كتاب : الإمامة في ضوء الكتاب والسنة
المؤلف : شيخ الإسلام ابن تيمية.


ولما بلغه عن الأنصار كلام سألهم عنه، فقالوا: يا رسول الله أما ذوو الرأي منّا فلم يقولوا شيئاً، وأما أناس منا حديثة أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله، يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به" قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا. قال: "فإنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض" قالوا: سنصبر"(79).
وقوله تعالى: { وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى، الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى، وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى، إِلاّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى، وَلَسَوْفَ يَرْضَى } [الليل: 17-21] استثناء منقطع. والمعنى: لا يقتصر في العطاء على من له عنده يد يكافئه بذلك؛ فإن هذا من العدل الواجب للناس بعضهم على بعض، بمنزلة المعاوضة في المبايعة والمؤاجرة.
وهذا واجب لكل أحد على كل أحد، فإذا لم يكن لأحد عنده نعمة تجزى لم يحتج إلى هذه المعادلة، فيكون عطاؤه خالصاً لوجه ربه الأعلى، بخلاف من كان عنده لغيره نعمة يحتاج أن يجزيه لها، فإنه يحتاج أن يعطيه مجازاة له على ذلك. وهذا الذي ما لأحد عنده من نعمة تجزى إذا أعطى ماله يتزكّى، فإنه في معاملته للناس يكافئهم دائماً ويعاونهم ويجازيهم، فحين أعطاه الله ماله يتزكى لم يكن لأحد عنده من نعمة تجزى.
وفيه أيضاً ما يبين أن التفضيل بالصدقة لا يكون إلا بعد أداء الواجبات من المعاوضات. كما قال تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ } [البقرة: 219]، ومن تكون عليه ديون وفروض وغير ذلك أدّاها، ولا يقدّم الصدقة على قضاء هذه الواجبات، ولو فعل ذلك: فهل ترد صدقته؟ على قولين معروفين للفقهاء.

وهذه الآية يحتج بها من تُرد صدقته، لأن الله إنما أثنى على من آتى ماله يتزكّى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، فإذا كان عنده نعمة تجزى فعليه أن يجزيها قبل أن يؤتي ماله يتزكّى، فأما إذا آتى ماله يتزكّى قبل أن يجزيها لم يكن ممدوحاً، فيكون عمله مردوداً، لقوله عليه الصلاة والسلام: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"(80).
الثالث: أنه قد صح عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "ما نفعني مال كمال أبي بكر"، وقال: "إنّ أمَنّ الناس علينا في صحبته وذات يده أبو بكر"، بخلاف عليّ رضي الله عنه فإنه لم يذكر عنه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم شيئاً من إنفاق المال، وقد عُرف أن أبا بكر اشترى سبعة من المعذّبين في الله في أول الإسلام، وفعل ذلك ابتغاءً لوجه ربّه الأعلى، لم يفعل ذلك كما فعله أبو طالب، الذي أعان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لأجل نسبه وقرابته، لا لأجل الله تعالى ولا تقرباً إليه.
وإن كان "الأتقى" اسم جنس، فلا ريب أنه يجب أن يدخل فيه أتقى الأمة، والصحابة خير القرون، فأتقاها أتقى الأمة، وأتقى الأمة إما أبو بكر وإما عليّ وإما غيرهما. والثالث منتفٍ بالإجماع، وعليّ إن قيل: إنه يدخل في هذا النوع، لكونه بعد أن صار له مال آتى ماله يتزكّى، فيقال: أبو بكر فعل ذلك في أول الإسلام وقت الحاجة إليه، فيكون أكمل في الوصف، الذي يكون صاحبه هو الأتقى.
وأيضاً فالنبي صلَّى الله عليه وسلَّم إنما كان يقدّم الصديق في المواضع التي لا تحتمل المشاركة، كاستخلافه في الصلاة والحج، ومصاحبته وحده في سفر الهجرة، ومخاطبته وتمكينه من الخطاب، والحكم والإفتاء بحضرته ورضاه بذلك، إلى غير ذلك من الخصائص التي يطول وصفها.
ومن كان أكمل في هذا الوصف، كان أكرم عند الله، فيكون أحب إليه. فقد ثبت بالدلائل الكثيرة أن أبا بكر هو أكرم الصحابة في الصديقيّة. وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصدِّيقون، ومن كان أكمل في ذلك كان أفضل.

وأيضاً فقد ثبت في النقل الصحيح عن عليّ أنه قال: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" واستفاض ذلك وتواتر عنه، وتوعّد بجلد المفتري من يفضّله عليه، وروي عنه أنه سمع ذلك من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا ريب أن عليّاً لا يقطع بذلك إلا عن علم.
وأيضاً فإن الصحابة أجمعوا على تقديم عثمان الذي عمر أفضل منه وأبو بكر أفضل منهما. وهذه المسألة مبسوطة في غير هذا الموضع، وتقدّم بعض ذلك، ولكن ذُكر هذا لنبين أن حديث الطير من الموضوعات.
الفصل التاسع
سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم باتفاق المسلمين
قال الرافضي: "التاسع: ما رواه الجمهور أنه أمر الصحابة أن يسلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، وقال: إنه سيد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين. وقال: هذا وليّ كل مؤمن بعدي. وقال في حقّه: إن عليّاً مني وأنا منه، أولى بكل مؤمن ومؤمنة، فيكون عليّ وحده هو الإمام لذلك. وهذه نصوص في الباب".
والجواب من وجوه:
أحدهما: المطالبة بإسناده وبيان صحته، وهو لم يعزه إلى كتاب على عادته. فأما قوله: "رواه الجمهور" فكذب، فليس هذا في كتب الأحاديث المعروفة: لا الصحاح، ولا المساند، ولا السنن وغير ذلك. فإن كان رواه بعض حاطبي الليل كما يُروى أمثاله، فعُلِم أن مثل هذا ليس بحجة يجب اتباعها باتفاق المسلمين.
والله تعالى قد حرَّم علينا الكذب، وأن نقول عليه ما لا نعلم. وقد تواتر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "مَن كَذَب عليَّ مُتعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار"(81).
الوجه الثاني: أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، وكل من له أدنى معرفة بالحديث(82) يعلم أن هذا كذب موضوع لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث في كتاب يعتمد عليه: لا الصحاح، ولا السنن، ولا المساند المقبولة.

الثالث: أن هذا مما لا يجوز نسبته إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فإن قائل هذا كاذب، والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم منزّه عن الكذب. وذلك أن سيد المسلمين وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجلين هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم باتفاق المسلمين.
فإن قيل: عليّ هو سيدهم بعده.
قيل: ليس في لفظ الحديث ما يدل على هذا التأويل، بل هو مناقض لهذا؛ لأن أفضل المسلمين المتّقين المحجّلين هم القرون الأول ولم يكن لهم على عهد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم سيد ولا إمام ولا قائد غيره، فكيف يخبر عن شيء بعد أن لم يحضر، ويترك الخبر عمّا هم أحوج إليه، وهو حكمهم في الحال ؟
ثم القائد يوم القيامة هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فمن يقود عليّ ؟
وأيضاً فعند الشيعة جمهور المسلمين المحجّلين كفّار أو فسّاق، فلمن يقود ؟
وفي الصحيح عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "وددت أني قد رأيت إخواني". قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: "أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد". قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ قال: "أرأيتم لو أن رجلاً له خيل غرٌّ محجّلة بين ظهري خيل دُهم بُهم، ألا يعرف خيله"؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "فإنهم يأتون يوم القيامة غرّاً محجّلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض" الحديث.
فهذا يبيّن أنّ كلّ من توضّأ وغسل وجهه ويديه ورجليه فإنه من الغرّ المحجّلين، وهؤلاء جماهيرهم إنما يقدّمون أبا بكر وعمر. والرافضة لا تغسل بطون أقدامها ولا أعقابها، فلا يكونون من المحجّلين في الأرجل، وحينئذ فلا يبقى أحد من الغرّ المحجلين يقودهم، ولا يُقادون مع الغرّ المحجلين؛ فإن الحجلة لا تكون إلا في ظهر القدم، وإنما الحجلة في الرجل كالحجلة في اليد(83).

وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار". ومعلوم أن الفرس لو لم يكن البياض إلا لمعة في يده أو رجله لم يكن محجّلاً، وإنما الحجلة بياض اليد أو الرجل، فمن لم يغسل الرجلين إلى الكعبين لم يكن من المحجّلين، فيكون قائد الغر المحجلين بريئاً منه كائناً من كان.
ثم كون عليّ سيدهم وإمامهم وقائدهم بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مما يُعلم بالاضطرار أنه كذب، وأن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم يقل شيئاً من ذلك بل كان يفضّل عليه أبا بكر وعمر تفضيلاً بيّناً ظاهراً عرفه الخاصة والعامة، حتى أن المشركين كانوا يعرفون منه ذلك.
ولما كان يوم أحد قال أبو سفيان، وكان حينئذ أمير المشركين: أفي القوم محمد ؟ أفي القوم محمد ؟ ثلاثاً. فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ ثلاثاً. فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن الخطاب ؟ أفي القوم ابن الخطاب ؟ ثلاثاً. فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تجيبوه" فقال أبو سفيان لأصحابه: أمّا هؤلاء فقد كفيتموهم. فلم يملك عمر نفسه أن قال: كذبت يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء، وقد بقي لك ما يسوءك. وقد ذكر باقي الحديث، رواه البخاري وغيره.
فهذا مقدّم الكفار إذ ذاك لم يسأل إلا عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأبي بكر وعمر، لعله وعلم الخاص والعام أن هؤلاء الثلاثة هم رؤوس هذا الأمر، وأن قيامه بهم، ودلّ ذلك على أنه كان ظاهراً عند الكفار أن هذين وزيراه وبهما تمام أمره، وأنهما أخص الناس به، وأن لهما من السعي في إظهار الإسلام ما ليس لغيرهما.

وهذا أمر كان معلوم للكفّار، فضلاً عن المسلمين. والأحاديث الكثيرة متواترة بمثل هذا. وكما في الصحيحين عن ابن عباس قال: وُضع عمر على سريره فتكنّفه الناس يدعون له ويُثنون عليه ويصلُّون عليه قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت، فإذا هو عليّ فترحّم على عمر، وقال: ما خلّفت أحداً أحب إليّ أن ألقى الله بمثل عمله منك. وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذلك أني كثيراً ما كنت أسمع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: "جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما"(84).
فلم يكن تفضيلهما عليه وعلى أمثاله مما يخفى على أحد. ولهذا كانت الشيعة القدماء الذين أدركوا عليّاً يقدّمون أبا بكر وعمر عليه، إلا من ألحد منهم. وإنما كان نزاع من نازع منهم في عثمان.
وكذلك قوله: "هو وليّ كل مؤمن بعدي" كذب على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، بل هو في حياته وبعد مماته وليّ كل مؤمن، وكل مؤمن وليّه في المحيا والممات. فالولاية التي هي ضد العداوة لا تختص بزمان. وأما الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها: والي كل مؤمن بعدي، كما يقول في صلاة الجنازة: إذا اجتمع الوليّ والوالي قُدِّم الوالي في قول الأكثر. وقيل: يقدّم الولي.
فقول القائل: "عليّ ولي كل مؤمن بعدي" كلام يمتنع نسبته إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول: بعدي. وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول: والٍ على كل مؤمن.
وأما قوله لعليّ: "أنت مني وأنا منك" فصحيح في غير هذا الحديث.

ثبت أنه قال له ذلك عام القضية، لما تنازع هو وجعفر وزيد بن حارثة في حضانة بنت حمزة، فقضى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بها لخالتها، وكانت تحت جعفر. وقال: "الخالة أم". وقال لجعفر: "أشبهت خَلْقي وخُلُقي". وقال لعليّ: "أنت مني وأنا منك". وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا".
وفي الصحيحين عنه أنه قال: "إن الأشعريين إذا أرملوا في السفر، أو نقصت نفقة عيالاتهم بالمدينة جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد فقسموه بينهم بالسوية، هم مني وأنا منهم" فقال للأشعريين: "هم مني وأنا منهم" كما قال لعليّ: "أنت مني وأنا منك" وقال لجليبيب: "هذا مني وأنا منه" فعُلم أن هذه اللفظة لا تدل على الإمامة، ولا على أن من قيلت له كان هو أفضل الصحابة.
الفصل العاشر
سيد العترة هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وليس عليّ رضي الله عنه
قال الرافضي: "العاشر: ما رواه الجمهور من قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض. وقال: أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح: من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، وهذا يدل على وجوب التمسك بقول أهل بيته، وعليُّ سيدهم، فيكون واجب الطاعة على الكل، فيكون هو الإمام".
والجواب من وجوه:
أحدها: أن لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم: "قام فينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خطيباً بماءٍ يدعى خُمّاً بين مكة والمدينة، فقال: "أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ربي، وإني تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به" فحثّ على كتاب الله، ورغّب فيه. ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي"(85).
وهذا اللفظ يدل على أن الذي أمرنا بالتمسك به وجُعل المتمسك به لا يضل هو كتاب الله.

وهكذا جاء في غير هذا الحديث، كما في صحيح مسلم عن جابر في حجّة الوداع لما خطب يوم عرفة وقال: "قد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تُسألون عني فما أنتم قائلون"؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت وأدّيت ونصحت. فقال بإصبعه السبّابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس: "اللهم اشهد" ثلاث مرات(86).
وأما قوله: "وعترتي أهل بيتي. وأنها لن يفترقا حتى يردا على الحوض" فهذا رواه الترمذي(87). وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعّفه، وضعّفه غير واحد من أهل العلم، وقالوا: لا يصح. وقد أجاب عنه طائفة بما يدل على أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة. قالوا: ونحن نقول بذلك، كما ذكر ذلك القاضي أبو يعلى وغيره.
لكن أهل البيت لم يتفقدوا - ولله الحمد - على شيء من خصائص مذهب الرافضة، بل هم المبرّؤون المنزّهون عن التدنس بشيء منه.
وأما قوله: "مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح" فهذا لا يعرف له إسناد لا صحيح، ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يُعتمد عليها، فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطّاب الليل اللذين يروون الموضوعات فهذا مما يزيده وَهْناً.
الوجه الثاني: أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال عن عثرته: إنها والكتاب لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، وهو الصادق المصدوق، فيدل على أن إجماع العترة حجة. وهذا قول طائفة من أصحابنا، وذكره القاضي في "المعتمد". لكن العترة هم بنو هاشم كلهم: ولد العباس، وولد عليّ، وولد الحارث بن عبد المطلب، وسائر بني أبي طالب وغيرهم. وعليُّ وحده ليس هو العترة، وسيد العترة هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
يبيّن ذلك أن علماء العترة - كابن عباس وغيره - لم يكونوا يوجبون اتّباع عليّ في كل ما يقوله، ولا كان عليّ يوجب على الناس طاعته في كل ما يُفتي به، ولا عُرف أن أحداً من أئمة السلف - لا من بني هاشم ولا غيرهم - قال: إنه يجب اتّباع عليّ في كل ما يقوله.

الوجه الثالث: أن العترة لم تجتمع على إمامته ولا أفضليته، بل أئمة العترة كابن عباس وغيره يقدّمون أبا بكر وعمر في الإمامة والأفضلية، وكذلك سائر بني هاشم من العباسيين والجعفريين وأكثر العلويين وهم مقرّون بإمامة أبي بكر وعمر، وفيهم من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وغيرهم أضعاف من فيهم من الإمامية.
والنقل الثابت عن جميع علماء أهل البيت، من بني هاشم، من التابعين وتابعيهم، من ولد الحسين بن عليّ، وولد الحسن، وغيرهما: أنهم كانوا يتولّون أبا بكر وعمر، وكانوا يفضلونهما على عليّ. والنقول عنهم ثابتة متواترة.
وقد صنّف الحافظ أبو الحسن الدارقطني كتاب "ثناء الصحابة على القرابة وثناء القرابة على الصحابة"(88) وذكر فيه من ذلك قطعة، وكذلك كل من صنّف من أهل الحديث في السنة، مثل كتاب "السنة" لعبد الله بن أحمد و"السنة" للخلال، و"السنة" لابن بطّة، و"السنة" للآجري واللالكائي والبيهقي وأبي ذرّ الهروي والطلمنكي وأبي حفص بن شاهين، وأضعاف هؤلاء الكتب التي يحتج هذا بالعزو إليها، مثل كتاب "فضائل الصحابة" للإمام أ؛مد ولأبي نُعيم وتفسير الثعلبي، وفيها من ذكر فضائل الثلاثة ما هو من أعظم الحجج عليه. فإن كان هذا القدر حجة فهو حجة له وعليه، وإلا فلا يحتج به.
الوجه الرابع: أن هذا معارض بما هو أقوى منه، وهو أن إجماع الأمة حجة بالكتاب والسنة والإجماع. والعترة بعض الأمة، فيلزم من ثبوت إجماع الأمة إجماع العترة. وأفضل الأمة أبو بكر كما تقدم ذكره ويأتي. وإن كانت الطائفة التي إجماعها حجة يجب اتّباع قول أفضلها مطلقاً. وإن لم يكن هو الإمام ثبت أن أبا بكر هو الإمام، وإن لم يجب أن يكون الأمر كذلك بطل ما ذكروه في إمامة عليّ. فنسبة أبي بكر إلى جميع الأمة بعد نبيها كنسبة عليّ إلى العترة بعد نبيها على قول هذا.
الفصل الحادي عشر
الرد على من ادعى الإمامة لعلي سنداً لحديث المحبة

قال الرافضي: "الحادي عشر: ما رواه الجمهور من وجوب محبته وموالاته. روى أحمد بن حنبل في مسنده أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أخذ بيد حسن وحسين، فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما فهو معي في درجتي يوم القيامة(89).
وروى ابن خالويه عن حذيفة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: من أحب أن يتمسك بقصبة الياقوت التي خلقها الله بيده ثم قال لها: كوني فكانت، فليتولّ عليّ بن أبي طالب من بعدي. وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لعليّ: حبك إيمان وبغضك نفاق، وأول من يدخل الجنة محبّك، وأول من يدخل النار مبغضك، وقد جعلك الله أهلا لذلك، فأنت مني وأنا منك، ولا نبي بعدي. وعن شقيق بن سلمة عن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو آخذ بيد عليّ وهو يقول: هذا وليي وأنا وليّه، عاديت من عادى، وسالمت من سالم. وروى أخطب خوارزم عن جابر قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: جاءني جبريل من عند الله بورقة خضراء مكتوب فيها ببياض: إني قد افترضت محبة عليّ على خلقي فبلّغهم ذلك عني. والأحاديث في ذلك لا تحصى كثرة من طرق المخالفين، وهي تدل على أفضليته واستحقاقه للإمامة".
والجواب من وجوه:
أحدها: المطالبة بتصحيح النقل، وهيهات له بذلك. وأما قوله: "رواه أحمد" فيقال: أولاً: أحمد له المسند المشهور، وله كتاب مشهور في "فضائل الصحابة" روى فيه أحاديث، لا يرويها في المسند لما فيها من الضعف، لكونها لا تصلح أن تُروى في المسند، لكونها مراسيل أو ضعافاً بغير الإرسال. ثم إن هذا الكتاب زاد فيه ابنه عبد الله زيادات، ثم إن القطيعي - الذي رواه عن ابنه عبد الله - زاد عن شيوخه زيادات وفيها أحاديث موضوعة باتفاق أهل المعرفة.

وهذا الرافضي وأمثاله من شيوخ الرافضة جهّال، فهم ينقلون من هذا المصنّف، فيظنون أن كل ما رواه القطيعي أو عبد الله قد رواه أحمد نفسه، ولا يميّزون بين شيوخ أحمد وشيوخ القطيعي. ثم يظنون أن أحمد إذا رواه فقد رواه في المسند، فقد رأيتهم في كتبهم يعزون إلى مسند أحمد أحاديث ما سمعها أحمد قط، كما فعل ابن البطريق، وصاحب "الطرائف" منهم، وغيرهما بسبب هذا الجهل منهم. وهذا غير ما يفترونه من الكذب، فإن الكذب كثير منهم.
وبتقدير أن يكون أحمد روى الحديث، فمجرد رواية أحمد لا توجب أن يكون صحيحاً يجب العمل به، بل الإمام أحمد روى أحاديث كثيرة ليعرف ويبين للناس ضعفها. وهذا في كلامه وأجوبته أظهر وأكبر من أن يحتاج إلى بسط، لا سيما في مثل هذا الأصل العظيم.
مع أن هذا الحديث الأول من زيادات القطيعي(90)، رواه عن نصر بن عليّ الجهضمي عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر(91). والحديث الثاني ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" وبيّن أنه موضوع(92). وأما رواية ابن خالويه فلا تدل على أن هذا الحديث صحيح باتفاق أهل العلم. وكذلك رواية خطيب خوارزم؛ فإن في روايته من الأكاذيب المختلقة ما هو من أقبح الموضوعات باتفاق أهل العلم.
الوجه الثاني: أن هذه الأحاديث التي رواها ابن خالويه كذب موضوعة عند أهل الحديث وأهل المعرفة، يعلمون علماً ضرورياً يجزمون به أن هذا كذب على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. وهذه ليست في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها علماء الحديث: لا الصحاح، ولا المساند، ولا السنن، ولا المعجمات، ولا نحو ذلك من الكتب.

الثالث: أن من تدبّر ألفاظها تبين له أنها مفتراة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، مثل قوله: من أحب أن يتمسّك بقصبة الياقوت التي خلقها الله بيده، ثم قال لها: كوني فكانت. فهذه من خرافات الحديث. وكأنهم لما سمعوا أن الله خلق آدم بيده من تراب ثم قال له كن فكان، قاسوا هذه الياقوتة على خلق آدم، وآدم خلق من تراب، ثم قال له: كن فكان، فصار حيّاً بنفخ الروح فيه.
فأما هذا القصب فبنفس خلقه كمل، ثم لم يكن له بعد هذا حال يُقال له فيها: كن، ولم يقل أحد من أهل العلم إن الله خلق بيده ياقوتة، بل قد رُوي في عدة آثار: أن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء: آدم، والقلم، وجنة عدن، ثم قال لسائر خلقه كن فكان. فلم يُذكر فيها هذه الياقوتة.
ثم أيّ عظيم في إمساك هذه الياقوتة حتى يَجْعَل على هذا وعداً عظيماً.
وكذلك قوله: أول من يدخل النار مبغضك. فهل يقول مسلم: إن الخوارج يدخلون النار قبل أبي جهل بن هشام وفرعون وأبي لهب وأمثالهم من المشركين ؟!
وكذلك قوله: أول من يدخل الجنة محبّك. فهل يقول عاقل: إن الأنبياء والمرسلين دخولهم الجنة أولاً هو حب عليّ دون حب الله ورسوله وسائر الأنبياء ورسله، وحب الله ورسله هو السبب في ذلك. وهل تعلّق السعادة والشقاوة بمجرد حب عليّ دون حب الله ورسوله، إلا كتعلقها بحبّ أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم؟ فلو قال قائل: من أحب عثمان ومعاوية دخل الجنة، ومن أبغضهما دخل النار، كان هذا من جنس قول الشيعة.
الفصل الثاني عشر
إثبات كذب بعض الأحاديث المفتراة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
في حب عليّ

قال الرافضي: "الثاني عشر: روى أخطب خوارزم بإسناده عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: من ناصب عليّاً الخلافة فهو كافر، وقد حارب الله ورسوله، ومن شكّ في عليّ فهو كافر. وعن أنس قال: كنت عند النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فرأى عليّاً مقبلاً فقال: أنا وهذا حجة الله على أمتي يوم القيامة. وعن معاوية بن حَيْدة القشيري قال: سمعت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لعليّ: من مات وهو يبغضك مات يهودياً أو نصرانياً".
والجواب من وجوه:
أحدها: المطالبة بتصحيح النقل. وهذا على سبيل التنزل، فإن مجرد رواية الموفق خطيب خوارزم لا تدل على أن الحديث ثابت قاله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا لو لم يُعلم ما في جمعه من الأحاديث من الكذب والفِرية، فأما من تأمّل ما في جمع هذا الخطيب فإنه يقول: سبحانك هذا بهتان عظيم !
الثاني: أن كل من له معرفة بالحديث يشهد أن هذه الأحاديث كذب مفتراة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم(93).
الثالث: أن هذه الأحاديث إن كانت مما رواها الصحابة والتابعون فأين ذكرها بينهم ؟ ومن الذي نقلها عنهم ؟ وفي أي كتاب وُجد أنهم رووها ؟ ومن كان خبيراً بما جرى بينهم علم بالاضطرار أن هذه الأحاديث مما ولّدها الكذّابون بعدهم، وأنها مما عملت أيديهم.
الوجه الرابع: أن يُقال: علمنا بأن المهاجرين والأنصار كانوا مسلمين يحبون الله ورسوله، وأن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يحبّهم ويتولاهم، أعظم من علمنا بصحة شيء من هذه الأحاديث، وأن أبا بكر الإمام بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. فكيف يجوز أن يُرد ما علمناه بالتواتر المتيقن بأخبار هي أقل وأحقر من أن يُقال لها: أخبار آحاد لا يُعلم لها ناقل صادق، بل أهل العلم بالحديث متفقون على أنها من أعظم المكذوبات، ولهذا لا يوجد منها شيء في كتب الأحاديث المعتمدة، بل أئمة الحديث كلهم يجزمون بكذبها.

الوجه الخامس: أن القرآن يشهد في غير موضع برضا الله عنهم وثنائه عليهم، كقوله تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } [التوبة: 100].
وقوله: { لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } [الحديد: 10].
وقوله: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً } [الفتح: 29].
وقوله: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } [الفتح: 18].
وقوله: { لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً } [الحشر: 8]، وأمثال ذلك. فكيف يجوز أن يرد ما علمنا دلالة القرآن عليه يقيناً بمثل هذه الأخبار المفتراة، التي رواها من لا يخاف مقام ربّه ولا يرجو لله وقاراً ؟!
الوجه السادس: أن هذه الأحاديث تقدح في عليّ، وتوجب أنه كان مكذّباً بالله ورسوله، فيلزم من صحتها كفر الصحابة كلهم: هو وغيره. أما الذين ناصبوه الخلافة فإنهم في هذا الحديث المفترى كفّار. وأما عليّ فإنه لم يعمل بموجب هذه النصوص، بل كان يجعلهم مؤمنين مسلمين. وشر من قاتلهم عليّ هم الخوارج، ومع هذا فلم يحكم فيهم بحكم الكفّار بل حرّم أموالهم وسبيهم، وكان يقول لهم قبل قتالهم: إن لكم علينا أن لا نمنعكم مساجدنا ولا حقكم من فيئنا. ولما قتله ابن ملجم قال: إن عشت فأنا وليّ دمي، ولم يجعله مرتداً بقتله.

وأما أهل الجمل فقد تواتر عنه أنه نهى عن أن يتّبع مدبرهم، وأن يجهز على جريحهم، وأن يقتل أسيرهم، وأن تغنم أموالهم، وأن تسبى ذراريهم. فإن كان هؤلاء كفّاراً بهذه النصوص، فعليّ أول من كذّب بها، فيلزمهم أن يكون عليّ كافراً.
وكذلك أهل صفّين كان يصلّي على قتلاهم، ويقول: إخواننا بَغَوا علينا طهّرهم السيف. ولو كانوا عنده كفّاراً لما صلّى عليهم، ولا جعلهم إخوانه، ولا جعل السيف طهراً لهم.
وبالجملة نحن نعلم بالاضطرار من سيرة عليّ رضي الله عنه أنه لم يكن يكفّر الذين قاتلوه، بل ولا جمهور المسلمين، ولا الخلفاء الثلاثة، ولا الحسن والحسين كفّروا أحداً من هؤلاء، ولا عليّ بن الحسين ولا أبو جعفر. فإن كان هؤلاء كفّاراً فأول من خالف النصوص عليّ وأهل بيته، وكان يمكنهم أن يفعلوا ما فعلت الخوارج، فيعتزلوا بدراً غير دار الإسلام، وإن عجزوا عن القتال، ويحكموا على أهل دار الإسلام بالكفر والردة، كما يفعل مثل ذلك كثير من شيوخ الرافضة، وكان الواجب على عليّ إذا رأى أن الكفّار لا يؤمنون، أن يتخذ له ولشيعته داراً غير دار أهل الرّدّة والكفر، ويباينهم كما باين المسلمون لمسيلمة الكذّاب وأصحابه.
وهذا نبيّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان بمكة هو وأصحابه في غاية الضعف، ومع هذا فكانوا يباينون الكفّار، ويظهرون مباينتهم بحيث يُعرف المؤمن من الكافر. وكذلك هاجر من هاجر منهم إلى أرض الحبشة، مع ضعفهم، وكانوا يباينون النصارى، ويتكلمون بدينهم قدّام النصارى.
وهذه بلاد الإسلام مملوءة من اليهود والنصارى، وهم مظهرون لدينهم، متحيّزون عن المسلمين.
فإن كان كل من يشكّ في خلافة عليّ كافراً عنده وعند أهل بيته، وليس بمؤمن عندهم إلا من اعتقد أنه الإمام المعصوم بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن لم يعتقد ذلك فهو مرتدٌّ عند عليّ وأهل بيته، فعليّ أول من بدّل الدين، ولم يميّز المؤمنين من الكافرين، ولا المرتدين من المسلمين.

وهب أنه كان عاجزاً عن قتالهم وإدخالهم في طاعته، فلم يكن عاجزاً عن مباينتهم، ولم يكن أعجز من الخوارج الذين هم شرذمة قليلة من عسكره، والخوارج اتخذوا لهم داراً غير دار الجماعة، وباينوهم كما كفّروهم، وجعلوا أصحابهم هم المؤمنين.
وكيف كان يحلّ للحسن أن يسلّم أمر المسلمين إلى من هو عنده من المرتدّين، شرّ من اليهود والنصارى كما يدّعون في معاوية، وهل يفعل هذا من يؤمن بالله واليوم الآخر؟ وقد كان الحسن يمكنه أن يقيم بالكوفة، ومعاوية لم يكن بدأه بالقتال، وكان قد طلب منه ما أراد، فلو قام مقام أبيه لم يقاتله معاوية. وأين قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الثابت عنه في فضل الحسن: "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"(94) فإن كان عليّ وأهل بيته - والحسن منهم - يقولون: لم يصلح الله إلا بين المؤمنين والمرتدّين، فهذا قدح في الحسن وفي جدّه الذي أثنى على الحسن، إن كان الأمر كما يقوله الرافضة.
فتبين أن الرافضة من أعظم الناس قدحاً وطعناً في أهل البيت، وأنهم الذين عادوا أهل البيت في نفس الأمر، ونسبوهم إلى أعظم المنكرات، التي من فعلها كان من الكفّار. وليس هذا ببدع من جهل الرافضة وحماقاتهم.
ثم إن الرافضة تدّعي أن الإمام المعصوم لطف من الله بعباده، ليكون ذلك أدعى إلى أن يطيعوه فيرحموا. وعلى ما قالوه فلم يكن على أهل الأرض نقمة أعظم من عليّ؛ فإن الذين خالفوه وصاروا مرتدّين كفّاراً، والذين وافقوه، أذلاّء مقهورين تحت النقمة، لا يدٌّ ولا لسان، وهم مع ذلك يقولون: إن خلقه مصلحة ولطف، وإن الله يجب عليه أن يخلقه، وإنه لا تتم مصلحة العالم في دينهم ودنياهم إلا به. وأي صلاح في ذلك على قول الرافضة ؟

ثم إنهم يقولون: إن الله يجب عليه أن يفعل أصلح ما يقدر عليه للعباد في دينهم ودنياهم، وهو يمكّن الخوارج الذين يكفرون به بدارٍ لهم فيها شوكة ومن قتال أعدائهم، ويجعلهم هم والأئمة المعصومين في ذل أعظم من ذل اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الذمة؛ فإن أهل الذمة يمكنهم إظهار دينهم، وهؤلاء الذين يدّعي انهم حجج الله على عباده ولطفه في بلاده، وأنه لا هدى إلا بهم، ولا نجاة إلا بطاعتهم، ولا سعادة إلا بمتابعتهم - قد غاب خاتمتهم من أكثر من أربعمائة وخمسين سنة، فلم ينتفع به أحد في دينه ولا دنياه، وهم لا يمكنهم إظهار دينهم كما تظهر اليهود والنصارى دينهم.
ولهذا مازال أهل العلم يقولون: إن الرفض من إحداث الزنادقة الملاحدة الذين قصدوا إفساد الدين: دين الإسلام، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. فإن منتهى أمرهم تكفير عليّ وأهل بيته، بعد أن كفّروا الصحابة والجمهور.
ولهذا كان صاحب دعوى الباطنية الملاحدة رتّب دعوته مراتب: أول ما يدعو المستجيب إلى التشيع، ثم إذا طمع فيه قال له: عليّ مثل الناس، ودعاه إلى القدح في الرسول، ثم إذا طمع فيه دعاه إلى إنكار الصانع. هكذا ترتيب كتابهم الذي يسمونه "البلاغ الأكبر" و"الناموس الأعظم"، وواضعه الذي أرسل به إلى القرمطي الخارج بالبحرين، لما استولى على مكة، وقتلوا الحجّاج، وأخذوا الحجر الأسود، واستحلّوا المحارم، وأسقطوا الفرائض، وسيرتهم مشهورة عند أهل العلم.
وكيف يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: من مات وهو يبغض عليّاً مات يهودياً أو نصرانياً، والخوارج كلهم تكفّره وتبغضه ؟‍! وهو نفسه لم يكن يجعلهم مثل اليهود والنصارى، بل يجعلهم من المسلمين أهل القبلة، ويحكم فيهم بغير ما يحكم به بين اليهود والنصارى.

وكذلك من كان يسبّه ويبغضه من بني أمية وأتباعهم. فكيف يكون من يصلّي الصلوات ويصوم شهر رمضان ويحج البيت ويؤدي الزكاة مثل اليهود والنصارى ؟! وغايته أن يكون قد خفي عليه كون هذا إماماً، أو عصاه بعد معرفته.
وكل أحد يعلم أن أهل الدين والجمهور ليس لهم غرض مع عليّ، ولا لأحد منهم غرض في تكذيب الرسول، وأنهم لو علموا أن الرسول جعله إماماً كانوا أسبق الناس إلى التصديق بذلك.
وغاية ما يُقدِّر أنهم خفي عليهم هذا الحكم. فكيف يكون من خفي عليه جزء من الدين مثل اليهود والنصارى ؟!
وليس المقصود هنا الكلام في التفكير، بل التنبيه على أن هذه الأحاديث مما يُعلم بالاضطرار أنها كذب على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنها مناقضة لدين الإسلام، وأنها تستلزم تكفير عليّ وتكفير من خالفه، وأنه لم يقلها من يؤمن بالله واليوم الآخر، فضلاً عن أن تكون من كلام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، بل إضافتها - والعياذ بالله - إلى رسول الله من أعظم القدح والطعن فيه. ولا شك أن هذا فعل زنديق ملحد لقصد إفساد دين الإسلام، فلعن الله من افتراها، وحسبه ما وعده به الرسول حيث قال: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
الفصل الثالث عشر
الرد على بعض النقول المعتمدة عند الرافضة لتكون حجة عليهم يوم القيامة
قال الرافضي: "إن الإمامية لما رأوا فضائل أمير المؤمنين وكمالاته لا تحصى قد رواها المخالف والموافق، ورأوا الجمهور قد نقلوا عن غيره من الصحابة مطاعن كثيرة، ولم ينقلوا في عليّ طعناً ألبتة، اتّبعوا قوله وجعلوه إماماً لهم حيث نزَّهه المخالف والموافق، وتركوا غيره، حيث روى فيه من يعتقد إمامته من المطاعن ما يطعن في إمامته. ونحن نذكر هنا شيئاً يسيراً مما هو صحيح عندهم ونقوله في المعتمد من قولهم وكتبهم، ليكون حجة عليهم يوم القيامة.

فمن ذلك ما رواه أبو الحسن الأندلسي في "الجمع بين الصحاح الستة" موطأ مالك وصحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وصحيح الترمذي وصحيح النسائي عن أم سلمة زوج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أن قوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33]. أنزلت في بيتها وأنا جالسة عند الباب، فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ فقال: إنك على خير، إنك من أزواج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم. قالت: وفي البيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين فجللهم بكساء، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراًِ".
والجواب أن يقال: إن الفضائل الثابتة في الأحاديث الصحيحة لأبي بكر عمر أكثر وأعظم من الفضائل الثابتة لعليّ، والأحاديث التي ذكرها هذا وذكر أنها في الصحيح عند الجمهور، وأنهم نقلوها في المعتمد من قولهم وكتبهم، هو من أبْيَن الكذب على علماء الجمهور؛ فإن هذه الأحاديث التي ذكرها أكثرها كذب أو ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث، والصحيح الذي فيها ليس فيه ما يدل على إمامة عليّ ولا على فضيلته على أبي بكر وعمر، بل وليست من خصائصه، بل هي فضائل شاركه فيها غيره، بخلاف ما ثبت من فضائل أبي بكر وعمر؛ فإن كثيراً منها خصائص لهما، لا سيما فضائل أبي بكر، فإن عامتها خصائص لم يشركه فيها غيره.
وأما ذكره من المطاعن، فلا يمكن أن يوجّه على الخلفاء الثلاثة من مطعن إلا وُجه على عليّ ما هو مثله أو أعظم منه.
فتبين أن ما ذكره في هذا الوجه من أعظم الباطل، ونحن نبيّن ذلك تفصيلاً.
وأما قوله: إنهم جعلوه إماماً لهم حيث نزّهه المخالف والموافق وتركوا غيره حيث روى فيه من يعتقد إمامته من المطاعن ما يطعن في إمامته".

فيقال: هذا كذب بيّن؛ فإن عليّاً رضي الله عنه لم ينزهّه المخالفون، بل القادحون في عليّ طوائف متعددة، وهم أفضل من القادحين في أبي بكر وعمر عثمان، والقادحون فيه أفضل من الغلاة فيه، فإن الخوارج متفقون على كفره، وهم عند المسلمين كلهم خير من الغلاة الذين يعتقدون إلاهيته أو نبوته، بل هم - والذين قاتلوه من الصحابة والتابعين - خير عند جماهير المسلمين من الرافضة الإثني عشرية، الذين اعتقدوه إماماً معصوماً.
وأبو بكر وعمر وعثمان ليس في الأمة من يقدح فيهم إلا الرافضة، والخوارج المكفِّرون لعليّ يوالون أبا بكر وعمر ويترضُّون عنهما، والمروانية الذين ينسبون عليّاً إلى الظلم، ويقولون: إنه لم يكن خليفة يوالون أبا بكر وعمر مع أنهما ليسا من أقاربهم، فكيف يُقال مع هذا: إن عليّاً نزَّهه المؤالف والمخالف بخلاف الخلفاء الثلاثة ؟
ومن المعلوم أن المنزِّهين لهؤلاء أعظم وأكثر وأفضل، وأن القادحين في عليّ - حتى بالكفر والفسوق والعصيان - طوائف معروفة، وهم أعلم من الرافضة وأدين، والرافضة عاجزون معهم علماً ويداً، فلا يمكن الرافضة أن تقيم عليهم حجة تقطعهم بها، ولا كانوا معهم في القتال منصورين عليهم.
والذين قدحوا في عليّ رضي الله عنه وجعلوه كافراً وظالماً ليس فيهم طائفة معروفة بالردة عن الإسلام، بخلاف الذين يمدحونه ويقدحون في الثلاثة، كالغالية الذين يدّعون إلاهيته من النصيرية وغيرهم، وكالإسماعيلية الملاحدة الذين هم شر من النصيرية، وكالغالية الذين يدّعون نبوَّته؛ فإن هؤلاء كفار مرتدُّون، كفرهم بالله ورسوله ظاهر لا يخفى على عالم يدين الإسلام، فمن اعتقد في بشر الإلهية، أو اعتقد بعد محمد صلَّى الله عليه وسلَّم نبياً، أو أنه لم يكن نبياً بل كان عليّ هو النبي دونه وإنما غلط جبريل، فهذه المقالات ونحوها مما يظهر كفر أهلها لمن يعرف الإسلام أدنى معرفة.

بخلاف من يكفِّر عليّاً ويلعنه من الخوارج، وممن قاتله ولعنه من أصحاب معاوية وبني مروان وغيرهم؛ فإن هؤلاء كانوا مقرّين بالإسلام وشرائعه: يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويصومون رمضان، ويحجون البيت العتيق، ويحرّمون ما حرم الله ورسوله، وليس فيهم كفر ظاهر، بل شعائر الإسلام وشرائعه ظاهرة فيهم معظمة عندهم، وهذا أمر يعرفه كل من عرف أحوال الإسلام، فكيف يُدَّعى مع هذا أن جميع المخالفين نزَّهوه دون الثلاثة ؟
بل إذا اعتُبر الذين كانوا يبغضونه ويوالون عثمان، والذين كانوا يبغضون عثمان ويحبون عليّاً، وُجِدَ هؤلاء خيراً من أولئك من وجوه متعددة، فالمنزِّهون لعثمان القادحون في عليّ أعظم وأدْيَن وأفضل من المنزِّهين لعليّ القادحين في عثمان، كالزيدية مثلاً.
فمعلوم أن الذين قاتلوه ولعنوه وذمُّوه من الصحابة والتابعين وغيرهم هم أعلم وأدين من الذين يتولونه ويلعنون عثمان، ولو تخلّى أهل السنة عن موالاة عليّ رضي الله عنه وتحقيق إيمانه ووجوب موالاته، لم يكن في المتولّين له من يقدر أن يقاوم المبغضين له من الخوارج والأموية والمروانية؛ فإن هؤلاء طوائف كثيرة.
ومعلوم أن شر الذين يبغضونه هم الخوارج الذين كفَّروه، واعتقدوا أنه مرتد عن الإسلام، واستحلُّوا قتله تقرباً إلى الله تعالى، حتى قال شاعرهم عمران بن حطَّان:
يا ضربة من تقيّ ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه
أوفى البرية عند الله ميزانا
فعارضه شاعر أهل السنة فقال:
يا ضربة من شقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش خسرانا
إني لأذكره حيناً فألعنه
لعناً وألعن عمران بن حطّانا

وهؤلاء الخوارج كانوا ثمان عشرة فرقة، كالأزارقة أتباع نافع بن الأزرق(95) والنجدات أتباع نجدة الحروري(96)، والإباضية أتباع عبد الله بن إباض(97)، ومقالاتهم وسيرهم مشهورة في كتب المقالات والحديث والسير، وكانوا موجودين في زمن الصحابة والتابعين يناظرونهم ويقاتلونهم، والصحابة اتفقوا على وجوب قتالهم، ومع هذا فلم يكفّروهم ولا كفَّرهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأما الغالية في عليّ رضي الله عنه فقد اتفق الصحابة وسائر المسلمين على كفرهم، وكفَّرهم عليّ بن أبي طالب نفسه، وحرَّقهم بالنار. وهؤلاء الغالية يُقتل الواحد منهم المقدور عليه، وأما الخوارج فلم يقاتلهم عليّ حتى قتلوا واحداً من المسلمين، وأغاروا على أموال الناس فأخذوها، فأولئك حكم فيهم عليّ وسائر الصحابة بحكم المرتدين، وهؤلاء لم يحكموا فيهم بحكم المرتدين.
وهذا مما يبين أن الذين زعموا أنهم والوه دون أبي بكر وعمر عثمان يوجد فيهم من الشر والكفر باتفاق عليّ وجميع الصحابة ما لا يوجد في الذين عادوه وكفَّروه، ويبين أن جنس المبغضين لأبي بكر وعمر شر عند عليّ وجميع الصحابة من جنس المبغضين لعلي.
وأما حديث الكساء فهو صحيح رواه أحمد والترمذي من حديث أم سلمة(98)، ورواه مسلم في صحيحه(99) من حديث عائشة. قالت: خرج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ذات غَداة وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل(100) من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليّ فأدخله، ثم قال: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33].

وهذا الحديث قد شركه فيه فاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم فليس هو من خصائصه. ومعلوم أن المرأة لا تصلح للإمامة، فعُلم أن هذه الفضيلة لا تختص بالأئمة، بل يشاركهم فيها غيرهم. ثم إن مضمون هذا الحديث أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم دعا لهم بأن يذهب عنهم الرجس ويطهّرهم تطهيراً.
وغاية ذلك أن يكون دعا لهم بأن يكونوا من المتّقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم، واجتناب الرجس واجب على المؤمنين، والطهارة مأمور بها كل مؤمن.
قال الله تعالى: { مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ } [المائدة: 6]. وقال: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم } [التوبة: 103].
وقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة: 222].
فغاية هذا أن يكون هذا دعاء لهم بفعل المأمور وترك المحظور.
والصديق رضي الله عنه قد أخبر الله عنه بأنه: { وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى، الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى، وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى، إِلاّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى، وَلَسَوْفَ يَرْضَى } [الليل: 17-21].

وأيضاً فإن السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه: { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 100] لابد أن يكونوا قد فعلوا المأمور وتركوا المحظور، فإن هذا الرضوان وهذا الجزاء إنما يُنال بذلك. وحينئذ فيكون ذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم من الذنوب بعض صفاتهم. فما دعا به النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لأهل الكساء هو بعض ما وصف الله به السابقين الأوَّلين. والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم دعا لغير أهل الكساء بأن يصلّي الله عليهم، ودعا لأقوام كثيرين بالجنة والمغفرة وغير ذلك، مما هو أعظم من الدعاء بذلك، ولم يلزم أن يكون من دعا له بذلك أفضل من السابقين الأوَّلين.
ولكن أهل الكساء لما كان قد أوجب عليهم اجتناب الرجس وفعل التطهير، دعا لهم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بأن يعينهم على فعل ما أمرهم به، لئلا يكونوا مستحقين للذم والعقاب، ولينالوا المدح والثواب.
الفصل الرابع عشر
الرد على من ادعى الإمام لعلي محتجاً بتقديمه الصدقة عند النجوى دون غيره
قال الرافضي: "في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً } [المجادلة: 12] قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: لم يعمل بهذه الآية غيري، وبي خفف الله عن هذه الأمة أمر هذه الآية"(101).
والجواب أن يقال: الأمر بالصدقة لم يكن واجباً على المسلمين حتى يكونوا عصاة بتركه، وإنما أمر به من أراد النجوى، واتفق أنه لم يُرد النجوى إذ ذاك إلا عليّ رضي الله عنه، فتصدق لأجل المناجاة(102).

وهذا كأمره بالهَدْي لمن تمتع بالعمرة إلى الحج، وأمره بالهدي لمن أحصر، وأمره لمن به أذى من رأسه بفدية من صيام أو صدقة أو نسك. وهذه الآية نزلت في كعب بن عجرة لما مرّ به النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وهو ينفخ تحت قدر وهوامّ رأسه تؤذيه(103). وكأمره لمن كان مريضاً أو على سفر بعدّةٍ من أيام أخر، وكأمره لمن حنث في يمينه بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، وكأمره إذا قاموا إلى الصلاة أن يغسلوا وجوههم وأيديهم إلى المرافق، وكأمره إذا قرأوا القرآن أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، ونظائر هذا متعددة.
فالأمر المعلّق بشرط إذا لم يوجد ذلك الشرط إلا في حق واحد لم يؤمر به غيره. وهكذا آية النجوى؛ فإنه لم يناج الرسول قبل نسخها إلا عليّ، ولم يكن على من ترك النجوى حرج. فمثل هذا العمل ليس من خصائص الأئمة، ولا من خصائص عليّ رضي الله عنه، ولا يُقال: إن غير عليّ ترك النجوى بخلا بالصدقة، لأن هذا غير معلوم، فإن المدة لم تطل، وفي تلك المدة القصيرة قد لا يحتاج الواحد إلى النجوى، وإن قُدِّر أن هذا كان يخص بعض الناس لم يلزم أن يكون أبو بكر وعمر رضي الله عنهما من هؤلاء. كيف وأبو بكر رضي الله عنه قد أنفق ماله كله يوم رغَّب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الصدقة، وعمر رضي الله عنه جاء بنصف ماله بلا حاجة إلى النجوى. فكيف يبخل أحدهما بدرهمين أو ثلاثة يقدمها بين يدى نجواه ؟
وقد روى زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر يقول: أمرنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي. فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ما أبقيت لأهلك يا عمر"؟ فقلت: مثله. قال: وأتى أبو بكر بكل مال عنده. فقال: "يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك"؟ فقال: أبقيت لهم الله ورسوله. فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبداً.
الفصل الخامس عشر

الرد على من يدّعي الإمامة لعليّ بقوله: أنا صاحب الجهاد
قال الرافضي: "وعن محمد بن كعب القرظي قال: افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار وعباس بن عبد المطلب وعليّ بن أبي طالب. فقال طلحة بن شيبة: معي مفاتيح البيت، ولو أشاء بتٌّ فيه. وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، ولو أشاء بتُّ في المسجد. وقال عليّ: ما أدري ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله تعالى: { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [التوبة: 19].
والجواب أن يقال: هذا اللفظ لا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة بل دلالات الكذب عليه ظاهرة. منها: أن طلحة بن شيبة لا وجود له، وإنما خادم الكعبة هو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة(104). وهذا مما يبين لك أن الحديث لم يصح. ثم فيه قول العباس: "لو أشاء بِتُّ في المسجد" فأيّ كبير أمر في مبيته في المسجد حتى يتبجح به ؟
ثم فيه قول عليّ: "صليت ستة أشهر قبل الناس" فهذا مما يُعلم بطلانه بالضرورة، فإن بين إسلامه وإسلام زيد وأبي بكر وخديجة يوماً أو نحوه، فكيف يصلّي قبل الناس بستة أشهر ؟!
وأيضاً فلا يقول: أنا صاحب الجهاد، وقد شاركه فيه عدد كثير جداً.

وأما الحديث فيقال: الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه(105)، ولفظ عن النعمان بن بشير قال: كنت عند منبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج. وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام. وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم. فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. وهو يوم الجمع. ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيه فيما اختلفتم فيه. فأنزل الله عزَّ وجلَّ: { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } [التوبة: 19] الآية إلى آخرها".
وهذا الحديث ليس من خصائص الأئمة، ولا من خصائص عليّ فإن الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله كثيرون، والمهاجرون والأنصار يشتركون في هذا الوصف.
وأبو بكر وعمر أعظمهم إيماناً وجهاداً، لا سيما وقد قال: { الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ } [الأنفال: 72]. ولا ريب أن جهاد أبي بكر بماله ونفسه أعظم من جهاد عليّ وغيره.
كما قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الصحيح: "إن أمنّ الناس علينا في صحبته وذات يده أبو بكر"(106).

وقال: "ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر"(107). وأبو بكر كان مجاهداً بلسانه ويده، وهو أول من دعا إلى الله، وأوّل من أوذِيَ في الله بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأوّل من دافع عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان مشاركاً لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في هجرته وجهاده حتى كان هو وحده معه في العريش يوم بدر، وحتى أن أبا سفيان يوم أحد لم يسأل إلا عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأبي بكر وعمر، لما قال: أفيكم محمد ؟ فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تجيبوه". فقال: أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تجيبوه" فقال أفيكم ابن الخطاب ؟ فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تجيبوه". فقال: أما هؤلاء فقد كفيتموهم. فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت عدوّ الله، إن الذين عددت لأحياء، وقد أبقى الله لك ما يخزيك" ذكره البخاري وغيره(108).
الفصل السادس عشر
التنبيه على أن كل ما روي في مسند أحمد ليس بالضروري أن يكون صحيحاً
قال الرافضي: "ومنها ما رواه أحمد بن حنبل عن أنس بن مالك، قال: قلنا لسلمان: سل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من وصيه، فقال له سلمان: يا رسول الله من وصيك؟ فقال: يا سلمان من كان وصيّ موسى ؟ فقال: يوشع بن نون. قال: فإن وصِييّ ووارثي يقضي دَيْني وينجز موعدي عليّ بن أبي طالب".
والجواب: أن هذا الحديث كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث(109)، ليس هو في مسند الإمام أحمد بن حنبل.
وأحمد قد صنَّف كتاباً في "فضائل الصحابة" ذكر فيه فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وجماعة من الصحابة، وذكر فيه ما رُوي في ذلك من صحيح وضعيف للتعريف بذلك(110)، وليس كل ما رواه يكون صحيحاً.
ثم إن في هذا الكتاب زيادات من روايات ابنه عبد الله، وزيادات من رواية القطيعي عن شيوخه.

وهذه الزيادات التي زادها القطيعي غالبها كذب، كما سيأتي ذكر بعضها إن شاء الله، وشيوخ القطيعي يروون عمن في طبقة أحمد.
وهؤلاء الرافضة جهَّال إذا رأوا فيه حديثاً ظنوا أن القائل لذلك أحمد بن حنبل، ويكون القائل لذلك هو القطيعي، وذاك الرجل من شيوخ القطيعي الذين يروون عمن في طبقة أحمد.
وكذلك في المسند زيادات ابنه عبد الله، لا سيما في مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإنه زاد زيادات كثيرة(111).
الفصل السابع عشر
فضيلة حمل عليّ للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم
قال الرافضي: "وعن يزيد بن أبي مريم عن عليّ رضي الله عنه: قال: انطلقت أنا ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: اجلس، فصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به، فرأى مني ضعفاً، فنزل وجلس لي نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقال: اصعد على منكبي، فصعدت على منكبه. قال: فنهض بي. قال: فإنه تخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء، حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: اقذف به، فقذفت به فتكسر كما تنكسر القوارير، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم نستبق حتى توارينا في البيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس".

والجواب: أن هذا الحديث إن صح فليس فيه شيء من خصائص الأئمة ولا خصائص عليّ؛ فإن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصلّي وهو حامل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع على منكبه، إذا قام حملها، وإذا سجد وضعها. وكان إذا سجد جاء الحسن فارتحله، ويقول: "إن ابني ارتحلني"(112) وكان يقبل زبيبة الحسن. فإذا كان يحمل الطفلة والطفل لم يكن في حمله لعليّ ما يوجب أن يكون ذلك من خصائصه، بل قد أشركه فيه غيره، وإنما حمله لعجز عليّ عن حمله، فهذا يدخل في مناقب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفضيلة من يحمل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أعظم من فضيلة من يحمله النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، كما حمله يوم أحد من حمله من الصحابة، مثل طلحة بن عبيد الله(113)، فإن هذا نفع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وذاك نفعه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ومعلوم أن نفعه بالنفس والمال أعظم من انتفاع الإنسان بنفس النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وماله.
الفصل الثامن عشر
حديث أنت مني وأنا منك
قال الرافضي: "وعن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال لعليّ: "أنت مني وأنا منك".
والجواب: أن هذا حديث صحيح أخرجاه في الصحيحين من حديث البراء بن عازب، لَمّا تنازع علي وجعفر وزيد في ابنة حمزة فقضي بها لخالتها، وكانت تحت جعفر، وقال لعليّ: "أنت مني وأنا منك"(114). وقال لجعفر: "أشبهت خَلْقِي وخُلُقي". وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا".
لكن هذا اللفظ قد قاله النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لطائفة من أصحابه، كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلت نفقة عيالهم في المدينة جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد، ثم قسموه بينهم بالسوية. هم مني وأنا منهم"(115).

وكذلك قال عن جليبيب: "هو مني وأنا منه" فروى مسلم في صحيحه(116) عن أبي برزة قال: كنا مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في مغزة له. فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: "هل تفقدون من أحد"؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً. ثم قال: "هل تفقدون من أحد"؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً. ثم قال: "هل تفقدون من أحد"؟ قالوا: لا. قال: "لكني أفقد جُلَيْبيباً، فاطلبوه" فطلبوه في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه. فأتى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فوقف عليه فقال: "قتل سبعة ثم قتلوه. هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه" قال: فوضعه عليّ على ساعديه، ليس له إلا ساعداً النبي صلَّى الله عليه وسلَّم. قال: فحفر له فوضع في قبره، ولم يذكر غسلاً.
فتبين أن قوله لعليّ: "أنت مني وأنا منك" ليس من خصائصه، بل قال ذلك للأشعريين، وقاله لجليبيب. وإذا لم يكن من خصائصه، بل قد شاركه في ذلك غيره من هو دون الخلفاء الثلاثة في الفضيلة، لم يكن دالاًّ على الأفضلية ولا على الإمامة.
الفصل التاسع عشر
فضائل عليّ العشر
قال الرافضي: "وعن عمرو بن ميمون قال: لعلي بن أبي طالب عشر فضائل ليست لغيره. قال له النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله أبداً، يحب الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، فاستشرف إليها من استشرف. قال: أين عليّ بن أبي طالب؟ قالوا: هو أرمد في الرحي يطحن. قال: وما كان أحدهم يطحن قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر. قال: فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً وأعطاها إياه. فجاء بصفية بنت حيي. قال: ثم بعث أبا بكر بسورة التوبة، فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه.

وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعليّ معهم جالس فأبَوا، فقال عليّ: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال: فتركه، ثم أقبل على رجلٍ رجل منهم، فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبَوا، فقال عليٌّ: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.
قال: وكان عليّ أول من أسلم من الناس بعد خديجة. قال: وأخذ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة والحسن والحسين، فقال: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33].
قال: وشرى عليّ نفسه ولبس ثوب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثم نام مكانه وكان المشركون يرمونه بالحجارة.
وخرج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بالناس في غزاة تبوك، فقال له عليّ: أخرج معك ؟ قال: لا. فبكى عليٌّ، فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنك لست بنبي، لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.
وقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أنت وليي في كل مؤمن بعدي.
قال: وسدّ أبواب المسجد إلا باب عليّ. قال: وكان يدخل المسجد جُنُباً، وهو طريقه ليس له طريق غيره.
وقال له: من كنت مولاه فعليّ مولاه.
وعن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مرفوعاً أنه بعث أبا بكر في براءة إلى مكة، فسار بها ثلاثاً ثم قال لعليّ: "الحق فردّه وبلغها أنت، ففعل. فلما قدم أبو بكر على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بكى وقال: يا رسول الله حدث فيّ شيء ؟ قال: لا. ولكن أمرت أن لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني".

والجواب: أن هذا ليس مسنداً بل هو مرسل لو ثبت عن عمرو بن ميمون، وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، كقوله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنك لست بنبي لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. فإن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ذهب غير مرة وخليفته على المدينة غير عليّ، كما اعتمر عمرة الحديبية وعليّ معه وخليفته غيره، وغزا بعد ذلك خيبر ومعه عليّ وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزرة الفتح وعليّ معه وخليفته في المدينة غيره، وغزا حُنَيْناً والطائف وعليّ معه وخليفته بالمدينة غيره، وحج حجة الوداع وعليّ معه وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة بدر ومعه عليّ وخليفته بالمدينة غيره.
وكل هذا معلوم بالأسانيد الصحيحة وباتفاق أهل العلم بالحديث وكان عليّ معه في غالب الغزوات وإن لم يكن فيها قتال.
فإن قيل: استخلافه يدل على أنه لا يستخلف إلا الأفضل، لزم أن يكون عليٌّ مفضولاً في عامة الغزوات، وفي عمرته وحجته، لا سيما وكل مرة كان يكون الاستخلاف في رجال مؤمنين، وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلا على النساء والصبيان ومن عَذَرَ الله، وعلى الثلاثة { الَّذِينَ خُلِّفُواْ } أو مُتّهم بالنفاق، وكانت المدينة آمنة لا يُخاف على أهلها، ولا يحتاج المستخلِف إلى جهاد، كما يحتاج في أكثر الاسخلافات.

وكذلك قوله: "وسد الأبواب كلها إلا باب علي" فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة(117)، فإن الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال في مرضه الذي مات فيه "إن أمنّ الناس عليّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربّي لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودّته، لا يبقين في المسجد خَوْخة إلا سُدَّت إلا خوخة أبي بكر" ورواه ابن عباس أيضاً في الصحيحين(118). ومثل قوله: "أنت وليي في كل مؤمن بعدي" فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث(119) والذي فيه من الصحيح ليس هو من خصائص الأئمة، بل ولا من خصائص عليّ، بل قد شاركه فيه غيره، مثل كونه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ومثل استخلافه وكونه منه بمنزلة هارون من موسى، ومثل كون عليّ مولى من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مولاه فإن كل مؤمن موالٍ لله ورسوله، ومثل كون "براءة" لا يبلِّغها إلا رجلٌ من بني هاشم؛ فإن هذا يشترك فيه جميع الهاشميين، لما رُوى أن العادة كانت جارية بأن لا ينقض العهود ويحلها إلا رجل من قبيلة المطاع.
الفصل العشرون
فضل حب عليّ
قال الرافضي: "ومنها ما رواه أخطب خوارزم عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: يا عليّ لو أن عبداً عبد الله عزَّ وجلَّ مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل أُحُد ذهباً فأنفقه في سبيل الله، ومدّ في عمره حتى حج ألف عام على قدميه، ثم قُتل بين الصفا والمروة مظلوماً، ثم لم يوالك يا عليّ، لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها.
وقال رجل لسلمان: ما أشدّ حبك لعليّ. قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: من أحب عليّاً فقد أحبني، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني. وعن أنس قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: خلق الله من نور وجه عليّ سبعين ألف مَلَك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة.

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: من أحب عليّاً قبل الله عنه صلاته وصيامه وقيامه، واستجاب دعاءه. ألا ومن أحب عليّاً أعطاه الله بكل عرق من بدنه مدينة في الجنة. ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط. ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله في الجنة مع الأنبياء، ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: "آيس من رحمة الله".
وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض عليّاً فهو كاذب ليس بمؤمن.
وعن أبي برزة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونحن جلوس ذات يوم: والذي نفسي بيده لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأله الله تبارك وتعالى عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله مم اكتسبه وفيم أنفقه، وعن حُبنا أهل البيت. فقال له عمر: فما آية حبكم من بعدكم ؟ فوضع يده على رأس عليّ بن أبي طالب وهو إلى جانبه فقال: إن حبي من بعدي حب هذا.
وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقد سئل: بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ فقال: خاطبني بلغة عليّ، فألهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أم عليّ ؟ فقال: يا محمد أنا شيء لست كالأشياء، لا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء، خلقتك من نوري وخلقت عليّاً من نورك فاطلعت على سرائر قلبك، فلم أجد إلى قلبك أحبُّ من عليّ، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: لو أن الرياض أقلام والبحر مداد، والجنّ حسّاب، والإنس كتّاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب.

وبالإسناد قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: إن الله تعالى جعل الأجر على فضائل علي لا يُحصى كثره، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر، ثم قال: النظر إلى وجه أمير المؤمنين عليّ عبادة، وذكره عبادة، لا يقبل الله إيمان عبدٍ إلا بولايته والبراءة من أعدائه.
وعن حكيم بن حزام عن أبيه عن جده عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: لَمُبارزة عليّ لعمرو بن عبد ودّ يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.
وعن سعد بن أبي وقاص قال: أمر معاوية بن أبي سُفيان سعداً بالسبّ فأبى، فقال: ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب ؟ قال: ثلاث قالهن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لعليّ وقد خلّفه في بعض مغازيه، فقال له عليٌّ: تخلّفني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أما ترضى أن تكون معنى بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا، فقال: ادعوا لي عليّاً، فأتاه وبه رمد، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. وأنزلت هذه الآية: { فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ } [آل عمران: 61] دعا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عليّاً وفاطمة والحسن والحسين فقال: "هؤلاء أهلي".

والجواب: أن أخطب خوارزم هذا له مصنّف في هذا الباب فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى كذبه على من له أدنى معرفة بالحديث، فضلاً عن علماء الحديث، وليس هو من علماء الحديث ولا ممن يُرجع إليه في هذا الشأن ألبتة(120). وهذه الأحاديث مما يعلم أهل المعرفة بالحديث أنها من المكذوبات. وهذا الرجل قد ذكر أنه يذكر ما هو صحيح عندهم، ونقوله في المعتمد من قولهم وكتبهم، فكيف يذكر ما أجمعوا على أنه كذب موضوع، ولم يُروَ في شيء من كتب الحديث المعتمدة، ولا صححه أحد من أئمة الحديث.

فالعشرة الأول كلها كذب إلى آخر حديث: قتله لعمرو بن عبد ودّ. وأما حديث سعد لما أمره معاوية بالسب فأبى، فقال: ما منعك أن تسبّ عليَّ بن أبي طالب ؟ فقال: ثلاث قالهن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إليَّ من حمر النعم.. الحديث. فهذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه(121) وفيه ثلاث فضائل لعليٍّ لكن ليست من خصائص الأئمة ولا من خصائص عليّ، فإن قوله وقد خلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ: يا رسول الله تخلّفني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي، ليس من خصائصه؛ فإنه استخلف على المدينة غير واحد ولم يكن هذا الاستخلاف أكمل من غيره. ولهذا قال له عليّ: أتخلفني مع النسائي والصبيان ؟ لأن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان في كل غزاة يترك بالمدينة رجالاً من المهاجرين والأنصار، إلا في غزوة تبوك فإنه أمر المسلمين جميعهم بالنفير، فلم يتخلف بالمدينة إلا عاصٍ أو معذور غير النساء والصبيان. ولهذا كره عليّ الاستخلاف، وقال: أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ يقول تتركني مخلفاً لا تستصحبني معك ؟ فبيّن له النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أن الاستخلاف ليس نقصاً ولا غضاضه؛ فإن موسى استخلف هارون على قومه لأمانته عنده وكذلك أنت استخلفتك لأمانتك عندي، لكن موسى استخلف نبيّاً وأنا لا نبي بعدي. وهذا تشبيه في أصل الاستخلاف، فإن موسى استخلف هارون على جميع بني إسرائيل، والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم استخلف عليّاً على قليل من المسلمين، وجمهورهم استصحبهم في الغزاة. وتشبيهه بهارون ليس بأعظم من تشبيه أبي بكر وعمر: هذا بإبراهيم وعيسى، وهذا بنوح وموسى؛ فإن هؤلاء الأربعة أفضل من هارون، وكل من أبي بكر وعمر شبه باثنين لا بواحد، فكان هذا التشبيه أعظم من تشبيه عليّ، مع أن استخلاف عليّ له فيه أشباه وأمثال من الصحابة.

وهذا التشبيه ليس لهذين فيه شبيه، فلم يكن الاستخلاف من الخصائص، ولا التشبيه بنبي في بعض أحواله من الخصائص.
وكذلك قوله: "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال: فتطاولنا، فقال: ادعوا لي عليّاً، فأتاه وبه رمد، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه، ففتح الله على يديه. وهذا الحديث أصح ما رُوي لعليّ من الفضائل، أخرجاه في الصحيحين من غير وجه. وليس هذا الوصف مختصّاً بالأئمة ولا بعليّ؛ فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي، وكل مؤمن تقي يحب الله ورسوله، لكن هذا الحديث من أحسن ما يُحتج به على النواصب الذين يتبرؤون منه ولا يتولونه ولا يحبونه، بل قد يكفِّرونه أو يفسقونه كالخوارج؛ فإن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم شهد له بأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم؛ فإن الخوارج تقول في عليّ مثل ذلك، لكن هذا باطل، فإن الله - ورسوله - لا يطلق هذا المدح على من يعلم أنه يموت كافراً، وبعض أهل الأهواء من المعتزلة وغيرهم، وبعض المروانية ومن كان على هواهم، الذين كانوا يبغضونه ويسبونه.
وكذلك حديث المباهلة شركه فيه فاطمة وحسن وحسين، كما شركوه في حديث الكساء، فعُلم أن ذلك لا يختص بالرجال ولا بالذكور ولا بالأئمة، بل يشركه فيه المرأة والصبي، فإن الحسن والحسين كانا صغيرين عند المباهلة، فإن المباهلة كانت لما قدم وفد نجران بعد فتح مكة سنة تسع أو عشر، والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم مات ولم يكمل الحسين سبع سنين، والحسن أكبر منه بنحو سنة، وإنما دعا هؤلاء لأنه أمر أن يدعو كل واحد من الأقربين: الأبناء والنساء والأنفس، فيدعو الواحد من أولئك: أبناءه ونساءه، وأخص الرجال به نسباً.

وهؤلاء أقرب الناس إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم نسباً، وإن كان غيرهم أفضل منهم عنده، فلم يؤمر أن يدعو أفضل أتباعه، لأن المقصود أن يدعو كل واحد منهم أخصّ الناس به، لما في جبلة الإنسان من الخوف عليه وعلى ذوي رحمه الأقربين إليه، ولهذا خصهم في حديث الكساء.
والدعاء لهم والمباهلة مبناها على العدل، فأولئك أيضاً يحتاجون أن يدعوا أقرب الناس إليهم نسباً، وهم يخافون عليهم ما لا يخافون على الأجانب، ولهذا امتنعوا عن المباهلة، لعلمهم بأنه على الحق، وأنهم إذا باهلوه حقت عليهم بهلة الله وعلى الأقربين إليهم، بل قد يحذر الإنسان على ولده ما لا يحذره على نفسه.
فإن قيل: فإذا كان ما صح من فضائل عليّ رضي الله عنه، كقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"، وقوله: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى"، وقوله: "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً" ليس من خصائصه، بل له فيه شركاء، فلماذا تمنّى بعض الصحابة أن يكون له ذلك، كما روى عن سعد وعن عمر ؟
فالجواب: أن في ذلك شهادة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لعليّ بإيمانه باطناً وظاهراً، وإثباتاً لموالاته لله ورسوله ووجوب موالاة المؤمنين له. وفي ذلك رد على النواصب الذين يعتقدون كفره أو فسقه، كالخوارج المارقين الذين كانوا من أعبد الناس، كما قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيهم: "يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم"(122) وهؤلاء يكفّرونه ويستحلّون قتله، ولهذا قتله واحد منهم، وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي، مع كونه كان من أعبد الناس.

وأهل العلم والسُّنَّة يحتاجون إلى إثبات إيمان عليّ وعدله ودينه للرد على هؤلاء، أعظم مما يحتاجون إلى مناظرة الشيعة؛ فإن هؤلاء أصدق وأَدْيَن، والشبه التي يحتجون بها أعظم من الشبه التي تحتج بها الشيعة، كما أن المسلمين يحتاجون في أمر المسيح صلوات الله وسلامه عليه إلى مناظرة اليهود والنصارى، فيحتاجون أن ينفوا عنه ما يرميه به اليهود من أنه كاذب ولد زنا وإلى نفي ما تدّعيه النصارى من الإلهية، وجدل اليهود أشد من جدل النصارى، ولهم شبه لا يقدر النصارى أن يجيبوهم عنها، وإنما يجيبهم عنها المسلمون. كما أن للنواصب شبهاً لا يمكن الشيعة أن يجيبوا عنها، وإنما يجيبهم عنها أهل السُّنَّة.

فهذه الأحاديث الصحيحة المثبتة لإيمان عليّ باطناً وظاهراً ردّ على هؤلاء، وإن لم يكن ذلك من خصائصه، كالنصوص الدالة على إيمان أهل بدر وبيعة الرضوان باطناً وظاهراً؛ فإن فيها ردّاً على من ينازع في ذلك من الروافض والخوارج، وإن لم يكن ما يستدل به من خصائص واحد منهم. وإذا شهد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لمعيَّن بشهادة، أو دعا له بدعاء، أحب كثير من الناس أن يكون له مثل تلك الشهادة ومثل ذلك الدعاء، وإن كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو به لخلق كثير، وكان تعينه لذلك المعيّن من أعظم فضائله ومناقبه، وهذا كالشهادة بالجنة لثابت بن قيس بن شماس(123) وعبد الله بن سلام(124) وغيرهما، وإن كان قد شهد بالجنة لآخرين. والشهادة بمحبة الله ورسوله لعبد الله حمار الذي ضرب في الخمر(125)، وإن شهد بذلك لمن هو أفضل منه، وكشهادته لعمرو بن تغلب بأنه ممن لا يعطيه لما في قلبه من الغنى والخير لما قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الصحيح: "إني لأعطي رجالاً وأدع رجالاً، والذي أدع أحبُّ إليَّ من الذي أعطى. أعطى رجالاً لما في قلوبهم من الهلع والجزع، وأكِلُ رجالاً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، منهم عمرو بن تغلب"(126).
وفي الحديث الصحيح لما صلّى على ميت قال: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم منزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبَرَدَ، ونقِّه من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وقه فتنة القبر وعذاب النار، وأفسح له في قبره، ونوِّر له فيه". قال عوف بن مالك: فتمنيت أن أكون أنا ذلك الميت(127). وهذا الدعاء ليس مختصاً بذلك الميت.
الفصل الحادي والعشرون
حديث يوم الشورى

قال الرافضي: "وعن عامر بن واثلة قال: كنت مع عليّ عليه السلام يوم الشورى يقول لهم: لأحتجنّ عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميكم تغيير ذلك، ثم قال: أنشدكم بالله أيها النفر جميعاً، أفيكم أحد وحَّد الله تعالى قبلي ؟ قالوا: اللهم لا قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيّار في الجنة مع الملائكة غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله: هل فيكم أحد له عمّ مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطيّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عشر مرات قدّم بين يدي نجواه صدقة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ليبلغ الشاهد الغائب غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطير، فأتاه فأكل معه غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه إذ رجع غيري منهزماً غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لبني وكيعة: لتنتهنّ أو لبعثنّ إليكم رجلاً نفسه كنفسي، وطاعته كطاعتين ومعصيته كمعصيتي يفصلكم بالسيف غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: كذب من

زعم أنه يحبني ويبغض هذا غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد سلَّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملاشكة: جبرائيل وميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول الله من القليب غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد نودي به من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا عليّ غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له جبريل هذه هي المواساة، فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: إنه مني وأنا منه. فقال جبريل: وأنا منكم غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله: تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، على لسان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: إني قاتلت على تنزيل القرآن وأنت تقاتل على تأويله غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد رُدّت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقت غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أمره رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يأخذ "براءة" من أبي بكر فقال له أبو بكر: يا رسول الله أنزل فيّ شيء ؟ فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: إنه لا يؤدّي عني إلا عليّ غيري ؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق كافر غيري ؟ قالوا: اللهم لا .
قال: فأنشدكم بالله هل تعلمون أنه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ما أنا سددت أبوابكم ولا فتحت بابه، بل الله سد أبوابكم وفتح بابه غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أنه ناجاني يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك، فقلتم: ناجاه دوننا، فقال: ما أنا انتجيته بل الله انتجاه غيري ؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله أتلعمون أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: الحق مع عليّ وعليّ مع الحق يزول الحق مع عليّ كيفما زال ؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن تضلوا ما استمسكتم بهما، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بنفسه من المشركين واضطجع في مضجعه غيري ؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ودّ العامري حيث دعاكم إلى البراز غيري ؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه آية التطهير حيث يقول: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] غيري ؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أنت سيد المؤمنين غيري ؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ما سألت الله شيئاً إلا وسألت لك مثله غيري ؟ قالوا: اللهم لا.
ومنها ما رواه أبو عمرو الزاهد عن ابن عباس قال: لعليّ أربع خصال ليست لأحد من الناس غيره، هو أوّل عربي وعجمي صلّى مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم حنين، وهو الذي غسَّله وأدخله قبره.

وعن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال مررت ليلة المعراج بقوم تُشرشر أشداقهم، فقلت: يا جبريل من هؤلاء ؟ قال: قوم يقطعون الناس بالغيبة. قال: ومررت بقوم وقد ضوضؤا، فقلت: يا جبريل من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء الكفار. قال: ثم عدلنا عن الطريق، فلما انتهينا إلى السماء الرابعة رأيت عليّاً يصلّي، فقلت: يا جبريل هذا عليّ قد سبقنا. قال: لا ليس هذا عليّاً. قلت: فمن هو ؟ قال: إن الملائكة المقرَّبين والملائكة الكروبيين لما سمعت فضائل عليّ وخاصته وسمعت قولك فيه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي، اشتاقت إلى عليّ، فخلق الله تعالى لها مَلَكاً على صورة عليّ، فإذا اشتاقت إلى عليّ جاءت إلى ذلك المكان، فكأنها قد رأت عليّاً.
وعن ابن عباس قال: إن المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ذات يوم وهو نشيط: أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتي. قال: فقوله أنا الفتى يعني هو فتى العرب، وقوله ابن الفتى، يعني إبراهيم من قوله تعالى: { سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } [الأنبياء: 60] وقوله: أخو الفتى، يعني عليّاً، وهو معنى قول جبريل في يوم بدر وقد عرج إلى السماء وهو فرح وهو يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا عليّ. وعن ابن عباس قال: رأيت أبا ذر وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر، لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار، وصليتم حتى تكونوا كالحنايا، ما نفعكم ذلك حتى تحبوا عليّاً.
والجواب: أما قوله عن عامر بن واثلة ما ذكره يوم الشورى، فهذا كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث(128)، ولم يقل عليّ رضي الله عنه يوم الشورى شيئاً من هذا ولا ما يشابهه، بل قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: لئن أمرتك لتعدلنّ؟ قال: نعم قال: وإن بايعت عثمان لتسمعن وتطيعن ؟ قال: نعم. وكذلك قال لعثمان. ومكث عبد الرحمن ثلاثة أيام يشاور المسلمين.

ففي الصحيحين(129)- وهذا لفظ البخاري(130)- عن عمرو بن ميمون في مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فلما فُرِعَ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم. قال(131) الزبير: قد جعلت أمري إلى عليّ. وقال(132) طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان. وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن(133). فقال عبد الرحمن: أيكم تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه؟
فأُسْكِت الشيخان. فقال عبد الرحمن: أتجعلونه إليَّ والله عليَّ أن لا آلو عن أفضلكم. قالا: نعم، فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليكم لئن أمَّرتك لتعدلن ولئن أمَّرت عليك لتسمعن ولتطيعن. ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان"(134).

وفي حديث المسور بن مخرمة قال المسور: "إن الرهط الذين ولاّهم عمر اجتمعوا فتشاوروا. قال لهم عبد الرحمن: لست بالذي أتكلم في هذا الأمر(135) ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولَّوا عبد الرحمن أمرهم مال الناس على عبد الرحمن حتى ما أرى أحداً من الناس يتبع ذلك الرهط ولا يطأ عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن(136) يشاورونه تلك الليالي، التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان. قال المسور: طرقني عبد الرحمن بعد هَجْعٍ من الليل، فضرب الباب حتى استيقظت، فقال: أراك نائماً، فوالله ما اكتحلت هذه الليلة بكبير نوم، انطلق فادع الزبير وسعداً، فدعوتهما له، فشاورهما ثم دعاني، فقال: ادع لي عليّاً، فدعوته، فناجاه حتى إبهار الليل، ثم قام عليّ من عنده وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشى زحف، فإن هذا من الكذب المعلوم، إذ لواء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يوم أحد مع مصعب بن عمير باتفاق الناس، ولواؤه يوم الفتح كان مع الزبير بن العوام، وأمره رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يركّز رايته بالحجون، فقال العباس للزبير بن العوام: أهاهنا أمرك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن تركز الراية؟ أخرجه البخاري في صحيحه(137).
وكذلك قوله: "وهو الذي صبر معه يوم حُنين".

وقد عُلم أنه لم يكن أقرب إليه من العباس بن عبد المطلب، وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، والعباس آخذ بلجام بغلته وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابه، وقال له النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "ناد أصحاب السمرة" قال: فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ فوالله كأن عطفتهم عليَّ حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك. والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" ونزل عن بغلته وأخذ كفّاً من حصى فرمى بها القوم وقال: "انهزموا ورب الكعبة" قال العباس: "فوالله ما هو إلا أن رماهم فما زلت أرى حدّهم كليلاً وأمرهم مدبراً، حتى هزمهم الله" أخرجاه في الصحيحين(138). وفي لفظ للبخاري قال: "وأبو سفيان آخذ بلجام بلغته"(139) وفيه: "قال العباس: لزمت أنا وأبو سفيان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم حُنين فلم نفارقه"(140).
وأما غُسله صلَّى الله عليه وسلَّم وإدخاله قبره، فاشترك فيه أهل بيته، كالعباس وأولاده، ومولاه شقران، وبعض الأنصار، لكن عليٌّ كان يباشر الغسل، والعباس حاضر لجلالة العباس، وأن عليّاً أولادهم بمباشرة ذلك.
وكذلك قوله: "هو أوّل عربي وعجمي صلَّى" يناقض ما هو المعروف عن ابن عباس.
وأما حديث المعراج وقوله فيه: إن الملائكة المقرَّبين والملائكة الكروبيين لما سمعت فضائل عليّ وخاصته وقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى"؟ "اشتاقت إلى عليّ فخلق الله لها مَلَكاً على صورة عليّ".
فالجواب: أن هذا من كذب الجُهّال الذين لا يحسنون أن يكذبوا فإن المعراج كان بمكة قبل الهجرة بإجماع الناس، كما قال تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير } [الإسراء: 1].

وكان الإسراء من المسجد الحرام. وقال: { وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُم وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } [النجم: 1-4] إلى قوله: { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى، وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى } [النجم: 12-14] إلى قوله: { أَفَرَأيْتُمُ الَّلاَتَ وَالعُزَّى } [النجم: 19] وهذا كله نزل بمكة بإجماع الناس.
وقوله: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى"؟ قاله في غزوة تبوك، وهي آخر الغزوات عام تسعٍ من الهجرة. فكيف يُقال: إن الملائكة ليلة المعراج سمعوا قوله: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى"؟.

ثم قد علم أن الاستخلاف على المدينة مشترك، فكل الاستخلافات التي قبل غزوة تبوك وبعد تبوك كان يكون بالمدينة رجال من المؤمنين المطيعين يستخلف عليهم. وغزوة تبوك لم يكن فيها رجل مؤمن مطيع إلا من عذره الله ممن هو عاجز عن الجهاد، فكان المستخلف عليهم في غزوة تبوك أقل وأضعف من المستخلف عليهم في جميع أسفاره ومغازيه وعمره وحجه، وقد سافر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من المدينة قريباً من ثلاثين سفرة، وهو يستخلف فيها من يستخلفه، كما استخلف في غزوة الأبواء سعد بنُ عبادة، واستخلف في غزوة بُوَاط سعد بن معاذ(141)، ثم لما رجع وخرج في طلب كُرْز بن جابر الفِهري استخلف زيد بن حارثة(142)، واستخلف في غزوة العُشَيْرَة أبا سلمة بن عبد الأشهل(143)، وفي غزوة بدر استخلف ابن أم مكتوم(144)، واستخلفه في غزوة قَرْقَرَة الكُدر(145)، ولما ذهب إلى بني سُليم، وفي غزوة حمراء الأسد، وغزوة بني النضير، وغزوة بني قريظة، واستخلفه لما خرج في طلب اللقاح التي استاقها عيينة بن حصن، ونودي ذلك اليوم: يا خيل الله اركبي وفي غزوة الحديبية، واستخلفه في غزوة الفتح، واستخلف أبا لبابة في غزوة بني قينقاع وغزوة السويق، واستخلف عثمان بن عفان في غزوة غطفان التي يقال لها غزوة أنمار، واستخلفه في غزوة ذات الرقاع، واستخلف ابن رواحة في غزوة بدر الموعد، واستخلف سباع بن عرفطة الغفاري في غزوة دومة الجندل وفي غزوة خَيْبر، واستخلف زيد بن حارثة في غزوة المريسيع، واستخلف أبا رهم في عمرة القضية، وكانت تلك الاستخلافات أكمل من استخلاف عليّ رضي الله عنه عام تبوك، وكلهم كانوا منه بمنزلة هارون من موسى، إذ المراد التشبيه في أصل الاستخلاف.
وإذا قيل: في تبوك كان السفر بعيداً.

قيل: ولكن كانت المدينة وما حولها أمناً، لم يكن هناك عدوّ يُخاف، لأنهم كلهم أسلموا، ومن لم يسلم ذهب. وفي غير تبوك كان العدو موجوداً حول المدينة، وكان يُخاف على من بها، فكان خليفته يحتاج إلى مزيد اجتهاد ولا يحتاج إليه في الاستخلاف في تبوك.
وكذلك الحديث المذكور عن ابن عباس: أن المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم قال ذات يوم وهو نشيط: أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى" قال: فقوله أنا الفتى: يعني فتى العرب، وقوله: ابن الفتى، يعني إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، من قوله { سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } [الأنبياء: 60] وقوله: أخو الفتى: يعني عليّاً، وهو معنى قول جبريل في يوم بدر وقد عرج إلى السماء وهو فرح وهو يقول: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا عليّ".
فإن هذا الحديث من الأحاديث المكذوبة الموضوعة باتفاق أهل المعرفة بالحديث(146)، وكذبه معروف من غير جهة الإسناد من وجوه.
منها: أن لفظ "الفتى" في الكتاب والسُّنَّة ولغة العرب ليس هو من أسماء المدح، كما ليس هو من أسماء الذم، ولكنه بمنزلة اسم الشاب والكهل والشيخ ونحو ذلك، والذين قالوا عن إبراهيم: سمعنا فتى يذكرهم يُقال له: إبراهيم، هم الكفار، ولم يقصدوا مدحه بذلك، وإنما الفتى كالشاب الحدَث.
ومنها: أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أجلُّ من أن يفتخر بجده وابن عمه.
ومنها: أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم يؤاخ عليّاً ولا غيره، وحديث المؤاخاة لعليّ، ومؤاخاة أبي بكر لعمر من الأكاذيب. وإنما آخى بين المهاجرين والأنصار، ولم يؤاخ بين مهاجريّ ومهاجريّ.
ومنها: أن هذه المناداة يوم بدر كذب.

ومنها: أن ذا الفقار لم يكن لعليّ، وإنما كان سيفاً من سيوف أبي جهل غنمة المسلمون منه يوم بدر، فلم يكن يوم بدر ذو الفقار من سيوف المسلمين، بل من سيوف الكفّار، كما روى ذلك أهل السنن. فروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم تنفل سيفه ذا الفَقَار يوم بدر(147).
ومنها: أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان بعد النبوة كهلاً قد تعدّى سن الفتيان.
وأما حديث أبي ذر الذي رواه الرافضي فهو موقوف عليه ليس مرفوعاً، فلا يحتج به، مع أن نقله عن أبي ذر فيه نظر، ومع هذا فحب عليّ واجب، وليس ذلك من خصائصه، بل علينا أن نحبه، كما علينا أن نحب عثمان وعمر وأبا بكر، وأن نحب الأنصار.
ففي الصحيح عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"(148) وفي صحيح مسلم عن عليّ رضي الله عنه أنه قال: "إنه لعهد النبي الأميّ إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق"(149).
الفصل الثاني والعشرون
الرد على القول بأن حب عليّ حسنة لا تضر معها سيئة
قال الرافضي: "ومنها ما نقله صاحب "الفردوس" في كتابه عن معاذ بن جبل عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "حب علي حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة".
والجواب: أن كتاب "الفردوس" فيه من الأحاديث الموضوعات ما شاء الله، ومصنفه شيرويه بن شهردار الديلمي(150) وإن كان من طلبة الحديث ورواته، فإن هذه الأحاديث التي جمعها وحذف أسانيدها، نقلها من غير اعتبار لصحيحها وضعيفها وموضوعها؛ فلهذا كان فيه من الموضوعات أحاديث كثيرة جداً.

وهذا الحديث مما يشهد المسلم بأن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لا يقوله(151)؛ فإن حب الله ورسوله أعظم من حب علي، والسيئات تضر مع ذلك. وقد كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يضرب عبد الله بن حمار في الخمر، وقال: "إنه يحب الله ورسوله"(152) وكل مؤمن فلابد أن يحب الله ورسوله والسيئات تضره. وقد أجمع المسلمون وعُلم بالاضطرار من دين الإسلام أن الشرك يضر صاحبه ولا يغفره الله لصاحبه، ولو أحب عليّ بن أبي طالب؛ فإن أباه أبا طالب كان يحبه وقد ضره الشرك حتى دخل النار، والغالية يقولون إنهم يحبونه وهم كفّار من أهل النار.
وقد قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الصحيح: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"(153). وقد عُلم بالاضطرار من دين الإسلام أن الرجل لو سرق لقُطعت يده وإن كان يحب عليّاً، ولو زنى أقيم عليه الحد ولو كان يحب عليّاً، ولو قتل لأقيد بالمقتول وإن كان يحب عليّاً. وحب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أعظم من حب عليّ، ولو ترك رجل الصلاة والزكاة وفعل الكبائر لضرّه ذلك مع حب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فكيف لا يضره ذلك مع حب علي؟.
ثم من المعلوم أن المحبّين له الذين رأوه وقاتلوا معه أعظم من غيرهم، وكان هو دائماً يذمّهم ويعيبهم ويطعن عليهم ويتبرأ من فعلهم به، ودعا الله عليهم أن يبدله بهم خيراً منهم، ويبدلهم به شرّاً منه، ولو لم تكن إلا ذنوبهم بتخاذلهم في القتال معه ومعصيتهم لأمره - فإذا كان أولئك خيار الشيعة وعليّ يبين أن تلك الذنوب تضرهم - فكيف بما هو أعظم منها لمن هو شر من أولئك ؟!
وبالجملة فهذا القول كفر ظاهر يُستتاب صاحبه، ولا يجوز أن يقول هذا من يؤمن بالله واليوم الآخر.
وكذلك قوله: "وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة" فإن من أبغضه إن كان كافراً فكفره هو الذي أشقاه، وإن كان مؤمناً نفعه إيمانه وإن أبغضه.

وكذلك الحديث الذي ذكره عن ابن مسعود أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: حب آل محمد يوماً خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة وقوله عن عليّ: أنا وهذا حجة الله على خلقه - هما حديثان موضوعان عند أهل العلم بالحديث(154). وعبادة سنة فيها الإيمان والصلوات الخمس كل يوم وصوم شهر رمضان، وقد أجمع المسلمين على أن هذا لا يقوم مقامه حب آل محمد شهراً، فضلاً عن حبهم يوماً.
وكذلك حجة الله على عباده قامت بالرسل فقط. كما قال تعالى: { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } [النساء: 165]. ولم يقل: بعد الرسل والأئمة أو الأوصياء أو غير ذلك.
وكذلك قوله: "لو اجتمع الناس على حب عليّ لم يخلق الله النار" من أبين الكذب باتفاق أهل العلم والإيمان، ولو اجتمعوا على حب عليّ لم ينفعهم ذلك حتى يؤمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويعملوا صالحاً، وإذا فعلوا ذلك دخلوا الجنة وإن لم يعرفوا عليّاً بالكلية، ولم يخطر بقلوبهم لا حبه ولا بغضه.
قال الله تعالى: { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة: 112].
وقال تعالى: { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } [النساء: 69].

وقال تعالى: { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 133-136] فهؤلاء في الجنة، ولم يشترط عليهم ما ذكروه من حب علي.
وكذلك قوله تعالى: { إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلاّ الْمُصَلِّينَ } [المعارج: 19-22] إلى قوله: { أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ } [المعارج: 35] وأمثال ذلك، ولم يشترط حب علي.
وقد قَدِم على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عدة وفود، وآمنوا به، وآمن به طوائف ممن لم يره، وهم لم يسمعوا بذكر عليّ ولا عرفوه، وهم من المؤمنين المتقين المستحقين للجنة. وقد اجتمع على دعوى حبه الشيعة الرافضة والنصيرية والإسماعيلية، وجمهور هم من أهل النار بل مخلّدون في النار.
الفصل الثالث والعشرون
الرد على القول برد الشمس على عليّ

قال الرافضي: "رجوع الشمس له مرتين: إحداهما: في زمن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم. والثانية: بعده. أما الأولى فروي جابر وأبو سعيد الخدري أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم نزل عليه جبريل يوماً يناجيه من عند الله فلما تغشّاه الوحي توسّد فخذ أمير المؤمنين، فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس، فصلّى عليّ العصر بالإيماء، فلما استيقظ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال له: سل الله تعالى يرد عليك الشمس لتصلي العصر قائماً، فدعا، فرُدّت الشمس، فصلّى العصر قائماً.
وأما الثانية: فلما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم، وصلَّى لنفسه في طائفة من أصحابه العصر، وفات كثير منهم، فتكلّموا في ذلك، فسأل الله رد الشمس فردت. ونظمه الحميري فقال:
رُدّت عليه الشمسُ لما فاتَهُ
وقتُ الصلاةِ وقد دنت للمَغْرِبِ
حتى تبلّجَ نورُها في وقتِها
للعصرِ ثم هَوَتْ هُوِيَّ الكوكبِ
وعليه قد رُدَّت ببابلَ مرةً
أخرى وما رُدت لخَلْقٍ مُعْرِبِ

والجواب: أن يقال: فضل عليّ وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم، ولله الحمد، من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني، لا يُحتاج معها إلى كذب ولا إلى ما لا يُعلم صدقه. وحديث الشمس له قد ذكره طائفة، كالطحاوي والقاضي عياض وغيرهما، وعدُّوا ذلك من معجزات النبي صلَّى الله عليه وسلَّم. لكن المحققون من أهل العلم والمعرفة بالحديث يعلمون أن هذا الحديث كذب موضوع، كما ذكره ابن الجوزي في كتاب "الموضوعات"(155) فرواه من كتاب أبي جعفر العقيلي في الضعفاء، من طريق عبيد الله بن موسى، عن فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، عن فاطمة بنت الحُسين، عن أسماء بنت عُميس، قالت: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُوحى إليه ورأسه في حجر عليّ فلم يصل العصر حتى غربت الشمس(156)، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: صليت يا عليّ؟ قال: لا(2)، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس. فقالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت". قال أبو الفرج(157): "هذا حديث موضوع بلا شك، وقد اضطرب الرواة فيه، فرواه سعيد بن مسعود، عن عبيد الله بن موسى، عن فضيل بن مرزوق، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن عليّ بن الحسين(158)، عن فاطمة بنت علي(159)، عن أسماء". قال(160): "وفضيل بن مرزوق ضعّفه يحيى، وقال أبو حاتم بن حبّان: يروي الموضوعات ويخطئ على الثقات(161). قال أبو الفرج: "وهذا الحديث مداره على عبيد الله بن موسى عنه"(162).

قلت: والمعروف أن سعيد بن مسعود رواه عن عبيد الله بن موسى، عن فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء. ورواه محمد بن مرزوق، عن حسين الأشقر، عن عليّ بن عاصم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار(163)، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة بنت عليّ، عن أسماء، كما سيأتي ذكره. قال أبو الفرج(164): "وقد روى هذا الحديث ابن شاهين، حدثنا(165) أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا(166) عبد الرحمن بن شريك حدثني أبي، عن عروة بن عبد الله بن قشير قال: دخلت على فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب فحدثتني أن أسماء بنت عميس حدثتها أن علي بن أبي طالب. وذكر حديث رجوع الشمس. قال أبو الفرج(167): "وهذا حديث باطل. أما عبد الرحمن بن شريك، فقال أبو حاتم(168): هو واهي الحديث. قال: وأنا لا أتهم بهذا الحديث إلا ابن عقدة(169)، فإنه كان رافضياً يحدّث بمثالب الصحابة" "قال أبو أحمد بن عدي الحافظ سمعت أبا بكر بن أبي طالب(170) يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث، كان يحمل شيوخاً(171) بالكوفة على الكذب، يسوّي لهم نسخاً، ويأمرهم أن يرووها، وقد بيّنّا ذلك منه في غير نسخة(172)، *وسئل عنه الدارقطني فقال: رجل سوء. قال أبو الفرج: وقد رواه ابن مردويه من حديث داود بن فراهيج عن أبي هريرة، قال: وداود ضعيف ضعّفه شعبة"*(173).
قلت: فليس في هؤلاء من يُحتج به فيما دون هذا.
وأما الثاني ببابل فلا ريب أن هذا كذب. وإنشاد الحميري لا حجة فيه، لأنه لم يشهد ذلك، والكذب قديم، فقد سمعه فنظمه وأهل الغلو في المدح والذم ينظمون ما لا تتحقق صحته، لا سيما والحميري معروف بالغلو(174).

وقد أخرجا في الصحيحين عن أبي هريرة قال: "غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل قد مَلَك بُضع امرأة يريد أن يبني بها ولما يبن، ولا رجل قد بنى بيتاً ولم يرفع سقفه، ولا رجل اشترى غنماً - أو خلفات - وهو ينتظر ولادها، قال: فغزوا، فدنا من القرية، حتى صلى العصر قريباً من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ شيئاً، فحُبست عليه حتى فتح الله عليه" الحديث(175).
فإن قيل: فهذه الأمة أفضل من بني إسرائيل، فإذا كانت قد رُدّت ليوشع، فما المانع أن ترد لفضلاء هذه الأمة ؟
فيقال: يوشع لم تُرد له الشمس، ولكن تأخر غروبها: طُوّل له النهار، وهذا قد لا يظهر للناس، فإن طول النهار وقصره لا يدرك ونحن إنما علمنا وقوفها ليوشع بخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.
وأيضاً لا مانع من طول ذلك، لو شاء الله لفعل ذلك. لكن يوشع كان محتاجاً إلى ذلك، لأن القتال كان محرماً عليه بعد غروب الشمس، لأجل ما حرّم الله عليهم من العمل ليلة السبت ويوم السبت. وأما أمة محمد فلا حاجة لهم إلى ذلك، ولا منفعة لهم فيه، فإن الذي فاتته العصر إن كان مفرّطاً لم يسقط ذنبه إلا بالتوبة، ومع التوبة لا يحتاج إلى رد، وإن لم يكن مفرّطاً، كالنائم والناسي فلا ملام عليه في الصلاة بعد الغروب.
وأيضاً فبنفس غروب الشمس خرج الوقت المضروب للصلاة، فالمصلّى بعد ذلك لا يكون مصلّياً في الوقت الشرعي ولو عادت الشمس.
وقول الله تعالى: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } [طه: 130] يتناول الغروب المعروف، فعلى العبد أن يصلّي قبل هذا الغروب، وإن طلعت ثم غربت. والأحكام المتعلقة بغروب الشمس حصلت بذلك الغروب، فالصائم يفطر، ولو عادت بعد ذلك لم يبطل صومه، مع أن هذه الصورة لا تقع لأحد، ولا وقعت لأحد، فتقريرها تقدير ما لا وجود له. ولهذا لا يوجد الكلام على حكمٍ مثل هذا في كلام العلماء المفرِّعين.

وأيضاً فالنبي صلَّى الله عليه وسلَّم فاتته العصر يوم الخندق، فصلاّها قضاءً، هو وكثير من أصحابه، ولم يسأل الله ردّ الشمس.
وفي الصحيح أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال لأصحابه بعد ذلك، لما أرسلهم إلى بني قريظة: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" فلما أدركتهم الصلاة في الطريق قال بعضهم: لم يرد منا تفويت الصلاة فصلّوا في الطريق، فقالت طائفة: لا نصلّي إلا في بني قريظة، فلم يعنف واحدةً من الطائفتين(176).
فهؤلاء الذين كانوا مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صلّوا العصر بعد غروب الشمس، وليس عليّ بأفضل من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فإذا صلاّها هو وأصحابه معه بعد الغروب، فعليّ وأصحابه أولى بذلك.
فإن كانت الصلاة بعد الغروب لا تجزئ أو ناقصة تحتاج إلى رد الشمس، كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أولى برد الشمس، وإن كانت كاملةً مُجزئة فلا حاجة إلى ردها.
وأيضاً فمثل هذه القضية من الأمور العظام الخارجة عن العادة التي تتوفر الهمم والدواعي على نقلها، فإذا لم ينقلها إلا الواحد والاثنان عُلم بيان كذبهم في ذلك.
وانشقاق القمر كان بالليل وقت نوم الناس، ومع هذا فقد رواه الصحابة من غير وجه، وأخرجوه في الصحاح والسنن والمساند من غير وجه(177)، ونزل به القرآن، فكيف برد الشمس التي تكون بالنهار، ولا يشتهر ذلك، ولا ينقله أهل العلم نقله مثله ؟‍!
ولا يعرف قط أن الشمس رجعت بعد غروبها، وإن كان كثير من الفلاسفة والطبيعيين وبعض أهل الكلام ينكر انشقاق القمر، وما يشبه ذلك، فليس الكلام في هذا المقام. لكن الغرض أن هذا من أعظم خوارق العادات في الفَلَك، وكثير من الناس ينكر إمكانه، فلو وقع لكان ظهوره ونقله أعظم من ظهور ما دونه ونقله، فكيف يُقبل وحديثه ليس له إسناد مشهور، فإن هذا يوجب العلم اليقيني بأنه كذب لم يقع.

وإن كانت الشمس احتجبت بغيم، ثم ارتفع سحابها، فهذا من الأمور المعتادة، ولعلهم ظنوا أنها غربت، ثم كشف الغمام عنها.
وهذا وإن كان قد وقع، ففيه أن الله بيّن له بقاء الوقت حتى يصلّي فيه. ومثل هذا يجري لكثير من الناس.
وهذا الحديث قد صنّف فيه مصنّف جمعت فيه طرقه، صنّفه أبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن أحمد الحكاني سماه "مسألة في تصحيح رد الشمس وترغيب النواصب الشمس"(178) وقال: هذا حديث رُوي عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من طريق أسماء بنت عُميس الخثعمية، ومن طريق أمير المؤمنين عليّ بين أبي طالب، ومن طريق أبي هريرة وأبي سعيد. وذكر حديث أسماء من طريق محمد بن أبي فديك. قال: أخبرني محمد بن موسى - وهو القطري - عن عون بن محمد، عن أمه - أم جعفر - عن جدتها أسماء بنت عميس أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صلّى الظهر، ثم أرسل عليّاً في حاجة، فرجع وقد صلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، يعني العصر، فوضع رأسه في حِجر عليّ ولم يحركه حتى غابت الشمس، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: اللهم إن عبدك عليّاً في طاعتك وطاعة رسولك احتبس نفسه على نبيّه، فرد عليه شرقها. قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال، فقام عليّ فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت الشمس".

قال أبو القاسم المصنّف: "أم جعفر هذه هي أم محمد بن جعفر بن أبي طالب، والراوي عنها هو ابنها عون بن محمد بن عليّ، المعروف: أبوه محمد بن الحنفية، والراوي عنه هو محمد بن موسى المديني، المعروف بالقطري: محمود في روايته ثقة. والراوي عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني: ثقة. وقد رواه عنه جماعة: منهم هذا الذي ذكرت روايته، وهو أحمد بن الوليد الأنطاكي، وقد رواه عنه نفر منهم أحمد بن عمير بن حوصاء، وذكره بإسناده من طريقه، وفيه أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صلّى الظهر بالصهباء، ثم أرسل عليّاً في حاجة، فرجع وقد صلّى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم العصر، فوضع رأسه في حِجر عليّ، فلم يحركه حتى غربت الشمس، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: اللهم إن عبدك عليّاً احتبس نفسه على نبيه، فرد عليه شرقها. قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض، فقام عليّ وتوضأ وصلّى العصر وذلك في الصهباء في غزوة خيبر.
قال: ومنهم أحمد بن صالح المصري، عن ابن أبي فديك، رواه أبو جعفر الطحاوي في كتاب "تفسير متشابه الأخبار" من تأليفه من طريقه.
ومنهم الحسن بن داود عن ابن أبي فديك، وذكره بإسناده، ولفظه: أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صلّى الظهر بالصهباء من أرض خيبر، ثم أرسل عليّاً في حاجة، فرجع وقد صلّى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم العصر، فوضع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رأسه في حِجر عليّ، فلم يحركه حتى غربت الشمس، فاستيقظ. وقال: يا علي صليت العصر؟ قال: لا. وذكره. قال: ويرويه عن أسماء فاطمة بنت الحسين الشهيد.

ورواه من طريق أبي جعفر الحضرمي، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا حسين الأشقر، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة، عن أسماء بنت عميس، قالت: نزل جبريل على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعدما صلّى العصر، فوضع رأسه - أو خده: لا أدري أيهما قال - في حِجر عليّ، ولم يصل العصر حتى غابت الشمس" وذكره.
قال المصنف: "ورواه عن فضيل بن مرزوق جماعة، منهم عبيد الله بن موسى العبسي. ورواه الطحاوي من طريقه، ولفظه: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُوحى إليه ورأسه في حِجر عليّ، فلم يصل العصر حتى غابت الشمس.
ورواه أيضاً من حديث عمّار بن مطر، عن فضيل بن مرزوق، من طريق أبي جعفر العقيلي صاحب كتاب "الضعفاء".
قلت: وهذا اللفظ يناقض الأول، ففيه أنه نام في حِجره من صلاة العصر إلى غروب الشمس، وأن ذلك في غزوة خيبر بالصهباء. وفي الثاني أنه كان مستيقظاً يُوحِي إليه جبريل، ورأسه في حِجر عليّ حتى غربت الشمس. وهذا التناقض يدل على أنه غير محفوظ، لأن هذا صرح بأنه كان نائماً هذا الوقت، وهذا قال: كان يقظان يُوحى إليه، وكلاهما باطل؛ فإن النوم بعد العصر مكروه منهي عنه، والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم تنام عيناه ولا ينام قلبه، فكيف تفوت عليّاً صلاة العصر ؟
ثم تفويت الصلاة بمثل هذا، إما أن يكون جائزاً، وإما أنه لا يجوز. فإن كان جائزاً لم يكن على عليّ إثم إذا صلّى العصر بعد الغروب، وليس عليّ أفضل من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم فاتته العصر يوم الخندق حتى غربت الشمس، ثم صلاّها، ولم ترد عليه الشمس، وكذلك لم ترد لسليمان لما توارت بالحجاب.
وقد نام النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ومعه عليّ وسائر الصحابة عن الفجر حتى طلعت الشمس، ولم ترجع لهم إلى الشرق.
وإن كان التفويت محرّماً، فتفويت العصر من الكبائر. وقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتِر أهله وماله"(179).

وعليّ كان يعلم أنها الوسطى، وهي صلاة العصر. وهو قد روي عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الصحيحين لما قال: "شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر، حتى غربت الشمس، ملأ الله أجوافهم وبيوتهم ناراً"(180) وهذا كان في الخندق، وخيبر بعد الخندق.
فعليّ أجلّ قدراً من أن يفعل مثل هذه الكبيرة، ويقرّه عليها جبريل ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. ومن فعل هذا كان من مثالبه لا من مناقبه، وقد نزّه الله عليّاً عن ذلك. ثم إذا فاتت لم يسقط الإثم عنه بعود الشمس.
وأيضاً فإذا كانت هذه القصة في خيبر في البرّيّة قدّام العسكر والمسلمون أكثر من ألف وأربعمائة، كان هذا مما يراه العسكر ويشاهدونه. ومثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فيمتنع أن ينفرد بنقله الواحد والاثنان، فلو نقله الصحابة لنقله منهم أهل العلم، كما نقلوا أمثاله، لم ينقله المجهولون الذين لا يُعرف ضبطهم وعدالتهم.
وليس في جميع أسانيد هذا الحديث إسناد واحد يثبت، تُعلم عدالة ناقليه وضبطهم ولا يعلم اتصال إسناده.
وقد قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عام خيبر: "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"(181) فنقل ذلك غير واحد من الصحابة وأحاديثهم في الصحاح والسنن والمساند.
وهذا الحديث ليس في شيء من كتب الحديث المعتمدة: لا رواه أهل الصحيح ولا أهل السنن ولا المساند أصلاً، بل اتفقوا على تركه والإعراض عنه، فكيف يكون مثل هذه الواقعة العظيمة، التي هي لو كانت حقّاً من أعظم المعجزات المشهورة الظاهرة، ولم يروها أهل الصحاح والمساند، ولا نقلها أحد من علماء المسلمين وحفاظ الحديث، ولا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة !!

والإسناد الأول رواه القطري، عن عون، عن أمه، عن أسماء بنت عميس. وعون وأمه ليسا ممن يُعرف حفظهم وعدالتهم، ولا من المعروفين بنقل العلم، ولا يُحتج بحديثهم في أهون الأشياء، فكيف في مثل هذا؟ ولا فيه سماع المرأة من أسماء بنت عميس، فلعلها سمعت من يحكيه عن أسماء فذكرته.
وهذا المصنف ذكر عن ابن أبي فديك أنه ثقة، وعن القطري أنه ثقة، ولم يمكنه أن يذكر عمن بعدهما أنه ثقة، وإنما ذكر أنسابهم ومجرد المعرفة بنسب الرجل لا تُوجب أن يكون حافظاً ثقة.
وأما الإسناد الثاني فمداره على فُضيل بن مرزوق، وهو معروف بالخطأ على الثقات، وإن كان لا يتعمّد الكذب(182). قال فيه ابن حبان: يخطئ على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات(183) وقال فيه أبو حاتم الرازي(184): لا يحتج به. وقال فيه يحيى بن معين مرة: هو ضعيف. وهذا لا يناقضه قول أحمد بن حنبل فيه: لا أعلم إلا خيراً، وقول سفيان: هو ثقة، وقول يحيى مرة: هو ثقة فإنه ليس ممن يتعمد الكذب، ولكنه يخطئ، وإذا روى له مسلمُ ما تابعه غيره عليه، لم يلزم أن يُروى ما انفرد به، مع أنه لم يُعرف سماعه عن إبراهيم، ولا سماع إبراهيم من فاطمة، ولا سماع فاطمة من أسماء.
ولابد في ثبوت هذا الحديث من أن يعلم أن كلاًّ من هؤلاء عدل ضابط، وأنه سمع من الآخر. وليس هذا معلوماً، وإبراهيم هذا لم يرو له أهل الكتب المعتمدة - كالصحاح والسنن - ولا له ذكر في هذه الكتب، بخلاف فاطمة بنت الحسين، فإن لها حديثاً معروفاً، فكيف يُحتج بحديث مثل هذا؟ ولهذا لم يروه أحد من علماء الحديث المعروفين في الكتب المعتمدة.

وكون الرجل أبوه كبير القدر لا يوجب أن يكون هو من العلماء المأمونين على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يرويه عنه. وأسماء بنت عُميس كانت عند جعفر، ثم خلف عليها أبو بكر، ثم خلف عليها عليّ، ولها من كل من هؤلاء ولد، وهم يحبون عليّاً، ولم يرو هذا أحد منهم عن أسماء. ومحمد بن أبي بكر الذي في حِجر عليّ هو ابنها ومحبته لعليّ مشهورة، ولم يرو هذا عنها.
وأيضاً فاسماء كانت زوجة جعفر بن أبي طالب، وكانت معه في الحبشة، وإنما قدمت معه بعد فتح خيبر. وهذه القصة قد ذُكر أنها كانت بخيبر. فإن كانت صحيحة كان ذلك بعد فتح خيبر، وقد كان مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ممن شهد خيبر أهل الحديبية: ألف وأربعمائة، وازداد العسكر بجعفر وازداد العسكر ومن قَدِم معه من الحبشة، كأبي موسى الأشعري وأصحابه، والحبشة الذين قدموا مع جعفر في السفينة، وازدادوا أيضاً بمن كان معهم من أهل خيبر، فلم يرو هذا أحد من هؤلاء، وهذا مما يوجب القطع بأن هذا من الكذب المختلق.
والطعن في فضيل ومن بعده إذا تيقّن بأنهم رووه، وإلا ففي إيصاله إليهم نظر، فإن الراوي الأول من فُضيل: الحسين بن الحسن الأشقر الكوفي(185). قال البخاري: عنده مناكير. وقال النسائي وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال الأزدي: ضعيف. وقال السعدي: حسين الأشقر غالٍ من الشاتمين للخِيرة. وقال ابن عدي: روى حديثاً منكراً، والبلاء عندي منه، وكان جماعة من ضعفاء الكوفة يحيلون ما يروون عنه من الحديث فيه(186).
وأما الطريق الثالث ففيه عمّار بن مطر، عن فضيل بن مرزوق. قال العُقيلي: يحدّث عن الثقات بالمناكير، وقال الرازي: كان يكذب، أحاديثه بواطل. وقال ابن عدي: متروك الحديث(187).

والطريق الأول من حديث عبيد الله بن موسى العبسي(188)، وفي بعض طرقه عن فُضيل، وفي بعضها: "حدثنا" فإذا لم يثبت أنه قال: "حدثنا" أمكن أن لا يكون سمعه، فإنه من الدعاة إلى التشيّع، الحراص على جمع أحاديث التشيع، وكان يروي الأحاديث في ذلك عن الكذابين، وهو من المعروفين بذلك. وإن كانوا قد قالوا فيه: ثقة، وإنه لا يكذب، فالله أعلم أنه هل كان يتعمد الكذب أم لا؟ لكنه كان يروي عن الكذابين المعروفين بالكذب بلا ريب. والبخاري لا يروي عنه إلا ما عُرف أنه من غير طريقه، وأحمد بن حنبل لم يرو عنه شيئاً. قال المصنف: وله روايات عن فاطمة سوى ما قدمنا(189).
ثم رواه بطريق مظلمة، يظهر أنها كذب لمن له معرفة منوطة بالحديث، فرواه من حديث أبي حفص الكتاني(190)، حدثنا محمد بن عمر القاضي - هو الجعاني - حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر العسكري من أصل كتابه، حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم، حدثنا خلف بن سالم، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان الثوري، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أمه، عن فاطمة، عن أسماء أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم دعا لعلي حتى ردت عليه الشمس.
وهذا مما لا يقبل نقله إلا ممن عُرف عدالته وضبطه، لا من مجهول الحال، فكيف إذا كان مما يعلم أهل الحديث أن الثوري لم يحدّث به، ولا حدّث به عبد الرزاق. وأحاديث الثوري وعبد الرزاق يعرفها أهل العلم بالحديث، ولهم أصحاب يعرفونها. ورواه خلف بن سالم. ولو قُدِّر أنهم رووه فأم أشعث مجهولة لا يقوم بروايتها شيء.
وذكر طريقاً ثانياً من طريق محمد بن مرزوق، حدثنا حسين الأشقر، عن عليّ بن هاشم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن علي بن الحسين، عن فاطمة بنت عليّ، عن أسماء بنت عُميس .... الحديث.

قلت: وقد تقدّم كلام العلماء في حسين الأشقر، فلو كان الإسناد كلهم ثقات، والإسناد متصل، لم يثبت بروايته شيء، فكيف إذا لم يثبت ذلك؟ وعليّ بن هاشم بن البريد. قال البخاري: هو وأبوه غاليان في مذهبهما. وقال ابن حبان: كان غالياً في التشيع، يروي المناكير عن المشاهير(191). وإخراج أهل الحديث لما عرفوه من غير طريقه لا يوجب أن يثبت ما انفرد به.
ومن العجب أن هذا المصنف جعل هذا والذي بعده من طريق رواية فاطمة بنت الحسين. وهذه فاطمة بنت عليّ لا بنت الحسين.
وكذلك ذكر الطريق الثالث عنها: من رواية عبد الرحمن بن شريك، حدثنا أبي، عن عروة بن عبد الله، عن فاطمة بنت عليّ، عن أسماء، عن علي بن أبي طالب، رُفع إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد أوحي إليه فجلله بثوبه، فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس. يقول: غابت أو كادت تغيب، وأن نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم سُرِّي عنه، فقال: أصليت يا علي؟ قال: لا. قال: اللهم ردّ على عليّ الشمس فرجعت الشمس حتى بلغت نصف المسجد.
فيقتضي أنها رجعت إلى قريب وقت العصر، وأن هذا كان بالمدينة. وفي ذاك الطريق أنه كان بخيبر، وأنها إنما ظهرت على رؤوس الجبال. وعبد الرحمن بن شريك. قال أبو حاتم الرازي: هو واهي الحديث، وكذلك قد ضعّفه غيره.
ورواه من طريق رابع من حديث محمد بن عمر القاضي - وهو الجعاني - عن العباس بن الوليد عن عباد وهو الرواجني حدثنا عليّ بن هاشم، عن صباح بن عبد الله بن الحسين أبي جعفر عن حسين المقتول، عن فاطمة، عن أسماء بنت عُميس قال: كان يوم خيبر شَغَل عليّاً ما كان من قَسْم المغانم، حتى غابت الشمس أو كادت. فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أما صليت؟ قال: لا. فدعا الله فارتفعت حتى توسطت السماء، فصلّى عليّ، فلما غابت الشمس سمعت لها صريراً كصرير المنشار في الحديد.

وهذا اللفظ الرابع بناقض الألفاظ الثلاثة المتناقضة، وتبين أن الحديث لم يروه صادق ضابط، بل هو في نفس الأمر مما اختلقه واحد وعملته يداه، فتشبه به آخر، فاختلق ما يشبه حديث ذلك. والقصة واحدة. وفي هذا أن عليّاً إنما اشتغل بقسم المغانم لا برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. وعليّ لم يقسم مغانم خيبر، ولا يجوز الاشتغال بقسمتها عن الصلاة، فإن خيبر بعد الخندق، سنة سبع، وبعد الحديبية، سنة ست. وهذا من المتواتر عن أهل العلم.
والخندق كانت قبل ذلك، إما سنة خمس أو أربع، وفيها أنزل الله تعالى: { حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } [البقرة: 238]، ونُسخ التأخير بها يوم الخندق، مع أنه كان للقتال عند أكثر أهل العلم. ومن قال: إنه لم ينسخ، بل يجوز التأخير للقتال، كأبي حنيفة وأحمد - في إحدى الروايتين - فلم يتنازع العلماء أنه لم يجز تفويت الصلاة لأجل قسم الغنائم، فإن هذا لا يفوت، والصلاة تفوت.
وفي هذا أنها توسطت المسجد، وهذا من الكذب الظاهر، فإن مثل هذا من أعظم غرائب العالم، التي لو جرت لنقلها الجم الغفير. وفيه أنها لما غابت سُمع لها صرير كصرير المنشار، وهذا أيضاً من الكذب الظاهر، فإن هذا لا موجب له أيضاً، والشمس عند غروبها لا تلاقي من الأجسام ما يوجب هذا الصوت، الذي يصل من الفلك الرابع إلى الأرض. ثم لو كان هذا حقّاً لكان من أعظم عجائب العالم التي تنقلها الصحابة، الذين نقلوا ما هو دون هذا مما كان في خيبر وغير خيبر.

وهذا الإسناد لو رُوي به ما يمكن صدقه لم يثبت به شيء، فإن عليّ بن هاشم بن البريد كان غالياً في التشيع، يروي عن كل أحدٍ يحرضه على ما يقوي به هواه، ويروى عن مثل صباح هذا، وصباح هذا لا يُعرف من هو. ولهم في هذه الطبقة صباح بن سهل الكوفي، يروي عن حصين بن عبد الرحمن. قال البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن حبان: يروي المناكير عن أقوام مشاهير، لا يجوز الاحتجاج بخبره.
ولهم آخر يُقال له: صباع بن محمد بن أبي حازم البجلي الأحمسي الكوفي يروي عن مرّة الهمداني. قال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات.
ولهم شخص يقال له صباح العبدي قال الرازي: هو مجهول. وآخر يُقال له: ابن مجالد، مجهول يروي عنه بقية. قال ابن عدي: ليس بالمعروف، هو من شيوخ بقية المجهولين.
وحسين المقتول: إن أريد به الحسين بن عليّ، فذلك أجلّ قدراً من أن يروي عن واحد عن أسماء بنت عميس، سواء كانت فاطمة أخته أو ابنته، فإن هذه القصة لو كانت حقّاً لكان هو أخبر بها من هؤلاء، وكان قد سمعها من أبيه ومن غيره، ومن أسماء امرأة أبيه، وغيرها، لم يروها عن بنته أو أخته، عن أسماء امرأة أبيه.
ولكن ليس هو الحسين بن عليّ، بل هو غيره، أو هو عبد الله بن الحسن أبو جعفر، ولهما أسوة أمثالهما.
والحديث لا يثبت إلا برواية مَنْ عُلِم أنه عَدْلٌ ضَابِطٌ ثقة يعرفه أهل الحديث بذلك. ومجرد العلم بنسبته لا يفيد ذلك، ولو كان من كان. وفي أبناء الصحابة والتابعين من لا يحتج بحديثه، وإن كان أبوه من خيار المسلمين.

هذا إن كان عليّ بن هاشم رواه، وإلا فالراوي عنه عبّاد بن يعقوب الراواجني. قال: ابن حبان كان رافضياً داعية يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك، وقال ابن عدي: روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم. والبخاري وغيره روى عنه من الأحاديث ما يعرف صحته، وإلا فحكاية قاسم المطرز عنه أنه قال: إن عليّاً حفر البحر، وإن الحسن أجرى فيه الماء، مما يقدح فيه قدحاً بيّناً(192).
قال المصنف: قد رواه عن أسماء سوى هؤلاء، ورُوي من طريق أبي العباس بن عقدة، وكان مع حفظه جمّاعاً لأكاذيب الشيعة. قال أبو أحمد بن عدي: رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، يقولون: لا يتدين بالحديث، ويحمل شيوخاً بالكوفة على الكذب، ويسوي لهم نسخاً، ويأمرهم بروايتها. وقال الدارقطني: كان ابن عقدة رجل سوء(193). قال ابن عقدة: حدثنا يحيى بن زكريا، أخبرنا يعقوب بن معبد، حدثنا عمرو بن ثابت، قال سألت عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ عن حديث رد الشمس على عليّ: هل ثبت عندكم؟ فقال لي: ما أنزل الله في عليّ في كتابه أعظم من رد الشمس. قلت: صدقت جعلني الله فداك، ولكني أحب أن أسمعه منك. قال: حدثني عبد الله حدثني أبي الحسن، عن أسماء بنت عميس أنها قالت: أقبل عليٌّ ذات يوم وهو يريد أن يصلي العصر مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فوافق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقد انصرف ونزل عليه الوحي، فأسنده إلى صدره، فلم يزل مسنده إلى صدره حتى أفاق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: أصليت العصر يا عليّ؟ قال: جئت والوحي ينزل عليك، فلم أزل مسندك إلى صدري حتى الساعة. فاستقبل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم القبلة وقد غربت الشمس، فقال: اللهم إن عليّاً كان في طاعتك فارددها عليه. قالت أسماء: فأقبلت الشمس ولها صرير كصرير الوحي حتى ركدت في موضعها وقت العصر، فقام عليّ متمكناً فصلّى العصر، فلما فرغ رجعت الشمس ولها صرير كصرير الرحى

فلما غابت الشمس اخلط الظلام، وبدت النجوم.
قلت: فهذا اللفظ الخامس يناقض تلك الألفاظ المتناقضة، ويزيد الناظر بياناً في أنها مكذوبة مختلقة، فإنه ذكر فيها أنها رُدّت إلى موضعها وقت العصر، وفي الذي قبله: إلى نصف النهار، وفي الآخر: حتى ظهرت على رؤوس الجبال، وفي هذا أنه كان مسنده إلى صدره، وفي ذاك أنه كان رأسه في حجره.
وعبد الله بن الحسن لم يحدث بهذا قط، وهو كان أجلّ قدراً من أن يروي مثل هذا الكذب، ولا أبوه الحسن روى هذا عن أسماء. وفيه: ما أنزل الله في عليّ في كتابه أعظم من رد الشمس شيئاً. ومعلوم أن الله لم ينزل في عليّ ولا غيره في كتابه في ردّ الشمس شيئاً.
وهذا الحديث، إن كان ثابتاً عن عمرو بن ثابت، الذي رواه عن عبد الله(194)، فهو الذي اختلقه، فإنه كان معروفاً بالكذب. قال أبو حاتم بن حِبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال مَرَّةً: ليس بثقة ولا مأمون. وقال النسائي: متروك الحديث(195).
قال المصنف: وأما رواية أبي هريرة فأنبأنا عقيل بن الحسن العسكري، حدثنا أبو محمد صالح بن أبي الفتح الشناسي، حدثنا أحمد بن عمرو بن حوصاء، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبيه، قال: حدثنا داود بن فراهيج، عن عمارة بن فرو، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وذكره.. قال المصنف: اختصرته من حديث طويل.
قلت: هذا إسناد مظلم لا يثبت به شيء عند أهل العلم، بل يُعرف كذبه من وجوه، فإنه وإن كان داود بن فراهيج مضعفاً، كان شعبة يضعفه، وقال النسائي: ضعيف الحديث لا يثبت الإسناد إليه، فإن فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو الذي رواه عنه وعن عمارة. قال البخاري: أحاديثه شبه لا شيء وضعفه جداً وقال النسائي: متروك ضعيف الحديث. وقال الدارقطني: منكر الحديث جداً. وقال أحمد: عنده مناكير. وقال الدارقطني: ضعيف.

وإن كان حدث به إبراهيم بن سعيد الجوهري، فالآفة من هذا. وإن كان يُقال: إنه لم يثبته لا إلى إبراهيم بن سعيد الجوهري ولا إلى ابن حوصاء، فإن هذين معروفان، وأحاديثهما معروفة قد رواها عنهما الناس. ولهذا لما روى ابن حوصاء الطريق الأول كان الإسناد إليه معروفاً عنه، رواه بالأسانيد المعروفة، لكن الآفة فيه ممن بعده. وأما هذا فمن قبل ابن حوصاء لا يعرفون. وإن قدر أنه ثابت عنه، فالآفة بعده.
وذكر أبو الفرج بن الجوزي أن ابن مردويه رواه من طريق داود ابن فراهيج، وذكر ضعف ابن فراهيج، ومع هذا فالإسناد إليه فيه الكلام أيضاً.
قال المصنف: وأما رواية ابي سعيد الخدري، فأخبرنا محمد بن إسماعيل الجرجاني كتابة، أن أبا طاهر محمد بن عليّ الواعظ أخبرهم، أنبأنا محمد بن أحمد بن منعم، أنبأنا القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر، حدثني أبي، عن أبيه محمد، عن أبيه عبد الله، عن أبيه محمد، عن أبيه عمر قال: قال الحسين بن علي: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: دخلت على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فإذا رأسه في حجر عليّ، وقد غابت الشمس، فانتبه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وقال: يا عليّ صليت العصر؟ قال: لا يا رسول الله ما صليت، كرهت أن أضع رأسك من حجري وأنت وجع. فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ادع يا علي أن تُرد عليك الشمس. فقال عليّ: يا رسول الله ادع أنت أُؤَمّن. قال: يا رب إن عليّاً في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس. قال أبو سعيد: فوالله لقد سمعت للشمس صريراً كصرير البكرة، حتى رجعت بيضاء نقية.
قلت هذا الإسناد لا يثبت بمثله شيء، وكثير من رجاله لا يعرفون بعدالة ولا ضبط، ولا حمل للعلم، ولا لهم ذكر في كتب العلم، وكثير من رجاله لو لم يكن فيهم إلا واحد بهذه المنزلة لم يكن ثابتاً فكيف إذا كان كثير منهم - أو أكثرهم - كذلك، ومن هو معروف بالكذب، مثل عمرو بن ثابت ؟!

وفيه: أنه كان وجعاً، وأنه سمع صوتها حين طلعت كصرير البكرة، وهذا باطل عقلاً، ولم يذكره أولئك. ولو كان مثل هذا الحديث عن أبي سعيد - عن محبته لعلي وروايته لفضائله - لرواه عنه أصحابه المعروفون، كما رووا غير ذلك من فضائل عليّ، مثل رواية أبي سعيد عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لما ذكر الخوارج، قال: "تقتلهم أولى الطائفتين بالحق" ومثل روايته أنه قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية". فمثل هذا الحديث الصحيح عن أبي سعيد بيّن فيه أن عليّاً وأصحابه أولى بالحق من معاوية وأصحابه، فكيف لا يروي عنه مثل هذا لو كان صحيحاً ؟!
ولم يحدث بمثل هذا الحسين ولا أخوه عمر ولا عليّ، ولو كان مثل هذا عندهما لحدث به عنهما المعروفون بالحديث عنهما، فإن هذا أمر عظيم.
قال المصنف: وأما رواية أمير المؤمنين، فأخبرنا أبو العباس الفرغاني، أخبرنا أبو الفضل الشيباني، حدثنا رجاء بن يحيى الساماني، حدثنا هارون بن مسلم بن سعيد بسامراً سنة أربعين ومائتين، حدثنا عبد الله بن عمرو الأشعث، عن داود بن الكميت، عن عمه المستهل بن زيد، عن أبي زيد بن سهلب، عن جويرية بنت مسهر، قالت: خرجت مع عليّ فقال: يا جويرية إن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يوحى إليه ورأسه في حجري، وذكره..
قلت: وهذا الإسناد أضعف مما تقدم، وفيه من الرجال المجاهيل الذين لا يُعرف أحدهم بعدالة ولا ضبط. وانفرادهم بمثل هذا الذي لو كان عليّ قاله لرواه عنه المعروفون من أصحابه، وبمثل هذا الإسناد عن هذه المرأة - ولا يُعرف حال هذه المرأة، ولا حال هؤلاء الذين رووا عنها، بل ولا تُعرف أعيانهم، فضلاً عن صفاتهم - لا يثبت فيه شيء، وفيه ما يناقض الرواية التي هي أرجح منه، مع أن الجميع كذب، فإن المسلمين رووا من فضائل عليّ ومعجزات النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ما هو دون هذا، وهذا لم يروه أحدٌ من أهل العلم بالحديث.

وقد صنف جماعة من علماء الحديث في فضائل عليّ، كما صنف الإمام أحمد فضائله، وصنف أبو نُعيم في فضائله، وذكر فيها أحاديث كثيرة ضعيفة، ولم يذكر هذا، لأن الكذب ظاهر عليه، بخلاف غيره. وكذلك لم يذكره الترمذي، مع أنه جمع في فضائل عليّ أحاديث، كثير منها ضعيف. وكذلك النسائي وأبو عمر بن عبد البر. وجمع النسائي مصنفاً في خصائص عليّ.
قال المصنف: وقد حكى أبو جعفر الطحاوي(196) عن عليّ بن عبد الرحمن، عن أحمد بن صالح المصري، أنه كان يقول(197): لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء في رد الشمس، لأنه من علامات النبوة(198).
قلت: أحمد بن صالح رواه من الطريق الأول، ولم يجمع طرقه وألفاظه التي تدل من وجوه كثيرة على أنه كذب. وتلك الطريق راويها مجهول عنده، ليس معلوم الكذب عنده، فلم يظهر له كذبه.
والطحاوي ليست عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم. ولهذا روى في "شرح معاني الآثار" الأحاديث المختلفة، وإنما يرجح ما يرجحه منها في الغالب من جهة القياس الذي رآه حجة. ويكون أكثرها مجروحاً من جهة الإسناد لا يثبت، ولا يتعرض لذلك، فإنه لم تكن معرفته بالإسناد كمعرفة أهل العلم به، وإن كان كثير الحديث فقيهاً عالماً(199).
قال المصنف: وقال أبو عبد الله البصري: عود الشمس بعد مغيبها آكد حالاً فيما يقتضي نقله، لأنه وإن كان فضيلة لأمير المؤمنين، فإنه من أعلام النبوة، وهو مفارق لغيره من فضائله في كثير من أعلام النبوة.
قلت: وهذا من أظهر الأدلة على أنه كذب، فإن أهل العلم بالحديث رووا فضائل عليّ التي ليست من أعلام النبوة، وذكروها في الصحاح والسنن والمساند، رووها عن العلماء الأعلام الثقات المعروفين. فلو كان هذا مما رواه الثقات، لكانوا أرغب في روايته وأحرص الناس على بيان صحته، لكنهم لم يجدوا أحداً رواه بإسناد يعرف أهله بحمل العلم، ولا يعرفون بالعدالة والضبط، مع ما فيه من الأدلة الكثيرة على تكذيبه.

قال: وقال أبو العباس بن عقدة، حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، أنبأنا سليمان بن عباد، سمعت بشّار بن دراع، قال: لقي أبو حنيفة(200) محمد بن النعمان(201) فقال: عمّن رويت حديث ردّ الشمس ؟ فقال: عن غير الذي رويت عنه يا سارية الجبل. قال المصنف: وكل هذه أمارات ثبوت الحديث.
قلت: هذا يدل على أن أئمة أهل العلم لم يكونوا يصدقون بهذا الحديث، فإنه لم يروه إمام من أئمة المسلمين. وهذا أبو حنيفة، أحد الأئمة المشاهير، وهو لا يُتهم على عليّ، فإنه من أهل الكوفة دار الشيعة، وقد لقي من الشيعة، وسمع من فضائل عليّ ما شاء الله، وهو يحبه ويتولاه، ومع هذا أنكر هذا الحديث على محمد بن النعمان. وأبو حنيفة أعلم وأفقه من الطحاوي وأمثاله، ولم يجبه ابن النعمان بجواب صحيح، بل قال: عن غير من رويت عنه حديث: يا سارية الجبل.
فيقال له: هب أن ذلك كذب، فأي شيء في كذبه مما يدل على صدق هذا. فإن كان كذلك، فأبو حنيفة لا يُنكر أن يكون لعمر وعليّ وغيرهما كرامات، بل أنكر هذا الحديث للدلائل الكثيرة على كذبه ومخالفته للشرع والعقل، وأنه لم يروه أحدٌ من العلماء المعروفين بالحديث، من التابعين وتابعيهم، وهم الذين يروون عن الصحابة، بل لم يروه إلا كذّاب أو مجهول لا يُعلم عدله وضبطه، فكيف يُقبل هذا من مثل هؤلاء ؟!
وسائر علماء المسلمين يودون أن يكون مثل هذا صحيحاً، لما فيه من معجزات النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وفضيلة عليّ، على الذين يحبونه ويتولونه، ولكنهم لا يستجيزون التصديق بالكذب، فردوه ديانة.
فهارس القسمين: الأول والثاني
من كتاب
"الإمامة في ضوء الكتاب والسنة"
1- فهرس الآيات القرآنية الكريمة.
2- فهرس الأحاديث النبوية الشريفة.
3- فهرس الآثار.
4- فهرس الأعلام.
5- فهرس الكتب الواردة بالمتن.
6- فهرس الأماكن والبلدان.
7- فهرس المراجع والمصادر.
أولاً: فهرس الآيات القرآنية الكريمة
الآية
رقمها
الجزء / الصفحة
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا

10
1/165
وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..
30
1/50
فتلقى آدم من ربه كلمات ...
37
1/139
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ...
43
1/20
واركعوا مع الراكعين ...
43
1/296، 300
فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ...
54
1/132
ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم ...
85
1/132
أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى ...
87
1/229
وقالوا لن يدخل الجنة ...
111
1/8
لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً ...
111-112
1/291
بلى من أسلم وجهه لله ...
112
2/202
وآتى المال على حبه ...
117
1/200
إني جاعلك للناس إماماً ...
124
1/142
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ...
125
1/173
وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ...
143
1/277
ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً ...
165
1/162
وآتى المال على حبه ذوي القربى ...
177
1/185
يريد الله بكم اليسر ...
185
1/78
ومن الناس من يشري نفسه ...
207
1/119، 120
ويسألونك ماذا ينفقون ...
219
2/113
إن الله يحب التوابين ...
222
2/150
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ...
238
2/225
الله ولي الذين آمنوا ...
257
1/32
مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ...
261
2/53
الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ...
274
1/149، 251
فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله سورة آل عمران
279
2/41
إن الله اصطفى آدم ونوحاً
33
1/265
يا مريم اقنتي لربك واسجدي ...
43
1/21، 202
فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ...
61
1/120، 131، 133
فقل تعالوا ندع أبناءنا وأنباءكم ...
61
2/175
ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم ...
66
1/68
وغذ أخذ الله ميثاق النبيين ...
81
1/185
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ...
92
1/201
ضربت عليهم الذلة ...
112
1/228
مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا ...
117
2/53
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ...
133-136
2/202، 203
وما محمد إلا رسول ...
144
2/62
سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ...
151
1/228

وما أصابكم يوم التقى الجمعان ...
166، 167
1/165
الذين قال لهم الناس ...
173
1/221
سورة النساء
يريد الله ليبين لكم ويهديكم ...
26، 27
1/35
ولا تقتلوا أنفسكم ...
29
1/132
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ...
31
1/90
والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ...
33
2/85
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى..
43
1/260
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات ...
58
1/297
ومن يطع الله والرسول ...
69
1/296، 2/202
يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله ...
94
1/255
فأولئك مع المؤمنين ...
146
1/296
لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ...
165
2/202
سورة المائدة
اليوم أكملت لكم دينكم ...
3
1/75، 59، 2/20
ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ...
6
1/78، 2/150
فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم ...
42
2/21
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ...
44
1/286
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود ...
51
1/22
ومن يتولهم منكم فإنه منهم ...
51
1/286
فترى الذين في قلوبهم مرض ...
52-53
1/22
يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم ...
54
1/22، 231، 239
فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ...
54
1/231، 237
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ...
55
1/5، 7، 13، 22، 305- 2/40
ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا ...
56
1/23، 35
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ...
67
1/36، 51، 2/20، 21، 22، 23
إنما الخمر والميسر والأنصاب ...
90
1/8
وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ...
117
2/61
إن تعذبهم فإنهم عبادك ...
118
2/48
سورة الأنعام
ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ...
21
1/209
وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ...
96
1/221
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره ...
125
1/79
قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً ...
145
1/88
سورة الأعراف
ربنا ظلمنا أنفسنا ...
23
1/140
قل إنما حرم ربي الفواحش ...
33
1/67

واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ...
69
2/73
إنهم أناس يتطهرون ...
82
1/87
قد افترينا على الله كذباً ...
89
1/144
وإذ أخذ ربك من بني آدم ...
172
1/319
أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل ...
173
1/320
سورة الأنفال
وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك ...
30
1/124
وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق ...
32
1/50
وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ...
33
1/50
واعلموا أنما غنمتم من شيء ...
41
1/109
هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ...
62
1/28، 212، 213، 223
وألف بين قلوبهم ...
63
1/124، 223
يا أيها النبي حسبك الله ...
64
1/219
الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ...
72
2/157
إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ...
72-75
1/32
وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ...
75
2/84
سورة التوبة
فقاتلوا أئمة الكفر ...
12
1/329
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ...
19
1/173، 2/155، 156
الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ...
20
1/172
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً ...
31
1/228
إلا تنصروه فقد نصره الله ...
40
1/28، 129
ومنهم من يقول ائذن لي ...
49
1/163
ومنهم من يلمزك في الصدقات ...
58
1/163
ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله ...
59
1/22
ومنهم الذين يؤذون النبي ...
61
1/163
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ...
71
1/32
يحلفون بالله ما قالوا ...
74
1/165
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ...
75-76
1/163
والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ...
100
1/169، 2/135، 136، 151
خذ من أموالهم صدقة ...
103
1/87، 90-2/150
لمسجد أسس على التقوى من أول يوم ...
108
1/81
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ...
119
1/294
سورة يونس
ثم جعلناكم خلائف في الأرض ...
14
2/73
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ...
62-63
1/32
ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم ...
88
2/48
فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ...
94
1/278
سورة هود

ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم ...
34
1/79
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ...
73
1/264
فاعبده وتوكل عليه ...
123
1/31
سورة يوسف
أيها الصديق ..
46
1/247
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً ...
109
1/278
سورة الرعد
إنما أنت منذر ولكم قوم هاد ...
7
1/149
قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب
43
1/276
سورة إبراهيم
وقال الذين كفروا لنخرجنكم من أرضنا ...
13
1/145
فمن تبعني فإنه مني ...
36
2/48
سورة الحجر
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ...
9
1/235
إخوانا على سرر متقابلين ...
47
1/307
سورة النحل
فاسألوا أهل الذكر ...
43
1/278
سورة الإسراء
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً ...
1
2/192
وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى ...
2
1/143
ولا تقف ما ليس لك به علم ...
36
1/67
والشجرة الملعونة في القرآن ...
60
1/270
يوم ندعو كل أناس بإمامهم ...
71
1/153
وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ...
111
1/35
سورة مريم
فهب لي من لدنك ولياً ، يرثني ...
5-6
1/310
واذكر في الكتاب إبراهيم ...
41
1/247
واذكر في الكتاب إدريس ...
56
1/247
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً ...
96
1/114، 146، 147
سورة طه
واجعل لي وزيراً من أهلي
29
1/304
رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري ...
25-32
1/7
وأشركه في أمري ...
32
1/306
وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ...
130
2/209
سورة الأنبياء
سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ...
60
2/187، 195
ففهمناها سليمان ...
79
2/50
ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة ...
72-73
1/143
سورة الحج
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ...
3
1/8
فاجتنبوا الرجس من الأوثان ...
30
1/88
ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ...
31
1/228
سورة النور
لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون ...
12
1/131، 132، 133
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ...
21
1/90
الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات ...
26
1/89

والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ...
26
1/89
في بيوت أذن الله أن ترفع ...
36-37
1/97، 98، 100
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ...
55
2/73
سورة الفرقان
وجاهدهم به جهاداً كبيراً ...
52
1/171
وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات ...
53
1/273
وهو الذي خلق من الماء بشراً ...
54
1/292
قل ما أسألكم عليه من أجر ...
57
1/110
سورة الشعراء
وأنذر عشيرتك الأقربين ...
214
2/5، 11، 14
سورة النمل
وورث سليمان داود ...
16
1/310
أحطت بما لم تحط به ...
22
1/174
أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ...
64
1/8
سورة القصص
ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا
5-6
1/143
سنشد عضدك بأخيك ...
35
1/7
سورة العنكبوت
مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء
41
1/228
ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً
68
1/209، 217
سورة الروم
أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم ...
35
1/68
فآت ذا القربى حقه والمسكين ...
38
1/109
سورة لقمان
ألم تر أن الفلك تجري في البحر ...
31
1/189
سورة السجدة
وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ...
24
1/143
سورة الأحزاب
من يأت منكن بفاحشة مبينة ...
30
1/87
يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة ...
30-32
1/80
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ...
33
1/76، 78، 79، 80، 186، 2/143، 150، 167
واذكرن ما يتلى في بيوتكن ...
34
1/115
لا تدخلوا بيوت النبي ...
53
1/99
وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ...
53
1/260
إن الله وملائكته يصلون على النبي ...
56
1/262
سورة سبأ
قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ...
47
1/110
سورة فاطر
من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً ...
10
1/35
وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ...
24
1/151، 152
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا ...
32
1/169
سورة يس
وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ...
12
1/270
واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية ...
13
2/53
وآية لهم أنّا حملنا ذريتهم ...
41-42
1/189
سورة الصافات

بل عجبت ويسخرون، وإذا ذكروا لا يذكرون ...
12-37
1/156، 157
وقفوهم إنهم مسؤولون ...
24
1/155
سلام على آل ياسين ...
130
1/265
أم لكم سلطان مبين، فأتوا بكتابكم ...
156-157
1/68
سورة ص
قل ما أسألكم عليه من أجر ...
86
1/109
سورة الزمر
فمن أظلم ممن كذب على الله ...
32-33
1/207-210
والذي جاء بالصدق وصدّق به ...
33
1/205، 207، 209
ليكفر الله عنهم أسوأ ما عملوا ...
35
1/207
أليس الله بكاف عبده ...
36
سورة غافر
1/222
الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان ...
35
1/68
إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ...
51
1/24
سورة فصلت
قل أرأيتم إن كان من عند الله ...
52
1/278
سورة الشورى
قل لا أسألكم عليه أجراً ...
23
1/103، 107
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله ...
52-53
1/151
سورة الزخرف
وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم
4
1/270
واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا
45
1/184، 186
سورة الأحقاف
وشهد شاهد من بني إسرائيل ...
10
1/278
سورة محمد
ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا ...
11
1/32
ولتعرفنهم في لحن القول ...
30
1/159
سورة الفتح
لقد رضي الله عن المؤمنين ...
18
1/113 - 2/136
محمد رسول الله والذين معه أشداء ...
29
1/114 - 2/136
سورة الحجرات
يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم ...
1/260
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق ...
1/58 - 2/66
إنما المؤمنون إخوة
10
1/311
ولا تلمزوا أنفسكم
11
1/132، 133
سورة الطور
أم يقولون شاعر نتربص به ...
30
1/124
أم تسألهم أجراً فهم من مغرم ...
40
1/109
سورة النجم
والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى
1 - 2
1/67، 71، 73
والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم ...
1 - 4
2/193
افتمارونه على ما يرى، ولقد رآه ...
12 - 14
2/193
أفرأيتم اللات والعزى .
19
2/193
إن هي إلا أسماء سميتموها ...
23
1/68
إن يتبعون إلا الظن وما تهوى ...
23
1/287
هذا نذير من النذر الأولى ...
56
1/152
سورة القمر

إلا آل لوط نجيناهم ...
34
1/264
سورة الرحمن
مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ ...
19 - 22
1/269، 270، 1/274
سورة الواقعة
والسابقون السابقون، أولئك المقربون ...
10-11
1/168
سورة الحديد
لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح
10
1/27، 170، 2/136
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم
12
1/283
والذين آمنوا بالله ورسله ...
19
1/242، 248
سورة المجادلة
يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول
12
1/176 - 2/152
سورة الحشر
فاعتبروا يا أولي الأبصار ...
2
1/89
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
7
1/222
للفقراء المهاجرين الذين أخرجا من ديارهم
8
2/136
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
9
1/182، 183، 200
سورة الممتحنة
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم
1
1/62، 255
لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ...
1
2/41
فإن علمتموهن مؤمنات ...
10
1/298
سورة الصف
يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون
2 - 3
1/255
سورة الجمعة
مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها
5
1/321
سورة الطلاق
وأشهدوا ذَوَيْ عدل منكم ...
2
1/297
سورة التحريم
وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه ...
4
1/31، 84، 323
2/40
يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا ...
8
1/280، 283
سورة الحاقة
لما طغى الماء حملناكم في الجارية ...
11 - 12
1/189
وتعيها أذن واعية ...
12
1/188
سورة المعارج
سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ...
1 - 3
1/38، 49
إن الإنسان خلق هلوعاً، إذا مسه الشر ...
19 - 22
2/203
أولئك في جنات مكرمون ...
35
2/203
سورة نوح
رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً
26
2/48
سورة المدثر
قم فأنذر، وربك فكبر، والرجز ...
2 - 7
1/31
وثيابك فطهر
4
1/87
سورة الإنسان
هل أتى على الإنسان حين ...
1
1/193
ويطعمون الطعام على حبه ...
8
1/200
إنما نطعمكم لوجه الله ...
9
1/203
سورة المطففين
كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ...
15
2/50
سورة الأعلى

قد أفلح من تزكى
14
1/90
سورة الشمس
قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها
9 - 10
1/89
سورة الليل
وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله ...
17-21
1/27-2/106، 107، 108، 113، 151
وما لأحد عنده من نعمة تجزى ...
19
2/108، 110
سورة الشرح
فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب
7 - 8
1/222
سورة التين
والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين
1 - 3
1/251
سورة البينة
إن الذين كفروا من أهل الكتاب ...
6
1/290
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ...
7
1/285، 288، 290
سورة المسد
تبت يدا أبي لهب وتب ..
1
2/16
ثانياً: فهرس أطراف الحديث النبوية
الجزء / الصفحة
طرف الحديث
1/82
آل محمد كل مؤمن تقي ...
1/160 - 2/198
آية الإيمان حب الأنصار ...
1/161
آية المنافق ثلاث ...
1/89
ائذنوا له مرحباً بالطيب المطيب ...
1/246
اثبت أحد فما عليك إلا نبي ...
1/76
ادعي زوجك وابنيك ...
1/110
أذكركم الله في أهل بيتي ...
2/16
أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج ...
2/17
أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم ...
1/165
أربع من كن فيه كان منافقاً
1/203 - 2/164
أشبهت خَلقي وخُلُقي ...
1/153
أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم ...
2/65
أعجزتم إذا وليت من لا يقوم بأمري ...
2/67
أفتان أنت يا معاذ ؟
2/168
الحقه فرده وبلغها أنت ...
1/53
الإمامة في قريش ...
1/180
أما أنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة ...
1/264
أما علمت أنّا أهل البيت لا نأكل الصدقة ...
2/124
أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر ...
1/181
أما صاحبكم فقد غامر فسلم ...
1/311
أنا أخوك، وبنتك حلال لي ...
1/282
أنا سيد ولد آدم ولا فخر ...
2/187، 195
أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى ...
1/149
أنا المنذر وعليّ الهادي ...
2/78، 134
أنا وهذا حجة الله على أمتي ...
1/208
أن تصدق وأنت صحيح شحيح ...
1/28
إن تك أحسنت فقد أحسن فلان ...
1/311-2/52، 164
أنت أخونا ومولانا
2/74
أنت أخي ووصيي وخليفتي ...
2/38

أنت مني بمنزلة هارون من موسى ...
2/164
أنت مني وأنا منك ...
1/142
انتهت الدعوة إليّ وإلى عليّ ...
1/73
انظروا إلى هذا الكوكب ...
1/324
إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء ...
1/83
إنّ آل بني فلان ليسوا لي بأولياء ...
2/162
إنّ ابني ارتحلني ...
2/139
إنّ ابني هذا سيد، وسيصلح الله به ...
2/76
إنّ أخي ووزيري وخليفتي من أهلي ...
2/122، 165
إنّ الأشعريين إذا أرملوا في السفر ...
2/157، 170
إنّ أمنّ الناس علينا في صحبته ...
1/25، 171، 179
إنّ أمنّ الناس عليّ في صحبته ...
1/84
إنّ أوليائي المتقون حيث كانوا
1/325
إنّ عبد الله رجل صالح لو كان يصلي من الليل
1/137
إنّ له مرضعاً في الجنة ...
2/173
إنّ الله تعالى جعل الأجر على فضائل عليّ ...
1/266
إنّ الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل ...
1/268
إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ...
1/220
إنّ الله الله حرم بيع الخمر والميتة ...
1/281
إنّ الناس يصعقون يوم القيامة ...
1/197
إنّ النذر يرد ابن آدم إلى القدر ...
2/68
إنك آذيت الله ورسوله ...
1/297
إنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن
2/52
إنه مثل صاحب ياسين ...
1/326
إنه من صالحيكم، فاستوصوا به ...
2/25
إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله ...
2/112، 181
إني لأعطي رجالاً وأدع رجالاً ...
1/281
أول من يُكسى يوم القيامة ...
2/23
ألا هل بلغت ؟
1/257
أيها الناس اعرفوا لأبي بكر حقه
1/30
أيها الناس إني جئت إليكم فقلت ...
1/179
بينما راعٍ في غنمه ...
1/178
بينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها ...
1/97
بيوت الأنبياء ...
1/285
تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة ...
1/56
تقتل عماراً الفئة الباغية ...
1/54
تكون خلافة النبوة ثلاثين سنة ...
1/63
تمرق مارقة على خير فرقة من المسلمين ...
1/227
ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ...
2/130
جاءني جبريل من عند الله بورقة خضراء ...
2/199
حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ...
2/129

حبك إيمان وبغضك نفاق ...
2/122
الخالة أم ...
2/172
خلق الله من نور وجه عليّ سبعين ألف ملك ...
1/263
خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ...
2/50
دعه فإنه قد شهد بدراً ...
2/50
دعه فإنه يحب الله ورسوله ...
1/126
ربح البيع أبا يحيى ...
2/48
سأخبركم عن صاحبيكم ...
2/216
شغلونا عن الصلاة الوسطى ...
1/242
الصديقون ثلاثة : ...
1/246، 296
عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر
1/5
عليّ قائد البررة ...
1/103
عليّ وفاطمة وابناهما ...
2/208
غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه : ...
2/112
فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر ...
1/71
في دار من وقوع هذا النجم ...
2/166
قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني ...
2/125
قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ...
1/262
قولوا: اللهم صلّ على محمد ...
1/62
كذبت، إنه شهد بدراً ...
2/87، 88، 177، 179، 217
لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ...
1/265
لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود ...
1/57
الله أكبر على إكمال الدين ...
2/92
اللهم ائتني بأحب خلقك ...
2/182
اللهم اغفر له وارحمه وعافه ...
2/72
اللهم أنت الصاحب في السفر ...
1/77
اللهم إنّ هؤلاء أهل بيتي ...
1/76
اللهم إنّ هؤلاء أهلي حقاً ...
2/66
اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ...
2/51
اللهم إني أحبهما فأحبهما
1/87
اللهم باعد بيني وبين خطاياي ...
1/265
اللهم صلّ على آل أبي أوفى ...
1/83
اللهم صلّ على محمد وأزواجه ...
1/263
اللهم صلّ على محمد وعلى أزواجه ...
2/144، 179
اللهم هلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس ...
1/131
اللهم هؤلاء أهلي ...
2/174
لمبارزة عليّ لعمرو بن عبد ود يوم الخندق ..
2/200
لو أن فاطمة بنت محمد سرقت ...
2/293
لو كانت عندنا ثالثة لزوجناها عثمان ...
1/30، 115، 313، 2/106
لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً ...
1/319
لو يعلم الناس متى سمي عليّ أمير المؤمنين ...
2/23
ليبلغ الشاهد الغائب ...
1/286

ليزادن رجالاً عن حوضي ...
1/180 - 2/154
ما أبقيت لأهلك ...
1/25
ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ...
1/24، 175، 179
ما نفعني مال كمال أبي بكر ...
2/157
ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر ...
1/112
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ...
2/187
مررت ليلة المعراج بقوم تشرشر أشداقهم ...
1/305
مروهم بالصلاة لسبع ...
1/312
المسلم أخو المسلم ...
2/129
من أحب أن يتمسك بقصبة الياقوت ...
2/129
من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما ...
1/177
من أصبح منكم اليوم صائماً ؟
1/178
من أنفق زوجين في سبيل الله ...
1/67
من انقض هذا النجم في منزله ...
1/254
من بدل دينه فاقتلوه ...
2/172
من زعم أنه آمن بي وبما جئت به ...
2/114
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ...
2/216
من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله ...
2/117، 142، 1/37، 48، 61، 2/26، 39، 42
من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده ...
2/134
من مات وهو يبغضك مات يهوداً ...
2/134
من ناصب علياً الخلافة فهو كافر ...
1/44
من وسع على عياله يوم عاشوراء ...
1/183
من يضيفه هذه الليلة رحمه الله ؟...
2/190
ناد أصحاب السمرة ...
1/122
نم على فراشي واتشع ببردي هذا ...
1/5
هذا أمير البررة ...
1/200
هذا خير لك من خادم ...
1/314
هذان سيدا كهول أهل الجنة ...
2/165
هل تفقدون من أحد ...
1/81
هو مسجدي هذا ...
2/165
هو مني وأنا منه ...
1/84
وددت أني رأيت إخواني ...
1/311 - 2/119
وددت أني قد رأيت إخواني ...
2/25
وعترتي أهل بيتي ...
1/261
وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ...
1/311
ولكن أخوة الإسلام ...
1/307
والذي بعثني بالحق نبياً ...
1/312
والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى ...
1/110
والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى ...
2/173
والذي نفسي بيده لا يزول قدم عبد ...
2/72
والله خليفتي على كل مسلم ...
2/11
وهل ترك لنا عقيل من دار ؟...
1/134
وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ؟
2/120

ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار ...
1/215
لا تجيبوه
1/287
لا ترجعوا بعدي كفاراً ...
1/64
لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ...
1/26، 204، 2/66
لا تسبوا أصحابي ...
1/312
لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ...
1/160
لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ...
1/61، 62، 2/51
لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة ...
1/64
لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى ...
2/210
لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ...
2/79
لا يقتسم ورثتي ديناراً ...
1/182
لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره .
2/63
يا أنيس اغد على امرأة هذا ...
2/67
يا أيها الناس إذا أمَّ أحدكم فليخفف ...
2/5
يا بني عبد المطلب إن الله بعثني بالحق ...
2/14
يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم ..
2/16
يا صباحاه ...
1/88
يا عائشة إن كنت بريئة فسيبرئك الله ...
1/199، 124
يا عليّ اتشح ببردي الحضرمي ...
1/188
يا عليّ إن الله أمرني أن أدنيك ...
1/146
يا عليّ قل: اللهم اجعل لي عندك عهداً ...
2/15
يا معشر قريش اشتروا أنفسكم ...
1/290 - 2/179
يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ...
ثالثاً: فهرس الآثار
الجزء / الصفحة
القائل
الأثر
1/204
عمر بن الخطاب
أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا
2/87
الأشعري
أجمعت الخوارج على كفر عليّ
2/81
ابن المبارك
الإسناد من الدين، لولا الإسناد ...
2/110
أبو بكر الصديق
امصص بظر اللات
1/115
سعيد بن جبير
أن لا تؤذوا محمداً في قرابته
1/313
عمر بن الخطاب
أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
2/110
أبو بكر الصديق
إن خليلي أمرني أن لا أسأل الناس شيئاً
1/140
عبد الله بن عباس
إنما نزلت في علي لما هرب
1/160-2/198
علي بن أبي طالب
إنه لعهد النبي الأميّ إليّ
1/21
عبادة بن الصامت
إني يا رسول الله أتولى الله ورسوله
1/42
عبد الرحمن بن مهدي
أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم
1/280
عبد الله بن عباس
أول من يكسى من حلل الجنة
1/164

عبد الله بن مسعود
أيها الناس حافظوا على هؤلاء الصلوات
1/115
عمر بن الخطاب
بل أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا
2/115
علي بن أبي طالب
خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر
1/314
علي بن أبي طالب
خيرة هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر
1/295
كعب بن مالك
فقام إليّ طلحة يهرول فعانقني
2/87
عمر بن الخطاب
فما أحببت الإمارة إلا يومئذ
1/222
عبد الله بن عباس
قالها إبراهيم حين ألقي في النار
1/309
أنس بن مالك
قد حالف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بين قريش والأنصار ...
1/17
عبد الله بن عباس
كل من آمن فقد تولى الله
2/90
عبد الله بن عمر
كنا نفاضل على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
1/315
الشافعي
لم يختلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل أبي بكر وعمر
1/283
عبد الله بن عباس
ليس أحد من المسلمين إلا يُعطى نوراً
2/90
الشافعي
ما اختلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل أبي بكر وعمر
2/121
علي بن أبي طالب
ما خلفت أحداً أحب إليّ أن ألقى الله ...
1/162
جابر
ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلا...
2/109
ابن الدغنة
مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يُخرج
1/212
أبو هريرة
مكتوب على العرش لا إله إلا الله
1/52
عائشة
من زعم أن محمداً كتم شيئاً ...
2/67
أبو ذر
من عرفني فقد عرفني ...
1/17
عبد الله بن عباس
نزلت في أبي بكر ...
1/11
السدي
هؤلاء جميع المؤمنين
1/17
أبو جعفر محمد بن علي
هم الذين آمنوا
2/66
سعد بن عبادة
اليوم يوم الملحمة
رابعاً: فهرس الأعلام الواردة
الجزء / الصفحة
العلم
1/139، 140، 141، 196، 321، 2/132
آدم
1/14، 17، 40، 196، 2/6
ابن أبي حاتم
1/317
ابن أبي ذئب
1/317
ابن أبي ليلى
2/45
ابن أم مكتوم
1/196، 232، 317
ابن جريج
1/316 - 2/6، 7 ،9
ابن جرير
2/18
ابن حبان
1/15، 196
ابن حميد
1/276
ابن الحنفية
1/233
ابن الخطيب
1/54
ابن الزبير
1/238
ابن سبأ
1/292
ابن سيرين
1/319

ابن شيرويه الديلمي الهمذاني
1/67، 256، 274، 228، 299، 300، 305
ابن عباس
1/321
ابن عربي الطائي
1/199
ابن عقب
2/207، 228
ابن عقدة
1/299، 325
ابن عمر
1/317
ابن عيينة
1/39، 317
ابن المبارك
1/136، 142، 267
ابن مسعود
1/7، 10، 18، 67، 70، 139، 142، 168، 242، 2/17
ابن المغازلي الواسطي الشافعي
2/137
ابن ملجم
1/14
ابن المنذر
1/317
ابن وهب
2/73
أبان بن سعيد بن العاص
1/137، 143، 144، 222
إبراهيم بن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
1/317
إبراهيم الحربي
1/39
أبو أحمد بن عدي
1/40
أبو بكر البزار البصري
1/207
أبو بكر الخلال
1/23، 24، 25، 28، 29، 30، 31، 34، 37، 42، 46، 54، 94، 95، 97، 100، 104، 113، 155، 117، 120، 121، 228، 129، 136، 147، 148، 157، 158، 170، 171، 175، 177، 178، 179، 180، 181، 182، 185، 187، 189، 191، 204، 206، 207، 213، 215، 216، 231، 232، 233، 235، 236، 237، 239، 246، 250، 254، 257، 258، 259، 269، 270، 277، 279، 283، 284، 293، 294، 298، 303، 309، 313، 314، 315، 316، 317، 318، 323، 324، 326، 2/48، 51، 53، 57، 60، 61، 63، 69، 70، 87، 89، 90، 104، 107، 108، 109، 111، 116، 119، 120، 127، 144، 145، 149، 154، 157، 158، 177
أبو بكر الصديق
1/74
أبو بكر العطار
1/104، 105، 106، 243
أبو بكر القطيعي
1/196
أبو بكر بن المنذر
1/207
أبو بكر عبد العزيز بن جعفر
1/316
أبو ثور
1/82، 104
أبو جعفر محمد بن علي
1/122
أبو جهل بن هشام
1/39، 308، 2/17
أبو حاتم
1/39، 317، 2/17
أبو داود
1/309 - 2/84
أبو الدرداء
1/127، 190، 263
أبو ذر جندب
1/39 - 2/17، 18
أبو زرعة
2/12
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
1/215، 2/63، 120، 191
أبو سفيان بن حرب
1/317
أبو سليمان الداراني
1/71
أبو صالح
1/152
أبو الضحى
1/162، 2/5، 10، 11
أبو طالب بن عبد المطلب
2/18
أبو عبد الله بن منده
1/39، 317
أبو عبيد
1/61
أبو الغادية

2/18
أبو الفتح الأزدي
2/19
أبو القاسم بن عساكر
1/74
أبو قضاعة
1/167
أبو لؤلؤة
2/10، 11، 12، 14، 16
أبو لهب
1/98
أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي
1/56، 232، 237، 2/63
أبو موسى
1/10، 38، 42، 51، 57، 58، 70، 189، 285
أبو نعيم
1/40
أبو يعلى الموصلي
1/141
أبو يوسف
1/47، 136
أبيّ بن كعب
1/15، 39، 40، 44، 54، 58، 63، 64، 82، 104، 106، 196، 242، 243، 267، 315، 2/18
أحمد بن حنبل
1/40
أحمد بن منيع
1/70 - 2/175
أخطب خوارزم
2/14
الأرقم بن أبي الأرقم
1/258، 326، 2/51، 52
أسامة بن زيد
1/15، 39، 58، 186، 267، 316، 2/17
إسحاق بن راهويه
2/218، 219، 220، 227
أسماء بنت عميس
1/48
أسماء بنت يزيد بن السكن
1/266
إسماعلي
1/29
أسيد بن حضير
1/118، 264
الأشتر النخعي
1/47، 48، 259، 2/143
أم سلمة
1/137، 262، 293
أم كلثوم بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
2/162
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع
2/92
أنس بن مالك
1/316، 317، 1/37
الأوزاعي
1/39، 233، 234، 235، 317، 2/17، 18
البخاري
1/258
بريرة
2/44، 58
بشير بن عبد المنذر
1/13، 2/6، 7، 9، 17، 18
البغوي
1/14، 196
بقي بن مخلد
1/204، 2/80
بلال
1/257
بنت أبي جهل
2/88، 181، 1/5، 10، 16، 36، 39، 42، 47، 70، 97، 106، 119، 189، 194، 231، 2/17، 18
ثابت بن قيس
1/74
ثوبان
1/287
الجاحظ
1/119، 124، 125، 126، 193، 2/130، 146، 184
جبريل
1/85، 134، 203، 263، 267، 279، 2/11، 14، 164، 183
جعفر بن أبي طالب
2/165، 166
جليبيب
1/317
الجنيد
1/262، 2/10، 12
الحارث بن عبد المطلب
1/37، 48، 49، 1/62، 255، 2/50
الحارث بن النعمان الفهري
1/242
حبيب بن موسى النجار
1/264
الحجاج بن يوسف
1/44، 267
حرب الكرماني
1/242
حزقيل
1/137
حسان بن ثابت
1/231، 232
الحسن البصري
1/316
الحسن بن صالح بن حيّ

1/18، 76، 81، 85، 111، 116، 130، 131، 134، 135، 137، 139، 141، 143، 165، 190، 192، 193، 196، 197، 199، 264، 269، 270، 272، 327، 2/40، 51، 138، 139، 143، 150
الحسن بن عليّ
162، 183
الحسين بن الحسن الأشقر الكوفي
2/220، 1/18، 76، 77، 81، 85، 111، 116، 130، 131، 134، 135، 137، 139، 141، 143، 147، 165، 190، 192، 193، 196، 197، 199، 269، 270، 272، 2/40، 138، 39، 143، 150، 183
الحسين بن عليّ
1/293
حفصة بنت عمر
1/47، 267، 2/10، 14
حمزة بن عبد المطلب
1/317
حماد بن زيد
1/317
حماد بن سلمة
1/267
الحميدي
1/48
خارجة
2/63
خالد بن سعيد بن العاص
1/31، 2/167
خديجة
1/174
الخضر
1/44
خيثمة بن سليمان الأطرابلسي
1/39، 140، 253، 2/18
الدارقطني
1/315
داود
1/5
الذهبي
1/74
ذو النون المصري
1/239
ذو رعين
1/239
ذوعمرو
1/239
ذو كلاع
2/12
ربيعة بن الحارث
1/137، 262، 293
رقية بنت محمد صلَّى الله عليه وسلَّم
1/254
الزبير بن بكار
1/29، 62، 136، 157، 171، 216، 217، 255، 2/188، 189، 190
الزبير بن العوام
1/253
زكريا بن يحيى الكسائي
1/99 - 2/18
الزمخشري
1/309
زيد بن أبي أوفى
1/83
زيد بن أرقم
1/31، 311، 2/52، 164
زيد بن حارثة
1/137
زينب بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
1/236
سجاح
1/317
السري السقطي
1/29، 130، 157، 217، 2/174، 188، 189
سعد بن أبي وقاص
1/309 - 2/84
سعد بن الربيع
1/317
سعد بن سالم
2/65
سعد بن عباده
1/29 - 2/194
سعد بن معاذ
1/196، 317
سعيد بن أبي عروبة
1/317
سعيد بن عبد العزيز
1/267
سعيد بن منصور
1/39، 271، 299، 315، 317
سفيان
1/190، 278، 209، 2/84
سلمان الفارسي
1/74
سليمان بن أحمد
2/9
سماك بن حرب
1/63، 190، 309، 2/83
سهل بن حنيف
1/317
سهل بن عبد الله التستري
1/137
سيرين
1/39، 63، 82، 299، 315
الشافعي ( الإمام )
1/317
الشافعي بن حنبل
1/317
شريك بن عبد الله
1/39، 58، 299، 2/17
شعبة
2/192
شقران

2/155
شيبة بن عثمان بن أبي طلحة
2/15
صفية عمة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
1/199
صلاح الدين
1/126، 127، 128
صهيب أبو يحيى
1/17، 232، 274
الضحاك
2/11
طالب بن أبي طالب
1/29، 62، 121، 136، 157، 216، 217، 295، 2/162، 188، 189
طلحة ( بن عبد الله )
2/155
طلحة بن شيبة
1/236
طليحة الأسدي
1/258، 293
عائشة بنت أبي بكر
1/327
عباد بن يعقوب
1/21
عبادة بن الصامت
1/134، 262، 2/10، 12، 60
العباس بن عبد المطلب
1/15
عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم
1/152
عبد الرحمن بن زيد
1/29، 209، 2/84، 188، 189
عبد الرحمن بن عوف
1/39، 58، 317، 2/17
عبد الرحمن بن مهدي
1/16، 196
عبد الرزاق
2/14
عبد شمس
1/317
عبد العزيز بن الماجشون
2/9
عبد الغفار بن القاسم بن فهد أبو مريم الكوفي
2/148
عبد الله بن إباض
1/21
عبد الله بن أبي
1/34
عبد الله بن جحش
2/88، 181
عبد الله بن حمار
2/88، 181
عبد الله بن الزبير
1/276، 278، 2/181
عبد الله بن سلام
1/309
عبد الله بن شرحبيل
2/10
عبد الله بن عبد القدوس
1/308
عبد المؤمن بن عباد
2/14
عبد مناف
2/11، 12
عبيد الله بن العباس
1/267
عبيدة بن الحارث
2/63
عتاب بن اسيد
2/12
عتبة بن أبي لهب
1/23، 24، 25، 29، 42، 46، 54، 93، 94، 95، 100، 104، 113، 116، 117، 129، 136، 157، 171، 182، 185، 189، 207، 213، 225، 226، 237، 239، 246، 250، 254، 269، 270، 279، 283، 286، 293، 294، 298، 315، 316، 2/44، 48، 90، 104، 109، 116، 145، 146، 149، 188، 189
عثمان بن عفان
1/39
العجلي
2/52
عروة بن مسعود
1/263 - 2/11
عقيل بن أبي طالب
1/152
عكرمة
1/61، 62، 63، 89، 190، 263
عمار بن ياسر

1م23، 34، 37، 42، 46، 54، 58، 94، 95، 97، 100، 104، 113، 115، 117، 128، 129، 147، 148، 157، 158، 160، 167، 171، 173، 179، 180، 181، 185، 187، 189، 191، 204، 207، 213، 215، 216، 217، 232، 233، 237، 239، 246، 250، 254، 258، 259، 269، 270، 277، 279، 283، 284، 293، 294، 298، 309، 314، 315، 318، 323، 324، 326، 2/20، 48، 50، 51، 53، 57، 61، 69، 70، 86، 87، 90، 104، 107، 109، 111، 116، 119، 120، 127، 144، 145، 149، 154، 177.
عمر بن الخطاب
1/267
عمران بن حصين الخزاعي
2/147
عمران بن حطان
2/182
عمرو بن تغلب
1/140
عمرو بن ثابت
1/244، 245
عمرو بن جميع
1/317
عمرو بن الحارث
1/48
عمرو بن العاص
2/174، 186
عمرو بن عبد ود
2/194
عيينة بن حصن
1/28، 76، 77، 81، 95، 97، 103، 111، 116، 130، 131، 134، 135، 137، 139، 141، 192، 193، 196، 197، 198، 199، 200، 201، 202، 203، 260، 261، 263، 269، 272، 273، 2/14، 15، 40، 80، 143، 150، 183
فاطمة بنت محمد صلَّى الله عليه وسلَّم
1/274
الفراء
1/192، 199، 200
فضة (ادعي أنها جارية فاطمة )
2/11، 12
الفضل بن العباس
1/317
الفضيل بن عياض
2/218، 220
فضيل بن مرزوق
1/327
قاسم بن زكريا المطرز
1/152، 231، 232، 274
قتادة
2/11
قثم بن العباس
1/127
قنفذ بن عمير بن جدعان
2/194
كرز بن جابر الفهري
1/278
كعب الأحبار
2/14
كعب بن لؤي
1/295
كعب بن مالك
1/71، 72
الكلبي
1/316، 317
الليث
1/144
لوط
1/137
مارية القبطية
1/39، 58، 63، 140، 299، 299، 315، 316
مالك بن أنس
1/74
مالك النهشلي
1/205، 206، 231، 274
مجاهد
1/196
محمد بن أسلم الطوسي
1/14، 196
محمد بن جرير الطبري
1/317
محمد بن الحسن
2/45
محمد بن سعد
1/122
محمد بن كعب القرظي
1/71
محمد بن مروان السدي
1/63
محمد بن مسلمة
2/17
محمد بن يحيى الذهلي
1/264
المختار بن أبي عبيد
2/86
مرحب
2/14
مرة بن كعب
1/247،
مريم

1/39، 233، 234، 235، 2/17، 18
مسلم
1/317
مسلم بن خالد
1/213، 236، 2/138
مسيلمة الكذاب
1/29 - 2/190
مصعب
1/13، 76، 77، 78
مطر بن ميمون
1/136، 2/63، 67
معاذ بن جبل
1/45، 48، 54، 56، 63، 65، 224، 328، 2/19، 93، 139، 146، 174
معاوية بن أبي سفيان
1/317
معروف الكرخي
2/12
مغيث بن أبي لهب
1/190، 263، 267
المقداد بن الأسود الكندي
1/137، 187
المقوقس
1/119، 124، 125، 126
ميكائيل
1/140
المنصور ( الخليفة )
2/147
نافع بن الأزرق
2/148
نجدة الحروري
1/39، 2/17، 18، 19
النسائي
1/10، 16، 38، 39، 42
النقاش
1/199
نور الدين
1/216
هبل
1/12، 13، 16، 39، 98، 194، 2/6، 18
الواحدي
1/39، 317
وكيع بن الجراح
2/62، 65
الوليد بن عقبة بن أبي معيط
1/39، 40، 58، 299، 2/17
يحيى بن سعيد القطان
1/39، 40، 140، 253، 2/17، 18
يحيى بن معين
1/308
يزيد بن معن
1/40
يعقوب بن سفيان
1/145
يوسف عليه السلام
1/168
يوشع بن نون
ثالثاً: فهرس الكتب الواردة في المتن
الجزء / الصفحة
المؤلف
اسم الكتاب
2/104
الحاكم
الأربعين
1/51
ابن عبد البر
الاستيعاب
1/40
البخاري
تاريخ البخاري
1/44
ابن عساكر
تاريخ دمشق
1/196
ابن جريج
تفسير ابن جريج
2/6، 7
ابن جرير
تفسير ابن جرير
2/6، 7
البغوي
تفسير البغوي
1/196
بقي بن مخلد
تفسير بقي بن مخلد
1/146، 188، 192، 269، 270، 276، 292، 2/6، 7، 18، 75، 127
الثعلبي
تفسري الثعلبي
2/214
أبو جعفر الطحاوي
تفسير متشابه الأخبار
2/7
الواحدي
تفسير الواحدي
1/51
البكري
تنقلات الأنوار
1/127
أبو الحسن الدارقطني
ثناء الصحابة على القرابة وثناء القرابة على الصحابة
1/195
الترمذي
جامع الترمذي
1/172، 176، 2/143
أبو الحسن رزين بن معاوية الأندلسي
الجمع بين الصحاح الستة
1/42، 213
أبو نعيم
الحلية
1/195
أبو نعيم
الخصائص
1/243
أبو داود
سنن أبي داود
2/38
الأثرم
سنن الأثرم
1/121
ابن إسحاق
السيرة
1/98
أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي

شرح السنة
2/234
الطحاوي
شرح معاني الآثار
1/140
القاضي عياض
الشفا
2/215
أبو جعفر العقيلي
الضعفاء
1/40
ابن سعد
الطبقات
1/104، 106، 2/131
ابن سعد
الطرائف في الرد على الطوائف
2/18
يحيى القطان
العلل وأسماء الرجال
104، 106
ابن البطريق
العمدة
1/149، 155، 1/242، 319، 2/199
شيرويه بن شهردار الديلمي
الفردوس "فردوس الأخبار"
1/213 - 2/74
أبو نعيم
فضائل الصحابة
1/253، 2/127، 130، 159
أحمد بن حنبل
فضائل الصحابة
2/212
أبو القاسم عبد الله بن عبد اله بن أحمد الحكاني
مسألة في تصحيح رد الشمس وترغيب النواصب الشمس
1/104، 105، 243، 307، 308، 320
أحمد بن حنبل
مسند أحمد
1/98
أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي
المصابيح
1/267
القاضي أبو يعلى
المعتمد
2/87
الأشعري
مقالات الإسلاميين
2/90
البيهقي
مناقب الشافعي
1/70، 139، 2/75، 132
أبو الفرج بن الجوزي
الموضوعات
1/320
الإمام مالك
الموطأ
1/93
الإمام مالك
نهج البلاغة
سادساً: فهرس الأماكن والبلدان
الجزء / الصفحة
المكان أو البلد
1/37، 48
الأبطح
1/47، 215، 217، 246
أحد
1/122
الأردن
1/47، 62، 126، 196، 203، 217، 2/46، 50
بدر
1/254، 317
البصرة
1/65
البيرة
1/295، 2/44، 45، 46، 49، 195
تبوك
2/11، 138، 220
الحبشة
1/225، 2/49
الحجاز
1/62، 170، 2/21، 45
الحديبية
1/65
حران
1/218، 2/12
حنين
1/225
خراسان
1/218، 2/11، 21، 46، 86، 215، 216، 217
خيبر
1/65
الرَّقَّة
2/12
الزرقاء من الشام
1/65
سميساط
1/217، 225، 317، 2/49
الشام
2/15، 16
الصفا
2/137
صفين
2/12، 24
الطائف
1/251
طور سينا - طورسينين
1/127
الظهران
1/225
العراق
1/59، 2/20، 21
عرفة
1/37، 48، 50، 57، 75، 110، 2/20، 21، 22، 25، 26
غدير خم
1/251
فاران
1/217
القادسية
1/81
قباء
1/134
مؤتة
1/73، 74، 119، 120، 125، 126، 213، 2/23، 54، 45، 46، 49، 55، 56، 70، 195
المدينة
1/199، 217، 225، 317
مصر
1/225
المغرب
1/47
مقابر دمشق

1/49، 50، 65، 71، 73، 74، 75، 125، 126، 215، 218، 251، 255، 304، 305، 317، 2/10، 11، 23، 24، 36، 49، 63، 108، 138، 192
مكة
1/236
نجد
2/63
نجران
1/48
النجف
1/236
اليمامة
1/215، 218، 225، 231، 232، 237، 239، 2/24، 56، 63، 70
اليمن
فهرس المراجع
( أ )
1- الإبانة عن أصول الديانة، لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، ط. المنيرية، بدون تاريخ.
طبعة أخرى: تحقيق الدكتورة فوقية حسين محمود، ط. دار الأنصار، القاهرة، 1397/ 1977 .
2- إبراهيم بن سيار النظَّام، تأليف الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة، القاهرة، 1365/ 1946.
3- ابن الجوزي وآراؤه الكلامية والأخلاقية، ( رسالة ماجستير )، للدكتورة آمنة محمد نصير.
4- ابن عربي، لآسين بلاثيوس، ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي، ط. الأنجلو، القاهرة، 1965 .
5- ابن الفارض والحب الإلهي، تأليف الدكتر محمد مصطفى حلمي، القاهرة، 1364/ 1945.
6- أبو بكر الصديق، تأليف الأستاذ علي الطنطاوي، الطبعة الثانية، ط. المطبعة السلفية، القاهرة، 1372.
7- أبو الهذيل العلاف، تأليف الأستاذ علي مصطفى الغرابي، القاهرة، 1949.
8- الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية، للشيخ محمد المدني، ط. حيدر آباد، 1158 .
الآثار الباقية عن القرون الخالية، للبيروني، ط. ألمانيا 1878 .
9- الأحكام السلطانية، لأبي الحسن الماوردي، القاهرة، 1298.
10- الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي، ط. دار الكتب المصرية، 1332/ 1914 .
11- إحياء علوم الدين، لأبي حامد الغزالي، نشر الثقافة الإسلامية، القاهرة، 1356- 1357 .
12- أخبار الرجال، لمحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، بمبئ محلة جبور كلى، إيران، 1317.
13- الأخبار الطوال، الدينوري، تحقيق الأستاذ عبد المنعم عام، مراجعة الدكتور جمال الدين الشيال، ط. وزارة الثقافة، القاهرة، 1960 .
14- إخبار العلماء بأخبار الحكماء، لعلي بن يوسف القفطي.

15- أخبار عمر، للأستاذين: علي وناجي الطنطاوي، ط. دمشق، 1379/ 1959 .
16- إخوان الصفا، للدكتور جبور عبد النور، في سلسلة نوابغ الفكر العربي، ط. المعارف، القاهرة، 1954.
17- إخوان الصفا، للأستاذ عمر الدسوقي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة 1366/ 1947.
18- الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، لإمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني، تحقيق الدكتور محمد يوسف موسى، والأستاذ علي عبد المنعم عبد الحميد، ط. الخانجي، القاهرة، 1369/ 1950 .
19- الاستقامة، لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشال سالم، ط. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1404/ 1983.
20- الاستيعاب في أسماء الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي، على هامش الإصابة لابن حجر، ط. المكتبة التجارية، القاهرة، 1358/ 1939.
21- أسد الغابة في معرفة الصحابة، لعز الدين علي بن محمد بن الأثير الجزري، ط. دار الشعب، القاهرة، 1390/ 1970.
22- الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، لعلي القاري، تحقيق الدكتور محمد الصباغ، ط. بيروت، 1391/ 1971.
23- الأسماء والصفات، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، ط. السعادة، القاهرة، 1358.
24- الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني، ط. المكتبة التجارية، القاهرة، 1358/1939.
25- اصطلاحات الصوفية، لابن عربي، (رسالة مطبوعة مع كتاب "التعريفات" للجرجاني)، ط. مصطفى الحلبي، 1357/ 1938.
26- اصطلاحات الصوفية، للقاشاني، تحقيق الدكتور محمد كمال جعفر، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1981.
27- أصول الدين، لعبد القاهر بن طاهر البغدادي، استانبول، 1346/ 1928.
28- أصول الفلسفة الإشراقية، تأليف الدكتور محمد علي أبو ريان، ط. مكتبة الأنجلو، القاهرة، 1959.
29- الأصول من الكافي، لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني، ط. طهران، 1381.

30- اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، لفخر الدين محمد بن عمر الرازي تحقيق الدكتور علي سامي النشار، نشر مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1356/ 1938.
31- الأعلام، تأليف خير الدين الزركلي، الطبعة الثانية، القاهرة، 1373-1378.
32- أعيان الشيعة، للعاملي ( محسن الأمين الحسيني )، ط. مطبعة ابن زيدون، دمشق، 1356/ 1937.
33- اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، لابن تيمية، تحقيق الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، ط. الرياض، 1404.
34- الإكمال، لابن ماكولا، ط. حيدر آباد، 1381/ 1962.
الأم، للشافعي، تصحيح الشيخ محمد زهري النجار، ط. القاهرة، 1381/ 1961.
35- أمالي المرتضى ( غرر الفوائد ودرر القلائد )، تأليف علي بن الحسين الموسوي العلوي، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1954.
36- إمتاع الأسماع، لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي، تحقيق الأستاذ محمود محمد شاكر، ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1941.
37- الإمتاع والمؤانسة، لأبي حيان الوحيدي، ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1942.
38- الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق الشيخ محمد خليل هراس، ط. مكتبة الكليات الأزهرية، 1389/ 1969.
39- إنباه الرواة على أنباه النحاة، لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. دار الكتب المصرية، القاهرة، 1369/ 1950.
40- الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، لأبي الحسن عبد الرحيم بن محمد بن عثمان الخياط، تحقيق نيبرج، ط. دار الكتب المصرية، القاهرة، 1925.
41- الأنساب، لتاج الإسلام عبد الكريم بن محمد بن أبي المظفر التميمي السمعانين ط. مرجليوث، وحيدر آباد.
42- الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، نشر عزت العطار، القاهرة، 1369/ 1950.
( ب )

43- بحث عن حياة ابن التومرت ومذهبه، للأستاذ عبد الله كنون، ضمن كتاب "نصوص فلسفية مهداة إلى الدكتور إبراهيم مدكور"، ط. القاهرة، 1976.
44- البدء والتاريخ، لمطهر بن طاهر القدسي، ط. باريس 1899-1919.
45- البداية والنهاية في التاريخ = تاريخ ابن كثير، لإسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق الدكتور مصطفى عبد الواحد، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1384/ 1964.
46- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، لجلال الدين عب الرحمن السيوطي، . الخانجي، القاهرة، 1326.
( ت )
47- تاج التراجم في طبقات الحنفية، لأبي العدل زين الدين قاسم بن قطلوبغا، ط. المثني، بغداد، 1962.
48- تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمد مرتضى الحسيني الزبيدي، المطبعة الخيرية، القاهرة، 1306-1307.
49- تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري، ط. القاهرة 1282.
تاريخ الأدب العربي، لكارل بروكلمان، ترجمة الدكتور عبد الحليم النجار، ط. المعارف، القاهرة، 1962.
50- التاريخ الإسلامي، للأستاذ محمود شاكر، ط. المكتب الإسلامي، 1403/ 1983 .
51- تاريخ بغداد، للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، القاهرة، 1349/ 1931.
52- تاريخ التراث العربي، لفؤاد سزكين، ط. الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، القاهرة، 1971-1978.
وطبعة جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية بالرياض.
53- تاريخ الجهمية والمعتزلة، لجمال الدين القاسمي، القاهرة، 1321ه‍.
54- تاريخ الحكماء، لعلي بن يوسف القفطي، ط. ليبزج، ألمانيا، 1903.
55- تاريخ حكماء الإسلام، لظهير الدين علي بن زيد البيهقي، ط. الترقي، دمشق، 1365/1946.
56- تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. المعارف، 1386/ 1963.
57- تاريخ عمر بن الخطاب، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، القاهرة، مطبعة صبيح، 1929.

58- التاريخ الكبير، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ط. حيدر آباد، 1361.
59- تاريخ مختصر الدول، لابن العبري، ط. بيروت، 1890.
60- تاريخ مدينة دمشق، لعلي بن الحسن هبة الله بن عساكر، ط. المجمع العلمي العربي، دمشق، 1373/ 1954.
61- تاريخ اليعقوبي، لأحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب المعروف باليعقوبي، ط. بيروت، 1379/ 1960.
62- التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، لأبي المظفر الإسفراييني، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، القاهرة، 1359/ 1940.
63- تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، لابن حجر، تحقيق الأستاذ علي محمد البجاوي، مراجعة الأستاذ محمد علي النجار، ط. الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، 1954-1966.
64- تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، لعلي ابن الحسن بن عساكر، ط. القدسي، دمشق، 1347.
65- تثبيت دلائل النبوة، للقاضي عبد الجبار، تحقيق الدكتور عبد الكريم عثمان، ط. دار العروبة، بيروت، 1386/ 1966.
66- تذكرة الحفاظ، لبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، الطبعة الثالثة، ط. حيدر آباد، 1375/ 1955.
67- تذكرة الموضوعات، لمحمد بن طاهر بن علي الفتني، ط. المنيرية، القاهرة، 1343.
68- ترتيب مسند الطيالسي = منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود، تحقيق الأستاذ أحمد عبد الرحمن البنا، ط. المطبعة المنيرية بالأزهر القاهرة، 1372.
69- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري، تحقيق الأستاذ مصطفى محمد عمارة، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة 1352/ 1933.
70- التعرف لمذهب أهل التصوف، لأبي بكر محمد بن إسحاق الكلاباذي، نشر الأستاذ آرثر جون آربري، القاهرة، 1352/ 1933.
طبعة أخرى: بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود، والأستاذ طه سرور، ط. عيسى الحلبي، 1380/ 1960.

71- التعريفات، لعلي بن محمد بن علي الجرجاني، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة، 1357-1938.
72- تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبي محمد عبد الحق بن عطية الغرناطي، تحقيق المجلس العلمي، فاس، المغرب، 1397/ 1977.
73- تفسير سورة الإخلاص، لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، ط. القاهرة والرياض (في مجموع فتاوى شيخ الإسلام 17/214-503)، 1381-1389.
74- تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق الأستاذ محمود محمد شاكر، مراجعة الشيخ أحمد محمد شاكر، ط. المعارف، القاهرة.
75- تفسير الطبري، ط. بولاق، القاهرة، 1323.
76- تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة، تحقيق الأستاذ السيد أحمد صقر، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1378/ 1958.
77- تفسير القرآن العظيم، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، ط. دار الشعب، القاهرة، 1390/ 1971.
78- تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، ط. دار الكتب، القاهرة، 1372/ 1952. 1380/ 1960.
79- التفسير الكبير، للرازي، ط. عبد الرحمن محمد، القاهرة، 1357/ 1938.
80- تلبيس إبليس، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، الطبعة الثانية، ط. المنيرية، القاهرة، 1368.
81- تلخيص كتاب الاستغاثة في الرد على البكري، لابن تيمية، ط. السلفية، مكة المكرمة، 1346.
82- تلخيص المستدرك (المستدرك على الصحيحين في الحديث)، لشمس الدين الذهبي، ط. حيدر آباد، الدكن، 1334.
83- التمهيد في الرد على الملحدة المعطلة والرافضة والخوارج والمعتزلة، للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني.
الطبعة الأولى: بتحقيق د. محمد عبد الهادي أبو ريدة، والأستاذ محمود محمد الخضيري، ط. لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، 1366/ 1947.
الطبعة الثانية: بتحقيق رتشرد يوسف مكارثي، ط. بيروت، 1957.

84- تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث، لابن الديبع الشيباني، ط. محمد علي صبيح، القاهرة، 1347.
85- التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، لأبي الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، ط. عزت العطار، القاهرة، 1368/ 1949.
86- تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، للبقاعي = مصرع التصوف، تحقيق الأستاذ عبد الرحمن الوكيل، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1373/ 1953.
87- تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني، تحقيق الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف، مكتبة القاهرة، 1378.
88- تهافت الفلاسفة، للغزالي، تحقيق الدكتور سليمان دنيا، الطبعة الثالثة، دار المعارف، القاهرة، 1958.
89- تهذيب الأسماء واللغات، لأبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي، ط. المنيرية، بدون تاريخ.
90- تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، ط. حيدر آباد، 1325-1327ه‍.
91- التوحيد وإثبات صفات الرب، لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق الدكتور الشيخ محمد خليل هراس، ط. مكتبة الكليات الأزهرية، 1387/ 1968.
طبعة أخرى: المطبعة المنيرية، القاهرة، 1353.
( ج )
92- جامع الأصول من أحاديث الرسول، لأبي السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري، تصحيح الشيخ محمد حامد الفقي، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1368/ 1949.
93- جامع بيان العلم وفضله، لأبي عمر يوسف بن عبد البر، ط. المطبعة المنيرية، القاهرة.
94- جامع التواريخ، لرشيد الدين الهمذاني، ط. الحلبي، القاهرة، 1960.
95- جامع الرسائل، لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، ط. المدني، القاهرة، 1389/ 1969.
96- الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، لجلال الدين السيوطي، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة، 1358/ 1939.

97- الجامع الكبير = جمع الجوامع، لجلال الدين السيوطي، نسخة مصورة عن مخطوطة دار الكتب المصرية، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة.
98- الجرح والتعديل، لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، الطبعة الأولى، حيدر آباد، 1361/ 1942.
99- جواب أهل العلم والإيمان في تفسير أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، لابن تيمية، ط. المطبعة الخيرية، القاهرة، 1325، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام (17/5/213)، الرياض، 1381-1389.
100- الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح، لابن تيمية، ط. المدني، القاهرة، 1379/ 1959.
101- جوامع السيرة النبوية، لعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، تحقيق الدكتور إحسان عباس، والدكتور ناصر الدين الأسد، مراجعة الأستاذ أحمد محمد شاكر، ط. دار المعارف، القاهرة، 1956.
( ح )
102- حركات الشيعة المتطرفين، تأليف الدكتور محمد جابر عبد العال، ط. مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، 1373/ 1954.
103- حصول المأمول من علم الأصول، للأستاذ صديق حسن خان، ط. استانبول 1926.
104- الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، لآدم متز، نقله إلى العربية الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريده، ط. لجنة التأليف والترجمة، الطبعة الثانية، القاهرة، 1367/ 1948.
105- الحلة السيراء، لابن الأبار، ط. ليدن، 1847-1851.
106- حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني، ط. الخانجي، القاهرة، 1351/ 1932.
( خ )
107- الخطط ( المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار )، لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي، ط. الأميرية ببولاق، القاهرة، 1270.
108- خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لأحمد بن عبد الله الخزرجي الأنصاري، ط. الخيرية، القاهرة، 1322.
109- خلع النعلين، لأبي القاسم بن قَسِيّ، ط. بيروت.
110- الخطوط العريضة، تأليف محب الدين الخطيب، تحقيق وتعليق محمد مال الله، ط. القاهرة، 1409ه‍.
( د )

111- دائرة المعارف الإسلامية، ط. كتاب الشعب، القاهرة.
112- دائرة المعارف الإسلامية، ترجمة إبراهيم زكي خورشيد وآخرين، ط. القاهرة.
113- الدر المنثور في التفسير بالمأثور، لجلال الدين السيوطي، ط. طهران، 1377.
114- درء تعارض العقل والنقل، لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، ط. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى، الرياض، 1403/ 1983.
115- الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة، لجلال الدين السيوطي، تحقيق الدكتور محمد لطفي الصباغ، ط. الرياض، 1403/ 1983.
116- دلائل النبوة، لأحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تقديم وتحقيق الأستاذ عبد الرحمن محمد عثمان، ط. دار النصر للطباعة، القاهرة، 1969.
117- الدليل الشافي على المنهل الصافي، لابن تغري بردي، تحقيق الأستاذ فهيم شلتوت، نشر جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1399/ 1979.
118- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، لإبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون المالكي، ط. مطبعة المعاهد، القاهرة، 1351.
119- ديوان الأعشى، ط. جابر.
120- ديوان العجاج، ط. د. عزة حسن.
121- ديوان عمرو بن معد يكرب الزبيدي، صنعه هاشم الطعان، ط. بغداد، 1390/ 1970.
122- ديوان الفرزدق، ط. مطبعة الصاوي، القاهرة، 1354/ 1936.
123- ديوان كُثير عزّة، جمع وشرح الدكتور إحسان عباس، نشر دار الثقافة، بيروت لبنان 1391/ 1971.
( ذ )
124- ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث، لعبد الغني النابلسي، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية، القاهرة 1352/ 1934.
125- الذيل على طبقات الحنابلة، لابن رجب الحنبلي، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1372/ 1952.
126- ذيل اللآلئ المصنوعة، للسيوطي، ط. حجر، الهند، 1303.
( ر )
127- ربيع الفكر اليوناني، للدكتور عبد الرحمن بدوي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1958.

128- الرجال، لأبي عمر محمد بن عبد العزيز الكشي، تعليق أحمد الحسيني، ط. مؤسسة الأعلمي، مطبعة الآداب، النجف، بدون تاريخ.
129- رجال الطوسي، لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق الأستاذ محمد صادق آل بحر العلوم، ط. الحيدرية، النجف، 1381/ 1961.
130- رجال العلامة الحلي، لابن المطهر الحلي، تصحيح الأستاذ محمد صادق آل بحر العلوم، الطبعة الثانية، ط. الحيدرية، النجف، 1381/ 1961.
131- رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد علي بشر المريسي العنيد، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. السنة المحمدية، 1358.
132- الرد على الجهمية والزنادقة، للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق الدكتور علي سامي النشار، ط. دار العارف، القاهرة، 1971.
طبعة أخرى: تحقيق الدكتور عبد الرحمن عميرة، ط. دار اللواء، الرياض، 1977.
133- الرد على المنطقيين، لابن تيمية، تحقيق عبد الصمد شرف الدين الكتبي، بمباى، الهند، 1358/ 1949.
134- رسائل ابن سبعين، تحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي، القاهرة، 1965.
135- رسائل إخوان الصفات وخلان الوفا، عنى بتصحيحه خير الدين الزركلي، المطبعة العربية بمصر، 1347/ 1928.
136- رسائل الجاحظ، جمع ونشر الأستاذ حسن السندوبي، القاهرة، 1352/ 1933.
137- رسائل فلسفية، للرازي، جمع وتصحيح بول كراوس، نشر كلية الآداب، جامعة فؤاد الأول، القاهرة، 1939.
138- الرسالة "السبعينية" = بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية، لابن تيمية، ضمن الجزء الخامس من مجموع الفتاوى الكبرى، نشر فرج الله زكي الكردي، مطبعة كردستان العلمية، القاهرة، 1329.
139- الرسالة القشيرية في علم التصوف، لأبي القاسم عبد الكريم بن هوزان القشيري النيسابوري، تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود، ومحمود بن الشريف، نشر دار الكتب الحديثة، القاهرة، 1385/ 1966.

140- روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، لميرزا محمد باقر الموسوي الخوانساري، الطبعة الثانية، ( طبع حجر )، طهرا، 1367.
141- الروضة البهية شرح اللمعة الدمشقية، لزين الدين الجبعي العاملي، ط. بيروت، 1379/1960.
142- الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية، لأبي عذبة، ط. حيدر آباد، 1322.
143- الرياض النضرة في مناقب العشرة، لأبي جعفر أحمد المحب الطبري الطبعة الثانية، نشر الخانجي، القاهرة، 1372/ 1953.
( ز )
144- زاد المسير في علم التفسير، لعبد الرحمن بن علي بن الجوزي، ط. المكتب الإسلامي، دمشق، 1387/ 1967.
145- زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن قيم الجوزية، تحقيق شعيب الأرنؤوط، وعبد القادر الأرنؤوط، ط. بيروت، 1399/ 1979.
146- الزهر النضر في نبأ الخضر، رسالة لابن حجر، نشرت ضمن "مجموعة الرسائل المنبرية" لابن تيمية، ط. المنيرية، القاهرة، 1343/ 1946.
( س )
147- سرح العيون شرح رسالة ابن زيدون، لجمال الدين محمد بن محمد بن نباته، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم.
148- سلسلة الأحاديث الصحيحة، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي، القاهرة، 1980.
149- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. دار الفكر، دمشق، 1379/ 1959.
150- السلوك لمعرفة دول الملوك، للمقريزي، ط. دار الكتب المصرية، القاهرة، 1934-1936.
151- السنة، لأحمد بن حنبل، ط. المطبعة السلفية، مكة، 1349.
152- سنن ابن ماجه ( أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني )، تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1372/ 1952.
153- سنن أبي داود، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثانية، المكتبة التجارية، القاهرة، 1369-1370/ 1950-1951.

154- سنن الترمذي، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (بشرح ابن العربي) ط. المطبعة المصرية بالأزهر، القاهرة، 1350/ 1931.
طبعة أخرى: بتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة (ط. المدني بالقاهرة)، 1384/ 1964.
155- سنن الدارمي، لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي، ط. دمشق، 1349.
156- السنن الكبرى، للبيهقي، ط. حيدر آباد، 1354.
157- سنن النسائي ( المجتبى )، للحافظ أبي عبد الرحمن بن شعيب النسائي، ومعه شرحه: زهر الربى على المجتبى، للحافظ الجلال السيوطي، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة، 1383/ 1964.
158- سير أعلام النبلاء، للذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.
159- سيرة عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزي، ط. المؤيد، القاهرة، 1331/ 1921.
160- السيرة النبوية، لابن كثير، تحقيق الدكتور مصطفى عبد الواحد، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1384/ 1964.
161- السيرة النبوية، لابن هشام، تحقيق الأستاذ مصطفى السقا وآخرين، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة، 1355/ 1936.
( ش )
162- شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي، ط. القدسي، 1350.
163- الشرح والإبانة على أصول الديانة، لابن بطة العكبري، تحقيق الأستاذ هنري لاوست، ط. المعهد الفرنسي، دمشق، 1958.
164- شرح الدرة النجفية، للدنبلي، ط. إيران، 1292.
165- شرح ديوان لبيد، تحقيق د. إحسان عباس، الكويت، 1962.
166- شرح ديوان المتنبي، وضع الأستاذ عبد الرحمن البرقوقي، ط. طار الكتاب العربي، بيروت، 1980.
167- شرح الطحاوية، لعلي بن محمد بن أبي العز الحنفي، تحقيق الأستاذ أحمد محمد شاكر، الرياض، 1396.
168- شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق شعيب الأرنؤوط، 1401/1981.
169- شرح العيون، لأبي السعد الجشمي، (ضمن كتاب "فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة" تحقيق الأستاذ فؤاد السيد) ط. دار التونسية للنشر، تونس، 1393/1974.

170- شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1958.
طبعة أخرى، لابن ميشم البحراني، ط. طهران.
171- شرح النووي على صحيح مسلم، ليحيى بن شرف النووي، ط. المطبعة المصرية بالأزهر، القاهرة، 1347/1929.
172- الشريعة، للآجري، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1369/1950.
173- الشيعة وأهل البيت، تأليف الأستاذ إحسان إلهي ظهير، ط. إدارة ترجمان السنة، لاهور، باكستان، الطبعة الثالثة، 1403/1983.
174- الشيعة والتشيع، تأليف الأستاذ إحسان إلهي ظهير، ط. لاهور، باكستان، 1404/1984.
175- الشيعة وتحريف القرآن، تأليف محمد مال الله، ط. القاهرة، 1409ه‍.
( ص )
176- الصارم المسلول على شاتم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ط. حيدر آباد، الدكن، 1322.
طبعة أخرى: بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، 1379/1960.
177- صحيح البخاري، لمحمد بن إسماعيل البخاري، ط. المطبعة الأميرية، القاهرة، 1314.
178- صحيح الجامع الصغير، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، منشورات المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1388/1969.
179- صحيح مسلم، لأبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1374/1955.
طبعة أخرى = الجامع المسلول، استنابول، 1329-1333.
180- صفة الصفوة، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ط. حيدر آباد، 1355.
181- صفة صلاة النبي، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. الفكر العربي، 1403/1983.
182- الصفدية، لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، ط. الرياض، 1396/1976.
( ض )
183- ضحى الإسلام، للأستاذ أحمد أمين، القاهرة، 1949.
184- الضعفاء، للإمام النَّسائي، ط. حيدر أباد، الدكن، 1323.
( ط )
185- طبقات الأطباء = عيون الأنبياء في طبقات الأطباء، لابن أبي أصيبعة، ط. دار الفكر، بيروت، 1376/1956.

186- طبقات الأطباء والحكماء، لابن جلجل، تحقيق الأستاذ فؤاد السيد، ط. المعهد الفرنسي، القاهرة، 1955.
187- طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، بدون تاريخ.
188- طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي، تحقيق الأستاذين عبد الفتاح الحلو، ومحمود الطناحي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1383/1964.
189- طبقات الصوفية، لأبي عبد الرحمن السلمي، تحقيق الأستاذ نور الدين شريبة، القاهرة، مطبعة المنياوي، 1372/1953.
190- طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، ط. الموصل، 1380/1961.
191- طبقات القراء = غاية النهاية في طبقات القراء، لشمس الدين بن الجرزي، ط. الخانجي، القاهرة، 1351/1932.
192- الطبقات الكبرى، لابن سعد، ط. بيروت، 1376/1957.
193- طبقات النحويين واللغويين، لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. سامي الخانجي، القاهرة، 1373/1954.
( ع )
194- عائشة والسياسة، للأستاذ سعيد الأفغاني، ط. القاهرة، 1957.
195- العبر في خبر من غبر، للحافظ شمس الذهبي، ط. الكويت، 1960.
196- العثمانية، للجاحظ، تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، ط. الخانجي، القاهرة، 1955.
197- العقد الفريد، لأحمد بن محمد بن عبد ربه، ط. لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، 1940.
198- العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، لابن عبد الهادي، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. محمود توفيق، القاهرة، 1356/ 1938.
199- العلل = علل الحديث، لابن أبي حاتم، ط. المطبعة السلفية، القاهرة، 1930.
200- العواصم من القواصم، لأبي بكر بن العربي، تعليق الأستاذ محب الدين الخطيب، ط. المطبعة السلفية، القاهرة، 1371.
201- عيون الأنباء في طبقات الأطباء: انظر: طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة.
( غ )

202- غاية المرام في علم الكلام، للآمدي، تحقيق الدكتور حسن محمود عبد اللطيف، ط. لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1391/ 1971.
( ف )
203- الفائق في غريب الحديث، للزمخشري، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1366/ 1947.
204- فتاوى الرياض = مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وابنه محمد، طبعت في 37 جزءاً، ط. الرياض، 1381-1389.
205- فتح الباري بشرح البخاري، لابن حجر العسقلاني، تحقيق الشيخ عبد العزيز بن باز، ط. المطبعة السلفية، القاهرة، 1380.
206- فتوح البلدان، للبلاذري، تحقيق الأستاذ صلاح الدين المنجد، ط. النهضة المصرية، القاهرة، 1956.
207- الفتوحات المكية، لمحيي الدين محمد بن علي بن عربي، ط. دار الكتب العربية الكبرى، القاهرة، 1329.
208- الفرق بين الفرق، لابن طاهر البغدادي، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، ط. صبيح، القاهرة، بدون تاريخ.
209- فرق الشيعة، للنوبختي، تعليق محمد صادق آل بحر العلوم، ط. المطبعة الحيدرية، النجف، 1379/ 1959.
طبعة أخرى: استانبول، 1931.
210- الفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم، ط. المطبعة الأدبية القاهرة، 1317-1321.
طبعة أخرى: بتحقيق الدكتور محمد إبراهيم نصر، والدكتور عبد الرحمن عميرة، ط. عكاظ، الرياض، 1402/ 1982.
211- فصوص الحكم، لابن عربي، تحقيق الدكتور أبو العلا عفيفي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1946.
212- الفصول في اختصار سيرة الرسول، لابن كثير، تحقيق الأستاذين محمد العيد الخطراوي، ومحيي الدين مستو، ط. بيروت، 1399-1400.
213- فضائح الباطنية، للغزالي، تحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي، ط. الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، 1383/ 1964.
214- فضائل الصحابة، للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق وصي الدين بن محمد بن عباس، إصدار جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1403/ 1983.

215- فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، للقاضي عبد الجبار، تحقيق الأستاذ فؤاد سيد، ط. الدار التونسية للنشر، تونس، 1393/ 1974.
216- الفهرست، لابن النديم، ط. التجارية، القاهرة، 1348.
طبعة أخرى: تحقيق جوستاف فلوجل (مصورة عن طبعة ليبزج، ألمانيا، 1871)، ط. بيروت، 1964.
217- فهرست الطوسي، لمحمد بن الحسن الطوسي، المكتبة المرتضية بالنجف، العراق، 1356/ 1937.
218- الفوائل المجموعة في الأحاديث الموضوعة، لمحمد بن علي الشوكاني، تحقيق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1380/ 1960.
219- فوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي، تحقيق الشيخ محمد بن يحيى الدين عبد الحميد، ط. النهضة المصرية، القاهرة، 1951.
220- في الفلسفة الإسلامية، منهج وتطبيق، للدكتور إبراهيم مدكور، ط. عيسى الحلبي، القاهرة 1367/ 1947.
( ق )
221- قاضي القضاية عبد الجبار بن أحمد الهمذاني، تأليف الدكتور عبد الكريم عثمان، ط. دار العربية، بيروت، 1386/ 1967.
222- القاموس الإسلامي، للأستاذ أحمد عطية الله.
223- القاموس المحيط، للفيروزآبادي، ط. المطبعة المصرية، الطبعة الثالثة، القاهرة 1353/ 1935.
224- قواعد عقائد آل محمد الباطنية، لمحمد بن الحسن الديلمي، ط. القاهرة، 1950.
( ك )
225- الكامل، للمبرد، ط. التجارية، 1365 .
226- الكامل في التاريخ، لابن الأثير الجزري، ط. الحلبي، القاهرة، 1303.
227- الكتاب التذكاري لابن عربي، إشراف وتقديم الدكتور إبراهيم مدكور، ط. دار الكتاب العربي للطباعة، القاهرة، 1389/ 1969.
228- الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تحقيق الأستاذ عبد الخالق الأفغاني، الطبعة الثانية، ط. الدار السلفية، بمبي، الهند، 1399/ 1979.
229- الكشاف = تفسير الكشاف، للزمخشري، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة، 1385/ 1966.
230- كشاف اصطلاحات الفنون، للتهانوين ط. بيروت.

231- كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، لإسماعيل بن محمد العجلوني، ط. القدسي، القاهرة، 1351.
232- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لمصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة، ط. استانبول، 1360/ 1941.
233- كشف المحجوب، للهجويري، ترجمة نيكلسون، ط. شوكوفسكي.
234- الكلم الطيب، لابن تيمية، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي، 1397.
( ل )
235- اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للسيوطي، ظ. المكتبة الحسينية بالأزهر، القاهرة، 1352.
236- اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير، ط. القدسي، القاهرة، 1357/ 1369.
237- لسان العرب = اللسان، لابن منظور، ط. بيروت.
238- لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني، ط. حيدر آباد، 1329.
239- لطائف الأسرار، لابن عربي، تحقيق الأستاذين أحمد زكي عطية، وطه عبد الباقي سرور، ط. دار الفكر العربي، القاهرة، 1380/ 1961.
240- اللمع في التصوف، لأبي نصر السراج الطوسي، تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود، وطه عبد الباقي سرور، ط. القاهرة. 1960.
( م )
241- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لعلي بن أبي بكر الهيثمي، ط. القدسي، القاهرة، 1352-1353.
242- مجموعة تفسير ابن تيمية، ط. بمباي، 1374/ 1954.
243- مجموعة رسائل ابن تيمية، ط. المطبعة الحسينية، القاهرة، 1323.
244- مجموعة الرسائل المنيرية، ط. المنيرية، القاهرة 1343/ 1946.
245- مجموعة الفتاوى الكبرى، لابن تيمية، نشر فرج الله الكردي، ط. مطبعة كردستان العلمية، القاهرة، 1329، وانظر: الرسالة السبعينية والتسعينية.
246- المحصّل = محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء لفخر الدين الرازي، ط. المطبعة الحسينية، الطبعة الأولى، القاهرة، 1350.
247- المحلَّى، لابن حزم، ط. المنيرية، القاهرة، 1350.
248- المختار الثقفي، تأليف الدكتور علي الخربوطلي، سلسلة أعلام العرب، القاهرة، 1963.

249- مختصر العلو للعلي الغفار، للذهبي، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الأولى، المكتب الإسلامي، بيروت، 1401/ 1981.
250- المخصص، لابن سيده.
251- مدخل إلى التصوف الإسلامي، تأليف د. أبو الوفا التفتازاني، ط. دار الثقافة، القاهرة، 1979.
252- مرآة الزمان، لسبط بن الجوزي، ط. حيدر آباد، 1370/ 1951.
253- مروج الذهب ومعادن الجوهر، للمسعودي، تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثالثة، ط. التجارية، القاهرة، 1377/ 1958.
254- المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري، ط. حيدر آباد 1334.
255- المسند، لأحمد بن حنبل، تحقيق الأستاذ الشيخ أحمد شاكر، ط. المعارف، القاهرة، 1365-1374/ 1946-1955.
256- المسند، لأحمد بن حنبل، ط. الحلبي، القاهرة، 1313.
257- المشتبه في أسماء الرجال، للذهبي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1381/ 1962.
258- مشكاة المصابيح، للخطيب التبريزي، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. دمشق، 1380/ 1961.
259- مشكل الآثار، لأبي جعفر الطحاوي، ط. حيدر آباد، الدكن، 1333.
260- مشكل الحديث وبيانه، لابن فورك تحقيق الأستاذ موسى محمد علي، مطبعة حسان، القاهرة.
261- المصنف في الحديث = مصنف ابن أبي شيبة، لأبي بكر بن أبي شيبة، ط. الهند، 1935.
262- المعارف، لابن قتيبة، ط. المعارف، القاهرة، 1969.
263- معالم العلماء، لابن شهراشوب، ط. النجف، 1380/ 1961.
264- المعتزلة، تأليف الأستاذ زهدي جاد الله، القاهرة، 1947.
265- المعتمد في أصول الدين، للقاضي أبي يعلى، تحقيق الدكتور وديع زيدان حداد، ط. بيروت، 1974.
266- معجم الأدباء، لياقوت الحموي، تحقيق الأستاذ أحمد فريد رفاعي، القاهرة، دار المأمون، 1936.
267- معجم البلدان، لياقوت الحموي، ط. مطبعة السعادة، الطبعة الأولى، 1323/ 1906.
268- معجم الشعراء للمرزباني، تحقيق عبد الستار فراج، ط. دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1960.

269- معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة، نشر المثني، ودار إحياء التراث العربي، بيروت، 1376/ 1957.
270- المغني، لابن قدامة، تصحيح الشيخ محمد خليل هراس، مطبعة الإمام، القاهرة، 1965.
271- المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق عبد الله محمد الصديق، نشر الخانجي القاهرة، 1375/ 1956.
272- مقالات الإسلاميين واختلاف المصلِّين، لأبي الحسن الأشعري، تحقيق هـ. ريتر، استانبول، 1929.
273- مقدمة ابن خلدون، ط. د. علي عبد الواحد وافي، القاهرة، 1378/ 1958.
274- ملخص إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد والتعليل (رسالة لابن حزم). نشر الأستاذ سعيد الأفغاني، دمشق، 1379/ 1960.
275- الملل والنحل، للشهرستاني، تحقيق الشيخ محمد بن فتح الله بدران الطبعة الثانية، نشر الأنجلو المصرية، القاهرة، 1375/ 1956.
276- مناقب الإمام أحمد بن حنبل، لابن الجوزي، ط. الخانجي، القاهرة، 1349.
277- مناقب الشافعي، للبيهقي، تحقيق الأستاذ السيد أحمد صقر، ط. دار التراث، القاهرة، 1391/ 1971.
278- مناقب عمر بن الخطاب، لابن الجوزي، ط. السعادة، القاهرة، 1941.
279- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، لابن الجوزي، ط. حيدر آباد، 1357.
280- المنتقى من منهاج الاعتدال، لشمس الدين الذهبي، تحقيق الأستاذ محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية، القاهرة، 1374.
281- منهاج الشريعة في الرد على ابن تيمية، لمحمد المهدي الكاظمي القزويني، ط. المطبعة العلوية، النجف، 1347.
282- منهاج الكرامة في إثبات الإمامة، لابن المطهر الحلي.
283- المنهج الأحمد في تراجم الإمام أحمد، لعبد الرحمن بن محمد العليمي، تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، ط. المدني، القاهرة 1383/ 1963.
284- المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل، لابن المرتضى، تحقيق توماس أرنولد، ط. حيدر آباد، 1316.

285- المواقف، للإيجي، ط. القاهرة، 1956.
286- مورد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، ط. السلفية.
287- الموضوعات، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، ط. المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، 1386/ 1966.
288- الموضوعات، لعلي القارئ، استانبول، بدون تاريخ.
289- الموطأ، لمالك بن أنس، تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1370/ 1951.
290- ميزان الاعتدال، للحافظ شمس الدين الذهبي، ط. مطبعة السعادة، القاهرة.
( ن )
291- نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي، دمشق، 1372/ 1952.
292- نظرية الإمامة لدى الشيعة الإثني عشرية، تأليف الدكتور أحمد صبحي، ط. المعارف، القاهرة، 1969.
293- نكت الهميان في نكت العميان، لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، تحقيق الأستاذ أحمد زكين مطبعة الجمالية، القاهرة، 1329/ 1911.
294- النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير الجزري، ط. المطبعة العثمانية، 1311.
295- نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، للشوكاني، الطبعة الثانية، ط. المنيرية، 1344.
وغير ذلك من المراجع المذكورة في هذه السلسلة.
فهرس محتوى الجزء الثاني
الموضوع ………………………الصفحة
الفصل الأول:
بيان كذب ووضع الرافضي لحديث جمعه ( أربعين رجلاً من بني عبد المطلب.
الفصل الثاني:
بيان أن إمامة عليّ لم تكن من الدين الذي أمر بتبليغه ( .
الفصل الثالث:
نقض احتجاج الرافضة بحديث "أنت مني بمنزلة هارون من موسى".
الفصل الرابع:
نقض قياس الرافضة الاستخلاف في الممات على الاستخلاف في المغيب.
الفصل الخامس:
إثبات أن حديث "عليّ أخي ووصيي وخليفتي وقاضي ديني" كذب وموضوع.
الفصل السادس:
إثبات أن أحاديث المؤاخاة بين عليّ والنبي ( كلها موضوعة.
الفصل السابع:
الرد على من يثبت الإمامة لعليّ بقوله إنه اختص بحب الله ورسوله دون غيره.
الفصل الثامن:
إثبات أن حديث الطير من المكذوبات والموضوعات.

الفصل التاسع:
سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين هو رسول الله ( باتفاق المسلمين.
الفصل العاشر:
سيد العترة هو رسول الله ( وليس عليّ رضي الله عنه.
الفصل الحادي عشر:
الرد على من ادعى الإمامة لعليّ سنداً لحديث المحبة.
الفصل الثاني عشر:
إثبات كذب بعض الأحاديث المفتراة على رسول الله ( في حب عليّ.
الفصل الثالث عشر:
الرد على بعض النقول المعتمدة عند الرافضة لتكون حجة عليهم يوم القيامة.
الفصل الرابع عشر:
الرد على من ادعى الإمامة لعليّ محتجاً بتقديمه الصدقة عند النجوى دون غيره.
الفصل الخامس عشر:
الرد على من يدعي الإمامة لعلي بقوله: أنا صاحب الجهاد.
الفصل السادس عشر:
التنبيه على أن كل ما روي في مسند أحمد ليس بالضروري أن يكون صحيحاً.
الفصل السابع عشر:
فضيلة حمل عليّ للنبي ( .
الفصل الثامن عشر:
حديث "أنت مني وأنا منك".
الفصل التاسع عشر:
فضائل عليّ العشر.
الفصل العشرون:
فضل حبّ عليّ.
الفصل الحادي والعشرون:
حديث يوم الشورى.
الفصل الثاني والعشرون:
الرد على القول بأن حب عليّ حسنة لا تضر معها سيئة.
الفصل الثالث والعشرون:
الرد على القول برد الشمس على عليّ.
فهارس الكتاب
1- فهرس الآيات القرآنية الكريمة .
2- فهرس الأحاديث النبوية الشريفة .
3- فهرس الآثار .
4- فهرس الأعلام .
5- فهرس الكتب .
6- فهرس الأماكن والبلدان .
7- فهرس المراجع والمصادر .
8- فهرس محتوى القسم الثاني .
تم الكتاب ولله الحمد.
(1) انظر كلام ابن تيمية التالي بعد صفحات، ويذكر فيها ورود هذا الحديث الموضوع في تفسير الطبري. ولم أجد الحديث في كتب السنة التي رجعت إليها.
(2) قال الطبري في تفسيره (ط. بولاق) 19/74: "قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن علي بن أبي طالب: لما نزلت هذه الآية... إلخ.

(3) انظر ترجمة أبي مريم عبد الغفار بن القاسم في: ميزان الاعتدال (2/640-641)، لسان الميزان (4/42-43). وذكر الحديث الموضوع ابن كثير في تفسيره (ط. الشعب) 6/180 نقلاً عن الطبري وقال: "تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم أبي مريم، وهو متروك كذّاب شيعي، اتهمه عليّ بن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعّفه الأئمة رحمهم الله".
(4) هو عبد الله بن عبد القدوس التميمي الرازي، قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (ق2 م1 ص104): "روى عن الأعمش وعبيد المكتب وعبيد الملك بن عمير وليث بن أبي سليم، وروى عنه سعيد بن سليمان.." وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/457: "كوفي رافضي، نزل الري، روى عن الأعمش وغيره. قال يحيى: ليس بشيء، رافضي خبيث، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة، وقال الدارقطني. وقال أبو معمر: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، وكان خشبياً".
(5) الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما في: البخاري 2/147 (كتاب الحج، باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها) ونصه.. أنه قال: يا رسول الله أين ننزل في دارك بمكة؟ فقال: "وهل ترك عقيل من رباع أو دور"؟ وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب، ولم يرثه جعفر ولا عليّ رضي الله عنهما شيئاً، لأنهما كانا مسلمين، وكان عقيل وطالب كافرين.. إلخ. والحديث في: مسلم 2/984-985 (كتاب الحج، باب النّزول بمكة للحاج وتوريث دورها)، سنن ابن ماجه 2/912 (كتاب الفرائض، باب ميراث أهل الإسلام من أهل الشرك).

(6) جاء هذا الخبر في كتاب "الفصول في اختصار سيرة الرسول" لابن كثير، تحقيق الأستاذين محمد العيد الخطراوي، ومحيي الدين مستو، ص207، ط. بيروت، 1399-1400 ونصه: "دعا علي ابن أبي لهب، فسلّط اله عليه السَّبُع بالشام وفق دعائه عليه السلام" وعلق المحققان: "ابن أبي لهب: هو عتبة (كذا) بن العزى (أبو لهب)، والحديث رواه الحاكم وابن إسحاق من طرق صحيحة مسنده. انظر نسيم الرياض شرح كتاب الشفاء 3/126". ولم أجد الحديث في سيرة ابن هشام وهو في المستدرك للحاكم 2/539 في تفسير سورة أبي لهب ونصه: "كان لهب بن أبي لهب يسب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "اللهم سلّط عليه كلبك" فخرج في قافلة يريد الشام، فنزل منزلاً فقال: إني أخاف دعوة محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قالوا: ك. فحطوا متاعهم حوله، وقعدوا يحرسونه، فجاء الأسد، فانتزعه، فذهب به. قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
(7) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 6/111-112 (كتاب التفسير، سورة الشعراء)، مسلم 1/192 (كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}، المسند (ط. الحلبي) 2/333، 360، 519 .
(8) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 4/6-7 (كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب)، 4/185 (كتاب المناقب، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية)، 6/112 (كتاب التفسير، سورة الشعراء)، مسلم 1/192-193 (كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}. والحديث في سنن النسائي والدارمي والمسند.
(9) الحديث في: مسلم في الموضع السابق 1/193 (رقم 353، 354).
(10) الحديث في: مسلم 1/192 (الموضع السابق) حديث رقم 350 .

(11) الحديث هو حديث ابن المخارق وزهير بن عمرو السابق، وابن المخارق هو قبيصة بن المخارق. والرضمة: حجارة مجتمعة ليست بثابتة في الأرض كأنها منثورة، وعبارة "فعلا أعلاها حجراً": أي فرقي في أرفعها، وكلمة "يربأ" على وزن يقرأ: معناه: يحفظهم ويتطلع لهم، ويقال لفاعل ذلك؛ ربيئة. وكلمة "واصباحاه" هي كلمة يعتادونها عند وقوع أمر عظيم، فيقولونها ليجتمعوا ويتأهبوا له.
(12) الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما - مع اختلاف في الألفاظ - في: البخاري 6/111 (كتاب التفسير، سورة الشعراء)، 6/122 (كتاب التفسير، سورة سبأ)، 6/179-180 (كتاب التفسير، سورة تبت يدا أبي لهب وتب)، مسلم 1/193-194 (كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}، سنن الترمذي 5/121 (كتاب التفسير، ومن سورة تبت)، المسند (ط. المعارف) 4/186، 286 .
(13) هذه الرواية جزء من حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما في: البخاري 6/122 (كتاب التفسير، سورة سبأ)، 6/180 (كتاب التفسير، سورة تبت يدا أبي لهب وتب).
(14) ذكر الزمخشري هذا الحديث بمعناه مختصراً في تفسير "الكشاف" 3/131 (ط. مصطفى الحلبي 1385/ 1966) عند تفسير قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} (الشعراء: 214).

(15) الحديث عن عائشة رضي الله عنه في: سنن الترمذي 4/317 (كتاب تفسير القرآن، باب سورة المائدة) ونصه: كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يُحرس حتى نزلت هذه الآية: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فأخرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رأسه من القبة، فقال لهم: "يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله" قال الترمذي: "هذا حديث غريب، وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق. قال: كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يُحرس، ولم يذكروا فيه عائشة". وذكر ابن كثير الحديث في تفسيره وقال إن ابن أبي حاتم رواه عن عائشة وذكر رواية الترمذي له ثم قال: "وهكذا رواه جرير والحاكم في مستدركه من طريق مسلم بن إبراهيم به، ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وكذا رواه سعيد بن منصور عن الحارث بن أبي قدامة الأبادي عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة به". وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في "عمدة التفسير عن ابن كثير" (4/193): "إسناده صحيح، وهو في الترمذي (4/96)، والطبري: (76/122). والحاكم (2/313) ووافقه الذهبي على تصحيحه، ورواه بعضهم مرسلاً - عند الطبري وغيره - وأشار الترمذي إلى ذلك، وما هذه بعلة تقدح في صحة الموصول".
(16) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في: مسلم 2/890 (كتاب الحج، باب حجة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم)، المسند (ط. الحلبي) 4/367 .
(17) الحديث عن أبي بكرة رضي الله عنه في: البخاري 2/176-177 (كتاب الحج، باب الخطبة أيام منى) وهو بمعناه في: البخاري 1/20 (كتاب العلم، باب قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: رُبّ مبلغ أوعى من سامع).
(18) مسلم 4/1873-1874 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه).

(19) الحديث بألفاظ مقاربة عن زيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت رضي الله عنهم في: سنن الترمذي 5/328-329 (كتاب المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم)، المسند (ط. الحلبي) 3/14، 17، 26، 59، 15/181-182، 189-190. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
(20) قال أبو عبد الرحمن: الحق خلاف ما ذهب إليه الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه، والزيادة التي ذكرها ابن تيمية صحيحة. وقد أفاض العلامة الألباني - حفظه الله تعالى - في تخريج حديث الموالاة، واذكر كلامه بتمامه - لينتفع به طلبة العلم - ثم أعقب على كلامه بما يتيسر، وهذا التعقيب - رغم احترامي وتقديري لفضيلته - إنما هو محاولة إثبات أن ابن تيمية رحمه الله تعالى لم ينفرد بتضعيف حديث الموالاة وتلك الزيادة التي ذكرها رحمه الله تعالى.
قال العلامة الألباني - حفظه الله تعالى - في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ج4 ص330 وما بعدها، بعد أن أورد حديث الموالاة:
ورد من حديث زيد بن أرقم، وسعد بن أبي وقاص، وبريدة بن الحصيب، وعليّ بن أبي طالب، وأبي أيوب الأنصاري، والبراء بن عازب، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وأبي سعيد، وأبي هريرة.
1 - حديث زيد، وله عنه طرق خمس:
الأولى: عن أبي الطفيل عنه قال: لما دفع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من حجة الوداع، ونزل غدير (خُم)، أمر بدوحات فقُمِمنَ، ثم قال: كأني دعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: "إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن". ثم إنه أخذ بيد عليّ رضي الله عنه فقال:
"من كنت وليه، فهذا وليه، اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه".

أخرجه النسائي في "خصائص عليّ" (ص15) والحاكم (3/109) وأحمد (1/118) وابن أبي عاصم (1365) والطبراني (4969-4970) عن سليمان الأعمش قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت عنه، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
قلت: سكت عنه الذهبي، وهو كما قال لولا أن حبيباً كان مدلساً، وقد عنعنه. لكنه لم يتفرد به، فقد تابعه فطر بن خليفة عن أبي الطفيل قال: "جمع عليّ رضي الله عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس، (وفي رواية: فقام ناس كثير) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس: "أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم"؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "من كنت مولاه، فهذا مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه".
قال: فخرجت وكأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: إني سمعت عليّاً يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر، قد سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول ذلك له".
أخرجه أحمد (4/370) وابن حبان في "صحيحه" (2205 - موارد الظمآن) وابن أبي عاصم (1367 و1368) والطبراني (4968) والضياء في "المختارة" (رقم 527 بتحقيقي).
قلت: وإسناده صحيح على شرط البخاري.
وقال الهيثمي في "المجمع" (9/104): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة".
وتابعه سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم به مختصراً: "من كنت مولاه، فعلي مولاه".
أخرجه الترمذي (2/298) وقال: "حديث حسن صحيح".
قلت: وإسناده على شرط الشيخين.
وأخرجه الحاكم (3/109-110) من طريق محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم به مطولاً نحو رواية حبيب دون قوله: "اللهم والِ....". وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".

ورده الذهبي بقوله: "قلت: لم يخرجا لمحمد، وقد وهاه السعدي".
قلت: وقد خالف الثقتين السابقين فزاد في السند ابن واثلة، وهو من أوهامه. وتابعه حكيم بن جبير - وهو ضعيف - عن أبي الطفيل به. أخرجه الطبراني (4971).
الثانية: عن ميمون أبي عبد الله به نحو حديث حبيب. أخرجه أحمد (4/372) والطبراني (5092) من طريق أبي عبيد عنه. ثم أخرجه من طريق شعبة، والنسائي (ص16) من طريق عوف كلاهما عن ميمون به دون قوله: "اللهم وال" إلا أن شعبة زاد: "قال ميمون: فحدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: اللهم...).
وقال الهيثمي: "رواه أحمد والبزار، وفيه ميمون أبو عبد الله البصري، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة". قلت: وصحح له الحاكم (3/125).
الثالث: عن أبي سليمان (المؤذن) عنه قال: "استشهد عليّ الناس. فقال: أنشد الله رجلاً سمع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: اللهم من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه"، قال: فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا". أخرجه أحمد (5/370) وأبو القاسم هبة الله البغدادي في الثاني من "الأمالي" (ق20/2) عن أبي إسرائيل الملائي عن الحكم عنه. قال أبو القاسم: "هذا حديث حسن، صحيح المتن". وقال الهيثمي (9/107): "رواه أحمد وفيه أبو سليمان، ولم أعرفه إلا أن يكون بشير بن سليمان، فإن كان هو فهو ثقة، وبقية رجاله ثقات". وعلق عليه الحافظ ابن حجر بقوله: "أبو سليمان هو زيد بن وهب كما وقع عند الطبراني".
قلت: وهو ثقة من رجال البخاري، لكن وقع عند أبي القاسم تلك الزيادة "المؤذن"، ولم يذكروها في ترجمة زيد هذا، فإن كانت محفوظة، فهي فائدة تلحق بترجمته.
لكن أبو إسرائيل واسمه إسماعيل بن خليفة مختلف فيه، وفي "التقريب": "صدوق سيئ الحفظ".

قلت: فحديثه حسن في الشواهد. ثم استدركت فقلت: قد أخرجه الطبراني أيضاً (4996) من الوجه المذكور لكن وقع عنده: "عن أبي سليمان المؤذن" بدون المثناة بين اللام والميم، وهو الصواب فقد ترجمه المزي في "التهذيب" فقال: "أبو سليمان المؤذن: مؤذن الحجاج، اسمه يزيد بن عبد الله، يروي عن زيد بن أرقم، ويروي عنه الحكم بن عتيبة وعثمان بن المغيرة الثقفي ومسعر بن كدام، ومن عوالي حديثه ما أخبرنا..". ثم ساق الحديث من الطرق المذكورة. وقال: "ذكرناه للتمييز بينهما". يعني: أن أبا سليمان المؤذن هذا هو غير أبي سليمان المؤذن، قيل: اسمه همام... الذي ترجمه قبل هذا، وهذه فائدة هامة لم يذكرها الذهبي في كتابه "الكاشف".
قلت: فهو إذن أبو سلمان وليس (أبو سليمان)، وبالتالي فليس هو زيد بن وهب كما ظن الحافظ، وإنمايزيد بن عبد الله كما جزم المزي، وإن مما يؤيد هذا أن الطبراني أورد الحديث في ترجمة (أبو سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم) وساق تحتها ثلاثة أحاديث هذا أحدهما.
نعم وقع عنده (4985) من رواية إسماعيل بن عمرو البجلي: حدثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم... وهذه الرواية هي التي أشار إليها الحافظ واعتمد عليها في الجزم بأنه أبو سليمان زيد بن وهب، وخفي عليه أن فيها إسماعيل بن عمرو البجلي، وهو ضعيف، ضعفه أبو حاتم والدارقطني كما ذكر ذلك الحافظ نفسه في "اللسان".
الرابعة: عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال: "خرجنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى انتهينا إلى غدير (خم)...". الحديث نحو الطريق الأولى، وفيه: "يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده: كتاب الله..". الحديث.
وفيه حديث الترجمة دون قوله: "اللهم والِ....". أخرجه الطبراني (4986) ورجاله ثقات.

الخامسة: عن عطية العوفي قال: سألت زيد بن أرقم... فذكره بنحوه دون الزيادة إلا أنه قال: "قال: فقلت له: هل قال: اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت". أخرجه أحمد 4/368 والطبراني (5068-5071) ورجاله ثقات، رجال مسلم غير عطية، وهو ضعيف. وله عند الطبراني (4983 و5058 و5059) طرق أخرى لا تخلو من ضعف.
2 - سعد بن أبي وقاص، وله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن عبد الرحمن بن سابط عنه مرفوعاً بالشطر الأول فقط. أخرجه ابن ماجه (121). قلت: وإسناده صحيح.
الثانية: عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه به. أخرجه النسائي في "الخصائص" (16) وإسناده صحيح أيضاً، رجاله ثقات رجال البخاري غير أيمن والد عبد الواحد، وهو ثقة كما في "التقريب".
الثالثة: عن خيثمة بن عبد الرحمن عنه به وفيه الزيادة. أخرجه الحاكم (3/116) من طريق مسلم الملائي عنه.
قال الذهبي في "تلخيصه": "سكت الحاكم عن تصحيحه، ومسلم متروك".
3 - حديث بريدة، وله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن ابن عباس عنه قال:
خرجت مع عليّ رضي الله عنه إلى اليمن فرأيت منه جفوة، فقدمت على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فذكرت عليّاً، فتنقصته، فجعل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يتغير وجهه، فقال: "يا بريدة! ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم"؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: "من كنت مولاه، فعلي مولاه". أخرجه النسائي والحاكم (3/110) وأحمد (5/347) من طريق عبد الملك بن أبي غَنِيَّة قال: أخبرنا الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وتصحيح الحاكم على شرط مسلم وحده قصور.
وابن أبي غَنِيَّة بفتح الغين المعجمة وكسر النون وتشديد التحتانية ووقع في المصدرين المذكورين (عيينة) وهو تصحيف، وهذا اسم جده، واسم أبيه حميد.
الثانية: عن ابن بريدة عن أبيه:

"أنه مر على مجلس وهم يتناولون من عليّ فوقف عليهم، فقال: إنه قد كان في نفسي على عليّ شيء، وكان خالد بن الوليد كذلك، فبعثني رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في سرية عليها عليّ، وأصبنا سبياً، قال: فأخذ عليّ جارية من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد: دونك، قال: فلما قدمنا على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم جعلت أحدثه بما كان، ثم قلت: إن عليّاً أخذ جارية من الخمس، قال: وكنت رجلاً مكباباً، قال: فرفعت رأسي، فإذا وجه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قد تغير، فقال.." فذكر الشطر الأول.
أخرجه النسائي وأحمد (5/350 و358 و361) والسياق له من طرق عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عنه.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين أو مسلم. فإن ابن بريدة إن كان عبد الله، فهو من رجالهما، وإن كان سليمان فهو من رجال مسلم وحده.
وأخرج ابن حبان (2204) من هذا الوجه المرفوع منه فقط.
الثالثة: عن طاووس عن بريدة به دون قوله: "اللهم...".
أخرجه الطبراني في "الصغير" (رقم - 171 - الروض) و"الأوسط" (341) من طريقين عن عبد الرزاق بإسنادين له عن طاووس. ورجاله ثقات.
4 - عليّ بن أبي طالب، وله عنه تسعُ طرق:
الأولى: عن عمرو بن سعيد أنه سمع عليّاً رضي الله عنه وهو ينشد في الرحبة: من سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (فذكر الشطر الأول) فقام ستة نفر فشهدوا.
أخرجه النسائي من طريق هانئ بن أيوب عن طاووس (الأصل: طلحة) عن عمرو بن سعيد (الأصل: سعد).
قلت: وهاني قال ابن سعد: فيه ضعف. وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو ممن يستشهد به في الشواهد والمتابعات.
الثانية: عن زاذان بن عمر قال:
"سمعت عليّاً في الرحبة..." الحديث مثله. وفيه أن الذين قاموا فشهدوا ثلاثة عشر رجلاً.
أخرجه أحمد (1/84) وابن أبي عاصم (1372) من طريق أبي عبد الرحيم الكندي عنه.
قلت: والكندي هذا لم أعرفه، وبيض له في "التعجيل"، وقال الهيثمي: "رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم".

والثالثة والرابعة: عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يُيع قالا:
نشد عليّ الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول يوم غدير خم إلا قام، فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم:
"أليس الله أولى بالمؤمنين" قالوا: بلى، قال: "اللهم من كنت مولاه..." الحديث بتمامه.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد "المسند" (1/118) وعنه الضياء المقدسي في "المختارة" (456 بتحقيقي) من طريق شريك عن أبي إسحاق عنهما.
ومن هذا الوجه أخرجه النسائي (16)، لكنه لم يذكر سعيد بن وهب في السند، وزاد في آخره:
"قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: نعم".
قال النسائي: عمران بن أبان الواسطي ليس بالقوي في الحديث. يعني راويه عن شريك.
قلت: لكنه عند ابن أبي عاصم (1375) من طريق آخر عن شريك.
قلت: وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو سيئ الحفظ. وحديثه جيد في الشواهد، وقد تابعه شعبة عند النسائي (ص16) وأحمد ببعضه (5/366) وعنه الضياء في "المختارة" (رقم 455 - بتحقيقي).
وتابعه غيره كما سيأتي بعد الحديث (10).
الخامسة: عن شريك أيضاً عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مُر يمثل حديث أبي إسحاق يعني عن سعيد وزيد وزاد فيه: "وانصر من نصره، واخذل من خذله".
أخرجه عبد الله أيضاً، وقد عرفت حال شريك. وعمرو ذي مر، لم يذكر فيه ابن أبي حاتم (3/1/232) شيئاً.
السادسة: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
"شهدتُ عليّاً رضي الله عنه في الرحبة ينشد الناس.." فذكره مثله دون زيادة "وانصر...".
أخرجه عبد الله بن أحمد (1/119) من طريق يزيد بن أبي زياد وسماك بن عبيد بن الوليد العبسي عنه.
قلت: وهو صحيح بمجموع الطريقين عنه، وفيهما أن الذين قاموا اثنا عشر. زاد في الأولى: بدرياً.

السابعة والثامنة: عن أبي مريم ورجل من جلساء عليّ عن عليّ أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال يوم غدير خم... فذكره دون الزيادة، وزاد:
"قال: فزاد الناس بعد: والِ من والاه، وعادِ من عاداه".
أخرجه عبد الله (1/152) عن نعيم بن حكيم: حدثني أبو مريم ورجل من جلساء عليّ.
وهذا سند لا بأس به في المتابعات، أبو مريم مجهول. كما في "التقريب".
التاسعة: عن طلحة بن مصرف قال: سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر يقول: سمعت عليّاً رضي الله عنه ناشد الناس.... الحديث مثل رواية ابن أبي ليلى.
أخرجه ابن أبي عاصم (1373) بسند ضعيف عنه، وهو المهاجر بن عميرة. كذا ذكره في "الجرح والتعديل" (4/1/261) من رواية عدي بن ثابت الأنصاري عنه. ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكذا هو في "ثقات ابن حبان" (3/256).
5 - أبو أيوب الأنصاري. يرويه رباح بن الحارث قال:
"جاء رهط إلى عليّ بالرحبة، فقالوا: السلام عليكم يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم، وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم غدير خم يقول: (فذكره دون الزيادة) قال رباح: فلما مضوا تبعتهم فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري".
أخرجه أحمد (5/419) والطبراني (4052 و4053) من طريق حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي عن رباح بن الحارث.
قلت: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات.
وقال الهيثمي: "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات".
6 - البراء بن عازب. يرويه عدي بن ثابت عنه قال: "كنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تحت شجرتين فصلى الظهر، وأخذ بيد عليّ رضي الله تعالى عنه، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟..." الحديث مثل رواية فطر بن خليفة عن زيد. وزاد:

"قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة".
أخرجه أحمد وابنه في زائدة (4/281) وابن ماجه (116) مختصراً من طريق علي بن زيد عن عدي بن ثابت.
ورجاله ثقات رجال مسلم غير علي بن زيد وهو ابن جدعان، وهو ضعيف وله طريق ثانية عن البراء تقدم ذكرها في الطريق الثانية والثالثة عن عليّ.
7 - ابن عباس. يرويه عنه عمرو بن ميمون مرفوعاً دون الزيادة.
أخرجه أحمد (1/330-331) وعنه الحاكم (3/132-134) وقال: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
8 و 9 و 10 - أنس بن مالك وأبو سعيد وأبو هريرة. يرويه عنهم عَميرة بن سعد قال: شهدت عليّاً رضي الله عنه على المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: من سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم غدير (خُم) يقول ما قال فليشهد. فقام اثنا عشر رجلاً، منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: فذكره.
أخرجه الطبراني في "الصغير" (ص33 - هندية رقم 116 - الروض) وفي "الأوسط" (رقم 2442) عن إسماعيل بن عمر: حدثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عَميرة بن سعد به وقال: "لم يروه عن مسعر إلا إسماعيل".
قلت: وهو ضعيف، ولذلك قال الهيثمي (9/108) بعد ما عزاه للمعجمين: "وفي إسناده لين".
قلت: لكن يقويه أن له طرقاً أخرى عن أبي هريرة وأبي سعيد وغيرهما من الصحابة.
أما حديث أبي هريرة، فيرويه عكرمة بن إبراهيم الأزدي: حدثني إدريس بن يزيد الأودي عن ابيه عنه.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1105) وقال: "لم يروه عن إدريس إلا عكرمة".
قلت: وهو ضعيف.
وأما حديث أبي سعيد، فيرويه حفص بن راشد: أخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطية. عنه.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8599) وقال:
"لم يروه عن فضيل إلا حفص بن راشد".
قلت: ترجمه ابن أبي حاتم (1/2/172-173) فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وأما غيرهما من الصحابة، فروى في "الأوسط" (2302 و7025) من طريقين عن عميرة بن سعد قال:
سمعت عليّاً ينشد الناس: من سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (فذكره)، فقام ثلاث عشر فشهدوا أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: فذكره.
وعميرة موثّق.
ثم روى الطبراني فيه (5301) عن عبد الله بن الأجلح عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مُر قال: سمعت عليّاً.. الحديث، إلا أنه قال: ".. اثنا عشر".
وقال: "لم يروه عن الأجلح إلا ابنه عبد الله".
قلت: وهو ثقة، وقد رواه حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مر وزيد بن أرقم قالا:
خطب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم غدير (خُم) فقال: فذكره، وزاد:
"... وانصر من نصره، وأعن من أعانه".
أخرجه الطبراني في "الكبير" (5059).
وحبيب هذا ضعيف كما قال الهيثمي (9/108).
وأخرج عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/118) عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالا:
نشد عليّ الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول يوم غدير (خم) إلا قام، فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا... الحديث. وقد مضى في الحديث الرابع - الطريق الثانية والثالثة.
وإسناده حسن، وأخرجه البزار بنحوه وأتم منه.
وللحديث طرق أخرى كثيرة، جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في "المجمع" (9/103-108)، وقد ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقيناً، وإلا فهي كثيرة جداً، وقد
وأما قوله في الطريق الخامس من حديث عليّ رضي الله عنه:
"وانصر من نصره، واخذل من خذله".
ففي ثبوته عندي وقفة، لعدم ورود ما يجبر ضعفه، وكأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر من الحديث: "اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه".
ومثله قول عمر لعلي: "أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة".
لا يصح أيضاً لتفرد عليّ بن زيد به كما تقدم.

إذا عرفت هذا، فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية، قد ضعف الشطر الأول من الحديث، وأما الشطر الآخر، فزعم أنه كذب! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها. والله المستعان.
أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال ي عليّ رضي الله عنه: "إنه خليفتي من بعدي".
فلا يصح بوجه من الوجه، بل هو من أباطيلهم الكثيرة، التي دل الواقع التاريخي على كذبها، لأنه لو فرض أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قاله لوقع كما قال، لأنه { وَحْيٌ يُوحَى } [النجم: 4]، والله سبحانه لا يخلف وعده، وقد خرجت بعض أحاديثهم في ذلك في الكتاب الآخر: "الضعيفة" (4923 و4932) في جملة أحاديث لهم احتج بها عبد الحسين في "المراجعات" بيّنت وهاءها وبطلانها، وكذبه هو في بعضها، وتقوله على أئمة السنة فيها.
قال أبو عبد الرحمن: لم ينفرد ابن تيمية رحمه الله تعالى بتضعيف الشطر الأول وبتكذيب الشطر الآخر. وللاستزادة انظر: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي: (2/772)، (3/948، 1107)، (4/1327)، (5/1691)، (6/2102، 2222، 2378). والعلل المتناهية لابن الجوزي 1/223 .
وحديث الموالاة لا شك أنه من المتواتر، والزيادة رويت بأسانيد قوية. والحق خلاف ما ذهب إليه ابن تيمية وكذلك ابن حزم رحمهما الله تعالى، فالحق أحق بأن يتبع.
(21) أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عُقْدَة الكوفي، ولد سنة 249 وتوفي سنة 333، كان يميل إلى رأي الشيعة وكان يملي في "مثالب الصحابة" ولم يذكر سزكين كتابه الذي صنّفه عن هذا الحديث. انظر: لسان الميزان (1/263-266)؛ معجم المؤلفين (2/106)؛ الأعلام (1/198)، سزكين (م1 ج1، ص361).
(22) في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (4/224).
(23) الفصل: وقوله عليه السلام.
(24) الفصل: لكل مؤمن وفاضل.

(25) الفصل: وعهده عليه السلام.
(26) الفصل: مثل هذه في الأنصار رضي الله عنهم أنه ... .
(27) بعد الكلام السابق مباشرة.
(28) الفصل: الرافضة.
(29) الفصل: ونقلتها.
(30) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن أبي هريرة وأبي أيوب رضي الله عنهما في: البخاري 4/179-180، 181 (كتاب المناقب، باب مناقب قريش، باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع)، مسلم 4/1954-1955 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم...)، سنن الترمذي 5/385 (كتاب المناقب، باب في غفار وأسلم وجهينة ومزينة)، (ط. المعارف) 15/28، (ط. الحلبي) 2/388، 467-468، 481، 5/194 (عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه).
(31) قال ابن هشام: السيرة (3/49): "فلما رجع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من غزوة السويق، أقام بالمدينة بقية ذي الحجة، ثم غز نجداً، يريد غطفان، وهي غزوة ذي أمر، واستعمل على المدينة عثمان بن عفان، فيما قال ابن هشام". وانظر خبر هذه الغزوة في: طبقات ابن سعد (2/34-35)؛ زاد المعاد (3/190)، السيرة النبوية لابن كثير (3/3).
(32) هو أبو لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه. قال ابن حجر في الإصابة (4/167): مختلف في اسمه، قال موسى بن عقبة: اسمه بشير.... وقيل بالمهملة أوله التحتانية ثانية. وقال ابن إسحاق اسمه رفاعة... وكذا قال: "الكشاف" وغيره في تفسير الأنفال أن اسمه مروان، وانظر ترجمته في: أسد الغابة (1/232)، (6/265-267)؛ الاستيعاب 4/167. وانظر خبر الغزوة واستعماله له في: سيرة ابن هشام (3/52)؛ طبقات ابن سعد (2/29)، إمتاع الأسماع (1/105).
(33) انظر هذا الخبر في: طبقات ابن سعد (2/35-36)، إمتاع الأسماع (1/107)، زاد المعاد (3/190)، جوامع السيرة (ص152)، سيرة ابن هشام (3/46) وقال: "واستعمل على المدينة سباع بن عُرْفُطة الغفاري أو ابن أم مكتوم".

(34) هو أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الزهري صاحب الطبقات، صحب الواقدي المؤرخ زماناً وعرف بمؤرخ الواقدي، ولد سنة 168 وتوفي سنة 230. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (9/182-183)، تاريخ بغداد (5/321-322)، وفيات الأعيان (3/473)، الأعلام (7/6).
(35) الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في: البخاري 8/158 (كتاب الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه ليس بخارج عن الملة).
(36) الحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في: البخاري 4/59 (كتاب الجهاد والسير، باب الجاسوس)، مسلم 4/1941-1942 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة)، سنن الترمذي 5/82-84 (كتاب التفسير، سورة الممتحنة).
(37) في المسند (ط. الحلبي) 5/205 عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: كان نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن عليّ على فخذه الأخرى ثم يضمنا ثم يقول: "اللهم ارحمهما فإني أرحمهما". وفي المسند (ط. الحلبي) 5/210 عن أسامة بن زيد قال: كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يأخذني والحسن فيقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما".
وجاء الحديث في كتاب "فضائل الصحابة" 2/768 (حديث رقم 1352) وقال المحقق: إسناده صحيح.

(38) هو عروة بن مسعود بن متعب بن مالك الثقفي. قال ابن حجر في "الإصابة" 2/470: "وثبت ذكر عروة بن مسعود في الحديث الصحيح في قصة الحديبية وكانت له اليد البيضاء في تقدير الصلح" ثم قال: "وفي رواية إسحاق أنه اتبع أثر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لما انصرف من الطائف فأسلم واستأذنه أن يرجع إلى قومه، فقال: "إني أخاف أن يقتلوك". قال: لو وجدوني نائماً ما أيقظوني. فأذن له، فدعاهم إلى الإسلام ونصح لهم، فعصوه وأسمعوه من الأذى، فلما كان من السحر قام على غرفة له فأذّن، فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله، فلما بلغ ذلك النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "مثل عروة مثل صاحب ياسين، دعا قومه إلى الله فقتلوه". والخبر في: سيرة ابن هشام (4/182)، زاد المعاد (3/498)، إمتاع الأسماع (ص489-490).
(39) الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في: البخاري 3/138 (كتاب الشركة، باب الشركة في الطعام والنهر...)، مسلم 4/1944-1945 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم).
(40) الحديث في البخاري 3/184-185 (كتاب الصلح، باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان...) وهو حديث صلح الحديبية.
(41) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 1/78-79 (كتاب الصلاة، باب ما يُستر من العورة) ونصه: أن أبا هريرة قال: "بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى ألا لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عُريان. قال حميد بن عبد الرحمن (بن عوف): ثم أردف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عليّاً فأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا عليّ في أهل منى يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عُريان".

وجاء الحديث في مواضع أخرى في البخاري 2/153 (كتاب الحج، باب لا يطوف بالبيت عُريان ولا يحج مشرك)، 5/167 (كتاب المغازي، باب حج أبي بكر بالناس سنة تسع)، 6/64 (كتاب التفسير، سورة تفسير التوبة)، 4/102 (كتاب الجزية، باب كيف ينبذ إلى أهل العهد). والحديث أيضاً في: سنن أبي داود 2/264-265 (كتاب المناسك، باب يوم الحج الأكبر)؛ سنن النسائي 5/186 (كتاب المناسك، باب قوله تعالى: خذوا مناسككم عند كل مسجد)، سنن الدارمي 2/237 (كتاب السير، باب في الوفاء للمشركين بالعهد)، المسند (ط. المعارف) 15/133-134 .
وجاءت أحاديث أخرى في نفس الموضوع عن أبي بكر وعليّ وغيرهما من الصحابة رضوان الله عليهم أشار إلى بعضها ابن كثير في تفسيره (ط. الشعب) 4/44-53، وإلى بعضها الطبري. انظر تفسيره (ط. المعارف) 14/98 وما بعدها. وانظر المسند (ط. المعارف) 1/156، 2/32 .
(42) الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما في: البخاري 4/168 (كتاب الأنبياء، باب واذكر في الكتاب مريم) وأوله: "تحشرون حُفاة عُراة غرلاً... ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال، فأقول أصحابي، فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم.." الحديث، وهو في: البخاري 6/55 (كتاب التفسير، سورة المائدة)، 6/97 (كتاب التفسير، سورة الأنبياء)، سنن الترمذي 5/4-5 (كتاب التفسير، سورة الأنبياء).
(43) الحديث عن زيد بن خالد وأبي هريرة رضي الله عنهما في البخاري 3/102 (كتاب الوكالة، باب الوكالة في الحدود)، 8/167-168 (كتاب الحدود، باب الاعتراف بالزنا)، 8/172-173 (كتاب الحدود، باب إذا رمى امرأته وامرأة غيره بالزنا..)، 8/176 (كتاب الحدود، باب هل يأمر الإمام رجلاً..)، سنن الترمذي 2/441، 443 (كتاب الحدود، باب ما جاء في التلقين في الحد، باب ما جاء في الرجم على الثيب).

(44) لم أجد الحديث بهذا اللفظ، ولكني وجدت حديثاً بمعناه في: سنن أبي داود 3/56 (كتاب الجهاد، باب في الطاعة) ونصه عن عقبة بن مالك رضي الله عنه... قال: بعث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم سرية فسلحت رجلاً منهم سيفاً، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. قال: "أعجزتم إذ بعثت رجلاً منكم فلم يمض لأمري، أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري"؟. والحديث في: المسند (ط. الحلبي) 4/160 .
(45) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في: البخاري 8/26-27 (كتاب الأدب، باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولاً أو جاهلاً) وأوله: أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة فقرأ البقرة، قال: فتجوّز رجل فصلّى صلاةً خفيفة... الحديث. وهو في: مسلم 1/339-340 (كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء)، سنن أبي داود 1/292 (كتاب الصلاة، باب في تخفيف الصلاة)، سنن النسائي 2/76-77 (كتاب الإمامة، باب خروج الرجل من صلاة الإمام)، المسند (ط. الحلبي) 3/124، 299، 300، 308، 369 .
(46) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 1/138 (كتاب الأذان، باب إذا صلى لنفسه فليطوّل ما شاء) وأوله فيه: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف... الحديث.
وهو في: مسلم 1/341 (كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام)، سنن الترمذي 1/150-151 (كتاب الصلاة، باب ما جاء إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف)، سنن ابن ماجه 1/315 (كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب من أمّ قوماً فليخفف). المسند(ط. المعارف) 13/201، (ط. الحلبي) 2/502، 537. وقال الترمذي في تعليقه على الحديث: "وفي الباب عن عدي بن حاتم وأنس وجابر بن سمرة ومالك بن عبد الله وأبي واقد وعثمان بن العاص وأبي مسعود وجابر بن عبد الله وابن عباس".

(47) الحديث عن أبي سهلة السائب بن خلاّد رضي الله عنه في: سنن أبي داود 1/189 (كتاب الصلاة، باب في كراهية البُزاق في المسجد) ونصه: أن رجلاً أمَّ قوماً فبصق في القبلة، ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ينظر، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين فرغ: "لا يصلي لكم" فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم، فمنعوه وأخبروه يقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فذكر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: "نعم" وحسبت أنه قال: "إنك آذيت الله ورسوله". والحديث في المسند (ط. الحلبي) 4/56 .
(48) الحديث بهذا اللفظ هو الجزء الأول من حديث عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه في: سنن الترمذي 5/161 (كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافراً) وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وهو جزء من حديث آخر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في: سنن الترمذي 5/165 (كتاب الدعوات، باب ما جاء فيما يقول إذا ركب دابة) وأول الحديث: "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون" ثم يقول: اللهم إني أسألك في سفري هذا.... الحديث.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن"، وهذا الحديث الآخر في المسند (ط. المعارف) 9/138-139، وجاء الجزء الأول من هذه العبارات وهو قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل" في أحاديث كثيرة، منها حديث عن ابن عمر في: مسلم 2/978 (كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره)، المسند (ط. المعارف) 9/185. ومنها حديث عن أبي هريرة في: سنن الترمذي 5/160 (كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافراً)، المسند (ط. المعارف) 18/21-22، (ط. الحلبي) 2/433. ومنها حديث عن ابن عباس في: مسند أحمد (ط. المعارف) 4/87، 255 .

(49) هذه العبارة جاءت ضمن حديث الدجال الذي رواه النواس بن سمعان رضي الله عنه في: مسلم 4/2250-2251 (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه) الحديث رقم 110 وجاءت هذه العبارة في 2251، وفي: سنن أبي داود 4/166 (كتاب الملاحم، باب خروج الدجال)، سنن الترمذي 3/346-349 (كتاب الفتن، باب ما جاء في فتنة الدجال)، سنن ابن ماجه 2/1356-1359 (كتاب الفتن، باب فتنة الدجال...)، المسند (ط. الحلبي) 4/181-182.
(50) انظر: تفسير ابن كثير (1/99-103)، زاد المسير (1/58-60).
(51) انظر في ذلك: الفوائد المجموعة للشوكاني ص346، تنزيه الشريعة 1/353 .
(52) في 1/347 .
(53) الموضوعات: عن أنس بن مالك.
(54) الموضوعات: وعودي عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، والحديث في "اللآلئ المصنوعة" 1/326 .
(55) في "الموضوعات" لابن الجوزي 1/378 .
(56) الموضوعات: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن أبي سفيان قال...
(57) الموضوعات: عليّ...
(58) الموضوعات: مطر الإسكاف.
(59) الموضوعات: من أترك بعدي.
(60) قال ابن الجوزي بعد ذلك: "هذا حديث لا يصح، والمتهم به مطر بن ميمون، قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، لا تحل الرواية عنه".
(61) هو عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي. قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/16: "شيخ البخاري، ثقة في نفسه، لكنه شيعي متحرق.. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
(62) في الموضوعات 1/383 .

(63) الحديث عن عائشة رضي الله عنها في: البخاري 4/141 كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في درع النبي..) ونصه: "توفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير". والحديث - مع اختلاف الألفاظ - في: البخاري 6/15 (كتاب المغازي، باب حدثنا قبيصة). وجاء الحديث بمعناه ومع اختلاف في الألفاظ عن ابن عباس وأنس وأسماء بنت يزيد رضي الله عنهم ي: سنن الترمذي 2/344 (كتاب البيوع، باب ما جاء في الرخصة في الشراء إلى أجل). سنن النسائي 7/267 (كتاب البيوع، باب مبايعة أهل الكتبا)، سنن ابن ماجه 2/815 (كتاب الرهون، باب حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة )، المسند (ط. المعارف) الأرقام 2109، 2724، 2743، 3409، (ط. الحلبي) 3/102، 6/453، 457 .
(64) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 4/12 (كتاب الوصايا، باب نفقة القيم للوقف)، مسلم 3/1382 (كتاب الجهاد والسير، باب قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: لا نورث...)، سنن أبي داود 3/198 (كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في صفايا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من الأموال)، الموطأ 2/993 (كتاب الكلام، باب ما جاء في تركة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم)، المسند (ط. المعارف) 13/25-26، 17/53 (ط. الحلبي) 2/464 .
(65) لم أجد هذا الحديث الموضوع بهذه الألفاظ في كتب الأحاديث الصحيحة أو الموضوعة، وجاءت في كتب الأحاديث الموضوعة عدة أحاديث ذكر فيها أن عليّاً أخ للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم منها ما ذكره ابن تيمية قبل قليل ولكنها بألفاظ مختلفة.

(66) ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/111-112 حديثاً عن ابن عباس رضي الله عنه في المؤاخاة بين النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وعليّ رضي الله عنه ثم قال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه حامد بن آدم المروزي، وهو كذّاب" ثم ذكر حديثاً آخر عن جابر رضي الله عنه ثم قال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أشعث بن عم الحسن بن صالح وهو ضعيف ولم أعرفه، ويأتي حديث في المؤاخاة بين الصحابة في مناقب جماعة من الصحابة رضي الله عنهم". ثم ذكر حديثاً ثالثاً عن أبي أمامة رضي الله عنه، وقال: "رواه الطبراني من طريق بشر بن عون وهو ضعيف".
(67) في حديث البخاري 5/69 (كتاب مناقب الأنصار، باب كيف آخى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بين أصحاب): وقال عبد الرحمن بن عوف: آخى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بيني وبين سعد بن الربيع لما قدمنا المدينة". وانظر ذلك: سيرة ابن هشام (2/150-153)، زاد المعاد (3/63-65).
(68) انظر تفسير الطبري (ط. المعارف) 8/272 .
(69) في "مقالات الإسلاميين" 1/156 .
(70) مقالات الإسلاميين: على إكفار عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه أن حكم...
(71) وردت هذه العبارة في كتاب "مناقب الشافعي" لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق الأستاذ السيد أحمد صقر (ط. دار التراث، القاهرة، 1391/ 1971) 1/434 وجاء بعدها: "وإنما اختلف من اختلف منهم في عليّ وعثمان: منهم من قدم عليّاً على عثمان، ومنهم من قدم عثمان على عليّ، ونحن لا نخطئ أحداً من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيما فعلوا".

(72) الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما - مع اختلاف في الألفاظ - في: البخاري 5/4 (كتاب فضائل أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، باب مناقب المهاجرين وفضلهم، باب فضل أبي بكر) ولفظه: "كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم"، 5/14-15 (كتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب عثمان)، سنن أبي داود 4/287 (كتاب السنة، باب في التفضيل) عن طريقين في أولهما زيادة: "ثم نترك أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لا نفاضل بينهم"، كتاب فضائل الصحابة، الأرقام 53-58، 61-63، 401، مجمع الزوائد 9/58، المسند (ط. المعارف) الأرقام 4626، 4797 .
(73) قال أبو عبد الرحمن: خرّج الشيخ أحمد ميرين البلوشي حديث الطائر وتتبع طرقه في تحقيقه لكتاب "خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه" للإمام النسائي ص29 وما بعدها فأجاد وأفاد، ولنفاسة ذلك التخريج أذكره لإخواني طلبة العلم لينتفعوا به.
قال الشيخ البلوشي وللحديث عن أنس ثلاثون طريقاً:-
* الأولى: طريق السدي عن أنس.
أخرجه الترمذي: المناقب (5: 300) وأبو يعلى كما في المقصد العلي (ق 2/123) وابن عدي في الكامل (2/3/69) وابن المغازلي في مناقب علي (171) وابن عساكر (12: 124، 125) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1: 226) والخوارزمي في "المناقب" (59) ونقل ابنُ عساكر عن الدارقطني قوله في المسند: تفرد به عيسى بن عمر عن السدي. قلتُ: بل تابعه فيه الحارث بن نبهان عن السدي عند ابن عساكر، والحارث متروك كما في "التقريب".
* الثانية: طريق حماد بن المختار، عن عبد الملك بن عمير عنه.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/226) وابن المغازلي (171) وابن عساكر (12: 125) وابن الجوزي في العلل (1: 228) وابن المؤيد الجويني في "فرائد السمطين" (1: 209)، وحماد بن المختار هذا نقل ابن الجوزي عن ابن عدي قوله فيه: "شيعي مجهول". وقال الذهبي في المغني. (1: 83) "لا أعرفه".
* الثالثة: عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن المثنى عن عبد الله بن أنس عنه. أخرجه أبو يعلى في "المسند" كما في "المطالب العالية" (ق 556) وابن عدي (ق 2/32) وابن المغازلي (172) وابن عساكر (12: 122) وجعفر بن سلميان وإن وثق فهو من غلاة الروافض كما في "الميزان" (1: 408) والغالي لا تُقبل روايته فيما يقوي به بدعته كما تقدم. وعبد الله بن المثنى قال عنه في التقريب: "صدوق كثير الغلط".
* الرابعة: أبو الهندي عن أنس.
أخرجه ابن شاذان في جزء من مشيخته (ق102) والخطيب في "تاريخ بغداد" (3: 171) وابن المغازلي (166) وابن عساكر (12: 124) وابن الجوزي في العلل (1: 227). وأبو الهندي قال عنه الخطيب: "مجهول، واسمه لا يعرف" وكذا قال عنه الذهبي في "الميزان" (4: 583).
* الخامسة: عن إسماعيل بن سَلْمان - بسكون اللام - الأزرق عنه.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1: 358) والبزار كما في "مختصر زوائد مسنده" (ق363) وابن المغازلي (161) والخوارزمي (65) وإسماعيل الأزرق قال عنه ابن نمير والنسائي: متروك، وقال أبو حاتم. والدارقطني: ضعيف، وعن ابن معين: ليس بشيء. انظر: الميزان (1: 232).
* السادسة: عن عثمان الطويل عنه.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2: 3) وابن المغازلي (162) وابن عساكر (12: 123) وعثمان الطويل مجهول الحال لم يوثقه إلا ابن حبان كما في "اللسان" (4:159) وقال: "ربما أخطأ" ولا يعتمد توثيقه لتساهله. ولا يُعرف لعثمان سماع من أنس كما قال البخاري.
* السابعة: عن محمد بن عياض عن يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد عنه.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (ق 2/109) وابن يونس في "تاريخ مصر" كما في اللسان (5: 58) والحاكم (3: 130) وقال: "صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي بقوله: "ابن عياض لا أعرفه" وقال عنه الحافظ في "اللسان" (5: 58) "مجهول".
* الثامنة: عن إسماعيل بن سليمان الرازي عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عنه.
أخرجه الطبراني في الأوسط كما في "مجمع البحرين" (3: 340) والخطيب في تاريخه (9: 36) وابن عساكر (12: 125) وابن الجوزي في "العلل" (1: 227) وإسماعيل بن سليمان هو أخو إسحاق بن سليمان. قال الذهبي في المغني: (1: 82) "ضعَّفه غير واحد، قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم".
* التاسعة: عن مسلم بن كيسان عنه.
أخرجه الخطيب في الموضح (2: 398) وابن المغازلي (168) وابن الجوزي في "العلل" (1: 232) وابن عساكر (12: 123، 125). ومسلم هذا قال عنه الفلاس: متروك الحديث، وعن ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: يتكلمون فيه. انظر الميزان (4: 106).
* العاشرة عن إبراهيم بن باب عن ثابت البناني عنه.
أخرجه العقيلي (1:46) والحاكم (3: 131) وإبراهيم بن باب هو البصري، قال عنه الذهبي في "المغني" (1: 10): "ضعيف واهٍ".
* الحادية عشرة: عن بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي عنه.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1: 232) وابن المغازلي في "مناقب علي" (163) وابن عساكر (12: 124) وابن المؤيد الجويني في "فرائد السمطين" (1: 212). وبشر بن الحسين قال عنه البخاري: "فيه نظر" وقال أبو حاتم: يكذب على الزبير. التاريخ الكبير (2: 17) والجرح والتعديل (2: 355).
* الثاني عشرة: عن عبد الله بن محمد بن عمارة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله عنه.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6: 339) وابن الجوزي في العلل (1: 225). وابن عمارة هذا قال عنه الذهبي في "الميزان" (2: 489) "مستور ما وثق ولا ضعف" وقال الحافظ في ترجمته من "اللسان" (3: 336): "أورد له الدارقطني في "الغرائب" عن مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس حديث الطير وهو منكر، وقال: تفرد به ابن عمارة عن مالك وعيرهُ أثبت منه".
* الثالثة عشرة: عن أبي مكيس دينار عنه.
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص169) والخطيب (8: 382) وابن الجوزي في "العلل" (1: 229) وأبو مكيس قال عنه الذهبي في "المغني" (1: 224): ساقط. قال ابن حبان: "يروي عن أنس أشياء موضوعة".
* الرابعة عشرة: عن يغنم بن سالم عنه.
أخرجه ابن المغازلي (164: 171) ويغنم هذا قال عنه ابن حبان في "المجروحين" (3: 145): "شيخ يضع الحديث على أنس بن مالك" وقال الذهبي في "المغني" (2: 760): "هالك".
* الخامسة عشرة: عن علي بن الحسن حدثنا خليد بن دعلج، عن قتادة عنه.
أخرجه ابن المغازلي (169) وابن عساكر (12: 123) وعلي بن الحسن هو السامي قال عنه الذهبي في "الميزان" (3: 120): "هو في عداد المتروكين". وخليد بن دعلج ضعفه ابن معين وأحمد، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين في الحديث، حدث عن قتادة أحاديث منكرة. انظر التهذيب (3: 158).
* السادسة عشرة: عن خالد بن عبيد عنه.
أخرجه ابن المغازلي (173) وابن الجوزي في "العلل" (1: 229). وخالد هذا قال البخاري: في حديثه نظر وقال الحاكم: حدث عن أنس بموضوعات. الميزان (1: 634).
* السابعة عشرة: عن عبد الله بن زياد أبي العلاء عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عنه.
أخرجه ابن عساكر (12: 123) وعبد الله بن زياد قال عنه البخاري في "التاريخ" (5:95): "منكر الحديث" وعليّ بن زيد هو ابن جدعان قال عنه الحافظ: "ضعيف".
* الثامنة عشرة: عن ميمون أبي خلف عنه.

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1: 358) والعقيلي (4: 189) وابن عساكر (12: 123، 124). وميمون أبو خلف هو ابن جابر، قال أبو زرعة: متروك، وقال العقيلي: لا يصح حديثه. لسان الميزان (6: 140).
* التاسعة عشرة: عن عبد الله بن ميمون عن جعفر بن محمد - الصادق - عن أبيه عنه.
أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (ق223) وابن الجوزي في العلل (1: 232)، وعبد الله بن ميمون هو القداح، قال عنه الحافظ: "منكر الحديث متروك".
* العشرون: عن محمد بن زكريا بن دُويد عن حميد الطويل عنه.
أخرجه ابن المغازلي (156)، ومحمد بن زكريا قال عنه الذهبي في الميزان (3: 549): "روى عن حميد الطويل خبراً باطلاً. والراوي عنه هو علي بن صدقة الجوهري لا أعرفه" قلت: هو الراوي عنه حديث الطير.
* الحادية والعشرون: عنالحسن بن عبد الله الثقفي عن نافع عنه.
أخرجه ابن المغازلي (167). والحسن الثقفي هذا قال عنه الذهبي في الميزان (1: 501): "منكر الحديث" ونافع هو ابن هرمز واه.
* الثانية والعشرون: عن محمد بن سليم عنه.
أخرجه ابن عساكر (12: 124)، ومحمد بن سليم مجهول. قال الحافظ في "اللسان" (5: 192) "لا يعرف".
* الثالثة والعشرون: عن عبد الله بن المثنى عن ثمامة عنه.
أخرجه ابن عساكر (12: 122) وابن الجوزي في "العلل" (1: 231). وفي سند ابن عساكر "عبد السلام بن راشد" قال عنه الذهبي في "المغني" (1: 394) "لا يُدرى مَنْ ذا" وفي سند ابن الجوزي العباس بن بكار قال الذهبي في "المغني" (1: 328): "كذبه الدارقطني".
* الرابعة والعشرون: عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله عنه.
أخرجه ابن الجوزي في العلل (1: 230) وفي إسناده أحمد بن سعيد بن فرقد قال الذهبي في "الميزان" (1: 100) "روى حديث الطير بإسناد الصحيحين فهو متهم بوضعه".
* الخامسة والعشرون: عن مفضل بن صالح عن الحسن بن الحكم عنه.

أخرجه ابن الجوزي (1: 231)، ومفضل هذا قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات فوجب ترك الاحتجاج به. التهذيب (10: 271).
* السادسة والعشرون: حماد عن إبراهيم النخعي عنه.
أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (4: 30) وفي سنده محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي متهم بالوضع كما في "الميزان" (3: 478).
* السابعة والعشرون: عن عبد الملك بن أبي سليمان عنه.
أخرجه البخاري في التاريخ (2: 3) وأبو الحسين النرسي في "جزء من حديث أبي محمد (ق136) وابن المغازلي (157) وإسناده منطقع، قال البخاري: عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس مرسل. وكذا قال أبو حاتم. انظر المراسيل (ص132).
* الثامنة والعشرون: عن يحيى بن أبي كثير عنه.
أخرجه الطبراني في الأوسط كما في "مجمع البحرين" (3: 340) ويحيى مدلس ولم يسمع من أنس. انظر الميزان (4: 402).
* التاسعة والعشرون: عن خالد بن عبيد أبي عصام عنه.
أخرجه ابن عدي (3: 896) وخالد هذا قال عنه الحافظ: "متروك".
* الثلاثون: عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه، عن جده وعن أنس.
أخرجه الخطيب (11: 376) وابن الجوزي في العلل (1:230). وعمر بن عبد الله ضعفه أحمد والنسائي، وقال البخاري: يتكلمون فيه، وقال الدارقطني: متروك. الميزان (3: 211). وعبد الله بن يعلى قال الذهبي في "الميزان" (2: 528): "ضعفه غير واحد" قال البخاري: فيه نظر".
هذا ما تيسر لي جمعه من طرق هذا الحديث عن أنس، وإن كان أقل من ثلث طرقه عنه على ما ذكره ابن كثير في "البداية والنهايةط (7: 353) عن الذهبي أنه ألف جزءاً من طرق هذا الحديث قال: "فبلغ عدد من رواه عن أنس بضعة وتسعين نفساً، أقرب هذه الطرق غرائب ضعيفة، وأردؤها طرق مختلفة مفتعلة، وغالبها طرق واهية" ثم سرد أسماء الذين رووه عن أنس.
ورُوِي أيضاً من حديث سفينة، وابن عباس وعلي، ويعلى بن مرة.
وحديث سفينة له عنه ثلاث طرق:

أقسام الكتاب

1 2 3 4