كتاب : الدر المنثور في التفسير بالماثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


من أبصارهم} الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} الآية أي عما لا يحل لهم {ويحفظوا فروجهم} أي عما لا يحل لهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} قال : من شهواتهم عما يكره الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} يعني أبصارهم فمن هنا صلة في الكلام ، يعني يحفظوا أبصارهم عما لا يحل لهم النظر إليه ويحفظوا فروجهم عن الفواحش {ذلك أزكى لهم} يعني غض البصر وحفظ الفرج.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : كل آية يذكر فيها حفظ الفرج فهو من الزنا إلا هذه الآية في النور {ويحفظوا فروجهم} {ويحفظن فروجهن} فهو ان يراها.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري وأبو داود والترمذي

والنسائي ، وَابن ماجه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قلت : يا نبي الله اذا كان القوم بعضهم في بعض قال : ان استطعت ان لا يراها أحد فلا يرينها قلت : اذا كان أحدنا خاليا قال : الله أحق ان يستحي منه من الناس.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن العلاء بن زياد قال : كان يقال لا تتبعن بصرك حسن رداء امرأة فان النظر يجعل شبقا في القلب.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال : الشيطان من الرجل على ثلاثة منازل ، على عينيه وقلبه وذكره وهو من المرأة على ثلاثة ، على عينها وقلبها وعجزها.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن مردويه عن جرير البجلي قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاة

فأمرني ان أصرف بصري.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والبيهقي في "سُنَنِه" عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي لاتتبع النظرة النظرة فان لك الاولى وليست لك الآخرة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن مردويه من حديث علي مثله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لا تجلسوا في المجالس فان كنتم لابد فاعلين فردوا السلام وغضوا الابصار واهدوا السبيل وأعينوا على الحمولة.
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والجلوس على الطرقات قالوا : يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا ، نتحدث فيها فقال : ان أبيتم فاعطوا الطريق حقه قالوا : وما حق الطريق

يا رسول الله قال : غض البصر وكف الاذى ورد السلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأخرج أبو القاسم البغوي في معجمه والطبراني عن أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة ، اذا حدث أحدكم فلا يكذب واذ ائتمن فلا يخن واذا وعد فلا يخلف غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم.
وأخرج أحمد والحكيم في نوادر الاصول والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابي أمامة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول رمقة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق وزنا الاذنين الاستماع وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين الخطو والنفس تمنى وتشتهي والفرج

يصدق ذلك أو يكذبه.
وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النظرة سهم من سهام ابليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه ايمانا يجد حلاوته في قلبه.
وأخرج ابن أبي الدنيا والديلمي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله وعينا سهرت في سبيل الله وعينا خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله.
- قوله تعالى : وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت
أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال : بلغنا - والله أعلم - ان جابر بن عبد الله الانصاري حدث : ان أسماء بنت مرشد كانت في نخل لها في بني حارثة

فجعل النساء يدخلن عليها غير مؤتزرات فيبدو ما في أرجلهن يعني الخلاخل ويبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء : ما أقبح هذا ، فأنزل الله في ذلك {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} الآية.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن مسعود في قوله {ولا يبدين زينتهن} قال : الزينة ، السوار والدملج والخلخال والقرط والقلادة {إلا ما ظهر منها} قال : الثياب والجلبات.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : الزينة زينتان ، زينة ظاهرة وزينة باطنة لا يراها إلا الزوج فاما الزينة الظاهرة : فالثياب.
وَأَمَّا الزينة الباطنة : فالكحل والسوار والخاتم ولفظ ابن جرير فالظاهرة منها : الثياب ، وما يخفي : فالخلخالان والقرطان والسوارن.

وأخرج أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة استعطرت فخرجت فمرت على قوم فيجدوا ريحها فهي زانية.
وأخرج ابن المنذر عن أنس في قوله {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال : الكحل والخاتم.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال : الكحل والخاتم والقرط والقلادة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن عباس في قوله {إلا ما ظهر منها} قال : هو خضاب الكف والخاتم.

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إلا ما ظهر منها} قال : وجهها وكفاها والخاتم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إلا ما ظهر منها} قال : رقعة الوجه وباطن الكف.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي في "سُنَنِه" عن عائشة رضي الله عنها انها سئلت عن الزينة الظاهرة فقالت : القلب والفتخ وضمت طرف كمها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة في قوله {إلا ما ظهر منها} قال : الوجه وثغره النحر.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله {إلا ما ظهر منها} قال : الوجه والكف.
وأخرج ابن جرير عن عطاء في قوله {إلا ما ظهر منها} قال الكفان والوجه.

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال : المسكتان والخاتم والكحل قال قتادة : وبلغني ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تخرج يدها إلا إلى ههنا ويقبض نصف الذراع.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن المسور بن مخرمة في قوله {إلا ما ظهر منها} قال : القلبين يعني السوار والخاتم والكحل.
وأخرج سنيد ، وَابن جَرِير عن ابن جريج قال : قال ابن عباس في قوله {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال : الخاتم والمسكة قال ابن جريج ، وقالت عائشة رضي الله عنها : القلب والفتخة ، قالت عائشة : دخلت على ابنة أخي لامي عبد الله بن الطفيل مزينة فدخلت على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأعرض فقالت عائشة رضي الله عنها : انها ابنة أخي وجارية فقال اذا عركت المرأة لم يحل لها ان تظهر إلا وجهها
والا ما دون هذا وقبض على ذراع نفسه فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى.

وأخرج أبو داود والترمذي وصححه والنسائي والبيهقي في "سُنَنِه" عن أم سلمة إنها كانت عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وميمونة فقالت : بينا نحن عنده أقبل ابن أبي مكتوم فدخل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبا عنه فقالت : يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا فقال أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه.
وأخرج أبو داود ، وَابن مردويه والبيهقي عن عائشة : ان أسماء بنت أبي بكر دخلت على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال يا أسماء ان المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفه.
وأخرج أبو داود في مراسيله عن قتادة ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال ان الجارية اذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل والله أعلم.
وأخرج أبو داود والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي

حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن عائشة قالت : رحم الله نساء المهاجرات الاول ، لما أنزل الله {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} أخذ النساء أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه والحاكم وصححه عن عائشة قالت : لما نزلت هذه الآية {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن أكتف مروطهن فاختمرن به.
وأخرج الحاكم وصححه عن أم سلمة ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تختمر فقال : لية لا ليتين.
وأخرج أبو داود ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن صفية بنت شيبة قالت : بينا نحن عند عائشة فذكرن نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة :

ان نساء قريش لفضلي واني والله ما رأيت أفضل من نساء الانصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} انقلب رجالهن اليهن يتلون عليهن ما أنزل اليهن فيها ويتلو الرجل على امرأته وبنته
وأخته وعلى ذي قرابته فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله في كتابه فاصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم للصبح متعجرات كأن على رؤوسهن الغربان.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن مردويه عن عائشة : ان امرأة دخلت عليها وعليها خمار رقيق يشف جبينها فأخذته عائشة فشقته ثم قالت : ألا تعلمين ما أنزل الله في سورة النور فدعت لها بخمار فكستها اياه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وليضربن} وليشددن {بخمرهن على جيوبهن} يعني النحر والصدر فلا يرى منه شيء.
وأخرج أبو داود في الناسخ عن ابن عباس قال : في سورة النور {ولا

يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن} وقال {يدنين عليهن من جلابيبهن} ثم استثنى فقال {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن} والمتبرجات اللاتي يخرجن غير نحورهن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس في قوله {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} والزينة الظاهرة ، الوجه وكحل العينين وخضاب الكف والخاتم فهذا تظهره في بيتها لمن دخل عليها ثم قال : {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن} والزينة التي تبديها لهؤلاء قرطاها وقلادتها وسوارها فأما خلخالها ومعضدها ونحرها وشعرها فانها لا تبديه إلا لزوجها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {ولا يبدين زينتهن} يعني ولا يضعن الجلباب وهو القناع من فوق الخمار {إلا لبعولتهن أو آبائهن} قال : فهو محرم ، وكذلك العم والخال {أو نسائهن} يعني نساء المؤمنات {أو ما ملكت أيمانهن} يعني عبد المرأة.

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن الشعبي وعكرمة في هذه الآية {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن} حتى فرغ منها قال : لم يذكر العم والخال لأنهما ينعتان لابنائهما فلا تضع خمارها عند العم والخال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {أو نسائهن} قال : من المسلمات لا تبديه ليهودية ولا لنصرانية وهو النحر والقرط والوشاح وما حوله.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر والبيهقي في "سُنَنِه" عن مجاهد قال : لا تضع المسلمة خمارها أي لا تكون قابلة عند مشركة ولا تقبلها لأن الله تعالى يقول {أو نسائهن} فلسن من نسائهن.
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في "سُنَنِه" ، وَابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب إلى أبي عبيده أما بعد ، فانه بلغني أن نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك

فانه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل ملتها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {أو ما ملكت أيمانهن} يعني عبد المرأة لا يحل لها أن تضع جلبابها عند عبد زوجها.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن ابن عباس قال : لا بأس أن يرى العبد شعر سيدته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : تضع المرأة الجلباب عند المملوك.
وأخرج أبو داود ، وَابن مردويه والبيهقي عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها وعلى فاطمة ثوب اذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها واذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها فلما رأى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال : انه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اذا

كان لأحداكن مكاتب وكان له ما يؤدي فلتحتجب منه.
وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال : كان العبيد يدخلون على أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أو ما ملكت أيمانهن} قال : في
القراءة الأولى ، الذين لم يبلغوا الحلم مما ملكت أيمانكم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، عَن طاووس ومجاهد قال : لا ينظر المملوك لشعر سيدته قالا : وفي بعض القراءة (أو ما ملكت أيمانكم الذين لم يبلغوا الحلم).
وأخرج عبد الرزاق عن عطاء أنه سئل : هل يرى غلام المرأة رأسها وقدمها قال : ما أحب ذلك إلا أن يكون غلاما يسرا فأما رجل ذو لحية فلا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال : لا تغرنكم هذه الاية {أو

ما ملكت أيمانهن} انما عني بها الاماء ولم يعن بها العبيد.
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال : تستتر المرأة من غلامها.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة وعبد بن بن حميد ، وَابن جريرعن ابن عباس في قوله {أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال} قال : هو الذي لا يستحي منه النساء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس في قوله {أو التابعين غير أولي الإربة} قال : هذا الرجل يتبع القوم وهو مغفل في عقله لا يكترث للنساء ولا يشتهي النساء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال} قال كان الرجل يتبع الرجل في الزمان الأول لا يغار عليه ولا ترهب المرأة أن تضع خمارها عنده وهو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء.

وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، عَن طاووس {غير أولي الإربة} قال : هو الأحمق الذي ليس له في النساء أرب ولا حاجة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير والمنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {غير أولي الإربة} قال : هو الأبله الذي لا يعرف أمر النساء.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {غير أولي الإربة} قال : هو المخنث الذي لا يقوم زبه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {غير أولي الإربة من الرجال} قال : هو الشيخ الكبير الذي لا يطيق النساء.
وأخرج عبد بن الحميد {غير أولي الإربة} هو العنين ، ، وعَبد بن حُمَيد ابن المنذر عن الكلبي {غير أولي الإربة} قال : هو الخصي والعنين.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن عكرمة قال هو الذي

لا يقوم زبه.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن سعيد بن جبير قال : هو المعتوه.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن الشعبي قال : هو الذي لم يبلغ أربه ان يطلع على عورات النساء.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت : كان رجل يدخل على أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مخنث فكانوا يعدونه من غير أولي الأربة فدخل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة قال : اذا أقبلت أقبلت باربع واذا أدبرت أدبرت بثمان فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لا أرى هذا يعرف ما ههنا لا يدخلن عليكم فحجبوه.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : كان يدخل على أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم هيت وانما كن يعددنه من غير أولي الأربة من الرجال فدخل رسول الله

صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو ينعت امرأة يقول : انها اذا أقبلت أقبلت باربع واذا أدبرت أدبرت بثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أسمع هذا يعلم ما ههنا لا يدخلن عليكم فأخرجه فكان بالبيداء يدخل كل جمعة يستطعم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن مجاهد في قوله {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} قال : هم الذين لا يدرون ما النساء من الصغر قبل الحلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} قال : الغلام الذي لم يحتلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : كل شيء من المرأة عورة حتى ظفرها ، والله أعلم.

وأخرج أبن جرير عن حضرمي : ان امرأة اتخذت معرنين من فضة واتخذت جزعا فمرت على القوم فضربت برجلها فوقع الخلخال على الجزع فصوت فانزل الله {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ولا يضربن بأرجلهن} وهو أن تقرع الخلخال بالاخر عند الرجال أو تكون على رجليها خلاخل فتحركهن عند الرجال ، فنهى الله عن ذلك لأنه من عمل الشيطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ولا يضربن بأرجلهن} قال : كانت المرأة تضرب برجلها ليسمع قعقعة الخلخال فيها فنهى عن ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} قال : الخلخال ، نهى ان تضرب برجلها ليسمع صوت الخلخال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن معاوية بن قرة قال : كن نساء الجاهلية يلبسن

الخلاخيل الصم فانزل الله هذه الآية {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي مالك قال : كانت المرأة تمر على المجلس في رجلها الخرز فاذا جاوزت المجلس ضربت برجلها فنزلت {ولا يضربن بأرجلهن}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : ان المرأة كانت يكون في رجلها الخلخال فيه الجلاجل فاذا دخل عليها غريب تحرك رجلها عمدا ليسمع صوت الخلخال فقال : {ولا يضربن} يعني لا يحركن أرجلهن {ليعلم ما يخفين} يعني ليعلم الغريب اذا عليها ما تخفي من زينتها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود {ليعلم ما يخفين من زينتهن} قال : الخلخال.
وأخرج الترمذي عن ميمونة بنت سعد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها.

وأخرج أحمد والبخاري في الأدب ومسلم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن الاغر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ياأيها الناس توبوا إلى الله جميعا فاني أتوب اليه كل يوم مائة مرة.
وأخرج أحمد عن حذيفة قال : كان في لساني ذوب إلى أهلي فلم أعده إلى غيره فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : أين أنت من الاستغفار يا حذيفة اني لاستغفر الله في كل يوم مائة مرة وأتوب إليه.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أبي رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : كم للمؤمنين من ستر قال : هي أكثر من أن يحصى ولكن المؤمن اذا عمل خطيئة هتك منها سترا فاذا تاب رجع اليه ذلك الستر وتسعة معه واذا لم يتب هتك عنه منها ستر واحد حتى اذا لم يبق عليه منها شيء قال الله تعالى لمن يشاء من ملائكته : ان

بني آدم يعيرون ولا يغفرون فحفوه باجنحتكم فيفعلون به ذلك فان تاب رجعت اليه الاستار كلها واذا لم يتب عجبت منه الملائكة فيقول الله لهم ، اسلموه ، فيسلموه حتى لا يستر منه عورة.
وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مغفل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الندم توبة.
وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن مسعود قال : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول : الندم توبة.
وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس قال : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول : الندم توبة.

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن أبن عباس انه سئل : عن الرجل يزني بالمرأة ثم يتزوجها فقال : أوله سفاح وآخره نكاح وتوبتهما الي جميعا أحب من توبتهما الي متفرقين ان الله يقول {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون}.
- قوله تعالى : وأنكحوا الأيامى منك والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وأنكحوا الأيامى منكم} قال : قد أمركم الله - كما تسمعون - ان تنكحوهن فانه أغض لابصارهم واحفظ لفروجهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن انه قال : وانكحوا الصالحين من عبيدكم وامائكم.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انكحوا الصالحين والصالحات فما تبعهم بعد ذلك فهو حسن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {وأنكحوا الأيامى منكم} الآية ، قال : أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه وأمرهم ان

يتزوجوا أحرارهم وعبيدهم ووعدهم في ذلك الغنى فقال {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال : أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : ذكر لنا ان عمر بن الخطاب قال : ما رأيت كرجل لم يلتمس الغنى في الباءة وقد وعده الله فيها ما وعده فقال {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة معا في المصنف عن عمر بن الخطاب قال : ابتغوا الغنى في الباءة ، وفي لفظ اطلبوا الفضل في الباءة وتلا {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : التمسوا الغنى في النكاح ، يقول الله {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.

وأخرج الديلمي عن ابن عباس ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : التمسوا الرزق بالنكاح.
وأخرج البزار ، وَابن مردويه والديلمي من طريق عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكحوا النساء فانهن يأتينكم بالمال وأخرجه ابن أبي شيبة وأبو داود في مراسيله عن عروة مرفوعا مرسلا.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الاداء والغازي في سبيل الله.

وأخرج الخطيب في تاريخه ، عَن جَابر قال : جاء رجل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يشكو اليه الفاقة فأمره ان يتزوج.
- قوله تعالى : وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين بيتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وأتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتيتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدني ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا} قال : هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي فإن كانت له امرأة فليذهب اليها فليقض حاجته منها وان لم تكن له امرأة فلينظر في ملكوت السموات والارض حتى يغنيه الله من فضله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق {وليستعفف} يقول : عما حرم الله عليهم حتى يرزقهم الله.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا} الآية قال : ليتزوج من لا يجد فان الله سيغنيه.
وأخرج ابن السكن في معرفة الصحابة عن عبد الله بن صبيح عن أبيه قال : كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى ، فسألته الكتاب فأبى فنزلت !

{والذين يبتغون الكتاب}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {والذين يبتغون الكتاب} يعني الذين يطلبون المكاتبة من المملوكين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {فكاتبوهم} قال : هذا تعليم ورخصة وليست بعزيمة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن عامر الشعبي {فكاتبوهم} قال : ان شاء كاتب وان شاء لم يكاتب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أنس بن مالك قال : سألني سيرين المكاتبة فأبيت عليه فأتى عمر بن الخطاب فأقبل علي بالدرة وقال : كاتبه وتلا {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا} فكاتبته.
وأخرج أبو داود في المراسيل والبيهقي في "سُنَنِه" عن يحيى بن أبي كثير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا} قال : ان علمتم فيهم حرفة ولا ترسلوهم كلا على الناس.

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله {إن علمتم فيهم خيرا} قال : المال.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد مثله.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله {إن علمتم فيهم خيرا} قال : أمانة ووفاء.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا} ان علمت ان مكاتبك يقضيك.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي عن ابن جريج قال : قلت لعطاء ما قوله {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا} الخير المال أم الصلاح أم كل ذلك قال ما أراه إلا المال كقوله !

{كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا} الخير ، المال.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عبيدة السلماني {إن علمتم فيهم خيرا} قال : ان علمتم عندهم أمانة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة وابراهيم وأبي صالح ، مثله.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر والبيهقي عن نافع قال : كان ابن عمر يكره ان
يكاتب عبده اذا لم يكن له حرفة ويقول : يطعمني من أوساخ الناس.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد وطاوس في قوله {إن علمتم فيهم خيرا} قال : مالا وأمانة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن الحسن مثله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس

في قوله {إن علمتم فيهم خيرا} قال : ان علمتم لهم حيلة ولا تلقوا مؤنتهم على المسلمين {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} يعني ضعوا عنهم من مكاتبتهم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والروياني في مسنده والضياء المقدسي في المختارة عن بريدة {وآتوهم من مال الله} قال : حث الناس عليه أن يعطوه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {وآتوهم من مال الله} قال : حث الناس عليه مولى وغيره.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال : يترك للمكاتب طائفة من كتابته ، وعبد بن الحميد ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس {وآتوهم من مال الله} أمر الله المؤمنين ان يعينوا في الرقاب قال علي بن أبي طالب : أمر الله السيد أن يدع للمكاتب الربع من ثمنه وهذا تعليم من الله ليس بفريضة ولكن فيه أجر.

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي من طريق أبي عبد الرحمن السلمي ان علي بن أبي طالب قال في قوله {إن علمتم فيهم خيرا} قال : مالا ، {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} قال : يترك للمكاتب الربع.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والديلمي ، وَابن المنذر والبيهقي ، وَابن مردويه من طرق عن عبد الله بن حبيب عن علي عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} قال : يترك للمكاتب الربع.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : يترك له العشر من كتابته.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي حاتم والبيهقي عن عمر أنه كاتب عبدا له يكنى أبا أمية فجاء بنجمه حين حل قال : يا أبا أمية اذهب

فاستعن به في مكاتبتك قال : يا أمير المؤمنين لو تركت حتى يكون من آخر نجم قال : أخاف ان لا أدرك ذلك ثم قرأ {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : كان ابن عمر اذا كان له مكاتب لم يضع عنه شيئا من أول نجومه مخافة أن يعجز فترجع اليه صدقته ولكنه اذا كان في آخر مكاتبته وضع عنه ما أحب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم {وآتوهم من مال الله} قال : ذلك على الولاة ، يعطوهم من الزكاة يقول الله {وفي الرقاب} التوبة الآية 60.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وسعيد بن منصور والبزار والدار قطني ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طريق أبي سفيان ، عَن جَابر بن عبد الله قال : كان عبد الله بن أبي يقول لجارية له : اذهبي

فابغينا شيئا وكانت كارهة فانزل الله {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} هكذا كان يقرأها.
وأخرج مسلم من هذا الطريق ، عَن جَابر : ان جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة ، وأخرى يقال لها أميمة ، فكان يريدهما على الزنا فشكيا ذلك إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فانزل الله {ولا تكرهوا فتياتكم}.
وأخرج النسائي والحاكم وصححه ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه من طريق أبي الزبير ، عَن جَابر قال : كانت مسيكة لبعض الأنصار فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ان سيدي يكرهني على البغاء فنزلت {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.
وأخرج البزار ، وَابن مردويه عن أنس قال : كانت جارية لعبد الله بن أبي

يقال لها معاذة ، يكرهها على الزنا فلما جاء الإسلام نزلت {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة ، مثله.
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب في قوله {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}
قال : كان أهل الجاهلية يبغين اماؤهم فنهوا عن ذلك في الإسلام.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانوا في الجاهلية يكرهون اماءهم على الزنا يأخذون أجورهم فنزلت الآية.
وأخرج الطيالسي والبزار ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس ان جارية لعبد الله بن أبي كانت تزني في الجاهليه فولدت له أولاد من الزنا فلما حرم الله الزنا قال لها : ما لك لا تزنين قالت : لا والله لا أزني أبدا فضربها فأنزل الله {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.

وأخرج سعيد بن منصور والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عكرمة ان عبد الله بن أبي كانت له أمتان ، مسيكة ومعاذة وكان يكرههما على الزنا فقالت احداهما : ان كان خيرا فقد استكثرت منه وان كان غير ذلك فانه ينبغي ان أدعه ، فانزل الله {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي مالك في قوله {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} قال : نزلت في عبد الله بن أبي وكانت له جارية تكسب عليه فأسلمت وحسن إسلامها فارادها ان تفعل كما كانت تفعل فأبت عليه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : كان لعبد الله بن أبي جارية تدعى معاذة فكان اذا نزل به ضيف أرسلها اليه ليواقعها ارادة الثواب منه والكرامة له فاقبلت الجارية إلى أبي بكر فشكت ذلك اليه فذكره أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فأمره بقبضها فصاح عبد الله بن أبي : من يعذرنا من محمد يغلبنا على مماليكنا فنزلت الآية.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الزهري

ان رجلا من قريش أسر يوم بدر وكان عند عبد الله بن أبي أسيرا وكانت لعبد الله بن أبي جارية يقال لها معاذة وكان القرشي الأسير يريدها على نفسها وكانت مسلمة فكانت تمتنع منه لإسلامها وكان عبد الله بن أبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء أن تحمل للقرشي فيطلب فداء ولد فانزل الله {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.
وأخرج الخطيب في رواة مالك من طريق مالك عن ابن شهاب ان عمر بن ثابت أخا بني الحرث بن الخزرج حدثه : ان هذه الآية في سورة النور {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}
نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول وذلك أن عباس بن عبد المطلب كان عندهم أسيرا فكان عبد الله بن أبي يضربها على أن تمكن عباسا من نفسها رجاء ان تحمل منه فيأخذ ولده فداء فكانت تأبى عليه وقال : ذلك الغرض الذي كان ابن أبي يبتغي.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد قال : كانوا يأمرون ولائدهم ان يباغوا فكن يفعلن ذلك ويصبن فيأتين بكسبهن قال : وكان لعبد الله بن أبي جارية فكانت تباغي وكرهت ذلك وحلفت ان لا بفعله

فأكرهها فانزل الله الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال : بلغنا - والله أعلم - أن هذه الآية نزلت في رجلين كانا يكرهان أمتين لهما إحداهما اسمها مسيكة وكانت للأنصاري والأخرى أميمة أم مسيكة لعبد الله بن أبي وكانت معاذة وأروى بتلك المنزلة فاتت مسيكة وامها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فذكرتا ذلك له فانزل الله في ذلك {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} يعني الزنا.
وَأخرَج ابن أبي شيبة عن رافع بن خديج أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : كسب الحجام خبيث ومهر البغي خبيث..
وَأخرَج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مهر البغي.
وَأخرَج ابن أبي شيبة عن أبي مسعود وأبي هريرة ، مثله ..

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} قال : لا تكرهوا اماءكم على الزنا فان فعلتم فان الله لهن غفور رحيم واثمهن على من يكرههن.
:.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : في قراءة ابن مسعود (فان الله من بعد اكراههن لهن غفور رحيم) قال : للمكرهات على الزنا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {إن أردن تحصنا} أي عفة واسلاما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} يعني كسبهن وألادهن من الزنا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} قال : للمكرهات على الزنا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} قال : لهن وليست لهم.
- قوله تعالى : ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين.
أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل {ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات} يعني ما فرض عليهم في هذه السورة.

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ {فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم}.
- قوله تعالى : الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجه الزجاجه كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم.
أخرج البخاري ومسلم والنسائي ، وَابن ماجه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تهجد في الليل يدعو اللهم لك الحمد أنت رب السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيام السموات والارض ومن فيهن أنت الحق وقولك حق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق الله لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت واليك أنبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت الهي لا إله إلا أنت.

وأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي عن زيد بن أرقم قال سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاة الغداة وفي دبر الصلاة اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد بأنك انت الرب وحدك لا شريك لك اللهم ربنا ورب كل شيء انا شهيد ان محمدا عبدك ورسولك اللهم ربنا ورب كل شيء انا شهيد ان العباد كلهم اخوة اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة ذا الجلال والأكرام اسمع واستجب الله أكبر الله أكبر الله نور السموات والأرض الله أكبر الله أكبر حسبي الله ونعم الوكيل الله أكبر الله أكبر.
وأخرج الطبراني عن سعيد بن جبير قال : كان ابن عباس يقول : اللهم اني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض ان تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {الله نور السماوات والأرض} يدبر الأمر فيهما ، نجومهما وشمسهما وقمرهما.
وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} الذي أعطاه المؤمن {كمشكاة} مثل الكوة {فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية} في سفح جبل لا تصيبها الشمس اذا طلعت ولا اذا غربت {يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور} فذلك مثل قلب المؤمن نور على نور {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة} قال : أعمال الكفار اذا جاؤا رأوها مثل السراب اذا أتاه الرجل قد احتاج إلى الماء فأتاه فلم يجد شيئا ، فذلك مثل عمل الكافر يرى أن له

ثوابا وليس له ثواب {أو كظلمات في بحر لجي} إلى قوله {لم يكد يراها} فذلك مثل قلب الكافر ظلمة فوق ظلمة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن الانباري في المصاحف عن الشعبي قال : في قراءة أبي بن كعب / {مثل نور المؤمن كمشكاة > /.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله {الله نور السماوات والأرض} يقول : مثل نور من آمن بالله كمشكاة قال : وهي النقرة يعني الكوة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {مثل نوره} قال : هي خطأ من الكاتب ، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة قال : مثل نور المؤمن كمشكاة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات من طريق علي عن ابن عباس {الله نور السماوات

والأرض} قال : هادي أهل السموات والأرض {مثل نوره} مثل هداه في قلب المؤمن {كمشكاة} يقول : موضع الفتيلة يقول : كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار اذا مسته النار ازداد ضوأ على ضوئه كذلك يكون قلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم فاذا أتاه العلم ازداد هدى على هدى ونورا على نور.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن أبي العالية قال : هي في قراءة أبي بن كعب مثل نور من آمن به ، أو قال مثل من آمن به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي بن كعب {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال : هو المؤمن الذي جعل الايمان والقرآن في صدره فضرب

الله مثله فقال {الله نور السماوات والأرض} فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال : مثل نور من آمن به فكان أبي بن كعب يقرؤها : مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الايمان والقرآن في صدره {كمشكاة} قال : فصدر المؤمن المشكاة {فيها مصباح} والمصباح : النور وهو القرآن والايمان الذي جعل في صدره {في زجاجة} والزجاجة : قلبه ، {كأنها كوكب دري} فقلبه مما استنار فيه القرآن والايمان كأنه كوكب دري يقول : كوكب مضيء ، {يوقد من شجرة مباركة} والشجرة المباركة : أصل المبارك الاخلاص لله وحده ، وعبادته لا شريك له ، {زيتونة لا شرقية ولا غربية} قال : فمثله كمثل شجرة التف بها الشجرن فهي خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حالة كانت لا اذا طلعت ولا اذا غربت فكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يصله شيء من الفتن وقد ابتلي بها فثبته الله فيها فهو بين اربع خلال ، ان قال صدق وان حكم عدل وان اعطي شكر وان ابتلي صبر ، فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي بين قبور الأموات {نور على نور} فهو يتقلب في خمسة من
النور ، فكلامه نور

ومدخله نور ومخرجه نور ومصيره إلى نور يوم القيامة إلى الجنة ، ثم ضرب مثل الكافر فقال : {والذين كفروا أعمالهم كسراب} قال : وكذلك الكافر يجيء يوم القيامة وهو يحسب أن له عند الله خيرا فلا يجده ويدخله الله النار قال : وضرب مثلا آخر للكافر فقال {أو كظلمات في بحر لجي} فهو يتقلب في خمس من الظلم ، فكلامه ظلمة وعمله ظلمة ومخرجه ظلمة ومدخله ظلمة ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات إلى النار ، فكذلك ميت الاحياء يمشي في الناس لا يدري ماذا له وماذا عليه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ان اليهود قالوا لمحمد : كيف يخلص نور الله من دون السماء فضرب الله مثل ذلك لنوره فقال {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة} والمشكاة : كوة البيت ، {فيها مصباح} وهو السراج يكون في الزجاجة ، وهو

مثل ضربه الله لطاعته فسمى طاعته نورا ثم سماها انواعا شتى {لا شرقية ولا غربية} قال : هي وسط الشجرة لا تنالها الشمس اذا طلعت ولا اذا غربت وذلك لوجود الزيت {يكاد زيتها يضيء} يقول : بغير نار {نور على نور} يعني بذلك ايمان العبد وعمله {يهدي الله لنوره من يشاء} هو مثل المؤمن.
وأخرج الطبراني ، وَابن عدي ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله {كمشكاة فيها مصباح} قال : المشكاة : جوف محمد صلى الله عليه وسلم ، والزجاجة : قلبه ، والمصباح : النور الذي في قلبه ، {يوقد من شجرة مباركة} الشجرة : إبراهيم ، {زيتونة لا شرقية ولا غربية} لا يهودية ولا نصرانية ثم قرأ {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين} آل عمران الآية 67.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن شمر بن عطية قال : جاء ابن عباس رضي الله عنهما إلى كعب الأحبار فقال : حدثني عن قول الله {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال : مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم كمشكاة قال : المشكاة الكوة ، ضربها مثلا لفمه {فيها مصباح} والمصباح : قلبه ، {في زجاجة} والزجاجة صدره ، {كأنها كوكب

دري} شبه صدر محمد صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدري ثم رجع إلى المصباح إلى قلبه فقال : توقد من شجرة مباركة
زيتونة يكاد زيتها يضيء قال : يكاد محمد صلى الله عليه وسلم يبين للناس ولو لم يتكلم انه نبي كما يكاد ذلك الزيت انه يضيء ولو لم تمسسه نار.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {الله نور السماوات والأرض} قال : الله هادي أهل السموات والأرض {مثل نوره} يا محمد في قلبك كمثل هذا المصباح في هذه المشكاة فكما هذا المصباح في هذه المشكاة كذلك فؤادك في قلبك ، وشبه قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدري الذي لا يخبو [ توقد من شجرة مباركة زيتونة ] تأخذ دينك عن إبراهيم عليه السلام ، وهي الزيتونة {لا شرقية ولا غربية} ليس بنصراني فيصلي نحو المشرق ولا يهودي فيصلي نحو المغرب {يكاد زيتها يضيء} فيقول : يكاد محمد ينطق بالحكمة قبل أن يوحى اليه بالنور الذي جعل الله في قلبه.

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {مثل نوره} قال : محمد صلى الله عليه وسلم {يكاد زيتها يضيء} قال : يكاد من رأى محمد صلى الله عليه وسلم يعلم انه رسول الله وان لم يتكلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمه رضي الله عنه {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال مثل نور المؤمن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن رضي الله عنه {مثل نوره} قال : مثل هذا القرآن في القلب {كمشكاة} قال : ككوة.
وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال : ان الهي يقول ان نوري هداي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله {كمشكاة} قال : هي موضع الفتيلة من القنديل.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {كمشكاة} قال : ككوة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن ابن عمر رضي الله عنه قال {كمشكاة} الكوة.

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : المشكاة بلسان الحبشة ، الكوة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : المشكاة الكوة بلغة الحبشة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن عياض {كمشكاة} قال : ككوة بلسان الحبشة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {كمشكاة} قال : الكوة التي ليست بنافذة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك ، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال المشكاة الكوة التي ليس لها منفذ والمصباح السراج.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {مثل نوره} قال : مثل نور الله في قلب المؤمن {كمشكاة} قال : الكوة {كأنها كوكب دري} قال : منير يضيء {زيتونة لا شرقية ولا غربية}

قال : لا يفي عليها ظل شرقي ولا غربي كنا نتحدث انها صاحبة الشمس ، وهو أصفى الزيت وأطيبه وأعذبه هذا مثل ضربه الله للقرآن أي قد جاءكم من الله نور وهدى متظاهر أن المؤمن يسمع كتاب الله ، فوعاه وحفظه وانتفع بما فيه وعمل به فهذا مثل المؤمن.
وأخرج عبد بن الحميد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {كمشكاة} قال : الصفر الذي في جوف القنديل {فيها مصباح} قال : السراج {في زجاجة} قال : القنديل {لا شرقية ولا غربية} قال : هي الشمس من حين تطلع إلى أن تغرب ليس لها ظل وذلك أضوأ لزيتها وأحسن لهن وأنور له {نور على نور} قال : النار على الزيت جاورته.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك {كأنها كوكب دري} قال : يعني الزهرة ، ضرب الله مثل المؤمن مثل ذلك النور يقول :

قلبه نور وجوفه نور ويمشي في نور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {كوكب دري} قال : ضخم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله
{زيتونة لا شرقية ولا غربية} قال : قلب إبراهيم لا يهودي ولا نصراني.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لا شرقية ولا غربية} قال : شجرة لا يظلمها كهف ولا جبل ولا يواريها شيء وهو أجود لزيتها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة والضحاك رضي الله عنه ومحمد بن سيرين ، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لا شرقية ولا غربية} قال : ليست شرقية ليس فيها غرب ولا غربية ليس فيها شرق ولكنها شرقية غربية.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم

عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {لا شرقية ولا غربية} قال : هي في وسط الشجر لا تصيبها الشمس في شرق ولا غرب وهي من وجوه الشجر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك ومحمد بن كعب ، مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال : لو كانت هذه الشجرة في الأرض لكانت شرقية أو غربية ، ولكنه مثل ضربه الله لنوره.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما {يوقد من شجرة مباركة} قال : رجل صالح {لا شرقية ولا غربية} قال : لا يهودي ولا نصراني.
وأخرج عَبد بن حُمَيد في مسنده والترمذي ، وَابن ماجه عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ائتدموا بالزيت وادهنوا به فانه يخرج من شجرة مباركة.
وَأخرَج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في "شعب الايمان " عن

أبي أسيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة " ..
وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة رضي الله عنها انها ذكر عندها الزيت فقالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر ان يؤكل ويدهن ويستعط به ويقول انه من شجرة مباركة.
وأخرج الطبراني عن شريك بن سلمة قال : ضفت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة فأطعمني كسورا من رأس بعير بارد وأطعمنا زيتا ، وقال : هذا الزيت المبارك الذي قال الله لنبيه.

وأخرج عبد بن الحميد عن عكرمة {يكاد زيتها يضيء} يقول : من شدة النور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الضوء إشراق الزيت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {نور على نور} قال : نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا ، وكذلك نور القرآن ونور الايمان.
وأخرج ابن مردويه عن أبي العالية {نور على نور} قال : أتى نور الله تعالى على نور محمد.
- قوله تعالى : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {في بيوت أذن الله أن ترفع} قال : هي المساجد تكرم ونهى عن اللغو فيها {ويذكر فيها اسمه} يتلى فيها كتابه يسبح : يصلي له فيها بالغدوة : صلاة الغداة والآصال : صلاة العصر وهما أول ما فرض الله من الصلاة وأحب أن يذكرهما ويذكرهما عباده.

وأخرج الحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادي مناد : سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم يقول : أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع : ثم يقول : أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ثم يقول : أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {في بيوت أذن الله أن ترفع} قال : هي المساجد ، أذن الله في بنيانها ورفعها وأمر بعمارتها وبطهورها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {في بيوت أذن الله أن ترفع} قال : في مساجد ان تبنى.

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن الحسن في قوله {أذن الله أن ترفع} يقول :
ان تعظم بذكره {يسبح} يصلي له فيها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {في بيوت أذن الله أن ترفع} قال : هي بيوت النبي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد {في بيوت أذن الله أن ترفع} قال : إنما هي أربع مساجد لم يبنهن إلا نبي ، الكعبة بناها إبراهيم واسمعيل وبيت المقدس بناه داود وسليمان ومسجد المدينة بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء أسس على التقوى بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {في بيوت أذن الله أن ترفع} فقام اليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله قال : بيوت الأنبياء ، فقام اليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها البيت علي وفاطمة قال : نعم ، من أفاضلها.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي ، وَابن ماجه ، وَابن مردويه

عن ابن بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : من دعا إلى الجمل الأحمر في المسجد فقال : لا وجدته ثلاثا إنما بنيت هذه المساجد للذي بنيت له : وقال أبو سنان الشيباني في قوله {في بيوت أذن الله أن ترفع} قال : تعظم.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي ، وَابن ماجه عن عائشة قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وان تنظف وتطيب.
وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير عمن حدثه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا ان نصنع المساجد في دورنا وان نصلح صنعتها ونطهرها.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى عن ابن عمر ، ان عمر كان يجمر

المسجد في كل جمعة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التفل في المسجد خطيئة وكفارته أن يواريه.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة ودفنه حسنة.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه.
وأخرج البزار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه.
وأخرج البزار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعث النخامة يوم القيامة في القبلة وهي في وجه صاحبها.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال من بزق في قبلة ولم يوارها جاءت يوم القيامة أحمى ما تكون حتى تقع بين عينيه.

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال من صلى فبزق تجاه القبلة جاءت البزقة يوم القيامة في وجهه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال اذا بزق في القبلة جاءت أحمى ما تكون يوم القيامة حتى تقع بين عينيه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : ان المسجد لينزوي من المخاط أو النخامة كما تنزوي الجلدة من النار.
وأخرج ابن أبي شيبة عن العباس بن عبد الرحمن الهاشمي قال : أول ما خلقت المساجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المسجد نخامة فحكها ثم أمر بخلوق فلطخ مكانها قال فخلق الناس المساجد.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في قبلة المسجد نخامة فقام اليها فحكها بيده ثم دعا بخلوق فقال الشعبي : هو سنة.

وأخرج ابن أبي شيبة عن يعقوب بن زيد ، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يتبع غبار المسجد بجريدة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال : كان المسجد يرش ويقم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن رجل من الانصار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرجها.
وأخرج ابن ماجه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصال لا ينبغين في
المسجد ، لا يتخذ طريقا ولا يشهر فيه سلاح ولا يقبض فيه بقوس ولا يتخذ سوقا.
وأخرج ابن ماجه عن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراركم وبيعكم وخصوماتكم واقامة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها

المطاهر وبخروها في الجمع.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود ، وَابن ماجه عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مر أحدكم بالنبل في المسجد فليمسك على نصولها.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع والشراء في المسجد وعن تناشد الاشعار ولفظ ابن أبي شيبة عن انشاد الضوال.
وأخرج الطبراني عن ثوبان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأيتموه ينشد شعرا في المسجد فقولوا له فض الله فاك ثلاث مرات ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا لا وجدتها ثلاث مرات ومن رأيتموه يبيع أو يبتاع في المسجد فقولا :

لا أربح الله تجارتك.
وأخرج الطبراني عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتسل السيوف ولا تنثر النبل في المساجد ولا يحلف بالله في المساجد ولا تمنع القائلة في المساجد مقيما ولا مضيفا ولا تبنى التصاوير ولا تزين بالقوارير فإنما بنيت بالامانة وشرفت بالكرامة.
وأخرج الطبراني عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقام الحدود في المساجد.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس انه قال لرجل أخرج حصاة من المسجد : ردها والا خاصمتك يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : ان الحصاة اذا اخرجت من المسجد تناشد صاحبها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : اذا خرجت الحصاة من المسجد

صاحت أو سبحت.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال : الحصاة تسب وتلعن من يخرجها من المسجد.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سليمان بن يسار قال : الحصاة اذا خرجت من المسجد تصيح حتى ترد إلى موضعها.
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي ، وَابن ماجه عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل المسجد يقول : بسم الله والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك ، واذا خرج قال : بسم الله والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن قتادة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : اعطوا المساجد حقها قيل : وما حقها قال : ركعتان قبل ان تجلس.

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : من أشراط الساعة ان تتخذ المساجد طرقا ، والله أعلم ، أما قوله تعالى : {يسبح له فيها بالغدو والآصال}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ (يسبح) بنصب الباء.
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال : ان صلاة الضحى لفي القرآن وما يغوص عليها الاغواص ، في قوله {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال}.
- قوله تعالى : رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار * ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب.
أخرج أحمد عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خير مساجد النساء قعر بيوتهن.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي حميد الساعدي عن أبيه عن جدته أم حميد قالت : قلت يا رسول الله تمنعنا

أزواجنا ان نصلي معك
ونحب الصلاة معك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتكن في بيوتكن أفضل من صلاتكن في حجركن وصلاتكن في حجركن أفضل من صلاتكن في الجماعة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : ما صلت امرأة قط صلاة أفضل من صلاة تصليها في بيتها إلا ان تصلي عند المسجد الحرام ، إلا عجوز في منقلبها يعني حقبها.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال : هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله.
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي سعيد الخدري عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال : هم

الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال : كانوا رجالا يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون فاذا سمعوا النداء بالصلاة القوا ما بأيديهم وقاموا إلى المسجد فصلوا.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال : أما والله ولقد كانوا تجارا فلم تكن تجارتهم ولا بيعهم يلهيهم عن ذكر الله.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في الآية قال : ضرب الله هذا المثل قوله {مثل نوره كمشكاة} لأولئك القوم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وكانوا اتجر الناس وأبيعهم ولمن لم تكن تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال : عن شهود الصلاة المكتوبة.

وأخرج الفريابي عن عطاء مثله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عمر :
انه كان في السوق فاقيمت الصلاة فاغلقوا حوانيتهم ثم دخلوا المسجد فقال ابن عمر : فيهم نزلت {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود انه رأى ناسا من أهل السوق سمعوا الاذان فتركوا أمتعتهم وقاموا إلى الصلاة فقال : هؤلاء الذين قال الله {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال : هم في أسواقهم يبيعون ويشترون فاذا جاء وقت الصلاة لم يلههم البيع والشراء عن الصلاة {يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار} قال : تتقلب في الجوف ولا تقدر تخرج حتى تقع في الحنجرة فهو قوله {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} غافر الآية 18.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن اسلم في قوله {يخافون يوما} قال يوم

القيامة.
وأخرج أحمد في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي الدرداء قال : أحب ان ابايع على هذا الدرج وأربح كل يوم ثلثمائة دينار وأشهد الصلاة في الجماعة اما أنا لا ازعم ان ذلك ليس بحلال ولكنني أحب أن أكون من الذين قال الله {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}.
وأخرج هناد بن السري في الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أسماء بنت يزيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، فيقوم مناد فينادي : أين الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون - وهم قليل - فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يعود فينادي أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون - وهم قليل - فيدخلون الجنة بغير حساب فيعود فينادي أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون - وهم قليل - فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يقوم سائر الناس فيحاسبون.
وأخرج الحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان

عن عقبة بن عامر قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال : يجمع الناس في صعيد واحد
ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فنادي مناد : سيعلم أهل الموقف لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم يقول : أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ثم يقول : أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة إلى آخر الآية ، ثم يقول : أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم.
وأخرج أحمد وأبو يعلى ، وَابن حبان عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقول الرب عز وجل سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل : ومن أهل الكرم يا رسول الله قال : أهل الذكر في المساجد.
وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن قال : اذا كان يوم القيامة نادى مناد : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم ، أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فيقومون فيتخطون رقاب الناس ثم يناادي مناد : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم ، أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون

فيتخطون رقاب الناس ثم ينادي أيضا فيقول : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم ، أين الحمادون لله على كل حال فيقومون وهم كثير ، ثم تكون التبعة والحساب على من بقي.
- قوله تعالى : والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب * أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والذين كفروا أعمالهم كسراب} الآية ، قال : هو مثل ضربه الله لرجل عطش فاشتد عطشه فرأى سرابا فحسبه ماء فظن انه قدر عليه حتى أتى فلما أتاه لم يجده شيئا وقبض عند ذلك يقول الكافر : كذلك ان عمله يغني عنه أو نافعه شيئا ، ولا يكون على شيء حتى يأتيه الموت فأتاه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئا ولم ينفعه إلا
كما يقع العطشان المشتد إلى السراب {أو كظلمات في بحر لجي} قال : يعني بالظلمات : الأعمال ، وبالبحر اللجي : قلب الانسان ، {يغشاه موج} يعني بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر.

وأخرج أبن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كسراب بقيعة} يقول : أرض مستوية.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {كسراب بقيعة} قال : بقاع من الأرض والسراب عمل الكافر {حتى إذا جاءه لم يجده شيئا} واتيانه اياه ، موته وفراقه الدنيا {ووجد الله عنده} ووجد الله عند فراقه الدنيا {فوفاه حسابه}.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {كسراب بقيعة} قال : بقيعة من الأرض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبيه عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال : ان الكفار يبعثون يوم القيامة ردا عطاشا فيقولون : أين الماء فيمثل لهم السراب فيحسبونه ماء فينطلقون اليه فيجدون الله عنده فيوفيهم حسابهم ، والله سريع الحساب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جرير

وابن أبي حاتم عن قتادة {أو كظلمات في بحر لجي} قال : اللجي : العميق القعر ، {يغشاه موج من فوقه موج} قال : هذا مثل عمل الكافر ف ضلاضلات ليس له مخرج ولا منفذ ، أعمى فيها لا يبصر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : {إذا أخرج يده لم يكد يراها} قال : أما رأيت الرجل يقول : والله ما رأيتها وما كدت ان أراها.
وأخرج ابن المنذر عن أبي أمامة انه قال : أيها الناس انكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات ويوشك ان تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر ، بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الضيق إلا ما وسع الله ثم تنقلون إلى مواطن يوم القيامة وانكم لفي بعض المواطن حين يغشى الناس أمر من أمر الله فتبيض وجوه وتسود وجوه ثم تنتقلون إلى منزل آخر فيغشى ظلمة
شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطى شيئا وهو المثل الذي ضربه الله في كتابه {أو كظلمات في بحر لجي} الى قوله {فما له من نور} فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير.

- قوله تعالى : ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون * لله ملك السموات والأرض وإلى الله المصير.
أخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله {ألم تر أن الله يسبح له} إلى قوله {كل قد علم صلاته وتسبيحه} قال : الصلاة للانسان والتسبيح لما سوى ذلك من خلقه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {والطير صافات} قال : بسط أجنحتهن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {والطير صافات} قال : صافات بأجنحتها.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مسعر في قوله {والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه} قال : قد سمى لها صلاة ولم يذكر ركوعا ولا سجودا.
- قوله تعالى : ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار * يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار.
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {فترى الودق} قال : المطر.

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {فترى الودق} قال : القطر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بجيلة عن أبيه قال : {الودق} البرق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {من خلاله} قال : السحاب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس انه قرأها (من خلله) بفتح الخاء من غير ألف.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن كعب قال : لو أن الجليد ينزل من السماء الرابعة لم يمر بشيء إلا أهلكه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يكاد سنا برقه} يقول : ضوء برقه.
وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له : أخبرني عن

قوله : {يكاد سنا برقه} قال : السنا الضوء ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث وهو يقول : يدعو إلى الحق لا ينبغي به بدلا * يجلو بضوء سناه داجي الظلم.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {يكاد سنا برقه} قال : لمعان البرق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب ان كعبا سأل عبد الله بن عمرو عن البرق قال : هو ما يسبق من البرد ، وقرأ / {جبال فيها من برد يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار > /.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {يقلب الله الليل والنهار} قال : يأتي الليل ويذهب بالنهار ويأتي بالنهار ويذهب بالليل.
- قوله تعالى : والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير * لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد {والله خلق كل دابة من ماء} قال : النطفة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن مغفل انه قرأ / {والله خالق كل دابة

من ماء > /.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن ابن عباس قال : كل شيء يمشي على أربع إلا الانسان والله أعلم.
- قوله تعالى : ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين * وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون * أنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون * ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون.
أَخْرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين} قال : أناس من المنافقين أظهروا الايمان والطاعة وهم في ذلك يصدون عن سبيل الله وطاعته وجهاد مع رسوله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن قال : ان الرجل كان يكون بينه وبين الرجل خصومة أو منازعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا دعي إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو محق اذعن وعلم ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سيقضي له بالحق واذا أراد أن يظلم فدعي إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أعرض وقال : انطلق إلى فلان فانزل الله {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم} إلى قوله {هم الظالمون} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان بينه وبين أخيه شيء فدعاه إلى حكم [ حاكم ] من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم لا حق له.

وأخرج الطبراني عن الحسن عن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعي إلى سلطان فلم يجب فهو ظالم لا حق له.
- قوله تعالى : وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أتى قوم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله لو أمرتنا ان نخرج من أموالنا لخرجنا فانزل الله {وأقسموا بالله جهد أيمانهم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن} قال : ذلك من شأن الجهاد {قل لا تقسموا} قال : يأمرهم ان لا يحلفوا على شيء {طاعة معروفة} قال : أمرهم ان يكون منهم طاعة للنبي صلى الله عليه وسلم من غير أن يقسموا.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد {طاعة معروفة} يقول قد عرفت طاعتكم أي أنكم تكذبون به.
- قوله تعالى : قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {فإنما عليه ما حمل} فيبلغ ما أرسل به اليكم {وعليكم ما حملتم} قال : ان تطيعوه

وتعملوا بما أمركم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الزبير ، عَن جَابر أنه سئل : ان كان على امام فاجر فلقيت معه أهل ضلالة أقاتل أم لا ليس بي حبه ولا مظاهرة قال : قاتل أهل الضلالة اينما وجدتهم وعلى الامام ما حمل وعليك ما حملت.
وأخرج البخاري في تاريخه عن وائل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ان كان علينا أمراء يعملون بغير طاعة الله تعالى فقال : عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير في تهذيبه ، وَابن مردويه عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال : قدم يزيد بن سلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت ان كان عليناا امراء يأخذوا منا الحق ولا يعطونا فقال : إنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن قانع والطبراني عن علقمة بن وائل الحضرمي عن سلمة بن يزيد الجهني قال : قلت يا رسول الله أرأيت ان كان علينا امراء

من بعدك يأخذونا بالحق الذي علينا ويمنعونا الحق الذي جعله الله لنا نقاتلهم ونبغضهم فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم.
- قوله تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون * وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون * لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير.
أخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن البراء في قوله {وعد الله الذين آمنوا منكم} الآية ، قال : فينا نزلت ونحن في خوف شديد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة نحوا من عشر سنين يدعون إلى الله وحده وعبادته وحده لا شريك له سرا وهم خائفون لا يؤمرون بالقتال حتى أمروا بالهجرة إلى المدينة فقدموا المدينة فأمرهم الله بالقتال وكانوا بها خائفين يمسون في السلاح ويصبحون في السلاح فغيروا بذلك ما شاء الله ثم ان رجلا من أصحابه قال : يا رسول الله أبد الدهر نحن خائفون هكذا أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع فيه السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغيروا إلا قليلا

حتى يجلس الرجل منكم في املأ العظيم محتبيا ليست فيهم جديدة فأنزل الله {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض} إلى آخر الآية ، فاظهر الله نبيه على جزيرة العرب فأمنوا ووضعوا السلاح ثم ان الله قبض نبيه فكانوا كذلك آمنين في امارة أبي بكر وعمر وعثمان حتى وقعوا فيما وقعوا وكفروا النعمة فأدخل الله عليهم الخوف الذي
كان رفع عنهم واتخذوا الحجر والشرط وغيروا فغير ما بهم.
وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن أبي بن كعب قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون إلا فيهن فقالوا : أترون انا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات}.

وأخرج أحمد ، وَابن مردويه واللفظ له والبيهقي في الدلائل عن أبي بن كعب قال : لما نزلت على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} قال : بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ (ليستخلفهم) بالياء (في الأرض كما استخلف) برفع التاء وكسر اللام (وليمكنن) بالياء مثقلة (وليبدلنهم) مخففة بالياء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطية {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض} قال : أهل بيت ههنا وأشار بيده إلى القبلة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة !

{وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم} قال : هو الإسلام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {يعبدونني لا يشركون بي شيئا} قال : لا يخافون أحدا غيري.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {يعبدونني لا يشركون بي شيئا} قال : لا يخافون أحدا غيري {ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} قال : العاصون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية {ومن كفر بعد ذلك} قال : كفر بهذه النعمة ليس الكفر بالله ، ، وعَبد بن حُمَيد ابن مردويه عن أبي الشعثاء قال : كنت جالسا مع حذيفة ، وَابن مسعود فقال حذيفة : ذهب النفاق إنما كان النفاق على عهذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو
اليوم الكفر بعد الايمان فضحك ابن مسعود ثم قال : بم تقول قال : بهذه الآية {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} إلى آخر الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض} قال : سابقين في الأرض والله تعالى أعلم.
- قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم * وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم.

أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ابن حيان قال : بلغنا ان رجلا من الأنصار وامرأته أسماء بنت مرشدة صنعا للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فقالت أسماء : يا رسول الله ما أقبح هذا انه ليدخل على المرأة وزوجها وهما في ثوب واحد كل منهما بغير اذن فأنزل الله في ذلك {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} من العبيد والاماء {والذين لم يبلغوا الحلم منكم} قال : من أحراركم من الرجال والنساء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في هذه الآية قال : كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبهم ان يواقعوا نساءهم في هذه الساعات ليغتسلوا ثم يخرجوا إلى الصلاة فأمرهم الله أن يأمروا المملوكين والغلمان أن لا يدخلوا عليهم في تلك الساعات إلا باذن.
وأخرج ابن مردويه عن ثعلبة القرظي عن عبد الله بن سويد قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العورات الثلاث فقال اذا أنا وضعت ثيابي بعد الظهيرة لم يلج علي أحد من الخدم من الذين لم يبلغوا الحلم ولا أحد من الاجراء إلا باذن واذا وضعت ثيابي بعد صلاة العشاء ومن قبل

صلاة الصبح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والبخاري في الأدب عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أنه ركب عبد الله بن سويد أخي بني حارثة بن الحارث يسأله عن العورات الثلاث وكان يعمل لهن فقال : ما تريد قال : أريد أن أعمل بهن فقال : اذا وضعت ثيابي من الظهيرة لم يدخل علي أحد من أهلي بلغ الحلم إلا باذني إلا أن أعدوه فذلك اذنه ولا اذا طلع الفجر وتحرك الناس حتى تصلي الصلاة ولا اذا صليت العشاء الآخرة ووضعت ثيابي حتى أنام ، قال : فتلك العورات الثلاث.
وأخرج ابن سعد عن سويد بن النعمان أنه سئل عن العورات الثلاث فقال : اذا وضعت ثيابي من الظهيرة لم يدخل علي أحد من أهلي إلا أن أدعوه فذلك اذنه واذا طلع الفجر وتحرك الناس حتى يصلي الصبح واذا صليت العشاء وضعت ثيابي فتلك العورات الثلاث.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة وأبو داود ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس قال : آية لم يؤمن بها أكثر الناس ، آية الاذن

لآمر جاريتي هذه الجارية قصيرة قائمة على رأسه ان تستأذن علي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير قال : هذه الآية تهاون الناس بها {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} وما نسخت قط.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي في قوله {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} قال : ليست منسوخة ، قيل فان الناس لا يعملون بها قال : الله المستعان.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال : يمكث الناس في الساعات الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ترك الناس ثلاث آيات فلم يعملوا بهن {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} والآية التي في سورة النساء {وإذا حضر القسمة} النساء الآية 8 والآية التي في الحجرات {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} الحجرات الآية 13.

وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن ابن عباس في قوله {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} قال : اذا خلا الرجل بأهله بعد العشاء فلا يدخل عليه خادم ولا صبي إلا بإذنه حتى يصلي الغداة واذا خلا
بأهله عند الظهر فمثل ذلك ورخص لهم في الدخول فيما بين ذلك بغير اذن ، وهو قوله {ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن} فاما من بلغ الحلم فانه لا يدخل على الرجل وأهله إلا باذن على كل حال ، وهو قوله {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم}.
وأخرج أبو داود ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في السنن عن ابن عباس ان رجلين سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن فقال ابن عباس : ان الله ستير يحب الستر وكان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حجال في بيوتهم فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله ، فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمى الله ثم جاء الله بعد بالستور وبسط الله عليهم في الرزق فاتخذوا الستور واتخذوا الحجال فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستذان الذي أمروا به.

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عمر في قوله {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} قال هو على الذكور دون الاناث.
وأخرج الفريابي عن ابن عمر في قوله {ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم} قال : هو للاناث دون الذكور ان يدخلوا بغير اذن.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن بعض أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} قال : نزلت في النساء ان يستأذن علينا.
وأخرج الحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب في قوله {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} قال : النساء فان الرجال يستأذنون.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن السلمى في هذه الآية قال : هي في النساء خاصة ، الرجال يستأذنون على كل حال بالليل والنهار.
وأخرج الفريابي عن موسى بن أبي عائشة قال : سألت الشعبي عن هذه

الآية {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} أمنسوخة هي قال : لا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {والذين لم يبلغوا الحلم منكم} قال : أبناءكم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {طوافون عليكم} قال : يعني بالطوافين : الدخول والخروج غدوة وعشية بغير اذن ، وفي قوله {وإذا بلغ الأطفال} يعني الصغار {منكم الحلم} يعني من الاحرار من ولد الرجل وأقاربه {فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم} يعني كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {كما استأذن الذين من قبلهم} قال : كما استأذن الذين بلغوا الحلم من قبلهم الذين أمروا بالاستئذان على كل حال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال : ليستأذن الرجل على أمة فانما نزلت {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم} في ذلك.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير والبيهقي في السنن عن ابن

مسعود ان رجلا سأله استأذن على أمي فقال : نعم ، ما على كل أحيانها تحب أن تراها.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب ، عَن جَابر قال : ليستأذن الرجل على ولده وأمه - وان كانت عجوزا - وأخيه وأخته وأبيه.
وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن عطاء أنه سأل ابن عباس استأذن على أختي قال : نعم ، قلت انها في حجري واني أنفق عليها وانها معي في البيت استأذن عليها قال : نعم ، ان الله يقول {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم} فلم يؤمر هؤلاء بالاذن إلا في هؤلاء العورات الثلاث قال : {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من

قبلهم} فالاذن واجب على خلق الله أجمعين.
وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم أن رجلا سأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم استأذن على أمي قال : نعم ، أتحب أن تراها عريانة.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في السنن عن عطاء بن يسار أن رجلا قال : يا رسول الله استأذن على أمي قال : نعم ، قال : إني معها في البيت قال : استأذن عليها قال : اني خادمها أفاستأذن عليها كلما دخلت قال : أفتحب أن تراها عريانة قال : لا ، قال : فاستأذن عليها.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب والبيهقي عن حذيفة انه سئل أيستأذن الرجل على والدته قال : نعم ، ان لم تفعل رأيت منها ما تكره.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين في قوله {والذين لم يبلغوا الحلم منكم} قال : كانوا يعلمونا اذا جاء أحدنا ان نقول السلام عليكم ، أيدخل فلان.

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم قال الله تعالى {ومن بعد صلاة العشاء} وإنما العتمة عتمة الإبل.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن مردويه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنما هي في كتاب الله العشاء وإنما يعتم بحلاب الإبل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ (ثلاث عورات) بالنصب.
- قوله تعالى : والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينه وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم.
أخرج أبو داود والبيهقي في السنن عن ابن عباس {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} فنسخ واستثنى من ذلك {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا} الآية.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن ابن عباس في قوله {والقواعد من النساء} قال : هي المرأة لا جناح عليها أن تجلس

في بيتها بدرع وخمار وتضع عنها الجلباب ما لم تتبرج لما يكره الله وهو قوله {فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة}.
وأخرج أبو عبيد في فضائله ، وَابن المنذر ، وَابن الانباري في المصاحف والبيهقي في السنن عن ابن عباس انه كان يقرأ {أن يضعن ثيابهن} ويقول : هي الجلباب.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في السنن عن ابن مسعود في قوله {فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن} قال : الجلباب والرداء.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن ابن عمر في الآية قال : تضع الجلباب.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي حاتم عن الحسن {والقواعد من النساء} يقول : المرأة اذا قعدت عن النكاح.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {والقواعد من النساء} يعني المرأة الكبيرة التي لا تحيض من الكبر {اللاتي لا يرجون نكاحا} يعني تزويجا.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {اللاتي لا يرجون نكاحا} قال : لا يردنه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : أخبرني مسلم مولى امرأة حذيفة بن اليمان انه خضب رأس مولاته فدخلت عليها فسألتها فقالت : نعم يا بني اني من {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا} وقد قال الله في ذلك ما سمعت.
وأخرج ابن المنذر عن ميمون بن مهران قال : في مصحف أبي بن كعب ومصحف ابن مسعود (فليس عليهن جناح ان يضعن جلابيبهن غير متبرجات).
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن ابن عباس انهما كانا يقرآن (فليس عليهم جناح ان يضعن جلابيبهن خير متبرجات).
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود ، وَابن عباس انهما كانا يقرآن (فليس عليهن جناح ان يضعن جلابيبهن غير متبرجات).
وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة انها سئلت : عن الخضاب والصباغ والقرطين والخلخال وخاتم الذهب وثياب الرقاق فقال : يا معشر النساء

قصتكن كلها واحدة أحل الله لكن الزينة غير متبرجات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وأن يستعففن خير لهن} قال : يلبسن جلابيبهن.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر والبيهقي في السنن عن عاصم الأحول قال :
دخلت على حفصة بنت سيرين وقد ألقت عليها ثيابها فقلت أليس يقول الله {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن} قال : اقرأ ما بعده {وأن يستعففن خير لهن} وهو ثياب الجلباب.
- قوله تعالى : ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون.
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} النساء الآية 29 قالت الانصار : ما بالمدينة مال أعز من الطعام ، كانوا يتحرجون أن يأكلوا مع الأعمى يقولون : انه لا يبصر موضع الطعام وكانوا يتحرجون الأكل مع الأعرج يقولون : الصحيح يسبقه إلى المكان ولا يستطيع ان يزاحم ويتحرجون الأكل مع المريض يقولون : لا يستطيع أن يأكل مثل الصحيح وكانوا يتحرجون ان

يأكلوا في بيوت أقربائهم فنزلت {ليس على الأعمى حرج} يعني في الأكل مع الأعمى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مقسم قال : كانوا يكرهون أن يأكلوا مع الأعمى والأعرج والمريض لأنهم لا ينالون كما ينال الصحيح فنزلت {ليس على الأعمى حرج} الآية.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة وابراهيم ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد قال : كان الرجل يذهب بالأعمى أو
الأعرج والمريض إلى بيت أبيه أو بيت أخيه أو بيت أخته أو بيت عمه أو بيت عمته أو بيت خاله أو بيت خالته فكان الزمني يتحرجون من ذلك يقولون : إنما يذهبوا بنا إلى بيوت غيرهم فنزلت هذه الآية رخصة لهم.
وأخرج البزار ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، وَابن النجار عن عائشة قالت : كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدفعون مفاتيحهم إلى أمنائهم ويقولون لهم : قد أحلننا لكم أن تأكلوا مما احتجتم اليه فكانوا

يقولون : انه لا يحل لنا أن نأكل انهم أذنوا لنا من غير طيب أنفسهم وانما نحن أمناء فانزل الله {ولا على أنفسكم أن تأكلوا} إلى قوله {أو ما ملكتم مفاتحه}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله ابن عبد الله ، وَابن مسيب انه كان رجال من أهل العلم يحدثون إنما أنزلت هذه الآية في أمناء المسلمين كانوا يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله فيعطون مفاتيحهم أمناءهم ويقولون لهم : قد أحللنا لكم ان تأكلوا مما في بيوتنا فيقول الذين استودعوهم المفاتيح : والله ما يحل لنا مما في بيوتهم شيء وان أحلوه لنا حتى يرجعوا الينا وانها لامانة ائتمنا عليها فلم يزالوا على ذلك حتى أنزل الله هذه الآية فطابت أنفسهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس قال : لما نزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} النساء الآية 29 قال المسلمون : ان الله قد نهانا ان نأكل أموالنا بيننا

بالباطل والطعام هو من أفضل الأموال فلا يحل لأحد منا ان يأكل من عند أحد ، فكف الناس عن ذلك فأنزل الله {ليس على الأعمى حرج} إلى قوله {أو ما ملكتم مفاتحه} وهو الرجل يوكل الرجل بضيعته والذي رخص الله ان يأكل من ذلك الطعام والتمر وشرب اللبن وكانوا أيضا يتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده حتى يكون معه غيره فرخص الله لهم فقال {ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال : كان أهل المدينة قبل ان يبعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا مريض ولا أعرج لأن الأعمى لا يبصر طيب الطعام والمريض لا يستوفي الطعام كما يستوفي الصحيح والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام فنزلت رخصة في مؤاكلتهم.
وأخرج الثعلبي عن ابن عباس قال : خرج الحارث غازيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف على أهله خالد بن زيد فحرج أن يأكل من طعامه

وكان مجهودا فنزلت.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود في مراسيله ، وَابن جَرِير والبيهقي عن الزهري انه سئل عن قوله {ليس على الأعمى حرج} الآية ما بال الأعمى والأعرج والمريض ذكروا هنا فقال : أخبرنا عبيد الله ان المسلمين كانوا اذا غزوا أقاموا أوصاتهم وكانوا يدفعون اليهم مفاتيح أبوابهم يقولون : قد أحللنا لكم ان تأكلوا مما في بيوتنا وكانوا يتحرجون من ذلك يقولون : لا ندخلها وهم غيب فانزلت هذه الآية رخصة لهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال : كان هذا الحي من بني كنانة بن خزيمة يرى أحدهم ان عليه مخزاة أن يأكل وحده في الجاهلية حتى ان كان الرجل يسوق الذود الحفل وهو جائع حتى يجد من يؤاكله ويشاربه فأنزل الله {ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا}.

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن عطرمة وأبي صالح قالا : كانت الأنصار اذا نزل بهم الضيف لا يأكلون معه حتى يأكل معهم الضيف فنزلت رخصة لهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {أو صديقكم} قال : اذا دخلت بيت صديقك من غير مؤامرته ثم أكلت من طعامه بغير اذنه لم يكن بذلك بأس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {أو صديقكم} قال : هذا شيء قد انقطع إنما كان هذا في أوله ولم يكن لهم أبواب وكانت الستور مرخاة فربما دخل الرجل البيت وليس فيه أحد فربما وجد الطعام وهو جائع فسوغ له الله أن يأكله قال : وذهب ذلك ، اليوم البيوت فيها أهلها فاذا خرجوا أغلقوا فقد ذهب ذلك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم} يقول : اذا دخلتم

بيوتا فسلموا على أهلها تحية من عند الله ، وهو السلام لأنه اسم الله وهو تحية أهل الجنة.
وأخرج البخاري في الادب ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طريق أبي الزبير ، عَن جَابر بن عبد الله قال : اذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة قال أبو الزبير : ما رأيته إلا أوجبه.
وأخرج الحاكم ، عَن جَابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها واذا طعمتم فاذكروا اسم الله واذا سلم أحدكم حين يدخل بيته وذكر اسم الله على طعامه يقول الشيطان لاصحابه : لا مبيت لكم ولا عشاء واذا لم يسلم أحدكم ولم يسم يقول الشيطان لاصحابه : أدركتم المبيت والعشاء.

وأخرج البخاري في الأدب ، عَن جَابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء فاذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وان لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان : أدركتم المبيت والعشاء.
وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل بيته يقول السلام علينا من ربنا التحيات الطيبات المباركات لله سلام عليكم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن عطاء قال : اذا دخلت على أهلك فقل : السلام عليكم تحية من عند الله مباركة طيبة فاذا لم يكن فيه أحد فقل : السلام علينا من ربنا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن ماهان في قوله {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم} قال : يقول السلام علينا من ربنا.

وأخرج الطبراني عن أبي البختري قال : جاء الاشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي إلى سلمان فقالا : جئناك من عند أخيك أبي الدرداء قال : فأين هديته التي أرسلها معكما فالا : ما أرسل معنا بهدية قال : اتقيا الله واديا الامانة ما جاءني أحد من عنده إلا جاء معه بهدية قالا : والله ما بعث معنا شيئا إلا أنه قال : اقرؤوه مني السلام قال : فأي هدية كنت أريد منكما غير هدية وأي هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة
وأخرج الطبراني عن سلمان عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال من سره ان لا يجد الشيطان عنده طعاما ولا مقيلا ولا مبيتا فليسلم اذا دخل بيته وليسم على طعامه.
وأخرج ابن عدي ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام أحدكم على حجرته ليدخل فليسم الله فانه يرجع قرينه من الشيطان الذي معه ولا يدخل فاذا دخلتم فسلموا فانه يخرج ساكنه منهم واذا وضع الطعام فسموا فانكم تدحرون الخبيث ابليس عن أرزاقكم ولا يشرككم فيها واذا ارتحلتم دابة فسموا الله حين تضعون أول حلس فان كل دابة معتقدة

وانكم اذا سميتم حططتموه عن ظهرها وان نسيتم ذلك شرككم في مراكبكم ، ولا تبيتوا منديل الغمر معكم في البيت فانه بيت الشيطان ومضجعه ولا تتركوا العمامة ممسية اذا جمعت في جانب الحجرة فانها مقعد الشيطان ولا تسكنوا بيوتا غير مغلقة ولا تفترشوا الزبالا التي تفضي إلى ظهور الدواب ولا تبيتوا على سطح ليس بمحجور واذا سمعتم نباح الكلاب أو نهيق الحمار فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فانهما لا يريان الشيطان إلا نبح الكلب ونهق الحمار.
وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال للاسلام ضياء وعلامات كمنار الطريق فرأسها وجماعها شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وتمام الوضوء

والحكم بكتاب الله وسنة نبيه وطاعة ولاة الامر وتسليمكم على أنفسكم وتسليمكم اذا دخلتم بيوتكم وتسليمكم على بني آدم إذا لقيتموهم.
وأخرج البزار ، وَابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال : أوصاني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بخمس خصال قال أسبغ الوضوء يزد في عمركن وسلم على من لقيك من أمتي تكثر حسناتك واذا دخلت بيتك فسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك وصل صلاة الضحى فانها صلاة الاوابين قبلك يا انس ارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس في قوله {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم} قال : هو المسجد اذا دخلته فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير والبيهقي عن أبي مالك قال : اذا دخلت بيتا فيه ناس من المسلمين فسلم عليهم وان لم يكن فيه

أحد أو كان فيه ناس من المشركين فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب عن ابن عمر قال : اذا دخل البيت غير المسكون أو المسجد فيلقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد قال : اذا دخلت بيتك وليس فيه أحد أو بيت غيرك فقل : بسم الله والحمد لله السلام علينا من ربنا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم والبيهقي عن قتادة في قوله {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم} قال : اذا دخلت بيتك فسلم على أهلك واذا دخلت بيتا لا أحد فيه فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فانه كان يؤمر بذلك وحدثنا ان الملائكة ترد عليه.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن

الحسن في قوله {فسلموا على أنفسكم} قال : ليسلم بعضكم على بعض كقوله {ولا تقتلوا أنفسكم} النساء الآية 29.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {فسلموا على أنفسكم} قال : اذا دخل المسلم على المسلم سلم عليه مثل قوله {ولا تقتلوا أنفسكم} النساء الآية 29 انما هو لا تقتل أخاك المسلم وقوله {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم} البقرة الآية 85 قال : يقتل بعضكم بعضا ، قريظة والنضير ، وقوله {جعل لكم من أنفسكم أزواجا} الروم الآية 21 كيف يكون زوج الانسان من نفسه انما هي جعل لكم أرواحاا من بني آدم ولم يجعل من الابل والبقر وكل شيء في القرآن على هذا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله {فسلموا على أنفسكم} قال : بعضكم على بعض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ما أخذت التشهد إلا من كتاب الله
سمعت الله يقول {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} فالتشهد في الصلاة التحيات المباركات الطيبات لله.
وأخرج سعيد بن منصور عن ثابت بن عبيد قال : أتيت ابن عمر قبل الغداة.

وهو جالس في المسجد فقال لي : ألا سلمت حين جئت فانها تحية من عند الله مباركة.
- قوله تعالى : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفرلهم الله إن الله غفور رحيم * لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
أخرج ابن إسحاق ، وَابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عروة ومحمد بن كعب القرظي قالا : لما أقبلت قريش عام الاحزاب نزلوا بمجمع الاسيال من بئر رومة بالمدينة قائدها أبو سفيان وأقبلت غطفان حتى نزلوا بتغمين إلى جانب أحد وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر وضرب الخندق على المدينة وعمل فيه وعمل المسلمون فيه وابطأ رجال من المنافقين وجعلوا يورون بالضعيف من العمل فيتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اذن وجعل الرجل من المسلمين اذا نابته النائبة من الحاجة التي لابد منها يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في اللحوق لحاجته فيأذن له فاذا قضى حاجته رجع فأنزل الله في أولئك المؤمنين {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع} إلى قوله {والله بكل شيء عليم} النور الآية 64.

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه}
قال : ذلك في الغزو والجمعة واذن الامام يوم الجمعة : ان يشير بيده.
وأخرج الفريابي عن مكحول في قوله {وإذا كانوا معه على أمر جامع} قال : اذا جمعهم لأمر حزبهم من الحرب ونحوه لم يذهبوا حتى يستأذنوه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال : هي في الجهاد والجمعة والعيدين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {على أمر جامع} قال : من طاعة الله.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن ابن سيرين قال : كان الناس يستأذنون في الجمعة ويقولون : هكذا ويشيرون بثلاث أصابع ، فلما كان زياد

كثر عليه فاغتم فقال : من أمسك على أذنه فهو أذنه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مكحول في الاية قال : يعمل بها الآن في الجمعة والزحف.
وأخرج سعيد بن منصور عن إسمعيل بن عياش قال : رأيت عمرو بن قيس السكوني يخطب الناس يوم الجمعة فقام اليه أبو المدله اليحصبي في شيء وجده في بطنه فأشار إليه عمرو بيده أي انصرف فسألت عمرا وأبا المدله فقال : هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعون.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} قال : كانوا يقولون : يا محمد ، يا أبا القاسم ، فنهاهم الله عن ذلك اعظاما لنبيه صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا نبي الله يا رسول الله.

وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} يعني كدعاء أحدكم اذا دعا أخاه باسمه ولكن وقروه وعظموه وقولوا له : يا رسول الله ، ويا نبي الله.
وأخرج عبد الغني بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في تفسيره عن ابن عباس في قوله {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} يريد ولا تصيحوا به من
بعيد : يا أبا القاسم ، ولكن كما قال الله في الحجرات {إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله} الحجرات الآية 3.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : أمرهم الله ان يدعوه : يا رسول الله ، في لين وتواضع ولا يقولوا : يا محمد ، في تجهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : أمر الله أن يهاب نبيه وان يبجل وان يعظم وان يفخم ويشرف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في الآية قال : لا تقولوا يا محمد ، ولكن

قولوا يا رسول الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير والحسن ، مثله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم} يقول : دعوة الرسول عليكم موجبة فاحذرها.
وأخرج سعيد بن منصور عن الشعبي في الآية قال : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم على بعض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا} قال : هم المنافقون ، كان يثقل عليهم الحديث في يوم الجمعة - ويعني بالحديث الخطبة - فيلوذون ببعض الصحابة حتى يخرجوا من المسجد وكان لا يصلح للرجل أن يخرج من المسجد إلا بإذن من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة بعدما يأخذ في الخطبة وكان اذا أراد أحدهم الخروج أشار بأصبعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيأذن له من غير أن يتكلم الرجل لأن الرجل منهم كان اذا تكلم والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب بطلت جمعته.
وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل قال : كان لا يخرج أحد

لرعاف أو احداث حتى يستأذن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يشير إليه بأصبعه التي تلى الابهام فيأذن له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يشير إليه بيده وكان من المنافقين من يثقل عليه الخطبة والجلوس في المسجد فكان اذا استأذن رجل من المسلمين قام المنافق إلى جنبه يستتر به حتى يخرج فأنزل الله {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا} قال : يتسللون عن نبي الله وعن كتابه وعن ذكره.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {لواذا} قال : خلافا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سفيان {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا} قال : يتسللون من الصف في القتال {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة} قال : أن يطبع على قلوبهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن بن صالح قال : اني لخائف على من ترك المسح على الخفين أن يكون داخلا في هذه الآية {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن يحيى بن أبي كثير قال : نهي

رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقاتلوا ناحية من خيبر فانصرف الرجال عنهم وبقي رجل فقاتلهم فرموه فقتلوه فجيء به إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : أبعد ما نهينا عن القتال فقالوا : نعم ، فتركه ولم يصل عليه.
وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال : أشد حديث سمعناه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قوله في سعد بن معاذ في أمر القبر ، ولما كانت غزوة تبوك قال لا يخرج معنا إلا رجل مقو فخرج رجل على بكر له صعب فصرعه فمات فقال الناس : الشهيد الشهيد ، فأمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بلالا ان ينادي في الناس لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يدخل الجنة عاص.
وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ذات يوم وهو مستقبل العدو : لا يقاتل أحد منكم فعمد رجل منهم ورمي العدو وقاتلهم فقتلوه فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم اسشتهد فلان فقال : أبعد ما نهيت عن القتال قالوا : نعم ، قال لا يدخل الجنة عاص.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله {لا يستأذنك الذين يؤمنون

بالله} قال : كان لا يستأذنه اذا غزا إلا المنافقون ، فكان لا يحل لاحد أن يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتخلف بعده اذا غزا ولا تنطلق سرية إلا بإذنه ولم يجعل الله للنبي صلى الله عليه وسلم ان يأذن لاحد حتى نزلت الآية {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع}
يقول : أمر طاعة {لم يذهبوا حتى يستأذنوه} فجعل الإذن إليه يأذن لمن يشاء ، فكان اذا جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس لأمر يأمرهم وينهاهم صبر المؤمنون في مجالسهم وأحبوا ما أحدث لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يوحي إليه وبما أحبوا وكرهوا فاذا كان شيء مما يكره المنافقون خرجوا يتسللون يلوذ الرجل بالرجل يستتر لكي لا يراه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال الله تعالى : ان الله تعالى يبصر الذين يتسللون منكم لواذا.
- قوله تعالى : ألا إن لله مافي السموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله {قد يعلم ما أنتم عليه} الآية ، قال : ما كان قوم قط على أمر ولا على حال إلا كاانوا بعين الله والا كان عليهم شاهد من الله.
وأخرج أبو عبيد في فضائله والطبراني بسند حسن عن عقبة بن عامر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية ، يعني خاتمة سورة النور ، وهو عاجل أصبعيه تحت عينيه يقول ، (والله بكل شيء بصير) والله أعلم.
*

- سورة الفرقان.
مكية وآياتها سبع وسبعون * مقدمة سورة الفرقان.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال : نزلت سورة الفرقان بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال : نزلت بمكة سورة الفرقان.
وأخرج مالك والشافعي والبخاري ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن حبان والبيهقي في "سُنَنِه" عن عمر بن الخطاب قال : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فاذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : كذبت ، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : اني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهشام : اقرأ.

فقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت ثم قال : اقرأ يا عمر ، فقرأت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت ، ان هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه.
وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ سورة الفرقان فاسقط آية فلما سلم قال : هل في القوم أبي فقال أبي : ها أنا يا رسول الله فقال : ألم أسقط آية قال : بلى ، قال : فلم لم تفتحها علي قال : حسبتها آية نسخت قال : لا ، ولكني أسقطتها ، والله تعالى أعلم.
- بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا * الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء
فقدره تقديرا * واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولانفعا ولا يملكون موتا ولاحياة ولا نشورا * وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا * وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا * قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما * وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا * أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا * تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا * بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : تبارك تفاعل من البركة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} قال : هو القرآن فيه حلال الله وحرامه وشرائعه ودينه فرق الله به بين الحق والباطل {ليكون للعالمين نذيرا} قال : بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نذير من الله لينذر الناس بأس الله ووقائعه

بمن خلا قبلكم {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} قال : بين لكل شيء من خلقه صلاحه وجعل ذلك بقدر معلوم ، {واتخذوا من دونه آلهة} قال : هي هذه الاوثان التي تعبد من دون الله {لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} وهو الله الخالق الرازق وهذه الاوثان تخلق ولا تخلق شيئا ولا تضر ولا تنفع ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا يعني بعثا {وقال الذين كفروا إن هذا} هذا قول مشركي العرب {إلا إفك} هو الكذب {افتراه وأعانه عليه} أي على حديثه هذا
وأمره {قوم آخرون فقد جاؤوا} فقد أتوا {ظلما وزورا} {وقالوا أساطير الأولين} قال : كذب الاولين وأحاديثهم {وقالوا ما لهذا الرسول} قال : عجب الكفار من ذلك أن يكون رسول {يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها} قال الله يرد عليهم {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} يقول : خيرا مما قال الكفار من الكنز والجنة {جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} قال : وانه والله من دخل الجنة ليصيبن قصورا لا تبلى ولا تهدم.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : كل شيء في القرأن افك فهو كذب.

وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وأعانه عليه قوم آخرون} قال : يهود {فقد جاؤوا ظلما وزورا} قال : كذبا.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس ، ان عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب وأبا سفيان بن حرب والنضر بن الحارث وأبا البختري والاسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أمية وأمية بن خلف والعاصي بن وائل ونبيه بن الحجاج ، اجتمعوا فقال بعضهم لبعض : ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا منه فبعثوا إليه ان أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك قال : فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له : يا محمد انا بعثنا إليك لنعذر منك ، فان كنت انما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا وان كنت تطلب الشرف فنحن نسودك وان كنت تريد ملكا ملكناك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالي مما تقولن : ما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك

عليكم ولكن الله بعثني اليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني ان أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فان تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ، قالوا : يا محمد فان كنت غير قابل منا شيئا مما عرضنا عليك قالوا :
فاذا لم تقبل هذا فسل لنفسك وسل ربك ان يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله أن يجعل لك جنانا وقصورا من ذهب وفضة تغنيك عما تبتغي - فانك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش ، كما نلتمسه - حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك ان كنت رسولا كما تزعم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا بفاعل ، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا ، وما بعثت اليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا فأنزل الله في قولهم ذلك {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام} إلى قوله {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا} أي جعلت بعضكم لبعض بلاء لتصبروا ولو شئت ان أجعل الدنيا مع رسولي فلا تخالفوه لفعلت.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وقال الظالمون إن تتبعون} قاله الوليد بن المغيرة وأصحابه يوم دار الندوة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا} قال : مخرجا يخرجهم من الامثال التي ضربوا لك وفي قوله {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري} قال : حوائط {ويجعل لك قصورا} قال : بيوتا مبينة مشيدة ، كانت قريش ترى البيت من حجارة قصرا كائنا ما كان.
وأخرج الواحدي ، وَابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة قالوا {ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فنزل جبريل فقال : ان ربك يقرئك السلام ويقول {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق} ثم أتاه رضوان خازن الجنان ومعه سفط من نور يتلألأ فقال : هذه مفاتيح خزائن

الدنيا فنظر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فضرب جبريل إلى الأرض أن تواضع فقال : يا رضوان لا حاجة لي فيها فنودي : أن أرفع بصرك فرفع فاذا السموات فتحت أبوابها إلى العرش وبدت جنات عدن فرأى منازل الانبياء وعرفهم واذا منازله فوق منازل الانبياء فقال : رضيت ، ويرون ان هذه الآية أنزلها رضوان {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك}.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة في المصنف ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن خيثمة قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ان شئت أعطيناك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبي قبلك ولا يعطاه أحد بعدك ولا ينقصك ذلك مما لك عند الله شيئا وان شئت جمعتها لك في الآخرة قال : اجمعها لي في الآخرة فأنزل الله {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اذ

قال هذا ملك تدلى من السماء إلى الأرض ، ما نزل إلى الأرض قط قبلها استأذن ربه في زيارتك فأذن له فلم يلبث ان جاء فقال : السلام عليك يا رسول الله قال : وعليك السلام قال : ان الله يخبرك ان شئت أن يعطيك من خزائن كل شيء ومفاتيح كل شيء لم يعط أحد قبلك ولا يعطيه أحدا بعدك ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيئا فقال : لا بل يجمعهما لي في الآخرة جميعا فنزلت {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك}.
- قوله تعالى : إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا ونفيرا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {إذا رأتهم من مكان بعيد} قال : من مسيرة مائة عام.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه من طريق مكحول عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدا من بين عيني جهنم قالوا : يا رسول الله وهل لجهنم من عين قال : نعم ، أما سمعتم الله

يقول {إذا رأتهم من مكان بعيد} فهل تراهم إلا بعينين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق خالد بن دريك عن رجل من الصحابة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقل علي ما لم أقل أو ادعى إلى غير والديه أو انتمى إلى غير مواليه فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا ، قيل : يا رسول الله وهل لها من عينين قال : نعم ، أما سمعتم الله يقول {إذا رأتهم من مكان بعيد}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس قال : ان العبد ليجر الى النار فتشهق إليه شهقة البغلة إلى الشعير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف وان الرجل من أهل النار ما بين شحمة أذنيه وبين منكبيه مسيرة سبعين سنة وان فيها لأودية من قيح تكال ثم تصب في فيه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير في قوله {سمعوا لها تغيظا وزفيرا} قال : ان جهنم

لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا ترعد فرائصه حتى ان إبراهيم عليه السلام ليجثوا على ركبتيه ويقول : يا رب لا أسألك اليوم إلا نفسي.
وأخرج ابن وهب في الاهوال عن العطاف بن خالد قال : يؤتى بجهنم يومئذ يأكل بعضها بعضا يقودها سبعون ألف ملك فاذا رأت الناس فذلك قوله {إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا} زفرت زفرة لا يبقى نبي ولا صديق إلا برك لركبتيه ويقول : يا رب نفسي نفسي ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمتي ، أمتي.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مغيث بن سمي قال : ما خلق الله من شيء إلا وهو يسمع زفير جهنم غدوة وعشية إلا الثقلين الذين عليهم الحساب والعقاب.
وأخرج آدم بن أبي اياس في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إذا رأتهم من مكان بعيد} قال : من مسيرة مائة عام وذلك اذا أتي بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك لو تركت لأتت على كل بر وفاجر {سمعوا لها تغيظا وزفيرا} تزفر زفرة لا يبقى قطرة من دمع إلا بدرت ثم تزفر الثانية فتقطع القلوب من أماكنها وتبلغ القلوب الحناجر.

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن كعب قال : اذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين في صعيد واحد ونزلت الملائكة صفوفا فيقول الله لجبريل : ائت بجهنم فيأتي بها تقاد بسبعين ألف زمام حتى اذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلائق ثم تزفر زفرة ثانية فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثى لركبتيه ثم تزفر الثالثة فتبلغ القلوب الحناجر وتذهل العقول فيفزع كل أمرئ إلى عمله حتى ان إبراهيم عليه السلام يقول : بخلتي لا أسألك إلا نفسي ، ويقول موسى : بمناجاتي لا أسألك إلا نفسي ، ويقول عيسى :
بما أكرمتني لا أسألك إلا نفسي لا أسألك مريم التي ولدتني ، ومحمد صلى الله عليه وسلم يقول : أمتي ، أمتي ، لا أسألك اليوم نفسي ، فيجيبه الجليل جل جلاله ألا ان أوليائي من أمتك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فوعزتي لا قرن عينك في أمتك ثم تقف الملائكة بين يدي الله تعالى ينتظرون ما يؤمرون.
- قوله تعالى : وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا * لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا.
أخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي أسيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين} قال والذي نفسي بيده أنهم ليستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط.

وأخرج ابن أبي حاتم من طرق عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمر {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا} قال : مثل الزج في الرمح.
وأخرج ابن المبارك في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق قتادة في الآية قال ذكر لنا أن عبد الله كان يقول : ان جهنم لتضيق على الكافر كضيق الزج على الرمح.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله {مقرنين} قال : مكتفين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك {دعوا هنالك ثبورا} قال : دعوا بالهلاك فقالوا : واهلاكاه ، واهلكتاه ، فقيل لهم : لا تدعوا اليوم بهلاك واحد ولكن ادعوا بهلاك كثير.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث بسند صحيح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من يكسى حلة من النار إبليس فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته من بعده وهو ينادي : يا ثبوراه ويقولون : يا ثبورهم حتى يقف على النار فيقول : يا ثبوراه ، ويقولون : واثبورهم فيقال لهم {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}.

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {دعوا هنالك ثبورا} قال : ويلا وهلاكا.
- قوله تعالى : قل أذلك خيرأم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا * لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربك وعدا مسؤولا.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {كانت لهم جزاء} أي من الله {ومصيرا} أي منزلا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن يسار قال : قال كعب الاحبار : من مات وهو يشرب الخمر لم يشربها في الآخرة وان دخل الجنة قال عطاء : فقلت له : فان الله تعالى يقول {لهم فيها ما يشاؤون} قال كعب : أنه

ينساها فلا يذكرها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كان على ربك وعدا مسؤولا} يقول : سلوا الذي وعدتكم تنجزوه.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي من طريق سعيد بن هلال عن محمد بن كعب القرظي في قوله {كان على ربك وعدا مسؤولا} قال : ان الملائكة تسأل لهم ذلك في قولهم {وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم} غافر الآية 8 قال سعيد : وسمعت أبا حازم يقول : اذا كان يوم القيامة قال المؤمنون ربنا عملنا لك بالذين أمرتنا فانجز لنا ما وعدتنا ، فذلك قوله {وعدا مسؤولا}.
- قوله تعالى : ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل * قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا * فقد كذبوا بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا.
أخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي} قال : عيسى وعزير والملائكة.

وأخرج الحاكم ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن عبد الله بن غنم قال : سألت معاذ بن جبل عن قول الله {ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء} أو نتخذ فقال : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ {أن نتخذ} بنصب النون فسألته عن {الم غلبت الروم} الروم الآيتان 1 - 2 أو غلبت قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {غلبت الروم}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن الضحاك قال : قرأ رجل عند علقمة {ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك} برفع النون ونصب الخاء فقال علقمة {أن نتخذ} بنصب النون وخفض الخاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير أنه كان يقرؤها {ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك} برفع النون ونصب الخاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء} قال : هذا قول الالهة {ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا} قال : البور : الفاسد ، وانه ما نسي الذكر

قوم قط إلا باروا وفسدوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {قوما بورا} قال : هلكى.
وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل {قوما بورا} قال : هلكى بلغة عمان وهم من اليمن قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول : فلا تكفروا ما قد صنعنا إليكم * وكافوا به فالكفر بور لصانعه.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : البور : بكلام عمان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {بورا} قال قاسين لا خير فيهم.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {قوما بورا} قال : هالكين {فقد كذبوكم بما تقولون} يقول الله للذين كانوا يعبدون

عيسى وعزيرا والملائكة حين قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم فقد كذبوكم بما تقولون عيسى وعزيرا والملائكة حين يكذبون المشركين بقولهم {فما تستطيعون صرفا ولا نصرا} قال : المشركون لا يستطيعون صرف العذاب ولا نصر أنفسهم.
أما قوله تعالى {ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال : قرأت اثنين وسبعين كتابا كلها نزلت من السماء ما سمعت كتابا أكثر تكريرا فيه الظلم معاتبة عليه من القرآن ، وذلك ان الله علم أن فتنة هذه الأمة تكون في الظلم وأما الاخر فان أكثر معاتبته اياهم في الشرك وعبادة الاوثان.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن الحسن في قوله {ومن يظلم منكم} قال هو الشرك.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله {ومن يظلم منكم} قال : يشرك.

- قوله تعالى : وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنه أتصبرون وكان ربك بصيرا.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق} يقول : ان الرسل قبل محمد كانوا بهذه المنزلة {ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة} قال : بلاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن الحسن {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة} قال : يقول الفقير : لو شاء الله لجعلني غنيا مثل فلان ، ويقول السقيم : لو شاء الله لجعلني صحيحا مثلا فلان ، ويقول الاعمى : لو شاء الله لجعلني بصيرا مثل فلان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة} قال : هو التفاضل في الدنيا والقدرة والقهر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة} قال : يمسك على هذا ويوسع على هذا فيقول : لم يعطني ربي ما أعطى فلانا ، ويبتلي بالوجع فيقول : لم يجعلني ربي

صحيحا مثل فلان ، في أشباه ذلك
من البلاء ليعلم من يصبر ممن يجزع {وكان ربك بصيرا} بمن يصبر ومن يجزع.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لو شاء الله لجعلكم أغنياء كلكم لا فقير فيكم ، ولو شاء الله لجعلكم فقراء كلكم لا غني فيكم ، ولكن ابتلى بعضكم ببعض.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن رفاعة بن رافع الزرقي قال : قال رجل : يا رسول الله كيف ترى في رقيقنا ، أقوام مسلمين يصلون صلاتنا ويصومون صومنا نضربهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توزن ذنوبهم وعقوبتكم اياهم فان كانت عقوبتكم أكثر من ذنوبهم أخذوا منكم قال : أفرأيت سبا اياهم قال ، يوزن ذنبهم واذا كم اياهم فان كان اذا كم أكثر أعطوا منكم قال الرجل : ما أسمع عدوا أقرب الي منهم فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا} فقال الرجل : أرأيت يا رسول الله ولدي أضربهم قال : انك لاتتهم في ولدك فلا تطيب نفسا تشبع ويجوع ولا تكتسي ويعروا.

- قوله تعالى : وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} قال : هذا قول كفار قريش {لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا} فيخبرنا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير في قوله {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} قال لا يسألون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {لولا أنزل علينا الملائكة} أي نراهم عيانا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وعتوا عتوا كبيرا} قال : شدة الكفر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال العتو في كتاب الله التجبر.
- قوله تعالى : يوم يرون الملائكه لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا.
أخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {يوم يرون الملائكة} قال : يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية في قوله {لا بشرى يومئذ للمجرمين}

قال : اذا كان يوم القيامة يلقى المؤمن بالبشرى فاذا رأى ذلك الكفار قالوا للملائكة : بشرونا قالوا : حجرا محجورا ، حراما محرما ان نتلقاكم بالبشرى.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {ويقولون حجرا محجورا} قال : عوذا معاذا الملائكة تقوله ، وفي لفظ قال : حراما محرما أن تكون البشرى اليوم إلا للمؤمنين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {ويقولون حجرا محجورا} قال : تقول الملائكة : حراما محرما على الكفار البشرى يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك {ويقولون حجرا محجورا} قال : تقول الملائكة : حراما محرما على الكفار البشرى حين رأيتمونا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري {ويقولون حجرا محجورا} قال : حراما محرما أن نبشركم بما نبشر به المتقين.

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله {ويقولون حجرا محجورا} قال : هي كلمة كانت العرب تقولها ، كان الرجل اذا نزلت به شدة قال : حجرا محجورا حراما محرما.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : كانت المرأة اذا رأت الشيء تكرهه تقول : حجر من هذا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال : لما جاءت زلازل الساعة فكان من زلازلها ان السماء انشقت فهي يومئذ واهية والملك على ارجائها : على سعة كل شيء تشقق ، فهي من السماء فذلك قوله {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا} حراما محرما أيها المجرمون أن تكون لكم البشرى اليوم حين رأيتمونا.
- قوله تعالى : وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.
أخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر

وابن أبي حاتم عن مجاهد {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل} قال : قدمنا إلى ما عملوا من خير ممن لا يتقبل منه في الدنيا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في قوله {هباء منثورا} قال : الهباء : شعاع الشمس الذي يخرج من الكوة.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال : الهباء : ريح الغبار يسطع ثم يذهب فلا يبقى منه شيء فجعل الله أعمالهم كذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الهباء : الذي يطير من النار اذا اضطرمت يطير منها الشرر فاذا وقع لم يكن شيئا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {هباء منثورا} قال : الماء المهراق.

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {هباء منثورا} قال : الشعاع في كوة أحدهم ، لو ذهبت تقبض عليه لم تستطع.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {هباء منثورا} قال : شعاع الشمس من الكوة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن عكرمة {هباء منثورا} قال : شعاع الشمس الذي في الكوة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك وعامر في الهباء المنثور : شعاع الشمس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك {هباء منثورا} قال : الغبار.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {هباء منثورا} قال : هو ما تذروه الرياح من حطام هذا الشجر.

وأخرج ابن أبي حاتم عن معلى بن عبيدة قال : الهباء : الرماد.
وأخرج سمويه في فوائده عن سالم مولى أبي حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثال جبال تهامة حتى اذا جيء بهم جعل الله تعالى أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار قال سالم : بأبي وأمي يا رسول الله حل لنا هؤلاء القوم قال : كانوا يصلون ويصومون ويأخذون سنة من الليل ولكن كانوا اذا عرض عليهم شيء من الحرام وثبوا عليه فادحض الله تعالى أعمالهم.
- قوله تعالى : أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} قال : أحسن منزلا وخير مأوى.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وأحسن مقيلا} قال :

مصيرا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {خير مستقرا وأحسن مقيلا} قال : في الغرف من الجنة ، وكان حسابهم أن عرضوا على ربهم عرضة واحدة وذلك الحساب اليسير وذلك مثل قوله {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا}.
وأخرج ابن المبارك في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقبل هؤلاء وهؤلاء ، ثم قرأ {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} وقرأ / {ثم ان مقيلهم لالى الجحيم > /.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : انما هي ضحوة فيقيل أولياء الله على الاسرة مع الحور العين ويقيل أعداء الله مع الشياطين مقرنين.

وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن إبراهيم النخعي قال : كانوا يرون أنه يفرغ من حساب الناس يوم القيامة نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار فذلك قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا}.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن الصواف قال : بلغني أن يوم القيامة يقصر على المؤمن حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس وانهم ليقيلون في رياض الجنة
حين يفرغ الناس من الحساب ، وذلك قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} أي مأوى ومنزلا قال قتادة : حدث صفوان ابن محرز قال : انه ليجاء يوم القيامة برجلين ، كان أحدهما ملكا في الدنيا فيحاسب فاذا عبد لم يعمل خيرا فيؤمر به إلى النار ، والآخر كان صاحب كساه في الدنيا فيحاسب فيقول : يا رب ما أعطيتني من شيء

فتحاسبني به فيقول : صدق عبدي فارسلوه فيؤمر به إلى الجنة ثم يتركان ما شاء الله ثم يدعى صاحب النار فاذا هو مثل الحممة السوداء فيقال له : كيف وجدت مقيلك فيقول : شر مقيل ، فيقال له : عد ، ثم يدعى صاحب الجنة فاذا هو مثل القمر ليلة البدر فيقال له : كيف وجدت مقيلك فيقول رب خير مقيل فيقال : عد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : اني لاعرف الساعة التي يدخل فيها أهل الجنة الجنة وأهل النار النار : الساعة التي يكون فيها ارتفاع الضحى الاكبر اذا انقلب الناس إلى أهليهم للقيلولة ، فينصرف أهل النار إلى النار وأما أهل الجنة فينطلق بهم الجنة فكانت قيلولتهم في الجنة وأطعموا كبد الحوت فاشبعهم كلهم فذلك قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا}.
وأخرج ابن عساكر عن عكرمة أنه سئل عن يوم القيامة أمن الدنيا هو أم

من الآخرة فقال : صدر ذلك اليوم من الدنيا وآخرة من الآخرة.
- قوله تعالى : ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا * الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في الاهوال ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس أنه قرأ {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} قال : يجمع الله الخلق يوم القيامة في صعيد واحد ، الجن والأنس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق فتشقق السماء الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر ممن في
الأرض من الجن والانس وجميع الخلق فيحيطون بالجن والانس وجميع الخلق فيقول أهل الأرض : أفيكم ربنا فيقولون : لا ، ثم تشقق السماء الثانية فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن الجن والانس وجميع الخلق فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق ، ثم ينزل أهل السماء الثالثة فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق ، ثم ينزل أهل السماء الرابعة وهم أكثر من أهل الثالثة والثانية والأولى وأهل الأرض ثم ينزل أهل السماء الخامسة وهم أكثر ممن تقدم ثم أهل السماء السادسة كذلك ثم أهل السماء السابعة ، وهم أكثر من أهل السموات وأهل الأرض ثم ينزل ربنا في ظلل من

الغمام وحوله الكروبيون وهم أكثر من أهل السموات السبع والانس والجن وجميع الخلق لهم قرون ككعوب القنا وهم حملة العرش لهم زجل بالتسبيح والتحميد والتقديس لله تعالى ومن أخمص قدم أحدهم إلى كعبة مسيرة خمسمائة عام ومن كعبه إلى ركبته خمسمائة عام ومن ركبته إلى فخذه مسيرة خمسمائة عام ومن فخذه إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عام ومن ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عام وما فوق ذلك خمسمائة عام.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك {ويوم تشقق السماء بالغمام} قال : هو قطع السماء اذا انشقت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {ويوم تشقق السماء بالغمام} قال : هو الذي قال {في ظلل من الغمام} البقرة الآية 120 الذي

يأتي الله فيه يوم القيامة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية ، يقول : تشقق عن الغمام الذي يأتي الله فيه ، غمام زعموا في الجنة.
- قوله تعالى : ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا * وقال الرسول يا رب إن قومي
اتخذوا هذا القرآن مهجورا * وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا.
أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : ان أبا معيط كان يجلس مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بمكة لا يؤذيه وكان رجلا حليما وكان بقية قريش اذا جلسوا معه آذوه وكان لابي معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش : صبا أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلا فقال لامرأته : ما فعل محمد مما كان عليه فقالت : أشد مما كان أمرا أبو معيط فحياه فلم يرد عليه التحية فقال : مالك ، لا ترد علي تحيتي فقال : كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت قال : أوقد فعلتها قريش قال : نعم ، قال فما يبرى ء صدورهم ان أنا فعلت قال : نأتيه في مجلسه وتبصق في وجهه وتشمته باخبث ما تعلمه من الشتم ، ففعل فلم يزد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ان مسح وجهه من البصاق ثم التفت اليه فقال : ان وجدتك خارجا من جبال مكة أضرب عنقك صبرا ، فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى

أن يخرج فقال له أصحابه : أخرج معنا قال : قد وعدني هذا الرجل ان وجدني خارجا من جبال مكة أن يضرب عنقي صبرا فقالوا : لك جمل أحمر لا يدرك فلو كانت الهزيمة طرت عليهن فخرج معهم فلما هزم الله المشركين وحل به جمله في جدد من الأرض فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيرا في في سبعين من قريش وقدم اليه أبو معيط فقال : تقتلني من بين هؤلاء قال : نعم ، بما بصقت في وجهي فانزل الله في أبي معيط {ويوم يعض الظالم على يديه} إلى قوله {وكان الشيطان للإنسان خذولا}.
وأخرج أبو نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما فدعا اليه أهل مكة كلهم وكان يكثر مجالسة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ويعجبه حديثه وغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاما ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقال : ما أنا بالذي آكل من
طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فقال : أطعم يا ابن أخي ، قال : ما أنا بالذي أفعل حتى تقول ، فشهد بذلك وطعم من طعامه ، فبلغ ذلك أبي خلف فاتاه فقال : أصبوت يا عقبة - وكان خليله - فقال : لا والله ما صبوت ، ولكن دخل على رجل فابى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل ان

يطعم فشهدت له فطعم ، فقال : ما أنا بالذي أرضى عنك حتى تأتيه فتبصق في وجهه ، ففعل عقبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف فاسر عقبة يوم بدر فقتل صبرا ولم يقتل من الاسارى يومئذ غيره.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال : كان أبي بن خلف يحضر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فزجره عقبة بن أبي معيط فنزل {ويوم يعض الظالم على يديه} إلى قوله {وكان الشيطان للإنسان خذولا}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مقسم مولى ابن عباس قال : ان عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف الجمحي التقيا فقال عقبة بن ابي معيط لابي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية وكان أبي قد أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فلما سمع بذلك عقبة قال : لا أرضى عنك حتى تأتي محمدا فتتفل في وجهه وتشمته وتكذبه ، قال : فلم يسلطه الله على ذلك ، فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبي معيط في الاسارى فامر به النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب أن يقتله فقال عقبة : يا محمد أمن بين هؤلاء أقتل قال : نعم ، قال : بم قال : بكفرك وفجورك وعتوك على الله وعلى رسوله فقام اليه علي بن أبي طالب فضرب عنقه.
وَأَمَّا أبي بن خلف فقال : والله لا قتلن محمدا ، فبلغ ذلك

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بل أنا أقتله ان شاء الله ، فافزعه ذلك فوقعت في نفسه لانهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قولا إلا كان حقا فلما كان يوم أحد خرج مع المشركين فجعل يلتمس غفلة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليحمل عليه ، فيحول رجل من المسلمين بين النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وبينه ، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه : خلوا عنه فاخذ الحربة فرماه بها فوقعت في ترقوته فلم يخرج منه كبير دم واحتقن الدم في جوفه فخار كما يخور الثور فاتى
أصحابه حتى احتملوه وهو يخور وقالوا : ما هذا فوالله ما بك إلا خدش فقال : والله لو لم يصبني إلا بريقه لقتلني اليس قد قال : أنا أقتله والله لو كان الذي بي باهل ذي المجاز لقتلهم ، قال : فما لبث إلا يوما أو نحو ذلك حتى مات إلى النار وأنزل الله فيه {ويوم يعض الظالم على يديه} إلى قوله {وكان الشيطان للإنسان

خذولا}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن سابط قال : صنع أبي بن خلف طعاما ثم أتى مجلسا فيه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : قوموا ، فقاموا غير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : لا أقوم حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فتشهد ، فقام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلقيه عقبة بن أبي معيط فقال : قلت : كذا وكذا قال : انما أردت لطعامنا فذلك قوله {ويوم يعض الظالم على يديه}.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال : عقبة بن أبي معيط دعا مجلسا فيه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لطعام فابى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ان ياكل وقال : لا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فلقيه أميه بن خلف فقال : أقد صبوت فقال : ان أخاك على ما تعلم ولكن صنعت طعاما فابى ان ياكل حتى قلت ذلك فقلته وليس من نفسي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن هشام في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال : ياكل كفيه ندامة حتى يبلغ منكبه لا يجد مسها.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال : ياكل يده ثم تنبت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال : بلغني انه يعضه حتى يكسر العظم ثم يعود.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال : نزلت في أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط {ويوم يعض الظالم على يديه} قال : هذا عقبة ، {لم أتخذ فلانا خليلا} قال : أمية وكان عقبة خدنا لامية فبلغ أمية أن عقبة يريد الإسلام فاتاه وقال : وجهي من وجهك حرام أن أسلمت أن أكلمك أبدا.
ففعل فنزلت هذه الآية فيهما.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي مالك في قوله {لم أتخذ فلانا خليلا} قال : عقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف كانا متواخيين في الجاهلية يقول أمية بن خلف : ياليتني لم اتخذ عقبة بن أبي معيط خليلا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال : نزلت في عقبة بن ابي معيط وابي بن خلف دخل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على عقبة في حاجة وقد صنع طعاما للناس فدعا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى طعامه قال : لا ، حتى تسلم ، فاسلم فاكل ، وبلغ الخبر أبي بن خلف فاتى عقبة

فذكر له ما صنع فقال له عقبة : أترى مثل محمد يدخل منزلي وفيه طعام ثم يخرج ولا ياكل قال : فوجهي من وجهك حرام حتى ترجع عما دخلت فيه ، فرجعز فنزلت الآية.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال {ويوم يعض الظالم على يديه} قال : أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط ، وهما الخليلان في جهنم على منبر من نار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجلا من قريش كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه رجل من قريش - وكان له صديقا - فلم يزل به حتى صرفه وصده عن غشيان رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله فيهما ما تسمعون.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} قال : الشيطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {وكان الشيطان للإنسان خذولا} قال : خذل يوم القيامة وتبرأ منه {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} هذا قول نبيكم يشتكي قومه إلى ربه قال الله يعزي نبيه : {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} يقول : ان الرسل قد لقيت هذا من قومها قبلك فلا يكبرن عليك.

وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد وابنجرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {اتخذوا هذا القرآن مهجورا} قال : يهجرون فيه بالقول السيء ، يقولون : هذا سحر.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وابن
أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله {اتخذوا هذا القرآن مهجورا} قالوا : فيه هجيرا غير الحق ، ألم تر المريض اذا هذى قيل : هجر أي قال : غير الحق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} قال : لم يبعث نبي قط إلا كان المجرمون له أعداء ، ولم يبعث نبي قط إلا كان بعض المجرمين أشد عليه من بعض.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} قال : كان عدو النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أبو جهل وعدو موسى قارون وكان قارون ابن عم موسى.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} قال : يوطن محمد صلى الله عليه وسلم انه جاعل له عدوا من المجرمين كما جعل لمن قبله.
- قوله تعالى : وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا * ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا.
أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : قال المشركون : ان كان محمد كما يزعم نبيا فلم يعذبه ربه ، إلا ينزل عليه القرآن جملة واحدة ينزل عليه الآية والآيتين والسورة ، فانزل الله على نبيه جواب ما قالوا {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} إلى {وأضل سبيلا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} يقولون : كما أنزل على موسى وعلى عيسى قال الله {كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} قال : بيناه تبيينا {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} قال : أحسن تفصيلا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله !

{كذلك لنثبت به فؤادك} قال : كان الله ينزل عليه الآية فاذا علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت آية
أخرى ليعلمه الكتاب عن ظهر قلبه ويثبت به فؤادك {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} يقول : احسن تفصيلا.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {كذلك لنثبت} قال : لنشدد به فؤادك ونربط على قلبك {ورتلناه ترتيلا} قال : رسلناه ترسيلا يقول : شيئا بعد شيء {ولا يأتونك بمثل} يقول : لوأنزلنا عليك القرآن جملة واحدة ثم سالوك لم يكن عندك ما تجيب ، ولكنا نمسك عليك فاذا سالوك أجبت.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قالت قريش ما للقرآن لم ينزل على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جملة واحدة قال الله في كتابه {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} قال : قليلاز قليلا ، كيما لا يجيؤك بمثل إلا جئناك بما ينقض عليهم فانزلناه عليك تنزيلا قليلا قليلا ، كلما جاؤا بشيء جئناهم بما هو أحسن منه تفسيرا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن

في قوله {ورتلناه ترتيلا} قال : كان ينزل عليه الآية ، والآيتان ، والآيات ، كان ينزل عليه جوابا لهم ، اذا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء أنزل الله جوابا لهم وردا عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيما تكلموا به وكان بين أوله وآخره نحو من عشرين سنة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج {كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} قال : كان ينزل عليه القرآن جوابا لقولهم ، ليعلم ان الله هو يجيب القوم عما يقولون {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق} قال : لا ياتيك الكفار إلا جئناك بما ترد به ما جاؤك به من الامثال التي جاؤا بها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي {ورتلناه ترتيلا} يقول : أنزل متفرقا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {ورتلناه ترتيلا} قال : فصلنا تفصيلا ، وأخرجابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {وأحسن تفسيرا} قال : تفصيلا.

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وأحسن تفسيرا} قال : بيانا.
- قوله تعالى : الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أولئك شر مكانا} يقول : من أهل الجنة {وأضل سبيلا} قال : طريقا.
- قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا * فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا * وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية واعتدنا للظالمين عذابا أليما * وعاد وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا} قال : عونا وعضدا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فدمرناهم تدميرا} قال : أهلكناهم بالعذاب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ {وعادا وثمود} ينون ثمود.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال {الرس} قرية من ثمود.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال {الرس} بئر باذربيجان.
وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله {وأصحاب الرس} قال : قوم شعيب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وأصحاب الرس} قال : حدثنا ان أصحاب الرس كانوا أهل فلج باليمامة وآبار كانوا عليها.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد قال {الرس} بئر كان عليها قوم يقال لهم : أصحاب الرس.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة قال {وأصحاب الرس} رسوا نبيهم في بئر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن ابن عباس انه سأل كعبا عن أصحاب الرس قال : صاحب البئر الذي {قال يا قوم اتبعوا المرسلين} فرسه قومه في بئر بالحجار.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال {الرس} بئر قتل به صاحب يس.

وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي ، وَابن عساكر عن جعفر بن محمد بن علي : ان امرأتين سألتاه هل تجد غشيان المرأة المرأة محرما في كتاب الله قال : نعم ، هن اللواتي كن على عهد تبعن وهن صواحب الرس وكل نهر وبئر رس ، قال : يقطع لهن جلباب من نار ودرع من نار ونطاق من نار وتاج من نار وخفان من نار ومن فوق ذلك ثوب غليظ جاف جلف منتن من نار قال جعفر : علموا هذا نساءكم.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن واثلة بن الاسقع رفعه قال : سحاق النساء زنا بينهن.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن كعب بن مالك قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراكبة والمركوبة.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : أن أصحاب الايكة ، وأصحاب الرس ، كانتا أمتين فبعث الله اليهما نبيا واحدا شعيبا وعذبهما الله بعذابين.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن جَرِير عن محمد بن كعب القرظي قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول الناس يدخل الجنة يوم القيامة العبد الاسود وذلك ان الله تعالى بعث نبيا إلى أهل قريته فلم يؤمن به من أهلها أحد إلا ذلك الاسود ثم ان أهل القرية عدوا على النَّبِيّ فحفروا له بئر فالقوه فيها ثم أطبقوا عليه بحجر ضخم فكان ذلك العبد يذهب فيحتطب على ظهره ثم يأتي بحطبه فيبيعه فيشتري به طعاما وشرابا ثم ياتي به إلى تلك البئر فيرفع تلك الصخرة فيعينه الله عليها فيدلي طعامه وشرابه ثم يردها كما كانت ما شاء الله أن يكون ، ثم انه ذهب يحتطب كما كان يصنع فجمع حطبه وحزم حزمته وفرغ منها فلما أراد أن يحتملها وجد سنة فاضطجع فنام فضرب على أذنه سبع سنين نائما ثم انه هب فتمطى فتحول لشقه الآخر فاضطجع فضرب الله على أذنه سبع سنين أخرى ثم
انه هب فاحتم حزمته ولا يحسب إلا أنه نام ساعة من نهار فجاء إلى القرية فباع حزمته ثم اشترى طعاما وشرابا كما كان يصنع ثم ذهب إلى الحفرة في موضعها التي كانت فيه فالتمسه فلم يجده وفد كان بدا لقومه بداء فاستخرجوه فامنوا به وصدقوه ، وكان النَّبِيّ يسألهم عن ذلك الاسود ما فعل فيقولون له : ما ندري ، حتى قبض ذلك النَّبِيّ فاهب الله الاسود من نومته بعد ذلك ، ان ذلك لاول من يدخل الجنة.

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أم سلمة سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول بعد عدنان بن أدد بن زين بن البراء واعراق الثرى ، قالت : ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلك {وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا} {لا يعلمهم إلا الله} قالت : واعراق الثرى : اسمعيل وزيد وهميسع وبرانيت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {وقرونا بين ذلك كثيرا} قال : كان يقال ان القرن سبعون سنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى قال : القرن مائة وعشرون عاما قال : فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرن كان آخره العام الذي مات فيه يزيد بن معاوية.

وأخرج ابن مردويه من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون وبين نوح وابراهيم عشرة قرون قال أبوسلمة : القرن مائة سنة.
وأخرج الحاكم ، وَابن مردويه عن عبد الله بن بسر قال : وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي فقال : هذا الغلام يعيش قرنا ، فعاش مائة سنة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم من طريق محمد بن القاسم الحمصي عن عبد الله بسر المازني قال : وضع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يده على رأسي وقال : سيعيش هذا الغلام قرنا قلت : يا رسول الله كم القرن قال : مائة سنة ، قال محمد بن القاسم : ما زلنا نعد له حتى تمت مائة سنة ، ثم مات.
وأخرج ابن مردويه عن أبي الهيثم بن دهر الاسلمى قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
القرن خمسون سنة.
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتي خمس قرون القرن أربعون سنة.

وأخرج ابن المنذر عن حماد بن إبراهيم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن أربعون سنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن أربعون سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال القرن ستون سنة.
وأخرج الحاكم في الكنى عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا انتهى إلى معد بن عدنان أمسك ، ثم يقول : كذب النسابون قال الله تعالى {وقرونا بين ذلك كثيرا}.
- قوله تعالى : وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا * ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا * وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا * إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا.
أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا} قال : كل قد أعذر الله اليه وبين له ثم انتقم منه {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} قال : قرية لوط {بل كانوا لا يرجون نشورا} قال : بعثا ولا حسابا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن في قوله !

{وكلا تبرنا تتبيرا} قال : تبر الله كلا بالعذاب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال {تبرنا} بالنبطية.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ولقد أتوا على القرية} قال : هي سدوم قرية قوم لوط {التي أمطرت مطر السوء} قال : الحجارة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء {ولقد أتوا على القرية} قال : قرية لوط.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {ولقد أتوا على القرية} قال : هي بين الشام والمدينة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج في قوله {لا يرجون نشورا} قال : بعثا وفي قوله {لولا أن صبرنا عليها} قال : ثبتنا.
- قوله تعالى : أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا * أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
أخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {أرأيت من

اتخذ إلهه هواه} قال : كان الرجل يعبد الحجر الابيض زمانا من الدهر في الجاهلية فاذا وجد حجرا أحسن منه رمى به وعبد الآخر فانزل الله الآية.
وأخرج ابن مردويه عن أبي رجاء العطاردي قال : كانوا في الجاهلية ياكلون الدم بالعلهز ويعبدون الحجر فاذا وجدوا ما هو أحسن منه رموا به وعبدوا الآخر فاذا فقدوا الآخر أمروا مناديا فنادى : أيها الناس ان الهكم قد ضل فالتمسوه ، فانزل الله هذه الآية {أرأيت من اتخذ إلهه هواه}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال : لا يهوى شيئا إلا تبعه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال : كلما هوى شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه ، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن انه قيل له : في أهل القبلة شرك فقال : نعم ، المنافق مشرك ان المشرك يسجد للشمس والقمر من دون الله وان

المنافق عند هواه ، ثم تلا هذه الآية {أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا}.
وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت ظل السماء من اله يعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى متبع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون} قال : مثل الذين كفروا كمثل البعير والحمار والشاة ، ان قلت لبعضهم كل لم يعلم ما تقول غير انه يسمع صوتك ، كذلك الكافر ان أمرته بخير أو نهيته عن شر أو وعظته لم يعقل ما تقول غير انه يسمع صوتك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {بل هم أضل سبيلا} قال : أخطأ السبيل.
- قوله تعالى : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا * ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا * وهو الذي جعل لكم اليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا.

أخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال : بعد الفجر قبل ان تطلع الشمس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} الآية ، قال : ألم تر انك اذا صليت الفجر كان ما بين مطلع الشمس إلى مغربها ظلا ثم بعث الله عليه الشمس دليلا فقبض الله الظل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال : ما بين طلوع الشمس {ولو شاء لجعله ساكنا} قال : دائما {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} يقول : طلوع الشمس {ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا} قال : سريعا.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن مجاهد {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال : ظل الغداة قبل طلوع الشمس {ولو شاء لجعله ساكنا} قال : لا تصيبه الشمس ولا يزول {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} قال : تحويه {ثم قبضناه إلينا} فاجوينا الشمس اياه {قبضا يسيرا} قال : خفيفا.

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الحسن {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال : مده من المشرق إلى المغرب فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس {ولو شاء لجعله ساكنا} قال : تركه كما هو ظلا ممدودا ما بين المشرق والمغرب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أيوب بن موسى {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال : الأرض كلها ظل ، ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس {ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا} قال : قليلا قليلا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن إبراهيم التيمي والضحاك وأبي مالك الغفاري في قوله {كيف مد الظل} قالوا : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} قالوا : على الظل !

{ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا} يعني ما تقبض الشمس من الظل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية {كيف مد الظل} قال : من حين يطلع الفجر إلى حين تطلع الشمس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {جعلنا الشمس عليه دليلا} قال : يتبعه فيقبضه حيث كان.
وَأَمَّا قوله تعالى : {وجعل النهار نشورا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال : ان النهار اثنتا عشرة ساعة فاول الساعة ما بين طلوع الفجر إلى أن ترى شعاع الشمس ثم الساعة الثانية اذا رأيت شعاع الشمس إلى أن يضيء الاشراق ، عند ذلك لم يبق من قرونها شيء وصفا لونها فاذا كانت بقدر ما تريك عينك قيد رحمين فذلك أول الضحى وذلك أو ساعة من ساعات الضحى ثم من بعد ذلك الضحى ساعتين ثم الساعة السادسة حين نصف النهار ، فاذا زالت الشمس عن نصف النهار فتلك ساعة صلاة الظهر وهي التي قال الله {أقم

الصلاة لدلوك الشمس} ثم من بعد ذلك العشى ساعتين
ثم الساعة العاشرة ميقات صلاة العصر وهي الآصال ثم من بعد ذلك ساعتين إلى الليل.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وجعل النهار نشورا {وجعل النهار نشورا} قال : ينشر فيه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {وجعل النهار نشورا} قال : لمعايشهم وحوائجهم وتصرفهم.
- قوله تعالى : وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا * لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء أنه قرأ {وهو الذي أرسل الرياح} على الجمع بشرا بالباء ورفع الباء بنون فيهما خفيفة.

وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن مسروق أنه قرأ {الرياح بشرا} بالنون ونصب النون منونة ومخففة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن المسيب في قوله {وأنزلنا من السماء ماء طهورا} قال : لا ينجسه شيء.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والدار قطني عن سعيد بن المسيب قال : أنزل الله الماء طهورا لا ينجسه شيء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الماء لا ينجسه شيء ، يطهر ولا يطهره شيء فان الله قال {وأنزلنا من السماء ماء طهورا}.
وأخرج الشافعي وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجه والدار قطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : يا رسول الله انتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن ، فقال : ان الماء طهورا لاينجسه شيء.

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن القاسم بن أبي بزة قال : سأل رجل عبد الله بن الزبير عن طين المطر قال : سألتني عن طهورين جميعا قال الله تعالى {وأنزلنا من السماء ماء طهورا} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا.
- قوله تعالى : ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا * ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا * فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {ولقد صرفناه بينهم} يعني المطر تسقى هذه الأرض وتمنع هذه {ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا} قال عكرمة : قال ابن عباس : قولهم مطرنا بالانواء ، فأنزل الله في الواقعة {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} الواقعة الآية 82.
وأخرج سنيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن جريج عن مجاهد {ولقد صرفناه بينهم} قال : المطر ، ينزله في الأرض ولا ينزله في أخرى {فأبى أكثر الناس إلا كفورا} قولهم مطرنا بنوء كذا وبنوء

كذا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} قال : ان الله قسم هذا الرزق بين عباده وصرفه بينهم ، قال : وذكر لنا ان ابن عباس كان يقول : ما كان عام قط أقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه بين عباده ، قال قتادة : فترزقه الأرض وتحرمه الأخرى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس قال : ما من عام بأقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء ، ثم قرأ هذه الآية {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} الآية.
وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن مسعود ، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال : كان جبريل في موضع الجنائز فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يا جبريل اني أحب أن أعلم أمر السحاب ، فقال جبريل : هذا ملك السحاب فسأله فقال : تأتينا صكاك مختتمة

أسقوا بلاد كذا وكذا قطرة.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عطاء الخرساني في قوله {ولقد صرفناه بينهم} قال : ألا ترى إلى قوله {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا}.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وجاهدهم به} قال : بالقرآن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {وجاهدهم به جهادا كبيرا} قال : هو قوله {واغلظ عليهم} التوبة الآية 73 والله تعالى أعلم.
- قوله تعالى : وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس {وهو الذي مرج البحرين} الآية ، يعني خلع أحدهما على الآخر فليس يفسد العذب المالح وليس يفسد المالح العذب.

وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وهو الذي مرج البحرين} قال : أفاض أحدهما في الآخر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {مرج البحرين} قال : بحر في السماء وبحر في الأرض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {فرات} قال : العذب ، وفي قوله {أجاج} قال : الاجاج : المالح.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وهذا ملح أجاج} قال : المر.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : هما بحران فتوضأ

بأيهما شئت ، ثم تلا هذه الآية {هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال : هو اليبس.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {برزخا} قال : هو اليبس.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال : محبسا لا يختلط البحر العذب بالبحر الملح.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال : التخوم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن مجاهد في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال : حجازا لا يختلط العذب بالملح ولا يختلط بحر الروم وفارس ، وبحر الروم ملح قال ابن جريج : فلم أجد بحرا عذبا إلا الانهار العذاب ، فان دجلة تقع في البحر فلا

تمور فيه يجعل فيه بينهما مثل الخيط الابيض فاذا رجعت لم يرجع في طريقهما من البحر شيء ، والنيل زعموا ينصب في البحر.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن الكلبي في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال : حاجزا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وحجرا محجورا} يقول : حجر أحدهما عن الآخر بأمره وقضائه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وحجرا محجورا} قال : ان الله حجر الملح عن العذب والعذب عن الملح أن يختلط بلطفه وقدرته.
- قوله تعالى : وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن المغيرة قال : سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن نسب وصهر فقال : ما أراكم إلا قد عرفتم النسب ، فأما الصهر : فالاختان والصحابة.

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {فجعله نسبا وصهرا} قال : النسب الرضاع والصهر الختونة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {فجعله نسبا وصهرا} قال : ذكر الله الصهر مع النسب
وحرم أربع عشرة امرأة ، سبعا من النسب وسبعا من الصهر ، فاستوى تحريم الله في النسب والصهر.
- قوله تعالى : ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا.
أخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {وكان الكافر على ربه ظهيرا} يعني أبا الحكم : الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل ابن هشام.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله {وكان الكافر على ربه} قال : أبو جهل.
وأخرج ابن المنذر عن عطية في قوله {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال : هو أبو جهل.

وأخرج ابن أبي شيبه وسعيد بن منصور والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال : معينا للشيطان على معاصي الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن والضحاك ، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال : عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال : معينا للشيطان على عداوة ربه.
- قوله تعالى : وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا} قال : مبشرا بالجنة ونذيرا من النار ، وفي قوله {إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا} قال : بطاعته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {قل ما أسألكم عليه من أجر} قال : قل لهم يا محمد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر يقول : عرض من عرض الدنيا.

- قوله تعالى : وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا.
أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن عتبة بن أبي ثبيت قال : مكتوب في التوراة لا تتوكل على ابن آدم فان ابن آدم ليس له قوام ولكن توكل على الحي الذي لا يموت.
- قوله تعالى : الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا * وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا.
أخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فاسأل به خبيرا} قال : ما أخبرتك من شيء فهو ما أخبرتك به.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن شمر بن عطية في قوله {الرحمن فاسأل به خبيرا} قال : هذا القرآن خبير به.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} قال : قالوا ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة ، فأنزل الله !

{وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} البقرة الآية 163.
وأخرج ابن أبي حاتم عن حسين الجحفي في قوله {قالوا وما الرحمن} قال : جوابها {الرحمن علم القرآن} الرحمن الآيتان 1 - 2.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن إبراهيم قال : قرأ الاسود {أنسجد لما تأمرنا} فسجد فيها قال : وقرأها يحيى {أنسجد لما تأمرنا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سليمان قال : قرأ إبراهيم في الفرقان (أنسجد لما يأمرنا) بالياء ، وقرأ سليمان كذلك.
- قوله تعالى : تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا.
أخرج الخطيب في كتاب النجوم عن ابن عباس في قوله {تبارك الذي جعل في السماء بروجا} قال : هي هذه الاثنا عشر برجا ، أولها الحمل ثم الثثور ثم الجوزاء ثم السرطان ثم الاسد ثم السنبلة ثم الميزان ثم العقرب ثم القوس ثم الجدي ثم الدلو ثم الحوت.

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {تبارك الذي جعل في السماء بروجا} قال : قصورا على أبواب السماء فيها الحرس.
وأخرج هناد عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن يحيى بن رافع {جعل في السماء بروجا} قال : قصورا في السماء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عطية {جعل في السماء بروجا} قال : القصور ، ثم تأول هذه الآية {ولو كنتم في بروج مشيدة} النساء الآية 78.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {جعل في السماء بروجا} قال : البروج النجوم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {جعل في السماء بروجا} قال : النجوم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن أبي صالح {جعل في السماء بروجا} قال : النجوم الكبار.

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {تبارك الذي جعل في السماء بروجا} قال : هي النجومز وقال عكرمة : ان أهل السماء يرون نور مساجد الدنيا كما يرون أهل الدنيا نجوم السماء.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {وجعل فيها سراجا} قال : هي الشمس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {وجعل فيها سراجا} بكسر السين على معنى الواحد.
وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن : أنه كان يقرأ {سراجا}.
وَأخرَج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي : أنه كان يقرأ {وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا}.
- قوله تعالى : وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وهو الذي جعل الليل والنهار

خلفة} قال : أبيض وأسود.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {جعل الليل والنهار خلفة} قال : هذا يخلف هذا وهذا يخلف هذا {لمن أراد أن يذكر} قال : يذكر نعمة ربه عليه فيهما {أو أراد شكورا} قال : شكور نعمة ربه عليه فيهما.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {جعل الليل والنهار خلفة} قال : يختلفان ، هذا اسود وهذا أبيض وان المؤمن قد ينسى بالليل ويذكر بالنهار وينسى بالنهار ويذكر بالليل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {جعل الليل والنهار خلفة} يقول : من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار ومن فاته شيء من النهار أن يعمله أدركه بالليل.
وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي حاتم عن الحسن : أن عمر أطال صلاة

الضحى فقيل : له : صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه فقال : انه بقي علي من وردي شيء وأحببت ان أتمه ، أو قال اقضيه ، وتلا هذه الآية {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {جعل الليل والنهار خلفة} يقول : جعل الليل خلفا من النهار والنهار خلفا من الليل لمن فرط في عمل أن يقضيه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {جعل الليل والنهار خلفة} قال : ان لم يستطع عمل الليل عمله بالنهار وان لم يستطع عمل النهار عمله بالليل ، فهذا خلفة لهذا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله {جعل الليل والنهار خلفة} قال : من عجز بالليل كان له في أول النهار مستعتب ومن عجز بالنهار كان له في الليل مستعتب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة ، أن سلمان جاءه رجل فقال : لا أستطيع قيام الليل قال : ان كنت لا تستطيع قيام اللهيل فلا تعجز بالنهار قال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده أن في كل ليلة ساعة ، لا يوافقها رجل مسلم يصلي فيها يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه اياه قال قتادة : فأروا الله من أعمالكم خيرا في هذا الليل والنهار فانهما مطيتان

تحملان الناس إلى آجالهم تقربان كل بعيد وتبليان كل جديد وتجيئان بكل موعود إلى يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ (لمن أراد أن يذكر) مشددة.
وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي أنه كان يقرأ (لمن أراد أن يذكر).
- قوله تعالى : وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما * إنها ساءت مستقرا ومقاما * والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وعباد الرحمن} قال : هم المؤمنون {الذين يمشون على الأرض هونا} قال : بالطاعة والعفاف والتواضع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يمشون على الأرض هونا} قال : علماء حكماء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {هونا}

قال : بالسريانية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله {هونا} قال : حلماء بالسريانية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران في قوله {هونا} قال : حلماء بالسريانية.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد في قوله {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} قال : بالوقار والسكينة {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} قال : سدادا من القول.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة ، مثله.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله {يمشون على الأرض هونا} قال : لا يشتدون.

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة ، وَابن النجار عن ابن عباس قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن.
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن الفضيل بن عياض في قوله {الذين يمشون على الأرض هونا} قال : بالسكينة والوقار {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} قال : ان جهل عليه حلم وان أسيء اليه أحسن وان حرم أعطى وان قطع وصل.
وأخرج الآمدي في شرح ديوان الاعشى بسنده عن عمر بن الخطاب : انه رأى غلاما يتبختر في مشيته فقال : ان البخترة مشية تكره إلا في سبيل الله وقد مدح الله أقواما فقال {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} فاقصد في مشيتك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {الذين يمشون على الأرض هونا} قال : تواضعا لله لعظمته {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} قال : كانوا لا يجهلون على أهل الجهل.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن علي الباقر قال : سلاح اللئام

قبيح الكلام.
وأخرج أحمد عن النعمان بن مقرن المزني : ان رجلا سب رجلا عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فجعل الرجل المسبوب يقول : عليك السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان ملكا بينكما يذب عنك كلما شتمك هذا قال له : بل أنت ، وأنت أحق به واذا قلت له : عليك السلام قال : لا ، بل لك أنت أحق به.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وإذا خاطبهم الجاهلون} قال : السفهاء {قالوا سلاما} يعني ردوا معروفا {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما} يعني يصلون بالليل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسن {يمشون على الأرض هونا} قال : يمشون حلماء متواضعين لا يجهلون على أحد وان جهل عليهم جاهل لم يجهلوا ، هذا نهارهم اذا انتشروا في الناس {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما} قال : هذا ليلهم اذا خلوا بينهم وبين ربهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : كان يقال : ابن آدم عف عن

محارم الله تكن عابدا وأرض بما قسم الله لك تكن غنيا وأحسن مجاورة من جاورك من الناس تكن مسلما وصاحب الناس بالذي تحب أن يصاحبوك به تكن عدلا وإياك وكثرة الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب ، انه قد كان يديكم أقوام يجمعون كثيرا ويبنون شديدا ويأملون بعيدا فأين هم أصبح جمعهم بورا وأصبح عملهم غرورا وأصبحت مساكنهم قبورا ، ابن آدم انك مرتهن بعملك وأنت على أجلك معروض على ربك فخذ مما في يديك لما بين يديك عند الموت يأتيك من الخير ، يا ابن آدم طأ الأرض بقدمك فانها عن قليل قبرك انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك ، يا ابن آدم خالط الناس وزايلهم : خالطهم ببدنك وزايلهم بقلبك وعملك ، يا ابن آدم أتحب أن تذكر بسحناتك وتكره أن تذكر بسيئاتك وتبغض على الظن وتقيم على اليقين ، وكان يقال : أن المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة من الله صدقوا بها ، وافضاء بعينها خضعت لذلك قلوبهموأبدانهم وأبصارهم كنت والله اذا رأيتهم قوما كأنهم رأى عين ، والله ما كانوا بأهل جدل وباطل ولكن جاءهم من الله أمر فصدقوا به فنعتهم الله في

القرآن أحسن نعت فقال {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا}
قال : الحسن والهون في كلام العرب : اللين والسكينة والوقار {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} قال : حلماء لا يجهلون وان جهل عليهم حلموا ، يصاحبون عباد الله نهارهم مما تسمعون ، ثم ذكر ليلهم خير ليل قال {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما} ينتصبون لله على أقدامهم ويفترشون وجوههم سجدا لربهم تجري دموعهم على خدودهم خوفا من ربهم ، قال الحسن : لأمر ما سهر ليلهم ولأمر ما خشع نهارهم {والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما} قال : كل شيء يصيب ابن آدم لم يدم عليه فليس بغرام انما الغرام اللازم له ما دامت السموات والأرض قال : صدق القوم ، والله الذي لا إله إلا هو فعلموا ولم يتمنوا ، فاياكم وهذه الاماني يرحمكم الله فان الله لم يعط عبد بالمنية خيرا في الدنيا والآخرة قط ، وكان يقول : يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {إن عذابها كان غراما . قال : الدائم" .

وأخرج الطسي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : (إن عذابها كان غراما)} قال : ملازما شديدا كلزوم الغريم الغريم قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول بشر بن أبي حازم ويوم النسار ويوم الجفار * كانا عذابا وكانا غراما.
وَأخرَج ابن الانباري عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له : اخبرني عن قوله {كان غراما} ما الغرام قال : المولع ، قال فيه الشاعر : وما أكلة ان نلتها بغنيمة * ولا جوعة ان جعتها بغرام.
وَأخرَج ابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {إن عذابها كان غراما} قال : قد علموا ان كل غريم يفارق غريمه إلا غريم جهنم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} قال : هم

المؤمنون ، لا يسرفون فيقعوا في معصية الله ولا يقترون فيمنعون حقوق الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ (ولم يقتروا) بنصب الياء ورفع التاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} قال : الاسراف النفقة في معصية الله والاقتار الامساك عن حق الله قال : وان الله قد فاء لكم فيئة فانتهوا إلى فيئة الله ، قال في المنفق {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا} الاحزاب الآية 70 قال : قولوا صدقا عدلا ، وقال للمؤمنين {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} النور الآية 30 عما لا يحل لهم ، وقال في الاستماع {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} الزمر الآية 18 وأحسنه طاعة الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب في قوله {لم يسرفوا ولم يقتروا}

قال لا ينفقه في باطل ولا يمنعه من حق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} قال : اولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا لا يأكلون طعاما يريدون به نعيما ولا يلبسون ثوبا يريدون به جمالا كانت قلوبهم على قلب واحد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الاعمش في قوله {بين ذلك قواما} قال : عدلا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال القوام أن لا تنفق من غير حق ولا تمسك من حق هو عليك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن وهب بن منبه {وكان بين ذلك قواما} قال : الشطر من أموالهم.
وأخرج ابن جرير عن يزيد بن مرة الجعفي قال : العلم خير من العمل والحسنة بين السيئين ، يعني اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وخير

الامور أوساطها.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في قوله {لم يسرفوا ولم يقتروا} ان عمر بن الخطاب قال : كفى سرفا أن الرجل لا يشتهي شيئا إلا اشتراه فأكله.
وأخرج أحمد عن أبي الدرداء عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال من فقه الرجل رفقه في معيشته.
- قوله تعالى : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما * يضاعف له
العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيآتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا.
أخرج الفريابي وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال : سئل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت : ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت : ثم أي قال : أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تصديق ذلك {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}.

وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن ناسا من أهل الشرك قد قتلوا فأكثروا وزنوا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : ان الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ، فنزل {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} ونزلت {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} الزمر الآية 53.
وأخرج البخاري ، وَابن المنذر من طريق القاسم بن أبي بزة أنه سأل سعيد بن جبير هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة فقرأت عليه {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق} فقال سعيد : قرأتها على ابن عباس كما قرأتها علي فقال : هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة النساء.
وأخرج ابن المبارك عن شفي الاصبحي قال : ان في جهنم جبلا يدعى : صعودا ، يطلع فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه وان في جهنم قصرا يقال له : هوى ، يرمى الكافر من أعلاه فيهوى أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله ، قال تعالى {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} طه الآية 81 وان في جهنم واديا

يدعى : أثاما ، فيه حيات وعقارب في فقار احداهن مقدار سبعين قلة من السم والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة وان في جهنم واديا يدعى : غيا ، يسيل قيحا ودما.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الاعمال أفضل قال : الصلوات لمواقيتهن ، قلت : ثم أي قال : بر الوالدين قلت : ثم أي قال : ثم الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادني ، وسألته أي الذنب أعظم عند الله قال : الشرك بالله قلت : ثم أي قال : أن تقتل ولدك أن يطعم معك فما لبثنا إلا يسيرا حتى أنزل الله {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}.
وأخرج ابن مردويه عن عون بن عبد الله قال : سألت الاسود بن يزيد هل كان ابن مسعود يفضل عملا على عمل قال : نعم ، سألت ابن مسعود قال : سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي الاعمال

أحبها إلى الله وأقربها من الله قال : الصلاة لوقتها قلت : ثم ماذا على اثر ذلك قال : ثم بر الوالدين قلت : ثم ماذا على أثر ذلك قال : الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادني قلت : فأي الاعمال أبغضها إلى الله وأبعدها من الله قال : ان تجعل لله ندا وهو خلقك وان تقتل ولدك أن يأكل معك وان تزاني حليلة جارك ثم قرأ {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ان الله ينهاك ان تعبد المخلوق وتذر الخالق وينهاك أن تقتل ولدك وتغذو كلبك وينهاك أن تزني بحليلة جارك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر في قوله {يلق أثاما} قال : واد في جهنم.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {يلق أثاما} قال : واد في جهنم من قيح ودم.

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة قال : اثام أودية في جهنم فيها الزناة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {يلق أثاما} قال : نكالا ، وكنا نحدث أنه واد في جهنم وذكر لنا أن لقمان كان يقول : يا بني اياك والزنا فان أوله مخافة وآخره ندامة.
وأخرج ابن المبارك في الزهد عن شفي الاصبحي قال : ان في جهنم واديا يدعى : أثاما ، فيه حيات وعقارب في فقار احداهن مقدار سبعين قلة من السم والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة.
وأخرج ابن الانباري عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له : أخبرني عن قوله {يلق أثاما} ما الاثام قال : الجزاء قال فيه عامر بن الطفيل : وروينا الاسنة من صداء * ولا قت حمير منا أثاما.
وَأخرَج الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {ومن يفعل ذلك يلق أثاما}.

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {يضاعف} بالرفع {له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه} بنصب الياء ورفع اللام.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {ويخلد فيه} يعني في العذاب {مهانا} يعني يهان فيه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} اشتد ذلك على المسلمين فقالوا : ما منا أحد إلا أشرك وقتلن وزنى فأنزل الله {يا عبادي الذين أسرفوا} الزمر الآية 53 ، يقول لهؤلاء الذين أصابوا هذا في الشرك ثم نزلت بعده {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} فأبدلهم الله بالكفر الإسلام وبالمعصية الطاعة وبالانكار المعرفة وبالجهالة العلم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : نزلت آية من تبارك بالمدينة في شأن قاتل حمزة وحشي

وأصحابه كانوا يقولون : انا لنعرف الإسلام وفضله فكيف لنا بالتوبة وقد عبدنا الاوثان وقتلنا أصحاب محمد وشربنا الخمور ونكحنا المشركات فأنزل الله فيهم {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} الآية ، ثم نزلت توبتهم {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} فابدلهم الله بقتال المسلمين قتال المشركين ونكاح المشركات نكاح المؤمنات وبعبادة الاوثان عبادة الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عامر أنه سئل عن هذه الآية {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر}
قال : هؤلاء كانوا في الجاهلية فأشركوا وقتلوا وزنوا ، فقالوا : لن يغفر الله لنا ، فأنزل الله {إلا من تاب} ، قال : كانت التوبة والايمان والعمل الصالح وكان الشرك والقتل والزنا ، كانت ثلاث مكان ثلاث.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك قال : لما نزلت {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} قال بعض أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : كنا أشركنا في الجاهلية وقتلنا فنزلت {إلا من تاب}.
وأخرج ابن المنذر والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : قرأنا على عهد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سنين {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا

يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} ثم نزلت {إلا من تاب وآمن} فما رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرح بشيء قط فرحه بها وفرحه ب {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} الفتح الآية 1.
وأخرج أبو داود في تاريخه عن ابن عباس {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} ثم استثنى {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة ثم انصرفت فاذا امراة عند بابي فقالت : جئتك أسألك عن عمل عملته هل ترى لي منه توبة قلت : وما هو قالت : زنيت وولد لي وقتلته قلت : لا ، ولا كرامة ، فقامت وهي تقول : واحسرتاه ، أيخلق هذا الجسد للنار فلما صليت مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الصبح من تلك الليلة قصصت عليه أمر المرأة قال : ما قلت لها قلت لا ، ولا كرامة قال : بئس ما قلت ، أما كنت تقرأ هذه الآية {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} إلى قوله {إلا من تاب} الآية ، قال

أبو هريرة : فخرجت فما بقيت دار بالمدينة ولا خطة إلا وقفت عليها فقلت : ان كان فيكم المرأة التي جاءت أبا هريرة فلتأت ولتبشر ، فلما انصرفت من العشي اذا هي عند بابي فقلت : ابشري اني ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم ما قلت لي وما قلت لك فقال : بئس ما قلت أما كنت تقرأ هذه الآية وقرأتها عليها فخرت ساجدة وقالت : أحمد الله الذين جعل لي توبة ومخرجا أشهد أن هذه الجارية لجارية معها ، وَابن لها حران لوجه الله واني قد تبت مما عملت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال : هم المؤمنون ، كانوا من قبل ايمانهم على السيئات فرغب الله بهم عن ذلك فحولهم إلى الحسنات فابدلهم مكان السيئات الحسنات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله {إلا من تاب} قال : من ذنبه {وآمن} قال : بربه ، {وعمل صالحا} قال : فيما بينه وبين ربه !

{فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال : إنما التبديل طاعة الله بعد عصيانه وذكر الله بعد نسيانه والخير تعمله بعد الشر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الحسن {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال : التبديل في الدنيا يبدل الله بالعمل السيء العمل الصالح وبالشرك اخلاصا وبالفجور عفافا ونحو ذلك.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد {يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال : الايمان بعد الشرك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مكحول {يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال : اذا تابعوا جعل الله ما عملوا من سيئاتهم حسنات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن علي بن الحسين {يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال : في الآخرة وقال الحسن : في الدنيا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي عثمان النهدي قال : ان المؤمن يعطي كتابه في ستر من الله فيقرأ سيئاته فاذا قرأ تغير لها لونه حتى يمر بحسناته فيقرأها فيرجع اليه لونه ثم ينظر فاذا سيئاته قد بدلت حسنات فعند ذلك يقول {هاؤم اقرؤوا كتابيه} الحاقة الآية 19.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن سلمان قال : يعطي رجل يوم القيامة صحيفة فيقرأ اعلاها فاذا سيئاته فاذا كاد يسوء ظنه نظر في

أسفلها فاذا حسناته ثم ينظر في أعلاها فاذا هي قد بدلت حسنات.
وأخرج أحمد وهناد ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه
صغار ذنوبه فيعرض عليه صغارها وينحى عنه كبارها فيقال : عملت يوم كذا وكذا ، كذا وكذا وهو مقر ليس ينكر وهو مشفق من الكبار أن تجيء فيقال : اعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين ناس يوم القيامة ودوا انهم استكثروا من السيئات قبل : ومن هم يا رسول الله قال : الذين بدل الله سيئاتهم حسنات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عمرو بن ميمون {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال : حتى يتمنى العبد أن سيئاته كانت أكثر مما هي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية انه قيل له : ان اناسا يزعمون

انهم يتمنون ان يستكثروا من الذنوب قال : ولم ذاك قال : يتأولون هذه الآية {يبدل الله سيئاتهم حسنات} فقال أبو العالية : وكان اذا أخبر بما لا يعلم قال : آمنت بما أنزل الله من كتاب ، ثم تلا هذه الآية {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال : جاء شيخ كبير فقال : يا رسول الله رجل غدر وفجر فلم يدع حاجة ولا داجة إلا اقتطعها بيمينه ولو قسمت خطيئته بين أهل الأرض ولا وبقتهم ، فهل له من توبة فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أسلمت ، ، قال : نعم ، قال : فإن الله غافر لك ومبدل سيئاتك حسنات قال : يا رسول الله وغدارتي ، وفجراتي ، ، قال : وغدراتك وفجراتك.
وأخرج الطبراني عن سلمة بن جهيل قال : جاء شاب فقال : يا رسول الله أرأيت من لم يدع سيئة إلا عملها ولا خطيئة إلا ركبها ولا أشرف له سهم فما

فوقه إلا اقتطعه بيمينه ومن لو قسمت خطاياه على أهل المدينة لغمرتهم فقال النَّبِيّ : صلى الله عليه وسلم أأسلمت ، قال : أما أنا فاشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله قال : اذهب فقد بدل الله سيئاتك حسنات قال : يا رسول الله وغدارتي ، وفجراتي ، ، قال : وغدارتك وفجراتك ثلاثا ، فولى الشاب وهو يقول : الله أكبر.
وأخرج البغوي ، وَابن قانع والطبراني عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها فذكر نحوه.
وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال : التبديل يوم القيامة اذا وقف العبد بين يدي الله والكتاب بين يديه ينظر في السيئات والحسنات فيقول : قد غفرت لك ويسجد بين يديه فيقول : قد بدلت فيسجد فيقول : قد بدلت فيسجد فيقول الخلائق : طوبى لهذا العبد الذي لم يعمل سيئة قط.
وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا

نام ابن آدم قال الملك للشيطان : أعطني صحيفتك فيعطيه اياها فما وجد في صحيفته من حسنة محا بها عشر سيئات من صحيفة الشيطان وكتبهن حسنات فاذا أراد أحدكم ان ينام فليكبر ثلاثا وثلاثين تكبيرة ويحمد أربعا وثلاثين تحميدة ويسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة فتلك مائة.
وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول في قوله {يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال : يجعل مكان السيئات شال : فرأيت مكحولا غضب حتى جعل يرتعد.
- قوله تعالى : والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما * والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا * والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {والذين لا يشهدون الزور} قال : ان الزور كان صنما بالمدينة يلعبون حوله كل سبعة أيام وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مروا به مروا كراما لا ينظرون اليه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك {والذين لا يشهدون الزور} قال : أعياد المشركين .

وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك (والذين لا يشهدون الزور) . قال : الشرك ، (وإذا مروا باللغو) قال : بالشرك ..
وأخرج الخطيب عن ابن عباس في قوله {والذين لا يشهدون الزور} قال : أعياد المشركين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله {والذين لا يشهدون الزور} قال : الكذب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {والذين لا يشهدون الزور} قال : لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم ولا يمالؤنهم فيه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس الملائي {والذين لا يشهدون الزور} قال : مجالس السوء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {والذين لا يشهدون الزور} قال : لعب كان في الجاهليلة.

وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد بن الحنفية {والذين لا يشهدون الزور} قال : الغناء واللهو.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي الجحاف {والذين لا يشهدون الزور} قال : الغناء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {والذين لا يشهدون الزور} قال : الغناء النياحة.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في ذم الغضب ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد {والذين لا يشهدون الزور} قال : مجالس الغناء {وإذا مروا باللغو مروا كراما} قال : اذا أوذوا صفحوا.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وإذا مروا باللغو مروا كراما} قال : يعرضون عنهم لا يكلمونهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن السدي {وإذا مروا باللغو مروا كراما} قال : هي مكية.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن عساكر عن إبراهيم بن ميسرة رضي الله عنه قال : بلغني ان

ابن مسعود مر معرضا ولم يقف فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لقد أصبح ابن مسعود أو أمسى كريما ثم تلا إبراهيم {وإذا مروا باللغو مروا كراما}.
وأخرج ابن أبي شيبه عن الضحاك {وإذا مروا باللغو مروا كراما} قال : لم يكن اللغو من حالهم ولا بالهم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله {وإذا مروا باللغو} قال : اللغو كله المعاصي.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وإذا مروا باللغو مروا كراما} قال : كانوا اذا أتوا على ذكر النكاح كفوا عنه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا} قال : لم يصموا عن الحق ولم يعموا عنه هم قوم عقلوا عن الله فانتفعوا بما سمعوا من كتاب الله.

وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {لم يخروا عليها صما وعميانا} قال : كم من قارى ء يقرأها بلسانه يخر عليها أصم أعمى.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قال : يعنون من يعمل بالطاعة فتقر به أعيننا في الدنيا والآخرة ، {واجعلنا للمتقين إماما} قال : أئمة هدى يهتدي بنا ولا تجعلنا أئمة ضلالة لأنه قال لأهل السعادة {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} الأنبياء الآية 73 ولأهل الشقاوة {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار} القصص الآية 41.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة رضي الله عنه {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قال : لم يريدوا بذلك صباحة ولا

جمالا ولكن أرادوا أن يكونوا مطيعين.
وأخرج ابن المبارك في البر والصلة وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن انه سئل عن هذه الآية {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} أهذه القرة أعين في الدنيا أم في الآخرة قال : لا والله بل في الدنيا ، قيل : وما هي قال : هي أن يرى الرجل المسلم من زوجته من ذريته من أخيه من حميمه طاعة الله ولا والله ما شيء أحب إلى المرء المسلم من أن يرى ولدا أو والدا أو حميما أو أخا مطيعا لله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}
قال : يحسنون عبادتك ولا يجرون عليها الجرائر {واجعلنا للمتقين إماما} قال : اجعلنا مؤتمين بهم مقتدين بهم.
وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن المقداد بن الاسود قال : لقد بعث الله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبيا من الأنبياء في

قومه من جاهلية ما يرون ان دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق به بين الوالد وولده حتى ان كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه بالايمان ويعلم انه ان هلك دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار ، انها للتي قال الله {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ (هب لنا من أزواجنا وذريتنا واحدة).
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {واجعلنا للمتقين إماما} يقول : قادة في الخير ودعاة وهداة يؤتم بهم في الخير.
وأخرج الفريابي عن أبي صالح في قوله {واجعلنا للمتقين إماما} قال : أئمة يقتدى بهدانا والله تعالى أعلم.
- قوله تعالى : أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما * خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما.
أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سهل بن سعد عن

النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {أولئك يجزون الغرفة} قال : هي من ياقوته حمراء أو زبرجدة خضراء أو درة بيضاء ليس فيها قصم ولا وهم.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {أولئك يجزون الغرفة} قال : الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر في قوله {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} قال : على الفقر في دار الدنيا.
وأخرج زاهر بن طاهر الشحامي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة لغرفا ليس فيها مغاليق من فوقها ولا عماد من تحتها قيل : يا رسول الله وكيف يدخلها أهلها قال : يدخلونها أشباه الطير قيل يا رسول الله : لمن هي قال : لأهل الاسقام والأوجاع والبلوى.

وأخرج أحمد عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {أولئك} يعني الذين في هؤلاء الآيات {يجزون الغرفة} يعني في الآخرة {الغرفة} الجنة {بما صبروا} على أمر ربهم {ويلقون فيها} يعني تتلقاهم الملائكة بالتحية والسلام {خالدين فيها} لا يموتون {حسنت مستقرا} يعني مستقرهم في الجنة {ومقاما} يعني مقام أهل الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم قال : لقي ابن سيرين رجل فقال : حياك الله فقال : ان أفضل التحية تحية أهل الجنة السلام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ (أولئك يجزون الغرفة (واحدة) بما صبروا ويلقون) خفيفة منصوبة الياء والله تعالى أعلم.
- قوله تعالى : قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {قل ما

يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} يقول : لولا ايمانكم ، فاخبر الله انه لا حاجة له بهم اذ لم يخلقهم مؤمنين ولو كنت له بهم حاجة لحبب اليهم الايمان كما حببه إلى المؤمنين {فسوف يكون لزاما} قال : موتا.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {قل ما يعبأ بكم ربي} قال : ما يفعل {لولا دعاؤكم} قال : لولا دعاؤه اياكم لتعبدوه وتطيعوه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن الوليد بن أبي الوليد قال :
بلغني ان تفسير هذه الآية {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} أي ما خلقتكم لي بكم حاجة إلا أن تسألوني فاغفر لكم وتسألوني فاعطيكم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الزبير انه قرأ في صلاة الصبح الفرقان فلما أتى على هذه الآية قرأ (فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما).

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن الانباري في المصاحف عن ابن عباس انه قرأ (فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما).
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله {فسوف يكون لزاما} قال : موتا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتاده {فسوف يكون لزاما} قال أبي بن كعب : هو القتل يوم بدر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال (اللزام) هو القتل الذي أصابهم يوم بدر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن ابن مسعود قال : قد مضى اللزام كان يوم بدر ، قتلوا سبعين وأسروا سبعين.

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والنسائي ، وَابن جَرِير والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال : خمس قد مضين : الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : كنا نحدث ان (اللزام) يوم بدر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {فسوف يكون لزاما} قال : يوم بدر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن أبي مالك ، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {فسوف يكون لزاما} قال : ذاك يوم القيامة.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : مضى خمس آيات وبقي خمس منها ، انشقاق القمر وقد رأيناه ومضى الدخان ومضت البطشة الكبرى ومضى اليوم العقيم ومضى اللزام والله أعلم.
*

بسم الله الرحمن الرحيم
- سورة الشعراء.
مكية وآياتها سبع وعشرون ومائتان.
- مقدمة سورة الشعراء.
أَخْرَج ابن ضريس ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة {طسم} الشعراء ، بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : أنزلت سورة الشعراء بمكة.
وأخرج النحاس عن ابن عباس قال : سورة الشعراء نزلت بمكة سوى خمس آيات من آخرها نزلت بالمدينة {والشعراء يتبعهم الغاوون} إلى آخرها.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن معدي كرب قال : أتينا عبد الله بن مسعود نسأله عن {طسم} الشعراء ، قال : ليست معي ولكن عليكم ممن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بأبي عبد الله خباب بن الأرت.
- طسم.

أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال : اسم من أسماء القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله {طسم} قال : الطاء من ذي الطول والسين من القدوس والميم من الرحمن.
- قوله تعالى : تلك آيات الكتاب المبين * لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين * وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين * فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون * أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيزالرحيم.
أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {لعلك باخع نفسك} قال : لعلك قاتل نفسك {ألا يكونوا مؤمنين}
{إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال : لو شاء الله أنزل عليهم آية يذلون بها فلا يلوى أحدهم عنقه إلى معصية الله {وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث} يقول : ما يأتيهم من شيء من كتاب الله إلا أعرضوا عنه {فسيأتيهم} يعني يوم القيامة {أنباء} ما استهزأوا به من كتاب الله وفي قوله {كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} قال : حسن.
وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله !

{فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال : العنق الجماعة من الناس قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت الحرث بن هشام وهو يقول ويذكر أبا جهل : يخبرنا المخبر ان عمرا * امام القوم من عنق مخيل.
وَأخرَج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال : ذليلين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : الخاضع : الذليل.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} قال : من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الشعبي {كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} قال : الناس من نبات الأرض ، فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : كل شيء في الشعراء من قوله !

{العزيز الرحيم} فهو ما هلك ممن مضى من الامم يقول {عزيز} حين انتقم من أعدائه {رحيم} بالمؤمنين حين أنجاهم مما أهلك به أعداءه.
- قوله تعالى : وإذ نادى ربك موسى أن إئت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون * قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلي هارون * ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون * قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا
معكم مستمعون * فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين * أن أرسل معنا بني إسرائيل * قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين * وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين * قال فعلتها إذا وأنا من الضالين * ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين * وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل * قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * قال لمن حوله ألا تستمعون * قال ربكم ورب آبائكم الأولين * قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون * قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون * قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين * قال أولو جئتك بشيء مبين * قال فأت به إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين * ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين * قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم * فجمع السحرة لميقات يوم معلوم * وقيل للناس هل أنتم مجتمعون * لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين * فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئنا لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين * قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون * فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون * فألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون * قال أآمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحرفلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من
خلاف ولأصلبنكم أجمعين * قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون * إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا إن كنا أول المؤمنين.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {وإذ نادى ربك موسى} قال : حين نودي من جانب الطور الايمن.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولهم علي ذنب} قال : قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال : قتل النفس ايضا ، وفي قوله {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال : من الجاهلين.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولهم علي ذنب} قال : قتل النفس ، وفي قوله {ألم نربك فينا وليدا} قال : التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال : قتلت النفس التي قتلت {وأنت من الكافرين} قال : فتبرأ من ذلك نبي الله قال : {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال : من الجاهلين ، قال : وهي في بعض القراءة {إذا وأنا من

الضالين} فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} قال : من فرعون على موسى حين رباه ، يقول : كفرت نعمتي.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل} قال : قهرتهم واستعملتهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} قال : للنعمة ، ان فرعون لم يكن يعلم ما الكفر وفي قوله {قال فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال : من الجاهلين.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن جريج قال في قراءة ابن مسعود (فعلتها اذن وأنا من الجاهلين).
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فوهب لي ربي حكما} قال :

النبوة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وتلك نعمة تمنها علي} قال : يقول موسى لفرعون : أتمن علي يا فرعون بان اتخذت بني اسرائيل عبيدا وكانوا أحرارا فقهرتهم واتخذتهم عبيدا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قال فرعون وما رب العالمين} إلى قوله {إن كنتم تعقلون} قال : فلم يزده إلا رغما.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} يقول : مبين له خلق حية {ونزع يده} يقول :.
وَأخرَج موسى يده من جيبه {فإذا هي بيضاء} تلمع {للناظرين} ينظر إليها ويراها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : أقبل موسى بأهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلا فتضيف على أمه وهو لا يعرفهم في ليلة كانوا يأكلون منها الطقشيل فنزل في جانب الدار فجاء هرون فلما أبصر ضيفه

سأل عنه أمه فأخبرته انه ضيف فدعاه فأكل معه فلما قعدا فتحدثا فسأله هرون من أنت قال : أنا موسى ، فقام كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه فلما أن تعارفا قال له موسى : يا هرون انطلق بي إلى فرعون فان الله قد أرسلنا اليه ، قال هرون : سمعا وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت : أنشدكما بالله ان لا تذهبا الى فرعون فيقتلكما فابيا فانطلقا اليه ليلا فاتيا الباب فضرباه ففزع فرعون وفزع البواب فقال فرعون : من هذا الذي يضرب ببابي هذه الساعة فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى : {إنا رسول رب العالمين} ففزع البواب فأتى فرعون فأخبره فقال : ان ههنا انسانا مجنونا يزعم انه رسول رب العالمين فقال : أدخله فدخل فقال : انه رسول رب العالمين ، {قال فرعون وما رب العالمين} قال : {ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} طه الآية 50 قال : {إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} الأعراف الآية 106 والثعبان الذكر من الحيات فاتحة فمها لحيها الاسفل في الأرض والأعلى على سورة القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر
منها ووثب فاحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح : يا موسى خذها وأنا أوؤمن بك وأرسل معك بني اسرائيل ، فأخذها

موسى فصارت عصا فقالت السحرة في نجواهم {إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما} طه الآية 63 فالتقى موسى وأمير السحرة فقال له موسى : أرأيت ان غلبتك غذا أتؤمن بي وتشهد ان ما جئت به حق قال الساحر : لآتين غدا بسحر لا يغلبه شيء فو الله لئن غلبتني لأؤمنن بك ولأشهدن انك حق ، وفرعون ينظر اليهما.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {وقيل للناس هل أنتم مجتمعون} قال : كانوا بالاسكندرية قال : ويقال بلغ ذنب الحية من وراء البحيرة يومئذ قال : وهزموا وسلم فرعون وهمت به فقال : خذها يا موسى ، وكان مما بلى الناس به منه انه كان لا يضع على الأرض شيئا فاحدث يومئذ تحته وكان ارساله الحية في القبة الخضراء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون} قال : فوجدوا الله أعز منه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن بشر بن منصور قال : بلغني انه لما تكلم ببعض هذا {وقالوا بعزة فرعون} قالت الملائكة : قصمه ورب الكعبة فقال الله

تالون علي قد أمهلته أربعين عاما.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله {لا ضير} قال : يقولون لا يضرنا الذي تقول وان صنعت بنا وصلبتنا {إنا إلى ربنا منقلبون} يقول : انا إلى ربنا راجعون ، وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك ايانا وثباتنا على توحيده والبراءة من الكفر به وفي قوله {أن كنا أول المؤمنين} قال : كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رآها.
- قوله تعالى : وأوحينا إلى موسى أن أسري بعبادي إنكم متبعون * فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون * وإنا لجميع حاذرون * فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم * كذلك
وأورثناها بني إسرائيل * فاتبعوهم مشرقين * فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : ثم ان الله أمر موسى ان يخرج ببني اسرائيل فقال {فأسر بعبادي ليلا} فأمر موسى بني اسرائيل أن يخرجوا وأمرهم أن يستعيروا الحلى من القبط وأمر ان لا ينادي أحد منهم صاحبه وان يسرجوا في بيوتهم حتى الصبح وان من خرج منهم امام بابه يكب من دم حتى يعلم انه قد خرج وان الله قد أخرج كل ولد زنا

في القبط من بني اسرائيل إلى بني اسرائيل.
وَأخرَج كل ولد زنا في بني اسرائيل من القبط إلى القبط حتى أتوا آباءهم ، ثم خرج موسى ببني اسرائيل ليلا والقبط لا يعلمون وألقى على القبط الموت فمات كل بكر رجل منهم فاصبحوا يدفنونهم فشغلوا عن طلبهم حتى طلعت الشمس وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألفا ، لا يعدون ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره وانما عدوا ما بين ذلك سوى الذرية ، وتبعهم فرعون على مقدمة هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون} فكان موسى على ساقه بني اسرائيل وكان هرون امامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى : أين أمرت قال : البحر ، فأراد ان يقتحم فمنعه موسى ، فنظرت بنو اسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا : يا موسى {إنا لمدركون} قال موسى {كلا إن معي ربي سيهدين} يقول : سيكفين ، فتقدم هرون فضرب البحر فأبى البحر أن ينفتح وقال : من هذا الجبار الذي يضربني حتى أتاه موسى فكناه أبا خالد وضربه {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يقول : كالجبل العظيم فدخلت بنو اسرائيل

وكان في البحر اثنا عشر طريقا في كل طريق سبط وكانت الطرق اذا انفلقت بجدران فقال كل سبط : قد قتل أصحابناز فلما رأى ذلك موسى عليه الصلاة والسلام دعا الله فجعلها لهم قناطر كهيئة الطبقات ينظر آخرهم إلى أولهم حتى خرجوا جميعا ثم دنا فرعون وأصحابه فلما نظر
فرعون إلى البحر منفلقا قال : ألا ترون إلى البحر منفلقا قد فرق منى فانفتح لي حتى أدرك أعدائي فاقتلهم فلما قام فرعون على أفواه الطرق أبت خيله ان تقتحم فنزل على ماذيانة فشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى اذا هم أولهم ان يخرج ودخل آخرهم ، أمر الله البحر أن يأخذهم فالتطم عليهم وتفرد جبريل بفرعون يمقله من مقل البحر فجعل يدسها في فيه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} قال : ذكر لنا أن بني اسرائيل الذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستمائة ألف

مقاتل وعشرين الفا فصاعدا ، واتبعهم فرعون على ألف ألف حصان ومائتي ألف حصان.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} قال ستمائة ألف وسبعون ألفا.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير عن أبي عبيدة ، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} قال : كانوا ستمائة ألف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {لشرذمة} قال : قطعة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {لشرذمة} قال : الفريد من الناس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أصحاب موسى الذين جاوزوا البحر اثني عشر سبط فكان في كل طريق اثنا عشر ألفا كلهم ولد يعقوب عليه السلام.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {إن هؤلاء

لشرذمة قليلون} قال : هم يومئذ ستمائة ألف ، ولا يحصى عدد أصحاب فرعون.
وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فرعون عدو الله حيث غرقه الله هو وأصحابه في سبعين قائد مع كل قائد سبعون ألفا ، وكان موسى مع سبعين ألفا حين عبروا البحر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج قال : أوحى الله إلى موسى : أن أجمع بني اسرائيل كل أربعة أبيات من بني اسرائيل في بيت ثم اذبح أولاد الضان
فاضرب بدمائها على كل باب فاني سآمر الملائكة ان لا تدخل بيتا على بابه دم وسآمر الملائكة فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأهليهم ثم اخبزوا خبز فطيرا فانه أسرع لكم ثم سر حتى تأتي البحر ثم قف حتى يأتيك أمري ، فلما ان أصبح فرعون قال : هذا عمل موسى وقومه قتلوا ابكارنا من أنفسنا وأهلينا.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن المنذر عن يحيى بن عروة بن الزبير قال : ان الله أمر موسى أن يسير ببني اسرائيل وقد كان موسى وعد بني اسرائيل أن يسير بهم إذا طلع القمر فدعا الله أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ فلما سار موسى ببني

اسرائيل أذن فرعون في الناس {إن هؤلاء لشرذمة قليلون}.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال : خرج موسى من مصر ومعه ستمائة ألف من بني اسرائيل لا يعدون فيهم أقل من ابن عشرين ولا ابن أكثر من أربعين سنة فقال فرعون : {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون على فرس حصان أدهم ومعه ثمانمائة ألف على خيل أدهم سوى ألوان الخيل وكان جبريل عليه السلام على فرس شائع يسير بين يدي القوم ويقول : ليس القوم بأحق بالطريق منكم ، وفرعون على فرس أدهم حصان ، وجبريل على فرس أنثى ، فاتبعها فرس فرعون وكان ميكائيل في أخرى القوم يقول : الحقوا اصحابكم حتى دخل آخرهم وأراد أولهم أن يخرجوا فاطبق عليهم البحر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون قال : لما أراد موسى أن يخرج ببني اسرائيل من مصر بلغ ذلك فرعون فقال : أمهلوهم حتى اذا صاح الديك فأتوهم ، فلم يصح في تلك الليلة الديك فخرج موسى ببني اسرائيل وغدا فرعون فلما أصبح فرعون أمر بشاة فأتي بها فأمر بها أن تذبح ثم قال : لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع عندي خمسمائة ألف فارس ، فاجتمعوا اليه

فاتبعهم فلما انتهى موسى إلى البحر قال له : وصيه يا نبي الله أين أمرت قال : ههنا في البحر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان طلائع فرعون الذين بعثهم في أثرهم ستمائة ألف ليس فيهم أحد إلا على بهيم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كانت سيما خيل فرعون الخرق البيض في أصداغها وكانت جريدته مائة ألف حصان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : اجتمع آل يعقوب إلى يوسف وهم ستة وثمانون انسانا ذكرهم وأنثاهم ، فخرج بهم موسى يوم خرج وهم ستمائة الف ونيف ، وخرج فرعون على أثرهم يطلبهم على فرس أدهم على لونه من الدهم ثمانمائة ألف أدهم سوى ألوان الخيل وحالت الريح الشمال ، وتحت جبريل فرس وريق وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم شاذة إلا ضمه فقال القوم : يا رسول الله قد كنا نلقى من فرعون من التعس والعذاب ما

نلقى فكيف ان صنعا ما صنعنا فاين الملجأ قال : البحر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس ، انه قرأ {وإنا لجميع حاذرون} قال : مؤدون مقرون.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن الاسود بن يزيد انه كان يقرأها {وإنا لجميع حاذرون} يقول : رادون مستعدون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن

جبير ، انه كان يقرأ {وإنا لجميع حاذرون} يقول : ما دون في السلاح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عمرو بن دينار قال : قرأ عبيد {وإنا لجميع حاذرون}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك {وإنا لجميع حاذرون} يعني شاكي السلاح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن مسعود {وإنا لجميع حاذرون} قال : مؤدون مقوون في السلاح والكراع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن إبراهيم ، انه كان يقرأها {وإنا لجميع حاذرون}.
وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس ، ان نافع بن الازرق قال له : أخبرني عن قوله {وإنا لجميع حاذرون} ما الحاذرون قال : التامون السلاح قال فيه النجاشي : لعمر أبي أتاني حيث أمسى * لقد تأذت به أبناء بكر

خفيفة في كتاب حاذرات * يقودهم أبو شبل هزبر
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم} قال : كانوا في ذلك في الدنيا فاخرجهم الله من ذلك وأورثها بني اسرائيل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ومقام كريم} قال : المنابر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فأتبعوهم مشرقين} قال : اتبعهم فرعون وجنوده حين أشرقت الشمس {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} قال موسى وكان أعلمهم بالله {كلا إن معي ربي سيهدين}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ {فأتبعوهم مشرقين} مهموزة مقطوعة الألف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فأتبعوهم مشرقين} قال : خرج أصحاب موسى ليلا

فكسف القمر ليلا وأظلمت الأرض فقال أصحابه : ان يوسف كان أخبرنا : انا سننجى من فرعون وأخذ علينا العهد لنخرجن بعظامه معنا فخرج موسى من ليلته يسأل عن قبره فوجد عجوزا سألها على قبره فأخرجته له بحكمها فكان حكمها ان قالت له : احملني فاخرجني معك فجعل عظام يوسف في كساء ثم حمل العجوز على كساء فجعله على رقبته وخيل فرعون في ملء أعنتها خضراء في أعينهم ولا يبرح حسه عن موسى وأصحابه حتى برزوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن عبد الله القسري : ان مؤمن آل فرعون كان امام القوم قال : يا نبي الله أين أمرت قال : امامك ، قال : وهل امامي إلا البحر قال : والله ما كذبت ولا كذبت ، ثم سار ساعة فقال مثل ذلك فرد عليه موسى مثل ذلك قال موسى وكان أعلم القوم بالله !

{كلا إن معي ربي سيهدين}.
- قوله تعالى : فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم * وأزلفنا ثم الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كالطود} قال : كالجبل.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وَابن المنذر عن ابن مسعود في قوله {كالطود} قال : كالجبل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة قال الطود الجبل.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {وأزلفنا ثم الآخرين} قال : هم قوم فرعون قربهم الله حتى أغرقهم في البحر.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أعلمك الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر قلت : بلى ، قال : اللهم لك الحمد واليك المتكل وبك المستغاث وأنت المستعان

ولا حول ولا قوة إلا بالله قال ابن مسعود : فما تركتهن منذ سمعتهن من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام : ان موسى لما انتهى إلى البحر قال : يا من كان قبل كل شيء والمكون لكل شيء والكائن بعد كل شيء اجعل لنا مخرجا ، فأوحى الله اليه {أن اضرب بعصاك البحر}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : كان البحر ساكنا لا يتحرك فلما كان ليلة ضربه موسى بالعصا صار يمد ويجزر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قيس بن عباد قال : لما انتهى موسى ببني اسرائيل إلى البحر قالت بنو اسرائيل لموسى : أين ما وعدتنا هذا البحر بين أيدينا وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا ، فقال موسى للبحر : انفرق أبا خالد فقال : لن أفرق لك يا موسى انا أقدم منك وأشد خلقا فنودي {أن اضرب بعصاك البحر}.

وأخرج أبو العباس محمد بن اسحاق السراج في تاريخه ، وَابن عبد البر في التمهيد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو والثاني ، والثالث ، والرابع ، وعن أكرم الخلق على الله وأكرم الأنبياء على الله وعن أربعة من الخلق لم يركضوا في رحم وعن قبر سار بصاحبه وعن المجرة وعن القوس وعن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع
قبله ولا بعده فلما قرأ معاوية الكتاب قال : أخزاه الله وما علمي ما ههنا فقيل له : اكتب إلى ابن عباس فسله ، فكتب اليه يسأله ، فكتب اليه ابن عباس : ان أفضل الكلام لا إله إلا الله كلمة الاخلاص لا يقبل عمل إلا بها والتي تليها سبحان الله وبحمده أحب الكلام إلى الله والتي تليها الحمد لله كلمة الشكر والتي تليها الله أكبر فاتحة الصلوات والركوع والسجود وأكرم الخلق على الله آدم عليه السلام وأكرم اماء الله مريم.
وَأَمَّا الأربعة التي لم يركضوا في رحم فآدم وحواء والكبش الذي فدى به اسمعيل وعصا موسى حيث ألقاها فصار ثعبانا مبينا.
وَأَمَّا القبر الذي سار بصاحبه

فالحوت حين التقم يونس وأما المجرة فباب السماء وأما القوس فانها أمان لأهل الأرض من الغرق بعد قوم نوح وأما المكان الذي طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده فالمكان الذي انفرج من البحر لبني اسرائيل ، فلما قرأ عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب الروم فقال : لقد علمت ان معاوية لم يكن له بهذا علم وما أصاب هذا إلا رجل من أهل بيت النبوة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال : جاء موسى إلى فرعون وعليه جبة من صوف ومعه عصا فضحك فرعون ، فالقى عصاه فانطلقت نحوه كانها عنق بختي فيها أمثال الرماح تهتز ، فجعل فرعون يتأخر وهو على سريره فقال فرعون : خذها واسلم ، فعادت كما كانت وعاد فرعون كافرا ، فأمر موسى أن يسير إلى البحر فسار بهم في ستمائة ألف فلما أتى البحر أمر البحر اذا ضربه موسى بعصاه ان ينفرج له فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق منه اثنا عشر طريقا لكل سبط منهم طريق وجعل لهم فيها أمثال الكوى ينظر بعضهم إلى بعض ، واقبل فرعون في ثمانمائة ألف حتى أشرف على البحر ، فلما رآه هابه وهو على حصان له وعرض له ملك وهو على فرس له أنثى فلم يملك فرعون فرسه حتى أقحمه وخرج آخر بني اسرائيل

وولج أصحاب فرعون حتى اذا صاروا في البحر فاطبق عليهم فغرق فرعون بأصحابه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أوحى
الله إلى موسى : أن اسر بعبادي ليلا انكم متبعون ، فاسرى موسى ببني اسرائيل ليلا فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الاناث وكان موسى في ستمائة ألف فلما عاينهم فرعون قال {إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون} الشعراء الآية 54 - 56 فاسرى موسى ببني اسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فاذا هم برهج دواب فرعون فقالوا : يا موسى {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} الأعراف الآية 129 هذا البحر أمامنا وهذا فرعون قد رهقنا بمن معه قال : {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} الأعراف الآية 129 {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر} ، وأوحى إلى البحر : أن اسمع لموسى وأطع اذا ضربك ، فثاب البحر له أفكل يعني رعدة لا يدري من أي جوانبه يضرب ، فقال يوشع لموسى : بماذا أمرت قال : أمرت أن أضرب البحر ، قال : فاضربه :

فضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريق كل طريق كالطود العظيم فكان لكل سبط فيهم طريق يأخذون فيه فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض : ما لنا لا نرى أصحابنا ، فقالوا لموسى : ان أصحابنا لا نراهم قال : سيروا فانهم على طريق مثل طريقكم قالوا : لن نؤمن حتى نراهم قال موسى : اللهم أعني على أخلاقكم السيئة ، فأوحى الله اليه : ان قل بعصاك هكذا وأومأ بيده يديرها على البحر ، قال موسى بعصاه على الحيطان هكذا فصار فيها كوات ينظر بعضهم إلى بعض فساروا حتى خرجوا من البحر ، فلما جاز آخر قوم موسى هجم فرعون على البحر هو وأصحابه وكان فرعون على فرس أدهم حصان فلما هجم على البحر هاب الحصان ان يقتحم في البحر فتمثل له جبريل على فرس أنثى فلما رآها الحصان اقتحم خلفها وقيل لموسى {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 قال : طرقا على حاله ، ودخل فرعون وقومه في البحر فلما دخل آخر قوم فرعون وجاز آخر قوم موسى أطبق البحر على فرعون وقومه فاغرقوا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان

موسى حين أسرى ببني اسرائيل بلغ فرعون فأمر بشاة فذبحت ثم قال : لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع الي ستمائة ألف من القبط ، فانطلق موسى حتى انتهى إلى
البحر فقال له : انفرق ، فقال له البحر : لقد استكثرت يا موسى وهل انفرقت لأحد من ولد آدم ومع موسى رجل على حصان له فقال أين أمرت يا نبي الله بهؤلاء قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه ، فاقتحم فرسه فسبح به ثم خرج فقال : اين أمرت يا نبي الله قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه ، قال : ما كذبت ولا كذبت ، فأوحى الله إلى موسى : أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه موسى بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريقا لكل سبط طريق يترأون فلما خرج أصحاب موسى وتتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم.

وأخرج عَبد بن حُمَيد والفريابي ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي موسى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ان موسى لما أراد ان يسير ببني اسرائيل أضل الطريق فقال لبني اسرائيل : ما هذا فقال له علماء بني اسرائيل : ان يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ان لا نخرج من مصر حتى ننقل تابوته معنا فقال لهم موسى : أيكم يدري اين قبره فقالوا : ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني اسرائيل ، فارسل اليها موسى فقال : دلينا على قبر يوسف فقالت : لا والله حتى تعطيني حكمي قال : وما حكمك قالت : أن أكون معك في الجنة ، فكأنه ثقل عليه ذلك فقيل له : اعطها حكمها ، فانطلقت بهم إلى بحيرة مشقشقة ماء فقالت لهم : انضبوا عنها الماء ففعلوا قالت : احفروا ، فحفروا فاستخرجوا قبر يوسف فلما احتملوه اذا الطريق مثل ضوء النهار.
وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن سماك بن حرب ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما أسرى موسى ببني اسرائيل غشيتهم غمامة حالت بينهم وبين الطريق أن يبصروه ، وقيل لموسى : لن تعبر إلا ومعك عظام يوسف قال : واين موضعها قالوا : ابنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها

في الديار ، فرجع موسى فلما سمعت حسه قالت : موسى قال : موسى ، قالت : ما وراءك قال : أمرت أن أحمل عظام يوسف ، قالت : ما كنتم لتعبروا إلا وأنا معكم قال : دليني على عظام يوسف قالت : لا أفعل إلا ان تعطيني ما سألتك قال : فلك ما سألت قالت : خذ بيدي ، فأخذ بيدها فانتهت به إلى عمود على شاطى ء النيل في أصله سكة من حديد موتدة فيها
سلسلة فقالت : انا دفناه من ذلك الجانب ، فاخصب ذلك الجانب وأجدب ذاك الجانب فحولناه إلى هذا الجانب وأجدب ذاك فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد وألقيناه في وسط النيل فاخصب الجانبان جميعا ، فحمل الصندوق على رقبته وأخذ بيدها فالحقها بالعسكر وقال لها : سلي ما شئت قالت : فاني أسألك أن أكون انا وأنت في درجة واحدة في الجنة ويرد علي بصري وشبابي حتى اكون شابة كما كنت ، قال : فلك ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : أوصى يوسف عليه السلام ان جاء نبي من بعدي فقولوا له : يخرج عظامي من هذه القرية ، فلما كان من أمر موسى ما كان يوم قرعون فمر بالقرية التي فيها قبر يوسف فسأل عن قبره فلم

يجد أحد يخبره فقيل له : ههنا عجوز بقيت من قوم يوسف ، فجاءها موسى عليه السلام فقال لها : تدليني على قبر يوسف فقالت : لا أفعل حتى تعطيني ما اششترط عليك ، فأوحى الله إلى موسى : ان اعطها شرطها قال لها : وما تريدين قالت : أكون زوجتك في الجنة ، فاعطاها فدلته على قبره ، فحفر موسى القبر ثم بسط رداءه.
وَأخرَج عظام يوسف فجعله في وسط ثوبه ثم لف الثوب بالعظام فحمله على يمينه فقال له الملك الذي على يمينه : الحمل يحمل على اليمين قال : صدقت هو على الشمال وانما فعلت ذلك كرامة ليوسف.
وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : كان يوسف عليه السلام قد عهد عند موته ان يخرجوا بعظامه معهم من مصر ، قال : فتجهز القوم وخرجوا فتحيروا فقال لهم موسى : انما تحيركم هذا من أجل عظام يوسف فمن يدلني عليها فقالت عجوز يقال لها شارح ابنة آي بن يعقوب : أنا رأيت عمي يوسف حين دفن فما تجعل لي ان دللتك عليه قال : حكمك ، فدلته عليه فأخذ عظام يوسف ثم قال : احتكمي قالت : أكون معك حيث كنت في الجنة.
وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

ان الله أوحى إلى موسى : أن اسر بعبادي ، وكان بنو اسرائيل استعاروا من قوم فرعون
حليا وثيابا ، أن لنا عيدا نخرج اليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف ، فذلك قول فرعون {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قولهل {فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له : اضرب بعصاك البحر ، ففعل {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يعني الجبل ، فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا : انا نخاف ان توحل فيه الخيل ، فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا : انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر ، وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه : ان موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 يعني كما هو ، فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة

ثلاثة أيام في البر ، وكان فرعون يومئذ على حصان فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس : الحقوا الملك ، حتى اذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم ، التقى البحر عليهم فغرقوا ، فسمع بنو اسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا : ما هذا قال موسى : غرق فرعون وأصحابه ، فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل.
وأخرج ابن عبد الحكم ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه قال : كان جبريل بين الناس ، بين بني اسرائيل وبين آل فرعون فيقول : رويدكم ليلحقكم آخركم ، فقالت بنو اسرائيل : ما رأينا سائقا أحسن سياقا من هذا ، وقال آل فرعون : ما رأينا وازعا أحسن زعة من هذا ، فلما انتهى موسى وبنو اسرائيل إلى البحر قال مؤمن آل فرعون ، يا نبي الله أين أمرت هذا البحر أمامك وقد غشينا آل فرعون فقال :
أمرت بالبحر ، فاقتحم مؤمن آل فرعون فرسه فرده التيار فجعل موسى لا يدري كيف يصنع وكان الله قد أوحى إلى البحر : ان أطع موسى وآية ذلك اذا ضربك بعصا فأوحى الله إلى موسى : أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} فدخل

بنو اسرائيل واتبعهم آل فرعون فلما خرج آخر بني اسرائيل ودخل آخر آل فرعون أطبق الله عليهم البحر.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : نزل جبريل يوم غرق فرعون وعليه عمامة سوداء.
وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن أبي الدرداء قال جعل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يصفق بيديه ويعجب من بني اسرائيل وتعنتهم لما حضروا البحر وحضرهم عدوهم ، جاؤا موسى فقالوا : قد حضرنا العدو فماذا أمرت قال : ان أنزل ههنا فاما ان يفتح لي ربي ويهزمهم وأما ان يفرق لي هذا البحر ، فضربه فتاطط كما تتاطط الفرش ثم ضربه الثانية فانصدع فقال : هذا من سلطان ربي ، فاجازوا البحر فلم يسمع بقوم أعظم ذنبا ولا أسرع توبة منهم.

- قوله تعالى : واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فنظل لها عاكفين} قال : عابدين {قال هل يسمعونكم إذ تدعون} يقول : هل تجيبكم آلهتكم اذا دعوتموهم.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {هل يسمعونكم} قال : هل يسمعون أصواتكم.
- قوله تعالى : الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين *
رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين * واجعل لي لسان صدق في الآخرين * واجعلني من ورثة جنة النعيم.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : كان يقال أول نعمة الله على عبده حين خلقه.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين} قال : قوله {إني سقيم} الصافات الآية 29 وقوله {بل فعله كبيرهم هذا} الأنبياء الآية 63 وقوله لسارة : انها أختي ، حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وألحقني بالصالحين} يعني أهل الجنة.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} قال : يؤمن بابراهيم كل ملة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر ، وَابن مردويه من طريق الحسن عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا توضأ العبد لصلاة مكتوبة فاسبغ الوضوء ثم خرج من باب داره يريد المسجد فقال حين يخرج : بسم الله الذي خلقني فهو يهدين ، هداه الله للصواب - ولفظ ابن مردويه : لصواب الاعمال - والذي هو يطعمني ويسقين ، أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شراب الجنة واذا مرضت فهو يشفين ، شفاه الله وجعل مرضه كفارة لذنوبه والذي يميتني ثم يحيين ، أحياه الله حياة السعداء وأماته ميتة الشهداء والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، غفر الله خطاياه كلها وان كانت أكثر من زبد البحر رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ، وهب الله له حكما وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي واجعل لي لسان صدق في الآخرين ، كتب في ورقة بيضاء ان فلان بن فلان

من الصادقين ثم وفقه الله بعد ذلك للصدق واجعلني من ورثة جنة النعيم ، جعل الله له القصور والمنازل في الجنة وكان الحسن يزيد فيه - واغفر لوالدي كما ربياني صغيرا.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عائشة انها قالت : يا رسول الله أن ابن جدعان كان يقري الضيف ويصل الرحم ويفعل ويفعل ، أينفعه ذلك قال : لا ، انه لم يقل يوما قط : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
- قوله تعالى : واغفر لأبي إنه كان من الضالين * ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {واغفر لأبي} قال : امنن عليه بتوبة يستحق بها مغفرتك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ولا تخزني يوم يبعثون} قال : ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ليجيئن رجل يوم القيامة من المؤمنين آخذا بيد أب له مشرك حتى يقطعه النار ويرجو أن يدخله الجنة فيناديه مناد : انه لا يدخل الجنة مششرك ، فيقول : رب أبي ،.

ووعدت أن لا تخزيني ، قال : فما يزال متشبثا به حتى يحوله الله في صورة سيئة وريح منتنة في سورة ضبعان فاذا رآه كذلك تبرأ منه وقال : لست بأبي قال : فكنا نرى أنه يعني إبراهيم وما سمى به يومئذ.
وأخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصيني فيقول أبوه : فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم : رب انك وعدتني ان لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الابعد ، فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين ، ثم يقال : يا إبراهيم ما تحت رجليك فاذا هو بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار.
وأخرج أحمد عن رجل من بني كنانة قال : صليت خلف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول اللهم لا تخزني يوم القيامة.
- قوله تعالى : إلا من أتى الله بقلب سليم.

أخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله {إلا من أتى الله بقلب سليم} قال : شهداة أن لا إله إلا الله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {إلا من أتى الله بقلب سليم} قال : كان يقال : سليم من الشرك.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {إلا من أتى الله بقلب سليم} قال : من الشرك ، ليس فيه شك في الحق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عون قال : ذكروا الحجاج عند ابن سيرين فقال : غير ما تقولون أخوف على الحجاج عندي منه قلت : وما هو قال : ان كان لقي الله بقلب سليم فقد أصاب الذنوب خير منه قلت : وما القلب السليم قال : ان يعلم انه لا إله إلا الله.
- قوله تعالى : وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون.
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك {وأزلفت الجنة للمتقين} قال : قربت لأهلها.

وأخرج ابن أبي شيبه عن نبيح ابن امرأة كعب قال : تزلف الجنة ثم تزخرف ثم ينظر اليها من خلق الله ، من مسلم أو يهودي أو نصراني إلا رجلان ، رجلا قتل مؤمنا متعمدا أو رجلا قتل معاهدا متعمدا.
- قوله تعالى : فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون * قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فكبكبوا فيها} قال : جمعوا فيها {هم والغاوون} قال : مشركوا العرب والآلهة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {فكبكبوا} قال : رموا.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي حاتم عن السدي {فكبكبوا فيها} قال : في النار {هم} قال : الآلهة {والغاوون} قال : مشركو قريش {وجنود إبليس} قال : ذرية ابليس ومن ولد.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {والغاوون} قال : الشياطين.

وأخرج ابن مردويه ، عَن جَابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الناس يمرون يوم القيامة على الصراط : والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله ، والنار تأخذ منهم وان جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج اذا وقع لها زفير وشهيق ، فبينما هم كذلك اذا جاءهم نداء من الرحمن : عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا فيقولون : رب أنت تعلم انا اياك كنا نعبد ، فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط : عبادي حق علي ان لا أكلكم اليوم إلى أحد غيري فقد عفوت عنكم ورضيت عنكم ، فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة فينحون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم في النار {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} إبراهيم الآية 43 قال الله {فكبكبوا فيها هم والغاوون} قال ابن عباس : ادخروا فيها إلى آخر الدهر).
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أمتي ستحشر يوم القيامة فبينما هم وقوف اذ جاءهم مناد من الله : ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها ، فيميزون على حدة فيسيل عندهم سيل من دم ثم يقول لهم الداعي : اعيدوا هذه الدماء

في أجسادها فيقول : احشروهم إلى النار ، فبينما هم يجرون إلى النار اذ نادى مناد فقال : ان القوم قد كانوا يهللون ، فيوقفون منها مكانا يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يكبكبون في النار {هم والغاوون} {وجنود إبليس أجمعون}.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أبي امامة أن عائشة قالت : يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شيء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ، في ثلاث مواطن عند الميزان وعند النور والظلمة وعند الصراط ، من شاء الله سلمه وأجازه ومن شاء كبكبه في النار قالت : يا رسول الله وما الصراط قال : طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى والملائكة صافون يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون : سلم سلم {وأفئدتهم هواء} إبراهيم الآية 43 فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه في النار.
- قوله تعالى : وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وما أضلنا إلا المجرمون} يقول : الاولون الذين كانوا قبلنا اقتدينا بهم فضللنا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن عكرمة {وما أضلنا إلا

المجرمون} قال : ابليس ، وَابن آدم القاتل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج {فما لنا من شافعين} قال : من أهل السماء {ولا صديق حميم} قال : من أهل الأرض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {ولا صديق حميم} قال : شفيق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فلو أن لنا كرة} قال : رجعة إلى الدنيا {فنكون من المؤمنين} قال : حتى تحل لنا الشفاعة كما حلت لهؤلاء ، والله أعلم.
- قوله تعالى : كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون * قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون * قال وما علمي بما كانوا يعملون * إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون * وما أنا بطارد المؤمنين * إن أنا إلا نذير مبين * قالوا لئن لم تنته يانوح لتكونن من المرجومين * قال رب إن قومي كذبون * فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين * فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون * ثم أغرقنا بعد الباقين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس {قالوا أنؤمن لك} قالوا : أنصدقك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {واتبعك الأرذلون} قال : الحواكون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {واتبعك الأرذلون} قال : سفلة الناس وأراذلهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة {واتبعك الأرذلون} قال :

الحواكون.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {إن حسابهم إلا على ربي} قال : هو أعلم بما في أنفسهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {لتكونن من المرجومين} قال : بالحجارة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {لتكونن من المرجومين} قال : بالشتيمة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فافتح بيني وبينهم فتحا} قال : اقض بيني وبينهم قضاء.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح ، مثله.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل {الفلك المشحون} قال : السفينة الموقورة الممتلئة ، قال : وهل

تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول عبيد بن الأبرص : شحنا أرضهم بالخيل حتى * تركناهم أذل من الصراط.
وَأخرَج ابن أبي شيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال : تدرون ما المشحون قلنا : لا ، قال هو الموقر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {الفلك المشحون} قال : الممتلى ء.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {الفلك المشحون} قال : المملوء المفروغ منه تحميلا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {في الفلك المشحون} قال : المحمل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {في الفلك المشحون} كنا نحدث : انه الموقر.

وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الشعبي {في الفلك المشحون} قال : المثقل.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ، مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي صالح {في الفلك المشحون} قال : سفينة نوح.
- قوله تعالى : كذبت عاد المرسلين * إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العلمين * أتبنون بكل ريع آية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون * وإذا بطشتم بطشتم جبارين * فاتقوا الله وأطيعون * واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون * أمدكم بأنعام وبنين * وجنات وعيون * إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم * قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين * إن هذا إلا خلق الأولين * وما نحن بمعذبين * فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {أتبنون بكل ريع} قال : طريق {آية} قال : علما {تعبثون} قال : تلعبون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أتبنون بكل ريع} قال : شرف.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {أتبنون بكل ريع} قال : طريق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال : الريع الجبال والأمكنة المرتفعة من الأرض .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : الريع ما استقبل الطريق بين الجبال والظراب.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جرير
وابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أتبنون بكل ريع} قال : بكل فج بين جبلين {آية} قال : بنيانا {وتتخذون مصانع} قال : بروج الحمام.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {تعبثون} قال : تلعبون.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {وتتخذون مصانع} قال : قصورا مشيدة وبنيانا مخلدا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {وتتخذون مصانع} قال : مآخذ للماء قال : وكان في بعض القراءة (وتتخذون مصانع كأنكم خالدون).

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {لعلكم تخلدون} قال : كأنكم تخلدون.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} قال : بالسوط والسيف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {بطشتم جبارين} قال : أقوياء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {بطشتم جبارين} قال : أقوياء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إن هذا إلا خلق الأولين} قال : دين الاولين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إن هذا إلا خلق الأولين} قال : أساطير الأولين.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرأ {إن هذا إلا خلق

الأولين} يقول شيء اختلقوه وفي لفظ يقول / {اختلاق الاولين > /.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {إن هذا إلا خلق الأولين} قال : كذبهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن علقمة {إن هذا إلا خلق الأولين} قال : اختلاقهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ {إن هذا إلا خلق الأولين} مرفوعة الخاء مثقلة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إن هذا إلا خلق الأولين} قال : هكذا خلقت الاولون وهكذا كان الناس يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث عليهم ولا حساب {وما نحن بمعذبين} أي إنما نحن مثل الاولين نعيش كما عاشوا ثم نموت لا حساب ولا عذاب علينا ولا بعث.
- قوله تعالى : كذبت ثمود المرسلين * إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم * وتنحتون من الجبال بيوتا فرهين * فاتقوا الله وأطيعون * ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون * قالوا إنما أنت من المسحرين * ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين * قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم * ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم * فعقروها فأصبحوا نادمين * وأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم.

أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ونخل طلعها هضيم} قال : معشب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل {طلعها هضيم} قال : منضم بعضه إلى بعض قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول أمرى ء القيس : دار لبيضاء العوارض طفلة * مهضومة الكشحين ريا المعصم
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن يزيد بن أبي زياد {ونخل طلعها هضيم} قال : هو الرطب وفي لفظ قال : المذنب الذي قد رطب بعضه.

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {طلعها هضيم} قال : لين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {طلعها هضيم} قال : الرخو.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك قال الهضيم اذا بلغ البسر في عذوقه فعظم ، فذلك الهضم.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {طلعها هضيم} قال : يتهشم تهشما.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {طلعها هضيم} قال : الطلعة اذا مسستها تناثرت.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن {طلعها هضيم} قال : ليس فيه نوى.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة قال الهضيم الرطب اللين.

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ {وتنحتون} بكسر الحاء (الجبال بيوتا فارهين) بالالف.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فارهين} قال : حاذقين.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله {فارهين} قال : حاذقين بنحتها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن معاوية بن قرة {فارهين} قال : حاذقين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فارهين} قال : أشرين.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي

حاتم عن مجاهد في قوله {فارهين} قال : شرهين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطية في قوله {فارهين} قال : متجبرين.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عبد الله بن شداد في قوله {فارهين} قال : يتجبرون.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فارهين} قال : معجبين بصنعكم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله {ولا تطيعوا أمر المسرفين} قال : هم المشركون وفي قوله {إنما أنت من المسحرين} قال : هم الساحرون.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {إنما أنت من المسحرين} قال : المسحورين.

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والخطيب ، وَابن عساكر من طرق عن ابن عباس في قوله {إنما أنت من المسحرين} قال : من المخلوقين ثم أنشد قول لبيد بن ربيعة : ان تسألينا فيم نحن فاننا * عصافير من هذا الانام المسحر.
وَأخرَج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن أبي صالح ومجاهد في قوله {من المسحرين} قالا : من المخدوعين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ {إنما أنت من المسحرين} مثقلة وقال : المسحر : السوقة الذي ليس بملك.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس ، ان صالحا بعثه الله إلى قومه فآمنوا به ثم انه لما مات كفر قومه ورجعوا عن الإسلام فاحيا الله لهم صالحا وبعثه اليهم فقال : أنا صالح فقالوا : قد مات صالح ان كنت صالحا {فأت بآية إن كنت من الصادقين} فبعث الله الناقة فعقروها وكفروا فاهلكوا وعاقرها رجل نساج يقال له قدار بن سالف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة قال {هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} قال : كانت اذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله

فاذا كان يوم شربهم كان لانفسهم ومواشيهم وأرضهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : اذا كان يومها أصدرتهم لبنا ما شاؤا.
- قوله تعالى : كذبت قوم لوط المرسلين * إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلاعلى رب العالمين * أتأنون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون * قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من الخرجين * قال إني لعملكم من القالين * رب نجني وأهلي مما يعملون * فنجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين * ثم دمرنا الآخرين * وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
أخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم} قال : تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم} قال : ما أصلح لكم يعني القبل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة {وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم} يقول : ترك أقبال النساء إلى أدبار الرجال.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {بل أنتم قوم عادون} قال : متعدون.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن مجاهد قال : في قراءة عبد الله (وواعدناه أن نؤمنه أجمعين إلا عجوزا في الغابرين).

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {إلا عجوزا في الغابرين} قال : هي امرأة لوط غبرت في عذاب.
وأخرج الطستي عن ابن عباس ، أن نافع بن الازرق قال له : اخبرني عن قوله {في الغابرين} قال : في الباقين قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول عبيد بن الابرص : ذهبوا وخلفني المخلف فيهم * فكانني في الغابرين غريب
- قوله تعالى : كذب أصحاب الأيكة المرسلين * إذ قال لهم شعيب ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر أن أجري إلا على رب العالمين * وأوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين * وزنوا بالقسطاس المستقيم * ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين * واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين * قالوا إنما أنتمن المسحرين * وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين * فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين * قال ربي أعلم بما تعملون * فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد ليكة قال {الأيكة}.
وأخرج إسحاق بن بشر ، وَابن عساكر عن ابن عباس في قوله {كذب أصحاب الأيكة المرسلين} قال : كانوا أصحاب غيضة بين ساحل البحر إلى مدين وقد أهلكوا فيما ياتون ، وكان أصحاب الايكة مع

ما كانوا فيه من الشرك استنوا سنة أصحاب مدين ، فقال لهم شعيب {إني لكم رسول أمين} {فاتقوا الله وأطيعون} {وما أسألكم} على ما أدعوكم عليه أجرا في العاجل في أموالكم {إن أجري إلا على رب العالمين} {واتقوا الذي خلقكم والجبلة} يعني وخلق الجبلة {الأولين} يعني القرون الأولين الذين أهلكوا بالمعاصي ولا تهلكوا مثلهم {قالوا إنما أنت من المسحرين} يعني من المخلوقين {وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين} {فأسقط علينا كسفا من السماء} يعني قطعا من السماء {فأخذهم عذاب يوم الظلة} أرسل الله عليهم سموما من جهنم فأطاف بهم سبعة أيام حتى انضجهم الحر فحميت بيوتهم وغلت مياههم في الآبار والعيون فخرجوا من منازلهم ومحلتهم هاربين والسموم معهم فسلط الله عليهم الشمس من فوق رؤوسهم فتغشتهم حتى تقلقلت فيها جماجمهم وسلط الله عليهم الرمضاء من
تحت أرجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم ثم أنشأت لهم ظلة كالسحابة السوداء فلما رأوها ابتدروها يستغيثون بظلها حتى اذا كانوا تحتها جميعا ، أطبقت عليهم فهلكو ونجى الله شعيبا والذين آمنوا به.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والجبلة الأولين} قال : الخلق الاولين.

وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {والجبلة الأولين} قال : الخليقة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {فأسقط علينا كسفا من السماء} قال : قطعا من السماء.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : ان أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب ، أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا عليهم ، فارسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل قال : ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا ابرد هلموا أيها الناس فدخلوا جميعا تحت الظلة فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعا.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال : {أصحاب الأيكة} أصحاب شجر وهم قوم شعيب وأصحاب الرس : أصحاب آبار وهم قوم شعيب.
وأخرج ابن المنذر عن السدي قال : بعث شعيبا إلى أصحاب الايكة - والايكة غيضة - فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة ، قال : فتح الله عليهم بابا من أبواب جهنم فغشيهم من حره ما لم يطيقوه فتبردوا بالماء وبما قدروا

عليه فبينما هم كذلك اذا رفعت لهم سحابة فيها ريح باردة طيبة فلما وجدوا بردها ساروا نحو الظلة فاتوها يتبردون بها فخرجوا من كل شيء كانوا فيه فلما تكاملوا تحتها طبقت عليهم بالعذاب ، فذلك قوله {فأخذهم عذاب يوم الظلة}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن قال : سلط الله الحر على قوم شعيب سبعة أيام ولياليهن حتى كانوا لا ينتفعون بظل بيت ولا ببرد ماء ثم رفعت لهم
سحابة في البرية فوجدوا تحتها الروح فجعلوا يدعوا بعضهم بعضا ، حتى اذا اجتمعوا تحتها أشعلها الله عليهم نارا ، فذلك قوله {فأخذهم عذاب يوم الظلة}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس انه سئل عن قوله {فأخذهم عذاب يوم الظلة} فقال : بعث الله عليهم وهدة وحرا شديدا فاخذ بانفاسهم فدخلوا أجواف

البيوت فدخل عليهم أجواف البيوت فاخذ بانفاسهم فخرجوا من البيوت هرابا إلى البرية ، فبعث الله عليهم سحابة فاظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة فنادى بعضهم بعضا حتى اذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عليهم نارا ، فذلك قوله {عذاب يوم الظلة}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {فأخذهم عذاب يوم الظلة} قال : ذكر لنا أنه سلط الله عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم ظل ولا ينفعهم منه شيء فبعث الله عليهم سحابة فلحقوا اليها يلتمسون الروح في ظلها ، فجعلها الله عليهم عذابا فاحرقتهم ، بعثت عليهم نارا فاضطرمت فاكلتهم ، فذلك عذاب يوم الظلة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن علقمة {فأخذهم عذاب يوم الظلة} قال : أصابهم الحر حتى أقلقهم من بيوتهم فخرجوا ورفعت لهم سحابة فانطلقوا

اليها فلما استظلوا بها أرسلت اليهم فلم ينفلت منهم أحد.
وأخرج الحاكم عن زيد بن أسلم قال : كان ينهاهم عن قطع الدراهم {فأخذهم عذاب يوم الظلة} حتى اذا اجتمعوا كلهم كشف الله عنهم الظلة وأحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم عن مجاهد في قوله {فأخذهم عذاب يوم الظلة} قال : ظلل من العذاب اتاهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال : من حدثك من العلماء : ما عذاب يوم الظلة ، فكذبه.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال : من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة قال : أخذهم حر أقلقهم من بيوتهم

فانشئت لهم سحابة فاتوها فصيح بهم فيها والله أعلم.
- قوله تعالى : وإنه لتنزيلرب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين * وإنه لفي زبر الأولين * أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل * ولو أنزلناه على بعض الأعجمين * فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين * كذلك سلكناه في قلوب المجرمين * لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم * فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون * أفبعذابنا يستعجلون * أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون * وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين * وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون * فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين.
أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {وإنه لتنزيل رب العالمين} قال : هذا القرآن {نزل به الروح الأمين} قال : جبريل.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {نزل به الروح الأمين} قال : الروح الامين : جبريل.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن محمد بن كعب القرظي قال : الروح الأمين جبريل.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ : (نزل به) مثقلة ، (الروح الأمين) منصوبتان .

وأخرج أبو الشيخ في " العظمة" ، وَابن مردويه عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : (نزل به الروح الأمين) قال : الروح الأمين جبريل، رأيت له ستمائة جناح من لؤلؤ قد نشرها فهم مثل ريش الطواويس.
وأخرج ابن مردويه عن الحسن أظنه عن سعد قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الاوان الروح الامين نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وان ابطا عليها.
وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس انه ليس من شيء يقربكم من الجنة ويبعدكم من النار إلا قد أمرتكم به وانه ليس شيء يقربكم من النار ويبعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه وان الروح الامين نفث في روعي انه ليس من نفس تموت حتى تستوفي رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على ان تطلبوه بمعاصي الله فانه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {بلسان عربي مبين} قال : بلسان قريش ، ولو كان غير عربي ما فهموه.
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس والبيهقي في شعب الايمان عن بريدة في قلوه {بلسان عربي مبين} قال : بلسان جرهم.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن بريدة ، مثله.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن سلام قال : كان نفر من قريش من أهل مكة قدموا على قوم من يهود من بني قريظة لبعض حوائجهم فوجدوهم يقرأون التوراة فقال القرشيون : ماذا نلقى ممن يقرأ توراتكم هذه لهؤلاء أشد علينا من محمد وأصحابه ، فقال اليهود : نحن من أولئك برآء ، وأولئك يكذبون على التوراة وما أنزل الله في الكتب انما أرادوا عرض

الدنيا ، فقال القرشيون : فاذا لقيتموهم فسودوا وجوههم وقال المنافقون : وما يعلمه إلا بشر مثله ، وأنزل الله {وإنه لتنزيل رب العالمين} إلى قوله {وإنه لفي زبر الأولين} يعني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وصفته ونعته وأمره.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد {وإنه لفي زبر الأولين} يقول : في الكتب التي أنزلها على الاولين.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وإنه لفي زبر الأولين} قال : كتب الاولين {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} قال : يعني بذلك اليهود والنصارى كانوا يعلمون أنهم يجدون محمدا مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل انه رسول الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم انه قرأ (أو لم يكن لهم آية) بالياء.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} قال : عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كان

عبد الله بن سلام من علماء بني اسرائيل وكان من خيارهم فآمن بكتاب محمد فقال لهم الله {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد القرشي في قوله {أو لم يكن لهم آية}
يقول : أو لم يكن لهم القرآن آية.
وأخرج ابن سعد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عطية العوفي في قوله {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} قال : كانوا خمسة ، أسد وأسيد ، وَابن يامين وثعلبة وعبد الله بن سلام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ولو نزلناه على بعض الأعجمين} قال : يقول لو نزلنا هذا القرآن على بعض الاعجمين لكانت العرب أشر الناس فيه ، لا يفهمونه ولا يدرون ما هو.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {ولو نزلناه على بعض الأعجمين} قال : لو أنزله الله عجميا لكانوا أخسر الناس به لانهم لا يعرفون العجمية.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ولو نزلناه على بعض الأعجمين} قال : الفرس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن في قوله {كذلك سلكناه} قال : الشرك جعلناه {في قلوب المجرمين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جهضم قال رؤي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كانه متحير فسألوه عن ذلك فقال : ولم ، رأيت عدوي يلون أمر أمتي من بعدي ، فنزلت {أفرأيت إن متعناهم سنين} {ثم جاءهم ما كانوا يوعدون} {ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} فطابت نفسه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سليمان بن عبد الملك ، انه كان لايدع ان يقول في خطبته كل جمعة : انما أهل الدنيا فيها على وجل لم تمض لهم نية ولم تطمئن لهم دار حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ، لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجعاتها ولا يبقى فيها شيء ثم يتلو {أفرأيت إن متعناهم سنين} {ثم جاءهم ما كانوا يوعدون} {ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون}.

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون} قال : الرسل.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون} قال : ما أهلك
الله من قرية إلا من بعد ما جاءتهم الرسل والحجة والبيان من الله ، ولله الحجة على طلقة {ذكرى} قال : تذكرة لهم وموعظة وحجة لله {وما كنا ظالمين} يقول : ما كنا لنعذبهم إلا من بعد البينة والحجة والعذر ، حتى نرسل الرسل وننزل الكتب وفي قوله {وما تنزلت به الشياطين} يعني القرآن {وما ينبغي لهم} أن ينزلوا به وما يستطيعون يقول لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه {إنهم عن السمع لمعزولون} قال : عن سمع السماء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {وما تنزلت به الشياطين} قال : زعموا أن الشياطين تنزلت به على محمد ، فاخبرهم الله انها لا تقدر على ذلك ولا تسطيعه وما ينبغي لهم ان ينزلوا بهذا وهو محجور عليهم.

- قوله تعالى : وأنذر عشيرتك الأقربين.
أخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وفي الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا وعم وخص فقال يا معشر قريش أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني كعب بني لؤي أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني قصي أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني عبد مناف أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا بني عبد المطلب أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار فاني لا أملك لك ضرا ولا نفعا إلا ان لكم رحما وسابلها ببلالها.
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها

قالت : لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة ابنة محمد يا صفية ابنة عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن عروة مرسلا ، مثلا.
وأخرج مسدد ومسلم والنسائي ، وَابن جَرِير والبغوي في معجمه والباوردي والطحاوي وأبو عوانة ، وَابن قانع والطبراني ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن قبيصة بن مخارق وزفير بن عمرو قالا : لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربوة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثم قال يا بني عبد مناف أني نذير لكم انما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يريد أهله فخشي أن يسبقوه إلى أهله فجعل يهتف : يا صباحاه ،.

يا صباحاه ، أتيتم ، أتيتم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن أبي موسى الاشعري قال : لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه في اذنيه ورفع صوته وقال يا بني عبد مناف يا صباحاه ،.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جمع أهله فقال يا بني عبد مناف أنقذوا انفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، ثم التفت إلى فاطمة فقال : يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فاني لا اغنى عنكم من الله شيئا غير ان لكم رحما سابلها ببلالها.
وأخرج ابن مردويه عن البراء قال : لما نزلت على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {وأنذر عشيرتك الأقربين} صعد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ربوة من جبل فنادى يا صباحاه ، فاجتمعوا فحذرهم وانذرهم ثم قال : لا أملك لكم من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فاني لا أملك من الله شيئا.

وأخرج ابن مردويه عن الزبير بن العوام قال : لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} صاح على أبي قبيس يا آل عبد مناف أني نذير ، فجاءته قريش فحذرهم ، وأنذرهم.
وأخرج ابن مردويه عن عدي بن حاتم ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ذكر قريشا فقال {وأنذر عشيرتك الأقربين} يعني : قومي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} جعل يدعوهم قبائل قبائل.
وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ، وَابن مردويه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} ورهطك منهم المخلصين خرج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حتى صعد على الصفا فنادى يا صباحاه ، فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا : محمد ، فاجتمعوا اليه فجعل الرجل اذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال : أرأيتكم لو اخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقا قال : فاني نذير لكم

بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فنزلت {تبت يدا أبي لهب وتب} المسد الآية 1 - 2.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم نادى على الصفا بأفخاذ عشيرته ، فخذا فخذا يدعوهم إلى الله ، فقال في ذلك المشركون : لقد بات هذا الرجل يهوت منذ الليلة قال : وقال الحسن رضي الله عنه : جمع نبي الله صلى الله عليه وسلم أهل بيته قبل موته فقال إلا ان لي عملي ولكم عملكم إلا اني لا أغني عنكم من الله شيئا إلا ان أوليائي منكم المتقون ألا لا أعرفنكم يوم القيامة تاتون بالدنيا تحملونها على رقابكم ويأتي الناس يحملون الآخرة ، يا صفية بنت عبد المطلب يا فاطمة بنت محمد اعملا فاني لا أغني عنكما من الله شيئا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بني هاشم ويا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لا أغني عنكم من الله شيئا ، اياكم ان يأتي الناس يحملون الآخرة وتأتون أنتم تحملون الدنيا وانكم تردون على الحوض ذات الشمال وذات اليمين فيقول القائل منكم : يا رسول الله أنا فلان بن فلان ، فاعرف الحسب وانكر الوصف فاياكم ان يأتي أحدكم يوم القيامة وهو

يحمل على ظهره فرسا ذات جمعمة أبو بعيرا له رغاء أو شاة لها ثغاء أو يحمل قشعا من أدم فيختلجون من دوني ويقال لي : أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فاطيبوا نفسا واياكم ان ترجعوا القهقرى من بعدي قال عكرمة رضي الله عنه : انما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول حيث انزل الله عليه {وأنذر عشيرتك الأقربين}.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن أبي امامة رضي الله عنه قال : لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم فاجلسهم على الباب وجمع نساءه وأهله فاجلسهم في البيت ثم اطلع عليهم فقال يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم أو افتكوها بانفسكم من الله فاني لا أملك لكم من الله شيئا ثم أقبل على أهل بيته فقال : يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا أم سلمة ويا فاطمة بنت محمد ويا أم الزبير عمة رسول الله اشتروا أنفسكم من الله واسعوا في فكاك رقابكم فاني لا أملك لكم من الله شيئا ولا أغني فبكت عائشة رضي الله عنها وقالت : وهل يكون ذلك يوم لا تغني عنا شئيا قال : نعم ، في ثلاثة مواطن ، يقول الله {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} الأنبياء الآية 47 فعند ذلك لا أغني عنكم من الله شيئا ولا أملك لكم من الله شيئا وعند النور من شاء

الله أتم له نوره ومن شاء أكبه في الظلمات يغمه فيها فلا أملك لكم من الله شيئا ولا أغني عنكم ، من الله شيئا وعند الصراط من شاء الله سلمه ومن شاء أجازه ومن شاء كبكبه في النار ، قالت : عائشة قد علمنا الموازين : هي الكفتان ، فيوضع في هذه اليسرى فترجح احداهما وتخف الاخرى وقد علمنا النور والظلمة فما الصراط قال : طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليها وهو مثل حد الموس والملائكة حفافه يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون : رب سلم سلم {وأفئدتهم هواء} فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه فيها.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل من طريق عن علي رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا علي ان الله أمرني أن أنذر عشيرتي الاقربين فضقت ذرعا وعرفت اني مهما أبادئهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره ، قصمت عليها حتى جاء جبريل فقال : يا محمد انك ان لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع

لي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة
واجعل لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بضعة من اللحم فشقها باسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال : كلوا بسم الله ، فاكل القوم حتى تهلوا عنه ما ترى إلا آثار أصابعهم ، والله ان كان الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم ، ثم قال : اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا ، وايم الله ان كان الرجل منهم ليشرب مثله ، فلما أراد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ان يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقد سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلمهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، فلما كان الغد قال : يا علي ان هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل ان أكلمهم فعد لنا بمثل الذي صنعت بالامس من

الطعام والشراب ثم اجمعهم لي ، ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته ففعل كما فعل بالامس فاكلوا وشربوا حتى نهلوا ثم تكلم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم أحدا في العرب جاء قومه بافضل مما جئتكم به اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله ان أدعوكم اليه فايكم يوازرني على أمري هذا فقلت وأنا احدثهم سنا : انه أنا ، فقام القوم يضحكون.
وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا منهم العشرة ياكلون المسنة ويشربون العس وامر عليا برجل شاة صنعها لهم ثم قربها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ منها بضعة فاكل منها ثم تتبع بها جوانب القصعة ثم قال ادنوا بسم الله ، فدنا القوم عشرة ، عشرة ، فاكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منها جرعة فناولهم

فقال : اشربوا بسم الله ، فشربوا حتى رووا عن آخرهم فقطع كلامهم رجل فقال لهم : ما سحركم مثل هذا الرجل
فاسكت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يومئذ فلم يتكلم ، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم بدرهم بالكلام فقال : يا بني عبد المطلب اني انا النذير اليكم من الله والبشير قد جئتكم بما لم يجيء به احد ، جئتكم بالدنيا والآخرة فاسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال : امر الله محمدا صلى الله عليه وسلم ان ينذر قومه ويبدأ باهل بيته وفصيلته قال : {وكذب به قومك وهو الحق} الانعام الآية 66.
وأخرج ابن جرير عن عمرو بن مرة أنه كان يقرأ (وأنذر عشيرتك الاقربين ورهطك منهم المخلصين).
وأخرج ابن مردويه ، وَابن عساكر والديلمي عن عبد الواحد الدمشقي قال : رأيت ابا الدرداء يحدث الناس ويفتيهم ، وولده وأهل بيته جلوس في جانب الدار يتحدثون فقيل له : يا أبا الدرداء ما بال الناس يرغبون فيما عندك من

العلم وأهل بيتك جلوس لاهين فقال : اني سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول أن ازهد الناس في الانبياء واشدهم عليهم ، الاقربون وذلك فيما انزل الله {وأنذر عشيرتك الأقربين} إلى آخر الآية ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان أزهد الناس في العالم أهله حتى يفارقهم وانه يشفع في أهله وجيرانه فاذا مات خلا عنهم من مردة الشياطين اكثر من عدد ربيعة ومضر قد كانوا مشتغلين به فاكثروا التعوذ بالله منهم.
وأخرج ابن عساكر عن محمد بن جحادة ، ان كعبا لقي أبا مسلم الخولاني فقال : كيف كرامتك على قومك قال : اني عليهم لكريم ، قال : اني أجد في التوراة غير ما تقول قال : وما هو قال : وجدت في التوراة انه لم يكن حكيم في قوم إلا كان أزهدهم فيه قومه ثم الاقرب فالاقرب وان كان في حبسه شيء عيروه به وان كان عمل برهة من دهره ذنبا عيروه به.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن كعب انه قال لابي مسلم : كيف تجد قومك لك قال : مكرمين مطيعين ، قال : ما صدقتني التوراة اذن ما كان رجل حكيم في قوم إلا بغوا عليه وحسدوه.
- قوله تعالى : واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون * وتوكل على العزيز الرحيم.

أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج قال : لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} بدأ بأهل بيته وفصيلته فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {واخفض جناحك لمن اتبعك} يقول ذلك لهم وفي قوله {فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون} وقال : أمره بهذا ثم نسخه فأمره بجهادهم.
- قوله تعالى : الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {الذي يراك حين تقوم} قال : للصلاة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك {الذي يراك حين تقوم} قال : من فراشك او من مجلسك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {الذي يراك حين تقوم} قال : أينما كنت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير {الذي

يراك حين تقوم} قال : في صلاتك {وتقلبك في الساجدين} قال : كما كانت تقلب الانبياء قبلك.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} قال : قيامه وركوعه وسجوده وجلوسه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {الذي يراك حين تقوم}
قال : يراك قائما وقاعدا وعلى حالاتك {وتقلبك في الساجدين} قال : قيامه وركوعه وسجوده وجلوسه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {الذي يراك حين تقوم} قال : يراك قائما وقاعدا وعلى حالاتك {وتقلبك في الساجدين} قال : في الصلاة يراك وحدك ويراك في الجميع.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وتقلبك في الساجدين} قال : في المصلين.
وأخرج الفريابي عن مجاهد ، مثله.

وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس {الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} يقول : قيامك وركوعك وسجودك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس {وتقلبك في الساجدين} قال : يراك وأنت مع الساجدين تقوم وتقعد معهم.
وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي والحميدي وسعيد بن منصوروعبد بن حميد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله
{وتقلبك في الساجدين} قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه في الصلاة كما يرى من بين يديه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {وتقلبك في الساجدين} قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اذا قام إلى الصلاة رأى من خلفه كما يرى من بين يديه.
وأخرج مالك وسعيد بن منصور والبخاري ومسلم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل ترون قبلتي ههنا فو الله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم واني لا راكم من وراء ظهري.
وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده والبزار ، وَابن أبي حاتم

والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله {وتقلبك في الساجدين} قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا.
وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي والحميدي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مرديوه والبيهقي في الادئل عن مجاهد {وتقلبك في الساجدين} قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه في الصلاة كما يرى من بين يديه.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله {وتقلبك في الساجدين} قال : ما زال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يتقلب في أصلاب الانبياء حتى ولدته أمه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : بأبى أنت وأمي أين كنت وآدم في الجنة فتبسم حتى بدت نواجده ثم قال اني كنت في صلبه وهبط إلى الأرض وأنا في صلبه وركبت السفينة في صلب أبي نوح وقذفت في النار في صلب أبي إبراهيم ولم يلتق أبواي قط على سفاح لم يزل الله ينقلني من الإصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما ، قد أخذ الله بالنبوة ميثاقي وبالاسلام هداني وبين في التوراة والانجيل ذكري وبين كل شيء من صفتي في شرق الأرض وغربها وعلمني كتابه ورقي بي في سمائه وشق لي من أسمائه فذو العرش محمود وانا محمد ووعدني أن يحبوني بالحوض وأعطاني الكوثر ، وأنا أو شافع وأول مشفع ثم أخرجني في خير قرون أمتي وأمتي

الحمادون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
- قوله تعالى : هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم كاذبون.
أخرج ابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد عن سعيد بن وهب قال : كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له : ان المختار يزعم أنه يوحى إليه فقال ابن الزبير : صدق ثم تلا {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم}.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {على كل أفاك أثيم} قال : كذاب من الناس {يلقون السمع} قال : ما سمعه الشيطان ألقاه {على كل أفاك} كذاب من الناس.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {تنزل على كل أفاك أثيم} قال : الافاك : الكذاب ، وهم الكهنة تسترق الجن السمع ثم يأتون به إلى أوليائهم من الأنس ، وفي قوله {يلقون السمع وأكثرهم كاذبون} قال : كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتسمع ثم تنزل إلى الكهنة فتخبرهم فتحدث الكهنة بما أنزلت به الشياطين من السمع وتخلط الكهنة كذبا كثيرا فيحدثون به الناس ، فأما ما كان من سمع السماء فيكون حقا وأما ما خلطوا به من

الكذب فيكون كذبا.
وأخرج البخاري ومسلم ، وَابن مردويه عن عائشة قالت : سأل أناس النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال انهم ليسوا بشيء فقالوا : يا رسول الله انهم يحدثوننا أحيانا بالشيء يكون حقا ، قال : تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة.
وأخرج البخاري ، وَابن المنذر عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال الملائكة تحدث في العنان - والعنان : الغمام - بالأمر في الأرض ، فيسمع الشيطان الكلمة فيقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة.
- قوله تعالى : والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحدهما من الانصار ، والآخر من قوم آخرين وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء ، فأنزل الله {والشعراء يتبعهم الغاوون} الآيات.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك ، مثله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : تهاجى شاعران في الجاهلية وكان مع كل واحد منهما فئام من الناس ، فأنزل الله {والشعراء يتبعهم الغاوون}.
وأخرج ابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن عساكر عن عروة قال : لما نزلت {والشعراء} إلى قوله {ما لا يفعلون} قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله قد علم الله أني منهم ، فأنزل الله {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} إلى قوله {ينقلبون}.
وأخرج ابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود في ناسخه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي حسن سالم البراد قال : لما نزلت {والشعراء} جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وهم يبكون فقالوا : يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم انا شعراء أهلكنا فأنزل الله {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والحاكم عن أبي الحسن مولى بني نوفل ، أن عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ {والشعراء يتبعهم الغاوون} حتى بلغ {إلا الذين آمنوا وعملوا

الصالحات} قال : أنتم {وذكروا الله كثيرا} قال : أنتم {وانتصروا من بعد ما ظلموا} قال : أنتم {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} قال : الكفار.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس {يتبعهم الغاوون} قال : هم الكفار ، يتبعون ضلال الجن والانس {في كل واد يهيمون} في كل لغو يخوضون {وأنهم يقولون ما لا يفعلون} أكثر ولهم مكذبون ثم استثنى منهم فقال {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا} في كلامهم {وانتصروا من بعد ما ظلموا} قال : ردوا على الكفار الذين كانون يهجون المؤمنين.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس {والشعراء} قال : المشركون منهم الذين كانوا يهجون النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {يتبعهم الغاوون} غواة الجن {في كل واد يهيمون} في كل فن من الكلام يأخذون ثم استثنى فقال {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} يعني حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك كانوا يذبون عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجاء المشركين.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {يتبعهم

الغاوون} قال : هم الرواة.
وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال {والشعراء يتبعهم الغاوون} فنسخ من ذلك واستثنى فقال {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا}.
وأخرج ابن مردويه ، وَابن عساكر عن ابن عباس {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا} قال : أبو بكر وعمر وعلي وعبد الله بن رواحة.
وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو يعلى ، وَابن مردويه عن كعب بن مالك أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ان الله قد أنزل في الشعراء ما أنزل فكيف ترى فيه فقال ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه - والذي نفسي بيده - لكانما بوجههم مثل نضج النبل.
وأخرج ابن أبي شيبه عن أبي سعيد قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ عرض شاعر ينشد فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لأن يمتلى ء جوف

أحدكم قيحا خير له من أن يمتلى ء شعرا.
وأخرج الديلمي عن ابن مسعود مرفوعا : الشعراء الذين يموتون في الإسلام يأمرهم الله أن يقولوا شعرا تتغنى به الحور العين لازواجهن في الجنة والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور في النار.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الشعر حكمة قال : وأتاه قرظة بن كعب وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت فقالوا : انا نقول الشعر وقد نزلت هذه الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا {والشعراء} إلى قوله {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال : أنتم هم {وذكروا الله كثيرا} قال : أنتم هم {وانتصروا من بعد ما ظلموا} قال : أنتم هم.
وأخرج الفريابي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {والشعراء يتبعهم الغاوون} قال : كان الشاعران يتقاولان ليكون لهذا تبع ولهذا تبع.

وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عكرمة {والشعراء يتبعهم الغاوون} قال : هم عصاة الجن.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {والشعراء يتبعهم الغاوون} قال : الشياطين {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون} قال : يمدحون قوما بباطل ويشتمون قوما بباطل.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {والشعراء يتبعهم الغاوون} قال : الشياطين {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون} قال : في كل فن يفتنون {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال : عبد الله بن رواحة وأصحابه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال : هذه ثنية الله من الشعراء ومن غيرهم {وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا} قال : في بعض

القراءة {وانتصروا من بعد ما ظلموا} قال : نزلت هذه الآية في رهط من الانصار هاجوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت {وسيعلم الذين ظلموا} من الشعراء وغيرهم {أي منقلب ينقلبون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال : نزلت في عبد الله بن رواحة ، وفي شعراء الانصار.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت أهج المشركين فان جبريل معك.
وأخرج ابن سعد عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ان أبا سفيان بن الحرث بن عبد المطلب يهجوك فقام ابن رواحة فقال : يا رسول الله أئذن لي فيه قال : أنت الذي تقول ثبت الله قال : نعم ، يا رسول الله قلت : ثبت الله ما أعطاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصرا قال : وأنت يفعل الله بك مثل ذلك ثم وثب كعب فقال : يا رسول

الله ائذن لي فيه فقال : أنت الذي تقول همت قال : نعم يا رسول الله قلت : همت سخينة ان تغالب ربها * فليغلبن مغالب الغلاب قال : أما ان الله لم ينس لك ذلك ثم قام حسان الحسام فقال : يا رسول الله ائذن لي فيه.
وَأخرَج لسانا له اسود فقال : يا رسول الله ائذن لي فيه فقال : اذهب إلى
أبي بكر فليحدثك القوم وأيامهم وأحسابهم واهجهم وجبريل معك.
وأخرج ابن سعد عن ابن بريدة ، ان جبريل أعان حسان بن ثابت على مدحته النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا.
وأخرج ابن سعد وأحمد عن أبي هريرة قال : مر عمر بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه ، فنظر إليه فقال : قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير

منك ، فسكت ، ثم التفت حسان إلى أبي هريرة فقال : أنشدك بالله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال : نعم.
وأخرج ابن سعد عن ابن سيرين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وهم في سفر أين حسان بن ثابت فقال : لبيك يا رسول الله وسعديك قال : أحد ، فجعل ينشده ويصغي إليه حتى فرغ من نشيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا أشد عليهم من وقع النبي.
وأخرج ابن عساكر عن حسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة ما الشعر قال : شيء يختلج في صدر الرجل فيخرجه على لسانه شعرا.
وأخرج ابن سعد عن مدرك بن عمارة قال : قال عبد الله بن رواحة : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تقول الشعر اذا أردت أن تقول - كأنه يتعجب لذاك - قلت : انظر في ذاك ثم أقول ، قال : فعليك بالمشركين.
وأخرج ابن سعد ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحمي أعراض المسلمين فقال عبد الله بن رواحة : أنا ، وقال كعب بن

مالك : أنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انك تحسن الشعر ، وقال حسان بن ثابت : أنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أهجهم فان روح القدس سيعينك.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال اذا نصر القوم بسلاحهم أنفسهم فالسنتهم أحق ، فقام رجل فقال : يا رسول الله أنا ، قال : لست هناك ، فجلس فقام آخر فقال : يا رسول الله أنا ، فقال بيده معنى أجلس ، فقام حسان فقال : يا رسول الله ما يسرني به مقولا بين صنعاء وبصرى وانك ما سببت قوما قط بشيء هو أشد عليهم من شيء يعرفونه فمر بي إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني فأمر به إلى أبي بكر.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال : هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثلاثة من كفار قريش ، أبو سفيان بن الحرث وعمرو بن العاص ، وَابن الزبعري قال قائل : لعلي أهج عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا فقال علي : ان أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت ، فقال : الرجل : يا رسول الله أئذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين هجونا فقال : ليس هناك ، ثم قال للانصار : ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه


أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35