كتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا
المؤلف : أحمد بن علي القلقشندي

لهم فإذا أقحطوا أكل بعضهم بعضا فمر بهم ولم يعترضهم
واعلم أنه قد ذكر في مسالك الأبصار عن الشيخ علاء الدين بن النعمان أن التجار المترددين إلى بلاد الديار المصرية لا يتعدون في سفرهم بلاد البلغار ثم يرجعون من هناك ثم تجار بلغار يسافرون منها إلى بلاد جولمان وتجار جولمان يسافرون إلى بلاد بوغزة التي ليس بعدها عمارة
وقد ذكر في تقويم البلدان أن شمالي بلاد الروس مما هو متصل بالبحر المحيط الشمالي قوما يبايعون مغايبة
وذكر عن بعض من سافر إلى تلك البلاد أنه إذا وصل التجار إلى تخومهم أقاموا حتى يعلموا بهم ثم يتقدمون إلى مكان معروف عندهم بالبيع والشراء فيضع كل تاجر بضاعته ويعلمها بعلامة ثم يرجعون إلى منازلهم ثم يحضر أولئك القوم ويضعون مقابل تلك البضائع السمور والوشق والثعلب وما شاكل ذلك ويدعونه ويمضون ثم يحضر التجار من الغد فمن أعجبه ذلك أخذه وإلاتركه حتى يتفاصلوا على الرضا
وقد تقدم ذكر مثل ذلك عن قوم بالهند وعن قوم ببلاد السودان في الكلام على مملكة مالي
قلت وقد تقدم في الكلام على مملكة خوارزم والقبجاق من مملكة التورانيين في القسم الثاني منها أن الجركس والروس والاص أهل مدن عامرة اهلة وجبال مشجرة مثمرة ينبت عندهم الزرع ويدر الضرع وتجري الأنهار وتجنى الثمار ولا طاقة لهم بسلطان تلك البلاد
وإن كان فيهم ملوك فهم كالرعايا لصاحب السراي إن داروه بالطاعة والتحف والطرف كف عنهم وإلا شن عليهم الغارات وضايقهم وحاصرهم

المقالة الثالثة
في ذكر أمور تشترك فيها أنواع المكاتبات والولايات وغيرهما من الأسماء والكنى والألقاب ومقادير قطع الورق وما يناسب كل مقدار منها من الأقلام ومقادير البياض في أول الدرج وحاشيته ومقدار بعد ما بين السطور في الكتابات وبيان المستندات التي يصدر عنها ما يكتب من ديوان الإنشاء بهذه المملكة من مكاتبات وولايات وكتابة الملخصات وكيفية تعيين صاحب الديوان لها وبيان الفواتح والخواتم وفيه أربعة أبواب
الباب الأول في الأسماء والكنى والألقاب وفيه فصلان
الفصل الأول في الأسماء والكنى وفيه طرفان
الطرف الأول في الأسماء
والاسم عند النحاة ما دل على مسمى دلالة إشارة واشتقاقه من السمة وهي العلامة لأنه يصير علامة على المسمى يميزه عن غيره أو من السمو لأن الاسم يعلو المسمى باعتبار وضعه عليه
ثم المراد هنا بالاسم أحد أقسام الكلم وهو ما ليس بكنية ولا لقب وفيه جملتان

الجملة الأولى في أصل التسمية والمقصود منها وتنويع الأسماء وما يستحسن
منها وما يستقبح
أما أصل التسمية فهي لا تخرج عن أمرين
أحدهما أن يكون الاسم مرتجلا بأن يضعه الواضع على المسمى ابتداء كأدد اسم رجل وسعاد اسم امرأة فإنهما ليسا بمسبوقين بالوضع على غيرهما والرجوع في معرفة ذلك إلى النقل والاستقراء
والثاني أن يكون الاسم منقولا عن معنى اخر كاسد إذا سمي به الرجل نقلا عن الحيوان المفترس وزيد إذا سمي به نقلا عن معنى الزيادة وما أشبه ذلك
وهذا هو أكثر الأسماء الأعلام وقوعا والرجوع في معرفته إلى النقل والاستقراء أيضا كما تقدم في المرتجل
وأما المقصود من التسمية فتمييز المسمى عن غيره بالاسم الموضوع عليه ليتعرف
وأما تنويع الأسماء فيختلف باختلاف المسمين وما يدور في خزائن خيالهم مما يألفونه ويجاورونه ويخالطونه
فالعرب أكثر أسمائهم منقولة عما لديهم مما يدور في خزائن خيالهم إما من أسماء الحيوان كبكر وهو ولد الناقة وأسد وهو الحيوان المفترس المعروف وإما من أسماء النبات كحنظلة وهو اسم الواحدة الحنظل الذي هو النبات المعروف من نبات البادية وطلحة وهو اسم لشجرة من شجر الغضى وعوسجة وهو اسم لشجرة من شجر البادية
وإما من أجزاء الأرض كحزن وهو الغليظ من الأرض وصخر وهو الصلد من الحجارة وإما من أسماء الزمان

كربيع وهو أحد فصول السنة الأربعة
وأما من أسماء النجوم كسماك اسم لنجم معروف
وإما من أسماء الفاعلين كحارث فاعل من الحرث وهمام فاعل من هم أن يفعل كذا إلى غير ذلك من المنقولات التى لا تحصى
وكان من عادتهم أن يختاروا لأبنائهم من الأسماء ما فيه البأس والشدة ونحو ذلك كمحارب ومقاتل ومزاحم ومدافع ونحو ذلك ولمواليهم ما فيه معنى التفاؤل كفرح ونجاح وسالم ومبارك وما أشبهها ويقولون أسماء أبنائنا لأعدائنا وأسماء موالينا لنا وذلك أن الإنسان أكثر ما يدعو في ليله ونهاره مواليه للاستخدام دون أبناءه فإنه إنما يحتاج إليهم في وقت القتال ونحوه
والترك راعوا في أسمائهم ما يدل على الجلادة والقوة مما يألفونه ويجاورونه وغالب ما يسمون باسم بغا ومعناه بلغتهم الفحل إما مفردا كما تقدم وهو قليل وإما موصوفا بحيوان من الحيوانات مقدمين الصفة على الموصوف على قاعدة لغتهم في ذلك كطيبغا بمعنى فحل مهر
وإما بمعدن من المعادن كالطنبغا بمعنى فحل ذهب ولمشبغا بمعنى فحل فضة وتمربغا بمعنى فحل حديد
وربما أبدل اسم الفحل باسم الحديد واسمه بلغتهم دمركبي دمر بمعنى أمير حديد وطي دمر بمعنى مهر حديد
وربما أفردوا الاسم بالوصف كدمر بمعنى حديد وأرسلان بمعنى أسد وتنكز بمعنى بحر ونحو ذلك إلى غير ذلك من المفردات والمركبات التي لا يأخذها حصر
وكذلك كل أمة من أمم الأعاجم تراعي في التسمية ما يدور في خزانة خيالها مما يخالطونه ويجاورونه

وأما الأمم المتدينة فإنهم راعوا في أسمائهم التسمية بأسماء أنبيائهم وصحابهم
فالمسلمون تسموا باسمي النبي الواردين في القرآن وهما محمد وأحمد إذ يقول تسموا باسمي
وكذلك تسموا باسم غيره من الأنبياء عليهم السلام إما بكثرة كإبراهيم وموسى وهارون وإما بقلة كادم ونوح ولوط
وأخذوا بوافر حظ من أسماء الصحابة رضوان الله عليهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وحسن وحسين وما أشبه ذلك
والنصارى تسموا باسم عيسى وغيره من الأنبياء عليهم السلام ممن يعتقدون نبوته كإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وكذلك أسماء الحواريين كبطرس ويوحنا وتوما ومتى ولوقا وسمعان وبرتلوما وأندراوس ونحوها كمرقص وبولص وغيرهما
واليهود تسموا باسم موسى عليه السلام وغيره من الأنبياء الذين يعتقدون نبوتهم كإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف ولم يتسموا باسم عيسى عليه السلام لإنكارهم نبوته
وإما ما يستحسن من الأسماء فما وردت الشريعة بالندب إلى التسمية به كأسماء الأنبياء عليهم السلام وعبد الله وعبد الرحمن ففي سنن أبي داود والترمذي من رواية أبي وهب الجشمي أن النبي قال ( تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة )
وأما ما يستقبح فما وردت الشريعة بالنهي عنه إما لكراهة لفظه كحرب ومرة وإما للتطير به كرباح وأفلح ونجيح وراجح ورافع ونحوها
ففي

صحيح مسلم وغيره النهي عن التسمية بمثل ذلك معللا بأنك تقول أثم هو فيقال لا وإما لعظمة فيه كالتسمية بشاهنشاه ومعناه بالفارسية ملك الأملاك
ففي الصحيحين من رواية أبي هريرة أنه أخنع اسم
وقد ورد في جامع الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يغير الاسم القبيح

الجملة الثانية في مواضع ذكر الأسماء في المكاتبات والولايات
أما المكاتبات فالأسماء التي تذكر فيها على أربعة أنواع
النوع الأول اسم المكتوب عنه
وذكره إنما يقع في المكاتبات في موضع الخضوع والتواضع إذ من شأن المكتوب عنه ذلك وله محلان
المحل الأول في نفس المكاتبة وذلك فيما إذا كانت المكاتبة بصورة من فلان إلى فلان كما كان يكتب عن النبي من محمد رسول الله إلى فلان وكما كان يكتب عن الخلفاء من عبد الله فلان أمير المؤمنين إلى فلان وكما يكتب الان في المكاتبات السلطانية إلى ملوك المغرب وما يكتب عنهم إلى الأبواب السلطانية ونحو ذلك
المحل الثاني العلامة في المكاتبات كما يكتب المملوك فلان أو أخوه فلان أو شاكره فلان أو فلان فقط ونحو ذلك على اختلاف المراتب الاتية على ما سيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى
النوع الثاني اسم المكتوب إليه وله محلان
المحل الأول ابتداء المكاتبة كما يكتب في بعض المكاتبات من فلان إلى فلان أو إلى فلان من فلان ونحو ذلك وكما يكتب في مكاتبات القانات

فلان خان وكما يذكر اسم ملوك الكفر في مكاتباتهم عن الأبواب السلطانية ونحو ذلك
وفيما عدا ذلك من المكاتبات المصدرة بالتقبيل والدعاء وغيرهما من المصطلح عليه في زماننا وما قاربه لا يصرح باسم المكتوب إليه غالبا تعظيما له عن التفوه بذكره إذ ترك التصريح بالاسم دليل التعظيم والتوقير والتبجيل بخلاف الكنية واللقب فإنهما بصدد التعظيم للملقب أو المكني على ما سيأتي بيانه فيما بعد إن شاء الله تعالى ولذلك لم يخاطب الله تعالى نبيه محمدا في كتابه العزيز باسمه تشريفا لمقامه ورفعة لمحله فلم يقل يا محمد ويا أحمد كما قال يا ادم يا نوح يا إبراهيم يا موسى يا عيسى
بل قال ( يأيها الرسول يأيها النبي ) وقد صرح أصحابنا الشافعية وغيرهم أنه لا يجوز نداؤه باسمه احتجاجا بالاية الكريمة
وفي كتاب ابن السني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي رأى رجلا معه غلام فقال للغلام من هذا قال أبي قال فلا تمش أمامه ولا تستسب له ولا تجلس قبله ولا تدعه باسمه
المحل الثاني العنوان من الأدنى إلى الأعلى
كما يكتب في عنوان بعض المكاتبات مطالعة المملوك فلان على ما سيأتي في الكلام على العنوان
وإذا كان من تعظيم المخاطب أن لا يخاطب باسمه فكذلك في مكاتبتة لأن المكاتبة الصادرة إلى الشخص قائمة مقام خطابه بل المكاتبة أجدر بالتعظيم لاصطلاحهم في القديم والحديث على ذلك

النوع الثالث اسم المكتوب بسببه
وهو مما لا نقص فيه بسبب ذكره إذ لا بد من التصريح باسمه ليعرف اللهم إلا أن يشتهر حتى تغني شهرته عن ذكر اسمه وله محلان
المحل الأول في الطرة بأن يقال هذا ما عهد به فلان إما الخليفة في

عهده بالخلافة أو السلطنة أو السلطان في عهده بالسلطنة على ما سيأتي بيانه
وفي معنى ذلك البيعات بأن يقال مبايعة شريفة لفلان ونحو ذلك
المحل الثاني صدر الولاية حيث يقال هذا ما عهد عبد الله ووليه فلان أو من عبد الله ووليه فلان ونحو ذلك على اختلاف المذاهب في الابتداء على ما سيأتي

النوع الرابع اسم من تصدر إليه الولاية وله محلان
المحل الأول في الطرة إما في العهود حيث يقال
هذا ما عهد فلان إلى فلان
وإما في التقاليد والتواقيع والمراسيم حيث يقال أن يفوض إلى فلان أو أن يستقر فلان أو أن يرتب فلان
المحل الثاني أثناء الولاية حيث يقال أن يفوض إلى فلان أو أن يستقر فلان أو أن يرتب فلان على نظير ما في الطرة أما المولى عليه فقل أن يذكر كما في التحدث على شخص معين ونحوه
الطرف الثاني في الكنى
والكنية عند النحاة أحد أقسام العلم أيضا والمراد بها ما صدر بأب أو أم مثل أبي القاسم وأم كلثوم وما أشبه ذلك
وقد كان للعرب بالكنى أتم العناية حتى إنهم كنوا جملة من الحيوان بكنى مختلفة فكنوا الأسد بأبي الحارث والثعلب بأبي الحصين والديك بأبي سليمان وكنوا الضبع بأم عامر والدجاجة بأم حفصة والجرادة بأم عوف ونحو ذلك وفيه ثلاث جمل

الجملة الأولى في جواز الكنية وهي على نوعين
النوع الأول كنى المسلمين
قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله في كتابه الأذكار وجواز التكني أشهر من أن نذكر فيه شيئا منقولا فإن دلائله يشترك فيها الخواص والعوام
قال والأدب أن يخاطب أهل الفضل ومن قاربهم بالكنية وكذلك إن كتب إليه رسالة أو روى عنه رواية
فيقال حدثنا الشيخ أو الإمام أبو فلان فلان بن فلان وما أشبهه
واعلم أن الأولين أكثر ما كانوا يعظمون بعضهم بعضا في المخاطبات ونحوها بالكنى ويرون ذلك في غاية الرفعة ونهاية التعظيم حتى في الخلفاء والملوك فيقال أبو فلان فلان وبالغوا في ذلك حتى كنوا من اسمه في الأصل كنية فقالوا في أبي بكر أبو المناقب اعتناء بشأن الكنية وربما وقف الأمر في الزمن القديم في تكنية خاصة الخليفة وأمرائه على ما يكنيه به الخليفة فيكون له في الرفعة منتهى ينتهي إليه ثم رجع أمرهم بعد ذلك إلى التعظيم بالألقاب
على أن التعظيم بالكنى باق في الخلفاء والملوك فمن دونهم إلى الان على ما ستقف عليه في مواضعه إن شاء الله تعالى وكذلك القضاة والعلماء بخلاف الأمراء والجند والكتاب فإنه لا عناية لهم بالتكني
ثم لا فرق في جواز التكني بين الرجال والنساء فقد كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تكنى بأم عبد الله وكذلك غيرها من نساء الصحابة والتابعين كان لهن كنى يكتنين بها
النوع الثاني كنى أهل الكفر والفسقة والمبتدعين
قال النووي والكافر والفاسق والمبتدع إن كان لا يعرف إلا بالكنية جاز

تكنيته
قال تعالى ( تبت يدا أبي لهب ) واسمه عبد العزى قيل إنه ذكر تكنيته لكونه كان لا يعرف إلا بها وقيل كراهة لاسمه حيث جعل عبدا للصنم وقد تكرر في الحديث ذكر أبي طالب بكنيته واسمه عبد مناف
وفي الصحيح أنه صلى الله عليه و سلم لما مر بأرض الحجر من الشأم قال هذا قبر أبي رغال لعاقر الناقة من قوم ثمود
قال وكذلك إذا خيف من ذكره باسمه فتنة كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله ركب على حمار ليعود سعد بن عبادة رضي الله عنه فمر في طريقه على عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق وما كان من بذاءته على النبي حين مر عليه وأن النبي سار حتى دخل على سعد بن عبادة فقال النبي ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب يريد عبد الله بن أبي ابن سلول قال كذا وكذا
وذكر الحديث
قال فإن كان يعرف بغير الكنية ولم تخف فتنة لم يزد على الاسم كما ثبت في الصحيحين أن النبي كتب من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل فسماه باسمه ولم يكنه ولا لقبه بملك الروم
قال ونظائر هذا كثيرة وقد أمرنا بالإغلاظ عليهم ولا ينبغي لنا أن نكنيهم ولا نرفق بهم ولا نلين لهم قولا ولا نظهر لهم ودا ولا مؤالفة

الجملة الثانية فيما يكنى به وهو على نوعين
النوع الأول كنى الرجال ولها حالان
الحال الأول أن يكون للرجل ولد أو أولاد
قال النووي فإن كان له ولد

يكنى به ولا فرق في ذلك بين أن يكون الولد ذكرا أو أنثى فيجوز تكنية الرجل بأبي فلانة كما يجوز بأبي فلان
فقد تكنى جماعة من أفاضل السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم بأبي فلانة فمن الصحابة أبو ليلى والد عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو فاطمة الليثي وأبو مريم الأزدي وأبو رقية تميم الداري وأبو زرعة المقداد بن معدي كرب
ومن التابعين أبو عائشة مسروق بن الأجدع وخلائق لا يحصون
وإن كان له أولاد يكنى بأكبرهم فقد كان النبي يكنى بأبي القاسم وكان القاسم أكبر بنيه
وفي سنن أبي داود والنسائي عن شريح الحارثي أنه وفد على رسول الله مع قومه فسمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله فقال إن الله هو الحكم وإليه الحكم فلم تكنى أبا الحكم فقال إن قومي اختلفوا في شيء فأتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال رسول الله ما أحسن هذا فما لك من الولد قال شريح ومسلم وعبد الله قال فمن أكبرهم قال شريح قال فأنت أبو شريح
فلو تكنى بغير أولاده فلا بأس به قاله النووي
ثم قال وهذا الباب واسع لا يحصى من يتصف به
وقد اختلف في جواز التكني بأبي القاسم فنص الشافعي رضي الله عنه إنه لا يجوز التكني بذلك مطلقا لما ورد أنه قال تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي وذهب ذاهبون إلى تخصيص ذلك بحياته احتجاجا بأن المنع فيه كان لعلة وهي أن اليهود كانوا ينادون يا أبا القاسم فإذا التفت النبي قالوا لم نعنك قصدا لإيذائه وقد زالت هذه العلة بوفاته واختاره النووي من أصحابنا الشافعية
وذهب اخرون إلى تخصيص المنع بما إذا جمع لواحد بين الاسم والكنية بأن يتسمى محمدا ويتكنى بأبي القاسم بخلاف ما إذا لم يكن اسمه محمدا فإنه يجوز وهو وجه قوي
الحال الثاني أن لا يكون للرجل ولد بأن لم يولد له ولد أصلا قال

النووي فيجوز تكنيته حتى الصغير
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال الراوي أحسبه فطيما وكان النبي إذا جاء يقول يا أبا عمير ما فعل النغير لنغير كان يلعب به
قال النووي وكان من الصحابة رضوان الله عليهم جماعات لهم كنى قبل أن يولد لهم كأبي هريرة وخلائق لا يحصون من التابعين فمن بعدهم
قال ولا كراهة فيه بل هو محبوب بشرطه
واعلم أن الرجل قد يكون له كنيتان فأكثر فقد كان لأمير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه ثلاث كنى أبو عمرو وأبو عبد الله وأبو ليلى

النوع الثاني كنى النساء
والحال فيه أنه إن كان للمرأة ولد تكنت به ذكرا أو أنثى كما تقدم في الرجل
وإن كان لها أولاد تكنت بأكبرهم مع جواز الكنية بغير أولادها كما في الرجل أيضا
قال النووي ويجوز تكنيتها ولو لم يولد لها ففي سنن أبي داود وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى قال فاكتني بابنك عبد الله يعني عبد الله بن الزبير وهو ابن أختها أسماء وكانت عائشة رضي الله عنها تكنى أم عبد الله - بأسانيد صحيحة - قال هذا هو الصحيح المعروف
وما رواه ابن السني عن عائشة أنها قالت أسقطت من النبي سقطا فسماه عبد الله فحديث ضعيف
ثم كما تجوز تكنية الرجل بأبي فلانة يجوز تكنية المرأة بأم فلانة من باب أولى
الجملة الثالثة في التكني في المكاتبات والولايات
فأما الكنية في المكاتبات فعلى ثلاثة أنواع

النوع الأول تكني المكتوب عنه
قال محمد بن عمر المدايني في كتاب القلم والدواة أول من اكتنى في كتبه الوليد بن عبد الملك
قال النووي في الأذكار والأدب أن لا يذكر الرجل كنيته في كتابه ولا في غيره إلا أن لا يعرف إلا بكنيته أو كانت الكنية أشهر من اسمه
وقال أبو جعفر النحاس إذا كانت الكنية أشهر يكنى على نظيره ويسمى لمن فوقه ثم يلحق المعروف أبا فلان أو بأبي فلان
ثم الكنية من المكتوب عنه قد تكون في صدر الكتاب كما يكتب عن الخلفاء من عبد الله ووليه أبي فلان فلان أمير المؤمنين أو في موضع العلامة كما يكتب في الطغراة من السلطان لملوك الكفر بعد سياقه ألقاب السلطان أبو فلان فلان أو في العنوان كما كان يكتب في المصطلح القديم من أبي فلان فلان إلى فلان
النوع الثاني تكنية المكتوب إليه
وبه كان الاعتناء في الزمن المتقدم لا سيما إذا كان المكتوب إليه ممن يستحق التعظيم بالتكنية
وكنية المكتوب إليه تارة تكون في عنوان الكتاب كما يكتب إلى أبي فلان فلان وتارة تكون في صدر الكتاب كما كان يكتب من فلان إلى أبي فلان فلان
النوع الثالث تكنية المكتوب بسببه
وهي تارة تذكر في طرة الكتاب فيقال فيمن قصد تعظيمه بما قصده أبو فلان فلان واستعماله قليل
وتارة تذكر في أثناء الكتاب حيث يجري ذكره
وأما الكنية في الولايات فلها محلان

أحدهما في طرة الولاية حيث يقال عهد شريف لأبي فلان فلان أو تقليد شريف بأن يفوض إلى أبي فلان فلان
والثاني في أثناء الولايات حيث يجري ذكره على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى

الفصل الثاني من الباب الأول من المقالة الثالثة في الألقاب وفيه طرفان
الطرف الأول في أصول الألقاب وفيه جملتان
الجملة الأولى في معنى اللقب والنعت وما يجوز منه ويمتنع
أما اللقب فأصله في اللغة النبز بفتح الباء
قال ابن حاجب النعمان في ذخيرة الكتاب والنبز ما يخاطب به الرجل الرجل من ذكر عيوبه وما ستره عنده أحب إليه من كشفه وليس من باب الشتم والقذف
وأما النعت فأصله في اللغة الصفة
يقال نعته ينعته نعتا إذا وصفه
قال في ذخيرة الكتاب وهو متفق على أنه ما يختاره الرجل ويؤثره ويزيد في إجلاله ونباهته بخلاف اللقب
قال لكن العامة استعملت اللقب في موضع النعت الحسن وأوقعوه موقعه لكثرة استعمالهم إياه حتى وقع الاتفاق والاصطلاح على استعماله في التشريف والإجلال والتعظيم والزيادة في النباهة والتكرمة
قلت والتحقيق في ذلك أن اللقب والنعت يستعملان في المدح والذم جمعيا فمن الألقاب والنعوت ما هو صفة مدح ومنها ما هو صفة ذم
وقد عرفت النحاة اللقب بأنه ما أدى إلى مدح أو ذم فالمؤدي إلى المدح كأمير المؤمنين وزين العابدين والمؤدي إلى الذم كأنف الناقة وسعيد كرز وما أشبه ذلك

والنعت تارة يكون صفة مدح وتارة يكون صفة ذم ولا شك أن المراد هنا من اللقب والنعت ما أدى إلى المدح دون الذم
وقد اصطلح الكتاب على ان سموا صفات المدح التي يوردونها في صدور المكاتبات ونحوها بصيغة الإفراد كالأمير والأميري والأجل والأجلي والكبير والكبيري ونحو ذلك ألقابا وصفات المدح التي يوردونها على صورة التركيب كسيف أمير المؤمنين وظهير الملوك والسلاطين ونحو ذلك نعوتا ولا معنى لتخصيص كل واحد منهما بالاسم الذي سموه به إلا مجرد الاصطلاح ولا نزاع في إطلاق اللقب والنعت عليهما باعتبارين فمن حيث إنها صفات مؤدية إلى المدح يطلق عليها اسم اللقب ومن حيث إنها صفات لذوات قائمة بها يطلق عليها اسم النعت
وأما ما يجوز من ذلك ويمتنع فالجائز منه ما أدى إلى المدح مما يحبه صاحبه ويؤثره بل ربما استحب كما صرح به النووي في الأذكار للإطباق على استعماله قديما وحديثا
والممتنع منه ما أدى إلى الذم والنقيصة مما يكرهه الإنسان ولا يحب نسبته إليه
قال النووي وهو حرام بالاتفاق سواء كان صفة له كالأعمش والأجلح والأعمى والأحول والأشج والأصفر والأحدب والأصم والأزرق والأشتر والأثرم والأقطع والزمن والمقعد والأشل وما أشبه ذلك
أو كان صفة لأبيه كابن الأعمى أو لأمه كابن الصوراء ونحو ذلك مما يكرهه قال تعالى ( ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) قال واتفقوا على جواز ذكره بذلك على جهة التعريف لمن لا يعرفه إلا بذلك ودلائل ذكره كثيرة مشهورة وهو أحد المواضع التي تجوز فيها الغيبة

الجملة الثانية في أصل وضع الألقاب والنعوت المؤدية إلى المدح
واعلم أن القاب المدح ونعوته لم تزل واقعة على أشراف الناس وجلة الخلق في القديم والحديث فقد ثبت تلقيب إبراهيم عليه السلام ب الخليل وتلقيب موسى عليه السلام ب الكليم وتلقيب عيسى عليه السلام ب المسيح وتلقيب يونس عليه السلام ب ذي النون وكان النبي يلقب قبل البعثة ب الأمين ووردت التواريخ بذكر ألقاب جماعة من العرب في الجاهلية كذي يزن وذي المنار وذي نواس وذي رعين وذي جدن وغيرهم مما هو مشهور شائع
وكذلك وقعت ألقاب المدح على كثير من عظماء الإسلام وأشرافه كالصحابة رضوان الله عليهم فمن بعدهم من الخلفاء والوزراء وغيرهم فكان لقب أبي بكر عتيقا ثم لقب ب الصديق بعد ذلك ولقب عمر الفاروق ولقب عثمان ذا النورين ولقب علي حيدرة ولقب حمزة بن عبد المطلب أسد الله ولقب خالد بن الوليد سيف الله ولقب عمرو بن عمرو ذا اليدين ولقب مالك بن التيهان الأنصاري ذا السيفين ولقب خزيمة بن ثابت الأنصاري ذا الشهادتين ولقب جعفر بن أبي طالب بعد استشهاده ذا الجناحين
وأما الخلفاء فخلفاء بني أمية لم يتلقب أحد منهم فلما صارت الخلافة إلى بني العباس وأخذت البيعة لإبراهيم بن محمد لقب ب الإمام ثم تلقب من بعده من خلفائهم فتلقب محمد بن علي ب السفاح لكثرة ما سفح من دماء بني أمية
واختلف في لقبه بالخلافة فقيل القائم وقيل المهتدي وقيل المرتضي وألقاب الخلفاء بعده إلى زماننا معروفة مشهورة على ما مر ذكره في المقالة الثانية
وعلى ذلك كانت ألقاب خلفاء بني أمية بالأندلس إلى حين انقراضهم على ما هو مذكور في مكاتبة صاحب الاندلس على ما سيأتي في المكاتبات في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى
ثم تعدت ألقاب الخلافة إلى كثير من ملوك الغرب بعد ذلك وتلا الخلفاء

في الألقاب الوزراء لاستقبال الدولة العباسية وما بعد ذلك فلقب أبو سلمة الخلال وزير السفاح ب وزير ال محمد ولقب المهدي وزيره يعقوب بن داود بن طهمان الأخ في الله ولقب المأمون الفضل بن سهل حين استوزره ذا الكفايتين ولقب أخاه الحسن بن سهل ذا الرياستين ولقب المعتمد على الله وزيره صاعد ابن مخلد ذا الوزارتين إشارة إلى وزارة المعتمد والموفق وكان لقب إسماعيل ابن بلبل الشكور الناصر لدين الله كألقاب الخلفاء
وكذلك وقع التلقيب لجماعة من أرباب السيوف وقواد الجيوش فتلقب أبو مسلم الخراساني صاحب الدعوة ب أمير ال محمد
وقيل سيف ال محمد وتلقب أبو الطيب طاهر بن الحسين ب ذي اليمينين ولقب المعتصم بالله حيدر ابن كاووس ب الأفشين لأنه أشروسني ولأفشين لقب على الملك بأشروسنة ولقب إسحاق بن كيداح أيام المعتمد ب ذي السيفين ولقب مؤنس في أيام المقتدر ب المظفر ولقب سلامة أخو نجح أيام القاهر ب المؤتمن ولقب أبو بكر بن محمد بن طغج الراضي بالله ب الأخشيد والأخشيد لقب على الملك بفرغانة
ثم وقع التلقيب بالإضافة إلى الدولة في أيام المكتفي بالله فلقب المكتفي أبا الحسين بن القاسم بن عبيد الله ولي الدولة وهو أول من لقب بالإضافة إلى الدولة ولقب المقتدر بالله علي بن أبي الحسين المتقدم ذكره عميد الدولة
ووافت الدولة البويهية أيام المطيع لله والأمر جار على التلقيب بالإضافة للدولة فافتتحت ألقاب الملوك بالإضافة إلى الدولة فكان أول من لقب بذلك من الملوك بنو بويه الثلاثة فلقب أبو الحسن علي بن بويه ب عماد الدولة ولقب أخوه أبو علي الحسن ب ركن الدولة وأخوهما أبو الحسين أحمد ب معز الدولة

ثم وافى عضد الدولة من بعدهم فاقترح أن يلقب ب تاج الدولة فلم يجب إليه وعدل به إلى عضد الدولة فلما بذل نفسه للمعاونة على الأتراك اختار له أبو إسحاق الصابي صاحب ديوان الإنشاء تاج الملة مضافا إلى عضد الدولة فكان يقال عضد الدولة وتاج الملة ولقب أبو محمد الحسن بن حمدان أيام المتقي لله ناصر الدولة ولقب أخوه أبو الحسن علي بن حمدان سيف الدولة
وبقي الأمر على التلقيب بالإضافة إلى الدولة إلى أيام القادر بالله فافتتح التلقيب بالإضافة إلى الدين
وكان أول من لقب بالإضافة إليه أبو نصر بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بويه زيد على لقبه بهاء الدولة نظام الدين فكان يقال بهاء الدولة ونظام الدين قال ابن حاجب النعمان ثم تزايد التلقيب به وأفرط حتى دخل فيه الكتاب والجند والأعراب والأكراد وسائر من طلب وأراد وكره حتى صار لقبا على الأصل
ولا شك أنه في زماننا قد خرج عن الحد حتى تعاطاه أهل الأسواق ومن في معناهم ولم تصر به ميزة لكبير على صغير حتى قال قائلهم
( طلع الدين مستغيثا إلى الله ... وقال العباد قد ظلموني )
( يتسمون بي وحقك لا أعرف ... منهم شخصا ولا يعرفوني ) - خفيف -
إما الديار المصرية فكان جريهم في الألقاب على ما ينتهي إليهم خبره من ألقاب الدولة العباسية ببغداد فتلقب خلفاء الفاطميين بها بنحو ألقاب خلفاء بني العباس ببغداد فكان لقب أول خلفائهم بها المعز لدين الله وثانيهم بها العزيز بالله وعلى ذلك إلى أن كان لقب اخرهم العاضد لدين الله على ما تقدم في المقالة الثانية في الكلام على ملوك الديار المصرية
وتلقب وزراؤهم وكتابهم بالإضافة إلى الدولة وممن لقب بذلك في دولتهم ولي الدولة بن أبي كدينة وزير المستنصر وأيضا ولي الدولة بن خيران كاتب الإنشاء المشهور
ولما صارت الوزارة لبدر الجمالي تلقب ب أمير الجيوش
ثم تلقب الوزراء بعده بنحو الأفضل والمأمون
ثم تلقبوا بالملك

الفلاني ك الملك الأفضل والملك الصالح ونحو ذلك على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى
وكان الكتاب في أواخر الدولة الفاطمية إلى أثناء الدولة الأيوبية يلقبون ب الفاضل والرشيد والعماد وما أشبه ذلك ثم دخلوا في عموم التلقيب بالإضافة إلى الدين واختص التلقيب بالإضافة إلى الدولة كولي الدولة بكتاب النصارى والأمر على ذلك إلى الان

الطرف الثاني في بيان معاني الألقاب وفيه تسع جمل
الجملة الأولى في الألقاب الخاصة بأرباب الوظائف المعتبرة التي بها
انتظام أمور المملكة وقوامها وهي قسمان
القسم الأول الألقاب الإسلامية وهي نوعان
النوع الأول الألقاب القديمة المتداولة الحكم إلى زماننا وهي صنفان
الصنف الأول ألقاب أرباب السيوف وهي سبعة ألقاب
الأول الخليفة
وهو لقب على الزعيم الأعظم القائم بأمور الأمة وقد اختلف في معناه فقيل إنه فعيل بمعنى مفعول كجريح بمعنى مجروح وقتيل بمعنى مقتول ويكون المعنى أنه يخلفه من بعده وعليه حمل قوله تعالى ( أني جاعل في الأرض خليفة ) على قول من قال إن ادم عليه السلام أول من عمر

الأرض وخلفه بنوه من بعده
وقيل فعيل بمعنى فاعل ويكون المراد أنه يخلف من بعده وعليه حمل الاية من قال إنه كان قبله في الأرض الجن وإنه خلفهم فيها واختاره النحاس في صناعة الكتاب وعليه اقتصر البغوي في شرح السنة والماوردي في الأحكام السلطانية
قال النحاس وعليه خوطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه بخليفة رسول الله
وقد أجازوا أن يقال في الخليفة خليفة رسول الله لأنه خلفه في أمته
واختلفوا هل يجوز أن يقال فيه خليفة الله فجوز بعضهم ذلك لقيامه بحقوقه في خلقه محتجين بقوله تعالى ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) وامتنع جمهور الفقهاء من ذلك محتجين بأنه إنما يستخلف من يغيب أو يموت والله تعالى باق موجود إلى الأبد لا يغيب ولا يموت
ويؤيد ما نقل عن الجمهور بما روي أنه قيل لأبي بكر رضي الله عنه يا خليفة الله فقال لست بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله وقال رجل لعمر بن عبد العزيز يا خليفة الله فقال ويلك لقد تناولت متناولا بعيدا إن أمي سمتني عمر فلو دعوتني بهذا الاسم قبلت ثم كبرت فكنيت أبا حفص فلو دعوتني به قبلت ثم وليتموني أموركم فسميتموني أمير المؤمنين فلو دعوتني به كفاك
وخص البغوي جواز إطلاق ذلك بادم وداود عليها السلام محتجا بقوله تعالى في حق ادم ( إني جاعل في الأرض خليفة ) وقوله في حق داود ( يا دواد إنا جعلناك خليفة في الأرض ) ثم قال ولا يسمى أحد خليفة الله بعدهما
قال في شرح السنة ويسمى خليفة وإن كان مخالفا لسيرة أئمة العدل
ثم قد كره جماعة من الفقهاء منهم أحمد بن حنبل إطلاق اسم الخليفة

على ما بعد خلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما فيما حكاه النحاس وغيره محتجين بحديث الخلافة بعدي ثلاثون يعني ثلاثين سنة وكان انقضاء الثلاثين بانقضاء خلافة الحسن ولما انقضت الخلافة صارت ملكا
قال المعافى بن إسماعيل في تفسيره وقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل طلحة والزبير وكعبا وسلمان عن الفرق بين الخليفة والملك فقال طلحة والزبير لا ندري فقال سلمان الخليفة الذي يعدل في الرعية ويقسم بينهم بالسوية ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله والوالد على ولده ويقضي بينهم بكتاب الله تعالى فقال كعب ما كنت أحسب أن في هذا المجلس من يفرق بين الخليفة والملك ولكن الله ألهم سلمان حكما وعلما
واختلف في الهاء في اخره فقيل أدخلت فيه للمبالغة كما أدخلت في رجل داهية وراوية وعلامة ونسابة وهو قول الفراء واستحسنه النحاس ناقلا له عن أكثر النحويين وخطأه علي بن سليمان محتجا بأنه لو كان كذلك لكان التأنيث فيه حقيقيا وقيل الهاء فيه لتأنيث الصيغة
قال النحاس وربما أسقطوا الهاء منه وأضافوه فقالوا فلان خليف فلان يعنون خليفته
ثم الأصل فيه التذكير نظرا للمعنى لأن المراد بالخليفة رجل وهو مذكر فيقال أمر الخليفة بكذا على التذكير وأجاز الكوفيون فيه التأنيث على لفظ خليفة فيقال أمرت الخليفة بكذا وأنشد الفراء
( أبوك خليفة ولدته أخرى ... )
ومنعه البصريون محتجين بأنه لو جاز ذلك لجاز قالت طلحة في رجل اسمه طلحة وهو ممتنع
فإن ظهر اسم الخليفة تعين التذكير باتفاق فتقول قال أبو جعفر الخليفة أو قال الراضي الخليفة ونحو ذلك
ويجمع على خلفاء ككريم وكرماء وعليه ورد قوله تعالى ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ) وعلى

خلائف كصحيفة وصحائف وعليه جاء قوله تعالى ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) والنسبة إليه خلفي كما ينسب إلى حنيفة حنفي وقول العامة درهم خليفتي ونحوه خطأ إذ قاعدة النسب أن يحذف من المنسوب إليه الياء وهاء التأنيث على ما هو مقرر في علم النحو
وممن وهم في ذلك المقر الشهابي بن فضل الله رحمه الله في كتابه التعريف حيث قال وأول ما نبدأ بالمكاتبة إلى الأبواب الشريفة الخليفتية ولعله سبق قلم منه وإلا فالمسألة أظهر من أن يجهلها أو تخفى عليه
الثاني الملك
وهو الزعيم الأعظم ممن لم يطلق عليه اسم الخلافة وقد نطق القرآن بذكره في غير موضع كما في قوله تعالى ( إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ) ( وقال الملك أئتوني به ) إلى غير ذلك من الايات
ويقال فيه ملك بكسر اللام وملك بإسكانها ومليك بزيادة ياء ومنه قوله تعالى ( عند مليك مقتدر ) قال الجوهري والملك مقصور من مالك أو مليك ويجمع على ملوك وأملاك
ويقال لموضع الملك المملكة
الثالث السلطان وهو اسم خاص في العرف العام بالملوك
ويقال إن أول من لقب به خالد بن برمك وزير الرشيد لقبه به الرشيد تعظيما له ثم انقطع التلقيب به إلى أيام بني بويه فتلقب به ملوكهم فمن بعدهم من الملوك السلاجقة وغيرهم وهلم جرا إلى زماننا
وأصله في اللغة الحجة قال تعالى ( وما كان له عليهم من سلطان ) يعني من حجة
وسمي السلطان بذلك لأنه حجة على الرعية يجب عليهم الانقياد إليه

واختلف في اشتقاقه فقيل إنه مشتق من السلاطة وهي القهر والغلبة لقهره الرعية وانقيادهم له وقيل مشتق من السليط وهو الشيرج في لغة أهل اليمن لأنه يستضاء به في خلاص الحقوق وقيل من قولهم لسان سليط أي حاد ماض لمضي أمره ونفوذه
وقال محمد بن يزيد البصري السلطان جمع واحده سليط كقفيز وقفزان وبعير وبعران
وحكى صاحب ذخيرة الكتاب أنه يكون واحدا ويكون جمعا ثم هو يذكر على معنى الرجل ويؤنث على معنى الحجة
وحكى الكسائي والفراء على التأنيث عن بعض العرب قضت به عليك السلطان
قال العسكري في كتابه الفروق في اللغة والفرق بينه وبين الملك أن الملك يختص بالزعيم الأعظم والسلطان يطلق عليه وعلى غيره
وعلى ما ذكره العسكري عرف الفقهاء في كتبهم إذ يطلقونه على الحاكم من حيث هو حتى على القاضي فيقولون فيمن ليس لها ولي خاص يزوجها السلطان ونحو ذلك
ومن حيث إن السلطان أعم من الملك يقدم عليه في قولهم السلطان الملك الفلاني ليقع السلطان أولا على الملك وعلى غيره ثم يخرج غير الملك بعد ذلك بذكر الملك
الرابع الوزير وهو المتحدث للملك في أمر مملكته
واختلف في اشتقاقه فقيل مشتق من الوزر بفتح الواو والزاي وهو الملجأ ومنه قوله تعالى ( كلا لا وزر ) سمي بذلك لأن الرعية يلجأون إليه في حوائجهم وقيل مشتق من الأوزار وهي الأمتعة ومنه قوله تعالى ( ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم ) سمي بذلك لأنه متقلد بخزائن الملك وأمتعته وقيل مشتق من الوزر بكسر الواو وإسكان الزاي وهو الثقل ومنه قوله تعالى ( حتى تضع الحرب

أوزارها ) سمي بذلك لأنه يتحمل أثقال الملك وقيل مشتق من الأزر وهو الظهر سمي بذلك لأن الملك يقوى بوزيره كقوة البدن بالظهر وتكون الواو فيه على هذا التقدير منقلبة عن همزة
وقد أوضحت القول في ذلك في النفحات النشرية في الوزارة البدرية
قال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف وأول من لقب بالوزارة في الإسلام أبو سلمة حفص بن سلمان الخلال وزير السفاح
قال وإنما كانوا قبل ذلك يقولون كاتب
ثم هو إما وزير تفويض وهو الذي يفوض الإمام إليه تدبير الأمور برأيه وإمضاءها على اجتهاده كما كانت الوزراء بالديار المصرية من لدن وزارة بدر الجمالي وإلى حين انقراضها وإما وزير تنفيذ وهو الذي يكون وسيطا بين الإمام والرعايا معتمدا على رأي الإمام وتدبيره
وهذه هي التي كان أهل الدولة الفاطمية يعبرون عنها بالوساطة أما الوزارة في زماننا فقد تقاصرت عن ذلك كله حتى لم يبق منها إلا الاسم دون الرسم ولم تزل الوزارة في الدول تتردد بين أرباب السيوف والأقلام تارة وتارة إلا أنها في زماننا في أرباب الأقلام
الخامس الأمير
وهو زعيم الجيش أو الناحية ونحو ذلك ممن يوليه الإمام
وأصله في اللغة ذو الأمر وهو فعيل بمعنى فاعل فيكون أمير بمعنى امر سمي بذلك لامتثال قومه أمره يقال أمر فلان إذا صار أميرا والمصدر الإمرة والإمارة بالكسر فيهما والتأمير تولية الأمير وهب وظيفة قديمة
السادس الحاجب
وهو في أصل الوضع عبارة عمن يبلغ الأخبار من الرعية إلى الإمام ويأخذ لهم الإذن منه وهي وظيفة قديمة الوضع كانت لابتداء الخلافة فقد ذكر القضاعي في عيون المعارف لكل خليفة حاجبا من ابتداء الأمر وإلى زمانه فذكر أنه كان حاجب أبي بكر الصديق رضي الله عنه شديدا مولاه وحاجب عمر يرفأ مولاه وحاجب عثمان حمران مولاه وحاجب علي قنبرا مولاه وعلى ذلك في كل خليفة ما عدا الحسن ابن علي رضي الله عنهما فإنه لم يذكر له حاجبا
وسمي الحاجب بذلك لأنه يحجب الخليفة أو الملك عمن يدخل إليه بغير إذن
قال زياد لحاجبه وليتك

حجابي وعزلتك عن أربع هذا المنادي إلى الله في الصلاة والفلاح فلا تعوجنه عني ولا سلطان لك عليه وطارق الليل فلا تحجبه فشر ما جاء به ولو كان خيرا ما جاء في تلك الساعة ورسول الثغر فإنه إن أبطأ ساعة أفسد عمل سنة فأدخله علي وإن كنت في لحافي وصاحب الطعام فإن الطعام إذا أعيد تسخينه فسد
ثم تصرف الناس في هذا اللقب ووضعوه في غير موضعه حتى كان في أعقاب خلافة بني أمية بالأندلس ربما أطلق على من قام مقام الخليفة في الأمر وكانوا في الدولة الفاطمية بالديار المصرية يعبرون عنه بصاحب الباب كما سبق بيانه في المقالة الثانية في الكلام على ترتيب دولتهم
أما في زماننا فإنه عبارة عمن يقف بين يدي السلطان ونحوه في المواكب ليبلغ ضرورات الرعية إليه ويركب أمامه بعصا في يده ويتصدى لفصل المظالم بين المتداعيين خصوصا فيما لا تسوغ الدعوى فيه من الأمور الديوانية ونحوها
وله ببلاد المغرب والأندلس أوضاع تخصه في القديم والحديث على ما سيأتي ذكره في الكلام على مكاتباتهم في المقالة الرابعة أن شاء الله تعالى
السابع صاحب الشرطة
بضم الشين المعجمة وإسكان الراء وهو المعبر عنه في زماننا بالوالي وتجمع الشرطة على شرط بضم الشين المعجمة وفتح الراء
وفي اشتقاقه قولان أحدهما أنه مشتق من الشرط بفتح الشين والراء وهي العلامة لأنهم يجعلون لأنفسهم علامات يعرفون بها ومنه أشراط الساعة يعني علاماتها وقيل من الشرط بالفتح أيضا وهو رذال المال لأنهم يتحدثون في أرذال الناس وسفلتهم ممن لا مال له من اللصوص ونحوهم

الصنف الثاني ألقاب أرباب الأقلام وفيه ثلاثة ألقاب
الأول القاضي
وهو عبارة عمن يتولى فصل الأمور بين المتداعيين في الأحكام الشرعية
وهي وظيفة قديمة كانت في زمن النبي فقد ذكر القضاعي

أنه ولى القضاء باليمن علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري وأن أبا بكر رضي الله عنه ولى القضاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ثم هو مشتق من القضاء واختلف في معناه فقال أبو عبيد هو إحكام الشيء والفراغ منه ومنه قوله تعالى ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ) أي أخبرناهم بذلك وفرغنا لهم منه
قال أبو جعفر النحاس وسمي القاضي قاضيا لأنه يقال قضى بين الخصمين إذا فصل بينهما وفرغ
وقيل معناه القطع يقال قضى الشيء إذا قطعه ومنه قوله تعالى ( فاقض ما أنت قاض ) وسمي القاضي بذلك لأنه يقطع الخصومة بين الخصمين بالحكم
على أن كتاب الزمان يطلقون هذا اللقب والألقاب المتفرعة منه كالقضائي والقاضوي على أرباب الأقلام في الجملة سواء كان صاحب اللقب متصديا لهذه الوظيفة أو غيرها كسائر العلماء والكتاب ومن في معناهم وعلى ذلك عرف العامة أيضا
الثاني المحتسب وهو عبارة عمن يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحدث في أمر المكاييل والموازين ونحوهما
قال الماوردي في الأحكام السلطانية وهو مشتق من قولهم حسبك بمعنى اكفف سمي بذلك لأنه يكفي الناس مؤونة من يبخسهم حقوقهم
قال النحاس وحقيقته في اللغة المجتهد في كفاية المسلمين ومنفعتهم إذ حقيقة افتعل عند الخليل وسيبويه بمعنى اجتهد

وأول من قام بهذا الأمر وصنع الدرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته
وقد كانوا في الأيام الفاطمية بالديار المصرية يضيفونها إلى الشرطة في بعض الأحيان كما هو موجود في تقاليد الحسبة في زمانهم
الثالث الكاتب
وقد تقدم اشتقاقه ومعناه في مقدمة الكتاب وأنه كان في الزمن الأول عند الإطلاق إنما يراد به كاتب الإنشاء ثم تغير الحال بعد ذلك إلى أن صار في العرف العام بالديار المصرية عند الإطلاق يراد به كاتب المال ومن في معناه وهو من الألقاب القديمة فقد تقدم في الكلام على الوزارة من كلام القضاعي أنهم قبل التلقيب بالوزارة في الدولة العباسية في خلافة السفاح إنما كانوا يقولون كاتب
قلت ووراء ما تقدم من الألقاب القديمة المتداولة ألقاب أخرى كانت مستعملة في الأيام الفاطمية ثم رفضت الان وتركت
ك صاحب المظالم وهو المتحدث في فصل الخصومات
وصاحب الصلاة وهو المتحدث في أمر المساجد والصلوات
وكالمتحدث في الوساطة وهي القيام بوظيفة الوزارة ممن لم يؤهل لإطلاق اسم الوزارة عليه
وصاحب الباب كنحو الحاجب
وداعي الدعاة للشيعة ونحو ذلك

النوع الثاني الألقاب المحدثة
وهي إما عربية وإما عجمية
والعجمية منها إما فارسية وإما تركية وأكثرها الفارسية
والسبب في استعمال الفارسي منها وإن كانت الفرس لم تلها في الإسلام أن الخلافة كانت ببغداد وغالب كلام اهلها الفارسية والوظائف منقولة عنها إلى هذه المملكة إما مضاهاة كما في الدولة الفاطمية على قلة كما في

الاسفهسلار وإما تبعا كما في الدولة الأيوبية فما بعدها
وهي أربعة أصناف

الصنف الأول المفردة وهي ضربان
الضرب الأول ما لفظه عربي وهو ثلاثة ألقاب
الأول النائب وهو لقب على القائم مقام السلطان في عامة أموره أو غالبها والألف فيه منقلبة عن واو
يقال ناب فلان عن فلان ينوب نوبا ومنابا إذا قام مقامه فهو نائب
ويطلق هذا اللقب في العرف العام على كل نائب عن السلطان او غيره بحضرته أو خارجا عنها في قرب أو بعد إلا أن النائب عن السلطان بالحضرة يوصف في عرف الكتاب بالكافل فيقال النائب الكافل وفي حال الإضافة كافل الممالك الإسلامية على ما سيأتي ذكره في النعوت إن شاء الله تعالى
والنائب عنه بدمشق يقال فيه كافل السلطنة ومن دونه من أكابر النواب كنائب حلب ونائب طرابلس ونائب حماة ونائب صفد ونائب الكرك من الممالك الشامية ونائب الإسكندرية ونائبي الوجهين القبلي والبحري بالديار المصرية
يقال فيه نائب السلطنة الشريفة بكذاليس إلا ويقال فيمن دونهم من النواب بالممالك الشامية كنائب حمص ونائب الرحبة غيرهما النائب بفلانة
الثاني الساقي
وهو لقب على الذي يتولى مد السماط وتقطيع اللحم وسقي المشروب بعد رفع السماط ونحو ذلك
وكأنه وضع في الأول لسقي المشروب فقط ثم استحدث له هذه الأمور الأخرى تبعا
ويجوز أن يكون لقب

بذلك لأن سقي المشروب اخر عمله الذي يختم به وظيفته
الثالث المشرف
وهو الذي يتولى أمر المطبخ ويقف على مشارفة الأطبخة في خدمة إستادار الصحبة الآتي ذكره ومعناه ظاهر

الضرب الثاني ما لفظه عجمي وهو لقب واحد
وهو الأوجاقي وهو لقب على الذي يتولى ركوب الخيول للتسيير والرياضة ولم أقف على معناه
الصنف الثاني المركبة وهي ثلاثة أضرب
الضرب الأول ما تمحض تركيبه من اللفظ العربي وفيه سبعة ألقاب
الأول ملك الأمراء
وهو من الألقاب التي اصطلح عليها لكفال الممالك من نواب السلطنة كأكابر النواب بالممالك الشامية ومن في معناهم
وذلك أنه قام فيهم مقام الملك في التصرف والتنفيذ والأمراء في خدمته كخدمة السلطان
وأكثر ما يخاطب به النواب في المكاتبات وذلك مختص بغير المخاطبات السلطانية أما السلطان فلا يخاطب عنه أحد منهم بذلك
الثاني رأس نوبة
وهو لقب على الذي يتحدث على مماليك السلطان أو الأمير وتنفيذ أمره فيهم ويجمع على رؤوس نوب
والمراد بالرأس هنا الأعلى

أخذا من رأس الإنسان لأنه أعلاه
والنوبة واحدة النوب وهي المرة بعد الأخرى والعامة تقول لأعلاهم في خدمة السلطان رأس نوبة النوب وهو خطأ لأن المقصود علو صاحب النوبة لا النوبة نفسها والصواب فيه أن يقال رأس رؤوس النوب أي أعلاهم
الثالث أمير مجلس وهو لقب على من يتولى أمر مجلس السلطان أو الأمير في الترتيب وغيره ويجمع على أمراء ومعناه ظاهر والأحسن فيه أن يقال أمير المجلس بتعريف المضاف إليه وتكون الألف واللام فيه للعهد الذهني إما مجلس السلطان أو غيره
الرابع أمير سلاح
وهو لقب على الذي يتولى أمر سلاح السلطان أو الأمير
ويجمع على أمراء سلاح والسلاح الة القتال
قال الجوهري وهو مذكر ويجوز تأنيثه
الخامس مقدم المماليك
وهو لقب على الذي يتولى أمر المماليك للسلطان أو الأمير من الخدام الخصيان المعروفين الان بالطواشية
ومقامه فيهم نحو مقام رأس النوبة ولفظ المقدم والمماليك معروف
السادس أمير علم
وهو لقب على الذي يتولى أمر الأعلام السلطانية والطبلخاناه وما يجري مجرى ذلك
والعلم في اللغة يطلق بإزاء معان أحدها الراية وهو المراد هنا
السابع نقيب الجيش
وهو الذي يتكفل بإحضار من يطلبه السلطان من الأمراء وأجناد الحلقة ونحوهم والنقيب في اللغة العريف الذي هو ضمين القوم وفي التنزيل حكاية عن بني إسرائيل ( وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ) ويقال

نقب على قومه ينقب نقبا مثل كتب يكتب كتبا
والجيش العسكر ويجمع على جيوش
أما بالممالك الشامية فإنه يقال في مثله نقيب النقباء

الضرب الثاني ما تمحض تركيبه من اللفظ العجمي
وقاعدة اللغات العجمية تقديم المضاف إليه على المضاف والصفة على الموصوف بخلاف اللغة العربية
ولهذا الضرب حالتان
الحالة الأولى أن تكون الإضافة إلى لفظ دار
وهي لفظة فارسية معناها ممسك فاعل من الإمساك
وكثير من كتاب الزمان أو أكثرهم بل كلهم يظنون أن لفظ دار في ذلك عربي بمعنى المحلة كدار السلطان أو الأمير ونحو ذلك وهو خطأ كما سيأتي بيانه في الكلام على إستدار وخزندار وغيرهما
والمضاف إلى لفظ دار من وظائف أرباب السيوف تسعة ألقاب
الأول الإستدار
بكسر الهمزة وهو لقب على الذي يتولى قبض مال السلطان أو الأمير وصرفه وتمتثل أوامره فيه
وهو مركب من لفظتين فارسيتين إحداهما إستذ بهمزة مكسورة وسين مهملة ساكنة بعدها تاء مثناة من فوق ثم ذال معجمة ساكنة ومعناها الأخذ
والثانية دار ومعناها الممسك كما تقدم فأدغمت الذال الأولى وهي المعجمة في الثانية وهي المهملة فصار إستدار والمعنى المتولي للأخذ سمي بذلك لما تقدم من أنه يتولى قبض المال
ويقال فيه أيضا ستدار بإسقاط الألف من أوله وكسر السين والمتشدقون من الكتاب

يضمون الهمزة في أوله ويلحقون فيه ألفا بعد التاء فيقولون أستادار وربما قالوا أستاذ الدار بإدخال الألف واللام على لفظ الدار ظنا منهم أن المراد حقيقة الدار في اللفظ العربي وأن أستاذ بمعنى السيد أو الكبير ولذلك يقولون أستادار العالية او أستاذ الدار العالية وهو خطأ صريح لما تقدم بيانه
على أن العامة تنطق به على الصواب من كسر الهمزة وحذف الألف بعد التاء
ثم قد يزاد في هذا اللقب لفظ الصحبة فيصير إستدار الصحبة ويكون لقبا على متولي أمر المطبخ وكأنه لقب بذلك لملازمته الباب سفرا وحضرا
الثاني الجوكاندار
وهو لقب على الذي يحمل الجوكان مع السلطان في لعب الكرة ويجمع على جوكان دارية وهو مركب من لفظتين فارسيتين أيضا إحداهما جوكان وهو المحجن الذي تضرب به الكرة ويعبر عنه بالصولجان أيضا والثانية دار ومعناه ممسك كما تقدم
فيكون المعنى ممسك الجوكان والعامة تقول جكندار بحذف الواو بعد الجيم والألف بعد الكاف
الثالث الطبردار
وهو الذي يحمل الطبر حول السلطان عند ركوبه في المواكب وغيرها
وهو مركب من لفظين فارسيين أحدهما طبر ومعناه الفأس ولذلك يقولون في السكر الصلب الشديد الصلابة طبرزذ بمعنى يكسر بالفأس
والثاني دار معناه ممسك كما تقدم فيكون المعنى ممسك الطبر
الرابع السنجقدار
وهو الذي يحمل السنجق خلف السلطان
وهو مركب من لفظين أحدهما تركي وهو سنجق ومعناه الرمح وهو في لغتهم مصدر طعن فعبر به عن الرمح الذي يطعن به
والثاني دار ومعناه ممسك كما تقدم ويكون المعنى ممسك السنجق وهو الرمح
والمراد هنا العلم الذي هو الراية كما تقدم إلا أنه لما كانت الراية إنما تجعل في أعلى الرمح عبر بالرمح نفسه عنها

الخامس البندقدار
وهو الذي يحمل جراوة البندق خلف السلطان أو الأمير
وهو مركب من لفظتين فارسيتين إحداهما بندق وإن كان الجوهري قد أطلق ذكره في الصحاح من غير تعرض لأنه معرب فقال والبندق الذي يرمى به
ثم هو منقول عن البندق الذي يؤكل وهو الجلوز بكسر الجيم والزاي المعجمة في اخره
فقد قال أبو حنيفة في كتاب النبات الجلوز عربي وهو البندق والبندق فارسي
اللفظة الثانية دار ومعناها ممسك كما تقدم ويكون المعنى ممسك البندق
السادس الجمدار
وهو الذي يتصدى لإلباس السلطان أو الأمير ثيابه
وأصله جاما دار فحذفت الألف بعد الجيم وبعد الميم استثقالا وقيل جمدار
وهو في الأصل مركب من لفظين فارسيين أحدهما جاما ومعناها الثوب
والثاني دار ومعناه ممسك كما تقدم فيكون المعنى ممسك الثوب
السابع البشمقدار
وهو الذي يحمل نعل السلطان أو الأمير وهو مركب من لفظين أحدهما من اللغة التركية وهو بشمق ومعناه النعل
والثاني من اللغة الفارسية وهو دار ومعناه ممسك على ما تقدم
ويكون المعنى ممسك النعل
على أن صاحب الأنوار الضوية في إظهار غلط الدرة المضية في اللغة التركية قد ذكر أن الصواب في النعل بصمق بالصاد المهملة بدل الشين المعجمة وحينئذ فيكون صوابه على ما ذكر بصمقدار
والمعروف في ألسنة الترك بالديار المصرية ما تقدم
الثامن المهمندار
وهو الذي يتصدى لتلقي الرسل والعربان الواردين على

السلطان وينزلهم دار الضيافة ويتحدث في القيام بأمرهم
وهو مركب من لفظين فارسيين أحدهما مهمن بفتح الميمين ومعناه الضيف والثاني دار ومعناه ممسك كما تقدم ويكون معناه ممسك الضيف والمراد المتصدي لأمره
التاسع الزنان دار المعبر عنه بالزمام دار
وهو لقب على الذي يتحدث على باب ستارة السلطان أو الأمير من الخدام الخصيان
وهو مركب من لفظين فارسيين أحدهما زنان بفتح الزاي ونونين بينهما ألف ومعناه النساء
والثاني دار ومعناه ممسك كما تقدم فيكون معناه ممسك النساء بمعنى أنه الموكل بحفظ الحريم إلا أن العامة والخاصة قد قلبوا النونين فيه بميمين فعبروا عنه بالزمام دار كما تقدم ظنا أن الدار على معناها العربي والزمام بمعنى القائد أخذا من زمام البعير الذي يقاد به

الحالة الثانية أن تكون الإضافة إلى غير لفظ دار وفيها لقبان
الأول الجاشنكير
وهو الذي يتصدى لذوقان المأكول والمشروب قبل السلطان أو الأمير خوفا من أن يدس عليه فيه سم ونحوه
وهو مركب من لفظين فارسيين أحدهما جاشنا بجيم في أوله قريبة في اللفظ من الشين ومعناه الذوق ولذلك يقولون في الذي يذوق الطعام والشراب الشيشني
والثاني كير وهو بمعنى المتعاطي لذلك ويكون المعنى الذي يذوق
الثاني السراخور
وهو الذي يتحدث على علف الدواب من الخيل وغيرها
وهو مركب من لفظين فارسيين أحدهما سرا ومعناه الكبير
والثاني خور ومعناه العلف ويكون المعنى كبير العلف والمراد كبير الجماعة الذين يتولون

علف الدواب
والعامة يقولون سراخوري بإثبات ياء النسب في اخره ولا وجه له
ومتشدقو الكتاب يبدلون الراء فيه لاما فيقولون سلاخوري وهو خطأ

الضرب الثالث ما تركب من لفظ عربي ولفظ عجمي وله حالتان
الحالة الأولى أن يصدر بلفظ أمير وهو لفظ عربي كما تقدم في الكلام على
ألقاب أرباب الوظائف وفيها أربعة ألقاب
الأول أميراخور
وهو الذي يتحدث على إصطبل السلطان أو الأمير ويتولى أمر ما فيه من الخيل والإبل وغيرهما مما هو داخل في حكم الإصطبلات وهو مركب من لفظين أحدهما عربي وهو أمير والثاني فارسي وهو اخور بهمزة مفتوحة ممدودة بعدها خاء معجمة ثم واو وراء مهملة ومعناه المعلف والمعنى أمير المعلف لأنه المتولي لأمر الدواب على ما تقدم وأهم أمورها المعلف
الثاني أمير جاندار
وهو لقب على الذي يستأذن على ألأمراء وغيرهم في أيام المواكب عند الجلوس بدار العدل
وهو مركب من ثلاثة ألفاظ أحدها عربي وهو أمير وقد تقدم معناه
والثاني جان بجيم وألف ونون ومعناه الروح بالفارسية والتركية جميعا
والثالث دار ومعناه ممسك كما تقدم فيكون المعنى الأمير الممسك للروح ولم يظهر لي وجه ذلك إلا أن يكون المراد أنه الحافظ لدم السلطان فلا يأذن عليه إلا لمن يأمن عاقبته
الثالث أميرشكار
وهو لقب على الذي يتحدث على الجوارح من الطيور

وغيرها وسائر أمور الصيد
وهو مركب من لفظين أحدهما عربي وهو أمير والثاني فارسي وهو شكار بكسر الشين المعجمة وكاف وألف ثم راء مهملة في الاخر ومعناه الصيد فيكون المراد أمير الصيد
الرابع أميرطبر
وهو لقب على الذي يتحدث على الطبردارية الذين يحملون الأطبار حول السلطان في المواكب ونحوها
وهو مركب من لفظين أحدهما عربي وهو أمير والثاني طبر وهو بالفارسية الفأس كما تقدم في الكلام على الطبردار

الحالة الثانية أن لا يصدر اللقب بلفظ أمير وفيها خمسة ألقاب
الأول الدوادار
وهو لقب على الذي يحمل دواة السلطان او الأمير أو غيرهما ويتولى أمرها مع ما ينضم إلى ذلك من الأمور اللازمة لهذا المعنى من حكم وتنفيذ أمور وغير ذلك بحسب ما يقتضيه الحال
وهو مركب من لفظين أحدهما عربي وهو الدواة والمراد التي يكتب منها
والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم
ويكون المعنى ممسك الدواة وحذفت الهاء من اخر الدواة استثقالا
أما في اللغة العربية فإنه يقال لحامل الدواة داو على وزن قاض فتثبت الياء فيه مع الألف واللام فتقول جاء الداوي ورأيت الداوي ومررت بالداوي ويجوز حذفها كما في سائر الأسماء المنقوصة
الثاني السلاح دار
وهو لقب على الذي يحمل سلاح السلطان أو الأمير ويتولى أمر السلاح خاناه وما هو من توابع ذلك
وهو مركب من لفظين أحدهما عربي وهو السلاح وقد تقدم معناه في الكلام على أمير سلاح
والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم ويكون المعنى ممسك السلاح

الثالث الخزندار بكسر الخاء وفتح الزاي المعجمتين
وهو لقب على الذي يتحدث على خزانة السلطان أو الأمير أو غيرهما
وهو مركب من لفظين أحدهما عربي وهو خزانة وهي ما يخزن فيه المال
والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم فحذفت الألف والهاء من خزانة استثقالا فصار خزندار ويكون المعنى ممسك الخزانة والمراد المتولي لأمرها ومتشدقو الكتاب يسقطون الألف والهاء من خزانة على ما تقدم ويلحقون بعد الخاء ألفا فينقلون لفظ خزانة إلى خازن فاعل من الخزن ويضيفونه إلى دار ظنا منهم أن الدار على معناها العربي كما تقدم في الإستدار والزنان دار وهو خطأ كما تقدم بيانه هناك
على أن العامة تنطق بحروفه على الصواب إلا أنهم يكسرون الزاي بعد الخاء والصواب فتحها
الرابع العلم دار
وهو لقب على الذي يحمل العلم مع السلطان في المواكب
وهو مركب من لفظين أحدهما عربي وهو العلم وقد تقدم أن معناه الراية
والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم ويكون المعنى ممسك العلم

الصنف الثاني ألقاب أرباب الأقلام وهي على خمسة أضرب
الضرب الأول ألقاب أرباب الوظائف من العلماء وفيه خمسة ألقاب
الأول الخطيب
وهو الذي يخطب الناس ويذكرهم في الجمع والأعياد

ونحوهما
وقد كان ذلك في الزمن المتقدم مختصا بالخلفاء والأمراء بالنواحي على ما تقدم في الكلام على ترتيب الخلافة في المقالة الثانية
الثاني المقريء
وهو الذي يقريء القران العظيم وقد غلب اختصاصه في العرف على مشايخ القراءة من قراء السبعة المجيدين المتصدين لتعليم علم القراءة
الثالث المحدث
والمراد به من يتعاطى علم حديث النبي بطريق الرواية والدراية والعلم بأسماء الرجال وطرق الأحاديث والمعرفة بالأسانيد ونحو ذلك
الرابع المدرس
وهو الذي يتصدى لتدريس العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه والنحو والتصريف ونحو ذلك
وهو مأخوذ من درست الكتاب دراسة إذا كررته للحفظ
الخامس المعيد
وهو ثاني رتبة المدرس فيما تقدم وأصل موضوعه أنه إذا ألقى المدرس الدرس وانصرف أعاد للطلبة ما ألقاه المدرس إليهم ليفهموه ويحسنوه

الضرب الثاني ألقاب الكتاب وهي نمطان
النمط الأول ألقاب أرباب الوظائف من كتاب الإنشاء وفيه ثلاثة ألقاب
الأول كاتب السر
وهو صاحب ديوان الإنشاء وقد تقدم الكلام عليه مستوفى عند الكلام على الكتابة والكتاب في مقدمة الكتاب
الثاني كاتب الدست
وهو الذي يجلس مع كاتب السر بدار العدل أمام السلطان أو النائب بمملكة من الممالك ويوقع على القصص
وهم جماعة وقد تقدم الكلام عليهم في المقدمة أيضا

الثالث كاتب الدرج
وهو الذي يكتب المكاتبات والولايات وغيرها في الغالب وربما شاركه في ذلك كتاب الدست ويعبر الان عنه بالموقع وقد تقدم الكلام عليه هناك أيضا

الضرب الثالث ألقاب أرباب الوظائف من كتاب الأموال ونحوها وفيه تسعة
ألقاب
الأول الوزير إذا كان من أرباب الأقلام وقد تقدم الكلام عليه في ألقاب أرباب السيوف في الصنف الأول
الثاني الناظر
وهو من ينظر في الأموال وينفذ تصرفاتها ويرفع إليه حسابها لينظر فيه ويتأمله فيمضي ما يمضي ويرد ما يرد
وهو مأخوذ إما من النظر الذي هو رأي العين لأنه يدير نظره في أمور ما ينظر فيه وإما من النظر الذي هو بمعنى الفكر لأنه يفكر فيما فيه المصلحة من ذلك
ثم هو يختلف باختلاف ما يضاف إليه ك ناظر الجيش وهو الذي يتحدث في أمر الجيوش وضبطها
أو ناظر الخاص وهو الذي ينظر في خاص أموال السلطان
أو ناظر الدواوين وهو الذي يعبر عنه بناظر الدولة ويشارك الوزير في التصرف
أو ناظر النظار بدمشق وهو الذي يقوم بها مقام الوزير بالديار المصرية
أو ناظر المملكة بحلب أو طرابلس أو حماة ونحوها
أو ناظر أوقاف أو جهات بر وما يجري مجرى ذلك
الثالث صاحب الديوان
وكانوا في الزمن الأول يعبرون عنه بمتولي الديوان وهو ثاني رتبة الناظر في المراجعة
وله أمور تخصه كترتيب الدرج ونحو ذلك
الرابع الشاهد
وهو الذي يشهد بمتعلقات الديوان نفيا وإثباتا
الخامس المستوفي
وهو الذي يضبط الديوان وينبه على ما فيه مصلحته

من استخرج أمواله ونحو ذلك
ولعظم موقعه أشار إليه الحريري في مقاماته بقوله منهم المستوفي الذي هو قطب الديوان إلى اخره
ثم في بعض المباشرات قد ينقسم إلى مستوفي أصل ومستوفي مباشرة ولكل منهما أعمال تخصه
السادس العامل
وهو الذي ينظم الحسبانات ويكتبها
وقد كان هذا اللقب في الأصل إنما يقع على الأمير المتولي العمل ثم نقله العرف إلى هذا الكاتب وخصه به دون غيره
السابع الماسح
وهو الذي يتصدى لقياس أرض الزراعة وهو فاعل من مسح الأرض يمسحها مساحة إذا ذرعها
الثامن المعين
وهو الذي يتصدى للكتابة إعانة لأحد من المباشرين المذكورين ومعناه واشتقاقه ظاهر
التاسع الصيرفي
وهو الذي يتولى قبض الأموال وصرفها
وهو مأخوذ من الصرف وهو صرف الذهب والفضة في الميزان
وكان يقال له فيما تقدم الجهبذ

الضرب الرابع ألقاب أرباب الوظائف من أهل الصناعات وفيه خمسة ألقاب
الأول مهندس العمائر
وهو الذي يتولى ترتيب العمائر وتقديرها ويحكم على أرباب صناعاتها
والهندسة علم معروف فيه كتب مفردة بالتصنيف
الثاني رئيس الأطباء
وهو الذي يحكم على طائفة الأطباء ويأذن لهم في

التطبيب ونحو ذلك
وسيأتي الكلام على ضبط ذلك ومعناه في الكلام على الرئيس في الألقاب المفردة في حرف الراء فيما بعد إن شاء الله تعالى
الثالث رئيس الكحالين
وحكمه في الكلام على طائفة الكحالين حكم رئيس الأطباء في طائفة الأطباء
الرابع رئيس الجرائحية
وحكمه في الكلام على طائفة الجرائحية والمجبرين كالرئيسين المتقدمين
الخامس رئيس الحراقة
وهو الذي يحكم على رجال الحراقة السلطانية ويتولى أمرها
وكان في الزمن المتقدم يقال له رئيس الخلافة جريا على ما كان الأمر عليه في الخلافة الفاطمية بالديار المصرية

الضرب الخامس ألقاب أرباب الوظائف من الأتباع والحواشي والخدم وهم
طائفتان
الطائفة الأولى الأعوان وهم نمطان
النمط الأول ما تمحضت ألفاظه عربية وفيه ثلاثة ألقاب
الأول مقدم الدولة
وهو الذي يتحدث على الأعوان والمتصرفين لخدمة الوزير
والمراد المقدم على الدولة والدولة لفظ قد خصه العرف بمتعلقات الوزارة
كما يقال لناظر الدواوين ناظر الدولة على ما تقدم ذكره
الثاني مقدم الخاص
وهو المتحدث على الأعوان والمتصرفين بديوان

الخاص المختص بالسلطان كمقدم الدولة بالنسبة إلى أعوان الوزارة
الثالث مقدم التركمان ويكون بالبلاد الشامية والحلبية متحدثا على طوائف التركمان الذين يقدم عليهم

النمط الثاني ما تمحض لفظه عجميا وفيه لقب واحد
وهو البرددار
وهو الذي يكون في خدمة مباشري الديوان في الجملة متحدثا على أعوانه والمتصرفين فيه كما في مقدم الدولة والخاص المقدم ذكرهما
وأصله فردادار بفاء في أوله وهو مركب من لفظين فارسيين أحدهما فردا ومعناه الستارة
والثاني دار ومعناه ممسك والمراد ممسك الستارة وكأنه في أول الوضع كان يقف بباب الستارة ثم نقل إلى الديوان
الطائفة الثانية أرباب الخدم وهم نمطان
النمط الأول ما يضاف إلى لفظ الدار كما تقدم في أرباب السيوف وهي سبعة
ألقاب
الأول الشربدار
وهو لقب على الذي يتصدى للخدمة بالشراب خاناه التي هي أحد البيوت
وهو مركب من لفظين أحدهما شراب وهو ما يشرب من ماء وغيره فحذفوا الألف فيه استثقالا
والثاني دار ومعناه ممسك على ما تقدم والمعنى ممسك الشراب
الثاني الطست دار
وهو لقب على بعض رجال الطشت خاناه
وهو مركب

من لفظين أحدهما طست بفتح الطاء وإسكان السين المهملة في اللغة العربية وهو الذي يغسل فيه ويجمع على طسوس بسينين من غير تاء ويقال فيه أيضا طس بإسقاط التاء إلا أن العامة أبدلوا السين المهملة بشين معجمة
والثاني دار ومعناه ممسك على ما تقدم فيكون معناه ممسك الطست
الثالث البازدار
وهو الذي يحمل الطيور الجوارح المعدة للصيد على يده
وخص بإضافته إلى الباز الذي هو أحد أنواع الجوارح دون غيره لأنه هو المتعارف بين الملوك في الزمن القديم على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى
الرابع الحوندار
وهو الذي يتصدى لخدمة طيور الصيد من الكراكي والبلشونات ونحوها ويحملها إلى موضع تعليم الجوارح
وأصله حيوان دار أطلق الحيوان في عرفهم على هذا النوع من الطيور كما أطلق على من يتعانى معامل الفروج الحيواني
الخامس المرقدار
وهو الذي يتصدى لخدمة ما يحوز المطبخ وحفظه
سمي بذلك لكثرة معاطاته لمرق الطعام عند رفع الخوان ونحو ذلك
السادس المحفدار بكسر الميم
وهو الذي يتصدى لخدمة المحفة
وهو مركب من لفظين
أحدهما محفة فحذفت التاء منها استثقالا والثاني دار ومعناه ممسك على ما تقدم فيكون بمعنى ممسك المحفة

النمط الثاني ما لا يتقيد بالإضافة إلى دار ولا غيرها وفيه خمسة ألقاب
الأول المهتار
وهو لقب واقع على كبير كل طائفة من غلمان البيوت كمهتار الشراب خاناه ومهتار الطست خاناه ومهتار الركاب خاناه
ومه بكسر الميم معناه بالفارسية الكبير وتار بمعنى أفعل التفضيل فيكون معنى المهتار الأكبر

الثاني البابا
وهو لقب لجميع رجال الطست خاناه ممن يتعاطى الغسل والصقل وغير ذلك
وهو لفظ رومي ومعناه أبو الاباء على ما سيأتي بيانه في لقب الباب في الكلام على ألقاب أهل الكفر
وكأنه لقب بذلك لأنه لما تعاطى ما فيه ترفيه مخدومه من تنظيف قماشه وتحسين هيئته أشبه الأب الشفيق فلقب بذلك
الثالث الرختوان
وهو لقب لبعض رجال الطست خاناه يتعاطى القماش
والرخت بالفارسية اسم للقماش والواو والألف والنون بمعنى ياء النسب ومعناه المتولي لأمر القماش
الرابع الخوان سلار
وهو لقب مختص بكبير رجال المطبخ السلطاني القائم مقام المهتار في غير المطبخ من البيوت
وهو مركب من لفظين أحدهما خوان وهو الذي يؤكل عليه
قال الجوهري وهو معرب
والثاني سلار وهي فارسية ومعناها المقدم وكأنه يقول مقدم الخوان
والعامة تقول إخوان سلار بألف في أوله وهو لحن
الخامس المهمرد
وهو الذي يتصدى لحفظ قماش الجمال أو قماش الإصطبل والسقائين ونحو ذلك
ومعناه باللغة الفارسية الرجل الكبير فمه اسم للكبير ومرد اسم للرجل
السادس الغلام
وهو الذي يتصدى لخدمة الخيل ويجمع على غلمان وغلمة بكسر الغين وسكون اللام
وهو في أصل اللغة مخصوص بالصبي الصغير والمملوك ثم غلب على هذا النوع من أرباب الخدم وكأنهم سموه بذلك لصغره في النفوس
وربما أطلق على غيره من رجال الطست خاناه ونحوهم

القسم الثاني من ألقاب أرباب الوظائف ألقاب أرباب الوظائف من أهل الكفر
والمشهور منهم طائفتان
الطائفة الأولى النصارى والمشهور من ألقاب أرباب وظائفهم ثمانية ألقاب
الأول الباب بباءين موحدتين مفخمتين في اللفظ
وهو لقب على القائم بأمور دين النصارى الملكانية بمدينة رومية
وما ذكره في التثقيف من أنه عندهم بمثابة القان عند التتار فخطأ ظاهر لأن الباب قائم في النصارى مقام الخليفة بل به عندهم يناط التحليل والتحريم وإليه مرجعهم في أمر دياناتهم بخلاف القان فإن أمره قاصر على أمر الملك وأصله البابا بزيادة ألف في اخره والكتاب يثبتونها في بعض المواضع ويحذفونها في بعض وربما قيل فيه البابه بابدال الألف هاء
وهي لفظة رومية معناها أبو الاباء
وأول ما وضع هذا اللقب عندهم على بطرك الإسكندرية الاتي ذكره فيما بعد وذلك أن صاحب كل وظيفة من وظائفهم الاتي ذكرها كان يخاطب من فوقه منهم بالأب فالتبس ذلك عليهم فاخترعوا لبطرك الإسكندرية البابا دفعا للاشتراك في اسم الباب وجعلوه أبا للكل ثم رأوا أن بطرك رومية أحق بهذا اللقب لأنه صاحب كرسي بطرس كبير الحواريين ورسول المسيح عليه السلام إلى رومية وبطرك الإسكندرية صاحب كرسي مرقص الإنجيلي تلميذ بطرس الحواري المقدم ذكره فنقلوا اسم البابا إلى بطرك رومية وأبقوا اسم البطرك على بطرك الإسكندرية
الثاني البطرك بباء موحدة مفتوحة ثم طاء مهملة ساكنة وبعدها راء مهملة مفتوحة ثم كاف في الاخر
وهو لقب على القائم بأمور دين النصرانية
وكراسي البطاركة عندهم أربعة كرسي برومية وهو مقر الباب المقدم ذكره وكرسي بأنطاكية من بلاد العواصم وكرسي بالقدس وكرسي بالإسكندرية وقد

غلب الان بالديار المصرية على رئيس النصارى اليعقوبية بالديار المصرية وهو المعبر عنه في الزمن القديم ببطرك الإسكندرية ومقره الان بالكنيسة المعلقة بالفسطاط على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى
وأصله البطريرك بزيادة ياء مثناة تحت مفتوحة بعدها راء ساكنة وهو لفظ رومي معناه ورأيت في ترسل العلاء بن موصلايا كاتب القائم بأمر الله العباسي في تقليد أنشأه الفطرك بإبدال الباء الموحدة فاء
وقد تقدم أن هذا البطرك هو الذي كان يدعى أولا بالبابا ثم نقل ذلك إلى بابا رومية على أن بطرك الإسكندرية لم يكن في الزمن المتقدم مختصا ببطرك اليعقوبية بل كان تارة يكون يعقوبيا وتارة يكون ملكانيا وإنما حدث اختصاصه باليعقوبية في الدولة الإسلامية على ما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى
الثالث الأسقف بضم الهمزة والقاف
وهو عندهم عبارة عن نائب البطرك
الرابع المطران بكسر الميم
وهو عبارة عن القاضي الذي يفصل الخصومات بينهم
الخامس القسيس بكسر القاف
وهو القاريء الذي يقرأ عليهم الإنجيل والمزامير وغيرها
السادس الجاتليق بجيم بعدها ألف ثم تاء مثناة فوق ولام ثم ياء مثناة تحت وقاف في الاخر
وهو عندهم عبارة عن صاحب الصلاة

السابع الشماس بشين معجمة في الأول وسين مهملة في الاخر وميم مشددة
وهو عبارة عندهم عن قيم الكنيسة
الثامن الراهب
وهو عبارة عن الذي حبس نفسه على العبادة في الخلوة

الطائفة الثانية اليهود والمشهور من ألقاب أرباب وظائفهم ثلاثة ألقاب
الأول الرئيس
وهو القائم فيهم مقام البطرك في النصارى وقد تقدم الكلام على لفظ الرئيس وأنه يقال بالهمز وبتشديد الياء
الثاني الحزان بحاء مهملة وزاي معجمة مشددة وبعد الألف نون
وهو فيهم بمثابة الخطيب يصعد المنبر ويعظهم
الثالث الشليحصبور بكسر الشين المعجمة واللام وفتح الياء المثناة تحت وبعدها حاء مهملة ساكنة ثم صاد مهملة مفتوحة وباء موحدة مشددة مضمومة بعدها راء مهملة
وهو الإمام الذي يصلي بهم
الجملة الثانية في ذكر الألقاب المرتبة على الأصول العظام من ألقاب أرباب
الوظائف المتقدمة وهي نوعان
النوع الأول ألقاب الخلفاء المرتبة على لقب الخليفة وهي صنفان
الصنف الأول ما جرى منها مجرى العموم وهو لقبان
الأول أمير المؤمنين
وهو لقب عام للخلفاء
وأول من لقب به منهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في أثناء خلافته وكانوا قبل ذلك يدعون أبا بكر الصديق رضي الله عنه بخليفة رسول الله ثم دعوا عمر بعده لابتداء خلافته بخليفة خليفة رسول الله

واختلف في أصل تلقيبه بأمير المؤمنين فروى أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب بسنده إلى أبي وبرة أن أصل تلقيبه بذلك أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يجلدان في الشراب أربعين قال فبعثني خالد إلى عمر في خلافته أسأله عن الجلد في الشراب فجئته فقلت يا أمير المؤمنين إن خالدا بعثني إليك قال فيم قلت إن الناس قد تخافوا العقوبة وانهمكوا في الخمر فما ترى في ذلك فقال عمر لمن حوله ما ترون في ذلك فقال علي نرى يا أمير المؤمنين ثمانين جلدة فقبل ذلك عمر فكان أبو وبرة ثم علي بن أبي طالب أول من لقبه بذلك
وذكر أبو هلال العسكري في كتابه الأوائل أن أصل ذلك أن عمر رضي الله عنه بعث إلى عامله بالعراق أن يرسل إليه رجلين عارفين بأمور العراق يسألهما عما يريد فأنفذ إليه لبيد بن ربيعة وعدي بن هشام فلما وصلا المدينة دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا له استأذن لنا على أمير المؤمنين فقال لهما عمرو أنتما أصبتما اسمه ثم دخل على عمر فقال السلام على أمير المؤمنين فقال ما بدا لك يا ابن العاص لتخرجن من هذا القول فقص عليه القصة فأقره على ذلك فكان ذلك أول تلقيبه بأمير المؤمنين ثم استقر ذلك لقبا على كل من ولي الخلافة بعده أو ادعاها خلا خلفاء بني أمية بالأندلس فإنهم كانوا يخاطبون بالإمارة فقط إلى أن ولي منهم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن عبد الرحمن وهو الثالث عشر من خلفائهم إلى زماننا
الثاني عبد الله ووليه
وهو لقب عام للخلفاء أيضا إذ يكتب في نعت الخليفة في المكاتبات ونحوها من عبد الله ووليه أبي فلان فلان أمير المؤمنين

فأما عبد الله فأول من تلقب به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضا فكان يكتب في مكاتباته من عبد الله عمر ولزم ذلك من بعده من الخلفاء حتى إن المأمون كان اسمه عبد الله فكان يكتب من عبد الله عبد الله بن هارون مكررا لعبد الله على الاسم الخاص واللقب العام وأما إردافها بقوله ووليه فأحدث بعد ذلك

الصنف الثاني ألقاب الخلافة الخاصة بكل خليفة
والمتلقبون بألقاب الخلافة خمس طوائف
الطائفة الأولى خلفاء بني العباس
قد تقدم في الجملة الثانية من الطرف الأول من هذا الفصل في الكلام على أصل وضع الألقاب والنعوت أن خلفاء بني أمية لم يتلقب أحد منهم بألقاب الخلافة وأن ذلك ابتديء بابتداء الدولة العباسية فتلقب إبراهيم بن محمد حين أخذت له البيعة ب الإمام وأن الخلف وقع في لقب السفاح فقيل القائم وقيل المهتدي وقيل المرتضي ثم تلقب أخوه بعده ب المنصور واستقرت الألقاب جارية على خلفائهم كذلك إلى أن ولي الخلافة أبو إسحاق إبراهيم بن الرشيد بعد أخيه المأمون فتلقب ب المعتصم بالله فكان أول من أضيف في لقبه من الخلفاء اسم الله
وجرى الأمر على ذلك فيمن بعده من الخلفاء ك الواثق بالله والمتوكل على الله والطائع لله والقائم بأمر الله والناصر لدين الله وما أشبه ذلك من الألقاب المتقدمة في الكلام على ترتيب الخلافة في المقالة الثانية
وكان من عادتهم أنه لا يتلقب خليفة بلقب خليفة قبله إلى أن صارت الخلافة إلى الديار المصرية فترادفوا على الألقاب السابقة واستعملوا ألقاب من سلف من الخلفاء على ما تقدمت الإشارة إليه في الكلام على ترتيب الخلفاء إلى أن تلقب

أمير المؤمنين محمد بن ابي بكر خليفة العصر ب المتوكل على الله وهو من أوائل ألقاب الخلافة العباسية

الطائفة الثانية خلفاء بني أمية بالأندلس حين غلب بنو العباس على الأمر
بالعراق وانتزعوا الخلافة منهم
وأول من ولي الخلافة منهم بالأندلس عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان المعروف بالداخل لدخوله الأندلس في سنة تسع وثلاثين ومائة على ما سيأتي ذكره في مكاتبة صاحب الأندلس
ولم يتلقب بلقب من ألقاب الخلافة جريا على قاعدتهم الأولى في الخلافة
وجرى على ذلك من بعده من خلفائهم إلى أن ولي منهم عبد الرحمن بن محمد المعروف ب المقبول فتلقب ب الناصر بعد أن مضى من خلافته تسع وعشرون سنة وتبعه من بعده منهم على ذلك إلى أن ولي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن الناصر عبد الرحمن المقدم ذكره فتلقب ب المرتضي بالله وهو أول من أضيف في لقبه بالخلافة منهم اسم الله مضاهاة لبني العباس وذلك في حدود الأربعمائة وبقي الأمر على ذلك في خلفائهم إلى أن كان اخرهم هشام ابن محمد فتلقب ب المعتمد بالله وانقرضت خلافتهم من الأندلس بعد ذلك بانقراضه في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
الطائفة الثالثة الخلفاء الفاطميون ببلاد الغرب ثم بالديار المصرية
وأول ناجم نجم منهم ببلاد الغرب أبو محمد عبيد الله في سنة ست وتسعين ومائتين من الهجرة وتلقب ب المهدي ثم تلقب بنوه من بعده بألقاب الخلافة المضاف فيها اسم الله ك القائم بأمر الله والمنصور بالله إلى أن كان منهم المعز لدين الله أبو تميم معد وهو الذي انتزع الديار المصرية من أيدي الأخشيدية وصار إليها في سنة تسع وخمسين وثلثمائة
وتداول خلفاؤهم بها مثل

هذه الألقاب إلى أن كان اخرهم العاضد لدين الله عبد الله وانقرضت خلافتهم بالدولة الأيوبية على ما تقدم ذكره في المقالة الثانية في الكلام على ملوك الديار المصرية

الطائفة الرابعة الخلفاء الموحدون الذين ملوك أفريقية بتونس الان من
بقاياهم
وأولهم في التلقيب بألقاب الخلافة إمامهم محمد بن تومرت البربري القائم ببلاد الغرب في اعقاب الفاطيين المتقدم ذكرهم تلقب ب المهدي وال الأمر من جماعته إلى الشيخ أبي حفص أحد أصحابه ومن عقبه ملوك تونس المتقدم ذكرهم فلم يتلقب أحد منهم بألقاب الخلافة إلى أن ولي منهم أبو عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى فتلقب ب المستنصر بالله وتبعه من بعده من ملوكها على التلقيب بألقاب الخلافة إلى زماننا ولذلك قال المقر الشهابي بن فضل الله في كتابه التعريف في الكلام على مكاتبة صاحب تونس لا يدعي إلا الخلافة وشبهتهم في ذلك أنهم يدعون انتسابهم إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو من صميم قريش
الطائفة الخامسة جماعة من ملوك الغرب ممن لا شبهة لهم في دعوى الخلافة
كملوك الطوائف القائمين بالأندلس بعد انقراض الدولة الأموية منها من بني عباد وبني هود وغيرهم حيث كانوا يلقبون ب المعتمد وغيره

النوع الثاني ألقاب الملوك المختصة بالملك وهي صنفان
الصنف الأول الألقاب العامة وهي التي تقع بالعموم على ملوك ممالك مخصوصة
تصدق على كل واحد منهم وهي ضربان
الضرب الأول الألقاب القديمة والمشهور منها ألقاب ست طوائف
الطائفة الأولى التبابعة ملوك اليمن
كان يقال لكل منهم تبع قال السهيلي في الروض الأنف سموا بذلك لأن الناس يتبعونهم ووافقه الزمخشري على ذلك
وقال ابن سيده في المحكم سموا بذلك لأنهم يتبع بعضهم بعضا
قال المسعودي في مروج الذهب ولم يكونوا ليسموا أحدا منهم تبعا حتى يملك اليمن والشحر وحضرموت
وقيل حتى يتبعه بنو جشم بن عبد شمس أما إذا لم يكن كذلك فإنما يسمى ملكا
وأول من لقب منهم بذلك الحارث بن ذي شمر وهو الرائش
ولم يزل هذا اللقب واقعا على ملوكهم إلى أن زالت مملكتهم بملك الحبشة اليمن
الطائفة الثانية ملوك الفرس وهم على أربع طبقات
الطبقة الأولى القيشدادية كان يقال لكل من ملك منهم قيشداد ومعناه سيرة العدل وأولهم كيومرث والفرس كلهم مطبقون على أنه مبدأ نسل البشر وكأنهم يريدون به ادم عليه السلام
وحكى الغزالي في نصيحة الملوك أن كيومرث ابن ادم لصلبه وأن

ادم عهد إلى شيث بأمر الدين وإلى كيومرث بأمر الملك وبعضهم يقول إنه كامر ابن يافث بن نوح عليه السلام
الطبقة الثانية الكيانية
سموا بذلك لأن في أول اسم كل واحد منهم لفظ كي وأولهم كيقباذ
الطبقة الثالثة الأشغانية
كان يقال لكل منهم أشغان
قال المسعودي بالغين المعمجمة ويقال بالكاف
الطبقة الرابعة الأكاسرة كان يقال لكل منهم كسرى بكسر الكاف وفتحها وربما قيل فيهم الساسانية نسبة إلى جدهم ساسان بن أردشير بن كي بهمن
وأولهم أردشير بن بابك واخرهم يزدجرد الذي انقرض ملكهم بانتزاع المسلمين الملك من يديه في خلافة عثمان رضي الله عنه

الطائفة الثالثة ملوك مصر من بعد الطوفان من القبط
كان كل من ملكها منهم يسمى فرعون قال إبراهيم بن وصيف شاه في كتاب العجائب والقبط تزعم أن الفراعنة من ملكها من العمالقة دون القبط كالوليد بن دومغ ونحوه
ويقال إن أول من تسمى بهذا الاسم منهم فرعان اخر ملوكها قبل الطوفان ثم تسمى من بعده ب فرعون قال المؤيد صاحب حماة في تاريخه ولم أدر لأي معنى سمي بذلك
والمذكور في القرآن منهم هو الذي بعث موسى عليه السلام في زمانه

الطائفة الرابعة ملوك الروم وهم طبقتان
الطبقة الأولى منهما ليس لهم لقب يعم كل ملك بل لكل ملك منهم اسم يخصه
الطبقة الثانية القياصرة
كان يقال لكل من ملك منهم قيصر وأصل هذه اللفظة ف اللغة الرومية جاشر بجيم وشين معجمة فعربتها العرب قيصر ولها في لغتهم معنيان أحدهما الشعر والثاني الشيء المشقوق
واختلف في أول من تلقب بهذا اللقب منهم فقيل أغانيوش أول ملوك الطبقة الثانية منهم
سمي بذلك لأن أمه ماتت وهو حمل في بطنها فشق جوفها وأخرج فأطلق عليه هذا اللفظ أخذا من معنى الشق ثم صار علما على كل من ملكهم بعده وقيل أول من لقب بذلك يوليوش الذي ملك بعد أغانيوش المذكور وقيل أول من لقب به أغشطش واختلف في سبب تسميته بذلك فقيل لأن أمه ماتت وهو في جوفها فشق عنه وأخرج كما تقدم القول في أغانيوش وقيل لأنه ولد وله شعر تام فلقب بذلك أخذا من معنى الشعر كما تقدم
ولم يزل هذا اللقب جاريا على ملوكهم إلى أن كان منهم هرقل الذي كتب إليه النبي
وزعم القاضي شهاب الدين بن فضل الله في كتابه التعريف في الكلام على مكاتبة الأدفونش أن هرقل لم يكن الملك نفسه وإنما كان متسلم الشأم لقيصر وقيصر بالقسطنطينية لم يرم وإنما كتب النبي إلى هرقل لقربه من جزيرة العرب وبقي هذا اللقب عليهم بعد الإسلام إلى أن كان اخر من تلقب به منهم إستيراق قيصر ملك القسطنطينية في خلافة المأمون بن الرشيد

الطائفة الخامسة ملوك الكنعانيين بالشأم
كان كل من ملك منهم لقب بجالوت إلى أن كان اخرهم جالوت الذي أخبر الله تعالى عنه بقوله ( وقتل داود جالوت )
الطائفة السادسة ملوك الحبشة
كان كل من ملك منهم يلقب ب النجاشي ولم يزل ذلك لقبا على ملوكهم إلى أن كان منهم النجاشي الذي كتب إليه النبي وصلى عليه النبي بعد موته وهو الذي هاجر إليه من هاجر من الصحابة رضوان الله عليهم الهجرة الأولى واسمه صحمة ويقال أصحمة ومعناه بالعربية عطية
الضرب الثاني الألقاب المستحدثة والمشهور منها ألقاب ست طوائف
الطائفة الأولى ملوك فرغانة
كان كل من ملك منهم يلقب الأخشيد ولذلك لقب الراضي بالله العباسي محمد بن طغج صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية ب الأخشيد لأنه كان فرغانيا

الطائفة الثانية ملوك أشروسنة
كان كل من ملكها يقال له الأفشين
قال في ذخيرة الكتاب وبه لقب المعتصم بالله حيدر بن كاووس ب الأفشين لأنه أشروسني
الطائفة الثالثة ملوك الجلالقة من الفرنج
الذين قاعدة ملكهم طليطلة وبرشلونة من الأندلس يقال لكل من ملك منهم أدفونش بدال مهملة ثم فاء بعدها واو ثم نون مفتوحة وشين معجمة في اخره
وهذا اللقب جار على ملوكهم إلى زماننا وهو الذي تسميه العامة الفنش
الطائفة الرابعة ملوك فرنسة ويقال فرنجة بالجيم
وهو ملك الأرض الكبيرة بظاهر الأندلس يقال لكل من ملكها ريد أفرنس ومعنى ريد بلغتهم الملك والأفرنس اسم للجنس الذين يملك عليهم
والمعنى ملك الأفرنس
وهو الذي تسميه العامة الفرنسيس وهذا اللقب جار على ملوكهم إلى الان
الطائفة الخامسة ملوك البندقية من بلاد الفرنج
كل من ملك منهم يسمونه دوك بالكاف المشوبة بالجيم فيقال دوك البندقية
وهذا اللقب جار على ملوكهم إلى اخر وقت

الطائفة السادسة ملوك الحبشة في زماننا
كل من ملك منهم يقال له حطي بفتح الحاء المهملة وكسر الطاء المهملة المشددة
وهذا اللقب يذكر في مكاتباتهم عن الأبواب السلطانية على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى
الصنف الثاني من النوع الثاني الألقاب الخاصة
وهي التي يخص كل ملك من ملوك الإسلام منها بلقب وهو المعبر عنه عند الكتاب باللقب الملوكي
ويختلف الحال فيه باختلاف البلاد والزمان
فأما بلاد المشرق فأول افتتاح تلقيب ملوكهم بالإضافة إلى الدولة وكان أول من تلقب منهم بذلك بنو حمدان ملوك حلب فتلقب أبو محمد الحسن بن حمدان في أيام المتقي لله ناصر الدولة وتلقب أخوه أبو الحسن علي سيف الدولة وعلى ذلك جرى الحال في ملوك بني بويه على ما تقدم ذكره في الكلام على أصول الألقاب وتوالى ذلك فيهم إلى انقراض دولتهم
ثم وقع التلقيب بالسلطان فيما بعدهم من الدول كدولة وبني سبكتكين وبنى ساسان وبني سلجوق إلى أن غلبت التتار على بلاد المشرق فجرت ملوكهم في التلقيب بألقاب على عادة ملوكهم

وأما بلاد المغرب فأوائل ملوكهم على عموم ملوكهم لجميعها وخصوصه ببعضها ما بين مدع للخلافة كبني أمية بالأندلس وأتباع المهدي بن تومرت فيدور أمر أحدهم بين التلقيب بألقاب الخلافة والاقتصار على اسمه أو كنيته وما بين غير مدع للخلافة فيقتصر على اسمه أو كنيته فقط إلى أن غلب يوسف بن تاشفين في أوائل دولة المرابطين من الملثمين من البربر على بلاد المغرب والأندلس ودان بطاعة الخلافة العباسية ببغداد فتلقب ب أمير المسلمين خضوعا عن أن يتلقب ب أمير المؤمنين الذي هو من خصائص الخلافة وتبعه على ذلك من جاء بعده من ملوك الغرب من البربر فتلقب به بنو مرين ملوك فاس وبنو عبد الواد ملوك تلمسان وبقي الأمر على ذلك إلى أن ملك فاس وما معها من بلاد المغرب أبو عنان من أحفاد السلطان أبي الحسن فتلقب ب أمير المؤمنين وصارت مكاتباته ترد إلى الديار المصرية بذلك وتبعه من بعده من ملوكهم على ذلك
وأما ملوك تونس من بقايا الموحدين فلم يزالوا يلقبون بألقاب الخلافة على ما سبق ذكره في الكلام على ألقاب الخلفاء
وأما الديار المصرية فمضى الأمر فيها على نواب الخلفاء من حين الفتح الإسلامي وإلى انقراض الدولة الأخشيدية ولم يتلقب أحد منهم بلقب من الألقاب الملوكية
ثم كانت دولة الفاطميين فتلقبوا بألقاب الخلفاء على ما مر ذكره
ولم يتلقب أحد من وزرائهم أرباب السيوف لابتداء أمرهم بالألقاب الملوكية إلى أن ولي الوزارة المستنصر بدر الجمالي وعظم أمر الوزارة وصارت قائمة مقام السلطنة الان فتلقب ب أمير الجيوش وتلقب ابنه في وزارته بعده

ب الأفضل وتلقب ابن السلار بعد ذلك ب العادل وتلقب ابن البطائحي وزير الامر ب المأمون ثم وزر بعد ذلك الحافظ بهرام الأرمني النصراني فتلقب ب تاج الدولة ثم وزر بعده وزير اسمه رضوان فلقبه ب الملك الأفضل قال المؤيد صاحب حماة وهو أول من لقب من وزرائهم بالملك وجرى الأمر على ذلك في وزارتهم حتى كان منهم الملك الصالح طلائع بن رزيك وزير الفائز ثم العاضد ثم وزر للعاضد أخرا أسد الدين شيركوه عم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ولقب ب الملك المنصور ثم وزر له بعده ابن أخيه صلاح الدين فلقب ب الملك الناصر ثم استقل بالملك بعد ذلك وبقي في السلطنة على لقبه الأول
وتداول ملوك الدولة الأيوبية بعده مثل هذه الألقاب كالملك العزيز ابن السلطان صلاح الدين والملك العادل أبي بكر بن أيوب والملك الكامل محمد ابنه والأفضل صاحب دمشق والمعظم صاحب الكرك وغيرهم إلى حين انقراض دولتهم ودخول الدولة التركية
فتلقب أيبك التركماني أول ملوكهم ب الملك المعز واستمر التلقيب مثل ذلك في الدولة التركية إلى أن صارت المملكة اخرا إلى الظاهر برقوق ثم ابنه الناصر فرج وهم على ذلك
وعلى نحو ذلك ملوك البلاد المجاورة لهذه المملكة كماردين وحصن كيفا ونحوهما

الجملة الثالثة في الألقاب المفرعة على الأسماء على ما استقر عليه الحال
من التلقيب بالإضافة إلى الدين وهي على أربعة أنواع
النوع الأول ألقاب أرباب السيوف وهم صنفان
الصنف الأول ألقاب الجند من الترك ومن في معناهم
واعلم أن الغالب في ألقاب الترك من الجند التلقيب ب سيف الدين لما فيه من مناسبة حالهم وانتسابهم إلى القوة والشدة كيلبغا ومنكلي بغا وبي خجا وأسنا وتغري بردي وتغري برمش ونحو ذلك
وقد يخرج ذلك في بعض الأسماء فيلقب بألقاب خاصة كما يلقبون طيبغا والطنبغا وقرابغا علاء الدين وأيدمر وبيدمر عز الدين ولاجين حسام الدين وأرسلان بهاء الدين وأقوش جمال الدين وسنجر علم الدين ونحو ذلك
وفي المولدين يقولون في لقب محمد ناصر الدين ولقب أبي بكر سيف الدين ولقب عمر ركن الدين ولقب علي علاء الدين ولقب إبراهيم صارم الدين ولقب إسماعيل تاج الدين ولقب حسن وحسين حسام الدين ولقب خالد شجاع الدين ونحو ذلك
الصنف الثاني ألقاب الخدام الخصيان المعبر عنهم الان بالطواشية وفي زمن
الفاطميين بالأستاذين
ولهم ألقاب تخصهم فيقولون في هلال ومرجان زين الدين وفي دينار عز الدين وفي بشير سعد الدين وفي شاهين فارس الدين وفي جوهر صفي الدين وفي مثقال سابق الدين وفي عنبر شجاع الدين وفي لؤلؤ

بدر الدين وفي صواب شمس الدين وفي محسن جمال الدين ونحو ذلك

النوع الثاني ألقاب أرباب الأقلام وهي على صنفين
الصنف الأول ألقاب القضاة والعلماء
قد كان في الزمن الأول لغالب أسمائهم ألقاب لا يتعدونها كقولهم في محمد شمس الدين وفي أحمد شهاب الدين وفي أبي بكر زين الدين وفي عمر سراج الدين وفي عثمان فخر الدين وفي علي نور الدين وفي يوسف جمال الدين وفي عبد الرحمن زين الدين وفي إبراهيم برهان الدين ونحو ذلك
ثم ترك أعيانهم ذلك لابتذاله بكثرة الاستعمال وعدلوا إلى ألقاب أخر ابتدعوها على حسب أغراضهم فقالوا في محمد بدر الدين وصدر الدين وعز الدين ونحوها وفي أحمد بهاء الدين وصدر الدين وصلاح الدين وفي علي تقي الدين وفي عبد الرحمن جلال الدين ونحو ذلك ولم يتوقفوا في ذلك على لقب مخصوص بل صاروا يقصدون المخالفة لما عليه جادة من تقدمهم في ذلك
الصنف الثاني ألقاب الكتاب من القبط
ولهم القاب تخصهم أيضا فيقولون في عبد الله شمس الدين وفي عبد الرازق تاج الدين وربما قالوا سعد الدين وفي إبراهيم علم الدين وفي ماجد مجد الدين وفي وهبة تقي الدين ونحو ذلك

النوع الثالث ألقاب عامة الناس من التجار والغلمان السلطانية ونحوهم
وهم على سنن الفقهاء في ألقابهم وربما مال من هو منهم في الخدم السلطانية إلى التلقيب بألقاب الجند
النوع الرابع ألقاب أهل الذمة من الكتاب والصيارف ومن في معناهم من
اليهود والنصارى
وقد اصطلحوا على ألقاب يتلقبون بها غالبها مصدرة بالشيخ ثم منهم من يجري على الرسم الأول في التلقيب بالإضافة إلى الدولة فيتلقب بولي الدولة ونحوه ومنهم من يحذف المضاف إليه في الجملة ويعرف اللقب بالألف واللام فيقولون الشيخ الشمسي والشيخ الصفي والشيخ الموفق وما أشبه ذلك
فإذا أسلم أحدهم أسقطت الألف واللام من أول لقبه ذلك وأضيف إلى لفظ الدين
فيقال في الشيخ الشمسي شمس الدين وفي الصفي صفي الدين وفي ولي الدولة ولي الدين وما أشبه ذلك
وربما كان لقب الذمي ليس له موافقة في شيء مما يضاف إلى الدين من ألقاب المسلمين فيراعى فيه إذا أسلم أقرب الألقاب إليه مثل أن يقال في الشيخ السعيد مثلا إذا أسلم سعد الدين ونحو ذلك
الجملة الرابعة في أصل وضع الألقاب الجارية بين الكتاب ثم انتهائها إلى
غاية التعظيم ومجاوزتها الحد في التكثير
أما أصل وضعها ثم انتهاؤها إلى غاية التعظيم فإن ألقاب الخلافة في ابتداء الأمر على جلالة قدرها وعظم شأنها كانت في المكاتبات الصادرة عن ديوان الخلافة وإليه والولايات الناشئة عنه عبد الله ووليه الإمام الفلاني أمير المؤمنين ولم يزل الأمر على هذا الحد في الألقاب إلى أن استولى بنو بويه من

الديلم على الأمر وغلبوا على الخلفاء واستبدوا عليهم احتجبت الخلفاء ولم يبق إليهم فيما يكتب عنهم غالبا سوى الولايات وفوض الأمر في غالب المكاتبات إلى وزرائهم وصارت الحال إذا اقتضت ذكر الخليفة كني عنه ب المواقف المقدسة والمقامات الشريفة والسرة النبوية والدار العزيزة والمحل الممجد يعنون بالمواقف الأماكن التي يقف فيها الخليفة وكذلك المقامات وبالسرة الأنماط التي يجلس عليها الخليفة وبالدار دار الخلافة وبالمحل محل الخليفة
قال في ذخيرة الكتاب وليت شعري أي شيء قصد من كنى عن أمير المؤمنين بهذه الكنايات وبدل نعوته وصفاته المعظمة المكرمة بهذه الألفاظ المحقرات وإذا استجيز ذلك ورضي به وأغضي عنه كان لاخر أن يقول المجالس الطاهرة والمقاعد المقدسة والمراكب المعظمة والأسرة الممجدة وما يجري هذا المجرى مما ينبو عنه السمع وينكره لاستحداثه واستجداده
على أنه لو توالى على الأسماع كتوالي تلك الألفاظ لم تنكره بعد إذ لا فرق
قال ولم يستسنه النبي ولا اختاره لنفسه ولا استحدثه الخلفاء من بعده
فما وجه العمل بموضعه والاقتفاء لأثره وكيف يجوز أن يكنى عن الجمادات بما يكنى به عن الإنسان الحي الناطق الكامل الصفات
ولما انتهى الحال بالخلفاء إلى التعظيم بهذه الألقاب والنعوت المستعارة تداعى الأمر إلى تعظيم الملوك والوزراء بالتلقيب ب المجلس العالي والحضرة السامية وما أشبه ذلك
قال وهذا مما لم يكن في زمان ولا جرى في وقت ولا كتب به النبي ولا استعمله الخلفاء بعده
ثم تزايد الحال في ذلك إلى أن كنوا بالمقام والمقر والجناب والمجلس ونحو ذلك على ما سيأتي ذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى
وأما مجاوزتها الحد في الكثرة فقد تقدم أن اللقب الواحد كان يلقب به الشخص دون تعدد ألقاب إلى أن وافت أيام القادر بالله والتلقيب بالإضافة إلى

الدولة فزيد في لقب عضد الدولة بن بويه تاج الملة فكان يقال عضد الدولة وتاج الملة وكان أول من زيد في لقبه على الإفراد وأن ابنه بهاء الدولة زيد في لقبه في الأيام القادرية أيضا نظام الدين فكان يقال بهاء الدولة ونظام الدين ويقال إنه زاده من بعد بهاء الدولة لفظ في الأمة فكان يقال بهاء الدولة في الأمة ونظام الدين ثم لقب محمود بن سبكتكين في الأيام القادرية أيضا يمين الدولة وأمين الملة وكهف الإسلام والمسلمين ولي أمير المؤمنين وتزايد الأمر بعد ذلك في تكثير الألقاب حتى جاوز الحد وبلغ النهاية وصارت الكتاب في كل زمن يقترحون ألقابا زيادة على ما سبق إلى أن صارت من الكثرة في زماننا على ما ستقف عليه إن شاء الله تعالى فيما بعد

الجملة الخامسة في بيان الألقاب الأصول وذكر معانيها واشتقاقها وهي صنفان
الصنف الأول ما يقع في المكاتبات والولايات وهي ثمانية ألقاب
الأول الجانب
وهو من ألقاب ولاة العهد بالخلافة ومن في معناهم كإمام الزيدية باليمن في مكاتبته عن الأبواب السلطانية
وربما وقع في الخطاب في أثناء المكاتبة فيقال الجانب الأعلى والجانب الشريف العالي والجانب الكريم العالي والجانب العالي مجردا عنهما رتبة بعد رتبة
ثم الجانب في أصل اللغة اسم للناحية والمراد الناحية التي صاحب اللقب فيها كني بها عنه تعظيما له من أن يتفوه بذكره وكذا في غيره مما يجري هذا المجري من الألقاب المكتتبة كالمقام والمقر ونحوهما

الثاني المقام بفتح الميم
وهو من الألقاب الخاصة بالملوك
وأصل المقام في اللغة أسم لموضع القيام أخذا من قام يقوم مقاما
وقد ورد في التنزيل بمعنى موضع القيام في قوله تعالى ( فيه ايات بينات مقام إبراهيم ) يريد موضع قدميه في الصخرة التي كان يقوم عليها البيت ثم توسع فيه فأطلق على ما هو أعم من موضع القيام من محلة الرجل أو مدينته ونحو ذلك ومن ثم قال الزمخشري في الكلام على قوله تعالى ( إن المتقين في مقام أمين ) إنه خاص استعمل في معنى العموم يعني أنه يستعمل في موضع الإقامة في الجملة
أما المقام بالضم فاسم لموضع الإقامة أخذا من أقام يقيم إذ الفعل متى جاوز الثلاثة فالموضع منه مضموم كقولهم في المكان الذي يدحرج فيه مدحرج كما نبه عليه الجوهري وغيره
وقد قريء قوله تعالى ( يأهل يثرب لا مقام لكم ) بالفتح والضم جميعا على المعنيين
قال الجوهري وقد يكون المقام بالفتح بمعنى الإقامة والمقام بالضم بمعنى موضع القيام
وجعل من الثاني قوله تعالى ( حسنت مستقرا ومقاما ) أي موضعا
وبالجملة فالذي يستعمله الكتاب في المقام الفتح خاصة يكنون بذلك عن السلطان تعظيما له عن التفوه باسمه
قال المقر الشهابي بن فضل الله في عرف التعريف ويقال فيه المقام الأشرف والمقام الشريف العالي وربما قيل فيه المقام العالي ولم يتعرض لذكر المقام الكريم ولو عمل عليه تأسيا بلفظ القرآن الكريم حيث قال تعالى ( ومقام كريم ) لكان حسنا
الثالث المقر بفتح الميم والقاف
قال في عرف التعريف ويختص بكبار الأمراء وأعيان الوزراء وكتاب السر ومن يجري مجراهم كناظر

الخاص وناظر الجيش وناظر الدولة وكتاب الدست ومن في معناهم
قال ولا يكتب لأحد من العلماء والقضاة وكأنه يريد العرف العام
والتحقيق في ذلك أن الحال فيه تختلف بحسب المكتوب عنه فلا يقال فيما يكتب عن السلطان إلا لأكابر الأمراء وبعض الملوك المكاتبين عن هذه المملكة كصاحب ماردين ونحوه
بل قد ذكر ابن شيث في معالم الكتابة أن المقر من أجل ألقاب السلطان
وقد رأيت ذلك في العهد المكتتب بالسلطنة للمنصور قلاوون من إنشاء القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر
أما عمن عدا السلطان كالنواب ونحوهم فإنه يكتب به لأكابر أرباب السيوف والأقلام من القضاة والعلماء والكتاب
على أن ابن شيث في معالم الكتابة قد جعله من الألقاب الملوكية كالمقام بل جعلهما على حد واحد في ذلك
قال في عرف التعريف ويقال فيه المقر الأشرف والمقر الشريف العالي والمقر الكريم العالي والمقر العالي مجردا عن ذلك
وأصله في اللغة لموضع الاستقرار والمراد الموضع الذي يستقر فيه صاحب ذلك اللقب
ولا يخفى أنه من الخاص الذي استعمل في العموم كما تقدم في لفظ المقام عن الزمخشري
إذ يجوز أن يقال فلان مقره محلة كذا وبلدة كذا كما يقال مقامه محلة كذا وبلد كذا
الرابع الجناب
وهو من ألقاب أرباب السيوف والأقلام جميعا فيما يكتب به عن السلطان وغيره من النواب ومن في معناهم
قال ف عرف التعريف وهو أعلى ما يكتب للقضاة والعلماء من الألقاب
قال ويكتب لمن لا يؤهل للمقر من الأمراء وغيرهم ممن يجري مجرى الوزراء ويزيد على ما قد ذكره أنه يكتب به لبعض الملوك المكاتبين عن الأبواب السلطانية
قال في عرف التعريف ويقال فيه الجناب الشريف العالي والجناب الكريم العالي والجناب العالي مجردا عنهما وأصل الجناب في اللغة الفناء أو ما قرب من محلة القوم ومنه قولهم لذنا بجناب فلان وفلان خصيب الجناب فيعبر عن الرجل بفنائه وما قرب من محلته تعظيما له ويجمع على أجنبة كمكان وأمكنة وعلى جنابات كجماد وجمادات

الخامس المجلس
وهو من ألقاب أرباب السيوف والأقلام أيضا ممن لم يؤهل لرتبة الجناب وربما لقب به بعض الملوك في المكاتبات السلطانية
على أنه كان في الدولة الأيوبية لا يلقب به إلا الملوك ومن في معناهم
ومكاتبات القاضي الفاضل والعماد الأصفهاني وغيرهما من كتاب الدولة الأيوبية ومن عاصرها مشحونة بذلك حتى قال صاحب معالم الكتابة وقد كانوا لا يكتبون المجلس إلا للسلطان خاصة
قال ولم يكن السلطان يكاتب به أحدا من الداخلين تحت حكمه والمنسحب عليهم أمره
ثم ذكر أنه كان يكتب به في زمانه إلى كبار الأمراء والوزراء وولاة العهد بالسلطنة
أما في زماننا فقد صار في أدنى الرتب وجعل الجناب والمقر فوقه على ما تقدم
ويقال فيه المجلس العالي والمجلس السامي رتبة بعد رتبة
ويقال في المجلس السامي السامي بالياء والسامي بغير ياء رتبة بعد رتبة
واعلم أن العالي والسامي اسمان منقوصان كالقاضي والوالي وقد تقرر في علم النحو أنه إذا دخلت الألف واللام على الاسم المنقوص جاز فيه إثبات الياء وحذفها فيقال القاض والقاضي ونحو ذلك وحينئذ فيجوز في العالي والسامي إثبات الياء وحذفها ولكن الكتاب لا يستعملونها إلا بالياء
فأما في العالي فيجوز أن تكون الياء التي تثبتها الكتاب في اخره هي الياء اللاحقة للاسم المنقوص على ما تقدم وتكون حينئذ ساكنة ويجوز أن تكون ياء النسب نسبة إلى العالي وتكون مشددة وكذلك في السامي بالياء
أما السامي بغير ياء فيجوز أن يكون المراد حذف ياء النسب لا الياء اللاحقة للاسم المنقوص لما تقدم من أن الكتاب لم يستعملوها إلا بإثبات الياء وحينئذ فتحذف الياء من الألقاب التي تنعت بها
ويحتمل أن يكون المراد حذف الياء اللاحقة للاسم المنقوص وهو بعيد
وأصل المجلس في اللغة لموضع الجلوس ويشار بذلك إلى الموضع الذي يجلس فيه تعظيما له على ما تقدم في غيره
ولا يخفى أنه ليس للمجلس ما

للمقر والمقام من العموم حتى يعم ما فوق موضع الجلوس إذ لا يحسن أن يقال مجلس فلان محلة كذا ولا بلد كذا كما يحسن أن يقال مقره أو مقامه محلة كذا أو بلد كذا
السادس مجلس مجردا عن الألف واللام مضافا إلى ما بعده وله في الاصطلاح أربع حالات
الأولى أن يضاف إلى الأمير فيقال مجلس الأمير وهو مختص بأرباب السيوف على اختلاف أنواعهم من الترك والعرب وغيرهم
الثانية أن يضاف إلى القاضي فيقال مجلس القاضي وهو مختص بأرباب الأقلام من القضاة والعلماء والكتاب ومن في معناهم
الثالثة أن يضاف إلى الشيخ فيقال مجلس الشيخ ويختص ذلك بالصوفية وأهل الصلاح ومن في معناهم
الرابعة أن يضاف إلى الصدر فيقال مجلس الصدر وهو مختص بالتجار وأرباب الصنائع ومن في معناهم وربما كتب به في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون وما قاربها لكتاب الدرج ومن في معناهم
والمراد بالصدر صدر المجلس الذي هو أعلى أماكنه وأرفعها والمضاف والمضاف إليه فيه كالمتعاكسين والتقدم صدر المجلس
السابع أن يقتصر على المضاف إليه من مجلس الأمير أو مجلس القاضي ومجلس الشيخ أو مجلس الصدر ويقال فيه الأمير الأجل والقاضي الأجل والشيخ الصالح والصدر الأجل
الثامن الحضرة والمراد بها حضرة صاحب اللقب
قال الجوهري حضرة الرجل قربه وفناؤه
قال ابن قتيبة في أدب الكاتب وتقال بفتح الحاء

وكسرها وضمها وأكثر ما تستعمل في المكاتبات
وهي من الألقاب القديمة التي كانت تستعمل في مكاتبات الخلفاء وكان يقال فيها الحضرة العالية والحضرة السامية وتستعمل الان في المكاتبات الصادرة عن الأبواب السلطانية إلى بعض الملوك
ويقال فيها الحضرة الشريفة العالية والحضرة الكريمة العالية والحضرة العلية بحسب ما تقتضيه الحال
قال ابن شيث في معالم الكتابة كانت مما يكتب بها لأعيان الدولة من الوزراء وغيرهم ولم يكن السلطان يكاتب بها أحدا من الداخلين تحت حكمه والمنسحب عليهم أمره
وتستعمل أيضا في مكاتبات ملوك الكفر ويقال فيه بعد الدعاء للحضرة حضرة الملك الجليل ونحو ذلك على ما سيأتي بيانه في موضعه وقد تستعمل في الولايات في نحو ما يكتب للبطرك
فيقال حضرة الشيخ أو حضرة البطرك ونحو ذلك
قلت وكثير من كتاب الزمان يظنون أن هذه الألقاب الأصول أو أكثرها أحدثها القاضي شهاب الدين بن فضل الله وليس كذلك بل المجلس مذكور في مكاتبات القاضي الفاضل ومن عاصره بكثرة بل لا تكاد مكاتبة من مكاتباته الملوكية تخلو عن ذلك
ومقتضى كلام ابن حاجب النعمان في ذخيرة الكتاب أنه أول ما ابتدع في أيام بني بويه ملوك الديلم والجناب موجود في مكاتبات القاضي الفاضل أيضا بقلة
وقد ذكره ابن شيث في مصطلح كتابة الدولة الأيوبية
والمقر موجود في كلام القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر
والمقام موجود في مكاتبات من قبل القاضي شهاب الدين المذكور نعم هذا الترتيب الخاص وهو جعل أعلاها المقام ثم المقر ثم الجناب ثم المجلس ثم مجلس الأمير أو القاضي أو الشيخ لم أره إلا في كلام المقر الشهابي المشار إليه ومتابعيه ولا أدري أهو المقترح لهذا أم سبقه إليه غيره وقد أولع الفضلاء بالسؤال عن وجه هذا الترتيب بل أخذوا في إنكاره على مرتبه من حيث إن هذه الألقاب متقاربة المعاني في اللغة فلا يتجه تقديم بعضها على بعض في الرتبة ولا يخفى أن واضع ذلك من المقر الشهابي أو غيره لم يضعه عن جهل على سبيل التشهي إذ لا يليق ذلك بمن عنده أدنى مسكة من العلم وقد ظهر لي عن ذلك

أجوبة يستحسنها الذهن السليم إذا تلقيت بالإنصاف ولا بد من تقديم مقدمة على ذلك وهي أن تعلم أن الخطاب في المكاتبات والوصف في الولايات مبني على التفخيم والتعظيم على ما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى ومن ثم أتي فيهما بالألقاب المؤدية إلى الرفعة كما تقدمت الإشارة إليه في أول الكلام على الألقاب ثم أثبتوا هذه الألقاب بمعنى الأماكن كناية عن أصحابها من باب مجاز المجاورة وجعلوها رتبة بعد رتبة بحسب ما تقتضيه معانيها اللائحة منها على ما سيأتي بيانه فجعلوا أدناها رتبة الأمير والقاضي والشيخ التي وقع فيها التصريح بذكر الشخص وجعلوا فوق تلك المجلس لتجرده عن الاضافة إلى ما هو في معنى القريب من التصريح وجعلوا فوق ذلك الجناب الذي هو الفناء من حيث أن فناء الرجل أوسع من مجلسه ضرورة بل ربما اشتمل على المجلس واستضافه إليه وجعلوا فوق ذلك المقر الذي هو موضع الاستقرار مع ما يقتضيه من شمول جميع المحلة أو البلد الذي هو مقيم فيه من حيث أنه يسوغ أن يقال مقره محلة كذا أوبلد كذا وتضمنت معنى القرار الذي هو ضد الزوال على ما قال تعالى ( وإن الاخرة هي دار القرار ) وجعلوا فوق ذلك المقام لاستعماله في المعنى العام الذي هو أعم من موضع القيام كما أشار إليه الزمخشري مع ما في معنى القيام من النهضة والشهامة الزائدة على معنى الاستقرار من حيث إن القعود دليل العجز والقصور
قال تعالى ( وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين رضوا بأن يكون مع الخوالف ) وقال ( وقالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا ) فكان المقام باعتبار ذلك أعلى من المقر ويوضح ما ذكرناه أنهم جعلوا المجلس أدنى المراتب والمقام أعلاها
أما تخصيصه خطاب الخليفة بالديوان فلبعد تعلقه مع كونه عنه تصدر المخاطبات وعليه ترد على ما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى

الصنف الثاني من الألقاب الأصول ما يختص بالمكاتبات دون الولايات وفيه
تسعة ألقاب
الأول الديوان
وقد تقدم الكلام على ضبطه ومعناه في الكلام على ترتيب ديوان الإنشاء في مقدمة الكتاب ويصدر بالدعاء له في المكاتبة إلى أبواب الخلافة المقدسة ويقال فيه الديوان العزيز على ما سيأتي في الكلام على المكاتبات فيما بعد إن شاء الله تعالى قال المقر الشهابي بن فضل الله في كتابه التعريف
والمعني به ديوان الإنشاء إذ الكتب وأنواع المخاطبات إليه واردة وعنه صادرة
قال وسبب الخطاب بالديوان العزيز الخضعان عن خطاب الخليفة نفسه
ثم كتاب الزمان قد يستعملون ذلك في غير المكاتبات مثل أن يكتب عن السلطان منشور إقطاع للخليفة فيقال أن يجري في الديوان العزيز ونحو ذلك على ما سيأتي في الكلام على المناشير في موضعه إن شاء الله تعالى
الثاني الباسط وهو مما يستعمل في المكاتبات بالتقبيل على ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى
وأصله في اللغة فاعل من البسط والمراد بسط الكف بالبذل والعطاء
ومنه قوله تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) وهو من ألقاب اليد ويشترك فيه أرباب السيوف والأقلام وغيرهم
قال في عرف التعريف ويقال فيه الباسط الشريف العالي والباسط الكريم العالي
الثالث الباسطة بلفظ التأنيث
وهو بمعنى الباسط إلا أن الباسطة دون الباسط في الرتبة لميزة التذكير على التأنيث
الرابع اليد
وهي في معنى الباسطة إلا أنها دونها لفوات الوصف بالبسط فيها
قال في عرف التعريف ويقال فيها اليد الشريفة العالية واليد

الكريمة العالية واليد العالية مجردة عنهما
الخامس الدار وهي معروفة
وتجمع على ادر وديار ودور والمراد دار المكتوب إليه تنزيها له عن التصريح بذكره كما في الجناب وغيره
وكانت مما يكتب به في الزمن القديم في ألقاب الخلفاء ويقال الدار العزيزة وما أشبه ذلك وربما كتب بها في القديم أيضا للخواتين من نساء الملوك وغيرهم وممن كتب به لهن العلاء بن موصلايا صاحب ديوان الإنشاء في أيام القائم العباسي وعلى ذلك الأمر في زماننا في الكتب الصادرة إليهن من الأبواب السلطانية وغيرها وإنما كتب إليهن بذلك إشارة إلى الصون لملازمتهن الدور وعدم البروز عنها
السادس الستارة وكتاب الزمان يستعملونها في نحو ما تستعمل فيه الدار ويكنون بها عن المرأة الجليلة القدر التي هي بصدد أن تنصب على بابها الستارة حجابا
السابع الجهة وهو مستعمل في معنى الدار والستارة من المكاتبات ويعنى بها المرأة الجليلة القدر
وهي في أصل اللغة اسم للناحية فكنوا بها عن المرأة الجليلة كما كنوا عن الرجل الجليل بالجناب
الثامن الباب
وهو من الألقاب المختصة بالعنوان في جليل المكاتبات وأصل الباب في اللغة لما يتوصل منه إلى المقصود ويجمع على أبواب كحال وأحوال وعلى بيبان كجار وجيران والمراد باب دار المكتوب إليه وكأنه أجل صاحب اللقب عن الوصول إليه والقرب منه لعلو مكانه ورفعة محله ويقال فيه الباب الشريف العالي والباب الكريم العالي والباب العالي مجردا عنهما واستعماله بلفظ الجمع على أبواب أعلى منه بلفظ الإفراد لما في معنى الجمع من الشرف أما الجمع على بيبان فلا يستعمله الكتاب أصلا
التاسع المخيم
وهو من الألقاب المختصة بالعنوان للمسافر والمراد المكان الذي تضرب فيه خيام المكتوب إليه أخذا من قولهم خيم بالمكان إذا أقام به أو خيمه إذا جعله كالخيمة والخيمة في أصل اللغة اسم لبيت تنشئه العرب من

عيدان ثم توسع فيه فاستعمل فيما يتخذ من الجلود والقطن المنسوج ونحوه ويوصف بما يوصف به الباب من الشريف والكريم والعالي
قلت وقد يستعمل بعض هذه الألقاب كالدار والستارة والجهة في غير المكاتبات من الولايات وغيرها ولكن بقلة والغالب استعمالها في المكاتبات فلذلك خصصتها بها

الجملة السادسة في بيان الألقاب المفرعة على الأصول المتقدمة وفيها
مهيعان
المهيع الأول في بيان أقسامها وهي على نوعين
النوع الأول المفردة وهي صنفان
الصنف الأول المجردة عن ياء النسب
كالسلطان والملك والأمير والقاضي والشيخ والصدر والأجل والكبير والعالم والعامل والأوحد والأكمل وما أشبه ذلك
الصنف الثاني الملحق بها ياء النسب
كالسلطاني والملكي والأميري والقضائي والقاضوي والشيخي والصدري والأجلي والكبيري والعالمي والعاملي والأوحدي والأكملي
ونحو ذلك

ثم الألقاب الملحقة بها ياء النسب تارة يراد بالنسب فيها النسب الحقيقي على بابه كالقضائي لأنه منسوب إلى القضاء الذي هو موضوع الوظيفة التي مناطها فصل الحكومات الشرعية على ما تقدم وتارة يراد به المبالغة كالقاضوي فإنه منسوب إلى القاضي نفسه مبالغة
وفي معناه الأميري نسبة إلى الأمير والوزيري نسبة إلى الوزير والشيخي نسبة إلى الشيخ والكبيري نسبة إلى الكبير والعالمي نسبة إلى العالم وما أشبه ذلك
والأصل فيه أن عادة العرب أنهم إذا أرادوا المبالغة في وصف شيء أدخلوا عليه ياء النسب في اخره للمبالغة في وصفه فيقولون في الأحمر إذا قصدوا المبالغة في وصفه بالحمرة أحمري ونحو ذلك على ما هو مقرر في كتب النحو المبسوطة كالتسهيل ونحوه ثم منها ما يستعمل بالتجريد عن ياء النسب أو إثباتها كالعالم والعالمي ومنها ما يستعمل مجردا عنها فقط كالقطب والغوث من ألقاب الصوفية ومنها ما يستعمل بإثباتها فقط كالغياثي وبكل حال فالألقاب التي قد تثبت ياء النسب في اخرها وقد لا تثبت كالأمير والأميري إن كانت من ألقاب المجلس السامي بالياء فما فوقه من المجلس العالي والجناب العالي والمقر والمقام على مراتبها تثبت الياء في اخرها وإن كانت من ألقاب المجلس السامي بغير ياء فما دونه من مجلس الأمير ومجلس القاضي ومجلس الشيخ ومجلس الصدر والأمير والقاضي والشيخ والصدر لم تثبت الياء في اخرها
والألقاب المضافة إلى الدين مثل ناصر الدين وشمس الدين ونور الدين وعز الدين وولي الدين وسيف الدين وما أشبه ذلك إن كانت في ألقاب من تثبت الياء في ألقابه من المجلس السامي بالياء فما فوقه حذف المضاف إليه وأدخلت الألف واللام على المضاف وألحقت به ياء النسب فيقال في ناصر الدين الناصري وفي شمس الدين الشمسي وفي نور الدين النوري وفي عز الدين العزي وفي ولي الدين الولوي وفي سيف الدين السيفي وما أشبه ذلك

النوع الثاني المركبة
وهي المعبر عنها بالنعوت
وأكثر ما يكون التركيب فيها بالإضافة ثم تارة تكون باضافة واحدة نحو ممهد الدول وتارة تكون باضافتين نحو سيد أمراء العالمين وتارة تكون بثلاث إضافات نحو حاكم أمور ولاة الزمان وربما زيد على ذلك وتارة تكون بوصف المضاف نحو بقية السلالة الطاهرة وتارة تكون بالعطف على المضاف إليه إما بعطف واحد نحو سيد الملوك والسلاطين وإما بأكثر نحو فاتح الممالك والأقاليم والأقطار وتارة تكون بجار ومجرور بعد المضاف إليه والجار والمجرور نحو سيد الأمراء الأشراف في العالمين
وقد يكون التركيب بغير الإضافة إما بالجار والمجرور نحو المجاهد في سبيل رب العالين وإما بغير ذلك مثل المعفي ال ساسان وغير ذلك مما يجري هذا المجرى
واعلم أنه إذا كان لقب الأصل مفردا نحو المقر والجناب جاءت ألقابه ونعوته مؤنثة مفردة فيقال المقر الشريف والجناب الشريف والمقر الكريم وفي نعوته سيد الأمراء في العالمين ونحو ذلك
ثم إن كان مذكرا جاء بصيغة التذكير كما تقدم في ألقاب المقر
وإذا كان لقب الأصل فيه مؤنثا كالجهة في ألقاب النساء أتت ألقابه ونعوته مؤنثة تبعا له فيقال في ألقاب الجهة الجهة الشريفة أو الجهة الكريمة العالية وفي النعوت سيدة الخواتين في العالمين ونحو ذلك
وإن كان اللقب في الأصل مجموعا نحو مجالس الأمراء كما يكتب

في المطلقات جاءت الألقاب والنعوت مجموعة فيقال في الألقاب الأجلاء الأكابر وما أشبه ذلك
وفي النعوت إن كان ذلك اللقب اسم جنس نحو عضد الملوك والسلاطين أو مصدرا نحو عون الأمة جاز إبقاؤه على الإفراد كذلك لأن المصدر واسم الجنس لا يثنيان ولا يجمعان وإن لوحظ فيه معنى التعدد جاز الجمع فيقال أعوان الأمة وأعضاء الملوك والسلاطين ونحو ذلك وقد أشار إلى ذلك المقر الشهابي بن فضل الله في كتابه التعريف في الكلام على كتابة المطلقات فقال ونحو عضد وأعضاد
تم الجزء الخامس يتلوه إن شاء الله الجزء السادس
وأوله

المهيع الثاني في ذكر الألقاب والنعوت المستعملة عند كتاب الزمان وبيان
معانيها ومن يقع عليه كل واحد منها من أرباب السيوف وغيرهم وهي نوعان
والحمد لله رب العالمين وصلاته على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين واله وصحبه والتابعين وسلامه وحسبنا الله ونعم الوكيل

المهيع الثاني في ذكر الألقاب والنعوت المستعملة عند كتاب الزمان وبيان معانيها ومن يقع عليه كل واحد منها من أرباب السيوف وغيرهم وهي نوعان

النوع الأول الألقاب الإسلامية وهي صنفان
الصنف الأول المذكرة وهي ضربان
الضرب الأول الألقاب المفردة المختصة في اصطلاح الكتاب باسم الألقاب
وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم ليسهل استخراجها
حرف الألف
الأتابكي وهو من ألقاب أمير الجيوش ومن في معناه كالنائب

الكافل ونحوه وهو بالأتابك أخص وقد تقدم معنى الأتابك في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف وأن أصله بالطاء فقلبت تاء في الاستعمال وأن معناه الأب الأمير وحينئذ فتكون النسبة فيه للمبالغة نعم إن نسب إليه غيره من أتباعه كانت النسبة إليه حقيقية على بابهما
الأتقى من ألقاب ملوك المغرب التي يكتب إليهم بها من الأبواب السلطانية مضاهاة لما يوجد في مكاتباتهم من الألقاب وهو أفعل التفضيل من التقوى
الأثير بالثاء المثلثة من ألقاب أرباب الأقلام من القضاة والعلماء والكتاب ونحوهم وربما استعمل في ألقاب الصلحاء أيضا وأصله في اللغة المخالص وحينئذ فيصلح أن يكون لقبا لكل من نسب إلى المخالصة من أرباب السيوف والأقلام جميعا والأثيري نسبة إليه للمبالغة
الأثيل بالمثلثة أيضا من ألقاب أرباب الأقلام كالأثير ومعناه في اللغة الأصيل ومنه قيل مجد مؤثل وأثيل أي أصيل وحينئذ فيصلح أن يكون لقبا لكل ذي أصالة من أرباب السيوف والأقلام والأثيلي نسبة إليه للمبالغة
الأجل يكون في الاصطلاح من ألقاب السلطان كما يقال السلطان السيد الأجل ويكون من ألقاب السامي بغير ياء فما دونه فيقال السامي الأمير الأجل ونحو ذلك وهو مما ينكر على كتاب الزمان لاستعماله في الأعلى والأدنى على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى على أن هذا اللقب في الدولة الفاطمية كان هو أعلى الألقاب وأرفعها قدرا حتى قال ابن شيث في معالم

الكتابة إنه محظور على غير الوزير وقد كانت الوزارة في زمانهم بمثابة السلطنة في زماننا فتصرف فيه الكتاب حتى استعملوه في أدنى الرتب أيضا والأجلي نسبه إليه للمبالغة
الأخص من ألقاب أرباب السيوف والكتاب يستعملونه في أدنى الألقاب مما تسقط فيه ياء النسب من السامي بغير ياء فما دونه على أن معناه رفيع لأخذه من الخصوصية وهي الانفراد بالشيء وكان الأحق أن يكون مختصا بالألزام المقربين دون غيرهم والأخصي نسبه إليه للمبالغة
الأخوي من الألقاب المختصة في الغالب بالمكاتبات الإخوانية وربما وقعت في المكاتبات الملوكية إذا كان قدر الملكين المتكاتبين متقاربا وهو نسبه إلى الأخوة وكأنه جعله أخاه حقيقة
الأريب من ألقاب أرباب الأقلام وهو في اللغة العاقل ومنه قيل للدهاء إرب بكسر الهمزة وإسكان الراء لأن الدهاء من جملة العقل والأريبي نسبه إليه للمبالغة
الأرقى من ألقاب ملوك المغرب وهو مأخوذ من الرقي وهو الارتفاع والعلو في الدرج
الأزكى من ألقاب ملوك المغرب أيضا وهو مأخوذ من الزكاة وهي الزيادة كأنه نسبه إلى الزيادة في الرفعة ونحوها
الأسرى بالسين المهملة من ألقاب ملوك المغرب وهو مأخوذ من

السرو وهو سخاء في مروءة ومنه قبل لمن اشتمل على ذلك سري وبه لقب من لقب سري الدين
الاسفهسلار بسينين مهملتين بينهما فاء ثم هاء من ألقاب أرباب السيوف وكان في الدولة الفاطمية لقبا على صاحب وظيفة تلي صاحب الباب على ما تقدم بيانه في الكلام على ترتيب الدولة الفاطمية في المقالة الثانية ومعناه مقدم العسكر وهو مركب من لفظين فارسي وتركي فأسفه بالفارسية بمعنى المقدم وسلار بالتركية بمعنى العسكر والعامة تقول لبعض من يقف بباب السلطان من الأعوان أسباسلار بالباء الموحدة وكأنهم راعوا فيه معنى المقدم في الجملة والباء تعاقب الفاء في اللغة الفارسية كثيرا ولذلك قالوا أصبهان وأصفهان بالباء والفاء جميعا والأسفهسلاري نسبة إليه للمبالغة وقد ذكر المقر الشهابي بن فضل الله في بعض دساتيره أن هذا اللقب يختص بأمراء الطبلخاناه على أنه قد ترك استعماله في زماننا وكأنهم كرهوا مشاركة بعض الأعوان فيه فأضربوا عنه لذلك أو لم يفهموا معناه فتركوه
الأسنى من ألقاب ملوك المغرب وهو مأخوذ من السناء بالمد وهو الرفعة ويجوز أن يكون من السنا بالقصر وهو الضياء
الأشرف من ألقاب المقام والمقر في مصطلح كتاب الزمان على ما

تقدم ذكره وربما وقع أيضا في ألقاب ملوك المغرب وهو أفعل التفضيل من الشرف بمعنى العلو
الأصعد من ألقاب ملوك المغرب وهو أفعل التفضيل من الصعود ضد الهبوط
الأصيل من ألقاب أرباب الأقلام غالبا وربما وقع في ألقاب أرباب السيوف إذا كان لصاحب اللقب عراقة نسب وهو فعيل من الأصل بمعنى الحسب والأصيلي نسبة إليه للمبالغة قال في عرف التعريف ويختص بمن له ثلاثة في الرياسة ابن عن أب عن جد
الأضخم من ألقاب ملوك المغرب وهو مأخوذ من الضخامة والمراد بها هنا العظمة وهي في أصل اللغة الغلظ واستعملت في العظمة تجوزا
الأعز من ألقاب ملوك المغرب وقد يستعمل في ألقاب من لم يثبت فيه ياء النسب من السامي بغير ياء فما دونه كالأخص فيقال الأعز الأخص ونحو ذلك وهو أفعل التفضيل من العز
الأعظم من ألقاب السلطان يقال فيه السلطان الأعظم ويقع في ألقاب ملوك المغرب أيضا وهو افعل التفضيل من العظمة وهي الكبرياء
الأعلى من ألقاب ملوك المغرب وهو أفعل التفضيل من العلو وهو الارتفاع

الأعلم من ألقاب ملوك المغرب وهو أفعل التفضيل من العلم الذي هو خلاف الجهل
الأفخم من ألقاب ملوك المغرب وهو أفعل التفضيل من الفخامة وهي العظمة والقوة
الأفضل من ألقاب السلطان ويستعمل في ألقاب ملوك المغرب أيضا وهو افعل التفضيل من الفضل بمعنى الزيادة والمراد الزيادة في الفضيلة
الأكمل من ألقاب السلطان أيضا ويستعمل في ألقاب ملوك المغرب وفي ألقاب من لم تثبت فيه ياء النسب من السامي بغير ياء فما دونه والأكملي نسبة إليه للمبالغة
الإمام من ألقاب الخلفاء كما يقال في المكاتبات عنهم من عبد الله ووليه الإمام الفلاني وقد تقدم أن أول من تلقب به إبراهيم بن محمد أول من بويع له بالخلافة من بني العباس ويقع أيضا في ألقاب أكابر العلماء وأصل الإمام في اللغة الذي يقتدى به ولذلك وقع على المجتهدين كالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشهورة وهم الشافعي ومالك وأبو حنيفة وأحمد والإمامي نسبة إليه للمبالغة
الأمجد من ألقاب ملوك المغرب وربما كتب به للتجار ونحوهم في ألقاب الصدر الأجل وهو أفعل التفضيل من المجد وهو الشرف أو الأصالة
الأميري من ألقاب أرباب السيوف قال في عرف التعريف ويكتب به لكبار . . . وإن كانوا من أرباب الأقلام وذكر في دستور

له آخر أنه يكتب به لنقيب الأشراف ولا يكتب له القضائي أصلا وإن كان من أرباب الأقلام وقد تقدم لقب الأمير مجردا عن ياء النسب وأصله المأخوذ منه في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف فأغنى عن إعادته هنا واعلم أنهم لم يستعملوا فيه النسبة لنفس الإمرة فلم يقولوا في النسبة إليه الإمري كما قالوا في النسبة إلى القضاء القضائي
الأمين من ألقاب التجار الخواجكية وألقاب الخدام المعروفين في زماننا بالطواشية خصوا بذلك لائتمان التجار على الجواري والمماليك في حال جلبهم إلى الملوك وائتمان الخدام على الحريم والمماليك بأبواب الملوك وهو مأخوذ من الأمانة ضد الخيانة والأميني نسبة إليه للمبالغة
الأوحد يقع في الألقاب السلطانية ويكون من ألقاب أرباب الأقلام لمن لا تثبت الياء في ألقابه من السامي بغير ياء فما دونه وفيه ما تقدم في الكلام على الأجل من الاعتراض على الكتاب في جمعهم الأعلى والأدنى في لقب واحد والأوحدي نسبة إليه للمبالغة

حرف الباء
البارع من ألقاب أرباب الأقلام وهو فاعل من البراعة وهي النهضة بالشيء والتقدم فيه والبارعي نسبة إليه للمبالغة
البليغ من ألقاب أرباب الأقلام وأحسن ما يقع في ألقاب ذوي البلاغة من الكتاب ونحوهم وهو فعيل من البلاغة وهي تأدية كنه المراد بإيجاز لا يخل وإطناب لا يمل والبليغي نسبة إليه للمبالغة

حرف التاء
التقي من ألقاب ملوك المغرب يقال التقي الزكي ونحو ذلك وربما استعمل بالديار المصرية في ألقاب أرباب الأقلام وأهل الصلاح وهو مأخوذ من التقوى كما تقدم في الأتقى
حرف الجيم
الجليل من ألقاب من يكتب له الحاج كمقدمي الدولة ونحوهم ويقال فيه الحاج الجليل ونحو ذلك والجليل في أصل اللغة العظيم وكان مقتضى الوضع أن يكون لأعلى من هذه الرتبة
حرف الحاء المهملة
الحاج من ألقاب مقدمي الدولة ومهتارية البيوت ومن في معناهم وإن لم يكن قد حج وإن كان موضوع الحاج في العرف العام إنما هو لمن حج البيت وإنما اصطلح لهم على ذلك حتى صار كالعلم عليهم
الحافظ من ألقاب المحدثين وأصله من الحفظ ضد النسيان واختص بالمحدثين لاحتياجهم إلى كثرة الحفظ لمتون الأحاديث وأسماء الرجال ونحو ذلك والحافظي نسبة إليه للمبالغة
الحافل من ألقاب ملوك المغرب ومعناه الكثير الجمع أخذا من قولهم واد حافل إذا كثر سيله
الحاكم من ألقاب القضاة قال أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب وأصله من الحكمة بفتح الكاف وهي حديدة مستديرة في اللجام

تمنع الدابة من الجري والشباب سمي بذلك لأنه يرد الناس عن الظلم وأكثر ما يستعمله كتاب الزمان في عنوان المكاتبات في تعريف المكتوب إليهم وفي أثنائها في وصف المكتوب بسببه والحاكمي نسبة إليه للمبالغة
الحائز من ألقاب ملوك المغرب وهو فاعل من الحيازة وهي الحياطة والمراد الحائز للملك أو الحائز للفضائل ونحو ذلك
الحبر من ألقاب أكابر العلماء وهو بفتح الحاء وكسرها لغتان والذي اختاره ابن قتيبة في أدب الكاتب الكسر وبه سمي الحبر الذي يكتب به ولكن الجاري على السنة الناس الفتح والحبري نسبة إليه للمبالغة
الحجي بضم الحاء وكسر الجيم المشددة وفي الآخر ياء النسب من ألقاب أكابر القضاة والعلماء وهو منسوب إلى الحجة بحذف تاء التأنيث منه على قاعدة النسب كما تحذف من طلحة ونحوه على ما هو مقرر في علم النحو وبعض جهلة الكتاب يثبت فيه تاء التأنيث مع النسب فيقول الحجتي وهو خطأ ثم النسبة فيه حقيقية لأن المنسوب إليه وهو الحجة غير من له اللقب ويجوز أن تكون للمبالغة بأن يجعل صاحب اللقب هو نفس الحجة تجوزا وهو أبلغ
الحسيب من ألقاب الشرفاء من ولد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من فاطمة رضي الله عنها أخذا من الحسب وهو ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه على ما ذكره جماعة من أهل اللغة ولذلك اختص في الاصطلاح بالشرفاء إذ كان آباؤهم أعظم الناس مفاخر لكن قد ذكر ابن السكيت في إصلاح

المنطق أن الحسب يكون في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف وعلى هذا فلا يختص هذا اللقب بذوي الأنساب التي فيها عراقة والحسيبي نسبة إليه للمبالغة

حرف الخاء المعجمه
الخاشع من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وربما استعمل في العلماء بل ربما استعمل في أرباب السيوف إذا كان المكتوب له متصفا بذلك بل ربما استعمل في ألقاب بطاركة النصارى من الباب وغيره على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى والخاشع في اللغة الخاضع والمتذلل والخاشعي نسبة إليه للمبالغة
الخواجا من ألقاب أكابر التجار الأعاجم من الفرس ونحوهم وهو لفظ فارسي ومعناه السيد والخواجكي بزيادة كاف نسبة إليه للمبالغة وكأن الكاف في لغتهم تدخل مع ياء النسب
الخير بفتح الخاء وتشديد الياء المثناة تحت من ألقاب أهل الدين والصلاح وهو في أصل اللغة خلاف الشرير ثم غلب استعماله فيمن غلب عليه الخير والخيري نسبة إليه للمبالغة وقل أن يستعمله الكتاب إلا بإثبات الياء في آخره
حرف الذال المعجمة
الذخر بضم الذال وإسكان الخاء من ألقاب أرباب السيوف وربما أطلق على غيرهم وأصله في اللغة لما يذخر من النفائس وهو مصدر ذخرت الشيء أذخره وكثيرا ما يغلط فيه فيجعل بالدال المهملة وممن وقع له الوهم في ذلك الشيخ جمال الدين الإسنوي في طبقات الفقهاء فأورد صاحب

الذخائر في الدال المهملة والذخري نسبة إليه للمبالغة وأكثر ما يستعمله الكتاب كذلك

حرف الراء المهملة
الرباني من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وربما لقب به العالم فيقال العالم الرباني قال الجوهري وهو المنألة والعارف بالله تعالى قال تعالى ( كونوا ربانيين )
الرحلة بضم الراء من ألقاب أكابر العلماء والمحدثين والرحلة في اللغة ما يرحل إليه لقب بذلك لأنه في حيز أن يرحل إليه للأخذ عنه أما الرحلة بالكسر فالارتحال والرحلي بالضم أيضا نسبة إليه للمبالغة
الرئيس بالهمزة على وزن فعيل من ألقاب علية الناس وأشرافهم ويقال فيه ريس على وزن قيم قاله الجوهري وأصله من الرياسة وهي رفعة القدر وعلو الرتبة والرئيسي نسبة إليه للمبالغة وغالب ما يستعمله الكتاب كذلك وهو من ألقاب أرباب الأقلام من العلماء والكتاب
حرف الزاي
الزاهد من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو في اللغة خلاف الراغب والمراد هنا من اعرض عن الدنيا فلم يلتفت إليها والزاهدي نسبة إليه للمبالغة

الزعيمي من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ومن في معناهم وهو نسبة إلى الزعيم بمعنى السيد والكافل وكأنه بولايته على القوم سادهم أو كفلهم وتولاهم ولم يستعملوا فيه الزعيم بغير ياء لأنه إذا كان مختصا بكبار أرباب السيوف دون أدانيهم وجب إثبات الياء للمبالغة
الزكي من ألقاب المتدينين من أرباب الأقلام وغيرهم يقال التقي الزكي ونحو ذلك وهو في أصل اللغة بمعنى الزاكي وهو الزائد وقد تقدم مثله في الأزكى في حرف الألف

حرف السين المهملة
السالك من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو فاعل من السلوك والمراد سلوك سبيل الرشاد الموصل إلى الله تعالى والسالكي نسبة إليه للمبالغة
السامي من ألقاب المجلس وقد تقدمت الإشارة إليه في الكلام على الألقاب الأصول وأنه ينقسم إلى السامي بالياء والسامي بغير ياء فليراجع منه
السفيري قال في عرف التعريف وهو من الألقاب الخاصة بالدوادار

على أني قد رأيته في بعض الدساتير الشامية قد كتب به لبعض التجار الخواجكية لسفارتهم بين الملوك وترددهم في الممالك لجلب المماليك والجواري ونحو ذلك وهو منسوب إلى السفير وهو الرسول والمصلح بين القوم نسبة مبالغة ولم يستعمله الكتاب مجردا عن الياء لأنه إذا كان خاصا بهذين ورتبتهما عليه لا يليق بها حذف الياء لم يناسب استعماله مجردا عنها
السلطاني من ألقاب الملوك فيثبت في ألقاب المقام الشريف ونحوه فيقال المقام الشريف العالي السلطاني ونحو ذلك وهو منسوب إلى السلطان وقد تقدم الكلام عليه في الكلام على أرباب الوظائف
السيد من الألقاب السلطانية يقال السلطان السيد الأجل ونحو ذلك ويقع في اللغة على المالك والزعيم ونحوهما والسيدي نسبة إليه للمبالغة وهو من الألقاب الخاصة بالجناب الشريف فما فوقه قال في عرف التعريف ولا يكتب به عن السلطان لأحد

حرف الشين المعجمة
الشاهنشاه من الألقاب الملوكية المختصة بالسلطان وأكابر الملوك وهو لفظ فارسي معناه بالعربية ملك الأملاك وقد ورد النهي عن التسمي به وفي الحديث أنه قال إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك لا ملك الأملاك إلا الله قال سفيان بن عيينة معناه شاهنشاه ولذلك يحذفه المتدينون من الكتاب من الألقاب السلطانية وقد أشار إلى ذلك في التثقيف في مكاتبة صاحب المغرب

واعلم أنه كان قد وقع في تلقيب الملوك بهذا اللقب نزاع بين العلماء في سلطنة السلطان ( ( جلال الدولة ) ) السلجوقي في سنة تسع وعشرين وأربعمائة كما حكاه ابن الأثير في تاريخه ( ( الكامل ) ) وذلك أن السلطان جلال الدولة كان قد سأل أمير المؤمنين ( القائم بأمر الله ) الخليفة يومئذ في أن يخاطب بملك الملوك فامتنع فكتب فتوى للفقهاء في ذلك فكتب القاضي أبو الطيب الطبري والقاضي أبو عبد الله الصيمري والقاضي ابن البيضاوي وأبو القاسم الكرخي بجوازه ومنع منه أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي وجرى بينه وبين من أفتى بجوازه مراجعات وخطب لجلال الدولة ب ( ( ملك الملوك ) ) وكان الماوردي من أخص الناس بجلال الدولة وكان يتردد إلى دار المملكة كل يوم فلما أفتى في ذلك بالمنع انقطع ولزم بيته خائفا " وأقام منقطعا " من شهر رمضان إلى يوم النحر فاستدعاه جلال الدولة فحضر خائفا " فأدخله عليه وحده وقال له قد علم كل أحد أنك من أكثر الفقهاء مالا وجاها وقربا منا وقد خالفتهم فيما خالف هواي ولم تفعل ذلك إلا لعدم المحاباة منك واتباع الحق وقد بان لي موضعك من الدين ومكانك من العلم وجعلت جزاء ذلك إكرامك بأن أدخلتك إلي وحدك وجعلت إذن الحاضرين إليك ليتحققوا عودي إلى ما تحب فشكره ودعا له وأذن لكل من حضر للخدمة بالانصراف

الشريف من ألقاب المقر والجناب من حيث إنه يقال المقر الشريف والجناب الشريف وذكر في عرف التعريف أنه مختص بالأشراف أبناء فاطمة من علي رضي الله عنهما وكأنه يريد في الألقاب المطلقة التي لا تلي المقر والجناب وهو فعيل من الشرف وهو العلو والرفعة قال ابن السكيت ولا يكون إلا لمن له أباء يتقدمونه في الشرف بخلاف الحسيب ومن هنا جعله الكتاب أعلى رتبة من الكريم لاشتماله على قدر زائد لا يعتبر في الكريم من عراقة الأصل وشرف المحتد والشريفي نسبة إليه للمبالغة
الشهير من ألقاب ملوك المغرب ومعناه المشهور الظاهر والمراد هنا من أشتهر علو قدره ورفعته
الشيخ من ألقاب العلماء والصلحاء وأصله في اللغة الطاعن في السن ولقب به أهل العلم والصلاح توقيرا لهم كما يوقر الشيخ الكبير والشيخي نسبة إليه للمبالغة

حرف الصاد المهملة
الصاحب من ألقاب الوزراء قال في عرف التعريف وهو مختص بأرباب الأقلام منهم دون أرباب السيوف . وهو في أصل اللغة اسم للصديق وأول من لقب به من الوزراء كافي الكفاة إسماعيل بن عباد وذلك

أنه كان يصحب الأستاذ ابن العميد فكان يقال له بذلك صاحب ابن العميد ثم غلب عليه حتى استعمل فيه بالألف واللام ثم صار لقبا على كل من ولي الوزارة بعده على أن كتاب الإنشاء بالممالك الشامية يلقبون العلماء من قضاة القضاة ومن في معناهم بذلك وهم على ذلك إلى الآن بخلاف كتاب الديار المصرية فإنهم يقصرونه على الوزراء دون غيرهم كما تقدمت الإشارة إليه والصاحبي نسبة إليه للمبالغة وهو المستعمل عند كتاب الإنشاء وبغير الياء في العرف العام
الصالح من ألقاب أهل الصلاح والصوفية يقال الشيخ الصالح ونحو ذلك وهو مأخوذ من الصلاح ضد الفساد ولم يستعملوه بإثبات ياء النسب فلم يقولوا الصالحي وكأنهم تركوا ذلك خوفا من الالتباس بالنسبة إلى البلد المعروف أو غيره
الصدر من ألقاب التجار ونحوهم والمراد من يكون صدرا في المجالس وصدر كل شيء في اللغة أوله وعبر عن صدر المجلس بأوله لأنه في الحقيقة أول المجلس وكل جانب من جانبيه تلو له والصدري نسبة إليه للمبالغة

حرف الطاء
الطاهر من ألقاب ملوك المغرب والمراد المتنزه عن الأدناس
حرف الظاء
الظهيري من ألقاب كبار أرباب السيوف كأعيان الأمراء من نواب السلطنة وغيرهم وهو نسبة إلى الظهير بمعنى العون للمبالغة ومنه قوله تعالى ( لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب لاختصاص المظاهرة بأكابر أرباب السيوف وهو بغير الياء لا يقع إلا على الأدوان منهم
حرف العين
العابد من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو فاعل من العبادة وهي الطاعة وربما استعمل في أرباب السيوف والأقلام أيضا لاتصاف متصف منهم بذلك أو وقوعه أولا على متصف به منهم ثم لزومه من بعده من أهل تلك المرتبة كما في نائب الشام حيث كتب لبيدمر الخوارزمي في نيابته بذلك ثم لزم من بعده من نواب الشام والنائب الكافل على ما سيأتي ذكره في المكاتبات إن شاء الله تعالى
العادل من ألقاب السلطان وهو خلاف الجائر وذلك أعلى ما وصف به الملك ونحوه من ولاة الأمور لأن العدل به تقع عمارة الممالك والعادلي نسبة إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف من النواب ونحوهم

العارف من ألقاب أكابر أهل الصلاح وهو خلاف الجاهل ومنهم من يفرق بينه وبين العالم بأن المعرفة قد يتقدمها جهل والعلم لا يتقدمه جهل ولذلك لم يطلق اسم العارف على الباري سبحانه وتعالى بخلاف العالم فإنه يطلق عليه والعارفي نسبة إليه للمبالغة
العاضد من ألقاب ملوك المغرب وهو في أصل اللغة اسم للمعين يقال عضدته أعضده إذا أعنته
العالم من ألقاب السلطان وهو خلاف الجاهل ثم هو في الحقيقة إنما هو من ألقاب العلماء إلا أنهم نعتوا به الملوك تعظيما إذ العلم كل أحد يزاحم على الاتصاف به والعالمي نسبة إليه للمبالغة وهو من الألقاب المشتركة في الاصطلاح بين أرباب السيوف والأقلام وإن كان المختص بها في الحقيقة العلماء
العالي من الألقاب التي يشترك فيها أرباب السيوف والأقلام ويوصف به المقام والمقر والجناب والمجلس في إحدى حالتيه وهو من العلاء بالمد وهو الشرف يقال علي بكسر اللام يعلى بفتحها إذا شرف ومنه قيل في علي ونحوه علاء الدين ويحتمل أن يكون من العلو في المكان يقال فيه علا بفتح اللام يعلو علوا وسيأتي معنى الفرق بينه وبين السامي وإن كان بمعناه في اللغة
العامل من ألقاب أهل الصلاح والمراد المجد في العمل المجتهد في العبادة والعاملي نسبة إليه للمبالغة وهو من الألقاب المشتركة بين أرباب السيوف والأقلام كالعالمي
العريق من ألقاب ذوي الأصالة وأكثر ما يقع على أرباب الأقلام والمراد من له عراقة في كرم الأصل والعريقي نسبة إليه للمبالغة العزيز من ألقاب ديوان الخلافة يقال فيه الديوان العزيز على

ما سيأتي بيانه في المكاتبة إلى أبواب الخلافة وربما استعملوه في الولد فقالوا الولد العزيز ولم يستعملوه مضافا إلى النسب
العضد من ألقاب أرباب السيوف وهو في الأصل اسم للساعد وهو ما بين المرفق والكتف واستعمل في المعين والمساعد لقيامه في المساعدة مقام العضد الحقيقي من الإنسان ثم الأفصح فيه فتح العين مع ضم الضاد ويجوز فيه كسر الضاد وإسكانها مع الفتح أيضا وضم العين مع إسكان الضاد والعضدي نسبة إليه للمبالغة
العوني من الألقاب المختصة بأكابر أرباب السيوف وهو نسبة إلى العون وهو الظهير على الأمر المعاون عليه ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب لوقوع العون على الواحد من أعوان صاحب الشرطة ونحوه
العلامة بالتشديد من ألقاب أكابر العلماء قال الجوهري وهو العالم للغاية وقل أن يستعملوه إلا في ألقاب المكتوب بسببه ونحو ذلك وحذف الهاء منه لغة وليست بمستعملة بين الكتاب أصلا والعلامي نسبة إلى العلام أو العلامة للمبالغة قال في عرف التعريف ويختص بالمفتي

حرف الغين المعجمة
الغازي من ألقاب أرباب السيوف وهو من الأسماء المنقوصة كالقاضي ونحوه وقل أن يستعمل إلا في ألقاب السامي بغير ياء فما دونه
الغوث بالثاء المثلثة من ألقاب الصوفية وهو عندهم لقب على القطب الذي هو رأس الأولياء وأصله في اللغة من قول الرجل واغوثاه وقل أن تستعمله الكتاب بل لم يستعملوه مضافا إلى ياء النسب أصلا
الغياثي من ألقاب أرباب السيوف وأكثر ما يستعمل في الملوك وهو في اللغة الاسم من استغاثني فأغثته وأصله الغواثي بالواو فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها

حرف الفاء
الفاتح من ألقاب ملوك المغرب وهو فاعل من الفتح بمعنى النصر والمراد فتح الأمصار وتملكها
الفاضل من ألقاب أرباب الأقلام وأكثر ما يقع في ألقاب العلماء وربما وقع في ألقاب الكتاب وهو خلاف الناقص والمراد زائد الفضل وبه لقب القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني الكاتب المشهور والفاضلي نسبة إليه للمبالغة
الفائز من ألقاب ملوك المغرب وهو فاعل من الفوز بمعنى النجاة أو الظفر وقد يشاحح في التلقيب به فإن الفوز يطلق على الهلاك أيضا على ما هو مقرر في كتب اللغة ومثل ذلك يجب اجتنابه لما فيه من الاشتراك بين المحمود والمذموم إلا أنه غلب استعماله في النجاة حتى إنه لم يرد في القرآن إلا بمعناها ولذلك عول الكتاب على استعماله
الفقيه من ألقاب العلماء وهو اسم فاعل من فقه بضم القاف إذا صار الفقه له سجية ككرم إذا صار الكرم له سجية قال المسيلي في شرح مختصر ابن الحاجب وإنما يقع على المجتهد دون المقلد أما إطلاقه على فقهاء المكاتب ونحوهم فعلى سبيل المجاز على أن الكتاب بالديار المصرية لم يستعملوا هذا اللقب إلا في القليل النادر بل كثير من جهلة الكتاب وغيرهم

يستصغرون التلقيب به ويعدونه نقصا وإنما يعظم به جد التعظيم أهل المغرب والفقيهي نسبة إليه للمبالغة وهو مستعمل في ألقاب العلماء
الفريدي من ألقاب أكابر العلماء وهو نسبة إلى الفريد بمعنى المنفرد للمبالغة والمراد المنفرد بما لم يشاركه فيه غيره ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب

حرف القاف
القاضوي من ألقاب أرباب الأقلام وهو نسبة إلى القاضي للمبالغة ثم في الحقيقة كان يجب أن يختص بالقضاة الذين هم حكام الشريعة دون غيرهم إلا أنه توسع فيه حتى استعمل في غيرهم من ألقاب أرباب الأقلام
القدوة بكسر القاف وضمها لغة من ألقاب العلماء والصلحاء وهو بمعنى الأسوة يقال فلان قدوة يقتدى به والقدوي نسبة إليه للمبالغة وحذفت منه تاء التأنيث المبدلة من الهاء على قاعدة النسب عند النحاة وكثير من جهلة الكتاب يثبتون فيه تاء التأنيث مع النسب فيقولون القدوتي وهو خطأ كما تقدم في الكلام على الحجة في حرف الحاء
القضاميري من الألقاب التي يستعملها بعض الكتاب في ألقاب من اجتمع له رياسة السيف والقلم وهو نسبة إلى القضاء والأمير تشبيها بمذهب من يرى النسبة إلى المضاف والمضاف إليه جميعا فيقول في النسبة إلى عبد شمس عبشمي وإلى عبد الدار عبدري ونحو ذلك وهو مذهب مرجوح على ما تقدم بيانه في المقالة الأولى في الكلام على النحو والأحسن فيه النسبة إلى كل منهما على انفراده فيقال القضائي الأميري أو الأميري القضائي وعلى العمل به فاللائق بعلو الرتبة أن يقال القاضميري ليكون مركبا من القاضوي والأميري إذ كان القاضوي في المعنى أبلغ من القضائي لما في القاضوي من المبالغة على ما تقدم بيانه

القضائي من ألقاب أرباب الأقلام وهو نسبة إلى القضاء فلا مبالغة فيه
القطب من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو عندهم عبارة عن رأس الأولياء الذي عليه مدارهم كما تقدم في الغوث وقل أن يستعمله الكتاب ولم يستعملوه مضافا إلى ياء النسب فيما وقفت عليه أصلا والقطب في أصل اللغة كوكب بين الجدي والفرقدين يدور عليه الفلك فيما قاله الجوهري والتحقيق أنه نقطة متوهمة بالقرب من هذا الكوكب على ما هو مقرر في علم الهيئة ولذلك قيل لسيد القوم الذي عليه مدار أمرهم قطب بني فلان ومن هنا عبروا عن مدار الأولياء بالقطب وقل أن يستعمله الكتاب ولم يستعملوه مضافا إلى ياء النسب فيما وقفت عليه
القوامي بفتح القاف من ألقاب أرباب السيوف وهو نسبة إلى القوام وهو العدل ومنه قوله تعالى ( وكان بين ذلك قواما ) ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب

حرف الكاف
الكافل من الألقاب المختصة بنائب السلطنة بالحضرة يقال فيه النائب الكافل ونحو ذلك والكافل في اللغة الذي يكفل الإنسان ويعوله ومنه قوله تعالى ( وكفلها زكريا ) ولقب بذلك لأنه يكفل الرعية ويعولهم والكافلي نسبة إليه للمبالغة قال في عرف التعريف وهو مختص بنائب سلطان أو وزير كبير وذكر في دستور آخر أنه لا يكتب به لغيرهما
الكبير من الألقاب المشتركة بين أرباب السيوف والأقلام وهو في الأصل لخلاف الصغير والمراد هنا الرفيع الرتبة والكبيري نسبة إليه للمبالغة

الكريم من ألقاب المقر والجناب ويشترك فيه أرباب السيوف والأقلام والكريم خلاف اللئيم فيما يقتضيه كلام الجوهري حيث قال الكرم نقيض اللؤم وحينئذ فيكون المراد بالكريم الخالص من اللؤم ومن ثم جعل دون الشريف في الرتبة إذ في الشرف قدر زائد على ذلك وهو اعتبار ثبوت رفعة القدر بل اعتبار ذلك في آبائه أيضا كما قاله ابن السكيت على ما تقدم ذكره في الكلام على لقب الشريف ويوضح ذلك أن الفقهاء قالوا يستحب في الزوجة أن تكون نسيبة فحمله بعضهم على الصحيحة النسب احترازا بذلك عن بنت الزنا وحمله آخرون على العراقة في النسب والأول في معنى الكرم الذي لم يعتبر فيه سوى خلوصه من اللؤم والثاني بمعنى الشريف الذي اعتبر فيه قدر زائد ثم هو فعيل من كرم بضم الراء إذا صار الكرم له سجية كما تقدم في الفقيه
الكفيلي من ألقاب أكابر نواب السلطنة وهو أعلى من الكافل لأن صيغة فعيل أبلغ من صيغة فاعل على ما هو مقرر في علم النحو والتصريف

حرف اللام
اللبيب من ألقاب أرباب الأقلام وهو فعيل من اللب وهو العقل واللبيبي نسبة إليه للمبالغة
اللوذعي بالذال المعجمة من ألقاب أرباب الأقلام وهو الذكي القلب
حرف الميم
الماجد من ألقاب أرباب الأقلام غالبا وربما أطلق على غيرهم وهو مختص بذوي الأصالة فقد قال ابن السكيت إن المجد لا يكون إلا بالآباء والماجدي نسبة إليه للمبالغة
المالكي من الألقاب المختصة بأكابر أرباب السيوف والأقلام قال

في عرف التعريف ولا يكتب به عن السلطان لأحد وهو نسبة إلى المالك الذي هو خلاف المملوك للمبالغة ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب
المثاغر بالثاء المثلثة من ألقاب السلطان والمراد القائم بسد الثغور وهي البلاد التي في نحر العدو أخذا من الثغر وهو السن لأنه كالباب على الحلق الذي يمتنع الوصول إليه إلا منه والمثاغري نسبة إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم
المتصرفي من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والمراد من ينفذ تصرفه في الأمور ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب
المجاهد من الألقاب السلطانية والمراد المجاهد في سبيل الله تعالى وربما استعمل في ألقاب السامي من غير ياء فما دونه كما تقدم في الغازي والمجاهدي نسبة إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم
المجتهد من ألقاب العلماء والمراد به في الأصل من يستنبط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وقل أن يستعمله الكتاب والمجتهدي نسبة إليه للمبالغة وأكثر استعماله كذلك
المحترم من ألقاب العامة ممن يلقب بالصدر الأجل فيقال الصدر الأجل الكبير المحترم ونحو ذلك
المحقق من ألقاب العلماء وربما استعمل في ألقاب الصوفية والمراد أنه يأتي بالأشياء على حقائقها لحدة ذهنه وصحة حدسه والمحققي نسبة إليه للمبالغة
المختار من ألقاب أرباب السيوف غالبا ويختص بالسامي بغير ياء

فما دونه وهو اسم مفعول من الاختيار بمعنى أن الملوك وأرباب الأمور يختارونه على أن اسم الفاعل منه أيضا المختار كلفظ المفعول على السواء وإنما ترشد إليه القرائن
المخدوم من الألقاب المختصة بالمكاتبات والمراد من هو في رتبة أن يكون مخدوما لعلو رتبته وسمو محله والمخدومي نسبة إليه للمبالغة قال في عرف التعريف ولا يكتب به عن السلطان لأحد المدبري من ألقاب الوزراء ومن في معناهم ككتاب السر ونحوهم وهو نسبة إلى المدبر بكسر الباء الموحدة وهو الذي ينظر في الأمر وما تؤول إليه عاقبته ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب
المدقق من ألقاب العلماء وهو الذي ينعم النظر في المسائل ويدققه والمدققي نسبة إليه للمبالغة
المرابط من الألقاب السلطانية وهو مفاعل من الرباط وهو ملازمة ثغر العدو والمرابطي نسبة إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم
المربي من ألقاب الصوفية والمراد من يربي المريدين ويسلكهم ويعرفهم الطريق إلى الله تعالى
المرتضى من ألقاب أرباب السيوف والأقلام ويختص بالسامي بغير ياء فما دونه والمراد من يرضاه ولاة الأمور ويختارونه
المرشد من ألقاب ملوك المغرب وربما استعمل في ألقاب الصوفية والمراد من يرشد الناس إلى الحق ويهديهم السبيل والمرشدي نسبة إليه للمبالغة

المسددي من ألقاب أرباب السيوف وألقاب الوزراء ومن في معناهم وهو بفتح الدال المشددة نسبة إلى المسدد وهو اسم مفعول من السداد بالفتح وهو الصواب والقصد من القول والعمل ويجوز أن يكون بالكسر على أنه اسم فاعل منه بمعنى أنه يسدد غيره ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب
المسلك بتشديد اللام المكسورة من ألقاب الصوفية وهو اسم فاعل من تسليك الطريق وهو تعريفها والمراد تعريف المريدين الطريق إلى الله تعالى وأصل التسليك إدخال الشيء في الشيء ومنه قيل للخيط سلك لقب بذلك لإدخاله المريدين في الطريق والمسلكي نسبة إليه للمبالغة
المشيدي بتشديد الياء المكسورة من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم وهو نسبة إلى المشيد فاعل من التشييد وهو رفع البناء ومنه قوله تعالى ( وقصر مشيد ) أي مرتفع والمراد أنه يشيد قواعد المملكة ويرفعها ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب إذ لا يليق بالأدنين
المشيري من ألقاب الوزراء وأكابر الأمراء ومن ضاهاهم ممن يؤخذ رأيه في الأمور قال في عرف التعريف ولا يسمح به لأحد من أرباب السيوف ما لم يكن مقدم ألف وهو نسبة إلى المشير وهو الذي يؤخذ رأيه واختلف في أصله المأخوذ منه فقيل من شرت العسل إذا استخرجته من كوارة النحل لأن الرأي يستخرج من المشير وقيل من شرت الناقة إذا عرضتها على الحوض لأن المستشير يعرض ما عنده على المشير ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب لانحطاطه عن رتبة الأكابر
المظاهر من ألقاب ملوك المغرب ومعناه المعاون أخذا من المظاهرة وهي المعاونة

المظفر من الألقاب السلطانية أخذا من الظفر وهو النصر والمظفري نسبة إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف
المعرق بضم الميم وإسكان العين وكسر الراء من ألقاب ملوك المغرب والمراد به من أعرق في الكرم على أن المعرق قد يطلق في اللغة على المعرق في اللؤم أيضا فهو من الأضداد ومثل ذلك يجتنب في التلقيب
المعزز بزاءين معجمتين الأولى منهما مشددة مفتوحة من ألقاب ملوك المغرب وهو اسم مفعول من العز خلاف الذل ومنه قراءة من قرأ ( ويعززوه ويوقروه ) بزاءين معجمتين
المعظم بفتح الظاء المشددة من ألقاب ملوك المغرب أيضا وهو اسم مفعول من العظمة وهي الجلالة وربما استعمل في ألقاب بعض ملوك الكفر على ما سيأتي ذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى
المفخم بفتح الخاء المعجمة المشددة من ألقاب ملوك المغرب وهو مأخوذ من الفخامة وهي والضخامة
المفوه بفتح الواو المشددة من ألقاب البلغاء من الكتاب وغيرهم وهو البليغ اللسن والمفوهي نسبة إليه للمبالغة
المفيد من ألقاب العلماء وهو اسم فاعل من الإفادة وهي إنالة الشخص ما لم يكن حاصلا عنده والمفيدي نسبة إليه للمبالغة
المقدمي بفتح الدال المشددة من ألقاب أرباب السيوف ويختص بمقدمي الألوف من الأمراء والمراد أنه مقدم على مضاهيه من الأمراء والأجناد ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب

المقرب بفتح الراء المشددة من ألقاب الخدام والخواجكية والمراد أنه مقرب عند الملوك ومن في معناهم وهو من القرب خلاف البعد والمقربي نسبة إليه للمبالغة
المكرم بفتح الراء المشددة من ألقاب ملوك المغرب وهو مفعل من الكرامة
الملكي بفتح اللام من ألقاب الملك وألقاب أتباعه المنسوبين إليه من الأمراء والوزراء ومن في معناهم وهو نسبة إلى الملك بكسر اللام وإنما فتحت لامه في النسب جريا على قاعدة النسب في نمر فإنه ينسب إليه نمري بفتح الميم على ما هو مقرر في علم النحو على أن كثيرا من كتاب الزمان يغلطون فيه فيكسرون لامه في النسب أيضا وهو خطأ ثم النسبة إن كانت في حق الملك نفسه كقولهم في ألقاب الملك الملكي فالنسبة فيه للمبالغة وإن كانت في حق أحد من أتباعه كقولهم في حق بعض الأمراء ونحوهم الملكي الفلاني فالنسبة فيه على حقيقة النسب
الممجد بفتح الجيم المشددة من ألقاب ملوك المغرب وهو مفعل من المجد وهو الشرف وقد تقدم في الكلام على الماجد عن ابن السكيت أنه يكون المجد للرجل وإن لم يتقدمه شرف آباء
الممهدي بكسر الهاء المشددة من ألقاب أكابر أرباب السيوف نسبة إلى الممهد وهو الذي يمهد الممالك ويدوخها والنسبة فيه للمبالغة ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب
المنتخب من ألقاب التجار الخواجكية وهو المختار والمنتخبي نسبة

إليه للمبالغة
المنفذي بكسر الفاء المشددة وبالذال المعجمة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم نسبة إلى المنفذ وهو الذي له معرفة بتنفيذ الأمور ووضع الأشياء في مواضعها والنسبة فيه للمبالغة ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب
المنصفي من ألقاب الوزراء وولاة الأمور نسبة إلى المنصف وهو الذي ينصف المظلوم من الظالم والنسبة فيه للمبالغة ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب
المنصور من الألقاب السلطانية يقال منه المؤيد المنصور ونحو ذلك ومعناه ظاهر والمنصوري نسبة إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم
المؤتمن من ألقاب الخدام والتجار الخواجكية والمراد أن الخدام يؤتمنون على الحريم والمماليك في الحضر والتجار يؤتمنون على المماليك والجواري في السفر أو يؤتمنون على أخبار الممالك وأحوالها فلا يخبرون عن مملكة بمملكة أخرى إلا بما فيه السداد
المولى من ألقاب الكتاب وأكثر ما يجري ذلك في تعيين كاتب السر ونحوه فيقال المولى فلان الدين والمراد هنا السيد والمولوي نسبة إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف والأقلام قال في عرف التعريف ولا يكتب به عن السلطان لأحد على أن المولى لفظ مشترك يقع في اللغة على السيد كما تقدم ويعبر عنه بالمولى من أعلى ويقع على المملوك والعتيق ويعبر عنه بالمولى من أسفل ويقع على المنضم إلى القبيلة من غير أنفسها كما يقال في الإمام البخاري الجعفي مولاهم بمعنى أنه ليس

من صلب القبيلة ويطلق على غير ذلك أيضا وإذا كان مشتركا بين المولى من أعلى والمولى من أسفل فكان الأحسن الإضراب عنه
المؤيد بفتح الياء المشددة من الألقاب السلطانية وبالكسر من ألقاب السامي بالياء فما دونه والمراد أنه يؤيد الملك وينصره وكلاهما مأخوذ من الأيد وهو القوة والمراد أن الله تعالى يؤيده ويقويه ومنه قولهم في الدعاء أيده الله تعالى أي قواه والمؤيدي بالفتح من الألقاب الملوكية نسبة إلى المؤيد بالفتح للمبالغة وبالكسر من ألقاب أكابر أرباب السيوف نسبة إلى المؤيد بالكسر للمبالغة الملاذي بالذال المعجمة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم من ولاة الأمور وهو منسوب إلى الملاذ بمعنى الملجإ نسبة مبالغة ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب

حرف النون
الناسك من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح ومعناه العابد أخذا من النسك وهو العبادة والناسكي نسبة إليه للمبالغة وهو من ألقاب الصلحاء أيضا وربما كتب به لأرباب السيوف والأقلام إذا كان فيهم من ينسب إلى الصلاح
النبوي من ألقاب ديوان الخلافة وما في معناه من متعلقاتها يقال فيه الديوان العزيز النبوي ونحو ذلك ويقع أيضا في ألقاب ولاة العهد بالخلافة وربما وقع في ألقاب الأشراف وهو نسبة إلى النبوة لانتساب الخلافة العباسية إلى العباس عم النبي وانتساب الأشراف إلى ابنته فاطمة رضي الله عنها

النسيب من ألقاب الشرفاء أبناء فاطمة من علي بن أبي طالب رضي الله عنهما والمراد العريق في النسب لقبوا بذلك لأنهم أعرق الناس نسبا لانتسابهم إلى بنت رسول الله ومن خصائصه جواز نسبة أولاد بناته إليه بخلاف غيره على ما هو مقرر في كتب الفقه وقد أوضحت ذلك في كتابي المسمى بالغيوث الهوامع في شرح جامع المختصرات ومختصر الجوامع في أوائل النكاح والنسبي نسبة إليه للمبالغة
النصير من ألقاب أرباب السيوف للمجلس السامي بالياء فمن دونه وهو بمعنى الناصر إلا أنه أبلغ منه لأن صيغة فعيل أبلغ من صيغة فاعل على ما تقدم والنصيري نسبة إليه للمبالغة في نصره
النظامي من ألقاب الوزراء ومن في معناهم وهو نسبة إلى النظام وهو صورة الاجتماع والالتئام ومنه نظم اللؤلؤ وغيره والمراد أنه يكون به انتظام الأمور وآلتئامها وحينئذ فيكون النسب فيه على حقيقته لأنه نسبة إلى غير صاحب اللقب ويجوز أن تكون النسبة فيه للمبالغة على معنى أن صاحب اللقب قد جعل عن النظام تجوزا ولم يستعملوه مجردا عن ياء النسب
النوين بضم النون وفتح الواو وسكون الياء المثناة تحت ونون في الآخر من ألقاب كفال الممالك بالممالك القانية كنائب السلطنة وأمراء

الألوس والوزير ونحوهم فيما كان عليه مملكة إيران إلى آخر مملكة أبي سعيد والنويني نسبة إليه للمبالغة قال في التثقيف وهو بمثابة الكافلي في ألقاب النواب قال وهو نعت يستعمل دائما لأهل تلك البلاد ولا يستعملون الكافلي أصلا

حرف الهاء
الهمام من ألقاب أرباب السيوف والمراد الشجاع والهمامي نسبة إليه للمبالغة
حرف الواو
الوالدي من ألقاب المسنين من الأكابر وهو نسبة إلى الوالد وكأنه جعله والدا له فتكون النسبة إليه على حقيقة النسب لأن النسبة فيه ليست إلى صاحب اللقب نفسه وربما قصد بذلك الوالد حقيقة وأكثر ما يقع هذا اللقب في المكاتبات
الورع من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وربما لقب به أرباب السيوف والأقلام أيضا إذا اتصفوا بذلك والمراد من يتنزه عن الوقوع في الشبهات وهو في اللغة التقي يقال منه ورع يرع بكسر الراء فيهما ورعا فهو ورع والورعي نسبة إليه للمبالغة
الوزيري من الألقاب الخاصة بالوزراء من أرباب السيوف والأقلام

وهو نسبة إلى الوزير وقد تقدم معناه واشتقاقه في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف
الولدي من ألقاب الأحداث من الرؤساء وهو نسبة إلى الولد كأنه جعله ولدا له وربما وقع على الولد حقيقة وأكثر ما يقع في المكاتبات كما تقدم في الوالدي

حرف اللام ألف
الألمعي من ألقاب الأذكياء قال الجوهري ومعناه الذكي المتوقد
حرف الياء
اليميني من ألقاب الدوادار وكاتب السر والحاجب قال في عرف التعريف ولا يقال لغيرهم وهو نسبة إلى اليمين كأنه يمين السلطان الذي يتناول به الأشياء وإلا فمجلس كاتب السر بدار العدل عن يسار السلطان والدوادار والحاجب قائمان أمامه
الضرب الثاني المركبة المعبر عنها في اصطلاح الكتاب بالنعوت وهذه جملة
منها مرتبة على حروف المعجم أيضا
حرف الألف
أتابك العساكر من نعوت الأمير الأتابك ومن في معناه كالنائب الكافل ومن في رتبته وذكر في عرف التعريف أنه مما يختص بالنائب الكافل وقد تقدم ذكر معنى الأتابك في الكلام على الألقاب الأصول والعساكر جمع عسكر وهو الجيش

إسكندر الزمان من الألقاب السلطانية والمراد بالإسكندر هنا الإسكندر بن فيلبس اليوناني وهو الذي يؤرخ بظهوره على الفرس وغلبته إياهم عل ما سيأتي في الكلام على التاريخ في أواخر هذه المقالة
كان ملكا عظيما ملك الشأم وبيت المقدس والعراقين والسند والهند وبلاد الصين والتبت وخراسان وبلاد الترك وذلت له سائر الملوك وهاداه أهل الغرب والأندلس والسودان وهو الذي بنى مدينة الإسكندرية ويقال إنه ذو القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز قال المؤيد صاحب حماة في تاريخه والصحيح أن ذا القرنين ملك عظيم كان قبل الإسكندر بزمن طويل
أثير الإمام من ألقاب أرباب الأقلام غالبا وهو أثير بمعنى مأثور والمراد أن الإمام يؤثره على غيره فيقدمه عليه
إعتضاد صناديد الزمان من ألقاب أرباب السيوف وقد يكتب به لبعض الملوك والاعتضاد الاستعانة يقال اعتضدت بفلان إذا استعنت به والصناديد جمع صنديد وهو الشجاع
أكرم نجباء الأبناء في العالمين من ألقاب الرؤساء من أرباب الأقلام وأكرم أفعل التفضيل من الكرم خلاف اللؤم والنجباء جمع نجيب وهو الكريم
أجمل البلغاء في العالمين من ألقاب أرباب البلاغة من الكتاب وغيرهم ومعناه ظاهر
الذاب عن حوزة المؤمنين من ألقاب ملوك المغرب ويصلح لكل

ملك مسلم يقوم بفرض الجهاد والذاب الدافع والحوزة بفتح الحاء المهملة والزاي المعجمة الناحية
القائم في مصالح المسلمين من ألقاب ملوك المغرب ذكر في التعريف أنه يكتب به إلى صاحب تونس ويصلح لكل متصف بذلك من ملوك الإسلام ومعناه ظاهر
المجاهد عن الدين من ألقاب ملوك المغرب ومعناه ظاهر أيضا
المعفي ملوك آل ساسان وبقايا فراسياب وخاقان من ألقاب عظماء ملوك الأعاجم وقد ذكره في التعريف في ألقاب صاحب الهند والمعفي بتشديد الفاء المسكورة الماحي للأثر يقال عفت الريح كذا بالتشديد إذا درسته ومحت أثره وشدد للمبالغة
وآل ساسان ملوك الأكاسرة وهم الطبقة الرابعة من ملوك الفرس الساسانية إلى أن غلبهم الإسلام وانتزع الملك من أيديهم ينسبون إلى جدهم ساسان وهو ساسان بن أردشير يهن بن كيبستاسف من ملوك الطبقة الثانية فيهم على ما سيأتي بيانه في الكلام على مكاتبة ملوك إيران في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى
وفراسياب بفاء في أوله ثم سين مهملة بعدها ياء ثم ألف وباء موحدة ملك عظيم من ملوك الترك ويقال إن أصله من أبناء ملوك الفرس وهو فراسياب بن طوج بن أفريدون من الطبقة الأولى من ملوك الفرس وإن

ابن عمه منوشهر غلب عليه بعد أن قتل أباه طوجا ففر إلى بلاد الترك وتزوج منهم وانتهت به الحال إلى أن ملكهم وعظم ملكه فيهم
وخاقان بخاء معجمة وقاف ونون ملك من ملوك الترك أيضا كان في زمن كسرى أنوشروان فيما يقتضيه كلام أبي هلال العسكري في كتابه الأوائل حيث ذكر أنه كان بينه وبينه حرب
المواقف المقدسة من ألقاب الخلفاء في مخاطباتهم في المكاتبات ونحوها والمراد الأماكن التي يقف فيها الخليفة كني بها عن الخليفة تنويها عن التصريح بذكره والمقدسة المطهرة والمراد طهارتها عن الأدناس المعوية
إمام الأئمة من ألقاب العلماء وربما قيل إمام الأئمة في العالمين
إمام البلغاء من ألقاب أهل البلاغة من الكتاب ومن في معناهم
إمام المتكلمين من ألقاب العلماء وهو بأهل المعقول أليق لإطلاق علم الكلام على أصول الدين وإنما سمي بذلك لأنه لما وقع القول بخلق القرآن في صدر الإسلام ممن وقع كثر الكلام والخوض في ذلك فأطلق على أصول الدين علم الكلام وبقي علما عليه
أوحد الأشراف من ألقاب الشرفاء وربما قيل أوحد الأشراف في العالمين أو أوحد الأشراف الطاهرين أو أوحد الأشراف الماجدين ونحو ذلك

أوحد الأصحاب من ألقاب الوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم ككاتب السر ونحوه وإن كان الصاحب يختص بالوزير في عرف كتاب الديار المصرية على ما تقدم
أوحد الأكابر من ألقاب التجار الخواجكية وربما كتب به لغيرهم من الرؤساء وربما قيل أوحد الأكابر في العالمين
أوحد الأمة من ألقاب العلماء وربما أطلق على غيرهم
أوحد الأمناء في العالمين من ألقاب الكتاب والأمناء جمع أمين وهو خلاف الخائن
أوحد الأئمة العلماء في العالمين من ألقاب العلماء وربما اقتصر على أوحد العلماء
أوحد البلغاء من ألقاب أرباب الأقلام وربما قيل أوحد البلغاء في العالمين ونحو ذلك والبلغاء جمع بليغ وقد تقدم معناه
أوحد الرؤساء وربما قيل أوحد الرؤساء في العالمين أو أوحد الرؤساء في الأنام ونحو ذلك ومعناه ظاهر
أوحد الحفاظ من ألقاب المحدثين وربما قيل أوحد الحفاظ في العالمين ونحو ذلك
أوحد الخطباء في العالمين من ألقاب الخطباء
أوحد العلماء الأعلام من ألقاب العلماء وربما قيل أوحد العلماء في العالمين

أوحد الفضلاء من الألقاب العلماء وربما استعمل في غيرهم من أرباب الأقلام وربما قيل أوحد الفضلاء المفيدين أو أوحد الفضلاء العارفين ونحو ذلك
أوحد الكبراء من ألقاب التجار الخواجكية ويجوز أن يستعمل في غيرهم
أوحد الكتاب من ألقاب الكتاب سواء كتاب الإنشاء وغيرهم
أوحد المتصرفين من ألقاب الوزراء ومن في معناهم
أوحد المجاهدين من ألقاب أرباب السيوف
أوحد المحققين من ألقاب العلماء
أوحد المتكلمين من ألقاب العلماء وهو بعلماء المعقول أنسب
أوحد المفيدين من ألقاب العلماء
أوحد الملوك والسلاطين من ألقاب السلطانية
أوحد الوعاظ من ألقاب أهل التذكير والوعظ
أوحد الوقت من ألقاب أرباب الأقلام وربما قيل أوحد الوقت والأوان والوقت معروف والأوان الحين ويجمع على آونة مثل زمان وأزمنة

حرف الباء
بركة الأنام من ألقاب الصلحاء وقد تستعمل للعلماء أيضا
بركة الدولة من ألقاب الصلحاء أيضا وقد يقال بركة الدول عل الجمع وربما كتب به لأرباب الأقلام من العلماء وغيرهم والمراد بالدولة المملكة القائمة وأصلها من الدولة في الحرب وهي النصر والغلبة
بركة المسلمين من ألقاب الصلحاء وقد تستعمل لأهل العلم أيضا
بقية الأكابر من ألقاب بقايا البيوت الرئيسية من أهل الأقلام وغيرهم وربما قيل بقية الأكابر في العالمين

بقية البيت النبوي من ألقاب الأشراف وبه يكتب إلى إمام الزيدية باليمن
بقية السلف من ألقاب العلماء والصلحاء وربما قيل بقية السلف الصالح أو بقية السلف الكرام والمراد بالسلف الآباء المتقدمون أخذا من قولهم سلف إذا مضى وربما أطلق على من تقدم في صدر الإسلام من الصحابة والتابعين
بقية السلالة الطاهرة من ألقاب الأشراف وقد يقال فيه بقية السلالة الطاهرة الزكية وربما أطلق على غيرهم وبذلك يكتب لصاحب تونس لادعائه أنه من نسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه والسلالة في الأصل ما استل من الشيء والمراد هنا النطفة لأنها مستلة من الإنسان
بقية الملوك والسلاطين من ألقاب من له سلف من الملك كصاحب حصن كيفا من بقايا الملوك الأيوبية
بقية الأصحاب من ألقاب الوزراء أرباب الأقلام ومن في معناهم
بقية شجرة الفخار من ألقاب ذوي الأصالة العريقين في النسب وبه يكتب لابن الأحمر صاحب الأندلس
بهاء الأعيان من ألقاب أرباب الأقلام والبهاء الحسن والأعيان جمع

عبين تجمع على أعين وعيون وأعيان والمراد هنا الخيار إذ عين كل شيء خياره
بهاء الأنام من ألقاب أرباب السيوف غالبا وربما أطلق على غيرهم والأنام الخلق
بهاء العصابة العلوية من ألقاب الأشراف وبه يكتب لأميري مكة والمدينة المشرفتين والعصابة بالكسر الجماعة من الناس وتجمع على عصائب والعلوية نسبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

حرف التاء المثناة من فوق
تاج العلماء والحكام من ألقاب القضاة والتاج ما يوضع على الرأس وهو معروف
تاج الأمناء من ألقاب التجار الخواجكية ويصلح لكتاب الأموال أيضا
تاج المتصرفين من ألقاب الوزراء ومن في معناهم
تاج الفضلاء من ألقاب أرباب الأقلام ورأيت في بعض الدساتير الشامية تاج الفضلاء المنشئين وهو مناسب لمن هو في أول نشأته وابتداء رياسته وحداثة سنه
تاج الملة من الألقاب التي يشترك فيها أرباب السيوف والأقلام جميعا والملة في أصل اللغة الدين والشريعة والمراد هنا ملة الإسلام والألف واللام فيها للعهد الذهني
حرف الثاء المثلثة
ثقة الدول من ألقاب التجار الخواجكية وربما قبل ثقة الدولتين والثقة في اللغة الأمين وخص ذلك بالتجار لترددهم في الممالك ويحسن أن

يلقب به المترددون في الرسائل بين الملوك

حرف الجيم
جامع كلمة الإيمان من الألقاب السلطانية جاع طرق الواصفين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وربما قيل جامع الطرق ويصلح أن يكون من ألقاب العلماء أيضا
جمال الإسلام من ألقاب العلماء وربما قيل جمال الأكابر من ألقاب التجار الخواجكية وقد يستعمل لأرباب الأقلام والجمال في اللغة الحسن
جمال الذرية والمراد ذرية النبي لأن الذرية تشمل أولاد البنات وقد عد الله تعالى عيسى عليه السلام من ذرية إبراهيم عليه السلام وهو ابن بنته
جمال الصدور من ألقاب أرباب الأقلام والصدور جمع صدر والمراد صدور المجالس
جمال الأئمة من ألقاب العلماء وربما قيل جمال الأئمة العارفين
جمال البارعين من ألقاب أرباب الأقلام والبارعين جمع بارع وهو الناهض
جمال البلغاء من ألقاب كتاب الإنشاء ونحوهم
جمال الطائفة الهاشمية من ألقاب الشرفاء والطائفة في أصل اللغة

اسم للقطعة من الشيء قال ابن عباس وتطلق على الواحد فما فوقه والهاشمية نسبة إلى هاشم وهو هاشم بن عبد مناف جد النبي
جمال العترة الطاهرة من ألقاب الشرفاء أيضا وربما أقتصر على جمال العترة فقط وعترة الرجل نسله وأهله الأدنون والمراد عترة النبي
جمال العصبة الفاطمية من ألقاب الشرفاء أيضا والعصبة بفتح العين والصاد واحدة العصبات وهي في أصل اللغة البنون والقرابة للأب قال الجوهري سموا عصبة لأنهم عصبوا بالشخص بمعنى أنهم أحاطوا به فالأم طرف والأب طرف والعم جانب والأخ جانب والمراد هنا أبناء فاطمة رضي الله عنها وهم أحد أفراد العصبة ولا يجوز أن يقال العصبة بضم العين وإسكان الصاد لأن المراد بذلك الرجال ما بين العشرة والأربعين كما قاله الجوهري وبنو فاطمة رضي الله عنها قد أربوا عن العدد في الشرق والغرب
جمال العلماء من ألقاب أهل العلم
جمال الفضلاء من ألقاب أرباب الأقلام من العلماء والكتاب وربما قيل جمال الفضلاء المفيدين ونحو ذلك ويختص حينئذ بالعلماء
جمال الكتاب من ألقاب كتاب الإنشاء وغيرهم من الكتاب
جمال المملكة من ألقاب الكتاب
جمال الورعين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح
جمال أهل الإفتاء من ألقاب أكابر العلماء
جلال الإسلام من ألقاب أرباب الأقلام ويصلح أن يكون لقبا لبعض

الملوك به يكتب لإمام الزيدية باليمن وربما قيل جلال الإسلام والمسلمين
جلال الأصحاب من ألقاب الوزراء ومن في معناهم
جلال الأكابر من ألقاب أرباب الأقلام وبه يكتب لناظر الخاص
جلال الحكام من ألقاب أكابر القضاة والجلال في اللغة والعظمة
جلال العترة الطاهرة من ألقاب الشرفاء وبه يكتب لأميري مكة والمدينة المشرفتين
جلال العلماء في العالمين من ألقاب أهل العلم وربما قيل جلال العلماء العالمين ونحو ذلك
جلال الكبراء من ألقاب أكابر أرباب الأقلام
جلال الأسرة الزاهرة من ألقاب الأشراف والأسرة بضم الهمزة الرهط والمراد رهط بني هاشم والزاخرة المضيئة وبه سمي الكوكب المعروف بالزهرة
جهبذ الحذاق من ألقاب الكتاب وربما قيل جهبذ الحذاق المتصرفين والجهبذ بفتح الجيم وإسكان الهاء وفتح الموحدة النقاد للذهب والفضة ولذلك يقال للصيرفي جهبذ والمراد هنا أنه ينقد الأمور فيستخرج جيدها من رديئها كما يفعل الصيرفي

حرف الحاء المهملة
حاكم الحكام من ألقاب قضاة القضاة
حاكم أمور ولاة الزمان من ألقاب أرباب السيوف وربما كتب به لبعض الملوك
حافظ الأسرار من ألقاب كاتب السر
حجة الأمة من ألقاب قضاة القضاة وأكابر العلماء والحجة في اللغة البرهان ومنه قوله تعالى ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ) والأمة في أصل اللغة الجماعة والمراد هنا أمة النبي والمعنى أنه تقوم به الحجة لأهل الإسلام على غيرهم
حجة الأئمة من ألقاب أكابر العلماء والأئمة جمع إمام وقد تقدم أنه الذي يقتدى به
حجة البلغاء من ألقاب أرباب الأقلام وهو بالكتاب أمس
حجة العرب من ألقاب النحاة واللغويين ومن في معناهم كأنهم يحتجون به للغتهم
حجة المذاهب من ألقاب أكابر العلماء وربما قيل حجة المذهب إذا أريد مذهبه خاصة وهو دون الأول
حجة المفتين من ألقاب أكابر العلماء والمراد بالمفتين من هم أهل للفتوى في الأحكام الشرعية
حرز الإمام من ألقاب الوزراء ومن في معناهم من حفظة الأموال والحرز في اللغة الموضع الحصين والمراد بالإمام السلطان ومن في معناه
حسام أمير المؤمنين من ألقاب أرباب السيوف كنواب السلطنة

ونحوهم والحسام من أسماء السيف سمي بذلك أخذا من الحسم وهو القطع
حسنة الأيام من الألقاب أكابر أرباب الأقلام من الوزراء والقضاة ومن في معناهم والحسنة خلاف السيئة والمراد أن الأيام أحسنت بالامتنان به وقد ذكر القاضي شهاب الدين بن فضل الله في بعض دساتيره أنه يصلح لكل من له سلف في الكتابة وهو بعيد المأخذ
حكم الملوك والسلاطين من ألقاب قضاة القضاة والحكم بمعنى الحاكم

حرف الخاء المعجمة
خادم الحرمين الشريفين من ألقاب السلطانية والمراد حرم مكة المشرفة والمدينة النبوية الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام
خالصة الدولة من ألقاب الوزراء والخالصة في اللغة بمعنى الخاصة يقال هذا لي خالصة يعني خاصة ومنه قوله تعالى ( خالصة لك من دون المؤمنين ) وعليه حمل قوله تعالى ( وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي )
خالصة الملوك والسلاطين من ألقاب أرباب الأقلام قال في عرف

التعريف وهو في حق من لم يكن حاكما في مقام حكم الملوك والسلاطين لمن هو حاكم
خالصة أمير المؤمنين من ألقاب أرباب الأقلام
خالصة الإمام من ألقاب الصوفية وربما جعل من ألقاب العلماء أيضا والمراد بالإمام الخليفة أو السلطان
خالصة سلف الأنصار من الألقاب التي يكتب بها لابن الأحمر صاحب الأندلس لأنه يذكر أنه من ذرية سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه ويصلح لكل من وافقه في ذلك وكان الأحسن أن يقال خلاصة بدل خالصة لما تقدم من أن المراد بالخالصة الخاصة والمراد بالأنصار أنصار النبي وهم الأوس والخزرج الذين هاجر إليهم النبي بالمدينة
خطيب الخطباء من ألقاب أكابر الخطباء وربما كتب به لقضاة القضاة إذا أضيف له خطابة جليلة كخطابة جامع القلعة بالديار المصرية وخطابة الجامع الأموي بدمشق
خلف الأولياء من ألقاب أولاد الصالحين
خليفة الأئمة من ألقاب الشيعة والمراد من يعتقدونه من الأئمة المعصومين كالإمامية ونحوهم وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن
خليل أمير المؤمنين من ألقاب أولاد السلطان وربما كتب به لبعض الملوك والخليل بمعنى الصديق
خلاصة الخلافة المعظمة من ألقاب بعض الملوك والخلاصة الذي خلص من الثقل ونحوه ويقال فيه خلاص أيضا بغير هاء

خلاصة سلف القوم من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح والقوم يختص في اللغة بالرجال دون النساء قال تعالى ( لا يسخر قوم من قوم ) ثم قال ( ولا نساء من نساء )
خيرة الإسلام من ألقاب أهل الصلاح فيما ذكره في عرف التعريف ويصلح لأهل العلم أيضا والخيرة الاسم من قولك اختار فلان فلانا والمراد أن الإسلام اختاره

حرف الدال المهملة
دليل المريدين إلى أوضح الطرائق من ألقاب مشايخ الصوفية والمراد بالمريدين طلاب الطريق إلى الله تعالى
داعي الدعاة بالبراهين الظاهرة إلى استعلام الحقائق من ألقاب العلماء
حرف الذال المعجمة
ذخر الإسلام والمسلمين من ألقاب الملوك وبه يكتب لصاحب تونس وملك التكرور والذخر في اللغة مصدر ذخرت الشيء أذخره بفتح الخاء إذا جعلته وخيرة
ذخر الأمة من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم
ذخر الدولة من ألقاب أرباب السيوف وقد يقع في ألقاب الصلحاء والعلماء
ذخر الغزاة والمجاهدين من ألقاب أرباب السيوف أيضا

ذخر الطالبين من ألقاب الصلحاء والعلماء والمراد طالبو الوصول إلى الحق أو نحو ذلك ذخر المسلمين من ألقاب الملوك وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن فيما ذكره في التعريف
ذخر الملة من ألقاب أرباب السيوف وقد تقدم معنى الملة
ذخر الممالك من ألقاب بعض الملوك وربما قيل ذخر المملكة
ذخر الموحدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل ونحوه وجعله في عرف التعريف خاصا بالكافل دون غيره
ذخر أمير المؤمنين من ألقاب الملوك وهو دون خليل أمير المؤمنين

حرف الراء المهلمة
رأس البلغاء من ألقاب أكابر كتاب الإنشاء ككاتب السر ومن يجري مجراه
رأس الصدور من ألقاب أكابر أرباب الأقلام في الجملة من أهل العلم والكتاب ومن يجري مجراهم والمراد رأس صدور المجالس
رأس العلياء من ألقاب أكابر أرباب الأقلام من العلماء والوزراء ومن في معناهم ويصلح لكل علي القدر في الجملة وبه يكتب إلى إمام الزيدية باليمن
رحلة الحفاظ من ألقاب المحدثين وقد تقدم أن الرحلة بضم الراء ما يرحل إليه والحفاظ جمع حافظ والمراد حفظ الحديث
رحلة القاصدين من ألقاب كبار أرباب الأقلام وهو بأهل الكرم والجود أخص والمراد من يقصد بالترحال إليه
رحلة المحصلين من ألقاب العلماء والمراد من يرحل إليه لتحصيل

العلم بالأخذ عنه
رحلة الوقت من ألقاب العلماء والمراد من انفرد في الوقت بالرحيل إليه لأخذ العلم عنه
رضي الدولة من ألقاب الكتاب والمراد من يرضيه أعيان الدولة بالتقريب ثم الظاهر أنه بكسر الضاد بمعنى مرضي عند أعيان أهل الدولة ويجوز أن يكون بفتح الضاد على جعله هو نفس الرضا تجوزا
رضي أمير المؤمنين من ألقاب أرباب الأقلام والكلام فيه كالكلام في الذي قبله
ركن الإسلام والمسلمين من ألقاب أكابر أرباب السيوف وبه كان يكتب للنائب الكافل على ما هو مذكور في التعريف والركن واحد الأركان وهو معروف
ركن الأمة من ألقاب الملوك وبه يكتب لملك التكرور
ركن الملوك والسلاطين من الألقاب الملوكية وما في معنى ذلك من أرباب السيوف ونقل في التثقيف أنه كتب به لبعض مشايخ التصوف ثم أنكره وقال الأولى أن يكون بدله بركة الملوك والسلاطين وما ذكره واضح على أنه في عرف التعريف قد أورده في ألقاب الصلحاء وكأنهم راعوا في ذلك أنه ركن لهم من حيث البركة والدعاء إلا أن الأول أظهر
ركن الأولياء من ألقاب أهل الصلاح على أن المراد أولياء الله تعالى ويجوز أن يكون من ألقاب أرباب السيوف وأرباب الأقلام أيضا على معنى أن المراد أولياء الدولة

رئيس الكبراء من ألقاب الوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم وأهل الشأم يستعملونه في أرباب الأقلام من قضاة القضاة ونحوهم وقد تقدم المراد بالصاحب في الكلام على الألقاب المفردة

حرف الزاي المعجمة
زعيم الجنود من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل والزعيم الكفيل والمراد هنا التكفل بالجنود والقيام بأمرها ويجوز أن يكون بمعنى السيد يقال لسيد القوم زعيمهم والأول أليق بالمقام والجنود جمع جند وهم الأعوان على ما تقدم
زعيم الجيوش من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم والجيوش جمع جيش وهو العسكر
زعيم الموحدين من ألقاب صاحب تونس على تخصيص الموحدين والمراد بالموحدين فيه أتباع المهدي بن تومرت الذين من بقاياهم ملوك تونس كان المهدي المذكور قد سماهم الموحدين تعريضا بذم من كان قبله ببلاد المغرب ممن يدعي التجسيم على ما سيأتي ذكره في الكلام على مكاتبة صاحب تونس في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى ويجوز أن يراد بالموحدين هنا عامة أهل الإيمان ويكون المراد بالموحدين جميع المؤمنين ويصح وقوع هذا اللقب حينئذ على غير صاحب تونس من الملوك ونحوهم ولذلك يكتب به

لملك التكرور على ما ذكره في التعريف
زعيم المؤمنين من الألقاب التي يكتب بها لإمام الزيدية باليمن ويصح وقوعه على غيره من ملوك المسلمين أيضا كما في زعيم الموحدين إذا جعل عاما في حق كل موحد على ما تقدم بيانه
زعيم جيوش الموحدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنائب السلطنة بحلب وبه يكتب لصاحب حصن كيفا فيما ذكره في التعريف
زين الإسلام والمسلمين من ألقاب أرباب الأقلام والزين في اللغة نقيض الشين
زين الأعيان من ألقاب أرباب الأقلام والأعيان جمع عين وقد تقدم الكلام عليه
زين الأكابر من ألقاب التجار الخواجكية ومن في معناهم
زين الأنام من ألقاب صغار أرباب السيوف وربما كتب به لغيرهم
زين الأئمة من ألقاب العلماء وربما قيل زين الأئمة العلماء
زين البلغاء من ألقاب الكتاب ونحوهم
زين الحكام من ألقاب القضاة
زين الذوائب الهاشمية من ألقاب الشرفاء والذوائب بالذال المعجمة جمع ذؤابة بالهمز وهي ما يرخى من الشعر قال الجوهري وكان الأصل ذائب لأن الألف التي في ذؤابة كالألف التي في رسالة حقها أن تبدل

منها همزة في الجمع ولكنهم استثقلوا أن تقع ألف الجمع بين الهمزتين فأبدلوا من الأولى واوا وإنما اختص هذا اللقب بالشرفاء لأنهم من صميم عرب الحجاز وعادة عرب الحجاز إرخاء الرجال الذوائب
زين الزهاد من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح
زين العباد من ألقاب أهل الصلاح أيضا
زين العترة الطاهرة من ألقاب الشرفاء وبه يكتب لأميري مكة والمدينة وقد تقدم معنى العترة
زين الكتاب من ألقاب كتاب الإنشاء وغيره
زين المجاهدين من ألقاب أرباب السيوف وربما قيل زين الأمراء المجاهدين وربما كتب به لبعض صغار الملوك كصاحب ذنقلة ونحوه
زين المنشئين رأيته في بعض الدساتير الشامية في ألقاب الكتاب ونحوهم وهو صالح لكل حدث مترق في العلو

حرف السين المهملة
سداد الثغور من ألقاب الوزراء وهو بكسر السين وتخفيف الدال بعدها بمعنى أنه الذي تسد به الثغور أخذا من سداد القارورة وهو ما يسد به فمها ومنه قول الشاعر - وافر -
( أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر )

ويحكى أن المأمون نطق بمثل ذلك بفتح السين بحضرة النضر بن شميل فرده عليه فأمر له بثمانين ألف درهم فكان النضر يفتخر بذلك ويقول أخذت بإفادة حرف واحد ثمانين ألف درهم
سفير الأمة من ألقاب الدوادار وكاتب السر وقد تقدم معنى السفير
سفير الدولة من ألقاب المذكورين
سفير الممالك من ألقاب من تقدم وربما قيل سفير المملكة
سفير الملوك والسلاطين كذلك
سلطان الإسلام والمسلمين من الألقاب السلطانية
سلطان الأوان من الألقاب السلطانية الجليلة
سلطان البسيطة من الألقاب السلطانية والبسيطة الأرض أخذا من البسطة وهي السعة ومنه قيل تبسط فلان في البلاد إذا سار فيها طولا وعرضا
سلطان العرب والعجم والترك من الألقاب السلطانية أيضا وهو غير محرر الوضع لأن العجم في اللغة يقع على من عدا العرب في الجملة ولا يختص بالفرس على ما هو المعروف بين العامة وهو مقصودهم هنا فالترك من جملة العجم فكان يكفي أن يقال سلطان العرب والعجم وإنما حملهم على ذلك زيادة الإطراء والمدح
سليل الأطهار من ألقاب الشرفاء والسليل الولد والمراد بالأطهار المبرؤون عن الأءناس

سليل الأكابر من ألقاب أولاد الأكابر والرؤساء
سليل الطيبين من ألقاب أرباب الأقلام من ذوي الأصالة
سليل الملوك والسلاطين من ألقاب أولاد الملوك ومن مضى له سلف في الملك
سيد الأمراء المقدمين من ألقاب الأمراء مقدمي الألوف في الرتبة المتوسطة
سيد الأمراء في العالمين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم وربما كتب به لبعض الملوك عن الأبواب السلطانية
سيد الرؤساء في العالمين من ألقاب أكابر أصحاب الأقلام ككاتب السر ونحوه
سيد العلماء والحكام في العالمين من ألقاب القضاة
سيد الكبراء في العالمين من ألقاب أكابر أرباب الأقلام كناظر الخاص ونحوه
سيد الوزراء في العالمين من الألقاب الخاصة بالوزراء
سيد أمراء العالمين من ألقاب النواب المتوسطين
سيف الإسلام والمسلمين من ألقاب أرباب السيوف وربما كتب به لبعض الملوك
سيف الحق من ألقاب العلماء وأهل النظر
سيف الخلافة من الألقاب الملوكية وبه يكتب لملك التكرور
سيف المناظرين من ألقاب العلماء والمراد بالمناظرين أهل البحث والجدل أخذا من النظر وهو الفكر المؤدي إلى الدليل
سيف النظر بمعناه أيضا
سيف أمير المؤمنين من ألقاب أرباب السيوف كنواب السلطنة وهو في الرتبة المتوسطة

سيف جماعة الشاكرين من الألقاب الخاصة بصاحب تونس وهذا اللقب رأيته واردا في التثقيف ولم أعرف له معنى وسألت قاضي القضاة ولي الدين بن خلدون هل يعرف لذلك معنى فقال لا

حرف الشين المعجمة
شرف الأصفياء المقربين من ألقاب كبار التجار الخواجكية
شرف الدول من ألقاب بعض الملوك ويصلح لغير الملوك أيضا
شرف الأمراء في العالمين من ألقاب أرباب السيوف وربما قيل شرف الأمراء الأشراف في العالمين إذا كان شريفا أو شرف الأمراء العربان في العالمين إذا كان غير أمير عرب وربما قيل شرف الأمراء المقدمين إذا كان مقدم ألف وقد يقتصر على شرف الأمراء فقط
شرف الرؤساء في العالمين من ألقاب أكابر أرباب الأقلام كوزير الشأم ونحوه وربما اقتصر على شرف الرؤساء ويكون من ألقاب التجار الخواجكية ونحوهم
شرف الصلحاء في العالمين من ألقاب أهل الصلاح
شرف العلماء العاملين من ألقاب أكابر العلماء كقضاة القضاة ونحوهم وربما قيل شرف العلماء في العالمين
شرف الكتاب في العالمين من الألقاب الكتابية
شرف الملوك والسلاطين من الألقاب الملوكية
شمس الأفق من ألقاب أكابر أرباب الأقلام وهو بالعلماء أليق لأن بهم يحصل النور كما يحصل بالشمس وهو ما يتخيل انطباق السماء على الأرض بالنظر في كل ناحية فيه وأصل الأفق الناحية ومنه قيل للنواحي آفاق وإنما

خص الشمس هنا بالإضافة للأفق لأنها عند مطلعها تكون في النظر أعظم صورة
شمس الشريعة من ألقاب أكابر العلماء والمراد بالشريعة هنا شريعة الإسلام استعيرت الشمس لها لمشابهتها لها في النور
شمس العصر من ألقاب العلماء والصلحاء ونحوهم
شمس المذاهب من ألقاب العلماء الأكابر والمذاهب جمع مذهب وهو ما يذهب إليه المجتهد وأصله في اللغة لموضع الذهاب
شيخ المشايخ من ألقاب العلماء وأهل الصلاح وربما قيل شيخ شيوخ الإسلام
شيخ الملوك والسلاطين من ألقاب المسنين من الملوك وهذا اللقب رأيته في كتاب وقف عن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب بعث به نجم الدين أيوب والد السلطان صلاح الدين يوسف
شيخ شيوخ العارفين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح ومرادهم بالعارفين العارفون بالله تعالى

حرف الصاد المهملة
صالح الأولياء من ألقاب إمام الزيدية باليمن ويصلح لأهل الصلاح أيضا
صدر المدرسين من ألقاب العلماء
صدر مصر والشام من ألقاب أكابر العلماء كقضاة القضاة ونحوهم وإنما خص هذان القطران بالذكر لكثرة علمائهما وربما قيل صدر مصر والعراق والشام وربما اقتصر على صدر الشام فقط إذا كان برسم وظيفة في الشأم ونحو ذلك

صفوة الدولة من ألقاب من في معنى الوزراء كناظر الخاص ونحوه
صفوة الصلحاء من ألقاب أهل الصلاح
صفوة الأتقياء من ألقاب الصلحاء أيضا
صفوة الملوك والسلاطين من ألقاب أرباب الأقلام كناظر الشام ونحوه وربما كتب به للتجار والخواجكية
صلاح الإسلام من ألقاب الصوفية والعلماء
صلاح الإسلام والمسلمين من ألقاب أكابر أرباب الأقلام كالوزراء ومن في معناهم
صلاح الدول من ألقاب بعض الملوك وبه يكتب لصاحب تونس ويصلح أيضا لأكابر أرباب الأقلام من الوزراء وغيرهم
صلاح الملة من ألقاب العلماء والصلحاء

حرف الضاد المعجمة
ضياء الإسلام من ألقاب العلماء والصلحاء وربما قيل ضياء الإسلام والمسلمين والضياء خلاف الظلام وهو مخصوص بما كان مضيئا لذاته بخلاف النور فإنه يقع على ما هو مكتسب النور ولذلك قال تعالى ( جعل الشمس ضياء والقمر نورا ) فخص الضياء بالشمس لأن نورها لذاتها والنور بالقمر لأن نوره مكتسب من الشمس على ما هو مقرر في علم الهيئة
ضياء الأنام من ألقاب من تقدم ذكره

حرف الطاء المهملة
طراز العصابة العلوية من ألقاب الأشراف كأميري مكة والمدينة المشرفتين والطراز في أصل اللغة علم الثوب قال الجوهري وهو فارسي معرب كأن صاحب اللقب جعل علما لتلك الطائفة كما جعل الطراز علما للثوب
حرف الظاء المعجمة
ظل الله في أرضه من الألقاب السلطانية والظل ما يحصل عن الشاخص في ضوء الشمس والمراد أن الخلق يستظلون بالسلطان من حر الجور كما يستظل المستظل بظل الشجرة ونحوها من حر الشمس وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب أصل الظل الستر ومنه قولهم أنا في ظلك أي في سترك ثم اسم الظل مخصوص بما قبل الزوال أما بعد الزوال فإنه يسمى فيئا لأنه يرجع من جهة الغرب إلى جهة الشرق أخذا من قولهم فاء إذا رجع
ظهر الملوك والسلاطين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة
ظهير أمير المؤمنين من ألقاب أرباب السيوف أيضا وربما كتب به لبعض الملوك كصاحب الأندلس ونحوه
ظهير الإمامة من ألقاب بعض الملوك وبه يكتب إلى صاحب التكرور

حرف العين المهملة
عاقد البنود من ألقاب النائب الكافل ونحوه والعاقد فاعل من العقد نقيض الحل والبنود جمع بند بفتح الباء وإسكان النون وهو العلم الكبير قال الجوهري وهو فارسي معرب
عز الإسلام من ألقاب بعض الملوك وبه يكتب إلى ملك التكرور
عز الإسلام والمسلمين من ألقاب الرتبة الوسطى من نواب السلطنة ومن في معناهم وربما كتب به لبعض الملوك
عدة الدنيا والدين من ألقاب الملوك وبه يكتب لصاحب تونس والعدة بالضم في اللغة ما أعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح ونحو ذلك وهو المراد هنا وربما أطلق على نفس الاستعداد
عدة الملوك والسلاطين من ألقاب أصاغر أرباب السيوف
عضد الملوك والسلاطين من ألقاب متوسطي أرباب السيوف وقد تقدم أن أصل العضد لما بين الساعد والكتف
عضد أمير المؤمنين من ألقاب أكابر أرباب السيوف من نواب السلطنة وغيرهم وربما كتب به إلى بعض الملوك كملك التكرور
علم الدولة من ألقاب الأمراء والوزراء ومن في معناهم وقد تقدم معنى العلم ومعنى الدولة
علم الزهاد من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وقد تقدم أن المراد بالعلم الراية وبالزهد الإقلاع عن الدنيا
علم العلماء الأعلام من ألقاب أكابر أهل العلم وربما قيل علم

المفسرين أو علم النحاة ونحو ذلك
علم الهداة من ألقاب إمام الزيدية باليمن ويصلح لأكابر العلماء والصلحاء والهداة جمع هاد وهو المرشد
علم الأعلام من ألقاب العلماء والصلحاء ويصلح لأرباب السيوف أيضا
عماد الحكام من ألقاب أكابر القضاة وربما قيل عماد الحكام البارعين أو عماد الحكام في العالمين ونحو ذلك وأصل العماد في اللغة الأبنية الرفيعة واحدها عمادة ومنه قيل فلان طويل العماد كأن بناءه بالارتفاع صار علما لزائريه
عماد العرب من ألقاب أكابر أمراء العربان كأمير آل فضل ونحوه
عماد الدولة من ألقاب الأمراء وأكابر الوزراء ونحوهم
عماد الملة كذلك
عماد المملكة نحوه وهو دونه في الرتبة
عماد المحدثين من ألقاب علماء الحديث النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام وبه يكتب لقضاة القضاة ومن في معناهم
عمدة الملوك والسلاطين من ألقاب صغار أرباب السيوف وهو دون عدة الملوك والسلاطين والعمدة في اللغة ما يعتمد عليه
عون العساكر من ألقاب ناظر الجيش ونحوه والعون في اللغة الظهير والمعاون
عون جيوش الموحدين من ألقاب بعض الملوك وبه يكتب لملك

التكرور ويصلح لكبار أرباب السيوف من أهل المملكة أيضا
علاء الإسلام والمسلمين من ألقاب العلماء والصلحاء ويصلح لأرباب السيوف أيضا
والعلاء بالفتح والمد مصدر علا في الشرف ونحوه يعلى بفتح اللام
عين المملكة من ألقاب أرباب الأقلام ونحوهم
عين الأعيان نحوه

حرف الغين المعجمة
غرة الزمان من ألقاب أرباب الأقلام والغرة في أصل اللغة بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم شبه بالغرة في وجه الفرس لظهورها وتحسين الفرس بها
غوث الأنام من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل ونحوه وقد تقدم معنى الغوث
غياث الأنام من ألقاب أكابر الملوك كصاحب الهند ونحوه وقد تقدم معنى الغياث
غياث الأمة نحوه
حرف الفاء
فاتح الأقطار من الألقاب السلطانية والفاتح فاعل من الفتح وهو معروف والأقطار جمع قطر وهو الناحية والجانب والمراد نواحي الممالك
فارس المسلمين من ألقاب أكابر أرباب السيوف ذكره ابن شيث من كتاب الدولة الأيوبية في معالم الكتابة

فخر الأنام من ألقاب أرباب الأقلام ويجوز أن يكون من ألقاب أرباب السيوف أيضا
فخر الأسرة الزاهرة من ألقاب الشرفاء كأميري مكة والمدينة المشرفتين وأسرة الرجل بضم الهمزة رهطه
فخر الأعيان من ألقاب التجار الخواجكية ويصلح لغيرهم من الرؤساء أيضا
فخر الرؤساء من ألقاب التجار الخواجكية
فخر السلالة الزاهرة من ألقاب الأشراف كأميري مكة والمدينة المشرفتين والسلالة الزاهرة تقدم الكلام على معناها
فخر الصدور من ألقاب أرباب الأقلام وربما كتب به للتجار الخواجكية
فخر الصلحاء من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح
فخر العباد من ألقاب أهل الصلاح أيضا
فخر المجاهدين من ألقاب أرباب السيوف
فخر المحدثين من ألقاب أصحاب الحديث
فخر المدرسين من ألقاب العلماء وبه يكتب لقضاة القضاة ونحوهم
فخر المفيدين من ألقاب العلماء أيضا
فخر الملوك والسلاطين من ألقاب بعض الملوك
فخر الشجرة الزكية من ألقاب الشرفاء والمراد شجرة نسبهم الشريف
فخر النسب العلوي من ألقاب الشرفاء أيضا وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن

فرد السالكين من ألقاب أهل الصلاح
فرد الزمان من ألقاب العلماء والصلحاء
فرد الوجود من ألقاب العلماء وأهل الصلاح
فرع الشجرة الزكية من ألقاب الشرفاء

حرف القاف
قامع البدعة من ألقاب أكابر العلماء وربما قيل قامع البدع وقد يقال قامع البدع ومخفي أهلها والقامع فاعل من قمعه إذا ضربه بالمقمعة وهي محجن من حديد يضرب به على رأس الفيل والبدعة واحدة البدع وهي خلاف السنة النبوية وما عليه الجماعة
قدوة الأولياء من ألقاب أهل الصلاح
قدوة البارعين من ألقاب أرباب الأقلام وهو بالكتاب أليق والبارع الماهر
قدوة البلغاء من ألقاب أرباب الأقلام وهو بكتاب الإنشاء ومن في معناهم أخص
قدوة الخلف من ألقاب العلماء وأهل الصلاح والخلف في اللغة الذي يجيء بعد غيره ويقوم مقامه والمراد خلف من سلف من علماء الأمة أو صالحيها
قدوة العباد من ألقاب أهل الصلاح وربما قيل قدوة العباد والزهاد أو نحو ذلك قدوة العلماء من ألقاب أكابر أهل العلم وربما قيل قدوة العلماء العالمين ونحو ذلك
قدوة الفرق من ألقاب العلماء والمراد فرق أهل الحق من أرباب المذاهب والعقائد الصحيحة والفرق جمع فرقة

قدوة الفضلاء من ألقاب أكابر العلماء والفضلاء جمع فاضل وهو خلاف الناقص
قدوة الكتاب من ألقاب أكابر الكتاب كالوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم من كاتب السر ونحوه
قدوة المجتهدين من ألقاب كبار العلماء وقد تقدم في الألقاب أن الاجتهاد عبارة عن استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس
قدوة المحققين من ألقاب أكابر العلماء وقد تقدم معنى التحقيق
قدوة المسلكين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح والمراد بالمسكلين المعرفون الطريق إلى الله تعالى كما تقدم بيانه
قدوة المشتغلين من ألقاب أهل العلم والمراد الاشتغال بالعلم
قدوة الموحدين من الألقاب الخاصة بصاحب تونس لوقوع الموحدين في اصطلاهم على أتباع المهدي بن تومرت وصاحب تونس الآن من بقاياهم كما تقدم
قسيم أمير المؤمنين من الألقاب السلطانية وهو فعيل بمعنى فاعل فيكون معناه يقاسم أمير المؤمنين والمراد مقاسمته الأمر
قطب الزهاد من ألقاب أهل الصلاح والقطب تقدم معناه
قطب الأولياء من ألقابهم أيضا والأولياء جمع ولي وهو خلاف العدو والمراد أولياء الله تعالى
قوام الأمة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والقوام بالكسر نظام

الشيء وعماده وملاكه يقال فلان قوام أهل بيته ومنه قوام الأمر بمعنى نظامه
قوام الجمهور قال في عرف التعريف هو من ألقاب الوزراء والجمهور من الناس جلهم أخذ من الجمهور وهي الرملة المجتمعة المشرفة على ما حولها
قوام الدولة من ألقاب الكتاب وهو بالكسر أيضا
قوام المصالح من ألقاب أكابر الكتاب من الوزراء ومن في معناهم وهو بالكسر أيضا والمصالح جمع مصلحة وهي خلاف المفسدة
قوام الإسلام من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو بالكسر كالذي قبله

حرف الكاف
كافل السلطنة من ألقاب كبار النواب كنائب دمشق وقد تقدم معنى الكافل في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف
كاف الممالك الإسلامية من ألقاب النائب الكافل وهو النائب بحضرة السلطان
كافي الدولة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والكافي اسم فاعل من الكفاية
كنز التقى من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح والكنز في أصل اللغة المال المدفون استعير لصاحب اللقب لأنه كالشيء المكنوز لذلك الباب
كنز الطالبين من ألقاب العلماء
كنز العلماء من ألقاب أهل العلم وربما قيل كنز المفسرين أو كنز المتفقهين ونحو ذلك
كنز المسلكين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح

كهف الأسرة الزاهرة من ألقاب الشرفاء والكهف الملجأ ومنه قولهم فلان كهف والأصل في الكهف البيت المنقور في الجبل ويجمع على كهوف وقد تقدم الكلام على الأسرة والزاهرة
كهف الكتاب من ألقاب أكابر الكتاب كالوزير من أرباب الأقلام وكاتب السر ومن في معناهم
كهف الملة من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم
كوكب الأسرة الزاهرة من ألقاب الأشراف كأميري مكة والمدينة المشرفتين والكوكب واحد الكواكب وهو يقع على النجوم والشمس والقمر
كوكب الذرية من ألقاب الشرفاء أيضا والمراد الذرية العلوية

حرف اللام
لسان الحقيقة من ألقاب الصوفية واللسان هنا جارحة الكلام والحقيقة خلاف المجاز وهي في الأصل عين الحق والمراد هنا معرفة الأمر على ما هو عليه
لسان الحفاظ من ألقاب المحدثين والوعاظ والمراد المتكلم عنهم يقال فلان لسان القوم إذا كان متكلما عنهم ويجوز أن يكون المراد اللسان الذي هو جارحة الكلام ويكون المعنى آلتهم للكلام كما أن اللسان آلة الكلام للمتكلم ويجوز أن يكون من اللسان بمعنى اللغة كما في قوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ويكون المعنى أنه المترجم عنهم والمتكلم بلغاتهم المختلفة
لسان الدولة من ألقاب كاتب السر ومن في معناه واللسان فيه يحتمل المعنيين

لسان السلطنة من ألقاب كاتب السر
لسان المتكلمين من ألقاب العلماء والمتكلمون يجوز أن يراد بهم كل متكلم في الجملة تعميما للمدح ويجوز أن يراد العلماء بعلم الكلام وهو أصول الدين لأن أصحابه هم أرباب النظر الدقيق والبحث لدقة متعلقه وهو الظاهر
لسان الممالك من ألقاب كتاب السر والممالك جمع مملكة وهي موضع الملك والمعنى أنه يتكلم بلسان ملوك الممالك
لسان ملوك الأمصار من ألقاب كاتب السر

حرف الميم
مالك زمام الأدب من ألقاب البلغاء من الكتاب ونحوهم ويصلح لكاتب السر ومن في معناه
مانح الممالك والأقاليم والأمصار من الألقاب السلطانية والمانح المعطي والممالك تقدم بيانها والأقاليم جمع إقليم وله معنيان أحدهما واحد الأقاليم السبعة التي تسميها الحكماء ممتدة في طول الأرض ما بين المغرب والمشرق والثاني الواحد من الأقاليم العرفية كمصر والشام والعراق وما أشبه ذلك وقد مر القول فيهما
متعمد المصالح من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والمراد بالمتعمد المتقصد
مجد الإسلام من ألقاب صغار أرباب السيوف
مجد الإسلام والمسلمين من ألقاب متوسطيهم
مجد الأمراء من ألقاب أصاغر أرباب السيوف كأمراء العشرين ونحوهم

مجد الرؤساء من ألقاب التجار الخواجكية
مجلي الغياهب من ألقاب أكابر العلماء والمجلي بالتشديد الكاشف يقال جلا الأمر إذا أوضحه وكشفة ومنه جلوت السيف ونحوه إذا كشفته من الصدإ والغياهب جمع غيهب وهو الظلمة الشديدة يقال فرس أدهم غيهب إذا اشتد سواده مجد الصدور من ألقاب التجار الخواجكية
مجمل الأمصار من ألقاب أكابر أرباب الأقلام والمجمل فاعل الجمال والأمصار جمع مصر وهو الإقليم
مجهد نفسه في رضا مولاه من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح والمراد به المعمل نفسه للغاية يقال اجهد جهدك في هذا الأمر أي أبلغ غايتك والمراد بالمولى هنا الخالق سبحانه وتعالى
محيي السنة من ألقاب العلماء والصلحاء
محيي العدل في العالمين من الألقاب السلطانية
مدبر الجيوش من ألقاب ناظر الجيش
مدبر الممالك من ألقاب الوزراء وربما قيل مدبر الدولة والمدبر فاعل التدبير وقد تقدم معناه في الكلام على المدبري في جملة الألقاب المفردة
مدبر أمور السلطنة من ألقاب الوزراء وكتاب السر وغيرهم
مذكر القلوب من ألقاب الخطباء والوعاظ والمذكر فاعل التذكير وهو الأخذ بالذكرى ومنه قوله تعالى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
مذل البدعة من ألقاب علماء السنة والمذل نقيض المعز
مذل حزب الشيطان من ألقاب العلماء والصلحاء والحزب الطائفة

وحزب الرجل أصحابه
مربي المريدين من ألقاب الصلحاء
مرتب الجيوش من ألقاب ناظر الجيش
مرتضى الدولة من ألقاب الكتاب والمرتضى بمعنى المرضي المقبول
مرتضى الملوك والسلاطين من ألقاب أرباب السيوف والأقلام جميعا
مستخدم أرباب الطبل والعلم من ألقاب النائب الكافل ونحوه
مشيد الممالك من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والمشيد فاعل التشييد وهو رفع البناء
مشير الدولة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والمشير الذي يشير على غيره بالرأي
مشير السلطنة مثله
مشير الملوك والسلاطين مثله
مظهر أنباء الشريعة من ألقاب العلماء وهو بضم الميم وإسكان الظاء على أنه فاعل من الظهور والأنباء جمع نبأ وهو الخبر والمراد أنه يظهر أخبار الشريعة ويذيعها ويجوز أن يكون بفتح الميم على أنه هو نفس المظهر وهو أبلغ
معز الإسلام والمسلمين من ألقاب النائب الكافل ومن في معناه
معز السنة من ألقاب العلماء والسنة خلاف البدعة
معين الحق وناصره من ألقاب الحكام من أرباب السيوف وغيرهم
مفتي المسلمين من ألقاب العلماء
مفيد البلغاء من ألقاب أهل البلاغة من الكتاب وغيرهم

مفيد الطالبين من ألقاب العلماء
مفيد المناحج من ألقاب الوزراء والمناحج جمع منجح أخذا من لنجاح وهو الظفر بالحوائج
مفيد أهل مصر والعراق يوالشام من ألقاب العلماء
مفيد كل غاد ورائح من ألقابهم أيضا
مقرب الحضرتين من ألقاب التجار الخواجكية إذا كان مترددا بين مملكتين
مقرب الدول من ألقاب التجار الخواجكية وهو أعم من الأول
ملجأ الفقراء والمساكين من ألقاب النائب الكافل ونائب الشأم على ما استقر عليه الحال آخرا
ملجأ المريدين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح
ملك البحرين من الألقاب السلطانية والمراد بحر الروم وبحر القلزم لأنهما يتقاربان بين مصر والشام على القرب من العريش
ملك البلغاء من ألقاب أهل البلاغة من الكتاب وغيرهم
مملك الممالك والتخوت والتيجان من الألقاب السلطانية أيضا والمراد بالتخوت هنا تخوت الملك يريد أنه مملك الملوك من تحت يده
ممهد الدول من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم وربما كتب به لبعض الملوك أيضا وقد تقدم الكلام على التمهيد عند الكلام على الممهدي في جملة الألقاب المفردة
منبه الخواطر من ألقاب الخطباء والوعاظ والمنبه الموقظ والخواطر جمع خاطر
منجد الملوك والسلاطين من ألقاب النائب الكافل وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن والمنجد المعين أخذا من قولهم استنجدني فلان فأنجدته أي استعان بي فأعنته

منشي العلماء والمفتين من ألقاب أكابر العلماء
منصف المظلومين من الظالمين من الألقاب السلطانية
مورد الجود من ألقاب الكرماء
موصل السالكين من ألقاب الصوفية والصلحاء موضح الطريقة من ألقاب الصوفية والصلحاء أيضا وربما قيل موضح الطرائق وقد تقدم أن المراد الطريق إلى الله تعالى
مولى الإحسان من الألقاب السلطانية والمراد بالمولي المنيل مؤمن الأرض المحيطة من الألقاب السلطانية أيضا وكأنهم يريدون الأرض المحيطة لاتساعها ويكون المراد أرض المملكة وإلا فالأرض محوطة من حيث استدارة الماء عليها لا محيطة بغيرها
ملاذ الطالبين من ألقاب العلماء والصلحاء والمراد الملجأ
ملاذ العباد من ألقاب الصلحاء وفيه نظر لأن العباد لا يلوذون إلا بالله تعالى ولا يلجأون إلا إليه
ملاذ الكتاب من ألقاب أكابر الكتاب ككاتب السر ونحوه
مؤيد الحق من ألقاب أرباب السيوف وغيرهم والمؤيد المقوي أخذا من الأيد وهو القوة
مؤيد الملة من ألقاب العلماء
مؤيد أمور الدين كذلك وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن

حرف النون
ناصح الملوك والسلاطين من ألقاب التجار الخواجكية
ناصر السنة من ألقاب العلماء
ناصر الغزاة والمجاهدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل ونحوه وربما كتب به لبعض الملوك كملك التكرور ونحوه

ناصر الشريعة من ألقاب العلماء والشريعة ما شرعه الله تعالى من الدين يقال شرع لهم شرعا وأصله من الشريعة التي هي مورد الماء
ناشر لواء العدل والإحسان من الألقاب السلطانية
نجل السلطنة من ألقاب أولاد الملوك والمراد أنه ولد في السلطنة
نجل الأكابر من ألقاب ذوي الأصالة والنجل النسل يقال نجله أبوه إذا ولده
نسيب الإمام من ألقاب الشرفاء كأميري مكة والمدينة المشرفتين والنسيب القريب يقال فلان نسيب فلان أي قريبه وذلك أن مرجع بني العباس والعلويين إلى بني هاشم
نسيب أمير المؤمنين مثله
نصر الغزاة والمجاهدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم وهو عندهم فوق ناصر الغزاة
نصير الغزاة والمجاهدين كذلك وهو عندهم دون الأول وفوق الثاني وفيه كلام يأتي ذكره
نظام الدولة من ألقاب أكابر أرباب السيوف والكتاب وقد تقدم الكلام على النظام في الألقاب المفردة
نظام الممالك من ألقاب الوزراء وكتاب السر ونحوهم
نظام المناجح من ألقابهم أيضا
نور الزهاد من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح

حرف الهاء
همام الدولة من ألقاب أرباب السيوف وقد تقدم في الكلام على الألقاب المفردة أن الهمام بمعنى الشجاع
حرف الواو
وارث الملك من الألقاب السلطانية
ولي أمير المؤمنين من الألقاب التي يشترك فيها أرباب السيوف الأقلام كالوزراء وقضاة القضاة وكاتب السر ومن في معناهم والولي في اللغة خلاف العدو
حرف اللام ألف
لا بس ثوب الفخار من ألقاب أكابر أرباب الأقلام
لافت الغواة إلى طريق الرشاد من ألقاب الصلحاء والوعاظ واللافت الصارف يقال لفت وجهه عني إذا صرفه وأصل اللفت اللي والغواة جمع غاو وهو الضال يقال غوى يغوي غيا إذا ضل فهو غاو
حرف الياء
يمين الملوك والسلاطين قال في عرف التعريف يختص بالدوادار وكاتب السر وقد تقدم الكلام على معنى ذلك في الكلام على اليميني في الألقاب المفردة وأن المراد يمين السلطان التي يتناول بها وإلا فمجلس كاتب السر عن يسار السلطان والدوادار واقف أمامه
يمين المملكة مثله
يمين الدولة كذلك

الضرب الثاني من الألقاب المفردة المؤنثة ولتأنيثها سببان
السبب الأول الجمع
بأن يجمع شيء من الألقاب المذكرة المفردة أو المركبة فتنتقل من التذكير إلى التأنيث فإن الجموع كلها مؤنثة على ما هو مقرر في علم النحو ويتأتى ذلك في المطلقات مثل أن يجمع في صدر المطلق بين المقر الكريم والجناب الكريم والجناب العالي والمجلس العالي ثم يتبعها بالألقاب التي تليق بها مما يأتي ذكره فيأتي بتلك الألقاب مجموعة بلفظ التأنيث مفردة ومركبة مثل أن يكتب إلى المقر والجناب الكريمين والجنابات العالية والمجلس العالي الأميرية الكبيرية العالمية العادلية والمؤيدية الزعيمية العونية الغياثية المثاغرية المرابطية الممهدية المشيدية الظهيرية الكافلية الفلانية إعزاز الإسلام والمسلمين سادات الأمراء في العالمين أنصار الغزاة والمجاهدين زعماء الجيوش مقدمي العساكر ممهدي الدول مشيدي الممالك عمادات الملة أعوان الأمة ظهيري الملوك والسلاطين سيوف أمير المؤمنين ونحو ذلك
وأعلم أن هذه الألقاب كلها من جملة الألقاب المفردة والمركبة المتقدم ذكرها فيستغنى عن بيان مشكلها وتعريف أحوالها هنا اكتفاء بما تقدم إلا أن من الألقاب المجموعة ما يقوم لفظ الإفراد مقامه بأن يكون اللقب اسم جنس مثل عضد ومجد ونحو ذلك مما لا يجوز جمعه لأنه يقصد به الجنس فيجوز للكاتب حينئذ أن يأتي بذلك بلفظ الجمع ولفظ الإفراد الذي معناه الجمع وقد أشار إلى ذلك القاضي شهاب الدين بن فضل الله في التعريف في الكلام على المطلقات فقال عند ذكره اعتضاد الملوك والسلاطين ويجوز فيه اعضاد الملوك وعضد الملوك إطلاقا للإفراد على الجمع

السبب الثاني تأنيث اللقب الأصل الذي تتفرع عليه الألقاب الفروع وله
حالتان
الحالة الأولى أن يكون اللقب الأصل لمؤنث غير حقيقي كالحضرة واليد والباسطة فتأتي الألقاب المفرعة عليها مؤنثة بناء على أن الصفة تتبع الموصوف في تذكيره وتأنيثه على ما هو مقرر في علم النحو أما نعوت الحضرة فمثل أن يقال الحضرة الشريفة العلية السنية العالمية العاملية العادلية الأوحدية المؤيدية المجاهدية المرابطية المثاغرية المظفرية المنصورية وما أشبه ذلك وأما نعوت الباسطة فمثل أن يقال الباسطة الشريفة العالية المولوية الأميرية الكبيرية العالمية العادلية المؤيدية المحسنية السيدية المالكية الفلانية وفي معناها نعوت اليد وألقاب هذه الحالة كلها في معنى ما تقدم من الألقاب المذكرة لا تختلف الحال فيها إلا في التذكير والتأنيث وأنه ليس فيها ألقاب مركبة فيستغنى بما تقدم عن ذكر معانيها وأحوالها أيضا
الحالة الثانية أن يكون اللقب الأصل لمؤنث حقيقي كالدار والستارة والجهة إذا كنى بها عن المرأة في الكتابة إليها مثل أن يقال الدار الكريمة والستارة الرفيعة والجهة المصونة ونحو ذلك فتتبعها الألقاب المفرعة عليها أيضا في التأنيث إلا أن لها معاني تخصها وهي على ضربين مفردة ومركبة كما تقدم في المذكرة وإن لم تبلغ شأوها في الكثرة فأما المفردة فكالشريفة والكبرى والعالية والمعظمة والمكرمة والمحجبة والمصونة والخاتونية والخوند وربما قيل الوالدية إذا كانت والدة حقيقة أو في مقامها والولدية إذا كانت بنتا حقيقة أو قائمة مقامها والحاجية إذا كانت حاجة ونحو ذلك
ثم الألقاب المفردة تارة تكون مجردة عن ياء النسب كالألقاب المتقدم ذكرها وقد تلحقها ياء النسب للمبالغة في التعظيم فيما تدخل فيه ياء النسب في

المذكر مثل أن يقال المعظمية والمكرمية والمحجبية وما أشبه ذلك وهذه الألقاب أكثرها منقول عن المذكر فيستغنى عن ذكر معانيها وأحوالها وفيها ألقاب لم يتقدم ذكر مثلها في المذكر كالمحجبية وهو مأخوذ من الحجاب كأنها محجوبة عن أن يراها الناس ومنها المصونة وهو مأخوذ من الصيانة وهي جعل الشيء في الصوان وقاية له عن مثل النظر والمس ونحو ذلك ومنها الخاتون وهو لفظ تركي معناه السيدة ومنها الخوند وهي لفظة عجمية بمعنى السيادة أيضا
وأما المركبة فمثل جلال النساء وسيدة الخواتين في العالمين وشرف الخواتين وجميلة المحجبات وجليلة المصونات وقرينة الملوك والسلاطين وسليلة الملوك والسلاطين إذا كانت بنتا لسلطان أو في معناها وكريمة الملوك والسلاطين إذا كانت أخت سلطان ومعاني هذه الألقاب ظاهرة معلومة

الصنف الثاني من الألقاب المفرعة على الأصول ألقاب من يكتب إليه من أهل
الكفر مما اصطلح عليها لمكاتباتهم
واعلم أنه لم يكن ملك من ملوك الكفر ممن يكتب له عن الأبواب السلطانية غير النصارى لأنه لم يكن لغيرهم من أهل الملل بالقرب من هذه المملكة مملكة قائمة بل اليهود ليس لهم مملكة قائمة في قطر من الأقطار بعد غلبة الإسلام إنما يؤدون الجزية حيث حلوا إذ يقول تعالى في حقهم ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس )
ثم من يلقب من أهل الكفر في المكاتبات إن كان من متدينتهم كالباب

والبطرك ناسبه من الألقاب ما فيه معنى التنسك والتعبد وإن كان من الملوك ناسبه ما فيه معنى الشجاعة والرياسة والقيام بأمر دينه وتحمله أعباء رعيته وما في معنى ذلك فقد ثبت في الصحيحين أن النبيكتب إلى هرقل من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم وفي كتب السيرة أنهكتب إلى كسرى من رسول الله إلى كسرى عظيم فارس وأنه كتب إلى المقوقس من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط فعبر عن كل من الملوك الثلاثة بعظيم قومه لمناسبة ذلك لهم
وبالجملة فالألقاب التي تكتب إليهم على ضربين

الضرب الأول الألقاب المذكرة وهي نمطان
النمط الأول المفردة
وأكثر ما تبنى على صفات الشجاعة وما في معناها وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم أيضا مقفاة عليها
حرف الألف
الأسد من الألقاب التي اصطلح عليها بمعنى الشجاعة وهو في الأصل للحيوان المفترس ثم استعمل في الرجل الشجاع مجازا لعلاقة ما بينهما من الشجاعة
الأصيل من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم أيضا وقد تقدم في الكلام على الألقاب الإسلامية نقلا عن عرف التعريف أنه يختص بكل من له ثلاثة آباء في الرياسة وحينئذ فيكون هنا مختصا بمن له ثلاثة آباء في الملك على أنهم الآن لا يقفون مع ذلك بل يراعون من له أدنى نسب
الانجالوس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهي لفظة

يونانية معناها الملك واحد الملائكة وإنما كتب إليهم بذلك مضاهاة للكتب الواردة عنهم ولعل الكاتب لم يعلم معنى ذلك وكذلك غيرها من الألفاظ التي في معناها

حرف الباء
البالالوغس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهي لفظة يونانية أصلها البالي لوغس ومعناها الكلمة القديمة
حرف الجيم
الجليل من الألقاب التي أصطلح عليها لملوكهم ومعنى الجليل في اللغة العظيم لكن قد استعمل في ألقابهم في المكاتبات لملوكهم فيقال الملك الجليل والمراد الجليل بالنسبة إلى ملوك الكفر وإلا فالكافر لا يوصف بالعظمة وكان الأحسن أن لا يكتب به إليهم لا سيما وهو اسم من أسمائه تعالى
حرف الخاء المعجمة
الخاشع من الألقاب التي اصطلح عليها لمتدينتهم كالباب والبطرك وقد تقدم في الألقاب الإسلامية أنه يكون من ألقاب الصلحاء والصوفية وأن معنى الخاشع المتذلل
الخطير من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والخطير في اللغة الكبير الجليل القدر ومنه قولهم أمر له خطر أي مقدار كبير
حرف الدال المهملة
الدوقس بضم الدال وكسر القاف من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد يقال الضوقس بالضاد بدل الدال وهي لفظة يونانية أصلها دقستين ومعناها المشكور

حرف الراء المهملة
الروحاني من الألقاب التي اصطلح عليها للمتدينين منهم وهو بضم الراء نسبة إلى الروح التي بها مناط الحياة للمخلوقين ومنه نسب إلى الملائكة والجن روحاني وبالفتح نسبة إلى الروح بمعنى الرائحة والمعنى الأول أقرب إلى مراد الكتاب
حرف السين
السميدع من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم قال الجوهري وهو بضم السين وقال في كفاية المتحفظ بفتحها ومعناه السيد وكأن المراد سيد قومه وزعيمهم
حرف الضاد المعجمة
الضرغام من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو من أسماء الأسد لقب به ملوكهم لما فيه من معنى الشجاعة
حرف الغين المعجمة
الغضنفر بفتح الغين والضاد المعجمتين وسكون النون وفتح الفاء من أسماء الأسد اصطلح الكتاب على تلقيبهم بذلك لما فيه من معنى الشجاعة كالأسد والضرغام على انه قد يطلق في اللغة على الرجل الغليظ كما حكاه الجوهري ولا بأس باستعمال الألفاظ التي لها كامل ارله في المكاتبات إلى الكفار
حرف القاف
القديس بكسر القاف من الألقاب التي اصطلح عليها لمتدينتهم من

الباب والبطريرك ونحوهما وأصله من التقديس وهو التنزيه

حرف الكاف
الكرار بتشديد الراء من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والكرار صيغة مبالغة من الكر خلاف الفر والمراد أنه يرجع في المحاربة على قرنه المرة بعد المرة ولا ينهزم عنه
الكمينيوس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو لفظ رومي معناه . . . . . .
حرف الميم
المتبتل من الألقاب التي اصطلح عليها لمتدينتهم ومعناه المنقطع عن الدنيا
المتخت بفتح الخاء المعجمة المشددة من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والمراد أنه ممن يجلس مثله على تخت الملك لاستحقاقه له
المتوج بفتح الواو المشددة من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والمراد أنه ممن يلبس التاج لاستحقاقه له
المحتشم من الألقاب التي اصطلح عليها لتجار الروم والفرنج والمراد بالمحتشم هنا الرئيس الذي له حشم وهو خوله وخدمه وأصل الحشمة في اللغة الغضب وسمي خول الرجل وخدمه حشما لأنهم يغضبون له وبعضهم يطلق المحتشم على المستحيي وعليه عرف العامة وهو المراد هنا وأنكره ابن قتيبة وغيره حتى قال النحاس إنه لا يعرف احتشم إلا بمعنى غضب وإن كان الجوهري قد حكاه

المعزز من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو اسم مفعول من العز خلاف الذل
الممجد من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو مفعل من المجد وقد تقدم الكلام عليه في الألقاب الإسلامية

حرف الهاء
الهمام من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم في الألقاب الإسلامية أن معناه الشجاع
النمط الثاني من الألقاب التي يكتب بها لملوك الكفر الألقاب المركبة
وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم أيضا
حرف الألف
آخر ملوك اليونان من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهي تصلح لكل ملك ينتسب إلى اليونان أو قام مقامهم في الملك واليونان أمة معروفة مشهورة وكانت مملكتهم أولا في الجانب الشرقي من الخليج القسطنطيني المعروف الآن ببلاد الروم ثم ملكوا بعدها العراق والترك والهند وبلاد أرمينية والشام ومصر والإسكندرية ومنهم أكثر الحكماء والفلاسفة وكانت دولتهم من أعظم الدول واختلف في نسبهم فنقل ابن سعيد عن البيهقي وغيره من المحققين أنهم من ولد أفريقش بن يونان بن علجان بن يافث بن نوح عليه السلام والمنقول عن التوراة أن يونان هو ابن يافث لصلبه واسمه فيها يافان بفاء تقرب في اللفظ من الواو فعربت يونان

وخالف كثير من المؤرخين فنسبوا يونان إلى عابر بن فالغ فجعله أخا لقحطان جد العرب العاربة وأنه خرج من اليمن مغاضبا لأخيه قحطان فنزل ما بين الأفرنجة والروم واختلط نسبه بنسبهم وقيل بل اليونان من جملة الروم من ولد صوفر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام
أسوة الملوك والسلاطين من الألقاب التي اصطلح عليها ملوكهم والإسوة بكسر الهمزة وضمها بمعنى القدوة ومنه قولهم لي في فلان إسوة يعني قدوة وكأنهم جعلوه إسوة لملوك الكفر يقتدون به وإلا فلا يجوز إطلاق ذلك على الملوك من حيث هم لدخول ملوك الإسلام فيهم
العادل في ملته من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم معنى العادل والملة في الكلام على الألقاب الإسلامية
العادل في مملكته من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم معنى العادل والمملكة في الأصل موضع الملك ثم أطلقت على الرعية مجازا
الريد أرغون من الألقاب التي اصطلح عليها لبعض لملوكهم ممن يملك البلاد المعروفة بأرغون وقد ذكر في الروض المعطار بلاد أرغون وقال هو اسم بلاد غرسيه بن شانجة تشتمل على بلاد ومنازل وأعمال ولم يذكر في أي حيز هي ولا في أي قطر وقد رأيت هذا اللقب في التعريف للمقر الشهابي بن فضل الله في ألقاب صاحب القسطنطينية وفي التثقيف

لابن ناظر الجيش في ألقاب الأذفونش صاحب طليطلة من الأندلس ويحتاج إلى تحقيق من يملك هذه الطائفة منهما فيكتب به إليه والريد في لغتهم بمعنى الملك كما تقدم في الكلام على ريد أفرنس في ألقاب الملوك
المنصف لرعيته من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والرعية من يسوسه الملك سموا بذلك تشبيها لهم بالغنم وله بالراعي
أوحد الملوك العيسوية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم ويصلح للملكانية واليعقوبية جميعا لأنه لم يقيد بمذهب من مذاهب النصارى
أوحد ملوك اليعقوبية جميعا من الألقاب التي اصطلح عليها لملوك الحبشة لأن ملكها من طائفة اليعقوبية

حرف الباء
بطل النصرانية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو صالح لكل واحد منهم ومعنى البطل في اللغة الشجاع سمي بذلك لأنه يبطل حركة قرنه
بقية أبناء التخوت والتيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهي تصلح لكل منهم أيضا من الملكانية واليعاقبة جميعا
بقية الملوك الأغريقية من الألقاب التي اصطلح عليها لبعض الملوك من بقايا طائفة الأغريقية من اليونان وهم طائفة من اليونان تنسب إلى أغريقش ابن يونان المقدم ذكره وهم اليونان الأول وقد ذكره في التعريف في ألقاب ملك الكرج ولعله اطلع على أنه من بقايا هذه الطائفة وهو مما يحتاج إلى تحرير
بقية سلف قيصر من الألقاب التي اصطلح عليها لبعض ملوكهم ممن انتسب إلى القياصرة ملوك الروم أو قام مقامهم وقيصر اسم قديم لكل من ملك الروم وأصل هذه اللفظة في اللغة الرومية جاشر بجيم وشين معجمة فعربت

قيصر ولها عندهم معنيان أحدهما الشيء المشقوق عنه والثاني الشعر واختلف في أول من لقب بذلك منهم فقيل أغانيوش قيصر أول الطبقة الثانية من ملوك الروم ماتت أمه وهو حمل فشق بطنها وأخرج فمسي بذلك لما فيه من الشق عليه وقيل يوليوش قيصر وهو الذي ملك بعد أغانيوش المقدم ذكره وقيل أغشطش قيصر وهو الذي ولد المسيح عليه السلام في زمانه فقد قيل إنه الذي ماتت أمه وهو حمل فشق جوفها وأخرج فسمي بذلك وقيل لأنه ولد وله شعر تام فسمي قيصر لوجود الشعر فيه حينئذ

حرف الجيم
جامع البلاد الساحلية من الألقاب التي تصلح لكل ملك مملكة متسعة على ساحل البحر كصاحب القسطنطينية ونحوه
حرف الحاء المهملة
حافظ البلاد الجنوبية من الألقاب التي اصطلح عليها لملك الحبشة من النصارى على أنه يصلح لغيره من ملوك السودان أيضا ممن أخذ في الجنوب من المسلمين وغيرهم
حامل راية المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهي تصلح لكل ملك كبير من ملوك النصارى والمراد بالمسيحية الملة المسيحية فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه يريدون ملة المسيح وهو عيسى عليه السلام واختلف في سبب تسميته بالمسيح فقيل لأنه كان ممسوح القدمين بمعنى أنه لا أخمص له وقيل لأنه مسح الأرض بالسياحة وقيل غير ذلك أما تسمية الدجال بالمسيح فلأنه ممسوح العين لأنه أعور وقيل لأنه يمسح الأرض بالسير فيها
حامي البحار والخلجان من الألقاب التي تصلح لكل من مملكته منهم على البحر والبحار جمع بحر وأصله في اللغة الشق ومنه سميت البحيرة

المذكورة في القرآن وهي الناقة التي تشق أذنها فلا تعارض والخلجان جمع خليج وهو الجدول الصغير والمراد ما يتشعب من البحر كخليج القسطنطينية وجون البنادقة ونحوهما
حامي حماة بني الأصفر من الألقاب التي تصلح لملوك الروم والفرنج بالممالك العظام كصاحب القسطنطينية وغيره والمراد ببني الأصفر الروم فإنهم من ولد صوفر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام والمؤرخون يعبرون عن صوفر بالأصفر وإنما خصه بحماية الحماة تفخيما له فإنه إذا حمى الحماة كان بحماية غيرهم أجدر

حرف الخاء المعجمة
خالصة الأصدقاء من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والمراد بالخالصة هنا من ليس في صداقته شائبة
خلاصة ملوك السريان من الألقاب التي تصلح لكل من ينسب إلى بقايا السريانيين من الملوك والسريان أقدم الأمم في الخليقة وكانوا يدينون بدين الصابئة وينتسبون إلى صابيء بن إدريس عليه السلام قال ابن حزم ودينهم أقدم الأديان على وجه الأرض ومدار مذاهبهم على تعظيم الروحانيات والكواكب وكانت منازلهم أرض بابل من العراق قال المسعودي وهم أول

ملوك الأرض بعد الطوفان

حرف الذال المعجمة
ذخر ملوك البحار والخلج من الألقاب التي تصلح لكل ملك منهم على ساحل البحر وقد تقدم معنى الذخر والبحار والخلج هي الخلجان وقد تقدم معناها
ذخر الأمة النصرانية من الألقاب التي تصلح لجميع ملوك النصرانية من الملكانية واليعاقبة وقد تقدم معنى الذخر والأمة في الكلام على الألقاب الإسلامية
حرف الراء المهملة
رضي الباب بابا رومية يجوز أن يكون بفتح الراء وكسر الضاد بمعنى مرضي الباب ويجوز أن يكون بكسر الراء وفتح الضاد بمعنى أنه يجعل نفس رضا الباب وهو أبلغ وهو من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم في الألقاب الأصول معنى البابا ورومية اسم لرومية التي بها الباب مقيم إضافة إليها لإقامته بها وقد مر القول عليها في الكلام على المسالك والممالك في القمالة الثانية وتأتي الإشارة إليها في الكلام على مكاتبة الباب في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى
ركن الأمة العيسوية من الألقاب التي اصطلح عليها لكبار ملوكهم كملك الحبشة ونحوه ويصلح للملكانية واليعاقبة جميعا
حرف الشين المعجمة
شبيه مريحنا المعمدان من الألقاب التي تصلح لكبار ملوكهم ومريحنا بفتح الميم وسكون الراء المهملة وضم الياء المثناة تحت وبعدها حاء مهملة ونون ومعنى مر السيد ويحنا بلغتهم يحيى والمراد شبيه السيد يحيى والمعمدان بميمين مفتوحتين بينهما عين مهملة صفة عندهم ليحيى فهم يزعمون

أن مريم عليها السلام خرجت بعيسى عليه السلام من الشأم إلى مصر وعادت به إلى الشأم وهو ابن اثنتي عشرة سنة فتلقاه يحيى عليه السلام وهو ابن خالته فغمسه في نهر الأردن وهو عندهم أصل ماء المعمودية الذي لا يصح عندهم تنصر نصراني إلا به فأطلقوا على يحيى عليه السلام المعمدان لمعنى ذلك وكأنه شبهه به من حيث إنه أصل المعمودية بزعمهم

حرف الصاد المهملة
صديق الملوك والسلاطين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والمراد أن فيه صداقة وودا لملوك الإسلام وسلاطينهم
حرف الضاد المعجمة
ضابط الممالك الرومية من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية وهو نظير حافظ البلاد الجنوبية لملك الحبشة
حرف الظاء المعجمة
ظهير الباب بابا رومية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم معنى الباب والبابا
حرف العين المهملة
عز الملة النصرانية من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم
عماد بني المعمودية من الألقاب التي اصطلح عليها لكبار ملوكهم والعماد في اللغة الأبنية الرفيعة يذكر ويؤنث وقد مر بيان معنى المعمودية في حرف الشين
حرف الفاء
فارس البر والبحر يصلح لمن يكون مجاورا للبر والبحر من الملوك كأصحاب الجزائر وقد يصلح لغيرهم أيضا

فخر الملة المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وتصلح للملكانية واليعاقبة منهم

حرف الميم
متبع الحواريين والأحبار الربانيين والبطاركة القديسين من ألقاب عظماء ملوكهم والمراد بالحورايين أصحاب عيسى عليه السلام الذي بعثهم إلى أقطار الأرض للبشارة به وللدعاية إلى الله تعالى وعنهم أخبر تعالى بقوله ( قال الحواريون نحن أنصار الله ) وهم اثنا عشر نفسا أسماؤهم يونانية
أحدهم بطرس ويقال له شمعون الصفا وهو الذي بشر بالقدس وأنطاكية وما حولها
والثاني أندراوس وهو الذي بشر ببلاد الحبشة والسودان
والثالث يعقوب بن زيري وهو الذي بشر بمدينة
والرابع يوحنا الإنجيلي وهو الذي بشر ببلاد أفسس وما معها
والخامس فيلبس ولم أقف على موضع بشارته
والسادس برتلوما وهو الذي بشر في الواحات والبربر
والسابع توما ويعرف بتوما الرسول وهو الذي بشر في السند والهند
والثامن متى وهو الذي بشر بأرض فلسطين وصور وصيدا ومصر وقرطاجنة من بلاد المغرب

والتاسع يعقوب بن حلفا وهو ممن بشر ببلاد الهند أيضا
والعاشر سمعان ويقال شمعون الصفا وهو الذي بشر بشمشاط وحلب ومنبج وبزنطية وهي القسطنطينية
والحادي عشر بولس ويقال له تداوس وهو الذي بشر بدمشق وبالقدس أيضا وبلاد الروم والجزائر ورومية
والثاني عشر يهوذا الأسخريوطي وهو الذي خرج عن طاعة المسيح ودل عليه اليهود ليقتلوه فألقى الله تعالى شبه المسيح عليه فأمسكه اليهود وقتلوه وصلبوه ورفع الله تعالى المسيح إليه وليس هذا من المراد بالحورايين هنا لأنه قد خرج عن دائرتهم فلفظ الحواريين مأخوذ من الحور وهو شدة البياض سموا بذلك لصفاتهم وتفانيهم في اتباع المسيح عن الدخل وقيل لأنهم كانوا في الأول قصارين يبيضون الثياب
والأحبار جمع حبر بفتح الحاء وكسرها وهو العالم
والربانيون جمع رباني وقد تقدم معناه في الألقاب الإسلامية
والبطاركة جمع بطرك وقد تقدم الكلام عليه في الألقاب الأصول وأن أصله بطريرك وأنه يقال فيه فطرك بالفاء بدل الباء وكان لهم خمسة كراسي كرسي برومية وهو الذي قعد فيه الباب وكرسي بالإسكندرية وهو الذي استقر لبطرك اليعقوبية الآن وكرسي ببزنطية وهي القسطنطينية وكرسي بأنطاكية وكان فيه بطرك النسطورية وكرسي بالقدس وهو أصغرها عندهم
محي طرق الفلاسفة والحكماء من الألقاب التي اصطلح عليها

لصاحب القسطنطينية لأن مملكته منبع حكماء اليونان وفلاسفتهم والفلاسفة جمع فيلسوف بكسر الفاء وهي لفظ يوناني مركب من مضاف ومضاف إليه معناه محب الحكمة فلفظ فيل بمعنى محب وسوف بمعنى الحكمة وهم يطلقون الفلسفة على من يحيط بالعلوم الرياضية وهي الهيئة والهندسة والحساب واللحون وغيرها والحكماء جمع حكيم وهو من يحسن دقائق الصناعات ويتقنها أو من يتعاطى الحكمة وهي معرفة أفضل الأشياء وأفضل العلوم وأول ما صارت الحكمة فيهم في زمن بختنصر ثم اشتهرت فيهم بعد ذلك ولذلك عبر بالفلاسفة القدماء إشارة إلى أول زمن الحكماء
مخول التخوت والتيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية لعظم مملكته في القديم والحديث والمخول المملك والتخوت جمع تخت وهو كرسي الملك الذي يجلس عليه الملك في مجلسه العام والتيجان جمع تاج وهو الذي يوضع على رأس الملك إذا جلس على تخته والمعنى أنه يعطي الملوك الممالك من تحت يده لسعة ممكلته وعظمتها وقد كانت القسطنطينية قبل غلبة الفرنج وقوة شوكتهم ملكا عظيما
مسيح الأبطال المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم كصاحب القسطنطينية أضاف المسيح إلى الأبطال ثم وصفها به جميعا له بين رتبتي الشجاعة والتدين بدينه
مصافي المسلمين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم

والمصافي مفاعل من الصفاء والمراد أنه صافي النية للمسلمين والمسلمون صافو النية له
معز النصرانية من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم والمراد بالنصرانية ملة النصرانية حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه والنصرانية في الأصل منسوبة إلى الناصرة وهي القرية التي نزلها المسيح وأمه عليهما السلام من بلاد القدس عند عودهما إلى مصر وقيل مأخوذة من قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام ( من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله )
معظم البيت المقدس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وربما زيد فيها فقيل معظم البيت المقدس بعقد النية لموافقة الروي في السجعة التي تقارنها ويصلح لكل ملك من ملوكهم لأن جميعهم يعتقدون تعظيم البيت المقدس والبيت المقدس معروف والتقديس التنزيه والتطهير
معظم كنيسة صهيون من الألقاب المختصة بملك الحبشة لأنه يعقوبي وكنيسة صهيون بالإسكندرية وهي كنيسة بطرك اليعاقبة الآن ومعتقدهم أنه لا يصح ولاية ملك منهم إلا باتصال من هذا البطرك على أنه في ابتداء البطركية في زمن الحواريين لم يكن بكرسي الإسكندرية أحد من الحواريين إنما كان بها مرقص الإنجيلي تلميذ بطرس الحواري صاحب كرسي رومية والنصارى يومئذ على طريقة واحدة قبل ظهور الملكية واليعقوبية فلما افترق دين النصرانية إلى الملكانية واليعاقبة وغيرهم كانت بطركية الإسكندرية يتداولها الملكية واليعقوبية تارة وتارة بحسب انتحال الملوك والميل إلى كل من المذهبين ثم استقرت آخرا في بطرك اليعاقبة إلى زماننا وتبعه ملوك الحبشة لانتحالهم مذهب اليعاقبة كما تبع الروم والفرنجة الباب

برومية لانتحالهم مذهب الملكانية وسيأتي الكلام على طرف من ذلك في الكلام على مكاتبة ملك الحبشة إن شاء الله تعالى
ملك ملوك السريان من الألقاب التي اصطلاح عليها لصاحب القسطنطينية لعظمته عندهم وقد تقدم ذكر السريان فيما قبل
مواد المسلمين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو بتشديد الدال أخذا من المودة
مؤيد المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والمؤيد المقوي والمراد بالمسيحية الملة المسيحية كما تقدم بيانه وربما قيل مؤيد العيسوية والأمر فيهما كذلك

حرف النون
ناصر الملة المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم وقد تقدم معنى هذه الألقاب في مواضعها
حرف الواو
وارث التيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم معنى التيجان والمراد أنه انتقل إليه الملك وراثة من آبائه
وارث آبائه في الأسرة والتيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لمن يكون عريقا في الملك وهو قريب من اللقب الذي قبله
وارث القياصرة العظماء من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية التي هي قاعدة القياصرة وقد تقدم أول من سمي قيصر فيما سلف من الألقاب

الضرب الثاني من ألقاب أهل الكفر الألقاب المؤنثة بأن يكون اللقب الأصل
مؤنثا فتتبعه الألقاب الفروع في التأنيث ولها حالتان
الحالة الأولى أن يكون اللقب الأصل لمؤنث غير حقيقي كالحضرة مثلا فترد ألقابه مؤنثة وفي الغالب إنما يقع التأنيث في اللقب الأول ثم ينتقل إلى الألقاب المذكرة مثل أن يقال الحضرة العالية أو السامية أو العلية حضرة الملك الجليل ويؤتى بما يناسبه من الألقاب بعد ذلك وربما أتى للحضرة بلقبين فأكثر طلبا للتفخيم ثم يعدل إلى الألقاب المذكرة مثل الحضرة العالية المكرمة ثم يقال حضرة الملك الجليل وما أشبه ذلك
الحالة الثانية أن يكون اللقب الأصل لمؤنث حقيقي بأن يكون لامرأة كما إذا كانت ملكة في بعض ممالكهم على قاعدة الأعاجم في إسناد الملك إلى بنات الملوك فيؤتى بألقابها المفردة والمركبة مؤنثة فيكتب مثلا الملكة الجليلة المكرمة المبجلة الموقرة المفخمة المعززة فلانة العادلة في مملكتها كبيرة دين النصرانية نصرة الأمة العيسوية حامية الثغور صديقة الملوك والسلاطين وما أشبه ذلك ومعاني هذا الألقاب معلومة مما تقدم
قلت قد أتيت من ألقاب أهل الإسلام وألقاب أهل الكفر المفردة والمركبة على ما تضمنه التعريف بالمصطلح الشريف للمقر الشهابي بن فضل الله وعرف التعريف في الإخوانيات له وتثقيف التعريف للقاضي تقي الدين ابن ناظر الجيش إلا ما شرد عنه القلم مع ما ضممته إلى ذلك مما وجدته في غيرها من الدساتير المجموعة في السلطانيات والإخوانيات المصرية والشامية جاريا على عرفهم مما استعمله أهل الزمان ومن قاربه والكاتب الماهر إذا فهم أصلها وعرف طرقها اخترع ما شاء من الألقاب والنعوت والضابط في وضع الألقاب أن يراعى فيها أحوال المكتوب له فيؤتي منها بما يناسب حاله في الوظيفة والرياسة وسائر أوصاف المدح اللائقة به فيؤتى لصاحب السيف

بالألقاب المقتضية للشجاعة والبسالة مثل المجاهدي والمثاغري والمرابطي وما أشبه ذلك وربما أضيف له بعض بالألقاب المقتضية للعلم والصلاح كالعالمي والعاملي ونحو ذلك لاشتراك الناس في المدح بمثل ذلك ويؤتى للعالم والقاضي ونحوهما بالألقاب المقتضية للعلم كالعالمي والمحققي ونحو ذلك وربما أضيف إليها الألقاب المقتضية للصلاح لتمدح العلماء به ويؤتى للصوفية وأهل الصلاح الألقاب المقتضية للصلاح والتعبد كالعابدي والزاهدي ونحوهما ويؤتى لكتاب الإنشاء الألقاب المقتضية للبلاغة كالبليغ والمفوهي ونحهما ويؤتى للنساء الألقاب المقتضية للصيانة والعفة كالمصونة والمحجبة وما أشبههما ويؤتى لأهل الكفر من الملوك ونحوهم بما لا حرج فيه على الكاتب كالشجاعة وما في معناها والتقدم على ملوك طائفته وأهل ملته وما في معنى ذلك فإن اجتمع في شخص واحد أوصاف متعددة من الممادح جمعت له على أن أكثر ما يستعمله الكتاب من الألقاب غير موجودة في صاحبها وإنما هي ألقاب حفظوها لرتب معينة لا يسعهم الإخلال بشيء منها وإن كانت كذبا محضا و ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) وقد كان في القديم قاعدة مستقرة وهو أنه لا يلقب أحد بلقب ولا يكنى بكنية إلا أن يكون الخليفة هو الذي يلقب بذلك أو يكنى

الجملة السابعة في تفاوت الألقاب في المراتب وهي قسمان
القسم الأول ما يقع التفاوت فيه بالصعود والهبوط وهو نوعان
النوع الأول ما يقع التفاوت فيه بحسب القلة والكثرة وله حالتان
الحالة الأولى أن يكون المكتوب إليه من أتباع المكتوب عنه كنواب

السلطنة فيما يكتب عن الأبواب السلطانية من مكاتبات وولايات فزيادة الألقاب وكثرتها في هذه الحالة علو وشرف في حق المكتوب إليه لأنها من باب المدح والإطراء ولا شك أن كثرة المدح من المتبوع للتابع أعلى من قلته ولذلك تقع الإطالة في ألقاب كبار النواب والاختصار في صغارهم وتأتي في غاية الاختصار في نحو ولاة النواحي ومن في معناهم
الحالة الثانية أن يكون المكتوب له أجنبيا عن المكتوب عنه كالملوك الذين تكتب إليهم المكاتبات عن السلطان فقلة الألقاب في حقه أرفع لأن الإكثار من ذلك يرى أنه من باب الملق المذموم بين الأكابر في المكاتبات فوجب تجنبه كما يجب تجنب المدح وكثرة الدعاء ولذلك يقع الاختصار في الألقاب فيما يكتب لهم عن السلطان إجلالا لقدرهم عن رتبة رعاياه الذين يكثر من ألقابهم

النوع الثاني ما يقع فيه التفاوت في العلو والهبوط بحسب ما يقتضيه جوهر
اللفظ أو ما وقع الاصطلاح عليه وهو صنفان
الصنف الأول الألقاب المفردة وهي على أربعة أنماط
النمط الأول التوابع
وهي التي تلي الألقاب الأصول كالتي تلي المقام والمقر والجناب والمجلس فيلي المقام لفظ الأشراف ولفظ الشريف ولفظ العالي فالمقام يقال فيه المقام الأشرف العالي والمقام الشريف العالي والمقام العالي ويلي المقر لفظ الأشراف ولفظ الشريف ولفظ الكريم ولفظ العالي فيقال المقر الأشرف العالي والمقر الشريف العالي والمقر الكريم العالي والمقر العالي

ويلي الجناب لفظ الكريم ولفظ العالي فيقال الجناب الكريم العالي والجناب العالي ويلي المجلس لفظ العالي والسامي فيقال المجلس العالي والمجلس السامي والألفاظ التي تتبع وهي الأشراف والشريف والكريم والعالي والسامي بعضها أرفع من بعض على الترتيب فالأشرف أرفع من الشريف لأن أشرف أفعل تفضيل يقتضي الترجيح على غيره كما هو مقرر في علم النحو والشريف أرفع رتبة من الكريم لما تقدم عن ابن السكيت أن الكرم يكون في الرجل وإن لم يكن له آباء شرفاء والشرف لا يكون إلا لمن له آباء شرفاء ومقتضى ذلك ترجيح الشريف على الكريم لاقتضائه الفضل في نفس الشخص وفي آبائه بخلاف الكرم ولذلك اختير الشرف لأبناء فاطمة رضي الله عنها دون الكرم والكريم أرفع رتبة من العالي لأن الكريم يحتمل أن يكون من الكرم الذي هو خلاف اللؤم ويحتمل أن يكون من الكرم الذي هو خلاف البخل وكلاهما مقطوع بأنه صفة مدح وإن الأقرب إلى مراد الكتاب المعنى الأول والعالي يحتمل أن يكون من علي بكسر اللام يعلى بفتحها علاء بفتح العين والمد إذا شرف ويحتمل أن يكون من علا يعلو علوا إذا ارتفع في المكان وليس العلو في المكان مما يدل على صفة المدح إلا أن يستعار للارتفاع في الشرف فيكون صفة مدح حينئذ على سبيل المجاز وإن كان مراد الكتاب هو المعنى الأول وما كان مقطوعا فيه بالمدح من الجانبين أعلى مما يكون مقطوعا فيه بالمدح من جانب دون جانب وقد اصطلحوا على أن جعلوا العالي أرفع من السامي وهو مما أنكر على واضعه إذ لا فرق بينهما من حيث المعنى لأن السمو بمعنى العلو والذي يظهر أن الواضع لم يجهل ذلك ولعله إنما جعل العالي أرفع رتبة من السامي وإن كان بمعناه لأن العالي لفظ واضح المعنى يفهمه الخاص والعام فيكون المدح به أعم باعتبار من يفهمه بخلاف السامي فإنه لا يفهم معنى العلو منه إلا الخاصة فيكون المدح به أخص لاقتصار الخاصة على معرفته دون العامة

النمط الثاني ما يقع التفاوت فيه بحسب لحوق ياء النسب وتجرده منه
قد تقدم أن الألقاب المفردة منها ما تلحق به ياء النسب ومنها ما يتجرد عنها وأن الذي تلحقه ياء النسب منها ما هو منسوب إلى شيء خرج عن صاحب اللقب كالقضائي فإنه منسوب إلى القضاء الذي هو نفس الوظيفة فيكون النسب فيه على بابه ومنه ما هو منسوب إلى صاحب اللقب نفسه كالأميري فإنه نسبة إلى الأمير وهو عين صاحب اللقب فدخلت فيه ياء النسب للمبالغة كما في قولهم لشديد الحمرة أحمري على ما تقدم بيانه
وبالجملة فقط اصطلحوا على أن يكون ما لحقت به ياء النسب أرفع رتبة مما تجرد عنها سواء منسوبا إلى نفس صاحب اللقب أو غيره فيجعلون الأميري أعلى رتبة من الأمير والقضائي أرفع رتبة من القاضي ثم يجعلون المنسوب إلى نفس صاحب اللقب أرفع رتبة من المنسوب إلى شيء خارج عنه ومن أجل ذلك جعلوا القاضوي أرفع رتبة من القضائي أما كون ما لحقت به ياء النسب رفع رتبة من المجرد عنها فظاهر لأن المبالغة تقتضي الرفعة ضرورة وأما كون المنسوب إلى شيء آخر غير المنسوب إليه يقتضي الرفعة وإن لم يكن فيه مبالغة فللإلحاق بما فيه المبالغة استطرادا لئلا يلتبس الحال في النسبتين على الضعيف الفهم فلا يفرق بين ما هو منسوب إلى هذا وبين ما هو منسوب إلى ذاك على أنهم لم يقفوا مع الحكم في كون ما دخلت عليه ياء النسب أرفع مما لم تدخل عليه فقد استعملوا الأجل ونحوه في الألقاب السلطانية التي هي أعلى الألقاب فقالوا السلطان الأجل العالم العادل إلى آخر ألقابه المفردة من غير إلحاق ياء النسب بها ثم استعملوا مثل ذلك في ألقاب السامي بغير ياء فما دونه مما هو أدنى الألقاب رتبة وكأنهم اكتفوا بمكانة

السلطان من الرفعة عن المبالغة في ألقابه بإلحاق ياء النسب من حيث إن المعرف لا يحتاج إلى تعريف

النمط الثالث ما يقع التفاوت فيه بصيغة مبالغة غير ياء النسب
فيكون أرفع رتبة لمعنى المبالغة كما في الكفيلي فإنه أرفع رتبة من الكافلي لأن صيغة فعيل أبلغ في المعنى من صيغة فاعل من حيث أن فعيلا لا يصاغ إلا من فعل بضم العين إذا صار ذلك الفعل له سجية كما يقال كرم فهو كريم وعظم فهو عظيم وحلم فهو حليم بخلاف فاعل ومن أجل ذلك كان لفظ فقيه أبلغ من لفظ فاقه لأن فاقه يصاغ من فقه بكسر القاف إذا فهم ومن فقه بفتحها إذا سبق غيره إلى الفهم وفقيه إنما يصاغ من فقه بضمها إذا صار الفقه له سجية كما مر القول عليه في الكلام على الفقيه والفقيهي في الألقاب الإسلامية المفردة
النمط الرابع ما يقع فيه التفاوت بحسب ما في ذلك اللقب من اقتضاء التشريف
لعلو متعلقه ورفعته
كالممهدي والمشيدي فإن المراد ممهد الدول ومشيد الممالك على ما مر في الألقاب المركبة فإن من ينتهي في الرتبة إلى تمهيد الدول وتشييد الممالك فلا نزاع في أنه من علو الرتبة بالمكان الأرفع وكذلك ما يجري هذا المجرى كالمدبري بالنسبة إلى الوزراء ومن في معناهم والمحققي بالنسبة إلى العلماء والأصيلي بالنسبة إلى العريق في كرم الأصل ونحو ذلك

الصنف الثاني الألقاب المركبة وهي على ضربين
الضرب الأول ما يترتب بعضه على بعض لقبا بعد لقب وله اعتباران
الاعتبار الأول أن يشترك في رعاية الترتيب أرباب السيوف الأقلام وغيرهم
وهو على ثلاثة أنماط
النمط الأول ما يضاف إلى الإسلام وله ثلاثة أحوال
الحال الأول أن يكون ذلك في ألقاب أرباب السيوف وقد اصطلح المقر الشهابي بن فضل الله على أن جعل أعلاها ركن الإسلام والمسلمين فذكر ذلك في المكاتبة إلى النائب الكافل ومكاتبته يومئذ بالجناب الكريم ثم أبدل الكتاب ذلك بعده بمعز الإسلام والمسلمين وجعلوه مع المكاتبة إليه بالمقر الكريم على ما استقر عليه الحال آخرا في المكاتبة إلى النائب الكافل ونائب الشام وجعلوا دون ذلك عز الإسلام والمسلمين فأورده مع الجناب الكريم والجناب العالي على ما استقر عليه مصطلحهم في السلطانيات وجعل في عرف التعريف في الإخوانيات عز الإسلام والمسلمين أعلى الألقاب فأورده في ألقاب المقر الشريف ثم طرده فيما بعد ذلك من المقر الكريم والمقر العالي ولم يعده إلى ما بعد ثم جعل دونه مجد الإسلام والمسلمين فأودره مع المجلس العالي مطلقا مع الدعاء وصدرت ثم جعل دون ذلك مجد الإسلام فقط من غير عطف المسلمين عليه فأورده في المجلس السامي بالياء والسامي بغير ولم ياء ولم يعده إلى مجلس الأمير بل أعاضه بمجد الأمراء على ما سيأتي ذكره وتابعه على ذلك في التثقيف

الحال الثاني أن يكون ذلك في ألقاب الوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم ككاتب السر وناظر الجيش وناظر الخاص فمن دونهم من الكتاب
وقد ذكر المقر الشهابي بن فضل الله في بعض دساتيره السامية أن أعلاها لهم ركن الإسلام والمسلمين وجعل في عرف التعريف أعلاها للوزراء صلاح الإسلام والمسلمين ولمن في معنى الوزراء عز الإسلام والمسلمين أو جلال الإسلام والمسلمين وأورد ذلك مع المقر الشريف وما بعده من المقر الكريم والمقر العالي والجناب الشريف والجناب الكريم وجعل دون ذلك مجد الإسلام مجردا عن عطف المسلمين عليه فأورده مع المجلس العالي والمجلس السامي
أما تخصيص صلاح الإسلام والمسلمين بالوزراء وعز الإسلام والمسلمين وجلال الإسلام والمسلمين بمن في معناهم فلأن الصلاح فيه معنى السداد والقصد والعز والجلال فيهما معنى العظمة والهيبة ولا شك أن وظيفة الوزراء التي مناطها تدبير الملك بالصلاح أجدر على أنه إذا حصل الصلاح تبعته العظمة والهيبة ضرورة وأما كون جلال الإسلام والمسلمين أعلى من مجد الإسلام فلأمرين أحدهما أن الجلال بمعنى العظمة والمجد بمعنى الشرف والعظمة أبلغ من الشرف لما في العظمة من نفاذ الكلمة والثاني أن الإضافة في جلال الإسلام والمسلمين في المعنى إلى شيئين وفي مجد الإسلام إلى أحدهما
الحال الثالث أن يكون في ألقاب القضاة والعلماء وقد جعل في عرف التعريف أعلاها حجة الإسلام أو ضياء الإسلام فأوردهما مع الجناب الشريف الذي هو عنده أعلى الرتب لهذه الطائفة وجعل دون ذلك بهاء الإسلام فأورده مع الجناب الكريم وجعل دونه مجد الإسلام فأودره مع المجلس العالي والسامي بالياء وبغير ياء
أما كون حجة الإسلام وضياء الإسلام أعلى رتبة من مجد الإسلام فلأن

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39