كتاب : الدر المنثور في التفسير بالماثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


{ومن الناس من يشتري لهو الحديث} في الغناء والباطل والمزامير.
وأخرج آدم ، وَابن جَرِير والبيهقي في "سُنَنِه" عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} قال : هو اشتراؤه المغني والمغنية بالمال الكثير والاستماع اليه والى مثله من الباطل.
وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} قال : هو رجل يشتري جارية تغنيه ليلا أو نهارا.
- قوله تعالى : وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم.
أخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة رضي الله عنه {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا} قال : مكذبا بها.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {وقرا} قال : ثقلا.
- قوله تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم * خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم * خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم.
أخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن دينا رضي الله عنه قال : {جنات النعيم} بين جنات الفردوس وبين جنات عدن وفيها جوار خلقن من ورد الجنة ، قيل : ومن يسكنها قال : الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمتي راقبوني والذين

انثنت أصلابهم في خشيتي.
- قوله تعالى : هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {هذا خلق الله} أي ما ذكر من خلق السموات والأرض وما بث فيها من الدواب وما أنبت من كل زوج {فأروني ماذا خلق الذين من دونه} يعني الاصنام ، والله أعلم.
- قوله تعالى : ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد * وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما كان لقمان قالوا : الله ورسوله أعلم قال : كان حبشيا.
وأخرج ابن أبي شيبه في الزهد وأحمد ، وَابن أبي الدنيا في كتاب المملوكين ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا نجارا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال : قلت لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما : ما انتهى اليكم من شأن لقمان عليه السلام قال : كان قصيرا أفطس من النوبة.
وأخرج الطبراني ، وَابن حبان في الضعفاء ، وَابن عساكر عن ابن

عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذوا السودان فان ثلاثة منهم سادات أهل الجنة ، لقمان الحكيم ، والنجاشي ، وبلال المؤذن قال الطبراني : أراد الحبشة.
وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن يزيد ، عَن جَابر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سادات السودان أربعة ، لقمان الحبشي ، والنجاشي ، وبلال ، ومهجع.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام كان أسود من سودان مصر ذا مشافر ، أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة.
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن ابن حرملة قال : جاء أسود إلى سعيد بن المسيب رضي الله عنه يسأله فقال له سعيد رضي الله عنه : لا تحزن من أجل انك أسود فانه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان : بلال ، ومهجع مولى عمر بن الخطاب ، ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان لقمان عليه السلام عبد أسود.

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا لبني اسرائيل.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد ، وَابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنه ، ان لقمان عليه السلام كان خياطا.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : كان لقمان عليه السلام من أهون مملوكيه على سيده وان أول ما رؤي من حكمته انه بينما هو مع مولاه اذ دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان ان طول الجلوس على الحاجة ينجع منه الكبد ويكون منه الباسور ويصعد الحر إلى الرأس فأجلس هوينا.
وَأخرَج فخرج فكتب حكمته على باب الحش قال : وسكر مولاه فخاطر قوما على أن يشرب ماء بحيرة فلما أفاق عرف ما وقع منه فدعا لقمان فقال : لمثل هذا كنت أخبؤك ، فقال : اجمعهم فلما اجتمعوا قال : على أي شيء خاطرتموه قالوا : على أن يشرب ماء هذه البحيرة قال : فان لها مواد فاحبسوا موادها عنها

قالوا : كيف نستطيع أن نحبس موادها قال : وكيف يستطيع أن يشربها ولها مواد.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال : يعني العقل والفهم والفطنة ، من غير نبوة.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لقمان كان عبدا كثير التفكر حسن الظن كثير الصمت أحب الله فأحبه الله تعالى فمن عليه بالحكمة نودي بالخلافة قبل داود عليه السلام فقيل له : يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس
بالحق قال لقمان : ان أجبرني ربي عز وجل قبلت فاني أعلم أنه ان فعل ذلك أعانني ، وعلمني ، وعصمني ، وان خيرني ربي قبلت العافية ولم أسأل البلاء فقالت الملائكة : يا لقمان لم قال : لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كل مكان فيخذل أو يعان فان أصاب فبالحري ان ينجو وان أخطأ أخطأ طريق الجنة ومن يكون في الدنيا ذليلا خير من أن يكون شريفا ضائعا ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة ، فعجب الملائكة من حسن

منطقه فنام نومة فغط بالحكمة غطا فانتبه فتكلم بها ثم نودي داود عليه السلام بعده بالخلافة فقبلها ولم يشترط شرط لقمان فأهوى في الخطيئة فصفح عنه وتجاوز ، وكان لقمان يؤازره بعلمه وحكمته فقال داود عليه السلام : طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية وأوتي داود الخلافة فابتلى بالذنب والفتنة.
وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال : العقل ، والفقه ، والاصابة في القول في نبوة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال : الفقه في الإسلام ولم يكن نبيا ولم يوح اليه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : خير الله تعالى لقمان بين الحكمة والنبوة ، فاختار الحكمة على النبوة فأتاه جبريل عليه السلام وهو نائم فذر عليه الحكمة فاصبح ينطق بها فقيل له : كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك فقال : لو أنه أرسل الي بالنبوة عزمة لرجوت فيها الفوز منه ولكنت

أرجو أن أقوم بها ولكنه خيرني فخفت أن أضعف عن النبوة فكانت الحكمة أحب الي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله تعالى عنه انه سئل أكان لقمان عليه السلام نبيا قال : لا ، لم يوح اليه وكان رجلا صالحا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله تعالى عنه قال : كان لقمان عليه السلام نبيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ليث رضي الله تعالى عنه قال : كانت حكمة لقمان عليه السلام نبوة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله تعالى عنه قال : كان لقمان عليه السلام رجلا صالحا ولم يكن نبيا.
وأخرج الطبراني والرامهرمزي في الأمثال بسند ضعيف عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني عليك بمجالس العلماء واستمع كلام الحكماء فان الله يحي القلب الميت بنور الحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر.

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء رضي الله عنه انه ذكر لقمان الحكيم فقال : ما أوتي ما أوتي عن أهل ولا مال ، ولا حسب ، ولا خصال ، ولكنه كان رجلا صمصامة سكيتا طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم يره أحد يبزق ولا يتنحخ ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ولا يعبث ولا يضحك كان لا يعيد منطقا نطقه إلا أن يقول : حكمة يستعيدها اياه وكان قد تزوج وولد له أولاد فماتوا فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ويأتي الحكماء لينظر ويتفكر ويعتبر ، فبذلك أوتي ما أوتي.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت ، وَابن جَرِير عن عمر بن قيس رضي الله عنه قال : مر رجل بلقمان عليه السلام والناس عنده فقال : ألست عبد بني فلان قال : بلى ، قال : ألست الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا قال : بلى ، قال : فما الذي بلغ بك ما أرى قال : تقوى الله وصدق الحديث واداء الامانة وطول السكوت عما لا يعنيني.
وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه ، مثله.

وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم في الكني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ان لقمان الحكيم كان يقول : ان الله اذا استودع شيئا حفظه.
وأخرج ابن أبي الدنيا في نعت الخائفين عن الفضل الرقاشي قال : ما زال لقمان يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن حفص بن عمر الكندي قال : وضع لقمان عليه السلام جرابا من خردل إلى جنبه وجعل يعظ ابنه موعظة ويخرج خردلة فنفذ الخردل فقال : يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلا لتفطر ، فتفطر ابنه.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني إياك والتقنع فانها مخوفة بالليل ومذلة بالنهار.
وأخرج العسكري في الأمثال والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن أنس ، أن لقمان عليه السلام كان عبدا لداود وهو يسرد الدرع فجعل يفتله هكذا بيده فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد أن يسأله وتمنعه حكمته أن يسأله

فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال : نعم درع الحرب هذه ، فقال لقمان : الصمت من الحكمة وقليل فاعله كنت أردت أن أسألك فسكت حتى كفيتني.
وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني ارج الله رجاء لا تأمن فيه مكره وخف الله مخافة لا تيأس بها من رحمته فقال : يا أبتاه وكيف أستطيع ذلك وإنما لي قلب واحد قال : المؤمن كذا له قلبان ، قلب يرجو به ، وقلب يخاف به.
وأخرج البيهقي عن سليمان التيمي رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني أكثر من قول : رب اغفر لي ، فان لله ساعة لا يرد فيها سائل.
وأخرج البيهقي والصابوني في المائتين عن عمران بن سليم رضي الله عنه قال : بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني حملت الحجارة والحديد والحمل الثقيل فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء يا بني اني قد ذقت المر كله فلم أذق شيئا أمر من الفقر.

وأخرج ابن أبي الدنيا في اليقين عن الحسن رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني ان العمل لا يستطاع إلا باليقين ومن يضعف يقينه يضعف عمله يا بني اذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والنصيحة واذا جاءك
من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة واذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فاخبره أن الدنيا مفارقة متروكة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن وهب رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني اتخذ تقوى الله تجارة يأتك الربح من غير بضاعة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في الرضا عن سعيد بن المسيب قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت في الضمير منك ان ذلك خير لك ، قال : أهذه فلا أقدر أعطيكها دون أن أعلم ما قلت كما قلت قال : يا بني فان الله قد بعث نبيا ، هلم حتى تأتيه فصدقة ، قال : اذهب يا أبت ، فخرج على حمار وابنه على حمار وتزودا ثم سارا أياما وليالي حتى تلقتهما مفازة فأخذا أهبتهما لها فدخلاها فسارا ما شاء الله حتى ظهرا وقد تعالى النهار واشتد الحر ونفد الماء والزاد واستبطاآ حماريهما فنزلا فجعلا يشتدان على سوقهما فبينما هما كذلك اذ نظر لقمان أمامه فاذا هم بسواد ودخان فقال في نفسه : السواد : الشجر.

والدخان : العمران والناس ، فبينما هما كذلك يشتدان إذ وطى ء ابن لقمان على عظم في الطريق فخر مغشيا عليه فوثب اليه لقمان عليه السلام فضمه إلى صدره واستخرج العظم بأسنانه ثم نظر اليه فذرفت عيناه فقال : يا أبت أنت تبكي وأنت تقول : هذا خير لي كيف يكون هذا خير لي وقد نفذ الطعام والماء وبقيت أنا وأنت في هذا المكان فان ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم وغم ما بقيت وان أقمت معي متنا جميعا فقال : يا بني ، أما بكائي فرقة الوالدين وأما ما قلت كيف يكون هذا خير لي فلعل ما صرف عنك أعظم مما ابتليت به ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك ثم نظر لقمان أمامه فلم ير ذلك الدخان والسواد ، واذا بشخص أقبل على فرس أبلق عليه ثياب بيض وعمامة بيضاء يمسح الهواء مسحا فلم يزل يرمقه بعينه حتى كان منه قريبا قتوارى عنه ثم صاح به : أنت لقمان قال : نعم ، قال : أنت الحكيم قال : كذلك ، فقال : ما قال لك ابنك قال : يا عبد الله من أنت اسمع كلامك ولا أرى وجهك قال : أنا جبريل ، أمرني ربي
بخسف هذه المدينة ومن فيها فاخبرت انكما تريدانها فدعوت ربي ان

يحبسكما عنها بما شاء فحبسكما بما ابتلى به ابنك ولولا ذلك لخسف بكما مع من خسفت ثم مسح جبريل عليه السلام يده على قدم الغلام فاستوى قائمان ومسح يده على الذي كان فيه الطعام فامتلأ طعاما وعلى الذين كان فيه الماء فامتلأ ماء ثم حملها وحماريهما فزجل بهما كما يزجل الطير فاذا هما في الدار الذي خرجا بعد أيام وليال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح اللخمي ، انه لما وعظ لقمان عليه السلام ابنه قال : {إنها إن تك} ، أخذ حبة من خردل فأتى بها إلى اليرموك فألقاها في عرضه ثم مكث ما شاء الله ثم ذكرها وبسط يده فأقبل بها ذباب حتى وضعها في راحته.
وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن مالك رضي الله عنه قال : بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه : ليس غنى كصحة ولا نعيم كطيب نفس.
وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : من كذب ذهب ماء وجهه ومن ساء خلقه كثر غمه ونقل الصخور من

مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن رضي الله تعالى عنه ان لقمان قال لابنه : يا بني حملت الجندل ، والحديد ، وكل شيء ثقيل ، فلم أحمل شيئا هو أثقل من جار السوء وذقت المر فلم أذق شيئا هو أمر من الفقر يا بني لا ترسل رسولك جاهلا فان لم تجد حكيما فكن رسول نفسك يا بني اياك والكذب فانه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلي صاحبه يا بني احضر الجنائز ولا تحضر العرس فان الجنائز تذكرك الآخرة والعرس تشهيك الدنيا يا بني لا تأكل شبعا على شبع فانك ان تلقه للكلب خير من أن تأكله يا بني لا تكن حلوا فتبلع ولا مرا فتلفظ.
وأخرج البيهقي عن الحسن رضي الله تعالى عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني لا تكونن أعجز من هذا الديك الذي يصوت بالاسحار وأنت نائم على فراشك.
وأخرج عبد الله في زوائده والبيهقي عن عثمان بن زائدة رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة.

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والبيهقي عن سيار بن الحكم قال : قيل للقمان عليه السلام : ما حكمتك قال : لا أسأل عما قد كفيت ولا أتكلف ما لا يعنيني.
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عثمان الجعدي رجل من أهل البصرة قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهد فيك.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة رضي الله تعالى عنه أن لقمان عليه السلام قال : لا تنكح أمة غيرك فتورث بنيك حزنا طويلا.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال : كان لقمان عليه السلام يقول لابنه : يا بني اتق الله ولا تر الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ، وَابن جَرِير عن خالد الربعي رضي الله تعالى عنه قال : كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له سيده : اذبح لي شاة ، فذبح له شاة فقال له :

ائتني بأطيب مضغتين فيها ، فأتاه باللسان والقلب فقال : أما كان شيء أطيب من هذين قال : لا ، فسكت عنه ما سكت ثم قال له : اذبح لي شاة ، فذبح له شاة فقال له : ألق أخبثها مضغتين ، فرمى باللسان والقلب فقال أمرتك بأن تأتي بأطيبها مضغتين فأتيني باللسان والقلب وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فالقيت اللسان والقلب فقال : انه ليس شيء بأطيب منها اذا طابا ولا بأخبث منهما اذا خبثا.
وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : ألا أن يد الله على أفواه الحكماء ، لا يتكلم أحدهم إلا ما هيأ الله له.
وأخرج عبد الله عن سفيان رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني ما ندمت على الصمت قط وان كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب.
وأخرج أحمد عن قتادة رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني
اعتزل الشر كيما يعتزلك فإن الشر للشر خلق.
وأخرج عن هشام بن عروة عن أبيه قال : مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان عليه السلام - يا بني إياك والرغب كل الرغب فإن الرغب كل الرغب [ ]

ينفذ القرب من القرب ويترك الحلم مثل الرطب يا بني إياك وشدة الغضب فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه : يا بني اختر المجالس على عينك فاذا رأيت المجلس يذكر الله عز وجل فيه فاجلس معهم فانك ان تك عالما ينفعك علمك وان تك غبيا يعلموك وان يطلع الله عز وجل اليهم برحمة تصبك معهم يا بني لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر فيه الله فانك ان تك عالما لا ينفعك علمك وان تك عييا يزيدوك عيا وان يطلع الله اليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم ويا بني لا يغيظنك أمرؤ رحب الذراعين يسفك دماء

المؤمنين فان له عند الله قاتلا لا يموت.
وأخرج عبد الله في زوائده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء وشاور في أمرك العلماء.
وأخرج أحمد عن هشام بن عروة عن أبيه قال : مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان - لتكن كلمتك طيبة وليكن وهجك بسيطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء وقال : مكتوب في التوراة كما ترحمون ترحمون ، وقال : مكتوب في الحكمة : كما تزرعون تحصدون ، وقال : مكتوب في الحكمة : أحب خليلك وخليل أبيك.
وأخرج أحمد عن أبي قلابة رضي الله عنه قال : قيل للقمان عليه السلام : أي الناس اصبر قال : صبر لا معه أذى ، قيل : فأي الناس أعلم قال : من ازداد من علم الناس إلى علمه ، قيل فأي الناس خير قال : الغني ، قيل : الغني من المال قال : لا ، ولكن الغني اذا التمس عنده خير وجدوا لا أغنى نفسه عن الناس.

وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه قال : قيل للقمان عليه السلام : أي الناس شر قال : الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئا.
وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : وجدت في بعض
الحكمة ، يبرد الله عظام الذين يتكلمون باهواء الناس ووجدت في الحكمة : لا خير لك في أن تتعلم ما لم تعلم اذا لم تعمل بما قد علمت فإن مثل ذلك رجل احتطب حطبا فحمل حزمة فذهب يحملها فعجز عنها فضم اليها أخرى.
وأخرج أحمد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم.
وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه عمن أخبره ان لقمان عليه السلام قال لابنه : أي بني أن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيها ناس كثير فاجعل سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الايمان بالله وشراعها التوكل على الله لعلك ان تنجو ولا أراك

ناجيا.
وأخرج عبد الله في زوائده عن عوف بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني اني حملت الجندل والحديد فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء وذقت المرارة كلها فلم أذق أشد من الفقر.
وأخرج أحمد عن شرحبيل بن مسلم رضي الله عنه ان لقمان قال : أقصر من اللجاجة ولا أنطق فيما لا يعنيني ولا أكون مضحاكا من غير عجب ولا مشاء إلى غير أرب.
وأخرج أحمد عن أبي الجلد رضي الله عنه قال : قرأت في الحكمة : من كان له من نفسه واعظا كان له من الله حافظا ومن أنصف الناس من نفسه زاده الله بذلك عزا والذل في طاعة الله أقرب من التعزز بالمعصية.
وأخرج أحمد عن عبد الله بن دينار رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني انزل نفسك منزلة من لا حاجة له بك ولا بد لك منه يا بني كن كمن لا يبتغي محمدة الناس ولا يكسب ذمهم فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة.

وأخرج أحمد عن ابن أبي يحيى رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان لابنه : أي بني ان الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك.
وأخرج أحمد عن معاوية بن قرة قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني جالس الصالحين من عباد الله فانك تصيب بمجالستهم خيرا ولعله أن يكون آخر
ذلك تنزل عليهم الرحمة فتصيبك معهم يا بني لا تجالس الأشرار فانك لا يصيبك من مجالستهم خير ولعله أن يكوه في آخر ذلك أن تنزل عليهم عقوبة فتصيبك معهم.
وأخرج أحمد عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : الصمت حكم وقليل فاعله فقال طاووس رضي الله عنه : أي أبا نجيح من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله.
وأخرج أحمد عن عون رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني اذا انتهيت إلى نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام ثم أجلس في ناحيتهم فإن افاضوا في ذكر الله فاجلس معهم وان أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم.

وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن دينار رضي الله تعالى عنه : ان لقمان قدم من سفر فلقيه غلام في الطريق فقال : ما فعل أبي قال : مات ، قال : الحمد لله ملكت أمري قال : ما فعلت أمي قال : ماتت ، قال : ذهب همي قال : ما فعلت امرأتي قال : ماتت قال : جدد فراشي قال : ما فعلت أختي قال : ماتت قال : سترت عورتي قال : ما فعل أخي قال : مات قال : انقطع ظهري.
وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الوهاب بن بخت المكي رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فان الله ليحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء.
وأخرج عن عبد الله بن قيس رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني امتنع مما يخرج من فيك فانك ما سكت سالم وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك.
وأخرج أحمد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم.
وأخرج أحمد عن بكر المزني رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : ضرب الوالد لولده

كالماء للزرع.
وأخرج القالي في أماليه عن العتبي قال : بلغني ان لقمان عليه السلام كان
يقول : ثلاثة لا يعرفون إلا ثلاثة مواطن ، الحليم عند الغضب ، والشجاع عند الحرب ، وأخوك عند حاجتك اليه.
وأخرج وكيع في الغرر عن الحنظلي رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلا فاغضبه قبل ذلك فان أنصفك عند غضبه والا فاحذره.
وأخرج الدار قطني عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال : بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني انك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى فدار أنت اليها تسير أقرب من دار أنت عنها تباعد.
وأخرج ابن المبارك عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام كان يقول : اللهم لا تجعل أصحابي الغافلين ، اذا ذكرتك لم يعينوني واذا نسيتك لم يذكروني واذا أمرت لم يطيعوني وان صمت أحزنوني.
وأخرج الحكيم الترمذي عن معتمر عن أبيه ان لقمان عليه السلام قال لابنه : يا

بني عود لسانك ان يقول : اللهم اغفر لي ، فان لله ساعة لا يرد فيها الدعاء.
وأخرج الخطيب عن الحسن رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني إياك والدين فانه ذل النهار هم الليل.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني ارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته وخف الله خوفا لا يؤيسك من رحمته.
وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : اذا جاءك الرجل وقد سقطت عيناه فلا تقض له حتى يأتي خصمه قال : يقول لعله أن يأتي وقد نزع أربعة أعين.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال : قال الله عز وجل يا ابن آدم خلقتك وتعبد غيري وتدعو الي وتفر مني وتذكرني وتنساني هذا أظلم ظلم في الأرض ثم يتلو الحسن {إن الشرك لظلم عظيم}.

- قوله تعالى : ووصينا الإنسان بوالديه حماته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * يا بني أقم الصلاة وام بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.
أخرج أبو يعلى والطبراني ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن أبي عثمان النهدي قال : ان سعد بن أبي وقاص قال : نزلت هذه الآية {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} كنت رجلا برا بأمي فلما أسلمت قالت : يا سعد وما هذا الذي أراك قد أحدثت لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال يا قاتل أمه قلت : يا أمه لا تفعلي فاني لا أدع ديني هذا لشيء فمكثت يوما وليلة لا تأكل فاصبحت قد جهدت فمكثت يوما آخر وليلة وقد اشتد جهدها فلما رأيت ذلك قلتك يا أمه تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء فان شئت فكلي وان شئت فلا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت ، فنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن عساكر عن سعد قال : نزلت في أربع آيات الأنفال {وصاحبهما في الدنيا معروفا} والوصية والخمر.
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال : نزلت هذه الآية في سعد بن ابي

وقاص رضي الله عنه {وإن جاهداك على أن تشرك بي}.
وأخرج ابن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال : جئت من الرمي فاذا الناس مجتمعون على أمي حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس وعلى أخي عامر حين أسلم فقلت : ما شأن الناس فقالوا : هذه أمك قد أخذت أخاك عامرا تعطي الله عهدا : أن لا يظلها ظل ولا تأكل طعاما ولا تشرب شرابا حتى يدع الصباوة ، فأقبل سعد رضي الله عنه حتى تخلص اليها فقال : علي يا أمه فاحلفي قالت : لم قال : أن لا تستظلي في ظل ولا تأكلي طعاما ولا تشربي شرابا حتى تري مقعدك من النار فقالت : إنما أحلف على ابني البر ، فأنزل الله {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وهنا على وهن} قال : شدة بعد شدة وخلقا بعد خلق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله {وهنا على وهن} قال : ضعفا على ضعف.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وهنا على وهن} قال : مشقة وهو الولد.

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وهنا على وهن} قال : الولد على وهن قال : الوالدة وضعفها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله تعالى عنه في قوله {وصاحبهما في الدنيا معروفا} قال : تعودهما اذا مرضا وتتبعهما اذا ماتا وتواسيهما مما أعطاك الله {واتبع سبيل من أناب إلي}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {واتبع سبيل من أناب إلي} قال : محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إنها إن تك مثقال حبة من خردل} قال : من خير أو شر {فتكن في صخرة} قال : في جبل.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأرض على نون
والنون على بحر والبحر على صخرة خضراء فخضرة الماء من تلك الصخرة قال : والصخرة على قرن ثور وذلك الثور على الثرى ولا يعلم ما

تحت الثرى إلا الله ، فذلك قوله : {له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى} طه الآية 6 فجميع ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى في حرم الرحمن فاذا كان يوم القيامة لم يبق شيء من خلقه قال : {لمن الملك اليوم} فيهتز ما في السموات والأرض فيجيب هو نفسه فيقول : {لله الواحد القهار}.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير عن أبي مالك رضي الله عنه {يأت بها الله} قال : يعلمها الله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إن الله لطيف} قال : باستخراجها ، قال : بمستقرها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وأمر بالمعروف} يعني بالتوحيد {وانه عن المنكر} يعني عن الشرك {واصبر على ما أصابك} في أمرهما يقول : اذا أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر وأصابك في ذلك أذى وشدة فاصبر عليه {إن ذلك} يعني هذا الصبر على الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {من عزم الأمور} يعني من حق الأمور التي أمر الله تعالى.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج في قوله {واصبر على ما

أصابك} من الأذى في ذلك {إن ذلك من عزم الأمور} يقول : مما عزم الله عليه من الأمور ومما أمر الله به من الأمور.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والخطيب في تالي التلخيص عن أبي جعفر الخطمي رضي الله عنه ان جده عمير بن حبيب وكانت له صحبة أوصى بنيه قال : يا بني إياكم ومجالسة السفهاء فان مجالستهم داء انه من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ومن يحبه يندم ومن لا يقر بقليل ما يأتي به السفيه يقر بالكثير ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب واذا أراد أحدكم ان يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر فليوطن نفسه على الصبر على الأذى وليثق بالثواب من الله ومن يثق بالثواب من الله لا يجد مس الأذى.
وأخرج الطبراني ، وَابن عدي ، وَابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله {ولا تصعر خدك للناس} قال : لي الشدق.

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولا تصعر خدك للناس} يقول : لا تتكبر ، فتحقر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك اذا كلموك.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولا تصعر خدك للناس} قال : هو الذي اذا سلم عليه لوى عنقه كالمستكبر.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولا تصعر خدك للناس} قال : الصدود والاعراض بالوجه عن الناس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {ولا تصعر خدك للناس} يقول : لا تعرض وجهك عن فقراء الناس تكبرا.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله {ولا تصعر خدك للناس} قال : ليكن الفقير والغني عندك في العلم سواء وقد عوتب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {عبس وتولى}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {واقصد في مشيك} قال : تواضع.

وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي عن يزيد ابن أبي حبيب رضي الله عنه في قوله {واقصد في مشيك} قال : يعني السرعة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {واقصد في مشيك} يقول : لا تختال : {واغضض من صوتك} قال : اخفض من صوتك عن الملأ {إن أنكر الأصوات} قال : أقبح الأصوات {لصوت الحمير}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {واقصد في مشيك} قال : نهاه عن الخيلاء {واغضض من صوتك} قال : أمره بالاقتصاد في صوته {إن أنكر الأصوات} قال : أقبح الأصوات {لصوت الحمير} قال : أوله زفير وآخره شهيق.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
{إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} قالك أنكرها على السمع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال صياح كل شيء تسبيحه إلا الحمار.

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال : لو كان رفع الصوت خيرا ما جعله الله للحمير.
- قوله تعالى : ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وبا طنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير * وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير * ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور * ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور * نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ * ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * لله ما في السموات والأرض إن الله هو الغني الحميد.
أخرج البيهقي في شعب الايمان عن عطاء رضي الله عنه قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال : هذه من كنوز علي قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما الظاهرة فما سوى من خلقك وأما الباطنة فما ستر من عورتك ولو أبداها لقلاك أهلك فمن سواهم.

وأخرج ابن مردويه والبيهقي والديلمي ، وَابن النجار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال : أما الظاهرة ، فالإسلام وما سوى من خلقك وما أسبغ عليك من رزقه وأما
الباطنة فما ستر من مساوى ء عملك يا ابن عباس ان الله تعالى يقول : ثلاث جعلتهن للمؤمن : صلاة المؤمنين عليه من بعده ، وجعلت له ثلث ماله أكفر عنه من خطاياه ، وسترت عليه من مساوى ء عمله فلم أفضحه بشيء منها ولو أبديتها لنبذه أهله فمن سواهم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال : النعمة الظاهرة : الإسلام ، والنعمة الباطنة : كل ما ستر عليكم من الذنوب والعيوب والحدود.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال : هي لا إله إلا الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأوها {وأسبغ عليكم نعمه} قال : لو كانت نعمة كانت نعمة دون نعمة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وأسبغ عليكم نعمه} قال : لا إله إلا الله ظاهرة قال : على اللسان {وباطنه} قال : في القلب.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن مقاتل رضي الله عنه في قوله {نعمه ظاهرة} قال :

الإسلام {وباطنه} قال : ستره عليكم المعاصي.
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال : أما الظاهرة ك فالإسلام ، والقرآن وأما الباطنة : فما ستر من العيوب.
- قوله تعالى : ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم.
أخرج ابن إسحاق ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
أحبار يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ك يا محمد أرأيت قولك وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ايانا تريد أم قومك فقال : كلا ، فقالوا : ألست تتلو فيما جاءك انا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء فقال : انها في علم الله قليل ، فأنزل الله في ذلك {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اجتمعت اليهود في بيت فارسلوا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ان ائتنا ، فجاء فدخل عليهم فسألوه عن الرجم فقال : أخبروني بأعلمكم ، فأشاروا إلى ابن صوريا الاعور قال : أنت أعلمهم قال : انهم يزعمون ذاك قال : فنشدتك بالمواثيق التي أخذت

عليكم وبالتوراة التي أنزلت على موسى ، ما تجدون في التوراة قال : لولا أنك نشدتني بما نشدتني به ما أخبرتك أجد فيها الرجم قال : فقضى عليهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا : صدقت يا محمد عندنا التوراة فيها حكم الله فكانوا قبل ذلك لا يظفرون من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بشيء قال : فنزل على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} الاسلااء الآية 85 ، فاجتمعوا في ذلك البيت فقال رئيسهم : يا معشر اليهود لقد ظفرتم بمحمد فأرسلوا اليه ، فجاء فدخل عليهم فقالوا : يا محمد ألست أنت أخبرتنا أنه أنزل عليك {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله} ثم تخبرنا أنه أنزل عليك {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} فهذا مختلف ، فسكت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم قليلا ولا كثيرا قال : ونزل على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام} وجميع خلق الله كتاب وهذا البحر يمد فيه سبعة أبحر مثله فمات هؤلاء الكتاب كلهم وكسرت هذه الأقلام كلها ويبست هذه البحور الثمانية وكلام الله كما هو لا ينقص ولكنكم أوتيتم التوراة فيها شيء من حكم الله وذلك في حكم الله قليل ، فأرسل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأتوه فقرأ عليهم هذه الآية قال : فرجعوا مخصومين بشر.

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ، فقال رجل : يا محمد تزعم أنك أوتيت الحكمة وأوتيت القرآن وأوتيتنا التوراة فأنزل الله {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} وفيه يقول : علم الله أكثر من ذلك
{وما أوتيتم من العلم} فهو كثير لكم لقولكم قليل عندي.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال : سأل أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح ، فأنزل الله {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} فقالوا : تزعم انا لم نؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتينا التوراة : وهي الحكمة {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} فنزلت {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو نصر السجزي في الابانة عن قتادة رضي الله عنه قال : قال المشركون : إنما هذا كلام يوشك أن ينفد فنزلت {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام} يقول : لو كان شجر الأرض أقلاما ومع البحر سبعة أبحر مداد لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحور قبل ان تنفد عجائب ربين وحكمته وعلمه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال : قال حي بن أخطب : يا محمد

تزعم أنك أوتيت الحكمة {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} وتزعم انا لم نؤت من العلم إلا قليلا فكيف يجتمع هاتان فنزلت هذه الآية {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام} ونزلت التي في الكهف {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي}.
وأخرج عبد الرزاق وأبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام} يقول : لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما والبحرا مداد لنفد الماء وتكسرت الأقلام قبل ان تنفد كلمات ربي.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قرأ (والبحر يمده) رفع.
- قوله تعالى : ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير * ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير * ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون
من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير * ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور * وأذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور * يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.
أخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} قال : يقول له كن فيكون ، القليل والكثير.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله تعالى عنه

في قوله {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} يقوله إنما خلق الله الناس كلهم وبعثهم كخلق نفس واحدة وبعثها ، وفي قوله {ألم تر أن الله يولج الليل في النهار} قال : نقصان الليل زيادة النهار {ويولج النهار في الليل} نقصان النهار زيادة في الليل {كل يجري إلى أجل مسمى} لذلك كله وقت واحد معلوم لا يعدوه ولا يقصر دونه ، وفي قوله {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} قال : ان أحب عباد الله اليه الصبار الشكور الذي اذا أعطي شكر واذا ابتلى صبر ، وفي قوله {وإذا غشيهم موج كالظلل} قال : كالسحاب وفي قوله {وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور} قال : غدار بذمته كفور بربه.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن المنذر ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فمنهم مقتصد} قال : في القول وهو كافر {وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار} قال : غدار {كفور} قال : كافر.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ختار} قال : جحاد.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له : أخبرني عن

قوله {كل ختار كفور} قال : الجبار ، الغدار ، الظلوم ، الغشوم ، {الكفور} الذي يغطي النعمة قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول : لقد علمت واستيقنت ذات نفسها * بان لا تخاف الدهر صرمي ولا ختري.
وَأخرَج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {كل ختار} قال : الذي يغدر بعهده {كفور} قال : بربه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ورضي الله عنهما في قوله {ولا يغرنكم بالله الغرور} قال : هو الشيطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة رضي الله عنه {ولا يغرنكم بالله الغرور} قال : الشيطان.

وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ولا يغرنكم بالله الغرور} قال : الشيطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {ولا يغرنكم بالله الغرور} قال : ان تعمل بالمعصية وتتمنى المغفرة.
- قوله تعالى : إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير.
أخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال جاء رجل من أهل البادية فقال : ان امرأتي حبلى فاخبرني ما تلد وبلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت فأنزل الله {إن الله عنده علم الساعة} الآية.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ان رجلا يقال له : الوراث ، من بني مازن بن حفصة بن قيس غيلان ، جاء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد متى قيام

الساعة وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب وقد تركت امرأتي حبلى فمتى تلد وقد علمت ما كسبت اليوم فماذا أكسب غدا وقد علمت بأي أرض ولدت فبأي أرض أموت فنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إن الله عنده علم الساعة} قال : خمس من الغيب استأثر بهن الله فلم يطلع عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا {إن الله عنده علم الساعة} فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة ولا في أي شهر أليلا أم نهارا {وينزل الغيث} فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث أليلا أم نهار {ويعلم ما في الأرحام} فلا يعلم أحد ما في الأرحام أذكر أم أنثى أحمر أو أسود {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا} أخير أم شرا {وما تدري نفس بأي أرض تموت} ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض أفي بحر أم بر في سهل أم في جبل.
وأخرج الفريابي والبخاري ومسلم ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ، لا يعلم ما في غد إلا الله ، ولا متى

تقوم الساعة إلا الله ، ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله ، ولا متى ينزل الغيث إلا الله ، وما تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله.
وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم ، وَابن أبي حاتم ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا يا رسول الله متى الساعة قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثكم بأشراطها : اذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها واذا كانت الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها واذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله ثم تلا {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث} إلى آخر الآية.
وأخرج أحمد والبزار ، وَابن مردويه والروياني والضياء بسند صحيح عن بريدة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس لا يعلمهن إلا الله {إن الله عنده علم الساعة} الآية.
وأخرج ابن جرير من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، مثله.
وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه ان أعرابيا وقف على
النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر على ناقة له عشراء فقال : يا محمد ما في بطن ناقتي هذه فقال : له رجل من الأنصار : دع عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهلم الي حتى أخبرك : وقعت أنت عليها وفي بطنها ولد منك فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ان الله يحب كل حي كريم متكره ويبغض كل لئيم متفحش ثم أقبل على الاعرابي فقال : خمس لا يعلمهن إلا الله {إن الله عنده علم الساعة}.
وأخرج ابن مردويه عن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء اذ جاء رجل على فرس فقال : من أنت قال أنا رسول الله قال : متى الساعة قال : غيب وما يعلم الغيب إلا الله قال : ما في بطن فرسي قال : غيب وما يعلم الغيب إلا الله : فمتى تمطر قال : غيب وما يعلم الغيب إلا الله.
وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال أوتيت

مفاتيح كل شيء إلا الخمس {إن الله عنده علم الساعة}.
وأخرج أحمد وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير الخمس {إن الله عنده علم الساعة}.
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لم يعم على نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا الخمس من سرائر الغيب هذه الآية ، في آخر لقمان إلى آخر السورة.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في الأدب عن ربعي بن حراش رضي الله عنه قال : حدثني رجل من بني عامر انه قال : يا رسول الله هل بقي من العلم شيء لا تعلمه فقال : لقد علمني الله خيرا وان من العلم ما لا يعلمه إلا الله ، الخمس {إن الله عنده علم الساعة}.
وأخرج ابن ماجه عن الربيع بنت معوذ رضي الله تعالى عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسي وعندي جاريتان تغنيان وتقولان : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال : أما هذا فلا تقولاه لا يعلم ما في غد إلا الله.

وأخرج الطيالسي وأحمد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردوية والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبي غرة الهذلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد الله
قبض عبد بأرض جعل له اليها حاجة فلم ينته حتى يقدمها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما تدري نفس بأي أرض تموت}.
وأخرج الترمذي وحسنه ، وَابن مردويه عن مطر بن عكامس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى الله لرجل ان يموت بأرض جعل له اليها حاجة.
وأخرج أحمد عن عامر أو أبي مالك ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في مجلسه فيه أصحابه جاءه جبريل عليه السلام في غير صورته فحسبه رجلا من المسلمين فسلم فرد عليه السلام ثم وضع يده على ركبتي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقال له : يا رسول الله ما الإسلام قال : أن تسلم وجهك لله وتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة قال : فاذا فعلت ذلك فقد أسلمت قال : نعم ، قال : ما الإيمان قال : أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت والجنة والنار والحساب والميزان والقدر خيره وشره ، قال :

فاذا فعلت ذلك فقد آمنت قال : نعم ، ثم قال : ما الإحسان قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فهو يراك قال : فاذا فعلت ذلك فقد أحسنت قال : نعم ، قال : فمتى الساعة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ك سبحان الله ، خمس لا يعلمها إلا الله {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}.

* بسم الله الرحمن الرحيم
- سورة السجدة.
مكية وآياتها ثلاثون.
- مقدمة سورة السجدة.
أَخْرَج ابن الضريس ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت (الم) السجدة بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير ، مثله.
وأخرج النحاس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة السجدة بمكة سوى ثلاث آيات {أفمن كان مؤمنا} إلى تمام الآيات الثلاث.
وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم والنسائي ، وَابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة {الم تنزيل} السجدة و{هل أتى على الإنسان}.
وأخرج ابن أبي شيبه ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة ب {الم تنزيل} السجدة و{هل أتى على الإنسان}.

وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" من حديث ابن مسعود ، مثله.
وأخرج ابن أبي شيبه وأبو داود والحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فسجد فظنا انه قرأ {الم تنزيل} السجدة.
وأخرج أبو يعلى عن البراء رضي الله عنه قال : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر فظننا انه قرأ {تنزيل} السجدة.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والدارمي والترمذي والنسائي والحاكم وصححه ، وَابن مردويه ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ {الم تنزيل} السجدة {تبارك الذي بيده الملك}.
وأخرج ابن نصر والطبراني والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
من صلى أربع ركعات خلف العشاء الآخرة قرأ في الركعتين الأولتين {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد} وفي الركعتين الأخيرتين {تبارك الذي بيده الملك} {الم تنزيل} السجدة كتبت له كأربع ركعات من ليلة القدر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ {تبارك الذي بيده الملك} و{الم تنزيل} السجدة بين المغرب والعشاء الآخرة فكأنما قام ليلة القدر.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ في ليلة {الم تنزيل} السجدة و{يس} و{اقتربت الساعة} و{تبارك الذي بيده الملك} كن له نورا وحرزا من الشيطان ورفع في الدرجات إلى يوم القيامة.

وأخرج ابن الضريس عن المسيب بن رافع رضي الله عنه ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : {الم تنزيل} تجيء لها جناحان يوم القيامة تظل صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه.
وأخرج الدارمي عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال : اقرأوا المنجية وهي {الم تنزيل} فانه بلغني ان رجلا كان يقرأوها وما هوى شيئا غيرها وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها عليه وقالت : رب اغفر له فانه كان يكثر قراءتي فشفعها الرب فيه وقال اكتبوا له بكل خطيئة حسنة وارفعوا له درجة.
وأخرج الدارمي عن خالد بن معدان رضي الله تعالى عنه قال : ان {الم تنزيل} تجادل عن صاحبها في القبر تقول : اللهم ان كنت من كتابك فشفعني فيه وان لم أكن من كتابك فامحني منه وانها تكون كالطير تجعل جناحها عليه فتشفع له فتمنعه من عذاب القبر وفي {تبارك} مثله ، فكان خالد رضي الله عنه لا يبيت حتى يقرأ بهما.
وأخرج الدارمي ، وَابن ضريس عن كعب رضي الله عنه قال : من قرأ في ليلة {الم تنزيل} السجدة {تبارك الذي بيده الملك} كتب له سبعون حسنة وحط عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة.

وأخرج الدارمي والترمذي ، وَابن مردويه ، عَن طاووس رضي الله عنه قال {الم تنزيل} و{تبارك الذي بيده الملك} تفضلان على كل سورة في القرآن بستين حسنة.
وأخرج ابن مردويه ، عَن طاووس رضي الله تعالى عنه انه كان يقرأ {الم تنزيل} السجدة و{تبارك الذي بيده الملك} في صلاة العشاء وصلاة الفجر كل يوم وليلة في السفر والحضر ويقول : من قرأهما كتب له بكل آية سبعون حسنة فضلا عن سائر القرآن ومحيت عنه سبعون سيئة ورفعت له سبعون درجة.
وأخرج ابن الضريس عن يحي بن أبي كثير قال : كان طاووس رضي الله تعالى عنه لا ينام حتى يقرأ هاتين السورتين {تنزيل} و{تبارك} وكان يقول : كل آية منهما تشفع ستين آية يعني تعدل ستين آية.
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق حاتم بن محمد ، عَن طاووس رضي الله عنه قال : ما على الأرض رجل يقرأ {الم تنزيل} السجدة {تبارك الذي بيده الملك} في ليلة إلا كتب الله له مثل أجر ليلة القدر قال حاتم رضي الله عنه : فذكرت ذلك لعطاء رضي الله عنه فقال : صدق طاووس والله ما تركتهن منذ سمعت بهن إلا أن أكون مريضا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبه عن علي رضي الله عنه قال : عزائم سجود

القرآن {الم تنزيل} السجدة {الم تنزيل} السجدة {والنجم} و{اقرأ باسم ربك الذي خلق}.
وأخرج أحمد ومسلم وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر في الركعتين الأولتين قدر ثلاثين آية ، قدر قراءة {تنزيل} السجدة.
وأخرج عبد الرزاق عن أبي العالية رضي الله تعالى عنه قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رمقوه في الظهر فحزروا قراءته في الركعة الأولى من الظهر {تنزيل} السجدة.
- الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون * الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في
ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تذكرون.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله تعالى عنه في قوله {لتنذر قوما} قال : قريش {ما أتاهم من نذير من قبلك} قال : لم يأتهم ولا آياءهم لم يأت العرب

رسول من الله عز وجل.
- قوله تعالى : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون * ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم.
أخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {يدبر الأمر} قال : ينحدر الأمر {من السماء إلى الأرض} ويصعد من الأرض إلى السماء في يوم واحد مقداره ألف سنة في السير خمسمائة حين ينزل وخمسمائة حين يعرج.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله تعالى عنه في قوله {يدبر الأمر} الآية ، قال : ينزل الأمر من السماء الدنيا إلى الأرض العليا ثم يعرج إلى مقدار يوم لو ساره الناس ذاهبين وجائين لساروا ألف سنة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يدبر الأمر} قال : هذا في الدنيا ، تعرج الملائكة في يوم مقداره ألف سنة.

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله {يدبر الأمر} الآية ، قال : تعرج الملائكة وتهبط في يوم مقداره ألف سنة.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة} قال : من الايام الستة التي خلق الله فيها السموات والارض.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري
في المصاحف والحاكم وصححه عن عبد الله بن أبي مليكة رضي الله تعالى عنه قال : دخلت على ابن عباس أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال فيروز : يا أبا عباس قوله {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة} فكأن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اتهمه فقال : ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فقال : إنما سألتك لتخبرني فقال ابن عباس رضي الله عنهما : هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما وأكره ان أقول في كتاب الله ما لا أعلم فضرب الدهر من ضرباته حتى جلست إلى ابن المسيب رضي الله عنه فسأله عنها انسان فلم يخبر ولم يدر فقلت : ألا أخبرك بما أحضرت من ابن عباس قال : بلى ، فأخبرته فقال للسائل : هذا ابن عباس رضي الله عنهما أبى أن يقول

فيها وهو أعلم مني.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {كان مقداره ألف سنة} قال : لا ينتصف النهار في مقدار يوم من أيام الدنيا في ذلك اليوم حتى يقضي بين العباد فينزل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ولو كان إلى غيره لم يفرغ من ذلك خمسين ألف سنة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله تعالى عنه {في يوم كان مقداره ألف سنة} يعني بذلك نزول الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد وذلك مقدار ألف سنة لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله تعالى عنه في الآية يقول : مقدار مسيرة في ذلك اليوم {ألف سنة مما تعدون} ومن أيامكم من أيام الدنيا بخمسمائة نزوله وخمسمائة صعوده فذلك ألف سنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {ثم يعرج إليه في يوم} من أيامكم هذه ومسيرة ما بين السماء والأرض خمسمائة عام.

وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه {ألف سنة مما تعدون} قال : من أيام الدنيا ، والله أعلم.
- قوله تعالى : الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون * وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون.
أخرج ابن أبي شيبه والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقرأها {الذي أحسن كل شيء خلقه} قال : أما رأيت القردة ليست بحسنة ولكنه أحكم خلقها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس عن النَّبِيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {أحسن كل شيء خلقه} قال : اما ان آست القردة ليس بحسنة ولكنه أحكم خلقها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أحسن كل شيء خلقه} قال : صورته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أحسن كل شيء خلقه} فجعله الكلب في خلقه حسنا.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أحسن كل شيء خلقه} قال : أحسن بخلق كل شيء القبيح والحسن والحيات والعقارب وكل شيء مما خلق وغيره لا يحسن شيئا من ذلك.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أحسن كل شيء خلقه} قال : اتقن ، لم يركب الانسان في صورة الحمار ولا الحمار في صورة الانسان.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ لحقنا عمرو بن زرارة الانصاري في حلة قد أسبل فأخذ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بناحية ثوبه فقال : يا رسول الله اني أخمش الساقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو بن زرارة ان الله أحسن كل شيء خلقه يا عمرو بن زرارة ان الله لا يحب المسبلين.
وأخرج أحمد والطبراني عن الشريد بن سويد رضي الله عنه قال أبصر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رجلا قد أسبل ازاره فقال له : ارفع ازارك فقال : يا رسول الله اني أحنف :

تصطك ركبتاي قال : ارفع ازارك كل خلق الله حسن.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وبدأ خلق الإنسان من طين} قال : آدم {ثم جعل نسله} قال : ولده {من سلالة} من بني آدم {من ماء مهين} قال : ضعيف نطفة الرجل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {جعل نسله} قال : ذريته {من سلالة} هي الماء {ثم سواه} يعني ذريته.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {من سلالة} قال : ماء يسل من الانسان {من ماء مهين} قال : ضعيف.

وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله تعالى عنه في قوله {أئذا ضللنا} قال : هلكنا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول {أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد} كيف نعاد ونرجع كما كنا وأخبرت أن الذي قال {أئذا ضللنا} أبي بن خلف.
- قوله تعالى : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون.
أخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن نفسين اتفق موتهما في طرفة عين ، واحد في المشرق وواحد في المغرب ، كيف قدره ملك الموت عليهما ، قال : ما قدرة ملك الموت على أهل المشارق والمغارب والظلمات والهواء والبحور إلا كرجل بين يديه مائدة يتناول من أيها شاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله ملك

الموت واحد والزحفان يلتقيان من المشرق والمغرب وما بينهما من السقط
والهلاك فقال : ان الله حوى الدنيا لملك الموت حتى جعلها كالطست بين يدي أحدكم فهل يفوته منها شيء.
وأخرج ابن جرير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ملك الموت الذي يتوفى الانفس كلها وقد سلط على ما في الأرض كما سلط أحدكم على ما في راحته معه ملائكة من ملائكة الرحمة وملائكة من ملائكة العذاب فاذا توفى نفسا طيبة دفعها إلى الملائكة الرحمة واذا توفى خبيثة دفعها إلى ملائكة العذاب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن ابن مسعود ، وَابن عباس رضي الله عنهما قالا : لما اتخذ الله إبراهيم خليلا سأل ملك الموت ربه ان يأذن له فيبشر إبراهيم عليه السلام بذلك فأذن له فأتاه فقال له إبراهيم عليه السلام : يا ملك الموت أرني كيف تقبض أنفاس الكفار قال : يا إبراهيم لا تطيق ذلك قال : بلى ، قال : فاعرض ابرهيم ثم نظر اليه فاذا برجل أسود ينال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده إلا في صورة رجل يخرج من فيه ومسامعه لهب النار فغشي على إبراهيم عليه السلام ثم أفاق وقد تحول ملك الموت في الصورة الاولى فقال : يا ملك الموت لو لم يلق الكافر من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه

فارني كيف تقبض أرواح المؤمنين قال : أعرض فأعرض ثم التفت فاذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها وأطيبه في ثياب بيض فقال : يا ملك الموت لو لم ير المؤمن عند موته من قرة العين والكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه.
وأخرج الطبراني وأبو نعيم ، وَابن منده كلاهما في الصحابة عن الخزرج سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال : يا ملك الموت أرفق بصاحبي فانه مؤمن فقال ملك الموت عليه السلام : طب نفسا وقر عينا واعمل بأني بكل مؤمن رفيق واعلم يا محمد اني لاقبض روح ابن آدم فاذا صرخ صارخ قمت في الدار ومعي روحه فقلت : ما هذا الصارخ والله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله ولا استعجلنا قدره ومالنا في قبضه من ذنب فان ترضوا بما صنع الله تؤجروا وان تسخطوا تأثموا وتؤزروا وان لنا عندكم عودة بعد عودة فالحذر فالحذر وما من أهل بيت شعر ولا مدر بر ولا فاجر سهل ولا
جبل إلا أنا أتصفحهم في كل يوم وليلة حتى أنا لاعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو يأذن

بقبضها.
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في العظمة عن أشعث بن شعيب رضي الله عنه قال : سأل إبراهيم عليه السلام ملك الموت واسمه عزرائيل وله عينان في وجهه وعين في قفاه فقال : يا ملك الموت ما تصنع اذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووضع الوباء بأرض والتقى الزحفان كيف تصنع قال أدعو الارواح بإذن الله فتكون بين أصبعي هاتين.
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ وأبو نعيم في الحيلة عن شهر بن حوشب رضي الله تعلى عنه قال : ملك الموت جالس والدنيا بين ركبتيه واللوح الذي آجال بني آدم بين يديه وبين يديه ملائكة قيام وهو يعرض اللوح لا يطرف فاذا أتى

على أجل عبد قال : اقبضوا هذا.
وأخرج ابن أبي شيبه في المصنف عن خيثمة رضي الله تعالى عنه قال : اتى ملك الموت عليه السلام سليمان بن داود عليه السلام وكان له صديقا فقال له سليمان عليه السلام : ما لك تأتي أهل البيت فتقبضهم جميعا وتدع أهل البيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحد قال : لا أعلم بما أقبض منها إثما أكون تحت العرش فيلقى الي صكاك فيها أسماء.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن جريج رضي الله عنه قال : بلغنا أنه يقال لملك الموت اقبض فلانا في وقت كذا في يوم كذا.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وأبو الشيخ عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : ما من أهل بيت إلا يتصفحهم ملك الموت عليه السلام في كل يوم خمس مرات هل منهم أحد أمر بقبضه.
وأخرج جويبر عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : وكل ملك الموت عليه السلام بقبض أرواح الآدميين فهو الذي يلي قبض أرواحهم وملك في الجن وملك في الشياطين وملك في الطير والوحش والسباع والحيتان والنمل فهم أربعة أملاك والملائكة عليهم السلام يموتون في
الصعقة الأولى وان ملك الموت يلي قبض أرواحهم ثم يموت ، فأما الشهداء في البحر فان الله يلي قبض أرواحهم لا يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه.

وأخرج ابن ماجه عن أبي امامة رضي الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ان الله وكل ملك الموت عليه السلام بقبض الارواح إلا شهداء البحر فانه يتولى قبض أرواحهم.
وأخرج ابن أبي الدنيا والمروزي في الجنائز وأبو الشيخ عن أبي الشعثاء جابر بن زيد رضي الله عنه ، ان ملك الموت كان يقبض الارواح بغير وجع فسبه الناس ولعنوه فشكا إلى ربه فوضع الله الأوجاع ونسي ملك الموت.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الأعمش رضي الله عنه قال : كان ملك الموت عليه السلام يظهر للناس ، فيأتي للرجل فيقول : اقض حاجتك فاني أريد أن أقبض روحك فشكا فانزل الداء وجعل الموت خفية.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خطوة ملك الموت عليه السلام ما بين المشرق والمغرب.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار يعوده فاذا ملك الموت عليه السلام عند رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن آدم

فيصرخ أهله فاقوم في جانب من الدار فأقول : والله ما لي من ذنب وان لي لعودة وعودة الحذر الحذر وما خلق الله من أهل بيت ولا مدر ولا شعر ولا وبر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم وليلة خمس مرات حتى اني لاعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله يا محمد اني لا أقدر أقبض روح بعوضة حتى يكون الله تبارك وتعالى هو الذي يأمر بقبضه.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {قل يتوفاكم ملك الموت} قال : ملك الموت يتوفاكم وله أعوان من الملائكة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {قل يتوفاكم ملك الموت} قال : حويت له الأرض فجعلت له مثل طست يتناول منها حيث يشاء.
- قوله تعالى : ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فأرجعنا نعمل صالحا إنا موقنون * ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين * فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون * إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله !

{ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا} قال : أبصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع ، وفي قوله {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها} قال : لو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو شاء الله أنزل عليهما من السماء آية {فظلت أعناقهم لها خاضعين} الشعراء الآية 4.
وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يعتذر إلى آدم يوم القيامة بثلاثة معاذير ، يقول : يا آدم لولا اني لعنت الكذابين وأبغض الكذب والخلف وأعذب عليه لرحمت اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق القول مني لمن كذب رسلي وعصى أمري {لأملأن جهنم منكم أجمعين} الأعراف الآية 18 ويقول : يا آدم إني لا أدخل أحدا من ذريتك النار ولا أعذب أحدا منهم بالنار إلا من قد علمت في سابق علمي اني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر مما كان فيه لم يراجع ولم يعتب ويقول له : يا آدم قد جعلتك اليوم حكما بيني وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع اليك من أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم اني لا أدخل النار اليوم منهم إلا ظالما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا} قال : تركتم أن تعملوا للقاء يومكم هذا.

وأخرج ابن أبي الدنيا عن الضحاك رضي الله عنه {فذوقوا بما نسيتم} قال : اليوم نترككم في النار كما تركتم أمري.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إنا نسيناكم} قال : تركناكم.
وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت هذه الآية في شأن الصلوات الخمس {إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا} أي أتوها {وسبحوا} أي صلوا بأمر ربهم {وهم لا يستكبرون} عن اتيان الصلوات في الجماعات.
- قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون.
أخرج الترمذي وصححه ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن هذه الآية {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه في

قوله {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال : كانوا لا ينامون حتى يصلوا العشاء.
وأخرج البخاري في تاريخه ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال نزلت {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} في صلاة العشاء.
وأخرج ابن أبي شيبه عن أنس رضي الله عنه قال : كنا نجتنب الفرش قبل صلاة العشاء.
وأخرج محمد بن نصر ، وَابن جَرِير عن أبي سلمة رضي الله عنه في قوله {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} في صلاة العتمة.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم راقدا قبل العشاء ولا متحدثا بعدها فان هذه الآية نزلت في ذلك {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : نزلت فينا معاشر الأنصار كنا نصلي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلي العشاء مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فنزلت فينا {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال : هم الذي لا ينامون قبل العشاء فاثنى

عليهم فلما ذكر ذلك جعل الرجل يعتزل فراشه مخافة أن تغلبه عينه فوقتها قبل أن ينام الصغير ويكسل الكبير.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال : أنزلت في صلاة العشاء الآخرة كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينامون حتى يصلوها.
وأخرج ابن أبي شيبه وأبو داود ومحمد بن نصر ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أنس رضي الله عنه في قوله {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال : كانوا ينتظرون ما بين المغرب والعشاء يصلون.
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد ، وَابن عدي ، وَابن مردويه عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن هذه الآية {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال : كان قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الاولين يصلون المغرب ويصلون بعدها إلى عشاء الآخرة فنزلت هذه الآية فيهم.
وأخرج البزار ، وَابن مردويه عن بلال رضي الله عنه قال : كنا نجلس في المجلس وناس من

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون المغرب إلى العشاء فنزلت {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}.
وأخرج محمد بن نصر والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن المنكدر وأبي حازم في قوله {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قالا : هي ما بين المغرب والعشاء صلاة الاوابين.
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عيسى رضي الله عنه قال : كان ناس من الانصار يصلون ما بين المغرب والعشاء فنزلت فيهم {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}.
وأخرج أحمد ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال قيام العبد من الليل.
وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن نصر في كتاب الصلاة ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت : يا نبي الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وانه اليسير على من يسره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفى ء الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ {يعملون} ثم قال : ألا أخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه فقلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الامر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله فقلت : بلى يا نبي الله فاخذ بلسانه فقال : كف عنك هذا فقلت : يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل

ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه فقال {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله اخبرني بعمل أهل الجنة قال : قد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه ، تعبد الله لا تشرك به شيئا وتؤدي الصلاة المكتوبة - ولا أدري ذكر الزكاة أم لا - وان شئت أنبأتك برأس هذا الامر وعموده وذروة سنامه رأسه الإسلام من أسلم سلم وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والصيام جنة والصدقة تمحو الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا هذه الآية {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في قوله {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}
قال : كانت لا تمر عليها ليلة إلا أخذوا منها بحظ.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ومحمد بن نصر ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال : يقومون فيصلون بالليل.
وأخرج ابن نصر ، وَابن جَرِير عن الحسن رضي الله عنه في قوله !

{تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال : قيام الليل.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد من طريق أبي عبد الله الجدلي عن عبادة بن الصامت عن كعب رضي الله عنه قال : اذا حشر الناس نادى مناد : هذا يوم الفصل أين الذين {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} أين الذين {يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} آل عمران الآية 191 ثم يخرج عنق من النار فيقول : أمرت بثلاث ، بمن جعل مع الله الها آخر ، وبكل جبار عنيد ، وبكل معتد لانا أعرف بالرجل من الوالد بولده والمولود بوالده ويؤمر بفقراء المسلمين إلى الجنة فيحسبون فيقولون : تحسبونا ما كان لنا أموال ولا كنا أمراء.
وأخرج محمد بن نصر ، وَابن جَرِير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا} قال : هم قوم لا يزالوان يذكرون الله اما في الصلاة واما قياما واما قعودا واما اذا استيقظوا من منامهم ، هم قوم لا يزالون يذكرون الله تعالى.

وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ربيعة الجرشي رضي الله عنه قال : يجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد فيكونون ما شاء الله أن يكونوا فينادي مناد ، سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم ليقم الذين {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا} فيقومون وفيهم قلة ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود فينادي سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم ليقم الذين {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} النور الآية 37 فيقومون وهم أكثر من الأولين ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود وينادي : سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون وهم أكثر من الاولين.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} يقول : تتجافى لذكر الله كلما استيقظوا ذكروا الله ، اما في الصلاة
واما في قيام أو قعود أو على جنوبهم فهم لا يزالون يذكرون الله.
- قوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون.
أخرج الحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الانباري في المصاحف عن أبي هريرة رضي الله عنه {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ومحمد بن نصر ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عرش الله على الماء فاتخذ جنة لنفسه ثم اتخذ دونها أخرى ثم أطبقهما لؤلؤة واحدة ثم قال : ومن دونهما جنتان لم يعلم الخلق ما فيهما وهي التي قال الله {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} يأتيهم فيها كل يوم تحفة.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراين والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : انه لمكتوب في التوراة (لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ولا يعلم ملك مقرب ولا نبي مرسل وانه لفي

القرآن {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}).
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد وهناد كلاهما في الزهد والبخاري ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، وَابن الانباري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرن قال أبو هريرة رضي الله عنه : اقرؤا ان شئتم {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر بن عبد الواحد رضي الله عنه قال : بلغني ان
الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين سنة ثم يلتفت فاذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول له : قد آن لك أن يكون لنا منك نصيب ، فيقول : من

أنت فتقول : أنا مزيد فيمكث معها سبعين سنة ويلتفت فاذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول : قد آن لك ان يكون لنا منك نصيب فيقول : من أنت فتقول : أنا الذي قال الله {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ان الرجل من أهل الجنة ليجيء فيشرف عليه النساء فيقلن : يا فلان بن فلان ما أنت حين خرجت من عندنا بأولى بك منا فيقول : من أنتن فيقلن : نحن من اللاتي قال الله {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}.
وأخرج ابن أبي شيبه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف من الله من جنات عدن مما ليس في جناتهم ، وذلك قوله {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال : سأصف لكم منزل الرجل من أهل الجنة كان يطلب في الدنيا حلالا ويأكل حلالا حتى لقي الله على

ذلك فانه يعطي يوم القيامة قصرا من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع ولا وصل فيها سبعون ألف غرفة وأسفل الغرف سبعون ألف بيت في كل بيت سقفه صفائح الذهب والفضة ليس بموصول ولولا ان الله سخر له النظر اليه لذهب بصره من نوره عرض الحائط اثنا عشر ميلا وطوله في السماء سبعون ميلا في كل بيت سبعون ألف باب يدخل عليه في كل بيت من كل باب سبعون ألف خادم لا يراهم من في هذا البيت ولا من في هذا البيت فاذا خرج في قصره صار في ملكه مثل عمر الدنيا يسير في ملكه عن يمينه وعن يساره ومن ورائه وأزواجه معه وليس معه ذكر غيره ومن بين يديه ملائكة قد سخروا له بينه وبين أزواجه ستر وبين يديه ستر ووصفاء ووصائف قد أفهموا ما يشتهي أزواجه ولا يموت هو ولا أزواجه ولا خدامه أبدا نعيمهم يزداد كل يوم من غير ان يبلى الاول وقرة عين لا تنقطع أبدا لا يدخل عليه فيه روعة أبدا.

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
والذي نفسي بيده لو ان آخر أهل الجنة رجلا أضاف آدم فمن دونه ووضع لهم طعاما وشرابا حتى يخرجوا من عنده لا ينقصه ذلك مما أعطاه الله.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ومسلم والطبراني ، وَابن جَرِير والحاكم وصححه ، وَابن مردويه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة من طريق أبي صخر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف الجنة حتى انتهى ثم قال فيهما ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال أبو صخر : فذكرته للقرظي فقال : انهم أخفوا عملا وأخفى الله لهم ثوابا فقدموا على الله فقرت تلك الاعين.
وأخرج ابن جرير عن أبي اليمان الهذلي قال : الجنة مائة درجة ، أولها

درجة فضة وأرضها فضة وآنيتها فضة وترابها المسك ، والثانية ذهب ومساكنها ذهب وآنيتها ذهب وترابها المسك ، والثالثة لؤلؤ وأرضها لؤلؤ ومساكنها لؤلؤ وآنيتها لؤلؤ وترابها المسك ، وسبع وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتلا هذه الآية {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
وأخرج ابن جرير والطبراني والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق الحاكم بن أبان عن الغطريف ، عَن جَابر بن زيد عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن الروح الامين قال يؤتي بحسنات العبد وسيئاته فيقتص بعضها من بعض فان بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة قال : فدخلت على يزدان فحدث بمثل هذا فقلت : فان ذهبت الحسنة قال : {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا

ونتجاوز عن سيئاتهم} الاحقاف الآية 16 قلت : أفرأيت قوله {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} قال : هو العبد يعمل سرا أسره إلى الله لم يعلم به الناس فاسر الله له يوم القيامة {قرة أعين}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أدنى أهل الجنة حظا قوم يخرجهم الله من النار برحمته بعد ان يحترقوا يرتاح لهم الرب انهم كانوا لا يشركون بالله شيئا فينبذون بالعراء فينبتون كما ينبت البقل حتى
اذا رجعت الارواح إلى أجسادها قالوا : ربنا كالذي أخرجتنا من النار ورجعت الأرواح إلى أجسادنا فاصرف وجوهنا عن النار فيصرف وجوههم عن النار ويضرب لهم شجرة ذات ظل وفيء فيقولون : ربنا كالذي أخرجتنا من النار فانقلنا إلى ظل هذه الشجرة فينقلهم اليها فيرون أبواب الجنة فيقولن : ربنا كالذي

أخرجتنا من النار فانقلنا إلى أبواب الجنة فيفعل فاذا نظروا إلى ما فيها من الخيرات والبركات قال : وقرأ أبو هريرة رضي الله عنه {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} قالوا : ربنا كالذي أخرجتنا من النار فادخلنا الجنة قال : فيدخلون الجنة ثم يقال لهم : تمنوا فيقولون : يا رب اعطنا حتى اذا قالوا : يا ربنا حسبنا قال : هذا لكم وعشرة أمثاله.
وأخرج ابن أبي شيبه ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه يرفعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام سأل ربه فقال : رب أي أهل الجنة أدنى منزلة فقال : رجل يجيء بعدما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له : ادخل ، فيقول : كيف ادخل وقد نزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له : اترضى ان يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا فيقول : نعم ، أي رب قد رضيت فيقال له : فان لك هذا وعشرة أمثاله معه فيقول : أي رب رضيت فيقال له : فان لك من هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك فقال موسى عليه السلام : أي رب فأي أهل الجنة ارفع منزله قال : اياها أردت

وسأحدثك عنهم اني غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرن قال : ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
- قوله تعالى : أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون.
أخرج أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الاغاني والواحدي ، وَابن عدي ، وَابن مردويه والخطيب ، وَابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا واملاء للكتيبة منك فقال له علي رضي الله عنه : اسكت فانما أنت فاسق ، فنزلت {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} يعني بالمؤمن : عليا ، وبالفاسق : الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن جَرِير عن عطاء بن يسار قال : نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط قال : كان بين الوليد وبين علي كلام فقال الوليد بن عقبة : أنا أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا وأرد

منك للكتيبة فقال علي رضي الله عنه : اسكت فانك فاسق ، فانزل {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال : نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة.
وأخرج ابن مردويه والخطيب ، وَابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا} قال : اما المؤمن ، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأما الفاسق ، فعقبة بن أبي معيط وذلك لسباب كان بينهما فانزل الله ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال : لا في الدنيا لا عند الموت ولا في الآخرة ، وفي قوله {وأما الذين فسقوا} قال : هم الذين أشركوا وفي قوله {كنتم به تكذبون} قال : هم يكذبون كما ترون.
- قوله تعالى : ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون.

أخرج الفريابي ، وَابن منيع ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والخطيب والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} قال : يوم بدر {دون العذاب الأكبر} قال : يوم القيامة {لعلهم يرجعون} قال : لعل من بقي منهم يرجع.
وأخرج ابن أبي شيبه والنسائي ، وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} قال : سنون أصابتهم {لعلهم يرجعون} قال : يتوبون.
وأخرج مسلم وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وأبو عوانه في صحيحه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} قال : مصائب الدنيا واللزوم والبطشة والدخان.

وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب : (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى) قال : يوم بدر.
وَأخرَج ابن مردويه عن أبي ادريس الخولاني رضي الله عنه قال : سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن قول الله {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} فقال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال هي المصائب والاسقام والانصاب عذاب للمسرف في الدنيا دون عذاب الآخرة قلت : يا رسول الله فما هي لنا قال : زكاة وطهور.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} قال : مصائب الدنيا وأسقامها وبلاياها يبتلي الله بها العباد كي يتوبوا.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير عن إبراهيم رضي الله عنه {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} قال : أشياء يصابون بها في الدنيا {لعلهم يرجعون} قال : يتوبون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} قال : الحدود {لعلهم

يرجعون} قال : يتوبون.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} قال : عذاب الدنيا وعذاب القبر.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} قال : القتل والجوع لقريش في الدنيا والعذاب الاكبر يوم القيامة في الآخرة.
وأخرج هناد عن أبي عبيدة في قوله {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} قال : عذاب القبر.
- قوله تعالى : ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون.
أخرج ابن منيع ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن معاذ بن جبل رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث من فعلهن فقد أجرم ، من عقد لواء في غير حق ، أو عق والديه ، أو مشى مع ظالم لينصره فقد أجرم يقول الله عز وجل {إنا من المجرمين منتقمون}.

- قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل * وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون * إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون * أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون.
أخرج عَبد بن حُمَيد والبخاري ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا طوالا جعدا كأنه من رجال شنوأة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله
اياه قال {فلا تكن في مرية من لقائه} فكان قتادة يفسرها أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قد لقي موسى {وجعلناه هدى لبني إسرائيل} قال : جعل الله موسى هدى لبني اسرائيل.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه والضياء في المختارة بسند صحيح عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {فلا تكن في مرية من لقائه} من لقاء موسى ربه {وجعلناه هدى لبني إسرائيل} قال : جعل موسى هدى لبني اسرائيل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله {فلا تكن في مرية من لقائه} قال : من لقاء موسى قيل : أو لقي موسى قال : نعم ، ألا ترى إلى قوله {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} الزخرف الآية 45.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن

مجاهد {فلا تكن في مرية من لقائه} قال : من أن تلقى موسى.
وأخرج الحاكم عن مالك أنه تلا {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا} فقال : حدثني الزهري ان عطاء بن يزيد حدثه عن أبي هريرة أنه سمع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول ما رزق عبد خيرا له أوسع من الصبر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجعلنا منهم أئمة} قال : رؤساء في الخير سوى الانبياء {يهدون بأمرنا لما صبروا} قال : على ترك الدنيا ، والله أعلم.
- قوله تعالى : أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون.
أخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} قال : الجرز التي لا تمطر إلا قطرا لا يغني عنها شيئا إلا ما يأتيها من السيول.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إلى الأرض الجرز} قال : أرض باليمن.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد

في قوله {إلى الأرض الجرز} قال : هي التي لا تنبت هن أبين ونحوها من الأرض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {إلى الأرض الجرز} قال : السمطاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {إلى الأرض الجرز} قال : إلى الأرض الميتة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {إلى الأرض الجرز} قال : قرى فيما بين اليمن والشام.
وأخرج أبو بكر ، وَابن حبان في كتاب الغرر عن الربيع بن سيرة قال : الامثال أقرب إلى العقول من المعاني ألم تسمع إلى قوله {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} ألم تر {ألم يروا}.
- قوله تعالى : ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون * فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال : قال الصحابة ان لنا يوم يوشك ان نستريح فيه ونتنعم فيه ، فقال المشركون {متى هذا الفتح إن كنتم

صادقين} فنزلت.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله {ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} قال : يوم بدر فتح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلم {ينفع الذين كفروا إيمانهم} بعد الموت.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {قل يوم الفتح} قال : يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قل يوم الفتح} قال : يوم القضاء ، وفي قوله {وانتظر إنهم منتظرون} قال : يوم القيامة.

* بسم الله الرحمن الرحيم
- سورة الاحزاب.
مدنية وآياتها ثلاث وسبعون.
- مقدمة سورة الاحزاب.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال : نزلت سورة الاحزاب بالمدينة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير ، مثله.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف والطيالسي وسعيد ابن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وَابن منيع والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن الانباري في المصاحف والدار قطني في الافراد والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والضياء في المختارة عن زر قال : قال لي أبي بن كعب : كيف تقرأ سورة الاحزاب أو كم تعدها قلت ثلاثا وسبعين آية فقال أبي : قد رأيتها وانها لتعادل سورة البقرة وأكثر من سورة البقرة ولقد قرأنا فيها (الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) فرفع منها ما رفع.

وأخرج عبد الرزاق عن الثوري قال : بلغنا ان ناسا من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كانوا يقرأون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب مناديا فنادى ان الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : يا ايها الناس لا تجزعن من آية الرجم فانها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد وآية ذلك ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قد رجم وان أبا بكر قد رجم ورجمت بعدها وابنه سيجيء قوم من هذه الامة يكذبون بالرجم.
وأخرج مالك والبخاري ومسلم ، وَابن ضريس عن ابن عباس ان عمر قام فحمد الله واثنى عليه ثم قال : اما بعد أيها الناس ان الله بعث محمدا بالحق
وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها (الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة) ورجم

رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فاخشى ان يطول بالناس زمان فيقول قائل : لا نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله.
وأخرج أحمد والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف ان عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول : إلا وان ناس يقولون : ما بال الرجم ، وفي كتاب الله الجلد وقد رجم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ولولا ان يقول قائلون ويتكلم متكلمون : ان عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لاثبتها كما نزلت.
وأخرج النسائي وابو يعلى عن كثير بن الصلت قال : كنا عند مروان وفينا زيد بن ثابت فقال زيد : ما تقرأ (الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة) قال مروان : إلا كتبتها في المصحف قال : ذكرنا ذلك وفينا عمر بن الخطاب فقال : اشفيكم من ذلك قلنا : فكيف قال : جاء رجل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله انبئني آية الرجم قال : لا أستطيع الآن.
وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال : قال لي عمر بن الخطاب : كم تعدون سورة الاحزاب قلت : اثنتين أو ثلاثا وسبعين قال : ان كانت لتقارب سورة البقرة وان كان فيها لآية الرجم.

وأخرج ابن الضريس عن عكرمة قال : كانت سورة الاحزاب مثل سورة البقرة أو اطول وكان فيها آية الرجم.
وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب ان عمر قال : اياكم أن تهلكوا عن آية الرجم وان يقول قائل : لا نجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فلولا ان يقول الناس : أحدث عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف لقد قرأناها (الشيخ والشيخه إذا زنيا فارجموهما البته قال سعيد فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن.
وأخرج ابن الضريس عن أبي امامة بن سهل بن حنيف ان خالته أخبرته قالت : لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم (الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة).
وأخرج ابن الضريس عن عمر قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية الرجم : اكتمها يا رسول الله قال : لا أستطيع ذلك.
وأخرج ابن الضريس عن زيد بن أسلم ان عمر بن الخطاب خطب الناس فقال : لا تشكوا في الرجم فانه حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر ورجمت ولقد هممت ان أكتب في المصحف فسأل أبي بن كعب عن آية الرجم فقال أبي : ألست أتيتني وانا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في

صدري وقلت : أتستقرئه آيه الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر.
وأخرج البخاري في تاريخ عن حذيفة قال : قرأت سورة الاحزاب على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها.
وأخرج أبو عبيد في الفضائل ، وَابن الانباري ، وَابن مردويه عن عائشة قالت : كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن.
- يا أيها النَّبِيّ اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما * واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا * وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا.
أخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : ان أهل مكة منهم الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة دعوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى أن يرجع عن قوله على أن يعطوه شطرا أموالهم وخوفه المنافقون واليهود بالمدينة ان لم يرجع قتلوه فانزل الله {يا أيها النَّبِيّ اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {ولا تطع الكافرين} ابي بن خلف {والمنافقين} أبو عامر الراهب وعبد الله بن أبي بن سلول والحد بن قيس.
- قوله تعالى : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
أخرج أحمد والترمذي وحسنه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وابن

أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : قام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يوما يصلي فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه : ألا ترى ان له قلبين قلبا معكم ، وقلبا معهم ، فانزل الله {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} ابن عباس.
وَأخرَج ابن أبي حاتم من طريق خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة قالوا : كان رجل يدعى ذا القلبين فانزل الله {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رجل من قريش يسمى من دهائه ذا القلبين فأنزل الله هذا في شأنه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن قال : كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى ذا القلبين ، كان يقول : لي نفس تأمرني ونفس تنهاني فأنزل الله فيه ما تسمعون.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد قال : ان رجلا من بني فهر قال : ان في جوفي قلبين اعقل بكل

واحد منهما أفضل من عقل محمد فنزلت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي : انها نزلت في رجل من قريش من بني جمح يقال له : جميل بن معمر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فسها فيها فخطرت منه كلمة فسمعها المنافقون فأكثروا فقالوا : ان له قلبين ، ألم تسمعوا إلى قوله وكلامه في الصلاة ان له قلبا معكم وقلبا مع أصحابه فنزلت {يا أيها النَّبِيّ اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين}
إلى قوله {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن الزهري في قوله {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} قال : بلغنا ان ذلك كان في زيد بن حارثة ضرب له مثلا يقول : ليس ابن رجل آخر ابنك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : كان الرجل يقول لامرأته : أنت علي كظهر أمي ، فقال الله {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم} وكان يقال : زيد بن محمد ، فقال الله {وما جعل أدعياءكم أبناءكم}.

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم} أي ما جعلها أمك واذا ظاهر الرجل من امرأته فان الله لم يجعلها أمه ولكن جعل فيها الكفارة {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} يقول : ما جعل دعيك إبنك ، يقول : ان ادعى رجل رجلا فليس بابنه ، ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول من ادعى إلى غير أبيه متعمدا حرم الله عليه الجنة.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} قال : نزلت في زيد بن حارثة رضي الله عنه.
- قوله تعالى : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكم ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما.
أخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عمر : أن زيد بن حارثة مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد ، حتى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أنت زيد بن حارثة بن شراحيل.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه

عن عائشة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عتبة بن عبد شمس وكان ممن شهد بدرا تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهو مولى لا مرأة من الانصار كما تبنى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم زيدا وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس اليه وورثه من ميراثه حتى أنزل الله في ذلك {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالت : ان سالما كان يدعى لأبي حذيفة رضي الله عنه وان الله قد أنزل في كتابه {ادعوهم لآبائهم} وكان يدخل علي وأنا وحدي ونحن في منزل ضيق فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : ارضعي سالما تحرمي عليه).
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان من أمر زيد بن حارثة رضي الله عنه أنه كان في أخواله بني معن من بني ثعل من طيء فأصيب في غلمة من طيء فقدم به سوق عكاظ وانطلق حكيم بن حزام بن خويلد إلى عكاظ يتسوق بها فأوصته عمته خديجة رضي الله عنها أي يبتاع لها غلاما ظريفا عربيا أن قدر عليه فلما جاء وجد زيدا

يباع فيها فأعجبه ظرفه فابتاعه فقدم به عليها وقال لها : اني قد ابتعت لك غلاما ظريفا عربيا فان أعجبك فخذيه والا فدعيه فانه قد أعجبني فلما رأته خديجة اعجبها فأخذته فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عندها فأعجب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ظرفه فاستوهبه منها فقالت : هو لك فان أردت عتقه فالولاء لي فأبى عليها فوهبته له ان شاء أعتق وان شاء أمسك قال : فشب عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، ثم انه خرج في إبل طالب إلى الشام فمر بأرض قومه ، فعرفه عمه فقام إليه فقال : من أنت يا غلام قال : غلام من أهل مكة ، قال : من أنفسهم قال : لا ، فحر أنت أم مملوك قال : بل مملوك قال : لمن قال : لمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال له : أعربي أنت أم عجمي قال :
بل عربي قال : ممن أهلك قال : من كلب قال : من أي كلب قال : من بني عبدود قال : ويحك ، ابن من أنت قال : ابن حارثة بن شراحيل قال : وأين أصبت قال : في أخوالي قال : ومن أخوالك قال : طي قال : ما اسم أمك قال : سعدي ، فالتزمه وقال ابن حارثة : ودعا أباه وقال : يا حارثة هذا ابنك ، فأتاه حارثة فلما نظر إليه عرفه قال : كيف صنع مولاك إليك قال : يؤثرني على أهله وولده ورزقت منه حبا فلا أصنع إلا ما شئت ، فركب معه وأبوه وعمه وأخوه حتى قدموا مكة فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال له حارثة : يا محمد أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته ، تفكون العاني وتطعمون الاسير ، ابني عبدك فامتن علينا وأحسن إلينا في فدائه فانك ابن سيد قومه فإنا سنرفع لك في الفداء ما أحببت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيكم خيرا من ذلك قالوا : وما هو قال : أخيره فان اختاركم فخذوه بغير فداء وان اختارني فكفوا عنه قالوا : جزاك الله خيرا فقد أحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا زيد اتعرف هؤلاء قال : نعم ، هذا أبي وعمي وأخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأنا من قد عرفته فان اخترتهم فأذهب معهم وان اخترتني فأنا من تعلم فقال زيد : ما أنا بمختار عليك أحدا أبدا أنت مني بمكان الوالد والعم قال له أبوه وعمه : يا زيد تختار العبودية على الربوبية قال : ما أنا بمفارق هذا الرجل ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصه عليه قال : أشهدوا أنه حر وانه ابني يرثني وأرثه فطلبت نفس أبيه وعمه لما رأوا من كرامته عليه فلم يزل في الجاهلية يدعى : زيد بن محمد ، حتى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم} فدعي زيد بن حارثة.
وأخرج ابن عساكر من طريق زيد ابن شيبة عن الحسن بن عثمان رضي الله عنه قال : حدثني عدة من الفقهاء وأهل العلم قالوا : كان عامر بن ربيعة يقال له : عامر بن الخطاب وإليه كان ينسب فأنزل الله فيه وفي زيد بن حارثة

وسالم مولى أبي حذيفة والمقداد بن عمرو {ادعوهم لآبائهم}.
وأخرج ابن جرير عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال : قال الله {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} فانا
ممن لا يعلم أبوه وأنا من اخوانكم في الدين.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} أعدل عند الله {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} فاذا لم تعلم من أبوه فانما هو أخوك في الدين ومولاك.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} قال : ان لم تعرف أباه فأخوك في الدين ومولاك مولى فلان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في الآية يقول : ان لم تعلموا لهم آياء تدعوهم إليهم فانسبوهم اخوانكم في الدين إذ تقول : عبد الله وعبد الرحمن وعبيد الله وأشباههم من الاسماء وان يدعى إلى اسم مولاه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} يقول : أخوك في الدين ومولاك مولى بني فلان.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سالم بن أبي الجعد قال : لما نزلت {ادعوهم لآبائهم} لم يعرفوا لسالم أبا ولكن مولى أبي حذيفة إنما كان حليفا لهم.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} قال : هذا من قبل النهي في هذا وغيره {ولكن ما تعمدت قلوبكم} بعد ما أمرتم وبعد النهي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} قال : لو دعوت رجلا لغير أبيه وأنت ترى أنه أبوه لم يكن عليك بأس ولكن ما أردت به العمد.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه عن أبي هريرة يرفعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال والله ما أخشى عليك الخطأ ولكن أخشى عليك العمد.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لست

أخاف عليكم الخطأ ولكن أخاف عليكم العمد.
- قوله تعالى : النَّبِيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا.
أخرج البخاري ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرأوا ان شئتم {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فان ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه.
وأخرج الطيالسي ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان المؤمن اذا توفي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي به النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سأل هل عليه دين فان قالوا : نعم ، قال : هل ترك وفاء لدينه فان قالوا : نعم ، صلى عليه وان قالوا : لا ، قال : صلوا على صاحبكم فلما فتح الله علينا الفتوح قال : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن ترك دينا فإلي ومن ترك مالا فللوارث.
وأخرج أحمد وأبو داود ، وَابن مردويه ، عَن جَابر رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم انه كان يقول : أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ، فايما رجل مات وترك دينا فإلي

(ص/)ومن ترك مالا فهو لورثته.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والنسائي عن بريدة رضي الله عنه قال : غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير وقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت ملاه فعلي مولاه.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وأزواجه أمهاتهم} قال : يعظم بذلك حقهن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وأزواجه أمهاتهم} يقول : أمهاتهم في الحرمة لا يحل لمؤمن ان ينكح امرأة من نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في حياته ان طلق ولا بعد موته ، هي حرام على كل مؤمن مثل حرمة أمه.

وأخرج ابن سعد ، وَابن المنذر والبيهقي في "سُنَنِه" عن عائشة ان امرأة قالت لها : يا أمي فقالت : أنا أم رجالكم ولست أم نسائكم.
وأخرج ابن سعد عن أم سلمة قالت : أنا أم الرجال منكم والنساء.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وإسحاق بن راهويه ، وَابن المنذر والبيهقي عن بجالة قال : مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بغلام وهو يقرأ في المصحف (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) فقال : يا غلام حكها فقال : هذا مصحف أبي فذهب اليه فسأله فقال : انه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق.
وأخرج الفريابي ، وَابن مردويه والحاكم والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ هذه الآية (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم).
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه انه قرأ (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم).

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : كان في الحرف الأول (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسه وهو أب لهم).
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : في القراءة (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم).
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين} قال : لبث المسلمون زمانا يتوارثون بالهجرة الاعرابي المسلم لا يرث من المهاجر شيئا ، فأنزل الله هذه الآية فخلط المؤمنين بعضهم ببعض فصارت المواريث بالملل.
وأخرج الفريابي ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} قال : توصون لحلفائكم الذين والى بينهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن علي بن

الحنفية رضي
الله عنه في قوله {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} قال : نزلت هذه الآية في جواز وصية المسلم لليهودي والنصراني.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم} قال : القرابه من أهل الشرك {معروفا} قال : وصية ولا ميراث لهم {كان ذلك في الكتاب مسطورا} قال : وفي بعض القراءات (كان ذلك عند الله مكتوبا) أن لا يرث المشرك المؤمن.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة والحسن رضي الله عنه في قوله {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} قالا : إلا أن يكون لك ذو قرابة على دينك فتوصي له بالشيء وهو وليك في النسب وليس وليك في الدين.
- قوله تعالى : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا * ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما.
أخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} قال : في ظهر آدم {وأخذنا منهم ميثاقا غليظا} قال : أغلظ مما أخذه من الناس {ليسأل الصادقين عن صدقهم} قال : المبلغين من الرسل المؤدين.

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} الآية ، قال : أخذ الله على النبيين خصوصا ان يصدق بعضهم بعضا وان يتبع بعضهم بعضا.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي مريم الغساني رضي الله عنه : ان إعرابيا قال : يا رسول الله ما أول نبوتك قال : أخذ الله مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ثم تلا {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا} ودعوة أبي إبراهيم قال
{وابعث فيهم رسولا منهم} البقرة الآية 129 وبشارة المسيح بن مريم ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها : أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام.
وأخرج الطيالسي والطبراني ، وَابن مردويه عن أبي العالية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله الخلق وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فأخذ أهل اليمين بيمينه وأخذ أهل الشمال بيده

الأخرى وكلتا يدي الرحمن يمين فأما أصحاب اليمين فاستجابوا اليه فقالوا : لبيك ربنا وسعديك قال {ألست بربكم قالوا بلى} الأعراف الآية 172 فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم : يا رب لم خلطت بيننا فان {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون} قال : ان يقولوا يوم القيامة {إنا كنا عن هذا غافلين} ثم ردهم في صلب آدم عليه السلام فأهل الجنة أهلها وأهل النار أهلها فقال قائل : فما العمل اذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعمل كل قوم لمنزلتهم فقال : ابن الخطاب رضي الله عنه : اذن نجتهد يا رسول الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك قال : وآدم بين الروح والجسد.
وأخرج ابن سعد رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى استنبئت قال : وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق.

وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قيل يا رسول الله متى كنت نبيا قال : وآدم بين الروح والجسد.
وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال : وآدم بين الروح والجسد.
وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة قال : بين خلق آدم ونفخ الروح فيه.
وأخرج أبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة قال : بين خلق آدم ونفخ الروح فيه.
وأخرج أبو نعيم عن الصنابحي قال : قال عمر رضي الله عنه : متى جعلت نبيا قال وآدم منجدل في الطين.

وأخرج ابن سعد عن ابن أبي الجدعاء رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله
متى جعلت نبيا قال : وآدم بين الروح والجسد.
وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا قال : وآدم بين الروح والطين.
وأخرج ابن أبي شيبه عن قتادة رضي الله عنه قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اذا قرأ {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث.
وأخرج ابن أبي عاصم والضياء في المختارة عن أبي بن كعب {وإذ

أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اولهم نوح ثم الأول فالاول.
وأخرج الحسن بن سفيان ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والديلمي ، وَابن عساكر من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله الله {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} قال كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث فبدى ء به قبلهم.
وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خيار ولد آدم خمسة ، نوح ، وابراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما {ميثاقهم} عهدهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} قال : إنما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم.
وأخرج أبو نعيم والديلمي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ليس من عالم إلا وقد أخذ الله ميثاقه يوم أخذ ميثاق النبيين يدفع عنه مساوى ء عمله لمحاسن عمله إلا انه لا يوحي اليه.
- قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا.
أخرج الحاكم وصححه ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طرق عن حذيفة قال لقد رأيتنا ليلة الاحزاب ونحن صافون قعود وأبو سفيان ومن معه من الاحزاب فوقنا وقريظة اليهود أسفل نخافهم على ذرارينا وما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة ولا أشد ريحا منها أصوات ريحها أمثال الصواعق وهي ظلمة ما يرى أحد منا اصبعه فجعل المنافقون يستأذنون النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ويقولون {إن بيوتنا عورة وما هي بعورة} فما يستأذنه أحد منهم إلا أذن له يتسللون ونحن ثلثمائة أو نحو ذلك اذ استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا حتى مر علي وما علي جنة من العدو ولا من البرد إلا مرط لامرأتي ما يجاوز ركبتي فأتاني وأنا جاث على ركبتي فقال : من هذا قلت : حذيفة فتقاصرت إلى الأرض فقلت : بلى يا رسول الله كراهية أن أقوم فقال : قم ، فقمت فقال :

انه كان في القوم خبر فاتني بخبر القوم قال : وأنا من أشد الناس فزعا وأشدهم قرا فخرجت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته قال : فو الله ما خلق الله فزعا ولا قرا في جوف إلا خرج من جوفي فما أجد منه شيئا فلما وليت قال : يا حذيفة لا تحدث في القوم شيئا حتى تأتيني فخرجت حتى اذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضوء نار لهم توقد واذا برجل أدهم ضخم يقول بيده على النار ويمسح خاصرته ويقول : الرحيل ، الرحيل ، ثم دخل العسكر فاذا في الناس رجال من بني عامر يقولون : الرحيل ، الرحيل يا آل عامر لا مقام لكم واذا الرحيل في عسكرهم ما يجاوز
عسكرهم شبرا فوالله أني لاسمع صوت الحجارة في رحالهم ومن بينهم الريح يضربهم بها ثم خرجت نحو النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلما انتصفت في الطريق أو نحو ذلك اذا أنا بنحو من عشرين فارسا متعممين فقالوا : اخبر صاحبك ان الله كفاه القوم فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشتمل في شملة يصلي وكان اذا حز به أمر صلى فأخبرته خبر القوم أني تركتهم يرتحلون ، فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم

إذ جاءتكم جنود}.
وأخرج الفريابي ، وَابن عساكر عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : قال رجل : لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحملته ولفعلت ، فقال حذيفة : لقد رأيتني ليلة الاحزاب ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل في ليلة باردة ما قبله ولا بعده برد كان أشد منه فحانت مني التفاتة فقال ألا رجل يذهب إلى هؤلاء فيأتينا بخبرهم - جعله الله معي يوم القيامة - قال : فما قام منه انسان قال : فسكتوا ثم عاد ، فسكتوا ثم قال : يا أبا بكر ثم قال : استغفر الله رسوله ثم قال : إن شئت ذهبت فقال : يا عمر فقال : استغفر الله رسوله ثم قال : يا حذيفة فقلت : لبيك ، فقمت حتى أتيت وان جنبي ليضربان من البرد فمسح رأسي ووجهي ثم قال : أئت هؤلاء القوم حتى تأتينا بخبرهم ولا تحدث حدثا حتى ترجع ثم قال : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن

فوقه ومن تحته حتى يرجع ، قال فلان : يكون أرسلها كان أحب الي من الدنيا وما فيها ، قال : فانطلقت فأخذت أمشي نحوهم كأني أمشي في حمام قال : فوجدتهم قد أرسل الله عليهم ريحا فقطعت أطنابهم وذهبت بخيولهم ولم تدع شيئا إلا أهلكته قال : وأبو سفيان قاعد يصطلي عند نار له قال فنظرت اليه فأخذت سهما فوضعته في كبد قوسي قال : - وكان حذيفة راميا - فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحدثن حدثا حتى ترجع قال : فرددت سهمي في كنانتي قال : فقال رجل من القو : إلا فيكم عين للقوم فأخذ كل بيد جليسه فأخذت بيده جليسي فقلت : من أنت قال : سبحان الله أما تعرفني أنا فلان بن فلان فاذا رجل من هوازن فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر فلما أخبرته فضحك حتى بدت أنيابه في سواد الليل وذهب

عني
الدفء فأدناني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنامني عند رجليه وألقى علي طرف ثوبه فان كنت لألزق بطني وصدري ببطن قدميه فلما أصبحوا هزم الله الأحزاب وهو قول {فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها}.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود} قال : كان يوم أبي سفيان يوم الاحزاب.
وأخرج أحمد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قلنا يوم الخندق : يا رسول الله هل من شيء نقول : فقد بلغت القلوب الحناجر قال : نعم ، قولوا : اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا قال : فضرب الله وجوه أعدائه بالريح فهزمهم الله بالريح.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن مجاهد {إذ جاءتكم جنود} قال : الاحزاب ، عيينة بن بدر وأبو سفيان وقريظة {فأرسلنا عليهم ريحا} قال : يعني ريح الصبا أرسلت على الاحزاب يوم الخندق حتى كفأت قدورهم

على أفواهها ونزعت فساطيطهم حتى اظعنتهم {وجنودا لم تروها} يعني الملائكة قال : ولم تقاتل الملائكة يومئذ.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والحاكم في الكني ، وَابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما كانت ليلة الأحزاب جاءت الشمال إلى الجنوب قالت : انطلقي فانصري الله ورسوله فقالت الجنوب : ان الحرة لا تسري بالليل فغضب الله عليها وجعلها عقيما فأرسل الله عليهم الصبا فأطفأت نيرانهم وقطعت أطنابهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور فذلك قوله {فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها}.
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم اذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح.
وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وابن
مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة في قوله {إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم} قالت : كان ذلك يوم الخندق.
وأخرج ابن سعد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل منطريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الأحزاب فخرجت لنا من الخندق صخرة بيضاء مدورة فكسرت حديدنا وشقت علينا فشكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ المعول من سلمان فضرب الصخر ضربة صدعها وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لا بتي المدينه حتى لكأن مصباحا في جوف ليل مظلم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمون ثم ضربها الثانية فصدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لا بتيها فكبر وكبر المسلمون ثم ضربها الثالثة فصدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لا بتيها وكبر وكبر المسلمون فسألناه فقال : أضاء لي في الاولى قصور الحيرة ومدائن كسرى

كأنها أنياب الكلاب فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها وأضاء لي في الثانية قصور الحمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها وأضاء لي في الثالثة قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل ان أمتي ظاهرة عليها فابشروا بالنصر ، فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله موعد صادق بأن وعدنا النصر بعد الحصر فطلعت الأحزاب فقال المسلمون {هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} وقال المنافقون : إلا تعجبون يحدثكم ويعدكم ويمنيكم الباطل يخبر أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وانها تفتح لكم وانكم تحفرون الخندق ولا تستطيعون ان تبرزوا وأنزل القران مردويهن {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : انزل الله في شأن الخندق وذكر نعمه عليهم وكفايته إياهم عدوهم بعد سوء الظن ومقالة من تكلم من أهل النفاق {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها} وكانت الجنود التي أتت المسلمين ، أسد ، وغطفان ، وسليما ، وكانت الجنود التي بعث

الله عليهم من الريح الملائكة فقال {إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم}
فكان الذين جاؤهم من فوقهم بني قريظة والذين جاؤهم من أسفل منهم قريشا وأسدا وغطفان فقال : {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} يقول : معتب بن قشير ومن كان معه على رأيه {وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي} يقول أوس بن قيظي ومن كان معه على مثل رأيه {ولو دخلت عليهم من أقطارها} إلى {وإذا لا تمتعون إلا قليلا} ثم ذكر يقين أهل الايمان حين أتاهم الاحزاب فحصروهم وظاهرهم بنو قريظة فاشتد عليهم البلاء فقال : {ولما رأى المؤمنون الأحزاب} إلى {إن الله كان غفورا رحيما} قال : وذكر الله هزيمة المشركين وكفايته المؤمنين فقال : {ورد الله الذين كفروا بغيظهم}.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عروة بن الزبير ومحمد بن كعب القرظي قالا : قال معتب بن قشير : كان محمدا يرى أن يأكل من كنز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن ان يذهب إلى الغائطن وقال

أوس بن قيظي في ملأ من قومه من بني حارثة {إن بيوتنا عورة} وهي خارجة من المدينة : إئذن لنا فنرجع إلى نسائنا وأبنائنا وذرارينا فأنزل الله على رسوله حين فرغ منهم ما كانوا فيه من البلاء يذكر نعمته عليهم وكفايته اياهم بعد سوء الظن منهم ومقالة من قال من أهل النفاق {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها} فكانت الجنود قريشا وغطفان وبني قريظة وكانت الجنود التي أرسل عليهم مع الريح الملائكة {إذ جاؤوكم من فوقكم} بنو قريظة {ومن أسفل منكم} قريش ، وغطفان ، إلى قوله {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} يقول : معتب بن قشير وأصحابه {وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب} يقول : أوس بن قيظي ومن كان معه على ذلك من قومه.
وأخرج ابن أبي شيبه عن البراء بن عازب قال : لما كان حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نحفر الخندق عرض لنا في بعض الجبل عظيمة شديدة لا تدخل فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها أخذ المعول وألقى ثوبه وقال : بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال :
الله أكبر ، أعطيت

مفاتيح الشام والله اني لأبصر قصورها الحمر الساعة ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح فارس والله اني لأبصر قصور المدائن البيض ثم ضرب الثالثة فقال : بسم الله ، فقطع بقية الحجر وقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح اليمن والله اني لابصر أبواب صنعاء.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم} قال عيينة بن حصن {ومن أسفل منكم} قال : سفيان بن حرب.
وأخرج ابن أبي شيبه عن عائشة في قوله {إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم} قال : كان ذلك يوم الخندق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم} قال : نزلت هذه الآية يوم الاحزاب وقد حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا فخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل أبو سفيان بقريش ومن معه من الناس حتى نزلوا بعفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عيينة بن حصن أخو بني بدر بغطفان ومن تبعه حتى نزلوا بعفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاتبت اليهود أبا سفيان فظاهروه فبعث الله عليهم الرعب والريح ، فذكر أنهم كانوا كلما بنوا بناء قطع الله أطنابه وكلما ربطوا دابة قطع الله رباطها وكلما أوقدوا نارا

أطفأها الله حتى لقد ذكر لنا أن سيد كل حي يقول : يا بني فلان هلم إلي ، حتى اذا اجتمعوا عنده قال : النجاة ، النجاة ، أتيتم لما بعث الله عليهم الرعب.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {إذ جاؤوكم من فوقكم} قال : عيينة بن حصن في أهل نجد {ومن أسفل منكم} قال : أبو سفيان بن حرب في أهل تهامة ومواجهتهم قريظة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وإذ زاغت الأبصار} قال : شخصت الأبصار.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وبلغت القلوب الحناجر} قال : شخصت من مكانها فلولا انه ضاق الحلقوم عنها أن تخرج لخرجت.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن عكرمة في قوله {وبلغت القلوب الحناجر}
قال : فزعها ولفظ ابن أبي شيبه قال : ان

القلوب لو تحركت أو زالت خرجت نفسه ولكن إنما هو الفزع.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {وتظنون بالله الظنونا} قال : ظنون مختلفة ظن المنافقون ان محمدا وأصحابه يستأصلون وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله ورسوله حق انه سيظهر على الدين كله.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وتظنون بالله الظنونا} قال : هم النافقون يظنون بالله ظنونا مختلفة ، وفي قوله {هنالك ابتلي المؤمنون} قال : محصوا ، وفي قوله {وإذ يقول المنافقون} تكلموا بما في أنفسهم من النفاق وتكلم المؤمنون بالحق والايمان {قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله}.
وأخرج ابن أبي شيبه والبيهقي في الدلائل ، عَن جَابر بن عبد الله قال : لما حفر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الخندق وأصاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين جهد شديد فمكثوا ثلاثا لا يجدون طعاما حتى ربط النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على بطنه حجرا من الجوع.

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال : قال المنافقون يوم الاحزاب حين رأوا الأحزاب قد اكتنفوهم من كل جانب فكانوا في شك وريبة من أمر الله قالوا : ان محمدا كان يعدنا فتح فارس والروم وقد حصرنا ههنا حتى ما يستطيع يبرز أحدنا لحاجته ، فأنزل الله {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق واجتمعت قريش وكنانه وغطفان فاستأجرهم أبو سفيان بلطيمة قريش فاقبلوا حتى نزلوا بفنائه فنزلت قريش أسفل الوادي ونزلت غطفان عن يمين ذلك وطليحة الأسدي في بني أسد يسار ذلك وظاهرهم بنو قريظة من اليهود على قتال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلما نزلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم تحصن بالمدينة وحفر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الخندق فبينما هو يضرب فيه بمعوله اذ وقع المعول في صفا فطارت منه كهيئة الشهاب من النار في السماء وضرب الثاني فخرج مثل ذلك فرأى ذلك سلمان رضي الله عنه فقال : يا رسول الله قد رأيت خرج من كل ضربة كهيئة

الشهاب فسطع إلى السماء.
فقال لقد رأيت ذلك فقال نعم يا رسول الله قال تفتح لكم أبواب المدائن وقصور الروم ومدائن اليمن ففشا ذلك في أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فتحدثوا به فقال رجل من الأنصار يدعي قشير بن معتب يعدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يفتح لنا مدائن اليمن وبيض المدائن وقصور الروم وأحدنا لا يستطيع أن يقضي حاجته إلا قتل هذا والله الغرور فأنزل الله تعالى في هذا {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} قوله تعالى {وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النَّبِيّ يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا}.
أخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإذ قالت طائفة منهم} مقال من المنافقين.
وَأخرَج ابن أبي حاتم من طريبق ابن المبارك عن هارون بن موسى قال أمرت رجلا فسأل الحسن رضي الله عنه لا مقام لكم أو لا مقام لكم قال كلتهما عربية قال بن المبارك رضي الله عنه المقام المنزل حيث هو قائم والمقام الإقامة.
وَأخرَج ابن ابي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لا مقام لكم} قال لا مقاتل لكم ههنا ففروا ودعوا هذا الرجل

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لا مقام لكم فارجعوا فروا ودعوا محمدا صلى الله عليه وسلم.
وَأخرَج مالك وأحمد وعبد الرزاق والبخاري ومسلم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى عليه وسلم أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد.
وَأخرَج أحمد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة هي طابة
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تدعونها يثرب فإنها طيبة يعني المدينة ومن قال يثرب فليستغفر الله ثلاث مرات هي طيبة هي طيبة هي طيبة

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا قال إلى المدينة عن قتال أبي سفيان ويستأذن فريق منهم النَّبِيّ قال جاءه رجلان من الأنصار ومن بين حارثة أحدهما يدعى أبا عرابة بن أوس والآخر يدعى أوس بن قيظي فقال يا رسول الله إن بيوتنا عورة يعنون أنها ذليلة الحيطان وهي في أقصى المدينة ونحن نخاف السرق فائذن لنا فقال الله ما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن مردويه والبهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله {ويستأذن فريق منهم النبي} قال هم بنو حارثة قالوا بيتنا مخلية نخشى عليها السرق وأخرجد ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه قال إن الذين قالوا بيتنا عورة يوم الخنذق بنو حارثة بن الحارث.
وَأخرَج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله في قوله {إن بيوتنا عورة} نخاف عليها السرق

قوله تعالى.
- ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا قل من ذاالذي يعصمكم ممن الله إن أراد بكم سوء أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا قد يعلم الله الموقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا
وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة {ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها} قال : لأعطوها يعني إدخال بني حارثة أهل الشام على المدينة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ولو دخلت عليهم من أقطارها} قال : من نواحيها {ثم سئلوا الفتنة لآتوها} قال : لو دعوا إلى الشرك لأجابوا ، وخ ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولو دخلت عليهم من أقطارها} قال : من أطرافها {ثم سئلوا الفتنة} يعني الشرك.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولو دخلت عليهم من أقطارها} أي لو دخل عليهم من نواحي المدينة {ثم سئلوا الفتنة} قال : الشرك {لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا} يقول : لأعطوه طيبة به أنفسهم {وما تلبثوا بها إلا يسيرا} {ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل} قال : كان ناس غابوا عن وقعة بدر ورأوا ما أعطى الله سبحانه أهل بدر من الفضيلة والكرامة قالوا : لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلن فساق الله اليهم ذلك حتى كان في ناحية المدينة فصنعوا ما قص الله عليكم ، وفي قوله {قل

لن ينفعكم الفرار إن فررتم} قال : لن تزدادوا على آجالكم التي أجلكم الله وذلك قليل وإنما الدنيا كلها قليل.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الربيع بن خثيم رضي الله عنه في قوله {وإذا لا تمتعون إلا قليلا} قال : ما بينهم وبين الأجل.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {قد يعلم الله المعوقين منكم} قال : المنافقين يعوقون الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {قد يعلم الله المعوقين منكم} قال : هذا يوم الاحزاب انصرف رجل من عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال له : أنت ههنا في الشواء والرغيف والنبيذ ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف ، قال : هلم الي لقد بلغ بك وبصاحبك - والذي يحلف به - لا يستقي لها محمد أبدا قال : كذبت - والذي يحلف به - وكان أخاه من أبيه وأمه والله لأخبرن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بأمرك وذهبت إلى النبي

صلى الله عليه وسلم يخبره
فوجده قد نزل جبريل عليه السلام بخبره {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قد يعلم الله المعوقين منكم} قال : هؤلاء أناس من المنافقين كانوا يقولون : لاخوانهم : ما محمدا وأصحابه إلا أكلة رأس ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه دعوا هذا الرجل فانه هالك {والقائلين لإخوانهم} أي من المؤمنين {هلم إلينا} أي دعوا محمدا وأصحابه فانه هالك ومقتول {ولا يأتون البأس إلا قليلا} قال : لا يحضرون القتال إلا كارهين ، وان حضروه كانت أيديهم من المسلمين وقلوبهم من المشركين.
- قوله تعالى : أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا.
أخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أشحة عليكم} بالخير المنافقون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {أشحة عليكم} قال : فيالغنائم اذا أصابها المسملون شاحوهم عليها قالوا بالسنتهم : لستم باحق بها منا قد شهدنا وقاتلنا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون

إليك} قال : اذا حضروا القتال والعدو {رأيتهم ينظرون إليك} أجبن قوم وأخذله للحق {تدور أعينهم} قال : من الخوف.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {تدور أعينهم} قال : فرقا من الموت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {سلقوكم} قال : استقبلوكم.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأرزق قال له أخبرني عن قوله عز وجل {سلقوكم بألسنة حداد} قال الطعن باللسان قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول فيهم الخطب والسماحة والنجدة * فيهم والخاطب المسلاق.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن ابي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} قال أما عند الغنيمة فاشح قوم وأسوأه مقاسمة أعطونا أعطونا أنا قد شهدنا معكم وأما عند البأس فأجبن قوم وأخذله للحق.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله اشحة على الخير قال على المال

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وكان ذلك على الله يسيرا} يعني هينا والله أعلم قوله تعالى.
- يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسئلون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا.
أَخرَج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يحسبون الأحزاب لم يذهبوا قال يحسبونهم قريبا لم يبعدوا.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله يحسبون الأحزاب لم يذهبوا قال كانوا يتحدثون بمجيء أبي سفيان وأصحابه وإنما سموا الأحزاب لأنهم حزبوا من قبائل الأعراب على النَّبِيّ صلى الله علييه وسلم ? {وإن يأتي الأحزاب > ? قال أبو سفيان وأصحابه {يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} يقول يود المنافقون.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قي قوله {وإن يأت الأحزاب} قال أبو سفيان وأصحابه {يودوا لو أنهم بادون} يقول يود المنافقيون.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وإن يأت الأحزاب {يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} قال هم المنافقون بناحية المدينة كانوا يتحدثون بنبي
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويقولون أما هلكون بعد ولم يعلموا بذهبا الأحزاب قد سرهم إن جاءهم الأحزاب أهم بادون في الأعراب مخافة القتال.
وَأخرَج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه

في قوله {يسألون عن أنبائكم} قال عن أخبار النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما فعلوا.
وَأخرَج ابن الأنباري في المصاحف والخطيب في تالي التلخيص عن أسد بن يزيد إن في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه يسلون عن أنبائكم السؤال بغير ألف قوله تعالى.
- لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثير.
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة قال مواساة عند القتال.
وَأخرَج ابن مردويه والخطيب قال في جوع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وَأخرَج مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه عن سعيد بن يسار قال كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما في طريق مكة فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت فقال ابن عمر رضي الله عنه أليس لك في رسول الله أسوة حسنة قلت

بلى قال فإنه كان يوتر على البعير.
وَأخرَج ابن ماجه ، وَابن أبي حاتم عن حفص بن عاصم رضي الله عنه قال قلت لعبد الله بن عمر ضي الله عنهما رأيتك في السفر لا تصلي قبل الصلاة ولا بعدها فقال يا ابن أخي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فلم أره يصلي قبل الصلاة ولا بعدها وقول الله تعالى لقد كان لكم في رسول اله أسوة حسنة.
وَأخرَج البخاري ومسلم والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما ، انه سئل عن رجل معتمر طاف بالبيت : أيقع على امرأته قبل ان يطوف بالصفا والمروة فقال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين وسعى بين الصفا والمروة ثم قرأ {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه ان رجلا أتى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : إني نذرت أن أنحر نفسي ، فقال ابن عباس {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} {وفديناه بذبح عظيم} فأمره بكبش.
وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والبخاري ومسلم ، وَابن ماجه ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : اذا حرم الرجل عليه امرأته فهو يمين يكفرها وقال !

{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أهل وقال : ان حيل بيني وبينه فعلت كما فعل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأنا معه ثم تلا {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة رضي الله عنه قال : هم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان ينهي عن الحبرة من صباغ البول فقال له رجل : أليس قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها قال عمر رضي الله عنه : بلى ، قال الرجل : ألم يقل الله {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} فتركها عمر.
وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر رضي الله عنه أكب على الركن فقال : أني لا علم انك حجر ولو لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك واستلمك ما استلمتك ، ولا قبلتك {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج أحمد وأبو يعلى عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال : طفت مع عمر رضي الله عنه فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم فقال : ما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : بلى ، قال : فهل رأيته يستلمه قلت : لا

قال : ما بعد عنك فان لك في رسول الله اسوة حسنة.
وأخرج عبد الرزاق عن عيسى بن عاصم عن أبيه قال : صلى ابن عمر رضي الله عنهما صلاة من صلاة النهار في السفر فرأى بعضهم يسبح فقال ابن عمر
رضي الله عنهما : لو كنت مسبحا لأتممت الصلاة حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع أبي بكر فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع عمر فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع عثمان رضي الله عنه فكان لا يسبح بالنهار ثم قال ابن عمر رضي الله عنه {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
- قوله تعالى : ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما.
أخرج ابن جرير ، وَابن مردويه والبيهقي في الطلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولما رأى المؤمنون الأحزاب} إلى آخر الآية قال ان الله تعالى قال لهم في سورة البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء} البقرة الآية 214 فلما مسهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب في الخندق {قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله} فتأول المؤمنون ذلك فلم يزدهم إلا ايمانا وتسليما.

وأخرج جويبر عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزلت هذه الآية قبل تحول {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم} ، وصدق الله ورصوله فيما أخبرا به من الوحي قبل أن يكون.
وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن قتادة رضي الله عنه قال : أنزل الله في سورة البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} قال : ما زادهم البلاء إلا ايمانا بالرب وتسليما للقضاء.

المجلد الثاني عشر
- قوله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما.
أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي ، وَابن أبي داود في المصاحف والبغوي ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال لما نسخنا المصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} فألحقتها في سورتها في المصحف.
وَأخرَج البخاري ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضي الله عنه قال نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر رضي الله عنه {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}

وأخرج ابن سعد وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي والبغوي في معجمه ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال غاب عمي أنس بن النضر عن بدر فشق عليه وقال أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله ما أصنع فشهد يوم أحد فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال يا أبا عمرو إلى لا أين قال واها لريح الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم ونزلت هذه الآية {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} وكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه.
وَأخرَج الحاكم وصححه والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضي الله عنه أن عمه غاب عن قتال بدر فقال غبت عن أول قتال قاتله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المشركين لئن أشهدني الله تعالى قتالا للمشركين ليرين الله

كيف أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المشركون فقال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعنى المشركون واعتذر إليك مما صنع هؤلاء عنى أصحابه ثم تقدم فلقيه سعد رضي الله عنه فقال يا أخي ما فعلق فأنا معك فلم أستطع أن اصنع ما صنع فوجد فيه بضعا وثمانين من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية
بسهم فكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}.
وَأخرَج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو مقتول فوقف عليه ودعا له ثم قرأ {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ثم قال أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فائتوهم وزوروهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه.
وَأخرَج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي ذر رضي الله عنه قال لما فرغ

رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مر على مصعب بن عمير رضي الله عنه مقتولا على طريقه فقرأ {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}.
وَأخرَج ابن مردويه من طريق خباب رضي الله عنه مثله.
وَأخرَج ابن أبي عاصم والترمذي وحسنه وأبو يعلى ، وَابن جَرِير والطبراني ، وَابن مردويه عن طلحة رضي الله عنه أن أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالوا لا عرابي جاهل سله عمن قضى نحبه من هو وكانوا لا يجترؤن على مسألته يوقرونه ويهابونه فسأله الإعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم إني انطلقت من باب المسجد فقال أين السائل عمن قضى نحبه قال الإعرابي أنا قال هذا ممن قضى نحبه.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال لما رجع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من أحمد صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قرأ هذه الآية {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} كلها فقام إليه رجل فقال يا رسول الله من هؤلاء فأقبلت فقال أيا السائل هذا منهم.
وَأخرَج الترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن معاوية رضي الله عنه

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طلحة ممن قضى نحبه.
وَأخرَج الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل طلحة رضي الله عنه على
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا طلحة أنت ممن قضى نحبه.
وأخرج سعيد بن منصور وأبو يعلى ، وَابن المنذر وأبو نعيم ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة.
وأخرج ابن مردويه من حديث جابر بن عبد الله عنه ، مثله.
وأخرج ابن منده ، وَابن عساكر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت دخل طلحة بن عبيد الله على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا طلحة ، أنت ممن قضى نحبه.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انهم قالوا : حدثنا عن طلحة قال : ذاك امروء نزل فيه آية من كتاب الله {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} طلحة ممن قضى نحبه لا حساب عليه فيما يستقبل.

وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه كان يقرأ {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} وآخرون {وما بدلوا تبديلا}.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فمنهم من قضى نحبه} قال : الموت على ما عاهدوا الله عليه {ومنهم من ينتظر} على ذلك.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله {قضى نحبه} قال : أجله الذي قدر له ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول لبيد : ألا تسألان المرء ماذا يحاول * أنحب فيقضى أم ضلال وباطل.
وَأخرَج الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {فمنهم من قضى نحبه} قال : عهده {ومنهم من ينتظر} يوما فيه جهاد فيقضى نحبه يعني عهده بقتال أو صدق في لقاء.

وأخرج أحمد والبخاري ، وَابن مردويه عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب الآن نغزوهم ولا يغزونا.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى كان بعد العشاء بهك كفينا ذلك ، فأنزل الله {وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا} فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأقام ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك ، وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا} البقرة الآية 239.
وأخرج الحاكم وصححه عن عيسى بن طلحة قال : دخلت على أم المؤمنين وعائشة بنت طلحة وهي تقول لأمها أسماء : أنا خير منك وأبي خير من أبيك فجعلت أسماء تشتمها وتقول : أنت خير مني فقالت عائشة رضي الله عنها : ألا

أقضين بينكما قالت : بلى ، قالت : فان أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أنت عتيق من النار قالت : فمن يومئذ سمى عتيقا ثم دخل طلحة رضي الله عنه فقال : أنت يا طلحة ممن قضى نحبه.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن اللهف عن أبيه رضي الله عنه في قوله {فمنهم من قضى نحبه} قال : نذره وقال الشاعر : قضت من يثرب نحبها فاستمرت.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {فمنهم من قضى نحبه} قال : مات على ما هو عليه من التصديق والايمان {ومنهم من ينتظر} ذلك {وما بدلوا تبديلا} ولم يغيروا كما غير المنافقون.

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه} على الصدق والوفاء {ومنهم من ينتظر} من نفسه الصدق والوفاء {وما بدلوا تبديلا} يقول : ما شكوا ولا ترددوا في دينهم ولا استبدلوا به غيره {ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم} قال : يميتهم على نفاقهم فيوجب لهم العذاب أو يتوب عليهم قال : يخرجهم من النفاق بالتوبة حتى يموتوا وهم تائبون من النفاق فيغفر لهم.
قوله تعالى.
- ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيا.
أَخرَج الفريابي ، وَابن ابي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ورد الله الذين كفروا بغيظهم} قال الأحزاب.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله تعالى عنه قي قوله {ورد الله الذين كفروا بغيظهم} قال أبو سفيان وأصحابه {لم ينالوا خيرا} قال لم يصيبوا من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظفرا وكفى الله المؤمنين القتال انهزموا بالريح من غير قتال.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وكفى {الله المؤمنين القتال} قال بالجنود من عنده والريح التي بعث عليه !

{وكان الله قويا} في أمره {عزيزا} في نقمته.
وَأخرَج ابن سعد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال لما كان يوم الأحزاب حصر النَّبِيّ صلى الله عليه وأصحابه بضعة عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرى ء منهم الكرب وحتى قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اللهم أني أنشدك عهدك ووعدك الله إنك إن تشأ لا تعبد فبينما هم على ذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان جميعا فخذل بين الناس فانطلق الأحزاب منهزمين من غير قتال فذلك قوله {وكفى الله المؤمنين} القتال.
وَأخرَج ابن مردويه ، عَن جَابر رضي الله عنه قال لما كان يوم الأحزاب ردهم الله {بغيظهم لم ينالوا خيرا} فقال النَّبِيّ من يحمي أعراض المسلمين قال كعب رضي الله عنه أنا يا رسول الله قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أنا يا رسول الله فقال إنك تحسن الشعر فقال حسان أنا يا رسول الله فقال نعم اهجهم أنت فإنه سيعينك عليهم روح القدس.
وَأخرَج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف {وكفى الله المؤمنين القتال} بعلي بن أبي طالب
قوله تعالى.
- وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريق * وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها وكان الله على كل شيء قديرا

أخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب} قال قريظة {من صياصيهم} قال قصورهم.
وَأخرَج ابن المنذر عن ابن عباس ضي الله عنهما في قوله {من صياصيهم} قال حصونهم.
وَأخرَج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب} قال هم بنو قريظة ظاهروا أبا سفيان وراسلوه ونكثوا العهد الذي بينهم وبين النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فبينما النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش يغسل رأسه وقد غسلت شقه إذ أتاه جبريل عليه السلام فقال عفا الله عنك ما وضعت الملائكة عليهم السلام سلاحها منذ أربعين ليلة فانهض إلى بني قريظة فإني قد قطعت أوتادهم وفتحت أبوابهم وتركتهم في زلزال وبلبال فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم وناداهم يا إخوة

القردة فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا فنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان بينهم وبين قومه حلف فرجوا أن تأخذه فيهم مودة فأومأ إليهم أبو لبابة فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول} فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم وأن عقارهم للمهاجرين دون الأنصار فقال قومه وعشيرته آثر المهاجرين بالأعقار علينا فقال إنكم كنتم ذوي أعقار وإن المهاجرين كانوا لا أعقار لهم فذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه كبر وقال مضى فيكم بحكم الله.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وقذف في قلوبهم الرعب} قال بصنيع جبريل عليه السلام {فريقا تقتلون} قال الذين ضربت
أعناقهم وكانوا أربعمائة مقاتل فقتلوا حتى أتوا على آخرهم {وتأسرون فريقا} قال : الذين سبوا وكانوا فيها سبعمائة سبي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم} قال : قريظة والنضير أهل الكتاب {وأرضا لم تطؤوها} قال : خيبر ، فتحت بعد قريظة.

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وأرضا لم تطؤوها} قال : كنا نحدث أنها مكة وقال الحسن رضي الله عنه : هي أرض الروم وفارس وما فتح عليهم.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وأرضا لم تطؤوها} قال : يزعمون أنها خيبر ولا أحسبها إلا كل أرض فتحها الله على المسلمين أو هو فاتحها إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن سعد عن سعيد بن جبير قال : كان يوم الخندق بالمدينة فجاء أبو سفيان بن حرب ومن تبعه من قريش ومن تبعه من كنانة وعيينة بن حصن ومن تبعه من غطفان وطليحة ومن تبعه من بني أسد وأبو الأعور ومن تبعه من بني سليم وقريظة كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فنقضوا ذلك وظاهروا المشركين فأنزل الله فيهم {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم} فأتى جبريل عليه السلام ومعه الريح فقال حين سرى جبريل عليه السلام :

ألا أبشروا ثلاثا ، فأرسل الله عليهم فهتكت القباب وكفأت القدور ودفنت الرجال وقطعت الاوتاد فانطلقوا لا يلوي أحد على أحد فأنزل الله {إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها}.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت يوم الخندق أقفو الناس فاذا أنا بسعد بن معاذ ورماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة بسهم فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعد فقال : اللهم لا تمتني حتى تقرعيني من قريظة وبعث الله الريح على المشركين {وكفى الله المؤمنين القتال} ولحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمر
بقبة من أدم فضربت على سعد رضي الله عنه في المسجد قالت : فجاء جبريل عليه السلام - وان على ثناياه نقع الغبار - فقال : أوقد وضعت السلاح لا والله ما وضعت الملائكة السلاح بعد أخرج إلى بني قريظة فقاتلهم فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته وأذن في الناس بالرحيل : أن يخرجوا فأتاهم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم فقيل لهم : انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزلوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فأتى به على حمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احكم فيهم فقال : اني أحكم فيهم ، أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم

وتقسم أموالهم قال : فلقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله.
وأخرج البيهقي عن موسى بن عقبة رضي الله عنه قال : أنزل الله في قصة الخندق وبني قريظة تسعا وعشرين آية فاتختها {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود} والله تعالى أعلم.
- قوله تعالى : يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما * يا نساء النَّبِيّ من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا.
أخرج أحمد ومسلم والنسائي ، وَابن مردويه من طريق أبي الزبير ، عَن جَابر قال : أقبل أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ببابه جلوس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فلم يؤذن له ثم أذن لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فدخلا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نساؤه وهو ساكت فقال عمر رضي الله عنه : لأكلمن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعله يضحك فقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها فضحك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حتى بدا ناجذه وقال : هن حولي يسألنني النفقة ، فقام أبو بكر رضي الله عنه إلى عائشة رضي الله عنها ليضربها وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان : تسألان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده ، فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا فقلن نساؤه : والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ما ليس عنده.

وأنزل الله الخيار فبدأ بعائشة رضي الله عنها فقال اني ذاكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك ، قالت : ما هو فتلا عليها {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك} ، قالت عائشة رضي الله عنها : أفيك استأمر أبوي بل اختار الله ورسوله وأسألك أن لا تذكر إلى امرأة من نسائك امرأة ما اخترت فقال : ان الله لم يبعثني متعنتا وإنما بعثني معلما مبشرا لا تسألني امرأة منهن عما اخترت إلا أخبرتها.
وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة الحضرمي قال جلست مع أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما وهما يتحدثان وقد ذهب بصر جابر رضي الله عنه فجاء رجل فجلس ثم قال : يا أبا عبد الله أرسلني اليك عروة بن الزبير أسألك فيم هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه فقال جابر رضي الله عنه : تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة لم يخرج إلى الصلاة فأخذنا ما تقدم وما تأخر فاجتمعنا ببابه يسمع كلامنا ويعلم مكاننا فاطلنا الوقوف فلم يأذن لنا ولم يخرج الينا فقلنا : قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانكم ولو أراد أن يأذن لكم لأذن فتفرقوا لا تؤذوه فتفرقوا غير عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتنحنح ويتكلم ويستأذن حتى أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عمر رضي الله عنه : فدخلت عليه وهو واضع يده على خده أعرف به الكآبة فقلت له : أي نبي الله - بأبي وأمي يا رسول الله - ما الذي رابك وما الذي لقي الناس

بعدكم من فقدهم لرؤيتك فقال : يا عمر سألتني الاماء ما ليس عندي - يعني نساءه - فذاك الذي بلغ بي ما ترى ، فقلت : يا نبي الله قد صككت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت خدها منها بالأرض لأنها سألتني ما ليس عندي وأنت يا رسول الله على موعد من ربك وهو جاعل بعد العسر يسرا ، قال : فلم أزل أكلمه حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تحلل
عنه بعض ذلك فخرجت فلقيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه فحدثته الحديث فدخل أبو بكر على عائشة رضي الله عنها قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر عنكن شيئا فلا تسأليه ما لا يجد انظري حاجتك فاطلبيها الي وانطلق عمر رضي الله عنه إلى حفصة فذكر لها مثل ذلك ثم اتبعا أمهات المؤمنين فجعلا يذكران لهن مثل ذلكن فأنزل الله تعالى في ذلك {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا} يعني متعة الطلاق ويعني بتسريحهن : تطليقهن طلاقا جميلا {وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما} ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ بعائشة رضي الله عنها فقال : ان الله قد أمرني ان أخيركن بين أن تخترن الله ورسوله والدار الآخرة وبين أن تخترن الدنيا وزينتها وقد بدأت بك وأنا أخيرك قالت : وهل بدأت بأحد قبلي منهن قال : لا ، قالت : فاني أختار الله ورسوله والدار الآخرة فاكتم علي ولا تخبر بذاك نساءك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أخبرهن بهن فأخبرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا فاخترن

الله ورسوله والدار الآخرة فكان خياره بين الدنيا والآخرة ، اتخترن الآخرة أو الدنيا قال {وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما} فاخترن أن لا يتزوجن بعده ثم قال {يا نساء النَّبِيّ من يأت منكن بفاحشة مبينة} يعني الزنا {يضاعف لها العذاب ضعفين} يعني في الآخرة {وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله} يعني تطيع الله ورسوله {وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين} مضاعفا لها في الآخرة {وأعتدنا لها رزقا كريما} {يا نساء النَّبِيّ لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} يقول فجور {وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن} يقول لا تخرجن من بيوتكن {ولا تبرجن} يعني القاء القناع فعل الجاهلية الأولى ثم قال جابر رضي الله عنه : ألم يكن الحديث هكذا قال : بلى.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت : فبدأ بي فقال : اني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري

أبويك قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقة فقال : ان الله قال {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها} إلى تمام الآيتين ، فقلت له : ففي أي هذا استأمر أبوي فاني أريد الله ورسوله والدار الآخرة وفعل أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت.
وأخرج ابن سعد عن عمرو بن سعيد عن أبيه عن جده قال لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بدأ بعائشة رضي الله عنها قال : ان الله خيرك فقالت : اخترت الله ورسوله ثم خير حفصة رضي الله عنها فقلن جميعا : اخترنا الله ورسوله غير العامرية اختارت قومها فكانت بعد تقول : أنا الشقية ن وكانت تلقط البعر وتبيعه وتستأذن على أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وتقول : أنا الشقية.
وأخرج ابن سعد عن أبي جعفر رضي الله عنه قال : قال نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نساء أغلى مهورا منا فغار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فأمره أن يعتزلهن فاعتزلهن تسعة وعشرين يوما ثم أمره أن يخيرهن فخيرهن.

وأخرج ابن سعد عن أبي صالح قال : اخترنه صلى الله عليه وسلم جميعا غير العامرية كانت ذاهبة العقل حتى ماتت.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهجرنا شهرا فدخل علي صبيحة تسعة وعشرين فقلت : يا رسول الله ألم تكن حلفت لتهجرنا شهرا قال : ان الشهر هكذا وهكذا وهكذا ، وضرب بيده جميعا وخنس يقبض أصبعا في الثالثة ثم قال : يا عائشة اني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تعجلي حتى تستشيري أبويك وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة سني قلت : وما ذاك يا رسول الله قال : اني أمرت أن أخيركن ثم تلا هذه الآية {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها} إلى قوله {أجرا عظيما} قالت : فيم استشير أبوي يا رسول الله بل أختار الله ورسوله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وسمع نساؤه فتواترن عليه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إنما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه بين الدنيا والآخرة.

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة والحسن رضي الله عنهما
قالا : أمره الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة والجنة والنار قال الحسن رضي الله عنه : في شيء كن أردنه من الدنيا ، وقال قتادة رضي الله عنه : في غيرة كانت غارتها عائشة رضي الله عنها وكان تحته يومئذ تسع نسوة خمس من قريش ، عائشة ، وحفصة ، وأمر حبيبة بنت أبي سفيان ، وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، وكانت تحته صفية بنت حي الخيبرية ، وميمونة بنت الحارث الهلالية ، وزينب بنت جحش الأسدية ، وجويرية بنت الحارث من بني المصطلق ، وبدأ بعائشة رضي الله عنها فلما أختارت الله ورسوله والدار الآخرة رؤي الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتابعن كلهن على ذلك فلما خيرهن واخترن الله ورسوله والدار الآخرة شكرهن الله تعالى على ذلك ان قال {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن} فقصره الله تعالى عليهن وهن التسع اللاتي اخترن الله ورسوله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك} ، قال أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يخبر نساءه في هذه الآية فلم تختر واحدة منهن نفسا غير الحميرية.
وأخرج البيهقي في السنن عن مقاتل بن سليمان رضي الله عنه في قوله {يا نساء النَّبِيّ من يأت منكن بفاحشة مبينة} يعني العصيان للنبي صلى الله عليه وسلم !

{يضاعف لها العذاب ضعفين} في الآخرة {وكان ذلك على الله يسيرا} يقول : وكان عذابها عند الله هينا {ومن يقنت} يعني من يطع منكن الله ورسوله {وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين} في الآخرة بكل صلاة أو صيام أو صدقة أو تكبيرة أو تسبيحة باللسان مكان كل حسنة تكتب عشرين حسنة {وأعتدنا لها رزقا كريما} يعني حسنا ، وهي الجنة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يضاعف لها العذاب ضعفين} قال : عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {يضاعف لها العذاب ضعفين} قال : يجعل عذابهن ضعفين ويجعل على من قذفهن الحد ضعفين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله {يا نساء النبي}
قال : ان الحجة على الأنبياء أشد منها على الأتباع في الخطيئة وان الحجة على

العلماء أشد منها على غيرهم فان الحجة على نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أشد منها على غيرهن فقال : انه من عصى منكن فانه يكون عليها العذاب الضعف منه على سائر نساء المؤمنين ومن عمل صالحا فان الأجر لها الضعف على سائر نساء المسلمين.
- قوله تعالى : ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما * يا نساء النَّبِيّ لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا.
أخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا} قال : يقول من يطع الله منكن وتعمل صالحا لله ورسوله بطاعته.
وأخرج ابن سعد عن عطاء بن يسار رضي الله عنه في قوله {ومن يقنت منكن لله ورسوله} يعني تطيع الله ورسوله {وتعمل صالحا} تصوم وتصلي.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة يؤتون أجرهم مرتين ، منهم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد رضي الله عنه عن أبائه في قوله : (يانساء النَّبِيّ من ]أت منكن بفاحشة) إلى قوله : (نؤتها أجرها مرتين) . وقوله :

(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) . قال جعفر بن محمد : يجري أزواجه مجرانا في الثواب والعقاب.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لستن كأحد من النساء} قال : كأحد من نساء هذه الأمة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا نساء النَّبِيّ لستن كأحد} الآية ، يقول : أنتن أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ومعه تنظرن إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والى الوحي الذي يأتيه من السماء وأنتن أحق بالتقوى من سائر النساء {فلا تخضعن بالقول} يعني الرفث من الكلام ، أمرهن أن لا يرفثن بالكلام {فيطمع الذي في قلبه مرض} يعني الزنا.
قال : مقاربة الرجل في القول حتى {فيطمع الذي في قلبه مرض}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فلا تخضعن بالقول} قال : لا ترفثن بالقول.

وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا تخضعن بالقول} يقول : لا ترخصن بالقول ولا تخضعن بالكلام.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {فيطمع الذي في قلبه مرض} قال : شهوة الزنا.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ان نافع بن الازرق قال له : أخبرني عن قوله {فيطمع الذي في قلبه مرض} قال : الفجور والزنا ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت الأعشى وهو يقول : حافظ للفرج راض بالتقى * ليس ممن قلبه فيه مرض.
وَأخرَج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن علي رضي الله عنه قال : المرض مرضان ، فمرض زنا ومرض نفاق.
وأخرج ابن سعد عن عطاء بن يسار رضي الله عنه في قوله {فيطمع الذي في قلبه مرض} يعني الزنا {وقلن قولا معروفا} يعني كلاما ظاهرا ليس فيه طمع لأحد.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله {وقلن قولا معروفا} يعني كلاما ليس فيه طمع لأحد.
- قوله تعالى : وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.

أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن محمد بن سيرين قال : نبئت انه قيل لسودة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها : مالك لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك فقالت : قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي فول الله
لا أخرج من بيتي حتى أموت قال : فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه قال : كانت عائشة رضي الله عنها اذا قرأت {وقرن في بيوتكن} بكت حتى تبل خمارها.
وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر قال : فكان كلهن يحجن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وكانتا تقولان : والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أم نائلة رضي الله عنها قالت : جاء أبو برزة فلم يجد أم ولده في البيت وقالوا ذهبت إلى المسجد فلما جاءت صاح بها فقال : ان الله نهى النساء ان يخرجن وأمرهن يقرن في بيوتهن ولا يتبعن جنازة ولا يأتين

مسجدا ولا يشهدن جمعة.
وأخرج الترمذي والبزار عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال ان المرأة عورة فاذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها.
وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : احبسوا النساء في البيوت فان النساء عورة وان المرأة اذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وقال لها : انك لا تمرين بأحد إلا أعجب بك.
وأخرج ابن أبي شيبه عن عمر رضي الله عنه قال : استعينوا على النساء بالعري ان احداهن اذا كثرت ثيابها وحسنت زينتا أعجبها الخروج.
وأخرج البزار عن أنس رضي الله عنه قال : جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله فما لنا عمل ندرك فضل المجاهدين في سبيل الله فقال من قعدت منكن في بيتها فانها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله.
أما قوله تعالى : ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى.

أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت الجاهلية الاولى فيما بين نوح وادريس عليهما السلام وكانت ألف سنة وان بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبال فكان رجال الجبال صباحا وفي النساء دمامة وكان نساء السهل صباحا وفي الرجال دمامة وان إبليس أتى رجلا من أهل السهل في صورة غلام فأجر نفسه فكان يخدمه واتخذ ابليس شبابة مثل الذي يزمر فيه الرعاء فجاء بصوت لم يسمع الناس مثله فبلغ ذلك من حوله فانتابوهم يسمعون اليه واتخذوا عيدا يجتمعون اليه في السنة فتتبرج النساء للرجال وتتبرج الرجال لهن وان رجلا من أهل الجبل هجم عليهم في عيدهم ذلك فرأى النساء وصباحتهن فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك فتحولوا اليهن فنزلوا معهن وظهرت الفاحشة فيهن فهو قول الله {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}.
وأخرج ابن جرير عن الحكم رضي الله عنه {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} قال : كان بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة فكان نساؤهم من أقبح ما يكون من النساء ورجالهما حسان وكانت المرأة تريد الرجل على نفسه فأنزلت هذه الآية.

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال : أرأيت قول الله تعالى لأزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} هل كانت الجاهلية غير واحدة فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة ، فقال : له عمر رضي الله عنه : فانبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك قال : ان الله يقول {وجاهدوا في الله حق جهاده} كما جاهدتم أول مرة (الحج الآية 78) فقال عمر رضي الله عنه : من أمرنا ان نجاهد قال : بني مخزوم وعبد شمس.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولا تبرجن تبرج الجاهلية} قال : تكون جاهلية أخرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها أنها تلت هذه الآية فقالت : الجاهلية الاولى كانت على عهد إبراهيم عليه السلام.
وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال : {الجاهلية الأولى} التي ولد فيها

إبراهيم عليه السلام والجاهلية الآخرة : التي ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {الجاهلية الأولى} بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه ، مثله.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : كانت المرأة تخرج فتمشي بين الرجال فذلك {تبرج الجاهلية الأولى}.
وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" عن أبي أذينة الصدفي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شر النساء المتبرجات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم.

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولا تبرجن تبرج الجاهلية} يقول : اذا خرجتن من بيوتكن وكانت لهن مشية فيها تكسير وتغنج فنهاهن الله عن ذلك.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه في قوله {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} قال : التبختر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله {ولا تبرجن} قال : التبرج انها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما بايع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم النساء قال {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} قالت امرأة : يا رسول الله أراك تشترط علينا أن لا نتبرج وأن فلانة قد أسعدتني وقد مات أخوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهبي فاسعديها ثم تعالي فبايعيني.

وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن عساكر من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال : نزلت في نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خاصة ، وقال عكرمة رضي الله عنه : من شاء بأهلته انها نزلت في أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت في نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال : ليس بالذي تذهبون اليه إنما هو نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن سعد عن عروة رضي الله عنه {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال : يعني أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نزلت في بيت عائشة رضي الله عنها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه

عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ببيتها على منامة له عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعي زوجك وابنيك حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون اذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فأخذ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بفضله ازاره فغشاهم إياها ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات ، قالت أم سلمة رضي الله عنها : فادخلت رأسي في الستر فقلت : يا رسول الله وأنا معكم فقال : انك إلى خير مرتين.
وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبيها بثريدة لها تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه ، فقال لها أين ابن عمك قالت : هو في البيت ، قال : اذهبي فادعيه وابنيك فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد وعلي رضي الله عنه يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول

الله صلى الله عليه وسلم فاجلسهما في حجره وجلس علي رضي الله عنه عن يمينه وجلست فاطمة رضي الله عنها عن يساره قالت أم سلمة رضي الله عنها : فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت.
وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها ائتني بزوجك وابنيه فجاءت بهم فالقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم ان هؤلاء أهل محمد - وفي لفظ آل محمد - فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد ، قالت أم سلمة رضي الله عنها : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال انك على خير.
وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وفي البيت سبعة ، جبريل وميكائيل عليهما السلام وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وأنا على باب البيت قلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت قال : انك إلى خير انك من أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان يوم أم

سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلي فضمهم اليه ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أم سلمة مضروب ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي الله اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت أم سلمة رضي الله عنها : فانا معهم يا نبي الله قال : أنت على مكانك وانك على خير.
وأخرج الترمذي وصححه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" من طرق عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : في بيتي نزلت {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين ، فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء

كان عليه ثم قال هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت هذه الآية في خمسة ، في وفي علي وفاطمة وحسن وحسين {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما فادخلهما معه ثم جاء علي فادخله معه ثم قال {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.

وأخرج ابن جرير والحاكم ، وَابن مردويه عن سعد قال نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فادخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في "سُنَنِه" عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة ومعه حسن وحسين وعلي حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة ، فاجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا ، كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ثم تلا هذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والترمذي وحسنه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها اذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول الصلاة يا أهل البيت الصلاة {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.
وأخرج مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أذكركم الله في أهل بيتي فقيل : لزيد رضي الله عنه : ومن أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته قال : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.
وأخرج الحكيم والترمذي والطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما ، فذلك قوله {وأصحاب اليمين} الواقعة الآية 27 و{أصحاب الشمال} الواقعة الآية 41 فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين
أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا فذلك قوله وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب

المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون (الواقعة الآية 8 - 10) فأنا من السابقين وأنا خير من السابقين ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} الحجرات الآية 13 وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قال : هم أهل بيت طهرهم الله من السوء واختصم برحمته قال : وحدث الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول نحن أهل بيت طهرهم الله من شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما دخل علي رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها ، جاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا إلى بابها يقول السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة رحمكم الله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} انا حرب لمن حاربتم أنا سلم لمن سالمتم.

وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر بالمدينة ، ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي رضي الله عنه فوضع يده على جنبتي الباب ثم قال : الصلاة ، الصلاة ، {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند وقت كل صلاة فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} الصلاة رحمكم الله كل يوم خمس مرات.
وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.
- قوله تعالى : واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا.
أخرج عبد الرزاق ، وَابن سعد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله

والحكمة} قال : القرآن والسنة عتب عليهن بذلك.
وأخرج ابن سعد عن أبي امامة بن سهل رضي الله عنه في قوله {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند بيوت أزواجه النوافل بالليل والنهار.
- قوله تعالى : إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظون فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما.
أخرج أحمد والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال فلم يرعني منه ذات يوم إلا نداؤه على المنبر وهو يقول : يا أيها الناس ان الله يقول {إن المسلمين والمسلمات} إلى آخر الآية.
وأخرج الفريابي ، وَابن سعد ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أم سلمة ، رضي الله عنها انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرن

فانزل الله {إن المسلمين والمسلمات}.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وحسنه والطبراني ، وَابن مردويه عن أم عمارة الانصارية رضي الله عنها : انها أتت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالت : ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء فنزلت هذه الآية {إن المسلمين والمسلمات}.
وأخرج ابن جرير والطبراني ، وَابن مردويه بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قالت النساء : يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنون ولم يذكر المؤمنات فنزل {إن المسلمين والمسلمات}.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال : دخل نساء على نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقلن : قد ذكركن الله في القرآن ولم نذكر بشيء أما فينا ما يذكر فأنزل الله {إن المسلمين والمسلمات}.
وأخرج ابن سعيد عن عكرمة ومن وجه آخر عن قتادة رضي الله عنه قال : لما ذكر أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال النساء : لو كان فينا خير لذكرن ، فأنزل الله {إن المسلمين

والمسلمات}.
وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال : قال النساء للرجال : أسلمنا أسلمتم وفعلنا كما فعلتم فتذكرون في القرآن ولا نذكر وكان الناس يسمون المسلمين فلما هاجروا سموا المؤمنين فأنزل الله {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات} يعني المطيعين والمطيعات {والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات} شهر رمضان {والحافظين فروجهم والحافظات} يعني من النساء {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات} يعني ذكر الله وذكر نعمه {أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إن المسلمين والمسلمات}
يعني المخلصين لله من الرجال والمخلصات من النساء {والمؤمنين والمؤمنات} يعني المصدقين والمصدقات {والقانتين والقانتات} يعني المطيعين والمطيعات {والصادقين والصادقات} يعني الصادقين في ايمانهم {والصابرين والصابرات} يعني على أمر الله {والخاشعين} يعني المتواضعين لله في الصلاة من لا يعرف عن يمينه ولا من عن يساره ولا يلتفت من الخشوع لله {والخاشعات} يعني المتواضعات من النساء {والصائمين والصائمات} قال : من صام شهر رمضان

وثلاثة أيام من كل شهر فهو من أهل هذه الآية {والحافظين فروجهم والحافظات} قال : يعني فروجهم عن الفواحش ثم أخبر بثوابهم فقال {أعد الله لهم مغفرة} يعني لذنوبهم و{أجرا عظيما} يعني جزاء وافر في الجنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو داود والنسائي ، وَابن ماجه وأبو يعلى ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن حبان والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : لا يكتب الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا.
- قوله تعالى : وما كان لمؤمن إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلال مبينا.
أخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم

انطلق ليخطب على فتاة زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها قالت : لست بناكحته قال : بلى ، فانكحيه قالت : يا رسول الله أوامر في نفسي ، فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا ، الآية ، قالت : قد رضيته لي يا رسول الله منكحا قال : نعم ، قالت : اذن لا أعصي رسول الله قد أنكحته نفسي.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت : أنا خير منه حسبا وكانت امرأة فيها حدة ، فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة}.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني عن قتادة رضي الله عنه قال : خطب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم زينب وهو يريدها لزيد رضي الله عنه فظنت انه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا} ، فرضيت وسلمت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا} قال : زينب بنت جحش وكراهتها

زيد بن حارثة حين أمرها به محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب رضي الله عنها اني أن أزوجك زيد بن حارثة فاني قد رضيته لك ، قالت : يا رسول الله لكني لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قومي وبنت عمتك فلم أكن لأفعل ، فنزلت هذه الآية {وما كان لمؤمن} يعني زيدا {ولا مؤمنة} يعني زينب {إذا قضى الله ورسوله أمرا} يعني النكاح في هذا الموضع {أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} يقول : ليس لهم الخيرة من أمرهم خلاف ما أمر الله به {ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا} قالت : قد أطعتك فاصنع ما شئت فزوجها زيدا ودخل عليها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال : نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت أول امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالت : إنما أردنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها عبده فنزلت.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" ، عَن طاووس أنه سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن ركعتين بعد العصر فنهاه ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
- قوله تعالى : وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا * ما كان على النَّبِيّ من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا * الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا * ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما.
أخرج البزار ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : جاء العباس وعلي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب اليك قال : أحب أهلي الي فاطمة ، قالا : ما نسألك عن فاطمة قال : فاسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ، قال علي رضي الله عنه : ثم من يا رسول الله قال : ثم أنت ثم العباس رضي الله عنه : يا رسول الله جعلت عمك آخرا قال : ان عليا سبقك بالهجرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والبخاري والترمذي والنسائي ، وَابن أبي حاتم

وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ، ان هذه الآية {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري والترمذي ، وَابن المنذر والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أنس رضي الله عنه قال جاء زيد بن حارثة رضي الله عنه يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اتق الله وامسك عليك زوجك فنزلت {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} قال : أنس رضي الله عنه
فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه الآية ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها ، ذبح شاة {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} فكانت تفخر على أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات.
وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وأبو يعلى ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد اذهب فاذكرها علي فانطلق قال : فلما رأيتها عظمت في صدري فقلت : يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليها بغير إذن ولقد رأيتنا حين

دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقلن : يا رسول الله كيف وجدت أهلك فما أدري أنا أخبرته ان القوم قد خرجوا أو أخبر فانطلق حتى دخل البيت فذهبت ادخل معه فألقى الستر بيني وبينه فنزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظو به {لا تدخلوا بيوت النَّبِيّ إلا أن يؤذن لكم}.
وأخرج ابن سعد والحاكم عن محمد بن يحيى بن حيان رضي الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجيء لبيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده وتقوم اليه زينب بنت جحش زوجته فاعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت : ليس هو ههنا يا رسول الله فادخل فأبى أن يدخل فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما

أعلن سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضي الله عنه إلى منزله فأخبرته امرأته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله فقال زيد رضي الله عنه : إلا قلت له أن يدخل قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى قال : فسمعت شيئا قالت : سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه وسمعته يقول : سبحان الله سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضي الله عنه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت
يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {أمسك عليك زوجك} فما استطاع زيد اليها سبيلا بعد ذلك اليوم فيأتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره فيقول {أمسك عليك زوجك} ففارقها زيد واعتزلها وانقضت عدتها فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة رضي الله عنها اذ أخذته غشية فسرى عنه وهو يبتسم ويقول : من يذهب إلى زينب فيبشرها ان الله زوجنيها من السماء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك} القصة كلها قالت عائشة رضي الله عنها : فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها ، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها زوجها الله من السماء وقلت : هي تفخر علينا بهذا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وصححه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها

قالت : لو كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} يعني بالإسلام {وأنعمت عليه} بالعتق {أمسك عليك زوجك} إلى قوله {وكان أمر الله مفعولا} وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها قالوا : تزوج خليلة ابنه ، فأنزل الله تعالى {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه وهو صغير فلبث حتى صار رجلا يقال له : زيد بن محمد ، فأنزل الله {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} يعني أعدل عند الله.
وأخرج الحاكم عن الشعبي رضي الله عنه قال : كانت زينب رضي الله عنها تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : أنا أعظم نسائك عليك حقا أنا خيرهن منكحا وأكرمهن سترا وأقربهن رحما وزوجنيك الرحمن من فوق عرشه وكان جبريل عليه السلام هو السفير بذلك وأنا بنت عمتك ليس لك من نسائك قريبة غيري.
وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه قال : كانت زينب تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : اني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن ، ان جدي وجدك واحد ، واني أنكحينك الله من السماء ، وان السفير لجبريل عليه السلام.
وأخرج ابن سعد ، وَابن عساكر عن أم سلمة رضي الله عنها عن زينب رضي الله عنها قالت : اني والله

ما أنا كأحد من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم انهن زوجن بالمهور
وزوجهن الاولياء وزوجني الله ورسوله وأنزل في الكتاب يقرأه المسلمون لا يغير ولا يبدل {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه}.
وأخرج ابن سعد ، وَابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها قالت : يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شريف ، ان الله زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق به القرآن.
وأخرج ابن سعد عن عاصم الأحول ان رجلا من بني أسد فاخر رجلا فقال الأسدي : هل منكم امرأة زوجها الله من فوق سبع سموات يعني زينب بنت جحش.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والطبراني عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} قال : زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالإسلام {وأنعمت عليه} أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم {أمسك عليك زوجك واتق الله} يا زيد بن حارثة قال : جاء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ان زينب قد اشتد علي لسانها وأنا أريد أن أطلقها فقال له

النبي صلى الله عليه وسلم : اتق الله وامسك عليك زوجك قال : والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس ان أمره بطلاقها ، فأنزل الله {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} قال : كان يخفي في نفسه وذاته طلاقها قال : قال الحسن رضي الله عنه : ما انزلت عليه آية كانت أشد عليه منها ولو كان كاتما شيئا من الوحي لكتمها {وتخشى الناس} قال : خشي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالة الناس {فلما قضى زيد منها وطرا} قال : طلقها زيد {زوجناكها} فكانت تفخر على أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تقول : أما أنتن زوجكن آباؤكن وأما أنا فزوجني ذو العرش {لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا} قال : اذا طلقوهن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنى زيد بن حارثة رضي الله عنه {ما كان على النَّبِيّ من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل} يقول : كما هوى داود النَّبِيّ عليه السلام المرأة التي نظر اليها فهويها فتزوجها فكذلك قضى الله لمحمد صلى الله عليه وسلم فتزوج زينب كما كان سنة الله في داود أن يزوجه تلك المرأة {وكان أمر الله قدرا مقدورا} في أمر زينب.

وأخرج الحكيم الترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن علي
بن زيد بن جدعان قال : قال لي علي بن الحسين : ما يقول الحسن رضي الله عنه في قوله {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} فقلت له ، فقال : لا ، ولكن الله أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم ان زينب رضي الله عنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها فلما أتاه زيد يشكو اليه قال : اتق الله وامسك عليك زوجك فقال : قد أخبرتك أني مزوجكها {وتخفي في نفسك ما الله مبديه}.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في قوله {ما كان على النَّبِيّ من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل} قال : يعني يتزوج من النساء ما شاء هذا فريضة وكان من كان من الأنبياء عليهم السلام هذا سنتهم قد كان لسليمان عليه السلام ألف امرأة وكان لداود عليه السلام مائة امرأة.
وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {سنة الله في الذين خلوا من قبل} قال : داود والمرأة التي نكحها وأسمها اليسعية فذلك سنة الله في محمد وزينب {وكان أمر الله قدرا مقدورا} كذلك في سنته في داود والمرأة والنبي صلى الله عليه وسلم وزينب.

وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : لا نكاح إلا بولي وشهود ومهر إلا ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الطبراني والبيهقي في "سُنَنِه" ، وَابن عساكر من طريق الكميت بن يزيد الأسدي قال : حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش قالت خطبني عدة من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأرسلت اليه أخي يشاوره في ذلك قال : زيد بن حارثة ، فغضبت وقالت : تزوج بنت عمتك مولاك ثم أتتني فأخبرتني بذلك فقلت : أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها فأنزل الله تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فأرسلت اليه زوجني من شئت فزوجني منه فأخذته بلساني فشكاني إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال له : اذن طلقها فطلقني فبت طلاقي فلما انقضت عدتي لم أشعر إلا والنبي صلى الله عليه وسلم وأنا مكشوفة الشعر فقلت : هذا أمر من السماء دخلت يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة قال :

الله المزوج وجبريل الشاهد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت} قال : بلغنا أن هذه الآية أنزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها وكانت امها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يزوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه فكرهت ذلك ثم انها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه ثم أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعد انها من أزواجه فكان يستحي أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس فيأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه وان يتقي الله وكان يخشى الناس ان يعيبوا عليه ، ان يقولوا : تزوج امرأة ابنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيدا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اشترى زيد بن حارثة في الجاهلية من عكاظ بحلى امرأته خديجة فاتخذه ولدان فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم مكث

ما شاء الله أن يمكثن ثم أراد أن يزوجه زينب بنت جحش فكرهت ذلك فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فقيل لها : ان شئت الله ورسوله وان شئت ضلالا مبينا فقالتك بل الله ورسول ، فزوجه رسول الله إياها فمكثت ما شاء الله أن تمكث ثم ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دخل يوما بيت زيد فرآها وهي بنت عمته فكأنها وقعت في نفسه قال عكرمة : رضي الله عنه فأنزل الله {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} يعني زيدا بالإسلام {وأنعمت عليه} يا محمد بالعتق {أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} قال : عكرمة رضي الله عنه فكان النساء يقولون : من شدة ما يرون من حب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه انه ابنه فأراد الله أمرا قال الله {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} يا محمد {لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم} وأنزل الله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} فلما طلقها زيد تزوجها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فعذرها قالوا : لو كان زيد بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوج امرأة ابنه.
وأخرج الحكيم الترمذي ، وَابن جَرِير عن محمد بن عبد الله بن جحش قال :
تفاخرت زينب وعائشة رضي الله عنهما فقالت زينب رضي الله عنها : أنا الذي نزل تزويجي من السماء ، وقالت عائشة رضي الله عنها : أنا نزل عذري من السماء في كتابه حين حملني ابن المعطل على الراحلة ، فقالت لها زينب رضي الله عنها : ما قلت حين ركبتيها قالت : قلت حسبي الله ونعم الوكيل قال : قلت كلمة المؤمنين.
وأخرج ابن جرير عن ورضي الله عنهما في قوله {ما كان محمد أبا أحد من

رجالكم} قال : نزلت في زيد بن حارثة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن عساكر عن علي بن الحسين رضي الله عنه في قوله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله} قال : نزلت في زيد بن حارثة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} قال : نزلت في زيد رضي الله عنه أي أنه لم يكن بابنه ولعمري لقد ولد له ذكور وانه لأبو القاسم وابراهيم والطيب والمطهر.
وأخرج الترمذي عن الشعبي في قوله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} قال : ما كان ليعيش له فيكم ولد ذكر.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} قال : آخر نبي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله {وخاتم النبيين} قال : ختم الله النبيين بمحمد صلى الله عليه وسلم وكان آخر من بعث.

وأخرج أحمد ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا فاتمها إلا لبنة واحدة فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل ابتنى دارا فاكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فكان من دخلها فنظر اليها قال : ما أحسنها إلا موضع اللبنة فأنا موضع اللبنة فختم بي الأنبياء.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارا بناء فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين.
وأخرج أحمد والترمذي وصححه عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فاحسنها وأكملها وأجملها وترك

فيها موضع هذه اللبنة لم يضعها فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ويقولون : لو تم موشع هذه اللبنة فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة.
وأخرج ابن مردويه عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم انه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي.
وأخرج أحمد عن حذيفة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون منهم أربع نسوة واني خاتم النبيين لا نبي بعدي.
وأخرج ابن أبي شيبه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده.
وأخرج ابن أبي شيبه عن الشعبي رضي الله عنه قال : قال رجل عند المغيرة بن أبي شعبة صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده فقال المغيرة : حسبك اذا قلت خاتم الأنبياء فأنا كنا نحدث ان عيسى عليه السلام خارج فان هو خرج فقد كان قبله وبعده.
وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : كنت اقريء الحسن والحسين فمر بي علي بن أبي طالب رضي الله عنه وانا

اقرئهما فقال لي : اقرئهما وخاتم النبيين بفتح التاء ، والله الموفق.
- قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} يقول : لا يفرض على عبادة فريضة إلا جعل لها حدا معلوما ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر فان الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي اليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله فقال : اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار في البر والبحر في السفر والحضر في الغنى والفقر والصحة والسقم والسر والعلانية وعلى كل حال وقد سبحوه بكرة وأصيلا فاذا فعلتم ذلك صلى عليكم وهو وملائكته ، قال الله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} قال : باللسان بالتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد واذكروه على كل حال {وسبحوه بكرة وأصيلا} يقول : صلوا لله بكرة بالغداة وأصيلا بالعشى.
وأخرج أحمد والترمذي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان

رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة قال : الذاكرون الله كثيرا قلت يا رسول الله : ومن الغازي في سبيل الله قال : لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة.
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا : وما المفردون يا رسول الله قال : الذاكرون الله كثيرا.
وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا سأله فقال : أي المجاهدين أعظم أجرا قال : أكثرهم لله ذكرا قال : فأي الصائمين أعظم أجرا قال : أكثرهم لله ذكرا ، الصلاة والزكاة والحج والصدقة ، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أكثرهم لله ذكرا فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما : يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : بينما نحن

نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدف بين حمدان قال يا معاذ أين السابقون قلت
مضى ناس قال : اين السابقون الذين يستهترون بذكر الله من أحب ان يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله.
وأخرج الطبراني عن أم أنس رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله أوصني قال : اهجري المعاصي فانها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض فانها أفضل الجهاد واكثري من ذكر الله فانك لا تأتين الله بشيء أحب الله بشيء أحب اليه من كثرة ذكره.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكثر ذكر الله فقد برى ء من الايمان.
وأخرج أحمد وأبو يعلى ، وَابن حبان والحاكم وصححه

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا الله حتى يقول المنافقون : انكم مراؤون.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا من ذكر الله حتى يقول المنافقون : انكم مراؤون.
- قوله تعالى : وسبحوه بكرة واصيلا.
أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وسبحوه بكرة وأصيلا} قال : صلاة الصبح وصلاة العصر.

وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن أبي العالية في قوله : (وأصيلا) قال : صلاة العصر..
وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عن ربه تبارك وتعالى اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما.
وأخرج أحمد عن أبي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأن أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب الي من أن أعتق رقبتين أو أكثر من ولد اسمعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب الي من ان أعتق أربع رقاب من ولد اسمعيل.
وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدع رجل منكم ان يعمل لله ألف حسنه حين يصبح يقول : سبحان الله وبحمده مائة مرة فانها ألف حسنة فانه لن يعمل ان شاء الله مثل ذلك في يومه من الذنوب ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا.

وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة.
وأخرج ابن مردويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم يقول سبحان الله وبحمده انهما القريبتان.
وأخرج ابن أبي شيبه ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله العظيم غرس له نخلة أو سجرة في الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي ، وَابن ماجه ، وَابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في يوم

مائة مرة سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر.
وأخرج ابن أبي شيبه عن هلال بن يسار رضي الله عنه قال : كانت امرأة من همدان تسبح وتحصيه بالحصى أو النوى فقال لها عبد الله : ألا أدلك على خير من ذلك تقولين : الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.
وأخرج ابن أبي شيبه عن سعد رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا يعجز أحدكم ان يكسب في اليوم ألف حسنة فقال رجل كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال : يسبح الله مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة وتحط عنه ألف خطيئة.
- قوله تعالى : هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال : لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ما أنزل الله

عليك خيرا إلا أشركنا فيه فنزلت {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى أبي امامة فقال : اني رأيت في منامي ان الملائكة تصلي عليك كلما دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست قال : وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة ثم قرأ {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال : صلاة الله : ثناؤه ، وصلاة الملائكة عليهم : الصلام الدعاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : صلاة الرب : الرحمة ، وصلاة الملائكة : الاستغفار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال : الله يغفر لكم وتستغفر لكم ملائكته ، وخ ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه انه سئل عن قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم قال : أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم فصلى عليهم كما صلى على الأنبياء فقال {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم} قال : ان بني اسرائيل سألوا موسى عليه السلام هل يصلي ربك فكان ذلك كبر في صدر موسى عليه السلام فأوحى الله اليه أخبرهم اني أصلي وأن صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي.
وأخرج ابن أبي شيبه عن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال : اذا قال العبد : سبحان الله ، قالت الملائكة : وبحمده ، واذ قال : سبحان الله وبحمده ، صلوا عليه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في الآية قال : قال بنو اسرائيل : يا موسى سل لنا ربك هل يصلي فتعاظم عليه ذلك فقال يا موسى ما يسألك قومك فأخبره قال : نعم ، أخبرهم اني أصلي وان صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي ولولا ذلك لهلكوا.
وأخرج ابن مردويه عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال : صلاته على عباده سبوح قدوس تغلب رحمتي غضبي.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لجبريل عليه السلام : هل يصلي ربك قال :

نعم ، قلت : وما صلاته قال : سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي.
- قوله تعالى : تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما.
أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {تحيتهم يوم يلقونه سلام} تحية أهل الجنة : السلام {وأعد لهم أجرا كريما} أي الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبه في المصنف ، وَابن أبي الدنيا في ذكر الموت عَبد بن حُمَيد وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله {تحيتهم يوم يلقونه سلام} قال : يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه.

وأخرج المروزي في الجنائز ، وَابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : اذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال : ربك يقرئك السلام.
- قوله تعالى : يا أيها النَّبِيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا * وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا.
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه والخطيب ، وَابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت {يا أيها النَّبِيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وقد كان أمر عليا ومعاذ ان يسيرا إلى اليمن فقال انطلقا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا فانه قد أنزل علي {يا أيها النَّبِيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} قال : شاهدا على أمتك ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى شهادة لا إله إلا الله {بإذنه وسراجا منيرا} بالقرآن.
وأخرج أحمد والبخاري ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال : أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن {يا أيها النَّبِيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا تجزى ء بالسيئة السيئة ولكن تعفو وتصفح.

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اني عبد الله وخاتم النبيين وأبي منجدل في طينته وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وان أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها قصور السام ، ثم تلا {يا أيها النَّبِيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} إلى قوله {منيرا}.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا : لما نزلت ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر (الفتح الآية 2) قالوا : يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك فماذا
يفعل بنا فأنزل الله {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا > .

وأخرج البيهقي في "الدلائل " عن الربيع عن أنس قال : لما نزلت : (وما أدرى ما يفعل بي ولابكم) الأحقاف: 9] . نزل بعدها : (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) الفتح: 2] فقالوا : يارسول الله قد علمنا ما يفعل بك ، فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله : (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) ! قال : الفضل الكبير : الجنة.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : اجتمع عتبة ، وشيبة ، وأبو جهل ، وغيرهم فقالوا : أسقط السماء علينا كسفا أو ائتنا بعذاب أو امطر علينا حجارة من السماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذاك الي ، إنما بعثت اليكم داعيا ومبشرا ونذيرا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها النَّبِيّ إنا أرسلناك شاهدا} قال : على أمتك بالبلاغ {ومبشرا} بالجنة {ونذيرا} من النار {وداعيا إلى الله} إلى الشهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال : بأمره {وسراجا منيرا} قال : كتاب الله يدعوهم اليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع

أذاهم} قال : اصبر على أذاهم.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ودع أذاهم} قال : اعرض عنهم.
- قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إذا نكحتم المؤمنات} الآية ، قال : هذا في الرجل ، يتزوج المرأة ثم يطلقها من قبل أن يمسها فاذا طلقها واحدة بانت منه لا عدة عليها تتزوج من شاءت ثم قال {فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا} يقول : ان كان سمي لها صداقا فليس لها إلا النصف وان لم يكن سمي لها صداقا متعها على قدر عسره ويسره وهو السراح الجميل.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : التي نكحت ولم
يبن بها ولم يفرض لها فليس لها صداق وليس عليها عدة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {إذا نكحتم المؤمنات ثم

طلقتموهن} قال : هي منسوخة نسختها الآية التي في البقرة {فنصف ما فرضتم} البقرة الآية 237.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات} إلى قوله {فمتعوهن} قال : هي منسوخة ، نسختها الآية التي في البقرة {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم} البقرة ن الآية 237 فصار لها نصف الصداق ولا متاع لها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه عن أبي العالية رضي الله عنه قالا : ليست بمنسوخة لها نصف الصداق ولها المتاع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه قال : لكل مطلقة متاع ، دخل أو لم يدخل بها فرض لها أو لم يفرض لها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن حسين بن ثابت رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى علي بن حسين فسأله عن رجل قال : ان تزوجت فلانة فهي طالق قال : ليس بشيء ، بدأ الله بالنكاح قبل الطلاق فقال {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن}.

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل يقول : ان تزوجت فلانة فهي طالق ، قال : ليس بشيء ، إنما الطلاق لمن يملك ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : كان يقول : اذا وقت وقتا فهو كما قال ، قال : رحم الله أبا عبد الرحمن لو كان كما قال : لقال الله ? {يا أيها الذين آمنوا اذا طلقتم النساء ثم نكحتموهن > ? ولكن إنما قال {إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج رضي الله عنه قال : بلغ ابن عباس رضي الله عنهما : أن ابن مسعود يقول : إن طلق ما لم ينكح فهو جائز فقال ابن عباس رضي الله عنهما : أخطأ في هذا ، ان الله تعالى يقول {إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} ولم يقل ? {اذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن > ?.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه تلا {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} قال : فلا يكون طلاق حتى يكون نكاح.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن

عباس رضي الله عنهما أنه قال : اذا قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق أو أن تزوجت فلانة فهي طالق فليس لشيء إنما الطلاق لمن يملك من أجل أن الله يقول {إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن}.
وأخرج البيهقي في السنن من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما قالها ابن مسعود وان يكن قالها فزلة من عالم في الرجل يقول : ان تزوجت فلانة فهي طالق ، قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات} ولم يقل ? {اذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن > ?.
وأخرج الحاكم ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ? {لا طلاق إلا بعد نكاح ولا عتق إلا بعد ملك > ?.

وأخرج عبد الرزاق وأبو داود والنسائي ، وَابن مردويه عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طلاق فيما لا تملك ولا بيع فيما لا تملك ولا وفاء نذر فيما لا تملكن ولا نذر إلا فيما ابتغى وجه الله تعالى ومن حلف على معصية فلا يمين له ومن حلف على قطيعة رحم فلا يمين له.
وأخرج ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا طلاق فيما لا تملك ولا عتق فيما لا تملك.
وأخرج ابن ماجه ، وَابن مردوية عن المسور بن محرمة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لا طلاق قبل نكاح ولا عتق قبل ملك.
- قوله تعالى : يا أيها النَّبِيّ إنا أحللنا لك أزواجك الاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن
أراد النَّبِيّ أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما.
أخرج ابن سعد ، وَابن راهويه ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وحسنه ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي عن أم هانى ء بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت : خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت

اليه فعذرني فأنزل الله {يا أيها النَّبِيّ إنا أحللنا لك أزواجك} إلى قوله {هاجرن معك} قالت : فلم أكن أحل له لأني لم أهاجر معه كنت من الطلقاء.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من وجه آخر عن أم هانى ء رضي الله عنها قالت نزلت في هذه الآية {وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك} فاراد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ان يتزوجني فنهى عني اذ لم أهاجر.
وأخرج ابن سعد عن أبي صالح مولى أم هانى ء قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم هانى ء بنت أبي طالب فقالت : يا رسول الله اني مؤتمة وبني صغار فلما أدرك بنوها عرضت عليه نفسها فقال : الآن فلا ، ان الله تعالى أنزل علي {يا أيها النَّبِيّ إنا أحللنا لك أزواجك} إلى {هاجرن معك} ولم تكن من المهاجرات.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يا أيها النَّبِيّ إنا أحللنا لك أزواجك} إلى قوله {خالصة لك من دون المؤمنين}

قال : فحرم الله عليه سوى ذلك من النساء وكان قبل ذلك ينكح في أي النساء شاء لم يحرم ذلك عليه وكان نساؤه يجدن من ذلك وجدا شديدا ان ينكح في أي النساء أحب فلما أنزل الله عليه ، اني قد حرمت عليك من النساء سوى ما قصصت عليك أعجب ذلك نساءه.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إنا أحللنا لك أزواجك} قال : هن أزواجه الاول اللاتي كن قبل ان تنزل هذه الآية في قوله {اللاتي آتيت أجورهن} قال : صدقاتهن
{وما ملكت يمينك} قال : هي الاماء التي أفاء الله عليه.
وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه في الآية قال : رخص له في بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته اللاتي هاجرن معه ان يتزوج منهن ولا يتزوج من غيرهن ورخص له في امرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في

قوله {إن وهبت نفسها للنبي} قال : بغير صداق أحل له ذلك ولم يكن ذلك احل له إلا {خالصة لك من دون المؤمنين} قال : خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردوية والبيهقي في السنن عن عائشة رضي الله عنها قالت : التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، خولة بنت حكيم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن سعد ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردوية عن عروة رضي الله عنه : ان خولة بنت حكيم بن الأقوص كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {وامرأة مؤمنة} قال : نزلت في أم شريك الدوسية.

وأخرج ابن سعد عن منير بن عبد الله الدوسي ، أن أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة فقبلها فقالت عائشة رضي الله عنها : ما في امرأة حين وهبت نفسها لرجل خير قالت أم شريك رضي الله عنها : فانا تلك فسماها الله تعالى {مؤمنة} فقال {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي} فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة رضي الله عنها : ان الله يسارع لك في هواك.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب وعمر بن الحكم وعبد الله بن عبيدة قالوا : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة امرأة ، ست من قريش خديجة ، وعائشة ، وحفصة ، وأم حبيبة ، وسودة ، وأم سلمة وثلاث من بني عامر بن صعصعة وامرأتين من بني هلال ، ميمونة بنت الحرث وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، وزينب أم المساكين وهي التي اختارت الدنيا ، وامرأة من بني
الحارث وهي التي اتسعاذت منه ، وزينب بنت جحش الأسدية ، والسبيتين صفية بنت حيي ، وجويرية بنت الحارث الخزاعية.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وابن

المنذر والطبراني عن علي بن الحسين رضي الله عنه في قوله {وامرأة مؤمنة} هي أم شريك الازدية التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، وخ ابن سعد عن ابن أبي عون : ان ليلى بنت الحطيم وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ووهبن نساء أنفسهن فلم نسمع ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبل منهن أحدا.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير عن الشعبي : انها امرأة من الأنصار وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وهي مما أرجا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبه وعبد بن

حميد ، وَابن المنذر والبيهقي عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : لا تحل الهبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن سعد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الزهري وابراهيم النخعي رضي الله عنهما في قوله {خالصة لك من دون المؤمنين} قالا : لا تحل الهبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي شيبه ، عَن طاووس رضي الله عنه قال : لا يحل لأحد ان يهب ابنته بغير مهر إلا للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي شيبه عن مكحول والزهري قالا : لم تحل الموهوبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن شهاب رضي الله عنه قال : لا يحل لرجل ان يهب ابنته بغير صداق قد جعل الله ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة دون المؤمنين.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد عن عطاء رضي الله عنه في امرأة وهبت نفسها لرجل قال : لا يصلح إلا بالصداق لم يكن ذلك إلا للنبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج البخاري ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : جاءت امرأة إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالت : يا نبي الله هل لك في حاجة فقالت ابنة أنس : ما كان أقل حياءها فقال هي خير منك رغبت في النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فعرضت نفسها عليه.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن عروة رضي الله عنه قال : كنا نتحدث ان أم شريك رضي الله عنهما كانت ممن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة صالحة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي} قال : هي ميمونة بنت الحرث.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : وهبت ميمونة بنت الحرث نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج مالك وعبد الرزاق وأحمد والخباري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن مردوية عن سهل بن سعد الساعدي : ان امرأة جاءت إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فوهبت نفسها له فصمت فقال رجل : يا رسول الله زوجنيها ان لم يكن لك بها حاجة قال ما عندك تعطيها قال : ما عندي إلا ازاري قال : ان أعطيتها ازارك جلست لا ازار لك

فالتمس شيئا قال : ما أجد شيئا فقال : قد زوجناكها بما معك من القرآن.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {إن وهبت نفسها للنبي} قال : فعلت ولم يفعل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {خالصة لك من دون المؤمنين} قال : لا تحل الموهوبة لغيرك ولو ان امرأة وهبت نفسها لرجل لم تحل له حتى يعطيها شيئا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {خالصة لك من دون المؤمنين} يقول : ليس لأمرأة أن تهب نفسها لرجل بغير ولي ولا مهر إلا للنبي صلى الله عليه وسلم كانت خاصة له صلى الله عليه وسلم من دون الناس يزعمون أنها نزلت في ميمونة بنت الحارث ، هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي

حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قد علمنا ما فرضنا عليهم} قال : فرض الله أن لا تنكح امرأة إلا بولي وصداق وشهداء ولا ينكح الرجل إلا أربعا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم} قال : لا يجاوز الرجل أربع نسوة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم} قال : فرض عليهم أنه لا نكاح إلا بولي وشاهدين.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم} قال : فرض عليهم أن لا نكاح إلا بولي وشاهدين ومهر.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لكيلا يكون عليك حرج} قال : جعله الله تعالى في حل من ذلك وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقسم.
وأخرج ابن أبي شيبه عن الشعبي أنه قيل له : ان أبا موسى نهى حين فتح تستر أن لا توطأ الحبالى ولا يشارك المشركون في أولادهم فان الماء يزيد في الولد أشيء قاله برأيه أو شيء رواه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : نهى رسول الله

صلى الله عليه وسلم يوم أوطاس أن توطأ حامل حتى تضع أو حائل حتى تستبرأ.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من وطئ حبلى.
وَأخرَج ابن أبي شيبه والدار قطني وأبو داود ، وَابن منيع والبغوي والباوردي ، وَابن قانع والبيهقي والضياء عن أبي مورق مولى نجيب قال : غزونا مع رويفع بن ثابت الانصاري نحو المغرب ففتحنا قرية يقال لها : جربة ، فقام فينا خطيبا فقال : اني لا أقول لكم إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا يوم خيبر قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقين ماءه زرع غيره.

وأخرج ابن أبي شيبه عن الحسن رضي الله عنه قال : لما فتح تستر أصاب أبو موسى سبايا فكتب اليه عمر رضي الله عنه : أن لا يقع أحد على امرأة حبلى حتى تضع ولا تشاركوا المشركين في أولادهم فان الماء تمام الولد.
وأخرج ابن أبي شيبه عن علي رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توطأ الحامل حتى تضع والحائل حتى تستبرأ بحيضة.
وأخرج ابن أبي شيبه ، عَن طاووس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا في غزوة غزاها : لا يطأ الرجل حاملا حتى تضع ولا حائلا حتى تحيض.
وأخرج ابن أبي شيبه عن أبي أمامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر ان لا توطأ الحبالى حتى يضعن.
- قوله تعالى : ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيناهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حكيما.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس {ترجي من تشاء} يقول : تؤخر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {ترجي من تشاء

منهن} قال : أمهات المؤمنين {وتؤوي} يعني نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ويعني بالارجاء يقول : من شئت خليت سبيله منهن ويعني بالايواء يقول : من أحببت أمسكت منهن ، وقوله {ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن} يعني بذلك النساء اللاتي أحلهن الله له من بنات العمة والخال والخالة وقوله {اللاتي هاجرن معك} يقول : ان مات من نسائك التي عندك أحد أو خليت سبيلها قد أحللت لك مكان من مات من نسائك اللاتي كن عندك أو خليت سبيلها فقد أحللت لك أن تستبدل من اللاتي أحللت لك ولا يصلح لك ان تزد على عدة نسائك اللاتي عندك شيئا ، وخ ابن مردويه عن مجاهد قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فخشينا ان يطلقهن فقلن : يا رسول الله اقسم لنا من نفسك ومالك وما شئت ولا تطلقنا فانزل الله {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء} إلى آخر الآية ، قال : وكان المؤويات خمسة : عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وزينب ، وأم حبيبة ، والمرجآت أربعة : جويرية ، وميمونة ، وسودة ، وصفية.
وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن المسيب عن خولة بنت حكيم قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها فارجأها فيمن أرجا من نسائه.

وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه يقسم بينهن كيف شاء وذلك قوله الله {ذلك أدنى أن تقر أعينهن} اذا علمن ان ذلك من الله.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه أن يقسم بينهن كيف شاء فلذلك قال الله {ذلك أدنى أن تقر أعينهن} اذا علمن ان ذلك من الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الشعبي ، ان امرأة من الانصار وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت فيمن أرجى ء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اذا خطب امرأة لم يكن لرجل ان يخطبها حتى يتزوجها أو يتركها.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم ، وَابن جَرِير عن الحسن ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن عائشة قالت : كنت أغار من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول : كيف تهب نفسها فلما أنزل الله {ترجي من تشاء منهن

وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك} قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن ماجه ، وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تقول : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فانزل الله في نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء} فقال عائشة رضي الله عنها : أرى ربك يسارع في هواك.
وأخرج ابن سعد عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نزلت {ترجي من تشاء منهن} قلت : ان الله يسارع لك فيما تريد.
وأخرج ابن سعد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن الشعبي رضي الله عنه قال : كن وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ببعضهن وارجأ بعضهن فلم يقربن حتى توفي ولم ينكحن

بعده ، منهن أم شريك فذلك قوله
{ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء}.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي زيد رضي الله عنه قال : هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق من نسائه فلما رأين ذلك أتينه فقلن : لا تخل سبيلنا وأنت في حل فيما بيننا وبينك افرض لنا من نفسك ومالك ما شئتن فانزل الله {ترجي من تشاء منهن} نسوة يقول : تعزل من تشاء فارجأ منهن وآوى نسوة وكان ممن أرجى ميمونة ، وجويرية ، وأم حبيبة ، وصفية ، وسودة ، وكان يقسم بينهن من نفسه وماله ما شاء وكان ممن آوى عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وزينب ، فكانت قسمته من نفسه وماله بينهن سواء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه في قوله {ترجي من تشاء} قال : هذا أمر جعله الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في تأديبه نساءه لكي يكون ذلك أقر لاعينهن وأرضى في عيشتهن ولم نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجأ منهن شيئا ولا عزله بعد أن خيرهن فاخترنه.

وأخرج ابن سعد عن ثعلبة بن مالك رضي الله عنه قال : هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق بعض نسائهن فجعلنه في حل فنزلت {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء}.
وأخرج الفريابي ، وَابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ترجي من تشاء منهن} قال : تعتزل من تشاء منهن لا تأتيه بغير طلاق {وتؤوي إليك من تشاء} قال : ترده اليك {ومن ابتغيت ممن عزلت} أن تؤويه اليك ان شئت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {ترجي} قال : تؤخر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : لم يكن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يطلق كان يعتزل.
وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد ان أنزلت هذه الآية {ترجي من تشاء منهن} فقلت لها : ما كنت

تقولين
قالت : كنت أقول له : ان كان ذاك الي فاني لا أريد ان أوثر عليك أحدا.
- قوله تعالى : لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا.
أخرج الفريابي والدارمي ، وَابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والضياء في المختارة عن زياد رضي الله عنه قال : قلت لأبي رضي الله عنه : أرأيت لو أن ازواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم متن أما يحل له أن يتزوج قال : وما يمنعه من ذلك قلت : قوله {لا يحل لك النساء من بعد} فقال : انما أحل له ضربا من النساء ووصف له صفة فقال {يا أيها النَّبِيّ إنا أحللنا لك أزواجك} الأحزاب الآية 50 إلى قوله {وامرأة مؤمنة} ثم قال {لا يحل لك النساء من بعد} هذه الصفة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والترمذي وحسنه ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء إلا ما كان من المؤمنات المهاجرات قال {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل

بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك} فاحل له الفتيات المؤمنات {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي} الأحزاب الآية 50 وحرم كل ذات دين إلا الإسلام وقال {يا أيها النَّبِيّ إنا أحللنا لك أزواجك} الأحزاب الآية 50 إلى قوله {خالصة لك من دون المؤمنين} وحرم ما سوى ذلك من أصناف النساء.
وأخرج أبو داود في ناسخه ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه قال : كان عكرمة رضي الله عنه يقول {لا يحل لك النساء من بعد} هؤلاء التي سمى الله تعالى له إلا بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك.
وأخرج الفريابي وأبو داود ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {لا يحل لك النساء من بعد} ما بينت لك من هذه الاصناف بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي فاحل له من هذه الاصناف ان ينكح ما شاء.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد وابن

المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {لا يحل لك النساء من بعد} يهوديات ولا نصرانيات لا ينبغي ان يكن أمهات المؤمنين {إلا ما ملكت يمينك} قال : هي اليهوديات والنصرانيات لا بأس أن يشتريها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {لا يحل لك النساء من بعد} قال : يهودية ولا نصرانيه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {لا يحل لك النساء من بعد} قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بعد نسائه الاول شيئا.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج} قال : حبسه الله عليهن كما حبسهن عليه.
وأخرج أبو داود في ناسخه ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أنس رضي الله عنه قال : لما خيرهن الله فاخترن الله ورسوله قصره عليهن فقال {لا يحل لك النساء من بعد}.
وأخرج ابن سعد عن عكرمة قال : لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه اخترن الله ورسوله فانزل الله {لا يحل لك النساء من بعد} هؤلاء

التسع التي اخترنك فقد حرم عليك تزويج غيرهن.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي حاتم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم وذلك قول الله {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء}.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود في ناسخه والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي من طريق عطاء عن عائشة رضي الله عنها قالت : لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم لقوله {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء}.
وأخرج ابن سعد عن ابن عباس ، مثله.
وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في قوله
{لا يحل لك النساء من بعد} قال : حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه فلم

يتزوج بعدهن.
وأخرج ابن سعد عن سليمان بن يسار رضي الله عنه قال : لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكندية وبعث في العامريات ووهبت له أم شريك رضي الله عنها نفسها قالت أزواجه : لئن تزوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الغرائب ماله فينا من حاجة فانزل الله تعالى حبس النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على أزواجه وأحل له من بنات العم والعمة والخال والخالة ممن هاجر ما شاء وحرم عليه ما سوى ذلك إلا ما ملكت اليمين غير المرأة المؤمنة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وهي أم شريك.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي ذر رضي الله عنه {لا يحل لك النساء من بعد} قال : من المشركات إلا ما سبيت فملكته يمينك.
وأخرج البزار ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان البدل في الجاهلية ان يقول الرجل : تنزل لي عن امرأتك وأنزل لك من امرأتي فانزل الله {ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو

أعجبك حسنهن} قال : فدخل عيينة بن حصن الفزاري على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة بلا اذن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الاستئذان قال : يا رسول الله ما استأذنت على رجل من الانصار منذ أدركت ثم قال : من هذه الحميراء إلى جنبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه عائشة أم المؤمنين قال : أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق قال : يا عيينة ان الله حرم ذلك ، فلما ان خرج قالت عائشة رضي الله عنها : من هذا قال : أحمق مطاع وانه على ما ترين لسيد في قومه.
وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {ولا أن تبدل بهن من أزواج} قال : كانوا في الجاهلية يقول الرجل للرجل الآخر وله امرأة جميلة : تبادل امرأتي بامرأتك وأزيدك إلى ما ملكت يمينك.
وَأخرَج ابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه في قوله {ولا أن تبدل بهن من أزواج} قال : ذلك لو طلقهن لم
يحل له ان يستبدل وقد كان ينكح بعد ما نزلت هذه الآية ما شاء قال : ونزلت وتحته تسع نسوة ثم تزوج بعد أم حبيبة رضي الله عنها بنت أبي سفيان وجويرية بنت الحارث.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق علي بن زيد عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ولا أن تبدل بهن من أزواج} قال : قصره الله

على نسائه التسع اللاتي مات عنهن قال علي : فاخبرت علي بن الحسين رضي الله عنه فقال : لو شاء تزوج غيرهن ولفظ عَبد بن حُمَيد فقال : بل كان له أيضا ان يتزوج غيرهن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نزلت هذه الآية {ولا أن تبدل بهن من أزواج} قال : كان يومئذ يتزوج ما شاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {وكان الله على كل شيء رقيبا} أي حفيظا.
- قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النَّبِيّ إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النَّبِيّ فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما * إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله بكل شيء عليما.
أخرج البخاري ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فانزل الله آية الحجاب.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" من طرق عن أنس رضي الله عنه قال : لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون واذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليدخل فاذا القوم جلوس ثم انهم قاموا فانطلقت فجئت فاخبرت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم انهم قد انطلقوا

فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فالقى الحجاب بيني وبينه فانزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}.
وأخرج الترمذي وحسنه ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال كنت مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فاتى باب امرأة عرس بها فاذا عندها قوم فانطلق فقضى حاجته فرجع وقد خرجوا فدخل وقد أرخى بيني وبينه سترا فذكرته لابي طلحة فقال : لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شيء ، فنزلت آية الحجاب.
وأخرج ابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أنس رضي الله عنه قال كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير اذن فجئت يوما لادخل فقال علي : مكانك يا بني انه قد حدث بعدك أمر لا تدخل علينا إلا بإذن.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخل رجل على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فاطال الجلوس فقام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرارا كي يتبعه ويقوم فلم

يفعل فدخل عمر رضي الله عنه فرأى الرجل وعرف الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى الرجل المقعد فقال : لعلك آذيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ففطن الرجل فقام فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لقد قمت مرارا كي يتبعني فلم يفعل فقال عمر رضي الله عنه : لو اتخذت حجابا فان نساءك لسن كسائر النساء وهو أطهر لقلوبهن ، فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي} ، فارسل إلى عمر رضي الله عنه فاخبره بذلك.
وأخرج النسائي ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه بسند صحيح عن عائشة
رضي الله عنها قالت : كنت آكل مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم طعاما في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فاصابت أصبعه أصبعي فقال عمر : أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين ، فنزلت آية الحجاب.

وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : نزل حجاب رسول الله في عمر ، أكل مع النَّبِيّ طعاما فاصاب يده بعض أيدي نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأمر بالحجاب.
وأخرج ابن سعد ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : ما بقي أحد أعلم بالحجاب مني ولقد سألني أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت : نزل في زينب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي} إلى قوله {غير ناظرين إناه} قال : غير متحينين طعامه {ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا} قال : كان هذا في بيت أم سلمة رضي الله عنها أكلوا ثم أطالوا الحديث فجعل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يخرج ويدخل ، ويستحي منهم والله لا يستحي من الحق {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} قال : بلغنا انهم أمرو بالحجاب عند ذلك {لا جناح عليهن في آبائهن} قال : فرخص لهن ان لا يحتجبن من هؤلاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : كانوا يجيئون فيدخلون بيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيجلسون فيتحدثون ليدرك الطعام فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النَّبِيّ إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه} ليدرك الطعام {ولا مستأنسين لحديث} ولا تجلسوا فتحدثوا.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له : أخبرني عن

قوله {غير ناظرين إناه} قال : الانا : النضيج ، يعني اذا أدرك الطعام قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر : ينعم ذاك الانا الغبيك كما * ينعم غرب المحالة الجمل.
وَأخرَج ابن جرير عن مجاهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه فاصابت يد رجل منهم يد عائشة رضي الله عنها فكره ذلك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فنزلت آية الحجاب.
وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها ، ان أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل اذا برزن إلى المناصع وهو صعيد فيح ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : أحجب نساءك فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فخرجت سودة رضي الله عنها بنت زمعة ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر رضي الله عنه بصوته إلا قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب فانزل الله تعالى الحجاب ، قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}.

وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {غير ناظرين إناه} قال : غير متحينين نضجه {ولا مستأنسين لحديث} بعد ان تأكلوا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {إناه} قال : نضجه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سليمان بن أرقم رضي الله عنه في قوله {ولا مستأنسين لحديث} قال : نزلت في الثقلاء.
وأخرج الخطيب عن أنس رضي الله عنه قال : كانوا اذا طعموا جلسوا عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رجاء ان يجيء شيء فنزلت {فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإذا سألتموهن متاعا} قال : أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عليهن الحجاب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وإذا سألتموهن متاعا} قال : حاجة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : فضل الناس عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأربع ، بذكره الاسارى يوم بدر أمر بقتلهم فانزل الله {لولا كتاب من الله سبق} الأنفال الآية 68 ، وبذكره الحجاب أمر نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ان
يحتجبن فقالت له زينب رضي الله عنها : وانك لتغار علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا.

فأنزل الله {وإذا سألتموهن متاعا} ، وبدعوة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اللهم أيد الإسلام بعمر ، وبرأيه في ابي بكر كان أول الناس بايعه.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نهض إلى بيته بادروه فاخذوا المجالس فلا يعرف بذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ببسط يده إلى الطعام مستحيا منهم فعوتبوا في ذلك فانزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}.
وأخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : نزل الحجاب مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها وذلك سنة خمس من الهجرة وحجب نساؤه من يومئذ وأنا ابن خمس عشرة.
وأخرج ابن سعد عن صالح بن كيسان قال : نزل حجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة.

وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {كان لكم أن تؤذوا رسول الله} قال : نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بعده قال سفيان : ذكروا أنها عائشة رضي الله عنها.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رجل : لئن مات محمد صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة ، فأنزل الله {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال : بلغ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ان رجلا يقول : ان توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده فكان ذلك يؤذي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فنزل القرآن {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : بلغنا ان طلحة بن عبيد الله قال : أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا من بعدنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده ، فنزلت هذه الآية.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : قال طلحة بن عبيد الله : لو قبض النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها ، فنزلت {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله}.

وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله} قال : نزلت في طلحة بن عبيد الله لانه قال : اذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها.
وأخرج البيهقي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لو قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة ، أو أم سلمة ، فانزل الله {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله}.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا أتى بعض أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فكلمها وهو ابن عمها ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا فقال : يا رسول الله انها ابنة عمي والله ما قلت لها منكرا ولا قالت لي قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : قد عرفت ذلك انه ليس احد أغير من الله وانه ليس أحد أغير مني فمضي ثم قال : يمنعني من كلام ابنة عمي لاتزوجنها من بعده فانزل الله هذه الآية فاعتق ذلك الرجل رقبة وحمل على عشرة ابعرة في سبيل الله وحج ماشيا في كلمته.
وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : خطبني علي رضي الله عنه فبلغ ذلك فاطمة رضي الله عنها فاتت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالت : ان أسماء متزوجة عليا فقال لها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ما كان لها ان تؤذي الله ورسوله.

وأخرج البيهقي في السنن عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال لامرأته : ان سرك أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فان المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لانهن أزواجه في الجنة.
وأخرج ابن سعد عن أبي امامة بن سهل بن حنيف في قوله {إن تبدوا شيئا أو تخفوه} قال : ان تتكلموا به فتقولن : نتزوج فلانة لبعض أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أو تخفوا ذلك في أنفسكم فلا تنطقوا به يعلمه الله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن شهاب رضي الله عنه قال : بلغنا أن العالية بنت ظبيان طلقها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم نساؤه على الناس فنكحت ابن عم لها وولدت فيهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله {إن تبدوا شيئا} قال :
مما يكرهه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ? {أو تخفوه في أنفسكم فان الله كان بكل شيء عليما > ? يقول : فان الله يعلمه.
- قوله تعالى : لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا.

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لا جناح عليهن في آبائهن} حتى بلغ {ولا نسائهن} قال : أنزلت هذه اآلآية في نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خاصة وقوله {نسائهن} يعني نساء المسلمات {أو ما ملكت أيمانهن} من المماليك والاماء ورخص لهن أن يروهن بعد ما ضرب عليهن الحجاب.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود في ناسخه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {لا جناح عليهن في آبائهن} ومن ذكر معهن أن يروهن يعني أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن سعد عن الزهري رضي الله عنه أنه قيل له : من كان يدخل على أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : كل ذي رحم محرم من نسب أو رضاع قيل : فسائر الناس قال : كن يحتجبن منه حتى انهن ليكلمنه من وراء حجاب وربما كان سترا واحدا إلا المملوكين والمكاتبين فانهن كن لا يحتجبن منهم.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبه وأبو داود في ناسخه عن أبي جعفر محمد بن علي ، ان الحسن والحسين رضي الله عنهما كان لا يريان أمهات المؤمنين فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ان رؤيتهما لهن لحل.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبه وأبو داود في ناسخه عن عكرمة رضي الله عنه قال : بلغ ابن عباس رضي الله عنهما ان عائشة رضي الله عنها احتجبت من الحسن رضي الله عنه فقال : ان رؤيته لها لتحل.

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {لا جناح عليهن} الآية ، قال : لم يذكر العم والخال لانهما ينعتانها لابنائهما.
- قوله تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النَّبِيّ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يصلون} يتبركون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه قال : صلاة الله عليه : ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه : الدعاء له.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ان بني اسرائيل قالوا لموسى عليه السلام : هل يصلي ربك فناداه ربه يا موسى إن سألوك هل يصلي ربك فقل : نعم ، أنا أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي فانزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {إن الله وملائكته} الآية ، قال : لما نزلت جعل الناس يهنؤنه بهذه الآية وقال أبي بن كعب : ما أنزل فيك خيرا إلا خلطنا به معك إلا هذه الآية ، فنزلت {وبشر المؤمنين} التوبة الآية 112.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : صلاة الله على النَّبِيّ هي مغفرته ، ان الله لا يصلي ولكن يغفر وأما صلاة الناس على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فهي الاستغفار.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ (صلوا عليه كما صلى عليه وسلموا تسليما).
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النَّبِيّ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} قلنا : يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن جرير عن يونس بن خباب قال : خطبنا بفارس فقال {إن الله وملائكته}
الآية ، قال : انبأني من سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول : هكذا انزل فقالوا : يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة

عليك فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل ابرهيم انك حميد مجيد وارحم محمد وآل محمد كما رحمت آل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله {إن الله وملائكته} قالوا : يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك فقال : قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي كثير بن أبي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال : لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} قالوا : يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم اللهم

بارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم.
وأخرج عبد الرزاق من طريق أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبه وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج أبو داود ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يكتال بالمكيال الأوفى اذا صلى علينا أهل البيت فليقل : اللهم صل على محمد النَّبِيّ وأزواجه وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن عدي عن علي رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يكتال بالمكيال الأوفى اذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على محمد وأزواجه وذريته وأمهات المؤمنين كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج الدار قطني في الافراد ، وَابن النجار في تاريخه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : كنت عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فسلم فرد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم واطلق وجهه واجلسه إلى جنبه فلما قضى الرجل حاجته نهض فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هذا رجل يرفع له كل يوم كعمل أهل الأرض قلت : ولم ذاك قال : انه كلما أصبح صلى علي عشر مرات كصلاة الخلق أجمع قلت : وما ذاك قال : يقول : اللهم صل على محمد النَّبِيّ عدد من صلى عليه من خلقك وصل على محمد النَّبِيّ كما ينبغي لنا أن نصلي عليه وصل على محمد النَّبِيّ كما أمرتنا أن نصلي عليه.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد والنسائي ، وَابن أبي عاصم والهيثم بن كليب الشاشي ، وَابن مردويه عن طلحة بن عبيد الله قال :

قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن جرير عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال : أتى رجل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : سمعت الله يقول {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فكيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن جرير عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} ، قمت اليه فقلت : السلام عليك قد عرفناه
فكيف الصلاة عليك يا رسول الله قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيدوبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد.

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد علمناه فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والنسائي ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، انهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم.
وأخرج مالك وعبد الرزاق ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن مردويه عن أبي مسعود الانصاري رضي الله عنه ، أن بشير بن سعد قال : يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك فسكت حتى تمنينا أنا لم نسأله ثم قال قولوا الله صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل

محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم.
وأخرج مالك وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن مردويه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه ، أنهم قالوا : يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن مردويه ، عَن عَلِي ، قال : قلت يا رسول الله كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن أبي شيبه عن الحسن رضي الله عنه قال : اذا قال الرجل في الصلاة {إن الله وملائكته يصلون على النبي} ، فليصل عليه.

وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي مسعود عقبة بن عمرو ، ان رجلا قال : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك اذا نحن صلينا عليك في صلاتنا فصمت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ثم قال اذا أنتم صليتم علي فقولوا : اللهم صل على محمد النَّبِيّ الامي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النَّبِيّ الامي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : يتشهد الرجل ثم يصلي على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ثم يدعو لنفسه.
وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فانها له زكاة.
وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال من قال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل

إبراهيم ، شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له.
وأخرج البخاري في الأدب عن أنس ومالك بن أوس بن الحدثان ، ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال ان جبريل عليه السلام جاءني فقال : من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشرا ورفع له عشر درجات.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والبخاري في الأدب عن أنس بن مالك رضي الله
عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيآت.
وأخرج البخاري في الادب ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صل علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا.
وأخرج البخاري في الادب ، عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه ، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فلما رقي الدرجة الاولى قال آمين ثم رقي الثانية فقال : آمين ثم رقي الثالثة فقال : آمين ، فقالوا : يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات قال : لما رقيت الدرجة الاولى جاءني جبريل فقال شقي عبد

أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له فقلت آمين ، ثم قال : شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين ، ثم قال : شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت آمين.
وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي ، وَابن مردويه عن زيد بن أبي خارجة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك فقال صلوا علي واجتهدوا ثم قولوا : اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ، ان رهطا من الانصار قالوا : يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال : قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، فقال فتى من الأنصار : يا رسول الله من آل محمد قال : كل مؤمن.

وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم اجعل
صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكم تعرضون علي باسمائكم ومسماكم فاحسنوا الصلاة علي.
وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد عن أبي طلحة رضي الله عنه قال : دخلت على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فوجدته مسرورا فقلت : يا رسول الله ما أدري متى رأيتك أحسن بشرا وأطيب نفسا من اليوم قال وما يمنعني وجبريل خرج من عندي الساعة فبشرني ان لكل عبد صلى علي صلاة يكتب له بها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات ويرفع له بها عشر درجات ويعرض علي كما قالها ويرد عليه بمثل ما دعا.
وأخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة قال : أخبرني يعقوب بن زيد التيمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني آت من ربي فقال : لا يصلي عليك عبد صلاة

إلا صلى عليه عشرا ، فقال رجل : يا رسول الله إلا أجعل نصف دعائي لك قال : ان شئت قال : ألا أجعل كل دعائي لك قال : اذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه ، وَابن النجار عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : قالوا يا رسول الله أرأيت قول الله {إن الله وملائكته يصلون على النبي} قال ان هذا لمن المكتوم ولولا انكم سألتموني عنه ما أخبرتكم ان الله وكل بي ملكين لا أذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قال ذانك الملكان : غفر الله لك وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين : آمين ، ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال : ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال الله وملائكته لذينك الملكين : آمين.
وأخرج مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا.
وأخرج الترمذي وحسنه ، وَابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة.

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه ، وَابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة.
وأخرج أحمد والترمذي عن الحسين بن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي.
وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي الصلاة علي اخطأ طريق الجنة.
وأخرج الترمذي وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم.
وأخرج البيهقي في شعب الايمان ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلا قاموا عن أنتن جيفة.
وأخرج النسائي ، وَابن أبي عاصم وأبو بكر في الغيلانيات والبغوي في الجعديات والبيهقي في الشعب والضياء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لا يجلس قوم مجلسا لا يصلون فيه على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة وان دخلوا الجنة لما

يرون من الثواب.
وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال : رغم أنف امريء ذكرت عنده فلم يصل عليك.
وأخرج القاضي اسمعيل عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى به شحا أن يذكرني قوم فلا يصلون علي.
وأخرج الاصفهاني في الترغيب والديلمي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم علي في دار الدنيا صلاة انه قد كان في الله وملائكته كفاية ولكن خص المؤمنين بذلك ليثيبهم عليه.
وأخرج الخطيب في تاريخه والاصفهاني عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
قال : الصلاة على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أمحق للخطايا من الماء البارد والسلام على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب وحب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أفضل من مهج الانفس أو قال من ضرب السيف في سبيل الله.
وأخرج ابن عدي عن ابن عمر رضي الله عنهما وأبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

صلوا علي صلى الله عليكم.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك قال اذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك.
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي عن أبي طلحة الانصاري رضي الله عنه قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر قالوا : يا رسول الله أصبحت اليوم طيبا يرى في وجهك البشر قال أتاني آت من ربي فقال : من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيآت ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها ، وفي لفظ فقال : أتاني الملك فقال : يا محمد أما يرضيك ان ربك يقول : انه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا قال : بلى.
وأخرج البيهقي في شعب الايمان ، وَابن عساكر ، وَابن المنذر في

تاريخه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في الدنيا من صلى علي يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا يخبرني بمن صلى علي باسمه ونسبه إلى عشرة فاثبته عندي في صحيفة بيضاء.
وأخرج البيهقي في الشعب والخطيب ، وَابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا كفى أمر دنياه وآخرته وكنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا

الصلاة علي يوم الجمعة فانها معروضة علي.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبه والطبراني والحاكم في الكني عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا فأكثروا أو أقلوا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن عباس رضي الله عنهما ، انه كان اذا صلى على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى وارفع درجته العليا وأعطه سؤله في الآخرة والأولى كما آتيت إبراهيم وموسى.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن ماجه ، وَابن مردوية عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : اذا صليتم على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فاحسنوا الصلاة عليه فانكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه ، قالوا : فعلمنا ، قال : قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وامام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك امام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف

السلام عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وأبلغه درجة الوسيلة من الجنة اللهم اجعل في المصطفين محبته وفي المقربين مودته وفي عليين ذكره وداره والسلام عليك ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت : زينوا مجالسكم بالصلاة على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الشيرازي في الالقاب عن زيد بن وهب قال : قال ابن مسعود رضي الله عنه : يا زيد بن وهب لا تدع اذا كان يوم الجمعة ان تصلي على النَّبِيّ ألف مرة تقول : اللهم صل على النَّبِيّ الأمي.
وأخرج عبد الرزاق والقاضي اسمعيل ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلوا على أنبياء الله ورسله فان الله بعثهم كما بعثني.

وأخرج ابن أبي شيبه والقاضي اسمعيل ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لا تصلح الصلاة على أحد إلا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن حميدة قالت : أوصت لنا عائشة رضي الله عنها بمتاعها فكان في مصحفها {إن الله وملائكته يصلون على النبي} والذين يصفون الصفوف الأول.
- قوله تعالى : إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن الذين يؤذون الله ورسوله} الآية ، قال : نزلت في الذين طعنوا على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حين أخذ صفية بنت حي رضي الله عنها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزلت في عبد الله بن أبي وناس معه قذفوا عائشة رضي الله عنها فخطب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقال من يعذرني في رجل

يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فنزلت.
وأخرج الحاكم عن ابن أبي مليكة قال : جاء رجل من أهل الشام فسب عليا رضي الله عنه عند ابن عباس رضي الله عنهما فحصبه ابن عباس رضي الله عنهما وقال : يا عدو الله آذيت رسول الله {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لآذيته.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} قال : آذوا الله فيما يدعون معه وآذوا رسول الله قالوا : انه ساحر مجنون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {إن الذين يؤذون الله ورسوله} قال : أصحاب التصاوير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فيما يروي عن ربه عز وجل شتمني ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني وكذبني ولم ينبغ له أن يكذبني فأما شتمه إياي فقوله {اتخذ الله ولدا} البقرة الآية 116 وأنا الأحد الصمد وأما تكذيبه اياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، قال قتادة :

ان كعبا رضي الله عنه كان يقول : يخرج يوم القيامة عنق من النار فيقول : يا أيها الناس اني وكلت منكم بثلاث بكل عزيز كريم وبكل جبار عنيد وبمن دعا مع الله الها آخر فيلتقطهم كما يلتقط الطير الحب من الأرض فتنطوي عليهم فتدخل النار فتخرج عنق أخرى فتقول : يا أيها الناس أني وكلت منكم بثلاثة ، بمن كذب الله وكذب على الله وآذى الله فأما من كذب الله فمن زعم ان الله لا يبعثه بعد الموت وأما من كذب على الله فمن زعم ان الله يتخذ ولدا وأما من آذى الله : فالذين يصورون ولا يحيون ، فتلقطهم كما تلقط الطير الحب من الأرض فتنطوي عليهم فتدخل النار.
- قوله تعالى : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا.
أخرج الفريابي ، وَابن سعد في الطبقات ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} قال : يقعون {بغير ما اكتسبوا} يقول : بغير ما علموا {فقد احتملوا بهتانا} قال : إثما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال : يلقى الجرب على أهل النار

فيحكون حتى تبدو العظام فيقولون : ربنا بم أصابنا هذا فيقال : بأذاكم المسلمين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في
الآية قال : اياكم وأذى المؤمنين فان الله يحوطهم ويغضب لهم وقد زعموا أن عمر بن الخطاب قرأها ذات يوم فافزعه ذلك حتى ذهب إلى أبي بن كعب رضي الله عنه فدخل عليه فقال : يا أبا المنذر اني قرأت آية من كتاب الله تعالى فوقعت مني كل موقع {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} والله اني لأعاقبهم وأضربهم فقال له : انك لست منهم انما أنت معلم.
وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : اني لأبغض فلانا فقيل للرجل : ما شأن عمر رضي الله عنه يبغضك فلما أكثر القوم في الذكر جاء فقال : يا عمر أفتقت في الإسلام فتقا قال : لا ، قال : فجنيت جناية قال : لا ، قال : أحدثت حدثا قال : لا ، قال : فعلام تبغضني وقد قال الله {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} فقد آذيتني فلا غفرها الله لك ، فقال عمر رضي الله عنه : صدق والله ما فتق فتقا ولا ولا فاغفرها لي فلم يزل به حتى غفرها له.

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن ابن عمر رضي الله عنهما {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} إلى قوله {وإثما مبينا} قال : فكيف بمن أحسن إليهم يضاعف لهم الاجر.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن عبد الله بن يسر رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال ليس منا ذو حسد ولا نميمة ولا خيانة ولا اهانة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات}.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أي الربا أربى عند الله قالوا : الله ورسوله أعلم قال : أربى الربا عند الله استحلال عرض امريء مسلم ثم قرأ {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا}.
- قوله تعالى : يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما.

أخرج ابن سعد والبخاري ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت سودة رضي الله عنها بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفي على من يعرفها فرآها عمر رضي الله عنه فقال : يا سودة انك والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وانه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت وقالت : يا رسول الله اني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر رضي الله عنه : كذا ، كذا ، فأوحى اليه ثم رفع عنه وان العرق في يده فقال : انه قد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي مالك قال : كان نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فقيل : ذلك للمنافقين فقالوا : انما نفعله بالأماء ، فنزلت هذه الآية {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} فأمر بذلك حتى عرفوا من الأماء.
وأخرج ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال : قدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل فكان نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وغيرهن اذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان

رجال يجلسون على الطريق للغزل فانزل الله {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك} ، يعني بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فاذا قيل له قال : كنت أحسبها أمة فأمرهن الله تعالى ان يخالفن زي الأماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها إلا احدى عينيها {ذلك أدنى أن يعرفن} يقول : ذلك أحرى ان يعرفن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال : أمر الله نساء المؤمنين اذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من أكسيه سود يلبسنها.
وأخرج ابن أبي شيبه عن أبي قلابة رضي الله عنه قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يدع في

خلافته أمة تقنع ويقول : انما القناع للحرائر لكيلا يؤذين.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد عن أنس رضي الله عنه قال : رأى عمر رضي الله عنه جارية مقنعة فضربها بدرته وقال : القي القناع لا تشبهين بالحرائر.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : رحم الله نساء الأنصار لما نزلت {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} ، شققن مروطهن ، فاعتجرن بها فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما على رؤوسهن الغربان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن شهاب رضي الله عنه انه قيل له : الأمة تزوج فتخمر قال {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} فنهى الله الاماء ان يتشبهن بالحرائر.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال : سألت عبيدة رضي الله عنه عن هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} فرفع ملحفة كانت عليه فقنع بها وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه.
وَأخرَج عينه اليسرى من شق وجهه الايسر مما يلي العين.

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} قال : أخذ الله عليهن اذا خرجن ان يعدنها على الحواجب {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} قال : قد كانت المملوكة يتناولونها فنهى الله الحرائر يتشبهن بالاماء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الكلبي في الآية قال : كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن فكان الفساق يتعرضون لهن فيؤذونهن فامرهن الله ان يدنين عليهن من جلابيبهن حتى تعلم الحرة من الامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن معاوية بن قرة ان دعارا من دعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمزونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر انما يفعلون ذلك بالاماء فانزل الله هذه الآية {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال :
كانت الحرة تلبس لباس الامة فامر الله نساء المؤمنين ان يدنين عليهم من جلابيبهن وأدنى الجلباب : ان تقنع وتشده على جبينها.
وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه في قوله {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} قال : اماؤكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج

فيحسب انها أمة فتؤذى فامرهن الله أن يدنين عليهم من جلابيبهن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال : كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فاذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق فيقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن فاذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا : هذه حرة فكفوا عنها واذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا : هذه أمة فوثبوا عليها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال : يسدلن عليهن من جلابيبهن ، وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا ان يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال : تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها.
وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال : هو الرداء.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وابن

المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال : يتجلببن بها فيعلمن انهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال : سألت عبيدا السلماني رضي الله عنه عن قوله الله {يدنين عليهن من جلابيبهن} فتقنع بملحفة فغطى رأسه ووجهه.
وَأخرَج احدى عينيه.
- قوله تعالى : لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا.
أخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : ان أناسا من المنافقين أرادوا ان يظهروا نفاقهم فنزلت فيهم {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم} لنحرشنك بهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال (الارجاف) الكذب الذي كان يذيعه أهل النفاق ويقولون : قد أتاكم عدد وعدة ، وذكر لنا : ان المنافقين أرادوا ان يظهروا ما في قلوبهم من النفاق فأوعدهم الله بهذه الآية {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض} إلى قوله {لنغرينك بهم} أي لنحملك عليهم ولنحرشنك بهم فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه {ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا} أي بالمدينة {ملعونين} قال : على كل حال {أينما

ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا} قال : اذا هم أظهروا النفاق {سنة الله في الذين خلوا من قبل} يقول : هكذا سنة الله فيهم اذا أظهروا النفاق.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله {لئن لم ينته المنافقون} قال : يعني المنافقين بأعيانهم {والذين في قلوبهم مرض} شك ، يعني المنافقين أيضا.
وأخرج ابن سعد عن عبيد بن حنين رضي الله عنه في قوله {لئن لم ينته المنافقون} قال : عرف المنافقين بأعيانهم {والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة} هم المنافقون جميعا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، عَن طاووس رضي الله عنه في الآية قال : نزلت في بعض أمور النساء.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : سألت عكرمة رضي الله عنه عن قول الله {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض}

قال : أصحاب الفواحش.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله {والذين في قلوبهم مرض} قال : أصحاب الفواحش.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله {والذين في قلوبهم مرض} قال : كانوا مؤمنين وكان في أنفسهم ان يزنوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {لئن لم ينته المنافقون} قال : كان النفاق على ثلاثة وجوه ، نفاق مثل نفاق عبد الله بن أبي بن سلول ، ونفاق مثل نفاق عبد الله بن نبتل ومالك بن داعس فكان هؤلاء وجوها من وجوه الأنصار فكانوا يستحبون أن يأتوا الزنا يصونون بذلك أنفسهم {والذين في قلوبهم مرض} قال : الزنا ان وجدوه عملوه وان لم يجدوه لم يبتغوه ، ونفاق يكابرون النساء مكابرة وهم هؤلاء الذين كانوا يكابرون النساء {لنغرينك بهم} يقول : لنعلمنك بهم ثم قال {ملعونين} ثم فصله في الآية {أينما ثقفوا} يعملون هذا العمل مكابرة النساء {أخذوا وقتلوا تقتيلا} قال : السدي رضي الله عنه : هذا حكم في القرآن ليس يعمل به ، لو ان رجلا أو أكثر من ذلك اقتصوا أثر امرأة فغلبوها على نفسها ففجروا بها

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35