كتاب : سنن البيهقي الكبرى
المؤلف : أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي

17595 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك حدثني سعيد بن الحكم بن أبي مريم ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد حدثني أبو الزناد أن خارجة بن زيد بن ثابت حدثه عن أبيه : أن السكينة غشيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال زيد وأنا إلى جنبه فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم على فخذي فما وجدت شيئا أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سري عنه فقال اكتب { ؟ ؟ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم } الآية كلها قال زيد فكتبت ذلك في كتف فقال بن أم مكتوم وكان رجلا أعمى حين سمع فضيلة المجاهدين على القاعدين فقال يا رسول الله كيف بمن لا يستطيع الجهاد مع المؤمنين قال فما قضى بن أم مكتوم كلامه أو ما هو إلا أن قضى كلامه فغشيت رسول الله صلى الله عليه و سلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت من ثقلها المرة مثلما وجدت من ثقلها في المرة الأولى ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اقرأ فقرأت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم { غير أولي الضرر } قال زيد فألحقتها وكان ملحقها عند صدع في الكتف

17596 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن أبي عقيل عن أبي نضرة قال : سألت بن عباس رضي الله عنهما عن قول الله عز و جل { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } قال هم أولو الضرر قوم كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يغزون معه كانت تحبسهم أوجاع وأمراض وآخرون أصحاء فكان المرضى أعذر من الأصحاء

17597 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : في بعض أسفاره إن بالمدينة لرجالا ما سرنا مسيرا ولا قطعنا واديا إلا كانوا معنا فيه حبسهم المرض لفظ حديث أحمد رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

17598 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حميد عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه قالوا يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة قال حبسهم العذر أخرجه البخاري في الصحيح من حديث زهير وحماد بن زيد عن حميد عن أنس ثم قال وقال موسى عن حماد يعني بن سلمة عن حميد عن موسى بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم نحوه

17599 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني والدي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة قالوا : كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج وكان له أربعة بنون شباب يغزون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غزا فلما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوجه إلى أحد قال له بنوه إن الله عز و جل قد جعل لك رخصة فلو قعدت فنحن نكفيك فقد وضع الله عنك الجهاد فأتى عمرو بن الجموح رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن بني هؤلاء يمنعون أن أخرج معك والله إني لأرجو أن استشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد وقال لبنيه وما عليكم أن تدعوه لعل الله يرزقه الشهادة فخرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتل يوم أحد شهيدا 17 باب الرجل لا يجد ما ينفق قال الله عز و جل ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج 17600 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : والذي نفسي بيده لولا أن أشق على المؤمنين ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق

17601 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر عن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت

17602 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا السري بن يحيى ثنا أحمد بن عبد الله ثنا رياح بن عمرو ثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال بينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ طلع علينا شاب من الثنية فلما رأيناه بأبصارنا قلنا لو أن هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله قال فسمع مقالتنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وما سبيل الله إلا من قتل من سعى على والديه ففي سبيل الله ومن سعى على عياله ففي سبيل الله ومن سعى على نفسه ليعفها ففي سبيل الله ومن سعى على التكاثر فهو في سبيل الشيطان 18

باب الرجل يكون عليه دين فلا يغزو إلا بإذن أهل الدين
17603 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون أنبأ يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن قتلت في سبيل الله كفر الله عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله عنك خطاياك فلما جلس دعاه فقال كيف قلت فأعاد عليه فقال إلا الدين كذلك أخبرني جبريل عليه السلام رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن يزيد بن هارون

17604 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق إملاء أنبأ بشر بن موسى ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب عن عياش بن عباس عن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن المقرئ وقد مضى حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه 19

باب الرجل يكون له أبوان مسلمان أو أحدهما فلا يغزو إلا بإذن أهله
17605 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا العباس الشاعر وكان لا يتهم في حديثه قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأستأذنه في الجهاد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

17606 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني أريد الجهاد قال أحي أبواك قال نعم قال ارجع إليهما فإن فيهما المجاهد رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن معاوية بن عمرو

17607 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أصبغ بن الفرج حدثني عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب أن ناعم مولى أم سلمة حدثه أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال أبايعك على الهجرة أو الجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور عن بن وهب

17608 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ومحمد بن راشد التمار قالا ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما

17609 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من اليمن فقال يا رسول الله إني هاجرت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد هجرت الشرك ولكنه الجهاد هل لك أحد باليمن قال أبواي قال أذنا لك قال لا قال فارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما

17610 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الوليد الفحام ثنا حجاج ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا حجاج حدثني بن جريج أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة رضي الله عنه جاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئتك أستشيرك فقال هل لك من أم قال نعم قال فالزمها فإن الجنة عند رجليها ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى فكمثل هذا القول لفظ حديث الصغاني

17611 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن سماك عن مصعب بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال : نزلت في أربع آيات فذكر الحديث وفيه قال فقالت أم سعد أليس قد أمر الله ببر الوالدة فوالله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى تكفر أو أموت فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها أو يسقوها شجروا فاها بعصا ثم أوجروها الطعام والشراب فنزلت { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما } أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة 20

باب المسلم يتوقى في الحرب قتل أبيه ولو قتله لم يكن به بأس
17612 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمرو بن زرارة ثنا عيسى بن يونس ثنا سعيد بن عثمان عن عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن حصين بن وحوح : أن طلحة بن البراء رضي الله عنه لما لقي النبي صلى الله عليه و سلم قال يا نبي الله مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمرا قال فعجب لذلك النبي صلى الله عليه و سلم وهو غلام فقال له عند ذلك فاقتل أباك قال فخرج موليا ليفعل فدعاه قال إني لم أبعث لقطيعة رحم

17613 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب قال : جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح ينصب الآلهة لأبي عبيدة وجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر الجراح قصده أبو عبيده فقتله فأنزل الله عز و جل فيه هذه الآية حين قتل أباه لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم إلى آخرها هذا منقطع

17614 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك عن إسماعيل بن سميع الحنفي عن مالك بن عمير وكان قد أدرك الجاهلية قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إني لقيت العدو ولقيت أبي فيهم فسمعت لك منه مقالة قبيحة فلم أصبر حتى طعنته بالرمح أو حتى قتلته فسكت عنه النبي صلى الله عليه و سلم ثم جاء آخر فقال إني لقيت أبي فتركته وأحببت أن يليه غيري فسكت عنه وهذا مرسل جيد 21

باب ما جاء في كراهية أخذ الجعائل وما جاء في الرخصة فيه من السلطان
17615 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي أنبأ محمد بن حرب قال أبو داود وحدثنا عمرو بن عثمان ثنا محمد بن حرب المعنى وأنا لحديثه أتقن عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر الطائي عن بن أخي أبي أيوب الأنصاري عن أبي أيوب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : سيفتح عليكم الأمصار وستكون جنود مجنده يقطع عليكم فيها بعوث يتكره الرجل منكم البعث فيها فيتخلص من قومه ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم يقول من أكفه بعث كذا من أكفه بعث كذا ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه

17616 - أخبرنا أبو بكر الأردستاني أنبأ أبو نصر أحمد بن عمرو العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان حدثني الزبير بن عدي عن شقيق بن العيزار الأسدي قال : سألت بن عمر عن الجعائل فقال لم أكن لأرتشي إلا ما رشاني الله وسألت عبد الله بن الزبير فقال تركها أفضل فإن أخذتها فأنفقها في سبيل الله

17617 - أخبرنا أبو عبد الله أنبا أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبيد بن الأعجم قال : سأل رجل بن عباس رضي الله عنهما عن الجعل قال إذا جعلته في سلاح أو كراع فلا بأس به وإذا جعلته في الرقيق فلا وروينا عن إبراهيم النخعي أنه قال كانوا أن يعطوا أحب إليهم من أن يأخذوا يعني في الجعائل

17618 - وروى أبو داود في المراسيل عن سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عياش عن معدان بن حدير الحضرمي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل يتقوون على عدوهم مثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره 22

باب ما جاء في تجهيز الغازي وأجر الجاعل
17619 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أنبا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ببغداد ثنا محمد بن سعد ثنا روح بن عبادة ثنا حسين المعلم ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا الحسين ثنا يحيى ثنا أبو سلمة حدثني بسر بن سعيد حدثني زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا لفظ حديث عبد الوارث وحديث روح مثله إلا أنه قال عن عن رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر ورواه مسلم عن الربيع عن يزيد بن زريع عن حسين

17620 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إسحاق بن الحسن ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : أن رجلا من أسلم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني أريد الجهاد وليس معي ما أتجهز به فقال إن فلانا قد تجهز ثم مرض فاذهب إليه فقل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرئك السلام ويأمرك أن تعطيني ما أتجهز به فأتاه فقال لامرأته انظري أن تعطيه ما جهزتني به ولا تحبسي منه شيئا فيبارك الله لك فيه رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان

17621 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه أبدع بي فاحملني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس عندي فقال رجل ألا أدلك يا رسول الله على من يحمله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دل على خير فله أجر مثل فاعله قال أبو عبد الله في روايته قال أبو معاوية أبدع بي يقول قطع بي رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي معاوية

17622 - وأخبرنا أبو محمد بن المؤمل أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش فذكره إلا أنه قال فقال ما أجد ما أحملك ولكن ائت فلانا فاتاه فحمله فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال : من دل على خير فله مثل أجر فاعله

17623 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح ومحمد بن رمح قالا ثنا الليث بن سعد عن حيوة بن شريح الكندي التجيبي عن بن شفي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر الغازي وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قفلة كغزوة

17624 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا إسحاق بن إبراهيم الدمشقي أبو النضر ثنا محمد بن شعيب أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عمرو بن عبد الله أنه حدثه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : نادى رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فخرجت إلى أهلي وأقبلت وقد خرج أول صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم فطفقت في المدينة أنادي ألا من يحمل رجلا له سهمه فنادى شيخ من الأنصار قال لنا سهمه على أن نحمله عقبته وطعامه معنا قلت نعم قال فسر على بركة الله فخرجت مع خير صاحب حتى أفاء الله علينا فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله ثم قال سقهن مدبرات ثم قال سقهن مقبلات فقال ما أرى قلائصك إلا كراما قال إنما هي غنيمتك التي شرطت قال خذ قلائصك بن أخي فغير سهمك أردنا قال الشيخ رحمه الله فغير سهمك أردنا يشبه أن يكون أراد أنا لم نقصد بما فعلنا الإجارة وإنما قصدنا الاشتراك في الأجر والثواب والله أعلم 23

باب من استأجر إنسانا للخدمة في الغزو
17625 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا بشير بن طلحة عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يبعثني في سراياه فبعثني ذات يوم وكان رجل يركب فقلت له ارحل فقال ما أنا بخارج معك قلت لم قال حتى تجعل لي ثلاثة دنانير قلت الآن حين ودعت النبي صلى الله عليه و سلم ما أنا براجع إليه ارحل ولك ثلاثة دنانير فلما رجعت من غزاتي ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أعطها إياه فإنها حظه من غزاته وقد مضى في كتاب القسم عن عبد الله بن الديلمي عن يعلى بن منية في معناه 24
باب الإمام لا يجمر بالغزى قال الشافعي رحمه الله فإن جمرهم فقد أساء
ويجوز لكم خلافه والرجوع 17626 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح يعني محبوب بن موسى ثنا الفزاري عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال : خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال في خطبته أيها الناس إني لم أبعث إليكم عمالي ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن بعثتهم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن فعل به غير ذلك فليرفعه إلي فأقصه منه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم

17627 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن سعد أنبا بن شهاب عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري : أن جيشا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع أميرهم وكان عمر رضي الله عنه يعقب الجيوش في كل عام فشغل عنهم عمر رضي الله عنه فلما مر الأجل قفل أهل ذلك الثغر فاشتد عليه وأوعدهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا يا عمر إنك غفلت عنا وتركت فينا الذي أمر به النبي صلى الله عليه و سلم من أعقاب بعض الغزية بعضا

17628 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال : خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الليل فسمع امرأة تقول تطاول هذا الليل واسود جانبه وأرقني أن لا حبيب ألاعبه فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لحفصة بنت عمر رضي الله عنها كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها فقالت ستة أو أربعة أشهر فقال عمر رضي الله عنه لا أحبس الجيش أكثر من هذا 25

باب شهود من لا فرض عليه القتال
17629 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد العزيز بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز : أن نجدة كتب إلى بن عباس هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو بالنساء وهل كان يضرب لهن بسهم فقال قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو بالنساء فيداوين الجرحى ولم يكن يضرب لهن بسهم ولكن يحذين من الغنيمة أخرجه مسلم في الصحيح كما مضى قال الشافعي ومحفوظ أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم القتال العبيد والصبيان وأحذاهم من الغنيمة

17630 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن يزيد بن هرمز قال : كتب نجدة إلى بن عباس رضي الله عنهما يسأله عن العبد والمرأة يحضران المغنم هل لهما من المغنم شيء قال فكتب إليه ليس لهما شيء إلا أن يحذيا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بن عيينة وذكر أبو يوسف في هذا الحديث عن إسماعيل يسأله عن الصبي متى يخرج من اليتم ومتى يضرب له بسهمه فقال انه يخرج من اليتم إذا احتلم ويضرب له بسهم

17631 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يزيد بن عياض عن إسماعيل بن أمية القرشي : فذكر هذا الحديث وقال فيه وسأل عن اليتيم متى يخرج من اليتم ويقع حقه في الفي فكتب إليه إذا احتلم فقد خرج من اليتم ووقع حقه في الفيء يزيد بن عياض لا يحتج به وسقط من إسناده سعيد بن أبي سعيد

17632 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن الهلالي أنبأ أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال : لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن النبي صلى الله عليه و سلم وأبو طلحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم يجوب عليه بحجفة الحديث قال ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغان في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر وأخرجه مسلم عن عبد الله الدارمي عن أبي معمر

17633 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن الحسن ومحمد بن عمرو الحرشي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى رواه مسلم في الصحيح عن يحيى وروى في ذلك عن الربيع بنت معوذ وأم عطية وغيرهما

17634 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن بالويه ثنا موسى بن الحسن ثنا القعنبي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب إملاء ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء وجعفر بن محمد قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أنه سمع سهل بن سعد رضي الله عنه يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد فقال : جرح وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم تغسل الدم وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسكب الماء عليه بالمجن فلما رأت فاطمة رضي الله عنها أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى إذا صار رمادا ألصقته بالجرح فاستمسك الدم رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن عبد العزيز

17635 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا فضيل بن سليمان وبشر بن المفضل عن محمد بن زيد ثنا عمير مولى أبي اللحم رضي الله عنه قال : غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم خيبر وأنا عبد مملوك فلم يضرب لي بسهم وأعطاني سيفا فقلدته أجر بنعله في الأرض وأمر لي من خرثي المتاع

17636 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال : كنت أمنح أصحابي الماء يوم بدر وفي رواية كنت أسقي 26

باب من ليس للإمام أن يغزو به بحال
17637 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي رحمه الله غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم فغزا معه بعض من يعرف نفاقه فانخزل عنه يوم أحد بثلاثمائة قال الشيخ رحمه الله هو بين في المغازي

17638 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال فحدثني بن شهاب الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة ومحمد بن يحيى بن حبان وغيرهم من علمائنا عن يوم أحد : فذكر القصة قال فيها خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كان بالشوط بين المدينة وأحد انخزل عنه عبد الله بن أبي المنافق بثلث الناس فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل الريب والنفاق

17639 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبا أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة أنبأ إسماعيل بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة : في قصة أحد قال فرجع عنه عبد الله بن أبي بن سلول في ثلاثمائة وبقي رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبعمائة

17640 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال : فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزل أحدا ورجع عنه عبد الله بن أبي في ثلاثمائة وبقي رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبعمائة

17641 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب الواسطي بها ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد قال سمعت زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أحد رجع قوم من الطريق فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم فرقتين فرقة تقول نقتلهم وفرقة تقول لا نقتلهم فأنزل الله عز و جل { فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا } رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة قال الشافعي ثم شهدوا معه يوم الخندق فتكلموا بما حكى الله عز و جل من قولهم ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا قال الشيخ هو بين في المغازي عن موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق بن يسار وغيرهما قال موسى بن عقبة الإسناد الذي تقدم في قصة الخندق فلما اشتد البلاء على النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه نافق ناس كثير وتكلموا بكلام قبيح فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما فيه الناس من البلاء والكرب جعل يبشرهم ويقول والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء فإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنا وأن يدفع الله عز و جل مفاتح الكعبة وليهلكن الله كسرى وقيصر ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله فقال رجل ممن معه لأصحابه ألا تعجبون من محمد يعدنا أن نطوف بالبيت العتيق وأن نغنم كنوز فارس والروم ونحن هنا لا يأمن أحدنا أن يذهب إلى الغائط والله لما يعدنا إلا غرورا وقال آخرون ممن معه ائذن لنا فإن بيوتنا عورة وقال آخرون يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا وسمى بن إسحاق القائل الأول معتب بن قشير والقائل الثاني أوس بن قيظي

17642 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال فلما اشتد البلاء على النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه : فذكر هذه القصة مثل قول موسى بن عقبة إلا أنه قال في آخرها وقال رجال منهم يخذلون عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا قال الشافعي ثم غزا بني المصطلق فشهدها معه منهم عدد فتكلموا بما حكى الله من قولهم لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل المنافقون وغير ذلك مما حكى الله من نفاقهم

17643 - أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن الحكم قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه : لما قال عبد الله بن أبي لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ينفضوا وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل أخبرت بذلك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته فقال إن الله صدقك وعذرك ونزل هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ينفضوا الآية رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس

17644 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ علي بن المديني ثنا سفيان قال قال عمر وسمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول كنا في غزاة وقال سفيان مرة أخرى : كنا في جيش فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما بال دعوى جاهلية قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال دعوها فإنها منتنة فسمع ذلك عبد الله بن أبي عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قد فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام عمر فقال يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه قال وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا بعد رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وجماعة عن بن عيينة وروينا عن بن إسحاق بالإسناد الذي تقدم أن ذلك كان في غزوة بني المصطلق وكذلك عن عروة بن الزبير قال الشافعي ثم غزا غزوة تبوك فشهدها معه منهم قوم نفروا به ليلة العقبة ليقتلوه فوقاه الله شرهم قال الشيخ رحمه الله هو بين في المغازي

17645 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق : في قصة تبوك قال فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم الثنية نادى منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم أن خذوا بطن الوادي فهو أوسع عليكم فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أخذ الثنية وكان معه حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر رضي الله عنهما كره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يزاحمه في الثنية أحد فسمعه ناس من المنافقين فتخلفوا ثم اتبعه رهط من المنافقين فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم حس القوم خلفه فقال لأحد صاحبيه اضرب وجوههم فلما سمعوا ذلك ورأوا الرجل مقبلا نحوهم وهو حذيفة بن اليمان انحدروا جميعا وجعل الرجل يضرب رواحلهم وقالوا إنما نحن أصحاب أحمد وهم متلثمون لا يرى شيء إلا أعينهم فجاء صاحبه بعد ما انحدر القوم فقال هل عرفت الرهط فقال لا والله يا نبي الله ولكني قد عرفت رواحلهم فانحدر رسول الله صلى الله عليه و سلم من الثنية وقال لصاحبيه هل تدرون ما أراد القوم أرادوا أن يزحموني من الثنية فيطرحوني منها فقالا أفلا تأمرنا يا رسول الله صلى الله عليه و سلم فنضرب أعناقهم إذا اجتمع إليك الناس فقال أكره أن يتحدث الناس أن محمدا قد وضع يده في أصحابه يقتلهم وذكر القصة

17646 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال : ورجع رسول الله صلى الله عليه و سلم قافلا من تبوك إلى المدينة حتى إذا كان ببعض الطريق مكر برسول الله صلى الله عليه و سلم ناس من أصحابه فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق ثم ذكر القصة بمعنى بن إسحاق

17647 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير وأبو نعيم قالا ثنا الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل قال : كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة قال فقال له القوم أخبره إذ سألك قال كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت فيهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وعذر ثلاثة قالوا ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا علمنا ما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري قال الشافعي وتخلف آخرون منهم فيمن بحضرته ثم أنزل الله عز و جل عليه غزاة تبوك أو منصرفه منها من أخبارهم فقال ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم قرأ إلى قوله ويتولوا وهم فرحون قال الشيخ هو بين في مغازي موسى بن عقبة وبن إسحاق

17648 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ثم : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم تجهز غازيا يريد الشام فأذن في الناس بالخروج وأمرهم به في قيظ شديد في ليالي الخريف فأبطأ عنه ناس كثير وهابوا الروم فخرج أهل الحسبة وتخلف المنافقون وحدثوا أنفسهم أنه لا يرجع أبدا وثبطوا عنه من أطاعهم وتخلف عنه رجال من المسلمين لأمر كان لهم فيه عذر فذكر القصة قال وأتاه جد بن قيس وهو جالس في المسجد معه نفر فقال يا رسول الله ائذن لي في القعود فإني ذو ضيعة وعلة بها عذر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تجهز فإنك موسر لعلك تحقب بعض بنات الأصفر فقال يا رسول الله ائذن لي ولا تفتني ببنات الأصفر فأنزل الله عز و جل فيه وفي أصحابه { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } عشر آيات يتبع بعضها بعضا وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم والمؤمنون معه وكان فيمن تخلف بن عنمة أو عنمة من بني عمرو بن عوف فقيل له ما خلفك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الخوض واللعب فأنزل الله عز و جل فيه وفيمن تخلف من المنافقين { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون } ثلاث آيات متتابعات

17649 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق ثنا عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قائد كعب حين عمي من بنيه قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك قال كعب بن مالك : لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب الله أحدا [ ص 34 ] حين تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة العقبة وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت أذكر في الناس منها كان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما اجتمعت عندي قبلها راحلتان قط حتى جمعتهما تلك الغزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريده والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان قال كعب فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله وغزا رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فتجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم ولم أقض شيئا وأقول في نفسي إني قادر على ذلك إذا أردته فلم يزل يتمادى بي حتى استجد بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده يوما أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم اقض شيئا ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن ارتحل فأدركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا في النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء فلم يذكرني رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بلغ تبوك قال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه ينظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا إلا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كعب فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني همي وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لا أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاء المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ويكل سرائرهم إلى الله عز و جل فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن ابتعت ظهرك فقلت بلى يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر فإني أعطيت جدلا ولكن والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديثا كاذبا ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو عفو الله لا والله ما كان بي عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما هذا فقد صدق قم حتى يقضي الله فيك فقمت وسار رجال من بني سلمة فقالوا يا كعب والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بما اعتذر إليه المخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه و سلم لك فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ثم قلت هل لقي هذا معي أحد قالوا نعم رجلان قالا مثل ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة فمضيت حين ذكروهما ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كلامنا الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما وأما أنا فكنت [ ص 35 ] أشب القوم وأجلدهم وكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق لا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم عليه فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ثم أصلي فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي فإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو بن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت له يا أبا قتادة أنشدك الله هل تعلمني أحب الله ورسوله قال فسكت فعدت له فنشدته فسكت قال فعدت له فناشدته الثالثة فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان وكنت كاتبا فإذا فيه أما بعد فقد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسيك فقلت حين قرأتها وهذا أيضا من البلاء فيممت به التنور فسجرته بها حتى إذا مضت لنا أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت أطلقها ماذا أفعل بها فقال لا بل اعتزلها فلا تقربنها وأرسل إلي صاحبي بمثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله هذا الأمر قال كعب فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليست له خادم فهل تكره أن أخدمه قال لا ولكن لا يقربنك قالت إنه والله ما به حركة إلى شيء وإنه ما زال يبكي مذ كان من أمره ما كان إلى يومي هذا فقال لي بعض أهلي لو أستأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في امرأتك كما أذن لهلال بن أمية تخدمه فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يدريني ما يقول لي رسول الله صلى الله عليه و سلم إن استأذنته فيها وأنا رجل شاب فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كلامنا فلما صليت الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع يا كعب بن مالك أبشر فخررت ساجدا وعرفت انه قد جاء الفرج وأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروني وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل وكان الصوت أسرع إلي من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوبي فكسوتهما إياه ببشراه ووالله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة يقولون ليهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا بل من عند الله تبارك وتعالى وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بشر ببشارة يبرق وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله عز و جل وإلى الرسول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك فقلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر فقلت يا رسول الله إنما نجاني الصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت والله ما أعلم أحدا من المسلمين ابتلاه الله في صدق الحديث مذ حدثت ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن مما ابتلاني ما تعمدت مذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومي هذا كذبا وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي فأنزل الله على رسوله { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } فوالله ما أنعم الله علي من نعمة بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ ان لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه فإن الله قال للذين كذبوه حين نزل الوحي شر ما قال لأحد قال الله تبارك وتعالى { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } قال كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله تبارك وتعالى { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } وليس الذي ذكر الله تخلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا ممن حلف واعتذر فقبل منه رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير

17650 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا بن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر أخبرني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت فيهم لا تحسبن الذين يفرحون بما آتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم ورواه مسلم عن الحلواني وبن عسكر عن بن أبي مريم قال الشافعي رحمه الله فأظهر الله عز و جل لرسوله صلى الله عليه و سلم أسرارهم وخبر السماعين لهم وأتباعهم أن يفتنوا من معه بالكذب والإرجاف والتخذيل لهم فأخبر أنه كره انبعاثهم إذا كانوا على هذه النية فكان فيها ما دل على أن الله جل ثناؤه أمر أن يمنع من عرف بما عرفوا به من أن يغزوا مع المسلمين لأنه لا ضرر عليهم ثم زاد في تأكيد بيان ذلك بقوله { فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله } قرأ إلى قوله { فاقعدوا مع الخالفين }

17651 - حدثنا أبو الحسن العلوي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق ثنا أحمد بن الأزهر بن منيع ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر أخرجاه في الصحيح من حديث عبد الرزاق

17652 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معمر عن عمران بن حدير عن عبد الملك بن عبيد قال قال عمر رضي الله عنه : نستعين بقوة المنافقين وإثمه عليهم وهذا منقطع فإن صح فإنما ورد في منافقين لم يعرفوا بالتخذيل والإرجاف والله أعلم

17653 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين قال : كنا مع سلمان رضي الله عنه في غزاة ونحن مصافوا العدو فقال من هؤلاء قالوا المشركون قال من هؤلاء قالوا المؤمنون قال فقال هؤلاء المشركون وهؤلاء المؤمنون والمنافقون فيؤيد الله المؤمنين بقوة المنافقين وينصر الله المنافقين بدعوة المؤمنين

17654 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا محمد بن بشار العبدي ثنا محمد بن جعفر يعني غندر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة رضي الله عنه قال : إنكم ستعانون في غزوكم بالمنافقين 27

باب ما جاء في الاستعانة بالمشركين
17655 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبا بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن نيار عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رأوه فلما أدركه قال يا رسول الله جئت لأتبعك وأصيب معك فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم تؤمن بالله ورسوله قال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم مضى حتى إذا كانت الشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم كما قال أول مرة قال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم رجع فأدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة تؤمن بالله ورسوله قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن بن وهب وقال الشافعي رحمه الله لعله رده رجاء إسلامه وذلك واسع للإمام وقد غزا بيهود بني قينقاع بعد بدر وشهد صفوان بن أمية حنينا بعد الفتح وصفوان مشرك قال الشيخ رحمه الله اما شهود صفوان بن أمية معه حنينا وصفوان مشرك فإنه معروف بين أهل المغازي وقد مضى بإسناده وأما غزوه بيهود قينقاع فإني لم أجده إلا من حديث الحسن بن عمارة وهو ضعيف عن الحكم عن بن عباس رضي الله عنهما قال استعان رسول الله صلى الله عليه و سلم بيهود قينقاع فرضخ لهم ولم يسهم لهم

17656 - وقد أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يوسف بن عمرو المروزي ثنا الفضل بن موسى السيناني عن محمد بن عمرو عن سعيد بن المنذر عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا خلف ثنية الوداع إذا كتيبة قال من هؤلاء قالوا بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام قال وأسلموا قالوا لا قال بل هم على دينهم قال قل لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين وهذا الإسناد أصح

17657 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا مكرم بن أحمد القاضي ثنا عبد الله بن روح المدائني ثنا يزيد بن هارون أنبأ المستلم بن سعيد الثقفي عن خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض غزواته فأتيته أنا ورجل قبل ان نسلم فقلنا إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا فلا نشهده قال أسلمتما قلنا لا قال فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين فأسلمنا وشهدنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتلت رجلا وضربني الرجل ضربة فتزوجت ابنته فكانت تقول لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح فقلت لا عدمت رجلا أعجل أباك إلى النار جده خبيب بن يساف ويقال إساف له صحبة

17658 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا محمد بن أحمد بن زهير ثنا عبد الله بن هاشم عن وكيع عن الحسن بن صالح عن الشيباني : أن سعد بن مالك رضي الله عنه غزا بقوم من اليهود فرضخ لهم 28

باب من يبدأ بجهاده من المشركين
قال الشافعي رحمه الله قال الله تبارك وتعالى قاتلوا الذين يلونكم من الكفار

17659 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال ثم : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم تهيأ للحرب فقام فيما أمر الله عز و جل من جهاد عدوه وقتال من أمره به ممن يليه من مشركي العرب قال الشافعي فإن اختلف حال العدو فكان بعضهم أنكى من بعض أو أخوف من بعض فليبدأ الإمام بالعدو الأخوف أو الأنكى وإن كانت داره أبعد إن شاء الله وتكون هذه بمنزلة ضرورة قال وقد بلغ النبي صلى الله عليه و سلم عن الحارث بن أبي ضرار أنه يجمع له فأغار النبي صلى الله عليه و سلم عليه وقربه عدو أقرب منه

17660 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر : ان رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغه أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي صلى الله عليه و سلم فسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزل بالمريسيع ماء من مياه بني المصطلق فأعدوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتزاحف الناس فاقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله صلى الله عليه و سلم أبناءهم وأموالهم ونساءهم وأقام عليه من ناحية قديد إلى الساحل قال بن إسحاق غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في شعبان سنة ست

17661 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سليم بن أخضر عن بن عون قال : كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال قال فكتب إنما كان ذاك في أول الإسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم وأصاب يومئذ أحسبه قال جويرية بنت الحارث حدثني بهذا الحديث عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى قال الشافعي رحمه الله وبلغه أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع له فأرسل بن أنيس فقتله وقربه عدو أقرب منه

17662 - أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر عن بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خالد بن سفيان الهذلي وكان نحو عرنة وعرفات فقال اذهب فاقتله قال فرأيته وحضرت صلاة العصر فقلت إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أؤخر الصلاة فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومي إيماء نحوه فلما دنوت منه قال لي من أنت قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك قال إني لفي ذاك فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برك 29

باب ما يبدأ به من سد أطراف المسلمين بالرجال
17663 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ثنا ليث بن سعد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني الليث بن سعد عن أيوب بن موسى القرشي عن مكحول عن شرحبيل عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان له أجر صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا أجري له مثل الأجر وأجرى عليه الرزق وأومن الفتان رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الوليد

17664 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا محمد أنبأ بن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح عن عبد الكريم بن الحارث عن أبي عبيدة بن عقبة عن شرحبيل بن السمط عن سلمان الخير رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : نحوه رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن بن وهب

17665 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن منير عن أبي النضر هاشم

17666 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عباس بن الفضل ثنا أبو الوليد ثنا ليث بن سعد ثنا أبو عقيل زهرة بن معبد عن أبي صالح مولى عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه على المنبر يقول : إني كنت كتمتكم حديثا سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم كراهية تفرقكم عني ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤ منكم لنفسه ما بدا له سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل 30

باب ما يفعله الإمام من الحصون والخنادق وكل أمر دفع العدو قبل انتيابه
17667 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ إملاء وأبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي قراءة قالا ثنا محمد بن عمرو الحرشي أنبأ القعنبي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : جاءنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي ورواه البخاري عن قتيبة وغيره عن عبد العزيز

17668 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا جعفر بن مهران ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي الله عنه قال : كان المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم ويقولون
( نحن الذين بايعوا محمدا ... على الإسلام ما بقينا أبدا ) قال ويقول رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يجيبهم
( اللهم لا خير إلا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجره ) قال ويؤتون بملء جفنتين شعير فيصنع لهم إهالة سنخة وهي بشعة في الحلق ولها ريح منكرة فتوضع بين يدي القوم رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم عن عبد الوارث 31

باب ما يجب على الإمام من الغزو بنفسه أو بسراياه في كل عام على حسن
النظر للمسلمين حتى لا يكون الجهاد معطلا في عام إلا من عذر 17669 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمانا به وتصديقا برسوله أن يدخله الجنة أو يرجعه إذا رجع إلى منزله نائلا ما نال من أجر أو غنيمة والذي نفسي بيده لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت خلاف سرية تغزو في سبيل الله رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير

17670 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج بن محمد عن بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن عبد الله وغيره عن حجاج بن محمد 32

باب الإمام يغزي من أهل دار من المسلمين بعضهم ويخلف منهم في دارهم من
يمنع دارهم 17671 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال : خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة تبوك فقال يا رسول الله أتخلفني والنساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة

17672 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ الدراوردي حدثني خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فاستخلف سباع بن عرفطة على المدينة

17673 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم لسفره إلى مكة عام الفتح واستعمل على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين بن عبيد بن خلف الغفاري

17674 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى بني لحيان وقال ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور عن بن وهب

17675 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا روح ثنا حسين المعلم عن يحيى بن يحيى بن أبي كثير ح وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سعيد مولى المهري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث بعثا إلى بني لحيان من هذيل قال لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما أخرجه مسلم في الصحيح من أوجه عن يحيى ومن حديث عبد الوارث عن حسين المعلم 33

باب ما على الوالي من أمر الجيش قال الشافعي رحمه الله ولا ينبغي أن يولي
الإمام الغزو إلا ثقة في دينه شجاعا ببدنه حسن الأناة عاقلا للحرب بصيرا بها غير عجل ولا نزق ويتقدم إليه أن لا يحمل المسلمين على مهلكة بحال 17676 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا محمد بن عباد المكي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد قالا ثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث سبع مرات علينا مرة أبو بكر ومرة علينا أسامة بن زيد لفظ حديث قتيبة وقال محمد في الثانية تسع غزوات رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد ورواه مسلم عن محمد بن عباد المكي

17677 - وأخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الإسفرائيني بها أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي أنبأ أبو مسلم الكجي ثنا أبو عاصم عن يزيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات كان يؤمره علينا رواه البخاري في الصحيح عن أبي عاصم

17678 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن العاص في سرية فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا نارا فغضب عمر وهم أن يأتيه فنهاه أبو بكر وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله صلى الله عليه و سلم عليك إلا لعلمه بالحرب فهدأ عنه عمر رضي الله عنه

17679 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أبي المليح : أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار رضي الله عنه في مرضه فقال له معقل رضي الله عنه إني محدثك بحديث لولا أني في الموت لم أحدثك به سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم ولا ينصح إلا لم يدخل معهم الجنة رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان وغيره عن معاذ بن هشام

17680 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن نصر الإمام ثنا شيبان بن فروخ ثنا أبو الأشهب عن الحسن قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه فقال معقل اني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو علمت أن بي حياة ما حدثتك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول ما من عبد يسترعيه رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ ورواه البخاري عن أبي نعيم عن أبي الأشهب وروينا في الحديث الثابت عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا

17681 - أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبيه قال كنا مع جرير بن عبد الله في غزوة فأصابتنا مخمصة فكتب جرير إلى معاوية رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من لا يرحم الناس لا يC قال وكتب معاوية أن يقفلوا قال ومتعهم قال أبو إسحاق فأنا أدركت قطيفة مما متعهم

17682 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن مطعم قال قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا يرحم الله من لا يرحم الناس رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن بن عيينة

17683 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

17684 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال : استعمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا من بني أسد على عمل فجاء يأخذ عهده قال فأتى عمر رضي الله عنه ببعض ولده فقبله قال أتقبل هذا ما قبلت ولدا قط فقال عمر فأنت بالناس أقل رحمة هات عهدنا لا تعمل لي عملا أبدا

17685 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا مهدي بن ميمون ثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال : شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يخطب الناس فقال يا أيها الناس إنه قد أتى علي زمان وأنا أرى أن من قرأ القرآن يريد به الله وما عنده فيخيل إلي بآخرة أن قوما قرءوه يريدون به الناس ويريدون به الدنيا ألا فأريدوا الله بقراءتكم ألا فأريدوا الله بأعمالكم إلا إنما كنا نعرفكم إذ يتنزل الوحي وإذ النبي صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا وإذ نبأنا الله من أخباركم فقد انقطع الوحي وذهب النبي صلى الله عليه و سلم فإنما نعرفكم بما أقول لكم ألا من رأينا منه خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه ومن رأينا منه شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه سرائركم بينكم وبين ربكم ألا إنما أبعث عمالي ليعلموكم دينكم وليعلموكم سنتكم ولا أبعثهم ليضربوا ظهوركم ولا ليأخذوا أموالكم ألا فمن رابه شيء من ذلك فليرفعه إلي فوالذي نفس عمر بيده لأقصن منه فقام عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين إن بعثت عاملا من عمالك فأدب رجلا من أهل رعيته فضربه إنك لمقصه منه قال نعم والذي نفس عمر بيده لأقصن منه وقد رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يقص من نفسه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم

17686 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أخبرني الثقفي عن حميد عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله إذا حاصرتم المدينة كيف تصنعون قال نبعث الرجل إلى المدينة ونصنع له هنة من جلود قال أرأيت إن رمى بحجر قال إذا يقتل قال فلا تفعلوا فوالذي نفسي بيده ما يسرني أن تفتتحوا مدينة فيها أربعة آلاف مقاتل بتضييع رجل مسلم

17687 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ويحيى بن أبي طالب قالا ثنا يزيد بن هارون أنبأ محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : أصاب الناس سنة غلا فيها السمن فكان عمر رضي الله عنه يأكل الزيت فيقرقر بطنه وفي رواية يحيى قال كان عمر رضي الله عنه يأكله فلما قل قال لا آكله حتى يأكله الناس قال فكان يأكل الزيت فيقرقر بطنه قال بن مكرم في روايته فقال قرقر ما شئت فوالله لا آكل السمن حتى يأكله الناس ثم قال لي أكسر حره عني بالنار فكنت أطبخه له فيأكله

17688 - حدثنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن طاوس وعكرمة بن خالد أن حفصة وبن مطيع وعبد الله بن عمر كلموا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا : لو أكلت طعاما طيبا كان أقوى لك على الحق قال أكلكم على هذا الرأي قالوا نعم قال قد علمت أنه ليس منكم إلا ناصح ولكن تركت صاحبي على جادة فإن تركت جادتهما لم أدركهما في المنزل قال وأصاب الناس سنة فما أكل عامئذ سمنا ولا سمينا حتى أحيا الناس

17689 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الله هو بن يزيد الهذلي قال سمعت السائب بن يزيد يقول : لما كانت الرمادة أصاب الناس جوعا شديدا فلما كان ذات يوم ركب عمر بن الخطاب رضي الله عنه دابة له فرأى في روثها شعيرا فقال والله لا أركبها حتى يحسن حال الناس

17690 - وروينا عن أبي عثمان النهدي أن عتبة بن فرقد بعث إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أذربيجان بخبيص فقال عمر رضي الله عنه : أيشبع المسلمون في رحالهم من هذا فقال الرسول اللهم لا فقال عمر رضي الله عنه لا أريده وكتب إلى عتبة أما بعد فإنه ليس من كدك ولا من كد أبيك ولا من كد أمك فأشبع من قبلك من المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك

17691 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني أنبأ أبو يعلى الموصلي ثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن عاصم الأحول عن أبي عثمان : فذكره

17692 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا محمد بن سلمة الواسطي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت حرملة المصري يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت ممن أنت قلت من أهل مصر قالت كيف وجدتم بن حديج في غزاتكم هذه قلت خير أمير ما ينفق لرجل منا فرس ولا بعير إلا أبدل له مكانه بعيرا ولا غلام إلا أبدل له مكانه غلاما فقالت إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا علي بن حسان العطار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا جرير بن حازم قال سمعت حرملة المصري يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن عبد الرحمن بن مهدي

17693 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس عن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني حين حاصر أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا إنا قافلون غدا إن شاء الله فقال المسلمون كيف نذهب ولم نفتح فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فاغدوا للقتال فغدوا عليهم فأصابتهم جراحة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا قافلون غدا فأعجبهم ذلك فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن بن عيينة 34

باب من تبرع بالتعرض للقتل رجاء إحدى الحسنيين قال الشافعي رحمه الله قد
بورز بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وحمل رجل من الأنصار حاسرا على جماعة من المشركين يوم بدر بعد إعلام النبي صلى الله عليه و سلم إياه بما في ذلك من الخير فقتل قال الشيخ هو عوف بن عفراء فيما ذكره بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وذلك مع ذكر من بارز بين يديه يرد في موضعه إن شاء الله 17694 - وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو النضر ثنا سليمان يعني بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه فذكر : شيئا من قصة بدر قال فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله عرضها السماوات والأرض فقال نعم قال بخ بخ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يحملك على قولك بخ بخ قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها قال فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل من تمراتي هذه إنها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي النضر وغيره عن أبي النضر

17695 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد أرأيت إن قتلت يا رسول الله أين أنا قال في الجنة فألقى تميرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان

17696 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الله بن بكر ثنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن النضر بن أنس عم أنس بن مالك غاب عن قتال بدر فلما قدم قال : غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه و سلم المشركين لئن أشهدني الله قتالا ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال أي سعد والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد واها لريح الجنة قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع فوجدناه بين القتلى وبه بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم وقد مثلوا به حتى عرفته أخته ببنانه قال أنس كنا نقول أنزلت هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فيه وفي أصحابه كذا في كتابي والصواب أنس بن النضر أخرجه البخاري في الصحيح من أوجه عن حميد وأخرجه مسلم من حديث ثابت عن أنس رضي الله عنه

17697 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن محمد بن محمد بن الخطاب بن عمر الأنصاري ببغداد أنبأ الحسن بن علي بن شبيب المعمري إملاء ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد وثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش فلما رهقوه قال من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ثم رهقوه أيضا فقال من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا رواه مسلم في الصحيح عن هداب بن خالد

17698 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن عثمان أنبأ عبد الله هو بن المبارك أنبأ عبيد الله بن الوازع قال سمعت أيوب السختياني يحدث عن بعض بني أنس بن مالك قال عبيد الله أراه ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : مررت يوم اليمامة بثابت بن قيس بن شماس وهو يتحنط فقلت يا عم أما ترى ما يلقى المسلمون أي وأنت ههنا قال فتبسم ثم قال الآن يا بن أخي فلبس سلاحه وركب فرسه حتى أتى الصف فقال أف لهؤلاء ولما يصنعون وقال للعدو أف لهؤلاء ولما يعبدون خلوا عن سبيله أو قال سننه يعني فرسه حتى أصلي بحرها فحمل فقاتل حتى قتل

17699 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ جعفر بن سليمان عن ثابت البناني : أن عكرمة بن أبي جهل ترجل يوم كذا فقال له خالد بن الوليد لا تفعل فإن قتلك علي المسلمين شديد فقال خل عني يا خالد فإنه قد كانت لك مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سابقة وإني وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فمشى حتى قتل

17700 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن الجهم ثنا حجاج بن محمد الأعور أخبرني السري بن يحيى عن محمد بن سيرين : أن المسلمين انتهوا إلى حائط قد أغلق بابه فيه رجال من المشركين فجلس البراء بن مالك رضي الله عنه على ترس فقال ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم فرفعوه برماحهم فألقوه من وراء الحائط فأدركوه قد قتل منهم عشرة

17701 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر الإمام ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أنه كان بحضرة العدو قال فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : الجنة تحت ظلال السيوف قال فقام رجل رث الهيئة فقال يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هذا قال اللهم نعم قال فرجع إلى أصحابه فسلم عليهم ثم كسر جفن سيفه وشد على العدو ثم قاتل حتى قتل 35 باب ما جاء في قول الله عز و جل { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } 17702 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل قال قال حذيفة رضي الله عنه : في قول الله عز و جل { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } في النفقة أخرجه البخاري من حديث النضر بن شميل عن شعبة وقال غيره عن الأعمش في هذا قال هو ترك النفقة في سبيل الله

17703 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن الفضل الصائغ ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شيبان عن منصور بن المعتمر عن أبي صالح مولى أم هانئ عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله { وأنفقوا في سبيل الله } الآية قال يقول لا يقولن أحدكم لا أجد شيئا إن لم يجد إلا مشقصا فليجهز به في سبيل الله { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }

17704 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن حيوة بن شريح أنبأ يزيد بن أبي حبيب حدثني أسلم أبو عمران قال : كنا بالقسطنطيني وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى أهل الشام رجل يريد فضالة بن عبيد فخرج من المدينة صف عظيم من الروم فصففنا لهم فحمل رجل من المسلمين على الروم حتى دخل فيهم ثم خرج علينا فصاح الناس إليه فقالوا سبحان الله ألقى بيده إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية على هذا التأويل إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه فقلنا فيما بيننا بعضنا لبعض سرا من رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أموالنا قد ضاعت فلو أقمنا فيها فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله عز و جل يرد علينا ما هممنا به فقال وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فكانت التهلكة في الإقامة التي أردنا أن نقيم في أموالنا نصلحها فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيوب رضي الله عنه غازيا في سبيل الله حتى قبضه الله عز و جل

17705 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد قالا ثنا أبو العباس ثنا إبراهيم ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء رضي الله عنه : أحمل على الكتيبة بالسيف في ألف من التهلكة ذاك قال لا إنما التهلكة أن يذنب الرجل الذنب ثم يلقي بيديه ثم يقول لا يغفر لي

17706 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا أحمد بن الفضل العسقلاني ثنا آدم ثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة قال يقول إذا أذنب أحدكم فلا يلقين بيده إلى التهلكة ولا يقولن لا توبة لي ولكن ليستغفر الله وليتب إليه فإن الله غفور رحيم

17707 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس هو بن أبي حازم عن مدرك بن عوف الأحمسي : أنه كان جالسا عند عمر رضي الله عنه فذكروا رجلا شرى نفسه يوم نهاوند فقال ذاك والله يا أمير المؤمنين خالي زعم الناس أنه ألقى بيديه إلى التهلكة فقال عمر رضي الله عنه كذب أولئك بل هو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا كذا في رواية يعلى

17708 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن حصين بن عوف قال : لما أخبر عمر بقتل النعمان بن مقرن وقيل أصيب فلان وفلان وآخرون لا نعرفهم قال ولكن الله يعرفهم قال ورجل شرى نفسه فقال رجل من أحمس يقال له مالك بن عوف ذاك خالي يا أمير المؤمنين زعم ناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر كذب أولئك بل هو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا قال قيس والمقتول عوف بن أبي حميد وهو أبو شبل قال يعقوب مالك أشبه

17709 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قالا ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة أنبأ عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عجب ربنا عز و جل من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله عز و جل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه 36

باب الاختيار في التحرز
17710 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو أحمد بن الحسن ثنا محمد بن المسيب بن إسحاق حدثني إسحاق بن شاهين ثنا خالد بن عبد الله عن خالد يعني الحذاء عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال وهو في قبة له يوم بدر أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد هذا اليوم أبدا فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده فقال حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول { سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن شاهين

17711 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وقراءة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن الزبير رضي الله عنه قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ذهب لينهض إلى الصخرة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ظاهر بين درعين فلم يستطع أن ينهض إليها فجلس طلحة بن عبيد الله تحته فنهض رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى استوى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أوجب طلحة

17712 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ظاهر يوم أحد بين درعين

17713 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا محمد بن غالب حدثني إبراهيم بن بشار الرمادي أبو إسحاق ثنا سفيان وهو بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب قال إبراهيم وجدت في كتابي عن رجل من بني تيم عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم ظاهر بين درعين يوم أحد

17714 - ورواه بشر بن السري عن سفيان بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عمن حدثه عن طلحة بن عبيد الله أخبرناه أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن الهيثم ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا بشر بن السري : فذكره 37

باب النفير وما يستدل به على أن الجهاد فرض على الكفاية قال الله جل
ثناؤه { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى } 17715 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا حجاج عن بن جريج حدثني عبد الكريم أنه سمع مقسم مولى عبد الله بن الحارث يحدث عن بن عباس رضي الله عنهما قال : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } عن بدر والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش الأسدي وعبد الله بن شريح أو شريح بن مالك بن ربيعة بن ضباب وهو بن أم مكتوم إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزل { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } { فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة } فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه } القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر أخرج البخاري في الصحيح أول الحديث دون سياقته من وجهين آخرين عن بن جريج قال الشافعي رحمه الله وبين إذ وعد الله القاعدين غير أولي الضرر الحسنى أنهم لا يأثمون بالتخلف وأبان الله جل ثناؤه في قوله في النفير حين أمر بالنفير { انفروا خفافا وثقالا } وقال { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما } وقال { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة } فأعلمهم أن فرضه الجهاد على الكفاية من المجاهدين وأبان أن لو تخلفوا معا أثموا معا بالتخلف بقوله تعالى { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما }

17716 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد المروزي حدثني علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما : إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله إلى قوله يعملون نسخها بالآية التي تليها وما كان المؤمنون لينفروا كافة

17717 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال الله تبارك وتعالى خذوا حذركم فانفروا ثبات عصبا أو انفروا جميعا وقال انفروا خفافا وثقالا وقال إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ثم نسخ هذه الآيات فقال وما كان المؤمنون لينفروا كافة قال فتغزو طائفة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وتقيم طائفة قال فالماكثون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم هم الذين يتفقهون في الدين وينذرون قومهم إذا رجعوا إليهم من الغزو لعلهم يحذرون ما نزل الله من كتابه وفرائضه وحدوده

17718 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني رجل وعمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وأبي الطاهر عن بن وهب وأخرجه البخاري كما مضى

17719 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى بني لحيان وقال ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور

17720 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا الحسن بن حليم بمرو أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله ح قال وحدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ الحسن بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ وهيب بن الورد أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم عن عبد الله بن المبارك

17721 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عمرو بن عثمان وقرأته على يزيد بن عبد ربه الجرجسي قالا ثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من لم يغز أو لم يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قال يزيد في حديثه قبل يوم القيامة

17722 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا زيد بن الحباب ثنا عبد المؤمن بن خالد الحنفي ثنا نجدة بن نفيع عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استنفر حيا من العرب فتثاقلوا فنزلت { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما } قال كان عذابهم حبس المطر عنهم

17723 - أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر : الجهاد فلم يفضل عليه شيئا إلا المكتوبة هذا يدل على أنه فرض على الكفاية حيث فضل عليه المكتوبة بعينها والله أعلم

17724 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح الفراء ثنا أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن عون قال : كتبت إلى نافع أسأله ما أقعد بن عمر عن الغزو قال فكتب إلي أن بن عمر كان يغزي ولده ويحمل على الظهر وما أقعده عن الغزو إلا وصايا عمر وصبيان صغار وان بن عمر كان يغزي ولده ويحمل على الظهر ويرى الجهاد في سبيل الله أفضل الأعمال بعد الصلاة

17725 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ثنا معبد بن خالد الخزاعي حدثني عبد الله بن الفضل ثنا عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أبو داود رفعه الحسن بن علي قال : يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزي عن الجلوس أن يرد أحدهم

جماع أبواب السير
( 38 باب السيرة في المشركين عبدة الأوثان قال الله جل ثناؤه { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } الآيتين 17726 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا علي بن محمد بن عيسى أنبأ أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله رواه البخاري عن أبي اليمان وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري

17727 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن مغيرة عن الشعبي عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه قال : كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم ببراءة إلى المشركين وكنت أنادي حتى صحل صوتي قلت يا أبي بأي شيء كنت تنادي قال أمرنا أن ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد فأجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة أشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله ولا يطوفن بالكعبة بعد العام مشرك أو بعد اليوم مشرك 39 باب السيرة في أهل الكتاب قال الله جل ثناؤه { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } 17728 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران بن خالد الأصبهاني ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله قال وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن هم فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن هم أبوا أن يتحولوا من دارهم إلى دار المهاجرين فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على العرب ولا يكون لهم من الفيء ولا من الغنيمة شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فسلهم إعطاء الجزية فإن فعلوا فكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم وذكر باقي الحديث وتمام الحديث يرد إن شاء الله رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم 40

باب السلب للقاتل وقد مضت الأخبار فيه في كتاب قسم الفيء والغنيمة ونحن
نذكر ههنا طرفا منها إن شاء الله 17729 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ح وأنبأ أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني حسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين من أقام بينة على قتيل فله سلبه فقمت لألتمس بينة على قتيلي فلم أر أحدا يشهد لي فجلست ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي قال فأرضه منه قال أبو بكر رضي الله عنه كلا لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله قال فعلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأداه إلي فاشتريت منه خرافا فكان أول مال تأثلته وقال أبو عمرو في روايته فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فأداه إلي رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد على اللفظ الأول ثم قال البخاري قال عبد الله عن الليث فقام النبي صلى الله عليه و سلم فأداه إلي 41
باب الغنيمة لمن شهد الوقعة
17730 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال معلوم عند غير واحد ممن لقيت من أهل العلم بالردة أن أبا بكر رضي الله عنه قال : إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة

17731 - وبهذا الإسناد قال : قال الشافعي حكاية عن أبي يوسف عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث عكرمة بن أبي جهل في خمسمائة من المسلمين مددا لزياد بن لبيد وللمهاجر بن أبي أمية فوافقهم الجند قد افتتحوا النجير باليمن فأشركهم زياد بن لبيد وهو ممن شهد بدرا في الغنيمة قال الشافعي رحمه الله فإن زيادا كتب فيه إلى أبي بكر رضي الله عنه وكتب أبو بكر رضي الله عنه إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة ولم ير لعكرمة شيئا لأنه لم يشهد الوقعة فكلم زياد أصحابه فطابوا أنفسا بأن أشركوا عكرمة وأصحابه متطوعين عليهم وهذا قولنا

17732 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا قيس بن مسلم قال سمعت طارق بن شهاب يقول : إن أهل البصرة غزوا أهل نهاوند فأمدوهم بأهل الكوفة وعليهم عمار بن ياسر فقدموا عليهم بعد ما ظهروا على العدو فطلب أهل الكوفة الغنيمة وأراد أهل البصرة أن لا يقسموا لأهل الكوفة من الغنيمة فقال رجل من بني تميم لعمار بن ياسر أيها الأجدع تريد أن تشاركنا في غنائمنا قال وكانت أذن عمار جدعت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكتبوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليهم عمر إن الغنيمة لمن شهد الوقعة

17733 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب الأحمسي قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الغنيمة لمن شهد الوقعة هذا هو الصحيح عن عمر رضي الله عنه

17734 - وأما الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال : قال الشافعي حكاية عن أبي يوسف عن المجالد عن عامر وزياد بن علاقة أن عمر رضي الله عنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص قد أمددتك بقوم فمن أتاك منهم قبل أن تتفقأ القتلى فأشركه في الغنيمة قال الشافعي رحمه الله فهذا غير ثابت عن عمر ولو ثبت عنه كنا أسرع إلى قبوله منه ثم ذكر مخالفة أبي يوسف حديث عمر هذا قال الشيخ وهو منقطع ورواية مجالد وهو ضعيف وحديث طارق بن شهاب إسناده صحيح لا شك فيه والله أعلم قال الشافعي رحمه الله وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء يثبت في معنى ما روي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لا يحضرني حفظه قال الشيخ إنما أراد والله أعلم حديث أبي هريرة في قصة أبان بن سعيد بن العاص حين وقع مع أصحابه على النبي صلى الله عليه و سلم بخيبر بعد أن فتحها ولم يقسم لهم وقد مضى ذلك بأسانيده مع سائر ما روي في هذا الباب في كتاب القسم

17735 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن سعيد أنبأ أحمد بن الحسن قراءة ثنا أبي ثنا حصين بن مخارق عن سفيان عن بختري العبدي عن عبد الرحمن بن مسعود عن علي رضي الله عنه قال : الغنيمة لمن شهد الوقعة 42

باب الجيش في دار الحرب يخرج منهم السرية إلى بعض النواحي فتغنم ويغنم
الجيش 17736 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال : لما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه وذكر باقي الحديث أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن أبي كريب قال الشافعي رحمه الله أبو عامر كان في جيش النبي صلى الله عليه و سلم ومعه بحنين فبعثه النبي صلى الله عليه و سلم في اتباعهم وهذا جيش واحد كل فرقة منه ردء للأخرى وإذا كان الجيش هكذا فلو أصاب الجيش شيئا دون السرية أو السرية شيئا دون الجيش كانوا فيه شركاء

17737 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح فقال فيه والمسلمون يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم يرد عليهم أقصاهم ترد سراياهم على قعدتهم ورواه يحيى بن سعيد عن عمرو فقال يرد مشدهم على مضعفهم ومتسرعهم على قاعدهم 43

باب سهم الفارس والراجل
17738 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم أسهم للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم سهما له وسهمين لفرسه أخرجاه في الصحيح من حديث عبيد الله كما مضى في كتاب القسم وقد مضت سائر الأخبار في هذا الباب فيه 44
باب تفضيل الخيل
17739 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك عن شريك عن الأسود بن قيس العبدي عن كلثوم بن الأقمر قال : أول من عرب العراب رجل منا يقال له منذر الوادعي كان عاملا لعمر رضي الله عنه على بعض الشام فطلب العدو فلحقت الخيل وتقطعت البراذين فأسهم للخيل وترك البراذين وكتب إلى عمر رضي الله عنه فكتب عمر رضي الله عنه نعما رأيت فصارت سنة رواه الشافعي عن سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس ثم قال والذي نذهب إليه من هذا تسوية بين الخيل والعراب والبراذين والمقاريف ولو كنا نثبت مثل هذا ما خالفناه

17740 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا هنبل بن محمد بن يحيى الحمصي ثنا أحمد بن أبي أحمد الجرجاني ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة : أن النبي صلى الله عليه و سلم عرب العربي وهجن الهجين كذا رواه أحمد بن أبي أحمد الجرجاني ساكن حمص عن حماد بن خالد موصولا ورواه الشافعي وأحمد بن حنبل وجماعة عن حماد منقطعا وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب عن معاوية بن صالح عن أبي بشر وهو العلاء عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه و سلم هجن الهجين يوم حنين وعرب العربي للعربي سهمان وللهجين سهم وهذا منقطع ولا تقوم به الحجة وقد روي فيه حديث آخر مسند بإسناد ضعيف

17741 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو بلال الأشعري ثنا المفضل بن صدقة عن وائل بن داود عن البهي عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يعط الكودن شيئا وأعطى دون سهمه العراب والكودن البرذون البطيء أبو بلال الأشعري لا يحتج به

17742 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر وحصين عن الشعبي عن عروة بن أبي الجعد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة الأجر والمغنم قال البخاري وقال سليمان بن حرب فذكره وفيه دلالة على أنه علق المغنم بجنس الخيل والبراذين من جملة الخيل وروينا عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن البراذين هل فيها صدقة فقال وهل في الخيل صدقة 45

باب سهمان الخيل
17743 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن الزبير بن العوام رضي الله عنه : كان يضرب في المغنم بأربعة أسهم سهم له وسهمين لفرسه وسهم في ذي القربى سهم أمه صفية يوم خيبر قال وكان بن عيينة يهاب أن يذكر يحيى بن عباد والحفاظ يروونه عن يحيى بن عباد قال الشيخ قد رواه محمد بن بشر عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بنحوه وهو مع ما ذكر يحيى بن عباد فيه مرسل وقد وصله سعيد بن عبد الرحمن ومحاضر بن مورع عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد عن عبد الله بن الزبير قال الشافعي بالإسناد الذي مضى روى مكحول أن الزبير حضر خيبر فأسهم له رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسة أسهم سهم له وأربعة أسهم لفرسيه فذهب الأوزاعي إلى قبول هذا عن مكحول منقطعا وهشام بن عروة أحرص لو زيد الزبير رضي الله عنه لفرسين أن يقول به وأشبه إذ خالفه مكحول أن يكون أثبت في حديث أبيه منه لحرصه على زيادته وإن كان حديثه مقطوعا لا تقوم به حجة فهو كحديث مكحول ولكنا ذهبنا إلى أهل المغازي فقلنا إنهم لم يرووا أن النبي صلى الله عليه و سلم أسهم لفرسين ولم يختلفوا أن النبي صلى الله عليه و سلم حضر خيبر بثلاثة أفراس لنفسه السكب والظرب والمرتجز ولم يأخذ منها إلا لفرس واحد قال الشيخ رحمه الله قد روينا حديثا عن هشام بن عروة في كتاب القسم من حديث محاضر موصولا

17744 - وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ أبو بكر النيسابوري ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا بن وهب أخبرني سعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن جده أنه كان يقول : ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم عام خيبر للزبير بن العوام بأربعة أسهم سهما له وسهما لذي القربى لصفية بنت عبد المطلب أم الزبير وسهمين للفرس 46

باب العبيد والنساء والصبيان يحضرون الوقعة
17745 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل قالا ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ جرير بن حازم ح قال وأنبأ أبو الفضل بن إبراهيم واللفظ له ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي قال سمعت قيسا وهو بن سعد يحدث عن يزيد بن هرمز : أن نجدة بن عامر كتب إلى بن عباس رضي الله عنهما أن اكتب إلي من ذوو القربى الذين ذكرهم الله عز و جل وفرض لهم مما أفاء الله على رسوله ومتى ينقضي يتم اليتيم وهل يقتل صبيان المشركين وهل للنساء والعبيد إذا حضروا البأس من سهم معلوم فقال بن عباس لولا أني أخاف أن يقع في شيء ما كتبت إليه فكتب إليه وأنا شاهد أما ذوو القربى فإنا كنا نرى أنهم قرابة رسول الله صلى الله عليه و سلم فأبى ذلك علينا قومنا وأما صبيان المشركين فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يقتل منهم أحدا فلا تقتل إلا أن تعلم ما علم الخضر من الغلام الذي قتله وأما ما سألت عن انقضاء يتم اليتيم فإذا بلغ الحلم وأونس منه رشده فقد انقضى يتمه فادفع إليه ماله وأما النساء والعبيد فلم يكن لهم سهم معلوم إذا حضروا البأس ولكن يحذون من غنائم القوم رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم

17746 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الطيب محمد بن علي بن الحسن الزاهد ثنا سهل بن عمار العتكي ثنا يزيد بن هارون أنبأ محمد بن إسحاق عن محمد بن علي أبي جعفر والزهري عن يزيد بن هرمز قال : فيما كتب إليه نجدة في كتابه ذلك يسأله عن اليتيم متى يخرج من اليتم ويقع حقه في الفيء فكتب إليه أنه إذا احتلم فقد خرج من اليتم ووقع حقه في الفيء

17747 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا بشر بن المفضل عن محمد بن زيد حدثني عمير مولى أبي اللحم قال : شهدت خيبر مع سادتي فكلموا في رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بي فقلدت سيفا فإذا أنا أجره فأخبر أني مملوك فأمر لي بشيء من خرثي المتاع

17748 - وأما الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن عبد الله الدمشقي عن مكحول وخالد بن معدان قالا : أسهم رسول الله صلى الله عليه و سلم للفارس لفرسه سهمين ولصاحبه سهما فصار له ثلاثة أسهم وللراجل سهما وأسهم للنساء والصبيان فهذا منقطع وحديث بن عباس موصول صحيح فهو أولى وبالله التوفيق 47

باب الرضخ لمن يستعان به من أهل الذمة على قتال المشركين
17749 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي قال أبو يوسف أنبأ الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : استعان رسول الله صلى الله عليه و سلم بيهود بني قينقاع فرضخ لهم ولم يسهم لهم تفرد بهذا الحسن بن عمارة وهو متروك ولم يبلغنا في هذا حديث صحيح وقد روينا قبل هذا في كراهية الاستعانة بالمشركين والله أعلم

17750 - فأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص عن بن جريج عن الزهري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غزا بناس من اليهود فأسهم لهم فهذا منقطع وكذلك رواه يزيد بن يزيد بن جابر عن الزهري قال الشافعي والحديث المنقطع عندنا لا يكون حجة قال الشيخ رحمه الله وروى الواقدي عن بن أبي سبرة عن فطير الحارثي قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم بعشرة من اليهود من يهود المدينة إلى خيبر فأسهم لهم كسهمان المسلمين وهذا منقطع وإسناده ضعيف 48

باب قسمة الغنيمة في دار الحرب
17751 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سليم بن أخضر عن بن عون قال : كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال قال فكتب إنما كان ذلك في أول الإسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم وأصاب يومئذ قال يحيى أحسبه قال جويرية بنت الحارث وحدثني بهذا الحديث عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري من وجه آخر عن بن عون

17752 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو عبد الله الصوفي ثنا يحيى بن أيوب ح قال وأخبرني الحسن بن سفيان وهذا حديثه ثنا قتيبة قالا ثنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز أنه قال : دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد رضي الله عنه فسأله أبو صرمة فقال يا أبا سعيد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر العزل قال نعم غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوة المصطلق فسبينا كرائم العرب وطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء فأردنا أن نستمتع ونعزل فقلنا نفعل ورسول الله صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا فلا نسأله فسألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا عليكم أن لا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة ورواه مسلم عن يحيى بن أيوب وقتيبة وفي هذا دلالة على أنه قسم بينهم غنائمهم قبل الرجوع إلى المدينة كما قال الأوزاعي والشافعي قال أبو يوسف افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم بلاد بني المصطلق وظهر عليهم فصارت بلادهم دار الإسلام وبعث الوليد بن عقبة يأخذ صدقاتهم قال الشافعي مجيبا له عن ذلك أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم وهم غارون في نعمهم فقتلهم وسباهم وقسم أموالهم وسبيهم في دارهم سنة خمس وإنما أسلموا بعدها بزمان وإنما بعث إليهم الوليد بن عقبة مصدقا سنة عشر وقد رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم عنهم ودارهم دار حرب قال الشيخ أما قوله إن ذلك كان سنة خمس فكذلك قاله عروة وبن شهاب

17753 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عثمان بن صالح عن بن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة ح قال وثنا يعقوب وثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب : في ذكر مغازي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثم قاتل بني المصطلق وبني لحيان في شعبان سنة خمس وهذا أصح مما روي عن بن إسحاق أن ذلك كان سنة ست

17754 - وأما بعثه الوليد مصدقا ففيما أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن سعد العوفي حدثني أبي سعد بن محمد بن الحسن بن عطية حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات وأنه لما أتاهم الخبر فرحوا وخرجوا ليتلقوا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه رجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذلك غضبا شديدا فبينما هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا يا رسول الله إنا حدثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق وإنا خشينا أن يكون إنما رده كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا وإنا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم استعتبهم وهم بهم فأنزل الله عز و جل عذرهم في الكتاب فقال { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين

17755 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال : أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالهدية فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له إن بني المصطلق قد أجمعوا لك ليقاتلوك فأنزل الله تبارك وتعالى { إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } قال الشيخ والذي يستدل به على أن ذلك كان بعد غزوة بني المصطلق بمدة كثيرة ويشبه أن يكون سنة عشر كما حفظه الشافعي رحمه الله أن الوليد بن عقبة كان زمن الفتح صبيا وذلك سنة ثمان ولا يبعثه مصدقا إلا بعد أن يصير رجلا

17756 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن أبي موسى الهمداني عن الوليد بن عقبة قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح رؤوسهم ويدعو لهم فجيء بي إليه وقد خلقت بالخلوق فلما رآني لم يمسسني ولم يمنعه من ذلك إلا الخلوق الذي خلقتني أمي

17757 - وحدثنا بذلك أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا فياض بن محمد الرقي عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابي عن عبد الله الهمداني عن الوليد بن عقبة قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة فذكره بمعناه قال أحمد بن حنبل وقد روي أنه سلح يومئذ فتقذره رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يسمه ولم يدع له ومنع بركة رسول الله صلى الله عليه و سلم لسابق علم الله فيه

17758 - أخبرنا علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد الكعبي أنبأ محمد بن أيوب أنبأ مسدد وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قالا ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب وثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الصبح بغلس ثم ركب فقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فخرجوا يسعون في السكك وهم يقولون محمد والخميس قال مسدد قال حماد والخميس الجيش فظهر عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتل المقاتلة وسبى الذراري فصارت صفية لدحية الكلبي ثم صارت صفية لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم تزوجها وجعل صداقها عتقها قال عبد العزيز لثابت يا أبا محمد أنت سألت أنس ما أمهرها فقال أمهرها نفسها فتبسم رواه البخاري في الصحيح عن مسدد

17759 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار قالا ثنا السري بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا سليمان بن المغيرة ح قال وأنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أحمد بن سلمة ثنا عبد الله بن هاشم ثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت ثنا أنس رضي الله عنه قال : صارت صفية لدحية في مقسمه وجعلوا يمدحونها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقولون ما رأينا في السبي مثلها قال فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما أراد ثم دفعها إلى أمي فقال أصلحيها قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من خيبر حتى جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة فلما أصبح قال من كان عنده فضل زاد فليأتنا به قال فجعل الرجل يجيء بفضل التمر وفضل السويق وفضل السمن حتى جعلوا من ذلك سوادا حيسا فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء قال فقال أنس وكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه و سلم عليها قال فانطلقنا حتى إذا رأينا جدر المدينة مشينا إليها فرفعنا مطيتنا ورفع رسول الله صلى الله عليه و سلم مطيته قال وصفية خلفه قد أردفها فعثرت مطية رسول الله صلى الله عليه و سلم فصرع وصرعت قال فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها حتى قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترها قال فأتيناه فقال لم نضر قال فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها لفظ حديث بهز بن أسد رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن هاشم وفي هذا دلالة على وقوع قسمة غنيمة خيبر بخيبر قال أبو يوسف إنها حين افتتحها صارت دار إسلام وعاملهم على النخل قال الشافعي أما خيبر فما علمته كان فيها مسلم واحد ما صالح إلا اليهود وهم على دينهم وما حول خيبر كله دار حرب

17760 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن عمر رضي الله عنه قال : أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا فمن كان له مال فليلحق به وإني مخرج يهود فأخرجهم

17761 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ إبراهيم بن هاشم البغوي وأبو يعلى الموصلي والحسن النسوي قالوا ثنا هدبة ثنا همام ثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي في حجته عمرة في الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة وعمرة من العام المقبل وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته هذا حديث إبراهيم وقال الحسن عمرة من الحديبية وقال أبو يعلى عمرته من الحديبية رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن هدبة وفي هذا دلالة على أنه صلى الله عليه و سلم قسم غنائم حنين بها قال الشافعي رحمه الله فأما ما احتج به أبو يوسف من أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقسم غنائم بدر حتى ورد المدينة وما ثبت من الحديث بأن قال والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم أسهم لعثمان وطلحة ولم يشهدا بدرا فإن كان كما قال فهو يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنه يزعم أنه ليس للإمام أن يعطي أحدا لم يشهد الوقعة ولم يكن مددا وليس كما قال قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم غنائم بدر بسير شعب من شعاب الصفراء قريب من بدر

17762 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال : ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما خرج من مضيق يقال له الصفراء خرج منه إلى كثيب يقال له سير على مسيرة ليلة من بدر أو أكثر فقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم النفل بين المسلمين على ذلك الكثيب

17763 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ثنا بن وهب حدثني حيي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج يوم بدر بثلاثمائة وخمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خرج فقال اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم أنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأشبعهم ففتح الله لهم يوم بدر فانقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا قال الشافعي رحمه الله وكانت غنائم بدر كما روى عبادة بن الصامت غنمها المسلمون قبل أن تنزل الآية في سورة الأنفال فلما تشاحوا عليها انتزعها الله من أيديهم بقوله { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول الآية }

17764 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر فلقي بها العدو فلما هزمهم الله اتبعهم طائفة من المسلمين يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه و سلم واستولت طائفة على النهب والعسكر فلما رجع الذين طلبوا العدو قالوا لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا نفاهم الله وهزمهم وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنتم بأحق به منا بل هو لنا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه و سلم أن يناله من العدو غرة وقال الذين استولوا على العسكر والنهب ما أنتم بأحق به منا بل هو لنا نحن استولينا عليه وأحرزناه فأنزل الله عز و جل على رسوله عليه السلام يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول الآية فقسمه رسول الله صلى الله عليه و سلم بينهم عن فواق

17765 - أخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي قال : سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن الأنفال فذكر الحديث بمعناه قال في آخره فلما اختلفنا وساءت أخلاقنا انتزعه الله من بين أيدينا فجعله إلى رسوله فقسمه على الناس عن سواء فكان في ذلك تقوى الله وطاعته وطاعة رسوله وصلاح ذات البين يقول الله عز و جل { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } وعن بن إسحاق قال سمعت الزهري يقول أنزلت سورة الأنفال بأسرها في أهل بدر قال الشافعي فكانت لرسول الله صلى الله عليه و سلم كلها خالصا وقسمها بينهم وأدخل معهم ثمانية نفر لم يشهدوا الوقعة من المهاجرين والأنصار وقال في موضع آخر سبعة أو ثمانية

17766 - أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عمرو بن خالد وحسان بن عبد الله قالا ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير : في تسمية من شهد بدرا ولم يشهدها ثم ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه فمن لم يشهدها وضرب له بسهمه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس تخلف بالمدينة على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت وجعة فضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه قال وأجري يا رسول الله قال وأجرك وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة قال كان بالشام فقدم فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فضرب له بسهمه فقال وأجري يا رسول الله فقال وأجرك وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قدم من الشام بعد ما رجع النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة فضرب له النبي صلى الله عليه و سلم بسهمه فقال وأجري يا رسول الله قال وأجرك فهؤلاء الثلاثة من المهاجرين وأما من الأنصار فأبو لبابة خرج زعموا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر فأمره على المدينة وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر والحارث بن حاطب رجعه النبي صلى الله عليه و سلم زعموا إلى المدينة وضرب له بسهمه وخرج عاصم بن عدي فرده النبي صلى الله عليه و سلم وضرب له بسهم مع أهل بدر وخوات بن جبير بن النعمان ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه في أصحاب بدر والحارث بن الصمة كسر بالروحاء فضرب له النبي صلى الله عليه و سلم بسهم وذكرهم أيضا محمد بن إسحاق بن يسار وذكرهم أيضا موسى بن عقبة إلا أنه لم يذكر الحارث بن حاطب في الرد إلى المدينة والله أعلم قال الشافعي رحمه الله وإنما أعطاهم من ماله وإنما نزلت واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول بعد غنيمة بدر

17767 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما سورة الأنفال قال نزلت في أهل بدر رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن سليمان عن هشام قال الشافعي وأما ما احتج به من وقعة عبد الله بن جحش وبن الحضرمي فذلك قبل بدر وقبل نزول الآية وكانت وقعتهم في آخر يوم من الشهر الحرام فتوقفوا فيما صنعوا حتى نزلت يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وليس مما خالف فيه الأوزاعي بسبيل قال الشيخ قد ذكرنا قصة بن جحش من رواية جندب بن عبد الله

17768 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن جحش إلى نخلة فقال له كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام وكتب له كتابا قبل أن يعلمه أين يسير فقال اخرج أنت وأصحابك حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك وانظر فيه فما أمرتك فيه فامض له ولا تستكرهن أحدا من أصحابك على الذهاب معك فلما سار يومين فتح الكتاب فإذا فيه أن امض حتى تنزل نخلة فتأتينا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب سمع وطاعة من كان منكم له رغبة في الشهادة فلينطلق معي فإني ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن كره ذلك منكم فليرجع فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد نهاني أن أستكره منكم أحدا فمضى معه القوم حتى إذا كان ببحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه فتخلفا عليه يطلبانه ومضى القوم حتى نزلوا نخلة فمر بهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وعثمان والمغيرة ابنا عبد الله معهم تجارة قدموا بها من الطائف آدم وزبيب فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله وكان قد حلق رأسه فلما رأوه حليقا قالوا عمار ليس عليكم منهم بأس وائتمر القوم بهم يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر يوم من رجب فقالوا لئن قتلتموهم إنكم لتقتلونهم في الشهر الحرام ولئن تركتموهم ليدخلن في هذه الليلة الحرم فليمتنعن منكم فأجمع القوم على قتلهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وهرب المغيرة وأعجزهم واستاقوا العير فقدموا بها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم والله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام فاوقف رسول الله صلى الله عليه و سلم الأسيرين والعير فلم يأخذ منها شيئا فلما قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال أسقط في أيديهم وظنوا أن قد هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين وقالت قريش حين بلغهم أمر هؤلاء قد سفك محمد الدم في الشهر الحرام وأخذ فيه المال وأسر فيه الرجال واستحل الشهر الحرام فأنزل الله في ذلك يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل يقول الكفر بالله أكبر من القتل فلما نزل ذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم العير وفدى الأسيرين فقال المسلمون أتطمع لنا أن تكون غزوة فأنزل الله فيهم إن الذين آمنوا والذين هاجروا إلى قوله { أولئك يرجون رحمة الله } إلى آخر الآية وكانوا ثمانية وأميرهم التاسع عبد الله بن جحش

17769 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة : فذكر قصة عبد الله بن جحش بمعنى هذا قال وذلك في رجب قبل بدر بشهرين وفي ذلك دلالة على أن ذلك كان قبل نزول الآية في الغنائم 49

باب السرية تأخذ العلف والطعام
17770 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الطوسي ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق المروزي الحربي ثنا أبو الوليد عن شعبة ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : كنا محاصرين خيبر فرمى إنسان بجراب فأخذته فالتفت فإذا النبي صلى الله عليه و سلم فاستحييت منه رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد

17771 - حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة وسليمان بن المغيرة القيسي كلاهما عن حميد بن هلال العدوي قال سمعت عبد الله بن مغفل رضي الله عنه يقول : دلي جراب من شحم يوم خيبر فأخذته فالتزمته فقلت هذا لي لا أعطي أحدا منه شيئا فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستحييت منه قال سليمان في حديثه وليس في حديث شعبة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال هو لك رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن أبي داود عن شعبة

17772 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا أحمد وهو بن إبراهيم الموصلي ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا نصيب في المغازي العسل أو الفاكهة فنأكله ولا نرفعه رواه البخاري في الصحيح عن مسدد عن حماد إلا أنه قال العسل والعنب

17773 - ورواه بن المبارك عن حماد بن زيد فقال في الحديث : كنا نأتي المغازي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فنصيب العسل والسمن فنأكله أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ عبد الباقي بن قانع ثنا إسحاق بن الحسن ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك فذكره

17774 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الحكم ثنا الزبير بن إبراهيم بن حمزة حدثني أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن جيشا غنموا في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم طعاما وعسلا فلم يؤخذ منهم الخمس

17775 - ورواه عثمان بن الحكم الجذامي عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن جيشا غنموا دون ذكر بن عمر فيه أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني عثمان بن الحكم الجذامي عن عبيد الله بن عمر : فذكره مرسلا

17776 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا هشيم أنبأ الشيباني وأشعث بن سوار عن محمد بن أبي المجالد قال : بعثني أهل المسجد إلى بن أبي أوفى رضي الله عنه أسأله ما صنع النبي صلى الله عليه و سلم في طعام خيبر فأتيته فسألته عن ذلك فقلت هل خمسة قال لا كان أقل من ذلك وكان أحدنا إذا أراد منه شيئا أخذ منه حاجته

17777 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا موسى بن هارون ثنا أحمد بن حنبل ومؤمل بن هشام قالا ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : كانت العرب تقول من أكل الخبز سمن فلما فتحنا خيبر جهضناهم عن خبزة لهم فقعدت عليها فأكلت منها حتى شبعت فجعلت أنظر في عطفي هل سمنت كذا قال عن يونس وقال غيره عن أيوب

17778 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن يعقوب بن القعقاع عن الربيع بن أنس عن سويد خادم سلمان : أنه أصاب سلة يعني في غزوة فقربها إلى سلمان رضي الله عنه ففتحها فإذا فيها حواري وجبن فأكل سلمان منها 50

باب بيع الطعام في دار الحرب
17779 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن الدريك قال سألت بن محيريز عن بيع الطعام والعلف بأرض الروم فقال سمعت فضالة بن عبيد رضي الله عنه يقول : إن رجالا يريدون أن يزيلوني عن ديني والله لا يكون ذلك حتى ألقى محمدا صلى الله عليه و سلم وأصحابه من باع طعاما أو علفا بأرض الروم مما أصاب منها بذهب أو فضة ففيه خمس الله وفيء المسلمين

17780 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن بن عون حدثني خالد بن دريك عن بن محيريز عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : إن ناسا يريدون أن يستزلوني عن ديني وإني والله لأرجو أن لا أزال عليه حتى أموت ما كان من شيء بيع بذهب أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين

17781 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن إسماعيل بن عياش ثنا أسيد بن عبد الرحمن عن مقبل بن عبد الله عن هانئ بن كلثوم : أن صاحب جيش الشام حين فتحت الشام كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنا فتحنا أرضا كثيرة الطعام والعلف فكرهت أن أتقدم في شيء من ذلك إلا بأمرك فاكتب إلي بأمرك في ذلك فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن دع الناس يأكلون ويعلفون فمن باع شيئا بذهب أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين 51

باب ما فضل في يده من الطعام والعلف في دار الحرب
17782 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن المصفى ثنا محمد بن المبارك عن يحيى بن حمزة حدثني أبو عبد العزيز شيخ من أهل الأردن عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم قال : رابطنا مدينة قنسرين مع شرحبيل بن السمط رضي الله عنه فلما فتحها أصاب فيها غنما وبقرا فقسم فينا طائفة منها وجعل بقيتها في المغنم فلقيت معاذ بن جبل رضي الله عنه فحدثته فقال معاذ غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر فأصبنا فيها غنما فقسم فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم طائفة وجعل بقيتها في المغنم

17783 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الخليل ثنا الواقدي ثنا عبد الرحمن بن الفضيل عن العباس بن عبد الرحمن الأشجعي عن أبي سفيان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر كلوا واعلفوا ولا تحملوا

17784 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الله بن وهب عن عبيد الله بن عمر : فذكره مرسلا

17785 - أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا هشيم أخبرنا عمرو بن الحارث أن بن حرشف الأزدي حدثه عن القاسم مولى عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال : كنا نأكل الجزر في الغزو ولا نقسمه حتى ان كنا لنرجع إلى رحالنا وأخرجتنا منه مملاة

17786 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو فذكره مرسلا أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي يروى من حديث بعض الناس مثلما قلت من أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أذن لهم أن يأكلوا في بلاد العدو ولا يخرجوا بشيء من الطعام فإن كان مثل هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم فلا حجة لأحد معه وإن كان لا يثبت لأن في رجاله من يجهل فكذلك في رجال من روى عنه إحلاله من يجهل قال الشيخ وكأنه أراد بالأول حديث الواقدي وأراد بالثاني ما ذكرنا بعده

17787 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قالا ثنا أحمد بن علي الجزار ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو حمزة العطار قال : قلت للحسن يا أبا سعيد إني امرؤ متجري بالأيلة وإني أملأ بطني من الطعام فأصعد إلى أرض العدو فآكل من تمره وبسره فما ترى قال الحسن غزوت مع عبد الرحمن بن سمرة ورجال من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كانوا إذا صعدوا إلى الثمار أكلوا من غير أن يفسدوا أو يحملوا 52

باب النهي عن نهب الطعام
17788 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو خليفة ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بذي الحليفة فأصاب الناس جوع فأصبنا إبلا وغنما وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم في أخريات الناس فعجلوا وذبحوا ونصبوا القدور فدفع إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرا من الغنم ببعير رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة

17789 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فأصاب الناس حاجة شديدة وجهد فأصابوا غنما فانتهبوها وإن قدورنا لتغلي إذ جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي على فرسه فأكفأ قدورنا بقوسه ثم جعل يرمل اللحم بالتراب ثم قال إن النهبة ليست بأحل من الميتة أو إن الميتة ليست بأحل من النهبة الشك من هناد 53

باب أخذ السلاح وغيره بغير إذن الإمام
17790 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم المقرئ وأبو صادق محمد بن أحمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ربيعة بن سليمان التجيبي عن حنش بن عبد الله السبئي عن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال عام حنين : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقين ماءه ولد غيره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن من دابة من المغانم فيركبها حتى إذا نقصها ردها في المغانم ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبسن شيئا من المغانم حتى إذا أخلقه رده في المغانم

17791 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة وخالد والزبير بن الخريت عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو بوادي القرى فقلت ما تقول في الغنيمة قال لله خمسها وأربعة أخماس للجيش قلت فما أحد أولى به من أحد قال لا ولا السهم تستخرجه من جنبك ليس أنت أحق به من أخيك المسلم 54

باب الرخصة في استعماله في حال الضرورة
17792 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحسن بن علي المعمري ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عثام بن علي ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال : انتهيت إلى أبي جهل وهو صريع وعليه بيضة ومعه سيف جيد ومعي سيف ردىء فجعلت انقف رأسه بسيفي وأذكر نقفا كان ينقف رأسي بمكة حتى ضعفت يده فأخذت سيفه فرفع رأسه فقال على من كانت الدبرة أكانت لنا أو علينا الست رويعينا بمكة قال فقتلته ثم أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت قتلت أبا جهل قال النبي صلى الله عليه و سلم الله الذي لا إله إلا هو قتلته فاستحلفني ثلاث مرات ثم قام معي إليهم فدعا عليهم

17793 - أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ منجاب بن الحارث أنبأ شريك عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال : انتهيت إلى أبي جهل وهو في القتلى صريع ومعي سيف رث فجعلت أضربه بسيفي فلم يعمل شيئا قال ونظر إلي فقال أرويعينا بمكة فوقع سيفه فأخذته فضربته به حتى قتلته ثم جئت اشتد حتى أخبرت النبي صلى الله عليه و سلم فقال أنت قتلته قلت نعم حتى استحلفني ثلاث مرات فحلفت له ثم قال انطلق فأرنيه فانطلق فأريته أياه فقال كان هذا فرعون هذه الأمة ورواه الأعمش عن أبي إسحاق بمعناه

17794 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أيوب عن بن سيرين عن أنس بن مالك عن براء بن مالك رضي الله عنه قال : لقيت يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة رجلا جسيما بيده سيف أبيض فضربت رجليه فكأنما أخطأته فانقعر فوقع على قفاه فأخذت سيفه وأغمدت سيفي فما ضربت به إلا ضربة حتى انقطع فألقيته وأخذت سيفي 55

باب الإمام إذا ظهر على قوم أقام بعرصتهم ثلاثا
17795 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء وقراءة أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ ثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غلب على قوم أحب أن يقيم بعرصتهم ثلاثا أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث روح عن سعيد بن أبي عروبة قال البخاري وتابعه معاذ 56
باب ما يفعله بذراري من ظهر عليه
17796 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا عبد الملك بن محمد ثنا بشر بن عمر ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن بني قريظة لما نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء على حمار فلما كان قريبا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم فقال إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال فإني أحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حكمت بحكم الملك بما قال حكمت بحكم الله أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة

17797 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي الحافظ بهمذان أنبأ إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا إسحاق بن محمد الفروي وإسماعيل بن أبي أويس قالا ثنا محمد بن صالح التمار عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه : أن سعد بن معاذ رضي الله عنه حكم على بني قريظة أن يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى وأن تقسم أموالهم وذراريهم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال فإني أحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حكمت بحكم الملك وربما قال حكمت بحكم الله الذي حكم به من أوجه عن شعبة

17798 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي قال : كنت فيهم وكان من أنبت قتل ومن لم ينبت ترك فكنت فيمن لم ينبت

17799 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي قال : كنت فيمن حكم فيهم سعد بن معاذ رضي الله عنه فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال فجاؤوا بي ولا أراني إلا سيقتلونني فكشفوا عانتي فوجدوها لم تنبت فجعلوني في السبي 57

باب ما يفعله بالرجال البالغين منهم
قال الشافعي رحمه الله الإمام فيهم بالخيار بين أن يقتلهم إن لم يسلم أهل الأوثان أو يعطي الجزية أهل الكتاب أو يمن عليهم أو يفاديهم بمال يأخذه منهم أو بأسرى من المسلمين يطلقوا لهم أو يسترقهم فإن استرقهم أو أخذ منهم مالا فسبيله سبيل الغنيمة يخمس ويكون أربعة أخماسها لأهل الغنيمة فإن قال قائل كيف حكمت في المال والولدان والنساء حكما واحدا وحكمت في الرجال أحكاما متفرقة قيل ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم على قريظة وخيبر فقسم عقارها من الأرضين والنخل قسمة الأموال وسبى ولدان بني المصطلق وهوازن ونساءهم فقسمهم قسمة الأموال قال الشيخ أما ما قال في قريظة ففيما

17800 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي وأبو طاهر الفقيه قالا أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ببغداد أنبأ أبو الأزهر ثنا محمد بن شرحبيل أنبأ بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأمنهم واسلموا وأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يهود المدينة بني قينقاع وهم قوم عبد الله يعني بن سلام ويهود بني حارثة وكل يهودي بالمدينة أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد الرزاق عن بن جريج وأما ما قال في خيبر ففيما

17801 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه أنبأ الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لولا آخر الناس ما فتحت عليهم قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن المثنى

17802 - وأما ما قال في ولدان بني المصطلق ففيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ بن عون ح قال وأخبرنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن أبي عدي ومعاذ بن معاذ قالا ثنا بن عون قال : كتبت إلى نافع اسأله عن الدعاء قبل القتال قال إنما كان ذلك الدعاء في أصل الإسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث حدثني بهذا عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش وفي رواية يزيد إنما ذلك بعد الدعاء في أول الإسلام والباقي سواء رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن بن أبي عدي وقد مضى في حديث أبي سعيد الخدري غزونا بني المصطلق فسبينا كرائم العرب فأردنا أن نستمتع ونعزل فسألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا عليكم أن لا تفعلوا

17803 - وأما ما قال في هوازن ففيما أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن وهو بن سفيان ثنا محمد بن يحيى ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني بن أخي بن شهاب عن عمه قال وزعم عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد استأنيت بكم وكان أنظرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن إخوانكم قد جاؤونا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه أياه من أول ما يفيء الله علينا فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله فقال رسول الله إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا هذا الذي بلغني عن سبي هوازن رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن يعقوب بن إبراهيم قال الشافعي رحمه الله وأسر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل بدر منهم من من عليهم بلا شيء أخذه منهم ومنهم من أخذ منه فدية ومنهم من قتله وكان المقتولان بعد الإسار يوم بدر عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث

17804 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عدد من أهل العلم من قريش وغيرهم من أهل العلم بالمغازي : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أسر النضر بن الحارث العبدي يوم بدر وقتله بالبادية أو الأثيل صبرا وأسر عقبة بن أبي معيط فقتله صبرا قال الشيخ وقد روينا في كتاب القسم عن محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي

17805 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الأصبهاني أنبأ الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أقبل بالأسارى حتى إذا كان بعرق الظبية أمر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أن يضرب عنق عقبة بن أبي معيط فجعل عقبة بن أبي معيط يقول يا ويلاه علام أقتل من بين هؤلاء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بعداوتك لله ولرسوله فقال يا محمد منك أفضل فاجعلني كرجل من قومي إن قتلتهم قتلتني وإن مننت عليهم مننت علي وإن أخذت منهم الفداء كنت كأحدهم يا محمد من للصبية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم النار يا عاصم بن ثابت قدمه فاضرب عنقه فقدمه فضرب عنقه

17806 - وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال : أراد الضحاك بن قيس أن يستعمل مسروقا فقال له عمارة بن عقبة أتستعمل رجلا من بقايا قتلة عثمان رضي الله عنه فقال له مسروق ثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وكان في أنفسنا موثوق الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أراد قتل أبيك قال من للصبية قال النار قد رضيت لك ما رضي لك رسول الله صلى الله عليه و سلم

17807 - قال الشافعي رحمه الله وكان الممنون عليهم بلا فدية أبو عزة الجمحي تركه رسول الله صلى الله عليه و سلم لبناته وأخذ عليه عهدا أن لا يقاتله فأخفره وقاتله يوم أحد فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا يفلت فما أسر من المشركين رجل غيره فقال يا محمد امنن علي ودعني لبناتي وأعطيك عهدا أن لا أعود لقتالك فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تمسح على عارضيك بمكة تقول قد خدعت محمدا مرتين فأمر به فضرب عنقه أخبرناه أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبا الشافعي : فذكره وقد روينا في ذلك عن غير الشافعي في كتاب القسم

17808 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال : أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأسارى يوم بدر أبا عزة عبد الله بن عمرو بن عبد الجمحي وكان شاعرا وكان قال للنبي صلى الله عليه و سلم يا محمد إن لي خمس بنات ليس لهن شيء فتصدق بي عليهن ففعل وقال أبو عزة أعطيك موثقا أن لا أقاتلك ولا أكثر عليك أبدا فأرسله رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما خرجت قريش إلى أحد جاءه صفوان بن أمية فقال اخرج معنا فقال إني قد أعطيت محمدا موثقا أن لا أقاتله فضمن صفوان أن يجعل بناته مع بناته إن قتل وإن عاش أعطاه مالا كثيرا فلم يزل به حتى خرج مع قريش يوم أحد فأسر ولم يؤسر غيره من قريش فقال يا محمد إنما أخرجت كرها ولي بنات فامنن علي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أين ما أعطيتني من العهد والميثاق لا والله لا تمسح عارضيك بمكة تقول سخرت بمحمد مرتين قال سعيد بن المسيب فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين يا عاصم بن ثابت قدمه فاضرب عنقه فقدمه فضرب عنقه قال الشيخ رحمه الله ثم أسر رسول الله صلى الله عليه و سلم ثمامة بن أثال الحنفي بعد فمن عليه ثم عاد ثمامة بن أثال بعد فأسلم وحسن إسلامه

17809 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وأبو الفضل بن إبراهيم المزكي قالا ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم خيلا نحو أرض نجد فجاءت برجل يقال له ثمامة بن أثال الحنفي سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما عندك يا ثمامة قال عندي يا محمد خير إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن ترد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كان من الغد ثم قال ما عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك فردها عليه ثم أتاه اليوم الثالث فردها عليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أطلقوا ثمامة فخرج ثمامة إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل من الماء ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلي من وجهك وقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي والله ما كان دين أبغض إلي من دينك وقد أصبح دينك أحب الأديان إلي ووالله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك وقد أصبح بلدك أحب البلدان كلها إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره أن يعتمر فلما قدم قال له رجال بمكة أصبوت يا ثمامة فقال لا والله ما صبوت ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم والله لا يأتيكم حبة حنطة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى

17810 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق ثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا الله حين عرض لرسول الله صلى الله عليه و سلم بما عرض له أن يمكنه الله منه وكان عرض له وهو مشرك فأراد قتله فأقبل ثمامة معتمرا وهو على شركه حتى دخل المدينة فتحير فيها حتى أخذ وأتي به رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد فخرج عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما لك يا ثمامة هل أمكن الله منك قال وقد كان ذلك يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم وتركه حتى إذا كان الغد مر به فقال ما لك يا ثمام فقال خيرا يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه ثم انصرف عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو هريرة رضي الله عنه فجعلنا المساكين نقول بيننا ما نصنع بدم ثمامة والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة فلما كان الغد مر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال مالك يا ثمام فقال خيرا يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه فقال رسول الله اطلقوه فقد عفوت عنك يا ثمام فخرج ثمامة حتى أتى حائطا من حيطان المدينة فاغتسل فيه وتطهر وطهر ثيابه ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو جالس في المسجد في أصحابه فقال يا محمد والله لقد كنت وما وجه أبغض إلي من وجهك ولا دين أبغض إلي من دينك ولا بلد أبغض إلي من بلدك ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلي من وجهك ولا دين أحب إلي من دينك ولا بلد أحب إلي من بلدك وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله يا رسول الله إني كنت قد خرجت معتمرا وأنا على دين قومي فبشرني صلى الله عليك في عمرتي فبشره وعلمه فخرج معتمرا فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد من الإسلام قالوا صبأ ثمامة فأغضبوه فقال إني والله ما صبوت ولكني أسلمت وصدقت محمدا وآمنت به وايم الذي نفس ثمامة بيده لا يأتيكم حبة من اليمامة وكانت ريف مكة ما بقيت حتى يأذن فيها محمد صلى الله عليه و سلم وانصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يخلي إليهم حمل الطعام ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم

17811 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وأقبل ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هب لي الزبير اليهودي أجزيه فقد كانت له عندي يد يوم بعاث فأعطاه إياه فأقبل ثابت حتى أتاه فقال يا أبا عبد الرحمن هل تعرفني فقال نعم وهل ينكر الرجل أخاه قال ثابت أردت أن أجزيك اليوم بيد لك عندي يوم بعاث قال فافعل فإن الكريم يجزئ الكريم قال قد فعلت قد سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فوهبك لي فأطلق عنه إساره فقال الزبير ليس لي قائد وقد أخذتم امرأتي وبني فرجع ثابت إلى الزبير فقال رد إليك رسول الله صلى الله عليه و سلم امرأتك وبنيك فقال الزبير حائط لي فيه أعذق ليس لي ولا لأهلي عيش إلا به فرجع ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فوهب له فرجع ثابت إلى الزبير فقال قد رد إليك رسول الله صلى الله عليه و سلم أهلك ومالك فأسلم تسلم قال ما فعل الجليسان وذكر رجال قومه قال ثابت قد قتلوا وفرغ منهم ولعل الله تبارك وتعالى أن يكون أبقاك لخير قال الزبير أسألك بالله يا ثابت وبيدي الخصيم عندك يوم بعاث إلا ألحقتني بهم فليس في العيش خير بعدهم فذكر ذلك ثابت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بالزبير فقتل وذكره أيضا محمد بن إسحاق بن يسار عن الزهري وذكر أنه الزبير بن باطا القرظي وذكره أيضا موسى بن عقبة وذكر أنه كان يومئذ كبيرا أعمى

17812 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأسارى بدر لو كان مطعم بن عدي حيا فكلمني في هؤلاء النتنى لخليتهم له رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن منصور عن عبد الرزاق

17813 - أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البخاري ثنا أبو علي الحسن بن سلام ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الفجر فأخذهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فعفا عنهم قال ونزل القرآن { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم } أخرجه مسلم في الصحيح من حديث يزيد بن هارون عن حماد

17814 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم نزل منزلا وتفرق الناس في العضاه يستظلون تحتها فعلق الناس سلاحهم في شجرة فجاء أعرابي إلى سيفه فأخذه وسله ثم أقبل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال من يمنعك مني والنبي صلى الله عليه و سلم يقول الله فشام الأعرابي السيف فدعا النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه وأخبرهم بصنيع الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه رواه البخاري في الصحيح عن محمود ورواه مسلم عن عبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق

17815 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر رضي الله عنه فذكر الحديث بمعناه قال معمر وكان قتادة يذكر نحو هذا ويذكر : أن قوما من العرب أرادوا أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه و سلم فأرسلوا هذا الأعرابي ويتلو { واذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم } الآية

17816 - وأما المفاداة بالنفس ففيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا جعفر بن أحمد بن نصر ثنا علي بن حجر ح قال وأخبرني أبو الفضل بن إبراهيم واللفظ له ثنا أحمد بن سلمة ثنا عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي قالا ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في الوثاق فقال يا محمد يا محمد فأتاه صلى الله عليه و سلم فقال ما شأنك فقال بم أخذتني وبم أخذت سابق الحاج فقال إعظاما لذاك أخذت بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف عنه فناداه فقال يا محمد يا محمد قال وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم رحيما رفيقا فرجع إليه فقال ما شأنك فقال إني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ثم انصرف عنه فناداه يا محمد يا محمد فأتاه فقال ما شأنك فقال إني جائع فأطعمني وظمآن فاسقني قال هذه حاجتك قال ففدي بالرجلين رواه مسلم في الصحيح عن علي بن حجر وغيره

17817 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن عمه عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم فدى رجلين من المسلمين وأعطى رجلا من المشركين قال سفيان يعني أخذ رجلين من المسلمين وأعطى رجلا من المشركين

17818 - وأما المفاداة بالمال ففيما أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد ثنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن غالب ثنا موسى بن مسعود ثنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن بن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وكان أكثر حديثه عن عمر رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر قال ما ترون في هؤلاء الأسارى فقال أبو بكر رضي الله عنه يا نبي الله بنو العم والعشيرة والإخوان غير أنا نأخذ منهم الفداء ليكون لنا قوة على المشركين وعسى الله عز و جل أن يهديهم إلى الإسلام ويكونوا لنا عضدا قال فماذا ترى يا بن الخطاب قلت يا نبي الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدهم فقربهم واضرب أعناقهم قال فهوى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت أنا فأخذ منهم الفداء فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذا هو وأبو بكر قاعدان يبكيان فقلت يا نبي الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإلا تباكيت لبكائكما قال الذي عرض على أصحابك لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة وشجرة قريبة حينئذ فأنزل الله عز و جل { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة } الآية أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار زاد إلى قوله { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } فأحل الله الغنيمة لهم وقد مضى في كتاب القسم

17819 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا إبراهيم بن عرعرة ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا إبراهيم بن عرعرة ثنا أزهر عن بن عون عن محمد عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأسارى يوم بدر إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتهم قال فكان آخر السبعين ثابت بن قيس قتل يوم اليمامة زاد البرلسي في روايته قال بن عرعرة رددت هذا على أزهر فأبى إلا أن يقول عبيدة عن علي رضي الله عنه

17820 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن سعد ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا عمرو بن علي وأحمد بن المقدام قالا ثنا أبو بحر البكراوي ثنا شعبة ثنا أبو العنبس عن أبي الشعثاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم في فداء الأسارى أهل الجاهلية أربعمائة

17821 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق : في قصة بدر قال وكان في الأسارى أبو وداعة السهمي فقدم ابنه المطلب المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به ثم بعث قريش في فداء الأسارى فقدم مكرز بن حفص في فداء سهيل بن عمرو فقال اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه فخلوا سبيل سهيل وحبسوا مكرزا قال ففدى كل قوم أسيرهم بما رضوا قال وكان أكثر الأسارى يوم بدر فداء العباس بن عبد المطلب وذلك لأنه كان رجلا موسرا فافتدى نفسه بمائة أوقية ذهب

17822 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا القباني والحسن بن علي بن زياد وصالح بن محمد الرازي قالوا ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال وقال بن شهاب حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا ائذن لنا فلنترك لابن اختنا العباس فداءه فقال والله لا تذرون درهما رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر وسائر الأحاديث في هذا الباب قد مضت في كتاب القسم 58

باب قتل المشركين بعد الإسار بضرب الأعناق دون المثلة
17823 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : اثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة

17824 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر بن شوذب المقرئ بواسط ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المثلة والنهبة رواه البخاري في الصحيح عن حجاج بن منهال وغيره عن شعبة

17825 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني جرير بن حازم عن شعبة بن الحجاج عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة الأسلمي عن أبيه بريدة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أمره في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المؤمنين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله فقاتلوا في سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن شعبة

17826 - أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن الحسن عن هياج بن عمران البرجمي : أن غلاما لأبيه أبق فجعل لله عليه إن قدر عليه ليقطعن يده فلما قدر عليه بعثني إلى عمران بن حصين رضي الله عنه فسألته فقال إني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يحث في خطبته على الصدقة ونهى عن المثلة قال وبعثني إلى سمرة فقال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يحث على الصدقة وينهى عن المثلة قال الشافعي رحمه الله فإن قال قائل قد قطع أيدي الذين استاقوا لقاحه وأرجلهم وسمل أعينهم فإن أنس بن مالك ورجلا رويا هذا عن النبي صلى الله عليه و سلم رويا فيه أو أحدهما أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يخطب بعد ذلك خطبة إلا أمر بالصدقة ونهى عن المثلة قال الشيخ رحمه الله رواه عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وهذه الزيادة في حديث أنس

17827 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا حميد عن أنس ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو القاسم يوسف بن يعقوب السوسي ثنا محمد بن عبد السلام بن بشار ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن عبد العزيز بن صهيب وحميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن ناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فاجتووها وقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا ثم مالوا على الرعاء فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام واستاقوا ذود رسول الله صلى الله عليه و سلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فبعث في أثرهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا لفظ حديث هشيم وفي رواية عبد الوهاب عن حميد قال لا أحفظ أشربوا أبوالها رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

17828 - وأخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد ثنا الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبان عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : بمعنى حديث حميد إلا أنه قال نفر من عكل قال فنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المثلة بعد ذلك

17829 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن بشار ثنا بن أبي عدي عن هشام عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه : بهذا الحديث زاد ثم نهى عن المثلة

17830 - وأخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رهطا من عكل وعرينة فذكر هذا الحديث قال قتادة بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يحث في خطبته بعد ذلك على الصدقة وينهى عن المثلة قال الشافعي رحمه الله وكان علي بن الحسين ينكر حديث أنس في أصحاب اللقاح

17831 - أخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : لا والله ما سمل رسول الله صلى الله عليه و سلم عينا ولا زاد أهل اللقاح على قطع أيديهم وأرجلهم قال الشيخ رحمه الله حديث أنس حديث ثابت صحيح ومعه رواية بن عمر وفيهما جميعا أنه سمل أعينهم فلا معنى لإنكار من أنكر والأحسن حمله على النسخ

17832 - كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عفان بن مسلم ثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن رهطا من عرينة قدموا على النبي صلى الله عليه و سلم : فذكر الحديث قال قتادة وحدثني بن سيرين ان هذا قبل ان تنزل الحدود وفي رواية هشام عن قتادة ما دل على هذا أو حمله على أنه فعل بهم ما فعلوا بالرعاء

17833 - والذي يدل عليه ما أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا إسحاق يعني بن إبراهيم المروزي ثنا يحيى بن غيلان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران وأبو العباس السراج قالا ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا يحيى بن غيلان ثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما سمل أعين أولئك لأنهم سملوا أعين العراة لفظ حديث الأعرج وفي رواية المروزي إنما سمل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة رواه مسلم في الصحيح عن الفضل بن سهل

17834 - وحدثنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر الرصافي ببغداد أنبأ العباس بن عبد الله بن الحسن بن سعيد القرشي عن جده الحسن بن سعيد عن حصين بن مخارق عن داود بن أبي هند عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما مثل بهم لأنهم مثلوا بالراعي 59

باب المنع من صبر الكافر بعد الإسار بأن يتخذ غرضا
17835 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبا أبو محمد عبد الله بن شوذب الواسطي بها ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة وذكره البخاري ورواه المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير

17836 - كما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة ثنا المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير أن بن عمر رضي الله عنهما : خرج في طريق من طرق المدينة فرأى غلمانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فلما رأوه فروا فغضب وقال من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد لعن من مثل بالحيوان ذكره البخاري في الشواهد وكذلك رواه أبو بشر عن سعيد بن جبير

17837 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا هشيم بن بشير أنبأ أبو بشر عن سعيد بن جبير قال : مر بن عمر رضي الله عنهما بفتيان من قريش وقد نصبوا طيرا وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا بن عمر تفرقوا فقال بن عمر رضي الله عنهما من فعل هذا لعن الله من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وأخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي عوانة عن أبي بشر

17838 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن الداربجردي ثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله عن أبيه عن عبيد بن يعلى عن أبي أيوب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صبر الدابة قال أبو أيوب لو كانت دجاجة ما صبرتها

17839 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه عن عبيد بن يعلى عن أبي أيوب رضي الله عنه قال : أدربنا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وهو أمير الناس يومئذ على الدروب قال فنزلنا منزلا من أرض الروم فأقمنا به قال وكان أبو أيوب قد اتخذ مسجدا فكنا نروح ونجلس إليه ويصلي لنا ونستمتع من حديثه قال فوالله إنا لعشية معه إذ جاء رجل فقال أتى الآن الأمير بأربعة أعلاج من الروم فأمر بهم أن يصبروا فرموا بالنبل حتى قتلوا فقام أبو أيوب فزعا حتى جاء عبد الرحمن بن خالد فقال أصبرتهم لقد سمعت رسول لله صلى الله عليه و سلم ينهى عن صبر الدابة وما أحب أن لي كذا وكذا وأني صبرت دجاجة قال فدعا عبد الرحمن بن خالد بغلمان له أربعة فأعتقهم مكانهم قال أبو زرعة عبيد بن يعلى من أهل فلسطين منزله عسقلان ورواه أيضا عمرو بن الحارث عن بكير

17840 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى وزياد بن أيوب قالا أنبأ هشيم أنبأ مغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هني بن نويرة عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أعف الناس قتلة أهل الإيمان 60

باب المنع من إحراق المشركين بالنار بعد الإسار
17841 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان قال : رأيت عمرو بن دينار وأيوب وعمار الدهني اجتمعوا فتذاكروا الذين حرقهم علي رضي الله عنه فحدث أيوب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أنه بلغه قال لو كنت أنا ما حرقتهم لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدل دينه فاقتلوه فقال عمار لم يحرقهم ولكن حفر لهم حفائر وخرق بعضها إلى بعض ثم دخن عليهم حتى ماتوا فقال عمرو قال الشاعر
( لترم بي المنايا حيث شاءت ... إذا لم ترم بي في الحفرتين )
( إذا ما اججوا حطبا ونارا ... هناك الموت نقدا غير دين ) رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان دون قول عمار وعمرو

17842 - أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد الإيادي ببغداد أنبأ أحمد بن يوسف النصيبي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر ثنا الليث حدثني بكير ح وأنبأ أبو عمرو الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه : قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعث وقال إن وجدتم فلانا وفلانا لرجلين من قريش فاحرقوهما بالنار ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أردنا الخروج إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما لفظهما سواء رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

17843 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر أنبأ الضحاك بن مخلد ثنا بن جريج : أن زياد بن سعد أخبره أن أبا الزناد أخبره أن حنظلة بن علي أخبره عن حمزة بن عمرو الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رجلا فقال إن أصبت فلانا أو فلانا فأحرقوه بالنار فلما ولى دعاه فقال إنه لا يعذب بالنار إلا ربها ورواه مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد

17844 - كما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد قال وحدثني محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره على سرية قال فخرجت فيها وقال إن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار فوليت فناداني فرجعت إليه فقال إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار وأما حديث أسامة بن زيد حيث أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحرق على ابنى وما روى في نصب المنجنيق على الطائف فغير مخالف لما قلنا إنما هو في قتال المشركين ما كانوا ممتنعين وما روى من النهي في المشركين إذا كانوا مأسورين وشبهه الشافعي رحمه الله برمي الصيد ما دام على الامتناع ثم النهي عن رمي الدجاجة التي ليست بممتنعة وبالله التوفيق 61

باب جريان الرق على الأسير وإن أسلم إذا كان إسلامه بعد الأسر
17845 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من بني عقيل فأوثقوه فطرحوه في الحرة فمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن معه أو قال أتى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم على حمار وتحته قطيفة فناداه يا محمد يا محمد فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما شأنك قال فيم أخذت وفيم أخذت سابقة الحاج قال أخذت بجريرة حلفائكم ثقيف وكانت ثقيف قد أسرت رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فتركه ومضى فناداه يا محمد يا محمد فرحمه رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجع إليه فقال ما شأنك فقال إنه مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح قال فتركه ومضى فناداه يا محمد يا محمد فرجع إليه فقال إني جائع فأطعمني قال وأحسبه قال وإني عطشان فاسقني قال هذه حاجتك قال ففداه رسول الله صلى الله عليه و سلم بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف وأخذ ناقته تلك رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الوهاب 62
باب من يجري عليه الرق
17846 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال : قد سبى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني المصطلق وهوازن وقبائل من العرب وأجرى عليهم الرق حتى من عليهم بعد فاختلف أهل العلم بالمغازي فزعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه و سلم لما أطلق سبي هوازن قال لو كان تام على أحد من العرب سبي لتم على هؤلاء ولكنه إسار وفداء قال الشافعي فمن ثبت هذا الحديث زعم أن الرق لا يجري على عربي بحال وهذا قول الزهري وسعيد بن المسيب والشعبي ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز قال الشافعي

17847 - أخبرنا سفيان عن يحيى بن يحيى الغساني عن عمر بن عبد العزيز ح قال وأنبأ سفيان عن رجل عن الشعبي ان عمر رضي الله عنه قال : لا يسترق عربي قال وأنبأ عن بن أبي ذئب عن الزهري عن بن المسيب قال في المولى ينكح الأمة يسترق ولده وفي العربي ينكح الأمة لا يسترق ولده عليه قيمتهم قال الشافعي ومن لم يثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ذهب إلى أن العرب والعجم سواء وأنه يجري عليهم الرق حيث جرى على العجم والله أعلم قال الربيع وبه يأخذ الشافعي رحمه الله قال الشيخ رحمه الله أما الرواية فيه عن النبي صلى الله عليه و سلم فإنما ذكرها الشافعي في القديم عن محمد هو بن عمر الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه عن السلولي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوم حنين لو كان ثابتا على أحد من العرب سباء بعد اليوم لثبت على هؤلاء ولكن إنما هو إسار وفداء وهذا إسناد ضعيف لا يحتج بمثله وأما الرواية فيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

17848 - فأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو عبيد ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن الشعبي قال لما قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ليس على عربي ملك ولسنا بنازعي من يد رجل شيئا أسلم عليه ولكنا نقومهم الملة خمسا من الإبل قال أبو عبيد يقول هذا الذي في يده السبي لا ننزعه من يده بلا عوض لأنه أسلم عليه ولا نتركه مملوكا وهو من العرب ولكنه قوم قيمته خمسا من الإبل للذي سباه ويرجع إلى نسبه عربيا كما كان قال الشيخ وهذه الرواية منقطعة عن عمر رضي الله عنه

17849 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن عتاب ثنا القاسم هو الجوهري ثنا بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال قال بن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض في كل سبي فدي من العرب ستة فرائض وأنه كان يقضي بذلك فيمن تزوج الولائد من العرب وهذا أيضا مرسل إلا أنه جيد

17850 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا بن منيع ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن سعيد بن المسيب قال : أبقت أمة لبعض العرب فوقعت بوادي القرى فانتهت إلى الحي الذي أبقت منهم فتزوجها رجل من بني عذرة فنثرت له بطنها ثم عثر عليها سيدها فاستاقها وولدها فقضى عمر رضي الله عنه للعذري يعني قضى له بولده وقضى عليه بالغرة لكل وصيف وصيف ولكل وصيفة وصيفة وجعل ثمن الغرة إذا لم توجد على أهل القرى ستين دينارا أو سبعمائة درهم وعلى أهل البادية ست فرائض قال الشيخ وهذا ورد في وطء الشبهة فيكون الولد حرا وعليه قيمته لصاحب الجارية وكأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى القيمة بما نقل في هذا الأثر إن ثبت والله أعلم وجريان الرق على سبايا بني المصطلق وهوازن صحيح ثابت والمن عليهم بإطلاق السبايا تفضل

17851 - وذلك بين فيما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القعنبي عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز قال : دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه فجلست إليه فسألته عن العزل فقال أبو سعيد رضي الله عنه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبايا من سبي العرب فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة وأحببنا الفداء فأردنا أن نعزل ثم قلنا نعزل ورسول الله صلى الله عليه و سلم بين اظهرنا قبل أن نسأله عن ذلك فسألناه عن ذلك فقال ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك

17852 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم تستعينه في كتابتها قالت عائشة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها وقلت سيرى منها مثلما رأيت فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك وقد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو خير من ذلك أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك فقالت نعم ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فبلغ الناس أنه قد تزوجها فقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق فلقد اعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها

17853 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس ثنا أحمد ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بحنين فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا يا رسول الله لنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال يا رسول الله إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وعماتك وحواضنك اللآتي كن يكفلنك وذكر كلاما وأبياتا قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم فقالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أبنائنا ونسائنا سأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالناس الظهر قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وقال المهاجرون وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقالت الأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا فقال العباس بن مرداس السلمي أما أنا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم بل ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقال عيينة بن بدر أما أنا وبنو فزارة فلا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ستة فرائض من أول فيء نصيبه فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم وحديث المسور بن مخرمة في سبي هوازن قد مضى

17854 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن نعيم ثنا حامد بن عمر البكراوي ثنا مسلمة بن علقمة المازني عن داود بن أبي هند عن عامر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ثلاث سمعتهن لبني تميم من رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أبغض بني تميم بعدهن أبدا كان على عائشة رضي الله عنها نذر محرر من ولد إسماعيل فسبي سبي من بلعنبر فلما جيء بذلك السبي قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم إن سرك أن تفي بنذرك فأعتقي محررا من هؤلاء فجعلهم من ولد إسماعيل وجيء بنعم من نعم الصدقة فلما رآه راعه حسنه قال فقال هذا نعم قومي فجعلهم قومه قال وقال هم أشد الناس قتالا في الملاحم رواه مسلم في الصحيح عن حامد بن عمر وأخرجاه من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة

17855 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا يزيد بن هارون أنبأ مسعر عن عبيد بن الحسن عن بن مغفل : أن سبيا من خولان قدم وكان على عائشة رضي الله عنها رقبة من ولد إسماعيل فقدم سبي من اليمن فأرادت أن تعتق فنهاها النبي صلى الله عليه و سلم فقدم سبي من مضر أحسبه قال من بني العنبر فأمرها أن تعتق تابعه شعبة عن عبيد 63

باب تحريم الفرار من الزحف وصبر الواحد مع الإثنين
قال الله تبارك وتعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار } الآية وقال { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال } إلى آخر الآيتين

17856 - وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد أخبرنا أبو بكر هو بن حمدان النيسابوري ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن فذكرهن وذكر فيهن التولي يوم الزحف رواه البخاري في الصحيح عن الأويسي

17857 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال : كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو

17858 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان بن عيينة ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو بن دينار عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت هذه الآية { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } فكتب عليهم أن لا يفر العشرون من المائتين فأنزل الله عز و جل { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } فخفف عنهم وكتب عليهم أن لا يفر مائة من مائتين رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان

17859 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن الحسين بن النضر المروزي أنبأ الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان بن مسلم ثنا جرير بن حازم ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ جرير بن حازم ثنا الزبير بن الخريت عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } قال فرض عليهم أن لا يفر رجل من عشرة ولا قوم من عشر أمثالهم فجهد ذلك الناس وشق عليهم فنزلت { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } قال فأمروا أن لا يفر رجل من رجلين ولا قوم من مثليهم قال بن عباس فنقص من الصبر بقدر ما خفف من العدة هذا لفظ حديث عفان وفي رواية عبد الله بن المبارك فشق ذلك على المسلمين حين فرض أن لا يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف فقال الآن خفف الله عنكم الآية فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن عبد الله السلمي عن بن المبارك

17860 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : إن فر رجل من اثنين فقد فر وإن فر من ثلاثة لم يفر 64

باب من تولى متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة
17861 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بن عمر رضي الله عنهما قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فلقوا العدو فحاص الناس حيصة فأتينا المدينة ففتحنا بابها وقلنا يا رسول الله نحن الفرارون فقال بل أنتم العكارون وأنا فئتكم

17862 - وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا علي بن عاصم ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فلقينا العدو فحاص المسلمون حيصة فكنت فيمن حاص قلت في نفسي لا ندخل المدينة وقد بؤنا بغضب من الله ثم قلنا ندخلها فنمتاز منها فدخلنا فلقينا النبي صلى الله عليه و سلم وهو خارج إلى الصلاة فقلنا نحن الفرارون فقال بل أنتم العكارون فقلنا يا نبي الله أردنا أن لا ندخل المدينة وأن نركب البحر قال لا تفعلوا فإني فئة كل مسلم

17863 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قال أنا فئة كل مسلم

17864 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن سماك سمع سويدا سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لما هزم أبو عبيدة لو أتوني كنت فئتهم ذكر الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه أحاديث في البيعة على السمع والطاعة فيما استطاعوا وقد ذكرناها في قتال أهل البغي 65

باب النهي عن قصد النساء والولدان بالقتل
17865 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن بن كعب بن مالك عن عمه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين بعثه إلى بن أبي الحقيق نهاه عن قتل النساء والولدان

17866 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن عمرو الحرشي أنبأ أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا ليث بن سعد عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره : أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه و سلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل النساء والصبيان رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره عن الليث

17867 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن بشير وأبو أسامة قالا ثنا عبيد الله يعني بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي فنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل النساء والصبيان رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ورواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي أسامة وقد مضى في حديث بريدة عن النبي صلى الله عليه و سلم لا تقتلوا وليدا

17868 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ثنا عبد الوهاب يعني بن عطاء الخفاف ثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن الأسود بن سريع رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فغزوت معه فأصبنا ظفرا فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الذرية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما بال أقوام جاوز بهم القتل حتى قتلوا الذرية فقال رجل يا رسول الله إنما هم أبناء المشركين قال ألا إن خياركم أبناء المشركين ثم قال لا تقتلوا الذرية قالها ثلاثا وقال كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها قال أبو جعفر أحمد بن عبيد معنى قوله كل نسمة تولد على الفطرة يعني الفطرة التي فطرهم عليها حين أخرجهم من صلب آدم فأقروا بتوحيده وكذلك رواه هشيم عن يونس بن عبيد وذكر فيه سماع الحسن من الأسود بن سريع

17869 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم أنبأ يونس بن عبيد عن الحسن قال حدثنا الأسود بن سريع رضي الله عنه قال : كنا في غزوة لنا فذكر الحديث ورواه أيضا قتادة عن الحسن 66

باب قتل النساء والصبيان في التبييت والغارة من غير قصد وما ورد في إباحة
التبييت 17870 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضي الله عنهما قال أخبرني الصعب بن جثامة رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يسأل عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم هم منهم وزاد عمرو بن دينار عن الزهري هم من آبائهم لفظ حديث أبي عبد الله وفي روايتهما وربما قال سفيان في الحديث هم من آبائهم رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره كلهم عن سفيان

17871 - وأخبرنا أبو عبد الله وأبو زكريا وأبو بكر قالوا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي عن سفيان عن الزهري عن بن كعب بن مالك عن عمه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لما بعث إلى بن أبي الحقيق نهى عن قتل النساء والولدان لفظ حديث أبي عبد الله زاد أبو عبد الله في روايته قال الشافعي فكان سفيان يذهب إلى أن قول النبي صلى الله عليه و سلم هم منهم إباحة لقتلهم وأن حديث بن أبي الحقيق ناسخ له قال وكان الزهري إذا حدث بحديث الصعب بن جثامة أتبعه حديث بن كعب بن مالك قال الشافعي رحمه الله وحديث الصعب بن جثامة كان في عمرة النبي صلى الله عليه و سلم فإن كان في عمرته الأولى فقد قتل بن أبي الحقيق قبلها وقيل في سنتها وإن كان في عمرته الآخرة فهو بعد أمر بن أبي الحقيق غير شك والله أعلم قال ولم نعلمه رخص في قتل النساء والولدان ثم نهى عنه ومعنى نهيه عندنا والله أعلم عن قتل النساء والولدان أن يقصد قصدهم بقتل وهم يعرفون مميزين ممن أمر بقتله منهم قال ومعنى قوله هم منهم أنهم يجمعون خصلتين أن ليس لهم حكم الإيمان الذي يمنع الدم ولا حكم دار الإيمان الذي يمنع الغارة على الدار قال الشيخ رحمه الله أما قوله في حديث الصعب بن جثامة إن ذلك كان في عمرته

17872 - فإنما قال ذلك استدلالا بما أخبرنا أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا جعفر الفريابي ثنا علي بن المديني ثنا سفيان ثنا الزهري عن عبيد الله عن بن عباس عن الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا بالأبواء أو بودان فأهديت إليه لحم حمار وحش فرده علي فلما رأى الكراهية في وجهي قال إنه ليس بنا رد عليك ولكنا حرم قال وسئل عن ذراري المشركين فيبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال هم منهم قال وسمعته يقول لا حمى إلا لله ولرسوله قال علي فردده سفيان في هذا المجلس مرتين ثم قال حفظته غير مرة سمعته كان إذا حدث بهذا الحديث قال وأخبرني بن كعب بن مالك عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث إلى بن أبي الحقيق نهى عن قتل النساء والولدان

17873 - وأما تاريخ قتل بن أبي الحقيق وتاريخ عمرته فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق هو بن يسار قال : فلما انقضى أمر الخندق وأمر بني قريظة وكان أبو رافع سلام بن أبي الحقيق ممن كان حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه و سلم استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في قتل سلام بن أبي الحقيق وكان بخيبر فأذن لهم فيه قال ثم غزا بني المصطلق في شعبان سنة ست ثم خرج في ذي القعدة معتمرا عام الحديبية قال الشيخ ثم كانت عمرته التي تسمى عمرة القضاء ثم عمرة الجعرانة ثم عمرته في سنة حجته كلهن بعد ذلك وقتل بن أبي الحقيق كان قبلهن فكيف يكون نهيه في قصة بن أبي الحقيق عن قتل النساء والولدان ناسخا لحديث الصعب بن جثامة الذي كان بعده وزعموا أنه هاجر إلى النبي صلى الله عليه و سلم ومات في خلافة أبي بكر رضي الله عنه فإن كان سماعه الحديث من رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما هاجر فيكون ذلك أيضا بعد قصة بن أبي الحقيق فإن في حديث الهدية ما دل على أنه أول ما التقى بالنبي صلى الله عليه و سلم فيكون وجه الحديثين ما أشار إليه الشافعي رحمه الله من اختلاف الحالين والله أعلم

17874 - واحتج الشافعي في جواز التبييت أيضا بما أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عمر بن حبيب عن عبد الله بن عون أن نافعا كتب إليه يخبره ان بن عمر رضي الله عنه أخبره : أن النبي صلى الله عليه و سلم أغار على بني المصطلق وهم غارون في نعمهم بالمريسيع فقتل المقاتلة وسبى الذرية أخرجاه في الصحيح من حديث بن عون كما مضى

17875 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا عبد الصمد وأبو عامر عن عكرمة بن عمار ثنا إياس بن سلمة عن أبيه قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم علينا أبا بكر رضي الله عنه فغزونا ناسا من المشركين فبيتناهم نقتلهم وكان شعارنا تلك الليلة أمت أمت قال سلمة فقتلت بيدي تلك الليلة سبعة أهل أبيات من المشركين

17876 - وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إلى خيبر فجاءها ليلا وكان إذا جاء قوما بالليل لا يغير عليهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد والله محمد والخميس فقال النبي صلى الله عليه و سلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي وأما الحديث الذي

17877 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال : سار رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فانتهى إليها ليلا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا طرق قوما لم يغر عليهم حتى يصبح فإن سمع أذانا أمسك وإن لم يكونوا يصلون أغار عليهم حين يصبح فلما أصبح ركب وركب المسلمون وخرج أهل القرية ومعهم مكاتلهم ومساحيهم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا محمد والخميس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال أنس وإني لردف لأبي طلحة وإن قدمي لتمس قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم

17878 - وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي في رواية أنس : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يغير حتى يصبح ليس بتحريم للإغارة ليلا ولا نهارا ولا غارين في حال والله أعلم ولكنه على أن يكون يبصر من معه كيف يغيرون احتياطا من أن يؤتوا من كمين أو من حيث لا يشعرون وقد يختلط الحرب إذا أغاروا ليلا فيقتل بعض المسلمين بعضا قد أصابهم ذلك في قتل بن عتيك فقطعوا رجل أحدهم قال الشافعي رضي الله عنه قد أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالغارة على غير واحد من يهود فقتلوه قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق ويقال سلام بن أبي الحقيق

17879 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الجوهري ثنا أبو جعفر أحمد بن موسى الشطوي ثنا محمد بن سابق ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أبي رافع اليهودي وكان يسكن أرض الحجاز فندب له سرايا من الأنصار وأمر عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي النبي صلى الله عليه و سلم ويعين عليه وكان في حصين له بأرض الحجاز فلما دنوا منه غربت الشمس وراح الناس بسرحهم فقال لهم عبد الله اجلسوا مكانكم فإني منطلق فمتطلع الأبواب لعلي ادخل فأقتله حتى إذا دنا من الباب تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب فقال يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن اغلق الباب قال فدخلت فلما دخل الناس اغلق الباب ثم علق الأقاليد على وتد قال فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب وكان أبو رافع يسمر عنده في علال له فلما نزل عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل فقلت إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله قال فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت فقلت أبا رافع فقال من هذا فأهوى نحو الصوت فأضربه ضربة غير طائل وأنا دهش فلم أغن عنه شيئا وصاح فخرجت من البيت فمكثت غير بعيد ثم جئت فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع فقال لأمك الويل رجل في البيت ضربني قبل بالسيف قال فأضربه ضربة ثانية ولم أقتله ثم وضعت ضبابة السيف في بطنه ثم اتكيت عليه حتى سمعته أخذ في ظهره فعرفت أني قد قتلته فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت رجلي فعصبتها بعمامتي ثم إني انطلقت حتى جلست عند الباب قلت والله لا أخرج الليلة حتى أعلم أني قد قتلته أولا لا فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت أتعجل إلي أصحابي فقلت النجاء قد قتل الله أبا رافع حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثته فقال ابسط رجلك فبسطتها فمسحها فكأنما لم أشتكها قط

17880 - وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبيد الله بن موسى ح قال وأخبرني المنيعي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار وأمر عليهم عبد الله بن فلان وذكر الحديث بنحوه غير أنه قال فإني منطلق فمتلطف للبواب وقال فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأقاليد على وتد رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن عبيد الله بن موسى ويذكر من وجه آخر أن ذلك كان بخيبر وأن عبد الله بن أنيس هو الذي قتله وفي حديث آخر أن عبد الله بن أنيس ضربه وبن عتيك ذفف عليه وفي الروايات كلها أن بن عتيك ذفف عليه وفي الروايات كلها ان بن عتيك سقط فوثئت رجله قتل كعب بن الأشرف

17881 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا علي بن المديني ثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعت جابر بن عبد الله ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل وابراهيم بن محمد قالا ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله فقال له محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله يا رسول الله قال نعم قال أنا له يا رسول الله فأذن لي أن أقول قال قل فأتاه محمد بن مسلمة فقال أن هذا الرجل قد أخذنا بالصدقة وقد عنانا وقد مللنا منه فقال الخبيث لما سمعها وأيضا والله لتملنه أو لتملن منه ولقد علمت أن أمركم سيصير إلى هذا قال إنا لا نستطيع أن نسلمه حتى ننظر ما فعل وإنا نكره أن ندعه بعد أن اتبعناه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره وقد جئتك لتسلفني تمرا قال نعم على أن ترهنوني نساءكم قال محمد نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال فأولادكم قال فيعير الناس أولادنا أنا رهناهم بوسق أو وسقين وربما قال فيسب بن أحدنا فيقال رهن بوسق أو وسقين قال فأي شيء ترهنون قال نرهنك اللأمة يعني السلاح قال نعم فواعده أن يأتيه فرجع محمد إلى أصحابه فأقبل وأقبل معه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة وجاء معه رجلان آخران فقال إني مستمكن من رأسه فإذا أدخلت يدي في رأسه فدونكم الرجل فجاءوه ليلا وأمر أصحابه فقاموا في ظل النخل وأتاه محمد فناداه يا أبا الأشرف فقالت امرأته أين تخرج هذه الساعة فقال إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة فنزل إليه ملتحفا في ثوب واحد تنفح منه ريح الطيب فقال له محمد ما أحسن جسمك وأطيب ريحك قال إن عندي ابنة فلان وهي أعطر العرب قال فتأذن لي أن أشمه قال نعم فأدخل محمد يده في رأسه ثم قال أتأذن لي أن أشم أصحابي قال نعم فأدخلها في رأسه فأشم أصحابه ثم أدخلها مرة أخرى في رأسه حتى أمنه ثم إنه شبك يده في رأسه فنصاه ثم قال لأصحابه دونكم عدو الله فخرجوا عليه فقتلوه ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخبره رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله ورواه مسلم عن عبد لله بن محمد كلاهما عن سفيان بن عيينة

17882 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة : في هذه القصة قال فعانقه سلكان بن سلامة وقال اقتلوني وعدو الله فلم يزالوا يتخلصون إليه بأسيافهم حتى طعنه أحدهم في بطنه طعنة بالسيف خرج منها مصرانه وخلصوا إليه فضربوه بأسيافهم وكانوا في بعض ما يتخلصون إليه وسلكان معانقه أصابوا عباد بن بشر في وجهه أو في رجله ولا يشعرون ثم خرجوا يشتدون سراعا حتى إذا كانوا بجرف بعاث فقدوا صاحبهم فرجعوا أدراجهم فوجدوه من وراء الجرف فاحتملوه حتى أتوا به أهلهم من ليلتهم وذكر بن إسحاق هذه القصة عن محمد بن مسلمة قال وأصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه ورجله أصابه بعض أسيافنا وبمعناه ذكره بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة 67

باب المرأة تقاتل فتقتل
17883 - استدلالا بما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا عمر بن المرقع بن صيفي حدثني أبي عن جده رباح بن ربيع رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة فرأى الناس مجتمعين على شيء فبعث رجلا فقال انظر على ما اجتمع هؤلاء فجاء فقال على امرأة قتيل فقال ما كانت هذه لتقاتل قال وعلى المقدمة خالد بن الوليد فبعث رجلا فقال قل لخالد لا تقتلن امرأة ولا عسيفا

17884 - وفيما روى أبو داود في المراسيل عن موسى بن إسماعيل عن وهيب عن أيوب عن عكرمة : أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى امرأة مقتولة بالطائف فقال ألم أنه عن قتل النساء من صاحب هذه المرأة المقتولة قال رجل من القوم أنا يا رسول الله أردفتها فأرادت أن تصرعني فتقتلني فأمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن توارى

17885 - وعن موسى بن إسماعيل عن وهيب وعن سعيد بن منصور عن حماد بن زيد كلاهما عن أيوب عن عكرمة قال : لما حاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الطائف أشرفت امرأة فكشفت قبلها فقالت ها دونكم فارموا فرماها رجل من المسلمين فما أخطأ ذلك منها وفي حديث وهيب فما أخطأها ان قتلوها فأمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن توارى أخبرنا بهما أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسن الفسوي الداودي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكر الحديثين

17886 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها : قالت ما قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم امرأة من بني قريظة إلا امرأة واحدة والله إنها عندي لتضحك ظهرا لبطن وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقتل رجالهم بالسوق إذ هتف هاتف باسمها أين فلانة فقالت أنا والله فقلت ويلك ما لك فقالت أقتل والله قلت ولم قالت لحدث أحدثته فانطلق بها فضرب عنقها فما أنسى عجبا منها طيبة نفسها وكثرة ضحكها وقد عرفت أنها تقتل ذكر الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه عن أصحابه أنها كانت دلت على محمود بن مسلمة دلت عليه رحا فقتلته فقتلت بذلك قال وقد يحتمل أن تكون أسلمت وارتدت ولحقت بقومها فقتلها لذلك ويحتمل غير ذلك قال الشافعي رحمه الله لم يصح الخبر لأي معنى قتلها وقد قيل إن محمود بن مسلمة قتل بخيبر ولم يقتل يوم بني قريظة

17887 - واحتج بمعنى الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن سهل أحد بني حارثة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرج مرحب اليهودي من حصن خيبر قد جمع سلاحه وهو يرتجز ويقول من يبارز فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لهذا فقال محمد بن مسلمة أنا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتلوا أخي بالأمس وذكر الحديث قال الشيخ رحمه الله والمنقول عندنا في قصة هذه المرأة ما

17888 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي محمد بن جعفر الدقاق ثنا محمد بن جرير فيما حدثهم محمد بن حميد عن سلمة عن محمد بن إسحاق والحارث بن محمد عن محمد بن سعد عن الواقدي أنهم قالوا إن خلاد بن سويد بن ثعلبة الخزرجي دلت عليه فلانة امرأة من بني قريظة رحا فشدخت رأسه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له : أجر شهيدين فقتلها رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما ذكر وكان خلاد بن سويد قد شهد بدرا وأحدا والخندق وبني قريظة وهذا من قول بن إسحاق والواقدي منقطع 68

باب قطع الشجر وحرق المنازل
17889 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق بن أبي الفوارس العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني الليث بن سعد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا تميم بن محمد ثنا محمد بن رمح قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقالوا ثنا الليث عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فأنزل الله عز و جل { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين } رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقتيبة وبن رمح

17890 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا معاذ بن المثنى ويوسف القاضي قالا ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم قطع نخل بني النضير وحرق رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير

17891 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا هناد بن السري ثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قطع نخل بني النضير وحرق ولها يقول حسان بن ثابت
( وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير ) وفي هذا نزلت هذه الآية { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها } رواه مسلم في الصحيح عن هناد بن السري

17892 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبد الله بن أبي مريم ثنا عمرو بن أبي سلمة أنبأ عبد الله بن نافع الصائغ عن إسماعيل بن إبراهيم عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرق بعض نخل بني النضير وقطع بعضا وقيل في ذلك شعر
( وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير )
( تركتم قدركم لا شيء فيها ... وقدر القوم حامية تفور 17893 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين محمد بن يعقوب أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق حدثني أبو المنذر رجاء بن الجارود ثنا يحيى بن حماد أنبأ جويرية بن أسماء عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم حرق نخل بني النضير قال ولها يقول حسان بن ثابت
( وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير ) قال فأجابه أبو سفيان بن الحارث
( أدام الله ذلك من صنيع ... وحرق في نواحيها السعير )
( ستعلم أينا منها بنزه ... وتعلم أي أرضينا تضير ) رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن حبان عن جويرية

17894 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة رضي الله عنه قال : أمرني النبي صلى الله عليه و سلم أن أغير على أبنا صباحا وأحرق

17895 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود السجستاني ثنا عبد الله بن عمرو الغزي قال : سمعت أبا مسهر قيل له أبنا قال نحن أعلم هي يبنا فلسطين

17896 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأكمة عند حصن الطائف فحاصرهم بضع عشرة ليلة وقاتلته ثقيف بالنبل والحجارة وهم في حصن الطائف وكثرت القتلى في المسلمين وفي ثقيف وقطع المسلمون شيئا من كروم ثقيف ليغيظوهم بذلك قال عروة وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين حين حاصروا ثقيف أن يقطع كل رجل من المسلمين خمس نخلات أو حبلات من كرومهم فأتاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله إنها عفا لم تؤكل ثمارها فامرهم أن يقطعوا ما أكلت ثمرته الأول فالأول

17897 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ محمد بن عبد الله بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة حدثني موسى بن عقبة في غزوة الطائف قال : ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأكمة عند حصن الطائف بضع عشرة ليلة يقاتلهم فذكره قال وقطعوا طائفة من أعنابهم ليغيظوهم بها فقالت ثقيف لا تفسدوا الأموال فإنها لنا أو لكم قال واستأذنه المسلمون في مناهضة الحصن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أرى أن نفتحه وما أذن لنا فيه الآن

17898 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي : نصب رسول الله صلى الله عليه و سلم على أهل الطائف منجنيقا أو عرادة

17899 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أحمد بن سلمان قال قرئ على عبد الملك بن محمد وأنا أسمع ثنا عبد الله بن عمرو بصري وكان حافظا ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي عبيدة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حاصر أهل الطائف ونصب عليهم المنجنيق سبعة عشر يوما قال أبو قلابة وكان ينكر عليه هذا الحديث قال الشيخ رحمه الله فكأنه كان ينكر عليه وصل إسناده ويحتمل أنه إنما أنكر رميهم يومئذ بالمجانيق فقد روى أبو داود في المراسيل عن أبي صالح عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن يحيى هو بن أبي كثير قال حاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم شهرا قلت فبلغك أنه رماهم بالمجانيق فأنكر ذلك وقال ما يعرف هذا قال الشيخ رحمه الله كذا قال يحيى إنه لم يبلغه وزعم غيره أنه بلغه روى أبو داود في المراسيل عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن ثور عن مكحول أن النبي صلى الله عليه و سلم نصب المجانيق على أهل الطائف وقد ذكره الشافعي في القديم

17900 - أخبرنا بهذا الحديث أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود : فذكرهما وقد ذكره الواقدي عن شيوخه كما ذكره مكحول وزعم أن الذي أشار به سلمان الفارسي وذكر الشافعي في القديم حديث بن المبارك عن موسى بن علي عن أبيه أن عمرو بن العاص نصب المنجنيق على أهل الإسكندرية

17901 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك أنبأ بن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب : في فتح قيسارية قال فكانوا يرمونها في كل يوم بستين منجنيقا وذلك في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فتح الله على يدي معاوية وعبد الله بن عمرو

17902 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هلال بن العلاء ثنا أبو ربيعة العامري ثنا أبو عوانة عن هارون بن سعيد عن أبي صالح الحنفي عن علي رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أغور ماء آبار بدر وكذلك رواه يوسف بن خالد بن عمير عن هارون ويوسف وأبو ربيعة محمد بن عوف ضعيفان وروى أبو داود في المراسيل عن محمد بن عبيد عن حماد عن يحيى بن سعيد قال استشار رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر فقال الحباب بن المنذر نرى أن تغور المياه كلها غير ماء واحد فنلقى القوم عليه

17903 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال : كان أبو بكر رضي الله عنه يأمر أمراءه حين كان يبعثهم في الردة إذا غشيتم دارا فذكر الحديث إلى أن قال فشنوها غارة فاقتلوا وأحرقوا وانهكوا في القتل والجراح لا يرى بكم وهن لموت نبيكم صلى الله عليه و سلم 69

باب من اختار الكف عن القطع والتحريق إذا كان الأغلب أنها ستصير دار
إسلام أو دار عهد 17904 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبدا لعزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الكرابيسي الهروي بها أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب : أن أبا بكر رضي الله عنه لما بعث الجنود نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة قال لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنية الوداع فقالوا يا خليفة رسول الله أتمشي ونحن ركبان فقال إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله ثم جعل يوصيهم فقال أوصيكم بتقوى الله اغزوا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله فإن الله ناصر دينه ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تجبنوا ولا تفسدوا في الأرض ولا تعصوا ما تؤمرون فإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال فإن هم أجابوك فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ادعوهم إلى الإسلام فإن هم أجابوك فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين وليس لهم في الفيء والغنائم شيء حتى يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم إن شاء الله ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ولا تهدموا بيعة ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون آخرين اتخذ الشيطان في رؤوسهم أفحاصا فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله

17905 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول : هذا حديث منكر ما أظن من هذا شيء هذا كلام أهل الشام أنكره أبي على يونس من حديث الزهري كأنه عنده من يونس عن غير الزهري

17906 - أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال : قال الشافعي رحمه الله ولعل أمر أبي بكر رضي الله عنه بأن يكفوا عن أن يقطعوا شجرا مثمرا إنما هو لأنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يخبر أن بلاد الشام تفتح على المسلمين فلما كان مباحا له أن يقطع ويترك اختار الترك نظرا للمسلمين لا لأنه رآه محرما لأنه قد حضر مع النبي صلى الله عليه و سلم تحريقه بالنضير وخيبر والطائف 70

باب تحريم قتل ما له روح إلا بأن يذبح فيؤكل
17907 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أنبأ بن عيينة عن عمرو بن دينار عن صهيب مولى عبد الله بن عامر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها سأله الله عن قتله قيل يا رسول الله وما حقها قال أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمي بها قال الشافعي رحمه الله ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المصبورة

17908 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنبأ أبو الوليد ثنا سعيد عن هشام بن زيد قال : دخلت مع أنس رضي الله عنه على الحكم بن أيوب فرأى غلمانا أو فتيانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال أنس نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصبر البهائم رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

17909 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم ثنا يحيى بن سعيد عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل شيء من البهائم صبرا رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن يحيى

17910 - أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث جيوشا إلى الشام فذكر الحديث في وصيته إلى أن قال ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة

17911 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أبي عمران الجوني : أن أبا بكر رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معه فذكر الحديث إلى أن قال ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرا إلا لمأكل

17912 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع قال : قال الشافعي قال أبو يوسف حدثنا بعض أشياخنا عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم أنه قيل لمعاذ بن جبل رضي الله عنه إن الروم يأخذون ما حسر من خيلنا فيستعجلونها ويقاتلون عليها أفنعقر ما حسر من خيلنا فقال لا ليسوا بأهل أن ينتقصوا منكم إنما هم غدا رقيقكم وأهل ذمتكم زاد أبو سعيد في روايته في موضع آخر قال الشافعي رحمه الله وقد بلغنا عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه أوصى ابنه لا يعقر حسرا وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه نهى عن عقر الدابة إذا هي قامت وعن قبيصة أن فرسه قام عليه بأرض الروم فتركه ونهى عن عقره أخبرنا من سمع هشام بن الغاز يروي عن مكحول أنه سأله عنها فنهاه وقال إن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن المثلة

17913 - أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح ثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي الهمذاني ثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي ثنا آدم ثنا شعبة ثنا المنهال قال كنت أمشي مع سعيد بن جبير فقال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لعن الله من مثل بالحيوان

17914 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا خالد بن حميد ثنا عمر بن سعيد اللخمي عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي رهم السماعي صاحب النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من عقر بهيمة ذهب ربع أجره ومن حرق نخلا ذهب ربع أجره ومن غاش شريكه ذهب ربع أجره ومن عصى إمامه ذهب أجره كله في هذا الإسناد ضعف وفي الأول كفاية

17915 - وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف : قال والله لكأني انظر إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم تقدم فقاتل حتى قتل

17916 - فقد أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله فإن قال قائل فقد روي : أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عقر عند الحرب فلا أحفظ ذلك من وجه يثبت عند الانفراد ولا أعلمه مشهورا عند عوام أهل العلم بالمغازي

17917 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه قال قال أبو داود السجستاني هذا الحديث ليس بذلك القوي وقد جاء فيه نهي كثير عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الشيخ رحمه الله الحفاظ يتوقون ما ينفرد به بن إسحاق وإن صح فلعل جعفرا رضي الله عنه لم يبلغه النهي والله أعلم 71

باب الرخصة في عقر دابة من يقاتله حال القتال
17918 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله قد عقر حنظلة بن الراهب بأبي سفيان بن حرب يوم أحد فاكتسعت فرسه به فسقط عنها فجلس على صدره ليذبحه فرآه بن شعوب فرجع إليه يعدو كأنه سبع فقتله واستنقذ أبا سفيان من تحته قال فقال أبو سفيان من بعد ذلك
( فلو شئت نجتني كميت رحيلة ... ولم أحمل النعماء لابن شعوب )
( وما زال مهري مزجر الكلب منهم ... لدا غدوة حتى دنت لغروب )
( أقاتلهم طرا وأدعوا يآل غالب ... وأدفعهم عني بركن صليب ) :

17919 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق عن الزهري وغيره في قصة أحد : فذكر قصة حنظلة مع أبي سفيان وما كان من معونة بن شعوب أبا سفيان وقتله حنظلة إلا أنه لم يذكر العقر ثم ذكر أبيات أبي سفيان بنحو مما ذكرهن الشافعي وزاد عليهن قال بن إسحاق واسم بن شعوب شداد بن الأسود كذا قال وقد ذكر الواقدي في هذه القصة عقره فرسه

17920 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن أحمد الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر الواقدي عن شيوخه : فذكروا قصة حنظلة قالوا وأخذ حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه سلاحه فلحق برسول الله صلى الله عليه و سلم بأحد وهو يسوي الصفوف فلما انكشف المشركون اعترض حنظلة لأبي سفيان بن حرب فضرب عرقوب فرسه فاكتسعت الفرس ويقع أبو سفيان إلى الأرض فجعل يصيح يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب وحنظلة يريد ذبحه بالسيف فأسمع الصوت رجالا لا يلتفتون إليه في الهزيمة حتى عاينه الأسود بن شعوب فحمل على حنظلة بالرمح فأنفذه وهرب أبو سفيان

17921 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ أبو عامر العقدي ثنا عكرمة بن عمار اليمامي عن إياس بن سلمة عن أبيه : فذكر الحديث في الحديبية ورجوعهم إلى المدينة قال فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم ظهرا مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وخرجت معه بفرس طلحة أبديه مع الظهر فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن بن عيينة قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستاقه أجمع وقتل راعيه فقلت يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله وأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن المشركين قد أغاروا على سرحه قال ثم قمت على ثنية فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثة أصوات يا صباحاه قال ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز
( أنا بن الأكوع ... واليوم يوم الرضع (

قال فأرمي رجلا فأضع السهم حتى يقع في كتفه وقلت
)
( خذها وأنا بن الأكوع ... واليوم يوم الرضع (
قال فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة فجلست
في أصلها فرميته فعقرت به فإذا تضايق الجبل فدخلوا في متضايق رقيت الجبل ثم جعلت أرديهم بالحجارة قال فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله بعيرا من ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا جعلته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه وذكر الحديث إلى أن قال فما برحت مكاني حتى نظرت إلى فوارس رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخللون الشجر وإذا أولهم الأخرم الأسدي وعلى أثره أبو قتادة الأنصاري وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي فأخذت بعنان فرس الأخرم قلت يا أخرم إن القوم قليل فاحذرهم لا يقتطعونك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه فقال يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول عبد الرحمن على فرسه فلحق أبو قتادة عبد الرحمن فطعنه فقتله وعقر به عبد الرحمن فتحول أبو قتادة على فرس الأخرم وخرجوا هاربين وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم ( 72
باب الأسير يوثق
17922 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : بعث النبي صلى الله عليه و سلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد وذكر الحديث قد أخرجاه في الصحيح بطوله كما مضى

17923 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن مسلم بن عبد الله عن جندب بن مكيث قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن غالب الليثي في سرية فكنت فيهم فأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملوح في الكديد فخرجنا حتى إذا كنا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء الليثي فأخذناه فقال إنما جئت أريد الإسلام وإنما خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا إن تك مسلما لم يضرك رباطنا يوما وليلة وإن تكن غير ذلك نستوثق منك فشددناه وثاقا

17924 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لما أمسى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر والأسارى محبوسون بالوثاق بات رسول الله صلى الله عليه و سلم ساهرا أول الليل فقال له أصحابه يا رسول الله ما لك لا تنام وقد أسر العباس رجل من الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت أنين عمي العباس في وثاقه فأطلقوه فسكت فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم

17925 - وبإسناده عن بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال : قدم بالأسارى حين قدم بهم المدينة وسودة بنت زمعة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم عند آل عفراء في مناخهم على عوف ومعوذ ابني عفراء وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب قالت سودة فوالله إني لعندهم إذ أتينا فقيل هؤلاء الأسارى قد أتي بهم فرجعت إلى بيتي ورسول الله صلى الله عليه و سلم فيه وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة يداه مجموعتان إلى عنقه بحبل فوالله ما ملكت حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما فما انتهيت إلا بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم من البيت يا سودة أعلى الله وعلى رسوله فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بالحبل أن قلت ما قلت

17926 - حدثنا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري ثنا أبو عاصم النبيل أنبأ بن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها بأسير وعندها نسوة فلهينها عنه فذهب الأسير فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا عائشة أين الأسير فقالت نسوة كن عندي فلهينني عنه فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قطع الله يدك وخرج فأرسل في أثره فجيء به فدخل النبي صلى الله عليه و سلم وإذا عائشة رضي الله عنها قد أخرجت يديها فقال ما لك قالت يا رسول الله إنك دعوت علي بقطع يدي وإني معلقة يدي انتظر من يقطعها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أجننت ثم رفع يديه وقال اللهم من كنت دعوت عليه فاجعله له كفارة وطهورا 73

باب ترك قتل من لا قتال فيه من الرهبان والكبير وغيرهما
17927 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه إما أن تركب وإما أن أنزل فقال له أبو بكر رضي الله عنه ما أنت بنازل ولا أنا براكب إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله قال إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه ولا تغلل ولا تجبن وروينا في حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما مضى في مسألة التحريق

17928 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ روح بن القاسم عن يزيد بن أبي مالك الشامي قال : جهز أبو بكر الصديق رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان بعثة إلى الشام أميرا فمشى معه وذكر الحديث بمعناه

17929 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني صالح بن كيسان قال : لما بعث أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من الأرباع خرج أبو بكر رضي الله عنه معه يوصيه ويزيد راكب وأبو بكر يمشي فقال يزيد يا خليفة رسول الله إما أن تركب وإما أن أنزل فقال ما أنت بنازل وما أنا براكب إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون فيها بأصناف من الطعام فسموا الله على أولها واحمدوه على آخرها وإنكم ستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم وستجدون أقواما قد اتخذ الشيطان على رؤوسهم مقاعد يعني الشمامسة فاضربوا تلك الاعناق ولا تقتلوا كبيرا هرما ولا امرأة ولا وليدا ولا تخربوا عمرانا ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه ولا تغدر ولا تمثل ولا تجبن ولا تغلل ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز أستودعك الله وأقرئك السلام ثم انصرف

17930 - وبإسناده عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير وقال لي : هل تدري لم فرق أبو بكر رضي الله عنه وأمر بقتل الشمامسة ونهى عن قتل الرهبان فقلت لا أراه إلا لحبس هؤلاء أنفسهم فقال أجل ولكن الشمامسة يلقون القتال فيقاتلون دون الرهبان وإن الرهبان دأبهم أن لا يقاتلوا وقد قال الله عز و جل { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم }

17931 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أبي عمران الجوني : أن أبا بكر رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معه يشيعه قال يزيد بن أبي سفيان إني أكره أن تكون ماشيا وأنا راكب قال فقال إنك خرجت غازيا في سبيل الله وإني احتسب في مشيي هذا معك ثم أوصاه فقال لا تقتلوا صبيا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا ولا مريضا ولا راهبا ولا تقطعوا مثمرا ولا تخربوا عامرا ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة إلا لمأكل ولا تغرقوا نخلا ولا تحرقوه

17932 - وقد روي في ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن خالد بن الفزر حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين

17933 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا بن أبي أويس ثنا إبراهيم بن إسماعيل ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء المصري بمكة رحمه الله ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت إملاء أنبأ أحمد بن حماد زغبة ثنا سعيد بن الحكم ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ثنا داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث جيشا وفي رواية بن أبي أويس قال عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان إذا بعث جيوشه قال أخرجوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا ولا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع ليس في رواية المصري قوله ولا تغلوا والباقي مثله

17934 - أخبرنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عاصم بن علي ثنا قيس بن الربيع عن عمر مولى عنبسة القرشي عن زيد بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : كان نبي الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث جيشا من المسلمين إلي المشركين قال انطلقوا باسم الله فذكر الحديث وفيه ولا تقتلوا وليدا طفلا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا ولا تغورن عينا ولا تعقرن شجرة إلا شجرا يمنعكم قتالا أو يحجز بينكم وبين المشركين ولا تمثلوا بآدمي ولا بهيمة ولا تغدروا ولا تغلوا في هذا الإسناد إرسال وضعف وهو بشواهده مع ما فيه من الآثار يقوى والله أعلم

17935 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني بن صفوان وعطاف بن خالد عن خالد بن زيد قال : خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مشيعا لأهل مؤتة حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا باسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام وستجدون فيهم رجالا في الصوامع معتزلين من الناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشيطان في رؤوسهم مفاحص فافلقوها بالسيوف ولا تقتلوا امرأة ولا صغيرا ضرعا ولا كبيرا فانيا ولا تقطعن شجرة ولا تعقرن نخلا ولا تهدموا بيتا وهذا أيضا منقطع وضعيف

17936 - وقد أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير أبو زكريا حدثني المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن أبي الزناد حدثني المرقع بن صيفي عن جده رباح بن الربيع أخي حنظلة الكاتب أنه أخبره : أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاها وخالد بن الوليد على مقدمته فمر رباح وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم على امرأة مقتولة مما أصابته المقدمة فوقفوا ينظرون إليها ويتعجبون من خلقها حتى لحقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم على ناقة له قال ففرجوا عن المرأة فوقف رسول الله صلى الله عليه و سلم عليها ثم قال ها ما كانت هذه تقاتل قال ثم نظر في وجوه القوم فقال لأحدهم الحق خالد بن الوليد فلا يقتلن ذرية ولا عسيفا قال البخاري رباح بن الربيع أصح ومن قال رياح فهو وهم كذا قال أبو عيسى

17937 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا حماد بن زيد ووهيب بن خالد عن أيوب السختياني عن رجل عن أبيه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل الوصفاء والعسفاء

17938 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا زهير بن معاوية عن يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : اتقوا الله في الفلاحين فلا تقتلوهم إلا أن ينصبوا لكم الحرب

17939 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا عبد الرحيم الرازي عن أشعث عن أبي الزبير عن جابر قال : كانوا لا يقتلون تجار المشركين 74

باب قتل من لا قتال فيه من الكفار جائز وإن كان الاشتغال بغيره أولى
17940 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا ح قال وأخبرني أبو عمرو هو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن براد ثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال : لما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من حنين بعث أبا عامر على جيش أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه وذكر الحديث إلى أن قال عن أبي موسى فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل وعنده فراش قد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم وجنبه فأخبرته بخبري وخبر أبي عامر وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن براد وأخرجاه جميعا عن أبي كريب عن أبي أسامة

17941 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار : في قصة أوطاس قال فأدرك ربيعة بن رفيع دريد بن الصمة فأخذ بخطام جملة وهو يظن أنه امرأة وذلك أنه كان في شجار له فإذا هو برجل فأناخ به فإذا هو شيخ كبير وإذا هو دريد ولا يعرفه الغلام فقال دريد ماذا تريد قال قتلك قال ومن أنت قال ربيعة بن رفيع السلمي ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا فقال دريد بئس ما سلحتك أمك خذ سيفي هذا من مؤخر الشجار ثم اضرب به وارفع عن العظام واخفض عن الدماغ فإني كذلك كنت اقتل الرجال فقتله

17942 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي قتل يوم حنين دريد بن الصمة بن خمسين ومائة سنة في شجار لا يستطيع الجلوس فذكر للنبي صلى الله عليه و سلم فلم ينكر قتله قال الشافعي وقتل أعمى من بني قريظة بعد الإسار وهذا يدل على قتل من لا يقاتل من الرجال البالغين إذا أبى الإسلام والجزية قال الشيخ هو الزبير بن باطا القرظي قد ذكرنا قصته فيما مضى

17943 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن حجاج عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم قال الشافعي ولو جاز أن يعاب قتل من عدا الرهبان لمعنى أنهم لا يقاتلون لم يقتل الأسير ولا الجريح المثبت وقد ذفف على الجرحى بحضرة رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم أبو جهل بن هشام ذفف عليه بن مسعود وغيره

17944 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سليمان التيمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من ينظر ما صنع أبو جهل قال فانطلق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فوجده قد ضربه ابنا عفراء فنزل فأخذ بلحيته قال أنت أبو جهل قال وهل فوق رجل قتلتموه أو قتله قومه أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن سليمان التيمي

17945 - أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو وكيع عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر انتهيت إلى أبي جهل وهو مصروع فضربته بسيفي فما صنع شيئا وندر سيفه فضربته ثم أتيت به النبي صلى الله عليه و سلم في يوم حار كأنما أقبل من الأرض فقلت يا رسول الله هذا عدو الله أبو جهل قد قتل فقال النبي صلى الله عليه و سلم آلله لقد قتل قلت آلله لقد قتل قال فانطلق بنا فأرناه فجاء فنظر إليه فقال هذا كان فرعون هذه الأمة كذا قال عن عمرو بن ميمون والمحفوظ عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه وقد مضى ذلك

17946 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا بن المبارك أنبأ هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير : أنه كان مع أبيه يوم اليرموك فلما أنهزم المشركون وحمل فجعل يجيز على جرحاهم قال الشافعي رحمه الله ولا أعلم يثبت عن أبي بكر رضي الله عنه خلاف هذا ولو كان ثبت لكان يشبه أن يكون أمرهم بالجد على قتال من يقاتلهم ولا يتشاغلوا بالمقام على موضع هؤلاء قال الشيخ وإنما قال هذا لأن الروايات التي ذكرناها عن أبي بكر رضي الله عنه كلها مراسيل إلا أنها رويت من أوجه ورواها بن المسيب وهو حسن المرسل وذكر الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه حديث المرقع ثم ضعفه بأن مرقعا ليس بالمعروف وذكر حديث أيوب عن رجل عن أبيه ثم قال وهذا كالذي ذكرنا من قبله مجهول وأما حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة فلم يذكره الشافعي وهو أضعف مما رده بالجهالة والله أعلم 75

باب أمان العبد
17947 - حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء ثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي ثنا محمد بن أيوب بن يحيى الرازي أنبأ محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف ومن والى مؤمنا بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الثوري وقد مضى حديث قيس بن عباد عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم المؤمنون تكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم ومضى ذلك في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم

17948 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأ جدي ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يجير على أمتي أدناهم

17949 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة بن الحجاج عن عاصم الأحول عن فضيل بن زيد قال : كنا مصافي العدو قال فكتب عبد في سهم أمانا للمشركين فرماهم به فجاؤوا فقالوا قد آمنتمونا قالوا لم نؤمنكم إنما أمنكم عبد فكتبوا فيه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن العبد من المسلمين وذمته ذمتهم وأمنهم

17950 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد ثنا جعفر بن أحمد ثنا الحسن بن عيسى عن بن المبارك عن معمر عن زياد بن مسلم : أن رجلا من الهند قدم بأمان عبد ثم قتله رجل من المسلمين قال فبعث عمر بن عبد العزيز بديته إلى ورثته وقد روي في حديث أهل البيت ما

17951 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الصوفي قال قرئ على أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر وأنا أسمع قال حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا أبي إسماعيل عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس للعبد من الغنيمة شيء إلا خرثي المتاع وأمانة جائز إذا هو أعطى القوم الأمان 76

باب أمان المرأة
17952 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا السري بن خزيمة ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك ح وحدثنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرائيني ثنا أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي بخسرو جرد ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها تقول : ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته عليها السلام تستره بثوب قالت فسلمت فقال من هذه فقلت أم هانئ بنت أبي طالب فقال مرحبا بأم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفا في ثوب واحد فلما انصرف قلت يا رسول الله زعم بن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلا أجرته فلان بن هبيرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ قالت أم هانئ وذلك ضحى لفظ حديث يحيى بن يحيى وفي حديث القعنبي ثم انصرف فقلت والباقي سواء رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

17953 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد المقرئ وأبو صادق محمد بن أحمد بن محمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه عن أم هانئ رضي الله عنها قالت أجرت حموين لي من المشركين فدخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فتفلت عليهما ليقتلهما وقال لم تجيري المشركين فقالت والله لا تقتلهما حتى تبدأ بي قبلهما فخرجت وقالت اغلقوا دونه الباب وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : ما كان ذلك له وقد أمنا من أمنت وأجرنا من أجرت

17954 - أخبرنا أبو عبد الله وأبو بكر وأبو محمد وأبو صادق قالوا ثنا أبو العباس أنبا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عياض بن عبد الله عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى بن عباس عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن أم هانئ بنت أبي طالب حدثته : أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم زعم بن أمي علي أنه قاتل من أجرت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أجرنا من أجرت

17955 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن كانت المرأة لتأخذ على المسلمين فيجوزون ذلك لها

17956 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن لهيعة عن موسى بن جبير الأنصاري عن عراك بن مالك الغفاري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم : أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسل إليها زوجها أبو العاص بن الربيع أن خذي لي أمانا من أبيك فخرجت فاطلعت رأسها من باب حجرتها والنبي صلى الله عليه و سلم في صلاة الصبح يصلي بالناس فقالت أيها الناس أنا زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وإني قد أجرت أبا العاص فلما فرغ النبي صلى الله عليه و سلم من الصلاة قال أيها الناس إني لم أعلم بهذا حتى سمعتموه ألا وإنه يجير على المسلمين أدناهم

17957 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن رومان قال : لما دخل أبو العاص بن الربيع على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم واستجار بها خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الصبح فلما كبر في الصلاة صرخت زينب أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلاته قال أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على زينب فقال أي بنية أكرمي مثواه ولا يقربنك فإنك لا تحلين له ولا يحل لك هكذا أخبرنا في كتاب المغازي منقطعا وحدثنا به في كتاب المستدرك عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت صرخت زينب فذكره

17958 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان بن سعيد عن وائل بن داود عن عبد الله البهي عن زينب رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه و سلم إن أبا العاص بن الربيع إن قرب فابن عم وإن بعد فأبو ولد وإني قد أجرته فأجازه النبي صلى الله عليه و سلم وقيل عن عبد الله أن زينب رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلم وهو مرسل 77

باب كيف الأمان أخبرنا
17959 - أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ الأعمش عن أبي وائل قال : جاءنا كتاب عمر رضي الله عنه وإذا حاصرتم قصرا فأرادوكم أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلوهم فإنكم لا تدرون ما حكم الله فيهم ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم ما أحببتم وإذا قال الرجل للرجل لا تخف فقد أمنه وإذا قال مترس فقد أمنه وإذا قال له أظنه لا تدهل فقد أمنه فإن الله يعلم الألسنة ورواه الثوري عن الأعمش فقال في آخره وإن قال لا تذهل فقد أمنه فإن الله يعلم الألسنة

17960 - أخبرناه أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أبو خليفة ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال : جاء كتاب عمر رضي الله عنه ونحن محاصرون قصرا فذكره بمعناه

17961 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ لفظا وأبو سعيد بن أبي عمرو قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا المعتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الله ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال : بعث عمر رضي الله عنه الناس من أفناء الأمصار يقاتلون المشركين قال فبينما عمر رضي الله عنه كذلك إذ أتي برجل من المشركين من أهل الأهواز قد أسر فلما أتي به قال بعض الناس للهرمزان أيسرك أن لا تقتل قال نعم وما هو قال إذا قربوك من أمير المؤمنين فكلمك فقل إني أفرق أن أكلمك فيقول لا تفرق فإن أراد قتلك فقل إني في أمان إنك قلت لا تفرق قال فحفظها الرجل فلما أتي به عمر رضي الله عنه قال له في بعض ما يسائله عنه إني افرق يعني فقال لا تفرق قال فلما فرغ من كلامه ساءله عما شاء الله ثم قال له إني قاتلك قال فقال قد أمنتني فقال ويحك ما أمنتك قال قلت لا تفرق قال صدق إما لي فأسلم قال نعم فأسلم ثم ذكر الحديث بطوله

17962 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ الثقفي عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر رضي الله عنه فقدمت به على عمر رضي الله عنه فلما انتهينا إليه قال له عمر رضي الله عنه تكلم قال كلام حي أو كلام ميت قال تكلم لا بأس قال إنا وإياكم معاشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم كنا نتعبدكم ونقتلكم ونغصبكم فلما كان الله معكم لم يكن لنا يدان فقال عمر رضي الله عنه ما تقول فقلت يا أمير المؤمنين تركت بعدي عدوا كثيرا وشوكة شديدة فإن قتلته يأيس القوم من الحياة ويكون أشد لشوكتهم فقال عمر رضي الله عنه أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور فلما خشيت أن يقتله قلت ليس إلى قتله سبيل قد قلت له تكلم لا بأس فقال عمر رضي الله عنه ارتشيت وأصبت منه فقال والله ما ارتشيت ولا أصبت منه قال لتأتيني على ما شهدت به بغيرك أو لأبدأن بعقوبتك قال فخرجت فلقيت الزبير بن العوام رضي الله عنه فشهد معي وأمسك عمر رضي الله عنه وأسلم يعني الهرمزان وفرض له 78

باب نزول أهل الحصن أو بعضهم على حكم الإمام أو غير الإمام إذا كان
المنزول على حكمه مأمونا 17963 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن أيوب أخبرني أبو الوليد ثنا شعبة أنبأني سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء فقال قوموا إلى سيدكم أو خيركم فقعد عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك قال فإني أحكم أن تقتل مقاتلتهم رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من حديث شعبة

17964 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة وعبد الله بن محمد قالا ثنا محمد بن رافع والحسين بن منصور قالا ثنا عبد الله بن نمير ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعناها اخرج إليهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فأين قال ههنا وأشار إلى بني قريظة فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فرد الحكم فيهم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وتسبى الذرية وتقسم أموالهم قال أبي فأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لقد حكمت فيهم بحكم الله رواه البخاري في الصحيح عن زكريا بن يحيى ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره كلهم عن بن نمير

17965 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين خيرا وذكر الحديث قال وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم فإنك لا تدري أتصيب حكم الله أم لا زاد فيه وكيع عن سفيان ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم

17966 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن سليمان الأنباري ثنا وكيع عن سفيان : فذكره أخرجه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم وأخرجه من حديث وكيع وروينا في ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الباب قبله 79

باب الكافر الحربي يقتل مسلما ثم يسلم لم يكن عليه قود
17967 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجين بن المثنى ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو الضمري قال : خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة وقال أبو داود في روايته عن عبد العزيز ثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عدي بن الخيار كذا في كتابي قال أقبلنا من الروم فلما قربنا من حمص قلنا لو مررنا بوحشي فسألناه عن قتل حمزة فلقينا رجلا فذكرنا ذلك له فقال هو رجل قد غلب عليه الخمر فإن أدركتماه وهو صاح لم تسألاه عن شيء إلا أخبركما وإن أدركتماه شاربا فلا تسألاه فانطلقنا حتى انتهينا إليه قد ألقي له شيء على بابه وهو جالس صاح فقال بن الخيار قلت نعم قال ما رأيتك منذ حملتك إلي أمك بذي طوى إذ وضعتك فرأيت قدميك فعرفتهما قال قلت جئناك نسألك عن قتل حمزة قال سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ سألني كنت عبدا لآل مطعم فقال لي بن أخي مطعم إن أنت قتلت حمزة بعمي فأنت حر فانطلقت يوم أحد معي حربتي وأنا رجل من الحبشة ألعب بها لعبهم فخرجت يومئذ ما أريد أن أقتل أحدا ولا أقاتله إلا حمزة فخرجت فإذا أنا بحمزة كأنه بعير أورق ما يرفع له أحد إلا قمعه بالسيف فهبته وبادرني إليه رجل من بني ولد سباع فسمعت حمزة يقول إلي يا بن مقطعة البظور فشد عليه فقتله وجعلت ألوذ منه فلذت منه بشجرة ومعي حربتي حتى إذا استمكنت منه هززت الحربة حتى رضيت منها ثم أرسلتها فوقعت بين ثندوتيه ونهز ليقوم فلم يستطع فقتلته ثم أخذت حربتي ما قتلت أحدا ولا قاتلته فلما جئت عتقت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم أردت الهرب منه أريد الشام فأتاني رجل فقال ويحك يا وحشي والله ما يأتي محمدا أحد يشهد بشهادته إلا خلى عنه فانطلقت فما شعر بي إلا وأنا واقف على رأسه أشهد بشهادة الحق فقال اوحشي قلت وحشي قال ويحك حدثني عن قتل حمزة فأنشأت أحدثه كما حدثتكما فقال ويحك يا وحشي غيب عني وجهك فلا أراك فكنت أتقي أن يراني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبض الله نبيه صلى الله عليه و سلم فلما كان من أمر مسيلمة ما كان ثم انبعث إليه البعث ابتعثت معه وأخذت حربتي فالتقينا فبادرته أنا ورجل من الأنصار فربك اعلم أينا قتله فإن كنت أنا قتلته فقد قتلت خير الناس وشر الناس قال سليمان بن يسار سمعت بن عمر يقول كنت في الجيش يومئذ فسمعت قائلا يقول في مسيلمة قتله العبد الأسود لفظ حديث أبي داود وحديث حجين بمعناه يزيد وينقص لم يذكر حديث الشرب ولا قوله إن كنت قتلته وقد أخرجه البخاري في الصحيح عن أبي جعفر محمد بن عبد الله عن حجين بن المثنى

17968 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن محمد وإبراهيم بن أبي طالب وزكريا بن داود الخفاف قالوا ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا حجاج عن بن جريج أخبرني يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير أنه سمعه يحدث عن بن عباس رضي الله عنهما : أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه و سلم فقالوا إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن ولو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزلت الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ونزلت يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الآية رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم وغيره عن حجاج بن محمد وأخرجه البخاري من وجه آخر عن بن جريج

17969 - أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن منصور وغيره قالوا ثنا أبو عاصم أنبأ حيوة بن شريح أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن بن شماسة المهري قال : حضرنا عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو في سياقه الموت فذكر الحديث قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبايعه على الإسلام فقلت ابسط يمينك أبايعك يا رسول الله فبسط يده فقبضت يدي فقال ما لك يا عمرو قلت أردت أن أشترط قال تشترط ماذا قلت أشترط أن يغفر لي قال أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن منصور

17970 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله محمد بن العباس ثنا أبو العباس الدغولي ثنا محمد بن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي ثنا أسامة بن زيد عن القاسم بن محمد قال : رمي عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما بسهم يوم الطائف فانتقضت به بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بأربعين ليلة فمات فذكر قصته قال فقدم عليه وفد ثقيف ولم يزل ذلك السهم عنده فأخرج إليهم فقال هل يعرف هذا السهم منكم أحد فقال سعيد بن عبيد أخو بني العجلان هذا سهم أنا بريته ورشته وعقبته وأنا رميت به فقال أبو بكر رضي الله عنه فإن هذا السهم الذي قتل عبد الله بن أبي بكر فالحمد لله الذي أكرمه بيدك ولم يهنك بيده فإنه أوسع لكما

17971 - وحدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو علي الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان عن عمرو عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال : كان عمر رضي الله عنه يصاب بالمصيبة فيقول أصيب زيد بن الخطاب رضي الله عنه فصبرت وأبصر قاتل أخيه زيد فقال له ويحك لقد قتلت لي أخا ما هبت الصبا إلا ذكرته

17972 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا حميد ثنا أنس : أن الهرمزان نزل على حكم عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه يا أنس أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور فاسلم وفرض له

17973 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو محمد يحيى بن منصور ثنا أبو القاسم علي بن سقر بن نصر السكري ثنا عفان بن مسلم ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : في قصة القراء وقتل حرام بن ملحان قال في آخره فلما كان بعد ذلك إذا أبو طلحة يقول لي هل لك في قاتل الحرام قلت ما باله فعل الله به وفعل قال لا تفعل فقد أسلم 80

باب جواز انفراد الرجل والرجال بالغزو في بلاد العدو استدلالا بجواز
التقدم على الجماعة وإن كان الأغلب أنها ستقتله 17974 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال : غزونا المدينة يريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقي بيده إلى التهلكة فقال أبو أيوب رضي الله عنه إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فالإلقاء بأيدينا إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية وقد مضى في هذا المعنى أحاديث

17975 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد يا رسول الله إن قتلت فأين أنا قال في الجنة فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل وهذا لفظ أحمد بن شيبان رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد ورواه مسلم عن سعيد بن عمرو كلاهما عن سفيان

17976 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم بن سليمان ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بسيسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان فجاء وما في البيت غيري وغير رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا أدري ما استثنى بعض نسائه فحدثه الحديث قال فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فتكلم فقال إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنون في ظهرانهم في علو المدينة قال لا إلا من كان ظهره حاضرا فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا أؤذنه فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض قال نعم قال بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حملك على قولك بخ بخ قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي النضر ومحمد بن رافع وغيرهما عن أبي النضر

17977 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء بن الحارث رضي الله عنه : يا رسول الله ما يضحك الرب تبارك وتعالى من عبده قال أن يراه قد غمس يده في القتال يقاتل حاسرا فنزع عوف درعه ثم تقدم فقاتل حتى قتل

17978 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال : قد بعث النبي صلى الله عليه و سلم عبد الله بن مسعود وخبابا سرية وبعث دحية سرية وحده

17979 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي : أن رجلا من الأنصار تخلف عن أصحاب بئر معونة فرأى الطير عكوفا على مقتلة أصحابه فقال لعمرو بن أمية سأتقدم على هؤلاء العدو فيقتلوني ولا أتخلف عن مشهد قتل فيه أصحابنا ففعل فقتل فرجع عمرو بن أمية فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال فيه قولا حسنا ويقال قال لعمرو فهلا تقدمت فقاتلت حتى تقتل قال الشافعي رحمه الله وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن أمية الضمري ورجلا من الأنصار سرية وحدهما وبعث عبد الله بن أنيس سرية وحده وقد ذكرنا إسنادهما في هذا الكتاب 81

باب الرجل يسرق من المغنم وقد حضر القتال
17980 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ثنا أبو يعلى ثنا جبارة ثنا حجاج بن تميم حدثني ميمون بن مهران عن بن عباس رضي الله عنهما : أن عبدا من رقيق الخمس سرق من الخمس فرفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم فلم يقطعه فقال مال الله سرق بعضه بعضا وهذا إسناد فيه ضعف وقد روي من وجه آخر عن ميمون بن مهران عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا وروينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رجلا سرق مغفرا من المغنم فلم يقطعه 82
باب الغلول قليلة وكثيرة حرام
17981 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وعبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق محمد بن أحمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن ثور بن زيد الديلي عن سالم أبي الغيث مولى بن مطيع عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه : قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا المتاع والأموال ثم انصرفنا نحو وادي القرى ومع رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد أعطاه إياه رفاعة بن بدر رجل من بني ضبيب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ أتاه سهم عائر فأصابه فمات فقال له الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بشراك أو شراكين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم شراك من نار أو شراكان من نار رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن بن وهب وأخرجه البخاري من وجه آخر عن مالك

17982 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينه عن عمرو بن دينار عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : كان على ثقل النبي صلى الله عليه و سلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عليه عباءة قد غلها رواه البخاري في الصحيح عن علي عن بن عيينة

17983 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ بن الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عبد الله بن رجاء أبو عمرو الغداني ثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني بن عباس حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما كان يوم حنين قتل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يعني ناسا فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلا إني رأيته في النار في عباءة غلها أو بردة غلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون فخرجت فناديت في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عكرمة بن عمار

17984 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا يزيد بن هارون ثنا يحيى بن سعيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس والليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبي عمرة عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنه قال : توفي رجل يوم خيبر وأنهم ذكروا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس لذلك فزعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن صاحبكم قد غل في سبيل الله ففتحنا متاعه فوجدنا خرزات من خرز يهود ما تساوي درهمين لفظ حديث بن وهب

17985 - أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا مسدد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد ثنا مسدد ثنا يحيى عن أبي حيان التيمي حدثني أبو زرعة بن عمرو بن جرير حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره فقال لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته صامت يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك رواه البخاري في الصحيح عن مسدد

17986 - أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار إملاء ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن يحيى بن سعيد بن حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الغلول فعظمه ثم قال ليحذر أحدكم أن يجيء يوم القيامة ببعير على عنقه فيقول يا محمد أغثني فأقول إني لا أغني عنك شيئا إني قد بلغت ويجيء رجل على عنقه فرس له حمحمة فيقول يا محمد أغثني فأقول إني لا أغني عنك شيئا أني قد بلغت ويجيء الرجل على عنقه رقاع فيقول يا محمد أغثني فأقول لا أغني عنك شيئا قد بلغت قال حماد وقد سمعته من يحيى بن سعيد فجاء به نحوا من هذا لفظ حديث أبي عبد الله الصفار رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن سعيد الدارمي عن سليمان بن حرب

17987 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من مات وهو بريء من ثلاث من الكبر والغلول والدين دخل الجنة قال أبو عيسى ورواه سعيد عن قتادة وقال الكنز بدل الكبر 83

باب لا يقطع من غل في الغنيمة ولا يحرق متاعه ومن قال يحرق
17988 - أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا يوسف بن يعقوب ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار سمع عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وبن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لما قفل من غزوة حنين رهقه الناس يسألونه فحاصت به الناقة فخطفت رداءه شجرة فقال ردوا علي ردائي أتخشون علي البخل والله لو أفاء الله عليكم نعما مثل سمر تهامة لقسمتها بينكم ثم لا تجدونني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ثم أخذ وبرة من وبر سنام البعير فرفعها وقال ما لي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فلما كان عند قسم الخمس أتاه رجل يستحله خياطا أو مخيطا فقال ردوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار يوم القيامة

17989 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محبوب بن موسى أنبأ أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن شوذب حدثني عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسها ويقسمها فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة قال أسمعت بلالا نادى ثلاثا قال نعم قال فما منعك أن تجيء به قال فاعتذر قال كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله منك وقد مضى في الباب قبله حديث عبد الله بن عمرو في كركرة ولم يذكر في شيء من هذه الروايات أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بتحريق متاع الغال وفي ذلك دليل على ضعف ما

17990 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد ثنا الحسن بن علي بن بحر البري حدثني أبي أنبأ الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما أحرقوا متاع الغال ومنعوه سهمه وضربوه هكذا رواه غير واحد عن الوليد بن مسلم وقد قيل عنه مرسلا

17991 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن نجدة قالا ثنا الوليد عن زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب قوله لم يذكر عبد الوهاب منع سهمه ويقال إن زهيرا هذا مجهول وليس بالمكي :

17992 - وأما الحديث الذي أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن محمد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا أحمد بن نجدة القرشي ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد حدثني صالح بن محمد بن زائدة قال : دخلت مع مسلمة بن عبد الملك أرض الروم فأتي برجل قد غل فسأل سالما عنه فقال سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه قال فوجدنا في متاعه مصحفا فسئل سالم عنه فقال بعه وتصدق بثمنه لفظ حديث سعيد فهذا ضعيف

17993 - وقد أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو صالح الأنطاكي ثنا أبو إسحاق عن صالح بن محمد قال : غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز فغل رجل متاعا فأمر الوليد بمتاعه فأحرق وطيف به ولم يعطه سهمه قال أبو داود وهذا أصح الحديثين روى غير واحد أن الوليد بن هشام حرق رحل زياد بن سعد وكان قد غل وضربه

17994 - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال صالح بن محمد بن زائدة أبو واقد الليثي المدني تركه سليمان بن حرب منكر الحديث يروي عن سالم عن بن عمر عن عمر رفعه من غل فأحرقوا متاعه وقد روى بن عباس عن عمر رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم في الغلول ولم يحرق قال البخاري وعليه أصحابنا يحتجون بهذا في الغلول وهذا باطل ليس بشيء

17995 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول صالح بن محمد بن زائدة ليس حديثه بذاك : 84

باب إقامة الحدود في أرض الحرب قال الشافعي رحمه الله قد أقام رسول الله
صلى الله عليه و سلم الحد بالمدينة والشرك قريب منها وفيها شرك كثير موادعون وضرب الشارب بحنين والشرك قريب منه 17996 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر القرميسيني بها أنبأ أبو الحسين محمد بن إبراهيم الكهيلي أنبأ الحضرمي ثنا عبد الله بن الحكم ثنا روح ثنا أسامة بن زيد عن بن شهاب حدثني عبد الرحمن بن أزهر الزهري رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد وأتي بسكران فأمر من كان عنده فضربوه بما كان في أيديهم وحثا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليه من التراب وذكر الحديث

17997 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الأصبهاني أنبأ الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج أظنه عن الواقدي حدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده : في قصة خيبر وما أخرج من حصن الصعب بن معاذ قال وزقاق خمر فأهريقت وعمد يومئذ رجل من المسلمين فشرب من ذلك الخمر فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم فكره حين رفع إليه فخفقه بنعله وأمر من حضره فخفقوه بنعالهم وكان يقال له عبد الله الحمار وكان رجلا لا يصبر عن الشراب فضربه رسول الله صلى الله عليه و سلم مرارا فقال عمر رضي الله عنه اللهم العنه ما أكثر ما يضرب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تفعل يا عمر فإنه يحب الله ورسوله

17998 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا محمد بن وهب ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم حدثني منصور عن أبي يزيد غيلان مولى كنانة عن أبي سلام الحبشي عن المقدام بن معدي كرب عن الحارث بن معاوية قال ثنا عبادة بن الصامت وعنده أبو الدرداء رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم : صلى إلى بعير من المقسم فلما فرغ من صلاته أخذ منه قردة بين إصبعيه وهي في وبرة فقال ألا إن هذا من غنائمكم وليس لي منه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وأصغر من ذلك وأكبر فإن الغلول عار على أهله في الدنيا والآخرة وجاهدوا الناس في الله القريب منهم والبعيد ولا يأخذكم في الله لومة لائم وأقيموا حدود الله في السفر والحضر وعليكم بالجهاد فإنه باب من أبواب الجنة عظيم ينجي الله به من الهم والغم

17999 - رواه أبو بكر بن أبي مريم عن أبي سلام عن المقدام بن معدي كرب أنه جلس مع عبادة وأبي الدرداء والحارث بن معاوية الكندي فتذاكروا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأخماس فقال عبادة رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بهم في غزوة إلى بعير فذكره بنحوه وقال فيه وأقيموا حدود الله في السفر والحضر أخبرناه أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض ثنا أبو عبد الله محمد بن عابد ثنا إسماعيل بن عياش ثنا أبو بكر بن أبي مريم فذكره

18000 - وروى أبو داود في المراسيل عن هشام بن خالد الدمشقي عن الحسن بن يحيى الخشني عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : واقيموا الحدود في الحضر والسفر على القريب والبعيد ولا تبالوا في الله لومة لائم أخبرنا أبو بكر بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره وروي ذلك أيضا عن عطاء بن أبي رباح عن عبادة بن الصامت

18001 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحسن بن الربيع ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن كهمس عن هارون بن الأصم قال : بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه خالد بن الوليد في جيش فبعث خالد ضرار بن الأزور في سرية في خيل فأغاروا على حي من بني أسد فأصابوا امرأة عروسا جميلة فأعجبت ضرارا فسألها أصحابه فأعطوها إياه فوقع عليها فلما قفل ندم وسقط به في يده فلما رفع إلى خالد أخبره بالذي فعل فقال خالد فإني قد أجزتها لك وطيبتها لك قال لا حتى تكتب بذلك إلى عمر فكتب عمر أن أرضخه بالحجارة فجاء كتاب عمر رضي الله عنه وقد توفي فقال ما كان الله ليخزي ضرار بن الأزور 85

باب من زعم لا تقام الحدود في أرض الحرب حتى يرجع
18002 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا بن وهب أخبرني حيوة عن عياش بن عباس القتباني عن شييم بن بيتان ويزيد بن صبح الأصبحي عن جنادة بن أبي أمية رضي الله عنه قال : كنا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر فأتي بسارق يقال له مصدر قد سرق بختية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تقطع الأيدي في السفر ولولا ذلك لقطعته هذا إسناد شامي وكان يحيى بن معين يقول أهل المدينة ينكرون أن يكون بسر بن أرطاة سمع من النبي صلى الله عليه و سلم وقال يحيى بن بسر بن أرطاة رجل سوء

18003 - أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا العباس الدوري عن يحيى بن معين : قال الشيخ وإنما قال ذلك يحيى لما ظهر من سوء فعله في قتال أهل الحرة وغيره والله أعلم

18004 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال قال أبو يوسف حدثنا بعض أشياخنا عن مكحول عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : لا تقام الحدود في دار الحرب مخافة أن يلحق أهلها بالعدو

18005 - قال وحدثنا بعض أصحابنا عن ثور بن يزيد عن حكيم بن عمير أن عمر رضي الله عنه : كتب إلى عمير بن سعد الأنصاري وإلى عماله أن لا يقيموا حدا على أحد من المسلمين في أرض الحرب حتى يخرجوا إلى أرض المصالحة قال الشافعي ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مستنكر وهو يعيب أن يحتج بحديث غير ثابت ويقول حدثنا شيخ ومن هذا الشيخ ويقول مكحول عن زيد بن ثابت ومكحول لم ير زيد بن ثابت قال الشافعي وقوله يلحق بالمشركين فإن لحق بهم فهو أشقى له ومن ترك الحد خوف أن يلحق المحدود ببلاد المشركين تركه في سواحل المسلمين ومسالحهم التي تتصل ببلاد الحرب

18006 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي ختن سلمة بن الفضل الأنصاري ثنا سلمة حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عن عبد الله بن عروة بن الزبير عن أبيه وعن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال : شرب عبد بن الأزور وضرار بن الأزور وأبو جندل بن سهيل بن عمرو بالشام فأتي بهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال أبو جندل والله ما شربتها إلا على تأويل أني سمعت الله يقول { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات } فكتب أبو عبيدة إلى عمر رضي الله عنه بأمرهم فقال عبد بن الأزور إنه قد حضر لنا عدونا فإن رأيت أن تؤخرنا إلى أن نلقى عدونا غدا فإن الله أكرمنا بالشهادة كفاك ذاك ولم تقمنا على خزاية وإن نرجع نظرت إلى ما أمرك به صاحبك فأمضيته قال أبو عبيدة رضي الله عنه فنعم فلما التقى الناس قتل عبد بن الأزور شهيدا فرجع الكتاب كتاب عمر رضي الله عنه أن الذي أوقع أبا جندل في الخطيئة قد تهيأ له فيها بالحجة وإذا أتاك كتابي هذا فأقم عليهم حدهم والسلام فدعاهما أبو عبيدة رضي الله عنه فحدهما وأبو جندل له شرف ولأبيه فكان يحدث نفسه حتى قيل إنه قد وسوس فكتب أبو عبيدة إلى عمر رضي الله عنهما أما بعد فإني قد ضربت أبا جندل حده وأنه قد حدث نفسه حتى قد خشينا عليه أنه قد هلك فكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي جندل أما بعد فإن الذي أوقعك في الخطيئة قد خزن عليك التوبة بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير فلما قرأ كتاب عمر رضي الله عنه ذهب عنه ما كان به كأنما أنشط من عقال

18007 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق أنبأ عبد الله بن صالح قال : كان الليث يرى أن يقيم الحد في أرض الروم لأن الله عز و جل يقول { ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا } 86

باب بيع الدرهم بالدرهمين في أرض الحرب
18008 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو المقرئ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار وأبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : في قصة حجة النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في خطبته ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله أخرجه مسلم في الصحيح كما مضى 87
باب دعاء من لم تبلغه الدعوة من المشركين وجوبا ودعاء من بلغته نظرا قد
مضى في هذا حديث بريدة بن حصيب عن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث سرية قال إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال ومضى حديث معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن إذا أتيتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله 18009 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا بن أبي مريم ثنا بن أبي حازم حدثني أبو حازم أنه سمع سهل بن سعد رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه فبات الناس يدوكون أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أين علي بن أبي طالب قالوا يا رسول الله هو يشتكي عينيه فأرسل إليه فبصق في عينه ودعا له فبرأ مكانه حتى لكأنه لم يكن به شيء فأعطاه الراية فقال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال على رسلك انفذ حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فيه من الحق فوالله لأن يهدي الله بك الرجل الواحد خير لك من حمر النعم رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حازم

18010 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن يحيى يعني الذهلي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قالا ثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرني أبي حدثني خالد بن قيس عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب إلى كسرى وقيصر وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله عز و جل رواه مسلم في الصحيح عن نصر بن علي الجهضمي

18011 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سفيان الثوري ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا معاذ بن المثنى ويوسف القاضي قالا ثنا بن كثير ثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال : ما قاتل رسول الله صلى الله عليه و سلم قوما قط حتى يدعوهم

18012 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا أبو عمرو موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية ثنا روح بن مسافر حدثني مقاتل بن حيان عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأسارى من اللات والعزى قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل دعوهم إلى الإسلام فقالوا لا فقال لهم هل دعوكم إلى الإسلام فقالوا لا قال خلوا سبيلهم حتى يبلغوا مأمنهم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هاتين الآيتين { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا } { وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى } إلى آخر الآية روح بن مسافر ضعيف 88 باب جواز ترك دعاء من بلغته الدعوة

18013 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري وأنبا عبد العزيز بن حاتم أنبأ علي بن الحسن بن شقيق أنبأ عبد الله بن المبارك عن بن عون قال : كتبت إلى نافع اسأله عن الدعاء يعني في القتال فكتب إنما كان ذلك في أول الإسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبي سبيهم وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث حدثني بذلك عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش رواه البخاري في الصحيح عن علي بن الحسن وأخرجه مسلم كما مضى

18014 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا هشام بن علي ثنا بن رجاء أنبأ عكرمة عن إياس بن سلمة بن الأكوع حدثني أبي قال : خرجنا مع أبي بكر رضي الله عنه وأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم علينا في غزوة فلما دنونا أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فعرسنا فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فشننا الغارة فوردنا الماء فقتلنا من قتلنا وذكر الحديث أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار والأحاديث التي مضت في جواز التبييت دليل في هذه المسألة 89

باب الاحتياط في التبييت والإغارة كيلا يصيب مسلمين بجهالة
18015 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغير عند الصباح فيستمع فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار أخرجه مسلم في الصحيح من حديث حماد بن سلمة

18016 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح أنبأ أبو إسحاق عن حميد قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح فإن سمع أذانا أمسك وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما أصبح أخرجه البخاري في الصحيح من حديث معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري

18017 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن نوفل عن رجل من مزينة يقال له بن عصام عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث سرية قال إذا سمعتم مؤذنا أو رأيتم مسجدا فلا تقتلوا أحدا 90

باب النهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو
18018 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو قال مالك أراه مخافة أن يناله العدو

18019 - وأخبرنا أبو عبد الله ثنا علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ومحمد بن عمرو الحرشي وإبراهيم بن علي قالوا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك فذكره : بمثله لم يذكر قول مالك رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

18020 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة أنبأ الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا إسماعيل بن علية عن أيوب السختياني عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن علية 91

باب حمل السلاح إلى أرض العدو
18021 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس ثنا أبي عن أبي إسحاق عن ذي الجوشن رجل من الضباب قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي يقال لها القرحاء فقلت يا محمد إني جئتك بابن القرحاء لتتخذه قال لا حاجة لي فيه وإن شئت أن اقيضك به المختارة من دروع بدر فعلت قلت ما كنت اقيضه اليوم بغرة قال فلا حاجة لي فيه قال الشيخ قوله اقيضك من المقايضة وهي المبادلة 92
باب ما أحرزه المشركون على المسلمين
18022 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من بني عقيل فذكر الحديث قال وأخذت ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك وسبيت امرأة من الأنصار وكانت الناقة أصيبت قبلها فكانت تكون معهم وكانوا يجيئون بالنعم إليهم قال فانفلتت ذات ليلة من الوثاق فأتت الإبل فجعلت كلما أتت بعيرا رغا حتى اتت تلك الناقة فشنقتها فلم ترغ وهي ناقة هدرة فقعدت في عجزها ثم صاحت بها فانطلقت فطلبت من ليلتها فلم يقدر عليها فجعلت لله عليها إن الله أنجاها عليها لتنحرنها فلما قدمت عرفوا الناقة فقالوا ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت إنها قد جعلت لله عليها إن نجاها الله عليها لتنحرنها قالوا لا والله لا تنحرنها حتى نؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتوه فأخبروه أن فلانة قد جاءت على ناقتك وأنها جعلت لله عليها إن أنجاها الله عليها لتنحرنها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبحان الله بئس ما جزتها إن الله انجاها عليها لتنحرنها لا وفاء لنذر في معصية الله ولا وفاء لنذر فيما لا يملك العبد أو قال بن آدم رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم

18023 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ أبو يعلى ثنا أبو الربيع ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : كانت العضباء لرجل من بني عقيل وكانت من سوابق الحاج فأسر الرجل وأخذت العضباء قال فمر به النبي صلى الله عليه و سلم وهو في وثاق فذكر الحديث إلى أن قال ثم إن الرجل فدى بالرجلين وحبس رسول الله صلى الله عليه و سلم العضباء لرحله ثم إن المشركين أغاروا على سرح المدينة فذهبوا به وكانت العضباء في ذلك السرح واسروا امرأة من المسلمين ثم ذكر الحديث في قصة انقلابها بنحو من حديث الثقفي رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع الزهراني

18024 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان وعبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن قوما أغاروا فأصابوا امرأة من الأنصار وناقة للنبي صلى الله عليه و سلم فكانت المرأة والناقة عندهم ثم انفلتت المرأة فركبت الناقة فأتت المدينة فعرفت ناقة النبي صلى الله عليه و سلم فقالت إني نذرت لئن نجاني الله عليها لأنحرنها فمنعوها أن تنحرها حتى يذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال بئس ما جزيتها أن نجاك الله عليها أن تنحريها لا نذر في معصية الله ولا فيما لا يملك بن آدم وقالا معا أو أحدهما في الحديث وأخذ النبي صلى الله عليه و سلم ناقته زاد أبو سعيد في روايته قال الشافعي فقد أخذ النبي صلى الله عليه و سلم ناقته بعد ما أحرزها المشركون وأحرزتها الأنصارية على المشركين

18025 - أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر ببغداد ثنا عبد الخالق بن الحسن بن أبي روما ثنا محمد بن هارون ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن عاملا لهم أبق إلى العدو ثم ظهر المسلمون عليه فرده النبي صلى الله عليه و سلم ولم يكن قسم أخرجه أبو داود في السنن عن صالح بن سهيل عن يحيى

18026 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن غلاما له لحق بالعدو على فرس له فظهر عليها خالد بن الوليد رضي الله عنه فردهما عليه كذا قال أبو معاوية وقد بين عبد الله بن نمير عن عبيد الله ما كان منه على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وما كان بعده

18027 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن سليمان الأنباري والحسن بن علي المعنى قالا ثنا بن نمير عن عبيد الله ح وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الحسن هو بن سفيان ثنا بن نمير يعني محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : ذهبت له فرس فأخذها العدو فظهر عليهم المسلمون فردت عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليه المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي صلى الله عليه و سلم أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال بن نمير ثنا عبيد الله فذكره

18028 - أخبرنا أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أنه : كان على فرس له يوم لقي المسلمون طيئا وأسدا وأمير المسلمين خالد بن الوليد بعثه أبو بكر رضي الله عنه فاقتحم الفرس بعبد الله بن عمر جرفا فصرعه وسقط عبد الله فعار الفرس فأخذه العدو فلما هزم الله العدو رد خالد على عبد الله فرسه رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس فيحتمل أن يكون العبد هو الذي رد عليه في عهد النبي صلى الله عليه و سلم والفرس بعده ليكون موافقا لرواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثم رواية موسى بن عقبة هذه والله أعلم وليس في شيء من الروايات أمر القسمة ولعله في رواية يحيى من قول بعض الرواة دون بن عمر

18029 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ الثقة عن مخرمة بن بكير عن أبيه لا أحفظ عمن رواه : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال فيما أحرز العدو من أموال المسلمين مما غلبوا عليه أو أبق إليهم ثم أحرزه المسلمون مالكوه أحق به قبل القسم وبعده

18030 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن زائدة عن الركين بن الربيع الفزاري عن أبيه قال : أصاب المشركون فرسا لهم زمن خالد بن الوليد وكانوا أحرزوه فأصابه مسلمون زمن سعد فكلمناه فرده علينا بعد ما قسم وصار في خمس الإمارة 93

باب من فرق بين وجوده قبل القسم وبين وجوده بعده وما جاء فيما اشتري من
أيدي العدو 18031 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن المغيرة ثنا القاسم بن الحكم ثنا الحسن بن عمارة عن عبد الملك الزراد عن طاوس عن بن عباس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني وجدت بعيري في المغنم كان أخذه المشركون فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلق فإن وجدت بعيرك قبل أن يقسم فخذه وإن وجدته قد قسم فأنت أحق به بالثمن إن أردته هذا الحديث يعرف بالحسن بن عمارة عن عبد الملك بن ميسرة والحسن بن عمارة متروك لا يحتج به ورواه أيضا مسلمة بن علي الخشني عن عبد الملك وهو أيضا ضعيف وروي بإسناد آخر مجهول عن عبد الملك ولا يصح شيء من ذلك وروي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وياسين بن معاذ الزيات عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعا على اختلاف بينهما في لفظه وإسحاق وياسين متروكان لا يحتج بهما

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41