كتاب : الدر المنثور في التفسير بالماثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطير.

جزعا وكلمة تكلم بها لساني ، قال : فوعزتي لأخلدنك في السجن بضع سنين ، فلبث في السجن بضع سنين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال : لما قال يوسف عليه السلام للساقي : اذكرني عند ربك قيل له يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا لأطيلن حبسك : فبكى يوسف عليه السلام وقال : يا رب تشاغل قلبي من كثرة البلوى فقلت كلمة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك} قال يوسف للذي نجا من صاحبي السجن : اذكرني للملك فلم يذكره حتى رأى الملك الرؤيا وذلك أن يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه وأمره بذكر الملك وابتغاء الفرج من عنده فلبث في السجن بضع سنين عقوبة لقوله {اذكرني عند ربك}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في

قوله {فلبث في السجن بضع سنين} قال : بلغنا أنه لبث في السجن سبع سنين.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : أصاب أيوب عليه السلام البلاء سبع سنين وترك يوسف عليه السلام في السجن سبع سنين وعذب بخت نصر خون في السباع سبع سنين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فلبث في السجن بضع سنين} اثنتي عشرة سنة.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش عن الكلبي رضي الله عنه قال : قال يوسف عليه السلام كلمة واحدة حبس بها سبع سنين قال أبو بكر : وحبس قبل ذلك خمس سنين.
وأخرج ابن أبي حاتم ، عَن طاووس والضحاك في قوله {فلبث في السجن بضع سنين} قالا : أربع عشرة سنة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : البضع ما بين الثلاث إلى التسع

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال : البضع ما بين الثلاث إلى التسع.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : البضع دون العشرة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : عثر يوسف عليه السلام ثلاث عثرات : قوله اذكرني عند ربك وقوله لإخوته إنكم لسارقون وقوله ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ، فقال له جبريل عليه السلام ولا حين هممت فقال : وما أبرئ نفسي.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال : ذهب يوسف عليه السلام وهو ابن سبع عشرة ولبث في الجب سبعا وفي السجن سبعا وجمع الطعام في سبعا فيرون أنه التقى هو وأبوه عند ذلك.
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي المليح رضي الله عنه قال : كان دعاء يوسف عليه السلام في السجن اللهم إن كان خلق وجهي عندك فإني أتقرب إليك بوجه يعقوب أن تجعل لي فرجا ومخرجا ويسرا وترزقني من حيث لا أحتسب.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الله مؤذن

الطائف قال : جاء جبريل عليه السلام إلى يوسف عليه السلام فقال : يا يوسف اشتد عليك الحبس قال نعم ، قال : قل اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دنياي وأمر آخرتي فرجا ومخرجا وارزقني من حيث لا أحتسب واغفر لي ذنبي وثبت رجائي واقطعه من سواك حتى لا أرجو أحدا غيرك.
الآيات 43 - 46
أخرج ابن إسحاق ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : قال يوسف عليه الصلاة والسلام للساقي {اذكرني عند ربك} أي الملك الأعظم ومظلمتي وحبسي في غير شيء ، قال : أفعل ، فلما خرج الساقي رد على ما كان عليه ورضي عنه صاحبه وأنساه الشيطان ذكر الملك الذي أمره يوسف عليه السلام أن يذكره له فلبث يوسف عليه السلام بعد ذلك في السجن بضع سنين ثم إن الملك ريان بن الوليد رأى رؤياه التي أرى فيها فهالته وعرف أنها رؤيا واقعة ولم يدر ما تأويلها فقال للملأ حوله من أهل مملكته {إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات} فلما سمع نبوا من الملك ما سمع منه ومسألته عن تأويلها ذكر يوسف عليه السلام وما كان عبر له ولصاحبه وما جاء من ذلك على ما قال من قوله فقال {أنا أنبئكم بتأويله}

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أضغاث أحلام} قال : من الأحلام الكاذبة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه مثله.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {أضغاث أحلام} قال : أخلاط أحلام.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وادكر بعد أمة} قال : بعد حين.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وعكرمة وعبد الله بن كثير

والسدي - رضي الله تعالى عنهم - مثله.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وادكر بعد أمة} يقول : بعد سنين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {وادكر بعد أمة} يقول : بعد سنين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - أنه قرأ {وادكر بعد أمة} قال : بعد أمة من الناس.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ {وادكر بعد أمة} - بالفتح والتخفيف يقول بعد نسيان.
وأخرج ابن جرير وعكرمة والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك - رضي الله عنهم - أنهم قرأوا {بعد أمة} أي بعد نسيان.
وأخرج ابن جرير عن حميد - رضي الله عنه - قال : قرأ مجاهد رضي الله عنه {وادكر بعد أمة} مجزومة

مخففة.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن هرون - رضي الله عنه - قال في قراءة أبي بن كعب / {أنا آتيكم بتأويله > /.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ / {أنا آتيكم بتأويله > / فقيل له : أنا أنبئكم ، قال : أهو كان ينبئهم.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {أفتنا في سبع بقرات} الآية ، قال : أما السمان فسنون فيها خصب.
وَأَمَّا السبع العجاف فسنون مجدبة ، وسبع سنبلات خضر هي السنون المخاصيب تخرج الأرض نباتها وزرعها وثمارها ، وأخر يابسات المحول الجدوب لا تنبت شيئا.
الآيات 47 - 49.
أَخرَج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه - والله

يغفر له - حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ، ولو كنت مكانه - والله يغفر له - حين أتاه الرسول لبادرتهم الباب ، ولكنه أراد أن يكون له العذر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - قال : لم يرض يوسف عليه السلام أن أفتاهم بالتأويل حتى أمرهم بالرفق فقال : {تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله} لأن الحب إذا كان في سنبله لا يؤكل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فذروه في سنبله} قال : أراد يوسف عليه السلام البقاء.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {فذروه في سنبله} قال : في بعض القراءة الأولى : هو أبقى له لا يؤكل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام في زمانه كان يصنع لرجل طعام اثنين فيقربه إلى الرجل فيأكل نصفه ويدع نصفه حتى إذا كان يوما قربه له فأكله فقال له يوسف عليه السلام : هذا أول يوم من السبع الشداد.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد} قال : هن السنون المحول الجدوب

وفي قوله {يأكلن ما قدمتم لهن} يقول : يأكلن ما كنتم اتخذتم فيهن من القوت {إلا قليلا مما تحصنون} أي مما تدخرون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {مما تحصنون} يقول : تخزنون ، وفي قوله {وفيه يعصرون} يقول : الأعناب والدهن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {عام فيه يغاث الناس} يقول : يصيبهم فيه غيث {وفيه يعصرون} يقول : يعصرون فيه العنب ويعصرون فيه الزيت ويعصرون من كل الثمرات.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه آخر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وفيه يعصرون} يحتلبون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنهما - في قوله {وفيه يعصرون} يحتلبون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ثم

يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس} قال : يغاث الناس بالمطر {وفيه يعصرون} الثمار والأعناب والزيتون من الخصب ، وهذا علم آتاه الله علمه لم يكن فيما سئل عنه.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ثم يأتي من بعد ذلك عام} الآية ، قال : زادهم يوسف عليه السلام علم سنة لم يسألوه عنه.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ثم يأتي من بعد ذلك عام} قال : أخبرهم بشيء لم يسألوه عنه وكان الله تعالى قد علمه إياه {فيه يغاث الناس} بالمطر {وفيه يعصرون} السمسم دهنا والعنب خمرا والزيتون زيتا.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه {فيه يغاث الناس} قال : بالمطر {وفيه يعصرون} قال : يعصرون أعنابهم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - {فيه يغاث الناس} قال : يغاث الناس بالمطر {وفيه يعصرون} قال : الزيت

وأخرج ابن جرير عن علي بن طلحة - رضي الله عنه - قال : كان ابن عباس - رضي الله عنه - يقرأ / {وفيه تعصرون > / بالتاء يعني تحتلبون.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عبدان المروزي - رضي الله عنه - عن عيسى بن عبيد عن عيسى بن عمير الثقفي - رضي الله عنه - قال : سمعته يقرأ / {فيه يغاث الناس وفيه تعصرون > / بالتاء يعني الغياث المطر ثم قرأ {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا}.
الآيات 50 - 53
أخرج أحمد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} فقال : لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر

وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يرحم الله يوسف إن كان لذا أناة حليما لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعا.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه من طرق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه - والله يغفر له - حيث أرسل إليه ليستفتى في الرؤيا وإن كنت أنا لم أفعل حتى أخرج وعجبت من صبره وكرمه - والله يغفر له - أتي ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره ولو كنت أنا لبادرت الباب ولكنه أحب أن يكون له العذر.
وأخرج أحمد في الزهد ، وَابن المنذر عن الحسن - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : رحم الله أخي يوسف لو أنا أتاني الرسول بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة حين قال {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} قال : أراد يوسف عليه السلام العذر قبل أن يخرج من السجن

وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما جمع الملك النسوة قال لهن : أنتن راودتن يوسف عن نفسه {قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين} قال يوسف : {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} فغمزه جبريل عليه السلام فقال : ولا حين هممت بها فقال {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {الآن حصحص الحق} قال : تبين.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد وقتادة والضحاك ، وَابن زيد والسدي مثله.
وأخرج الحاكم في تاريخه ، وَابن مردويه والديلمي عن أنس رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال لما قالها يوسف عليه السلام قال له جبريل عليه السلام : يا يوسف اذكر همك ، قال {وما أبرئ نفسي}.
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : لما قال يوسف عليه السلام {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال له جبريل عليه السلام : ولا يوم هممت بما هممت به فقال {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء}.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال : لما قال يوسف عليه السلام {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال الملك - وطعن في جنبه - يا يوسف ولا حين هممت قال {وما أبرئ نفسي}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي حاتم عن حكيم بن جابر في قوله {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال : قال له جبريل : ولا حين حللت السراويل فقال عند ذلك {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ذلك ليعلم

أني لم أخنه بالغيب} قال : هو قول يوسف لمليكه حين أراه الله عذره.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن جريج قال : أراد يوسف عليه السلام العذر قبل أن يخرج من السجن فقال {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم} {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال ابن جريج : وبين هذا وبين ذلك ما بينه قال : وهذا من تقديم القرآن وتأخيره.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال يوسف - يقول - لم أخن سيدي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال هذا قول يوسف عليه السلام لم يخن العزيز في امرأته ، قال : فقال له جبريل عليه السلام : ولا حين حللت السراويل فقال يوسف عليه السلام {وما أبرئ نفسي} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال : قال له جبريل عليه السلام : اذكر همك ، قال {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء}

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} فقال له الملك أو جبريل : ولا حين هممت بها فقال يوسف عليه السلام {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} فقال له الملك أو جبريل ولا حين ههمت بها فقال يوسف عليه السلام {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال فقال له الملك : ولا حين ههمت فقال {وما أبرئ نفسي}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - قال : ذكر لنا أن الملك الذي كان مع يوسف عليه السلام قال : اذكر ما هممت به ، قال {وما أبرئ نفسي}.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال : خشي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يكون زكى نفسه فقال {وما أبرئ نفسي} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {وما أبرئ

نفسي} قال : يعني همته التي هم بها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد العزيز بن عمير - رضي الله عنه - قال : النفس أمارة بالسوء فإذا جاء العزم من الله كانت هي التي تدعو إلى الخير.
الآية 54.
أَخْرَج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : فأتاه الرسول فقال له : ألق عنك ثياب السجن وألبس ثيابا جددا وقم إلى الملك فدعا له أهل السجن - وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة - فلما أتاه رأى غلاما حدثا ، فقال : أيعلم هذا رؤياي ولا يعلمها
السحرة والكهنة ، وأقعده قدامه وقال له : لا تخف وألبسه طوقا من ذهب وثياب حرير وأعطاه دابة مسرجة مزينة كدابة الملك وضرب الطبل بمصر أن يوسف عليه السلام خليفة الملك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {أستخلصه لنفسي} قال : أتخذه لنفسي

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن زيد العمى - رضي الله عنه - قال : لما رأى يوسف عليه السلام عزيز مصر قال : اللهم إني أسألك بخيرك من خيره وأعوذ بعزتك من شره.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبي ميسرة - رضي الله عنه - قال : لما رأى العزيز لبق يوسف وكيسه وظرفه دعاه فكان يتغدى معه ويتعشى دون غلمانه فلما كان بينه وبين المرأة ما كان قالت : لم تدني هذا من بين غلمانك ، مره فليتغد مع الغلمان ، قال له : اذهب فتغد مع الغلمان ، فقال له يوسف : أترغب أن تأكل معي ، أنا والله يوسف بن يعقوب نبي الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله ، وأخؤج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال الملك ليوسف : إني أحب أن تخالطني في كل شيء إلا في أهلي وأنا آنف أن تأكل معي ، فغضب يوسف عليه السلام فقال : أنا أحق أن آنف أنا ابن إبراهيم خليل الله وأنا ابن إسحاق ذبيح الله وأنا ابن يعقوب

نبي الله.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : أسلم الملك الذي كان معه يوسف عليه السلام.
الآية 55.
أَخْرَج ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : استعملني عمر - رضي الله عنه - على البحرين ثم نزعني وغرمني اثني عشر ألفا ثم دعاني بعد إلى العمل فأبيت فقال : ولم وقد سأل يوسف عليه السلام العمل وكان خيرا منك ، فقلت : إن يوسف عليه السلام نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي
وأنا ابن أميمة وأنا أخاف أن أقول بغير حلم وأن أفتي بغير علم وأن يضرب ظهري ويشتم عرضي ويؤخذ مالي.
وأخرج الخطيب في رواة مالك ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : كان يوسف عليه السلام لا يشبع فقيل له : ما لك لا تشبع وبيدك خزائن الأرض ، قال : إني إذا شبعت نسيت الجائع.
وأخرج وكيع في الغرر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسن - رضي الله عنه - قال : قيل ليوسف عليه السلام : تجوع وخزائن الأرض بيدك قال : إني أخاف أن أشبع فأنسى الجيعان

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن شيبة بن نعامة الضبي - رضي الله عنه - في قوله {اجعلني على خزائن الأرض} يقول : على جميع الطعام إني حفيظ لما استودعتني عليهم بسنين المجاعة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {اجعلني على خزائن الأرض} قال : كان لفرعون خزائن كثيرة غير الطعام فأسلم سلطانه كله له وجعل القضاء إليه أمره وقضاؤه نافذ.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إني حفيظ} قال : لما وليت {عليم} بأمره.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله {إني حفيظ عليم} قال : حفيظ للحساب عليم بالألسن.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الأشجعي - رضي الله عنه - مثله.
الآية 56.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {وكذلك مكنا

ليوسف في الأرض} قال : ملكناه فيما يكون فيها {حيث يشاء} من تلك الدنيا يصنع - فيها ما يشاء فوضت إليه ، قال : لو شاء أن يجعل فرعون من تحت يده ويجعله من فوق لفعل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل بن عياض - رضي الله عنه - قال : وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق حتى مر يوسف عليه السلام فقالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته وجعل الملوك عبيدا بمعصيته.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن إسحاق - رضي الله عنه - قال : ذكروا أن أطيفر هلك في تلك الليالي وأن الملك الريان زوج يوسف عليه السلام امرأته راعيل فقال لها حين أدخلت عليه : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين فقال : أيها الصديق لا تلمني ، فإني كنت امرأة كما ترى حسناء جملاء ناعمة في ملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي على ما رأيت فيزعمون أنه وجدها عذراء فأصابها فولدت له رجلين.
وأخرج أبو الشيخ عن عبد العزيز بن منبه عن أبيه قال : تعرضت امرأة

العزيز ليوسف عليه السلام في الطريق حتى مر بها فقالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيته عبيدا وجعل العبيد بطاعته ملوكا فعرفها فتزوجها فوجدها بكرا وكان صاحبها من قبل لا يأتي النساء.
وأخرج الحكيم الترمذي عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : أصابت امرأة العزيز حاجة لها فقيل لها ، لو أتيت يوسف بن يعقوب فسألته فاستشارت الناس في ذلك فقالوا : لا تفعلي فإنا نخاف عليك ، قالت : كلا إني لا أخاف ممن يخاف الله ، فدخلت عليه فرأته في ملكه فقالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته ثم نظرت إلى نفسها فقالت : الحمد لله الذي جعل الملوك عبيدا بمعصيته فقضى لها جميع حوائجها ثم تزوجها فوجدها بكر فقال لها : أليس هذا أجمل مما أردت قالت : يا نبي الله إني ابتليت فيك بأربع : كنت أجمل الناس كلهم وكنت أنا أجمل أهل زماني وكنت بكر وكان زوجي عنينا.
وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام تزوج امرأة العزيز فوجدها بكر وكان زوجها عنينا.
وأخرج الحكيم الترمذي ، وَابن أبي الدنيا في الفرج والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله عز وجل نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وأسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم.
الآية 57.
أَخْرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : سألت الحسن - رضي الله عنه - فقلت : يا أبا سعيد قوله {ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون} ما هي قال : يا مالك اتقوا المحارم خمصت بطونهم ، تركوا المحارم وهم يشتهونها.
الآية 58.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إن إخوة يوسف لما دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون جاء بصواع الملك الذي كان يشرب فيه فوضعه على يده فجعل ينقره ويطن وينقره ويطن فقال : إن هذا الجام ليخبرني عنكم خبرا ، هل كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف وكان أبوه يحبه دونكم وإنكم انطلقتم به فألقيتموه في الجب وأخبرتم أباكم أن الذئب أكله وجئتم على قميصه بدم كذب ، قال : فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويعجبون إنه هذا الجام ليخبر خبرهم فمن أين يعلم هذا

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال : قال يوسف عليه السلام لإخوته : إن أمركم ليريبني كأنكم جواسيس قالوا : يا أيها العزيز إن أبانا شيخ صديق وإنا قوم صديقون وإن الله ليحيي بكلام الأنبياء القلوب كما يحيي وابل السماء الأرض ويقول لهم - وفي يده الإناء وهو يقرعه القرعة - كأن هذا يخبر عنكم بأنكم جواسيس.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عون قال : قلت للحسن - رضي الله عنه - ترى يوسف عرف إخوته قال : لا والله ما عرفهم حتى تعرفوا إليه.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {فعرفهم وهم له منكرون} قال : لا يعرفونه.
وأخرج أبو الشيخ عن وهب - رضي الله عنه - قال : لما جعل يوسف عليه السلام ينقر الصاع ويخبرهم قام إليه بعض إخوته فقال : أنشدك الله أن لا تكشف لنا عورة.
الآيات 59 - 66.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ائتوني بأخ لكم من

أبيكم} قال : يعني بنيامين وهو أخو يوسف لأبيه وأمه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وأنا خير المنزلين} قال : خير من يضيف بمصر.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وأنا خير المنزلين} قال : خير المضيفين.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - {وأنا خير المنزلين} قال يوسف عليه السلام : أنا خير من يضيف بمصر.
وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم أنه كان يقرأ / {وقال لفتيته > / أي لغلمانه {اجعلوا بضاعتهم} أي أوراقهم

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قال : كان منزل يعقوب وبنيه فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالعربات من أرض فلسطين بغور الشام ، وبعض كان يقول بالأدلاج من ناحية شعب أسفل من جسمي وما كان صاحب بادية له بها شاء وإبل.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن المغيرة عن أصحاب عبد الله {فأرسل معنا أخانا نكتل}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - {فأرسل معنا أخانا} يكتل له بعيرا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن مغيرة عن أصحاب عبد الله - رضي الله عنه - {فالله خير حافظا}.
وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد ، وَابن المنذر عن علقمة أنه كان يقرأ {ردت إلينا} بكسر الراء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا} يقول : ما نبغي هذه أوراقنا ردت

إلينا وقد أوفى لنا الكيل {ونزداد كيل بعير} أي حمل بعير ، واخرج أبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ونزداد كيل بعير} قال : حمل حمار ، قال : وهي لغة ، قال أبو عبيد يعني مجاهد أن الحمار يقال له في بعض اللغات بعير.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {إلا أن يحاط بكم} قال : إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك.
الآيات 67 - 68.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد} قال : رهب يعقوب عليهم العين.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال : خشي عليهم العين

وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال : خشي يعقوب على ولده العين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال : خاف عليهم العين.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال : كانوا قد أوتوا صورا وجمالا فخشي عليهم أنفس الناس.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - في قوله {وادخلوا من أبواب متفرقة} قال : أحب يعقوب أن يلقى يوسف أخاه في خلوة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها} قال : خيفة العين على بنيه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وإنه لذو علم لما علمناه} قال : إنه لعامل بما علم ومن لا يعمل لا يكون عالما

الآيات 69 - 76.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {آوى إليه أخاه} قال : ضمه إليه وأنزله معه ، وفي قوله {فلا تبتئس} قال : لا تحزن ولا تيأس ، وفي قوله {فلما جهزهم بجهازهم} قال : لما قضى حاجتهم وكال لهم طعامهم ، وفي قوله {جعل السقاية} قال : هو إناء الملك الذي يشرب منه {في رحل أخيه} قال : في متاع أخيه.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {جعل السقاية} قال : هو الصواع وكل شيء يشرب منه فهو صواع.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : السقاية والصواع شيء واحد يشرب منه يوسف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : السقاية هو الصواع وكان كأسا من ذهب على ما يذكرون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله !

{أيتها العير} قال : كانت العير حميرا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري وأبو الشيخ ، وَابن منده في غرائب شعبة ، وَابن مردويه والضياء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {صواع الملك} قال : شيء يشبه المكوك من فضة كانوا يشربون فيه.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله {صواع الملك} قال : الصواع الكأس الذي يشرب فيه ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال نعم ، أما سمعت الأعشى وهو يقول : له درمك في رأسه ومشارب * وقدر وطباخ وصاع وديسق.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {صواع الملك} قال : هو المكوك الذي يلتقي طرفاه كانت تشرب فيه الأعاجم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {صواع الملك}

قال : كان من فضة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {صواع الملك} قال : كان من نحاس.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ {نفقد صواع الملك} بضم الصاد مع الألف.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن الأنباري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ صاع الملك.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها صوغ الملك بالغين المعجمة ، قال : كان صيغ من ذهب أو فضة سقايته التي كان يشرب فيها.
وأخرج ابن الأنباري عن أبي رجاء - رضي الله عنه - أنه قرأ {نفقد صواع الملك} بعين غير معجمة وصاد مفتوحة.
وأخرج عن عبد الله بن عون - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ صوع الملك بصاد مضمومة

وأخرج عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ صياع الملك.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ولمن جاء به حمل بعير} قال : حمل حمار طعام وهي لغة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {حمل بعير} وقر بعير.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وأنا به زعيم} قال كفيل.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وأنا به زعيم} قال : الزعيم هو المؤذن الذي قال {أيتها العير}.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن

الأزرق قال له : أخبرني عن قوله {وأنا به زعيم} ما الزعيم ، قال : الكفيل ، قال فيه فروة بن مسيك : أكون زعيمكم في كل عام * بجيش جحفل لجب لهام.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - في قوله {ما جئنا لنفسد في الأرض} يقول : ما جئنا لنعصي في الأرض.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {قالوا فما جزاؤه} قال : عرفوا الحكم في حكمهم فقالوا {جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه} وكان الحكم عند الأنبياء يعقوب وبنيه عليهم السلام أن يؤخذ السارق بسرقته عبدا يسترق.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الكلبي - رضي الله
عنه - قال : أخبروه بما يحكم في بلادهم أنه من سرق أخذ عبدا ، فقالوا {جزاؤه من وجد في رحله}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {فبدأ بأوعيتهم} الآية ، قال : ذكر لنا أنه كان كلما فتح متاع رجل استغفر تأثما مما صنع حتى بقي متاع الغلام قال : ما أظن أن هذا

أخذ شيئا ، قالوا : بلى فاستبره.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {كذلك كدنا ليوسف} قال : كذلك صنعنا ليوسف {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} يقول : في سلطان الملك ، قال : كان في دين ملكهم أنه من سرق أخذت منه السرقة ومثلها معها من ماله فيعطيه المسروق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} يقول : في سلطان الملك.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي - رضي الله عنه - في الآية ، قال : دين الملك لا يؤخذ به من سرق أصلا ولكن الله تعالى كاد لأخيه حتى تكلموا بما تكلموا به فآخذهم بقولهم وليس في قضاء الملك.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} قال : لم يكن ذلك في دين الملك أن يأخذ من سرق عبدا

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الكلبي - رضي الله عنه - قال : كان حكم الملك أن من سرق ضاعف عليه الغرم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {إلا أن يشاء الله} قال : إلا بعلة كادها الله ليوسف عليه السلام فاعتل بها.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق مالك بن أنس - رضي الله عنه - قال : سمعت زيد بن أسلم - رضي الله عنه - يقول في هذه الآية {نرفع درجات من نشاء} قال : بالعلم ، يرفع الله به من يشاء في الدنيا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {نرفع درجات من نشاء} قال : يوسف وإخوته أوتوا علما ، فرفعنا يوسف فوقهم في العلم درجة.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وفوق كل ذي علم عليم} قال : يكون هذا أعلم من هذا وهذا أعلم من هذا والله فوق كل عالم

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال : كنا عند ابن عباس - رضي الله عنهما - فحدث بحديث فقال رجل عنده {وفوق كل ذي علم عليم} فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - بئس ما قلت الله العليم الخبير هو فوق كل عالم.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - قال : سأل رجل عليا - رضي الله عنه - عن مسألة فقال فيها ، فقال الرجل : ليس هكذا ولكن كذا وكذا قال علي - رضي الله عنه - : أحسنت وأخطأت {وفوق كل ذي علم عليم}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {وفوق كل ذي علم عليم} قال : علم الله فوق كل عالم.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - {وفوق كل ذي علم عليم} قال : الله أعلم من كل أحد.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال : ليس عالم إلا فوقه عالم حتى ينتهي العلم إلى الله.
وَأخرَج أبو الشيخ عن الضحاك : (وفوق كل ذي علم عليم)

قال : يعني الله بذلك نفسه.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وفوق كل ذي علم عليم) قال : هكذا حتى ينتهي العلم إلى الله ، منه بدأ وإليه يعود ، وفي قراءة عبد الله وفوق كل عالم عليم.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله {وفوق كل ذي علم عليم} قالا : هو ذلك أيضا يوسف وإخوته هو فوقهم في العلم.
الآيات 77 - 79.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} قال : يعنون يوسف.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : كان أول ما دخل على يوسف عليه السلام من البلاء فيما بلغني أن عمته وكانت أكبر ولد إسحاق عليه السلام وكانت إليها منطقة إسحاق ، فكانوا يتوارثونها بالكبر وكان يعقوب حين ولد له يوسف عليه السلام قد حضنته عمته فكان معها وإليها ، فلم يحب أحد شيئا من الأشياء كحبها إياه حتى ترعرع وقعت نفس يعقوب عليه السلام عليه فأتاها فقال : يا أخية سلمي إلي يوسف فوالله ما أقدر على أن يغيب عني ساعة ، قالت :

فوالله ما أنا بتاركته فدعه عندي أياما أنظر إليه لعل ذلك يسليني عنه ، فلما خرج يعقوب من عندها عمدت إلى منطقة إسحاق عليه السلام فحزمتها على يوسف عليه السلام من تحت ثيابه ثم قالت : فقدت منطقة إسحاق فانظروا من أخذها ومن أصابها فالتمست ثم قالت : اكشفوا أهل البيت ، فكشفوهم فوجدوها مع يوسف عليه السلام فقالت : والله إنه لسلم لي أصنع فيه ما شئت فأتاها يعقوب عليه السلام فأخبرته الخبر فقال لها : أنت وذاك إن كان فعل ذلك فهو سلم لك ما أستطيع غير ذلك فأمسكته فما قدر عليه حتى ماتت عليها السلام ، فهو الذي يقول إخوة يوسف عليهم السلام حين صنع بأخيه ما صنع : {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : سرق مكحلة لخالته.
وأخرج أبو الشيخ عن عطية - رضي الله عنه - قال : سرق في صباه ميلين من ذهب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} قال : سرق يوسف عليه السلام صنما لجده أبي أمه من ذهب وفضة فكسره وألقاه في الطريق فعيره بذلك إخوته

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - في الآية قال : كانت أم يوسف عليه السلام أمرت يوسف عليه السلام أن يسرق صنما لخاله كان يعبده وكانت مسلمة.
وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - قال : سرقته التي عابوه بها : أخذ صنما كان لأبي أمه وإنما أراد بذلك الخير.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - قال : كان يوسف عليه السلام غلاما صغيرا مع أمه عند خال له وهو يلعب مع الغلمان فدخل كنيسة لهم فوجد تمثالا لهم صغيرا من ذهب فأخذه ، قال : وهو الذي عيره إخوته به {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل}.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عطية - رضي الله عنه - في الآية قال : كان يوسف عليه السلام معهم على الخوان فأخذ شيئا من الطعام فتصدق به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - أنه سئل : كيف أخاف يوسف أخاه بأخذ الصواع وقد كان أخبره أنه أخوه وأنتم تزعمون أنه لم يزل متنكرا لهم ، مكايدهم حتى رجعوا فقال : إنه لم يعترف له بالنسب ولكنه قال : أنا أخوك مكان أخيك الهالك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم} قال : أسر في نفسه ، قوله {أنتم شر

مكانا والله أعلم بما تصفون}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {شر مكانا} قال يوسف : يقول {والله أعلم بما تصفون} قال : تقولون.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن شيبة - رضي الله عنه - قال : لما لقي
يوسف أخاه قال : هل تزوجت بعدي قال : نعم ، قال : وما شغلك الحزن علي قال : إن أباك يعقوب عليه السلام قال لي : تزوج لعل الله أن يذرأ منك ذرية يثقلون أو قال يسكنون الأرض بتسبيحة.
الآية 80.
أَخْرَج ابن جرير عن ابن إسحاق - رضي الله عنه - {فلما استيأسوا منه} قال : أيسوا ورأوا شدته في الأمر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {خلصوا نجيا} قال : وحدهم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {قال كبيرهم} قال : شمعون الذي تخلف

أكبرهم عقلا وأكبر منه في الميلاد روبيل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {قال كبيرهم} هو روبيل وهو الذي كان نهاهم عن قتله وكان أكبر القوم.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {أو يحكم الله لي} قال : أقاتل بالسيف حتى أقتل.
وأخرج أبو الشيخ عن وهب - رضي الله عنه - قال : إن شمعون كان أشد بني يعقوب بأسا وإنه كان إذا غضب قام شعره وانتفخ فلا يطفئ غضبه شيء إلا أن يمسه أحد من آل يعقوب وأنه كان قد أغار مرة على أهل قرية فدمرهم ، وإنه غضب يوم أخذ بنو يعقوب بالصواع غضبا شديدا ، حتى انتفخ فأمر يوسف عليه السلام ابنه أن يمسه فسكن غضبه وبرد وقال : قد مسني يد من آل يعقوب.
الآيات 81 - 83.
أَخرَج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ {إن ابنك سرق}.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد - رضي الله عنه - قال : قال يعقوب عليه السلام لبنيه : ما يدري هذا الرجل أن السارق يؤخذ بسرقته إلا بقولكم ، قالوا : ما شهدنا إلا بما علمنا لم نشهد أن السارق يؤخذ بسرقته إلا وذاك الذي علمنا

وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم - رضي الله عنه - أنه كره أن يكتب الرجل شهادته فإذا استشهد شهد ويقرأ {وما شهدنا إلا بما علمنا}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وما كنا للغيب حافظين} قال : لم نعلم أنه سيسرق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {وما كنا للغيب حافظين} قال : ما كنا نعلم أن ابنك يسرق.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وما كنا للغيب حافظين} قال : يقولون ما كنا نظن أن ابنك يسرق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {واسأل القرية} قال : مصر ، وفي قوله {عسى الله أن يأتيني بهم

جميعا} قال : بيوسف وأخيه وروبيل.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {عسى الله أن يأتيني بهم جميعا} قال : بيوسف وأخيه وكبيرهم الذي تخلف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق - رضي الله عنه - قال : لما حبس يوسف عليه السلام أخاه بسبب السرقة كتب إليه يعقوب عليه السلام : من يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم خليل الله إلى يوسف عزيز فرعون أما بعد فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء إن أبي إبراهيم عليه السلام ألقي في النار في الله فصبر فجعلها الله عليه بردا وسلاما وإن أبي إسحاق عليه السلام قرب للذبح في الله فصبر ففداه الله بذبح عظيم ، وإن الله كان وهب لي قرة عين فسلبنيه فأذهب حزنه بصري وأيبس لحمي على عظمي فلا ليلي ليل ولا نهاري نهار والأسير الذي في يديك بما ادعي عليه من السرق أخوه لأمه فكنت إذا ذكرت أسفي عليه قربته مني فيسلي عني بعض ما كنت أجد ، وقد بلغني أنك حبسته بسبب سرقة فخل سبيله فإني لم ألد سارقا وليس بسارق والسلام.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال : قال له أخوه : يا أيها العزيز لقد ذهب لي أخ ما رأيت أحدا أشبه به منك لكأنه الشمس ، فقال له يوسف عليه السلام : اسأل إله يعقوب أن يرحم صباك وأن يرد إليك أخاك.
الآية 84

أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله {يا أسفى على يوسف} قال : يا حزنا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {يا أسفى على يوسف} قال : يا حزنا على يوسف.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {يا أسفى على يوسف} قال : يا جزعا.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن سعيد ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن يونس - رضي الله عنه - قال : لما مات سعيد بن الحسن حزن عليه الحسن حزنا شديدا فكلم الحسن في ذلك فقال : ما سمعت الله عاب على يعقوب عليه السلام الحزن.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : كان منذ خرج يوسف عليه السلام من عند يعقوب عليه السلام إلى يوم رجع ثمانون سنة لم يفارق الحزن قلبه ودموعه تجري على خديه ، ولم يزل يبكي حتى ذهب بصره ، والله ما على وجه الأرض يومئذ خليقة أكبر على الله من يعقوب.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال : لم يعط أحد الاسترجاع غير هذه الأمة ولو أعطيها أحد لأعطيها

يعقوب عليه السلام ، ألا تستمعون إلى قوله {يا أسفى على يوسف}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأحنف بن قيس - رضي الله عنه - أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن داود قال : يا رب إن بني إسرائيل يسألونك بإبراهيم وإسحاق ويعقوب فاجعلني لهم رابعا ، فأوحى الله إليه أن إبراهيم ألقي في النار بسببي فصبر وتلك بلية لم تنلك ، وإن إسحاق بذل مهجة دمه في سببي فصبر وتلك بلية لم تنلك وإن يعقوب أخذت منه حبيبه حتى ابيضت عيناه من الحزن فصبر وتلك بلية لم تنلك.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {فهو كظيم} قال : حزين.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله {فهو كظيم} ما الكظيم قال : المغموم ، قال فيه قيس بن زهير : فإن أك كاظما لمصاب شاس * فإني اليوم منطلق لساني.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {فهو كظيم} قال : كظم الحزن

وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {فهو كظيم} قال : كظم على الحزن فلم يقل إلا خيرا أو في لفظ : يردد حزنه في جوفه ولم يتكلم بسوء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن عطاء الخراساني - رضي الله عنه - في قوله {فهو كظيم} قال : فهو مكروب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {كظيم} قال : مكروب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه قال : الكظيم الكمد.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - {فهو كظيم} قال : مكمود.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه قال : الكظيم الذي لا يتكلم بلغ به الحزن حتى كان لا يكلمهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم - رضي الله عنه - أن جبريل عليه السلام دخل على يوسف عليه السلام في السجن فعرفه فقال له : أيها الملك الكريم على ربه هل لك علم بيعقوب قال نعم ، قال : ما فعل قال : ابيضت

عيناه من الحزن عليك ، قال : فماذا بلغ من حزنه قال : حزن سبعين مثكلة ، قال : هل له على ذلك من أجر قال : نعم ، أجر مائة شهيد.
وأخرج ابن جرير من طريق ليث عن ثابت البناني - رضي الله عنه - مثله سواء.
وأخرج ابن جرير من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : حدثت أن جبريل عليه السلام دخل على يوسف عليه السلام وهو بمصر في صورة رجل فلما رآه يوسف عليه السلام عرفه فقام إليه فقال : أيها الملك الطيب ريحه الطاهر ثيابه الكريم على ربه هل لك بيعقوب من علم قال : نعم ، قال : فكيف هو ، فقال : ذهب بصره ، قال : وما الذي أذهب بصره قال : الحزن عليك ، قال : فما أعطي على ذلك قال : أجر سبعين شهيدا.
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبي جعفر - رضي الله عنه - قال : دخل جبريل عليه السلام على يوسف عليه السلام في السجن فقال له يوسف : يا جبريل ما بلغ من حزن أبي قال : حزن سبعين ثكلى ، قال : فما بلغ أجره من الله قال : أجر مائة شهيد.
وأخرج ابن أبي شيبة عن خلف بن حوشب مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : لما أتى جبريل عليه السلام يوسف عليه

السلام بالبشرى وهو في السجن قال : هل تعرفني أيها الصديق قال : أرى صورة طاهرة وريحا طيبة لا تشبه أرواح الخاطئين ، قال : فإني رسول رب العالمين وأنا الروح الأمين ، قال : فما الذي أدخلك إلى مدخل المذنبين وأنت أطيب الطيبين ورأس المقربين وأمين رب العالمين ، قال : ألم تعلم يا يوسف أن الله يطهر البيوت بمطهر النبيين وأن الأرض التي تدخلونها هي أطيب الأرضين وأن الله قد طهر بك السجن وما حوله بأطهر الطاهرين ، وَابن المطهرين إنما يتطهر بفضل طهرك وطهر آبائك الصالحين المخلصين ، قال : كيف تسميني بأسماء الصديقين وتعدني من المخلصين وقد دخلت مدخل المذنبين وسميت بالضالين المفسدين ، قال : لم يفتن قلبك الحزن ولم يدنس حريتك الرق ولم تطع سيدتك في معصية ربك فلذلك سماك الله بأسماء الصديقين وعدك مع المخلصين وألحقك بآبائك الصالحين ، قال : هل لك علم بيعقوب قال : نعم وهب الله له الصبر الجميل وابتلاه بالحزن عليك فهو كظيم ، قال : فما قدر حزنه قال : قدر سبعين ثكلى ، قال : فماذا له من الأجر قال : قدر مائة شهيد.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : أتى جبريل عليه السلام يوسف عليه السلام وهو في السجن فسلم عليه فقال له يوسف : أيها الملك الكريم على

ربه الطيب ريحه الطاهر ثيابه هل لك علم بيعقوب قال : نعم ما أشد حزنه ، ، قال : ماذا له من الأجر قال : أجر سبعين ثكلى ، قال : أفتراني لاقيه قال : نعم ، فطابت نفس يوسف.
وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه سئل ما بلغ وجد يعقوب على ابنه قال : وجد سبعين ثكلى ، قيل فما كان له من الأجر قال : أجر مائة شهيد وما ساء ظنه بالله ساعة من ليل أو نهار.
وأخرج أحمد في الزهد عن عمرو بن دينار أنه ألقي على يعقوب عليه السلام حزن سبعين مثكل ومكث في ذلك الحزن ثمانين عاما.
الآيات 85 - 86.
أَخْرَج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تالله تفتأ تذكر يوسف} قال : لا تزال تذكر يوسف {حتى تكون حرضا} قال : دنفا من المرض {تكون من الهالكين} قال الميتين.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه -

في قوله {قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف} قال : لا تزال تذكر يوسف لا تفتر عن حبه {حتى تكون حرضا} قال : هرما {أو تكون من الهالكين} قال : أو تموت.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - {حتى تكون حرضا} قال : الحرض الشيء البالي {أو تكون من الهالكين} قال الميتين.
وأخرج ابن الأنباري والطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله {تفتأ تذكر يوسف} قال : لا تزال تذكر يوسف ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول :

لعمرك لا تفتأ تذكر خالدا * وقد غاله ما غال تبع من قبل قال : أخبرني عن قوله {حتى تكون حرضا} قال : الحرض المدنف الهالك من شدة الوجع ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول : أمن ذكر ليلى إن نأت قرية بها * كأنك حم للأطباء محرض.
وَأخرَج ابن جرير عن طلحة بن مصرف الأيامي قال : ثلاثة لا تذكرهن واجتنب ذكرهن : لا تشك مرضك ولا تشك مصيبتك ولا تزك نفسك ، قال : وأنبئت أن يعقوب عليه السلام دخل عليه جار له فقال : يا يعقوب ما لي أراك قد انهشمت وفنيت ولم تبلغ من السن ما بلغ أبوك قال : هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به من هم يوسف وذكره ، فأوحى الله إليه يا يعقوب أتشكوني إلى خلقي فقال : يا رب خطيئة أخطأتها فاغفرها لي ، قال : فإني قد غفرت لك ، فكان بعد ذلك إذا سئل قال {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن مسلم بن يسار - رضي الله عنه - يرفعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال من بث لم يصبر ثم قرأ {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}.
وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بث لم يصبر ثم قرأ {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}.
وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كنوز البر اخفاء الصدقة وكتمان المصائب والأمراض ومن بث لم يصبر

وأخرج البيهقي من وجه آخر عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب - رضي الله عنه - قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث من كنوز البر : كتمان الصدقة وكتمان المصيبة وكتمان المرض.
وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه ، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو الله ومن تضعضع لغني لينال من دنياه أحبط الله ثلثي عمله ، ومن أعطي القرآن فدخل النار فأبعده الله.
وأخرج البيهقي وضعفه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعا مثله.
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : ثلاث من ملاك أمرك : أن لا تشكو مصيبتك وأن لا تحدث بوجعك وأن لا تزكي نفسك بلسانك.
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : وجدت في التوراة أربعة أسطر متوالية : من شكا مصيبته فإنما يشكو ربه ومن تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه ومن حزن على ما في يد غيره فقد سخط قضاء ربه ومن قرأ كتاب الله فظن أن لا يغفر له فهو من المستهزئين بآيات الله.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن - رضي الله عنه - قال : من ابتلي ببلاء

فكتمه ثلاثا لا يشكو إلى أحد أتاه الله برحمته.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة وأحمد في الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حبيب بن أبي ثابت : أن يعقوب عليه السلام كان قد سقط
حاجباه على عينيه من الكبر فكان يرفعهما بخرقة ، فقيل له : ما بلغ بك هذا قال طول الزمان وكثرة الأحزان ، فأوحى الله إليه يا يعقوب أتشكوني قال : يا رب خطيئة أخطأتها فاغفر لي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن نصر بن عربي قال : بلغني أن يعقوب عليه السلام لما طال حزنه على يوسف ذهبت عيناه من الحزن ، فجعل العواد يدخلون عليه فيقولون : السلام عليك يا نبي الله كيف تجدك فيقول : شيخ كبير قد ذهب بصري ، فأوحى الله إليه يا يعقوب شكوتني إلى عوادك قال : أي رب هذا ذنب عملته لا أعود إليه فلم يزل بعد يقول {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إنما أشكو بثي} قال : همي.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في

قوله {أشكو بثي} قال : حاجتي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وأعلم من الله ما لا تعلمون} يقول : أعلم أن رؤيا يوسف عليه السلام صادقة وأني سأسجد له.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن سعد ، وَابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال : سمعت نشيج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وإني لفي آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}.
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن علقمة بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : صليت خلف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - العشاء فقرأ سورة يوسف عليه السلام فلما أتى على ذكر يوسف عليه السلام نشج حتى سمعت نشيجه وأنا في مؤخر الصفوف.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - قال : ذكر لنا أن يعقوب عليه السلام ولم تنزل به شدة بلاء قط إلا أتاه حسن ظنه بالله من وراء

بلائه.
وأخرج ابن المنذر عن عبد الرزاق - رضي الله عنه - قال : بلغنا أن يعقوب
عليه السلام قال : يا رب أذهبت ولدي وأذهبت بصري ، قال : بلى وعزتي وجلالي وإني لأرحمك ولأردن عليك بصرك وولدك ، وإنما ابتليتك بهذه البلية لأنك ذبحت جملا فشويته فوجد جارك ريحه فلم تنله.
وأخرج إسحاق بن راهويه في تفسيره ، وَابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة ، وَابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان ليعقوب عليه السلام أخ مؤاخ فقال له ذات يوم : يا يعقوب ما الذي أذهب بصرك وما الذي قوس ظهرك قال : أما الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف.
وَأَمَّا الذي قوس ظهري فالحزن على بنيامين ، فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا يعقوب إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : ما تستحي تشكوني إلى غيري قال يعقوب عليه السلام {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} فقال جبريل عليه السلام ، الله أعلم بما تشكو يا يعقوب ، ثم قال يعقوب : أما ترحم الشيخ الكبير أذهبت بصري وقوست ظهري فأردد علي ريحانتي أ

شمه شمة قبل الموت ثم اصنع بي ما أردت ، فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا يعقوب إن الله يقرئك السلام ويقول لك : أبشر وليفرح قلبك فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك ، فاصنع طعاما للمساكين فإن أحب عبادي إلي : الأنبياء والمساكين ، وتدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك وصنع إخوة يوسف به ما صنعوا إنكم ذبحتم شاة فأتاكم مسكين وهو صائم فلم تطعموه منها شيئا ، فكان يعقوب عليه السلام إذا أراد الغداء أمر مناديا ينادي ألا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب وإذا كان صائما أمر مناديا ألا من كان صائما من المساكين فليفطر مع يعقوب.
الآية 87.
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن النصر بن عربي - رضي الله عنه - قال : بلغني أن يعقوب عليه السلام مكث أربعة وعشرين عاما لا يدري أحي يوسف عليه السلام أم
ميت حتى تخلل له ملك الموت فقال له : من أنت قال : أنا ملك الموت ، قال : فأنشدك بإله يعقوب هل قبضت روح يوسف عليه السلام قال : لا ، فعند ذلك قال {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله} فخرجوا إلى مصر فلم دخلوا عليه

لم يجدوا كلاما أرق من كلام استقبلوه به ، {قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ولا تيأسوا من روح الله} قال : من رحمة الله.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {ولا تيأسوا من روح الله} قال : من فرج الله يفرج عنكم الغم الذي أنتم فيه.
الآية 88.
أَخْرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر} أي الضر في المعيشة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وجئنا ببضاعة} قال : دراهم {مزجاة} قال : كاسدة غير طائلة.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير وابن

أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال : رثة المتاع خلق الحبل والغرارة والشيء.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {ببضاعة مزجاة} قال : الورق الردية الزيوف التي لا تنفق حتى يوضع فيها.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال : قليلة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال : دراهم زيوف.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير وعكرمة - رضي الله عنهما - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال أحدهما : ناقصة ، وقال الآخر : فلوس رديئة

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن الحارث - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال : متاع الأعراب الصوف والسمن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال : حبة الخضراء وصنوبر وقطن.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال : ببعيرات وبقرات عجاف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {مزجاة} قال : كاسدة.
وأخرج ابن النجار عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال : سويق المقل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس - رضي الله عنهما - أنه سئل عن أجر الكيالين : أيؤخذ من المشتري قال : الصواب - والذي يقع في قلبي - أن يكون على البائع ، وقد قال إخوة يوسف عليهم السلام : {فأوف لنا الكيل وتصدق علينا} ، وكان يوسف عليه السلام هو الذي يكيل

وأخرج ابن جرير عن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : في مصحف عبد الله ((فأوف لنا الكيل وأوقر ركابنا)).
وأخرج ابن جرير عن سفيان بن عيينة - رضي الله عنه - أنه سئل : هل حرمت الصدقة على أحد الأنبياء قبل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : أم تسمع قوله {فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : الأنبياء عليهم السلام لا يأكلون الصدقة إنما كانت دراهم نفاية لا تجوز بينهم فقالوا : تجوز عنا ولا تنقصنا من السعر لأجل رديء دراهمنا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {وتصدق علينا} قال : اردد علينا أخانا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أن رجلا قال له : تصدق علي تصدق الله عليك بالجنة فقال : ويحك إن الله لا يتصدق ولكن الله يجزي المتصدقين.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - أنه سئل : أيكره أن يقول

الرجل في دعائه : اللهم تصدق علي فقال : نعم إنما الصدقة لمن يبتغي الثواب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت البناني - رضي الله عنه - قال : قيل لبني يعقوب : إن بمصر رجلا يطعم المسكين ويملأ حجر اليتيم ، قالوا : ينبغي أن يكون هذا منا أهل البيت فنظروا فإذا هو يوسف بن يعقوب.
الآيات 89 - 90.
أَخرَج أبو الشيخ عن الأعمش - رضي الله عنه - قال : قرأ يحيى بن وثاب - رضي الله عنه - أنك لأنت يوسف بهمزة واحدة.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - قال : في حرف عبد الله {قال أنا يوسف وهذا أخي} بيني وبينه قربى {قد من الله علينا}.
وأخرج أبو الشيخ في قوله {إنه من يتق} الزنا {ويصبر} على العزوبة فإن الله {لا يضيع أجر المحسنين}.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - قال : مكتوب في الكتاب الأول أن الحاسد لا يضر بحسده إلا نفسه ليس ضارا
من حسد ، وأن الحاسد ينقصه حسده وأن المحسود إذا صبر نجاه الله بصبره لأن الله يقول !

{إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}.
الآية 91.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {قالوا تالله لقد آثرك الله علينا} وذلك بعدما عرفهم نفسه لقوا رجلا حليما لم يبث ولم يثرب عليهم أعمالهم.
الآيات 92 - 93.
أَخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {لا تثريب} قال : لا تعيير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {لا تثريب} قال لا إباء.
وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : لما استفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة التفت إلى الناس فقال : ماذا تقولون وماذا تظنون ، قالوا : ابن عم كريم ، فقال {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أهل مكة ماذا تظنون ماذا

تقولون قالوا : نظن خيرا ونقول خيرا : ابن عم كريم قد قدرت قال : فإني أقول كما قال أخي يوسف {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي
الباب فقال : ماذا تقولون وماذا تظنون قالوا : نقول ابن أخ ، وَابن عم حليم رحيم فقال : أقول كما قال يوسف {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء الخراساني - رضي الله عنه - قال : طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منها إلى الشيوخ ، ألم تر إلى قول يوسف {لا تثريب عليكم اليوم} وقال يعقوب عليه السلام {سوف أستغفر لكم ربي}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني - رضي الله عنه - قال : أما والله ما سمعنا بعفو قط مثل عفو يوسف.
وأخرج الحكيم الترمذي وابو الشيخ عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : لما كان من

أمر إخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف - وهو لا يعلم أنه يوسف - بسم الله الرحمن الرحيم ، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إلى عزيز آل فرعون سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد : فإنا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء ، كان جدي إبراهيم خليل الله عليه السلام ألقي في النار في طاعة ربه فجعلها عليه الله بردا وسلاما ، وأمر الله جدي أن يذبح له أبي ففاده الله بما فداه الله به ، وكان لي ابن وكان من أحب الناس إلي ففقدته ، فأذهب حزني عليه نور بصري وكان له أخ من أمه كنت إذا ذكرته ضممته إلى صدري ، فأذهب عني وهو المحبوس عندك في السرقة وإني أخبرك أني لم أسرق ولم ألد سارقا ، فلما قرأ يوسف عليه السلام الكتاب بكى وصاح وقال {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا}.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله {اذهبوا بقميصي هذا} إن نمرود لما ألقى إبراهيم في النار نزل إليه جبريل بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة وقعد معه يتحدث فأوحى الله إلى النار (كوني بردا وسلاما على إبراهيم) (سورة الأنبياء الآية 69) ولولا أنه قال : وسلاما لآذاه البرد ولقتله البرد.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا خير البشر

فقال : ذاك يوسف صديق الله ابن يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله ، إن الله كسا إبراهيم ثوبا من الجنة فكساه إبراهيم إسحاق فكساه إسحاق يعقوب فأخذه يعقوب فجعله في قصبة حديد وعلقه في عنق يوسف ولو علم إخوته إذ ألقوه في الجب لأخذوه فلما أراد الله أن يرد يوسف على يعقوب وكان بين رؤياه وتعبيرها أربعين سنة أمر البشير أن يبشره من ثمان مراحل فوجد يعقوب ريحه فقال {إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون} فلما ألقاه على وجهه ارتد بصيرا وليس يقع شيء من الجنة على عاهة من عاهات الدنيا إلا أبرأها بإذن الله تعالى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن المطلب بن عبد الله بن حنطب - رضي الله عنه - قال : لما ألقي إبراهيم في النار كساه الله تعالى قميصا من الجنة فكساه إبراهيم إسحاق وكساه إسحاق يعقوب وكساه يعقوب يوسف فطواه وجعله في قصبة فضة فجعله في عنقه وكان في عنقه حين ألقي في الجب : وحين سجن وحين دخل عليه إخوته.
وأخرج القميص من القصبة فقال {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا} فشم يعقوب عليه السلام ريح الجنة وهو بأرض كنعان بأرض فلسطين فقال {إني لأجد ريح يوسف}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : كان أهله حين

أرسل إليهم فأتوا مصر ثلاثة وتسعين إنسانا رجالهم أنبياء ونساؤهم صديقات والله ما خرجوا مع موسى عليه السلام حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - قال : خرج يعقوب عليه السلام إلى يوسف عليه السلام بمصر في اثنين وسبعين من ولده وولد ولده فخرجوا منها مع موسى عليه السلام وهم ستمائة ألف.
الآيات 94 - 95
أخرج عبد الرزاق والفريابي وأحمد في الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ولما فصلت العير} قال : خرجت العير هاجت ريح فجاءت يعقوب بريح قميص يوسف قال {إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون} تسفهون ، قال : فوجد ريحه من مسيرة ثمانية أيام.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {إني لأجد ريح يوسف} قال : وجد ريحه من مسيرة عشرة أيام

وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سئل من كم وجد يعقوب عليه السلام ريح القميص قال : وجده من مسيرة ثمانين فرسخا.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن - رضي الله عنه - قال : وجد ريح يوسف من مسيرة شهر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : وجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف من مسيرة ستة أيام.
وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - قال : وجد ريحه من مسيرة سبعة أيام.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {لولا أن تفندون} يقول : تجهلون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {لولا أن تفندون} قال : تكذبون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {لولا أن تفندون} قال : تهرمون تقولون قد ذهب عقلك

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - في الآية قال : المفند الذي ليس له عقل ، يقولون : لا يعقل ، قال : وقال الشاعر : مهلا فإن من العقول مفندا.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله {لولا أن تفندون} قال : لولا أن تحمقون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (إنك لفي ضلالك القديم) يقول : خطئك القديم.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : (لفي ضلالك القديم . يقول : جنونك القديم.
وَأخرَج ابن جرير عن ابن جريج في قوله : (لفي ضلالك القديم) قال : حبك القديم . قوله تعالى : (فلما أن جاء البشير) الآية.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (فلما أن جاء

البشير) قال : البشير البريد.
وَأخرَج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك مثله.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله : (فلما أن جاء البشير) قال :؛ البشير يهوذا بن يعقوب.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن سفيان قال : البشير هو يهوذا قال : وكان ابن مسعود يقرأ : (وجاء البشير من بين يدي العير).
وَأخرَج أبو الشيخ عن الحسن قال : لما جاء البشير إلى يعقوب عليه السلام قال : ما وجدت عندنا شيئا وما اختبرنا منذ سبعة أيام ولكن هون الله عليك سكرة الموت.
وَأخرَج عبدالله بن أحمد في " زوائد الزهد " ، وَابن أبي حاتم عن لقمان الحنفي قال : بلغنا أن يعقوب عليه السلام لما أتاه البشير قال له : ما أدري ما أثيبك اليوم ولكن هون الله عليك سكرة الموت .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : لما أن جاء البشير إلى يعقوب فألقى عليه القميص قال : على أي دين خلفت يوسف ؟ قال : على الإسلام قال : الآن تمت النعمة .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - قال : لما بعث يوسف عليه السلام القميص إلى يعقوب عليه السلام أخذه فشمه ثم وضعه على بصره فرد الله عليه بصره ثم حملوه إليه فلما دخلوا ويعقوب متكئ على ابن له يقال له يهودا استقبله يوسف عليه السلام في الجنود والناس فقال يعقوب : يا يهودا هذا فرعون مصر ، قال : لا يا أبت ولكن هذا ابنك يوسف قيل له إنك قادم فتلقاك في أهل مملكته والناس فلما لقيه ذهب يوسف عليه السلام ليبدأه بالسلام فمنع من ذلك ليعلم أن يعقوب أكرم على الله منه فاعتنقه وقبله وقال : السلام عليك أيها الذاهب بالأحزان عني.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - قال : إن يعقوب عليه السلام لقي ملك الموت عليه السلام فقال : هل قبضت نفس يوسف فيمن قبضت قال : لا ، فعند ذلك {قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون}.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو الشيخ عن عمر بن

يونس اليمامي قال : بلغني أن يعقوب عليه السلام كان أحب أهل الأرض إلى ملك الموت وأن ملك الموت استأذن ربه في أن يأتي يعقوب عليه السلام فأذن له فجاءه فقال له يعقوب عليه السلام : يا ملك الموت أسألك بالذي خلقك : هل قبضت نفس يوسف فيمن قبضت من النفوس قال : لا ، قال له ملك الموت : يا يعقوب ألا أعلمك كلمات لا تسأل الله شيئا إلا أعطاك قال : بلى ، قال : قل : يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصيه غيرك ، فدعا بها يعقوب عليه السلام في تلك الليلة فلم يطلع الفجر حتى طرح القميص على وجهه فارتد بصيرا.
وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن أنه حدث أن ملكا من ملوك العمالق خطب إلى يعقوب ابنته رقية فأرسل إليه يعقوب أن المرأة المسلمة المعزوزة لا تحل للكافر الأغرل فغضب ذلك الملك وقال : لأقتلنه ولأقتلن ولده فبعث إليهم جيشا فغزا يعقوب ومعه بنوه فجلس لهم على تل مرتفع ثم قال : أي بني أي ذلك أحب إليكم أن تقتلوهم بأيديكم قتلا أو يكفيكموهم الله فإني قد سألت الله ذلك فأعطانيه ، قالوا نقتلهم بأيدينا هو أشفى لأنفسنا ، قال : أي بني أو تقبلون كفاية الله قال : فدعا الله عليهم يعقوب عليه السلام فخسف بهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {إنك لفي ضلالك القديم} يقول : خطئك القديم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {لفي ضلالك القديم} يقول : جنونك القديم.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {لفي ضلالك القديم} قال : حبك القديم.
الآية 96.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه} قال : البريد.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {فلما أن جاء البشير} قال : البشير يهودا بن يعقوب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن سفيان - رضي الله عنه - قال : البشير هو يهودا ، قال : وكان ابن مسعود - رضي الله عنه - يقرأ : [ وجاء البشير من بين يدي العير ].
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : لما جاء البشير إلى يعقوب عليه السلام قال : ما وجدت عندنا شيئا وما اختبزنا منذ سبعة أيام ، ولكن هون الله عليك سكرة الموت.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن لقمان الحنفي - رضي الله عنه - قال : بلغنا أن يعقوب عليه السلام لما أتاه البشير قال له : ما أدري ما أثيبك اليوم ولكن هون الله عليك سكرات الموت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - قال : لما أن جاء البشير إلى يعقوب عليه السلام فألقى عليه القميص قال : على أي دين خلفت عليه يوسف عليه السلام قال : على الإسلام ، قال : الآن تمت النعمة.
الآيات 97 - 98

أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في قوله (سأستغفر لكم ربي) قال : إن يعقوب عليه السلام أخر بنيه إلى السحر.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {سوف أستغفر لكم ربي} قال : أخرهم إلى السحر وكان يصلي بالسحر.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سئل : لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار ، قال : أخرهم إلى السحر لأن دعاء السحر مستجاب.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : في قصة قول أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة.
وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال جاء علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال بأبي أنت وأمي

تفلت هذا القرآن من صدري ، فما أجدني أقدر عليه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع الله بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك ، قال : أجل يا رسول الله فعلمني ، قال : إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل الأخير فإنه ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب ، وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وآلم تنزيل السجدة وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله وصل علي وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين
سبقوك بالإيمان ثم قل في آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني

وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تغسل به بدني فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا بإذن الله تعالى والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط ، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فوالله ما مكث علي - رضي الله عنه - إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس قال يا رسول الله كنت فيما خلا لا آخذ الأربع آيات ونحوهن فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن ،.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عمرو بن قيس - رضي الله عنه - في قوله {سوف

أستغفر لكم ربي} قال : في صلاة الليل.
وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : إن الله لما جمع ليعقوب عليه السلام شمله ببنيه وأقر عينه خلا ولده نجيا ، فقال بعضهم لبعض : ألستم قد علمتم ما صنعتم وما لقي منكم الشيخ فجلسوا بين يديه ويوسف إلى جنب أبيه قاعد قالوا : يا أبانا أتيناك في أمر لم نأتك في مثله قط ونزل بنا أمر لم ينزل بنا مثله حتى حركوه - والأنبياء عليهم الصلاة والسلام أرحم البرية - فقال : ما لكم يا بني ، قالوا : ألست قد علمت ما كان منا إليك وما كان منا إلى أخينا يوسف قالا : بلى ، قالوا : أفلستما قد عفوتما قالا : بلى ، قالوا : فإن عفوكما لا يغني عنا شيئا إن كان الله لم يغن عنا ، قال : فما تريدون يا بني قالوا : نريد أن تدعو الله فإذا جاءك من عند الله بأنه قد عفا قرت أعيننا واطمأنت قلوبنا ، وإلا فلا قرة عين في الدنيا لنا أبدا ، قال : فقام الشيخ فاستقبل القبلة وقام يوسف خلف أبيه وقاموا خلفهما أذلة خاشعين فدعا وأمن يوسف فلم يجب فيهم عشرين سنة حتى إذا كان رأس العشرين نزل جبريل عليه السلام على يعقوب عليه السلام فقال : إن الله بعثني أبشرك بأنه قد أجاب دعوتك في ولدك وأنه قد عفا عما صنعوا وأنه قد

اعتقد مواثيقهم من بعدك على النبوة.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : لما جمع الله ليعقوب عليه السلام بنيه قال ليوسف : حدثني ما صنع بك إخوتك قال : فابتدأ يحدثه فغشي عليه جزعا ، فقال : يا أبت إن هذا من أهون ما صنعوا بي فقال لهم يعقوب عليه السلام : يا بني أما لكم موقف بين يدي الله تخافون أن يسألكم عما صنعتم قالوا يا أبانا قد كان ذاك فاستغفر لنا وقال : وقد كان الله تبارك وتعالى عود يعقوب عليه السلام إذا ساله حاجة أن يعطيها إياه في أول يوم أو في الثاني أو الثالث لا محالة - فقال : إذا كان السحر فأفيضوا عليكم من الماء ثم البسوا ثيابكم التي تصونوها ثم هلموا إلي : ففعلوا فجاؤوا فقام يعقوب أمامهم ويوسف عليه السلام خلفه وهم خلف يوسف إلى أن طلعت الشمس لم تنزل عليهم التوبة ثم اليوم الثاني ثم اليوم الثالث فلما كانت الليلة الرابعة ناموا فجاءهم يعقوب عليه السلام فقال : يا بني تنامون والله عليكم ساخط فقوموا ، فقام وقاموا عشرين سنة يطلبون إلى الله الحاجة فأوحى الله إلى يعقوب عليه السلام : إني قد تبت عليهم وقبلت توبتهم ، قال : يا رب النبوة قال : قد أخذت ميثاقهم في النبيين.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عائشة قال : ما تيب على ولد يعقوب إلا بعد عشرين سنة وكان أبوهم بين أيديهم فما تيب عليهم حتى نزل جبريل عليه السلام فعلمه

هذا الدعاء : يا رجاء المؤمنين لا تقطع رجاءنا يا غياث المؤمنين أغثنا ، يا مانع المؤمنين امنعنا ، يا مجيب التائبين تب علينا ، قال : فأخره إلى السحر فدعا به فتيب عليهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الليث بن سعد أن يعقوب وإخوة يوسف أقاموا عشرين سنة يطلبون فيما فعل إخوة يوسف بيوسف لا يقبل ذلك منهم حتى لقي
جبريل يعقوب فعلمه هذا الدعاء : يا رجاء المؤمنين لا تخيب رجائي ويا غوث المؤمنين أغثني ، ويا عون المؤمنين أعني ، يا حبيب التوابين تب علي ، فاستجيب لهم.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن جريج في قوله {سوف أستغفر لكم ربي} إلى قوله {إن شاء الله آمنين} قال يوسف : أستغفر لكم ربي إن شاء الله ، وبين هذا وبين ذاك ما بينه قال : وهذا من تقديم القرآن وتأخيره ، قال أبو عبيد : ذهب ابن جريج إلى أن الاستثناء في قوله {إن شاء الله} من

كلام يعقوب عليه السلام حين قال : ادخلوا مصر.
وأخرج ابن جرير عن أبي عمران الجوني - رضي الله عنه - قال : ما قص الله علينا نبأهم يعيرهم بذلك إنهم أنبياء من أهل الجنة ولكن قص علينا نبأهم لئلا يقنط عبده.
الآيات 99 - 100.
أَخرَج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال : دخل يعقوب عليه السلام مصر في ملك يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وثمانين سنة وعاش في ملكه ثلاثين سنة ، ومات يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وعشرين سنة ، قال أبو هريرة - رضي الله عنه - وبلغني أنه كان عمر إبراهيم خليل الله مائة وخمسة وتسعين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {آوى إليه أبويه} قال : أبوه وأمه ضمهما.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - في
قوله {ورفع أبويه على العرش} قال : أبوه وخالته وكانت توفيت أم يوسف في نفاس أخيه بنيامين

وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عينية {ورفع أبويه} قال : كانت الخالة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ورفع أبويه على العرش} قال : السرير.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ورفع أبويه على العرش} قال : السرير.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {ورفع أبويه على العرش} قال : مجلسه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - في قوله {وخروا له سجدا} قال : كان تحية من كان قبلكم السجود بها يحيي بعضهم بعضا وأعطى الله هذه الأمة السلام تحية أهل

الجنة كرامة من الله عجلها لهم ونعمة منه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {وخروا له سجدا} قال : ذلك السجود تشرفة كما سجدت الملائكة عليهم السلام تشرفة لآدم عليه السلام وليس بسجود عبادة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وخروا له سجدا} قال : بلغنا أن أبويه وإخوته سجدوا ليوسف عليه السلام إيماء برؤوسهم كهيئة الأعاجم وكانت تلك تحيتهم كما يصنع ذلك ناس اليوم.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك وسفيان - رضي الله عنهما - قالا : كانت تلك تحيتهم.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال : كان بين رؤيا يوسف عليه السلام وبين تأويلها أربعون سنة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ والبيهقي عن عبد الله بن شداد -
رضي الله عنه - قال : كان بين رؤيا يوسف عليه السلام وتأويلها أربعون سنة ، وإليه ينتهي أقصى

الرؤيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - قال : بينهما خمسة وثلاثون عاما.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن - رضي الله عنه - قال : كان بين الرؤيا والتأويل ثمانون سنة.
وأخرج ابن جرير والحاكم ، وَابن مردويه عن الفضيل بن عياض - رضي الله عنه - قال : كان بين فراق يوسف بن يعقوب إلى أن التقيا ثمانون سنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج - رضي الله عنه - قال : كان بينهما سبع وسبعون سنة.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد ، وَابن عبد الحكم في فتوح مصر ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم ، وَابن مردويه عن الحسن - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام ألقي في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ولقي أباه بعد ثمانين سنة وعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة

وأخرج ابن مردويه عن زياد يرفعه قال : لبث يوسف عليه السلام في العبودية بضعة وعشرين سنة.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن حذيفة - رضي الله عنه - قال : كان بين فراق يوسف يعقوب عليهما السلام إلى أن لقيه سبعون سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طلحة - رضي الله عنه - في قوله {وجاء بكم من البدو} قال : كان يعقوب وبنوه بأرض كنعان أهل مواش وبرية.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وجاء بكم من البدو} قال : كانوا أهل بادية وماشية وبلغنا أن بينهم يومئذ ثمانين فرسخا وقد كان فارقه قبل ذلك ببضع وسبعين سنة.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {إن ربي لطيف لما يشاء}
قال :

لطف بيوسف وصنع له حين أخرجه من السجن وجاء بأهله من البدو ونزع من قلبه نزغ الشيطان وتحريشه على إخوته.
وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البناني - رضي الله عنه - قال : لما قدم يعقوب على يوسف عليه السلام تلقاه يوسف عليه السلام على العجل ولبس حلية الملوك وتلقاه فرعون إكراما ليوسف فقال يوسف لأبيه : إن فرعون قد أكرمنا فقل له ، فقال له يعقوب : لقد بوركت يا فرعون.
وأخرج أبو الشيخ عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال : لما التقى يوسف ويعقوب عانق كل واحد منهما صاحبه وبكى ، فقال يوسف : يا أبت بكيت علي حتى ذهب بصرك ألم تعلم أن القيامة تجمعنا قال : بلى يا بني ولكن خشيت أن يسلب دينك فيحال بيني وبينك.
وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البناني - رضي الله عنه - قال : لما حضر يعقوب عليه السلام الموت قال : ليوسف عليه السلام ، إني أسألك خصلتين وأعطيك خصلتين أسألك أن تعفو عن إخوتك ولا تعاقبهم بما صنعوا بك وأسألك إذا أنا مت أن تحملني فتدفنني مع آبائي إبراهيم وإسحاق وأعطيك أن تغمضني عند الموت وأن ادخل ابنين لك في الأسباط فما وضع يوسف عليه السلام يده على وجه أبيه ليغمضه فتح عينيه ثم قال : يا بني إن هذا من الأبناء للآباء عند الله عظيم.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر بن عياش - رضي الله عنهما - قال : لما مات يعقوب النَّبِيّ عليه السلام أقيم عليه النوائح أربعة أشهر

وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - أن يعقوب عليه السلام قال لما ثقل لابنه يوسف عليه السلام : أدخل يدك تحت صلبي فاحلف لي برب يعقوب لتدفنني مع آبائي فإني قد أشركتهم في العمل فأشركني معهم في قبورهم ، فلما توفي يعقوب عليه السلام فعل ذلك يوسف حتى أتى به أرض كنعان فدفنه معهم.
الآية 101
أخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الأعمش - رضي الله عنه - قال : لما قال يوسف عليه السلام {رب قد آتيتني من الملك} إلى قوله {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} شكر الله له ذلك فزاده في عمره ثمانين عاما.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال : اشتاق إلى لقاء الله وأحب أن يلحق به وبآبائه فدعا الله أن يتوفاه وأن يلحقه بهم ، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - ولم يسأل نبي قط الموت غير يوسف عليه السلام فقال {رب قد آتيتني من الملك} الآية ، قال ابن جريج - رضي الله عنه - وأنا أقول : في بعض القرآن من الأنبياء من قال توفني

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ما سأل نبي الوفاة غير يوسف.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} يقول : توفني على طاعتك واغفر لي إذا توفيتني.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {وألحقني بالصالحين} قال : يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} قال : يعني أهل الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : لما أوتي يوسف عليه السلام من الملك ما أوتي تاقت نفسه إلى آبائه قال {رب قد آتيتني من الملك} إلى قوله {وألحقني بالصالحين} قال : بآبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
وأخرج أحمد في الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال : لما قدم على يوسف أبوه وإخوته وجمع الله شمله وأقر عينيه - وهو يومئذ مغموس في نعيم من الدنيا - اشتاق إلى آبائه الصالحين : إبراهيم وإسحاق

ويعقوب فسأل الله القبض ولم يتمن الموت أحد قط نبي ولا غيره إلا يوسف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام لما حضرته الوفاة قال : يا إخوتاه إني لم أنتصر من أحد
ظلمني في الدنيا وإني كنت أحب أن أظهر الحسنة وأخفي السيئة فذلك زادي من الدنيا ، يا إخوتاه إني أشركت آبائي في أعمالهم فأشركوني معهم في قبورهم وأخذ عليهم الميثاق فلم يفعلوا حتى بعث الله موسى عليه السلام فسأل عن قبره فلم يجد أحدا يخبره إلا امرأة يقال لها شارخ بنت شيرا بن يعقوب فقالت : أدلك عليه على أن أشترط عليك ، قال ذاك لك قالت : أصير شابة كلما كبرت ، قال : ذلك لك ، قال : وأكون معك في درجتك يوم القيامة ، فكأنه امتنع فأمر أن يمضي لها ذلك ففعل فدلته عليه فأخرجه فكانت كلما كانت بنت خمسين سنة صارت مثل ابنة ثلاثين ، حتى عمرت عمر نسرين ألف وستمائة سنة أو ألف وأربعمائة حتى أدركها سليمان بن داود عليه السلام فتزوجها

وأخرج ابن إسحاق ، وَابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال : إن الله حين أمر موسى عليه السلام بالسير ببني إسرائيل أمره أن يحتمل معه عظام يوسف عليه السلام وأن لا يخلفها بأرض مصر وأن يسير بها حتى يضعها بالأرض المقدسة فسأل موسى عليه السلام عمن يعرف موضع قبره فما وجد إلا عجوزا من بني إسرائيل فقالت : يا نبي الله إني أعرف مكانه إن أنت أخرجتني معك ولم تخلفني بأرض مصر دللتك عليه ، قال : أفعل ، وقد كان موسى وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع الفجر فدعا ربه أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ من أمر يوسف ففعل ، فخرجت به العجوز حتى أرته إياه في ناحية من النيل في الماء فاستخرجه موسى عليه السلام صندوقا من مرمر فاحتمله.
الآيات 102 – 106
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون} قال : هم بنو يعقوب إذ يمكرون بيوسف.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {وما كنت لديهم} يعني

محمدا صلى الله عليه وسلم يقول {وما كنت لديهم} وهم يلقونه في غيابة الجب {وهم يمكرون} بيوسف.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - {وكأين من آية} - قال : كم من آية في السماء يعني شمسها وقمرها ونجومها وسحابها ، وفي الأرض ما فيها من الخلق والأنهار والجبال والمدائن والقصور.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال في مصحف عبد الله [ وكأين من آية في السموات والأرض يمشون عليها ] والسماء والأرض آيتان عظيمتان.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قال : سلهم من خلقهم ومن خلق السموات والأرض ، فيقولون : الله ، فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قال : كانوا يعلمون أن الله ربهم وهو خالقهم وهو رازقهم وكانوا مع ذلك يشركون

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قال : إيمانهم قولهم : الله خلقنا وهو يرزقنا ويميتنا فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قال : كانوا يشركون به في تلبيتهم يقولون : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قال : ذاك المنافق يعمل بالرياء وهو مشرك بعمله.
الآية 107.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {غاشية من عذاب الله} قال : تغشاهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {غاشية من عذاب الله} قال : واقعة تغشاهم

أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {غاشية} قال : عقوبة من عذاب الله.
الآية 108.
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {قل هذه سبيلي} قال : دعوتي.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {قل هذه سبيلي} قال : صلاتي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {قل هذه سبيلي} قال : أمري وسنتي ومنهاجي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {على بصيرة} أي على هدى {أنا ومن اتبعني}.
الآية 109
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وما أرسلنا من قبلك إلا

رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم} قال : إنهم قالوا (ما أنزل الله على بشر من شيء) (الأنعام الآية 91) وقوله (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) (وما تسألهم عليه من أجر) وقوله (وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها) وقوله (أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله) وقوله {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} قال : كل ذلك قال لقريش أفلم يسيروا في الأرض فينظروا في آثارهم فيعتبروا ويتفكروا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} قال : ما نعلم أن الله أرسل رسولا قط إلا من أهل القرى لأنهم كانوا أعلم وأحكم من أهل العمود

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} قال : فينظروا كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب.
الآية 110.
أَخرَج أبو عبيد والبخاري والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه من طريق عروة أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قوله {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} قال : قلت : أكذبوا أم كذبوا قالت عائشة - رضي الله عنها - بل (كذبوا) يعني بالتشديد قلت : والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن ، قالت : أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك ، فقلت لعلها {وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة ، قالت : معاذ الله لم تكن الرسل لتظن ذلك بربها ، قلت : فما هذه الآية قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم
وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل أن أتباعهم قد

كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن عبد الله بن أبي مليكة - رضي الله عنه - أن ابن عباس - رضي الله عنهما - قرأها عليه {وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة ، يقولوا أخلفوا وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - وكانوا بشرا وتلا (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله) (البقرة الآية 214) قال ابن أبي مليكة : فذهب ابن عباس - رضي الله عنهما - إلى أنهم يئسوا وضعفوا فظنوا أنهم قد أخلفوا قال ابن أبي مليكة : وأخبرني عروة عن عائشة أنها خالفت ذلك وأبته وقالت : ما وعد الله رسوله من شيء إلا علم أنه سيكون قبل أن يموت ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا أن من معهم من المؤمنين قد كذبوهم وكانت تقرؤها {وظنوا أنهم قد كذبوا} مثقلة للتكذيب.
وأخرج ابن مردويه من طريق عروة عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {وظنوا أنهم قد كذبوا} بالتشديد.
وأخرج ابن مردويه من طريق عمرة عن عائشة عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ {وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة.
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر

وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه من طريق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة ، قال : يئس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم فيما جاؤوهم به {جاءهم نصرنا} قال : جاء الرسل نصرنا.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ عن تميم بن حرام قالت : قرأت على ابن مسعود - رضي الله عنه - القرآن فلم يأخذ علي إلا حرفين (كل أتوه داخرين) فقال : أتوه مخففة ، وقرأت عليه {وظنوا أنهم قد كذبوا} فقال : {كذبوا} مخففة قال : {استيأس الرسل} من إيمان قومهم أن يؤمنوا لهم وظن قومهم حين أبطأ الأمر {أنهم قد كذبوا}.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي الأحوص عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة يوسف {وظنوا أنهم قد كذبوا} خفيفة

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ربيعة بن كلثوم قال : حدثني أبي أن مسلم بن يسار - رضي الله عنه - سأل سعيد بن جبير - رضي الله عنه - فقال : يا أبا عبد الله آية قد بلغت مني كل مبلغ {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} فهذا الموت أن نظن الرسل أنهم قد كذبوا أو نظن أنهم قد كذبوا مخففة ، فقال سعيد بن جبير - رضي الله عنه - {حتى إذا استيأس الرسل} من قومهم أن يستجيبوا لهم وظن قومهم أن الرسل كذبتهم {جاءهم نصرنا} فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه وقال : فرج الله عنك كما فرجت عني.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن إبراهيم عن أبي حمزة الجزري قال : صنعت طعاما فدعوت ناسا من أصحابنا منهم سعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم فسأل فتى من قريش سعيد بن جبير - رضي الله عنه - فقال : يا أبا عبد الله كيف تقرأ هذا الحرف فإني إذا أتيت عليه تمنيت أني لا أقرأ هذه السورة {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} قال : نعم {حتى إذا استيأس الرسل} من قومهم أن يصدقوهم وظن المرسل إليهم أن الرسل {قد كذبوا} فقال الضحاك - رضي الله عنه - لو رحلت في هذه إلى اليمن لكان قليلا

وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - أنه قرأها {كذبوا} بفتح الكاف والتخفيف ، قال : استيأس الرسل أن يعذب قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا {جاءهم نصرنا} قال : جاء الرسل نصرنا ، قال مجاهد : قال في المؤمن (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) (غافر آية 83) قال قولهم : نحن أعلم منهم ولن نعذب وقوله (وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) (الزمر آية 48) قال : حاق بهم ما جاءت به رسلهم من الحق.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {فنجي من نشاء} قال : فننجي الرسل ومن نشاء {ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين} وذلك أن الله تعالى بعث الرسل يدعون قومهم فأخبروهم أنه من أطاع الله نجا ومن عصاه
عذب وغوى.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {جاءهم نصرنا} قال : العذاب.
وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم - أنه قرأ [ فنجا من نشاء ].
وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر - أنه قرأ / {فننجي من نشاء > /.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي - {ولا يرد بأسنا} قال : عذابه

الآية 111.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {لقد كان في قصصهم عبرة} قال : يوسف وإخوته.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {لقد كان في قصصهم عبرة} قال : معرفة {لأولي الألباب} قال : لذوي العقول.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخعن قتادة - رضي الله عنه - {ما كان حديثا يفترى} والفرية الكذب {ولكن تصديق الذي بين يديه} قال : القرآن يصدق الكتب التي كانت قبله من كتب الله التي أنزلها قبله على أنبيائه فالتوراة والإنجيل والزبور يصدق ذلك كله ويشهد عليه أن جميعه حق من عند الله {وتفصيل كل شيء} فصل الله به بين حرامه وحلاله وطاعته ومعصيته.
وأخرج ابن السني والديلمي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا عسر على المرأة ولادتها أخذ إناء نظيف وكتب عليه (كأنهم يوم يرون ما يوعدون) (الأحقاف الآية 35) إلى آخر الآية (وكأنهم يوم

يرونها) (النازعات الآية 46) إلى آخر الآية {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} إلى آخر الآية ثم تغسل وتسقى المرأة منه وينضح على بطنها وفرجها

* بسم الله الرحمن الرحيم * (13)- سورة الرعد.
مدنية وآياتها ثلاث وأربعون.
مقدمة سورة الرعد.
أَخرَج النحاس في ناسخه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : سورة الرعد نزلت بمكة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال : سورة الرعد مكية.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : نزلت سورة الرعد بالمدينة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير - رضي الله عنه - قال : نزلت الرعد بالمدينة.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - قال : سورة الرعد مدنية إلا آية مكية {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة}.
وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في الجنائز ، عَن جَابر بن زيد - رضي الله عنه - قال : كان يستحب إذا حضر الميت أن يقرأ عنده سورة الرعد فإن ذلك يخفف عن الميت فإنه أهون لقبضه وأيسر لشأنه.
الآية 1

أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {المر} قال : أنا الله أرى.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {تلك آيات الكتاب} قال : التوراة والإنجيل {والذي أنزل إليك من ربك الحق} قال : القرآن.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {تلك آيات الكتاب} قال : الكتب التي كانت قبل القرآن {والذي أنزل إليك من ربك الحق} أي هذا القرآن.
الآيات 2 - 3.
أَخْرَج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : قلت لابن عباس - رضي الله عنهما - إن فلان يقول : إنها على عمد يعني السماء ، فقال : اقرأها {بغير عمد ترونها} أي لا ترونها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {رفع السماوات بغير

عمد ترونها} قال : وما يدريك لعلها بعمد لا ترونها.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {بغير عمد ترونها} يقول : لها عمد ولكن لا ترونها ، يعني الأعماد.
وأخرج ابن جرير عن اياس بن معاوية - رضي الله عنه - في قوله {رفع السماوات بغير عمد ترونها} قال : السماء مقبية على الأرض مثل القبة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : السماء على أربعة أملاك كل زاوية موكل بها ملك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنهما - في قوله {بغير عمد ترونها} قال : هي بعد لا ترونها.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن وقتادة - رضي الله عنهما - أنهما كانا يقولان : خلقها بغير عمد ، قال لها : قومي فقامت

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن معاذ قال : في مصحف أبي [ بغير عمد ترونه ].
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى} قال : أجل معلوم وحد لا يقصر دونه ولا يتعدى.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {كل يجري لأجل مسمى} قال : الدنيا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {يدبر الأمر} قال : يقضيه وحده.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله {لعلكم بلقاء ربكم توقنون} قال : إن الله إنما أنزل كتابه وبعث رسله ليؤمن بوعده ويستيقن بلقائه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد الله مولى غفرة ، أن كعبا قال لعمر بن الخطاب : إن الله جعل مسيرة ما بين المشرق والمغرب خمسمائة سنة ، فمائة سنة في المشرق لا يسكنها شيء من الحيوان لا جن ولا إنس ولا دابة ولا شجرة ، ومائة سنة في المغرب بتلك المنزلة وثلثمائة فيما بين المشرق والمغرب يسكنها الحيوان

وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر : والدنيا مسيرة خمسمائة عام أربعمائة عام خراب ومائة عمار في أيدي المسلمين من ذلك مسيرة سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : ما العمارة في الدنيا في الخراب إلا كفسطاط في البحر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال : الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ فالسودان اثنا عشر ألفا والروم ثمانية ولفارس ثلاثة وللعرب ألف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن مضرب - رضي الله عنه - قال : الأرض مسيرة خمسمائة سنة ثلثمائة عمار ومائتان خراب.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن حسان بن عطية - رضي الله عنه - قال : سعة الأرض مسيرة خمسمائة سنة والبحار ثلثمائة ومائة خراب ومائة عمران.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الأرض سبعة أجزاء : ستة أجزاء فيها يأجوج ومأجوج وجزء فيه سائر الخلق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - قال : ذكر لي أن الأرض أربعة وعشرون ألف

فرسخ اثنا عشر ألفا منه أرض الهند وثمانية الصين وثلاثة آلاف المغرب وألف العرب.
وأخرج ابن المنذر عن مغيث بن سمي - رضي الله عنه - قال : الأرض ثلاثة أثلاث ثلث فيه الناس والشجر وثلث فيه البحار وثلث هواء ، أما قوله تعالى : {وجعل فيها رواسي}.
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إن الله تبارك وتعالى حين أراد أن يخلق الخلق خلق الريح فنشجت الريح فأبدت عن حشفة فهي تحت الأرض ، ومنها دحيت الأرض حيث ما شاء في العرض والطول فكانت تميد فجعل الجبال الرواسي.
وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : لما خلق الله الأرض قمصت وقالت : أي رب تجعل علي بني آدم يعملون علي الخطايا ويجعلون علي الخبث فأرسل الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون فكان إقرارها كاللحم ترجرج

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن عطاء - رضي الله عنه - قال : أول جبل وضع في الأرض أبو قبيس.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {جعل فيها زوجين اثنين} قال : ذكرا وأنثى من كل صنف.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {يغشي الليل النهار} أي يلبس الليل النهار.
الآية 4.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وفي الأرض قطع متجاورات} قال : يريد الأرض الطيبة العذبة التي تخرج نباتها بإذن ربها تجاورها السبخة القبيحة المالحة التي لا تخرج وهما أرض واحدة وماؤهما شيء ملح وعذب ، ففضلت إحداهما على الأخرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ليس في الأرض ماء إلا ما نزل من السماء ولكن عروق في الأرض تغيره فمن أراد أن يعود الملح عذبا فليصعد

الماء من الأرض.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وفي الأرض قطع متجاورات} قال : السبخة والعذبة والمالح والطيب.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {وفي الأرض قطع متجاورات} قال : قرى متجاورات ، قريب بعضها من بعض.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - {وفي الأرض قطع متجاورات} قال : فارس والأهواز والكوفة والبصرة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وفي الأرض قطع متجاورات} قال : الأرض تنبت حلوا والأرض تنبت حامضا ، وهي متجاورات تسقى بماء واحد.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيج عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - {وفي الأرض قطع متجاورات} قال : الأرض الواحدة يكون فيها الخوخ والكمثرى والعنب الأبيض والأسود وبعضه أكبر حملا من بعض وبعضه حلو وبعضه حامض وبعضه أفضل من بعض.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي

حاتم وأبو ا
لشيخ ، وَابن مردويه عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - في قوله {صنوان وغير صنوان} قال : الصنوان ما كان أصله واحدا وهو متفرق وغير صنوان التي تنبت وحدها ، وفي لفظ {صنوان} النخلة في النخلة ملتصقة {وغير صنوان} النخل المتفرق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {صنوان} قال : مجتمع النخيل في أصل واحد {وغير صنوان} قال : النخل المتفرق.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وفي الأرض قطع متجاورات} قال : طينها عذبها ، وخبيثها السباخ ، وفي قوله {وجنات من أعناب} قال : جنات وما معها ، وفي قوله {صنوان} قال : النخلتان وأكثر في أصل واحد {وغير صنوان} وحدها تسقى {بماء واحد} قال : ماء السماء كمثل صالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد ، وكذلك النخلة أصلها واحد وطعامها مختلف ، وهو يشرب بماء واحد

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {صنوان وغير صنوان} قال : مجتمع وغير مجتمع {يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال : العنب الأبيض والأسود والأحمر والتين الأبيض والأسود والنخل الأحمر والأصفر.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - {صنوان} قال : ثلاث نخلات في أصل واحد كمثل ثلاثة من بني أب وأم يتفاضلون في العمل كما يتفاضل ثمر هذه النخلات الثلاث في أصل واحد.
وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال : مثل ضربه الله عز وجل لقلوب بني آدم كما كانت الأرض في يد الرحمن طينة واحدة فسطحها وبطحها فصارت الأرض قطعا متجاورة فينزل عليها الماء من السماء فتخرج هذه زهرتها وثمرها وشجرها وتخرج نباتها وتحيي موتاها وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها وكلتاهما {يسقى بماء واحد} فلو كان الماء مالحا قيل إنما استبخت هذه من قبل الماء كذلك الناس خلقوا من آدم فينزل عليهم من السماء
تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع وتقسو قلوب فتلهو وتسهو

وتجفو قال الحسن - رضي الله عنه - والله ما جالس القرآن أحد إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان ، قال الله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) (الإسراء آية 82).
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة - رضي الله عنه - {صنوان} قال : الصنوان النخلة التي يكون فيها نخلتان أو ثلاث أصلهن واحد ، قال : وحدثني رجل أنه كان بين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وبين العباس قول فأسرع إليه العباس فجاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : يا نبي الله ألم تر عباسا فعل بي وفعل فأردت أن أجيبه فذكرت مكانك منه فكففت عنه ، فقال : يرحمك الله إن عم الرجل صنو أبيه.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن مجاهد - رضي الله عنه - أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : لا تؤذوني في العباس فإنه بقية آبائي وإن عم الرجل صنو أبيه.
وأخرج ابن جرير عن عطاء - رضي الله عنه - ، وَابن أبي مليكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر : يا عمر أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه.
وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي ، وَابن مردويه ، عَن جَابر - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا علي الناس من شجر شتى وأنا وأنت

يا علي من شجرة واحدة ثم قرأ النَّبِيّ {وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان}.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {ونفضل بعضها على بعض} بالنون.
وأخرج الترمذي وحسنه والبزار ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال : الدقل والفارسي والحلو والحامض.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال : هذا حامض وهذا حلو وهذا دقل وهذا فارسي.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد {ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال : هذا حلو وهذا مر وهذا حامض كذلك بنو آدم أبوهم واحد ومنهم المؤمن والكافر.
الآية 5.
أَخْرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {وإن تعجب فعجب قولهم} قال : إن تعجب يا محمد من تكذيبهم إياك {فعجب قولهم}

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في الآية قال : إن تعجب من تكذيبهم وهم رأوا من قدرة الله وأمره وما ضرب لهم من الأمثال وأراهم حياة الموتى والأرض الميتة فتعجب من قولهم {أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد} أو لا يرون أنه خلقهم من نطفة أشد من الخلق من تراب وعظام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وإن تعجب فعجب قولهم} قال : عجب الرحمن من تكذيبهم بالبعث.
وَأَمَّا قوله تعالى : {وأولئك الأغلال في أعناقهم}.
أخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم والخطيب عن الحسن - رضي الله عنه - قال : إن الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب ولكنها جعلت في أعناقهم لكي إذا طغا بهم اللهب أرسبتهم في النار

الآية 6
أخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة} قال : بالعقوبة قبل العافية {وقد خلت من قبلهم المثلات} قال : وقائع الله في الأمم فيمن خلا قبلهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال {المثلات} ما أصاب القرون الماضية من العذاب.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وقد خلت من قبلهم المثلات} قال :

الأمثال.
وأخرج ابن جرير عن الشعبي - رضي الله عنه - في قوله {وقد خلت من قبلهم المثلات} قال : القردة والخنازير هي المثلات.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ لأحد العيش ولولا وعيده ، وعقابه لاتكل كل أحد.
الآية 7.
أَخْرَج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه} قال : هذا قول مشركي العرب {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} لكل قوم داع يدعوهم إلى الله

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {ولكل قوم هاد} قال : داع.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال : المنذر محمد صلى الله عليه وسلم {ولكل قوم هاد} نبي يدعوهم إلى الله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله
عنه - في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال : محمد المنذر والهادي الله عز وجل

وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال : المنذر محمد صلى الله عليه وسلم والله عز وجل هادي كل قوم ، وفي لفظ ، رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادي.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - وأبي الضحى في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قالا : محمد صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي ، وَابن عساكر ، وَابن النجار قال : لما نزلت {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب علي - رضي الله عنه - فقال : أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي.
وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {إنما أنت منذر} ووضع يده على صدر نفسه ثم وضعها على صدر علي ويقول : لكل قوم هاد

وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر أنا والهادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وَابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر وأنا الهادي ، وفي لفظ الهادي : رجل من بني هاشم ، يعني نفسه.
الآية 8.
أَخْرَج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - {الله يعلم ما تحمل كل أنثى} قال : يعلم ذكر هو أو أنثى {وما تغيض الأرحام} قال : هي المرأة ترى الدم في حملها.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وما تغيض الأرحام} قال : خروج الدم {وما تزداد} قال :

استمساكه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وما تغيض الأرحام} قال : أن ترى الدم في حملها {وما تزداد} قال : في التسعة أشهر.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وما تغيض الأرحام وما تزداد} قال : ما تزداد على التسعة وما تنقص من التسعة ، قال الضحاك - رضي الله عنه - وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين وولدتني قد خرجت ثنيتي.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وما تغيض الأرحام} قال : ما دون تسعة أشهر وما تزداد فوق التسعة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام} يعني السقط {وما تزداد} يقول : ما زادت في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماما وذلك أن من النساء من تحمل عشرة أشهر ومنهن من تحمل تسعة أشهر ومنهن من تزيد في الحمل ومنهن من تنقص ، فذلك الغيض والزيادة التي ذكر الله تعالى وكل ذلك بعلمه تعالى

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - قال : ما دون التسعة أشهر فهو غيض وما فوقها فهو زيادة.
وأخرج ابن جرير عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لا يكون الحمل أكثر من سنتين قدر ما يتحول فلكة مغزل.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : ما غاضت الرحم بالدم يوما إلا زاد في الحمل يوما حتى تستكمل تسعة أشهر طاهرا.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {وما تغيض الأرحام} قال : السقط.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في الآية قال : إذا رأت الدم هش الولد ، وإذا لم تر الدم عظم الولد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول - رضي الله عنه - قال : الجنين في بطن أمه لا يطلب ولا يحزن ولا يغتم وإنما يأتيه رزقه في بطن أمه من دم حيضتها فمن ثم لا تحيض

الحامل فإذا وقع إلى الأرض استهل ، واستهلاله استنكار لمكانه فإذا قطعت سرته حول الله رزقه إلى ثدي أمه حتى لا يطلب ولا يغتم ولا يحزن ثم يصير طفلا يتناول الشيء بكفه فيأكله فإذا بلغ قال : أنى لي بالرزق يا ويحك غذاك وأنت في بطن أمك وأنت طفل صغير حتى إذا اشتددت وعقلت قلت : أنى لي بالرزق ثم قرأ مكحول - رضي الله عنه - {يعلم ما تحمل كل أنثى} الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {وكل شيء عنده بمقدار} أي بأجل حفظ أرزاق خلقه وآجالهم وجعل لذلك أجلا معلوما.
الآيات 9 - 10.
أَخْرَج ابن ابي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {عالم الغيب والشهادة} قال : السر والعلانية.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} قال : من أسره وأعلنه عنده سواء {ومن هو مستخف

بالليل} راكب رأسه في المعاصي {وسارب بالنهار} قال : ظاهر بالنهار بالمعاصي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} قال : كل ذلك عنده سواء السر عنده علانية والظلمة عنده ضوء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال : يعلم من السر ما يعلم من العلانية ويعلم من العلانية ما يعلم من السر ويعلم من الليل ما يعلم من النهار ويعلم من النهار ما يعلم من الليل.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وسارب بالنهار} قال : الظاهر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار} قال : هو صاحب ريبة {مستخف بالليل} وإذا خرج بالنهار أرى الناس أنه بريء من الإثم.
الآية 11

أخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني في الكبير ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء بن يسار - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن أربد بن قيس وعامر بن الطفيل قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر : ما تجعل لي إن أسلمت قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم ، قال : أتجعل لي إن أسلمت الأمر من بعدك قال : ليس لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل ، قال : فجعل لي الوبر ولك المدر ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لا ، فلما قفى من عنده قال : لأملأنها عليك خيلا ورجالا ، قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : يمنعك الله ، فلما خرج أربد وعامر قال عامر : يا أربد إني سألهي محمدا عنك بالحديث فاضربه بالسيف فإن الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب فسنعطيهم الدية ، فقال أربد : أفعل ، فأقبلا راجعين فقال عامر : يا محمد قم معي أكلمك ، فقام معه فخليا إلى الجدار ووقف معه عامر يكلمه وسل أربد السيف فلما وضع يده على سيفه يبست على قائم السيف فلا يستطيع سل سيفه وأبطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم

فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما ، وقال عامر
لأربد ما لك حشمت قال وضعت يدي على قائم السيف فيبست فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بحرة واقم نزلا ، فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقال : اشخصا يا عدوي الله لعنكما الله ووقع بهما ، فقال عامر : من هذا يا سعد فقال سعد : هذا أسيد بن حضير الكتائب قال : أما والله إن كان حضير صديقا لي حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل الله عليه قرحة فأدركه الموت فيها : فأنزل الله {الله يعلم ما تحمل كل أنثى} إلى قوله {له معقبات من بين يديه} قال : المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر أربد وما قتله فقال {هو الذي يريكم البرق}

إلى قوله {وهو شديد المحال}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وألطبراني وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه} قال : هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {يحفظونه من أمر الله} قال : عن أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {يحفظونه من أمر الله} قال : ذلك الحفظ من أمر الله بأمر الله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {له معقبات} قال : الملائكة {يحفظونه من أمر الله} قال : بإذن الله.
وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {له معقبات} قال : الملائكة

وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {له معقبات} الآية قال : الملائكة من أمر الله.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {له معقبات} قال : الملائكة {يحفظونه من أمر الله} قال : حفظهم إياه بأمر الله.
وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {يحفظونه من أمر الله} قال : بأمر الله ، قال : وفي بعض القراءة [ يحفظونه بأمر الله ].
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {له معقبات} الآية ، يعني ولي السلطان يكون عليه الحراس يحفظونه من بين يديه ومن خلفه يقول الله يحفظونه من أمري ، فإني إذا أردت بقوم سوء فلا مرد له.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {له معقبات} الآية ، قال : الملوك يتخذون الحرس يحفظونه من أمامه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله يحفظونه من القتل ، ألم تسمع أن الله تعالى يقول {وإذا أراد الله بقوم سوءا}

لم يغن الحرس عنه شيئا.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {له معقبات} قال : هؤلاء الأمراء.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {له معقبات} قال : هم الملائكة تعقب بالليل والنهار وتكتب على بني آدم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {له معقبات} قال : الحفظة.
وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {له معقبات} قال : الملائكة تعقب الليل والنهار تكتب على ابن آدم ، وبلغني أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يجتمعون فيكم عند صلاة الصبح وصلاة العصر من بين يديه مثله قوله (عن اليمين وعن الشمال) (سورة ق آية 17) الحسنات من بين يديه والسيئات من خلفه

الذي على يمينه يكتب الحسنات والذي على يساره لا يكتب إلا بشهادة الذي على يمينه فإذا مشى كان أحدهما أمامه والآخر وراءه وإن قعد كان أحدهما على يمينه والآخر على يساره وإن رقد كان أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه {يحفظونه من أمر الله} قال : يحفظون عليه.
وأخرج أبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - {له معقبات} قال : هم الكرام الكاتبون حفظة من الله على ابن آدم أمروا به.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبراهيم - رضي الله عنه - في قوله {يحفظونه من أمر الله} قال : من الجن.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن ابي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {له معقبات} قال : ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه فإذا جاء قدره خلوا عنه.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : ما من عبد إلا به ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام ، فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال

وراءك ، إلا شيئا يأذن الله فيه فيصيبه.
وأخرج ابن جرير عن كعب الأحبار - رضي الله عنه - قال : لو تجلى لابن آدم كل سهل وحزن لرأى على كل شيء من ذلك شياطين لولا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذا لتخطفتكم.
وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز - رضي الله عنه - قال : جاء رجل من مراد إلى علي - رضي الله عنه - وهو يصلي فقال : احترس فإن ناسا من مراد يريدون قتلك ، فقال : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة.
وأخرج ابن جرير عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : ما من آدمي إلا ومعه ملك يذود عنه حتى يسلمه للذي قدر له.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - في الآية قال : ليس من عبد إلا له معقبات من الملائكة ملكان يكونان معه في النهار فإذا جاء الليل صعدا وأعقبهما ملكان فكانا معه ليله حتى يصبح يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ولا يصيبه شيء

لم يكتب عليه إذا غشي من ذلك شيء دفعاه عنه ، ألم تره يمر بالحائط فإذا جاز سقط فإذا جاء الكتاب خلوا بينه وبين ما كتب له ، وهم {من أمر الله} أمرهم أن يحفظوه.
وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - قال : في قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه [ له معقبات من بين يديه ورقيب من خلفه يحفظونه من أمر الله ].
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ [ له معقبات من بين يديه ورقباء من خلفه من أمر الله يحفظونه ].
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن الجارود بن أبي
سبرة - رضي الله عنه - قال : سمعني ابن عباس - رضي الله عنهما - أقرأ {له معقبات من بين يديه ومن خلفه} فقال : ليست هناك ولكن [ له معقبات من بين يديه ورقيب من خلفه ].
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن علي - رضي الله عنه - {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} قال : ليس من عبد إلا ومعه ملائكة يحفظونه من أن يقع عليه حائط أو يتردى في بئر أو يأكله سبع أو غرق أو حرق فإذا جاء القدر خلوا بينه وبين القدر

وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان والطبراني والصابوني في المائتين عن أبي أمامة - رضي الله عنها - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل بالمؤمن ثلثمائة وستون ملكا يدفعون عنه ما لم يقدر عليه من ذلك ، لبصر سبعة أملاك يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل من الذباب في اليوم الصائف وما لو بدا لكم لرأيتموه على كل سهل وجبل كلهم باسط يديه فاغر فاه وما لو وكل العبد فيه إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين.
وأخرج أبو داود في القدر ، وَابن أبي الدنيا ، وَابن عساكر عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : لكل عبد حفظة يحفظونه لا يخر عليه حائط أو يتردى في بئر أو تصيبه دابة حتى إذا جاء القدر الذي قدر له خلت عنه الحفظة فأصابه ما شاء الله أن يصيبه ، وفي لفظ لأبي داود : وليس من الناس أحد إلا وقد وكل به ملك فلا تريده دابة ولا شيء إلا قال اتقه اتقه فإذا جاء القدر خلى عنه.
وأخرج ابن جرير عن كنانة العدوي - رضي الله عنه - قال : دخل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أخبرني عن العبد كم معه من ملك فقال : ملك عن يمينك على حسناتك وهو أمين على الذي على الشمال إذا

عملت حسنة كتبت عشرا فإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين : أكتب قال : لا لعله يستغفر الله ويتوب فإذا قال ثلاثا قال : نعم اكتبه أراحنا الله منه فبئس القرين ما أقل مراقبته لله وأقل استحياؤه منه يقول الله (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (سورة ق آية 18) وملكان من
بين يديك ومن خلفك يقول الله {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} وملك قابض على ناصيتك فإذا تواضعت لله رفعك وإذا تجبرت على الله قصمك وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وملك قائم على فيك لا يدع أن تدخل الحية في فيك وملكان على عينيك فهؤلاء عشرة أملاك على كل بني آدم ينزل ملائكة الليل على ملائكة النهار لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} لا يغير ما بهم من النعمة حتى يعملوا بالمعاصي فيرفع الله عنهم النعم

وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب العرش وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن علي - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما كرهته من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ثم تحولوا إلى ما كرهت من معصيتي إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - قال : أتى عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عامر : ما تجعل لي إن اتبعتك قال : أنت فارس أعطيك أعنة الخيل ، قال : فقط قال : فما تبغي قال : لي الشرق ولك الغرب ولي الوبر ولك المدر ، قال : لا ، قال : لأملأنها إذا عليك خيلا ورجالا ، قال : يمنعك الله ذلك ، وأتيا قبيلة تدعى الأوس والخزرج فخرجا فقال عامر لأربد : إن كان الرجل لنا يمكنا لو قتلناه ما انتطحت فيه عنزان

ولرضوا بأن نعقله لهم وأحبوا السلم وكرهوا الحرب إذا رأوا أمر قد وقع فقال الآخر : إن شئت ، فتشاورا وقال : أرجع أنا أشغله عنك بالمجادلة وكن وراءه فاضربه بالسيف ضربة واحدة فكانا كذلك واحد وراء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والآخر قال : اقصص علي قصصك ، قال : ما تقول قال : قرأتك فجعل
يجادله ويستبطئه حتى قال له ما لك أحشمت قال : وضعت يدي على قائم السيف فيبست فما قدرت على أن أحلى ولا أمري فجعل يحركها ولا تتحرك ، فخرجا فلما كانا بالحرة سمع بذلك سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فخرجا إليه على كل واحد منهما لأمته ورمحه بيده وهو متقلد سيفه فقال أسيد لعامر بن الطفيل : يا أعور الخبيث أنت الذي تشترط على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لولا أنك في أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رمت المنزل حتى ضربت عنقك ، فقال : من هذا قالوا : أسيد بن حضير ، قال : لو كان أبوه حيا لم يفعل بي هذا ، ثم قال عامر لأربد : اخرج أنت يا أربد إلى ناحية عذبة.
وَأخرَج أنا إلى محمد فأجمع الرجال فنلتقي عليه فخرج أربد حتى

إذا كان بالرقم بعث الله سحابة من الصيف فيها صاعقة فأحرقته وخرج عامر حتى إذا كان بوادي الحريد أرسل الله عليه الطاعون فجعل يصيح : يا آل عامر اغدة كغدة البعير تقتلني وموت أيضا في بيت سلولية وهي امرأة من قيس فذلك قوله {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} إلى قوله {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} هذا مقدم ومؤخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المعقبات من أمر الله {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} حتى بلغ {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} وقال لبيد في أخيه أربد وهو يبكيه : أخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماء والأسد فجعتني الرعد والصواعق بالفا * رس [ بالفارس ] يوم الكريهة النجد.
وَأخرَج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {إن الله لا يغير ما بقوم حتى

يغيروا ما بأنفسهم} قال : إنما يجيء التغيير من الناس والتيسير من الله فلا تغيروا ما بكم من نعم الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك أنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون إلى معصية الله إلا تحول الله مما يحبون إلى ما يكرهون ثم قال : إن تصديق ذلك في كتاب الله تعالى {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي هلال - رضي الله عنه - قال : بلغني أن نبيا من الأنبياء عليهم السلام لما أسرع قومه في المعاصي قال لهم : اجتمعوا إلي لأبلغكم رسالة ربي فاجتمعوا إليه وفي يده فخارة فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول لكم إنكم قد عملتم ذنوبا قد بلغت السماء وإنكم لا تتوبون منها وتنزعون عنها إلا إن كسرتكم كما تكسر هذه ، فألقاها فانكسرت فتفرقت ثم قال : وأفرقكم حتى لا ينتفع بكم ثم أبعث عليكم من لا حظ له فينتقم لي منكم ثم أكون الذي أنتقم لنفسي بعد.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : إن الحجاج عقوبة فلا تستقبلوا

عقوبة الله بالسيف ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة.
وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : كلما أحدثتم ذنبا أحدث الله لكم من سلطانكم عقوبة.
وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : قرأت في بعض الكتب : إني أنا الله مالك الملوك قلوب الملوك بيدي فلا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك وادعوني أعطفهم عليكم.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - {وما لهم من دونه من وال} قال : هو الذي تولاهم فينصرهم ويلجئهم إليه.
الآية 12.
أَخرَج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا} قال : خوفا للمسافر يخاف أذاه ومشقته {وطمعا} للمقيم يطمع في رزق الله ويرجو بركة المطر ومنفعته.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {يريكم البرق خوفا وطمعا} قال {خوفا} لأهل البحر {وطمعا} لأهل البر.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {يريكم البرق خوفا

وطمعا} قال : الخوف : ما يخاف من الصواعق والطمع : الغيث.
وأخرج ابن جرير عن أبي جهضم موسى بن سالم مولى ابن عباس - رضي
الله عنهما - قال : كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن البرق فقال : البرق : الماء.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {يريكم البرق} قال شعيب الجياني في كتاب الله : الملائكة حملة العرش أسماؤهم في كتاب الله الحيات لكل ملك وجه إنسان وأسد ونسر فإذا حركوا أجنحتهم فهو البرق ، قال أمية بن أبي الصلت : رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث مرصد.
وَأخرَج ابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {يريكم البرق} قال : ملائكة تمصع بأجنحتها فذلك البرق ، زعموا أنها تدعى الحيات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم - رضي الله عنه - قال : بلغنا أن البرق له أربعة وجوه : وجه إنسان ووجه ثور ووجه نسر ووجه أسد فإذا مصع بذنبه فذلك البرق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : البرق

مصع ملك يسوق السحاب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : البرق ملك يترايا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي في "سُنَنِه" من طرق عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : البرق مخاريق من نار بأيدي ملائكة السحاب يزجرون به السحاب.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : البرق مخاريق يسوق به الرعد السحاب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : البرق اصطفاق البرد.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن كعب - رضي الله عنه - قال : البرق تصفيق الملك البرد ولو ظهر لأهل الأرض لصعقوا

وأخرج الشافعي عن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال : إذا رأى أحدكم البرق أو الودق فلا يشر إليه وليصف ولينعت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وينشئ السحاب الثقال} قال : الذي فيه الماء.
وأخرج أحمد ، وَابن أبي الدنيا في كتاب المطر وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق ويضحك أحسن الضحك ، قال إبراهيم بن سعد : النطق الرعد ، والضحك البرق.
وأخرج العقيلي وضعفه ، وَابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشئ الله السحاب ثم ينزل فيه الماء ، فلا شيء أحسن من ضحكه ولا شيء أحسن من منطقه ومنطقه الرعد وضحكه البرق

وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن بجاد الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسم السحاب عند الله العنان والرعد ملك يزجر السحاب ، والبرق طرف ملك يقال له روقيل.
وأخرج ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن خزيمة بن ثابت - وليس بالأنصاري - رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن منشأ السحاب فقال : إن ملكا موكل بالسحاب يلم القاصية ويلحم الدانية في يده مخراق فإذا رفع برقت وإذا زجر رعدت وإذا ضرب صعقت.
الآية 13.
أَخرَج أحمد والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا
أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبئتانا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك ، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال (والله على ما نقول وكيل) (سورة القصص آية 28) قال : هاتوا ، قالوا : أخبرنا عن علامة النَّبِيّ ، قال : تنام عيناه ولا ينام قلبه ، قالوا : أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال : يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت ، قالوا : أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه فقال : كان يشتكي عرق

النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - يعني الإبل - فحرم لحومها ، قالوا : صدقت قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد قال : ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله قالوا : فماذا الصوت الذي نسمع قال : صوته ، قالوا : صدقت إنما بقيت واحدة وهي التي نتابعك إن أخبرتنا أنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك قال : جبريل ، قالوا : جبريل ، ذلك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والمطر لكان ، فأنزل الله (قل من كان عدوا لجبريل) (سورة البقرة آية 97) إلى آخر الآية.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في "سُنَنِه" والخرائطي في مكارم الأخلاق عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : الرعد ملك ، والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخرائطي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه

وأخرج البخاري في الأدب المفرد ، وَابن أبي الدنيا في المطر ، وَابن جَرِير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال : سبحان الذي سبحت له وقال : إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :
الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد وهو الذي تسمعون صوته والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال : الرعد ملك اسمه الرعد وصوته هذا تسبيحه فإذا اشتد زجره احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ما خلق الله شيئا أشد سوقا من السحاب ملك يسوقه ، والرعد صوت الملك يزجر به والمخاريق يسوقه بها.
وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو أنه سئل عن الرعد فقال :

ملك وكله الله بسياق السحاب فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد أمره فساقه فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرد أحدكم ركانه ثم تلا هذه الآية {ويسبح الرعد بحمده}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : الرعد ملك ينشئ السحاب ودويه صوته.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {ويسبح الرعد بحمده} قال : هو ملك يسمى الرعد وذلك الصوت تسبيحه.
وأخرج ابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ عن أبي صالح - رضي الله عنه - {ويسبح الرعد بحمده} قال : ملك من الملائكة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي في "سُنَنِه" عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : إن الرعد ملك من الملائكة وكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعي الإبل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ في العظمة عن شهر بن حوشب - رضي الله عنه - قال : إن الرعد ملك يزجر السحاب كما يحث الراعي الإبل فإذا

شذت سحابة ضمها فإذا اشتد غضبه طار من فيه النار فهي الصواعق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد أن رجلا سأله عن الرعد فقال : ملك يسبح بحمده.
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الرعد الملك والبرق الماء.
وأخرج الخرائطي عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : الرعد ملك يزجر السحاب بصوته.
وأخرج الخرائطي عن مجاهد - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عمرو بن أبي عمرو عن الثقة : أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : هذا سحاب ينشئ الله عز وجل فينزل الله منه الماء فما من منطق أحسن من منطقه ولا من ضحك أحسن من ضحكه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم منطقه الرعد وضحكه البرق.
وأخرج أحمد والحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن ربكم

يقول : لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليه الشمس بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب والترمذي والنسائي ، وَابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم ، وَابن مردويه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال : اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يرفع الحديث أنه كان إذا سمع الرعد قال : سبحان من يسبح الرعد بحمده.
وأخرج ابن مردويه ، وَابن جَرِير عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا هبت الريح أو سمع صوت الرعد تغير لونه حتى عرف ذلك في وجهه ثم يقول للرعد : سبحان من سبحت له ويقول للريح : اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا.
وأخرج الشافعي عن المطلب بن حنطب - رضي الله عنه - أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا برقت السماء أو رعدت عرف ذلك في وجهه فإذا أمطرت سري عنه

وأخرج الطبراني وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا.
وأخرج أبو داود في مراسيله عن عبيد الله بن أبي جعفر - رضي الله عنه - أن قوما سمعوا الرعد فكبروا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع الرعد قال : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال : سبحان من سبحت له.
وأخرج مالك ، وَابن سعد ، وَابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبخاري في الأدب ، وَابن المنذر والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن الزبير : إنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول : إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديد

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما الرعد وعيد من الله فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الحديث.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : من سمع صوت الرعد فقال : سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وهو على كل شيء قدير فإن أصابته صاعقة فعلي ديته.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن عبد الله بن أبي زكريا - رضي الله عنه - قال : بلغني أن من سمع صوت الرعد فقال : سبحان الله وبحمده لم تصبه صاعقة.
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أحمد بن داود - رضي الله عنه - قال : بينما سليمان بن داود عليه السلام يمشي مع أبويه وهو غلام إذا سمع صوت الرعد فخر فلصق بفخذ أبيه فقال : يا بني هذا صوت مقدمات رحمته فكيف لو سمعت صوت مقدمات عضبه.
وَأخرَج أبو الشيخ في العظمة عن كعب - رضي الله عنه - قال : من قال
حين يسمع الرعد : سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا عوفي مما يكون في ذلك الرعد

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع الرعد فقال : أتدرون ما يقول فقلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه يقول : موعدك لمدينة كذا.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينما رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة : اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا هو رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له : يا عبد الله ما اسمك فقال : فلان - للاسم الذي سمع في السحابة - فقال له : لم سألتني عن اسمي قال : سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه اسق حديقة فلان لاسمك بما تصنع فيها ، قال : أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيه ثلثه.
وأخرج النسائي والبزار وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي

حاتم وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعث رجلا من أصحابه إلى رأس من رؤساء المشركين يدعوه إلى الله فقال المشرك : هذا الإله الذي تدعوني إليه أمن ذهب هو أم من فضة أم من نحاس فتعاظم مقالته فرجع إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : ارجع إليه فرجع إليه فأعاد عليه القول الأول فرجع فأعاده الثالثة فبينما هما يتراحعان الكلام بينهما إذ بعث الله سحابة حيال رأسه فرعدت وأبرقت ووقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله تعالى
{ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء} الآية.
وأخرج ابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عبد الرحمن بن صحار العبدي أنه بلغه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى جبار يدعوه فقال : أرأيتم ربكم أذهب هو أم فضة هو أم لؤلؤ هو قال : فبينما هو يجادلهم إذ بعث الله سحابة فرعدت فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه ، فأنزل الله هذه الآية {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}

وأخرج الحكيم الترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني عن ربك من ذهب هو أم من لؤلؤ أم ياقوت فجاءته الصاعقة فأخذته فأنزل الله {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء} الآية.
وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد حدثني عن إلهك هذا الذي تدعو إليه أياقوت هو أذهب هو أم ما هو ، فنزلت على السائل صاعقة فأحرقته ، فأنزل الله تعالى {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي كعب المكي - رضي الله عنه - قال : قال خبيث من خبثاء قريش : أخبرونا عن ربكم من ذهب هو أم من فضة أم من نحاس فقعقعت السماء قعقعة فإذا قحف رأسه ساقط بين يديه فأنزل الله تعالى {ويرسل الصواعق} الآية.
وأخرج ابن جرير والخرائطي عن قتادة - رضي الله عنه - ذكر لنا أن رجلا أنكر القرآن وكذب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته فأنزل الله تعالى فيه {وهم يجادلون في الله} الآية

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {ويرسل الصواعق} قال : نزلت في عامر بن الطفيل وفي أربد بن قيس أقبل عامر فقال : إن لي حاجة فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : اقترب فاقترب حتى جثا على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وسل أربد بعض سيفه فلما رأى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بريقه تعوذ بآية من القرآن كان يتعوذ بها فأيبس الله يد أربد على السيف وأرسل عليه صاعقة فاحترق ، فذلك قول أخيه : أخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماك والأسد فجعني البرق والصواعق بالفا * رس [ بالفارس ] يوم الكريهة النجد.
وَأخرَج ابن أبي حاتم والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة عن أبي عمران الجوني قال : إن بحورا من النار دون العرش يكون فيها الصواعق.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : الصواعق نار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان - رضي الله عنه - قال : الصواعق من نار السموم وهذا صوت الحجب التي بحرها ما بيننا وبينه من الحجاب يسوق السحاب

وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن دينار - رضي الله عنه - قال : لم أسمع أحدا ذهب البرق ببصره لقول الله تعالى (يكاد البرق يخطف أبصارهم) (سورة البقرة آية 20) والصواعق تحرق لقول الله تعالى {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء}.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي نجيح - رضي الله عنه - قال : رأيت صاعقة أصابت نخلتين بعرفة فأحرقتهما.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي جعفر - رضي الله عنه - قال : الصاعقة تصيب المؤمن والكافر ولا تصيب ذاكر الله.
وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم الثقفي - رضي الله عنه - قال : من قال : سبحان الله شديد المحال لم تصبه عقوبة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وهو شديد المحال} قال : شديد القوة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وهو شديد المحال} قال : شديد المكر شديد القوة.
وأخرج ابن جريرعن ابن عباس - رضي الله عنهما - {وهو شديد المحال} قال : شديد

الحول.
وأخرج ابن جريرعن علي - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال : شديد الأخذ.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال : شديد الانتقام.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال : شديد الحقد.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال : شديد القوة والحيلة.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال : شديد الحول والقوة.
الآية 14.
أَخْرَج ابن جرير وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قوله {له دعوة الحق} قال : التوحيد لا إله إلا الله

وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء من طرق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {له دعوة الحق} قال : شهادة أن لا إله إلا الله.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {له دعوة الحق} قال : لا إله إلا الله ليست تنبغي لأحد غيره لا ينبغي أن يقال فلان إله بني فلان.
وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - في قوله {إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} قال : كالرجل العطشان يمد يده إلى البئر ليرتفع الماء إليه وما هو ببالغه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {كباسط كفيه إلى الماء} قال : يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا كذلك لا يستجيب من هو دونه.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} وليس ببالغه حتى يتمزع عنقه ويهلك عطشا ، قال الله تعالى {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}

فهذا مثل ضربه الله تبارك وتعالى إن هذا الذي يدعون من دون الله
هذا الوثن وهذا الحجر لا يستجيب له بشيء في الدنيا ولا يسوق إليه خيرا ولا يدفع عنه سوءا حتى يأتيه الموت كمثل هذا الذي يبسط ذراعيه إلى الماء ليبلغ فاه ولا يبلغ فاه ولا يصل ذلك إليه حتى يموت عطشا.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله {والذين يدعون من دونه} الآية ، قال : الرجل يقعد على شفة البئر فيبسط كفيه إلى قعر البئر ليتناول بهما فيده لا تبلغ الماء والماء لا ينزو إلى يده فكذلك لا ينفعهم ما كانوا يدعون من دون الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن بكير بن معروف - رضي الله عنه - قال : لما قتل قابيل أخاه جعله الله بناصيته في البحر ليس بينه وبين الماء إلا أصبع وهو يجد برد الماء من تحت قدميه ولا يناله ، وذلك قول الله {إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} فإذا كان الصيف ضرب عليه سبع حيطان من سموم وإذا كان الشتاء ضرب عليه سبع حيطان من ثلج.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه} قال : هذا مثل المشرك الذي عبد مع الله غيره فمثله كمثل الرجل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد هو يريد أن يتناوله ولا يقدر عليه

الآية 15.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : (ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والأصال) قال : ظل المؤمن يسجد طوعا وهو الطائع لله ، وظل الكافر يسجد طوعا وهو كاره.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة : (ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها) . قال : أما المؤمن فيسجد طائعا، وأما الكافر فيسجد كارها ، يسجد ظله.
وَأخرَج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في الآية قال الطائع المؤمن والكاره ظل الكافر
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال} قال : ظل المؤمن يسجد {طوعا} وهو طائع لله وظل الكافر يسجد {كرها} وهو كاره.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها} قال : أما المؤمن فيسجد طائعا.
وَأَمَّا الكافر فيسجد كارها يسجد ظله.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في الآية قال : الطائع المؤمن ، والكاره ظل الكافر.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال : يسجد من في السموات طوعا ومن في الأرض طوعا وكرها.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد - رضي الله عنه - في الآية قال : من دخل طائعا هذا طوعا ، وكرها : من لم يدخل إلا بالسيف.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن منذر قال : كان ربيع بن خيثم إذا سجد في سجدة الرعد قال : بل طوعا يا ربنا

وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وظلالهم بالغدو والآصال} يعني حين يفيء ظل أحدهم عن يمينه أو شماله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {وظلالهم بالغدو والآصال} قال : ذكر لنا أن ظلال الأشياء كلها تسجد لله وقرأ (سجدا لله وهم داخرون) (سورة النحل آية 48) قال : تلك الظلال تسجد لله.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وظلالهم بالغدو والآصال} قال : ظل الكافر يصلي وهو لا يصلي.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في الآية قال : إذا طلعت الشمس يسجد ظل كل شيء نحو المغرب ، فإذا زالت الشمس سجد ظل كل شيء نحو المشرق حتى تغيب.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - أنه سئل عن قوله {وظلالهم} قال : ألا ترى إلى الكافر فإن ظلاله جسده كله أعضاؤه لله مطيعة غير قلبه.
الآية 16
أخرج ابن مردويه عن أنس - رضي الله عنه - قال : قالوا يا رسول الله إنا نكون عندك على حال فإذا فارقناك كنا على غيره فنخاف أن يكون ذلك النفاق ، قال : كيف أنتم وربكم قالوا : الله ربنا في السر والعلانية ، قال : كيف أنتم ونبيكم قالوا : أنت نبينا في السر والعلانية ، قال : ليس ذاكم بالنفاق

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {هل يستوي الأعمى والبصير} قال : المؤمن والكافر.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - {قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور} قال : أما الأعمى والبصير فالكافر والمؤمن.
وَأَمَّا الظلمات والنور فالهدى والضلال.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم} قال : {خلقوا كخلقه} فحملهم ذلك على أن شكوا في الأوثان.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه} قال : ضربت مثلا.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله تعالى {أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه} قال : فأخبرني ليث بن أبي سليم عن ابن محمد عن حذيفة بن اليمان عن أبي بكر إما حضر ذلك حذيفة من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وإما حدثه إياه أبو بكر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ، قال أبو

بكر : يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله أو ما دعي مع الله ، قال : ثكلتك أمك ، الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره أو قال : لصغيره وكبيره قال : بلى ، قال : تقول كل يوم ثلاث مرات ، اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم ، والشرك أن تقول أعطاني الله وفلان والند أن يقول الإنسان : لولا فلان قتلني فلان.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال : انطلقت مع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل فقال أبو بكر - رضي الله عنه - وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب قليله وكثيره قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم.
الآيات 17 - 18.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {أنزل من السماء ماء} الآية قال : هذا مثل ضربه الله تعالى احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها فأما الشك فما ينفع معه العمل.
وَأَمَّا اليقين فينفع الله به أهله ، وهو قوله {فأما الزبد فيذهب جفاء

وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} وهو اليقين كما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه به ويترك خبيثه في النار كذلك يقبل الله تعالى اليقين ويترك الشك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {فسالت أودية بقدرها} قال : الصغير قدر صغيره ، والكبير قدر كبيره.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في
الآية قال : هذا مثل ضربه الله تعالى بين الحق والباطل يقول : احتمل السيل ما في الوادي من عود ودمنة ومما توقدون عليه في النار فهو الذهب والفضة والحلية والمتاع النحاس والحديد وللنحاس والحديد خبث فجعل الله تعالى مثل خبثه كمثل زبد الماء فأما ما ينفع الناس فالذهب والفضة.
وَأَمَّا ما ينفع الأرض فما شربت من الماء فأنبتت ، فجعل ذلك مثل العمل الصالح الذي يبقى لأهله ، والعمل السيء يضمحل من محله فما يذهب هذا الزبد فذلك الهدى والحق جاء من عند الله تعالى فمن عمل بالحق كان له ، وما بقي كما يبقى ما ينفع الناس في الأرض ، وكذلك الحديد لا

يستطيع أن يعمل منه سكين ولا سيف حتى يدخل النار فتأكل خبثه فيخرج جيده فينتفع به كذلك يضمحل الباطل وإذا كان يوم القيامة وأقيم الناس وعرضت الأعمال فيرفع الباطل ويهلك وينتفع أهل الحق بالحق.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح من طريق مرة عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله {فسالت أودية بقدرها} الآية ، قال : فمر السيل على رأسه من التراب والغثاء حتى استقر في القرار وعليه الزبد فضربته الريح فذهب الزبد جفاء إلى جوانبه فيبس فلم ينفع أحدا وبقي الماء الذي ينتفع به الناس فشربوا منه وسقوا أنعامهم ، فكما ذهب الزبد فلم ينفع فكذلك الباطل يضمحل يوم القيامة فلا ينفع أهله وكما نفع الماء فكذلك ينفع الحق أهله ، هذا مثل ضربه الله.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله {أنزل من السماء ماء} قال : هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر {فسالت أودية بقدرها} حتى جرى الوادي وامتلأ بقدر ما يحمل {فاحتمل السيل زبدا رابيا} قال : زبد الماء ، {ومما يوقدون عليه في النار} قال : زبد ما توقدون عليه من

ذلك حلية وما سقط فهو مثل زبد الماء وهو مثل ضرب للحق والباطل ، فأما خبث الحديد والذهب وزبد الماء فهو الباطل وما تصنعوا من الحلية والماء والحديد فمثل الحق.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - قال : ضرب الله تعالى مثل الحق والباطل ، فضرب مثل الحق السيل الذي يمكث في الأرض فينتفع
الناس به ، ومثل الباطل مثل الزبد الذي لا ينفع الناس ، ومثل الحق مثل الحلي الذي يجعل في النار فما خلص منه انتفع به أهله ، وما خبث منه فهو مثل الباطل علم أن لا ينفع الزبد وخبث الحلي أهله فكذلك الباطل لا ينفع أهله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن ابي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} قال : الصغير بصغره والكبير بكبره {فاحتمل السيل زبدا رابيا} قال : عاليا {ومما يوقدون} إلى قوله {فيذهب جفاء} والجفاء ما يتعلق بالشجر {وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} هذه ثلاثة أمثال ضربها الله تعالى في مثل واحد يقول : كما اضمحل هذا الزبد فصار جفاء لا ينتفع به ولا يرجى بركته كذلك يضمحل الباطل عن أهله ، وكما مكث هذا الماء في الأرض فأمرعت وربت بركته وأخرجت نباتها كذلك يبقى الحق لأهله ، وقوله {ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية} كما يبقى خالص هذا الذهب والفضة حين أدخل النار كذلك فيذهب خبثه كذلك يبقى

الحق لأهله ، وكما اضمحل خبث هذا الذهب والفضة حين أدخل في النار كذلك يضمحل الباطل عن أهله ، وقوله {أو متاع زبد مثله} يقول : هذا الحديد وهذا الصفر حين دخل النار وذهبت بخبثه كذلك يبقى الحق لأهله كما بقي خالصهما.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {فسالت أودية بقدرها} قال : الكبير بقدره والصغير بقدره {زبدا رابيا} قال : ربا فوق الماء الزبد {ومما يوقدون عليه في النار} قال : هو الذهب إذا أدخل النار بقي صفوه وذهب ما كان فيه من كدر ، وهذا مثل ضربه الله للحق والباطل {فأما الزبد فيذهب جفاء} يتعلق بالشجر ولا يكون شيئا هذا مثل الباطل {وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} هذا يخرج النبات وهذا مثل الحق {أو متاع زبد مثله} قال : المتاع الصفر والحديد.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} قال : بملئها ما أطاقت {فاحتمل السيل زبدا رابيا} قال : انقضى الكلام ثم استقبل فقال {ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله} قال : المتاع الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه !

{زبد مثله} قال : خبث ذلك
الحديد والحلية مثل زبد السيل {وأما ما ينفع الناس} من الماء {فيمكث في الأرض} وأما الزبد {فيذهب جفاء} قال : جمودا في الأرض قال فكذلك مثل الحق والباطل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {أنزل من السماء ماء} الآية ، قال : ابتغاء حلية الذهب والفضة أو متاع الصفر والحديد ، قال : كما أوقد على الذهب والفضة والصفر والحديد فخلص خالصه كذلك بقي الحق لأهله فانتفعوا به.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عيينة - رضي الله عنه - في قوله {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} قال : أنزل من السماء قرآنا فاحتمله عقول الرجال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {للذين استجابوا لربهم الحسنى} قال : الحياة والرزق.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {للذين استجابوا لربهم الحسنى} قال : هي الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن

فرقد السبخي - رضي الله عنه - قال : قال لي شهر بن حوشب - رضي الله عنه - {سوء الحساب} أن لا يتجاوز له عن شيء.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن فرقد السبخي - رضي الله عنه - قال : قال لي إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - : يا فرقد أتدري ما سوء الحساب قلت : لا ، قال : هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له منه شيء.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : {سوء الحساب} أن يؤخذ العبد بذنوبه كلها ولا يغفر له منها ذنب.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي الجوزاء - رضي الله عنه - في الآية قال {سوء الحساب} المناقشة في الأعمال.
الآية 19
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق} قال : هؤلاء قوم انتفعوا بما سمعوا من كتاب الله وعقلوه ووعوه ، {كمن هو أعمى} قال : عن الحق فلا يبصروه ولا يعقله {إنما يتذكر أولوا الألباب} فبين من هم فقال : {الذين يوفون بعهد الله}

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {أولوا الألباب} يعني من كان له لب أو عقل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - قال : إنما عاتب الله تعالى أولي الألباب لأنه يحبهم ، ووجدت ذلك في آية من كتاب الله تعالى {إنما يتذكر أولوا الألباب}.
الآيات 20 - 21.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق} فعليكم بالوفاء بالعهد ولا تنقضوا الميثاق فإن الله قد نهى عنه وقدم فيه أشد التقدمة وذكره في بضع وعشرين آية ، نصيحة لكم وتقدمة إليكم وحجة عليكم وإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل وأهل العلم بالله وذكر لنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له.
وأخرج الخطيب ، وَابن عساكر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن البر والصبر ليخففان سوء العذاب يوم القيامة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب}

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه – في
قوله {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل} يعني من إيمان بالنبيين وبالكتب كلها {ويخشون ربهم} يعني يخافون في قطعية ما أمر الله به أن يوصل {ويخافون سوء الحساب} يعني شدة الحساب.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل} قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : اتقوا الله وصلوا الأرحام فإنه أبقى لكم في الدنيا وخير لكم في الآخرة وذكر لنا أن رجلا من خثعم أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فقال : أنت الذي تزعم أنك رسول الله قال : نعم ، قال : فأي الأعمال أحب إلى الله قال : الإيمان بالله ، قال : ثم ماذا قال : صلة الرحم وكان عبد الله بن عمرو يقول : إن الحليم ليس من ظلم ثم حلم حتى إذا هيجه قوم اهتاج ولكن الحليم من قدر ثم عفا وإن الوصول ليس من وصل ثم وصل فتلك مجازاة ولكن الوصول من قطع ثم وصل وعطف على من لا يصله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) قال : بلغنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك ولم تعطه من مالك فقد قطعته.
الآيات 22 - 24

أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {والذين صبروا} يعني على أمر الله {ابتغاء وجه ربهم} يعني إبتغاء رضا ربهم {وأقاموا الصلاة} يعني وأتموها {وأنفقوا من ما رزقناهم} يعني من الأموال {سرا وعلانية} يعني في حق الله وطاعته {ويدرؤون} يعني يدفعون {بالحسنة السيئة} يعني يردون معروفا على من يسيء إليهم {أولئك لهم عقبى الدار} يعني دار الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - {ويدرؤون بالحسنة السيئة} قال : يدفعون بالحسنة السيئة.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {ويدرؤون بالحسنة السيئة} قال : يدفعون الشر بالخير لا يكافئون الشر بالشر ولكن يدفعونه بالخير ، أما قوله تعالى : {جنات عدن}.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة قصرا يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حيرة لا يدخله أو لا

يسكنه إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : قرأ عمر - رضي الله عنه - على المنبر {جنات عدن} فقال : يا أيها الناس هل تدرون ما جنات عدن قصر في الجنة له عشرة آلاف باب على كل باب خمسة وعشرون ألفا من الحور العين لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وَابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله {جنات عدن} قال : بطنان الجنة يعني وسطها.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن الحسن - رضي الله عنه - قال : {جنات عدن} وما يدريك ما جنات عدن ، ، قال : قصر من ذهب لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {جنات عدن} قال : مدينة وسط الجنة فيها الرسل الأنبياء والشهداء وأئمة الهدى والناس حولهم بعد والجنات حولها

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن - رضي الله عنه - أن عمر قال لكعب : ما عدن قال : هو قصر في الجنة لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل.
وأخرج ابن مردويه ، عَن عَلِي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جنة عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال : كن فكان ، أما قوله تعالى : {يدخلونها ومن صلح من آبائهم} الآية.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال : يدخل الرجل الجنة فيقول : أين أمي أين ولدي أين زوجتي ، فيقال : لم يعملوا مثل عملك ، فيقول : كنت أعمل لي ولهم ثم قرأ {جنات عدن يدخلونها ومن صلح} يعني من آمن بالتوحيد بعد هؤلاء {من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم} يدخلون معهم {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب} قال : يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف من الله ما ليس لهم في جنات عدن يقولون لهم : {سلام عليكم بما صبرتم} يعني على أمر الله تعالى {فنعم عقبى الدار} يعني دار الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - {ومن صلح من آبائهم} قال : من آمن في الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز - رضي الله عنه - في الآية قال : علم الله تعالى أن المؤمن يحب أن

يجمع الله تعالى له أهله وشمله في الدنيا فأحب أن يجمعهم له في الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قرأ {جنات عدن يدخلونها ومن صلح} حتى ختم الآية قال : إنه لفي خيمة من درة مجوفة ليس فيها صدع ولا وصل طولها في الهواء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ومال ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب يقوم على كل باب منها سبعون ألفا من الملائكة مع كل ملك هدية من الرحمن ليس مع صاحبه مثلها لا يصلون إليه إلا بإذن بينه وبينهم حجاب.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : أخس أهل الجنة منزلا يوم القيامة له قصر من درة جوفاء فيها سبعة آلاف غرفة لكل غرفة سبعون ألف باب يدخل عليه من كل باب سبعون ألفا من الملائكة بالتحية والسلام.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي

عمران
الجوني - رضي الله عنه - في قوله {سلام عليكم بما صبرتم} قال : على دينكم {فنعم عقبى الدار} قال : فنعم ما أعقبكم الله تعالى من الدنيا الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {سلام عليكم بما صبرتم} قال : صبروا على فضول الدنيا.
وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن نصر الحارثي - رضي الله عنه - {سلام عليكم بما صبرتم} قال : على الفقر في الدنيا.
وأخرج أحمد والبزار ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول من يدخل الجنة من خلق الله تعالى فقراء المهاجرين الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله تعالى لمن يشاء من الملائكة : ائتوهم فحيوهم ، فتقول الملائكة : ربنا نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم ، قال الله تعالى : إن هؤلاء عبادي كانوا يعبدونني في الدنيا ولا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب {سلام عليكم بما

صبرتم فنعم عقبى الدار}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : إن المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا دخل الجنة وعنده سماطان من خدم وعند طرف السماطين باب مبوب فيقبل الملك فيستأذن فيقول أقصى الخدم للذي يليه : ملك يستأذن ويقول الذي يليه للذي يليه : ملك يستأذن حتى يبلغ المؤمن فيقول : ائذنوا له ، فيقول أقربهم إلى المؤمن : ائذنوا ، ويقول الذي يليه للذي يليه : ائذنوا حتى تبلغ أقصاهم الذي عند الباب فيفتح له فيدخل فيسلم عليه ثم ينصرف.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه عن أنس - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي أحدا كل عام فإذا تفوه الشعب سلم على قبور الشهداء فقال {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : كان النبي
صلى الله عليه وسلم يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} وأبو بكر وعمر وعثمان

الآيات 25 - 26.
أَخرَج أبو الشيخ عن ميمون بن مهران - رضي الله عنه - قال : قال لي عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - : لا تؤاخين قاطع رحم فإني سمعت الله لعنهم في سورتين : في سورة الرعد وسورة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ولهم سوء الدار} قال : سوء العاقبة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الرحمن بن سابط - رضي الله عنه - في قوله {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} قال : كان الرجل يخرج في الزمان الأول في إبله أو غنمه فيقول لأهله : متعوني ، فيمتعونه فلقلة الخبز أو التمر ، فهذا مثل ضربه الله للدنيا

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {إلا متاع} قال : قليل ذاهب.
وأخرج الترمذي والحاكم عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك ، فقال : ما لي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.
الآيات 27 - 29

أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ويهدي إليه من أناب} أي من تاب ، وفي قوله {وتطمئن قلوبهم بذكر الله} قال : هشت إليه واستأنست به.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله} يقول : إذا حلف لهم بالله صدقوا {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} قال : تسكن القلوب.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} قال : محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وأخرج أبو الشيخ عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين نزلت هذه الآية {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} : هل تدرون ما معنى ذلك قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : من أحب الله ورسوله أحب أصحابي.
وأخرج ابن مردويه عن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} قال : ذاك من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا ألا بذكر الله يتحابون

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {طوبى لهم} قال : فرح وقرة عين.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال : نعم ما لهم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال : غبطة لهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي اللله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال : حسنى لهم ، وهي كلمة من كلام العرب.
وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال : هذه كلمة عربية يقول الرجل طوبى لك أي أحببت خيرا.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن إبراهيم - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال : الخير والكرامة الذي أعطاهم الله سبحانه وتعالى

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال : الجنة.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال : الجنة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طوبى اسم الجنة بالحبشية.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما خلق الله الجنة وفرغ منها قال {الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب} وذلك حين أعجبته.
وأخرج جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن مسجوح - رضي الله عنه - قال {طوبى} اسم الجنة بالهندية.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال {طوبى} اسم الجنة بالهندية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : {طوبى} اسم شجرة في الجنة

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي الدنيا في صفة الجنة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : {طوبى} شجرة في الجنة يقول الله تعالى لها : تفتقي لعبدي عما شاء ، فتنفتق له عن الخيل بسروجها ولجمها وعن الإبل برحالها وأزمتها وعما شاء من الكسوة.
وأخرج ابن جرير من طريق معاوية بن قرة - رضي الله عنه - عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : طوبى شجرة غرسها الله تعالى بيده ونفخ فيها من
روحه تنبت بالحلى والحلل وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة.
وأخرج أحمد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن عتبة بن عبد - رضي الله عنه - قال : جاء أعرابي إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله في الجنة فاكهة قال : نعم فيها شجرة تدعى طوبى هي نطاق الفردوس ، قال : قال

أي شجر أرضنا تشبه قال : ليس تشبه شيئا من شجر أرضك ، ولكن أتيت الشام قال : لا ، قال : فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد ثم ينشر أعلاها ، قال : ما عظم أصلها قال : لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتاها هرما ، قال فهل فيها عنب قال : نعم ، قال : ما عظم العنقود منه قال : مسيرة شهر للغراب الأبقع.
وأخرج أحمد وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن حبان ، وَابن مردويه والخطيب في تاريخه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رجلا قال : يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك قال : {طوبى} لمن رآني وآمن وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني ، قال رجل : وما طوبى ، قال : شجرة في الجنة مسيرة مائة عام تخرج من أكمامها

وأخرج ابن أبي شيبة في صفة الجنة ، وَابن أبي حاتم عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتنفتح له أكمامها فيأخذ له من أي ذلك شاء ، إن شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر وإن شاء أسود ، مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سيرين - رضي الله عنه - قال : شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي وليس في الجنة حجرة إلا وفيها غصن من أغصانها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر رجل من أهل الشام قال : إن ربك أخذ لؤلؤة فوضعها ثم دملجها ثم فرشها وسط الجنة فقال لها

امتدي حتى تبلغي مرضاتي ، ففعلت ثم أخذ شجرة فغرسها وسط اللؤلؤة ثم قال لها : امتدي ففعلت فلما استوت تفجرت من أصولها أنهار الجنة وهي طوبى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن فرقد السبخي - رضي الله عنه - قال : أوحى الله
إلى عيسى ابن مريم عليه السلام في الإنجيل : يا عيسى جد في أمري ولا تهزل واسمع قولي وأطع أمري ، يا ابن البكر البتول إني خلقتك من غير فحل وجعلتك وأمك آية للعالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل وخذ الكتاب بقوة ، قال عيسى عليه السلام : أي رب أي كتاب آخذ بقوة ، قال : خذ كتاب الإنجيل بقوة ففسره لأهل السريانية وأخبرهم أني أنا الله لا إله إلا أنا الحي القيوم البديع الدائم الذي لا زوال له فآمنوا بالله ورسوله النَّبِيّ الأمي الذي يكون في آخر الزمان فصدقوه واتبعوه صاحب الجمل والمدرعة والهراوة والتاج الأنجل العين المقرون الحاجبين صاحب الكساء الذي إنما نسله من المباركة - يعني خديجة - يا عيسى لها بيت من لؤلؤ من قصب موصل بالذهب لا يسمع فيه أذى ولا نصب لها ابنة - يعني فاطمة ولها ابنان فيستشهدان - يعني الحسن والحسين - طوبى

لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيامه ، قال عيسى عليه السلام : يا رب وما طوبى قال : شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي وأسكنتها ملائكتي أصلها من رضوان وماؤها من تسنيم.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال {طوبى} في الجنة حملها مثال ثدي النساء فيه حلل أهل الجنة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء ، وَابن أبي حاتم عن خالد بن معدان - رضي الله عنه - قال : إن في الجنة شجرة يقال له طوبى ضروع كلها ترضع صبيان أهل الجنة فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى وإن سقط المرأة يكون في نهر من أنهار الجنة يتقلب فيه حتى تقوم القيامة فيبعث ابن أربعين سنة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن شهر بن حوشب قال {طوبى} شجرة في الجنة كل شجرة في الجنة منها أغصانها من وراء سور الجنة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها زهرها رياط

وورقها برود وقضبانها عنبر وبطحاؤها ياقوت وترابها كافور ووحلها مسك يخرج من أصلها أنهار الخمر واللبن والعسل وهي مجلس من مجالس أهل الجنة ومتحدث بينهم ، فبينما هم في مجلسهم إذ أتتهم ملائكة من ربهم يقودون خيما مزمومة بسلاسل من ذهب وجوهها كالمصابيح من حسنها
ووبرها كخد المرعزي من لينه عليها رحال ألواحها من ياقوت ودفوفها من ذهب وثيابها من سندس واستبرق فينيخونها ويقولون : ربنا أرسلنا إليكم لتزوره ، فيركبوها فهي أسرع من الطائر وأوطأ من الفراش نجباء من غير مهنة يسير الرجل إلى جنب أخيه وهو يكلمه ويناجيه لا يصيب أذن راحلة منها أذن صاحبتها ولا تزل راحلة بزلل صاحبتها حتى أن الشجرة لتنحى عن طرقهم لئلا يفرق بين الرجل وأخيه ، فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه فإذا رأوه قالوا : اللهم أنت السلام ومنك السلام وحق لك الجلال والإكرام ، ويقول عز وجل عند ذلك : أنا السلام ومني السلام وعليكم حقت رحمتي ومحبتي مرحبا بعبادي الذين خشوني بالغيب وأطاعوا أمري ، فيقولون : ربنا إنا لم نعبدك حق عبادتك ولم نقدرك حق قدرك فأذن لنا في السجود قدامك ، فيقول الله عز وجل : إنها ليست بدار

نصب ولا عبادة ولكنها دار ملك ونعيم وإني قد رفعت عنكم نصب العبادة فسلوني ما شئتم فإن لكل رجل منكم أمنيته ، فيسألونه حتى إن أقصرهم أمنية ليقول : رب تنافس أهل الدنيا في دنياهم فتضايقوا فيها ، رب فائتني كل شيء كانوا فيه من يوم خلقتها إلى أن انتهت الدنيا فيقول الله عز وجل : لقد قصرت بك أمنيتك ولقد سألت دون منزلتك هذا لك مني وسأتحفك بمنزلتي لأنه ليس في عطائي نكد ولا تصريد ثم يقول : اعرضوا على عبادي ما لم تبلغ أمانيهم ولم يخطر على بال ، فيعرضون عليهم حتى تقصر بهم أمانيهم التي في أنفسهم فيكون فيما يعرضون عليهم : براذين مقرنة على كل أربعة منهم سرير من ياقوتة واحدة على كل منها قبة من ذهب مفرغة في كل قبة منها فرش من فرش الجنة مظاهرة في كل قبة منها جاريتان من الحور العين على كل جارية منهن ثوبان من ثياب الجنة وليس في الجنة ألوان إلا وهو فيهما ولا ريح طيبة إلا وقد عبقتا به ينفذ ضوء وجوههما غلظ القبة حتى يظن من يراهما أنهما من دون القبة يرى مخهما من فوق أسرتهما كالسلك الأبيض من ياقوتة حمراء يريان له من الفضل على صاحبته كفضل الشمس على الحجارة أو أفضل ، ويرى هو لهما مثل ذلك ثم يدخل إليهما فيجيئآنه ويقبلانه ويعانقانه ويقولان له : والله ما ظننا أن الله يخلق مثل ذلك ، ثم يأمر الله تعالى الملائكة

فيسيرون بهم صفا في الجنة حتى ينتهي كل رجل منهم إلى منزله الذي أعد له.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - عن محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى لو يسير الراكب الجواب في ظلها لسار فيه مائة عام قبل أن يقطعه وورقها برود خضر وزهرها رياط صفر وأقتادها سندس واستبرق وثمرها حلل خضر وصمغها زنجبيل وعسل وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرد أخضر وترابها مسك وعنبر وكافور أصفر وحشيشها زعفران منبع والأجوج ناججان في غير وقود ينفجر من أصلها ، أنهارها السلسبيل والمعين في الرحيق وظلها مجلس من مجالس أهل الجنة يألفونه

ومتحدث يجمعهم ، فبينما هم يوما في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم ملائكة يقودون نجبا جبلت من الياقوت ثم نفخ فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة وبرها خز أحمر ومرعز أحمر يخترطان ، لم ينظر الناظرون إلى مثله حسنا وبهاء ولا من غير مهانة عليها رحال ألواحها من الدر والياقوت مفضضة باللؤلؤ والمرجان فأناخوا إليهم تلك النجائب ثم قالوا لهم : ربكم يقرئكم السلام ويستزيركم لتنظروا إليه وينظر إليكم وتحيونه ويحييكم وتكلمونه ويكلمكم ويزيدكم من فضله وسعته إنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم ، فتحول كل رجل منهم على راحلته حتى انطلقوا صفا واحدا معتدلا لا يفوت منه شيء ولا يفوت أذن ناقة أذن صاحبتها ولا بركة ناقة بركة صاحبها ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة إلا أتحفتهم بثمرها ورجلت لهم عن طريقها كراهية أن تثلم صفهم أو تفرق بين رجل ورفيقه

فلما دفعوا إلى الجبار تعالى سفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في عظمته العظيم يحييهم بالسلام ، فقالوا : ربنا أنت السلام ومنك السلام لك حق الجلال والإكرام ، قال لهم ربهم : أنا السلام ومني السلام ولي حق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي ورعوا عهدي وخافوني بالغيب وكانوا مني على كل حال مشفقين ، قالوا : أما وعزتك وعظمتك وجلالك وعلو مكانك ما قدرناك حق قدرك ولا أدينا إليك كل حقك فأذن لنا بالسجود لك ، قال لهم ربهم : إني قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم أبدانكم طالما نصبتم لي الأبدان وأعنتم لي الوجوه فالآن أفضتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي وطولي وجلالي وعلو مكاني وعظمة شأني ، فما يزالون في الأماني والعطايا والمواهب حتى أن المقصر منهم في أمنيته ليتمنى مثل
جميع الدنيا منذ يوم خلقها الله تعالى إلى يوم يفنيها ، قال لهم ربهم : لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم وألحقت بكم

وزدتكم ما قصرت عنه أمانيكم ، فانظروا إلى مواهب ربكم التي وهبكم ، فإذا بقباب في الرفيق الأعلى وغرف مبنية من الدر والمرجان أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت وفرشها من سندس واستبرق ومنابرها من نور يفور من أبوابها وأعراصها نور مثل شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري في النهار المضيء وإذا بقصور شامخة في أعلى عليين من الياقوت يزهر نورها ، فلولا أنه مسخر إذن لالتمع الأبصار فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالحرير الأبيض ، وما كان منها من الياقوت الأحمر فهو مفروش بالعبقري ، وما كان منها من الياقوت الأخضر فهو مفروش بالسندس الأخضر ، وما كان منها من الياقوت الأصفر فهو مفروش بالأرجوان الأصفر مبوبة بالزمرد الأخضر والذهب الأحمر والفضة البيضاء ، قواعدها وأركانها من الجوهر وشرفها قباب من لؤلؤ وبروجها غرف من المرجان ، فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم قربت لهم براذين من ياقوت أبيض منفوخ فيها الروح بجنبها الولدان المخلدون بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين ولجمها وأعنتها من فضة بيضاء منظومة بالدر والياقوت سروجها

سرر موضونة مفروشة بالسندس والاستبرق فانطلقت بهم تلك البراذين تزف بهم وتطأ رياض الجنة ، فلما انتهوا إلى منازلهم وجدوا الملائكة قعودا على منابر من نور ينتظرونهم ليزوروهم ويصافحوهم ويهنوهم كرامة ربهم ، فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به عليهم ربهم مما سألوا وتمنوا وإذا على باب كل قصر من تلك القصور أربعة جنان {جنتان} {ذواتا أفنان} وجنتان {مدهامتان} و(فيهما عينان نضاختان) (سورة الرحمن آية 66) وفيهما من كل فاكهة زوجان و(حور مقصورات في الخيام) (سورة الرحمن آية 72) فلما تبوأوا منازلهم واستقروا قرارهم قال لهم ربهم : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا : نعم وربنا ، قال : هل رضيتم بثواب ربكم قالوا : ربنا رضينا فارض عنا ، قال : برضاي عنكم حللتم داري ونظرتم إلى وجهي وصافحتم
ملائكتي فهنيئا هنيئا لكم عطاء غير مجذوذ ليس فيه تنغيص ولا تصريد فعند ذلك قالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب إن ربنا لغفور شكور

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن زيد مولى بني مخزوم قال : سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول : إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرؤوا إن شئتم (وظل ممدود) فبلغ ذلك كعبا - رضي الله عنه - فقال : صدق والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم ، لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما ، إن الله عز وجل غرسها بيده ونفخ فيها من روحه وإن أفنانها من وراء سور الجنة وما في الجنة نهر إلا يخرج من أصل تلك الشجرة.
وأخرج ابن جرير عن مغيث بن سمي - رضي الله عنه - قال : {طوبى} شجرة في الجنة لو أن رجلا ركب قلوصا جذعا أو جذعة ثم دار بها لم يبلغ المكان الذي ارتحل منه حتى يموت هرما ، وما من أهل الجنة منزل إلا غصن من تلك الشجرة متدل عليهم فإذا أرادوا أن يأكلوا من الثمرة تدلى إليهم فيأكلون ما شاؤوا ، ويجيء الطير فيأكلون منه قديدا وشويا ما شاؤوا ثم يطير.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح - رضي الله عنه - قال : {طوبى} شجرة في الجنة لو أن راكبا

ركب حقة أو جذعة فأطاف بها ما بلغ ذلك الموضع الذي ركب فيه حتى يقتله الهرم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : ذكر عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {طوبى} فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر هل بلغك طوبى قال : الله تعالى ورسوله أعلم ، قال : {طوبى} شجرة في الجنة لا يعلم طولها إلا الله تعالى يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ، ورقها الحلل يقع عليها الطير كأمثال البخت ، قال أبو بكر - رضي الله عنه - : إن ذلك الطير ناعم قال : أنعم منه من يأكله وأنت منهم يا أبا بكر إن شاء الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : طوبى شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت الحلي والثمار منهدلة على أفواهها.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة وهناد بن السري في الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مغيث بن سمي - رضي الله عنه - قال : {طوبى} شجرة في الجنة ليس في الجنة دار إلا يظلها غصن من أغصانها فيه من ألوان الثمر ، ويقع عليها طير أمثال البخت فإذا اشتهى الرجل طيرا دعاه فيقع على خوانه فيأكل من إحدى جانبيه شواء والآخر قديدا ثم يصير طائرا فيطير

فيذهب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء ، وَابن أبي حاتم عن خالد بن معدان - رضي الله عنه - قال : إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال : غبطة {وحسن مآب} قال : حسن مرجع.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - {وحسن مآب} قال : حسن منقلب.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - مثله.
الآية 30.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وهم يكفرون بالرحمن} قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية - حين صالح قريش كتب في الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقالت قريش : أما الرحمن فلا نعرفه وكان أهل الجاهلية يكتبون : باسمك اللهم ، فقال أصحابه : دعنا نقاتلهم ، قال : لا ولكن اكتبوا كما

يريدون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال : هذا لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا في الحديبية كتب بسم الله الرحمن الرحيم ، فقالوا : لا
نكتب الرحمن وما ندري ما الرحمن ، وما نكتب إلا باسمك اللهم فأنزل الله تعالى {وهم يكفرون بالرحمن} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - {وإليه متاب} قال : توبتي.
الآيات 31 - 34.
أَخرَج الطبراني وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن كان كما تقول فأرنا أشياخنا الذين من الموتى نكلمهم وأفسح لنا هذه الجبال - جبال مكة - التي قد ضمتنا ، فنزلت {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن عطية العوفي - رضي الله عنه - قال : قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها أو قطعت لنا

الأرض كما كان سليمان عليه السلام يقطع لقومه بالريح أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى لقومه ، فأنزل الله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية إلى قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال : أفلم يتبين
الذين آمنوا قالوا : هل تروي هذا الحديث عن أحد من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال المشركون من قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لو وسعت لنا أودية مكة وسيرت جبالها فاحترثناها وأحييت من مات منا واقطع به الأرض أو كلم به الموتى ، فأنزل الله {ولو أن قرآنا}.
وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل ، وَابن مردويه عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال : لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) (سورة الشعراء آية 214) صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قبيس : يا آل عبد مناف إني نذير فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم ، فقالوا : تزعم أنك نبي يوحى إليك وإن سليمان عليه السلام سخرت له الريح والجبال وإن موسى عليه السلام سخر له البحر وإن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذها محارث فنزرع ونأكل وإلا فادع الله أن يحيي لنا الموتى فنكلمهم

ويكلمونا وإلا فادع الله أن يجعل هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم ، فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سري عنه الوحي قال : والذي نفسي بيده لقد أعطاني الله ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة ولا يؤمن مؤمنكم فاخترت باب الرحمة ويؤمن مؤمنكم وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم يعذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين ، فنزلت (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا إن كذب بها الأولون) (سورة الإسراء آية 59) حتى قرأ ثلاث آيات ، ونزلت {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة أن هذه الآية {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} مكية.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية قال : قول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم : سير جبالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة أو قرب لنا الشام فإنا نتجر إليها أو أخرج لنا آباءنا من

القبور نكلمهم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قالوا : سير بالقرآن الجبال قطع بالقرآن الأرض أخرج به موتانا.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - قال : قال كفار مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم : سير لنا الجبال كما سخرت لداود وقطع لنا الأرض كما قطعت لسليمان عليه السلام فاغد بها شهرا ورح بها شهرا أو كلم لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يكلمهم ، يقول : لم أنزل بهذا كتابا ولكن كان شيئا أعطيته أنبيائي ورسلي.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الشعبي - رضي الله عنه - قال : قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنت نبيا كما تزعم فباعد عن مكة أخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام أو خمسة أيام فإنها ضيقة حتى نزرع فيها أو نرعى وابعث لنا آبائنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا أنك نبي أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة حتى نذهب ونجيء في ليلة كما زعمت أنك فعلته ، فأنزل الله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية

وأخرج إسحاق ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {بل لله الأمر جميعا} لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء ولم يكن ليفعل.
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ {أفلم ييأس الذين آمنوا}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ [ أفلم يتبين الذين آمنوا ] فقيل له : إنها في المصحف {أفلم ييأس} فقال : أظن الكاتب كتبها وهو ناعس.
وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ [ أفلم يتبين الذين آمنوا ]

وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {أفلم ييأس} يقول : يعلم.
وأخرج الطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال : أفلم يعلم بلغة بني مالك ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت مالك بن عوف يقول : لقد يئس الأقوام أني أنا ابنه * وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا.
وَأخرَج ابن الأنباري عن أبي صالح - رضي الله عنه - قال : في قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال : أفلم يعلم بلغة هوازن ، وأنشد قول مالك بن عوف النضري : أقول لهم بالشعب إذا ييئسونني * ألم تعلم أني ابن فارس زهدم.
وَأخرَج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال : أفلم يعلم الذين آمنوا.
وَأخرَج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال : ألم

يعرف الذين آمنوا.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - {أفلم ييأس} قال : أفلم يعلم ، ومن الناس من يقرؤها ((أفلم يتبين)) وإنما هوكالاستنقاء أفلم يعقلوا ليعلموا أن الله يفعل ذلك لم ييأسوا من ذلك وهم يعلمون أن الله تعالى لو شاء فعل ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية - رضي الله عنه - {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال : قد يئس الذين آمنوا أن يهدوا ولو شاء الله {لهدى الناس جميعا}.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه من طريق عكرمة - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال : السرايا.
وأخرج الطيالسي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن جبير - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال : سرية {أو تحل قريبا من دارهم} قال : أنت يا محمد {حتى يأتي وعد الله} قال فتح مكة

وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال : سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم {أو تحل} يا محمد {قريبا من دارهم}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : {القارعة} السرايا {أو تحل قريبا من دارهم} قال : الحديبية {حتى يأتي وعد الله} قال : فتح مكة.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {ولا يزال الذين كفروا} الآية ، قال : نزلت بالمدينة في سرايا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، {أو تحل} أنت يا محمد {قريبا من دارهم}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال : نكبة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال : عذاب من السماء {أو تحل قريبا من دارهم} يعني نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله إياهم

وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {أو تحل قريبا من دارهم} قال : أو تحل القارعة قريبا من دارهم {حتى يأتي وعد الله} قال : يوم القيامة ، أما قوله تعالى : {ولقد استهزئ برسل من قبلك}.
وَأخرَج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : كان رجل خلف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يحاكيه ويلمطه فرآه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : كذلك فكن ، فرجع إلى أهله فلبط به مغشيا شهرا ثم أفاق حين أفاق وهو كما حاكى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال : يعني بذلك نفسه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال : الله تعالى قائم بالقسط والعدل

وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال : ذلكم ربكم تبارك وتعالى قائم على بني آدم بأرزاقهم وآجالهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال : الله عز وجل القائم على كل نفس {بما كسبت} على رزقها وعلى عملها ، وفي لفظ : قائم على كل بر وفاجر يرزقهم ويكلؤهم ثم يشرك به منهم من أشرك {وجعلوا لله شركاء} يقول : آلهة معه {قل سموهم} ولو سموا آلهة لكذبوا وقالوا في ذلك غير الحق لأن الله تعالى واحد لا شريك له {أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض} يقول : لا يعلم الله تعالى في الأرض إلها غيره {أم بظاهر من القول} يقول : أم بباطل من القول وكذب.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} يعني بذلك نفسه يقول {قائم على كل نفس} على كل بر وفاجر {بما كسبت} وعلى رزقهم وعلى طعامهم فأنا على ذلك وهم عبيدي ثم جعلوا لي شركاء {قل سموهم} ولو سموهم كذبوا في ذلك لا يعلم الله تعالى من إله غير الله فذلك قوله {أم تنبئونه بما لا يعلم

في الأرض}.
وأخرج أبو الشيخ عن ربيعة الجرشي - رضي الله عنه - أنه قام في الناس يوما فقال : اتقوا الله في السرائر وما ترخى عليه الستور ، ما بال أحدكم ينزع عن الخطيئة للنبطي يمر به والأمة من إمائه والله تعالى يقول {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} ويحكم فأجلوا مقام الله سبحانه وتعالى : ما يؤمن أحدكم أن يمسخه قردا أو خنزيرا بمعصيته إياه فإذا هو خزي في الدنيا وعقوبة في الآخرة ، فقال رجل من القوم : والله الذي لا إله إلا هو ليكونن ذاك يا ربيعة فنظر القوم من الحالف فإذا هو عبد الرحمن بن غنم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {أم بظاهر من القول} قال : بظن {بل زين للذين كفروا مكرهم} قال : قولهم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {أم بظاهر من القول} قال : الظاهر من القول هو الباطل.
الآية 35.
أَخْرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {مثل الجنة} قال : نعت الجنة ليس للجنة مثل

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبراهيم التيمي - رضي الله عنه - في قوله {أكلها دائم} قال : لذتها دائمة في أفواههم.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن خارجة بن مصعب - رضي الله عنه - قال : كفرت الجهمية بآيات من القرآن قالوا : إن الجنة تنفد ومن قال تنفد فقد كفر بالقرآن ، قال الله تعالى (إن هذا لرزقنا ما له من نفاد) (سورة ص آية 54) وقال : (لا مقطوعة ولا ممنوعة) (سورة الواقعة آية 33) فمن قال أنها تنقطع فقد كفر ، وقال : عطاء غير مجذوذ فمن قال أنها تنقطع فقد كفر ، وقال {أكلها دائم وظلها} فمن قال أنها لا تدوم فقد كفر.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مالك بن أنس - رضي الله عنه - قال : ما من شيء من ثمار الدنيا أشبه بثمار الجنة من الموز لأنك لا تطلبه في صيف ولا شتاء إلا وجدته ، قال الله تعالى {أكلها دائم}.
الآيات 36 – 40
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك} قال : أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فرحوا بكتاب الله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وصدقوا به {ومن الأحزاب من ينكر بعضه} يعني اليهود والنصارى والمجوس.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك} قال : هذا من آمن برسول الله

صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب يفرحون بذلك ، وقرأ (ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به) (سورة يونس آية 40) {ومن الأحزاب من ينكر بعضه} قال : الأحزاب الأمم اليهود والنصارى والمجوس منهم من آمن به ومنهم من أنكره.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ومن الأحزاب} قال : من أهل الكتاب {من ينكر بعضه} قال : بعض القرآن.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وإليه مآب} قال : إليه مصير كل عبد.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {ما لك من الله من ولي ولا واق} قال : من أحد يمنعك من عذاب الله تعالى.
وأخرج ابن ماجة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ ، وَابن مردويه من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبتل وقرأ قتادة - رضي الله عنه - {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك

وجعلنا لهم أزواجا وذرية}.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن سعد بن هشام قال : دخلت على عائشة - رضي الله عنها - فقلت : إني أريد أن أتبتل ، قالت : لا تفعل أما سمعت الله يقول {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي عن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربع من سنن المرسلين : التعطر والنكاح والسواك والختان ، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف بلفظ الختان والسواك والتعطر والنكاح من سنتي.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {لكل أجل كتاب} يقول : لكل كتاب ينزل من السماء أجل فيمحو الله من ذلك ما يشاء {ويثبت وعنده أم الكتاب}

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : قالت قريش حين أنزل {وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله} ما نراك يا محمد تملك من شيء ولقد فرغ من الأمر ، فأنزلت هذه الآية تخويفا لهم ووعيدا لهم {يمحو الله ما يشاء ويثبت} إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا ويحدث الله تعالى في كل رمضان فيمحو الله ما يشاء {ويثبت} من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال : ينزل الله تعالى في كل شهر رمضان إلى سماء الدنيا يدبر أمر السنة إلى السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء ويثبت إلا الشقوة والسعادة والحياة والممات.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {يمحو الله ما يشاء} هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله تعالى فيموت على ضلاله فهو الذي يمحو والذي يثبت الرجل الذي يعمل بمعصية الله تعالى وقد سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله سبحانه وتعالى

وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال : من أحد الكتابين هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما ويثبت {وعنده أم الكتاب} أي جملة الكتاب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إن لله لوحا محفوظا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء له دفتان من ياقوت والدفتان لوحان لله كل يوم ثلاث وستون لحظة يمحو ما يشاء {ويثبت وعنده أم الكتاب}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والطبراني عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل فينسخ الذكر في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهي داره التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر لا يسكنها من بني آدم غير ثلاثة : النبيين والصديقين والشهداء ثم يقول : طوبى لمن نزلك ، ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته فتنتفض فيقول : قومي

بعزتي ثم يطلع إلى عباده فيقول : هل من مستغفر فأغفر له هل من داع فأجيبه حتى يصلى الفجر وذلك قوله (إن قرآن الفجر كان مشهودا) (سورة الإسراء آية 78) يقول : يشهده الله وملائكة الليل والنهار.
وأخرج الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عمر - رضي الله عنهما - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {يمحو الله ما يشاء ويثبت} إلا الشقوة والسعادة والحياة والموت.
وأخرج ابن سعد ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن الكلبي - رضي الله عنه - في الآية قال : يمحو من الرزق ويزيد فيه ويمحو من الأجل ويزيد فيه ، فقيل له : من حدثك بهذا قال : أبو صالح ، عَن جَابر بن عبد الله بن رباب الأنصاري عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال : ذلك كل ليلة القدر يرفع ويخفض ويرزق غير الحياة والموت والشقاوة والسعادة فإن ذلك لا يزول.
وأخرج ابن مردويه ، وَابن عساكر عن علي - رضي الله عنه - أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال له لأقرن عينيك بتفسيرها ولأقرن عين أمتي بعدي بتفسيرها الصدقة على وجهها وبر الوالدين واصطناع المعروف يحول الشقاء سعادة ويزيد في العمر ويقي مصارع السوء.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لا ينفع الحذر من القدر ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر.
وأخرج ابن جرير عن قيس بن عباد - رضي الله عنه - قال : العاشر من رجب هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن قيس بن عباد - رضي الله عنه - قال : لله أمر في كل ليلة العاشر من أشهر الحرم أما العشر من الأضحى فيوم النحر.
وَأَمَّا العشر من المحرم فيوم عاشوراء.
وَأَمَّا العشر من رجب ففيه {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال : ونسيت ما قال

في ذي القعدة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال وهو يطوف بالبيت : اللهم إن كنت كتبت علي شقاوة أو ذنبا فامحه فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب فاجعله سعادة ومغفرة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وَابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وسع الله له في معيشته يا ذا المن ولا يمن عليه يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول لا إله إلا أنت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين إن كنت كتبتني في أم الكتاب شقيا فامح عني اسم الشقاء وأثبتني عندك سعيدا وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما مقترا علي رزقي فامح حرماني ويسر رزقي وأثبتني عندك سعيدا موفقا للخير فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن السائب بن ملجان من أهل الشام - وكان قد أدرك الصحابة رضي الله عنهم - قال : لما دخل عمر – رضي
الله عنه - الشام حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيبا كقيامي فيكم فأمر بتقوى الله وصلة الرحم وصلاح ذات البين وقال : عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة وإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ، لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن وأمارة المنافق الذي لا تسوءه سيئته ولا تسره حسنته إن عمل خيرا لم يرج من الله في ذلك ثوابا وإن عمل شرا لم يخف من الله في ذلك الشر عقوبة وأجملوا في طلب الدنيا فإن الله قد تكفل بأرزاقكم وكل سيتم له عمله الذي كان عاملا استعينوا الله على أعمالكم فإنه يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب صلى الله على نبينا محمد وآله وعليه السلام ورحمة الله السلام عليكم ، قال البيهقي - رضي الله عنه - : هذه خطبة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على أهل الشام أثرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيئا من المحارم إلا ارتكبه وكان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول :

لئن رأيت أبا رومي في بعض أزقة المدينة لأضربن عنقه وإن بعض أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أتاه ضيف له فقال لامرأته : اذهبي إلى أبي رومي فخذي لنا منه بدرهم طعاما حتى ييسره الله تعالى ، فقالت له : إنك تبعثني إلى ابي رومي وهو من أفسق أهل المدينة ، ، فقال : اذهبي فليس عليك منه بأس إن شاء الله تعالى فانطلقت إليه فضربت عليه الباب فقال : من هذا قالت : فلانة ، قال : ما كنت لنا بزوارة ففتح لها الباب فأخذها بكلام رفث ومد يده إليها فأخذها رعدة شديدة ، فقال لها : ما شأنك قالت : إن هذا عمل ما عملته قط ، قال أبو رومي : ثكلت أبا رومي أمه هذا عمل عمله منذ هو صغير لا تأخذه رعدة ولا يبالي على أبي رومي عهد الله إن عاد لشيء من هذا أبدا فلما أصبح غدا على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : مرحبا بأبي رومي وأخذ

يوسع له بالمكان وقال له يا ابا رومي ما عملت البارحة فقال : ما عسى أن أعمل يا نبي الله أنا شر أهل الأرض ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إن الله قد حول مكتبك إلى الجنة ، فقال {يمحو الله ما يشاء ويثبت}.
وأخرج يعقوب بن سفيان وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيئا من المحارم إلا ارتكبه فلما غد على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلما رآه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من بعيد قال : مرحبا بأبي رومي وأخذ يوسع له المكان فقال : يا أبا رومي ما عملت البارحة قال : ما عسى أن أعمل يا نبي الله أنا شر أهل الأرض فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إن الله قد حول مكتبك إلى الجنة فقال {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال : إن الله ينزل كل شيء يكون في السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء من الآجال والأرزاق والمقادير إلا الشقاء والسعادة فإنهما ثابتان.
وأخرج ابن جرير عن منصور - رضي الله عنه - قال : سألت مجاهدا - رضي الله عنه - فقلت : أرأيت دعاء أحدنا يقول : اللهم إن كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم وإن كان في الأشقياء فامحه منهم واجعله في السعداء ، فقال : حسن ، ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك فسألته عن ذلك فقال (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أم حكيم) (سورة الدخان آية 3 و4) قال : يعني في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ، فأما كتاب الشقاء والسعادة فهو ثابت لا يغير.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء

ويثبت} قال : إلا الحياة والموت والشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران.
وأخرج ابن جرير عن شقيق بن أبي وائل قال : كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الدعوات : اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود - رضي الله - أنه كان يقول : اللهم إن كنت كتبتني في السعداء فأثبتني في السعداء وإن كنت كتبتني في الأشقياء فامحني من الأشقياء وأثبتني في السعداء فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب.
وأخرج ابن جرير عن كعب - رضي الله عنه - أنه قال لعمر - رضي الله عنه - يا أمير المؤمنين لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة ، قال : وما هي قال : قول الله {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - في الآية قال : يقول : أنسخ ما شئت

وأصنع في الآجال ما شئت وإن شئت زدت فيها وإن شئت نقصت {وعنده أم الكتاب} قال : جملة الكتاب وعلمه يعني بذلك ما ينسخ منه وما يثبت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في المدخل عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال : يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله {وعنده أم الكتاب} يقول : وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب الله تعالى.
وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال : هي مثل قوله (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) (سورة البقرة آية 106) وقوله {وعنده أم الكتاب} أي جملة الكتاب وأصله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال {يمحو الله

ما يشاء} : مما ينزل على الأنبياء {ويثبت} ما يشاء مما ينزل على الأنبياء {وعنده أم الكتاب} لا يغير ولا يبدل.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج - رضي الله عنه - {يمحو الله ما يشاء} قال : ينسخ {وعنده أم الكتاب} قال : الذكر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال : يمحو الله الآية بالآية {وعنده أم الكتاب} قال : أصل الكتاب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {لكل أجل كتاب} قال : أجل بني آدم في كتاب {يمحو الله ما يشاء} قال : من جاء أجله {ويثبت} قال : من لم يجيء أجله بعد فهو يجري إلى أجله.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال : {يمحو الله} رزق هذا الميت {ويثبت} رزق هذا المخلوق الحي.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال : يثبت في البطن الشقاء والسعادة وكل شيء هو كائن فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء.
وأخرج الحاكم عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {يمحو الله ما

يشاء ويثبت} مخففة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وعنده أم الكتاب} قال : الذكر.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - {وعنده أم الكتاب} قال : الذكر.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن سيار عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سأل كعبا رضي الله عنه عن أم الكتاب فقال : علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون ، فقال لعلمه : كن كتابا ، فكان كتابا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي - رضي الله عنه - {وعنده أم الكتاب} يقول : عنده الذي لا يبدل.
الآيات 41 - 42.
أَخْرَج ابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {ننقصها من أطرافها} قال : ذهاب العلماء.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن وابن

جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ننقصها من أطرافها} قال : موت علمائها وفقهائها وذهاب خيار أهلها.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ننقصها من أطرافها} قال : موت العلماء.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال : كان عكرمة يقول : هو قبض الناس ، وكان الحسن يقول : هو ظهور المسلمين على المشركين.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال : أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} يعني بذلك ما فتح الله على محمد صلى الله عليه وسلم فذلك نقصانها.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وابن

أبي حاتم عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال : يعني أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان ينتقص له ما حوله من الأرضين فينظرون إلى ذلك فلا يعتبرون ، وقال الله في سورة الأنبياء عليهم السلام (ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون) (سورة الأنبياء آية 44) قال : بل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الغالبون.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن عطية - رضي الله عنه - في الآية قال : نقصها الله من المشركين للمسلمين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي - رضي الله عنه - في قوله {ننقصها من أطرافها} قال : نفتحها لك من أطرافها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك - رضي الله عنه - {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال : أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم أرضا بعد أرض.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله {ننقصها من أطرافها} يقول : نقصان أهلها وبركتها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال : إنما تنقص الأنفس والثمرات وأما الأرض فلا تنقص

وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الشعبي - رضي الله عنه - في الآية قال : لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك ولكن تنقص الأنفس والثمرات.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في الآية قال : هو الموت ، لو كانت الأرض تنقص لم تجد مكانا تجلس فيه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال : أو لم يروا إلى القرية تخرب حتى يكون العمران في ناحية منها.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ننقصها من أطرافها} قال : خرابها.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن أبي مالك - رضي الله عنه - {ننقصها من أطرافها} قال : القرية التي تخرب ناحية منها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - {والله يحكم لا معقب لحكمه} ليس أحد يتعقب حكمه فيرده كما يتعقب أهل الدنيا بعضهم حكم بعض فيرده

أما قوله تعالى : {فلله المكر جميعا}.
وَأخرَج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء : رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي.
الآية 43.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقف من اليمن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجدني في الإنجيل رسولا
قال : لا ، فأنزل الله {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} يقول : عبد الله بن سلام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال : قال عبد الله بن سلام : قد أنزل الله في القرآن {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}.
وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير عن جندب - رضي الله عنه - قال : جاء عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - حتى أخذ بعضادتي باب المسجد ثم قال : أنشدكم بالله

أتعلمون أني أنا الذي أنزلت فيه {ومن عنده علم الكتاب} قالوا : اللهم نعم.
وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - أنه لقي الذين أرادوا قتل عثمان - رضي الله عنه - فناشدهم فيمن تعلمون نزل {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قالوا : فيك.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ {ومن عنده علم الكتاب} قال : هو عبد الله بن سلام.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {ومن عنده علم الكتاب} قال : هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في الآية قال : كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي.
وأخرج أبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه ، وَابن عدي بسند ضعيف عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {ومن عنده علم الكتاب} قال : من عند الله علم الكتاب

وأخرج تمام في فوائده ، وَابن مردويه عن عمر - رضي الله عنه - أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {ومن عنده علم الكتاب} قال : من عند الله علم الكتاب.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن
عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ {ومن عنده علم الكتاب} يقول : ومن عند الله علم الكتاب.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - أنه سئل عن قوله {ومن عنده علم الكتاب} أهو عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : وكيف وهذه السورة مكية.
وأخرج ابن المنذر عن الشعبي - رضي الله عنه - قال : ما نزل في عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - شيء من القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {ومن عنده علم الكتاب} قال : جبريل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - {ومن عنده علم الكتاب} قال : هو الله عز وجل

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن الزهري - رضي الله عنه - قال : كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق يوما حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسمعه وهو يقرأ (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لرتاب المبطلون) حتى بلغ (الظالمون) (سورة العنكبوت آية 48 - 49) وسمعه وهو يقرأ {ويقول الذين كفروا لست مرسلا} إلى قوله {علم الكتاب} فانتظره حتى سلم فأسرع في أثره فأسلم ، | 5

* مقدمة سورة إبراهيم.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال نزلت سورة إبراهيم عليه السلام بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن الزبير - رضي الله عنه - قال : نزلت سورة إبراهيم عليه السلام بمكة.
وأخرج النحاس في تاريخه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : سورة إبراهيم عليه السلام نزلت بمكة سوى آيتين نزلتا بالمدينة وهما : {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} الآيتين نزلتا في قتلى بدر من المشركين ، (14)- سورة إبراهيم.
مكية وآياتها ثنتان وخمسون.
آية 1 - 4
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} قال : من الضلالة إلى الهدى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك - رضي الله عنه - في قوله : {يستحبون} قال : يختارون

وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو يعلى ، وَابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إن الله فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء عليهم السلام ، قيل : ما فضله على أهل السماء قال : إن الله قال لأهل السماء : (ومن يقل منهم أني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم) (سورة الأنبياء آية 29) وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم : (ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر) (سورة الفتح آية 2) فكتب له براءة من النار قيل له : فما فضله على الأنبياء قال : إن الله تعالى يقول {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم : (وما أرسلناك إلا كافة للناس) (سورة سبأ آية 28) فأرسله إلى الإنس والجن.
وَأخرَج أحمد عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يبعث الله نبيا إلا بلغة قومه.
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان جبريل عليه السلام يوحى إليه بالعربيه وينزل هو إلى كل نبي بلسان قومه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن

قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} قال : بلغة قومه إن كان عربيا فعربيا وإن كان عجميا فعجميا وإن كان سريانيا فسريانيا ليبين لهم الذي أرسل الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة علهم.
وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن ابن عمر - رضي الله - عنهما {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} قال : أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي.
وأخرج ابن مردويه عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (إلا بلسان قومه) قال : نزل القرآن بلسان قريش.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : نزل القرآن بلسان قريش.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال : لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم يترجم كل نبي لقومه بلسانهم ، قال : لسان يوم القيامة السريانية ومن دخل الجنة تكلم بالعربية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر - رضي الله عنهما - قال : لا تأكلوا ذبيحة المجوس ولا ذبيحة نصارى العرب أترونهم أهل الكتاب فإنهم ليسوا بأهل كتاب ، قال الله تعالى : {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين

لهم} وإنما أرسل عيسى عليه السلام بلسان قومه وأرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي فلا لسان عيسى عليه السلام أخذوا ولا ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم اتبعوا فلا تأكلوا ذبائحهم فإنهم ليسوا بأهل كتاب.
آية 5 - 6.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد وعطاء وعبيد بن عمير في قوله : {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} قال : بالبينات التسع : الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والسنين ونقص من الثمرات.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في
قوله : {أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور} قال : من الضلالة إلى الهدى.
وأخرج النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وذكرهم بأيام الله} قال : بنعم الله وآلائه

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {وذكرهم بأيام الله} قال : نعم الله.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : لما نزلت {وذكرهم بأيام الله} قال : وعظهم.
وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة عن علي أو الزبير قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بأيام الله حتى نعرف ذلك في وجهه كأنما يذكر قوما يصبحهم الأمر غدوة أو عشية وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام لم يبتسم ضاحكا حتى يرتفع عنه.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : {وذكرهم بأيام الله} قال : بالنعم التي أ نعم بها عليهم أنجاهم من آل فرعون وفلق لهم البحر وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله : {وذكرهم بأيام الله} قال : بوقائع الله في القرون الأولى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} قال : نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح - رضي الله عنه - في قوله : {لكل صبار شكور} قال : وجدنا أصبرهم أشكرهم وأشكرهم أصبرهم.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي ظبيان عن علقمة عن ابن مسعود - رضي الله عنه قال : الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله ، قال : فذكرت هذا الحديث للعلاء بن يزيد - رضي الله عنه - فقال : أوليس هذا في القرآن {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} إن في ذلك لآيات للموقنين.
آية 7 - 8.
أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله : {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} قال : أخبرهم موسى عليه السلام عن ربه عز وجل أنهم إن شكروا النعمة زادهم من فضله وأوسع لهم في الرزق وأظهرهم على العالمين.
وأخرج عبد الله بن حميد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} قال : حق على الله أن يعطي من سأله ويزيد من شكره والله منعم يحب الشاكرين فاشكروا لله نعمه.
وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله : (لئن شكرتم لأزيدنكم)

قال : من طاعتي.
وأخرج ابن المبارك ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمانعن علي بن الصالح - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - في قوله {لئن شكرتم لأزيدنكم} قال : لا تذهب أنفسكم إلى الدنيا فإنها أهون على الله من ذلك ، ولكن يقول {لئن شكرتم} هذه النعمة إنها مني {لأزيدنكم} من طاعتي.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي زهير يحيى بن عطارد بن مصعب عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أعطي أحد أربعة فمنع أربعة ما أعطي أحد الشكر فمنع الزيادة لأن الله تعالى يقول : {لئن شكرتم لأزيدنكم} وما أعطي أحد الدعاء فمنع الإجابة لإن الله يقول : (ادعوني استجب لكم) وما أعطي أحد الاستغفار فمنع المغفرة لإن الله يقول : (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) (سورة نوح آية 10) وما أعطي أحد التوبة فمنع التقبل لإن الله يقول : (وهوالذي يقبل التوبة عن عباده) (سورة الشورى آية 25).

وأخرج أحمد والبيهقي عن أنس - رضي الله عنه - قال : أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سائل فأمر له بتمرة فلم يأخذها وأتاه آخر فأمر له بتمرة فقبلها وقال : تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال للجارية : اذهبي إلى أم سلمة فأعطيه الأربعين درهما التي عندها.
وأخرج البيهقي عن أنس - رضي الله عنه - : أن سائلا أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأعطاه تمرة فقال الرجل سبحان الله ، نبي من الأنبياء يتصدق بتمرة فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أما علمت أن فيها مثاقيل ذر كثيرة فأتاه آخر فسأله فأعطاه فقال تمرة من نبي لا تفارقني هذه التمرة ما بقيت ولا أزال أرجو بركتها أبدا ، فأمر له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بمعروف وما لبث الرجل أن استغنى.
وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق مالك بن أنس عن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين قال - لما قال له سفيان الثوري - رضي الله عنه - : لا أقوم حتى تحدثني - قال جعفر - رضي الله عنه - : أما إني أحدثك وما كثرة الحديث بخير لك يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها فإن الله تعالى قال في كتابه : {لئن شكرتم لأزيدنكم} وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله قال في كتابه : (استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين) (سورة نوح الآيات 10 - 11 - 12) يعني في الدنيا والآخرة (ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) (الشورى آية 25)

ياسفيان إذا أحزنك أمر من سلطان أوغيره فأكثر من لاحول ولا قوة إلا بالله فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربع من أعطيهن لم يمنع من الله أربعا : من أعطي الدعاء لم يمنع الاجابة قال الله : (ادعوني أستجب لكم) ومن أعطي الاستغفار لم يمنع المغفرة قال الله تعالى : (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) ومن أعطي الشكر لم يمنع الزيادة قال الله : {لئن شكرتم لأزيدنكم} ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول قال الله : (وهوالذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات).
وأخرج ابن مرويه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة لإن الله تعالى يقول : {لئن شكرتم لأزيدنكم} ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول لإن الله يقول : (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده).
وأخرج البخاري في تاريخه والضياء المقدسي في المختارة عن أنس - رضي الله عنه - قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ألهم خمسة لم يحرم خمسة من ألهم الدعاء لم يحرم الإجابة لأن الله يقول : (ادعوني أستجب لكم) ومن ألهم التوبة لم يحرم القبول لأن الله يقول : (وهو الذي يقبل التوبة عن

عباده) ومن ألهم الشكر لم يحرم الزيادة لأن الله تعالى يقول : {لئن شكرتم لأزيدنكم} ومن ألهم الاستغفار لم يحرم المغفرة لأن الله تعالى يقول : (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) ومن ألهم النفقة لم يحرم الخلف لأن الله تعالى يقول : (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) (سورة سبأ آية 29).
آية 9.
أَخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يقرؤها وعادا وثمودا والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله قال : كذب النسابون.
وأَخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن عمرو بن ميمون - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج ابن الضريس عن أبي مجلز - رضي الله عنه - قال : قال رجل لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : أنا أنسب الناس ، قال : إنك لا تنسب الناس ، قال : بلى ، فقال له علي - رضي الله عنه - أرأيت قوله تعالى : (وعادا وثمودا
وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا) (سورة الفرقان آية 38) قال : أنا أنسب ذلك الكثير ، قال : أرأيت قوله : {ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله} فسكت.
وأخرج أبو عيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال : ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان.

وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن أبن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال : لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم {وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب} يقولون : لا نصدقكم فيما جئتم به فإن عندنا فيه شكا قويا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - {جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم} قال : كذبوا رسلهم بما جاؤوهم من البينات فردوه عليهم بأفواههم وقالوا : {وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب} وكذبوا ما في الله عز وجل شك أفي من فطر السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وأظهر لكم من النعم والآلاء الظاهرة ما لا يشك في الله عز وجل.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : {فردوا أيديهم في أفواههم} قال : ردوا عليهم قولهم وكذبوهم.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - {فردوا أيديهم

في أفواههم} قال : عضوا عليها ، وفي لفظ : عضوا على أناملهم غيظا على رسلهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن يزيد - رضي الله عنه - في قوله : {فردوا أيديهم في أفواههم}
قال : أدخلوا أصابعهم في أفواههم ، قال : وإذا غضب الإنسان عض على يده.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي - رضي الله عنه - في قوله : {فردوا أيديهم في أفواههم} قال : هو التكذيب.
آية 10 - 12.
أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : {ويؤخركم إلى أجل مسمى} قال : ما قد خط من الأجل فإذا جاء الأجل من الله لم يؤخر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : {ويؤخركم إلى أجل مسمى} قال : ما قد خط الأجل فإذا جاء الأجل من الله لم يؤخر.
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أبي الد داء - رضي الله عنه - مرفوعا : إذا آذاك البرغوث فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات {وما لنا ألا نتوكل على الله}
الآية ثم ترش حول فراشك.
وأخرج المستغفري في الدعوات عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : وإذا آذاك البرغوث فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات {وما لنا ألا نتوكل على الله} الآية ، فإن كنتم مؤمنين فكفوا شركم وأذاكم عنا ثم ترشه حول فراشك فإنك تبيت آمنا من شرها

آية 13 - 16.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنه - في الآية قال : كانت الرسل والؤمنون يستضعفهم قومهم ويقهرونهم ويكذبونهم ويدعونهم إلى أن يعودوا في ملتهم فأبى الله لرسله والؤمنين أن يعودوا في ملة الكفر وأمرهم أن يتوكلوا على الله وأمرهم أن يستفتحوا على الجبابرة ووعدهم أن يسكنهم الأرض من بعدهم فأنجز الله لهم وعدهم واستفتحوا كما أمرهم الله أن يستفتحوا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {ولنسكننكم الأرض من بعدهم} قال : وعدهم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة ، فبين اله تعالى من يسكنها من عباده فقال : (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (سورة الرحمن آية 46) وإن لله مقاما هو قائمه وإن أهل الإيمان خافوا ذلك المقام فنصبوا ودأبوا الليل والنهار.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) (سورة التحريم آية 6) تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة فخر فتى مغشيا عليه فوضع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال : يا فتى قل لا إله إلا الله ، فقالها
فبشره بالجنة فقال أصحابه : يا رسول الله أمن بيننا قال : أما سمعتم قوله تعالى : {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد}

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وَابن أبي حاتم ، وَابن أبي الدنيا عن عبد العزيز بن أبي رواد - رضي الله عنه قال : بلغني أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية (ياأيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) (سورة التحريم آية 6) ولفظ الحكيم لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الآية تلاها على أصحابه وفيهم شيخ ، ولفظ الحكيم فتى ، فقال : يارسول الله حجارة جهنم كحجارة الدنيا فقال : النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لصخرة من صخر جهنم أعظم من جبال الدنيا ، فوقع مغشيا عليه فوضع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو حي فناداه فقال : قل لا إله إلا الله ، فقالها فبشره بالجنة : فقال أصحابه : يا رسول الله أمن بيننا فقال : نعم يقول الله عز وجل (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (سورة الرحمن آية 46) {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد}.
وأخرج الحاكم من طريق حماد بن أبي حميد عن مكحول عن عياض بن سليمان - رضي الله عنه - وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى قوم يضحكون جهرا في سعة رحمة ربهم ويبكون سرا من خوف عذاب ربهم يذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة والمساجد ويدعونه بألسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه بأيدهم خفضا ورفعا ويقبلون بقلوبهم عودا وبدءا فمؤنتهم على الناس خفيفة وعلى أنفسهم ثقيلة يدبون بالليل حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا روح ولا

بذخ يقرؤن القرآن ويقربون القربان ويلبسون الخلقان عليهم من الله تعالى شهود حاضرة وعين حافظة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد أرواحهم في الدنيا وقلوبهم في الآخرة ليس لهم هم إلا أمامهم ، أعدوا الجواز لقبورهم والجواز لسلبهم والاستعداد لمقامهم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} قال الذهبي - رضي الله عنه - هذا حديث عجيب منكر وأحسبه أدخل علي بن السماك - رضي الله - عنه يعني
شيخ الحاكم الذي حدثه به ، قال : ولا وجه لذكره في هذا الكتاب - يعني المستدرك - قال وحماد ضعيف ولكن لا يحتمل مثل هذا ومكحول مدلس وعياض لا يدري من هو ، انتهى.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : {واستفتحوا} قال للرسل كلها ، يقول : استنصروا ، وفي قوله : {وخاب كل جبار عنيد} قال : معاند للحق مجانب له.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {واستفتحوا} قال : استنصرت الرسل على قومها {وخاب كل جبار

عنيد} يقول : بعيد عن الحق معرض عنه أبى أن يقول لا إله إلا الله.
وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - في قوله : {عنيد} قال : هوالناكب عن الحق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب - رضي الله عنه - قال : يجمع الله الخلق في صعيد واحد يوم القيامة : الجن والإنس والدواب والهوام فيخرج عنق من النار فيقول وكلت بالعزيز الكريم والجبار العنيد الذي جعل مع الله إلها آخر ، قال : فيلقطهم كما يلقط الطيرالحب فيحتوي عليهم ثم يذهب بهم إلى مدينة من النار يقال لها كيت وكيت فيثوون فيها عام قبل القضاء.
وأخرج الترمذي وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق فيقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج عنق من النار يوم القيامة فيتكلم بلسان طلق ذلق له عينان يبصر بهما ولسان يتكلم به فيقول : إني أمرت بكل جبار عنيد ومن دعا مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا

بغير نفس فتنضم عليهم فتقذفهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
قال : إن في جهنم واديا يقال له : هبهب حق على الله أن يسكنه كل جبار.
وأخرج الطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {كل جبار عنيد} قال : الجبار العيار والعنيد الذي يعند عن حق الله تعالى ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول : مصر على الحنث لا تخفى شواكله * يا ويح كل مصر القلب جبار.
وَأخرَج أحمد والترمذي والنسائي ، وَابن أبي الدنيا في صفة النار وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {ويسقى من ماء صديد يتجرعه} قال : يقرب إليه فيتكرهه فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره ، يقول

الله تعالى : (وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم) (سورة محمد آية 15) قال : (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه) (سورة الكهف آية 29).
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {من ماء صديد} قال : ما يسيل بين جلد الكافر ولحمه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله : {ويسقى من ماء صديد} قال : القيح والدم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن مجاهد في قوله : {من ماء صديد} قال : دم وقيح.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {ويسقى من ماء صديد} قال : ماء يسيل من بين لحمه وجلده.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن - رضي الله عنه - قال لو أن دلوا من صديد جهنم دلي من السماء فوجد أهل الأرض ريحه لأفسد عليهم الدنيا.

آية - 17.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله : {ويأتيه الموت من كل مكان} قال : أنواع العذاب ، وليس منها نوع إلا الموت يأتيه منه لو كان يموت ولكنه لا يموت لأن الله لا يقضي عليهم فيموتوا.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : {ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت} قال : تعلق نفسه عند حنجرته فلا تخرج من فيه فيموت ، ولا ترجع إلى مكانها من جوفه فيجد لذلك راحة فتنفعه الحياة.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران - رضي الله عنه - في قوله : {ويأتيه الموت من كل مكان} قال : من كل عظم وعرق وعصب.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - في قوله : {ويأتيه الموت من كل مكان} قال : من كل عضو ومفصل.
وأخرج بن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي - رضي الله عنه - {ويأتيه الموت من كل مكان} قال : من كل موضع شعرة في جسده {ومن ورائه عذاب غليظ} قال : الخلود.
وأخرج ابن المنذر عن فضيل بن عياض في قوله : {ومن ورائه عذاب غليظ} قال حبس الأنفاس

آية 18 - 20.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد} قال : الذين كفروا بربهم عبدوا غيره
فأعمالهم يوم القيامة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لايقدرون على شيء من أعمالهم ينفعهم كما لا يقدر على الرماد إذا أرسل في يوم عاصف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي - رضي الله عنه - في الآية قال : مثل أعمال الكفار كرماد ضربته الريح فلم ير منه شيء فكما لم ير ذلك الرماد ولم يقدر منه على شيء كذلك الكفار لم يقدروا من أعمالهم على شيء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله : {كرماد اشتدت به الريح} قال : حملته الريح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {ويأت بخلق جديد} قال : بخلق آخر.
آية - 21.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله : {فقال

الضعفاء} قال : الأتباع {للذين استكبروا} قال : للقادة.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - في قوله : {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا} قال : جزعوا مئة سنة وصبروا مئة سنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد - رضي الله عنه - في الآية قال : إن أهل النار قال بعضهم لبعض : تعالوا نبك ونتضرع إلى الله تعالى فإنما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرعهم إلى الله ، فبكوا فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا : تعالوا نصبر فإنما أدرك أهل الجنة الجنة بالصبر ، فصبروا صبرا لم ير مثله فلما ينفعهم ذلك ، فعند ذلك قالوا : {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - رفعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيما أحسب في قوله : {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص} قال : يقول أهل النار : هلموا فلنصبر فيصبرون خمسمائة عام فلما
رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا : هلموا فلنجزع ، فيبكون خمسمائة عام فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا : {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}.
آية - 22

أخرج ابن المبارك في الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر بسند ضعيف عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذاجمع الله الأولين والآخرين وقضى بينهم وفرغ من القضاء يقول المؤمنون : قد قضى بيننا ربنا وفرغ من القضاء فمن يشفع لنا إلى ربنا فيقولون : آدم خلقه الله بيده وكلمه ، فيأتونه فيقولون : قد قضى ربنا وفرغ من القضاء قم أنت فاشفع إلى ربنا ، فيقول : ائتوا نوحا فيأتون نوحا عليه السلام فيدلهم على إبراهيم عليه السلام فيأتون إبراهيم عليه السلام فيدلهم على موسى عليه السلام فيأتون موسى عليه السلام فيدلهم على عيسى عليه السلام فيأتون عيسى عليه السلام فيقول : أدلكم على العربي الأمي فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم إليه فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد قط ، حتى آتي ربي فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ، ويقول الكافرون عند ذلك : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ما هو إلا إبليس ، فهو الذي أضلنا ، فيأتون إبليس فيقولون : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم قم أنت فاشفع لنا فإنك أنت أضللتنا ، فيقوم إبليس فيثور مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط ثم يعظم لجهنم ويقول عند ذلك {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم} ، الآية.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي - رضي الله عنه - في قوله : {وقال الشيطان لما

قضي الأمر} الآية ، قال إبليس يخطبهم فقال : {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم} إلى قوله : {ما أنا بمصرخكم}
يقول : بمغن عنهم شيئا {وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل} قال : فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم فنودوا (لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم) (سورة غافر 10) الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - قال إذا كان يوم القيامة قام إبليس خطيبا على منبر من نار فقال : {إن الله وعدكم وعد الحق} إلى قوله : {وما أنتم بمصرخي} قال : بناصري {إني كفرت بما أشركتمون من قبل} قال : بطاعتكم إياي في الدنيا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن الشعبي - رضي الله عنه - في هذه الآية قال : خطيبان يقومان يوم القيامة إبليس وعيسى بن مريم فأما إبليس فيقوم في حزبه فيقول هذا القول.
وَأَمَّا عيسى عليه السلام فيقول : (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) ، (سورة المائدة آية 117).
وَأخرَج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : إن من الناس من يذلله الشيطان كما يذلل أحدكم قعوده من الأبل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي اله عنه - في قوله : {ما أنا بمصرخكم وما أنتم

بمصرخي} قال : ما أنا بنافعكم وما أنتم بنافعي {إني كفرت بما أشركتمون من قبل} قال : شركة عبادته.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {ما أنا بمصرخكم} قال : ما أنا بمغيثكم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : {بمصرخي} قال : بمغيثي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {إني كفرت بما أشركتمون من قبل} يقول : عصيت الله فيكم.
آية - 23.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله : {تحيتهم فيها سلام} قال : الملائكة يسلمون عليهم في الجنة.
آية 24 - 26.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة} شهادة أن لا إله إلا الله إلا الله {كشجرة طيبة} وهومؤمن {أصلها ثابت} يقول : لا إله إلا الله {ثابت} في قول المؤمن {وفرعها في

السماء} يقول : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء {ومثل كلمة خبيثة} وهي الشرك {كشجرة خبيثة} وهي الكافر {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} يقول الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان له ولا يقبل الله مع الشرك عملا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {ألم تر كيف ضرب الله مثلا} الآية ، قال : يعني بالشجرة الطيبة المؤمن ، ويعني بالأصل الثابت في الأرض وبالفرع في السماء يكون المؤمن يعمل في الأرض ويتكلم فيبلغ عمله وقوله السماء وهو في الأرض {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} يقول : يذكر الله كل ساعة من الليل والنهار ، وفي قوله : {ومثل كلمة خبيثة} قال : ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر يقول : إن الشجرة الخبيثة {اجتثت} من فوق الأرض {ما لها من قرار} يعني أن الكافر لا يقبل عمله ولا يصعد إلى الله تعالى فليس له أصل ثابت في الأرض ولا فرع في السماء يقول : ليس له عمل صالح في الدنيا ولا في الآخرة.
وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في قوله : {كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت} في الأرض وكذلك كان يقرؤها ، قال : ذلك المؤمن ضرب

مثله ، قال : الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له {أصلها ثابت} قال : أصل عمله ثابت في الأرض {وفرعها في السماء} قال : ذكره في السماء {تؤتي أكلها كل حين} قال : يصعد عمله أول النهار وآخره {ومثل كلمة خبيثة} قال : هذا الكافر ليس له عمل في الأرض ولا ذكر في السماء {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} قال : أعمالهم يحملون أوزارهم على ظهورهم.
وأخرج ابن جرير عن عطية العوفي في قوله : {ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} قال : ذلك مثل المؤمن لا يزال يخرج منه كلام طيب وعمل صالح يصعد إليه {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} قال : ذلك مثل الكافر لا يصعد له قول طيب ولا عمل صالح.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله - عنه في قوله : {كشجرة طيبة} إلى قوله : {تؤتي أكلها كل حين} قال : تجتمع ثمرتها كل حين ، وهذا مثل المؤمن يعمل كل حين وكل ساعة من النهار وكل ساعة من الليل وفي الشتاء وفي الصيف بطاعة الله ، قال : وضرب الله مثل الكافر {كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} يقول : ليس لها أصل ولا فرع وليست لها ثمرة وليست لها منفعة ، كذلك الكافر ليس يعمل خيرا ولا يقوله ولم يجعل الله تعالى

فيه بركة ولا منفعة له.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - قال : إن الله جعل طاعته نورا ومعصيته ظلمة ، إن الإيمان في الدنيا هو النور يوم القيامة ثم إنه لا خير في قول ولا عمل ليس له أصل ولا فرع وإنه قد ضرب مثل الإيمان فقال : {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة} إلى قوله : {وفرعها في السماء} وإنما هي الأمثال في الإيمان والكفر ، فذكر أن العبد المؤمن المخلص هو الشجرة ، إنما ثبت أصله في الأرض وبلغ فرعه في السماء ، إن الأصل الثابت الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له ثم إن الفرع هي الحسنة ، ثم يصعد عمله أول النهار وآخره فهي {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} ثم هي أربعة
أعمال إذا جمعها العبد : الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وخشيته وحبه وذكره ، إذاجمع ذلك فلا تضره الفتن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - أن رجلا قال : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، فقال : أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا فركب بعضها إلى بعض أكان يبلغ السماء ، أفلا أخبرك بعمل أصله في الأرض وفرعه في السماء تقول : لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله عشر مرات في دبر كل صلاة ، فذلك أصله في الأرض وفرعه في السماء.
أخرج الترمذي والنسائي والبراز وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي

حاتم ، وَابن حبان والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن أنس - رضي الله عنه - قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال : {مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} حتى بلغ {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} قال : هي النخلة {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} حتى بلغ {ما لها من قرار} قال : هي الحنظلة.
وأخرج عبد الرزاق والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والرامهرمزي في الأمثال عن شعيب بن الحجاب - رضي الله عنه - قال : كنا عند أنس فأتينا بطبق عليه رطب فقال أنس - رضي الله عنه لأبي العالية - رضي الله عنه - كل يا أبا العالية فإن هذا من الشجرة التي ذكر الله في كتابه ضرب الله مثلا طيبة كشجرة طيبة ثابت أصلها قال : هكذا قرأها يومئذ أنس ، قال الترمذي - رضي الله عنه - : هذا الموقوف أصح.
وأخرج أحمد ، وَابن مردويه بسند جيد عن ابن عمر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {كشجرة طيبة} قال : هي التي لا ينقص ورقها ، هي النخلة

وأخرج البخاري ، وَابن جريروابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : كنا عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : اخبروني مثل الرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، قال عبد الله - رضي الله عنه - : فوقع في نفسي أنها النخلة فأردت أن أقول : هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم ، وثم أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - فلما لم يتكلما بشيء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : لما نزلت هذه
الآية {ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون أي شجرة هذه قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هي النخلة ، قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - فقلت والذي أنزل عليك الكتاب بالحق لقد وقع في نفسي أنها النخلة ولكني كنت أصغر القوم لم أحب أن أتكلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هل تدرون ما الشجرة الطيبة قال ابن عمر - رضي الله عنهما - : فأردت أن أقول هي النخلة فمنعني مكان عمر ، فقالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة.
وَأخرَج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن مسعود في قوله : !

{كشجرة طيبة} قال : هي النخلة.
وَأخرَج الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طرق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {كشجرة طيبة} قال : هي النخلة {تؤتي أكلها كل حين} قال بكرة وعشية.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله : {كشجرة طيبة} قال : هي النخلة ، وقوله : {كشجرة خبيثة} قال : هي الحنظلة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والرامهرمزي عن عكرمة - رضي الله عنهما - في قوله : {كشجرة طيبة} قال : هي النخلة لا يزال فيها شيء ينتفع به أما ثمرة وأما حطب ، قال : وكذلك الكلمة الطيبة تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {تؤتي أكلها كل حين} قال : كل ساعة بالليل والنهار والشتاء والصيف ، وذلك مثل المؤمن يطيع ربه بالليل والنهار والشتاء والصيف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عباس - رضي الله عنهما - {تؤتي أكلها} قال : يكون أخضر ثم يكون أصفر

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {تؤتي أكلها كل حين} قال : جذاذ النخل.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنهما أنه سئل عن رجل حلف أن لا يصنع كذا وكذا إلى حين فقال : إن من الحين حينا يدرك ومن الحين حينا لا يدرك ، فالحين الذي لا يدرك قوله : (ولتعلمن نبأه بعد حين) (ص آية 88) والحين الذي يدرك {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} وذلك من حين تصرم النخلة إلى حين تطلع وذلك ستة أشهر.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : إني حلفت أن لا أكلم أخي حينا ، فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : أوقت شيئا ، قال : لا ، قال : فإن الله تعالى يقول : {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} فالحين سنة.
وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" عن علي - رضي الله عنه - قال : الحين ستة أشهر.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الحين قد يكون غدوة وعشية.

وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سئل عن رجل حلف لا يكلم أخاه حينا ، قال : الحين ستة أشهر ، ثم ذكر النخلة ما بين حملها إلى صرامها ستة أشهر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر من طريق عكرمة قال : قال ابن عباس - رضي الله عنهما - الحين حينان : حين يعرف وحين لا يعرف ، فأما الحين الذي لا يعرف فقوله : (ولتعلمن نبأه بعد حين) (ص آية 88) وأما الحين الذي يعرف فقوله : {تؤتي أكلها كل حين}.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : {كل حين} قال : كل سنة.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - قال أرسل إلي عمر بن عبد العزيز فقال : يامولى ابن عباس إني حلفت أن ل اأفعل كذا وكذا حينا فما
الحين الذي يعرف به فقلت إن من الحين حينا لا يدرك فقول الله : (هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) (الإنسان آية 1) والله ما ندري كم أتى له إلى أن خلق وأما الذي يدرك فقوله : {تؤتي أكلها كل حين} فهو مابين العام إلى العام المقبل فقال : أصبت يا مولى ابن عباس ما أحسن ما قلت ،.
وَأخرَج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي

عن سعيد ابن المسيب قال : الحين يكون شهرين والنخلة إنما يكون حملها شهرين.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - {تؤتي أكلها كل حين} قال : تؤكل ثمرتها في الشتاء والصيف.
وأخرج البيهقي عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {تؤتي أكلها كل حين} قال : في كل سبعة أشهر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {تؤتي أكلها كل حين} قال : هوشجر جوز الهند لا يتعطل من ثمر يحمل في كل شهر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {كشجرة طيبة} قال : هي شجرة في الجنة ، وفي قوله : {كشجرة خبيثة} قال : هذا مثل ضربه الله لم يخلق الله هذه الشجرة على وجه الأرض.
وأخرج ابن مردويه عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريشا ، وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه : !

{مثلا كلمة طيبة} يعني القرآن {كشجرة طيبة} يعني بها قريشا {أصلها ثابت} يقول : أصلها كبير {وفرعها في السماء} يقول : الشرف الذي شرفهم الله بالإسلام الذي هداهم الله له وجعلهم من أهله.
وأخرج ابن مردويه من طريق حيان بن شعبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله : {كشجرة خبيثة} قال : الشريان ، قلت لأنس : وما الشريان قال : الحنظل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر حميد بن زياد الخراط في الآية قال : الشجرة الخبيثة التي تجعل في المسكر.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قعد ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا هذه الآية {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} فقالوا : يا رسول الله نراه الكمأة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ، والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {اجتثت من فوق الأرض} قال : استؤصلت من فوق الأرض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : اعقلوا من الله الأمثال.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه : أن رجلا لقي رجلا من أهل العلم فقال : ما تقول في الكلمة الخبيثة فقال : ما أعلم لها في الأرض مستقرا ولا في السماء مصعدا إلا أن تلزم صاحبها حتى يوافي بها القيامة

وأخرج ابن جرير من طريق قتادة رضي الله عنه عن أبي العالية : أن رجلا خالجت الريح رداءه فلعنها ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تلعنها فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة على صاحبها.
آية - 27.
أخرج الطيالسي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله سبحانه : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.
وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قول الله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال : ذلك في القبر إن كان صالحا وفق وإن كان لا خير فيه وجد أثلة.

وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي شيبة في المصنف وأحمد بن حنبل وهناد بن السري في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه
والحاكم في صححه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله - وكأن على رؤوسنا الطير - وفي يده عودا ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر - مرتين أو ثلاثا ، ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت ثم يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، قال : فتخرج ، تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء وإن كنتم ترون غير ذلك فيأخذها فاذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها أطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونها في الدنيا وحتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى تنتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ، فتعاد

روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دينك فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول : هو رسول الله ، فيقولان له : وما علمك فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير ، فيقول له : أنا عملك الصالح ، فيقول : رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، قال : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل
إليه من السماء ملائكة سوء الوجوه معهم مسوح ، فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه يقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة ، إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ، فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تفتح لهم أبواب السماء) (الحج آية 31) فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا ، ثم قرأ

رسول الله صلى الله عليه وسلم {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} (الحج آية 31) فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك فيقول : من ربك هاه ، هاه ، لا أدري ، فيقولان له : ما دينك فيقول : هاه ، هاه لا أدري فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول : هاه ، هاه ، لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوءك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ، فوجهك الوجه يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن البراء بن عازب رضي الله عنه {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا} قال : التثبيت في الحياة الدنيا إذا جاء الملكان إلى الرجل والقبر فقالا له : من ربك قال : ربي الله ، قالا : وما دينك قال : ديني الإسلام قالا : ومن نبيك قال : نبيي محمد فذلك التثبيت في الحياة الدنيا.

وأخرج الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال : {في الآخرة} القبر.
وأخرج ابن المنذر والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال : المخاطبة في القبر : من ربك وما دينك ومن نبيك ،.
وَأخرَج ابن مردويه عن عائشة قالت : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قول الله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال : هذا في القبر.
وأخرج البيهقي في عذاب القبر عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بي يفتن أهل القبور وفيه نزلت {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}.

وأخرج البزار عن عائشة قالت : قلت يارسول الله تبتلى هذه الأمة في قبورها فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة قال : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن البراء بن عازب عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال وذكر قبض روح المؤمن : فيأتيه آت فيقول : من ربك فيقول : الله ، فيقول : وما دينك فيقول : الإسلام ، فيقول : ومن نبيك فيقول : محمد ، ثم يسأل الثانية فيقول مثل ذلك ثم يسأل الثالثة ويؤخذ أخذا شديدا فيقول مثل ذلك ، فذلك قول الله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في عذاب القبر عن ابن عباس قال : إن المؤمن إذا حضره الموت شهدته الملائكة فسلموا عليه وبشروه بالجنة فإذا مات مشوا معه في جنازته ثم صلوا عليه مع الناس فإذا دفن أجلس في قبره فيقال له : من ربك فيقول : ربي الله ، فيقال له : من رسولك فيقول : محمد ، فيقال له : ما شهادتك فيقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، فذلك قوله : {يثبت الله الذين آمنوا} الآية ، فيوسع له في قبره مد بصره.
وَأَمَّا الكافر فتنزل الملائكة فيبسطون أيديهم - والبسط هو الضرب - يضربون وجوههم وأدبارهم عند الموت فإذا دخل قبره أقعد فقيل له من ربك فلم يرجع
إليهم شيئا ، وأنساه الله ذكر ذلك ، وإذا قيل له : من

الرسول الذي بعث إليكم لم يهتد له ولم يرجع إليهم شيئا ، فذلك قوله : {ويضل الله الظالمين}.
وأخرج ابن جرير والطبراني والبيهقي في عذاب القبر عن ابن مسعود قال : إن المؤمن اذا مات أجلس في قبره فيقال له : من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد ، فيوسع له في قبره ويفرج له فيه ، ثم قرأ {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} الآية ، وإن الكافر إذا دخل قبره أجلس فقيل له : من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدري ، فيضيق عليه قبره ويعذب فيه ، ثم قرأ ابن مسعود (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) (طه آية 124).
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن منده والطبراني في الأوسط عن أبي قتادة الأنصاري قال : إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له : من ربك فيقول : الله ، فيقال له : من نبيك فيقول : محمد بن عبد الله ، فيقال له ذلك ثلاث مرات ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له : انظر إلى منزلتك لو زغت ، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له انظر إلى منزلك في الجنة أن ثبت ، وإذا مات الكافر أجلس في قبر فيقال : من ربك من نبيك ، فيقول : لا أدري ، كنت أسمع الناس يقولون ، فيقال له : لا دريت ، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له انظر إلى منزلك لو ثبت ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له : انظر إلى منزلك إذ زغت ، فذلك قوله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة

الدنيا} قال : لا إله إلا الله {وفي الآخرة} قال : المسألة في القبر.
وأخرج أحمد ، وَابن أبي الدنيا في ذكر الموت ، وَابن أبي عاصم في السنة والبزار ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه والبيهقي في عذاب القبر بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال : ياأ يها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده قال : ما تقول في هذا الرجل فإن كان مؤمنا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول له : صدقت ، ثم يفتح له باب إلى النار
فيقول له : هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذا آمنت فهذا منزلك ، فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له : اسكن ، ويفسح له في قبره ، وإن كان كافرا أو منافقا قيل له : ما تقول في هذا الرجل فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا ، فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول : هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت به فإن الله أبدلك منه هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه مقمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلها غيرالثقلين ، فقال بعض القوم : يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هبل عند ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}.

وأخرج الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال : شهدنا جنازة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال : إنه الآن يسمع خفق نعالكم أتاه منكر ونكير ، عيناهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد ومن نبيه ، فإن كان ممن يعبد الله قال : كنت أعبد الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه ، فذلك قوله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فيقال له : على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث ، ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته ، وإن كان من أهل الشك قال : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ، فيقال له : على الشك حييت وعليه مت وعليه تبعث ، ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدهم في الدنيا ما أنبتت شيئا تنهشه وتؤمر الأرض فتنضم عليه حتى تختلف أضلاعه.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد في الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن حبان والطبراني في الأوسط والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن الميت إذا وضع في قبره إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإذا كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله ، وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس من قبل رجليه ، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة : ليس

قبلي مدخل ، فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة : ليس قبلي مدخل ، ويؤتى من قبل شماله فيقول الصوم : ليس قبلي
مدخل ، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس : ليس قبلي مدخل ، فيقال له : اجلس ، فيجلس وقد مثلت له الشمس قد قربت للغروب فيقال : أخبرنا عما نسألك ، فيقول : دعني حتى أصلي ، فيقال : إنك ستفعل فأخبرنا عما نسألك ، فيقول : عم تسألوني فيقال له : ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم - يعني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم - فيقول : أشهد أنه رسول الله جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقنا واتبعنا ، فيقال له : صدقت ، على هذا حييت وعلى هذا مت وعليه تبعث إن شاء الله ، ويفسح له في قبره مد بصره ، فذلك قول الله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ويقال : افتحوا له بابا إلى النار فيقال : هذا كان منزلك لو عصيت الله ، فيزداد غبطة وسرور فيعاد الجسد إلى ما بدا منه من التراب ويجعل روحه في النسيم الطيب وهي طير خضر تعلق في شجر في الجنة.
وَأَمَّا الكافر فيؤتى في قبره من قبل رأسه فلا يوجد شيء ، فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء ، فيجلس خائفا مرعوبا ، فيقال له : ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم وما تشهد به فلا يهتدي لاسمه ، فيقال : محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلت كما قالوا : فيقال له : صدقت ، على هذا

حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ، فذلك قوله تعالى : (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) (طه آية 124) ، فيقال : افتحوا له بابا إلى الجنة ، فيفتح له باب إلى الجنة ، فيقال هذا منزلك وما أعد الله لك لو كنت أطعته فيزداد حسرة وثبورا ، ثم يقال : افتحوا له بابا إلى النار فيفتح له باب إليها فيقال له : هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد حسرة وثبورا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن أبي هر يرة رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال : ذاك إذا قيل في القبر : من ربك وما دينك فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى من الله فآمنت به وصدقت ، فيقال له : صدقت على هذا عشت وعليه مت وعليه تبعث.

وأخرج ابن جرير ، عَن طاووس في قوله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} الآية ، هي فتنة القبر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن المسيب بن رافع رضي الله عنه في قوله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} الآية ، قال : نزلت في صاحب القبر.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال : نزلت في الميت الذي يسأل في قبره عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد {يثبت الله الذين آمنوا} الآية ، قال : هذا في القبر ومخاطبته.
وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، عَن طاووس رضي الله عنه {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا} قال : لا إله إلا الله {وفي الآخرة} قال المسألة في القبر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}

قال : أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح.
وَأَمَّا قوله : {وفي الآخرة} ففي القبر.
وَأخرَج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : {يثبت الله الذين آمنوا} قال : هو المؤمن في قبره عند محنته يأتيه

ممتحناه فيقولان : من ربك وما دينك ومن نبيك ، فيقول : الله ربي وديني الإسلام ، فيقولان : ثبتك الله لما يحب ويرضى ، ويفسحان له في قبره مد البصر ويفتحان له بابا إلى الجنة ويقولان : نم قرير العين نومة الشاب النائم الآمن في خير مقيل ، وفيه نزلت (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) (الفرقان آية 24).
وَأَمَّا الكافر فإنهما يقولان : من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول : لا أدري ، فيقولان : لا دريت ولا اهتديت ، فيضربانه بسوط من النار يذعر لها كل دابة ما خلا الجن والإنس ثم يفتحان له بابا إلى النار ويضيق عليه قبره حتى يخرج دماغه من بين أظفاره ولحمه.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا وضع الميت في قبره جاءه ملكان فسألاه فقالا : كيف تقول في هذا الرجل الذي
كان بين أظهركم الذي يقال له محمد فلقنه الله الثبات وثبات القبر خمس : أن يقول العبد : ربي الله وديني الإسلام ، ونبيي محمد أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم قالا له : اسكت فإنك عشت مؤمنا ومت مؤمنا وتبعث مؤمنا ، ثم أرياه منزله من الجنة يتلألأ بنور عرش الرحمن.
وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن مردويه من طريق قتادة رضي الله عنه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا وضع في قبر وتولى

عنه أصحابه : إنه ليسمع قرع نعالهم يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل - زاد ابن مردويه : - الذي كان بين أظهركم الذي يقال له محمد صلى الله عليه وسلم قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : فيراهما جميعا قال قتادة رضي الله عنه : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا.
وَأَمَّا المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول : لا أدري كنت أقول كما يقول الناس ، فيقال له لا دريت ولا تليت ، ويضرب بمطراق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين.
وأخرج أحمد وأبو داود ، وَابن مردويه والبيهقي في عذاب القبر عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها وإن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فسأله : ما كنت تعبد فإن الله هداه قال : كنت أعبد الله ، فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله ، فما يسأل عن شيء بعدها فينطلق إلى بيت كان له في النار فيقال له : هذا بيتك كان لك في النار ولكن الله عصمك ورحمك فأبدلك بيتا في الجنة ، فيقول : دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي ، فيقال له : اسكن ، وإن الكافر

إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له : ماكنت تعبد فيقول : لا أدري ، فيقول له : ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول : كنت أقول ما يقول الناس ، فيضربونه بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق إلا الثقلين.
وأخرج أحمد ، وَابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط والبيهقي من طريق ابن الزبير رضي الله عنه أنه سأل جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن فتاني القبر
فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له : ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول المؤمن : أقول إنه رسول الله وعبده ، فيقول الملك : انظر إلى مقعدك الذي كان من النار قد أنجاك الله منه وأبدله بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة ، فيراهما كليهما فيقول المؤمن : دعوني أبشر أهلي ، فيقال له : اسكن.
وَأَمَّا المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول : لا أدري ، أقول ما يقول الناس ، فيقال له : لا دريت ، هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلك الله مكانه مقعدك من النار ، قال جابر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يبعث كل عبد في القبر على ما مات المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه.

وأخرج ابن أبي عاصم في السنة ، وَابن مردويه والبيهقي من طريق أبي سفيان ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا وضع المؤمن في قبره أتاه ملكان فانتهراه فقام يهب كما يهب النائم فيقال له : من ربك فيقول : الله ربي والإسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي ، فينادي مناد أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة فيقول : دعوني أخبر أهلي ، فيقال له : اسكن.
وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف أنت ياعمر إذا انتهى بك إلى الأرض فحفر لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبر ثم أتاك منكر ونكير أسودان يجران شعرهما كأن أصواتهما الرعد القاصف وكأن أعينهما البرق الخاطف يحفران الأرض بأنيابهما فأجلساك فزعا فتلتلاك وتوهلاك ، فقال : يا رسول الله وأنا يومئذ على ما أنا عليه قال : نعم ، قال : أكفيكهما بإذن الله يا رسول الله.

وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون ثم يجلس فيقال له : من ربك فيقول الله ربي ، ثم يقال له : ما دينك فيقول : الإسلام ، ثم يقال له من نبيك فيقول : محمد ، فيقال : وما علمك فيقول : عرفته وآمنت به وصدقت بما جاء به من الكتاب ، ثم يفسح له في قبره مد البصر ويجعل روحه مع أرواح المؤمنين.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : اسم الملكين اللذين يأتيان في القبر منكر ونكير.
وأخرج أحمد ، وَابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة ، وَابن عدي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر فقال عمر رضي الله عنه : أترد إلينا عقولنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم كهيئتكم اليوم ، فقال عمر بفيه الحجر.

وأخرج ابن أبي داود في البعث والحاكم في التاريخ والبيهقي في عذاب القبر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين ورأيت منكر ونكير قلت : يا رسول الله وما منكر ونكير ، قال : فتانا القبر يبحثان الأرض بأنيابهما ويطآن في أشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف ، معهما مرزبة لو أجتمع عليهما أهل منى لم يطيقوا رفعها هي أيسر عليهما من عصاي هذه فامتحناك فإن تعاييت أو تلويت ضرباك ضربة تصير بها رمادا ، قلت يا رسول وأنا على حالي هذه قال : نعم ، قلت : إذا أكفيكهما.
وَأخرَج الترمذي وحسنه ، وَابن أبي الدنيا ، وَابن أبي عاصم والآجري والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما منكر والآخر نكير ، فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول : هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم

يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه فيقال له : نم ، فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولون : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك فإن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدري ، فيقولون : قد كنا نعلم أنك كنت تقول ذلك ، فيقال للأرض : التئمي عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه : كيف أنت إذا رأيت منكرا ونكيرا قال : وما منكر ونكير
قال : فتانا القبر أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يطآن في أشعارهما ويحفران بأنيابهما ، معهما عصا من حديد لو أجتمع عليها أهل منى لم يقلوها.
وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور فيقال ما علمكم بهذا الرجل فأما المؤمن أوالموقن فيقول : هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا ، فيقال له : قد علمنا إن كنت لمؤمنا ثم

صالحا.
وَأَمَّا المنافق أو المرتاب فيقول لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلت.
وأخرج أحمد عن أسماء رضي الله عنهاعن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إذا أدخل الإنسان قبره فإن كان مؤمنا أحف به عمله الصلاة والصيام ، فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه : اجلس ، فيجلس فيقول له : ما تقول في هذا الرجل - يعني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم - قال من قال محمد قال أشهد أنه رسول الله ، فيقول : وما يدريك أدركته قال : أشهد أنه رسول ، فيقول : على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث ، وإن كان فاجرا أو كافرا جاءه الملك وليس بينه وبينه شيء يرده فأجلسه وقال : ما تقول في هذا الرجل قال : أي رجل قال : محمد ، فيقول : والله ما أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ، فيقول له الملك : على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث ، ويسلط عليه دابة في قبره معها سوط ثمرته جمرة مثل عرف البعير يضربه ما شاء الله ، لا تسمع صوته فترحمه.
وأخرج أحمد والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت يهودية فاستطعمت

على بابي فقالت : أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر فلم أزل أحسبها حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يارسول الله ما تقول هذه اليهودية ، قال : وما تقول قلت : تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال : أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا قد حذر أمته وسأحذركموه بحديث لم يحدثه نبي أمته إنه أعور والله ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن.
وأما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشغوف ثم يقال له : فيم كنت فيقول : في الإسلام فيقال : ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه ، فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله ، ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال : هذا مقعدك منها ، ويقال : على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ، وإذا كان الرجل السوء جلس في

قبره فزعا مشغوفا فيقال له : فيم كنت فيقول : لا أدري ، فيقال : ماهذا الرجل الذي كان فيكم فيقول : سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال : انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ويقال : هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله.
وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية ، عَن طاووس رضي الله عنه قال : إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام.
وأخرج ابن جرير في مصنفه عن الحارث بن أبي الحرث عن عبيد بن عمير قال : يفتن رجلان : مؤمن ومنافق فأما المؤمن فيفتن سبعا.
وَأَمَّا المنافق فيقتن أربعين صباحا.
وأخرج ابن شاهين في السنة عن راشد بن سعد رضي الله عنه قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول : تعلموا حجتكم فإنكم مسؤولون حتى إنه كان أهل البيت من الأنصار يحضر الرجل منهم الموت فيوصونه والغلام إذا عقل فيقولون له : إذا

سألوك : من ربك فقل : الله ربي ، وما دينك فقل الإسلام ديني ، ومن نبيك فقل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج أبونعيم عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر رجل من أصحابه حين فرغ منه فقال له : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم نزل بك وأنت خير منزول به جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه واقبله منك بقبول حسن وثبت عند المسائل منطقه.
وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : مر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة عند قبره وصاحبه يدفن فقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على القبر بعدما يسوى عليه فيقول : اللهم نزل بك صاحبنا وخلف الدنيا خلف ظهره اللهم ثبت عند المسألة منطقه ولا تبتله في قبره بما لا طاقة به.

وأخرج الطبراني ، وَابن منده عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب عليه فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل : يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب ثم يقول : يا فلان بن فلانة فإنه يستوي قاعدا ثم يقول : يا فلان بن فلانة فإنه يقول : ارشدنا رحمك الله ولكن لا يشعرون فليقل : اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما ، فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول : انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته فيكون حجيجه دونهما ، قال رجل : يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال : ينسبه إلى حواء يا فلان ابن حواء.
وأخرج ابن منده عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : إذا مت فدفنتموني فليقم إنسان عند رأسي فليقل : ياصدي بن عجلان اذكر ما كنت عليه في الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
وأخرج سعيد بن منصور عن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب

وحكيم بن عمير قالوا : إذا سوي على الميت قبره وانصرف الناس عنه كان يستحب أن يقال للميت عند قبره : يا فلان قل لا إله إلا الله ثلاث مرات يا فلان قل ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ثم ينصرف.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عمرو بن مرة رضي الله عنه قال : كانوا يستحبون إذا وضع الميت في اللحد أن يقال : اللهم أعذه من الشيطان الرجيم.
وأخرج الحكيم الترمذي عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال : إذا سئل الميت من ربك ترايا له الشيطان في صورة فيشير إلى نفسه أني أنا ربك.
وأخرج النسائي عن راشد بن سعد رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ، فقال : كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : خدم رسول الله رجل من الأشعريين

سبع حجج فقال : إن لهذا علينا حقا ادعوه فليرفع إلينا حاجته فدعوه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارفع إلينا حاجتك ، فقال : يا رسول الله دعني حتى أصبح فأستخير الله ، فلما أصبح دعاه فقال : يا رسول الله أسألك الشفاعة يوم القيامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن ميمون بن أبي شبيب رضي الله عنه قال : أردت الجمعة في زمان الحجاج فتهيأت للذهاب وقلت : أين أذهب أصلي خلف هذا فقلت مرة أذهب ومرة لا أذهب فناداني مناد من جهة البيت (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) (الجمعة آية 9) قال : وجلست مرة أكتب كتابا فعرض لي شيء إن أنا كتبته زين كتابي وكنت قد كذبت وإن أنا تركته كان في كتابي بعض القبح وكنت قد صدقت ، فقلت : مرة أكتبه وقلت : مرة لا أكتبه ، فأجمع رأيي على تركه فتركته فناداني مناد من جانب البيت {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} الآية

آية 29 - 34
أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبخاري والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : هم كفار أهل مكة.
وأخرج البخاري في تاريخه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله : {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : هما الأفجران من قريش : بنو المغيرة وبنو أمية ، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر.
وَأَمَّا بنو أمية فمتعوا إلى حين.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعمر رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين هذه الآية {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : هم الأفجران من قريش : أخوالي وأعمامك ، فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر.
وَأَمَّا أعمامك فأملى الله لهم إلى حين.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه والحاكم وصححه من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله : !

{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة ، فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر.
وَأَمَّا بنو أمية فمتعوا إلى حين.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في المصاحف ، وَابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي الطفيل رضي الله عنه أن ابن الكواء رضي الله عنه سأل عليا رضي الله عنه من {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : هم الفجار من قريش كفيتهم يوم بدر ، قال :
فمن (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا) (الكهف آية 104) قال : منهم أهل حروراء.
وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه أنه سئل عن {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : بنو أمية وبنو مخزوم رهط أبي جهل.
وأخرج ابن مردويه عن ارطأة رضي الله عنه : سمعت عليا رضي الله عنه على المنبر يقول : {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} الناس منها برآء غير قريش.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي حسين رضي الله عنه قال : قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

فقال ألا أحد يسألني عن القرآن فوالله لو أعلم اليوم أحد أعلم به مني وإن كان من وراء البحور لأتيته ، فقام عبد الله بن الكواء رضي الله عنه فقال : من {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : هم مشركو قريش أتتهم نعمة الله الإيمان فبدلوا قومهم دار البوار.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر والحاكم في الكنى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله : {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : هم كفار قريش الذين نحروا يوم بدر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال هم المشركون من أهل بدر.
وأخرج مالك في تفسيره عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله : {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : هم كفار قريش الذين قتلوا يوم بدر.
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال : نزلت هذه الآية في الذين قتلوا من قريش يوم بدر {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال : هم قريش ، ومحمد النعمة
أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35