : كنت أنا و حنظلة بن علي بالبقيع مع أبي هريرة فحدثنا أبو هريرة : عن صلى الله عليه و سلم قال : الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به يدع الطعام و الشراب و شهوته من أجلي
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1899 - ناه إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ثنا عمر بن علي عن معن بن محمد قال : سمعت حنظلة بن علي قال : سمعت أبا هريرة بهذا البقيع يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بمثله :
قال أبو بكر : الإسنادان صحيحان عن سعيد المقبري و عن حنظلة ابن علي جميعا عن أبي هريرة ألا تسمع المقبري يقول : كنت أنا و حنظلة ابن علي بالبقيع مع أبي هريرة
قال الألباني : إسناده صحيح كما قال المصنف

باب فرح الصائم يوم القيامة بإعطاء الرب إياه ثواب صومه بلا حساب جعلنا
الله منهم

1900 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدروقي ثنا محمد بن فضيل و ثنا علي بن المنذر نا ابن فضيل ثنا ضرار بن مرة عن أبي صالح عن أبي هريرة و أبي سعيد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله يقول : الصوم لي و أنا أجزي به إن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح و إذا لقي الله فجزاه فرح و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك لم يقل الدورقي فجزاه

باب ذكر استجابة الله عز و جل دعاء الصوم إلى فطرهم من صيامهم جعلنا الله منهم

1901 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي أخبرنا عمرو بن قيس الملائي عن أبي مجاهد عن أبي مدلة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر و إمام عدل و دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام و يفتح لها أبواب السماوات فيقول الرب عز و جل : و عزتي لأنصرنك و لو بعد حين
أبو مجاهد هو هذا اسمه سعد الطائي و أبو مدلة مولى أبي هريرة
و عمرو بن قيس هذا أحد عباد الدنيا
قال الألباني : إسناده ضعيف أبو مدلة مجهول وهو مولى عائشة لا مولى أبي هريرة كما قال المصنف . وفي الضعيفة 1358 مزيد بيان

باب ذكر باب الجنة الذي يخص بدخوله الصوام دون غيرهم و نفي الظمأ عمن
يدخل الجنة و يشرب من شرابها جعلنا الله منهم

1902 - حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي و غيره عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : للصائمين باب في الجنة يقال له : الريان لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخل آخرهم أغلق من دخل شرب و من شرب لم يظمأ أبدا
أبو حازم سلمة بن دينار ثقة لم يكن في زمانه مثله
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب صفة بدء الصوم كان في تخيير الله عز و جل عباده المؤمنين بين الصوم و
الأطعام و نسخ ذلك بإيجاب الصوم عليهم من غير تخيير

1903 - ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير ـ وهو ابن عبد الله بن الأشج ـ عن يزيد مولى سلمة ـ وهو ابن أبي عبيد ـ عن سلمة بن الأكوع قال : كنا في رمضان في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من شاء صام و من شاء أفطر و افتدى بإطعام مسكين حتى أنزلت الآية { فمن شهد منكم الشهر فليصمه }

باب ذكر ما كان الصائم عنه ممنوعا بعد النوم في ليل الصوم من الأكل و
الشرب و الجماع عند ابتداء فرض الصيام و نسخ الله جل و علا ذلك بإباحته لهم ذلك أجمع إلى طلوع الفجر تفضلا منه عز و جل على عباده المؤمنين و عفوا منه عنهم و تخفيفا عليهم

1904 - ثنا سعيد بن يحيى القرشي حدثني عمي عبيد بن سعيد ثنا إسماعيل عن أبي إسحاق عن البراء قال : كان أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان أحدهم صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته و لا يومه حتى يمسي و إن قيس بن صرمة كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال : هل عندك طعام قالت : لا و لكن أطلب فطلبت له و كان يومه يعمل فغلبته عينه و جاءته امراته قالت : خيبة لك فأصبح فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فنزلت هذه الآية : { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } ففرحوا بها فرحا شديدا فقال : { كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر }

جماع أبوب الأهلة و و قت إبتداء صوم شهر رمضان

باب الأمر بالصيام لرؤية الهلال إذا لم يغم على الناس

1905 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إذا رأيتم الهلال فصوموا و إذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له

باب ذكر البيان أن الله جل و علا جعل الأهلة مواقيت الناس لصومهم و فطرهم إذ قد أمر الله على لسان نبيه عليه السلام بصوم شهر رمضان لرؤيته ما لم يغم قال الله عز و جل { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس } الآية

1906 - حدثنا عبد الله بن محمد الزهري نا أبو عاصم ثنا عبد العزبز بن أبي رواد ثنا نافع عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله جعل الأهلة مواقيت فإذا رأيتموه فصوموا و إذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له و اعلموا أن الشهر لا يزيد على ثلاثين

باب الأمر بالتقدير للشهر إذا غم على الناس

1907 - حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل ـ يعني ابن جعفر ـ عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الشهر تسع و عشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه و لا تفطروا حتى تروه إلا أن يغم عليكم فإن غمي عليكم فاقدروا له
قال أبو بكر : إسماعيل بن جعفر من حفاظ الدنيا في زمانه

باب ذكر الدليل على أن الأمر بالتقدير للشهر إذا غم أن يعد شعبان ثلاثين
يوما ثم يصام

1908 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال : و أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم نحو خبر ابن عمر فقال : فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين

1909 - حدثنا محمد بن الوليد نا مروان بن معاوية نا ابن فضيل نا عاصم بن محمد العمري عن أبيه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الشهر هكذا و هكذا و هكذا ثلاثين و الشهر هكذا و هكذا وهكذا و يعقد في الثالثة ـ فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين و في خبر ابن فضيل : ثم طبق بيده و أمسك واحدة من أصابعه فإن أغمي عليكم فثلاثين
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط الشيخين

باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أمر بإكمال ثلاثين يوما لصوم شهر رمضان دون إكمال ثلاثين يوما لشعبان

1910 - حدثنا عبد الله بن هاشم ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال : سمعت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام
قال الألباني : " عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح " ساقط من الأصل واستدركته من المسند 6 / 149 . ( وعنه رواه أبو داود 2325 ) ومن ابن حبان 3444 والدارقطني ص 227 وقال إسناده حسن أو صحيح ناظرا إلى أن عبد الله بن هاشم وهو الطوسي النيسابوري من شيوخ المصنف ومن المعروفين بالرواية عن عبد الرحمن بن مهدي وقد رواه عبد الله بن صالح أيضا عن معاوية بن صالح عند الحاكم 1 / 432 وعنه البيهقي 4 / 206 وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي . وإنما هو صحيح فقط لأن عبد الله بن أبي قيس ومعاوية بن صالح لم يخرج لهما البخاري وعبد الله بن صالح لم يخرج له مسلم نعم هو على شرط مسلم من طريق ابن مهدي . أقول فكان من الممكن أن يكون شيخ عبد الله بن هاشم الساقط من الأصل هو عبد الله بن صالح لكني لما لم أر من ذكره في شيوخه عدلت عنه إلى عبد الرحمن بن مهدي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي راجيا ممن كان عنده شيئ من التخقيق أن يتفضل به وله من الله الأجر ومني الشكر . " ا هـ . كلام الألباني

باب الزجر عن الصيام لرمضان قبل مضي ثلاثين يوما لشعبان إذا لم ير الهلال

1911 - حدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تقدموا هذا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة
قال الألباني : إسناده صحيح

1912 - حدثنا يحيى بن محمد بن السكن البزار نا يحيى بن كثير ثنا شعبة عن سماك قال : دخلت على عكرمة في اليوم الذي يشك فيه من رمضان ـ و هو يأكل فقال : ادن فكل فقلت : إني صائم قال : و الله لتدنون
قلت : فحدثني قال : ثنا ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تستقبلوا الشهر استقبالا صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن حال بينك و بين منظره سحاب أو قترة فأكملوا العدة ثلاثين
قال الألباني : إسناده صحيح رجاله رجال البخاري غير سماك وهو ابن حرب فهو من رجال مسلم والحديث رواه ابن حبان 3590 من طريق المصنف

باب التسوية بين الزجر عن صيام رمضان قبل رؤية هلال رمضان إذا لم يغم الهلال و بين الزجر عن إفطار رمضان قبل رؤية هلال شوال إذا لم يغم الهلال و الدليل على أن الصائم لرمضان إذا غم الهلال قبل مضي ثلاثين يوما لشعبان عاص كالمفطر قبل مضي ثلاثين يوما لرمضان إذا غم الهلال

1913 - حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب نا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الشهر تسع و عشرون ـ وعقد إبهامه ـ فلا تصوموا حتى تروه و لا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط الشيخين

باب الزجر عن صوم اليوم الذي يشك فيه أمن رمضان أم من شعبان بلفظ مجمل
غير مفسر

1914 - حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ما لا أحصي غير مرة ثنا أبو خالد عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر قال : كنا عند عمار فأتي بشاة مصلية فقال : كلوا فتنحى بعض القوم فقال : إني صائم فقال عمار : من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : صحيح لغيره

باب ذكر الدليل على أن الهلال يكون لليلة التي يرى صغر أو كبر ما لم تمض
ثلاثون يوما للشهر ثم لا يرى الهلال لغيم أو سحاب

1915 - حدثنا بندار نا محمد ـ يعني ابن جعفر ـ نا شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت أبا البختري قال : أهللنا هلال رمضان و نحن بذات عرق قال : فأرسلنا رجلا إلى ابن عباس يسأله فقال ابن عباس : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله قد أمده لكم لرؤيته فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة
و ثنا يحيى بن حكيم ثنا أبو داوود ثنا شعبة بمثله

باب الدليل على أن الواجب على أهل كل بلدة صيام رمضان لرؤيتهم لا رؤية
غيرهم

1916 - حدثنا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل ـ يعني ابن جعفر عن محمد يعني ابن حرملة عن كريب : أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال : فقدمت الشام فقضيت حاجتها و استهل علي هلال رمضان و أنا بالشام فرأينا الهلال ليلة الجمعة و رآه الناس و صاموا و صام معاوية فقدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال فقال : متى رأيتم الهلال ؟ فقلت : رأيناه ليلة الجمعة فقال : أنت رأيته ليلة الجمعة ؟ قلت : نعم أنا رأيته ليلة الجمعة و رآه الناس و صاموا و صام معاوية قال : لكننا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصومه حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت : أولا تكتفي برؤية معاوية و صيامه ؟ قال : لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم

باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه و سلم في أن الشهر تسع و
عشرون بلفظ عام مراده خاص

1917 - حدثنا محمد بن بشار بندار و يحيى بن حكيم قالا : ثنا عبد الرحمن قال بندار : نا شعبة و قال يحيى : عن شعبة عن حياة بن سحيم قال : سمعت ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الشهر تسع و عشرون

1918 - حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب و الحسن بن محمد الزعفراني و أحمد بن منيع و مؤمل بن هشام قالوا : ثنا إسماعيل ـ و هو ابن علية ـ أخبرنا أيوب و قال الزعفراني و مؤمل : عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما الشهر تسع و عشرون

باب ذكر الدليل على خلاف ما توهمه العامة و الجهال أن الهلال إذا كان
كبيرا مضيئا أنه لليلة الماضية لا لليلة المستقبلة

1919 - حدثنا علي بن المنذر نا ابن فضيل نا حصين عن عمرو ابن مرة عن أبي البختري قال : خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة رأينا الهلال فقال بعض القوم : هو ابن ثلاث و قال بعضهم : و هو ابن ليلتين قال : فلقينا ابن عباس فقلنا : رأينا الهلال فقال بعض القوم : هو ابن ثلاث و قال بعضهم : هو ابن ليلتين فقال : أي ليلة رأيتموه ؟ قلنا : ليلة كذا و كذا فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله مده لرؤيته فهو لليلة رأيتموه

باب ذكر إعلام النبي صلى الله عليه و سلم أمته أن الشهر تسع و عشرون
بإشارة لا بنطق مع إعلامه إياهم إنه أمي لا يكتب و لا يحسب صلى الله عليه و سلم مع الدليل على أن الإشارة المفهومة من الناطق تقوم مقام النطق في الحكم كهي من الأخرس

1920 - حدثنا محمد بن الوليد نا مروان ـ يعني ابن معاوية ـ نا إسماعيل و حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا محمد ـ يعني ابن بشر ـ ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الشهر هكذا و هكذا و هكذا
و في حديث محمد بن بشر : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يقول : الشهر هكذا و هكذا و هكذا ثم قبض أصابعه في الثالثة

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها و الدليل على أن النبي عليه الصلاة و السلام أراد بقوله الشهر تسع و عشرون بعض الشهور لا كلها و الدليل على أن قوله : الشهر تسع و عشرون أراد أي قد يكون تسعا و عشرون

1921 - حدثنا محمد بن بشار حدثني عمر بن يونس ثنا عكرمة ابن عمار حدثني سماك أبو زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني يعني عن عمر بن الخطاب قال : لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه قلت : يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعا و عشرين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الشهر يكون تسعا و عشرين

باب الدليل على أن صيام تسع و عشرين لرمضان كان على عهد النبي صلى الله عليه و سلم أكثر من صيام ثلاثين خلاف ما يتوهم بعض الجهال و الرعاع أن الواجب أن يصام لكل رمضان ثلاثين يوما كوامل

1922 - حدثني أحمد بن منيع ثنا بن أبي زائدة و حدثنا علي بن مسلم نا ابن زائدة أخبرني عيسى بن دينار و حدثنا بندار نا أحمد و عثمان بن عمر قالا : ثنا عيسى بن دينار عن أبيه عن عمرو بن الحارث ابن أبي ضرار عن ابن مسعود قال : لما صمت مع النبي صلى الله عليه و سلم تسعا و عشرين أكثر مما صمت معه ثلاثين
و قال علي بن مسلم : عمرو بن الحارث بن المصطلق
و قال بندار : عن ابن الحارث و لم يسمه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب إجازة شهادة الشاهد الواحد على رؤية الهلال

1923 - نا محمد بن عثمان العجلي نا أبو أسامة ثنا زائدة نا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أبصرت الهلال الليلة فقال : أتشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله ؟ قال : نعم قال : قم يا فلان فأذن بالناس فليصوموا غدا
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1924 - ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي نا حسين بن علي الجعفي عن زائدة بهذا الاسناد و نحوه : و قال : أمر بلالا فأذن بالناس
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر البيان أن الله عز و جل أراد بقوله { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } بيان بياض النهار من الليل فوقع اسما لخيط على بياض النهار و على سواد الليل و هذا من الجنس الذي كنت أعلم أن العرب لم تكن تعرفها في معناها و أن الله عز و جل إنما أنزل الكتاب بلغتهم لا بمعانيهم فالخيط لغتهم و إيقاع هذا الاسم على بياض النهار و سواد الليل لم يكن من معانيهم التي يفهمونها حتى أعلمهم صلى الله عليه و سلم

1925 - أنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه و أخبرنا ببعض الأحاديث أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا عثمان بن أبي الفضل بن محمد قالا : أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أحمد بن منيع ثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي أخبرني عدي بن حاتم قال : لما نزلت { و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل

1926 - حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن مطرف عن عامر عن عدي بن حاتم قال : قلت : يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان ؟ قال : إنك لعريض القفا أرأيت أبصرت الخيطين قط ؟ ! ثم قال : لا بل هوسواد الليل و بياض النهار

باب الدليل على أن الفجر هما فجران و أن طلوع الثاني منهما هو المحرم على الصائم الأكل و الشرب و الجماع لا الأول و هذا من الجنس الذي أعلمت أن الله عز و جل ولى نبيه عليه السلام البيان عنه عز و جل

1927 - حدثنا محمد بن علي محرز ـ أصله بغدادي انتقل إلى فسطاط ـ نا أبو أحمد الزبيري عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الفجر فجران فأما الأول فإنه لا يحرم الطعام و لا يحل الصلاة و أما الثاني فإنه يحرم الطعام و يحل الصلاة
قال أبو بكر : هذا لم يروه أحد عن أبي أحمد إلا ابن محرز هذا

باب صفة الفجر الذي ذكرناه و هو المعترض لا المستطيل

1928 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي نا المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الله بن مسعود : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يمنعن أذان بلال أحدا منكم من سحوره فإنه ينادي لينتبه نائمكم و يرجع قائمكم
قال : و ليس أن يقول ـ يعني الصبح هكذا أو قال : هكذا و لكن حتى يقول : هكذا و هكذا ـ يعني طولا و لكن هكذا يعني عرضا

1929 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية عن عبد الله بن سوادة عن أبيه عن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يغرنكم أذان بلال و لا هذا البياض لعمود الصبح حتى يستطير

باب الدليل على أن الفجر الثاني الذي ذكرناه هو البياض المعترض الذي لونه الحمرة إن صح الخبر فإني لا أعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة و لا جرح و لا أعرف له عنه راويا غير ملازم بن عمرو

1930 - حدثنا أحمد بن مقدام نا ملازم بن عمرو نا عبد الله بن النعمان السحيمي قال : أتاني قيس بن طلق في رمضان قال : حدثني أبي طلق بن علي : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كلوا و اشربوا و لا يغرنكم الساطع المصعد و كلوا و اشربوا حتى يعترض لكم الأحمر و أشار بيده
قال الألباني : إسناده حسن فإن عبد الله بن النعمان وإن لم يعرفه المؤلف إلا من رواية ملازم فقد عرفه غيره من رواية عمر بن يونس أيضا كابن أبي حاتم وقد وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وحسن الترمذي حديثه هذا وقد وجدت له متابعا ذكرته في تخريجي له في الصحيحة
كلام المصنف قاله في ترجمة الباب قال : " باب الدليل على أن الفجر الثاني الذي ذكرناه هو البياض المعترض الذي لونه الحمرة إن صح الخبر فإني لا اعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة ولا جرح ولا أعرف له عنه راويا غير ملازم بن عمرو "

باب الدليل على أن الأذان قبل الفجر لا يمنع الصائم طعامه و لا شرابه و
لا جماعا ضد ما يتوهم العامة

1931 - حدثنا محمد بن بشار نا يحيى نا عبيد الله بن عمر أخبرني نافع عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن بلالا يؤذن بليل فكلوا و اشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم

باب ذكر قدر ما كان بين أذان بلال و أذان ابن أم مكتوم

1932 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا حفص ـ يعني ابن غياث و ثنا بندار نا يحيى جميعا عن عبيد الله قال : سمعت القاسم عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن بلالا يؤذن بليل فكلوا و اشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم قال : و لم يكن بينهما إلا قدر ما ينزل هذا و يرقى هذا
و قال الدورقي : عن قاسم و قال أيضا : إذا أذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم قال : و لم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا و يصعد هذا
قال أبو بكر : هذا الخبر من الجنس الذي أقول من الأخبار المعللة التي يجوز القياس عليها و يتعين العلم أن النبي صلى الله عليه و سلم لما أمر بالأكل والشرب بعد نداء بلال أعلمهم أن الجماع و كل ما جاز للمفطر فعله فجائز فعله في ذلك الوقت لا أنه أباح الأكل و الشرب فقط دون غيرهما

باب إيجاب الإجماع على الصوم الواجب قبل طلوع الفجر بلفظ عام مراده خاص

1933 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب و ابن لهيعة عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه و سلم : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له
و أخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم بمثله سواء و زاد قال : وقال لي مالك و الليث بمثله
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب إيجاب النية لصوم كل يوم قل طلوع فجر ذلك اليوم خلاف قول من زعم أن
نية واحدة في وقت واحد لجميع الشهر جائز

1934 - قال أبو بكر : خبر عمر بن الخطاب : عن النبي صلى الله عليه و سلم إنما الأعمال بالنية و إنما لكل امرئ ما نوى قد أمليته في كتاب الوضوء

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد بقوله : لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل الواجب من الصيام دون التطوع منه

1935 - قال أبو بكر حديث عائشة : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأتيها فيقول : هل عنكم غداء و إلا فإني صائم خرجته في ذكر صيام التطوع

باب الأمر بالسحور أمر ندب و إرشاد إذ السحور بركة لا أمر فرض و إيجاب
يكون تاركه عاصيا بتركه

1936 - حدثنا محمد بن بشار نا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تسحروا فإن في السحور بركة
ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز ثنا أحمد بن يونس نا أبو بكر بن عياش بهذا الإسناد مثله سواء مرفوعا
قال الأعظمي : إسناده حسن صحيح

1937 - ثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد يعني ابن زيد و ثنا أبو عمار ثنا إسماعيل بن إبراهيم و حدثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث و ثنا بندار ثنا محمد ثنا شعبة كلهم عن عبد العزيز بن صهيب و حدثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تسحروا فإن في السحور بركة

باب ذكر الدليل أن السحور قد يقع عليه اسم الغداء

1938 - حدثنا بندار و يعقوب بن إبراهيم الدورقي و عبد الله بن هاشم قالوا : نا عبد الرحمن بن مهدي ثنا معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض بن سارية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو رجلا إلى السحور فقال : هلم إلى الغداء المبارك
و قال الدورقي و عبد الله بن هاشم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يدعو إلى السحور في شهر رمضان فقال : هلم إلى الغداء المبارك و زادا ثم سمعته يقول : اللهم علم معاوية الكتاب و الحساب وقه العذاب و قال عبد الله بن هاشم عن معاوية و قال : هلم إلى الغداء المبارك
قال الألباني : إسناده ضعيف الحارث مجهول لكن حديث الغداء صحيح له شاهد من حديث العرباض وغيره كما في الضعيفة 1961

باب الأمر بالاستعانة على الصوم بالسحور إن جاز الاحتجاج بخبر زمعة بن
صالح فإن القلب منه لسوء حفظه

1939 - نا بندار نا أبو عاصم نا زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : استعينوا بطعام السحر على صيام النهار و بقيلولة النهار على قيام الليل
قال الأعظمي : إسناده ضعيف زمعة ضعيف

باب استحباب السحور فصلا من صيام النهار و صيام أهل الكتاب والأمر
بمخالفتهم إذ هم لا يتسحرون

1940 - ثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ثنا عبد الرحمن نا موسى بن علي و ثنا يونس نا عبد الله بن وهب و أخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال : أخبرني موسى بن علي بن رباح و حدثنا محمد بن عيسى نا عبد الله ـ يعني ابن المبارك و حدثنا جعفر بن محمد نا وكيع كلاهما عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فصل ما بين صيامنا و صيام أهل الكتاب أكلة السحور و في حديث وكيع ما بين صيامكم

باب تأخير السحور

1941 - نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا خالد ـ يعني ابن الحارث نا هشام الدستوائي نا قتادة و ثنا جعفر بن محمد نا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة و ثنا بندار محمد بن بشار نا سالم بن نوح نا عمر بن عامر عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت قال : تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت : كم بينهما ؟ قال : قدر قراءة خمسين آية معاني أحاديثهم سواء و هذا حديث وكيع

1942 - حدثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا يحيى بن حسان ثنا سليمان ـ و هو ابن بلال ـ عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد يقول : كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعة بي أن أدرك صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط البخاري

جماع أبواب الأفعال اللواتي تفطر الصائم

باب ذكر المفطر بالجماع في نهار الصيام

1943 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه و حدثنا الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة و حدثنا عمرو بن علي ثنا أبو عاصم عن ابن جريج حدثني الزهري و حدثنا محمد بن تسنيم أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج حدثني الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدثه : أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر رجلا أفطر في شهر رمضان بعتق رقبة أو صيام شهرين أو إطعام ستين مسكينا
و قال مالك في عقب خبره : و كان فطره بجماع

باب إيجاب الكفارة على المجامع في الصوم في رمضان بالعتق إذا وجده أو
الصيام إذا لم يجد العتق أو الإطعام إذا لم يستطع الصوم و الدليل على أن خبر ابن جريج و مالك مختصر غير متقصى مع الدليل على أن اللفظ الذي ذكرناه في خبرهما كان فطرا بجماع لا بأكل و لا يشرب ـ ولاهما

1944 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال : حفظته من الزهري سمع حميد بن عبد الرحمن يخبر عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : هلكت فقال : و ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في شهر رمضان فقال : هل تستطيع أن تعتق رقبة ؟ قال : لا قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا قال : فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا قال : اجلس فجلس فأتي النبي صلى الله عليه و سلم بعرق فيه تمر قال : و العرق هو المكتل الضخم قال : خذ هذا فتصدق به فقال : يا رسول الله أعلى أهل بيت أفقر منا فما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا فضحك النبي صلى الله عليه و سلم حتى بدت أنيابه و قال : اذهب فأطعم أهلك

باب إعطاء الإمام المجامع في رمضان نهارا ما يكفر به إذا لم يكن واحدا للكفارة مع الدليل على أن المجامع في رمضان نهارا إذا كان غير واجد للكفارة وقت الجماع ثم استفاد ما به يكفر كانت الكفارة واجبة عليه

1945 - حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن محمد بن مسلم الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له : إن الآخر وقع على امرأته في رمضان قال فقال له : أتجد ما تحرر رقبة ؟ قال : لا قال : أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا قال : أفتجد ما تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا قال : فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرق فيه تمر و هو الزنبيل فقال : أطعم هذا عنك فقال : ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا قال : فأطعم أهلك

باب ذكر خبر روي مختصرا و هم بعض العلماء من الحجازيين أن المجامع في رمضان نهارا جائز له أن يكفر بالإطعام وإن كان واجدا لعتق رقبة مستطيعا لصوم شهرين متتابعين

1946 - نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب و أخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه أن عباد بن عبد الله بن الزبير حدثه أنه سمع عائشة تقول : أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد في رمضان فقال : يا رسول الله احترقت فسأله النبي صلى الله عليه و سلم ما شأنه فقال : أصبت أهلي قال : تصدق قال : و الله مالي شيء و ما أقدر عليه قال : اجلس فجلس فبينما هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارا عليه طعام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أين المحترق فقام الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تصدق بهذا فقال : على غيرنا فوالله إنا لجياع و ما لنا شيء قال : فكلوه و قال ابن عبد الحكم : قال : يا رسول الله أغيرنا فوالله

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أمر هذا المجامع بالصدقة بعد أن أخبره أنه لا يجد عتق رقبة ويشبه أن يكون قد أعلم أيضا أنه غير مستطيع لصوم شهرين متتابعين كأخبار أبي هريرة فاختصر الخبر

1947 - حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا مصعب بن عبد الله نا عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيدة الدراوردي و عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم في ظل فارع فأتاه رجل من بين بياضة فقال : يا نبي الله احترقت قال له النبي صلى الله عليه و سلم : مالك ؟ قال : وقعت بامرأتي و أنا صائم و ذلك في رمضان فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : اعتق رقبة قال : لا أجده قال : أطعم ستين مسكينا قال : ليس عندي قال : اجلس فجلس فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرق فيه عشرون صاعا فقال : أين السائل آنفا ؟ قال : ها أنا ذا يا رسول الله قال : خذ هذا فتصدق به قال : يا رسول الله على أحوج مني و من أهلي ! ! فو الذي بعثك بالحق ما لنا عشاء ليلة قال النبي صلى الله عليه و سلم : فعد به عليك و على أهلك
لم يذكر الصوم في الخبر قال أبو بكر : إن ثبتت هذه اللفظة : بعرق فيه عشرون صاعا فإن النبي صلى الله عليه و سلم أمر هذا المجامع أن يطعم كل مسكين ثلث صاع من تمر لأن عشرين صاعا إذا قسم بين ستين مسكينا كان لكل مسكين ثلث صاع و لست أحسب هذه اللفظة ثابتة فإن في خبر الزهري : أتي بمكتل فيه خمسة عشر صاعا أو عشرون صاعا هذا في خبر منصور بن المعتمر عن الزهري ـ فأما هقل بن زياد فإنه روى عن الأوزاعي عن الزهري قال : خمسة عشر صاعا قد خرجتهما بعد و لا أعلم أحدا من علماء الحجاز و العراق قال : يطعم في كفارة الجماع كل مسكين ثلث صاع في رمضان قال : أهل الحجاز : يطعم كل مسكين مدا من طعام تمرا كان أو غيره و قال العراقيون : يطعم كل مسكين صاعا من تمر فأما ثلث صاع فلست أحفظ عن أحد منهم قال أبو بكر قد يجوز أن يكون ترك ذكر الأمر بصيام شهرين متتابعين في هذا الخبر إنما كان لأن السؤال في هذا الخبر إنما كان في رمضان قبل أن يقضي الشهر و صيام شهرين متتابعين لهذه الحوبة لا يمكن الابتداء فيه إلا بعد أن يقضى شهر رمضان و بعد مضي يوم من شوال فأمر النبي صلى الله عليه و سلم المجامع بإطعام ستين مسكينا إذ الإطعام ممكن في رمضان لو كان المجامع مالكا لقدر الإطعام فأمره النبي صلى الله عليه و سلم مما يجوز له فعله معجلا دون ما لا يجوز له فعله إلا بعد مضي أيام وليالي و الله أعلم و لست أحفظ في شيء من أخبار أبي هريرة أن السؤال من المجامع قبل أن ينقضي شهر رمضان فجاز إذا كان السؤال بعد مضي رمضان أن يؤمر بصيام شهرين لأن الصيام في ذلك الوقت للكفارة جائزة
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب الدليل على أن المجامع في رمضان إذا ملك ما يطعم ستين مسكينا و لم
يملك معه قوت نفسه وعياله لم تجب عليه الكفارة

1948 - قال أبو بكر : في خبر عائشة قال : إنا لجياع ما لنا شيء هذا في خبر عمرو بن الحارث و في خبر عبد الرحمن بن الحارث : مالنا عشاء ليلة و في خبر أبي هريرة : ما بين لابتيها أحوج منا

باب الأمر بالاستغفار للمعصية التي ارتكبها المجامع في صوم رمضان إذا لم يجد الكفارة بعتق و لا بإطعام و لا يستطيع صوم شهرين متتابعين والأمر بإطعام التمر في كفارة الجماع في رمضان

1949 - أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن عقيل أنه سأل ابن شهاب عن رجل جامع أهله في رمضان قال : حدثني حميد بن عبد الرحمن حدثني أبي هريرة قال : بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكت قال : ويحك ما شأنك ؟ قال : وقعت على أهلي في رمضان قال : أعتق رقبة قال : ما أجدها قال صم شهرين متتابعين قال : ما أستطيع قال : أطعم ستين مسكينا قال : ما أجده قال : فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرق فيه تمر فقال : خذه و تصدق به قال : ما أجد أحق به من أهلي يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدا أحوج إليه مني فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت أنيابه قال : خذه و استغفر الله
قال الألباني : إسناده فيه ضعف محمد بن عبد العزيز قال الحافظ : فيه ضعف وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة وسلامة صدوق له أوهام

باب ذكر قدر مكيل التمر لإطعام ستين مسكينا في كفارة الجماع في صوم رمضان

1950 - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا مؤمل ثنا سفيان ثنا منصور عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة فذكر الحديث و قال : فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكتل فيه خمسة عشر أو عشرون صاعا من تمر فقال النبي صلى الله عليه و سلم : خذه فأطعمه عنك
قال الألباني : إسناده ضعيف مؤمل هو ابن اسماعيل البصري وهوسيئ الحفظ

1951 - حدثنا يوسف بن موسى ثنا مهران بن أبي عمر الرازي عن سفيان الثوري قال : حدثني إبراهيم بن عامر و حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن المسيب و منصور عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة : أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث و قال : فأتي بمكتل فيه خمسة عشر صاعا أو عشرين صاعا إلا أنه غلط في الإسناد فقال : عن أبي سلمة و في خبر حجاج أيضا عن الزهري : فجيء بمكتل فيه خمسة عشر صاعا من تمر إلا أن الحجاج لم يسمع من الزهري
سمعت محمد بن عمرة يحكي عن أحمد بن أبي ظبية عن هشيم قال : قال الحجاج : صف لي الزهري لم يكن يراه
قال الألباني : إسناده ضعيف مهران بن أبي عمر سيئ الحفظ
قال الأعظمي : أشار الحافظ في الفتح 4 / 173 إلى هذه الرواية من ابن خزيمة وهي شاذة

باب الدليل على خلاف قول من زعم أن إطعام مسكين واحد طعام ستين مسكينا في ستين يوما كل يوم طعام مسكين جائز في كفارة الجماع في صوم رمضان فلم يميز بين إطعام ستين مسكينا وبين طعام ستين مسكينا و من فهم لغة العرب على أن إطعام ستين مسكينا لا يكون إلا و كل مسكين غير الآخر

1952 - قال أبو بكر : في خبر الزهري : أطعم ستيم مكسينا

باب الدليل على أن صيام الشهرين في كفارة الجماع لا يجوز متفرقا إنمايجب صيام شهرين متتابعين قال أبو بكر : في خبر الزهري عن حميد عن أبي هريرة : فصم شهرين متتابعين

باب الدليل على أن المجامع إذا وجب عليه صيام شهرين متتابعين ففرط في الصيام حتى تنزل به المنية قضي الصوم عنه كالدين يكون عليه مع الدليل على أن دين الله أحق بالقضاء من ديون العباد

1953 - حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد ثنا الأعمش عن الحكم و سلمة بن كهيل و مسلم البطين عن سعيد بن جبير و عطاء و مجاهد عن ابن عباس قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : إن أحتي ماتت و عليها صيام شهرين متتابعين قال : لو كان على أختك دين أكنت تقضينه ؟ قالت : نعم قال : فحق الله أحق

باب أمر المجامع بقضاء صوم يوم مكان اليوم الذي جامع فيه إذا لم يكن واجدا للكفارة التي ذكرتها قبل إن صح الخبر فإن في القلب من هذه اللفظة

1954 - حدثنا يحيى بن حكيم نا حسين بن حفص الأصبهاني عن هشام بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قد وقع بأهله في رمضان فذكر الحديث و قال في آخره : فصم يوما واستغفر الله قال أبو بكر : هذا الإسناد وهم
قال الألباني : الحديث صحيح فإن هشام بن سعد حسن الحديث وهو وإن كان وهم في الإسناد كما بينه المؤلف لمخالفته الثقات فإن اللفظة التي جاء بها في الأمر بالقضاء لم يتفرد بها فقد جاءت من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا كما قال الحافظ في الفتح وقد كنت خرجتها في تعليقي على رسالة الصيام لابن تيمية وفاتني هناك هذا الشاهد الذي ساقه المصنف بعده من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صرح فيه الحجاج بن أرطاة في بعض الطرق بالتحديث فهو شاهد قوي لا يدع مجالا للشك قي ثبوت هذه الزيادة
خبر الحجاج بن أرطاة قال الأعظمي : إسناده حسن السنن الكبرى للبيهقي 4 / 226 من طريق الحجاج

1955 - الخبر عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن هو الصحيح لا عن أبي سلمة
و قد روى الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثل خبر الزهري وقال في خبر عمرو بن شعيب
حدثنا محمد بن العلاء بن كريب و هارون بن إسحاق قالا : ثنا أبو خالد قال هارون : قال حجاج : و أخبرني عمرو بن شعيب و قال محمد بن العلاء : عن الحجاج عن عمرو بن شعيب
حدثنا الحسين بن مهدي نا عبد الرزاق أخبرنا ابن المبارك قال : الحجاج بن أرطأة لم يسمع من الزهري شيئا : ـ

باب ذكر البيان أن الاستقاء على العمد يفطر الصائم

1956 - نا أبو موسى محمد بن المثنى و محمد بن يحيى القطيعي و الحسين بن عيسى البسطامي و جماعة و هذا حديث أبي موسى قال : حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال : سمعت أبي قال : حدثنا الحسين ـ و هو المعلم ـ ثنا يحيى بن أبي كثير أن ابن عمرو الأوزاعي حدثه أن يعيش بن الوليد حدثه أن معدان بن أبي طلحة حدثه أن أبا الدرداء حدثه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قاء فأفطر فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فذكرت ذلك له فقال : صدق أنا صببت له وضوءه
قال الأعظمي : إسناده صحيح
وحديث البسطامي ومحمد بن يحيى القطيعي قال الألباني : حديث صحيح وقوله في السند : عن أبيه وهم كما قال المصنف وتبعه الحاكم في المستدرك 1 / 426

1957 - غير أن البسطامي و محمد بن يحيى قالا : عن الحسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي عن يعيش بن الوليد عن أبيه عن معدان عن أبي الدرداء و الصواب ما قاله أبو موسى إنما هو يعيش عن معدان عن أبي الدرداء : ـ

1958 - حدثنا حاتم بن بكر بن غيلان ثنا عبد الصمد نا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن عمرو عن يعيش عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء : مثل حديث أبي موسى
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1959 - و رواه هشام الدستوائي عن يحيى قال : حدثني رجل من إخواننا يريد الأوزاعي عن يعيش بن هشام أن معدان أخبره أن أبا الدرداء أخبره : مثل حديث عبد الصمد غير أنه لم يقل : في مسجد دمشق
حدثنا بندار ثنا عبد الرحمن ـ يعني ابن عثمان البكراوي ـ نا هشام غير أن أبا موسى قال عن يعيش بن الوليد بن هشام و أما بندار فنسبة إلى جده و قالا : إن معدان أخبره فبراوية هشام و حرب بن شداد علم أن الصواب ما رواه أبو موسى و أن يعيش بن الوليد مسمع من معدان و ليس بينهما أبوه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر إيجاب قضاء الصوم عن المستقي عمدا وإسقاط القضاء عمن يذرعه القيء
و الدليل على أن إيجاب الكفارة على المجامع لا لعلة الفطر فقط إذ لو كان لعلة الفطر فقط لا للجماع خاصة كان على كل مفطر الكفارة و المستقيء عمدا مفطر بحكم النبي صلى الله عليه و سلم و الكفارة غير واجبة عليه

1960 - حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا عيسى بن يونس عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا استقاء الصائم أفطر و إذا ذرعه القيء لم يفطر
قال الألباني : إسناده صحيح وقد أعل بتفرد عيسى بن يونس ويرده الإسناد الذي بعده و لذلك قد أشار ابن تيمية الى تقويته انظر رسالة الصيام

1961 - حدثناه علي مرة أخرى فقال : من ذرعه القيء فليس عليه قضاء و من استقاء فليقض
حدثنا محمد بن يحيى نا أبو سعيد الجعفي حدثنا حفص بن غياث عن هشام بهذا الإسناد فذكر الحديث
قال الألباني : إسناده صحيح

باب ذكر البيان أن الحجامة تفطر الحاجم و المحجوم جميعا

1962 - حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد بن مسلم حدثني أبو عمرو يعني الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو قلابة الجرمي أن أبا أسماء الرحبي حدثه عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم : ـ
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1963 - و حدثنا زياد بن أيوب ثنا مبشر ـ يعني ابن إسماعيل ـ عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة الجرمي عن أبي أسماء الرحبي حدثني ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لثمان عشر خلت من شهر رمضان إلى البقيع فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رجل يحتجم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أفطر الحاجم و المحجوم هذا حديث الوليد
قال الأعظمي : إسناده حسن

1964 - ثنا عباس بن عبد العظيم العنبري و الحسين بن مهدي قال العباس : نا و قال الحسين : أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أفطر الحاجم و المحجوم سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول : سمعت علي بن عبد الله يقول : لا أعلم في أفطر الحاجم و المحجوم حديثا أصح من ذا
قال أبو بكر : و روى هذا الخبر أيضا معاوية بن سلام عن يحيى
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1965 - حدثنا أحمد بن الحسين الشياني ببغداد قال : و حدثني عمار بن مطر أبو عثمان الرهاوي ثنا معاوية بن سلام : قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير
قال أبو بكر : فقد ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : أفطر الحاج و المحجوم فقال بعض من خالفنا في هذه المسألة : إن الحجامة لا تفطر الصائم و احتج بأن النبي صلى الله عليه و سلم احتجم و هو صائم محرم و هذا الخير غير دال على أن الحجامة لا تفطر الصائم لأن النبي صلى الله عليه و سلم إنما احتجم و هو صائم في سفر لا في حضر لأنه لم يكن قط محرما مقيما ببلده إنما كان محرما و هو مسافر و المسافر و إن كان ناويا للصوم قد مضى عليه بعض النهار و هو صائم عن الأكل و الشرب و أن الأكل و الشرب يفطرانه لا كما توهم بعض العلماء أن المسافر إذا دخل الصوم لم يكن له أن يفطر إلى أن يتم صوم ذلك اليوم الذي دخل فيه فإذا كان له أن يأكل و يشرب و قد نوى الصوم و قد مضى بعض النهار و هو صائم يفطر بالأكل و الشرب جاز له أن يحتجم و هو مسافر في بعض نهار الصوم و إن كانت الحجامة مفطرة و الدليل على أن للصائم أن يفطر بالأكل و الشرب في السفر في نهار قد مضى بعضه و هم صائم
قال الألباني : حديث صحيح والرهاوي ضعيف لكنه متابع في المستدرك 1 / 428 من طريق الربيع بن نافع عن معاوية بن سلام... وصححه على شرط الشيخين

1966 - أن أحمد بن عبدة حدثنا قال : ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى على نهر من ماء السماء في يوم صائف و المشاة كثير و الناس صيام فوقف عليه فإذا فئام من الناس فقال : يا أيها الناس اشربوا فجعلوا ينظرون إليه قال : إني لست مثلكم إني راكب و أنتم مشاة و إني أيسركم اشربوا فجعلوا ينظرون إليه ما يصنع فلما أبوا حول وركه فنزل و شرب و شرب الناس
و خبر ابن عباس و أنس بن مالك خرجتهما في كتاب الصيام في كتاب الكبير
أفيجوز لجاهل أن يقول : الشرب جائز للصائم و لا يفطر الشرب الصائم إذ النبي صلى الله عليه و سلم قد أمر أصحابه و هو صائم بالشرب فلما امتنعوا شرب و هو صائم و شربوا فمن يعقل العلم و يفهم الفقه يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم صار مضطرا و أصحابه لشرب الماء و قد كانوا نووا الصوم و مضى بهم بعض النهار و كان لهم أن يفطروا إذ كانوا في السفر لا في الحضر و كذلك كان للنبي صلى الله عليه و سلم أن يحتجم و هو صائم في السفر و إن كانت الحجامة تفطر الصائم لأن من جاز له الشرب و إن كان الشرب مفطرا جاز له الحجامة و إن كان بالحجامة مفطرا فأما ما احتج به بعض العراقيين في هذه المسألة أن الفطر مما يدخل و ليس مما يخرج فهذا جهل و إغفال من قائله و تمويه على من لا يحسن العلم و لا يفهم الفقه و هذا القول من قائله خلاف دليل كتاب الله و خلاف سنة النبي صلى الله عليه و سلم و خلاف قول أهل الصلاة من أهل الله جميعا إذا جعلت هذه اللفظة على ظاهرها قد دل الله في محكم تنزيله أن المباشرة هي الجماع في نهار الصيام و النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم قد أوجب على على المجامع في رمضان عتق رقبة إن وجدها و صيام شهرين متتابعين إن لم يجد الرقبة أو إطعام ستين مسكينا إن لم يستطيع الصوم و المجامع لا يدخل جوفه شيء في الجماع إنما يخرج منه مني إن أمنى و قد يجامع من غير إمناء في الفرج فلا يخرج من جوفه أيضا مني و التقاء الختاتين من غير إمناء يفطر الصائم و يوجب الكفارة و لا يدخل جوف المجامع شيء و لا يخرج من جوفه شيء إذا كان المجامع هذه صفته و النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم قد أعلم أن المستقيء عامدا يفطره الاستقاء على العمد و اتفق أهل الصلاة و أهل العلم على أن الاستقاء على العمد يفطر الصائم و لو كان الصائم لا يفطره إلا ما يدخل جوفه كان الجماع و الاستقاء لا يفطران الصائم
و جاء بعض أهل الجهل بإعجوبة في هذه المسألة فزعم أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما قال : أفطر الحاجم و المحجوم لأنهما كانا يغتابان فإذا قيل له : فالغيبة تفطر الصائم ؟ زعم أنها لا تفطر الصائم فيقال له : فإن كان النبي صلى الله عليه و سلم عندك إنما قال : أفطر الحاجم و المحجوم لأنهما كانا يغتابان و الغيبة عندك لا تفطر الصائم فهل يقول هذا القول من يؤمن بالله يزعم أن النبي صلى الله عليه و سلم أعلم أمته أن المغتابين مفطران و يقول هو : بل هما صائمان غير مفطرين فخالف النبي صلى الله عليه و سلم الذي أوجب الله على العباد طاعته و اتباعه و وعد الهدى على اتباعه و أوعد على مخالفيه و نفى الإيمان عمن وجد في نفسه حرجا من حكمه فقال : { فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } الآية و لم يجعل الله جل و علا لأحد خيرة فيما قضى الله و رسوله فقال تبارك و تعالى : { و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } و المحتج بهذا الخبر إنما صرح بمخالفة النبي صلى الله عليه و سلم عند نفسه بلا شبهة و لا تأويل يحتمل الخبر الذي ذكره إذا زعم أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما قال للحاجم و المحجوم : مفطران لعلة غيبتهما ثم هو زعم أن الغيبة لا تفطر فقد جرد مخالفة النبي صلى الله عليه و سلم بلا شبهة و لا تأويل
و قد روي عن المعتمر بن سليمان عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد رخص النبي صلى الله عليه و سلم في القبلة للصائم و الحجامة للصائم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

1967 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا المعتمر : و هذه اللفظة و الحجامة للصائم إنما هو من قول أبي سعيد الخدري لا عن النبي صلى الله عليه و سلم أدرج في الخبر لعل المعتمر حدث بهذا حفظا فاندرج هذه الكلمة في خبر النبي صلى الله عليه و سلم أو قال قال أبو سعيد : و رخص في الحجامة للصائم فلم يضبط عنه قال أبو سعيد فأدرج هذا القول في الخبر
قال الألباني : إسناده صحيح وإعلال المصنف له بالوقف مدفوع بمتابعةعبد الوهاب بن عطاء للمعتمر وبأن له طريقا أخرى عن أبي المتوكل به مرفوعا وبيانه في الإرواء 921

1968 - حدثنا بهذا الخبر محمد بن عبد الأعلى الصنعاني و بشر بن معاذ قالا : ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت حميدا يحدث عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رخص في القبلة للصائم
قال أبو بكر تريدا على هذا قلت للصنعاني : و الحجامة ؟ فغضب فأنكر أن يكون أن يكون في الخبر ذكر الحجامة و الدليل على أنه ليس في الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر الحجامة
قال الألباني : إسناده صحيح كما تقدم

1969 - أن علي بن سعيد حدثنا أيضا قال : ثنا أبو النضر نا الأشجعي عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : رخص للصائم في الحجامة و القبلة
فهذا الخبر رخص للصائم في الحجامة و القبلة دال على أنه ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : إسناده صحيح وعلي بن سعيد هو ابن مسروق الكندي وليس صريحا في الوقف بل هو إلى الرفع أقرب لأنه مثل قول الصحابي : أمرنا بكذا ونهينا عن كذا ونحو ذلك فهو مرفوع على الصحيح من أصول الحديث

1970 - و قد ثنا أيضا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا أبو يحيى ثنا حميد الطويل و الضحاك بن عثمان عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أنه قال : في الحجامة : إنما كانوا يكرهون قال : أو قال : يخافون الضعف
قال الألباني : إسناده صحيح موقوف ولا ينافي المرفوع

1971 - و حدثنا بندار نا محمد نا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف
قال أبو بكر : فخبر قتادة و خبر أبي يحيى عن حميد و الضحاك ابن عثمان دالان على أن أبا سعيد لم يحك عن النبي صلى الله عليه و سلم الرخصة في الحجامة للصائم إذ غير جائز أن يروي أبو سعيد أن النبي صلى الله عليه و سلم رخص في الحجامة للصائم و يقول : كانوا يكرهون ذاك مخافة الضعف إذ ما قد أباحه صلى الله عليه و سلم أباحه مطلقا لا استثناء و لا شريطة فمباح لجميع الخلق غير جائز أن يقال : أباح النبي صلى الله عليه و سلم الحجامة للصائم و هو مكروه مخافة الضعف و لم يستثن النبي صلى الله عليه و سلم في إباحتها من يأمن الضعف دون من يخافه فإن صح عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه و سلم رخص في الحجامة للصائم كان مؤدى هذا القول أن أبا سعيد قال : كره للصائم ما رخص النبي صلى الله عليه و سلم له فيها و غير جائز أن يتأول هذا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرووا عن النبي صلى الله عليه و سلم رخصة في الشيء و يكرهونه
و قد روي أيضا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاث يفطرن الصائم : الحجامة و القيء و الحلم
قال الألباني : إسناده صحيح موقوف

1972 - حدثناه يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم و حدثناه محمد بن يحيى ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الرحمن : قال أبو بكر : و هذا الإسناد غلط ليس فيه عطاء بن يسار و لا أبو سعيد و عبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه لسوء حفظه للأسانيد و هو رجل صناعته العبادة و التقشف و الموعظة و الزهد ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد
قال الألباني : إسناده ضعيف كما بينه المؤلف

1973 - و روى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري و هو ممن لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد عن زيد بن أسلم : عن صاحب له عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يفطر من قاء و لا من احتلم و لا من احتجم
حدثنا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن زيد بن أسلم
قال أبو بكر : فلو كان هذا الخبر عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري لباح الثوري بذكرهما و لم يسكت عن اسميهما يقول عن صاحب له عن رجل و إنما يقال في الأخبار عن صاحب له و عن رجل إذا كان غير مشهور
قال الألباني : إسناده ضعيف لجهالة صاحب زيد بن أسلم وقد روي من غير طريقه ولا يصح منها شيئ

1974 - و حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم عن سفيان عن زيد بن أسلم عن رجل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
و حدثنا محمد ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر و الثوري عن زيد بن أسلم عن رجل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : إسناده ضعيف كما سبق

1975 - حدثنا محمد حدثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن زيد بن أسلم حدثني رجل من أصحابنا عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يفطر من قاء و لا من احتلم و لا من احتجم و لم يرفعه عبد الرزاق
قال الألباني : إسناده ضعيف كما سبق

1976 - نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق حدثنا ابن أبي سبرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم : عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
قال الألباني : إسناده ضعيف جدا ابن أبي سبرة هو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة المدني متهم بالوضع

1977 - و حدثنا محمد بن يحيى نا جعفر بن عون أخبرنا هشام ابن سعد ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : إسناده مرسل ضعيف وقد رواه البزار وغيره من طريق أخرى عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي سعيد مرفوعا فذكر فيه أبا سعيد وهشام لا يحتج به عند المخالفة وقد خالفه سفيان كما تقدم

1978 - حدثنا محمد ثنا أبو نعيم ثنا هشام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاث لا يفطرن الصائم الاحتلام و القيء و الحجامة
سمعت محمد بن يحيى يقول : هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد و لا عن عطاء بن يسار و المحفوظ عندنا حديث سفيان و معمر
قال الألباني : إسناده مرسل أيضا

1979 - حدثنا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال : لا بأس بالحجامة للصائم
قال الألباني : إسناده صحيح موقوف

1980 - نا محمد نا حجاج بن منهال عن حماد عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري : أنه كان لا يرى بالحجامة للصائم بأسا
قال الألباني : إسناده صحيح

1981 - حدثنا محمد نا نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن خالد الحذاء عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال : لا بأس بالحجامة للصائم
قال الألباني : إسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد لكن يشهد له ما قبله

1982 - نا محمد نا موسى بن هارون البردي نا عبدة عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل أن أبا سعيد ـ : ليس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أظن معمرا لفظه
قال الألباني : إسناده صحيح موقوف

1983 - حدثنا أحمد بن نصر ثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لثمان عشر مضت من رمضان فمر برجل يحتجم فقال : أفطر الحاجم و المحجوم
قال الألباني : إسناده صحيح

1984 - و حدثنا أحمد بن نصر نا عبد الله بن صالح و يحيى ابن عبد الله بن بكير عن الليث بن سعد حدثني قتادة بن دعامة البصري عن الحسن عن ثوبان : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : أفطر الحاجم و المحجوم
قال أبو بكر : فكل ما لم أقل إلى آخر هذا الباب : إن هذا صحيح فليس من شرطنا في هذا الكتاب و الحسن لم يسمع من ثوبان قال أبو بكر : هذا الخبر خبر ثوبان عندي صحيح في هذا الإسناد
قال الألباني : حديث صحيح وإسناده منقطع كما بينه المصنف

باب ذكر الدليل على أن السعوط و ما يصل إلى الأنواف من المنخرين يفطر
الصائم

1985 - خبر عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه : عن النبي صلى الله عليه و سلم : و إذا استنشقت فبالغ إلا أن تكون صائما

باب ذكر تعليق المفطرين قبل وقت الإفطار بعراقيبهم و تعذيبهم في الآخرة
بفطرهم قبل تحلة صومهم

1986 - نا الربيع بن سليمان المرادي و بحر بن نصر الخولاني قالا : ثنا بشر بن بكر نا ابن جابر عن سليمان بن عامر أبي يحيى حدثني أبو أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا : اصعد فقلت : إني لا أطيقه فقالا : إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة قلت : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم فقال : خابت اليهود و النصارى فقال سليمان : ما أدري أسمعه أبو أمامة من رسول الله صلى الله عليه و سلم أم شيء من رأيه ثم انطلق فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا و أنتنه ريحا و أسوأه منظرا فقلت : من هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء قتلى الكفار ثم انطلق بي فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا و أنتنه ريحا كأن ريحهم المراحيض قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الزانون و الزواني ثم انطلق بي فإذا أنا بنساء تنهشن ثديهن الحيات قلت : ما بال هؤلاء ؟ قال : هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن ثم انطلق بي فإذا أنا بالغلمان يلعبون بن نهرين قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذراري المؤمنين ثم شرف شرفا فإذا أنا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء جعفر و زيد و ابن رواحة ثم شرفني شرفا آخر فإذا أنا بنفر ثلاثة قلت : من هؤلاء ؟ قال : هذا إبراهيم و موسى و عيسى و هم ينظروني هذا حديث الربيع
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب التغليظ في إفطار يوم من رمضان معتمدا من غير رخصة إن صح الخبر فإني لا أعرف ابن المطوس و لا أباه غير أن حبيب ابن أبي ثابت قد ذكر أنه أبا المطوس

1987 - أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر و حدثنا محمد بن بشار بندار نا ابن أبي عدي و حدثنا الصنعاني نا خالد بن الحارث قالوا : ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن عمارة بن عمير عن ابن المطوس عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صوم الدهر زاد في خبر محمد بن جعفر و إن صامه
قال : إسناده ضعيف لما ذكر المصنف من الجهالة ووهم الحافظ فقال : صححه ابن خزيمة ! ثم ذكر له عللا ثلاثة
الجهالة ذكرها المصنف في الترجمة قال " باب التغليط في إفطار يوم من رمضان متعمدا من غير رخصة إن صح الخبر فإني لا أعرف ابن المطوس ولا أباه غير أن حبيب بن أبي ثابت قد ذكر أنه لقي أبا المطوس "

1988 - حدثنا بندار عن أبي داود عن شعبة بهذا الإسناد : مثله و زاد قال شعبة : قال حبيب : فلقيت أبا المطوس فحدثني به
قال الألباني : إسناده ضعيف كما سبق

باب ذكر البيان أن الآكل و الشارب ناسيا لصيامه غير مفطر بالأكل و الشرب

1989 - حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ثنا عبد الأعلى نا هشام عن محمد عن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا نسي أحدكم و هو صائم فأكل و شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله و سقاه

باب ذكر إسقاط القضاء و الكفارة عن الآكل و الشارب في الصيام إذا كان
ناسيا لصيامه وقت الأكل و الشرب

1990 - نا محمد و إبراهيم ابنا محمد بن مرزوق الباهليان البصريان قالا : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من أفطر في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه و لا كفارة
هذا حديث محمد و قال إبراهيم في حديثه : من أكل أو شرب في رمضان ناسيا فلا قضاء عليه و لا كفارة
قال الألباني : إسناده حسن للخلاف المعروف في محمد بن عمرو

باب ذكر الفطر قبل غروب الشمس إذ حسب الصائم أنها قد غربت

1991 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة ثنا هشام عن فاطمة عن أسماء و حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت : أفطرنا في رمضان في يوم غيم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم طلعت الشمس قال : قلت لهشام و قال أبو عمار : فقيل لهشام : أمروا بالقضاء ؟ قال : بد من ذلك
قال أبو بكر : ليس في هذا الخبر أنهم أمروا بالقضاء و هذا من قول هشام : بد من ذلك لا في الخبر و لا يبين عندي أن عليهم القضاء فإذا أفطروا و الشمس عندهم قد غربت ثم بان أنها لم تكن غربت كقول عمر بن الخطاب : و الله ما نقضي ما يجانفنا من الإثم

جماع أبواب الأقوال و الأفعال المنهية عنها في الصوم من غير إيجاب فطر

باب النهي عن الجهل في الصيام

1992 - حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش و ثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة : قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث و لا يجهل فإن جهل عليه فليقل : إني صائم و قال الأشج : إذا كان صوم أحدكم

باب الزجر عن السباب و الاقتتال في الصيام و إن سب الصائم أو قوتل و إعلام الصائم مقاتله و سابه أنه صائم لعله ينزجر عن قتاله و سبابه إذا علم أنه لا ينتصر منه لعلة صومه

1993 - حدثنا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز ـ يعني ابن محمد ـ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث فإن شاتمه أو سابه و قاتله فليقل : إني صائم
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط مسلم

باب الأمر بالجلوس إذا شتم الصائم و هو قائم لتسكن الغضب على المشتوم فلا
ينتصر بالجواب

1994 - نا محمد بن بشار ثنا عثمان بن عمر أخبرنا ابن أبي ذئب : عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم : لا تساب و أنت صائم فإن سابك أحد فقل : إني صائم و إن كنت قائما فاجلس
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب النهي عن قول الزور و العمل به و الجهل في الصوم و التغليظ فيه

1995 - حدثنا محمد بن بشار نا عثمان بن عمر نا ابن أبي ذئب و حدثنا محمد بن عيسى نا عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة بأن يدع طعامه و شرابه
هذا حديث بندار
و في حديث ابن المبارك : و العمل به و الجهل

باب النهي عن اللغو في الصيام و الدليل على أن الإمساك عن اللغو و الرفث من تمام الصوم مع الدليل على أن الاسم باسم المعرفة بالألف و اللام قد يقع على بعض أجزاء العمل ذي الشعب و الأجزاء على ما بينته في كتاب الإيمان

1996 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم و أخبرني أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن عن عمه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس الصيام من الأكل و الشرب إنما الصيام من اللغو و الرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فلتقل : إني صائم إني صائم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب نفي ثواب الصوم عن الممسك عن الطعام و الشراب مع ارتكابه مازجر عنه
غير الأكل و الشرب

1997 - حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا عمرو ـ هو ابن أبي عمرو ـ عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش و رب قائم من قيامه السهر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

جماع أبواب الأفعال المباحة في الصيام مما قد اختلف العلماء في إباحتها

باب الرخصة في المباشر التي هي دون الجماع للصائم
و الدليل على أن اسم الواحد قد يقع على فعلين أحدهما مباح و الآخر محظور إذ اسم المباشر قد أوقعه الله في نص كتابه على الجماع و دل الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور قال المصطفى صلى الله عليه و سلم : إن الجماع يفطر الصائم و النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم قد دل بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحة في الصوم غير مكروهة

1998 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا بشر ـ يعني ابن الفضل ـ حدثنا ابن عون عن إبرهيم عن الأسود قال : انطلقت أنا و مسروق إلى أم المؤمنين نسألها عن المباشرة فاستحيينا قال : قلت : جئنا نسأل حاجة فاستحيينا فقالت : ما هي ؟ سلا عما بدا لكما قال قلنا : كان النبي صلى الله عليه و سلم يباشر و هو صائم ؟ قالت : قد كان يفعل و لكنه كان أملك لإربه منكم
قال أبو بكر : إنما خاطب الله جل ثناؤه نبيه صلى الله عليه و سلم و أمته بلغة العرب أوسع اللغات كلها التي لا يحيط بعلم جميعها أحد غير نبي و العرب في لغاتها توقع اسم الواحد على شيئين و على أشياء ذوات عدد و قد يسمى الشيء الواحد بأسماء و قد يزجر الله عن الشيء و يبيح شيئا آخر غير الشيء المزجور عنه و وقع اسم الواحد على الشيئين جميعا على المباح و على المحظور و كذلك قد يبيح الشيء المزجور عنه و وقع اسم الواحد عليهما جميعا فيكون اسم الواحد واقعا على الشيئين المختلفين أحدهما مباح و الآخر محظور و اسمهما واحد فلم يفهم هذا من سفه لسان العرب و حمل المعنى في ذلك على شيء واحد يوهم أن الأمرين متضادان إذ أبيح فعل مسمى باسم و حظر فعل تسمى بذلك الاسم سواء فمن كان هذا مبلغه من العلم لم يحل له تعاطي الفقه و لا الفتيا و وجب عليه التعلم أو السكت إلى أن يدرك من العلم مايجور معه الفتيا وتعاطى العلم و من فهم هذه الصناعة علم أن ما أبيح غير ما حظر و إن كان اسم الواحد قد يقع على المباح و على المحظور جميعا فمن الجنس الذي ذكرت أن الله عز و جل دل في كتابه أن مباشرة النساء في نهار الصوم غير جائز بقوله تبارك و تعالى : { فالآن باشروهن و ابتغوا ما كتب الله لكم و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل } فأباح الله عز و جل مباشرة النساء و الأكل و الشرب بالليل ثم أمرنا بإتمام الصيام إلى الليل على أن المباشرة المباحة بالليل المقرونة إلى الأكل و الشرب هي الجماع المفطر للصائم و أباح الله بفعل النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم المباشرة التي هي دون الجماع في الصيام إذ كان يباشر و هو صائم و المباشر التي ذكر الله في كتابه أنها تفطر الصائم هي غير المباشرة التي كان النبي صلى الله عليه و سلم يباشرها في صيامه
و المباشرة اسم واحد واقع على فعلين إحداهما مباحة في نهار الصوم و الأخرى محظورة في نهار الصوم مفطرة للصائم
و من هذا الجنس قوله عز و جل { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع } فأمر ربنا جل و علا بالسعي إلى الجمعة و النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم قال : إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها و أنتم تسعون إيتوها تمشون و عليكم السكينة فاسم السعي يقع على الهرولة و شدة المشي و المضي إلى الموضع فالسعي الذي أمر به أن يسعى إلى الجمعة هو المضي إليها و السعي الذي زجر النبي صلى الله عليه و سلم عنه إتيان الصلاة هو الهرولة و سرعة المشي فاسم السعي واقع على فعلين أحدهما مأمور و الآخر منهي عنه و سأبين إن شاء الله تعالى هذا الجنس في كتاب معاني القرآن إن وفق الله لذلك
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : تمثيل النبي صلى الله عليه و سلم قبلة الصائم بالمضمضة منه بالماء

1999 - حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث حدثنا الليث عن بكير ـ هو ابن عبد الله بن الأشج ـ عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب أنه قال : هششت يوما فقبلت و أنا صائم فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : صنعت اليوم أمرا عظيما قبلت و أنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أرأيت لو تمضمضت بماء و أنت صائم ؟ قال : فقلت : لا بأس بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ قال الربيع أظنه قال ـ ففيم ؟
حدثناه محمد بن يحيى قال : سمعت أبا الوليد يقول : جاءني هلال الرازي فسألني عن هذا الحديث
قال أبو بكر : عبد الملك بن سعيد هو ابن سويد
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة في قبلة الصائم

2000 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال : سألت عبد الرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقبلها و هو صائم ؟ فسكت عني ساعة ثم قال : نعم
قال أبو بكر : خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة في قبلة الصائم رؤوس النساء و وجوههن خلاف مذهب من كان يكره
ذلك

2001 - حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عبيدة حدثنا مطرف و حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن مطرف و حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا مطرف عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يظل صائما لا يبالي ما قبل من وجهي حتى يفطر و قال يوسف : فقبل ما شاء من وجهي و قال الزعفراني : فقبل أي مكان شاء من وجهي
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2002 - و قال أبو بكر : في خبر عبد الله بن شقيق عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يصيب من الرؤوس و هو صائم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة في مص الصائم لسان المرأة خلاف مذهب من كره القبلة للصائم على الفم إن جاز الإحتجاج بمصدع أبي يحيى فإني لا أعرفه بعدالة و لا جرح

2003 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا محمد بن دينار الطاحي حدثنا سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقبلها و هو صائم و يمص لسانها
قال الأعظمي : إسناده ضعيف قال الحافظ في التقريب : مصدع مقبول ولا يوجد له متابع والطاحي صدوق سيئ الحفظ

باب الرخصة في قبلة الصائم المرأة الصائمة

2004 - حدثنا بشر بن معاذ حدثنا أبو عوانة عن سعد بن إبراهيم و حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله عن عائشة قالت : أهوى إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقبلني فقلت : إني صائمة قال : و أنا صائم فقبلني قال بشر بن معاذ : عن طلحة رجل من قومه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر الدليل على أن القبلة للصائم مباحة لجميع الصوام و لم تكن خاصة للنبي صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر : خبر جابر عن عمر من هذا الباب

2005 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني و بشر بن معاذ قالا : حدثنا المعتمر قال : سمعت حميدا يحدث عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رخص في القلبة للصائم

باب : الرخصة في السوك للصائم

2006 - قال أبو بكر : خبار النبي صلى الله عليه و سلم : لولا أن أشق على أمتي بالسواك عند كل صلاة و لم يستثن مفطرا دون صائم ففيها دلالة على أن السوك للصائم عند صلاة فضلية كهو للمفطر

2007 - قال أبو بكر : قد روى عاصم بن عبد الله عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة عن أبيه قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم ما لا أحصي يستاك و هو صائم حدثنا أبو موسى حدثنا سفيان ـ يعني ابن عيينة ـ عن عاصم ابن عبيد الله و حدثنا محمد بن بشار و أبو موسى قالا : حدثنا يحيى قال بندار : قال : حدثنا سفيان و قال أبو موسى عن سفيان و حدثنا أبو موسى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان و حدثنا جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله غير أن أبا موسى قال في حديث يحيى و قال جعفر بن محمد في حديثه : مالا أحصي أو ما لا أعده
قال أبو بكر : و أنا بريء من عهدة عاصم سمعت محمد بن يحيى يقول : عاصم بن عبيد الله ليس عليه قياس
و سمعت مسلم بن الحجاج يقول : سألنا يحيى بن معين فقلنا عبد الله بن محمد بن عقيل أحب إليك أم عاصم بن بن عبيد الله ؟ قال : لست أحب واحدا منهما
قال أبو بكر : كنت لا أخرج حديث عاصم بن عبيد الله في هذا الكتاب ثم نظرت فإذا شعبة و الثوري قد رويا عنه و يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدي و هما إماما أهل زمانهما قد رويا عن الثوري عنه و قد روى عنه مالك خبرا في غير الموطأ
قال الأعظمي : إسناده ضعيف عاصم بن عبد الله قال عنه البخاري : منكر الحديث

باب الرخصة في اكتحال الصائم إن صح الخبر و إن لم يصح الخبر من جهة النقل فالقرآن دال على إباحته و هو قول الله عز و جل { فالآن باشروهن } دال على إباحة الكحل للصائم

2008 - حدثنا علي بن معبد حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع حدثني أبي عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال : نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم خبير و نزلت معه فدعاني بكحل إثمد فاكتحل في رمضان و هو صائم ـ إثمد غير ممسك ـ قال أبو بكر : أنا أبرأ من عهدة هذا الإسناد لمعمر
قال الأعظمي : الحديث منكر معمر بن محمد بن عبيد الله منكر الحديث

باب : إباحة ترك الجنب الاغتسال من الجنابة إلى طلوع الفجر إذا كان مريدا للصوم

2009 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثني سمي و سمعته من سمي و حدثني سمي سمعه من أبي بكر : أن معاوية أرسل إلى عائشة عبد الرحمن بن الحارث قال أبو بكر : فذهبت مع أبي فسمعت عائشة تقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدركه الصبح و هو جنب فيصوم

2010 - حدثنا أبو عمار حدثنا سفيان عن سمي و حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا سفيان حدثنا سمي سمع أبا بكر بن عبد الرحمن المخزومي أنه سمع عائشة تقول : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثله قال أبو عمار في كلها : عن

باب ذكر خبر روي في الزجر عن الصوم إذا أدرك الجنب الصبح قبل أن يغتسل
لم يفهم معناه بعض العلماء فأنكر الخبر و توهم أن أبا هريرة مع جلالته و مكانه من العلم غلط في روايته و الخبر ثابت صحيح من جهة النقل إلا أنه منسوخ لا أن أبا هريرة غلط في رواية هذا الخبر

2011 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن عكرمة عن خالد عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال : إني لأعلم الناس بهذا الحديث بلغ مروان أن أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و حدثنا بندار حدثنا يحيى عن ابن جريح حدثني عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول :
من أصبح جنبا فلا يصوم قال : فانطلق أبو بكر و أبوه عبد الرحمن حتى دخل على أم سلمة و عائشة و كلاهما قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصبح جنبا ثم يصوم فانطلق أبو بكر و أبوه حتى أتيا مروان فحدثاه فقال : عزمت عليكما لما انطلقتما إلى أبي هريرة فحدثاه فقال : أهما قالتا لكما ؟ قالا : نعم قال هما أعلم إنما أنبأنيه الفضل
قال أبو بكر : قال أبو هريرة أحال الخبر على مليء صادق بار في خبره إلا أن الخبر منسوخ لا أنه و هم لا غلط و ذلك أن الله تبارك و تعالى عند ابتداء فرض الصوم على أمة محمد صلى الله عليه و سلم كان حظر عليهم الأكل و الشرب في ليل الصوم بعد النوم كذلك الجماع فيشبه أن يكون خبر الفضل بن العباس : من أصبح و هو جنب فلا يصوم في ذلك الوقت قبل أن يبيح الله الجماع إلى طلوع الفجر فلما أباح الله تعالى الجماع إلى طلوع الفجر كان للجنب إذا أصبح قبل أن يغتسل أن يصوم ذلك اليوم إذ الله عز و جل لما أباح الجماع إلى طلوع الفجر كان العلم محيطا بأن المجامع قبل طلوع الفجر يطرقه فاعلا ما قد أباحه الله له في نص تنزيله و لا سبيل لمن هذا فعله إلى الإغتسال إلا بعد طلوع الفجر و لو كان إذا أدركه الصبح قبل أن يغتسل لم يجز له الصوم كان الجماع قبل طلوع الفجر بأقل وقت يمكن الإغتسال فيه محظورا غير مباح و في إباحة الله عز و جل الجماع في جماع الليل بعدما كان محظورا بعد النوم بان وثبت أن الجنابة الباقية بعد طلوع الفجر بجماع في الليل مباح لا يمنع الصوم فخبر عائشة و أم سلمة رضي الله عنهما في صوم النبي صلى الله عليه و سلم بعد ما كان يدركه الصبح جنبا ناسخ لخبر الفضل بن عباس لأن هذا الفعل من النبي صلى الله عليه و سلم يشبه أن يكون بعد نزول إباحة الجماع إلى طلوع الفجر فاسمع الآن خبرا عن كاتب الوحي للنبي صلى الله عليه و سلم بصحة ما تأولت خبر الفضل بن عباس رحمه الله

2012 - حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد ـ يعني ابن مسلم ـ قال : سمعت ابن ثوبان ـ و هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن قبصة بن ذؤيب
أنه أخبر زيد بن ثابت عن قول أبي هريرة أنه قال : من أطلع عليه الفجر في شهر رمضان و هو جنب لم يغتسل أفطر و عليه القضاء فقال زيد بن ثابت : إن الله كتب علينا الصيام كما كتب علينا الصلاة فلو أن رجلا طلعت عليه الشمس و هو نائم كان يترك الصلاة ؟ قال : قلت لزيد : فيصوم و يصوم يوما آخر ؟ فقال زيد : يومين بيوم ؟
قال الألباني : إسناده حسن إن كان مكحول سمعه من قبيصة فإنه مدلس

باب : الدليل على أن جنابة النبي صلى الله عليه و سلم التي أخر الغسل بعدها إلى طلوع الفجر فصام كان من جماع لا من احتلام

2013 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عراك بن مالك عن عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه عن أمه أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصبح جنبا من النساء من غير حلم ثم يظل صائما
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : الدليل على أن الصوم جائز لكل من أصبح جنبا و اغتسل بعد طلوع الفجر و الزجر عن أن يقال : كان هذا خاصا للنبي صلى الله عليه و سلم مع الدليل على أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه و سلم مما لم يجر أنه خاص له فعلى الناس التأسي به و اتباعه صلى الله عليه و سلم

2014 - حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله ـ يعني ابن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم يستفتيه و هي تسمع من وراء الباب فقال : يا رسول الله تدركني الصلاة و أنا جنب أفأصوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و أنا تدركني الصلاة و أنا جنب فأصوم فقال : لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر فقال : و الله ـ يعني ـ إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله و أعلمكم بما أتقي
قال أبو بكر : هذا الرجاء من الجنس الذي أقول : إنه جائز أن يقول المرء فيما لا يشك فيه و لا يمتري : و أنا أرجو أن يكون كذا و كذا إذ لا شك أن النبي صلى الله عليه و سلم كان مستيقنا غير شاك و لا مرتاب أن كان أخشى القوم لله و أعلمهم بما يتقي و هذا من الجنس الذي روي عن علقمة بن قيس أنه قيل له : أمؤمن أنت ؟ قال : أرجو و لا شك و لا ارتياب أنه كان من المؤمنين الذين كان يجري عليهم أحكام المؤمنين من المناكحات و المبايعات و شرائع الإسلام وقد بينت هذه المسألة في كتاب الإيمان فاسمع الدليل الواضح أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد بقوله : إني لأرجو ما أعلمت أنه قد أقسم بالله أنه أشدهم خشية

2015 - حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قلت : رخص رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض الأمر فرغب عنه رجال فقال : ما بال رجال آمرهم بالأمر يرغبون عنه و الله إني لأعلمهم بالله و أشدهم خشية

جماع أبواب ـ الصوم في السفر من أبيح له الفطر في رمضان عند المسافر

باب : ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في الصوم في السفر بلفظة مختصرة من غيره ذكر السبب الذي قال له تلك المقالة توهم بعض العلماء من لم يفهم السبب أن الصوم في السفر غير جائز حتى أمر بعضهم الصائم في السفر بإعادة الصوم بعد في الحضر

2016 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار حدثنا سفيان قال : سمعت الزهري يقول : أخبرني صفوان و حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني و سعيد بن عبد الرحمن قالا : حدثنا سفيان عن الزهري و حدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ليس من البر الصوم في السفر
لم ينسب الحسن كعبا و لم يقل المخزومي : الأشعري خرجت هذه اللفظة في كتاب الكبير
قال : إسناده صحيح

باب ذكر السبب الذي قال النبي صلى الله عليه و سلم : ليس من البر الصيام في السفر

2017 - حدثنا أبو موسى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري عن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن جابر بن عبد الله قال : رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا قد اجتمع الناس عليه و قد ظل عليه فقالوا : هذا رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس البر أن تصوموا في السفر
قال أبو بكر : فهذا الخبر دال على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما قال هذه المقالة إذ الصائم المسافر غير قابل يسر الله حتى اشتد به الصوم و احتيج إلى أن يظل

2018 - و في خبر سعيد بن يسار عن جابر : فغشي عليه فجعل ينضح الماء أي عليه
قال النبي صلى الله عليه و سلم إنما قال : ليس البر الصوم في السفر أي : ليس البر الصوم في السفر حتى يغشى على الصائم و يحتاج إلى أن يظلل و ينضح عليه إذ الله عز و جل رخص للمسافر في الفطر و جعل له أن الصوم في أيام أخر و أعلم في محكم تنزيله أنه أراد يهم اليسر لا العسر في ذلك فمن لم يقبل يسر الله جاز أن يقال له : ليس أخذك بالعسر فيشتد العسر عليك من البر وقد يجوز أن يكون في هذا الخبر : ليس البر أن تصوموا في السفر أي : ليس كل البر هذا قد يكون البر أيضا أن تصوموا في السفر و قبول رخصة الله و الإفطار في السفر
و سأدل بعد إن شاء الله عز و جل على صحة هذا التأويل
حدثنا بخبر سعيد بن يسار بندار قال : حدثنا حماد بن مسعدة عن ابن أبي ذئب
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في تسمية الصوم في السفر عصاة من غير ذكر العلة التي أسماهم بهذا الأسم توهم بعض العلماء أن الصوم في السفر غير جائز لهذا الخبر

2019 - حدثنا محمد بن بشار بندار حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج عام الفتح إلى مكة فصاح حتى بلغ كراع الغميم و صام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شربه فقيل له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام قال : أولئك العصاة اولئك العصاة
حدثناه الحسين بن عيسى البسطامي حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد بهذا الإسناد

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما سماهم عصاة إذ أمرهم بالإفطار و صاموا و من أمر بفعل و إن كان الفعل مباحا فرضا واجبا فترك ما أمر به من المباح جاز أن يسمى عاصيا

2020 - حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر : أن النبي صلى الله عليه و سلم سافر في رمضان فاشتد الصوم على رجل من أصحابه فجعلت راحلته تهيم به تحت الشجر فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم فأمره أن يفطر ثم دعا النبي صلى الله عليه و سلم بإناء فوضعه على يده ثم شرب و الناس ينظرون
قال الألباني : إسناده صحيح إن كان أبو الزبير سمعه من جابر فإنه مدلس

2021 - حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت : رخص رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض الأمر فرغب عنه رجال فقال : ما بال رجال آمرهم بالأمر يرغبون عنه و الله إني لأعلمهم بالله و أشدهم له خشية

2022 - قال أبو بكر : و في خبر أبي سعيد : أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى على نهر من ماء السماء من هذا الجنس أيضا قال في الخبر : إني لست مثلكم إني راكب و أنتم مشاة إني أيسركم فهذا الخبر دل على أن النبي صلى الله عليه و سلم صام و أمرهم بالفطر في الإبتداء إذ كان الصوم لا يشق عليه إذ كان راكبا له ظهر لا يحتاج إلى المشي و أمرهم بالفطر إذ كانوا مشاة يشتد عليهم الصوم مع الرجالة فسماهم صلى الله عليه و سلم عصاة إذ امتنعوا من الفطر بعد أمر النبي صلى الله عليه و سلم إياهم بعد علمة أن يشتد الصوم عليهم إذ لا ظهر لهم و هم يحتاجون إلى المشي
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط مسلم

باب : الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أمر أصحابه بالفطر عام فتح مكة إذ الفطر أقوى لهم على الحرب لا أن الصوم في السفر غير جائز

2023 - حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية عن ربيعة عن يزيد حدثني قزعة قال : أتيت أبا سعيد و هو مكثور عليه فلما تفرق الناس عنه قلت : لا أسألك عما يسالك هؤلاء عنه و سألته عن الصوم في السفر فقال : سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مكة و نحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنكم قد دنوتم من عدوكم و الفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنغا من صام و منا من أفطر ثم نزلنا منزلا آخر فقال : إنكم مصبحي عدوكم و الفطر أقوى لكم فأفطروا فكانت عزمة فأفطرنا ثم قال فلقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك في السفر قال أبو بكر : فهذا الخبر بين واضح أن النبي صلى الله عليه و سلم سماهم عصاة إذ عزم عليهم في الفطر ليكون أقوى لهم على عدوهم إذ قد دنوا منهم و يحتاجون إلى محاربتهم فلم يأتمروا لأمره لأن خبر جابر في عام الفتح و هذا الخبر في تلك السفرة أيضا فلما عزم النبي صلى الله عليه و سلم عليهم بالفطر ليكون الفطر أقوى لهم فصاموا حتى كان يغشى على بعضهم و يحتاج إلى أن يظل و ينضح الماء عليه فيضعفوا عن محاربة عدوهم جاز أن يسميهم عصاة إذ أمرهم بالتقوي لعدوهم فلم يطيعوا و لم يتقووا لهم

باب : التغليظ في ترك سنة النبي صلى الله عليه و سلم رغبة عنها و جائز أن يسمى تارك السنة عاصيا إذا تركها رغبة عنها لا بتركها إذ الترك غير معصية و قطعها فضيلة

2024 - حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمر : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من رغب عن سنتي فليس مني
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر إسقاط فرض الصوم عن المسافر إذ هو مباح له الفطر في السفر على أن يصوم في الحضر من أيام آخر لا أن الفرض ساقط عنه لا تجب عليه إعادته قال الله عز و جل : { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر }

2025 - قال أبو بكر : خبر أنس بن مالك القشيري : خرجته بعد في إباحة الفطر في رمضان للحامل و المرضع

باب ذكر البيان أن الفطر في السفر رخصة لا أن حتما عليه أن يفطر

2026 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب ح و أخبرني عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم أخبرني ابن الحارث عن عروة بن الزبير عن أبي مراوح عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال : يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن و من أحب أن يصوم فلا جناح عليه قال : و في خبر محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : فعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها
قال الأعظمي : إسناده حسن كذا قال الهيثمي 3 / 162

باب : استجباب الفطر في السفر في رمضان لقبول رخصة الله التي رخص لعباد المؤمنين إذ الله يجب قابل رخصته

2027 - حدثنا سعيد بن عبد الحكم حدثنا أبي حدثنا بكر بن مضر عن عمارة بن غزنة عن حرب بن قيس ـ و زعم عمارة أنه رضى ـ عن نافع عن ابن عمر : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تترك معصيته

باب : ذكر تخيير المسافر بين الصوم و الفطر إذ الفطر رخصة و الصوم جائز مع الدليل على أن قوله ليس البر و و ليس من البر الصوم في السفر على ما تأولت لأن الصوم في السفر ليس من البر إذ مالس من البر فمعصية و لو كان الصوم في السفر معصية لما جعل للمسافر الخيار بين الطاعة و المعصية و النبي صلى الله عليه و سلم خير المسافر بين الصوم و الإفطار

2028 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء سفيان عن هشام ابن عروة و حدثنا جعفر بن محمد عن هشام ح و حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم أخبرنا ـ يعني ابن بكر ـ أخبرنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي : سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الصوم في السفر ـ و كان رجلا يسرد الصوم ـ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أنت بالخيار إن شئت فصم و إن شئت فأفطر

2029 - حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا عاصم الأحول عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري و جابر بن عبد الله : أنهما سافرا مع النبي صلى الله عليه و سلم و كان يصوم الصائم و يفطر المفطر فلا يعيب المفطر على الصائم و لا الصائم على المفطر
قال أبو بكر : هذا باب طويل خرجته في كتاب الكبير

باب استجاب الصوم في السفر لمن قوي عليه و الفطر لمن ضعف عنه

2030 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب ـ يعني الثقفي ـ ح و حدثنا بندار أيضا حدثنا سلم بن نوح قالا : حدثنا الجريري ح و حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب بن إسماعيل حدثنا سعيد ـ و هو الجريري ـ عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان فمنا الصائم و منا المفطر فلم يعب المفطر على الصائم و لا الصائم على المفطر و كانوا يرون أن من وجد قوة فصام أن ذلك حسن جميل و من وجد ضعفا فأفطر فذلك حسن جميل
هذا حديث الثقفي غير أنه لم يقل : في رمضان
و لم يقل سالم بن نوح : جميل و قال : يرون
و في حديث ابن علية : كنا نغدو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يقل : في رمضان

باب : استجاب الفطر في السفر إذا عجز عن خدمة نفسه إذا صام

2031 - حدثنا عبدة بن عبد الله و محمد بن خلف الحدادي قالا : حدثنا أبو داود الحفري حدثنا سفيان عن الأوزعي عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمر الظهران فأتي بطعام فقال لأبي بكر و عمر : أدنوا فكلا فقالا : إنا صائمان فقال : أعلموا لصاحبيكم ارحلوا لصاحبيكم أدنوا فكلا قال محمد ابن خلف : حدثني سفيان بن سعيد الثوري
قال أبو بكر : هذا الخبر أيضا من الجنس الذي ذكرت قبل أن الصائم في السفر الفطر بعد مضي بعض النهار إذ النبي صلى الله عليه و سلم قد أمرهما بالأكل بعد ما أعلماه أنهما صائمان
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر الدليل على أن الفطر الخادم في السفر أفضل من الصائم المخدوم في السفر

2032 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب عن حفص بن غياث عن عاصم عن مؤرق عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في السفر فصام بعض و أفطر بعض فتحزم المفطرون و عملوا و ضعف الصوام عن بعض العمل فقال في ذلك : ذهب المفطرون اليوم بالأجر

2033 - حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم عن مؤرق عن أنس قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فمنا الصائم و منا المفطر فنزلنا في يوم حار شديد الحر فمنا من يتقي الشمس بيده و أكثرنا ظلا صاحب الكساء يستظل بها الصائمون و قام المفطرون فضربوا الأبنية و سقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ذهب المفطرون اليوم بالأجر

باب الرخصة في صوم بعض رمضان و فطر بعض في السفر

2034 - قال أبو بكر : خبر ابن عباس : صام رسول الله عام الفتح في رمضان حتى بلغ الكديد ثم أفطر

باب ذكر خبر توهم بعض العلماء أن الفطر في السفر ناسخ لإباحة الصوم في
السفر

2035 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا الزهري ح و حدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : صام رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح حتى إذ بلغ الكديد أفطر و إنما يؤخذ بالآخر فالآخر من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم
هذا حديث عبد الجبار و زاد قال سفيان : لا أدري هذا من قول ابن عباس او من قول عبيد الله أو من قول الزهري

باب : ذكر البيان على أن هذه الكلمة ( و إنما يؤخذ بالآخر ) ليس من قول ابن عباس

2036 - حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا عبيدة بن حميد حدثنا منصور ح و حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من المدينة يريد مكة فصام حتى أتى عسفان فدعا بإناء فوضعه على يده حتى نظر إليه الناس ثم أفطر و كان ابن عباس يقول : من شاء صام و من شاء أفطر
هذا حديث الحسن بن محمد
و قال يوسف : سافر رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فشرب نهارا ليراه الناس ثم أفطر حتى قدم مكة قال : كان ابن عباس يقول : صام رسول الله صلى الله عليه و سلم في السفر و أفطر و من شاء صام و من شاء أفطر
قال أبو بكر : هذا الخبر يصرح أن ابن عباس كان يرى صوم النبي صلى الله عليه و سلم في السفر في الإبتداء و إفطاره بعد هذا من الجنس المباح أن كلا الفعلين جائز لا أن إفطار بعد بلوغه عسفان كان نسخا لما تقدم من صومه

باب : ذكر دليل ثان على أن أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالفطر عام الفتح لم يكن بناسخ لإباحته الصوم في السفر

2037 - خبر قزعة بن يحيى عن أبي سعيد قال : و لقد رأيتنا نصوم بعد ذلك في السفر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أمليته قبل

باب : الرخصة في الفطر في رمضان في السفر لمن قد صام بعضه في الحضر خلاف مذهب من واجب عليه الصوم في السفر إذا كان قد صام بعضه في الحضر توهم أن قوله { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } أن من شهد بعض الشهر و هو حاضر غير مسافر فوجب عليه صوم جميع الشهر و إن سافر في بعضه

2038 - حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي حدثنا أبو عاصم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي حدثنا عطية بن قيس حدثنا قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد أمرنا بالفطر فأصبحنا شرحين منا الصائم و منا المفطر إذا بلغنا مر الظهران أعلمنا بلقاء العدو أمرنا بالفطر فأفطرنا
قال أبو بكر : خبر ابن عباس و أبي نضرة عن أبي سعيد من هذا الباب
قال الألباني : إسناده ثقات لولا أن التنوخي كان اختلط في آخر عمره لكن توبع كما تقدم 2023

باب إباحة الفطر في السفر يوم قد مضى بعضه و المرء ناو للصوم فيه قال أبو
بكر : قد أمليت خبر أبي سعيد الخدري

2039 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني حميد أن بكر بن عبد الله المزني حدثه قال : سمعت أنس بن مالك يقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان في سفر و معه أصحابه فشق عليهم الصوم فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بإناء فيه ماء فشرب ـ و هو على راحلته ـ و الناس ينظرون إليه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : إباحة الفطر في اليوم الذي يخرج فيه المرء فيه مسافرا من بلده إن ثبت الخبر ضد مذهب من زعم أنه إذا دخل في الصوم مقيما ثم سافر لم يجز له الفطر و إباحة الفطر إذا جاوز المرء بيوت البلدة التي يخرج منها و إن كان قريبا يرى بيوتها

2040 - أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد ـ هو ابن أبي أيوب ـ حدثني يزيد بن أبي حبيب أن كليب بن ذهل الحضرمي حدثه عن عبيد بن جبير قال : ركبت مع أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفينة من الفسطاط في شهر رمضان فدفع ثم قرب غداءه فقال : اقترب فقلت : ألست ترى البيوت ؟ فقال أبو بصرة : أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
قال أبو بكر : لست أعرف كليب بن ذهل و لا عبيد بن جبير و لا أقبل دين من لا أعرفه بعدالة
قال الأعظمي : إسناده ضعيف
قال الألباني : لكن الحديث صحيح فإنه يشهد له حديث دحية الذي بعده وله شاهد آخر من حديث أنس بن مالك وقد خرجتها كلها وحققت صحة الحديث في رسالة خاصة مطبوعة بعنوان " تصحيح حديث إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر "

باب الرخصة في الفطر في رمضان في مسيرة أقل من يوم و ليلة إن ثبت الخبر
فإني لا أعرف منصور بن زيد الكلبي هذا بعدالة و لا جرح

2041 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي و شعيب قالا : أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب و حدثنا محمد بن يحيى أخبرنا ابن أبي مريم أخبرنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن منصور الكلبي : أن دحية بن خليفة خرج من قريته إلى قرية عقبة بن عامر من الفسطاط في رمضان فأفطر و أفطر معه الناس و كره آخرون أن يفطروا فلما رجع إلى قريته قال : و الله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أراه إن قوما رغبوا عن هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه يقول في ذلك للذين صاموا قال عند ذلك : اللهم اقبضني إليك
و قال ابن عبد الحكم : خرج من قريته بدمشق المزة إلى قدر قريته عقبة بن عامر ثم أنه أفطر و الباقي لفظا واحدا
قال محمد بن يحيى : ابن لهيعة يقول في هذا : منصور بن زيد الكلبي
قال : إسناده ضعيف منصور الكلبي مستور وانظر التعليق السابق

باب الرخصة للحامل و المرضع في الأفطار في رمضان و البيان أن فرض الصوم ساقط عنهما في رمضان على أن يقضيا من أيام أخر إذ النبي صلى الله عليه و سلم قرنهما أو إحديهما إلى المسافر فجعل حكمهما أو حكم إحديهما حكم المسافر

2042 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي و أبو هاشم زياد ابن أيوب قالا : حدثنا إسماعيل ـ و هو ابن عليه ـ حدثنا أيوب قال : كان أبو قلابة حدثني هذا الحديث ثم قال لي : هل لك في الذين حدثنيه فدلني عليه فلقيته قال : حدثني قريب لي يقال له أنس بن مالك قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في إبل كانت لي أخذت فوافقته و هو يأكل فدعا إلى طعامه فقلت : إني صائم فقال : ادن أو قال : هلم أخبرك عن ذاك : إن الله وضع عن المسافر الصوم و شطر الصلاة و عن الحبلى و المرضع فكان بعد ذلك يقول : ألا أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه و سلم حين دعاني إليه
قال أبو بكر : هذا الخبر من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن اسم النصف قد يقع على جزء من أجزاء الشيء و إن لم يكن نصفا على الكمال و التمام أن النبي صلى الله عليه و سلم قد أعلم في هذا الخبر أن الله عز و جل وضع عن المسافر شطر الصلاة و الشطر في هذا الموضع النصف لا القبل و لا التلقاء و الجهة أعني قوله تعالى : { فول وجهك شطر المسجد الحرام } و لم يضع الله عن المسافر نصف فريضة الصلاة على الكمال و التمام لأنه لم يضع من صلاة الفجر و لا من صلاة عن المسافر شيئا
قال الألباني : إسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين أبي قلابة وأنس بن مالك وهو غير الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم كما سيبينه المؤلف

2043 - حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله عن سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال : أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل و هو يتغدى فقال : أدنه قال : إني صائم فقال : أدنه أحدثك عن الصيام إن الله قد وضع عن المسافر الصيام و شطر الصيام و عن الحبلي أو المرضع
قال أبو بكر : أنس بن مالك الأنصاري هو من بني عبد الله بن مالك
قال الألباني : إسناده ضعيف لعنعنة أبي قلابة فإنه مذكور بالتدليس وقد دلت الروايات السابقة أن بينهما قريبا لأنس بن مالك لكن الحديث قوي بالطريق الذي بعده

2044 - حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن أبي هلال عن عبد الله بن سوادة عن أنس بن مالك ـ رجل من بني عبد الله بن مالك ـ حدثنا الحسن بن محمد حدثنا عفان حدثنا أبو هلال ح و حدثنا الحسن أيضا ن حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبو هلال : فذكر الحديث فقال عفان في حديثه : عن أنس بن مالك و ليس بالأنصاري و قال عفان في حديثه و المرضع
قال : إسناده حسن أبو هلال الراسبي صدوق فيه لين وقد توبع

باب : ذكر إسقاط فرض الصوم عن النساء أيام حيضهن

2045 - حدثنا محمد بن يحيى و زكريا بن يحيى بن أبان قالا : حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني زيد ـ و هو ابن أسلم ـ عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما رأيت من ناقصات عقل و دين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء فقلن له : ما نقصان ديننا و عقلنا يا رسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلن : بلى قال : ذلك لنقصان عقلها اليس إذا حاضت المرأة لم تصل و لم تصم ؟ قال : فذلك من نقصان دينها هذا حديث محمد بن يحيى
قال الأعظمي : رواه البخاري في الصوم - 41 مختصرا من طريق ابن أبي مريم
قال الألباني : زكريا بن يحيى بن أبان هذا من شيوخ المصنف الذين لم أقف لهم على ترجمة في شيئ من المصادر التي تحت يدي الآن فقد روى عنه عدة أحاديث مثلا 2052 ، 2063 ، 2065 ولذلك فإنه لا يحتمل أن يكون هو زكريا بن يحيى بن إياس كما قيل لاتفاق هذه المواطن على أنه ابن أبان ولأن الحاكم روى أحدها وهو 2063 من طريق المصنف فقال ابن أبان والطبراني روى الحديث 2065 من طريق ابن أبان أيضا

باب : ذكر الدليل على أن الحائض يجب عليها قضاء الصوم في أيام طهرها و الرخصة لها في تأخير قضاء الصوم الذي أسقط الفرض عنها فأيام حيضها إلى شعبان

2046 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن يحيى قال : سمعت أبا سلمة يقول : سمعت عائشة تقول : كان يكون علي الصيام من رمضان فما أقضيه حتى يأتي شعبان

2047 - حدثنا محمد بن بشار : حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى عن أيي سلمة عن عائشة : بمثله

2048 - حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني يحيى بن سعيد قال : سمعت أبا سلمة عبد الرحمن قال : سمعت عائشة تقول : قد كان علي شيء من رمضان ثم لا أستطيع أن أصومه حتى يجيء شعبان و ظننت أن ذلك لمكانها من النبي صلى الله عليه و سلم يحيى يقوله قال : و كان يستنظره ما لم يدركه
رمضان آخر

2049 - حدثنا علي بن شعيب حدثنا أبو النضر حدثنا الأشجعي عن سفيان عن السدي عن البهي عن عائشة قالت : ما كنت أقضي ما يبقى علي من رمضان زمن النبي صلى الله عليه و سلم إلا في شعبان
قال الأعظمي : إسناده حسن

2050 - حدثنا إبراهيم بن مسعود الهمداني حدثنا أبو أسامة حدثنا زائدة عن إسماعيل السدي عن عبد الله البهي عن عائشة : بمثله
و قال : حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم كلها

2051 - حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله عن شيبان عن السدي عن عبد الله البهي قال : سمعت عائشة تقول : ما قضيت شيئا مما يكون علي من رمضان إلا في شعبان حتى قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا يحيى بن عبد الله ابن بكير قال : سمعت الليث بن سعد يقول : سمعت يزيد بن أبي حبيب و عبيد الله بن أبي جعفر و هما جوهرتا البلاد يقولان : فتحت مصر صلحا

باب قضاء ولي الميت صوم رمضان عن الميت إذا مات و أمكنه القضاء ففرط في
قضائه

2052 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي حدثني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر و حدثنا محمد بن يحيى حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني ابن أبي جعفر و حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا عمرو بن ظافر حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن جعفر ـ و هو ابن الزبير ـ عن عروة عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من مات و عليه صيام صام عنه وليه

باب قضاء الصيام عن المرأة تموت و عليها صيام و الدليل على أن الصائم إذا قضى الحي عن الميت يكون ساقطا عن الميت كالدين يقضى عنه بعد الموت إذ النبي صلى الله عليه و سلم شبه قضاء الصوم عن الميت بقضاء الدين عنها

2053 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر قال : قرأت على الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز في المرأة ماتت و عليها صوم قال : حدثني عكرمة عن ابن عباس : قال : أتت امرأة النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله إن أمي ماتت عليها صوم خمسة عشر يوما قال : أرأيت لو أن أمك ماتت و عليها دين أكنت قاضيته ؟ قالت : نعم قال أقضي دين أمك و المرأة من خثعم
قال الألباني : في إسناده ضعف أبو حريز واسمه عبد الله بن الحسين الأزدي صدوق يخطئ

باب الأمر بقضاء الصوم بالنذر عن الناذرة إذا ماتت قبل الوفاء بنذرها

2054 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن امرأة ركبت البحر فنذرت أن تصوم شهرا فماتت فسأل أخوها النبي صلى الله عليه و سلم فأمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يصوم عنها
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر البيان أن من قضى الصوم عن الناذر و الناذرة من ولي أو قريب أو بعيد أو ذكر أو أنثى أو حر أو عبد أو حرة أو أمة فالقضاء جائز عن الميت إذ النبي صلى الله عليه و سلم شبه قضاء صوم النذر عن الميتة بقضاء الدين عنها و الدين إذا قضي عن الميت أو الميتة كان القاضي من كان من قريب أو بعيد حر أو عبد و الدين ساقط الميت مع الدليل على أن قضاء الصوم عن الميت أحق من قضاء الدين عنه إذ النبي صلى الله عليه و سلم أعلم أن الصوم من حقوق الله و أن قضاءه أحق من قضاء حقوق الآدميين

2055 - حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبو خالد حدثنا الأعمش عن الحكم و سلمة بن كهيل و مسلم البطين عن سعيد ابن جبير و عطاء و مجاهد عن ابن عباس قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : إن أختي ماتت و عليها صيام شهرين متتابعين قال : أرأيت إن كان على أختك دين أكنت قضيته ؟ قالت : نعم قال : فحق الله أحق
قال أبو بكر : لم يقل أحد : عن الحكم و سلمة بن كهيل إلا هو
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه في صحيحه بهذا الإسناد ولكنه لم يسق لفظه

باب : الإطعام عن الميت يموت و عليه صوم لكل يوم مسكينا إن صح الخبر فإن في القلب من أشعث بن سوار رحمه الله لسوء حفظه

2056 - حدثنا علي بن معبد حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي حدثنا عبثر عن أشعث عن محمد ـ و هو ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من مات و عليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكينا
قال أبو بكر : هذا عندي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قاضي الكوفة
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب : قدر مكيلة ما يطعم كل مسكين في كفارة الصوم إن ثبت الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد

2057 - حدثنا أحمد بن داوود بن زياد الضبي الواسطي بالأيلة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك بن عبد الله عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من مات و عليه رمضان لم يقضه فليطعم عنه لكل يوم نصف صاع من بر
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

جماع أبواب ـ وقت الإفطار و ما يستحب أن يفطر عليه

باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في وقت الفطر بلفظ خبر
معناه عندي معنى الأمر

2058 - حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا سفيان ح و حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني حدثنا أبو معاوية قالا : حدثنا هشام بن عروة و حدثنا هارون بن إسحاق حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أقبل الليل و
أدبر النهار و غربت الشمس أفطر الصائم
قال هارون بن إسحاق : فقد أفطرت
و قال أحمد بن عبده : إذا أقبل الليل من ها هنا و لم يقل أحمد و لا هارون : لي
قال أبو بكر : هذه اللفظة فقد أفطر الصائم لفظ خبر ومعناه معنى الأمر أي : فليفطر الصائم إذ قد حل له الإفطار و ولو كان معنى هذه اللفظة معنى لفظه كان جميع الصوام فطرهم وقتا واحدا ولم يكن لقوله صلى الله عليه و سلم : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر و لقوله : لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر معنى و لا كان لقوله صلى الله عليه و سلم : يقول الله تبارك و تعالى : أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا معنى لو كان الليل إذا أقبل و أدبر النهار و غابت الشمس كان الصوام جميعا يفطرون و لو كان فطر جميعهم في وقت واحد لا يتقدم فطر أحدهم غيره لما كان لقوله صلى الله عليه و سلم : من وجد تمرا فليفطر عليه و من لم يجد فليفطر على الماء معنى و لكن معنى قوله : فقد فطر أي : فقد حل له الفطر و الله أعلم
قال الألباني : إسناده صحيح وهو في الصحيحين وغيرهما دون قوله " لي " وهو مخرج في الإرواء 916

باب : ذكر دوام الناس على الخير ما عجلوا الفطر و فيه كالدلالة على أنهم إذا أخروا الفطر وقعوا في الشر

2059 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل ـ و هو ابن سعد ح و حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان ح وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر

باب : ذكر ظهور الدين ما عجل الناس فطرهم و الدليل على أن أيسم الدين قد يقع على بعض شعب الإسلام

2060 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن عمرو و حدثنا علي بن خشرم حدثنا علي بن محمد و حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمس حدثنا المحاربي عن عمرو بن عمرو و عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر إن اليهود و النصارى يؤخرون
قال الألباني : إسناده حسن

باب ذكر استحسان سنة المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم ما لم ينتظر
بالفطر قبل طلوع النجوم

2061 - حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم قال : و كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على شيء فإذا قال : غابت الشمس أفطر
قال أبو بكر : هكذا حدثتنا به ابن أبي صفوان و أهاب أن يكون الكلام الأخير عن غير سهل بن سعد لعله من كلام الثوري أو من قول أبي حازم فأدرج في الحديث
قال الألباني : إسناده صحيح وأخرجه ابن حبان من طريق المصنف دون الزيادة المدرجة

باب : ذكر حب الله عز و جل المعجلين للإفطار و الدليل على ضد قول بعض أهل عصرنا ممن زعم أنه غير جائز أن يقال : أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرا إلا أن يكون الله يحب جميع عباده و خالفنا في باب أفعل فادعى مالا يحسنه فقد بينت باب أفعل في غير موضع من كتبنا في كتاب معاني القرآن و الكتب المصنعة من المسند

2062 - حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد نا الأوزاعي حدثنا قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل أنه سمع الزهري يحدث ح و حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا الأوزاعي حدثنا قرة ابن عبد الرحمن حدثنا ابن شهاب ـ و هو الزهري ـ عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قال الله تبارك و تعالى : أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا
قال الألباني : إسناده ضعيف قرة بن عبد الرحمن فيه ضعف من قبل حفظه

باب : استحباب الفطر قبل صلاة المغرب

2063 - حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا محمد بن عبد العزيز الواسطي حدثنا شعيب بن إسحاق حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح و حدثنا موسى بن سهل الرملي حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا القاسم بن غصن عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس ابن مالك : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يصلي المغرب حتى يفطر و لو كان شربة من ماء
قال موسى بن سهل : أصله كوفي ـ يعني القاسم بن غصن ـ روى عنه وكيع و سليمان بن حيان
قال الألباني : حديث صحيح وإسناده ضعيف القاسم بن غصن ضعفه الجمهور لكن رواه ابن حبان من طريق آخر عن أنس وسنده صحيح

باب : إعطاء مفطر الصائم مثل أجر الصائم من غير أن ينتقص الصائم من أجره شيئا

2064 - حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عبد الملك و حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا يزيد ـ يعني ابن زريع ـ حدثنا سفيان بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى كلاهما عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن خالد الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينتقص من أجورهم شيء
هذا حديث الصنعاني و لم يقل علي : أو جهز حاجا
قال الألباني : إسناده صحيح

باب : استحباب الفطر على الرطب إذا وجد و على التمر إذا لم يوجد الرطب

2065 - حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا مسكين بن عبد الرحمن التميمي حدثني يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك : قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان صائما لم يصل حتى نأتيه برطب و ماء فيأكل و يشرب إذا كان الرطب و أما الشتاء لم يصل حتى نأتيه بتمر و ماء
حدثنا محمد بن محرز عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن حميد الطويل بهذا
قال الألباني : إسناده ضعيف... لكن يبدو أن الحديث صحيح فإنه من الطريق الآتية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن محرز ولعله التميمي جار أحمد بن حنبل قال الدارقطني : سمع عيسى بن يزيد بن دأب سمع منه عبد الله أحمد بن حنبل كما في تاريخ بغداد 3 / 287 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا

باب : استحباب الفطر على الماء إذا أعوز الصائم الرطب و التمر جميعا

2066 - حدثنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم و أبو بكر بن إسحاق قالا : حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن عبد العزيز بن حبيب عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من وجد تمرا فليفطر عليه و من لا فليفطر على ماء فإنه طهور
قال أبو بكر : هذا لم يروه عن سعيد بن عامر عن شعبة إلا هذا
قال الألباني : إسناده صحيح وقد أعل بما لا يقدح وصححه الحاكم والذهبي ويشهد له حديث سلمان بن عامر الآتي بعده وهما مخرجان في الإرواء 922 معللين وقد صححهما جماعة

باب : الدليل على أن الأمر بالفطر على التمر إذا كان موجودا أمر اختيار و استحباب طالبا للبركة إذ التمر بركة و أن الأمر بالفطر على الماء إذا أعوز التمر أمر استحباب و اختيار إذ الماء طهور لا أن الأمر بذلك أمر فرض و إيجاب

2067 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان و حدثنا سفيان و حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد ـ يعني ابن زيد ـ كلاهما عن عاصم و حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عاصم عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن عمها سليمان بن عامر الضبي قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : الصدقة على المسكين صدقة و هي على القريب صدقتان : صدقة و صلة و قال صلى الله عليه و سلم : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد فماء فإنه طهور و قال صلى الله عليه و سلم : إذبحوا عن الغلام عقيقته و أميطوا عنه الأذى و أهريقوا عنه دما
هذا حديث عبد الجبار
و قال الآخران : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور و لم يذكرا قصة الصدقة و لا العقيقة
قال الألباني : إسناده ضعيف لجهالة الرباب لكن يشهد له الحديث الذي قبله والجملة الأولى والأخيرة لهما شواهد أيضا

باب : الزجر عن الوصال في الصوم و ذكر ما خص الله به نبيه صلى الله عليه و سلم من إباحة الوصال إذ الله تبارك و تعالى فرق بينه و بين أمته في ذلك أن كان الله يطعمه و يسقيه بالليل دونهم مكرمة له صلى الله عليه و سلم

2068 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إياكم و الوصال قالوا : يا رسول الله إنك واصل ؟ ! قال : إني لست كأحدكم إني أبيت يطعمني ربي و يسقيني

2069 - حدثنا عبد الله بن محمد الزهري حدثنا أبو سعيد ـ يعني مولى بني هاشم ـ عن شعبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إياكم و الوصال قالوا : يا رسول الله إنك تواصل قال : إني أبيت أطعم و أسقى

باب : تسمية الوصال بتعمق في الدين

2070 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد و حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن ثابت عن أنس قال : واصل النبي صلى الله عليه و سلم في شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين فبلغه ذلك فقال : لو مد لنا الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون التعمق لستم مثلي إني أظل فيطعمني ربي و يسقيني

باب : الدليل على أن الوصال منهي عنه إذ ذلك يشق على المرء خلاف ما يتأوله بعض المتصوفة ممن يفطر على اللقمة أو الجرعة من الماء فيعذب نفسه ليالي و أياما

2071 - حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عمارة ابن القعقاع عن ابن أبي نعيم قال : سمعت أبا هريرة يذكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إياكم و الوصال قالها ثلاثا قالوا : فإنك تواصل يا رسول الله ؟ قال : لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني و يسقيني فاكلفوا من العمل ما تطيقون

باب : النهي عن الوصال إلى السحر إذ تعجيل الفطر أفضل من تأخيره إن كان الوصال إلى السحر قد أباحه المصطفى صلى الله عليه و سلم

2072 - حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عبيدة ـ يعني ابن حميد ـ عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يواصل إلى السحر ففعل بعض أصحابه فنهاه فقال : يا رسول الله إنك تفعل ذلك قال : لستم مثلي إني أظل عند ربي يطعمني و يسقيني
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط البخاري

باب : إباحة الوصال إلى السحر و إن كان تعجيل الفطر أفضل

2073 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم أخبرني عمرو بن مالك الشرعبي عن ابن الهاد عن عبد الله ابن خباب عن أبي سعيد الخدري : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مثله يعني مثل حديث ابن عمر في الوصال
قال : فأيكم واصل من سحر إلى سحر

باب : ذكر الدليل عن أن لا فرض على المسلمين من الصيام غير رمضان إلا ما يجب عليهم بأفعالهم و أقوالهم

2074 - قال أبو بكر : خبر طلحة بن عبيد الله في مسألة النبي صلى الله عليه و سلم عن الإسلام : قال : و صيام رمضان قال : هل علي غيره ؟ قال : لا إلا أن تطوع

باب : الزجر عن قول المرء صمت رمضان كله

2075 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى ـ يعني ابن سعيد ـ حدثنا المهلب بن أبي حبيبة عن الحسن عن أبي بكرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يقولن أحدكم : صمت رمضان كله أو قمت رمضان كله الله أعلم أكره التزكية على أمته أو قال : لا بد من رقدة أو من غفلة
قال الألباني : إسناده حسن بل صحيح لولا عنعنة الحسن وهو البصري فإنه مدلس

جماع أبواب صوم التطوع

باب فضل الصوم في المحرم إذ هو أفضل الصيام بعد شهر رمضان

2076 - حدثنا يوسف بن موسى و محمد بن عيسى قالا : حدثنا جرير عن عبد الملك ـ و هو ابن عمير ـ عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة : يرفعه ـ قال محمد بن عيسى ـ إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال : سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة ؟ و أي الصيام أفضل بعد شهر رمضان ؟ فقال : أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل و أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم

باب : استحباب صوم شعبان و وصله بشهر رمضان إذ كان أحب الشهور إلى النبي صلى الله عليه و سلم أن يصومه

2077 - حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني حدثنا ابن وهب حدثني معاوية ـ و هو ابن صالح ـ أن عبد الله بن أبي قيس حدثه أنه سمع عائشة تقول : و حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن عن معاوية عن عبد الله بن أبي قيس أنه سمع عائشة تقول : كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : إباحة وصل صوم شعبان يصوم رمضان و الدليل عن أن معنى خبر أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان أي لا تواصلوا شعبان برمضان فتصوموا جميع شعبان أو أن يوافق ذلك صوما كان يصومه المرء قبل ذاك فيصوم ذلك الصيام بعد النصف من شعبان لأنه نهى عن الصوم إذا انتصف شعبان نهيا مطلقا

2078 - أخبرنا محمد بن عزيز الأبلي أن سلامة حدثهم عن عقيل قال : حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثنتي عائشة قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من أشهر السنة أكثر من صيامه من شعبان كان يصومه كله

2079 - حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا هشام عن يحيى و ذكر أبا سلمة أن عائشة حدثته و حدثنا أبو موسى حدثنا أبو عامر حدثنا هشام بن سنبر عن يحيى عن أبي سلمى عن عائشة : بمثله
و زاد قال : و كان يقول : خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا و كان أحب الصلاة إليه ما داوم عليها منها و إن قلت و كان إذا صلى صلاة أثبتها

باب : بدء النبي صلى الله عليه و سلم بصيام عاشوراء و صامه

2080 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن هشام عن أبيه عن عائشة أنها قالت : كان يوم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصومه فلما قدم ـ يعني المدينة ـ صامه و أمر بصيامه فلما نزل رمضان فكان رمضان هو الفريضة و ترك عاشوراء فكان من شاء صامه و من شاء لم يصمه

باب : الدليل على أن بدء صيام عاشوراء كان قبل فرض صوم شهر رمضان

2081 - حدثنا علي بن خشرم حدثنا أبو معاوية ح و حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية و حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير و أبو معاوية جميعا عن الأعمش عن عمارة عن عبد الرحمن ابن يزيد قال : دخل الأشعث بن قيس على عبد الله يوم عاشوراء ـ و هو يتغذى ـ و قال له عبد الله : أدن يا أبا محمد فاطعم قال : إني صائم قال عبد الله : هل تدرون ما كان عاشوراء ؟ قال : و ما كان ؟ قال : كان يصومه رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل رمضان ثم تركه
و قال علي بن خشرم و يوسف : فلما نزل رمضان تركه
قال يوسف : عن عمارة بن عمير

باب : ذكر الدليل على أن ترك النبي صلى الله عليه و سلم صوم عاشوراء بعد نزول فرض صوم رمضان إن شاء تركه لا أنه كان يتركه على كل حال بل كان تركه إن شاء تركه و يصوم إن شاء صامه

2082 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله أخبرنا نافع عن ابن عمر قال : كان عاشوراء يوم يصومه أهل الجاهلية فلما نزل رمضان سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عنه فقال : يوم من أيام الله فمن شاء صامه و من شاء تركه

باب : ذكر خبر غلط في معناه عالم ممن لم يفهم معنى الخبر و توهم أن الأمر لصوم عاشوراء جميعا منسوخ بفرض صوم رمضان قال أبو بكر : خبر عمار بن ياسر : أمرنا بصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان فلما نزل لم نؤمر به خرجته في كتاب الزكاة

2083 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال : كنا نصوم عاشوراء قبل أن يفرض رمضان و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحثنا عليه و يتعهدنا عليه فلما افترض رمضان لم يحثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يتعهدنا عليه و كنا نفعله
قال أبو بكر : خبر جابر بن سمرة مبني بخبر عمار بن ياسر و فيه دلالة على أنهم قد كانوا يصومون عاشوراء بعد نزول فرض رمضان كخبر ابن عمر و عائشة : فمن شاء صامه و من شاء لم يصمه
قال أبو بكر : سألني مسدد ـ و هو بعض أصحابنا ـ عن معنى خبر عمار بن ياسر فقلت له مجيبا له : إن النبي صلى الله عليه و سلم إذ أمر أمته بأمر مرة واحدة لم يجب أن يكون الأمر بذلك في كل سنة و لا في كل وقت ثان و كان ما أمر به في وقت من الأوقات فعلى أمته فعل ذلك الشيء إن كان الأمر أمر فرض فالفرض واجب عليهم أبدا حتى يخبر في وقت ثان أن ذلك الفرض ساقط عنهم و إن كان الأمر أمر ندب و إرشاد و فضيلة كان ذلك الفعل فضيلة أبدا حتى يزجرهم عن ذلك الفعل في وقت ثان و ليس سكته في الوقت الثاني بعد الأمر به في الوقت الأول يسقط فرضا إن كان أمرهم في الابتداء أمر فرض و لا كان سكوته في الوقت الثاني عن الأمر بأمر الفضيلة ما يبطل أن يكون ذلك الفعل في الوقت الثاني فعل فضيلة لأنه إذا أمر بالشيء مرة كفى ذلك الأمر إلى الأبد إلا أن يأمره بضده و السكت لا يفسخ الأمر هذا معنى ما أجبت السائل عن هذه المسألة و لعلي زدت في الشرح في هذا الموضع على ما أجبت السائل في ذلك الوقت

باب : علة أمر النبي صلى الله عليه و سلم بصيام عاشوراء بعد مقدمة المدينة و الدليل على صحة مذهبنا في معنى [ أولى ] ضد مذهب من يدعى ما لا يحسنه من العلم فزعم أنه غير جائز أن يقال : فلان أولى بفلان من فلان إلا أن يكون لفلان أيضا ولاية و لو كان على ما زعم كان اليهود أولياء موسى و المسلمون أولى به منهم

2084 - حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا : هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى و بني إسرائيل على فرعون و نحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نحن أولى بموسى منكم و أمر بصيامه
حدثنا بشر بن معاذ حدثنا هشيم بن بشير عن أبي بشر بهذا نحوه قال : فصامه و أمر بصومه
قال لنا أبو بكر : مسلم بن الحجاج كان سألني عن هذا ؟

باب الدليل على أن أمر النبي صلى الله عليه و سلم بصيام عاشوراء لم يكن بأمر فرض و إيجاب بدءا و لا عددا و أنه كان أمر فضيلة و استحباب

2085 - حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية : خطب بالمدينة في قدمة قدمها يوم عاشوراء فقال : أين علماؤكم يا أهل المدينة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : هذا يوم عاشوراء و لم يكتب عليكم صيامه و أنا صائم فمن أحب أن يصوم فليصم
قال أبو بكر : لا يكون لم إلا ماضي
علق الألباني على قوله : لا يكون " لم " إلا ماضي بقوله : مراده والله أعلم أن قوله " لم يكتب عليكم صيامه " ينفي أن يكون فرض صيامه فيما مضى من الزمن وعليه فتحمل الأوامر المتقدمة بصيامه على الاستحباب عند المصنف . وفيه نظر إذ يحتمل أن يكون المعنى : لم يكتب صيامه إلى الأبد بل هذا هو الظاهر

باب : فضيلة صيام عاشوراء و تحري النبي صلى الله عليه و سلم صيامه لفضله من بين الأيام خلا صيام رمضان

2086 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا عبيد الله ـ و هو ابن أبي زياد و أتقنته منه ـ سئل ابن عباس عن صيام يوم عاشوراء فقال : ما علمت رسول الله صلى الله عليه و سلم صام يوما يتحرى فضله إلا عاشوراء و هذا شهر رمضان

باب : ذكر تكفير الذنوب بصيام عاشوراء و البيان أن العمل الصالح يتقدم الفعل الشيء يكون بعده فيكفر العمل الصالح الذنوب تكون بعد العمل الصالح لا كما يتوهم من خالفنا في تقديم كفارة اليمين قبل الخنث و زعم أنه غير جائز أن يتقدم المرء عملا صالحا يكفر ذنبا يكون بعده

2087 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا غيلان ـ و هو ابن جرير ـ حدثنا عبد الله بن معبد ـ هو الزماني ـ عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صيام يوم عاشوراء إني لأحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله و صيام يوم عرفة فإني لأحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله و التي بعده
قال أبو بكر : فإن النبي صلى الله عليه و سلم قد أعلم صيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبله و التي بعده فدل أن العمل الصالح قد يتقدم الفعل فيكون العمل الصالح المتقدم يكفر السنة التي تكون بعده

باب : استحباب ترك الأمهات إرضاع الأطفال يوم عاشوراء تعظيما ليوم عاشوراء إن صح الخبر فإن في القلب من خالد بن ذكوان

2088 - عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت : أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه و من كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه فكنا بعد نصومه و نصوم صبياننا الصغار و نذهب بهم إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم أعطيناه إياه حتى يكون عند الإفطار
قال الأعظمي : رواه مسلم في الصيام - 137 من طريق خالد بن ذكوان ولم يذكر ابن خزيمة الإسناد
تنبيه : ترجم المصنف على هذا الباب بقوله " باب استحباب ترك الأمهات إرضاع الأطفال يوم عاشوراء تعظيما ليوم عاشوراء إن صح الخبر فإن في القلب من خالد بن ذكوان "
فعلق الألباني بقوله " هذا جرح مبهم فلا يقبل لا سيما وقد وثقه جمع وحسبه أن الشيخين قد احتجا به

2089 - قال أبو بكر : رواه أبو المطرف بن أبي الوزير حدثنا غليلة بنت أمينة أمة الله ـ و هي بنت رزينة ـ قالت : قالت قلت لأمي : أسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في عاشوراء ؟ قالت : كان يعظمه و يدعو برضعائه و رضعاء فاطمة فيتفعل في أفواههم و يأمر أمهاتهن ألا يرضعن إلى الليل
قال الألباني : إسناده ضعيف

2090 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو المطرف بن أبي الزبير ـ و هذا من ثقات أهل الحديث و حدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسلمة ابن إبراهيم حدثنا عليلة بنت الكميت العتكية : قالت : سمعت أمي أمينة بمثله و زاد : فكان الله يكفيهم قال : و كانت أمها خادمة النبي صلى الله عليه و سلم يقال لها : رزينة

باب : الأمر بصيام يوم عاشوراء إن أصبح المرء غير ناو للصيام غير مجمع على الصيام من الليل و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد بقوله : لا صيام لمن لا يجمع الصيام من الليل صوم الواجب دون صوم التطوع

2091 - حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي عن محمد بن صيفي الأنصاري قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم عاشوراء فقال : أصمتم يومكم هذا ؟ فقال بعضهم : نعم و قال بعضهم : لا قال : فأتموا بقية يومكم هذا و أمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتموا بقية يومهم ذلك
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : الأمر بصيام بعض يوم عاشوراء إذا لم يعلم المرء بيوم عاشوراء قبل أن يطعم و الفرق في الصوم بين عاشوراء و بين غيره إذ صوم بعض يوم لا يكون صوما في غير يوم عاشوراء لما خص النبي صلى الله عليه و سلم به يوم عاشوراء فأمر بصوم بعض ذلك اليوم و إن كان المرء قد طعم أول النهار

2092 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة ـ و هو ابن الأكوع ـ : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لرجل من أسلم : أذن في قومك ـ أو في الناس ـ يوم عاشوراء : أن من أكل فليصم بقية يومه و من لم يكن أكل فليصم

2093 - خبر أبي سعيد الخدري و محمد بن صيفي و عبد الله بن المنهال الخزاعي عن عمه و أسماء بن حارثة و بعجة بن عبد الله الجهني عن أبيه كلهم : عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا المعنى و قد خرجته في كتاب الكبير

2094 - حدثنا أبو موسى حدثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم أخبرنا عمر بن محمد حدثنا سالم عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اليوم عاشوراء فمن شاء فليصمه و من شاء فليفطر
خبر عائشة و معاوية من هذا الباب

باب : الأمر بأن يصام قبل عاشوراء يوما أو بعده يوما مخالفة لفعل اليهود في صوم عاشوراء

2095 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسدد حدثنا هشيم أخبرنا ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صوموا يوم عاشوراء و خالفوا اليهود صوموا قبله يوما أو بعده يوما
قال الألباني : إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى وخالفه عطاء وغيره فرواه عن ابن عباس موقوفا وسنده صحيح عند الطحاوي والبيهقي

باب : استحباب صوم يوم التاسع من المحرم اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم

2096 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا الحكم بن الأعرج قال : سألت ابن عباس و هو في المسجد الحرام و هو متوسد رداءه فسألته عن صيام عاشوراء فقال : اعدد فإذا أصبحت يوم التاسع من المحرم فأصبح صائما قال : قلت : أكذاك كان محمد صلى الله عليه و سلم يصوم ؟ قال : كذاك كان يصوم

2097 - حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج : بمثله و هو متوسد رداءه في زمزم

2098 - حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يزيد بن هارون حدثنا شعبة عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج عن ابن عباس : في يوم عاشوراء قال : هو يوم التاسع قلت : كذلك صام محمد صلى الله عليه و سلم ؟
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : فضل صوم يوم عرفة و تكفير الذنوب بلفظ خبر مجمل غير مفسر

2099 - قال أبو بكر : خبر أبي قتادة : عن النبي صلى الله عليه و سلم صوم عرفة يكفر السنة الماضية و السنة المقبلة أمليته في باب صوم عاشوراء

باب : ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في النهي عن صوم يوم عرفة مجمل غير مفسر

2100 - حدثنا جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا وكيع عن موسى ابن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يوم عرفة و يوم النحر و أيام التشريق عيدنا أهل الإسلام و هي أيام أكل و شرب
حدثنا أبو عمار حدثنا سعيد بن سالم عن موسى بن علي اللخمي بمثل حديث وكيع
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر خبر مفسر للفظتين المجملتين اللتين ذكرتهما و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما كره صوم يوم عرفة بعرفات لا غيره و فيه ما دل على أن قوله صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية و السنة المستقبلة بغير عرفات

2101 - حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا أبو داوود حدثنا أبو دحية حوشب بن عقيل الجرمي حدثنا العبدي عن عكرمة عن أبي هريرة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صوم يوم عرفة بعرفات
قال الألباني : إسناده ضعيف لجهالة العبدي واسمه مهدي بن حرب قال ابن معين وأبو حاتم : لا أعرفه

باب : استحباب الإفطار يوم عرفة بعرفات اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم و تقويا بالفطر على الدعاء إذ الدعاء يوم عرفة أفضل الدعاء أو من أفضله

2102 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا حماد ـ يعني ابن زيد ـ حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن أمه أم الفضل : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أفطر بعرفة أتي بلبن فشرب
قال الألباني : إسناده صحيح

باب ذكر إفطار النبي صلى الله عليه و سلم في عشر ذي الحجة

2103 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو خالد عن الأعمش ح و حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يصم العشر
و قال أبو بكر في حديثه : قالت : قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صائما في العشر قط

باب : ذكر علة قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يترك لها بعض أعمال التطوع و إن كان يحث عليها و هي خشية أن يفرض عليهم ذلك الفعل مع استحبابه صلى الله عليه و سلم ما خفف على الناس من الفرائض

2104 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يترك العمل و هو يحب أن يفعله خشية أن يستنن به فيفرض عليهم و كان يحب ما خف على الناس من الفرائض

باب : استحباب صوم يوم و إفطار يوم و الإعلام بأنه صوم نبي الله داوود صلى الله عليه و سلم

2105 - حدثنا محمد بن أبان حدثنا ابن فضيل حدثنا حصين عن مجاهد عن عبد بن عمرو قال : كنت رجلا مجتهدا فزوجني أبي ثم زارني فقال للمرأة : كيف تجدين بعلك ؟ فقالت : نعم الرجل من رجل لا ينام و لا يفطر قال : فوقع بي أبي ثم قال : زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها فلم أبال ما قال لي مما أجد من القوة و الاجتهاد إلى أن بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لكني أنام و أصلي و أصوم و أفطر فنم و صل و أفطر و صم من كل شهر ثلاثة أيام فقلت : يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال : فصم صوم داوود صم يوما و أفطر يوما و اقرأ القرآن في كل شهر قلت : يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال : اقرأه في خمس عشرة قلت : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا أقوى من ذلك قال حصين فذكر لي منصور عن مجاهد أنه بلغ سبعا ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن لكل عمل شرة و لكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى و من كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك فقال عبد الله : لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي من أن يكون لي مثل أهلي و مالي وأنا اليوم شيخ قد كبرت و ضعفت و أكره أن أترك ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط البخاري

باب الإخبار بأن صوم يوم و فطر يوم أفضل الصيام و أحبه إلى الله و أعدله

2106 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد أملى من أصله حدثني أبي حدثنا شعبة عن زياد بن الفياض عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألته عن الصوم فقال : صم يوما من كل شهر و لك أجر ما بقي قلت : إني أطيق أكثر من ذلك فقال : صم يومين من كل شهر و لك أجر ما بقي قال : إني أطيق أكثر من ذلك قال : صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي قلت : إني أطيق أكثر من ذلك قال : صم أربعة أيام و لك أجر ما بقي قال : إني أطيق أكثر من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أحب الصيام صوم داوود كان يصوم يوما و يفطر يوما

2107 - قال أبو بكر : في خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو : صم صيام داوود فإنه أعدل الصيام عند الله
و في خبر حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو :

2108 - ـ : أفضل الصيام صوم داوود خرجت طرق هذه الأخبار في كتاب الكبير

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما خبر أن صيام داوود أعدل الصيام و أفضله و أحبه إلى الله إذ صائم يوم مفطر يوم يكون مؤديا لحظ نفسه و عينه و أهله أيام فطره و لا يكون مضيعا لحظ نفسه و عينه و أهله

2109 - حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم أخبرنا محمد ـ يعني ابن بكر ـ و حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق قالا : أخبرنا ابن جريج قال : سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس الشاعر أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : بلغ النبي صلى الله عليه و سلم أني أسرد و أصلي الليل قال : و إما أرسل إليه و إما لقيه فقال : ألم أخبر أنك تصوم و لا تفطر و تصلي الليل ؟ فلا تفعل فإن لعينيك حظا و لنفسك حظا و لأهلك حظا فصم و أفطر و صل و نم و صم كل عشرة أيام يوما و لك أجر تسعة قال : فإني أجدني أقوى لذلك يا رسول الله قال : فصم صيام داوود قال : و كيف كان داوود يصوم يا رسول الله ؟ قال : كان يصوم يوما و يفطر يوما و لا يفر إذا لاقى قال : من لي بهذه يا نبي الله ؟ قال عطاء : فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد فقال النبي صلى الله عليه و سلم : لا صام من صام الأبد
هذا حديث البرساني و في حديث عبد الرزاق قال : إني أصوم أسرد و قال : فإما أرسل إلي و قال : إني أجدني أقوى من ذلك

باب : ذكر الدليل على أن داوود كان من أعبد الناس إذا كان صومه ما ذكرنا

2110 - حدثنا أبو موسى حدثنا أبو الوليد حدثنا عكرمة بن عمار حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص قال : أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار فذكر الحديث بطوله و قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : صم صوم داوود فإنه كان أعبد الناس كان يصوم يوما و يفطر يوما ثم قال : إنك لا تدري لعله أن يطول بك العمر فلوددت أني كنت قبلت الرخصة التي أمرني بها رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو موسى حدثنا أبو الوليد حدثنا عكرمة قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه و سلم

باب : ذكر تمني النبي صلى الله عليه و سلم استطاعة صوم يوم و إفطار يومين

2111 - حدثنا أحمد بن عبدة أنا حماد ـ يعني ابن زيد ـ حدثنا غيلان بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة قال : قال عمر لرسول الله صلى الله عليه و سلم : فكيف بمن يصوم يومين و يفطر يوما قال : و يطيق ذلك أحد ؟ قال : فكيف بمن يصوم يوما و يفطر يوما ؟ قال : ذاك صوم داوود قال : فكيف بمن يصوم يوما و يفطر يومين ؟ قال : وددت أني طوقت ذلك
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : فضل الصوم في سبيل الله و مباعدة الله المرء يصوم يوما في سبيل الله عن النار سبعين خريفا بذكر خبر مجمل غير مفسر

2112 - حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد ـ يعني ابن عبد الله ـ عن سهيل و هو ابن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش الأنصاري عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يصوم يوما عبد في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا

باب : ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن يصوم اليوم الذي ذكرناه في سبيل الله إنما باعد الله صائمه به عن النار أنه إذا صامه ابتغاء وجه الله إذ الله جل و علا لا يقبل من الأعمال إلا ما كان له خالصا

2113 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ابتغاء وجه الله إلا باعد الله وجهه وبين النار سبعين خريفا
قال الألباني : إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح

باب : فضل اتباع صيام رمضان بصيام ستة أيام من شوال فيكون كصيام السنة كلها

2114 - حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد العزيز ـ يعني ابن محمد الداروردي ـ عن صفوان بن سليمان و سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من صام رمضان ثم أتبعه ستة أيام من شوال فكأنما صام الدهر

باب : ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أعلم أن صيام رمضان و ستة أيام من شوال يكون كصيام الدهر إذ الله عز و جل جعل الحسنة بعشر أمثالها أو يزيد إن شاء الله جل و عز

2115 - حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم و الحسين بن نصر بن المبارك المصريان قالا : حدثنا يحيى بن حسان حدثنا يحيى بن حمزة عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : صيام رمضان بعشرة أشهر و صيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة يعني رمضان و ستة أيام بعده
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : استحباب صوم الاثنين و يوم الخميس و تحري صومهما اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه و سلم

2116 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عاصم عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يصوم يوم الاثنين و الخميس
قال الألباني : حديث صحيح لغيره

باب : استحباب صوم يوم الاثنين إذ النبي صلى الله عليه و سلم ولد يوم الاثنين و فيه أوحي إليه و فيه مات صلى الله عليه و سلم

2117 - حدثنا محمد بن بشار و أبو موسى قالا : حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة ح و حدثنا بندار أيضا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة ح و حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن مهدي بن ميمون كلهم عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني ـ يعني عن أبي قتادة الأنصاري ـ قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل عليه عمر فقال : يا نبي الله صوم يوم الاثنين ؟ قال : يوم ولدت فيه و يوم أموت فيه هذا حديث قتادة
و في حديث وكيع : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يذكر عمر و قال : فيه ولدت و فيه أوحي إلي

2118 - و حديث شعبة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن صومه فغضب و سئل عن صوم الاثنين و الخميس قال : ذاك يوم ـ يعني الاثنين ـ ولدت فيه و بعثت فيه أو قال : أنزل علي فيه
و في حديث شعبة : سمع عبد الله بن معبد الزماني

باب : في استحباب صوم يوم الاثنين و الخميس أيضا لأن الأعمال فيهما تعرض على الله عز و جل

2119 - حدثنا سعيد بن أبي يزيد وراق الفريابي حدثنا محمد ابن يوسف حدثني أبو بكر بن عياش عن عمر بن محمد حدثني شرحبيل بن سعد عن أسامة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم الاثنين و الخميس و يقول : إن هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال
قال الألباني : إسناده ضعيف لكن يشهد له ما بعده

2120 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالك بن أنس أخبره عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين و يوم الخميس فيغفر لكل مؤمن إلا عبد بينه و بين أخيه شحناء فيقول : اتركوا أو ارجئوا هذين حتى يفيئا
قال أبو بكر : هذا الخبر في مؤطأ مالك موقوف غير مرفوع و هو في موطأ ابن وهب مرفوع صحيح

باب : فضل صوم يوم واحد من كل شهر و إعطاء الله عز و جل صائم يوم واحد من الشهر مع الدليل على أن الله لم يرد بقوله : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } أنه لا يعطى بالحسنة الواحدة أكثر من عشر أمثالها إذ النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم المبين عنه عز و جل قد أعلم أن الله يعطي بصوم يوم واحد جزاء شهر تام

2121 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثني أبي حدثنا شعبة عن زياد بن فياض عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألته عن الصوم فقال : صم يوما من الشهر و لك أجر ما بقي

باب الأمر بصوم ثلاثة أيام من كل شهر استحبابا لا إيجابا

2122 - حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا محمد ـ و هو ابن أبي حرملة ـ عن عطاء بن يسار عن أبي ذر قال : أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن إن شاء الله أبدا أوصاني بصلاة الضحى و بالوتر قبل النوم و بصوم ثلاثة أيام من كل شهر

2123 - حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا عبد الوارث ـ يعني ابن سعيد العنبري ـ عن أبي التياح عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة قال : أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم بثلاث : صوم ثلاثة أيام من كل شهر و الوتر قبل النوم و ركعتي الضحى

باب : ذكر الدليل على أن الأمر بصوم الثلاث من كل شهر أمر ندب لا أمر فرض

2124 - قال أبو بكر : في خبر طلحة بن عبيد الله : في مسألة الأعرابي النبي صلى الله عليه و سلم عن الإسلام قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم : و صوم رمضان قال : هل علي غيره ؟ قال : لا إلا أن تطوع

2125 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي و شعيب قالا : أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هند أن مطرفا ـ من بني عامر بن صعصعة ـ حدثه : أن عثمان بن أبي العاص الثقفي دعا له بلبن يسقيه فقال مطرف : إني صائم فقال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال و سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : صيام حسن صيام ثلاثة أيام من الشهر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر تفضل الله عز و جل على الصائم ثلاثة أيام من كل شهر بإعطائه أجر صيام الدهر بالحسنة الواحدة عشر أمثالها

2126 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا غيلان بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة ح و حدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير سمع عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر
هذا لفظ حديث شعبة
و في حديث حماد بن زيد : صوم ثلاثة أيام من كل شهر و رمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله
قال أبو بكر : أخبار أبي هريرة و عبد الله بن عمرو في هذا المعنى خرجه في كتاب الكبير
قال : وفي خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو : فإن كل حسنة بعشر أمثالها فإن ذاك صيام الدهر كله و كذاك في خبر أبي عثمان عن أبي ذر قال : و تصديق ذلك في كتاب الله { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }

باب استحباب صيام هذه الأيام الثلاثة من كل شهر أيام البيض منها

2127 - حدثنا عبد الجبار بن عبد الأعلى حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال : قال عمر : من حاضرنا يوم القاحة ؟ قال أبو ذر : أنا شهدت النبي صلى الله عليه و سلم أتي بأرنب و قال مرة : جاء أعرابي بأرنب فقال الذي جاء بها : إني رأيتها كأنها تدمى فكان النبي صلى الله عليه و سلم يأكل منها فقال لهم : كلوا فقال رجل : إني صائم قال : و ما صومك ؟ فأخبره قال : فأين أنت عن البيض الغر ؟ قال : و ما هن ؟ قال : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة
و حدثنا عبد الجبار حدثنا سفيان حدثني عمر بن عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر بمثله
قال أبو بكر : قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير و بينت أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب و روى عن ابن الحوتكية القصتين جميعا
قال الألباني : إسناده ضعيف ابن الحوتكية - واسمه يزيد - لا يعرف كما قال الذهبي لكن الجملة الأخيرة منه في صيام الثلاثة أيام صحيح يشهد له ما بعده

2128 - حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة قال : سمعت أبا ذر بالربذه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا صمت من الشهر فصم ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب : إباحة صوم هذه الأيام الثلاثة من كل شهر أول الشهر مبادرة يصومها خوف أن لا يدرك المرء صومها أيام البيض

2129 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داوود حدثنا شيبان ابن عبد الرحمن النحوي عن عاصم عن زر عن عبد الله : عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر و يكون من صومه يوم الجمعة
قال أبو بكر : هذا الخبر يحتمل أن يكون كخبر أبي عثمان عن أبي هريرة : أوصاني خليلي بثلاث : صوم ثلاثة أيام من أول الشهر و أوصى بذلك أبا هريرة و يصوم أيضا أيام البيض فيجمع صوم ثلاثة أيام من الشهر مع صوم أيام البيض و يحتمل أن يكون معنى فعله و ما أوصى به أبو هريرة من صوم الثلاثة أيام من أول الشهر مبادرة بهذا الفعل بدل صوم الثلاثة أيام البيض إما لعلة من مرض أو سفر أو خوف نزول المنية
قال الألباني : إسناده حسن للخلاف المعروف في عاصم وهو ابن بهدلة

باب ذكر الدليل على أن صوم ثلاثة أيام من كل شهر يقوم مقام صيام الدهر كان صوم الثلاثة أيام من أول الشهر أو من وسطه أو من آخره قال أبو بكر : في خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو فإن كل حسنة بعشر أمثالها

2130 - فحدثنا محمد بن الأعلى الصنعاني حدثنا خالد ـ يعني ابن الحارث ـ حدثنا شعبة عن يزيد ـ و هو الرشك ـ عن معاذة قالت : سألت عائشة أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من الشهر أو من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت : نعم قالت : من أيه ؟ قالت : لم يكن ببالي من أيه صام
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر إيجاب الله عز و جل الجنة للصائم يوما واحدا إذا جمع مع صومه صدقة و شهود جنازة و عيادة مريض

2131 - حدثنا العباس بن يزيد البحراني أملى ببغداد حدثنا مروان بن معاوية حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟ فقال أبو بكر : أنا فقال : من أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر : أنا فقال : من تبع منكم اليوم جنازة ؟ فقال أبو بكر : أنا قال : من عاد منكم مريضا ؟ قال أبو بكر : أنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة
قال أبو بكر : هذا الخبر من الجنس الذي بينت في كتاب الإيمان فلو كان في قوله صلى الله عليه و سلم : من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة دلالة على أن جميع الإيمان قول لا إله إلا الله لكان في هذا الخبر دلالة على أن جميع الإيمان صوم يوم و إطعام مسكين و شهود جنازة و عيادة المريض لكن هذه فضائل لهذه الأعمال لا كما يدعي من لا يفهم العلم و لا يحسنه

باب : في صفة صوم النبي صلى الله عليه و سلم خلا ما تقدم ذكرنا له بذكر خبر مجمل غير مفسر

2132 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا سالم بن نوح حدثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق قال : سألت عائشة : هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي الضحى ؟ قال : لا إلا أن يجيء من مغيبه و سألتها هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم شهرا تاما ؟ قالت : لا و الله ما صام شهرا تاما غير رمضان حتى مضى لسبيله و ما مضى شهر حتى يصيب منه و ما أفطره حتى يصيب منه و سألتها هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي مع السحر ؟ قالت : لا و لا المصلين
قال أبو بكر : تعني الذين يصلون بالليل الكثير

باب : ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها و الدليل على أن عائشة إنما أرادت : النبي صلى الله عليه و سلم لم يصم شهرا تاما غير رمضان شهر شعبان الذي كان يصل صومه بصوم رمضان قال أبو بكر : قد أمليت خبر أبي سلمة و عائشة في مواصلة النبي صلى الله عليه و سلم صوم شعبان برمضان

2133 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي و بحر بن نصر قالا : حدثنا ابن وهب حدثنا أسامة بن زيد الليثي أن محمد بن إبراهيم حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن : أنه سأل عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : كان يصوم حتى نقول : لا يفطر و يفطر حتى نقول : لا يصوم و كان يصوم شعبان أو عامة شعبان

باب : ذكر ذكر صوم أيام متتابعة من الشهر و إفطار أيام متتابعة بعدها من الشهر

2134 - حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل ـ يعني ابن جعفر ح و حدثنا أبو موسى حدثنا خالد ـ يعني بن الحارث ـ قالا : حدثنا حميد قال : سئل أنس بن مالك : عن صوم النبي صلى الله عليه و سلم فقال : كان يصوم من الشهر حتى نرى أنه لا يريد يفطر منه شيئا و يفطر من الشهر حتى نرى أنه لا يريد يصوم منه شيئا و كنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته و لا نائما إلا رأيته
هذا حديث إسماعيل بن جعفر
و في حديث خالد بن الحارث : سئل أنس عن صلاة النبي صلى الله عليه و سلم و صومه تطوعا

2135 - أخبرنا ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال : و أخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى أعرف عنه و يفطر حتى أقول : ما هو بصائم و كان أكثر صيامه في شعبان
قال الألباني : إسناده حسن لذاته صحيح لغيره

باب : ذكر ما أعد الله جل و علا في الجنة من الغرف لمداوم صيام التطوع إن صح الخبر فإن في القلب من عبد الرحمن بن إسحق أبي شيبة الكوفي و ليس هو بعبد الرحمن بن إسحاق الملقب بعباد الذي روى عن سعيد المقبري و الزهري و غيرهما هو صالح الحديث مدني سكن واسط ثم انتقل إلى البصرة و لست أعرف ابن معانق و لا أبا معانق الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير

2136 - قال أبو بكر : أما خبر عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة فإن ابن المنذر حدثنا قال : حدثنا ابن فضيل حدثنا عبد الرحمن ابن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها و بطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال : يا رسول الله لمن هي ؟ قال : هي لمن قال طيب الكلام و أطعم الطعام و أدام الصيام و قام لله بالليل و الناس نيام
قال الأعظمي : إسناده ضعيف عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف

2137 - و أما خبر يحي بن أبي كثير قال الحسن بن مهدي حدثنا قال : حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ابن معانق أو أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن في الجنة لغرفة قد يوكل ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام و ألين الكلام و تابع الصيام و صلى بالليل و الناس نيام
قال الألباني : إسناده حسن لغيره

باب ذكر صلاة الملائكة عند أكل المفطرين عنده

2138 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حبيب بن زيد عن مولاة يقال لها : ليلى عن جدته أم عمارة بنت كعب ـ يعني جدة حبيب بن زيد ـ : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها و هي صائمة فقربت إليه طعاما فقال : تعالي فكلي فقالت : إني صائمة فقال النبي صلى الله عليه و سلم : الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة
قال الألباني : إسناده ضعيف وبيانه في الضعيفة 1332

2139 - حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى ـ يعني ابن يونس ـ عن شعبة عن حبيب أو حبيب الأنصاري ـ شك علي ـ قال : سمعت مولاة لنا يقال لها : ليلى عن جدته أم عمارة بنت كعب : بمثله سواء
و زاد حت يفرغوا أو يقضوا أكله شعبة شك قال علي : قال وكيع : حبيب
قال الألباني : إسناده ضعيف أيضا

2140 - حدثنا علي بن حجر قال : أخبرنا شريك عن حبيب بن زيد عن ليلى عن مولاتها : عن النبي صلى الله عليه و سلم : الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة حتى يمسي

باب : الرخصة في صوم التطوع و إن لم يجمع المرء على الصوم من الليل و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد بقوله : لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل صوم الواجب دون صوم التطوع

2141 - حدثنا الحسن بن محمد و أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي حدثنا روح حدثنا شعبة عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب طعامنا فجاء يوما فقال : هل عندكم من ذلك الطعام ؟ فقلت : لا فقال : إني صائم

2142 - قال أبو بكر : قد ذكرنا أخبار النبي صلى الله عليه و سلم في صيام عاشوراء و أمره بالصوم من لم يجمع صيامه من الليل في أبواب صوم عاشوراء

باب إباحة الفطر في صوم التطوع بعد مضي بعض النهار و المرء ناو للصوم
فيما مضى من النهار

2143 - حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا محمد بن سعيد حدثنا طلحة بن يحيى قال : قال : حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين ح و حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة : عن عائشة أم المؤمنين قالت : دخل النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال : هل عندكم شيء ؟ قلنا : لا قال : فإني إذا صائم قالت : ثم جاء يوما آخر فقلنا : يا رسول الله أهدي لناحيس فخبأنا لك فقال : أدنيه فقد أصبحت صائما فأكل هذا حديث وكيع
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر الدليل على أن الفطر في صوم التطوع بعد دخوله فيه مجمعا على صوم
ذلك اليوم خلاف مذهب من رأى إيجاب إعادة صوم ذلك اليوم عليه

2144 - حدثنا محمد بن بشار عن جعفر بن عون ح و حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جعفر بن عون العمري حدثنا أبو عيسى عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم آخا بين سلمان و أبا الدرداء فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فوجد أم الدرداء متبذلة فقال لها : ما شأنك ؟ فقالت : إن أخاك ليست له حاجة في الدنيا زاد يوسف : يصوم النهار و يقوم الليل قالا : فلما جاء أبو الدرداء فرحب به و قرب إليه طعاما فقال له : كل فقال : أولست أطعم ؟ فقال : ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل معه وبات عنده فلما كان آخر الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فحبسه سلمان فلما كان عند الفجر قال : قم الآن فقاما فصليا فقال له سلمان : إن لربك عليك حقا و لنفسك عليك حقا و لأهلك و لضيفك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه فأما النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال : صدق سلمان الفارسي

باب تمثيل الصوم في الشتاء بالغنيمة الباردة و الدليل على أن الشيء قد
يشبه بما يشبهه في بعض المعاني لا في كلها

2145 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب العبسي عن مالك بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء
قال الأعظمي : إسناده ضعيف غير مقبول

جماع أبواب ذكر الأيام و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم قد
ينهى عن الشيء و يسكت عن غيره غير مبيح لما سكت عنه إن النبي صلى الله عليه و سلم قد زجر عن صوم يوم الفطر و يوم النحر في الأخبار التي رويت عنه في النهي عن صومهما و لم يكن في نهيه عن صومهما إباحة صوم أيام التشريق إذ قد نهى أيضا عن صوم أيام التشريق في غير هذه الأخبار التي نهى فيها عن صوم يوم الفطر و يوم الأضحى

2146 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال : شهد عندي رجال مرضيون فيهم عمر و أرضاهم عندي عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس و لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس و نهى عن صوم يومين : يوم الفطر و يوم النحر
حدثنا عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله

باب : النهي عن صوم أيام التشريق بدلالة بتصريح نهي

2147 - حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري و محمد بن يحيى القطعي قالا : حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن إسحاق عن حكم ابن حكيم بن عباد بن حنيف عن مسعود بن الحكم عن أمه أنها حدثته قالت : كأني أنظر إلى علي على بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم البيضاء في شعب الأنصار و هو يقول : أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إنها ليست أيام صوم إنها أيام أكل و شرب
قال الألباني : إسناده حسن لولا عنعنة ابن اسحق لكن الحديث صحيح فإن له طرقا أخرى وشواهد

باب : الزجر عن صيام أياك التشريق بتصريح نهي

2148 - حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن عاصم بن سليمان عن المطلب : قال : دعا أعرابيا إلى طعامه و ذلك بعد يوم النحر فقال الأعرابي : إني صائم فقال : إني سمعت عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني ينهى عن صيام هذه الأيام

2149 - أخبرني ابن عبد الحكم أن أباه و شعيبا أخبراهم قالا : أخبرنا الليث عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي مرة مولى عقيل : أنه دخل هو و عبد الله على عمرو بن العاص و ذلك الغد أو بعد الغد من يوم الأضحى فقرب إليهم عمرو طعاما فقال عبد الله : إني صائم فقال له عمرو : أفطر فإن هذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر بفطرها و ينهى عن صيامها فأفطر عبد الله فأكل و أكلت معه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر النهي عن صيام الدهر من غير ذكر العلة التي لها نهي عنه

2150 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون و أبو داوود قالا : حدثنا شعبة عن قتادة عن مطرف عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من صام الدهر ما صام و ما أفطر أو لا صام و لا أفطر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2151 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن علية أخبرنا الجريري عن أبي العلاء بن الشخير و حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل ـ يعني ابن علية ـ عن سعيد بن أياس الجريري عن يزيد بن عبد الله الشخير عن مطرف عن عمران بن حصين قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم : إن فلانا لا يفطر نهار الدهر قال : لا صام و لا أفطر
قال أبو بكر : النهي عن الصلاة قتادة عن أبي العالية مشهور و أما في الصوم فقتادة عن أبي العالية فهو غريب
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر العلة التي لها زجر النبي صلى الله عليه و سلم عن صوم الدهر

2152 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء و سعيد بن عبد الرحمن قالا : حدثنا سفيان عن عمر عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألم أخبر أنك تقوم الليل و تصوم النهار ؟ قلت إني لأفعل قال : و لا تفعل فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك و نفهت نفسك و إن لنفسك حقا و لأهلك حقا و لعينك حقا فنم و قم و صم و أفطر معنى واحدا
هذا حديث عبد الجبار و لم يقل المخزومي : و لا تفعل

باب الرخصة في صوم الدهر إذا أفطر المرء الأيام التي زجر عن الصيام فيهن

2153 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن سليمان بن يسار عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال : كنت أسرد الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إني أصوم و لا أفطر أفأصوم في السفر ؟ قال : إن شئت فصم و إن شئت فأفطر
قال أبو بكر : خرجت طرق هذا الخبر في غير هذا الموضع
قال : إسناده ضعيف لعنعنة ابن اسحق لكن يقويه الطريق الآتية عن عائشة

باب فضل صيام الدهر إذا أفطر الأيام التي زجر عن الصيام فيها

2154 - حدثنا محمد بن بشار و أبو موسى قالا : حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي تميمة عن الأشعري ـ يعني أبا موسى ـ : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هذا و عقد تسعين
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2155 - حدثنا موسى و محمد بن عبد الله بن بزيع قالا : حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي موسى الأشعري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الذي يصوم الدهر تضيق عليه جهنم تضيق هذه و عقد تسعين قال ابن بزيع : في الذي يصوم الدهر و قال : و عقد التسعين
سمعت أبا موسى يقول : اسم أبي تميمة طريف بن مجالد سمعه من مسلمة بن الصلت الشيباني عن جهضم الهجيمي
قال أبو بكر : لم يسند هذا الخبر عن قتادة غير أن ابن أبي عدي عن سعيد
قال أبو بكر : سألت المزني عن معنى هذا الحديث فقال : يشبه أن يكون عليه معناه أي : ضيقت عنه جهنم فلا يدخل جهنم و لا يشبه أن يكون معناه غير هذا لأن من ازداد لله عملا و طاعة ازداد عند الله رفعة و عليه كرامة و إليه قربة هذا معنى جواب المزني
قال الأعظمي : إسناده صحيح
علق الألباني على تأويل المصنف بقوله : هذا المعنى غير متبادر من قوله صلى الله عليه و سلم " ضيقت عليه " بل العكس هو الظاهر أي ضيقت عليه تعذيبا له وهذا هو الموافق للأحاديث المتقدمة في النهي عن صوم الدهر وأن من صام الدهر فلا صام ولا أفطر فإذا لم يكن صائما شرعا فكيف يزداد به عند الله طاعة ورفعة وكرامة ؟

2156 - حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني حدثنا ابن وهب قال : و حدثني معاوية بن صالح يحدث عن عامر بن جشيب أنه سمع زرعة بن ثوب يقول : سألت عبد الله بن عمر عن صيام الدهر فقال : كنا نعد أولئك فينا من السابقين قال : و سألته عن صيام يوم و فطر يوم فقال : لم يدع ذلك لصائم مصاما و سألته عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر قال : صام ذلك الدهر و أفطره
قال الألباني : إسناده فيه ضعف زرعة بن ثوب أورده ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا

باب : ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه و سلم في النهي عن صوم يوم الجمعة مجملة غير مفسرة

2157 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء و سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا : حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار أخبرني يحيى بن جعدة أنه سمع عبد الله بن عمرو القاري يقول أبا هريرة يقول : ـ و هو يطوف بالبيت ـ و رب الكعبة ما أنا نهيت عن صيام يوم الجمعة محمد صلى الله عليه و سلم ـ و رب الكعبة ـ نهى عنها
قال سعيد : عن يحيى بن جعدة عن عبد الله بن عمرو القاري و لم يقل : و هو يطوف بالبيت
قال الألباني : رجاله ثقات غير عبد الله بن عمرو القاري فلم أجد من وثقه وقال الحافظ مقبول يعني عند المتابعة ثم رأيته ذكر في التعجيل أن ابن حبان ذكره في الثقات وأن مسلما أخرج له والحديث أخرجه أحمد 2 / 348 ثنا سفيان به فالسند صحيح وتابعه محمد بن بن جعفر المخزومي عن أبي هريرة أخرجه أحمد 2 / 392

باب : ذكر الخبر المفسر في النهي عن صيام يوم الجمعة و الدليل على أن النهي عنه إذا أفرد يوم الجمعة بالصيام من غير أن يصام قبله أو بعده

2158 - حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبو نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تصوموا يوم الجمعة إلا و قبله يوم أو بعده يوم

2159 - رواه البخاري عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه : ـ

2160 - و مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة و يحيى بن يحيى عن أبي معاوية عن الأعمش : ـ

باب : الدليل على أن يوم الجمعة يوم عيد و أن النهي عن صيامه إذ هو عيد و الفرق بين الجمعة و بين العيدين الفطر و الأضحى إذا جاء بنهي صومهما مفردا و لا موصولا بصيام قبل و لا بعد

2161 - حدثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا عبد الرحمن عن معاوية عن أبي بشر عن عامر بن لدين الأشعري عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده
قال أبو بكر : أبو بشر هذا شامي ليس بأبي بشر جعفر بن أبي وحشية صاحب شعبة و هشيم
قال الأعظمي : إسناده ضعيف أبو بشر مجهول

باب أمر الصائم يوم الجمعة مفردا بالفطر بعد مضي بعض النهار

2162 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي و عبد الأعلى عن سعيد ح و حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا خالد ـ يعني ابن الحارث ـ حدثنا سعيد ح و حدثنا هارون بن إسحاق حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد الله ابن عمرو : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على جويرية بنت الحارث و هي صائمة يوم الجمعة فقال : أصمت أمس ؟ قالت : لا قال : فتصومين غدا ؟ قالت : لا قال : فأفطري
و قال هارون : أتريدين الصيام غدا ؟

باب النهي عن صوم يوم السبت تطوعا إذا أفرد بالصوم بذكر خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص و أحسب أن النهي عن صيامه إذ اليهود تعظمه و قد اتخذته عيدا بدل الجمعة

2163 - حدثنا محمد بن معمر القيسي حدثنا أبو عاصم حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن أخته ـ و هي الصماء ـ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم و إن لم يجد أحدكم إلا عود عنبة أو لحاء شجرة فليمضغها

2164 - حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية ـ و هو ابن صالح ـ عن عبد الله بن بسر عن أبيه عن عمته الصماء أخت بسر أنها كانت تقول : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيام يوم السبت و يقول : إن لم يجد أحدكم إلا عودا أخضرا فليفطر عليه
قال أبو بكر : خالف معاوية بن صالح ثور بن يزيد في هذا الإسناد فقال ثور عن أخته يريد أخت عبد الله بن بسر قال معاوية : عن عمته الصماء أخت بسر عمة أبيه عبد الله بن بسر لا أخت أبيه عبد الله ابن بسر
قال الألباني : إسناده صحيح وقد أعل بالاضطراب وليس بقادح وله طرق أخرى سالمة من الاضطراب ودعوى النسخ لا دليل عليها

باب ذكر الدليل على أن النهي عن صوم يوم السبت تطوعا إذا أفرد بصوم لا
إذا صام صائم يوما قبله أو يوما بعده

2165 - قال أبو بكر : في أخبار النبي صلى الله عليه و سلم في النهي عن صوم يوم الجمعة إلا أن يصام قبله أو بعده يوما دلالة على أنه قد أباح صوم يوم السبت إذا صام قبله يوم الجمعة أو بعده يوما

2166 - حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا زيد ـ يعني ابن الحباب ـ حدثنا معاوية عن أبي بشر عن عامر الأشعري ـ و هو ابن لدين ـ أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : الجمعة عيد فلا تجعلوا يوم الجمعة صياما إلا أن يصام قبله أو بعده
قال أبو بكر : فقد رخص رسول الله صلى الله عليه و سلم في صوم يوم السبت إذا صام صائم يوم الجمعة قبله
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب الرخصة في يوم السبت إذا صام يوم الأحد بعده

2167 - حدثنا أحمد بن منصور المروزي حدثنا سلمة بن سليمان أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر ابن علي عن أبيه أن كريبا مولى ابن عباس أخبره : أن ابن عباس و ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثوني إلى أم سلمة أسألها الأيام كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر لها صياما قالت : يوم السبت و الأحد فرجعت إليهم فأخبرتهم و كأنهم أنكروا ذلك فقاموا بأجمعهم إليها فقالوا : إنا بعثنا إليك هذا في كذا و كذا و ذكر أنك قلت كذا و كذا فقالت : صدق إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت و الأحد كان يقول : إنهما يوما عيد للمشركين و أنا أريد أن أخالفهم
قال الألباني : إسناده حسن

باب النهي عن صوم المرأة تطوعا بغير إذن زوجها إذا كان زوجها حاضرا غير غائب عنها يذكر خبر لفظه خاص مراده عاد من لجنس الذي نقول : إن الأمر إذا كان لعلة فمتى كانت العلة قائمة كان الأمر واجبا

2168 - حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بلغ به : لا تصوم المرأة يوما من غير شهر رمضان و زوجها شاهد إلا بإذنه
قال أبو بكر : قول صلى الله عليه و سلم : من غير شهر رمضان من الجنس الذي نقول : إن الأمر إذا كان لعلة فمتى كانت العلة قائمة و الأمر قائم و النبي صلى الله عليه و سلم لما أباح للمرأة صوم شهر رمضان بغير إذن زوجها إذ صوم رمضان واجب عليها كان كل صوم صوم واجب مثله جائز لها أن تصوم بغير إذن زوجها و لهذه المسألة كتاب مفرد قد بينت الأمر الذي هو لعنة و الزجر الذي هو لعلة
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر أبواب ليلة القدر و التأليف بين الأخبار المأثورة عن النبي صلى الله عليه و سلم فيها ما يحسب كثيرا من حملة العلم ممن لا يفهم صناعة العلم أنها متهاترة متنافية و ليس كذلك هي عندنا بحمد الله و نعمته بل هي مختلفة الألفاظ متنفقة المعنى على ما سأبينه إن شاء الله

باب : ذكر داوم ليلة القدر في كل رمضان إلى قيام الساعة و نفي انقطاعها ينفي الأنبياء

2169 - حدثنا محمد بن رافع حدثنا أبو عاصم عن الأوزاعي عن مرثد و أبو مرثد ـ شك أبو عاصم ـ عن أبيه قال : لقينا أبا ذر و هو عند الجمرة الوسطى فسألته عن ليلة القدر فقال : ما كان أحد بأسأل لها رسول الله مني قلت : يا رسول الله ليلة القدر أنزلت على الأنبياء بوحي إليهم فيها ثم ترجع ؟ فقال : بل هي إلى يوم القيامة فقلت : يا رسول الله أيتهن هي ؟ قال : لو أذن لي لأنبأتكم و لكن التمسوها في السبعين و لا تسألني بعدها قال ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس فجعل يحدث فقلت : يا رسول الله في أي السبعين هي ؟ فغضب علي غضبة لم يغضب علي قبلها و لا بعدها مثلها ثم قال : ألم أنهك أن تسألني عنها لو أذن لي لأنبأتكم بها و لكن لا آمن أن تكون في السبع الآخر
قال الألباني : إسناده ضعيف مرثد وهو ابن عبد الله الزماني قال الذهبي : فيه جهالة ذكره العقيلي وقال لا يتابع على حديثه وما روى عنه سوى ولده مالك . وأخرجه أحمد 5 / 171 والحاكم والبيهقي 4 / 307 وصححه الحاكم والذهبي على شرط مسلم وهو من أوهامهما فإن مالكا وابنه لم يخرج لهما مسلم شيئا مع جهالة الأب كما تقدم

باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر هي في رمضان من غير شك و لا ارتياب في
غيره ضد قول من زعم أن الحالف آخر يوم من شعبان أن امرأته طالق أو عبده حر أو أمته حرة ليلة القدر أن الطلاق و العتق غير واقع إلى مضي السنة من يوم حلف لأنه زعم لا يدري ليلة القدر هي في رمضان أو في غيره لقول ابن مسعود : من يقم الحول يصبها

2170 - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن ـ يعني ابن مهدي ـ حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك الحنفي حدثني مالك بن مرثد عن أبيه قال : سألت أبا ذر قال : قلت : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ليلة القدر ؟ فقال : أنا كنت أسأل الناس عنها قال : قلت يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان أو في غيره ؟ فقال : بل هي في رمضان قال قلت : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي إلى يوم القيامة ؟ قال : لا بل هي إلى يوم القيامة قال قلت : يا رسول الله في أي رمضان هي ؟ قال : التمسوها في العشر الأول و العشر الأخير قال : ثم حدث رسول الله صلى الله عليه و سلم و حدث فاهتبلت غفلته فقلت : يا رسول الله أقسمت عليك لتخبرني أو لما أخبرتني في أي العشرين هي ؟ قال : فغضب علي ما غضب علي مثله قبله و لا بعده ثم قال : إن الله لو شاء أطلعكم عليها التمسوها في السبع الأواخر
قال الألباني : إسناده ضعيف لجهالة مرثد كما تقدم في الذي قبله

باب : ذكر الدليل على أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان خلاف قول من ذكرنا مقالتهم في الباب قبل هذا و الدليل على أن الحالف يوم شهر رمضان قبل غروب الشمس بطرفه بأن امرأته طالق أو عبده حر فهل هلال شوال كان الطلاق أو العتق أو هما لو كان الحلف بهما جميعا واقعا إذ ليلة القدر قد مضت بعد حلفه من غير شك و لا ارتياب إذ هي في العشر الأواخر من رمضان لا قبل و لا بعد

2171 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر ابن سليمان حدثني عمارة بن غزية قال : سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الوسط في قبة تركية على سدتها قطعة من حصير قال : فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكف العشر الوسط ثم أتيت فقيل لي : إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف فاعتكف الناس معه قال و إني أريتها ليلة وتر و إني أسجد صبيحتها في طين و ماء فأصبح في ليلة إحدى و عشرين و قد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين و الماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح و جبهته و أنفه في الماء و الطين و إذا هي ليلة إحدى و عشرين في العشر الأواخر
هذا حديث شريف شريف

باب الأمر بالتماس ليلة القدر و طلبها في العشر الأواخر من رمضان بلفظ
مجمل غير مفسر

2172 - حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عاصم ابن كليب الجرمي عن أبيه عن ابن عباس قال : كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فيقول لي : لا تكلم حتى يتكلموا قال : فدعاهم فسألهم عن ليلة القدر فقال : أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : التمسوها في العشر الأواخر أي ليلة ترونها ؟ قال : فقال بعضهم : ليلة إحدى و قال بعضهم : ليلة ثلاث و قال آخر : خمس و أنا ساكت قال : فقال : ما لك لا تتكلم ؟ قال قلت : إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت قال فقال : ما أرسلت إليك إلا لتتكلم قال : فقلت : أحدثكم برأيي ؟ قال : عن ذلك نسألك قال فقلت : السبع رأيت الله عز و جل ذكر سبع سماوات و من الأرض سبعا و خلق الإنسان من سبع و نبت الأرض سبع قال فقال : هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم ؟ ما هو قولك نبت الأرض سبع ؟ قال : فقلت : إن الله يقول : { ثم شققنا الأرض شقا * فأنبتنا } إلى قوله { و فاكهة و أبا } و الأب نبت الأرض ما يأكله الدواب و لا يأكله الناس قال : فقال عمر : أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه بعد إني و الله ما أرى القول إلا كما قلت و قال : قد كنت أمرتك أن لا تكلم حتى يتكلموا و إني آمرك أن تتكلم معهم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب : ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أمر بطلب ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في الوتر منها لا في الشفع

2173 - حدثنا سلم بن جنادة حدثنا ابن إدريس عن عاصم ابن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال : كان عمر يسألني مع الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان يقول : لا تكلم حتى يتكلموا فسألهم عن ليلة القدر فقال : لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اطلبوها في العشر الأواخر وترا ثم ذكر قصة ابن عباس مع عمر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2174 - حدثنا سلم بن جنادة حدثنا ابن إدريس حدثنا عبد الملك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : مثله إلا أنه قال :
الأب : مما أنبتت الأرض مما لا يأكله الناس و تأكله الأنعام
قال الألباني : إسناده صحيح إن كان سلم بن جنادة حفظه فإنه ثقة ربما خالف كما قال الحافظ وعبد الملك هو ابن أبي سليمان العزرمي وابن إدريس اسمه عبد الله

باب : ذكر الدليل على أن الأمر بطلب ليلة القدر في الوتر مما يبقى من العشر الأواخر لا في الوتر مما يمضي منها

2175 - حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل بن علية عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال : ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال : ما أنا بطالبها إلا في العشر الأواخر بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم و إني سمعته يقول : التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو في سبع بقين أو في خمس بقين أو في ثلاث بقين أو في آخر الليلة فكان لا يصلي في العشرين إلا كصلاته في سائر السنة فإذا دخلت العشر اجتهد
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب ذكر الخبر المفسر للدليل الذي ذكرت في طلب ليلة القدر في الوتر مما
يبقى من العشر الأواخر لا مما يمضي منها

2176 - حدثنا إسحاق بن شاهين أبو بشر الواسطي حدثنا خالد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه و سلم في العشر الأوسط من رمضان و هو يلتمس ليلة القدر قبل أن يتبين له ثم أمر بالبناء فنقض فأبينت له في العشر الأواخر فأمر به فأعيد فخرج إلينا فقال : إنها أبينت لي ليلة القدر و إني خرجت لأبينها لكم فتلاحى رجلان فنسيتها فالتمسوها في التاسعة و السابعة و الخامسة قال : قلت : يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا فأي ليلة التاسعة و السابعة و الخامسة ؟ قال : أجل : و نحن أحق بذاك إذا كانت ليلة إحدى و عشرين فالتي تليها هي التاسعة ثم دع ليلة ثم التي تليها السابعة ثم دع ليلة ثم التي تليها الخامسة أبا سعيد التي تسمونها أربعا و عشرين و ستا و عشرين و اثنتين و عشرين

2177 - حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بمثله و زاد الثالثة
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط البخاري

باب : الدليل على أن الوتر مما يبقى من العشر الأواخر قد يكون أيضا الوتر مما مضى منه إذ الشهر قد يكون تسعا و عشرين

2178 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة ـ و هو ابن عمار ـ حدثني سماك أبو زميل حدثني عبد الله ابن عباس حدثني عمر قال : لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه قلت : يا رسول الله كنت في غرفة تسعة و عشرين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الشهر يكون تسعة و عشرين
قال الألباني : إسناده على شرط مسلم وقد أخرجه في حديث اعتزاله صلى الله عليه و سلم نساءه الطويل من طريق آخر عن عمر بن يونس

باب : ذكر الخبر المفسر للدليل الذي ذكرت إذ النبي صلى الله عليه و سلم قد أمر بطلبها ليلة ثلاث و عشرين مما قد مضى من الشهر و كانت ليلة سابعة مما تبقى

2179 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كم مضى من الشهر ؟ قلنا : مضى اثنان و عشرون و بقي ثمان قال : لا بل بقي سبع قالوا : لا بل بقي ثمان قال : لا بل بقي سبع قالوا : لا بل بقي ثمان قال : لا بل بقي سبع الشهر تسع و عشرون ثم قال بيده حتى عد تسعة و عشرين ثم قال : التمسوها الليلة
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط البخاري

2180 - خبر عبد الله بن أنيس من هذا الباب : التمسوها الليلة و ذلك ليلة ثلاث و عشرين

2181 - خبر أبي سعيد : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم صبيحة إحدى و عشرين و أن جبينه و أرنبة أنفه لفي الماء و الطين من هذا الجنس لأن النبي صلى الله عليه و سلم قد كان أعلمهم أنه رأى أنه يسجد صبيحة ليلة القدر في ماء و طين فكانت ليلة إحدى و عشرين الوتر مما مضى من الشهر فيشبه أن يكون رمضان في تلك السنة كان تسعا و عشرين فكانت تلك الليلة التاسعة مما بقي من الشهر الحادية و العشرين مما مضى منه

باب : ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في الأمر بطلب ليلة القدر في السبع الأواخر من غير ذكر العلة التي لها أمر بالاقتصار على طلبها في السبع دون العشر جميعا

2182 - حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : كان الناس يرون الرؤيا فيقصونها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أرى رؤياكم قد تواطأت على السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر
قال أبو بكر : هذا الخبر يحتمل معنيين أحدهما في السبع الأواخر فمن كان أن يكون صلى الله عليه و سلم لما علم تواطأ رؤيا الصحابة أنها في السبع الأخير في تلك السنة أمرهم تلك السنة بتحريها في السبع الأواخر و المعنى الثاني : أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم إنما أمرهم بتحريها و طلبها في السبع الأواخر إذا ضعفوا و عجزوا عن طلبها في العشر كله

باب ذكر الخبر الدال على صحة المعنى الثاني الذي ذكرت أنه أمر بطلبها في
السبع الأواخر إذا ضعف و عجز طالبها عن طلبها في العشر كله

2183 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عقبة بن حريث قال : سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : التمسوها في العشر الأواخر ـ يعني ليلة القدر ـ فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي

جماع أبواب ـ ذكر الليالي التي كان فيها ليلة القدر في زمن النبي صلى الله عليه و سلم و الدليل على أن ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان في الوتر على ما ثبت

باب : ذكر الدليل على أن ليلة القدر قد كانت في زمن النبي صلى الله عليه و سلم في بعض الشهر ليلة إحدى و عشرين في رمضان

2184 - قال أبو بكر : خبر أبي سعيد الخدري أمليته في غير هذا الموضع

باب ذكر الأمر بطلب ليلة القدر ليلة ثلاث و عشرين إذ جائز أن تكون ليلة القدر في بعض السنين ليلة إحدى و عشرين و في بعض ليلة ثلاث و عشرين

2185 - حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل ـ يعني ابن علية ـ عن محمد بن إسحاق عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أخيه فلان بن عبد الله بن خبيب : قال : جلسنا مع عبد الله بن أنيس في مجلس جهينة في هذا الشهر فقلنا : يا أبا يحيى هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم الليلة المباركة ؟ قال : نعم جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر هذا الشهر فقال له رجل : متى نلتمس هذه الليلة المباركة ؟ قال : التمسوها هذه الليلة ثلاث و عشرين فقال رجل من القوم : تلك إذا أولى ثمان
قال أبو بكر : هذا الرجل الذي لم يسمه ابن علية هو عبد الله ابن عبد الله بن خبيب
قال الألباني : حديث صحيح وإسناده حسن لولا عنعنة ابن اسخق لكنه قد صرح بالتحديث في رواية أحمد وأخرجه هو ومسلم من طريق آخر

2186 - حدثنا ابن عبد الحكم أخبرنا أبي و شعيب قالا : أخبرنا الليث عن زيد بن أبي حبيب عن محمد بن إسحاق عن معاذ ابن عبد الله بن خبيب عن عبد الله بن عبد الله بن خبيب عن عبد الله بن أنيس صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه سئل عن ليلة القدر فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إلتمسوها الليلة و تلك ليلة ثلاث و عشرين فقال رجل يا رسول الله هي إذا أولى ثمان فقال : بل أولى سبع فإن الشهر لا يتم

باب ذكر كون ليلة القدر في بعض السنين إذ ليلة سبع و عشرين إذ ليلة القدر
تنتقل في العشر الأواخر في الوتر على ما ذكرت

2187 - حدثنا أبو موسى و محمد بن بشار قالا : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : حدثنا جابر بن يزيد بن رفاعة عن يزيد ابن أبي سليمان عن زر بن حبيش قال : لولا سفهاؤكم لوضعت يدي في أذني فناديت أن ليلة القدر سبع و عشرون نبأ من لم يكذبني عن نبأ من لم يكذبه يعني أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه و سلم
هذا حديث بندار
و قال أبو موسى : قال : سمعت زر بن حبيش و قال : رمضان في العشر الأواخر في السبع الأواخر قبلها
نبأ من لم يكذبني عن نبأ من لم يكذبه ـ و لم يقل يعني أبي بن كعب ـ عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال الأعظمي : إسناده حسن

2188 - حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا النضر حدثنا شعبة عن عبدة ـ و هو ابن أبي لبابة ـ قال : سمعت زر بن حبيش عن أبي : قال : ليلة القدر إني لأعلمها هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم هي ليلة سبع و عشرين

باب الأمر بطلب ليلة القدر آخر ليلة من رمضان إذ جائز أن يكون في بعض
السنين تلك الليلة

2189 - حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحسن حدثنا علي بن عاصم عن الجريري عن عبد الله بن بريدة عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إلتمسوا ليلة القدر في آخر ليلة
في خبر أبي بكرة : أو في آخر ليلة
قال الألباني : حديث صحيح وهو مخرج في الصحيحة 1471

باب صفة ليلة القدر بنفي الحر و البرد فيها و شدة ضوئها و منعى خروج
شياطينها منها حتى يضيء فجرها

2190 - حدثنا محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي و محمد بن موسى الحرشي قالا : حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا عبد الله ابن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إني كنت أريت ليلة القدر ثم نسيتها و هي في العشر الأواخر من ليتلها و هي لية طلقة بلجة لا حارة و لا باردة
و زاد الزيادي : كأن فيها قمرا يفضح كواكبها و قالا : لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها
قال الأعظمي : إسناده ضعيف
قال الألباني : وهو حديث صحيح لشواهده التالية 2192 و2193 وغيرهما مما خرجته في الضعيفة 4404

باب صفة الشمس عند طلوعها صبيحة ليلة القدر

2191 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن عبدة ابن أبي لبابة و عاصم عن زر قال : قلت لأبي : يا أبا المنذر و حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا سفيان عن عبدة بن أبي لبابة أنه سمع زرا يقول : سأل أبي بن كعب فقلت : إن أخاك ابن مسعود يقول : من يقم الحول يصب ليلة القدر فقال : يC لقد أراد أن لا يتكلوا و لقد علم أنها في شهر رمضان و أنها في العشر الأواخر و أنها ليلة سبع و عشرين قال قلنا : يا أبا المنذر بأي شيء يعرف ذلك ؟ قال : بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الشمس تطلع من ذلك اليوم لا شعاع لها
لم يقل الدورقي : لقد أراد أن لا يتكلوا
حدثنا الدورقي في عقب خبره قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن عاصم عن زر نحوه
و حدثنا الدورقي حدثنا سفيان عن أبي خالد عن زر نحوه

باب حمرة الشمس عند طلوعها و ضعفها صبيحة ليلة القدر و الاستدلال بصفة
الشمس على ليلة القدر إن صح الخبر فإن في القلب من حفظ زمعة

2192 - حدثنا بندار حدثني أبو عامر حدثنا زمعة عن سلمة ـ هو ابن وهرام ـ عن عكرمة عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه و سلم في ليلة القدر : ليلة طلقة لا حارة و لا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة
قال الألباني : حديث صحيح لشواهده كما سبق

باب الدليل على أن الشمس لا يكون لها شعاع إلى وقت ارتفاعها ذلك اليوم
إلى آخر النهار

2193 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا ـ حماد يعني ابن زيد ـ عن عاصم عن زر قال : قلت لأبي بن كعب : أخبرني عن ليلة القدر فإن صاحبنا ـ يعني ابن مسعود ـ سئل عنها : فقال : من يقم الحول يصبها قال : رحم الله أبا عبد الرحمن لقد علم أنها في رمضان و لكنه كره أن يتكلوا أو أحب أن لا يتكلوا و الله إنها لفي رمضان ليلة سبع و عشرين لا يستثني قال : قلت : يا أبا المنذر أنى علمت ذلك ؟ قال : بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قلت لزر : ما الآية ؟ قال : تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع مثل الطست حتى ترتفع
قال الألباني : إسناده حسن لذاته صحيح لغيره

باب ذكر كثرة الملائكة في الأرض ليلة القدر

2194 - حدثنا عمرو بن علي عن أبي داوود حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليلة القدر ليلة السابعة أو التاسعة و عشرين و إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى
قال الألباني : إسناده حسن وبيانه في الصحيحة 2205

باب ذكر البيان أن المدرك لصلاة العشاء في جماعة ليلة القدر يكون مدركا
لفضيلة ليلة القدر

2195 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الله بن عبد المجيد الحنفي حدثنا فرقد ـ و هو ابن الحجاج ـ قال : سمعت عقبة ـ و هو ابن أبي الحسناء اليماني ـ قال : سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من صلى العشاء الآخرة في جماعة في رمضان فقد أدرك ليلة القدر
قال الألباني : إسناده ضعيف عقبة بن أبي الحسناء مجهول كما قال ابن المديني وأبو حاتم

باب ذكر إنساء الله عز و جل النبي صلى الله عليه و سلم ليلة القدر بعد
رؤيته إياها

2196 - قال أبو بكر : في خبر أبي سلمة عن أبي سعيد : إن كنت أريت القدر ثم أنسيتها

باب ذكر الدليل على أن رؤية النبي صلى الله عليه و سلم ليلة القدر كان في
نوم و في يقظة

2197 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرأيت ليلة القدر ثم أيقظني أهلي فنسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر

باب : ذكر رجاء النبي صلى الله عليه و سلم و ظنه أن يكون رفع علمه ليلة القدر خيرا لأمته من اطلاعهم على علمها إذ الاجتهاد في العمل ليالي طمعا في إدراك ليلة القدر أفضل و أكبر عملا من الاجتهاد في ليلة واحدة خاصة

2198 - حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا حميد عن أنس قال : أخبرني عبادة بن الصامت : أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج بخبر ليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال : إني خرجت لأخبركم ليلة القدر فتلاحى فلان و فلان فرفعت و عسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التسع و السبع و الخمس
قال أبو بكر : فرفعت يعني معرفتي بتلك الليلة

باب مغفرة ذنوب العبد بقيام ليلة القدر إيمانا و احتسابا

2199 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال : حفظته عن الزهري ح و حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي و عمرو بن علي قالا : حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رواية قال : من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

باب استحباب شهود البدوي الصلاة في مسجد المدينة ليلة ثلاث و عشرين من رمضان إذا كان سكنه قرب المدينة تحريا لإدراك ليلة القدر في مسجدها

2200 - حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري حدثنا إسماعيل عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله إني أكون بالبادية و أنا بحمد الله أصلي بها فمرني بليلة أنزلها لهذا المسجد أصليها فيه قال : انزل ليلة ثلاث و عشرين قال : قلت : لابن عبد الله فكيف كان أبوك يصنع ؟ قال : يدخل صلاة العصر ثم لا يخرج حتى يصلي صلاة الصبح ثم يخرج و دابته يعني على باب المسجد فيركبها فيأتي أهله
قال الألباني : إسناده حسن لغيره فقد صرح ابن اسحق بالتحديث عند أبي داود 1380 وابن عبد الله بن أنيس اسمه ضمرة

جماع أبواب ـ ذكر أبواب قيام شهر رمضان

باب ذكر الدليل على أن قيام شهر رمضان سنة النبي صلى الله عليه و سلم
خلاف زعم الروافض الذين يزعمون أن قيام شهر رمضان بدعة لا سنة

2201 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا نوح بن قيس الخزاعي حدثنا نصر بن علي عن النضر بن شيبان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : قلت لأبي سلمة : ألا تحدثنا حديثا سمعته من أبيك سمعه أبوك من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : بلى : أقبل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن رمضان شهر افترض الله صيامه و إني سننت للمسلمين قيامه فمن صامه و قامه إيمانا و احتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
قال أبو بكر : أما خبر من صامه و قامه إلى آخر الخبر فمشهور من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة ثابت لا شك و لا ارتياب في ثبوته أول الكلام و أما الذي يكره ذكره النضر بن شيبان عن أبي سلمة عن أبيه فهذه اللفظة معناها صحيح من كتاب الله عز و جل و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم لا بهذا الإسناد فإني خائف أن يكون هذا الإسناد وهما أخاف أن يكون أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئا و هذا الخبر لم يروه عن أبي سلمة أحد أعلمه غير النضر بن شيبان
قال الأعظمي : إسناده ضعيف ومعناه ثابت

باب الأمر بقيام رمضان أمر ترغيب لا أمر عزم و إيجاب

2202 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أبي سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر بقيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة يقول : من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

باب ذكر مغفرة سالف ذنوب أخر بقيام رمضان إيمانا و احتسابا

2203 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له

باب الصلاة جماعة في قيام شهر رمضان ضد قول من يتوهم أن الفاروق هو أول
من أمر بالصلاة جماعة في قيام شهر رمضان

2204 - حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا زيد بن الحباب عن معاوية قال : حدثني نعيم بن زياد أبو طلحة الأنماري قال : سمعت النعمان بن بشير على منبر حمص يقول : قمنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في شهر رمضان ليلة ثلاث و عشرين إلى ثلث الليل ثم قمنا معه ليلة خمس و عشرين إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع و عشرين حتى ظننا أن لن ندرك الفلاح و كنا نسميه السحور و أنتم تقولون ليلة سابعة ثلاث و عشرين و نحن نقول سابعة سبع و عشرين فنحن أصوب أم أنتم ؟
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما خص القيام بالناس
هذه الليالي الثلاث لليلة القدر فيهن

2205 - حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا زيد حدثنا معاوية حدثني أبو الزاهرية عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال : قام بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في شهر رمضان ليلة ثلاث و عشرين إلى ثلث الليل الأول ثم قال : ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم ثم قام ليلة خمس و عشرين إلى نصف الليل ثم قال : ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم ثم قمنا ليلة سبع و عشرين إلى الصبح
قال أبو بكر : هذه اللفظة : إلا وراءكم هو عندي من باب الأضداد و يريد : أمامكم لأن ما قد مضى هو وراء المرء و ما يستقبله هو أمامه و النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد : ما أحسب ما تطلبون ـ أي ليلة القدر ـ إلا فيما تستقبلون لا أنها في ما مضى من الشهر و هذا كقوله عز و جل : { و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا } يريد : و كان أمامهم
قال الأعظمي : إسناده حسن أبو الزهراوية صدوق أخرجه الإمام أحمد في المسند ( الفتح الرباني 10 / 285 ) وقال البنا : لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد

باب ذكر قيام الليل كله للمصلي مع الإمام في قيام رمضان حتى يفرغ

2206 - حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا محمد بن الفضيل عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير ابن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال : صمنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في رمضان فلم يقم بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة و قام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلت : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو نقلنا بقية ليلتنا هذه ؟ قال : إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر فقام بنا في الثالثة و جمع أهله و نساءه فقام بنا حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح قلت : و ما الفلاح ؟ قال : السحور
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما ترك قيام ليالي رمضان
كله خشية أن يفترض قيام الليل على أمته فيعجزوا عنه

2207 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح ناس يتحدثون بذلك فلما كانت الليلة الثالثة كثر أهل المسجد فخرج فصلى فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فطفق رجال منهم ينادون الصلاة فلا يخرج فكمن رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر قام فأقبل عليهم بوجهه فتشهد فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم و لكني خشيت أن تفترض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمة أمر فيقول : من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان الأمر كذلك في خلافة أبي بكر و صدرا من خلافة عمر حتى جمعهم عمر على أبي ابن كعب و صلى بهم فكان ذلك أول ما اجتمع الناس على قيام رمضان

باب إمامة القارئ الأميين في قيام شهر رمضان مع الدليل على أن صلاة الجماعة في قيام رمضان سنة النبي صلى الله عليه و سلم لا بدعة كما زعمت الروافض

2208 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و إذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال : ما هؤلاء ؟ فقيل : هؤلاء ناس ليس معهم قرآن و أبي بن كعب يصلي بهم و هم يصلون بصلاته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أصابوا ـ أو نعم ما صنعوا ـ
قال الأعظمي : ذكر الحافظ في الفتح 4 / 252 هذه الرواية وقال : ذكره ابن عبد البر وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف . وقال عنه في التقريب : فقيه صدوق كثير الأوهام ... ويفهم من رواية البخاري أنه كان بعض الناس يصلون التراويح جماعة قبل جمعهم عمر على أبي بن كعب ( البخاري : صلاة التراويح - 1 )

باب استحباب صلاة النساء جماعة مع الإمام في قيام رمضان
مع الدليل على أن قيام رمضان في جماعة أفضل من صلاة المرء منفردا في رمضان و إن كان المأمومون قرآء يقرؤون القرآن لا كمن اختار صلاة المنفرد على صلاة الجماعة في قيام رمضان

2209 - قال أبو بكر في خبر أبي هريرة : و قد أعلم النبي صلى الله عليه و سلم أن أبي بن كعب يؤم قوما ليس معهم قرآن فصوب فعلهم فقال : أصابوا أو نعم ما صنعوا !

2210 - و في خبر جبير بن نفير عن أبي ذر : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة
و جاء في الخبر : فقام بنا في الثالثة فجمع أهله و نساءه فقام حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح و بعض أصحابه صلى الله عليه و سلم ممن قد صلى معه قارئ للقرآن ليس كلهم أميين

2211 - ـ : و في قوله صلى الله عليه و سلم : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلته دلالة على أن القارئ و الأمي إذا قاما مع الإمام إلى الفراغ من صلاته كتب له قيام ليلته و كتب قيام ليلة أفضل من كتب قيام بعض الليل

باب في فضل قيام رمضان و استحقاق قائمه اسم الصديقين و الشهداء إذا جمع مع قيامه رمضان صيام نهاره و كان مقيما للصلوات الخمس مؤديا للزكاة شاهدا لله بالوحدانية كان مقرا للنبي صلى الله عليه و سلم بالرسالة

2212 - حدثنا علي بن سعيد التستري أخبرنا الحكم بن نافع عن شعيب ـ يعني ابن أبي حمزة ـ عن عبد الله بن أبي حسين حدثني عيسى بن طلحة عن عمرو بن مرة الجهني قال : جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل من قضاعة فقال له : يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله و صليت الصلوات الخمس و صمت الشهر و قمت رمضان و آتيت الزكاة فقال النبي صلى الله عليه و سلم : من مات على هذا كان من الصديقين و الشهداء
قال الألباني : إسناده صحيح والتستري هو علي بن سعيد بن جرير النسائي مات سنة 56 أو 57 ومائتين

باب ذكر عدد صلاة النبي صلى الله عليه و سلم بالليل في رمضان و الدليل على أنه لم يكن يزيد في رمضان على عدد الركعات في الصلاة بالليل ما كان يصلي من غير رمضان

2213 - حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سفيان عن ابن أبي لبيد ح و حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن أبي لبيد سمع أبا سلمة يقول : سألت عائشة فقلت أي أمه أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بالليل فقالت : كانت صلاته في شهر رمضان و فيما سوى ذلك ثلاث عشرة ركعة
هذا حديث عبد الجبار
و قال أبو هاشم : أتيت عائشة فسألتها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في شهر رمضان فقالت : كانت صلاته ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط الشيخين

باب استحباب إحياء ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان و ترك مجامعة النساء
فيهن و الاشتغال بالعبادة و إيقاظ المرء أهله فيهن

2214 - حدثنا عبد الله بن محمد الزهري و محمد بن الوليد قالا : حدثنا سفيان عن أبي يعفور العبدي عن مسلم ـ و هو ابن صبيح ـ عن مسروق عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا دخل العشر الأواخر من شهر رمضان شد المئزر و أحيا الليل و أيقظ أهله
و قال عبد الله بن محمد الزهري : سمعنا عائشة تقول

باب استحباب الاجتهاد في العمل في العشر الأواخر من شهر رمضان

2215 - حدثنا علي بن معبد حدثنا معلى بن منصور حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره

باب استحباب ترك المبيت على الفراش في رمضان إذ البائت على الفرش أثقل نوما و أقل نشاطا للقيام من النائم على غير الفرش الوطيئة الممهدة في شهر رمضان

2216 - حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب حدثني سليمان ـ و هو ابن بلال ـ حدثني عمرو ـ و هو ابن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل رمضان شد مئزره ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ
قال الألباني : إسناده صحيح لولا عنعنة المطلب بن عبد الله وهو المخزومي قال الحافظ : كثير التدليس والإرسال

جماع أبواب الاعتكاف

باب وقت الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان

2217 - أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن الوليد حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يعتكف صلى الصبح ثم دخل المكان الذي يريد أن يعتكف فيه فإذا أراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان فضرب له خباء و أمرت عائشة فضرب لها خباء و أمرت حفصة فضرب لها خباء فلما رأت زينب خباءها أمرت بخباء فضرب لها فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يعتكف في رمضان فاعتكف في شوال

باب إباحة ضرب القباب في المسجد للاعتكاف فيهن
:

2218 - قال أبو بكر : في خبر عمارة بن غزية حديث أبي سعيد : اعتكف في قبة تركية خرجته في غير هذا الباب

باب في اعتكاف شهر رمضان كله

2219 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال : سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الوسط في قبة تركية على سدتها قطعة حصير فذكر الحديث بطوله قد أمليته قبل

باب الاقتصار في الاعتكاف على العشر الأوسط و العشر الأواخر من رمضان إذ الاعتكاف كله فضيلة لا فريضة و الفضيلة لا تضيق على المرء أن يزيد فيها أو ينقص منها

2220 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد و عبد الوهاب ـ يعني ابن عبد المجيد الثقفي ـ قالا : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال : اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه و سلم العشر الوسط من شهر رمضان فلما أصبح صبيحة عشرين و رجعنا فنام فأري ليلة القدر ثم أنسيها فلما كان العشي جلس على المنبر فخطب الناس فذكر الحديث قال : و من اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فليرجع إلى معتكفه
قال الألباني : إسناده حسن

باب إباحة الاقتصار من الاعتكاف على العشر الأواخر من شهر رمضان دون
العشرين الأولين

2221 - حدثنا أبو الفضل فضالة بن الفضل حدثنا أبو بكر ابن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعتكف في كل رمضان في العشر الأواخر فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف فيه عشرين يوما

باب الرخصة في الاقتصار على اعتكاف السبع الوسط من شهر رمضان دون ما قبله
و ما بعده من رمضان

2222 - حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب حدثني حنظلة بن أبي سفيان أنه سمع سالم بن عبد الله بن عمر يقول : سمعت أبي يقول : جاوز أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم السبع الأوسط من رمضان فقال النبي صلى الله عليه و سلم : من كان منكم متحريا فليتحرها في السبع الأواخر
قال الألباني : إسناده صحيح

باب المداومة على اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان

2223 - حدثنا محمد بن الحسين بن تسنيم حدثنا محمد بن بكر البرساني حدثنا ابن جريج أخبرني الزهري عن حديث عروة و ابن المسيب يحدث عروة عن عائشة و سعيد عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله

باب الاعتكاف في شوال إذا فات الاعتكاف في رمضان لفضل دوام العمل

2224 - حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن عمرة حدثتني عائشة : أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد الاعتكاف فاستأذنته عائشة لتعتكف معه فلما رأته زينب معه فأذنت لها فضربت خباءها فسألتها حفصة تستأذن لها لتعتكف معه فلما رأته زينب ضربت معهن و كانت امرأة غيورا فراى رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبيتهن فقال : ما هذا ؟ البر يردن بهذا ؟ ! فترك الاعتكاف حتى أفطر من رمضان ثم اعتكف في عشر من شوال

باب الاعتكاف في السنة المقبلة إذا فات ذلك لسفر أو علة تصيب المرء

2225 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثنا أبي حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي بن كعب : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف عاما فاعتكف من العام المقبل عشرين ليلة
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2226 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي قال : أنبأنا حميد عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فسافر عاما فلم يعتكف فاعتكف في العام المقبل عشرين ليلة

2227 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي قال : أنبأنا حميد عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف عاما فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الأمر بوفاء نذر الاعتكاف ينذره المرء في الشرك ثم يسلم الناذر قبل
قضاء النذر و إباحة اعتكاف ليلة واحدة في عشر رمضان

2228 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد ـ يعني ابن زيد ـ حدثنا أيوب عن نافع قال : ذكر عند ابن عمر عمرة رسول الله صلى الله عليه و سلم من الجعرانة فقال : لم يعتمر منها قال : و كان على عمر نذر اعتكاف ليلة في الجاهلية فسأل النبي صلى الله عليه و سلم فأمره أن يفي به فدخل المسجد تلك الليلة فذكر الحديث
قال أبو بكر : قد كنت بينت في كتاب الجهاد وقت رجوع النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة بعد فتح حنين و إنما كان اعتكاف عمر هذه الليلة بعد رجوع النبي صلى الله عليه و سلم إعطائها إياه من سبي حنين

2229 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر : أن عمر كان عليه نذر اعتكاف في الجاهلية ليلة فسأل النبي صلى الله عليه و سلم فأمره أن يعتكف و كان النبي صلى الله عليه و سلم قد وهب له جارية من سبى حنين فبينما هو معتكف في المسجد إذ دخل الناس يكبرون فقال : ما هذا ؟ قالوا : رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسل سبي حنين قال : فأرسلوا تلك الجارية
و قال بعض الرواة : في خبر نافع عن ابن عمر عن عمر قال : إني نذرت أن أعتكف يوما فإن ثبتت هذه اللفظة فهذا من الجنس الذي أعلمت أن العرب قد تقول يوما بليلته و تقول ليلة تريد بيومها و قد ثبتت الحجة في كتاب الله عز و جل في هذا
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط مسلم

باب إباحة دخول المعتكف البيت لحاجة الإنسان الغائط و البول

2230 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير و عمرة : أن عائشة كانت إذا اعتكفت في المسجد فدخلت بيتها لحاجة لم تسأل عن المريض إلا و هي مارة قالت عائشة : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن يدخل البيت إلا لحاجة الانسان و كان يدخل علي رأسه و هو في المسجد فأرجله
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ترك دخول المعتكف البيت إلا لحاجة الانسان و إباحة إخراج المعتكف
رأسه من المسجد إلى المرأة لتغسله و ترجله

2231 - أخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال أخبرني يونس و مالك و الليث عن ابن شهاب عن عروة و عمرة : بمثل حديث يونس بن عبد الأعلى سواء غير أنه قال : إلي رأسه

باب الرخصة في ترجيل المرأة الحائض رأس المعتكف و مسها إياه و هي خارجة
من المسجد

2232 - حدثنا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن عروة عن عائشة : عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان معتكفا في المسجد فتجيء عائشة فيخرج رأسه فترجله و هي حائض

باب الرخصة في زيارة المرأة و زوجها في اعتكافه و محادثتها إياه عند
زيارتها إياه

2233 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام ليقلبني و كان مسكنها في دار أسامة فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه و سلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا : سبحان الله يا رسول الله قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم و إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7