كتاب : سنن البيهقي الكبرى
المؤلف : أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي

18469 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ليث بن سعد حدثنا عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي رضي الله عنه قال سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقول : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرمن جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته قيل يا رسول الله وما جائزته قال يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما كان أكثر من ذلك فهو صدقة ولا يثوي عنده حتى يحرجه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث بن سعد

18470 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد حدثكم أشهب قال : وسئل مالك عن قول النبي صلى الله عليه و سلم جائزته يوم وليلة قال يكرمه ويتحفه ويحفظه يوما وليلة وثلاثة أيام ضيافة

18471 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال حق : الضيافة ثلاثة أيام فما زاد على ذلك فهو صدقة

18472 - وأخبرنا علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الضيافة ثلاثة أيام فما زاد على ذلك فهو صدقة 13

باب ما جاء في ضيافة من نزل به
18473 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحارث بن محمد ثنا يونس بن محمد ثنا ليث ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالا ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلنا : يا رسول الله إنك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقروننا فما ترى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

18474 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن منصور قال سمعت الشعبي يحدث عن أبي كريمة رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ليلة الضيف حق على كل مسلم من أصبح الضيف بفنائه فهو عليه حق أو قال دين إن شاء اقتضاه وإن شاء تركه

18475 - أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني أبو الجودي الشامي قال سمعت سعيد بن المهاجر يحدث عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه وكانت له صحبة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما من رجل ضاف قوما وأصبح الضيف محروما إلا كان على كل مسلم نصره حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله

18476 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي حدثني يحيى بن يعلى ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد محمد بن موسى قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي ثنا أبي ثنا غيلان بن جامع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب : قال خرج قوم من الأنصار من الكوفة إلى المدينة فأتوا على حي من بني أسد وقد ارملوا فسألوهم البيع وقد راح عليهم مال لهم حسن قالوا ما عندنا بيع فسألوهم القرى قالوا ما نطيق قراكم فلم يزل بينهم وبين الأعراب حتى اقتتلوا فتركت لهم الأعراب البيوت وما فيها فأخذوا لكل عشرة منهم شاة قال فأتوا عمر رضي الله عنه فذكروا ذلك له فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال لو كنت تقدمت في هذا لفعلت كذا وكذا ثم كتب إلى أهل الأمصار وأهل الذمة بنزل ليلة للضيف قال قيس فأخبرني عبد الرحمن بن أبي ليلى أن أباه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قسم غنما بين أصحابه فأعطى كل عشرة شاة وأنها كانت سنة قال وقد أمر رسول الله بالقدور يومئذ فأكفئت وهو يومئذ بخيبر قال قيس وأخبرني بن أبي ليلى أن عمر رضي الله عنه كتب بنزل ليلة في المسلمين والمعاهدين قال بن أبي ليلى قد أذكر أن أهل الأرض كانوا يستقبلوننا بنزل ليلة نقول بالفارسية شام قال الترقفي في روايته يقولون شام أي عشاء

18477 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر القطان ثنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا إسماعيل بن عياش حدثني الأحوص بن حكيم وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن حكيم بن عمير قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى امراء الأجناد فذكره قال وأيما رفقة من المهاجرين آواهم الليل إلى قرية من قرى المعاهدين من مسافرين فلم يأتوهم بالقرى فقد برئت منهم الذمة

18478 - أخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله قال : كنا نصيب من ثمار أهل الذمة وأعلافهم ولا نشاركهم في نسائهم ولا أموالهم وكنا نسخر العلج يهدينا إلى الطريق

18479 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن زيد بن صعصعة قال : قلت لابن عباس إنا نأتي القرية بالسواد فنستفتح الباب فإن لم يفتح لنا كسرنا الباب فأخذنا الشاة فذبحناها قال ولم تفعلون ذاك قال قلت إنا نراه لنا حلالا قال فتلا هذه الآية ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون وهذا إن كان في المعاهدين فلأنهم لم يصالحوهم على الضيافة فلم يحل لهم تناولها والله أعلم 14

باب من يرفع عنه الجزية
قد مضى حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أمره أن يأخذ من كل حالم يعني محتلم دينارا

18480 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر عن نافع عن أسلم عن عمر رضي الله عنه : أنه كتب إلى امراء أهل الجزية أن لا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه المواسي قال وكان لا يضرب الجزية على النساء والصبيان قال يحيى وهذا المعروف عند أصحابنا

18481 - وأخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أسلم مولى عمر قال : كتب عمر رضي الله عنه إلى امراء الجزية أن لا يضعوا الجزية إلا على من جرت عليه المواسي ولا يضعوا الجزية على النساء والصبيان وكان عمر رضي الله عنه يختم أهل الجزية في أعناقهم 15

باب الذمي يسلم فيرفع عنه الجزية ولا يعشر ماله إذا اختلف بالتجارة
18482 - أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان أنبأ أبو حامد بن بلال البزاز ثنا أبو الأزهر ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو كدينة عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ليس على مؤمن جزية ولا يجتمع قبلتان في جزيرة العرب وكذلك رواه جرير عن قابوس

18483 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا يحيى بن السري ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن حرب بن هلال ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن جده أبي أمه عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما العشور على اليهود والنصارى وليست على المسلمين عشور لفظ حديث أبي الأحوص وفي رواية جرير قال عن حرب بن هلال عن أبي أمه رجل من بني تغلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى

18484 - ورواه عبد السلام بن حرب عن عطاء عن حرب بن عبيد الله بن عمير الثقفي عن جده رجل من بني تغلب قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأسلمت وعلمني الإسلام وعلمني كيف آخذ الصدقة من قومي ممن أسلم ثم رجعت إليه فقلت يا رسول الله كل ما علمتني قد حفظت إلا الصدقة أفأعشرهم قال لا إنما العشر على النصارى واليهود أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن إبراهيم البزاز ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام فذكره

18485 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد المحاربي ثنا وكيع عن سفيان عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم : بمعنى حديث أبي الأحوص إلا أنه قال خراج مكان العشور ورواه أبو نعيم عن سفيان عن عطاء عن حرب عن خال له عن النبي صلى الله عليه و سلم

18486 - وأخبرنا أبو علي أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن عطاء عن رجل من بكر بن وائل عن خاله قال قلت : يا رسول الله أعشر قومي قال إنما العشور على اليهود والنصارى ورواه حماد بن سلمة عن حرب بن عبيد الله عن رجل من أخواله

18487 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن أبيه عن أبي حمدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى قال العباس هكذا قال أحمد بن يونس عن أبي حمدة قال الإمام أحمد رحمه الله ورواه البخاري في التاريخ عن أحمد بن يونس عن أبي بكر عن نصير عن عطاء عن حرب بن عبيد الله عن أبي حمدة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال وقال أبو حمزة عن عطاء بن الحارث الثقفي أن أباه أخبره وكان ممن وفد إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهذا إن صح فإنما أراد والله أعلم تعشير أموالهم إذا اختلفوا بالتجارة فإذا أسلموا رفع ذلك عنهم

18488 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال ثنا بن مهدي عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن رواحة حدثني مسروق : أن رجلا من الشعوب أسلم فكانت تؤخذ منه الجزية فأتى عمر رضي الله عنه فأخبره فكتب أن لا يؤخذ منه الجزية قال أبو عبيد الشعوب العجم ههنا جماع أبواب الشرائط التي يأخذها الإمام على أهل الذمة وما يكون منهم نقضا للعهد 16 باب يشترط عليهم أن لا يذكروا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا بما هو أهله 18489 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن الجراح عن جرير عن مغيرة عن الشعبي عن علي رضي الله عنه : أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه و سلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل رسول الله صلى الله عليه و سلم دمها

18490 - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل قال قال نعيم بن حماد ثنا المبارك أنبأ حرملة بن عمران حدثني كعب بن علقمة أن عرفة بن الحارث الكندي : مر به نصراني فدعاه إلى الإسلام فتناول النبي صلى الله عليه و سلم وذكره فرفع عرفة يده فدق أنفه فرفع إلى عمرو بن العاص فقال عمرو أعطيناهم العهد فقال عرفة معاذ الله أن نكون أعطيناهم على أن يظهروا شتم النبي صلى الله عليه و سلم إنما أعطيناهم على أن نخلي بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم وأن لا نحملهم ما لا يطيقون وإن أرادهم عدو قاتلناهم من ورائهم ونخلي بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتوا راضين بأحكامنا فنحكم بينهم بحكم الله وحكم رسوله وإن غيبوا عنا لم نعرض لهم فيها قال عمرو صدقت وكان عرفة له صحبة 17

باب يشترط عليهم أن أحدا من رجالهم إن أصاب مسلمة بزنا أو اسم نكاح أو
قطع الطريق على مسلم أو فتن مسلما عن دينه أو أعان المحاربين على المسلمين فقد نقض عهده قال الشافعي في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه لم يختلف أهل السيرة عندنا بن إسحاق وموسى بن عقبة وجماعة من روى السيرة أن بني قينقاع كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم موادعة وعهد فأتت امرأة من الأنصار إلى صائغ منهم ليصوغ لها حليا وكانت اليهود معادية للأنصار فلما جلست عند الصائغ عمد إلى بعض حدائده فشد به أسفل ذيلها وجيبها وهي لا تشعر فلما قامت المرأة وهي في سوقهم نظروا إليها منكشفة فجعلوا يضحكون منها ويسخرون فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فنابذهم وجعل ذلك منهم نقضا للعهد وذكر حديث بني النضير وما صنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في اليهودي الذي استكره المرأة فوطئها

18491 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال قال بن شهاب : هذا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خرج إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين وكانوا زعموا قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد في قتال رسول الله صلى الله عليه و سلم فحضوهم على القتال ودلوهم على العورة فلما كلمهم رسول الله صلى الله عليه و سلم في عقل الكلابيين قالوا اجلس أبا القاسم حتى تطعم وترجع بحاجتك ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئتنا له فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن تبعه من أصحابه في ظل جدار ينتظر أن يصلحوا أمرهم فلما جلسوا والشيطان معهم لا يفارقهم ائتمروا بقتل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا لن تجدوه أقرب منه الآن فاستريحوا منه تأمنوا في دياركم ويرفع عنكم البلاء فقال رجل إن شئتم ظهرت فوق البيت ودليت عليه حجرا فقتلته فأوحى الله إليه فأخبره بما ائتمروا من شأنه فعصمه الله فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنه يريد يقضي حاجة وترك أصحابه في مجلسهم وانتظر أعداء الله فراث عليهم وأقبل رجل من أهل المدينة فسألوه عنه فقال لقيته قد دخل أزقة المدينة فقالوا لأصحابه عجل أبو القاسم أن يقيم أمرنا في حاجته التي جاء بها ثم قام أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجعوا ونزل القرآن والله أعلم بالذي جاء أعداء الله فقال { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون } فلما أظهر الله رسوله على ما أرادوا به وعلى خيانتهم لله ولرسوله أمر بإجلائهم وإخراجهم من ديارهم وأمرهم أن يسيروا حيث شاؤوا إلى آخر الحديث

18492 - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب حدثني جرير بن حازم الأزدي عن مجالد عن عامر الشعبي عن سويد بن غفلة قال : كنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين بالشام فأتاه نبطي مضروب مشجج مستعدي فغضب غضبا شديدا فقال لصهيب انظر من صاحب هذا فانطلق صهيب فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي فقال له إن أمير المؤمنين قد غضب غضبا شديدا فلو أتيت معاذ بن جبل فمشى معك إلى أمير المؤمنين فإني أخاف عليك بادرته فجاء معه معاذ فلما انصرف عمر من الصلاة قال أين صهيب فقال أنا هذا يا أمير المؤمنين قال أجئت بالرجل الذي ضربه قال نعم فقام إليه معاذ بن جبل فقال يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل عليه فقال له عمر ما لك ولهذا قال يا أمير المؤمنين رأيته يسوق بامرأة مسلمة فنخس الحمار ليصرعها فلم تصرع ثم دفعها فخرت عن الحمار ثم تغشاها ففعلت ما ترى قال ائتني بالمرأة لتصدقك فاتى عوف المرأة فذكر الذي قال له عمر رضي الله عنه قال أبوها وزوجها ما أردت بصاحبتنا فضحتها فقالت المرأة والله لأذهبن معه إلى أمير المؤمنين فلما أجمعت على ذلك قال أبوها وزوجها نحن نبلغ عنك أمير المؤمنين فأتيا فصدقا عوف بن مالك بما قال قال فقال عمر لليهودي والله ما على هذا عاهدناكم فأمر به فصلب ثم قال يا أيها الناس فوا بذمة محمد صلى الله عليه و سلم فمن فعل منهم هذا فلا ذمة له قال سويد بن غفلة وإنه لأول مصلوب رأيته تابعه بن أشوع عن الشعبي عن عوف بن مالك 18

باب يشترط عليهم أن لا يحدثوا في أمصار المسلمين كنيسة ولا مجمعا لصلاتهم
ولا صوت ناقوس ولا حمل خمر ولا إدخال خنزير 18493 - أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان قالوا ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن زيد بن رفيع عن حرام بن معاوية قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أدبوا الخيل ولا يرفعن بين ظهرانيكم الصليب ولا يجاورنكم الخنازير

18494 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم ح وأنبأ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي الإمام وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن حمدان الفارسي وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة قالوا ثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا سليمان التيمي عن حنش عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كل مصر مصره المسلمون لا يبنى فيه بيعة ولا كنيسة ولا يضرب فيه بناقوس ولا يباع فيه لحم خنزير 19

باب لا تهدم لهم كنيسة ولا بيعة
18495 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مصرف بن عمرو اليامي ثنا يونس بن بكير أنبأ أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن بن عباس رضي الله عنهما قال : صالح رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل نجران على ألفي حلة فذكر الحديث كما مضى قال فيه على أن لا تهدم لهم بيعة ولا يخرج لهم قس ولا يفتنون عن دينهم ما لم يحدثوا حدثا أو يأكلوا الربا

18496 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أبو قلابة ثنا أبي ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن حنش عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : أيما مصر أعده العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه بيعة أو قال كنيسة ولا يضربوا فيه ناقوسا ولا يدخلوا فيه خمرا ولا خنزيرا وأيما مصر اتخذه العجم فعلى العرب أن يفوا لهم بعهدهم فيه ولا يكلفوهم ما لا طاقة لهم به 20

باب الإمام يكتب كتاب الصلح على الجزية
18497 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا أبو بكر بن يعقوب بن يوسف المطوعي ثنا الربيع بن ثعلب ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن سفيان الثوري والوليد بن نوح والسري بن مصرف يذكرون عن طلحة بن مصرف عن مسروق عن عبد الرحمن بن غنم قال : كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح أهل الشام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نحيي ما كان منها في خطط المسلمين وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وبن السبيل وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام ونطعمهم وأن لا نؤمن في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا ولا نكتم غشا للمسلمين ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركا ولا ندعو إليه أحدا ولا نمنع أحدا من قرابتنا الدخول في الإسلام إن أراده وأن نوقر المسلمين وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا جلوسا ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم من قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نتكنى بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رؤوسنا وأن نلزم زينا حيث ما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لانظهر صلبنا وكتبنا في شيء من طريق المسلمين ولا أسواقهم وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نضرب بناقوس في كنائسنا بين حضرة المسلمين وأن لا نخرج سعانينا ولا باعونا ولا نرفع أصواتنا مع أمواتنا ولا نظهر النيران معهم في شيء من طريق المسلمين ولا نجاوزهم موتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم فلما أتيت عمر رضي الله عنه بالكتاب زاد فيه وأن لا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لهم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا منهم الأمان فإن نحن خالفنا شيئا مما شرطناه لكم فضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم ما يحل لكم من أهل المعاندة والشقاوة 21
باب يشترط عليهم أن يفرقوا بين هيأتهم وهيأة المسلمين
18498 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن أسلم قال : كتب عمر رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد أن اختموا رقاب أهل الجزية في أعناقهم واحتج أصحابنا في ذلك أيضا بما

18499 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله إملاء أنبا أبو حامد بن الشرقي ثنا أحمد بن حفص حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال إبراهيم بن طهمان

18500 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا بن جريج أخبرني زياد أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير قال بن جريج وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول الماشيان إذا اجتمعا فأيهما بدأ بالسلام فهو أفضل رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن روح دون قول جابر ورواه مسلم عن محمد بن مرزوق عن روح به

18501 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ذكر سفيان عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنكم لاقون اليهود غدا فلا تبدؤوهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا وعليك أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث سفيان

18502 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم إنما يقول السام عليك فقل وعليك رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك

18503 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا السام عليكم فقالت عائشة ففهمتها فقلت عليكم السام واللعنة قالت فقال النبي صلى الله عليه و سلم مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله قالت فقلت يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قلت عليكم رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر قال أصحابنا وهذه السنن لا يمكن استعمالها إلا بعد المعرفة بهم وليس كل أحد يعرفهم فلا بد من غيار يتميزون به عن المسلمين

18504 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب حدثني عاصم بن حكيم عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني : أنه مر برجل هيئته هيئة رجل مسلم فسلم فرد عليه عقبة وعليك ورحمة الله وبركاته فقال له الغلام أتدري على من رددت فقال أليس برجل مسلم فقالوا لا ولكنه نصراني فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك وروينا عن بن عمر معناه في الابتداء بالسلام 22

باب لا يأخذون على المسلمين سروات الطرق ولا المجالس في الأسواق
18505 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقه أخرجه مسلم من وجه آخر عن سفيان

18506 - وأخبرنا أبو طاهر الزيادي أنبا حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد أنبأ سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا لقيتموهم فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيق الطريق قال هذا للنصارى في النعت ونحن نراه للمشركين رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير 23

باب لا يدخلون مسجدا بغير إذن
18507 - أخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن النجار المقرئ بالكوفة قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا عمرو بن حماد عن أسباط عن سماك عن عياض الأشعري عن أبي موسى رضي الله عنه : أن عمر رضي الله عنه أمره أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد وكان لأبي موسى كاتب نصراني يرفع إليه ذلك فعجب عمر رضي الله عنه وقال إن هذا لحافظ وقال إن لنا كتابا في المسجد وكان جاء من الشام فادعه فليقرأ قال أبو موسى إنه لا يستطيع أن يدخل المسجد فقال عمر أجنب هو قال لا بل نصراني قال فانتهرني وضرب فخذي وقال أخرجه وقرأ { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } وذكر الحديث 24
باب لا يأخذ المسلمون من ثمار أهل الذمة ولا أموالهم شيئا بغير أمرهم إذا
أعطوا ما عليهم وما ورد من التشديد في ظلمهم وقتلهم 18508 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا أشعث بن شعبة أنبأ أرطأة بن المنذر قال سمعت حكيم بن عمير أبا الأحوص يحدث عن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال : نزلنا مع النبي صلى الله عليه و سلم خيبر ومعه من معه من أصحابه وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا فأقبل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد ألكم أن تذبحوا حمرنا وتأكلوا ثمارنا وتضربوا نساءنا فغضب النبي صلى الله عليه و سلم وقال يا بن عوف اركب فرسك ثم ناد إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن وأن اجتمعوا للصلاة قال فاجتمعوا ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قام فقال أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن ان الله عز و جل لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن ألا وإني والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله عز و جل لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم

18509 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا منصور عن هلال بن يساف عن رجل من ثقيف عن رجل من جهينة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنكم لعلكم تقاتلون قوما وتظهرون عليهم فيفادونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم وتصالحوهم على صلح فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يحل لكم قال الثقفي صحبت الجهني في غزاة أو سفر وكان من أعف الناس عن الأعداء أخرجه أبو داود من حديث أبي عوانة عن منصور

18510 - وأخبرنا أبو علي ثنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد وسعيد بن منصور قالا ثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال عن رجل من ثقيف عن رجل من جهينة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لعلكم تقاتلون قوما فتظهروا عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم قال سعيد في حديثه فيصالحونكم على صلح ثم اتفقا فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم

18511 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو صخر المدني أن صفوان بن سليم أخبره عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن آبائهم دنية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ألا من ظلم معاهدا وانتقصه وكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة وأشار رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصبعه إلى صدره ألا ومن قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله حرم الله عليه ريح الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفا

18512 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني المنيعي والحسن بن سفيان قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قتل معاهدا بغير حق لم يرح رائحة الجنة وإنه ليوجد ريحها من مسيرة أربعين عاما رواه البخاري في الصحيح عن قيس بن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عمرو وكذلك رواه عمرو بن عبد الغفار عن الحسن وخالفه مروان بن معاوية الفزاري فرواه

18513 - عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها لتوجد من كذا وكذا أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو أحمد بن زياد ثنا بن أبي عمر ثنا مروان بن معاوية ثنا الحسن بن عمرو فذكره

18514 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبا أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبد الله بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن يونس بن عبيد حدثني الحكم بن الأعرج عن الأشعث بن ثرملة العجلي عن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قتل نفسا معاهدة بغير حلها فقد حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها 25

باب النهي عن التشديد في جباية الجزية
18515 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب عن عروة : أن هشام بن حكيم رضي الله عنه وجد رجلا وهو على حمص يشمس ناسا من القبط في أداء الجزية فقال ما هذا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن بن وهب

18516 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا جعفر الأحمر ثنا عبد الملك بن عمير أخبرني رجل من ثقيف قال : استعملني علي بن أبي طالب رضي الله عنه على بزرج سابور فقال لا تضربن رجلا سوطا في جباية درهم ولا تبيعن لهم رزقا ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة يعتملون عليها ولا تقم رجلا قائما في طلب درهم قال قلت يا أمير المؤمنين إذا أرجع إليك كما ذهبت من عندك قال وإن رجعت كما ذهبت ويحك إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو يعني الفضل

18517 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا سفيان بن عيينة عن معمر عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما : أن إبراهيم سأله ما في أموال أهل الذمة فقال بن عباس رضي الله عنهما العفو يعني الفضل 26

باب لا يأخذ منهم في الجزية خمرا ولا خنزيرا
18518 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عمن سمع بن عباس رضي الله عنهما يقول : دخلت على عمر رضي الله عنه وهو يقلب يده هكذا فقلت له ما لك يا أمير المؤمنين قال عويمل لنا بالعراق خلط في فيء المسلمين أثمان الخمر وأثمان الخنازير ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم أن يأكلوها فجملوها فباعوها وأكلوا أثمانها قال سفيان يقول لا تأخذوا في جزيتهم الخمر والخنازير ولكن خلوا بينهم وبين بيعها فإذا باعوها فخذوا أثمانها في جزيتهم 27
باب الوصاة بأهل الذمة
18519 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني حرملة بن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما فإذا رأيتم رجلين يقتتلان على موضع لبنة فاخرج منها قال فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها رواه مسلم في الصحيح عن هارون الأيلي عن بن وهب

18520 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا أبو جمرة قال سمعت جويرية بن قدامة التميمي يقول : حججت فأتيت المدينة فسمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب فقال إني رأيت ديكا نقرني نقرة أو نقرتين قال فما كانت إلا جمعة أو نحو ذلك حتى أصيب ثم أذن لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ثم أذن لأهل المدينة ثم أذن لأهل الشام ثم أذن لأهل العراق فكنا في آخر من دخل فإذا عمامة سوداء أو برد أسود قد عصب على طعنته وإذا الدم يسيل فقلنا أوصنا يا أمير المؤمنين فقال أوصيكم بكتاب الله فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه وأوصيكم بالمهاجرين فإن الناس يكثرون ويقلون وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب الإسلام الذي نجا إليه وأوصيكم بالأعراب فإنهم أصلكم ومادتكم وقال مرة أخرى فإنهم إخوانكم وعدو عدوكم وأوصيكم بذمة الله فإنهم ذمة نبيكم صلى الله عليه و سلم ورزق عيالكم ثم قال قوموا عني رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس

18521 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه : قال اوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرا أن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم أخرجه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش 28

باب لا يقرب المسجد الحرام وهو الحرم كله مشرك
قال الله تبارك وتعالى { إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا }

18522 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك وأن لا يطوف بالبيت عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الحج الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس في ذلك العام فلم يحج في العام القابل الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة الوداع مشرك وأنزل الله في العام الذي نبذ فيه أبو بكر رضي الله عنه إلى المشركين { يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } الآية وذكر باقي الحديث رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

18523 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى ثنا أبو خيثمة زهير ثنا أبو إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي رضي الله عنه قال : أرسلت إلى أهل مكة بأربع لا يطوفن بالكعبة عريان ولا يقربن المسجد الحرام مشرك بعد عامه ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد فعهده إلى مدته

18524 - وأخبرنا أبو نصر ثنا أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن أبي إسحاق الهمداني عن زيد بن يثيع قال : سألنا عليا رضي الله عنه بأي شيء بعثت قال بأربع فذكرهن إلا أنه قال ولا يجتمع مسلم ومشرك بعد عامهم هذا في الحج وزاد ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر 29

باب لا يسكن أرض الحجاز مشرك
18525 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني ثنا موسى بن هارون ثنا المرار بن حمويه الهمذاني ثنا محمد بن يحيى الكناني قال موسى وهو أبو غسان الكناني عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : لما فدعت بخيبر قام عمر رضي الله عنه خطيبا في الناس فقال إن رسول لله صلى الله عليه و سلم عامل يهود خيبر على أموالها وقال نقركم ما أقركم الله وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه في الليل ففدعت يداه وليس لنا عدو هناك غيرهم وهم تهمتنا وقد رأيت إجلاءهم فلما أجمع على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال يا أمير المؤمنين تخرجنا وقد أقرنا محمد وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا فقال عمر رضي الله عنه أظننت أني نسيت قول رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة فأجلاهم وأعطاهم قيمة مالهم من الثمر مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك رواه البخاري في الصحيح عن أبي أحمد وهو مرار بن حمويه

18526 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ القاسم بن زكريا ثنا بن بزيع وأبو الأشعث قالا ثنا الفضيل بن سليمان أنبأ موسى بن عقبة أخبرني نافع عن بن عمر : أن عمر رضي الله عنه أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض إذ أظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فسأل اليهود رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقرهم بها على أن يكفوا العمل ولهم نصف الثمر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقركم على ذلك ما شئنا فأقروا بها وأجلاهم عمر رضي الله عنه في إمارته إلى تيماء وأريحا رواه البخاري في الصحيح عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام

18527 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن أبي مسلم قال سمعت سعيد بن جبير يقول سمعت بن عباس رضي الله عنهما يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى ثم قال اشتد وجع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقال ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وامرهم بثلاث فقال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم والثالثة نسيتها رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره عن سفيان ورواه مسلم عن سعيد بن منصور وقتيبة وغيرهما عن سفيان

18528 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله ح وحدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي بمكة ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قالا ثنا روح بن عبادة قال ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلما رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن روح

18529 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن إبراهيم بن ميمون ثنا سعد بن سمرة بن جندب عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال : آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب واعلموا أن شر الناس الذين اتخذوا قبورهم مساجد

18530 - أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول بلغني أنه : كان من آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه و سلم أن قال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب

18531 - قال وحدثنا مالك عن بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يجتمع دينان في جزيرة العرب قال مالك قال بن شهاب ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى أتاه الثلج واليقين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : لا يجتمع دينان في جزيرة العرب فأجلى يهود خيبر قال مالك قد أجلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهود نجران وفدك

18532 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود العتكي ثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يكون قبلتان في بلد واحد وروينا عن أبي كدينة عن قابوس بن أبي ظبيان بإسناده لا يجتمع قبلتان في جزيرة العرب قال الشيخ رحمه الله وقد أجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يهود بني النضير ثم يهود المدينة ورويناه في حديث بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنه

18533 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو السري محمد بن أحمد بن حامد بالطابران ثنا أحمد بن داود الحنظلي ثنا سويد بن سعيد ثنا حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير وأقر قريظة وذكر الحديث قال وأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم قوم عبد الله بن سلام وبني حارثة وكل يهودي كان بالمدينة وكان اليهود والنصارى ومن سواهم من الكفار لا يقرون فيها فوق ثلاثة أيام على عهد عمر ولا أدري أكان يفعل ذلك بهم أم لا

18534 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني قال قرئ على شعيب بن الليث أخبرك أبوك قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه : قال بينما نحن جلوس في المسجد إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا معه حتى جئنا إلى بيت المدراس فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فناداهم فقال يا معشر يهود أسلموا تسلموا قالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك أريد أسلموا تسلموا قالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك أريد ثم قالها الثالثة وقال اعلموا أن الأرض لله ولرسوله وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن وجد منكم شيئا من ماله فليبعه وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ولرسوله أخرجه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف وأخرجه مسلم عن قتيبة كلاهما عن الليث بن سعد 30

باب ما جاء في تفسير أرض الحجاز وجزيرة العرب
18535 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد قال قال سعيد بن عبد العزيز : جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن إلى تخوم العراق إلى البحر

18536 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد عن أبي عبيدة قال : جزيرة العرب ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى اليمن في الطول وأما العرض فما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة قال وقال الأصمعي جزيرة العرب من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق في الطول وأما العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام

18537 - أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا بشر بن موسى قال قال أبو عبد الرحمن يعني المقرئ : جزيرة العرب من لدن القادسية إلى لدن قعر عدن إلى البحرين

18538 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد أخبرك أشهب بن عبد العزيز قال قال مالك : عمر رضي الله عنه أجلى أهل نجران ولم يجلوا من تيماء لأنها ليست من بلاد العرب فأما الوادي فإني أرى أنما لا يجلى من فيها من اليهود إنهم لم يروها من أرض العرب

18539 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي وإن سأل من يؤخذ منه الجزية أن يعطيها ويجري عليه الحكم على أن يسكن الحجاز لم يكن ذلك له والحجاز مكة والمدينة واليمامة ومخاليفها كلها : قال الشافعي ولم أعلم أحدا أجلي من أهل الذمة من اليمن وقد كانت بها ذمة وليست اليمن بحجاز فلا يجليهم أحد من اليمن ولا بأس أن يصالحهم على مقامهم باليمن قال الشيخ قد جعلوا اليمن من أرض العرب والجلاء وقع على أهل نجران وذمة أهل الحجاز دون ذمة أهل اليمن لأنها ليست بحجاز لا لأنهم لم يروها من أرض العرب والجلاء في الحديث تخصيص وفي حديث سمرة عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دليل أو شبه دليل على موضع الخصوص والله أعلم

18540 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من خيبر إلى وادي القرى فذكر الحديث في فتح وادي القرى قال فأقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بوادي القرى أربعة أيام وقسم ما أصاب على أصحابه بوادي القرى وترك الأرض والنخل بأيدي يهود وعاملهم عليها فلما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرج يهود خيبر وفدك ولم يخرج أهل تيماء ووادي القرى لأنهما داخلتان في أرض الشام ونرى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجاز وأن ما وراء ذلك شام قال الشيخ هذا الكلام الأخير أظنه من قول الواقدي

18541 - أخبرنا أبو عبد الله قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أحمد بن محمد بن صالح يعني النيسابوري يقول سمعت علي بن الحسين الرازي يقول سمعت عبد العزيز بن يحيى المدني يقول سمعت مالك بن أنس يقول : جزيرة العرب المدينة ومكة واليمن فأما مصر فمن بلاد المغرب والشام من بلاد الروم والعراق من بلاد فارس 31

باب الذمي يمر بالحجاز مارا لا يقيم ببلد منها أكثر من ثلاث ليال
18542 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب لليهود والنصارى والمجوس بالمدينة إقامة ثلاثة أيام يتسوقون بها ويقضون حوائجهم ولا يقيم أحد منهم فوق ثلاث ليال 32
باب ما يؤخذ من الذمي إذا اتجر في غير بلده والحربي إذا دخل بلاد الإسلام
بأمان 18543 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن هشام عن أنس بن سيرين قال : بعثني أنس بن مالك رضي الله عنه على العشور فقلت تبعثني على العشور من بين غلمتك فقال ألا ترضى أن أجعلك على ما جعلني عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمرني أن آخذ من المسلمين ربع العشر ومن أهل الذمة نصف العشر وممن لا ذمة له العشر

18544 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن بن عون عن أنس بن سيرين قال : أرسل إلي أنس بن مالك رضي الله عنه فأبطأت عليه ثم أرسل إلي فأتيته فقال إن كنت لأرى أني لو أني أمرتك أن تعض على حجر كذا وكذا ابتغاء مرضاتي لفعلت اخترت لك خير عمل فكرهته إني أكتب لك سنة عمر قلت فاكتب لي سنة عمر رضي الله عنه قال فكتب من المسلمين من كل أربعين درهما درهم ومن أهل الذمة من كل عشرين درهما درهم وممن لا ذمة له من كل عشرة دراهم درهم قال قلت من لا ذمة له قال الروم كانوا يقدمون الشام

18545 - وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه ثنا بشر بن موسى ثنا المقرئ ثنا أبو حنيفة عن الهيثم وكان صيرفيا بالكوفة عن أنس بن سيرين أخي محمد بن سيرين قال : جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنس بن مالك على صدقة البصرة فقال لي أنس بن مالك أبعثك على ما بعثني عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت لا أعمل ذلك حتى تكتب لي عهد عمر بن الخطاب الذي عهد إليك فكتب لي أن خذ من أموال المسلمين ربع العشر ومن أموال أهل الذمة إذا اختلفوا للتجارة نصف العشر ومن أموال أهل الحرب العشر

18546 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن بن شهاب عن سالم عن أبيه : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يأخذ من النبط من الحنطة والزيت نصف العشر يريد بذلك أن يكثر الحمل إلى المدينة ويأخذ من القطنية العشر

18547 - قال وأنبأ الشافعي أنبأ مالك عن بن شهاب عن السائب بن يزيد أنه قال : كنت عاملا مع عبد الله بن عتبة على سوق المدينة في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان يأخذ من النبط العشر

18548 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم أنبأ بن بكير ثنا مالك أنه : سأل بن شهاب على أي وجه أخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من النبط العشر فقال كان ذلك يؤخذ منهم في الجاهلية فألزمهم ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه

18549 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد قال : كنت أعاشر مع عبد الله بن عتبة زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان يأخذ من أهل الذمة أنصاف عشور أموالهم فيما تجروا فيه

18550 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا قيس عن عاصم الأحول عن الحسن قال : كتب أبو موسى إلى عمر رضي الله عنهما أن تجار المسلمين إذا دخلوا دار الحرب أخذوا منهم العشر قال فكتب إليه عمر خذ منهم إذا دخلوا إلينا مثل ذلك العشر وخذوا من تجار أهل الذمة نصف العشر ومن المسلمين من مائتين خمسة وما زاد فمن كل أربعين درهما درهما

18551 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا قيس بن الربيع عن مغلس عن مقاتل بن حيان عن أبي مجلز عن زياد بن حدير قال : كتبت إلى عمر في أناس من أهل الحرب يدخلون أرضنا أرض الإسلام فيقيمون قال فكتب إلي عمر رضي الله عنه إن أقاموا ستة أشهر فخذ منهم العشر وإن أقاموا سنة فخذ منهم نصف العشر

18552 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا سفيان بن سعيد عن خالد بن عبد الله العبسي عن عبد الله بن معقل عن زياد بن حدير قال : ما كنا نعشر مسلما ولا معاهدا قال قلت فمن كنتم تعشرون قال تجار أهل الحرب كما يعشرونا إذا أتيناهم

18553 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن أبيه عن أبي حمدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى قال العباس هكذا قال أحمد بن يونس في هذه الرواية عن أبيه عن أبي حمدة وذكرها البخاري في التاريخ دون ذكر أبيه وقد مضى سائر طرقه وذكرنا حديث عمر بن عبد العزيز في ذلك في كتاب الزكاة 33

باب لا يؤخذ منهم ذلك في السنة إلا مرة واحدة إلا أن يقع الصلح على أكثر
منها 18554 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن زياد بن حدير قال : كنت أعشر بني تغلب كلما أقبلوا وأدبروا فانطلق شيخ منهم إلى عمر فقال إن زيادا يعشرنا كلما أقبلنا أو أدبرنا فقال تكفى ذلك ثم أتاه الشيخ بعد ذلك وعمر رضي الله عنه في جماعة فقال يا أمير المؤمنين أنا الشيخ النصراني فقال عمر رضي الله عنه وأنا الشيخ الحنيف قد كفيت قال وكتب إلي أن لا تعشرهم في السنة إلا مرة

18555 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن رزيق بن حيان : أن عمر بن عبد العزيز كتب إليه ومن مر بك من أهل الذمة فخذ مما يديرون من التجارات من أموالهم من كل عشرين دينارا دينارا فما نقص فبحساب ذلك حتى يبلغ عشرة دنانير فإن نقصت ثلث دينار فدعها ولا تأخذ منها شيئا واكتب لهم بما تأخذ منهم كتابا إلى مثله من الحول 34

باب السنة أن لا يقتل الرسل
18556 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال فحدثني سعد بن طارق عن سلمة بن نعيم بن مسعود عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين جاءه رسولا مسيلمة الكذاب بكتابه ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لهما وأنتما تقولان مثلما يقول فقالا نعم فقال أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما

18557 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب أنه : أتى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال ما بيني وبين أحد من العرب حنة وإني مررت بمسجد لبني حنيفة فإذا هم يؤمنون بمسيلمة فأرسل إليهم عبد الله فجيء بهم فاستتابهم غير بن النواحة قال له سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لولا أنك رسول لضربت عنقك فأنت اليوم لست برسول فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق ثم قال من أراد أن ينظر إلى بن النواحة قتيلا بالسوق

18558 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم عن سفيان عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لابن النواحة لولا أنك رسول لقتلتك

18559 - أخبرنا أبو طاهر أنبأ أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال : مضت السنة أن لا تقتل الرسل 35

باب الحربي إذا لجأ إلى الحرم وكذلك من وجب عليه حد
18560 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قلت لمالك بن أنس حدثك بن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر فلما نزعه جاءه رجل فقال بن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه قال نعم رواه مسلم عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك

18561 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو أحمد محمد بن إسحاق العدل الصفار ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح

18562 - وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم بن حماد ثنا علي بن حرب بن محمد ثنا زيد بن الحباب ثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي حدثني أبي عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم فتح مكة أربعة لا أؤمنهم في حل ولا في حرم الحويرث بن معبد ومقيس وهلال بن خطل وعبد الله بن أبي سرح فأما الحويرث فقتله علي رضي الله عنه وأما مقيس فقتله بن عم له لحا وأما هلال بن خطل فقتله الزبير رضي الله عنه وأما عبد الله بن أبي سرح فاستأمن له عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أخاه من الرضاعة وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قتلت إحداهما وأفلتت الأخرى وأسلمت

18563 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي : أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه و سلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ولا يعضد بها شجرة وإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقولوا إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن لي ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب فقيل لأبي شريح ما قال لك عمرو فقال قال عمرو أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

18564 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رضي الله عنه إنما معنى ذلك والله اعلم انها لم يحلل أن ينصب عليها الحرب حتى تكون كغيرها فقد أمر النبي صلى الله عليه و سلم عندما قتل عاصم بن ثابت وخبيب بقتل أبي سفيان في دار بمكة غيلة إن قدر عليه وهذا في الوقت الذي كانت فيه محرمة فدل على أنها لا تمنع أحدا من شيء وجب عليه وأنها إنما يمنع من أن ينصب عليها الحرب كما ينصب على غيرها :

18565 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال الواقدي وحدثنا عبد الله بن أبي عبيدة عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ح قال وحدثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون وزاد بعضهم على بعض : فذكر قصة في بعث أبي سفيان من يقتل محمدا صلى الله عليه و سلم غيلة وأن الله تعالى أطلع عليه نبيه وأسلم الرجل قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمرو بن أمية الضمري وسلمة بن أسلم بن حريش اخرجا حتى تأتيا أبا سفيان بن حرب فإن أصبتما منه غرة فاقتلاه ثم ذكر قصة في رؤية معاوية عمرا وإخباره إياه بذلك وأن عمرو بن أمية وسلمة بن أسلم أسندا في الجبل وتغيبا في غار ثم إن عمرو بن أمية خرج فقتل عبيد الله بن مالك بن أخي طلحة بن عبيد الله وجاء إلى خبيب بن عدي وهو مصلوب فأنزله وأهال عليه التراب ثم ذكر رجوعهما منفردين إلى المدينة

18566 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد ثنا إسحاق الأزرق ثنا زكريا عن الشعبي عن الحارث بن مالك بن برصاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة لا تغزى بعدها إلى يوم القيامة

18567 - أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال : من قتل أو سرق في الحل ثم دخل في الحرم فإنه لا يجالس ولا يكلم ولا يؤذي ويناشد حتى يخرج فإذا خرج أقيم عليه ما أصاب فإن قتل أو سرق في الحل ثم أدخل الحرم فأرادوا أن يقيموا عليه ما أصاب أخرجوه من الحرم إلى الحل وإن قتل أو سرق في الحرم أقيم عليه في الحرم قال الشيخ رحمه الله وهذا من رأي بن عباس رضي الله عنهما وقد تركناه بالظواهر التي وردت في إقامة الحدود دون تخصيص الحرم بتركها فيه من صاحب الشريعة والله أعلم 36

باب ما جاء في هدايا المشركين للإمام
18568 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان ثنا يحيى بن جعفر ثنا عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه : أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه و سلم جبة فلبسها وذكر الحديث أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال سعيد عن قتادة

18569 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا عارم ثنا معتمر ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن نصر المروزي ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا المعتمر بن سليمان ثنا أبي عن أبي عثمان قال حدث عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه و سلم هل مع أحد منكم طعام فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها قال أبيع أو عطية أو قال أم هبة فقال بل بيع قال فاشترى منها شاة فصنعت فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بسواد البطن أن يشوى وايم الله مامن الثلاثين والمائة إلا قد حز له رسول الله صلى الله عليه و سلم حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاه وإن كان غائبا خبأ له قال وجعل منها قصعتين قال فأكلنا أجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فحملناه على البعير أو كما قال رواه البخاري في الصحيح عن عارم ورواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ

18570 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي إملاء ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سهل بن بكار ثنا وهيب عن عمرو بن يحيى الأنصاري عن العباس الساعدي عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : سافرت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى تبوك فذكر الحديث قال فيه وأهدى ملك الأيلة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بغلة بيضاء فكساه النبي صلى الله عليه و سلم بردة وكتب له ببحرهم وذكر الحديث رواه البخاري في الصحيح عن سهل بن بكار وأخرجه مسلم من وجه آخر عن وهيب

18571 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا معاوية بن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام قال حدثني عبد الله الهوزني قال : لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قال فيه فإذا إنسان يسعى يدعو يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلقت حتى أتيته فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن فاستأذنت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أبشر فقد جاءك الله بقضائك ثم قال ألم تر إلى الركائب المناخات الأربع فقلت بلى فقال إن لك رقابهن وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن إلي عظيم فدك فاقبضهن واقض دينك ففعلت

18572 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أهدى كسرى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبل منه وأهدى قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبل منه وأهدت له الملوك فقبل منهم قال الشافعي رحمه الله في القديم قد أهدى أبو سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أدما فقبل منه وأهدى إليه صاحب الإسكندرية مارية أم إبراهيم فقبلها وغيرهما قد أهدى إليه ولم يجعل ذلك بين المسلمين

18573 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عمران عن قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عياض بن حمار رضي الله عنه : قال أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ناقة أو هدية فقال أسلمت قلت لا قال إني نهيت عن زبد المشركين وأخبرنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا يونس ثنا أبو داود ثنا حماد بن زيد ثنا أبو التياح ثنا الحسن عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم هدية أو قال ناقة فقال لي أسلمت قلت لا فأبى أن يقبلها وقال إنا لا نقبل زبد المشركين قلت للحسن ما زبد المشركين قال رفدهم قال الشيخ يحتمل رده هديته التحريم ويحتمل التنزيه وقد يغيظه برد هديته فيحمله ذلك على الإسلام والأخبار في قبول هداياهم أصح وأكثر وبالله التوفيق 37

باب نصارى العرب تضعف عليهم الصدقة
18574 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق الشيباني عن السفاح عن داود بن كردوس قال : صالح عمر بن الخطاب رضي الله عنه بني تغلب على أن يضاعف عليهم الصدقة ولا يمنعوا أحدا منهم أن يسلم وأن لا يغمسوا أولادهم

18575 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن السفاح عن داود بن كردوس عن عمر رضي الله عنه : أنه صالح بني تغلب على أن لا يصبغوا في دينهم صبيا وعلى أن عليهم الصدقة مضاعفة وعلى أن لا يكرهوا على دين غير دينهم فكان داود يقول ما لبني تغلب ذمة قد صبغوا

18576 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا عبد السلام بن حرب عن أبي إسحاق عن السفاح عن داود بن كردوس عن عبادة بن النعمان التغلبي أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين إن بني تغلب من قد علمت شوكتهم وإنهم بإزاء العدو فإن ظاهروا عليك العدو اشتدت مؤنتهم فإن رأيت أن تعطيهم شيئا قال فافعل قال فصالحهم على أن لا يغمسوا أحدا من أولادهم في النصرانية وتضاعف عليهم الصدقة قال وكان عبادة يقول قد فعلوا ولا عهد لهم

18577 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي عقيب هذا الحديث وهكذا حفظ أهل المغازي وساقوه أحسن من هذا السياق فقالوا : رامهم على الجزية فقالوا نحن عرب لا نؤدي ما يؤدي العجم ولكن خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض يعنون الصدقة فقال عمر رضي الله عنه لا هذا فرض على المسلمين فقالوا فزد ما شئت بهذا الاسم لا باسم الجزية ففعل فتراضى هو وهم على أن ضعف عليهم الصدقة 38

باب ما جاء في ذبائح نصارى بني تغلب
18578 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن دينار عن سعد الجاري أو عبد الله بن سعد مولى عمر بن الخطاب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ما نصارى العرب بأهل كتاب وما يحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم قال الشافعي وإنما تركنا أن نجبرهم على الإسلام أو نضرب أعناقهم لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ الجزية من نصارى العرب وأن عمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم قد أقروهم وإن كان عمر قد قال هذا لذلك لا يحل لنا نكاح نسائهم لأن الله جل ثناؤه إنما أحل لنا من أهل الكتاب الذي عليهم نزل

18579 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر السهمي أنبأ هشام عن محمد هو بن سيرين عن عبيدة قال : سألت عليا رضي الله عنه عن ذبائح نصارى بني تغلب فقال لا تأكلوه فإنهم لم يتعلقوا من دينهم بشيء إلا بشرب الخمر

18580 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا أبو نعيم ثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر البجلي عن زياد بن حدير الأسدي قال قال علي رضي الله عنه : لئن بقيت لنصارى بني تغلب لأقتلن المقاتلة ولأسبين الذرية فإني كتبت الكتاب بين النبي صلى الله عليه و سلم وبينهم على أن لا ينصروا أبناءهم

18581 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ إسماعيل بن موسى الحاسب ثنا جبارة حدثني عبد الحميد بن بهرام حدثني شهر بن حوشب حدثني بن عباس رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذبيحة نصارى العرب هذا إسناد ضعيف وقد روي عن بن عباس رضي الله عنهما بخلافه

18582 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبا أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن ثور بن زيد الديلي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه : سئل عن ذبائح نصارى العرب فقال لا بأس بها وتلا هذه الآية { ومن يتولهم منكم فإنه منهم }

18583 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن بالويه ثنا أحمد بن علي الجزار ثنا خالد بن خداش ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما فذكره : بمثله

18584 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال والذي يروى من حديث بن عباس في إحلال ذبائحهم إنما هو من حديث عكرمة أخبرنيه بن الدراوردي وبن أبي يحيى عن ثور الديلي عن عكرمة عن بن عباس : رضي الله عنهما أنه سئل عن ذبائح نصارى العرب فقال قولا حكياه هو إحلالها وتلا { ومن يتولهم منكم فإنه منهم } ولكن صاحبنا سكت عن اسم عكرمة وثور لم يلق بن عباس قال الشيخ رحمه الله يعني بصاحبنا مالك بن أنس لم يذكر عكرمة في أكثر الروايات عنه وكأنه كان لا يرى أن يحتج به وثور الديلي إنما رواه عنه عن بن عباس فلا ينبغي أن يحتج به والله أعلم كذا قال بن عباس فيما روى عنه عكرمة ونحن إنما رغبنا عنه لقول عمر وعلي رضي الله عنهما 39

باب ما جاء في تعشير أموال بني تغلب إذا اختلفوا بالتجارة
18585 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن زياد بن حدير قال : بعثني عمر رضي الله عنه إلى نصارى بني تغلب وأمرني أن آخذ منهم نصف عشر أموالهم ونهاني أن أعشر مسلما أو ذا ذمة يؤدي الخراج قال يعني فيما أظن بقوله مسلما يقول من أسلم منهم لأنه إنما أرسل إلى نصارى بني تغلب وقوله أو ذا ذمة يؤدي الخراج يقول إن أهل الذمة لا يعرض لهم في مواشيهم ولا في عشر زروعهم وثمارهم إلا بني تغلب لأنهم صولحوا على ذلك قال الشيخ ويحتمل أنه لم يكن في صلح أولئك الذين كانوا في ولايته من أهل الذمة تعشير أموالهم التي يتجرون بها

18586 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا أبو بكر عن أبي إسحاق الشيباني عن جامع بن شداد عن زياد بن حدير قال : كتب إلي عمر أن لا تعشر بني تغلب في السنة إلا مرة 40

باب المهادنة على النظر للمسلمين
18587 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق عن معمر قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدق حديث كل واحد منهما صاحبه قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه و سلم الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش وسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كان بوادي الأشطاط قريب من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابش قال أحمد بن حنبل وقال يحيى بن سعيد عن بن المبارك قد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه و سلم أشيروا علي أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين محزونين وإن نجوا تكن عنقا قطعها الله أو ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فقال أبو بكر رضي الله عنه الله ورسوله أعلم يا نبي الله إنما جئنا معتمرين ولم نجيء نقاتل أحدا ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال النبي صلى الله عليه و سلم فروحوا إذا قال الزهري وكان أبو هريرة يقول ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الزهري في حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم فراحوا حتى إذا كان ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه و سلم إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بغبرة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل حل فألحت فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه و سلم [ ص 219 ] ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت به قال فعدل عنها حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس أن نزحوه فشكي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه قال فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه قال فبينا هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه و سلم من أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قال أحمد حدثناه يحيى بن سعيد عن بن المبارك وقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا لم نجيء لقتال أحد لكنا جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله امره قال بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا فقال إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم نعرضه عليكم فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشيء وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه و سلم فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال أي قوم ألستم بالولد قالوا بلى قال أو لست بالوالد قالوا بلى قال أولست بالولد قالوا بلى قال فهل تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما جمحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال فإن هذا قد عرض عليكم خطة [ ص 220 ] رشد فاقبلوها ودعوني آته فقالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فقال له نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت إن استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك وإن تكن الأخرى فوالله إني لأرى وجوها وأرى أوباشا من الناس خلقاء أن يفروا ويدعوك فقال له أبو بكر رضي الله عنه امصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه فقال من ذا فقال أبو بكر قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك وجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فلما كلمه أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه و سلم ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه و سلم ضرب يده بنعل السيف وقال أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه و سلم فرفع عروة يده فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة قال أي غدر أو لست أسعى في غدرتك وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء وأسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم إن عروة جعل يرمق النبي صلى الله عليه و سلم بعينه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه و سلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم وما يحدون النظر إليه تعظيما له فرجع إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من بني كنانة دعوني آته قالوا ائته فلما اشرف على النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فلم أر أن يصدوا عن البيت فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آته فقالوا ائته فلما اشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فبينا هو يكلمه صلى الله عليه و سلم إذ جاء سهيل بن عمرو قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صلى الله عليه و سلم قد سهل لكم أمركم قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا الكاتب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي صلى الله عليه و سلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم إني لرسول الله وإن كذبتموني أكتب محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها فقال النبي صلى الله عليه و سلم على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به فقال سهيل والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن لك من العام المقبل فكتب فقال سهيل على أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف وقال يحيى عن بن المبارك يرصف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله إذا لا نصالحك على شيء أبدا فقال النبي صلى الله عليه و سلم فأجزه لي قال ما أنا بمجيزه قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد اجزناه لك فقال أبو جندل أي معاشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد أتيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله عز و جل فقال عمر رضي الله عنه فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت ألست نبي الله قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلى فأخبرتك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال فأتيت أبا بكر رضي الله عنه فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه رسول الله ولن يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه حتى تموت فوالله إنه لعلي الحق قلت أو ليس كان يحدثنا أنه سيأتي البيت ويطوف به قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه فتطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لهاما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا رسول الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فقام فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ونحر هديه ودعا حالقه يعني فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله عز و جل يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حتى بلغ بعصم الكوافر قال فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج [ ص 221 ] إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم وقال يحيى عن بن المبارك فقدم عليه أبو بصير بن أسيد الثقفي مسلما مهاجرا فاستأجر الأخنس بن شريق رجلا كافرا من بني عامر بن لؤي ومولى معه وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يسأله الوفاء قال فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا فيه فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلوا من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك يا فلان هذا جيدا فاستله الآخر فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت قال أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه و سلم تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه و سلم إليهم فأنزل الله عز و جل { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم } حتى بلغ { حمية الجاهلية } وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق

18588 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة فذكر معنى هذه القصة زاد ثم : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليرسله إلى قريش وهو ببلدح فقال له عمر يا رسول الله لا ترسلني إليهم فإني أتخوفهم على نفسي ولكن أرسل عثمان بن عفان فأرسل إليهم فلقي أبان بن سعيد بن العاص فأجاره وحمله بين يديه على الفرس حتى جاء قريشا فكلمهم بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسلوا معه سهيل بن عمرو ليصالحه عليهم وبمكة يومئذ من المسلمين ناس كثير من أهلها فدعوا عثمان بن عفان رضي الله عنه ليطوف بالبيت فأبى أن يطوف وقال ما كنت لأطوف به حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه سهيل بن عمرو وقد أجاره ليصالح رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر قصة الصلح وكتابته قال ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكتاب إلى قريش مع عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم ذكر قصة فيما كان بين الفريقين من الترامي بالحجارة والنبل وارتهان المشركين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارتهان المسلمين سهيل بن عمرو ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين إلى البيعة فلما رأت قريش ذلك رعبهم الله فأرسلوا من كانوا ارتهنوه ودعوا إلى الموادعة والصلح فصالحهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وكاتبهم 41

باب ما جاء في مدة الهدنة
قال الشافعي رحمه الله وكانت الهدنة بينه وبينهم عشر سنين

18589 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة : في قصة الحديبية قال فدعت قريش سهيل بن عمرو فقالوا اذهب إلى هذا الرجل فصالحه ولا يكونن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامة هذا لا تحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة فخرج سهيل بن عمرو من عندهم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم مقبلا قال قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم جرى بينهما القول حتى وقع [ ص 222 ] الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر سنين وأن يا من الناس بعضهم من بعض وأن يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا كان العام المقبل قدمها خلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا وأنه لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب وأنه من أتانا من أصحابك بغير إذن وليه لم نرده عليك وانه من أتاك منا بغير إذن وليه رددته علينا وأن بيننا وبينك عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال وذكر الحديث

18590 - وروى عاصم بن عمر بن حفص العمري وهو ضعيف جدا عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضي الله عنهما قال : كانت الهدنة بين النبي صلى الله عليه و سلم وأهل مكة عام الحديبية أربع سنين أخبرناه أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا القاسم بن مهدي ثنا يعقوب بن كاسب ثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر فذكره المحفوظ هو الأول وعاصم بن عمر هذا يأتي بما لا يتابع عليه ضعفه يحيى بن معين والبخاري وغيرهما من الأئمة 42 باب نزول سورة الفتح على رسول الله صلى الله عليه و سلم مرجعه من الحديبية 18591 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا جعفر بن أحمد الشاماتي ثنا نصر بن علي وأبو الأشعث قالا ثنا خالد بن الحارث ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه و سلم إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر مرجعهم من الحديبية وهم يخالطهم الحزن والكآبة وقد نحر الهدي فقال لقد أنزلت علي آيات هي أحب إلي من الدنيا فقالوا يا رسول الله قد علمنا ما يفعل الله بك فما يفعل بنا قال فنزلت { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } حتى بلغ رأس الآية رواه مسلم في الصحيح عن نصر بن علي

18592 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد يعني بن إسحاق الحافظ أنبأ أبو عروبة ثنا محمد بن يزيد الأسفاطي ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه : إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال فتح الحديبية فقال رجل هنيئا مريئا يا رسول الله هذا لك فما لنا فأنزل الله عز و جل { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } قال شعبة فقدمت الكوفة فحدثتهم عن قتادة عن أنس رضي الله عنه ثم قدمت البصرة فذكرت ذلك لقتادة فقال أما الأول فعن أنس واما الثاني { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } فعن عكرمة رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن إسحاق عن عثمان بن عمر

18593 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ثنا يعلى بن عبيد ثنا عبد العزيز بن سياه ح قال وأخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر نا أبو يعلى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا عبد العزيز بن سياه ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال : قام سهل بن حنيف رضي الله عنه يوم صفين فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين المشركين قال فأتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطى الدنية في أنفسنا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم قال يا بن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله قال فانطلق بن الخطاب ولم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر رضي الله عنه فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلى ما نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم قال يا بن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنزل القرآن على محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال يا رسول الله أو فتح هو قال نعم قال فطابت نفسه ورجع رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن إسحاق السلمي عن يعلى بن عبيد ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة قال الشافعي رحمه الله قال بن شهاب فما كان في الإسلام فتح أعظم منه كانت الحرب قد اجحرت الناس فلما أمنوا لم يكلم بالإسلام أحد يعقل إلا قبله فلقد أسلم في سنتين من تلك الهدنة أكثر ممن أسلم قبل ذلك

18594 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة : في قصة الحديبية وفيها مدرجا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم راجعا فلما أن كان بين مكة والمدينة نزلت عليه سورة الفتح من أولها إلى آخرها إنا فتحنا لك فتحا مبينا فكانت القضية في سورة الفتح وما ذكر الله من بيعة رسوله تحت الشجرة فلما أمن الناس وتفاوضوا لم يكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه ولقد دخل في تينك السنتين في الإسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك وكان صلح الحديبية فتحا عظيما

18595 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فينا فتحا ونعد نحن الفتح بيعة الرضوان نزلنا يوم الحديبية وهي بئر فوجدنا الناس قد نزحوها فلم يدعوا فيها قطرة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعا بدلو فنزع منها ثم أخذ منه بفيه فمجه فيها ودعا الله فكثر ماؤها حتى صدرنا وركائبنا ونحن أربع عشرة مائة رواه البخاري في الصحيح عن مالك بن إسماعيل وغيره عن إسرائيل 43

باب مهادنة الأئمة بعد رسول رب العزة إذا نزلت بالمسلمين نازلة
18596 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن الصباح ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما الإمام جنة يقاتل به

18597 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا محمد بن المثنى ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت بسر بن عبيد الله الحضرمي يحدث أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم فقال لي يا عوف اعدد ستا بين يدي الساعة موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا تبقي بيتا من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفا قال الوليد فذاكرنا هذا الحديث شيخا من شيوخ المدينة في قوله ثم فتح بيت المقدس فقال الشيخ أخبرني سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقول مكان فتح بيت المقدس عمران بيت المقدس رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي عن الوليد بن مسلم دون إسناد أبي هريرة رضي الله عنه

18598 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأ أبي أخبرني الأوزاعي حدثني حسان بن عطية قال مال مكحول وبن أبي زكريا إلى خالد بن معدان فملت معهم قال فحدثنا خالد عن جبير بن نفير أنه قال له انطلق بنا إلى ذي مخبر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فأتيناه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : سيصالحكم الروم صلحا أمنا ثم تغزون أنتم وهم عدوا فتنصرون وتسلمون وتغنمون ثم تنصرفون فتنزلون بمرج ذي تلول فيرفع رجل من النصرانية الصليب فيقول غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدقه فعند ذلك تغضب الروم ويجمعون للملحمة 44

باب المهادنة إلى غير مدة
18599 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر : أن عمر رضي الله عنه أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ظهر على خيبر أراد أخراج اليهود منها فكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقرهم على أن يكفوه عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه إلى تيماء وأريحا رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وإسحاق بن منصور عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري فقال وقال عبد الرزاق وكذلك رواه الفضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة نقركم على ذلك ما شئنا وكذلك رواه أسامة بن زيد عن نافع أقركم فيها على ذلك ما شئنا وفي رواية عبيد الله بن عمر عن نافع ما بدا لرسول الله صلى الله عليه و سلم وفي رواية مالك عن نافع عن بن عمر عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم نقركم ما أقركم الله وكذلك في رواية بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا أقركم ما أقركم الله ورواه صالح بن أبي الأخضر عن بن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه موصولا وقد مضت هذه الروايات بأسانيدها قال الشافعي رحمه الله فإن قيل فلم لا تقول أقركم ما أقركم الله يعني كل إمام بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم قيل الفرق بينه وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم في أن أمر الله كان يأتي رسوله بالوحي ولا يأتي أحدا غيره بوحي 45
باب مهادنة من يقوى على قتاله
18600 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا سعدويه ثنا عباد بن العوام ثنا سفيان بن حسين عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا بكر رضي الله عنه على الموسم وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات قال فبينا أبو بكر نازل في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم القصواء فخرج فزعا وظن أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا علي رضي الله عنه فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتى علي الموسم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجا فقام علي رضي الله عنه فنادى في وسط أيام التشريق إن الله ورسوله بريء من كل مشرك { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله } لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن كان ينادي بهذا فإذا بح قام أبو هريرة رضي الله عنه فنادى بها

18601 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق محمد بن أحمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن المغيرة عن الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه أنه قال : كنت مع علي رضي الله عنه حين بعثه النبي صلى الله عليه و سلم ببراءة إلى أهل مكة قال فكنت أنادي حتى صحل صوتي فقيل له بأي شيء كنت تنادي فقال أمرنا أن ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد فأجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله ولا يطوف بالبيت عريان ولا يحج بعد العام مشرك وقد مضى في حديث زيد بن يثيع عن علي رضي الله عنه في هذا الحديث ومن كان له عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر قال الشافعي رضي الله عنه وجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم لصفوان بن أمية بعد فتح مكة تسيير أربعة أشهر قال الشيخ قد مضى هذا في حديث بن شهاب الزهري في كتاب النكاح 46

باب لا خير في أن يعطيهم المسلمون شيئا على أن يكفوا عنهم
قال الشافعي رحمه الله لأن القتل للمسلمين شهادة وأن الإسلام أعز من أن يعطى مشرك على أن يكف عن أهله لأن أهله قاتلين ومقتولين ظاهرون على الحق قال الشيخ قد روينا في حديث المغيرة بن شعبة في قصة الأهواز أنه قال فأخبرنا نبينا عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى جنة ونعيم لم ير مثله قط ومن بقي منا ملك رقابكم

18602 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا موسى بن إسماعيل ثنا همام عن إسحاق بن عبد الله قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث خاله وكان اسمه حرام أخا أم سليم في سبعين رجلا فقتلوا يوم بئر معونة وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل وكان أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أخيرك بين ثلاث خصال أن يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر وأكون خليفتك من بعدك أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء قال فطعن في بيت امرأة من بني فلان فقال غدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني فلان ائتوني بفرسي فركبه فمات على ظهر فرسه فانطلق حرام أخو أم سليم ورجلان معه رجل أعرج ورجل من بني فلان قال كونا يعني قريبا مني حتى آتيهم فإن أمنوني كنت كذا وإن قتلوني أتيتم أصحابكم فأتاهم حرام فقال أتؤمنوني أبلغكم رسالة رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا نعم فجعل يحدثهم وأوموا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه قال همام أحسبه قال فأنفذه بالرمح فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة فلحق الرجل فقتل كلهم إلا الأعرج كان في رأس الجبل قال إسحاق فحدثني أنس بن مالك قال انزل عليه ثم كان من المنسوخ أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية عصت الله ورسوله رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل

18603 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ معمر حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة فقال بالدم هكذا ينضحه على وجهه ورأسه ثم قال فزت ورب الكعبة رواه البخاري في الصحيح عن حبان

18604 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو عبد الله الصوفي ثنا خلف هو بن سالم المخرمي ثنا أبو أسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : استأذن أبو بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه و سلم في الخروج من مكة فذكر الحديث في الهجرة وتبعهما عامر بن فهيرة قال فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري فقال له عامر بن الطفيل من هذا وأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة فقال لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى أني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض قال فأتى النبي صلى الله عليه و سلم خبرهم فنعاهم وقال إن أصحابكم أصيبوا وإنهم قد سالوا ربهم فقالوا ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا قال فأخبرهم عنهم قال وأصيب منهم يومئذ عروة بن أسماء بن الصلت سمي به عروة ومنذر بن عمر وسمي به منذر رواه البخاري في الصحيح عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة وجعل آخر الحديث من قول عروة

18605 - أخبرنا أبو نصر محمد بن علي بن محمد الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عمرو الحرشي ثنا سعيد بن منصور ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وغيره 47

باب الرخصة في الإعطاء في الفداء ونحوه للضرورة
18606 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم فدى رجلا برجلين أخرجه مسلم في الصحيح كما مضى ومضى حديث سلمة بن الأكوع في المرأة التي استوهبها رسول الله صلى الله عليه و سلم منه وبعث بها إلى مكة وفي أيديهم أسرى ففداهم بتلك المرأة

18607 - حدثنا أبو سعيد محمد بن منصور الرئيس الجرجاني أنبأ أبو أحمد محمد بن أحمد العبدي أنبأ أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان عن منصور ح وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : اطعموا الجائع وفكوا العاني وعودوا المريض قال سفيان والعاني الأسير رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وعن قتيبة عن جرير

18608 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء وأبو الحسن علي بن محمد المقرئ قالا أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زهير عن مطرف عن عامر عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي رضي الله عنه يا أمير المؤمنين هل عندكم من الوحي شيء قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله عز و جل رجلا وما في الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مؤمن بقتل مشرك وقال زهير فقلت لمطرف وما فكاك الأسير قال أن يفك من العدو وجرت بذلك السنة قال مطرف العقل العقلة رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس عن زهير بن معاوية 48

باب الهدنة على أن يرد الإمام من جاء بلده مسلما من المشركين
18609 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : صالح النبي صلى الله عليه و سلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابل فيقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم رواه البخاري في الصحيح عن أبي حذيفة

18610 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما صالح قريشا يوم الحديبية قال لعلي رضي الله عنه اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو عمرو لا نعرف الرحمن الرحيم اكتب باسمك اللهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي رضي الله عنه اكتب باسمك اللهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي رضي الله عنه اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سهيل بن عمرو لو نعلم أنك رسول الله صلى الله عليه و سلم لصدقناك ولم نكذبك اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي رضي الله عنه اكتب محمد بن عبد الله وكتب من أتانا منكم رددناه عليكم ومن أتاكم منا تركناه عليكم فقالوا يا رسول الله نعطيهم هذا قال من أتاهم منا فأبعده الله ومن اتانا منهم فرددناه عليهم جعل الله عز و جل له فرجا ومخرجا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عفان عن حماد بن سلمة

18611 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني الزهري عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة : في قصة الحديبية وخروج سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه و سلم وأنه لما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم جرى بينهما القول حتى وقع الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر سنين وأن يأمن الناس بعضهم من بعض وأن يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا كان العام المقبل قدمها خلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا وأن لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب وأنه من أتانا من أصحابك بغير إذن وليه لم نرده عليكم وأنه من أتاكم منا بغير إذن وليه رددته علينا وذكر الحديث في كتبة الصحيفة قال فإن الصحيفة لتكتب إذ طلع أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد وقد كان أبوه حبسه فأفلت فلما رآه سهيل قام إليه فضرب وجهه وأخذ بلبته فتله وقال يا محمد قد ولجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا قال صدقت وصاح أبو جندل بأعلى صوته يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي جندل أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد صالحنا هؤلاء القوم وجرى بيننا وبينهم العهد وإنا لا نغدر فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمشي إلى جنب أبي جندل وأبوه يتله وهو يقول أبا جندل أصبر واحتسب فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب وجعل عمر رضي الله عنه يدني منه قائم السيف فقال عمر رضي الله عنه رجوت أن يأخذه فيضرب به أباه فضن بأبيه ثم ذكر الحديث في التحلل من العمرة والرجوع قالا ولما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة واطمأن بها أفلت إليه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه الأخنس بن شريق والأزهر بن عبد عوف وبعثا بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بني عامر بن لؤي استأجراه ليرد عليهما صاحبهما أبا بصير فقدما على رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفعا إليه كتابهما فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بصير فقال له يا أبا بصير إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد علمت وإنا لا نغدر فالحق بقومك فقال يا رسول الله تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني ويعبثون بي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اصبر يا أبا بصير واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجا ومخرجا قال فخرج أبو بصير وخرجا حتى إذا كانوا بذي الحليفة جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري أصارم سيفك هذا يا أخا بني عامر قال نعم قال أنظر إليه قال إن شئت فاستله فضرب به عنقه وخرج المولى يشتد فطلع على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو جالس في المسجد فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال هذا رجل قد رأى فزعا فلما انتهى إليه قال ويحك ما لك قال قتل صاحبكم صاحبي فما برح حتى طلع أبو بصير متوشحا السيف فوقف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله وفت ذمتك وأدى الله عنك وقد امتنعت بنفسي عن المشركين أن يفتنوني في ديني وأن يعبثوا بي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل أمه محش حرب لو كان معه رجال فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص وكان طريق أهل مكة إلى الشام فسمع به من كان بمكة من المسلمين وبما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه فلحقوا به حتى كان في عصبة من المسلمين قريب من الستين أو السبعين فكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه ولا تمر عليهم عير إلا اقتطعوها حتى كتبت فيها قريش إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يسألونه بأرحامهم لما آواهم فلا حاجة لنا بهم ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقدموا عليه المدينة

18612 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن عتاب العبدي ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة فذكر هذه القصة قال فيها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ويل أمه مسعر حرب لو كان معه أحد وجاء أبو بصير بسلبه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال خمس يا رسول الله قال إني إذا خمسته لم أوف لهم بالذي عاهدتهم عليه ولكن شأنك بسلب صاحبك واذهب حيث شئت فخرج أبو بصير معه خمسة نفر كانوا قدموا معه من المسلمين من مكة حتى كانوا بين العيص وذي المروة من أرض جهينة على طريق عيرات قريش مما يلي سيف البحر لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها وانفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو في سبعين راكبا أسلموا وهاجروا فلحقوا بأبي بصير وكرهوا أن يقدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم في هدنة المشركين ثم ذكر ما بعده بمعنى ما تقدم وأتم منه 49

باب نقض الصلح فيما لا يجوز وهو ترك رد النساء إن كن دخلن في الصلح
18613 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال بلغنا أنه : قاضى رسول الله صلى الله عليه و سلم مشركي قريش على المدة التي جعل بينه وبينهم يوم الحديبية أنزل الله فيما قضى به بينهم فأخبرني عروة بن الزبير أنه سمع مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة يخبران عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا فخليت بيننا وبينه فكره المؤمنون ذلك وألغطوا به أو قال كلمة أخرى قال الإمام أحمد رحمه الله لم يقم شيخنا هذه الكلمة ورايته في نسخة وامتعظوا وأبى سهيل إلا ذلك فكاتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم ورد يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة وأن كان مسلما وجاءت المؤمنات وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ وهي عاتق فجاء أهلها يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرجعها إليهم فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن قال عروة فأخبرتني عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمتحنهن بهذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن الآية قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بايعتك كلاما يكلمها به والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ما بايعهن إلا بقوله رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير

18614 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد أن محمد بن ثور حدثهم عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم زمن الحديبية فذكر الحديث بمعنى ما مضى زاد ثم جاء نسوة مؤمنات مهاجرات الآية فنهاهم الله أن يردوهن وأمرهم أن يردوا الصداق

18615 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني الزهري قال : دخلت على عروة بن الزبير وقد كتب إليه بن أبي هنيد يسأله عن قول الله عز و جل { إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن } فكتب إليه عروة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان صالح أهل الحديبية وشرط لهم أنه من أتاه بغير إذن وليه رده عليهم فلما هاجر المسلمات إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره الله بامتحانهن فإن كن جئن رغبة في الإسلام لم يردهن عليهم قال الله عز و جل فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار فحبس رسول الله صلى الله عليه و سلم النساء ورد الرجال

18616 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن محمد بن إسحاق قال حدثني الزهري وعبد الله بن أبي بكر قالا : هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الحديبية فجاء أخواها الوليد وفلان ابنا عقبة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يطلبانها فأبى أن يردها عليهما وقد مضى في رواية معمر عن الزهري في صلح حديبية فقال سهيل على أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا وفي ذلك دلالة على أن النساء لم يدخلن في هذا الشرط 50

باب من جاء من عبيد أهل الهدنة مسلما
18617 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد النسوي ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إبراهيم بن موسى أنبأ هشام عن بن جريج قال قال عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما : وإن هاجر عبد أو امة للمشركين أهل العهد لم يردوا وردت أثمانهم أخرجه محمد في الصحيح 51
باب من جاء من عبيد أهل الحرب مسلما
18618 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله بن قانع قاضي الحرمين ببغداد أنبأ أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني ثنا محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : خرج عبدان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية قبل الصلح فكتب إليه مواليهم قالوا يا محمد والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك وإنما خرجوا هربا من الرق فقال ناس صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا وأبى أن يردهم وقال هم عتقاء الله عز و جل

18619 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق عن عبد الله بن المكدم الثقفي قال : لما حاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الطائف خرج إليه رقيق من رقيقهم أبو بكرة وكان عبدا للحارث بن كلدة والمنبعث ويحنس ووردان في رهط من رقيقهم فأسلموا فلما قدم وفد أهل الطائف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلموا قالوا يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك فقال لا أولئك عتقاء الله عز و جل ورد على كل رجل ولاء عبده فجعله إليه هذا منقطع

18620 - وقد أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم اعتق من خرج إليه يوم الطائف من عبيد المشركين

18621 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا حجاج بن منهال وسليمان بن حرب قالا ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن أربعة اعبد وثبوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم زمن الطائف فأعتقهم

18622 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو كريب ثنا حفص بن غياث ثنا الحجاج عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن عبدين خرجا من الطائف فأسلما فاعتقهما رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدهما أبو بكرة

18623 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد النسوي ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إبراهيم بن موسى أنبأ هشام عن بن جريج قال قال عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : وإن هاجر عبد منهم يعني أهل الحرب أو أمة فهما حران ولهما ما للمهاجرين أخرجه البخاري في الصحيح 52

باب ما يستدل به على أنه إنما أعتقهم بالإسلام والخروج من بلاد منصوب
عليها الحرب 18624 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن أيوب أنبأ قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال : جاء عبد فبايع النبي صلى الله عليه و سلم على الهجرة ولم يشعر أنه عبد فجاء سيده يريده فقال له النبي صلى الله عليه و سلم بعنيه فاشتراه بعبدين أسودين ثم لم يبايع أحدا بعد حتى يسأله أعبد هو رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وغيره قال الشافعي رحمه الله ولو كان الإسلام يعتقه لم يشتر منه حرا ولكنه أسلم غير خارج من بلاد منصوب عليها الحرب 53
باب الوفاء بالعهد إذا كان العقد مباحا وما ورد من التشديد في نقضه
(
قال الله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود
18625 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وأخرجاه من حديث الثوري عن الأعمش

18626 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ح وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن عمرو كشمرد ثنا يحيى بن يحيى أنبأ إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان هذا لفظ حديث إسماعيل وفي رواية مالك إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

18627 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا حفص بن عمر النمري ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر رجل من حمير قال : كان بين معاوية وبين الروم عهد وكان يسير نحو بلادهم حتى إذا انقضى العهد غزاهم فجاء رجل على فرس أو برذون وهو يقول الله أكبر الله أكبر وفاء لا غدر فنظروا فإذا عمرو بن عبسة رضي الله عنه فأرسل إليه معاوية رضي الله عنه فسأله فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء فرجع معاوية

18628 - وأخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر قال : كان بين معاوية وبين الروم عهد فذكره وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن أبي بكير وأبو داود الطيالسي وسليمان بن حرب وجماعة عن شعبة

18629 - حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عيينة يعني بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه عن أبي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة

18630 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن الخرساني ثنا الحسن بن سلام ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني ثنا أحمد بن حازم الغفاري قالا ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ بشير بن مهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط إلا سلط الله عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر خالفه الحسين بن واقد فرواه عن عبد الله بن بريدة عن بن عباس رضي الله عنهما من قوله أتم منه وروي في ذلك عن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم

18631 - أخبرنا أبو الخير جامع بن أحمد بن محمد بن مهدي الوكيل أنبأ أبو طاهر المحمد اباذي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له 54

باب لا يوفى من العهود بما يكون معصية
18632 - استدلالا بما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وغيره عن مالك قال الشافعي رحمه الله وأسر المشركون امرأة من الأنصار وأخذوا ناقة للنبي صلى الله عليه و سلم فانفلتت الأنصارية على ناقة النبي صلى الله عليه و سلم فنذرت إن نجاها الله عليها أن تنحرها فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال لا نذر في معصية ولا فيما لا يملك بن آدم

18633 - أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين فذكر : معناه أخرجه مسلم كما مضى قال الشافعي وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه

18634 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا عبد العزيز بن المطلب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن أبي أويس قال الشافعي فاعلم أن طاعة الله أن لا يفي باليمين إذا كان غيرها خيرا وأن يكفر بما فرض الله من الكفارة وكل هذا يدل على أنه إنما يوفى بكل عقد نذر وعهد لمسلم أو مشرك كان مباحا لا معصية لله فيه 55

باب نقض أهل العهد أو بعضهم العهد
18635 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم : في قصة بني النضير وما اجمعوا عليه من المكر بالنبي صلى الله عليه و سلم قال فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكتائب فحصرهم فقال لهم إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك ثم غدا على بني قريظة بالكتائب وترك بني النضير ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم وغدا إلى بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء فهذا عهد بني قريظة

18636 - وأما نقضهم العهد ففيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن يهوذا أحد بني عمرو بن قريظة عن رجال من قومه قالوا : كان الذين حزبوا الأحزاب نفر من بني النضير ونفر من بني وائل وكان من بني النضير حيي بن أخطب وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وأبو عمار ومن بني وائل حي من الأنصار من أوس الله وحوح بن عمرو ورجال منهم خرجوا حتى قدموا على قريش فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه و سلم فنشطوا لذلك ثم ذكر القصة في خروج أبي سفيان بن حرب والأحزاب قال وخرج حيي بن أخطب حتى أتى كعب بن أسد صاحب عقد بني قريظة وعهدهم فلما سمع به كعب أغلق حصنه دونه فقال ويحك يا كعب افتح لي حتى ادخل عليك فقال ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم وإنه لا حاجة لي بك ولا بما جئتني به إني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء وقد وادعني موادعة فدعني وارجع عني فقال والله إن غلقت دوني إلا عن خشيتك أن آكل معك منها فاحفظه ففتح له فلما دخل عليه قال له ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر بقريش معها قادتها حتى أنزلتها برومة وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها حتى انزلتها إلى جانب أحد جئتك ببحر طام لا يرده شيء فقال جئتني والله بالذل ويلك فدعني وما أنا عليه فإنه لا حاجة لي بك ولا بما تدعوني إليه فلم يزل حيي بن أخطب يفتله في الذروة والغارب حتى أطاع له وأعطاه حيي العهد والميثاق لئن رجعت قريش وغطفان قبل أن يصيبوا محمدا لأدخلن معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك فنقض كعب العهد وأظهر البراءة من رسول الله صلى الله عليه و سلم وما كان بينه وبينه قال بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر كعب ونقض بني قريظة بعث إليهم سعد بن عبادة وسعد بن معاذ وخوات بن جبير وعبد الله بن رواحة ليعلموا خبرهم فلما انتهوا إليهم وجدوهم على أخبث ما بلغهم قال بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة فذكر قصة سبب إسلام ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد ونزولهم عن حصن بني قريظة وإسلامهم وخرج في تلك الليلة فيما زعم بن إسحاق عمرو بن سعدي القرظي فمر بحرس رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه محمد بن مسلمة تلك الليلة فلما رآه قال من هذا قال أنا عمرو بن سعدي وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بني قريظة في غدرهم وقال لا أغدر بمحمد أبدا فقال محمد بن مسلمة حين عرفه اللهم لا تحرمني عثرات الكرام ثم خلى سبيله فخرج حتى بات في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الليلة ثم ذهب فلم يدر أين ذهب من الأرض فذكر شأنه لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ذلك رجل نجاه الله بوفائه وذكر موسى بن عقبة في هذه القصة أن حييا لم يزل بهم حتى شأمهم فاجتمع ملؤهم على الغدر على أمر رجل واحد غير أسد وأسيد وثعلبة خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم

18637 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أن : يهود النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأمنهم وأسلموا أخرجاه في الصحيح كما مضى قال الشافعي رحمه الله وكذلك أن نقض رجل منهم فقاتل كان للإمام قتال جماعتهم قد أعان على خزاعة وهم في عقد النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثة نفر من قريش فشهدوا قتالهم فغزا النبي صلى الله عليه و سلم قريشا عام الفتح بغدر النفر الثلاثة وترك الباقين معونة خزاعة وإيوائهم من قاتل خزاعة

18638 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أنهما حدثاه جميعا قالا : كان في صلح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية بينه وبين قريش أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فتواثبت خزاعة فقالوا نحن ندخل في عقد محمد وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرا ثم إن بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله صلى الله عليه و سلم وعهده ليلا بماء لهم يقال له الوتير قريب من مكة فقالت قريش ما يعلم بنا محمد وهذا الليل وما يرانا أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح فقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأن عمرو بن سالم ركب إلى رسول الله عندما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير حتى قدم المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يخبره الخبر وقد قال أبيات شعر فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنشده إياها
( اللهم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا )
( كنا والدا وكنت ولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا )
( فانصر رسول الله نصرا عتدا ... وادعوا عباد الله يأتوا مددا )
( فيهم رسول الله قد تجردا ... ان سيم خسفا وجهه تربدا )
( في فيلق كالبحر يجري مزبدا ... إن قريشا أخلفوك الموعدا )
( ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... وزعموا أن لست أدعو أحدا )
( فهم أذل وأقل عددا ... قد جعلوا لي بكداء مرصدا )
( هم بيتونا بالوتير هجدا ... فقتلونا ركعا وسجدا ) فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نصرت يا عمرو بن سالم فما برح حتى مرت عنانة في السماء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس بالجهاز وكتمهم مخرجه وسأل الله أن يعمي عليهم قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم

18639 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر بن عتاب العبدي ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال : ثم إن بني نفاثة من بني الديل أغاروا على كعب وهم في المدة التي بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين قريش وكانت بنو كعب في صلح رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت بنو نفاثة في صلح قريش فأعانت بنو بكر بني نفاثة وأعانتهم قريش بالسلاح والرقيق واعتزلتهم بنو مدلج وأوفوا بالعهد قال ويذكرون أن ممن أعانهم صفوان بن أمية وشيبة بن عثمان وسهيل بن عمرو فأغارت بنو الدليل على بني عمرو وعامتهم زعموا أن النساء والصبيان وضعفاء الرجال فأثخنوهم وقتلوا منهم حتى أدخلوهم دار بديل بن ورقاء بمكة قال فخرج ركب من بني كعب حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكروا له الذي أصابهم وما كان من قريش عليهم في ذلك والذي أعانوا به عليهم ثم ذكر جهاز النبي صلى الله عليه و سلم ودخول أبي بكر رضي الله عنه عليه قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتريد أن تخرج مخرجا قال نعم قال لعلك تريد بني الأصفر قال لا قال أفتريد أهل نجد قال لا قال فلعلك تريد قريشا قال نعم قال أليس بينك وبينهم مدة قال ألم يبلغك ما صنعوا ببني كعب وأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الناس بالغزو وأما الحكم بين المعاهدين فقد مضى ذكره في كتاب الحدود والغصب وغيره 56

باب كراهية الدخول على أهل الذمة في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم
ومهرجانهم 18640 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار قال قال عمر رضي الله عنه : لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم

18641 - وأخبرنا أبو بكر الفارسي أنبأ أبو إسحاق الأصفهاني ثنا أبو أحمد بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل قال قال لي بن أبي مريم ثنا نافع بن يزيد سمع سليمان بن أبي زينب وعمرو بن الحارث سمع سعيد بن سلمة سمع أباه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : اجتنبوا أعداء الله في عيدهم

18642 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن عوف عن الوليد أو أبي الوليد عن عبد الله بن عمرو قال : من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة قال الشيخ الإمام رحمه الله قال الشيخ أبو سليمان رحمه الله بنى هو الصواب

18643 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة ثنا عوف عن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو قال : من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة وهكذا رواه يحيى بن سعيد وبن عدي وغندر وعبد الوهاب عن عوف عن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو من قوله

18644 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد عن هشام عن محمد بن سيرين قال : أتي علي رضي الله عنه بهدية النيروز فقال ما هذه قالوا يا أمير المؤمنين هذا يوم النيروز قال فاصنعوا كل يوم فيروز قال أبو أسامة كره أن يقول نيروز قال الشيخ وفي هذا كالكراهة لتخصيص يوم بذلك لم يجعله الشرع مخصوصا 74

كتاب الصيد والذبائح
( * - * بسم الله الرحمن الرحيم قال الله جل ثناؤه يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم 18645 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا معلى بن منصور ثنا بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن القعقاع بن حكيم عن سلمى أم أبي رافع عن أبي رافع قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بقتل الكلاب فقال الناس يا رسول الله ما أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها فأنزل الله عز و جل يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين

18646 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا موسى بن أعين ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو شعيب الحراني ثنا جدي ثنا موسى بن أعين عن إسماعيل بن أبي خالد عن المجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال قلت : يا رسول الله إن لي كلابا أصطاد بها فقال انظروا هذه الجوارح علموهن مما علمكم الله وكلوا مما أمسكن عليكم

18647 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله { وما علمتم من الجوارح } قال من الكلاب المعلمة والبازي وكل طير يعلم للصيد وفي قوله مكلبين قال يقول ضواري وروينا عن مجاهد أنه قال الجوارح الطير والكلاب وعن قتادة في قوله { مكلبين } قال يكالبون الصيد وروينا عن مجاهد في قوله تناله أيديكم قال يعني النبل ويقال أيديكم أيضا صغار الصيد الفراخ والبيض ورماحكم يقال كبار الصيد 1

باب الأكل مما أمسك عليك المعلم وإن قتل
18648 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم المزكي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن منصور عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إنا نرسل الكلاب المعلمة فيمسكن علي وأذكر اسم الله قال إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل قلت وإن قتلن قال وإن قتلن ما لم يشركها كلب ليس معها قلت له فإني أرمي بالمعراض الصيد فأصيب قال إذا رميت بالمعراض فخرق فكله وإن أصابه بعرضه فلا تأكله رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وأخرجه البخاري من وجهين آخرين عن منصور

18649 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه قال قرئ على أحمد بن محمد بن عيسى البرتي ثنا أبو نعيم ثنا زكريا عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيد الكلب فقال ما أمسك عليك فكل فإن أخذه ذكاته وإن أصبت مع كلبك أو كلابك كلبا غيره فلا تأكل فإنما ذكرت أسم الله على كلبك ولم تذكره على كلاب غيرك رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن زكريا بن أبي زائدة

18650 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو وقالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عارم محمد بن الفضل ثنا سعيد بن يزيد ثنا علي بن الحكم البناني : أن نافع بن الأزرق سأل بن عباس رضي الله عنهما فقال يا بن عباس أرأيت إذا أرسلت كلبي فسميت فقتلت الصيد آكله قال نعم قال نافع يقول الله إلا ما ذكيتم تقول أنت وإن قتل قال ويحك يا بن الأزرق أرأيت لو أمسك علي سنور فأدركت ذكاته كان يكون علي بأس والله إني لأعلم في أي كلاب نزلت نزلت في كلاب بني نبهان من طيىء ويحك يا بن الأزرق وليكونن لك نبأ 2

باب المعلم يأكل من الصيد الذي قد قتل
18651 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المعراض فقال إذا أصاب بحده فكل وإذا أصاب بعرضه فقتل فإنه وقيذ فلا تأكل قال قلت إني أرسل كلبي قال إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فكل قال قلت فإن أكل قال فلا تأكل فإنما حبس على نفسه ولم يحبس عليك قال قلت أرسل كلبي وأجد معه كلبا آخر قال لا تأكل فإنما سميت على كلبك ولم تسم على الآخر رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم من أوجه أخر عن شعبة

18652 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا مالك بن يحيى أبو غسان ثنا يزيد بن هارون أنبأ زكريا بن أبي زائدة وعاصم الأحول عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن صيد المعراض فقال ما أصاب بحده فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ وسألته عن صيد الكلب فقال إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله وأمسك عليك فكل وإن أكل منه فلا تأكل وإن وجدت معه كلبا غير كلبك فخشيت أن يكون قد أخذه معه وقد قتله فلا تأكل فإنه إنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره على غيره

18653 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا زكريا عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيد الكلب فقال ما أمسك عليك ولم يأكل منه فكله فإن أخذه ذكاته وإن وجدت عنده كلبا غيره فخشيت أن يكون أخذه معه وقد قتله فلا تأكله فإنك إنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره على غيره وسألته عن صيد المعراض فقال ما أصبت بحده فكله وما أصبت بعرضه فهو وقيذ

18654 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عيسى أنبأ بن المبارك أنبأ عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد فقال : إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله فإن أدركته ولم يقتل فاذبح واذكر اسم الله وإن أدركته قد قتل ولم يأكل فكل فقد أمسكه عليك فإن وجدته قد أكل منه فلا تطعم منه شيئا فإنما أمسكه على نفسه وذكر الحديث أخرجاه في الصحيح من حديث زكريا وعاصم ورواه مسلم عن يحيى بن أيوب عن بن المبارك

18655 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنيعي والحسن بن سفيان قالا ثنا أبو بكر هو بن أبي شيبة ثنا بن فضيل عن بيان عن الشعبي عن عدي رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت إنا قوم نصيد بهذه الكلاب قال إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله عليها فكل مما أمسكن عليك وان قتلن إلا أن يأكل الكلب فإن أكل فلا تأكل فإني أخاف أن يكون إنما أمسك على نفسه وإن خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره عن محمد بن فضيل ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة

18656 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ثنا بن الجنيد ثنا أحمد بن حفص ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن عدي رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إن أكل منه قال إن أكل منه فلا تأكل فإنه ليس بمعلم

18657 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبا الربيع قال قال الشافعي ويحتمل القياس أن يأكل وإن أكل منه الكلب وهذا قول بن عمر وسعد بن أبي وقاص وبعض أصحابنا وإنما تركنا هذا للأثر الذي ذكر الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول فإن أكل فلا تأكل وإذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم لم يجز تركه لشيء قال الشيخ رحمه الله وأما الرواية فيه عن بن عمر

18658 - فأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : إذا أرسل أحدكم كلبه المعلم وذكر اسم الله فليأكل مما أمسك عليه أكل منه أو لم يأكل وأما الرواية فيه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقد ذكرها عنه مالك في الموطأ منقطعا

18659 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن السراج أنبأ أبو خليفة ثنا أبو عمر الحوضي عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن بكير بن عبد الله عن سعد قال كل : وإن أكل نصفه يعني الكلب وهذا أيضا مرسل

18660 - وقد أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن بن أبي ذئب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن رجل يقال له حميد بن مالك قال سألت سعدا قلت : إن لنا كلابا ضواري فيمسكن علينا ويأكلن ويبقين قال كل وإن لم يبقين إلا نصفه وهذا موصول وروي فيه عن علي وسلمان الفارسي وأبي هريرة رضي الله عنهم وروي عن بن عباس رضي الله عنه بخلاف أقاويلهم

18661 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا محمد بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن سلمان الفارسي رضي الله عنه كان يقول : إذا أرسلت كلبك المعلم فأكل ثلثيه وبقي ثلثه فكل ما بقي وعن سعيد عن قتادة أن بن عباس رضي الله عنهما كان يكره ذلك ويقول لو كان معلما ما أكل وروي في إباحة أكله عن النبي صلى الله عليه و سلم إن صح الحديث

18662 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا هشيم أنبأ داود بن عمرو عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم في صيد الكلب : إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فكل وإن أكل منه وكل ما ردت يدك أو قال كل ما ردت عليك يدك

18663 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن المنهال الضرير ثنا يزيد بن زريع ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن أعرابيا يقال له أبو ثعلبة رضي الله عنه قال يا رسول الله إن لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها فقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكن عليك قال ذكي أو غير ذكي قال وإن أكل منه قال وإن أكل منه هذا موافق لحديث داود بن عمرو إلا أن حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه مخرج في الصحيحين من حديث ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة وليس فيه ذكر الأكل وحديث الشعبي عن عدي أصح من حديث داود بن عمرو الدمشقي ومن حديث عمرو بن شعيب والله أعلم وقد روى شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن رجل من هذيل أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الكلب يصطاد قال كل أكل أو لم يأكل فصار حديث عمرو بهذا معلولا 3

باب البزاة المعلمة إذا أكلت
18664 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا مجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما علمت من كلب أو باز ثم أرسلته وذكرت اسم الله فكل مما أمسك عليك قلت وإن قتل قال إذا قتله ولم يأكل منه شيئا فإنما أمسكه عليك فجمع بينهما في المنع إلا أن ذكر البازي في هذه الرواية لم يأت به الحفاظ الذين قدمنا ذكرهم عن الشعبي وإنما أتى به مجالد والله أعلم ويذكر عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال إذا أرسلت كلبك أو بازك أو صقرك على الصيد فاكل منه فكل وإن أكل نصفه فهذا جمع بينهما في الإباحة ويذكر عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال إذا أكل الكلب فلا تأكل وإذا أكل الصقر فكل لأن الكلب تستطيع أن تضربه والصقر لا تستطيع فهذا فرق بينهما والله أعلم وفي حديث الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال إذا أكل البازي فلا تأكل وهذا بخلاف الأول وروي عن الربيع بن صبيح في البازي أو الصقر إذا أكل قال كرهه عطاء وعن عكرمة قال إذا أكل الباز والصقر فلا تأكل

18665 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا بن أبي أويس ثنا بن أبي الزناد عن أبيه عن الفقهاء الذين ينتهي إلى قولهم من أهل المدينة : كانوا يقولون ما قتل الكلب أو الصقر أو البازي المعلم فهو حلال وإن أكل منه 4

باب تسمية الله عند الإرسال
18666 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو بن سفيان ثنا حبان بن موسى أنبأ عبد الله أنبأ عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد قال : إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله فإن أدركته لم يقتل فاذبح واذكر اسم الله وإن أدركته قد قتل ولم يأكل فقد أمسكه عليك فإن وجدته قد أكل منه فلا تطعم منه شيئا فإنما أمسك على نفسه فإن خالط كلبك كلاب فقتلن ولم يأكلن فلا تأكل منه فإنك لا تدري أيها قتل وإذا رميت سهمك فاذكر اسم الله وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن المبارك وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عاصم 5
باب من ترك التسمية وهو ممن تحل ذبيحته
18667 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا يوسف بن موسى ثنا سليمان بن حيان ومحاضر المعنى عن هشام بن عروة ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني إبراهيم الخوزي ثنا يوسف ثنا أبو خالد الأحمر ومحاضر قال أبو خالد سمعت هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالوا : يا رسول الله إن ههنا أقواما حديث عهد بشرك يأتوننا بلحمان لا ندري يذكرون اسم الله عليها أم لا فقال النبي صلى الله عليه و سلم اذكروا اسم الله وكلوا رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر وأخرجه أيضا من حديث محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وأبي أسامة بن حفص عن هشام موصولا قال وتابعهم الدراوردي عن هشام قال الشيخ وتابعهم أيضا حاتم بن إسماعيل وعبد الرحيم بن سليمان ومسلمة بن قعنب ويونس بن بكير وعبد الله بن الحارث الجمحي وعبد الله بن عاصم كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها

18668 - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ هشام عن أبيه قال : كان ناس من أهل البادية يأتون بلحمان قد ذبحوها فسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف يصنعون فقال سموا عليها اسم الله وكلوها وكذلك رواه مالك بن أنس وحماد بن سلمة عن هشام مرسلا دون ذكر عائشة بمعنى رواية من رواه موصولا

18669 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا محمد بن يزيد ثنا معقل بن عبيد الله عن عمرو عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : المسلم يكفيه اسمه فإن نسي أن يسمي حين يذبح فليذكر اسم الله وليأكله كذا رواه مرفوعا ورواه غيره عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن عين وهو عكرمة عن بن عباس موقوفا

18670 - أخبرناه أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن عمرو عن جابر بن زيد عن عين عن بن عباس رضي الله عنهما : فيمن ذبح ونسي التسمية قال المسلم فيه اسم الله وإن لم يذكر التسمية

18671 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو عن أبي الشعثاء وهو جابر بن زيد قال أخبرني عين عن بن عباس رضي الله عنه قال : إذا ذبح المسلم ونسي أن يذكر اسم الله فليأكل فإن المسلم فيه اسم من أسماء الله يعني بعين عكرمة

18672 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا العباس بن الفضل ثنا خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : من ذبح فنسي أن يسمي فليذكر اسم الله عليه وليأكل ولا يدعه للشيطان إذا ذبح على الفطرة

18673 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ثنا عبدان ثنا يحيى بن يزيد والحسن بن الحارث قالا ثنا أبو همام عن مروان بن سالم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أرأيت الرجل منا يذبح وينسى أن يسمي فقال النبي صلى الله عليه و سلم اسم الله على كل مسلم قال أبو أحمد عامة حديث مروان بن سالم مما لا يتابعه الثقات عليه قال الشيخ مروان بن سالم الجزري ضعيف ضعفه أحمد بن حنبل والبخاري وغيرهما وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد

18674 - وفيما روى أبو داود في المراسيل عن مسدد عن عبد الله بن داود عن ثور بن يزيد عن الصلت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر إنه إن ذكر لم يذكر إلا اسم الله أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره 6 باب سبب نزول قول الله عز و جل ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه 18675 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : خاصمت اليهود النبي صلى الله عليه و سلم فقالت تأكل مما قتلنا ولا تأكل مما قتل الله فأنزل الله عز و جل ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه

18676 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير ثنا إسرائيل ثنا سماك عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما في قوله عز و جل : وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم قالوا يقولون ما ذبح الله فلا تأكلوه وما ذبحتم أنتم فكلوه فأنزل الله عز و جل ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه 7

باب الإرسال على الصيد يتوارى عنك ثم تجده مقتولا
18677 - فيما روى أبو داود السجستاني في المراسيل عن النفيلي عن زهير عن عطاء بن السائب عن عامر : أن أعرابيا أهدى لرسول الله صلى الله عليه و سلم ظبيا فقال من أين أصبت هذا قال رميته أمس فطلبته فأعجزني حتى أدركني المساء فرجعت فلما أصبحت اتبعت أثره فوجدته في غار أو في أحجار وهذا مشقصي فيه أعرفه قال بات عنك ليلة ولا آمن أن تكون هامة أعانتك عليه لا حاجة لي فيه

18678 - وعن نصر بن علي عن جرير عن موسى بن أبي عائشة عن أبي رزين قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم بصيد فقال إني رميته من الليل فأعياني ووجدت سهمي فيه من الغد وقد عرفت سهمي فقال الليل خلق من خلق الله عز و جل عظيم لعله أعانك عليه شيء انبذها عنك أخبرنا بهما أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسن الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكرهما

18679 - وأخبرنا أبو الحسن أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الباغندي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن أبي رزين عن أبي رزين عن النبي صلى الله عليه و سلم : إذا غاب عنك الصيد فصادفته وذكر هوام الأرض وأبو رزين هذا اسمه مسعود مولى شقيق بن سلمة وليس بأبي رزين مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم والحديث مرسل قاله البخاري

18680 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد الملك بن الحارث بن الرحيل حدثه أن عمرو بن ميمون حدثه عن أبيه أن أعرابيا أتى إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وميمون عنده فقال أصلحك الله : إني أرمي الصيد فأصمي وأنمي فكيف ترى فقال بن عباس رضي الله عنهما كل ما أصميت ودع ما أنميت

18681 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي عن شعبة عن الحكم عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : أمرني ناس من أهلي أن أسأل لهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن أشياء فكتبتها في صحيفة فأتيته لأسأله فإذا عنده ناس يسألونه فسألوه حتى سألوه عن جميع ما في صحيفتي وما سألته عن شيء فسأله رجل أعرابي فقال إني مملوك أكون في إبل أهلي فيأتيني الرجل يستسقيني فأسقيه قال لا قال فإن خشيت أن يهلك قال فاسقه ما يبلغه ثم أخبر به أهلك قال فإني رجل أرمي فأصمي وأنمي قال ما أصميت فكل وما أنميت فلا تأكل قلت للحكم ما الإصماء قال الإقعاص قلت فما الإنماء قال ما توارى عنك وقد روي هذا من وجه آخر عن بن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وهو ضعيف

18682 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي ما أصميت ما قتلته الكلاب وأنت تراه وما أنميت ما غاب عنك مقتله قال الشافعي رحمه الله ولا يجوز عندي فيه إلا هذا إلا أن يكون جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء فإني أتوهمه فيسقط كل شيء خالف أمر النبي صلى الله عليه و سلم ولا يقوم معه رأي ولا قياس فإن الله قطع العذر لقوله صلى الله عليه و سلم قال الشيخ وهذا الذي توهمه الشافعي رحمه الله فيما

18683 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني حمدان بن عمرو الموصلي ثنا غسان هو بن الربيع الموصلي ثنا ثابت هو بن يزيد ثنا عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا أرسلت كلبك فسميت فأمسك عليك فقتل فكل فإن أكل منه فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه وإذا خالط كلابا لم تذكر اسم الله عليها فأمسكن وقتلن فلا تأكل فإنك لا تدري أيها قتل وإن رميت الصيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به إلا أثر سهمك فإن شئت أن تأكل فكل وإن وقع في الماء فلا تأكل رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن ثابت بن يزيد

18684 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عيسى أنبأ بن المبارك أنبأ عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه : سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد فذكر الحديث قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رميت بسهمك فاذكر اسم الله فإن أدركته فكل إلا أن تجده قد وقع في ماء فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك فإن وجدته بعد ليلة أو ليلتين فلم تجد فيه أثرا غير أثر سهمك فشئت أن تأكل منه فكل رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن المبارك وبمعناه رواه خالد الحذاء عن الشعبي قال البخاري وقال عبد الأعلى عن داود عن عامر عن عدي

18685 - فذكر ما أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا عبيد الله القواريري ثنا عبد الأعلى ثنا داود هو بن أبي هند عن عامر هو الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله إن أحدنا يرمي فيقتفي أثره اليوم واليومين فيجده ميتا وفيه سهمه أيأكل قال نعم ان شاء أو قال يأكل إن شاء

18686 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا سليمان بن شعيب ثنا عبد الرحمن بن زياد ثنا شعبة أخبرني عبد الملك بن ميسرة ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا أبو النضر ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال : يا رسول الله إني أرمي الصيد فاطلب الأثر بعد ليلة قال إذا رأيت أثر سهمك فيه لم يأكل منه سبع فكل قال شعبة فذكرت ذلك لأبي بشر فقال قال بن جبير عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيت سهمك فيه لم تر فيه أثرا غيره وتعلم أنه قتله فكله

18687 - وأخبرنا بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن علي الجزار ثنا علي بن الجعد الجوهري ثنا شعبة فذكره بنحوه إلا أنه قال قال شعبة فحدثت به أبا بشر فقال إنما قال سعيد بن جبير عن عدي بن حاتم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : إذا عرفت سهمك فيه ولم تر فيه أثر غيره وتعلم أنه قتله فكل

18688 - وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة وهشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أرمي الصيد فأجده من الغد فيه سهمي قال إذا وجدت فيه سهمك وعلمت أنه قتله ولم تر فيه أثر سبع فكل

18689 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا رميت سهمك فغاب ثلاث ليال فأدركته فكل ما لم ينتن رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مهران الرازي عن حماد بن خالد الخياط

18690 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل بن بحر ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ح وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا بن أبي داود ثنا عبد الله بن نصر الأنطاكي قالا ثنا معن بن عيسى ثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : في الذي يدرك صيده بعد ثلاث قال يأكله إلا أن ينتن رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أحمد بن أبي خلف عن معن

18691 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن المنهال الضرير ثنا يزيد بن زريع ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن أعرابيا يقال له أبو ثعلبة قال : يا رسول الله أفتني في قوسي قال كل ما ردت عليك قوسك قال ذكي وغير ذكي قال وإن تغيب عني قال وإن تغيب عنك ما لم يصل أو تجد فيه أثر غير سهمك قال أفتني في آنية المجوس إذا اضطررت إليها قال اغسلها وكل فيها

18692 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني أنبأ بن أبي عاصم ثنا أبو موسى ثنا الأنصاري ثنا عبيد الله بن الأخنس حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أفتني في قوسي قال كل ما ردت عليك قوسك قلت فإن توارى عني قال وإن توارى عنك بعد أن لا ترى فيه إلا أثر سهمك أو يصل قال أبو موسى يعني يتغير قال الشيخ رحمه الله وبلغني عن أبي سليمان الخطابي رحمه الله أنه قال قوله ما لم يصل فإنه يريد ما لم ينتن وتتغير ريحه يقال صل اللحم واصل لغتان وهذا على معنى الاستحباب دون التحريم لأن تغير ريحه لا يحرم أكله قال وقد روي أن النبي صلى الله عليه و سلم أكل أهالة سنخة وهي المتغيرة الريح

18693 - أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا الحسن بن الأشيب ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال : لقد دعي رسول الله صلى الله عليه و سلم على خبز شعير وإهالة سنخة أخرجه البخاري من حديث هشام عن قتادة كما أخرجاه في كتاب الرهن وفي حديث البهزي في حمار الوحش العقير وفي الظبي الحاقف فيه سهم قد مضى في كتاب الحج وغيره

18694 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ومحمد بن أبي بكر قالا ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة الضمري : أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج حتى أتى الروحاء رأى حمارا عقيرا زاد محمد بن أبي بكر في حديثه في بعض أفنائها وقالا جميعا فقيل يا رسول الله هذا حمار عقير قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوه فإن الذي أصابه سيجيء فجاء رجل من بهز قال يا رسول الله إني أصبت هذا فشأنكم به فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر رضي الله عنه فقسمه بين الرفاق ثم سار حتى إذا كان بالإثابة بين العرج والرويثة إذا ظبي حاقف في ظل فيه سهم فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا أن يقيم عنده حتى يجيز آخر الناس لا يعرض له

18695 - وأخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة أن عمير بن سلمة الضمري أخبره عن البهزي : أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج وهو محرم حتى إذا كان ببعض أفناء الروحاء إذا حمار وحش عقير فذكره القوم لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال وذكر الحديث 8

باب الرجل يدرك صيده حيا أخبرنا
18696 - أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب حدثني محمد بن النضر يعني الجارودي ثنا أبو همام الوليد بن شجاع ثنا علي بن مسهر عن عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله فإن أمسك عليك فأدركته حيا فاذبحه وإن أدركته قد قتل ولم يأكل منه فكله وإن وجدت مع كلبك كلبا غيره وقد قتل فلا تأكل فإنك لا تدري أيهما قتله وإن رميت سهمك فاذكر اسم الله وإن غاب عنك يوما فلم تجد فيه إلا أثر سهمك فكل إن شئت وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل رواه مسلم في الصحيح عن الوليد بن شجاع 9
باب غير المعلم إذا أصاب صيدا
18697 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني حيوة بن شريح أنه سمع ربيعة بن يزيد الدمشقي يقول سمعت أبا إدريس الخولاني يحدث أنه سمع أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إن أرضنا أرض صيد أصيد بالكلب المكلب وبالكلب الذي ليس بمكلب فأخبرني ماذا يحل لنا مما يحرم علينا من ذلك فقال أما ما صاد كلبك المكلب فكل مما أمسك عليك واذكر اسم الله واما ما صاد كلبك الذي ليس بمكلب فأدركت ذكاته فكل منه وما لم تدرك ذكاته فلا تأكل منه رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن بن وهب وقال عبد الله بن المبارك عن حيوة في هذا الحديث أصيد بكلبي المعلم وبكلبي الذي ليس بمعلم 10
باب المسلم يرسل كلبه المعلم على صيد فخالطه ما لم يرسله مسلم
18698 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد فقلت أرسل كلبي فأجد مع كلبي كلبا آخر لا أدري أيهما أخذ فقال لا تأكله فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة

18699 - أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الحكم عن الشعبي عن عدي رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أرسل كلبي على الصيد فذكره أخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة

18700 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عيسى أنبأ بن المبارك أنبأ عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه : سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد فذكر الحديث قال فيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن خالط كلبك كلابا فقتلن ولم يأكلن فلا تأكل منه شيئا فإنك لا تدري أيها قتل رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن بن المبارك 11

باب من رمى صيدا أو طعنه أو أرسل كلبا فقطعه قطعتين أو قطع رأسه أو بطنه
أو صلبه 18701 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا بقية بن الوليد حدثني الزبيدي حدثني يونس بن سيف حدثني أبو إدريس عائذ الله عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنا في أرض صيد فأرمي بقوسي فمنه ما أدرك ذكاته ومنه ما لا أدرك ذكاته وأرسل كلبي المكلب فمنه ما أدرك ذكاته ومنه ما لم أدرك ذكاته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ردت عليك قوسك وكلبك ويدك فكل ذكي وغير ذكي

18702 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عمرو بن شعيب حدثه أن مولى لشرحبيل بن حسنة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر الجهني وحذيفة بن اليمان صاحبي رسول الله صلى الله عليه و سلم يقولان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حل ما ردت عليك قوسك 12

باب ما قطع من الحي فهو ميتة
18703 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن إسحاق أنبأ هاشم بن القاسم ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة والناس يجبون أسنمة الإبل ويقطعون أليات الغنم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة 13
باب ما جاء في صيد المجوسي
18704 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كل من صيد أهل الكتاب ولا تأكل من صيد المجوس

18705 - وأخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الإسفرائيني بها أنبأ بشر بن أحمد أنبأ أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ح وأنبأ أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان حدثني الصوفي يعني أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا أبو مسلم أحمد بن علي المؤدب ثنا شريك عن حجاج عن القاسم بن أبي بزة عن سليمان اليشكري عن جابر رضي الله عنه قال : نهينا عن صيد كلب المجوسي وطائره ورواه أيضا وكيع عن شريك غير أن الحجاج بن أرطأة لا يحتج به والله أعلم ورواه يحيى بن أبي بكير عن شريك عن الحجاج بن أرطأة عن القاسم بن أبي بزة وأبي الزبير عن سليمان اليشكري عن جابر رضي الله عنه قال نهى عن ذبيحة المجوسي وصيد كلبه وطائره في هذا الإسناد من لا يحتج به والله أعلم 14

باب ما جاء في ذكاة ما لا يقدر على ذبحه إلا برمي أو سلاح
18706 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال قلنا : يا رسول الله إنا لاقو العدو غدا ليس معنا مدى قال ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل ليس السن والظفر أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة قال وأصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم نهبا فند منها بعير فسعوا له فلم يستطيعوه فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لهذه الإبل أو قال النعم أوابد كأوابد الوحش فما عليكم بها فاصنعوا بها هكذا وتردى بعير في بئر فلم يستطيعوا أن ينحروه إلا من قبل شاكلته فاشترى منه بن عمر عشيرا بدرهمين وقال لنا أبو عبد الله وأبو سعيد في الفوائد تعشيرا أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة وغيره

18707 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زائدة بن قدامة الثقفي ثنا سعيد بن مسروق الثوري عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بذي الحليفة من تهامة وقد جاع القوم فأصابوا إبلا وغنما فانتهى إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد نصبت القدور فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالقدور فاكفئت ثم قسم بينهم فعدل عشرا من الغنم ببعير قال فند بعير من أبل القوم وليس في القوم إلا خيل يسيرة فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا وعن عباية عن رافع قال قلنا يا رسول الله إنا لاقوا العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما انهر الدم وذكرت اسم الله عليه فكل ما خلا السن والظفر وسأخبرك عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة أخرجه مسلم في الصحيح من حديث زائدة

18708 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الباغندي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بذي الحليفة فأصاب الناس إبلا وغنما وذكر الحديث بنحوه قال عباية ثم إن ناضحا تردى بالمدينة فذبح من قبل شاكلته فأخذ منه بن عمر عشيرا بدرهمين رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة حديث السن وأخرجاه بطوله من وجه آخر عن سفيان

18709 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبا أبو محمد بن حيان الأصبهاني ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو مروان ثنا عبد العزيز الدراوردي عن حرام عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما أنه قال : مرت علينا بقرة ممتنعة نافرة لا تمر على أحد إلا نطحته وشدت عليه فخرجنا عليه نكدها حتى بلغنا الصماء ومعنا غلام قبطي لبني حرام ومعه مشتمل فشدت عليه لتنطحه فضربها أسفل من المنحر وفوق مرجع الكتف فركبت ردعها فلم يدرك لها ذكاة قال جابر فأخبرت رسول الله صلى الله عليه و سلم شأنها فقال إذا استوحشت الإنسية وتمنعت فإنه يحلها ما يحل الوحشية ارجعوا إلى بقرتكم وكلوها فرجعنا إليها فاجتزرناها

18710 - أخبرنا الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإسفرائيني أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ببغداد ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه أنه قال : يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة قال وأبيك لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك قال الشيخ وهذا في المتردي وأشباهه

18711 - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : ما أعجزك من البهائم فهو بمنزلة الصيد أن ترميه

18712 - قال وحدثنا سفيان ثنا حبيب بن أبي ثابت قال : جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال إن بعيرا لي ند فطعنته برمح فقال أهد لي عجزه

18713 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ أبو عميس عن غضبان هو بن يزيد البجلي عن أبيه قال : قدم الناس الكوفة فأعرس رجل من الحي فاشترى جزورا فندت فذهبت ثم اشترى أخرى فخشي أن تند فعرقبها وذكر اسم الله فماتت فأتوا عبد الله رضي الله عنه فسألوه فأمرهم أن يأكلوا فوالله ما طابت أنفس الحي أن يأكلوا منها شيئا حتى جعلوا له منها بضعة ثم أتوه بها فأكل ورجع الحي إلى طعامهم فأكلوا 15

باب ما يذكى به
18714 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي اسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن بن سعيد بن مسروق وفي رواية أبي سعيد عن عمر بن سعيد بن مسروق عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إنا لاقو العدو غدا وليست معنا مدى أنذكي بالليط فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما أنهر الدم وذكر عليه اسم الله فكلوا إلا ما كان من سن أو ظفر فإن السن عظم من الإنسان والظفر مدى الحبش

18715 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل بن بحر ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن إسماعيل بن مسلم عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده قال قلنا : يا رسول الله إنا لاقو العدو غدا وليس معنا مدى أفنذكي بالليط فقال ما انهر الدم وذكر اسم الله فكلوا إلا ما كان من ظفر أو سن فإن السن عظم من الإنسان والظفر مدى الحبش قال وأصبنا إبلا وغنما فكنا نعدل البعير بعشر من الغنم فند علينا بعير منها فرميناه بالنبل حتى وهضناه قال فسألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فإذا ند منها شيء فاصنعوا به ذلك وكلوا رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر

18716 - أخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود قالا ثنا مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن أبيه عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنا نلقى العدو غدا وليس معنا مدى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أرن أو أعجل ما انهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ما لم يكن سن أو ظفر وسأحدثك عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة وتقدم سرعان الناس فتعجلوا فأصابوا من المغانم ورسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر الناس فنصبوا قدورا فمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالقدور فأمر بها فأكفئت وقسم بينهم فعدل بعيرا بعشر شياه وند بعير من إبل القوم ولم يكن معهم خيل فرماه رجل بسهم فحبسه الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن لهذه الإبل أوابد كاوابد الوحش وإذا فعل منها هذا فافعلوا به مثل هذه رواه البخاري في الصحيح عن مسدد كذا قال أبو الأحوص عن أبيه عن جده وسائر الرواة عن سعيد قالوا عن عباية عن جده وقد وافق حسان بن إبراهيم الكرماني أبا الأحوص على روايته

18717 - أخبرناه أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي أنبأ أبو شعيب الحراني ثنا علي بن عبد الله قالا ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني ثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم : نحوه 16

باب الصيد يرمى فيقع على الأرض
18718 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد قالا ثنا هناد بن السري ثنا عبد الله بن المبارك أنبأ حيوة بن شريح قال سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي يقول أخبرني أبو إدريس عائذ الله قال سمعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قال فيه وأما ما ذكرت بأرض الصيد فما أصبت بقوسك فاذكر اسم الله ثم كل رواه مسلم في الصحيح عن هناد بن السري وأخرجه البخاري من وجه آخر عن بن المبارك

18719 - أخبرنا أبو بكر الأردستاني أنبا أبو نصر العراقي ثنا سفيان ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله : إذا رمى أحدكم صيدا فتردى من جبل فمات فلا تأكلوا فإني أخاف أن يكون التردي قتله أو وقع في ماء فمات فلا تأكله فإني أخاف أن يكون الماء قتله 17

باب الصيد يرمى فيقع على جبل ثم يتردى منه أو يقع في الماء
18720 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا حامد بن شعيب ثنا شريح ثنا عبد الله بن المبارك عن عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد قال إذا رميت سهمك فاذكر اسم الله فإن وجدته قد قتل فكل وإن وجدته قد وقع في الماء فمات فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك فلا تأكل رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن بن المبارك

18721 - أخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله : إذا رمى أحدكم صيدا فتردى من جبل فمات فلا تأكلوا فإني أخاف أن يكون التردي قتله أو وقع في ماء فمات فلا تأكله فإني أخاف أن يكون الماء قتله 18

باب الصيد يرمى بحجر أو بندقة
18722 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر ثنا كهمس ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا كهمس عن بن بريدة قال : رأى عبد الله بن مغفل رضي الله عنه رجلا من أصحابه يخذف فقال لا تخذف فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكره أو قال ينهى عن الخذف فإنه لا يصطاد به الصيد ولا ينكأ به العدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكره أو ينهى عن الخذف ثم أراك تخذف لا أكلمك كلمة كذا وكذا رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن معاذ وعن أبي داود سليمان بن معبد عن عثمان بن عمر وأخرجه البخاري من وجه آخر عن كهمس

18723 - حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن قتادة سمع عقبة بن صهبان عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الخذفة وقال لا يصاد بها صيد ولا ينكأ بها عدو وإن الخذفة تكسر السن وتفقأ العين أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة بمعناه وهذا اللفظ أبين فيما قصدناه

18724 - أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال : قدمت المدينة فخرجت في يوم عيد فإذا رجل متلبب أعسر أيسر يمشي مع الناس كأنه راكب وهو يقول هاجروا ولا تهجروا واتقوا الأرنب أن يحذفها أحدكم بالعصا ولكن ليذك لكم الأسل الرماح والنبل قال أبو عبيد قوله هاجروا ولا تهجروا يقول أخلصوا النية في الهجرة ولا تشبهوا بالمهاجرين على غير نية منكم فهذا هو التهجر قال وكلام العرب أعسر أيسر وهو الذي يعمل بيديه جميعا سواء

18725 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر عن زهير عن زيد بن أسلم عن بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول : في المقتولة بالبندقة تلك الموقوذة

18726 - وأخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع أنه قال : رميت طائرين بحجر قال فأصبتهما فاما أحدهما فمات فطرحه عبد الله بن عمر رضي الله عنه وأما الآخر فذهب عبد الله يذكيه بقدوم فمات قبل أن يذكيه فطرحه أيضا 19

باب صيد المعراض
18727 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سفيان الثوري ورجل آخر عن منصور عن النخعي عن همام بن الحارث عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المعراض فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رميت فسميت فخرق فكل وإن قتل وإذا أصبت بعرضه فقتل فلا تأكل رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة عن سفيان وأخرجه مسلم كما مضى

18728 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ثنا يزيد بن هارون أنبأ عاصم وزكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيد المعراض فقال ما أصبت بحده فكل وما أصبت بعرضه فهو وقيذ أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث عاصم الأحول وزكريا بن أبي زائدة وغيرهما 20 باب تفسير قوله عز و جل { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام } 18729 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما : في هذه الآية قال وما أهل لغير الله به يعني ما أهل للطواغيت كلها والمنخنقة التي تنخنق فتموت والموقوذة التي تضرب بالخشب حتى تقذها فتموت والمتردية التي تتردى من الجبل فتموت والنطيحة الشاة تنطح الشاة وما أكل السبع يقول ما أخذ السبع فما أدركت من هذا كله فتحرك له ذنب أو تطرف له عين فاذبح واذكر اسم الله عليه فهو حلال وقال في موضع آخر من هذا التفسير قال هي الأصنام وفي قوله وأن تستقسموا بالأزلام يعني القداح كانوا يستقسمون بها في الأمور ذلكم فسق يعني من أكل من ذلك كله فهو فسق 21

باب ما ذبح لغير الله
18730 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه أنبأ علي بن عبد العزيز أن معلى بن أسد العمي ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا موسى بن عقبة أخبرني سالم أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم الوحي فقدم إليه سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه رواه البخاري في الصحيح عن معلى بن أسد

18731 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عمرو هو بن مرزوق أنبأ شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل قال : سئل علي رضي الله عنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه و سلم بشيء قال ما خصنا بشيء لم يعم به الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا قال فأخرج صحيفة فإذا فيها لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من سرق منار الأرض ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من آوى محدثا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث غندر عن شعبة 22

باب ما جاء في البهيمة تريد أن تموت فتذبح
18732 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن محمد بن زيد : أن رجلا ذبح شاة وهو يرى أنها قد ماتت فتحركت فسأل أبا هريرة رضي الله عنه له فقال كلها فسأل زيد بن ثابت فقال له لا تأكلها فإن الميتة قد تتحرك

18733 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي مرة مولى عقيل أنه : سأل أبا هريرة رضي الله عنه عن شاة ذبحت فتحرك بعضها فأمره أن يأكلها ثم سأل زيد بن ثابت رضي الله عنه عن ذلك فقال زيد إن الميتة أظنه قال لتتحرك ونهاه عن ذلك وكذلك رواه سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد وقد روي فيه حديث مرفوع عن زيد

18734 - كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت حاضر بن مهاجر أبا عيسى الباهلي قال سمعت سليمان بن يسار يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه : أن ذئبا نيب في شاة فذكوها بمروة فرخص النبي صلى الله عليه و سلم بأكلها

18735 - وكما أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا سهل بن عمار ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا ربيعة بن عثمان عن زيد بن أبي عتاب عن سليمان بن يسار عن زيد بن ثابت قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شاة نيب فيها الذئب فأدركت وبها حياة فذكيت فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بأكلها

18736 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني حارثة : أنه كان يرعى لقحة بشعب من شعاب أحد فأخذها الموت فلم يجد شيئا ينحرها به فأخذ وتدا فوجأ به في لبتها حتى أهريق دمها ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بذلك فامره بأكلها

18737 - حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء أنبأ أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر العدل ثنا محمد بن عثمان بن أبي سويد البصري ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت لنا شاة أرادت أن تموت فذبحناها فقسمناها فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا عائشة ما فعلت شاتكم قالت أرادت أن تموت فذبحناها فقسمناها ولم يبق عندنا منها إلا كتف قال الشاة كلها لكم إلا الكتف ويذكر عن الزهري عن بن المسيب أنه كان يقول الذكاة بحق العين تطرف والذنب يتحرك والرجل ترتكض وبمعناه قال عبيد بن عمير وطاوس وقتادة 23

باب الحيتان وميتة البحر
18738 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ علي بن المديني ثنا سفيان قال الذي حفظناه من عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثلاثمائة راكب أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عير قريش فأقمنا بالساحل وقال سفيان مرة أخرى فأتينا الساحل فأقمنا به نصف شهر فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط قال فسمي ذلك الجيش جيش الخبط قال فألقى لنا البحر دابة يقال لها العنبر فأكلنا منه نصف شهر وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا قال فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه وعمد إلى أطول رجل معه قال سفيان مرة أخرى وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه وأخذ رجلا وبعيرا فمر من تحته قال جابر وكان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر ثم نحر جزائر ثم نحر ثلاث جزائر ثم إن أبا عبيدة نهاه رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني ورواه مسلم عن عبد الجبار بن العلاء عن سفيان ورواه الحميدي عن سفيان فلم يذكر الساحل وقال وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه ثم نظر أطول رجل وأعظم جمل في الجيش فأمره أن يركب الجمل ثم يمر تحته ففعل فمر تحته فأتينا النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرناه فقال هل معكم منه شيء قلنا لا

18739 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان : فذكره

18740 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد ثنا مسدد ثنا يحيى عن بن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : غزونا جيش الخبط وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح فجعنا جوعا شديدا فألقى البحر حوتا ميتا لم ير مثله يقال له العنبر فأكلنا منه نصف شهر فأخذ أبو عبيدة رضي الله عنه عظما من عظامه فمر الراكب تحته قال بن جريج وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا رضي الله عنه يقول فقال أبو عبيدة كلوا فلما قدمنا ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال كلوا رزقا أخرجه الله أطعمونا إن كان معكم فاتاه بعضهم فأكله رواه البخاري في الصحيح عن مسدد مع زيادة أبي الزبير هكذا

18741 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمر علينا أبا عبيدة بن الجراح نتلقى عيرا لقريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة فقلنا كيف كنتم تصنعون بها قال نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فيكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب الخبط بعصينا ثم نبله بالماء فنأكله فأصبنا على ساحل البحر مثل الكثيب الضخم دابة تدعى العنبر فقال أبو عبيدة ميتة ثم قال لا بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا فاكلنا منه شهرا ونحن ثلاثمائة حتى سمنا ولقد كنا نغترف من وقب عينيه بالقلال الدهن ونقطع منه الفدر كالثور ولقد أخذ أبو عبيدة منا ثلاثة عشر رجلا فأقامهم في وقب عينيه وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير فمر تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرنا ذلك له فقال هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم منه فاكل منه لفظ حديث يحيى بن يحيى وفي رواية أحمد بن يونس قال وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا دابة العنبر وقال لقد رأيتنا نغترف من عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه الفدر كالثور أو كقدر الثور وقال فأقعدهم في عينيه وقال في آخره فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكل رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس

18742 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري ثنا الحسن بن علي هو بن زياد السري ثنا بن أبي أويس حدثني مالك عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه : قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا قبل الساحل وأمر أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة قال جابر وأنا فيهم فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع فكان مزودي تمر قال فكان يقوتنا كل يوم يعني قليلا قليلا حتى فني فلم يكن يصيبنا كل يوم إلا تمرة فقلت ما تغني تمرة فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت ثم انتهينا إلى البحر فإذا بحوت مثل الظرب فأكل منه ذلك الجيش ثمان عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتها ولم يصبها رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس وأخرجه مسلم من وجه آخر عن مالك

18743 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد يعني بن كثير قال سمعت وهب بن كيسان يقول سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية أنا فيهم إلى سيف البحر فأزملنا الزاد حتى حميناها مع كل إنسان فجعلناه واحدا حتى كان يعطي كل إنسان قدر ما يصيبه حتى ما كان يصيب إنسانا إلا تمرة كل يوم فقال رجل لجابر يا أبا عبد الله وما تغني عن رجل تمرة قال يا بن أخي قد وجدنا فقدها حين فنيت قال جابر فبينا نحن على ذلك إذ رأينا سوادا فلما غشينا إذا دابة من البحر قد خرجت من البحر فأناخ عليها العسكر ثمان عشر ليلة فيأكلون منها ما شاؤوا حتى أربعوا رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة

18744 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة مولى الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته

18745 - حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن حنبل ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد حدثني إسحاق بن حازم عن بن مقسم يعني عبيد الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته

18746 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن منقذ حدثني إدريس بن يحيى حدثني المفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله ذكى لكم صيد البحر هذا إسناد غير قوي وقد روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه

18747 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم بن محمد المعمري ثنا عباد بن يعقوب ثنا شريك عن بن أبي بشير عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول : إن الله ذبح لكم ما في البحر فكلوه كله فإنه ذكي وروى حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار قال سمعت شيخا يكني أبا عبد الرحمن قال سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول ما في البحر من شيء إلا قد ذكاه الله لكم

18748 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل : أن أبا بكر رضي الله عنه سئل عن ميتة البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته وروي عن عمرو بن دينار وأبي الزبير سمعا شريحا رجلا أدرك النبي صلى الله عليه و سلم قال كل شيء في البحر مذبوح وروى ذلك عن أبي الزبير عن شريح مرفوعا وروى عن جابر وعبد الله بن سرجس مرفوعا وفي بعض ما ذكرنا إسناده كفاية وبالله التوفيق 24

باب السمك يصطاده يهودي أو نصراني أو مجوسي أو وثني
18749 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا روح بن أسلم ثنا زائدة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كل ما ألقى البحر وما صيد منه صاده يهودي أو نصراني أو مجوسي قال وطعامه ما ألقى

18750 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أحمد بن إسحاق بن شيبان بن البغدادي الهروي أنبأ معاذ بن نجدة ثنا بشر بن آدم أنبأ أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كل السمك ولا يضرك من صاده من الناس 25

باب ما لفظ البحر وطفا من ميتة
18751 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمر بن محمد أن نافعا حدثه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : غزونا فجعنا حتى ان الجيش يقتسم التمرة والتمرتين فبينا نحن على شط البحر إذ رمى بحوت ميت فاقتطع الناس منه ما شاؤوا من لحمه أو شحمه وهو مثل الظرب فبلغني أن الناس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبروه فقال لهم أمعكم منه شيء

18752 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان ثنا عمرو سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : بعثنا النبي صلى الله عليه و سلم في ثلاثمائة راكب وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح يطلب عير قريش فأقمنا على الساحل حتى فني زادنا فاكلنا الخبط ثم إن البحر ألقى لنا دابة يقال لها العنبر فأكلنا منه نصف شهر حتى صلحت أجسامنا وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه ونظر إلى أطول بعير في الجيش وأطول رجل فحمله عليه فجاز تحته وقد كان رجل نحر ثلاث جزائر ثم ثلاثا ثم نهاه أبو عبيدة وكان يرويه قيس بن سعد أخرجاه في الصحيح كما مضى

18753 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ حدثني أبو بكر النيسابوري ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا عبد الرحمن بن مهدي ح قال وحدثني أبو بكر النيسابوري حدثني يوسف بن سعيد ثنا أبو نعيم قالا ثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : أشهد على أبي بكر رضي الله عنه أنه قال السمكة الطافية حلال لمن أراد أكلها

18754 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن نوح ثنا هارون بن إسحاق ثنا وكيع عن سفيان بهذا قال : السمكة الطافية على الماء حلال

18755 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه أنبأ أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي بنيسابور ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن جابر بن زيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : الجراد والنون ذكي كله

18756 - أخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : الحيتان والجراد ذكي كله

18757 - أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي الحافظ الإسفرائيني بها أنبأ أبو علي زاهر بن أحمد ثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري ثنا يزيد بن سنان ثنا عبد الصمد ثنا عبد الله بن مثنى عن ثمامة عن أنس عن أبي أيوب رضي الله عنه أنه : ركب في البحر في رهط من أصحابه فوجدوا سمكة طافية على الماء فسألوه عنها فقال أطيبة هي لم تغير قالوا نعم قال فكلوها وارفعوا نصيبي منها وكان صائما هكذا رواه زاهر ورواه الدارقطني عن أبي بكر فقال عن ثمامة بن أنس عن أبي أيوب وهو ثمامة بن عبد الله بن أنس فيشبه أن تكون رواية زاهر أصح والله أعلم ورواه أيضا جبلة بن عطية عن أبي أيوب ويذكر عن مريخ وبشر بن الخولاني أحدهما أو كلاهما أن أبا أيوب وأبا صرمة الأنصاري أكلا الطافي

18758 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنبا أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ زكريا الساجي ثنا بندار ثنا محمد يعني بن جعفر ثنا شعبة عن أجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لا بأس بالطافي من السمك

18759 - أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن أبي الزناد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وزيد بن ثابت رضي الله عنهما أنهما : كانا لا يريان بأكل ما لفظ البحر بأسا

18760 - أخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن أبي الزناد عن أبي سلمة عن ثويب قال : رمى البحر بسمك كبير ميتا فأتينا أبا هريرة رضي الله عنه فاستفتيناه فأمرنا بأكله فرغبنا عن فتيا أبي هريرة فأتينا مروان فأرسل إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فسأله فقال حلال فكلوه

18761 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قدمت البحرين فسألني أهل البحرين عما يقذف البحر من السمك فامرتهم بأكله فلما قدمت سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ذلك فقال ما أمرتهم قلت أمرتهم بأكله فقال لو قلت غير ذلك لعلوتك بالدرة ثم قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه { أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم } قال صيده ما اصطيد وطعامه ما رمى به

18762 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أقبلت من البحرين حتى إذا كنت بالربذة سألني ناس من أهل العراق وهم محرمون عن صيد وجدوه على الماء طاف فسألوني عن اشترائه وأكله فأمرتهم أن يشتروه ويأكلوه وهم محرمون ثم قدمت المدينة فكأنه وقع في قلبي شك مما أمرتهم فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال وما أمرتهم به قال أمرتهم به أن يشتروه ويأكلوه قال لو أمرتهم بغير ذلك لفعلت أي كأنه توعده

18763 - أخبرناه أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ علي بن عاصم أنبأ سليمان التيمي عن أبي مجلز عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله { أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم } قال صيده ما صيد وطعامه ما قذف

18764 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا خلف بن خليفة ثنا حصين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : صيده ما اصطيد وطعامه ما لفظ به البحر

18765 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع أن عبد الرحمن بن أبي هريرة : سأل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عما لفظ البحر فنهاه عن أكله قال نافع ثم انقلب عبد الله بن عمر فدعا بالمصحف فقرأ أحل لكم صيد البحر وطعامه قال نافع فأرسلني عبد الله بن عمر إلى عبد الرحمن بن أبي هريرة إنه لا بأس به فكله

18766 - وأخبرنا أبو أحمد أنبأ أبو بكر ثنا محمد ثنا بن بكير ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن سعد الحارثي مولى عمر بن الخطاب أنه قال : سألت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الحيتان يقتل بعضها بعضا أو تموت صردا فقال ليس بها بأس قال سعد ثم سألت عبد الله بن عمرو بن العاص فقال مثل ذلك 26

باب من كره أكل الطافي
18767 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إبراهيم بن فيروز ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا بن نمير ثنا عبيد الله بن عمر عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول : ما ضرب به البحر أو جزر عنه أو صيد فيه فكل وما مات فيه ثم طفا فلا تأكل وبمعناه رواه أيوب السختياني وبن جريج وزهير بن معاوية وحماد بن سلمة وغيرهم عن أبي الزبير عن جابر موقوفا وعبد الرزاق وعبد الله بن الوليد العدني وأبو عاصم ومؤمل بن إسماعيل وغيرهم عن سفيان الثوري وخالفهم أبو أحمد الزبيري فرواه عن الثوري مرفوعا وهو واهم فيه

18768 - أخبرناه أبو الحسن بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد اللخمي ثنا علي بن إسحاق الأصبهاني ثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا طفا السمك على الماء فلا تأكله وإذا جزر عنه البحر فكله وما كان على حافته فكله قال سليمان لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلا أبو أحمد

18769 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن عبده ثنا يحيى بن سليم الطائفي ثنا إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه قال أبو داود روى هذا الحديث سفيان الثوري وأيوب وحماد عن أبي الزبير وقفوه على جابر قال وقد أسند هذا الحديث أيضا من وجه ضعيف عن بن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الشيخ رحمه الله يحيى بن سليم الطائفي كثير الوهم سيىء الحفظ وقد رواه غيره عن إسماعيل بن أمية موقوفا ورواه أبو عيسى الترمذي من حديث بن أبي ذئب عن الحسين بن يزيد الكوفي عن حفص بن غياث عن بن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما اصطدتموه وهو حي فكلوه وما وجدتم ميتا طافيا فلا تأكلوه قال أبو عيسى سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فقال ليس هذا بمحفوظ ويروى عن جابر خلاف هذا ولا أعرف لابن أبي ذئب عن أبي الزبير شيئا قال الشيخ رحمه الله وقد رواه أيضا يحيى بن أبي أنيسة عن أبي الزبير مرفوعا ويحيى بن أبي أنيسة متروك لا يحتج به ورواه عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر مرفوعا وعبد العزيز ضعيف لا يحتج به ورواه بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا ولا يحتج بما ينفرد به بقية فكيف بما يخالف فيه وقول الجماعة من الصحابة على خلاف قول جابر مع ما روينا عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته وبالله التوفيق 27

باب ما جاء في أكل الجراد
18770 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ح وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد والحوضي قالوا ثنا شعبة عن أبي يعفور سمع بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول : غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات نأكل معه الجراد هذا لفظ حديث البسطامي وفي رواية بن عبدان قال سمعت بن أبي أوفى رضي الله عنه سئل عن الجراد فقال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ست غزوات أو سبع غزوات كنا نأكله رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وقال سبع غزوات أو ست

18771 - أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن النضر بن سلمة الجارودي ثنا محمد بن بشار بن عثمان ثنا محمد وهو بن جعفر ثنا شعبة عن أبي يعفور قال : سألت شريكي عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه وأنا معه عن الجراد قال لا بأس به وقد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع غزوات فكنا نأكله رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار

18772 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سفيان بن عيينة عن أبي يعفور عن عبد الله بن أبي أوفى قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع غزوات أو ستا فكنا نأكل الجراد رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر وغيره عن سفيان

18773 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ إملاء أنبأ محمد بن موسى بن أبي موسى ثنا محمد بن الفرج مولى بني هاشم ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن الفرج البغدادي ثنا بن الزبرقان ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الجراد فقال أكثر جنود الله لا آكله ولا أحرمه قال أبو داود رواه المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه و سلم لم يذكر سلمان قال الشيخ رحمه الله كذلك رواه الأنصاري عن سليمان

18774 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا الأنصاري محمد بن عبد الله حدثني سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أكثر جنود الله في الأرض الجراد لا آكله ولا أحرمه

18775 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا نصر بن علي وعلي بن عبد الله قالا ثنا زكريا بن يحيى بن عمارة عن أبي العوام الجزار عن أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل فقال : مثله وقال أكثر جند الله قال على اسمه فائد يعني أبا العوام قال أبو داود ورواه حماد بن سلمة عن أبي العوام عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه و سلم لم يذكر سلمان قال الشيخ رحمه الله إن صح هذا ففيه أيضا دلالة على الإباحة فأنه إذا لم يحرمه فقد أحله وإنما لم يأكله تقذرا والله أعلم

18776 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حلت لنا ميتتان ودمان الميتتان الحوت والجراد والدمان أحسبه قال الكبد والطحال ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن عبد الرحمن وعبد الله وأسامة بني زيد بن أسلم عن أبيهم هكذا مرفوعا ورواه سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر أنه قال أحلت لنا ميتتان وهذا هو الصحيح

18777 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا أنبا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب قال سمعت حيوة بن شريح يقول سمعت سنان بن عبد الله الأنصاري يقول : سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الجراد فقال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر ومع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قفعة فيها جراد قد احتقبها وراءه فيرد يده وراءه فيأخذ منها فيناولنا ويأكل ورسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر قال أنس ثم رجعنا إلى المدينة فكنا نؤتى به فنشتريه ونكثر ونجففه فوق الأجاجير فنأكل منه زمانا

18778 - أخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ بن وهب أخبرني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أنه قال : سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الجراد فقال وددت أن عندنا قفعة نأكل منها

18779 - وأخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن اللجلاج حدثه : أن وهب بن عبد الله المعافري حدثه أنه دخل هو وعبد الله بن عمر على زينب زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقربت إليهم جرادا مقلوا بسمن فقالت كل يا مصري من هذا لعل الصير أحب إليك من هذا قال قلت إنا لنحب الصير فقالت كل يا مصري إن نبيا من الأنبياء سأل الله لحم طير لا ذكاة له فرزقه الله الحيتان والجراد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا بقية ثنا نمير بن يزيد القيني عن أبيه قال سمعت صدي بن عجلان أبا امامة الباهلي رضي الله عنه يقول أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن مريم بنت عمران سألت ربها أن يطعمها لحما لا دم له فأطعمها الجراد فقالت اللهم أعشه بغير رضاع وتابع بينه بغير شياع قلت يا أبا الفضل ما الشياع قال الصوت

18780 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق العطار وأبو عبد الرحمن السلمي من أصله وأبو حامد أحمد بن محمد أميرك النيسابوري وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن معاوية العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبو سعد البقال عن أنس رضي الله عنه قال : كن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكلن الجراد ويتهادينه بينهن قال يزيد فقلت لسعيد سمعته من أنس قال نعم

18781 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا علي بن إبراهيم الواسطي أنبأ يزيد بن هارون أنبأ داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب أن عمر وبن عمر والمقداد بن سويد وصهيبا رضي الله عنهم : أكلوا جرادا فقال عمر لو أن عندنا منه قفعة أو قفعتين قال أبو عبيد القفعة شيء شبيه بالزنبيل ليس بالكبير يعمل من خوص وليست له عرى وقد روينا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه أنه قال الحيتان والجراد ذكي كله

18782 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد الصيرفي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا بن وهب عن سليمان بن بلال عن عبد الواحد بن أبي عون عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس عن سعد بن إسحاق عن زينب بنت كعب بن عجرة أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه : كان يراهم يأكلون الجراد بنيه وأهله فلا ينهاهم ولا يأكل هو قالت زينب أراه كان يقذره 28

باب ما جاء في الضفدع
18783 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن قارظ عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان قال : سأل طبيب النبي صلى الله عليه و سلم عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه النبي صلى الله عليه و سلم عن قتلها 75
كتاب الضحايا
(
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله جل ثناؤه فصل لربك وانحر
18784 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله وانحر قال يقول فاذبح يوم النحر وروينا عن الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة معناه وقد قيل في تفسيره غير ذلك وقد مضى ذلك في كتاب الصلاة

18785 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قالا أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحي بكبشين قال أنس وأنا أضحي بكبشين رواه البخاري في الصحيح عن آدم

18786 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو عمر الحوضي ح قال وحدثنا محمد بن أيوب أنبأ أبو عمر الحوضي ثنا هشام عن قتادة عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحى بكبشين أقرنين أملحين يسمي ويكبر ويضع رجله على صفاحهما ويذبحهما بيده رواه البخاري في الصحيح عن أبي عمر الحوضي مختصرا

18787 - وأخبرنا أبو علي الروذباري وعلي بن أحمد بن عبدان قالا أنبأ محمد بن أحمد بن محمويه ثنا جعفر بن محمد ثنا آدم ثنا شعبة ثنا قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم بكبشين أملحين أقرنين واضعا قدمه على صفاحيهما يسمي ويكبر فذبحهما يعني بيده رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجهين آخرين عن شعبة

18788 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن يونس الضبي ثنا أبو عامر العقدي ثنا زهير بن محمد العنبري عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن علي بن الحسين لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه قال ذبح هم ذابحوه حدثني أبو رافع : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين فإذا خطب وصلى ذبح أحد الكبشين بنفسه بالمدية ثم يقول اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ثم أتى بالآخر فذبحه ثم قال اللهم هذا عن محمد وآل محمد ثم يطعمهما المساكين ويأكل هو وأهله منهما فمكثنا سنين قد كفانا الله الغرم والمؤنة ليس أحد من بني هاشم يضحي وبمعناه رواه عبيد الله بن عمرو الرقي وقيس بن الربيع عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه و سلم

18789 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر بن فارس أنبأ بن عون أنبأنا أبو رملة أنبأنا مخنف بن سليم قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وقوف بعرفة فقال إن على كل أهل بيت في كل عام أضحاة وعتيرة هل تدري ما العتيرة قال فلا أدري ما ردوا قال هي التي يقول لها الناس الرجبية

18790 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن هشام عن حفصة عن امرأة من آل الأشعث عن عجوز لهم قالت أخبرنا وفدنا وفد غامد حيث قدموا من عند النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : على كل أهل بيت من المسلمين ضحية وعتيرة

18791 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا زيد بن الحباب عن عبد الله بن عياش المصري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا وكذلك رواه حيوة بن شريح ويحيى بن سعيد العطار عن عبد الله بن عياش القتباني بلغني عن أبي عيسى الترمذي انه قال الصحيح عن أبي هريرة موقوف قال ورواه جعفر بن ربيعة وغيره عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا وحديث زيد بن الحباب غير محفوظ قال الشيخ رحمه الله كذلك رواه عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا وبن وهب عن عبد الله بن عياش عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا

18792 - ورواه بن وهب أيضا عن عبد الله بن عياش عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الأنصاري عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : من وجد سعة فلم يضح فلا يقربنا في مسجدنا موقوف أخبرناه أبو بكر بن الحارث أنبا علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي ثنا عبد الله بن عياش فذكره

18793 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الجرجاني أنبأ عبد الله بن محمد أظنه البغوي ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن ربيعة ثنا إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أنفقت الورق في شيء أفضل من نحيرة في يوم عيد تفرد به محمد بن ربيعة عن إبراهيم الخوزي وليسا بالقويين

18794 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا المسيبي يعني محمد بن إسحاق المدني حدثني عبد الله بن نافع عن أبي المثنى سليمان بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق دم وإنه ليأتي يوم القيامة في قرنه بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع في الأرض فطيبوا بها نفسا قال البخاري فيما حكى أبو عيسى عنه هو حديث مرسل لم يسمع أبو المثنى من هشام بن عروة قال الشيخ أحمد رواه بن خزيمة عن يونس بن عبد الأعلى عن بن وهب عن أبي المثنى عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وعن عمه موسى بن عقبة هكذا بالشك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراقه دم ثم ذكره

18795 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا هشام بن علي السيرافي ثنا هدبة بن خالد ثنا سلام بن مسكين عن عائذ الله عن أبي داود عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن هم قالوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم : ما هذه الأضاحي قال سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام قالوا ما لنا فيها من الأجر قال بكل قطرة حسنة

18796 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله البزاز ببغداد ثنا محمد بن سلمة الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبأ سلام بن مسكين عن عائذ الله بن عبد الله المجاشعي عن أبي داود السبيعي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قلنا : يا رسول الله ما هذه الأضاحي قال سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام قال قلنا فما لنا فيها قال بكل شعرة حسنة قال قلنا يا رسول الله فالصوف قال بكل شعرة من الصوف حسنة

18797 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي قال سمعت بن حماد يقول قال البخاري عائذ الله المجاشعي عن أبي داود روى عنه سلام بن مسكين لا يصح حديثه قال أبو أحمد هذا الحديث يعرف بعائذ الله وليس يرويه عنه غير سلام بن مسكين وأبو داود لم يسم هو نفيع بن الحارث :

18798 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمود الأصبهاني قدم علينا أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ببغداد أنبأ محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا علي بن سعيد يعني بن مسروق الكندي ثنا المسيب بن شريك عن عبيد المكتب ح وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن يوسف بن سليمان الخلال ثنا الهيثم بن سهل ثنا المسيب بن شريك ثنا عبيد المكتب عن عامر عن مسروق عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نسخ الأضحى كل ذبح وصوم رمضان كل صوم والغسل من الجنابة كل غسل والزكاة كل صدقة قال علي خالفه المسيب بن واضح عن المسيب بن شريك وكلاهما ضعيف والمسيب بن شريك متروك

18799 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا المسيب بن واضح ثنا المسيب بن شريك عن عتبة بن اليقظان عن الشعبي عن مسروق عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن ونسخ غسل الجنابة كل غسل ونسخ صوم رمضان كل صوم ونسخ الأضحى كل ذبح

18800 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا بن مبشر ثنا أحمد بن سنان ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا رفاعة بن هدير حدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت : يا رسول الله أستدين وأضحي قال نعم فإنه دين مقضي قال علي هذا إسناد ضعيف وهدير هو بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج ولم يسمع من عائشة رضي الله عنها ولم يدركها 1

باب الأضحية سنة نحب لزومها ونكره تركها
18801 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه يقول : شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر يقول من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها ومن لم يذبح فليذبح رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجهين آخرين عن شعبة

18802 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا محمد بن عمرو بن النضر الحرشي ثنا يحيى بن يحيى ثنا هشيم عن داود عن الشعبي عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن خاله أبا بردة بن نيار : ذبح قبل أن يذبح النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن هذا يوم اللحم فيه مكروه وإني عجلت نسيكتي لأطعم أهلي وجيراني وأهل داري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعد نسكا فقال يا رسول الله إن عندي عناقا لهي خير من شاتي لحم فقال هي خير نسيكتك ولا تجزي جذعة عن أحد بعدك رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى واستشهد به البخاري

18803 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه أخبرني أبو المثنى أن مسددا حدثهم قال ثنا إسماعيل أنبأ أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم النحر : من كان ذبح قبل الصلاة فليعد فقام رجل فقال يا رسول الله هذا يوم يشتهى فيه اللحم وذكر هنة من جيرانه كأن رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقه وعندي جذعة أحب إلي من شاتي لحم قال فرخص له قال فلا أدري أبلغت الرخصة من سواه أم لا

18804 - أخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر أنبأ أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا بن علية فذكره : بإسناده مثله زاد ثم انكفأ رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى كبشين فذبحهما فقام الناس إلى غنيمة فتوزعوها أو قال تجزعوها رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل عن إسماعيل بن علية بطوله وعن مسدد مختصرا ورواه مسلم عن زهير بن حرب

18805 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أن عويمر بن أشقر : ذبح ضحيته قبل ان يغدو يوم الأضحى وأنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك فأمره أن يعود لضحية أخرى وبإسناده قال ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن أبا بردة بن نيار رضي الله عنه ذبح ضحيته قبل أن يذبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الأضحى فزعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره أن يعود لضحية أخرى فقال أبو بردة لا أجد إلا جذعا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن لم تجد إلا جذعا فاذبح ذكر الشافعي رحمه الله هذين الحديثين عن مالك رحمه الله

18806 - ثم قال ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي رحمه الله فاحتمل أن يكون إنما أمره أن يعود لضحية أن الضحية واجبة واحتمل أمره أن يكون أمره أن يعود إن أراد أن يضحي لأن الضحية قبل الوقت ليست بضحية تجزيه فيكون من عداد من ضحى فوجدنا الدلالة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الضحية ليست بواجبة لا يحل تركها وهي سنة نحب لزومها ونكره تركها لا على إيجابها فإن قيل فأين السنة التي دلت على أن ليست بواجبة قيل أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن حميد عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل العشر فأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئا قال الشافعي رحمه الله وفي هذا الحديث دلالة على أن الضحية ليست بواجبة لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم فأراد أحدكم أن يضحي ولو كانت الضحية واجبة أشبه أن يقول فلا يمس من شعره حتى يضحي قال الشيخ وفي الحديث الثابت عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا وذلك مذكور في باب وقت الأضحية

18807 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وعبد الله بن عياش وسعيد بن أبي أيوب أن عياش بن عباس حدثهم عن عيسى بن هلال الصدفي حدثهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة فقال الرجل فإن لم أجد إلا منيحة أبي أو شاة أبي وأهلي ومنيحتهم أذبحها قال لا ولكن قلم أظفارك وقص شاربك واحلق عانتك فذلك تمام أضحيتك عند الله عز و جل

18808 - وأنبأني أبو عبد الله إجازة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب فذكره : بإسناده مثله

18809 - أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو الحسين بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو بدر ثنا أبو جناب الكلبي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ثلاث هن علي فرائض ولكم تطوع النحر والوتر وركعتا الضحى

18810 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا بن بنت السدي ح وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى ثنا إسماعيل بن موسى وهو بن بنت السدي ثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما رفعه قال : كتب علي النحر ولم يكتب عليكم زاد الأصبهاني في روايته وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها كذا قالا عن سماك

18811 - وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا بن ناجية ثنا إسماعيل السدي ثنا شريك عن جابر عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما رفعه قال : كتب علي النحر ولم يكتب عليكم وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها ورواه الحسن بن صالح وقيس بن الربيع عن جابر هو بن يزيد الجعفي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم والله أعلم

18812 - واحتج بعض أصحابنا بما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم ويعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله وعن رجل من بني سلمة أنهما حدثاه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أخبرهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى للناس يوم النحر فلما فرغ من خطبته وصلاته دعا بكبش فذبحه هو بنفسه وقال بسم الله والله أكبر اللهم عني وعمن لم يضح من أمتي وروي ذلك عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وأنس بن مالك رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه و سلم بمعناه قال الشافعي رحمه الله وبلغنا أن أبا بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان كراهية أن يقتدى بهما فيظن من رآهما أنها واجبة

18813 - أخبرناه أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن أبيه ومطرف وإسماعيل عن الشعبي عن أبي سريحة الغفاري قال : أدركت أبا بكر أو رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان في بعض حديثهم كراهية أن يقتدى بهما أبو سريحة الغفاري هو حذيفة بن أسيد صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم

18814 - أخبرناه أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا أبو الأشعث ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت إسماعيل بن أبي خالد عن مطرف عن عامر عن حذيفة بن أسيد قال : لقد رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وما يضحيان عن أهلهما خشية أن يستن بهما فلما جئت بلدكم هذا حملني أهلي على الجفاء بعد ما علمت السنة كذا قاله معتمر بن سليمان عن عامر وأخطأ فيه

18815 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي فيما قرأت عليه أنبأ أبو إسحاق البزاري ثنا أبو الحسين الغازي ثنا عمرو بن علي قال قلت ليحيى بن سعيد إن معتمرا حدثنا قال ثنا إسماعيل ثنا مطرف عن الشعبي عن أبي سريحة فقال هذا مثل حديثه عن الشعبي عن عمرو الجملي يريد عمرو بن مرة حدثنا إسماعيل أنبأ عامر : فذكره يريد يحيى أنه أخطأ في هذا كما أخطأ في ذلك ورواية سفيان الثوري تؤكد قول يحيى قال الشافعي وعن بن عباس

18816 - فذكر معنى ما أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا محمد بن عمرو أخبرنا القعنبي ثنا سلمة بن بخت عن عكرمة مولى بن عباس عن بن عباس رضي الله عنهما : كان إذا حضر الأضحى أعطى مولى له درهمين فقال اشتر بهما لحما وأخبر الناس أنه أضحى بن عباس

18817 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبا أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : إني لأدع الأضحى وإني لموسر مخافة أن يرى جيراني أنه حتم علي

18818 - وأخبرنا بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي عن سفيان عن منصور وواصل عن أبي وائل عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري قال : لقد هممت أن أدع الأضحية وإني لمن أيسركم مخافة أن تحسب النفس أنها عليها حتم واجب

18819 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عقيل بن طلحة عن أبي الخصيب رجل من بني قيس بن ثعلبة قال : شهدت بن عمر رضي الله عنهما وسأله رجل عن شيء من أمر الأضحى فقال أكره أو اجتنب شك وهب العور البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها والمهزولة البين هزالها ثم قال له بن عمر لعلك تحسب حتما قلت لا ولكنه أجر وخير وسنة قال نعم قال الشافعي رحمه الله ولا يعدو القول في الضحايا هذا أو تكون واجبة فهي على كل أحد صغير وكبير لا يجزئ غير شاة عن كل واحد 2

باب سنة لمن أراد أن يضحي أن لا يأخذ من شعره ولا من ظفره إذا أهل هلال
ذي الحجة حتى يضحي 18820 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ثنا القاضي أبو محمد يحيى بن منصور ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا قيل لسفيان فإن بعضهم لا يرفعه قال لكني أرفعه رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر

18821 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي ببغداد وأبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو قالا ثنا أبو قلابة الرقاشي ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق الخرساني ثنا عبد الملك بن محمد يعني الرقاشي ثنا يحيى بن كثير ثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا دخل العشر فأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن يوسف عن يحيى بن كثير العنبري وأخرجه أيضا من حديث غندر عن شعبة إلا أنه قال عمر أو عمرو بن مسلم ورواه بن وهب وعثمان بن عمر وغيرهما عن مالك عن عمر بن مسلم موقوفا على أم سلمة ورواه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي وسعيد بن أبي هلال عن عمر بن مسلم الجندعي مرفوعا

18822 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ النضر بن شميل أنبأ محمد بن عمرو ثنا عمر بن مسلم بن عمارة بن أكيمة قال : كنا في الحمام قبل الأضحى فاطلى فيه أناس فقال بعضهم بعض أهل الحمام إن سعيد بن المسيب يكره هذا وينهى عنه فلقيت سعيد بن المسيب فذكرت ذلك له فقال يا بن أخي هذا حديث قد نسي وترك حدثتني أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان عنده ذبح يريد أن يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يمس من شعره ولا ظفره شيئا حتى يضحي أخرجه مسلم في الصحيح من حديث معاذ بن معاذ وأبي أسامة عن محمد بن عمرو قال معاذ عمر وقال أبو أسامة عمرو وساق أبو أسامة القصة بطولها

18823 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي فإن قال قائل ما دل على أنه اختيار لا واجب يعني الأخذ من الشعر والظفر قيل له روى مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه و سلم شيء أحل الله له حتى نحر الهدي قال الشافعي رحمه الله وفي هذه دلالة على ما وصفت وعلى أن المرء لا يحرم بالبعثة بهديه يقول البعثة بالهدي أكثر من إرادة الضحية

18824 - أخبرنا بالحديث الذي احتج به أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : انا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه و سلم بيديه ثم بعث بها مع أبي بكر رضي الله عنه ثم لم يحرم على رسول الله صلى الله عليه و سلم شيء كان أحله الله له حتى نحر الهدي أخرجاه في الصحيح من حديث مالك 3

باب الرجل يضحي عن نفسه وعن أهل بيته
18825 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني حيوة حدثني أبو صخر عن بن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد فاتي به ليضحي به فقال يا عائشة هلمي المدية ثم قال اشحذيها بحجر ففعلت فأخذها وأخذ الكبش وأضجعه وذبحه وقال بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به أخرجه مسلم في الصحيح عن هارون بن معروف عن بن وهب

18826 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي عن سفيان عن بن عقيل ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد عن أبي سلمة عن عائشة أو عن أبي هريرة رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ضحى أتي بكبشين أقرنين أملحين موجوئين فيذبح أحدهما عن أمته من شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ ويذبح الآخر عن محمد وآل محمد وفي رواية الفريابي إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين موجوئين فذكره ورواه حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه ورواه زهير بن محمد عن عبد الله عن علي بن الحسين عن أبي رافع فكأنه سمعه منهما

18827 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بكبشين أملحين أقرنين عظيمين موجوءين فأضجع أحدهما فقال بسم الله والله أكبر اللهم هذا عن محمد ثم أضجع الآخر فقال بسم الله والله أكبر اللهم هذا عن محمد وأمته ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ فذبحه

18828 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا أبو قلابة ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا زهير بن محمد عن بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين فإذا خطب وصلى قام في مصلاه فذبح أحد الكبشين هو بنفسه بالحربة ويقول هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ثم أتى بالآخر فذبحه قال اللهم هذا عن محمد وآل محمد ثم يطعمها جميعا للمساكين ويأكل هو وأهله منهما فمكثنا سنين قد كفى الله المؤنة والغرم برسول الله صلى الله عليه و سلم ليس أحد من بني هاشم يضحي

18829 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا عثمان بن زفر الجهني حدثني أبو الأسد السلمي عن أبيه عن جده قال : كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فجمع كل رجل منا درهما فاشترينا أضحية بسبعة دراهم فقلنا يا رسول الله لقد أغلينا بها فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن أفضل الضحايا أغلاها وأنفسها فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا يأخذ بيد ورجلا بيد ورجلا برجل ورجلا بقرن ورجلا بقرن وذبحها السابع وكبرنا عليها جميعا

18830 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أسامة ثنا موسى بن أيوب النصيبي كنيته أبو عمران ثنا بقية بن الوليد قال : سألني حماد بن زيد ويزيد بن هارون بمكة منذ عشرين سنة قال بقية وسمعته قبل أن أحدثهما بأربعين سنة فقلت حدثني عثمان بن زفر قال حدثني أبو الأسد السلمي عن أبيه عن جده قال كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمرنا فجمع كل رجل منا درهما فاشترينا أضحية بسبعة دراهم وأمر أن يأخذ وذكر الحديث قال بقية قلت لحماد بن زيد من السابع قال لا أدري قلت رسول الله صلى الله عليه و سلم

18831 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا سعيد هو بن أبي أيوب حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه و سلم : فذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله بايعه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو صغير فمسح رأسه ودعا له قال وكان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله رواه البخاري في الصحيح عن المقرئ

18832 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن عمارة بن صياد عن عطاء بن يسار أن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : كنا نضحي بالشاة الواحدة فيذبحها الرجل عنه وعن أهل بيته ثم تباهى الناس بعد فصارت مباهاة

18833 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عيسى بن محمد أنبأ عمرو بن الربيع بن طارق عن رشدين بن سعد عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه : أنه كان يضحي عن أهل بيته بشاة

18834 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن بيان عن الشعبي عن أبي سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال : حملني أهلي على الجفاء بعد ما علمت من السنة كان أهل البيت يضحون بالشاة فالآن يبخلنا جيراننا يقولون إنه ليس عليه ضحية

18835 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبا يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن خالد عن عكرمة قال : كان أبو هريرة رضي الله عنه يجيء بالشاة فيقول أهله وعنا فيقول وعنكم 4

باب لا يجزئ الجذع إلا من الضأن وحدها ويجزي الثني من المعز والإبل
والبقر 18836 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس

18837 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري بطوس ثنا أبو بكر بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا زبيد الأيامي قال سمعت الشعبي يحدث عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب السنة ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء فقال رجل من الأنصار يقال له أبو بردة بن نيار يا رسول الله إني قد ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة فقال له اجعلها مكانها ولن توفي أو لن تجزي عن أحد بعدك رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

18838 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثني محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى أنبأ خالد بن عبد الله عن مطرف عن عامر عن البراء رضي الله عنه قال : ضحى خالي أبو بردة قبل الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك شاة لحم فقال يا رسول الله إن عندي جذعة من المعز فقال ضح بها ولا تصلح لغيرك رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

18839 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا خالد فذكره بإسناده نحوه إلا أنه قال فقال : يا رسول الله إن عندي داجن جذعة من المعز فقال اذبحها ولا يصلح لغيرك رواه البخاري في الصحيح عن مسدد

18840 - أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا مكي بن إبراهيم قالا ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن بعجة الجهني عن عقبة بن عامر قال : قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم أضاحي بين أصحابه فصارت لعقبة جذعة فقلت يا رسول الله إنه صارت لي جذعة فقال ضح بها لفظ حديث مكي رواه البخاري في الصحيح عن معاذ بن فضالة عن هشام وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام

18841 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أعطاني رسول الله صلى الله عليه و سلم غنما أقسمها ضحايا على أصحابه فبقي منها عتود فذكرته لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ضح بها أنت رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره قال أبو عبيد العتود من أولاد المعز وهو ما قد شب وقوي قال الشيخ رحمه الله وهذا إذا كان من المعز فالجذعة من المعز لا تجزي لغيره فكأنها كانت رخصة له وقد روي ذلك في حديث الليث

18842 - وذلك فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه وأبو بكر بن جعفر المزكي قالا ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أعطاني رسول الله صلى الله عليه و سلم غنما أقسمها ضحايا بين أصحابي فبقي عتود منها قال ضح بها أنت ولا أرخصه لأحد فيها بعد فهذه الزيادة إذا كانت محفوظة كانت رخصة له كما رخص لأبي بردة بن نيار

18843 - وعلى مثل هذا يحمل ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر السليطي ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن صدران ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ثنا محمد بن إسحاق حدثني عمارة بن عبد الله بن طعمة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصحابه غنما فأعطاني عتودا جذعا فقال ضح به فقلت إنه جذع من المعز أضحي به قال نعم ضح به فضحيت به لفظ حديث الوهبي وليس في رواية أبي داود من المعز

18844 - وقد أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن أسامة بن زيد عن رجل عن سعيد بن المسيب عن رجل من جهينة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الجذع من الضأن يجزئ في الأضاحي

18845 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا بكر بن مضر ثنا عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله عن معاذ بن عبد الله حدثه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بجذاع من الضأن ورواه وكيع وبن وهب عن أسامة بن زيد الليثي عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني قال سألت سعيد بن المسيب عن الجذع من الضأن فقال ضح به

18846 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الباغندي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كنا في غزاة معنا أو علينا مجاشع بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فعزت الغنم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يوفي الجذع مما يوفي منه الثني

18847 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل قال كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنهم كانوا مع مجاشع السلمي فعزت الأضاحي فقام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوفي الجذع من الضأن ما توفي الثنية أراه قال من المعز شك سفيان كذا في هذه الرواية

18848 - وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه قال : كنا في غزاة مع رجل من بني سليم يقال له مجاشع فعزت الغنم فأمر مناديا فنادى إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الجذع من الضأن يفي ما تفي منه الثنية أخرجه أبو داود في كتاب السنن من حديث عبد الرزاق عن الثوري

18849 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يقال له مجاشع بن مسعود السلمي عزت الغنم فأمر مناديا فنادى إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الجذع من الضأن يوفي مما توفي منه الثنية

18850 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من جهينة أو مزينة : أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه و سلم قبل الأضحى بيوم أو يومين فكانوا يعطون الشاتين بالثنية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الجذعة تجزي مما تجزي منه الثنية

18851 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد ثنا محمد بن أبي يحيى حدثتني أمي عن أم بلال أمرأة من أسلم وكان أبوها يوم الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ضحوا بالجذع من الضأن فإنه جائز

18852 - ورواه أبو ضمرة عن محمد بن أبي يحيى عن أمه قالت أخبرتني أم بلال بنت هلال أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يجوز الجذعة من الضان أضحية

18853 - أخبرناه أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبيد الله بن محمد بن سواد ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا أبو ضمرة : فذكره

18854 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع أنبأ عثمان بن واقد العمري أنبأ كدام بن عبد الرحمن بن كدام عن أبي كباش قال : جلبت غنما جذعانا إلى المدينة فكسدت علي فلقيت أبا هريرة رضي الله عنه فأخبرته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول نعم أو نعمت الأضحية الجذع من الضأن قال فانتهبها الناس بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال قال البخاري رواه غير عثمان بن واقد عن أبي هريرة موقوفا

18855 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا محمد بن أحمد بن برد الأنطاكي ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال ذكره هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم يوم الأضحى فقال كيف رأيت نسكنا هذا قال لقد باهى به أهل السماء واعلم يا محمد أن الجذع من الضأن خير من الثنية من الإبل والبقر ولو علم الله ذبحا أفضل منه لفدى به إبراهيم عليه السلام ورواه أيضا أبو جعفر السمناني عن إسحاق زاد فيه والجذع من الضأن خير من الثنية من المعز وإسحاق ينفرد به وفي حديثه ضعف

18856 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط أن سعيد بن المسيب حدثه أن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت تقول : لأن أضحي بجذع من الضأن أحب إلي من أضحي بمسنة من المعز ورواه محمد بن إسحاق بن يسار عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن بن المسيب عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم

18857 - أخبرنا الفقيه أبو الفتح أنبأ عبد الرحمن الشريحي أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : لو يرد علينا ألف من الشاء لما أضحي إلا بجذع من الضأن

18858 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنبأ إسماعيل بن خليل أنبأ علي بن مسهر أنبأ محمد يعني بن أبي ليلى عن الحكم عن عباد بن أبي الدرداء عن أبيه قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه و سلم كبشان جذعان أملحان فضح بهما

18859 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الكبير الحنفي ثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يضحي بالمدينة بالجزور أحيانا وبالكبش إذا لم يجد جزورا

18860 - حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء أنبأ جدي أبو عمرو يعني إسماعيل بن نجيد السلمي أنبا أبو مسلم الكجي ثنا أبو عاصم النبيل عن سفيان عن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم أهدي مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل بن هشام في أنفه برة من فضة قد مضى سائر طرقه في آخر كتاب الحج وفيه إن ثبت دلالة على جواز الذكر في الهدايا والضحايا والله أعلم 5

باب ما جاء في أفضل الضحايا
قال الشافعي رحمه الله إذا كانت الضحايا إنما هو دم يتقرب به فخير الدماء أحب إلي وقد زعم بعض المفسرين أن قول الله عز و جل { ذلك ومن يعظم شعائر الله } استسمان الهدي واستحسانه قال الشافعي رحمه الله وسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الرقاب أفضل فقال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها

18861 - أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ثنا عبيد الله بن موسى ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح الغفاري عن أبي ذر رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت أي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قال قلت فإن لم أفعل قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق قلت فإن لم أفعل قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك رواه البخاري في الصحيح عن عبيد الله بن موسى وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام

18862 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن خلف بن هشام ثنا خلف ثنا بقية بن الوليد عن عثمان بن زفر أخبرني أبو الأسود الأنصاري عن أبيه عن جده قال خلف وسماه بقية قال : كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث في الأضحية قال فقال يعني النبي صلى الله عليه و سلم إن أحب الضحايا إلى الله أغلاها وأسمنها

18863 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما : ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قال الأزواج الثمانية من الإبل والبقر والضأن والمعز على قدر الميسرة فما عظمت فهو أفضل 6

باب ما يستحب أن يضحى به من الغنم
18864 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة أنبأ بن وهب أنبأ حيوة أخبرني أبو صخر عن بن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد فاتي به ليضحي به وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن معروف عن بن وهب

18865 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو القاسم البغوي ثنا خلف بن هشام ثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم انكفأ إلى كبشين أقرنين أملحين فذبحهما بيده رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن عبد الوهاب

18866 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن أنبأ محمد بن علي بن دحيم ثنا محمد بن الحسين الحنيني ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي ح وأخبرنا أبو بكر القاضي أنبأ محمد بن علي ثنا محمد بن الحسين ثنا الفضل بن دكين ثنا حفص يعني بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم بكبش أقرن فحيل يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد ويبطن في سواد لفظ حديث الفضل

18867 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ثنا عيسى ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عياش عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ذبح النبي صلى الله عليه و سلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجئين

18868 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن غالب ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها أو أبي هريرة رضي الله عنه الشك من سفيان : قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ضحى دعا بكبشين عظيمين سمينين أملحين موجئين أقرنين فذبح أحدهما عن أمته من شهد له بالبلاغ وشهد لله بالتوحيد ويذبح الآخر عن محمد وآل محمد

18869 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان حدثني بيان بن أحمد القطان ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد عن عفير بن معدان ثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خير الضحايا الكبش الأقرن وروي عن عبادة بن نسي عن أبيه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خير الضحايا الكبش الأقرن وخير الكفن الحلة وقد مضى في كتاب الجنائز

18870 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر ثنا عبد العزيز عن أبي ثفال المري عن رباح بن عبد الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين ورواه الثوري عن توبة العنبري عن سلمى يعني بن عتاب قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال لدم بيضاء أحب إلي من دم سوداوين قال البخاري ويرفعه بعضهم ولا يصح

18871 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ شعبة عن أبي إسحاق سمع هبيرة وعمارة بن عبد قالا سمعنا عليا رضي الله عنه وهو يقول : ثنيا فصاعدا واستسمن فإن أكلت أكلت طيبا وإن أطعمت أطعمت طيبا

18872 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ أخبرني يزيد بن الهيثم أن إبراهيم بن الليث حدثهم ثنا الأشجعي عن سفيان عن عاصم بن سليمان عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : الثني أحب إلي من الهرم الله أحق بالفتاء والكرم أحبه إلي من الثني أحبه إلى أن أضحي به هذا موقوف

18873 - وقد أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن متويه ثنا أحمد بن منيع ثنا عباد بن العوام ثنا عمر بن عامر ثنا الحجاج بن الحجاج عن سلمة بن جنادة عن سنان بن سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الله أحق بالفتاء والوفاء اشترها جذعة سمينة فأنسك بها عنك يعني ضح 7

باب ما ورد النهي عن التضحية به
18874 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك بن أنس عن عمرو بن الحارث عن عبيد بن فيروز عن البراء بن عازب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل ماذا يتقى من الضحايا فأشار بيده فقال أربعا وكان البراء يشير بيده ويقول ويدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم العرجاء البين ظلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقى

18875 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي أنبأ أبو شعيب الحراني ثنا علي بن المديني قال عبيد بن فيروز هذا من أهل مصر ولم ندر ألقيه عمرو بن الحارث أم لا فنظرنا فإذا عمرو بن الحارث لم يسمعه من عبيد بن فيروز :

18876 - أخبرنا أبو نصر أنبأ علي أنبأ أبو شعيب ثنا علي قال فحدثنا روح بن عبادة ثنا أسامة بن زيد عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبيد بن فيروز قال علي : ثم نظرنا فإذا يزيد بن أبي حبيب لم يسمعه من عبيد بن فيروز حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق أنه حدثهم عن يزيد بن أبي حبيب عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز قال علي فإذا الحديث يدور علي حديث شعبة

18877 - يريد ما أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن قال سمعت عبيد بن فيروز قال : سألت البراء بن عازب رضي الله عنه ما كره رسول الله صلى الله عليه و سلم أو نهى عنه من الأضاحى فقال قام رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا ويدي أقصر من يده أربع لا يجزين العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والكسيرة التي لا تنقى قلت إني أكره أن يكون في السن نقص أو في الأذن نقص فقال فما كرهت منه فدعه ولا تحرمه على أحد

18878 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبا علي بن الفضل الخزاعي أنبأ أبو شعيب ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة حدثني سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز : فذكر الحديث بنحوه ولم يذكر سماع سليمان بن عبد الرحمن من عبيد قال علي ثم نظرنا فإذا سليمان بن عبد الرحمن لم يسمعه من عبيد بن فيروز

18879 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ علي أنبأ أبو شعيب ثنا علي ح وأخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الإسفرائيني بها أنبأ بشر بن أحمد ثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ثنا علي بن عبد الله ثنا عثمان بن عمر ثنا ليث بن سعد ثنا سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم مولى خالد بن يزيد بن معاوية عن عبيد بن فيروز قال : سألت البراء رضي الله عنه قلت حدثني ما كره رسول الله صلى الله عليه و سلم من الضحايا قال أربع ويدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أربع لا تجوز العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والعجفاء التي لا تنقى قال علي فإذا الحديث حديث ليث قال علي قال عثمان فقلت لليث بن سعد يا أبا الحارث إن شعبة يروي هذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن سمع عبيد بن فيروز قال لا إنما حدثنا به سليمان عن القاسم مولى خالد عن عبيد بن فيروز قال عثمان بن عمر فلقيت شعبة فقلت إن ليثا حدثنا بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم عن عبيد بن فيروز وجعل مكان الكسير التي لا تنقى العجفاء التي لا تنقى قال فقال شعبة هكذا حفظته كما حدثت به كذا رواه عثمان بن عمر عن ليث بن سعد

18880 - وقد أخبرنا عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الحسن بن عبدة ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز مولى بني شيبان عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يتقى من الضحايا فقال أربع وأشار بيده فقال يدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم العوراء البين عورها والعرجاء البين ظلعها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقى قال فقلت للبراء فإني أكره النقص في القرن والأذن والسن قال فاكره لنفسك ما شئت ولا تحرم ذلك على أحد وكذلك رواه أبو الوليد الطيالسي عن الليث بن سعد لم يذكر القاسم في إسناده وكذلك رواه يزيد بن أبي حبيب وشعبة بن الحجاج عن سليمان بن عبد الرحمن وذكر شعبة سماع سليمان من عبيد بن فيروز وفيما بلغني عن أبي عيسى الترمذي عن محمد بن إسماعيل البخاري انه كان يميل إلى تصحيح رواية شعبة ولا يرضى رواية عثمان بن عمر والله أعلم

18881 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى ح قال وحدثنا علي بن بحر ثنا عيسى هو بن يونس المعني عن ثور حدثني أبو حميد الرعيني أخبرني يزيد ذو مصر قال أتيت عتبة بن عبد السلمي فقلت يا أبا الوليد : إني خرجت ألتمس الضحايا فلم أجد شيئا يعجبني غير ثرماء فكرهتها فما تقول قال أفلا جئتني بها قلت سبحان الله تجوز عنك ولا تجوز عني قال نعم إنك تشك ولا أشك إنما نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المصفرة والمستأصلة والبخقاء والمشيعة والكسراء فالمصفرة التي تستأصل أذنها حتى يبدو صماخها والمستأصلة التي استؤصل قرنها من أصله والبخقاء التي تبخق عينها والمشيعة التي لا تتبع الغنم عجفا وضعفا والكسراء الكسير

18882 - أخبرنا الحسين بن محمد الروذباري ثنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب بواسط ثنا شعيب بن أيوب ثنا ح وأخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن إسحاق عن شريح بن النعمان عن علي رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نستشرف العين والأذن وأن لا نضحي بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء قال المقابلة ما قطع طرف أذنها والمدابرة ما قطع من جانب الأذن والشرقاء المشقوقة والخرقاء المثقوبة الأذنين

18883 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل السراج ثنا أبو شعيب الحراني أخبرني أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن شريح بن النعمان قال أبو إسحاق وكان رجلا صدوقا عن علي رضي الله عنه فذكره : بمثله زاد وأن لا نضحي بالعوراء قال زهير قلت لأبي إسحاق وذكر عضباء قال قلت ما المقابلة قال يقطع طرفا الأذن قلت ما المدابرة قال يقطع مؤخرا الأذن قلت ما الشرقاء قال تشق الأذن قلت ما الخرقاء قال تخرق أذنها السمة

18884 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة عن جري بن كليب سمع عليا رضي الله عنه يقول : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يضحى بعضباء الأذن والقرن قال قتادة وسالت سعيد بن المسيب عن العضب فقال النصف فما زاد

18885 - وأخبرنا أبو بكر أنبا عبد الله ثنا يونس ثنا أبو داود عن أبي عوانة عن جابر عن عبد الله بن نجي عن علي رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عضباء الأذن والقرن كذا في هاتين الروايتين والأولى أمثلهما والأخرى أضعفهما وقد روي عن علي رضي الله عنه موقوفا خلاف ذلك في القرن

18886 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب ثنا شعيب بن أيوب ثنا قبيصة ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي قال حجية : كنا عند علي رضي الله عنه فأتاه رجل فقال البقرة فقال عن سبعة قال القرن قال لا يضرك قال العرج قال إذا بلغت المنسك أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نستشرف العين والأذن

18887 - وأخبرنا أبو علي أنبأ بن شوذب ثنا شعيب ثنا يحيى بن آدم عن حسن بن صالح ثنا سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن علي رضي الله عنه : أنه سئل عن البقرة فقال من سبعة قال مكسورة القرن قال لا تضرك قال العرجاء قال إذا بلغت المنسك أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نستشرف العين والأذن فهذا يدل على أن المراد بالأول إن صح التنزيه في القرن قال الشافعي رحمه الله وليس في القرن نقص يعني ليس في نقصه أو فقده نقص في اللحم 8

باب ما جاء في الصغيرة الأذن
18888 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبا أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا هشيم أنبأ أبو حمزة عن بن عباس رضي الله عنهما أنه : كان لا يرى بأسا أن يضحى بالصمعاء قال أبو عبيد قال الأصمعي الصمعاء هي الصغيرة الأذن 9
باب وقت الأضحية
18889 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن زبيد عن الشعبي عن البراء رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم نحر فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء يعني فقام خالي أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله أنا ذبحت قبل أن أصلي وعندي جذعة خير من مسنة فقال أجعلها مكانها أو قال اذبحها ولن توفي عن أحد بعدك

18890 - وأخبرنا علي أنبأ أحمد ثنا أبو مسلم ثنا حجاج بن منهال ثنا شعبة : فذكره بإسناده نحوه وقال اجعلها مكانها ولن تجزي أو توفي عن أحد بعدك رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وحجاج بن منهال وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

18891 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا عبد الصمد بن علي بن مكرم البزاز ثنا محمد بن غالب ثنا موسى بن إسماعيل أنبأ أبو عوانة أنبأ فراس عن عامر عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا فلا يذبح حتى ينصرف فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله فعلت فقال هو شيء عجلته قال فإن عندي جذعة هي خير من مسنتين ءأذبحها قال نعم ولا تجزي عن إنسان بعدك قال عامر فهي خير نسيكتين رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل

18892 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا منصور بن المعتمر عن الشعبي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر بعد الصلاة فقال : من صلى صلاتنا ونسك منسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم فقام أبو بردة بن دينار فقال يا رسول الله والله لقد نسكت قبل أن اخرج إلى الصلاة وقد عرفت أن اليوم يوم أكل وشرب فتعجلت وأكلت وأطعمت أهلي وجيراني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك شاة لحم قال فإن عندي عناقا جذعة خير من شاتي لحم فهل تجزي عني قال نعم ولن تجزي عن أحد بعدك رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن قتيبة وهناد عن أبي الأحوص

18893 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا علي بن إبراهيم الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبا داود بن أبي هند عن عامر عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا يذبحن أحد قبل أن يصلي فقام إليه خالي فقال يا رسول الله إن هذا اليوم فيه اللحم كثير وإني ذبحت نسيكتي ليأكل أهلي وجيراني وإن عندي عناق لبن خير من شاة لحم فأذبحها قال نعم ولا تجزي جذعة عن أحد بعدك وهي خير نسيكتك أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين آخرين عن داود واستشهد به البخاري

18894 - وقال مطرف عن عامر الشعبي عن البراء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين

18895 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثني محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى أنبا خالد بن عبد الله عن مطرف : فذكره رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن مسدد عن خالد

18896 - أخبرناه أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا جحيفة يحدث عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ذبح أبو بردة قبل الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبدلها فقال يا رسول الله ليس عندي إلا جذعة خير من مسنة قال اجعلها مكانها ولن تجزي أو توفي عن أحد بعدك أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة

18897 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا تميم بن محمد ثنا محمد يعني بن عبيد بن حساب ثنا حماد ثنا أيوب وهشام عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى ثم خطب فأمر من كان ذبح قبل الصلاة أن يعيد ذبحا قال فقام رجل من الأنصار فقال إن جيراني بهم فاقة أو قال خصاصة فذبحت قبل الصلاة وعندي عناق هي أحب إلي من شاتي لحم قال فرخص له فإن كانت رخصة له كان ذلك وإلا فلا علم لي ثم انكفأ إلى كبشين أملحين يعني فذبحهما وتفرق الناس إلى غنيمة فتجزعوها رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبيد بن حساب ورواه البخاري عن حامد بن عمر عن حماد بن زيد إلى قوله فرخص له

18898 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا أبو سعيد بن الأعرابي وأنبا أبو الحسين بن بشران أنبا إسماعيل بن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان رضي الله عنه يقول : شهدت الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام رجل فقال إن ناسا ذبحوا قبل الصلاة فقال من ذبح منكم قبل الصلاة فليعد ذبيحته ومن لا فليذبح على اسم الله لفظ حديث بن الأعرابي وفي رواية الصفار فعلم أن ناسا وقال فليعد أضحيته ومن لم يكن فليذبح على اسم الله رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وبن أبي عمر عن سفيان ففي هذه الأخبار دلالة على أن من ذبح قبل صلاة النبي صلى الله عليه و سلم فليس من النسك في شيء

18899 - وقد أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا يزيد بن خمير الرحبي قال : خرج عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الناس في يوم عيد فطر أو أضحى فأنكر إبطاء الإمام وقال إنا كنا فرغنا ساعتنا هذه وذلك حين التسبيح وروينا عن الحسن البصري أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يغدو إلى الأضحى والفطر حين تطلع الشمس فيتتام طلوعها فالنبي صلى الله عليه و سلم كان يصلي صلاة العيد في أول الوقت فمن كان ذبح قبل صلاة النبي صلى الله عليه و سلم وأكل وأطعم أهله وجيرانه كما روينا في حديث أبي بردة بن نيار كان ذبحه واقعا قبل أن يحل وقته وذلك لا يجوز فلذلك أمر بالإعادة فمن ضحى بالوقت الذي يحل فيه الصلاة ويمضي مقدار صلاة النبي صلى الله عليه و سلم وخطبته أجزأت أضحيته إن شاء الله 10

باب من شاء من الآئمة ضحى في مصلاه ومن شاء في منزله
18900 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث حدثني كثير بن فرقد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يذبح وينحر بالمصلى رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير

18901 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا أبو الأزهر ثنا أبو أسامة ثنا أسامة بن زيد عن ح وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن أسامة بن زيد الليثي قال حدثنا نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يذبح أضحيته بالمصلى قال نافع وكان بن عمر يفعله لفظ حديث العامري وفي حديث أبي الأزهر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان

18902 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا إبراهيم بن إسماعيل العنبري ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ خالد بن الحارث الهجيمي ثنا عبيد الله عن نافع قال : كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ينحر في المنحر قال عبيد الله منحر رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عبيد الله وكان القاسم ينحر في أهله رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر المقدمي وإسحاق بن إبراهيم عن خالد بن الحارث دون فعل القاسم 11

باب الذكاة في المقدور عليه ما بين اللبة والحلق
18903 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب قال سمعت سفيان بن سعيد يحدث عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه : قال الذكاة في الحلق واللبة

18904 - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الاردستاني أنبا أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن أيوب عن عبد الله بن سعيد عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : الذكاة في الحلق واللبة

18905 - وبإسناده ثنا سفيان عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن فرافصة الحنفي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه : قال الذكاة في الحلق واللبة ولا تعجلوا الأنفس أن تزهق وقد روي هذا من وجه ضعيف مرفوعا وليس بشيء

18906 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا محمد بن مقاتل المروزي ح وأخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي إملاء أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ ثنا محمد بن مقاتل ثنا بن المبارك عن معمر عن عمرو بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تأكلوا الشريطة فإنها ذبيحة الشيطان

18907 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن عيسى مولى بن المبارك عن بن المبارك بهذا الإسناد قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شريطة الشيطان وهي التي تذبح فيقطع الجلد ولا تفرى الأوداج ثم تترك حتى تموت

18908 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن القاسم مولى عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كل ما أفرى الأوداج ما لم يكن قرض ناب أو حز ظفر قال أبو العباس ليس في كتابي عن علي بن يزيد قال الشيخ رحمه الله وفي هذا الإسناد ضعف 12

باب الذبح في الغنم والبقر والفرس والطائر والنحر في الإبل قد مضت أحاديث
في ذبح الغنم 18909 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أبي المعروف الفقيه الإسفرائيني بها ثنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرائيني ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا علي بن المديني أنبأ زهير أنبا أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس عن زهير

18910 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري قالا ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يعلى بن عبيد ثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال : كنا نتمتع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فنذبح البقرة عن سبعة أخرجه مسلم من وجه آخر عن عبد الملك بن أبي سليمان

18911 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ محمد بن علوية ثنا هارون بن إسحاق ثنا عبدة عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ذبحنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن بالمدينة فأكلنا رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن عبدة بن سليمان

18912 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة وبن عيينة وحديث بن عيينة أتم عن عمرو بن دينار عن صهيب مولى بن عامر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من قتل عصفورا بغير حقه سأله الله يوم القيامة عنه قيل وما حقه قال يذبحه فيأكله ولا يقطع رأسه فيرمي به

18913 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا السري بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه فذكر الحديث في الإهلال وقال : ونحر رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع بدنات بيده قائما وذبح بالمدينة كبشين أملحين أقرنين رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل 13

باب جواز النحر فيما يذبح والذبح فيما ينحر
استدلالا بما روينا عن عمر وبن عباس الذكاة في الحلق واللبة وقال عطاء بن أبي رباح يجزئ الذبح من النحر والنحر من الذبح في البقر والإبل

18914 - وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عمران هو بن موسى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير وعبدة بن سليمان ح وأخبرنا أبو عمرو أنبأ أبو بكر أخبرني الحسن بن سفيان ثنا بن نمير ثنا أبي وحفص ووكيع كلهم عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : نحرنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكلناه وقال عبدة ذبحنا رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن جرير قال وتابعه وكيع وبن عيينة عن هشام في النحر وأخرجه من حديث الثوري عن هشام في النحر وعن إسحاق عن عبدة في الذبح ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن ثلاثتهم في النحر وقد مضى في كتاب الحج عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها في قصة الحج قالت فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت ما هذا فقالوا نحر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أزواجه وفي رواية ذبح وكذلك اختلفت الرواية فيه عن أبي الزبير عن جابر ففي رواية نحر النبي صلى الله عليه و سلم عن أزواجه وفي رواية ذبح عن نسائه بقرة وفي رواية ذبح عن عائشة رضي الله عنها بقرة 14

باب كراهة النخع والفرس
18915 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله : ونهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النخع وأن تعجل الأنفس أن تزهق قال الشافعي رحمه الله والنخع ان تذبح الشاة ثم يكسر قفاها من موضع الذبح لنخعه ولمكان الكسر فيه أو تضرب ليعجل قطع حركتها فأكره هذا وقال ولم يحرمها ذلك لأنها ذكية

18916 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ثنا أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا مروان بن معاوية عن هشام الدستوائي وحجاج بن أبي عثمان عن يحيى بن أبي كثير عن المعرور الكلبي عن عمر رضي الله عنه أنه : نهى عن الفرس في الذبيحة قال أبو عبيد قال أبو عبيدة الفرس هو النخع يقال منه فرست الشاة ونخعتها وذلك أن ينتهي بالذبح إلى النخاع وهو عظم في الرقبة ويقال أيضا بل هو الذي يكون في فقار الصلب شبيه بالمخ وهو متصل بالقفا يقول فنهى أن ينتهي بالذبح إلى ذلك قال أبو عبيد أما النخع فهو على ما قال أبو عبيدة وأما الفرس فقد خولف فيه يقال هو الكسر وإنما نهى أن يكسر رقبة الذبيحة قبل ان تبرد ومما يبين ذلك أن في الحديث ولا تعجلوا الأنفس حتى تزهق

18917 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب ثنا جبارة حدثني عبد الحميد بن بهرام حدثني شهر هو بن حوشب عن بن عباس رضي الله عنهما : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الذبيحة أن تفرس قبل أن تموت وهذا إسناد ضعيف 15

باب الذكاة بالحديد وبما يكون أخف على المذكي وما يستحب من حد الشفار
ومواراته عن البهيمة وإراحتها 18918 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ح وأخبرنا الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإسفرائيني أنبأ محمد بن محمد بن رزمويه ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن غالب النسوي قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم خصلتين قال إن الله تبارك كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

18919 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله محسان كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبح أحدكم فليحسن ذبحته وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق الحنظلي وروينا في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم حين أتي بالكبش ليضحي به يا عائشة هلمي المدية ثم قال اشحذيها بحجر

18920 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ثنا بن لهيعة عن عقيل عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بحد الشفار وأن توارى عن البهائم ثم قال إذا ذبح أحدكم فليجهز كذا رواه بن لهيعة موصولا جيدا

18921 - وقد أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبا بن وهب أخبرني قرة بن عبد الرحمن المعافري عن بن شهاب أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بحد الشفار وأن توارى عن البهائم وقال إذا ذبح أحدكم فليجهز

18922 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان حدثني يوسف بن عدي حدثني عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الأحول عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قام رسول الله صلى الله عليه و سلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها فقال أفلا قبل هذا أتريد أن تميتها موتا تابعه حماد بن زيد عن عاصم وقال أتريد أن تميتها موتات ورواه معمر عن عاصم فأرسله لم يذكر فيه بن عباس

18923 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبا أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير ثنا مالك عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب : أن رجلا حد شفرة وأخذ شاة ليذبحها فضربه عمر رضي الله عنه بالدرة وقال أتعذب الروح ألا فعلت هذا قبل أن تأخذها

18924 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا عبد الرحمن بن حماد ثنا بن عون عن محمد بن سيرين : أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يجر شاة ليذبحها فضربه بالدرة وقال سقها لا أم لك إلى الموت سوقا جميلا 16

باب الذكاة بما أنهر الدم وفرى الأوداج والمذبح ولم يثرد إلا الظفر والسن
18925 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سفيان بن سعيد عن أبيه عن عباية عن رافع بن خديج رضي الله عنه أنه : قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم إنا لنرجوا ونخشى أن نلقى العدو وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه إلا السن والظفر رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة عن سفيان وأخرجاه من حديث يحيى القطان عن سفيان

18926 - أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت مري بن قطري يقول سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه يحدث أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني أجد الصيد فلا أجد ما أذبحه به إلا المروة والعصا قال امرر الدم بما شئت واذكر اسم الله

18927 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا حجاج هو بن منهال ثنا حماد هو بن سلمة عن سماك بن حرب قال سمعت مري بن قطري عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إن أحدنا إذا أصاب صيدا وليس معه شفرة أيذكي بمروة أو شقة العصا قال أمرر الدم بما شئت واذكر اسم الله عز و جل

18928 - أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي الزناد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال قلت : يا رسول الله إن أحدنا يصيد الصيد وليس معه شيء يذكيه به إلا مروة أو شقة عصا فقال امرر الدم بما شئت واذكر اسم الله عز و جل

18929 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني القاسم بن زكريا ثنا بن عبد الأعلى ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن نافع أنه سمع بن كعب بن مالك يخبر عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه أخبره : أن جارية لهم كانت ترعى بسلع فرأت شاة من غنمها بها موت فكسرت حجرا فذبحتها به فقال لأهله لا تأكلوا منها حتى آتي النبي صلى الله عليه و سلم فأسأله أو قال أرسل إليه من يسأله فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله عن ذلك أو رسوله فقال يا نبي الله إن جارية لنا كانت ترعى بسلع فأبصرت شاة من غنمها بها موت فكسرت حجرا فذبحتها به فأمره النبي صلى الله عليه و سلم بأكلها رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر عن معتمر بن سليمان

18930 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني حارثة : أنه كان يرعى لقحة بشعب من شعاب أحد فأخذها الموت فلم يجد شيئا ينحرها به فأخذ وتدا فوجأ به في لبتها حتى أهريق دمها ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بذلك فأمره بأكلها

18931 - ورواه جرير بن حازم قال سمعت زيد بن أسلم قال حدثني عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن ناقة كانت لرجل من الأنصار في قبل أحد فعرض لها فنحرها بوتد فسأل النبي صلى الله عليه و سلم عن أكلها فامره بأكلها

18932 - أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا محمد بن غالب ثنا سليمان بن حرب ثنا جرير بن حازم : فذكره ورواه حبان بن هلال عن جرير بن حازم زاد فقلت له حديد قال لا بل خشب يعني الوتد

18933 - وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا بن عليه عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أنه : سئل عن الذبيحة بالعود فقال كل ما أفرى الأوداج غير مثرد قال أبو عبيد قال أبو زياد الكلابي التثريد أن تذبح الذبيحة بشيء لا حد له فلا ينهر الدم ولا يسيله قال أبو عبيد وقوله ما أفرى الأوداج يعني ما شققها وأسال منها الدم قال أبو عبيد وقد تأول بعض الناس هذا الحديث أن قوله كل من الأكل وهذا خطأ ولو أراد من الأكل لوقع المعنى على الشفرة لأن الشفرة هي التي تفري وإنما معنى الحديث أن كل شيء افرى الأوداج من عود أو حجر بعد أن يفريها فهو ذكي 17

باب ما جاء في طعام أهل الكتاب
قال الله جل ثناؤه { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم } قال الشافعي رحمه الله وكان طعامهم عند بعض من حفظنا عنه من أهل التفسير ذبائحهم وكانت الآثار تدل على احلال ذبائحهم

18934 - أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : طعامهم ذبائحهم وروينا عن مجاهد ومكحول

18935 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه فنسخ واستثنى من ذلك فقال طعام { الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم } 18

باب ما جاء في طعامهم وإن كانوا حربا
18936 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا تميم بن محمد ثنا شيبان بن فروخ ثنا سليمان ثنا حميد هو بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : أصبت جرابا من شحم يوم خيبر فالتزمته فقلت لا أعطي أحدا اليوم من هذا شيئا فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم متبسم رواه مسلم في الصحيح عن شيبان

18937 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن فضيل ثنا الحسن بن صالح عن سماك عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : إنما أحلت ذبائح اليهود والنصارى لأنهم آمنوا بالتوراة والإنجيل 19

باب ما جاء في ذبيحة من أطاق الذبح من امرأة وصبي من المسلمين أو من أهل
الكتاب 18938 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبدة ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن كعب بن مالك عن أبيه رضي الله عنه : أن امرأة ذبحت شاة بحجر فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فلم ير بها بأسا رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل عن عبدة

18939 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع مولى عبد الله بن عمر عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أخبره : أن جارية لكعب بن مالك رضي الله عنه كانت ترعى غنما له بالسلع فأصيبت شاة منها فأدركتها فذبحتها بحجر فسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقال لا بأس بها فكلوها رواه البخاري في الصحيح عن بن أبي أويس عن مالك

18940 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا صدقة بن منصور ثنا أبو معمر ثنا عبد الله بن معاذ قال أبو أحمد وأخبرني الحسن بن سفيان ثنا أبو معمر عن عبد الله بن معاذ عن معمر عن جابر عن الشعبي عن جابر رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم رخص في ذبيحة المرأة والصبي أو الغلام إذا ذكروا اسم الله هذا إسناد فيه ضعف وقد تابعه الواقدي في ذبيحة الغلام وهو أيضا ضعيف

18941 - أخبرناه عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ بكر بن محمد الصيرفي ثنا محمد بن الفرج ثنا الواقدي ثنا معمر عن جابر الجعفي عن عامر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بذبيحة الغلام أن تؤكل إذا سمى الله وروينا عن مجاهد أنه قال لا بأس بذبيحة الصبي والمرأة من المسلمين وأهل الكتاب 20

باب ما يستحب للمرء من أن يتولى ذبح نسكه أو يشهده
18942 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن القاسم العتكي ثنا جعفر بن سوار ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم بكبشين أملحين أقرنين وذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

18943 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ سعيد بن زيد ثنا عمرو بن خالد عن محمد بن علي عن آبائه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة : يا فاطمة قومي فأشهدي أضحيتك أما إن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب أما إنه يجاء بها يوم القيامة بلحومها ودمائها سبعين ضعفا حتى توضع في ميزانك فقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يا رسول الله أهذه لآل محمد خاصة فهم أهل لما خصوا به من خير أو لآل محمد والناس عامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل هي لآل محمد والناس عامة عمرو بن خالد ضعيف

18944 - وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم ثنا معقل بن مالك ثنا النضر بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا فاطمة قومي فأشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك بأول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه وقولي { إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } قلت يا رسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامة قال بل للمسلمين عامة ورواه أيضا عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة فذكر معناه ويذكر عن أبي موسى رضي الله عنه أنه أمر بناته أن يضحين بأيديهن 21

باب النسيكة يذبحها غير مالكها
قال الشافعي رحمه الله اجزأت لأن النبي صلى الله عليه و سلم نحر بعض هديه ونحر بعضه غيره

18945 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نحر بعض هديه بيده ونحر بعضه غيره

18946 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نسائه بالبقر أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان قال الشافعي رحمه الله وأهدي هديا وإنما نحره من أهداه معه

18947 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى القطعي ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد عن قتادة عن سنان بن سلمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن ذؤيبا أبا قبيصة حدثه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يبعث معه بالبدن ثم يقول إن عطب منها شيء فخشيت عليها موتا فانحرها ثم اغمس نعلها في دمها ثم اضرب به صفحتها ولا تطعمها أنت ولا أحد من أهل رفقتك رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان عن عبد الأعلى قال الشافعي رحمه الله غير أني أكره أن يذبح من النسائك مشرك

18948 - أخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان حدثني جعفر عن أبيه عن علي رضي الله عنه أنه : قال لا يذبح نسيكة المسلم اليهودي والنصراني

18949 - وبإسناده حدثنا سفيان حدثني قابوس عن أبي ظبيان عن بن عباس رضي الله عنهما : أنه كره أن يذبح نسيكه المسلم اليهودي والنصراني

18950 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه قال قال بن عباس رضي الله عنهما : لا يذبح أضحيتك إلا مسلم وإذا ذبحت فقل بسم الله اللهم منك ولك اللهم تقبل من فلان قال الشافعي فإن ذبحها مشرك تحل ذكاته أجزأت مع كراهيتي لها قال الشيخ وهذا لما مضى في إحلال ذبائحهم وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه لم ير به بأسا 22

باب ذبائح نصارى العرب
18951 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن أبي يحيى عن عبد الله بن دينار عن سعد الفلحة مولى عمر أو بن سعد الفلحة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ما نصارى العرب بأهل كتاب وما تحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم

18952 - وأخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ الثقفي عن أيوب عن بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي رضي الله عنه أنه : قال لا تأكلوا ذبائح نصارى بني تغلب فإنهم لم يتمسكوا من دينهم إلا بشرب الخمر 23

باب ما جاء في ذبيحة المجوس
18953 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر المشاط قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ وكيع عن سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال : كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام فمن أسلم قبل منه ومن أبى ضربت عليهم الجزية على أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة هذا مرسل وإجماع أكثر الأمة عليه يؤكده

18954 - وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عبد الله بن الخليل الحضرمي عن علي رضي الله عنه قال : لا بأس بطعام المجوس إنما نهي عن ذبائحهم رواه بن خزيمة عن يوسف بن موسى عن بن نمير وعن محمد بن ميمون المكي عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن يحيى بن سلمة محتجا به ويحيى بن سلمة فيه ضعف وقد قيل عنه عن أبيه عن عبد الله بن الخليل عن أبيه عن علي رضي الله عنه وروي عن قيس بن الربيع عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن أبي الخليل الحضرمي عن علي رضي الله عنه 24

باب السنة في أن يستقبل بالذبيحة القبلة قاله الزهري وقال إن جهل فلا بأس
أن يأكل إذا ذكر اسم الله عليها وروينا في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ذبح النبي صلى الله عليه و سلم كبشين أقرنين أملحين يوم العيد فلما وجههما قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا فذكره وذلك يرد وفي رواية أخرى وجههما إلى القبلة حين ذبح 18955 - وأخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن بن جريج عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أنه : كان يستحب أن يستقبل القبلة إذا ذبح ورواه غيره عن بن جريج وقال في الحديث كان يستقبل بذبيحته القبلة وروي فيه حديث مرفوع عن غالب الجزري عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها وإسناده ضعيف 25
باب التسمية على الذبيحة
18956 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد الحافظ أنبأ أبو عروبة ثنا بندار ومحمد بن المثنى ويحيى بن حكيم قالوا ثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يضحي بكبشين ويضع رجله على صفاحهما فيذبحهما بيده ويقول بسم الله والله أكبر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى 26 باب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الذبيحة 18957 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي رحمه الله والتسمية على الذبيحة بسم الله فإن زاد بعد ذلك شيئا من ذكر الله فالزيادة خير ولا أكره مع تسميته على الذبيحة أن يقول صلى الله على رسول الله بل أحبه له وأحب إلي أن يكثر الصلاة عليه فصلى الله عليه في كل الحالات لأن ذكر الله والصلاة عليه إيمان بالله وعبادة له يؤجر عليها إن شاء الله من قالها وقد ذكر عبد الرحمن بن عوف أنه كان مع النبي صلى الله عليه و سلم

18958 - فذكر معنى ما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا بن بكير ثنا الليث عن بن الهاد عن عمرو هو بن أبي عمرو عن عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جبير عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : دخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم خارجا من المسجد فاتبعته أمشي وراءه ولا يشعر حتى دخل نخلا فاستقبل القبلة فسجد فأطال السجود وأنا وراءه حتى ظننت أن الله عز و جل قد توفاه فأقبلت أمشي حتى جئته فطأطأت رأسي أنظر في وجهه فرفع رأسه فقال ما لك يا عبد الرحمن فقلت له لما أطلت السجود يا رسول الله خشيت ان يكون الله عز و جل قد توفى نفسك فجئت أنظر فقال إني لما دخلت النخل لقيت جبريل عليه السلام فقال إني أبشرك أن الله عز و جل يقول من سلم عليك سلمت عليه ومن صلى عليك صليت عليه وروي ذلك أيضا عن بن أبي سندر الأسلمي عن مولى لعبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن رضي الله عنه قال الشافعي رحمه الله وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نسي الصلاة علي خطىء به طريق الجنة

18959 - أخبرناه أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب التاجر ثنا محمد بن سليمان ثنا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من نسي الصلاة علي خطىء به طريق الجنة

18960 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر بن الحسن وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد : في قوله ورفعنا لك ذكرك لا أذكر إلا ذكرت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

18961 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا جعفر يعني بن هاشم ثنا سهل بن عثمان حدثني يحيى بن أبي زائدة حدثني المبارك عن الحسن ورفعنا لك ذكرك قال : إذا ذكر الله ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم

18962 - وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سليمان بن عيسى أخبرني عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تذكروني عند ثلاث تسمية الطعام وعند الذبح وعند العطاس فهذا منقطع وعبد الرحيم وأبوه ضعيفان وسليمان بن عيسى السجزي في عداد من يضع الحديث ولو عرف يحيى بن يحيى حاله لما استجاز الرواية عنه وهو فيما ذكره شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله ونسبه أبو أحمد بن عدي الحافظ أيضا إلى وضع الحديث فيما أخبرنا أبو سعد الماليني عنه

18963 - وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي قال سمعت محمد بن حماد يقول قال السعدي وهو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني سليمان بن عيسى الذي يروي آداب سفيان كذاب مصرح : 27

باب قول المضحي اللهم منك وإليك فتقبل مني وقول المضحي عن غيره اللهم
تقبل من فلان 18964 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة أنبأ بن وهب ح وأخبرنا أبو عبد الله أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هارون بن معروف ثنا بن وهب قال قال حيوة أخبرني أبو صخر عن يزيد بن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتي به ليضحي به قال يا عائشة هلمي المدية أشحذيها بحجر ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن معروف

18965 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الحكم القطري ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : شهدت أضحى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمصلى فلما قضى خطبته ونزل عن منبره أتي بكبشه فذبحه وقال بسم الله والله أكبر هذا عني وعمن لم يضح من أمتي

18966 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أحمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ثنا عيسى ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عياش عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ذبح النبي صلى الله عليه و سلم يوم الذبح كبشين أقرنين املحين موجئين فلما وجههما قال إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم منك ولك عن محمد وأمته بسم الله والله أكبر ثم ذبح صلى الله عليه و سلم لفظ حديث عيسى بن يونس وفي رواية الوهبي ذبح رسول الله صلى الله عليه و سلم كبشين يوم العيد فلما وجههما قال فذكر الدعاء ثم قال اللهم منك ولك عن محمد وأمته وسمى وذبح ورواه إبراهيم بن طهمان عن محمد بن إسحاق وقال في الحديث وجههما إلى القبلة حين ذبح وقيل عن محمد بن إسحاق عن يزيد عن خالد بن أبي عمران عن أبي عياش عن جابر رضي الله عنه قال الشافعي رحمه الله وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من وجه لا يثبت مثله أنه ضحى بكبشين فقال في أحدهما بعد ذكر الله اللهم عن محمد وآل محمد وفي الآخر اللهم عن محمد وأمة محمد

18967 - قال الشيخ وإنما أراد ما أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري حدثني جامع بن سوادة ثنا أبو حازم الحسين بن دينار ثنا سفيان ح وأنبأ علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد اللخمي ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي عن سفيان عن عبد الله عن محمد بن عقيل عن أبي سلمة عن عائشة أو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحي بكبشين أقرنين موجئين فيبدأ بأحدهما فيقول بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك عن محمد وأمته من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ويذبح الآخر ويقول بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك عن محمد وآل محمد لفظ حديث بن بشران وفي رواية بن عبدان كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين موجئين فذبح أحدهما عن أمته من شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ والآخر عن محمد وآل محمد هكذا رواه جماعة عن سفيان الثوري ورواه زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ورواه حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال البخاري لعله سمع من هؤلاء قال الشيخ وفيما ذكرنا قبل حديثه كفاية

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41