كتاب : صحيح ابن خزيمة
المؤلف : محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر السلمي النيسابوري

باب الرخصة في أدب المحرم عبده إذا ضيع مال المولى فاستحق الأدب على ذلك

2679 - ثنا عبد الله بن سعيد الأشج و سلم بن جنادة قال سلم حدثنا ابن إدريس و قال الأشج حدثني عبد الله بن إدريس و كتبه لي و أخرجه إلي قال ثنا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حجاما و إن زمالة رسول الله صلى الله عليه و سلم و زمالة أبي بكر واحدة فنزلنا العرج و كانت زمالتنا مع غلام أبي بكر قالت : فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم و جلست عائشة إلى جنبه و جلس أبي بكر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه و سلم من الشق الآخر و جلست إلى جنب أبي ننتظر غلامه و زمالتنا متى يأتينا فطلع الغلام يمشي ما معه بعيره قال فقال له أبو بكر : أين بعيرك ؟ قال أضلني الليلة قال فقام إليه أبو بكر يضربه و يقول : بعير واحد أضللت و أنت رجل فما يزيد رسول الله صلى الله عليه و سلم على أن يبتسم و يقول أنظروا إلى هذا المحرم و ما يصنع هذا حديث الأشج قال سلم : و كانت زاملتنا و زاملة رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي و يوسف بن موسى قالا ثنا عبد الله بن إدريس أخبرنا محمد بن إسحاق نحوه
قال الدورقي : و كانت زمالة رسول الله صلى الله عليه و سلم و زمالة أبي بكر
و قال يوسف : و كانت زاملة أبي بكر و زاملة رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الأعظمي : إسناده ضعيف لعنعنة ابن اسحق

باب الرخصة في إنشاد المحرم الشعر و الرجز

2680 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أخبرنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة معتمرا قبل أن يفتحها و ابن رواحة يمشي بين يديه و هو يقول :
( خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله )
( ضربا يزيل الهام عن مقيلة و يذهل الخليل عن خليله )
فقال عمر : يا ابن رواحة في حرم الله و بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم تقول هذا الشعر ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : خل عنه يا عمر فو الذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة في لبس المحرم السراويل عند الإعواز من الإزار و الخفين عند عدم وجود النعلين بلفظ مجمل غير مفسر في ذكر الخفين عند عدم وجود النعلين

2681 - ثنا أحمد بن عبدة الضبي و عمران بن موسى القراز و أحمد بن المقدم العجلي قالوا : حدثنا حماد بن زيد ثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد أن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يخطب و يقول : السراويل لمن لا يجد الإزار و الخفان لمن لا يجد النعلين قال : أحمد بن المقدم عن عمرو بن دينار

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها في إباحة لبس الخفين لمن
لا يجد النعلين و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أباح للمحرم لبس الخفين المقطوع أسفل الكعبين لا كلما وقع عليه إسم خف و إن كان فوق الكعبين

2682 - ثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا حماد عن أيوب عن نافع عن عبد الله بن عمر : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بذاك المكان فقال : يا رسول الله ما لا يلبس المحرم من الثياب ؟ قال : لا يلبس القمص و لا السراويل و لا العمامة و لا الخفين إلا أن لا يجد نعلين فليلبسهما أسفل من الكعبين و لا شيئا من الثياب مسه ورس أو زعفران و لا البرنس

2683 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا هشيم أخبرنا ابن عون و ثنا محمد بن هشام ثنا هشيم عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا لم يجد المحرم النعلين فليلبس الخفين و ليقطعهما أسفل من الكعبين
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أباح للمحرم لبس الخفين اللذين هما أسفل من الكعبين لا أنه أباح له لبس الخفين اللذين لها ساقان و إن شق أسفل الكعبين من الخفين شقا و ترك الساقان فلم يبانا مما أسفل من الكعبين على ما توهمه بعض الناس

2684 - ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا بشر بن المفضل ثنا عبيد الله عن نافع عن عبد الله : أن رجلا قال : يا رسول الله ماذا نلبس من الثياب إذا أحرمنا ؟ فقال : لا تلبسوا القمص و لا السراويلات و لا البرانس و لا العمائم و لا القلانس و لا الخفاف إلا أحد ليست له نعلان فليلبسهما أسفل من الكعبين
و في خبر حماد بن زيد عن أيوب الذي أمليته قبل : فليلبسها أسفل من الكعبين و هكذا قال ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم : فمن لم يجد نعلين فليلبسهما ـ يعني الخفين ـ أسفل من الكعبين
ثناه أبو هاشم زياد بن أيوب و أحمد بن منيع قالا ثنا إسماعيل أنا أيوب و قال ابن جريح : أخبرني نافع عن ابن عمر في هذا الخبر : فليقطعهما يجعلهما أسفل من الكعبين
ثناه محمد بن معمر ثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريح و قد خرجت طرق هذا اللفظ في كتاب الكبير
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2685 - ح و في خبر سالم عن ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه و سلم : فإن لم يجد نعلين فليلبس الخفين و ليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين
ثناه عبد الجبار بن العلاء و سعيد بن عبد الرحمن قالا ثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه

باب ذكر ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما رخص بالأمر بقطع الخفين للرجال دون النساء إذ قد أباح للنساء الخفين و إن وجدن نعالا فرخص للنساء في لبس الخفاف دون الرجال

2686 - ثنا الفضل بن يعقوب الجزري بخبر غريب ثنا عبد الأعلى قال قال محمد ـ يعني بن إسحاق ـ حدثني الزهري عن سالم : أن ابن عمر قد كان صنع ذلك ـ يعني قطع الخفين للنساء ـ حتى حدثته صفية بنت أبي عبيد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رخص للنساء في الخفين
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب الرخصة في استظلال المحرم و إن كان نازلا غير سائر ضد قول من كرهه و
نهى عنه

2687 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن النفيل ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فذكر الحديث بطوله و قال :
أمر ـ يعني النبي صلى الله عليه و سلم ـ بقية له من شعر فضربت له بخمرة فسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها

باب إباحة استظلال محرم و إن كان راكبا غير نازل

2688 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو الرقي ـ عن زيد و هو ابن أبي أنيسة ـ عن يحيى بن الحصين الأحمسي عن أم الحصين جدته قالت : حججت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة الوداع فرأيت أسامة بن زيد و بلالا يقود أحدهما بخطام راحلته و الآخر رافعا ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة

باب إباحة إبدال المحرم ثيابه في الإحرام و الرخصة في لبس الممشق من
الثياب و إن كان الممشق مصبوغا غير أنه مصبوغ بالطين

2689 - حدثنا أحمد بن منيع حدثنا ابن أبي زائدة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال : كنا نلبس من الثياب إذا أهللنا ما لم نهل فيه و نلبس الممشق إنما هو طين
حدثنا محمد بن معمر حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول :
كنا نلبس إذا أهللنا ما لم يمسه طيب و لا زعفران و نلبس الممشق إنما هو طين
قال الألباني : إسناده صحيح صرح ابن جريج وأبو الزبير بالتحديث في الطريق التالي ومحمد بن بكر هو البرساني ومحمد بن معمر هو البحراني وكلهم من رجال الشيخين

باب إباحة تغطية المحرمة وجهها من الرجال بذكر خبر مجمل أحسبه غير مفسر

2690 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا زكريا بن عدي عن إبراهيم بن حميد حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت : كنا نغطي وجوهنا من الرجال و كنا نمتشط قبل ذلك
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر الخبر المفسر لهذه اللفظة التي حبستها مجملة و الدليل على أن
للمحرمة تغطية وجهها من غير انتقاب و لا إمساس الثوب إذ الخمار الذي تستر به وجهها بل تسدل الثوب من فوق رأسها على وجهها أو تستر وجهها بيدها أو بكمها أو ببعض ثيابها مجافية يدها عن وجهها قال أبو بكر : في زجر النبي صلى الله عليه و سلم المحرمة عن الانتقاب دلالة على أن ليس للمحرمة تغطية وجهها بإمساس الثوب وجهها

2691 - و قد روي يزيد بن أبي زياد ـ و في القلب منه ـ عن مجاهد عن عائشة قالت : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن محرمون فإذا مر بنا الركب سدلنا الثوب على وجهنا
حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس قال : سمعت يزيد بن أبي زياد ح و حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير ح حدثنا محمد بن هشام حدثنا هشيم جميعا عن يزيد بن أبي زياد
قال في حديث جرير : فإذا جاوزنا و في حديث هشيم : فإذا جاوزنا كشفناه
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب استحباب دخول مكة نهارا اقتداء برسول الله صلى الله عليه و سلم و البيوتة قرب مكة إذا انتهى المرء بالليل إلى ذي طوى ليكون دخوله مكة نهارا لا ليلا

2692 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه بات بذي طوى حتى أصبح فدخل مكة

باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا استنانا بالنبي صلى الله عليه و سلم إذ في الاقتداء الخير الذي لا يعتاض منه أحد ترك الإقتداء به

2693 - حدثنا يوسف بن موسى القطان حدثنا يحيى بن سليم الطائفي حدثنا إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدخل من الثنية العليا و يخرج من الثنية السفلى

باب استحباب الإغتسال لدخول مكة إذ النبي صلى الله عليه و سلم اغتسل عند إرادته دخول مكة

2694 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو بكر ـ يعني الحنفي ـ حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال : أهل مرة ذي الحليفة من عند الشجرة و أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما جاء ذا طوى بات حتى يصلي الصبح فاغتسل ثم دخل من أعلى مكة من كدى و خرج حين من كدى من أسفل مكة

2695 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي عن أبيه عن أيوب عن نافع : أن ابن عمر كان إذا أتى ذا الحليفة أمر براحلته فرحلت ثم صلى الغداة ثم ركب إذا استوت به استقبل القبلة فأهل ثم يلبي حتى إذا بلغ الحرم أمسك حتى إذا أتى ذا طوى بات به قال فيصلي به الغداة ثم يغتسل و زعم أن النبي صلى الله عليه و سلم فعل ذلك

باب ذكر قطع التلبية في الحج عند دخول الحرم إلى الفراغ من السعي بين
الصفا و المروة

2696 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي حدثني أبو صخر عن ابن قسيط عن عبيد بن حنين قال : حججت مع عبد الله بن عمر بن الخطاب بين حجة و عمرة اثنتي عشرة مرة قال : قلت له : يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت منك أربع خصال فذكر الحديث و قال : رأيتك إذا أهللت فدخلت العرش قطعت التلبية قال : صدقت يا ابن حنين خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما دخل العرش قطع التلبية فلا تزال تلبيتي حتى أموت
قال أبو بكر : قد كنت أرى للمعتمر التلبية حتى يستلم الحجر أول ما يبتدىء الطواف لعمرته لخبر ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر

2697 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي و محمد بن هشام قالا حدثنا هشيم أخبرني ابن أبي ليلى قال محمد بن هشام : عن ابن أبي ليلى
قال أبو بكر : فلما تدبرت خبر عبيد بن حنين كان فيه ما دل على أن النبي صلى الله عليه و سلم قد كان يقطع التلبية عند دخول عروش مكة و خبر عبيد بن حنين أثبت إسنادا من خبر عطاء لأن ابن أبي ليلى ليس بالحافظ و إن كان فقيها عالما
فأرى للمحرم كان بحج أو عمرة أو بهما جميعا قطع التلبية عند دخول عروش مكة فإن كان معتمرا لم يعد إلى التلبية و إن كان مفردا أو قارنا عاد إلى التلبية عند فراغه من السعي بين الصفا و المروة لأن فعل ابن عمر كالدال على أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم قطع التلبية في حجته إلى الفراغ من السعي بين الصفا و المروة
حدثناه الربيع بن سليمان حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال قال عطاء بن أبي رباح : كان ابن عمر يدع التلبية إذا دخل و يراجعها بعد ما يقضي طوافه بين الصفا و المروة
قال الأعظمي : إسناده ضعيف رواه ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ورواه عبد الملك وهمام عن عطاء موقوفا على ابن عباس فالصواب وقفه ورواية ابن عمر أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما

2698 - حدثنا محمد بن مهدي العطار حدثنا عمرو ـ يعني ابن أبي سلمة ـ حدثني ابن زبر ـ و هو عبد الله بن العلاء بن زبر ـ حدثني القاسم بن محمد : قال : رأيت عبد الله بن عمر يقطع التلبية إذا دخل الحرم و يعاود إذا طاف بالبيت و إذا فرغ من الطواف بين الصفا و المروة
قال أبو بكر :
و أخبار النبي صلى الله عليه و سلم أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة دالة على أنه لم يقطع التلبية عند دخوله الحرم قطعا لم يعاود سأذكر تلبيته إلى أن رمى جمرة العقبة في موضعها من هذا الكتاب إن وفق الله لذلك و شاء
قال الألباني : إسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات معروفون غير محمد بن مهدي العطار وأظنه محمد بن مهدي الزيلعي الذي ترجمه ابن أبي حاتم فقال : " روى عن أبي داود الطيالسي روى عنه أبو زرعة " وأبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة كما هو معروف ويكفي في توثيقه أنه من شيوخ ابن خزيمة في هذا الصحيح وبعيد جدا أن يكون مثله غير صحيح والله أعلم

باب استحباب تجديد الوضوء عند إرادة المرء الطواف بالبيت عند مقدمه مكة

2699 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي أخبرني عمر ـ و هو ابن الحارث ـ عن أبي الأسود و محمد بن عبد الرحمن : أن رجلا من أهل العراق قال له : سل عروة بن الزبير عن رجل يهل بالحج فسألته فقال : قد حج رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرتني عائشة أنه أول شيء بدأ به حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت فذكر حديثا فيه بعض الطول

باب استحباب دخول المسجد من باب بني شيبة

2700 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا ابن الأصبهاني حدثنا عبد الرحيم ـ يعني ابن سليمان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم أخبرنا أبو الطفيل و سألته عن الرمل بالكعبة الثلاث أطواف فزعم أن ابن عباس أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما قدم في عقد قريش فلما دخل مكة دخل من هذا الباب الأعظم و قد جلست قريش مما يلي الحجر أو الحجر فذكر الحديث بطوله
قال أبو بكر : لم أقيد في التصنيف الحجر أو الحجر
قال الألباني : إسناده صحيح

باب الأمر بالتزين عند إرادة الطواف بالبيت بلبس الثياب
و الدليل على أن لبس الثياب زينة للملابسين و لسترة العورة و إن لم تكن الثياب مزينة بصبغ و لا كانت ثيابا فأخرة إذ الله عز و جل قال في محكم تنزيله { خذوا زينتكم عند كل مسجد } و لم يرد بهذا الأمر لبس الثياب المزينة بالصبغ و الموشى و لا لبس الثياب الفاخرة و لكن أراد لبس الثياب التي توارى العورة كانت فاخرة أو دنيئة إذ الآية إنما نزلت زجرا عما كان أهل الجاهلية يفعلونه من الطواف بالبيت عراة غير ساتري عوراتهم بالثياب

2701 - حدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة ـ و هو ابن كهيل ـ قال سمعت مسلم البطين عن سعد بن جبير عن ابن عباس قال : كانت المرأة تطوف بالبيت و هي عريانة و تقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله فنزلت { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد }
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2702 - حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي حدثنا ابن وهب عن يونس بن يزيد و عمرو بن الحارث عن ابن شهاب :
عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول : يوم النحر يوم الحج الأكبر قال ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال : بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون الناس يوم النحر : ألا لا يحج بعد اليوم مشرك و لا يطوف بالبيت عريان قال ابن شهاب و كان حميد يقول : يوم النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هريرة

باب كراهة رفع اليدين عند رؤية البيت بذكر خبر مجمل غير مفسر
قد توهم بعض من لا يميز بين الخبر المجمل و المفسر أنه خلاف خبر عمر بن الخطاب أنه رفع يديه حين رأى البيت و يحسب أنه خلاف خبر مقسم عن ابن عباس و نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم ترفع الأيدي في سبع مواطن في الخبر : و عند استقبال البيت

2703 - حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا المحاربي عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس و عن نافع عن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : ترفع الأيدي في سبعة مواطن و في الخبر : و عند استقبال البيت
قال أبو بكر : لم أجعل لهذا الخبر بابا لأنهم قد اختلوا في هذا الإسناد و بينته في كتاب الكبير
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

2704 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال : سمعت أبا قزعة الباهلي يحدث عن المهاجر المكي قال : سئل جابر بن عبد الله عن الرجل يرى البيت أيرفع يديه ؟ قال : ما أظن أحدا يفعل هذا إلا اليهود و قد حججنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يكن يفعل هذا
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها و الدليل على أن جابر بن عبد الله إنما أراد بقوله : لم يكن يفعل هذا أي لم نكن نرفع أيدينا عند الخروج من المسجد بعد الفراغ من الطواف و الصلاة لم نكن نستقبل البيت فنرفع أيدينا بعد ذلك لا أنا لم نكن نرفع أيدينا عند رؤية البيت أول ما نراه

2705 - ثنا محمد بن يحيى ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا قزعة حدثني أبي سويد بن حجير ثنا المهاجر بن عكرمة قال : سألنا جابر بن عبد الله عن الرجل يقضي صلاته و طوافه ثم يخرج من المسجد فيستقبل البيت فقال : ما كنت أرى يفعل هذا إلا اليهود
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب الدعاء عند دخول المسجد

2706 - ثنا محمد بن بشار ثنا أبو بكر ـ يعني الحنفي ـ ثنا الضحاك بن عثمان حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي و ليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك و إذا خرج فليسلم على النبي و ليقل : اللهم أجرني من الشيطان الرجيم
قال الألباني : إسناده جيد وهو على شرط مسلم وفي الضحاك كلام لا يضر

باب الاضطباع بالرداء عند طواف الحج و العمرة أو أحدهما

2707 - حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا يحيى بن سليم الطائفي قال حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل عن عبد الله بن عباس في حديث طويل قال : فاضطبع رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه و رملوا ثلاثة أطواف و مشوا أربعة

باب ذكر الدليل على أن السنة قد كان يسنها النبي صلى الله عليه و سلم لعلة حادثة فتزول العلة و تبقى السنة قائمة إلى الأبد إذ النبي صلى الله عليه و سلم إنما رمل في الابتداء و اضطبع ليرى المشركين قوته و قوة أصحابه فبقي الاضطباع و الرمل سنتان إلى آخر الأبد

2708 - حدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول فيم الرملان الآن و الكشف عن المناكب و قد أطأ الله الإسلام و نفى الكفر و أهله و مع ذلك لا نترك شيئا كنا نضعه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : إسناده صحيح

باب استلام الحجر الأسود عند ابتداء الطواف

2709 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى ـ يعني ابن سعيد ـ حدثنا جعفر حدثني أبي قال : أتينا جابر بن عبد الله فسألناه عن حجة النبي صلى الله عليه و سلم فقال فخرجنا لا ننوي إلا الحج حتى أتينا الكعبة فاستلم رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجر الأسود ثم رمل ثلاثا و مشى أربعا

2710 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى و عيسى بن إبراهيم قال يونس أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس و قال عيسى حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم حين يقدم مكة يستلم الركن الأسود أول ما يطوف حين يقدم يخب ثلاث أطواف من السبع

باب تقبيل الحجر الأسود إذا تم تقبيله من غير إيذاء المسلم

2711 - حدثنا عيسى بن إبراهيم حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد و عمر بن الحارث عن ابن شهاب عن سالم أن أباه حدثه قال : قبل عمر بن الخطاب الحجر فقال : أمل و الله لقد علمت إنك حجر و لولا إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلك ما قبلتك قال عمرو : و حدثني بمثلها زيد بن أسلم عن أبيه أسلم

باب البكاء عند تقبيل الحجر الأسود و في القلب من محمد بن عون هذا و وضع
اليدين على الحجر و مسح الوجه بهما و لكن خبر محمد بن علي ثابت

2712 - حدثنا سلمة بن شيب نا يعلى بن عبيد حدثنا محمد بن عون عن نافع عن ابن عمر قال : استقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا فالتفت فإذا هو بعمر يبكي فقال : يا عمر ها هنا تسكب العبرات
قال الأعظمي : إسناده منكر فيه محمد بن عون متروك

2713 - حدثنا محمد بن يحيى حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا محمد بن إسحاق عن أبي جعفر ـ و هو محمد بن علي ـ عن جابر بن عبد الله قال : فدخلنا مكة حين ارتفاع الضحى فأتى يعني النبي صلى الله عليه و سلم باب المسجد فأناخ راحلته ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر فاستلم و فاضت عيناه بالبكاء فذكر الحديث و قال : و رمل ثلاثا و مشى أربعا حتى فرغ فلما فرغ قبل الحجر و وضع يديه عليه ثم مسح بهما وجهه
قال الأعظمي : إسناده ضعيف لعنعنة ابن اسحق

باب السجود على الحجر الأسود إذا وجد الطائف السبيل إلى ذلك من غير إيذاء
المسلم

2714 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثنا جعفر بن عبد الله قال : رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر و سجد عليه ثم قال : رأيت خالك ابن عباس يقبله و يسجد عليه و قال ابن عباس : رأيت عمر بن الخطاب قبل و سجد عليه ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل هكذا ففعلت
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب استلام الحجر باليد و تقبيل اليد إذا لم يكن تقبيل الحجر و لا السجود
عليه

2715 - حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبوخالد أخبرني عبيد الله عن نافع قال : رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده و قبل يده و قال : ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعله
حدثنا به أبو كريب حدثنا أبو خالد حدثنا عبد الله بن عمر

باب التكبير عند استلام الحجر و استقباله عند افتتاح الطواف

2716 - قرأت على أحمد بن أبي شريح الرازي أن عمر بن مجمع الكندي أخبرهم عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استوت به راحلته عند مسجد ذي الحليفة في حجة أو عمرة أهل فقال لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة و الملك لا شريك لك فهذه تلبية رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا انتهى إلى البيت استقبله الحجر فكبر ثم استقبل الحجر ثم رمل ثلاثة أشواط و مشى أربعة أشواط ثم صلى ركعتين

باب الرمل في الأشواط الثلاثة و المشي في الأربعة

2717 - حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة حدثنا أبو عاصم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال : رمل رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثا و مشى أربعا

باب الرمل بالبيت من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود

2718 - حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري أخبرنا مالك و حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رمل من الحجر إلى الحجر زاد على : ثلاثا و مشى أربعا

باب ذكر العلة التي لها رمل النبي صلى الله عليه و سلم في الإبتداء

2719 - حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد ـ يعني ابن عبد الله ـ عن الجريري عن ابن الطفيل قال : قلت لابن عباس الرمل ثلاثة أشواط بالبيت و أربعة مشيا إن قومك يزعمون أنها سنة قال : صدقوا و كذبوا قدم النبي صلى الله عليه و سلم مكة فلما سمع به أهل مكة قالوا : أنظروا إلى أصحاب محمد لا يقدرون أن يطوفوا بالبيت من الهزال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أروهم ما يكرهون

2720 - حدثنا نصر بن مرزوق حدثنا أسد أخبرنا حماد بن سلمة عن أيوب عن سعيد بن جبير : عن ابن عباس أن قريشا قالت : أن محمدا و أصحابه قد وهنتهم حمى يثرب فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم لعامه الذي قدم فيه قال لأصحابه أرملوا بالبيت ثلاثا ليرى المشركون قوتكم فلما رملوا قالت قريش : ما وهنتهم

باب الدعاء بين الركن اليماني و الحجر الأسود

2721 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريح عن يحيى بن عبيد و حدثنا محمد بن معمر حدثنا محمد ـ يعني ابن بكر البرساني ـ أخبرنا ابن جريح أخبرني يحيى بن عبيد مولى السائب أن أباه أخبره أن عبد الله بن السائب أخبره : أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم فيما بين ركن بني جمح و الركن الأسود يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
قال الدورقي : يقول بين الركن اليماني و الحجر
حدثنا الدورقي حدثنا أبو عاصم أخبرنا ابن جريح أخبرني يحيى بن عبيد بمثل حديث ابن معمر
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب التكبير كلما انتهى إلى الحجر

2722 - حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد يعني ابن عبد الله ـ عن خالد ـ و هو الحذاء ـ عن عكرمة عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم طاف بالبيت و هو على بعير كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده و كبر

باب استلام الحجر و الركن اليماني في كل طواف من السبع

2723 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر قال سمعت عبد العزيز ـ و هو بن أبي رواد ـ حدثني نافع عن عبد الله بن عمر : أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان إذا طاف بالبيت مسح أو قال : استلم الحجر و الركن في كل طواف
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب الإشارة إلى الركن عند الانتهاء و البدء إذا لم يمكن استلامه

2724 - حدثنا بندار حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد و حدثنا بشر بن هلال حدثنا عبد الوارث عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم طاف بالبيت على بعير فكلما أتى على الركن أشار إليه
هذا حديث بندار

باب استلام الركنين الذين يليان الحجر ركن الأسود و الذي يليه و هما
الركنان اليمانيان

2725 - حدثنا يونس حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم استلم من أركان البيت إلا الركن الأسود و الذي يليه من نحو دار الجمحين

باب ذكر العلة التي نرى أن النبي صلى الله عليه و سلم ترك استلام الركنين الذين يليان الحجر هما

2726 - حدثنا يونس أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ألم ترى إلى قومك حين بنوا الكعبة اختصروا عن قواعد إبراهيم ؟ قالت : فقلت يا رسول الله أفلا تردها على قواعد إبراهيم ؟ قال : لولا حدثان قومك بالكفر قال : فقال ابن عمر : لأن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك استلام الركنين الذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يصم على قواعد إبراهيم

باب وضع الخد على الركن اليماني عند تقبيله

2727 - حدثنا محمد بن ميمون المكي حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم عبد الرحمن بن عبد الله ـ حدثنا إسرائيل عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل الركن اليماني و وضع خده عليه
قال الأعظمي : إسناده ضعيف ورواه البيهقي في السنن الكبرى 5 / 76 وقال : تفرد به عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف

باب الدعاء بين الركنين أن يرزق الله الداعي القناعة بما رزق و يبارك له
فيه و يخلف على كل غائبة له بخير

2728 - حدثنا نصر بن مرزوق المصري حدثنا أسد ـ يعني ابن موسى السنة ـ حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عطاء بن السائب حدثنا سعيد بن جبير قال : كان ابن عباس يقول : احفظوا هذا الحديث و كان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم و كان يدعو به بين الركنين رب قنعني بما رزقني و بارك لي فيه و اخلف على كل غائبة لي بخير
قال الألباني : إسناده ضعيف وقد استغربه الحافظ لأن عطاء بن السائب كان اختلط وسعيد بن زيد سمع منه آخرا على ضعف في حفظه ورواه غيره عنه موقوفا

باب فضل استلام الركنين و ذكر حط الخطايا بمسحها

2729 - حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه سمع أباه : يقول لابن عمر مالي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين الحجر الأسود و الركن اليماني ؟ فقال ابن عمر : إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن مسحهما يحط الخطايا
قال الأعظمي : إسناده حسن
قال الألباني : صحيح لغيره فإن ابن السائب قد رواه عنه سفيان أيضا وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط على أنه قد توبع كما في الذي بعده ورواية سفيان في مصنف عبد الرزاق 8877

2730 - و حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير و ثنا علي بن المنذر ثنا ابن فضيل و ثنا الحسن بن الزعفراني ثنا عبيد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله

باب صفة الركن و المقام و البيان أنهما ياقوتتان من يواقيت الجنة

2731 - ثنا عبد العزيز بن أحمد بن سويد أبو عميرة البلوي مؤذن مسجد الرملة ثنا أيوب بن سويد عن يونس عن الزهري عن مسافع الحجبي عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما و لولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق و المغرب
قال أبو بكر : هذا الخبر لم يسنده أحد أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد إن كان حفظ عنه
و قد رواه عن مسافع بن شيبة مرفوعا غير الزهري رواه رجاء أبو يحيى
قال الألباني : إسناده حسن لغيره فإن أيوب بن سويد سيء الحفظ وقد تابعه شبيب بن سعيد الحبطي عند البيهقي وهو ثقة عن رواية ابنه أحمد عنه وهذا منه فإسناده صحيح

2732 - ثنا الحسن الزعفراني ثنا عفان بن مسلم ثنا رجاء أبو يحيى ثنا مسافع بن شيبة قال سمعت : ـ عبد الله بن عمرو أنشد بالله ثلاثا و وضع أصبعيه في أذنيه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : أن الحجر و المقام بمثله
قال أبو بكر : لست أعرف أبا رجاء هذا بعدالة و لا جرح و لست أحتج بخبر مثله
قال الأعظمي : إسناده ضعيف
قال الألباني : يتقوى بما قبله لا سيما وقد أخرجه ابن حبان أيضا في صحيحه

باب ذكر العلة التي من سببها اسود الحجر و صفة نزوله من الجنة و الدليل على أنه سودته خطايا بني آدم إذ كان عند نزوله من الجنة أشد بياضا من الثلج

2733 - ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن عطاء بن السائب ح و ثنا محمد بن موسى الحرشي و زياد بن عبد الله ثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج فسودته خطايا بني آدم
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب ذكر الدليل على أن الحجر إنما سودته خطايا بن آدم المشركين دون خطايا
المسلمين

2734 - ثنا محمد بن البصري ثنا أبو الجنيد ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة و إنما سودته خطايا المشركين يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه و قبله من أهل الدنيا
قال الأعظمي : إسناده ضعيف
قال الألباني : أبو الجنيد هو الحسين خالد الضرير له ترجمة في التاريخ والميزان واللسان قال ابن معين : ليس بثقة . ووقع في المصدرين الأخيرين " خالد بن الحسين " وهو هو انقلب عليهما

باب ذكر صفة الحجر يوم القيامة و بعثة الله عز و جل إياه مع إعطائه إياه عينين يبصر بهما و لسانا ينطق به يشهد لمن استلمه بحق جل ربنا و تعالى و هو فعال لما يريد

2735 - ثنا بشر بن معاذ العقدي ثنا فضيل ـ يعني ابن سليمان ـ قال سمعت عبد الله بن عثمان ـ و هو ابن خثيم ـ قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليبعثن الله هذا الركن يوم القيامة له عينان يبصر بهما و لسانا ينطق به يشهد على من استلمه بحق
قال الألباني : إسناده صحيح لغيره فإن فضيل بن سليمان وإن كان فيه كلام من جهة حفظه مع إخراج الشيخين له فقد تابعه جرير بن عبد الحميد عند الترمذي وحسنه وثابت بن يزيد عند المصنف بعده

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد بذكره الركن في هذا الخبر نفس الحجر الأسود لا غير و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد بقوله على من استلمه أي لمن استلمه في خبر فضيل بن سليمان لمن استلمه بحق و في حديث حماد بن سلمة أيضا : لمن استلمه و قبله

2736 - ثنا أبو بكر بن إسحاق ثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثني ثابت ـ و هو بن يزيد أبو يزيد الأحول عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن لهذا الحجر لسانا و شفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق
قال الألباني : إسناده صحيح

باب ذكر الدليل على أن الحجر إنما يشهد لمن استلمه بالنية دون من استلمه ناويا باستلامه طاعة الله و تقربا إليه إذا النبي صلى الله عليه و سلم قد أعلم أن للمرء ما نوى

2737 - ثنا الحسن الزعفراني ثنا سعيد بن سليمان ثنا عبد الله بن المؤمل سمعت عطاء يحدث عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان و شفتان يتكلم عن من استلمه بالنية و هو يمين الله التي يصافح بها خلقه
قال الألباني : إسناده ضعيف عبد الله بن المؤمل ضعيف

باب استحباب ذكر الله في الطواف إذ الطواف بالبيت إنما جعل لإقامة ذكر
الله لا بحديث الناس و الاشتغال بما لا يجري على الطائف نفعا في الآخرة و إن كان التكلم بالخير في الطواف طلقا مباحا و إن لم يكن ذلك الكلام ذكر الله

2738 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى ـ يعني ابن سعيد ثنا عبيد الله بن أبي زياد القداح و ثنا علي بن سعيد المسروقي ثنا يحيى بن أبي زائدة و ثنا يحيى بن حكيم ثنا مكي بن إبراهيم و ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان كلهم عن عبد الله بن أبي زياد عن القاسم عن عائشة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إنما جعل رمي الجمار و الطواف بالبيت لإقامة ذكر الله ليس لغيره انتهى حديث بندار و زاد الآخرون في الحديث : و السعي بين الصفا و المروة
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة في التكلم بالخير في الطواف و الزجر عن الكلام السيىء فيه

2739 - ثنا يونس بن موسى ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن طاووس : عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الطواف بالبيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير
قال أبو بكر : أمر النبي صلى الله عليه و سلم قائد الرجل يسير قد زنقه به أن يقوده بيده و هو طائف بالبيت من باب الكلام الحسن في الطواف قد خرجته في باب آخر
قال الألباني : إسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات وابن السائب وإن كان اختلط فقد رواه عنه سفيان الثوري عند الحاكم وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط على أنه قد تابعه ثقتان آخران كما هو مبين في الإرواء فصح الحديث والحمد لله

باب الطواف من وراء الحجر

2740 - ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس : قال : الحجر من البيت لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم طاف بالبيت من ورائه و قال الله : { و ليطوفوا بالبيت العتيق }
قال أبو بكر : هذه اللفظة : الحجر في البيت من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبنا أن الإسم باسم المعرفة بالألف و اللام قد يقع على بعض الشيء و النبي صلى الله عليه و سلم أمر عائشة أن يصلي في الحجر و قال : الحجر من البيت أراد بعض الحجر لا كله و ابن عباس رحمه الله لم يرد بقوله : الحجر من البيت جميع الحجر و إنما أراد بعضه على ما خبرت عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم أن بعض الحجر من البيت لا جميعه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر الدليل على صحة ما تأولت قول ابن عباس و البيان أن بعض الحجر من
البيت لا جميعه

2741 - ثنا الفضل بن يعقوب الجزري أخبرنا ابن بكر أخبرنا ابن جريح ح و ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرازق أخبرنا ابن جريح قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير و الوليد بن عطاء عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال قال عبد الله بن عبيد : وفد الحارث بن عبد الملك بن مروان في خلافته فقال عبد الملك : ما أظن أبا خبيب ـ يعني ابن الزبير ـ سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها قال الحارث : بلى أنا سمعته منها قال : سمعتها تقول ماذا ؟ قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن قومك استقصروا من بنيان البيت و إني لولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي فلأريك ما تركوا منه فأراها قريبا من سبعة أذرع هذا حديث عبد الله بن عبيد و زاد عليه الوليد بن عطاء : قال النبي صلى الله عليه و سلم : لجعلت له بابين موضوعين في الأرض شرقياو غربيا و هل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها ؟ قلت : لا قال : تعززا لا يدخلها إلا من أرادوا فكان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها دعوه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط قال عبد الملك للحارث أأنت سمعتها تقول هذا ؟ قال : نعم فنكت ساعة بعصاه ثم قال : وددت إني تركته و ما تحمل
جميعها لفظا واحدا غير أن محمدا قال : الوليد بن عطاء بن جناب و قال قال الحارث : أنا سمعته منها قال : فكان الحارث مصدقا لا يكذب قال : سمعتها تقول ماذا ؟ قال : سمعتها تقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : لجعلت لها بابين و قال يدعونه يرتقي

باب ذكر العلة التي لها طاف النبي صلى الله عليه و سلم من وراء الحجر إذ الطائف ببناء البيت إذا خلف الحجر وراءه عن طائف لجميع الكعبة إذ بعض الحجر من الكعبة على ما خبر المصطفى صلى الله عليه و سلم و الله عز و جل أمر بالطواف بالبيت العتيق لا ببعضه

2742 - ثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت البيت فبنيته على أساس إبراهيم فإن قريشا استقصرت في بنائه و جعلت لها خلفا
قال أبو بكر : يعني بابا آخر في خلف
ثناه سلم صلى الله عليه و سلم بن جنادة ثنا أبو معاوية عن هشام بهذا مثله و لم يقل : لي

باب ذكر طواف القارن بين الحج و العمرة عند مقدمه مكة و البيان أن الواجب عليه طواف واحد في الابتداء ضد قول من زعم إن على القارن في الابتداء طوافين و سعيين

2743 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن أيوب بن موسى عن نافع : قال : أراد ابن عمر الحج فقال : اجعلها عمرة فإن أنا صددت صنعت كما صنع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أشرف على البيداء قال : ما أرى سبيلهما إلا واحدا و أشهدكم إني قد أوجبت مع عمرتي حجة فلما أتى قديدا اشترى هدايا و ساقه معه حتى قدم مكة فطاف بالبيت و صلى خلف المقام ركعتين و بين الصفا و المروة ـ يعني طاف ـ و هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعل

2744 - ثنا العباس بن عبد العظيم و يحيى بن حكيم قالا ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عائشة : أن أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم الذين قرنوا طافوا واحدا

2745 - ثنا هشام بن يونس بن وائل بن وضاح حدثنا ابن الدراوردي عن عبيد الله عن ناقع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أهل بالحج و العمرة أجزاه لهما طوافا و احدا ثم لم يحل حتى يقضي حجة ثم يحل منهما جميعا
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط مسلم

2746 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عمرو بن عثمان الكلابي ثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر : أنه لبى بالحج و العمرة فطاف لهما طوافا واحدا و قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صنع
قال الألباني : حديث صحيح رجاله ثقات غير الكلابي ففيه ضعف لكن رواه ابن حبان من طرق أخرى عن نافع به وهو في الصحيحين مطولا

باب إباحة الطواف و الصلاة بمكة بعد الفجر و بعد العصر و الدليل على صحة مذهب المطلبي أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد بزجره عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس و بعد العصر حتى تغرب الشمس بعض الصلاة لا جميعها

2747 - ثنا عبد الجبار بن العلاء و علي بن خشرم و أحمد بن منيع قالوا ثنا سفيان قال عبد الجبار قال سمعته من أبي الزبير قال سمعت عبد الله بن باباه بخبر عن جبير بن مطعم يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا بني عبد مناف لا يمنعن أحد طاف بهذا البيت و صلى أي ساعة كان من ليل أو نهار
و لفظ متن الحديث لفظ علي بن خشرم و قال علي و أحمد : عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2748 - ثنا عبد الله بن عمران العابدي ثنا سعيد بن سالم القداح عن عبد الله بن مؤمل ـ يعني المخزومي ـ عن حيد مولى غفرة عن مجاهد عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا صلاة بعد الصبح و لا بعد العصر إلا بمكة بمكة إلا بمكة
قال أبو بكر : أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

2749 - ثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا حفص بن عمر ـ يعني العدني ـ ثنا عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي ملكية قال : طاف السور بن مخرمة ثمانية عشر أسبوعا ثم صلى لكل سبع ركعتين و قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا بني عبد مناف إن وليتم هذا البيت من بعدي فلا تمنعوا أحدا من الناس أن يطوف به أي ساعة ما كان من ليل أو نهار

باب الرخصة في الشرب في الطواف إن ثبت الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد و أنا خائف أن يكون عبد السلام أو من دونه و هم في هذه اللفظة أعنى قوله : في الطواف

2750 - ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل بن درهم أخبرنا عبد السلام بن حرب عن شعبة عن عاصم عن الشعبي عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم شرب ماء في الطواف
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الزجر عن قيادة الطائف بزمام أو خيط شبيها بقيادة البهائم

2751 - ثنا يحيى بن حكيم ثنا أبو عاصم عن ابن جريح أخبرني سليمان الأحول أن طاووسا أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر و هو يطوف بالكعبة برجل يقود رجلا بخزامة في أنفه فقطعه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أمره أن يقوده بيده قال : و مر رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يطوف بالكعبة برجل قد زنق بسير يد رجل أو بخيط أو بشيىء غير ذلك ـ فقطعه النبي صلى الله عليه و سلم و قال : قده بيدك

2752 - قال أخبرني هذا أجمع سليمان الأحول أن طاووسا أخبره : أن ابن عباس قال ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم :
قال أبو بكر : في الخبر دلالة على الرخصة في الكلام في الطواف بالأمر و النهي

باب فضل الطواف بالبيت و ذكر كتبه حسنة و رفع درجة و حط خطيئة عن الطائف بكل قدم يرفعها أو يضعها في طوافه و إعطاء الطائف بإحصاء أسبوع من الطواف أجر معتق رقبة إذ النبي صلى الله عليه و سلم جعل محصى الأسبوع الواحد من الطواف كعتق رقبة

2753 - ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن ابن عبيد بن عمير عن أبيه و ثنا علي بن المنذر نا ابن فضيل ثنا عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه : أنه قال لعبد الله بن عمر إنك لتزاحم على هذين الركنين قال أن أفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : مسحهما يحط الخطايا و سمعته يقول : من طاف بالبيت لم يرفع قدما و لم يضع إلا كتب الله له حسنة و يحط عنه خطيئة و كتب له درجة و سمعته يقول : من أحصى أسبوعا كان كعتق رقبة قال يوسف في حديثه و رفعت له بها درجة

باب الصلاة بعد الفراغ من الطواف عند المقام
و الدليل على أن الله عز و جل قد يأمر بالأمر أمر ندب و إرشاد و فضيلة لا أن كل أمره أمر فرض و إيجاب إذ الله عز و جل أمر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى و تلا النبي صلى الله عليه و سلم هذه الآية عند فراغه من الطواف لما عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين و ليس بفرض على الطائف و لا على أحد من المصلين الصلاة خلف المقام إذ الصلاة بعد الفراغ من الطواف جائزة خلف المقام و في غيره من المسجد مستقبل الكعبة و أحسب هذه اللفظة من مقام إبراهيم من الجنس الذي كنت أعلمت أن العرب قد تدخل من في بعض كلامها في الموضع الذي يكون معناها معنى حذف من كقوله تعالى { يغفر لكم من ذنوبكم } و العلم محيط أن نوحا لم يدع قومه إلى الإيمان بالله ليغفر لهم بعض ذنوبهم التي ارتكبوها في الكفر دون أن يكفر جميع ذنوبهم قال الله عز و جل لنبيه عليه السلام { قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف } فأعلم ربنا أن الكافر إذا آمن غفر ذنوبه السالفة كلها لا بعضها دون بعض

2754 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا جعفر حدثني أبي قال : أتينا جابر بن عبد الله فسألناه عن حجة النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث بطوله و قال : إذا فرغ يريد من الطواف عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين و تلا { و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال : أي يقرأ فيهما بالتوحيد و قل يا أيها الكافرون

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما صلى الركعتين حين عمد إلى مقام إبراهيم خلف المقام جعل المقام بينه و بين الباب لا أنه وقف بين يدي المقام و لا عن يمينه و لا عن يساره

2755 - ثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله : فذكر الحديث بطوله في حجة النبي صلى الله عليه و سلم و قال : ثم رمل ثلاثا و مشى أربعا ثم أتى المقام ثم قرأ : { و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } و جعل المقام بينه و بين الباب فلما فرغ أتى البيت و استلم الركن فذكر باقي الحديث

باب الرجوع إلى الحجر و استلامه بعد الفراغ من ركعتي الطواف

2756 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : أن النبي صلى الله عليه و سلم حين صلى ركعتين عاد إلى الحجر فاستلمه

باب الخروج إلى الصفا بعد استلام الركن و صعود الصفاء و المروة حتى يرى
الصاعد البيت على الصفا و المروة و البدء بالصفا قبل المروة إذ الله عز و جل بدأ بذكر الصفا قبل ذكر المروة و أمر المبين عن الله عز و جل النبي المصطفى بالبدء بما بدأ الله به في الذكر

2757 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا جعفر حدثنا أبي قال : أتينا جابر بن عبد الله فسألناه عن حجة النبي صلى الله عليه و سلم فذكر بعض الحديث ثم عاد إلى الحجر فاستلمه و خرج إلى الصفا و قال : أبدأ بما بدأ الله به و قرأ : { إن الصفا و المروة من شعائر الله } فرقي على الصفا حتى إذا نظر إلى البيت كبر ثلاثا يعني و قال : لا إله إلا الله و حده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير لا إله إلا الله أنجز وعده و نصر عبده و غلب الأحزاب وحده ثم أعاد هذا الكلام ثلاث مرات ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادي لسعى حتى إذا صعد مشى حتى أتى المروة فرقي عليها حتى إذا نظر إلى البيت قال عليه كما قال على الصفا

باب رفع اليدين عند الدعاء على الصفا

2758 - ثنا عبد الله بن هاشم ثنا بهز ـ يعني ابن أسد ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال : ثنا عبد الله بن رباح قال : وفدت وفود إلى معاوية أنا فيهم و أبو هريرة و ذاك في رمضان فذكر حديث طويلا من فتح مكة و قال فقال أبو هريرة : ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار فذكر فتح مكة قال : و أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل مكة فذكر الحديث بطوله و قال : فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الحجر فاستلمه و طاف بالبيت و في يده قوس أخذ بسية القوس فأتى في طوافه صنما في جنبة البيت يعبدونه فجعل يطعن بها في عينيه و يقول : جاء الحق و زهق الباطل ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره و دعوه و الأنصار تحته ثم ذكر باقي الحديث
ثناه الربيع بن سليمان ثنا أسد بن المغيرة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح بنحوه و قال : فرفع يديه فجعل يحمد الله و يدعوه بما شاء الله

باب المشي بين الصفا و المروة خلا السعي في بطن الوادي فقط

2759 - قال أبو بكر في خبر جابر : حتى إذا انصبت قدماه في الوادي سعى حتى إذا صعد مشى

باب ذكر خبر روي في السعي بين الصفا و المروة بلفظ عام مراده خاص أنا خائف أن يخطر ببال بعض من لا يميز بين الخبر المجمل و المفسر أن النبي صلى الله عليه و سلم سعى بينهما من الصفا إلى المروة و من المروة إلى الصفا

2760 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو ـ و هو ابن دينار ـ قال سألنا ابن عمر فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم فطاف بالبيت سبعا و صلى خلف المقام ركعتين و سعى بين الصفا و المروة سبعا { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }

باب ذكر المفسر للفظة المجملة التي ذكرت أن لفظها لفظ عام مرادها خاص و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما سعى مما بين الصفا و المروة بطن المسيل دون سائر ما بينهما لا أنه سعى جميع ما بين الصفا و المروة

2761 - قال أبو بكر : في خبر جابر الذي ذكرته قبل : حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعد مشى

2762 - و ثنا بشر بن معاذ ثنا أيوب ـ يعني ابن واقد ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسعى ببطن المسيل بين الصفا و المروة

2763 - قرأت على أحمد بن أبي سريج الرازي أن عمرو بن مجمع أخبرهم عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استوت به راحلته عند مسجد ذي الحليفة في حجه أو عمره أهل فذكر الحديث و قال : ثم أتى الصفا فسعى بين الصفا و المروة سبعا فإذا مر بالسعي سعى
قال الأعظمي : ضعيف بهذا الإسناد

باب ذكر البيان أن السعي بين الصفا و المروة واجب لا أنه مباح غر واجب لقوله تعالى { فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } و الدليل على أن قوله { فلا جناح عليه أن يطوف بهما } ليس في المعنى كقوله { فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة }

2764 - ثنا محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي ثنا الخليل بن عثمان قال : سمعت عبد الله بن بنيه عن جدته صفية بنت شيبة عن جدتها بنت أبي تجزأة قالت : كانت لنا خلفه في الجاهلية قالت اطلعت من كوة بين الصفا و المروة فأشرفت على النبي صلى الله عليه و سلم و إذا هو يسعى و إذا هو يقول لأصحابه اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي فلقد رأيته من شدة السعي يدور الإزار حول بطنه حتى رأيت بياض بطنه و فخذيه
قال الألباني : حديث صحيح رجاله ثقات غير الخليل بن عثمان لم أجد له ترجمة وقد أورده المزي في التهذيب في شيوخ المقدمي و " بنية " أظنه محرفا من " خثيم " وهو عبد الله بن عثمان بن خيثم ثقة معروف بالرواية عن صفية
وللحديث طرق أخرى بعضها جيد كما في الإرواء 1072

2765 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن واصل مولى أبي عيينة عن موسى بن عبيد عن صفية بنت شيبة أن امرأة أخبرتها : أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم بين الصفا و المروة يقول : كتب عليكم السعي فاسعوا
قال أبو بكر : هذه المرأة التي لم تسم في هذا الخبر : حبيبة بنت أبي تجراة
قال الألباني : حديث صحيح ورجاله ثقات غير موسى موسى بن عبيد أورده البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وانظر تخريج الذي قبله

باب ذكر الدليل على أن الله عز و جل إنما أعلم أصحاب النبي صلى الله عليه
و سلم تحرجوا من الطواف بينهما إذ كان الطواف بينهما في الجاهلية يتماشاة بعض أهل الشرك و الأوثان من العرب من كان يهل منهم لبعض أوثانهم و كانوا يتحرجون من الطواف بينهما فأعلم الله جل و علا نبيه صلى الله عليه و سلم و أمته أن لا جناح عليهم في الطواف بينهما كما توهم بعضهم

2766 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن الزهري عن عروة قال : قرأت عن عائشة { إن الصفا و المروة من شعائر الله } قلت : ما أرى على من لم يطف بينهما شيئا قالت : بئس ما قلت يا ابن أختي إنما كان من أهل لمناة الطاغية التي بالمشلل يطوفون من بين الصفا و المروة فلما كان الإسلام قالوا يا رسول الله : إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية قالت : فنزلت الصفا و المروة من شعائر الله الآية قالت : فطاف رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانت سنة و قال غيرها قال الله : فمن تطوع خيرا فتطوع رسول الله صلى الله عليه و سلم فطاف قال الزهري : فحدثت به أبا بكر بن عبد الرحمن فقال : إن هذا لعلم و لقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون : سأل الناس الذين كانوا يطوفون بين الصفا و المروة النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا رسول الله إنا أمرنا أن نطوف بالبيت و لم نؤمر أن نطوف بين الصفا و المروة فأنزل الله عز و جل { إن الصفا و المروة من شعائر الله } فأرها نزلت في هؤلاء و في هؤلاء
ثناه المخزومي ثنا سفيان عن الزهري عن عروة بنحوه دون قصة أبي بكر بن عبد الرحمن

2767 - ثنا عيسى بن إبراهيم ثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته : أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا هم و غسان يهلون لمناة فتحرجوا أن يطوفوا بين الصفا و المروة و كان ذلك سنة في أيامهم من أحرم لمناة لم يطف بين الصفا و المروة و أنهم حين أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله عز و جل { إن الصفا و المروة من شعائر الله } إلى قوله شاكر عليم قال عروة قالت عائشة : هي سنة سنها رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال أبو بكر : الصحيح ما رواه يونس عن الزهري أن من كان يهل لمناة و كانوا يتحرجون من الطواف بينهما لا أنهم كانوا يطوفون بينهما كخبر ابن عيينه و الدليل على صحة رواية يونس و متابعة هشام بن عروة أياه على هذا المعنى سأخرج خبر هشام بن عروة في الباب الذي يلي هذا الباب إن شاء الله و خبر عاصم عن أنس دال أيضا أن الأنصار كانوا هم الذين يتحرجون من الطواف بينهما قبل نزول هذه الآية

2768 - ثنا بخبر عاصم عن أنس بن مالك قال : كانت الأنصار يكرهون أن يطوفوا بين الصفا و المروة حتى نزلت : إن الصفا و المروة من شعائر الله زاد سلم بن جنادة : فطافوا

باب ذكر الدليل على أن عائشة لم ترد بقولها : هي سنة سنها رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الطواف بينهما سنة يتم الحج بتركه

2769 - ثنا محمد بن العلا بن كريب ثنا عبد الرحيم ـ يعني ابن سليمان ـ عن هشام بن عروة عن عروة قال : قلت لعائشة : ما أرى علي جناح أن لا أتطوف بين الصفا و المروة قالت : و لم ؟ قلت : إن الله يقول { فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } فقالت لو كان كما تقول : لكان فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما إنما أنزل الله هذا في أناس من الأنصار كانوا إذا أهلوا أهلوا لمناة في الجاهلية فلا يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا و المروة فلما قدموا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحج ذكروا ذلك له فأنزل الله هذا الآية فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا و المروة لأن الله عز و جل يقول { إن الصفا و المروة من شعائر الله } فهما من شعائر الله
قال أبو بكر قولها فلا يحل لهم : تريد عند أنفسهم في دينهم

باب ذكر الدليل على أن السعي الذي ذكرت أنه واجب بين الصفا و المروة و
سعيا كان أو مشيا بسكينة و تؤده و الدليل على أن السعي الذي هو سرعة المشي في الوادي بين الصفا و المروة ليس بواجب وجوبا يحرج تاركه و أن المشي بينهما جائز و هذا من الجنس الذي كنت أعلمت أن اسم السعي قد يقع على المشي على السكينة و التؤدة و يقع على سرعة المشي و استدللت في ذلك الموضع بقول الله عز و جل { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } فبين النبي صلى الله عليه و سلم المولى بيان ما أنزل الله عز و جل من الوحي أن هذا السعي الذي أمر الله به في هذه الآية هو المضي و المشي إلى الجمعة على السكينة و الوقار بقوله : إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة و الوقار فلو كان الله جلا و علا أمر بسرعة المشي إلى الجمعة في هذه الآية لما قال المصطفى صلى الله عليه و سلم إذا أتيتم الصلاة فآتوها تمشون و لا تأتوها تمشون و لا تأتوها تسعون و كنت اعلمت في ذلك الموضوع أن جائز أن يقع اسم الواحد على فعلين أحدهما منهي عنه و الآخر مأمور به إذ اسم السعي قد يقع على المشي على السكينة و الوقار و على سرعة المشي الذي هو هرولة فأمر الله جل و علا بالسعي إلى الجمعة و زجر النبي صلى الله عليه و سلم عن السعي إلى الصلاة فالسعي الذي أمر الله في هذه الآية المشي الذي هو ضد الهرولة و السعي الذي زجر الله عنه إتيان الصلاة هو سرعة المشي الذي هو شبه الهرولة أو الهرولة

2770 - ثنا علي بن المنذر ثنا ابن فضيل ثنا عطاء بن السائب عن كثير بن جمهان السلمي قال : رأيت ابن عمر يمشي في المسعى فقلت له : تمشي في المسعى بين الصفا و المروة ؟ فقال : لئن سعيت لقد رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يسعى و لئن مشيت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي و أنا شيخ كبير
قال الألباني : حديث صحيح ورجاله ثقات غير كثير بن جهمان لم يوثقه غير ابن حبان لكن تابعه سعيد بن جبير كما يأتي بعد حديث

2771 - ثنا أبو موسى ثنا الضحاك بن مخلد عن سفيان عن عطاء بن السائب عن كثير بن جبهان قال : رأيت ابن عمر يمشي بين الصفا و المروة فقلت له : فقال : إن أمشي فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي و إن أسعى فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يسعى
قال الألباني : حديث صحيح ورجاله ثقات كالذي قبله

2772 - و ثنا أبو موسى ثنا في عقبه ثنا الضحاك عن سفيان عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير عن ابن عمر : نحوه
قال الألباني : إسناده صحيح

2773 - و روى سعيد بن بشير حدثني قتادة عن عكرمة عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم سعى عاما و مشى عاما
ثناه محمد بن يحيى حدثنا المغيرة ثنا سعيد بن بشير
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب ذكر إسقاط الحرج عن الساعي بين الصفا و المروة قبل الطواف بالبيت
جهلا بأن الطواف بالبيت قبل السعي

2774 - ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن أبي إسحاق ـ و هو الشيباني ـ عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شربك قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حاجا و كان الناس يأتونه فمن قائل يقول : يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف أو أخرت شيئا أو قدمت شيئا و كان يقول لهم : لا حرج لا حرج إلا رجل اقترض من عرض رجل مسلم و هو ظالم فذاك الذي حرج و هلك
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الدعاء على أهل الملل و الأوثان على الصفا و المروة بأن يهزموا و
يزلزلوا

2775 - ثنا يحيى بن حكيم ثنا يحيى ـ يعني ابن سعيد ـ ثنا إسماعيل بن علية ثنا عبد الله بن أبي أوفى قال : اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فطاف بالبيت ثم خرج يطوف بين الصفا و المروة فجعلناه نستره من أهل مكة أن يرميه أحد منه أو يصيبه بشيء فسمعه يدعو على الأحزاب يقول : اللهم منزل الكتاب سريع الحساب أهزم الأحزاب اللهم اهزمهم و زلزلهم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة للمعذور في الركوب في الطواف بالبيت و بين الصفا و المروة

2776 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عن مالك و ثنا يحيى بن حكيم ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك ح و ثنا يحيى بن حكيم أيضا ثنا بشر بن عمر ثنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن زينب بنت أم سلمة : عن أم سلمة أنها قدمت و هي مريضة فذكرت ذلك للنبي عليه الصلاة فقال : طوفي من وراء الناس و أنت راكبة
هذا حديث الدورقي

باب ذكر بعض العلل التي لها سعى النبي صلى الله عليه و سلم بين الصفا و المروة و هذا من الجنس الذي أعلمت قبل أن استنان السنة قد تكون في الإبتداء لعلة فتزول العلة و تبقى السنة إلى آخر الأبد إذ النبي صلى الله عليه و سلم إنما سعى بالبيت و بين الصفا و المروة ليرى المشركون قوته فبقيت هذه السنة إلى آخر الأبد

2777 - ثنا عبد الجبار بن العلاء و أحمد بن منيع و المخزومي قالوا ثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس قال : إنما سعى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه بالبيت و بين الصفا و المروة ليرى المشركون قوته
و قال المخزومي : ليرى قريشا قوته

باب استحباب ركوب من بالناس إليه الحاجة و المسألة عن أمر دينهم بين الصفا و المروة إذا كثر الزحام على العالم و لم يمكن سؤاله إذا كان العالم ماشيا بين الصفا و المروة

2778 - ثنا علي بن خشرم أخبرني عيسى عن أبي جريح ح و ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا يحيى عن ابن جريح ح و ثنا محمد بن معمر ثنا محمد بن بكر ثنا ابن جريح أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : طاف النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع بالبيت على راحلته و بالصفا و المروة ليراه الناس فإن الناس غشوه زاد عبد الرحمن و ابن معمر ليسألوه و إن الناس غشوه قال عبد الرحمن : إن الناس غشيوه

باب الرخصة في الركوب بين الصفا و المروة إذا أوذي الطائف بينهما بالإزحام عليه و الدليل على الله الركوب بينهما إباحة لا أنه سنة واجبة و لا أنه سنة فضيلة بل هي سنة إباحة

2779 - ثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد عن الجريري عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس : أرأيت الركوب بين الصفا و المروة قال قومك يزعمون أنها سنة قال : صدقوا و كذبوا جاء النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة فجعل يطوف بين الصفا و المروة فخرج أهل مكة حتى خرج النساء و كان لا يضرب أحد عنده و لا يدعونه فدعا براحلته فركب و لو يترك لكان المشي أحب إليه
قال أبو بكر قول ابن عباس : صدقوا و كذبوا يريد صدقوا أن النبي صلى الله عليه و سلم قد ركب بينهما و كذبوا بقول إنه ليس بسنة واجبة و لا فضيلة و إنما هي إباحة لا حتم و لا فضيلة

باب استلام الحجر بالمحجن للطائف الراكب

2780 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجنه

2781 - ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء ثنا عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : طاف رسول الله صلى الله عليه و سلم على راحلته القصوى يوم الفتح ليستلم الركن بمحجنه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب تقبيل طرف المحجن إذا استلم به الركن إن صح الخبر فإن في القلب من
هذا الإسناد

2782 - ثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا حفص ـ يعني ابن عمر العدني ثنا يزيد بن مليك العدني ثنا أبو الطفيل قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يطوف بالبيت على ناقته ـ أو على راحلته ـ و هو ليستلم بمحجنه و يقبل طرف المحجن

2783 - ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا أبو عاصم عن ابن خربوذ حدثني أبو الطفيل قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يطوف على راحلته بالبيت و يستلم الأركان بمحجنه قال : و أراه يقبل طرف المحجن ثم خرج إلى الصفا فطاف على راحلته

باب إحلال المعتمر عند الفراغ من السعي بين الصفا و المروة

2784 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره و ثنا الفضل بن يعقوب ثنا محمد بن جعفر ثنا مالك ـ يعني ابن أنس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأهللنا بالعمرة فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت و بين الصفا و المروة ثم حلوا

2785 - ثنا محمد بن الوليد القرشي ثنا عبد الوهاب ـ يعني الثقفي ـ ثنا حبيب ـ و هو المعلم ـ قال قال عطا حدثني جابر بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر أصحابه أن يجعلوها عمرة ثم يطوفون ثم يقصروا أو يحلقوا إلا من كان معه هدى

باب إباحة وطىء المتمتع النساء ما بين الإحلال من العمرة إلى الإحرام
بالحج و إن كان بينهما قريب

2786 - ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريح قال عطاء قال جابر بن عبد الله : قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم صبيحة رابع مضت من ذي الحجة فلما قدمنا أمرنا أن نحل فقال : أحلوا و أصيبوا النساء قال عطاء قال جابر : و لم يعزم عليهم أن يصيبوا النساء و لكنه أحله لهم

باب ذبح المعتمر و نحره و هديه حيث شاء من مكة

2787 - ثنا الربيع بن سليمان ثنا بن وهب قال و حدثني أسامة ح و ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني أسامة أن عطاء بن أبي رباح حدثه أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و كل فجاج مكة طريق و منحر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب المهلة بالعمرة تقدم مكة و هي حائض

2788 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع فأهللنا بعمرة قالت : فقدمت مكة و أنا حائض و لم أطف بالبيت و لا بين الصفا و المروة فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : انقضى رأسك و امتشطي و أهلي بالحج و دعي العمرة قالت : ففعلت فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت قال : هذه مكان عمرتك
قال أبو بكر : قد كنت زمانا يتخالج في نفسي من هذه اللفظة التي في خبر عائشة و قول النبي صلى الله عليه و سلم لها : انقضي رأسك و امتشطي و كنت أفرق أن يكون في أمر النبي صلى الله عليه و سلم لها بذلك دلالة على صحة مذهب من خالفنا في هذه المسألة و زعم أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر عائشة برفض العمرة ثم وجدت الدليل على صحة مذهبنا و ذلك أن عائشة كانت ترى أن المعتمر إذا دخل الحرم حل له جميع ما يحل للحاج إذا رمى جمرة العقبة و كان يحل لعائشة بعد دخولها الحرم نقض رأسها و الإمتشاط حدثنا بالخبر الذي ذكرت
عبد الجبار ثنا سفيان سمعه ابن جريح عن يوسف بن ماهك يخبر عن عائشة بنت طلحة أن عائشة أمرتها أن تنقض شعرها و تغسله و قالت : إن المعتمر إذا دخل الحرم فهو بمنزلة الحاج إذا رمى جمرة العقبة
قال أبو بكر قال الشافعي : إنما أمرها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تترك العمل بعمرة من الطواف و السعي لا أن ترفض العمرة و أمرها أن تهل بالحج فتصير قارنة و هذا عند الشافعي كفعل ابن عمر حين أهل بعمرة ثم قال : ما أرى سبيلهما إلا واحدا أشهدكم إني قد أوجبت حجة مع عمرتي فقرن الحج إلى العمرة قبل أن يطوف للعمرة و يسعى لها فصار قارنا و معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم لها : هذه مكان العمرة التي لم يمكنك العمل لها
قال أبو بكر : قد بينت هذا الخبر في المسألة الطويلة في تأليف أخبار أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و اختلاف ألفاظهم في حجة الوداع

باب مقام القارن و المفرد بالحج و الإحرام إلى يوم النحر

2789 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره ثنا الفضل بن يعقوب ثنا محمد بن جعفر ثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من كان معه هدى فليهل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا

2790 - ثنا عبده بن عبد الله الخزاعي أخبرنا محمد ـ يعني ابن بشر العبدي عن محمد و هو ابن عمر عن يحيى بن عبد الرحمن عن عائشة قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحج على أنواع ثلاثة : فمنا من أحرم بحجة و عمرة معا و منا من أهل بحجة مفردا و منا من أهل بعمرة مفردة فمن كان أهل بعمرة و حجة فلا يحل من شيء مما حرم عليه حتى يقضي مناسك الحج و من أهل بعمرة مفردة فطاف بالبيت و سعى بين الصفا و المروة فقد قضى عمرته حتى يستقبل حجا

باب فضل الحج ماشيا من مكة إن صح الخبر فإن في القلب من عيسى بن سوادة
هذا

2791 - ثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي ثنا عيسى بن سوادة عن إسماعيل بن أبي خالد عن زاذان قال : مرض ابن عباس مرضا شديدا فدعى ولده فجمعهم فقال : سمعت رسول الله صلى الله علي وسلم يقول : من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة كل حسنة مثل حسنات الحرم قيل له ما حسنات الحرم ؟ قال : بكل حسنة مئة ألف ألف حسنة
قال الأعظمي : إسناده منكر

باب عدد حج آدم صلوات الله عليه و صفة حجه إن صح الخبر فإن في القلب من
القاسم بن عبد الرحمن هذا

2792 - ثنا محمد بن أحمد بن يزيد بعبادان ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني القاسم بن عبد الرحمن ثنا أبو حازم و هو نبتك مولى ابن عباس عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن آدم أتى البيت ألف آتية لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه
قال الألباني : إسناده ضعيف جدا من أجل القاسم هذا وهو الأنصاري كما في الضعيفة 5092

باب خطبة الإمام يوم السابع من ذي الحجة ليعلم الناس مناسكهم

2793 - قرأت على أحمد بن أبي سريج الرازي أن عمرو بن مجمع أخبرهم عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان قبل التروية بيوم خطب الناس و أخبرهم بمناسكهم
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب إهلال المتمتع بالحج يوم التروية من مكة

2794 - ثنا محمد بن معمر ثنا محمد ـ يعني ابن بكر البرساني ـ أخبرنا ابن جريح أخبرني أبو الزبير أنه سمع : ـ جابر بن عبد الله يخبر عن حجة النبي صلى الله عليه و سلم قال : فأمرنا بعد ما طفنا أن نحل قال النبي صلى الله عليه و سلم فإذا أردتم أن تنطلقوا إلى منى فأهلوا قال : فأهللنا من البطحاء

2795 - ثنا بندار ثنا ابن أبي عدي عن داود ثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ثنا عبد الأعلى ثنا داود عن أبي نضر عن أبي سعيد قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا طفنا بالبيت قال : إجعلوها عمرة إلا من كان معه هدى قال : فجعلناها عمرة فلما كان يوم التروية صرخنا بالحج و انطلقنا إلى منى
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط مسلم

باب وقت الخروج يوم التروية من مكة إلى منى

2796 - ثنا أبو موسى محمد بن المثني ثنا إسحاق الأزرق ثنا سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع قال : سألت أنس بن مالك فقلت : أخبرني بشيء عقلته عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أين صلى الظهر يوم التروية ؟ قال : بمنى قلت : فأين صلى العصر يوم النفر ؟ قال : بالأبطح ثم قال : إفعل كما فعل أمراءك

2797 - ثنا يعقوب بن إبراهيم و أحمد بن منيع و محمد بن هشام قالوا ثنا أبو بكر بن عياش ثنا عبد العزيز بن رفيع قال : لقيت أنس بن مالك على حمار متوجها إلى منى يوم التروية فقلت له : أين صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا اليوم الظهر ؟ قال : صلى حيث يصلي أمراءك و قال ابن هشام : عن عبد العزيز بن رفيع

باب ذكر عدد الصلوات التي يصلي الإمام و النسا بمنى قبل الغدو إلى عرفة

2798 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن يحيى قال سمعت القاسم يقول سمعت ابن الزبير يقول : من سنة الحج ـ و قال مرة سنة الإمام ـ أن يصلي الظهر و العصر و الغروب و العشاء و الصبح بمنى
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2799 - ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا الأسود بن عامر ثنا أبو كريب يحيى بن المهلب البجلي عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى خمس صلوات بمنى
قال الأعظمي : إسناده صحيح لغيره

باب وقت الغدو من منى إلى عرفة

2800 - ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن يحيى عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن الزبير قال : من سنة الحج أن يصلي الإمام الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة و الصبح بمنى ثم يغدو إلى عرفة فيقيل حيث قضى له حتى إذا زالت الشمس خطب الناس ثم صلى الظهر و العصر جميعا ثم وقف بعرفات حتى تغيب الشمس ثم يفيض فيصلي بالمزدلفة أو حيث قضى الله ثم يقف بجمع حتى إذا أسفر دفع قبل طلوع الشمس فإذا رمى الجمرة الكبرى حل له كل شيء حرم عليه إلا النساء و الطيب حتى يزور البيت
قال الأعظمي : إسناده صحيح
قال الألباني : قوله " أو حيث قضى الله " يخالف ظاهره قول النبي صلى الله عليه و سلم في حديث عروة بن ضريس الآتي 2820 و 2821 " من صلى منا هذه الصلاة ... . " يعني صلاة الصبح في المزدلفة فإما أن يحمل حديث الباب على أنه شك من الراوي أو على النساء والضعفة وهذا أولى وهناك إشكال آخر وهو قوله " والطيب " فإنه مخالف لحديث عائشة الآتي 2935 و 2937 و 2938 وغيره مما سيشير إليه المؤلف

2801 - ثنا محمد بن الوليد ثنا يزيد ـ يعني ابن هارون ـ أخبرنا يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال سمعت ابن الزبير يقول : من سنة فذكر الحديث و ربما اختلفا في الحرف و السن و قال : فقد حل له ما حرم عليه إلا النساء حتى يطوف بالبيت
قال أبو بكر : و هذا هو الصحيح إذا رمى الجمرة حل له كل شيء خلا النساء لأن عائشة خبرت أنها طست النبي صلى الله عليه و سلم قبل نزول البيت
قال : انظر ما قبله 2800

باب ذكر البيان أن السنة الغدو من منى إلى عرفات بعد طلوع الشمس لا قبله

2802 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فذكر الحديث بطوله و قال : فلما كان يوم التروية فركب رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى بنا الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الصبح ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس و أمر بقبة له من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها

باب ذكر البيان أن محمدا النبي صلى الله عليه و سلم إنما اتبع خليل الله في غدوه من منى حين طلعت الشمس إذ قد أمر بإتباعه قال الله عز و جل { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } و ابن أبي ملكية قد سمع من عبد الله بن عمر

2803 - ثنا أحمد بن عبدة ثنا حماد ـ يعني ابن زيد عن أيوب و ثنا يعقوب الدورقي و زياد بن أيوب أبو هاشم و مؤمل بن هشام قالوا ثنا إسماعيل عن أيوب عن ابن أبي ملكية : أن رجلا من قريش قال لعبد الله بن عمرو : إني مصفف من الأهل و الحمولة إنما حمولتنا هذه الحمر الديانة أفأفيض من جمع بليل ؟ فقال : أما إبراهيم فإنه بات بمنى حتى أصبح و طلع حاجب الشمس سار إلى عرفة حتى نزل منزله منها و قال مؤمل منزله من عرفة و قالوا : ثم راح فوقف موقفه منه و قال : مؤمل : منها و قالوا حتى غابت الشمس أفاض فأتى جمعا قال زياد : فنزل منزله منه و قال مؤمل : منها و قالوا ثم بات به حتى إذا كان لصلاة الصبح المعجلة وقف حتى إذا كان لصلاة الصبح المسفرة أفاض فتلك ملة أبيكم إبراهيم و قد أمر نبيكم صلى الله عليه و سلم أن يتبعه هذا حديث ابن علية
قال الألباني : إسناده صحيح موقوفا وهو في حكم المرفوع والذي بعده كالصريح في ذلك

باب ذكر العلة التي سميت لها عرفة عرفة مع الدليل على أن جبريل قد أرى النبي صلى الله عليه و سلم محمدا المناسك كما أرى إبراهيم خليل الرحمن

2804 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا ابن أبي ليلى عن ابن أبي ملكية عن عبد الله بن عمرو قال : أتى جبريل إبراهيم يريه المناسك فذكر الحديث بطوله و قال ثم دفع به حتى رمى الجمرة فقال له : أعرف الآن و أراه المناسك كلها و فعل ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : إسناده حسن بما قبله

باب ذكر التخيير بين التلبية و بين التكبير في الغد و من منى إلى عرفة

2805 - ثنا أبو عمار الحسن بن حريث ثنا عبد الله بن نمير ثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : غدونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من منى إلى عرفات منا الملبي و منا المكبر
قال أبو بكر : لا أعلم أحدا مما روى هذا الخبر عن يحيى بن سعيد تابع ابن نمير في إدخاله عبد الله بن عبد الله بن عمر في هذا الإسناد و قد خرجت طرق هذا الخبر في كتاب الكبير

باب التكبير و التهليل و التلبية في الغدو من منى إلى عرفة

2806 - ثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرنا صفوان بن عيسى عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن مجاهد عن أبن سخبرة قال : غدوت مع عبد الله من منى إلى عرفة و كان عبد الله رجلا آدم له ضفيران عليه مسحة أهل البادية و كان يلبي فاجتمع عليه غوغاء من غوغاء الناس يا أعرابي إن هذا ليس بيوم تلبية إنما هو تكبير قال : فعند ذلك إلتفت إلي و قال : أجهل الناس أم نسوا و الذي بعث محمدا بالحق لقد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من منى إلى عرفة فما ترك التلبية حتى رمى الجمرة العقبة إلا أن يخلطها بتهليل أو تكبير
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب ذكر خطبة الإمام بعرفة و وقت الخطبة في ذلك اليوم

2807 - قال أبو بكر في خبر ابن الزبير : حتى إذا زالت الشمس خطب الناس ثم صلى الظهر و العصر جميعا

باب صفة الخطبة يوم عرفة

2808 - ثنا علي بن حجر السعدي و يوسف بن موسى قالا ثنا جرير عن المغيرة عن موسى بن زياد بن حزيم السعدي عن أبيه عن جده حزيم عن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في خطبته يوم عرفة في حجة الوداع :
إعلموا إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا و كحرمة شهركم هذا و كحرمة بلدكم هذا
قال الأعظمي : إسناده حسن لغيره

باب ذكر البيان أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما خطب بعرفة راكبا لا نازلا بالأرض قال أبو بكر : في خبر زيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن القاسم سمعت ابن الزبير قال : خطب الناس بعرفة ثم نزل فجمع بين الظهر و العصر

2809 - ثنا محمد بن الوليد ثنا يزيد و ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فذكر الحديث و قال : فأجاز رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أتى عرفة حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فركب حتى أتى بطن الوادي فخطب الناس فقال : إن دماءكم و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا وإن كل شيء من أهل الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين و دماء الجاهلية موضوعة و أول دم أضعه دماءنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتله هزيل و ربا الجاهلية موضوع و أول ربا أضعه ربانا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله و استحللتم فروجهن بكلمة الله و إن لكم عليهن أن لا يوطين فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح و لهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف و إني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله و أنتم مسؤولين عني ما أنتم قائلون ؟ فقالوا : نشهد إنك قد بلغت رسالات ربك و نصحت لأمتك و قضيت الذي عليك فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء و ينكسها إلى الناس : اللهم أشهد اللهم أشهد
قال أبو بكر : قد بينت في كتاب النكاح أن قوله : لا يوطين فرشكم أحدا تكرهونه إنما أراد وطىء الفراش بالأقدام كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تجلس على تكرمته إلا بأذنه و فراش الرجل تكرمته و لم يرد ما يتوهمه الجهال إنما أراد وطأ الفروج

باب قصر الخطبة يوم عرفة

2810 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله : أن عبد الله بن عمر جاء للحجاج بن يوسف يوم عرفة حين زالت الشمس و أنا معه فقال : الرواح إن كنت تريد السنة فقال : هذه الساعة ؟ قال : نعم قال سالم : فقلت للحجاج إن كنت تريد أن تصيب اليوم السنة فاقصر الخطبة و عجل الصلاة قال عبد الله بن عمر : صدق

باب الجمع بين الظهر و العصر بعرفة و الأذان و الإقامة لهما

2811 - ثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : أن النبي صلى الله عليه و سلم جمع بين الصلاتين الظهر و العصر بعرفات بأذان و إقامتين و المغرب و العشاء بجمع بأذان و إقامتين

باب ترك التنفل بين الظهر و العصر إذا جمع بينهما بعرفة و وقت الرواح إلى
الموقف

2812 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فذكر الحديث و قال : فخطب ثم أذن بلال ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ثم أقام فصلى العصر لم يصل بينهما شيئا ثم ركب القصواء حتى أتى الموقف

باب التجهيز بالصلاة يوم عرفة و ترك تأخير الصلاة بها

2813 - ثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب أن سالما أخبره عن أبيه قال : كان عمر بن الخطاب يصلي بأهل مكة ركعتين ثم يسلم ثم يقومون فيتمون صلاتهم و إن سالما قال للحجاج علم نزل بابن الزبير الحجاج فكلم عبد الله بن عمر أن يريه كيف يصنع في الموقف قال سالم : فقلت للحجاج إن كنت تريد السنة فهجر بالصلاة في يوم عرفة قال عبد الله : صدق و إنهم كانوا يجمعون بين الظهر و العصر في السنة يوم عرفة فقلت لسالم : أفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : إنما يتبعون سنته

باب تعجيل الوقوف بعرفة

2814 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا أشهب عن مالك أن ابن شهاب حدثه عن سالم بن عبد الله قال : كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف يأمره أن لا يخالف ابن عمر في أمر الحج فلما كان يوم عرفة جاءه ابن عمر حين زالت الشمس و أنا معه فصاح عند سراقه أين هذا ؟ فخرج إلية الحجاج و عليه ملحفة فقال له : مالك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : الرواح إن كنت تريد السنة فقال : نعم : أفيض على ماء ثم أخرج إليك فانتظره حتى خرج فسار بيني و بين أبي فقلت له : إن كنت تريد أن تصيب السنة فاقصر الخطبة و عجل الوقوف فجعل ينظر إلى ابن عمر كيما يسمع ذلك منه فلما رأى ذلك ابن عمر قال : صدق

باب الوقوف بعرفة و الرخصة للحاج أن يقفوا حيث شاءوا منه و جميع عرفة
موقف

2815 - أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءه عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو بكر محمد بن إسحق بن خزيمة ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا جعفر ثنا أبي قال : أتينا جابر بن عبد الله فسألناه عن حجة النبي صلى الله عليه و سلم فقال : وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفة فقال : وقفت ههنا و عرفة كلها موقف

باب الزجر عن الوقوف بعرفة

2816 - ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن كثير العبدي ثنا سفيان بن عينة عن زياد وهو ابن سعد ـ عن أبي الزبير عن أبي معبد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إرفعوا عن بطن عرنة و ارفعوا عن بطن محسر
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط مسلم

2817 - فحدثنا عبد الله بن هاشم ثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريح قال أخبرني عطاء عن ان عباس قال : كان يقال : ارتفعوا عن محسر و ارتفعوا عن عرنات أما قوله : العرنات فالوقوف بعرنة ألا يقفوا بعرنة و أما قوله : عن محسر فالنزول بجمع أي لا تنزلوا محسرا
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر البيان أن الوقوف بعرفة من سنة إبراهيم خليل الرحمن و أنه إرث
عنه ورثها أمة محمد النبي صلى الله عليه و سلم

2818 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال حفظته عن عمر عن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبرنا يزيد بن شيبان و هو أخواله ـ قال : أتانا ابن مربع الأنصاري و نحن وقوف بعرفة خلف الموقف ـ موضع يبعده عمرو عن الموقف فقال : إني رسول رسول الله إليكم
قال الأعظمي : إسناده صحيح . ورواه أبو داود 1919
قال الألباني : وهو في صحيح أبي داود 1676

2819 - و ثنا أبو عمار الحسين بن حريث و سعيد بن عبد الرحمن قالا ثنا سفيان عن عمرو ـ و هو ابن دينار ـ عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن خالد بن يزيد بن شهاب : و قال أبو عمار قال : و أخبرنا يزيد بن شيبان قال : كنا وقوفا من وراء الموقف موقفا يتباعده عمرو من الإمام فأتانا ابن مربع الأنصاري فقال : إني رسول رسول الله إليكم يقول لكم : كونوا على مشاعركم هذه فإنكم على إرث من إرث إبراهيم غير أن أبا عمار قال : كنا وقوفا و مكانا بعيدا خلف الموقف فأتانا ابن مربع

باب ذكر وقت الوقوف بعرفة
و الدليل على أن المفيض من عرفة بعد زوال الشمس قبل غروب الشمس من ليلة النحر مدرك للحج غير فائت الحج ضد قول من زعم أن المفيض من عرفة الخارج من حدها قبل غروب الشمس ليلة النحر فائت الحج إذا لم يرجع فيدخل حد عرفة قبل طلوع الفجر من النحر

2820 - ثنا علي بن حجر السعدي أخبرنا هشيم أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد و زكريا بن أبي زائدة و ثنا علي أيضا ثنا علي بن مسهر و سعدان ـ يعني ابن يحيى ـ عن إسماعيل و حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر قال سمعت إسماعيل ح و ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى و يزيد بن هارون قال يحيى ثنا و قال يزيد أخبرنا إسماعيل و ثنا علي بن المنذر ثنا ابن فضيل ثنا إسماعيل و ثنا عبد الله بن سعيد الأشج و سلم بن جنادة قالا ثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد و هذا حديث هشيم عن الشعبي قال أخبرني عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي ـ قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم و هو بجمع فقلت يا رسول الله أتيتك من جبل طي أنصبت راحلتي و أتعبت نفسي و الله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج ؟ فقال : من صلى معنا هذه الصلاة و وقف معنا هذا الموقف فأفاض قبل ذلك من عرفات ليلا أو نهارا فقد تم حجه و قضى تفثه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر البيان أن هذه الصلوات التي قال النبي صلى الله عليه و سلم من صلى معنا هذه الصلاة كانت صلاة الصبح لا غيرها

2821 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن زكريا قال سمعت الشعبي يقول : سمعت عروة بن مضرس يقول : كنت أول الحاج فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم و هو بالمزدلفة فخرج إلى الصلاة حين برق الفجر فقلت : يا رسول الله إني أتيتك من جبل طي و قد أكللت راحلتي و أنصبت نفسي فما تركت من حبل إلا وقفت عليه فقال : من شهد الصلاة معنا ثم وقف معنا حتى نفيض و قد وقف قبل ذلك بعرفات ليلا أو نهارا فقد قضى تفثه و تم حجه
ثنا عبد الجبار في عقبة : ثنا سفيان ثنا داود عن الشعبي عن عروة بن مضرس أنه خرج حين يرق الفجر
قال أبو بكر : داود هذه هو ابن يزيد الأودي
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر الدليل على أن الحاج إذا لم يدرك عرفة قبل طلوع الفجر من يوم
النحر فهو فائت الحج غير مدركه

2822 - ثنا محمد بن ميمون المكي ثنا سفيان الثوري و ثنا بندار بن يحيى و ثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن قالا ثنا سفيان و ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان و هذا حديث بندار ـ عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بعرفة و أتاه أناس من أهل نجد و هم بعرفة فسألوه فأمر مناديا فنادى الحج عرفة من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج أيام منى الثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه و من تأخر فلا إثم عليه و أردف رجلا ينادي
قال أبو بكر : هذه اللفظة الحج عرفة من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن الإسم بإسم المعرفة قد يقع على بعض أجزاء الشيء ذي الشعب و الأجزاء قد أوقع النبي صلى الله عليه و سلم إسم الحج باسم المعرفة على عرفة أراد الوقوف بها و ليس الوقوف بعرفة جميع الحج إنما هو بعض أجزاءه لا كله و قد بينت من هذا الجنس في كتاب الإيمان ما فيه الغنية و الكفاية لمن وفقه الله للرشاد و الصواب
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الوقوف بعرفة على الرواحل

2823 - ثنا نصر بن علي أخبرنا وهب بن جرير ثنا أبي عن محمد بن إسحق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عثمان بن أبي سليمان عن عمه نافع بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم قال : كانت قريش إنما تدفع من المزدلفة و يقولون : نحن الحمس فلا نخرج من الحرم و قد تركوا الموقف على عرفة قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في الجاهلية يقف مع الناس بعرفة على جمل له ثم يصبح مع قومه بالمزدلفة فيقف معهم يدفع إذا دفعوا
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب رفع اليدين في الدعاء عند الوقوف بعرفة و إباحة رفع إحدى اليدين إذا
احتاج الراكب إلى حفظ العنان أو الخطام بإحدى اليدين

2824 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا هشيم أنا عبد الملك أخبرنا عطاء قال : قال أسامة بن يزيد : كنت ردف النبي صلى الله عليه و سلم بعرفات فرفع يديه فمالت به ناقته فسقط خطامها فتناول الخطام بإحدى يديه و هو رافع يده الأخرى
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2825 - ثناه يوسف بن موسى ثنا جرير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس قال : أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم من عرفات و ردفه أسامة بن يزيد قال : فمالت به الناقة و هو رافع يديه ما تجاوزان رأسه حتى انتهى إلى جمع و أفاض من جمع و ردفه الفضل بن عباس فقال الفضل : ما زال يلبى حتى رمى جمرة العقبة
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب استقبال القبلة عند الوقوف بعرفة

2826 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا حاتم ثنا جعفر عن أبيه قال : دخلنا على جابر فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر بعض الحديث و قال : ركب القصواء حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته إلى الصخرات و جعل حبل المشاة بين يديه و استقبل القبلة فلم يزل زاقفا حتى غربت الشمس و ذهبت الصفرة قليلا حين غاب القرص

باب في فضل يوم عرفة و ما يرجى في ذلك اليوم من المغفرة

2827 - ثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا ابن وهب أخبرني مخرمة ح ثنا إبراهيم بن منقد ثنا ابن وهب عن مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت يونس بن يوسف عن ابن المسيب عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة و إنه ليدنو ثم يباهي الملائكة و يقول : ما أراد هؤلاء ؟

باب استحباب الفطر يوم عرفة بعرفات تقويا على الدعاء

2828 - ثنا الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس عن أبي النضر عن عمير مولى ابن عباس عن أم الفضل بنت الحارث : أن ناسا تماروا عند أم الفضل يوم عرفة في صوم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : بعضهم هو صائم و قال بعضهم : ليس بصائم فأرسلت أم الفضل بقدح لبن و هو واقف على بعيره فشرب هو يومئذ بعرفة
ثنا الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي النضر عن عمير عن أم الفضل بذلك

2829 - و ثنا الربيع ثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن بكير عن كريب ـ مولى ابن عباس ـ عن ميمونة : عن رسول الله بذلك

باب استحباب التلبية بعرفات و على الموقف إحياء للسنة إذ بعض الناس قد
كان تركه في بعض الأزمان

2830 - ثنا علي بن مسلم ثنا خالد بن مخلد ثنا علي بن صالح عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال : كنا مع ابن عباس بعرفة فقال لي : يا سعيد ما لي لا أسمع الناس يلبون ؟ فقلت : يخافون من معاوية قال : فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال : لبيك اللهم لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي
قال أبو بكر : أخبار النبي صلى الله عليه و سلم أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة بيان أنه كان يلبي بعرفات
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب إباحة الزيادة على التلبية في الموقف بعرفة بأن الخبر خير الآخرة

2831 - حدثنا جميل بن الحسن الجهضمي حدثنا محبوب بن الحسن حدثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف بعرفات فلما قال : لبيك اللهم لبيك قال : إنما الخير خير الآخرة
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب فضل حفظ البصر و السمع و اللسان يوم عرفة

2832 - حدثنا نصر بن مرزوق ثنا أسد بن موسى حدثنا إسرائيل ح و ثنا محمد بن رافع عن يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال ابن رافع قال : أخبرني الفضل قال كنت ردف النبي صلى الله عليه و سلم حين أفاض من المزدلفة و أعرابي يسايره و ردفه ابنة له حسناء قال الفضل : فجعلت أنظر إليها فتناول رسول الله صلى الله عليه و سلم وجهي يصرفني عنها فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة
و قال ابن رافع : يسايره أو يسائله
قال أبو بكر : و روى سكين بن عبد العزيز البصري ـ و أنا برىء من عهدته و عهده أبيه ـ قال أبي سمعته يقول حدثني ابن عباس عن الفضل بن عباس أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عرفة فجعل الفضل يلاحظ النساء و ينظر إليهن و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يصرف وجهه بيده من خلفه و جعل الفتى يلاحظ إليهن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا ابن أخي إن هذا يوم ملك فيه سمعه و بصره و لسانه غفر له
قال الأعظمي : رواه البخاري الحج - 1
قال الألباني : لكن ليس عنده ذكر الإفاضة والأعرابي والتلبية في هذه القصة وهو عنده عن غير أبي اسحق واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي وكان مدلسا مختلطا وأرى أن هذا من تخاليطه

2833 - حدثناه نصر بن مرزوق ثنا أسد سكين بن عبد العزيز : ـ
قال الأعظمي : إسناده ضعيف بل منكر

2834 - و حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا حبان بن هلال أبو حبيب ثنا سكين القطان ثنا أبي ثنا ابن عباس قال : كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عرفة فجعل الفتى يلاحظ النساء بمثله غير أنه قال : يصرف وجهه و لم يقل : يا ابن أخي
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب استحباب وقوف البدن بالموقف بعرفة

2835 - ثنا محمد بن عيسى ثنا نعيم بن حماد ثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق ثنا محمد بن إسحاق عن أبي جعفر ـ و هو محمد بن علي الحسين ـ عن جابر قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجته مناديا فنادى عند الزوال أن اغتسلوا فذكر الحديث بطوله و قال : فلما كان يوم التروية أمر مناديا فنادى أن أهلوا بالحج و أمر بالبدن أن توقف بعرفة و في المناسك كلها
قال الألباني : فيه عنعنة ابن اسحق وهو مدلس

باب الإستعاذة في الموقف من الرياء و السمعة في الحج إن ثبت الخبر

2836 - ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا سعيد بن بشير القرشي حدثني عبد الله بن حكيم الكناني ـ من أهل اليمن من مواليهم ـ عن بشر بن قدامه الضبابي قال : أبصرت عيناني حبي رسول الله صلى الله عليه و سلم واقفا بعرفات على ناقة له حمراء قصواء و تحته قطيفة قولانية و هو يقول : اللهم اجعله حجا غير رياء و لا هياء و لا سمعة
قال الألباني : إسناده منكر

باب وقت الدفعة عن عرفة خلاف سنة أهل الكفر و الأوثان كانت في الجاهلية

2837 - ثنا محمد بن بشار ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال : وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفة ثم أفاض حين غابت الشمس و أردف أسامة بن زيد
قال محمد بن إسحاق : خبر جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر من هذا الباب أيضا
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2838 - ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عامر ثنا زمعة عن سلمة و هو ابن وهرام ـ عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية يقفون بعرفة حتى إذا كانت الشمس على رءوس الجبال كأنها العمائم على رءوس الرجال دفعوا بالمزدلفة حتى إذا طلعت الشمس فكانت على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رءوس الرجال دفعوا فأخر رسول الله صلى الله عليه و سلم الدفعة من عرفة حتى غربت الشمس ثم صلى الصبح بالمزدلفة حين طلع الفجر ثم دفع حين أسفر كل شيء في الوقت الآخر قبل أن تطلع الشمس
قال أبو بكر : أنا أبرأ من عهدة زمعة بن صالح
قال الألباني : إسناده حسن لغيره

باب تباهي الله أهل السماء بأهل عرفات

2839 - حدثنا زياد بن أيوب ثنا أبو نعيم ثنا يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم : أنظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا
قال الألباني : إسناده صحيح

2840 - قال أبو بكر : و روي مرزوق هو أبو بكر ـ عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا كان يوم عرفة إن الله ينزل إلى السماء فيباهي بهم الملائكة فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق أشهدكم إني قد غفرت لهم فتقول له الملائكة : إي رب فيهم فلان يزهو و فلان و فلان قال يقول الله : قد غفرت لهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة
حدثناه محمد بن يحيى ثنا أبو نعيم ثنا مرزوق
قال أبو بكر : أنا أبرأ من عهدة مرزوق
قال الألباني : إسناده ضعيف لعنعنة أبي الزبير

باب ذكر الدعاء على الموقف عشية عرفة إن ثبت الخبر و لا أخال إلا أنه ليس في الخبر حكم و إنما هو دعاء فخرجنا هذا الخبر و إن لم يكن ثابتا من جهة النقل إذ هذا الدعاء مباح أن يدعو به على الموقف و غيره

2841 - روي قيس بن ربيع عن الأغر عن خليفة بن حصين عن علي قال : كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بعشية عرفة :
اللهم لك الحمد كالذي تقول و خيرا مما تقول اللهم لك صلاتي و نسكي و محياي و مماتي و إليك مآبي و لك رب ترائي اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر و وسوسة الصدر و شتات الأمر اللهم إني أسألك من خير ما تجيىء به الريح و أعوذ بك من شر ما تجيىء به الريح
ثنا يوسف بن موسى ثنا عبد الله بن موسى عن قيس الربيع
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب ذكر العلة التي من أجلها سميت عرفة عرفة

2842 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا ابن أبي ليلى عن ابن أبي ملكية عن عبد الله بن عمرو قال : أتى جبريل إبراهيم يريه المناسك فصلى به الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الصبح بمنى ثم ذهب معه إلى عرفة فصلى به الظهر و العصر بعرفة و وقفه في الموقف حتى غابت الشمس ثم دفع به فصلى به المغرب و العشاء و الصبح بالمزدلفة ثم أبات ليلته ثم دفع به حتى رمى الجمرة فقال له : إعرف الآن فأراه المناسك كلها و فعل ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم
قال الألباني : تقدم إسنادا ومتنا مع الكلام عليه 2804

باب صفة السير في الدفعة من عرفة و الأمر بالسكينة في السير بلفظ عام
مراده خاص

2843 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا يحيى ـ يعني ابن سعيد و ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى ـ يعني ابن يونس جميعا عن ابن جريح قال أخبرني أبو الزبير أخبرني أبو معبد عن ابن عباس عن الفضل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عشية عرفة و غداة جمع حين دفعوا الناس عليكم السكينة و هو كاف ناقته

باب ذكر البيان أن إيجاف الخيل و الإبل و الإيضاع في السير في الدفعة من عرفة ليس البر و الدليل على أن البر السكينة في السير بمثل اللفظة التي ذكرت أنها لفظ عام مراده خاص

2844 - ثنا محمد بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن أسامة : أن النبي صلى الله عليه و سلم أردفه حين أفاض من عرفة فأفاض بالسكينة و قال : أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل قال : فما رأيت ناقته رافعة يدها حتى أتى جمع ثم أردف الفضل فأمر الناس بالسكينة و أفاض و عليه السكينة و قال : ليس البر بإيجاف الخيل و الإبل فما رأيت ناقته رافعة يدها حتى أتى منى
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر الخبر الدال على أن اللفظة التي ذكرها في السكينة في السير في
الدفعة من عرفة لفظ عام مراده خاص و البيان أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما كان يسير سير السكينة في الوقت الذي لم يجد فجوة إذ قد نص عند وجود الفجوة في السير عند الدفعة من عرفة و في هذا الخبر ما بان أن أسامة بن زيد أراد بقوله : فما رأيت ناقته رافعة يدها حتى أتينا جمعا أي في الزحام دون الوقت الذي وجد فيه فجوة إذ أسامة هو المخبر أنه نص لما وجد الفجوة

2845 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا هشام ح و ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى ثنا هشام و ثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا عبد الرحيم ـ يعني ابن سليمان ـ و حدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع و ثنا أحمد بن عبدة أخبرنا محمد ابن دينار جميعا عن هشام ابن عروة ـ و هذا حديث عبد الجبار و هو أحسنهم سياقا للحديث ـ قال : سمعت أبي يقول سمعت أسامة و هو إلى جنبي و كان رديف النبي صلى الله عليه و سلم من عرفة يسأل كيف أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يسير حين دفع من عرفة ؟ فقال : كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص
قال سفيان : النص فوق العنق
و قال أبو بكر : في حديثه مدرجا و النص أرفع من العنق و في حديث وكيع مدرجا في الحديث : يعني فوق العنق

باب ذكر الدعاء و الذكر و التهليل في السير من عرفة إلى مزدلفة

2846 - قرأت على أحمد بن أبي سريج الرازي أن عمرو بن مجمع الكندي أخبرهم عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استوت به راحلته عند مسجد ذي الحليفة في حجة أو عمرة أهل فذكر الحديث و قال : و وقف ـ يعني بعرفة ـ حتى إذا وجبت الشمس أقبل يذكر الله و يعظمه و يهلله و يمجده حتى ينتهي إلى المزدلفة
قال الأعظمي : ضعيف بهذا الإسناد

باب إباحة النزول بين عرفات و جمع للحاجة تبدو للمرء

2847 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا إبراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال أخبرني أسامة : أن النبي صلى الله عليه و سلم حين دفع من عرفة أردفه تلك العشية فلما أتى الشعب نزل فبال ـ و لم يقل إهراق الماء ـ فصببت عليه من أداوة فتوضأ وضوءا خفيفا فقلنا : الصلاة فقال : الصلاة أمامك فلما أتينا المزدلفة صلى المغرب ثم حلوا رحالهم و أعنته عليهم ثم صلى العشاء
قال أبو بكر : لا أعلم أحدا أدخل ابن عباس بين كريب و بين أسامة في هذا الإسناد إلا ابن عيينة رواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن موسى بن عقبة عن كريب أخبرني أسامة و قد خرجت طرق هذا الخبر في كتاب الكبير

باب الجمع بين الصلاتين بين المغرب و العشاء بالمزدلفة

2848 - حدثناه يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمرو : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى المغرب و العشاء بالمزدلفة جميعا

باب ترك التطوع بين الصلاتين إذا جمع بينهما بالمزدلفة مع البيان أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى بالمزدلفة صلاة المسافر لا صلاة المقيم

2849 - ثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أخبره أن أباه قال : جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بين المغرب و العشاء بجمع ليس بينهما سجدة صلى المغرب ثلاث ركعات ثم صلى العشاء ركعتين و كان عبد الله يصلي بجمع كذلك حتى لحق بالله

باب الأذان للمغرب و الإقامة للعشاء من غير أذان إذا جمع بينهما بالمزدلفة خلاف قول من زعم أن الصلاتين إذا جمع بينهما في وقت الآخرة منهما جمع بينهما بإقامتين من غير أذان

2850 - ثنا أبو موسى محمد بن المثني ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن أسامة بن زيد قال : أفضت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من عرفات فلما بلغ الشعب الذي ينزل عنده الأمراء بال و توضأ قلت يا رسول الله : الصلاة قال : الصلاة أمامك فلما انتهى إلى جمع أذن و أقام ثم صلى المغرب ثم لم يحل آخر الناس حتى أقام فصلى العشاء
خبر حفص بن غياث عن جعفر بن محمد من هذا الباب

باب إباحة الفصل بين المغرب و العشاء إذا جمع بينهما بفعل ليس من عمل الصلاة في خبر عيينة عن إبراهيم بن عقبة ثم حلوا رحالهم و أعنته عليه

2851 - و حدثنا أحمد بن منيع ثنا سفيان عن محمد بن أبي حرملة و إبراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال : دفع رسول الله صلى الله عليه و سلم من عرفة و أردف أسامة فلما بلغ الشعب نزل فبال ـ و لم يقل : إهراق الماء ـ قال : أسامة فصببت عليه من الأداوة فتوضأ و ضوءا خفيفا قلت : الصلاة يا رسول الله قال : الصلاة أمامك ثم أتى المزدلفة فصلى المغرب ثم وضع رحله ثم صلى العشاء
قال سفيان : انتهى حديث إبراهيم إلى قوله : الصلاة أمامك و الزيادة من حديث ابن أبي حرملة

باب إباحة الأكل بين الصلاتين إذا جمع بينهما بالمزدلفة إن ثبت الخبر
فإني لا أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من عبد الرحمن بن يزيد

2852 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا يحيى بن أبي زائدة حدثني أبي عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال : أفاض عبد الله بن مسعود من عرفات على هينته لا يضرب بعيره حتى أتى جمع فنزل فأذن فأقام ثم صلى المغرب ثم تعشى ثم قام فأذن و أقام و صلى العشاء ثم بات بجمع حتى إذا طلع الفجر أقام فأذن و أقام ثم صلى الصبح ثم قال : إن هاتين الصلاتين يؤخران عن وقتها و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يصليهما في هذا اليوم إلا في هذا المكان ثم وقف
قال أبو بكر : لم يرفع ابن مسعود قصة عشاءه بينهما و إنما هذا من فعله لا عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال الأعظمي : إسناده صحيح
قال الألباني : قد صرح أبو اسحق بالتحديث عند البخاري ( الحج - 98 ) وهو رواية للبيهقي لكن أبو اسحق كان اختلط وفي حديثه هذا شيء غير محفوظ بينته فيما أظن في الضعيفة

باب البيتوتة بالمزدلفة ليلة النحر

2853 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فقلت له : أخبرني عن حجة النبي صلى الله عليه و سلم قال : أتى المزدلفة فجمع بين المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى طلع الفجر

باب التغليس بصلاة الفجر يوم النحر بالمزدلفة

2854 - ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال : قال عبد الله : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى صلاة إلا لوقتها إلا هاتين الصلاتين رأيته يصلي العشاء و المغرب جميعا لمزدلفه و صلى الفجر قبل وقتها بغلس

باب الأذان و الإقامة لصلاة الفجر بالمزدلفة

2855 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : فذكر الحديث و قال فصلى الفجر حين تبين له الصبح يعني بالمزدلفة
قال أبو بكر : قال لنا محمد بن يحيى قال لنا الحسن بن بشر عن حاتم في هذا الخبر في هذا الموضع بأذان و إقامة
في خبر جابر دلالة واضحة على أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى الفجر بالمزدلفة في أول وقتها بعد ما بان له الصبح لا قبل تبين له الصبح و في هذا ما دل على أن ابن مسعود أراد بقوله : و صلى الفجر قبل وقتها بغلس أي قبل وقتها الذي كان يصليها بغير المزدلفة أي أنه غلس بالفجر أشد تغليسا مما كان يغلس بها في غير ذلك الموضع
و خبر ابن عمر الذي يلي هذا الباب دال على مثل ما دل عليه خبر جابر لأن في خبر ابن عمر : يبيت بالمزدلفة حتى يصبح ثم يصلي الصبح

باب الوقوف عند المشعر الحرام و الدعاء و الذكر و التهليل و التمجيد و
التعظيم لله في ذلك الموقف

2856 - قرأت على أحمد بن أبي سريج الرازي أن عمرو بن مجمع أخبرهم عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استوت به راحلته عند مسجد ذي الحليفة أهل و ذكر الحديث و قال يبيت ـ يعني بالمزدلفة حتى يصبح ثم يصلي صلاة الصبح ثم يقف عند المشعر الحرام و يقف الناس معه يدعون الله و يذكرونه و يهللونه و يمجدونه و يعظمونه حتى يدفع إلى منى
قال الأعظمي : ضعيف بهذا الإسناد

باب إباحة الوقوف حيث شاء الحاج من المزدلفة إذ جميع المزدلفة موقف

2857 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا جعفر ثنا أبي قال : أتينا جابر بن عبد الله فسألناه عن حجة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : وقف بالمزدلفة و قال : و قفت هاهنا و المزدلفة كلها موقف
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2858 - ثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا حفص يعني بن غياث عن جعفر عن أبيه عن جابر قال : وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم بجمع و قال : جمع كلها موقف

باب الدفع من المشعر الحرام ومخالفة أهل الشرك و الأوثان في دفعهم منه

2859 - ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب قال : كان المشركون لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير فخالفهم النبي صلى الله عليه و سلم فأفاض قبل أن تطلع الشمس

باب صفة السير في الإفاضة من جمع إلى منى بلفظ عام مراده خاص

2860 - ثنا محمد بن العلاء بن كريب و هارون بن إسحاق قالا ثنا أبو خالد ثنا ابن جريح و قال هارون عن ابن جريح عن أبي الزبير عن أبي معبد عن ابن عباس عن الفضل قال : أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم من عرفة و من جمع عليه السكينة حتى أتى منى

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما سار في الإفاضة و من جمع إلى منى على السكينة خلا بطن وادي محسر فإنه أوضع فيه و في هذا ما دل على أن الفضل إنما أراد : وعليه السكينة حتى أتى منى خلا إيضاعه في وادي محسر على ما ترجمت الباب أنه لفظ عام أراد به الخاص في خبر علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه و سلم حتى انتهى إلى وادي محسر ففزع ناقته فخبت حتى جاوز الوادي

2862 - ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان و ثنا محمد بن سفيان ابن أبي الزرد الأبلى ثنا أبو عامر ثنا سفيان و ثنا محمد بن العلاء ثنا قبيصة عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أوضع في وادي محسر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب بدء الإيضاح كان في وادي محسر

2863 - ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن كثير بن شنظير عن عطاد أنه قال : إنما كان بدء الإيضاع من قبل أهل البادية كان يقفون حافتي الناس قد علقوا العقاب و العصى فإذا أفاضوا تقعقعوا فأنفرت بالناس فلقد رئي رسول الله صلى الله عليه و سلم و إن ظفري ناقته لتمس الأرض حادكها و هو يقول : يا أيها الناس عليكم بالسكينة يا أيها الناس عليكم بالسكينة و ربما كان يذكره عن ابن عباس
قال الألباني : إسناده صحيح لغيره أبو النعمان كان اختلط لكن تابعه يونس ثنا حماد بن زيد به أخرجه أحمد 1 / 244 ، ويونس هو ابن محمد المؤدب البغدادي ثقة حافظ فصح الحديث والحمد لله

باب ذكر الطريق الذي يسلك فيه من المشعر الحرام إلى الجمرة

2864 - في خبر جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرجك إلى الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة
ثناه محمد بن يحيى ثنا النفيلي ثنا جعفر

باب فضل العمل في عشر ذي الحجة

2865 - ثنا أبو موسى و سلم بن جنادة قالا ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش و ثنا محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان و هو الأعمش ـ عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من هذه الأيام : يعني أيام العشر قالوا : و لا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : و لا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه و ماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء
هذا حديث أبي معاوية

باب فضل يوم النحر

2866 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا ثور عن راشد بن سعد عن عبد الله بن نجى عن عبد الله بن قرط قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر
قال أبو بكر يوم القر يعني يوم الثاني من يوم النحر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب التقاط الحصى لرمى الجمار من المزدلفة و البيان أن كسر الحجارة لحصى الجمار بدعة لما فيه من إيذاء الناس و إتعاب أبدان من يتكلف كسر الحجارة توهما أنه سنة

2867 - ثنا محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي و محمد بن جعفر و عبد الوهاب بن عبد المجيد عن عوف بن أبي جميلة عن زياد بن حصين ثنا أبو العالية قال قال لي ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غداة العقبة قال ابن أبي عدي في حديثه و هكذا قال عوف هات القط حصيات هي حصا الخذف فلما وضعن في يده قال : بأمثال هؤلاء بأمثال هؤلاء و إياكم و الغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2868 - حدثنا به بندار مرة أخرى بمثل هذا للفظ غير أنه قال : حدثني زياد بن حصين و ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد ثنا عوف ثنا زياد بن حصين حدثني أبو العالية قال قال لي ابن عباس : قال عوف : لا أدري الفضل أو عبد الله بن عباس ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : غداة العقبة القط لي حصيات بمثله سواء
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة في تقديم النساء من جمع إلى منى بالليل

2869 - ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب ثنا أيوب عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن عائشة قالت : كانت سودة إمرأة ضخمة ثبطة فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تفيض من جمع بليل فأذن لها قالت عائشة : فليتني كنت استأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم كما استأذنت سودة فكانت عائشة لا تفيض إلا مع الإمام

باب الرخصة في تقديم الضعفاء من الرجال و الوالدان من جمع إلى منى بالليل

2870 - ثنا عبد الجبار بن العلاء و الحسين بن حريث و سعيد بن عبد الرحمن و علي بن خشرم قالوا ثنا سفيان عن عمرو عن عطاء قال سمعت ابن عباس يقول : أنا ممن قدم النبي صلى الله عليه و سلم ليلة المزدلفة في صعفة أهله
و قال أبو عمار و المخزومي و علي : عن ابن عباس

2871 - ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرازق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبي عمر : أنه كان يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام بليل فيذكرون الله ما بدأ لهم ثم يدفعون فمنهم من يأتي منى لصلاة الصبح و منهم من يأتي بعد ذلك و أولئك ضعفة أهله و يقول : أذن رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك

باب إباحة تقديم الثقل من جمع إلى منى بالليل

2872 - ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى عن ابن جريح أخبرني عبيد الله ابن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس يقول : كنت فيمن قدم النبي صلى الله عليه و سلم في الثقل
ثنا محمد بن معمر ثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريح بمثله سواء
قال أبو بكر : أخبار ابن عباس : كنت فيمن قدم النبي صلى الله عليه و سلم ليلة المزدلفة من جمع إلى منى بالليل دالة على أن المأمور بالتقاط الحصى غداة المزدلفة هو الفضل بن عباس لا عبد الله و أخبار الفضل أنه كان رديف النبي صلى الله عليه و سلم من جمع إلى منى بالليل دالة على أن خبر مشاس عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل كنت فيمن قدم النبي صلى الله عليه و سلم و هم لأن المقدم مع الضعفة من جمع إلى منى هو عبد الله بن عباس لا الفضل

باب قدر الحصى الذي يرمي به الجمار و الدليل على أن الرمي بالحصى الكبار من الغلو في الدين و تخويف الهلاك بالغلو في الدين في خبر ابن عباس : بأمثال و إياكم و الغلو في الدين

2873 - ثنا محمد بن العلاء و هارون بن إسحاق قالا ثنا أبو خالد ثنا ابن جريح عن أبي الزبير عن أبي معبد عن ابن عباس عن الفضل قال : أفاض النبي صلى الله عليه و سلم فلما هبط بطن محسر قال : يا أيها الناس عليكم بحصى الخذف و يشير بيده حذف الرجل
و قال هارون : عن ابن جريح

2874 - ثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى و بشر بن معاذ قالا : حدثنا بشر و هو ابن المفضل ـ ثنا عبد الرحمن ـ و هو ابن حرملة ـ عن يحيى بن هند عن حرملة بن عمرو الأسلمي قال : حججت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما وقفنا بعرفات رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واضعا : إحدى أصبعيه على الأخرى فقلت لعمي : يا عم ما يقول ؟ قال يقول : إرموا الجمار بمثل حصى الخاذف
و قال : بشر بن معاذ حدثني يحيى بن هند عن حرملة قال : حججت
قال أبو بكر : عم حرملة بن عمرو سنان بن سنة سماه وهيب
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

2875 - ثنا محمد بن العلاء بن كريب بخبر غريب غريب ثنا عبد الرحمن بن سليمان عن عبيد الله بن أبي الزبير عن جابر قال : رمى رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمرة بمثل حصا الخذف

2876 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن ابن جريح و ثنا محمد بن معمر ثنا محمد ـ يعني ابن بكر ـ أخبرنا ابن جريح أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : كان النبي صلى الله عليه و سلم يرمي يوم النحر ضحى و أخبر معمر : واحدا ـ يعني جمرة واحدة ـ و قالا : و أما بعد ذلك فعند زوال الشمس

باب إباحة رمى الجمار يوم النحر راكبا

2877 - أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي ثنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد أخبرنا الشيخ الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحق بن خزيمة ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا علي بن خشرم أنا عيسى عن ابن جريح و ثنا محمد بن معمر ثنا محمد أنا ابن جريح أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرمي على راحلته يوم النحر و قال لنا : خذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه

باب الزجر عن ضرب الناس و طردهم عند رمي الجمار

2878 - ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر قال : سمعت أيمن بن نابل يقول : سمعت قدامة بن عبد الله ـ و هو ابن عمار ـ يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر على ناقته صهباء لا ضرب و لا طرد و لا إليك إليك
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب ذكر الموقف الذي يرمي منه الجمار

2879 - ثنا يعقوب الدورقي ثنا ابن أبي زائدة ثنا الأعمش و ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن الأعمش قال سمعت الحجاج يقول : لا تقولوا : سورة البقرة قولوا : السورة التي تذكر فيها البقرة فذكرت لك لإبراهيم فقال : حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع عبد الله حين رمى جمرة العقبة فاستبطن الوادي ثم استعرضها ـ يعني الجمرة ـ فرماها بسبع حصيات و كبر مع كل حصاة فقلت : إن ناسا يصعدون الجبل فقال : ها هنا و الذي لا إله غيره رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة رمى
هذه لفظ حديث الدورقي

باب استقبال الجمرة عند رميها و الوقوف عن يسار القبلة

2880 - ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الحكم و ثنا الزعفراني ثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن الحكم و منصور عن إبراهيم : عن عبد الرحمن بن يزيد : أنه حج مع عبد الله و أنه رمى الجمرة بسبع حصيات و جعل عن يساره و منى عن يمينه و قال : هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة لم يقل الزعفراني : إنه حج مع عبد الله و قال :
رمى عبد الله الجمرة

باب التكبير مع كل حصاة يرميها للجمار

2881 - ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن عباس قال : كنت ردف النبي صلى الله عليه و سلم فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقب رماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة
قال أبو بكر : لخبر عمر بن حفص الشيباني بن غياث باب غير هذا
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الذكر عند رمي الجمار

2882 - ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله ـ و هو ابن أبي زياد ـ ثنا القاسم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما جعل الطواف بالبيت و بين الصفا و المروة و رمى الجمار لإقامة ذكر الله
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة للنساء و الضعفاء الذين رخص لهم في الإفاضة من جمع بليل في
رمي الجمار قبل طلوع الشمس

2883 - ثنا يونس بن عبد الأعلى و عيسى بن إبراهيم الغافقي قالا : ثنا ابن وهب خبرني يونس عن ابن شهاب أن سالم بن عبد الله أخبره : أن عبد الله بن عمر كان يقدم ضعفة أهله فمنهم ممن يقدم منى لصلاة الفجر و منهم من يقدم ذلك فإذا قدموا رموا الجمرة و كان ابن عمر يقول : أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر : قد خرجت طرق أخبار ابن عباس في كتابي الكبير أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أبيني لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس و لست أحفظ في تلك الأخبار إسنادا ثابتا من جهة النقل فإن ثبت إسناد واحد منها فمعناه أن النبي صلى الله عليه و سلم زجر المذكور ممن قدمهم تلك الليلة عن رمى الجمار قبل طلوع الشمس لا السامع المذكور لأن خبر ابن عمر يدل على أن النبي صلى الله عليه و سلم قد أذن لضعفة النساء في رمي الجمار قبل طلوع الشمس فلا يكون خبر ابن عمر خلاف خبر ابن عباس إن ثبت خبر ابن عباس من جهة النقل على أن رمي الجمار لضعفه النساء بالليل قبل طلوع الفجر أيضا عندي جائز للخبر الذي أذكره في الباب الذي يلي هذه إن شاء الله

باب الرخصة للنساء اللواتي رخص لهن في الإفاضة من جمع بليل في رمي الجمار
قبل طلوع الفجر

2884 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى عن أبي جريح و ثنا محمد بن معمر ثنا محمد أخبرنا ابن جريح حدثني عبد الله ـ مولى أسماء : أن أسماء نزلت ليلة جمع دار المزدلفة فقامت تصلي فقالت : يا بني قم أنظر هل غاب القمر قلت : لا فصلت ثم قالت : يا بني أنظر هل غاب القمر قلت : نعم قالت : ارتحل فارتحلنا فرمينا الجمرة ثم صلت الغداة في منزلها قال : فقلت لها : يا هنتاه لقد رمينا الجمرة بليل قالت : كنا نصنع هذا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
هذا حديث بندار
و قال ابن معمر : أخبرني عبد الله مولى أسماء عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها قالت : إي بني هل غاب القمر ؟ فقلت : نعم قالت : فارتحلوا قال : تم مضينا بها حتى رمت الجمرة ثم رجعت فصلت الصبح في منزلها فقلت لها : قا هنتاه لقد غلسنا قالت : كلا يا بني أن نبي الله صلى الله عليه و سلم أذن للظعن
قال أبو بكر : فهذا الخبر دال على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أذن في الرمي قبل طلوع الشمس للنساء دون المذكور و عبد الله مولى أسماء هذا قد روى عنه عطاء بن أبي رباح أيضا قد ارتفع عنه إسم الجهالة

باب قطع التلبية إذا رمى الحاج جمرة العقبة يوم النحر

2885 - ثنا علي حجر ثنا إسماعيل ـ يعني ابن جعفر ـ ثنا ابن جعفر ـ ثنا محمد و هو ابن أبي حرملة عن كريب مولى ابن عباس ـ قال كريب فأخبرني عبد الله بن العباس أن الفضل أخبره : أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة
قال أبو بكر : خرجت طرق أخبار النبي صلى الله عليه و سلم أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة في كتابي الكبير و هذه اللفظة دالة على أنه لم يزل يلبي رمي الجمرة بسبع حصيات إذ هذه اللفظة حتى رمى الجمرة و حتى رمى جمرة العقبة ظاهرها حتى رمى جمرة العقبة بتمامها إذ غير جائز من جنس العربية إذا رمى الرامي حصاة واحدة أن يقال رمى الجمرة و إنما يقال : رمى الجمرة إذا رماها بسبع حصيات

2886 - و روي عن ابن مسعود : فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة بأول حصاة
ثناه علي بن حجر أخبرنا شريك عن عامر عن أبي وائل عن عبد الله قال : رمقت النبي صلى الله عليه و سلم فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة بأول حصاة
قال أبو بكر : و لعله يخطر ببال بعض العلماء أن في هذا الخبر دلالة على أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقطع التلبية عند أول حصاة يرميها من جمرة العقبة و هذا عندي من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتابنا أن الأمر قد يكون إلى وقت موقت في الخبر و الزجر يكون إلى وقت موقت في الخبر و لا يكون في ذكر الوقت ما يدل على أن الأمر بعد ذلك الوقت ساقط و لا أن الزجر بعد ذلك الوقت ساقط كزجره صلى الله عليه و سلم عن الصلاة بعد الصلاة حتى تطلع الشمس فلم يكن في قوله دلالة على أن الشمس إذا طلعت فالصلاة جائزة عند طلوعها إذ النبي صلى الله عليه و سلم قد زجر أن يتحرى بالصلاة طلوع الشمس و غروبها و النبي صلى الله عليه و سلم قد أعلم أن الشمس تطلع بين قرني شيطان فزجر عن الصلاة عند طلوع الشمس و قال : و إذا ارتفعت فارقها فدلهم بهذه المخاطبة أن الصلاة عند طلوعها غير جائزة حتى ترتفع الشمس و قد أمليت من هذا الجنس مسائل كثيرة في الكتب المصنفة و الدليل على صحة هذا التأويل الحديث المصرح الذي حدثناه
قال الألباني : إسناده صحيح لغيره

2887 - محمد بن حفص الشيباني ثنا حفص بن غياث ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن ابن عباس عن أخيه الفضل قال : أفضت مع النبي صلى الله عليه و سلم في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يكبر مع كل حصاة ثم قطع التلبية مع آخرها حصاة
قال أبو بكر : فهذا الخبر يصرح أنه قطع التلبية مع آخر حصاة لا مع أولها فإن لم يفهم بعض طلبة العلم هذا الجنس الذي ذكرنا في الوقت فأكثر ما في هذين الخبر من أساس لو قال : لم يلب النبي صلى الله عليه و سلم بعد أول حصاة رماها و قال الفضل : لبى بعد ذلك حتى رمى الحصاة السابعة فكل من يفهم العلم و يحسن الفقه و لا يكابر عقله و لا يعاند علم أن الخبر هو من يخبر بكون الشيء أو بسماعه لا ممن يدفع الشيء و ينكره و قد بينت هذه المسألة في مواضع من كتبنا
قال الأعظمي : إسناده صحيح . ورواه النسائي 5 / 224 من طريق ابن عباس وليس فيه " ثم قطع التلبية مع آخرها " . والسنن الكبرى للبيهقي 5 / 137 من طريق ابن خزيمة مثله قال البيهقي : ثم قطع التلبية في آخرها زيادة غريبة . وانظر الفتح 3 / 533

باب ترك الوقوف عند جمرة العقبة بعد رميها يوم النحر

2888 - قرأت على أحمد بن أبي سريح أن عمرو بن مجمع أخبرهم عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استوت به راحلته عند مسجد ذي الحليفة في حجة أو عمرة أهل فذكر الحديث بطوله و قال : فيأتي جمرة العقبة فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة و لا يقف ثم ينصرف
قال الأعظمي : إسناده ضعيف وأصله في البخاري ( الحج - 142 ) من طريق الزهري عن سالم

باب الرجوع من الجمرة إلى منى بعد رمي الجمرة للنحر و الذبح

2889 - ثنا محمد بن بشار ثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي الربيعة عن زيد بن علي عن أبيه عن عبد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب : قال : ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم الجمرة فرماها ثم أتى المنحر فقال : هذا المنحر و منى كلها منحر
قال الألباني : إسناده حسن

باب الرخصة في النحر و الذبح أين شاء المرء من منى

2890 - ثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه عن جابر قال : ذبح رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنى قال : و منى كلها منحر
قال أبو بكر : هذه اللفظة و منى كلها منحر من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبي أن الحكم بالنظر و الشبيه واجب لأن في قوله صلى الله عليه و سلم : منى كلها منحر دلالة على أنه أباح الذبح أيضا إن شاء الذابح من منى ولو كان على خلاف مذهبنا في الحكم بالنظير و الشبيه و كان على ما زعم بعض أصحابنا ممن خالف المطلبي في هذه المسألة و زعم أن الدليل الذي لا يحتمل غيره أنه إذا خص في إباحة شيء بعينه كان الدليل الذي لا يحتمل غير من زعم أن ما كان غير الشيء بعينه محظور كان في قوله صلى الله عليه و سلم : منى كلها منحر دلالة على أن كلها ليس بمذبح و اتفاق الجميع من العلماء على أن جميع منى مذبح كما خبر النبي صلى الله عليه و سلم إنها منحر دال على صحة مذهبنا و بطلان مذهب مخالفتنا إذ محال أن يتفق الجميع من العلماء على خلاف دليل قول النبي صلى الله عليه و سلم لا يجوز غيره

باب النهي عن احتضار المنازل بمنى إن ثبت الخبر فإني لست أرعف مسيكة
بعدالة و لا جرح و لست أحفظ لها روايا إلا ابنتها

2891 - ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن يوسف بن ماهك عن أمه مسيكة عن عائشة قالت : قال : تعني رجل ـ يا نبي الله ألا نبي بمنى بناء فيظلك ؟ قال : لا منى مناخ من سبق
قال الأعظمي : إسناده ضعيف مسيكة مجهولة

باب استحباب ذبح الإنسان و نحر نسيكه بيده مع إباحة دفه نسيكه إلى غيره
ليذبحها أو ينحرها

2892 - ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جابر بن عبد الله و ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد حدثنا جعفر حدثني أبي قال : أتينا جابر بن عبد الله قال فنحر رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده ثلاثة و ستين ـ يعني بدنة ـ فأعطى عليا فنحر ما غبر
و قال علي بن حجر : و نحر علي ما بقي

باب نحر البدن قياما معقولة ضد قول مذهب من كره ذلك و جهل السنة و سمى
السنة بدعة بجهلة بالسنة

2893 - ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الأعلى ثنا يونس و ثنا الصنعاني ثنا يزيد بن زريع ثنا يونس و ثنا زياد بن أيوب ثنا إسماعيل ـ يعني ابن علية ـ ثنا يونس بن عبيد و ثنا الدورقي و محمد بن هشام قالا : ثنا هشيم : أخبرنا يونس أخبرني زياد بن جبير قال : رأيت ابن عمر أتى علي رجل قد أناخ بدنته بمنى لينحرها فقال : ابعثها قياما مقيدة سنة محمد صلى الله عليه و سلم
هذا حديث زياد بن أيوب

2894 - ثنا علي بن شعيب ثنا أحمد بن إسحاق ثنا وهيب ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال : و نحر رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده سبع بدنات قياما
قال أبو بكر : خبر أنس من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبنا في ذكر العدد الذي لا يكون نفيا عما زاد على ذلك العدد و ليس في قول أنس نحر رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده سبع بدنات أنه لم ينحر بيده أكثر من سبع بدنات لأن جابرا قد أعلم أنه قد نحر بيده ثلاثة و ستين من بدنه

باب التسمية و التكبير عند الذبح و النحر

2895 - ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال : سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين و يسمي و يكبر و لقد رأيته يذبح بيده واضعا قدمه على صفاحها

2896 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن شعبة عن قتادة قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فقلت له أنت سمعته ؟ قال : نعم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحي بمثله

باب إباحة الهدى من الذكران و الإناث جميعا

2897 - ثنا الفضل بن يعقوب الجرزي ثنا عبد الأعلى عن محمد عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال : أهدى رسول الله صلى الله عليه و سلم بحمل أبي جهل في هديه علم الحديبية و في رأسه برة من فضة كان أبو أهل أسلمه يوم بدر
قال أبو بكر : هذه اللفظة جمل أبي جهل من الجنس الذي كنت أعلمت في كتاب البيوع في أبواب الإفراس أن المال قد يضاف إلى المالك الذي قد ملكه في بعض الأوقات بعد زوال ملكه عنه كقوله تعالى : { اجعلوا بضاعتهم في رحالهم } فأضاف البضاعة إليهم بعد اشترائهم بها طعاما و إنما كنت احتججت بها لأن بعض مخالفينا زعم أن قول النبي صلى الله عليه و سلم : إذا أفلس الرجل فوجد الرجل متاعه بعينه فهو أحق به من سائر العرفاء فزعم أن هذا المال هو مال الوديعة و الغضب و ما لم يزل ملك صاحبه عنه و قد بينت هذه المسألة بيانا شافيا في ذلك الموضع
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب استحباب إهداء ما قد غنم من أموال أهل الشرك و الأوثان أهل الحرب منه
مغايظة لهم

2898 - ثنا محمد بن عيسى نا سلمة قال محمد و حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال : أهدى رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الحديبية في هداياه جملا لأبي جهل في رأسه برة من فضة ليغيظ المشركين بذلك
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب استحباب توجيهه الذبيحة للقبلة و الدعاء عند الذبح

2899 - ثنا أحمد بن الأزهر و كتبته من أصله ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن خالد بن أبي عمران عن أبي عياش عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قبح يوم العيد كبشين ثم قال حين وجههما : { إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين } { إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين * لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين }
بسم الله الله أكبر اللهم منك و لك من محمد و أمته
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب إباحة اشتراك النفر في البدنة و البقرة الواحدة و إن كان من يشترك في البقرة الواحدة أو البدنة الواحدة من قبائل شتى ليسوا من أهل بيت واحد مع الدليل أن سبع بدنة و سبع بقرة تقوم مقام شاة في الهدى

2900 - ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ثنا يحيى عن ابن جريح و ثنا محمد بن معمر القيسي ثنا محمد ـ ابن بكر أخبرنا ابن جريح أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول : اشتركنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحج و العمرة كل سبعة في بدنة زاد عبد الرحمن في حديثه : و نحرنا يومئذ سبعين بدنة و قالا جميعا فقال له رجل : أرأيت البقرة اشترك فيها من يشترك في الجزور ؟ فقال : ما هي إلا من البدن و خص جابر الحديبية و قال عبد الرحمن : فنحرنا يومئذ كل بدنة عن سبعة و قال ابن معمر قال : اشتركنا كل سبعة في بدنة و نحرنا سبعين بدنة يومئذ و الباقي لفظا واحدا

2901 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني عمر و بن الحارث و مالك بن أنس عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الحديبية البدنة عن سبعة و البقرة عن سبعة

باب إباحة اشتراك سبعة من المتمتعين في البدنة الواحدة و البقرة الواحدة و الدليل على أن سبع بدنة و سبع بقرة مما استيسر من الهدى إذ الله عز و جل أوجب على المتمتع ما استيسر من الهدى إذا وجده

2902 - ثنا بندار ثنا يحيى عن عبد الملك و ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا هشيم أخبرنا عبد الملك عن عطاء عن جابر قال : كنا نتمتع في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال بندار : قال تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فنذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب اشتراك النساء المتمتعات في البقرة الواحدة

2903 - ثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية ثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : ذبح رسول الله صلى الله عليه و سلم عمن اعتمر من نساءه في حجة الوداع بقرة بينهن
قال الألباني : إسناده صحيح لغيره

باب إجازة الذبح و النحر عن المتمتعة بغير أمرها و علمها

2904 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت عمرة تقول : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : فلما كنا بمنى أتيت بلحم بقرة فقلت : ما هذا ؟ قالوا : هذا لحم بقر ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نساءه بالبقر

باب ذكر الدليل على أن اسم الضحية قد يقع على الهدى الواجب
إذ نساء النبي صلى الله عليه و سلم في حجته كن متمتعات خلا عائشة التي صارت قارنة لإدخالها الحج على العمرة لما لم يتمكنها الطواف و السعي لعلة الحيضة التي حاضت قبل أن تطوف و تسعى لعمرتها

2905 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال سمعت الرحمن بن القاسم ح و ثنا علي بن خشرم : أخبرنا ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم و ثنا أبو موسى ثنا ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة : أضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نساءه بالبقرة
هذا لفظ عبد الجبار و علي فأما أبو موسى فإنه قال : إن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها و حاضت بسرف قبل أن تدخل مكة فقال لها : افضي ما يفضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت قالت : فلما كنا بمنى أتيت بلحم بقر فقلت : ما هذا ؟ قالوا : ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أزواجه بالبقر

باب ذكر الدليل على أن لا حظر في أخبار جابر نحرنا مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم البدنة عن سبعة أن لا تجزىء البدنة عن أكثر من سبعة و هذا من الجنس الذين كنت أعلمت في غير موضع من كتبنا أن العرب قد تذكر عدد الشيىء لا تريد نفيا لما زاد عن ذلك العدد

2906 - ثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم إنهما حدثاه قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا و ساق معه الهدى سبعين بدنة و كان الناس سبعمائة رجل فكانت كل بدنة عن عشرة نفر قال محمد فحدثني الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنا أصحاب الحديبية أربع عشر مائة
قال الألباني : إسناده الأول ضعيف لعنعنة ابن اسحق وإسناده الآخر عن جابر حسن لتصريحه بالتحديث

2907 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان و ثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة و مروان : أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج عام الحديبية في بضع عشر مائة من أصحابه فلما كان بذي الحليفة قلد الهدى و أشعره فأحرم منها فذكر الحديث
قال أبو بكر في خبر ابن إسحاق : ساق معه الهدى سبعين بدنة و كان الناس سبعمائة رجل يريد سبعمائة رجل الذين نحر عنهم السبعين البدنة لا أن جميع أصحابه الذين كانوا معه بالحديبية كانوا سبعمائة رجل من الجنس الذي نقول إن إسم الناس قد يقع على بعض الناس كقوله تعالى { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم } فالعلم محيط أن كل الناس لم يقولوا و لا كل الناس قد جمعوا لهم و كذلك قوله { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } فالعلم محيط أن جميع الناس لم يفيضوا من عرفات و إنما أراد بقوله : أفاض الناس بعض الناس لا جميعهم و هذا باب طويل ليس هذا موضعه و خبر ابن عيينة يصرح بصحة هذا التأويل ألا تسمعه قال في الخبر : وكانوا بضعة عشر مائة فأعلم أن جميع أهل الحديبية كانوا أكثر من ألف و ثلاثمائة إذ البضع ما بين الثلاث إلى العشر و هذا الخبر في ذكر عددهم شبيه بخبر أبي سفيان عن جابر أنهم كانوا بالحديبية أربع عشر مائة فهذا الخبر يصرح أيضا أنهم كانوا ألفا و أربعمائة فدلت هذه اللفظة على أن قوله في خبر ابن إسحاق : و كان الناس سبعمائة رجل كانوا بعض الناس الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه و سلم بالحديبية لا جميعهم فعلى هذا التأويل و هذه الأدلة قد نحر من بعضهم عن كل عشرة منهم بدنة نحر عن بعضهم عن كل سبعة منهم بدنة أو بقرة فقول جابر : إشتركنا في الجزور سبعة و في البقرة سبعة يريد بعض أهل الحديبية
و خبر المسور و مروان اشترك عشرة في بدنة أي سبعمائة منهم و هم نصف أهل الحديبية لا كلهم
و قد روى الحسين بن واقد عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال :

2908 - ـ : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فحضر النحر فاشتركنا في البقرة سبعة و في البعير عشرة وثنا أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد ح
قال الألباني : إسناده حسن

2909 - و خبر رافع بن خديج : في قسم الغنائم فعدل النبي صلى الله عليه و سلم عشرة من الغنم بجزور كالدليل على صحة هذه المسألة

باب استحباب المغالاة بثمن الهدى و كرائمه إن كان شهم بن الجارود ممن
يجوز الإحتجاج بخبره و هذا من الجنس الذي قال المطلبي

2910 - في عقب خبر أبي ذر : عن النبي صلى الله عليه و سلم لما سئل أي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنا و أنفسها عند أهلها فقال في عقب هذا الخبر : و الفعل مضطر إلى أن يعلم أن كل ما عظمت رزيته عند المرء كان أعظم لثواب الله إذا أخرجه لله

2911 - ثنا أحمد بن أبي الحرب البغدادي ثنا محمد بن سلمة عن أبي عيد الرحيم عن شهم بن الجارود عن سالم عن أبيه قال : أهدى عمر بن الخطاب نجيبا له أعطى بها ثلاثمائة دينار فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني أهديت نجيبة و إني أعطيت بها ثلاثمائة دينار أفأبيعها و أشترى بدنا فأنحرها ؟ قال : لا انحرها إياها
قال أبو بكر : هذا الشيخ اختلف أصحاب محمد بن سلمة في اسمه فقال بعضهم : جهم بن الجارود و قال بعضهم : شهم
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب ذكر العيوب التي تكون في الأنعام فلا تجزىء هديا و لا ضحايا إذا كان
بها بعض تلك العيوب

2912 - ثنا محمد بن بشار ثنا محمد ـ يعني ابن جعفر ـ و يحيى ين سعيد و أبو داود و عبد الرحمن بن مهدي و ابن أبي عدي و أبو الوليد قالوا ثنا شعبة قال سمعت سليمان بن عبد الرحمن قال سمعت عبيد بن فيروز قال : قلت للبراء : حدثني ما كره أو نهى عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأضاحي فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا بيده و يدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع لا يجزىء في الأضاحي العوراء البين عورها و المريضة البين مرضها و العرجاء البين ظلعها و الكسير التي لا تنقى قال : فإني أكره أن يكون نقص في الأذن و القرن قال : فما كرهت فدعه و لا تحرمه على غيرك
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الزجر عن ذبح العضباء في الهدى و الأضاحي زجر اختيار أن صحيح القرن و الأذن أفضل من العضباء لا أن العضباء غير مجزية إذ النبي صلى الله عليه و سلم لما أعلم أن أربعا لا تجزىء دلهم بهذا القول أن ما سوى ذلك الأربع جائز

2913 - ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت جرى بن كليب ـ رجلا منهم ـ عن علي : أن نبي الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يضحي بأعضب القرن و الأذن قال قتادة : فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فقال العضب النصف فما فوق ذلك
ثنا بندار ثنا محمد بن خالد بن عثمة عن سعيد بن بشير عن قتادة عن شهر بن حوشب قال : العضب القرن الداخل
قال الألباني : إسناده ضعيف لجهالة جري وفي الحديث الذي قبله ما يشعر بخلاف هذا الحديث فتأمل

باب النهي عن ذبح ذات النقص في العيون و الآذان في الهدى و الضحايا نهى ندب و إرشاد إذ صحيح العينين و الأذنين أفضل لا أن النقص إذا لم يكن عور بين غير مجزىء و لا أن ناقص الأذنين غير مجزىء

2914 - ثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا خالد يعني ابن الحارث و ثنا محمد بن بشار ثنا محمد قالا ثنا شعبة و ثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن عن سفيان و شعبة و هذا حديث الصنعاني ـ أن سلمة بن كهيل أخبره قال سمعت حجية بن عدي الكندي يقول سمعت عليا يقول : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نستشرف العين و الأذن
قال الأعظمي : إسناده حسن

2915 - ثنا محمد بن معمر القيسي ثنا وهب بن جرير حدثني أبي عن أبي إسحاق عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي : أن رجلا سأل عليا عن البقرة فقال : عن سبعة فقال القرن ؟ فقال : لا يضرك قال : العرج ؟ قال : إذا بلغت المنسك قال : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا أن نستشرف العين و الأذن
قال الألباني : إسناده حسن صحيح

باب الرخصة في ذبح الجذعة من الضان في الهدى و الضحايا بلفظ مجمل غير
مفسر

2916 - ثنا أبو موسى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثني بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني عن عقبة بن عامر الجهني قال : قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحايا بين أصحابه قال عقبة : فصارت لي جذعة فقلت : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم صارت لي جذعة قال : ضح لها
قال أبو بكر : خرجت تمام أبواب الضحايا في كتاب الضحايا و إنما خرجت هذه الأخبار التي فيها ذكر الضحايا في هذا الكتاب لأن العلماء لم يختلفوا أن كل ما جاز في الضحية فهو جائز في الهدى

باب الرخصة في اقتطاع لحوم الهدي بإذن صاحبها

2917 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا ثور عن راشد بن سعد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن قرط قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر
و قدم إلى النبي صلى الله عليه و سلم بدنات خمس أوست فطفقن يزدلفن أيتهن يبدأ بها فلما وجبت جنوبها قال كلمة خفيفة لم أفهمها فسألت بعض من يليه فقال : من شاء اقتطع
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الدليل على أن الجذعة إنما تجزىء عند الأعسار من المسن

2918 - ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو نعيم ثنا زهير و ثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا سنان بن مطاهر عن زهير عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضان

باب الصدقة بلحوم الهدى و جلودها و جلال البدن بذكر خبر مجمل غير مفسر

2919 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي قال : أمرني النبي صلى الله عليه و سلم عليه و سلم أن أقوم على بدنه و أن أتصدق بجلودها و جلالها و أراه قال و لحومها

باب قسم لحوم الهدى و جلوده و جلاله في المساكين
و الدليل على أن خبر ابن عيينة مجمل غير مفسر و أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أمر بقسم لحوم بدنه و جلودها و أجلتها على المساكين دون الأغنياء و الدليل على أن اسم الكل قد يقع على البعض

2920 - ثنا محمد بن معمر ثنا محمد بن بكر أنا ابن جريح أخبرني الحسن بن مسلم أن مجاهدا أخبره أن عبد الرحمن بن أبي ليلى أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره : أن النبي صلى الله عليه و سلم أمره أن يقوم على بدنه و أمره أن يقسم بدنه كلها لحومها و جلودها و جلالها للمساكين و لا يعطي في جزارتها منها شيئا قلت للحسن : هل سمى فيمن يقسم ذلك ؟ قال : لا

باب ذكر الدليل على أن اسم الكل قد يقع على البعض و الدليل على أن علي بن أبي طالب إنما أراد بقوله : أمرني أن أقسم بدنه كلها أي خلا ما أمر من كل بدنه ببضعة فجعلت في قدر فحسيا من المرق و أكلا من اللحم

2921 - قال أبو بكر : خبر جابر بن عبد الله : أمر النبي صلى الله عليه و سلم من كل بدنة ببضعة الحديث

باب النهي عن إعطاء الجازر أجره من الهدى بذكر خبر مجمل غير مفسر

2922 - ثنا علي بن خشرم أنا ابن عيينة عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقوم على بدنه و أمرني أن لا أعطي الجازر منها شيئا

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما زجر عن إعطاء الجازر من لحوم هديه على جزارتها شيئا لا أن يتصدق من لحومها على الجازر لو كان الجازر مسكينا

2923 - ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان و ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي : أن النبي صلى الله عليه و سلم أمره أن يقوم على البدن و أمره أن لا يعطي الجزار من جزارتها شيئا
و في حديث وكيع : على جزارتها شيئا

باب الأكل من لحم الهدي إذا كان تطوعا

2924 - ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد ثنا جعفر حدثني أبي قال أتيت جابر بن عبد الله و ثنا عبد الجبار بن العلاء و الزعفراني قال ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم من كل جزور ببضعة فجعلت في قدر فطبخت و أكلوا من اللحم و حسوا من المرق
هذا للحسن الزعفراني
قال أبو بكر : سأل سائل عن الأكل من الهدي الواجب أيأكل صاحبها منها ؟ فقلت : إذا نحر القارن و المتمتع بدنة أو بقرة أو شركا في بدنة أو بقرة أكثر من سبعها فله أن يأكل مما زاد على سبع البدنة أو البقرة لأن الواجب عليه في هدي القران و المتمتع سبع إحداهما إلا عند من يجيز البدنة عن عشرة على ما بينت في خبر السور و مروان و خبر عكرمة عن ابن عباس أو شاة تامة فما زاد على سبع بدنة أو بقرة فهو متطوع به و له أن يأكل مما هو متطوع به من الزيادة كما يضحي متطوعا بالأضحية فله أن يكل من ضحيته و على هذا المعنى ـ علمي ـ أكل النبي صلى الله عليه و سلم من لحوم بدنه لأنه نحر مائة بدنة و إنما كان الواجب عليه أن كان قارنا سبع بدنة إلا عند من يجيز البدنة عن عشرة لا أكثر و هو متطوع بالزيادة فجعل من كل بعير بضعة في قدر فحسا من المرق و أكل من اللحم و إن ذبح لتمتعه أو لقرانه لم يكن عندي أن يأكل منها و العلم عندي كالمحيط أن كل من وجب عليه في ماله شيء لسبب من الأسباب لم يجز له أن ينتفع بما وجب عليه في ماله و لا معنى لقول قائل إن قال : يجب عليه هدى و له أن يأكل أو بعضه لأن المرء إنما له أن يأكل مال نفسه أو مال غيره بإذن مالكه فإن كان الهدى واجبا عليه فمحال أن يقال واجب عليه و هو مال له يأكله وقود هذه المقالة يوجب أن المرء إذا وجبت عليه صدقة في ماشيته أن له أن يذبحها فيأكلها و إن وجبت عليه عشر حب فله أن يطحنه و يأكله و إن وجب عليه عشر ثمار فله أن يأكله و هذا لا يقوله من يحسن الفقه

باب الهدي يضل فينحر مكانه آخر ثم يوجد الأول

2925 - ثنا سلم بن جنادة ثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة : أنها ساقت بدنتين فأضلتهما فأرسل إليها ابن الزبير بدنتين فنحرتهما ثم وجدت البدنتين الأولتين فنحرتهما أيضا ثم قالت : هكذا السنة في البدن
ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبو معاوية ثنا سعد بن سعيد عن القاسم بن محمد قال عائشة بدنتين بمثله سواء
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب صيام المتمتع إذا لم يجد الهدي

2926 - ثنا أحمد بن المقدام ثنا وهب بن جرير ثنا جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد و عطاء عن جابر بن عبد الله قال : كثرت المقالة من الناس فخرجنا حجاجا حتى بيننا و بين أن نحل إلا ليالي قائلا أمرنا بالإحلال فيروح أحدنا إلى عرفة و فرجه يقطر منيا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام خطيبا فقال : أبالله تعلموني أيها الناس فأنا و الله أعلم بالله و أتقاكم له و لوا استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت هديا و لحللت كما أحلوا فمن لم يكن معه هدي فليصم ثلاثة أيام وسبعة إذا رجع إلى أهله و من وجد هديا فلينحر فكنا ننحر الجزور عن سبعة

2927 - و قال عطاء قال ابن عباس : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قسم يومئذ في أصحابه غنما فأصاب سعد بن أبي وقاص تيسا فذبحه عن نفسه فلما وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف فقام تحت ثدي ناقته فقال النبي صلى الله عليه و سلم : إصرخ أيها الناس هل تدرون أي شهر هذا ؟ قالوا : الشهر الحرام قال : فهل تدرون أي بلد هذا ؟ قالوا : البلد الحرام قال : فهل تدرون أي يوم هذا ؟ قالوا : الحج الأكبر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله قد حرم عليكم دماءكم و أموالكم كحرمة شهركم هذا و كحرمة بلدكم هذا و كحرمة يومكم هذا فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم حجه و قال حين وقف بعرفة : هذا الموقف كل عرفة موقف و قال حين وقف على قزح : هذا الموقف و كل مزدلفة موقف
قال الألباني : إسناده حسن

باب حلق الرأس بعد الفراغ من النحر أو الذبح و استحباب التيامن في الحلق
مع الدليل على أن شعر بني آدم ليس بنجس بعد الحلق أو التقصير

2928 - أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي ثنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى ثنا سفيان عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أنس بن مالك أنه قال : لما رمى رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمرة و نحر هديه ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه ثم ناوله أبا طلحة ثم ناوله الشق الأيسر فحلقه ثم ناوله أبا طلحة و أمره أن يقسم بين الناس

باب فضل الحلق في الحج و العمرة و اختيار الحلق على التقصير و إن كان
التقصير جائزا

2929 - ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب ـ يعني الثقفي ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : اللهم إغفر للمحلقين قالوا : و المقصرين قال : اللهم إغفر للمحلقين قالوا : و المقصرين قالها ثلاثا ثم قال : و المقصرين

باب تسمية من حلق النبي صلى الله عليه و سلم في حجته

2930 - ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن بكير أخبرنا ابن جريح أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن نافع ابن عمر أنه أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حلق في حجة الوداع و زعموا أن الذي حلق النبي صلى الله عليه و سلم معمر بن عبد الله بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
قال أبو بكر : أن النبي صلى الله عليه و سلم حلق من الجنس الذي نقول إن العرب تضيف الفعل إلى الآمر كما تضيفه إلى الفاعل إذ العلم محيط أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يتول حلق رأس نفسه بيده بل أمر غيره فحلق رأسه فأضيف الفعل إليه إذ هو الآمر به

باب استحباب تقليم الأظفار مع حلق الرأس
مع الدليل على أن الأظافر إذا قصت لم يكن حكمها حكم الميتة و لا كانت نجسا كما توهم بعض أهل العلم أن ما قطع من الحي فهو ميت و خبر أبي واقد الليثي إنما قال النبي صلى الله عليه و سلم ما قطع من البهيمة و هي حية فهو ميتة عند ذكر أهل الجاهلية في قطعهم إليات الغنم وجبهم أسنمة الإبل فكان قول النبي صلى الله عليه و سلم جوابا عن هذين الفعلين و ما يشبهما و هو في معانيهما و الله أعلم

2931 - ثنا محمد بن أبان ثنا بشر بن السري عن أبان العطار عن يحيى بن أبي كثير و ثنا محمد بن رافع ثنا موسى بن إسماعيل أخبرنا أبان ثنا يحيى أن أبا سلمة حدثه أن محمد بن عبد الله بن زيد أخبره : أن أباه شهد النبي صلى الله عليه و سلم عند المنحر هو و رجل من الأنصار فحلق رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه في ثوبه فأعطاه فقسم منه على رجال و قلم أظفاره فأعطاه صاحبه قال : فإنه عندنا مخضوب بالحناء و الكتم أو بالكتم و الحناء
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2932 - ثنا أحمد بن سيد الدرامي ثنا حسان ـ يعني ابن هلال ـ ثنا أبان ثنا يحيى بهذا الإسناد مثله و ثنا الدرامي ثنا عبد الصمد ثنا أبان ثنا يحيى ثنا أبو سلمة أن محمد بن عبد الله بن زيد حدثه أن أباه حدثه قال الدرامي : فذكر القصة و قال أبو بكر : لم يقل أحد أن أباه حدثه غير عبد الصمد

باب إباحة التطيب يوم النحر بعد الحلق و قبل زيارة البيت ضد قول من زعم
أن التطيب محظور حتى يزور البيت

2933 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه سمع عائشة تقول و بسطت يدها : أنا طيبت رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي هاتين لحرمه حين أحرم و لحله قبل أن يطوف بالبيت

2934 - ثنا أحمد بن عبده أخبرنا حماد بن زيد و ثنا أحمد بن المقدام ثنا حماد عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عائشة قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنى قبل أن يزور البيت
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب إباحة التطيب يوم النحر قبل الزيارة بالتطيب الذي فيه مسك

2935 - قال أبو بكر خبر منصور بن زاذان عن عبد الرحمن بن القاسم : قد أمليته في أول الكتاب باب التطيب عند الإحرام

باب الرخصة للحائض أن ينسك المناسك كلها في حيضها خلا الطواف بالبيت و
الصلاة

2936 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال سمعت عبد الرحمن بن القاسم يخبر عن أبيه عن عائشة قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : فحضت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا أبكي فقال : مالك أنفست ؟ قلت : نعم قال : إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوقي بالبيت

باب الرخصة في الإصطياد و جميع ما حرم على المحرم بعد رمي الجمرة يوم
النحر قبل زيارة البيت إن ثبتت هذه اللفظة في خبر عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم و إن لم تثبت هذه اللفظة عن النبي صلى الله عليه و سلم فخبر عائشة في تطييبها النبي صلى الله عليه و سلم دال على أن الإصطياد جائز إذا جاز التطيب و خبر أم سلمة يصرح أن الإصطياد بعد رمي الجمرة مباح و هو قوله صلى الله عليه و سلم : إن هذا يوم رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلوا من كل ما حرمت منه إلا من النساء خرجت هذا الباب في موضعه بعد خبر عكاشه بن محصن في هذا أيضا

2937 - ثنا محمد بن رافع ثنا يزيد بن هارون أخبرنا الحجاج بن أرطاة عن أبي بكر بن محمد عن عمره عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا رميتم و حلقتم فقد حل لكم الطيب و الثياب إ لا النكاح
قال أبو بكر : قوله إلا النكاح يريد النكاح الذي هو الوطىء و قد كنت أعلمت في كتاب معاني القرآن أن اسم النكاح عند العرب يقع على العقد و على الوطىء جميعا
قال الأعظمي : إسناده حسن لغيره لأن له شاهدا من حديث ابن عباس
قال الألباني : حديث ابن عباس ليس فيه " وحلقتم " وهو الصواب كما بينته في الصحيحة 239

2938 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو قال سمعت سالما يقول قالت عائشة : أنا طيبت رسول الله صلى الله عليه و سلم و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أحق أن تتبع
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2939 - ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرازق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن عمر قال : إذا رمى الرجل الجمرة بسبع حصيات و ذبح و حلق فقد حل له كل شيء إلا النساء و الطيب قال سالم و كانت عائشة تقول قد حل له كل شيء إلا النساء و قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال أبو بكر : في أخبار عائشة : طيبت رسول الله صلى الله عليه و سلم لحله قبل أن يطوف بالبيت دلالة على أنه إذا رمى الجمرة و ذبح و حلق كان حلالا قبل أن يطوف بالبيت خلا ما زجر عنه من وطىء النساء الذي لم يختلف العلماء في أنه ممنوع من وطء النساء حتى يطوف طواف الزيارة

باب ذكر الدليل على أن التطيب بعد رمى الجمار و النحر و الذبح و الحلاق إنما هو مباح عند بعض العلماء قبل زيارة البيت لمن قد طاف بالبيت قبل الوقوف بعرفة دون من لم يطف بالبيت قبل الوقوف بعرفة

2940 - ثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا شعيب ـ يعني ابن إسحاق عن هشام و هو ابن عروة ـ عن أم الزبير بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إنها أخبرته عن عائشة بنت عبد الرحمن أختها : أن عباد بن عبد الله دخل إلى عائشة بنت عبد الرحمن و لهما جارية تمشطها يوم النحر كانت حاضت يوم قدموا مكة و لم تطف بالبيت قبل عرفة و قد كانت أهلت بالحج و دفعت من عرفات و رمت الجمرة فدخل عليها عباد و هي تمشطها و تمس الطيب فقال عباد : أتمس الطيب و لم تطف بالبيت قالت عائشة : قد رمت الجمرة و قصرت قال : و إن فإنه لا يحل لها فأنكرت ذلك عائشة فأرسلت إلى عروة فسألته عن ذلك فقال : إنه لا يحل الطيب لأحد لم يطف قبل عرفات و إن قصر و رمى
قال أبو بكر : فعروة بن الزبير إنما يتأول لهذا الفتيا أن الطيب إنما يحل قبل زيارة البيت لمن قد طاف بالبيت قبل الوقوف بعرفة و لو ثبت خبر عمرة عن عائشة مرفوعا إذا رميتم و حلقتم فقد حل لكم الطيب و الثياب إلا النكاح لكانت هذه اللفظة تبيح الطيب و الثياب لجميع الحجاج بعد الرمي و الحلق لمن قد طاف منهم يوم عرفة و من لم يطف إلا أن رواية الحجاج بن أرطأه عن أبي بكر بن محمد و لست أقف على سماع الحجاج هذا الخبر من أبي بكر بن محمد إلا أن في خبر أم سلمة و عكاشة بن محصن إن هذا يوم رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمار أن تحلوا من كل ما حرمتم إلا النساء فإذا أمسيتم قبل أن تطوفوا بالبيت صرتم كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة و هذا لفظ خبر أم سلمة و أم عكاشة مثله في المعنى فإذا حكم لهذا الخبر على ظاهرة دل على خلاف قول عروة الذي ذكرته

باب استحباب طواف الزيارة يوم النحر استنانا بالنبي صلى الله عليه و سلم و مبادرة بقضاء الواجب عن الطواف الذي به يتم حج الحاج خوف أن يعرض للمرء مالا يمكنه طواف الزيارة معه و إن كان تأخير الإفاضة عن يوم النحر جائزا

2941 - ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرازق أخبرنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أفاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى قال نافع : و كان ابن عمر يفيض يوم النحر ثم يرجع فيصلي الظهر ـ يعني بمنى ـ و يذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم فعله

باب ذكر الدليل على أن وطىء يحل بعد ركعتي طواف الزيارة و إن كان الطائف
بمكة قبل أن يرجع إلى منى

2942 - قرأت على أحمد بن أبي سريج الرازي أن عمرو بن مجمع الكندي أخبرهم عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزور البيت فيطوف به أسبوعا و يصلي ركعتين و تحل له النساء

باب ترك الرمل في طواف الزيارة للقارن و حكم المفرد في هذا كحكم القارن

2943 - ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب حدثني ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يرمل في السبع الذي أفاض فيه و قال عطاء : لا رمل فيه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب استحباب الشرب من ماء زمزم بعد الفراغ من طواف الزيارة

2944 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فذكر الحديث بطوله و قال ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى البيت ـ يعني يوم النحر ـ فأتى بني عبد المطلب و هم يسقون على زمزم ـ فقال : إنزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه

2945 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا عاصم عن الشعبي عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم شرب دلوا من ماء زمزم قائما
قال أبو بكر : أراد شرب من دلو لا أنه شرب الدلو كله و هذا من الجنس الذي قد أعلمت في غير موضع من كتبنا أن إسم الشيء قد يقع على بعض أجزائه كقوله { و لا تجهر بصلاتك } فأوقع إسم الصلاة على القراءة خاصة و كقول النبي صلى الله عليه و سلم قال الله : قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين ثم ذكر فاتحة الكتاب خاصة فأوقع إسم الصلاة على قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة خاصة

باب استحباب الاستقاء من ماء زمزم إذ النبي صلى الله عليه و سلم قد أعلم أنه عمل صالح و أعلم أن لولا أن يغلب المستقي منها على الاستقاء لنزع معهم

2946 - ثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد بن عبد الله عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء إلى السقاية فاستسقى فقال العباس : يا فضل إذهب إلى أمك فأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بشراب من عندها فقال : إسقني فقال : يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه فقال : إسقني فشرب منه ثم أتى زمزم و هم يسقون و يعملون أيديهم فيه فقال : إعملوا فإنكم على عمل صالح ثم قال : لولا أن تغلبوا لنزعت حتى أضع الحبل على هذه ـ يعني عاتقه و أشار إلى عاتقه
قال أبو بكر : هذا من الجنس الذي تقول إن الإشارة تقوم مقام النطق

باب استحباب الشرب من نبيذ السقاية إذا لم يكن النبيذ مسكرا

2947 - ثنا محمد بن أبان ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي عدي عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله و ثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد عن حميد عن بكر ـ و هذا حديث ابن أبي عدي : جاء أعرابي إلى السقاية فشرب نبيذا فقال : ما بال أهل هذا البيت يسقون النبيذ و بنوا عمهم يسقون اللبن و العسل أمن بخل أم من حاجة ؟ فقال ابن عباس و ذاك بعد ما ذهب بصره : علي بالرجل فأتى به فقال : إنه ليست بنا حاجة و لا بخل و لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل المسجد و هو على بعيره و خلفه أسامه بن زيد فاستسقى فسقيناه نبيذا فشرب ثم ناول فضله أسامة فقال : قد أحسنتم و أجملتم و كذلك فافعلوا فنحن لا نريد أن نغير ذلك
قال أبو بكر : و هذا الخبر من الجنس الذي نقول في كتبنا إن الله عز و جل يبيح الشيء بذكر مجمل و يبين في آية أخرى على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم أن ما أباحه بذكر مجمل أراد به بعض ذلك الشيء الذي ذكره مجملا لا جميعه و كذلك النبي صلى الله عليه و سلم يبيح الشيء بذكر مجمل و يبينه في وقت تال أن ما أجمل ذكره أراد به بعض ذلك الشيء لا جميعه كقوله : { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } فأجمل في هذه الآية ذكر المأكول و المشروب وبين في غير هذا الموضع أنه إنما أباح بعض المأكول و بعض المشوب لا جميعه و هذا باب طويل قد بينته في غير موضع من كتبنا فالنبي صلى الله عليه و سلم إنما أباح الشرب من نبيذ السقاية إذا لم يكن مسكرا لأنه أعلم أن المسكر حرام

باب السعي بين الصفا و المروة مع طواف الزيارة للمتمتع

2948 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه و ثنا الفضل بن يعقوب الجزري ثنا محمد ـ يعني ابن جعفر غندر ـ ثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع قالت : فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت و بين الصفا و المروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعو من منى لحجهم

باب ترك السعي بين الصفا و المروة مع طواف الزيارة للمفرد و القارن قال أبو بكر : خبر يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن مالك في الباب قبل هذا و قال فيه : و أما الذين جمعوا الحج و العمرة فإنهم طافوا طوافا واحدا

باب ذكر من قدم نسكا قبل نسك جاهلا بذكر خبر مختصر غير متقصي و الدليل
على أن لا فدية له

2949 - ثنا عبد الجبار بن العلاء و سعيد بن عبد الرحمن قالا ثنا سفيان عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يوم النحر فقال : حلقت قبل أن أذبح قال : إذبح و لا حرج قال : و ذبحت قبل أن أرمي قال : إرم ولا حرج و قال المخزومي في حديثه : إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : حلقت قبل أن أذبح فقال أيضا ثم سأله آخر فقال : نحرت قبل أن أرمي

2950 - ثنا بشر بن معاذ العقدي و الصنعاني قالا ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسأل يوم النحر بمنى فيقول لا حرج لا حرج فسأله رجل فقال : حلقت قبل أن أقبح فقال لا حرج و قال : رميت بعد ما أمسيت قال : لا حرج
ثنا نصر بن علي أخبرنا يزيد بن زريع بمثله و قال إذبح و لا حرج

باب خطبة الإمام بمنى يوم النحر بعد الظهر

2951 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى ـ يعني ابن يونس عن ابن جريح ح و ثنا محمد بن معمر ثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريح قال سمعت ابن شهاب يقول حدثني عيسى بن طلحة يقول حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص : أن النبي صلى الله عليه و سلم بينما هو يخطب يوم النحر فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ما كنت أحسب أن كذا و كذا قبل كذا و كذا ثم آخر فقال : يا رسول الله ما كنت أحسب أن كذا قبل كذا لهؤلاء الثلاث فقال : إفعل و لا حرج
هذا حديث عيسى زاد ابن معمر في حديثه : فما سئل يومئذ عن شيء إلا قال : إفعل و لا حرج

2952 - قال أبو بكر : في خبر ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه و حميد بن عبد الرحمن عن أبي بكرة : خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر الحديث بطوله
حدثناه بندار ثنا أبو عامر ثنا قرة عن محمد بن سيرين ثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه و حميد بن عبد الرحمن عن أبي بكرة

باب خطبة الإمام على الراحلة

2953 - ثنا علباس بن عبد العظيم العنبري ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة ـ و هو ابن عمار ثنا الهرماس بن زياد الباهلي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنى يخطب الناس و هو على ناقته العضباء و أنا رديف أبي
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة في الجماع يوم النحر بعد الزيارة

2954 - ثنا الربيع ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدثتني عائشة قالت : أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أراد من صفية ما يريد الرجل من أهله فقيل : إنها حائض فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحابستنا هي ؟ فقالوا : إنها قد أفاضت فنفر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم

باب ذكر الناسي بعض نسكه يوم النحر ثم يذكره

2955 - حدثنا محمد بن بشار حدثني عمرو بن عاصم ثنا أبو العوام ـ و هو عمران بن داود القطان ـ حدثني محمد بن جحادة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال : شهدت النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع ـ و هو يخطب جاءه رجل فقال : إنه نسي أن يرمي قال : إرم و لا حرج ثم أتاه آخر فقال : إنه نسي أن يطوف فقال النبي صلى الله عليه و سلم : طف و لا حرج ثم أتاه آخر فقال : نسيت أن أذبح قال : إذبح و لا حرج فما سئل عن شيء يومئذ إلا قال : لا حرج و قال : لقد أذهب الله الحرج إلا امرءا اقترض من سلم فذاك حرج
قال الأعظمي : إسناده حسن

باب البيتوتة بمنى ليالي أيام التشريق

2956 - ثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد ـ يعني سليمان بن حسان ـ عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن عائشة قالت : أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع فمكث بمنى ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة و يقف عند الأولى و عند الثانية فيطيل القيام و يتضرع ثم يرمي الثالثة و لا يقف عندها
قال أبو بكر : هذه اللفظة : حين صلى الظهر ظاهرها خلاف خبر ابن عمر الذي ذكرناه قبل أن النبي صلى الله عليه و سلم أفاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى و أحسب أن معنى هذه اللفظة لا تضاد خبر ابن عمر لعل عائشة أرادت أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم من آخر يومه حين صلى الظهر بعد رجوعه إلى منى فإذا حمل خبر عائشة على هذا المعنى لم يكن مخالف لخبر ابن عمر و خبر ابن عمر أثبت إسنادا من هذا الخبر و خبر عائشة ما تأولت من الجنس الذي نقول إن الكلام مقدم و مؤخر كقوله { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا } و مثل هذا القرآن كثير قد بينت بعضه في الكتاب معاني القرآن و سأبين باقيه إن شاء الله و هذا كقوله { و لقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } فمعنى قول عائشة على هذا التأويل : أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم من آخر يومه ثم رجع حين صلى الظهر فقدم : حين صلى الظهر قبل قوله ثم رجع كما قدم الله عز و جل خلقناكم قبل قوله ثم صورناكم و المعنى صورناكم ثم خلقناكم
قال الأعظمي : إسناده ضعيف والمتن منكر لمعارضته رواية ابن عمر

باب الرخصة في البيتوتة لآل العباس بمكة أيام منى من أجل سقايتهم ليقوموا
بإسقاط الناس منها

2957 - ثنا محمد بن معمر ثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريح حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم أذن للعباس بن عبد المطلب استأذن نبي الله صلى الله عليه و سلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له

باب النهي عن الطيب و اللباس إذا أمسى الحاج يوم النحر قبل أن يفيض و كل
ما زجر الحاج عنه قبل رمي الجمرة يوم النحر

2958 - ثنا محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي أخبرنا محمد بن إسحاق حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه و عن أمه زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة يحدثانه ذلك جميعا عنها قالت : لما كانت ليلتي التي يصير إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها مساء يوم النحر فصار إلي قالت فدخل علي وهب و معه رجال من آلي أبي أمية متقمصين فقالت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لوهب هل أفضت بعد يا أبا عبيد الله ؟ قال : لا و الله يا رسول الله قال فانزع القميص فنزعه من رأسه قال : و نزع صاحبه قميصه من رأسه قالوا : و لم يا رسول الله ؟ قال : هذا يوم رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلوا من كل ما حرمتم منه إلا من النساء فإذا أمسيتم قبل أن تطوفوا بهذا البيت صرتم حرما كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة
قال الألباني : إسناده حسن صحيح

باب النهي عن صوم يوم الفطر و يم النحر

2959 - ثنا عبد الجبار بن العلاء و سعيد بن عبد الرحمن قالا ثنا سفيان عن الزهري عن أبي عبيد و قال المخزومي : مولى ابن أزهر قال : شهدت العيد مع عمر بن الخطاب فقال : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صيام هذين اليومين أما يوم الفطر ففطركم من صيامكم و أما يوم الأضحى فتأكلون فيه من نسككم خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الصيام كتابي الكبير
قال أبو بكر : أبو عبيد هذا اختلف الرواة في ذكر ولائه فقال بعض الرواة مولى عبد الرحمن بن عوف و مثل هذا لا يكون عندي متضاد قد يجوز أن يكون ابن أزهر و عبد الرحمن بن عوف اشتركا في عتقه فقال بعضهم : مولى عبد الرحمن بن عوف و قال بعضهم : مولى ابن أزهر لأن ولاءه لمعتقيه جميعا

باب النهي عن صيام أيام التشريق بدلالة لا بتصريح

2960 - ثنا أحمد بن عبدة الضبي عن حماد بن زيد عن عمرو ح و ثنا سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان عن عمرو عن نافع بن جبير بن مطعم عن بشر بن سحيم : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره أن ينادي أيام التشريق ـ و قال المخرمي بعثه أيام منى أن ينادي لا يدخل الجنة إلى نفس مؤمنة و إنها أيام أكل و شرب قد خرجت هذا الباب بتمامه كتاب الصوم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الزجر عن صوم أيام التشريق بتصريح لا بكنابة و لا بدلالة من غير
تصريح

2961 - ثنا الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة و مالك بن أنس عن ابن الهاد عن أبي رمة مولى عقيل بن أبي طالب أنه قال : دخلت مع عبد الله بن العاص على أبيه في أيام التشريق فإذا هو يتغذى فدعانا إلى طعام فقال له عبد الله بن عمرو : إني صائم فقال له عمرو : أما علمت إن هذه الأيام التي نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صومهن و أمر بفطرهن فأمرهم فافطروا
أحدهما يزيد على الآخر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب سنة الصلاة بمنى للحاج من غير أهل مكة و غير من قد أقام بمكة إقامة يجب عليه إتمام الصلاة بذكر خبر غلظ في الاحتجاج به بعض أهل العلم ممن زعم أن سنة الصلاة بمنى لأهل الآفاق و أهل مكة جميعا ركعتين كصلاة المسافر سواء

2962 - ثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا ابن نمير و ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى ح و ثنا سلم بن جنادة ثنا أبو معاوبة و ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان و ثنا يوسف بن موسى ثنا أبو معاوية و جرير كلهم عن الأعمش غير أن في حديث الثوري عن سليمان ـ و هو الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال : صلى عثمان بمنى أربعا فقال عبد الله : صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين و مع أبو بكر ركعتين و مع عمر ركعتين ثم تفرقت بكم الطرق فوددت إن من أرفع ركعات ركعتين متقبلتين
هذا لفظ حديث سلم بن جنادة

2963 - ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو خالد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و عمر بمنى ركعتين و عثمان صدرا من إمارته

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما صلى بها ركعتين لأنه كان مسافرا غير مقيم إذ هو صلى الله عليه و سلم كان من أهل المدينة و إنما قدم مكة حاجا لم يقم بها إقامة يجب عليه إتمام الصلاة قال أبو بكر : خبر يحيى بن إسحاق عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يزل يصلي ركعتين حتى رجع

2964 - و خبر ابن عباس : فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعا و في السفر ركعتين فصرح أن فرض الصلاة بمنى على المقيم أربعا كهو على غير من هو مما سواء

2965 - و خبر عائشة : فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين ثم زيد في صلاة الحضر مصرح أن الحاضر بمنى عليه إتمام الصلاة ليس له قصر الصلاة إذا كان حاضرا لا مسافرا
قال أبو بكر : و قد كنت بينت في كتاب الصلاة معنى خبر يحيى بن أبي إسحاق عن أنس
و في خبر ابن عباس و عائشة دلالة بينة على أن الواجب على أهل مكة و من أقام بها من غير أهلها أنه يجب عليه إتمام الصلاة بمنى إذ هو مقيم لا مسافر لأن فرض المقيم أربعا
فلا يجوز لغير المسافر و لغير الخائف في القتال قصر الصلاة و أهل مكة و من قد أقام بها من غير ألها إقامة يجب عليه إتمام الصلاة إذا خرجوا إلى منى ناوين الرجوع إلى مكة غير مسافرين فغير جائز لهم قصر الصلاة بمنى

باب فضل يوم القر و هو أول أيام التشريق

2966 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى ثنا ثور عن راشد بن سعد عن عبد الله بن نجى عن عبد الله بن قرط قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر

باب بدء رمي النبي الجمار و العلة التي رماها بدأ قبل عود

2967 - ثنا أحمد بن سعيد الدرامي ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا أبو حمزة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذهب به ليريه المناسك فانفرج له ثبير فدخل منى فأراه الجمار ثم أراه عرفات فتتبع الشيطان لنبي صلى الله عليه و سلم عند الجمرة فرما بسبع حصيات حتى ساخ ثم تبع له في الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ ثم تبع له في جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ فذهب
قال الأعظمي : إسناده ضعيف قال الهيثمي 3 / 260 : رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب قد اختلط

باب وقت رمي الجمار أيام التشريق

2968 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن ابن جريح و ثنا أبو كريب ثنا أبو خالد ح و ثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثني ابن إدريس ح و ثنا محمد بن معمر ثنا محمد ـ يعني ابن بكر ـ جميعا عن ابن جريح قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : كان النبي عليه السلام يرم يوم النحر ضحى و أما بعد ذلك فبعد زوال الشمس
و قال أبو كريب : زاد الأشج عن أبي الزبير عن جابر

2969 - ثنا محمد بن العلاء ثنا ابن خوار ـ يعني حميدا الكوفي ـ عن ابن جريح قال : لا أرمي حتى ترفع الشمس أن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرمي يوم النحر قبل الزوال فأما بعد ذلك فعند الزوال
قال أبو بكر : هذا حديث غريب إن كان ابن خوار حفظ عطاء في هذا الإسناد
قال الألباني : إسناده ضعيف لضعف ابن خوار وقد خولف في إسناده عند مسلم وغيره

باب ذكر البيان أن رمي الجمار إنما أراد لإقامة ذكر الله لا للرمي فقط

2970 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن عبيد الله ـ و هو ابن أبي زياد ـ ثنا القاسم بن محمد عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما جعل الطواف بالبيت و بين الصفا و المروة و رمي الجمار لإقامة ذكر الله

باب التكبير مع كل حصاة يرمي بها الجمار و الوقوف عند الجمرة الأولى و الثانية مع تطويل القيام و التضرع و ترك الوقوف عند جمرة العقبة بعد رميها أيام منى

2971 - ثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد ـ و هو سليمان بن حيان ـ عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قال : أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم من آخر يومه حين صلى صلاة الظهر ثم رجع فمكث بمنى ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة و يقف عند الأولى و عند الثانية فيطيل القيام و يتضرع ثم يرمي الثالثة و لا يقف عندها

باب الوقوف عند الجمرة الأولى و الثانية بعد رميها
الدليل على أن الوقوف بعد رمي الأولى منهما أمامها لا خلفها و لا عن يمينها و لا عن شمالها و الوقوف عند الثانية ذات اليسار مما يلي الوادي مستقبل القبلة في الوقفين جميعا و رفع اليدين في الوقفين جميعا

2972 - ثنا محمد بن يحيى و الحسين بن علي البسطامي قالا نا عثمان بن عمر ثنا يونس عن الزهري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا رمى الجمرة التي تلي مسجد منى يرميها بسبع حصيات فيكبر كلما رمى بحصاة ثم تقدم أمامها فوقف مستقبل البيت رافعا يديه يدعو و كان يطيل الوقوف ثم يأتي الجمرة الثانية فيرميها بسبع حصيات يكبر كلما رمى بحصاة ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي فيقف مستقبل القبلة رافعا يديه يدعو ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف و لا يقف عندها قال الزهري قال : سمعت سالم بن عبد الله يحدث بمثل هذا عن أبيه صلى الله عليه و سلم قال و كان ابن عمر يفعله
قال البسطامي قال أخبرنا يونس و قال في جمرة العقبة يكبر كلما رمى بحصاة ثم ينصرف و لا يقف عندها و قال : يحدث بمثل هذا الحديث عن أبيه و الباقي مثل لفظ محمد بن يحيى سواء

باب خطبة الإمام أوسط أيام التشريق

2973 - ثنا محمد بن بشار و إسحاق بن زياد بن يزيد العطار ـ و هذا حديث بندار ـ ثنا أبو عاصم ثنا ربيعة بن عبد الرحمن بن حصن حدثتني جدتي سراء بنت نبهان ـ و كانت ربة بيت في الجاهلية ـ قالت : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الرؤوس فقال : أي بلد هذا ؟ قلنا : الله و رسوله أعلم قال : أليس المشعر الحرام ؟ قلنا : بلى قال : فأي يوم هذا ؟ قلنا : الله و رسوله أعلم قال : أليس أوسط أيام التشريق ؟ قلنا : بلى قال : فإن دماءكم زاد إسحاق ـ و أعراضكم و قالا : و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا زاد إسحاق : فليبلغ أدناكم أقصاكم اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت
قال الألباني : إسناده ضعيف لجهالة ربيعة : ويوم الرؤوس هو ثاني أيام التشريق

باب ذكر تعليم الإمام في خطبته يوم النفر الأول كيف ينفرون كيف يرمون و
تعليمهم باقي مناسكهم

2974 - ثنا محمد بن يحيى بحديث غريب غريب حدثني إسحاق بن إبراهيم قال قرأت على أبي قرة موسى بن طارق عن ابن جريح حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فلما استوى ليكبر سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فذكر الحديث بطوله و قال : فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون و كيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ براءة على الناس حتى ختمها
قال الألباني : إسناده ضعيف لعنعنة ابي الزبير فإنه مدلس

باب الرخصة للرعاء في رمي الجمار بالليل

2975 - ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبي بداح عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رخص للرعاء أن يرموا بالليل و أن يجمعوا الرمي
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة للرعاة أن يرموا يوما و يدعوا يوما

2976 - ثنا عبد الجبار بن العلاء عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أبي البداح بن عدي عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم رخص للرعاة أن يرموا يوما و يدعوا يوما
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2977 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر عن أبي البداح عن أبيه : بمثل هذا الحديث

2978 - ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية ثنا روح بن القاسم عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أبي البداح بن عدي عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رخص للرعاة أن يرموا الجمار يوما و يرعوا يوما

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما رخص للرعاء في ترك رمي الجمار يوما و يرعوا يوما في يومين من أيام التشريق اليوم الأول يرعوا فيه و يرموا يوم الثاني ثم يرموا يوم النفر لا أنه رخص لهم في ترك رمي الجمار يوم النحر و لا يوم النفر الآخر و إنهم إنما يجمعون بين رمي أول يوم من أيام التشريق و اليوم الثاني فيرمونها في أحد اليومين إما يوم الأول و إما يوم الثاني من أيام التشريق

2979 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد عن أبيه أن ابن عاصم بن عدي أخبره عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رخص لرعاة الإبل في البيتوتة يرمون يوم النحر ثم يرمون الغد أو من بعد الغد ليومين ثم يرمون يوم النفرة
قال أبو بكر : أبو البداح هو ابن عاصم بن عدي و من قال عن أبي البداح بن عدي نسبه إلى جده و عاصم بن عدي هذا هو العجلاني صاحب قصة اللعان المذكور في خبر سهل بن سعد الساعدي
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب وقت النفر من منى آخر أيام التشريق

2980 - أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي ثنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد قال أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن قتادة بن دعامة أخبره عن أنس بن مالك أنه حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الظهر و العصر و المغرب و العشاء و رقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به
قال أبو بكر : هذا حديث غريب بصري لم يروه غير عمرو بن الحارث
قال أبو بكر : قرأ علي أبو موسى هذا قال كتب إلي أحمد بن صالح عن ابن وهب

باب استحباب النزول بالمحصب استنانا بالنبي صلى الله عليه و سلم

2981 - ثنا أبو عمار الحسين بن حريث ثنا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي حدثني الزهري حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن بمنى : نحن نازلون غدا الخيف بني كنانة قال لنا بندار : حين تقاسموا و إنما هو حيث تقاسموا ـ على الكفر و ذلك أن قريشا و كنانة تحالفوا على بني هاشم و بني المطلب أن لا يناكحوهم و لا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ يعني بذلك المحصب

2982 - ثنا يونس بن عبد الأعلى و محمد بن نصر قالا ثنا بشر بن بكير ثنا الأوزاعي حدثني ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال بمثله
ثنا الربيع ثنا بشر بن بكر أخبرني الأوزاعي عن ابن شهاب بمثله غير أنهم قالوا : أن لا تناكحوهم و لا يكون بينهم و بينهم شيء حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الربيع و يونس : حيث تقاسموا على الكفر
و قال بحر : حين أقسموا على الكفر

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم قد كان أعلمهم و هو بمنى أن ينزل بالأبطح و أن أبا رافع أراد بقوله :

2983 - ـ : أنا ضربت قبة رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يأمرني فجاء فنزل أي ولم يامرني بضرب القبة في ذلك الموضع لا أنه أراد أن النبي صلى الله عليه و سلم نزل الأبطح لعلة ضرب القبة

2984 - ثنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ـ حين أراد أن ينفر من منى ـ نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر ـ يعني بذلك المحصب ـ ثم ذكر الحديث بمثل حديث يونس سواء
قال أبو بكر : سؤال النبي صلى الله عليه و سلم أين ينزل غدا في حجته إنما هو عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة فأما آخر القصة : لا يرث المسلم الكافر و لا الكافر المسلم فهو عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة و معمر فيما أحسب واهما في جمعه القصتين في هذا الإسناد و قد بينت علة هذا الخبر في كتاب الكبير

2985 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال : قلت يا رسول الله أين تنزل غدا و ذلك في حجته ـ قال : و هل ترك لنا عقيل منزلا ؟ ثم قال : نحن نازلون غدا بخيف بن كنانة حيث قاسمت قريش على الكفر و ذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يناكحوهم و لا يبايعوهم و لا يؤووهم قال معمر قال الزهري : و الخيف الوادي قال ثم قال : لا يرث الكافر المسلم و لا المسلم الكافر

2986 - ثنا بخبر ابن رافع الذي ذكرت نصر بن علي الجهضمي و عبد الجبار بن العلاء و علي بن خشرم قال عبد الجبار ثنا سفيان و قال نصر : أخبرنا سفيان بن عيينة و قال ابن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن صالح بن كيسان عن سليمان بن يسار عن أبي رافع قال : ضربت قبة رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأبطح و لم يأمرني أن أنزل الأبطح فجاء فنزل
هذا حديث نصر و قال علي قال أبو رافع : لم يأمرني أن أنزل الأبطح و إنما جئت فضربت قبته فجاء فنزل و قال عبد الجبار : لم يأمرني النبي صلى الله عليه و سلم أن أضرب قبته إنما ضربت قبة النبي صلى الله عليه و سلم بالأبطح فنزل و زاد عبد الجبار قال : و كان أبو رافع عل ثقل و كان النبي صلى الله عليه و سلم منزله حين جاء من المدينة بأعلى مكة قال أبو رافع : فجئت قبته فجاء فنزل

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما نزل بالأبطح ليكون أسمح لخروجه و إن كان قد أعلمهم و هو بمنى أنه نازل به مع الدليل على أن نزوله ليس من سنن الحج الذي يكون تاركه عاصيا أو يوجب ترك نزوله هديا

2987 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى ثنا هشام حدثني أبي عن عائشة قالت : إنما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم المحصب ليكون أسمح لخروجه فمن شاء نزله و من شاء تركه

2988 - ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : نزول المحصب ليس من السنة إنما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم ليكون أسمح لخروجه
قال أبو بكر قولها : ليس من السنة تريد ليس من السنة التي يجب على الناس الإئتمام بفعله صلى الله عليه و سلم إذ كل ما فعله صلى الله عليه و سلم و إن كان من فعل المباح ـ فقد يقع عليه اسم السنة أي أن للناس الإستنان به إذ هو مباح و إن لم يكن عليهم أن يفعلوا ذلك الفعل

باب ذكر الدليل على أن الإسم قد ينفى عن الشيىء إذا لم يكن واجبا و إن
كان الفعل مباحا

2989 - ثنا عبد الجبار بن العلاء و سعيد بن عبد الرحمن و أحمد بن منيع و علي ابن خشرم قال علي : أخبرنا و قال الآخرون : ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس : ليس المحصب بشيىء إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال أبو بكر قول ابن عباس : ليس المحصب بشيء أراد ليس بشيء يجب على الناس نزوله فنفى اسم الشيء عنه على المعنى الذي ترجمت الباب إذ العلم محيط أن نزول المحصب فعل و اسم الشيء واقع على الفعل و إن كان الفعل مباحا و لا واجبا

باب استحباب النزول بالمحصب و إن لم يكن ذلك واجبا إذ الخلفاء الراشدون المهديون الذين أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالعض بالنواجذ على سنته و سنتهم ـ قد اقتدوا بالنبي صلى الله عليه و سلم ـ بالنزول به

2990 - ثنا محمد بن رافع و محمد بن يحيى محمد بن سهل بن عسكر قالوا ثنا عبد الرزاق ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و عمر و عثمان ينزلون الأبطح

2991 - و ثنا محمد بن يحيى و محمد بن رافع و محمد بن سهل قالوا ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر : مثله

باب استحباب الصلاة بالمحصب إذا نزله المرء

2992 - قال أبو بكر : خبر الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن أنس : من هذا الباب قد أمليته قبل

2993 - و روي عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر : أن نبي الله صلى الله عليه و سلم نزل البطحاء عشية النفر و أن أبا بكر و عمر كانا يفعلانه و كان ابن عمر يفعله حتى هلك فصلى بها الظهر و العصر و المغرب و العشاء
ثنا الصنعاني ثنا المعتمر قال سمعت عبد الله

2994 - ثنا أحمد بن منيع ثنا الحسن بن موسى عن زهير عن أبي إسحاق عن ابن أبي جحيفة عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بالأبطح صلاة العصر ركعتين
و خبر عمرو بن الحارث عن قتادة عن أنس من هذا الباب
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر البيان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قصر الصلاة بالأبطح بعدما نفر من منى ضد قول من يحكي لنا عنه من أهل عصرنا أن الحاج إذا قفل راجعا إلى بلده عليه إتمام الصلاة

2995 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا وكيع ثنا سفيان ثنا عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بالأبطح و هو في قبة له حمراء قال : فخرج بلال بفضل وضوئه فبين ناضح و نائل فأذن بلال فكنت أتتبع فاه هكذا و هكذا يعني يمينا و شمالا قال : ثم ركزت له عنزة فخرج النبي صلى الله عليه و سلم و عليه جبة له حمراء أو حلة له حمراء فكأني أنظر إلى بريق ساقيه فصلى إلى العنزة الظهر أو العصر ركعتين تمر المرأة و الحمار و الكلب و راها لا يمنع ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى أتى المدينة
قال أبو بكر : خرجت طرق خبر يحيى بن أبي إسحاق عن أنس في غير هذا الموضع
قال الأعظمي : إسناده صحيح

2996 - ثنا أحمد بن عبدة أخبرنا عبد الوارث عن يحيى ـ و هو ابن أبي إسحاق عن أنس بن مالك قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من المدينة إلى مكة وكان يصلي بنا ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة قال : قلت له : هل أقمتم بمكة شيئا ؟ قال : أقمنا بها عشرا

باب استحباب الإدلاج بالإرتحال من الحصبة إقتداء بفعل المصطفى عليه
السلام

2997 - ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا زياد ـ يعني بن عبد الله ـ ثنا منصور عن إبراهيم قال قال الأسود قالت عائشة : لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مدلجا من الأبطح و هو يصعد و أنا أنزل أو ينزل و أنا أصعد

2998 - ثنا بندار ثنا أبو بكر ـ يعني الحنفي ـ ثنا أفلح قال سمعت القاسم بن محمد عن عائشة : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث بطوله و قال في الخبر : فأذن بالرحيل في أصحابه ـ يعني من المحصب ـ فارتحل الناس فمر بالبيت قبل صلاة الصبح فطاف به ثم خرج فركب ثم انصرف متوجها إلى المدينة
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه عن أفلح

باب الأمر بطواف الوداع بلفظ عام مراده خاص

2999 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال : أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت

3000 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا سفيان عن سليمان الأحول عن طاووس عن ابن عباس : كان الناس ينصرفون كل وجه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا ينفر أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت

باب الدليل على أن اللفظة التي ذكرتها في خبر ابن عباس لفظ عام مراده خاص و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد بقوله : لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت خلا الحائض بذكر لفظة عام مرادها خاص في ذكر الحيض

3001 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : من حج فليكن آخر عهده بالبيت إلا الحيض فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم رخص لهن
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما رخص للحيض في النفر بلا وداع إذا كن قد أفضن قبل ذلك ثم حضن

3002 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة : أن صفية حاضت فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : أحابستنا هي ؟ فقلت : إنها حاضت بعد ما أفاضت قال : فلا إذا فلتنفر

باب استحباب دخول الكعبة و الذكر و الدعاء فيها

3003 - ثنا محمد بن معمر بن ربعي ثنا محمد ـ يعني ابن بكر البرساني أخبرنا ابن جريج قال : قلت لعطاء : سمعت ابن عباس يقول إنما أمرتم بالطواف و لم تؤمروا بدخوله ؟ قال : لم يكن ينهي عن دخوله و لكن سمعته يقول : أخبرني أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها قلت نواحيها أزواياها ؟ قال : بل في كل قبلة من البيت

باب وضع الوجه و الجبين على ما استقبل من الكعبة عند دخولها و الذكر و
الاستغفار

3004 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا عبد الملك بن أبي سليمان ثنا عطاء عن أسامة بن زيد : أنه دخل هو و رسول الله صلى الله عليه و سلم البيت فأمر بلالا فأجاف الباب و البيت إذ ذاك على ستة أعمدة فمضى حتى أتى الاسطوانتين اللتين تليان الباب باب الكعبة و جلس فحمد الله و أثنى عليه و سأله و استغفر ثم قام حتى أتى ما استقبل من دبر الكعبة فوضع وجهه و جسده على الكعبة فحمد الله و أثنى عليه و استغفر ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله بالتكبير و التهليل و التسبيح فحمد الله و أثنى عليه بالمسألة و الاستغفار ثم خرج فصلى ركعتين مستقبل وجه الكعبة خارج من البيت و قال : هذه القبلة هذه القبلة
قال الأعظمي : إسناده صحيح

3005 - ثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرنا عيسى بن يونس عن عبد الملك العزرمي ح و ثنا الحسن بن محمد ثنا إسحاق بن يوسف ثنا عبد الملك ح و ثنا الدروقي ثنا هشيم أخبرنا عبد الملك ح و ثنا علي بن المنذر عن ابن فضيل ثنا عبد الملك : فذكروا الحديث بطوله و ربما اختلفوا في الحرف و الشيء
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب التكبير و التحميد و التهليل و المسألة و الاستغفار عند كل ركن من
أركان الكعبة

3006 - ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير بن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال حدثني أسامة بن زيد : أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث و قال ثم انصرف إلى أركان البيت يستقبل كل ركن منها بالتكبير و التهليل و التحميد و سأل الله و استغفره و ذكر باقي الحديث

باب استحباب السجود بين العمودين عند دخول الكعبة و الجلوس بعد السجدة و
الدعاء

3007 - ثنا الفضل بن يعقوب الجزري ثنا عبد الأعلى عن محمد ـ وهو ابن إسحاق ـ ثنا عبيد الله بن أبي نجيح عن مجاهد و عطاء : أن ابن عباس كان يقول و لقد حدثني أخي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين دخلها خر بين العمودين ساجدا ثم قعد فدعا و لم يصل
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر البيان أن النبي صلى الله عليه و سلم قد صلى في البيت
و هذا من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبنا أن الخبر الذي يجب قبوله هو خبر من يخبر برؤية الشيء و سماعه و كونه لا من ينفي الشيء و يدفعه و الفضل بن عباس في قوله : و لم يصل ناف لصلاة النبي صلى الله عليه و سلم فيها لا مثبت خبرا و من أخبر أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى فيها مثبت فعلا مخبر برؤية فعل من النبي صلى الله عليه و سلم فالواجب من طريق العلم و الوقف قبول خبر من أعلم أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم صلى فيها دون من نفي أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم صلى فيها و هذه مسألة صويلة قد بينتها في غير موضع من كتبنا أن أهل العلم لم يختلفوا في جملة هذا القول

3008 - أخبرنا يحيى بن حبيب الحارثي ثنا حماد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن بلال : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى في جوف الكعبة
و ثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد عن عمرو بن دينار أن ابن عمر حدث عن بلال :
أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى في جوف الكعبة
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه و سلم من الكعبة

3009 - ثنا الحسن بن قزعة ثنا الفضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة أخبرني نافع عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل يوم الفتح على بعير و أسامة بن زيد رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم و معه بلال و عثمان بن طلحة و بلال فمكثوا فيه طويلا و أغلقوا عليهم الباب ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فابتدروا البيت فسبقهم ابن عمر و آخر معه فسأل ابن عمر بلالا أين صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فأراه أين صلى ؟ و لم يسأله كم صلى
قال الألباني : إسناده صحيح لغيره فقد أخرجه البخاري في المغازي - حجة الوداع من طرق أخرى عن نافع

3010 - ثنا عبد الجبار بن العلاء و محمد بن عمر بن العباس قالا ثنا سفيان قال عبد الجبار عن ثنا أيوب سمعته من نافع عن ابن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح و هو على ناقة لأسامة حتى أناخ بفناء الكعبة ثم دعا عثمان بن طلحة بالمفتاح فذهب إلى أمه فأبت أن تعطيه فقال : لتعطينيه أو ليخرجن السيف من صلبي فدفعته إليه ففتح الباب فدخل النبي صلى الله عليه و سلم و دخل معه عثمان و بلال و أسامة فأجافوا الباب مليا قال ابن عمر : و كنت رجلا شابا قويا فبدر الناس فبدرتهم فوجدت بلالا قائما على الباب قال : يا بلال أين صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : بين العمودين المقدمين و نسيت أن أسأله كم صلى هذا لفظ حديث محمد بن عمرو

باب ذكر القدر الذي جعل النبي صلى الله عليه و سلم بين مقامه الذي صلى فيه بين الكعبة و بين الجدار

3011 - ثنا سلم ين جنادة ثنا وكيع عن هشام بن سعيد عن نافح عن ابن عمر قال : سألت بلالا أين صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : في مقدم البيت بينه و بين الحائط ثلاثة أذرع أو قدر ثلاثة أذرع شك أبو عامر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الخشوع في الكعبة إذا دخلها المرء و النظر إلى موضع سجوده إلى الخروج
منها

3012 - ثنا أحمد بن عيسى بن زيد بن عبد الجبار بن مالك اللخمس التنيسي ثنا عمرو ابن أبي سلمة ثنا مهير بن محمد المكي عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله : أن عائشة كانت تقول : عجبا للمرء المسلم إذا دخل الكعبة كيف يرفع بصره قبل السقف يدع إجلالا لله و إعظاما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها
قال الأعظمي : إسناده منكر أحمد بن عيسى قال عنه ابن عدي : له مناكير وقال الدارقطني : ليس بقوي وكذبه ابن طاهر

باب استحباب دخول الكعبة إذ دخولها دخولا في حسنة و خروجا من سئية مغفورا
للداخل

3013 - ثنا محمد بن يحيى ثنا سعيد بن سليمان ثنا عبد الله بن المؤمل ثنا عمر بن عبد الرحمن بن محيصن عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من دخل البيت دخل في حسنة و خرج من سيئة مغفورا له
قال الأعظمي : إسناده ضعيف قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن سعد وغيره وفيه ضعف

باب ذكر الدليل على أن دخول الكعبة ليس بواجب
إذ النبي صلى الله عليه و سلم قد أعلم بعد دخوله إياها أنه ود إن لم يكن دخلها مخافة أتعاب أمته بعده و هذا كتركه صلى الله عليه و سلم بعض التطوع و الذي يحب أن يفعله لإرادة التخفيف على أمته صلى الله عليه و سلم

3014 - ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن إسماعيل بن عبد الملك عن ابن أبي ملكية عن عائشة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من عندي و هو قرير العين طيب النفس ثم رجع إلى و هو حزين فقلت : يا رسول الله خرجت من عندي و أنت كذا و كذا قال : إني دخلت الكعبة وددت إني لم أكن فعلت إني أخاف أن أكون قد أتعبت أمتي من بعدي
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب إستحباب الصلاة عند باب الكعبة بعد الخروج منها

3015 - ثنا محمد بن معمر القيسي ثنا محمد ـ يعني ابن بكر البرساني ـ أخبرنا ابن جريح قال قلت لعطاء : سمعت ابن عباس يقول : إنما أمرتم بالطواف فلم تؤمروا بدخوله ؟ قال : لم يكن ينهي عن دخوله و لكن سمعته يقول أخبرني أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه و سلم لما دخل البيت فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين و قال : هذه القبلة

باب ذكر الموضع الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه و سلم الركعتين بعد خروجه من الكعبة

3016 - ثنا عمرو بن علي ثنا أبو عاصم ثنا سيف قال سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عمر قال : دخل النبي صلى الله عليه و سلم البيت فجئت فإذا هو قد خرج و إذا بلال قائم عند باب الكعبة قال قلت : يا بلال أين صلى النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فقال ها هنا قال : ثم خرج فصلى ركعتين بين الحجر و الباب قال : فكان مجاهدا يصفها بين الاسطوانتين اللتين من قبل باب بني مخزوم
قال أبو بكر : يريد فكان مجاهدا يصفها أي صلاته في الكعبة أنه صلى بين الأسطوانتين اللتين من قبل باب بني مخزوم

باب التزام البيت عند الخروج من الكعبة إن كان يزيد بن أبي زياد من الشرط
الذي اشترطنا في أول الكتاب

3017 - ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن ابن صفوان قال : لما فتح النبي صلى الله عليه و سلم مكة قال قلت : لألبس ثيابي
و ثنا علي بن المنذر الكوفي ثنا ابن فضيل ثنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن أو صفوان بن عبد الرحمن و ثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد عن يزيد عن مجاهد عن صفوان بن عبد الرحمن أو عبد الرحمن بن صفوان قال :
قدم النبي صلى الله عليه و سلم فدخل البيت فلبست ثيابي و انطلقت و قد خرج من البيت هو و أصحابه مستلمون ما بين الحجر إلى الحجر واضعي خدودهم على البيت و إذا النبي صلى الله عليه و سلم مر الباب فدخلت بين رجلين فقلت : كيف صنع النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فقالوا : صلى ركعتين عند السارية التي قبالة البيت هذا حديث ابن فضيل
قال الألباني : إسناده حسن لغيره ويزداد قوة بعمل جمع من الصحابة

باب استحباب الصلاة في الحجر إذا لم يمكن دخول الكعبة إذ بعض الحجر من البيت بذكر خبر لفظه عام مراده خاص أنا خائف أن يسمع بهذا الخبر الذي ذكرت أن لفظه لفظ عام مراده خاص بعض الناس فيتوهم أن جميع الحجر من الكعبة لا بعضه

3018 - ثنا الربيع بن سليمان و بحر بن نصر قالا ثنا ابن وهب حدثني ابن أبي الزناد عن علقمة عن أمه عن عائشة قالت : كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي فأدخلني الحجر فقال : يا عائشة إن قومك لما بنو الكعبة استقصروا فأخرجوا الحجر من البيت فإذا أردت أن تصلين في البيت فصلي في الحجر فإنما هو قطعة من البيت
قال الأعظمي : إسناده حسن

3019 - و ثنا الربيع ثنا ابن وهب قال و أخبرني بن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال لنا بحر بن نصر في عقب حديثه قال ابن أبي الزناد و حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لولا حدثان قومك بالكفر لأدخلت الحجر في البيت
قال أبو بكر : خرجت ما يشبه هذه اللفظة التي هي من لفظ عام مراده خاص في الكتاب الكبير

باب ذكر البيان أن بعض الحجر من البيت لا جميعه
و الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد بقوله : و أخرجوا الحجر من البيت بعضه لا جميعه و هذا من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبنا أن الإسم باسم المعرفة بالألف و اللام قد يقع على بعض الشيء

3020 - ثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يزيد بن رومان يحدث عن عبد الله بن الزبير قال قالت لي عائشة : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لهدمت البيت حتى أدخل فيه ما أخرجوا منه في الحجر فإنهم عجزوا عن نفقته و جعلت له بابين بابا غربيا و ألصقته بالأرض و وضعته على إساس إبراهيم قال : فكان ذاك الذي دعا ابن الزبير إلى هدمه و بنائه قال فشهدته حين هدمه و بناه فاستخرج أساس البيت كأسمنة البخت متلائكة قال أبي فقلت ليزيد بن رومان و أنا يومئذ أطوف معه : أرني ما أخرجوا من الحجر منه ؟ قال : أريكه الآن فلما انتهى إليه قال : هذا الموضع قال أبي : فحرزته نحو ستة أذرع
و هكذا روي موسى بن إسماعيل ثنا جرير ثنا يزيد بن رومان عن عبد الله بن الزبير

3021 - حدثناه محمد بن يحيى ثنا موسى بن إسماعيل و رواه يزيد بن هارون ثنا جرير بن حازم ثنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها فذكر الحديث فقال قال يزيد : قد شهدت ابن الزبير حين هدمه
حدثناه الزعفراني حدثنا يزيد
قال أبو بكر : فرواية يزيد بن هارون دالة على أن يزيد بن رومان قد سمع الخبر منهما جميعا

3022 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرازق عن معمر عن ابن خشيم عن أبي الطفيل قال : كانت الكعبة في الجاهلية مبينة بالرضم ليس فيه مدر و كانت قدر ما يقتحمه العناق فذكر الحديث بطوله في قصة بناء الكعبة و قال : فلما كان جيش الحصين بن نمير فذكر حريقها في زمن ابن الزبير فقال ابن الزبير : إن عائشة أخبرتني أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لولا حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة فإنهم تركوا منها سبعة أذرع في الحجر ضاقت بهم النفقة و الخشب و قال ابن خثيم و أخبرني ابن أبي ملكية عن عائشة أنها سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ذكر قصة طويلة
قال الأعظمي : إسناده صحيح

3023 - ثنا الفضل بن بن يعقوب الجزري ثنا ابن بكر يعني محمد ـ أخبرني ابن جريح قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير و الوليد بن عطاء عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال قال عبد الله بن عبيد بن عمير : وقد الحارث بن عبد الله بن مروان في خلافته فقال عبد الملك : ما أظن أبا خبيب ـ يعني ابن الزبير ـ سمع من عائشة ما كان يذكر أنه سمعه منها قال الحارث : بلى أنا سمعته منها قال : سمعتها تقول ماذا ؟ قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن قومك استقصروا من بنيان البيت و إني لولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه فإن بدأ لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي فلأريك ما رتكوا منه فأراها قريبا من سبعة أذرع
هذا حديث عبد الله بن عبيد و ذكر الحديث بطوله

باب إباحة العمرة في ذي الحجة بعد مضي أيام التشريق

3024 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن ابن جريح حدثني موسى بن عقبة عن نافع أن ابن عمر أخبره : أن النبي صلى الله عليه و سلم حلق رأسه في حجة الوداع قال :
و كان الناس يحلقون في الحج ثم يعتمرون عند النفر فيقول ما يحلق هذا ؟ فتقول لأحدهم : أمر الموسى على رأسك
قال الألباني : إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه هو والبخاري . . دون قوله " وكان الناس ... " . . فإني أخشى أن تكون هذه الزيادة مدرجة في الحديث والقائل " وكان الناس ... " إنما هو ابن جريج فهي معضلة والله أعلم

باب العمرة بذي الحجة من التنعيم لمن قد حج ذلك العام ضد قول زعم أن العمرة غير جائزة إلا من المواقيت التي وقت النبي صلى الله عليه و سلم حين ذكر المواقيت فقال يهل أهل المدينة من ذي الحليفة الأخبار بتمامها

3025 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا أشهب أن الليث أخبره أن أبا الزبير أخبره عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعمر عائشة من التنعيم في ذي الحجة

3026 - ثنا يونس أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني الليث أن أبا الزبير أخبره عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعمر عائشة من التنعيم ليلة الحصبة

باب ذكر الدليل على أن العمرة من الميقات أفضل منها من التنعيم إذ هي أكثر نصبا و أفضل نفقة و ما كان أكثر نصبا و أفضل نفقة فالأجر على قدر النصب و النفقة

3027 - ثنا أبو موسى محمد بن المثنى و الحسن بن محمد الزعفراني قالا ثنا حسين قال الزعفراني : ابن الحسن قال ثنا ابن عون عن إبراهيم و القاسم عن أم المؤمنين ح و ثنا الدورقي ثنا ابن علية عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود عن أم المؤمنين و عن القاسم عن أم المؤمنين قال : قالت عائشة : يا رسول الله و في حديث الحسين بن الحسن إنها قالت : يا رسول الله أيصدر الناس بنسكين و أصدر بنسك واحد ؟ قال : انتظري فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي منه ثم ألقنا بجبل كذا و كذا قال : أظنه قال كدى و لكنها على قدر نصبك أو قدر نفقتك أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
و في خبر الحسين بن الحسن و لكنه على قدر نفقتك و نصبك أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

باب إسقاط الهدى عن المعتمر بعد مضى أيام التشريق و إن كان قد حج من عامه
ذلك

3028 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى ثنا هشام بن عروة حدثني أبي أخبرتني عائشة قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم موافين لهلال ذي الحجة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أحب أن يهل بعمرة فليهل و من أحب أن يهل بحجة فليهل فلولا إني أهديت لأهللت بعمرة فمنهم من أهل بعمرة و منهم من أهل بحجة فحضت قبل أن أدخل مكة فأدركني يوم عرفة و أنا حائض فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : دعي عمرتك و انقضي رأسك و امتشطي و أهلي بالحج فلما كان ليلة الحصبة أرسل معي عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فأردفها فأهلت بعمرة مكان عمرتها فقضى الله حجتها و عمرتها و لم يكن في شيء من ذلك هدى و لا صيام و لا صدقة
قال أبو بكر : قد كنت بينت في المسألة التي كنت أمليتها في التأليف بين الأخبار التي رويت في حجة النبي صلى الله عليه و سلم أن عائشة إنما تركت العمل لعمرتها التي لم يمكنها الطواف لها بالبيت لعلة الحيضة التي حاضتها لا أنها رفضت تلك العمرة و بينت في ذلك الموضع أن في قول النبي صلى الله عليه و سلم لها : طوافك يكفيك بحجتك و عمرتك دلالة على أنها لم ترفض عمرتها و إنما تركت العمل لها إذ كانت حائضا و لم يمكنها الطواف لها و بينت أن قوله : و لم يكن في شيء من ذلك هدى و لا صدقة و لا صيام أنها إرادات لم يكن في عمرتي التي اعتمرتها بعد الحج هدي و لا صدقة ولا صيام و الدليل على صحة هذا التأويل أن النبي عليه السلام قد نحر عن نسائه البقر قبل أن تعتمر عائشة هذه العمرة من التنعيم ألم تسمع قولها : فلما كان يوم النحر أدخل علينا بلحم بقر فقلنا : ما هذا ؟ فقيل : نحر النبي صلى الله عليه و سلم عن نسائه البقر فقد خبرت عائشة أنه قد كان في حجها هدي قبل أن تعتمر من التنعيم و في خبر محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت في آخر الخبر قال : تعني النبي صلى الله عليه و سلم ـ أخرجي مع عبد الرحمن إلى التنعيم فأهلي بعمرتك ففعلت ثم لم أهد شيئا

3029 - ثناه محمد بن عمر و بن تمام ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني ميمون بن مخرمة عن أبيه قال و سمعت محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يقول سمعت هشام بن عروة يحدث عن عروة يقول سمعت عائشة : فذكر قصة طويلة و ذكر هذا الكلام الذي ذكرت في آخر الخبر قال و قال سمعت محمد بن عبد الرحمن يحدث عن عروة عن عائشة أنها حدثتهم عن عمرتهم بعد الحج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : حضت فاعتمرت بعد الحج ثم لم أصم و لم أهد
قال أبو بكر : فهذا الخبر يبين أنها أرادت أنها لم تصم و لم تهد بعد تلك العمرة التي اعتمرت من التنعيم لا قبلها

باب إباحة الحج عمن لا يستطيع الحج عن نفسه من الكبر
و الدليل على أن الله عز و جل ولى نبيه بيان ما أنزل عليه من الوحي خاصا و عاما فبين النبي صلى الله عليه و سلم أن الله لم يرد بقوله { و أن ليس للإنسان إلا ما سعى } جميع الأعمال و أن الله إنما أراد بعض السعي لا جميعه إذ لو كان الله أراد جميع السعي لم يكن الحج إلا لمن حج بنفسه لم يسقط فرض الحج عن المرء إذا حج عنه و لم يكتب للحجوج عنه سعي غيره إذا لم يسع هو بنفسه سعي العمل

3030 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن ابن جريح عن ابن شهاب ثنا سليمان بن سنان عن ابن عباس عن الفضل : أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج و هو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره فقال النبي صلى الله عليه و سلم فحجي عنه

باب ذكر الدليل على أن الشيخ الكبير إذا استفاد مالا بعد كبر السن و هو غني أو استفاد مالا بعد الإسلام كان فرض الحج واجب عليه و إن كان غير مستطيع أن يحج بنفسه و الدليل على أن الاستطاعة كما قاله مطلبينا رحمه الله استطاعتان إحداهما ببدنه مع ملك ماله يمكنه الحج عن نفسه و ماله و الثانية بملك ماله يحج عن نفسه غيره كما تقول العرب : أنا مستطيع أن أبني داري و أخيط ثوبي يريد بالأجرة أو لمن يطيعني و إن كان غير مستطيع لبناء الدار و خياطة الثوب بنفسه

3031 - ثنا عيسى بن إبراهيم ثنا ابن وهب أخبرني مالك و يونس و الليث و ابن جريح عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار أن عبد الله بن عباس أخبره قال : كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم إمرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل ينظر إليها و تنظر إليه فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يصرف وجه الفضل بيده إلى الشق الآخر قالت : يا رسول الله إن فريضة الله في الحج أدركت أبي شيخا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال : نعم و ذلك في حجة الوداع بعضهم يزيد على بعض
قال الليث : و حدثنيه ابن شهاب عن سليمان أو أبي سلمة أو كليهما عن ابن عباس

3032 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفان قال سمعت الزهري ح و ثنا المخزومي ثنا سفيان ح و ثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عباس : أن امرأة من خثعم سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم غداة النحر و الفضل ردفه فقالت : يا رسول الله إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستمسك على الراحلة هل ترى أن أحج عنه ؟ قال : نعم
و قال المخزومي : غداة جمع و قال : أن أحج عنه ؟ و لم يقل : و الفضل ردفه و لفظ ابن خشرم في المتن مثل حديث عبد الجبار غير أنه قال : أفأحج عنه قال : نعم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب حج المرأة عن الرجل

3033 - أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي أنا عبد العزيز بن أحمد ابن محمد إجازة أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن المفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي أخبرني مالك و الليث عن ابن شهاب أن سليمان بن يسار أخبره أن عبد الله بن عباس أخبره قال : كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم امرأة من خثعم تستفتيه قال فجعل الفضل ينظر إليها و تنظر إليه قال فجعل يصرف وجه الفضل بيده إلى الشق الآخر قالت : يا رسول الله إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال : نعم و ذلك في حجة الوداع

باب الحج عن الميت بذكر خبر مجمل غير مفسر على أصلنا

3034 - ثنا عمران بن موسى القزاز عن عبد الوارث بن سعيد ثنا أبو التياح ثنا موسى بن سلمة الهذلي قال : انطلقت أنا و سنان بن سلمة معتمرين فلما نزلنا البطحاء قلت : انطلق إلى ابن عباس نتحدث إليه قال قلت ـ يعني لابن عباس ـ أن والدة لي بالمصر و إني أغزو في هذه المغازي أفيجزىء عنها أن أعتق و ليست معي ؟ قال : أفلا أنبئك بأعجب من ذلك أمرت امرأة سنان بن عبد الله الجهني أن تسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أمها ماتت و ما تحج أما تجزىء عن أمها أن تحج عنها ؟ قال : نعم لو كان على أمها دين قضته عنها ألم يكن يجزىء عنها فلتحج عن أمها
قال الأعظمي : إسناده صحيح

3035 - ثنا أحمد بن عبدة ثنا حماد بن زيد عن أبي التياح عن موسى بن سلمة قال سمعت ابن عباس يقول : قال فلان الجهني : يا رسول الله إن أبي مات و هو شيخ كبير لم يحج أولا يستطيع الحج قال : حج عن أبيك
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الحج عمن يجب عليه الحج بالإسلام أو ملك المال أو هما و هو غير
مستطيع للحج ببدنه من الكبر و الفرق بين العاجز عن الحج ببدنه لكبر السن و بين العاجز عن الحج لمرض قد يرجى له البرء إذ العاجز لكبر السن لا يحدث له شباب و قوة بعد و المريض قد يصح من مرضه بإذن الله

3036 - ثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي أخبرنا مالك ح و ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار عن ابن عباس أنه قال : كان الفضل بن عباس رديف النبي صلى الله عليه و سلم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل ينظر إليها و تنظر إليه فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر فقالت : يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال : نعم و ذلك في حجة الوداع

باب حج الرجل عن المرأة التي لا تستطيع الحج من الكبر بمثل اللفظة ذكرت
أنها مجملة غير مفسرة

3037 - ثنا محمد بن ميمون الجزار ثنا يحيى بن أبي الحجاج ثنا عوف عن الحسن قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاه رجل فقال : إن أبي شيخ كبير أدرك الإسلام و لم يحج و لا يستمسك على الراحلة و إن شددته بالحبل على الراحلة خشيت أن أقتله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : احجج عن أبيك
قال الأعظمي : إسناده ضعيف الحديث مرسل و يحيى بن أبي الحجاج لين كما في التقريب

3038 - ثنا محمد بن منصور ثنا يحيى بن أبي الحجاج عن عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل ذلك إلا أنه قال : السائل سأل عن أمه
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب النهي عن أن يحج عن الميت من لم يحج عن نفسه
و الدليل على أن الأخبار التي ذكرت في أنها مجملة غير مفسرة على ما ذكرت إذ ليس في تلك الأخبار أن النبي صلى الله عليه و سلم سأل من أمره أن يحج عن غيرها هل حج عن نفسه أم لا ؟ هذا الخبر دال على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أمر من قد حج عن نفسه أن يحج عن غيره لا من أن يحج عن نفسه

3039 - ثنا هرون بن إسحاق ثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع رجلا يقول : لبيك عن شبرمة فقال : من شبرمة ؟ فقال أخي أو قريب لي قال : هل حججت ؟ قال : لا قال فاجعل هذه عنك ثم حج عن شبرمة
قال أبو بكر : في هذا الخبر بان أن الملبي عن غيره إذا لم يكن قد حج عن نفسه عليه أن يجعل تلك الحجة عن نفسه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب العمرة عن الذي لا يستطيع العمرة من الكبر

3040 - ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا خالد ـ يعني بن الحارث ثنا شعبة قال سمعت النعمان بن سلام قال سمعت عمرو بن أوس يحدث عن ابن رزين أنه قال : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج و العمرة و لا الظعن قال : حج عن أبيك و اعتمر
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب النذر بالحج ثم يحدث الموت قبل وفائه و الأمر بقضائه و الدليل على أنه من جميع المال لتشبيه النبي صلى الله عليه و سلم نذر الحج بالدين

3041 - ثنا بندار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس : أن امرأة نذرت أن تحج فماتت فأتى أخوها النبي صلى الله عليه و سلم فسأله عن ذلك فقال : أرأيت إن كان على أختك دين أكنت قاضيه ؟ قال : نعم قال : فاقضوا الله فهو أحق بالوفاء
ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن شعبة عن جعفر بن أياس ـ و هو أبو بشر ـ بهذا الإسناد بمثله

باب الدليل على أن الحج الواجب من جميع المال لا من الثلث

3042 - ثنا الربيع عن الشافعي أخبر ابن عيينة قال سمعت الزهري يحدث عن سليمان بن يسار عن ابن عباس : أن امرأة من خثعم سألت النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث و قال قال سفيان هكذا حفظته من الزهري
و أخبرني عمرو بن دينار عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عباس مثله و زاد فقالت : يا رسول الله فهل ينفعه ذلك ؟ فقال : نعم كما لو كان عليه دين فقضيته نفعه
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب النذر بالحج ماشيا فيعجز النادر عن المشيء بذكر خبر مختصر غير متقصى

3043 - ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا عمرو ـ و هو ابن أبي عمرو عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم أدرك شيخا كبيرا يهادي بين ابنيه يتوكأ عليهما فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ما شأن هذا الشيخ ؟ فقال ابناه : يا رسول الله كان عليه نذر فقال النبي صلى الله عليه و سلم : إركب أيها الشيخ فإن غني عنك و عن نذرك

3044 - ثنا الصنعاني ثنا بشر ثنا حميد قال إما سمعت أنسا و إما عن ثابت عن أنس و ثنا محمد بن يحيى بن فياض ثنا عبد الصمد ثنا حميد عن ثابت عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى شيخا كبيرا يهادي بين ابنيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما هذا ؟ قالوا : نذر أن يمشي إلى البيت قال : إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني قال : فأمره أن يركب

باب هدي الناذر بالحج ماشيا فيعجز عن المشي و الدليل على الخبر اللذين
ذكرتهما في الباب قبل مختصرين على ما ذكرت

3045 - ثنا محمد بن بشار ثنا أبو داود ثنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن عقبة بن عامر : أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن أخته نذرت أن تمشي إلى الكعبة فقال : إن الله غني عن نذر أختك لتركب و لتهد بدنة
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب اليمين بالمشي إلى الكعبة فيعجز الحالف عن المشيء

3046 - ثنا محمد بن رافع ثنا يحيى ـ يعني ابن آدم ـ ثنا شريك عن أبي إسحاق : في الرجل يحلف بالمشي فيعجز فيركب قال قال ابن عباس يحج من قابل فيركب ما شاء و يمشي ما شاء و يركب
قال شريك : و ثنا محمد بن عبد الرحمن مولى ـ أبي طلحة ـ عن كريب عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : تركب و تكفر يمينها
قال الألباني : إسناده ضعيف لسوء حفظ شريك

3047 - ثنا أبو عامر ثنا الفضل بن موسى عن شريك عن محمد ـ مولى أبي طلحة ـ عن كريب عن ابن عباس : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إن أختي جعلت عليها المشىء إلى البيت فقال : إن الله لا يصنع بشقاء أختك شيئا قل لها فلتحج راكبة و لتكفر يمينها
قال الألباني : إسناده ضعيف

باب ذكر إسقاط فرض الحج عن الصبي قبل البلوغ و عن المجنون حتى يفيق

3048 - ثنا يونس بن عبد الأعلى و محمد بن عبد الله بن الحكم قالا ثنا ابن وهب أخبرني جرير بن حازم عن سليمان بن مهران عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : مر علي بن أبي طالب بمجنونة بني فلان قد زنت أمر عمر برجمها فردها علي و قال لعمر : يا أمير المؤمنين أترجم هذه ؟ قال : نعم قال : أما تذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عقله و عن النائم حتى يستيقظ و عن الصبي حتى يحتلم قال : صدقت فخلى عنها
قال أبو بكر : و فيه دليل عندي على أن المجنون إذا حج به في حال جنونه ثم أفاق لم يجزه كالصبي
قال الألباني : حديث صحيح رجاله ثقات وله طرق أخرى وشواهد في الإرواء 298 و 2103

باب ذكر حج الصبيان قبل البلوغ على غير الوجوب و الدليل على أن قول النبي صلى الله عليه و سلم : رفع القلم عن ثلاث أراد القلم مما يكون إثما و وزرا على البالغ إذا ارتكبه لا أن القلم مرفوع عن كتبة الحسنات للصبي إذا عملها

3049 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال سمعته عن إبراهيم بن عقبة قال سمعت كريبا يخبر عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم صدر من مكة فلما كان بالروحاء استقبله ركب فسلم عليهم فقال : من القوم ؟ قال : المسلمون فمن أنتم ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه و سلم ففرعت إمرأة منهم فرفعت صبيا لها من مخف فأخذت بعضله فقالت : يا رسول الله هل لهذا حج ؟ قال : و لك أجره
قال إبراهيم فحدثت بهذا الحديث ابن المنكدر فحج بأهله أجمعين
و حدثنا علي بن خشرم أخبرنا سفيان و لم يقل : ففزعت و قال : فقالت : ألهذا حج ؟ قال : و لك أجر و قال في كلها : عن

باب الصبي يحج قبل البلوغ ثم يبلغ

3050 - ثنا بندار ثنا محمد بن المنهال ثنا يزيد بن زريع ثنا شعبة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا حج الصبي فهي له حجة حتى يعقل فإذا عقل فعليه حجة أخرى و إذا حج الأعرابي فهي له حجة فإذا هاجر فعليه حجة أخرى
أخبرني بندار و أبو موسى قالا ثنا ابن أبي عدي عن سليمان عن أبي ظبيان عن ابن عباس بمثله موقوفا
قال أبو بكر : هذا علمي هو الصحيح بلا شك
قال أبو بكر : هذه اللفظة و إذا حج الأعرابي من الجنس التي كنت أقول إنه في بعض الأوقات دون جميع الأوقات و هذه اللفظة إن صحت عن النبي صلى الله عليه و سلم فإنما كان هذا الحكم قبل فتح النبي صلى الله عليه و سلم مكة فلما فتحها و خبر صلى الله عليه و سلم أنه لا هجرة بعد الفتح استوى الأعرابي و المهاجر في الحج فجاز عن الأعرابي إذا حج كما يجوز عن المهاجر لسقوط الهجرة و بطلانها بعد فتح مكة
قال الألباني : إسناده صحيح وإعلال المؤلف إياه بالوقف لا وجه له عندي لأن ابن المنهال ثقة حافظ وقد زاد الرفع وزيادة الثقة مقبولة ولعله لذلك أخرجه الضياء المقدسي في المختارة وهو مخرج في الإرواء 968

باب حج الأكرياء و الدليل على أن أكر المرء نفسه في العمل طلق مباح إذ هو
من ابتغاء فضل الله لأخذه الأجرة على ذلك

3051 - ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا مروان بن معاوية ثنا العلاء بن المسيب عن أبي أمامة التيمي قال : قلت لابن عمر : إنا قوم نكرى في هذه الوجه و أن قومي يزعمون أنه لا حج لنا فقال ابن عمر : ألستم تطوفون بالبيت ؟ ألستم تسعون بين الصفا و المروة ألستم ألستم ؟ أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله مثل ما سألتني فلم يدر ما يرد عليه حتى نزلت { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم }
فدعاه فتلاها عليه و قال : أنتم حجاج
ثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي ثنا يحيى بن أبي زائدة عن العلاء ابن المسيب بهذا الإسناد
قال الألباني : إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات وقول الحافظ في التيمي " مقبول " غير مقبول فقد وثقه ابن معين وغيره

3052 - ثنا الزعفراني ثنا أسباط بن محمد القرشي عن الحسن بن عمرو الفقيمي و أنا برىء من عهدته ـ عن أبي أمامة التميمي قال قلت لابن عمر : فذكر نحوه
قال الألباني : إسناده صحيح

باب حج الأجراء و الدليل على أن الأجير إذا نفسه بكذا و حج عن نفسه كانت
له الأجرة على مستأجرة و أداء الفرض عن نفسه جائز

3053 - ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير قال : أتى رجل ابن عباس فقال : إني أجرت نفسي من قوم فتركت لهم بعض أجرتي أو أجري لو يخلوا بيني و بين المناسك فهل يجزىء ذلك عني ؟ فقال ابن عباس : نعم هذا من الذين قال الله : { أولئك لهم نصيب مما كسبوا و الله سريع الحساب }
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب إباحة التجارة في الحج
و الدليل على أن الإشتغال بما أباح الله من طلب المال من حله أيام الموسم في غير الأوقات الذي يشتغل المرء عن أداء المناسك لا ينقص أجر الحاج و لا يبطل الحاج و لا يوجب عليه هديا و لا صوما و لا صدقة

3054 - ثنا محمد بن بشار ثنا حماد ـ يعني ابن مسعدة ثنا ابن أبي ذئب عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس : أن الناس كانوا في أول الحج يبتاعون بمنى و عرفة و سوق ذي المجاز و مواسم الحج فخافوا البيع و هم حرم فأنزل الله { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } في مواسم الحج فحدثني عبيد بن عمير أنه كان يقرأها في المصحف
قال الأعظمي : إسناده صحيح

3055 - ثنا بندار ثنا أبو بكر الحنفي ثنا ابن أبي ذئب بهذا الإسناد بمثله و ثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي يزيد قال : سمعت ابن الزبير يقرأها : ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج
قال الأعظمي : إسناده صحيح لكنه لا يمكن إثبات القراءة القرآنية برواية شخص ما إذا خالف المصحف المتلو بملايين وعلى هذا يكون الإسناد منكرا

باب ذكر عدد حجج النبي صلى الله عليه و سلم و الدليل على ضد ما توهمه العامة أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يحج إلا حجة واحدة و النبي صلى الله عليه و سلم إنما حج حجة واحدة بعد هجرته إلى المدينة فأما ما قبل الهجرة فقد حج النبي صلى الله عليه و سلم غير تلك الحجة التي حجها من المدينة

3056 - ثنا عبد الله بن الحاكم بن أبي زياد القطواني راهب الكوفة ثنا زيد بن الحباب ثنا سفيان الثوري و ثنا أحمد بن يحيى الصدفي ثنا زيد حدثني سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حج ثلاث حجج حجتين قبل أن يهاجر و حجة بعدها هاجر معها عمرة
و قال أحمد بن يحيى : و حجة قرن معها عمرة
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

باب ذكر الدليل على صحة هذا المتن و البيان أن النبي صلى الله عليه و سلم قد حج قبل هجرته إلى المدينة لا كما من طعن في هذا الخبر و ادعى أن هذا الخبر لم يروه غير زيد بن الحباب

3057 - ثنا محمد بن عيسى ثنا سلم قال فحدثنى محمد بن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم عن عمه نافع بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم قال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل عليه و إنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس يدفع معهم منها ما ذاك إلا توفيقا من الله
قال أبو بكر : قوله قبل أن ينزل عليه يشبه أن يكون أراد قبل أن ينزل عليه { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } أو من قبل أن ينزل عليه جميع القرآن
و الدليل على صحة ذلك

3058 - أن سلم بن جنادة حدثنا قال : حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : كانت قريش و من دان دينها يقفون بالمزدلفة و كانوا يسمون الحمس و كان سائر العرب يقفون بعرفة فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه عليه السلام أن يأتي عرفات فيقف ثم يفيض منها قالت فذلك قوله : { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس }
فهذا الخبر دال على أن الله عز و جل إنما أمر نبيه بالوقوف بعرفات و مخالفة قريش في وقوفهم بالمزدلفة و تركهم الخروج من الحرم لتسميتهم أنفسهم الحمس لهذه الآية { أفيضوا من حيث أفاض الناس } أي غير قريش الذين كانوا يقفون بالمزدلفة و هذه اللفظة من الجنس الذي نقول إن إسم الناس قد يقع على بعضهم إذ العلم محيط أن جميع الناس لم يقفوا بعرفات و إنما وقف بعرفات بعضهم لا جميعهم و في قول جبير ما كان إلا توفيقا من الله له دلالة على أن الله لم يكن أمره في ذلك الوقت بوحي منزل عليه بالوقوف بعرفة إذ لو كان في ذلك الوقت كان الله قدر أمره بالوقف بعرفة عند جبير بن مطعم لأشبه أن يقول فعلمت أن الله أمره بذلك و إنما قلت إنه جائز أن يكون جبير بن مطعم أراد قبل أن ينزل عليه أي جميع القرآن لأن جميع القرآن لم ينزل على النبي صلى الله عليه و سلم بمكة قبل هجرته إلى المدينة و إنما نزل عليه بعض القرآن بمكة قبل الهجرة بالمدينة بعد الهجرة و استدللت بأنه أراد بقوله : قبل أن ينزل عليه القرآن جميع القرآن لا أنه أراد قبل أن ينزل عليه شيء من القرآن
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

3059 - لأن محمد بن معمر حدثنا قال ثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريح أخبرني أبي عن جبير بن مطعم : قال : أضللت جملا لي يوم عرفة فانطلقت إلى عرفة أتتبعه فإذا أنا بمحمد واقفا في الناس بعرفة على بعيره عشية عرفة و ذلك بعدما أنزل عليه
قال أبو بكر : فإن كان عبد العزيز بن جريح قد أدرك جبير بن مطعم فهذا الخبر يبين أن تأويل خبر نافع بن جبير عن أبيه أي قبل أن يزل عليه جميع القرآن

3060 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو قال سمعت محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : ذهبت أطلب بعيرا لي بعرفة فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم واقفا بعرفة مع الناس فقلت : و الله إن هذا لمن الحمس فما شأنه ههنا و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقف بعرفة سنيه التي كان بها

3061 - ثناه المخزومي و قال عن محمد بن جبير عن أبيه : و قال : فما له خرج من الحرم ؟ و كانت قريش لا تجاوز الحرم تقول : نحن أهل الله لا نخرج من الحرم و لم يقل : كان يقف بعرفة سنيه التي كان بها
و خبر ربيعة بن عباد من هذا الباب

3062 - ثناه يوسف بن موسى ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن ربيعة عن أبيه عن رجل من قريش قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في الجاهلية و هو واقف بعرفات مع المشركين ثم رأيته في الإسلام واقفا موقفه ذلك فعرفت إن الله وفقه لذلك
قال الألباني : إسناده ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب

باب الرخصة في دخول مكة بغير إحرام عند العلم بحدث

3063 - ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أن مالكا حدث عن ابن شهاب عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل مكة عام الفتح و على رأسه المغفر فلما نزعه جاءه رجل فقال : يا رسول الله ابن أخطل متعلق بأستار الكعبة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقتلوه قال ابن شهاب : و لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ محرما

3064 - ثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة عن محمد بن الفضل عن جعفر بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه عن جده قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعث معي رجلا من الأنصار فقال : إئتيا أبا سفيان بن حرب فاقتلاه فذكر الحديث و قال : فما دخلنا مكة قال لي صاحبي : هل لك أن نبدأ فنطوف بالبيت أسبوعا و نصلي ركعتين ؟ فقلت : أنا أعلم بأهل مكة أنهم إذا أظلموا رسوا أفنيتهم ثم جلسوا بها و أنا أعرف فيها من الفرس الأبلق فلم يزل بي حتى أتينا البيت فطفنا به أسبوعا صلينا ركعتين ثم خرجنا
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

جماع أبواب ذكر العمرة و شرائعها و سننها و فضائلها

باب ذكر البيان أن العمرة فرض و أنها من الإسلام كالحج سواء إلا أنها
تطوع غير فريضة عل ما قال بعض العلماء

3065 - ثنا يوسف بن واضح الهاشمي ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن يحيى بن يعمر فذكر حديث ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه و سلم في سؤال جبريل إياه عن الإسلام فقال :
الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن تقيم الصلاة و تؤتى الزكاة و تحج و تعتمر و تغتسل من الجنابة و أن تتم الوضوء و تصوم رمضان قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ قال : نعم قال : صدقت

3066 - ثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد عن ابن جريح عن نافع عن ابن عمر قال : ليس من أحد إلا و عليه حجة و عمرة واجبتان لا بد منهما فمن زاد بعد ذلك خير و تطوع

3067 - ثنا الأشج ثنا أبو خالد عن ابن جريح عن أبي الزبير عن جابر : قال : ليس من خلق الله أحد إلا و عليه عمرة واجبة

3068 - قال أبو بكر : هذا الخبر يدل على توهين خبر الحجاج بن أرطاة عن ابن المنكدر عن جابر : سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن العمرة واجبة هي ؟ قال لا إن تعتمر فهو أفضل
ثناه بشر بن معاذ ثنا عمرو بن علي ثنا الحجاج بن أرطاة
فلو كان جابر سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول في العمرة إنها ليست بواجبة لما خالف قول النبي صلى الله عليه و سلم
و في خبر منصور عن أبي وائل عن الضبي بن معبد في قصة عمر كالدلالة على أن العمرة واجبة عند عمر بن الخطاب
قال الأعظمي : إسناده ضعيف

3069 - ثناه يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال قال الضبي بن معبد : كنت رجلا أعرابيا نصرانيا فأسلمت فكنت حريصا على الجهاد و إني وجدت الحج و العمرة مكتوبتين علي فأتيت رجلا من عشيرتي يقال له هديم بن عبد الله فقلت : يا هناه إني حريص على الجهاد و إني وجدت الحج و العمرة مكتوبتين علي فكيف لي أن أجمعهما ؟ فقال : اجمعهما ثم اذبح ما استيسر من الهدى قال : فأهللت بهما معا فلما أتيت العذيب لقيني سليمان بن ربيعة و زيد بن صوحان و أنا أهل بهما معا فقال أحدهما للآخر ما هذا بأفقه من بعيره فكأنما ألقى علي جبل حتى أتيت عمر فقلت له : يا أمير المؤمنين إني كنت رجلا أعرابيا نصرانيا و إني أسلمت و أنا حريص على الجهاد و إني وجدت الحج و العمرة مكتوبتين علي فأتيت رجلا من عشيرتي يقال له هديم بن عبد الله فقلت : يا هنتاه إني حريص على الجهاد و إني وجدت الحج و العمرة مكتوبتين علي فكيف أجمعهما ؟ فقال : اجمعهما ثم اذبح ما استيسر من الهدي وإني أهللت بهما جميعا فلما أتيت العذيب لقيني سليمان بن ربيعة و زيد بن صوحان و أنا أهل بهما معا فقال أحدهما للآخر ما هذا بأفقه من بعيره
قال فقال لي عمر : هديت لسنة نبيك
قال أبو بكر : في ترك عمر بن الخطاب النكير على الضبي بن معبد قوله : و إني وجدت الحج و العمرة مكتوبتين علي أبين الدلالة على أن العمرة عند عمر بن الخطاب كانت واجبة كالحج إذ لو كانت العمرة عنده تطوعا لا واجبة لأشبه أن ينكر عليه قوله و لقال له : لم نجد ذلك مكتوبتين عليك بل إنما وجدت الحج مكتوبا دون العمرة و في تركه الإنكار عليه ما أفتاه هديم بن عبد الله دلالة بينة بأن القرآن عنده جائز من غير سوق بدنة و لا بقرة من الميقات الذي يحرم منه بالحج و العمرة و فيه دلالة على أن ما استيسر من الهدي جائز عن القارن كهو عن المتمتع لا كما قال بعض العلماء أن القرآن لا يكون إلا بسوق بدنة أو بقرة يسوقه من حيث يحرم
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب ذكر عدد عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم

3070 - ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال : دخلت أنا و عروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة قال و إذا الناس في المسجد يصلون صلاة الضحى فسألناه عن صلاتهم فقال : بدعة ثم قال : كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : أربع

3071 - ثنا بندار ثنا أبو داود ثنا همام عن قتادة قال : قلت لأنس بن مالك كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : أربع عمر و حج حجة واحدة و عمرته مع حجته

باب فضل العمرة و تكفير الذنوب التي يرتكبها المعتمر بين العمرتين

3072 - ثنا علي بن المنذر ثنا ابن نمير عن عبيد الله عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما و الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

3073 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال حدثنيه سمي و ثنا حوثرة بن محمد ثنا سفيان عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما و الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة غير أن عبد الجبار قال يبلغ به

باب الدليل على أن جهاد النساء الحج و العمرة و في الخبر ـ علمي ـ دلالة على أن العمرة واجبة كالحج إذ النبي صلى الله عليه و سلم أعلم أن عليهن العمرة كما أن عليهن الحج

3074 - ثنا علي بن المنذر ثنا ابن فضيل ثنا حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت : قلت : يا رسول الله هل على النساء من جهاد ؟ قال : عليهن جهاد لا قتال فيه الحج و العمرة
قال أبو بكر في قوله صلى الله عليه و سلم : عليهن جهاد لا قتال فيه و إعلامه أن الجهاد الذي عليهن الحج و العمرة بيان أن العمرة واجبة كالحج إذ ظاهر قوله : عليهن إنه واجب إذ غير جائز أن يقال : على المرء ما هو تطوع غير واجب
قال الأعظمي : إسناده صحيح

باب الرخصة في العمرة على الدواب المحبسة في سبيل الله

3075 - ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث قال : أرسل مروان إلى أم معقل من يسألها عن هذا الحديث فحدثت أن زوجها جعل بكرا في سبيل الله و إنها أرادت العمرة فسألت زوجها البكر فأبى عليها فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يعطيها و قال : إن الحج و العمرة من سبل الله و أن عمرة في رمضان تعدل حجة أو تجزىء حجة
قال أبو بكر : هذا الخبر عندي دال على ضد قول من زعم أن من حبس شيئا في سبيل من سبل الخير فلم يخرجه من يده أن الحبس غير جائز و النبي صلى الله عليه و سلم قد أجاز لأبي معقل تسبيل البكر من غير أن يخرجه من يده و هذا الخبر يدل على صحة قول المطلبي إن الحبس يتم بالكلام و إن لم يخرجه المحبس من يده
قال الألباني : حديث صحيح كما في صحيح أبي داود

باب الرخصة للحاج بعد الفراغ من الحج و العمرة و الإحرام بهما من أي الحل
شاء

3076 - ثنا محمد بن بشار ثنا أبو بكر ـ يعني الحنفي ـ ثنا أفلح قال سمعت القاسم بن محمد عن عائشة قالت : فدخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا أبكي فقال : ما شأنك ؟ قالت : لا أصلي قال : فلا يضرك إنما أنت من بنات آدم كتب الله عليك ما كتب عليهن فذكر الحديث و قال : حتى نزل المحصب و نزلنا معه فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : أخرج بأختك فلتهله بعمرة

باب فضل العمرة في رمضان
و الدليل على أنها تعدل بحجة مع الدليل على أن الشيء قد يشبه بالشيء و يجعل عدله إذا أشبهه في بعض المعاني لا في جميعه إذ العمرة لو عدلت حجة في جميع أحكامها لقضي العمرة من الحج و لكان المعتمر في رمضان إذا كان عليه حجة الإسلام تسقط عمرته في رمضان حجة الإسلام عنه فكان الناذر حجا لو اعتمر في رمضان كانت عمرته في رمضان قضاء لما أوجب على نفسه من نذر الحج

3077 - ثنا بشر بن هلال ثنا عبد الوارث بن سعيد العنبري عن عامر الأحول عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عباس قال : أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم الحج فقالت امرأة لزوجها حجني مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما عندي ما أحجك عليه قالت : فحجني على ناضحك قال : ذاك يعتقبه أنا و ولدك قال حجني على جملك فلان قال ذلك حبيس سبيل الله قالت : فبع تمرتك قال : ذاك قوت و قوتك فلما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة أرسلت إليه زوجها فقالت : إقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و رحمة الله و سمه : ما تعدل حجة معك ؟ فأتى زوجها النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن امرأتي تقرئك السلام و رحمة الله و إنها كانت سألتني أن أحج بها معك فقلت لها : ليس عندي ما أحجك عليه فقالت : حجني على جملك فلان فقلت لها : ذلك حبيس في سبيل الله فقال : أما إنك لو كنت حجبتهما فكان في سبيل الله فقالت : حجني على ناضحك فقلت ذاك يعتقبه أنا و ولدك فأنت : فبع تمرتك فقلت ذاك قوتي و قوتك قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم تعجبا من حرصها على الحج و أنها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجة معك قال : إقرئها مني السلام و رحمة الله و أخبرها أنها تعدل حجة معي عمرة في رمضان
قال الألباني : إسناده حسن صحيح

باب إباحة العمرة من الجعرانة

3078 - ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أخبرني معمر عن الزهري عن ابن المسيب : عن أبي هريرة في قوله : براءة من الله و رسوله
قال لما قفل النبي صلى الله عليه و سلم من حنين اعتمر من الجعرانة ثم أمر أبا بكر على تلك الحجة
قال الأعظمي : إسناده صحيح
قال الألباني : عزاه ابن كثير في تفسير براءة لعبد الرزاق بهذا الإسناد والمتن وقال : وهذا السياق فيه غرابة من جهة أن أمير الحج كان سنة عمرة الجعرانة إنما هو عتاب بن أسيد فأما أبو بكر فإنما كان أميرا سنة تسع

باب إباحة العمرة في أشهر الحج لمن لا يحج عامه ذلك و الرخصة له في
الرجوع إلى وطنه بعد قضاء العمرة قبل أن يحج

3079 - ثنا الربيع بن سليمان و بحر بن نصر قالا ثنا ابن وهب أخبرنا ابن أبي الزناد عن علقمة ـ و هو ابن أبي علقمة ـ عن أمه عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر الناس عام حجة الوداع فقال : من أحب أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل
قال أبو بكر : هذا الخبر يصرح بصحة قول المطلبي أن فرض الحج ممدود من حين يجب على الموالي أن تحدث به المنية إذ لو كان فرض الحج على ما توهمه بعض من لا يفهم العلم و زعم أن من الحج عن أول سنة يجب عليه الحج كان فيها عاصيا لله لما أباح المصطفى صلى الله عليه و سلم لمن كان معه عام حجة الوداع أن يرجع بعمرة قبل أن يحج و بينهم و بين الحج آيام قلائل لأن المصطفى صلى الله عليه و سلم دخل مكة في حجة الوداع لأربع مضين من ذي الحجة و بينهم و بين عرفة خمسة أيام فأباح لمن أحب الرجوع بعد الفراغ من العمرة أن يرجع قبل أن يحج
قال الألباني : إسناده حسن صحيح

باب إباحة العمرة قبل الحج و الدليل على أن الفعلين من جنس إذ أمر الله عز و جل بهما فبدأ بذكر أحدهما في الأمر قبل الآخر أن جائز أن يبدأ المأمور بالفعلين بأحدهما

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7