كتاب : الدر المنثور في التفسير بالماثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطير

وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس ، أنه كان يقرأها (وحرث حرج).
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن ابن الزبير أنه قرأ (أنعام وحرث حرج).
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ (بزعمهم) بنصب الزاي فيهما.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن الأنباري في المصاحف عن هرون قال : في قراءة عبد الله (هذه أنعام وحرث حرج).
وأخرج ابن الأنباري عن الحسن أنه كان يقرأ (وحرث حجر) بضم الحاء.
- الآية (139).
- أَخْرَج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر

وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا} قال : اللبن.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا} قال : السائبة والبحيرة {ومحرم على أزواجنا} قال : النساء {سيجزيهم وصفهم} قال : قولهم الكذب في ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا} قال : ألبان البحائر كانت للذكور دون النساء وإن كانت ميتة اشترك فيها ذكرهم وأنثاهم {سيجزيهم وصفهم} أي كذبهم.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا} قال : كانت الشاة إذا
ولدت ذكرا ذبحوه فكان للرجال دون النساء وإن كانت أنثى

تركوها فلم تذبح وإن كانت ميتة كانوا فيه شركاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس وقالوا ما بطون هذه الأنعام الآية قال : اللبن كانوا يحرمونه على إناثهم ويشربونه ذكرانهم كانت الشاة إذا ولدت ذكرا ذبحوه فكان للرجال دون النساء وإن كانت أنثى تركت فلم تذبح وإن كانت ميتة فهم شركاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم ، أنه قرأ (وإن تكن ميتة) بالتاء منصوبة منونة.
وأخرج البخاري في تاريخه عن عائشة قالت : يعمد أحدكم إلى المال فيجعله للذكور من ولده إن هذا إلا كما قال الله {خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا}

- الآية (140).
- أَخْرَج البخاري ، وعَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها} إلى قوله {وما كانوا مهتدين}.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} قال : نزلت فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة كان الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين جارية وتستحبين أخرى فإذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال : أنت علي كأمي إن رجعت إليك ولم تئديها فترسل إلى نسوتها فيحفرن لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبلا دسسنها في حفرتها وسوين عليها التراب

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} قال : هذا صنع أهل الجاهلية كان أحدهم يقتل ابنته مخافة السباء والفاقة ويغذوا كلبه ، وفي قوله {وحرموا ما رزقهم الله} قال : جعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة وحاميا تحكما من الشيطان في أموالهم وجزؤا من مواشيهم وحروثهم فكان ذلك من الشيطان افتراء على الله.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي رزين أنه قرأ (قد ضلوا قبل ذلك وما كانوا مهتدين).
- الآية (141).
أَخْرَج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات} قال : المعروشات ما عرش الناس {وغير معروشات} ما خرج في الجبال والبرية من الثمرات

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {معروشات} قال : بالعيدان والقصب {وغير معروشات} قال : الضاحي.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {معروشات} قال : الكرم خاصة.
وأخرج من وجه آخر عن ابن عباس {معروشات} ما يعرش من الكرم وغير ذلك {وغير معروشات} ما لا يعرش منها.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله {متشابها} قال : في المنظر {وغير متشابه} قال : في المطعم.
وأخرج ابن المنذر والنحاس وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : ما سقط من السنبل.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم

والنحاس والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : نسخها العشر ونصف العشر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن عطية العوفي في قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : كانوا إذا حصدوا وإذا ديس وإذا غربل أعطوا منه شيئا فنسخها العشر ونصف العشر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود في ناسخه ، وَابن المنذر عن سفيان قال : سألت السدي عن هذه الآية {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : هي مكية نسخها العشر ونصف العشر ، قلت له : عمن قال : عن العلماء.
وأخرج النحاس وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : كان هذا قبل أن تنزل الزكاة الرجل يعطي من زرعه ويعلف الدابة ويعطي اليتامى والمساكين ويعطى الضغث

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الضحاك قال : نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر والنحاس وأبو الشيخ والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عمر {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : كانوا يعطون من اعتربهم شيئا سوى الصدقة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عن مجاهد في قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : إذا حصدت فحضرك المساكين فاطرح لهم من السنبل فإذا طيبته وكرسته فحضرك المساكين فاطرح لهم منه فإذا دسته

وذريته فحضرك المساكين فاطرح لهم منه فإذا ذريته وجمعته وعرفت كيله فاعزل زكاته وإذا بلغ النخل فحضرك المساكين فاطرح لهم من التفاريق والبسر فإذا جددته فحضرك المساكين فاطرح لهم منه فإذا جمعته وعرفت كيله فاعزل زكاته.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ميمون بن مهران ويزيد بن الأصم قال : كان أهل المدينة إذا صرموا النخل يجيئون بالعذق فيضعونه في المسجد فيجيء السائل فيضربه بالعصا فيسقط منه ، فهو قوله {وآتوا حقه يوم حصاده}.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حماد بن أبي سليمان في قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : كانوا يطعمون منه رطبا

وأخرج أبو عبيد وأبو داود في ناسخه ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : هو الصدقة من الحب والثمار.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن أنس ، أن رجلا من بني تميم قال : يا رسول الله أنا رجل ذو مال كثير وأهل وولد وحاضره فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع قال تخرج زكاة مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقاربك وتعرف حق السائل والجار والمسكين.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن الشعبي قال : إن في المال حقا سوى الزكاة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية في قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : كانوا يعطون شيئا سوى الزكاة ثم إنهم تباذروا وأسرفوا فأنزل الله {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن أبي جريج قال : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وجد نخلا فقال : لا يأتيني اليوم أحد إلا أطعمته فأطعم حتى أمسى وليست له ثمرة فأنزل الله {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال : ليس شيء أنفقته في طاعة الله إسرافا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : لو أنفقت مثل أبي قيس ذهبا في طاعة الله لم يكن إسرافا ولو أنفقت صاعا في معصية الله كان إسرافا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله {ولا تسرفوا} قال : لا تمنعوا الصدقة فتعصوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عون بن عبد الله في قوله {إنه لا يحب

المسرفين} قال : الذي يأكل مال غيره.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : عشورة ، وقال للولاة {ولا تسرفوا} لا تأخذوا ما ليس لكم بحق {إنه لا يحب المسرفين} فأمر هؤلاء أن يؤدوا حقه وأمر الولاة أن لا يأخذوا إلا بالحق.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {ولا تسرفوا} قال : لا تعطوا أموالكم وتقعدوا فقراء.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب في قوله {كلوا من ثمره إذا أثمر} قال : من رطبه وعنبه وما كان فإذا كان يوم الحصاد فأعطوا حقه يوم حصاده {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} قال : السرف أن لا يعطى في حق.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير عن أبي بشر قال : أطاف

الناس باياس بن معاوية فقالوا : ما السرف قال : ما تجاوزت به أمر الله فهو سرف ، قال سفيان ابن حسين : وما قصرت به عن أمر الله فهو سرف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : الصدقة التي
فيه ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سن فيما سقت السماء أو العين السائحة أو سقى النيل أو كان بعلا : العشر كاملا وفيما سقى بالرشا نصف العشر وهذا فيما يكال من الثمر ، قال : وكان يقال : إذا بلغت الثمرة خمسة أوسق وهو ثلثمائة صاع فقد حقت فيه الزكاة ، قال : وكانوا يستحبون أن يعطى مما لا يكال من الثمرة على نحو ما يكال منها.
وأخرج ابن أبي حاتم والنحاس ، وَابن عدي والبيهقي في "سُنَنِه" عن أنس بن مالك {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : الزكاة المفروضة

وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {وآتوا حقه يوم حصاده} يعني الزكاة المفروضة يوم يكال ويعلم كيله.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه والبيهقي ، عَن طاووس {وآتوا حقه يوم حصاده} قال : الزكاة.
- الآية (142).
- أَخْرَج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد وأبو عبيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : الحمولة ما حمل عليه من الإبل والفرش صغار الإبل التي لا تحمل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : الحمولة الكبار من الإبل والفرش الصغار من الإبل

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {ومن الأنعام حمولة وفرشا} قال : الإبل خاصة والحمولة ما حمل عليه والفرش ما أكل منه.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل {حمولة وفرشا} قال : الفرش الصغار من الأنعام ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم : أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول : ليتني كنت قبل ما قد رآني * في قلال الجبال أرعى الحمولا.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الحمولة الإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه والفرش الغنم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية في قوله {حمولة وفرشا} قال : الحمولة الإبل والبقر والفرش الضان والمعز.
- الآية (143 - 144).

-.
أَخْرَج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" من طرق عن ابن عباس قال : الأزواج الثمانية من الإبل والبقر والضان والمعز.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ثمانية أزواج} الآية ، يقول : أنزلت لكم ثمانية أزواج الآية من هذا الذي عددن ذكرا وأنثى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ثمانية أزواج} قال : الذكر والأنثى زوجان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {ثمانية أزواج} قال : في شأن ما نهى الله عنه عن البحيرة والسائبة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم قال : الجاموس والبختي من الأزواج الثمانية

وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله {ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين} قال : فهذه أربعة أزواج {قل آلذكرين حرم أم الأنثيين} يقول : لم أحرم شيئا من ذلك {أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين} يعني هل تشتمل الرحم إلا على ذكر أو أنثى فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا {نبئوني بعلم إن كنتم صادقين} يقول : كله حلال : يعني ما تقدم ذكره مما حرمه أهل الجاهلية.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله {أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين} قال : ما حملت الرحم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {آلذكرين حرم} الآية ، قال : إنما ذكر هذا من أجل ما حرموا من الأنعام وكانوا يقولون : الله أمرنا بهذا ، فقال الله {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم}.
- الآية (145).

- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، عَن طاووس قال : إن أهل الجاهلية كانوا يحرمون أشياء ويستحلون أشياء فنزلت {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو داود ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا فبعث الله نبيه وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه فما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو منه ثم تلا هذه الآية {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} إلى آخر الآية.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن عباس أنه تلا هذه الآية {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} فقال : ما خلا هذا فهو حلال.
وأخرج البخاري وأبو داود ، وَابن المنذر والنحاس وأبو الشيخ عن عمرو بن دينار قال : قلت لجابر بن زيد : إنهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر فقال : قد كان يقول ذلك الحكم بن عمر والغفاري عندنا بالبصرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبى ذلك البحر بن

عباس وقرأ {قل لا أجد فيما أوحي إلي} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ليس من الدواب شيء حرام إلا ما حرم الله في كتابه {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية.
وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عمر ، أنه سئل عن أكل القنفذ فقرأ {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية ، فقال شيخ عنده : سمعت أبا هريرة يقول : ذكر عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال خبيث من الخبائث ، فقال ابن عمر : إن كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قاله فهو كما قال.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن عائشة ، أنها كانت إذا سئلت عن كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير تلت {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية.
وأخرج أحمد والبخاري والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس ، إن شاة السودة بنت زمعة ماتت

فقالت : يا رسول الله ماتت فلانة - تعنى الشاة - قال : فلولا أخذتم مسكها قالت : يا رسول الله أنأخذ مسك شاة قد ماتت ، فقرأ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قل {لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة} وإنكم لا تطعمونه وإنما تدبغونه حتى تنتفعوا به فأرسلت إليها فسلختها ثم دبغته فاتخذت منه قربة حتى تخرقت عندها.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس ، أنه قرأ هذه الآية {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة} إلى آخر الآية ، وقال : إنما حرم من الميتة ما يؤكل منها وهو اللحم فإما الجلد والقد والسن والعظم والشعر والصوف فهو حلال.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية إذا ذبحوا

أودجوا الدابة وأخذوا الدم فأكلوه قالوا : هو دم مسفوح.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال : حرم الدم ما كان مسفوحا فأما لحم يخالطه الدم فلا بأس به.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال : لولا هذه الآية {أو دما مسفوحا} لاتبع المسلمون من العروق ما تتبع منه اليهود.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أو دما مسفوحا} قال : المسفوح الذي يهراق ولا بأس بما كان في العروق منها.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال :
جاء رجل إلى ابن عباس فقال له : آكل الطحال قال : نعم ، قال : إن عامتها دم قال : إنما حرم الله الدم المسفوح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن أبي مجلز ، في الدم يكون في

مذبح الشاة أو الدم يكون على أعلى القدر قال : لا بأس إنما نهى عن الدم المسفوح.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عمر وعائشة قالا : لا بأس بأكل كل ذي شيء إلا ما ذكر الله في هذه الآية {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي ، أنه سئل عن لحم الفيل والأسد فتلا قل {لا أجد فيما أوحي إلي} الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن ابن الحنفية ، أنه سئل عن أكل الجريت فقال {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أنه سئل عن ثمن الكلب والذئب والهر وأشباه ذلك فقال {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} المائدة الآية 101 كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون أشياء فلا يحرمونه وإن الله أنزل كتابا فأحل فيه حلالا وحرم حراما وأنزل في

كتابه {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير}.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن ابن عمر قال نهى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي ثعلبة قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الأهلية.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال : أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال : أفنيت الحمر فأمر مناديا فنادى في الناس : إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم

وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه عن أبي ثعلبة الخشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع.
وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن ماجة عن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير.
وأخرج أبو داود عن خالد بن الوليد قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فأتوا اليهود فشكوا أن الناس قد أشرفوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها حرام عليكم حمير الأهلية وخيلها وبغالها وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير.
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه ، عَن جَابر قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر الحمر الأنسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير والمجثمة والحمار الأنسي

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه عن أبي هريرة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حرم يوم خيبر كل ذي ناب من السباع وحرم المجثمة والخلسة والنهبة.
وأخرج الترمذي عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن كل ذي ناب من السبع وعن كل ذي مخلب من الطير وعن لحم الحمر الأهلية.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن مكحول قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وعن الحبالى أن يقربن وعن بيع المغانم - يعني حتى تقسم - وعن أكل كل ذي ناب من السباع.
وأخرج ابن أبي شيبة من طريق القاسم ومكحول عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن أكل الحمار الأهلي وعن أكل كل ذي ناب من السباع وأن توطأ الحبالى حتى تضعن وعن أن تباع السهام حتى تقسم وأن تباع التمرة حتى يبدو صلاحها ولعن يومئذ الواصلة والموصولة

والواشمة والموشومة والخامشة وجهها والشاقة جيبها.
وأخرج أبو داود والترمذي ، وَابن ماجة ، عَن جَابر بن عبد الله أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الهرة وأكل ثمنها.
وأخرج أبو داود عن عبد الرحمن بن شبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحم الضب.
وأخرج مالك والشافعي ، وَابن أبي شيبة والبخاري والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه
عن ابن عمر قال : سئل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن الضب فقال لست آكله ولا أحرمه.
وأخرج مالك والبخاري ومسلم والنسائي ، وَابن ماجه عن خالد بن الوليد أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فأتى بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال : بعض النسوة أخبروا

رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل فقالوا : هو ضب يا رسول الله فرفع يده فقلت : أحرام هو يا رسول الله قال : لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه ، قال خالد : فاجترره فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي ، وَابن ماجه عن ثابت بن وديعة قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش فأصبنا ضبابا فشويت منها ضبا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فأخذ عودا فعد به أصابعه ثم قال إن أمة من بني اسرائيل مسخت دواب في الأرض وإنى لا أدري أي الدواب هي فلم يأكل ولم ينه.
وأخرج أبو داود عن خالد بن الحويرث أن عبد الله بن عمرو كان بالصفاح وأن رجلا جاء بأرنب قد صادها فقال له : ما تقول قال : قد جيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فلم يأكلها ولم ينه عن أكلها وزعم إنها تحيض.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه عن أنس قال : أنفجنا أرنبا ونحن بمر

الظهران فسعى القوم فلغبوا وأخذتها فجئت بها إلى أبي طلحة فذبحها فبعث بوركيها إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقبلها.
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وضعفه ، وَابن ماجه عن خزيمة بن جزى ء السلمي قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الضبع فقال : ويأكل الضبع أحد وسألته عن أكل الذئب قال : ويأكل الذئب أحد فيه خير وفي لفظ لابن ماجه : قلت : يا رسول الله جئتك لأسألك عن أجناس الأرض ما تقول في الثعلب قال : ومن يأكل الثعلب قلت : ما تقول في الضب قال : لا آكله ولا أحرمه ، قلت : ولم يا رسول الله قال : فقدت أمة من الأمم ورأيت خلقا رابني ، قلت : يا رسول الله ما تقول في الأرنب قال : لا آكله ولا أحرمه ، قلت : ولم يا رسول الله قال : نبئت أنها تدمى.
وأخرج ابن ماجه عن ابن عمر قال : من يأكل الغراب وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسقا والله ما هو من الطيبات

وأخرج أبو داود والترمذي من طريق إبراهيم بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حباري.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي موسى قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم دجاج.
وأخرج أبو داود والترمذي وصححه النسائي ، وَابن ماجه عن عبد الرحمن بن أبي عمار قال : قلت لجابر : الضبع أصيد هي قال : نعم ، قلت : آكلها قال : نعم ، قلت : أقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم.
- الآية (146).
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} قال : هو الذي ليس بمنفرج الأصابع يعني ليس بمشقوق الأصابع منها الإبل والنعام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} قال : هو البعير والنعامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {حرمنا كل ذي

ظفر} قال : كان يقال : هو البعير والنعامة في أشياء من الطير والحيتان.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد {حرمنا كل ذي ظفر} قال : كل شيء لم تفرج قوائمه من البهائم وما انفرج أكلته اليهود ، قال : أنفدت قوائم الدجاج والعصافير فيهود تأكله ولم تفرج قائمة البعير خفه ولا خف النعامة ولا قائمة الورينة فلا تأكل اليهود الإبل ولا النعام ولا الورينة ولا كل شيء لم تفرج قائمته كذلك ولا تأكل حمار الوحش.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} قال : الديك منه.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج {حرمنا كل ذي ظفر} قال : كل شيء لم تفرج قوائمه من البهائم وما انفرجت قوائمه أكلوه ولا يأكلون البعير ولا النعامة ولا البط ولا الوزر ولا حمار الوحش.
وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه

وابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوها.
وأخرج ابن مردويه عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها.
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل الله اليهود حرم الله عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها.
وأخرج أبو داود ، وَابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله اليهود ثلاثا إن الله حرم عليهم الشحوم ثلاثا إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها وإن الله لم يحرم على قوم أكل شيء إلا حرم عليهم ثمنه

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس في قوله {ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما} يعني ما علق بالظهر من الشحم {أو الحوايا} هو المبعر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما} قال : حرم الله عليهم الثرب وشحم الكليتين.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : إنما حرم عليهم الثرب وشحم الكلية وكل شحم كان ليس في عظم.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله {إلا ما حملت ظهورهما}
قال : الإلية {أو الحوايا} قال : المبعر {أو ما اختلط بعظم} قال : الشحم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {أو الحوايا} قال : المباعر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {أو الحوايا} قال : المرابض والمباعر {أو ما اختلط بعظم} قال : ما

ألزق بالعظم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : الحوايا المرابض التي تكون فيها الأمعاء تكون وسطها وهي بنات اللبن وهي في كلام العرب تدعى : المرابض.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {أو ما اختلط بعظم} قال : الإلية اختلط شحم الإلية بالعصعص فهو حلال وكل شحم القوائم والجنب والرأس والعين والأذن يقولون قد اختلط ذلك بعظم فهو حلال لهم إنما حرم عليهم الثرب وشحم الكلية وكل شيء كان كذلك ليس في عظم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {ذلك جزيناهم ببغيهم} قال : إنما حرم الله ذلك عليهم عقوبة ببغيهم فشدد عليهم بذلك وما هو بخبيث.
- الآية (147).
-.
وَأخرَج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {فإن كذبوك} قال : اليهود

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : كانت اليهود يقولون في اللحم : إنما حرمه إسرائيل فنحن نحرمه ، فذلك قوله {فإن كذبوك فقل ربكم} الآية ، والله أعلم.
- الآية (148 - 149).
أَخْرَج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله} الآية ، قال : هذا قول قريش : إن الله حرم هذا يعنون البحيرة والسائبة والوصيلة والحام.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس ، أنه قيل له : إن ناسا يقولون : إن الشر ليس بقدر ، فقال ابن عباس : بيننا وبين أهل القدر هذه الآية {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا} إلى قوله {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} قال ابن عباس : والعجز والكيس من القدر

وأخرج أبو الشيخ عن علي بن زيد قال : انقطعت حجة القدرية عند هذه الآية {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة {قل فلله الحجة البالغة} قال : السلطان.
- الآية (150).
أَخْرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {قل هلم شهداءكم} قال : أروني شهداءكم.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {الذين يشهدون أن الله حرم هذا} قال : البحائر والسوائب.
- الآية (151 - 152).
- أَخْرَج الترمذي وحسنه ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال : من سره أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتما فليقرأ هؤلاء الآيات {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى قوله {لعلهم يتقون}

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والحاكم وصححه عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث ثم تلا {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى ثلاث آيات ثم قال : فمن وفى بهن فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء آخذه وإن شاء عفا عنه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو عبيد ، وَابن المنذر عن منذرالثوري قال : قال الربيع بن خيثم : أيسرك أن تلقى صحيفة من محمد صلى الله عليه وسلم بخاتم قلت : نعم ، فقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة الأنعام {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخر الآيات.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن الضريس ، وَابن المنذر عن كعب قال : أول ما نزل من التوراة عشر آيات وهي العشر التي أنزلت من آخر الأنعام {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخرها.
وأخرج أبو الشيخ عن عبيد الله بن عبد الله بن عدي بن الخيار قال : سمع

كعب رجلا يقرأ {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا} فقال كعب : والذي نفس كعب بيده إنها لأول آية في التوراة بسم الله الرحمن الرحيم {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخر الآيات.
وأخرج ابن سعد عن مزاحم بن زفر قال : قال رجل للربيع بن خيثم : أوصني ، قال : ائتني بصحيفة فكتب فيها {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} الآيات ، قال : إنما أتيتك لتوصيني قال : عليك بهؤلاء.
وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن علي بن أبي طالب قال لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج إلى منى وأنا معه وأبو بكر وكان أبو بكر رجلا نسابة فوقف على منازلهم ومضاربهم بمنى فسلم عليهم وردوا السلام وكان في القوم مفروق بن عمرو وهانى ء بن قبيصة والمثنى بن الحارثة والنعمان بن شريك وكان أقرب القوم إلى أبي بكر مفروق وكان مفروق قد غلب عليهم بيانا ولسانا فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إلام تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكريظله بثوبه فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده

لا شريك له وأني رسول الله وأن تأووني وتنصروني وتمنعوني حتى أؤدي حق الله الذي أمرني به فإن قريشا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد ، قال له : وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا} إلى قوله {تتقون} فقال له مفروق : وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش فو الله ما هذا من كلام أهل الأرض ولو كان من كلامهم لعرفناه فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} النحل الآية 90 الآية ، فقال له مفروق : دعوت - والله - يا قرشي إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك وقال هانى ء بن قبيصة : قد سمعت مقالتك واستحسنت قولك يا أخا قريش ويعجبني ما تكلمت به ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم - يعني أرض فارس
وأنهار كسرى - ويفرشكم بناتهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال له النعمان بن شريك : اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش - فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا} الأحزاب الآية 45 الآية ، ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا على يد

أبي بكر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن قتادة {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} قال : من خشية الفاقة ، قال : وكان أهل الجاهلية يقتل أحدهم ابنته مخافة الفاقة عليها والسبا {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} قال : سرها وعلانيتها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} قال : خشية الفقر {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} قال : كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنا بأسا في السر ويستقبحونه في العلانية فحرم الله الزنا في السر والعلانية.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها} قال : العلانية {وما بطن} قال : السر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هن فواحش وفيهن عقوبة

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي حازم الرهاوي أنه سمع مولاه يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مسئله الناس من الفواحش.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن جابر قال : بلغني من الفواحش التي نهى الله عنها في كتابه تزويج الرجل المرأة فإذا نفضت له ولدها طلقها من غير ريبة.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها} قال : نكاح الأمهات والبنات {وما بطن} قال : الزنا.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها} قال : ظلم الناس {وما بطن} قال : الزنا والسرقة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {ولا تقتلوا النفس} يعني نفس المؤمن التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
وأخرج أحمد والنسائي ، وَابن قانع والبغوي والطبراني

وابن مردويه عن سلمة بن قيس الأشجعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ألا إنما هي أربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا فما أنا باشح عليهن مني إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطيه في قوله {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} قال : طلب التجارة فيه والربح فيه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} قال : يبتغي لليتيم في ماله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {ولا تقربوا مال اليتيم إلا

بالتي هي أحسن} قال : التي هي أحسن أن يأكل بالمعروف إن افتقر وإن استغنى فلا يأكل ، قال الله {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} النساء الآية 6 فسئل عن الكسوة فقال : لم يذكر الله كسوة وإنما ذكر الأكل.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة {ولا تقربوا مال اليتيم} قال : ليس له أن يلبس من ماله قلنسوة ولا عمامة ولكن يده مع يده.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله {حتى يبلغ أشده} قال : الأشد الحلم إذا كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن قيس في قوله {حتى يبلغ أشده} قال : خمس عشرة سنة.
وأخرج أبو الشيخ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، أنه كان يقول في هذه الآية : الأشد الحلم لقوله {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} النساء الآية 6.
وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال : الأشد : الحلم.
وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن المسيب قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {أوفوا المكيال والميزان بالقسط} {لا نكلف نفسا إلا وسعها} فقال : من أوفى على يديه في الكيل والميزان والله يعلم صحة نيته بالوفاء

فيهما لم يؤاخذ وذلك تأويل وسعها.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله {وأوفوا الكيل والميزان بالقسط}
يعني بالعدل {لا نكلف نفسا إلا وسعها} يعني إلا طاقتها.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله {بالقسط} قال : بالعدل.
وأخرج الترمذي وضعفه ، وَابن عدي ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر التجار إنكم قد وليتم أمرا هلكت فيه الأمم السالفة قبلكم : الميكال والميزان.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقص قوم الميكال والميزان إلا سلط الله عليهم الجوع.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله {وإذا قلتم فاعدلوا} قال : قولوا الحق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} يعني ولو كان قرابتك فقل فيه الحق.
- الآية (153).

- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} قال : اعلموا إنما السبيل سبيل واحد جماعة الهدى ومصيره الجنة وإن إبليس اشترع سبلا متفرقة جماعها الضلالة ومصيرها النار.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والنسائي والبزار ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال : وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.
وأخرج أحمد ، وَابن ماجة ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله قال كنا جلوسا عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فخط خطا هكذا أمامه فقال : هذا سبيل الله وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال : هذا سبيل الشيطان ، ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه} الآية

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن ابن مسعود أن رجلا سأله ما الصراط المستقيم قال : تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه الجنة وعن يمينه جواد وعن شماله جواد وثم رجال يدعون من مر بهم فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار ومن أخذ على الصراط المستقيم انتهى به إلى الجنة ثم قرأ ابن مسعود {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه} الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا تتبعوا السبل} قال : الضلالات.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {ولا تتبعوا السبل} قال : البدع والشبهات.
- الآية (154).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {تماما على الذي أحسن} قال : على المؤمنين المحسنين

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر في قوله {تماما على الذي أحسن} قال : تماما لما قد كان من إحسانه إليه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {تماما على الذي أحسن} قال : تماما لنعمه عليهم وإحسانه إليهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {تماما على الذي أحسن} قال : من أحسن في الدنيا تمم الله ذلك له في الآخرة ، وفي لفظ : تمت له كرامة الله يوم القيامة ، وفي قوله {وتفصيلا لكل شيء} أي تبيانا لكل شيء وفيه حلاله وحرامه.
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن هرون قال : قراءة الحسن تماما على المحسنين.
وأخرج ابن الأنباري عن هرون قال : في قراءة عبد الله تماما على الذين أحسنوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وتفصيلا لكل شيء} قال : ما أمروا به وما نهوا عنه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : لما ألقى موسى الألواح لفي الهدى

والرحمة وذهب التفصيل.
- الآية (155).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} قال : هو القرآن الذي أنزله الله على محمد {فاتبعوه واتقوا} يقول : فاتبعوا ما أحل فيه واتقوا ما حرم.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد ، وَابن الضريس ومحمد بن نصر والطبراني عن ابن مسعود قال : إن هذا القرآن شافع مشفع وما حل مصدق من جعله أماما قاده إلى الجنة ومن جعل خلفه ساقه إلى النار.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن الضريس عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يمثل القرآن يوم القيامة رجلا فيؤتى

الرجل قد حمله فخالف أمره فيقف له خصما فيقول : يا رب حملته إياي فبئس حاملي تعدى حدودي وضيع فرائضي وركب معصيتي وترك طاعتي فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال : فشأنك فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار ويؤتى بالرجل الصالح قد كان حمله وحفظ أمره فيتمثل له خصما دونه فيقول : يا رب حملته إياي فحفظ حدودي وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي واتبع طاعتي فما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال له : شأنك به فيأخذ بيده فما يرسله حتى يلبسه حلة الإستبرق ويعقد عليه تاج الملك ويسقيه كأس الخمر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن الضريس عن أبي موسى الأشعري قال : إن هذا القرآن كائن لكم ذكرا وكائن عليكم وزرا فتعلموه واتبعوه فإنكم إن تتبعوا القرآن يورد بكم رياض الجنة وإن يتبعكم القرآن يزج في أقفائكم حتى يوردكم إلى النار.
- الآية (156 - 157).

- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا} قال : اليهود والنصارى خاف أن تقوله قريش.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {على طائفتين من قبلنا} قال : هم اليهود والنصارى {وإن كنا عن دراستهم} قال : تلاوتهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم} قال : هذا قول كفار العرب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {فقد جاءكم بينة من ربكم} يقول : قد جاءتكم بينة لسان عربي مبين حين لم يعرفوا دراسة الطائفتين.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وصدف عنها} قال : أعرض عنها

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك في قوله {يصدفون} قال : يعرضون.
- الآية (158).
أَخْرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} قال : عند الموت {أو يأتي ربك} قال : يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} قال : بالموت {أو يأتي ربك} قال : يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {أو يأتي ربك} قال : يوم القيامة في ظلل من الغمام.
أخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد في مسنده والترمذي وأبو يعلى ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {يوم يأتي بعض آيات ربك} قال طلوع الشمس من مغربها.
وأخرج الطبراني ، وَابن عدي ، وَابن مردويه عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {يوم يأتي بعض آيات ربك} قال طلوع الشمس من مغربها

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي سعيد الخدري {يوم يأتي بعض آيات ربك} قال : طلوع الشمس من مغربها.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد والطبراني عن ابن مسعود في قوله {يوم يأتي بعض آيات ربك} قال : طلوع الشمس من مغربها.
وأخرج سعيد بن منصور والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود {يوم يأتي بعض آيات ربك} قال : طلوع الشمس والقمر من مغربهما مقترنين كالبعيرين القرينين ثم قرأ {وجمع الشمس والقمر} القيامة الآية 9.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {يوم يأتي بعض آيات ربك} قال : طلوع الشمس من مغربها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وعبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وأبو

داود والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن المنذر وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها ثم قرأ الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال ثلاث إذا خرجت لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ، الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود ، وَابن ماجه ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي عن عبد الله بن عمرو قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها ثم

قال عبد الله وكان قرأ الكتب : وأظن
أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها وذلك أنها كلما خرجت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فيأذن لها في الرجوع حتى إذا بدا لله أن تطلع عن مغربها فعلت كما كانت تفعل أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء ثم تستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شيء حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت : رب ما أبعد المشرق من لي بالناس حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها : من مكانك فاطلعي ، فطلعت على الناس من مغربها ثم تلا عبد الله هذه الآية {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}.
وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ما آية طلوع الشمس من مغربها فقال : تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين فبينما الذين كانوا يصلون فيها فيعملون كما كانوا

والنجوم لا ترى قد قامت مقامها ثم يرقدون ثم يقومون فيعملون ثم يرقدون ثم يقومون فيطل عليهم جنونهم حتى يتطاول عليهم الليل فيفزع الناس ولا يصبحون فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذا هي طلعت من مغربها فإذا رآها الناس آمنوا ولا ينفعهم إيمانهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر قال : كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار وعليه بردعة وقطيفة وذاك عند غروب الشمس فقال : يا أبا ذر أتدري أين تغيب هذه قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخر لربها ساجدة تحت العرش فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد أن يطلعها من حيث تغرب حبسها فتقول : يا رب إن سيري بعيد فيقول لها : اطلعي من

حيث غربت ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} فهو آية لا ينفع مشركا إيمانه عند الآيات وينفع أهل الإيمان عند الآيات إن كانوا اكتسبوا خيرا قبل ذلك قال
ابن عباس : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية من العشيات فقال لهم يا عباد الله توبوا إلى الله بقراب فإنكم توشكون أن تروا الشمس من قبل المغرب فإذا فعلت ذلك حبست التوبة وطوى العمل وختم الإيمان ، فقال الناس : هل لذلك من آية يا رسول الله فقال : آية تلكم الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال فيستيقظ الذين يخشون ربهم فيصلون له ثم يقضون صلاتهم والليل كأنه لم ينقض فيضطجعون حتى إذا استيقظوا والليل مكانه فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكون ذلك بين يدي أمر عظيم فإذا أصبحوا فطال عليهم طلوع الشمس فبينما هم ينتظرونها إذ طلعت عليهم من قبل المغرب فإذا فعلت ذلك لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت قبل ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {يوم

يأتي بعض آيات ربك} الآية ، قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخان ودابة الأرض وخويصة أحدكم وأمر العامة ، القيامة ذكر لنا أن قائلا قال : يا نبي الله ما آية طلوع الشمس من مغربها قال : تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين ، فيقوم المتهجدون لحينهم الذي كانوا يصلون فيه فيصلون حتى يقضوا صلاتهم والنجوم مكانها لا تسري ثم يأتون فرشهم فيرقدون حتى تكل جنوبهم ثم يقومون فيصلون حتى يتطاول عليهم الليل فيفزع الناس ثم يصبحون ولا يصبحون إلا عصرا عصرا فبينما هم ينتظرونها من مشرقها إذ فجئتهم من مغربها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} قال : لا ينفعها الإيمان إن آمنت ولا تزداد في عمل إن لم تكن عملته.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {أو كسبت في إيمانها خيرا} يقول : كسبت في تصديقها عملا صالحا هؤلاء أهل القبلة وإن كانت مصدقة لم تعمل قبل ذلك خيرا فعملت بعد أن رأت الآية لم يقبل منها وإن عملت قبل الآية خيرا ثم عملت بعد الآية خيرا قبل منها

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله {أو كسبت في إيمانها خيرا} يعني المسلم الذي لم يعمل في إيمانه خيرا وكان قبل الآية مقيما على الكبائر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عبد الله بن عمر وقال : يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما الآيات خرزات منظومات في سلك انقطع السلك فتبع بعضها بعضا.
وأخرج الحاكم وصححه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الإمارات خرزات منظومات بسلك فإذا انقطع السلك تبع بعضه.
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم عن ابن عمرو عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال الآيات خرز منظومات في سلك يقطع السلك فيتبع بعضها بعضا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال : لو أن رجلا ارتبط فرسا في سبيل الله فأنتجت مهرا منذ أول الآيات ما ركب المهر حتى يرى آخرها

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال : إذا رأيتم أول الآيات تتابعت.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي هريرة قال : الآيات كلها في ثمانية أشهر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي العالية قال : الآيات كلها في ستة أشهر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال : إن الشمس إذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت فيؤذن لها حتى إذا كان يوما غربت فسلمت وسجدت واستأذنت فلا يؤذن لها فتقول : يا رب إن المشرق بعيد وإني إن لا يؤذن لي لا أبلغ قال : فتحبس ما شاء الله ثم يقال لها ، اطلعي من حيث غربت فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل الآية.
وأخرج البيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : الآية التي لا ينفع نفسا إيمانها إذا طلعت الشمس من مغربها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه عن عبد الله بن أبي أوفى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليأتين على الناس ليلة بقدر ثلاث ليال من لياليكم هذه فإذا كان ذلك يعرفها المصلون يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم فبينما هم كذلك ماج الناس بعضهم في بعض

فقالوا : ما هذا فيفزعون إلى المساجد فإذا هم بالشمس قد طلعت من مغربها فضج الناس ضجة واحدة حتى إذا صارت في وسط السماء رجعت طلعت من مطلعها وحينئذ لا ينفع نفسا إيمانها.
وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن ماجه والطبراني ، وَابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي ، وَابن مردويه عن صفوان بن عسال عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل بالمغرب بابا عرضه سبعون عاما مفتوحا للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من مغربها قبله فذلك قوله {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها} ولفظ ابن ماجة : فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
وأخرج الطبراني عن صفوان بن عسال قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ يحدثنا أن للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {يوم يأتي بعض آيات ربك} الآية

وأخرج عبد الرزاق وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والطبراني عن ابن مسعود قال : التوبة معروضة على ابن آدم ما لم يخرج إحدى ثلاث ، مالم تطلع الشمس من مغربها أو تخرج الدابة أو يخرج يأجوج ومأجوج ، وقال : مهما يأت عليكم عام فالآخر شر.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود والنسائي عن معاوية بن أبي سفبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها.
وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان ، وَابن مردويه من طريق مالك بن يخامر السكسكي عن عبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الهجرة خصلتان ، إحداهما أن تهجر السيئات والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله ولا تنقطع الهجرة ما تقبل التوبة ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : مضت الآيات غير أربعة ، الدجال والدابة ويأجوج وطلوع
الشمس من مغربها والآية التي يختم الله بها الأعمال ، طلوع الشمس من مغربها ثم قرأ {يوم يأتي بعض آيات ربك} الآية ، قال : فهي طلوع الشمس من مغربها.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة تطلع الشمس من مغربها يصير في هذه الأمة قردة وخنازير وتطوى الدواوين وتجف الأقلام لا يزاد في حسنه ولا ينقص من سيئه ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عائشة قالت : إذا خرج أول الآيات طرحت الأقلام وطويت الصحف وحبست الحفظة وشهدت الأجساد على الأعمال.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن أبي هريرة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالأعمال ستا ، طلوع ا

لشمس من مغربها والدجال والدخان ودابة الأرض وخويصة أحدكم وأمر العامة ، قال قتادة : خويصة أحدكم : الموت ، وأمر العامة : أمر الساعة.
وأخرج ابن ماجه عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالأعمال ستا ، طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض والدجال وخويصة أحدكم وأمر العامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العظائم سبع مضت واحدة وهي الطوفان وبقيت فيكم ست ، طلوع الشمس من مغربها والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج والصور.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يلتقي الشيخان الكبيران فيقول أحدهما لصاحبه : متى ولدت فيقول : زمن طلعت الشمس من مغربها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : كنا نحدث أن الآيات يتتابعن تتابع النظام في الخيط عاما فعاما.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن عمرو قال : الآيات خرزات منظومات في سلك انقطع السلك فتبع بعضهن بعضا.
وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أبي قتادة قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات بعد المائتين.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود قال : إن الناس بعد الآية يصلون ويصومون ويحجون فيتقبل الله ممن كان يتقبل منه قبل الآية ومن لم يتقبل منه قبل الآية لم يتقبل منه بعد الآية.
وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال : يبيت الناس يسرون إلى جمع وتبيت دابة الأرض تسرى إليهم فيصبحون وقد جعلتهم بين رأسها وذنبها فما من مؤمن إلا تمسحه ولا منافق ولا كافر إلا تخطمه وإن التوبة لمفتوحة ثم يخرج الدخان فيأخذ المؤمن منه كهيئة الزكمة ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالشيء الخفيف وإن التوبة لمفتوحة ثم تطلع الشمس من مغربها

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن حذيفة بن أسيد قال : أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من علية ونحن نتذاكر فقال ماذا تذكرون قلنا : نتذاكر الساعة ، قال : فإنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ، الدخان والدجال وعيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاثة خسوف ، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن أو اليمن تطرد الناس إلى المحشر تنزل معهم إذا نزلوا وتقيل معهم إذا قالوا.
وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال : إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعدا وإن من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدتهم إلا الله تعالى منسك وتأويل وتاريس وإن الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم فإذا غربت خرت ساجدة فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها ثم تستأذن فلا يؤذن لها ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول : يا رب إن عبادك ينظروني والمدى بعيد فلا يؤذن لها حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث قيل لها : اطلعي من حيث غربت فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم وهي فيما بلغنا

أول الآيات {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل}
فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يؤخذ منهم ويقال : لو كان بالأمس.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : ذات يوم لجلسائه : أرأيتم قول الله عز وجل {تغرب في عين حمئة} الكهف الآية 86 ماذا يعني بها قالوا : الله أعلم قال : إذا غربت سجدت له وسبحته وعظمته وكانت تحت العرش فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته واستأذنته فيؤذن لها فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته فيقال لها : أثبتي ، فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته فيقال لها : أثبتي ، فتحبس مقدار ليلتين قال : ويفزع إليها المتهجدون وينادي الرجل جاره يا فلان ما شأننا الليلة لقد نمت حتى شبعت وصليت حتى أعيت ثم يقال لها : اطلعي من حيث غربت ، فذاك {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} الآية.
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن ابن عباس قال : خطبنا عمر فقال : أيها الناس سيكون قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم ويكذبون بالدجال ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ويكذبون

بعذاب القبر ويكذبون بالشفاعة ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا.
وأخرج البخاري في تاريخه وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن عساكر عن كعب قال : إذا أراد الله أن تطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب فجعل مشرقها مغربها ومغربها مشرقها.
وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال خلق الله عند المشرق حجابا من الظلمة على البحر السابع على مقدار ليالي الدنيا كلها فإذا كان غروب الشمس أقبل ملك من الملائكة قد وكل بالليل فيقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب ثم يستقبل المغرب فلا يزال يرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلا قليلا وهو يراعي الشفق فإذا غاب الشفق أرسل الظلمة كلها ثم ينشر جناحيه فيبلغان أقطار الأرض وأكناف السماء فيجاوزان ما شاء الله أن يجاوزا في الهواء فيشق ظلمة الليل بجناحيه بالتسبيح والتقديس لله حتى يبلغ المغرب على قدر
ساعات الليل فإذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق ضم جناحه وضم الظلمة بعضها إلى بعض بكفيه حتى بقبض عليها

بكف واحدة مثل قبضته حين تناولها من الحجاب بالمشرق ثم يضعها عند المغرب على البحر السابع فمن هناك تكون ظلمة الليل فإذا حول ذلك الحجاب من المشرق إلى المغرب نفخ في الصور فضوء النهار من قبل الشمس وظلمة الليل من قبل ذلك الحجاب ، فلا تزال الشمس تجري من مطلعها إلى مغربها حتى يأتي الوقت الذي جعله الله لتوبة عباده فتستأذن الشمس من أين تطلع ويستأذن القمر من أين يطلع فلا يؤذن لهما فيحسبان مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر فلا يعرف مقدار حبسهما إلا قليل من الناس وهم بقية أهل الأرض وحملة القرآن يقرأ كل رجل منهم ورده في تلك الليلة حتى إذا فرغ منه نظر فإذا ليلته على حالها فيعود فيقرأ ورده فإذا فرغ منه نظر فإذا الليلة على حالها فيعود فيقرأ ورده فإذا فرغ منه نظر فإذا الليلة على حالها فلا يعرف طول تلك الليلة إلا حملة القرآن فينادي بعضهم بعضا فيجتمعون في مساجدهم بالتضرع والبكاء والصراخ بقية تلك الليلة ومقدار تلك الليلة مقدار ثلاث ليال ثم يرسل الله جبريل عليه السلام إلى الشمس والقمر فيقول : إن الرب عز وجل أمركما أن ترجعا إلى مغربكما فتطلعا منها فإنه لا ضوء لكما ولا نور ، فتبكي الشمس والقمر من خوف يوم القيامة وخوف الموت فترجع الشمس والقمر فتطلعان من مغربهما ، فبينما الناس كذلك يبكون

ويتضرعون إلى الله عز وجل والغافلون في غفلتهم إذ نادى مناد : ألا إن باب التوبة قد أغلق والشمس والقمر قد طلعا من مغربهما فينظر الناس فإذا بهما أسودان كالعكمين لا ضوء لهما ولا نور فذلك قوله {وجمع الشمس والقمر} القيامة الآية 9 فيرتفعان مثل البعيرين المقرونين المعقودين ينازع كل واحد منهما صاحبه استباقا ويتصايح أهل الدنيا وتذهل الأمهات وتضع كل ذات حمل حملها فأما الصالحون والأبرار فإنه ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب لهم عبادة وأما الفاسقون والفجار فلا ينفغهم بكاؤهم يومئذ ويكتب عليهم حسرة فإذا بلغت الشمس والقمر سرة السماء وهو منصفها جاءهما جبريل عليه السلام فأخذ بقرونها فردهما إلى المغرب فلا يغربهما في مغاربهما ولكن يغربهما في باب التوبة.
فقال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وما باب التوبة فقال : يا عمر خلق الله بابا للتوبة خلف المغرب وهو من أبواب الجنة له مصراعان من ذهب مكللان بالبدر والياقوت والجوهر ما بين المصراع إلى المصراع مسيرة أربعين عاما للراكب المسرع فذلك الباب المفتوح منذ خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة عند طلوع

الشمس والقمر من مغاربها ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحا من لدن آدم إلى ذلك اليوم إلا ولجت تلك التوبة في ذلك الباب ثم ترفع إلى الله فقال معاذ بن جبل : يا رسول الله وما التوبة النصوح قال : أن يندم العبد على الذنب الذي أصاب فيهرب إلى الله منه ثم لا يعود إليه حتى يعود اللبن في الضرع ، قال : فيغربهما جبريل في ذلك الباب ثم يرد المصراعين فيلتئم ما بينهما ويصيران كأنهما لم يكن فيهما صدع قط ولا خلل فإذا أغلق باب التوبة لم تقبل لعبد بعد ذلك توبة ولم تنفعه حسنة يعملها بعد ذلك إلا ما كان قبل ذلك فإنه يجري لهم وعليهم بعد ذلك ما كان يجري لهم قبل ذلك فذلك قوله تعالى {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} ، فقال أبي بن كعب : يا رسول الله فداك أبي وأمي فكيف بالشمس والقمر بعد ذلك وكيف بالناس والدنيا ، قال : يا أبي إن الشمس والقمر يكسيان بعد ذلك ضوء النور ثم يطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذلك وأما الناس فإنهم حين رأوا ما رأوا من تلك الآية وعظمها يلحون على الدنيا فيعمرونها ويجرون فيها الأنهار ويغرسون فيها الأشجار ويبنون فيها البنيان فأما الدنيا فإنه لو نتج رجل مهرا لم يركب حتى تقوم الساعة من لدن طلوع الشمس من مغربها إلى يوم ينفخ في

الصور.
وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم في المستدرك وضعفه عن عبد الله بن مسعود عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال بين أذني الدجال أربعون ذراعا وخطوة حماره مسيرة ثلاثة أيام يخوض البحر كما يخوض أحدكم الساقية ويقول : أنا رب العالمين وهذه الشمس تجري بإذني أتريدون أن أحبسها فتحبس الشمس حتى يجعل اليوم كالشهر والجمعة ويقول : أتريدون أن أسيرها فيقولون : نعم ، فيجعل اليوم كالساعة وتأتيه المرأة فتقول : يا رب احي لي أخي وابني وزوجي حتى أنها تعانق شيطانا وبيوتهم مملوءة شياطين ويأتيه الأعرابي فيقول : يا رب أحي لنا إبلنا
وغنمنا فيعطيهم شياطين أمثال إبلهم وغنمهم سواء بالسن والسمة ، فيقولون : لولم يكن هذا ربنا لم يحي لنا موتانا ومعه جبل من فرق وعراق اللحم حار لا يبرد ونهر حار وجبل من جنان وخضرة وجبل من نار ودخان يقول : هذه جنتي وهذه ناري وهذا طعامي وهذا شرابي ، واليسع عليه السلام معه ينذر بالناس يقول : هذا المسيح الكذاب فاحذروه لعنه الله ، ويعطيه الله من السرعة والخفة ما لا يلحقه الدجال فإذا قال : أنا رب العالمين ، قال له الناس :

كذبت ويقول اليسع : صدق الناس ، فيمر بمكة فإذا هو بخلق عظيم فيقول : من أنت فيقول أنا ميكائيل بعثني الله لأمنعه من حرمه ويمر بالمدينة فإذا هو بخلق عظيم فيقول : من أنت فيقول : أنا جبريل بعثني الله لأمنعه من حرم رسوله ، فيمر الدجال بمكة فإذا رأى ميكائيل ولى هاربا ويصيح فيخرج إليه من مكة منافقوها ومن المدينة كذلك ويأتي النذير إلى الذين فتحوا القسطنطينية ومن تألف من المسلمين ببيت المقدس قال : فيتناول الدجال ذلك الرجل فيقول : هذا الذي يزعم أني لا أقدر عليه فاقتلوه فينشر ثم يقول : أنا أحييه قم - ولا يأذن الله لنفس غيرها - فيقول : أليس قد أمتك ثم أحييك الآن ازددت فيك يقينا بشرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك تقتلني ثم أحيا بإذن الله فيوضع على جلده صفائح من نحاس فلا يحيك فيه سلاحهم فيقول اطرحوه في ناري فيحول الله ذلك الجبل على النذير جنانا فيشك الناس فيه ويبادر إلى بيت المقدس فإذا صعد على عقبة أفيق وقع ظله على المسلمين فيوترون قسيهم لقتاله فأقواهم من برك أو جلس من الجوع والضعف ويسمعون النداء : جاءكم الغوث ، فيقولون : هذا صوت رجل شبعان ، وتشرق الأرض بنور ربها وينزل عيسى بن مريم ويقول : يا معشر المسلمين احمدوا ربكم

وسبحوه فيفعلون ويريدون الفرار فيضيق الله عليهم الأرض فإذا أتو باب لد في نصف ساعة فيوافقون عيسى فإذا نظر إلى عيسى يقول : أقم الصلاة ، فيقول الدجال : يا نبي الله قد أقيمت الصلاة ، فيقول : يا عدو الله زعمت أنك رب العالمين فلمن تصلي فيضربه بمقرعة فيقتله فلا يبقى أحد من أنصاره خلف شيء إلا نادى : يا مؤمن هذا دجال فاقتله فيمتعوا أربعين سنة لا
يموت أحد ولا يمرض أحد ويقول الرجل لغنمه ولدوابه : اذهبوا فارعوا وتمر الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة والحيات والعقارب لا تؤذي أحدا والسبع على أبواب الدور لا يؤذي أحدا ويأخذ الرجل المد من القمح فيبدره بلا حرث فيجيء منه سبعمائة مد ، فيمكثون في ذلك حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج فيموجون ويفسدون ويستغيث الناس فلا يستجاب لهم وأهل طور سينا هم الذين فتح الله عليهم فيدعون فيبعث الله دابة من الأرض ذات قوائم فتدخل في آذانهم فيصبحون موتى أجمعين وتنتن الأرض منهم فيؤذون الناس بنتنهم أشد من حياتهم فيستغيثون بالله فيبعث الله ريحا يمانية غبراء فيصير الناس غما ودخانا وتقع عليهم الزكمة ويكشف ما بهم بعد ثلاث وقد قذف جميعهم في

البحر ولا يلبثون إلا قليلا حتى تطلع الشمس من مغربها وجفت الأقلام وطويت الصحف ولا يقبل من أحد توبة ويخر إبليس ساجدا ينادي : إلهي مرني أن أسجد لمن شئت وتجتمع إليه الشياطين فتقول يا سيدنا إلى من تفزع فيقول : إنما سألت ربي أن ينظرني إلى يوم البعث وقد طلعت الشمس من مغربها وهذا الوقت المعلوم ، وتصير الشياطين ظاهرة في الأرض حتى يقول الرجل : هذا قريني الذي كان يغويني فالحمد لله الذي أخزاه ولا يزال إبليس ساجدا باكيا حتى تخرج الدابة فتقتله وهو ساجدا ويتمتع المؤمنون بعد ذلك أربعين سنة لا يتمنون شيئا إلا أعطوه حتى تتم أربعون سنة بعد الدابة ثم يعود فيهم الموت ويسرع فلا يبقى مؤمن ويبقى الكفار يتهارجون في الطرق كالبهائم حتى ينكح الرجل أمه في وسط الطريق يقوم واحد عنها وينزل واحد وأفضلهم يقول : لو تنحيتم عن الطريق كان أحسن فيكون على مثل ذلك حتى لا يولد أحد من نكاح ثم يعقم الله النساء ثلاثين سنة ويكونون كلهم أولاد زنا شرار الناس عليهم تقوم الساعة.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا ينادي ويجهر : إلهي مرني أسجد لمن شئت فتجتمع إليه زبانيته فيقولون : يا سيدهم ما هذا التضرع فيقول : إنما سألت ربي أن ينظرني إلى الوقت المعلوم وهذا الوقت المعلوم ، قال :
وتخرج دابة الأرض من صدع في الصفا

فأول خطوة تضعها بأنطاكيا فتأتي إبليس فتخطمه.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي موسى الاشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال : إذا طلعت الشمس من مغربها ذهب الرجل إلى المال كنزه فيستخرجه فيحمله على ظهره فيقول : من له في هذه فيقال له : أفلا جئت به بالأمس فلا يقبل منه فيجيء إلى المكان الذي احتفره فيضرب به الأرض ويقول : ليتني لم أرك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن جندب بن عبد الله البجلي قال : استأذنت على حذيفة ثلاث مرات فلم يأذن لي فرجعت فإذا رسوله قد لحقني فقال : ما ردك قلت : ظننت أنك نائم ، قال : ما كنت لأنام حتى أنظر من أين تطلع الشمس قال ابن عون : فحدثت به محمدا فقال : قد فعله غير واحد من

أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أسامة قال : إن صبح يوم القيامة يطول تلك الليلة كطول ثلاث ليال فيقوم الذين يخشون ربهم فيصلون حتى إذا فرغوا من صلاتهم أصبحوا ينظرون إلى الشمس من مطلعها فإذا هي قد طلعت من مغربها ، والله أعلم.
وأخرج الطبراني عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تجيء الريح التي يقبض الله تعالى فيها نفس كل مؤمن ثم طلوع الشمس من مغربها وهي الآية التي ذكرها الله في كتابه .
وأخرج نعيم بن حماد في "الفتن " عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس لا أدري أيتهن أول من الايات وأيتهن جاءت لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من

مغربها والدجال يأجوج ومأجوج والدخان والدابة .
وأخرج نعيم بن حماد في "الفتن " عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إذا طلعت الشمس من مغربها تذهل الأمهات عن أولادها والأجنة عن ثمرات قلوبها ، وتشتغل كل نفس بما أتاها ولا يقبل لأحد بعدها توبة إلا من كان محسنا في إيمانه فإنه يكتب لهم بعد ذلك كما كان يكتب لهم قبل ذلك وأما الكفار فتكون عليهم حسرة وندمة لو أن رجلا أنتج فرسا لم يركبه حتى تقوم الساعة من لدن طلوع الشمس من مغربها إلى أن تقوم الساعة ولتقومن الساعة والناس في أسواقهم قد نشر الرجلان الثوب فلا يتبايعانه ولا يطويانه وقد رفع الرجل لقمته إلى فيه فلا يطعنها " . ثم تلا : (وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون) " (العنكبوت : 53) ..
- الآية (159).
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : اختلفت اليهود والنصارى قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم فتفرقوا فلما بعث محمد أنزل عليه {إن الذين فرقوا دينهم} الآية.
وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله في قوله {إن الذين فرقوا

دينهم} قال : اليهود والنصارى تركوا الإسلام والدين الذي أمروا به وكانوا {شيعا}
فرقا ، أحزابا : مختلفة {لست منهم في شيء} نزلت بمكة ثم نسخها {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله} النساء الآية 40 الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس وكانوا شيعا قال : مللا شتى.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أبي هريرة في قوله {إن الذين فرقوا دينهم} الآية ، قال : هم في هذه الأمة.
وأخرج الحكيم الترمذي ، وَابن جَرِير والطبراني والشيرازي في الألقاب ، وَابن مردويه عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} قال : هم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أبي أمامة {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} قال : هم الحرورية.
وأخرج ابن أبي حاتم والنحاس ، وَابن مردويه عن أبي غالب أنه سئل عن هذه الآية {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} فقال : حدثني أبو أمامة

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم الخوارج.
وأخرج الحكيم الترمذي ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وأبو نعيم في الحلية ، وَابن مردويه وأبو نصر السجزي في الابانة والبيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : يا عائشة {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة ليست لهم توبة يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ليس لهم توبة أنا منهم بريء وهم مني براء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن مسعود ، أنه كان يقرأ (إن الذين فرقوا) بغير ألف.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أنه قرأها (إن الذين فارقوا دينهم) بالألف

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ (فارقوا دينهم).
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إن الذين فرقوا دينهم} قال : هم اليهود والنصارى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {إن الذين فرقوا دينهم} قال : يهود.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {إن الذين فرقوا دينهم} قال : تركوا دينهم وهم اليهود والنصارى {وكانوا شيعا} قال : فرقا {لست منهم في شيء} قال : لم تؤمر بقتالهم ثم نسخت فأمر بقتالهم في سورة براءة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي الأحوص في قوله {لست منهم في شيء} قال : برى ء منهم نبيكم صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مرة الطيب قال : ليس أمري أن لا يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ثم قرأ هذه الآية {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست

منهم في شيء}.
وأخرج ابن منيع في مسنده وأبو الشيخ عن أم سلمة قالت : ليتقين امرؤ أن لا يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ثم قرأت هذه الآية {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : رأيت يوم قتل عثمان ذراع امرأة من أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قد أخرجت من بين الحائط والستر وهي تنادي : ألا إن الله ورسوله بريئان من الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا.
وأخرج الحكيم الترمذي عن أفلح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث ، ضلالة الأهواء واتباع الشهوات في البطن والفرج والعجب.
- الآية (160).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال رجل من المسلمين : يا رسول الله لا إله إلا الله حسنة قال نعم أفضل الحسنات.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية

عن ابن مسعود {من جاء بالحسنة} قال : لا إله إلا الله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {من جاء بالحسنة} قال : لا إله إلا الله.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة أراه رفعه {من جاء بالحسنة} قال : لا إله إلا الله.
وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : نزلت هذه الآية {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} وهم يصومون ثلاثة أيام من الشهر ويؤدون عشر أموالهم ثم نزلت الفرائض بعد ذلك صوم رمضان والزكاة.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي ، وَابن حبان عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول : والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت ، فقلت له : قد قلته يا رسول الله ، قال : فإنك لا تستطيع ذلك صم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك كصيام الدهر

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام ثلاثة أيام من كل شهر فذلك صيام الدهر فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} اليوم بعشرة أيام.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله علمني عملا يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال : إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها ، قلت : يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات قال : هي أحسن الحسنات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة أنه قال : ما تقولون من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها لمن هي قلنا للمسلمين ، قال : لا والله ما هي إلا للأعراب خاصة فأما المهاجرون فسبعمائة.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال : إنما هي للأعراب ومضعفة للمهاجرين بسبعمائة ضعف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عمر قال : نزلت هذه الآية في الأعراب {من جاء بالحسنة فله

عشر أمثالها} والأضعاف للمهاجرين ، وفي لفظ : فقال رجل : يا أبا عبد الرحمن ما للمهاجرين قال : ما هو أفضل من ذلك {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} النساء الآية 41 وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم.
وأخرج أحمد عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة واستاك ومس من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد ولم يتخط رقاب الناس ثم ركع ما شاء الله أن يركع ثم أنصت إذا خرج الإمام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها وكان أبو هريرة يقول : ثلاثة أيام زيادة إن الله جعل الحسنة بعشر أمثالها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {من جاء بالحسنة} الآية ، قال : ذكر لنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا هم العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة وإذا هم بسيئة ثم عملها كتبت له سيئة.
وأخرج أحمد والبخاري وسلم والنسائي ، وَابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه

من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له واحدة أو يمحوها الله ولا يهلك على الله إلا هالك.
وأخرج أحمد ومسلم ، وَابن ماجة ، وَابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل : من عمل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن عمل سيئة فجزاؤها مثلها أو اغفر ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة ومن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا ومن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة.
وأخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى وقوله الحق : إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة وإذا عملها فاكتبوها له
بعشر أمثالها وإذا هم بسيئة فلا تكتبوها فإن عملها فاكتبوها بمثلها فإن تركها فاكتبوها له حسنة ثم قرأ {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
وأخرج أبو يعلى عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من هم بحسنة فلم

يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء فإن عملها كتبت عليه سيئة.
وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام وذلك لأن الله تعالى قال {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال يحضر الجمعة ثلاثة نفر ، رجل حضرها يلغو فهو حظه منها ورجل حضرها يدعو فإن شاء الله أعطاه وإن شاء منعه ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهي كفارة له إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك لأن الله يقول {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}

وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان يجده ثم أتى المسجد فلم يؤذ أحدا ولم يتخط أحدا كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الثانية وزيادة ثلاثة أيام لأن الله تعالى يقول الحسنة بعشر أمثالها.
وأخرج ابن مردويه عن عثمان بن أبي العاصي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسنة بعشر أمثالها.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام الدهر ثلاثة أيام من كل شهر فإن الحسنة بعشر أمثالها.
وأخرج ابن مردويه عن علي عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر كله يوم بعشرة أيام {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} وأخرجه الخطيب عن علي موقوفا.
وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل حسنة ابن آدم عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم والصوم لي وأنا أجزي به.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن حبان عن ابن
عمرو أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله دبر كل صلاة عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان وأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة بن الجراح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا أو أماط أذى عن طريق فحسنة بعشر أمثالها.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : تعملوا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون به بكل حرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم عشر ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة ذلك بأن الله عز وجل يقول {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن خريم بن فاتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الناس أربعة والأعمال ستة ، فموجبتان ومثل بمثل وعشرة أضعاف وسبعمائة ضعف فمن مات كافرا وجبت له النار ومن مات مؤمنا وجبت له الجنة والعبد يعمل بالسيئة فلا يجزى إلا بمثلها والعبد يهم بالحسنة فيكتب له حسنة والعبد يعمل بالحسنة فتكتب له عشرا والعبد ينفق النفقة في سبيل الله فيضاعف له سبعمائة ضعف والناس أربعة ، فموسع عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة وموسع عليه في الدنيا ومقتر عليه في الآخرة ومقتر عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة ومقتر عليه في الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل حسنة يعملها العبد المسلم بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له بعشر أمثالها إلى سبعمائة وسبع أمثالها.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعطي بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة ثم قرأ {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
وأخرج أبو داود الطيالسي ، وَابن حبان والبيهقي في الشعب عن أبي عثمان قال : كنا مع أبي هريرة في سفر فحضر الطعام فبعثنا إلى أبي هريرة فجاء رسول الله
فذكر أنه صائم فوضع الطعام ليؤكل فجاء أبو هريرة فجعل يأكل فنظروا إلى الرجل الذي أرسلوه فقال : ما تنظرون إلي قد - والله - أخبرني أنه صائم قال : صدق ثم قال أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر فأنا صائم في تضعيف الله ومفطر في تخفيفه ولفظ ابن حبان : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الشهر كله وقد صمت ثلاثة أيام من كل شهر وإني الشهر كله صائم ووجدت تصديق ذلك في كتاب الله {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
وأخرج الطيالسي وأحمد والبيهقي في الشعب عن الأزرق بن قيس عن رجل من بني تميم قال : كنا على باب معاوية ومعنا أبو ذر فذكر أنه

صائم فلما دخلنا ووضعت الموائد جعل أبو ذر يأكل فنظرت إليه فقال : مالك قلت : ألم تخبر أنك صائم قال : بلى أقرأت القرآن قلت : نعم ، قال : لعلك قرأت المفرد منه ولم تقرأ المضعف {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صوم شهر الصبر وثلاثة من كل شهر حسنة ، قال : صوم الدهر يذهب مغلة الصدر ، قلت : وما مغلة الصدر قال : رجز الشيطان.
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة والبيهقي عن أبي أيوب الأنصاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فذاك صيام الدهر.
وأخرج أحمد والبيهقي ، عَن جَابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان وستة أيام من شوال فكأنما صام السنة كلها.
وأخرج البزار والبيهقي عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صيام شهر بعشرة أشهر وستة أيام بعده بشهرين فذلك تمام السنة يعني رمضان

وستة أيام بعده.
وأخرج ابن ماجة عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليضعفن أحدكم
ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه : ألم يأتك رسولي فبلغك وآتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك فينظر يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم ، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها يجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن الحمد لله أحمده وأستعينه نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إن أحسن الحديث كتاب الله قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في

الإسلام بعد الكفر واختاره على ما سواه من أحاديث الناس أنه أحسن الحديث وأبلغه أحبوا من أحب الله أحبوا الله من كل قلوبكم ولا تملوا كلام الله تعالى وذكره ولا تقسوا عنه قلوبكم فإنه من كل يختار الله ويصطفي فقد سماه خيرته من الأعمال ومصطفاه من العباد والصالح من الحديث ومن كل ما أتى الناس من الحلال والحرام فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا واتقوا الله حق تقاته واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم وتحابوا بروح الله بينكم إن الله يغضب أن ينكث عهده ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- الآية (161).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ (دينا قيما) بكسر القاف ونصب الياء مخففة.
وأخرج أحمد وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن أبزى عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين واذا أمسى قال مثل ذلك.
- الآية (162 - 163).
- أَخْرَج أبو الشيخ عن قتادة قال : ذكر لنا أن أبا موسى قال : وددت أن كل مسلم يقرأ هذه الآية مع ما يقرأ من كتاب الله {قل إن صلاتي ونسكي} الآية

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {قل إن صلاتي} قال : صلاتي المفروضة {ونسكي} قال : يعني الحج.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير {إن صلاتي ونسكي} قال : ذبيحتي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن قتادة {إن صلاتي ونسكي} قال : حجي ومذبحي.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {ونسكي} قال : ذبيحتي في الحج والعمرة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ونسكي} قال ضحيتي ، وفي قوله {وأنا أول المسلمين} قال : من هذه الأمة.
وأخرج الحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك بأول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملته وقولي : إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، قلت : يا رسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذلك أنتم

أم للمسلمين عامة قال : بل للمسلمين عامة.
- الآية (164).
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ولا تزر وازرة وزر أخرى} قال : لا يؤخذ أحد بذنب غيره.
وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء لا تزر وازرة وزر أخرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي مليكة قال : توفيت أم عمر وبنت أبان بن عثمان فحضرت الجنازة فسمع ابن عمر بكاء فقال : ألا تنهى هؤلاء عن البكاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يعذب ببكاء الحي عليه فأتيت عائشة فذكرت ذلك لها فقالت : والله إنك لتخبرني عن غير كاذب ولا متهم ولكن السمع يخطى ء وفي القرآن ما يكفيكم {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن عروة قال : سئلت عائشة عن ولد الزنا فقالت : ليس عليه من خطيئة أبويه شيء وقرأت !

{ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال : ولد الزنا خير الثلاثة إنما هذا شيء قاله كعب هو شر الثلاثة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ولا تزر وازرة وزر أخرى} قال : لا يحمل الله على عبد ذنب غيره ولا يؤاخذه إلا بعمله.
- الآية (165).
-.
وَأخرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} قال : أهلك القرون واستخلفنا فيها من بعدهم {ورفع بعضكم فوق بعض درجات} قال : في الرزق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {جعلكم خلائف الأرض} قال : يستخلف في الأرض قوما بعد قوم وقوما بعد قوم.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله {ورفع بعضكم فوق بعض درجات} يعني في الفضل والغنى {ليبلوكم في ما آتاكم} يقول ليبتليكم فيما أعطاكم ليبلوا الغني والفقير والشريف والوضيع والحر والعبد

* بسم الله الرحمن الرحيم * مقدمة سورة الأعراف.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس في ناسخه ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال : سورة الأعراف نزلت بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : أنزل بمكة الأعراف.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة قال : آية من الأعراف مدنية وهي {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر} إلى آخر الآية وسائرها مكية.
وَأخرَج أحمد والبخاري وأبو داود والنسائي ، وَابن خزيمة والطبراني من طريق ابن جريج عن ابن أبي ملكة عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم قال : قال لي زيد بن ثابت : ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ المغرب بطولى الطوليين ؟ قلت : ما طولى الطوليين ؟ قال : الأعراف" . وسألت ابن أبي مليكة فقال من قبل نفسه : المائدة " و" الأعراف .

وأخرج الطبراني عن زيد بن ثابت :رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنا في صلاة المغرب ب : (المص) حتى يأتي على آخرها..
وأخرج سمويه في فوائده عن زيد بن ثابت قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولي الطولين ، المص.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وَابن خزيمة ، وَابن حبان والحاكم عن أبي أيوب وزيد بن ثابت أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين جميعا.
وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الأعراف في صلاة المغرب فقرأها في ركعتين.
(7)- سورة الأعراف.
مكية وآياتها ست ومائتان.
- الآية (1).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في

قوله {المص} قال : أنا الله أفصل.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله {المص} قال : أنا الله أفصل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في
قوله {المص} وطه وطسم ويس وص وحم وحمعسق وق ون وأشباه هذا فإنه قسم أقسم الله به وهي من أسماء الله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن السدي في قوله {المص} قال : هو المصور.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي في قوله {المص} قال : الألف من الله والميم من الرحمن والصاد من الصمد

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {المص} قال : أنا الله الصادق.
- الآية (2 - 4).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {فلا يكن في صدرك حرج منه} قال : الشك ، وقال لأعرابي : ما الحرج فيكم قال : الشك اللنهس.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {فلا يكن في صدرك حرج منه} قال : شك.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {فلا يكن في صدرك حرج منه} قال : ضيق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم} أي هذا القرآن.
- الآية (5).
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : ما هلك قوم حتى يعذروا من

أنفسهم ثم قرأ {فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين}.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مرفوعا ، مثله.
- الآية (6 - 7).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين} قال : نسأل الناس عما أجابوا المرسلين ونسأل المرسلين عما بلغوا {فلنقصن عليهم بعلم} قال : يوضع الكتاب يوم القيامة فيتكلم بما كانوا يعملون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قوله {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين} قال : أحدهما الأنبياء وأحدهما الملائكة {فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين} قال : ذلك قول الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فلنسألن الذين أرسل إليهم} يقول : الناس تسألهم عن لا إله إلا الله {ولنسألن المرسلين} قال : جبريل

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري في قوله {فلنسألن الذين أرسل إليهم} قال : هل بلغكم الرسل {ولنسألن المرسلين} قال : ماذا ردوا عليكم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم أبي الرحمن ، أنه تلا هذه الآية فقال : يسأل العبد يوم القيامة عن أربع خصال ، يقول ربك : ألم أجعل لك جسدا ففيم أبليته ألم أجعل لك علما ففيم عملت بما علمت ألم أجعل لك مالا ففيم أنفقته في طاعتي أم في معصيتي ألم أجعل لك عمرا ففيم أفنيته.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن وهيب بن الورد قال : بلغني أن أقرب الخلق إلى الله إسرافيل والعرش على كاهله فإذا نزل الوحي دلى اللوح من نحو العرش فيقرع جبهة إسرافيل فينظر فيه فيرسل إلى جبريل فيدعوه فيرسله فإذا كان يوم القيامة دعي إسرافيل فيؤتى به ترتعد فرائصه فيقال له : ما صنعت فيما أدى إليك اللوح فيقول : أي رب أديته إلى جبريل ، فيدعى جبريل فيؤتى به ترتعد فرائصه فيقال له : ما صنعت فيما أدى إليك إسرافيل فيقول : أي رب بلغت الرسل ، فيدعى

بالرسل ترتعد فرائصهم فيقال لهم : ما صنعتم فيما أدى إليكم
جبريل فيقولون : أي رب بلغنا الناس ، قال : فهو قوله {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين}.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي سنان قال : أقرب الخلق إلى الله اللوح وهو معلق بالعرش فإذا أراد الله أن يوحي بشيء كتب في اللوح فيجيء اللوح حتى يقرع جبهة إسرافيل وإسرافيل قد غطى وجهه بجناحيه لا يرفع بصره إعظاما لله فينظر فيه فإن كان إلى أهل السماء دفعه إلى ميكائيل وإن كان إلى أهل الأرض دفعه إلى جبريل فأول من يحاسب يوم القيامة اللوح يدعى به ترعد فرائصه فيقال له : هل بلغت فيقول : نعم ، فيقول ربنا : من يشهد لك فيقول : إسرافيل ، فيدعى إسرافيل ترعد فرائصه فيقال له : هل بلعك اللوح فإذا قال نعم قال اللوح : الحمد لله الذي نجاني من سوء الحساب ثم كذلك.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال : إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل : يا إسرافيل هات ما وكلتك به ، فيقول : نعم يا رب في الصور كذا وكذا ثقبة وكذا روح للإنس منها كذا وكذا وللجن منها

كذا وكذا وللشياطين منها كذا وكذا وللوحوش منها كذا وكذا وللطير منها كذا وكذا وللبهائم منها كذا وكذا وللهوام منها كذا وكذا وللحيتان منها كذا وكذا فيقول الله عز وجل : خذه من اللوح ، فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ثم يقول عز وجل : هات ما وكلتك يا ميكائيل ، فيقول : نعم يا رب أنزلت من السماء كذا وكذا كيلة وزنة كذا وكذا مثقالا وزنة كذا وكذا قيراطا وزنة كذا وكذا خردلة وزنة كذا وكذا درة أنزلت في سنة كذا وكذا كذا وكذا وفي شهر كذا وكذا كذا وكذا وفي جمعة كذا وكذا كذا وكذا وفي يوم كذا وكذا كذا وكذا وفي ساعة كذا وكذا كذا وكذا أنزلت للزرع منه كذا وكذا وأنزلت للشياطين منه كذا وكذا وأنزلت للإنس منه كذا وكذا وأنزلت للبهائم كذا وكذا وأنزلت للوحوش كذا وكذا وللطير كذا وكذا وللحيتان كذا وكذا وللهوام كذا وكذا ، فذلك كله كذا وكذا فيقول : خذه من اللوح ، فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ثم يقول : يا جبريل هات ما وكلتك به ، فيقول : نعم يا رب أنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية في شهر كذا وكذا في جمعة كذا وكذا في يوم كذا وكذا وأنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية وكذا وكذا سورة فيها كذا وكذا آية ، فذلك كذا وكذا آية فذلك كذا وكذا حرفا
وأهلكت كذا وكذا مدينة وخسفت بكذا وكذا

فيقول : خذه من اللوح ، فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ، ثم يقول : هات ما وكلتك به يا عزرائيل ، فيقول : نعم يا رب فبضت روح كذا وكذا إنسي وكذا وكذا جني وكذا وكذا شيطان وكذا وكذا غريق وكذا وكذا حريق وكذا وكذا كافر وكذا وكذا شهيد وكذا وكذا هديم وكذا وكذا لديغ وكذا وكذا في سهل وكذا وكذا في جبل وكذا وكذا طير وكذا وكذا هوام وكذا وكذا وحش ، فذلك كذا وكذا جملته كذا وكذا فيقول : خذه من اللوح ، فإذا مثلا بمثل لايزيد ولا ينقص.
وأخرج أحمد عن معاوية بن حيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن ربي داعي وإنه سائلي هل بلغت عبادي وإني قائل رب إني قد بلغتهم فليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم إنكم تدعون مفدمة أفواهكم بالفدام إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، عَن طاووس ، أنه قرأ هذه الآية فقال الإمام يسأل عن الناس والرجل يسأل عن أهله والمرأة تسأل عن بيت زوجها والعبد يسأل عن مال سيده.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي ، وَابن مردويه عن ابن عمر قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام يسأل عن

الناس والرجل يسأل عن أهله والمرأة تسأل عن بيت زوجها والعبد يسأل عن مال سيده.
وأخرج ابن حبان وأبو نعيم عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته.
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فأعدوا للمسائل جوابا ، قالوا : وما جوابها قال : أعمال البر.
وأخرج الطبراني في الكبير عن المقدام سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يكون رجل على قوم إلا جاء يقدمهم يوم القيامة بين يديه راية يحملها وهم يتبعونه فيسأل عنهم ويسألون عنه.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة

وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : إن الله سائل كل ذي رعية عما استرعاه أقام أمر الله فيهم أم أضاعه حتى إن الرجل ليسأل عن أهل بيته.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته فإن صلحت فقد أفلح وإن فسدت فقد خاب وخسر.
- الآية (8 - 10).
- أَخْرَج اللالكائي في السنة والبيهقي في البعث عن عمر بن الخطاب قال بينا نحن جلوس عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر وليس من أهل البلد يتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ما الإسلام قال : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وتتم الوضوء وتصوم رمضان ، قال : فإن فعلت هذا فأنا مسلم قال : نعم ، قال : صدقت يا محمد قال : ما الإيمان قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالجنة والنار والميزان وتؤمن بالبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : فإذا فعلت هذا فأنا مؤمن قال : نعم ، قال : صدقت

وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {والوزن يومئذ الحق} قال : العدل {فمن ثقلت موازينه} قال : حسناته {ومن خفت موازينه} قال : حسناته.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن العيزار قال : إن الأقدام يوم القيامة لمثل النبل في القرن والسعيد من وجد لقدميه موضعا وعند الميزان ملك
ينادي : ألا إن فلان بن فلان ثقلت موازينه وسعد سعادة لن يشقى بعدها أبدا ألا إن فلان بن فلان خفت موازينه وشقى شقاء لن يسعد بعده أبدا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {والوزن يومئذ الحق} قال : توزن الأعمال.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو

نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال : إنما يوزن من الأعمال خواتيمها فمن أراد الله به خيرا ختم له بخير عمله ومن أراد به شرا ختم له بشر عمله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحارث الأعور قال : إن الحق ليثقل على أهل الحق كثقله في الميزان وإن الحق ليخف على أهل الباطل كخفته في الميزان.
وأخرج ابن المنذر واللالكائي عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : ذكر الميزان عند الحسن فقال : له لسان وكفتان.
وأخرج أبو الشيخ عن كعب قال : يوضع الميزان بين شجرتين عند بيت المقدس.
وأخرج ابن أبي الدنيا ، وَابن جَرِير واللالكائي عن حذيفة قال : صاحب الموازين يوم القيامة جبريل عليه السلام يرد بعضهم على بعض فيؤخذ من حسنات الظالم فترد على المظلوم فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات المظلوم فردت على الظالم.
وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي في قوله {والوزن يومئذ الحق} قال : أخبرني أبو صالح عن ابن عباس أنه قال : له لسان وكفتان يوزن فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ومنازلهم في الجنة بما كانوا بآياتنا تظلمون

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} قال : قال للنبي صلى الله عليه وسلم بعض أهله : يا رسول الله هل يذكر الناس أهليهم يوم القيامة قال أما في ثلاث مواطن فلا ، عند الميزان وعند تطاير الصحف في الأيدي وعند الصراط.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ {فمن ثقلت موازينه} الآيتين ، ثم قال ، إن
الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الأعراف.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص عن علي بن أبي طالب قال : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة.
وأخرج أبو الشيخ ، عَن جَابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضع الميزان يوم القيامة فيوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار.
وأخرج البزار ، وَابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن أنس رفعه قال : إن ملكا موكل بالميزان فيؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين كفتي

الميزان فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وإن خفت ميزانه نادى الملك : شقى فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود والآجري في الشريعة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن عائشة ، أنها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ، قالت : ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة قال : أما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحدا أحدا حيث توضع الميزان حتى يعلم أتخف ميزانه أم تثقل وعند تطاير الكتب حين يقال {هاؤم اقرؤوا كتابيه} الحاقة الآية 19 حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أو من وراء ظهره وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثير يحبس الله بها من شاء من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا.
وأخرج الحاكم وصححه عن سلمان عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا فيقول الله : لمن شئت من خلقي ، فتقول الملائكة : سبحانك ، ما عبدناك حق عبادتك ويوضع الصراط مثل حد الموس فتقول الملائكة : من

تنحى على هذا فيقول : من شئت من خلقي ، فيقولون : سبحانك ، ما عبدناك حق عبادتك.
وأخرج ابن المبارك في الزهد والآجري في الشريعة واللالكائي عن سلمان قال : يوضع الميزان وله كفتان لو وضع في إحداهما السموات والأرض ومن فيهن لوسعه فتقول الملائكة : من يزن هذا فيقول : من شئت من خلقي ، فتقول الملائكة : سبحانك ، ما عبدناك حق عبادتك.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خلق الله كفتي الميزان مثل السموات والأرض ، فقالت الملائكة : يا ربنا من تزن بهذا قال : أزن به من شئت ، وخلق الله الصراط كحد السيف فقالت الملائكة : يا ربنا من تجيز على هذا قال : أجيز عليه من شئت.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : الميزان له لسان وكفتان يوزن فيه الحسنات والسيئات فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان فتثقل على السيئات فتؤحذ فتوضع في الجنة عند منازله ثم يقال للمؤمن : إلحق بعملك ، فينطلق إلى الجنة فيعرف منازله بعمله ويؤتى بالسيئات في أقبح صورة فتوضع في كفة الميزان فتخف - والباطل خفيف - فتطرح في جهنم إلى منازله فيها ويقال له : إلحق بعملك إلى النار ، فيأتي النار فيعرف منازله بعمله وما أعد الله له فيها من ألوان العذاب ، قال

ابن عباس : فلهم أعرف بمنازلهم في الجنة والنار بعملهم من القوم ينصرفون يوم الجمعة راجعين إلى منازلهم.
وأخرج الترمذي وحسنه والبيهقي في البعث عن أنس قال : سألت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل ، قلت : يا رسول الله أين أطلبك قال : اطلبني أول ما تطلبني على الصراط ، قلت : فإن لم ألقك على الصراط قال : فاطلبني عند الميزان ، قلت : فإن لم ألقك عند الميزان قال : فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطى ء هذه الثلاثة مواطن.
وأخرج أحمد والترمذي ، وَابن ماجة ، وَابن حبان والحاكم وصححه ، وَابن مردويه واللالكائي والبيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فيقول : أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول : لا يا رب ، فيقول : أفلك عذرا وحسنة فيهاب الرجل فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم ، فيخرج له
بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقال : إنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء

وأخرج أحمد بسند حسن عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الموازين يوم القيامة فيؤتي بالرجل فيوضع في كفه ويوضع ما أحصى عليه فتمايل به الميزان فيبعث به إلى النار فإذا أدبر به صائح يصيح من عند الرحمن : لا تعجلوا لا تعلجوا فإنه قد بقي له ، فيؤتي ببطاقة فيها : لا إله إلا الله ، فتوضع مع الرجل في كفة حتى تميل به الميزان.
وأخرج ابن أبي الدنيا والنميري في كتاب الاعلام عن عبد الله بن عمرو قال إن لآدم عليه السلام من الله عز وجل موقفا في فسح من العرش عليه ثوبان أخضران كأنه سحوق ينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى الجنة وينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى النار فبينا آدم على ذلك إذا نظر إلى رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينطلق به إلى النار فينادي آدم : يا

أحمد يا أحمد ، فيقول : لبيك يا أبا البشر ، فيقول : هذا رجل من أمتك ينطلق به إلى النار فأشد المئزر وأسرع في أثر الملائكة وأقول : يا رسل ربي قفوا ، فيقولون : نحن الغلاظ الشداد الذين لا نعصى الله ما أمرنا ونفعل ما نؤمر ، فإذا أيس النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبض على لحيته بيده اليسرى واستقبل العرش بوجهه فيقول : يا رب قد وعدتني أن لا تخزيني في أمتي قيأتي النداء من عند العرش : أطيعوا محمدا وردوا هذا العبد إلى المقام ، فأخرج من حجزتي بطاقة بيضاء كالأنملة فألقيها في كفة الميزان اليمنى وأنا أقول : بسم الله ، فترجح الحسنات على السيئات فينادي سعد وسعد جده وثقلت موازينه : انطلقوا به إلى الجنة فيقول : يا رسل ربي قفوا حتى أسأل هذا العبد الكريم على ربه ، فيقول : بأبي أنت وأمي ما أحسن وجهك وأحسن خلقك من أنت فقد : أقلتني عثرتي ، فيقول : أنا نبيك محمد وهذه صلاتك التي كنت تصلي علي وافتك أحوج ما تكون إليها.
وأخرج الطبراني في الأوسط ، عَن جَابر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله

وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة واللالكائي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى
الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو جيء بالسموات والأرض ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعن في كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار وأبو يعلى والطبراني والبيهقي بسند جيد عن أنس قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال : بلى يا رسول الله ، قال : عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما

وأخرج ابن أبي شيبة عن ميمون بن مهران قال : قلت لأم الدرداء : أما سمعت من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم شيئا قالت : نعم دخلت عليه فسمعته يقول أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن.
وأخرج أبو داود والترمذي وصحح ، وَابن حبان واللالكائي عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من شيء يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب قال : أعطيت ناقة في سبيل الله فأردت أن أشتري من نسلها فسألت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال دعها تأتي يوم القيامة هي وأولادها جميعا في ميزانك.
وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن مغيث بن سمى وعن مسروق قالا : تعبد راهب في صومعة ستين سنة فنظر يوما في غب السماء فقال : لو نزلت فإني لا أرى أحدا فشربت من الماء وتوضأت ثم رجعت إلى

مكاني فتعرضت له امرأة فتكشفت له فلم يملك نفسه أن وقع عليها فدخل بعض تلك الغدران يغتسل فيه وأدركه الموت وهو على تلك الحال ومر به سائل فأومأ إليه أن خذ الرغيف رغيفا كان في كسائه فأخذ المسكين الرغيف ومات فجيء بعمل ستين سنة فوضع في كفة وجيء بخطيئته فوضعت في كفة فرجحت بعمله حتى جيء بالرغيف فوضع مع عمله فرجح بخطيئته.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ بخ
خمس ما أثقلهن في الميزان ، سبحان الله ولا إله إلا الله والحمد لله والله أكبر وفرط صالح يفرطه المسلم.
وأخرج أبو يعلى ، وَابن حبان عن عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما أنفقت عن خادمك من عمله كان لك أجره في موازينك.
وأخرج ابن عساكر بسند ضغيف عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به ومن لم يفعل فهو أفضل لأن الوضوء يوزن يوم القيامة مع سائر الأعمال.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن سعيد بن المسيب أنه كره المنديل بعد الوضوء وقال : هو يوزن.
وأخرج الترمذي والبيهقي في شعب الإيمان عن الزهري قال : إنما كره المنديل بعد الوضوء لأن كل قطرة توزن.
وأخرج المرهبي في فضل العلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودماء الشهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء.
وأخرج الديلمي من حديث ابن عمر ، وَابن عمرو ، مثله.
وأخرج عبد البر في فضل العلم عن إبراهيم النخعي قال : يجاء بعمل الرجل فيوضع في كفة ميزانه يوم القيامة فيخف فيجاء بشيء أمثال الغمام فيوضع في كفة ميزانه فترجح فيقال له : أتدري ما هذا فيقول : لا ، فيقال له : هذا فضل العلم الذي كنت تعلمه الناس.
وأخرج ابن المبارك في الزهد عن حماد بن أبي سليمان قال : يجيء رجل

يوم القيامة فيرى عمله محتقرا فبينما هو كذلك إذ جاءه مثل السحاب حتى يقع في ميراثه فيقال : هذا ما كنت تعلم الناس من الخير فورث بعدك فأجرت فيه.
وأخرج ابن المبارك عن أبي الدرداء قال : من كان الأجوفان همه خسر ميزانه يوم القيامة.
وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن ليث قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : أمة محمد أثقل الناس في الميزان ذلت ألسنتهم بكلمة ثقلت على من كان قبلهم : لا إله إلا الله.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أيوب قال : سمعت من غير واحد من أصحابنا : إن العبد يوقف على الميزان يوم القيامة فينظر في الميزان وينظر إلى صاحب الميزان فيقول صاحب الميزان : يا عبد الله أتفقد من عملك ذلك شيئا فيقول : نعم ، فيقول : ماذا فيقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، فيقول صاحب الميزان : هي أعظم من أن توضع في الميزان ، قال موسى بن عبيدة : سمعت أنها تأتي يوم القيامة تجادل عمن كان يقولها في الدنيا جدال الخصم

وأخرج أبو داود والحاكم عن أبي الأزهر زهير الأنماري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال اللهم اغفر لي وأخس شيطاني وفك رهاني وثقل ميزاني واجعلني في الندى الأعلى.
- الآية (11).
- أَخْرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله {ولقد خلقناكم ثم صورناكم} قال : خلقوا في أصلاب الرجال وصوروا في أرحام النساء.
وأخرج الفريابي عن ابن عباس في الآية قال : خلقوا في ظهر آدم ثم صوروا في الأرحام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم في الآية عن ابن عباس قال : أما قوله {خلقناكم} فآدم {ثم صورناكم} فذريته.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي

حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {ولقد خلقناكم} قال : آدم {ثم صورناكم} قال : في ظهر آدم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {ولقد خلقناكم ثم صورناكم} قال : خلق الله آدم من طين ثم صوركم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسى العظام لحما.
وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن الكلبي {ولقد خلقناكم ثم صورناكم} قال : خلق الإنسان في الرحم ثم صوره فشق سمعه وبصره وأصابعه.
- الآية (12).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} قال : حسد عدو الله إبليس آدم على ما أعطاه الله من الكرامة وقال : أنا ناري وهذا طيني فكان بدء الذنوب الكبر استكبر عدو الله أن يسجد لآدم فأهلكه الله بكبره وحسده.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح قال : خلق إبليس من نار

العزة وخلقت الملائكة من نور العزة.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله {خلقتني من نار وخلقته من طين} قال : قاس إبليس وهو أول من قاس.
وأخرج أبو نعيم في الحلية والديلمي عن جعفر بن محمد عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس ، قال الله له : اسجد لآدم ، فقال {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} قال جعفر : فمن قاس أمر الدين برأيه قرنه الله تعإلى يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس.
- الآية (13 - 15).
- أَخْرَج أبو الشيخ عن السدي {فما يكون لك أن تتكبر فيها} يعني فما ينبغي لك أن تتكبر فيها.
- الآية (16).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس {فبما أغويتني} قال : أضللتني.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من

طريق بقية عن أرطاة عن رجل من أهل الطائف في قوله {فبما أغويتني} قال : عرف إبليس أن الغواية جاءته من قبل الله فآمن بالقدر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} قال : الحق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس في قوله {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} قال : طريق مكة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن عون بن عبد الله {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} قال : طريق مكة.
وأخرج أبو الشيخ من طريق عون ابن مسعود ، مثله.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : ما من رفقة تخرج إلى مكة إلا جهز إبليس معهم بمثل عدتهم.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية يقول : أقعد لهم فأصدهم عن سبيلك.
وأخرج أحمد والنسائي ، وَابن حبان والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن سبرة بن الفاكه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الشيطان

قعد لابن آدم في طرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال : تسلم وتذر دينك ودين آبائك فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال له : أتهاجر وتذر أرضك وسماءك وانما مثل المهاجر كالفرس في طوله فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : هو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن فعل ذلك منهم فمات أو وقصته دابته فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة.
- الآية (17).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس {ثم لآتينهم من بين أيديهم} قال : أشككهم في آخرتهم {ومن خلفهم} فأرغبهم في
دنياهم {وعن أيمانهم} أشبه عليهم أمر دينهم {وعن شمائلهم} أستن لهم المعاصي وأخف عليهم الباطل {ولا تجد أكثرهم شاكرين} قال : موحدين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {ثم لآتينهم من بين

أيديهم} من قبل الدنيا {ومن خلفهم} من قبل الآخرة {وعن أيمانهم} من قبل حسناتهم {وعن شمائلهم} من قبل سيئاتهم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ثم لآتينهم من بين أيديهم} قال لهم : أن لا بعث ولا جنة ولا نار ومن خلفهم من أمر الدنيا فزينها لهم ودعاهم إليها {وعن أيمانهم} من قبل حسناتهم أبطأهم عنها {وعن شمائلهم} زين لهم السيئات والمعاصي ودعاهم إليها وأمرهم بها أتاك يا ابن آدم من قبل وجهك غير أنه لم يأتك من فوقك لا يستطيع أن يكون بينك وبين رحمة الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير واللالكائي في السنة عن ابن عباس في الآية قال : لم يستطع أن يقول : من فوقهم ، علم أن الله فوقهم ، وفي لفظ : لأن الرحمة تنزل من فوقهم

وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال : يأتيك يا ابن آدم من كل جهة غير أنه لا يستطيع أن يحول بينك وبين رحمة الله إنما تأتيك الرحمة من فوقك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال : قال إبليس : لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، قال الله : أنزل عليهم الرحمة من فوقهم.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح في قوله {ثم لآتينهم من بين أيديهم} من سبل الحق {ومن خلفهم} من سبل الباطل {وعن أيمانهم} من أمر الآخرة {وعن شمائلهم} من الدنيا.
وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن حبان والحاكم عن ابن عمر قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هذه الدعوات حين يصبح وحين يمسي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
- الآية (18 - 19).
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {قال اخرج منها مذؤوما} قال : ملوما {مدحورا} قال : مقيتا

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {مذؤوما} قال : مذموما {مدحورا} قال : منفيا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {مذؤوما} قال : منفيا {مدحورا} قال : مطرودا.
وأخرج ابن المنذر ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {مذؤوما} قال : معيبا {مدحورا} قال : منفيا.
- الآية (20 - 25).
أَخْرَج ابن جرير عن محمد بن قيس قال : نهى الله آدم وحواء أن يأكلا من شجرة واحدة في الجنة فجاء الشيطان فدخل في جوف الحية فكلم حواء ووسوس
إلى آدم فقال : ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فقطعت حواء الشجرة فدميت الشجرة وسقط عنهما رياشهما الذي كان عليهما !

{وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين} لم أكلتها وقد نهيتك عنها قال : يا رب أطعمتني حواء ، قال لحواء : لم أطعمتيه قالت : أمرتني الحية ، قال للحية : لم أمرتها قالت : أمرني إبليس ، قال : ملعون مدحور أما أنت يا حواء كما أدميت الشجرة تدمين في كل هلال وأما أنت يا حية فأقطع قوائمك فتمشين جرا على وجهك وسيشدخ رأسك من لقيك بالحجر اهبطوا بعضكم لبعض عدو.
وأخرج ابن المنذر عن أبي غنيم سعيد بن حدين الحضرمي قال : لما أسكن الله آدم وحواء الجنة خرج آدم يطوف في الجنة فاغتنم إبليس غيبته فأقبل حتى بلغ المكان الذي فيه حواء فصفر بقصبة معه صفيرا سمعته حواء وبينها وبينه سبعون قبة بعضها في جوف بعض فأشرفت حواء عليه فجعل يصفر صفيرا لم يسمع السامعون بمثله من اللذة والشهوة والسماع حتى ما بقي من حواء عضو مع آخر إلا تخلج فقالت : أنشدك بالله العظيم لما أقصرت عني فإنك قد أهلكتني فنزع القصبة ثم قلبها فصفر صفيرا آخر فجاش البكاء والنوح والحزن بشيء لم يسمع السامعون بمثله حتى قطع فؤادها بالحزن والبكاء فقالت : أنشدك بالله العظيم لما أقصرت عني ففعل فقالت له : ما

هذا الذي جئت به أخذتني بأمر الفرح وأخذتني بأمر الحزن ، قال : ذكرت منزلتكما من الجنة وكرامة الله إياكما ففرحت لكما بمكانكما وذكرت أنكما تخرجان منها فبكيت لكما وحزنت عليكما ألم يقل لكما ربكما متى تأكلان من هذه الشجرة تموتان وتخرجان منها انظري إلي يا حواء فإذا أنا أكلتها فإن أنا مت أو تغير من خلقي شيء فلا تأكلا منها أقسم لكما بالله إني لكما لمن الناصحين ، فانطلق إبليس حتى تناول من تلك الشجرة فأكل منها وجعل يقول : يا حواء انظري هل تغير من خلقي شيء هل مت قد أخبرتك ما أخبرتك ، ثم أدبر منطلقا ، وأقبل آدم من مكانه الذي كان يطوف به من الجنة فوجدها منكبة على وجهها حزينة فقال لها آدم : ما شأنك ، قالت : أتاني الناصح المشفق قال :
ويحك ، لعله إبليس الذي حذرناه الله قالت : يا آدم والله لقد مضى إلى الشجرة فأكل منها وأنا أنظر فما مات ولا تغير من جسده شيء فلم تزل به تدليه بالغرور حتى مضى آدم وحواء إلى الشجرة فأهوى آدم بيده إلى الثمرة ليأخذها فناداه جميع شجرالجنة : يا آدم لا تأكلها فإنك إن أكلتها تخرج منها فعزم آدم على المعصية فأخذ ليتناول الشجرة فجعلت الشجرة تتطاول ثم جعل يمد يده ليأخذها فلما وضع يده على الثمرة اشتدت فلما رأى الله منه العزم على المعصية أخذها وأكل منها وناول حواء فأكلت فسقط منها لباس

الجمال الذي كان عليها في الجنة وبدت لهما سوأتهما وابتدرا يستكنان بورق الجنة يخصفان عليهما من ورق الجنة ويعلم الله ينظر أيهما ، فأقبل الرب في الجنة فقال : يا آدم أين أنت أخرج قال : يا رب أنا ذا أستحي أخرج إليك ، قال : فلعلك أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها قال : يا رب هذه التي جعلتها معي أغوتني ، قال : فمتى تختبى ء يا آدم أولم تعلم أن كل شيء لي يا آدم وأنه لا يخفى علي شيء في ظلمة ولا في نهار قال : فبعث إليهما ملائكة يدفعان في رقابهما حتى أخرجوهما من الجنة فأوقفا عريانين وإبليس معهما بين يدي الله فعند ذلك قضى عليهما وعلى إبليس ما قضى وعند ذلك أهبط إبليس معهما وتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه وأهبطوا جميعا.
وأخرج الحكيم والترمذي في نوادر الأصول ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن عساكر عن وهب بن منبه في قوله {ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما} قال : كان على كل واحد منهما نور لا يبصر كل واحد منهما عورة صاحبه فلما أصابا الخطيئة نزع منهما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : ليهتك لباسهما وكان قد علم أن لهما سوءة لما كان يقرأ من كتب الملائكة ولم يكن آدم يعلم ذلك

وكان لباسهما الظفر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أتاهما إبليس قال : ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين تكونا مثله - يعني مثل الله عز وجل - فلم يصدقاه حتى دخل في جوف الحية فكلمهما.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأ (إلا أن تكونا ملكين) بكسر اللام.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد أنه كان يقرأ (إلا أن تكونا ملكين) بنصب اللام من الملائكة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله {إلا أن تكونا ملكين} قال : ذكر تفضيل الملائكة فضلوا بالصور وفضلوا بالأجنحة وفضلوا بالكرامة.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه قال : إن في الجنة شجرة لها غصنان أحدهما تطوف به الملائكة والآخر قوله {ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين} يعني من الملائكة الذين

يطوفون بذلك الغصن.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ هذه الآية {ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين} فإن أخطأكما أن تكونا ملكين لم يخطئكما أن تكونا خالدين فلا تموتان فيها أبدا {وقاسمهما} قال : حلف لهما {إني لكما لمن الناصحين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {أو تكونا من الخالدين} يقول : لا تموتون أبدا ، وفي قوله {وقاسمهما} قال : حلف لهما بالله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين} قال : حلف لهما بالله حتى خدعهما وقد يخدع المؤمن بالله ، قال لهما : إني خلقت قبلكما وأعلم منكما فاتبعاني أرشدكما قال قتادة : وكان بعض أهل العلم يقول : من خادعنا بالله خدعنا.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس قال : في بعض القراءة (وقاسمهما بالله إني لكما لمن الناصحين).
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب في قوله {فدلاهما بغرور} قال : مناهما بغرور

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما} وكانا قبل ذلك لا يريانها.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن عكرمة قال : لباس كل دابة منها ولباس الإنسان الظفر فأدركت آدم التوبة عند ظفره.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" ، وَابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس قال : كان لباس آدم وحواء كالظفر فلما أكلا من الشجرة لم يبق عليهما إلا مثل الظفر {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة} قال : ينزعان ورق التين فيجعلانه على سوءاتهما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما أسكن الله آدم الجنة كساه سربالا من الظفر فلما أصاب الخطيئة سلبه السربال فبقي في أطراف أصابعه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : كان لباس آدم الظفر بمنزلة الريش على الطير فلما عصي سقط عنه لباسه وتركت الأظفار زينة ومنافع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال : كان لباس آدم في الجنة

الياقوت فلما عصى تقلص فصار الظفر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : كان آدم طوله ستون ذراعا فكساه الله هذا الجلد وأعانه بالظفر يحتك به.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {وطفقا يخصفان} قال : يرقعان كهيئة الثوب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وطفقا يخصفان عليهما} قال : أقبلا يغطيان عليهما.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {يخصفان عليهما من ورق الجنة} قال : يوصلان عليهما من ورق الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة} قال : يأخذان ما يواريان به عورتهما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} قال آدم : رب إنه خلف لي بك ولم أكن أظن أن أحدا من خلقك

يحلف بك إلا صادقا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {قالا} قال : آدم وحواء {ربنا ظلمنا أنفسنا} يعني ذنبا أذنبناه فغفره لهما.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا} الآية ، قال :
هي الكلمات التي تلقى آدم من ربه.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك ، مثله.
وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن قتادة قال : إن المؤمن ليستحي ربه من الذنب إذا وقع به ثم يعلم بحمد الله أين المخرج يعلم أن المخرج في الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل فلا يحتشمن رجل من التوبة فإنه لولا التوبة لم يخلص أحدا من عباد الله وبالتوبة أدرك الله أباكم الرئيس في الخير من الذنب حين وقع به.
وأخرج أبو الشيخ عن كريب قال : دعاني ابن عباس فقال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله إلى فلان حبر تيما حدثني عن قوله {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} فقال : هو مستقره فوق الأرض ومستقره في الرحم ومستقره تحت الأرض ومستقره حيث يصير إلى الجنة أو إلى النار

- الآية (26 - 27).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم} قال : كان أناس من العرب يطوفون بالبيت عراة فلا يلبس أحدهم ثوبا طاف فيه {وريشا} قال : المال.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله {قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم} قال : نزلت في الحمس من قريش ومن كان يأخذ مأخذها من قبائل العرب الأنصار ، الأوس والخزرج وخزاعه وثقيف وبني عامر بن صعصعة وبطون كنانة بن بكر كانوا لا يأكلون اللحم ولا يأتون البيوت إلا من أدبارها ولا يضطربون وبرا ولا شعرا إنما يضطربون الادم ويلبسون صبيانهم الرهاط وكانوا يطوفون عراة إلا قريشا فإذا قدموا طرحوا ثيابهم التي قدموا فيها وقالوا : هذه
ثيابنا التي تطهرنا إلى ربنا فيها من الذنوب والخطايا ثم قالوا لقريش : من يعيرنا مئزرا فإن لم يجدوا طافوا عراة فإذا فرغوا من طوافهم أخذوا ثيابهم التي كانوا وضعوا

وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير في قوله {لباسا يواري سوآتكم} قال : الثياب {وريشا} قال : المال {ولباس التقوى} قال : خشية الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن علي في قوله {لباسا يواري سوآتكم} قال : لباس العامة {وريشا} قال : لباس الزينة {ولباس التقوى} قال : الإسلام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله {وريشا} قال : المال واللباس والعيش والنعيم ، وفي قوله {ولباس التقوى} قال : الإيمان والعمل الصالح {ذلك خير} قال : الإيمان والعمل خير من الريش واللباس.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وريشا} يقول : مالا.
وأخرج أحمد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، عَن عَلِي ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبا جديدا قال الحمد لله الذي كساني من الرياش ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : الرياش : الجمال.
وأخرج الطستي عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل {وريشا} قال : الرياش : المال قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول : فرشني بخير طال ما قد بريتني * وخير الموالي من يريش ولا يبري.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {لباسا يواري سوآتكم وريشا} قال : هو اللباس {ولباس التقوى} قال : هو الإيمان وقد أنزل الله اللباس ثم قال : خير اللباس التقوى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد ، أنه قرأها (وريشا ولباس التقوى) بالرفع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ (وريشا) بغير ألف (ولباس التقوى) بالرفع.
وأخرج ابن مردويه عن عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ !

{وريشا} ولم يقل : وريشا.
وأخرج ابن جرير عن زر بن حبيش ، أنه قرأها (ورياشا).
وأخرج أبو عبيد ، وعَبد بن حُمَيد والحكيم الترمذي ، وَابن المنذر ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن معبد الجهني في قوله {ولباس التقوى} قال : هو الحياء ألم تر أن الله قال {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى} فاللباس الذي يواري سوءاتكم : هو لبوسكم والرياش المعاش ولباس التقوى : الحياء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {ولباس التقوى} قال : يتقي الله فيواري عورته ذاك لباس التقوى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {ولباس التقوى} قال : ما يلبس المتقون يوم القيامة {ذلك خير} من لباس أهل الدنيا.
وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في قوله {ولباس التقوى ذلك خير} قال : ما يلبس المتقون يوم القيامة خير مما يلبس أهل الدنيا.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {ولباس التقوى} قال : السمت الحسن في الوجه

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد عمل خيرا أو شرا إلا كسى رداء عمله حتى يعرفوه وتصديق ذلك في كتاب الله {ولباس التقوى ذلك خير} الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن قال : رأيت عثمان على المنبر قال : يا أيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفس محمد بيده ما عمل أحد عملا قط سرا إلا ألبسه الله رداءه علانية إن خيرا فخير وإن شرا فشر ثم تلا هذه الآية {وريشا} ولم يقل وريشا {ولباس التقوى ذلك خير} قال : السمت الحسن.
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله {لباسا يواري سوآتكم} قال : هي الثياب {وريشا} قال : المال {ولباس التقوى} قال : الإيمان {ذلك خير} يقول : ذلك خير من الرياش واللباس يواري سوءاتكم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {ينزع عنهما لباسهما} قال : التقوى ، وفي قوله {إنه يراكم هو وقبيله} قال : الجن والشياطين

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن منبه {ينزع عنهما لباسهما} قال : النور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {وقبيله} قال : نسله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن قتادة {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} قال : والله إن عدوا يراك من حيث لا تراه لشديد المؤنة إلا من عصم الله.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال : سأل أن يرى ولا يرى وأن يخرج من تحت الثرى وأنه متى شاب عاد فتى فأجيب.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مطرف ، أنه كان يقول : لو أن رجلا رأى صيدا والصيد لا يراه فختله ألم يوشك أن يأخذه قالوا : بلى ، قال : فإن الشيطان يرانا ونحن لا نراه وهو يصيب منا.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال : أيما رجل منكم تخيل له الشيطان حتى يراه فلا يصدن عنه وليمض قدما فإنهم منكم أشد فرقا منكم منهم فإنه إن صد عنه ركبه وإن مضى هرب منه ، قال مجاهد : فأنا

ابتليت به حتى رأيته فذكرت قول ابن عباس فمضيت قدما فهرب.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن نعيم بن عمر قال : الجن لا يرون الشياطين بمنزلة الإنس.
- الآية (28).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا} قال : كانوا يطوفون بالبيت عراة فنهوا عن ذلك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وإذا فعلوا فاحشة} قال : فاحشتهم أنهم كانوا يطوفون حول البيت عراة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وإذا فعلوا فاحشة}
الآية ، قال : كان قبيلة من العرب من أهل اليمن يطوفون بالبيت عراة فإذا قيل لهم لم تفعلون ذلك قالوا : وجدنا عليها آباءنا وأمرنا الله بها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : كان المشركون الرجال يطوفون بالبيت بالنهار عراة والنساء بالليل عراة ويقولون : إنا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها فلما جاء الإسلام وأخلاقه الكريمة نهوا عن ذلك

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في الآية قال : والله ما أكرم الله عبدا قط على معصيته ولا رضيها له ولا أمر بها ولكن رضي لكم بطاعته ونهاكم عن معصيته.
- الآية (29 - 30).
أَخْرَج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {قل أمر ربي بالقسط} قال : بالعدل {وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد} قال : إلى الكعبة حيث صليتم في كنيسة أو غيرها {كما بدأكم تعودون} قال : شقي أو سعيد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله {وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون} يقول : أخلصوا له الدين كما بدأكم في زمان آدم حيث فطرهم على الإسلام يقول : فادعوه كذلك لا تدعو لها غيره وأمرهم أن يخلصوا له الدين والدعوة والعمل ثم يوجهوا وجوههم إلى البيت الحرام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كما بدأكم تعودون} الآية قال : إن الله بدأ خلق بني آدم مؤمنا وكافرا كما قال {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} التغابن الآية 2 ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأ خلقهم مؤمنا وكافرا

وأخرج ابن جرير ، عَن جَابر في الآية قال : يبعثون على ما كانوا عليه المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {كما بدأكم تعودون} {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب في قوله {كما بدأكم تعودون} قال : من ابتدأ الله خلقه على

الهدى والسعادة صيره إلى ما ابتدأ عليه خلقه كما فعل بالسحرة ابتدأ خلقهم على الهدى والسعادة حتى توفاهم مسلمين وكما فعل إبليس ابتدأ خلقه على الكفر والضلالة وعمل بعمل الملائكة فصيره الله إلى ما ابتدأ خلقه عليه من الكفر ، قال الله تعالى {وكان من الكافرين} البقرة الآية 34.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كما بدأكم تعودون} يقول : كما خلقناكم أول مرة كذلك تعودون.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله {كما بدأكم تعودون} قال : كما بدأكم ولم تكونوا شيئا فأحياكم كذلك يميتكم ثم يحييكم يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله {كما بدأكم تعودون} قال : خلقهم من التراب وإلى التراب يعودون ، قال : وقيل في الحكمة : ما فخر من خلق من التراب وإلى التراب يعود وما تكبر من هو اليوم حي وغدا يموت وإن الله وعد المتكبرين أن يضعهم ويرفع المستضعفين ، فقال {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} طه الآية 55 ثم قال {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون}

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كما بدأكم تعودون} قال : إن تموتوا يحسب المهتدي أنه على هدى ويحسب الغني أنه على هدى حتى يتبين له عند الموت وكذلك تبعثون يوم القيامة ، وذلك قوله {ويحسبون أنهم مهتدون}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن سعيد بن جبير {كما بدأكم تعودون} قال : كما كتب عليكم تكونون {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة}.
وأخرج أبو الشيخ عن عمر بن أبي معروف قال : حدثني رجل ثقة في قوله {كما بدأكم تعودون} قال : قلفا بظرا.
وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل بن وهب العبدي ، أن تأويل هذه الآية {كما بدأكم تعودون} تكون في آخر هذه الأمة.
وأخرج البخاري في الضعفاء عن عبد الغفور بن عبد العزيز بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أن الله تعالى يمسخ خلقا كثيرا وأن الإنسان يخلو بمعصيته فيقول الله تعالى استهانة بي فيمسخه ثم يبعثه يوم القيامة إنسانا يقول {كما بدأكم تعودون}

ثم يدخله النار.
- الآية (31).
أَخْرَج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس ، أن النساء كن يطفن عراة إلا أن تجعل المرأة على فرجها خرقة وتقول : اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير قال : كان الناس يطوفون بالبيت عراة يقولون : لا نطوف في ثياب أذنبنا فيها فجاءت امرأة فألقت ثيابها وطافت ووضعت يدها على قلبها وقالت : اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدا منه فلا أحله فنزلت هذه الآية {خذوا زينتكم عند كل مسجد} إلى قوله {والطيبات من الرزق}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله !

{خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال : كان رجال يطوفون بالبيت عراة فأمرهم الله بالزينة والزينة اللباس وهو ما يواري السوءة وما سوى ذلك من جيد البز والمتاع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال : ما وارى العورة ولو عباءة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن ابن عباس في قوله {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال : الثياب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ ، عَن طاووس قال : الشملة من الزينة.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كان المشركون يطوفون بالبيت عراة يأتون البيوت من ظهورها فيدخلونها من ظهورها وهم حي من قريش يقال لهم الحمس فأنزل الله {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة حتى أن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة فأنزل الله {يا بني آدم

خذوا زينتكم عند كل مسجد}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال : كانوا يطوفون عراة بالبيت فأمرهم الله تعالى أن يلبسوا ثيابهم ولا يتعروا.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانت العرب إذا حجوا فنزلوا أدنى الحرم نزعوا ثيابهم ووضعوا رداءهم ودخلوا مكة بغير رداء إلا أن يكون للرجل منهم صديق من الحمس فيعيره ثوبه ويطعمه من طعامه فأنزل الله {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن عطاء قال : كان المشركون في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة فأنزل الله {خذوا زينتكم عند كل مسجد}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة قال : كان حي من أهل اليمن يطوفون بالبيت وهم عراة إلا أن يستعير أحدهم مئزرا من ميازر أهل مكة فيطوف فيه فأنزل الله {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عَن طاووس في الآية قال : لم يأمرهم بلبس الحرير والديباج ولكنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة وكانوا إذا قدموا يضعون ثيابهم خارجا من المسجد ثم يدخلون وكان إذا دخل رجل وعليه ثيابه يضرب وتنزع منه ثيابه فنزلت هذه الآية {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل

مسجد}.
وأخرج ابن عدي وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا زينة الصلاة قالوا : وما زينة الصلاة قال : البسوا نعالكم فصلوا فيها.
وأخرج العقيلي وأبو الشيخ ، وَابن عساكر عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قول الله {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال صلوا في نعالكم.
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أكرم الله به هذه الأمة لبس نعالهم في صلاتهم.
وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا نعالهم.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا ليجعلهما بين رجليه أو ليصل فيهما

وأخرج أبو يعلي بسند ضعيف عن علي بن أبي طالب عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال زين الصلاة الحذاء.
وأخرج البزار بسند ضعيف عن أنس إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : خالفوا اليهود وصلوا في نعالكم فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم.
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تمام الصلاة الصلاة في النعلين.
وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال : يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب ، قيل يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون فقال رسول الله : تسرولوا وائتزروا وخالفوا أهل الكتاب ، قلنا : يا رسول الله إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون فقال : تخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب قلنا يا رسول الله إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم فقال : قصوا سبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أنس أنه سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه قال : نعم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : وجهني علي بن أبي طالب إلى ابن الكواء وأصحابه وعلي قميص رقيق وحلة فقالوا لي : أنت ابن عباس وتلبس مثل
هذه الثياب فقلت : أول ما أخاصمكم به قال الله {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده} الأعراف الآية 32 و{خذوا زينتكم عند كل مسجد} وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس في العيدين بردي حبرة.
وأخرج أبو داود عن ابن عباس قال : لما خرجت الحرورية أتيت عليا فقال : ائت هؤلاء القوم ، فلبست أحسن ما يكون من حلل اليمن فأتيتهم فقالوا : مرحبا بك يا ابن عباس ما هذه الحلة قلت : ما تعيبون علي لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل.
وأخرج الطبراني والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله عز وجل أحق من تزين له فإن لم يكن له ثوبان فليتزر إذا صلى ولا يشتمل أحدكم في صلاته اشتمال اليهود

وأخرج الشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء.
وأخرج أبو داود والبيهقي عن بريدة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل في لحاف لا يتوشح به ونهى أن يصلي الرجل في سراويل وليس عليه رداء.
وأخرج ابن ماجة عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحسن ما زرتم الله به في قبوركم ومساجدكم البياض.
وأخرج أبو داود والترمذي وصححه ، وَابن ماجة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم.
وأخرج الترمذي وصححه النسائي ، وَابن ماجة عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألبسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم

وأخرج أبو داود عن أبي الأحوص عن أبيه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب دون فقال : ألك مال قال : نعم ، قال : من أي المال قال : قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق ، قال : فإذا آتاك الله فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته.
وأخرج الترمذي وحسنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
وأخرج أحمد ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ، قال رجل : يا رسول الله إنه يعجبني أن يكون ثوبي غسيلا ورأسي دهينا وشراك نعلي جديدا وذكر أشياء حتى ذكرعلاقة سوطه فمن الكبر ذاك يا رسول الله قال : لا ذاك الجمال إن الله عز وجل جميل يحب الجمال ولكن الكبر من سفه الحق وازدرى الناس.
وأخرج ابن سعد عن جندب بن مكيث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم الوفد لبس أحسن ثيابه وأمر عليه أصحابه بذلك.
وأخرج أحمد عن سهل بن الحنظلية قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم

حتى تكونوا في الناس كأنكم شامة فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ، أما قوله تعالى : {وكلوا واشربوا} الآية.
أخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفا ومخيلة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إنه لا يحب المسرفين} قال : في الطعام والشراب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {ولا تسرفوا} قال : في الثياب والطعام والشراب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {ولا تسرفوا} قال : لا تأكلوا حراما ذلك إسراف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن مردويه والبيهقي في

شعب الإيمان من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف فإن الله سبحانه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة قالت رآني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقد أكلت في اليوم
مرتين فقال : يا عائشة أما تحبين أن يكون لك شغل إلا في جوفك الأكل في اليوم مرتين من الإسراف والله لا يحب المسرفين.
وأخرج ابن ماجة ، وَابن مردويه والبيهقي عن أنس قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إن من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت.
وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال : دخل عمر على ابنه عبد الله بن عمر إذا عندهم لحم فقال : ما هذا اللحم قال : اشتهيته ، قال : وكلما اشتهيت شيئا أكلته كفى بالمرء : إسرافا أن يأكل كلما اشتهى.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن عباس قال : كل ما شئت واشرب ما شئت والبس ما شئت إذا أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة.
وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه قال : من السرف أن يكتسي الإنسان ويأكل ويشرب ما ليس عنده

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير ، أنه سئل ما الإسراف في المال قال : أن يرزقك الله مالا حلالا فتنفقه في حرام حرمه عليك.
وأخرج ابن ماجة عن سلمان ، أنه أكره على طعام يأكله فقال : حسبي أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة.
وأخرج الترمذي وحسنه ، وَابن ماجة عن ابن عمر قال : تجشى رجل عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال كف جشاك عنا فإن أطولكم جوعا يوم القيامة أكثركم شبعا في دار الدنيا.
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه النسائي ، وَابن ماجة ، وَابن حبان ، وَابن السنى في الطب والحاكم وصححه وأبو نعيم في الطب والبيهقي في شعب الإيمان عن المقدام بن معدي كرب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه

وأخرج ابن السنى وأبو نعيم في الطب النبوي عن عبد الرحمن بن المرقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لم يخلق وعاء إذا ملى ء شرا من بطن فإن كان لا بد فاجعلوا ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للريح.
وأخرج ابن السنى وأبو نعيم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل كل داء البردة.
وأخرج ابن السنى وأبو نعيم من حديث أبي سعيد الخدري ، مثله.
وأخرج أبو نعيم عن عمر بن الخطاب قال : إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسد مورثة للسقم ومكسلة عن الصلاة وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد وأبعد من السرف وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أرطاة قال : اجتمع رجال من أهل الطب عند ملك من الملوك فسألهم ما رأس دواء المعدة فقال كل رجل منهم قولا وفيهم رجل ساكت فلما فرغوا قال : ما تقول أنت قال : ذكروا أشياء وكلها تنفع بعض النفع ولكن ملاك ذلك ثلاثة أشياء ، لا تأكل طعاما أبدا إلا وأنت تشتهيه ولا تأكل لحما يطبخ لك حتى تنعم انضاجه ولا تبتلع لقمة أبدا

حتى تمضغها مضغا شديدا لا يكون على المعدة فيها مؤونة.
وأخرج البيهقي عن إبراهيم بن علي الموصلي قال : أخرج من جميع الكلام أربعة آلاف كلمة.
وَأخرَج منها أربعمائة كلمة.
وَأخرَج منها أربعون كلمة.
وَأخرَج منها أربع كلمات ، أولها لا تثقفن بالنساء والثانية لا تحمل معدتك ما لا تطيق والثالثة لا يغرنك المال والرابعة يكفيك من العلم ما تنتفع به.
وأخرج أبو محمد الخلال عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تشتكي فقال لها : يا عائشة الازم دواء والمعدة بيت الأدواء وعودوا بدنا ما اعتاد.
وأخرج البيهقي عن ابن محب عن أبيه قال : المعدة حوض الجسد والعروق تشرع فيه فما ورد فيها بصحة صدر بصحة وما ورد فيها بسقم صدر بسقم.
وأخرج الطبراني في الأوسط ، وَابن السنى وأبو نعيم معافى الطب النبوي والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم.
- الآية (32).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون فأنزل الله {قل من حرم زينة الله} فأمروا بالثياب أن يلبسوها {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} قال : ينتفعون بها في الدنيا لا يتبعهم فيها إثم يوم القيامة.
وأخرج وكيع في الغرر عن عائشة ، أنها سئلت عن مقانع القز فقالت : ما حرم الله شيئا من الزينة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن الضحاك {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} قال : المشركون يشاركون المؤمنين في زهرة الدنيا وهي خالصة يوم القيامة للمؤمنين دون المشركين.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس والطيبات من الرزق قال : الودك

واللحم والسمن.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد قال : كان قوم يحرمون من الشاة لبنها ولحمها وسمنها فأنزل الله {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} قال : والزينة الثياب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {والطيبات من الرزق} قال : هو ما حرم أهل الجاهلية عليهم في أموالهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان الجاهلية يحرمون أشياء أحلها الله من الثياب وغيرها وهو قول الله {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا} يونس الآية 59 وهو هذا فأنزل الله {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا}
يعني شارك المسلمون الكفار في الطيبات في الحياة الدنيا فأكلوا من طيبات طعامها ولبسوا من جياد ثيابها ونكحوا من صالح نسائها ثم يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا وليس للمشركين فيها شيء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : الزينة تخلص يوم القيامة لمن آمن في الدنيا

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم قال : سمعت الحجاج بن يوسف يقرأ (قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة) بالرفع ، قال عاصم : ولم يبصر الحجاج إعرابها وقرأها عاصم بالنصب (خالصة).
- الآية (33).
- أَخْرَج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} قال : ما ظهر العرية وما بطن الزنا كانوا يطوفون بالبيت عراة.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفاحش ما ظهر منها وما بطن.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم ، وَابن مردويه عن المغيرة بن

شعبة قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد فو الله لأنا أغير من سعد والله أغير مني ومن أجله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله أما تغار قال والله إني لأغار والله أغير مني ومن غيرته نهى عن الفواحش.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} قال : ما ظهر منها الإغتسال بغير سترة.
وأخرج عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير أن رجلا قال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني
أصبت حدا فأقمه علي ، فجلده ثم صعد المنبر والغضب يعرف في وجهه فقال : أيها الناس إن الله حرم عليكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن فمن أصاب منها شيئا فليستتر بسترالله فإنه من يرفع إلينا من ذلك شيئا نقمة عليه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني غيور وإن إبراهيم كان غيورا وما من امرى ء لا يغار إلا منكوس القلب

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {والإثم} قال : المعصية والبغي ، قال : أن تبغى على الناس بغير حق.
- الآية (34).
أَخْرَج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص ، وَابن النجار في تاريخه عن أبي الدرداء قال : تذاكرنا زيادة العمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : من وصل رحمه أنسء في أجله ، فقال إنه ليس بزائدة في عمره قال الله {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} ولكن الرجل يكون له الذرية الصالحة فيدعون الله له من بعده فيبلغه ذلك فذلك الذي ينسأ في أبده وفي لفظ : فيلحقه دعاؤهم في قبره فذلك زيادة العمر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي عروبة قال : كان الحسن يقول : ما أحمق هؤلاء القوم ، يقولون : اللهم أطل عمره والله يقول {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر من طريق الزهري عن

ابن المسيب قال : لما طعن عمر قال كعب : لو دعا الله عمر لأخر في أجله ، فقيل له : أليس قد قال الله {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} فقال كعب : وقد قال الله {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب} فاطر الآية 11 قال الزهري : وليس أحد إلا له عمر مكتوب فرأى أنه ما لم يحضر أجله فإن الله يؤخر ما شاء وينقص {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن كعب قال : كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر وإذا ذكرنا عمر ذكرناه وكان إلى جنبه نبي يوحي إليه فأوحى الله إلى النَّبِيّ أن يقول له : أعهد عهدك واكتب إلى وصيتك فإنك ميت إلى ثلاثة أيام فأخبره النَّبِيّ بذلك فلما كان في اليوم الثالث وقع بين الجدر وبين السرير ثم جار إلى ربه فقال : اللهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل في الحكم وإذا اختلفت الأمور اتبعت هداك وكنت فزدني في عمري حتى يكبر طفلي وتربو أمتي ، فأوحى الله إلى النَّبِيّ : إنه قد قال كذا وكذا وقد صدق : وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة ففي ذلك ما يكبر طفله وتربو أمته فلما طعن عمر قال كعب : لئن سأل عمر ليبقينه فأخبر بذلك عمر فقال : اللهم اقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم

وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال : لما طعن عمر جاء كعب فجعل يبكي بالباب ويقول : والله لو أن أمير المؤمنين يقسم على الله أن يؤخره لأخره فدخل ابن عباس عليه فقال : يا أمير المؤمنين هذا كعب يقول كذا وكذا قال : إذا - والله - لا أسأله.
وأخرج البيهقي في الدلائل ، وَابن عساكر عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده قال : جاء سعد بن أبي وقاص فقال : يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة.
وأخرج أحمد عن ثوبان عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال من سره النسأ في الأجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه.
وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولي من أمر أمتي شيئا فحسنت سريرته رزق الهيبة من قلوبهم وإذا بسط يده لهم بالمعروف رزق المحبة منهم وإذا وفر عليهم أموالهم وفر الله عليه ماله وإذا أنصف الضعيف من القوي قوى الله سلطانه وإذا عدل مد في عمره.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال : من اتقى ربه ووصل رحمه نسى ء له في عمره وربا ماله وأحبه أهله

- الآية (35 - 36).
أَخْرَج ابن جرير عن أبي سيار السلمي فقال : إن الله تبارك وتعالى جعل آدم وذريته في كفه فقال {يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ثم نظر إلى الرسل فقال {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} المؤمنون الآية 51 {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} المؤمنون الآية 53 ثم بثهم.
- الآية (37).
- أَخْرَج الفريابي ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال : ما قدر لهم من خير وشر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال : من الأعمال من عمل خيرا جزى به ومن عمل شرا جزى به.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ونصيبهم من الكتاب قال : ما كتب عليهم من الشقاء والسعادة

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال : قوم يعملون أعمالا لا بد لهم أن يعملوها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال : ما سبق من الكتاب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {نصيبهم من الكتاب} قال : ما وعدوا فيه من خير أو شر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال : رزقه وأجله وعمله.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله {نصيبهم من الكتاب} قال : من العذاب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن ، مثله

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله {ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال : مما كتب لهم من الرزق.
- الآية (38 - 39).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {قد خلت} قال : قد مضت {كلما دخلت أمة لعنت أختها} قال : كلما دخلت أهل ملة لعنوا أصحابهم على ذلك الدين يلعن المشركون المشركين واليهود اليهود والنصارى النصارى والصابئون الصابئين والمجوس المجوس تلعن الآخرة الأولى {حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم} الذين كانوا في آخر الزمان {لأولاهم} الذين شرعوا لهم ذلك الدين {ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا} للأولى والآخرة {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل} وقد ضللتم كما ضللنا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {عذابا ضعفا} قال : مضاعفا {قال لكل ضعف} قال : مضاعف وفي قوله {فما كان لكم علينا من فضل} قال : تخفيف من العذاب

وأخرج عَبد بن حُمَيد ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مجلز في قوله {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل} يقول : قد بين لكم ما صنع بنا من العذاب حين عصينا وحذرتم فما فضلكم علينا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : قال الحسن : الجن لا يموتون ، فقلت له : ألم يقل الله {في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس} وإنما يكون ما خلا ما قد ذهب ، والله تعالى أعلم.
- الآية (40).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {لا تفتح لهم أبواب السماء} يعني لا يصعد إلى الله من عملهم شيء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس {لا تفتح لهم أبواب السماء} قال : لا تفتح لهم لعمل ولا دعاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {لا تفتح لهم أبواب السماء} قال : عيرتها الكفار إن

السماء لا تفتح لأرواحهم وهي تفتح لأرواح المؤمنين.
وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتح لهم بالياء.
وأخرج أحمد والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن جَرِير ، وَابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قال : أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب
أخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تنتهي إلى السماء السابعة فإذا كان الرجل السوء قال : أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث أخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال : من هذا فيقال : فلان ، فيقال : لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء ، فترسل من

السماء ثم تصير إلى القبر.
وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي شيبة في المصنف واللالكائي في السنة والبيهقي في البعث عن أبي موسى الأشعري قال : تخرج نفس المؤمن وهي أطيب ريحا من المسك فيصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون : من هذا معكم فيقولون : فلان ويذكرونه بأحسن عمله ، فيقولون : حياكم الله وحيا من معكم فيفتح له أبواب السماء فيصعد به من الباب الذي كان يصعد عمله منه فيشرق وجهه فيأتي الرب ولوجهه برهان مثل الشمس ، قال : وأما الكافر فتخرج نفسه وهي أنتن من الجيفة فيصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون : من هذا فيقولون فلان ويذكرونه بأسوأ [ هجاء الهمزة ] عمله فيقولون : ردوه فما ظلمه الله شيئا ، فيرد إلى أسفل الأرضين إلى الثرى وقرأ أبو موسى {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}.
وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي شيبة وأحمد وهناد بن السري ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود في "سُنَنِه" ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكان على رؤوسنا الطير

وفي يده عود ينكث به في الأرض فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوهم الشمس معهم أكفان من كفن الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه قيقول : أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من
في السقاء وإن كنتم ترون غير ذلك فيأخذها فإذا لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دينك فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول : هو رسول الله ، فيقولان له : وما عملك فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره

مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول : أنا عملك الصالح فيقول : رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، قال : وإن العبد الكافر إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تفتح لهم أبواب السماء} فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} الحج الآية 31 ، فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك فيقول : هاه هاه ، فيقولان له : ما دينك فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء : إن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق

عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد {لا تفتح لهم أبواب السماء} قال : لا يصعد لهم كلام ولا عمل.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير {لا تفتح لهم أبواب السماء} قال : لا يرفع لهم عمل ولا دعاء.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج {لا تفتح لهم أبواب السماء} قال : لأرواحهم ولا لأعمالهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن السدي في قوله {لا تفتح لهم أبواب السماء} قال : الكافر إذا أخذ روحه ضربته ملائكة الأرض حتى يرتفع إلى السماء فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكة السماء فهبط فضربته ملائكة الأرض فارتفع فضربته ملائكة السماء الدنيا فهبط إلى أسفل الأرضين وإذا

كان مؤمنا روح روحه وفتحت له أبواب السماء فلا يمر بملك إلا حياه وسلم عليه حتى ينتهي إلى الله فيعطيه حاجته ثم يقول الله : ردوا روح عبدي فيه إلى الأرض فإني قضيت من التراب خلقه وإلى التراب يعود ومنه يخرج ، قوله تعالى : {حتى يلج الجمل في سم الخياط}.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {حتى يلج الجمل} قال : ذو القوائم {في سم الخياط} قال : في خرق الإبرة.
وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ والطبراني في الكبير عن ابن مسعود في قوله {حتى يلج الجمل} قال : زوج الناقة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن في قوله {حتى يلج الجمل} قال : ابن الناقة الذي يقوم في المربد على أربع قوائم

وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد وأبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ (الجمل) يعني بضم الجيم وتشديد الميم وقال : الجمل الحبل الغليظ وهو من حبال السفن.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن مجاهد قال : في قراءة ابن مسعود حتى يلج الجمل الأصفر في سم الخياط.
وأخرج ابن المنذر عن مصعب قال : إن قرئت الجمل فإنا طيرا يقال له الجمل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن مجاهد {حتى يلج الجمل في سم الخياط} قال : الجمل حبل السفينة وسم الخياط ثقبة.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في الآية قال : الجمل الحبل الذي يصعد به إلى النخل الميم مرفوعة مشددة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال : حتى يدخل البعير في خرق الإبرة

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عمر ، أنه سئل عن سم الخياط قال : الجمل في ثقب الإبرة.
- الآية (41 - 42).
أَخْرَج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {لهم من جهنم مهاد} قال : الفرش {ومن فوقهم غواش} قال : اللحف.
وأخرج هناد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي ، مثله.
وأخرج أبو الحسن القطان في الطوالات وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن البراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكسى الكافر لوحين من نار في قبره فذلك قوله {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش}.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} قال : هي طبقات من فوقه وطبقات من تحته لا يدري ما فوقه أكثر أو ماتحته غير أنه ترفعه الطبقات السفلى وتضعه الطبقات العليا ويضيق فيما بينهما حتى يكون بمنزلة الزج في القدح.
- الآية (43).
- أَخْرَج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ

عن علي بن أبي طالب قال : فينا والله أهل بدر نزلت هذه الآية {ونزعنا ما في صدورهم من غل}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال : هي العداوة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : بلغني أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يحبس أهل الجنة بعد ما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ظلاماتهم في الدنيا فيدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي قال : إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة فبلغوا وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فيشربون من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم فلن يشعثوا ولن يشحبوا بعدها أبدا.
وأخرج ابن جرير عن أبي نضرة قال : يحبس أهل الجنة دون الجنة حتى يقتص
لبعضهم من بعض حتى يدخلوا الجنة حين يدخلونها ولا يطلب أحد

أحدا بقلامة ظفر ظلمها إياه ويحبس أهل النار دون النار حتى يقتص لبعضهم من بعض فيدخلون النار حين يدخلونها ولا يطلب أحد منهم أحدا بقلامة ظفر ظلمها إياه ، أما قوله تعلى : {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا}.
أخرج النسائي ، وَابن أبي الدنيا ، وَابن جَرِير في ذكر الموت ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أهل النار يرى منزله من الجنة يقول : لو هدانا الله فيكون حسرة عليهم وكل أهل الجنة يرى منزله من النار فيقول : لولا أن هدانا الله ، فهذا شكرهم.
وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي هاشم قال : كتب عدي بن أرطاة إلى عمر بن عبد العزيز أن من قبلنا من أهل البصرة قد أصابهم من الخير خير حتى خفت عليهم ، فكتب إليه عمر : قد فهمت كتابك وإن الله لما أدخل أهل الجنة الجنة رضي منهم بأن قالوا {الحمد لله الذي هدانا لهذا} فمر من قبلك أن يحمدوا الله

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والدارمي ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} قال نودوا : أن صحوا فلا تسقموا وأنعموا فلا تبأسوا وشبوا فلا تهرموا وأخلدوا فلا تموتوا.
وأخرج هناد ، وَابن جَرِير ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي سعيد قال : إذا أدخل أهل الجنة الجنة نادى مناد : يا أهل الجنة إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا فذلك قوله {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} قال : ليس من مؤمن ولا كافر إلا وله في الجنة والنار منزل مبين فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ودخلوا منازلهم رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها فقيل : هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله ثم يقال : يا أهل الجنة رثوهم بما كنتم تعملون ، فيقتسم أهل الجنة منازلهم

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي معاذ البصري قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحداهما فتغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبصارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا وتجري عليهم نضرة النعيم فينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفحة فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له ساجدا فيقول : ارفع رأسك إنما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفوا أثره فيستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم ثقول : أنت حبي وأنا حبك وأنا الخالدة التي لا أموت وأنا الناعمة التي لا أباس وأنا الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن ، فيدخل بيتا من رأسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق أصفر وأحمر وأخضر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه الأنهار من تحتهم تطرد أنهارا من ماء غير آسن فإن شاء أكل قائما وإن شاء أكل قاعدا وإن شاء أكل متكئا ، ثم تلا {ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا} الأعراف الآيتان 8 - 9 فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض فترفع أجنحتها

فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء ثم تطير فتذهب فيذهب الملك فيقول : سلام عليكم {تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}.
- الآية (44 - 46).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا} قال : من النعيم والكرامة {فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا} قال : من الخزي والهوان والعذاب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي قال : وجد أهل الجنة ما وعدوا من ثواب ووجد أهل النار ما وعدوا من عذاب.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عمر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر من المشركين فقال : قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا فقال له الناس : أليسوا أمواتا فيقول : إنهم يسمعون كما تسمعون

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {وبينهما حجاب} قال : هو السور وهو الأعراف وإنما سمي الأعراف لأن أصحابه يعرفون الناس ، أما قوله تعالى : {وعلى الأعراف رجال}.
أخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن حذيفة قال : الأعراف سور بين الجنة والنار.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس قال : الأعراف هو الشيء المشرف.
وأخرج الفريابي وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : الأعراف سور له عرف كعرف الديك.
وأخرج هناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : الأعراف حجاب بين الجنة والنار سور له باب.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال :

الأعراف جبال بين الجنة والنار فهم على أعرافها يقول : على ذراها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال : الأعراف في كتاب الله عمقانا سقطانا ، قال ابن لهيعة : واد عميق خلف جبل مرتفع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : زعموا أنه الصراط.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : إن الأعراف تل بين الجنة والنار جلس عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الأعراف سور بين الجنة والنار.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : يعني بالأعراف السور الذي ذكر الله في القرآن وهو بين الجنة والنار.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم}) (الأعراف الآية 49) ثم قال : إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح ، قال : ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرض أهل الجنة

وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا : سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم رأوا أصحاب النار {قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} فتعوذوا بالله من منازلهم فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطى كل عبد مؤمن نورا وكل أمة نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نورا كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا : ربنا أتمم لنا نورنا.
وَأَمَّا أصحاب الأعراف فإن النور كان في أيديهم فلم ينزع من أيديهم فهنالك يقول الله {لم يدخلوها وهم يطمعون} فكان الطمع دخولا ، قال ابن مسعود : إن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة ثم يقول : هلك من غلب وحدانه اعشاره.
وأخرج ابن جرير عن حذيفة قال : أصحاب الأعراف قوم كانت لهم أعمال أنجاهم الله من النار وهم آخر من يدخل الجنة قد عرفوا أهل الجنة وأهل النار.
وأخرج ابن جرير عن حذيفة قال : إن أصحاب الأعراف : تكافأت

أعمالهم فقصرت بهم حسناتهم عن الجنة وقصرت بهم سيئاتهم عن النار فجعلوا على الأعراف يعرفون الناس بسيماهم ، فلما قضى بين العباد أذن لهم في طلب الشفاعة فأتوا آدم فقالوا : يا آدم أنت أبونا اشفع لنا عند ربك فقال : هل تعلمون أحدا خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وسبقت رحمة الله إليه غضبه وسجدت له الملائكة غيري فيقولون : لا ، فيقول : ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني إبراهيم ، فيأتون إبراهيم فيسألونه أن يشفع لهم عند ربه فيقول : هل تعلمون أحدا اتخذه الله خليلا هل تعلمون أحدا أحرقه قومه في الله غيري فيقولون : لا ، فيقول : ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني موسى ، فيأتون موسى فيقول : هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليما وقربه نجيا غيري فيقولون : لا ، فيقول : ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا عيسى ، فيأتونه فيقولون : اشفع لنا عند ربك ، فيقول : هل تعلمون أحدا خلقه الله من غير أب غيري فيقول : هل تعلمون من أحد كان يبرى ء الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذن الله غيري فيقولون : لا ، فيقول : أنا حجيج نفسي ماعلمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتونني فأضرب بيدي على صدري ثم أقول أنا لها ثم أمشي حتى أقف بين يدي العرش فأثني على ربي فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع

السامعون بمثله قط ثم أسجد فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول : رب أمتي ، فيقول : هم لك فلا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا غبطني يومئذ بذلك المقام المحمود فآتي بهم باب الجنة فأستفتح فيفتح لي ولهم فيذهب بهم إلى نهر يقال له نهر الحياة حافتاه قضب من ذهب مكلل باللؤلؤ ترابه المسك وحصباؤه الياقوت فيغتسلون منه فتعود إليهم ألوان أهل الجنة وريح أهل الجنة ويصيرون كأنهم الكواكب الدرية وتبقى في صدورهم شامات بيض يعرفون بها يقال لهم : مساكين أهل الجنة.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد بن السري ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن حذيفة قال : أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم غادرت بهم سيئاتهم عن النار
وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة جعلوا على سور بين الجنة والنار حتى يقضي بين الناس فبينما هم كذلك إذا طلع عليهم ربهم فقال لهم : قوموا فادخوا الجنة فإني غفرت لكم

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن عن ابن عباس في قوله {وعلى الأعراف} قال : هو السور الذي بين الجنة والنار وأصحابه رجال كانت لهم ذنوب عظام وكان جسيم أمرهم لله يقومون على الأعراف يعرفون أهل النار بسواد الوجوه وأهل الجنة ببياض الوجوه فإذا نظروا إلى أهل الجنة طمعوا أن يدخلوها وإذا نظروا إلى أهل النار تعوذوا بالله منها فأدخلهم الله الجنة فذلك قوله {أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة} الأعراف آية 49 يعني أصحاب الأعراف {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الميزان يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار ، قيل : يا رسول الله فمن استوت حسناته وسيئاته قال : أولئك أصحاب الأعراف {لم يدخلوها وهم يطمعون}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم آخر من يفصل بينهم من العباد فإذا فرغ رب العالمين من الفصل بين العباد قال : أنتم قوم أخرجتكم

حسناتكم من النار ولم تدخلوا الجنة فأنتم عتقائي فارعوا من الجنة حيث شئتم.
وأخرج البيهقي في البعث عن حذيفة أراه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الناس يوم القيامة فيؤمر بأهل الجنة إلى الجنة ويؤمر بأهل النار إلى النار ثم يقال لأصحاب الأعراف : ما تنتظرون قالوا : ننتظر أمرك ، فيقال لهم : إن حسناتكم تجاوزت بكم النار أن تدخلوها وحالت بينكم وبين الجنة خطياكم فادخلوا الجنة بمغفرتي ورحمتي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {وعلى الأعراف رجال} قال : الأعراف حائط بين الجنة والنار وذكر لنا أن ابن عباس كان يقول : هم قوم
استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم تفضل حسناتهم على سيئاتهم ولا سيئاتهم على حسناتهم فحبسوا هنالك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إن أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فوقفوا هنالك على السور فإذا رأوا أصحاب الجنة عرفوهم ببياض وجوهم وإذا رأوا أصحاب النار عرفوهم بسواد وجوهم ثم قال {لم يدخلوها وهم يطمعون} في دخولها ثم قال : إن الله أدخل أصحاب الأعراف الجنة

وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد الله بن الحرث بن نوفل قال : أصحاب الأعراف أناس تستوي حسناتهم وسيئاتهم فيذهب بهم إلى نهر يقال له الحياة تربته ورس وزعفران وحافتاه قصب من ذهب مكلل باللؤلؤ فيغتسلون منه فتبدوا في نحورهم شامة بيضاء ثم يغتسلون ويزدادون بياضا ثم يقال لهم : تمنوا ما شئتم ، فيتمنون ما شاؤوا فيقال : لكم مثل ما تمنيتم سبعين مرة ، فأولئك مساكين الجنة.
وأخرج هناد بن السري ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال : الأعراف السور الذي بين الجنة والنار وهو الحجاب وأصحاب الأعراف بذلك المكان فإذا أراد الله أن يعفوا عنهم انطلق بهم إلى نهر يقال له نهر الحياة حافتاه قصب الذهب مكلل باللؤلؤ تربته المسك فيكونون فيه ما شاء الله حتى تصفوا ألوانهم ثم يخرجون في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها فيقول الله لهم : سلوا فيسألون حتى تبلغ أمنيتهم ثم يقال لهم : لكم ما سألتم ومثله سبعون ضعفا فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ويسمون مساكين أهل الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن منيع والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في كتاب

الأضداد والخرائطي في مساوى ء الأخلاق والطبراني وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الرحمن المزني قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال : هم قوم قتلوا في سبيل الله في معصية آبائهم فمنعهم من النار قتلهم في سبيل الله ومنعهم من الجنة معصية آبائهم.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم رجال قتلوا في سبيل الله وهم عصاة لآبائهم فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنة وهم على سور بين الجنة والنار حتى تذبل لحومهم وشحومهم حتى يفرغ الله من حساب الخلائق فإذا فرغ من حساب خلقه فلم يبق غيرهم تغمدهم منه برحمة فأدخلهم الجنة برحمته.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم قوم قتلوا في سبيل الله وهم

لآبائهم عاصون فمنعوا الجنة بمعصيتهم آبائهم ومنعوا النار بقتلهم في سبيل الله.
وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن عبد الله بن مالك الهلالي عن أبيه قال قائل : يا رسول الله ما أصحاب الأعراف قال هم قوم خرجوا في سبيل الله بغير إذن آبائهم فاستشهدوا فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة فهم آخر من يدخل الجنة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أصحاب الأعراف قوم خرجوا غزاة في سبيل الله وآباؤهم وأمهاتهم ساخطون عليهم وخرجوا من عندهم بغير إذنهم فأوقفوا عن النار بشهادتهم وعن الجنة بمعصيتهم آباءهم.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه من طريق محمد بن المنكدر عن رجل من مزينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أصحاب الأعراف فقال : إنهم قوم خرجوا عصاة بغير إذن آبائهم فقتلوا في سبيل الله.
وأخرج البيهقي في البعث عن أنس بن مالك عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال إن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب فسألناه عن ثوابهم فقال : على الأعراف وليسوا في الجنة مع أمة محمد فسألناه وما الأعراف قال :

حائط الجنة تجري فيه الأنهار وتنبت فيه الأشجار والثمار.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في الأضداد وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن أبي مجلز قال : الأعراف مكان مرتفع عليه رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة بسيماهم وأهل النار بسيماهم وهذا قبل أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار {ونادوا أصحاب الجنة}
قال : أصحاب الأعراف ينادون أصحاب الجنة {أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون} في دخلوها ، قيل : يا أبا مجلز الله يقول {رجال} وأنت تقول : الملائكة قال : إنهم ذكور ليسوا بإناث.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : أصحاب الأعراف قوم صالحون فقهاء علماء.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة عن الحسن قال : أصحاب الأعراف قوم كان فيهم عجب قال قتادة : وقال مسلم بن

يسار : هم قوم كان عليهم دين.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} الكفار بسواد الوجوه وزرقة العيون وسيما أهل الجنة مبيضة وجوههم.
وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال : أخبرت أن ربك أتاهم بعدما أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال : ما حبسكم محبسكم هذا قالوا : أنت ربنا وأنت خلقتنا وأنت أعلم بنا فيقول : علام فارقتم الدنيا فيقولون : على شهادة أن لا إله إلا الله ، قال لهم ربهم : لا أوليكم غيري إن حسناتكم جوزت بكم النار وقصرت بكم خطاياكم عن الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن مجاهد في أصحاب الأعراف قال : هم قوم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم وهم على سور بين الجنة والنار وهم على طمع من دخول الجنة وهم داخلون

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله {لم يدخلوها وهم يطمعون} قال : والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم إلا لكرامة يريدها بهم.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار أنه سئل عن قوله {لم يدخلوها وهم يطمعون}
قال : سلمت عليهم الملائكة وهم لم يدخلوها وهم يطمعون أن يدخلوها حين سلمت.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي قال : أصحاب الأعراف يعرفون الناس بسيماهم وأهل النار بسواد وجوههم وأهل الجنة ببياض وجوهم فإذا مروا بزمرة يذهب بهم إلى الجنة قالوا : سلام عليكم وإذا مروا بزمرة يذهب بها إلى النار قالوا : ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين.
وأخرج أحمد في الزهد عن قتادة قال سالم مولى أبي حذيفة : وددت أني بمنزلة أصحاب الأعراف.
- الآية (47).
أَخْرَج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار} قال : تجرد وجوههم للنار فإذا رأوا أهل الجنة ذهب ذلك عنهم

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار} فرأوا وجوههم مسودة وأعينهم مزرقة {قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مجلز {وإذا صرفت أبصارهم} قال : إذا صرفت أبصار أهل الجنة {تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين}.
- الآية (48 - 49).
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {ونادى أصحاب الأعراف رجالا}
قال : في النار {يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم} وتكبركم {وما كنتم تستكبرون} قال الله لأهل التكبر {أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة} يعني أصحاب الأعراف {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {يعرفونهم بسيماهم} قال : سواد الوجوه وزرقة العيون

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله {ونادى أصحاب الأعراف رجالا} قال : هذا حين دخل أهل الجنة الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ونادى أصحاب الأعراف} قال : مر بهم ناس من الجبارين عرفوهم بسيماهم فناداهم أصحاب الأعراف {قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة} قال : هم الضعفاء.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله {أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة} قال : دخلوا الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} قال : كان رجال في النار قد أقسموا بالله لا ينال أصحاب الأعراف من الله رحمة فاكذبهم الله فكانوا آخر أهل الجنة دخولا فيما سمعناه عن أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
- الآية (50).
أَخْرَج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس ، أنه سئل أي الصدقة أفضل فقال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة سقي الماء ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة قالوا : أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله.
وأخرج أحمد عن سعد بن عبادة أن أمة ماتت فقال : يا رسول الله أتصدق عليها قال : نعم ، قال : فأي الصدقة أفضل قال : سقي الماء.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {ونادى أصحاب الجنة} الآية ، قال : ينادي الرجل أخاه فيقول : يا أخي أغثني فإني قد احترقت فأفض علي من الماء ، فيقال : أجبه ، فيقول {إن الله حرمهما على الكافرين}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله !

{أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} قال : من الطعام.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن أبي صالح قال : لما مرض أبو طالب قالوا له : لو أرسلت إلى ابن أخيك فيرسل إليك بعنقود من جنة لعله يشفيك فجاءه الرسول وأبو بكر عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر : إن الله حرمهما على الكافرين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} قال : يستسقونهم ويستطعمونهم ، وفي قوله {إن الله حرمهما على الكافرين} قال : طعام الجنة وشرابها.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في شعب الإيمان عن عقيل بن شهر الرياحي قال : شرب عبد الله بن عمر ماء باردا فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له : ما يبكيك قال : ذكرت آية في كتاب الله {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} سبأ الآية 54 فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقد قال الله عز وجل {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله}.
وأخرج البخاري ، وَابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يلقى إبراهيم أباه يوم القيامة وعلى وجهه قترة وغبرة فيقول : يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني فأي خزي أخزى من أبي إلا بعد في النار فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين.
- الآية (51 - 52).

-.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} يقول : نتركهم في النار كما تركوا لقاء يومهم هذا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال : نسيهم الله من الخير ولم ينسهم من الشر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فاليوم ننساهم} قال : نؤخرهم في النار.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {فاليوم ننساهم} قال : نتركهم من الرحمة {كما نسوا لقاء يومهم هذا} قال : كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك قال : إن في جهنم لآبارا من ألقي فيها نسي يتردى فيها سبعين عاما قبل أن يبلغ القرار.
- الآية (53).
- أَخْرَج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {هل ينظرون إلا تأويله} قال : عاقبته

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {يوم يأتي تأويله} قال : جزاؤه {يقول الذين نسوه من قبل} قال : أعرضوا عنه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يوم يأتي تأويله} قال : يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {يوم يأتي تأويله} قال : عواقبه مثل وقعة بدر والقيامة وما وعد فيه من موعد.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في الآية قال :
لا يزال يقع من تأويله أمر حتى يتم تأويله يوم القيامة حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فيتم تأويله يومئذ ففي ذلك أنزل {يوم يأتي تأويله} حيث أثاب الله أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم ، يقول يومئذ {الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {يوم يأتي تأويله} قال : تحقيقه ، وقرأ {هذا تأويل رؤياي من قبل} يوسف الآية 100

قال : هذا تحقيقها وقرأ {وما يعلم تأويله إلا الله} آل عمران الآية 7 قال : ما يعلم تحقيقه إلا الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وضل عنهم ما كانوا يفترون} قال : ما كانوا يكذبون في الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ما كانوا يفترون} أي يشركون.
- الآية (54 - 55).
- أَخْرَج أبو الشيخ عن سميط قال : دلنا ربنا تبارك وتعالى على نفسه في هذه الآية {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض} الآية.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء والخطيب في تاريخه عن الحسن بن علي قال : أنا ضامن لمن قرأ هذه العشرين آية أن يعصمه الله من كل سلطان ظالم ومن كل شيطان مريد ومن كل سبع ضار ومن كل لص عاد ، آية الكرسي وثلاث آيات من الأعراف {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض} وعشرا من أول الصافات وثلاث آيات من الرحمن {يا معشر الجن} الرحمن الآية 33 وخاتمة سورة الحشر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة قال : نزلت

هذه الآية {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام} 7 لقي ركب
عظيم لا يرون إلا أنهم من العرب فقالوا لهم : من أنتم قالوا : من الجنة خرجنا من المدينة أخرجتنا هذه الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن عبيد بن أبي مرزوق قال : من قرأ عند نومه {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض} الآية ، بسط عليه ملك جناحه حتى يصبح وعوفي من السرق.
وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن قيس صاحب عمر بن عبد العزيز قال : مرض رجل من أهل المدينة فجاءه زمرة من أصحابه يعوذونه فقرأ رجل منهم {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض} الآية كلها ، وقد أصمت الرجل فتحرك ثم استوى جالسا ثم سجد يومه وليلته حتى كان من الغد من الساعة التي سجد فيها قال له أهله : الحمد لله الذي عافاك

قال : بعث إلى نفسي ملك يتوفاها فلما قرأ صاحبكم الآية التي قرأ سجد الملك وسجدت بسجوده فهذا حين رفع رأسه ثم مال فقضى.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {خلق السماوات والأرض في ستة أيام} قال : لكل يوم منها اسم ، أبي جاد هواز حطى كلمون صعفص قرشات.
وأخرج سمويه في فوائده عن زيد بن أرقم قال : إن الله عز وجل خلق السموات والأرض في ستة أيام قال : كل يوم مقداره ألف سنة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد قال : بدء الخلق العرش والماء والهواء وخلقت الأرض من الماء وكان بدء الخلق يوم الأحد ويوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وجميع الخلق في يوم الجمعة وتهودت اليهود يوم السبت ويوم من الستة أيام كألف سنة مما تعدون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : إن الله بدأ خلق السموات والأرض

وما بينهما يوم الأحد ثم استوى على العرش يوم الجمعة في ثلاث ساعات فخلق في ساعة منها الشموس كي يرغب الناس إلى ربهم في الدعاء والمسألة وخلق في ساعة النتن الذي يقع على ابن آدم إذا مات لكي يقبر.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن حيان الأعرج قال : كتب يزيد بن أبي
سلم إلى جابر بن زيد يسأله عن بدء الخلق قال : العرش والماء والقلم والله أعلم أي ذلك بدأ قبل.
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة وجعل كل يوم ألف سنة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش فخلق التربة يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الإثنين وآدم يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس

وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ثم استوى على العرش} قال : يوم السابع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : إن الله حين خلق الخلق استوى على العرش فسبحه العرش.
وأخرج ابن مردويه واللالكائي في السنة عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها في قوله {ثم استوى على العرش} قالت : الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به إيمان والجحود به كفر.
وأخرج اللالكائي عن ابن عيينة قال : سئل ربيعة عن قوله {استوى على العرش} كيف استوى قال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق

وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عبد الله بن صالح بن مسلم قال : سئل ربيعة ، فذكره.
وأخرج اللالكائي عن جعفر بن عبد الله قال : جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال له : يا أبا عبد الله استوى على العرش كيف استوى قال : فما رأيت مالكا وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء - يعني العرق - وأطرق القوم قال : فسرى عن مالك فقال : الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وإني أخاف أن تكون ضالا وأمر به فأخرج.
وأخرج البيهقي عن عبد الله بن وهب قال : كنا عند مالك بن أنس فدخل
رجل فقال : يا أبا عبد الله {الرحمن على العرش استوى} كيف استواؤه فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال {الرحمن على العرش

استوى} كما وصف نفسه ولا يقال له كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه ، قال : فأخرج الرجل.
وأخرج البيهقي عن أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : كلما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه.
وأخرج البيهقي عن إسحاق بن موسى قال : سمعت ابن عيينة يقول : ما وصف الله به نفسه فتفسيره قراءته ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسله صلوات الله عليهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي عيسى قال : لما استوى على العرش خر ملك ساجدا فهو ساجد إلى أن تقوم الساعة فإذا كان يوم القيامة رفع رأسه فقال : سبحانك ما عبدتك حق عبادتك إلا أني لم أشرك بك شيئا ولم اتخذ من دونك وليا

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {يغشي الليل النهار} قال : يغشى الليل النهار فيذهب بضوئه ويطلبه سريعا حتى يدركه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {حثيثا} قال : سريعا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {يغشي الليل النهار} قال : يلبس الليل النهار ، أما قوله تعالى : {والشمس والقمر والنجوم}.
أخرج الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الشمس والقمر والنجوم خلقن من نورالعرش

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة في قوله {ألا له الخلق والأمر} قال : الخلق : ما دون العرش والأمر : ما فوق ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان بن عيينة قال : الخلق : هو الخلق والأمر هو الكلام.
وأخرج ابن جرير عن عبد العزيز الشامي عن أبيه وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح وحمد نفسه فقد كفر وحبط ما عمل : ومن زعم أن الله جعل للعباد من الأمر شيئا فقد كفر بما أنزل الله على أنبيائه لقوله {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس {ادعوا ربكم تضرعا وخفية} قال : السر ، {إنه لا يحب المعتدين} في الدعاء ولا في غيره.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال : التضرع : علانية والخفية : سر

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {ادعوا ربكم تضرعا} يعني مستكينا {وخفية} يعني في خفض وسكون في حاجاتكم من أمر الدنيا والآخرة {إنه لا يحب المعتدين} يقول : لا تدعوا على المؤمن والمؤمنة بالشر : اللهم اخزه والعنه ونحو ذلك فإن ذلك عدوان.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله {إنه لا يحب المعتدين} قال : لا تسألوا منازل الأنبياء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم : كان يرى أن الجهر بالدعاء الإعتداء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن قتادة {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض} إلى قوله {تبارك الله رب العالمين} قال : لما أنبأكم الله بقدرته وعظمته وجلاله بين لكم كيف تدعونه على تفئه ذلك فقال {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين} قال : تعلموا أن في بعض الدعاء اعتداء فاجتنبوا العدوان والإعتداء إن اسطعتم ولا قوة إلا بالله ، قال : وذكر لنا أن مجالد بن مسعود أخا بني سليم سمع قوما يعجون في دعائهم فمشى إليهم فقال : أيها القوم لقد أصبتم فضلا على من كان قبلكم أو لقد هلكتم فجعلوا يتسللون رجلا رجلا حتى تركوا بقعتهم التي كانوا فيها

قال : وذكر لنا أن ابن عمر أتى على قوم يرفعون أيديهم فقال : ما يتناول هؤلاء القوم فو الله لو كانوا على أطول جبل في الأرض ما ازدادوا من الله قربا ، قال قتادة : وإن الله إنما يتقرب إليه بطاعته فما كان من دعائكم الله فليكن في سكينة ووقار وحسن سمت وزي وهدي وحسن دعة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود ، وَابن ماجة ، وَابن حبان والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن مغفل ، أنه سمع ابنه يقول : اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها ، فقال : أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في هذه الامة قوم يعتدون في الدعاء والطهور.
وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص ، أنه سمع ابنا

له يدعو ويقول : اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها واستبرقها ونحو هذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها فقال : لقد سألت الله خيرا وتعوذت به من شر كل كثير وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء وقرأ هذه الآية {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين} وإن بحسبك أن تقول : اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في الآية قال : إياك أن تسأل ربك أمرا قد نهيت عنه أو ما ينبغي لك.
وأخرج ابن المبارك ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن الحسن قال : لقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم وذلك أن الله يقول {ادعوا ربكم تضرعا

وخفية} وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا فرضي له قوله فقال {إذ نادى ربه نداء خفيا} مريم الآية 2.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في الآية قال : إن من الدعاء اعتداء يكره رفع الصوت والنداء والصياح بالدعاء ويؤمر بالتضرع والاستكانة.
- الآية (56).
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} قال : بعدما أصلحها الأنبياء وأصحابهم.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر بن عياش ، أنه سئل عن قوله {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}
فقال : إن الله بعث محمدا إلى أهل الأرض وهم في فساد فأصلحهم الله بمحمدا صلى الله عليه وسلم فمن دعا إلى خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو من المفسدين في الأرض.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي سنان في قوله {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} قال : قد أحللت حلالي وحرمت حرامي وحددت حدودي فلا تعتدوها.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {وادعوه خوفا وطمعا} قال : خوفا منه وطمعا لما عنده {إن رحمة الله قريب من المحسنين} يعني من المؤمنين ومن لم يؤمن بالله فهو من المفسدين

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مطر الوراق قال : تنجزوا موعود الله بطاعة الله فإنه قضى أن رحمته قريب من المحسنين.
- الآية (57).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {وهو الذي يرسل الرياح} على الجماع (بشرا) خفيفة بالباء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في الآية قال : إن الله يرسل الريح فتأتي بالسحاب من بين الخافقين - طرف السماء والأرض

من حيث يلتقيان - فيخرجه من ثم ثم ينشره فيبسطه في السماء كيف يشاء ثم يفتح أبواب السماء فيسيل الماء على السحاب ثم يمطر السحاب بعد ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {بشرا بين يدي رحمته} قال : يستبشر بها الناس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن اليماني أنه كان يقرأها {بشرا} من قبل مبشرات.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن السدي في قوله {بين يدي رحمته}
قال : هو المطر ، وفي قوله {كذلك نخرج الموتى} قال : وكذلك تخرجون كذلك النشور كما يخرج الزرع بالماء.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {كذلك نخرج الموتى}

قال : إذا أراد الله أن يخرج الموتى تمطر الماء حتى تشقق الأرض ثم يرسل الأرواح فيهوي كل روح إلى جسده فكذلك يحيي الله الموتى بالمطر كإحيائه الأرض.
- الآية (58).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والبلد الطيب} الآية ، قال : هذا مثل ضربه الله للمؤمن يقول : هو طيب وعمله طيب كما أن البلد الطيب ثمرها طيب والذي خبث ضرب مثلا للكافر كالبلد السبخة المالحة التي لا يخرج منها البركة والكافر هو الخبيث وعمله خبيث.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث} قال :

كل ذلك في الأرض السباخ وغيرها مثل آدم وذريته فيهم طيب وخبيث.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {والبلد الطيب} قال : هذا مثل المؤمن سمع كتاب الله فوعاه وأخذ به وعمل به وانتفع به كمثل هذه الأرض أصابها الغيث فأنبتت وأمرعت {والذي خبث} قال : هذا مثل الكافر لم يعقل القرآن ولم يعمل به ولم يأخذ به ولم ينتفع فهو كمثل الأرض الخبيثة أصابها الغيث فلم تنبت شيئا ولم تمرع.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في الآية قال : هذا مثل ضربه للقلوب يقول : ينزل الماء فيخرج البلد الطيب نباته بإذن الله {والذي خبث} هي السبخة لا يخرج نباتها إلا نكدا فكذلك القلوب لما نزل القرآن بقلب المؤمن آمن به وثبت الإيمان في قلبه وقلب

الكافر لما دخله القرآن لم يتعلق منه بشيء
ينفعه ولم يثبت فيه من الإيمان شيء إلا ما لا ينفعه كما لم يخرج هذا البلد إلا ما لم ينفع من النبات والنكد : الشيء القليل الذي لا ينفع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ (والبلد الطيب يخرج نباته) بنصب الياء ورفع الراء.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد {والبلد الطيب} الآية ، قال : الطيب ينفعه المطر فينبت {والذي خبث} السباخ لا ينفعه المطر {لا يخرج إلا نكدا} هذا مثل ضربه الله لآدم وذريته كلهم إنما خلقوا من نفس واحدة فمنهم من آمن بالله وكتابه فطاب ومنهم من كفر بالله وكتابه فخبث.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {والبلد الطيب} الآية ، قال : هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها بقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم ينفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.
- الآية (59).
أَخْرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن عساكر عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : أول نبي أرسل نوح.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم ، وَابن عساكر عن يزيد الرقاشي قال : إنما سمي نوح عليه السلام نوحا لطول ما ناح على نفسه

وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : إنما سمي نوحا لأنه كان ينوح على نفسه.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر عن مقاتل وجويبر ، أن آدم حين كبر ورق
عظمه قال : يا رب إلى متى أكد وأسعى قال : يا آدم حتى يولد لك ولد مختون ، فولد له نوح بعد عشرة أبطن وهو يومئذ ابن ألف سنة إلا ستين عاما فكان نوح بن لامك بن متوشلخ بن ادريس وهو أخنوخ بن يرد بن مهلايبل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم وكان اسم نوح السكن وإنما سمي نوح السكن لأن الناس بعد آدم سكنوا إليه فهو أبوهم وإنما سمي نوحا لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله فإذا كفروا بكى وناح عليهم.
وأخرج ابن عساكر عن وهب قال : كان بين نوح وآدم عشرة آباء وكان بين إبراهيم ونوح عشرة آباء.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : كان بين آدم

ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق.
وأخرج ابن عساكر عن نوف الشامي قال : خمسة من الأنبياء من العرب ، محمد ونوح وهود وصالح وشعيب عليهم الصلاة والسلام.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر عن ابن عباس ، أن نوحا بعث في الألف الثاني وأن آدم لم يمت حتى ولد له نوح في آخر الألف الأول وكان قد فشت فيهم المعاصي وكثرت الجبابرة وعتوا عتوا كبيرا وكان نوح يدعوهم ليلا ونهارا سرا وعلانية صبورا حليما ولم يلق أحد من الأنبياء أشد مما لقي نوح فكانوا يدخلون عليه فيخنقونه ويضرب في المجالس ويطرد وكان لا يدع على ما يصنع به أن يدعوهم ويقول : يا رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون فكان لا يزيدهم ذلك إلا فرارا منه حتى إنه ليكلم الرجل منهم فيلف رأسه بثوبه ويجعل أصابعه في أذنيه لكيلا يسمع شيئا من كلامه فذلك قول الله {جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم} نوح الآية 7 ثم قاموا من المجلس فأسرعوا المشي وقالوا : امضوا فإنه كذاب ، واشتد عليه البلاء وكان ينتظر القرن بعد القرن والجيل بعد الجيل فلا يأتي

قرن إلا وهو أخبث من الأول وأعتى من الأول ويقول الرجل منهم : قد كان هذا مع آبائنا وأجدادنا فلم يزل هكذا مجنونا وكان الرجل منهم إذا أوصى عند الوفاة يقول لأولاده : احذروا هذا المجنون فإنه قد حدثني آبائي : إن هلاك الناس على يدي هذا ، فكانوا كذلك يتوارثون الوصية بينهم حتى أن كان الرجل ليحمل ولده على
عاتقه ثم يقف به وعليه فيقول : يا بني إن عشت ومت أنا فاحذر هذا الشيخ فلما طال ذلك به وبهم {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين} هود الآية 32.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم ، وَابن عساكر عن قتادة 0 أن نوحا بعث من الجزيرة وهودا من أرض الشحر أرض مهرة وصالحا من الحجر ولوطا من سدوم وشعيبا من مدين ومات إبراهيم وآدم وإسحاق ويوسف بأرض فلسطين وقتل يحيى بن زكريا بدمشق.
وَأَخرَج ابن عساكر عن مجاهد قال : كانوا يضربون نوحا حتى

يغشى عليه فإذا أفاق قال : رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وأبو نعيم ، وَابن عساكر من طريق مجاهد عن عبيد بن عمير قال : إن كان نوحا ليضربه قومه حتى يغمى عليه ثم يفيق فيقول : اهد قومي فإنهم لا يعلمون وقال شقيق : قال عبد الله : لقد رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يحكي نبيا من الأنبياء وهو يقول : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن أبي حاتم من وجه آخر عن عبيد بن عمير الليثي ، نحوه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : كان قوم نوح يخنقونه حتى تترقى عيناه فإذا تركوه قال : اللهم اغفر لقومي فإنهم جهلة.
وَأَخرَج عَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم ، وَابن ماجة عن ابن مسعود قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء قد ضربه قومه وهو

يمسح الدم عن جبينه ويقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي مهاجر الرقي قال : لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما في بيت من شعر فيقال له : يا نبي الله ابن بيتا ، فيقول : أموت اليوم وأموت غدا.
وَأَخرَج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن وهيب بن الورد قال : بنى نوحا بيتا من قصب فقيل له : لو بنيت غير هذا فقال : هذا كثير لمن يموت.
وَأَخرَج ابن أبي الدنيا والعقيلي ، وَابن عساكر والديلمي عن عائشة مرفوعا نوح
كبيرالأنبياء لم يخرج من خلاء قط إلا قال : الحمد لله الذي أذاقني طعمه وأبقى في منفعته.
وَأخرَج من أذاه.
وَأَخرَج البخاري في تاريخه عن ابن مسعود قال : بعث الله نوحا فما أهلك أمته إلا الزنادقة ثم نبي فنبي والله لا يهلك هذه الأمة إلا الزنادقة

وأخرج أبو الشيخ عن سعد بن حسن قال : كان قوم نوح عليه السلام يزرعون في الشهر مرتين وكانت المرأة تلد أول النهار فيتبعها ولدها في آخره.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : ما عذب قوم نوح حتى ما كان في الأرض سهل ولا جبل إلا له عامر يعمره وحائز يحوزه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم 0 أن أهل السهل كان قد ضاق بهم وأهل الجبل حتى ما يقدر أهل السهل أن يرتقوا إلى الجبل ولا أهل الجبل أن ينزلوا إلى أهل السهل في زمان نوح 0 قال : حسوا.
وأخرج أبو نعيم في الحلية ، وَابن عساكر عن وهب بن منبه قال : كان نوح أجمل أهل زمانه وكان يلبس البرقع فأصابتهم مجاعة في السفينة فكان نوح إذا تجلى بوجهه لهم شبعوا 0

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، وَابن عساكر عن ابن عباس قال لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي عسفان فقال : لقد مر بهذا الوادي هود وصالح ونوح على بكرات حمر خطمها الليف أزرهم العباء وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق.
وَأَخرَج ابن عساكر عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى وصام داود نصف الدهر وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبزار والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي والصفات عن عبد الله بن عمرو أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن نوحا لما

حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاصر عليك الوصية آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء وأنهاك عن الشرك والكبر
وأخرج ابن أبي شيبة ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا

أعلمكم ما علم نوح ابنه قالوا : بلى قال : قال آمرك أن تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فإن السموات لو كانت في كفة لرجحت بها ولو كانت حلقة قصمتها وآمرك بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق 0.
- الآية (60 - 64).
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن أبي مالك {قال الملأ} يعني الأشراف من قومه.
وَأَخرَج أبو الشيخ عن السدي {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم} قال : بيان من ربكم.
وَأَخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس {إنهم كانوا قوما عمين} قال : كفارا.
وَأَخرَج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وابن

أبي حاتم عن مجاهد {إنهم كانوا قوما عمين} قال : عن الحق 0.
- الآية (65 - 71).
أَخْرَج ابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله {وإلى عاد أخاهم هودا} قال : ليس بأخيهم في الدين ولكنه أخوهم في النسب فلذلك جعله أخاه لأنه منهم.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر عن الشرفي بن قطامى قال : هود اسمه عابر بن شالخ بن أرفشخد بن سام بن نوح.
وَأَخرَج ابن المنذر عن ابن جريج قال : يزعمون أن هودا من بني عبد الضخم من حضرموت.
وَأَخرَج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر من طريق عطاء عن ابن عباس قال : كان هود أول من تكلم بالعربية وولد لهود أربعة : قحطان

ومقحط وقاحط وفالغ فهو أبو مضر وقحطان أبو اليمن والباقون ليس لهم نسل.
وَأَخرَج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ومن طريق ابن إسحاق عن رجال سماهم ومن طريق الكلبي قالوا جميعا : إن عادا كانوا أصحاب أوثان يعبدونها اتخذوا أصناما على مثال ود وسواع ويغوث ونسر فاتخذوا صنما يقال له : صمود وصنما يقال له : الهتار فبعث الله إليهم هودا وكان هود من قبيلة يقال لها الخلود وكان من أوسطهم نسبا وأصبحهم وجها وكان في مثل أجسادهم أبيض بعد أبادي العنفقة

طويل اللحية فدعاهم إلى الله وأمرهم أن يوحدوه وأن يكفوا عن ظلم الناس ولم
يأمرهم بغير ذلك ولم يدعهم إلى شريعة ولا إلى صلاة فأبوا ذلك وكذبوه وقالوا : من أشد منا قوة فذلك قوله تعالى {وإلى عاد أخاهم هودا} كان من قومهم ولم يكن أخاهم في الدين {قال يا قوم اعبدوا الله} يعني وحدوا الله {ولا تشركوا به شيئا} ما لكم يقول : ليس لكم {من إله غيره أفلا تتقون} يعني فكيف لا تتقون {واذكروا إذ جعلكم خلفاء} يعني سكانا في الأرض {من بعد قوم نوح} فكيف لا تعتبرون فتؤمنوا وقد علمتم ما نزل بقوم نوح من النقمة حين عصوه {فاذكروا آلاء الله} يعني هذه النعم {لعلكم تفلحون} أي كي تفلحوا وكانت منازلهم بالأحقاف والأحقاف : الرمل 0 فيما بين عمان إلى حضرموت باليمن وكانوا مع ذلك قد أفسدوا في الأرض كلها وقهروا أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم الله.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم عن الربيع بن خثيم قال : كانت عاد ما بين اليمن إلى الشام مثل الذر 0

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي 0 أن عاد كانوا باليمن بالأحقاف والأحقاف : هي الرمال 0 وفي قوله {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح} قال : ذهب بقوم نوح واستخلفكم بعدهم {وزادكم في الخلق بسطة} قال : في الطول.
وَأَخرَج ابن عساكر عن وهب قال : كان الرجل من عاد ستين ذراعا بذراعهم وكان هامة الرجل مثل القبة العظيمة وكان عين الرجل ليفرخ فيها السباع وكذلك مناخرهم.
وَأَخرَج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وزادكم في الخلق بسطة} قال : ذكرلنا أنهم كانوا اثني عشر ذراعا طوالا.
وَأَخرَج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال : كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل 0

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس قال : كان الرجل في خلقه ثمانون باعا وكانت البرة فيهم ككلية البقر والرمانة الواحدة يقعد في قشرها عشرة نفر.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس {وزادكم في الخلق بسطة} قال : شدة.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراع من الحجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن ينقلوه وإن كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها.
وَأَخرَج الزبير بن بكار في الموفقيات عن ثور بن زيد الديلمي قال : قرأت كتابا : أنا شداد بن عاد أنا الذي رفعت العماد وأنا الذي سددت بدرا عن بطن واد وأنا الذي كنزت كنزا في البحر على تسع أذرع لا يخرجه إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم 0

وأخرج ابن بكار عن ثور بن زيد قال : جئت اليمن فإذا أنا برجل لم أر أطول منه قط فعجبت 0 قالوا : تعجب من هذا قلت : والله ما رأيت أطول من ذا قط ، قالوا : فو الله لقد ساقا أو ذراعا فذرعناها بذراع هذا فوجدناها ست عشرة ذراعا.
وَأَخرَج الزبير بن بكار عن زيد بن أسلم قال : كان في الزمن الأول تمضي أربعمائة سنة ولم يسمع فيها بجنازة.
وَأَخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {آلاء الله} قال : نعم الله 0 وفي قوله {رجس} قال : سخط.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {قد وقع عليكم من ربكم رجس} قال : جاءهم منه عذاب والرجس : كله عذاب في القرآن.
وَأَخرَج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله رجس وغضب قال : الرجس : اللعنة والغضب : العذاب 0 قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول : إذا سنة كانت بنجد محيطة * وكان عليهم رجسها وعذابها

- الآية (72) 0.
أَخْرَج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : لما أوحى الله إلى العقيم أن تخرج على قوم عاد فتنتقم له منهم فخرجت بغير كيل على قدر منخر ثور حتى رجفت الأرض ما بين المشرق والمغرب فقال
الخزان : رب لن نطيقها ولو خرجت على حالها لأهلكت ما بين مشارق الأرض ومغاربها فأوحى الله إليها : أن ارجعي 0 فرجعت فخرجت على قدر خرق الخاتم وهي الحلقة فأوحى الله إلى هود : أن يعتزل بمن معه من المؤمنين في حظيرة فاعتزلوا وخط عليهم خطا وأقبلت الريح فكانت لا تدخل حظيرة هود ولا تجاوز الخط إنما يدخل عليهم منها بقدر ما تلذ به أنفسهم وتلين عليه الجلود وإنها لتمر من عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة وأوحى الله إلى الحيات والعقارب : أن تأخذ عليهم الطرق فلم تدع عاديا يجاوزهم.
وَأَخرَج ابن عساكر عن وهب قال : لما أرسل الله الريح على عاد اعتزل هود ومن معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبهم من الريح إلا ما تلين عليه الجلود وتلتذه الأنفس وإنها لتمر بالعادي فتحمله بين السماء والأرض وتدمغه بالحجارة.
وَأَخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {وقطعنا دابر

الذين كذبوا} قال : استأصلناهم.
وَأَخرَج أبو الشيخ في العظمة عن هزين بن حمزة قال : سأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه رجلا من قوم عاد فكشف الله له عن الغطاء فإذا رأسه بالمدينة ورجلاه بذي الحليفة أربعة أميال طوله.
وَأَخرَج ابن عساكر من طريق سالم بن أبي الجعد عن عبد الله قال : ذكر الأنبياء عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلما ذكر هود قال ذاك خليل الله.
وأخرج أحمد وأبو يعلى ، وَابن عساكر عن ابن عباس قال : لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي عسفان فقال لقد مر به هود وصالح على بكرات حمر خطمهن الليف ازرهم العباء وأرديتهم النمار يلبون ويحجون البيت العتيق.
وأخرج ابن عساكر عن ابن سابط قال : بين المقام والركن وزمزم قبر

تسعة وسبعون نبيا وإن قبر نوح وهود وشعيب وصالح واسمعيل في تلك البقعة.
وَأَخرَج ابن سعد ، وَابن عساكر عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال : ما يعلم قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة 0 قبر إسمعيل فإنه تحت الميزاب بين الركن والبيت وقبر هود فإنه في حقف تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة وموضعه أشد الأرض حرا وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذه قبورهم حق.
وأخرج البخاري في تاريخه ، وَابن جَرِير ، وَابن عساكر عن علي بن أبي طالب قال : قبر هود بحضرموت في كثيب أحمر عند رأسه سدرة.
وَأَخرَج ابن عساكر عن عثمان بن أبي العاتكة قال : قبلة مسجد دمشق قبر

هود عليه السلام.
وَأَخرَج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال : كان عمر هود أربعمائة واثنتين وسبعين سنة.
وَأَخرَج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : عجائب الدنيا أربعة 0 مرآة كانت معلقة بمنارة الإسكندرية فكان يجلس الجالس تحتها فيبصر من بالقسطنطينية وبينهما عرض البحر وفرس كان من نحاس بأرض الأندلس قائلا بكفه كذا باسطا يده أي ليس خلفي مسلك فلا يطأ تلك البلاد أحد إلا أكلته النمل ومنارة من نحاس عليها راكب من نحاس بأرض عاد فإذا كانت الأشهر الحرم هطل منه الماء فشرب الناس وسقوا وصبوا في الحياض فإذا انقطعت الأشهر الحرم انقطع ذلك الماء وشجرة من نحاس عليها سودانية من نحاس بأرض رومية إذا كان أوان الزيتون صفرت السودانية التي من نحاس فتجيء كل سودانية من الطيارات بثلاث زيتونات زيتونتين برجليها وزيتونة بمنقارها حتى تلقيه على تلك السودانية النحاس فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لأدامهم وسرجهم شتويتهم إلى قابل 0

- الآية (73 - 79).
- أَخْرَج أبو الشيخ عن مطلب بن زيادة قال : سألت عبد الله بن أبي ليلى عن اليهودي والنصراني يقال له أخ قال : الأخ في الدار ألا ترى إلى قول الله {وإلى ثمود أخاهم صالحا}.
وَأَخرَج سنيد ، وَابن جَرِير والحاكم من طريق حجاج عن أبي بكر بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت ثمود قوم صالح أعمرهم الله في الدنيا فأطال أعمارهم حتى جعل أحدهم يبني المسكن من المدر فينهدم والرجل منهم حي فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا فنحتوها وجابوها وخرقوها وكانوا في سعة من معايشهم فقالوا : يا صالح ادع لنا ربك يخرج لنا آية نعلم أنك رسول الله 0 فدعا صالح ربه فأخرج لهم الناقة فكان شربها يوما وشربهم يوما معلوما فإذا كان يوم شربها خلوا عنها وعن الماء وحلبوها لبنا ملأوا كل إناء ووعاء وسقاء حتى إذا كان يوم شربهم صرفوها عن الماء فلم تشرب منه شيئا فملأوا كل إناء ووعاء وسقاء 0 فأوحى الله إلى صالح : إن قومك سيعقرون ناقتك 0 فقال لهم 0 فقالوا : ما كنا لنفعل ، فقال لهم : إن لا تعقروها أنتم يوشك أن يولد فيكم مولود يعقرها 0 قالوا : فما علامة ذلك المولود فوالله لا نجده إلا قتلناه قال : فإنه غلام أشقر أزرق أصهب أحمر 0 وكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان لأحدهما

ابن يرغب به عن المناكح وللآخر ابنة لا يجد لها كفؤا فجمع بينهما مجلس فقال أحدهما
لصاحبه ما يمنعك أن تزوج ابنك قال : لا أجد له كفؤا قال : فإن ابنتي كفء له فأنا أزوجك ، فزوجه فولد بينهما مولود ، وكان في المدينة ثمانية رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون فلما قال لهم صالح : إنما يعقرها مولود فيكم ، اختاروا ثماني نسوة قوابل من القرية وجعلوا معهن شرطا كانوا يطوفون في القرية فإذا نظروا المرأة تمخض نظروا ما ولدها إن كان غلاما قلبنه فنظرن ما هو وإن كانت جارية أعرضن عنها ، فلما وجدوا ذلك المولود صرخت النسوة : هذا الذي يريد صالح رسول الله فأراد الشرط أن يأخذوه فحال جداه بينهم وقالوا : لو أن صالحا أراد هذا قتلناه فكان شر مولود وكان يشب في اليوم شباب غيره في الجمعة ويشب في الجمعة شباب غيره في الشهر ويشب في الشهر شباب غيره في السنة فاجتمع الثمانية الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون وفيهم الشيخان فقالوا : استعمل علينا هذا الغلام لمنزلته وشرف جديه فكانوا تسعة وكان صالحا لا ينام معهم في القرية كان يبيت في مسجده فإذا أصبح أتاهم فوعظهم وذكرهم وإذا أمسى خرج إلى مسجده فبات فيه ، قال حجاج وقال ابن جريج : لما قال لهم صالح : أنه سيولد غلام يكون

هلاككم على يديه قالوا : فكيف تأمرنا قال : آمركم بقتلهم : فقتلوهم إلا واحدا قال : فلما بلغ ذلك المولود قالوا : لو كنا لم نقتل أولادنا لكان لكل رجل منا مثل هذا هذا عمل صالح فأتمروا بينهم بقتله وقالوا : نخرج مسافرين والناس يروننا علانية ثم نرجع من ليلة كذا من شهر كذا وكذا فنرصده عند مصلاه فنقتله فلا يحسب الناس إلا أنا مسافرون كما نحن فأقبلوا حتى دخلوا تحت صخرة يرصدونه فأرسل الله عليهم الصخرة فرضختهم فأصبحوا رضخا فانطلق رجال ممن قد اطلع على ذلك منهم فإذا هم رضخ فرجعوا يصيحون في القرية : أي عباد الله أما رضي صالح أن أمرهم أن يقتلوا أولادهم حتى قتلهم فاجتمع أهل القرية على قتل الناقة أجمعين وأحجموا عنها إلا ذلك ابن العاشر ، ثم رجع الحديث إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وأرادوا أن يمكروا بصالح فمشوا حتى أتوا على شرب طريق صالح فاختبأ فيه ثمانية وقالوا : إذا خرج علينا قتلناه وأتينا أهله فبيتناهم فأمر الله الأرض فاستوت

عليهم فاجتمعوا ومشوا إلى
الناقة وهي على حوضها قائمة فقال الشقي لأحدهم ائتها فاعقرها ، فأتاها فتعاظمه ذلك فأضرب عن ذلك فبعث آخر فأعظمه ذلك فجعل لا يبعث رجلا إلا تعاظمه أمرها حتى مشى إليها وتطاول فضرب عرقوبيها فوقعت تركض فرأى رجل منهم صالحا فقال : أدرك الناقة فقد عقرت ، فأقبل وخرجوا يتلقونه ويعتذرون إليه يا نبي الله إنما عقرها فلان إنه لا ذنب لنا ، قال : فانظروا هل تدركون فصيلها فإن أدركتموه فعسى الله أن يرفع عنكم العذاب ، فخرجوا يطلبونه فلما رأى الفصيل أمه تضطرب أتى جبلا يقال له القارة قصير فصعد وذهبوا ليأخذوه فأوحى الله إلى الجبل فطال في السماء حتى ما تناله الطير ودخل صالح القرية فلما رآه الفصيل بكى حتى سالت دموعه ثم استقبل صالحا فرغا رغوة ثم رغا أخرى ثم رغا أخرى فقال صالح لقومه : لكل رغوة أجل فتمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ألا إن آية العذاب أن اليوم الأول تصبح وجوهكم مصفرة واليوم الثاني محمرة واليوم الثالث مسودة فلما أصبحوا إذا وجوههم كأنها قد طليت بالخلوق

صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم ألا قد مضى يوم من الأجل وحضركم العذاب فلما أصبحوا اليوم الثاني إذا وجوههم محمرة كأنها خضبت بالدماء فصاحوا وضجوا وبكوا وعرفوا أنه العذاب فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم ألا قد مضى يومان من الأجل وحضركم العذاب فلما أصبحوا اليوم الثالث فإذا وجوههم مسودة كأنها طليت بالقار فصاحوا جميعا ألا قد حضركم العذاب فتكفنوا وتحنطوا ، وكان حنوطهم الصبر والمغر وكانت أكفانهم الانطاع ثم ألقوا أنفسهم بالأرض فجعلوا يقلبون أبصارهم فينظرون إلى السماء مرة وإلى الأرض مرة فلا يدرون من أين يأتيهم العذاب من فوقهم من السماء أم من تحت أرجلهم من الأرض خسفا أو قذفا فلما أصبحوا اليوم الرابع أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شيء له صوت في الأرض فتقطعت قلوبهم في صدورهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي طفيل قال : قال ثمود لصالح : ائتنا بآية إن كنت من الصادقين ، قال : اخرجوا فخرجوا إلى هضبة من الأرض

فإذا هي تمخض كما
تمخض الحامل ثم إنها انفرجت فخرجت الناقة من وسطها فقال لهم صالح {هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم} فلما ملوها عقروها {فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب} هود الآية 65.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة ، أن صالحا قال لهم حين عقروا الناقة : تمتعوا ثلاثة أيام ثم قال لهم : آية عذابكم أن تصبح وجوهكم غدا مصفرة وتصبح اليوم الثاني محمرة ثم تصبح الثالث مسودة ، فأصبحت كذلك ، فلما كان اليوم الثالث أيقنوا بالهلاك فتكفنوا وتحنطوا ثم أخذتهم الصيحة فأهمدتهم ، وقال عاقر الناقة : لا أقتلها حتى ترضوا أجمعين ، فجعلوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون : ترضين فتقول : نعم والصبي حتى رضوا أجمعين فعقروها.
وأخرج أحمد والبزار ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن

جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر قام فخطب الناس فقال : يا أيها الناس لا تسألوا نبيكم عن الآيات فإن قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث إليهم آية فبعث الله إليهم الناقة فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها ويحتلبون من لبنها مثل الذي كانوا يأخذون من مائها يوم غبها وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فوعدهم الله العذاب بعد ثلاثة أيام وكان وعدا من الله غير مكذوب ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من كان منهم تحت مشارق الأرض ومغاربها إلا رجلا كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله ، فقيل : يا رسول الله من هو قال : أبو رغال ، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، وَابن مردويه من حديث أبي الطفيل مرفوعا ، مثله.
وأخرج أحمد ، وَابن المنذر عن أبي كبشة الأنماري قال : لما كان في غزوة تبوك تسارع قوم إلى أهل الحجر يدخلون عليهم فنودي في الناس أن الصلاة جامعة
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول علام يدخلون على قوم

غضب الله عليهم فقال رجل : نعجب منهم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بأعجب من ذلك رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم استقيموا وسددوا فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتي الله بقوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة ، أن ثمود لما عقروا الناقة تغامزوا وقالوا : عليكم الفصيل ، فصعد الفصيل القارة جبلا حتى إذا كان يوما استقبل القبلة وقال : يا رب أمي يا رب أمي يا رب أمي فأرسلت عليهم الصيحة عند ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : لما عقرت الناقة صعد بكرها فوق جبل فرغا فما سمعه شيء إلا همد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال : لما قتل قوم صالح الناقة قال لهم صالح : إن العذاب آتيكم ، قالوا له : وما علامة ذلك قال : أن تصبح وجوهكم أول يوم محمرة وفي اليوم الثاني مصفرة وفي اليوم الثالث مسودة 0 فلما أصبحوا أول يوم احمرت وجوههم فلما كان اليوم الثاني اصفرت وجوههم فلما

كان اليوم الثالث أصبحت وجوههم مسودة فأيقنوا بالعذاب فتحنطوا وتكفنوا وأقاموا في بيوتهم فصاح بهم جبريل صيحة فذهبت أرواحهم.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : إن الله بعث صالحا إلى ثمود فدعاهم فكذبوه فسألوا أن يأتيهم بآية فجاءهم بالناقة لها شرب ولهم شرب يوم معلوم فأقروا بها جميعا فكانت الناقة لها شرب فيوم تشرب فيه الماء نهر بين جبلين فيزحمانه ففيها أثرها حتى الساعة ثم تأتي فتقف لهم حتى يحتلبوا اللبن قترويهم ويوم يشربون الماء لا تأتيهم وكان معها فصيل لها فقال لهم صالح : إنه يولد في شهركم هذا مولود يكون هلا ككم على يديه فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر فذبحوا أبناءهم ثم ولد للعاشر ابن فأبى أن يذبح ابنه وكان لم يولد له قبله شيء وكان أبو العاشر أحمر أزرق فنبت نباتا سريعا ، فإذا مر بالتسعة فرأوه قالوا : لو كان أبناؤنا أحياء كانوا مثل هذا : فغضب التسعة على صالح.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {ولا تمسوها بسوء} قال : لا تعقروها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وتنحتون الجبال بيوتا}

قال : كانوا ينقبونفي الجبال البيوت.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {وعتوا عن أمر ربهم} قال : غلوا في الباطل ، وفي قوله {فأخذتهم الرجفة} قال : الصيحة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله {فأصبحوا في دارهم} يعني العسكر كله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله {فأصبحوا في دارهم جاثمين} قال : ميتين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {فأصبحوا في دارهم جاثمين} قال : ميتين.
وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن الحسن قال : لما عقرت ثمود الناقة ذهب فصيلها حتى صعد تلا فقال : يا رب أين أمي رغا رغوة فنزلت الصيحة فأخذتهم

وأخرج أحمد في الزهد عن عمار قال : إن قوم صالح سألوا الناقة فأتوها فعقروها وإن بني إسرائيل سألوا المائدة فنزلت فكفروا بها وإن فتنتكم في الدينار والدرهم.
وأخرج أبو الشيخ عن وهب قال : إن صالحا لما نجا هو والذين معه قال : يا قوم إن هذه دار قد سخط الله عليها وعلى أهلها فأظعنوا والحقوا بحرم الله وأمنه فأهلوا من ساعتهم بالحج وانطلقوا حتى وردوا مكة فلم يزالوا حتى ماتوا فتلك قبورهم في غربي الكعبة.
- الآية (80 - 84).
أَخْرَج ابن عساكر عن سليمان بن صرد قال : أبو لوط هو عم إبراهيم.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر عن ابن عباس قال : أرسل لوط إلى المؤتفكات وكانت قرى لوط أربع مدائن 0 سدوم وأمورا وعامورا وصبوير ، وكان في كل قرية مائة ألف مقاتل وكانت أعظم مدائنهم سدوم وكان لوط يسكنها وهي من بلاد الشام ومن فلسطين مسيرة وليلة وكان إبراهيم خليل الرحمن عم لوط بن هاران بن تارح وكان إبراهيم ينصح قوم لوط وكان الله قد أمهل قوم لوط فخرقوا حجاب الإسلام وانتهكوا المحارم وأتوا الفاحشة الكبرى فكان إبراهيم يركب على حماره حتى يأتي مدائن قوم

لوط فينصحهم فيأبون أن يقبلوا فكان بعد ذلك يجيء على حماره فينظر إلى سدوم فيقول : يا سدوم أي يوم لك من الله سدوم إنما أنهاكم أن لا تتعرضوا لعقوبة الله حتى بلغ الكتاب أجله فبعث الله جبريل في نفر من الملائكة فهبطوا في صورة الرجال حتى انتهوا إلى إبراهيم وهو في زرع له يثير الأرض فلما بلغ الماء إلى سكته من الأرض ركز مسحاته في الأرض فصلى خلفها ركعتين فنظرت الملائكة إلى إبراهيم فقالوا : لو كان الله يبتغي أن يتخذ خليلا لاتخذ هذا العبد خليلا ولا يعلمون أن الله قد اتخذه خليلا.
وأخرج ابن أبي الدنيا ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في ذم الملاهي والشعب ، وَابن عساكر عن ابن عباس في قوله {أتأتون الفاحشة} قال : أدبار الرجال.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي ، وَابن عساكر عن عمرو بن دينار في قوله {ما سبقكم بها

من أحد من العالمين} قال : ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط.
وأخرج ابن أبي الدنيا ، وَابن أبي حاتم والبيهقي ، وَابن عساكر عن أبي صخرة جامع بن شداد رفعه قال كان اللواط في قوم لوط في النساء قبل أن يكون في الرجال بأربعين سنة.
وأخرج ابن أبي الدنيا ، وَابن عساكر ، عَن طاووس ، أنه سئل عن الرجل يأتي المرأة في عجيزتها قال : إنما بدء قوم لوط ذاك صنعته الرجال بالنساء ثم صنعته الرجال بالرجال.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن علي أنه قال على المنبر : سلوني ، فقال ابن الكواء : تؤتي النساء في أعجازهن فقال علي :
سفلت سفل الله بك ألم تسمع إلى قوله {أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين}.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر عن ابن عباس قال : كان الذي حملهم على إتيان الرجال دون النساء أنهم كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم وثمار خارجة على ظهر الطريق وأنهم أصابهم قحط وقلة من

الثمار فقال بعضهم لبعض : إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش ، قالوا : بأي شيء نمنعها قالوا : اجعلوا سنتكم من أخذتم في بلادكم غريبا سننتم فيه أن تنكحوه وأغرموه أربعة دراهم فإن الناس لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك فذلك الذي حملهم على ما ارتكبوا من الأمر العظيم الذي لم يسبقهم إليه أحد من العالمين.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر من طريق محمد بن إسحاق عن بعض رواة ابن عباس قال : إنما كان بدء عمل قوم لوط أن إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه فنكحوه ثم جروا على ذلك.
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ والبيهقي ، وَابن عساكر عن حذيفة قال : إنما حق القول على القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، وَابن عساكر عن أبي حمزة قال : قلت لمحمد بن علي : عذب الله نساء قوم لوط بعمل رجالهم قال : الله أعدل من ذلك استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله !

{إنهم أناس يتطهرون} قال : من أدبار الرجال ومن أدبار النساء.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {إنهم أناس يتطهرون} قال : من أدبار الرجال وأدبار النساء استهزاء بهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن قتادة {إنهم أناس يتطهرون} قال : عابوهم بغير عيب وذموهم بغير ذم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إلا امرأته كانت من الغابرين} قال : من الباقين في عذاب الله {وأمطرنا عليهم مطرا}
قال : أمطر الله على بقايا قوم لوط حجارة من السماء فأهلكتهم.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر عن الزهري أن لوطا عذب الله قومه لحق بإبراهيم فلم يزل معه حتى قبضه الله إليه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب في قوله {وأمطرنا عليهم مطرا} قال :

على أهل بواديهم وعلى رعاتهم وعلى مسافريهم فلم ينفلت منهم أحد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب في قوله {وأمطرنا عليهم مطرا} قال : الكبريت والنار.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي عروبة قال : كان قوم لوط أربعة آلاف ألف.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله من تولى غير مواليه ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من كمه أعمى عن السبيل ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من وقع على بهيمة ولعن الله من عمل عمل قوم لوط ثلاث مرات.
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه ، وَابن ماجة ، وَابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط

وأخرج ابن عدي والبيهقي عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون في سخط الله ، قيل من هم يا رسول الله قال : المتشبهون من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي البهيمة والذي يأتي الرجل.
وأخرج عبد الرزاق وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن أبي الدنيا والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوه الفاعل والمفعول به.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي نضرة ، أن ابن عباس سئل ما حد اللوطي قال : ينظر أعلى بناء في القرية فيلقي منه منكسا ثم يتبع بالحجارة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا والبيهقي عن يزيد بن قبس : أن عليا رجم لوطيا

وأخرج ابن ابي الدنيا والبيهقي عن ابن شهاب قال : اللوطي يرجم أحصن أم لم يحصن سنة ماضية.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا والبيهقي عن إبراهيم قال : لو كان أحد ينبغي له أن يرجم مرتين لرجم اللوطي.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر قال : علة الرجم قتلة قوم لوط.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن وإبراهيم قالا : حد اللوطي حد الزاني إن كان قد أحصن فالرجم وإلا فالحد.
وأخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت : أول من اتهم بالأمر القبيح - يعني عمل قوم لوط - اتهم به رجل على عهد عمر رضي الله عنه فأمر عمر بعض شباب قريش أن لا يجالسوه.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الوضين بن عطاء عن بعض التابعين قال : كانوا يكرهون أن يحد الرجل النظر إلى وجه الغلام الجميل

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بقية قال بعض التابعين : ما أنا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار من الغلام الأمرد يقعد إليه.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن بن ذكوان قال : لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صور كصور النساء وهم أشد فتنة من العذارى.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن النجيب ابن السدي قال : كان يقال لا يبيت الرجل في بيت مع المرد.
وأخرج البيهقي عن عبد الله بن المبارك قال : دخل سفيان الثوري الحمام فدخل عليه غلام صبيح فقال : أخرجوه فإني أرى مع كل امرأة شيطانا ومع كل غلام بضعة عشر شيطانا.
وأخرج ابن أبي الدنيا والحكيم الترمذي والبيهقي عن ابن سيرين قال : ليس شيء من الدواب يعمل عمل قوم لوط إلا الخنزير والحمار.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن ابن سهل قال : سيكون في هذه الأمة قوم
يقال لهم اللوطيون على ثلاثة أصناف ، صنف ينظرون وصنف يصافحون وصنف يعملون ذلك العمل.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن مجاهد قال : لو أن الذي يعمل ذلك

العمل - يعني عمل قوم لوط - اغتسل بكل قطرة في السماء وكل قطرة في الأرض لم يزل نجسا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا ، عَن جَابر بن زيد قال : حرمة الدبر أشد من حرمة الفرج.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لعن الله سبعة من خلقه فوق سبع سموات فردد لعنته على واحدة منها ثلاثا ولعن بعد كل واحدة لعنة لعنة ، قال : ملعون ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من أتى شيئا من البهائم ملعون من جمع بين امرأة وابنتها ملعون من عق والديه ملعون من ذبح لغير الله ملعون من غير حدود الأرض ملعون من تولى غير مواليه.
وأخرج ابن ماجة والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل قوم لوط فارجموا الفاعل والمفعول به.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة في المصنف وأبو داود عن ابن عباس ، في البكر يوجد على اللوطية قال : يرجم

وأخرج عبد الرزاق عن عائشة أنها رأت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حزينا فقالت : يا رسول الله وما الذي يحزنك قال : شيء تخوفته على أمتي أن يعملوا بعدي بعمل قوم لوط.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي حصين ، أن عثمان أشرف على الناس يوم الدار فقال : أما علمتم أنه لا يحل دم امرى ء مسلم إلا أربعة ، رجل قتل فقتل أو رجل زنى بعدما أحصن أو رجل ارتد بعد إسلامه أو رجل عمل عمل قوم لوط.
- الآية (85 - 93).
أَخْرَج ابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر قال : أخبرني عبيد الله بن زياد بن سمعان عن بعض من قرأ الكتب قال : إن أهل التوراة يزعمون أن شعيبا

اسمه في التوراة ميكائيل واسمه بالسريانية جزى بن بشخر وبالعبرانية شعيب بن بشخر بن لاوي بن يعقوب عليه السلام.
وأخرج ابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر عن الشرقي بن القطامي وكان نسابة عالما بالأنساب قال : هو ثيروب بالعبرانية وشعيب بالعربية ابن عيفا بن يوبب بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، يوبب بوزن جعفر أوله مثناه تحيتة وبعد الواو موحدتان.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر عن ابن عباس قال : كان شعيب نبيا رسولا من بعد يوسف وكان من خبره وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن {وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} فكانوا مع ما كان فيهم من الشرك أهل بخس في مكايلهم وموازينهم مع كفرهم بربهم وتكذيبهم نبيهم وكانوا قوما طغاة بغاة يجلسون على الطريق فيبخسون الناس أموالهم حتى يشترونه وكان أول من سن ذلك هم وكانوا إذا دخل عليهم الغريب يأخذون دراهمه ويقولون دراهمك هذه زيوف فيقطعونها ثم يشترونها منه بالبخس يعني بالنقصان فذلك قوله {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} وكانت

بلادهم بلاد ميرة يمتار الناس منهم فكانوا يقعدون على الطريق فيصدون الناس عن شعيب يقولون : لا تسمعوا منه فإنه كذاب يفتنكم فذلك قوله {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} الناس إن اتبعتم شعيبا فتنكم ثم إنهم تواعدوه فقالوا : يا شعيب لنخرجنك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا أي إلى دين آبائنا فقال عند ذلك {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت} هود الآية 88 وهو الذي يعصمني {وإليه أنيب} يقول : إليه أرجع ، ثم قال {أولو كنا كارهين} يقول : إلى الرجعة إلى دينكم إن رجعنا إلى دينكم {قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا} يقول : وما ينبغي لنا أن نعود فيها بعد إذ نجانا الله منها {إلا أن يشاء الله ربنا} فخاف العاقبة فرد المشيئة إلى الله تعالى فقال {إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما} ما ندري ما سبق لنا {على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين} يعني الفاصلين قال : ابن عباس كان حليما صادقا وقورا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيبا يقول ذاك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه فيما دعاهم إليه وفيما ردوا عليه وكذبوه وتواعدوه بالرجم والنفي من بلادهم وتواعد كبراؤهم ضعفاءهم قالوا {لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون} فلم ينته شعيب أن دعاهم فلما عتوا على الله {أخذتهم الرجفة} وذلك أن جبريل نزل فوقف عليهم فصاح صيحة رجفت منها الجبال والأرض فخرجت أرواحهم من أبدانهم فذلك قوله {فأخذتهم الرجفة} وذلك أنهم حين سمعوا الصيحة قاموا قياما فزعوا

لها فرجفت بهم الأرض فرمتهم ميتين.
وأخرج إسحاق ، وَابن عساكر عن عكرمة والسدي قالا : ما بعث الله نبيا مرتين إلا شعيبا ، مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة ومرة أخرى إلى أصحاب الأيكة فأخذهم الله بعذاب يوم الظلة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} قال : لا تظلموا الناس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن قتادة {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} قال : لا تظلموهم {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} قال : كانوا يوعدون من أتى شعيبا وغشيه وأراد الإسلام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} قال : كانوا يجلسون في الطريق فيخبرون من أتى عليهم أن شعيبا كذاب فلا يفتننكم عن دينكم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ولا تقعدوا

بكل صراط} قال : طريق {توعدون} قال : تخوفون الناس أن يأتوا شعيبا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} قال : بكل سبيل حق {وتصدون عن سبيل الله} قال : تصدون أهلها {وتبغونها عوجا} قال : تلتمسون لها الزيغ.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} قال : العاشر {وتصدون عن سبيل الله} قال : تصدون عن الإسلام {وتبغونها عوجا} قال : هلاكا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {وتبغونها} قال : تبغون السبيل عوجا قال : عن الحق.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} قال : هم العشار.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية عن أبي هريرة أو غيره شك أبو العالية قال : أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى على خشبة على الطريق لا يمر بها

ثوب إلا شقته ولا شيء إلا خرقته ، قال ما هذا يا جبريل هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ثم تلا {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {وما يكون لنا أن نعود فيها} قال : ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم {بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا} والله لا يشاء الشرك ولكن يقول : إلا أن يكون الله قد علم شيئا فإنه قد وسع كل شيء علما.
وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن زيد بن أسلم : أنه قال في القدرية والله ما قالوا كما قال الله ولا كما قال النبيون ولا كما قال أصحاب الجنة ولا كما قال أصحاب النار ولا كما قال أخوهم إبليس ، قال الله {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} الإنسان الآية 30 وقال شعيب {وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله} وقال أصحاب الجنة {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} الأعراف الآية 43 وقال أصحاب النار {ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} الزمر الآية 71 وقال إبليس {رب بما أغويتني} الحجر الآية 39

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في الوقف والإبتداء والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال : ما كنت أدري ما قوله {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول : تعال أفاتحك : يعني أقاضيك.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ربنا افتح} يقول : اقض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : الفتح : القضاء ، لغة يمانية إذا قال أحدهم : تعال أقاضيك القضاء قال : تعال أفاتحك.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {كأن لم يغنوا فيها} قال : كأن لم يعمروا فيها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كأن لم يغنوا فيها} قال : كأن لم يعيشوا فيها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {كأن لم يغنوا فيها} يقول : كأن لم يعيشوا فيها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن قتادة {فتولى عنهم وقال يا قوم

لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم} قال : ذكر لنا أن نبي الله شعيبا أسمع قومه وأن نبي الله صالحا أسمع قومه كما أسمع - والله - نبيكم محمد قومه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فكيف آسى} قال : أحزن.
وأخرج ابن عساكر عن مبلة بن عبد الله قال : بعث الله جبريل إلى أهل مدين شطر الليل ليأفكهم بمغانيهم فألفى رجلا قائما يتلو كتاب الله فهاله أن يهلكه فيمن يهلك فرجع إلى المعراج فقال : اللهم أنت سبوح قدوس بعثتني إلى مدين لأفك مدائنهم فأصبت رجلا قائما يتلوا كتاب الله فأوحى الله : ما أعرفني به هو فلان بن فلان فابدأ به فإنه لم يدفع عن محارمي إلا موادعا.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر عن ابن عباس ، أن شعيبا كان يقرأ من الكتب التي كان الله أنزلها على إبراهيم عليه السلام.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما قبر إسمعيل وشعيب ، فقبر إسمعيل في الحجر وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود

وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه ، أن شعيبا مات بمكة ومن معه من المؤمنين فقبورهم في غربي الكعبة بين دارالندوة وبين باب بني سهم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب عن مالك بن أنس قال : كان شعيب خطيب الأنبياء.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن ابن إسحاق قال : ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر شعيبا قال : ذاك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه فيما يرادهم به فلما كذبوه وتوعدوه بالرجم والنفي من بلاده وعتوا على الله أخذهم عذاب يوم الظلة فبلغني أن رجلا من أهل مدين يقال له عمرو بن حلها ألما رآها قال :
يا قوم إن شعيبا مرسل فذروا * عنكم سميرا وعمران بن شداد إني أرى عينة يا قوم قد طلعت * تدعو بصوت على صمانة الواد وإنه لا يروي فيه ضحى غد * إلا الرحيم يحشى بين أنجاد

وسمير وعمران كاهناهم والرقيم كلبهم.
- الآية (94 - 95).
أَخْرَج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة} قال : مكان الشدة الرخاء {حتى عفوا} قال : كثروا وكثرت أموالهم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {ثم بدلنا مكان السيئة} قال : الشر {الحسنة} قال : الرخاء والعدل والولد {حتى عفوا} يقول : حتى كثرت أموالهم وأولادهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {حتى عفوا} قال : جموا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء} قال : قالوا قد أتى على آبائنا مثل هذا فلم يكن شيئا {فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون} قال : بغت القوم أمر الله وما أخذ

الله قوما قط إلا عند سكوتهم وغرتهم ونعمتهم فلا تغتروا بالله إنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون.
- الآية (96).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ولو أن أهل القرى آمنوا} قال : بما أنزل {واتقوا} قال : ما حرم الله {لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} يقول : لأعطتهم السماء بركتها والأرض نباتها.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق معاذ بن رفاعة عن موسى الطائفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا الخبز فإن الله أنزله من بركات السماء وأخرجه من بركات الأرض.
وأخرج البزار والطبراني بسند ضعيف عن عبد الله بن أم حرام قال : صليت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكرموا الخبز فإن الله أنزله من بركات السماء وسخر له بركات الأرض ومن يتبع ما يسقط من السفرة غفر له

وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : كان أهل قرية أوسع الله عليهم حتى كانوا يستنجون بالخبز فبعث عليهم الجوع حتى أنهم كانوا يأكلون ما يتغدون به.
- الآية (97 - 98).
- أَخْرَج أبو الشيخ عن أبي نضرة قال : يستحب إذا قرأ الرجل هذه الآية {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون} يرفع بها صوته.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : لا تتخذوا الدجاج والكلاب فتكونوا من أهل القرى وتلا {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا}.
- الآية (99).
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن هشام بن عروة قال : كتب رجل إلى صاحب له : إذا أصبت من الله شيئا يسرك فلا تأمن أن يكون فيه من الله مكر {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن الله تبارك وتعالى قال للملائكة ما هذا الخوف الذي قد بلغكم وقد أنزلتكم المنزلة التي لم أنزلها غيركم قالوا :

ربنا لا نأمن مكرك لا يأمن مكرك إلا القوم الخاسرون.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن علي بن أبي حليمة قال : كان ذر
بن عبد الله الخولاني إذا صلى العشاء يختلف في المسجد فإذا أراد أن ينصرف رفع صوته بهذه الآية {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن إسمعيل بن رافع قال : من الأمن لمكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة.
- الآية (100).
أَخْرَج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {أولم يهد} قال : أو لم يبين.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أولم يهد} قال : يبين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن السدي في قوله {للذين يرثون الأرض من بعد أهلها} قال : المشركون.
- الآية (101).

-.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي بن كعب في قوله {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} قال : كان في علم الله يوم أقروا له بالميثاق من يكذب به ومن يصدق.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} قال : مثل قوله {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} الأنعام الآية 28.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} قال : ذلك يوم أخذ منهم الميثاق فآمنوا كرها.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله {ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين} قال : لقد علمه فيهم أيهم المطيع من العاصي حيث خلقهم في زمان آدم ، قال : وتصديق ذلك حين قال لنوح {يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم} هودالآية 48 ففي ذلك قال {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}) (الأنعام الآية 28) وفي ذلك {وما كنا

معذبين حتى نبعث رسولا} الإسراء الآية 15.
وأخرج الشيخ عن مقاتل بن حيان في قوله {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم} الأعراف الآية 172 قال : أخرجهم مثل الذر فركب فيهم العقول ثم استنطقهم فقال لهم {ألست بربكم} قالوا جميعا : بلى ، فأقروا بألسنتهم وأسر بعضهم الكفر في قلوبهم يوم الميثاق فهو قوله {ولقد جاءتهم رسلهم} بعد البلاغ {بالبينات فما كانوا ليؤمنوا} بعد البلوغ {بما كذبوا} يعني يوم الميثاق {كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين}.
- الآية (102).
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {وما وجدنا لأكثرهم من عهد} قال : الوفاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وما وجدنا لأكثرهم من عهد} يقول : فيما ابتلاهم به ثم عافاهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله {وما وجدنا لأكثرهم من عهد} قال : هو ذلك العهد يوم أخذ الميثاق.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة {وما وجدنا لأكثرهم من عهد} قال : لما

ابتلاهم بالشدة والجهد والبلاء ثم أتاهم بالرخاء والعافية ذم الله أكثرهم عند ذلك فقال {وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين}.
وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب {وما وجدنا لأكثرهم من عهد} قال : الميثاق الذي أخذه في ظهر آدم.
وأخرج ابن المنذر عن أبي بن كعب في قوله {وما وجدنا لأكثرهم من عهد} قال : علم الله يومئذ من يفي ممن لا يفي فقال {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {وما وجدنا لأكثرهم من عهد} قال : الذي أخذ من بني آدم في ظهر آدم لم يفوا به {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} قال : القرون الماضية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} قال : وذلك أن الله إنما أهلك القرى لأنهم لم يكونوا حفظوا ما أوصاهم به.
- الآية (103).

- أَخْرَج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : إنما سمي موسى لأنه ألقى بين ماء وشجر فالماء بالقبطية : مو والشجر : سى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : كان فرعون فارسيا من أهل اصطخر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن لهيعة ، أن فرعون كان من أبناء مصر.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن المنكدر قال : عاش فرعون ثلاثمائة سنة منها مائتان وعشرون سنة لم ير فيها ما يقذي عينيه ودعاه موسى ثمانين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة ، أن فرعون كان قبطيا ولد زنا طوله سبعة أشبار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : كان فرعون علجا من همدان.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : قال موسى عليه السلام : يا رب أمهلت فرعون أربعمائة سنة وهو يقول : أنا ربكم الأعلى ويكذب بآلائك ويجحد رسلك ، فأوحى الله إليه : إنه كان حسن الخلق سهل الحجاب فأحببت أن أكافئه

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : أول من خضب بالسواد فرعون.
وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم بن مقسم الهذلي قال : مكث فرعون أربعمائة سنة لم يصدع له رأس.
وأخرج عن أبي اأاشرس قال : مكث فرعون أربعمائة سنة الشباب يغدو فيه ويروح.
وأخرج الخطيب عن الحكم بن عتيبة قال : أول من خضب بالسواد فرعون حيث قال له موسى : إن أنت آمنت بالله سألته أن يرد عليك شبابك فذكر ذلك لهامان فخضبه هامان بالسواد ، فقال له موسى : ميعادك ثلاثة أيام ، فلما كانت ثلاثة أيام فصل خضابه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان يغلق دون فرعون ثمانون بابا فما يأتي موسى بابا منها إلا انفتح له ولا يكلم أحدا حتى يقوم بين يديه.
- الآية (104 - 112).
- أَخْرَج أبو الشيخ عن مجاهد ، أنه كان يقرأ (حقيق علي أن لا أقول)

وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {فألقى عصاه} قال : ذكر لنا أن تلك العصا عصا آدم أعطاه إياها ملك حين توجه إلى مدين فكانت
تضيء له بالليل ويضرب بها الأرض بالنهار فيخرج له رزقه ويهش بها على غنمه ، قال الله عز وجل {فإذا هي ثعبان مبين} قال : حية تكاد تساوره.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن المنهال قال : ارتفعت الحية في السماء ميلا فأقبلت إلى فرعون فجعلت تقول : يا موسى مرني بما شئت ، وجعل فرعون يقول : يا موسى أسألك بالذي أرسلك قال : وأخذه بطنه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقة من صوف ما تجاوز مرفقه فاستؤذن على فرعون فقال : أدخلوه ، فدخل فقال : إن إلهي أرسلني إليك ، فقال للقوم حوله : ما علمت لكم من إله غيري خذوه ، قال إني قد جئتك بآية {قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه} فصارت ثعبانا ما بين لحييه ما بين السقف إلى الأرض وأدخل يده في جيبه فأخرجها مثل البرق تلتمع الأبصار فخروا على وجوههم وأخذ موسى عصاه ثم خرج ليس أحد من الناس إلا يفر منه فلما أفاق وذهب عن فرعون الروع قال : للملأ حوله ماذا تأمرون قالوا : أرجئه وأخاه لا تأتنا به ولا يقربنا وأرسل في المدائن حاشرين وكانت السحرة

يخشون من فرعون فلما أرسل إليهم قالوا : قد احتاج إليكم إلهكم قال : إن هذا فعل كذا وكذا ، قالوا : إن هذا ساحر يسحر أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال : ساحر يسحر الناس ولا يسحر الساحر الساحر قال : نعم وإنكم إذا لمن المقربين.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحكم قال : كانت عصا موسى من عوسج ولم يسخر العوسج لأحد بعده.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : عصا موسى اسمها ماشا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مسلم قال : عصا موسى هي الدابة يعني دابة الأرض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله {فإذا هي ثعبان مبين} قال : الحية الذكر.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ

من طريق معمر عن قتادة في قوله {فإذا هي ثعبان مبين} قال : تحولت حية عظيمة ، قال معمر قال غيره : مثل المدينة.
وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي قال : حية صفراء ذكر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال : كان بين لحيي الثعبان الذي من عصا موسى إثنا عشر ذراعا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن فرقد السبخي قال : كان فرعون إذا كانت له حاجة ذهبت به السحرة مسيرة خمسين فرسخا فإذا قضى حاجته جاؤوا به حتى كان يوم عصا موسى فإنها فتحت فاها فكان ما بين لحييها أربعين ذراعا فأحدث يومئذ أربعين مرة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن السدي في قوله {فإذا هي ثعبان مبين} قال : الذكر من الحيات فاتحة فمها واضعة لحيها الأسفل في الأرض والأعلى على سور القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب فأحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح : يا موسى خذها وأنا أومن بك وأرسل معك بني إسرائيل ، فأخذها موسى فصارت عصا

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد {ونزع يده} قال : الكف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {يريد أن يخرجكم} قال : يستخرجكم من أرضكم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {أرجه} قال : أخره.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة قالوا {أرجه وأخاه} قال : احبسه وأخاه.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عن ابن عباس في قوله {وأرسل في المدائن حاشرين} قال : الشرط.
- الآية (113 - 126).
- أَخْرَج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : كانت السحرة سبعين رجلا أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء ، وفي لفظ : كانوا سحرة في أول النهار وشهداء آخر النهار حين

قتلوا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن كعب قال : كان سحرة فرعون اثني عشر ألفا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قال : جمع له خمسة عشر ألف ساحر.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي ثمامة قال : سحرة فرعون سبعة عشر ألفا ، وفي لفظ : تسعة عشر ألفا.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي قال : كان السحرة بضعة وثلاثين ألفا ليس منهم رجل إلا معه حبل أو عصا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن القاسم بن أبي بزة قال : سحرة فرعون كانوا سبعين ألف ساحر فألقوا سبعين ألف حبل وسبعين ألف عصا حتى جعل موسى يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوحى الله إليه : يا موسى ألق عصاك ، فألقى عصاه فإذا هي ثعبان فأغر فاه فابتلع حبالهم وعصيهم فألقى السحرة عند ذلك سجدا فما رفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة

والنار وثواب أهلها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال : كانت السحرة الذين توفاهم الله مسلمين ثمانين ألفا.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال : السحرة ثلاثمائة من قرم ثلاثمائة من العريش ويشكون في ثلاثمائة من الإسكندرية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قالوا إن لنا لأجرا} أي إن لنا لعطاء وفضيلة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {فلما ألقوا} قال : ألقوا حبالا غلاظا وخشبا طوالا فأقبلت تخيل إليه من سحرهم أنها تسعى.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك} قال : أوحى الله إلى موسى أن ألق ما في يمينك فألقى عصاه فأكلت كل حية فلما رأوا ذلك سجدوا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك}

فألقى عصاه فتحولت حية فأكلت سحرهم كله وعصيهم وحبالهم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {تلقف ما يأفكون} قال : يكذبون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله {تلقف ما يأفكون} قال : تسترط حبالهم وعصيهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن السحرة قالوا حين اجتمعوا ، إن يك ماجاء به سحرا فلن يغلب وإن يك من الله فسترون ، فلما ألقى عصاه أكلت ما أفكوا من سحرهم وعادت كما كانت علموا أنه من الله فألقوا عند ذلك ساجدين قالوا : آمنا برب العالمين.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود وناس من الصحابة

قال : التقى موسى وأمير السحرة فقال له موسى : أريتك إن غلبتك أتؤمن بي وتشهد أن ما جئت به حق قال الساحر : لآتين غدا بسحر لا يغلبه سحر فو الله لئن غلبتني لأومنن بك ولأشهدن أنك حق وفرعون ينظر إليهم وهو قول فرعون : إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة إذ التقيتما لتظاهر أفتخرجا منها أهلها
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {فوقع الحق} قال : ظهر {وبطل ما كانوا يعملون} قال : ذهب الإفك الذي كانوا يعملون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {وألقي السحرة ساجدين} قال : رأوا منازلهم تبنى لهم وهم في سجودهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن اأاوزاعي قال : لما خر السحرة سجدا رفعت لهم الجنة حتى نظروا إليها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة} إذ التقيتما لتظاهر أفتخرجا منها أهلها {لأقطعن أيديكم} الآية ، قال : قتلهم وقطعهم كما قال

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قال : كان من رؤوس السحرة الذين جمع فرعون لموسى فيما بلغني سابور وعاذور وحطحط ومصفى ، أربعة هم الذين آمنوا حين رأوا ما رأوا من سلطان الله فآمنت معهم السحرة جميعا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان أول من صلب فرعون وهو أول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : لما ألقوا ما في أيديهم من السحر ألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فتحت فما لها مثل الرحى فوضعت مشفرها على الأرض ورفعت المشفر الآخر فاستوعبت كل شيء ألقوه من حبالهم وعصيهم ثم جاء إليها فأخذها فصارت عصا كما كانت فخرت بنو إسرائيل سجدا وقالوا : آمنا برب موسى وهارون قال {آمنتم له قبل أن آذن لكم} الآية ، قال : فكان أول من قطع من خلاف وأول من صلب في الأرض فرعون

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف} قال : يدا من ههنا ورجلا من ههنا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة قال : ذكر لنا أنهم كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء.
- الآية (127 - 128).
- أَخْرَج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد وأبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ (ويذرك وإلاهتك) قال : عبادتك وقال : إنما كان فرعون يعبد ولا يعبد.
وأخرج ابن الأنباري عن الضحاك ، مثله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس (ويذرك وإلاهتك) قال : يترك عبادتك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن مجاهد {ويذرك وآلهتك} قال : وعبادتك

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك ، أنه قال : كيف تقرأون هذه الآية {ويذرك} قالوا : ويذرك وآلهتك ، فقال الضحاك : إنما هي الأهتك أي عبادتك ألا ترى أنه يقول أنا ربكم الأعلى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله {ويذرك وآلهتك} قال : قال ابن عباس ليس يعنون الأصنام انما يعنون بآلهتك تعظيمك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {ويذرك وآلهتك} قال : ليس يعنون به الأصنام انما يعنون تعظيمه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سليمان التيمي قال : قرأت على بكر بن عبد الله {ويذرك وآلهتك} قال بكر : أتعرف هذا في العربية فقلت : نعم ، فجاء الحسن فاستقرأني بكر فقرأتها كذلك فقال الحسن {ويذرك وآلهتك} فقلت للحسن : أو كان يعبد شيا قال : أي والله أن كان ليعبد ، قال سليمان التيمي : بلغني أنه كان يجعل في عنقه شيئا يعبده قال : وبلغني أيضا عن ابن عباس أنه كان يعبد البقر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {ويذرك وآلهتك} قال : كان فرعون له آلهة يعبدها سرا

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : لما آمنت السحرة اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل.
- الآية (129).
- أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} قال : من قبل إرسال الله إياك ومن بعده.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه في الآية قال : قالت بنو إسرائيل لموسى : كان فرعون يكلفنا اللبن قبل أن تأتينا فلما جئت كلفنا اللبن مع التبن أيضا فقال موسى : أي رب أهلك فرعون حتى متى تبقيه ، فأوحى الله إليهم : إنهم لم يعملوا الذنب الذي أهلكهم به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} قال : أما قبل أن يبعث حزرا لعدو الله فرعون حاز أنه يولد في هذا العام غلام يسلبك ملكك ، قال : فتتبع أولادهم في ذلك العام بذبح الذكور منهم ثم ذبحهم أيضا بعدما جاءهم موسى وهذا قول نبي إسرائيل

يشكون إلى موسى ، فقال لهم موسى {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن بنا أهل البيت يفتح ويختم فلا بد أن تقع دولة لبني هاشم فانظروا فيمن تكونوا من بني هاشم وفيهم نزلت {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}.
- الآية (130)
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} قال : السنون الجوع.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} قال : الجوائح {ونقص من الثمرات} دون ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} قال :

أخذهم الله بالسنين بالجوع عاما فعاما {ونقص من الثمرات} فأما السنون فكان ذلك في باديتهم وأهل مواشيهم وأما نقص من الثمرات فكان في أمصارهم وقراهم.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن رجاء بن حيوة في قوله {ونقص من الثمرات} قال : حتى لا تحمل النخلة إلا بسرة واحدة.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما أخذ الله آل فرعون بالسنين يبس كل شيء لهم وذهبت مواشيهم حتى يبس نيل مصر واجتمعوا إلى فرعون فقالوا له : إن كنت تزعم فاتنا في نيل مصر بماء ، قال : غدوة يصبحكم الماء ، فلما خرجوا من عنده قال : أي شيء صنعت ، أنا أقدر على أن أجري في نيل مصر ماء غدوة أصبح فيكذبونني ، فلما كان في جوف الليل قام واغتسل ولبس مدرعة صوف ثم خرج حافيا حتى أتى نيل مصر فقام في بطنه فقال : اللهم إنك تعلم أني أعلم أنك تقدر على أن تملا نيل مصر ماء فأملاه فما علم إلا بخرير الماء يقبل فخرج وأقبل النيل يزخ بالماء لما أراد الله بهم من الهلكة.
- الآية (131)

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {فإذا جاءتهم الحسنة} قال : العافية والرخاء {قالوا لنا هذه} ونحن أحق بها {وإن تصبهم سيئة} قال : بلاء وعقوبة {يطيروا بموسى} قال : يتشاءموا به.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {ألا إنما طائرهم} قال مصائبهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {ألا إنما طائرهم عند الله} قال : الأمر من قبل الله.
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {ألا إنما طائرهم عند الله} يقول : الأمر من قبل الله ما أصابكم من أمر الله فمن الله بما كسبت أيديكم.
- الآية (132).
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {وقالوا مهما تأتنا به من آية} قال : إن ما تأتنا به من آية قال : وهذه فيها زيادة ما

- الآية (133).
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطوفان : الموت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن عطاء قال {الطوفان} الموت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن مجاهد قال {الطوفان} الموت على كل حال.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال {الطوفان} الغرق.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال {الطوفان} أن يمطروا دائما بالليل والنهار ثمانية أيام والقمل الجراد الذي ليس له أجنحة

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : {الطوفان} أمر من أمر ربك ثم قرأ {فطاف عليها طائف من ربك} القلم الآية 19.
وَأَخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أرسل الله على قوم فرعون الطوفان - وهو المطر - فقالوا : يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا المطر فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم فأنبت الله لهم في تلك السنة شيئا لم ينبته قبل ذلك من الزرع والكلأ فقالوا : هذا ما كنا نتمنى فأرسل الله عليهم الجراد فسلطه عليهم فلما رأوه عرفوا أنه لا يبقي الزرع قالوا ، مثل ذلك فدعا ربه فكشف عنهم الجراد فداسوه وأحرزوه في البيوت فقالوا : قد أحرزنا فأرسل الله عليهم القمل : وهو السوس الذي يخرج من الحنطة فكان الرجل يخرج بالحنطة عشرة أجربة إلى الرحا فلا يرد منها بثلاثة أقفزة فقالوا مثل ذلك فكشف عنهم فأبوا أن يرسلوا معه بني إسرائيل فبينا موسى عند فرعون إذ سمع نقيق ضفدع من نهر فقال : يا فرعون ما تلقى أنت وقومك من هذا الضفدع فقال : وما عسى أن يكون عند هذا الضفدع فما أمسوا حتى كان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع وما منهم من أحد يتكلم إلا وثب ضفدع في فيه وما من شيء من آنيتهم إلا وهي ممتلئة من الضفادع ، فقالوا مثل ذلك فكشف عنهم فلم يفوا فأرسل الله عليهم الدم

فصارت أنهارهم دما وصارت آبارهم دما فشكوا إلى فرعون ذلك فقال : ويحكم قد سحركم فقالوا : ليس نجد من مائنا شيئا في إناء ولا بئر ولا نهر إلا ونجده طعم الدم العبيط فقال فرعون : يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنهم الدم فلم يفوا.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فأرسلنا عليهم الطوفان} وهو المطر حتى خافوا الهلاك فأتوا موسى فقالوا : يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا
المطر فإنا نؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم المطر فأنبت الله به حرثهم وأخصبت بلادهم فقالوا : ما نحب أنا لم نمطر ولن نترك إلهنا ونؤمن بك ولن نرسل معك بني إسرائيل ، فأرسل الله عليهم الجراد فأسرع في فساد زروعهم وثمارهم قالوا : يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الجراد فإنا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه فكشف عنهم الجراد وكان قد بقي من زرعهم ومعائشهم بقايا فقالوا : قد بقي لنا ما هو كافينا فلن نؤمن لك ولن نرسل معك بني إسرائيل ، فأرسل الله عليهم القمل وهو الدبا فتتبع ما كان ترك الجراد فجزعوا وخشوا الهلاك فقالوا : يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا الدبا فإنا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه فكشف عنهم الدبا فقالوا : ما نحن لك بمؤمنين ولا

مرسلين معك بني إسرائيل ، فأرسل الله عليهم الضفادع فملأ بيوتهم منها ولقوا منها أذى شديدا لم يلقوا مثله فيما كان قبله كانت تثب في قدورهم فتفسد عليهم طعامهم وتطفى ء نيرانهم قالوا : يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الضفادع فقد لقينا منها بلاء وأذى فإنا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه فكشف عنهم الضفادع فقالوا : لا نؤمن لك ولا نرسل معك بني إسرائيل ، فأرسل الله عليهم الدم فجعلوا لا يأكلون إلا الدم ولا يشربون إلا الدم قالوا : يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الدم فإنا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه فكشف عنهم الدم فقالوا : يا موسى لن نؤمن لك ولن نرسل معك بني إسرائيل 0 فكانت آيات مفصلات بعضها أثر بعض لتكون لله الحجة عليهم فأخذهم الله بذنوبهم فأغرقهم في اليم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {فأرسلنا عليهم الطوفان} قال : الماء والطاعون والجراد ، قال : تأكل مسامير رتجهم : يعني أبوابهم وثيابهم والقمل الدبا والضفادع تسقط على فرشهم وفي أطعمتهم والدم يكون في ثيابهم ومائهم وطعامهم.
وأخرج أبو الشيخ عن عطاء قال : بلغني أن الجراد لما سلط على بني إسرائيل

أكل أبوابهم حتى أكل مساميرهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الجراد نترة من حوت في البحر.
وأخرج العقيلي في كتاب الضعفاء وأبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سئل عن الجراد فقال : إن مريم سألت الله أن يطعمها لحما لا دم فيه فأطعمها الجراد.
وأخرج الطبراني والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي أمامة الباهلي أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن مريم بنت عمران سألت ربها أن يطعمها لحما لا دم فيه فأطعمها الجراد فقالت :
اللهم اعشه بغير رضاع وتابع بينه بغير شياع - يعني الصون - قال الذهبي : إسناده أنظف من الأول.
وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" عن زينب ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : إن نبيا

من الأنبياء سأل الله لحم طير لا ذكاة له فرزقه الله الحيتان والجراد.
وأخرج أبو داود ، وَابن ماجة وأبو الشيخ في العظمة والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي عن سلمان قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجراد فقال أكثر جنود الله لا آكله ولا أحرمه.
وأخرج أبو بكر البرقي في معرفة الصحابة والطبراني وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي زهير النميري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقاتلوا الجراد فإنه جند من جند الله الأعظم قال البيهقي : هذا إن صح أراد به إذا لم يتعرض لإفساد المزارع فإذا تعرض له جاز دفعه بما يقع به الدفع من القتال والقتل أو أراد به تعذر مقاومته بالقتال والقتل.
وأخرج البيهقي من طريق الفضيل بن عياض عن مغيرة عن إبراهيم عن عبد الله قال : وقعت جرادة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ألا نقتلها يا رسول الله فقال من قتل جرادة فكأنما قتل غوريا قال البيهقي : هذا

ضعيف بجهالة بعض رواته وانقطاع ما بين إبراهيم ، وَابن مسعود.
وأخرج الحاكم في تاريخه والبيهقي بسند فيه مجهول عن ابن عمر قال : وقعت جرادة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتملها فإذا مكتوب في جناحها بالعبرانية : لا يعني جنيني ولا يشبع آكلي نحن جند الله الأكبر لنا تسع وتسعون بيضة ولو تمت لنا المائة لأكلنا الدنيا بما فيها ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اللهم أهلك الجراد اقتل كبارها وأمت صغارها وأفسد بيضها وسد أفواهها عن مزارع المسلمين وعن معايشهم إنك سميع الدعاء فجاءه جبريل فقال : إنه قد استجيب لك في بعض قال البيهقي : هذا حديث منكر.
وأخرج الطبراني وإسمعيل بن عبد الغافر الفارسي في الأربعين والبيهقي عن الحسين بن علي قال : كنا على مائدة أنا وأخي محمد بن الحنيفة وبنى عمي عبد الله بن عباس وقثم والفضل فوقعت جرادة فأخذها عبد الله بن عباس فقال للحسين : تعلم ما مكتوب على جناح الجرادة فقال : سألت أبي فقال : سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي على جناح الجرادة مكتوب : إني أنا الله لا إله إلا أنا رب الجرادة ورازقها إذا شئت بعثتها رزقا لقوم وإن شئت على قوم بلاء ، فقال ابن عباس : هذا والله من مكنون العلم

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عكرمة قال : قال لي ابن عباس : مكتوب على الجرادة بالسريانية : إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي الجراد جند من جندي أسلطه على من أشاء من عبادي.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب قال : لما خلق الله آدم فضل من طينته شيء فخلق منه الجراد.
وأخرج عن سعيد بن أبي الحسن ، مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير قال {الطوفان} المطر {والجراد} هذا الجراد ، {والقمل} الدابة التي تكون في الحنطة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال : القمل الجراد الذي لا يطير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : القمل : هو القمل

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد قال : زعم بعض الناس في القمل أنها البراغيث.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حبيب بن أبي ثابت قال : القمل الجعلان.
وَأَخرَج الطستي عن ابن عباس 0 أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل {والقمل والضفادع} قال : القمل الدبا 0 والضفادع : هي هذه 0 قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو يقول : يبادرون النحل من أنها * كأنهم في الشرف القمل.
وَأخرَج أبو الشيخ عن عكرمة قال : القمل : الجنادب بنات الجراد.
وَأَخرَج أبو الشيخ عن عفيف عن رجل من أهل الشام قال : القمل : البراغيث.
وَأَخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كانت الضفادع برية فلما أرسلها الله على آل فرعون سمعت وأطاعت فجعلت تقذف نفسها

في القدر وهي تغلي وفي التنانير وهي تفور فأثابها الله بحسن طاعتها برد الماء.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : لم يكن شيء أشد على
آل فرعون من الضفادع كانت تأتي القدور وهي تغلي فتلقي أنفسها فيها فأورثها الله برد الماء والثرى إلى يوم القيامة.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو قال : لا تقتلوا الضفادع فإنها لما أرسلت على آل فرعون انطلق ضفدع منها فوقع في تنور فيه نار طلبت بذلك مرضاة الله فأبدلهن الله أبرد شيء نعلمه الماء وجعل نعيقهن التسبيح.
وَأَخرَج أحمد وأبو داود والنسائي عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي 0 أن طبيبا ذكر ضفدعا في دواء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتله.
وَأَخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : سالت

النيل دما فكان الإسرائيلي يستقي ماء طيبا ويستقي الفرعوني دما ويشتركان في إناء واحد فيكون ما يلي الإاسرائيلي ماء طيبا وما يلي الفرعوني دما.
وَأَخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال : أرسل الله عليهم الدم فكانوا لا يغترفون من مائهم إلا دما أحمر حتى لقد ذكر لنا أن فرعون كان يجمع بين الرجلين على الإناء الواحد القبطي والإسرائيلي فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء وما يلي القبطي دما.
وَأَخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله {والدم} قال : سلط الله عليهم الرعاف.
وَأَخرَج احمد في الزهد ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف الشامي قال : مكث موسى في آل فرعون بعد ما غلب السحرة عشرين سنة يريهم الآيات الجراد والقمل والضفادع والدم فيأبون أن يسلموا.
وَأَخرَج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : مكث موسى في آل فرعون بعد ما غلب السحرة أربعين سنة يريهم الآيات الجراد والقمل والضفادع.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {آيات مفصلات} قال :

كانت آيات مفصلات بعضها على أثر بعض ليكون لله الحجة عليهم.
وَأَخرَج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {آيات مفصلات} قال : يتبع بعضها بعضا تمكث فيهم سبتا إلى سبت ثم ترفع عنهم شهرا.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : كان بين كل آيتين من هذه الآيات ثلاثون يوما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال : كانت الآيات التسع في تسع سنين في كل سنة آية 0.
- الآية (134 - 135).
أَخْرَج ابن مردويه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال {الرجز} العذاب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أمر موسى نبي إسرائيل فقال : ليذبح كل رجل منكم كبشا ثم ليخضب كفه في دمه ثم ليضرب على بابه 0 فقالت القبط لبني إسرائيل : لم تجعلون هذا الدم على بابكم قال : إن الله يرسل عليكم عذابا فنسلم وتهلكون 0 قال القبط : فما يعرفكم الله إلا بهذه العلامات قالوا : هكذا أمرنا نبينا 0 فأصبحوا وقد طعن من قوم فرعون سبعون ألفا فأمسوا وهم لا يتدافنون ، فقال فرعون عند ذلك {ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني

إسرائيل} والرجز : الطاعون 0 فدعا ربه فكشفه عنهم فكان أوفاهم كلهم فرعون قال : اذهب ببني إسرائيل حيث شئت.
وَأَخرَج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال : ألقى الله الطاعون على آل فرعون فشغلهم بذلك حتى خرج موسى فقال موسى لبني إسرائيل : اجعلوا أكفكم في الطين والرماد ثم ضعوه على أبوابكم كيما يجتنبكم ملك الموت 0 قال فرعون : أما يموت من عبيدنا أحد قالوا : لا 0 قال : أليس هذا عجبا أنا نؤخذ ولا يؤخذون 0000.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {لئن كشفت عنا الرجز} قال : الطاعون.
وَأَخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن قتادة قال {الرجز} العذاب.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {إلى أجل هم بالغوه} قال : الغرق.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {فلما كشفنا عنهم الرجز}

قال : العذاب {إلى أجل هم بالغوه} قال : عدد مسمى معهم من أيامهم.
وَأَخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن السدي في قوله {إذا هم ينكثون} قال : ما أعطوا من العهود 0.
- الآية (136 - 137).
- أَخْرَج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال : فانتقم الله منهم بعد ذلك فأغرقهم في اليم.
وَأَخرَج ابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال {أليم} البحر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال {أليم} هو البحر.
قوله تعالى : {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها}.
أَخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن عساكر عن الحسن في قوله {مشارق الأرض ومغاربها} قال : هي أرض الشام.
وَأَخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي

حاتم وأبو الشيخ ، وَابن عساكر عن قتادة في قوله {مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها} قال : هي أرض الشام.
وَأَخرَج أبو الشيخ عن عبد الله بن شوذب في قوله {مشارق الأرض ومغاربها} قال : فلسطين.
وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم في قوله {التي باركنا فيها} قال : قرى الشام.
وَأَخرَج ابن عساكر عن كعب الأحبار قال : إن الله تعالى بارك في الشام من الفرات إلى العريش.
وَأَخرَج ابن عساكر عن أبي الأغبش وكان قد أدرك أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، أنه سئل عن البركة التي بوركت في الشام أين مبلغ حده قال : أول حدوده عريش مصر والحد الآخر طرف التنية والحد الآخر الفرات والحد الآخر جعل فيه قبر هود النَّبِيّ عليه السلام.
وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان قال : إن ربك قال لإبراهيم

عليه السلام : أعمر من العريش إلى الفرات الأرض المباركة وكان أول من اختتن وقرى الضيف.
وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال : دمشق بناها غلام إبراهيم الخليل عليه السلام وكان حبشيا وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار وكان اسم الغلام دمشق فسماها على اسمه وكان إبراهيم جعله على كل شيء له وسكنها الروم بعد ذلك بزمان.
وأخرج ابن عساكر عن أبي عبد الملك الجزري قال : إذا كانت الدنيا في بلاء وقحط كان الشام في رخاء وعافية وإذا كان الشام في بلاء وقحط كانت فلسطين في رخاء وعافية وإذا كانت فلسطين في بلاء وقحط كان بيت المقدس في رخاء وعافية وقال : الشام مباركة وفلسطين مقدسة وبيت المقدس قدس ألف مرة.
وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : قلت لأبي سلام الأسود ما نقلك من حمص إلى دمشق قال : بلغني أن البركة تضعف بها ضعفين

وأخرج ابن عساكر عن مكحول ، أنه سأل رجلا أين تسكن قال : الغوطة ، قال : له مكحول : مايمنعك أن تسكن دمشق فإن البركة فيها مضعفة.
وأخرج ابن عساكر عن كعب قال : مكتوب في التوراة أن الشام كنز الله عز وجل من أرضه بها كنز الله من عباده يعني بها قبور الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
وأخرج ابن عساكر عن ثابت بن معبد قال : قال الله تعالى : ياشام أنت خيرتي من بلدي أسكنك خيرتي من عبادي.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والروياني في مسنده ، وَابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن زيد بن ثابت قال : كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال طوبى للشام ، قيل له : ولم قال : إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم

وأخرج البزار والطبراني بسند حسن عن أبي الدرداء عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام ومصر والعراق واليمن ، قلنا : فخر لنا يا رسول الله ، قال : عليكم بالشام فإن الله قد تكفل لي بالشام.
وأخرج البزار والطبراني بسند ضعيف عن ابن عمر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستجندون أجنادا ، فقال رجل : يا رسول الله خر لي ، فقال : عليك بالشام فإنها صفوة الله من بلاده فيها خيرة الله من عباده فمن رغب عن ذلك فليلحق بنجدة فإن الله تكفل لي بالشام وأهله.
وأخرج أحمد ، وَابن عساكر عن عبد الله بن حوالة الأزدي ، أنه قال : يا رسول الله خر لي بلدا أكون فيه ، فقال عليك بالشام إن الله يقول : يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي ، ولفظ أحمد : فإنه خيرة الله من أرضه يجتبي إليه خيرته من عباده فإن أبيتم فعليكم بيمنكم فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله.
وأخرج ابن عساكر عن واثلة بن الأسقع سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من عباده فمن أبى فليلحق بيمنه ويسق من غدره فإن الله تكفل لي بالشام وأهله.
وأخرج أحمد وأبو داود ، وَابن حبان والحاكم عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن ، فقال الحوالي : خر لي يا رسول الله ، قال : عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله.
وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال : يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه مؤمن إلا لحق بالشام.
وأخرج ابن عساكر عن عون بن عبد الله بن عتبة قال : قرأت فيما أنزل الله على بعض الأنبياء : إن الله يقول : الشام كنانتي فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم

وأخرج ابن عساكر والطبراني عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا فإذا فتحها فاحتلها فأهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد ومن احتل بيت المقدس وما حوله فهو في رباط.
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وصححه ، وَابن ماجه ، وَابن عساكر عن قرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة.
وأخرج ابن عساكر عن ضمرة بن ربيعة قال : سمعت أنه لم يبعث نبي إلا من الشام فإن لم يكن منها أسرى به إليها.
وأخرج الحافظ أبو بكر النجاد في جزء التراجم عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم رأيت

عمود الإسلام احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا فإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام.
وأخرج ابن مردويه عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشام أرض المحشر والمنشر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أيوب الأنصاري قال : ليهاجرن الرعد والبرق والبركات إلى الشام.
وأخرج ابن أبي شيبة عن القاسم بن عبد الرحمن قال : مد الفرات على عهد عبد الله فكره الناس ذلك فقال : يا أيها الناس لا تكرهوا مده فإنه يوشك أن يلتمس فيه طست من ماء فلا يوجد وذاك حين يرجع كل ماء إلى عنصره فيكون الماء وبقية المؤمنين يومئذ بالشام.
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : أحب البلاد إلى الله الشام وأحب الشام إليه القدس وأحب القدس إليه جبل نابلس ليأتين على الناس زمان يتماسحونه كالحبال بينهم.
وأخرج الطبراني ، وَابن عساكر عن ابن

عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل إبليس العراق فقضى منها حاجته ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ بيسان ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرية.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر قال : دخل الشيطان بالمشرق فقضى قضاءه ثم خرج يريد الأرض المقدسة الشام فمنع فخرج على ساق حتى جاء المغرب فباض بيضه وبسط بها عبقرية.
وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال : إني لأجد تردد الشام في الكتب حتى كأنه ليس لله حاجة إلا بالشام.
وأخرج أحمد ، وَابن عساكر عن ابن عمر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ، قالوا : وفي نجدنا ، وفي لفظ : وفي مشرقنا ، قال : هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ، زاد ابن عساكر في رواية :

وبها تسعة أعشار الشر.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير عشرة أعشار تسعة بالشام وواحد في سائر البلدان والشر عشرة أعشار واحد بالشام وتسعه في سائر البلدان وإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم.
وأخرج الطبراني ، وَابن عساكر عن عبد الله بن مسعود قال : قسم الله الخير فجعله عشرة أعشار فجعل تسعة أعشاره بالشام وبقيته في سائر الأرضين وقسم الشر فجعله عشرة أعشار فجعل تسعة أعشاره بالشام وبقيته في سائر الأرضين.
وأخرج ابن عساكر عن كعب الأحبار قال : نجد هذه الأرض في كتاب الله تعالى على صفة النسر فالرأس الشام والجناحان المشرق والمغرب والذنب اليمن فلا يزال الناس بخير مابقي الرأس فإذا نزع الرأس هلك الناس والذي

نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا تبقى جزيرة من جزائر العرب إلا وفيهم مقنب خيل من الشام يقاتلونهم على الإسلام لولاهم لكفروا.
وأخرج ابن عساكر عن أياس بن معاوية قال : مثلت الدنيا على طائر فمصر والبصرة الجناحان والجزيرة الجؤجؤ والشام الرأس واليمن الذنب.
وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال : رأس الأرض الشام.
وأخرج ابن عساكر عن كعب قال : إني لاجد في كتاب الله المنزل : أن خراب الأرض قبل الشام بأربعين عاما.
وأخرج ابن عساكر عن بحير بن سعد قال : تقيم الشام بعد خراب الأرض أربعين عاما.
وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستخرج نار
من حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس ، قلنا : يا رسول الله فما تأمرنا قال : عليكم بالشام

وأخرج ابن عساكر عن كعب قال : يوشك أن تخرج نار من اليمن تسوق الناس إلى الشام تغدو معهم إذا غدوا وتقيل معهم إذا قالوا وتروح معهم إذا راحوا فإذا سمعتم بها فاخرجوا إلى الشام.
وأخرج تمام في فوائده ، وَابن عساكر عن عبد الله بن عمر وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام.
وأخرج أبو الشيخ عن الليث بن سعد في قوله {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها} قال : هي مصر وهي مباركة في كتاب الله.
وأخرج ابن عبد الحكم في تاريخ مصر ومحمد ابن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر عن عبد الله بن عمرو قال : مصر أطيب أرض الله ترابا وأبعده خرابا ولن يزال فيها بركة ما دام في شيء من الأرضين بركة.
وأخرج ابن عبد الحكم عن عبد الله بن عمرو قال : من أراد أن يذكر

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35