كتاب : مصنف عبد الرزاق
المؤلف : أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني

9173 - قال عبد الرزاق عن بن مجاهد عن عطاء ومجاهد قالا النظر إلى البيت عبادة وتكتب له بها حسنة وتصلي عليه الملائكة ما دام ينظر إليه

9174 - عبد الرزاق عن بن مبارك قال أخبرني أبان بن عبد الله البجلي عن عطاء مثله

9175 - عبد الرزاق عن معمر عن بن المنكدر قال بلغني أن لكل نظرة تنظر إلى البيت حسنة

باب خراب البيت

9176 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر الزمان يظهر ذو السويقتين على الكعبة قال حسبت أنه قال فيهدمها قال معمر وبلغني عن بعضهم أن الكعبة تهدم ثلاث مرات ترفع في الثالثة أو الرابعة فاستمتعوا منها

9177 - عبد الرزاق عن بن جريج عن صالح مولى التوأمة أنه سمع أبا هريرة أنه رفعه أظنه قال أتركوا الحبشة ما تركوا فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة

9178 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية أن علي بن أبي طالب قال استكثروا من هذا الطواف بالبيت قبل أن يحال بينكم وبينه فإني به أصمع أصعل يعلوها يهدمها بمسحاته

9179 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت سليمان الأحول يحدث عن مجاهد وغيره أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال كأني أنظر إليه أصيلع أفيدع قد علاها بمسحاته قال بن جريج وسمعت غيره من أشياخه وأهل البلد أن الحبشة مخربوها

9180 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال كأني أنظر إليه أصيلع أفيدع قائما عليها بمسحاته قال مجاهد فنظرت حين هدمها بن الزبير وهي تهدم هل أرى صفته

9181 - عبد الرزاق عن عمرو فلم أره

9182 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن داود بن شابور عن مجاهد قال لما أراد بن الزبير هدمها هربنا من مكة فلبثنا ثلاثا ونحن نخاف أن ينزل علينا العذاب

9183 - عبد الرزاق عن معمر قال بلغني أن الحصين بن نمير حين نصب المنجنيق على الكعبة طلعت سحابة بيضاء نحو أبي قبيس فرعدت ثم صعقت فاحترقت المنجنيق واحترق تحته سبعون رجلا

9184 - عبد الرزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم الكندي قال سمعت سلمان يقول ليخربن هذا البيت على يد رجل من ولد بن الزبير

9185 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن كعب أنه قال في الكعبة تهدمونها أيتها الأمة ثلاث مرات ثم ترفع في الرابعة فاستمتعوا منها

باب المؤمن أعظم حرمة من البيت

9186 - أخبرنا عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبد الله بن عثمان أن سعيد بن ميناء أخبره قال إني لأطوف بالبيت مع عبد الله بن عمرو بعد حريق البيت إذ قال أي سعيد أعظمتم ما صنع البيت قال قلت وما أعظم منه قال دم المسلم يسفك بغير حقه

9187 - عبد الرزاق عن هشيم عن يعلي بن عطاء عن عبد الرحمن بن زياد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نظر إلى أخيه المسلم نظرة يخيفه بها أخافه الله يوم القيامة

باب الحرم وعضد عضاهه

9188 - عبد الرزاق قال قلت لمعمر قال قلت للزهري أبلغك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم المدينة قال قد سمعت من ذلك ولكن بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الناس لم يحرموا مكة ولكن الله حرمها فهي حرام إلى يوم القيامة وإن من أعتى الناس على الله يوم القيامة رجل قتل في الحرم ورجل قتل غير قاتله ورجل أخذ بذحول أهل الجاهلية

9189 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني حسن بن مسلم عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه و سلم قام يوم الفتح فقال إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة فلم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي ولم تحل لأحد قط إلا ساعة من الدهر فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة لا ينفر صيدها ولا يعضد شوكها ولا يختلى خلاها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد فقال العباس بن عبد المطلب إلا الإذخر يا رسول الله إنه لا بد منه إنه للقين وللبيوت فسكت النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال إلا الإذخر فهو حلال

9190 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال أبو الزبير سمعت عبيد بن عمير يذكر هذا أجمع وزاد فيه ولا يخاف آمنها

9191 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبدالكريم بخطبة رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه عن مجاهد أو قال سمعت عكرمة يذكر عن بن عباس

9192 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه و سلم لما دخل المسجد يوم الفتح أمر بتلك الأصنام قال حسبت أنه قال كانت حول الكعبة فنكبت على وجوهها ثم أمر بها فسحبت حتى أخرجت من المسجد الحرام وهو يقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا قال ثم خطب ثم قال إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة لم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي وإنما أحلها الله لي ساعة من النهار لا ينفر صيدها ولا يعضد شوكها ولا يختلى خلاها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد قال فقال العباس إلا الإذخر يا رسول الله فأنه لبيوتنا وصاغتنا وقيوننا فقال النبي صلى الله عليه و سلم إلا الإذخر فإنه حلال

9193 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عمرو بن دينار عن بن عباس قال قال النبي صلى الله عليه و سلم حسبته يوم الفتح لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها ولا يعضد عضاهها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد فقال العباس إلا الإذخر يا رسول الله فقال إلا الإذخر

باب الدوحة وهي الشجرة العظيمة

9194 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي عطاء في الدوحة تقتل في الحرم بقرة يعني تقطع

9195 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني مزاحم بن سباع أن عبد الله بن عامر كان يقطع الدوحة من حائط كان في شعب منى والشجرة والسلم ويغرم عن كل دوحة بقرة

9196 - عبد الرزاق عن معمر عن بن أبي نجيح قال في الدوحة خمسة دنانير أو ستة يتصدق بها بمكة

9197 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت إسماعيل بن أمية يقول أخبرني خالد بن مضرس أن رجلا من الحجاج قطع شجرا في منزله بمنى أو قال شجرة قال فانطلقت به إلى عمر بن عبد العزيز وأخبرته خبره فقال صدق كانت قد ضيقت علينا منازلنا ومساكننا قال فتغيظ عليه عمر ثم ما إلا دينه

9198 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن أبي نجيح عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب رأى رجلا يقلع سمرة فقال لا يعضد عضاهها

باب ما ينزع من الحرم

9199 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد في السواك ينزع من الحرم كان لا يرى به بأسا

9200 - عبد الرزاق عن محمد بن مسلم عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال لا بأس بالسواك والعصى تأخذه من الحرم قال وكرهه عطاء

9201 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عمرو بن دينار قال لا بأس بنزع الميس والصغابيس والسواك من البشامة في الحرم قال لا نراه أراد بقوله لا يختلى خلاها إلا للماشية

قال عمرو وبورق السنا للمشي ولعمري لئن كان من أصله أبلغ لينتزعن كما تنتزع منه الصغابيس والنهيس وأما التجارة فلا

9202 - أخبرنا عبد الرزاق عن بن جريج قال كره عطاء وعمرو ما نبت على ماءك في الحرم من شجر الحرم فراجع عكرمة عطاء فقال لئن حرم علي ما نبت على مائي في الحرم ليحرمن على قطني فإنه تنبت فيه الغريبة وتنبت فيه الخضر والنجم فإذا لا يستطيع الناس خضرهم فقال أحل لك ما نبت على ماءك وإن لم تكن أنت أنبته

9203 - عبد الرزاق عن بن جريج قال كره عطاء لي أن أقرب لبعيري غصنا أو لشاتي قال وأقول ضمنته إن كسرته وذلك اختلاء قال بن جريج وسأله بن أبي حسين يعني عطاء قال بسط بساطي على بيت في الحرم فينزلون عليه قال نعم

9204 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عطاء أن عمر بينا هو يخطب بمنى إذ هو برجل من أهل اليمن يعضد من شجر فأرسل إليه فقال ما تصنع قال أقطع علفا لبعيري ليس عندي علف قال هل تدري أين أنت قال لا قال فأمر عمر له بنفقة

باب ما يكره من حجارة الحرم وقطع الغصن

9205 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بن أبي نجيح كره ان يؤخذ من حجارة الحرم فيصنع عرى للغرائر يربط عليها

9206 - أخبرنا عبد الرزاق عن عمر بن حبيب قال كره مجاهد أن يخرج من حجارة الحرم شيء

9207 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني منصور بن عبد الرحمن عن محمد بن عباد بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقطعوا الأخضر من عرنة ونمرة

9208 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عضد الشجر قال إنه حتمة للدواب في الجدب

9209 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرت عن الحسن أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقطعوا الشجر فإنه عصمة للمواشي في الجدب

باب الكراء في الحرم وهل تبوب دور مكة والكراء بمنى

9210 - عبد الرزاق عن بن جريج قال كان عطاء ينهي عن الكراء في الحرم وأخبرني أن عمر بن الخطاب كان ينهي أن تبوب دور مكة لأن ينزل الحاج في عرصاتها فكان أول من بوب داره سهيل بن عمرو فأرسل إليه عمر بن الخطاب في ذلك فقال أنظرني يا أمير المؤمنين إني كنت امرءا تاجرا فأردت أن أتخذ بابين يحبسان ظهري قال فذلك إذا

9211 - عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن مجاهد أن عمر بن الخطاب قال يا أهل مكة لا تتخذوا لدوركم أبوابا لينزل البادي حيث شاء قال وأخبرني منصور عن مجاهد قال نهى عن إجارة بيوت مكة وبيع رباعها قال وأخبرني معمر وأخبرني بعض أهل مكة قال لقد استخلف معاوية وما لدار بمكة باب قال معمر وأخبرني من سمع عطاء يقول سواء العاكف فيه والباد قال ينزلون حيث شاءوا

9212 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قرأت كتابا من عمر بن عبد العزيز إلى عبد العزيز بن عبد الله يأمره أن لا يكرى بمكة شيء

9213 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني حجير عن طاووس قال الله يعلمه أني سألته عن مسكن لي فقال كل كراءه [ ص 148 ] قال بن جريج ولا يرى به عمرو بن دينار بأسا قال وكيف يكون به بأس والربع يباع فيؤكل ثمنه وقد ابتاع عمر بن الخطاب دار السجن بأربعة آلاف دينار عن عبد الرحمن بن فروخ وقال الثوري عن أبيه عن نافع بن عبدالحارث اشترى من صفوان بن أمية دار السجن بثلاثة آلاف فإن عمر رضي فالبيع بيعه وإن عمر لم يرض بالبيع فلصفوان أربع مئة درهم فأخذها عمر

9214 - عبد الرزاق عن بن مجاهد عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لا يحل بالبيع دور مكة ولا كراءها

9215 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال بلغني أن عائشة استأذنت النبي صلى الله عليه و سلم أن تتخذ كنيفا بمنى

فلم يأذن لها

باب المقام وذكر ما فيه مكتوب

9216 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه عن بن عباس قال مكتوب في المقام بيت الله الحرام بمكة منازل أهله في الماء واللحم تكفل الله برزق أهله يأتيه من ثلاثة سبل أعلى الوادي واسفله والثنية لا يحله أول من أهله

9217 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني إبراهيم بن ميسرة أنه سمع طاووسا يخبر عن بن عباس قال مكتوب في المقام بيت الله الحرام مبارك لأهله في اللحم والماء على الله رزق أهله من ثلاثة سبل لا يحله أول من أهله

9218 - عبد الرزاق عن معمر وبن جريج عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن امرأة إسماعيل قالت لإبراهيم قال بن جريج في حديثه إنها قالت لإبراهيم انزل نطعمك قال إبراهيم وما طعامكم قالت اللحم قال فما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء قال فما هما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه

9219 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال بلغني أنهم وجدوافي مقام إبراهيم ثلاثة صفوح في كل صفح منها كتاب في الصفح الأول أنا الله ذو بكة صنعتها يوم صنعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء وباركت لأهلها في اللحم واللبن ومكتوب في الصفح الثاني أنا الله ذو بكة خلقت الرحم وشققت لها من اسمي من وصلها وصلته ومن قطعها بتته وفي الصفح الثالث أنا الله خلقت الخير والشر فطوبى لمن كان الخير على يده وويل لمن كان الشر على يده

باب الحجر وما فيه مكتوب

9220 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال مجاهد مكتوب في الحجر أنا الله ذو بكة صنعتها يوم صنعت الشمس والقمر حففتها بسبعة أملاك حنفاء مبارك لأهلها في اللحم واللبن ولا يحلها أول من أهلها وقال لا تزول حتى يزول الأخشبان والأخشبان الجبلان العظيمان

9221 - قال عبد الرزاق حدثنا معمر عن رجل عن مجاهد قال وجد في حجر بمكة أنا الله ذو بكة صنعتها يوم صنعت الشمس والقمر لا تزول حتى يزول الأخشبان باركت لأهلها في السمن والسمين يأتيها رزقها من ثلاثة سبل وحففتها بسبعة أملاك حنفاء أول من يحلها لأهلها

باب ما يبلغ الإلحاد ومن دخله كان أمنا

9222 - عبد الرزاق عن الثوري عن عثمان بن الأسود قال سمعت مجاهدا يقول بيع الطعام بمكة إلحاد

9223 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني إبراهيم يرفعه إلى فاطمة السهمية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال الإلحاد في الحرم ظلم الخادم فما فوق ذلك

9224 - عبد الرزاق عن الثوري عن عطاء بن السائب عن بن سابط قال إنه لا يسكنها سافك دم ولا تاجر ربا ولا مشاء بنميمة

9225 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء وما من دخله كان آمنا قال يأمن فيه كل شيء دخله قال وإن أصاب فيه دما فقال إلا أن يكون قتل في الحرم فقتل فيه قال وتلا عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن كان قتل في غيره ثم دخله أمن حتى يخرج منه فقال لي أنكر بن عباس قتل بن الزبير سعدا مولى عتبة وأصحابه قال تركه في الحل حتى إذا دخل الحرم أخرجه منه فقتله قال له سليمان بن موسى فعبد أبق فدخله فقال خذه فإنك لا تأخذه لتقتله

9226 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه عن بن عباس في قوله كان آمنا قال من قتل أو سرق في الحل ثم دخل في الحرم فإنه لا يجالس ولا يكلم ولا يؤوي ولكنه يناشد حتى يخرج فيقام عليه ما أصاب فإن قتل أو سرق في الحل فأدخل الحرم فأرادوا أن يقيموا عليه ما أصاب أخرجوه من الحرم إلى الحل فأقيم عليه وإن قتل في الحرم أو سرق أقيم عليه في الحرم

9227 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه قال عاب بن عباس بن الزبير في رجل أخذ في الحل ثم أدخله الحرم ثم أخرجه إلى الحل فقتله قال أدخله الحرم ثم أخرجه يقول أدخله بأمان وكان الرجل أتهمه بن الزبير في بعض الأمر وأعان عليه عبد الملك فكان بن عباس لم ير عليه قتلا قال فلم يمكث بن الزبير بعده إلا قليلا حتى هلك

9228 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت بن أبي حسين يحدث عن عكرمة بن خالد قال قال عمر لو وجدت فيه قاتل الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه

9229 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال أبو الزبير قال بن عمر لو وجدت فيه قاتل عمر ما ندهته

9230 - عبد الرزاق عن بن جريج قال بلغنا أن تبعا سار إلى الكعبة وهو يريد هدمها وسار معه أحبار اليهود حتى إذا كانوا بمر أو بسرف وإن رجالا من العلماء ليقولون بلغ التنعيم أظلمت عليهم الأرض فدعا الأحبار فسألهم فقالوا أحدثت نفسك في هذا البيت بشيء قال نعم حدثت نفسي بهدمه قالوا فلذلك كانت هذه الظلمة فعاهد الله تبع لئن تكشفن عنه تلك الظلمة ليعظمن الكعبة وليكسونها فكشف الله تلك الظلمة فسار تبع حتى إذا بلغ أنصاب الحرم نزل عن دابته ثم خلع نعليه تعظيما للحرم وتوبة مما أراد قال حتى دخل مكة راجلا حافيا فطاف بالبيت وكسا الكعبة الوصائل فسترت بها ثم أنزل ثقلة ومطبخه في [ ص 154 ] شعب عبد الله بن عامر بن كريم فسمي المطابخ من ذلك اليوم إلى يوم الناس هذا وأنزل سلاحه في شعب عبد الله بن الزبير فسمي بقعيقعان من ذلك اليوم إلى يوم الناس وأنزل خيله في شعب بني مخزوم فسمي ذلك الشعبان أجياد الأصغر وأجياد الأكبر إلى يوم الناس هذا وذكروا أنه إنما أشار عليه بهدم الكعبة رجلان من هذيل فلما كشف الله تلك الظلمة أمر تبع بهما فأخرجا من الحرم وصلبا وقد زعم بعض علمائنا أن أول من كسى الكعبة إسماعيل النبي صلى الله عليه و سلم والله أعلم بذلك قال عبد الرزاق وسمعت أبي يحدث عن بعض مشيختهم نحوه

باب القول في السفر

9231 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن عبد الله بن سرجس قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خرج مسافرا يقول اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ومن الحور بعد الكور وسوء المنظر في الأهل والمال فقال محمد بن ثور لمعمر ما الحور بعد الكور يا ابا عروة قال لا تكون كسبا يقول كان رجلا صالحا ثم رجع على عقبه

9232 - أخبرنا عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أن علي الأزدي أخبره أن بن عمر علمه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا استوى علي بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا حتى إنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وأفر المنقلب وسوء المنظر في الأهل وإذا رجع قالهن وزاد فيه آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون

9233 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم قال كانوا يقولون إذا خرجوا مسافرين يقولون ربنا تبلغ مغفرتك عنا ورضوانا بيدك الخير إنك على كل شيء قدير اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الكبر والأهل اللهم هون علينا السفر واطو لنا الأرض اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب

9234 - عبد الرزاق عن بن التيمي عن أبي أيوب الثقفي عن موسى بن عقبة عن طاووس قال كان نبي الله صلى الله عليه و سلم يقول الحمد لله الذي خلقني ولم أكن شيئا مذكورا اللهم أعني على هول الدنيا وبوائق الدهر ومصائب الليالي والأيام اللهم اصحبني في سفري واخلفني في أهلي ولك فدللني وذلك على خلق صالح فقومني وإليك يا رب فحببني وإلى الناس فلا تكلني رب للمستضعفين فأنت رب أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له نور السماوات والأرض وكشفت به الظلمات وصلحت به أمر الأولين والآخرين أن تحلل على سخطك أو تنزل على غضبك لك العتبى عندي ما استطعت لا حول ولا قوة إلا بالله

9235 - أخبرنا عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قفل من سفر فمر بفدفد أو نشز من الأرض كبر ثلاثا ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثم قال آئبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده

9236 - عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد قال صحبت بن عمر في سفر فكان إذا طلع الفجر رفع صوته يقول سمع سامع بحمد الله وبرحمته وحسن بلائه علينا اللهم صاحبنا فأفضل علينا عائذ بك من النار

9237 - عبد الرزاق عن عمر بن ذر عن يزيد الفقير أن بن عمر كان إذا كان عشية الصبح وهو مسافر قال قلت مرات سمع سامع بحمد الله ونعمته علينا اللهم صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من جهنم

9238 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا خرج مسافرا في حج أو عمرة فمر بفدفد أو نشز كبر ثلاثا ثم ذكر مثل حديث عبد الله بن عمر

9239 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار عن محمد بن على بن حسين أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم على كل سنام بعير شيطان فاذكروا الله كما أمرتم ثم امتهنوها لأنفسكم والله يحمل عليها

9240 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قفل من سفر قال آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون

9241 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا رجع من سفر قال آئبون تائبون إن شاء الله عابدون إن شاء الله لربنا حامدون اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال

9242 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن صالح بن كيسان عن سالم قال كانوا يقولون إذا أقبلوا من حج أو عمرة آئبون إن شاء الله تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده

9243 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد قال أخبرني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله مثله

9244 - عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن سليمان عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فأشرفنا على واد فرفع الناس أصواتهم أخذ الناس يكبرون ويهللون قال النبي صلى الله عليه و سلم اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه سميع قريب إنه معكم

9245 - عبد الرزاق عن بن جريج قال كان النبي صلى الله عليه و سلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا وضعت الصلاة على ذلك

9246 - عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب وعاصم أو أحدهما عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال كان الناس يكبرون إذا علوا الثنايا وإذا هبطوا فكانوا يرفعون أصواتهم رفعا شديدا فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ولكنكم تدعون سميعا بصيرا إنه معكم وأمرهم بالسكون

باب ذكر الغيلان والسير بالليل

9247 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أخصبتم فأمنكم الدواب أسنمتها ولا تعدوا المنازل وإذا أجدبتم فسيروا وعليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ولا تنزلوا على جواد الطريق فإنها مأوى الحيات والسباع وإياكم وقضاء الحاجة عليها فإنها من الملاعن وإذا تغولت الغيلان لكم فأذنوا

9248 - عبد الرزاق عن الأسلمي عن بن المنكدر قال ذكرت الغيلان عن بن عباس فقال ذلك قرن قد هلك

9249 - عبد الرزاق عن الثوري عن الشيباني عن أسير بن عمرو قال ذكر عند عمر الغيلان فقال إنه لا يتحول شيء عن خلقه الذي خلق له ولكن فيهم سحرة من سحرتكم فإذا رأيتم من ذلك شيئا فأذنوا

9250 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن عاصم عن أبي العديس عن عمر قال فرقوا عن المنية واجعلوا الرأس رأسين ولا تلبثوا بدار معجزة وأصلحوا شاويكم مثاويكم وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم

9251 - عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن عجلان عن أبان بن صالح عن خالد بن معدان عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فانزلوا بها منازلها وإن كانت الأرض جدبة فانجوا عليها بنقيها وعليكم بسير الليل فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوي بالنهار وإياكم والتعريس على الطريق فإنه طريق الدواب ومأوى الحيات

9252 - عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثت عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا تغولت لكم الغيلان فأذنوا

باب الحملان على الضعيف والسفر قطعة من العذاب

9253 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين قال قال عمر إذا اشترى أحدكم جملا فليشتره طويلا عظيما فإن أخطأه خيره لم يخطه سوقه ولا تلبسوا نساءكم القباطي فإنه إن لا يشف يصف وأصلحوا مثاويكم وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم فإنه لا يبدو منه مسلم

9254 - عبد الرزاق عن بن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان عن سلمان قال لو يعلم الناس حملان على الله على الضعيف ما غالوا في الظهر

9255 - عبد الرزاق عن الأسلمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم حاجته من وجهه فليعجل الرجوع إلى أهله

باب من أحق بالإمامة في السفر وصلاة ركعتين إذا قدم من سفر أو رجع

9256 - عبد الرزاق عن ثور بن يزيد عن مهاجر بن حبيب الزبيدي قال اجتمع أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير فقال سعيد لأبي سلمة حدث فإنا سنتبعك قال أبو سلمة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمهم أقرأهم وإن كان أصغرهم فإذا أمهم فهو أميرهم قال أبو سلمة فذاكم أمير أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم

9257 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث قال إذا خرجت مسافرا فصل ركعتين في بيتك وإذا جئت من سفرك فصل ركعتين في بيتك

9258 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا قدم من سفر صلى في المسجد ركعتين

9259 - عبد الرزاق عن الثوري عن مالك عن مغول عن يسير العجلي أن بن عباس قدم من سفر فصلى على بساط في بيته ركعتين

باب ما يقول إذا نزل منزلا

9260 - عبد الرزاق عن بن عجلان عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل منه

9261 - قال عبد الرزاق وأما مالك فذكره عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن سعد عن خولة ابنة حكيم عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله

9262 - عبد الرزاق قال أخبرنا جعفر بن سليمان عن سعيد الجريري قال بلغني أنه من قرأ هذه الآية الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك إلى آخر السورة لم يصبه سرق قال سمعت أبي إذا نزل منزلا يقول وهو على رحله ... نزلنا خير منزل ... وخيره لنازل ... ... بحمد ذي القوافل ... أبره واتقاه ... أشبعه وأرواه

فلا يزال يقولها حتى يفرغ من حله

9263 - عبد الرزاق عن عبد الله بن كثير عن شعبة قال أخبرني حمزة رجل من بني ضبة قال سمعت أنسا يقول كنا إذا نزلنا منزلا لم نزل نسبح حتى تحل الرحال

9264 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار عن محمد بن علي بن حسين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم على كل سنام بعير شيطان فإذا ركبتم فاذكروا الله كما أمرتم ثم امتهنوها لأنفسكم والله يحمل عليها

9265 - عبد الرزاق عن معمر قال حدثني من سمع طاووسا يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نحوه

باب صلاة الجماعة في السفر وكيف تسليم الحاج

9266 - عبد الرزاق عن معمر قال بلغني أن قوما كانوا في السفر فكانوا لا يصلون جماعة ولا يستنزلون في المنزل فطمست أبصارهم فبدا لهم الخضر صلى الله عليه و سلم فأخبروه بشأنهم فدعا لهم فرد الله عليهم أبصارهم

9267 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن ليث عمن سمع بن عمر يقول للحاج إذا قدم أعظم الله أجرك أو عظم أجرك وتقبل نسكك وأخلف لك نفقتك

9268 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الأعمش عن زيد بن وهب إذا كنتم في سفر ثلاثة فأمروا أحدكم وإذا مررتم براع فنادوا ثلاثا فإن أجابكم أحد وإلا فانزلوا فحلوا واحلبوا واشربوا ثم صروا

9269 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن ابيه قال قال عمر سافروا تصحوا وترزقوا

9270 - عبد الرزاق عن معمر أظنه عن الزهري بن الأعرابي شك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يستحب أن يخرج يوم الخميس إذا أراد أن يسافر

9270 - عبد الرزاق عن معمر أظنه عن الزهري بن الأعرابي شك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم كا يستحب أن يخرج يوم الخميس إذا أراد أن يسافر

كتاب الجهاد
بسم الله الرحمن الرحيم

باب وجوب الغزو

9271 - أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري قال أخبرنا عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء أواجب الغزو على الناس كلهم فقال هو وعمرو بن دينار ما علمنا

9272 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني داود بن أبي عاصم أن الغزو أواجب على الناس أجمعين فسكت فقد علم لو أنكر ما قلت لبين لي فقلت لابن المسيب تجهزت لا ينهزني إلا ذلك حتى رابطت قال قد أجزأت عنك

9273 - عبد الرزاق عن معمر عن عبدالكريم الجزري قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني رجل جبان لا أطيق لقاء العدو فقال ألا أدلك على جهاد لا قتال فيه فقال بلى يا رسول الله قال عليك بالحج والعمرة

9274 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عبدالكريم الجزري قال أنبئت أن النبي صلى الله عليه و سلم ثم ذكر مثل حديث معمر

9275 - عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز قال سمعت مكحولا يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أهل بيت لا يخرج منهم غاز أو يجهزون غازيا أو يخلفونه في أهله إلا أصابهم الله بقارعة قبل الموت

9276 - عبد الرزاق عن إسماعيل بن عبد الله عن بن عون عن إسحاق بن سويد عن حريث قال سمعت عمر بن الخطاب يقول كذب عليكم ثلاثة أسفار كذب عليكم الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله وأن يبتغي الرجل بفضل ماله ! ! والمتصدق يقول عليكم بالحج والعمرة والجهاد

9277 - عبد الرزاق عن الثوري عن ابي حيان وغيره قال كذب عليكم الحج والعمرة يقول عليكم بالحج والجهاد

9278 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الحارث عن مكحول عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عليكم بالجهاد في سبيل الله فانه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الغش والهم

9279 - عبد الرزاق عن بن التيمي عن عبد الملك بن عمير قال حدثني الحواري بن زياد قال كنت جالسا عند عبد الله بن عمر فجاءه رجل شاب فقال ألا تجاهد فسكت وأعرض عنه فقال بن عمر إن الإسلام بني على أربع دعائم إقام الصلاة وإيتاء الزكاة لا يفرق بينهما وصيام شهر رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا وإن الجهاد والصدقة من العمل الحسن

9280 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال بني الإسلام على ثمانية أسهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد خاب من لا سهم له

9281 - عبد الرزاق عن رجل عن مكحول أنه كان يستقبل القبلة ثم يحلف عشرة أيمان أن الغزو لواجب عليكم ثم يقول إن شئتم زدتكم قال عبد الرزاق وسمعت الأوزاعي أو أخبرت عنه أنه سمعه من مكحول

9282 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة عن عمر قال إذا وضعتم السروج فشدوا الرحال إلى الحج والعمرة فإنه أحد الجهادين

9283 - عبد الرزاق عن الثوري عن معاوية بن إسحاق عن عباية بن رفاعة عن علي بن حسين قال سأل رجل النبي صلى الله عليه و سلم عن الجهاد فقال ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه الحج

باب الرجل يغزو وأبوه كاره له

9284 - عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني أريد الجهاد فقال أحي والداك قال نعم قال ففيهما جهاد

9285 - عبد الرزاق عن الثوري عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني جئت لأبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان قال فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما

9286 - عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن جحادة قال سمعت الحسن يقول جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني أريد الجهاد فقال هل لك من حوبة قال نعم قال فاجلس

عندها

9287 - عبد الرزاق عن الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مسلم بن يسار قال بعث النبي صلى الله عليه و سلم سرية وعنده شاب كان يأخذ بيده إذا قام فسأله أن يبعثه في السرية فقال له النبي صلى الله عليه و سلم هل تركت في أهلك من كهل قال لا إلا صبية صغارا قال فارجع إليهم فإن فيهم مجاهدا حسنا

9288 - عبد الرزاق عن الثوري عن هشام عن الحسن في الوالدين إذا أذنا في الغزو قال إن كنت ترى هواهما في الجلوس فاجلس وسئل ما بر الوالدين قال أن تبذل لهما ما ملكت وأن تطيعهما في ما أمراك به إلا أن تكون معصية

9289 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال سألت عبيد الله بن عمير هل يغزو الرجل وأبواه كارهان ذلك أو أحدهما قال لا

9290 - عبد الرزاق عن بن جريج عن محمد بن طلحة أن رجلا جاء للنبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني أريد الغزو وقد جئتك أستشيرك قال هل لك من قال نعم قال الزمها فإن الجنة عند رجلها ثم الثانية ثم الثالثة كذلك

9291 - عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن ابي كثير قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه أن يقاتلوا من ناحية من جبل فانصرف الرجال عنهم وبقي رجل فقاتلهم فرموه فقتلوه فجىء به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ابعد ما نهينا عن القتال فقالوا نعم فتركه ولم يصل عليه

9292 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن الشيباني قال سمعت رجلا حين هزمنا الجماجم فذكرناه لأصحابنا فقالوا هذا المعرور بن سويد قال ذكر لعمر رجل خرج من الصف فقتل فقال عمر لأن أموت على فراشي خير لي من أن أقاتل أمام صف يعني أنه خرج من الصف إلى جماعة العدو يقاتل

9293 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل سمع الحسن يقول قال رجل والنبي صلى الله عليه و سلم في الصف ألا أحمل عليهم يا رسول الله قال أتحمل لتقتلهم قال نعم قال إجلس حتى يحمل أصحابك

9294 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال أشد حديث سمعناه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قوله في سعد بن معاذ وقوله في أمر القبر لما كانت غزوة تبوك قال لا يخرج معنا إلا رجل مقو قال فخرج رجل على بكر له صعب فصرعه فمات فقال الناس الشهيد الشهيد فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بلالا أن ينادي في الناس لا يدخل الجنة عاص

9295 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن مالك بن أبي حمزة عن أبيه عن جده قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر من رأى المشركين ان أكثبوكم فارموهم بالنبل ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم يعني غشوكم

9296 - عبد الرزاق عن بن جريج عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه ذات يوم وهو مستقبل العدو ولا يقاتل أحد منكم فعمد رجل منهم فرمى العدو وقاتلهم فقتلوه فقيل للنبي صلى الله عليه و سلم أستشهد فلان فقال أبعد ما نهيت عن القتال قالوا نعم قال لا يدخل الجنة عاص

باب الطعام يؤخذ بأرض العدو

9297 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري سمعته يقول لا يؤخذ الطعام بأرض العدو إلا بإذن الإمام قال الزهري فإن أذن له الإمام فأخذ منه شيئا فباعه بذهب أو ورق ففيه الخمس

9298 - عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في أخذ الطعام بأرض العدو قال كانوا يرخصون لهم في الطعام والعلف ما لم يعقدوا به مالا

9299 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن عون عن خالد بن الدريك عن بن محيريز عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال إن هؤلاء يريدون أن يستزلوني عن ديني ولا والله لأموتن وأنا على ديني ما بيع منه بذهب أو فضة من طعام أو غيره ففيه خمس الله وسهام المسلمين

9300 - عبد الرزاق عن أبي جعفر عن ربيع بن أنس عن أبي العالية أن سلمان أتي بسلة فيها خبز وجبن يعني ومال قال فرفع المال وأكل الخبز والجبن

9301 - عبد الرزاق عن الثوري عن عيسى عن الربيع عن أبي العالية عن سلمان مثله

9302 - عبد الرزاق عن سفيان قال كان يقال إذا كانوا بأرض العدو أكلوا فإذا قدموا به أرض المسلمين دفعوه إلى الإمام ولا يبيعوه في أرض العدو فإن باعوه بذهب أو فضة ففيه الخمس

9303 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لسليمان بن موسى رجل حمل إلى أهله طعاما قال لا بأس بذلك

9304 - عبد الرزاق عن الثوري عن أشعث عن رجل عن عبد الله بن أبي أوفى قال لم يخمس الطعام يوم خيبر

9305 - عبد الرزاق عن بن التيمي عن كهمس قال قلت للحسن ما كنتم تصيبون في الطريق قال التبن والحطب قال قلت الرجل يمر بالثمار قال يأكل ولا يحمل

9306 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني سليمان بن موسى قال لا يبقى الطعام في أرض العدو ولا يستأذن فيه الأمير يأخذه من سبق إليه إلا أن ينهى الأمير عنه فيترك بنهيه فإن باع من الطعام شيئا بورق أو ذهب فلا يحل له هو حينئذ من الغنائم قال هذه السنة والحق عندنا

9307 - عبد الرزاق عن إبراهيم قال أخبرني سعيد بن إسحاق عن خالد بن أبي عمر أنه سأل بن المسيب والقاسم بن محمد عما يجد السرية في مطامير الروم قال أما الذهب والفضة والثياب والطعام فيطرح في المغانم وأما ما كان من طعام وإن كثر زيت أو سمن أو عسل فهو لتلك السرية دون الجيش يأكلون ويهدون ولا يبيعون

9308 - عبد الرزاق عن بن التيمي عن كهمس أنه قال للحسن أيحمل الرجل على العدو أو يكون في الصف قال بل يكون في الصف فإذا نهضوا فانهض معهم قال وقال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجل كن في الصف فإذا حمل المسلمون فاحمل معهم

9309 - عبد الرزاق قال أخبرنا صالح بن محمد عن مكحول وأبي عون عن أبي الدرداء أنه سئل عما يصيب السرية من أطعمة الروم قال لهم يأكلون ويرجعون به إلى أهليهم فإن باعوا منه شيئا ففيه الخمس وهم فيه سواء

باب هبة الإمام

9310 - عبد الرزاق عن بن جريج عن بن أبي نجيح أن مجاهدا أخبره أن رجلا في غزوة خيبر مع النبي صلى الله عليه و سلم والغنائم بين يديه فقال النبي صلى الله عليه و سلم اعطني هذه لكبة غزل أشد بها عظم رجلي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما نصيبي منها فهو لك

9311 - عبد الرزاق عن بن جريج عن سليمان بن موسى قال لا يهب الأمير من الغنائم شيئا إلا بإذن صاحبه إلا أن يجعل لدليل أو راع

9312 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين أن أنسا كان مع عبيد الله بن أبي بكرة في غزوة غزاها فأصابوا سبيا فأراد أن يعطيه من السبي قبل أن تقسم فقال أنس لا ولكن اقسم وأعطني من الخمس فقال عبيد الله لا إلا من جميع الغنائم فأبى أنس أن يقبل منه وأبى عبيد الله أن يعطيه من الخمس شيئا

باب السهام للخيل

9313 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن بن الأقمر أو عن أبيه وعن الأسود بن قيس عن الأقمر قال أغارت الخيل بالشام فأدركت العراب من يومها وأدركت الكوادن من ضحى الغد فقال المنذر بن أبي حمصة الهمداني وهو على الناس لا أجعل سهم من أدرك كمن لم يدرك فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب عمر هبلت الوادعي أمه لقد أدركت به أمضوها على ما قال

9314 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد أنه سمع مكحولا يقول لا سهم إلا لفرسين وإن كان معه مئة فرس

9315 - عبد الرزاق عن الثوري عن هشام عن الحسن قال لا سهم إلا لفرسين إذا كان مع الرجل أفراس فيكون لفرسين أربعة أسهم وللرجل سهم وسهام الخيل والبراذين سواء

9316 - عبد الرزاق عن شيخ من أهل الشام أنه سمع مكحولا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم يقول لا سهم من الخيل إلا لفرسين وإن كان معه ألف فرس إذا دخل بها أرض العدو قال قسم النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر للفارس سهمين وللراجل سهم

9317 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال أسهم له في إمارة سعيد بن عثمان لفرسين لهما أربعة أسهم وله سهم

9318 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول أن الخيل والبراذين سواء أحسبه رفعه

9319 - عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن يزيد بن جابر أحسبه عن مكحول قال جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم للفرس العربي سهمين ولفارسه سهم يوم خيبر قال يزيد فحدثت معاوية بن هشام بهذا الحديث فقبله

9320 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل للفارس سهمين وللراجل سهما

9321 - عبد الرزاق عن بن جريج عن سليمان بن موسى قال إن أدرب الرجل بأفراس كان لكل فرس سهمان قلت وإن قاتل عليها العدو قال نعم أدرب يعني دخل بها أرض العدو

9322 - عبد الرزاق عن معمر قال بلغني أنه جعل للفرس المقرف سهما وللرجالة سهما

9323 - عبد الرزاق عن بن جريج عن صالح بن كيسان قال قسم النبي صلى الله عليه و سلم لستة وثلاثين فرسا يوم النضير لكل فرس سهمين وقسم يوم خيبر لمئتي فرس لكل فرس سهمين قلت وإن قاتل

9324 - عبد الرزاق عن إبراهيم قال أخبرني صالح بن محمد عن مكحول أن الزبير حضر خيبر بفرسين فأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم خمسة أسهم

9325 - عبد الرزاق عن عبدالقدوس قال حدثنا الحسن قال كتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب أنه كان في الخيل العراب موت وشدة ثم كانت بعدها أشياء ليست تبلغ مبالغ العراب براذين وأشباهها فأحب أن ترى فيها رأيك فكتب إليه عمر أن يسهم للفرس العربي سهمان وللمقرف سهم وللبغل سهم

باب سهم المولود

9326 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو عثمان بن يزيد قال يعمل به فينا ويرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم أنه إذا ولد للرجل ولد بعد ما يخرج من أرض المسلمين وأرض الصلح فإن لذلك المولود سهما قال وسموا الرجل الذي قضى به النبي صلى الله عليه و سلم لولده

باب سهم الرجل يموت بعد ما يدرك أرض العدو

9327 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو عثمان بن يزيد قال يعمل به فينا ويرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا مات الرجل بعد ما يدخل أرض العدو ويخرج من أرض المسلمين وأرض الصلح فإن سهمه لأهله

باب سهمان أهل العهد

9328 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت أبن شهاب يقول كان يهود يغزون مع النبي صلى الله عليه و سلم فيسهم لهم كسهام المسلمين

9329 - عبد الرزاق عن الثوري قال أخبرني يزيد بن يزيد بن جابر عن الزهري مثله

9330 - عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن الشعبي قال سألته عن المشركين يغزون مع المسلمين ما لهم مع المسلمين قال لهم ما صالحوا عليه ما قيل لكم كذا وكذا فهو لهم

باب النفل

9331 - عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز أن مكحولا حدثه عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة الفهري قال شهدت مع رسول الله سألته صلى الله عليه و سلم ينفل الثلث

9332 - عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول أن حبيب بن مسلمة وكان مريضا كان ينفل السرايا حين يبدأ الثلث بعد الخمس

9333 - عبد الرزاق عن الثوري عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم نفل بالثلث بعد الخمس

9334 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة قال حدثني سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه و سلم كان ينفل في مبدأه الربع وإذا قفل الثلث

9335 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال كنا في سرية فبلغت سهماننا أحد عشر بعيرا لكل رجل منا ثم نفلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك بعيرا بعيرا

9336 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية قبل نجد فكنت فيهم فأصبنا إبلا كثيرا فبلغت سهماننا أحد عشر بعيرا لكل رجل منا ثم نفلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك بعيرا بعيرا لكل إنسان

9337 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني سليمان بن موسى قال كان الناس ينفلون بأكثر من الثلث حتى إذا كان عمر بن عبد العزيز فكتب أنه لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم نقل أكثر من الثلث فلم يزل يعمل به بعد

باب العسكر يرد على السرايا والسرايا ترد على العسكر

9338 - عبد الرزاق عن الثوري عن هشام عن الحسن قال إذا خرجت السرية بإذن الأمير فما أصابوا من شيء خمسه الإمام وما بقي فهو لتلك السرية وإذا خرجوا بغير إذنه خمسه الإمام وكان ما بقي بين الجيش كلهم

9339 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال قلت الإمام يبعث السرية فيصيبوا المغنم قال إن شاء الإمام خمسه وإن شاء نفلهم كله

9340 - عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال العسكر يرد على السرايا والسرايا ترد على العسكر

باب لا نفل إلا من الخمس ولا نفل في الذهب والفضة

9341 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد عن داود بن أبي عاصم عن بن المسيب قال لا نفل في غنائم المسلمين إلا في خمس الخمس

9342 - عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن بن المسيب قال ما كانوا ينفلون إلا من الخمس

9343 - عبد الرزاق عن الثوري عن بن عون عن بن سيرين عن أنس أن أميرا من ألأمراء أراد أن ينفله قبل أن يخمسه فأبى أن يقبله حتى يخمسه

9344 - عبد الرزاق عن بن جريج قال اخبرني خالد بن يحيى بن سعيد عن بن المسيب أخبره أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن ينفل إلا من الخمس

9345 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي سليمان بن موسى لا نفل حتى يقسم الخمس ولا نفل حتى يقسم أول المغنم في كتاب الله تعالى بين المؤمنين

9346 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني سليمان بن موسى قال لا نفل إلا في عين معلوم ذهب أو فضة

9347 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني سليمان بن موسى قال لا نفل في أول شيء يصاب من المغانم قال معلوم ذلك يعمل به فيما مضى حتى اليوم

باب المتاع يصيبه العدو ثم يجده صاحبه

9348 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال ما أحرزه المشركون ثم أصابه المسلمون فهو لهم ما لم يكن حرا أو معاهدا لا يرد إلى صاحبه

9349 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن مثل قول الزهري

9350 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء المتاع يصيبه العدو من المسلمين ثم يفيئه الله عليهم قال إن لم يكن مضت فيه سنة رد إليه أحب ما لم يقسم فإن قسم فلا شيء له

9351 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عمرو بن دينار قال سمعنا أن ما أحرز العدو فهو للمسلمين يقتسمونه

9352 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت نافعا مولى بن عمر يزعم أن عبد الله بن عمر ذهب العدو بفرسه فلما هزم العدو وجد خالد بن الوليد فرسه فرده إلى عبد الله بن عمر

9353 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال أبق لي غلام يوم اليرموك ثم ظهر عليه المسلمون فردوه إلي

9354 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال ما عرف قبل أن يقسم فإنه يرده إلى أهله وما لم يعرف حتى تجري فيه السهام لم يردوه

9355 - عبد الرزاق عن معمر قال بلغني عن قتادة وما أدري لعلي قد سمعته منه أن عليا قال هو فيء المسلمين لا يرد

9356 - عبد الرزاق عن معمر قال سمعت بعض أهل الكوفة يقول يرد إن عرف قبل القسم أو بعده

9357 - عبد الرزاق عن الثوري عن رجل عن الحكم قال المسلم يرد على أخيه

9358 - عبد الرزاق عن الثوري عن سماك بن حرب عن تميم بن طرفة أن العدو أصابوا ناقة رجل من المسلمين فاشتراها رجل من المسلمين من العدو فعرفها صاحبها وأقام عليها البينة فاختصما إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقضى النبي صلى الله عليه و سلم أن يدفع إليه الثمن الذي اشتراها به من العدو وإلا خلى بينها وبين المشتري

9359 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد قال حدثنا مكحول أن عمر بن الخطاب قال ما أصاب المشركون من مال المسلمين ثم أصابه المسلمون بعد فإن أصابه صاحبه قبل أن تجري عليه سهام المسلمين فهو أحق به وإن جرت عليه سهام المسلمين فلا سبيل إليه إلا بالقيمة

9360 - عبد الرزاق قال سمعت هشاما يحدث عن محمد أن رجلين احتكما إلى شريح في أمة سبيت من المسلمين ثم اشتراها رجل من العدو فقال شريح أحق من رد على المسلم أخوه قال الآخر إنها قد حبلت منى فقال شريح أعتقها قضاء الأمير يعني عمر بن الخطاب

9361 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن بن سيرين مثله

9362 - عبد الرزاق عن عثمان بن مطر وبن عيينة عن سعيد عن قتادة أن مكاتبا أسره العدو ثم اشتراه رجل فسأل بكر بن قرواش عنه عليا فقال علي عليه السلام قل فيها يا بكر بن قرواش قال الله أعلم فقال على أنا عبد الله وبن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم إن افتكه سيده فهو علي بقية كتابته وإن أبى سيده أن يفكه فهو للذي اشتراه

9363 - عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم قال إذا أصاب العدو شيئا من متاع المسلمين فهو لصاحبه ما لم يقسم فإن اقتسموه فصاحبه أحق بثمنه

9364 - عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة قال سئل إبراهيم عن أهل الذمة يسبيهم العدو ثم يصيبهم المسلمون قال لا يسترقوا

9365 - عبد الرزاق عن الثوري في رجل يجد سلعته في يد رجل فيقول اشتريتها من العدو قال إذا اشتراها ببينة أخذها صاحبها بالثمن فإن أقام البينة على الشراء ولم يعلم كم الثمن فالقول قول المشتري

9366 - عبد الرزاق عن الثوري قال في المشرك إذا أخذ شيئا من متاع المسلمين ثم باعه قبل أن يحرزه إلى أرض الشرك فبيعه باطل يأخذه صاحبه حيث وجده

9367 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء نساء حرائر أصابهن العدو فابتاعهن رجل أيصيبهن قال ولا يسترقهن ولكن يعطيهن أنفسهن بالذي أخذه به لا يزاد عليهن قال وقال في ذلك عبدالكريم إن كانت من أهل الذمة فكذلك أيضا

9368 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء في الحر يسبيه العدو ثم يبتاعه المسلمون مثل قوله في النساء وقال عمرو بن دينار مثل ذلك

باب هل يقام الحد على المسلم في بلاد العدو

9369 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سئل عطاء عن المسلم يسبيه العدو فيقتل هنالك مسلما ثم يسبيه المسلمون بعد أو يزني هنالك قال ما أرى عليه من شيء فيما أحدث هنالك

9370 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني بعض أهل العلم أن عمر بن الخطاب كتب أن لا يحد أمير جيش ولا أمير سرية رجلا من المسلمين حتى يطلع الدرب قافلا فإني أخشى أن تحمله الحمية على أن يلحق بالمشركين

9371 - عبد الرزاق عن إسرائيل بن يونس عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال كان شرحبيل بن السمط على جيش فقال لجيشه إنكم نزلتم أرضا كثيرة النساء والشراب يعني الخمر فمن أصاب منكم حدا فليأتنا فنطهره فأتاه ناس فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فكتب إليه أنت لا أم لك الذي يأمر الناس أن يهتكوا ستر الله الذي سترهم به

9372 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال اصاب أمير الجيش وهو الوليد بن عقبة شرابا فسكر فقال الناس لأبي مسعود وحذيفة بن اليمان أقيما عليه الحد فقالا لا نفعل نحن بإزاء العدو ونكره أن يعلموا فيكون جرأة منهم علينا وضعفا بنا

9373 - عبد الرزاق عن رجل أنه سمع أبا بكر الهذلي أنه سمع الحسن قال سرق رجل من المسلمين فرسا فدخل أرض الروم فرجع مع المسلمين بها فأرادوا قطعه فقال علي بن أبي طالب لا تقطعوا حتى يخرج من أرض الروم

باب عقر الشجر بأرض العدو

9374 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي عطاء قد قال ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة وقاله عمرو بن دينار قال بن جريج وقال مجاهد من لينة النخلة نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل وقالوا إنما هي في مغانم المسلمين فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعها وتحليل من قطعها عن الإثم وإنما قطعها وتركها بإذنه

9375 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث الجيوش إلى الشام وبعث أمراء ثم بعث يزيد بن ابي سفيان فقال له وهو يمشي إما أن تركب وإما أن أنزل قال أبو بكر رضوان الله عليه ما أنا براكب وما أنت بنازل إني احتسبت خطاي في سبيل الله ويزيد يومئذ على ربع من الأرباع قال إنك ستجد قوما زعموا انهم حبسوا أنفسهم لله فدعهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وستجد قوما قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر وتركوا منها أمثال العصائب فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف و إني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا ولا تعقرن نخلا ولا تحرقنها ولا تجبن ولا تغلل الذين فحصوا عن [ ص 200 ] رؤوسهم الشمامسة واللذين حبسوا أنفسهم الذين في الصوامع

9376 - عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيع يزيد بن أبي سفيان ثم ذكر نحو حديث بن جريج

9377 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كان أبو بكر إذا بعث جيوشه إلى الشام قال إنكم ستجدون قوما قد فحصوا عن رؤوسهم بالسيوف وستجدون قوما قد حبسوا أنفسهم في الصوامع فذرهم بخطاياهم

9378 - عبد الرزاق عن معمر عن أبي عمران الجوني أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان ثم ذكر نحو حديث معمر عن الزهري

9379 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن قتل الوصفاء والعسفاء والعسيف الاجير

9380 - عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع مثله وزاد ولها يقول حسان بن ثابت ... وهان على سراة بني لوي ... حريق بالبويرة مستطير

9381 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه قال نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن عقر الشجر فإنه عصمة للدواب في الجدب

9382 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي الزناد قال أخبرنا المرقع بن صيفي عن حنظلة الكاتب قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فمررنا بامرأة قد قتلت لها خلق والناس عليها ففرجوا للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ما كانت هذه لتقاتل ثم قال إذهب فالحق خالدا وقل له لاتقتل ذرية ولا عسيفا

9383 - عبد الرزاق عن الثوري عن ابي فزارة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال مر النبي صلى الله عليه و سلم يوم حنين بإمرأة مقتولة فقال ألم أنه عن هذا فقال رجل أردفتها فأرادت أن تقتلني فقتلتها فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بدفنها

9384 - عبد الرزاق عن هشيم عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن قتل النساء والولدان إلا من عدا منهم بالسيف

باب البيات

9385 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال حدثني الصعب بن جثامة قال قلت يارسول الله إنا نصيب في البيات من ذراري المشركين قال هم منهم قال و أخبرني بن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم حين بعث إلى بن أبي حقيق نهى حينئذ عن قتل النساء والصبيان

9386 - عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول بعث النبي صلى الله عليه و سلم سرية إلى خيبر فأفضى القتل إلى الذرية فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال مايحملكم على قتل الذرية قالوا أو ليسوا أولاد المشركين قال أو ليس خياركم أولاد المشركين قال ثم خطبنا فقال ألا كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه

9387 - عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز عمن حدثه عن حبيب بن مسلمة أنه بيت عدوا من الأعداء ليلا

9388 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن كعب بن مالك أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي صلى الله عليه و سلم ويؤذيه فأمر النبي صلى الله عليه و سلم سعد بن معاذ أن يبعث إليه خمسة نفر فجاؤوا به وهو في مجلس قومه بالعوالي فلما رأهم ذعر منهم فقال ماجاء بكم قالوا جئناك لحاجة قال فيدنوا بعضكم فيحدثني بحاجته قال فدنا منه بعضهم فقالوا جئناك نبايعك أدراعا عندنا فقال والله لئن فعلتم لقد جهدتم منذ نزل هذا الرجل بين أظهركم أو قال بكم قال فواعدوه أن يأتوه بعد هدوء [ ص 204 ] من الليل قال فجاءوه فقام إليهم فقالت امرأته ماجاءك هؤلاء هذه الساعة بشيء مما تحب قال إنهم قد حدثوني بحاجتهم فلما دنا منهم اعتنقه أبو عبس وعلاه محمد بن مسلمة بالسيف فطعنه في خاصرته بخنجره فقتلوه فلما أصبحت يهود غدوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا قتل صاحبنا غيلة فذكرهم النبي صلى الله عليه و سلم ما كان يهجوه في أشعاره ويؤذيه قال ثم دعاهم النبي صلى الله عليه و سلم إلى أن يكتب بينه وبينهم قال حسبته قال فذلك الكتاب مع علي وقال الزهري أو غيره فقال قائل ممن كان يدعي الاسلام لابي عبس قتلتم كعبا غيلة قال فحلف أبو عبس لايراه أبدا يقدر على قتله إلى قتله قال فكان إذا رآه عدا في أثره حتى يعجزه الآخر باب قتل أهل الشرك صبرا وفداء الأسرى

9389 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء قال كان يكره قتل أهل الشرك صبرا ويتلو فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء قال وأقول ثم نسختها فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ونزلت زعموا في العرب خاصة وقتل النبي صلى الله عليه و سلم عقبة بن أبي معيط يوم بدر صبرا

9390 - عبد الرزاق عن إسرائيل بن يونس قال أخبرني أبو الهيثم عن إبراهيم التيمي أن النبي صلى الله عليه و سلم صلب عقبة بن أبي معيط إلى شجرة فقال أمن بين قريش قال نعم قال فمن للصبية قال النار

9391 - عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري أنه بلغه عن أبي بكر الصديق أنه كتب إليه في الأمير يعطي به كذا وكذا فقال اقتلوه قتل رجل من المشركين أحب إلي من كذا وكذا

9392 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني رجل من أهل الشام ممن كان يحرس عمر بن عبد العزيز قال مارأيت عمر بن عبد العزيز قتل أسيرا قط إلا واحدا من الترك قال جيء بأسرى من الترك قال فأمر بهم أن يسترقوا فقال رجل ممن جاء بهم يا أمير المؤمنين لو كنت رأيت هذا لأحدهم وهو يقتل في المسلمين لكثر بكاؤك عليهم قال فدونك فاقتله قال فقام إليه فقتله

9393 - عبد الرزاق عن معمر عن من سمع الحسن يقول لا يقتل الأسارى إلا في الحرب نهيب بهم

9394 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال وأخبرني عثمان الجزري عن مقسم عن بن عباس قال فادى النبي صلى الله عليه و سلم بأساري بدر فكان فداء كل واحد منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء فقام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا قال من للصبية يا محمد قال النار

9395 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن بن المهلب عن عمران بن حصين قال كانت بنو عامر أسروا رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فأسر النبي صلى الله عليه و سلم رجلا من ثقيف وأخذوا ناقة كانت تسبق عليها الحاج فمر به النبي صلى الله عليه و سلم وهو موثق فقال يا محمد يا محمد فعطف عليه فقال على ما أحبس وتؤخذ [ ص 207 ] سابقة الحاج قال بجريرة حلفائك من بني عامر وكانت بنو عامر من حلفاء ثقيف ثم أجاز النبي صلى الله عليه و سلم فدعاه أيضا يا محمد فأجابه فقال إني مسلم فقال لو قلت ذلك وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح قال ثم أجاز النبي صلى الله عليه و سلم فناداه أيضا فرجع إليه فقال أطعمني فإني جائع فقال النبي صلى الله عليه و سلم هذه حاجتك فأمر له بطعام ثم أن النبي صلى الله عليه و سلم فادى الرجل بالرجلين الذين أسرا من أصحابه قال فأغار ناس على ناحية من المدينة فأصابوا ناقة وأصابوا امرأة أيضا فذهبوا بهم إلى رحالهم فقامت المرأة من بعض الليل إلى إبلهم وكانوا يريحونها عند أفنيتهم فكلما دنت من بعير لتركبه رغا حتى جاءت إلى ناقة النبي صلى الله عليه و سلم وهي ناقة ذلول فلم ترغ حتى قعدت في عجزها ثم صاحت بها قال ونذر بها القوم فركبوا في طلبها فنذرت وهي منطلقة وهم في أثرها إن الله أنجاها عليها لتنحرنها قال فنجت فلما قدمت المدينة أتي النبي صلى الله عليه و سلم فقيل هذه ناقتك جاءت عليها فلانة أنجاها الله عليها فأتى النبي صلى الله عليه و سلم بالمرأة فسألها كيف صنعت فأخبرته فنذرت وهم في طلبي إن الله أنجاني عليها أن أنحرها فقال النبي صلى الله عليه و سلم بئس ما جزيتها إذا لا وفاء لنذر [ ص 208 ] في معصية الله ولا فيما لا يملك بن آدم

9396 - عبد الرزاق عن الثوري وإسرائيل أو أحدهما عن أبي إسحاق عن حارثه بن مضرب عن فرات بن حيان أنه أخذ أسيرا فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بقتله فقال إني مسلم فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم فتركه وقال إن منكم رجالا أكلهم إلى إيمانهم منهم فرات بن حيان

9397 - عبد الرزاق عن عثمان الثقفي وسمعته يحدث معمرا قال كنت مع مجاهد في غزاة فأبق أسير لرجل ممن كان معنا فتبعه رجل فقتله فعاب ذلك عليه مجاهد

9398 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عبد الرحمن بن عبد الله عن القاسم بن عبد الرحمن قال قال النبي صلى الله عليه و سلم لأساري بدر لا يقتلن أحدا منكم إلا بضربة رجل أو بفداء

9399 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن زكريا عن الشعبي عن عبد الله بن مطيع عن مطيع بن الأسود وكان اسمه العاص

فسماه النبي صلى الله عليه و سلم مطيعا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرا

9400 - عبد الرزاق عن معمر عن بن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم لأسارى بدر لو كان المطعم بن عدي حيا فكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم

9401 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار قال لما أسر النبي صلى الله عليه و سلم أسارى بدر فكان فيهم أبو وداعة بن صبارة السهمي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم إن له ابنا كيسا وهو بمكة وهو المطلب بن أبي وداعة فكان أول من جاء بفداء أبيه

9402 - عبد الزراق عن معمر يعني عن أيوب عن بن سيرين عن عبيدة قال نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر فقال إن ربك يخيرك إن شئت أن تقتل هؤلاء الأسارى وإن شئت أن تفادي بهم وتقتل من أصحابك مثلهم فاستشار أصحابه فقالوا نفاديهم ونتقوى بهم ويكرم الله بالشهادة من يشاء

9403 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت عمرو بن ميمون الأودي يقول اثنتان فعلهما رسول الل صلى الله عليه و سلم إذنه للمنافقين وأخذه من الأسارى

9404 - عبد الرزاق عن عباد بن كثير عن ليث قال قلت لمجاهد إنه بلغني أن بن عباس قال لا يحل الأسارى لأن الله تبارك وتعالى قال فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها قال مجاهد لا يعبأ بهذا شيئا أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كلهم ينكر هذا ويقول هذه منسوخة إنما كانت في المدة التي كانت بين نبي الله صلى الله عليه و سلم والمشركين فأما اليوم فلقول الله تعالى فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فإن كانوا من مشركي العرب لم يقبل منهم إلا الإسلام وإن أبوا قتلوا فأما من سواهم فإذا أسروا فالمسلمون فيهم بالخيار إن شاءوا قتلوا وإن شاءوا استحيوا [ ص 211 ] وإن شاءوا فادوا إذا لم يتحولوا عن دينهم فإن أظهروا الإسلام لم يفادوا

9405 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد وجويبر عن الضحاك في قوله فإما منا بعد وإما فداء قالا نسخها اقتلوا المشركين الآية وقاله السدي

9406 - عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثت أن النبي صلى الله عليه و سلم أعطى يوم بدر كل رجل من أصحابه الأسير الذي أسر فكان هو يفاديه بنفسه

9407 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو محمد أن عكرمة بن خالد حدثه أن سهيل بن عمرو حمل بفداء أسرى بدر وحمل النبي صلى الله عليه و سلم أن يخبره بما تريد قريش في غزوه وكان فادى أبا وداعة بأربعة آلاف

باب حمل السلاح والقرآن إلى أرض العدو

9408 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء قال كره حمل السلاح إلى أرض العدو قلت أتحمل الخيل إليهم فأبى ذلك فقال أما ما تقووا به في القتال فلا يحمل إليهم وأما غيره فلا بأس وقاله عمرو بن دينار

9409 - عبد الرزاق عن بن جريج قال نهى عمر بن عبد العزيز أن يحمل الخيل إلى أرض الهند

9410 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال نهى رسول الله أن صلى الله عليه و سلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو

9411 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله قال وكتب فيه عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار

باب القتل بالنار

9412 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال حرق خالد بن الوليد ناسا من أهل الردة فقال عمر لأبي بكر أتدع هذا الذي يعذب بعذاب الله فقال أبو بكر لا أشيم سيفا سله الله على المشركين

9413 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة أن عليا قتل قوما كفروا بعد إسلامهم وأحرقهم بالنار فبلغ ذلك بن عباس فقال لو كنت لقتلتهم ولم أحرقهم لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من بدل أو قال من رجع عن دينه فاقتلوه ولا تعذبوا بعذاب الله يعني النار قال فبلغ قول بن عباس عليا فقال ويح بن عباس

9414 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله

9415 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد عن عبيدبن عمير أو بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل الذباب في النار إلا النحل وكان ينهى عن قتلهن وإحراق الطعام

9416 - عبد الرزاق عن منصور عن إبراهيم كره أن يحرق العقرب بالنار لأنه مثلة

9417 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن جريج قال حسبت عن مجاهد قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية فقال إن أخذتم هبار بن الأسود فاجعلوه بين شعبتين من حطب ثم ألقوا فيها النار ثم قال سبحان الله ما ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله إن وجدتموه فاقطعوا يده ثم رجله ثم اقطعوا يده ثم رجله قال فلم تصبه تلك السرية وأصابته نقلة إلى المدينة قال وكان رجلا سبابا فأتي النبي صلى الله عليه و سلم فقيل هذا هبار بن الأسود يسب فما يسب قال فجاءه النبي صلى الله عليه و سلم يمشي حتى قام عليه وكان هبار مسلما فقال له سب من سبك سب من سبك

9418 - عبد الرزاق عن بن جريج عن أبي الزناد قال أخبرني حنظلة بن عبد الله الأسلمي أن حمزة بن عمرو الأسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه ورهطا معه سرية إلى رجل [ ص 215 ] من عدوه فقال لهم إن قدرتم على فلان فأحرقوه في النار فانطلقوا حتى إذا تواروا منه ناداهم فأرسل إليهم فردهم فقال لهم إن قدرتم عليه فاقتلوه ولا تحرقوه بالنار فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار

9419 - عبد الرزاق عن بن جريج عن أبي الزناد قال أخبرني عامر الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث بعثا إلى ناس وأمرهم أن يقتلوهم كلهم إن قدروا عليهم فجاء البشير إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره أنهم صبحوهم فجعلوا يقتلونهم فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يبتشر ويبتسم لما هو يخبره فبينما هو كذلك قال الرجل فمر رجل فسعى حتى رقي في شجرة طويلة ضخمة فرميناه بالنبل وهو فيها ثم أوقدنا نارا وأحرقنا الشجرة قال فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ذكر له الإحراق بالنار قال الرجل فسقط الرجل فإذا هو قد كانت النبل قتلته

باب دعاء العدو

9420 - عبد الرزاق عن المثنى بن الصباح عن طاووس قال [ ص 216 ] سمعته يقول أوصى النبي صلى الله عليه و سلم معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن فقال إنك ستأتي على ناس من أهل الكتاب فادعهم إلى التوحيد فإن أقروا بذلك فقل إن الله قد فرض عليكم خمس صلوات بالليل والنهار فإن أقروا بذلك فقل إن الله قد فرض عليكم صيام شهر في إثني عشر شهرا فإن اقروا بذلك فقل إن الله قد فرض عليكم زكاة في أموالكم تؤخذ من أغنيائكم فإن أقروا بذلك فخذ من أموالهم واجتنب كرائم أموالهم وإياك ودعوة المظلوم فإنه لا حجاب لها دوني

9421 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقاتل بنى قريظة حتى دعاهم إلى الإسلام فأبوا فقاتلهم

9422 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا بني النضير إلى أن يعطوا عهدا يعاهدونه عليه فأبوا فقاتلهم

9423 - عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن أبي النجود قال كتب خالد بن الوليد إلى مهران بن زادان وآخر معه قد سماه أما بعد فإني أدعوكم إلى الإسلام فإن أبيتم فإني أدعوكم إلى إعطاء الجزية فإن أبيتم فإن عندي قوما يحبون القتال كما تحب فارس شرب الخمر

9424 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا عمر بن ذر عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث عليا بعث خلفه رجلا فقال اتبع عليا ولا تدعه من ورائه ولكن اتبعه وخذ بيده وقل له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقم حتى يأتيك قال فأقام حتى جاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال لا تقاتل قوما حتى تدعوهم قال عبد الرزاق وسمعته أنا من يحيى بن إسحاق

9425 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال كنا ندعو العدو وندع

9426 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال قد علموا ما يدعون إليه

9427 - عبد الرزاق عن الثوري عن صاحب له عن رجل عن بن عباس قال ما قاتل النبي صلى الله عليه و سلم قوما إلا دعاهم

9428 - عبد الرزاق عن الثوري ومعمر عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة الأسلمي عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا بسم الله في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا إذا أنت لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك منها فاقبل منهم وكف عنهم وادعهم إلى الإسلام فإن هم أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن هم أبوا أن يتحولوا من دارهم إلى دار المهاجرين فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين [ ص 219 ] فإن هم أبوا أن يدخلوا في الأسلام فسلهم إعطاء الجزية فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم وإن حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه و سلم فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمم أصحابكم فإنكم أن تخفروا ذمتكم وذمة آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه و سلم وإن حاصرت أهل حصن فأرادوك على أن تنزلوهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا

9429 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل قال كتب إلينا عمر ونحن بخانقين إذا حصرتم قصرا فلا تقولوا انزلوا على حكم الله وحكمنا ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم ما شئتم فإذا لقي رجل رجلا فقال له مترس فقد أمنه وإذا قال لا تدهل فقد أمنه وإذا قال لا تخف فقد أمنه فإن الله يعلم الألسنة

9430 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني حبيب الوليد أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث جيشا قال انطلقوا بسم الله وبالله وفي سبيل الله تقاتلون من كفر بالله أبعثكم على أن لا تغلوا ولا تجبنوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا تحرقوا كنيسة ولا تعقروا نخلا وبعث إنسانا إلى إنسان أن يكذب عليه باليمن فقال حرقوه ثم قال لا تعذب بعذاب الله

9431 - عبد الرزاق يعني عن معمر عن الأعمش عن شقيق قال كتب إلينا عمر ونحن بخانقين أن الأهلة بعضها أكبر من بعض فإذا رأيتم الهلال فلا تفطروا حتى يشهد رجلان أنهما رأياه بالأمس وإذا حاصرتم أهل حصن فلا تنزلوهم على حكم الله وحكم رسوله ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم احكموا فيهم بما شئتم ولا تقولوا لا تخف ولا تدهل ومترس فإن الله يعلم الألسنة

9432 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن أيوب بن موسى عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال أتى رجل من أهل الشام بن المسيب فقال له يا أبا محمد أحدثك بما نصنع في مغازينا قال لا قال فحدثني ما كان النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه يصنعون قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا حل بالقرية دعا أهلها إلى الإسلام فإن اتبعوه خلطهم بنفسه وأصحابه وإن أبوا دعاهم إلى إعطاء الجزية فإن أعطوها قبلها منهم وإن أبوا آذنهم على سواء وكان أدناهم إذا اعطاهم العهد وفوا له أجمعون

9433 - عبد الرزاق عن فضيل عن ليث عن مجاهد قال يقاتل أهل الأوثان على الإسلام ويقاتل أهل الكتاب على إعطاء الجزية

9434 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا وجعلوا يقولون صبأنا صبأنا وجعل خالد بهم قتلا وأسرا ودفع إلى كل رجل منا أسيرا [ ص 222 ] حتى إذا كان يوم أمرنا أن يقتل كل رجل منا أسيره فقال عبد الله بن عمر فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره فقدمنا إلى النبي صلىالله عليه وسلم ورفع يعني يديه فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين

9435 - عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال كتب عمر بن الخطاب أيما رجل دعا رجلا من المشركين وأشار إلى السماء فقد امنه الله فإنما نزل بعهد الله وميثاقه

باب الجوار وجوار العبد والمرأة

9436 - عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان عن فضيل الرقاشي قال شهدت قرية من قرى فارس يقال لها شاهرتا فحاصرناها شهرا حتى إذا كان ذات يوم وطمعنا أن نصبحهم انصرفنا عنهم عند المقيل فتخلف عبد بنا ! ! فاستأمنوه فكتب إليهم في سهم أمانا ثم رمى به إليهم فلما رجعنا إليهم خرجوا [ ص 223 ] في ثيابهم ووضعوا أسلحتهم فقلنا ما شأنكم فقالوا أمنتمونا واخرجوا إلينا السهم فيه كتاب أمانهم فقلنا هذا عبد والعبد لا يقدر على شيء قالوا لا ندري عبدكم من حركم وقد خرجوا بأمان قلنا فارجعوا بأمان قالوا لا نرجع إليه أبدا فكتبنا إلى عمر بعض قصتهم فكتب عمر أن العبد المسلم من المسلمين أمانه أمانهم قال ففاتنا ما كنا أشرفنا عليه من غنائمهم

9437 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت إن كانت المرأة لتأخذ على المسلمين تقول تؤمن

9438 - عبد الرزاق عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري أن أم هانئ جاءت برجلين فأراد علي قتلهما فأتت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال قد أجرنا ما أجارت أم هانئ

9439 - عبد الرزاق عن مالك عن ميمون بن ميسرة عن أبي مرة مولى عقيل عن أم هانئ أنها دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم يوم الفتح فقالت أي رسول الله زعم بن أمي أنه قاتل فلانا رجلا أجرته فقال النبي صلى الله عليه و سلم قد أجرنا ما أجارت أم هانئ

9440 - عبد الرزاق عن الثوري عن وائل بن داود عن عبد الله البهى أن زينب قالت يا رسول الله إن أبا العاص بن الربيع إن أقرب فابن عم وإن أبعد فأبو ولد وإني قد أجرته فأجازه النبي صلى الله عليه و سلم

9441 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أن حسن بن محمد بن علي أخبره أن أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف وكان زوجا لبنت خديجة فجيء به النبي صلى الله عليه و سلم في قد فحلته زينب بنت النبي صلى الله عليه و سلم

9442 - عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى بن عباس أن زينب بنت النبي صلى الله عليه و سلم أجارت زوجها أبا العاص بن الربيع فأمضى النبي صلى الله عليه و سلم جوارها

9443 - عبد الرزاق عن معمر قال سمعت الأعمش يقول التقت خيلان خيل للديلم وخيل للعرب فانكشفت الخيل فإذا صريع بينهم قال فأقبلت العرب وحسبت أنه منهم وقال لا بأس فلما غشوه إذا هم برجل من الديلم فقال بعضهم والله لقد آمناه وقال بعضهم والله ما آمناه وما كنا نرى إلا أنه منا فأجمع رأيهم على أنهم قد آمنوه

9444 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن عجلان عن سعيد المقبري قال لما صلى النبي صلى الله عليه و سلم الفجر قامت زينب فقالت إنه ذكر زوجي قد جيء به وإني قد أجرته فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن هذا الأمر مالي به من علم وإنه ليجير على القوم أدناهم

9445 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عمرو بن شعيب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن المسلمون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم وينعقد بذمتهم أدناهم لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده وأدناهم على أقصاهم والمتسري على القاعد والقوي على الضعيف يقول في الغنائم

9446 - عبد الرزاق عن بن جريج عن بن شهاب وغيره أن النبي صلى الله عليه و سلم أجاز جوار زينب ابنته

باب سهم العبد

9447 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لنا عمرو بن شعيب لا سهم لعبد مع المسلمين قال وأخبرنا عند ذلك عمرو بن شعيب أن عبدا وجد ركزة على زمن عمر بن الخطاب فأخذها منه عمر فابتاعه منه وأعتقه وأعطاه منها مالا وجعل سائرها في مال المسلمين

9448 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي عطاء بلغنا أنه يقال لا يلحق عبد في ديوان ولا تؤخذ منه زكاة

9449 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أن حسن بن محمد أخبره أن بعض الغفاريين خالد بن الغفاري أخبره أن عبيدا لهم شهدوا بدرا فكان عمر بن الخطاب يعطيهم ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف كل سنة

9450 - عبد الرزاق عن الثوري عن بن أبي ليلى عن فضالة بن عبيد أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة قال وفينا مملوكون قال فلم يقسم لهم

9451 - عبد الرزاق عن الثوري عن بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد قال كتب نجدة إلى بن عباس يسأله عن المملوك والمرأة هل يعطون من الخمس قال ليس لهم من الخمس شيء

9452 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو بكر عمن أخبره عن بن المسيب قال كان يحد العبد والمرأة من غنائم القوم قال وأقول قول بن عباس في العبد والمرأة يحضران البأس ليس لهما سهم معلوم إلا أن يحذيا من غنائم القوم

9453 - عبد الرزاق عن إبراهيم عن الحجاج عن عمرو بن شعيب عن بن المسيب عن عمر قال ليس للعبد نصيب من الغنائم قال الحجاج وأخبرني عطاء عن بن عباس مثله

9454 - عبد الرزاق عن إبراهيم قال أخبرني محمد بن زيد عن عمير مولى آبي اللحم قال حضرت خيبر مع النبي صلى الله عليه و سلم فلم يسهم لي وأعطاني من خرثى المتاع

9455 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وإسماعيل بن أمية أن نجدة كتب إلى بن عباس يسأله عن سهم ذي القربى وعن قتل الصبيان وعن العبيد هل كانوا يعطون من الغنائم شيئا فكتب إليه بن عباس كتبت لي في سهم ذي القربى فإنه كان لنا حتى حرمناه قومنا وكتبت في قتل الصبيان فإن كنت تعلم منهم ما كان صاحب موسى يعلم وإلا لا يحل لك قتلهم وكتبت في العبيد هل كانوا يعطون من الغنائم شيئا وإنهم كانوا يحذون الشيء من غير أن يضرب لهم سهم

باب هل يسهم للأجير

9456 - عبد الرزاق عن الثوري عن أشعث عن الحسن وبن سيرين قالا لا سهم للأجير

9457 - عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي رواد قال أخبرني أبو سلمة الحمصي أن عبد الرحمن بن عوف قال لرجل من فقراء المهاجرين أتخرج معي يا فلان للغزو قال نعم فوعده فلما حضره الخروج دعاه فأبى أن يخرج معه فقال له عبد الرحمن أليس قد وعدتني أتكذبني وتخلفني قال ما أستطيع أن أخرج قال ما الذي يمنعك قال عيالي وأهلي قال فما الذي يرضيك حتى تخرج قال ثلاثة دنانير على أن يخرج معه فخرج معه فلما هزموا العدو وأصابوا الغنائم قال لعبدالرحمن أعطني نصيبي من الغنائم فقال له عبد الرحمن سأذكر أمرك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الثلاثة دنانير حظه ونصيبه من غزوه من أمر دنياه وآخرته

باب الجعائل

9458 - عبد الرزاق عن معمر قال سألت الزهري عن الجعائل قال إذا أخذه الرجل بدينه يتقوى به فلا بأس

9459 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين عن بن عمر قال كان القاعد يمنح الغازي فأما أن يبيع الرجل غزوه فلا أدري ما هو

9460 - عبد الرزاق عن الثوري عن الزبير بن عدي عن شقيق بن العيزار الأسدي قال سألت بن عمر عن الجعائل فقال لم أكن لأرتشي إلا ما رشاني الله قال وسألت بن الزبير فقال تركها أفضل فإن أخذتها فأنفقها في سبيل الله

9461 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن عبيد بن ألأعجم قال سألت بن عباس عن الجعائل فخرج علينا من كل أربعة واحد ومن كل ثلاثة واحد قال إن جعلتها في كراع أو سلاح فلا بأس وإن جعلته في عبد أو أمة أو غنم فهو غير طائل

9462 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال كانوا يعطون أحب إليهم من أن يأخذوا هذا في الجعالة

9463 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال كان مسروق يجعل عن نفسه إذا خرج البعث

9464 - عبد الرزاق عن كثير بن عطاء الجندي قال حدثني عبد الله بن زبيب الجندي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا الوليد يا عبادة بن الصامت إذا رأيت الصدقة كتمت وقلت واستؤجر في الغزو وعمر الخراب وخرب العامر والرجل يتمرس بأمانته كما يتمرس البعير بالشجر فإنك والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها

باب الشعار

9465 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يوم مسيلمة يا أصحاب سورة البقرة

9466 - عبد الرزاق عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه مثله

9467 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن أبي إسحاق قال سمعت المهلب بن أبي صفرة يقول أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول إن بيتم الليلة فقولوا حم لا ينصرون

باب السلب والمبارزة

9468 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال بارز البراء بن مالك أخو أنس مرزبان الزأرة فقتله وأخذ سلبه فبلغ سلبه ثلاثين ألفا فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال لأبي طلحة إنا كنا لا نخمس السلب وإن سلب البراء قد بلغ مالا كثيرا ولا أراني إلا خامسه

9469 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال استلقى البراء بن مالك على ظهره فترنم فقال له أنس اذكر الله يا أخي فاستوى جالسا وقال أي أنس أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مئة من المشركين مبارزة سوى ما شاركت في قتله

9470 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبدالكريم عن عكروة قال قام رجل من بني قريظة فقال من يبارز فقال النبي صلى الله عليه و سلم قم يا زبير فقالت صفية أوحيدي يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم أيهما علا صاحبه قتله فعلاه الزبير فقتله فنفله رسول الله صلى الله عليه و سلم سلبه

9471 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت نافعا مولى عبد الله بن عمر يقول لم نزل نسمع منذ قط إذا التقى المسلمون والكفار فقتل رجل من المسلمين رجلا من الكفار فإن سلبه له إلا أن يكون في معمعة القتال

9472 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني محمد بن أبي ليلى أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يخمس السلب

9473 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأسود بن قيس عن سحر بن علقمة العبدي قال أبو سعيد وجدت في كتاب غيري شبر وهو الصواب قال كنا بالقادسية فخرج رجل منهم عليه السلاح والهيئة قال مرد ومرد يقول رجل ورجل فعرضت على أصحابي أن يبارزوه فأبوا وكنت رجلا قصيرا قال فقدمت إليه فصاح صوتا وكبرت وهدر وكبرت فاحتمل بي فضرب قال ويميل به فرسه قال فأخذت خنجره فوثبت على صدره فذبحته قال وأخذت منطقة له وسيفا ورايتين ودراعا وسوارين فقوم اثني عشر ألفا فأتيت به سعد بن مالك فقال رح إلي ورح بالسلب قال فرحت إليه فقام على المنبر فقال هذا سلب شبر بن علقمة خذه [ ص 236 ] هنيئا مريئا فنفلنيه كله

9474 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال لقي البراء بن مالك يوم بنى مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة وكان رجلا طوالا في يده سيف أبيض وكان البراء رجلا قصيرا فضرب البراء رجليه بالسيف فكأنه أخطاه فوقع على قفاه قال فأخذت سيفه وأغمدت سيفي

9475 - عبد الرزاق عن الثوري قال إذا لم يكن معك سلاح إلا سلاح العدو فقاتل به ثم رده إلى المغانم

9476 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى الأنصار قال سمعت أبا قتادة يقول بارزت رجلا يوم حنين فقتلته فأعطاني رسول الله صلى الله عليه و سلم سلبه

9477 - عبد الرزاق عن بن جريج عن رجل عن عكرمة مولى بن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم سبه رجل من المشركين فقال من يكفيني عدوي فقال الزبير أنا فبارزه الزبير فقتله فأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم سلبه

9478 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال فتحت الأهواز وأميرهم أبو موسى أو غيره فدعا مجزأة أو شقيق بن ثور شك أبو بكر فقال انظر لي رجلا من قومك أبعثه في مبعث فقال لئن كان هذا الأمر الذي تريد خيرا ما أحب أن يسبقني إليه أحد من قومي ولئن كان غير ذلك ما أحب أن أوقع فيه أحدا من قومي فابعثني قال إنا دللنا على سرب يدخل منه إلى المدينة قال فبعثه في أناس قال ولا أعلمه إلا قال وعليهم البراء بن مالك قال فدخل مجزأة أو شقيق السرب فلما خرج رموه بصخرة فقتلوه ودخل الناس حتى كثروا وفتحها الله عليهم قال سمعنا أنه كان غلاما بن عشرين

باب ذكر الخمس وسهم ذي القربى

9479 - عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر قال سلك علي بالخمس طريقهما

9480 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن بن عباس سئل عن سهم ذي القربى قال كان لنا فمنعناه قومنا فدعانا عمر فقال ينكح فيه أياماكم ويعطي فيه غارمكم فأبينا فأبى عمر رضي الله عنه

9481 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله فأن لله خمسه خمسه أخماس للرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وبن السبيل

9482 - عبد الرزاق عن الثوري عن قيس بن مسلم الجدلي قال سألت الحسن بن محمد بن علي بن الحنفية عن قول الله تعالى واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه قال هذا مفتاح كلام لله الدنيا والآخره وللرسول ولذي القربى فاختلفوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذين السهمين قال قائل سهم ذي القربى لقرابة النبي صلى الله عليه و سلم وقال قائل سهم ذي القربى لقرابة الخليفة واجتمع رأي أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أن يجعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله وكان ذلك في خلافة أبي بكر وعمر قلت له قال

إنه كان يكره أن يدعى عليه خلافهما

9483 - عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن بن عباس قال لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتل قتيلا فله كذا وكذا فقتلوا سبعين وأسروا سبعين فجاء أبو اليسر بن عمرو بأسيرين فقال يا رسول الله إنك وعدتنا من قتل قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا فقد جئت بأسيرين فقام سعد بن عبادة فقال يا رسول الله إنه لم تمنعنا زهادة في الآخرة ولا جبن عن العدو ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك المشركون وإنك إن تعط هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء قال فجعل هؤلاء يقولون وهؤلاء يقولون فنزلت يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم قال فسلموا الغنيمة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثم نزلت واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه

9484 - عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن السائب نحوه

9485 - عبد الرزاق عن الثوري عن مطرف عن الشعبي قال كان سهم النبي صلى الله عليه و سلم يدعى الصفي ( ) إن شاء عبدا وإن شاء فرسا يختاره قبل الخمس ويضرب له سهمه إن شهد وإن غاب وكانت صفية بنت حيي من الصفي

9486 - عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة قال سمعت يحيى بن الجزار وسألت كم كان سهم النبي صلى الله عليه و سلم فقال كان خمس الخمس

باب بيع المغانم

9487 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول أكره بيع الخمس حتى يقسم

9488 - عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن سعيد بن جبير رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم مثله إلا أنه قال يوم خيبر

9489 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وعن الحبالى أن يقربن وعن بيع المغانم حتى تقسم وعن أكل كل ذي ناب من السباع

9490 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبدالكريم بن أبي المخارق عن مكحول عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله

9491 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني أبو عثمان بن يزيد أن النبي صلى الله عليه و سلم دعى بالفاق

باب الغلول

9492 - عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غزا نبي من الأنبياء فقال لا يغزو معي من تزوج امرأة لم يبن بها ولا رجل له غنم ينتظر ولادها ولا رجل بنى بناء لم يفرغ منه فلما أتى المكان الذي يريد وجاءه عند العصر فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي ساعة فحبسها الله عليه ساعة ثم فتح الله عليه ثم وضعت الغنيمة فجاءت النار فلم تأكلها فقال إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل قال فلصقت يده بيد رجلين أو ثلاثة فقال إن فيكم الغلول قال فأخرجوا مثل رأس بقرة من ذهب [ ص 242 ] فألقوه في الغنيمة ثم جاءت النار فأكلتها قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لم تحل لأحد قبلنا وذلك ان الله تعالى رأى ضعفنا فطيبها لنا وزعموا أن الشمس لم تحبس لأحد قبله ولا بعده

9493 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا غنم مغنما بعث مناديا لا يغلن رجل مخيطا فما دونه ألا لا يغلن رجل بعيرا فيأتي به على ظهره يوم القيامة له رغاء ألا لا يغلن فرسا فيأتي به يوم القيامة على ظهره له حمحمة

9494 - عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال جاء عقيل بن أبي طالب فقالت له أمرأته قد علمنا أنك قاتلت فهل جئتنا بشيء قال هذه إبرة خيطي بها ثيابك قال فبعث النبي صلى الله عليه و سلم مناديا ألا لا يغلن رجل إبرة فما دونها فقال عقيل لامرأته ما أرى إبرتك إلا قد فاتتك

9495 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله واعلموا أنما غنمتم من شيء قال المخيط من الشيء

9496 - عبد الرزاق عن معمر عن بديل العقيلي عن عبد الله بن شقيق قال أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بوادي القرى وهو واقف على فرسه وجاءه رجل من بلقين وقال استشهد غلامك أو قال مولاك فلان قال بل هو الآن يجر إلى النار في عباءة غلها الله ورسوله

9497 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم عن محمد بن جبير بن مطعم أن أباه أخبره أنه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مقفله من حنين علقه الأعراب يسألونه فاضطر إلى سمرة فخطفت رداءه وهو على راحلته فوقف فقال ردوا علي ردائي أتخشون علي البخل فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوا بخيلا ولا جبانا ولا كذابا

9498 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن عجلان عن عمرو بن شعيب قال لما كان عند قسم الخمس أتاه رجل يستحله خياطا أو مخيطا فقال ردوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار قال ثم رفع شعرات أو وبرة من بعيره فقال ما لي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلا الخمس وهو مردود عليكم

9499 - عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله لا يقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول

9500 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الملك بن عمير عن ابي مسلم الخولاني قال أربع في أربع لا يقبلن في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة الخبان والسرقة والغلول ومال اليتيم

9501 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد أن محمدا بن يحيى بن حبان الأنصاري أخبره أن أبا عمرة مولى الأنصار أخبره أنه سمع زيد بن خالد الجهني يقول كنا مع النبي رسول الله صلى الله عليه و سلم بخيبر فمات رجل من أشجع فلم يصل النبي صلى الله عليه و سلم عليه فذهبوا ينظرون في متاعه فوجدوا فيه خرزا من خرز يهود ما يساوي درهمين

9502 - قال عبد الرزاق وأخبرنا بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أن أبا عمرة أخبره أنه سمع زيد بن خالد الجهني يحدث مثله

9503 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد أن عبد الله بن المغيرة بن ابي بردة قال إن النبي صلى الله عليه و سلم يوم حنين أتى القبائل في منازلهم يدعو لهم ويسلم عليهم فترك قبيلة من تلك القبائل لم يأتها وإنهم التمسوا فيهم فوجدوا في برذعة رجل عقدا من جزع قد غله ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاهم فصلى عليهم كما يصلي على الميت

9504 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال كان رجل على ثقل النبي صلى الله عليه و سلم يقال له كركره فمات فقال النبي صلى الله عليه و سلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عليه كساء قد غله

9505 - عبد الرزاق عن بن جريج عن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قيل له في رجل كان يمسك برأس دابته عند القتال استشهد فلان فقال إنه الآن يتقلب في النار قيل ولم يا رسول الله فقال غل شملة يوم خيبر فقال رجل من القوم يا رسول الله إني أخذت شراكين يوم كذا وكذا قال شراكان من نار

9506 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار قال أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد فقال يا رسول الله إن فلانا غل كذا وكذا فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أي فلان هل فعلت قال لا قال فنظر النبي صلى الله عليه و سلم إلى الرجل الذي أخبره فقال يا رسول الله احفروا ها هنا فحفروا فاستخرجوا قطيفة فقالوا يا رسول الله استغفر له فقال دعونا من أبي خرء يعني العذرة

9507 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن مطرف عن الضحاك بن مزاحم في قوله أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله قال من غل

باب كيف يصنع بالذي يغل

9508 - عبد الرزاق عن معمر عن عمرو عن الحسن قال كان يؤمر بالرجل إذا غل فيحرق رحله ويحرم نصيبه من الغنيمة

9509 - عبد الرزاق عن الثوري عن يونس بن عبيد قال كان يؤمر بالرجل إذا غل يؤمر برحله فيبرز فيحرق قال وقال عمرو عن الحسن ويحرم نصيبه من المغنم

9510 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد قال أخبرني صالح بن محمد أنه شهد رجلا يقال له زياد يتبع غلا في سبيل الله في أرض الروم فاستفتي فيه سالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة فكلهم أشاروا أن يجلد جلدا وجيعا ويجمع متاعه إلا الحيوان فيحرق ثم يخلى سبيله في سراويله ويعطى سيفه قط

9511 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول قال يجمع رحله فيحرق

9512 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول مثله

9513 - عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تتمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم واسألوا الله العافية فإذا جاءوكم يبرقون ويرجعون ويصيحون فالأرض الأرض جلوسا ثم تقولوا اللهم ربنا وربهم نواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت فإذا دنوا منكم فثوروا إليهم واعلموا أن الجنة تحت البارقة

9514 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن أبي النضر كاتب عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يقال له عبد الله بن أبي أوفى أنه كتب إلى عمر بن عبيد الله [ ص 249 ] حين سار إلى الحرورية يخبره أن رسول الله النبي صلى الله عليه و سلم في أيامه التي لقي فيها العدو ينتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإن لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قام النبي صلى الله عليه و سلم فقال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وذكر أيضا أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا في مثل ذلك فقال اللهم ربنا وربهم ونحن عبادك وهم عبادك ونواصينا ونواصيهم بيدك وانصرنا عليهم

9515 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حيان عن شيخ من أهل المدينة قال حدثني كاتب عبيد الله بن معمر قال كتب عبد الله بن أبي أوفى إلى عبيد الله بن معمر ثم ذكر نحو حديث بن أبي أوفى عن موسى بن عقبة عن أبي النضر

9516 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت بن أبي أوفى يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الأحزاب اللهم منزل الكتاب سريع الحساب مجري السحاب هازم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم

9517 - عبد الرزاق عن بن التيمي عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا لقي العدو قال اللهم أنت عضدي ونصيري وبك أحول وبك أصول وبك أقاتل

9518 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا واذكروا الله وإن أجلبوا وصاحوا فعليكم بالصمت

باب الفرار من الزحف

9519 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء الفرار من الزحف قال الفار غير المتحرف للقتال ولا المتحيز للفئة قول الله قلت إن فر رجل في غير زحف قال لا بأس بذلك إنما ذلك في الزحف

9520 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله إذا لقيتم الذين كفروا زحفا حتى وبئس المصير قال يرون أن ذلك في يوم بدر ألا ترى أنه يقول ومن يولهم يومئذ دبره

9521 - عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال إنما كان هذا يوم بدر ولم يكن للمسلمين فئة ينحازون إليها

9522 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن أبا عبيد الثقفي استعمله عمر على جيش فقتل في أرض فارس هو وجيشه فقال عمر لو انحازوا إلي كنت لهم فئة [ ص 252 ]

9523 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير عن غير واحد أن عمر بن الخطاب قال للمسلمين أنا فئتكم فمن انحاز منكم فإلى الجيوش

9524 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال قال عمر أنا فئة كل مسلم

9525 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه بلغه أن بن عباس قال جعل على المسلمين على الرجل عشرة من الكفار في قوله إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله فإن لقي

رجل رجلين ففر أو رجلا ففر فهي كبيرة وإن لقي ثلاثة ففر منهم فلا بأس

9526 - عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم في قوله إن يكن منكم عشرون صابرون قال كان هذا واجبا عليهم أن لا يفر واحد من عشرة فخفف الله عنهم

9527 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن عطاء مثله

باب فضل الجهاد

9528 - عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل كلم يكلمها المسلم في سبيل الله يكون كهيئتها إذا أصيبت يفجر دما قال اللون لون الدم والريح ريح المسك

9529 - عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي

9530 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كالقائم الصائم وتكفل الله للمجاهد في سبيله أن يتوفاه فيدخله الجنة أو يرجعه سالما بما أصاب من أجر أو غنيمة

9531 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كلم في سبيل الله جاء يوم القيامة يدمى ريحه ريح المسك ولونه لون الدم

9532 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما خرجت سرية تغزو في سبيل الله إلا وأنا معهم والله لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى ثم أقتل

9533 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي إدريس قال قال أبو الدرداء القتل يغسل الدرن والقتل قتلان كفارة ودرجة

9534 - عبد الرزاق عن بن جريج عن سليمان بن موسى قال حدثنا مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما قاتل في سبيل الله رجل مسلم فواق ناقة إلا وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقا ثم مات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنه يجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران وريحها كالمسك ومن خرج في سبيل الله فعليه طابع الشهداء

9535 - عبد الرزاق عن بن جريج عن سليمان بن موسى قال حدثنا كثير بن مرة أن عبادة بن الصامت حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما على الأرض نفس منفوسة تموت لها عند الله تعالى خير تحب أن ترجع إليكم ولها الدنيا إلا القتيل في سبيل الله فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة واحدة

9536 - عبد الرزاق عن بن جريج عن إسحاق بن رافع قال بلغني عن الثقة أن الغازي إذا خرج من بيته عدد ما خلف وراءه من أهل القبلة وأهل الذمة والبهائم ! ! يجري عليه بعدد كل واحد منهم قيراط قيراط كل ليلة مثل الجبل أو قال مثل أحد

9537 - عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير يقول مثل الغازي مثل الذي يصوم الدهر ويقوم الليل

9538 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال كان يصدق قوله فعله وكان يخطبنا فيقول اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن أثر نعمة الله عليكم [ ص 257 ] لو ترون ما ارى من أخضر وأصفر وفي الرحال ما فيها قال كان يقال إذا صف الناس للقتال أو صفوا في الصلاة فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وزين حور العين فاطلعن فإذا هو أقبل قلن اللهم انصره وإذا هو أدبر احتجبن منه وقلن اللهم اغفر له فانهكوا وجوه القوم فدى لكم أبي وأمي ولا تخزوا الحور العين قال فأول قطرة تنضح من دمه يكفر الله به كل شيء عمله قال وتنزل إليه اثنتان من الحور العين تمسحان التراب عن وجهه وتقولان قد آن لك ويقول هو قد آن لكما ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعت بين إصبعين وسعته قال وكان يقول أنبئت أن السيوف مفاتيح [ ص 258 ] الجنة فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان هذا نورك ويا فلان بن فلان لا نور لك

9539 - عبد الرزاق عن عبدالقدوس أنه سمع مكحولا يقول حدثنا بعض الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قاتل في سبيل الله فواق ناقة قتل أو مات دخل الجنة ومن رمى بسهم بلغ العدو أو قصر كان كعدل رقبة ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن كلم كلمة جاءت يوم القيامة ريحها مثل المسك ولونها مثل الزعفران

9540 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن عبد الله بن عمير قال إذا التقى الصفان أهبطت الحور العين إلى سماء الدنيا فإذا رأين الرجل يرضين مقدمه قلن اللهم ثبته وإن نكص احتجبن عنه فإن هو قتل نزلتا إليه فمسحتا التراب عن وجهه وقلن اللهم عفر من عفره وترب من تربه

9541 - عبد الرزاق عن أبي معشر أنه سمع سعيد بن أبي سعيد يحدث عن أبي هريرة قال المكاتب معان والناكح معان والغازي معان ضامن على الله ما أصاب من أجر أو غنيمة حتى ينكفىء إلى أهله وإن مات دخل الجنة

9542 - عبد الرزاق عن معمر عن بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث حق على الله عونهم الغازي في سبيل الله والناكح يريد العفاف والمكاتب الذي ينوى الأداء

9543 - عبد الرزاق عن هشام عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولوقوف أحدكم في الصف خير من عبادة رجل ستين سنة

9544 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابي قلابة عن عمرو بن عبسة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله كان كعدل رقبة

9545 - عبد الرزاق عن جعفر عن هشام عن جبلة بن عطية عن ابي مجلز قال كنا عند قارئ يقرأ فمر بهذه الآية فضل الله المجاهدين إلى مغفرة ورحمة فقال للقارىء قف بلغني أنها سبعون درجة بين كل درجتين سبعون عاما للجواد المضمر

9546 - عبد الرزاق عن الثوري عن آدم بن علي الشيباني قال سمعت بن عمر يقول لسفرة في سبيل الله أفضل من خمسين حجة قال وسمعت بن عمر يقول ليدعين أناس يوم القيامة المنقوصين قال قيل يا أبا عبد الرحمن ما المنقوصون قال ينقص أحدهم صلاته في وضوئه والتفاته [ ص 261 ]

9547 - عبد الرزاق عن معمر عن حميد الطويل عن أنس قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوة تبوك فأشرف على المدينة قال إن بالمدينة لقوما ما سلكتم طريقا ولا قطعتم واديا إلا وهم معكم حبسهم العذر

9548 - عبد الرزاق عن جعفر عن أبان عن شهر بن حوشب قال أخبرني أبو أمامة أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله أخطأ أو أصاب كان كعدل رقبة من ولد إسماعيل

9549 - عبد الرزاق عن جعفر عن هشام عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم روحة أو غدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها

باب من سأل الشهادة

9550 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال اللهم إني أسالك شهادة في سبيلك في مدينة رسولك صلى الله عليه و سلم

9551 - عبد الرزاق عن الثوري عن واصل الأحدب عن معرور بن سويد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأن أموت على فراشي قال واصل قال أراه قال صابرا محتسبا أحب إلي من أن أقدم على قوم لا أريد أن يقتلوني قال أو ليس الله يأتي بالشهادة والرجل عظيم العنا عن أصحابه محزي لمكانه

9552 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن جدعان عن بن المسيب قال قال عبد الله بن جحش يوم أحد اللهم أقسم عليك أن ألقى العدو فإذا لقيت العدو يقتلوني ثم يبقروا بطني ثم يمثلوا بي فإذا لقيتك سألتني قلت فيم هذا قال فلقي العدو فقتل وفعل به ذلك فقال بن المسيب فإني لأرجو الله أن يبر آخر قسمه كما أبر أوله

باب أجر الشهادة

9553 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال بلغنا أن ارواح الشهداء في صور طيور بيض تأكل من ثمار الجنة وقال الكلبي عن النبي صلى الله عليه و سلم في صورة طيور بيض تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش

9554 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله إلى يرزقون قال ارواح الشهداء عند الله كطير لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت قال فاطلع إليهم ربك اطلاعة فقال هل تشتهون من شيء فأزيدكموه فقالوا ربنا ألسنا نسرح في الجنة في أيها شئنا ثم اطلع عليهم الثالثة فقال هل تشتهون من شيء فأزيدكموه قالوا تعيد أرواحنا في أجسادنا فنقاتل في سبيلك فنقتل مرة أخرى قال فسكت عنهم

9555 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عطاء بن السائب عن أبي عبيدة عن عبد الله أنه قال في الثالثة حين قال هل تشتهون من شيء فأزيد كموه قالوا تقرئ نبينا السلام وتبلغه أن قد رضينا ورضي عنا

9556 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه و سلم أرواح الشهداء في صور طير خضر معلقة في قناديل الجنة يرجعها الله يوم القيامة قال معمر والكلبي أرواح الشهداء في صور طيور خضر تسرح في الجنة تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش ذكره عن النبي صلى الله عليه و سلم

9557 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عبيد الله بن ابي يزيد قال سمعت بن عباس يقول أرواح الشهداء تحول في طير خضر تعلق من ثمر الجنة

9558 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال بلغنا أن أرواح الشهداء في طير بيض تأكل من ثمر الجنة

9559 - عبد الرزاق عن إسماعيل بن عياش عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب الكندي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن للشهيد عند الله تسع خصال أنا أشك يغفر الله ذنبه في أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى بحلية الإيمان ويجار من عذاب القبر ويزوج من الحور العين ويؤمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار كل ياقوته خير من الدنيا وما فيها ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من حور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه

9560 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال في الجنة دار لا ينزلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل أو مخير بين القتل والكفر يختار القتل على الكفر

9561 - عبد الرزاق عن بن المبارك عن بن عون عن هلال بن ابي زينب عن رجل سماه عن ابي هريرة قال ذكر الشهيد عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تجف الأرض من دمه حتى تبتدراه زوجتاه كأنهما إبلان أضلا فصيليهما في براح من الأرض تبدو كل واحدة في حلة خير من الدنيا وما فيها

9562 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن جدعان عن بن المسيب قال قال النبي صلى الله عليه و سلم مثلوا لي في الجنة في خيمة من در كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا وبن رواحة في أعناقهما صدودا وأما جعفر فهو مستقيم ليس فيه صدود قال فسألت أو قيل إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما وأما جعفر فإنه لم يفعل قال بن عيينة فذلك حين يقول بن رواحة ... أقسمت يا نفس لتنزلنه ... بطاعة منك لتكرمنه ... فطالما قد كنت مطمئنة ... جعفر ما أطيب ريح الجنة

باب الشهيد

9563 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال مر عمر بن الخطاب بقوم وهم يذكرون سرية هلكت فقال بعضهم هم شهداءهم [ ص 267 ] في الجنة وقال بعضهم لهم ما احتسبوا فقال عمر بن الخطاب ما تذكرون قالوا نذكر هؤلاء فمنا من يقول قتلوا في سبيل الله ومنا من يقول ما احتسبوا فقال عمر إن من الناس ناسا يقاتلون رياء ومن الناس ناس يقاتلون ابتغاء الدنيا ومن الناس ناس يقاتلون إذا رهقهم القتال فلم يجدوا غيره ومن الناس ناس يقاتلون حمية ومن الناس ناس يقاتلون ابتغاء وجه الله فأولئك هم الشهداء وإن كل نفس تبعث على ما تموت عليه إنها لا تدري نفس هذا الرجل الذي قتل بأن له إنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر

9564 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرنا ثمامة بن عبد الله بن أنس بن عبد الله بن مالك أن حرام بن ملحان وهو خال أنس بن مالك لما طعن يوم بئر معونة أخذ بيده من دمه فنضحه على وجهه ورأسه قال فزت ورب الكعبة فزت ورب الكعبة

9565 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة قال جاء رجل إلى أبي موسى الأشعري وحذيفة عنده فقال أرأيت رجلا أخذ سيفه فقاتل به حتى قتل أله الجنة قال الأشعري نعم قال فقال حذيفة استفهم الرجل وأفهمه قال كيف قلت فأعاد عليه مثل قوله الأول فقال له أبو موسى [ ص 268 ] مثل قوله الأول قال فقال حذيفة أيضا استفهم الرجل وأفهمه قال كيف قلت فأعاد عليه مثل قوله فقال ما عندي إلا هذا فقال حذيفة ليدخلن النار من يفعل هذا كذا وكذا ولكن من ضرب بسيفه في سبيل الله يصيب الحق فله الجنة فقال ابو موسى صدق

9566 - عبد الرزاق عن إبراهيم عن عمر بن عبد الرحمن عن ابي صالح عن عبد الله بن نوفل قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم الميت في سبيل الله شهيد

9567 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى قال قالوا يا رسول الله رجل يقاتل حمية ورجل يقاتل شجاعة فأي ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله

9568 - عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم عن ذكوان عن أبي هريرة قال إنما الشهيد الذي لو مات على فراشه دخل الجنة يعني الذي يموت على فراشه ولا ذنب له

9569 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال هي خاصة للشهيد

9570 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد قال كل مؤمن شهيد ثم تلا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء

9571 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال لأن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه إن يقل ذلك فإن الله جعله نبيا واتخذه شهيدا قال الأعمش فذكرته لإبراهيم فقال كانوا يرون أن اليهود سموه وأبا بكر

9572 - عبد الرزاق عن الثوري عن إبراهيم بن المهاجر عن طارق بن شهاب عن بن مسعود قال إن من يتردى من رؤوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحر لشهيد عند الله

9573 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بخيبر أو قال لما كان [ ص 270 ] رسول الله صلى الله عليه و سلم بخيبر قال لرجل ممن كان معه يدعي الإسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل فأصابته جراح فقيل قد مات فأتى به النبي صلى الله عليه و سلم فقيل الرجل الذي قلت هو من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات فقال النبي صلى الله عليه و سلم إلى النار فكأن بعض الناس ارتاب قال فبينا هم كذلك إذ قيل لم يمت ولكن به جراح شديدة فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم بذلك فقال الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالا فنادى لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة وأن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر قال معمر واخبرني من سمع الحسن يقول عن النبي صلى الله عليه و سلم يؤيد هذا الدين بمن لا خلاق له

9574 - عبد الرزاق عن معمر عن سهيل عن ابي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تعدون الشهيد فيكم قالوا من قتل في سبيل الله قال إن شهداء أمتى لقليل إذا القتل في سبيل الله شهادة والبطن شهادة والغرق شهادة والطاعون شهادة والنفساء شهادة

9575 - عبد الرزاق عن معمر لعله عن أيوب عن بن سيرين عن امرأة مسروق بن الأجدع قال أربع هي شهادة المسلمين الطاعون والنفساء والغرق والبطن

9576 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن حفص قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ما تعدون الشهيد فيكم قالوا من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال إن شهداء أمتي إذا لقليل من قتل في سبيل الله فهو شهيد والمطعون شهيد والمبطون شهيد والغرق شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد

9577 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء قال ويقولون معه يعني عطاء ويزيدون عليه الشهيد المطعون والمبطون والغرق والنفساء والمنهدم عليه

9578 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال أشرف على

النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رجل من قريش من رأس تل فقالوا ما أجلد هذا الرجل لو كان جلده في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم أو ليس في سبيل الله إلا من قتل ثم قال من خرج في الأرض يطلب حلالا يكف به أهله فهو في سبيل الله ومن خرج يطلب حلالا يكف به نفسه فهو في سبيل الله ومن خرج يطلب التكاثر فهو في سبيل الشيطان

9579 - عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن عوف قال سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل المؤمن من دون ماله شهادة

باب الصلاة على الشهيد وغسله

9580 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن أبي الصعير عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم أحد أشرف النبي صلى الله عليه و سلم على الشهداء الذين قتلوا يومئذ فقال إني شهدت على هؤلاء فزملوهم بدمائهم فكان يدفن الرجلان والثلاثة في قبر واحد ويسأل أيهم كان أقرأ للقرآن فيقدمونه قال جابر فدفن أبي وعمي في قبر واحد يومئذ

9581 - عبد الرزاق عن معمر قال وأخبرني من سمع الحسن يقول قال النبي صلى الله عليه و سلم للشهداء يوم أحد هؤلاء قد مضوا وقد شهدت عليهم ولم يأكلوا من أجورهم شيئا وإنكم تأكلون من أجوركم وإنكم لا أدري ما تحدثون بعدي

9582 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لم يصل على شهداء أحد

9583 - عبد الرزاق عن الثوري عن الشيباني عن أبي مالك قال صلى النبي صلى الله عليه و سلم على قتلى أحد

9584 - عبد الرزاق عن الثوري عن بن جريج عن عطاء قال ما رأيتهم يغسلون الشهيد ولا يحنطونه ولا يكفن قلت أرأيت كيف يصلى عليهم قال كما يصلى على الآخرين الذين ليسوا شهداء

9585 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال أمر معاوية بقتل حجر بن عدي الكندي فقال حجر لا تحلوا عني قيدا أو قال حديدا وكفنوني بدمي وثيابي

9586 - عبد الرزاق عن الثوري عن مخول عن العيزار بن حريث عن زيد بن صوحان قال لا تغسلوا عنى دما ولا تنزعوا عني ثوبا إلا الخفين وارمسوني في الأرض رمسا فإني رجل محاج أحاج يوم القيامة

9587 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن مسعر عن مصعب رجل من ولد زيد قال قال زيد ادفنونا وما اصاب الثرى من دمائنا قال وأخبرني عمار الدهني قال قال زيد شدوا علي ثيابي وادفنوني وبن أمي في قبر واحد يعني اخاه سرحان فإنا قوم مخاصمون

9588 - عبد الرزاق عن الثوري عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سعد بن عبيد وكان يدعى في زمان النبي صلى الله عليه و سلم القارىء وكان لقي عدوا فانهزم منهم فقال له عمر هل لك في الشام لعل الله يمن عليك قال لا إلا العدو الذي فررت منهم قال فخطبهم في القادسية فقال إنا لاقوا العدو إن شاء الله غدا وإنا مستشهدون لا تغسلوا عنا دماءنا ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا

9589 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سألنا سليمان بن موسى كيف الصلاة على الشهيد قال كهيئتها على غيره وسألناه عن دفن الشهيد قال أما إذا كان في المعركة فإنا ندفنه كما هو لا نغسله ولا نكفنه ولا نحنطه وأما إذا انقلبنا به وبه رمق فإنا نغسله ونكفنه ونحنطه وجدنا الناس على ذلك وكان عليه من مضى قبلنا من الناس

9590 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبدالكريم الجزري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد قال إذا مات الشهيد في المعركة دفن كما هو فإن مات بعد ما ينقلب به صنع به كما صنع بالآخر

9591 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال كان عمر من خير شهيد فغسل وكفن وصلي عليه لأنه عاش بعد طعنه

9592 - قال عبد الرزاق وأخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر مثله

9593 - عبد الرزاق عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار قال غسل علي وكفن وصلي عليه

9594 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن عيسى عن الشعبي قال سئل عن رجل قتله اللصوص قال لا يغسل

9595 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني من سمع عكرمة يقول يصلى على الشهيد ولا يغسل فإن الله قد طيبه

9596 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن وبن المسيب قالا يغسل الشهيد فإن كل ميت يجنب

9597 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عكرمة بن خالد عن بن أبي عمار عن شداد بن الهادي أن رجلا من الأعراب جاء النبي صلى الله عليه و سلم فآمن به واتبعه فقال أهاجر معك وأوصى النبي صلى الله عليه و سلم به بعض أصحابه فلما كانت غزوة خيبر أو حنين غنم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال ما هذا فقالوا قسم قسمه الله لك ورسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما هذا يا محمد قال قسم قسمته لك قال ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا وأشار إلى حلقه بسهم فأدخل الجنة قال إن تصدق الله يصدقك قال فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو فأتى به يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي صلى الله عليه و سلم أهو هو صدق الله فصدقه فكفنه النبي صلى الله عليه و سلم في جبة للنبي صلى الله عليه و سلم ثم قدمه النبي صلى الله عليه و سلم فصلى عليه فكان مما ظهر من صلاته عليه اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا وأنا عليه شهيد

9598 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سأل إنسان عطاء أيصلى على الشهيد قال نعم قال لم وهو في الجنة قال قد صلى على النبي صلى الله عليه و سلم عبد الرزاق عن بن جريج وبلغني أن شهداء بدر دفنوا كما هم

9599 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد على حمزة سبعين صلاة كلما صلى فأتى برجل صلى عليه وحمزة موضوع يصلي عليه معه

9600 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد قال يلقى عن الشهيد كل جلد يعني إذا قتل

9601 - عبد الرزاق عن إسرائيل أو غيره عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال ينزع عن القتيل خفاه وسراويله وكمته أو قال عمامته ويزاد ثوبا أوينقص ثوبا حتى يكون وترا

9602 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن أبي الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال من كان له قتيل فليأت قتيله يعني قتلى أحد قال فأخرجهم رطابا يتثنون قال فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فانفطرت دما قال فقال أبو سعيد لا ينكر بعد هذا منكر أبدا

9603 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رأى بعض أهل طلحة بن عبيد الله أنه رآه في المنام فقال إنكم دفنتموني في مكان قد آذاني فيه الماء فحولوني منه قال فحولوه فأخرجوه كأنه سلقة لم يتغير منه شيء إلا شعرات من لحيته

9604 - عبد الرزاق عن الثوري عن الأسود بن قيس عن نبيح عن جابر بن عبد الله قال كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم فجاء منادي النبي صلى الله عليه و سلم فقال ادفنوا القتلى في مصارعهم فرددناهم

9605 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لا يدفن الشهيد في حذائين ولا نعلين ولا سلاح ولا خاتم قال يدفن في المنطقة والثياب قال وبلغني عن إبراهيم النخعي قال لا يدفن برقعه

9606 - عبد الرزاق عن الثوري عن صاعد اليشكري عن الشعبي قال إذا وجد بدن القتيل في دار أو مكان صلي عليه وعقل وإذا وجد رأس أو رجل لم يصل عليه ولم يعقل

باب الغزو مع كل أمير

9607 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع أن أبا أيوب الأنصاري غزا مع يزيد بن معاوية الغزوة التي مات فيها

9608 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال كان ابو أيوب الأنصاري يغزو مع يزيد بن معاوية فمرض وهو معه فدخل عليه يزيد يعوده فقال له حاجتك قال إذا أنا مت فسر بي في أرض العدو ما استطعت ثم ادفني قال فلما مات سار به حتى أوغل في أرض الروم يوما أو بعض يوم ثم نزل فدفنه

9609 - عبد الرزاق عن جعفر عن ابي عمران الجوني قال سألت جندب بن عبد الله هل كنتم تسخرون العجم قال كنا نسخرهم من قرية إلى قرية يدلونا على الطريق ثم نخليهم

9610 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي حمزة الضبعى قال قلت لابن عباس إنا نغزو مع هؤلاء الأمراء فإنهم يقاتلون على طلب الدنيا قال فقاتل أنت على نصيبك من الآخرة

9611 - عبد الرزاق عن عبدالقدوس قال سمعت الحسن يقول قال النبي صلى الله عليه و سلم لا تشهدوا على أمتكم بشرك ولا تكفروهم بذنب والجهاد لا يضره جور جائر ولا عدل عادل والجهاد ماض حتى يبعث آخر هذه الأمة والإيمان بالقدر خيره وشره قال وسمعت بن سيرين يذكر نحو هذا وزاد حتى يقاتل هذه الأمة الدجال

9612 - عبد الرزاق عن الثوري عن جابر قال سألت الشعبي عن الغزو وعن أصحاب الديوان افضل أو المتطوع قال بل أصحاب اليوان أفضل أو المتطوع قال بل أصحاب الديوان المتطوع متى شاء رجع

9613 - عبد الرزاق عن بن التيمي عن كهمس قال قلت للحسن نغزو مع الأمراء فما يطلعونا على أمرهم غير أنا نسالم إذا سالموا ونحارب إذا حاربوا قال قاتل مع المسلمين عدوهم

باب الرباط

9614 - عبد الرزاق عن داود بن قيس قال أخبرني عمرو بن عبد الرحمن بن قيس أن أبا هريرة قال من رابط أربعين ليلة فقد أكمل الرباط

9615 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني بن مكمل أنه سمع يزيد بن أبي حبيب يقول جاء رجل من الأنصار إلى عمر بن الخطاب فقال أين كنت قال في الرباط قال كم رابطت قال ثلاثين قال فهلا أتممت أربعين

9616 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني إسحاق بن رافع المديني عن يحيى بن ابي سفيان الأخنسي قال كان

أبو هريرة يقول رباط ليلة إلى جانب البحر من وراء عورة المسلمين أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الكعبة أو مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة ورباط ثلاثة أيام عدل السنة وتمام الرباط أربعون ليلة وسالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله بن معمر قائم لم يقعد حين ساق يخبر بهذا الحديث فقال له يحيى تعرف هذا الحديث يا ابا النضر فقال سالم نعم أشهد على معرفة هذا الحديث

9617 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد قال حدثنا مكحول قال مر سلمان الفارسي بشرحبيل بن السمط وهو مرابط على قلعة بأرض فارس فقال له سلمان ألا أحدثك حديثا لعله أن يكون عونا لك على ما أنت فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا في سبيل الله أجير من عذاب القبر ونمى له صالح عمله إلى يوم القيامة

9618 - عبد الرزاق عن عبد الوهاب سمعه من هشام بن الغاز قال حدثني مكحول عن سلمان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من قيام شهر وصيامه يقام فلا يقعد ويصام فلا يفطر ومن مات مرابطا في سبيل الله نجا من عذاب القبر ويجري عليه صالح عمله إلى يوم القيامة

9619 - عبد الرزاق عن الثوري عن يزيد بن جابر عن خالد بن معدان عن شرحبيل بن السمط قال كنا بأرض فارس فأصابنا أدل وشدة فجاءنا سلمان الفارسي فقال أبشروا ثم أبشروا ما من مسلم يرابط في سبيل الله إلا كان كصيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى عليه عمله إلى يوم القيامة وأجير من فتنة القبر

9620 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني مصعب بن محمد أن سلمان الفارسي مر بالسمط بن ثابت وهو في مرابط قد شق عليه وهم بالتحول عنه فقال ألا أخبرك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ذكر مثل حديث محمد بن راشد

9621 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن موسى بن ابي علقمة عن عيسى قال قال عمر بن الخطاب عليكم بالجهاد ما دام حلوا خضرا قبل أن يكون ثماما أو يكون رماما أو يكون حطاما فإذا ! ! انتطات المغازي وأكلت الغنائم واستحلت الحرم فعليكم بالرباط فإنه أفضل غزوكم

9622 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من مات مرابطا مات شهيدا ووقي فتان القبر وغدي وريح برزقه من الجنة وجرى عليه عمله

باب الغزو في البحر

9623 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب أو غيره قال كان عمر يكره أن يحمل المسلمين غزاة في البحر

9624 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سألت عطاء عن غزوة البحر فكرهه وقال أخشى

9625 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد عن يونس بن يوسف عن بن المسيب قال بعث عمر بن الخطاب علقمة بن مجزز في أناس إلى الحبشة فأصيبوا في البحر فحلف عمر بالله لا يحمل فيها أبدا

9626 - وعن بن المسيب كره للغزاة أن يركبوا في البحر

9627 - عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن كان يؤمن بالله ورسوله فلا يعرض ذريته للمشركين

9628 - عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن بن عمر أنه كان يكره ركوب البحر إلا لثلاث غاز أو حاج أو معتمر

9629 - عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن امرأة حذيفة قالت نام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهو يضحك فقلت تضحك مني يا رسول الله قال لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم كمثل الملوك على الأسرة ثم نام ثم استيقظ أيضا فضحك فقلت تضحك مني يا رسول الله فقال لا ولكن من قوم يخرجون من أمتي غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفورا لهم قالت ادع الله لي أن يجعلني منهم قال فدعا لها قال فأخبرنا عطاء بن يسار قال فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا فماتت بأرض الروم

9630 - عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن سعيد قال أخبرني مخبر عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال غزوة في البحر أفضل من عشر غزوات في البر ومن جاز البحر فكأنما جاز الأودية والمائد في السفينة كالمتشحط في دمه

9631 - عبد الرزاق عن عبدالقدوس قال حدثنا علقمة بن شهاب القرشي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر فإن أجر يوم في البحر كأجر شهر في البر وإن القتل في البحر كالقتلين في البر وإن المائد في السفينة كالمتشحط في دمه وإن خيار شهداء أمتي أصحاب الكهف قالوا وما اصحاب الكهف يا رسول الله قال قوم تتفكونهم في مراكبهم في سبيل الله

9632 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال مجاهد غزوة في البحر تعدل عشرا في البر والمائد في البحر كالمتشحط بدمه في سبيل الله

9633 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرت أن مسلمة بن مخلد قال لقوم ركبوا غزاة في البحر ما تركوا وراءهم من ذنوبهم شيئا

9634 - عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن واصل عن لقيط عن ابي بردة أن أبا موسى الأشعري كان يغزو في البحر

باب عسقلان

9635 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني إسحاق بن رافع قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يرحم الله أهل المقبرة قالت عائشة اهل البقيع قال يرحم الله أهل المقبرة قالت عائشة اهل البقيع حتى قالها ثلاثا قال مقبرة عسقلان

9636 - عبد الرزاق قال بن جريج وسمعت بن خالة محمد بن كعب يحدث أنه كان يذكر أن الأكل والشراب والطعام والنكاح بها أفضل بعسقلان

( باب راية النبي صلى الله عليه و سلم ولونها )

9637 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوم خيبر لأدفعن الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله

ويحب الله ورسوله قال فدعا عليا وإنه لأرمد فتفل في عينيه ثم دفعها إليه ففتحها الله عليه

9638 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة أن سعد بن عبادة كان حامل راية رسول الله صلى الله عليه و سلم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر وغيره

9639 - عبد الرزاق عن بن جريج عمن حدثه عن عامر أن راية النبي صلى الله عليه و سلم كانت تكون مع علي بن أبي طالب وكانت في الأنصار حيث ما تولوا

9640 - عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم أن راية النبي صلى الله عليه و سلم كانت تكون مع علي بن ابي طالب وراية الأنصار مع سعد بن عبادة وكان إذا استحر القتال كان النبي صلى الله عليه و سلم مما يكون تحت راية الأنصار

9641 - عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثت عن شقيق بن مسلمة عن رجل رأى راية لرسول الله صلى الله عليه و سلم عقدها لعمرو بن العاص سوداء

9642 - عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثني سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد قال حدثنا أن راية النبي صلى الله عليه و سلم كانت مع سعد بن عادة يوم الفتح فدفعها سعد إلى ابنه قيس

9643 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني رجل من أهل المدينة أن راية النبي صلى الله عليه و سلم كانت تكون بيضاء ولواءه أسود

باب عقر الدواب في أرض العدو

9644 - عبد الرزاق قال أخبرت عن بن سيرين قال كان الرجل من المسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خاف نزع سلاحه فأعطى هذا وأعطى هذا وأعطى هذا من سلاحه وكان أسفها عليهم الريح يعني حتى ينكران فلا يعرفان

9645 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبد الواحد أن عمر بن عبد العزيز نهى إذا أبطأت دابة في أرض العدو أن تعقر قال واما السلاح فليدفنه

باب أول سيف في سبيل الله

9646 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة قال كان الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله كان النبي صلى الله عليه و سلم في أسفل مكة والزبير بمكة فأخبر أن النبي صلى الله عليه و سلم قتل فخرج بسيفه قد سله يشق الناس به حتى اتى النبي صلى الله عليه و سلم فوجده لم يهج قال فسأله النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك فأخبره قال فدعا له ولسيفه

9647 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني هشام بن عروة أن أول رجل سل سيفا في سبيل الله الزبير نفخت نفخة من الشيطان أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم والنبي صلى الله عليه و سلم بأعلى مكة فخرج الزبير يشق الناس بسيفه فلقي النبي صلى الله عليه و سلم فقال له ما لك يا زبير قال أخبرت أنك أخذت قال فدعا له ولسيفه

( باب من دمي وجه النبي صلى الله عليه و سلم )

9648 - عبد الرزاق عن بن جريج قال اخبرني إبراهيم بن ميسرة أنه سمع يعقوب بن موسى يقول الذي دمى وجه النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد رجل من هذيل يقال له بن القمئة فكان حتفه أن سلط الله عليه تيسا فنطحه فقتله قال إبراهيم اسمه عبد الله بن القمئة

9649 - عبد الرزاق عن معمر عن الجزري عن مقسم قال معمر وسمعت الزبير يحدث ببعضه ان عتبة بن ابي وقاص كسر رباعية النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد ودمى وجهه فدعا عليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال اللهم لا يحل عليه الحول حتى يموت كافرا فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار

باب إعقاب الجيوش

9650 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن عمر بن الخطاب كان يعقب الغازية

9651 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال بعث عمر جيشا وكان يعقب الجيوش فمكثوا حينا لا يأتي لهم عقب فقفلوا فكتب أمير السرية إلى عمر أنهم قفلوا وتركوا ثغرهم وسنوا للناس سنة سوء فأرسل إليهم عمر ولم يشهد ذلك غيره فتغيظ عليهم واوعدهم وعيدا شرف عليهم فقالوا يا عمر بما تفرقنا تركت فينا أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم من إعقاب الغازية بعضها بعضا فقال لست أفرقكم بنفسي ولكن بأمور لم تكن من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من الأنصار

باب المشرك يأتي المسلم بغير عهد

9652 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سئل عطاء عن الرجل من أهل الشرك يأتي المسلم بغير عهد قال خيره إما أن تقره وإما أن تبلغه مأمنه قال وزعم بعض أهل الشام عبد الله بن قيس في مجلس عطاء قال يأتي الرومي فإذا جاء المسلمين بغير سلاح ولا عهد لم يرب

9653 - عبد الرزاق عن بن جريج قال اخبرني أبو بكر بن عبد الله عن محمد بن عمرو بن يحيى بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله وعن عمرو بن سليم عن سعيد بن المسيب وعن أبي النضر عن عروة بن الزبير أنهم قالوا في الرجل من أهل الحرب يدخل بأمان فيهلك بعض أوليائه في النسب الذي هو وارثه إن [ ص 293 ] كان أظهر السكون في العرب قبل أن يموت فله ميراثه وإلا فلا وقالوا في المرأة من أهل الكتاب من أهل الحرب تدخل أرض العرب بأمان إذا أظهرت السكون في أرض العرب فلا بأس أن ينكحها المسلمون وإن لم تظهر ذلك إلا عند الخطبة فلا تنكح

9654 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سئل عطاء عن الرجل من أهل الذمة يؤخذ في أهل الشرك وقد اشترط عليهم أن لا يأتيهم فيقول لم أرد عونهم فكره قتله إلا ببينة فقال له بعض أهل العلم إذا نقض شيئا واحدا مما عليه فقد نقض الصلح

9655 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى في رجل صالح عليه وعلى بنيه صغارا وكبارا ثم خانه هؤلاء فلا يختلف فيها يقولون يستحلون بما خان به هؤلاء إن يكونوا هم صولحوا على أنفسهم

9656 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عطاء الخرساني أن تستر كانت في صلح فكفر أهلها فغزاهم المهاجرون فقتلوهم فهزموهم فسبوهم فأصاب المسلمون نساءهم حتى ولد لهم أولاد منهم قال لقد رأيت أولادهن كانوا من تلك الولادة فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمن سبى منهم فرد فيها على جزيتهم وفرق بين سادتهم وبينهن

9657 - عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم

أن النبي صلى الله عليه و سلم [ ص 294 ] لما صالح أهل خيبر صالحهم على أن له أموالهم وأنهم آمنون على دمائهم وذراريهم ونسائهم فدعا النبي صلى الله عليه و سلم ابني أبي الحقيق فقال أين المال الذي خرجتما به من النضير قالا استنفقناه وهلك قال أفرأيتما إن كنتما كاذبين فقد حلت لي دماؤكما وأموالكما ونساءكما قالا نعم وأشهد عليهما فقال إنكما قد خبأتماه في مكان كذا وكذا فأرسل معهما فوجد النبي صلى الله عليه و سلم المال كما ذكر فضرب أعناقهما وأخذ أموالهما وسبى نساءهما وكانت صفية تحت أحدهما

9658 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كره أن يتزوج نساء أهل الكتاب إلا في عهد

( باب كم غزا النبي صلى الله عليه و سلم )

9659 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال سمعت بن المسيب يقول غزا النبي صلى الله عليه و سلم ثماني عشرة غزوة قال وسمعت مرة أخرى يقول أربعة وعشرين غزوة فلا أدري أكان وهما منه أو شيئا سمعه بعد ذلك قال الزهري وكان الذي قاتل فيه النبي صلى الله عليه و سلم كل شيء ذكر في القرآن

9660 - عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم قال كانت السرايا أربعة وعشرين والمغازي ثمان عشرة أو تسع عشرة

( باب اسم سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يعطي في سبيل الله )

9661 - عبد الرزاق عن الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه قال كان اسم جارية النبي صلى الله عليه و سلم خضرة وحماره يعفر وناقته القصواء وبغلته الشهباء وسيفه ذا الفقار

9662 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني محمد بن ميسرة قال كان اسم سيف النبي صلى الله عليه و سلم ذا الفقار واسم درعه ذات الفضول

9663 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه أن اسم سيف النبي صلى الله عليه و سلم ذو الفقار قال جعفر رأيت سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم [ ص 296 ] قائمه من فضة ونعله من فضة وبين ذلك حلق من فضة قال هو عند هؤلاء يعني بني العباس

9664 - عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء عن جعفر عن ابيه نحو هذا قال أقماعه من ورق يعني رأسه قال وكان في درعه حلقتان من ورق

9665 - عبد الرزاق عن معمر عن مالك بن مغول عن نافع عن بن عمر أن سيف عمر بن الخطاب كان محلى بالفضة

9666 - عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي عطاء إن أعطى أنسان في سبيل الله فقضى غزوته فجاء به أو ببعضه فلا يأكله ولكن ليمضه في تلك السبيل قال وإن حبس ناقة في سبيل الله فنتجت فولدها بمنزلتها

9667 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حمزة عن إبراهيم قال إن فضل شيء جعله في مثل ذلك

9668 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع قال اعطى بن عمر بعيرا في سبيل الله فقال للذي أعطاه إياه لا تحدثن فيه شيئا حتى إذا جاوزت وادي القرى أو حذوه من طريق مصر فشأنك به

9669 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع مثله

9670 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال سألته عن ذلك فقال هو له إلا أن يكون جعله حبيسا

9671 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد قال سمعت بن المسيب يسئل عن الرجل يعطى الشيء في سبيل الله فقال سعيد إذا بلغ رأس مغزاه فهو كماله

9672 - عبد الرزاق عن الثوري ومعمر عن يحيى بن سعيد عن بن المسيب مثله

باب جهاد النساء والقتل والفتك

9673 - عبد الرزاق عن معمر عن إبراهيم وسئل عن جهاد النساء فقال كن يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فيداوين الجرحى ويسقين المقاتلة ولم أسمع معه بأمرأة قتلت وقد قاتلن نساء قريش يوم اليرموك حين رهقهم جموع الروم حتى خالطوا عسكر المسلمين فضرب النساء يومئذ بالسيوف في خلافة عمر رضي الله عنه

9674 - عبد الرزاق عن بن جريج عن بن شهاب مثله

9675 - عبد الرزاق عن عبدالقدوس قال سمعت الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم على النساء ما على الرجال إلا الجمعة والجنائز والجهاد

9676 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني إسماعيل بن مسلم قال حسبت أنه عن الحسن أن رجلا جاء الزبير فقال أقتل عليا قال نعم قال وكيف تفعل قال أظهر له أني معه ثم أقتل به فأقتله قال الزبير إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قيد الإيمان الفتك لا يفتك مؤمن

9677 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة نحوه قال الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن

9678 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال صحب المغيرة بن شعبة قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء قال معمر وسمعت أنهم كانوا أخذوا على المغيرة أن لا يغدر بهم حتى يؤذنهم فنزلوا منزلا فجعل يحفر بنصل سيفه فقالوا ما تصنع قال أحفر قبوركم فاستحلهم بذلك فشربوا ثم ناموا فقتلهم فلم ينج منهم أحد إلا [ ص 300 ] الشريد فلذلك سمي الشريد

9679 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال دخل على المختار بن أبي عبيد رجل وقد اشتمل على سيفه قال فجعل المختار يكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه و سلم قال فهممت أن أضربه بسيفي فذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق أو عمرو بن فلان قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ايما رجل أمن رجلا على دمه وماله فقتله فقد برئت من القاتل ذمة الله وإن كان المقتول كافرا

باب رقيق أهل الحرب والرجل يخرج من أرض العدو ومعه العبد

9680 - عبد الرزاق عن معمر قال سألت حمادا عن ناس من أهل الحرب صالحهم أهل الإسلام على ألف رأس كل سنة فكان يسبي بعضهم بعضا ويؤديه قال لا بأس بذلك يؤدونه من حيث شاءوا

9681 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن قال إذا خرج الرجل من أرض العدوومعه عبد فإن أسلم فهو له وإن سبقه العبد فأسلم فهو حر

9682 - عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان قال حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي بكرة أنه خرج إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو محاصر أهل الطائف بثلاثة وعشرين عبدا فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فهم الذين يقال لهم العتقاء

باب الصيام في الغزو

9683 - عبد الرزاق عن الحسن بن مهران عن المطرح عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار مسيرة مئة عام ركض الفرس الجواد المضمر

9684 - عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن عمرو بن عبسة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار مسيرة مئة عام

9685 - عبد الرزاق عن بن جريج عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش يحدث عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه من النار سبعين خريفا

9686 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح عن النعمان عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله

9687 - عبد الرزاق عن معمر عن عبدالكريم الجزري عن سعيد بن جبير قال كتب عمر بن الخطاب إلى قوم محاصرين العدو في رمضان ألا تصوموا

9688 - عبد الرزاق عن عبد الله بن شعبة قال حدثنا عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال قال النبي صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة هذا يوم قتال فأفطروا

باب لمن الغنيمة

9689 - عبد الرزاق عن بن التيمي عن سعيد بن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن عمر كتب إلى عمار أن الغنيمة لمن شهد الوقعة

9690 - عبد الرزاق عن حماد بن أسامة عن المجالد عن عامر قال كتب عمر أن اقسم لمن جاء ما لم يتفقأ القتلى يعني ما لم تتفطر بطون القتلى

9691 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول أن سعد بن أبي وقاص قال يا رسول الله أرأيت رجلا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره قال النبي صلى الله عليه و سلم ثكلتك أمك يا بن أم سعد وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم

9692 - عبد الرزاق عن هشيم عن مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي قال كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن ابي وقاص أن اقسم لمن وافاك من المسلمين ما لم يتفقأ قتلى فارس

باب سباق الخيل

9693 - عبد الرزاق عن معمر قال سألت الزهري عن أول من سبق بين الخيل قال عمر بن الخطاب أظن

9694 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن ابيه أن النبي صلى الله عليه و سلم سبق بين الخيل فأرسلها من الحفياء وكان أمدها إلى ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر وكان أمدها من الثنية إلى مسجد بني زريق قال وكان عبد الله بن عمر ممن ركب الخيل قال كنت على فرس قال فمر بجدر فطفف بي حتى كان من ورائه

9695 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر مثله

9696 - عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن الشعبي قال أجرى عمر بن الخطاب الخيل وسبق

9697 - عبد الرزاق عن اسرائيل عن سماك بن حرب عن عبد الله بن حصين قال سابق حذيفة الناس على فرس له أشهب قال فسبقهم قال فدخلنا عليه داره قال فإذا هو على معلفه وهو على رملة يقطر عرقا على شملة له وحذيفة بن اليمان جالس عنده على قدميه ما تمس أليتاه الأرض قال فجعل الناس يدخلون عليه يهنئونه يقولون لهنئك السبق قال فدخل رجل ولم يقل شيئا فقال رجل ألا تهنئه قال بم قال سبق فرسه قال أخشى أن يبلغ ذلك الأمير قال وعلى الناس يومئذ سعد بن أبي وقاص فقال حذيفة تالله لا تقوم الساعة حتى يلي عليكم من لا يزن عشر بعوضة يوم القيامة

9698 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في الرجلين يرهنان على الفرس فيدخل معهما آخر بفرس قال إذا كان لا يأمنانه أن يسبقهما جميعا فلا بأس به وإن كان يأمنانه فهو قمار

باب السرايا وأردية الغزاة وحمل الرؤوس

9699 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير الصحابة اربعة وخير السرايا اربع مئة وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يهزم اثنا عشر ألفا من قلة

9700 - عبد الرزاق عن بن جريج عن زهير قال أخبرني رجل من الأنصار عن الحسن عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أردية الغزاة السيوف

9701 - عبد الرزاق عن معمر عن عبدالكريم قال أتي أبو بكر برأس فقال بغيتم

9702 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لم يؤت النبي صلى الله عليه و سلم برأس وأتي أبو بكر برأس فقال لا يؤتى بالجيف إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأول من أتي برأس بن الزبير

9703 - عبد الرزاق عن زمعة بن صالح قال أخبرني زياد بن سعد أن بن شهاب أخبره قال لم يؤت النبي صلى الله عليه و سلم برأس ولا يوم بدر وأتي أبو بكر برأس عظيم فقال ما لي ولجيفهم تحمل إلى بلد رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم لم تحمل بعده في زمان الفتنة إلى مروان ولا إلى غيره حتى كان زمان بن الزبير فهو أول من سن ذلك حمل إليه رأس زياد وأصحابه وطبخوا رؤوسهم في القدور

( باب من سب النبي صلى الله عليه و سلم كيف يصنع به وعقوبة من كذب على النبي صلى الله عليه )
وسلم

9704 - عبد الرزاق عن بن جريج عن رجل عن عكرمة مولى بن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم سبه رجل فقال من يكفيني عدوي فقال الزبير انا فبارزه فقتله الزبير فأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم سلبه

9705 - عبد الرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل قال أخبرني عروة بن محمد عن رجل عن أو قال ألفين أن امرأة كانت تسب النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم من يكفيني عدوي فخرج إليها خالد بن الوليد فقتلها

9706 - عبد الرزاق قال وأخبرني أبي أن أيوب بن يحيى خرج إلى عدن فرفع إليه رجل من النصارى سب النبي صلى الله عليه و سلم فاستشار فيه فأشار عليه عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أن يقتله فقتله وروى له في ذلك حديثا قال وكان قد لقي عمر وسمع منه علما كثيرا قال فكتب في ذلك أيوب إلى عبد الملك أو إلى الوليد بن عبد الملك فكتب يحسن ذلك

9707 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن سعيد بن جبير أن رجلا كذب النبي صلى الله عليه و سلم فبعث عليا والزبير فقال اذهبا فإن أدركتماه فاقتلاه

9708 - عبد الرزاق عن بن التيمي عن أبيه أن عليا قال فيمن كذب على النبي صلى الله عليه و سلم يضرب عنقه

باب جهاد الكبير ولا هجرة بعد الفتح والوفاء بالعهد

9709 - عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثت عن يزيد بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ان النبي صلى الله عليه و سلم قال جهاد الكبير وجهاد الضعيف وجهاد المرأة الحج والعمرة

9710 - عبد الرزاق عن إبراهيم أنه سمع يزيد بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله

9711 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الهجرة قد انقطعت بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا

9712 - عبد الرزاق عن معمر عمن سمع أنس بن مالك يقول قال النبي صلى الله عليه و سلم يقول لا هجرة بعد الفتح

9713 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن طاووس عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة إنه لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا

9714 - عبد الرزاق عن بن عيينة قال حدثنا محمد بن سوقة قال سمعت رجلا قال عطاء قال رجل أسره الديلم فقالوا نرسلك وتعطينا عهدا وميثاقا على أن تبعث إلينا كذا وكذا فإن لم يفعل أتاهم بنفسه وإنه لا يجد فكيف تأمره قال يذهب إليهم قال إنهم أهل شرك قال يفي بالعهد قال إنهم أهل شرك قال يفي بالعهد لهم إن العهد كان مسئولا

باب الغنيمة والفيئ مختلفان

9715 - عبد الرزاق عن الثوري قال الفيء والغنيمة مختلفان أما الغنيمة فما أخذ المسلمون فصار في أيديهم من الكفار والخمس في ذلك إلى الأمير يضعه حيث ما أمر الله والأربعة الأخماس الباقية للذين غنموا الغنيمة والفيء ما وقع من صلح بين الإمام والكفار في أعناقهم وأرضهم وزرعهم وفيما صولحوا عليه مما لم يأخذه المسلمون عنوة ولم يحوزوه ولم يقهروه عليه حتى وقع فيه بينهم صلح قال فذلك الصلح إلى الإمام يضعه حيث أمر الله

باب الفرض

9716 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال جاء بي أبي يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه و سلم وأنا بن أربع عشرة فلم يجزني النبي صلى الله عليه و سلم ثم جاء بي يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة ففرض لي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نافع فحدثت به عمر بن عبد العزيز فأمر أن لا يفرض إلا لابن خمس عشرة

9717 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبيد الله عن نافع أن بن عمر قال عرضت على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد وأنا بن أربع عشرة سنة ثم ذكر نحو حديث عبد الله بن عمر قال فكان عمر لا يفرض لأحد حتى يبلغ ويحتلم إلا مئة درهم وكان لا يفرض لمولود حتى يفطم فبينا هو يطوف ذات ليلة بالمصلى بكى صبي فقال لأمه أرضعيه فقالت إن أمير المؤمنين لا يفرض لمولود حتى يفطم وإني قد فطمته فقال عمر إن كدت لأن أقتله أرضعيه فإن أمير المؤمنين سوف يفرض له ثم فرض بعد ذلك للمولود حين يولد

كمل كتاب الجهاد بحمد الله وحسن توفيقه

9717 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبيد الله عن نافع أن بن عمر قال عرضت على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد وأنا بن أربع عشرة سنة ثم ذكر نحو حديث عبد الله بن عمر قال فكان عمر لا يفرض لأحد حتى يبلغ ويحتلم إلا مئة درهم وكان لا يفرض لمولود حتى يفطم فينا هو يطوف ذات ليلة بالمصلى بكى صبي فقال لأمه أرضعيه فقالت إن أمير المؤمنين لا يفرض لمولود حتى يفطم وإني قد فطمته فقال عمر إن كدت لأن أقتله أرضعيه فإن أمير المؤمنين سوف يفرض له ثم فرض بعد ذلك للمولود حين يولد

كمل كتاب الجهاد بحمد الله وحسن توفيقه

كتاب المغازي
بسم الله الرحمن الرحيم

باب ما جاء في حفر زمزم وقد دخل في الحج أول ما ذكر من عبد المطلب

9718 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال إن أول ما ذكر من عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن قريشا خرجت من الحرم فارة من أصحاب الفيل وهو غلام شاب فقال والله لا أخرج من حرم الله أبتغي العز في غيره فجلس عند البيت وأجلت عنه قريش فقال اللهم إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك [ ص 314 ] ... لا يغلبن صليبهم ... ... ومحا لهم غدوا محالك

فلم يزل ثابتا حتى أهلك الله تبارك وتعالى الفيل وأصحابه فرجعت قريش وقد عظم فيهم بصبره وتعظيمه محارم الله فبينا هو على ذلك ولد له أكبر بنيه فأدرك وهو الحارث بن عبد المطلب فأتي عبد المطلب في المنام فقيل له احفر زمزم خبيئة الشيخ الأعظم قال فاستيقظ فقال اللهم بين لي فأري في المنام مرة أخرى احفر زمزم تكتم بين الفرث والدم في مبحث الغراب في قرية النمل مستقبلة الأنصاب الحمر قال فقام عبد المطلب فمشى حتى جلس في المسجد الحرام ينظر ما خبىء له من الآيات فنحرت بقرة بالحزورة فأفلتت من جازرها بحشاشة [ ص 315 ] نفسها حتى غلبها الموت في المسجد في موضع زمزم فجزرت تلك البقرة في مكانها حتى احتمل لحمها فأقبل غراب يهوي حتى وقع في الفرث فبحث في قرية النمل فقام عبد المطلب يحفر هنالك فجاءته قريش فقالوا لعبد المطلب ما هذا الصنيع لم نكن نزنك بالجهل لم تحفر في مسجدنا فقال عبد المطلب إني لحافر هذه البئر ومجاهد من صدني عنها فطفق يحفر هو وابنه الحارث وليس له يومئذ ولد غيره فيسعى عليهما ناس من قريش فينازعونهما ويقاتلونهما وينهى عنه الناس من قريش لما يعلمون من عتق نسبه وصدقه واجتهاده في دينه يومئذ حتى إذا أمكن الحفر واشتد عليه الأذى نذر إن وفي له بعشرة من الولدان ينحر أحدهم ثم حفر حتى أدرك سيوفا دفنت في زمزم فلما رأت قريش أنه قد أدرك السيوف فقالوا لعبد المطلب أحذنا مما وجدت فقال عبد المطلب بل هذه السيوف لبيت [ ص 316 ] الله ثم حفر حتى أنبط الماء فحفرها في القرار ثم بحرها حتى لا تنزف ثم بنى عليها حوضا وطفق هو وابنه ينزعان فيملآن ذلك الحوض فيشرب منه الحاج فيكسره ناس من حسدة قريش بالليل ويصلحه عبد المطلب حين يصبح فلما أكثروا إفساده دعا عبد المطلب ربه فأرى في المنام فقيل له قل اللهم إني لا أحلها لمغتسل ولكن هي لشارب حل وبل ثم كفيتهم فقام عبد المطلب حين أجفلت قريش بالمسجد فنادى بالذي أرى ثم انصرف فلم يكن يفسد عليه حوضه أحد من قريش إلا رمى بداء في جسده حتى تركوا له حوضه ذلك وسقايته ثم تزوج عبد المطلب النساء فولد له عشرة رهط فقال اللهم إني كنت نذرت لك نحر أحدهم وإني أقرع بينهم فأصب بذلك من شئت وفأقرع بينهم فصارت القرعة على عبد الله بن عبد المطلب وكان أحب ولده إليه فقال اللهم هو أحب إليك أو مئة من الإبل قال ثم أقرع بينه وبين مئة من الإبل [ ص 317 ] فصارت القرعة على مئة من الإبل فنحرها عبد المطلب مكان عبد الله وكان عبد الله أحسن رجل رئي في قريش قط فخرج يوما على نساء من قريش مجتمعات فقالت امرأة منهن يا نساء قريش أيتكن يتزوجها هذا الفتى فنصطت النور الذي بين عينيه قال وكان بين عينيه نور فتزوجته آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة فجمعها فالتقت فحملت برسول الله صلى الله عليه و سلم ثم بعث عبد المطلب عبد الله بن عبد المطلب يمتار له تمرا من يثرب فتوفي عبد الله بها وولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان في حجر عبد المطلب فاسترضعه امرأة من بني سعد بن بكر فنزلت به التي ترضعه سوق عكاظ فرآه كاهن من الكهان فقال يا أهل عكاظ اقتلوا هذا الغلام فإن له ملكا فراعت به أمه التي ترضعه فنجاه الله ثم شب عندها حتى إذا سعى وأخته من الرضاعة تحضنه فجاءته أخته من أمه التي ترضعه فقالت أي أمتاه إني رأيت رهطا أخذوا أخي آنفا فشقوا بطنه فقامت أمه التي [ ص 318 ] ترضعه فزعة حتى أتته فإذا هو جالس منتقعا لونه لا ترى عنده أحدا فارتحلت به حتى أقدمته على أمه فقالت لها اقبضي عني ابنك فإني قد خشيت عليه فقالت أمه لا والله ما بابني ما تخافين لقد رأيت وهو في بطني أنه خرج نور مني أضاءت منه قصور الشام ولقد ولدته حين ولدته فخر معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء فافتصلته أمه وجده عبد المطلب ثم توفيت أمه فهم في حجر جده فكان وهو غلام يأتي وسادة جده فيجلس عليها فيخرج جده وقد كبر فتقول الجارية التي تقوده انزل عن وسادة جدك فيقول عبد المطلب دعي ابني فإنه محسن بخير ثم توفي جده ورسول الله صلى الله عليه و سلم غلام فكفله أبو طالب وهو أخو عبد الله لأبيه وأمه فلما ناهز الحلم ارتحل به أبو طالب تاجرا قبل الشام فلما نزلا تيماء رآه حبر من يهود تميم فقال لأبي طالب ما هذا الغلام منك فقال هو بن أخى قال له أشفيق أنت عليه قال نعم قال فوالله لئن قدمت به إلى الشام لا تصل به إلى أهلك أبدا ليقتلنه إن هذا عدوهم فرجع أبو طالب من تيماء إلى مكة فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم الحلم أجمرت امرأة الكعبة فطارت شرارة [ ص 319 ] من مجمرها في ثياب الكعبة فأحرقتها ووهت فتشاورت قريش في هدمها وهابوا هدمها فقال لهم الوليد بن المغيرة ما تريدون بهدمها الإصلاح تريدون أم الإساءة فقالوا بل الإصلاح قال فإن الله لا يهلك المصلح قالوا فمن الذي يعلوها فيهدمها قال الوليد أنا أعلوها فأهدمها فارتقى الوليد بن المغيرة على ظهر البيت ومعه الفأس فقال اللهم إنا لا نريد إلا الإصلاح ثم هدم فلما رأته قريش قد هدم منها ولم يأتهم ما خافوا من العذاب هدموا معه حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل ترفعه حتى كاد يشجر بينهم فقالوا تعالوا نحكم أول من يطلع علينا من هذه السكة فاصطلحوا على ذلك فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو غلام عليه وشاح نمرة فحكموه فأمر بالركن فوضع في ثوب ثم أمر بسيد كل قبيلة فأعطاه بناحية الثوب ثم ارتقى ورفعوا إليه الركن فكان هو يضعه ثم طفق لا يزداد فيهم بمر السنين إلا رضى حتى سموه الأمين قبل أن ينزل عليه الوحي ثم طفقوا لا ينحرون جزورا لبيع إلا دروه فيدعو لهم فيها [ ص 320 ] فلما استوى وبلغ أشده وليس له كثير مال استأجرته خديجة ابنة خويلد إلى سوق حباشة وهو سوق بتهامة واستأجرت معه رجلا آخر من قريش فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحدث عنها ما رأيت من صاحبة أجير خيرا من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا قال فلما رجعنا من سوق حباشة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت لصاحبي انطلق بنا نحدث عند خديجة قال فجئناها فبينا نحن عندها إذ دخلت علينا منتشية من مولدات قريش والمنتشية الناهد التي تشتهي الرجل قالت أمحمد هذا والذي يحلف به إن جاء لخاطبا فقلت كلا فلما خرجنا أنا وصاحبي قال أمن خطبة خديجة تستحي فوالله ما من قرشية إلا تراك لها كفوا قال فرجعت إليها مرة أخرى فدخلت علينا تلك المنتشية فقالت أمحمد هذا والذي يحلف به إن جاء لخاطبا قال قلت على حياء أجل قال فلم تعصنا خديجة ولا أختها فانطلقت إلى أبيها خويلد بن أسد وهو ثمل من الشراب فقالت هذا بن [ ص 321 ] أخيك محمد بن عبد الله يخطب خديجة وقد رضيت خديجة فدعاه فسأله عن ذلك فخطب إليه فأنكحه قال فخلقت خديجة وحلت عليه حلة فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بها فلما أصبح صحا الشيخ من سكره فقال ما هذا الخلوق وما هذه الحلة قالت أخت خديجة هذه حلة كساك بن أخيك محمد بن عبد الله أنكحته خديجة وقد بنى بها فأنكر الشيخ ثم صار إلى أن سلم واستحيى وطفقت رجاز من رجاز قريش تقول ... لا تزهدي خديج في محمد ... ... جلد يضيء كضياء الفرقد ... فلبث رسول الله صلى الله عليه و سلم مع خديجة حتى ولدت له بعض بناته وكان لها وله القاسم وقد زعم بعض العلماء أنها ولدت له غلاما آخر يسمى الطاهر قال وقال بعضهم ما نعلمها ولدت له إلا القاسم وولدت له بناته الأربع زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم وطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما ولدت له بعض بناته يتحنث وحبب إليه الخلاء

9719 - عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال أخبرنا الزهري قال أخبرني عروة عن عائشة قالت أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه [ ص 322 ] وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها فحين ما جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال له إقرأ يقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم إقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال إقرأ فقلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال إقرأ بسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة ما لي وأخبرها الخبر فقال قد خشيت علي فقالت كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن راشد بن عبد العزى بن قصي وهو بن عم خديجة أخو [ ص 323 ] أبيها وكان تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمى فقالت خديجة أي بن عمي اسمع من بن أخيك فقال ورقة بن أخي ما ترى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام يا ليتني فيها جذعا حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو مخرجي هم فقال ورقة نعم لم يأت أحد بما أتيت به إلا عودي وأوذي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلغنا حزنا بدا منه أشد حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فلما ارتقى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام فقال يا محمد يا رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي عاد لمثل ذلك فإذا رقى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام فقال له مثل ذلك قال معمر قال الزهري فأخبرني أبو سلمة بن [ ص 324 ] عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعبا ثم رجعت فقلت زملوني زملوني ودثروني فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر إلى والرجز فاهجر قبل أن تفرض الصلاة وهي الأوثان قال معمر قال الزهري واخبرني أن خديجة توفيت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أريت في الجنة بيتا لخديجة من قصب لا صخب فيه ولا نصب وهو قصب اللؤلؤ قال وسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ورقة بن نوفل كما بلغنا فقال رأيته في المنام عليه ثياب بياض وقد أظن أن لو كان من أهل النار لم أر عليه البياض قال ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام سرا وجهرا الأوثان [ ص 325 ] قال معمر وأخبرنا قتادة عن الحسن وغيره فقال كان أول من آمن به علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهو بن خمس عشرة أو ست عشرة قال وأخبرني عثمان الجزري عن مقسم عن بن عباس قال علي أول من أسلم قال فسألت الزهري فقال ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة قال معمر فسألت الزهري قال فاستجاب له من شاء الله من أحداث الرجال وضعفاء الناس حتى كثر من آمن به وكفار قريش منكرين لما يقول يقولون إذا مر عليهم في مجالسهم فيشيرون إليه إن غلام بني عبد المطلب هذا ليكلم زعموا من السماء قال معمر قال الزهري ولم يتبعه من أشراف قومه غير رجلين أبي بكر وعمر رحمهما الله وكان عمر شديدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى المؤمنين فقال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم أيد دينك بابن الخطاب فكان أول إسلام عمر بعد ما أسلم قبله ناس كثير أن حدث أن أخته أم [ ص 326 ] جميل ابنة الخطاب أسلمت وإن عندها كتفا اكتتبتها من القرآن تقرأه سرا وحدث أنها لا تأكل من الميتة التي يأكل منها عمر فدخل عليها فقال ما الكتف الذي ذكر لي عندك تقرئين فيها ما يقول بن ابي كبشة يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت ما عندي كتف فصكها أو قال فضربها عمر ثم قام فالتمس الكتف في البيت حتى وجدها فقال حين وجدها أما إني قد حدثت أنك لا تأكلين طعامي الذي آكل منه ثم ضربها بالكتف فشجها شجتين ثم خرج بالكتف حتى دعا قارئا فقرأ عليه وكان عمر لا يكتب فلما قرئت عليه تحرك قلبه حين سمع القرآن ووقع في نفسه الإسلام فلما أمسى انطلق حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يصلي ويجهر بالقراءة فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك حتى بلغ الظالمون وسمعه يقرأ ويقول الذين كفروا لست مرسلا حتى بلغ علم الكتاب قال فانتظر عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى سلم من صلاته ثم انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهله فأسرع عمر المشي في أثره حين رآه فقال انظرني يا محمد فقال النبي صلى الله عليه و سلم أعوذ بالله منك فقال عمر انظرني يا محمد يا رسول الله قال فانتظره رسول الله صلى الله عليه و سلم فآمن به عمر وصدقه فلما أسلم عمر [ ص 327 ] رضي الله عنه انطلق حتى دخل على خالد بن الوليد بن المغيرة فقال أي خالى اشهد أني أؤمن بالله ورسوله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم فأخبر بذلك قومك فقال الوليد بن أختي تثبت في أمرك فأنت على حال تعرف بالناس يصبح المرء فيها على حال ويمسي على حال فقال عمر والله قد تبين لي الأمر فأخبر قومك بإسلامي فقال الوليد لا أكون أول من ذكر ذلك عنك فدخل عمر فاستالناليا فلما علم عمر أن الوليد لم يذكر شيئا من شأنه دخل على جميل بن معمر الجمحي فقال أخبر أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال فقام جميل بن معمر يجر رداءه من العجلة جرا حتى تتبع مجالس قريش يقول صبأ عمر بن الخطاب فلم ترجع إليه قريش شيئا وكان عمر سيد قومه فهابوا الإنكار عليه فلما رآهم لا ينكرون ذلك عليه مشى حتى أتى مجالسهم أكمل ما كانت فدخل الحجر فأسند ظهره إلى الكعبة فقال يا معشر قريش أتعلمون أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فثاروا فقاتله رجال منهم قتالا شديدا وضربهم عامة يومه حتى تركوه واستعلن بإسلامه وجعل يغدو عليهم ويروح يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فتركوه فلم يتركوه بعد [ ص 328 ] ثورتهم الأولى فاشتد ذلك على كفار قريش على كل رجل أسلم فعذبوا من المسلمين نفرا قال معمر قال الزهري وذكر هلال آباءهم الذين ماتوا كفارا فشقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وعادوه فلما أسرى به إلى المسجد الأقصى أصبح الناس يخبر أنه قد أسرى به فارتد أناس ممن كان قد صدقه وآمن به وفتنوا وكذبوه به وسعى رجل من المشركين إلى أبي بكر فقال هذا صاحبك يزعم أنه قد أسرى به الليلة إلى بيت المقدس ثم رجع من ليلته فقال أبو بكر أو قال ذلك قالوا نعم فقال أبو بكر فإني أشهد إن كان قال ذلك لقد صدق فقالوا أتصدقه بأنه جاء الشام في ليلة واحدة ورجع قبل أن يصبح قال أبو بكر نعم إني أصدقه بأبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء بكرة وعشيا فلذلك سمي أبو بكر بالصديق قال معمر قال الزهري وأخبرني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم فرضت عليه الصلوات ليلة أسرى به خمسين ثم نقصت إلى خمس ثم نودي يا محمد ما يبدل القول لدي وإن لك بالخمس خمسين [ ص 329 ] قال معمر قال الزهري وأخبرني أبو سلمة عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه و سلم قمت في الحجر حين كذبني قومي فرفع لي بيت المقدس حتى جعلت أنعت لهم قال معمر قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه و سلم - حين أسرى به - لقيت موسى قال فنعته فإذا رجل - حسبته قال - مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال ولقيت عيسى عليه السلام فنعته فقال ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس قال ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال وأتي يإنائين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر فقال خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل لي هديت للفطرة - أو أصبت الفطرة - أما أنك لو أخذت [ ص 330 ] الخمر غوت أمتك

غزوة الحديبية

9720 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم - صدق كل واحد منهما صاحبه - قالا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم زمن الحديبية في بضع عشرة مئة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه و سلم الهدى وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش وسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كانوا بغدير الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال إني قد تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه و سلم أشيروا علي أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين [ ص 331 ] محروبين وإن يجيئوا تكن عنقا قطعها الله أم ترون أن نؤم البيت فمن صدنا قاتلناه فقالوا رسول الله أعلم يا نبي الله إنما جئنا معتمرين ولم نجيء لقتال أحد ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه قال النبي صلى الله عليه و سلم فروحوا إذا قال معمر قال الزهري وكان أبو هريرة يقول ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الزهري في حديث مسور بن مخرمة ومروان فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه و سلم إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد إذا هو بقترة الجيش فانطلق فإذا هو يركض نذيرا لقريش وسار

النبي صلى الله عليه و سلم حتى إذا كانوا بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل حل فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكنها حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت به قال فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس أن نزحوه فشكي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه قال فوالله ما زال يجيش لهم بالري [ ص 333 ] حتى صدروا عنه فبينا هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه و سلم من أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنا لم نجيء لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم لهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإن لا فقد جموا وإن أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفدن الله أمره [ ص 334 ] فقال بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا فقال إنا جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء وقال ذو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه و سلم فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال أي قومي ألستم بالولد قالوا بلى قال أو لست بالوالد قالوا بلى قال فهل تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال فإن هذا قد عرض عليكم خصلة رشد فاقبلوها ودعوني آته فقالوا فأته فأتاه قال فجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك [ ص 335 ] أي محمد أرأيت إن استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك وإن تكن الأخرى فإني لأرى وجوها وأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا عنك فقال أبو بكر رحمه الله ورضي عنه امصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه فقال من ذا قال أبو بكر قال أما والذي نفسي بيده لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك قال وجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فكلما كلمه أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه و سلم ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة يده إلى لحية النبي صلى الله عليه و سلم ضرب يده بنعل السيف وقال أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه و سلم فرفع عروة رأسه [ ص 336 ] فقال من هذا فقالوا المغيرة بن شعبة فقال أي غدر أو لست أسعى في غدرتك وكان المغيرة بن شعبة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم واخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم إن عروة جعل يرمق صحابة النبي صلى الله عليه و سلم بعينيه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه و سلم نخامة إلا وقعت في يد رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له قال فرجع عروة إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم محمدا والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من كنانة دعوني آته فقالوا إئته [ ص 337 ] فلما أشرف على النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له بعثوها له واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت قال فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصدوا عن البيت فقال رجل منهم يقال له مكرز بن حفص دعوني آته قالوا ائته فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فبينا هو يكلمه إذ جاءه سهيل بن عمرو قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صلى الله عليه و سلم إنه قد سهل لكم من أمركم قال معمر قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا النبي صلى الله عليه و سلم الكاتب فقال النبي صلى الله عليه و سلم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون والله لا يكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي صلى الله عليه و سلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا [ ص 338 ] ما فاصل عليه محمد رسول الله فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم والله إني لرسول الله وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمة الله إلا أعطيتهم إياها فقال النبي صلى الله عليه و سلم على ان تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به فقال سهيل لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك من العام المقبل فكتب فقال سهيل وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه ان ترده إلي فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله إذا لم أصالحك على شيء [ ص 339 ] أبدا فقال النبي صلى الله عليه و سلم فأجزه لي فقال ما انا بمجيزه لك قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه لك فقال أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله فقال عمر بن الخطاب والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ قال فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت ألست نبي الله حقا قال بلى قال قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا فقال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلى فأخبرتك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه رسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه حتى تموت فوالله إنه [ ص 340 ] لعلى الحق قلت او ليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال فأخبرك أنه سيأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات قال فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فقام فخرج فلم يكلم احدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضهم حتى كاد يقتل بعضهم بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حتى بلغ بعصم الكوافر فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج أحدهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية [ ص 341 ] ثم رجع النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا حتى إذا بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ويل امه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى [ ص 342 ] أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه و سلم تناشده الله والرحم إلا أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه و سلم إليهم فأنزل الله هو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم حتى بلغ حمية الجاهلية وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينه وبين البيت

9721 - عبد الرزاق عن عكرمة بن عمار قال أخبرنا أبو زميل سماك الحنفي أنه سمع بن عباس يقول كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب

9722 - عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال سألت عنه الزهري فضحك وقال هو علي بن أبي طالب ولو سألت عنه هؤلاء قالوا عثمان يعني بني أمية

9723 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كان هرقل حزاء ينظر في النجوم فأصبح يوما وقد أنكر أهل مجلسه هيئته فقالوا ما شأنك فقال نظرت في النجوم الليلة فرأيت ملك الختان قد ظهر قالوا فلا يشق ذلك عليك فإنما يختتن اليهود فابعث إلى مدائنك فاقتل كل يهودي قال الزهري وكتب إلى نظير له حزاء أيضا ينظر في النجوم فكتب إليه بمثل قوله قال ورفع إليه ملك بصرى رجلا من العرب يخبره عن النبي صلى الله عليه و سلم فقال انظروا أمختتن هو قالوا فنظروا فإذا هو مختتن فقالوا هذا ملك الختان قد ظهر

9724 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس قال حدثني أبو سفيان من فيه إلى في قال إنطلقت في المدة التي كانت بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هرقل قال وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل فقال هرقل أهاهنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قالوا نعم قال فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فجلسنا إليه فقال أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان قلت أنا فأجلسوني بين يديه واجلسوا أصحابي خلفي ثم دعا بترجمانه فقال قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان وأيم الله لولا أن يؤثر علي الكذب لكذبت ثم قال لترجمانه سله كيف حسبه فيكم قال قلت هو فينا ذو حسب قال فهل كان من آبائه ملك قال قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقوله قال قلت لا قال [ ص 345 ] فمن اتبعه أشرافكم أم ضعفائكم قلت بل ضعفاءنا قال هل يزيدون أم ينقصون قال قلت لا بل يزيدون قال هل يرتد أحد عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له قلت لا قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف يكون قتالكم إياه قال قلت يكون الحرب بيننا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب منه قال فهل يغدر قلت لا ونحن منه في هدنة لا ندري ما هو صانع فيها قال فوالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها غير هذه قال فهل قال هذا القول أحد قبله قلت لا قال لترجمانه قل له إني سألتكم عن حسبه فقلت إنه فينا ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك عن أتباعه أضعفاء هم أم أشداؤهم قال فقلت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فقد عرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخظة له فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك [ ص 346 ] الإيمان لا يزال إلى أن يتم وسألتك هل قاتلتموه فزعمت أنكم قاتلتموه فيكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان هذا القول قاله أحد قبله قلت رجل ائتم بقول قيل قبله قال بم يأمركم قلت يأمرنا بالصلاة والزكاة والعفاف والصلة قال إن يك ما تقوله حقا فإنه نبي وإني كنت أعلم أنه لخارج ولم أكن أظنه منكم ولو كنت أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي قال ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله إلى قوله فاشهدوا بأنا مسلمون [ ص 347 ] فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا قال فقلت لأصحابي حين خرجنا لقد أمر أمر بن أبي كبيشة حتى أدخل الله علي الإسلام قال الزهري فدعا هرقل عظماء الروم فجمعهم في دار له فقال يا معشر الروم هل لكم إلى الفلاح والرشد آخر الأبد وأن يثبت لكم ملككم قال فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت قال فدعاهم فقال إني اختبرت شدتكم على دينكم فقد رأيت منكم الذي أحببت فسجدوا له ورضوا عنه

وقعة بدر

9725 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح قال استفتح أبو جهل بن هشام فقال اللهم أينا كان أفجر لك وأقطع للرحم فأحنه اليوم يعني محمدا ونفسه فقتله الله يوم بدر كافرا إلى النار [ ص 348 ]

9726 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة بن الزبير قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد بالقتال في آي من القرآن فكان أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه و سلم بدرا وكان رأس المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فالتقوا ببدر يوم الجمعة لسبع أو ست عشرة ليلة مضت من رمضان وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مئة وبضع عشرة رجلا والمشركون بين الألف والتسع مائة وكان ذلك يوم الفرقان وهزم الله يومئذ المشركين فقتل منهم زيادة على سبعين مهج وأسر منهم مثل ذلك قال الزهري ولم يشهد بدرا إلا قرشي أو أنصاري أو حليف لأحد الفريقين

9727 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني أيوب عن عكرمة أن أبا سفيان أقبل من الشام في عير لقريش وخرج المشركون مغوثين لعيرهم وخرج النبي صلى الله عليه و سلم يريد أبا سفيان وأصحابه فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلين من أصحابه عينا طليعة ينظران بأي ماء هو فانطلقا حتى إذا علما علمه وخبرا خبره جاءا سريعين فأخبرا النبي صلى الله عليه و سلم وجاء أبو سفيان حتى نزل على الماء الذي كان به [ ص 349 ] الرجلان فقال لأهل الماء هل أحسستم أحدا من أهل يثرب قال فهل مر بكم أحد قالوا ما رأينا إلا رجلين من أهل كذا وكذا قال أبو سفيان فأين كان مناخهما فدلوه عليه فانطلق حتى أتى بعرا لهما ففته فإذا فيه النوى فقال أني لبنى فلان هذا النوى هذي نواضح أهل يثرب فترك الطريق وأخذ سيف البحر وجاء الرجلان فأخبرا النبي صلى الله عليه و سلم خبره فقال أيكم أخذ هذه الطريق قال أبو بكر رحمه الله أنا هو بماء كذا وكذا ونحن بماء كذا وكذا فيرتحل فينزل بماء كذا وكذا وننزل بماء كذا وكذا ثم ينزل بماء كذا وكذا وننزل بماء كذا وكذا ثم نلتقي بماء كذا وكذا كأنا فرسان رهان فسار النبي صلى الله عليه و سلم حتى نزل بدرا فوجد على ماء بدر بعض رقيق قريش ممن خرج يغيث أبا سفيان فأخذهم أصحابه فجعلوا يسألونهم فإذا صدقوهم ضربوهم وإذا كذبوهم تركوهم فمر بهم النبي صلى الله عليه و سلم وهم يفعلون ذلك فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن صدقوكم ضربتموهم وإذا كذبوكم تركتموهم ثم دعا واحدا منهم فقال من يطعم القوم قال فلان وفلان فعد رجالا يطعمهم كل رجل منهم يوما قال فكم ينحر لهم قال عشرا من الجزور فقال النبي صلى الله عليه و سلم الجزور بمئة وهم بين الألف [ ص 350 ] والتسع مئة قال فلما جاء المشركون وصافوهم وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد استشار قبل ذلك في قتالهم فقام أبو بكر يشير عليه فأجلسه النبي صلى الله عليه و سلم ثم استشار فقام عمر يشير عليه فأجلسه النبي صلى الله عليه و سلم ثم استشارهم فقام سعد بن عبادة فقال يا نبي الله لكأنك تعرض بنا اليوم لتعلم ما في نفوسنا والذي نفسي بيده لو ضربت أكبادها حتى برك الغماد من ذي يمن لكنا معك فوطن رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه على الصبر والقتال وسر بذلك منهم فلما التقوا سار في قريش عتبة بن ربيعة فقال أي قومي أطيعوني ولا تقاتلوا محمدا صلى الله عليه و سلم وأصحابه فإنكم إن قاتلتموهم لم يزل بينكم إحنة ما بقيتم وفساد لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أخيه وإلى قاتل بن عمه فإن يكن ملكا أكلتم في ملك أخيكم وإن يك نبيا فأنتم أسعد الناس به وإن يك كاذبا كفتكموه ذوبان العرب فأبوا أن يسمعوا مقالته وأبوا أن يطيعوه فقال أنشدكم الله في هذه الوجوه التي كأنها المصابيح أن تجعلوها أندادا لهذه الوجوه التي كأنها عيون الحيات فقال أبو جهل لقد ملئت سحرك رعبا [ ص 351 ] ثم سار في قريش ثم قال إن عتبة بن ربيعة إنما يشير عليكم بهذا لأن ابنه مع محمد صلى الله عليه و سلم ومحمد صلى الله عليه و سلم بن عمه فهو يكره أن يقتل ابنه وبن عمه فغضب عتبة بن ربيعة فقال أي مصفر استه ستعلم أينا أجبن وألم وأفشل لقومه اليوم ثم نزل ونزل معه أخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة فقالوا أبرز إلينا أكفئنا فثار ناس من بني الخزرج فأجلسهم النبي صلى الله عليه و سلم فقام علي وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف فاختلف كل رجل منهم وقرينه ضربتين فقتل كل واحد منهم صاحبه وأعان حمزة عليا على صاحبه فقتله وقطعت رجل عبيدة فمات بعد ذلك وكان أول قتيل قتل من المسلمين مهجع مولى عمر ثم أنزل الله نصره وهزم عدوه وقتل أبو جهل بن هشام فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم فقال أفعلتم قالوا نعم يا نبي الله فسر بذلك وقال إن عهدي به في ركبتيه حور فاذهبوا فانظروا هل ترون ذلك قال فنظروا فرأوه قال [ ص 352 ] وأسر يومئذ ناس من قريش ثم أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالقتلى فجروا حتى ألقوا في قليب ثم أشرف عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أي عتبة بن ربيعة أي أمية بن خلف فجعل يسميهم بأسمائهم رجلا رجلا هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا يا نبي الله ويسمعون ما تقول فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما أنتم بأعلم بما أقول منهم أي إنهم قد رأوا أعمالهم قال معمر وسمعت هشام بن عروة يحدث أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث يومئذ زيد بن حارثه بشيرا يبشر أهل المدينة فجعل ناس لا يصدقونه ويقولون والله ما رجع هذا إلا فارا وجعل يخبرهم بالأسارى ويخبرهم بمن قتل فلم يصدقوه حتى جيء بالأسارى مقرنين في قد ثم فاداهم النبي صلى الله عليه و سلم

( من أسر النبي صلى الله عليه و سلم من أهل بدر )

9728 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة وعثمان الجزري قالا فادى رسول الله صلى الله عليه و سلم أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء وقام عليه علي بن أبي طالب فقتله فقال يا محمد فمن للصبية قال النار

9729 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال لما أسر العباس في الأسارى يوم بدر سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم أنينه وهو في الوثاق جعل النبي صلى الله عليه و سلم لا ينام تلك الليلة ولا يأخذه نوم ففطن له رجل من الأنصار فقال يا رسول الله إنك لتؤرق منذ الليلة فقال العباس أوجعه الوثاق فذلك أرقني قال أفلا أذهب فأرخي عنه شيئا قال إن شئت فعلت ذلك من قبل نفسك فانطلق الأنصاري فأرخى عن وثاقه فسكن وهدأ فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم

وقعة هذيل بالرجيع والرجيع موضع

9730 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية عينا له وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة نزولا فذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقريب من مئة رجل رام حتى رأوا آثارهم حتى نزلوا منزلا يرونه فوجدوا فيه نوى تمر يرونه من تمر المدينة فقالوا هذا من تمر يثرب [ ص 354 ] فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما أحسهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجأوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا لا نقتل منكم رجلا فقال عاصم بن ثابت أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر اللهم أخبر عنا رسولك قال فقاتلوهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر وبقي خبيب بن عدي وزيد بن دثنة ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق إن نزلوا إليهم فنزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث الذي كان معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجروه فأبى أن يتبعهم وقال لي في هؤلاء أسوة فضربوا عنقه وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن دثنة حتى باعوهما بمكة فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن بن نوفل وكان هو قتل الحارث يوم بدر فمكث عندهم أسيرا حتى إذا أجمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث ليستحد بها فأعارته قالت فغفلت عن صبي لي فدرج إليه حتى أتاه قالت فأخذه فوضعه على فخذه فلما رأيته فزعت فزعا عرفه في والموسى بيده قال أتخشين أن أقتله ما كنت لأن أفعل إن شاء الله قال فكانت تقول ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزق رزقه الله إياه ثم [ ص 355 ] خرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال دعوني أصل ركعتين فصلى ركعتين ثم قال لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو ثم قال اللهم أحصهم عددا ثم قال ... ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي شق كان لله مصرعي ... ... وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ... ثم قال إليه عقبة بن الحارث فقتله قال وبعث قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه وكان قتل عظيما من عظمائهم فبعث الله مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا على شيء منه

9731 - عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى بن عباس قال معمر وحدثني الزهري ببعضه قال إن بن أبي معيط وأبي بن خلف الجمحي التقيا فقال عقبة بن أبي معيط لأبي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية وكان أبي بن خلف [ ص 356 ] أتى النبي صلى الله عليه و سلم فعرض عليه الإسلام فلما سمع ذلك عقبة قال لا أرضى عنك حتى تأتي محمدا فتتفل في وجهه وتشتمه وتكذبه قال فلم يسلطه الله على ذلك فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبي معيط فى الأسارى فأمر النبي صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب أن يقتله فقال عقبة يا محمد من بين هؤلاء أقتل قال نعم قال لم قال بكفرك وفجورك وعتوك على الله ورسوله قال معمر وقال مقسم فبلغنا والله أعلم أنه قال فمن للصبية قال النار قال فقام إليه علي بن أبي طالب فضرب عنقه وأما أبي بن خلف فقال والله لأقتلن محمدا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بل أنا أقتله إن شاء الله قال فانطلق رجل ممن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم إلى أبي بن خلف فقيل إنه لما قيل لمحمد صلى الله عليه و سلم ما قلت قال بل أنا أقتله إن شاء الله فأفزعه ذلك وقال أنشدك بالله أسمعته يقول ذلك قال نعم فوقعت في نفسه لأنهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قولا إلا كان حقا فلما كان يوم أحد خرج أبي بن خلف مع المشركين فجعل يلتمس غفلة النبي صلى الله عليه و سلم ليحمل عليه فيحول رجل من المسلمين بينه وبين النبي صلى الله عليه و سلم فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه خلوا عنه فأخذ الحربة فجزله بها يقول رماه بها فيقع في [ ص 357 ] ترقوته تحت تسبغة البيضة وفوق الدرع فلم يخرج منه كبير دم واحتقن الدم في جوفه فجعل يخور كما يخور الثور فأقبل أصحابه حتى احتملوه وهو يخور وقالوا ما هذا فوالله ما بك إلا خدش فقال والله لو لم يصبني إلا بريقه لقتلني أليس قد قال أنا أقتله إن شاء الله والله لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز لقتلهم قال فما لبث إلا يوما أو نحو ذلك حتى مات إلى النار فأنزل الله فيه ويوم يعض الظالم على يديه إلى قوله الشيطان للإنسان خذولا

وقعة بني النضير

9732 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة ثم كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكانت منازلهم ونخلهم بناحية من المدينة [ ص 358 ] فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال إلا الحلقة يعني السلاح فأنزل الله فيهم سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر فقاتلهم النبي صلى الله عليه و سلم حتى صالحهم على الجلاء فأجلاهم إلى الشام فكانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما خلا وكان الله قد كتب عليهم الجلاء ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسباء وأما قوله لأول الحشر فكان جلاءهم ذلك أول حشر في الدنيا إلى الشام

9733 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال وأخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن كفار قريش كتبوا إلى عبد الله بن أبي بن سلول ومن كان يعبد الأوثان من الأوس والخزرج ورسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر يقولون إنكم آويتم صاحبنا وإنكم أكثر أهل المدينة عددا وإنا نقسم بالله لتقتلنه أو لتخرجنه أو لنستعن عليكم العرب ثم لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم فلما بلغ ذلك بن أبي ومن معه من عبدة الأوثان تراسلوا فاجتمعوا وأرسلوا وأجمعوا لقتال النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه فلمكا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فلقيهم في جماعة فقال لقد بلغ وعيد قريش [ ص 359 ] منكم المبالغ ما كانت لتكيد بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم فأنتم هؤلاء تريدون أن تقتلوا أبناءكم وإخوانكم فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش وكانت وقعة بدر قكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود أنكم أهل الحلقة والحصون وأنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء وهو الخلاخل فلما بلغ كتابهم اليهود أجمعت بنو النضير على الغدر فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم أخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك ولنخرج في ثلاثين حبرا حتى نلتقي في مكان كذا نصف بيننا وبينكم فيسمعوا منك فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا كلنا فخرج النبي صلى الله عليه و سلم في ثلاثين من أصحابه وخرج إليه ثلاثون حبرا من يهود حتى إذا برزوا في براز من الأرض قال بعض اليهود لبعض كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلا من أصحابه كلهم يحب أن يموت قبله فأرسلوا إليه كيف تفهم ونفهم ونحن ستون رجلا أخرج في ثلاثة من أصحابك ويخرج إليك ثلاثة من علمائنا فليسمعوا منك فإن آمنوا بك آمنا كلنا وصدقناك فخرج النبي صلى الله عليه و سلم في ثلاثة نفر من أصحابه واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى بني أخيها وهو رجل مسلم من الأنصار فأخبرته خبر ما أرادت بنو النضير من الغدر برسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبل أخوها سريعا حتى أدرك النبي صلى الله عليه و سلم فساره بخبرهم [ ص 360 ] قبل أن يصل النبي صلى الله عليه و سلم إليهم فرجع النبي صلى الله عليه و سلم فلما كان من الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكتائب فحاصرهم وقال لهم إنكم لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك هو والمسلمون ثم غدا الغد على بني قريظة بالخيل والكتائب وترك بني النضير ودعاهم إلى ان يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم وغدا إلى بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة والحلقة السلاح فجاءت بنو النضير واحتملوا ما أقلت إبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها فكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها فيحملون ما وافقهم من خشبها وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام وكان بنو النضير من سبط من أسباط بني اسرائيل لم يصبهم جلاء منذ كتب الله على بني إسرائيل الجلاء فلذلك أجلاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلولا ما كتب الله عليهم من الجلاء لعذبهم في الدنيا كما عذبت بنو قريظة فأنزل الله سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم حتى بلغ والله على كل شيء قدير وكانت نخل بني النضير لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة فأعطاه الله إياها وخصه بها فقال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب يقول بغير قتال قال [ ص 361 ] فأعطى النبي صلى الله عليه و سلم أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم و لرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجة لم يقسم لرجل من الأنصار غيرهما وبقي منها صدقة رسول الله صلى الله عليه و سلم في يد بني فاطمة

9734 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني من سمع عكرمة يقول مكث النبي صلى الله عليه و سلم بمكة خمس عشرة سنة منها أربع أو خمس يدعو إلى الإسلام سرا وهو خائف حتى بعث الله على الرجال الذين أنزل فيهم إنا كفيناك المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين والعضين بلسان قريش السحر يقال للساحرة عاضهة فأمر بعداوتهم فقال فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ثم أمر بالخروج إلى المدينة فقدم في ثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول ثم كانت وقعة بدر ففيهم أنزل الله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين وفيهم نزلت سيهزم الجمع [ ص 362 ] وفيهم نزلت حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب وفيهم نزلت ليقطع طرفا من الذين كفروا وفيهم نزلت ليس لك من الأمر شيء أراد الله القوم وأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم العير وفيهم نزلت ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية وفيهم نزلت ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم الآية وفيهم نزلت قد كان لكم آية في فئتين التقتا في شأن العير والركب أسفل منكم أخذوا أسفل الوادي هذا كله في أهل بدر وكانت قبل بدر بشهرين سرية يوم قتل الحضرمي ثم كانت أحد ثم يوم الأحزاب بعد أحد بسنتين ثم كانت الحديبية وهو يوم الشجرة فصالحهم النبي صلى الله عليه و سلم على أن يعتمر في عام قابل في هذا الشهر ففيها أنزلت الشهر الحرام بالشهر الحرام فشهر عام الأول بشهر العام الثاني فكانت والحرمات قصاص ثم كانت الفتح بعد العمرة ففيها نزلت حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون وذلك أن نبي الله صلى الله عليه و سلم غزاهم ولم يكونوا أعدوا له أهبة [ ص 363 ] القتال ولقد قتل من قريش أربعة رهط ومن حلفائهم من بني بكر خمسين أو زيادة وفيهم نزلت لما دخلوا في دين الله وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار ثم خرج إلى حنين بعد عشرين ليلة ثم إلى الطائف ثم رجع إلى المدينة ثم أمر أبا بكر على الحج ثم حج رسول الله صلى الله عليه و سلم العام المقبل ثم ودع الناس ثم رجع فتوفي في ليلتين خلتا من شهر ربيع ولما رجع أبو بكر من الحج غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم تبوكا

وقعة أحد

9735 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة قال كانت وقعة أحد في شوال على رأس ستة أشهر من وقعة بني النضير قال الزهري عن عروة في قوله وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون إن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوم أحد حين غزا أبو سفيان وكفار قريش إني رأيت كأني لبست درعا حصينة فأولتها المدينة فاجلسوا في ضيعتكم وقاتلوا من ورائها وكانت المدينة قد شبكت بالبنيان فهي كالحصن فقال رجل ممن لم يشهد بدرا يا رسول الله اخرج بنا إليهم فلنقاتلهم وقال عبد الله بن أبي بن سلول [ ص 364 ] نعم والله يا نبي الله ما رأيت إنا والله ما نزل بنا عدو قط فخرجنا إليه فأصاب فينا ولا تنينا في المدينة وقاتلنا من ورائها إلا هزمنا عدونا فكلمه أناس من المسلمين فقالوا بلى يا رسول الله أخرج بنا إليهم فدعا بلأمته فلبسها ثم قال ما أظن الصرعى إلا ستكثر منكم ومنهم إني أرى في النوم منحورة فأقول بقر والله بخير فقال رجل يا رسول الله بأبي أنت وأمي فاجلس بنا فقال إنه لا ينبغي لنبي إذا [ ص 365 ] لبس لأمته أن يضعها حتى يلقى الناس فهل من رجل يدلنا الطريق على القوم من كثب فانطلقت به الأدلاء بين يديه حتى إذا كان بالشوط من الجبانة انخزل عبد الله بن أبي بثلث الجيش أو قريب من ثلث الجيش فانطلق النبي صلى الله عليه و سلم حتى لقوهم بأحد وصافوهم وقد كان النبي صلى الله عليه و سلم عهد إلى أصحابه إن هم هزموهم أن لا يدخلوا لهم عسكرا ولا يتبعوهم فلما التقوا هزموا وعصوا النبي صلى الله عليه و سلم وتنازعوا واختلفوا ثم صرفهم الله عنهم ليبتليهم كما قال الله وأقبل المشركون وعلى خيلهم خالد بن الوليد بن المغيرة فقتل من المسلمين سبعين رجلا وأصابهم جراح شديدة وكسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه و سلم ودمي وجهه حتى صاح الشيطان بأعلى صوته قتل محمد قال كعب بن مالك فكنت أول من عرف النبي صلى الله عليه و سلم عرفت عينيه من وراء المغفر فناديت بصوتي الأعلى هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأشار إلي أن اسكت وكف الله المشركين [ ص 366 ] والنبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه وقوف فنادى أبو سفيان بعد ما مثل ببعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وجدعوا ومنهم من بقر بطنه فقال أبو سفيان إنكم ستجدون في قتلاكم بعض المثل فإن ذلك لم يكن عن ذوي رأينا ولا سادتنا ثم قال أبو سفيان أعل هبل فقال عمر بن الخطاب الله أعلى وأجل فقال أنعمت عينا قتلى بقتلى بدر فقال عمر لا يستوي القتلى قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار فقال أبو سفيان لقد خبنا إذا ثم انصرفوا راجعين وندب النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه في طلبهم حتى بلغوا قريبا من حمراء الأسد وكان فيمن طلبهم يومئذ عبد الله بن مسعود وذلك حين قال الله الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل

9736 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه فلما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد دعا المسلمين لطلب الكفار فاستجابوا فطلبوهم عامة يومهم ثم رجع بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله الذين استجابوا لله وللرسوله من بعد ما أصابهم القرح الآية ولقد أخبرنا عبد الرزاق أن وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب يومئذ بالسيف سبعين ضربة وقاه الله شرها كلها [ ص 367 ]

وقعة الأحزاب وبني قريظة

9737 - عبد الرزاق ثم كانت وقعة الأحزاب بعد وقعة أحد بسنتين وذلك يوم الخندق ورسول الله صلى الله عليه و سلم جانب المدينة ورأس المشركين يومئذ أبو سفيان فحاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب وحتى قال النبي صلى الله عليه و سلم كما أخبرني بن المسيب اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إنك إن تشأ أن لا تعبد فبينا هم على ذلك إذ أرسل النبي صلى الله عليه و سلم إلى عيينة بن حصن بن بدر الفزاري وهو يومئذ رأس المشركين من غطفان وهو مع أبي سفيان أرأيت إن جعلت لك ثلث ثمر الأنصار أترجع بمن معك من غطفان وتخذل بين الأحزاب فأرسل إليه عيينة إن جعلت لي الشطر فعلت فأرسل إلى سعد بن معاذ وهو سيد الأوس وإلى سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج فقال لهما إن عيينة بن حصن قد سألني نصف ثمركما على أن ينصرف بمن معه من غطفان ويخذل بين الأحزاب وإني [ ص 368 ] قد أعطيته الثلث فأبى إلا الشطر فماذا تريان قالا يا رسول الله إن كنت أمرت بشيء فامض لأمر الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كنت أمرت بشيء لم أستأمركما ولكن هذا رأيي أعرضه عليكما قالا فإنا لا نرى أن نعطيه إلا السيف قال فنعم إذا قال معمر فأخبرني بن أبي نجيح أنهما قالا له والله يا رسول الله لقد كان أفلان حين جاء الله بالإسلام نعطيهم ذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم فنعم أذا قال الزهري في حديثه عن بن المسيب فبينا هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان كان موادعا لهما فقال إني كنت عند عيينة وأبي سفيان إذ جاءهم رسول بني قريظة أن اثبتوا فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم قال النبي صلى الله عليه و سلم فلعلنا أمرناهم بذلك وكان نعيم رجلا لا يكتم الحديث فقام بكلمة النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه عمر فقال يا رسول الله إن كان هذا الأمر من الله فأمضه وإن كان رأيا منك فإن شأن قريش وبني قريظة أهون من أن يكون لأحد عليك فيه مقال فقال النبي صلى الله عليه و سلم علي الرجل ردوه فردوه فقال انظر الذي ذكرنا لك فلا تذكره لأحد فإنما أغراه فانطلق حتى أتى عيينة وأبا سفيان فقال هل سمعتم من محمد يقول قولا إلا كان حقا قالا لا قال فإني [ ص 369 ] لما ذكرت له شأن قريظة قال فلعلنا أمرناهم بذلك قال أبو سفيان سنعلم ذلك إن كان مكرا فأرسل إلى بني قريظة أنكم قد أمرتمونا أن نثبت وأنكم ستخالفون المسلمين إلى بيضتهم فأعطونا بذلك رهينة فقالوا إنها قد دخلت ليلة السبت وإنا لا نقضي في السبت شيئا فقال أبو سفيان إنكم في مكر من بني قريظة فارتحلوا وأرسل الله عليهم الريح وقذف في قلوبهم الرعب فأطفأت نيرانهم وقطعت أرسان خيولهم وانطلقوا منهزمين من غير قتال قال فذلك حين يقول وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا قال فندب النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه في طلبهم فطلبوهم حتى بلغوا حمراء الأسد قال فرجعوا قال فوضع النبي صلى الله عليه و سلم لأمته واغتسل واستجمر فنادى النبي صلى الله عليه و سلم جبريل عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة ولم نضعها نحن بعد فقام النبي صلى الله عليه و سلم فزعا فقال لأصحابه عزمت عليكم ألا تصلوا العصر حتى تأتوا بني قريظة فغربت الشمس [ ص 370 ] قبل أن يأتوها فقالت طائفة من المسلمين إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا وقالت طائفة إنا لفي عزيمة رسول الله صلى الله عليه و سلم وما علينا من بأس فصلت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا وإحتسابا قال فلم يعنف النبي صلى الله عليه و سلم واحدا من الفريقين وخرج النبي صلى الله عليه و سلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة فقال هل مر بكم من أحد فقالوا نعم مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج فقال النبي صلى الله عليه و سلم ليس ذلك ولكنه جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزل حصونهم ويقذف في قلوبهم الرعب فحاصرهم أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فلما انتهى أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أمرهم أن يستروه بجحفهم ليقوه الحجارة حتى يسمع كلامهم ففعلوا فناداهم يا إخوة القردة والخنازير فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فاحشا فدعاهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم فأبوا أن يجيبوه إلى الإسلام فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن معه من المسلمين حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وأبوا أن ينزلوا على حكم النبي صلى الله عليه و سلم فنزلوا على داء فأقبلوا بهم وسعد بن معاذ أسيرا على أتان حتى انتهوا إلى رسول [ ص 371 ] الله صلى الله عليه و سلم فأخذت قريظة تذكره بحلفهم وطفق سعد بن معاذ ينفلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم مستأمرا ينتظره فيما يريد أن يحكم به فيجيب به رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يقول انفر بما أنا حاكم وطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بقول نعم قال سعد فإني أحكم بأن يقتل مقاتلتهم وتقسم أموالهم وتسبى ذراريهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أصاب الحكم قال وكان حيي بن أخطب استجاش المشركين على رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلاك لبني قريظة فاستفتح عليهم ليلا فقال سيدهم إن هذا رجل مشئوم فلا يشأمنكم حيي فناداهم يا بني قريظة ألا تستجيبوا ألا تلحقوني ألا تضيفوني فإني جامع مغرور فقالت بنو قريظة والله لنفتحن له فلم يزالوا حتى فتحوا له فلما دخل عليهم أطمهم قال يا بني قريظة جئتكم في عز الدهر جئتكم في عارض برد لا يقوم لسبيله شيء فقال له سيدهم اتعدنا عارض برد ينكشف عنا وتدعنا عند بحر دائم لا يفارقنا إنما تعدنا الغرور قال فواثقهم وعاهدهم لأن انفضت جموع الأحزاب أن يجيء حتى يدخل معهم أطمهم فأطاعوه حينئذ بالغدر بالنبي صلى الله عليه و سلم والمسلمين فلما فض الله جموع الأحزاب انطلق حتى إذا كان بالروحاء ذكر العهد والميثاق الذي أعطاهم فرجع حتى دخل معهم فلما أقبلت بنو قريظة أتي به مكتوفا بقد فقال حيي للنبي صلى الله عليه و سلم [ ص 372 ] أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل فأمر به النبي صلى الله عليه و سلم فضربت عنقه

وقعة خيبر

9738 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لما انصرف رسول الله حتى أتي المدينة فغزا خيبر من الحديبية فأنزل الله عليه وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه إلى ويهديكم صراطا مستقيما فلما فتحت خيبر جعلها لمن غزا معه الحديبية وبايع تحت الشجرة ممن كان غائبا وشاهدا من أجل أن الله كان وعدهم إياها وخمس رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر مم قسم سائرها مغانم بين من شهدها من المسلمين ومن غاب عنها ثن أهل الحديبية ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه و سلم ولا لأصحابه عمال يعملون خيبر ولا يزرعونها قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا [ ص 373 ] يهود خيبر وكانوا خرجوا على أن يسيروا منها فدفع إليهم خيبر على أن يعملوها على النصف فيؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وإلى أصحابه وقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أقركم على ذلك ما أقركم الله فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث إليهم عبد الله بن رواحة الأنصاري فيخرص عليهم النخل حين يطيب أول شيء من تمرها قبل أن يؤكل منه شيء ثم يخير اليهود أ يأخذونها بذلك الخرص أم يدفعونها بذلك الخرص قال الزهري ثم اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذي القعدة من المدة التي كانت بينه وبين قريش وخلوها لرسول الله صلى الله عليه و سلم وخلفوا حويطب بن عبد العزى القرشي ثم العدوي وأمروا إذا طاف رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثا أن يأتيه فيأمره أن يرتحل وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم صالحهم على أن يمكث ثلاثا يطوف بالبيت فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم حويطب بعد ثلاث فكلمه في الرحيل فارتحل رسول الله صلى الله عليه و سلم قافلا إلى المدينة ثم غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم الفتح فتح مكة قال الزهري فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج في شهر رمضان من المدينة معه عشرة آلاف من المسلمين وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة فسار بمن معه من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد وهو ما بين عسفان وقديد فأفطر وأفطر المسلمون [ ص 374 ] معه فلم يصوموا من بقية رمضان شيئا قال الزهري فكان الفطر آخر الأمرين وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الآخر فالآخر قال ففتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة ليلة ثلاث عشرة خلت من رمضان

غزوة الفتح

9739 - عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم قال معمر وكان يقال لعثمان الجزري المشاهد عن مقسم مولى بن عباس قال لما كانت المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين قريش زمن الحديبية وكانت سنين ذكر أنها كانت حرب بين بني بكر وهم حلفاء قريش وبين خزاعة وهم حلفاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعانت قريش حلفاءه على خزاعة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال والذي نفسي بيده لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي وأهل بيتي وأخذ في الجهاز إليهم فبلغ ذلك قريشا فقالوا لأبي سفيان ما تصنع وهذه الجيوش تجهز إلينا انطلق فجدد بيننا وبين محمد كتابا وذلك مقدمه من الشام فخرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هلم فلنجدد بيننا وبينك كتابا فقال النبي صلى الله عليه و سلم فنحن على أمرنا الذي كان وهل أحدثتم ما حدث فقال أبو سفيان لا فقال النبي صلى الله عليه و سلم فنحن على امرنا الذي كان وهل أحدثتم من حدث فقال أبو سفيان لا فقال النبي صلى الله عليه و سلم فنحن على

أمرنا الذي كان بيننا فجاء علي بن أبي طالب فقال هل لك على أن تسود العرب وتمن على قومك فتجيرهم وتجدد لهم كتابا فقال ما كنت لأفتات على رسول الله الله صلى الله عليه و سلم بأمر ثم دخل على فاطمة فقال هل لك أن تكوني خير سخلة في العرب أن تجيري بين الناس فقد أجارت أختك على رسول الله صلى الله عليه و سلم زوجها أبا العاص بن الربيع فلم يغير ذلك فقالت فاطمة ما كنت لأفتات على رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمر ثم قال ذلك للحسن والحسين أجيرا بين الناس قولا نعم فلم يقولا شيئا ونظرا إلى أمهما وقالا نقول ما قالت أمنا فلم ينجح من واحد منهم ما طلب فخرج حتى قدم على قريش فقالوا ماذا جئت به قال جئتكم من عند قوم قلوبهم على قلب واحد والله ما تركت منهم صغيرا ولا كبيرا ولا أنثى ولا ذكرا إلا كلمته فلم أنجح منهم شيئا قالوا ما صنعت شيئا ارجع فرجع وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد قريشا حتى إذا كان ببعض الطريق قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لناس من الأنصار انظروا أبا سفيان فإنكم ستجدونه فنظروه فوجدوه فلما دخل العسكر جعل المسلمون يجأونه ويسرعون إليه فنادى [ ص 376 ] يا محمد إني لمقتول فأمر بي إلى العباس وكان العباس له خدنا وصديقا في الجاهلية فأمر به النبي صلى الله عليه و سلم إلى العباس فبات عنده فلما كان عند صلاة الصبح وأذن المؤذن تحرك الناس فظن أنهم يريدونه قال يا عباس ما شأن الناس قال تحركوا للمنادي للصلاة قال فكل هؤلاء إنما تحركوا لمنادي محمد صلى الله عليه و سلم قال نعم قال فقام العباس للصلاة وقام معه فلما فرغوا قال يا عباس ما يصنع محمد شيئا إلا صنعوا مثله قال نعم ولو أمرهم أن يتركوا الطعام والشراب حتى يموتوا جوعا لفعلوا وإني لأراهم سيهلكون قومك غدا قال يا عباس فادخل بنا عليه فدخل إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو في قبة من أدم وعمر بن الخطاب خلف القبة فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يعرض عليه الإسلام فقال أبو سفيان كيف أصنع بالعزى فقال عمر من خلف القبة تخرأ عليها فقال وأبيك إبك لفاحش إني لم آتك يا بن الخطاب إنما جئت لابن عمي وإياه أكلم قال فقال العباس يا رسول الله إن أبا سفيان رجل من أشراف قومنا وذوي أسنانهم وأنا أحب أن تجعل له شيئا يعرف ذلك له فقال النبي صلى الله عليه و سلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن قال فقال أبو سفيان أداري أداري فقال النبي صلى الله عليه و سلم نعم ومن وضع سلاحه فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن فانطلق مع العباس حتى إذا كان ببعض الطريق فخاف منه العباس بعض الغدر فجلسه على أكمة حتى مرت به [ ص 377 ] الجنود قال فمرت به كبكبة فقال من هؤلاء يا عباس فقال هذا الزبير بن العوام على المجنبة اليمنى قال ثم مرت كبكبة أخرى فقال من هؤلاء يا عباس قال هم قضاعة وعليهم أبو عبيدة بن الجراح قال ثم مرت به كبكبة أخرى فقال من هؤلاء يا عباس قال هذا خالد بن الوليد على المجنبة اليسرى قال ثم مرت به قوم يمشون في الحديد فقال من هؤلاء يا عباس التي كأنها حرة سوداء قال هذه الأنصار عندها الموت الأحمر فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم والأنصار حوله فقال أبو سفيان سر يا عباس فلم أر كاليوم صباح قوم في ديارهم قال ثم انطلق فلما أشرف على مكة نادى وكان شعار قريش يا آل غالب أسلموا تسلموا فلقيته امرأته هند فأخذت بلحيته وقالت يا آل غالب اقتلوا الشيخ الأحمق فإنه قد صبأ فقال والذي نفسي بيده لتسلمن أو ليضربن عنقك قال فلما أشرف النبي صلى الله عليه و سلم على مكة كف الناس أن يدخلوها حتى يأتيه رسول العباس فأبطأ عليه فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلهم يصنعون بالعباس ما صنعت ثقيف بعروة بن مسعود فوالله إذا لا أستبقي منهم أحدا قال ثم جاءه رسول العباس فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر أصحابه بالكف فقال كفوا السلاح إلا خزاعة عن بكر ساعة ثم أمرهم فكفوا فأمن الناس كلهم إلا بن أبي سرح وبن خطل ومقيس الكناني [ ص 378 ] وامرأة أخرى ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم إني لم أحرم مكة ولكن حرمها الله وإنها لم تحلل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي إلى يوم القيامة وإنما أحلها الله لي في ساعة من نهار قال ثم جاءه عثمان بن عفان بابن أبي سرح فقال بايعه يا رسول الله فأعرض عنه ثم جاء من ناحية أخرى فأعرض عنه ثم جاءه أيضا فقال بايعه يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد أعرضت عنه وإني لأظن بعضكم سيقتله فقال رجل من الأنصار فهلا أومضت إلي يا رسول الله قال إن النبي لا يومض وكأنه رآه غدرا قال الزهري فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم الله ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فرفع عنهم فدخلوا في الدين فأنزل الله إذا جاء نصر الله والفتح حتى ختمها قال معمر قال الزهري ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمن معه من قريش وهي كنانة ومن أسلم يوم الفتح قبل حنين وحنين واد في قبل الطائف ذو مياه وبه من المشركين يومئذ عجز هوازن ومعهم ثقيف ورأس المشركين يومئذ مالك بن عوف النضري فاقتتلوا بحنين فنصر الله نبيه صلى الله عليه و سلم والمسلمين وكان يوما شديدا [ ص 379 ] على الناس فأنزل الله لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين الآية قال معمر قال الزهري وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتألفهم فلذلك بعث خالد بن الوليد يومئذ

9740 - عبد الرزاق عن مالك بن أنس عن بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل مكة يوم الفتح وعليه المغفر

وقعة حنين

9741 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني كثير بن العباس بن عبد المطلب عن أبيه العباس قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين قال فلقد رأيت النبي صلى الله عليه و سلم وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فلزمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء وربما قال معمر بيضاء أهداها له فروة بن نعامة الجذامي قال فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين وطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم يركض بغلته نحو الكفار قال العباس وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم ألقفها وهو لا يألو [ ص 380 ] ما أسرع نحو المشركين وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا عباس ناد أصحاب السمرة قال وكنت رجلا صيتا فناديت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها يقولون يا لبيك يا لبيك يا لبيك وأقبل المسلمون فاقتتلوهم والكفار فنادت الأنصار ويقولون يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنادوا يا بني الحارث بن الخزرج قال فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا حين حمى الوطيس قال ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب الكعبة قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى قال فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا حتى هزمهم الله تعالى قال وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه و سلم يركض خلفهم على بغلة له قال الزهري وكان عبد الرحمن بن أزهر يحدث أن خالد بن الوليد بن المغيرة يومئذ كان على الخيل خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بن أزهر فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما هزم الله الكفار ورجع [ ص 381 ] المسلمون إلى رحالهم يمشي في المسلمين ويقول من يدلني على رحل خالد بن الوليد فمشيت أو قال فسعيت بين يديه وأنا غلام محتلم أقول من يدل على رحل خالد حتى دللنا عليه فإذا خالد مستند إلى مؤخرة رحله فأتاه رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر إلى جرحه قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه و سلم سبى يومئذ ستة الآف سبي من امرأة وغلام فجعل عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا سفيان بن حرب قال الزهري وأخبرني عروة بن الزبير قال لما رجعت هوازن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا أنت أبر الناس وأوصلهم وقد سبي موالينا ونساؤنا وأخذت أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني كنت استأنيت بكم ومعي من ترون وأحب القول إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما المال وإما السبي فقالوا يا رسول الله أما خيرتنا بين المال وبين الحسب فإنا نختار الحسب أو قال ما كنا نعدل بالحسب شيئا فاختاروا نساءهم وابناءهم فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وخطب في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤوا مسلمين أو مستسلمين وإنا قد خيرناهم بين الذراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب وإني قد رأيت أن تردوا لهم أبناءهم ونساءهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكتب علينا حصته من ذلك حتى [ ص 382 ] نعطيه من بعض ما يفيئه الله علينا فليفعل قال فقال المسلمون طيبنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني لا أدري من أذن في ذلك ممن لم يأذن فأمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا فلما رفعت العرفاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الناس قد سلموا ذلك وأذنوا فيه رد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هوازن نساءهم وأبناءهم وخير رسول الله صلى الله عليه و سلم نساء كان أعطاهن رجالا من قريش بين أن يلبثن عند من عنده وبين أن يرجعن إلى أهلهن قال الزهري فبلغني أن امرأة منهم كانت تحت عبد الرحمن بن عوف فخيرت فاختارت أن ترجع إلى أهلها وتركت عبد الرحمن وكان معجبا بها وأخرى عند صفوان بن أمية فاختارت أهلها قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب قال قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قسم بين المسلمين ثم اعتمر من الجعرانة بعد ما قفل من غزوة حنين ثم انطلق إلى المدينة ثم أمر أبا بكر على تلك الحجة قال معمر عن الزهري قال أخبرني بن كعب بن مالك قال جاء ملاعب الأسنة إلى النبي صلى الله عليه و سلم بهدية فعرض عليه الإسلام فأبى أن يسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم إني لا أقبل هدية مشرك قال [ ص 383 ] فابعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار فبعث إليهم نفرا المنذر بن عمرو وهو الذي كان يقال المعنق ليموت وفيهم عامرا بن فهيرة فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بنى عامر فأبوا أن يطيعوه وأبو أن يخفروا ملاعب الأسنة قال فاستجاش عليهم بني سليم فأطاعوه فاتبعوهم بقريب من مئة رجل رام فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم إلا عمرو بن أمية الضمري فأرسلوه

قال الزهري فأخبرني عروة بن الزبير أنه لما رجع إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال له النبي صلى الله عليه و سلم أمن بينهم قال الزهري وبلغني أنهم لما دفنوا التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه فيرون أن الملائكة دفنته

9742 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرنا ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك أن حرام بن ملحان وهو خال أنس طعن يومئذ فتلقى دمه بكفه ثم نضحه على رأسه ووجهه وقال فزت ورب الكعبة قال معمر وأخبرني عاصم أن أنس بن مالك قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وجد على شيء قط ما وجد على أصحاب بئر معونة أصحاب سرية المنذر بن عمرو فمكث شهرا يدعو على الذين اصابوهم في قنوت صلاة الغداة يدعو على رعل وذكوان وعصية ولحيان وهم من بني سليم

من هاجر إلى الحبشة

9743 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة قال فلما كثر المسلمون وظهر الإيمان فتحدث به المشركون من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم يعذبونهم ويسجنونهم وأرادوا فتنتهم عن دينهم قال فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للذين آمنوا به تفرقوا في الأرض قالوا فأين نذهب يا رسول الله قال ها هنا وأشار بيده إلى أرض الحبشة وكانت أحب الأرض إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يهاجر قبلها فهاجر ناس ذو عدد منهم من هاجر بأهله ومنهم من هاجر بنفسه حتى قدموا أرض الحبشة قال الزهري فخرج في الهجرة جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس الخثعمية [ ص 385 ] وعثمان بن عفان رحمه الله بامرأته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج فيها خالد بن سعيد بن العاص بامرأته أميمة ابنة خلف وخرج فيها أبو سلمة بامرأته أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة ورجل من قريش خرجوا بنسائهم فولد بها عبد الله بن جعفر وولدت بها أمة ابنة خالد بن سعيد أم عمرو بن الزبير وخالد بن الزبير وولد بها الحارث بن حاطب في ناس من قريش ولدوا بها قال الزهري وأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا قبل أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة فقال [ ص 386 ] بن الدغنة أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي فقال بن الدغنة مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلدك فارتحل بن الدغنة ورجع مع أبي بكر فطاف بن الدغنة في كفار قريش فقال إن أبا بكر خرج ولا يخرج مثله أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فأنفذت قريش جوار بن الدغنة وأمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره وليصل فيها ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ففعل ثم بدا لأبي بكر فبنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناءهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنما أجرنا أبا بكر على أن يعبدالله [ ص 387 ] في داره وإنه قد جاوز ذلك وبنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فأته فأمره فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد الله في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فاسأله أن يرد عليك ذمتك فإنا قد كرهنا خفرك ولسنا مقرين لأبي بكر بالاستعلان قالت عائشة فأتى بن الدغنة أبا بكر فقال يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك إما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتى فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عهد رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله ورسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للمسلمين إني قد أريت دار هجرتكم إني اريت دارا سبخة ذات نخل بين لا بتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر أترجو ذلك يا نبي الله قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه و سلم لصحبته وعلف ابو بكر راحلتين كانتا عنده ورق [ ص 388 ] السمر أربعة أشهر قال الزهري قال عروة قالت عائشة فبينا نحن يوما جلوسا في بيتنا في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم مقبلا متقنعا رأسه في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر فدا له أبي وأمي إن جاء به في هذه الساعة إلا أمر قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستأذن فأذن له فدخل فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم فإنه قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر فالصحابة بأبي أنت يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم نعم فقال أبو بكر فخذ بأبي أنت يا رسول الله وأمي إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بالثمن قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز فصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها فأوكت به الجراب فلذلك كانت [ ص 389 ] تسمى ذات النطاقين ثم لحق رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور فمكثا فيه ثلاث ليال قال معمر وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى بن عباس أخبره في قوله وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك قال تشاورت قريش بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه و سلم وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم أن أخرجوه فأطلع الله نبيه على ذلك فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه و سلم تلك الليلة وخرج النبي صلى الله عليه و سلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبون أنه النبي صلى الله عليه و سلم فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا قال لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الأمر فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل ها هنا لم يكن بنسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاثا قال معمر قال قتادة دخلوا في دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى الله عليه و سلم فقالوا لا يدخل معكم أحد ليس منكم فدخل معهم الشيطان [ ص 390 ] في صورة شيخ من أهل نجد فقال بعضهم ليس عليكم من هذا عين هذا رجل من أهل نجد قال فتشاوروا فقال رجل منهم أرى أن تركبوه بعيرا ثم تخرجوه فقال الشيطان بئس ما رأي هذا هو هذا قد كان يفسد ما بينكم وهو بين أظهركم فكيف إذا أخرجتموه فأفسد الناس ثم حملهم عليكم يقاتلوكم فقالوا نعم ما رأي هذا الشيخ فقال قائل آخر فإني أري أن تجعلوه في بيت وتطينوا عليه بابه وتدعوه فيه حتى يموت فقال الشيطان بئس ما رأى هذا أفترى قومه يتركونه فيه أبدا لا بد أن يغضبوا له فيخرجوه فقال أبو جهل أرى أن تخرجوا من كل قبيلة رجلا ثم يأخذوا أسيافهم فيضربونه ضربة واحدة فلا يدري من قتله فتدونه فقال الشيطان نعم ما رأى هذا فأطلع الله نبيه صلى الله عليه و سلم على ذلك فخرج هو وأبو بكر إلى غار في الجبل يقال له ثور ونام علي على فراش النبي صلى الله عليه و سلم وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي صلى الله عليه و سلم فلما أصبحوا قام علي لصلاة الصبح بادروا إليه فإذا هم بعلي فقالوا أين صاحبك قال لا أدري فاقتصوا أثره حتى بلغوا الغار ثم رجعوا فمكث فيه هو وأبو بكر ثلاث ليال قال معمر قال الزهري في حديثه عن عروة فمكثا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب لقن ثقف فيخرج من عندهما سحرا فيصبح عند قريش بمكة

كبائت فلا يسمع أمرا يكاد ان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين يذهب ساعة من الليل فيبيتان في رسلها حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك كل ليلة من الليالي الثلاث واستأجر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر رجلا من بني الديل من بني عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث فأتى غارهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث فارتحلا [ ص 392 ] وانطلق معهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر والدليل الديلي فأخذ بهم طريق أذاحر وهو طريق الساحل قال معمر قال الزهري فأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو بن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتلهما أو أسرهما قال فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي من بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا فقال يا سراقة إني رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بغاة قال ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة حتى قمت فدخلت بيتي فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي وهي من وراء أكمة تحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت [ ص 393 ] فخططت بزجي بالأرض وخفضت عليه الرمح حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى رأيت أسودتهم حتى إذا دنوت منهم حيث يسمعون الصوت عثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت منها أي الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره لا أضرهم فركبت فرسي وعصيت الأزلام فرفعتها تقرب بي أيضا حتى إذا دنوت وسمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغت الركبتين فخررت عنها فزجرتها فنهضت فلم تكد تخرج [ ص 394 ] يداها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان قال معمر قلت لأبي عمرو بن العلاء ما العثان فسكت ساعة ثم قال هو الدخان من غير نار قال معمر قال الزهري في حديثه فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره لا أضرهم فناديتهما بالأمان فوقفا وركبت فرسي حتى جئتهم وقد وقع في نفسي حين لقيت منهم ما لقيت من الحبس عنهم أنه سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له إن قومك جعلوا فيك الدية وأخبرتهم من أخبار سفري وما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزءوني شيئا ولم يسألوني إلا أن أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به فأمر عامر بن فهيرة فكتبه لي في رقعة من أدم ثم مضى [ ص 395 ] قال معمر قال الزهري وأخبرني عروة بن الزبير أنه لقي الزبير وركبا من المسلمين كانوا تجار المدينة بالشام قافلين إلى مكة فعرضوا للنبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر ثياب بياض يقال كسوهم أعطوهم وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يؤذيهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظاره فلما انتهوا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود أطما من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يتناهى اليهودي أن نادى بأعلى صوته يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرونه فثار المسلمون إلى السلاح فلقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أتوه بظاهر الحرة فعدل بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول [ ص 396 ] وأبو بكر يذكر الناس وجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم صامتا وطفق من جاء من الأنصار ممن لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يحسبه أبا بكر حتى أصابت رسول الله صلى الله عليه و سلم الشمس فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك فلبث رسول الله صلى الله عليه و سلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وابتنى المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه ثم ركب رسول الله صلى الله عليه و سلم راحلته فسار ومشى الناس حتى بركت به عند مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين وكان مربدا للتمر لسهل وسهيل غلامين يتيمين أخوين في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة من بني النجار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين بركت به راحلته هذا المنزل إن شاء الله ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى النبي صلى الله عليه و سلم أن يقبله هبة حتى ابتاعه منهما وبناه مسجدا وطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم ينقل معهم اللبن في ثيابه وهو يقول ... هذا الحمال لاحمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر ... ... ... ... ويقول [ ص 397 ] ... اللهم إن الأجر أجر الآخرة ... ... فارحم الأنصار والمهاجره ... ... يتمثل رسول الله صلى الله عليه و سلم بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي ولم يبلغني في الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم تمثل ببيت قط من شعر تام غير هؤلاء الأبيات ولكن كان يرجزهم لبناء المسجد فلما قاتل رسول الله صلى الله عليه و سلم كفار قريش حالت الحرب بين مهاجرة أرض الحبشة وبين القدوم على رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى لقوه بالمدينة زمن الخندق فكانت أسماء بنت عميس تحدث أن عمر بن الخطاب كان يعيرهم بالمكث في أرض الحبشة فذكرت ذلك زعمت أسماء لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لستم كذلك وكان أول آية أنزلت في القتال أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير

حديث الثلاثة الذين خلفوا

9744 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال لم أتخلف عن النبي [ ص 398 ] صلى الله عليه و سلم في غزاة غزاها حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا ولم يعاتب النبي صلى الله عليه و سلم أحدا تخلف عن بدر إنما خرج يريد العير فخرجت قريش مغوثين لعيرهم فالتقوا عن غير موعد كما قال الله ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في الناس لبدر وما أحب أني كنت شهدت مكان بيعتي ليلة العقبة حيث تواثقنا على الإسلام ثم لم أتخلف بعد عن النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة غزاها حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها وآذن النبي صلى الله عليه و سلم الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم وذلك حين طاب الظلال وطابت الثمار وكان قل ما أراد غزوة إلا وري بغيرها وكان يقول الحرب خدعة فأراد النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وأنا أيسر ما كنت قد جمعت راحلتي وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاد وخفة الحاذ وأنا في ذلك أصغو [ ص 399 ] إلى الظلال وطيب الثمار فلم أزل كذلك حتى قام النبي صلى الله عليه و سلم غاديا بغداة وذلك يوم الخميس وكان يحب أن يخرج يوم الخميس فأصبح غاديا فقلت أنطلق غدا إلى السوق فأشتري جهازي ثم ألحقهم فانطلقت إلى السوق من الغد فعسر علي بعض شأني أيضا فقلت أرجع غدا إن شاء الله فلم أزل كذلك حتى التبس بي الذنب وتخلفت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعلت أمشي في الأسواق وأطوف بالمدينة فيحزنني أني لا أرى أحدا إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق وكان ليس أحد تخلف إلا رأى أن ذلك سيخفى له وكان الناس كثيرا لا يجمعهم ديوان وكان جميع من تخلف عن النبي صلى الله عليه و سلم بضعة وثمانين رجلا [ ص 400 ] ولم يذكرني النبي صلى الله عليه و سلم حتى بلغ تبوكا فلما بلغ تبوكا قال ما فعل كعب بن مالك قال رجل من قومي خلفه يا رسول الله برداه والنظر في عطفيه فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا نبي الله ما نعلم عليه إلا خيرا قال فبينا هم كذلك إذا هم برجل يزول به السراب فقال النبي صلى الله عليه و سلم كن يا أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة قال فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم غزوة تبوك وقفل ودنا من المدينة جعلت أنظر بماذا أخرج من سخط النبي صلى الله عليه و سلم وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي حتى إذا قيل النبي صلى الله عليه و سلم هو مصبحكم غدا بالغداة زاح عني الباطل وعرفت ألا أنجو إلا بالصدق فدخل النبي صلى الله عليه و سلم ضحى فصلى في المسجد ركعتين وكان إذا جاء من سفر فعل ذلك دخل المسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فجعل يأتيه من تخلف فيحلفون له ويعتذرون إليه [ ص 401 ] فيستغفر لهم ويقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله فدخلت المسجد فإذا هو جالس فلما رآني تبسم تبسم المغضب فجئت فجلست بين يديه فقال ألم تكن ابتعت ظهرك فقلت بلى يا نبي الله قال فما خلفك فقلت والله لو بين يدي أحد غيرك من الناس جلست لخرجت من سخطه علي بعذر لقد أوتيت جدلا ولقد علمت يا نبي الله أني إن أخبرتك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق فإني أرجو عقبي الله وإن حدثتك اليوم حديثا ترضى عني فيه وهو كذب أوشك أن يطلعك الله عليه والله يا نبي الله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك قال أما هذا فقد صدقكم الحديث قم حتى يقضي الله فيك فقمت فثار على أثري أناس من قومي يؤنبوني فقالوا والله ما نعلمك أذنبت ذنبا قط قبل هذا فهلا اعتذرت إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم بعذر رضى عنك فيه وكان استغفار رسول الله صلى الله عليه و سلم سيأتي من وراء ذلك ولم تقف موقفا لا تدري ما يقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنبوني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي [ ص 402 ] فقلت هل قال هذا القول أحد غيري قالوا نعم قاله هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة فذكروا رجلين صالحين قد شهدا بدرا لي فيهما أسوة فقلت لا والله لا أرجع إليه في هذا أبدا ولا أكذب نفسي قال ونهى النبي صلى الله عليه و سلم الناس عن كلامنا أيها الثلاثة قال فجعلت أخرج إلى السوق فلا يكلمني أحد وتنكر لنا الناس حتى ما هم بالذين نعرف وتنكرت لنا الحيطان حتى ما هي بالحيطان التي تعرف لنا وتنكرت لنا الأرض حتى ما هي بالأرض التي نعرف وكنت أقوى الناس فكنت أخرج في السوق وآتي المسجد فأدخل وآتي النبي صلى الله عليه و سلم فأسلم عليه فأقول هل حرك شفتيه بالسلام فإذا قمت أصلي إلى سارية فأقبلت قبل صلاتي نظر إلي بمؤخر عينيه وإذا نظرت إليه أعرض عني قال واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رءوسهما فبينا أنا أطوف في السوق إذا رجل نصراني جاء بطعام له يبيعه يقول من يدلني على كعب بن مالك قال فطفق الناس يشيرون له إلي فأتاني وأتاني بصحيفة من ملك غسان فإذا [ ص 403 ] فيها ( أما بعد فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ولست بدار مضيعة ( 1 ) ولا هوان فالحق بنا نواسك ) قال فقلت هذا أيضا من البلاء والشر فسجرت بها التنور فأحرقتها فيه فلما مضت أربعون ليلة إذا رسول من النبي صلى الله عليه و سلم قد أتاني فقال اعتزل امرأتك فقلت أطلقها قال لا ولكن لا تقربها قال فجاءت امرأة هلال بن أمية فقالت يا نبي الله إن هلال بن أمية شيخ كبير ضعيف فهل تأذن لي أن أخدمه قال نعم ولكن لا يقربك قالت يا نبي الله والله ما به من حركة لشيء ما زال مكبا يبكي الليل والنهار منذ كان من أمره ما كان قال كعب فلما طال علي البلاء اقتحمت على أبي قتادة حائطه وهوابن عمي فسلمت عليه فلم يرد علي فقلت أنشدك الله يا أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله فسكت ثم قلت أنشدك الله يا أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله فسكت ثم قلت أنشدك الله يا أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله قال الله ورسوله أعلم قال فلم أملك نفسي أن بكيت ثم [ ص 404 ] اقتحمت الحائط خارجا حتى إذا مضت خمسون ليلة من حين نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن كلامنا صليت على ظهر بيت لنا صلاة الفجر ثم جلست وأنا في المنزلة التي قال الله وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم إذ سمعت نداء من ذروة سلع أن أبشر يا كعب بن مالك فخررت ساجدا وعرفت أن الله قد جاءنا بالفرح ثم جاء رجل يركض على فرس يبشرني فكان الصوت أسرع من فرسه فأعطيته ثوبي بشارة ولبست ثوبين آخرين قال وكانت توبتنا نزلت على النبي صلى الله عليه و سلم ثلث الليل فقالت أم سلمة يا نبي الله ألا نبشر كعب بن مالك قال إذا يحطمكم الناس ويمنعونكم النوم سائر الليلة قال وكانت أم سلمة محسنة في شأني تحزن بأمري فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون وهو يستنير كاستنارة القمر وكان إذا سر بالأمر استنار فجئت فجلست بين يديه فقال أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك قال قلت يا نبي الله أمر من عند الله أم من عندك قال بل من عند الله ثم تلا عليهم لقد تاب الله على النبي [ ص 405 ] والمهاجرين والأنصار حتى بلغ التواب الرحيم قال وفيما أنزلت أيضا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال قلت يا نبي الله إن من توبتي إذا ألا أحدث إلا صدقا وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك فقلت إني أمسك سهمي الذي بخيبر قال فما أنعم الله علي نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه و سلم حين صدقته أنا وصاحباي أن لا نكون كذبناه فهلكنا كما هلكوا وإني لأرجو أن لا يكون الله عز و جل ابتلى أحدا في الصدق مثل الذي ابتلاني ما تعمدت لكذبة بعد وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى قال الزهري فهذا ما انتهى إلينا من حديث كعب بن مالك

( من تخلف عن النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك )

9745 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني قتادة وعلي بن زيد بن جدعان أنهما سمعا سعيد بن المسيب يقول حدثني سعد [ ص 406 ] بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما خرج إلى تبوك استخلف علينا إلى المدينة علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا وأنا معك فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي قال معمر فأخبرني الزهري قال كان أبو لبابة ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية ثم قال والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا حتى كان يخر مغشيا عليه قال ثم تاب الله عليه فقيل له قد تيب عليك يا أبا لبابة فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم يحلني بيده قال فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فحله بيده ثم قال أبو لبابه يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله قال يجزيك الثلث يا أبا لبابة

9746 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني كعب بن مالك قال أول أمر عتب على أبي لبابة أنه [ ص 407 ] كان بينه وبين يتيم عذق فاختصما إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقضي به النبي صلى الله عليه و سلم لأبي لبابة فبكى اليتيم فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعه له فأبى قال فأعطه إياه ولك مثله في الجنة فأبى فانطلق بن الدحداحة فقال لأبي لبابة بعني هذا العذق بحديقتين قال نعم ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أرأيت إن أعطيت هذا اليتيم هذا العذق ألي مثله في الجنة قال نعم فأعطاه إياه قال فكان النبي صلى الله عليه و سلم يقول كم من عذق مدلك لابن الدحداحة في الجنة قال وأشار إلى بني قريظة حين نزلوا على حكم سعد فأشار إلى حلقه الذبح وتخلف عن النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك ثم تاب الله عليه بعد ذلك

حديث الأوس والخزرج

9747 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال إن مما صنع الله لنبيه أن هذين الحيين من الأنصار - الأوس والخزرج - كانا يتصاولان في الإسلام كتصاول الفحلين لا يصنع الأوس شيئا إلا قالت الخزرج والله لا تذهبون به أبدا فضلا علينا في الإسلام فإذا صنعت الخزرج شيئا قالت الأوس [ ص 408 ] مثل ذلك فلما أصابت الأوس كعب بن الأشرف قالت الخزرج والله لا ننتهي حتى نجزىء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل الذي أجزءوا عنه فتذاكروا أوزن رجل من اليهود فاستأذنوا النبي صلى الله عليه و سلم في قتله وهو سلام بن أبي الحقيق الأعور أبو رافع بخيبر فأذن لهم في قتله وقال لا تقتلوا وليدا ولا امرأة فخرج إليهم رهط فيهم عبد الله بن عتيك وكان أمير القوم أحد بني سلمة وعبد الله بن أنيس ومسعود بن سنان وأبو قتادة وخزاعي بن أسود رجل من أسلم حليف لهم ورجل آخر يقال له فلان بن سلمة فخرجوا حتى جاؤوا خيبر فلما دخلوا البلد عمدوا إلى كل بيت منها فغلقوه من خارجه على أهله ثم أسندوا إليه في مشربة له في عجلة من نخل فأسندوا فيها حتى ضربوا عليه بابه فخرجت إليهم امرأته فقالت ممن أنتم فقالوا نفر من العرب أردنا الميرة قالت هذا الرجل فادخلوا عليه فلما دخلوا عليه أغلقوا عليهما الباب ثم ابتدروه بأسيافهم قال قائلهم والله ما دلني عليه إلا بياضه على الفراش في سواد الليل كأنه قبطية ملقاة قال وصاحت بنا امرأته قال فيرفع الرجل منا السيف ليضربها به [ ص 409 ] ثم يذكر نهى النبي صلى الله عليه و سلم قال ولولا ذلك فرغنا منها بليل قال وتحامل عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه وكان سيء البصر فوقع من فوق العجلة فوثيت رجله وثيا منكرا قال فنزلنا فاحتملناه فانطلقنا به معنا حتى انتهينا إلى منهر عين من تلك العيون فمكثنا فيه قال وأوقدوا النيران وأشعلوها في السعف وجعلوا يلتمسون ويشتدون وأخفى الله عليهم مكاننا قال ثم رجعوا قال فقال بعض أصحابنا أنذهب فلا ندري أمات عدو الله أم لا قال فخرج رجل منا حتى حشر في الناس فدخل معهم فوجد امرأته مكبة وفي يدها المصباح وحوله رجال يهود فقال قائل منهم أما والله لقد سمعت صوت بن عتيك ثم أكذبت نفسي فقلت وأني بن عتيك بهذه البلاد فقالت شيئا ثم رفعت رأسها فقالت فاظ وإله يهود تقول مات قال فما سمعت كلمة كانت ألذ منها إلى نفسي [ ص 410 ] قال ثم خرجت فأخبرت أصحابي أنه قد مات فاحتملنا صاحبنا فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرناه بذلك قال وجاءوه يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه و سلم يومئذ على المنبر يخطب فلما رآهم قال أفلحت الوجوه

حديث الإفك

9748 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا قال فبرأها الله وكلهم حدثني بطائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضا ذكروا أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه و سلم معه قالت عائشة [ ص 411 ] فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وذلك بعد ما أنزل الله علينا الحجاب وأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوه قفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه واقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي فحملوا الهودج فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه قال وكانت النساء إذ ذاك خفافا فلم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم [ ص 412 ] ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا به ووجدت عقدي بهما بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت حتى أصبحت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش فأدلج فأصبح عندي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان رآني قبل أن يضرب علي الحجاب فما استيقظت إلا باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما كلمني كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطىء على يديها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك [ ص 413 ] من هلك في شأني وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول فقدمت المدينة فتشكيت حين قدمتها شهرا والناس يخوضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه و سلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فيسلم ويقول كيف تيكم فذلك الذي يريبني ولا أشعر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وهي ابنة أبي رهم بن عبد المطلب بن عبد مناف وأمها أم صخر بن عامر خالة [ ص 414 ] أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف فأقبلت أنا وابنة أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال قالت قلت وماذا قال قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم ثم قال كيف تيكم قلت أتأذن لي أن آتي أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فجئت أبوي فقلت لأمي يا أمه ما يتحدث الناس فقالت أي بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها قلت سبحان الله أو قد [ ص 415 ] يحدث الناس بهذا قالت نعم قالت فبكيت تلك الليلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه من الود لهم فقال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثيرة وإن تسأل الجارية تصدقك قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من أمر عائشة فقالت له بريرة والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله قالت فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستعذر من عبد الله بن ابي بن سلول قالت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهل بيتي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي [ ص 416 ] فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكنه حملته الجاهلية فقال لسعد بن معاذ لعمر الله لا تقتلنه ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو بن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين قالت فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم على المنبر فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت النبي صلى الله عليه و سلم قالت ومكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي قالت فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ ما قيل وقد لبث شهرا لا يوحى إليه قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن [ ص 417 ] كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما قال فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم - فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا - إني والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا الأمر حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم براءتي لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بذنب والله يعلم أني بريئة لتصدقوني وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن الله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام رؤيا يبرئني الله [ ص 418 ] بها قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله علي نبيه صلى الله عليه و سلم فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان في اليوم الشات من ثقل الوحي الذي أنزل عليه قالت فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم سري عنه وهو يضحك وكان أول كلمة تكلم بها أن قال أبشري يا عائشة أما والله قد أبرأك الله فقالت لي أمي قومي إليه فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي قالت فأنزل الله تبارك وتعالى إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم عشر آيات فأنزل الله هذه الآيات في براءتي قالت فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله ولا يأتل ألوا الفضل منكم السعة إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم فقال أبو بكر والله إني [ ص 419 ] لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها أبدا قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم سأل زينب ابنة جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن أمري ما علمت أو ما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرا قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة ابنة جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك قال الزهري فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط

9749 - عبد الرزاق عن أبي يحيى عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت لما أنزل الله براءتها حد النبي صلى الله عليه و سلم هؤلاء النفر الذين قالوا فيها ما قالوا

9750 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدهم

حديث أصحاب الأخدود

9751 - عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى العصر همس - والهمس في قول بعضهم يحرك شفتيه كأنه يتكلم بشيء - فقيل له يا نبي الله إنك إذا صليت العصر همست فقال إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى إليه أن خيرهم بين أن أنتقم منهم أو أسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة فسلط الله عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا قال وكان إذا حدث بهذا الحديث حدث بهذا الآخر قال وكان ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن يتكهن له فقال ذلك الكاهن انظروا لي غلاما فطنا - أو قال لقنا - أعلمه علمي هذا فإني أخاف أن أموت فينقطع منكم هذا العلم ولا يكون [ ص 421 ] فيكم من يعلمه قال فنظروا له غلاما على ما وصف فأمروه أن يحضر ذلك الكاهن وأن يختلف إليه قال وكان على طريق الغلام راهب في صومعة قال معمر وأحسب أن أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين قال فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب كلما مر به فلم يزل حتى أخبره فقال إنما أعبد الله وجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطىء عن الكاهن قال فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام أنه لا يكاد يحضرني فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب إذا قال الكاهن أين كنت فقل كنت عند أهلي وإذا قال لك أهلك أين كنت فقل كنت عند الكاهن قال فبينا الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كبيرة قد حبستهم دابة قال بعضهم إن تلك الدابة يعني الأسد وأخذ الغلام حجرا فقال اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا فأسألك أن أقتل هذه الدابة وإن كان ما يقول الكاهن حقا فأسألك أن لا أقتلها قال ثم رماها فقتل الدابة فقالوا الناس من قتلها فقالوا الغلام ففزع إليه الناس وقالوا قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد فسمع به أعمى فجاءه فقال له إن أنت رددت علي بصري فلك كذا وكذا فقال له الغلام لا أريد منك هذا ولكن إن رد إليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك قال [ ص 422 ] نعم قال فدعا الله فرد عليه بصره قال فآمن الأعمى فبلغ ذلك الملك أمرهم فبعث إليهم فأتي بهم فقال لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتلها صاحبها قال فأمر بالراهب وبالرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتل وقتل الآخر بقتلة أخرى ثم أمر بالغلام فقال انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا فألقوه من رأسه فلما انطلقوا به إلى ذلك المكان الذي أرادوا جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ويتردون منه حتى لم يبق إلا الغلام فرجع فأمر به الملك فقال انطلقوا به إلى البحر فألقوه فيه فانطلق به إلى البحر فغرق الله من كان معه وأنجاه الله فقال الغلام إنك لن تقتلني حتى تصلبني وترميني وتقول إذا رميتني باسم رب الغلام أو قال بسم الله رب الغلام فأمر به فصلب ثم رماه وقال بسم الله رب الغلام قال فوضع الغلام يده على صدغه ثم مات فقال الناس لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد فإنا نؤمن برب هذا الغلام قال فقيل للملك أجزعت أن خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك قال فخد الأخدود ثم ألقى فيها الحطب والنار ثم جمع الناس فقال من رجع إلى دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في النار فجعل يلقيهم في تلك ألأخدود قال فذلك قول الله قتل أصحاب [ ص 423 ] الأخدود النار ذات الوقود حتى بلغ العزيز الحميد قال فأما الغلام فإنه دفن قال فيذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب - رحمه - الله وإصبعه على صدغه كما كان وضعها قال عبد الرزاق والأخدود بنجران

حديث أصحاب الكهف

9752 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني إسماعيل بن شروس عن وهب بن منبه قال جاء رجل من حواري عيسى بن مريم إلى مدينة أصحاب الكهف فأراد أن يدخلها فقيل إن على بابها صنما لا يدخلها أحد إلا سجد له فكره أن يدخله فأتى حماما فكان قريبا من تلك المدينة وكان يعمل فيه يواجر نفسه من صاحب الحمام [ ص 424 ] ورأى صاحب الحمام في حمامه البركة والرفق وفوض إليه وجعل يسترسل إليه وعلقه فتية من أهل المدينة فجعل يخبرهم عن خبر السماء والأرض وخبر الآخرة حتى آمنوا به وصدقوه وكانوا على مثل حاله في حسن الهيئة وكان يشترط على صاحب الحمام أن الليل لي ولا تحول بيني وبين الصلاة إذا حضرت حتى جاء بن الملك بامرأة يدخل بها الحمام فعيره الحواري فقال أنت بن الملك وتدخل معك هذه الكذا وكذا فاستحيى فذهب فرجع مرة أخرى فقال له مثل ذلك فسبه وانتهره ولم يلتفت حتى دخل ودخلت معه المرأة فباتا في الحمام فماتا فيه فأتي الملك فقيل له قتل صاحب الحمام ابنك فالتمس فلم يقدر عليه وهرب فقال من كان يصحبه فسموا الفتية فخرجوا من المدينة فمروا بصاحب لهم في زرع له وهو على مثل أمرهم فذكروا له أنهم التمسوا فانطلق معهم ومعه كلب حتى أواهم الليل إلى كهف فدخلوا فيه فقالوا نبيت ها هنا الليلة ثم نصبح إن شاء الله ثم ترون رأيكم قال فضرب على آذانهم فخرج الملك [ ص 425 ] باصحابه يتبعونهم حتى وجدوهم فدخلوا الكهف فكلما أراد الرجل منهم أن يدخل أرعب فلم يطق أحد أن يدخل فقال له قائل ألست قلت لو كنت قدرت عليهم قتلتهم قال بلى قال فابن عليهم باب الكهف ودعهم فيه يموتوا عطاشا وجوعا ففعل ثم غبروا زمانا ثم إن راعي غنم أدركه المطر عند الكهف فقال لو فتحت هذا الكهف وأدخلت غنمي من المطر فلم يزل يعالجه حتى فتح لغنمه فأدخلها فيه ورد الله أرواحهم في أجسادهم من الغد حين أصبحوا فبعثوا أحدهم بورق ليشتري لهم طعاما فلما أتى باب مدينتهم جعل لا يرى أحدا من ورقه شيئا إلا استنكرها حتى جاء رجلا فقال بعني بهذه الدراهم طعاما قال ومن أين هذه الدراهم قال خرجت أنا وأصحاب لي أمس فأوانا الليل ثم أصبحنا فأرسلوني فقال هذه الدراهم كانت على عهد ملك فلان فأنى لك هذه الدراهم فرفعه إلى الملك وكان رجلا صالحا فقال من أين لك هذه الورق [ ص 426 ] قال خرجت أنا وأصحاب لي أمس حتى أدركنا الليل في كهف كذا وكذا ثم أمروني أصحابي أن أشتري لهم طعاما قال وأين أصحابك قال في الكهف فانطلق معه حتى أتى باب الكهف فقال دعوني حتى أدخل على أصحابي قبلكم فلما رأوه ودنا منهم ضرب على أذنه وآذانهم فأرادوا أن يدخلوا عليهم فجعل كلما دخل رجل رعب فلم يقدروا أن يدخلوا عليهم فبنوا كنيسة وبنوا مسجدا يصلون فيه

بنيان بيت المقدس

9753 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال كان على كرسيه شيطان أربعين ليلة حتى رد الله إليه ملكه قال معمر ولم يسلط على نسائه قال معمر قال قتادة إن سليمان قال للشياطين إني أمرت أن أبني مسجدا يعني بيت المقدس لا أسمع فيه صوت مقفار ولا منشار قالت الشياطين إن في البحر شيطانا فلعلك إن قدرت عليه يخبرك

بذلك وكان ذلك الشيطان يرد كل سبعة أيام عينا يشرب منها فعمدت الشياطين إلى تلك العين فنزحتها ثم ملأتها خمرا فجاء الشيطان قال إنك لطيبة الريح ولكنك تسفهين الحليم وتزيدين السفيه سفها ثم ذهب فلم يشرب فأدركه العطش فرجع فقال مثل ذلك ثلاث مرات ثم كرع فشرب فسكر أخذوه فجاؤوا به إلى سليمان فأراه سليمان خاتمه فلما رآه ذلك وكان ملك سليمان في خاتمه فقال له سليمان إني قد أمرت أن أبني مسجدا لا أسمع فيه صوت مقفار ولا منشار فأمر الشيطان بزجاجة فصنعت ثم وضعت على بيض الهدهد فجاء الهدهد للربض على بيضه فلم يقدر عليه فذهب فقال الشيطان انظروا ما يأتي به الهدهد فخذوه فجاء بالماس فوضعه على الزجاجة ففلقها فأخذوا الماس فجعلوا يقطعون به الحجارة قطا حتى بنى بيت المقدس قال وانطلق سليمان يوما إلى الحمام وقد كان فارق بعض نسائه في بعض المأثم فدخل الحمام ومعه ذلك الشيطان فلما دخل ذلك أخذ الشيطان خاتمه فألقاه في البحر وألقى على كرسيه جسدا السرير شبه سليمان فخرج سليمان وقد ذهب ملكه فكان الشيطان على سرير سليمان أربعين ليلة فاستنكره [ ص 428 ] أصحابه وقالوا لقد فتن سليمان من تهاونه بالصلاة وكان ذلك الشيطان يتهاون بالصلاة وبأشياء من أمر الدين وكان معه من صحابة سليمان رجل يشبه بعمر بن الخطاب في الجلد والقوة فقال إني سائله لكم فجاءه فقال يا نبي الله ما تقول في أحدنا يصيب من امرأته في الليلة الباردة ثم ينام حتى تطلع الشمس لا يغتسل ولا يصلي هل ترى عليه في ذلك بأسا قال لا بأس عليه فرجع إلى أصحابه فقال لقد افتتن سليمان قال فبينا سليمان ذاهب في الأرض إذ أوى إلى امرأة فصنعت له حوتا أو قال فجاءته بحوت فشقت بطنه فرأى سليمان خاتمه في بطن الحوت فرفعه فأخذه فلبسه فسجد له كل شيء لقيه من دابة أو طير أو شيء ورد الله إليه ملكه فقال عند ذلك رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي قال قتادة يقول لا تسلبنه مرة أخرى قال معمر قال الكلبي فحينئذ سخرت له الشياطين معا والطير

( بدء مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم )

9754 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال اخبرني أبو بكر [ ص 429 ] بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عميس قالت أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمي عليه قال فتشاور نساؤه في لده فلدوه فلما أفاق قال هذا فعل نساء جئن من هؤلاء - وأشار إلى أرض الحبشة - وكانت أسماء بنت عميس فيهن قالوا كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله قال إن ذلك لداء ما كان الله ليقذفني به لا يبقين في البيت أحد إلا التد إلا عم رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني - عباسا - قال فلقد التدت ميمونة يومئذ وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الزهري وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة أخبرته قالت أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت ميمونة فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له قالت فخرج ويد له على الفضل بن عباس ويد أخرى على يد رجل آخر وهو يخط برجليه في الأرض فقال عبيد الله فحدثت به بن عباس فقال أتدري [ ص 430 ] من الرجل الذي لم تسم عائشة هو علي بن أبي طالب ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا بخير قال الزهري أخبرني عروة عن غيره عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي مات فيه صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أستريح فأعهد إلى الناس قالت عائشة فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس وسكبنا عليه الماء حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج قال الزهري وأخبرني عبد الرحمن بن كعب بن - مالك وكان أبوه أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم [ ص 431 ] أن النبي صلى الله عليه و سلم قام يومئذ خطيبا فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد قال إنكم يا معشر المهاجرين إنكم تزيدون والأنصار لا يزيدون الأنصار عيبتي التي أويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم قال الزهري سمعت رجلا يذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن عبدا خيره ربه بين الدنيا والآخرة فاختار ما عند ربه ففطن أبو بكر أنه يريد نفسه فبكى فقال له النبي صلى الله عليه و سلم على رسلك ثم قال سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر رحمه الله فإني لا أعلم رجلا أحسن يدا عندي من الصحابة من أبي بكر قال الزهري وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وبن عباس أخبراه أن النبي صلى الله عليه و سلم حين نزل به جعل يلقي خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه وهو يقول لعنة الله [ ص 432 ] على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قال تقول عائشة يحذر مثل الذى فعلوا قال معمر قال الزهري وقال النبي صلى الله عليه و سلم لعبدالله بن زمعة مر الناس فليصلوا فخرج عبد الله بن زمعة فلقي عمر بن الخطاب فقال صل بالناس فصلى عمر بالناس فجهر بصوته - وكان جهير الصوت - فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أليس هذا صوت عمر قالوا بلى يا رسول الله فقال يأبى الله ذلك والمؤمنون ليصل بالناس أبو بكر فقال عمر لعبد الله بن زمعة بئس ما صنعت كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرك أن تأمرني قال لا والله ما أمرني أن آمر أحدا قال الزهري وأخبرني عبد الله بن عمر عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت قلت [ ص 433 ] يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه فلو أمرت غير أبا بكر قالت والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت فراجعته مرتين أو ثلاثا فقال ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف قال الزهري وأخبرني أنس بن مالك قال لما كان يوم الإثنين كشف رسول الله صلى الله عليه و سلم ستر الحجرة فرأى أبا بكر وهو يصلي بالناس قال فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف وهو يتبسم قال وكدنا أن نفتتن في صلاتنا فرحا برؤية رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أبو بكر دار ينكص فأشار إليه النبي صلى الله عليه و سلم أن كما أنت ثم أرخى الستر فقبض من يومه ذلك وقام عمر فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمت ولكن ربه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى أربعين ليلة عن أربعين ليلة والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون - أو قال يقولون - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات قال معمر وأخبرني أيوب عن عكرمة قال قال العباس بن [ ص 434 ] عبد المطلب والله لأعلمن ما بقاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا فقلت يا رسول الله لو اتخذت شيئا تجلس عليه يدفع عنك الغبار ويرد عنك الخصم فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأدعنهم ينازعوني ردائي ويطؤن عقبي ويغشاني غبارهم حتى يكون الله يريحني منهم فعلمت أن بقاءه فينا قليل قال فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم قام عمر فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمت ولكن صعق كما صعق موسى والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يقطع أيدي رجال وألسنتهم من المنافقين يقولون إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات فقام العباس بن عبد المطلب فقال أيها الناس هل عند أحد منكم عهد أو عقد من رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا اللهم لا قال فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمت حتى وصل الحبال ثم حارب وواصل وسالم ونكح النساء وطلق وترككم عن حجة بينة وطريق ناهجة فإن يك ما يقول بن الخطاب حقا فإنه لن يعجز الله أن يحثو عنه [ ص 435 ] فيخرجه إلينا وإلا فخل بيننا وبين صاحبنا فإنه يأسن كما يأسن الناس قال الزهري وأخبرني بن كعب بن مالك عن بن عباس قال خرج العباس وعلي من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه فلقيهما رجل فقال كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا حسن فقال أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم بارئا فقال العباس لعلي بن أبي طالب أنت بعد ثلاث لعبد العصا ثم حل به فقال إنه يخيل إلي إنه لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت وإني خائف ألا يقوم رسول الله صلى الله عليه و سلم من وجعه هذا فاذهب بنا إليه فلنسأله فإن يك هذا الأمر إلينا علمنا ذلك وإلا يك إلينا أمرناه أن يستوصي بنا خيرا فقال له علي أرأيت إذ جئناه فلم يعطناها أترى [ ص 436 ] الناس أن يعطوها والله لا أسأله إياها أبدا قال الزهري قالت عائشة فلما اشتد مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في الرفيق الأعلى ثلاث مرات ثم قبض قال معمر وسمعت قتادة يقول آخر شيء تكلم به رسول الله صلى الله عليه و سلم اتقوا الله في النساء وما ملكت أيمانكم

9755 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن قال كان بن عباس يحدث أن أبا بكر الصديق دخل المسجد وعمر يحدث الناس فمضى حتي البيت الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في بيت عائشة فكشف عن وجهه برد حبرة كان مسجى عليه فنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه و سلم ثم أكب عليه فقبله ثم قال والله لا يجمع الله عليك موتتين لقد مت الموتة التي لا تموت بعدها أبدا ثم خرج أبو بكر إلى المسجد وعمر يكلم الناس فقال له أبو بكر إجلس يا عمر فأبى أن يجلس فكلمه مرتين أو ثلاثا فأبى أن يجلس فقام أبو بكر فتشهد فأقبل [ ص 437 ] الناس على أبي بكر وتركوا عمر فلما قضى أبو بكر تشهده قال أما بعد فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لم يمت ثم تلا هذه الآية وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية كلها فلما تلاها أبو بكر رحمه الله أيقن الناس بموت رسول الله صلى الله عليه و سلم وتلقوها من أبي بكر حتى قال قائل من الناس فلم يعلموا أن هذه الآية أنزلت حتى تلاها أبو بكر قال الزهري وأخبرني سعيد بن المسيب قال قال عمر والله ما هو إلا أن تلاها أبو بكر وأنا قائم خررت إلى الأرض وأيقنت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات

9756 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أنه سمع خطبة عمر - رحمه الله - الآخرة حين جلس على منبر النبي صلى الله عليه و سلم وذلك الغد من يوم توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فتشهد عمر وأبو بكر صامت لا يتكلم ثم قال عمر أما بعد فإني قلت مقالة وإنها لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدت المقالة التي قلت في كتاب الله تعالى ولا في عهد عهده إلي رسول الله [ ص 438 ] صلى الله عليه و سلم ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يدبرنا - يريد بذلك حتى يكون آخرهم - فإن يك محمد قد مات فإن الله قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به هذا كتاب الله فاعتصموا به تهتدون لما هدى الله به محمدا صلى الله عليه و سلم ثم إن أبا بكر رحمه الله صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وثاني اثنين وإنه أولى الناس بأموركم فقوموا فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة على المنبر قال الزهري وأخبرني أنس قال لقد رأيت عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجا

9757 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال لما احتضر رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه و سلم هل أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا [ ص 439 ] يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه و سلم كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قوموا قال عبد الله فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم

بيعة أبي بكر رضي الله تعالى عنه في سقيفة بني ساعدة

9758 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف في خلافة عمر فلما كان آخر حجة حجها عمر ونحن بمنى أتاني عبد الرحمن بن عوف في منزلي عشيا فقال لو شهدت أمير المؤمنين اليوم أتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين إني سمعت فلانا يقول لو قد مات أمير المؤمنين قد بايعت فلانا فقال عمر إني لقائم عشية في الناس فنحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون [ ص 440 ] أن يغتصبوا المسلمين أمرهم قال فقلت يا أمير المؤمنين إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وإنهم الذين يغلبون على مجلسك وإني أخشى إن قلت فيهم اليوم مقالة أن يطيروا بها كل مطير ولا يعوها ولا يضعوها على مواضعها ولكن أمهل يا أمير المؤمنين حتى تقدم المدينة فإنها دار السنة والهجرة وتخلص بالمهاجرين والأنصار فتقول ما قلت متمكنا فيعوا مقالتك ويضعوها على مواضعها قال فقال عمر أما والله إن شاء الله لأقومن به في أول مقام أقومه في المدينة قال فلما قدمنا المدينة وجاء الجمعة هجرت لما حدثني عبد الرحمن بن عوف فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير جالسا إلى جنب المنبر فجلست إلى جنبه تمس ركبتي ركبته قال فلما زالت الشمس خرج علينا عمر رحمه الله قال فقلت وهو مقبل أما والله ليقولن أمير المؤمنين على هذا المنبر مقالة لم يقل قبله قال فغضب سعيد بن زيد وقال وأي مقالة يقول لم يقل قبله قال [ ص 441 ] فلما ارتقى عمر المنبر أخذ المؤذن في أذانه فلما فرغ من أذانه قام عمر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي إن الله بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بالحق وأنزل معه الكتاب فكان مما أنزل الله عليه آية الرجم فرجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده وإني خائف أن يطول بالناس زمان فيقول قائل والله ما الرجم في كتاب الله فيضل أو يترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق على من زنى إذا أحصن وقامت البينة وكان الحمل أو الاعتراف ثم قد كنا نقرأ ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أو فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم صلوات الله عليه فإنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله ثم أنه بلغني أن فلانا منكم يقول إنه لو قد مات أمير المؤمنين قد بايعت فلانا فلا يغرن امرأ أن يقول إن بيعة ابي بكر كانت فلتة وقد [ ص 442 ] 9وقد كانت كذلك إلا أن الله وقى شرها وليس فيكم من يقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر إنه كان من خيرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن عليا والزبير ومن معه تخلفوا عنه في بيت فاطمة وتخلفت عنا الأنصار بأسرها في سقيفة بني ساعدة واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر رحمه الله فقلت يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فانطلقنا نؤمهم فلقينا رجلين صالحين من الأنصار قد شهدا بدرا فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين قلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار قالا فارجعوا فاقضوا أمركم بينكم قال قلت فاقضوا لنأتينهم فأتيناهم فإذا هم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة بين أظهرهم رجل مزمل قلت من هذا فقالوا هذا سعد بن عبادة قلت وما شأنه قالوا هو وجع قال فقام خطيب الأنصار فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله [ ص 443 ] ثم قال أما بعد فنحن الأنصار وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر قريش رهط منا وقد دفت إلينا دافة منكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ويحضونا من الأمر وكنت قد رويت في نفسي وكنت أريد أن أقوم بها بين يدي أبي بكر وكنت أدارىء من أبي بكر بعض الحد وكان هو أوقر منى وأجل فلما أردت الكلام قال على رسلك فكرهت أن أعصيه فحمد الله أبو بكر رضي الله عنه وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال والله ما ترك كلمة كنت رويتها في نفسي إلا جاء بها أو بأحسن منها في بديهته ثم قال أما بعد فما ذكرتم فيكم من خير يا معشر الأنصار فأنتم له أهل ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش فهم أوسط العرب دارا ونسبا وإني قد رضيت لكم هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم قال فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح قال فوالله ما كرهت مما قال شيئا إلا هذه الكلمة كنت لأن أقدم فيضرب عنقي لا يقربني ذلك [ ص 444 ] إلى إثم أحب إلي من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر فلما قضى أبو بكر مقالته قام رجل من الأنصار فقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش وإلا أجلبنا الحرب فيما بيننا وبينكم جذعا قال معمر قال قتادة فقال عمر بن الخطاب لا يصلح سيفان في غمد واحد ولكن منا الأمراء ومنكم الوزراء قال معمر قال الزهري في حديثه بالإسناد فارتفعت الأصوات بيننا وكثر اللغط حتى أشفقت الإختلاف فقلت يا أبا بكر أبسط يدك أبايعك قال فبسط يده فبايعته فبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار قال ونزونا على سعد حين قال قائل قتلتم سعدا قال قلت قتل الله سعدا وإنا والله ما رأينا فيما حضرنا من أمرنا أمرا كان أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم أن يحدثوا بيعة بعدنا فإما أن نبايعهم [ ص 445 ] على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فسادا فلا يغرن امرأ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فقد كانت كذلك غير أن الله وقي شرها وليس فيكم من يقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر فمن بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فإنه لا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا قال معمر قال الزهري وأخبرني عروة أن الرجلين الذين لقياهم من الأنصار عويم بن ساعدة ومعن بن عدي والذي قال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب الحباب بن المنذر

9759 - عبد الرزاق عن معمر عن ليث عن واصل الأحدب عن المعرور بن سويد عن عمر بن الخطاب قال من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره من غير مشورة من المسلمين فلا يحل لكم إلا أن تقتلوه

9760 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه عن بن عباس قال قال عمر اعقل عني ثلاثا الإمارة شورى وفي فداء العرب مكان كل عبد عبد وفي بن الأمة عبدان وكتم بن طاووس الثالثة

9761 - عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن القارىء عن أبيه أن عمر بن الخطاب ورجلا من الأنصار كانا جالسين فجاء عبد الرحمن بن عبد القارىء فجلس إليهما فقال عمر إنا لا نحب أن يجالسنا من يرفع حديثنا فقال له عبد الرحمن لست أجالس أولئك يا أمير المؤمنين فقال عمر بلى فجالس هؤلاء وهؤلاء ولا ترفع حديثنا ثم قال عمر للأنصاري من ترى الناس يقولون يكون الخليفة بعدي قال فعدد رجالا من المهاجرين ولم يسم عليا فقال عمر فما لهم من أبي الحسن فوالله إنه لأحراهم إن كان عليهم أن يقيهم على طريقة من الحق قال معمر وأخبرني أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي قال كنت عند عمر بن الخطاب حين ولى الستة الأمر فلما جازوا أتبعهم بصره ثم قال لئن ولوها [ ص 447 ] الأجيلح ليركبن بهم الطريق يريد عليا

قول عمر في أهل الشورى

9762 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال اجتمع نفر فيهم المغيرة بن شعبة فقالوا من ترون أمير المؤمنين مستخلفا فقال قائل علي وقال قائل عثمان وقال قائل عبد الله بن عمر فإن فيه خلفا فقال المغيرة أفلا أعلم لكم ذلك قالوا بلى قال وكان عمر يركب كل سبت إلى أرض له فلما كان يوم السبت ذكر المغيرة ابنه فوقف على الطريق فمر به على أتان له تحته كساء قد عطفه عليها فسلم عمر فرد عليه المغيرة ثم قال يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أسير معك قال نعم فلما اتى عمر ضيعته نزل عن الأتان وأخذ الكساء فبسطه واتكأ عليه وقعد المغيرة بين يديه فحدثه ثم قال المغيرة يا أمير المؤمنين إنك والله ما تدري ما قدر أجلك فلما حددت لناس حدا أو علمت لهم علما يبهتون إليه قال فاستوى عمر جالسا ثم قال هيه اجتمعتم فقلتم من ترون أمير المؤمنين مستخلفا فقال قائل عليا وقال قائل عبد الله بن عمر فإن فيه خلفا قال فلا يأمنوا [ ص 448 ] يسأل عنها رجلان من آل عمر فقلت أنا لا أعلم لك ذلك قال قلت فاستخلف قال من قلت عثمان قال أخشى عقده وأثرته قال قلت عبد الرحمن بن عوف قال مؤمن ضعيف قال قلت فالزبير قال ضرس قال قلت طلحة بن عبيد الله قال رضاؤه رضاء مؤمن وغضبه غضب كافر أما إني لو وليتها إياه لجعل خاتمه في يد امرأته قال قلت فعلي قال أما إنه أحراهم إن كان أن يقيهم على سنة نبيهم صلى الله عليه و سلم وقد كنا نعيب عليه مزاحة كانت فيه

9763 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال دخلت على حفصة فقالت علمت أن أباك غير مستخلف قال قلت ما كان ليفعل قالت إنه فاعل قال فحلفت أن أكلمه في ذلك فسكت حتى غدوت ولم أكلمه قال وكنت كأنما أحمل بيميني جبلا حتى رجعت فدخلت عليه فسألني عن حال الناس وأنا أخبره ثم قلت له إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لك زعموا أنك غير مستخلف وإنه لو كان لك راعي إبل و راعي غنم ثم جاءك وتركها رأيت أن قد [ ص 449 ] ضيع فرعاية الناس أشد قال فوافقه قولي فوضع رأسه ساعة ثم رفعه إلي فقال إن الله يحفظ دينه وإني إن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يستخلف وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال فماهو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه غير مستخلف

استخلاف أبي بكر عمر رحمهما الله

9764 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد عن أسماء بنت عميس قالت دخل رجل من المهاجرين على أبي بكر رحمه الله وهو شاك فقال استخلفت عمر وقد كان عتا علينا ولا سلطان له فلو قد ملكنا لكان أعتى علينا وأعتى فكيف تقول لله إذا لقيته فقال أبو بكر أجلسوني فأجلسوه فقال هل تفرقني إلا بالله فإني أقول إذا لقيته استخلفت عليهم خير أهلك قال معمر فقلت للزهري ماقوله خير أهلك قال خير أهل مكة

بيعة أبي بكر رضي الله عنه

9765 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال لما بويع لأبي بكر تخلف علي في بيته فلقيه عمر فقال تخلفت عن بيعة أبي بكر فقال إني آليت بيمين حين قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أرتدي برداء إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى أجمع القرآن فإني خشيت أن يتفلت القرآن ثم خرج فبايعه

9766 - عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن العلاء بن عيزار قال سألت بن عمر عن علي وعثمان فقال أما على فهذا بيته يعني بيته قريب من بيت النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد وسأحدثك عنه يعني عثمان وأما عثمان رحمه الله فانه أذنب فيما بينه وبين الله ذنبا عظيما فغفر له واذنب فيما بينه وبينكم ذنبا صغيرا فقتلتموه

9767 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن مبارك عن مالك بن مغول عن بن أبجر قال لما بويع لأبي بكر رضي الله عنه جاء أبو سفيان إلى علي فقال غلبكم على هذا الأمر أذل أهل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلا ورجالا قال فقلت مازلت عدوا للاسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئا إنا رأينا أبا بكر لها أهلا

9768 - اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن أيوب عن بن سيرين قال قال رجل لعلي أخبرني عن قريش قال أرزننا أحلاما إخوتنا بني أمية وأنجدنا عند اللقاء وأسخانا بما ملكت اليمين بنو هاشم وريحانة قريش التي نشم بينها بني المغيرة اليك عني سائر اليوم

9769 - اخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال قال رجل لعلي أخبرني عن قريش قال أما نحن بنو هاشم فأنجاد أمجاد أهداة أجواد وأما إخواننا بنو أمية فأدبة ذادة وريحانة قريش التي نشم بينها بني المغيرة

غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية

9770 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما هاجر وجاء الذين كانوا بأرض الحبشة بعث بعثين قبل الشام إلى كلب وبلقين وغسان وكفار العرب الذين في مشارف الشام فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم على أحد البعثين ابا عبيدة بن الجراح [ ص 453 ] وهو أحد بني فهر وأمر على البعث الآخر عمرو بن العاص فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر فلما كان عند خروج البعثين دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص فقال لهما لاتعاصيا فلما فصلا عن المدينة جاء أبو عبيدة فقال لعمرو بن العاص إن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلينا أن لا نتعاصيا فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك فقال عمرو بن العاص بل أطعني فأطاعه أبو عبيدة فكان عمرو أمير البعثين كليهما فوجد من ذلك عمر بن الخطاب وجدا شديدا فكلم أبا عبيدة فقال أتطيع بن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ما هذا الرأي فقال أبو عبيدة لعمر بن الخطاب بن أم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا فخشيت إن لم أطعه أن أعصي رسول الله صلى الله عليه و سلم وشكى إليه ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنا بمؤمريها عليكم إلا بعدكم يريد المهاجرين وكانت تلك [ ص 454 ] الغزوة تسمى ذات السلاسل أسر فيها ناس كثير من العرب وسبوا ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك أسامة بن زيد وهو غلام شاب فانتدب في بعثه عمر بن الخطاب والزبير بن العوام فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن يصل ذلك البعث فأنفذه أبو بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم بعث أبو بكر حين ولي الأمر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث أمراء إلى الشام وأمر خالد بن سعيد على جند وأمر عمرو بن العاص على جند وأمر شرحبيل بن حسنة على جند وبعث خالد بن الوليد على جند قبل العراق ثم إن عمر كلم أبا بكر فلم يزل يكلمه حتى أمر يزيد بن أبي سفيان على خالد بن سعيد وجنده وذلك من موجدة وجدها عمر بن الخطاب على خالد بن سعيد حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلقي علي بن أبي طالب خالد بن سعيد فقال أغلبتم يابني عبد مناف على أمركم فلم يحملها عليه أبو بكر وحملها عليه عمر فقال عمر فإنك لتترك إمرته على الثعالب فلما استعمله أبو بكر ذكر ذلك فكلم ابا بكر فاستعمل مكانه يزيد بن أبي سفيان فأدركه يزيد أميرا بعد أن وصل الشام بذي المروة وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد فأمره بالمسير [ ص 455 ] إلى الشام بجنده ففعل فكانت الشام على أربعة أمراء حتى توفي ابو بكر فلما استخلف عمر نزع خالد بن الوليد وأمر مكانه أبا عبيدة بن الجراح ثم قدم الجابية فنزع شرحبيل بن حسنة وأمر جنده أن يتفرقوا في الامراء الثلاثة فقال شرجبيل بن حسنة يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت قال لم تعجز ولم تخن قال ففيم عزلتني قال تحرجت أن أؤمرك وأنا أجد أقوى منك قال فاعذرني يا أمير المؤمنين قال سأفعل ولو علمت غير ذلك لم أفعل قال فقام عمر فعذره ثم أمر عمرو بن العاص بالمسير إلى مصر وبقي الشام على أميرين أبي عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان ثم توفي أبو عبيدة بن الجراح فاستخلف خالدا وبن عمه عياض بن غنم فأقره عمر فقيل لعمر كيف تقر عياض بن غنم وهو رجل جواد لا يمنع شيئا يسئله وقد نزعت خالد بن الوليد في أن كان يعطي دونك فقال عمر إن هذه شيمة عياض في ماله حتى يخلص إلى ماله وإني مع ذلك لم أكن لأغير أمرا قضاه أبو عبيدة بن الجراح قال ثم توفي يزيد بن أبي سفيان فأمر مكانه معاوية فنعاه [ ص 456 ] عمر إلى أبي سفيان فقال احتسب يزيد يا أبا سفيان قال يC فمن أمرت مكانه قال معاوية قال وصلتك رحم قال ثم توفي عياض بن غنم فأمر مكانه عمير بن سعد الآنصاري فكانت الشام على معاوية وعمير حتى قتل عمير فاستخلف عثمان بن عفان فعزل عميرا وترك الشام لمعاوية ونزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة وأمر مكانه سعد بن أبي وقاص ونزع عمرو بن العاص عن مصر وأمر مكانه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ونزع أبا موسى الأشعري وأمر مكانه عبد الله بن عامر بن كريز ثم نزع سعد بن أبي وقاص من الكوفة وأمر الوليد بن عقبة ثم شهد على الوليد فجلده ونزعه وأمر سعيد بن العاص مكانه ثم قال الناس ونشبوا في الفتنة فحج سعيد بن العاص ثم قفل من حجه فلقيه خيل العراق فرجعوه من العذيب وأخرج أهل مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح وأقر أهل البصرة عبد الله بن عامر بن كريز فكان كذلك أول الفتنة حتى اذا قتل عثمان رحمه الله بايع الناس على بن ابي طالب فأرسل إلى طلحة والزبير إن شئتما فبايعاني وإن شئتما بايعت احدكما قالا بل نبايعك ثم هربا إلى مكة وبمكة عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم بما يتكلما به فأعانتهما على رأيهما فأطاعهم ناس كثير من قريش فخرجوا قبل البصرة يطلبون بدم بن عفان وخرج معهم عبد الرحمن بن أبي [ ص 457 ] بكر وخرج معهم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وعبد الله بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم في أناس من قريش كلموا أهل البصرة وحدثوهم أن عثمان قتل مظلوما وأنهم جاؤوا تائبين مما كانوا غلوا به في أمر عثمان فأطاعهم عامة أهل البصرة واعتزل الأحنف من تميم وخرج عبدالقيس إلى علي بن أبي طالب بعامة من أطاعه وركبت عائشة جملا لها يقال له عسكر وهي في هودج قد ألبسته الدفوف يعني جلود البقر فقالت إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني قالت ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبدا قالت فلم يسمع الناس كلامي ولم يلتفتوا إلى وكان القتال فقتل يومئذ سبعون من قريش كلهم يأخذ بخطام جمل عائشة حتى يقتل ثم حملوا الهودج حتى أدخلوه منزلا من تلك المنازل وجرح مروان جراحا شديدة وقتل طلحة بن عبيد الله يومئذ وقتل الزبير بعد ذلك بوادي السباع وقفلت عائشة ومروان بمن بقي من قريش فقدموا المدينة وانطلقت عائشة فقدمت مكة فكان مروان والأسود بن أبي البختري على المدينة واهلها يغلبان [ ص 458 ] عليها وهاجت الحرب بين علي ومعاوية فكانت بعوثهما تقدم المدينة وتقدم مكة للحج فأيهما سبق فهو أمير الموسم أيام الحج للناس ثم أنها أرسلت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه و سلم إلى أم سلمة قالت أحداهما للأخرى تعال نكتب إلى معاوية وعلي أن يعتقا من هذه البعوث التي تروع الناس حتى تجتمع الأمة على أحدهما فقالت أم حبيبة كفيتك أخي معاوية وقالت أم سلمة كفيتك عليا فكتبت كل واحدة منهما إلى صاحبها وبعثت وفدا من قريش والأنصار فأما معاوية فأطاع أم حبيبة وأما علي فهم أن يطيع أم سلمة فنهاه الحسن بن علي عن ذلك فلم يزل بعوثهما وعمالهما يختلفون إلى المدينة ومكه حتى قتل علي رحمة الله تعالى ثم اجتمع الناس على معاوية ومروان وبن البختري يغلبان على أهل المدينة في تلك الفتنة وكانت مصر في سلطان علي بن ابي طالب فأمر عليها قيس بن سعد بن عبادة الانصاري وكانت حامل راية الانصار مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر وغيره سعد بن عبادة وكان قيس من ذوي الرأي من الناس إلا ما غلب عليه من أمر الفتنة فكان معاوية وعمرو بن العاص جاهدين على إخراجه من مصر ويغلبان على مصر وكان قد امتنع منهما بالدهاء [ ص 459 ] والمكيدة فلم يقدرا على أن يفتحا مصر حتى كاد معاوية قيس بن سعد من قبل علي قال فكان معاوية يحدث رجالا من ذوي الرأي من قريش فيقول ما ابتدعت من مكيدة قط أعجب عندي من مكيدة كايدت بها قيس بن سعد من قبل على وهو بالعراق حين امتنع مني قيس فقلت لاهل الشام لاتسبوا قيسا ولاتدعوني إلى غزوة فإن قيسا لنا شيعة تأتينا كتبه ونصيحته ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا يجري عليهم أعطيتهم وأرزاقهم ويؤمن سربهم ويحسن إلى كل راغب قدم عليه فلا نستنكره في نصيحته قال معاوية وطفقت أكتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق فسمع بذلك من جواسيس على الذين هدى من أهل العراق فلما بلغ ذلك عليا ونماه إليه عبد الله بن جعفر ومحمد بن أبي بكر الصديق اتهم قيس بن سعد وكتب أليه يأمره بقتال أهل خربتا وأهل خربتا يومئذ عشرةآلاف فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي أنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وذوي الحفاظ منهم وقد رضوا مني بأن أؤمن سربهم وأجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم وقد علمت أن هواهم مع معاوية فلست [ ص 460 ] مكايدهم بأمر أهون علي وعليك من أن نفعل ذلك بهم اليوم ولو دعوتهم إلى قتالي كانوا قرناهم أسوادان لعرب وفيهم بسر بن أرطاه ومسلمة بن مخلد ومعاوية بن خديج الخولاني فذرني ورأيي فيهم وأنا أعلم بما أداري منهم فأبى عليه علي إلا قتالهم فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب قيس ألى علي إن كنت تتهمني فاعتزلني عن عملك وأرسل إليه غيري فأرسل الاشتر أميرا على مصر حتى إذا بلغ القلزم شرب بالقلزم شربة من عسل فكان فيها حتفه فبلغ ذلك معاوية وعمرو بن العاص فقال عمرو بن العاص إن لله جنودا من عسل فلما بلغت عليا وفاة الأشتر بعث محمد بن أبي بكر أميرا على مصر فلما حدث به قيس بن سعد قادما أميرا عليه تلقاه فخلا به وناجاه وقال إنك قد جئت من عند امرئ لاراي له في الحرب وإنه ليس عزلكم إياي بما نعى أن أنصح لكم وإني من أمركم على بصيرة وإني أدلك على الذي كنت أكايد به معاوية وعمرو بن العاص وأهل خربتا فكايدهم به فإنك إن كايدتهم بغيره تهلك فوصف له قيس المكايدة التي كايدهم بها فاغتشه محمد بن أبي بكر وخالفه في كل شيء أمره به فلما قدم محمد بن أبي بكر مصر خرج قيس قبل المدينة فأخافه مروان والأسود بن أبي البختري حتى إذا خاف أن يؤخذ ويقتل ركب راحلته فظهر [ ص 461 ] إلى علي فكتب معاوية إلى مروان والأسود بن أبي البختري يتغيظ عليهما ويقول أمددتما عليا بقيس بن سعد وبرأيه ومكايدته فوالله لو أمددتماه بثمانية آلاف مقاتل ما كان ذلك بأغيظ لي من إخراجكما قيس بن سعد إلى علي فقدم قيس بن سعد إلى علي فلما بانه الحديث وجاءهم قتل محمد بن أبي بكر عرف علي أن قيس بن سعد كان يداري منهم أمورا عظاما من المكايدة التي قصر عنها رأي علي ورأي من كان يوآزره على عزل قيس فأطاع علي قيسا في الأمر كله وجعله على مقدمة أهل العراق ومن كان بأذربيجان وارضها وعلى شرطة الخمسين الذين انتدبوا للموت وبايع أربعون الفا كانوا بايعوا عليا على الموت فلم يزل قيس بن سعد يسد ذلك الثغر حتى قتل علي واستخلف أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة وكان الحسن لا يريد القتال ولكنه كان يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ثم يدخل في الجماعة ويبايع فعرف الحسن أن قيس بن سعد لايوافقه على ذلك فنزعه وأمر مكانه عبيد الله بن العباس فلما عرف عبيد الله بن العباس الذي يريد الحسن أن يأخذ لنفسه كتب عبيد الله إلى معاوية يسأله الآمان ويشترط لنفسه على الاموال التي اصاب فشرط ذلك معاوية له وبعث إليه [ ص 462 ] بن عامر في خيل عظيمة فخرج إليهم عبيد الله ليلا حتى لحق بهم وترك جنده الذين هو عليهم لا أمير لهم ومعهم قيس بن سعد فأمرت شرطة الخمسين قيس بن سعد وتعاهدوا وتعاقدوا على قتال معاوية وعمرو بن العاص حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم وما أصابوا من الفتنة فخلص معاوية حين فرغ من عبيد الله والحسن إلى مكايدة رجل هو أهم الناس عنده مكيدة وعنده أربعون ألفا فنزل بهم معاوية وعمرو و أهل الشام أربعين ليلة يرسل معاوية إلى قيس ويذكره الله ويقول على طاعة من تقاتلني ويقول قد بايعني الذي تقاتل على طاعته فأبى قيس أن يقر له حتى أرسل معاوية بسجل قد ختم له في اسفله فقال أكتب في هذا السجل فما كتبت فهو لك فقال عمرو لمعاوية لاتعطه هذا وقاتله فقال معاوية وكان خير الرجلين على رسلك يا أبا عبد الله فإنا لن نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يقتل عددهم من أهل الشام فما خير الحياة بعد ذلك وأني والله لا أقاتله حتى لا اجد من ذلك بدا فلما بعث إليه معاوية بذلك السجل اشترط قيس بن سعد لنفسه ولشيعة علي الآمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ولم يسأل معاوية في ذلك مالا فأعطاه معاوية ما اشترط [ ص 463 ] عليه ودخل قيس ومن معه في الجماعة وكان يعد في العرب حتى ثارت الفتنة الأولى خمسة يقال لهم ذوو رأي العرب ومكيدتهم يعد من قريش معاوية وعمرو ويعد من الأنصار قيس بن سعد ويعد من المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ويعد من ثقيف المغيرة بن شعبة فكان مع علي منهم رجلان قيس بن سعد وعبد الله بن بديل وكان المغيرة معتزلا بالطائف وأرضها فلما حكم الحكمان فاجتمعا بأذرح وافاهما المغيرة بن شعبه وأرسل الحكمان إلى عبد الله بن عمر وإلى عبد الله بن الزبير ووافى ابو موسى الأشعري وعمرو بن العاص وهما الحكمان وأبى علي وأهل العراق أن يوافوا فقال المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي رأي أهل قريش هل ترون احدا يقدر على أن يستطيع أن يعلم أيجتمع هذان الحكمان أم لا فقالوا له لانرى أن أحدا يعلم ذلك قال فوالله أني لاظنني سأعلمه منهما حين أخلو بهما فأراجعهما فدخل على عمرو [ ص 464 ] بن العاص فبدأ به فقال يا أبا عبد الله أخبرني عما أسالك عنه كيف ترانا معشر المعتزلة فإنا فد شككنا في هذا الأمر الذي قد تبين لكم في هذا القتال ورأينا نستأني ونتثبت حتى تجتمع الأمه على رجل فندخل في صالح ما دخلت فيه الأمه فقال عمرو أراكم معشر المعتزله خلف الأبرار ومعشر الفجار فانصرف المغيرة ولم يسأله عن غير ذلك حتى دخل على أبي موسى الأشعري فخلا به فقال له نحوا مما قال لعمرو فقال أبو موسى أراكم أثبت الناس رأيا وأرى فيكم بقية المسلمين فانصرف فلم يسأله عن غير ذلك قال فلقي أصحابه الذين قال لهم ما قال من ذوي رأي قريش قال أقسم لكم لايجتمع هذان على رجل واحد وليدعون كل واحد منهما إلى رأيه

فلما اجتمع الحكمان وتكلما خاليين فقال عمرو يا أبا موسى أرأيت أول ما نقضي به في الحق علينا أن نقضي لأهل الوفاء بالوفاء ولاهل الغدر بالغدر فقال أبو موسى وما ذاك قال ألست تعلم أن معاوية وأهل الشام قد وافوا للموعد الذي وعدناهم اياه فقال [ ص 465 ] فاكتبها فكتبها أبو موسى فقال عمرو قد اخلصت أنا وأنت أن نسمي رجلا يلي أمر هذه الأمة فسم يا أبا موسى فإني اقدر على ان أبايعك منك على أن تبايعني فقال أبو موسى أسمي عبد الله بن عمر بن الخطاب وكان عبد الله بن عمر بن الخطاب فيمن اعتزل فقال عمرو فأنا أسمي لك معاوية بن أبي سفيان فلم يبرحا من مجلسهما ذلك حتى اختلفا واستبا ثم خرجا إلى الناس ثم قال أبو موسى يا أيها الناس إني قد وجدت مثل عمرو بن العاص مثل الذي قال الله تبارك وتعالى واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها حتى بلغ لعلهم يتفكرون وقال عمرو بن العاص يا أيها الناس إني قد وجدت مثل أبي موسى مثل الذي قال الله تبارك وتعالي مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملهوها كمثل الحمار يحمل أسفارا حتى بلغ الظالمين ثم كتب كل واحد منهما بالمثل الذي ضرب لصاحبه إلى الأمصار وقال الزهري عن سالم عن بن عمر قال معمر وأخبرني بن طاووس عن عكرمة بن خالد عن بن عمر قال فقام معاوية عشية فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فمن كان متكلما في هذا الأمر فليطلع لي قرنه فوالله لايطلع فيه أحد إلا كنت أحق به منه ومن أبيه قال يعرض بعبدالله بن عمر قال عبد الله بن عمر فأطلقت [ ص 466 ] حبوتي فأردت أن أقوم إليه فأقول يتكلم فيه رجال قاتلوك وأباك على الاسلام ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك فيه الدماء وأحمل فيه على غير رأي فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك قال فلما انطلقت إلى منزلي أتاني حبيب بن مسلمة فقال ما الذي منعك أن تتكلم حين سمعت الرجل أن يتكلم فقلت له لقد أردت ذلك ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك فيها الدماء وأحمل فيها على غير رأي فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك كله فقال حبيب بن مسلمة لعبد الله بن عمر فداك أبي وأمي فإنك عصمت وحفظت مما خفت عرته

حديث الحجاج بن علاط

9771 - عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم على أن يقول ماشاء فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك فإني اريد أن أشتري من غنائم محمد صلى الله عليه و سلم [ ص 467 ] وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم وفشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا قال وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فقعد وجعل لايستطيع أن يقوم قال معمر فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال فأخذ ابنا له يشبه رسول الله صلى الله عليه و سلم يقال له قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول ... حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم ... نبي رب ذي النعم برغم أنف من رغم ... قال ثابت قال أنس ثم أرسل غلاما له إلى الحجاج ماذا جئت به وماذا تقوم فما وعد الله خير مما جئت به قال فقال الحجاج بن علاط اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له فليخل في بعض بيوته لاتيه فإن الخبر على مايسره قال فجاءه غلامه فلما بلغ باب الدار قال أبشر يا أبا الفضل قال فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه قال ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله تبارك وتعالى في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية ابنة حيي فأخذها لنفسه وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجه أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة ولكني جئت لما كان لي ها هنا أردت أن أجمعه فأذهب [ ص 468 ] به فاستأذنت رسول الله صلىالله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت وأخف عني ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلى ومتاع فدفعته إليه ثم انشمر به فلما كان بعد ثلاث أتي العباس امرأة الحجاج فقال ما فعل زوجك فأخبرته أن قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت لايخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال أجل فلا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله تبارك وتعالى خيبر على رسول الله صلى الله عليه و سلم وجرت سهام الله تعالى في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت أظنك والله صادقا قال فإني والله صادق والأمر على ما أخبرتك قال ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش هم يقولون إذا مر بهم لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل قال لم يصيبني إلا خير بحمد الله قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله صلى الله عليه و سلم وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا وانما جاء ليأخذ ماله وماله من شيء ها هنا ثم يذهب قال فرد الله تبارك وتعالى الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون ممن كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فاخبرهم الخبر وسر المسلمون ورد الله تبارك [ ص 469 ] وتعالى ما كان من كآبه أو غيظ أو حزن على المشركين

خصومة علي والعباس

9772 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري قال أرسل إلي عمر بن الخطاب أنه قد حضر المدينة أهل أبيات من قومك وإنا قد أمرنالهم برضح فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين مر بذلك غيري قال اقبضه أيها المرء قال فبينا أنا كذلك جاءه مولاه فقال هذا عثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام - قال ولا أدري اذكر طلحة أم لا - يستأذنون عليك قال ائذن لهم قال ثم مكث ساعة ثم جاء فقال هذا العباس وعلي يستأذنان عليك قال ائذن لهما قال ثم مكث ساعة قال فلما دخل العباس قال يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا - وهما يومئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه و سلم من أموال بني النضير - فقال القوم اقض بينهما يا أمير المؤمنين وأرح كل واحد منهما من صاحبه فقد طالت خصومتهما فقال عمر أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماوات والارض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا نورث [ ص 470 ] ما تركنا صدقة قالوا قد قال ذلك ثم قال لهما مثل ذلك فقالا نعم قال لهم فإني سأخبركم عن هذا الفيء إن الله تبارك وتعالى خص نبيه صلى الله عليه و سلم منه بشيء لم يعطه غيره فقال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء فكانت هذه لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة ثم والله ما احتازها دونكم ولااستأثر بها عليكم لقد قسم الله بينكم وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان ينفق على أهله منه سنة قال وربما قال ويحبس قوت أهله منه سنة ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم بعده أعمل فيه بما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها ثم أقبل على علي والعباس فقال وأنتما تزعمان أنه فيها ظالم فاجر والله يعلم أنه فيها صادق بار تالع للحق ثم وليتها بعد أبي بكر سنتين من إمارتي فعملت فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وأنتما تزعمان أني فيها ظالم فاجر والله يعلم أني فيها صادق بار تابع للحق ثم جئتماني جاءني هذا يعني - العباس - يسألني ميراثه من بن أخيه وجاءني

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18