كتاب : سنن البيهقي الكبرى
المؤلف : أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي

18032 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى ثنا أبو الأحوص عن سماك عن تميم بن طرفة قال : عرف رجل ناقة له في يدي رجل فاتى به النبي صلى الله عليه و سلم فسئل عن أمر الناقة فوجد أصلها اشتري من أيدي العدو فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للذي عرفها إن شئت أن تأخذ بالثمن الذي اشتراها به فأنت أحق به وإلا فخل عن ناقته قال وسأل شاهدين

18033 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب عن تميم بن طرفة أن العدو أصابوا ناقة رجل من المسلمين فاشتراها رجل من المسلمين فعرفها صاحبها فخاصم إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : رد إليه الثمن الذي اشتراها به أو خل بينه وبينها قال الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه تميم بن طرفة لم يدرك النبي صلى الله عليه و سلم ولم يسمع منه والمرسل لا تثبت به حجة لأنه لا يدري عمن أخذه

18034 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجاء بن حيوة عن قبيصة بن ذؤيب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال فيما أحرزه المشركون ما أصابه المسلمون فعرفه صاحبه قال إن أدركه قبل أن يقسم فهو له وإذا جرت فيه السهام فلا شيء له قال وقال قتادة قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو للمسلمين اقتسم أو لم يقتسم هذا منقطع قبيصة لم يدرك عمر رضي الله عنه وقتادة عن علي رضي الله عنه منقطع

18035 - وأخبرنا أبو نصر أنبأ أبو الفضل أنبأ أحمد ثنا الحسن ثنا عبد الله عن بن لهيعة حدثني سليمان بن موسى عن رجاء بن حيوة قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة فيما أحرز العدو من أموال المسلمين ثم أصابه المسلمون فعليه أن يرد إلى أهله ما لم يقسم

18036 - وبإسناده حدثنا عبد الله عن سعيد عن رجل عن الشعبي قال : كتب عمر رضي الله عنه إلى السائب بن الأقرع أيما رجل من المسلمين وجد رقيقه ومتاعه بعينه فهو أحق به وإن وجده في أيدي التجار بعد ما قسم فلا سبيل إليه وأيما حر اشتراه التجار فرد عليهم رؤوس أموالهم فإن الحر لا يباع ولا يشترى رواه غيره عن سعيد بن أبي عروبة عن أبي حريز عن الشعبي قال الشافعي في رواية أبي عبد الرحمن عنه هذا عن عمر رضي الله عنه مرسل إنما روي عن الشعبي عن عمر رضي الله عنه وعن رجاء بن حيوة عن عمر وكلاهما لم يدرك عمر رضي الله عنه ولا قارب ذلك قال الشافعي وحديث سعد أثبت من الحديث عن عمر رضي الله عنه لأنه عن الركين بن الربيع عن أبيه أن سعدا فعله به والحديث عن عمر رضي الله عنه مرسل

18037 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك عن بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر أنه حدثه عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قالا : ما أحرز العدو من مال المسلمين فاستنقذ فعرفه أهله قبل أن يقسم رد إليهم وإن لم يعرفوه حتى يقسم لم يرد عليهم كذا وجدته في كتابي وهو هكذا منقطع وبن لهيعة غير محتج به والله أعلم وقد قيل عن سليمان عن زيد بن ثابت 94

باب من أسلم على شيء فهو له
18038 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا جعفر بن أحمد الدمشقي ثنا هشام ح وأنبأ أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن خريم ثنا هشام بن خالد ثنا مروان بن معاوية ثنا ياسين بن معاذ الزيات عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من أسلم على شيء فهو له ياسين بن معاذ الزيات كوفي ضعيف جرحه يحيى بن معين والبخاري وغيرهما من الحفاظ وهذا الحديث إنما يروى عن بن أبي مليكة عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا وعن عروة عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا قال الشافعي رحمه الله وكأن معنى ذلك من أسلم على شيء يجوز له ملكه فهو له

18039 - وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق قال قال معمر قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم : في قصة الحديبية وما قال عروة بن مسعود الثقفي للمغيرة بن شعبة حين قال له المغيرة أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أي غدر أو لست أسعى في غدرتك قال وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم قال النبي صلى الله عليه و سلم أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء أخرجه البخاري في الصحيح من حديث عبد الرزاق قال الشيخ رحمه الله وإنما امتنع النبي صلى الله عليه و سلم من تخميسه فيما روى يونس عن الزهري أنه مال غدر وفيما روى عقيل عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا نخمس مالا أخذ غصبا فترك رسول الله صلى الله عليه و سلم المال في يدي المغيرة وفي ذلك دلالة على أنه يملكه بالأخذ والله أعلم

18040 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس الدوري ثنا أبو شيخ الحراني ثنا موسى بن أعين عن ليث بن أبي سليم عن علقمة عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول في أهل الذمة : لهم ما أسلموا عليه من أموالهم وعبيدهم وديارهم وأرضهم وماشيتهم ليس عليهم فيه إلا الصدقة 95

باب الحربي يدخل بأمان وله مال في دار الحرب ثم يسلم أو يسلم في دار
الحرب قال الشافعي رحمه الله أسلم ابنا سعية القرظيان ورسول الله صلى الله عليه و سلم محاصر بني قريظة فأحرز لهما إسلامهما أنفسهما وأموالهما من النخل والأرض وغيرهما 18041 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فآمنهم وأسلموا وذكر الحديث أخرجاه في الصحيح من حديث عبد الرزاق

18042 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة أنه قال : هل تدري عما كان إسلام ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد نفر من هدل لم يكونوا من بني قريظة ولا نضير كانوا فوق ذلك فقلت لا قال فإنه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له بن الهيبان فأقام عندنا والله ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس خيرا منه فقدم علينا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بسنتين فكنا إذا قحطنا وقل علينا المطر نقول له يا بن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة فنقول كم نقدم فيقول صاعا من تمر أو مدين من شعير ثم يخرج إلى ظاهرة حرتنا ونحن معه فيستسقي فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة فحضرته الوفاة فاجتمعنا إليه فقال يا معشر يهود ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع فقلنا أنت أعلم فقال إنه إنما أخرجني أتوقع خروج نبي قد أظل زمانه هذه البلاد مهاجرة فأتبعه فلا تسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود فإنه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنساء ممن خالفه فلا يمنعكم ذلك منه ثم مات فلما كانت تلك الليلة التي افتتحت فيها قريظة قال أولئك الفتية الثلاثة وكانوا شبابا أحداثا يا معشر يهود هذا الذي كان ذكر لكم بن الهيبان قالوا ما هو قالوا بلى والله إنه لهو يا معشر اليهود إنه والله لهو بصفته ثم نزلوا فأسلموا وخلوا أموالهم وأولادهم وأهاليهم قال وكانت أموالهم في الحصن مع المشركين فلما فتح رد ذلك عليهم

18043 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عمر بن الخطاب أبو حفص ثنا الفريابي ثنا أبان قال عمر وهو بن عبد الله بن أبي حازم قال حدثني عثمان بن أبي حازم عن أبيه عن جده صخر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غزا ثقيفا فلما أن سمع ذلك صخر ركب في خيل يمد النبي صلى الله عليه و سلم فوجد نبي الله صلى الله عليه و سلم قد انصرف ولم يفتح فجعل صخر حينئذ عهد الله وذمته أن لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فكتب إليه صخر أما بعد فإن ثقيفا قد نزلوا على حكمك يا رسول الله وأنا مقبل إليهم وهم في خيل فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة جامعة فدعا لأحمس عشر دعوات اللهم بارك لأحمس في خيلها ورجالها وأتاه القوم فتكلم المغيرة بن شعبة فقال يا رسول الله إن صخرا أخذ عمتي ودخلت فيما دخل فيه المسلمون فدعاه فقال يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا دماءهم وأموالهم فادفع إلى المغيرة عمته فدفعها إليه وسأل نبي الله صلى الله عليه و سلم ما لبني سليم قد هربوا عن الإسلام وتركوا ذلك الماء فقال يا نبي الله أنزلنيه أنا وقومي قال نعم فأنزله وأسلم يعني السلميين فأتوا صخرا فسألوه أن يدفع إليهم الماء فأبى فأتوا نبي الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا نبي الله أسلمنا وأتينا صخرا ليدفع إلينا ماءنا فأبى علينا فدعاه فقال يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أمولاهم ودماءهم فادفع إلى القوم ماءهم قال نعم يا نبي الله فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم يتغير عند ذلك حمرة حياء من أخذه الجارية وأخذه الماء قال الشيخ والاستدلال وقع بقوله صلى الله عليه و سلم إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فأما استرداد الماء عن صخر بعد ما ملكه بتمليك رسول الله صلى الله عليه و سلم إياه فإنه يشبه أن يكون باستطابة نفسه ولذلك كان يظهر في وجهه أثر الحياء والله أعلم وأما عمة المغيرة فإن كانت أسلمت بعد الأخذ فكأنه رأى إسلامها قبل القسمة يحرز مالها ويحتمل أن يكون إسلامها قبل الأخذ والله أعلم وصخر هذا هو بن العيلة قاله البخاري عن أبي نعيم عن أبان عن عثمان بن أبي حازم عن صخر بن العيلة لم يقل عن أبيه وروى في قصة رعية السحيمي ما دل عليه ظاهر قصة عمة المغيرة فإنه أسلم ثم قال يا رسول الله أهلي ومالي قال أما مالك فقد قسم بين المسلمين وأما أهلك فانظر من قدرت عليه منهم قال فرد عليه ابنه ويحتمل أنه استطاب أنفس أهل الغنيمة كما فعل في سبي هوازن وعوض أهل الخمس من نصيبهم والله أعلم وإسناد الحديثين غير قوي 96

باب المشركين يسلمون قبل الأسر وما على الإمام وغيره من التثبت إذا
تكلموا بما يشبه الإقرار بالإسلام ويشبه غيره 18044 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني حسن بن سفيان ثنا فياض ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر رضي الله عنهما قال : بعث النبي صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد أحسبه قال إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فقالوا صبأنا صبأنا وجعل خالد بهم قتلا وأسرا قال ثم دفع إلى كل رجل منا اسيرا حتى إذا أصبح يوما أمرنا فقال ليقتل كل واحد منكم أسيره قال بن عمر رضي الله عنه والله لا أقتل أسيري ولا يقتل أحد من أصحابي أسيره قال فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر له ما صنع خالد قال فرفع يديه ثم قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد رواه البخاري في الصحيح عن محمود عن عبد الرزاق

18045 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لقي ناس من المسلمين رجلا في غنيمة له فقال السلام عليكم فأخذوه فقتلوه وأخذوا تلك الغنيمة فنزل { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } وقرأها بن عباس السلام رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان ورواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم

18046 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ومعه غنم له فسلم عليهم فقالوا ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فعمدوا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها النبي صلى الله عليه و سلم فأنزل الله عز و جل { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } إلى قوله { كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا }

18047 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي القعقاع عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه أبي حدرد رضي الله عنه قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثامة فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط على بعير له فلما مر علينا سلم علينا بتحية الإسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله وأخذ بعيره وما معه فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخبرناه الخبر فنزل فينا القرآن { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } إلى آخر الآية كذا رواه يونس بن بكير عن بن إسحاق ورواه محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه ورواه أبو خالد الأحمر عن بن إسحاق عن يزيد عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه وكذلك قاله يحيى بن سعيد الأموي عن بن إسحاق ورواه حماد بن سلمة في رواية حجاج عنه عن بن إسحاق عن يزيد بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه وقيل غير ذلك ورواه عبد الله بن إدريس عن بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه قال كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إضم واد من أودية أشجع ورواه سليمان التيمي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبيد الله عن أبي عبد الله قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم

18048 - وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ان رجلا من أسلم حدثه أنه سمع بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه يحدث : أنه كان في سرية فرآهم رجل وهو في جبل فنزل إليهم فسلم عليهم فأخذوه فقتلوه ففيه نزلت { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا } والرجل الذي قتلوه عامر بن الأضبط الأشجعي

18049 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي يحدث عروة بن الزبير أن أباه وجده شهدا حنينا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالا : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر ثم عمد إلى ظل شجرة فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر يختصمان في دم عامر بن الأضبط الأشجعي وكان قتله محلم بن جثامة بن قيس فعيينة يطلب بدم الأشجعي عامر بن الأضبط لأنه من قيس والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة لأنه من خندف وهو يومئذ سيد خندف فسمعنا عيينة يقول والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر ما أذاق نسائي ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا وخمسين إذا رجعنا وهو يأبى فقام رجل من بني ليث يقال له مكتل مجموع قصير فقال يا رسول الله ما وجدت لهذا القتيل في غرة الإسلام إلا كعير وردت فرميت أولاها فنفرت أخراها اسنن اليوم وغير غدا فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده ثم قال تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا وخمسين إذا رجعنا فقبلها القوم ثم قال ائتوا بصاحبكم يستغفر له رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاؤوا به فقام رجل آدم طويل ضرب عليه حلة له قد تهيأ فيها للقتل فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له ما اسمك فقال محلم بن جثامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة ثم قال له قم فقام وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه فأما نحن فيما بيننا فنقول إنا لنرجو أن يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم قد استغفر له ولكن أظهر هذا لينزع الناس بعضهم عن بعض فأما ما ظهر من رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا وبمعناه رواه حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق

18050 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا وهب بن بيان وأحمد بن سعيد الهمداني قالا ثنا بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن محمد بن جعفر أنه سمع زياد بن سعد بن ضميرة السلمي يحدث عروة بن الزبير عن أبيه : أن محلم بن جثامة الليثي قتل رجلا من أشجع في الإسلام وذلك أول عير قضى به رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر معناه إلا أنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عيينة ألا تقبل العير يريد الدية وقال في آخره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقتلته بسلاحك في غرة الإسلام اللهم لا تغفر لمحلم بصوت عال ولم يذكر ما بعده

18051 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار وأبو بكر بن إسحاق الفقيه قالا أنبأ بشر بن موسى ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : أتينا نصر بن عاصم الليثي فقال نصر ثنا عقبة بن مالك وكان من رهطه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية فاغاروا على قوم فشذ رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية معه السيف شاهر فقال الشاذ من القوم إني مسلم فلم ينظر فيه فضربه فقتله فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قولا شديدا فقال القاتل والله يا رسول الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه ثلاثا فأعاده فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم تعرف المساءة في وجهه ثم قال إن الله عز و جل أبى على من قتل مؤمنا قالها ثلاثا تابعه يونس بن عبيد عن حميد بن هلال 97

باب فتح مكة حرسها الله تعالى
18052 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سليمان بن المغيرة ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إبراهيم وعمران بن موسى قالا ثنا شيبان بن فروخ ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وفدت وفود إلى معاوية وذلك في رمضان فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله فقلت ألا أصنع طعاما وأدعوهم إلى رحلي فأمرت بطعام فصنع ثم لقيت أبا هريرة من العشي فقلت الدعوة عندي الليلة قال سبقتني قلت نعم فدعوتهم فقال أبو هريرة ألا أعلمكم حديثا من حديثكم يا معشر الأنصار ثم ذكر فتح مكة فقال أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قدم مكة فبعث الزبير على إحدى المجنبتين وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه و سلم في كتيبته فنظر فرآني فقال أبو هريرة قلت لبيك يا رسول الله قال فندب الأنصار فقال لا يأتينا إلا أنصاري فأطافوا به زاد أبو داود قال فقال اهتف بالأنصار ولا تأتني إلا بأنصاري قال ففعلته قال شيبان في روايته وأوبشت قريش أوباشا لها واتباعا فقالوا نقدم هؤلاء فإن كان لهم شيء كنا معهم وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال حتى توافوني بالصفا زاد أبو داود في روايته احصدوهم حصدا قال شيبان في روايته قال وانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله وما أحد يوجه إلينا شيئا قال فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن زاد أبو داود في روايته من ألقى السلاح فهو آمن قال شيبان في روايته فقالت الأنصار بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته فقال أبو هريرة وجاء الوحي وكان إذا جاء لا يخفى علينا فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ينقضي الوحي فلما قضي الوحي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معشر الأنصار قالوا لبيك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته قالوا قد كان ذاك قال كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم المحيا محياكم والممات مماتكم فأقبلوا إليه يبكون ويقولون والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم وأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه فطاف بالبيت فأتى إلى صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال وفي يد رسول الله صلى الله عليه و سلم قوس وهو آخذ بسية القوس فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت فرفع يديه وجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ وأخرجه من حديث بهز بن أسد عن سليمان بن المغيرة وذكر اللفظة التي زادها أبو داود

18053 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه : فذكر الحديث قال فيه فجاءت الأنصار فأحاطوا برسول الله صلى الله عليه و سلم عند الصفا فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم فقال من دخل داره فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن أخرجه مسلم في الصحيح من حديث يحيى بن حسان عن حماد إلا أنه لم يذكر قوله من دخل داره فهو آمن

18054 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سلام بن مسكين ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لما دخل مكة سرح الزبير بن العوام وأبا عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد على الخيل وقال يا أبا هريرة اهتف بالأنصار قال اسلكوا هذا الطريق فلا يشرفن لكم أحد إلا أنمتموه فنادى مناد لا قريش بعد اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دخل دارا فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن وعمد صناديد قريش فدخلوا الكعبة فغص بهم وطاف النبي صلى الله عليه و سلم وصلى خلف المقام ثم أخذ بجنبتي الباب فخرجوا فبايعوا النبي صلى الله عليه و سلم على الإسلام زاد فيه القاسم بن سلام بن مسكين عن أبيه بهذا الإسناد قال ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال ما تقولون وما تظنون قالوا نقول بن أخ وبن عم حليم رحيم قال وقالوا ذلك ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقول كما قال يوسف { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } قال فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام

18055 - أخبرناه أبو بكر بن المؤمل أنبأ أبو سعيد الرازي ثنا محمد بن أيوب أنبأ القاسم بن سلام : فذكره وفيما حكى الشافعي عن أبي يوسف في هذه القصة أنه قال لهم حين اجتمعوا في المسجد ما ترون أني صانع بكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء قال الشيخ وإنما أطلقهم بالأمان الأول الذي عقده على شرط قبولهم فلما قبلوه قال أنتم الطلقاء يعني بالأمان الأول والله أعلم

18056 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم ثنا بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب فأسلم بمر الظهران فقال له العباس يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فلو جعلت له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن

18057 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عمرو الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمر الظهران قال العباس قلت والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت لعلي أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليخرجوا إليه فيستأمنوه وإني لأسير سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء فقلت يا أبا حنظلة فعرف صوتي قال أبو الفضل قلت نعم قال ما لك فداك أبي وأمي قلت هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس قال فما الحيلة قال فركب خلفي ورجع صاحبه فلما أصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم قلت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن قال فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد

18058 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي ثنا الحسين بن محمد بن زياد ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو أسامة ح قال وأخبرني أحمد بن محمد النسوي واللفظ له ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبيد بن إسماعيل ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما سار رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة فقال أبو سفيان ما هذه لكأنها نيران عرفة فقال بديل بن ورقاء نيران بني عمرو قال أبو سفيان عمرو أقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركوهم فأخذوهم وأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس أحبس أبا سفيان عند حطم الخيل حتى ينظر إلى المسلمين فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه و سلم تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة قال يا عباس من هذه قال هذه غفار قال ما لي ولغفار ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك ومرت سليم فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه قال هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن عبادة يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الذمار ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وراية النبي صلى الله عليه و سلم مع الزبير بن العوام فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة قال ما قال قال قال كذا وكذا قال كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة قال وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز رايته بالحجون قال عروة فأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال يقول سمعت العباس يقول للزبير بن العوام يا أبا عبد الله ههنا أمرك رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز الراية قال فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل مكة من كدى ودخل النبي صلى الله عليه و سلم من كداء فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان حبيش بن الأشعر وكرز بن جابر الفهري أخرجه البخاري في الصحيح هكذا

18059 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا الأديب ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني ثنا أبو كريب ثنا زيد بن الحباب حدثني عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي حدثني جدي عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم فتح مكة أمن الناس إلا هؤلاء الأربعة فلا يؤمنون في حل ولا حرم بن خطل ومقيس بن صبابة المخزومي وعبد الله بن أبي سرح وبن نقيذ فأما بن خطل فقتله الزبير بن العوام وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاستأمن له عثمان رضي الله عنه فأومن وكان أخاه من الرضاعة فلم يقتل ومقيس بن صبابة قتله بن عم له لحا قد سماه وقتل علي رضي الله عنه بن نقيذ وقينتين كانتا لمقيس فقتلت إحداهما وأفلتت الأخرى وأسلمت أبو جده سعيد بن يربوع المخزومي قاله القباني وفي حديث أنس بن مالك فيمن أمر بقتله أم سارة مولاة لقريش وفي رواية بن إسحاق في المغازي سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وكانت ممن يؤذيه بمكة

18060 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي عمرو بن خالد ثنا بن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة بن الزبير ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر بن عتاب ثنا القاسم الجوهري ثنا بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة وهذا لفظ حديث موسى وحديث عروة بمعناه قال : ثم إن بني نفاثة من بني الديل أغاروا على بني كعب وهم في المدة التي بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين قريش وكانوا بنو كعب في صلح رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان بنو نفاثة في صلح قريش فأعانت بنو بكر بني نفاثة وأعانتهم قريش بالسلاح والرقيق فذكر القصة قال فخرج ركب من بني كعب حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا له الذي أصابهم وما كان من قريش عليهم في ذلك ثم ذكر قصة خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مكة وقصة العباس وأبي سفيان حين أتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم بمر الظهران ومعه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء قال فقال أبو سفيان وحكيم يا رسول الله ادع الناس إلى الأمان أرأيت إن اعتزلت قريش فكفت أيديها آمنون هم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم من كف يده وأغلق داره فهو آمن قالوا فابعثنا نؤذن بذلك فيهم قال انطلقوا فمن دخل دارك يا أبا سفيان ودارك يا حكيم وكف يده فهو آمن ودار أبي سفيان بأعلى مكة ودار حكيم بأسفل مكة فلما توجها ذاهبين قال العباس يا رسول الله إني لا آمن أبا سفيان أن يرجع عن إسلامه قال رده حتى يقف ويرى جنود الله معك فأدركه عباس فحبسه فقال أبو سفيان أغدرا يا بني هاشم فقال العباس ستعلم أنا لسنا بغدر ولكن لي إليك حاجة فأصبح حتى تنظر جنود الله ثم ذكر قصة إيقاف أبي سفيان حتى مرت به الجنود قال وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم الزبير بن العوام رضي الله عنه على المهاجرين وخيلهم وأمره أن يدخل من كداء من أعلى مكة وأعطاه رايته وأمره أن يغرزها بالحجون ولا يبرح حيث أمره أن يغرزها حتى يأتيه وبعث خالد بن الوليد فيمن كان أسلم من قضاعة وبني سليم وناسا أسلموا قبل ذلك وأمره أن يدخل من أسفل مكة وأمره أن يغرز رأيته عند أدنى البيوت بأسفل مكة وبأسفل مكة بنو بكر وبنو الحارث بن عبد مناة وهذيل ومن كان معهم من الأحابيش قد استنصرت بهم قريش فأمرهم أن يكونوا بأسفل مكة وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن عبادة في كتيبة من الأنصار في مقدمة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحدا إلا من قاتلهم وأمر بقتل أربعة نفر منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح والحارث بن نقيذ وبن خطل ومقيس بن صبابة وأمر بقتل قينتين لابن خطل كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فمرت الكتائب تتلوا بعضها بعضا على أبي سفيان وحكيم وبديل لا يمر عليهم كتيبة إلا سألوا عنها حتى مرت عليهم كتيبة الأنصار فيها سعد بن عبادة فنادى سعد أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان في المهاجرين قال يا رسول الله أمرت بقومك أن يقتلوا فإن سعد بن عبادة ومن معه حين مروا بي ناداني سعد فقال اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة وإني أناشدك الله في قومك فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى سعد بن عبادة فعزله وجعل الزبير بن العوام مكانه على الأنصار مع المهاجرين فسار الزبير بالناس حتى وقف بالحجون وغرز بها راية رسول الله صلى الله عليه و سلم واندفع خالد بن الوليد حتى دخل من أسفل مكة فلقيه بنو بكر فقاتلوه فهزموا وقتل من بني بكر قريب من عشرين رجلا ومن هذيل ثلاثة أو أربعة وانهزموا وقتلوا بالحزورة حتى بلغ قتلهم باب المسجد وفر فضضهم حتى دخلوا الدور وارتقت طائفة منهم على الجبال واتبعهم المسلمون بالسيوف ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم في المهاجرين الأولين في أخريات الناس وصاح أبو سفيان حين دخل مكة من أغلق داره وكف يده فهو آمن فقالت له هند بنت عتبة وهي امرأته قبحك الله من طليعة قوم وقبح عشيرتك معك وأخذت بلحية أبي سفيان ونادت يال غالب اقتلوا الشيخ الأحمق هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم فقال لها أبو سفيان ويحك اسكتي وادخلي بيتك فإنه جاءنا بالحق ولما علا رسول الله صلى الله عليه و سلم ثنية كداء نظر إلى البارقة على الجبل مع فضض المشركين فقال ما هذا وقد نهيت عن القتال فقال المهاجرون نظن أن خالدا قوتل وبدىء بالقتال فلم يكن له بد من أن يقاتل من قاتله وما كان يا رسول الله ليعصيك ولا ليخالف أمرك فهبط رسول الله صلى الله عليه و سلم من الثنية فأجاز على الحجون واندفع الزبير بن العوام حتى وقف بباب الكعبة وذكر القصة قال فيها وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لخالد بن الوليد لم قاتلت وقد نهيتك عن القتال فقال هم بدؤونا بالقتال ووضعوا فينا السلاح وأشعرونا بالنبل وقد كففت يدي ما استطعت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قضاء الله عز و جل خير

18061 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن الصباح ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب قال : سألت جابرا هل غنموا يوم الفتح شيئا قال لا

18062 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : في قصة أبي قحافة وابنة له من أصغر ولده كانت تقوده يوم الفتح حتى إذا هبطت به إلى الأبطح لقيتها الخيل وفي عنقها طوق لها من ورق فاقتطعه إنسان من عنقها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد خرج أبو بكر رضي الله عنه حتى جاء بأبيه فذكر الحديث في إسلامه ثم قام أبو بكر رضي الله عنه فأخذ بيد أخته فقال أنشدكم بالله والإسلام طوق أختي فوالله ما أجابه أحد ثم قال الثانية فما أجابه أحد فقال يا أخية احتسبي طوقك فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليل وهذا يدل على أنهم لم يغنموا شيئا وأنها فتحت صلحا إذ لو فتحت عنوة لكانت وما معها غنيمة ولكان أبو بكر رضي الله عنه لا يطلب طوقها

18063 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وقراءة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني ثنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب أخبرني علي بن حسين أن عمرو بن عثمان أخبره عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة قال وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ولم يرثه علي ولا جعفر شيئا لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث بن وهب كما مضى 98

باب ما قسم من الدور والأراضي في الجاهلية ثم أسلم أهلها عليها
18064 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال : سألت الشافعي عن أهل الدار من أهل الحرب يقسمون الدار ويملك بعضهم على بعض على ذلك القسم ويسلمون ثم يريد بعضهم أن ينقض ذلك القسم ويقسمه على قسم الأموال فقال ليس ذلك له فقلت وما الحجة في ذلك قال الاستدلال بمعنى الإجماع والسنة فذكر ما لا يؤاخذون به من قتل بعضهم بعضا وسبي بعضهم بعضا وغصب بعضهم بعضا ثم قال مع أنه أخبرنا مالك عن ثور بن زيد الديلي قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أيما دار أو أرض قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية وأيما دار أو أرض أدركها الإسلام لم تقسم فهي على قسم الإسلام قال الشافعي ونحن نروي فيه حديثا أثبت من هذا بلغني بمثل معناه قال الشيخ ولعله أراد ما

18065 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن أحمد بن زياد النحوي ثنا محمد بن أحمد بن حميد بن نعيم المروزي ثنا موسى بن داود ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا موسى بن داود ثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء جابر بن زيد عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كل قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم عليه وكل قسم قسم في الإسلام فهو على ما قسم في الإسلام لفظ حديث تمتام وقد روي حديث مالك موصولا

18066 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن المظفر الحافظ ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا أحمد بن حفص حدثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن مالك عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره : مثل رواية الشافعي رحمه الله 99

باب ترك أخذ المشركين بما أصابوا
18067 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو المقرئ ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار وأبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه : في قصة حج النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في خطبته ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي ودماء الجاهلية موضوعة وأول دم أضعه من دمائنا دم ربيعة بن الحارث يعني بن عبد المطلب وكان مرتضعا في بني سعد فقتلته هذيل أخرجه مسلم في الصحيح

18068 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى هو بن بكير ثنا الليث عن يونس عن بن شهاب أخبرني مسلم بن يزيد أحد بني سعد بن بكر بن قيس أنه أخبره أبو شريح الخزاعي رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح لقوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية في الحرم يؤم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليبايعه على الإسلام فقتلوه فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم غضب فسعت بنو بكر إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما يستشفعون بهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه و سلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن الله عز و جل حرم مكة ولم يحلها للناس أو قال ولم يحرمها الناس وإنما أحلها لي ساعة من نهار ثم هي حرام كما حرمها الله أول مرة وأن أعدى الناس على الله ثلاثة رجل قتل فيها ورجل قتل غير قاتله ورجل طلب بذحل الجاهلية وإني والله لأدين هذا الرجل الذي أصبتم قال أبو شريح فوداه رسول الله صلى الله عليه و سلم

18069 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب عن حبيب بن أبي أوس قال حدثني عمرو بن العاص رضي الله عنه : فذكر الحديث في قصة إسلامه قال ثم تقدمت فقلت يا رسول الله أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولم اذكر ما تأخر فقال لي يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها فبايعته

18070 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبا أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي غلام ثعلب ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رجل : يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية قال من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر رواه البخاري في الصحيح عن خلاد بن يحيى

18071 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أنؤاخذ بما كنا نعمل في الجاهلية فقال من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء أخذ بالأول والآخر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وإنما أراد به في الآخرة وكأنه جعل الإيمان كفارة لما مضى من كفره وجعل العمل الصالح بعد كفارة لما مضى من ذنوبه سوى كفره

18072 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من عتاقة وصلة رحم هل لي فيها من أجر فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أسلمت على ما سلف لك من خير رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن راهويه وغيره عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر 100

باب الرجل من المسلمين قد شهد الحرب يقع على الجارية من السبي قبل القسم
قال الشافعي أخذ منه عقرها ولا حد من قبل الشبهة في أنه يملك منها شيئا 18073 - أخبرنا الإمام أبو الفتح أنبأ أبو محمد بن أبي شريح أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن ربيعة ثنا يزيد بن زياد الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ادرؤوا الحدود ما استطعتم فإن وجدتم للمسلمين مخرجا فخلوا سبيله فإن الإمام أن يخطىء في العفو خير من أن يخطىء في العقوبة وروينا في ذلك عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وغيرهما وأصح الروايات فيه عن الصحابة رواية عاصم عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود من قوله وقد مضى في كتاب الحدود

18074 - وأخبرنا أبو بكر الاردستاني الحافظ أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي السرية أن بن عمر رضي الله عنه : سئل عن جارية بين رجلين وقع عليها أحدهما قال هو خائن ليس عليه حد تقوم عليه قيمة وهذا يحتمل أن يريد به تقويم البضع عليه فيرجع إلى المهر غير

18075 - أن وكيعا رواه عن إسماعيل عن عمير بن نمير وهو اسم أبي السرية فقال سئل بن عمر رضي الله عنه عن جارية كانت بين رجلين فوقع عليها أحدهما قال ليس عليه حد يقوم عليه قيمتها ويأخذها أنبأنيه أبو عبد الله إجازة أنبأ أبو الوليد أنبأ أبو زهير أنبأ عبد الله بن هاشم عن وكيع : فذكره وهذا يحتمل أن يكون فيه إذا حملت منه والله أعلم 101

باب المرأة تسبى مع زوجها قال الشافعي رحمه الله سبى رسول الله صلى الله
عليه و سلم سبي أوطاس وسبي بني المصطلق وأسر من رجال هؤلاء وهؤلاء وقسم السبي فأمر أن لا توطأ حامل حتى تضع ولا حائل حتى تحيض ولم يسأل عن ذات زوج ولا غيرها ولا هل سبي زوج مع امرأته ولا غيره 18076 - أخبرناه أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا محمد بن الهيثم ثنا محمد بن سعيد أنبأ شريك عن قيس بن وهب المجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : أصبنا سبايا يوم أوطاس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا توطأ حامل حتى تضع حملها ولا غير حامل حتى تحيض حيضة

18077 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني قال : غزونا مع أبي رويفع الأنصاري رضي الله عنه المغرب فافتتح قرية فقام خطيبا فقال إني لا أقول فيكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فينا يوم خيبر قام فينا عليه السلام فقال لا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره يعني إتيان الحبالى من الفيء ولا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي ثيبا حتى يستبرئها ولا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يلبس ثوبا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده كذا قال يونس بن بكير يوم خيبر وإنما هو يوم حنين كذلك رواه غيره عن بن إسحاق وكذلك رواه غير بن إسحاق وقال غيره رويفع بن ثابت وهو الصحيح قال الشافعي رحمه الله ودل ذلك على أن السباء نفسه انقطاع العصمة بين الزوجين وذلك أنه لا يأمر بوطء ذات زوج بعد حيضة إلا وذلك قطع العصمة وقد ذكر بن مسعود أن قول الله عز و جل { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } ذوات الأزواج اللآتي ملكتموهن بالسباء قال الشيخ رحمه الله وروينا في كتاب النكاح عن بن عباس نحو قول بن مسعود رضي الله عنه

18078 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم أنبأ أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد عن قتادة عن أبي الخليل أن أبا علقمة الهاشمي حدثه أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سرية يوم حنين فأصابوا جيشا من العرب يوم أوطاس فقاتلوهم وهزموهم فأصابوا نساء لهن أزواج وكأن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم تأثموا من غشيانهن من أجل أزواجهن فأنزل الله عز و جل { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } فهن لكم حلال رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار

18079 - وأخرجه عن عبيد الله القواريري عن يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة : بمعناه زاد فيه أي فهن لهم حلال إذا انقضت عدتهن

18080 - أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد : فذكره 102

باب وطء السبايا بالملك قبل الخروج من دار الحرب
18081 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال أنبأ عبدان الأهوازي ثنا زيد بن الحريش والحسن بن الحارث قالا ثنا أبو همام يعني محمد بن الزبرقان عن موسى بن عقبة عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : أصبنا سبايا في سبي بني المصطلق فأردنا أن نستمتع وأن لا يلدن فسألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا عليكم أن لا تفعلوا فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن الفرج مولى بني هاشم عن محمد بن الزبرقان قال الشافعي رحمه الله وعرس رسول الله صلى الله عليه و سلم بصفية بالصهباء وهي غير بلاد الإسلام يومئذ

18082 - أخبرناه أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد العلوي بالكوفة من أصل سماعه أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي طلحة حين أراد الخروج إلى خيبر التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام قد راهقت فكان إذا نزل خدمته فسمعته كثيرا ما يقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبه الرجال فلما فتح الحصن ذكر له جمال صفية وكانت عروسا وقتل زوجها فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه فلما كنا بسد الصهباء حلت فبنى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم واتخذ حيسا في نطع صغير وكانت وليمته فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يحوي لها بعباءة خلفه ويجلس عند ناقته فيضع ركبته فتجيء صفية فتضع رجلها على ركبته ثم تركب فلما بدا لنا أحد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا جبل يحبنا ونحبه فلما أشرف على المدينة قال اللهم إن إبراهيم حرم مكة اللهم وإني أحرم ما بين لابتيها اللهم بارك لهم في صاعهم ومدهم رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وأخرجاه عن قتيبة عن يعقوب قال الشافعي رحمه الله وقد غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة المريسيع بامرأة أو امرأتين من نسائه والغزو بالنساء أولى لو كان فيه مكروه أن يتوقى قال الشيخ رحمه الله قد مضت الأحاديث في ذلك في كتاب القسم ومضت أحاديث في غزو النبي صلى الله عليه و سلم بالنساء في هذا الكتاب 103

باب بيع السبي وغيره في دار الحرب
18083 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ شيبان عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر عن أكل لحوم الحمر الأهلية وعن النساء الحبالى أن يوطأن حتى يضعن ما في بطونهن وعن كل ذي ناب من السباع وعن بيع الخمس حتى يقسم وقال في موضع آخر وعن شرى المغنم حتى يقسم

18084 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا معاذ بن المثنى ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يوقع على الحبالى حتى يضعن حملهن وقال زرع غيرك وعن بيع المغانم قبل أن تقسم وعن أكل الحمر الإنسية وعن كل ذي ناب من السباع دليله أنها إذا قسمت جاز بيعها وقد مضت الدلالة على جواز قسمتها في دار الحرب 104

باب التفريق بين المرأة وولدها
18085 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبد المؤمن بن خالد الرازي ثنا عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنه باع جارية وولدها ففرق بينهما فنهاه رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك

18086 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا إسحاق بن منصور ثنا عبد السلام بن حرب فذكره : بمثل إسناده أنه فرق بين جارية وولدها فنهاه النبي صلى الله عليه و سلم ورد البيع قال أبو داود ميمون لم يدرك عليا رضي الله عنه

18087 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عون بن سلام عن أبي مريم عن الحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن علي رضي الله عنه قال : أصبت جارية من السبي معها بن لها فأردت أن أبيعها وأمسك ابنها فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بعهما جميعا أو أمسكهما جميعا

18088 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري ثنا بن وهب أخبرني بن أبي ذئب وأنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه قال بن أبي ذئب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده : أن أبا أسيد الأنصاري رضي الله عنه قدم بسبي من البحرين فصفوا فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر إليهم فإذا امرأة تبكي فقال ما يبكيك قالت بيع ابني في عبس فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأبي أسيد لتركبن فلتجيئن به كما بعت بالثمن فركب أبو أسيد فجاء به هذا وإن كان فيه إرسال فهو مرسل حسن شاهد لما تقدم

18089 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة وروي ذلك من وجه آخر عن أبي أيوب

18090 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب إجازة ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا خالد بن حميد عن العلاء بن كثير عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من فرق بين الولد وأمه فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة

18091 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن أبي ذئب عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده ضميرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بأم ضميرة وهي تبكي فقال ما يبكيك أجائعة أنت أم عارية أنت فقالت يا رسول الله فرق بيني وبين ابني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يفرق بين والدة وولدها ثم أرسل إلى الذي عنده ضميرة فدعاه فابتاعه منه ببكرة

18092 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن أشعث عن الشعبي : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل شرحبيل بن السمط على المدائن وأبوه بالشام فكتب إلى عمر رضي الله عنه أنك تأمر أن لا يفرق بين السبايا وبين أولادهن فإنك قد فرقت بيني وبين أبي فكتب إليه فألحقه بأبيه

18093 - وبإسناده حدثنا عبد الله عن معمر عن أيوب قال : أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يشترى له رقيق وقال لا يفرق بين الوالد وولده وروي هذا موصولا

18094 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ أخبرني يزيد بن الهيثم أن إبراهيم بن أبي الليث حدثهم ثنا الأشجعي عن سفيان عن أيوب السختياني عن حميد بن هلال عن حكيم بن عقال قال : نهاني عثمان بن عفان رضي الله عنه أن أفرق بين الوالد وولده في البيع

18095 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن بن أبي ذئب عمن سمع سالم بن عبد الله يحدث عن بن عمر رضي الله عنهما قال : لا يفرق بين الأمة وولدها في القسمة تقع فقال له سالم بن عبد الله وإن لم يعتدل القسم قال عبد الله رضي الله عنه وإن لم يعتدل القسم 105

باب من قال لا يفرق بين الأخوين في البيع
18096 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن الجهم ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أنبأ شعبة عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عليا رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أبيع غلامين أخوين فبعتهما وفرقت بينهما فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال أدركهما فارتجعهما ولا تبعهما إلا جميعا ولا تفرق بينهما وكذلك رواه يحيى بن أبي طالب وغيره عن عبد الوهاب

18097 - ورواه الزعفراني عن عبد الوهاب عن سعيد عن الحكم أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا سعيد عن الحكم بن عتيبة : فذكره بنحوه إلا أنه قال عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أمرني كذا وجدته في أصل كتابي عن سعيد ورواه أحمد بن حنبل عن عبد الوهاب عن سعيد عن رجل عن الحكم

18098 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو محمد عبد الله بن الخرساني ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الوهاب عن سعيد عن رجل عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : نحوه قال بن الخرساني وهو الصواب قال الشيخ وهذا أشبه وسائر أصحاب شعبة لم يذكروه عن شعبة وسائر أصحاب سعيد قد ذكروه عن سعيد هكذا

18099 - أخبرناه أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا بن سواء عن بن أبي عروبة عن رجل عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه فذكره : بمثله وقد رواه الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن علي رضي الله عنه

18100 - حدثناه أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج ح وأخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الزعفراني ثنا عفان ثنا حماد أنبأ الحجاج عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن علي رضي الله عنه قال : وهب لي رسول الله صلى الله عليه و سلم غلامين أخوين فبعت أحدهما فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما فعل الغلامان قلت بعت أحدهما قال رده كذا رواه الحجاج والحجاج لا يحتج به وحديث أبي خالد الدالاني عن الحكم أولى أن يكون محفوظا لكثرة شواهده والله أعلم

18101 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا عبد الرحمن بن يونس بن السراج ثنا أبو بكر بن عياش عن سليمان التيمي عن طليق بن محمد عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ملعون من فرق كذا قاله أبو بكر بن عياش وقيل عنه عن طلق بن محمد

18102 - وقد أخبرنا أبو بكر القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي ثنا عبيد الله بن موسى ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إبراهيم بن إسماعيل عن طليق بن عمران عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم من فرق بين الوالد وبين ولده وبين الأخ وبين أخيه قال الشيخ إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع هذا لا يحتج به وقد قيل عنه عن صالح بن كيسان عن طليق بن عمران بن حصين عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في الوالد وولده

18103 - حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب أنبأ أبو داود ثنا شيبان عن جابر عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أتي بالسبي أعطى أهل البيت جميعا وكره أن يفرق بينهم

18104 - وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو عوانة وشيبان وقيس كلهم عن جابر عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بسبي فجعل يعطي أهل البيت كما هم جميعا وكره أن يفرق بينهم جابر هذا هو بن يزيد الجعفي تفرد به بهذين الإسنادين

18105 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن فروخ عن أبيه قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا يفرق بين أخوين مملوكين في البيع 106

باب الوقت الذي يجوز فيه التفريق قال الشافعي رحمه الله حين يبلغ الولد
سبع سنين أو ثمان سنين وقاس ذلك على وقت التخيير بين الأبوين وما روي عن علي رضي الله عنه في ذلك وقال في رواية حرملة حتى يبلغ قال الشيخ وقد روي فيه حديث ضعيف 18106 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد عبيد الله بن إسحاق الخرساني العدل ببغداد أنبأ أحمد بن الهيثم العسكري ثنا عبد الله بن عمرو بن حسان ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال سمعت مكحولا يقول حدثنا نافع بن محمود بن الربيع عن أبيه أنه سمع عبادة بن الصامت رضي الله عنه يقول : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يفرق بين الأم وولدها فقيل يا رسول الله إلى متى قال حتى يبلغ الغلام وتحيض الجارية

18107 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله عبد الله بن عمرو هذا هو الواقفي وهو ضعيف الحديث رماه علي بن المديني بالكذب ولم يروه عن سعيد غيره : 107

باب بيع السبي من أهل الشرك
18108 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس أنبا الربيع قال قال الشافعي رحمه الله : سبى رسول الله صلى الله عليه و سلم نساء بني قريظة وذراريهم وباعهم من المشركين فاشترى أبو الشحم اليهودي أهل بيت عجوزا وولدها من النبي صلى الله عليه و سلم وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بما بقي من السبي أثلاثا ثلثا إلى تهامة وثلثا إلى نجد وثلثا إلى طريق الشام فبيعوا بالخيل والسلاح والإبل والمال

18109 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق في قصة قريظة قال : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن زيد أخا بني عبد الأشهل بسبايا بني قريظة إلى نجد فابتاع لهم بهم خيلا وسلاحا قال الشافعي وكذلك النساء البوالغ قد استوهب رسول الله صلى الله عليه و سلم جارية بالغة من أصحابه ففدى بها رجلين

18110 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل ثنا أبو الوليد ثنا عكرمة حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال : خرجنا مع أبي بكر رضي الله عنه وأمره علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فغزونا فزارة فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فعرسنا فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فشننا الغارة فنزلنا على الماء قال سلمة فنظرت إلى عنق من الناس فيهم الذرية والنساء فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فأخذت آثارهم فرميت بسهم بينهم وبين الجبل فقاموا فجئت أسوقهم إلى أبي بكر رضي الله عنه وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من آدم ومعها ابنة لها من أحسن العرب فنفلني أبو بكر رضي الله عنه ابنتها فما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة ولم أكشف لها ثوبا ولقيني رسول الله صلى الله عليه و سلم في السوق فقال يا سلمة هب لي المرأة قلت يا رسول الله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم وتركني حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه و سلم في السوق فقال لي يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك قلت يا رسول الله لقد أعجبتني والله ما كشفت لها ثوبا وهي لك يا رسول الله قال فبعث بها إلى أهل مكة ففدى بها رجالا من المسلمين بأيديهم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عمر بن يونس عن عكرمة بن عمار قال الشافعي رحمه الله أرأيت صلة أهل الحرب بالمال وإطعامهم الطعام أليس بأقوى لهم في كثير من الحالات من بيع عبد أو عبدين منهم فقد أذن رسول الله صلى الله عليه و سلم لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقالت إن أمي أتتني وهي راغبة في عهد قريش أفأصلها قال نعم

18111 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : أتتني أمي راغبة في عهد قريش فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أصلها قال نعم أخرجاه في الصحيح كما مضى قال الشافعي رحمه الله وأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فكسا ذا قرابة له مشركا بمكة

18112 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفود إذا قدموا عليك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم منها حلل فأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه منها حلة فقال يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر رضي الله عنه أخا له مشركا بمكة رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك قال الشافعي قال الله تعالى { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا }

18113 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الرحمن بن زياد عن شعبة عن عثمان البتي عن الحسن : في قوله { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } قال كانوا من أهل الشرك 108

باب الولد تبع لأبويه حتى يعرب عنه اللسان
18114 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا أبان بن يزيد عن قتادة عن الحسن عن الأسود بن سريع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سرية يوم حنين فقاتلوا المشركين فأفضى بهم القتل إلى الذرية فلما جاؤوا قال النبي صلى الله عليه و سلم : ما حملكم على قتل الذرية قالوا يا رسول الله إنما كانوا أولاد المشركين قال وهل خياركم إلا أولاد المشركين والذي نفس محمد بيده ما من نسمة تولد إلا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها قال الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن عنه هي الفطرة التي فطر الله عليها الخلق فجعلهم ما لم يفصحوا بالقول لا حكم لهم في أنفسهم إنما الحكم لهم بآبائهم 109
باب الحميل لا يورث إذا عتق حتى تقوم بنسبه بينه من المسلمين قال النبي
صلى الله عليه و سلم لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه 18115 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد بن هارون أنبأ حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يورث الحميل

18116 - قال وأنبأ يزيد أنبا أشعث بن سوار عن الشعبي : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى شريح أن لا يورث الحميل إلا ببينة وإن جاءت به في خرقتها

18117 - وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي عن شريح قال : كتب إلي عمر رضي الله عنه لا تورث الحميل إلا ببينة

18118 - قال وحدثنا سفيان عن بن أبجر عن الشعبي عن شريح : مثله

18119 - وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد أنبأ الحجاج بن أرطأة عن بن شهاب الزهري : أن عثمان بن عفان رضي الله عنه استشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحميل فقالوا فيه فقال عثمان ما نرى أن نورث مال الله إلا بالبينات

18120 - قال وأنبأ الحجاج بن أرطأة عن حبيب بن أبي ثابت أن عثمان رضي الله عنه قال : لا يورث الحميل إلا ببينة وهذه الأسانيد عن عمر وعثمان رضي الله عنهما كلها ضعيفة 110

باب المبارزة قال الشافعي رحمه الله لا بأس بالمبارزة قد بارز يوم بدر
عبيدة وحمزة وعلي رضي الله عنهم بأمر النبي صلى الله عليه و سلم 18121 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا عمرو بن زرارة ثنا هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم قسما أن هذه الآية { هذان خصمان اختصموا في ربهم } نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة رواه مسلم في الصحيح عن عمرو بن زرارة

18122 - ورواه البخاري عن يعقوب الدورقي عن هشيم ورواه الثوري عن أبي هاشم زاد فيه اختصموا يوم بدر وأخبرناه أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم ثنا بندار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي هاشم فذكره

18123 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا شبابة ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة عن علي رضي الله عنه : في قصة بدر قال فبرز عتبة وأخوه وابنه الوليد حمية فقال من يبارز فخرج من الأنصار شببة فقال عتبة لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث فقتل الله عز و جل عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وجرح عبيدة بن الحارث فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين وذكر الحديث

18124 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير وحدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر وغيرهم من علمائنا : فذكروا قصة بدر وفيها ثم خرج عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فدعوا إلى البراز فخرج إليهم فتية من الأنصار ثلاثة فقالوا ممن أنتم قالوا رهط من الأنصار قالوا ما بنا إليكم حاجة ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا حمزة قم يا علي قم يا عبيدة فلما قاموا ودنوا منهم قالوا ممن أنتم قال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب وقال علي أنا علي بن أبي طالب وقال عبيدة أنا عبيدة بن الحارث فقالوا نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة عتبة فاختلفا ضربتين كلاهما أثبت صاحبه وبارز حمزة شيبة فقتله مكانه وبارز علي الوليد فقتله مكانه ثم كرا على عتبة فذففا عليه واحتملا صاحبهما فحازوه إلى الرحل قال الشافعي رحمه الله وبارز محمد بن مسلمة مرحبا يوم خيبر بأمر النبي صلى الله عليه و سلم وبارز يومئذ الزبير بن العوام رضي الله عنه ياسرا

18125 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن سهل أحد بني حارثة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرج مرحب اليهودي من حصن خيبر وقد جمع سلاحه وهو يرتجز ويقول من يبارز فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لهذا فقال محمد بن مسلمة أنا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتلوا أخي بالأمس قال قم إليه اللهم أعنه عليه فذكر الحديث في كيفية قتالهما قال وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله قال بن إسحاق خرج ياسر فبرز له الزبير رضي الله عنه فقالت صفية رضي الله عنها لما خرج إليه الزبير يا رسول الله يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل ابنك يقتله إن شاء الله فخرج الزبير وهو يرتجز ثم التقيا فقتله الزبير قال وكان ذكر أن عليا رضي الله عنه هو قتل ياسرا كذا في هذه الرواية أن محمد بن مسلمة هو قتل مرحبا

18126 - وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد ثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع قال حدثني أبي قال : قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث بطوله قال فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي رضي الله عنه يدعوه وهو أرمد فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فجئت به أقوده قال فبصق رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه فبرأ فأعطاه الراية قال فبرز مرحب وهو يقول
( قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب )
( إذا الحروب أقبلت تلهب ) قال فبرز له علي رضي الله عنه هو يقول
( أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره )
( أوفيهم بالصاع كيل السندره ) فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله وكان الفتح أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار

18127 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران وأبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن المسيب بن مسلم الأزدي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه : فذكر القصة في خيبر وذكر خروج مرحب ورجزه وقول علي رضي الله عنه بمعناه إلا أنه قال أكيلهم بالصاع كيل السندره قال فاختلفا ضربتين فبدره علي رضي الله عنه فضربه فقد الحجر والمغفر ورأسه ووقع في الأضراس وأخذ المدينة

18128 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب أنبأ زيد بن الحباب العكلي ثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال لما كان يوم خيبر : فذكر بعض القصة قال ثم دعا باللواء فدعا عليا رضي الله عنه وهو يشتكي عينيه فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ففتح له فسمعت عبد الله بن بريدة يقول حدثني أبي أنه كان صاحب مرحب

18129 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الساجي وبدر بن الهيثم القاضي قالا ثنا عبد الله بن حسين الأشقر ثنا أبي عن أبي قابوس عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال : جئت النبي صلى الله عليه و سلم برأس مرحب ورواه صالح بن أحمد عن أبيه عن حسين بن حسن الأشقر بمعناه قال الشافعي رحمه الله بارز يوم الخندق علي بن أبي طالب رضي الله عنه عمرو بن عبد ود

18130 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال : خرج يعني يوم الخندق عمرو بن عبد ود فنادي من يبارز فقام علي رضي الله عنه وهو مقنع في الحديد فقال أنا لها يا نبي الله فقال إنه عمرو أجلس ونادى عمرو الا رجل وهو يؤنبهم ويقول أين جنتكم التي تزعمون إنه من قتل منكم دخلها أفلا يبرز إلي رجل فقام علي رضي الله عنه فقال أنا يا رسول الله فقال اجلس ثم نادى الثالثة وذكر شعرا فقام علي فقال يا رسول الله أنا فقال أنه عمرو قال وإن كان عمرو فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فمشى إليه حتى أتاه وذكر شعرا فقال له عمرو من أنت قال أنا علي قال بن عبد مناف فقال أنا علي بن أبي طالب فقال غيرك يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فإني أكره أن أهريق دمك فقال علي رضي الله عنه لكني والله ما أكره أن أهريق دمك فغضب فنزل وسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي رضي الله عنه مغضبا واستقبله علي رضي الله عنه بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه وضربه علي رضي الله عنه على حبل العاتق فسقط وثار العجاج وسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم التكبير فعرف أن عليا رضي الله عنه قد قتله 111

باب ما جاء في نقل الرؤوس
18131 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن يزيد عن أبي شجاع عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الجهني : أن عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة بعثا عقبة بريدا إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه برأس يناق بطريق الشام فلما قدم على أبي بكر رضي الله عنه أنكر ذلك فقال له عقبة يا خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنهم يصنعون ذلك بنا قال أفاستنان بفارس والروم لا يحمل إلي رأس فإنما يكفي الكتاب والخبر

18132 - وأخبرنا أبو نصر أنبأ أبو الفضل أنبأ أحمد ثنا الحسن ثنا عبد الله عن بن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال سمعت معاوية بن خديج يقول : هاجرنا على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه قدم علينا برأس يناق البطريق ولم تكن لنا به حاجة إنما هذه سنة العجم

18133 - قال وحدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن عبد الكريم الجزري أنه حدثه : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أتي برأس فقال بغيتم قال وحدثنا عبد الله عن معمر حدثني صاحب لنا عن الزهري قال لم يحمل إلى النبي صلى الله عليه و سلم رأس إلى المدينة قط ولا يوم بدر وحمل إلى أبي بكر رضي الله عنه رأس فكره ذلك قال وأول من حملت إليه الرؤوس عبد الله بن الزبير

18134 - قال الشيخ والذي روى أبو داود في المراسيل عن عبد الله بن الجراح عن حماد بن أسامة عن بشير بن عقبة عن أبي نضرة قال : لقي النبي صلى الله عليه و سلم العدو فقال من جاء برأس فله على الله ما تمنى فجاءه رجلان برأس فاختصما فيه فقضى به لأحدهما أخبرناه أبو بكر بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره فهذا حديث منقطع وفيه إن ثبت تحريض على قتل العدو وليس فيه نقل الرأس من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام 112

باب لا تباع جيفة مشرك
18135 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن كثير العبدي أنبأ سفيان عن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن المسلمين أصابوا رجلا من عظماء المشركين فقتلوه فسألوهم أن يشتروه فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم أن يبيعوا جيفة مشرك

18136 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنبأ حجاج عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رجلا من المشركين قتل يوم الأحزاب فبعث المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ابعث إلينا بجسده ونعطيك اثني عشر ألفا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا خير في جسده ولا في ثمنه 113

باب السواد
18137 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله ولا أعرف ما أقول في أرض السواد إلا ظنا مقرونا إلى علم وذلك أني وجدت أصح حديث يرويه الكوفيون عندهم في السواد ليس فيه بيان ووجدت أحاديث من أحاديثهم تخالفه منها أنهم يقولون السواد صلح ويقولون السواد عنوة ويقولون بعض السواد صلح وبعضه عنوة :

18138 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو زبيد عن أشعث عن بن سيرين قال : السواد منه صلح ومنه عنوة فما كان منه عنوة فهو للمسلمين وما كان منه صلح فلهم أموالهم

18139 - وبإسناده قال يحيى عن الحسن بن صالح عن منصور عن عبيد أبي الحسن المزني عن عبد الله بن معقل قال : لا تباع أرض دون الجبل إلا أرض بني صلوبا وأرض الحيرة فإن لهم عهدا قال الحسن بن صالح كنا نسمع أن ما دون الجبل مما وراءه صلح

18140 - قال وحدثنا يحيى ثنا شريك عن الحجاج عن الحكم عن بن معقل قال ليس لأهل السواد عهد إلا أرض الحيرة وأليس وبانقيا قال شريك : إن أهل بانقيا كانوا دلوا جرير بن عبد الله على مخاضة وأهل أليس كانوا أنزلوا أبا عبيدة ودلوه على شيء قال يحيى أظنه يعني عورة للعدو

18141 - قال وحدثنا يحيى ثنا حسن بن صالح عن أشعث عن الشعبي قال : صالح خالد بن الوليد أهل الحيرة وأهل عين التمر قال وكتب بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فأجازه قال يحيى قلت للحسن بن صالح فأهل عين التمر مثل أهل الحيرة إنما هو شيء عليهم وليس على أرضهم شيء قال نعم

18142 - حدثنا يحيى ثنا الحسن بن صالح عن الأسود بن قيس عن أبيه قال : انتهينا إلى أهل الحيرة فصالحناهم على ألف درهم ورحل قال قلت لأبي ما صنعتم بذلك الرحل قال صاحب لنا لم يكن له رحل كذا في كتابي ألف درهم وقال غيره سبعين ألف درهم

18143 - حدثنا يحيى ثنا عبد الرحيم عن أشعث عن الحكم قال : كانوا يرخصون أن يشتروا من أرض الحيرة من أجل أنهم صلح

18144 - حدثنا يحيى عن حسن بن صالح عن مجالد بن سعيد قال : أهل الحيرة إنما صولحوا على ما لم يقتسموه بينهم وليس على رؤوس الرجال شيء

18145 - حدثنا يحيى ثنا حسن بن صالح عن جابر عن الشعبي قال : لأهل الأنبار عهد أو قال عقد

18146 - حدثنا يحيى ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال : ليس لأهل السواد عهد إنما نزلوا على حكم

18147 - قال وحدثنا الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي عن محمد بن قيس الأسدي عن الشعبي أنه سئل في زمن عمر بن عبد العزيز عن : أهل السواد ألهم عهد قال لم يكن لهم عهد فلما رضي منهم بالخراج صار لهم العهد

18148 - حدثنا يحيى ثنا حسن بن صالح عن بن أبي ليلى قال ورد إليهم عمر بن الخطاب أرضهم وصالحهم على الخراج :

18149 - أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا بن المبارك عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال : كتب عمر إلى سعد رضي الله عنهما حين افتتح العراق أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن الناس سألوك أن تقسم بينهم مغانمهم وما أفاء الله عليهم فإذا جاءك كتابي هذا فانظر ما أجلب الناس عليك إلى العسكر من كراع أو مال فاقسمه بين من حضر من المسلمين واترك الأرضين والأنهار لعمالها فيكون ذلك في أعطيات المسلمين فإنك إن قسمتها بين من حضر لم يكن لمن بقي بعدهم شيء

18150 - حدثنا يحيى ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر رضي الله عنه : أنه أراد أن يقسم أهل السواد بين المسلمين وأمر بهم ان يحصوا فوجدوا الرجل المسلم يصيبه ثلاثة من الفلاحين يعني العلوج فشاور أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك فقال علي رضي الله عنه دعهم يكونون مادة للمسلمين فبعث عثمان بن حنيف فوضع عليهم ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثني عشر

18151 - حدثنا يحيى ثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل حدثني عبد الملك بن أبي حرة عن أبيه قال : أصفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من هذا السواد عشرة أصناف أصفى أرض من قتل في الحرب ومن هرب من المسلمين يعني إليهم وكل أرض لكسرى وكل أرض كانت لأحد من أهله وكل مغيض ماء وكل دير بريد قال ونسيت أربعا قال وكان خراج من أصفى سبعة آلاف ألف فلما كانت الجماجم أحرق الناس الديوان وأخذ كل قوم ما يليهم

18152 - حدثنا يحيى ثنا قيس بن الربيع عن رجل من بني أسد عن أبيه قال : أصفى حذيفة أرض كسرى وأرض آل كسرى ومن كان كسرى أصفى أرضه وأرض من قتل ومن هرب والآجام ومغيض الماء

18153 - حدثنا يحيى ثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحماني قال : دخلنا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالرحبة فقال لولا أن يضرب بعضكم وجوه بعض لقسمت السواد بينكم

18154 - حدثنا يحيى ثنا عمرو بن أبي المقدام عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني عن علي رضي الله عنه : نحوه

18155 - حدثنا يحيى عن قران الأسدي عن أبي سنان الشيباني عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال : لقد هممت أن أقسم السواد ينزل أحدكم القرية فيقول قريتي لتكفوني أو قال لتدعوني أو لأقسمنه

18156 - أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبا الربيع قال قال الشافعي ويقولون إن جرير بن عبد الله البجلي وهذا أثبت حديث عندهم فيه :

18157 - أخبرناه الثقة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال : كانت بجيلة ربع الناس فقسم لهم ربع السواد فاستغلوه ثلاثا أو أربع سنين انا شككت ثم قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعي فلانة بنت فلان امرأة منهم قد سماها لا يحضرني ذكر اسمها فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لولا أني قاسم مسؤول لتركتكم على ما قسم لكم ولكن أرى أن تردوا على الناس قال الشافعي فكان في حديثه وعاضني من حقي فيه نيفا وثمانين وكان في حديثه فقالت فلانة شهد أبي القادسية وثبت سهمه ولا أسلمه حتى تعطيني كذا وتعطيني كذا فأعطاها إياه ورواه سفيان بن عيينة عن إسماعيل فذكر قصة جرير ورواه هشيم عن إسماعيل فذكرها وذكر قصة المرأة وذكر أنها أم كرز وذكر أنها قالت وإني لست أسلم حتى تحملني على ناقة ذلول وعليها قطيفة حمراء وتملأ كفي ذهبا ففعل ذلك وكانت الدنانير نحوا من ثمانين دينارا

18158 - أخبرناه أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : لما وفد جرير بن عبد الله إلى عمر وعمار بن ياسر وناس من المسلمين فقال عمر رضي الله عنه لجرير يا جرير والله لو ما أني قاسم مسؤول لكنتم على ما قسم لكم ولكني أرى أن أرده على المسلمين فرده وكان جعل ربع السواد لبجيلة فأخذوا الخراج ثلاث سنين فرده وأعطاه ثمانين دينارا

18159 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا بن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : كنا ربع الناس يوم القادسية فأعطانا عمر رضي الله عنه ربع السواد فأخذناه ثلاث سنين ثم وفد جرير إلى عمر رضي الله عنه بعد ذلك فقال أما والله لولا أني قاسم مسؤول لكنتم على ما قسم لكم فأرى أن ترده على المسلمين ففعل وأجازه بثمانين دينارا

18160 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا عبد السلام بن حرب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : أعطى عمر رضي الله عنه جريرا وقومه ربع السواد فأخذه سنتين أو ثلاثا ثم أن جريرا وفد إلى عمر مع عمار رضي الله عنهم فقال له عمر رضي الله عنه يا جرير لولا أني قاسم مسؤول لكنتم على ما كنتم عليه ولكن أرى أن ترده على المسلمين فرده عليهم وأعطاه عمر رضي الله عنه ثمانين دينارا

18161 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا بن المبارك عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال قال عمر رضي الله عنه لجرير : هل لك أن تأتي العراق ولك الربع أو الثلث بعد الخمس من كل أرض وشيء هذا منقطع والذي قبله موصول وليس في الآثار التي رويناها ولم نردها في سواد العراق أصح منه كما قال الشافعي رحمه الله أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي وفي هذا الحديث دلالة إذ أعطى جريرا البجلي عوضا من سهمه والمرأة عوضا من سهم أبيها أنه استطاب أنفس الذين أوجفوا عليه فتركوا حقوقهم منه فجعله وقفا للمسلمين وهذا حلال للإمام لو افتتح اليوم أرض عنوة فأحصى من افتتحها وطابوا أنفسا عن حقوقهم منها أن يجعلها الإمام وقفا وحقوقهم منها الأربعة الأخماس ويوفى أهل الخمس حقهم إلا أن يدع البالغون منهم حقوقهم فيكون ذلك له والحكم في الأرض كالحكم في المال وقد سبى النبي صلى الله عليه و سلم هوازن وقسم أربعة الأخماس بين الموجفين ثم جاءته وفود هوازن مسلمين فسألوه أن يمن عليهم بأن يرد عليهم ما أخذ منهم فخيرهم بين الأموال والسبي فقالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا فنختار أحسابنا فترك لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حقه وحق أهل بيته وسمع بذلك المهاجرون فتركوا له حقوقهم وسمع بذلك الأنصار فتركوا له حقوقهم وبقي قوم من المهاجرين الآخرين والفتحيين فأمر فعرف على كل عشرة واحد ثم قال ائتوني بطيب أنفس من بقي فمن كره فله علي كذا وكذا من الإبل إلى وقت ذكره فجاؤوا بطيب أنفسهم إلا الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر فإنهما أبيا ليعيرا هوازن فلم يكرههما رسول الله صلى الله عليه و سلم على ذلك حتى كانا هما تركا بعد أن خدع عيينة عن حقه وسلم لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حق من طاب نفسه عن حقه وقال الشافعي وهذا أولى الأمور بعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندنا في السواد وفتوحه أن كانت عنوة وهذا الذي ذكره الشافعي من أمر هوازن قد مضى في حديث المسور بن مخرمة وفي رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده

18162 - أخبرنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني ببيهق أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو أحمد هارون بن يوسف القطيعي ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن بن أبي خالد عن قيس عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه و سلم : مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها فقام رجل فقال يا رسول الله هب لي ابنة بقيلة قال هي لك فأعطوه إياها فجاء أبوها فقال أتبيعها قال نعم قال بكم قال احكم ما شئت قال ألف درهم قال قد أخذتها قالوا له لو قلت ثلاثين ألف لأخذها قال وهل عدد أكثر من ألف تفرد به بن أبي عمر عن سفيان هكذا وقال غيره عنه عن علي بن زيد بن جدعان والمشهور هذا الحديث عن خريم بن أوس وهو الذي جعل له رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه المرأة وقد روينا في كتاب دلائل النبوة في آخر غزوة تبوك 114

باب قدر الخراج الذي وضع على السواد
18163 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا روح ثنا بن أبي عروبة عن قتادة عن لاحق بن حميد قال : لما بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وعثمان بن حنيف رضي الله عنهم إلى الكوفة وبعث عمار بن ياسر على الصلاة وعلى الجيوش وبعث بن مسعود على القضاء وعلى بيت المال وبعث عثمان بن حنيف على مساحة الأرض وجعل بينهم كل يوم شاة شطرها وسواقطها لعمار بن ياسر والنصف بين هذين ثم قال أنزلتكم وإياي من هذا المال كمنزلة والي مال اليتيم من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف وما أرى قرية يؤخذ منها كل يوم شاة إلا كان ذلك سريعا في خرابها قال فوضع عثمان بن حنيف على جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب النخل أظنه قال ثمانية وعلى جريب القصب ستة دراهم وعلى جريب البر أربعة دراهم وعلى جريب الشعير درهمين وعلى رؤوسهم عن كل رجل أربعة وعشرين كل سنة وعطل من ذلك من النساء والصبيان وفيما يختلف به من تجاراتهم نصف العشر قال ثم كتب بذلك إلى عمر رضي الله عنه فأجاز ذلك ورضي به وقيل لعمر رضي الله عنه كيف نأخذ من تجار الحرب إذا قدموا علينا فقال عمر رضي الله عنه كيف يأخذون منكم إذا أتيتم بلادهم قالوا العشر قال فكذلك خذوا منهم ورواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة وقال وعلى جريب النخل ثمانية وعلى جريب القصب ستة لم يشك

18164 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن بن أبي ليلى عن الحكم : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث عثمان بن حنيف فمسح السواد فوضع على كل جريب عامر أو غامر حيث يناله الماء قفيزا أو درهما قال وكيع يعني الحنطة والشعير وضع على كل جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب الرطاب خمسة دراهم

18165 - قال وحدثنا وكيع عن علي بن صالح عن أبان بن تغلب عن رجل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنه وضع على النخل على الدفلتين درهما وعلى الفارسية درهما

18166 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مديها ودينارها ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه قال يحيى يريد من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر القفيز والدرهم قبل أن يضعه عمر رضي الله عنه على الأرض رواه مسلم في الصحيح عن عبيد بن يعيش وإسحاق بن راهويه عن يحيى بن آدم 115

باب من رأى قسمة الأراضي المغنومة ومن لم يرها
18167 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق أنبا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن مالك بن أنس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى بن مطيع أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا الإبل والبقر والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مدعم وهبه له أحد بني الضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم يصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم بشراك أو بشراكين فقال هذا شيء كنت أصبته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم شراك أو شراكان من نار رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو

18168 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة أنبأ عبيد الله بن عمر فيما يحسب أبو سلمة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قاتل أهل خيبر حتى الجأهم إلى قصرهم فغلب على الأرض والزرع والنخل فصالحوه على أن يجلو منها ولهم ما حملت ركابهم ولرسول الله صلى الله عليه و سلم الصفراء والبيضاء ويخرجون منها واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئا فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد فغيبوا مسكا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعم حيي ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير فقال أذهبته النفقات والحروب فقال العهد قريب والمال أكثر من ذلك فدفعه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الزبير فمسه بعذاب وقد كان حيي قبل ذلك دخل خربة فقال قد رأيت حييا يطوف في خربة ههنا فذهبوا وطافوا فوجدوا المسك في الخربة فقتل رسول الله صلى الله عليه و سلم ابني حقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب وسبى رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا وأراد أن يجليهم منها فقالوا يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه و سلم ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها وكانوا لا يفرغون أن يقوموا عليها فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل وشيء ما بدا لرسول الله صلى الله عليه و سلم وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام فيخرصها عليهم ثم يضمنهم الشطر فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شدة خرصه وأرادوا أن يرشوه قال يا أعداء الله تطعموني السحت والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل بينكم فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض قال ورأى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعين صفية خضرة فقال يا صفية ما هذه الخضرة فقالت كان رأسي في حجر بن حقيق وأنا نائمة فرأيت كأن قمرا وقع في حجري فأخبرته بذلك فلطمني وقال تمنين ملك يثرب قالت وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم من أبغض الناس إلي قتل زوجي وأبي فما زال يعتذر إلي ويقول إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل حتى ذهب ذلك من نفسي وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر كل عام وعشرين وسقا من شعير فلما كان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غشوا المسلمين وألقوا بن عمر من فوق بيت ففدعوا يديه فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كان له سهم من خيبر فليحضر حتى نقسمها بينهم فقسمها بينهم فقال رئيسهم لا تخرجنا دعنا نكون فيها كما أقرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه لرئيسهم أتراه سقط عني قول رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف بك إذا رقصت بك راحلتك نحو الشام يوما ثم يوما ثم يوما وقسمها عمر رضي الله عنه بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية

18169 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو شهاب عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أنه سمع نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ظهر على خيبر فقسمها رسول الله صلى الله عليه و سلم على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم فكان النصف سهاما للمسلمين وسهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وعزل النصف لما ينوبه من الأمور والنوائب قال الشيخ وهذا لأنه افتتح بعض خيبر عنوة وبعضها صلحا فما قسم بينهم هو ما افتتحه عنوة وما تركه لنوائبه هو ما أفاء الله على رسوله لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب

18170 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا عبد الله بن محمد عن جويرية عن مالك عن الزهري أن سعيد بن المسيب أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم افتتح بعض خيبر عنوة

18171 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال : لولا آخر المسلمين ما افتتحت قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر رواه البخاري في الصحيح عن صدقة عن عبد الرحمن بن مهدي

18172 - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أنبأ هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لولا أني أترك الناس ببانا لا شيء لهم ما فتحت قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر قال الشيخ وهذا عندنا والله أعلم على أنه كان يستطيب قلوبهم ثم يقفها للمسلمين نظرا لهم

18173 - وقد أخبرنا أبو نصر بن قتادة ثنا أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم قال سمعت نافعا مولى بن عمر يقول : أصاب الناس فتح بالشام فيهم بلال وأظنه ذكر معاذ بن جبل رضي الله عنهما فكتبوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن هذا الفيء الذي أصبنا لك خمسه ولنا ما بقي ليس لأحد منه شيء كما صنع النبي صلى الله عليه و سلم بخيبر فكتب عمر رضي الله عنه انه ليس على ما قلتم ولكني أقفها للمسلمين فراجعوه الكتاب وراجعهم يأبون ويأبى فلما أبوا قام عمر رضي الله عنه فدعا عليهم فقال اللهم اكفني بلالا وأصحاب بلال قال فما حال الحول عليهم حتى ما توا جميعا قال الشيخ رحمه الله قوله رضي الله عنه انه ليس على ما قلتم ليس يريد به إنكار ما احتجوا به من قسمة خيبر فقد رويناه عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم ويشبه أن يريد به ليست المصلحة فيما قلتم وإنما المصلحة في أن أقفها للمسلمين وجعل يأبى قسمتها لما كان يرجو من تطييبهم ذلك وجعلوا يأبون لما كان لهم من الحق فلما أبوا لم يبرم عليهم الحكم بإخراجها من أيديهم ووقفها ولكن دعا عليهم حيث خالفوه فيما رأى من المصلحة وهم لو وافقوه وافقه افناء الناس واتباعهم والحديث مرسل والله أعلم وقد روينا في كتاب القسم في فتح مصر أنه رأى ذلك ورأى الزبير بن العوام رضي الله عنه قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر

18174 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا قراد أبو نوح ثنا المرجا بن رجاء عن أبي سلمة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أيما قرية افتتحها الله ورسوله فهي لله ولرسوله وأيما قرية افتتحها المسلمون عنوة فخمسها لله ولرسوله وبقيتها لمن قاتل عليها قال أبو الفضل الدوري أبو سلمة هذا هو عندي صاحب الطعام أو حماد بن سلمة قال الشيخ وقد رويناه في كتاب القسم من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه 116

باب الأرض إذا كانت صلحا رقابها لأهلها وعليها خراج يؤدونه فأخذها منهم
مسلم بكراء قال الشافعي رحمه الله لا بأس كما يستأجر منهم إبلهم وبيوتهم ورقيقهم وما دفع إليهم أو إلى السلطان بوكالتهم فليس بصغار عليه إنما هو دين عليه يؤديه قال الشافعي والحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم لا ينبغي لمسلم أن يؤدي خراجا ولا لمشرك أن يدخل المسجد الحرام إنما هو خراج الجزية قال الشافعي رحمه الله وقد اتخذ أرض الخراج قوم من أهل الورع والدين وكرهه قوم احتياطا قال الشيخ أما الكراهية ففيما 18175 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال أنبأ محمد بن عيسى بن سميع ثنا زيد بن واقد حدثني أبو عبد الله عن معاذ رضي الله عنه أنه قال : من عقد الجزية في عنقه فقد بريء مما عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم

18176 - وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود ثنا حيوة بن شريح الحضرمي ثنا بقية حدثني عمارة بن أبي الشعثاء حدثني سنان بن قيس حدثني شبيب بن نعيم حدثني يزيد بن خمير حدثني أبو الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أخذ أرضا بجزيتها فقد استقال هجرته ومن نزع صغار كافر من عنقه فجعله في عنقه فقد ولى الإسلام ظهره قال سنان فسمع مني خالد بن معدان هذا الحديث فقال لي أشبيب حدثك قلت نعم قال فإذا قدمت فسله فليكتب إلي بالحديث قال فكتب له فلما قدمت سألني بن معدان القرطاس فأعطيته فلما قرأه ترك ما في يديه من الأرض حين سمع ذلك قال أبو داود هذا يزيد بن خمير اليزني ليس هو صاحب شعبة قال الشيخ رحمه الله هذان الحديثان إسنادهما إسناد شامي والبخاري ومسلم لم يحتجا بمثلهما والله أعلم

18177 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد وحجاج قالا ثنا شعبة عن حبيب هو بن أبي ثابت قال سمعت بن عباس رضي الله عنهما وسأله رجل فقال : إني أكون بالسواد فأتقبل ولا أريد أن أزداد إنما أريد أن أدفع عن نفسي فقرأ هذه الآية { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } إلى { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } لا تنزع الصغار من أعناقهم فتجعله في عنقك

18178 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الله بن عمر عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان : إذا سئل عن الرجل من أهل الإسلام يأخذ الأرض من أهل الذمة بما عليها من الخراج يقول لا يحل لمسلم أو لا ينبغي لمسلم أن يكتب على نفسه الذل والصغار

18179 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا بن المبارك عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن بن عمر رضي الله عنهما قال : ما يسرني أن الأرض كلها لي بجزية خمسة دراهم أقر فيها بالصغار على نفسي

18180 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا سفيان بن سعيد عن جابر عن القاسم عن عبد الله هو بن مسعود قال : من أقر بالطسق فقد أقر بالصغار 117

باب من كره شراء أرض الخراج
18181 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سفيان العقيلي عن أبي عياض عن عمر رضي الله عنه قال : لا تشتروا رقيق أهل الذمة فإنهم أهل خراج يؤدي بعضهم عن بعض وأرضيهم فلا تبتاعوها ولا يقرن أحدكم بالصغار بعد إذ نجاه الله منه قال أبو عبيد أراد فيما نرى أنه إذا كانت له مماليك وأرض وأموال ظاهرة كانت أكثر لجزيته وكانت سنة عمر رضي الله عنه فيهم إنما كانت يضع الجزية على قدر اليسار والعسر فلهذا كره أن يشترى رقيقهم وأما شراء الأرض فإنه ذهب فيه إلى الخراج كره أن يكون ذلك على المسلمين ألا تراه يقول ولا يقرن أحدكم بالصغار بعد إذ نجاه الله منه قال أبو عبيد وقد رخص في ذلك بعد عمر رجال من أكابر أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم منهم عبد الله بن مسعود وكانت له أرض براذان وخباب بن الأرت وغيرهما

18182 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا عبيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن علي رضي الله عنه أنه : كان يكره أن يشتري من أرض الخراج شيئا ويقول عليها خراج المسلمين

18183 - أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن كليب بن وائل قال : قلت لابن عمر أشتريت أرضا قال الشراء حسن قال قلت فإني أعطي من كل جريب أرض درهما وقفيزا من طعام قال ولا تجعل في عنقك صغارا 118

باب من رخص في شراء أرض الخراج
18184 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن الحجاج عن القاسم بن عبد الرحمن قال : اشترى عبد الله أرضا من أرض الخراج قال فقال له صاحبها يعني دهقانها أنا أكفيك إعطاء خراجها والقيام عليها

18185 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا حفص عن مجالد عن الشعبي قال : اشترى عبد الله أرض الخراج من دهقان وعلى أن يكفيه خراجها

18186 - أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى حدثني حسن بن صالح عن بن أبي ليلى قال : اشترى الحسن بن علي رضي الله عنهما ملحة أو ملحا واشترى الحسين بن علي رضي الله عنه بريدين من أرض الخراج وقال قد رد إليهم عمر رضي الله عنه أرضهم وصالحهم على الخراج الذي وضعه عليهم

18187 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين ثنا عباد بن العوام عن الحجاج عن عبد الله بن حسن : أن الحسن والحسين رضي الله عنهما اشتريا قطعة من أرض الخراج

18188 - قال وحدثنا يحيى ثنا عباد عن حجاج قال : بلغنا أن حذيفة رضي الله عنه اشترى قطعة من أرض الخراج

18189 - أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم حدثني عبد الرحيم عن أشعث عن الحكم عن شريح : أنه اشترى أرضا من أرض الحيرة يقال لها ربا قال وقال الحكم وكانوا يرخصون في شراء أرض الحيرة من أجل أنهم صلح قال يحيى وسألت حسن بن صالح فكره شراء أرض الخراج التي أخذت عنوة فوضع عليها الخراج فلم ير بأسا بشراء أرض أهل الصلح 119

باب من أسلم من أهل الصلح سقط الخراج عن أرضه
18190 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا الفضل بن دكين ثنا محمد بن طلحة عن داود بن سليمان قال قال : كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن فذكره فقال فيه ولا خراج على من أسلم من أهل الأرض وقد روينا فيه حديثا مسندا ليس عليهم فيه إلا صدقة وقد مضى ذلك مع غيره في كتاب الزكاة 120
باب الأرض إذا أخذت عنوة فوقفت للمسلمين بطيب أنفس الغانمين لم يجز بيعها
إذا أسلم من هي في يده لم يسقط خراجها 18191 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا عبد السلام هو بن حرب عن بكير بن عامر عن عامر قال : اشترى عتبة بن فرقد أرضا من أرض الخراج ثم أتى عمر رضي الله عنه فأخبره فقال ممن اشتريتها قال من أهلها قال فهؤلاء أهلها للمسلمين أبعتموه شيئا قالوا لا قال اذهب فاطلب مالك

18192 - وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا قيس عن أبي إسماعيل عن الشعبي عن عتبة بن فرقد : قال اشتريت عشرة أجربة من أرض السواد على شاطئ الفرات لقضب دواب فذكر ذلك لعمر رضي الله عنه قال اشتريتها من أصحابها قال قلت نعم قال رح إلي قال فرحت إليه فقال يا هؤلاء أبعتموه شيئا قالوا لا قال ابتغ مالك حيث وضعته

18193 - أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا حسن بن صالح عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : أسلمت امرأة من أهل نهر الملك قال فقال عمر أو كتب عمر رضي الله عنه إن اختارت أرضها وأدت ما على أرضها فخلوا بينها وبين أرضها وإلا خلوا بين المسلمين وبين أرضيهم

18194 - أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا حفص بن غياث عن محمد بن قيس الأسدي عن أبي عون الثقفي قال : كان عمر وعلي رضي الله عنهما إذا أسلم الرجل من أهل السواد تركاه يقوم بخراجه في أرضه

18195 - قال وحدثنا يحيى ثنا شريك وقيس عن جابر عن عامر قال : أسلم الرقيل فأعطاه عمر رضي الله عنه أرضه بخراجها وفرض له ألفين

18196 - قال وثنا يحيى ثنا قيس بن الربيع عن إبراهيم بن مهاجر عن شيخ من بني زهرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه : كتب إلى سعد يقطع سعيد بن زيد أرضا فأقطعه أرضا لبني الرقيل فأتى بن الرقيل عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين على ما صالحتمونا قال على أن تؤدوا إلينا الجزية ولكم أرضكم وأموالكم وأولادكم قال يا أمير المؤمنين أقطعت أرضي لسعيد بن زيد قال فكتب إلى سعد رد عليه أرضه ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم ففرض له عمر رضي الله عنه سبعمائة وجعل عطاءه في خثعم وقال إن أقمت في أرضك أديت عنها ما كنت تؤدي وهذا في إسناده ضعف فإن ثبت كان قوله ولكم أرضكم محمولا على أنه أراد ولكم أرضكم التي كانت لكم تزرعونها وتعطون خراجها وذلك فيما أخذ عنوة الا أن تركه لم يسقط عنه خراجها حين أسلم وفي الصلح يسقط

18197 - أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا بن المبارك عن معمر عن علي بن الحكم عن محمد بن زيد قال سمعت إبراهيم النخعي يقول : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إني قد أسلمت فضع عن أرضي الخراج فقال لا إن أرضك أخذت عنوة قال وجاءه رجل فقال إن أرض كذا وكذا يطيقون من الخراج أكثر مما عليهم فقال لا سبيل إليهم إنما صالحناهم صلحا

18198 - قال وحدثنا يحيى ثنا هشيم عن سيار أبي الحكم عن الزبير بن عدي قال : أسلم دهقان من أهل السواد في عهد علي رضي الله عنه فقال له علي رضي الله عنه إن أقمت في أرضك رفعنا الجزية عن رأسك وأخذنا من أرضك وإن تحولت عنها فنحن أحق بها

18199 - قال وحدثنا يحيى ثنا وكيع عن المسعودي عن أبي عون قال : أسلم دهقان من أهل عين التمر فقال له علي رضي الله عنه أما جزية رأسك فنرفعها وأما أرضك فللمسلمين فإن شئت فرضنا لك وإن شئت جعلناك قهرمانا لنا فما أخرج الله منها من شيء أتيتنا به 121

باب الأسير يؤخذ عليه العهد أن لا يهرب قال الشافعي رحمه الله فمتى قدر
على الخروج منها فليخرج لأن يمينه يمين مكره قال ولعله ليس بواسع له أن يقيم معهم إذا قدر على التنحي عنهم 18200 - قال الشيخ وهذا لما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان قالا ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود وأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فأمر لهم بنصف العقل وقال أنا بريء من كل مسلم مقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله ولم قال لا ترايا ناراهما

18201 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا إسحاق بن إدريس ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا 122

باب الأسير يؤمن فلا يكون له أن يغتالهم في أموالهم وأنفسهم قال الشافعي
رحمه الله لأنهم إذا آمنوه فهم في أمان منه 18202 - وقد حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة

18203 - وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا محمد بن أبان عن السدي عن رفاعة بن شداد رضي الله عنه حدثني عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا أمن الرجل الرجل على نفسه ثم قتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا

18204 - وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا قرة بن خالد عن عبد الملك بن عمير عن رفاعة بن شداد قال : كنت أبطن شيء بالمختار يعني الكذاب قال فدخلت عليه ذات يوم فقال دخلت وقد قام جبريل قبل من هذا الكرسي قال فأهويت إلى قائم السيف فقلت ما أنتظر أن أمشي بين رأس هذا وجسده حتى ذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أمن الرجل الرجل على دمه ثم قتله رفع له لواء الغدر يوم القيامة فكففت عنه

18205 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن صالح ثنا بن وهب أخبرني حيوة بن شريح عن بن الهاد عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة خيبر خرجت سرية فأخذوا انسانا معه غنم يرعاها فجاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه النبي صلى الله عليه و سلم ما شاء الله أن يكلمه به فقال له الرجل إني قد آمنت بك وبما جئت به فكيف بالغنم يا رسول الله فإنها أمانة وهي للناس الشاة والشاتان وأكثر من ذلك قال احصب وجوهها ترجع إلى أهلها فأخذ قبضة من حصباء أو تراب فرمى به وجهها فخرجت تشتد حتى دخلت كل شاة إلى أهلها ثم تقدم إلى الصف فأصابه سهم فقتله ولم يصل لله سجدة قط قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أدخلوه الخباء فادخل خباء رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليه ثم خرج فقال لقد حسن إسلام صاحبكم لقد دخلت عليه وان عنده لزوجتين له من الحور العين لم اكتبه موصولا إلا من حديث شرحبيل بن سعد وقد تكلموا فيه وروي عن محمد بن إسحاق بن يسار عن أبيه مرسلا وروي عن أبي العاص بن الربيع فيه قصة شبيهة بهذه إلا أنها بإسناد مرسل

18206 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : خرج أبو العاص بن الربيع تاجرا إلى الشام وكان رجلا مأمونا وكانت معه بضائع لقريش فأقبل قافلا فلقيه سرية لرسول الله صلى الله عليه و سلم فاستاقوا عيره وأفلت وقدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم بما أصابوا فقسمه بينهم وأتى أبو العاص حتى دخل على زينب رضي الله عنها فاستجار بها وسألها أن تطلب له من رسول الله صلى الله عليه و سلم رد ماله عليه وما كان معه من أموال الناس فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم السرية فسألهم فردوا عليه ثم خرج حتى قدم مكة فأدى على الناس ما كان معه من بضائعهم حتى إذا فرغ قال يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم معي مال لم ارده عليه قالوا لا فجزاك الله خيرا قد وجدناك وفيا كريما فقال أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن اقدم عليكم إلا تخوفا أن تظنوا أني إنما أسلمت لأذهب باموالكم فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال الشافعي في المسلم إذا أسر ولم يؤمنوه ولم يأخذوا عليه أنهم آمنون منه فله أخذ ما قدر عليه من أموالهم وإفساده والهرب منهم قال الشيخ قد روينا حديث عمران بن حصين رضي الله عنه في المرأة المسلمة التي أخذت الناقة وهربت عليها 123

باب الأسير يستعين به المشركون على قتال المشركين قال الشافعي رحمه الله
قد قيل يقاتلهم قد قاتلهم الزبير وأصحاب له ببلاد الحبشة مشركين عن مشركين ولو قال قائل يمتنع عن قتالهم لمعان ذكرها الشافعي كان مذهبا ولا نعلم خبر الزبير رضي الله عنه يثبت ولو ثبت كان النجاشي مسلما كان آمن برسول الله صلى الله عليه و سلم وصلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم 18207 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت : لما ضاقت علينا مكة فذكرت الحديث في هجرتهم إلى أرض الحبشة وما كان من بعثة قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي ليخرجهم من بلاده ويردهم عليهم وما كان من دخول جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم على النجاشي قال فقال النجاشي هل معكم شيء مما جاء به فقال له جعفر نعم فقرأ عليه صدرا من كهيعص فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مضاجعهم ثم قال إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء به موسى انطلقوا راشدين ثم ذكر الحديث في تصويرهما له انهم يقولون في عيسى بن مريم عليه السلام أنه عبد فدخلوا عليه وعنده بطارقته فقال ما تقولون في عيسى بن مريم عليه السلام فقال له جعفر نقول هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه القاها إلى مريم العذراء البتول فدلى النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عويدا بين أصبعيه فقال ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العويد ثم ذكر الحديث قالت فلم ينشب أن خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه في ملكه فوالله ما علمتنا حزنا حزنا قط كان أشد منه فرقا من أن يظهر ذلك الملك عليه فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرف فجعلنا ندعو الله ونستنصره للنجاشي فخرج إليه سائرا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بعضهم لبعض من رجل يخرج فيحضر الوقعة حتى ينظر على من تكون فقال الزبير رضي الله عنه وكان من احدثهم سنا أنا فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ثم خرج يسبح عليها في النيل حتى خرج من الشقة الأخرى إلى حيث التقى الناس فحضر الوقعة وهزم الله ذلك الملك وقتله وظهر النجاشي عليه فجاءنا الزبير رضي الله عنه فجعل يليح إلينا بردائه ويقول ألا أبشروا فقد أظهر الله النجاشي فوالله ما فرحنا بشيء فرحنا بظهور النجاشي 124
باب الأسير يؤخذ عليه أن يبعث إليهم بفداء ويعود في إسارهم
قال الشافعي رحمه الله وري عن الأوزاعي يعود في إسارهم إن لم يعطهم المال قال ومن ذهب مذهب الأوزاعي ومن قال بقوله فإنما يحتج فيما أراه بما روي عن بعضهم أنه روي أن النبي صلى الله عليه و سلم صالح أهل الحديبية أن يرد من جاءه منهم بعد الصلح مسلما فجاءه أبو جندل فرده إلى أبيه وأبو بصير فرده فقتل أبو بصير المردود معه ثم جاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال قد وفيت لهم ونجاني الله منهم فلم يرده النبي صلى الله عليه و سلم ولم يعب ذلك عليه وتركه فكان بطريق الشام يقطع على كل مال لقريش حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يضمه إليه لما نالهم من أذاه قال الشافعي وهذا حديث قد رواه بعض أهل المغازي كما وصفت ولا يحضرني ذكر إسناده

18208 - قال الشيخ أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق عن معمر قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم : فذكر حديث صلح الحديبية وذكر فيه قصة أبي جندل وأبي بصير بنحو من هذا وأتم منه قال الشيخ وإنما رد النبي صلى الله عليه و سلم أبا جندل إليهم لأنه كان لا يخاف عليه في الرد لمكان أبيه وكذلك أشار على أبي بصير بالرجوع إليهم في الابتداء لذلك والله أعلم وسيرد كلام الشافعي إن شاء الله عليه في كتاب الجزية

18209 - وفي مثل هذا ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو بكر القاضي وأبو صادق العطار قالوا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج أن الحسن بن علي بن أبي رافع حدثه : أن أبا رافع رضي الله عنه أخبره أنه أقبل بكتاب من قريش إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ألقي في قلبي الإسلام فقلت يا رسول الله إني والله لا أرجع إليهم أبدا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد ولكن ارجع فإن كان في قلبك الذي في قلبك الآن فارجع قال فرجعت إليهم ثم أقبلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأسلمت قال بكير وأخبرني أن أبا رافع كان قبطيا

18210 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله وقد سمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل ثنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل قال فأخذنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده ما نريد إلا المدينة فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرناه الخبر فقال انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعين بالله عليهم رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وهذا لأنه لم يؤد انصرافهما إلى ترك فرض إذ لم يكن خروجهما واجبا عليهما ولا إلى ارتكاب محظور والعود إليهم والإقامة بين أظهرهم مما لا يجوز إذا كان يخاف الفتنة على نفسه في العود والله أعلم 125

باب ما يجوز للأسير أو من قدم ليقتل والرجل بين الصفين في ماله
18211 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبا بعض أهل المدينة عن محمد بن عبد الله عن الزهري : أن مسرفا قدم يزيد بن عبد الله بن زمعة يوم الحرة ليضرب عنقه فطلق امرأته ولم يدخل بها فسألوا أهل العلم فقالوا لها نصف الصداق ولا ميراث لها

18212 - وبإسناده أخبرنا الشافعي أنبأ بعض أهل العلم عن هشام عن أبيه أن عامة صدقات الزبير رضي الله عنه تصدق بها وفعل أمورا وهو واقف على ظهر فرسه يوم الجمل قال الشافعي رضي الله عنه : وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله وبن المسيب رحمه الله أنهما قالا إذا كان الرجل على ظهر فرسه يقاتل فما صنع فهو جائز وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله عطية الحبلى جائزة حتى تجلس بين القوابل وقال القاسم بن محمد وبن المسيب عطية الحامل جائزة قال الشافعي رحمه الله وبهذا كله نقول قال الشيخ حديث الزبير رضي الله عنه قد رويناه في كتاب الوصايا بطوله 126

باب صلاة الأسير إذا قدم ليقتل
18213 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عمر بن أسيد بن جارية حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة رهط عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وهو جد عاصم يعني بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بمائة رجل رام فاتبعوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر فقالوا هذا تمر يثرب فلما أحس بهم عاصم وأصحابه رضي الله عنهم لجؤا إلى قردد يعني فأحاط بهم القوم فقالوا انزلوا ولكم العهد والميثاق أن لا يقتل منكم أحد فقال عاصم أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة كافر اليوم اللهم بلغ عنا نبيك السلام فقاتلوهم فقتل منهم سبعة ونزل ثلاثة على العهد والميثاق فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم وكتفوهم فلما رأى ذلك منهم أحد الثلاثة قال هو والله أول الغدر فعالجوه فقتلوه وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فانطلقوا بهما إلى مكة فباعوهما وذلك بعد وقعة بدر فاشترى بنو الحارث خبيبا وكان قتل الحارث يوم بدر قالت ابنة الحارث وكان خبيب أسيرا عندنا فوالله إن رأيت اسيرا قط كان خيرا من خبيب والله لقد رايته يأكل قطفا من عنب وما بمكة يومئذ من ثمرة وإن هو إلا رزق رزقه الله خبيبا قالت فاستعار مني موسى يستحد به للقتل قالت فأعرته إياه ودرج بني لي وأنا غافلة فرأيته مجلسه على صدره قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب قالت ففطن بي فقال أتحسبيني أني قاتله ما كنت لأفعله قالت فلما أجمعوا على قتله قال لهم دعوني أصلي ركعتين قالت فصلى ركعتين فقال لولا أن تحسبوا أن بي جزعا لزدت قال فكان خبيب أول من سن الصلاة لمن قتل صبرا ثم قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا وأنشأ يقول
( فلست أبالي حين اقتل مسلما ... على أي حال كان في الله مصرعي )
( وذلك في جنب الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ) قال وبعث المشركون إلى عاصم بن ثابت ليؤتوا من لحمه بشيء وكان قتل رجلا من عظمائهم فبعث الله مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يستطيعوا أن يأخذوا من لحمه شيئا

18214 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا إبراهيم يعني بن سعد أنبأ بن شهاب أخبرني عمرو بن جارية الثقفي حليف بني زهرة عن أبي هريرة رضي الله عنه فذكره : بمعناه مختصرا دون الشعر ودون قصة عاصم في آخره رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل بطوله قال وأخبرني بن أسيد بن جارية وهو عمرو بن أبي سفيان بن اسيد بن جارية الثقفي وقيل عمر بن أسيد قال البخاري الأول أصح يعني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد أصح وكذلك قاله شعيب بن أبي حمزة ومعمر ويونس وغيرهم عن الزهري 127

باب المسلم يدل المشركين على عورة المسلمين
18215 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي ثنا سفيان بن عيينة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد عن عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخرجنا تعادى بنا خيلنا فإذا نحن بظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي كتاب فقلنا لها لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبر ببعض أمر النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما هذا يا حاطب قال لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم ولم يكن لي بمكة قرابة فأحببت إذ فاتني ذلك أن اتخذ عندهم يدا والله ما فعلته شكا في ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه قد صدق فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ونزلت { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن جماعة عن سفيان

18216 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن حصين عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي وحيان بن عطية السلمي أنهما : كانا يتنازعان في علي وعثمان رضي الله عنهما وكان حيان يحب عليا رضي الله عنه وكان أبو عبد الرحمن يحب عثمان رضي الله عنه فقال أبو عبد الرحمن سمعته يحدث يعني عليا رضي الله عنه قال كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى مكة أن محمدا يريد أن يغزوكم بأصحابه فخذوا حذركم ودفع كتابه إلى امرأة يقال لها سارة فجعلته في إزارها أو في ذؤابة من ذوائبها فانطلقت فأطلع الله رسول الله صلى الله عليه و سلم على ذلك قال علي فبعثني ومعي الزبير بن العوام وأبو مرثد الغنوي وكلنا فارس قال انطلقوا فإنكم ستلقونها بروضة كذا وكذا ففتشوها فإن معها كتابا إلى أهل مكة من حاطب فانطلقنا فوافقناها فقلنا هاتي الكتاب الذي معك إلى أهل مكة فقالت ما معي كتاب قال قلت ما كذبت ولا كذبت لتخرجنه أو لأجردنك فلما عرفت أني فاعل أخرجت الكتاب فأخذناه فانطلقنا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ففتحه فقرأه فإذا فيه من حاطب إلى أهل مكة أما بعد فإن محمدا يريدكم فخذوا حذركم وتأهبوا أو كما قال فلما قرأ الكتاب أرسل إلى حاطب فقال له أكتبت هذا الكتاب قال نعم قال فما حملك على ذلك قال يا رسول الله أما والله ما كفرت منذ أسلمت وإني لمؤمن بالله ورسوله وما حملني على ما صنعت من كتابي إلى أهل مكة إلا أنه لم يكن أحد من أصحابك إلا وله هناك بمكة من يدفع عن أهله وماله ولم يكن لي هناك أحد يدفع عن أهلي ومالي فأحببت أن اتخذ عند القوم يدا وإني لأعلم أن الله سيظهر رسوله عليهم قال فصدقه رسول لله صلى الله عليه و سلم وقبل قوله قال فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله دعني فأضرب عنقه فإنه قد خان الله والمؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عمر إنه من أهل بدر وما يدريك لعل الله اطلع عليهم فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن حوشب عن هشيم وأخرجاه من حديث عبد الله بن إدريس وغيره عن حصين قال الشافعي رحمه الله وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال تجافوا لذوي الهيئات وقيل في الحديث ما لم يكن حدا فإذا كان هذا من الرجل ذي الهيئة وقيل بجهالة كما كان هذا من حاطب بجهالة وكان غير متهم أحببت أن يتجافى له وإذا كان من غير ذوي الهيئة كان للإمام والله أعلم تعزيره 128

باب الجاسوس من أهل الحرب
18217 - أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن يعقوب الإيادي ببغداد أنبأ أبو بكر الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو نعيم ثنا أبو عميس عن بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم عين من المشركين وهو في سفر قال فجلس فتحدث عند أصحابه ثم انسل فقال النبي صلى الله عليه و سلم اطلبوه فاقتلوه قال فسبقتهم إليه فقتلته وأخذت سلبه رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم

18218 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار ثنا السري بن خزيمة ثنا أبو همام الدلال في مسجد البصرة ثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن الفرات بن حيان : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمر بقتله وكان عينا لأبي سفيان وحليفا أظنه قال لرجل من الأنصار فمر على حلقة من الأنصار فقال إني مسلم فقام رجل منهم فقال يا رسول الله يقول إني مسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن منهم رجالا نكلهم إلى إيمانهم منهم الفرات بن حيان 129

باب الأسير يستطلع منه خبر المشركين
18219 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ندب أصحابه فانطلقوا إلى بدر فإذا هم بروايا قريش فيها عبد اسود لبني الحجاج فأخذه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فجعلوا يسألونه أين أبو سفيان فيقول والله والله ما لي بشيء من أمره علم ولكن هذه قريش قد جاءت فيهم أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف فإذا قال لهم ذلك ضربوه فيقول دعوني دعوني أخبركم فإذا تركوه قال والله ما لي بأبي سفيان من علم ولكن هذه قريش قد أقبلت فيهم أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف قد أقبلوا والنبي صلى الله عليه و سلم يصلي وهو يسمع ذلك فلما انصرف قال والذي نفسي بيده إنكم لتضربونه إذا صدقكم وتدعونه إذا كذبكم هذه قريش قد أقبلت لتمنع أبا سفيان قال أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا مصرع فلان غدا ووضع يده على الأرض وهذا مصرع فلان غدا ووضع يده على الأرض وهذا مصرع فلان غدا ووضع يده على الأرض فقال والذي نفسي بيده ما جاوز أحد منهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمر بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بأرجلهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن حماد 130
باب بعث العيون والطلائع من المسلمين
18220 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنبأ أبو النضر ثنا سليمان يعني بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بسيسة عينا ينظر ما صنع عير أبي سفيان قال فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثه الحديث أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي النضر كما مضى

18221 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي ح قال وحدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم قالا ثنا سفيان عن بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الأحزاب : من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا ثم قال من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا ثم قال من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الثوري

18222 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا علي بن المديني ثنا سفيان ثنا بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : ندب رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال النبي صلى الله عليه و سلم لكل نبي حواري وحواري الزبير قال سفيان وزاد فيه هشام بن عروة وحواريي الزبير وبن عمتي رواه البخاري في الصحيح عن بن المديني ورواه مسلم عن عمرو الناقد عن سفيان

18223 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب وأبو الفضل بن إبراهيم قالا ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : كنا عند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال رجل لو أدركت رسول الله صلى الله عليه و سلم قاتلت معه أو أبليت فقال له حذيفة أنت كنت تفعل ذاك لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا رجل يأتيني بخبر القوم يكون معي يوم القيامة فلم يجبه منا أحد ثم الثانية مثله ثم قال يا حذيفة قم فأتنا بخبر القوم فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم فقال ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي قال فمضيت كأنما امشي في حمام حتى أتيتهم فإذا أبو سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهمي في كبد قوسي وأردت أن أرميه ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تذعرهم علي ولو رميت لأصبته قال فرجعت كأنما امشي في حمام فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أصابني البرد حين فرغت وقررت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه و سلم فألبسني رسول الله صلى الله عليه و سلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى الصبح فلما أن أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا نومان رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم 131

باب فضل الحرس في سبيل الله
18224 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا مروان بن محمد ثنا معاوية بن سلام ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام أخبرني زيد بن سلام حدثني أبو كبشة السلولي أنه سمع سهل بن الحنظلية رضي الله عنه يذكر : أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية فحضرت الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء رجل فارس فقال يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا انا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم فاجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال تلك غنيمة للمسلمين غدا إن شاء الله ثم قال من يحرسنا الليلة فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه أنا يا رسول الله فقال اركب فركب فرسا له فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال هل حسستم فارسكم فقال رجل ما حسسنا فثوب بالصلاة فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يلتفت إلى الشعب حتى قضى صلاته وسلم فقال أبشروا فقد جاء فارسكم قال فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم فقال إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أصبحنا طلعت على الشعبين فنظرت فلم ار أحدا فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم نزلت الليلة قال لا إلا مصليا أو قاضي حاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها

18225 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد ثنا ثور بن يزيد عن عبد الرحمن بن عائذ عن مجاهد عن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ألا انبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله رفعه يحيى القطان ووقفه وكيع

18226 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح عن محمد بن سمير عن أبي علي الجنبي عن أبي ريحانة رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة فأوفى بنا على شرف فأصابنا برد شديد حتى إذا كان أحدنا يحفر الحفير ثم يدخل فيه ويغطى عليه بحجفته فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك من الناس قال ألا رجل يحرسنا الليلة أدعو الله له بدعاء يصيب به فضلا فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فدعا له قال أبو ريحانة رضي الله عنه فقلت أنا فدعا لي بدعاء هو دون ما دعا به للأنصاري ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حرمت النار على عين دمعت من خشية الله حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله قال ونسيت الثالثة قال أبو شريح وهو عبد الرحمن بن شريح وسمعته بعد أنه قال حرمت النار على عين غضت عن محارم الله أو عين فقئت في سبيل الله

18227 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ثنا عبد الله بن حماد الآملي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن جميل الجمحي ثنا صالح بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن قيس بن الحارث أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : رحم الله حارس الحرس

18228 - وروي عن الدراوردي عن صالح عن عمر عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه و سلم وأخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ثنا علي بن بحر ثنا الدراوردي : فذكره 132

باب صلاة الحرس
18229 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق حدثني صدقة بن يسار عن بن جابر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة ذات الرقاع من نخل فذكر الحديث قال فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم منزلا فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا نحن يا رسول الله قال فكونا بفم الشعب فلما أن خرجا إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي الليل أحب إليك أن اكفيك أوله أو آخره قال بل اكفني أوله فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي فذكر الحديث 133
باب من أراد غزوة فورى بغيرها
18230 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث : حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قال ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الليث

18231 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس السياري ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله ثنا يونس عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يقول : كان النبي صلى الله عليه و سلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريد رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن المبارك وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يونس نحو إسناد عقيل

18232 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد ثنا بن ثور عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أراد غزوة ورى بغيرها وكان يقول الحرب خدعة

18233 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا عبد الرحمن بن بشر ويحيى بن الربيع المكي قالا ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الحرب خدعة رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل ورواه مسلم عن علي بن حجر وزهير كلهم عن بن عيينة

18234 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنه سمى الحرب خدعة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق وأخرجاه من حديث بن المبارك عن معمر

18235 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ثنا محمود بن غيلان ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر قال سمعت ثابت البناني يحدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما : افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول ما شاء قال فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن اشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال وفشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم قال معمر فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال فأخذ العباس ابنا له يقال له قثم واستلقى فوضعه على صدره وهو يقول حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم نبي ذي النعم يزعم من زعم قال معمر قال ثابت قال أنس في حديثه ثم أرسل العباس بن عبد المطلب غلاما له إلى الحجاج بن علاط ويلك ماذا جئت به وماذا تقول فما وعد الله خير مما جئت به قال فقال الحجاج بن علاط لغلامه اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال أبشر يا أبا الفضل قال فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه وأخبره بما قال الحجاج فأعتقه ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية بنت حيي واتخذها لنفسه وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن اجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف عني ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته إليه ثم استمر به فلما كان بعد ذلك بثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال ما فعل زوجك فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت لا يحزنك يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال أجل فلا يحزنني الله لم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله خيبر على رسوله صلى الله عليه و سلم وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية لنفسه فإن كان لك في زوجك حاجة فالحقي به قالت أظنك والله صادقا قال فإني صادق والأمر على ما أخبرك قال ثم ذهب حتى أتى مجلس قريش وهم يقولون إذا مر بهم لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل قال لم يصبني إلا خير بحمد الله قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله صلى الله عليه و سلم وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه صفيه وقد سألني أن أخفي عليه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ههنا ثم يذهب قال فرد الله الكآبة التي كانت في المسلمين على المشركين قال وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس رضي الله عنه فأخبرهم وسر المسلمون ورد الله ما كان فيهم من غيظ وحزن 134

باب الخروج يوم الخميس
18236 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس السياري ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله بن المبارك أنبأ يونس عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك : أن كعب بن مالك رضي الله عنه كان يقول قلما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج في سفر إذا خرج إلا يوم الخميس رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد عن بن المبارك 135
باب الابتكار في السفر
18237 - حدثنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو بكر القطان أنبأ إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكير ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود قالا ثنا شعبة أخبرني يعلى بن عطاء قال سمعت عمارة بن حدير يحدث عن صخر الغامدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اللهم بارك لأمتي في بكورها قال وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث سرية بعثها من أول النهار وكان صخر رجلا تاجرا وكان يرسل غلمانه من أول النهار فكثر ماله حتى كان لا يدري أين يضعه لفظ حديث أبي داود 136
باب ما يؤمر به من انضمام العسكر
18238 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا عمرو بن عثمان الحمصي ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله أو قال أبا عبد الله يقول حدثنا أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال لو بسط عليهم ثوب لعمهم

18239 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه قال : غزوت مع نبي الله صلى الله عليه و سلم غزوة كذا وكذا فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبي الله صلى الله عليه و سلم مناديا ينادي في الناس أن من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له

18240 - أخبرناه أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن رجل من جهينة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم : بنحوه

18241 - ورواه بقية عن الأوزاعي عن أسيد عن بن مجاهد عن سهل بن معاذ عن أبيه قال : غزونا مع نبي الله صلى الله عليه و سلم بمعناه أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية عن الأوزاعي فذكره 137

باب كراهية تمني لقاء العدو وما يفعل وما يقول عند اللقاء
18242 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا إبراهيم بن جبلة أنبأ الحسن بن على الحلواني ثنا أبو عامر ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموهم فاصبروا أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال أبو عامر ورواه مسلم عن الحلواني

18243 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق أنبأ معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال : كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم قال وقال أبو النضر وبلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا في مثل ذلك فقال أنت ربنا وربهم ونحن عبيدك وهم عبيدك ونواصينا ونواصيهم بيدك فاهزمهم وانصرنا عليهم رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو وأخرجه مسلم من حديث بن جريج عن موسى بن عقبة دون بلاغ أبي النضر

18244 - أخبرنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة الهمذاني بها أنبأ أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي المتوثي ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ عمران عن قتادة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إني اجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم

18245 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن أبي قماش يعني محمد بن عيسى أنبأ سعيد بن سليمان عن سليمان بن المغيرة ح قال وحدثنا محمد ثنا سليمان بن حرب وبن عائشة عن حماد بن سلمة كلاهما عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحرك شفتيه بشيء لا يفهم فقلنا يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشيء لا يفهم فقال إن نبيا من الأنبياء أعجبه كثرة قومه فقال من يفي لهؤلاء أو من يقوم لهؤلاء قال فقيل له خير أصحابك بين أن نسلط عليهم عدوا فيستبيح بيضتهم أو الجوع أو الموت فخيرهم فاختاروا الموت قال فمات منهم في ثلاثة أيام سبعون ألفا قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أقول اللهم بك أقاتل وبك أحاول وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بك وسائر ما ورد من الدعاء في هذا قد مضى في كتاب الحج وفي كتاب الدعوات 138

باب أي وقت يستحب اللقاء
18246 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد ثنا أبو عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن النعمان يعني بن مقرن رضي الله عنه قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر 139
باب الصمت عند اللقاء
18247 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرهون رفع الصوت عند ثلاث عند القتال وفي الجنائز وفي الذكر

18248 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يكرهون الصوت عند القتال

18249 - قال وحدثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر ثنا عبد الرحمن عن همام قال حدثني مطر عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم : بمثل ذلك

18250 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تمنوا لقاء العدو وسلوا العافية فإن لقيتموهم فاثبتوا وأكثروا ذكر الله فإن أجلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت 140

باب التكبير عند الحرب
18251 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى أنبأ صالح بن محمد الحافظ ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر الهذلي ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : صبح رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي فلما نظروا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم جاؤوا يسعون إلى الحصن وقالوا محمد والخميس فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال الله أكبر الله أكبر ثلاث مرات خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد وغيره عن سفيان 141
باب الرخصة في الرجز عند الحرب
18252 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ أبو عامر العقدي ثنا عكرمة بن عمار اليماني عن إياس بن سلمة عن أبيه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم : فذكر الحديث بطوله وفيه حين أغاروا على سرح رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثم قمت على ثنية فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثة أصوات يا صباحاه ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز
( أنا بن الأكوع ... واليوم يوم الرضع ) وفيه قال خرجنا إلى خيبر فجعل عمي عامر يقول
( بالله لولا الله ما اهتدينا ... وما تصدقنا وما صلينا )
( ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا )
( وأنزلن سكينة علينا ) فقال النبي صلى الله عليه و سلم من هذا قالوا عامر قال غفر لك ربك وفيه فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو يقول
( قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب )
( إذا الحروب أقبلت تلهب ) فبرز له عامر فقال
( قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر ) ثم ذكر الحديث في رجوع سيف عامر على نفسه وخروج علي رضي الله عنه ورجزه وقتله إياه وقد مضى

18253 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن موسى ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا محمد بن كثير وأبو حذيفة قالا ثنا سفيان عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنه يقول وجاءه رجل فقال : يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين قال أما أنا فأشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه لم يول ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء وهو يقول
( أنا النبي لا كذب ... انا بن عبد المطلب ) رواه البخاري في الصحيح من حديث محمد بن كثير وأخرجاه من حديث يحيى القطان عن سفيان

18254 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق : في قصة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقتاله في غزوة مؤتة قال وهو يقول
( يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة باردة شرابها )
( والروم روم قد دنا عذابها ... علي أن لاقيتها ضرابها ) وعن بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن عبد الله بن رواحة قال حين أخذ الراية يومئذ
( اقسمت يا نفس لتنزلنه ... طائعة أو لتكرهنه )
( إن اجلب الناس وشدوا الرنه ... ما لي أراك تكرهين الجنة )
( قد طالما قد كنت مطمئنة ... هل أنت إلا نطفة في شنه ) قال بن إسحاق وقال أيضا
( يا نفس إلا تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت )
( وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديت )
( وإن تأخرت فقد شقيت ) يريد جعفرا وزيدا رضي الله عنهما قال ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل

18255 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت هنيدة رجل من خزاعة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يأخذ هذا السيف بحقه قال فقال رجل أنا قال فأخذه فلما لقي العدو جعل يقول
( إني امرؤ بايعني خليلي ... ونحن عند أسفل النخيل )
( أن لا أقوم الدهر في الكيول ... أضرب بسيف الله والرسول ) زاد غيره فيه فقاتل حتى قتل رضي الله عنه 142

باب الصف عند القتال
18256 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني إبراهيم بن موسى أنبأ أبو يحيى بن عبد الرحيم ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد والمنذر بن أبي أسيد ح قال إبراهيم وحدثنا هارون بن عبد الله ثنا الفضل بن دكين ثنا بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر حين صفنا لقريش وصفوا لنا إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل هذا لفظ حديث الفضل وقال أبو أحمد في حديثه إذا أكثبوكم يعني أكثروكم فارموهم بالنبل واستبقوا نبلكم قال أبو بكر الصحيح إذا اكثبوكم رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم الفضل بن دكين وعن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم عن أبي أحمد 143
باب سل السيوف عند اللقاء
18257 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا إسحاق بن نجيح وليس بالملطي عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم 144
باب الترجل عند شدة البأس
18258 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو خيثمة عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء رضي الله عنه : يا أبا عمارة أكنتم فررتم يوم حنين فقال لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكنه خرج شبان أصحابه وأخفاؤهم حسرا ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوازن وبني نصر فرشقوهم رشقا لا يكادون يخطئون فأقبلوا هناك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر وقال
( أنا النبي لا كذب ... أنا بن عبد المطلب ) ثم صفهم رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن خالد عن زهير ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى 145
باب الخيلاء في الحرب
18259 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبان ثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن بن جابر بن عتيك عن جابر بن عتيك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن من الغيرة ما يحبها الله ومنها ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة وأما الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة والخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل بنفسه في الفخر والخيلاء 146
باب الغزو مع أئمة الجور
18260 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا زكريا ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ عمرو بن تميم بن سيار الطبري ثنا أبو نعيم ثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر عن عروة البارقي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة لفظ حديث أبي نعيم وليس في رواية الأزرق الأجر والغنيمة رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن زكريا

18261 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قالا ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن أبي نشبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاث من أصل الإيمان الكف عمن قال لا إله إلا الله لا يكفره بذنب ولا يخرجه من الإسلام بعمل والجهاد ماض منذ بعثني الله عز و جل إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والإيمان بالأقدار وحديث مكحول عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا قد مضى في باب الإمامة وكتاب الجنائز 147

باب ما يستحب من الجيوش والسرايا
18262 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ح وأنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محبور الدهان ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز قالا ثنا أبو الأزهر ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خير الأصحاب أربعة وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة تفرد به جرير بن حازم موصولا ورواه عثمان بن عمر عن يونس عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه و سلم منقطعا قال أبو داود أسنده جرير بن حازم وهو خطأ

18263 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ رجل من أهل الشام عن حيي بن مخمر الوصابي قال سمعت أبا عبد الله من أهل دمشق عن أكثم بن الجون الخزاعي ثم الكعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا أكثم بن الجون أغز مع غير قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك يا أكثم بن الجون خير الرفقاء أربعة وخير الطلائع أربعون وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة الآف ولن يؤتى اثنا عشر ألفا من قلة يا أكثم بن الجون لا ترافق المائتين 148

باب في فضل الجهاد في سبيل الله
18264 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن يونس ثنا إبراهيم بن سعد ثنا بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال ثم الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال ثم حج مبرور رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس وغيره ورواه مسلم عن منصور بن أبي مزاحم عن إبراهيم

18265 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : انتدب الله لمن خرج مجاهدا في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسولي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى بيته الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر وغنيمة وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مكلوم يكلم في الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت خلف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد ما أحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فاقتل ثم أغزو فأقتل حديث الكلم رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وروى الباقي عن حرمي بن حفص عن عبد الواحد وأخرجه مسلم من حديث جرير بن عبد الحميد عن عمارة

18266 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري ثنا محمد بن عمرو بن النضر أنبأ يحيى بن يحيى أنبأ المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا جهاد في سبيله وتصديق كلمته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة

18267 - وعن النبي صلى الله عليه و سلم قال : والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المؤمنين إن قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي

18268 - وعن النبي صلى الله عليه و سلم قال : والذي نفس محمد بيده لوددت أن أقاتل في سبيل الله فاقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا كان أبو هريرة يقول ثلاثا أشهد الله الحديث الأول رواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقد أخرجا باقية من أوجه

18269 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عفان ثنا همام ثنا محمد بن جحادة أن أبا حصين حدثه أن ذكوان حدثه أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني عملا يعدل الجهاد قال لا أجده ثم قال فقال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل المسجد فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال لا أستطيع ذلك قال أبو هريرة إن فرس المجاهد يستن في طوله فيكتب له حسنات لفظ حديث جعفر رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن عفان

18270 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد بن سفيان الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق إملاء ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالوا : يا رسول الله أخبرنا ما يعدل الجهاد في سبيل الله قال إنكم لا تستطيعون قلنا بلى قال إنكم لا تستطيعونه قال فلا أدري في الثالثة أم في الرابعة مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد إلى أهله رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير

18271 - أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله الحافظ قالا ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قالا ثنا أبو توبة ثنا معاوية يعني بن سلام عن زيد هو بن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل لا أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام وقال الآخر الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجرهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يوم الجمعة ولكني إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز و جل { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله } الآية رواه مسلم في الصحيح عن الحسن بن علي الحلواني عن أبي توبة

18272 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها الغدوة يغدوها العبد في سبيل الله والروحة خير من الدنيا وما فيها رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن القعنبي عن عبد العزيز وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري وأبي هريرة وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم

18273 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمر بن مالك الشرعبي عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عن سلمان الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بسرية تخرج فقالوا يا رسول الله أنخرج الليلة أم نمكث حتى نصبح فقال أولا تحبون أن تبيتوا في خريف من خرائف الجنة والخريف الحديقة

18274 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة قال فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها علي يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ففعل ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور عن بن وهب

18275 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا يونس بن محمد ثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار أو بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله يعني الجنة هاجر في سبيل الله أو مات في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا تنبىء الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن تبارك وتعالى

18276 - قال وثنا أبو الأزهر ثنا يونس بن محمد قال فحدثنا بهذا الحديث فليح الثانية فذكره عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة : بنحوه ولم يشك رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن صالح عن فليح ولم يشك

18277 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد أنه حدثه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله فقال ثم من قال مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله عز و جل ويدع الناس من شره رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجاه من أوجه عن الزهري

18278 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يحيى بن يحيى ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر بن محمد بن محمد بن عبد الله العطار الحيري وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالوا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن بعجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : من خير معاش الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حازم ويعقوب بن عبد الرحمن كليهما عن أبي حازم بهذا الإسناد مثله وقال عن بعجة بن عبد الله بن بدر وقال في شعبة من هذه الشعاب

18279 - حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا إبراهيم بن عبد الله وهو أبو مسلم ح وحدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا عمرو بن مرزوق ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن منع سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع طوبى له ثم طوبى له رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن مرزوق

18280 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني عبد الله بن سلام : أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا لو أرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رسولا يسأله عن أحب الأعمال إلى الله قال فلم يذهب إليه أحد منا وهبنا أن نسأله عن ذلك قال فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أولئك النفر رجلا رجلا حتى جمعهم ونزلت فيهم هذه السورة سبح لله قال عبد الله بن سلام فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كلها قال أبو سلمة قرأها علينا عبد الله بن سلام كلها قال يحيى بن أبي كثير وقرأها علينا أبو سلمة كلها قال الأوزاعي وقرأها علينا يحيى كلها قال العباس قال أبي وقرأها علينا الأوزاعي كلها

18281 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سلام قال : اجتمعنا فتذاكرنا فقلنا أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيسأله أي الأعمال أحب إلى الله قال ثم تفرقنا وهبنا أن يأتيه منا أحد فأرسل إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فجمعنا فجعل يومىء بعضنا إلى بعض فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم إلى آخر السورة الحشر الحديد قال يحيى فقرأها علينا أبو سلمة من أولها إلى آخرها قال أبو سلمة فقرأها علينا عبد الله بن سلام من أولها إلى آخرها قال الأوزاعي فقرأها علينا يحيى من أولها إلى آخرها قال أبو إسحاق وقرأها علينا الأوزاعي من أولها إلى آخرها قال معاوية وقرأها أبو إسحاق علينا من أولها إلى آخرها قال أبو بكر الصغاني وقرأها علينا معاوية من أولها إلى آخرها قال أبو العباس ولم يقرأ علينا الصغاني السورة بتمامها وقرأ أبو العباس من أولها شيئا وقرأ القاضي من أولها شيئا وقرأ أبو عبد الله الحافظ علينا السورة من أولها إلى آخرها وقرأها الشيخ من أولها إلى آخرها

18282 - أخبرنا أبو بكر بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا الأسود بن شيبان عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال كان الحديث يبلغني عن أبي ذر رضي الله عنه فكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت يا أبا ذر إنه كان يبلغني عنك الحديث فكنت أشتهي لقاءك فقال لله أبوك فقد لقيت فهات فقلت حديث بلغني أنك تحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثكم : أن الله تعالى يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة قال ما إخالني أن أكذب على خليلي صلى الله عليه و سلم قلت فمن الثلاثة الذين يحب الله قال رجل لقي العدو فقاتل وإنكم لتجدون ذلك في الكتاب عندكم إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا قلت ومن قال رجل له جار سوء فهو يؤذيه فيصبر على أذاه فيكفيه الله إياه بحياة أو موت قال ومن قال رجل كان مع قوم في سفر فنزلوا فعرسوا وقد شق عليهم الكرى والنعاس ووضعوا رؤوسهم فناموا وقام فتوضأ فصلى رهبة لله ورغبة إليه قلت فمن الثلاثة الذين يبغض قال البخيل المنان والمختال الفخور وإنكم لتجدون ذلك في كتاب الله إن الله لا يحب كل مختال فخور قال فمن الثالث قال التاجر الحلاف أو البائع الحلاف

18283 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي الخطاب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام عام تبوك خطب الناس وهو مضيف ظهره إلى نخلة فقال : ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدمه حتى يأتيه الموت وإن من شر الناس رجلا فاجرا يقرأ كتاب الله فلا يرعوي إلى شيء منه

18284 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا أبو عامر العقدي عن هشام بن سعد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا بن وهب أخبرني هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن بن أبي ذباب عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بشعب فيه عيينة من ماء عذب فأعجبه طيبه وحسنه فقال لو اعتزلت الناس وأقمت في هذا الشعب ثم قال لا أفعل حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في أهله ستين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقته وجبت له الجنة

18285 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا عبد الله بن صالح ثنا يحيى بن أيوب عن هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : مقام الرجل في الصف أي في سبيل الله أفضل من عبادة رجل ستين سنة

18286 - أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن المبارك عن أبي معن عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان قال قال عثمان بن عفان رضي الله عنه في مسجد الخيف يا أيها الناس حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم كنت أكتمكموه ضنا بكم قد بدا لي أن أبديه نصيحة لكم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يوم المجاهد في سبيل الله كألف يوم فيما سواه فلينظر منكم كل امرئ لنفسه

18287 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا الهيثم بن حميد أخبرني العلاء بن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله ائذن لي في السياحة فقال إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله

18288 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر ثنا الهيثم يعني بن حميد ثنا العلاء بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ائذن لي في الزنا قال فهم من كان قرب النبي صلى الله عليه و سلم أن يتناولوه فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعوه ثم قال له النبي صلى الله عليه و سلم ادنه أتحب أن يفعل ذلك بأختك قال لا قال فبابنتك قال لا فلم يزل يقول بكذا وكذا كل ذلك يقول لا فقال له النبي صلى الله عليه و سلم فاكره ما كره الله وأحب لأخيك ما تحب لنفسك قال يا رسول الله فادع الله أن يبغض إلي النساء قال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم بغض إليه النساء قال فانصرف الرجل ثم رجع إليه بعد ليال فقال يا رسول الله ما من شيء أبغض إلي من النساء فائذن لي بالسياحة فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله

18289 - أخبرنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ أبي وشعيب بن الليث قالا ثنا الليث بن سعد عن بن الهاد عن سهيل بن أبي صالح عن صفوان بن أبي يزيد عن القعقاع بن أبي اللجلاج عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا 149 باب فضل من رمى بسهم في سبيل الله عز و جل 18290 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل وأبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا يونس بن محمد ثنا شيبان عن قتادة ثنا سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قصر الطائف فسمعت نبي الله صلى الله عليه و سلم يقول من رمى بسهم فبلغ فله درجة في الجنة فقال رجل يا نبي الله إن رميت بسهم فلي درجة في الجنة قال نعم فرمى فبلغ قال وبلغت يومئذ ستة عشر سهما قال وسمعت نبي الله صلى الله عليه و سلم يقول من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم كان له نورا يوم القيامة وأيما رجل أعتق رجلا مسلما فإن الله عز و جل جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار وأيما امرأة مسلمة أعتقت أمرأة مسلمة فإن الله جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار ورواه أيضا أسد بن وداعة عن أبي نجيح عمرو بن عبسة

18291 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني رجال من أهل العلم منهم عمرو بن الحارث عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم مولى عبد الرحمن عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من رمى العدو بسهم فبلغ سهمه أخطأ أو أصاب فعدل رقبة

18292 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى الحيري ثنا مسدد بن قطن ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط قال قلنا لكعب بن مرة السلمي رضي الله عنه حدثنا واحذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله كان كعتق رقبة

18293 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران وأبو علي الروذباري وأبو الحسين بن القطان وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار قالوا ثنا إسماعيل بن محمد الصفار أنبأ الحسن بن عرفة ثنا مروان بن معاوية عن هاشم بن هاشم الزهري قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول : نثل لي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الحسن بن عرفة يعني نفض كنانته يوم أحد وقال ارم فداك أبي وأمي رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن مروان بن معاوية

18294 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا حفص بن عمر ثنا قبيصة ح وأخبرنا سليمان ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد قالا ثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن علي رضي الله عنه قال : ما سمعت النبي صلى الله عليه و سلم جمع أبويه إلا لسعد فإنه قال ارم فداك أبي وأمي رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة ومسدد عن يحيى عن الثوري وأخرجه مسلم من أوجه عن سعد بن إبراهيم

18295 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله أنبأ الأوزاعي عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة تترس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بترس واحد وكان أبو طلحة حسن الرمي وكان إذا رمى أشرف النبي صلى الله عليه و سلم فينظر إلى موضع نبله رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن المبارك 150

باب فضل المشي في سبيل الله
18296 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن عثمان التنوخي أبو الجماهر ثنا يحيى بن حمزة ح وأنبأ أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عبد الله بن أبي زياد الموصلي حدثني إسحاق بن زياد الخطابي وكان يسكن حران ثنا محمد بن المبارك الصوري ثنا يحيى بن حمزة حدثني يزيد بن أبي مريم أخبرني عباية بن رفاعة بن رافع حدثني أبو عبس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسها النار أبدا لفظهما واحد رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن محمد بن المبارك

18297 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عتبة بن حكيم عن حرملة عن أبي المصبح الحمصي قال كنا نسير في صائفة وعلى الناس مالك بن عبد الله الخثعمي فأتى على جابر بن عبد الله رضي الله عنه وهو يمشي يقود بغلاله فقال ألا تركب وقد حملك الله فقال جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار أصلح لي دابتي وأستغني عن قومي فوثب الناس عن دوابهم فما رأيت نازلا أكثر من يومئذ 151 باب فضل الشهادة في سبيل الله عز و جل 18298 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر العقدي ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما أجد أحدا يدخل الجنة فيتمنى أن يخرج منها وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرار لما رأى من الكرامة لفظ حديث العقدي وفي رواية الطيالسي ما من عبد له عند الله خير يحب أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يود لو أنه رجع فقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث غندر عن شعبة

18299 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو موسى أنبأ أبو معاوية ثنا الأعمش ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير وعيسى بن يونس عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه : سئل عن أرواح الشهداء قال قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم كطير خضر لها قناديل معلقة في العرش تسرح حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديلها فبينما هم على ذلك إذ اطلع عليهم ربك اطلاعة فيقول ما تشتهون فيقولون وما نشتهي ونحن في الجنة نسرح حيث شئنا فإذا رأوا أن لا بد من أن يسألوا قالوا ترد أرواحنا في أجسادنا فنقاتل في سبيل الله فنقتل مرة أخرى فإذا رأى أن لا يسألوه شيئا تركهم لفظ حديث أبي عبد الله وفي رواية المقرئ قال سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين } قال أما إنا قد سألنا عن ذلك ثم ذكر معناه رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية وعن إسحاق بن إبراهيم

18300 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن منصور الهروي ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أسباط وأبو معاوية قالا ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال : سألنا عبد الله رضي الله عنه عن هذه الآية فذكرها وقال أرواحهم في جوف طير خضر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير

18301 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب قال الله عز و جل أنا أبلغهم عنكم قال وأنزل الله عز و جل { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء إلى آخر الآيات }

18302 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا عوف حدثتنا حسيناء بنت معاوية قالت حدثني عمي قال قلت : يا رسول الله من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد والمولود والوئيد

18303 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن سعد عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن أول ما يهراق من دم الشهيد تغفر له ذنوبه

18304 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا صفوان بن عمرو السكسكي عن أبي المثنى المليكي عن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : القتلى ثلاثة رجل مؤمن خرج بنفسه وماله فلقي العدو فقاتل حتى يقتل فذلك الممتحن في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا لقي العدو فقاتل حتى يقتل فتلك مصمصة تحت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وقيل له ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت فإنها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب بعضها أفضل من بعض يعني أبواب الجنة ورجل منافق خرج بنفسه وماله فقاتل حتى يقتل فذاك في النار إن السيف لا يمحو النفاق

18305 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد النقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله عز و جل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه وروي في معناه عن أبي الدرداء مرفوعا

18306 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن الدرابجردي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد حدثني محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة

18307 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الوليد ثنا حجاج قال قال بن جريج حدثني عثمان بن أبي سليمان عن علي الأزدي عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة قيل أي الصلاة أفضل قال طول القيام قيل فأي الصدقة أفضل قال جهد من مقل قيل فأي الهجرة أفضل قال من هجر ما حرم الله عليه قيل فأي الجهاد أفضل قال من جاهد المشركين بماله ونفسه قيل فأي القتل أشرف قال من أهريق دمه وعقر جواده 152

باب الشهيد يشفع
18308 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا يحيى بن حسان ثنا الوليد بن رباح الذماري قال حدثني عمي نمران بن عتبة الذماري قال دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام فقالت أبشروا فإني سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته قال أبو داود صوابه رباح بن الوليد 153
باب فضل من يجرح في سبيل الله
18309 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد وبن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك رواه البخاري في الصحيح عن بن يوسف عن مالك عن أبي الزناد ورواه مسلم عن الناقد وزهير عن سفيان عن أبي الزناد

18310 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دما فاللون لون الدم والعرف عرف المسك رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق 154

باب فضل من قتل كافرا
18311 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبو عمرو الحيري وأبو بكر الوراق قالا أنبأ الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن عون قالا ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما قيل من هم يا رسول الله قال مؤمن قتل كافرا ثم سدد لفظ حديث عبد الله رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عون

18312 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا قتيبة بن سعيد ثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة 155

باب الرجلين يقتل أحدهما صاحبه فيدخلان الجنة
18313 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة قالوا وكيف ذاك يا رسول الله قال يقتل هذا فيلج الجنة ثم يتوب الله عز و جل على الآخر فيهديه إلى الإسلام ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر

18314 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل فيستشهد رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك وأخرجه مسلم من حديث سفيان عن أبي الزناد 156

باب فضل من مات في سبيل الله
18315 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو النضر الفقيه أنبأ أبو عبد الله محمد بن نصر الإمام ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة الأنصاري وأبو بكر محمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر العطار الحيري وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالوا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي قالا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله فقال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قال قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن إسماعيل وغيره عن مالك

18316 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا ح قال وأخبرني أبو الوليد ثنا أبو القاسم البغوي ثنا خلف بن هشام قالا ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد ثنا محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثتني أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في بيتها يوما ثم استيقظ وهو يضحك فقلت يا رسول الله ما أضحكك قال عرض علي قوم من أمتي يركبون ظهر هذا البحر كالملوك على الأسرة قلت ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم نام ثم قام فقال مثل ذلك فقلت ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فتزوجها عبادة بن الصامت فغزا بها في البحر فلما رجعوا قربت لها بغلة لتركبها فصرعتها فدقت عنقها فماتت رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان عن حماد ورواه مسلم عن خلف بن هشام

18317 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن عتيك أخي بني سلمة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله قال ثم ضم أصابعه الثلاث وأين المجاهدون في سبيل الله من خرج في سبيل الله فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله وإن لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله ومن مات حتف أنفه قال وإنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب أول من رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني بحتف أنفه على فراشه فقد وقع أجره على الله ومن قتل قعصا فقد استوجب الجنة

18318 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا عبد الوهاب بن نجدة ثنا عتبة عن بن ثوبان عن أبيه يرده إلى مكحول إلى بن غنم الأشعري أن أبا مالك الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل قال : من انتدب خارجا في سبيل الله ابتغاء وجهه وتصديق وعده وإيمانا برسالاته على الله ضامن فإما يتوفاه الله في الجيش بأي حتف شاء فيدخله الجنة وإما يسيح في ضمان الله وإن طالت غيبته ثم يرده إلى أهله سالما مع ما نال من أجر أو غنيمة قال ومن فصل في سبيل الله فمات أو قتل يعني فهو شهيد أو وقصة فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وله الجنة

18319 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن إبراهيم البزار ثنا سماك بن عبد الصمد ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني الأوزاعي حدثني سليمان بن حبيب عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ثلاثة كلهم ضامن على الله عز و جل رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله

18320 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن شريك البزار ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث بن سعد عن الحارث بن يعقوب عن قيس بن رافع القيسي عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه : مر بمعاذ بن جبل رضي الله عنه وهو قاعد على بابه يشير بيده كأنه يحدث نفسه فقال له عبد الله ما شأنك يا أبا عبد الرحمن تحدث نفسك قال وما لي يريد عدو الله أن يلهيني عن كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مكابد دهرك الآن في بيتك ألا تخرج إلى المجلس فتحدث وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته لا يغتاب أحدا بسوء كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله ومن غدا إلى المسجد وراح كان ضامنا على الله ومن دخل على إمام يعزره كان ضامنا على الله فيريد عدو الله أن يخرجه من بيتي إلى المجلس 157

باب من أتاه سهم غرب فقتله
18321 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون ثنا حسين بن محمد ثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بنت سراقة : أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا نبي الله ألا تخبرني عن حارثة وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه البكاء قال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى قال قتادة الفردوس ربوة في الجنة وأوسطها وأفضلها رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الله عن حسين بن محمد 158
باب من يسلم فيقتل مكانه في سبيل الله
18322 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري ثنا محمد بن أيوب أنبأ إبراهيم بن موسى أنبأ عيسى بن يونس ثنا زكريا عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ثم تقدم فقاتل حتى قتل فقال النبي صلى الله عليه و سلم عمل هذا يسيرا وأجر كثيرا رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن جناب عن عيسى بن يونس

18323 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال لا بل أسلم ثم قاتل فأسلم فقاتل فقتل فقال هذا عمل قليلا وأجر كثيرا رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم عن شبابة عن إسرائيل

18324 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة أنبأ محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء يوم أحد فقال أين بنو عمي فقالوا بأحد فقال أين فلان قالوا بأحد قال أين فلان قالوا بأحد فلبس لأمته وركب فرسه ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا إليك عنا يا عمرو فقال إني قد آمنت فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله جريحا فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته سليه حمية لقومك أم غضبا لهم أم غضبا لله ورسوله فقال بل غضبا لله ورسوله فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة 159 باب بيان النية التي يقاتل عليها ليكون في سبيل الله عز و جل 18325 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي وصالح بن محمد الرازي قالا ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليعرف فمن في سبيل الله فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه هو ومسلم من حديث غندر عن شعبة

18326 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا سعدان بن نصر المخرمي ثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن شقيق عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رئاء فأي ذلك في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله

18327 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا بن كثير ثنا سفيان ثنا الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره بنحوه رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية

18328 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا محمد بن وهب ثنا بقية ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن أحمد الصيرفي بمرو ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي ثنا حيوة بن شريح الحضرمي ثنا بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي بحرية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله عز و جل وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وباشر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله وأما من غزا فخرا ورئاء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بكفاف لفظ حديث الحضرمي وفي رواية محمد بن وهب قال عن أبي بحرية عبد الله بن قيس وقال في آخره وعصى الإمام ولم ينفق الكريمة لم يرجع بالكفاف

18329 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ببغداد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثني محمد بن أبي الوضاح عن العلاء بن عبد الله بن رافع بن حبان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال : يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو فقال يا عبد الله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا يا عبد الله بن عمرو على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال

18330 - أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الإيادي ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أخبرني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرق الناس عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال له نابل أخو أهل الشام يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد أتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال قاتلت في سبيلك حتى استشهدت قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان عالم وفلان قارئ فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه إلى النار ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها فقال ما تركت من شيء تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين آخرين عن بن جريج

18331 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد النقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد يعني بن سيرين عن أبي العجفاء قال : خطب عمر رضي الله عنه الناس قال وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم هذه قتل فلان شهيدا ومات فلان شهيدا ولعله يكون قد أوقر دفتي راحلته ذهبا أو ورقا يبتغي الدنيا أو قال التجارة فلا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه و سلم من قتل في سبيل الله أو مات فهو في الجنة

18332 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري ثنا عبد الله بن علي الغزال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله بن المبارك ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو توبة الربيع بن نافع عن بن المبارك عن بن أبي ذئب عن القاسم هو بن عباس عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بن مكرز رجل من أهل الشام وفي رواية بن شقيق عن أيوب بن مكرز عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من عرض الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أجر له فسأله الثانية والثالثة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أجر له لفظ حديث بن شقيق قال الشيخ وهذه الأخبار وما أشبهها تحتمل أن تكون فيمن لا ينوي بغزوه إلا الدنيا وما يرجع إلى أسبابها فأما من يبتغي الأجر ويرجو أن يصيب غنيمة فقد

18333 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن بن زغب الإيادي قال نزل بي عبد الله بن حوالة صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وقد بلغنا أنه فرض له في المائتين فأبى إلا مائة قال قلت له أحق ما بلغنا أنه فرض لك في مائتين فأبيت إلا مائة والله ما منعه وهو نازل على أن يقول لا أم لك أولا يكفي بن حوالة مائة كل عام ثم أنشأ يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثنا على أقدامنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي بنا من الجهد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ويستأثروا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم ثم قال ليفتحن لكم الشام ثم لتقسمن كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا حتى أن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي فقال يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك 160

باب ما جاء في السرية تخفق وهو أن تغزو فلا تغنم شيئا
18334 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا العباس بن عبد الله الترقفي ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا حيوة عن أبي هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ح وأخبرنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا حيوة وبن لهيعة قالا ثنا أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم ليس في حديث بن يوسف من الآخرة رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن المقرئ عن حيوة 161
باب تمني الشهادة ومسألتها
18335 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

18336 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وحرملة عن بن وهب وأخرجه أيضا من حديث ثابت عن أنس

18337 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج قال قال سليمان بن موسى حدثنا مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل رضي الله عنه حدثهم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة فقد وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقا ثم مات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران وريحها كالمسك ومن خرج في سبيل الله فعليه طابع الشهداء

18338 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا حجاج بن محمد ثنا بن جريج أخبرني سليمان بن موسى ثنا مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل فذكره : بمثله وكذلك رواه أبو عاصم وروح بن عبادة عن بن جريج

18339 - وقد أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ثنا إبراهيم بن محمد الفزاري عن بن جريج عن سليمان بن موسى عن عبد الله بن مالك بن يخامر عن أبيه مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من سأل الله الشهادة صادقا من قلبه فمات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك

18340 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن سعيد الموصلي ثنا غسان بن الربيع ثنا عبد الرحمن عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة ثم ذكر ما بعده نحو حديث عبد الرزاق 162

باب الشجاعة والجبن
18341 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى ثنا حماد ح وأخبرنا أبو عبد الله قال وثنا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن أيوب أنبأ سليمان بن حرب ومسدد وأبو الربيع وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قالوا ثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس قال وفزع أهل المدينة ليلة فانطلقوا قبل الصوت قال فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم على فرس لأبي طلحة عري ما عليه شيء والسيف في عنقه قال لن تراعوا فإذا هو قد استبرأ الخبر وسبقهم وقال وجدناه بحرا أو قال إنه لبحر قال وكان فرسا ثبطا رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبي الربيع وروينا عن سعد بن أبي وقاص وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يتعوذ من الجبن

18342 - وأخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن البزاز ببغداد قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا المقرئ عن موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يحدث عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع

18343 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا أبو عمرو الضبي ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ شعبة عن أبي إسحاق عن حسان بن فائد عن عمر رضي الله عنه قال : الشجاعة والجبن غرائز في الناس تلقى الرجل يقاتل عمن لا يعرف وتلقى الرجل يفر عن أبيه والحسب المال والكرم التقوى لست بأخير من فارسي ولا عجمي إلا بالتقوى 163 باب فضل الإنفاق في سبيل الله عز و جل 18344 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام باب الريان قال أبو بكر ما على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة وقال يا رسول الله هل يدعى منها كلها أحد فقال نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجه مسلم من أوجه عن الزهري

18345 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا هشام يعني بن حسان عن الحسن عن صعصعة بن معاوية قال : لقيت أبا ذر رضي الله عنه يقود جملا له أو يسوقه في عنقه قربة فقلت يا أبا ذر ما لك قال لي عملي فقلت يا أبا ذر ما لك قال لي عملي ثلاث مرات قال قلت ألا تحدثني شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة يعني من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم وما من مسلم أنفق زوجين من ماله في سبيل الله إلا ابتدرته حجبة الجنة

18346 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا محمد بن عيسى الواسطي ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن منصور ويونس عن الحسن فذكره : بمعناه زاد إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما قبله قلت كيف ذاك قال إن كان رجالا فرجلين وإن كانت إبلا فبعيرين وإن كانت غنما فشاتين

18347 - حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جرير بن حازم عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن غضيف بن الحارث قال سمعت أبا عبيدة رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أنفق نفقة في سبيل الله فاضلة فسبعمائة ومن أنفق على نفسه أو قال على أهله أو عاد مريضا أوأماط أذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فله حطة

18348 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا يزيد بن هارون أنبأ جرير بن حازم ثنا بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف قال يزيد وأخبرنا هشام بن حسان عن واصل مولى أبي عيينة عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف قال دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه الذي مات فيه وعنده امرأته تحيفه ووجهه مما يلي الحائط فقلنا كيف بات أبو عبيدة فقالت بات بأجر فالتفت إلينا فقال ما بت بأجر فساءنا ذلك وسكتنا فقال لا تسألون عما قلت فقلنا ما سرنا ذلك فنسألك عنه فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة ضعف ومن أنفق على نفسه أوأماط أذى عن الطريق أو تصدق بصدقة فحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة

18349 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء أنبأ مهدي بن ميمون ثنا واصل مولى أبي عيينة عن بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن رجل من فقهاء أهل الشام عن عياض بن غطيف ح قال وحدثنا يوسف ثنا أبو الربيع ومحمد بن أبي بكر قالا ثنا حماد بن زيد ثنا واصل مولى أبي عيينة عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة : بهذا الحديث ورواه سليم بن عامر أن غضيف بن الحارث حدثهم عن أبي عبيدة قال الوصب يكفر به من الخطايا قال البخاري الصحيح غضيف بن الحارث الشامي

18350 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن زائدة عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم بناقة مخطومة فقال هي لي يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم لك بها يوم القيامة سبعمائة كلها مخطومة رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة

18351 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وغيره عن بن وهب وأخرجاه كما مضى

18352 - حدثنا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء ثنا أبو العباس الأصم أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ أبي وشعيب بن الليث قالا أنبأ الليث عن بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن سراقة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة

18353 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو العباس الشاذياخي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب : فذكروا الحديث بمثله وزادوا قال وقال الوليد فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال قد بلغني هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فذكرته لمحمد بن المنكدر ولزيد بن أسلم فكلاهما قد قال بلغني هذا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم

18354 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الوراق ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيدة بن حميد ثنا الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه أراد أن يغزو فقال يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عشيرة فليضم أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة فما لأحدنا من ظهر جمل إلا عقبة كعقبة أحدهم قال فضممت إلي اثنين أو ثلاثة ما لي عقبة إلا كعقبة أحدهم 164 باب فضل الذكر في سبيل الله عز و جل 18355 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب وسعيد بن أبي أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الصلاة والصيام والذكر تضاعف على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف

18356 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم أنبأ محمد بن عبد الله أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من قرأ ألف آية في سبيل الله كتبه الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين 165

باب فضل الصوم في سبيل الله
18357 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا إسحاق بن منصور وسلمة بن شبيب قالا ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش الزرقي يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور 166
باب تشييع الغازي وتوديعه
18358 - حدثنا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا محمد بن عثمان التنوخي ثنا الهيثم بن حميد ثنا المطعم بن المقدام عن مجاهد قال : خرجت إلى الغزو فشيعنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فلما أراد فراقنا قال إنه ليس معي ما أعطيكماه ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه وأنا أستودع الله دينكما وأماناتكما وخواتيم أعمالكما

18359 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لأن أشيع مجاهدا في سبيل الله فأكنفه على رحله غدوة أو روحة أحب إلي من الدنيا وما فيها

18360 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن أنبأ إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا أبو الفيض رجل من أهل الشام قال سمعت سعيد بن جابر الرعيني يحدث عن أبيه : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه شيع جيشا فمشى معهم فقال الحمد لله الذي اغبرت أقدامنا في سبيل الله فقيل له وكيف اغبرت وإنما شيعناهم فقال إنا جهزناهم وشيعناهم ودعونا لهم 167

باب ما جاء في حرمة نساء المجاهدين
18361 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن قعنب عن علقمة بن مرثد عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا في أهله إلا نصب له يوم القيامة فقيل هذا خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما ظنكم

18362 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا قعنب التميمي وكان ثقة خيارا : فذكره بنحوه إلا أنه قال فيقال له يا فلان هذا فلان بن فلان خانك فخذ من حسناته ما شئت رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وأخرجه من حديث الثوري ومسعر عن علقمة عن سليمان بن بريدة عن أبيه 168

باب الاستئذان في القفول بعد النهي
18363 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون نسختها التي في النور { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم } وكذلك رواه عطية بن سعد عن بن عباس وبمعناه قال قتادة قال رخص له ههنا بعد ما قال له عفا الله عنك لم أذنت لهم 169
باب الإذن بالقفول وكراهية الطرق قد مضى في ذلك حديث جابر بن عبد الله
وأنس بن مالك وغيرهما في آخر كتاب الحج 18364 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمر بن محمد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم من غزوة قال لا تطرقوا النساء وأرسل من يؤذن الناس أنه قادم الغد 170
باب البشارة في الفتوح
18365 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد عن يحيى عن إسماعيل بن أبي خالد حدثني قيس بن أبي حازم قال قال لي جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا تريحني من ذي الخلصة وكانوا يسمونها كعبة اليمانية قال فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فضرب بيده في صدري حتى أني لأنظر إلى أثر أصابعه في صدري فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا قال فانطلق فكسرها وحرقها بالنار ثم بعث حصين بن ربيعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم يبشره فقال والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها مثل الجمل الأجرب فبارك رسول الله صلى الله عليه و سلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأخرجه مسلم من أوجه عن إسماعيل

18366 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء وأبو الحسن المقرئ قالا أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم خلف عثمان بن عفان وأسامة بن زيد على رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أيام بدر فجاء زيد بن حارثة رضي الله عنه على العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبشارة قال أسامة فسمعت الهيعة فخرجت فإذا زيد قد جاء بالبشارة فوالله ما صدقت حتى رأينا الأسارى فضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم لعثمان رضي الله عنه بسهمه 171

باب ما جاء في إعطاء البشراء
18367 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ عبيد بن عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قائد كعب حين عمي من بنيه قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك : فذكر الحديث بطوله في توبته وإيذان رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله عليه وعلى صاحبيه قال سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أنه قد جاء الفرج فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوبي فكسوتهما إياه ببشراه ووالله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه البخاري عن يحيى بن بكير 172
باب استقبال الغزاة
18368 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو أحمد بن زياد ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم من تبوك خرج الناس يتلقونه إلى ثنية الوداع فخرجت مع الناس وأنا غلام فتلقيناه

18369 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال : خرجت مع الصبيان نتلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك وقال سفيان مرة أذكر مقدم النبي صلى الله عليه و سلم لما قدم من تبوك رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله 173

باب الصلاة إذا قدم من سفر
18370 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن محارب بن دثار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فلما قدمنا المدينة قال لي ادخل المسجد فصل ركعتين رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة وقد مضى سائر الأحاديث التي رويت في آداب السفر في آخر كتاب الحج والأحاديث التي رويت في الإعداد للجهاد في كتاب السبق والرمي وبالله التوفيق 174
باب قتال اليهود
18371 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق إملاء وقراءة أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : تقاتلون اليهود حتى يختبىء أحدهم وراء الحجر فيقول يا عبد الله المسلم هذا يهودي ورائي فاقتله رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن محمد الفروي وأخرجه مسلم من وجه آخر عن نافع 175
باب ما جاء في فضل قتال الروم وقتال اليهود
18372 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا حجاج بن محمد عن فرج بن فضالة عن عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم يقال لها أم خلاد وهي متنقبة تسأل عن بن لها وهو مقتول فقال لها بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة فقالت إن أرزأ ابني فلن أرزأ حيائي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ابنك له أجر شهيدين قالت ولم ذاك يا رسول الله قال لأنه قتله أهل الكتاب 176
باب ما جاء في قتال الذين ينتعلون الشعر وقتال الترك
18373 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا أقواما نعالهم الشعر

18374 - حدثنا أبو محمد أنبأ أبو سعيد ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة رواهما البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان ورواهما مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان ورواه شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد فقال حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه

18375 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا المنيعي ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان فذكر الحديث الأول قال أبو عبد الله يعني محمد بن عباد بلغني : أن أصحاب بابك كانت نعالهم الشعر

18376 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان قوما من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة رواه البخاري في الصحيح عن يحيى عن عبد الرزاق

18377 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا شيبان بن أبي شيبة ثنا جرير هو بن حازم ثنا الحسن ثنا عمرو بن تغلب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم الشعر وتقاتلون قوما عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأبي النعمان عن جرير بن حازم 177

باب ما جاء في النهي عن تهييج الترك والحبشة
18378 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عيسى بن محمد الرملي ثنا ضمرة عن الشيباني عن أبي سكينة رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال قال : دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم

18379 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القاسم بن أحمد البغدادي ثنا أبو عامر عن زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة 178

باب ما جاء في قتال الهند
18380 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بشر بن موسى ثنا خلف عن هشيم عن سيار بن أبي سيار الغنوي ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أبي علي السقاء وأبو الحسين علي بن محمد المقرئ قالا أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا مسدد ثنا هشيم عن سيار أبي الحكم عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوة الهند فإن أدركها أنفق فيها مالي ونفسي فإن استشهدت كنت من أفضل الشهداء وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر زاد المقرئ في روايته ثم قال مسدد سمعت بن داود يقول قال أبو إسحاق الفزاري وددت أني شهدت ما ربد بكل غزوة غزوتها في بلاد الروم

18381 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة وجعفر بن أحمد بن عاصم قالا ثنا هشام بن عمار ثنا الجراح بن مليح البهراني ثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن لقمان بن عامر عن عبد الأعلى بن عدي البهراني عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى بن مريم عليهما السلام 179 باب إظهار دين النبي صلى الله عليه و سلم على الأديان 18382 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله : قال الله تبارك وتعالى { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون }

18383 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد وغيره عن سفيان وأخرجه البخاري ومسلم من حديث يونس وغيره عن الزهري وأخرجاه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه و سلم

18384 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : وذكر الحديث بمثل حديث أبي هريرة رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم ورواه مسلم عن قتيبة عن جرير وروينا في ذلك حديث عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه و سلم في كسرى بمعناه ومن وجه آخر في كسرى وقيصر بمعناه

18385 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ النضر بن شميل أنبأ إسرائيل أنبأ سعد الطائي أنبأ محل بن خليفة عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : بينا أنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قال فيه قال النبي صلى الله عليه و سلم ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت يا رسول الله كسرى بن هرمز قال كسرى بن هرمز قال عدي وكنت ممن افتتح كنوز كسرى بن هرمز رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن الحكم عن النضر بن شميل

18386 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله : ولما أتي كسرى بكتاب النبي صلى الله عليه و سلم مزقة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تمزق ملكه وحفظنا أن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه و سلم ووضعه في مسك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ثبت ملكه

18387 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن ملحان ثنا يحيى ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير عن الليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رجلا بكتابه إلى كسرى فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى خرقه فحسبت أن سعيد بن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يمزقوا كل ممزق رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وغيره

18388 - أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه بن أحمد المروزي قدم علينا بنيسابور ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب إملاء ثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله فلما أن جاء قيصر كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حين قرأه التمسوا لي ههنا أحدا من قومه أسألهم [ ص 178 ] عن رسول الله قال بن عباس فأخبرني أبو سفيان أنه كان بالشام في رجال من قريش قال أبو سفيان فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه فإذا هو في مجلس ملكه وعليه التاج وإذا حوله عظماء الروم فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم انه نبي قال أبو سفيان فقلت أنا اقربهم إليه نسبا قال ما قرابة ما بينك وبينه قال فقلت هو بن عمي قال وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري فقال قيصر أدنوه مني ثم أمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ثم قال لترجمانه قل لأصحابه إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان والله لولا الحياء يومئذ أن يأثر أصحابي عني الكذب كذبت عنه حين سألني عنه ولكن استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته عنه ثم قال لترجمانه قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم قال قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول أحد منكم قبله قال قلت لا قال وهل كنتم تتهمونه عن الكذب قبل أن يقول ما قال قال قلت لا قال فهل من آبائه من ملك قال قلت لا قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم قال قلت بل ضعفاؤهم قال فيزيدون أم ينقصون قال قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قال قلت لا قال فهل يغدر قال قلت لا ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف أن يغدر قال أبو سفيان ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا أنتقصه به لا أخاف أن تؤثر عني غيرها قال فهل قاتلتموه وقاتلكم قال قلت نعم قال فكيف كانت حربكم وحربه قال قلت كانت دولا وسجالا يدال علينا المرة وندال عليه الأخرى قال فماذا يأمركم به قال يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال فقال لترجمانه حين قلت ذلك له قل له إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال هذا القول أحد منكم قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله قلت رجل يأتم بقول قد قيل قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت يطلب ملك آبائه وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا يغدرون وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أن قد فعل وأن حربكم وحربه يكون دولا يدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة وسألتك بماذا يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وهذه صفة نبي قد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم اظن أنه منكم وإن يكن ما قلت حقا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ولو أرجو ان أخلص إليه لتجشمت لقيه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه قال أبو سفيان ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر به فقرىء فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فعليك إثم الأريسيين و { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } قال أبو سفيان فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدري ماذا قالوا وأمر بنا فأخرجنا فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم لقد أمر أمر بن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر يخافه قال أبو سفيان والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن حمزة وأخرجه مسلم من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد قال الشافعي رحمه الله فأغزى أبو بكر رضي الله عنه الشام على ثقة من فتحها لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ففتح بعضها وتم فتحها في زمن عمر رضي الله عنه وفتح عمر رضي الله عنه العراق وفارس قال الشيخ وهذا الذي ذكره الشافعي بين في التواريخ وسياق تلك القصص مما يطول به الكتاب قال الشافعي رضي الله عنه فقد أظهر الله جل ثناؤه دينه الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه و سلم على الأديان بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل وأظهره بأن جماع الشرك دينان دين أهل الكتاب ودين الأميين فقهر رسول الله صلى الله عليه و سلم الأميين حتى واتوه بالإسلام طوعا وكرها وقتل من أهل الكتاب وسبى حتى دان بعضهم الإسلام وأعطى بعض الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه صلى الله عليه و سلم وهذا ظهور الدين كله قال الشافعي رحمه الله وقد يقال ليظهرن الله دينه على الأديان حتى لا يدان الله إلا به وذلك متى شاء الله عز و جل

18389 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال : كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى كسرى وقيصر فأما قيصر فوضعه وأما كسرى فمزقه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أما هؤلاء فيمزقون وأما هؤلاء فستكون لهم بقية قال الشافعي رحمه الله ووعد رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس فتح فارس والشام

18390 - أخبرناه أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة حدثني أبو علقمة يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال قال عبد الله بن حوالة رضي الله عنه : كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشيء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبشروا فوالله لأنا بكثرة الشيء أخوفني عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن وحتى يعطى الرجل المائة فيسخطها قال بن حوالة قلت يا رسول الله ومن يستطيع الشام وبه الروم ذوات القرون قال والله ليفتحها الله عليكم وليستخلفنكم فيها حتى يظل العصابة البيض منهم قمصهم الملحمة اقفاؤهم قياما على الرويجل الأسود منكم المحلوق ما أمرهم من شيء فعلوه وإن بها رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل قال بن حوالة فقلت يا رسول الله اختر لي إن أدركني ذلك قال إني أختار لك الشام فإنه صفوة الله من بلاده وإليه تجتبى صفوته من عباده يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن من صفوة الله من أرضه الشام ألا فمن أبى فليستبق في غدر اليمن فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله قال أبو علقمة فسمعت عبد الرحمن بن جبير يقول فعرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم نعت هذا الحديث في حر بن سهيل السلمي وكان على الأعاجم في ذلك الزمان فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه وإليهم قياما حوله فعجبوا لنعت رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه وفيهم قال أبو علقمة أقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث ثلاث مرات لا نعلم أنه أقسم في حديث مثله وقد مضى في هذا الكتاب عن بن زغب الأيادي عن عبد لله بن حوالة عن النبي صلى الله عليه و سلم ليفتحن لكم الشام ثم لتقسمن كنوز فارس والروم

18391 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار : في قصة خالد بن الوليد حين فرغ من اليمامة قال فكتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة من عبد الله أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خالد بن الوليد والذين معه من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فالحمد لله الذي أنجز وعده ونصر عبده وأعز وليه وأذل عدوه وغلب الأحزاب فردا فإن الله الذي لا إله إلا هو قال { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } وكتب الآية كلها وقرأ الآية وعدا منه لا خلف له ومقالا لا ريب فيه وفرض الجهاد على المؤمنين فقال كتب عليكم القتال وهو كره لكم حتى فرغ من الآيات فاستتموا بوعد الله إياكم وأطيعوه فيما فرض عليكم وإن عظمت فيه المؤنة واستبدت الرزية وبعدت المشقة وفجعتم في ذلك بالأموال والأنفس فإن ذلك يسير في عظيم ثواب الله فاغزوا رحمكم الله في سبيل الله خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم كتب الآية ألا وقد أمرت خالد بن الوليد بالمسير إلى العراق فلا يبرحها حتى يأتيه أمري فسيروا معه ولا تتثاقلوا عنه فإنه سبيل يعظم الله فيه الأجر لمن حسنت فيه نيته وعظمت في الخير رغبته فإذا وقعتم بالعراق فكونوا بها حتى يأتيكم أمري كفانا الله وإياكم مهمات الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الشيخ ثم بين في التواريخ ورود كتابه عليه بالسير إلى الشام وإمداد من بها من أمراء الأجناد وما كان من الظفر للمسلمين يوم أجنادين في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وما كان من خروج هرقل متوجها نحو الروم وما كان من الفتوح بها وبالعراق وبأرض فارس وهلاك كسرى وحمل كنوزه إلى المدينة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

18392 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله : في قوله { ليظهره على الدين كله } قال خروج عيسى بن مريم عليهما السلام

18393 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز و جل : حتى تضع الحرب أوزارها يعني حتى ينزل عيسى بن مريم فيسلم كل يهودي وكل نصراني وكل صاحب ملة وتأمن الشاة الذئب ولا تقرض فأرة جرابا وتذهب العداوة من الأشياء كلها وذلك ظهور الإسلام على الدين كله

18394 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإسفرائيني بن السقاء أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا مسلم بن خالد عن بن أبي نجيح عن مجاهد : في قوله { ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون } قال إذا نزل عيسى بن مريم لم يكن في الأرض إلا الإسلام ليظهره على الدين كله

18395 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني موسى هو بن العباس الجويني ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا } رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق ورواه مسلم عن الحلواني وغيره عن يعقوب

18396 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق الصيدلاني قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال وينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعالى صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء لتكرمة الله هذه الأمة رواه مسلم في الصحيح عن الوليد بن شجاع وغيره عن حجاج

18397 - حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن منصور ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق

18398 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله عز و جل زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض فإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها وإني سألت ربي عز و جل ان لا يهلكهم بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيهلكهم وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فقال يا محمد إني إذا أعطيت عطاء فلا مرد له إني أعطيتك لأمتك أن لا يهلكوا بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يسبي بعضا وبعضهم يفتن بعضا وأنه سيرجع قبائل من أمتي إلى الشرك وعبادة الأوثان وإن من أخوف ما أخاف الآئمة المضلين وأنه إذا وضع السيف فيهم لم يرفع إلى يوم القيامة وأنه سيخرج في أمتي كذابون دجالون قريبا من ثلاثين وأني خاتم الأنبياء لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن معاذ بن هشام

18399 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو بكر القاضي وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال سمعت بن جابر عن سليم بن عامر قال حدثني المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام إما بعز عزيز وإما بذل ذليل إما يعزهم الله فيجعلهم من أهله فيعزوا به وإما يذلهم فيدينون له

18400 - وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا عبد القدوس أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو حدثني سليم بن عامر ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان ثنا صفوان عن سليم بن عامر الكلاعي عن تميم الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز يعز به الإسلام أو ذل ذليل يذل به الكفر

18401 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عبد الله بن حمران ثنا عبد الحميد بن جعفر عن الأسود بن العلاء عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى قلت يا رسول الله إن كنت لأظن أن الله حين أنزل { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله } ان ذلك تام قال إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث خالد بن الحارث وأبي بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر قال الشافعي رحمه الله وكانت قريش تنتاب الشام انتيابا كثيرا وكان كثير من معاشها منه وتأتي العراق فيقال لما دخلت في الإسلام ذكرت للنبي صلى الله عليه و سلم خوفها من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق إذا فارقت الكفر ودخلت في الإسلام خلاف ملك الشام والعراق لأهل الإسلام فقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده فلم يكن بأرض العراق كسرى يثبت له أمر بعده وقال إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده وأجابهم على ما قالوا له وكان كما قال لهم صلى الله عليه و سلم وقطع الله الأكاسرة عن العراق وفارس وقيصر ومن قام بالأمر بعده عن الشام وقال النبي صلى الله عليه و سلم في كسرى مزق ملكه فلم يبق للأكاسرة ملك وقال في قيصر ثبت ملكه فثبت له ملك ببلاد الروم إلى اليوم وتنحى ملكه عن الشام وكل هذا موتفق يصدق بعضه بعضا

18402 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي : فذكر هذا الكلام وما قبله في هذا الباب قال الشيخ رحمه الله وقد روي عن بن عباس في الآية تفسير آخر

18403 - أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله تعالى ليظهره على الدين كله قال يظهر الله نبيه صلى الله عليه و سلم على أمر الدين كله فيعطيه إياه ولا يخفي عليه شيئا منه وكان المشركون يكرهون ذلك 73

كتاب الجزية
( 1
باب من لا تؤخذ منه الجزية من أهل الأوثان
)
قال الشافعي رحمه الله قال الله جل ثناؤه { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } وقال { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله }

18404 - وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله رواه مسلم عن أبي الطاهر وغيره عن بن وهب وأخرجه البخاري في الصحيح من أوجه أخر عن الزهري

18405 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز ثنا عباس بن محمد ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر وعن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله أخرجه مسلم في الصحيح من حديث حفص بن غياث عن الأعمش بالإسنادين جميعا

18406 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عبد الملك بن نوفل عن رجل من مزينة يقال له بن عصام عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث سرية قال إذا سمعتم مؤذنا أو رأيتم مسجدا فلا تقتلوا أحدا

18407 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم المزكي أنبأ أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ليث عن عقيل عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر رضي الله عنه بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب لأبي بكر رضي الله عنهما كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله فقال أبو بكر رضي الله عنه والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر رضي الله عنه للقتال فعرفت أنه الحق أخرجاه في الصحيح عن قتيبة أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله وهذا مثل الحديثين قبله في المشركين مطلقا وإنما يراد به والله أعلم مشركو أهل الأوثان ولم يكن بحضرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا قربه أحد من مشركي أهل الكتاب إلا يهود بالمدينة وكانوا حلفاء الأنصار ولم تكن الأنصار استجمعت أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم إسلاما فوادعت يهود رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم تخرج إلى شيء من عداوته بقول يظهر ولا فعل حتى كانت وقعة بدر فتكلم بعضها بعداوته والتحريض عليه فقتل رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم ولم يكن بالحجاز علمته إلا يهود أو نصارى قليل بنجران وكانت المجوس بهجر وببلاد البربر وفارس نائين عن الحجاز دونهم مشركون أهل الأوثان كثير

18408 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أظنه عن أبيه وكان بن أحد الثلاثة الذين تيب عليهم : أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه و سلم ويحرض عليه كفار قريش في شعره وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم المدينة وأهلها أخلاط منهم المسلمون الذين تجمعهم دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم ومنهم المشركون الذين يعبدون الأوثان ومنهم اليهود وهم أهل الحلقة والحصون وهم حلفاء للحيين الأوس والخزرج فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم المدينة استصلاحهم كلهم وكان الرجل يكون مسلما وأبوه مشرك والرجل يكون مسلما وأخوه مشرك وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤذون رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه أشد الأذى فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم ففيهم أنزل الله جل ثناؤه { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا } إلى آخر الآية وفيهم أنزل الله جل ثناؤه { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا } فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأذى المسلمين أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن معاذ رضي الله عنه أن يبعث رهطا ليقتلوه فبعث إليه سعد بن معاذ محمد بن مسلمة الأنصاري وأبا عبس الأنصاري والحارث بن أخي سعد بن معاذ في خمسة رهط وذكر الحديث في قتله قال فلما قتلوه فزعت اليهود ومن كان معهم من المشركين فغدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أصبحوا فقالوا إنه طرق صاحبنا الليلة وهو سيد من سادتنا فقتل فذكر لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان يقول في أشعاره وينهاهم به ودعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أن يكتب بينه وبينهم وبين المسلمين كتابا ينتهوا إلى ما فيه فكتب النبي صلى الله عليه و سلم بينه وبينهم وبين المسلمين عاما صحيفة كتبها رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت العذق الذي في دار بنت الحارث فكانت تلك الصحيفة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه

18409 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أنه : قال لما أصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشا يوم بدر فقدم المدينة جمع اليهود في سوق قينقاع فقال يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا فأنزل الله عز و جل في ذلك من قولهم قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ببدر وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين إلى قوله لعبرة لأولي الأبصار

18410 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وصالح بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قالا : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم حين فرغ من بدر بشيرين إلى أهل المدينة زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة فلما بلغ ذلك كعب بن الأشرف فقال ويلك أحق هذا هؤلاء ملوك العرب وسادة الناس يعني قتلى قريش ثم خرج إلى مكة فجعل يبكي على قتلى قريش ويحرض على رسول الله صلى الله عليه و سلم 2

باب من يؤخذ منه الجزية من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى
قال الشافعي رحمه الله قال الله جل ثناؤه { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون }

18411 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن سليمان الأنباري ثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين خيرا قال إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين فإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون مثل اعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي كان يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا ان يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم وإذا قاتلت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم وإنكم لا تدرون ما يحكم الله فيهم ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم قال سفيان قال علقمة فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيان فقال حدثني مسلم هو بن هيصم عن النعمان بن مقرن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل حديث سليمان بن بريدة

18412 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه وذكر الحديث زاد فيه وإذا حاصرت أهل حصن وأرادوك على أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة آبائك وذمم أصحابك فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله ولم يذكر إسناد حديث مقاتل رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع دون إسناد مقاتل ورواه عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم وذكر فيه إسناد مقاتل

18413 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي ثنا شعبة حدثني علقمة بن مرثد أن سليمان بن بريدة الأسلمي حدثه عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أو سرية دعاه فأوصاه في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين وذكر الحديث بزيادته في متنه رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن عبد الصمد

18414 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث بن سعد عن جرير بن حازم عن شعبة بن الحجاج : فذكره

18415 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو محمد المزني ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو محمد أحمد بن إسحاق الهروي قالا أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك وأن لا يطوف بالبيت عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الحج الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس في ذلك العام فلم يحج في العام القابل الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة الوداع مشرك وأنزل الله عز و جل في العام الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام إلى قوله عليم حكيم فكان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون فلما حرم الله على المشركين أن لا يقربوا المسجد الحرام وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عنهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها فقال الله تعالى { وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء } ثم أحل في الآية التي تتبعها الجزية ولم تكن تؤخذ قبل ذلك فجعلها عوضا مما منعهم من موافاة المشركين بتجاراتهم فقال { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } فلما أحل الله ذلك للمسلمين عرفوا أنه قد عاضهم أفضل مما كانوا وجدوا عليه مما كان المشركون يوافون به من التجارة رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان إلى قوله حجة الوداع مشرك دون ما بعده وأظنه من قول الزهري

18416 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد : في قوله { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } إلى قوله { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } قال نزل هذا حين أمر النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه بغزوة تبوك

18417 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال : فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى تبوك أتاه يحنة بن روبة صاحب أيلة فصالح رسول الله صلى الله عليه و سلم وأعطاه الجزية وأتاه أهل جربا وأذرح فأعطوه الجزية

18418 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد قال : يقاتل أهل الأوثان على الإسلام ويقاتل أهل الكتاب على الجزية 3

باب من لحق بأهل الكتاب قبل نزول الفرقان
18419 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله { لا إكراه في الدين } قال كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم ناس من أبناء الأنصار فقالت الأنصار يا رسول الله أبناؤنا فأنزل الله عز و جل { لا إكراه في الدين } قال سعيد بن جبير من شاء لحق بهم ومن شاء دخل في الإسلام أخرجه أبو داود في السنن من أوجه عن شعبة ورواه أبو عوانة عن أبي بشر فأرسله

18420 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير : في قوله { لا إكراه في الدين } قال نزلت في الأنصار قلت خاصة قال خاصة كانت المرأة منهم إذا كانت نزرة أو مقلاة تنذر لئن ولدت ولدا لتجعلنه في اليهود تلتمس بذلك طول بقائه فجاء الإسلام وفيهم منهم فلما أجليت النضير قالت الأنصار يا رسول الله أبناؤنا وإخواننا فيهم فسكت عنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت { لا إكراه في الدين } فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خير أصحابكم فإن اختاروكم فهم منكم وإن اختاروهم فأجلوهم معهم 4

باب من قال تؤخذ منهم الجزية عربا كانوا أو عجما
قال الشافعي رحمه الله أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الجزية من أكيدر دومة وهو رجل يقال من غسان أو كندة

18421 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا سهل بن عثمان العسكري ثنا يحيى بن زكريا ثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن أنس بن مالك وعن عثمان بن أبي سليمان : أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة فأخذوه فاتوا به فحقن له دمه وصالحه على الجزية

18422 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا على دومة وكان نصرانيا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لخالد إنك ستجده يصيد البقر فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه منظر العين وفي ليلة مقمرة صافية وهو على سطح ومعه امرأته فأتت البقر تحك بقرونها باب القصر فقالت له امرأته هل رأيت مثل هذا قط قال لا والله قالت فمن يترك مثل هذا قال لا أحد فنزل فأمر بفرسه فأسرج وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان فخرجوا معه بمطارفهم فتلقاهم خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذته وقتلوا أخاه حسان وكان عليه قباء ديباج مخوص بالذهب فاستلبه إياه خالد بن الوليد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل قدومه عليه ثم إن خالدا قدم بالأكيدر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية وخلى سبيله فرجع إلى قريته قال الشافعي رحمه الله وأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الجزية من أهل ذمة اليمن وعامتهم عرب ومن أهل نجران وفيهم عرب

18423 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليمن وأمرني أن آخذ من كل حالم دينارا أو عدله معافر قال يحيى بن آدم وإنما هذه الجزية على أهل اليمن وهم قوم عرب لأنهم أهل كتاب ألا ترى أنه قال لا يفتن يهودي عن يهوديته يعني في روايته عن جرير عن منصور عن الحكم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كتب إلى معاذ بن جبل بذلك

18424 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مصرف بن عمرو اليامي ثنا يونس بن بكير أنبأ أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن بن عباس رضي الله عنهما قال : صالح رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل نجران على ألفي حلة وذكر الحديث

18425 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي قد أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الجزية من أكيدر الغساني ويروون أنه صالح رجالا من العرب على الجزية فأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده من الخلفاء إلى اليوم فقد أخذوا الجزية من بني تغلب وتنوخ وبهراء وخلط من خلط العرب وهم إلى الساعة مقيمون على النصرانية يضاعف عليهم الصدقة وذلك جزية وإنما الجزية على الأديان لا على الأنساب ولولا أن نأثم بتمني باطل وددنا أن الذي قال أبو يوسف كما قال وأن لا يجرى صغار على عربي ولكن الله أجل في أعيننا من أن نحب غير ما قضى به

18426 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا عبد الله بن عمر القرشي حدثني سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع أباه يوم المرج يقول سمعت أبي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل سيمنع الدين بنصارى من ربيعة على شاطئ الفرات ما تركت عربيا إلا قتلته أو يسلم

18427 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق : في قصة ورود خالد بن الوليد من جهة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الحيرة ومحاورة هانئ بن قبيصة إياه فقال خالد أدعوكم إلى الإسلام وإلى أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وحده وأن محمدا عبده ورسوله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتقروا بأحكام المسلمين على أن لكم مثل ما لهم وعليكم مثل ما عليهم فقال هانئ وإن لم أشأ ذلك فمه قال فإن أبيتم ذلك أديتم الجزية عن يد قال فإن أبينا ذلك قال فإن أبيتم ذلك وطئتكم بقوم الموت أحب إليهم من الحياة إليكم فقال هانئ أجلنا ليلتنا هذه فننظر في أمرنا قال قد فعلت فلما أصبح القوم غدا هانئ فقال إنه قد أجمع أمرنا على أن نؤدي الجزية فهلم فلأصالحك فقال له خالد فكيف وأنتم قوم عرب تكون الجزية والذل أحب إليكم من القتال والعز فقال نظرنا فيما يقتل منا فإذا هم لا يرجعون ونظرنا إلى ما يؤخذ منا من المال فقلما نلبث حتى يخلفه الله لنا قال فصالحهم خالد على تسعين الفا 5

باب من زعم أنما تؤخذ الجزية من العجم
18428 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا محمد بن عثمان بن أبي سويد ثنا موسى بن مسعود النهدي ثنا سفيان الثوري ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا طالب وعنده ناس من قريش وعند رأسه مقعد رجل فلما رآه أبو جهل قام فجلس فقال بن أخيك يذكر آلهتنا فقال أبو طالب ما شأن قومك يشكونك قال يا عم أريدهم على كلمة يدين لهم العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية قال ما هي قال شهادة أن لا إله إلا الله فقاموا وقالوا { أجعل الآلهة إلها واحدا } قال ونزل { ص والقرآن ذي الذكر } حتى إذا بلغ { إن هذا لشيء عجاب } لفظ حديث المقرئ 6
باب ذكر كتب أنزلها الله قبل نزول القرآن
قال الله تعالى { أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفي } قال الشافعي رحمه الله وليس يعرف تلاوة كتاب إبراهيم وذكر زبور داود وقال وإنه لفي زبر الأولين

18429 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو وأبو عبد الله الحافظ قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ عمران عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان والقرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان وفيما روى الربيع بن صبيح عن الحسن البصري قال أنزل الله مائة وأربعة كتب من السماء 7

باب المجوس أهل كتاب والجزية تؤخذ منهم
18430 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن أبي سعد سعيد بن المرزبان عن نصر بن عاصم قال قال فروة بن نوفل الأشجعي علام تؤخذ الجزية من المجوس وليسوا بأهل كتاب فقام إليه المستورد فأخذ بلببه فقال يا عدو الله تطعن على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعلى أمير المؤمنين يعني عليا رضي الله عنه وقد أخذوا منهم الجزية فذهب به إلى القصر فخرج علي رضي الله عنه عليهما وقال البدا فجلسا في ظل القصر فقال علي رضي الله عنه : أنا أعلم الناس بالمجوس كان لهم علم يعلمونه وكتاب يدرسونه وإن ملكهم سكر فوقع على ابنته أو أخته فاطلع عليه بعض أهل مملكته فلما صحا جاؤوا يقيمون عليه الحد فامتنع منهم فدعا أهل مملكته فلما أتوه قال تعلمون دينا خيرا من دين آدم وقد كان ينكح بنيه من بناته وأنا على دين آدم ما يرغب بكم عن دينه قال فبايعوه وقاتلوا الذين خالفوهم حتى قتلوهم فأصبحوا وقد أسرى على كتابهم فرفع من بين أظهرهم وذهب العلم الذي في صدورهم فهم أهل كتاب وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما منهم الجزية

18431 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا عمرو محمد بن أحمد العاصمي يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول وهم بن عيينة : في هذا الإسناد ورواه عن أبي سعد البقال فقال عن نصر بن عاصم ونصر بن عاصم هو الليثي وإنما هو عيسى بن عاصم الأسدي كوفي قال بن خزيمة والغلط فيه من بن عيينة لا من الشافعي فقد رواه عن بن عيينة غير الشافعي فقال عن نصر بن عاصم

18432 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع بحالة بن عبدة يقول : كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس فأتاه كتاب عمر رضي الله عنه اقتلوا كل ساحر وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس ولم يكن عمر رضي الله عنه أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذها من مجوس هجر رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان

18433 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة فذكره : بإسناده مختصرا في الجزية قال الشافعي رحمه الله حديث بجالة متصل ثابت وإنه أدرك عمر رضي الله عنه وكان رجلا في زمانه كاتبا لعماله وحديث نصر بن عاصم عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم متصل وبه نأخذ وقد روي من حديث الحجاز حديثان منقطعان بأخذ الجزية من المجوس

18434 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر المجوس فقال ما أدري كيف أصنع في أمرهم فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول سنوا بهم سنة أهل الكتاب

18435 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك ح وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن بن شهاب أنه بلغه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ الجزية من مجوس البحرين وأن عثمان بن عفان رضي الله عنه أخذها من البربر زاد بن وهب في روايته وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذها من مجوس فارس قال الشيخ وبن شهاب إنما أخذ حديثه هذا عن بن المسيب وبن المسيب حسن المرسل كيف وقد انضم إليه ما تقدم

18436 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ الجزية من مجوس هجر وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذها من مجوس السواد وأن عثمان رضي الله عنه أخذها من مجوس بربر

18437 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا يحيى بن حسان ثنا هشيم أنبأ داود بن أبي هند عن قشير بن عمرو عن بجالة بن عبدة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل من الاسبذيين من أهل البحرين وهم مجوس أهل هجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فمكث عنده ثم خرج فسألته ما قضى الله ورسوله فيكم قال شرا قلت مه قال الإسلام أو القتل قال وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قبل منهم الجزية قال بن عباس رضي الله عنهما وأخذ الناس بقول عبد الرحمن بن عوف وتركوا ما سمعت أنا من الأسبذي قال الشيخ رحمه الله نعم ما صنعوا تركوا رواية الأسبذي المجوسي وأخذوا برواية عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على أنه قد يحكم بينهم بما قال الأسبذي ثم يأتيه الوحي بقبول الجزية منهم فيقبلها كما قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

18438 - وقد أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال قال بن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره : أن عمرو بن عوف رضي الله عنه وهو حليف بني عامر بن لؤي كان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدومه فوافت صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآهم وقال أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنه جاء بشيء فقالوا أجل يا رسول الله فقال أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها وتلهيكم كما ألهتهم رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس

18439 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح عن بن شهاب فذكره : بنحوه رواه مسلم في الصحيح عن الحسن الحلواني عن يعقوب بن إبراهيم

18440 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا المعتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الله ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال : بعث عمر رضي الله عنه الناس من أفناء الأمصار يقاتلون المشركين فذكر الحديث في إسلام الهرمزان قال فقال إني مستشيرك في مغازي هذه فأشر علي في مغازي المسلمين قال نعم يا أمير المؤمنين الأرض مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس وإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس وإن شدخ الرأس ذهب الرجلان والجناحان والرأس فالرأس كسرى والجناح قيصر والجناح الآخر فارس فمر المسلمين أن ينفروا إلى كسرى فقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال فندبنا عمر رضي الله عنه واستعمل علينا رجلا من مزينة يقال له النعمان بن مقرن رضي الله عنه وحشر المسلمين معه قال وخرجنا فيمن خرج من الناس حتى إذا دنونا من القوم وأداة الناس وسلاحهم الجحف والرماح المكسرة والنبل قال فانطلقنا نسير وما لنا كثير خيول أو مالنا خيول حتى إذا كنا بأرض العدو وبيننا وبين القوم نهر خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا حتى وقفوا على النهر ووقفنا من حياله الآخر قال يا أيها الناس أخرجوا إلينا رجلا يكلمنا فأخرج إليه المغيرة بن شعبة وكان رجلا قد اتجر وعلم الألسنة قال فقام ترجمان القوم فتكلم دون ملكهم قال فقال للناس ليكلمني رجل منكم فقال المغيرة سل عما شئت فقال ما أنتم فقال نحن ناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء طويل نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرض إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نبينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية فأخبرنا نبينا عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى جنة ونعيم لم ير مثله قط ومن بقي منا ملك رقابكم قال فقال الرجل بيننا وبينكم بعد غد حتى نأمر بالجسر يجسر قال فافترقوا وجسروا الجسر ثم إن أعداء الله قطعوا إلينا في مائة ألف ستون ألفا يجرون الحديد وأربعون ألفا رماة الحدق فأطافوا بنا عشر مرات قال وكنا اثني عشر الفا فقالوا هاتوا لنا رجلا يكلمنا فأخرجنا المغيرة فأعاد عليهم كلامه الأول فقال الملك أتدرون ما مثلنا ومثلكم قال المغيرة ما مثلنا ومثلكم قال مثل رجل له بستان ذو رياحين وكان له ثعلب قد آذاه فقال له رب البستان يا أيها الثعلب لولا أن تنتن حائطي من جيفتك لهيأت ما قد قتلك وأنا لولا أن تنتن بلادنا من جيفتكم لكنا قد قتلناكم بالأمس قال له المغيرة هل تدري ما قال الثعلب لرب البستان قال ما قال له قال قال له يا رب البستان أن أموت في حائطك ذا بين الرياحين أحب إلي من أن أخرج إلى أرض قفر ليس بها شيء وإنه والله لو لم يكن دين وقد كنا من شقاء العيش فيما ذكرت لك ما عدنا في ذلك الشقاء أبدا حتى نشارككم فيما أنتم فيه أو نموت فكيف بنا ومن قتل منا صار إلى رحمة الله وجنته ومن بقي منا ملك رقابكم قال جبير فأقمنا عليهم يوما لا نقاتلهم ولا يقاتلنا القوم قال فقام المغيرة إلى النعمان بن مقرن رضي الله عنه فقال يا أيها الأمير إن النهار قد صنع ما ترى والله لو وليت من أمر الناس مثل الذي وليت منهم لألحقت الناس بعضهم ببعض حتى يحكم الله بين عباده بما أحب فقال النعمان ربما أشهدك الله مثلها ثم لم يندمك ولم يخزك ولكني شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلاة ألا أيها الناس إني لست لكلكم أسمع فانظروا إلى رايتي هذه فإذا حركتها فاستعدوا من أرادأن يطعن برمحه فلييسره ومن أرادأن يضرب بعصاه فلييسر عصاه ومن أراد أن يطعن بخنجره فلييسره ومن أراد أن يضرب بسيفه فلييسر سيفه ألا أيها الناس إني محركها الثانية فاستعدوا ثم إني محركها الثالثة فشدوا على بركة الله فإن قتلت فالأمير أخي وإن قتل أخي فالأمير حذيفة فإن قتل حذيفة فالأمير المغيرة بن شعبة قال وقد حدثني زياد أن أباه قال قتلهم الله فنظرنا إلى بغل موقر عسلا وسمنا قد كدست القتلى عليه فما أشبهه إلا كوما من كوم السمك ملقى بعضه على بعض فعرفت انه إنما يكون القتل في الأرض ولكن هذا شيء صنعه الله وظهر المسلمون وقتل النعمان وأخوه وصار الأمر إلى حذيفة فهذا حديث زياد وبكر

18441 - قال وحدثنا أبو رجاء الحنفي قال : كتب حذيفة إلى عمر رضي الله عنهما أنه أصيب من المهاجرين فلان وفلان وفيمن لا يعرف أكثر فلما قرأ الكتاب رفع صوته ثم بكى وبكى فقال بل الله يعرفهم ثلاثا رواه البخاري في الصحيح مختصرا عن الفضل بن يعقوب عن عبد الله بن جعفر الرقي وفيه دلالة على أخذ الجزية من المجوس والله أعلم فقد كان كسرى وأصحابه مجوسا

18442 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن سنان الواسطي ثنا محمد بن بلال عن عمران القطان عن أبي جمرة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : إن أهل فارس لما مات نبيهم كتب لهم إبليس المجوسية 8

باب الفرق بين نكاح نساء من يؤخذ منه الجزية وذبائحهم
18443 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي قال : كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام فمن أسلم قبل منه ومن أبى ضربت عليه الجزية على أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة هذا مرسل وإجماع أكثر المسلمين عليه يؤكده ولا يصح ما روي عن حذيفة في نكاح مجوسية والرواية في نصارى بني تغلب عن عمر وعلي رضي الله عنهما ترد في موضعها إن شاء الله تعالى 9
باب كم الجزية
18444 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه إلى اليمن وأمره أن يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا ومن كل أربعين بقرة مسنة ومن كل حالم دينارا أو عدله ثوب معافر

18445 - وأخبرنا أبو علي الروذباري ثنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن معاذ رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة ومن كل حالم يعني محتلم دينارا أو عدله من المعافري ثياب تكون باليمن

18446 - قال وحدثنا النفيلي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : مثله قال أبو داود في بعض النسخ هذا حديث منكر بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارا شديدا قال الشيخ إنما المنكر رواية أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ فأما رواية الأعمش عن أبي وائل عن مسروق فإنها محفوظة قد رواها عن الأعمش جماعة منهم سفيان الثوري وشعبة ومعمر وجرير وأبو عوانة ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث وقال بعضهم عن معاذ وقال بعضهم إن النبي صلى الله عليه و سلم لما بعث معاذا إلى اليمن أو ما في معناه وأما حديث الأعمش عن إبراهيم فالصواب كما

18447 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن شقيق عن مسروق والأعمش عن إبراهيم قالا قال معاذ رضي الله عنه : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليمن فأمرني أن آخذ من كل أربعين بقرة ثنية ومن كل ثلاثين تبيعا أو تبيعة ومن كل حالم دينارا أو عدله معافر هذا هو المحفوظ حديث الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن مسروق وحديثه عن إبراهيم منقطع ليس فيه ذكر مسروق وقد روينا عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم

18448 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد أخبرني إسماعيل بن أبي حكيم عن عمر بن عبد العزيز : أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن أن على كل إنسان منكم دينارا كل سنة أو قيمته من المعافر يعني أهل الذمة منهم

18449 - وأخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أخبرني مطرف بن مازن وهشام بن يوسف بإسناد لا أحفظه غير : أنه حسن أن النبي صلى الله عليه و سلم فرض على أهل الذمة من أهل اليمن دينارا كل سنة فقلت لمطرف بن مازن فإنه يقال وعلى النساء أيضا فقال ليس أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ من النساء ثابتا عندنا

18450 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور عن الحكم قال : كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه باليمن على كل حالم أو حالمة دينارا أو قيمته ولا يفتن يهودي عن يهوديته قال يحيى ولم أسمع أن على النساء جزية إلا في هذا الحديث قال الشيخ وهذا منقطع وليس في رواية أبي وائل عن مسروق عن معاذ حالمة ولا في رواية إبراهيم عن معاذ إلا شيئا روى عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ ومعمر إذا روى عن غير الزهري يغلط كثيرا والله أعلم وقد حمله بن خزيمة إن كان محفوظا على أخذها منها إذا طابت بها نفسا ورواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم موصولا وأبو شيبة ضعيف

18451 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحافظ إملاء أنبأ حامد بن شعيب ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو شيبة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه أن من أسلم من المسلمين فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم ومن أقام على يهوديته أو نصرانيته فعلى كل حالم دينار أو عدله من المعافر ذكرا أو أنثى حرا أو مملوكا وفي كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة وفي كل أربعين بقرة مسنة وفي كل أربعين من الإبل ابنة لبون وفيما سقت السماء أوسقي فيحا العشر وفيما سقي بالغرب نصف العشر هذا لا يثبت إلا بهذا الإسناد

18452 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي قال فسألت محمد بن خالد وعبد الله بن عمرو بن مسلم وعددا من علماء أهل اليمن فكلهم حكى لي عن عدد مضوا قبلهم يحكون عن : عدد مضوا قبلهم كلهم ثقة أن صلح النبي صلى الله عليه و سلم لهم كان لأهل ذمة اليمن على دينار كل سنة ولا يثبتون أن النساء كن فيمن يؤخذ منه الجزية وقال عامتهم ولم تؤخذ من زروعهم وقد كانت لهم زروع ولا من مواشيهم شيئا علمناه وقال لي بعضهم قد جاءنا بعض الولاة فخمس زروعهم أو أرادها فأنكر ذلك عليه فكل من وصفت أخبرني أن عامة ذمة أهل اليمن من حمير قال وسألت عددا كثيرا من ذمة أهل اليمن متفرقين في بلدان اليمن فكلهم أثبت لي لا يختلف قولهم أن معاذا أخذ منهم دينارا عن كل بالغ منهم وسموا البالغ حالما قالوا وكان في كتاب النبي صلى الله عليه و سلم مع معاذ أن على كل حالم دينارا

18453 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مسلمة بن علي عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم فرض الجزية على كل محتلم من أهل اليمن دينارا دينارا

18454 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن فذكره وفي آخره وأنه من أسلم من يهودي أو نصراني إسلاما خالصا من نفسه فدان دين الإسلام فإنه من المؤمنين له مالهم وعليه ما عليهم ومن كان على نصرانية أو يهودية فإنه لا يفتن عنها وعلى كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار واف أو عرضه من الثياب فمن أدى ذلك فإن له ذمة الله وذمة رسوله ومن منع ذلك فإنه عدو الله ورسوله والمؤمنين هذا منقطع وليس في الرواية الموصولة

18455 - وروي من وجه آخر منقطعا أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال : هذا كتاب من محمد صلى الله عليه و سلم إلى أهل اليمن فذكر الحديث بنحو من حديث بن حزم

18456 - وأخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه بن أحمد المروزي ثنا أبو عبد الله محمد بن صالح المعافري ثنا أبو يزن الحميري إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عفير بن عبد العزيز بن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن حدثني عمي أحمد بن حبيش بن عبد العزيز حدثني أبي عفير حدثني أبي عبد العزيز حدثني أبي عفير حدثني أبي زرعة بن سيف بن ذي يزن قال كتب إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم كتابا هذا نسخته فذكرها وفيها : ومن يكن على يهوديته أو على نصرانيته فإنه لا يفتن عنها وعليه الجزية على كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار أو قيمته من المعافر وهذه الرواية في رواتها من يجهل ولم يثبت بمثلها عند أهل العلم حديث فالذي يوافق من ألفاظها وألفاظ ما قبلها رواية مسروق مقول به والذي يزيد عليها وجب التوقف فيه وبالله التوفيق

18457 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي الحويرث قال : ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم على نصارى بمكة دينارا لكل سنة

18458 - وأخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن أبي الحويرث : أن النبي صلى الله عليه و سلم ضرب على نصراني بمكة يقال له موهب دينارا كل سنة وأن النبي صلى الله عليه و سلم ضرب على نصارى أيلة ثلاثمائة دينار كل سنة وأن يضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثا وأن لا يغشوا مسلما

18459 - قال وأخبرنا إبراهيم أنبأ إسحاق بن عبد الله : أنهم كانوا ثلاثمائة فضرب عليهم النبي صلى الله عليه و سلم يومئذ ثلاثمائة دينار كل سنة قال الشافعي رحمه الله ثم صالح أهل نجران على حلل يؤدونها إليه فدل صلحه إياهم على غير الدنانير على أنه يجوز ما صولحوا عليه

18460 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مصرف بن عمرو ثنا يونس يعني بن بكير ثنا أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن بن عباس رضي الله عنهما قال : صالح رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل نجران على ألفي حلة النصف في صفر والنصف في رجب يؤدونها إلى المسلمين وعارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا وثلاثين من كل صنف من أصناف السلاح يغزون بها المسلمون ضامنون لها حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد

18461 - قال الشافعي رحمه الله وقد : سمعت بعض أهل العلم من المسلمين ومن أهل الذمة من أهل نجران يذكر أن قيمة ما أخذ من كل واحد أكثر من دينار 10

باب الزيادة على الدينار بالصلح
18462 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله ثنا نافع عن أسلم مولى عمر أنه أخبره : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى أمراء أهل الجزية أن لا يضعوا الجزية إلا على من جرت أو مرت عليهم المواسي وجزيتهم أربعون درهما على أهل الورق منهم وأربعة دنانير على أهل الذهب وعليهم أرزاق المسلمين من الحنطة مدين وثلاثة أقساط زيت لكل إنسان كل شهر ومن كان من أهل الشام وأهل الجزية ومن كان من أهل مصر إردب لكل إنسان كل شهر ومن الودك والعسل شيء لم نحفظه وعليهم من البز التي كان يكسوها أمير المؤمنين الناس شيء لم نحفظه ويضيفون من نزل بهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا لكل إنسان وكان عمر رضي الله عنه لا يضرب الجزية على النساء وكان يختم في أعناق رجال أهل الجزية

18463 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عماله أن لا يضربوا الجزية على النساء والصبيان ولا يضربوها إلا على من جرت عليه المواسي ويختم في أعناقهم ويجعل جزيتهم على رؤوسهم على أهل الورق أربعين درهما ومع ذلك أرزاق المسلمين وعلى أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الشام منهم مدي حنطة وثلاثة أقساط زيت وعلى أهل مصر إردب حنطة وكسوة وعسل لا يحفظه نافع كم ذلك وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا حنطة قال عبيد الله وذكر كسوة لا أحفظها

18464 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا شعبة ح وأخبرنا الشريف أبو الفتح ناصر بن الحسين العمري أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة أخبرني الحكم قال سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فذكره قال ثم أتاه عثمان بن حنيف فجعل يكلمه من وراء الفسطاط يقول والله لئن وضعت على كل جريب من أرض درهما وقفيزا من طعام وزدت على كل رأس درهمين لا يشق ذلك عليهم ولا يجهدهم قال نعم فكان ثمانية وأربعين فجعلها خمسين وروى الشافعي رحمه الله في القديم عن إبراهيم بن سعد عن بن شهاب أن عمر رضي الله عنه كان إذا استغنى أهل السواد زاد عليهم وإذا افتقروا وضع عنهم وهذا منقطع

18465 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي عون محمد بن عبد الله الثقفي قال : وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعني في الجزية على رؤوس الرجال على الغني ثمانية وأربعين درهما وعلى الوسط أربعة وعشرين وعلى الفقير اثني عشر درهما وكذلك رواه قتادة عن أبي مخلد عن عمر وكلاهما مرسل 11

باب الضيافة في الصلح
قد مضى حديث أبي الحويرث عن النبي صلى الله عليه و سلم منقطعا أنه جعل على نصارى أيلة جزية دينار على كل إنسان وضيافة من مر بهم من المسلمين والاعتماد في ذلك على ما

18466 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب الجزية على أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الورق أربعين درهما ومع ذلك أرزاق المسلمين وضيافة ثلاثة أيام

18467 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض على أهل السواد ضيافة يوم وليلة فمن حبسه مرض أو مطر أنفق من ماله قال الشافعي وحديث أسلم بضيافة ثلاث أشبه لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل الضيافة ثلاثا وقد يجوز أن يكون جعلها على قوم ثلاثا وعلى قوم يوما وليلة ولم يجعل على آخرين ضيافة كما يختلف صلحه لهم فلا يرد بعض الحديث بعضا

18468 - أخبرنا محمد بن أبي المعروف الإسفرائيني بها أنبأ أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم ثنا هشام ثنا قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يشترط على أهل الذمة ضيافة يوم وليلة وأن يصلحوا قناطر وإن قتل بينهم قتيل فعليهم ديته وقال غيره عن هشام وإن قتل رجل من المسلمين بأرضهم فعليهم ديته 12

باب ما جاء في الضيافة ثلاثة
أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41