كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

جيب
الجَيْبُ جَيْبُ القَمِيصِ والدِّرْعِ والجمع جُيُوبٌ وفي التنزيل العزيز ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ على جُيُوبِهِنَّ وجِبْتُ القَمِيصَ قَوَّرْتُ جَيْبَه وجَيَّبْتُه جَعَلْت له جَيْباً وأَما قولهم جُبْتُ جَيْبَ القميص فليس جُبْتُ من هذا الباب لأَنَّ عين جُبْتُ إِنما هو من جابَ يَجُوبُ والجَيْبُ عينه ياءٌ لقولهم جُيُوبٌ فهو على هذا من باب سَبِطٍ وسِبَطْرٍ ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ وأَن هذه أَلفاظ اقْتَرَبَتْ أُصولُها واتَّفَقَتْ معانِيها وكلُّ واحد منها لفظه غير لفظ صاحبه وجَيَّبْتُ القَمِيصَ تَجْييباً عَمِلْتُ له جَيْباً وفلانٌ ناصحُ الجَيْبِ يُعْنَى بذلك قَلْبُه وصَدْرُه أَي أَمِينٌ قال وخَشَّنْتِ صَدْراً جَيْبُه لكِ ناصحُ وجَيْبُ الأَرضِ مَد خَلُها قال ذو الرمة
طَواها إِلى حَيْزومِها وانْطَوَتْ لها ... جُيوبُ الفَيافي حَزْنُها ورِمالُها
وفي الحديث في صفة نهر الجنة حافَتاه الياقُوتُ المُجَيَّبُ قال ابن الأَثير الذي جاءَ في كتاب البخاري اللُّؤْلُؤُ المُجَوَّفُ وهو معروف والذي جاءَ في سنن أَبي داود المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّفُ بالشك والذي جاءَ في معالم السنن المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّبُ بالباءِ فيهما على الشك وقال معناه الأَجْوَفُ وأَصله من جُبْتُ الشيءَ إِذا قَطَعْته والشيء مَجُوبٌ أَو مَجِيبٌ كما قالوا مَشِيبٌ ومَشُوبٌ وانقلاب الواو إِلى الياء كثير في كلامهم وأَما مُجَيَّبٌ مشدَّد فهو من قولهم جَيَّبَ يُجَيِّبُ فهو مُجَيَّبٌ أَي مُقَوَّرٌ وكذلك بالواو وتُجِيبُ بطن من كِنْدةَ وهو تُجِيبُ بن كِنْدةَ بن ثَوْرٍ

حأب
حافِرٌ حَوْأَبٌ وَأْبٌ مُقَعَّبٌ ووادِ حَوْأَبٌ واسِعٌ الأَزهري الحَوْأَبُ وادٍ في وَهْدةٍ من الأَرضِ واسِعٌ ودَلْوٌ حَوْأَبٌ وحَوْأَبَةٌ كذلك وقيل ضَخْمةٌ قال حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوعِ أَي تسمع للضُّلُوعِ نَقِيضاً من ثِقَلِها وقيل هي [ ص 289 ] الحَوْأَبُ وإِنما أَنَّث على معنى الدَّلْو والحَوْأَبةُ أَضْخَمُ ما يكونُ مِن العِلابِ وحَوْأَبٌ ماءٌ أَو موضع قريب من البَصرة ويقال له أَيضاً الحَوْأَبُ الجوهري الحَوْأَبُ مهموز ماءٌ مِن مِياهِ العرب على طريق البصرة وفي الحديث أَنه صلى اللّه عليه وسلم قال لنسائه أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ ؟ قال الحَوْأَبُ مَنْزِل بين البصرة ومكة وهو الذي نزلته عائشةُ رضي اللّه عنها لمَّا جاءَت إِلى البَصرة في وَقْعة الجَمل التهذيب الحَوْأَبُ موضع بئر نبحت كلابُه أُمَّ المؤْمنين مَقْبَلَها مِن البَصرة قال الشاعر
ما هِيَ إِلاَّ شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ ... فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَوْ صَوِّبي
وقال كراع الحَوْأَبُ المَنْهَلُ قال ابن سيده فلا أَدري أَهُوَ جِنْس عنده أَم مَنْهَل معروف والحَوْأَبُ بنْتُ كَلْبِ بن وَبْرَةَ

حبب
الحُبُّ نَقِيضُ البُغْضِ والحُبُّ الودادُ والمَحَبَّةُ وكذلك الحِبُّ بالكسر وحُكِي عن خالد ابن نَضْلَة ما هذا الحِبُّ الطارِقُ ؟ وأَحَبَّهُ فهو مُحِبٌّ وهو مَحْبُوبٌ على غير قياس هذا الأَكثر وقد قيل مُحَبٌّ على القِياس قال الأَزهري وقد جاء المُحَبُّ شاذاً في الشعر قال عنترة
ولقد نَزَلْتِ فلا تَظُنِّي غيرَه ... مِنِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ
وحكى الأَزهري عن الفرَّاءِ قال وحَبَبْتُه لغة قال غيره وكَرِهَ
بعضُهم حَبَبْتُه وأَنكر أَن يكون هذا البيتُ لِفَصِيحٍ وهو قول عَيْلانَ بن شُجاع النَّهْشَلِي
أُحِبُّ أَبا مَرْوانَ مِنْ أَجْل تَمْرِه ... وأَعْلَمُ أَنَّ الجارَ بالجارِ أَرْفَقُ
فَأُقْسِمُ لَوْلا تَمْرُه ما حَبَبْتُه ... ولا كانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ
وكان أَبو العباس المبرد يروي هذا الشعر وكان عِياضٌ منه أَدْنَى ومُشْرِقُ وعلى هذه الروايةِ لا كون فيه إِقواء وحَبَّه يَحِبُّه بالكسر فهو مَحْبُوبٌ قال الجوهري وهذا شاذ لأَنه لا يأْتي في المضاعف يَفْعِلُ بالكسر إِلاّ ويَشرَكُه يَفْعُل بالضم إِذا كان مُتَعَدِّياً ما خَلا هذا الحرفَ وحكى سيبويه حَبَبْتُه وأَحْبَبْتُه بمعنى أَبو زيد أَحَبَّه اللّه فهو مَحْبُوبٌ قال ومثله مَحْزُونٌ ومَجْنُونٌ ومَزْكُومٌ ومَكْزُوزٌ ومَقْرُورٌ وذلك أَنهم يقولون قد فُعِلَ بغير أَلف في هذا كله ثم يُبْنَى مَفْعُول على فُعِلَ وإِلاّ فلا وَجْهَ له فإِذا قالوا أَفْعَلَه اللّه فهو كلُّه بالأَلف وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم ما أَحَبْتُ ذلك أَي ما أَحْبَبْتُ كما قالوا ظَنْتُ ذلك أَي ظَنَنْتُ ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم ظَلْتُ وقال في ساعةٍ يُحَبُّها الطَّعامُ أَي يُحَبُّ فيها واسْتَحَبَّه كأَحَبَّه والاسْتِحْبابُ كالاسْتِحْسانِ وإِنه لَمِنْ حُبَّةِ نَفْسِي أَي مِمَّنْ أُحِبُّ وحُبَّتُك ما أَحْبَبْتَ أَن تُعْطاهُ أَو يكون لك واخْتَرْ [ ص 290 ] حُبَّتَك ومَحَبَّتَك من الناس وغَيْرِهِم أَي الذي تُحِبُّه والمَحَبَّةُ أَيضاً اسم للحُبِّ والحِبابُ بالكسر المُحابَّةُ والمُوادَّةُ والحُبُّ قال أَبو ذؤيب
فَقُلْتُ لقَلْبي يا لَكَ الخَيْرُ إِنَّما ... يُدَلِّيكَ للخَيْرِ الجَدِيدِ حِبابُها
وقال صخر الغي
إِنّي بدَهْماءَ عَزَّ ما أَجِدُ ... عاوَدَنِي مِنْ حِبابِها الزُّؤُدُ
وتَحَبَّبَ إِليه تَودَّدَ وامرأَةٌ مُحِبَّةٌ لزَوْجِها ومُحِبٌّ أَيضاً عن الفرَّاءِ الأَزهري يقال حُبَّ الشيءُ فهو مَحْبُوبٌ ثم لا يقولون حَبَبْتُه كما قالوا جُنَّ فهو مَجْنُون ثم يقولون أَجَنَّه اللّهُ والحِبُّ الحَبِيبُ مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ قال ابن بري رحمه اللّه الحَبِيبُ يجيءُ تارة بمعنى المُحِبِّ كقول المُخَبَّلِ
أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِراقِ حَبِيبَها ... وما كان نَفْساً بالفِراقِ تَطِيبُ
أَي مُحِبَّها ويجيءُ تارة بمعنى المحْبُوب كقول ابن الدُّمَيْنةِ
وانّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِن جانِبِ الحِمَى ... إِلَيَّ وإِنْ لم آتهِ لحَبِيبُ
أَي لمَحْبُوبٌ والحِبُّ المَحْبُوبُ وكان زَيْدُ بن حارِثةَ رضي اللّه عنه يُدْعَى حِبَّ رَسولِ اللّه صلة اللّه عليه وسلم والأَنثى بالهاءِ وفي الحديث ومن يَجْتَرئُ على ذلك إِلا أُسامةُ حِبُّ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي مَحْبُوبُه وكان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُحِبُّه كثيراً وفي حديث فاطِمَة رضوان اللّه عليها قال لها رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم عن عائشة إِنَّها حِبَّةُ أَبِيكِ الحِبُّ بالكسر المَحْبُوبُ والأُنثى حِبَّةٌ وجَمْعُ الحِبِّ أَحْبابٌ وحِبَّانٌ وحُبُوبٌ وحِبَبةٌ وحُبٌّ هذه الأَخيرة إِما أَن تكون من الجَمْع العزيز وإِما أَن تكون اسماً للجَمْعِ والحَبِيبُ والحُبابُ بالضم الحِبُّ والأُنثى بالهاءِ الأَزهري يقال للحَبِيب حُبابٌ مُخَفَّفٌ وقال الليث الحِبَّةُ والحِبُّ بمنزلة الحَبِيبةِ والحَبِيب وحكى ابن الأَعرابي أَنا حَبِيبُكم أَي مُحِبُّكم وأَنشد ورُبَّ حَبِيبٍ ناصِحٍ غَيْرِ مَحْبُوبِ والحُبابُ بالضم الحُبُّ قال أَبو عَطاء السِّنْدِي مَوْلى بني أَسَد
فوَاللّهِ ما أَدْرِي وإِنِّي لصَادِقٌ ... أَداءٌ عَراني مِنْ حُبابِكِ أَمْ سِحْرُ
قال ابن بري المشهور عند الرُّواة مِن حِبابِكِ بكسر الحاءِ وفيه وَجْهان أَحدهما أَن يكون مصدر حابَبْتُه مُحابَّةً وحِباباً والثاني أَن يكون جمع حُبٍّ مثل عُشٍّ وعِشاشٍ ورواه بعضهم من جَنابِكِ بالجيم والنون أَي ناحِيَتكِ وفي حديث أُحُد هو جَبَلُّ يُحِبُّنا ونُحِبُّه قال ابن الأَثير هذا محمول على المجاز أَراد أَنه جبل يُحِبُّنا [ ص 291 ] أَهْلُه ونُحِبُّ أَهْلَه وهم الأَنصار ويجوز أَن يكون من باب المَجاز الصَّريح أَي إِنَّنا نحِبُّ الجَبلَ بعَيْنِهِ لأَنه في أَرْضِ مَن نُحِبُّ وفي حديث أَنس رضي اللّه عنه انْظُروا حُبّ الأَنصار التَّمرَ يُروى بضم الحاءِ وهو الاسم من المَحَبَّةِ وقد جاءَ في بعض الرِّوايات باسقاط انظُروا وقال حُبّ الانصار التمرُ فيجوز أَن يكون بالضم كالأَوّل وحذف الفعل وهو مراد للعلم به أَو على جعل التمر نفس الحُبِّ مبالغة في حُبِّهم إِياه ويجوز أَن تكون الحاءُ مكسورة بمعنى المحبوب أَي مَحْبُوبُهم التمرُ وحينئذ يكون التمر على الأَوّل وهو المشهور في الرواية منصوباً بالحُب وعلى الثاني والثالث مَرْفُوعاً على خبر المبتدإِ وقالوا حَبَّ بِفُلان أَي ما أَحَبَّه إِلَيَّ قال أَبو عبيد معناه ( 1 )
( 1 قوله « قال أبو عبيد معناه إلخ » الذي في الصحاح قال الفراء معناه إلخ )
حَبُبَ بِفُلان بضم الباءِ ثم سُكِّن وأُدغم في الثانية وحَبُبْتُ إِليه صِرْتُ حَبِيباً ولا نَظِير له إِلا شَرُرْتُ مِن الشَّرِّ وما حكاه سيبويه عن يونس قولهم لَبُبْتُ من اللُّبِّ وتقول ما كنتَ حَبيباً ولقد حَبِبْتَ بالكسر أَي صِرْتَ حَبِيباً وحَبَّذَا الأَمْرُ أَي هو حَبِيبٌ قال سيبويه جعلوا حَبّ مع ذا بمنزلة الشيءِ
الواحد وهو عنده اسم وما بعده مرفوع به ولَزِمَ ذا حَبَّ وجَرَى كالمثل والدَّلِيلُ على ذلك أَنهم يقولون في المؤَنث حَبَّذا ولا يقولون حَبَّذِه ومنهُ قولهم حَبَّذا زَيْدٌ فَحَبَّ فِعْل ماضٍ لا يَتصرَّف وأَصله حَبُبَ على ما قاله الفرّاءُ وذا فاعله وهو اسم مُبْهَم مِن أَسْماءِ الإشارة جُعِلا شيئاً واحداً فصارا بمنزلة اسم يُرْفَع ما بعده وموضعه رفع بالابْتداءِ وزيد خبره ولا يجوز أَن يكون بدلاً مِن ذا لأَنّك تقول حَبَّذا امرأَةٌ ولو كان بدلاً لقلت حَبَّذِهِ المرأَةُ قال جرير
يا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ ... وحَبَّذا ساكِنُ الرَّيّانِ مَنْ كانا
وحَبَّذا نَفَحاتٌ مِنْ يَمانِيةٍ ... تَأْتِيكَ مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ أَحيانا
الأَزهري وأَما قولهم حبّذا كذا وكذا بتشديد الباء فهو حَرْفُ مَعْنىً أُلِّفَ من حَبَّ وذا يقال حَبَّذا الإِمارةُ والأَصل حَبُبَ ذا فأَدْغِمَتْ إِحْدَى الباءَين في الأُخْرى وشُدّدتْ وذا إِشارةٌ إِلى ما يَقْرُب منك وأَنشد بعضهم
حَبَّذا رَجْعُها إِلَيها يَدَيْها ... في يَدَيْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارَا ( 2 )
( 2 قوله « إليها يديها » هذا ما وقع في التهذيب أيضاً ووقع في الجزء العشرين إليك )
كأَنه قال حَبُبَ ذا ثم ترجم عن ذا فقالَ هو رَجْعُها يديها إِلى
حَلِّ تِكَّتِها أَي ما أَحَبَّه ويَدَا دِرْعِها كُمَّاها وقال أَبو الحسن بن كيسان حَبَّذا كَلِمتان جُعِلَتا شيئاً واحداً ولم تُغَيَّرا في تثنية ولا جمع ولا تَأْنِيث ورُفِع بها الاسم تقول حَبَّذا زَيْدٌ وحَبَّذا الزَّيْدانِ وحَبَّذا الزَّيْدُونَ وحَبَّذا هِنْد وحَبَّذا أَنْتَ وأَنْتُما وأَنتُم وحَبَّذا يُبتدأُ بها وإِن قلت زَيْد حَبَّذا فهي جائزة وهي قَبِيحة لأَن حَبَّذا كلمة مَدْح يُبْتَدأُ بها لأَنها جَوابٌ وإِنما لم تُثَنَّ ولم تُجمع ولم [ ص 292 ] تُؤَنَّثْ لأَنك إِنما أَجْرَيْتَها على ذِكر شيءٍ سَمِعْته فكأَنك قلت حَبَّذا الذِّكْرُ ذُكْرُ زَيْدٍ فصار زيدٌ موضعَ ذكره وصارَ ذا مشاراً إِلى الذِّكْرِيّةِ والذِّكرُ مُذَكَّرٌ وحَبَّذا في الحَقِيقةِ فِعْلٌ واسْم حَبَّ بمنزلة نِعْم وذا فاعل بمنزلة الرَّجل الأَزهري قال وأَمَّا حَبَّذا فإِنه حَبَّ ذا فإِذا وَصَلْتَ رَفَعْتَ به فقلت حَبَّذا زَيْدٌ وحَبَّبَ إِليه الأَمْرَ جعله يُحِبُّه وهم يَتَحابُّون أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً وحَبَّ إِلَيَّ هذا الشيءُ يَحَبُّ حُبّاً قال ساعدة
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ... وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ
وأَنشد الأَزهري
دَعانا فسَمَّانَا الشِّعارَ مُقَدِّماً ... وحَبَّ إِلَيْنا أَن نَكُونَ المُقدَّما
وقولُ ساعدة وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّب أَي حَبَّ بها إِليّ مُتَجَنِّبةً وفي الصحاح في هذا البيت وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ وقال أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ ونَقَل الضَّمَّةَ إِلى الحاءِ لأَنه مَدْحٌ ونَسَبَ هذا القَوْلَ إِلى ابن السكيت وحَبابُكَ أَن يكون ذلِكَ أَو حَبابُكَ أَن تَفْعَلَ ذلك أَي غايةُ مَحَبَّتِك وقال اللحياني معناه مَبْلَغُ جُهْدِكَ ولم يذكر الحُبَّ ومثله حماداكَ أَي جُهْدُك وغايَتُكَ الأَصمعي حَبَّ بِفُلانٍ أَي ما أَحَبَّه إِليَّ وقال الفرَّاءُ معناه حَبُبَ بفلان بضم الباء ثم أُسْكِنَتْ وأُدْغِمَتْ في الثانية وأَنشد الفرَّاءُ
وزَادَه كَلَفاً في الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ ... وحَبَّ شيْئاً إِلى الإِنْسانِ ما مُنِعَا
قال وموضِعُ ما رفْع أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ وأَنشد شمر ولَحَبَّ بالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيالا أَي ما أَحَبَّه إِليَّ أَي أَحْبِبْ بِه والتَّحَبُّبُ إِظْهارُ الحُبِّ وحِبَّانُ وحَبَّانُ اسْمانِ مَوْضُوعانِ مِن الحُبِّ والمُحَبَّةُ والمَحْبُوبةُ جميعاً من أَسْماءِ مَدِينةِ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم حكاهما كُراع لِحُبّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وأَصحابِه إِيَّاها ومَحْبَبٌ اسْمٌ عَلَمٌ جاءَ على الأَصل لمكان العلمية كما جاءَ مَكْوَزةٌ ومَزْيَدٌ وإِنما حملهم على أَن يَزِنوا مَحْبَباً بِمَفْعَلٍ دون فَعْلَلٍ لأَنهم وجدوا ما تركب من ح ب ب ولم يجدوا م ح ب ولولا هذا لكان حَمْلُهم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَولى لأَنّ ظهور التضعيف في فَعْلَل هو القِياسُ والعُرْفُ كقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ وقوله أَنشده ثعلب
يَشُجُّ به المَوْماةَ مُسْتَحْكِمُ القُوَى ... لَهُ مِنْ أَخِلاَّءِ الصَّفاءِ حَبِيبُ
فسره فقال حَبِيبٌ أَي رَفِيقٌ والإِحْبابُ البُروكُ وأَحَبَّ البَعِيرُ بَرَكَ وقيل الإِحْبابُ في الإِبلِ كالحِرانِ في الخيل وهو أَن يَبْرُك فلا يَثُور قال أَبو محمد الفقعسي
حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبا ... ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا
القَفِيلُ السَّوْطُ وبعير مُحِبٌّ وقال أَبو عبيدة في [ ص 293 ] قوله تعالى إِنّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْر عن ذِكْرِ رَبِّي أَي لَصِقْتُ بالأَرض لِحُبّ الخَيْلِ حتى فاتَتني الصلاةُ وهذا غير معروف في الإِنسان وإِنما هو معروف في الإِبل وأَحَبَّ البعِيرُ أَيضاً إِحْباباً أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فلم يَبْرَحْ مكانَه حتى يَبْرأَ أَو يموتَ قال ثعلب ويقال للبَعِيرِ الحَسِيرِ مُحِبٌّ وأَنشد يصف امرأَةً قاسَتْ عَجِيزتها بحَبْلٍ وأَرْسَلَتْ به إِلى أَقْرانِها
جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ ... فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّْ
أَبو الهيثم الإِحْبابُ أَن يُشْرِفَ البعيرُ على الموت مِن شدّة المَرض فَيَبْرُكَ ولا يَقدِرَ أَن يَنْبَعِثَ قال الراجز ما كان ذَنْبِي في مُحِبٍّ بارِك أَتاهُ أَمْرُ اللّهِ وهو هالِك والإِحْبابُ البُرْءُ من كلّ مَرَضٍ ابن الأَعرابي حُبَّ إِذا أُتْعِبَ وحَبَّ إِذا وقَفَ وحَبَّ إِذا تَوَدَّدَ واسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ إِذا أَمْسَكَتِ الماء وطال ظِمْؤُها وإِنما يكون ذلك إِذا التقت الطَّرْفُ والجَبْهةُ وطَلَعَ معهما سُهَيْلٌ والحَبُّ الزرعُ صغيراً كان أَو كبيراً واحدته حَبَّةٌ والحَبُّ معروف مُستعمَل في أَشياءَ جَمة حَبَّةٌ مِن بُرّ وحَبَّة مِن شَعير حتى يقولوا حَبَّةٌ من عِنَبٍ والحَبَّةُ من الشَّعِير والبُرِّ ونحوهما والجمع حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ الأَخيرة نادرة لأَنَّ فَعلة لا تجمع على فُعْلانٍ إِلاّ بعد طَرْحِ الزائد وأَحَبَّ الزَّرْعُ وأَلَبَّ إِذا دخَل فيه الأُكْلُ وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُّبُّ والحَبَّةُ السَّوْداءُ والحَبَّة الخَضْراء والحَبَّةُ من الشيءِ القِطْعةُ منه ويقال للبَرَدِ حَبُّ الغَمامِ وحَبُّ المُزْنِ وحَبُّ قُرٍّ وفي صفتِه صلى اللّه عليه وسلم ويَفْتَرُّ عن مِثْلِ حَبّ الغَمامِ يعني البَرَدَ شَبَّه به ثَغْرَه في بَياضِه وصَفائه وبَرْدِه
( يتبع )

( ( ) تابع 1 ) حبب الحُبُّ نَقِيضُ البُغْضِ والحُبُّ الودادُ والمَحَبَّةُ قال ابن السكيت وهذا جابِرٌ بن حَبَّةَ اسم للخُبْزِ وهو معرفة
وحَبَّةُ اسم امرأَةٍ قال
أَعَيْنَيَّ ساءَ اللّهُ مَنْ كانَ سَرَّه ... بُكاؤُكما أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذاكُما
ولوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِما ... لِنَزْعِ القَذَى لَمْ يُبْرِئَا لي قَذاكُما
قال ابن جني حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل من الجِنِّ يقال له مَنْظُور فكانت حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بما يُعَلِّمها مَنْظُور والحِبَّةُ بُزورُ البقُولِ والرَّياحِينِ واحدها حَبٌّ ( 1 )
( 1 قوله « واحدها حب » كذا في المحكم أيضاً ) الأَزهري عن الكسائي الحِبَّةُ حَبُّ الرَّياحِينِ وواحده حَبَّةٌ وقيل إِذا كانت الحُبُوبُ مختلفةً من كلِّ شيءٍ شيءٌ فهي حِبَّةٌ وقيل الحِبَّةُ بالكسر بُزورُ الصَّحْراءِ مما ليس بقوت وقيل الحِبَّةُ نبت يَنْبُتُ في الحَشِيشِ صِغارٌ وفي حديثِ أَهلِ النارِ فَيَنْبُتون كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ قالوا الحِبَّةُ إِذا كانت حُبوب مختلفة من كلّ شيءٍ والحَمِيلُ مَوْضِعٌ يَحْمِلُ فيه السَّيْلُ والجمع حِبَبٌ وقيل ما كان له [ ص 294 ] حَبٌّ من النَّباتِ فاسْمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّة وقال أَبو حنيفة الحِبَّة بالكسر جميعُ بُزورِ النَّباتِ واحدتها حَبَّةٌ بالفتح عن الكسائي قال فأَما الحَبُّ فليس إِلا الحِنْطةَ والشَّعِيرَ واحدتها حَبَّةٌ بالفتح وإِنما افْتَرَقا في الجَمْع الجوهري الحَبَّةُ واحدة حَبِّ الحِنْطةِ ونحوها من الحُبُوبِ والحِبَّةُ بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه من غير أَن يُبْذَرَ وكلُّ ما بُذِرَ فبَزْرُه حَبَّة بالفتح وقال ابن دريد الحِبَّةُ بالكسر ما كان مِن بَزْرِ العُشْبِ قال أَبو زياد إِذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ وتَراكَمَ فذلك الحِبَّة رواه عنه أَبو حنيفة قال وأَنشد قَوْلَ أَبي النَّجْمِ وَوَصَفَ إِبِلَه
تَبَقَّلَتْ مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ ... في حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ
قال الأَزهري ويقال لِحَبّ الرَّياحِين حِبَّةٌ وللواحدة منها حَبّةٌ والحِبَّةُ حَبُّ البَقْل الذي ينْتَثِر والحَبَّة حَبَّةُ الطَّعام حَبَّةٌ من بُرٍّ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ وأَرُزٍّ وكل ما يأْكُله الناسُ قال الأَزهري وسمعت العربَ تقول رَعَيْنا الحِبَّةَ وذلك في آخر الصَّيْف إِذا هاجتِ الأَرضُ ويَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ وتَناثَرتْ بُزُورُها وَوَرَقُها فإِذا رَعَتْها النَّعَم سَمِنَتْ عليها قال ورأَيتهم يسمون الحِبَّةَ بعد الانْتثارِ القَمِيمَ والقَفَّ وتَمامُ سِمَنِ النَّعَمِ بعد التَّبَقُّلِ ورَعْيِ العُشْبِ يكون بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيم قال ولا يقع اسم الحِبَّةِ إِلاّ على بُزُورِ العُشْبِ والبُقُولِ البَرِّيَّةِ وما تَناثر من ورَقِها فاخْتَلَطَ بها مثل القُلْقُلانِ والبَسْباسِ والذُّرَق والنَّفَل والمُلاَّحِ وأَصْناف أَحْرارِ البُقُولِ كلِّها وذُكُورها وحَبَّةُ القَلْبِ ثَمَرتُه وسُوَيْداؤُه وهي هَنةٌ سَوْداءُ فيه وقيل هي زَنَمةٌ في جَوْفِه قال الأَعشى فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها الأَزهري حَبَّةُ القَلْب هي العَلَقةُ السَّوْداء التي تكون داخِلَ القَلْبِ وهي حَماطةُ القلب أَيضاً يقال أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلان إِذا شَغَفَ قَلْبَه حُبُّها وقال أَبو عمرو الحَبَّةُ وَسَطُ القَلْبِ وحَبَبُ الأَسْنانِ تَنَضُّدُها قال طرفة
وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً ... كَرُضابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ
قال ابن بري وقال غير الجوهري الحَبَبُ طَرائقُ مِن رِيقِها لأَنّ قَلَّةَ الرِّيقِ تكون عند تغير الفم ورُضابُ المِسْكِ قِطَعُه والحِبَبُ ما جَرَى على الأَسْنانِ من الماءِ كقِطَعِ القَوارِير وكذلك هو من الخَمْرِ حكاه أَبو حنيفة وأَنشد قول ابن أَحمر
لَها حِبَبٌ يَرَى الرَّاؤُون منها ... كما أَدْمَيْتَ في القَرْوِ الغَزالا
أَراد يَرى الرَّاؤُون منها في القَرْوِ كما أَدْمَيْتَ الغَزالا الأَزهري حَبَبُ الفَمِ ما يَتَحَبَّبُ من بَياضِ الرِّيقِ على الأَسْنانِ وحِبَبُ الماء وحَبَبُه وحَبابه بالفتح طَرائقُه وقيل حَبابُه نُفّاخاته وفَقاقِيعُه التي تَطْفُو كأَنَّها القَوارِيرُ وهي اليَعالِيلُ وقيل حَبابُ الماءِ مُعْظَمُه قال [ ص 295 ] طَرفةُ
يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزُومُها بِها ... كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ
فَدَلَّ على انه المُعْظَمُ وقال ابن دريد الحَبَبُ حَبَبُ الماءِ وهو تَكَسُّره وهو الحَبابُ وأَنشد الليث
كأَنَّ صلاَ جَهِيزةَ حِينَ قامَتْ ... حَبابُ الماءِ يَتَّبِعُ الحَبابا
ويُروى حين تَمْشِي لم يُشَبِّهْ صَلاها ومَآكِمَها بالفَقاقِيع وإِنما شَبَّهَ مَآكِمَها بالحَبابِ الذي عليه ( 1 )
( 1 عليه أي على الماء )
كأَنَّه دَرَجٌ في حَدَبةٍ والصَّلا العَجِيزةُ وقيل حَبابُ الماءِ مَوْجُه الذي يَتْبَعُ بعضُه بعضاً قال ابن الأَعرابي وأَنشد شمر سُمُوّ حَبابِ الماءِ حالاً على حالِ قال وقال الأَصمعي حَبابُ الماءِ الطَّرائقُ التي في الماءِ كأَنَّها الوَشْيُ وقال جرير كنَسْجِ الرِّيح تَطَّرِدُ الحَبابا وحَبَبُ الأَسْنان تَنَضُّدها وأَنشد
وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً ... كأَقاحي الرَّمْلِ عَذْباً ذا أُشُرْ
أَبو عمرو الحَبابُ الطَّلُّ على الشجَر يُصْبِحُ عليه وفي حديث صِفةِ أَهل الجَنّةِ يَصِيرُ طَعامُهم إِلى رَشْحٍ مثْلِ حَباب المِسْكِ قال ابن الأَثير الحَبابُ بالفتح الطَّلُّ الذي يُصْبِحُ على النَّباتِ شَبّه به رَشْحَهم مَجازاً وأَضافَه إلى المِسْكِ ليُثْبِتَ له طِيبَ الرَّائحةِ قال ويجوز أَن يكون شبَّهه بحَباب الماءِ وهي نُفَّاخاتهُ التي تَطْفُو عليه ويقال لِمُعْظَم الماءِ حَبابٌ أَيضاً ومنه حديث عليّ رضي اللّه عنه قال لأَبي بكر رضي اللّه عنه طِرْتَ بعُبابِها وفُزْتَ بحَبابِها أَي مُعْظَمِها وحَبابُ الرَّمْلِ وحِبَبهُ طَرائقُه وكذلك هما في النَّبِيذ والحُبُّ الجَرَّةُ الضَّخْمةُ والحُبُّ الخابِيةُ وقال ابن دريد هو الذي يُجْعَلُ فيه الماءُ فلم يُنَوِّعْه قال وهو فارِسيّ مُعَرّب قال وقال أَبو حاتم أَصلُه حُنْبٌ فَعُرِّبَ والجَمْعُ أَحْبابٌ وحِبَبةٌ ( 2 )
( 2 قوله « وحببة » ضبط في المحكم بالكسر وقال في المصباح وزان عنبة )
وحِبابٌ والحُبَّةُ بالضم الحُبُّ يقال نَعَمْ وحُبَّةً وكَرامةً وقيل في تفسير الحُبِّ والكَرامةِ إِنَّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأَرْبَعُ التي تُوضَعُ عليها الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ وإِنّ الكَرامةَ الغِطاءُ الذي يَوضَعُ فوقَ تِلك الجَرّة مِن خَشَبٍ كان أَو من خَزَفٍ والحُبابُ الحَيَّةُ وقيل هي حَيَّةٌ ليست من العَوارِمِ قال أَبو عبيد وإِنما قيل الحُبابُ اسم شَيْطانٍ لأَنَّ الحَيَّةَ يُقال لها شَيْطانٌ قال
تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ كأَنَّه ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِيِ خِرْوَعٍ قَفْرِ
وبه سُمِّي الرَّجل وفي حديثٍ الحُبابُ شيطانٌ قال ابن الأَثير هو بالضم اسم له ويَقَع على الحَيَّة أَيضاً كما يقال لها شَيْطان فهما مشتركان فيهما وقيل الحُبابُ حيَّة بعينها ولذلك غُيِّرَ اسم [ ص 296 ] حُبابٍ كراهية للشيطان
والحِبُّ القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ واحدة قال ابن دُرَيْد أَخبرنا أَبو
حاتم عن الأَصمعي أَنه سأَل جَنْدَلَ بن عُبَيْدٍ الرَّاعِي عن معنى قول أَبيه الرَّاعِي ( 1 )
( 1 قوله « الراعي » أي يصف صائداً في بيت من حجارة منضودة تبيت الحيات قريبة منه قرب قرطه لو كان له قرط تبيت الحية إلخ وقبله
وفي بيت الصفيح أبو عيال ... قليل الوفر يغتبق السمارا
يقلب بالانامل مرهفات ... كساهنّ المناكب والظهارا
أفاده في التكملة )
تَبِيتُ الحَيّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ ... مَكانَ الحِبِّ يَسْتَمِعُ السِّرارا
ما الحِبُّ ؟ فقال القُرْطُ فقال خُذُوا عن الشيخ فإِنه عالِمٌ قال الأَزهريّ وفسر غيره الحِبَّ في هذا البيت الحَبِيبَ قال وأُراه قَوْلَ ابن الأَعرابي والحُبابُ كالحِبِّ والتَّحَبُّبُ أَوَّلُ الرِّيِّ وتَحَبَّبَ الحِمارُ وغَيْرُه امْتَلأَ من الماءِ قال ابن سيده وأُرَى حَبَّبَ مَقُولةً في هذا المَعنى ولا أَحُقُّها وشَرِبَتِ الإِبلُ حتى حَبَّبَتْ أَي تَمَلأَتْ رِيّاً أَبو عمرو حَبَّبْتُه فتَحَبَّبَ إِذا مَلأْتَه للسِّقاءِ وغَيْرِه وحَبِيبٌ قبيلةٌ قال أَبو خِراش
عَدَوْنا عَدْوةً لا شَكَّ فِيها ... وخِلْناهُمْ ذُؤَيْبةَ أَو حَبِيبا
وذُؤَيْبة أَيضاً قَبِيلة وحُبَيْبٌ القُشَيْرِيُّ من شُعَرائهم وذَرَّى حَبّاً اسم رجل قال
إِنَّ لها مُرَكَّناً إِرْزَبَّا ... كأَنه جَبْهةُ ذَرَّى حَبَّا
وحَبَّانُ بافتح اسم رَجل مَوْضُوعٌ مِن الحُبِّ وحُبَّى على وزن فُعْلى اسم امرأَة قال هُدْبةُ بن خَشْرمٍ
فَما وَجَدَتْ وَجْدِي بها أُمُّ واحِدٍ ... ولا وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمّ كِلابِ

حبحب
الحَبْحَبةُ والحَبْحَبُ جَرْيُ الماءِ قَلِيلاً قَلِيلاً والحَبْحَبةُ الضَّعْفُ والحَبْحَابُ الصَّغير في قَدْرٍ والحَبْحابُ الصغير الجسم المُتداخِلُ العِظام وبِهما سُمِّي الرَّجل حَبْحاباً والحَبْحَبيُّ الصغير الجِسْمِ والحَبحابُ والحَبْحَبُ والحَبْحَبِيُّ مِن الغِلْمانِ والإِبلِ الضَّئِيلُ الجِسمِ وقيل الصغِيرُ والمُحَبْحِبُ السَّيِّئُ الغِذاءِ وفي المثل ( 2 )
( 2 قوله « وفي المثل إلخ » عبارة التهذيب وفي المثل أهلكت إلخ وعبارة المحكم وقال بعض العرب لآخر أهلكت إلخ جمع المؤلف بينهما ) قال بعضُ العَرَب لآخر أَهْلَكْتَ من عَشْرٍ ثَمانياً وجِئْتَ بِسائِرها حَبْحَبةً أَي مَهازِيلَ الأَزهري يقال ذلك عند المَزْرِيةِ على المِتْلافِ لِمالِه قال والحَبْحَبةُ تَقَعُ مَوْقِعَ الجَماعةِ ابن الأَعرابي إِبل حَبْحَبةٌ مَهازِيلُ والحَبْحَبةُ سَوْقُ الإِبلِ وحَبْحَبَةُ النارِ اتِّقادُها [ ص 297 ] والحَباحِبُ بالفتح الصِّغار الواحد حَبْحابٌ قال حبيب بن عبداللّه الهُذَلي وهو الأعلم
دَلَجِي إِذا ما اللَّيْلُ جَنَّ ... عَلى المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ
الجوهري يعني بالمُقَرَّنةِ الجِبالَ التي يَدْنُو بَعضُها من بَعْضٍ قال ابن بري المُقَرّنةُ إِكامٌ صِغارٌ مُقْتَرنةٌ ودَلَجِي فاعِل بِفِعْل ذَكَره قبل البيت وهو
وبِجانِبَيْ نَعْمانَ قُلْ ... تُ أَلَنْ يُبَلِّغَنِي مآرِبْ
ودَلَجِي فاعلُ يُبَلِّغَني قال السكري الحبَاحِبُ السَّريعةُ الخَفِيفةُ قال يصف جبالاً كأَنها قُرِنَت لِتقارُبِها ونارُ الحُباحِب ما اقْتَدَحَ من شَرَرِ النارِ في الهَواءِ مِن تَصادُمِ الحِجارة وحَبْحَبَتُها اتّقادُها وقيل الحُباحِبُ ذُباب يَطِيرُ بالليل كأَنه نارٌ له شُعاع كالسِّراجِ قال النابغة يصف السُّيُوفَ
تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضاعَفَ نَسْجُه ... وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ
وفي الصحاح ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاح والسَّلُوقِيُّ الدِّرْعُ المَنْسوبةُ إِلى سَلُوقَ قرية باليمن والصُّفَّاح الحَجَر العَريضُ وقال أَبو حنيفة نارُ حُباحِبٍ ونار أَبي حُباحِبٍ الشَّررُ الذي يَسْقُط مِن الزِّناد قال النابغة
أَلا إِنَّما نِيرانُ قَيْسٍ إِذا شَتَوْا ... لِطارِقِ لَيْلٍ مِثْلُ نارِ الحُباحِبِ
قال الجوهري وربما قالوا نارُ أَبي حُباحِبٍ وهو ذُبابٌ يَطِيرُ بالليل كأَنه نارٌ قال الكُمَيْتُ ووصف السيوف
يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَراتِ مِنْها ... كنارِ أَبي حُباحِبَ والظُّبِينا
وإِنما تَرَكَ الكُمَيْتُ صَرْفَه لأَنه جَعَلَ حُباحِبَ اسماً لمؤَنث قال أَبو حنيفة لا يُعْرَفُ حُباحِبٌ ولا أَبو حُباحِبٍ ولم نَسْمَع فيه عن العَرب شيئاً قال ويَزْعُمُ قَوم أَنه اليَراعُ واليراعُ فَراشةٌ إِذا طارَتْ في الليل لم يَشُكَّ مَن لم يَعْرِفْها أَنَّها شَرَرةٌ طارتْ عن نارٍ أَبو طالب يحكى عن الأَعراب أَنَّ الحُباحِبَ طائر أَطْوَلُ مِن الذُّباب في دِقَّةٍ يطير فيما بين المغرب والعشاء كأَنه شَرارةٌ قال الأَزهري وهذا معروف وقوله
يَذْرِينَ جَنْدلَ حائرٍ لِجُنُوبِها ... فكَأَنَّها تُذْكِي سَنابِكُها الحُبَا
إِنما أَراد الحُباحبَ أَي نارَ الحُباحِبِ يقول تُصِيبُ بالحَصى في جَرْيِها جُنُوبَها الفرَّاءُ يقال للخيل إِذا أَوْرَتِ النارَ بِحَوافِرها هي نارُ الحُباحِبِ وقيل كان أَبُو حُباحِبٍ مِن مُحارِبِ خَصَفَةَ وكان بَخِيلاً فكان لا يُوقِدُ نارَه إِلاَّ بالحَطَب الشَّخْتِ لئلا تُرَى وقيل اسمه حُباحِبٌ فضُرِبَ بِنارِه المَثَلُ لأَنه كان لا يُوقِدُ إِلا ناراً ضَعِيفةً مَخَافةَ الضِّيفانِ فقالوا نارُ الحُباحِبِ لِما تَقْدَحُه الخَيْلُ بحَوافِرها واشْتَقَّ ابن الأَعرابي نارَ الحُباحِبِ مِن الحَبْحَبة التي هي الضَّعْفُ ورُبَّما جَعَلُوا الحُباحِبَ اسماً لتلك النَّارِ قال الكُسَعِي
ما بالُ سَهْمي يُوقِدُ الحُباحِبا ؟ ... قدْ كُنْتُ أَرْجُو أَن يكونَ صائبا
[ ص 298 ] وقال الكلبي كان الحُباحِبُ رَجُلاً من أَحْياءِ العرب وكان مِن أَبْخَلِ الناس فبَخِلَ حتى بلَغَ به البُخْلُ أَنه كان لا يُوقِدُ ناراً بِلَيْلٍ إِلاَّ ضَعِيفةً فإِذا انْتَبَه مُنْتَبِهٌ ليَقْتَبِسَ منها أَطْفأَها فكذلك ما أوْرَتِ الخيل لا يُنْتَفَعُ به كما لا يُنتَفَعُ بنار الحُباحِبِ وأُمُّ حُباحِبٍ دُوَيْبَّةٌ مثل الجُنْدَب تَطِير صَفْراءُ خَضْراءُ رَقْطاءُ بِرَقَطِ صُفْرة وخُضْرة ويقولون إِذا رأَوْها أَخْرِجِي بُرْدَيْ أَبي حُباحِبٍ فتَنْشُر جَناحَيْها وهما مُزَيَّنانِ بأَحمر وأَصفر وحَبْحَبٌ اسم موضع قال النابغة
فَسافانِ فالحُرَّانِ فالصِّنْعُ فالرَّجا ... فجَنْبا حِمًى فالخانِقانِ فَحَبْحَبُ
وحُباحِبٌ اسم رجل قال
لَقَدْ أَهْدَتْ حُبابةُ بِنْتُ جَلٍّ ... لأِهْلِ حُباحِبٍ حَبْلاً طَوِيلا
اللحياني حَبْحَبْتُ بالجمَلِ حِبْحاباً وحَوَّبْتُ بِهِ تحْوِيباً إِذا قلت له حَوْبِ حَوْبِ وهو زَجْرٌ

حترب
الحَترَبُ القَصِيرُ

حثرب
حَثرَبَتِ القَلِيبُ كَدُرَ ماؤُها واخْتَلَطَتْ به الحَمْأَةُ وأَنشد
لم تَرْوَ حَتَّى حَثرَبَتْ قَلِيبُها ... نَزْحاً وخافَ ظَمَأً شَرِيبُها
والحُثْرُبُ الوَضَرُ يَبْقَى في أَسْفَلِ القِدْرِ والحُثْرُبُ والحُرْبُثُ نَباتٌ سُهْليٌّ

حثلب
الحِثْلِبُ والحِثْلِمُ عَكَرُ الدُّهْنِ أَو السَّمْنِ في بعض اللُّغات

حجب
الحِجابُ السِّتْرُ حَجَبَ الشيءَ يَحْجُبُه حَجْباً وحِجاباً وحَجَّبَه سَترَه وقد احْتَجَبَ وتحَجَّبَ إِذا اكْتنَّ من وراءِ حِجابٍ وامرأَة مَحْجُوبةٌ قد سُتِرَتْ بِسِترٍ وحِجابُ الجَوْفِ ما يَحْجُبُ بين الفؤَادِ وسائره قال الأَزهريّ هي جِلْدة بَين الفؤَادِ وسائر البَطْن والحاجِبُ البَوَّابُ صِفةٌ غالِبةٌ وجمعه حَجَبةٌ وحُجَّابٌ وخُطَّتُه الحِجابةُ وحَجَبَه أَي مَنَعَه عن الدخول وفي الحديث قالت بنُو قُصَيٍّ فينا الحِجابةُ يعنون حِجابةَ الكَعْبةِ وهي سِدانَتُها وتَولِّي حِفْظِها وهم الذين بأَيديهم مَفاتِيحُها والحَجابُ اسمُ ما احْتُجِبَ به وكلُّ ما حالَ بين شيئين حِجابٌ والجمع حُجُبٌ لا غير وقوله تعالى ومِن بَيْننا وبَيْنِك حِجابٌ معناه ومن بينِنا وبينِك حاجِزٌ في النِّحْلَةِ والدِّين وهو مثل قوله تعالى قُلوبُنا في أَكِنَّةٍ إِلاَّ أَنَّ معنى هذا أَنَّا لا نُوافِقُك في مذهب واحْتَجَبَ المَلِكُ عن الناس ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ والحِجابُ لحْمةٌ رَقِيقةٌ كأَنها جِلْدةٌ قد اعْتَرَضَتْ مُسْتَبْطِنةٌ بين الجَنْبَينِ تحُولُ بين السَّحْرِ والقَصَبِ وكُلُّ شيءٍ مَنَع شيئاً فقد حَجَبَه كما تحْجُبُ الإِخْوةُ الأُمَّ عن فَريضَتِها فإِن الإِخْوة يحْجُبونَ الأُمَّ عن الثُّلُثِ إِلى السُّدُسِ والحاجِبانِ العَظْمانِ اللَّذانِ فوقَ العَيْنَينِ [ ص 299 ] بِلَحْمِهما وشَعَرهِما صِفةٌ غالِبةٌ والجمع حَواجِبُ وقيل الحاجِبُ الشعَرُ النابِتُ على العَظْم سُمِّي بذلك لأَنه يَحْجُب عن العين شُعاع الشمس قال اللحياني هو مُذكَّر لا غيرُ وحكى إِنه لَمُزَجَّجُ الحَواجِبِ كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه حاجِباً قال وكذلك يقال في كل ذِي حاجِب قال أَبو زيد في الجَبِينِ الحاجِبانِ وهما مَنْبِتُ شعَر الحاجِبَين من العَظْم وحاجِبُ الأَمِير معروف وجمعه حُجَّابٌ وحَجَبَ الحاجِبُ يَحْجُبُ حَجْباً والحِجابةُ وِلايةُ الحاجِبِ واسْتَحجَبَه ولاَّه الحِجْبَة ( 1 )
( 1 قوله « ولاه الحجبة » كذا ضبط في بعض نسخ الصحاح )
والمَحْجُوبُ الضَّرِيرُ
وحاجِبُ الشمس ناحيةٌ منها قال
ترَاءَتْ لنا كالشَّمْسِ تحْتَ غَمامةٍ ... بدَا حاجِبٌ منها وضَنَّتْ بِحاجِبِ
وحَواجِبُ الشمس نَواحِيها الأَزهري حاجِبُ الشمس قَرْنُها وهو ناحِيةٌ من قُرْصِها حِينَ تَبْدَأُ في الطُّلُوع يقال بَدا حاجِبُ الشمسِ والقمرِ وأَنشد الأَزهري للغنوي ( 2 )
( 2 هذا البيت لبشار بن برد لا للغنوي )
إِذا ما غَضِبْنا غَضْبةً مُضَرِيَّةً ... هَتَكْنا حِجابَ الشمسِ أَو مَطَرَتْ دَما
قال حِجابُها ضَوؤُها ههنا وقولُه في حديثِ الصلاةِ حِين توارَتْ بالحِجابِ الحِجابُ ههنا الأُفُقُ يريد حين غابَتِ الشمسُ في الأُفُق واسْتَتَرَتْ به ومنه قوله تعالى حتى توَارَتْ بالحِجابِ وحاجِبُ كل شيءٍ حَرْفُه وذكر الأَصْمعِي أَنَّ امْرأَةَّ قَدَّمَتْ إِلى رجل خُبزَةً أَو قُرْصَةً فجَعلَ يأكُلُ من وَسَطِها فقالت له كُلْ من حَواجِبِها أَي مِن حُرُوفِها والحِجابُ ما أَشْرَفَ مِن الجبل وقال غيرُه الحِجابُ مُنْقَطَعُ الحَرَّةِ قال أَبو ذُؤَيْب
فَشَرِبْنَ ثم سَمِعْنَ حِسّاً دونَه ... شَرَفُ الحِجابِ ورَيْبُ قَرْعٍ يُقْرَعُ
وقِيل إِنما يُريد حِجابَ الصائِدِ لأَنه لا بُدَّ له أَن يَسْتَتر بشيءٍ ويقال احْتَجَبَتِ الحامِلُ من يومِ تاسِعها وبيَومٍ من تاسعها يقال ذلك للمرأَةِ الحامِلِ إِذا مَضَى يومٌ من تاسِعها يقولون أَصْبَحَتْ مُحْتَجِبةً بيومٍ من تاسعها هذا كلام العرب وفي حديث أَبي ذر أَنَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم قال إِن اللّه يَغْفِرُ للعبد ما لم يَقَع الحِجابُ قيل يا رسولَ اللّه وما الحِجابُ ؟ قال أَن تَمُوتَ النفْسُ وهي مُشْرِكةٌ كأَنها حُجِبَتْ بالمَوْت عن الإِيمان قال أَبو عَمرو وشمر حديثُ أَبي ذرّ يَدُل على أَنه لا ذَنْبَ يَحْجُبُ عن العَبْدِ الرحمةَ فيما دون الشِّرْكِ وقال ابن شميل في حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه مَنِ اطَّلعَ الحِجابَ واقَعَ ما وراءَهُ أَي إِذا مات الإِنسانُ واقَعَ ما وراءَ الحجابَينِ حِجابِ الجَنَّةِ وحجابِ النَّارِ لأَنهما قد خَفِيَا وقيل اطِّلاعُ الحِجاب مَدُّ الرأْس لأَن المُطالِعَ يمُدُّ رأْسَه يَنْظُر مِن وراءِ الحجابِ وهو السِّتْرُ والحَجَبةُ بالتحريك رأْسُ الوَرِكِ والحَجَبَتانِ [ ص 300 ] حَرْفا الوَرِكِ اللَّذانِ يُشْرِفانِ على الخاصِرَتَينِ قال طُفيْلٌ
وِراداً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَباتُها ... بَناتُ حِصانٍ قد تُعُولِمَ مُنْجِبِ
وقيل الحَجَبَتانِ العَظْمانِ فَوقَ العانةِ المُشْرِفانِ على مَراقِّ البَطْن مِن يمين وشِمال وقيل الحَجَبَتان رُؤُوسُ عَظْمَي الوَرِكَيْنِ مما يلي الحَرْقَفَتَين والجميعُ الحَجَبُ وثلاثُ حَجَباتٍ قال امرؤُ القيس له حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفالِ وقال آخر ولم تُوَقَّعْ بِرُكُوبٍ حَجَبُهْ والحَجَبَتانِ من الفرَس ما أَشْرَفَ على صِفاقِ البَطْنِ من وَرِكَيْهِ وحاجِبٌ اسم وقَوْسُ حاجِبٍ هو حاجِبُ بنُ زُرارةَ التَّميمِيّ وحاجِبُ الفِيلِ اسم شاعر من الشُّعراءِ وقال الأَزهريّ في ترجمة عتب العَتَبَةُ في الباب هي الأَعْلى والخَشَبةُ التي فَوْقَ الأَعلى الحاجِبُ والحَجِيبُ موضع قال الأَفْوَهُ
فَلَمَّا أَنْ رأَوْنا في وَغاها ... كآسادِ الغَرِيفةِ والحَجِيبِ ( 1 )
( 1 قوله « الغريفة » كذا ضبط في نسخة من المحكم وضبط في معجم ياقوت بالتصغير )
ويروى واللَّهِيبِ

حدب
الحَدَبةُ التي في الظَّهْرِ والحَدَبُ خُروجُ الظَّهْرِ ودخولُ البَطْنِ والصَّدْرِ رجُل أَحْدَبُ وحَدِبٌ الأخيرة عن سيبويه واحْدَوْدَبَ ظَهْرُه وقد حَدِبَ ظهرُه حَدَباً واحْدَوْدَبَ وتحادَب قال العُجَيرُ السَّلولي
رَأَتْني تحادَبْتُ الغَداةَ ومَنْ يَكُنْ ... فَتًى عامَ عامَ الماءِ فهو كَبِيرُ
وأَحْدَبه اللّه فهو أَحْدَبُ بيّن الحَدَبِ واسم العُجْزة الحَدَبةُ ( 2 )
( 2 قوله « العجزة الحدبة » كذا في نسخة المحكم العجزة بالزاي ) واسم الموضع الحَدَبةُ أَيضاً الأَزهري الحَدَبةُ مُحَرَّك الحُروف مَوْضِع الحَدَبِ في الظَّهْر النَّاتِئِ فالحَدَبُ دُخُول الصّدْر وخُروج الظهر والقَعَسُ دخُول الظهرِ وخُروجُ الصدْرِ وفي حديث قَيْلةَ كانت لها ابنةٌ حُدَيْباءٌ هو تصغير حَدْباءَ قال والحَدَبُ بالتحريك ما ارْتَفَع وغَلُظَ من الظَّهر قال وقد
يكون في الصَّدْر وقوله أَنشده ثعلب
أَلم تَسْأَلِ الرَّبْعَ القَواءَ فَيَنْطِقُ ... وهَلْ تُخْبِرَنْكَ اليَوْمَ بَيْداءُ سَمْلَقُ ؟
فَمُختَلَفُ الأَرْواحِ بَينَ سُوَيْقةٍ ... وأَحْدَبَ كادَتْ بَعْدَ عَهْدِكَ تُخْلِقُ
فسره فقال يعني بالأَحْدَبِ النُّؤْيَ لاحْدِيدابِه واعْوِجاجِه وكادَتْ رَجَعَ إِلى ذِكْرِ الدَّارِ وحالةٌ حَدْباءُ لا يَطْمَئنُّ لها صاحِبُها كأَنَّ لها حَدَبةً قال
وإِني لَشَرُّ الناسِ إِنْ لم أُبِتْهُمُ ... عَلى آلةٍ حَدْباءَ نابِيةِ الظَّهْرِ
[ ص 301 ] والحَدَبُ حدُورٌ في صَبَبٍ كَحَدَبِ الرِّيحِ والرَّملِ وفي التنزيل العزيز وهُم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون وفي حديث يأْجُوجَ مأْجوجَ وهم مِن كل حَدَب يَنْسِلُون يريد يَظْهَرُون من غَلِيظِ الأَرض ومُرْتَفِعها وقال الفرَّاءُ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ مِنْ كُلِّ أَكَمَةٍ ومن كل مَوْضِع مُرْتَفِعٍ والجَمْعُ أَحْدابٌ وحِدابٌ والحَدَبُ الغِلَظُ من الأَرض في ارْتِفاع والجمع الحِدابُ والحَدَبةُ ما أَشْرَفَ مِن الأَرض وغَلُظَ وارْتَفَعَ ولا تكون الحَدَبةُ إِلاَّ في قُفٍّ أَو غِلَظِ أَرضٍ وفي قصيد كعب بن زهير
كُلُّ ابنِ أُنْثَى وإِنْ طالَتْ سَلامَتُه ... يَوْماً عَلى آلةٍ حَدْباءَ مَحْمُولُ
يريد على النَّعْشِ وقيل أَراد بالآلة الحالةَ وبالحَدْباءِ الصَّعْبةَ الشديدة وفيها أَيضاً
يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها ... من اللَّوامِعِ تَخْلِيطٌ وتَزيِيلُ
وحَدَبُ الماءِ مَوْجُه وقيل هو تراكُبُه في جَرْيهِ الأَزهري حَدَبُ الماءِ ما ارْتَفَع مِن أَمْواجِه قال العجاج نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الغَدِيرِ وقال ابن الأَعرابي حَدَبُه كَثرتُه وارْتِفاعُه ويقال حَدَبُ الغَدِير تحَرُّكُ الماءِ وأَمْواجُه وحَدَبُ السَّيْلِ ارْتِفاعُه وقال الفرزدق
غَدا الحَيُّ مِنْ بَينِ الأُعَيْلِمِ بَعْدَما ... جَرَى حَدَبُ البُهْمى وهاجَتْ أَعاصِرُهْ ( 1 )
( 1 قوله « الأعيلم » كذا في النسخ والتهذيب والذي في التكملة والديوان الاعيلام )
قال حَدَبُ البُهْمَى ما تَناثَر منه فَرَكِبَ بعضُه بَعْضاً كَحَدَب الرَّمْلِ
واحْدَوْدَبَ الرَّمْلُ احْقَوْقَفَ وحُدْبُ الأَمُور شَواقُّها واحِدتها حَدْباءُ قال الرّاعي
مَرْوانُ أَحْزَمُها إِذا نَزَلَتْ به ... حُدْبُ الأُمُورِ وخَيْرُها مَأْمُولا
وحَدِبَ فلان على فلان يَحْدَبُ حَدَباً فهو حَدِبٌ وتحَدَّبَ تَعَطَّفَ وحَنا عليه يقال هو له كالوالِد الحَدِبِ وحَدِبَتِ المرأَةُ على ولَدها وتحَدَّبَتْ لم تَزَوَّجْ وأَشْبَلَتْ عليهم وقال الأَزهري قال أَبو عمرو الحَدَأُ مثل الحَدَبِ حَدِئْتُ عليه حَدَأً وحَدِبْتُ عليه حَدَباً أَي أَشْفَقْت عليه ونحو ذَلك قال أَبو زيد في الحَدَإِ والحَدَب وفي حديث علي يصف أَبا بكر رضي اللّه عنهما وأَحْدَبُهم على المسلمين أَي أَعْطَفُهم وأَشْفَقُهم مَن حَدِبَ عليه يَحْدَبُ إِذا عَطَفَ والمُتَحَدِّبُ المُتَعَلِّقُ بالشيءِ المُلازِمُ له والحَدْباءُ الدّابَّةُ التي بَدَتْ حَراقِفُها وعَظْمُ ظَهْرِها وناقة حَدْباءُ كذلك ويقال لها حَدْباءُ حِدْبِيرٌ وحِدبارٌ ويقال هُنَّ حُدْبٌ حَدابِيرُ الأَزهري وسَنةٌ حَدْباءُ شَديدة شُبِّهت بالدابة الحَدْباءِ [ ص 302 ] وقال الأَصمعي الحَدَبُ والحَدَرُ الأَثر في الجِلْد وقال غيره الحَدَرُ السِّلَع قال الأَزهري وصوابه الجَدَرُ بالجيم الواحدة جَدَرةٌ وهي السِّلْعةُ والضَّواةُ ووَسِيقٌ أَحْدَبُ سَرِيعٌ قال
قَرَّبَها ولم تَكَدْ تَقَرَّبُ ... مِنْ أَهْلِ نَيَّانَ وسِيقٌ أَحْدَبُ
وقال النضر وفي وَظِيفَي الفرس عُجايَتاهما وهما عَصَبَتان تَحْمِلان الرِّجل كلها قال وأَما أَحْدَباهما فهما عِرْقانِ قال وقال بعضهم الأَحْدَبُ في الذِّراع عِرْق مُسْتَبْطِنٌ عظمَ الذراع والأَحْدبُ الشِّدَّة وحَدَبُ الشِّتاءِ شدّة بَرْده قال مُزاحِمٌ العُقَيْلي
لم يَدْرِ ما حَدَبُ الشِّتاءِ ونَقْصُه ... ومَضَتْ صَنابِرُه وَلمْ يَتَخَدَّدِ
أَراد أَنه كان يَتَعَهَّدُه في الشتاءِ ويَقومُ عليه والحِدابُ مَوضِع قال جرير
لَقَدْ جُرِّدَتْ يَوْمَ الحِدابِ نِساؤُكم ... فَساءَتْ مجالِيها وقَلَّتْ مُهُورُها
قال أَبو حنيفة والحِدابُ جِبالٌ بالسَّراةِ ينزلها بنو شَبابة قَوم من فَهْمِ بن مالك والحُدَيْبِيةُ موضع وورد ذكرها في الحديث كثيراً وهي قَرية قَريبةٌمن مكة سُمِّيت ببئر فيها وهي مخففة وكثير من المحدثين يشدِّدونها
والحَدَبْدَبى لُعْبةٌ للنَّبِيط قال الشيخ ابن بري وجدت حاشية
مكتوبة ليست من أَصل الكتاب وهي حَدَبْدَبى اسم لعبة وأَنشد لسالم بن دارةَ يَهْجُو مُرّ بن رافِع الفَزارِي
حَدَبْدَبى حَدَبْدَبى يا صِبْيانْ ... إِنَّ بَني فَزارةَ بنِ ذُبْيانْ
قَد طَرّقَتْ ناقَتُهم بإِنْسانْ ... مُشَيَّإٍ أَعْجِبْ بِخَلْق الرَّحْمنْ
غَلَبْتُم الناسَ بأَكْل الجُرْدانْ ... وسَرَقِ الجارِ ونَيْكِ البُعْرانْ
التَّطْرِيقُ أَن يَخرج بعضُ الولد ويَعْسُر انْفِصاله مَن قولهم قَطاة مُطَرِّق إِذا يَبِسَت البَيضةُ في أَسْفَلِها قال المثَقِّب ( 1 )
( 1 قوله « المثقب » في مادتي نسف وطرق نسبة البيت إِلى الممزق ) العَبْدِيّ يذكر راحِلة رَكِبَها حتى أَخَذ عَقِباه في موضعِ ركابها مَغْرَزاً
وقد تَخِذَتْ رِجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها ... نَسِيفاً كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ
والجُرْدانُ ذكَر الفَرَسِ والمُشَيَّأُ القَبِيحُ المَنْظَرِ

حرب
الحَرْبُ نَقِيضُ السِّلم أُنثى وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها مُقاتَلَةٌ حَرْبٌ هذا قول السيرافي وتصغيرها حُرَيْبٌ بغير هاءٍ روايةً عن العَرَب لأَنها في الأَصل مصدر ومثلها ذُرَيْعٌ وقُوَيْسٌ وفُرَيْسٌ أُنثى ونُيَيْبٌ وذُوَيْد تصغير ذَوْدٍ وقُدَيْرٌ تصغير قِدْرٍ وخُلَيْقٌ يقال مِلْحَفةٌ خُلَيْقٌ كل ذلك تأْنيث يُصغَّر بغير هاءٍ قال وحُرَيْبٌ أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الضَّرْب وحكى [ ص 303 ] ابن الأَعرابي فيها التذكير وأَنشد
وهْوَ إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه ... كَرْهُ اللِّقاءِ تَلْتَظِي حِرابُه
قال والأَعرَفُ تأْنِيثُها وإِنما حكاية ابن الأَعرابي نادرة قال وعندي أَنه إِنما حَمَله على معنى القَتْل أَو الهَرْج وجمعها حُرُوبٌ ويقال وقَعَتْ بينهم حَرْبٌ الأَزهري أَنَّثُوا الحَرْبَ لأَنهم ذهَبُوا بها إلى المُحارَبةِ وكذلك السِّلْمُ والسَّلْمُ يُذْهَبُ بهما إِلى المُسالمةِ فتؤَنث ودار الحَرْب بلادُ المشركين الذين لا صُلْح بينهم وبين المسلمِين وقد حاربَه مُحارَبةً وحِراباً وتحَارَبُوا واحْترَبُوا وحارَبُوا بمعنى ورجُلٌ حَرْبٌ ومِحْرَبٌ بكسر الميم ومِحْرابٌ شَديدُ الحَرْبِ شُجاعٌ وقيل مِحْرَبٌ ومِحْرابٌ صاحب حَرْبٍ وقوم مِحْرَبةٌ ورجُلمِحْرَبٌ أَي مُحارِبٌ لعَدُوِّه وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه فابعثْ عليهم رجُلاً مِحْرَباً أَي مَعْرُوفاً بالحَرْب عارِفاً بها والميم مكسورة وهو من أَبْنية المُبالغة كالمِعْطاءِ من العَطاءِ وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما قال في عليّ كرم اللّه وجهه ما رأَيتُ مِحْرَباًمِثلَه وأَنا حَرْبٌ لمن حارَبَني أَي عَدُوّ وفلانٌ حَرْبُ فلانٍ أَي مُحارِبُه وفلانٌ حَرْبٌ لي أَي عَدُوٌّ مُحارِبٌ وإِن لم يكن مُحارِباً مذكَّر وكذلك الأَنثى قال نُصَيْبٌ
وقُولا لها يا أُمَّ عُثمانَ خُلَّتي ... أَسِلْمٌ لَنا في حُبِّنا أَنْتِ أَم حَرْبُ ؟
وقوم حَرْبٌ كذلك وذهب بعضهم إِلى أَنه جمَع حارِبٍ أَو مُحارِبٍ على حذف الزائد وقوله تعالى فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِن اللّهِ ورسولِه أَي بِقَتْلٍ وقوله تعالى الذين يُحارِبونَ اللّهَ ورسولَه يعني المَعْصِيةَ أَي يَعْصُونَه قال الأَزهريّ أَما قولُ اللّه تعالى إِنما جَزاءُ الذين يُحارِبُونَ اللّهَ ورسولَه الآية فإِنَّ أَبا إِسحق النَّحْوِيَّ زعَم أَنّ قولَ العلماءِ إِنَّ هذه الآيةَ نزلت في الكُفَّارِ خاصَّةً وروي في التفسير أَنَّ أَبا بُرْدةَ الأَسْلَمِيَّ كان عاهَدَ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم أَنْ لا يَعْرِضَ لمن يريدُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم بسُوءٍ وأن لا يَمنَعَ من ذلك وأَن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم لا يمنعُ مَن يريد أَبا بُرْدةَ فمرّ قومٌ بأَبي بُرْدةَ يريدون النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فعَرَضَ أَصحابهُ لهم فقَتَلوا وأَخَذوا المالَ فأَنزل اللّه على نبِيِّه وأَتاه جبريلُ فأَعْلَمَه أَنّ اللّهَ يأْمُرُه أَنّ مَن أَدْرَكَه منهم قد قَتَلَ وأَخَذ المالَ قَتَله وصَلَبه ومَن قَتَل ولم يأْخذِ المالَ قَتَلَه ومَن أَخَذ المالَ ولم يَقْتُل قَطَعَ يَدَه لأَخْذه المال ورِجْلَه لإِخافةِ السَّبِيلِ والحَرْبةُ الأَلَّةُ دون الرُّمْحِ وجمعها حِرابٌ قال ابن الأَعرابي ولا تُعَدُّ الحَرْبةُ في الرِّماح والحاربُ المُشَلِّحُ والحَرَب بالتحريك أَن يُسْلَبَ الرجل ماله حَرَبَه يَحْرُبه إِذا أَخذ ماله فهو مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ مِن قوم حَرْبى وحُرَباءَ الأَخيرة على التشبيه بالفاعل كما حكاه سيبويه مِن قولهم قَتِيلٌ وقُتَلاءُ وحَرِيبتُه مالهُ الذي سُلِبَه لا يُسَمَّى بذلك إِلاّ بعدما يُسْلَبُه وقيل حَرِيبةُ الرجل مالهُ الذي [ ص 304 ] يَعِيشُ به تقول حَرَبَه يَحْرُبُه حَرَباً مثل طَلَبَه يَطْلُبه طَلَباً إِذا أَخذَ مالَه وتركه بلا شيءٍ وفي حديث بَدْرٍ قال المُشْرِكُونَ اخْرُجوا إِلى حَرائِبكُم قال ابن الأَثير هكذا جاءَ في الروايات بالباءِ الموحدة جمع حَريبة وهو مالُ الرَّجل الذي يَقُوم به أَمْرُه والمعروف بالثاءِ المثلثة حَرائِثكُم وسيأْتي ذكره وقد حُرِبَ مالَه أَي سُلِبَه فهو مَحْروبٌ وحَرِيبٌ وأَحْرَبَه دلَّه على ما يَحْرُبُه وأَحْرَبْتُه أَي دَلَلْتُه على ما يَغْنَمُه مِن عَدُوٍّ يُغِيرُ عليه وقولُهم واحَرَبا إِنما هو من هذا وقال ثعلب لمَّا ماتَ حَرْبُ بن أُمَيَّة بالمدينة قالوا واحَرْبا ثم ثقلوها فقالوا واحَرَبا قال ابن سيده ولا يُعْجِبُني الأَزهري يقال حَرِبَ فُلان حَرَباً فالحَرَبُ أَن يُؤْخَذَ مالُه كلُّه فهو رَجُل حَرِبٌ أَي نزَلَ به الحَرَبُ وهو مَحْروبٌ حَرِيبٌ والحَرِيبُ الذي سُلِبَ حَريبَته ابن شميل في قوله اتَّقُوا الدَّينَ فإِنَّ أَوَّله هَمٌّ وآخِرَه حَرَبٌ قال تُباعُ دارهُ وعَقارُه وهو من الحَريبةِ مَحْرُوبٌ حُرِبَ دِينَه أَي سُلِبَ دِينَه يعني قوله فإِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه وقد روي بالتسكين أَي النزاع وفي حديث الحُدَيْبِيةِ وإِلاَّ تَرَكْناهم مَحْرُوبِينَ أَي مَسْلُوبِين مَنْهُوبِينَ والحَرَبُ بالتحريك نَهْبُ مالِ الإِنسانِ وترْكُه لا شيءَ له وفي حديث المُغِيرة رضي اللّه عنه طَلاقُها حَرِيبةٌ أَي له منها أَولادٌ إِذا طَلَّقَها حُرِبُوا وفُجِعُوا بها فكأَنهم قد سُلِبُوا ونُهِبُوا وفي الحديث الحارِبُ المُشَلِّح أَي الغاصِبُ الناهِبُ الذي يُعَرِّي الناسَ ثِيابَهم وحَرِبَ الرَّجلُ بالكسر يَحْرَبُ حَرَباً اشْتَدَّ غَضَبُه فهو حَرِبٌ من قَوْمٍ حَرْبى مثل كَلْبى الأَزهري شُيُوخٌ حَرْبى والواحد حَرِبٌ شَبِيهٌ بالكَلْبى والكَلِبِ وأَنشد قول الأَعشى
وشُيوخٍ حَرْبى بَشَطَّيْ أَرِيكٍ ... ونِساءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعالي
قال الأَزهري ولم أَسمع الحَرْبى بمعنى الكَلْبَى إِلاَّ ههنا قال ولعله شَبَّهه بالكَلْبَى أَنه على مِثاله وبنائِه وحَرَّبْتُ عليه غيرِي أَي أَغْضَبْتُه وحَرَّبَه أَغْضَبَه قال أَبو ذؤَيب
كأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسْدِ تَرْجٍ ... يُنازِلُهُم لِنابَيْهِ قَبِيبُ
وأَسَدٌ حَرِبٌ وفي حديث علي عليه السلام أَنه كتَب إلى ابن عباس رضي اللّه عنهما لما رأَيتَ العَدُوَّ قد حَرِبَ أَي غَضِبَ ومنه حديث عُيَيْنَةَ ابن حِصْنٍ حتى أُدْخِلَ على نِسائه من الحَرَبِ والحُزْنِ ما أُدْخِلَ على نِسائي وفي حديث الأَعشى الحِرمازِيّ فخَلَفْتني بِنزاعٍ وَحَرَبٍ أَي بخُصومة وغَضَبٍ وفي حديث ابن الزُّبير رضي اللّه عنهما عند إِحراق أَهلِ الشامِ الكعبةَ يريد أَن يُحَرِّبَهم أَي يَزِيدَ في غَضَبِهم على ما كان من إِحراقها والتَّحْرِيبُ التَّحْرِيشُ يقال حَرَّبْتُ فلاناً [ ص 305 ] تَحْرِيباً إِذا حَرَّشْته تَحْرِيشاً بإِنْسان فأُولِعَ بِه وبعَداوَته وحَرَّبْتُه أَي أَغْضَبْتُه وحَمَلْتُه على الغَضَب وعَرَّفْتُه بما يَغْضَب منه ويروى بالجيم والهمزة وهو مذكور في موضعه والحَرَبُ كالكَلَبِ وقَوْمٌ حَرْبى كَلْبى والفِعْلُ كالفِعْلِ والعَرَبُ تقول في دُعائها على الإِنسانِ ما لَه حَرِبُ وَجَرِبَ وسِنانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إِذا كان مُحَدَّداً مُؤَلَّلاً وحَرَّبَ السَّنانَ أَحَدَّه مثل ذَرَّبَه قال الشاعر
سَيُصْبحُ في سَرْحِ الرِّبابِ وَراءَها ... إِذا فَزِعَتْ أَلفا سِنانٍ مُحَرَّبِ
والحَرَبُ الطَّلْعُ يَمانِيةٌ واحدته حَرَبَةٌ وقد أَحْرَبَ النخلُ وحَرَّبَهُ إِذا أَطْعَمَه الحَرَبَ وهو الطَّلْع وأَحْرَبَه وجده مَحْروباً الأَزهريّ الحَرَبةُ الطَّلْعَةُ إِذا كانت بِقِشْرِها ويقال لِقِشْرِها إِذا نُزع القَيْقاءة والحُرْبةُ الجُوالِقُ وقيل هي الوِعاءُ وقيل هِي الغِرارةُ وأَنشد ابن الأَعرابي
وصاحِبٍ صاحَبْتُ غَيرِ أَبْعَدا ... تَراهُ بَينَ الحُرْبَتَينِ مُسْنَدا
والمِحْرابُ صَدْرُ البَيْتِ وأَكْرَمُ مَوْضِعٍ فيه والجمع المَحارِيبُ وهو أَيضاً الغُرْفةُ قال وضَّاحُ اليَمَنِ
رَبَّةُ مِحْرابٍ إِذا جِئْتُها ... لم أَلْقَها أَو أَرْتَقي سُلَّما
وأَنشد الأَزهري قول امرئ القيس كَغِزلانِ رَمْلٍ في مَحارِيبِ أَقْوال قال والمِحْرابُ عند العامة الذي يُقِيمُه النّاس اليَوْمَ مَقام الإِمامِ في المَسْجد وقال الزجاج في قوله تعالى وهل أَتاكَ نبَأُ الخَصْمِ إِذْ تَسَوَّروا المِحْرابِ قال المِحْرابُ أَرْفَعُ بَيْتٍ في الدَّارِ وأَرْفَعُ مَكانٍ في المَسْجِد قال والمِحْرابُ ههنا كالغُرْفةِ وأَنشد بيت وضَّاحِ اليَمَنِ وفي الحديث أَنّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم بَعَثَ عُروة بن مَسْعودٍ رضي اللّه عنه إِلى قومِه بالطَّائِف فأَتاهم ودَخَل مِحْراباً له فأَشْرَفَ عليهم عندَ الفَجْر ثم أَذَّن للصَّلاةِ قال وهذا يدل على أَنه غُرْفةٌ يُرْتَقَى إِليها والمَحارِيب صُدُور المَجالِس ومنه سُمّي مِحْرابُ المَسْجِد ومنه مَحارِيبُ غُمْدانَ باليَمَنِ والمِحْرابُ القِبْلةُ ومِحْرابُ المَسْجِد أَيضاً صَدْرُه وأَشْرَفُ موضع فيه ومَحارِيبُ بني إِسرائيلَ مَسَاجِدُهم التي كانوا يَجلسون فيها وفي التهذيب التي يَجْتَمِعُون فيها للصلاة وقولُ الأَعشى
وَتَرَى مَجْلِساً يَغَصُّ به المِحْ ... رابُ مِلْقَوْمِ والثِّيابُ رِقاقُ
قال أُراهُ يعني المَجْلِسَ وقال الأَزهري أَراد مِنَ القوم وفي حديث أَنس رضي اللّه عنه أَنه كان يَكْرَه المَحارِيبَ أَي لم يكن يُحِبُّ أَن يَجْلِسَ في صَدْرِ المَجْلِس ويَترَفَّعَ على الناسِ والمَحارِيبُ جمع مِحْرابٍ وقول الشاعر في [ ص 306 ] صفة أَسد
وَما مُغِبٌّ بِثِنْيِ الحِنْوِ مُجْتَعِلٌ ... في الغِيلِ في جانِبِ العِرِّيسِ محْرابا
جعَلَه له كالمجلِسِ وقوله تعالى فخرَجَ على قومِهِ مِن المِحْرابِ قالوا من المسجِدِ والمِحْرابُ أَكْرَمُ مَجالِس المُلوكِ عن أَبي حنيفة وقال أَبو عبيدة المِحْرابُ سَيِّدُ المَجالِس ومُقَدَّمُها وأَشْرَفُها قال وكذلك هو من المساجد الأَصمعي العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْراباً لشَرَفِه وأَنشد
أَو دُمْية صُوِّرَ مِحْرابُها ... أَو دُرَّة شِيفَت إِلى تاجِر
أَراد بالمِحْرابِ القَصْر وبالدُّمْيةِ الصورةَ وروى الأَصمعي عن أَبي عَمْرو بن العَلاءِ دخلتُ مِحْراباً من مَحارِيب حِمْيرَ فَنَفَحَ في وجْهِي رِيحُ المِسْكِ أَراد قَصْراً أَو ما يُشْبِههُ وقيل المِحْرابُ الموضع الذي يَنْفَرِدُ فيه المَلِكُ فيَتَباعَدُ من الناسِ قال الأَزهري وسُمِّي المِحْرابُ مِحْراباً لانْفِراد الإِمام فيه وبُعْدِه من الناس قال ومنه يقال فلان حَرْبٌ لفلان إِذا كان بينهما تَباعُدٌ واحتج بقوله
وحارَبَ مِرْفَقُها دَفَّها ... وسامَى به عُنُقٌ مِسْعَرُ
أَراد بَعُدَ مِرْفَقُها من دَفِّها وقال الفرَّاءُ في قوله عز وجل من مَحاريبَ وتَماثِيلَ ذُكِرَ أَنها صُوَرُ الأَنبياء والملائكة كانت تُصَوَّرُ في المساجد ليَراها الناسُ فيَزْدادُوا عِبادةً وقال الزجاج هي واحدةُ المِحْراب الذي يُصَلَّى فيه الليث المِحْرابُ عُنُقُ الدَّابة قال الراجز كأَنها لَمَّا سما مِحْرابُها وقيل سُمِّيَ المِحْرابُ مِحْراباً لأَنَّ الإِمام إِذا قام فيه لم يأْمَنْ أَن يَلْحَنَ أَو يُخْطِئَ فهو خائفٌ مكاناً كأَنه مَأْوى الأَسَدِ والمِحْرابُ مَأْوَى الأَسَدِ يقال دخَل فلان على الأَسَدِ في مِحْرابِه وغِيلِه وعَرينِه ابن الأَعرابي المِحْرابُ مَجْلِسُ الناسِ ومُجْتَمَعُهم والحِرْباءُ مِسْمارُ الدّرْع وقيل هو رأْسُ المِسْمارِ في حَلْقةِ الدِّرْع وفي الصحاح والتهذيب الحِرْباءُ مَسامِيرُ الدُّروعِ قال لبيد
أَحْكَمَ الجِنْثيُّ من عَوْراتِها ... كلَّ حِرباءٍ إِذا أُكْرِهَ صَلّْ
قال ابن بري كان الصواب أَن يقول الحِرْباء مِسمارُ الدِّرْع والحَرابِيُّ مَسامِيرُ الدُّروعِ وإِنما تَوْجِيهُ قول الجوهري أَن تُحْمَل الحِرْباءُ على الجنس وهو جمع وكذلك قوله تعالى والذين اجْتَنَبُوا الطاغُوتَ أَن يَعْبُدوها وأَراد بالطاغوت جَمْعَ الطَّواغِيت والطاغُوت اسم مفرد بدليل قوله تعالى وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به وحمل الحِرْباء على الجنس وهو جمع في المعنى كقوله سبحانه ثم اسْتَوَى إِلى السماءِ فَسَوَّاهنَّ فجَعل السماء جِنساً يدخُل تحته جميعُ السموات وكما قال سبحانه أَوِ الطِّفْلِ الذين لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النِّساء فإِنه أَراد بالطفل الجنس الذي يدخل تحته جميع الأَطفال والحِرْباءُ الظَّهْرُ وقيل حَرابيُّ الظَّهْرِ سَناسِنُه وقيل الحَرابيُّ لَحْمُ المَتْنِ وحَرابِيُّ المَتْنِ لَحْماتُه وحَرابِيُّ [ ص 307 ] المَتْنِ لحْمِ المَتْنِ واحدها حِرْباء شُبِّه بِحرْباءِ الفَلاة قال اَوْسُ بن حَجَر
فَفارَتْ لَهُمْ يَوْماً إِلى اللَّيلِ قِدْرُنا ... تَصُكُّ حَرابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ
قال كُراع واحد حَرابِيِّ الظُّهورِ حِرْباءٌ على القِياس فدَلَّنا ذلك على أَنه لا يَعْرِفُ له واحداً مِن جِهة السَّماعِ والحِرْباء ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ وقيل هو دُوَيْبَّةٌ نحو العظاءةِ أَو أَكبر يَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه ويكون معها كيف دارت يقال إِنه إِنما يفعل ذلك
( يتبع )

( ( ) تابع 1 ) حرب الحَرْبُ نَقِيضُ السِّلم أُنثى وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها ليَقِيَ جَسَدَه برَأْسِه ويَتَلَوَّنُ أَلواناً بحرّ الشمس والجمع الحَرابِيُّ والأُنثى الحِرباءةُ قال حِرْباء تَنْضُب كما يقال ذِئْبُ غَضًى قال أَبو دُوادٍ الإِياديُّ
أَنَّى أُتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبةٍ ... لا يُرْسِلُ الساقَ إِلاَّ مُمْسكاً ساقا
قال ابن بري هكذا أَنشده الجوهري وصواب إِنشاده أَنَّى أُتِيحَ لها لأَنه وصف ظُعُناً ساقَها وأَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ فتعجب كيف أُتِيحَ لَها هذا السائقُ المُجِدُّ الحازِمُ وهذا مَثَل يُضرب للرجل الحازم لأَن الحرباءَ لا تُفارِق الغُصن الأَوّل حتى تَثْبُت على الغُصْن الآخر والعَرَبُ تَقُول انْتَصَبَ العُودُ في الحِرباءِ على القَلْبِ وإِنما هو انْتَصَب الحِرْباء في العُود وذلك أَنّ الحِرباء يَنْتَصِبُ على الحجارةِ وعلى أَجْذالِ الشجَر يَسْتَقْبِلُ الشمسَ فإِذا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلاً لَها الأَزهري الحِرْباء دويبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع دَقيقَةُ الرأْسِ مُخطَّطةُ الظهرِ تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها قال وإِناثُ الحَرابيِّ يقال لها أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ الواحدة أُم حُبَيْنٍ وهي قَذِرة لا تأْكلها العَرَب بَتَّةً وأَرضٌ مُحَرْبِئةٌ كثيرة الحرْباء قال وأُرَى ثَعْلَباً قال الحِرْباء الأَرضُ الغَلِيظة وإِنما المعروف الحِزباء بالزاي والحرِثُ الحرّابُ ملِكٌ من كِنْدةَ قال
والحرِثُ الحَرَّابُ حَلَّ بعاقِلٍ ... جَدَثاً أَقامَ به ولمْ يَتَحَوَّلِ
وقَوْلُ البُرَيْقِ
بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحرَّابةٍ ... لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ
يجوز أَن يكون أَراد جَماعةً ذاتَ حِرابٍ وأَن يَعْنَي كَتيبةً ذاتَ انْتِهاب واسْتِلابٍ وحَرْبٌ ومُحارِبٌ اسْمان وحارِبٌ موضع بالشام وحَرْبةُ موضع غير مصروف قال أبو ذؤَيب
في رَبْرَبٍ يَلَقٍ حُورٍ مَدامِعُها ... كَأَنَّهُنَّ بجَنْبَيْ حَرْبةَ البَرَدُ
ومُحاربٌ قبيلة من فِهْر الأَزهري في الرباعي احْرَنْبَى الرَّجلُ تَهيَّأَ للغَضَبِ والشَّرِّ وفي الصحاح واحْرَنْبَى ازْبَأَرَّ والياء للالحاق بافْعَنْلَلَ وكذلك الدِّيكُ والكَلْبُ والهِرُّ وقد يُهْمز وقيل احْرَنْبَى اسْتَلْقَى على ظَهْرِه ورَفَعَ رجْلَيْهِ نحوَ السَّماء [ ص 308 ] والمُحْرَنْبي الذي يَنامُ على ظَهرهِ ويرفَعُ رجْلَيه إِلى السَّماءِ الأَزهري المُحْرَنْبِي مثل المُزْبَئِرّ في المعنى واحْرَنْبَى المَكانُ إِذا اتَّسَعَ وشيخ مُحْرَنْبٍ قد اتَّسَع جلْدُه ورُوِيَ عن الكسائي أَنه قال مَرَّ أَعرابي بآخَر وقد خالَط كَلْبةً صارِفاً فَعَقدت على ذكَره وَتَعَذَّر عليه نَزْعُ ذكَره من عُقْدَتها فقال له المارُّ جأْ جَنْبَيْها تَحْرَنْبِ لَكَ أَي تَتَجافَ عن ذَكَرك فَفَعَلَ وخَلَّتْ عنه والمُحْرَنْبِي الذي إِذا صُرِعَ وَقعَ على أَحد شِقَّيْه أَنشد جابر الأَسدي
إِنِّي إِذا صُرِعْتُ لا أَحْرَنْبي ... ولا تَمَسُّ رِئَتايَ جَنْبي
وَصفَ نَفْسَه بأَنَّه قَوِيّ لأَنَّ الضَّعِيفَ هو الذي يَحْرَنْبِي وقال أَبو الهيثم في قول الجعدي
إِذا أَتَى مَعْرَكاً منها تعرّفُه ... مُحْرَنْبِياً عَلَّمَتْه المَوْتَ فانْقَفَلا
قال المُحْرَنْبِي المُضْمِر على داهيةٍ في ذاتِ نَفْسِه ومثل للعرب ترَكْته مُحْرَنْبِياً لِيَنْباق وقوله عَلَّمَتْه يعني الكِلابَ علَّمتِ الثَّورَ كيف يَقْتُلُ ومعنى عَلَّمَتْه جَرَّأَتْه على المَثَلِ لَمَّا قَتَلَ واحِداً بعد واحد اجْتَرَأَ على قَتْلِها انْقَفَلَ أَي مَضَى لِما هُوَ فيه وانْقَفَل الغُزاةُ إِذا رَجَعُوا

حردب
الحَرْدَبُ حَبُّ العِشْرِقِ وهو مثل حَبِّ العَدَسِ وحَرْدَبةُ اسم أَنشد سيبويه
عَلَيَّ دِماءُ البُدْنِ إِنْ لم تُفارِقي ... أَبا حَرْدَبٍ لَيْلاً وأَصحابَ حرْدَبِ
قال زَعَمت الرُّواةُ أَن اسمه كان حَرْدبةَ فرَخَّمه اضْطِراراً في غير النِّداء على قول من قال يا حارُ وزعم ثعلب أَنه من لُصُوصِهم

حزب
الحِزْبُ جَماعةُ الناسِ والجمع أَحْزابٌ والأَحْزابُ جُنودُ الكُفَّار تأَلَّبوا وتظاهروا على حِزبْ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وهم قريش وغطفان وبنو قريظة وقوله تعالى يا قوم إِني أَخاف عليكم مثلَ يومِ الأَحزابِ الأَحْزابُ ههنا قوم نوح وعاد وثمود ومن أُهلك بعدهم وحِزْبُ الرجل أَصْحابُه وجُنْدُه الذين على رأْيِه والجَمْعُ كالجمع والمُنافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشَّيطانِ وكل قوم تَشاكَلَتْ قُلُوبهُم وأَعْمالُهم فهم أَحْزابٌ وإِن لم يَلْقَ بعضُهم بَعْضاً بمنزلة عادٍ وَثُمودَ وفِرعَوْنَ أُولئك الأَحزابُ وكل حِزْبٍ بما لَدَيْهم فَرِحُون كلُّ طائفةٍ هَواهُم واحدٌ والحِزْبُ الوِرْدُ ووِرْدُ الرَّجلِ من القرآن والصلاة حِزبُه والحِزْبُ ما يَجْعَلُه الرَّجل على نَفْسِهِ من قِراءةٍ وصَلاةٍ كالوِرْد وفي الحديث طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي مِن القُرْآنِ فأَحْبَبْتُ أَن لا أَخْرُج حتى أَقْضِيَه طرأَ عليَّ يريد أَنه بَدأَ في حِزْبه كأَنَّه طَلَعَ عليهِ من قولك طَرَأَ فلان إِلى بلَد كذا وكذا فهو طارئٌ إِليه أَي إِنه طَلَعَ إِليه حديثاً وهو غير تانِئٍ به وقد حَزَّبْتُ القُرْآنَ وفي حديث أَوس بن حذيفة سأَلتُ أَصحابَ رَسُولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم كيف تُحزِّبونَ القُرآن ؟ والحِزْبُ النَّصيبُ يقال أَعْطِني حِزْبِي مِن المال أَي حَظِّي ونَصيبي والحِزْبُ النَّوْبةُ في وُرُودِ [ ص 309 ] الماء والحِزْبُ الصِّنْفُ من الناس قال ابن الأَعرابي الحِزْب الجَماعةُ والجِزْبُ بالجيم النَّصيبُ والحازِبُ مِن الشُّغُلِ ما نابَكَ والحِزْبُ الطَّائفةُ والأَحْزابُ الطَّوائفُ التي تَجتمع على مُحارَبة الأَنبِياء عليهم السلام وفي الحديث ذِكْرُ يوم الأَحزاب وهو غَزْوةُ الخَنْدَقِ وحازَبَ القومُ وتَحَزَّبُوا تَجَمَّعوا وصاروا أَحْزاباً وحَزَّبَهم جعلَهم كذلك وحَزَّبَ فُلان أَحْزاباً أَي جَمَعَهُم وقال رُؤْبة
لَقَدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا ... حِينَ رَمَى الأَحْزابَ والمُحَزِّبا
وفي حديث الإِفْكِ وطَفِقَتْ حَمْنةُ تَحازَبُ لها أَي تَتَعَصَّبُ وتَسْعَى سَعْيَ جَماعَتِها الذين يَتَحَزَّبُونَ لها والمشهور بالراءِ من الحَرْب وفي الحديث اللَّهم اهْزِمِ الأَحْزابَ وزَلزِلْهم الأَحْزابُ الطَّوائفُ من الناسِ جمع حِزْب بالكسر وفي حديث ابن الزبير رضي اللّه عنهما يريد أَن يُحَزِّبَهم أَي يُقَوِّيَهُم ويَشُدَّ منهم ويَجْعَلَهم من حِزْبه أَو يَجْعَلَهم أَحْزاباً قال ابن الأَثير والرواية بالجيم والراء وتَحازَبُوا مالأَ بعضُهم بعضاً فصاروا أَحزاباً ومَسْجِدُ الأَحْزاب معروف من ذلك أَنشد ثعلب لعبداللّه بن مسلم الهذلي
إِذ لا يَزالُ غَزالٌ فيه يَفْتِنُني ... يأْوِي إِلى مَسْجِدِ الأحْزابِ مُنْتَقِبا
وحَزَبه أَمرٌ أَي أَصابَه وفي الحديث كان إِذا حَزَبه أَمرٌ صَلَّى أَي إِذا نزل به مُهِمّ أَو أَصابَه غمٌّ وفي حديث الدُّعاء اللهم أَنْتَ عُدَّتِي إِن حُزِبْتُ ويروى بالراءِ بمعنى سُلِبْتُ مِن الحَرَبِ وحَزَبَه الأَمرُ يَحْزُبه حَزْباً نابَه واشتد عليه وقيل ضَغَطَه والاسم الحُزابةُ وأَمرٌ حازِبٌ وحَزيبٌ شديدٌ وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه نَزَلَتْ كرائهُ الأُمُورِ وحَوازِبُ الخُطُوبِ وهو جمع حازِبٍ وهو الأَمر الشديدُ والحَزابِي والحَزابِيَةُ من الرجال والحَمير الغَلِيظُ إِلى القِصَرِ ما هو رجل حَزابٍ وحَزابِيةٌ وزَوازٍ وزَوازِيةٌ ( 1 )
( 1 في المحيط زُوازية بضم الزاي ) إِذا كان غليظاً إِلى القِصَر ما هو ورجل هَواهِيةٌ إِذا كان مَنْخُوبَ الفُؤَادِ وبعير حَزابِيةٌ إِذا كان غليظاً وحِمارٌ حَزابيةٌ جَلْدٌ ورَكَبٌ حَزابِيةٌ غَليظٌ قالت امرأَة تصف رَكَبَها
إِنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ ... إِذا قَعَدْتُ فَوْقَه نَبا بِيَهْ
ويقال رجل حَزابٍ وحَزابِيَةٌ أَيضاً إِذا كان غَليظاً إِلى القِصَر والياء للالحاق كالفَهامِيةِ والعَلانيةِ من الفَهْمِ والعَلَنِ قال أُميَّةُ بن أَبي عائذ الهذلي
أَوِ اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه ... َزابِيةٍ حَيَدَى بالدِّحال
أَي حامٍ نَفْسه من الرُّماة وجَرامِيزُه نفسهُ [ ص 310 ] وجسدُه حَيَدَى أَي ذُو حَيَدَى وأَنَّث حَيَدَى لأَنه أَراد الفَعْلة وقوله بالدِّحال أَي وهو يكون بالدِّحال جمع دَحْلٍ وهو هُوَّةٌ ضَيِّقةُ الأَعلى واسِعةُ الأَسْفل وهذا البيت أَورده الجوهري وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه قال ابن بري والصواب أَو اصحم كما أَوردناه قال لأَنه معطوف على جَمَزَى في بيت قبله وهو
كأَنِّي ورحْلي إِذا زُعْتُها ... على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمال
قاله يشبه ناقته بحمار وحشٍ ووَصَفَه بجَمَزى وهو السَّريع وتقديره على حمارٍ جَمَزَى وقال الأَصمعي لم أَسمع بفَعَلَى في صفة المذكرِ إِلاّ في هذا البيت يعني أَن جَمَزَى وزَلجَى ومَرَطى وبَشَكَى وما جاءَ على هذا الباب لا يكون إِلا من صفة الناقة دون الجمل والجازئ الذي يَجْزَأُ بالرُّطْب عن الماء والأَصْحَمُ حمارٌ يَضْرب إِلى السَّواد والصُّفرة وحَيَدَى يَحِيدُ عن ظلِّه لنشاطه والحِزْباءة مكان غَليظٌ مرتفعٌ والحَزابِيُّ أَماكنُ مُنْقادةٌ غِلاظ مُسْتَدِقَّةٌ ابن شميل الحِزْباءة مِن أَغْلَظِ القُفِّ مُرْتَفِعٌ ارْتِفاعاً هَيِّناً في قُفٍّ أَيَرَّ ( 1 )
( 1 الأَيَرّ من اليرر أَي الشدة يقال صخر أَيرّ وصخرةٌ يرّاء والفعل منه يَرَّ يَيَرُّ ) شَدِيدٍ وأَنشد
إِذا الشَّرَكُ العادِيُّ صَدَّ رأَيْتَها ... لرُوسِ الحَزابِيِّ الغِلاظِ تَسُومُ
والحِزْبُ والحِزْباءةُ الأَرضُ الغَلِيظةُ الشَّدِيدةُ الحَزْنةُ والجمع حِزْباءٌ وحَزابي وأَصله مُشَدّد كما قيل في الصَّحارِي وأَبو حُزابةَ فيما ذكر ابن الأَعرابي الوَلِيدُ بن نَهِيكٍ أَحدُ بَني رَبِيعَة بن حَنْظَلةَ وحَزُّوبٌ اسم والحَيْزَبونُ العَجُوز والنون زائدة كما زيدت في الزَّيتون

حسب
في أَسماءِ اللّه تعالى الحَسِيبُ هو الكافي فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِل مِن أَحْسَبَنِي الشيءُ إِذا كَفاني والحَسَبُ الكَرَمُ والحَسَبُ الشَّرَفُ الثابِتُ في الآباءِ وقيل هو الشَّرَفُ في الفِعْل عن ابن الأَعرابي والحَسَبُ ما يَعُدُّه الإِنسانُ مِن مَفاخِرِ آبائهِ والحَسَبُ الفَعالُ الصَّالِحُ حكاه ثعلب وما لَه حَسَبٌ ولا نَسَبٌ الحَسَبُ الفَعالُ الصَّالِحُ والنَّسَبُ الأَصْلُ والفِعْلُ من كلِّ ذلك حَسُبَ بالضم حَسَباً وحَسابةً مثل خَطُبَ خَطابةً فهو حَسِيبٌ أَنشد ثعلب ورُبَّ حَسِيبِ الأَصلِ غيرُ حَسِيبِ أَي لَه آباءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ ولا يَفْعَلُه هو والجمع حُسَباءُ ورجل كَرِيم الحَسَبِ وقوم حُسَباءُ وفي الحديث الحَسَبُ المالُ والكَرَمُ التَّقْوَى يقول الذي يَقُوم مَقام الشَّرَفِ والسَّراوةِ إِنما هو المالُ والحَسَبُ الدِّينُ والحَسَبُ البالُ عن كراع ولا فِعْلَ لهما قال ابن السكيت والحَسَبُ والكَرمُ يكونان في الرجلِ وإِن لم يكن له آباءٌ لهم شَرَفٌ قال والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يكونان إِلا [ ص 311 ] بالآباءِ فَجَعَل المالَ بمنزلة شَرَفِ النَّفْسِ أَو الآباءِ والمعنى أَنَّ الفَقِير ذا الحَسَبِ لا يُوَقَّر ولا يُحْتَفَلُ به والغنِيُّ الذي لا حَسَبَ له يُوقَّر ويُجَلُّ في العُيون وفي الحديث حَسَبُ الرَّجل خُلُقُه وكَرَمُهُ دِينُه والحديث الآخر حَسَبُ الرَّجل نَقاءُ ثَوْبَيْهِ أَي إِنه يُوَقَّرُ لذلك حيثُ هو دَليل الثَّرْوة والجِدةِ وفي الحديث تُنْكَحُ المَرأَة لمالِها وحَسَبِها ومِيسَمِها ودِينِها فعَليكَ بذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يَداكَ قال ابن الأَثير قيل الحَسَبُ ههنا الفَعَالُ الحَسَنُ قال الأَزهري والفُقَهاءُ يَحْتاجُون إِلى مَعْرِفة الحَسَبِ لأَنه مما يُعْتَبر به مَهْرُ مِثْلِ المرأَة إِذا عُقِدَ النِّكاحُ على مَهْرٍ فاسِدٍ قال وقال شمر في كتابه المُؤَلَّف في غَريب الحديث الحَسَبُ الفَعالُ الحَسنُ له ولآبائه مأْخوذ من الحِسابِ إِذا حَسَبُوا مَناقِبَهم وقال المتلمس
ومَن كان ذا نَسْبٍ كَريمٍ ولم يَكُنْ ... لَه حَسَبٌ كان اللَّئِيمَ المُذمَّما
ففَرقَ بَين الحَسَبِ والنَّسَبِ فجعل النَّسَبَ عدَد الآباءِ والأُمهاتِ إِلى حيث انْتَهى والحَسَبُ الفَعالُ مثل الشَّجاعةِ والجُود وحُسْنِ الخُلُقِ والوَفاءِ قال الأَزهري وهذا الذي قاله شمر صحيح وإِنما سُميت مَساعِي الرجُل ومآثِرُ آبائه حَسَباً لأَنهم كانوا إِذا تَفاخَرُوا عَدَّ المُفاخِرُ منهم مَناقِبَه ومَآثِرَ آبائه وحَسَبها فالحَسْبُ العَدُّ والإِحْصاءُ والحَسَبُ ما عُدَّ وكذلك العَدُّ مصدر عَدَّ يَعُدُّ والمَعْدُودُ عَدَدٌ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه قال حَسَبُ المَرْءِ دِينُه ومُرُوءَتُه خُلُقه وأَصلُه عَقْلُه وفي الحديث أَنَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم قال كَرَمُ المَرْءِ دِينُه ومُرُوءَتُه عَقْلُه وحَسَبُه خُلُقُه ورَجُل شَريفٌ ورجُلٌ ماجِدٌ له آباءٌ مُتَقَدِّمون في الشَّرَفِ ورَجُلٌ حَسِيبٌ ورَجُلٌ كرِيمٌ بنفْسِه قال الأَزهري أَراد أَن الحَسَبَ يحصل للرَّجل بكَرم أَخْلاقِه وإِن لم يكن له نَسَبٌ وإِذا كان حَسِيبَ الآباءِ فهو أَكرَمُ له وفي حديث وَفْدِ هَوازِنَ قال لهم اخْتاروا إِحْدَى الطائِفَتَيْنِ إِما المالَ وإِما السَّبْيَ فقالوا أَمَّا إِذْ خَيَّرْتَنا بَيْنَ المالِ والحَسَبِ فإِنَّا نَخْتارُ الحَسَبَ فاخْتاروا أَبْناءَهم ونِساءَهم أَرادوا أَنَّ فِكاكَ الأَسْرَى وإِيثارَه على اسْتِرْجاعِ المالِ حَسَبٌ وفَعالٌ حَسَنٌ فهو بالاختِيار أَجْدَرُ وقيل المراد بالحَسَب ههنا عَدَد ذَوي القَراباتِ مأْخوذ من الحِساب وذلك أَنهم إِذا تَفاخَرُوا عَدُّوا مَناقِبَهم ومآثِرَهم فالحَسَب العَدُّ والمَعْدُود والحَسَبُ والحَسْبُ قَدْرُ الشيءِ كقولك الأَجْرُ بحَسَبِ ما عَمِلْتَ وحَسْبِه أَي قَدْره وكقولك على حَسَبِ ما أَسْدَيْتَ إِليّ شُكْري لك تقول أَشْكُرُكَ على حَسَبِ بلائك عِنْدي أَي على قَدْر ذلك وحَسْبُ مجزوم بمعنى كَفَى قال سيبويه وأَمَّا حَسْبُ فمعناها الاكْتِفاءُ وحَسْبُكَ دِرْهم أَي كَفاكَ وهو اسم وتقول حَسْبُكَ ذلك أَي كفاكَ ذلك وأَنشد ابن السكيت
ولمْ يَكُنْ مَلَكٌ للقَوم يُنْزِلُهم ... إِلاَّ صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ
وقوله لا تُلْوَى على حَسَبٍ أَي يُقْسَمُ بينهم بالسَّوِيَّة لا يُؤْثَر به أَحد وقيل لا تُلْوَى [ ص 312 ] على حَسَب أَي لا تُلْوَى على الكِفايةِ لعَوَزِ الماءِ وقِلَّتِه ويقال أَحْسَبَني ما أَعْطاني أَي كفاني ومررت برجلٍ حَسْبِكَ من رَجلٍ أَي كافِيكَ لا يُثَنَّى ولا يُجْمع لأَنه موضوع موضع المصدر وقالوا هذا عربي حِسْبةً انتصب لأَنه حال وقع فيه الأَمر كما انتصب دِنْياً في قولك هو ابن عَمِّي دِنْياً كأَنك قلت هذا عرَبي اكْتِفاءً وإِن لم يُتكلم بذلك وتقول هذا رَجُل حَسْبُكَ من رَجُل وهو مَدْحٌ للنكرة لأَن فيه تأْويل فِعْل كأَنه قال مُحْسِبٌ لك أَي كافٍ لك من غيره يستوي فيه الواحد والجمع والتثنية لأَنه مصدر وتقول في المعرفة هذا عبدُاللّه حَسْبَك من رجل فتنصب حَسْبَك على الحال وإِن أَردت الفعل في حَسْبك قلت مررت برجل أَحْسَبَكَ من رجل وبرجلين أَحْسَباك وبرِجال أَحْسَبُوكَ ولك أَن تتكلم بحَسْبُ مُفردةً تقول رأَيت زيداً حَسْبُ يا فتَى كأَنك قلت حَسْبِي أَو حَسْبُكَ فأَضمرت هذا فلذلك لم تنوِّن لأَنك أَردت الإِضافة كما تقول جاءَني زيد ليس غير تريد ليس غيره عندي وأَحْسَبَني الشيءُ كفاني قالت امرأَة من بني قشير
ونُقْفِي وَليدَ الحَيِّ إِن كان جائعاً ... ونُحْسِبُه إِنْ كانَ لَيْسَ بِجائعِ
أَي نُعْطِيه حتى يقول حَسْبي وقولها نُقْفِيه أَي نُؤْثِرُه بالقَفِيَّة ويقال لها القَفاوةُ أَيضاً وهي ما يُؤْثَر به الضَّيفُ والصَّبِيُّ وتقول أَعْطَى فأَحْسَبَ أَي أَكثَر حتى قال حَسْبِي أَبو زيد أَحْسَبْتُ الرَّجلَ أَعْطَيْتُه ما يَرْضَى وقال غيره حتى قال حَسْبي وقال ثعلب أَحْسَبَه من كلِّ شيءٍ أَعْطاه حَسْبَه وما كفاه وقال الفرَّاءُ في قوله تعالى يا أَيها النَّبيُّ حَسْبُكَ اللّهُ ومَنِ اتَّبَعَكَ من المؤْمنين جاءَ التفسير يَكْفِيكَ اللّهُ ويَكْفِي مَن اتَّبَعَكَ قال وموضِعُ الكاف في حَسْبُكَ وموضع من نَصْب على التفسير كما قال الشاعر
إِذا كانَتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصا ... فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّد
قال أَبو العباس معنى الآية يَكْفيكَ اللّهُ ويَكْفِي مَنِ اتَّبَعَكَ وقيل في قوله ومن اتَّبَعَكَ من المؤْمنين قولان أَحدهما حَسْبُكَ اللّهُ ومَنِ اتَّبَعَكَ من المؤْمنين كفايةٌ إِذا نَصَرَهم اللّه والثاني حَسْبُكَ اللّهُ وحَسْبُ من اتَّبَعَكَ من المؤْمنين أَي يَكفِيكُم اللّهُ جَميعاً وقال أَبو إِسحق في قوله عز وجل وكَفَى باللّهِ حَسِيباً يكون بمعنى مُحاسِباً ويكون بمعنى كافِياً وقال في قوله تعالى إِن اللّه كان على كل شيءٍ حَسِيباً أَي يُعْطِي كلَّ شيءٍ من العِلم والحِفْظ والجَزاءِ مِقْدارَ ما يُحْسِبُه أَي يَكْفِيهِ تقول حَسْبُكَ هذا أَي اكْتَفِ بهذا وفي حديث عبداللّه بن عَمْرو رضي اللّه عنهما قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم يُحْسِبُك أَن تَصُومَ من كل شهر ثلاثة أَيام أَي يَكْفِيكَ قال ابن الأَثير ولو روي بحَسْبِكَ أَن تَصُومَ أَي كِفايَتُك أَو كافِيكَ كقولهم بِحَسْبِكَ قولُ السُّوءِ والباءُ زائدة لكانَ وَجْهاً [ ص 313 ] والإِحْسابُ الإِكْفاءُ قال الرَّاعي
خَراخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ حتى ... يَظَلُّ يَقُرُّه الرَّاعِي سِجالاَ
وإِبل مُحْسبةٌ لَها لَحْم وشَحْم كثير وأَنشد
ومُحْسِبةٍ قد أَخْطَأَ الحَقُّ غيرَها ... تَنَفَّسَ عنها حَيْنُها فهي كالشَّوِي
يقول حَسْبُها من هذا وقوله قد أَخطأَ الحَقُّ غَيْرَها يقول قد أَخْطَأَ الحَقُّ غيرها من نُظَرائها ومعناه أَنه لا يُوجِبُ للضُّيُوفِ ولا يَقُوم بحُقُوقِهم إِلا نحن وقوله تَنَفَّسَ عنها حَيْنُها فهي كالشَّوِي كأَنه نَقْضٌ للأَوَّلِ وليس بِنَقْضٍ إِنما يريد تَنَفَّس عنها حَيْنُها قبلَ الضَّيْفِ ثم نَحَرْناها بعدُ للضَّيْفِ والشَّوِيُّ هُنا المَشْوِيُّ قال وعندي أَن الكاف زائدة وإِنما أَراد فهي شَوِيٌّ أَي فَريقٌ مَشْويٌّ أَو مُنْشَوٍ وأَراد وطَبيخٌ فاجْتَزَأَ بالشَّوِيّ من الطَّبِيخِ قال أَحمد بن يحيى سأَلت ابن الأَعرابي عن قول عُروةَ بن الوَرْد ومحسبةٍ ما أَخطأَ الحقُّ غيرَها البيت فقال المُحْسِبةُ بمعنيين من الحَسَب وهو الشرف ومن الإِحْسابِ وهو الكِفايةُ أَي إِنها تُحْسِبُ بلَبَنِها أَهْلَها والضيفَ وما صلة المعنى أَنها نُحِرتْ هي وسَلِمَ غَيْرُها وقال بعضهم لأُحْسِبَنَّكُم مِن الأَسْوَدَيْن يعني التَّمْر والماءَ أَي لأُوسِعَنَّ عليكم وأَحْسَب الرجلَ وحَسَّبَه أَطْعَمَه وسقاه حتى يَشْبَعَ ويَرْوَى مِنْ هذا وقيل أَعْطاه ما يُرْضِيه والحِسابُ الكثير وفي التنزيل عطاءً حِساباً أَي كَثِيراً كافِياً وكلُّ مَنْ أُرْضِيَ فقد أُحْسِبَ وشيءٌ حِسابٌ أَي كافٍ ويقال أَتاني حِسابٌ من الناس أَي جَماعةٌ كثيرة وهي لغة هذيل وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذلي
فَلمْ يَنْتَبِهْ حتى أَحاطَ بِظَهْرِه ... حِسابٌ وسِرْبٌ كالجَرادِ يَسُومُ
والحِسابُ والحِسابةُ عَدُّك الشيءَ وحَسَبَ الشيءَ يَحْسُبُه بالضم حَسْباً وحِساباً وحِسابةً عَدَّه أَنشد ابن الأَعرابي لمَنْظور بن مَرْثَدٍ الأَسدي يا جُمْلُ أُسْقِيتِ بِلا حِسابَهْ سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ قَتَلْتني بالدَّلِّ والخِلابَهْ أَي أُسْقِيتِ بلا حِسابٍ ولا هِنْدازٍ ويجوز في حسن الرفع والنصب والجر وأَورد الجوهري هذا الرجز يا جُمل أَسقاكِ وصواب إِنشادِه يا جُمْلُ أُسْقِيتِ وكذلك هو في رجزه والرِّبابةُ بالكسر القِيامُ على الشيءِ بإِصْلاحِه وتَربِيَتِه ومنه ما يقال رَبَّ فلان النِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِبابةً وحَسَبَه أَيضاً حِسْبةً مثل القِعْدةِ والرِّكْبةِ قال النابغة
فَكَمَّلَتْ مِائةً فِيها حَمامَتُها ... وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذلك العَدَدِ
وحُسْباناً عَدَّه وحُسْبانُكَ على اللّه أَي حِسابُكَ قال
على اللّه حُسْباني إِذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْ ... على طَمَعٍ أَو خافَ شيئاً ضَمِيرُها
[ ص 314 ] وفي التهذيب حَسِبْتُ الشيءَ أَحْسَبُه حِساباً وحَسَبْتُ الشيءَ أَحْسُبُه حِسْباناً وحُسْباناً وقوله تعالى واللّهُ سَرِيعُ الحِسابِ أَي حِسابُه واقِعٌ لا مَحالَة وكلُّ واقِعٍ فهو سَرِيعٌ وسُرْعةُ حِسابِ اللّه أَنه لا يَشْغَلُه حِسابُ واحد عَن مُحاسَبةِ الآخَر لأَنه سبحانه لا يَشْغَلُه سَمْع عن سمع ولا شَأْنٌ عن شأْنٍ وقوله جل وعز كَفَى بِنَفْسِك اليومَ عليك حَسِيباً أَي كفَى بِك لنَفْسِكَ مُحاسِباً والحُسْبانُ الحِسابُ وفي الحديث أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغابِ لا يَعْلَمُ حُسْبانَ أَجْرِهِ إِلا اللّهُ الحُسْبانُ بالضم الحِسابُ وفي التنزيل الشمسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ معناه بِحِسابٍ ومَنازِلَ لا يَعْدُوانِها وقال الزَجاج بحُسْبانٍ يدل على عَدَد الشهور والسنين وجميع الأَوقات وقال الأَخفش في قوله تعالى والشمسَ والقَمَر حُسْباناً معناه بِحِسابٍ فحذَف الباءَ وقال أَبو العباس حُسْباناً مصدر كما تقول حَسَبْتُه أَحْسُبُه حُسْباناً وحِسْباناً وجعله الأَحفش جمع حِسابٍ وقال أَبو الهيثم الحُسْبانُ جمع حِسابٍ وكذلك أَحْسِبةٌ مِثل شِهابٍ وأَشْهِبةٍ وشُهْبانٍ وقوله تعالى يَرْزُقُ من يشاءُ بغير حساب أَي بغير تَقْتِير وتَضْيِيقٍ كقولك فلان يُنْفِقُ بغير حِساب أَي يُوَسِّعُ النَّفَقة ولا يَحْسُبُها وقد اختُلف في تفسيره فقال بعضهم بغير تقدير على أَحد بالنُّقصان وقال بعضهم بغير مُحاسَبةٍ أَي لا يخافُ أَن يُحاسِبه أَحد عليه وقيل بغير أَنْ حَسِبَ المُعْطَى أَنه يُعْطِيه أَعطاهُ من حَيْثُ لم يَحْتَسِبْ قال الأَزهري وأَما قوله عز وجل ويَرْزُقْه من حَيثُ لا يَحْتَسِبُ فجائز أَن يكون معناه من حَيْثُ لا يُقَدِّره ولا يَظُنُّه كائناً مِن حَسِبْتُ أَحْسِبُ أَي ظَنَنْتُ وجائز أَن يكون مأْخوذاً مِن حَسَبْتُ أَحْسُبُ أَراد مِن حيث لم يَحْسُبْه لنفْسِه رِزقاً ولا عَدَّه في حِسابه قال الأَزهري وإِنما سُمِّي الحِسابُ في المُعامَلاتِ حِساباً لأَنهُ يُعلم به ما فيه كِفايةٌ ليس فيه زيادةٌ على المِقْدار ولا نُقْصان وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إِذا نَدِيَتْ أَقْرابُهُ لا يُحاسِبُ يَقول لا يُقَتِّر عليك الجَرْيَ ولكنه يأْتي بِجَرْيٍ كثير والمَعْدُود مَحْسُوبٌ وحَسَبٌ أَيضاً وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعولٍ مثل نَفَضٍ بمعنى مَنْفُوضٍ ومنه قولهم لِيَكُنْ عَمَلُكَ بحَسَبِ ذلك أَي على قَدْرِه وعَدَدِه وقال الكسائي ما أَدري ما حَسَبُ حَدِيثك أَي ما قَدْرُه وربما سكن في ضرورة الشعر وحاسَبَه من المُحاسَبةِ ورجل حاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ وحُسَّابٍ
( يتبع )

( ( ) تابع 1 ) حسب في أَسماءِ اللّه تعالى الحَسِيبُ هو الكافي فَعِيلٌ بمعنى والحِسْبةُ مصدر احْتِسابِكَ الأَجر على اللّه تقول فَعَلْته حِسْبةً واحْتَسَبَ فيه احْتِساباً والاحْتِسابُ طَلَبُ الأَجْر والاسم الحِسْبةُ بالكسر وهو الأَجْرُ واحْتَسَبَ فلان ابناً له أَو ابْنةً له إِذا ماتَ وهو كبير وافْتَرَطَ فَرَطاً إِذا مات له ولد صغير لم يَبْلُعِ الحُلُمَ وفي الحديث مَنْ ماتَ له ولد فاحْتَسَبَه أَي احْتسب الأَجرَ بصبره على مُصيبتِه به معناه اعْتَدَّ مُصِيبَتَه به في جُملةِ [ ص 315 ] بَلايا اللّه التي يُثابُ على الصَّبْر عليها واحْتَسَبَ بكذا أَجْراً عند اللّه والجمع الحِسَبُ وفي الحديث مَن صامَ رمضانَ إِيماناً واحْتِساباً أَي طلَباً لوجهِ اللّهِ تعالى وثَوابِه والاحتِسابُ من الحَسْبِ كالاعْتدادِ من العَدِّ وإِنما قيل لمن يَنْوِي بعَمَلِه وجْهَ اللّهِ احْتَسَبَه لأَن له حينئذ أَن يَعْتدَّ عَمَله فجُعِل في حال مُباشرة الفعل كأَنه مُعْتَدٌّ به والحِسْبةُ اسم من الاحْتِسابِ كالعِدّةِ من الاعْتِداد والاحتِسابُ في الأَعمال الصالحاتِ وعند المكْرُوهاتِ هو البِدارُ إِلى طَلَبِ الأَجْرِ وتَحْصِيله بالتسليم والصبر أَو باستعمال أَنواعِ البِرِّ والقِيامِ بها على الوَجْهِ المَرْسُوم فيها طلَباً للثواب المَرْجُوِّ منها وفي حديث عُمَر أَيُّها الناسُ احْتَسِبُوا أَعْمالَكم فإِنَّ مَن احْتَسَبَ عَمَلَه كُتِبَ له أَجْرُ عَمَلِه وأَجْرُ حِسْبَتِه وحَسِبَ الشيءَ كائِناً يَحْسِبُه ويَحْسَبُه والكَسر أَجْودُ اللغتَين ( 1 )
( 1 قوله « والكسر أجود اللغتين » هي عبارة التهذيب ) حِسْباناً ومَحْسَبَةً ومَحْسِبةً ظَنَّه ومَحْسِبة مصدر نادر وإِنما هو نادر عندي على من قال يَحْسَبُ ففتح وأَما على من قال يَحْسِبُ فكَسَر فليس بنادر وفي الصحاح ويقال أَحْسِبه بالكسر وهو شاذّ لأَنّ كل فِعْلٍ كان ماضِيه مكسوراً فإِن مستقبله يأْتي مفتوح العين نحو عَلِمَ يْعلَم إِلا أَربعةَ أَحرف جاءَت نوادر حَسِبَ يَحْسِبُ ويَبِسَ يَيْبِسُ ويَئِسَ يَيْئِسُ ونَعِمَ يَنْعِم فإِنها جاءَت من السالم بالكسر والفتح ومن المعتل ما جاءَ ماضيه ومُسْتَقْبَلُه جميعاً بالكسر وَمِقَ يَمِقُ ووَفِقَ يَفِقُ ووَثِقَ يَثِقُ ووَرِعَ يَرِعُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَرِثَ يَرِثُ ووَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي وَوِليَ يَلي وقُرِئَ قوله تعالى لا تَحْسَبَنَّ ولا تحْسِبَنَّ وقوله أَم حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الكَهْفِ الخطابُ للنبي صلى اللّه عليه وسلم والمراد الأُمة وروى الأَزهريُّ عن جابر بن عبداللّه أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأَ يَحْسِبُ أَنَّ مالَه أَخْلَدَه معنى أَخْلَدَه أَي يُخْلِدُه ومثله ونادَى أَصحابُ النارِ أَي يُنادِي وقال الحُطَيْئَةُ
شَهِدَ الحُطَيْئةُ حِينَ يَلْقَى رَبَّه ... أَنَّ الوَلِيدَ أَحَقُّ بالعُذْرِ
يريد يَشْهَدُ حين يَلْقَى رَبَّه وقولهم حَسِيبُكَ اللّه أَي انْتَقَمَ اللّهُ منك والحُسْبانُ بالضم العَذاب والبَلاءُ وفي حديث يحيى بن يَعْمَرَ كان إِذا هَبَّتِ الرِّيحُ يقول لا تَجْعَلْها حُسْباناً أَي عَذاباً وقوله تعالى أَو يُرْسِلَ عليها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ يعني ناراً والحُسْبانُ أَيضاً الجرادُ والعَجاجُ قال أَبو زياد الحُسْبانُ شَرٌّ وبَلاءٌ والحُسبانُ سِهامٌ صِغارٌ يُرْمَى بها عن القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ واحدتها حُسْبانةٌ قال ابن دريد هو مولَّد وقال ابن شميل الحُسْبانُ سِهامٌ يَرْمِي بها الرجل في جوفِ قَصَبةٍ يَنْزِعُ في القَوْسِ ثم يَرْمِي بعشرين منها فلا تَمُرُّ بشيءٍ إِلا عَقَرَتْه من صاحِب سِلاحٍ وغيره فإِذا نَزع في القَصَبةِ خرجت الحُسْبانُ كأَنها غَبْيةُ مطر فَتَفَرَّقَتْ في الناس واحدتها حُسْبانةٌ وقال ثعلب الحُسْبانُ المَرامي واحدتها حُسْبانةٌ والمرامِي مثل المَسالِّ دَقيقةٌ فيها شيءٌ من طُول لا حُروف لها قال والقِدْحُ بالحَدِيدة [ ص 316 ] مِرْماةٌ وبالمَرامِي فسر قوله تعالى أَو يُرْسِلَ عليها حُسباناً من السماءِ والحُسْبانةُ الصّاعِقةُ والحُسْبانةُ السَّحابةُ وقال الزجاج يُرْسِلَ عليها حُسْباناً قال الحُسْبانُ في اللغة الحِسابُ قال تعالى الشمسُ والقمرُ بحُسْبان أَي بِحِسابٍ قال فالمعنى في هذه الآية أَن يُرْسِلَ عليها عَذابَ حُسْبانٍ وذلك الحُسْبانُ حِسابُ ما كَسَبَتْ يَداك قال الأَزهري والذي قاله الزجاجُ في تفسير هذه الآية بَعِيدٌ والقولُ ما تقدّم والمعنى واللّه أَعلم أَنَّ اللّهَ يُرْسِلُ على جَنَّةِ الكافر مَرامِيَ من عَذابِ النارِ إِما بَرَداً وإِما حِجارةً أَو غيرهما مما شاءَ فيُهْلِكُها ويُبْطِلُ غَلَّتها وأَصْلَها والحُسْبانة الوِسادةُ الصَّغيرة تقول منه حَسَّبْتُه إِذا وَسَّدْتَه قال نَهِيك الفَزارِيُّ يخاطب عامر بن الطفيل
لتَقَيتَ بالوَجْعاءِ طَعْنةَ مُرْهَفٍ ... مُرَّانَ أَو لَثَويْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ
الوَجْعاءُ الاسْتُ يقول لو طَعَنْتُكَ لوَلَّيْتني دُبُرَكَ واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بوَجعائِكَ ولثَوَيْتَ هالِكاً غير مُكَرَّمٍ لا مُوَسَّدٍ ولا مُكَفَّنِ أَو معناه أَنه لم يَرْفَعْكَ حَسَبُكَ فيُنْجِيَكَ من الموت ولم يُعَظَّم حَسَبُكَ والمِحْسَبة الوِسادةُ من الأَدَمِ وحَسَّبَه أَجْلسه على الحُسْبانةِ أَو المِحْسَبة ابن الأَعرابي يقال لبِساطِ البَيْتِ الحِلْسُ ولِمَخادِّه المَنابِذُ ولمَساوِرِه الحُسْباناتُ ولحُصْرِه الفُحولُ وفي حديث طَلْحةَ هذا ما اشْتَرَى طلحةُ مِن فُلان فَتاه بخَمْسِمائةِ دِرْهم بالحسَبِ والطِّيبِ أَي بالكَرامةِ من المُشْتَرِي والبائع والرَّغْبةِ وطِيبِ النفْسِ منهما وهو من حَسَّبْتُه إِذا أَكْرَمْتَه وقيل من الحُسبانةِ وهي الوِسادة الصغيرةُ وفي حديث سِماكٍ قال شُعْبةُ سمعته يقول ما حَسَّبُوا ضَيْفَهم شيئاً أَي ما أَكْرَمُوه والأَحْسَبُ الذي ابْيَضَّتْ جِلْدَته مِن داءٍ فَفَسَدَتْ شَعَرَته فصار أَحمرَ وأَبيضَ يكون ذلك في الناس والإِبل قال الأَزهري عن الليث وهو الأَبْرَصُ وفي الصحاح الأَحْسَبُ من الناس الذي في شعر رأْسه شُقْرةٌ قال امرؤُ القيس
أَيا هِندُ لا تنْكِحي بُوهةً ... عَلَيْه عَقِيقَتُه أَحْسَبا
يَصِفُه باللُّؤْم والشُّحِّ يقول كأَنه لم تُحْلَقْ عَقِيقَتُه في صِغَره حتى شاخَ والبُوهةُ البُومة العَظِيمة تُضْرب مثلاً للرجل الذي لا خيرَ فيه وعَقِيقَتُه شعره الذي يُولد به يقول لا تَتَزَوَّجي مَن هذه صِفَتُه وقيل هو من الإِبل الذي فيه سَوادٌ وحُمْرة أَو بَياض والاسم الحُسْبةُ تقول منه أَحْسَبَ البَعِيرُ إِحْساباً والأَحْسَبُ الأَبرص ابن الأَعرابي الحُسْبَةُ سَوادٌ يَضْرِبُ إِلى الحُمْرةِ والكُهْبةُ صُفرة تَضرِبُ إِلى حمرة والقُهْبةُ سَواد يضرب إِلى الخُضْرة والشهْبةُ سواد وبياض والحُلْبةُ سواد صِرْف والشُّرْبةُ بَياضٌ مُشْرَبٌ بحُمْرةٍ واللُّهْبة بياض ناصعٌ نَقِيٌّ والنُّوبة لَونُ الخِلاسِيِّ وهو الذي أَخَذ من سَواد شيئاً ومن بياض شيئاً كأَنه وُلِدَ [ ص 317 ] من عَرَبيّ وحَبَشِيَّة وقال أَبو زياد الكلابيُّ الأَحْسَبُ من الإِبل الذي فيه سَواد وحُمرة وبَياضٌ والأَكْلَفُ نحوه وقال شمر هو الذي لا لَونَ له الذي يقال فيه أَحْسَبُ كذا وأَحْسَبُ كذا والحَسْبُ والتَّحْسِيبُ دَفْنُ المَيِّتِ وقيل تَكْفِينُه وقيل هو دَفْنُ الميِّتِ في الحجارة وأَنشد غَداةَ ثَوَى في الرَّمْلِ غيرَ مُحَسَّبِ ( 1 )
( 1 قوله « في الرمل » هي رواية الأزهري ورواية ابن سيده في الترب )
أَي غير مَدْفُون وقيل غير مُكَفَّن ولا مُكَرَّم وقيل غير مُوَسَّدٍ والأَول أَحسن قال الأَزهري لا أَعرف التَّحْسِيبَ بمعنى الدَّفْن في الحجارة ولا بمعنى التَّكْفِين والمعنى في قوله غيرَ مُحَسَّب أَي غير مُوَسَّد وانه لَحَسنُ الحِسْبةِ في الأَمْر أَي حَسَنُ التدبير النَّظَرِ فيه وليس هو من احْتِسابِ الأَجْر وفلان مُحْتَسِبُ البَلَدِ ولا تقل مُحْسِبُه وتَحَسَّب الخبَرَ اسْتَخْبَر عنه حجازِيَّةٌ قال أَبو سدرة الأَسدي
ويقال إِنه هُجَيمِيٌّ ويقال إِنه لرجل من بني الهُجَيْمِ
تَحَسَّب هَوَّاسٌ وأَيْقَنَ أَنَّني ... بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُهْ
فقلتُ له فاها لِفِيكَ فإِنَّها ... قَلُوصُ امْرِئٍ قاريكَ ما أَنتَ حاذِرُه
يقول تَشَمَّمَ هَوَّاسٌ وهو الأَسَدُ ناقتي وظَنَّ أَني أَتركُها له ولا أُقاتِله ومعنى لا أُغامِرُه أَي لا أُخالِطُه بالسيف ومعنى من واحد أَي من حَذَر واحدٍ والهاءُ في فاها تعود على الداهِية أَي أَلزَم اللّهُ فاها لِفيكَ وقوله قاريكَ ما أَنتَ حاذِرُه أَي لا قِرى لك عندي إِلا السَّيفُ واحْتَسَبْتُ فلاناً اختبرْتُ ما عنده والنِّساءُ يَحْتَسِبْنَ ما عِندَ الرِّجال لهن أَي يَخْتَبِرْنَ أَبو عبيد ذهب فلان يَتَحَسَّبُ الأَخْبارَ أَي يَتَجَسَّسُها بالجيم ويَتَحَسَّسُها ويَطْلُبها تَحَسُّباً وفي حديث الأَذان أَنهم كانوا يجتمعون فيَتَحَسَّبُون الصَلاةَ فَيَجِيئُون بلا داعٍ أَي يَتَعَرَّفُون ويَتَطَلَّبُون وَقْتَها ويَتَوَقَّعُونه فيَأْتُون المَسْجد قبل أَن يَسْمَعُوا الأَذان والمشهور في الرواية يَتَحَيَّنُون من الحِينِ الوَقْتِ أَي يَطْلُبون حِينَها وفي حديث بعْضِ الغَزَواتِ أَنهم كانوا يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبار أَي يَتَطلَّبُونها واحْتَسَبَ فلان على فلان أَنكر عليه قَبِيحَ عمله وقد سَمَّتْ ( أَي العربُ ) حَسِيباً وحُسَيْباً

حشب
الحَشِيبُ والحَشِيبيُّ والحَوْشَبُ عَظْمٌ في باطن الحافر بين العَصَبِ والوَظِيف وقيل هو حَشْوُ الحافِر وقيل هو عُظَيْم صغير كالسُّلامَى في طَرَف الوَظِيف بينَ رَأْسِ الوَظِيف ومُسْتَقَرِّ الحافر مما يَدخل في الجُبَّةِ قال أَبو عمرو الحَوْشَبُ حَشْوُ الحافِر والجُبَّةُ الذي فيه الحَوْشَبُ والدَّخِيسُ بينَ اللَّحْم والعَصَبِ قال العجاج
في رُسُغٍ لا يَتَشَكَّى الحَوْشَبا ... مُسْتَبطِناً معَ الصَّمِيمِ عَصَبا
وقيل الحَوْشَبُ مَوْصِلُ الوَظِيفِ في رُسْغِ [ ص 318 ] الدَّابةِ وقيل الحَوْشَبانِ من الفرس عَظْما الرُّسْغ وفي التهذيب عَظْما الرُّسْغَيْنِ والحَوْشَبُ العَظِيمُ البَطْنِ قال الأَعلم الهذلي
وتَجُرُّ مُجْريةٌ لها ... لَحْمِي إِلى أَجْرٍ حَواشِبْ
أَجْرٍ جمع جِرْوٍ على أَفْعُلٍ وأَراد بالمُجْرِيةِ ضَبُعاً ذات جِراءٍ وقيل هو العَظِيمُ الجَنْبَينِ والأُنثى بالهاءِ قال أَبو النجم
لَيْسَتْ بَحَوْشَبةٍ يَبِيتُ خِمارُها ... حتى الصَّباحِ مُثَبَّتاً بِغِراءِ
يقول لا شعر على رأْسِها فهي لا تَضَع خِمارَها والحَوْشَبُ المُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ وقول ساعدة ابن جؤية
فالدَّهْرُ لا يَبْقَى على حَدَثانِه ... أَنَسٌ لَفِيفٌ ذو طَرائفَ حَوْشَبُ
قال السكري حَوْشَبٌ مُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ فاستعار ذلك للجمع الكثير ومما يُذكر من شعر أَسد بن ناعِصةَ
وخَرْقٍ تَبَهْنَسُ ظِلْمانُه ... يُجاوِبُ حَوْشَبَه القَعْنَبُ
قيل القَعْنَبُ الثَّعْلَب الذَّكر والحَوْشَبُ الأَرْنَب الذكر وقيل الحَوْشَبُ العِجْل وهو وَلد البَقرة وقال الآخر
كأَنَّها لمَّا ازْلأَمَّ الضُّحَى ... أُدْمانةٌ يَتْبَعُها حَوْشَبُ
وقال بعضهم الحَوْشَبُ الضَّامِرُ والحَوْشَبُ العَظِيمُ البَطْنِ فجعله من الأَضداد وقال
في البُدْنِ عِفْضاجٌ إِذا بَدَّنْتَه ... وإِذا تُضَمِّرهُ فحَشْرٌ حَوْشَبُ
فالحَشْرُ الدَّقِيقُ والحَوْشَب الضامِرُ وقال المؤَرج احْتَشَب القومُ احْتِشاباً إِذا اجتمعوا وقال أَبو السميدع الأَعرابي الحَشِيبُ من الثِّياب والخَشِيبُ والجَشِيبُ الغَلِيظُ وقال المؤَرج الحَوْشَبُ والحَوْشَبةُ الجماعةُ من الناس وحَوْشَبٌ اسم

حصب
الحَصْبةُ والحَصَبةُ والحَصِبةُ بسكون الصاد وفتحها وكسرها البَثْر الذي يَخْرُج بالبَدَن ويظهر في الجِلْد تقول منه حَصِبَ جِلدُه بالكسر يَحْصَبُ وحُصِبَ فهو مَحْصُوبٌ وفي حديث مَسْرُوقٍ أَتَيْنا عبدَاللّهِ في مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ هم الذين أَصابَهم الجُدَرِيُّ والحَصْبةُ والحَصَبُ والحَصْبةُ الحجارةُ والحصى واحدته حَصَبةٌ وهو نادر والحَصْباء الحَصى واحدته حَصَبة كقَصَبةٍ وقَصَباءَ وهو عند سيبويه اسم للجمع وفي حديث الكَوْثَرِ فأَخرج من حَصْبائه فإِذا ياقُوتٌ أَحمرُ أَي حَصاه الذي في قَعْره وأَرضٌ حَصِبةٌ ومَحْصَبةٌ بالفتح كثيرة الحَصباءِ قال الأَزهري أَرض مَحْصَبةُ ذاتُ حَصْباء ومَحْصاةٌ ذاتُ حَصى قال أَبو عبيد وأَرضٌ مَحْصَبةٌ ذاتُ حَصْبةٍ ومَجْدَرةٌ ذاتُ جُدَرِيٍّ ومكانٌ حاصِبٌ ذُو حَصْباء وفي الحديث أَنه نَهى عن مَسِّ الحَصْباءِ في الصلاةِ [ ص 319 ] كانوا يُصَلُون على حَصْباءِ المسجد ولا حائلَ بين وجوههم وبَيْنَها فكانوا إِذا سجدوا سَوَّوْها بأَيديهم فنُهُوا عن ذلك لأَنه فِعْلٌ من غير أَفعالِ الصلاة والعَبَثُ فيها لا يجوز وتَبْطُلُ به إِذا تكرَّر ومنه الحديث إِن كان لا بدّ من مَسِّ الحَصْباءِ فواحدةً أَي مَرَّةً واحدة رُخِّصَ له فيها لأَنها غير مكرّرة ومكانٌ حَصِبٌ ذُو حَصْباء على النَّسَب لأَنا لم نَسْمع له فِعْلاً قال أَبو ذُؤَيْب
فكَرَعْنَ في حَجَراتِ عَذْبٍ بارِدٍ ... حَصِبِ البِطاحِ تَغِيبُ فيه الأَكْرُعُ
والحَصْبُ رَمْيُكَ بالحَصْباءِ حَصَبَهُ يَحْصِبُه حَصْباً ( 1 )
( 1 قوله « حصبه يحصبه » هو من باب ضرب وفي لغة من باب قتل ا ه مصباح ) رماه بالحَصْباءِ وتحاصَبُوا تَرامَوْا بالحَصْباءِ والحَصْباءُ صِغارُها وكِبارُها وفي الحديث الذي جاءَ في مَقْتَل عثمان رضي اللّه عنه قال إِنهم تَحاصَبُوا في المسجد حتى ما أُبْصِرَ أَدِيمُ السماءِ أَي تَرامَوْا بالحَصْباءِ وفي حديث ابن عمر أَنه رأَى رَجلين يَتَحدّثان والإِمامُ يَخْطُب فَحَصَبَهما أَي رَجَمَهُما بالحَصْباءِ ليُسَكّتَهُما والإِحْصابُ أَن يُثِيرَ الحَصى في عَدْوِه وقال اللحياني يكون ذلك في الفَرَس وغيره مما يَعْدُو تقول منه أَحْصَبَ الفرسُ وغيره وحَصَّبَ الموضعَ أَلقَى فيه الحَصى الصِّغار وفَرَشَه بالحَصْباءِ وفي الحديث أَن عُمر رضي اللّه عنه أَمَرَ بتَحْصِيبِ المسجد وذلك أَن يُلقَى فيه الحَصى الصغارُ ليكون أَوْثرَ للمُصَلِّي وأَغْفَرَ لِما يُلْقى فيه من الأَقْشابِ والخَراشِيِّ والأَقْذارِ والحَصْباءُ هو الحَصى الصغار ومنه الحديث الآخَرُ أَنه حَصَّبَ المسجدَ وقال هو أَغْفَرُ للنُّخَامةِ أَي أَسْتَرُ للبُزاقة إِذا سقَطَت فيه والأَقْشابُ ما يَسْقُط من خُيوطِ خِرَقٍ وأَشياء تُسْتَقْذَر والمُحصَّب موضع رَمْيِ الجِمار بِمِنىً وقيل هو الشِّعْبُ الذي مَخْرَجُه إِلى الأَبْطَحِ بين مكة ومِنى يُنامُ فيه ساعةً من الليل ثم يُخرج إِلى مكة سُمّيا بذلك للحَصى الذي فيهما ويقال لموضع الجمار أَيضاً حِصاب بكسر الحاءِ قال الأَزهري التَّحْصِيبُ النَّوْمُ بالشِّعْبِ الذي مَخْرَجُه إِلى الأَبْطَحِ ساعةً مِن الليلِ ثم يُخْرَجُ إِلى مكةَ وكان موضعاً نَزَلَ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مِن غير أَن سَنَّه للناسِ فَمَن شاءَ حَصَّبَ ومن شاءَ لم يُحَصِّبْ ومنه حديث عائشةَ رضي اللّه عنها ليس التَّحْصِيبُ بشيءٍ أَرادت به النومَ بالمُحَصَّبِ عند الخُروجِ من مَكةَ ساعةً والنُّزُولَ به ورُوِي عن عمر رضي اللّه عنه أَنه قال يَنْفِرُ الناسُ كُلُّهم إِلاَّ بَنِي خُزَيْمَةَ يعني قريشاً لا يَنْفِرُون في النَّفْرِ الأَوّل قال وقال يا آلَ خُزَيْمَةَ حَصِّبُوا أَي أَقِيموُا بالمُحَصَّبِ قال أَبو عبيد التَّحْصِيبُ إذا نَفَر الرَّجلُ مِن مِنى إِلى مكة للتَّوْدِيعِ أَقامَ بالأَبْطَحِ حتى يَهْجَعَ بها ساعةً مِنَ الليل ثم يَدْخُل مكة قال وهذا شيءٌ كان يُفْعَل ثم تُرِكَ وخُزَيْمَةُ هم قُرَيْش وكِنانةُ وليس فيهم أَسَدٌ وقال القعنبي التَّحْصِيبُ نُزولُ المُحَصَّب بمكة وأَنشد
فَلِلّهَ عَيْنا مَن رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ ... أَشَتَّ وأَنْأَى مِنْ فِراقِ المُحَصَّبِ
[ ص 320 ] وقال الأَصمعي المُحَصَّبُ حيث يُرْمَى الجمارُ وأَنشد
أَقامَ ثَلاثاً بالمُحَصَّبِ مِن مِنًى ... ولَمَّا يَبِنْ للنَّاعِجاتِ طَرِيقُ
وقال الراعي
أَلم تَعْلَمي يا أَلأَمَ النَّاسِ أَنَّني ... بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ وعِندَ المُحَصَّبِ
يريد موضع الجِمار والحاصِبُ رِيحٌ شَدِيدة تَحْمِل التُّرابَ والحَصْباءَ وقيل هو ما تَناثَر من دُقاقِ البَرَد والثَّلْجِ وفي التنزيل إِنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً وكذلك الحَصِبةُ قال لبيد
جَرَّتْ عَلَيها أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِها ... أَذْيالَها كلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ ( 1 )
( 1 قوله « جرت عليها » كذا هو في بعض نسخ الصحاح أيضاً والذي في التكملة جرت عليه )
وقوله تعالى إِنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً أَي عَذاباً يَحْصِبُهم
أَي يَرْمِيهم بحجارة مِن سِجِّيل وقيل حاصِباً أَي ريحاً تَقْلَعُ الحَصْباء لقوّتها وهي صغارها وكبارها وفي حديث علي رضي اللّه عنه قال للخَوارج أَصابَكم حاصِبٌ أَي عَذابٌ من اللّه وأَصله رُميتم بالحَصْباءِ من السماءِ ويقال للرِّيحِ التي تَحْمِل الترابَ والحَصى حاصِبٌ وللسَّحابِ يَرْمِي بالبَرَد والثَّلْج حاصِبٌ لأَنه يَرْمِي بهما رَمْياً قال الأَعشى
لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى ... وجَأْواءُ تُبْرقُ عنها الهَيُوبا
أَراد بالحاصِب الرُّماةَ وقال الأَزهري الحاصِبُ العَدَدُ الكَثِيرُ من الرَّجَّالةِ وهو معنى قوله لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى ابن الأَعرابي الحاصِبُ مِن التّراب ما كان فيه الحَصْباء وقال ابن شميل الحاصِبُ الحَصْباء في الرِّيح كان يَوْمُنا ذا حاصِبٍ ورِيحٌ حاصِبٌ وقد حصَبَتْنا تَحْصِبُنا وريحٌ حَصِبةٌ فيها حَصباء قال ذو الرمة حَفِيفُ نافِجةٍ عُثْنُونُها حَصِب والحَصَبُ كُلُّ ما أَلقَيْتَه في النَّار من حَطَب وغيره وفي التنزيل إِنَّكم وما تَعْبُدُون مِن دُونِ اللّه حَصَبُ جَهَنَّم قال الفرَّاءُ ذكر أَن الحَصَبَ في لغة أَهل اليمن الحَطَبُ ورُوِي عن علي كرّم اللّه وجهه أَنه قرأَ حَطَبُ جَهَنَّمَ وكلُّ ما أَلْقَيْتَه في النار فقد حَصَبْتَها به ولا يكون الحَصَبُ حَصَباً حتى يُسْجَر به وقيل الحَصَبُ الحَطَبُ عامّةً وحَصَبَ النارَ بالحَصَبِ يَحْصُبها حَصْباً أَضْرَمَها الأَزهري الحَصَبُ الحَطَبُ الذي يُلْقَى في تَنُّور أَو في وَقُودٍ فأَمّا ما دام غير مستعمل للسُّجُورِ فلا يسمى حَصَباً وحَصَبْتُه أَحْصِبُه رمَيْته بالحَصْباءِ والحَجرُ المَرْمِيُّ به حَصَبٌ كما يقال نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً والمنفوضُ نَفَضٌ فمعنى قوله حَصَبُ جهنم أَي يُلْقَوْن فيها كما يُلْقَى الحَطَبُ في النارِ وقال الفرَّاءُ الحَصَبُ في لغة أَهل نجد ما رَمَيْتَ به في النار وقال عكرمة حَصَبُ جهنم هو [ ص 321 ] حَطَبُ جهنم بالحَبَشية وقال ابن عرفة إِن كان أَراد أَن العرب تكملت به فصار عَرَبيةً وإِلا فليس في القرآن غيرُ العربيةِ وحَصَبَ في الأَرض ذَهَبَ فيها وحَصَبةُ اسم رجل عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَلَسْتَ عَبْدَعامِرِ بنِ حَصَبَهْ ويَحْصَبُ قبيلةٌ وقيل هي يَحْصُبُ نقلت من قولك حَصَبَه بالحصى يَحْصُبُه وليس بقويّ وفي الصحاح ويَحْصِبُ بالكسر حَيٌّ من اليمن وإِذا نسبت إِليه قلت يَحْصَبِيٌّ بالفتح مثل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيٍّ

حصلب
الحِصْلِبُ والحِصْلِمُ التراب

حضب
الحِضْبُ والحُضْبُ جميعاً صَوْتُ القَوْس والجمع أَحْضابٌ قال شمر يقال حِضْبٌ وحَبْضٌ وهو صَوْتُ القَوْسِ والحَضْبُ والحِضْبُ ضَرْبٌ من الحَيّاتِ وقيل هو الذكر الضَّخْمُ منها قال وكلُّ ذكر من الحَيَّاتِ حِضْبٌ قال أَبو سعيد هو بالضاد المعجمة وهو كالأَسْوَدِ والحُفَّاثِ ونحوهما وقيل هو حَيَّة دقيقة وقيل هو الأَبْيضُ منها قال رؤبة جاءَتْ تَصَدَّى خَوْفَ حِضْبِ الأَحْضابْ وقول رؤبة
وقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ ... بَيْنَ قَتادِ رَدْهةٍ وشِقْبِ
يجوز أَن يكون أراد الوَتَرَ وأَن يكون أَراد الحَيَّةَ والحَضَبُ الحَطَبُ في لغة اليمن وقيل هو كلُّ ما أَلْقَى في النار مِن حَطَبٍ وغيره يُهَيِّجُها به والحَضَبُ لغة في الحَصَب ومنه قرأَ ابن عباس حَضَبُ جَهنمَ منقوطة قال الفرَّاءُ يريد الحَصَبَ وحَضَبَ النارَ يَحْضِبُها رَفَعَها وقال الكسائي حَضَبْتُ النارَ إِذا خَبَتْ فأَلْقَيْتَ عليها الحَطَبَ لتَقِدَ والمِحْضَبُ المِسْعَرُ وهو عُود تُحَرَّكُ به النارُ عند الإِيقاد قال الأَعشى
فلا تَكُ فِي حَرْبِنا مِحْضَباً ... لِتَجْعَلَ قَوْمَكَ شَتَّى شُعُوبَا
وقال الفرّاءُ هو المِحْضَبُ والمِحْضَأُ والمِحْضَجُ والمِسْعَرُ بمعنى واحد وحكى ابن دريد عن أَبي حاتم أَنه قال يُسمى المِقْلَى المِحْضَب وأَحْضابُ الجبَلِ جَوانِبُه وسَفْحُه واحدها حِضْبٌ والنون أَعلى وروى الأَزهري عن الفرَّاءِ الحَضْبُ بالفتح سُرْعةُ أَخْذِ الطَّرْقِ الرَّهْدَنَ إِذا نَقَر الحَبَّة والطَّرْقُ الفَخُّ والرَّهْدَنُ العُصْفُور قال والحَضْبُ أَيضاً انْقِلابُ الحَبْلِ حتى يَسْقُط والحَضْبُ أَيضاً دُخول الحَبْلِ بين القَعْو والبَكْرة وهو مثل المَرَسِ تقول حَضِبَتِ البَكْرةُ ومَرِسَتْ وتأْمر فتقول أَحْضِبْ بمعنى أَمْرِسْ أَي رُدَّ الحَبْل إِلى مَجْراهُ

حضرب
حَضْربَ حَبْلَه ووَتَرَه شدَّه وكلُّ مَمْلُوءٍ مُحَضْرَبٌ والظاء أَعلى

حطب
الليث الحَطَبُ مَعْرُوفٌ والحَطَبُ ما أُعِدَّ مِن الشجَرِ شَبُوباً للنَّارِ [ ص 322 ] حَطَبَ يَحْطِبُ حَطْباً وحَطَباً المخفف مصدر وإِذا ثُقِّلَ فهو اسم واحْتَطَبَ احْتِطاباً جَمَع الحَطَبَ وحَطَبَ فلاناً حَطَباً يَحْطِبُه واحْتَطَبَ له جَمَعَه له وأَتاهُ به قال ذو الرُّمة
وهَلْ أَحْطِبَنَّ القَوْمَ وهي عَرِيَّةٌ ... أُصُولَ أَلاءٍ في ثَرًى عَمِدٍ جَعْدِ
وحَطَبَنِي فلان إِذا أَتاني بالحَطَبِ وقال الشماخ
خَبٌّ جَرُوزٌ وإِذا جاعَ بَكَى ... لاحَطَبَ القَوْمَ ولا القومَ سَقَى
ابن بري الخَبُّ اللَّئِيمُ والجَرُوزُ الأَكُولُ ويقال للذي يَحْتَطِبُ الحَطَبَ فيَبِيعُه حَطَّابٌ يقال جاءَتِ الحَطَّابةُ والحَطّابةُ الذين يَحْتَطِبُون الأَزهري قال أَبو تراب سمعت بعضهم يقول احْتَطَبَ عليه في الأَمر واحتَقَبَ بمعنى واحد ورَجُل حاطِبُ لَيْلٍ يتَكلّم بالغَثِّ والسمين مُخَلِّطٌ في كلامِه وأَمْرِه لا يَتَفَقَّدُ كَلامَه كالحاطِبِ بالليل الذي يَحْطِبُ كُلَّ رَدِيءٍ وجَيِّدٍ لأَنه لا يُبْصِرُ ما يَجْمعُ في حَبْلِه الأَزهري شُبِّه الجانِي على نَفْسه بِلِسانِه بحاطِبِ اللَّيلِ لأَنه إِذا حَطَبَ ليلاً رُبما وقَعَتْ يَدُه على أَفْعَى فنَهَسَتْه وكذلك الذي لا يَزُمُّ لِسانَه ويَهْجُو الناسَ ويَذُمُّهمْ رُبما كان ذلك سَبَباً لِحَتْفِه وأَرضٌ حَطِيبةٌ كثيرة الحَطَبِ وكذلك وادٍ حَطِيبٌ قال
وادٍ حَطِيبٌ عَشِيبٌ ليسَ يَمْنَعُه ... مِنَ الأَنِيسِ حِذارُ اليَوْمِ ذِي الرَّهَجِ
وقدَحَطِبَ وأَحْطَبَ واحْتَطَبتِ الإِبلُ رَعَتْ دِقَّ الحَطَبِ قال الشاعر وذكر إِبلاً
إِنْ أَخْصَبَتْ تَرَكَتْ ما حَوْلَ مَبْرَكِها ... زَيْناً وتُجْدِبُ أَحْياناً فَتَحْتَطِبُ
وقال القطامي
إِذا احْتَطَبَتْه نِيبُها قَذَفَتْ به ... بَلاعِيمُ أَكْراشٍ كأَوْعِيةِ الغَفْرِ
وبعير حَطَّابٌ يَرْعَى الحَطَبَ ولا يكون ذلك إِلاّ مِن صِحَّةٍ وفَضْلِ قُوَّةٍ والأُنثى حَطَّابةٌ وناقة مُحاطِبةٌ تأْكل الشَّوْكَ اليابِسَ والحِطابُ في الكَرْمِ أَن يُقْطَعَ حتى يُنْتَهى إِلى ما جَرَى فيه الماءُ واسْتَحْطَبَ العِنَبُ احْتاجَ أَن يُقْطَع شيءٌ من أَعالِيهِ وحَطَبُوه قَطَعُوه وأَحْطَبَ الكَرْمُ حانَ أَن يُقْطَعَ منه الحَطَبُ ابن شميل العِنَبُ كُلَّ عامٍ يُقْطَعُ من أَعالِيهِ شيءٌ ويُسمَّى ما يُقْطَعُ منه الحِطابُ يقال قد اسْتَحْطَبَ عِنَبُكم فاحْطِبُوه حَطْباً أَي اقْطَعُوا حَطَبَه والمِحْطَبُ المِنْجَلُ الذي يُقْطَعُ به وحَطَبَ فلان بفلان سَعَى به وقوله تعالى في سُورة تَبَّتْ وامْرَأَتُه حَمَّالَةَ الحَطَبِ قيل هو النَّمِيمةُ وقيل إِنها كانت تَحْمِل الشَّوْك شَوْكَ العِضاهِ فتُلْقِيهِ على طَرِيقِ سَيِّدِنا رَسُول اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم وطَريقِ أَصحابه رضي اللّه عنهم قال الأَزهري جاءَ في التفسير أَنَّها أُمُّ جَميلٍ امرأَةُ أَبي لَهَبٍ وكانتْ تَمْشِي بالنَّمِيمة ومن ذلك قولُ الشاعر
مِن البِيضِ لم تُصْطَدْ على ظَهْرِ لأْمَةٍ ... ولم تَمْشِ بينَ الحَيِّ بالحَطَبِ الرَّطْبِ
[ ص 323 ] يعني بالحَطَبِ الرَّطْبِ النَّمِيمةَ والأَحْطَبُ الشَّدِيدُ الهُزال والحَطِبُ مِثْلُه وخصَّصه الجوهري فقال الرَّجل الشَّديدُ الهُزالِ وقد سمت حاطِباً وحُوَيْطِباً وقولُهم صَفْقةٌ لم يَشْهَدْها حاطِبٌ هو حاطِبُ ابنُ أَبي بَلْتَعةَ وكان حازِماً وبنو حاطِبةَ بطن وحَيْطُوبٌ موضع

حظب
الحاظِبُ والمُحْظَئِبُّ السَّمِينُ ذُو البِطْنةِ وقيل هو الذي امْتَلأَ بَطْنُه وقد حَظَبَ يَحْظُبُ حَظْباً وحُظُوباً وحَظِبَ حَظَباً سَمِنَ الأُمَويُّ من أَمْثالِهم في باب الطَّعامِ اعْلُلْ تَحْظُبْ ( 1 )
( 1 قوله « تحظب » ضبطت الظاء بالضم في الصحاح وبالكسر في التهذيب ) أَي كُلْ مرّة بعد أُخرى تَسْمَنْ وقيل أَي اشْرَبْ مَرَّةً بعد مَرَّةٍ تَسْمَنْ وحَظَبَ مِن الماءِ تَمََّلأَ يقال منه حَظَبَ يَحْظِبُ حُظُوباً إِذا امْتلأَ ومثله كَظَبَ يَكْظِبُ كُظُوباً وقال الفرَّاءُ حَظَبَ بَطْنُه حُظُوباً وكَظَب إِذا انْتَفَخَ ابن السكيت رأَيت فلاناً حاظِباً ومُحْظَئِبّاً أَي مُمتَلِئأً بَطِيناً ورَجُل حَظِبٌ وحُظُبٌّ قَصِير عَظِيم البَطنِ وامرأَة حَظِبةٌ وحِظَبّةٌ وحُظُبَّةٌ كذلك الأَزهري رَجُلٌ حُظُبَّةٌ حُزُقَّةٌ إِذا كان ضَيِّقَ الخُلُقِ ورَجل حُظُبٌّ أَيضاً وأَنشد
حُظُبٌّ إِذا ساءلْتِهِ أَو تَرَكْتِه ... قَلاكِ وإِنْ أَعْرَضْتِ راءَى وسَمَّعَا
ووَتَرٌ حُظُبٌّ جافٍ غَلِيظٌ شديد والحُظُبُّ البَخِيل والحُظُبَّى الظَّهْرُ وقيل عِرْقٌ في الظهر وقيل صُلْبُ الرجل قال الفِنْدُ الزِّمانيُّ واسمه شَهْلُ بن شَيْبانَ
ولَوْلا نَبْلُ عَوْضٍ في ... حُظَبَّايَ وأَوْصالِي
أَراد بالعَوْضِ الدَّهْر قال كراع لا نَظِيرَ لها قال ابن سيده وعندي أَنّ لها نَظائِرَ بُذُرَّى من البَذْر وحُذُرَّى من الحَذَر وغُلُبَّى مِن الغَلَبةِ وحُظُبَّاهُ صُلْبُه وروى ابن هانئ عن أَبي زيد الحُظُنْبَى بالنون الظَّهْرُ ويَرْوِي بَيْتَ الفِنْدِ الزِّماني في حُظُنْبايَ وأَوْصالي الأَزهري عن الفرَّاءِ من أَمثال بَني أَسَدٍ اشْدُدْ حُظُبَّى قَوْسَكَ يريد اشْدُدْ يا حُظُبَّى قَوْسَكَ وهو اسم رجل أَي هَيِّئْ أَمْرَكَ

حظرب
المُحَظْرَبُ الشَّديدُ الفَتْلِ حَظْرَبَ الوَتَرَ والحَبْلَ أَجادَ فَتْلَه وشَدَّ تَوْتِيرَه وحَظْرَبَ قَوْسَه إِذا شدَّ تَوْتِيرَها ورَجلٌ مُحَظْرَبٌ شَديدُ الشَّكِيمةِ وقيل شَديدُ الخَلْقِ والعَصَبِ مَفْتُولُهما الأَزهري عن ابن السكيت والمُحَظْرَبُ الضّيِّقُ
الخُلُق قال طَرَفةُ بن العبد
وأَعْلَمُ عِلْماً ليسَ بالظَّنِّ أَنه ... إِذا ذَلَّ مَوْلى المَرْءِ فهو ذَلِيلُ
وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ ما لم يَكُنْ لَه ... حَصاةُ عَلى عَوْراتِه لَدَلِيلُ
[ ص 324 ]
وكائنْ تَرَى مِنْ لَوْذَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ ... وليسَ له عِندَ العَزِيمةِ جُولُ ( 1 )
( 1 قوله « عند العزيمة » كذا في نسخة المحكم أيضاً والذي في الصحاح العزائم بالجمع والتفسير للجوهري )
يقول هو مُسَدَّدٌ حَديدُ اللسان حَديدُ النظَر فإِذا نزلت به
الأُمور وجَدْتَ غيره ممن ليس له نَظَرُه وحِدَّتُه أَقْوَمَ بها منه وكائن بمعنى كم ويروى يَلْمَعيٍّ وأَلْمَعِيٍّ وهو الرجل المُتَوَقِّدُ ذَكاءً وقد فسره أَوس بن حجر في قوله
الأَلْمَعِيُّ الذي يظن بك الظنّ ... كأَنْ قد رَأَى وقد سَمِعا
والجُولُ العَزيمةُ ويقال العَقْلُ والحَصاةُ أَيضاً العَقْلُ يقال هو ثابتُ الحَصاة إِذا كان عاقلاً وضَرْعٌ مُحَظْرَبٌ ضَيِّقُ الأَخلاف وكُلّ مَمْلوءٍ مُحَظْرَبٌ وقد تقدم في الضاد والتَّحَظْرُبُ امْتِلاءُ البَطْنِ هذه عن اللحياني

حظلب
الأَزهري ابن دريد الحَظْلَبةُ ( 2 )
( 2 قوله « ابن دريد الحظلبة إلخ » كذا هو في التهذيب والذي في التكملة عن ابن دريد سرعة العدو وتبعها المجد ) العَدْوَ

حقب
الحَقَبُ بالتحريك الحِزامُ الذي يَلِي حَقْوَ البَعِير وقيل هو حَبْلٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ في بَطْنِ البَعِير مما يلي ثِيلَه لِئَلاَّ يُؤْذِيَه التَّصْديرُ أَو يَجْتَذِبَه التَّصْديرُ فَيُقَدِّمَه تقول منه أَحْقَبْتُ البَعِيرَ وحَقِبَ بالكسر حَقَباً فهو حَقِبٌ تَعَسَّرَ عليه البَوْلُ مِن وُقُوعِ الحَقَبِ على ثِيلِه ولا يقال ناقةٌ حَقِبةٌ لأَنَّ الناقة لَيس لها ثِيلٌ الأَزهري من أَدَواتِ الرَّحْلِ الغَرْضُ والحَقَبُ فأَما الغَرْضُ فهو حِزامُ الرَّحْلِ وأَما الحَقَبُ فهو حَبْلٌ يَلِي الثِّيلَ ويقال أَخْلَفْتُ عن البَعِير وذلك إِذا أَصابَ حَقَبُه ثِيلَه فيَحْقَبُ هو حَقَباً وهو احْتِباسُ بَوْلِه ولا يقال ذلك في الناقةِ لأَنَّ بَوْلَ الناقةِ من حَيائها ولا يَبْلُغُ الحَقَبُ الحَياءَ والإِخْلافُ عنه أَن يُحَوَّلَ الحَقَبُ فيُجْعَلَ مما يَلِي خُصْيَتَي البَعِير ويقال شَكَلْت عن البَعير وهو أَن تجعل بين الحَقَب والتَّصْدير خَيْطاً ثم تَشُدَّه لئلا يَدْنُوَ الحَقَبُ من الثِّيلِ واسم ذلك الخَيْطِ الشِّكالُ وجاءَ في الحديث لا رَأْي لِحازِقٍ ولا حاقِبٍ ولا حاقِنٍ الحازِقُ الذي ضاقَ عليه خُفُّه فَحَزَقَ قَدَمَه حَزْقاً وكأَنه بمعنى لا رأْي لذي حَزْقٍ والحاقِبُ هو الذي احْتاجَ إِلى الخَلاءِ فلم يَتَبَرَّزْ وحَصَرَ غائطَه شُبِّه بالبَعِير الحَقِبِ الذي قد دَنا الحَقَبُ مِن ثِيلِه فمنَعَه من أَن يَبُولَ وفي الحديث نُهِيَ عن صلاة الحاقِبِ والحَاقِنِ وفي حديث عُبادةَ بن أَحْمَر فجمَعْتُ إِبِلي ورَكِبْتُ الفَحْلَ فحَقِبَ فَتَفاجَّ يَبُولُ فَنَزَلْتُ عنه حَقِبَ البعيرُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه ويقال حَقِبَ العامُ إِذا احْتَبَس مَطَرُه والحَقَبُ والحِقابُ شيء تُعَلِّقُ به المرأَةُ الحَلْيَ وتَشُدُّه في وسَطِها والجمع حُقُبٌ والحِقابُ شيءٌ مُحَلىًّ تَشُدُّه المرأَةُ على وَسَطِها قال الليث الحِقابُ شيء تتخذه المرأَة تُعَلِّق به مَعالِيقَ الحُليِّ تَشُدُّه على وسَطها والجمع الحُقُبُ قال الأَزهري [ ص 325 ] الحِقابُ هو البَرِيمُ إِلاَّ أَنَّ البَريمَ يكون فيه أَلوانٌ من الخُيُوطِ تَشُدُّه المرأَة على حَقْوَيْها والحِقابُ خَيْط يُشَدُّ في حَقْوِ الصبيِّ تُدْفَعُ به العينُ والحَقَبُ في النَّجائبِ لَطافةُ الحَقْوَيْنِ وشِدَّةُ صِفاقِهما وهي مِدْحةٌ والحِقابُ البياض الظاهر في أَصل الظُّفُر والأَحْقَبُ الحِمار الوَحْشِيُّ الذي في بَطْنِه بياض وقيل هو الأَبيضُ موضعِ الحَقَبِ والأَوّل أَقْوَى وقيل إِنما سُمي بذلك لبياضٍ في حَقْوَيْهِ والأُنثى حَقْباءُ قال رؤبة بن العجاج يُشَبِّه ناقَتَه بأَتانٍ حَقْباءَ
كَأَنَّهَا حَقْباء بَلْقاءُ الزَّلَقْ ... أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنقْ
والزَّلَقُ عَجِيزَتُها حيث تَزْلَقُ منه والجادِرُ حِمارُ الوَحْشِ الذي عَضَّضَتْه الفُحُول في صَفْحَتَيْ عُنُقِه فصار فيه جَدَراتٌ والجَدَرةُ كالسِّلْعة تكون في عُنُقِ البعير وأَراد باللِّيتَيْن صَفْحَتَي العُنقِ أَي هو مَطْوِيٌّ عند الحنَقِ كما تقول هو جَرِيءُ المَقْدَمِ أَي جَرِيءٌ عند الإِقْدامِ والعَرب تُسَمِّي الثَّعْلَبَ مُحْقَباً لبيَاضِ بَطْنِه وأَنشد بعضُهم لأُم الصَّريح الكِنْدِيّةِ وكانت تحتَ جَرير فوَقَع بينها وبين أُخت جرير لِحَاءٌ وفِخارٌ فقالت أَتَعْدِلِينَ مُحْقَباً بأَوْسِ والخَطَفَى بأَشْعَثَ بنِ قَيْسِ ما ذاكِ بالحَزْمِ ولا بالكَيْسِ عَنَتْ بذلكَ أَنَّ رِجالَ قَوْمِها عند رِجالِها كالثَّعْلَب عند الذِّئب وأَوْسٌ هو الذئب ويقال له أُوَيْسٌ والحَقِيبةُ كَالبَرْذَعةِ تُتَّخَذ لِلحِلْسِ والقَتَبِ فأَمّا حَقِيبةُ القَتَبِ فَمِنْ خَلْفُ وأَمّا حَقِيبةُ الحِلْسِ فَمُجَوَّبةٌ عن ذِرْوةِ السَّنامِ وقال ابن شميل الحَقِيبةُ تكون على عَجُزِ البَعِير تحت حِنْوَيِ القَتَبِ الآخَرَيْن والحَقَبُ حَبْلُ تُشَدُّ به الحَقِيبةُ والحَقِيبةُ الرِّفادةُ في مُؤَخَّر القَتَبِ والجمع الحَقائبُ وكلُّ شيءٍ شُدّ في مؤَخَّر رَحْل أَو قَتَب فقد احْتُقِبَ وفي حديث حنين ثم انْتَزَع طَلَقاً مِنْ حَقِبه أَي من الحَبْلِ المَشْدُود على حَقْوِ البعير أَو من حَقِيبتِه وهي الزِّيادةُ التي تُجْعَل في مُؤَخَّر القَتَب والوعاءُ الذي يَجْعَل الرجل فيه زادَه والمُحْقِبُ المُرْدِفُ ومنه حديث زيد بن أَرْقَمَ كنتُ يَتِيماً لابنِ رَواحةَ فَخرجَ بي إِلى غَزْوةِ مُؤْتةَ مُرْدِفي على حَقِيبةِ رَحْلِه ومنه حديث عائشة فَأَحْقَبَها عبدُالرحمن على ناقةٍ أَي أَرْدَفَها خَلْفَه على حَقِيبةِ الرَّحْل وفي حديث أَبي أُمامة أَنه أَحْقَبَ زادَه خَلْفَه على راحِلَتِه أَي جعلَه وراءه حَقِيبةً واحتَقَبَ خَيْراً أَو شَرًّا واسْتَحْقَبه ادَّخَره على المثَل لأَنّ الإِنسان حامِلٌ لعَمَلِه ومُدَّخِرٌ له واحْتَقَبَ فلان الإِثْم كأَنَّه جَمَعَه واحْتَقَبَه مَنْ خَلْفهِ قال امْرُؤُ القيس
فاليَوْمَ أُسْقَى غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ ... إِثْماً مِنَ اللّهِ ولا واغِلِ
[ ص 326 ] واحْتَقَبَه واسْتَحْقَبَه بمعنى أَي احْتَمَلَه الأَزهري الاحْتِقابُ شَدُّ الحَقِيبةِ من خَلْفٍ وكذلك ما حُمِلَ مِن شيء من خَلْفٍ يقال احْتَقَبَ واسْتَحْقَبَ قال النابغة
مُسْتَحْقِبِي حَلَقِ الماذِيِّ يَقْدُمُهم ... شُمُّ العَرانِينِ ضَرَّابُون لِلهامِ ( 1 )
( 1 قوله « مستحقي حلق إلخ » كذا في النسخ تبعاً للتهذيب والذي في التكملة مستحقبو حلق الماذي خلفهمو )
الأَزهري ومن أَمثالهم اسْتَحْقَبَ الغَزْوَ أَصْحابَ البَراذِينِ
يقال ذلك عند ضِيق المخَارِج ويقال في مثله نَشِبَ الحَديدةُ والتَوَى المِسمارُ يقال ذلك عند تأْكيد كل أَمر ليس منه مَخْرَجٌ والحِقْبةُ من الدَّهر مدّة لا وَقْتَ لها والحِقْبةُ بالكسر السَّنةُ والجمع حِقَبٌ وحُقُوبٌ كحِلْيةٍ وحُلِيٍّ والحُقْبُ والحُقْبُ ثمانون سَنةً وقيل أَكثرُ من ذلك وجمع الحُقْبِ حِقابٌ مثل قُفٍّ وقِفافٍ وحكى الأَزهري في الجمع أَحْقَاباً والحُقُبُ الدَّهرُ والأَحْقابُ الدُّهُور وقيل الحُقُبُ السَّنةُ عن ثعلب ومنهم من خَصَّصَ به لغة قيس خاصَّة وقوله تعالى أَو أَمْضِيَ حُقُباً قيل معناه سنةً وقيل معناه سنين وبسِنينَ فسره ثعلب قال الأَزهري وجاء في التفسير أَنه ثمانون سنة فالحُقُب على تفسير ثعلب يكون أَقَلَّ من ثمانين سنة لأَنّ موسى عليه السلام لم يَنْوِ أَن يَسِيرَ ثَمانين سَنةً ولا أَكثر وذلك أَنّ بَقِيَّةَ عُمُرِه في ذلك الوَقْت لا تَحْتَمِلُ ذلك والجمع من كل ذلك أَحْقابٌ وأَحْقُبٌ قال ابن هَرْمةَ
وقد وَرِثَ العَبّاسُ قَبْلَ مُحمدٍ ... نَبِيَّيْنِ حَلاَّ بَطْنَ مَكَّةَ أَحْقُبا
وقال الفرَّاءُ في قوله تعالى لابِثينَ فيها أَحْقاباً قال الحُقْبُ ثمانُون سنةً والسَّنةُ ثَلثُمائة وستون يوماً اليومُ منها أَلفُ سنة من عَدد الدنيا قال وليس هذا مما يدل على غاية كما يَظُنّ بعضُ الناس وإِنما يدُل على الغايةِ التوْقِيتُ خمسةُ أَحْقاب أَو عشرة والمعنى أَنهم يَلْبَثُون فيها أَحْقاباً كُلَّما مضَى حُقْب تَبِعه حُقْب آخَر وقال الزجاج المعنى أَنهم يَلْبَثُون فيها أَحْقاباً لا يذُوقُون في الأَحْقابِ بَرْداً ولا شَراباً وهم خالدون في النار أَبداً كما قال اللّه عز وجل وفي حديث قُسّ وأَعْبَدُ مَن تَعَبَّدَ في الحِقَبْ هو جمع حِقْبةٍ بالكسر وهي السنةُ والحُقْبُ بالضم ثَمانُون سَنةً وقيل أَكثر وجمعه حِقابٌ وقارةٌ حَقْباء مُسْتَدِقّةٌ طَويلةٌ في السماء قال امرؤُ القيس
تَرَى القُنَّةَ الحَقْباء مِنْها كَأَنَّها ... كُمَيْتٌ يُبارِي رَعْلةَ الخَيْلِ فارِدُ
وهذا البيت مَنْحُول قال الأَزهري وقال بعضهم لا يقال لها حَقْباء حتى يَلْتَوِيَ السَّرابُ بِحَقْوَيْها قال الأَزهري والقارةُ الحَقْباء التي في وسَطها تُرابٌ أَعْفَرُ وهو يَبْرُقُ ببياضِه مع بُرْقةِ سائِرِه وحَقِبَت السماءُ حَقَباً إِذا لم تُمْطِرْ وحَقِبَ المطَرُ حَقَباً احْتَبَسَ وكُلّ ما احْتَبَس فقد حَقِبَ عن ابن الأَعرابي وفي الحديث حَقِبَ أَمْرُ النَّاسِ أَي فَسَدَ واحْتَبَس مِن قولهم حَقِبَ المَطَرُ أَي تأَخَّر واحْتَبَسَ [ ص 327 ] والحُقْبَةُ سكون الرِّيحِ يمانيةٌ وحَقِبَ المَعْدِنُ وأَحْقَبَ لم يوجد فيه شيء وفي الأَزهري إِذا لم يُرْكِزْ وحَقِبَ نائِلُ فلان إِذا قلَّ وانْقَطَعَ وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه الإِمَّعةُ فيكم اليَوْمَ المُحْقِبُ الناسَ دِينَه وفي رواية الذي يُحْقِبُ دِينَه الرِّجالَ أَراد الذي يُقَلِّد دينَه لكل أَحد أَي يَجْعَلُ دِينَه تابعاً لدينِ غيره بلا حُجّة ولا بُرْهانٍ ولا رَوِيَّةٍ وهو من الإِرْدافِ على الحقيبة وفي صفة الزبير رضي اللّه عنه كانَ نُفُجَ الحَقِيبةِ أَي رابِيَ العَجُز ناتئه وهو بضم النون والفاء ومنه انْتَفَجَ جَنْبا البعير أَي ارتفعا والأَحْقَبُ زعموا اسم بعض الجنّ الذين جاؤُوا يستمعون القرآن من النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ابن الأَثير وفي الحديث ذكر الأَحقب وهو أَحَدُ النفَر الذين جاؤُوا إِلى النبي صلى اللّه عليه وسلم من جنّ نَصِيبِينَ قيل كانوا خمسةً خَسا ومَسا وشاصهْ وباصهْ والأَحقَب والحِقابُ جبل بعَيْنه مَعْروف قال الراجز يَصِفُ كَلْبةً طَلَبَتْ وَعِلاً مُسِنّاً في هذا الجَبَل قد قُلْتُ لمَّا جَدَّتِ العُقابُ وضَمَّها والبَدنَ الحِقابُ جِدِّي لكلِّ عامِلٍ ثَوابُ الرَّأْسُ والأَكْرُعُ والإِهابُ البَدنُ الوَعِلُ المُسِنُّ قال ابن بري هذا الرجز ذكره الجوهري قد ضَمَّها والبَدنَ الحِقابُ قال والصواب وضَمَّها بالواو كما أَوردناه والعُقابُ اسم كَلْبَتِه قال لها لمَّا ضَمَّها والوَعِل الجَبَلُ جِدِّي في لحَاق هذا الوَعِلِ لتأْكُلِي الرَّأْسَ والأَكْرُعَ والإِهابَ

حقطب
الأَزهري أَبو عمرو الحَقْطَبَةُ صِياحُ الحَيْقُطان وهو ذَكَر الدُرَّاج والله أَعلم

حلب
الحَلَبُ استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ يكونُ في الشاءِ والإِبِل والبَقَر والحَلَبُ مَصْدَرُ حَلَبها يَحْلُبُها ويَحْلِبُها حَلْباً وحَلَباً وحِلاباً الأَخيرة عن الزجاجي وكذلك احْتَلَبها فهو حالِبٌ وفي حديث الزكاة ومِن حَقِّها حَلَبُها على الماءِ وفي رواية حَلَبُها يومَ وِرْدِها يقال حَلَبْت الناقَة والشاةَ حَلَباً بفتح اللام والمراد بحَلْبِها على الماء ليُصِيبَ الناسُ من لَبَنِها وفي الحديث أَنه قال لقَوْمٍ لا تسْقُونِي حَلَبَ امرأَةٍ وذلك أَن حَلَب النساءِ عَيْبٌ عند العَرَب يُعَيَّرون به فلذلك تَنَزَّه عنه وفي حديث أَبي ذَرٍّ هل يُوافِقُكم عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُورٍ ؟ أَي وَقْتَ حَلَب شاةٍ فحذف المضاف وقومٌ حَلَبةٌ وفي المثل شَتَّى حتى تؤُوب ( 1 )
( 1 قوله « شتى حتى تؤوب إلخ » هكذا في أُصول اللسان التي بأيدينا والذي في أمثال الميداني شتى تؤوب إلخ وليس في الأَمثال الجمع بين شتى وحتى فلعل ذكر حتى سبق قلم )
الحَلَبةُ ولا تَقُل الحَلَمة لأَنهم إِذا اجْتَمَعوا لحَلْبِ النَّوقِ اشْتَغَل كلُّ واحدٍ منهم بحَلْبِ ناقَتِه أَو حَلائِبِه ثم يؤُوبُ الأَوَّلُ فالأَوَّلُ منهم [ ص 328 ] قال الشيخ أَبو محمد بن بري هذا المثل ذكره الجوهري شتى تؤُوبُ الحَلَبةُ وغَيَّره ابنُ القَطَّاع فَجَعَل بَدَلَ شَتَّى
حَتَّى ونَصَبَ بها تَؤُوب قال والمعروف هو الذي ذَكَرَه الجَوْهريّ وكذلك ذكره أَبو عبيد والأَصْمعي وقال أَصْلُه أَنهم كانوا يُورِدُونَ إِبلَهُم الشريعة والحَوْض جميعاً فإِذا صَدَروا تَفَرَّقُوا إِلى مَنازِلِهم فحَلَب كلُّ واحد منهم في أَهلِه على حِيالِه وهذا المثل ذكره أَبو عبيد في باب أَخلاقِ الناسِ في اجتِماعِهِم وافْتِراقِهم ومثله
الناسُ إِخوانٌ وَشتَّى في الشِّيَمْ ... وكلُّهُم يَجمَعُهم بَيْتُ الأَدَمْ
الأَزهري أَبو عبيد حَلَبْتُ حَلَباً مثلُ طَلَبْتُ طَلَباً وهَرَبْتُ هَرَباً
والحَلُوبُ ما يُحْلَب قال كعبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخاه
يَبِيتُ النَّدَى يا أُمَّ عَمْرٍو ضَجِيعَهُ ... إِذا لم يكن في المُنْقِياتِ حَلُوبُ
حَلِيمٌ إِذا ما الحِلْمُ زَيَّنَ أَهلَه ... مع الحِلْمِ في عَيْنِ العَدُوِّ مَهيبُ
إِذا ما تَراءَاهُ الرجالُ تَحَفَّظُوا ... فلم تَنْطِقِ العَوْراءَ وهْوَ قَريب
المُنْقِياتُ ذَواتُ النِقْيِ وهُو الشَّحْمُ يُقال ناقةٌ مُنْقِيَةٌ إِذا كانت سَمينَةً وكذلك الحَلُوبةُ وإِنما جاءَ بالهاءِ لأَنك تريدُ الشيءَ الذي يُحْلَبُ أَي الشيءَ الذي اتخذوه ليَحْلُبوه وليس لتكثيرِ الفعْلِ وكذلك القولُ في الرَّكُوبةِ وغيرها وناقةٌ حلوبة وحلوبٌ للتي تُحْلَبُ والهاءُ أَكثر لأَنها بمعنى مفعولةٍ قال ثعلب ناقة حَلوبة مَحْلوبة وقول صخر الغيّ
أَلا قُولاَ لعَبْدِالجَهْلِ إِنَّ ... الصَّحيحة لا تُحالِبُها التَّلُوثُ
أَراد لا تُصابِرُها على الحَلْبِ وهذا نادرٌ وفي الحديث إِياكَ والحلوبَ أَي ذاتَ اللَّبَنِ يقالُ ناقةٌ حلوبٌ أَي هي مما يُحلَب والحَلوبُ والحَلوبةُ سواءٌ وقيل الحلوبُ الاسمُ والحَلُوبةُ الصفة وقيل الواحدة والجماعة ومنه حديث أُمِّ مَعْبَدٍ ولا حَلوبَةَ في البيت أَي شاة تُحْلَبُ ورجلٌ حلوبٌ حالِبٌ وكذلك كلُّ فَعُول إِذا كان في معنى مفعولٍ تثبُتُ فيه الهاءُ وإِذا كان في معنى فاعِلٍ لم تَثْبُتْ فيه الهاءُ وجمعُ الحلوبة حَلائِبُ وحُلُبٌ قال اللحياني كلُّ فَعولةٍ من هذا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إِن شئت أَثْبَتَّ فيه الهاءَ وإِن شئتَ حذَفْتَه وحَلوبةُ الإِبلِ والغنم الواحدةُ فَما زادتْ وقال ابن بري ومن العرب مَن يجعل الحلوبَ واحدةً وشاهدهُ بيتُ كعبِ ابنِ سعدٍ الغَنَوي يَرثِي أَخاه إِذا لم يكن في المُنْقِياتِ حَلُوبُ ومنهم من يجعله جمعاً وشاهده قول نهيك بنِ إِسافٍ الأَنصاري
تَقَسَّم جيراني حَلُوبي كأَنما ... تَقَسَّمها ذُؤْبانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ
أَي تَقَسَّم جِيراني حَلائِبي وزَوْرٌ ومَنْوَر حيّان مِن أَعدائه وكذلك الحَلُوبة تكونُ واحدةً وجمعاً فالحَلُوبة الواحدة شاهِدُه قول الشاعر [ ص 329 ]
ما إِنْ رَأَيْنَا في الزَّمانِ ذي الكلَبْ ... حَلُوبةً واحدةً فتُحْتَلَبْ
والحَلُوبة للجميع شاهدهُ قول الجُمَيح بن مُنْقِذ
لمَّا رأَت إِبلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها ... وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجْنيبِ
والتَّجْنيب قلةُ اللَّبَنِ يقال أَجْنَبَت الإِبلُ إِذا قلَّ لَبَنُها التهذيبُ أَنشد الباهلي للجَعْدي
وبنُو فَزَارة إِنَّها ... لا تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلائِبْ
قال حُكي عن الأَصمعي أَنه قال لا تُلْبِثُ الحَلائِبَ حَلَبَ ناقةٍ حتى تَهْزِمَهُم قال وقال بعضهم لا تُلْبِثُ الحلائبَ أَن يُحْلَب عليها تُعاجِلُها قبلَ أَن تأْتيها الأَمْداد قال وهذا زَعمٌ أَثْبَتُ اللحياني هذه غَنَم حُلْبٌ بسكون اللام للضأْنِ والمَعَز قال وأُراه مُخَفَّفاً عن حُلُب وناقةٌ حلوبٌ ذاتُ لَبَنٍ فإِذا صَيَّرْتهَا اسْماً قلتَ هذه الحَلُوبة لفلان وقد يُخرجون الهاءَ من الحَلُوبة وهم يَعْنُونها ومثله الرَّكوبة والرَّكُوبُ لِما يَرْكَبون وكذلك الحَلوبُ والحلوبةُ لما يَحْلُبُون والمِحْلَب بالكسر والحلابُ الإِناءُ الذي يَحْلَبُ فيه اللبَنُ قال
صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِراعٍ ... رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَا في الحِلابِ ؟
ويُروى في العِلابِ وجمعه المَحَالِبُ وفي الحديث فَإِنْ رَضِيَ حِلابَها أَمْسَكَها الحِلابُ اللَّبَنُ الذي تَحْلُبُه وفي الحديث كان إِذا اغْتَسَل دَعَا بِشَيءٍ مثلِ الحِلابِ فأَخَذَ بكَفِّه فَبَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأَيمَنِ ثم الأَيْسَرِ قال ابن الأَثير وقد رُوِيَتْ بالجيم وحُكي عن الأَزهري أَنه قال قال أَصحاب المعاني إِنَّه الحِلابُ وهو ما يُحْلَب فيهِ الغَنم كالمِحْلَب سَواءً فصُحِّفَ يَعْنُون أَنه كانَ يَغْتَسِلُ من ذلك الحِلابِ أَي يضَعُ فيه الماءَ الذي يَغْتَسِل منه قال واخْتارَ الجُلاّب بالجيم وفسَّره بماءِ الوَرْد قال وفي الحديث في كتاب البُخارِيِّ إِشكالٌ وربَّما ظُنَّ انه تأَوَّله على الطيب فقال بابُ مَن بَدأَ بالحِلابِ والطِّيبِ عندَ الغُسْلِ قال وفي بعض النسخ أَو الطيب ولم يذكر في هذا الباب غير هذا الحديث أَنَّه كان إِذا اغْتَسَلَ دَعَا بشيءٍ مثلِ الحِلابِ قال وأَما مسلم فجمعَ الأَحادِيثَ الوارِدَة في هذا المَعْنى في موضِعٍ واحدٍ وهذا الحديث منها قال وذلك من فِعْلِهِ يدُلُّك على أَنَّه أَراد الآنِيَة والمقادِيرَ قال ويحتمل أَن يكون البُخَاري ما أَراد إِلاّ الجُلاَّب بالجيم ولهذا تَرْجَم البابَ بِه وبالطِّيب ولكن الذي يُرْوَى في كتابِه إِنما هو بالحاءِ وهو بها أَشْبَهُ لأَنَّ الطِّيبَ لمَنْ يَغْتَسِلُ بعدَ الغُسْل أَلْيَقُ مِنْه قَبلَهُ وأَوْلى لأَنَّه إِذا بَدَأَ بِه ثم اغْتَسَل أَذْهَبَه الماءُ والحَلَبُ بالتحريك اللَّبَنُ المَحْلُوبُ سُمِّيَ بالمَصْدَرِ ونحوُه كثير والحلِيب كالحَلَب وقيل الحَلَبُ المحلوب من اللَّبن والحَلِيبُ مَا لم يَتَغَيَّر طعْمه وقوله أَنشده ثعلب كانَ رَبيب حَلَبٍ وقارِصِ قال ابن سيده عندي أَنَّ الحَلَب ههنا هو الحَلِيبُ [ ص 330 ] لمُعادلَته إِياه بالقارِصِ حتى كأَنَّه قال كان ربيب لَبَنٍ حلِيبٍ ولبنٍ قارِصٍ وليس هو الحَلَب الذي هو اللَّبن المَحْلُوبُ الأَزهري الحَلَب اللَّبَنُ الحَلِيبُ تَقولُ شَرِبْتُ لَبَناً حَلِيباً وحَلَباً واستعارَ بعضُ الشعراءِ الحَلِيبَ لشَراب التَّمْرِ فقال يصف النَّخْل
لهَا حَلِيبٌ كأَنَّ المِسْكَ خَالَطَه ... يَغْشَى النَّدامَى عَلَيه الجُودُ والرَّهَق
والإِحْلابَة أَن تَحلُب لأَهْلِكَ وأَنتَ في المَرْعى لَبَناً ثم تَبْعَثَ به إِلَيْهم وقد أَحْلَبَهُم واسمُ اللَّبَنِ الإِحْلابَة أَيضاً قال أَبو منصور وهذا مَسْمُوعٌ عن العَرَب صَحِيحٌ ومنه الإِعْجالَةُ والإِعْجالاتُ وقيل الإِحْلابَةُ ما زادَ على السِّقَاءِ من اللَّبَنِ إِذا جاءَ به الراعِي حين يورِدُ إِبلَه وفيه اللَّبَن فما زادَ على السِّقَاءِ فهو إِحْلابَةُ الحَيِّ وقيل الإِحْلابُ والإِحلابَةُ من اللَّبَنِ أَن تكون إِبِلُهم في المَرْعَى فمَهْما حَلَبُوا جَمَعُوا فَبَلَغَ وَسْقَ بَعيرٍ حَمَلوه إِلى الحَيِّ تقولُ مِنهُ أَحْلَبْتُ أَهْلي يقال قد جاءَ بإِحْلابَينِ وثَلاثَة أَحاليبَ وإِذا كانوا في الشاءِ والبَقَر ففَعلوا ما وَصَفْت قالوا جاؤُوا بإِمْخَاضَيْنِ وثَلاثةِ أَماخِيضَ ابن الأَعرابي ناقَةٌ حَلْباةٌ رَكْباةٌ أَي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتُرْكَبُ وهي أَيضاً الحَلْبانَةُ والرَّكْبانَة ابن سيده وقالوا ناقةٌ حَلْبانَةٌ وحَلْباةٌ وحَلَبُوت ذاتُ لَبَنٍ كما قالوا رَكْبانَةٌ ورَكْباةٌ ورَكَبُوتٌ قال الشاعر يصف ناقة أَكْرِمْ لنَا بنَاقَةٍ أَلوفِ حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ قوله رَكْبانَةٍ تَصْلُح للرُّكُوب وقوله صَفُوفٍ أَي تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها إِذا حُلِبَت لكَثْرة ذلك اللَّبن وفي حديث نُقادَةَ الأَسَدِيِّ أَبْغِني ناقَةً حَلْبانَةً رَكْبانَةً أَي غزيرةً تُحْلَبُ وذَلُولاً تُرْكَبُ فهي صالِحَة للأَمْرَين وزيدَت الأَلِفُ والنونُ في بِنائهِما للمبالغة وحكى أَبو زيد ناقَةٌ حَلَبَاتٌ بلَفْظِ الجمع وكذلك حكى ناقَةٌ رَكَباتٌ وشاةٌ تُحْلُبَةٌ ( 1 )
( 1 قوله « وشاة تحلبة إلخ » في القاموس وشاة تحلابة بالكسر وتحلبة بضم التاء واللام وبفتحهما وكسرهما وضم التاء وكسرها مع فتح اللام ) وتِحْلِبة وتُحْلَبة إِذا خَرَج من ضَرْعِها شيءٌ قبلَ أَن يُنْزَى عليها وكذلك الناقَة التي تُحْلَب قبلَ أَن تَحمِلَ عن السيرافي وحَلَبَه الشاةَ والناقَةَ جَعَلَهُما لَه يَحْلُبُهُما وأَحْلَبَه إِيَّاهما كذلك وقوله
مَوَالِيَ حِلْفٍ لا مَوالي قَرابَةٍ ... ولكِنْ قَطِيناً يُحْلَبُونَ الأَتَاوِيا
فإِنه جَعَلَ الإِحْلابَ بمَنْزلة الإِعطاءِ وعدَّى يُحْلَبونَ إِلى مفعولين في معنى يُعْطَوْنَ وفي الحديث الرَّهْن مَحْلُوبٌ أَي لِمُرْتَهنِه أَن يَأْكُلَ لَبَنَهُ بقدر نَظَرهِ عليه وقِيامِه بأَمْره وعَلفِه وأَحْلَبَ الرَّجُلُ ولدَتْ إِبِلُه إِناثاً وأَجْلَبَ وَلدَتْ لهُ ذُكوراً ومِن كلامهم أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ ؟ فمعنى أَأَحْلَبْتَ أَنُتِجَت نُوقُك إِناثاً ؟ ومعنى أَمْ أَجْلَبْت أَم نُتِجَت ذكوراً ؟ [ ص 331 ] وقد ذكر ذلك في ترجمة جَلَب قال ويقال ما لَه أَجْلَبَ ولا أَحْلَبَ ؟ أَي نُتِجَتْ إِبلُهُ كلُّها ذكوراً ولا نُتِجَتْ إِناثاً فتُحْلَب وفي الدعاءِ على الإِنْسانِ ما لَه حَلَبَ ولا جَلَبَ عن ابن الأَعرابي ولم يفسره قال ابن سيده ولا أَعْرِفُ وَجْهَه ويدعُو الرَّجُلُ على الرَّجُلِ فيقول ما لَه أَحلب ولا أَجْلَبَ ومعنى أَحْلَبَ أَي وَلدَت إِبِلُه الإِناثَ دون الذُّكور ولا أَجْلَب إِذا دَعا لإِبِلِه أَن لا تَلِدَ الذُّكورَ لأَنه المَحْقُ الخَفِيُّ لذَهابِ اللَّبنِ وانْقِطاعِ النَّسْلِ واستَحْلَبَ اللبنَ اسْتَدَرَّه وحَلَبْتُ الرجُلَ أَي حَلَبْتُ له تقول منه احلُبْني أَي اكْفِني الحَلْبَ وأَحْلِبْني بقَطْعِ الأَلِفِ أَي أَْعِنِّي على الحَلبِ والحَلْبَتانِ الغَداةُ والعَشِيُّ عن ابن الأَعرابي وإِنما سُمِّيَتا بذلك للحَلَبِ الذي يكونُ فيهما وهاجِرةٌ حَلُوبٌ تَحلُبُ العَرَقَ وتَحَلَّبَ العَرَقُ وانْحَلَبَ سال وتَحَلَّبَ بَدَنُه عَرَقاً سالَ عَرَقُه أَنشد ثعلب
وحَبَشِيَّيْنِ إِذا تَحَلَّبا ... قالا نَعَمْ قالا نَعَمْ وصَوَّبَا
تَحَلَّبا عَرِقا وتَحَلَّبَ فُوه سالَ وكذلك تَحَلَّب النَّدَى إِذا سالَ وأَنشد
وظلَّ كتَيْسِ الرَّمْلِ يَنْفُضُ مَتْنَه ... أَذاةً به مِنْ صائِكٍ مُتَحَلِّبِ
شبّه الفَرَسَ بالتَّيْس الذي تَحَلَّبَ عليه صائِكُ المَطَرِ مِن الشَّجَر والصائِك الذي تَغَيَّرَ لَوْنُه ورِيحُه وفي حديث ابن عُمَر رضي اللّه عنهما قال رأَيت عمر يَتَحَلَّبُ فُوه فقال أَشْتَهي جراداً مَقْلُوّاً أَي يَتَهَيَّأُ رُضابُه للسَّيَلانِ وفي حديث طَهْفَة ونَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ أَي نَسْتَدِرُّ السَّحابَ وتَحَلَّبَتْ عَيْناهُ وانْحَلَبَتا قال وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من طُولِ الأَسى وحَوالِبُ البِئْرِ منابع مائِها وكذلك حَوالِبُ العُيونِ الفَوَّارَةِ وحَوالِبُ العُيونِ الدَّامِعَةِ قال الكميت
تَدَفَّق جُوداً إِذا ما الْبِحا ... رُ غاضَتْ حَوالِبُها الحُفَّلُ
أَي غارَتْ مَوَادُّها ودَمٌ حَلِيبٌ طرِيٌّ عن السُكَّري قال عَبْدُ ابْنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ
هُدُوءًا تحتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفٍّ ... يُضِيءُ عُلالَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ
والحَلَبُ من الجِبايَةِ مثلُ الصَّدَقَةِ ونحوِها مما لا يكونُ وظِيفَةً مَعْلومَةَ وهي الإِحْلابُ في دِيوانِ الصَّدَقَاتِ وقد تَحَلَّبَ الفَيْءُ الأَزهري أَبو زيد بَقَرةٌ مُحِلٌّ وشاة مُحِلٌّ وقد أَحَلَّتْ إِحْلالاً إِذا حَلَبَتْ بفتح الحاءِ قبلَ وِلادها قال وحَلَبَتْ أَي أَنْزَلَتِ اللبَنَ قبلَ وِلادِها والحَلْبَة الدَّفْعَة من الخَيْلِ في الرِّهانِ خاصَّة والجمعُ حَلائِبُ على غير قياسٍ قال الأَزهري [ ص 332 ]
( يتبع )

( ( ) تابع 1 ) حلب الحَلَبُ استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ يكونُ في الشاءِ ولا يقال للواحدِ منها حَلِيبَة ولا حِلابَة وقال العجاج وسابِقُ الحَلائِبِ اللِّهَمُّ يريد جَماعَة الحَلْبة والحَلْبَة بالتَّسْكِين خَيْلٌ تُجْمع للسِّباقِ من كلِّ أَوْبٍ لا تَخْرُجُ من مَوْضِعٍ واحِدٍ ولكن من كلِّ حَيٍّ وأَنشد أَبو عبيدة
نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا ... الفَحْلَ والقُرَّحَ في شَوْطٍ مَعَا
وهو كما يقالُ للقومِ إِذا جاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ للنُّصْرَةِ قد أَحْلَبُوا الأَزهري إِذا جاءَ القومُ من كلِّ وَجْهٍ فاجْتَمَعُوا لحَرْبٍ
أَو غير ذلك قيل قد أَحْلَبُوا وأَنشد
إِذا نَفَرٌ منهم رَؤبة أَحْلَبُوا ... عَلى عامِلٍ جاءَتْ مَنِيَّتُهُ تَعْدُو 1
( 1 قوله « رؤبة » هكذا في الأصول )
ابن شميل أَحْلَبَ بنو فلانٍ مع بَني فلانٍ إِذا جاؤُوا أَنْصاراً لهم
والمُحْلِبُ الناصِرُ قال بشرُ بنُ أَبي خازِمٍ
ويَنْصُرُه قومٌ غِضابٌ عَلَيْكُمُ ... مَتى تَدْعُهُمْ يوماً إِلى الرَّوْعِ يَرْكَبوا
أَشارَ بِهِمْ لَمْعَ الأَصَمِّ فأَقْبَلُوا ... عَرانِينَ لا يَأْتِيه للنَّصْرِ مُحْلِبُ
قوله لَمْعَ الأَصَمِّ أَي كما يُشِيرُ الأَصمُّ بإِصْبَعِهِ والضمير في أَشار يعود على مُقَدَّمِ الجَيْش وقوله مُحْلِبُ يقول لا يَأْتِيهِ أَحدٌ ينصره من غير قَوْمِه وبَنِي عَمِّه وعَرانِينَ رُؤَساءَ وقال في التهذيب كأَنَّه قال لَمَعَ لَمْع الأَصَمِّ لأَن الأَصَمَّ لا يسمعُ الجوابَ فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ وقوله لا يَأْتِيهِ مُحْلِبُ أَي لا يأْتِيهِ مُعِينٌ من غيرِ قَوْ مِهِ وإِذا كان المُعِين مِن قَوْمِه لم يَكُنْ مُحْلِباً وقال
صَريحٌ مُحْلِبٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ... لِحَيٍّ بينَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ ( 2 )
( 2 قوله « صريح » البيت هكذا في أصل اللسان هنا وأورده في مادة نجم
نزيعاً محلباً من أَهل لفت إلخ وكذلك أَورده ياقوت في نجم ولفت وضبط لفت بفتح اللام وكسرها مع اسكان الفاء )
وحالَبْت الرجُلَ إِذا نَصَرْتَه وعاوَنْتَه وحَلائِبُ الرجُلِ أَنْصارُه من بَني عَمِّه خاصَّةً قال الحرِثُ بن حلزة
ونَحْنُ غَداةَ العَيْن لَمَّا دَعَوْتَنَا ... مَنَعْناكَ إِذْ ثابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ
وحَلَبَ القَوْمُ يَحْلُبونَ حَلْباً وحُلُوباً اجْتَمَعوا وتأَلَّبُوا من كلِّ وَجْه وأَحْلَبُوا عَلَيك اجْتَمَعُوا وجاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ وأَحْلَبَ القَوْمُ أَصْحابَهُم أَعانُوهُم وأَحْلَبَ الرجُلُ غيرَ قَوْمِهِ دَخَل بَيْنَهم فَأَعانَ بعضَهُم على بَعْضٍ وهو رَجُلٌ مُحْلِبٌ وأَحْلَبَ الرَّجُلُ صاحِبَه إِذا أَعانَه على الحَلْبِ وفي المثل لَيْسَ لهَا رَاعٍ ولكِنْ حَلَبَة يُضْرَب للرجُل يَسْتَعِينُك فتُعِينُه ولا مَعُونَةَ عِنْدَه وفي حديث سَعْدِ بن مُعاذٍ ظَنَّ أَنَّ الأَنْصارَ لا [ ص 333 ] يَسْتَحْلِبُونَ لَه على ما يُريدُ أَي لا يَجْتَمِعُون يقال أَحْلَبَ القَو مُ واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرة والإعانَةِ وأَصلُ الإِحْلابِ الإِعانَةُ على الحَلْبِ ومن أَمثالهم لَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَقِ الحَلائِب يعني الجَماعَاتِ ومن أَمْثالِهِم حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي اسْتَعَنْتَ بمَنْ يَقُوم بأَمْرِكَ ويُعْنى بحاجَتِكَ ومن أَمْثالِهِم في المَنْع لَيْسَ في كلِّ حين أُحْلَبُ فأُشْرَبُ قال الأَزهري هكذا رواه المُنْذِريُّ عن أَبي الهَيْثم قال أَبو عبيد وهذا المَثَلُ يُرْوى عن سَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ قاله في حديث سُئِلَ عنه وهو يُضْرَبُ في كلِّ شيءٍ يُمْنَع قال وقد يقال ليس كلّ حِينٍ أَحْلُبُ فأَشْرَب ومن أَمثالهم حَلَبَتْ حَلْبَتَها ثم أَقْلَعَتْ يُضْرَبُ مثلاً للرجُلِ يَصْخَبُ ويَجْلُبُ ثم يَسْكُتُ من غير أَن يَكونَ منه شَيءٌ غير جَلَبَتِه وصِياحِه والحالِبانِ عِرْقان يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ من ظَاهِرِ البَطْنِ وهُما أَيضاً عِرقانِ أَخْضَرانِ يَكتنِفان السُّرَّة إِلى البَطْن وقيل هُما عِرْقان مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْن الأَزهري وأَما قولُ الشمَّاخ
تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْه ... حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ
فإِن أَبا عمرو قال أَسْهَراهُ ذكَرُه وأَنْفُه وحَوالِبُهُما عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِين من الأَنْفِ والمَذْيَ مِن قَضِيبِه ويُروَى حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ يعني عُرُوقاً يَذِنُّ منْها أَنْفُه والحَلْبُ الجُلُوسُ على رُكْبَةٍ وأَنْتَ تَأْكُلُ يقال احْلُبْ فكُلْ وفي الحديث كان إِذا دُعِيَ إِلى طَعام جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ هو الجلوسُ على الرُّكْبة ليَحْلُبَ الشاةَ يقال احْلُبْ فكُلْ أَي اجْلِسْ وأَراد به جُلوسَ المُتَواضِعِين ابن الأَعرابي حَلَبَ يَحْلُبُ إِذا جَلَسَ على رُكْبَتَيْهِ أَبو عمرو الحَلْبُ البُروكُ والشَّرْبُ الفَهْم يقال حَلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إِذا بَرَكَ وشَرَب يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ ويقال للبَلِيدِ احْلُبْ ثم اشْرُبْ والحلباءُ الأَمَةُ الباركةُ من كَسَلِها وقد حَلَبَتْ تَحْلُب إِذا بَرَكَت على رُكْبَتَيْها وحَلَبُ كلِّ شيءٍ قشره عن كُراع والحُلْبة والحُلُبة الفَريقةُ وقال أَبو حنيفة الحُلْبة نِبْتة لها حَبٌّ أَصْفَر يُتَعالَجُ به ويُبَيَّتُ فيُؤْكَلُ والحُلْبة العَرْفَجُ والقَتَادُ وصَارَ ورقُ العِضَاهِ حُلْبةً إِذا خرج ورقُه وعَسا واغْبَرَّ وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه والحُلْبة نَبْتٌ معروفٌ والجمع حُلَب وفي حديث خالدِ ابنِ مَعْدانَ لَوْيَعْلَمُ الناسُ ما في الحُلْبةِ لاشْتَرَوْها ولو بوزنِها ذَهَباً قال ابن الأَثير الحُلْبةُ حَبٌّ معروف وقيل هو من ثَمَرِ العِضاه قال وقد تُضَمُّ اللامُ والحُلَّبُ نباتٌ يَنْبُت في القَيْظِ بالقِيعانِ وشُطْآنِ الأَوْدية ويَلْزَقُ بالأَرضِ حتى يَكادَ يَسوخُ ولا تأْكلُه الإِبل إِنما تأْكلُه الشاءُ والظِّباءُ وهي مَغْزَرَة مَسْمَنةٌ وتُحْتَبلُ عليها الظِّباءُ يقال تَيْسُ حُلَّبٍ وتَيْسٌ ذُو [ ص 334 ] حُلَّبٍ وهي بَقْلة جَعْدةٌ غَبْراءُ في خُضْرةٍ تَنْبسِطُ على الأَرضِ يَسِيلُ منها اللَّبَنُ إِذا قُطِعَ منها شيءٌ قال النابغة يصف فرساً
بعارِي النَّواهِقِ صَلْتِ الجَبِينِ ... يَسْتَنُّ كالتَّيْسِ ذي الحُلَّبِ
ومنه قوله أَقَبَّ كَتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ وقال أَبو حنيفة الحُلَّبُ نبتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرض وتَدُومُ خُضْرتُه له ورقٌ صِغارٌ يُدبَغُ به وقال أَبو زيادٍ من الخِلْفةِ الحُلَّبُ وهي شجرة تَسَطَّحُ على الأَرض لازِقةٌ بها شديدةُ الخُضْرةِ وأَكثرُ نباتِها حين يَشْتَدُّ الحرُّ قال وعن الأَعراب القُدُم الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ على الأَرض له ورقٌ صِغارٌ مرٌّ وأَصلٌ يُبْعِدُ في الأَرض وله قُضْبانٌ صِغارٌ وسِقاءٌ حُلَّبيٌّ ومَحْلوبٌ الأَخيرة عن أَبي حنيفة دُبِغَ بالحُلَّبِ قال الراجز دَلْوٌ تَمَأّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ تَمَأّى أَي اتَّسَعَ الأَصمعي أَسْرَعُ الظِّباءِ تَيْسُ الحُلَّبِ لأَنه قد رَعَى الرَّبيعَ والرَّبْلَ والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ من الرَّيِّحة في أَيامِ الصَّفَرِيَّة وهي عشرون يوماً من آخر القَيْظِ والرَّيِّحَة تكونُ منَ الحُلَّبِ والنَّصِيِّ والرُّخامى والمَكْرِ وهو أَن يظهَر النَّبْتُ في أُصوله فالتي بَقِيَتْ من العام الأَوَّل في الأَرضِ تَرُبُّ الثَّرَى أَي تَلْزَمُه والمَحْلَبُ شَجَرٌ له حَبٌّ يُجْعَلُ في الطِّيبِ واسمُ ذلك الطِّيبِ المَحْلَبِيَّةُ على النَّسَبِ إِليه قال أَبو حنيفة لم يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ بشيءٍ مِنْ بلادِ العَرَبِ وحَبُّ المَحْلَبِ دواءٌ من الأَفاويهِ وموضِعُه المَحْلَبِيَّة والحِلِبْلابُ نبتٌ تَدومُ خُضْرَتُه في القَيْظِ وله ورقٌ أَعْرَضُ من الكَفِّ تَسْمَنُ عليه الظِّباءُ والغنمُ وقيل هو نَباتٌ سُهْليٌّ ثُلاثيٌّ كسِرِطْرَاطٍ وليس برُباعِيٍّ لأَنه ليس في الكَلامِ كَسِفِرْجالٍ وحَلاَّبٌ بالتشديد اسمُ فَرَسٍ لبَني تَغْلبَ التهذيبُ حَلاَّبٌ من أَسماءِ خيلِ العرب السابقة أَبو عبيدة حَلاَّبٌ من نِتاجِ الأَعْوجِ الأَزهري عن شمر يومٌ حَلاَّبٌ ويومٌ هَلاَّبٌ ويومٌ همَّامٌ ويومٌ صَفْوانُ ومِلْحانُ وشِيبانُ فأَما الهَلاَّبُ فاليابسُ بَرْداً وأَما الحَلاَّب ففيه نَدىً وأَما الهَمَّامُ فالذي قد هَمَّ بالبَرْد وحَلَبُ مدينةٌ بالشامِ وفي التهذيب حَلَبُ اسمُ بَلَدٍ من الثُّغُورِ الشامِيَّة وحَلَبانُ اسمُ مَوْضعٍ قال المُخَبَّل السعدي
صَرَمُوا لأَبْرَهَةَ الأُمورَ مَحَلُّها ... حَلَبانُ فانْطَلَقُوا مع الأَقْوالِ
ومَحْلَبةُ ومُحْلِب مَوْضِعانِ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد يا جارَ حَمْراءَ بأَعْلى مُحْلِبِ مُذْنِبَةٌ فالقاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ لا شيءَ أَخْزَى مِن زِناءِ الأَشْيَب قوله مُذنِبَة فالْقاعُ غيرُ مُذْنِبِ [ ص 335 ] يقول هي المذنبة لا القاعُ لأَنه نَكَحَها ثَمَّ ابن الأَعرابي الحُلُبُ السُّودُ من كلِّ الحَيوانِ قال والحُلُبُ الفُهَماءُ من الرِّجالِ الأَزهري الحُلْبُوبُ اللَّوْنُ الأَسْودُ قال رؤْبة واللَّوْنُ في حُوَّتِه حُلْبُوبُ والحُلْبُوبُ الأَسْوَدُ من الشَّعَرِ وغيره يقال أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَي حالِكٌ ابن الأَعرابي أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبيبٌ وأَنشد
أَمَا تَرانِي اليَوْمَ عَشّاً ناخِصَا ... أَسْوَدَ حُلْبوباً وكنتُ وابِصَا
عَشّاً ناخِصاً قليلَ اللحم مَهْزُولاً ووابِصاً بَرَّاقاً

حلتب
حَلْتَبٌ اسمٌ يوصَفُ به البَخيلُ

حنب
الحَنَبُ والتَّحْنِيبُ احْديدابٌ في وَظِيفَيْ يَدَيِ الفَرَسِ وليس ذلك بالاعْوجاجِ الشديد وهو ممَّا يوصَفُ صاحِبُه بالشِّدَّةِ وقيل التَّحْنِيبُ في الخَيْل بُعْدُ ما بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ من غير فَحَجٍ وهو مَدْحٌ وهو المُحَنَّبُ وقيل الحَنَبُ والتَّحْنِيبُ اعْوِجاجٌ في الساقَيْنِ يقال من ذلك كلِّه فرَسٌ مُحَنَّبٌ قال امرؤُ القيس
فَلأْياً بِلأْيٍ ما حَمَلْنا وَلِيدَنا ... على ظَهْرِ مَحْبُوكِ السَّراةِ مُحَنَّبِ
وقيل التَّحْنِيبُ اعْوِجاجٌ في الضُّلُوعِ وقيل التَّحْنِيبُ في الفَرَسِ انْحِناءٌ وتَوْتِيرٌ في الصُّلْبِ واليَدَيْنِ فإِذا كان ذلك في الرِّجْل فهو التَّجْنِيبُ بالجيم قال طَرفة
وكَرِّي إِذا نادَى المُضافُ مُحَنَّباً ... كسِيدِ الغَضَى نَبَّهْتَه المُتَوَرِّدِ
الأَزهري والتَّحْنِيبُ في الخَيْلِ مما يوصَفُ صاحبُه بالشِّدَّة وليس ذلك باعْوِجاجٍ شدِيدٍ وقيل التَّحنِيبُ تَوتِيرٌ في الرِّجْلَينِ ابن شميل المُحَنَّبُ من الخَيلِ المُعَطَّفُ العِظامِ قال أَبو العباس الحَنْباءُ عند الأَصْمعي المُعْوَجَّة الساقَيْن في اليدين قال وهي عند ابن الأَعرابي في الرِّجْلين وقال في موضع آخر الحَنْباءُ مُعْوَجَّة الساقِ وهو مَدْحٌ في الخَيْلِ وتَحَنَّب فلان أَي تَقَوَّس وانْحَنى وشَيْخٌ مُحَنَّبٌ مُنْحَنٍ قال
يَظَلُّ نَصْباً لرَيْبِ الدَّهْرِ يَقْذِفُه ... قَذْفَ المُحَنَّبِ بالآفاتِ والسَّقَمِ
وحَنَّبَهُ الكِبَرُ وحنَاه إِذا نَكَّسه ويقال حَنَّبَ فُلانٌ أَزَجاً مُحْكَماً أَي بَناهُ مُحْكَماً فحَناهُ

حنزب
الحِنْزابُ الحِمارُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ والحِنْزابُ القَصِيرُ القَويُّ وقيل الغَلِيظُ وقال ثعلب هو الرَّجُلُ القصيرُ العَريضُ والحُنْزُوبُ ضَرْبٌ من النَّباتِ والحِنْزابُ والحُنْزُوبُ جَزَرُ البَرِّ واحدته حِنْزابةٌ ولم يُسْمَع حُنْزوبة والقُسْطُ جَزَرُ البحر والحُنْزُوبُ والحِنْزابُ جماعة القَطَا وقيل ذَكَرُ القَطَا والحِنْزابُ الديكُ وقال [ ص 336 ] الأَغْلَب العِجْلي في الحْنزابِ الذي هو الغَليظُ القَصيرُ يَهْجُو سَجاحِ التي تَنَبَّأَتْ في عهد مسيلمة الكذاب قَدْ أَبْصَرَتْ سَجَاحِ مِن بعْد العَمَى تَاحَ لهَا بَعْدَك حِنْزابٌ وَزَا مُلَوَّحٌ في العَيْنِ مَجْلُوزُ القَرَى دَامَ لَه خُبْزٌ ولَحْمٌ ما اشْتَهَى خَاظِي البَضِيعِ لَحْمُه خَظَابَظَا ويُروَى حِنْزابٌ وَأَى قال إِلى القِصَرِ مَا هُو الوَزَأُ الشَّدِيدُ القَصِير والبَضِيعُ اللَّحْمُ والخَاظِي المُكْتَنِزُ ومنه قولهم لَحْمُه خَظَابَظَا أَي مُكْتَنِزٌ قال الأَصمعي هذه الأُرْجُوزَة كانَ يُقال في الجاهِلِيَّة إِنها لجُشَمَ بن الخَزْرَجِ

حنطب
أَبو عمرو الحَنْطبة الشَّجَاعَة وقال ابن بري أَهْمَلَ الجوهري أَن يذكر حَنْطَب قال وهي لَفْظَة قد يُصَحِّفُها بعضُ المُحَدِّثينَ فيقول حَنْظَبَ وهو غَلَط قال وقال أَبو علي بن رشيق حَنْطَبُ هذا بحاءٍ مهملة وطاءٍ غير معجمة من مَخْزُومٍ وليس في العرب حَنْطَبٌ غيرُه قال حكى ذلك عنه الفقيه السَّرَقُوسِي وزعم أَنه سَمِعَه مِن فيه قال وفي كِتاب البغويِّ عبدُاللّه بنُ حَنْطَبِ بنِ عُبيد بن عُمَرَ بن مَخْزوم بن زنقطة بن مرَّة ( 1 )
( 1 قوله « زنقطة بن مرة » وقوله بعد في الموضِعين نقطة هكذا في الأصل الذي بيدنا ) وهو أَبو المطَّلِبِ بن عبدِاللّه بن حَنْطَبٍ وفسر بيت الفرزدق
وما زُرْت سَلْمَى أَن تَكونَ حبيبةً ... إِليَّ ولا دَيْنٍ لَها أَنا طَالِبُهْ
فقال إِن الفرزدق نزل بامرأَة من العرب من الغَوْث من طَيِّئٍ فقالت أَلا أدُلُّكَ على رَجُلٍ يُعْطِي ولا يَليقُ شيئاً ؟ فقال بَلى فَدَلَّته على المُطَّلِبِ ابن عبدِاللّه بن حَنْطَبٍ المَخْزُومي وكانت أُمُّه بنت الحكَمِ بن أَبي العاص وكان مروانُ بنُ الحَكَمِ خاله فبَعثَ به مَرْوانُ على صَدَقات طَيِّئٍ ومروانُ عاملُ معاوية يومئذ على المَدينة فلما أَتى الفرزدق المُطَّلِبَ وانْتَسَب له رَحَّبَ به وأَكرمَه وأَعطاه عشرين أَو ثلاثِين بَكْرة وذكر العُتْبِيُّ أَن رجُلاً من أَهل المدينة ادَّعَى حَقّاً على رجلٍ فدعاه إِلى ابن حَنْطَبٍ قاضي المَدينة فقال من يَشْهَد بما تَقولُ ؟ فقال نقطة فلما وَلَّى قال القاضي ما شَهادَتُه له إِلا كشَهادته عليه فلما جاءَ نقطة أَقبل على القَاضِي وقال فداؤكَ أَبي وأُمِّي واللّه لقد أَحسن الشاعر حيث يقول
منَ الحَنْطَبِيِّينَ الَّذينَ وجُوهُهُم ... دَنانِيرُ مما شِيفَ في أَرْضِ قَيْصَرا
فأَقْبَلَ القاضي على الكاتِب وقال كَيِّسٌ وربِّ السماءِ وما أَحسبه شهِدَ إِلا بالحق فأَجِزْ شَهادَتَه قال ابن الأَثير في الحَنْظَب الذي هو ذَكَر الخَنافِس والجَرادِ وقد يقال بالطاءِ المهملة وسنذكره

حنظب
الحُنظُباءُ ذكَر الخَنافِس قال الأَزهري في ترجمة عنظب الأَصمعي الذَّكَر من الجَرادِ هو الحُنْظُب والعُنْظُب وقال أَبو عمرو هوالعُنْظُبُ فأَما الحُنْظُب فالذَّكَرُ من الخَنافِسِ [ ص 337 ]
والجمع الحَناظِبُ قال زياد الطماحي يصف كلباً أَسود
أَعْدَدْتُ للذِّئْبِ ولَيلِ الحارِسِ ... مُصَدَّراً أَتْلَعَ مثلَ الفارِسِ
يَسْتَقْبِلُ الرِّيحَ بأَنفٍ خانِسٍ ... في مِثلِ جِلْدِ الحُنْظُباءِ اليابسِ
وقال اللحياني الحُنْظُبُ والحُنْظَبُ والحُنْظُباءُ والحُنْظَباءُ دابةٌ مثلُ الخُنْفُساءِ والمُحْبَنْظِئُ الممتلئُ غَضَباً وفي حديث ابن المسَيَّب سأَلهُ رجلٌ فقال قَتَلْتُ قُراداً أَو حُنْظُباً فقال تَصَدَّقْ بتَمْرةٍ الحُنْظُب بضم الظاءِ وفتحها ذكر الخَنافِس والجَراد وقال ابن الأَثير وقد يقال بالطاءِ المهملة ونونه زائدةٌ عند سيبويه لأَنه لم يثبت فُعْلَلاً بالفتح وأَصلية عند الأَخفش لأَنه أَثبته وفي رواية من قَتَلَ قُراداً أَو حُنْظُباناً وهو مُحْرِم تَصَدَّق بتَمْرةٍ أَو تَمْرَتَيْنِ الحُنْظُبانُ هو الحُنْظُبُ والحُنْظُوبُ من النساءِ الضَّخْمَة الرَّديئة الخَبَرِ وقيل الحُنْظُبُ ضرب من الخَنافِسِ فيه طُولٌ قال حسان بن ثابت
وأُمُّكَ سَوْداءُ نُوبِيةٌ ... كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ

حوب
الحَوْبُ والحَوْبَةُ الأَبَوانِ والأُخْتُ والبِنْتُ وقيل لِي فيهم حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ أَي قرابة من قِبَلِ الأُمِّ وكذلك كلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ وإِن لِي حَوْبَةً أَعُولُها أَي ضَعَفَة وعِيالاً ابن السكيت لي في بَني فُلان حَوْبَةٌ وبعضُهم يقول حِيبَةٌ فتذهب الواوُ إِذا انْكَسَر ما قَبْلَها وهي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيع من أُمٍّ أَو
أُخْتٍ أَو بِنتٍ أَو غير ذلك من كل ذاتِ رَحِمٍ وقال أَبو زيد لي فيهم حَوْبَة إِذا كانت قرابةً من قِبَلِ الأُمّ وكذلك كلُّ ذِي رَحِمٍ
مَحْرَمٍ
وفي الحديث اتَّقُوا اللّهَ في الحَوْبَاتِ يريدُ النِّساءَ المُحْتاجات اللاَّتي لا يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يقومُ عليهِنَّ ويَتَعَهَّدُهُنَّ ولا بُدَّ في الكلامِ من حذفِ مُضافٍ تَقْدِيرُه ذات حَوْبَةٍ وذات حَوْباتٍ
والحَوْبَةُ الحاجَة وفي حديث الدعاءِ إِليك أَرْفَعُ حَوْبَتي أَي
حاجَتي وفي رواية نَرْفَعُ حَوْبَتَنا إِليك أَي حاجَتَنا والحَوْبَة رقة
فُؤَادِ الأُمِّ قال الفرزدق
فهَبْ لِي خُنَيْساً واحْتَسِبْ فيه مِنَّةً ... لحَوْبَةِ أُمٍّ ما يَسُوغُ شَرَابُها
قال الشيخ ابن بري والسبب في قول الفرزدق هذا البيت أَن امرأَةً عاذتْ بقبر أَبيه غالبٍ فقال لها ما الذي دَعاكِ إِلى هذا ؟ فقالت إِن لِي ابْناً بالسِّنْدِ في اعْتِقالِ تميم بن زيد القَيْنيِّ ( 1 )
( 1 قوله « تميم بن زيد إلخ » هكذا في الأصل وفي تفسير روح المعاني للعلامة الالوسي عند قوله تعالى نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب الآية روايته بلفظ تميم بن مرّ ) وكان عامِلَ خالدٍ القَسْرِيِّ على السِّنْدِ فكتَبَ من ساعتِه إِليه
كَتَبْتُ وعَجَّلْتُ البِرَادَةَ إِنَّنِي ... إِذا حاجَة حاوَلْتُ عَجَّتْ رِكابُها
ولِي بِبِلادِ السِّنْدِ عند أَميرِها ... حَوائِجُ جَمَّاتٌ وعندِي ثوابُها
[ ص 338 ]
أَتتْنِي فعاذَتْ ذاتُ شَكْوَى بغالِبٍ ... وبالحرَّةِ السَّافِي عليه تُرابُها
فقُلْتُ لَها إِيهِ اطْلُبِي كُلَّ حاجةٍ ... لَدَيَّ فخَفَّتْ حاجةٌ وطِلاَبُها
فقالَتْ بِحُزْنٍ حاجَتِي أَنَّ واحِدِي ... خُنَيْساً بأَرْضِ السِّنْدِ خَوَّى سَحابُها
فَهَبْ لِي خُنَيْساً واحْتَسِبْ فِيهِ مِنَّةً ... لِحَوْبَةِ أُمٍّ ما يَسُوغُ شَرابُهَا
تَمِيمَ بنَ زَيْدٍ لا تَكُونَنَّ حاجَتِي ... بِظَهْرٍ ولا يَعْيَا عَلَيْكَ جَوابُها
ولا تَقْلِبَنْ ظَهْراً لِبَطْنٍ صَحِيفَتِي ... فَشَاهِدُهَا فِيها عَلَيْكَ كِتابُها
فلما ورد الكِتابُ على تَميمٍ قال لكاتبه أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ ؟ فقال كَيفَ أَعْرِفُ مَنْ لَمْ يُنْسَبْ إِلى أَبٍ ولا قَبِيلَةٍ ولا تحَقَّقْت اسْمَه أَهُو خُنَيْسٌ أَو حُبَيْشٌ ؟ فقال أَحْضِرْ كلّ مَن اسْمُه خُنَيْسٌ أَو حُبَيْشٌ فأَحْضَرَهم فوجَدَ عِدَّتَهُم أَرْبَعِين رجُلاً فأَعْطَى كلَّ واحِدٍ منهُم ما يَتَسَفَّرُ بهِ وقال اقْفُلُوا إِلى حَضْرة أَبي فِراسٍ والحَوْبَة والحِيبَة الهَمُّ والحاجَة قال أَبو كَبِير الهُذلي
ثُمَّ انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبَتِي ... رَعِشَ البَنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْورِ
وفي الدعاءِ على الإِنْسانِ أَلْحَقَ اللّهُ به الحَوْبَة أَي الحاجَةَ والمَسْكَنَة والفَقْرَ
والحَوْبُ الجَهْدُ والحاجَة أَنشد ابن الأَعرابي
وصُفَّاحَة مِثْل الفَنِيقِ مَنَحْتها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ
وقال مرَّة ابنُ حَوْبِ رجلٌ مَجْهودٌ مُحْتاجٌ لا يَعْنِي في كلِّ ذلك رجُلاً بعَيْنِه إِنما يريدُ هذا النوعَ ابن الأَعرابي الحُوبُ الغَمُّ والهَمُّ والبَلاءُ ويقال هَؤُلاءِ عيالُ ابنِ حَوْبٍ قال والحَوْبُ الجَهْدُ والشِّدَّة الأَزهري والحُوبُ الهَلاكُ وقال الهذلي ( 1 )
( 1 قوله « وقال الهذلي إلخ » سيأتي أنه لابي دواد الايادي وفي شرح القاموس أن فيه خلافاً )
وكُلُّ حِصْنٍ وإِنْ طَالَتْ سَلامَتُه ... يَوماً ستُدْرِكُه النَّكْراءُ والحُوبُ
أَي يَهْلِكُ والحَوْبُ والحُوبُ الحُزنُ وقيل الوَحْشة قال الشاعر إِنَّ طَريقَ مِثْقَبٍ لَحُوبُ أَي وَعْثٌ صَعْبٌ وقيل في قول أَبي دُوَاد الإِيادي يوماً سَتُدْرِكه النَّكْراءُ والحُوبُ أَي الوَحْشَة وبه فسر الهَرَوِيُّ قوله صلى اللّه عليه وسلم لأَبي أَيُّوب الأَنصاري وقد ذهب إِلى طَلاق أُمِّ أَيُّوبَ إِنَّ طَلاقَ أُمِّ أَيُّوبَ لَحُوبٌ التفسير عن شمر قال ابن الأَثير أَي لَوَحْشَة أَو إِثْمٌ وإِنما أَثَّمهَ بطلاقِها لأَنَّها كانت مُصْلِحةً له في دِينِهِ والحَوْبُ الوجع والتَّحَوُّبُ التَّوَجُّعُ والشَّكْوَى والتَّحَزُّنُ ويقال فلان يَتَحَوَّب من كذا أَي يَتَغَيَّظُ منه ويَتَوَجَّعُ وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلى وَلَدِها وتَحَوُّبُها رِقَّتُها وتَوَجُّعُها وفيه ما زَالَ صَفْوانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنَا مُنْذ [ ص 339 ] اللَيْلَة التَّحَوُّبُ صَوْتٌ مع تَوَجُّعٍ أَراد به شِدَّةَ صِياحِهِ بالدُّعاءِ ورِحَالَنَا مصوبٌ على الظُّرْفِ والحَوْبَةُ والحِيبَة الهَمُّ والحُزْنُ وفي حديث عُرْوَة لمَّا ماتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَه بعضُ أَهْلِه بشَرِّ حِيبَةٍ أَي بشَرِّ حالٍ والحِيبَةُ والحَوْبَة الهَمُّ والحُزْنُ والحِيبَة أَيضاً الحاجَةُ والمَسْكَنة قال طُفَيْل الغَنَوي
فَذُوقُوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ ... مِنَ الغَيْظِ في أَكْبادِنا
والتَّحَوُّبِ وقال أَبو عبيد التَّحَوُّبُ في غير هذا التَّأَثُّم من الشيءِ وهو من الأَوَّلِ وبعضُه قريبٌ من بعض ويقال لابنِ آوَى هو يَتَحَوَّبُ لأَنَّ صَوْتَه كذلك كأَنه يَتَضَوَّرُ وتحَوَّبَ في دعائه تَضَرَّعَ والتَّحَوُّب أَيضاً البكاءُ في جَزَعٍ وصِياحٍ ورُبَّما عَمَّ به الصِّياحَ قال العجاج
وصَرَّحَتْ عنه إِذا تحوَّبا ... رواجبُ الجوفِ السحيلَ الصُّلَّبا ( 1 )
( 1 قوله « وصرحت عنه إلخ » هو هكذا في الأصل وانظر ديوان العجاج )
ويقال تحَوَّبَ إِذا تَعَبَّد كأَنه يُلْقِي الحُوبَ عن نَفسِه كما
يقال تَأَثَّمَ وتحَنَّثَ إِذا أَلْقَى الحِنْثَ عن نَفْسِه بالعِبادةِ وقال الكُمَيْت يذكر ذِئْباً سَقاهُ وأَطْعَمَه
وصُبَّ له شَوْلٌ مِن الماءِ غائرٌ ... به كَفَّ عنه الحِيبةَ المُتَحَوِّبُ
والحِيبة ما يُتَأَثَّم منه وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم اللهم اقْبَلْ تَوْبَتِي وارْحَمْ حَوْبَتِي فَحَوْبَتِي يجوز أَن تكون هنا توَجُّعِي وأَن تكونَ تَخَشُّعِي وتَمَسْكُنِي لَكَ وفي التهذيب رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي قال أَبو عبيد حَوْبَتِي يَعْنِي المَأْثمَ وتُفْتَح الحاء وتُضَم وهو من قوله عز وجل إِنه كان حُوباً كَبيراً قال وكل مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ والواحدة حَوْبةٌ ومنه الحديث الآخر أَن رجُلاً أَتَى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال إِني أَتيتُك لأُجاهِدَ مَعَكَ فقال أَلَكَ حَوْبةٌ ؟ قال نعم قال فَفِيها فجاهِدْ قال أَبو عبيد يعني ما يَأْثَمُ به إِنْ ضَيَّعه من حُرْمةٍ قال وبعضُ أَهلِ العِلْمِ يَتَأَوّلُه على الأُمِّ خاصَّةٌ قال وهي عندي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيعُ إِن تَركَها مَن أُمٍّ أَو أُخْتٍ أَو ابْنةٍ أَو غيرها وقولهم إِنما فلانٌ حَوْبةٌ أَي ليس عنده خيرٌ ولا شرٌّ ويقال سمعتُ من هذا حَوْبَيْنِ ورأَيتُ منه حَوْبَيْن أَي فَنَّيْن وضَرْبَيْن وقال ذو الرمة
تَسْمَعُ من تَيْهائهِ الأَفْلالِ ... حَوْبَينِ من هَماهِمِ الأَغْوالِ
أَي فنَّيْن وضَرْبَين وقد رُوِيَ بيتُ ذي الرُّمَّة بفتح الحاء والحَوْبَة والحُوبة الرجُلُ الضَّعيفُ والجمع حُوَب وكذلك المرأَة إِذا كانت ضعِيفة زَمِنة وبات فلانٌ بِحيبةُ سوءٍ وحَوبةِ سوءٍ أَي بحالِ سُوءٍ وقيل إِذا باتَ بِشِدَّةٍ وحالٍ سَيِّئةٍ لا يقال إِلا في الشَّر وقد استُعمل منه فعْلٌ قال وإِن قَلُّوا وحابُوا [ ص 340 ] ونزَلنا بِحيبةٍ من الأَرض وحُوبةٍ أَي بأَرض سوءٍ أَبو زيد الحُوبُ النَّفْسُ والحَوْباءُ النفْس ممدودةٌ ساكنةُ الواو والجمع حَوْباوَاتٌ قال رؤْبة
وقاتِلٍ حَوْباءَهُ من أَجْلي ... ليس له مِثْلي وأَينَ مِثْلي ؟
وقيل الحَوْباءُ رُوعُ القَلْبِ قال ونَفْسٍ تَجُودُ بحَوْبائها وفي حديث ابنِ العاص فَعَرَفَ أَنه يريدُ حَوْباءَ نَفْسه والحَوْبُ والحُوبُ والحابُ الإِثْمُ فالحَوْبُ بالفتح لأَهْلِ الحجاز والحُوبُ بالضم لتَميمٍ والحَوْبةُ المَرَّة الواحدة منه قال المخبل
فَلا يَدْخُلَنَّ الدَّهْرَ قَبرَكَ حَوْبَةٌ ... يَقُومُ بها يَوماً عَليْكَ حَسيبُ
وقد حَابَ حَوباً وحِيبَةً قال الزجاج الحُوبُ الإِثْمُ والحَوْبُ فِعْلُ الرَّجُلِ تقولُ حابَ حَوْباً كقولك قد خانَ خَوناً وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه أَنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم قال الرِّبا سَبْعُونَ حَوباً أَيْسَرُها مِثْلُ وُقُوعِ الرجُلِ على أُمِّهِ وأَرْبَى الرِّبا عِرْض المُسْلِمِ قال شمر قوله سَبْعون حَوْباً كأَنَّه سبعون ضرباً من الإِثْمِ الفرَّاءُ في قوله تعالى إِنه كان حُوباً الحُوبُ الإِثم العظيم وقرأَ الحسن انَّه كان حَوْباً وروى سعد عن قَتادة أَنه قال انَّه كان حُوباً أَي ظُلْماً وفلان يَتَحوَّب من كذَا أَي يتَأَثَّم وتَحَوَّب الرجُل تَأَثَّمَ قال ابن جني تَحَوَّبَ تَرَكَ الحُوبَ من باب السَّلْبِ ونَظِيرُه تأَثَّمَ أَي ترَكَ الإِثْمَ وإِن كانَ تَفَعَّل لِلإِثباتِ أَكْثرَ منه للسلب وكذلك نحو تَقَدَّم وتأَخَّر وتعَجَّل وتأَجَّل وفي الحديث كان إِذا دَخَلَ إِلى أَهْلِه قال تَوْباً تَوْباً لا يُغادِرُ عَلَيْنا حَوْباً ومنه الحديث إِنَّ الجَفاءَ والحَوْبَ في أَهْلِ الوبرِ والصُّوفِ وتَحَوَّب من الإِثمِ إِذا تَوَقَّاه وأَلقى الحَوْبَ عن نفسِه ويقال حُبْتَ بكذا أَي أَثِمْتَ تَحوبُ حَوْباً وحَوْبَة وحِيابَةً قال النابغة ( 1 )
( 1 قوله « قال النابغة إلخ » سيأتي في مادة جعع عزو هذا البيت
لنهيكة الفزاري )
صَبْراً بَغِيض بنَ رَيْثٍ انَّها رَحِمٌ ... حُبْتُمْ بها فأَناخَتْكُمْ بجَعْجَاعِ
وفلانٌ أَعَقُّ وأَحْوَبُ قال الأَزهري وبنو أَسد يقولون الحائِبُ للقاتِل وقد حَاب يحُوبُ والمُحَوِّب والمُتَحَوِّبُ الذي يَذْهَب مالُه ثم يَعودُ الليث الحَوْبُ الضَّخمُ من الجِمالِ وأَنشد ولا شَرِبَتْ في جِلْدِ حَوْب مُعَلَّبِ قال وسُمِّيَ الجَمَلُ حَوْباً بزَجْره كما سُمِّيَ البَغْلُ عَدَساً بزَجْرِه وسُمِّيَ الغُراب غاقاً بصَوْتِهِ غيره الحَوْبُ الجَمَلُ ثم كَثُر حتى صارَ زجْراً له قال الليث الحَوْبُ زَجْرُ البَعير ليَمْضِيَ وللنَّاقةِ حَلْ جَزْمٌ وحَلٍ وحَلي يقال للبَعير إِذا زُجِرَ حَوْبَ وحوبِ وحَوْبُ وحابِ [ ص 341 ] وحَوَّبَ بالإِبِلِ قال لها حَوْب والعَرَبُ تَجُرُّ ذلك ولو رُفِعَ أَو نُصِبَ لكان جائِزاً لأَنَّ الزَّجْرَ والحِكاياتِ تُحَرَّك أَواخِرُها على غيرِ إِعرابٍ لازمٍ وكذلك الأَدواتُ التي لا تَتَمَكَّن في التَّصْريفِ فإِذا حُوِّلَ من ذلك شيءٌ إِلى الأَسماءِ حُمِلَ عليه الأَلف واللام فأُجْريَ مُجْرَى الأَسْماءِ كقوله والحَوْبُ لمَّا يُقَلْ والحَلُ وحَوَّبْت بالإِبل من الحوب وحَكَى بعضهم حَبْ لا مَشَيْتَ وحَبٍ لا مَشَيْتَ وحَابِ لا مَشَيْت وحَابٍ لا مَشَيْتَ وفي الحديث أَنه كان إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ قال آيِبُون تائِبُون لرَبِّنا حامدُون حَوْباً حَوْباً قال كأَنه لما فَرَغَ من كلامه زَجَر بَعِيرَه والحَوْبُ زَجْرٌ لذكُور الإِبِلِ ابن الأَثير حَوْبُ زَجْرٌ لِذُكُورة الإِبل مثلُ حَلْ لإِناثِها وتضمّ الباء وتفتح وتكسر وإِذا نُكِّر دَخَلَهُ التنوين فقوله حَوْباً بمنزلةِ قولك سيراً سيراً فأَما قوله
هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ أُمُّ تِسْعينَ آزَرَتْ ... أَخا ثِقَةٍ تَمْري جَباها ذَوائِبُهْ
فإِنه عَنى كِنانَةً عُمِلَت من جِلْدِ بعيرٍ وفيها تِسْعونَ سَهْماً فجعلها أُمّاً للسهام لأَنها قد جمعتها وقوله أَخَا ثِقَةٍ يعني سَيْفاً وَجَباها حَرْفُها وَذَوائِبُه حمائله أَي إِنه تَقَلَّد السَّيْفَ ثم تَقَلَّدَ بعده الكِنانةَ تمري حَرْفَها يريد حرفَ الكِنانَة وقال بعضهم في كلام له حَوْبُِ حَوْبُِ إِنه يومُ دَعْقٍ وشَوْب لا لعاً لبَني الصَّوبِ الدَّعْق الوَطْءُ الشدِيدُ وذكر الجوهري الحوأَب هنا قال ابن بري وحقه أَن يُذْكر في حأَب وقد ذكرناه هناك

خبب
الخَبَبُ ضَرْبٌ من العَدْوِ وقيل هو مِثْلُ الرَّمَلِ وقيل هو أَن يَنْقُل الفَرَسُ أَيامِنَه جميعاً وأَياسِرَه جميعاً وقيل هو أَن يُراوِحَ بين يديهِ ورجليهِ وكذلك البعيرُ وقيل الخَبَب السُّرْعَة وقد خَبَّت الدَّابَّة تَخُبُّ بالضَّمِّ خَبّاً وخَبَباً وخَبِيباً واخْتَبَّتْ حكاه ثعلب وأَنشد
مُذَكَّرَة الثُّنْيَا مُسانَدَة القَرَى ... جُمَالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنِيبُ
وقد أَخَبَّها صاحِبُها ويقال جاؤُوا مُخِبِّينَ تَخُبُّ بهم دَوَابُّهم وفي الحديث أَنه كان إِذا طافَ خَبَّ ثَلاثاً وهو ضرب من العَدْوِ وفي الحديث وسُئِلَ عن السَّيرِ بالجَنَازَة فقال ما دونَ الخَبَبِ وفي حديث مُفاخَرَةِ رعاءِ الإِبلِ والغَنَمِ هل تَخُبُّون أَو تَصِيدون ؟ أَراد أَنَّ رعاءَ الغَنَم لا يَحْتاجونَ أَن يَخُبُّوا في آثارِها ورِعاء الإِبلِ يَحْتاجُون إِليه إِذا ساقُوها إِلى الماءِ ( 1 )
( 1 قوله « ورعاء الابل يحتاجون إِليه إِذا ساقوها إِلى الماء » اي ويعزبون بها في المرعى فيصيدون الظباء والرثال وأولئك لا يبعدون عن المياه والناس فلا يصيدون ا ه من هامش النهاية )
والخِبُّ الخِدَاعُ والخُبْثُ والغِشُّ ورجلٌ مُخابٌّ مُدْغِلٌ كأَنه على خابَّ ورجلٌ خَبٌّ وخِبٌّ خَدَّاع جُرْبُزٌ خَبيثٌ مُنْكَرٌ وهو الخِبُّ والخَبُّ قال الشاعر
وما أَنتَ بالخَبِّ الخَتُورِ ولا الذي ... إِذا اسْتُودِعَ الأَسْرارَ يوماً أَذاعَها
[ ص 342 ] والأُنثى خَبَّة وقد خَبَّ يَخَبُّ خِبّاً وهو بَيِّنُ الخِبِّ وقد خَبِبْتَ يارجُلُ تَخَبُّ خِبّاً مثلُ عَلِمْتَ تَعْلم عِلْماً ابن الأَعرابي في قوله لا أُحْسِنُ قَتْوَ المُلوكِ والخَبَبا ( 1 )
( 1 قوله « لا أحسن إلخ » هو عجز بيت وصدره اني امرؤ من بني فزارة )
قال الخَبَبُ الخُبْثُ وقال غيره أَراد بالخَبَبِ مصدَر خَبَّ يَخُبُّ إِذا عَدَا وفي الحديث لا يدخُلُ الجنَّةَ خَبٌّ ولا خائنٌ الخَبُّ بالفتْح الخَدَّاعُ وهو الجُرْبُزُ الذي يَسْعَى بينَ الناسِ بالفَساد ورجلٌ خَبٌّ وامرأَةٌ خَبَّةٌ وقد تُكْسَرُ خاؤُه فأَمَّا المصدر فبالكسر لا غير والتَّخبِيبُ إِفْسادُ الرجُل عَبْداً أَو أَمَةً لغيرهِ يقال خَبَّبَها فأَفسَدَها وخَبَّبَ فلانٌ غُلامي أَي خَدَعَه وقال أَبو بكر في قولهم خَبَّبَ فلانٌ على فلانٍ صَديقَه معناه أَفسده عليه وأَنشد أُمَيْمة أَمْ صارتْ لقَوْلِ المُخَبِّبِ والخِبُّ الفسادُ وفي الحديث من خَبَّبَ امرَأَةً ومَمْلوكاً على مُسْلِمٍ فلَيس منَّا أَي خدَعَه وأَفسده ورجل خَبٌّ ضَبٌّ وفي الحديث المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ والكافِرُ خَِبٌّ لَئيمٌ فالغِرُّ الذي لا يَفْطُن للشَّرّ والخَِبُّ ضِدُّ الغِرِّ وهو الخَدَّاعُ المُفْسِدُ يقال ما كنْت خَبّاً ولقد خَبِبْتَ تَخَبُّ خِبًّا وقال ابنُ سيرين إِني لَسْت بِخَِبٍّ ولكِنِ الخَِبُّ لا يَخْدَعُني والخِبُّ هَيَجانُ البَحْرِ واضْطِرابُه يقال أَصَابَهُم خِبٌّ إِذا هَاجَ بِهِمُ البَحْر خَبَّ يَخِبُّ التهذيب يقال أَصابهم الخِبُّ إِذا اضطربت أَمواج البحر والْتَوَتِ الرياحُ في وَقْتٍ مَعْلُومٍ تُلْجَأُ السُّفُنُ فيه إِلى الشَّط أَو يُلْقَى الأَنجَر ابن الأَعرابي الخِبابُ ثَوَرانُ البَحْر وفي الحديث أَنَّ يونس على نَبِيِّنا وعَلَيه الصلاة والسلامُ لمَّا رَكِبَ البَحْر أَخَذَهم خِبٌّ شدِيدٌ يقال خَبَّ البَحرُ إِذا اضطرب والخَبُّ حَبْلٌ من الرَّمْلِ لاطِئٌ بالأَرض والخُبَّةُ مُسْتَنْقَعُ الماءِ قال أَبو حنيفة الخُبَّة من الرمْلِ كَهَيْئَةِ الفَالِقِ غير أَنَّها أَوْسع وأَشَدُّ انتِشاراً ولَيْسَتْ لها جِرَفَة وهي الخِبَّة والخَبِيبة وقيل الخِبَّة والخَبَّة والخُبَّة طَريقٌ من رَمْلٍ أَو سَحابٍ أَو خِرْقَةٌ كالعِصابة والخَبِيبَة مثْلُه قال أَبو عبيدة الخَبِيبَة كلُّ ما اجْتَمَع فطَالَ من اللَّحْمِ قال وكلُّ خَبِيبَةٍ من لَحْمٍ فهو خَصيلَةٌ في ذِراعٍ كانَتْ أَو غَيرِها ويقال أَخَذَ خَبِيبَةَ الفَخِذ ولَحْمُ المَتْنِ يقال لهُ الخَبِيبَةُ وهنَّ الخَبائِبُ والخُبُّ الغامِضُ من الأَرض والجمع أَخْباب وخُبُوب والمَخَبَّة بَطْنُ الوادي ( 2 )
( 2 قوله « والمخبة بطن الوادي » هكذا في الأصل والمحكم وفي القاموس والخبة بالضم مستنقع الماء وموضع وبطن الوادي )
وهي الخَبِيبَةُ والخُبَّةُ والخَبِيبُ [ ص 343 ] والخُبَّةُ والخَبِيبُ الخَدُّ في الأَرض والخَبِيبةُ والخَبَّة والخِبَّةُ الطريقَة من الرَّمْلِ والسَّحابِ وهي من الثوب شِبْه الطُّرّة أَنشد ثعلب يَطِرْنَ عن ظَهْري ومَتني خِبَبا الأَصمعي الخِبَّةُ والطِّبَّة والخَبِيبَةُ والطِّبَابَة كل هذا طَرائِقُ من رَمْلٍ وسَحاب وأَنشد قول ذي الرمة من عُجْمَةِ الرَّمْلِ أَنْقَاء لهَا خِبَبُ قال ورواه غيره « لها حِبَبُ » وهي الطَّرائِقُ أَيضاً أَبو عمرو الخَبُّ سَهْلٌ بينَ حَزْنَينِ يكونُ فِيه الكَمْأَةُ وأَنشد قول عَدِيِّ بنِ زيد
تُجْنى لَكَ الكَمْأَةُ رِبْعِيَّةً ... بالخَبِّ تَنْدى في أُصُول القَصِيصْ
وقال شمر خَبَّة الثَّوْبِ طُرَّته وثَوْبٌ خِبَب وأَخبابٌ خَلَقٌ مُتَقَطِّع عن اللحياني وخَبائِبُ أَيضاً مثلُ هَبائبَ إِذا تَمَزَّقَ والخَبِيبَة الشَّرِيحَة من اللَّحْمِ وقيل الخُصْلة من اللَّحمِ يَخْلِطها عَقَبٌ وقيل كلُّ خَصِيلة خَبِيبة وخَبائِب المَتْنَين لحم طَوَارِهما قال النابغة
فأَرْسَلَ غُضْفاً قد طَوَاهُنَّ ليلةً ... تَقَيَّظْنَ حَتى لَحْمُهُنّ خَبائِبُ
والخَبَائِبُ خَبائِبُ اللَّحْمِ طَرَائِقُ تُرَى في الجِلْدِ مِن ذَهابِ اللَّحْمِ يقال للَّحْمِ خَبائِبُ أَي كُتَلٌ وزِيَمٌ وقِطَعُ ونَحْوُه وقال أَوس ابنُ حَجَر
صَدىً غائر العَيْنَينِ خَبَّبَ لَحْمَه ... سَمَائِمُ قَيْظٍ فَهْو أَسْوَدُ شاسِف
قال خَبَّبَ لحمُه وخدَّدَ لَحْمُه أَي ذَهَبَ لحمُه فَرِيئَتْ له طَرَائِقُ في جِلْدِه والخبيبة صُوفُ الثَّنِيِّ وهو أَفضل من العقيقة وهي صُوفُ الجَذَع وأَبْقَى وأَكْثر والخبِيبة والخُبُّ الخِرْقة تُخْرِجُها من الثَّوْب فَتَعْصِبُ بها يدك واخْتَبَّ من ثَوْبه خُبَّةً أَي أَخْرَج وقال اللحياني الخُبُّ الخِرْقة الطويلة مثل العِصابة وأَنشد
لها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بخُبٍّ ... وأُخْرَى ما يُسَتِّرها أُجَاحُ
الأَزهري في ترجمة حنن قال الليث الحَنَّةُ خِرْقة تَلْبَسُها المرأَة فتُغَطِّي رأْسَها قال الأَزهري هذا حاقُّ التصحيف والذي أُراه الخَبَّة بالخاءِ والباءِ الفرَّاءُ الخَبيبة القِطْعة من الثَّوْب والخُبَّةُ الخِرْقة تُخْرِجُها من الثوب فتَعْصِبُ بها يدَكَ قال الأَزهري وأَما الحَنَّة بالحاء والنون فلا أَصلَ له في باب الثِّياب أَبو حنيفة الخُبَّة أَرض بين أَرْضَين لا مُخصِبَة ولا مُجْدِبة قال الراعي حتى تَنالَ خُبَّةً من الخُبَبْ ابن شميل الخُبَّة من الأَرض طريقة لَيِّنة مَيْثاءُ ليست بحَزْنةٍ ولا سَهْلةٍ وهي إِلى السُّهولة أَدنى [ ص 344 ] قال وأَنكره أَبو الدُّقَيْش قال وزعموا أَن ذا الرُّمَّة لَقِيَ رؤْبة فقال له ما معنى قول الراعي
أَناخُوا بأَشوالٍ إِلى أَهلِ خُبَّةٍ ... طُروقاً وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فعَرَّدا ؟
قال فجعل رؤْبةُ يذهَب مرَّة ههنا ومرَّةً ههنا إِلى أَن قال هي أَرض بين المُكْلِئَة والمُجْدِبة قال وكذلك هي وقيل أَهل خُبَّة في بيت الراعي أَبياتٌ قليلة والخُبَّة من المَرَاعي ولم يفسر لنا وقال ابن نُجَيمٍ الخَبيبة والخُبَّة كلُّه واحدٌ وهي الشَّقِيقة بين حَبْلَين من الرَّمْل وأَنشد بيت الراعي قال وقال أَبو عمرو خُبَّة كَلأ والخُبَّة مكان يَسْتَنْقع فيه الماء فَتَنْبُت حواليه البُقُول وخُبَّة اسم أَرض قال الأَخطل
فَتنَهْنَهَتْ عنه وَوَلَّى يَقْتَرِي ... رَمْلاً بِخُبَّةَ تارةً ويَصُومُ
وخَبَّ النباتُ والسَّفَى ارتَفع وطال وخَبَّ السَّفَى جَرَى وخَبَّ الرجلُ خَبّاً مَنَع ما عنده وخَبَّ نزل المُنْهَبِطَ من الأَرض لئلا يُشْعَرَ بموضعه بُخلاً ولُؤْماً والخَوابُّ القَراباتُ واحدها خابٌّ يقال لي من فلان خَوابُّ ويقال لي فيهم خَوابُّ واحِدُها خابٌّ وهي القَراباتُ والصِّهْر والخَبْخابُ والخَبْخَبَة رَخاوةُ الشيءِ المُضْطَرِب واضْطِرابُه وقد تَخَبْخَبَ بَدنُ الرجل إِذا سَمِنَ ثم هُزِلَ حتى يَسْتَرْخِيَ جلدُه فتسمع له صوتاً من الهُزال أَبو عمرو خَبْخَبَ ووَخْوَخَ إِذا اسْتَرْخَى بطنُه وخَبْخَب إِذا غَدَرَ وتَخَبْخَب الحَرُّ سكَن بعضُ فَوْرته وخَبْخِبُوا عنكم من الظَّهِيرة أَبْرِدُوا وأَصله خَبِّبُوا بثلاث باءات أَبدلوا من الباءِ الوُسْطَى خاءً للفرق بين فَعْلَل وفَعَّلَ وإِنما زادوا الخاءَ من سائر الحروف لأَن في الكلمة خاءً وهذه عِلَّة جميع ما يُشْبهُه من الكلمات وإِبل مُخَبْخَبة عظيمة الأَجواف وهي المُبَخْبَخَة مقلوبٌ مأْخوذٌ من بَخْ بَخْ فأَما قوله
حتى تَجِيءَ الخَطَبهْ ... بِإِبِلٍ مُخَبْخَبَهْ
فليس على وجْهِه إِنما هو مُبَخْبَخَة أَي يقال لها بَخْ بَخْ إِعْجاباً بها فَقَلَب وأَحسنُ من ذلك مُجَبْجَبَة بالجيم أَي عظيمة الجُنُوب وقد مضى ذكره وخَبَّابٌ اسم وخُبَيْبٌ ابنُ عبداللّه بن الزبير وكان عبداللّه يكنى بأَبي خُبَيْب قال الراعي
ما إِن أَتَيْتُ أَبا خُبَيْبٍ وافِداً ... يَوْماً أُريدُ لبَيْعَتي تَبْديلا
وقيل الخُبَيْبَانِ عبداللّه بن الزبير وابنه وقيل هما عبداللّه وأَخوه مُصْعَب قال حُمَيدٌ الأَرقط قَدْني من نَصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي فمن روى الخُبَيْبِينَ على الجمع يريد ثلاثتهم وقال ابن السكيت يريد أَبا خُبَيْبٍ ومَن كان على رأْيه [ ص 345 ]

ختب
الخُنْتَبُ القَصِيرُ قال الشاعر
فَأَدْرَكَ الأَعْثَى الدَّثُورَ الخُنْتَبا ... يَشُدُّ شَدّاً ذا نَجاءٍ مِلْهَبا
قال ابن سيده وإِنما أَثْبَتُّ الخُنْتُب ههنا وإِن كانت النون لا تُزاد ثانية إِلا بثَبَت لأَن سيبويه رَفَعَ أَن يكون في الكلام فُعْلَل وهو على مذهب أَبي الحسن رباعيّ لأَن النون لا تزاد عنده إِلا بثبَت وفُعْلَلٌ عنده موجود كَجُخْدَبٍ ونحوه وذكره الأَزهري في الرباعي قال ابن الأَعرابي الخُنْتُبُ والخُنْتَبُ نَوْفُ الجارِيةِ قبل أَن تُخْفَضَ قال والخُنْتُبُ المُخَنَّثُ أَيضاً

خترب
خَتْرَبَ الشيءَ قَطَعَه وخَتْرَبَه بالسَّيف عَضَّاهُ أَعْضاءً وخُتْرُبٌ مَوْضِعٌ

خثعب
الخِنْثَعْبَةُ والخُنْثَعْبةُ والخَنْثَعْبة الناقة الغَزيرةُ اللَّبَن سيبويه النون في خنثعبة زائدة وإِن كانت ثانية لأَنها لو كانت كَجِرْدَحْلٍ كانت خُنْثعبةٌ كجُرْدَحْلٍ وجُرْدَحْلٌ بناءٌ مَعْدُومٌ والخِنْثَعْبة اسم للاِسْتِ عن كراع

خدب
خَدَبَه بالسَّيفِ يَخْدِبُه خَدْباً ضَرَبه وقيل قَطَعَ اللحمَ دون العَظْم التهذيب الخَدْبُ الضَّرْبُ بالسيفِ يَقْطَعُ اللَّحْمَ دُونَ العَظم
قال العجاج
نَضْرِبُ جَمْعَيْهمْ إِذا اجْلَحَمُّوا ... خَوادِباً أَهْوَنُهُنَّ الأَمُّ ( 1 )
( 1 قوله « اجلحموا » يروى بالحاء المهملة والخاء المعجمة أيضاً )
أَبو زيد خَدَبْتُه أَي قَطَعْتُه وأَنشد
بِيضٌ بأَيْدِيهمُ بِيضٌ مُؤَلَّلةٌ ... لِلْهامِ خَدْبٌ وللأَعْناقِ تَطْبِيقُ
وقيل الخَدْبُ هو ضَرْبُ الرأْسِ ونحوِه والخَدْبُ بالنَّاب شَقُّ الجِلْدِ مع اللَّحْم ولم يقيده في الصحاح بالناب وشَجَّةٌ خادِبَةٌ شَدِيدةٌ يقال أَصابَتْه خادِبةٌ أَي شَجَّةٌ شَديدة وضَرْبةُ خَدْباءُ هَجَمَتْ على الجَوْف وطَعْنةٌ خَدْباءُ كذلك وقيل واسِعَةٌ وحَرْبةٌ خَدْباءُ وخَدِبةٌ واسِعةُ الجُرْحِ والخَدْباءُ الدِّرْعُ اللَّيِّنة ودِرْعٌ خَدْباءُ واسعةٌ وقيل لَيِّنةٌ قال كَعْب بن مالك الأَنصاري
خَدْباءُ يَحْفِزُها نِجادُ مُهَنَّدٍ ... صافي الحَديدةِ صارِمٍ ذِي رَوْنَقِ
قال ابن بري صواب إِنشاده خَدْباءَ بالنصب لأَن قَبْلَه
في كُلِّ سابِغةٍ يَخُطُّ فُضُولُها ... كالنِّهْيِ هَبَّتْ رِيحُه المُتَرَقْرِق
فخدْباءُ على هذا صفة لسابغة وعلامة الخفض فيها الفتحة ومعنى يَحْفِزُها يَدْفَعُها ونِجادُ السَّيْفِ حَمِيلَتُه ابن الأَعرابي نابٌ خَدِبٌ وسَيْفٌ خَدِبٌ وضَرْبةٌ خَدْباءُ مُتَّسِعة طويلةٌ وسِنانٌ خَدِبٌ واسِعُ الجِراحة قال بشر على خَدِبِ الأَنْيابِ لم يَتَثَلَّمِ ( 2 )
( 2 قوله « على خدب إلخ » صدره كما في التكملة إِذا أرقلت كأن اخطب ضالة )
[ ص 346 ] ابن الأَعرابي الخَدْباءُ العَقُورُ من كلِّ الحَيوانِ وخَدَبَتْه الحَيَّةُ تَخْدِبه خَدباً عَضَّتْه وخَدَبَتِ الحَيَّةُ عَضَّتْ وفي لسانه خَدَبٌ أَي طُولٌ وخَدَبَ الرَّجلُ كَذَبَ والخَدَبُ الهَوَجُ رَجُلٌ خَدِبٌ وأَخْدَبُ ومُتَخَدِّبُ أَهْوَجُ والمرأَة خَدْباءُ يقال كان بنَعامةَ خَدَبٌ وهو المُدْرِكُ الثَّأْر أَي كان أَهْوَجَ ونَعامةُ لَقَبُ بَيْهَس والأَخْدَبُ الذي لا يتَمالَكُ مِنَ الحُمقِ قال امرؤُ القيس
ولَسْتُ بِطَيَّاخةٍ في الرِّجال ... ولَسْتُ بِخزْرافَةٍ أَخْدَبا
والخِزْرافةُ الكَثِيرُ الكلام الخَفِيفُ وقيل هو الرَّخْوُ والأَخْدبُ الذي يَرْكَبُ رَأْسَه جُرْأَةً الأَصمعي من أَمثالِهم في الهَلاكِ قَوْلُهم وَقَعَ القَوْمُ في وادِي خَدَباتٍ قال وقد يقال ذلك فيهم إِذا جاروا عن القَصْدِ والخِدَبُّ الشَّيْخُ والخِدبُّ العَظِيمُ قال
خِدَبٌّ يَضِيقُ السَّرْجُ عنه كأَنَّما ... يَمُدُّ ذِراعَيْه منَ الطُّولِ ماتِحُ
ورَجُلٌ خِدَبٌّ مثال هِجَفٍّ أَي ضَخْمٌ وجارِيةٌ خِدَبَّةٌ وفي صفة عمر رضي اللّه عنه خِدَبٌّ مِنَ الرِّجال كأَنه راعِي غَنَمٍ الخِدَبُّ بكسر الخاء وفتح الدال وتشديد الباء العَظِيمُ الجافي وفي شعر حميد بن ثور وَبَيْنَ نِسْعَيْه خِدَبّاً مُلْبِدا يريد سَنامَ بعيره أَو جَنْبَه أَي إِنه ضَخْمٌ غَلِيظٌ وفي حديث أُم عبداللّه بن الحرث بن نوفل لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جارِيةً خِدَبَّهْ والخِدَبُّ الضَّخْم من النَّعام وقيل من كل شيءٍ وبعير خِدَبٌّ شَدِيدٌ صُلْب ضَخْمٌ قَوِيٌّ والأَخْدَبُ الطَّويلُ والخُدْبةُ والخَدَبُ الطُّولُ وأَقْبَلَ على خَيْدَبَتِه أَي على أَمْرِه الأَوَّل وخُذْ في هِدْيَتِكَ وقِدْيَتِكَ أَي فيما كنتَ فيه ورواه أَبو تراب في هِدْيَتِكَ وفِدْيَتِكَ بالفاء أَبو زيد أَقْبِلْ على خَيْدَبَتِكَ أَي على أَمْرِك الأَوّل وتَرَكْتُه وخَيْدَبَتَه أَي ورَأْيَه الفرَّاءُ يقال فلان على طَرِيقةٍ صالِحةٍ وخَيْدَبةٍ وسُرْجُوجةٍ وهي الطَّرِيقةُ وخَيْدَبٌ موضع بِرمالِ بِني سَعْدٍ قال بِحَيْثُ ناصَى الخَبِراتُ خَيْدَبا والخَيْدَبُ الطَّريقُ الواضِحُ حكاه الشيباني قال الشاعر
يَعْدُو الجَوادُ بها في خَلِّ خَيْدَبةٍ ... كما يُشَقُّ إِلى هُدَّابِه السَّرَقُ

خدلب
الخَدْلَبَةُ مِشْيةٌ ( 1 )
( 1 قوله « الخدلبة مشية إلخ » هذه المادة بالدال المهملة في هذا الكتاب والمحكم والتكملة ولعل اعجامها في القاموس تصحيف ) فيها ضَعْفٌ وناقة خِدْلِبٌ مُسِنَّةٌ مُسْتَرخِيةٌ فيها ضَعْفٌ

خذعب
خَذْعَبَه بالسَّيفِ وبَخْذَعَه ضَرَبَه [ ص 347 ]

خرب
الخَرابُ ضِدُّ العُمْرانِ والجمع أَخْرِبةٌ خَرِبَ بالكسر خَرَباً فهو خَرِبٌ وأَخْرَبه وخَرَّبَه والخَرِبةُ موضع الخَرابِ والجمع خَرِباتٌ وخَرِبٌ كَكَلِم جمع كَلِمة قال سيبويه ولا تُكَسَّرُ فَعِلةٌ لقِلَّتها في كلامهم ودارٌ خَرِبةٌ وأَخْرَبَها صاحبُها وقد خَرَّبَه المُخَرِّبُ تَخْرِيباً وفي الدعاءِ اللهم مُخَرِّبَ الدنيا ومُعَمِّر الآخرةِ أَي خَلَقْتَها للخَرابِ وفي الحديث مِنَ اقْتِرابِ الساعةِ إِخْرابُ العامِرِ وعِمارةُ الخَراب الإِخْرابُ أَن يُتْرَكَ المَوْضِعُ خَرِباً والتَّخْريبُ الهَدْمُ والمرادُ به ما يُخَرِّبُه المُلُوكُ مِن العُمْرانِ وتَعْمُرُه مِن الخَرابِ شَهْوةً لا إِصلاحاً ويَدْخُل فيه ما يَعْمَلُه المُتْرَفُون مِن تَخْريبِ المَساكِنِ العامِرةِ لغير ضرورةٍ وإِنْشاءِ عِمارَتِها وفي حديث بناء مسجِدِ المدينةِ كان فيه نَخْلٌ وقُبُورُ المشركين وخِرَبٌ فأَمَرَ بالخِرَبِ فسُوِّيَتْ قال ابن الأَثير الخِرَبُ يجوز أَن يكون بكسر الخاءِ وفتح الراءِ جمع خَرِبةٍ كَنَقِمةٍ ونِقَمٍ ويجوز أَن يكون جمع خِرْبةٍ بكسر الخاءِ وسكون الراءِ على التخفيف كنِعْمةٍ ونِعَمٍ ويجوز أَن يكون الخَرِبَ بفتح الخاءِ وكسر الراءِ كَنبِقةٍ ونَبِقٍ وكَلِمةٍ وكَلِمٍ قال وقد روي بالحاءِ المهملة والثاء المثلثة يريد به الموضع المَحْرُوثَ للزِّراعةِ وخَرَّبُوا بيوتَهم شُدِّدَ للمبالغة أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ وفي التنزيل يُخرِّبُونَ بيوتَهم مَن قرأَها بالتشديد معناه يُهَدِّمُونَها ومن قرأَ يُخْرِبُون فمعناه يَخْرُجُونَ منها ويَتْرُكُونها والقراءة بالتخفيف أَكثر وقرأَ أَبو عمرو وحده يُخَرِّبون بتشديد الراءِ وقرأَ سائرُ القُرَّاءِ يُخْرِبون مخففاً وأَخْرَبَ يُخْرِبُ مثله وكلُّ ثَقْبٍ مُستدِير خُرْبةٌ مثل ثَقْبِ الأُذن وجمعها خُرَبٌ وقيل هو الثَّقْبُ مُسْتديراً كان أَو غير ذلك وفي الحديث أَنه سأَله رجل عن إِتْيان النِّساءِ في أَدْبارِهِنَّ فقال في أَيِّ الخُرْبَتَيْنِ أَو في أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ أَو في أَيِّ الخُصْفَتَيْنِ يعني في أَيِّ الثُّقْبَتَيْنِ والثلاثةُ بمعنىً واحد وكلها قد رويت والمَخْرُوبُ المَشْقوقُ ومنه قيل رَجُل أَخْرَبُ للمشْقُوقِ الأُذُنِ وكذلك إِذا كان مَثْقُوبَها فإِذا انْخَرَم بعد الثَّقْبِ فهو أَخْرَمُ وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه كأَني بحَبَشِيٍّ مُخَرَّبٍ على هذه الكعبة يعني مَثْقُوبَ الأُذُنِ يقال مُخَرَّبٌ ومُخَرَّمٌ وفي حديث المغيرة رضي اللّه عنه كأَنه أَمةٌ مُخَرَّبةٌ أَي مَثْقوبةُ الأُذُنِ وتلك الثُّقْبَةُ هي الخُرْبةُ وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ ثَقْبُ شَحْمةِ أُذنِه إِذا كان ثَقباً غير مَخْرُوم فإِن كان مَخْروماً قيل خَربَةُ السِّنْدِيِّ أَنشد ثعلب قول ذي الرمة
كأَنه حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً ... أَوْ مِنْ مَعاشِرَ في آذانِها الخُرَبُ
ثم فسَّره فقال يَصِف نَعاماً شَبَّهَه برجل حَبَشيٍّ لسَوادِه وقوله يَبْتَغِي أَثَراً لأَنه مُدَلَّى الرأْسِ وفي آذانِها الخُرَبُ يعني السِّنْدَ وقيل الخُرْبةُ سَعةُ خَرْقِ الأُذن [ ص 348 ] وأَخْرَبُ الأُذُنِ كخُرْبَتِها اسم كأَفْكَل وأَمةٌ خَرْباءُ وعَبْدٌ أَخْرَبُ وخُرْبَةُ الإِبْرةِ وخُرَّابَتُها خُرْتُها والخَرَبُ مصدر الأَخْرَبِ وهو الذي فيه شَقٌّ أَو ثَقْبٌ مُسْتَديرٌ وخَرَبَ الشيءَ يَخْرُبُه خَرْباً ثَقَبَه أَو شَقَّه والخُرْبةُ عُرْوةُ المَزادةِ وقيل أُذُنها والجمع خُرَبٌ وخُرُوبٌ هذه عن أبي زيد نادرة وهي الأَخْرابُ والخُرَّابةُ كالخُرْبةِ وفي حديث ابن عمر في الذي يُقَلِّدُ بَدَنَتَه فيَضِنُّ بالنَّعْلِ قال يُقلِّدها خُرابةً قال أَبو عبيد والذي نَعْرِفُ في الكلام أَنها الخُرْبةُ وهي عُرْوةُ المَزادةِ سُميت خُرْبةً لاسْتِدارتها قال أَبو عبيدة لِكلِّ مَزادةٍ خُرْبَتانِ وكُلْيَتان ويقال خُرْبانِ ويُخْرَزُ الخُرْبانِ إِلى الكُلْيَتَيْنِ ويروى قوله في الحديث يُقَلِّدُها خُرابةً بتخفيف الراءِ وتشديدها قال أَبو عبيد المعروف في كلام العرب أَن عُرْوَة المَزادةِ خُرْبةٌ سُميت بذلك لاسْتِدارتِها وكلُّ ثَقْبٍ مُسْتَديرٍ خُرْبةٌ وفي حديث عبداللّه ولا سَتَرْتَ الخَرَبةَ يعني العَوْرةَ والخَرْباءُ من المَعَزِ التي خُرِبَتْ أُذُنها وليس لخُرْبَتِها طُولٌ ولا عَرْضٌ وأُذن خَرْباءُ مَشْقُوقةُ الشَّحْمةِ وعَبْدٌ أَخْرَبُ مَشْقُوقُ الأُذنِ والخَرْبُ في الهَزَجِ أَن يدخل الجُزءَ الخَرْمُ والكَفُّ مَعاً فيصير مَفاعِيلُنْ إِلى فاعِيلُ فيُنْقَل في التقطيع إِلى مَفعولُ وبيتُه لو كانَ أَبُو بِشْرٍ أَمِيراً ما رَضِيناهُ فقوله لو كان مفعولُ قال أَبو إِسحق سُمي أَخْرَبَ لذهاب أَوَّله وآخِره فكأَنَّ الخَرابَ لَحِقَه لذلك والخُرْبَتانِ مَغْرِزُ رأْسِ الفَخِذِ الجوهري الخُرْبُ ثَقْبُ رأْسِ الوَرِكِ والخُرْبةُ مثله وكذلك الخُرابةُ وقد يشدَّد وخُرْبُ الوَرِكِ وخَرَبُه ثَقْبُه والجمع أَخْرابٌ وكذلك خُرْبَتُه وخُرابَتُه وخُرَّابَتُه وخَرَّابَتُه والأَخْرابُ أَطْرافُ أَعْيار الكَتِفَيْنِ السُّفَلُ والخُرْبةُ وِعاءٌ يَجْعَلُ فيه الراعي زاده والحاء فيه لغة والخُرْبةُ والخَرْبةُ والخُرْبُ والخَرَبُ الفسادُ في الدِّين وهو من ذلك وفي الحديث الحَرَمُ لا يُعِيذُ عاصِياً ولا فارّاً بِخَرَبةٍ قال ابن الأَثير الخَرَبةُ أَصلُها العيبُ والمراد بها ههنا الذي يَفِرُّ بشيءٍ يريد أَن يَنْفَرِدَ به ويَغْلِبَ عليه مما لا تُجِيزُه الشَّريعةُ والخارِبُ سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً ثم نُقِل إِلى غيرها اتِّساعاً قال وقد جاءَ في سِياقِ الحديثِ في كتاب البخاري أَنَّ الخَرَبةَ الجِنايةُ والبَلِيَّةُ قال وقال الترمذي وقد روي بِخِزْيةٍ قال فيجوز أَن يكون بكسر الخاء وهو الشيء الذي يُسْتَحْيا منه أَو من الهَوانِ والفضيحةِ قال ويجوز أَن يكون بالفتح وهو الفَعْلةُ الواحدة منهما ويقال ما فيه خَرَبةٌ أَي عَيْبٌ ويقال الخارِبُ من شدائدِ الدهر والخارِبُ اللِّصُّ ولم يُخَصَّصْ به سارِقُ الإِبِلِ ولا غيرِها [ ص 349 ] وقال الشاعر فيمن خَصَّصَ
إِنَّ بها أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا ... خُوَيْرِبَيْنِ يَنْقُفانِ الْهاما
الأَكْتَلُ والكَتالُ هما شِدّةُ العيش والرِّزامُ الهُزال قال أَبو منصور أَكْتَلُ ورِزامٌ بكسر الراءِ رجُلانِ خارِبانِ أَي لِصَّانِ وقوله خُوَيْرِبانِ أَي هما خارِبانِ وصغَّرهما وهما أَكْتَلُ ورِزامٌ ونَصَب خُوَيْرِبَيْنِ على الذَّمِّ والجمع خُرَّابٌ وقد خَرَبَ يَخْرُبُ خِرابةً الجوهري خَرَبَ فلانٌ بإِبل فلان يَخْرُبُ خِرابةً مثل كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابةً وقال اللحياني خَرَبَ فلان بإِبل فلان يَخْرُب بها خَرْباً وخُرُوباً وخِرابةً وخَرابةً أَي سَرَقَها قال هكذا حكاه مُتَعدِّياً بالباءِ وقال مرة خَرَبَ فلان أَي صارَ لِصّاً وأَنشد أَخْشَى عَلَيْها طَيِّئاً وأَسَدا وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا لا يَحْسِبانِ اللّهَ إِلاَّ رَقَدا والخَرَّابُ كالخارِب والخُرابةُ حَبْلٌ من لِيفٍ أَو نحوه وخَلِيَّةٌ مُخْرِبةٌ فارِغةٌ لم يُعَسَّلْ فيها والنَّخاريبُ خُرُوقٌ كبيُوتِ الزَّنابِيرِ واحدتها نخرُوبٌ والنَّخاريبُ الثُّقَب المُهَيَّأَةُ من الشَّمَع وهي التي تَمُجُّ النَّحْلُ العَسَلَ فيها ونَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ ثَقَبَها وقد قيل إِنّ هذا كُلّه رباعيّ وسنذكره والخُرْبُ بالضم مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ من الرَّمْل وقيل مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ المُشْرِفِ منَ الرَّمل يُنْبِتُ الغَضى والخَرِبُ حدّ من الجبل خارجٌ والخَرِبُ اللَّجَفُ من الأَرضِ وبالوجهين فسر قول الراعي
فما نَهِلَتْ حتى أَجاءَتْ جِمامَه ... إِلى خَرِبٍ لاقَى الخَسِيفةَ خارِقُهْ
وما خَرَّبَ عليه خَرْبةً أَي كلمة قَبِيحةً يقال ما رأَينا من فلان خَرْبةً وخَرْباءَ مُنْذُ جاوَرَنا أَي فساداً في دِينه أَو شَيْناً والخَرَبُ من الفَرَس الشعرُ المُخْتَلِفُ وسَطَ مِرْفَقِه أَبو عبيدة من دَوائِر الفرَسِ دائرةُ الخَرَبِ وهي الدائرةُ التي تكون عند الصَّقْرَيْنِ ودائرتَا الصَّقْرَيْنِ هما اللَّتانِ عند الحَجَبَتَيْنِ والقُصْرَيَيْنِ الأَصمعي الخَرَبُ الشَّعَرُ المُقْشَعِرُّ في الخاصرةِ وأَنشد
طويلُ الحِداءِ سَلِيمُ الشَّظَى ... كَريمُ المِراحِ صَلِيبُ الخَرَبْ
والحِدَأَةُ سالِفةُ الفَرَسِ وهو ما تقَدَّمَ من عُنْقِه والخَرَبُ ذكَر الحُبارَى وقيل هو الحُبارَى كُلُّها والجمع خِرابٌ وأَخْرابٌ وخِرْبانٌ عن سيبويه ومُخَرَّبةُ حيٌّ ( 1 )
( 1 قوله « ومخرّبة حيّ » كذا ضبط في نسخة من المحكم )
من بني تميم أَو قبيلة ومَخْرَبةُ اسم والخُرَيبةُ موضع النَّسبُ إِليه خُرَيْبِيٌّ على غير قياس وذلك أَنّ ما كان على فُعَيْلةَ فالنَّسبُ إِليه بطَرْحِ الياءِ إِلا ما شذَّ كهذا ونحوه وقيل [ ص 350 ] خُرَيْبةُ موضع بالبصرة يسمى بُصَيْرةَ الصُّغْرى والخُرْنُوبُ والخَرُّوب بالتشديد نبت معروف واحدته خُرْنُوبةٌ وخَرْنُوبةٌ ولا تقل الخَرْنوب بالفتح ( 1 )
( 1 قوله « ولا تقل الخرنوب بالفتح » هذا عبارة الجوهري وأمَّا قوله واحدته خرنوبة وخرنوبة فهي عبارة المحكم وتبعه مجدالدين ) قال وأُراهُمْ أَبدَلوا النون من إِحدى الراءَين كراهية التضعيف كقولهم إِنْجانة في إِجانَّة قال أَبو حنيفة هما ضربان أَحدهما اليَنْبُوتةُ وهي هذا الشَّوكُ الذي يُسْتَوْقَدُ به يَرْتَفعُ الذِّراعُ ذُو أَفْنانٍ وحَمْلٍ أَحَمُّ خَفيفٌ كأَنه نُفّاخٌ وهو بَشِعٌ لا يُؤْكل إِلا في الجَهْد وفيه حَبٌّ صُلْبٌ زَلاَّلٌ والآخر الذي يقال له الخَرُّوبُ الشامي وهو حُلْوٌ يؤْكل وله حَبٌّ كَحَبِّ اليَنْبُوتِ إِلاَّ أَنه أَكْبَرُ وثَمَرُه طِوالٌ كالقِثّاءِ الصِّغارِ إِلاّ أَنه عَريضٌ ويُتَّخَذُ منه سَويقٌ ورُبٌّ التهذيب والخَرُّوبة شجرة اليَنْبُوتِ وقيل الينبوتُ الخَشْخاشُ قال وبلغنا في حديث سُلَيْمان على نَبِيِّنا وعليه الصلاةُ والسلامُ أَنه كانَ ينْبُتُ في مُصَلاّه كلَّ يَوْمٍ شَجَرةٌ فيَسْأَلُها ما أَنْتِ ؟ فَتقُولُ أَنا شَجرةُ كذا أَنْبُتُ في أَرضِ كذا أَنا دَواءٌ مِنْ داءِ كَذا فيَأْمُرُ بها فَتُقْطَعُ ثم تُصَرُّ ويُكْتَبُ على الصُّرّةِ اسْمُها ودَواؤُها حتى إِذا كان في آخِر ذلك نَبَتَتِ اليَنْبُوتةُ فقال لها ما أَنتِ ؟ فقالت أَنا الخَرُّوبةُ وسَكَتَتْ فقال سُلَيْمانُ عليه السلام الآن أَعْلَمُ أَنَّ اللّه قد أَذِنَ في خَرابِ هذا المَسْجدِ وذَهابِ هذا المُلْكِ فلم يَلْبَثْ أَن ماتَ وفي الحديث ذكر الخُرَيْبة هي بضم الخاءِ مصغَّرة مَحِلَّةٌ مِنْ مَحالِّ البَصْرة يُنْسَبُ إِليها خَلْقٌ كثير
وخَرُّوبٌ وأَخْرُبٌ مَوْضِعان قال الجُمَيْحُ
ما لأُمَيْمةَ أَمْسَتْ لا تُكَلِّمُنا ... مَجْنُونةٌ أَمْ أَحَسَّتْ أَهْلَ خَرُّوبِ ؟ ( 2 )
( 2 قوله « قال الجميح ما لأميمة إلخ » هذا نص المحكم والذي في التكملة قال الجميح الأسدي واسمه منقذ « أمست أمامة صمتا ما تكلمنا » مجنونة وفيها ضبط مجنونة بالرفع والنصب )
مَرَّتْ بِراكِبِ مَلْهُوزٍ فقالَ لها ... ضُرِّي الجُمَيْحَ ومَسِّيهِ بتَعْذيبِ
يقول طَمَحَ بَصَرُها عني فكأَنها تَنْظُر إِلى راكِبٍ قد أَقبلَ من
أَهْلِ خَرُّوبٍ

خردب
خَرْدَبٌ اسم

خرشب
الخُرْشُبُ اسمٌ ابن الأَعرابي الخُرْشُبُ بالخاءِ الطويلُ السَّمِينُ

خرعب
الخُرْعُوبةُ القِطْعةُ من القَرْعةِ والقِثَّاءِ والشَّحْمِ والخَرْعَبُ والخُرْعُوبُ والخُرْعُوبةُ الغُصْنُ لسَنَتِه وقيل هو القَضِيبُ السامِقُ الغَضُّ وقيل هو القَضِيبُ الناعِمُ الحديثُ النَّباتِ الذي لم يَشْتَدَّ والخَرْعَبةُ الشابةُ الحَسَنةُ الجَسِيمةُ في قَوامٍ كأَنَّها الخُرْعُوبةُ وقيل هي الجَسِيمةُ اللَّحِيمةُ وقال اللحياني الخَرْعَبةُ الرَّخْصةُ اللَّيِّنةُ الحَسَنةُ الخَلْقِ وقيل هي البَيْضاء وامرأَةٌ خَرْعَبةٌ وخُرْعُوبةٌ رَقِيقةُ العَظْمِ كثيرةُ اللحم ناعمةٌ وجسمٌ خَرْعَبٌ كذلك الأَصمعي الخَرْعَبةُ الجارِيةُ اللَّيِّنةُ القَصَبِ الطويلةُ وقال الليث هي الشابَّةُ الحَسَنةُ القَوامِ كأَنها خُرْعُوبةٌ من [ ص 351 ] خَراعِيبِ الأَغْصانِ من نَباتِ سَنَتِها والغُصْنُ الخُرْعُوبُ المُنْثَنِي قال امرؤُ القيس
بَرَهْرَهةٌ رُؤْدةٌ رَخْصةٌ ... كخُرْعُوبةِ البانةِ المُنْفَطِرْ
ورجل خَرْعَبٌ طويلٌ في كثرة من لَحْمِه وجمل خُرْعُوبٌ طويلٌ في حُسْنِ خَلْقٍ وقيل الخُرْعُوبُ من الإِبِل العظِيمةُ الطويلةُ

خرنب
الأَزهري في الرباعي الخَرُّوبُ والخَرْنُوب شجر يَنْبُت في جِبالِ الشامِ له حَبٌّ كحَبِّ اليَنْبُوتِ يُسمّيه صِبْيانُ أَهلِ العِراقِ القِثَّاءَ الشاميَّ وهو يابسٌ أَسود النهاية لابن الأَثير وفي قصة محمد بن أَبي بكر الصدّيق رضي اللّه عنه ذِكْرُ خَرنَباءَ وهي بفتح الخاء وسكون الراء وفتح النون وبالباء الموحدة والمدِّ موضع من أَرض مصر صانَها اللّه تعالى

خزب
الخَزَبُ تَهَيُّجٌ في الجلد كهَيْئةِ ورَمٍ من غيرِ أَلَمٍ خَزِبَ جِلْدُه خَزَباً فهو خَزِبٌ وتَخَزَّبَ وَرِمَ من غيرِ أَلَمٍ وخَزِبَ ضَرْعُ الناقةِ والشاةِ بالكسر خَزَباً وتَخَزَّبَ وَرِمَ وقيل يَبِسَ وقَلَّ لَبَنُه وقيل تَخَزَّبَ ضَرْعُ الناقة عند النتاج إِذا كان فيه شِبْه الرَّهَلِ وفي الصحاح خَزِبَتِ الناقةُ بالكسر تَخْزَبُ خَزَباً وَرِمَ ضَرْعُها وضاقتْ أَحالِيلُها وكذلك الشاةُ وناقة خَزِبةٌ وخَزْباءُ وارِمةُ الضَّرْعِ وقيل الخَزَبُ ضِيقُ أَحاليلِ الناقةِ والشاة مِنْ وَرَمٍ أَو كَثْرةِ لَحْمٍ والخَزْباءُ الناقةُ التي في رَحِمها ثآلِيلُ تَتَأَذَّى بها وقال أَبو حنيفةَ خَزِبَ البعيرُ خَزَباً سَمِنَ حتى كأَنَّ جِلْدَه وارِمٌ مِن السِّمنِ وبَعير مِخزابٌ إِذا كان ذلك من عادتِه أَبو عمرو العَرَبُ تسمي مَعْدِنَ الذَّهَبِ خُزَيْبةَ وأَنشد
فقد تَرَكَتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وَغْدٍ ... يُمَشِّي بَيْنَ خاتامٍ وطاقِ
والخَيْزَبُ والخَيْزَبانُ الرَّخْصُ اللَّيِّنُ والخَيْزَبةُ والخَيْزُبةُ اللَّحْمةُ الرَّخْصةُ اللَّيِّنةُ ولَحْمٌ خَزِبٌ رَخْصٌ وكلُّ لَحْمةٍ رَخْصَةٍ خَزِبةٌ والخَزْباءُ ذُبابٌ يكونُ في الرَّوْضِ والخازِبازِ ذباب أَيضاً والخَزَبُ الخَزَفُ في بعض اللغات

خزرب
الخَزْرَبةُ اخْتِلاطُ الكلام وخَطَلُه

خزلب
خَزْلَب اللحمَ أَو الحَبْلَ قَطَعَه قَطْعاً سريعاً

خشب
الخَشَبَةُ ما غَلُظَ مِن العِيدانِ والجمع خَشَبٌ مثل شجرةٍ وشَجَر وخُشُبٌ وخُشْبٌ خُشْبانٌ وفي حديث سَلْمانَ كان لا يَكادُ يُفْقَهُ كلامُه مِن شِدَّةِ عُجْمَتِه وكان يسمي الخَشَبَ الخُشْبانَ قال ابن الأَثير وقد أُنْكِرَ هذا الحديثُ لأَنَّ سَلْمانَ كان يُضارِعُ كلامُه كلامَ الفُصَحاءِ وإِنما الخُشْبانُ جمع خَشَبٍ كحَمَلٍ وحُمْلانٍ قال كأَنَّهم بجَنُوبِ القاعِ خُشْبانُ [ ص 352 ] قال ولا مَزيد على ما تَتَساعدُ في ثُبوتِه الرِّوايةُ والقياسُ وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ ذو خَشَب والخَشَّابةُ باعَتُها وقوله عز وجل في صفة المنافقين كأَنهم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ وقُرئَ خُشْبٌ بإِسكان الشين مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ ومن قال خُشُبٌ فهو بمنزلة ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ أَراد واللّه أَعلم أَنَّ المنافقين في تَرْكِ التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصارِ وَوَعْي ما يَسْمَعُونَ من الوَحْيِ بمنزلة الخُشُبِ وفي الحديث في ذِكر المنافقين خُشُبٌ بالليل صُخُبٌ بالنهار أَراد أَنهم يَنامُونَ الليلَ كأَنهم خُشُبٌ مُطَرَّحةٌ لا يُصَلُّون فيه وتُضم الشين وتسكن تخفيفاً والعربُ تقول للقَتِيلِ كأَنه خَشَبةٌ وكأَنه جِذْعٌ وتخَشَّبَتِ الإِبلُ أَكلت الخَشَبَ قال الراجز ووصف إِبلاً حَرَّقَها مِن النَّجِيلِ أَشْهَبُهْ أَفْنانُه وجَعَلَتْ تَخَشَّبُهْ ويقال الإِبلُ تَتَخَشَّبُ عِيدانَ الشجرِ إِذا تَناوَلَتْ أَغصانَه وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما كان يُصَلي خَلْفَ الخَشَبِيَّةِ قال ابن الأَثير هم أَصْحابُ المُخْتارِ بن أَبي عُبَيدة ويقال لضَرْبٍ من الشِّيعةِ الخَشَبِيَّةُ قيل لأَنهم حَفِظُوا خَشَبةَ زَيْدِ بن عليّ رضي اللّه عنه حينَ صُلِبَ والوجه الأَوّل لأَنّ صَلْبَ زَيْدٍ كان بعد ابنِ عُمَر بكثير والخَشِيبةُ الطَّبِيعةُ وخَشَبَ السيفَ يَخْشِبُه خَشْباً فهو مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ طَبَعَه وقيل صَقَلَه والخَشِيبُ من السيوفِ الصَّقِيلُ وقيل هو الخَشِنُ الذي قد بُرِدَ ولم يُصْقَلْ ولا أُحْكِمَ عَمَلُه ضدٌّ وقيل هو الحديثُ الصَّنْعة وقيل هو الذي بُدِئَ طَبْعُه قال الأَصمعي سيف خَشِيبٌ وهو عند الناس الصَّقِيلُ وإِنما أَصلُه بُرِدَ قبل أَن يُلَيَّنَ وقول صخر الغي
ومُرْهَفٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه ... أَبْيَضُ مَهْوٌ في مَتْنِهِ رُبَدُ
أَي طَبِيعَتُه والمَهْوُ الرّقِيقُ الشَّفْرَتَينِ قال ابن جني فهو عندي مقلوب من مَوْهٍ لأَنه من الماءِ الذي لامُهُ هاء بدليل قولهم في جمعه أَمْواهٌ والمعنى فيه أَنه أُرِقَّ حتى صارَ كالماءِ في رِقَّتهِ قال وكان أَبو علي الفارسي يرى أَن أَمْهاه من قول امرئِ القَيس
راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ ... ثُمَّ أَمْهاهُ على حَجَرِهْ
قال أَصله أَمْوَهَهُ ثم قدَّم اللام وأَخَّر العين أَي أَرَقَّه كَرِقَّةِ الماءِ قال ومنه مَوَّهَ فلان عَليَّ الحَدِيثَ أَي حَسَّنَه حتى كأَنَّه جعل عليه طَلاوةً وماءً والرُّبَدُ شِبْهُ مَدَبِّ النمل والغُبارِ وقيل الخَشْبُ الذي في السَّيف أَن يَضَعَ عليه سِناناً عَريضاً أَمْلَسَ فيَدْلُكَه به فإِن كان فيه شُقُوقٌ أَو شَعَثٌ أَو حَدَبٌ ذَهَبَ به وامْلَسَّ قال الأَحمر قال لي أَعْرابي قلت لصَيْقَلٍ هل [ ص 353 ] فَرَغْتَ مِنْ سَيْفِي ؟ قال نعم إِلاَّ أَني لم أَخْشِبْه والخشابةُ مِطْرَقٌ دَقِيقٌ إِذا صَقَلَ الصَّيْقَلُ السَّيْفَ وفَرَغَ منه أَجراها عليه فلا يُغَبِّره الجَفْن هذه عن الهجري والخَشْبُ الشَّحْذُ وسيفٌ خَشِيبٌ مَخْشُوبٌ أَي شَحِيذٌ واخْتَشَبَ السيفَ اتَّخَذَه خَشْباً أَنشد ابن الأَعرابي
ولا فَتْكَ إِلاّ سَعْيُ عَمْرٍو ورَهْطِه ... بما اخْتَشَبُوا مِن مِعْضَدٍ ودَدانِ
ويقال سَيْفٌ مَشْقُوقُ الخَشِيبةِ يقول عُرِّضَ حين طُبِعَ قال ابن مِرْداسٍ
جَمَعْتُ إِلَيْهِ نَثْرَتي ونجِيبَتي ... ورُمْحِي ومَشْقُوقَ الخَشِيبةِ صارِما
والخَشْبةُ البَرْدةُ الأُولى قَبْلَ الصِّقال وأَنشد وفُترةٍ مِنْ أَثْلِ ما تَخَشَّبا أَي مما أَخَذه خَشْباً لا يَتَنَوَّقُ فيه يأْخُذُه مِن ههُنا وههُنا وقال أَبو حنيفة خَشَبَ القَوْسَ يَخْشِبُها خَشْباً عَمِلَها عَمَلَها الأَوّلَ وهي خَشِيبٌ مِنْ قِسِيٍّ خُشُبٍ وخَشائِبَ وقِدْحٌ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ مَنْحُوتٌ قال أَوْسٌ في صفة خيل
فَخَلْخَلَها طَوْرَين ثم أَفاضَها ... كما أُرْسِلَتْ مَخْشُوبةٌ لم تُقَدَّمِ ( 1 )
( 1 قوله « فخلخلها » كذا في بعض النسخ بخاءين معجمتين وفي شرح القاموس بمهملتين وبمراجعة المحكم يظهر لك الصواب والنسخة التي عندنا منه مخرومة ) ويُروى تُقَوَّمِ أَي تُعَلَّمِ
والخَشِيبُ السَّهْمُ حين يُبْرَى البَرْيَ الأَوَّل وخَشَبْتُ النَّبْلَ خَشْباً إِذا بَرَيْتَها البَرْيَ الأَوّل ولم تَفْرُغْ منها ويقول الرجل للنَّبَّالِ أَفَرَغْتَ مِن سَهْمِي ؟ فيقول قد خَشَبْتُه أَي قد بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّل ولم أُسَوِّه فإِذا فَرَغَ قال قد خَلَقْتُه أَي لَيَّنْتُه من الصَّفاة الخَلْقاءِ وهي المَلْساءُ وخَشَبَ الشِّعْر يَخْشِبُه خَشْباً أَي يُمِرُّه كما يَجِيئُه ولم يَتَأَنَّقْ فيه ولا تَعَمَّلَ له وهو يَخْشِبُ الكلام والعَمَلَ إِذا لم يُحْكِمْه ولم يُجَوِّدْه والخَشِيبُ الرَّدِيءُ والمُنْتَقَى والخَشِيبُ اليابِسُ عن كراع قال ابن سيده وأُراه قال الخشِيبَ والخَشِيبيَّ وجَبْهَةٌ خَشْباءُ كَرِيهةٌ يابِسةٌ والجَبْهةُ الخَشْباءُ الكَرِيهةُ وهي الخَشِبةُ أَيضاً ورجل أَخْشَبُ الجَبْهةِ وأَنشد
إِمَّا ترَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ ... أَخْشَبَ مَهْزُولاً وإِنْ لم أُهْزَلِ
وأَكمَةٌ خَشْباءُ وأَرْضٌ خَشْباءُ وهي التي كأَنَّ حِجارَتها مَنْثُورةٌ مُتَدانِيةٌ قال رؤْبة بكُلِّ خَشْباءَ وكُلِّ سَفْحِ وقولُ أَبي النَّجْمِ إِذا عَلَوْنَ الأَخْشَبَ المَنْطُوحا يريد كأَنه نُطِحَ والخَشِيبُ الغَلِيظُ الخَشِنُ مَنْ كلّ شيءٍ والخَشيبُ من الرِّجال الطَّوِيلُ الجافي العارِي العِظام مع شِدّة وصَلابة وغِلَظٍ [ ص 354 ] وكذلك هو من الجِمالِ وقد اخْشَوْشَبَ أَي صارَ خَشِباً وهو الخَشِنُ ورَجل خَشِيبٌ عارِي العَظْمِ بادِي العَصَبِ والخَشِيبُ منَ الإِبل الجافي السَّمْجُ المُتَجافي الشاسِئُ الخَلْقِ وجمَلٌ خَشِيبٌ أَي غَلِيظٌ وفي حديث وَفْدِ مَذْحِجَ على حَراجِيجَ كأَنها أَخاشِبُ جمع الأَخْشَبِ والحَراجيجُ جمع حُرْجُوجٍ وهي الناقةُ الطويلةُ وقيل الضَّامِرةُ وقيل الحادَّةُ القَلْبِ وظَلِيمٌ خَشِيبٌ أَي خَشِنٌ وكلُّ شيءٍ غَلِيظٍ خَشِنٍ فهو أَخْشَبُ وخَشِبٌ وتخَشَّبَتِ الإِبلُ إِذا أَكلت اليَبِيسَ من المَرْعَى وعَيْشٌ خَشِبٌ غير مُتَأَنَّقٍ فيه وهو من ذلك واخْشَوْشَبَ في عَيْشِه شَظِفَ وقالوا تمَعْدَدُوا واخْشَوْشِبُوا أَي اصْبِرُوا على جَهْدِ العَيْشِ وقيل تَكَلَّفُوا ذلك ليكون أَجْلَدَ لكم وفي حديث عمر رضي اللّه عنه اخْشَوْشِبُوا وتَمعْدَدُوا قال هو الغِلَظُ وابْتِذالُ النَّفْسِ في العَمَل والاحْتِفاءُ في المَشْيِ ليَغْلُظ الجَسَدُ ويُروى واخْشَوْشِنُوا من العِيشةِ الخَشْناءِ ويقال اخْشَوْشَب الرَّجُل إِذا صارَ صُلْباً خَشِناً في دِينهِ ومَلْبَسِه ومَطْعَمِه وجَمِيعِ أَحْوالِه ويُروى بالجيم والخاءِ المعجمة والنون يقول عِيشُوا عَيْشَ مَعَدٍّ يعني عَيْشَ العَرَبِ الأَوَّل ولا تُعَوِّدُوا أَنْفُسَكم التَّرَفُّه أَو عِيشةَ العَجَمِ فإِنَّ ذلك يَقْعُدُ بكم عن المغازي وجَبَلٌ أَخْشَبُ خَشِنٌ عظيم قال الشاعر يصف البعير ويُشَبِّهه فوقَ النُّوق بالجَبَل تَحْسَبُ فَوْقَ الشَّوْلِ مِنه أَخْشَبا والأَخْشَبُ مِن الجِبال الخَشِنُ الغَلِيظُ ويقال هو الذي لا يُرْتَقَى فيه والأَخْشَبُ من القُفِّ ما غَلُظَ وخَشُنَ وتحَجَّر والجمع أَخاشِبُ لأَنه غَلَبَ عليه الأَسْماءُ وقد قيل في مؤَنَّثه الخَشْباءُ قال كثير عزة
يَنُوءُ فَيَعْدُو مِنْ قَريبٍ إِذا عَدا ... ويَكْمُنُ في خَشْباءَ وَعْثٍ مَقِيلُها
فإِما أَن يكون اسماً كالصَّلْفاءِ وإِما أَن يكون صفة على ما يطرد في باب أَفعل والأَوّل أَجود لقولهم في جمعه الأَخاشِبُ وقيل الخَشْباءُ في قول كثير الغَيْضةُ والأَوّلُ أَعْرَفُ والخُشْبانُ الجِبالُ الخُشْنُ التي ليست بِضِخامٍ ولا صِغارٍ ابن الأَنباري وقَعْنا في خَشْباءَ شَدِيدةٍ وهي أَرضٌ فيها حِجارةٌ وحَصى وطين ويقال وقَعْنا في غضْراءَ وهي الطِّين الخالِصُ الذي يقال له الحُرُّ لخُلُوصِه مِن الرَّمْلِ وغيره والحَصْباءُ الحَصى الذي يُحْصَبُ به والأَخْشَبانِ جَبَلا مَكَّةَ وفي الحديث في ذِكْر مَكَّةَ لا تَزُولُ مَكَّةُ حتى يَزُولَ أَخْشَباها أَخْشَبا مَكَّةَ جَبَلاها وفي الحديث أَن جِبْرِيلَ عليه السلام قال يا محمدُ إِنْ شِئْتَ جَمَعْتُ عَليهم الأَخْشَبَينِ فقال دَعْني أُنْذِرْ قَوْمي صلى اللّه عليه وسلم وجَزاه خَيراً عن رِفْقِه بأُمَّتِه ونُصْحِه لهم وإِشْفاقِه عليهم غيره الأَخْشَبانِ الجَبَلانِ المُطِيفانِ بمكَّةَ وهما أَبو قُبَيْس والأَحْمرُ وهو جبَل مُشْرِفٌ وَجْهُه على قُعَيْقِعانَ [ ص 355 ] والأَخْشَبُ كلُّ جَبَلٍ خَشِنٍ غَلِيظٍ والأَخاشِبُ جِبالُ الصَّمَّان وأَخاشِبُ الصَّمَّانِ جِبال اجْتَمَعْنَ بالصَّمَّانِ في مَحِلّة بني تَمِيم ليس قُرْبَها أَكَمةٌ ولا جَبَلٌ وصُلْبُ الصَّمَّانِ مكانٌ خَشِبٌ أَخْشَبُ غَلِيظٌ وكلُّ خَشِنٍ أَخْشَبُ وخَشِبٌ والخَشْبُ الخَلْطُ والانْتِقاءُ وهو ضِدٌّ خَشَبَه يَخْشِبُه خَشْباً فهو خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ أَبو عبيد المَخْشُوب المَخْلوط في نَسَبِه قال الأَعشى يصف فرساً
قافِلٍ جُرْشُعٍ تراه كَيَبْس الرَّ ... بْل لا مُقْرِفٍ ولا مَخْشُوبِ
قال ابن بري أَورد الجوهري عجز هذا البيت لا مقرفٌ ولا مَخْشُوبُ قال وصوابه لا مُقْرِفٍ ولا مَخْشُوبِ بالخفض وبعده
تِلْكَ خَيْلي منه وتِلكَ رِكابي ... هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها كالزَّبيبِ
قال ابن خالويه المَخْشُوب الذي لم يُرَضْ ولم يُحَسَّنْ تَعْلِيمه مُشَبَّهٌ بالجَفْنةِ المَخْشُوبة وهي التي لم تُحْكَمْ صَنْعَتُها قال ولم يَصِفِ الفَرَسَ أَحَدٌ بالمَخْشُوبِ إِلاَّ الأَعْشَى ومعنى قافِل ضامِرٌ وجُرْشُعٌ مُنْتَفِخُ الجَنْبَينِ والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ من النَّباتِ في القَيظ وخرج من تحت اليَبيسِ مِنه نباتٌ أَخضَر والمُقْرِفُ الذي دانَى الهُجْنةَ مِنْ قِبَلِ أَبيهِ وخَشَبْتُ الشيءَ بالشيءِ خَلَطْتُه به وطعامٌ مَخْشُوبٌ إِذا كان حَبّاً فهو مُفَلَّقٌ قَفارٌ وإِن كان لحماً فَنيءٌ لم يَنْضَجْ ورجل قَشِبٌ خَشِبٌ لا خَيرَ عنده وخَشِبٌ إِتْباعٌ له الليث الخَشَبِيَّةُ قومٌ مِنَ الجَهْمِيَّةِ ( 1 )
( 1 قوله « الجهمية » ضبط في التكملة بفتح فسكون وهو قياس النسب إِلى جهم بفتح فسكون أيضاً ومعلوم أن ضبط التكملة لا يعدل به ضبط سواها ) يَقُولون إِنَّ اللّه لا يتَكَلَّم ويقُولون القرآنُ مَخْلُوقٌ والخِشابُ بُطُونٌ مِن تَمِيمٍ قال جرير
أَثَعْلَبَةَ الفوارِسِ أَم رِياحاً ... عَدَلْتَ بهم طُهَيَّةَ والخِشابا ؟
ويُروى أَو رَباحاً وبنو رِزامِ بن مالكِ بن حَنْظَلَة يقال لهم الخِشابُ واستشهد الجوهري ببيت جرير هذا على بني رِزامٍ وخُشْبانُ اسم وخُشْبانُ لَقَبٌ وذُو خَشَبٍ موضِع قال الطِّرِمَّاحُ
أَو كالفَتى حاتِمٍ إِذْ قالَ ما ملَكَتْ ... كَفَّايَ للنَّاسِ نُهْبَى يومَ ذي خَشَبِ
وفي الحديث ذكر خُشُبٍ بضمتين وهو وادٍ على مَسِيرةِ لَيْلة من المَدينةِ له ذِكرٌ كَثيرٌ في الحديث والمغازي ويقال له ذُو خُشُبٍ

خصب
الخِصْبُ نَقِيضُ الجَدْبِ وهو كَثرةُ العُشْبِ ورفَاغةُ العَيْشِ قال الليث والإِخصابُ والاختِصابُ من ذلك قال أَبو حنيفة والكَمْأَةُ من الخِصْب والجَرادُ من الخِصْبِ وإِنما يُعَدُّ خِصْباً إِذا وقع إِليهم وقد جَفَّ العُشْبُ وأَمِنُوا مَعَرَّتَه وقد خَصَبَتِ الأَرضُ وخَصِبَتْ خِصْباً فهي خَصِبةٌ وأَخْصَبَتْ [ ص 356 ] إِخصاباً وقولُ الشاعر أَنشده سيبويه
لقد خَشِيتُ أَنْ أَرَى جَدَبَّا ... في عامِنا ذا بَعْدَما أَخْصَبَّا
فرواه هنا بفتح الهمزة هو كأَكْرَمَ وأَحسَنَ إِلاَّ أَنه قد يُلْحَقُ في الوَقْفِ الحَرْفُ حَرْفاً آخر مثلَه فيشدَّد حِرْصاً على البيانِ لِيُعْلَم أَنه في الوَصْل مُتَحَرِّك من حيث كان الساكِنانِ لا يَلْتَقِيانِ في الوَصْل فكان سبيلُه إِذا أَطْلَق الباء أَن لا يُثَقِّلَها ولكنه لما كان الوقفُ في غالِب الأَمر إِنما هو عى الباءِ لم يَحْفِل بالأَلف التي زِيدَتْ عليها إِذ كانت غيرَ لازمةٍ فثَقَّل الحَرْفَ على من قال هذا خالدّْ وفَرَجّْ ويجْعَلّْ فلما لم يكن الضم لازماً لأَن النصب والجرّ يُزِيلانِه لم يُبالوا به قال ابن جني وحدثنا أَبو علي أَن أَبا الحسن رواه أَيضاً بعدما إِخْصَبَّا بكسر الهمزة وقطَعها ضرورةً وأَجراه مُجْرَى اخْضَرَّ وازْرَقَّ وغيرِه منَ افْعَلَّ وهذا لا يُنْكَر وإِن كانت افْعَلَّ للأَلوانِ أَلا تراهم قد قالوا اصْوابَّ وامْلاسَّ وارْعَوَى واقْتَوَى ؟ وأَنشدَنا لِيَزيد بن الحَكَمِ
تَبَدَّلْ خَلِيلاً بي كَشَكْلِكَ شَكْلُهُ ... فَإِني خَلِيلاً صالحاً بكَ مُقْتَوِي
فمِثالُ مُقْتَوِي مُفْعَلٌّ مِنَ القَتْوِ وهو الخِدْمةُ وليس مُقْتَوٍ بمُفْتَعِلٍ مِن القُوَّةِ ولا مِن القَواءِ والقِيِّ ومنه قول عَمْرو بن كُلْثُوم متى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينا ؟ ورواه أَبو زيد أَيضاً مَقْتَوَيْنا بفتح الواو ومكانٌ مُخصِبٌ وخَصيبٌ وأَرض خِصْبٌ وأَرَضُون خِصْبٌ والجمعُ كالواحد وقد قالوا أَرَضُون خِصْبةٌ بالكسر وخَصْبةٌ بالفتح فَإِما أَن يكون خَصْبةٌ مصدراً وُصِفَ به وإِما أَن يكون مخففاً من خَصِبةٍ وقد قالوا أَخصابٌ عن ابن الأَعرابي يقال بَلَدٌ خِصْبٌ وبَلَدٌ أَخْصابٌ كما قالوا بَلدٌ سَبْسَبٌ وبلدٌ سَباسِبٌ ورُمْح أَقصادٌ وثوب أَسْمالٌ وأَخْلاقٌ وبُرْمةٌ أَعْشارٌ فيكون الواحد يُراد به الجمعُ كأَنَّهم جعلوه أَجْزاء وقال أَبو حنيفة أَخْصَبَتِ الأَرضُ خِصْباً وإِخصاباً قال وهذا ليس بِشيءٍ لأَنّ خِصْباً فعْلٌ وأَخْصَبَتْ أَفْعَلَتْ وفِعلٌ لا يكون مصدراً لأَفْعَلَتْ وحكى أَبو حنيفة أَرض خَصِيبةٌ وخَصِبٌ وقد أَخْصَبَتْ وخَصِبَتْ قال أَبو حنيفة الأَخيرة عن أَبي عبيدة وعيشٌ خَصِبٌ مُخصِبٌ وأَخْصَبَ القومُ نالوا الخِصْبَ وصاروا إِليه وأَخْصَب جَنابُ القوم وهو ما حولهم وفلان خَصِيبُ الجنابِ أَي خَصِيبُ الناحِيةِ والرجلُ إِذا كان كَثِيرَ خَيرِ المنزِلِ يقال إِنه خَصِيبُ الرَّحْل وأَرضٌ مِخْصابٌ لا تكاد تُجْدِبُ كما قالوا في ضدّها مِجْدابٌ ورجل خَصِيبٌ بَيِّنُ الخِصْبِ رَحْبُ الجَنابِ كَثيرُ الخَير ومَكانٌ خَصِيبٌ مِثْلُه وقال لبيد هَبَطَا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها والمُخْصِبةُ الأَرضُ المُكْلِئَةُ والقومُ أَيضاً مُخْصِبُون إِذا كثر طَعامُهم ولَبَنُهُم وأَمْرَعَتْ بِلادُهم [ ص 357 ] وأَخْصَبتِ الشاءُ إِذا أَصابَتْ خِصْباً وأَخْصَبَتِ العِضاهُ إِذا جَرَى الماءُ في عِيدانِها حتى يَصِلَ بالعُرُوقِ التهذيب الليث إِذا جَرَى الماءُ في عُود العِضاهِ حتى يَصِلَ بالعُروق قيل قد أَخْصَبَتْ وهو الإِخْصابُ قال الأَزهري هذا تصحيف مُنكر وصوابه الإِخْضابُ بالضاد المعجمة يقال خَضَبَتِ العِضاهُ وأَخْضَبَتْ الليث الخَصْبةُ بالفتح الطَّلْعة في لغة وقيل هي النَّخْلة الكثِيرة الحَمْلِ في لغة وقيل هي نَخْلة الدَّقَلِ نَجْدِيَّةٌ والجمع خَصْبٌ وخِصابٌ قال الأَعشى
وكلِّ كُمَيْتٍ كَجذْعِ الخِصا ... ب يُرْدي على سَلِطاتٍ لُثُمْ
وقال بشر بن أَبي خازم
كأَنَّ عَلى أَنْسائِها عِذْقَ خَصْبةٍ ... تَدَلَّى من الكافُورِ غيرَ مُكَمَّمِ
أَي غير مَسْتُور قال الأَزهري أَخطأَ الليث في تفسير الخَصْبةِ والخِصابُ عند أَهْلِ البَحْرَينِ الدَّقَلُ الواحدةُ خَصْبةٌ والعرب تَقُول الغَداء لا يُنْفَجُ إِلا بالخِصابِ لكثرة حَمْلِها إِلا أَنَّ تَمْرها رَديءٌ وما قال أَحدٌ إِنَّ الطَّلْعةَ يقال لها الخَصْبة ومن قاله فقد أَخْطأَ وفي حديث وَفْدِ عبدِالقَيسِ فأَقْبَلْنا مِن وِفادَتِنا وإِنما كانت عندَنا خَصْبةٌ نَعْلِفُها إِبِلَنا وحمِيرَنا الخَصْبةُ الدَّقَلُ وجمعها خِصابٌ وقيل هي النخلة الكثيرة الحَمْل والخُصْبُ الجانِبُ عن كراع والجمع أَخْصابٌ والخِصْبُ حَيَّةٌ بيضاء تكون في الجَبَلِ قال الأَزهري وهذا تصحيف وصوابه الحِضْبُ بالحاءِ والضاد قال وهذه الحروف وما شاكلها أُراها منقولة من صُحُفٍ سَقيمة إِلى كتابِ الليث وزِيدَت فيه ومَن نَقَلَها لم يَعْرف العربية فصَحَّفَ وغيَّر فأَكْثر والخَصِيبُ لَقَبُ رَجُل من العرب

خضب
الخِضابُ ما يُخْضَبُ به مِن حِنَّاءٍ وكَتَمٍ ونحوه وفي الصحاحِ الخِضابُ ما يُخْتَضَبُ به واخْتَضَب بالحنَّاءِ ونحوه وخَضَبَ الشيءَ يَخْضِبُه خَضْباً وخَضَّبَه غيَّر لوْنَه بحُمْرَةٍ أَو صُفْرةٍ أَو غيرِهما قال الأَعشى
أَرَى رَجُلاً منكم أَسِيفاً كأَنما ... يَضُمُّ إِلى كَشْحَيْهِ كفّاً مُخَضَّبا
ذَكَّر على إِرادة العُضْوِ أَو على قوله
فلا مُزْنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها ... ولا أَرضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها
ويجوز أن يكون صفةً لرجلٍ أَو حالاً من المضْمَر في يَضُمُّ أَو المخفوضِ في كَشْحَيْهِ وخَضَبَ الرَّجلُ شَيْبَه بالحِنّاءِ يَخْضِبُه والخِضِابُ الاسم قال السهيلي عبدُالمطَّلب أَوّلُ مَن خَضَبَ بالسَّوادِ من العرب ويقال اخْتَضَبَ الرَّجلُ واخْتَضَبَتِ المرأَةُ من غير ذكر الشَّعَرِ وكلُّ ما غُيِّرَ لَوْنهُ فهو مَخْضُوبٌ وخَضِيبٌ وكذلك الأُنثى يقال كَفٌّ خَضِيبٌ وامرأَةٌ [ ص 358 ] خَضِيبٌ الأَخيرة عن اللِّحْياني والجمع خُضُبٌ التهذيب كلُّ لوْنٍ غَيَّر لوْنَه حُمْرةٌ فهو مَخْضُوبٌ وفي الحَديث بَكَى حتى خضَبَ دَمْعُه الحَصى قال ابن الأَثير أَي بَلَّها مِن طَريقِ الاسْتِعارةِ قال والأَشْبَهُ أَن يكون أَراد المُبالغةَ في البُكاءِ حتى احْمَرَّ دمعهُ فَخَضَبَ الحَصى والكَفُّ الخَضِيبُ نَجْمٌ على التَّشْبِيه بذلك وقد اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ ونحوه وتَخَضَّبَ واسْمُ ما يُخْضَبُ به الخِضابُ والخُضَبةُ مثال الهُمَزةِ المرأَةُ الكثيرةُ الاخْتِضابِ وبنانٌ خَضيبٌ مُخَضَّبٌ شُدِّد للمبالغةِ الليث والخاضِبُ مِنَ النَّعامِ غيره والخاضِبُ الظَّلِيمُ الذي اغْتَلَمَ فاحْمَرَّتْ ساقاهُ وقيل هو الذي قد أَكلَ الرَّبِيعَ فاحْمَرَّ ظُنْبُوباهُ أَو اصْفَرَّا أَو اخْضَرَّا قال أَبو دُواد
له ساقا ظَلِيمٍ خا ... ضِبٍ فُوجئَ بالرُّعْبِ
وجمعه خَواضِبُ وقيل الخاضِبُ مِن النَّعامِ الذي أَكلَ الخُضْرةَ قال أَبو حنيفة أَمّا الخاضِبُ مِن النَّعامِ فيكون مِن أَنّ الأَنوارَ تَصْبُغُ أَطْرافَ رِيشِه ويكون مِنْ أَنّ وَظِيفَيْهِ يحْمَرَّانِ في الرَّبيعِ مِن غير خَضْبٍ شيءٍ وهو عارِضٌ يَعْرِضُ للنَّعامِ فتحْمَرُّ أَوْظِفَتُها وقد قيل في ذلك أَقوالٌ فقال بعضُ الأَعراب أَحْسِبُه أَبا خَيْرةَ إِذا كان الرَّبِيعُ فأَكلَ الأَساريعَ احْمَرَّت رِجلاه ومِنقارُه احْمِرارَ العُصْفُر قال فلو كان هذا هكذا كان ما لم يأْكل منها الأَساريعَ لا يَعْرِضُ له ذلك وقد زعم رِجالٌ مِن أَهْلِ العلم أَنّ البُسْرَ إِذا بدَأَ يَحْمَرُّ بَدأَ وَظِيفا الظَّلِيمِ يَحْمَرَّانِ فإِذا انْتَهَت حُمرةُ البُسْرِ انْتَهَتْ حُمْرَة وَظِيفَيْه فهذا على هذا غَريزةٌ فيه وليس من أَكل الأَسارِيعِ قال ولا أَعْرِف النَّعام يأْكل من الأَسارِيعِ وقد حُكي عن أَبي الدُّقَيْشِ الأَعرابي أَنه قال الخاضِبُ مِنَ النّعامِ إِذا اغْتَلَمَ في الرَّبيع اخضرَّتْ ساقاهُ خاص بالذكر والظَّلِيمُ إِذا اغْتَلمَ احْمَرَّتْ عُنُقُه وصَدْرُه وفَخِذاه الجِلْدُ لا الرِّيشُ حُمرةً شديدةً ولا يَعْرِضُ ذلك للأُنثى ولا يقال ذلك إِلاّ للظَّلِيمِ دون النَّعامةِ قال وليس ما قيل مِن أَكله الأَسارِيعَ بشيءٍ لأَنَّ ذلك يعرض للدَّاجِنةِ في البُيوت التي لا تَرى اليَسْرُوعَ بَتَّةً ولا يَعْرض ذلك لإِناثِها قال وليس هو عند الأَصمعي إِلاّ مِنْ خَضْبِ النَّوْرِ ولو كان كذلك لكان أَيضاً يَصْفَرُّ ويَخْضَرُّ ويكون على قدر أَلوان النَّوْر والبَقْل وكانتِ الخُضْرةُ تكون أَكثرَ لأَن البقْلَ أَكثرُ مِن النَّورِ أَوَلا تراهم حين وصَفُوا الخَواضِبَ مِن الوَحْشِ وَصَفُوها بالخُضرة أَكثر ما وَصَفُوا ومِن أَيِّ ما كان فإِنه يقال له الخاضِبُ مِن أَجْل الحُمرة التي تَعْترِي ساقَيْهِ والخاضِبُ وَصْفٌ له عَلَمٌ يُعرَفُ به فإِذا قالوا خاضِبٌ عُلِمَ أَنه إِيّاه يريدُون قال ذو الرمة
أَذاكَ أَم خاضِبٌ بالسِّيِّ مَرْتَعُه ... أَبو ثَلاثين أَمْسَى وهو مُنْقَلِبُ ؟
فقال أَم خاضِبٌ كما أَنه لو قال أَذاكَ أَمْ ظَلِيمٌ كان سواءً هذا كلُّه قول أَبي حنيفة قال وقد [ ص 359 ] وَهِمَ في قوله بَتَّةً لأَنّ سيبويه إِنما حكاه بالأَلف واللام لا غيرُ ولم يُجز سُقوط الأَلف واللام منه سَماعاً من العرب وقوله وَصْفٌ له عَلم لا يكون الوَصْفُ عَلماً إِنما أَراد أَنه وَصْفٌ قد غَلَبَ حتى صار بمنزلة الاسْم العَلمِ كما تقول الحرث والعباس أَبو سعيد سُمِّيَ الظَّلِيمُ خاضِباً لأَنه يَحْمَرُّ مِنقارُه وساقاهُ إِذا ترَبَّع وهو في الصَّيْفِ يَفْرَعُ ( 1 )
( 1 قوله « يفرع إلخ » هكذا في الأصل والتهذيب ولعله يقزع ) ويَبْيَضُّ ساقاهُ ويقال للثور الوحشي خاضِبٌ إِذا اخْتَضَبَ بالحنَّاءِ ( 2 )
( 2 قوله « ويقال للثور الوحشي خاضب إِذا اختضب بالحناء إلخ » هكذا في أصل اللسان بيدنا ولعل فيه سقطاً والأصل ويقال للرجل خاضب إِذا اختضب بالحناء ) وإِذا كان بغير الحِنَّاء قيل صَبَغَ شَعَره ولا يقال خَضَبَه وخَضَبَ الشجَرُ يَخْضِبُ خُضُوباً وخَضِبَ وخُضِبَ واخْضَوْضَبَ اخْضَرَّ وخَضَبَ النَّخْلُ خَضْباً اخْضَرَّ طَلْعُه واسمُ تلك الخُضْرَة الخَضْبُ والجمع خُضُوبٌ قال حميد بن ثور
فَلَمَّا غَدَتْ قَدْ قَلَّصَتْ غَيرَ حِشْوةٍ ... مِنَ الجَوْفِ فيه عُلَّفٌ وخُضُوبُ
وفي الصحاح مع الجوف فيها عُلَّف وخضوب وخَضَبَتِ الأَرضُ خَضْباً طَلَعَ نَباتُها واخْضَرَّ وخَضَبَتِ الأَرضُ اخْضَرَّتْ والعرب تقول أَخْضَبَتِ الأَرضُ إِخْضاباً إِذا ظَهَرَ نَبْتُها وخَضَبَ العُرْفُطُ والسَّمُرُ سَقَطَ ورَقُه فاحْمَرَّ واصْفَرَّ ابن الأَعرابي يقال خَضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبى إِذا أَورَقَ وخَلَعَ العِضَاه قال وأَوْرَسَ الرِّمْثُ وأَحْنَطَ وأَرْشَمَ الشَّجَرُ وأَرْمَشَ إِذا أَوْرَقَ وأَجْدَرَ الشَّجَرُ وجَدَّرَ إِذا أَخْرَجَ وَرَقَه كأَنه حِمَّصٌ والخَضْبُ الجَديدُ من النَّباتِ يُصيبه المَطَرُ فيَخْضَرُّ وقيل الخَضْبُ ما يَظْهر في الشَّجَر من خُضْرة عند ابتداءِ الإِيراقِ وجمعه خُضُوبٌ وقيل كلُّ بَهِيمةٍ أَكَلَتْه فهي خاضِبٌ وخَضَبَتِ العِضاهُ وأَخْضَبَتْ والخَضُوبُ النَّبْتُ الذي يُصِيبُه المطر فيَخْضِبُ ما يَخْرجُ مِنَ البَطْنِ وخُضُوب القَتادِ أَنْ تخْرُجَ فيه وُرَيْقةٌ عند الرَّبِيعِ وتُمِدَّ عِيدانه وذلك في أَوَّل نَبْتِه وكذلك العُرْفُطُ والعَوْسَجُ ولا يكون الخُضُوب في شيءٍ من أَنواع العِضاهِ غَيرِها والمِخْضَبُ بالكسر شِبهُ الإِجّانةِ يُغْسَلُ فيها الثِّيابُ والمِخْضَبُ المِرْكَنُ ومنه الحديث أَنه قال في مَرضه الذي ماتَ فيه أَجْلِسُوني في مِخضَبٍ فاغْسِلُوني

خضرب
الخَضْرَبةُ اضْطِرابُ الماءِ وماءٌ خُضارِبٌ يَموجُ بعضُه في بَعْض ولا يكون ذلك إِلاّ في غَديرٍ أَو وادٍ قال أَبو الهيثم رَجُل مُخَضْرَبٌ إِذا كان فَصِيحاً بَليغاً مُتَفَنِّناً وأَنشد لطرفة
وكائِنْ تَرَى مِنْ أَلْمَعِيٍّ مُخَضْرَبٍ ... وليسَ لَه عِندَ العَزائمِ جُولُ
قال أَبو منصور كذا أَنشده بالخاءِ والضاد ورواه ابن السكيت مِن يَلْمَعيٍّ مُحَظْرَبٍ بالحاءِ والظاءِ وقد تقدم [ ص 360 ]

خضعب
الخَضْعَبُ الضَّخْمُ ( 1 )
( 1 قوله « الخضعب الضخم » كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في نسخة المحكم التي بأيدينا والخعضب بتقديم العين على الضاد ولكن لم يفرد المجد لخعضب مادة فراجع نسخ المحكم ) الشديدُ والخَضْعَبةُ المرأَةُ السَّمِينةُ والخَضْعَبةُ الضَّعِيفُ وتخَضْعَبَ أَمرُهُم اخْتَلَطَ وضَعُفَ

خضلب
تَخَضْلَبَ أَمْرُهم ضَعُفَ كتَخَضْعَبَ

خطب
الخَطْبُ الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ صَغُر أَو عَظُم وقيل هو سَبَبُ الأَمْر يقال ما خَطْبُك ؟ أَي ما أَمرُكَ ؟ وتقول هذا خَطْبٌ جليلٌ وخَطْبٌ يَسير والخَطْبُ الأمر الذي تَقَع فيه المخاطَبة والشأْنُ والحالُ ومنه قولهم جَلَّ الخَطْبُ أَي عَظُم الأَمرُ والشأْن وفي حديث عمر وقد أَفْطَروا في يومِ غيمٍ من رمضان فقال الخَطْبُ يَسيرٌ وفي التنزيل العزيز قال فما خَطْبُكُم أَيُّها المُرسْلون ؟ وجمعه خُطُوبٌ فأَما قول الأَخطل
كَلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلَّبةٍ ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدّهْرِ والخُطُبِ
إِنما أَراد الخُطوبَ فحذفَ تخفيفاً وقد يكونُ من باب رَهْنٍ ورُهُنٍ وخَطَب المرأَةَ يَخْطُبها خَطْباً وخِطْبة بالكسر الأَوَّل عن اللحياني وخِطِّيبَى وقال الليث الخِطِّيبَى اسمٌ قال عديُّ بن زيد يذكر قَصْدَ جَذِيمة الأَبرَشِ لخِطْبةِ الزَّبَّاءِ
لخِطِّيبَى التي غَدَرَتْ وخانَتْ ... وهنّ ذَواتُ غائلةٍ لُحِينا
قال أَبو منصور وهذا خطاٌ مَحْضٌ وخِطِّيبَى ههنا مصدرٌ كالخِطْبَةِ هكذا قال أَبو عبيد والمعنى لخِطْبةِ زَبَّاءَ وهي امرأَةٌ غَدَرَت بجَذِيمة الأَبْرَشِ حين خَطَبَها فأَجابَتْه وخاستْ بالعهد فقَتَلَتْه وجَمعُ الخاطب خُطَّاب الجوهري والخَطيبُ الخاطِبُ والخِطِّيبَى الخُطْبة وأَنشد بيتَ عَدِيّ بن زيد وخَطَبَها واخْتَطَبَها عليه والخِطْبُ الذي يَخْطُب المرأَةَ وهي خِطْبُه التي يَخْطُبُها والجمع أَخطابٌ وكذلك خِطْبَتُه وخُطْبَتُه الضمّ عن كُراع وخِطِّيباهُ وخِطِّيبَتُه وهو خِطْبُها والجمعُ كالجمع وكذلك هو خِطِّيبُها والجمع خِطِّيبون ولا يُكَسَّر والخِطْبُ المرأَةُ المَخطوبة كما يقال ذِبْح للمذبوحِ وقد خَطَبها خَطْباً كما يقال ذَبَحَ ذَبْحاً الفرَّاءُ في قوله تعالى من خِطْبة النساءِ الخِطْبة مصدر بمنزلة الخَطْبِ وهو بمنزلة قولك إِنه لحَسَن القِعْدة والجِلْسةِ والعرب تقول فلان خِطْبُ فُلانة إِذا كان يَخْطُبها ويقُول الخاطِبُ خِطْبٌ فيقول المَخْطُوب إِليهم نِكْحٌ وهي كلمة كانتِ العرب تَتزَوَّجُ بها وكانت امرأَةٌ من العرب يقال لها أُمُّ خارجِةَ يُضْرَبُ بها المَثَل فيقال أَسْرَعُ من نِكاحِ أُمِّ خارجة وكان الخاطِب يقوم على باب خِبائِها فيقول خِطْبٌ فتقول نِكْحٌ وخُطْبٌ فيقال نُكْحٌ ورجلٌ خَطَّابٌ كثير التَّصَرُّفِ في الخِطْبةِ قال بَرَّحَ بالعَيْنَينِ خَطَّابُ الكُثَبْ يقولُ إِني خاطِبٌ وقد كذَبْ وإِنما يخْطُبُ عُسًّا من حَلَبْ [ ص 361 ] واخْتَطَب القومُ فُلاناً إِذا دَعَوْه إِلى تَزْويجِ صاحبَتهِم قال أَبو زيد إِذا دَعا أَهلُ المرأَة الرجلَ إِليها ليَخْطُبَها فقد اخْتَطَبوا اختطاباً قال وإِذا أَرادوا تَنْفيق أَيِّمِهم كذَبوا على رجلٍ فقالوا قد خَطَبها فرَدَدْناه فإِذا رَدَّ عنه قَوْمُه قالوا كَذبْتُم لقد اخْتَطَبْتُموه فما خَطَب إِليكم وقوله في الحديث نَهَى أَن يَخْطُبَ الرجلُ على خِطْبةِ أَخيهِ قال هو أَن يخْطُب الرجلُ المرأَةَ فَترْكَنَ إِليه ويَتَّفِقا على صَداقٍ معلومٍ ويَترَاضَيا ولم يَبْقَ إِلاّ العَقْد فأَما إِذا لم يتَّفِقَا ويَترَاضَيا ولم يَرْكَنْ أَحَدُهما إِلى الآخر فلا يُمنَع من خِطْبَتِها وهو خارج عن النَّهْي وفي الحديث إِنَّه لحَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ أَي يجابَ إِلى خِطْبَتِه يقال خَطَب فلانٌ إِلى فلانٍ فَخَطَّبَه وأَخْطَبَه أَي أَجابَه الخِطابُ والمُخاطَبَة مُراجَعَة الكَلامِ وقد خاطَبَه بالكَلامِ مُخاطَبَةً وخِطاباً وهُما يَتخاطَبانِ الليث والخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ وخَطَب الخاطِبُ على المِنْبَر واخْتَطَب يَخْطُبُ خَطابَةً واسمُ الكلامِ الخُطْبَة قال أَبو منصور والذي قال الليث إِنَّ الخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ لا يَجوزُ إِلاَّ عَلى وَجْهٍ واحدٍ وهو أَنَّ الخُطْبَة اسمٌ للكلام الذي يَتَكَلَّمُ به الخَطِيب فيُوضَعُ موضِعَ المَصْدر الجوهري خَطَبْتُ على المِنْبَرِ خُطْبةً بالضم وخَطَبْتُ المرأَةَ خِطْبةً بالكَسْرِ واخْتَطَبَ فيهما قال ثعْلب خَطَب على القوْم خُطْبةً فَجَعَلَها مصدراً قال ابن سيده ولا أَدْرِي كيف ذلك إِلاَّ أَن يكونَ وَضَعَ الاسْمَ مَوْضِعَ المَصْدر وذهب أَبو إِسْحق إِلى أَنَّ الخُطْبَة عندَ العَرَب الكلامُ المَنْثُورُ المُسَجَّع ونحوُه التهذيب والخُطْبَة مثلُ الرِّسَالَةِ التي لَها أَوّلٌ وآخِرٌ قال وسمعتُ بعضَ العَرَب يقولُ اللهم ارْفَعْ عَنَّا هذه الضُّغْطة كأَنه ذَهَب إِلى أَنَّ لها مُدَّة وغايةً أَوّلاً وآخراً ولو أَراد مَرَّة لَقال ضَغْطَة ولو أَرادَ الفعلَ لَقالَ الضِّغْطَة مثلَ المِشْيَةِ قال وسمعتُ آخَرَ يقولُ اللهم غَلَبَني فُلانٌ على قُطْعةٍ من الأَرض يريدُ أَرضاً مَفْرُوزة ورَجُلٌ خَطِيبٌ حَسَن الخُطْبَة وجَمْع الخَطِيب خُطَباءُ وخَطُبَ بالضم خَطابَةً بالفَتْح صار خَطِيباً وفي حديث الحَجّاج أَمِنْ أَهْلِ المَحاشِد والمَخاطِبِ ؟ أَراد بالمَخَاطب الخُطَبَ جمعٌ على غيرِ قياسٍ كالمَشَابِهِ والمَلامِحِ وقيل هو جَمْع مَخْطَبة والمَخْطَبة الخُطْبَة والمُخاطَبَة مُفاعَلَة من الخِطاب والمُشاوَرَة أَراد أَنْتَ من الذينَ يَخْطُبون الناسَ ويَحُثُّونَهُم على الخُروجِ والاجْتِمَاعِ لِلْفِتَنِ التهذيب قال بعض المفسرين في قوله تعالى وفَصْلَ الخِطابِ قال هو أَن يَحْكُم بالبَيِّنة أَو اليَمِين وقيل معناه أَن يَفْصِلَ بينَ الحَقِّ والبَاطِل ويُمَيِّزَ بيْن الحُكْمِ وضِدِّهِ وقيلَ فصلُ الخِطَاب أَمّا بَعْدُ وداودُ عليه السلام أَوَّلُ من قال أَمَّا بَعْدُ وقيل فَصلُ الخِطاب الفِقْهُ في القَضَاءِ وقال أَبو العباس معنى أَمَّا بعدُ أَمَّا بَعْدَ ما مَضَى من الكَلامِ فهو كذا وكذا والخُطْبَةُ لَوْنٌ يَضْرِب إِلى الكُدْرَةِ مُشْرَبٌ [ ص 362 ] حُمْرةً في صُفْرةٍ كَلَوْنِ الحَنْظَلَة الخَطْبَاءِ قبلَ أَن تَيْبَسَ وكَلَوْنِ بَعضِ حُمُرِ الوَحْشِ والخُطْبَةُ الخُضْرَةُ وقيل غُبْرَة تَرْهَقُها خُضْرَة والفعلُ من كلِّ ذلك خَطِبَ خَطَباً وهو أَخْطَب وقيلَ الأَخْطَبُ الأَخْضَرُ يُخالِطُه سَوَادٌ وأَخْطَبَ الحَنْظَل اصْفَرَّ أَي صَار خُطْبَاناً وهو أَن يَصْفَرَّ وتصير فيه خُطوطٌ خُضْرٌ وحَنْطَلةٌ خَطْباءُ صفراءُ فيها خُطوطٌ خُضْرٌ وهي الخُطْبانةُ وجمعها خُطْبانٌ وخِطْبانٌ الأَخيرة نادرة وقد أَخْطَبَ الحَنْظَل وكذلك الحِنْطة إِذا لَوَّنَتْ والخُطْبانُ نِبْتةٌ في آخرِ الحشِيشِ كأَنها الهِلْيَوْنُ أَوأَذْناب الحَيَّاتِ أَطْرافُها رِقَاقٌ تُشْبه البَنَفْسَج أَو هو أَشدُّ منه سَواداً وما دون ذلك أَخْضَرُ وما دون ذلك إِلى أُصُولِها أَبيضُ وهي شديدةُ المَرارةِ وأَوْرَقُ خُطْبانِيٌّ بالَغُوا به كما قالوا أَرْمَكُ رادِنِيٌّ والأَخْطَبُ الشِّقِرَّاقُ وقيل الصُّرَدُ لأَنّ فيهما سَواداً وبَياضاً وينشد
ولا أَنْثَنِي مِن طِيرَةٍ عن مَرِيرَةٍ ... إِذا الأَخْطَبُ الداعِي على الدَّوْحِ صَرْصَرَا
ورأَيت في نسخةٍ من الصحاح حاشيةً الشِّقِرّاقُ بالفارسِيَّة كأَسْكِينَهْ وقد قالوا للصَّقْرِ أَخْطَبُ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهذلي
ومِنَّا حَبِيبُ العَقْرِ حينَ يَلُفُّهم ... كما لَفَّ صِرْدانَ الصَّريمةِ أَخْطَبُ
وقيل لليَدِ عند نُضُوِّ سوادها من الحِنَّاءِ خَطْباءُ ويقال ذلك في الشَّعَرِ أَيضاً والأَخْطَب الحِمارُ تَعْلُوه خُضْرَة أَبو عبيد من حُمُرِ الوَحْشِ الخَطْباءُ وهي الأَتانُ التي لها خَطٌّ أَسودُ على مَتْنِها والذكَر أَخْطَبُ وناقةٌ خَطْباءُ بَيِّنة الخَطَبِ قال الزَّفَيانُ
وصاحِبِي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ ... خَطْباءُ وَرْقاءُ السَّراةِ عَوْهَقُ
وأَخْطَبانُ اسم طائرٍ سُمِّي بذلك لِخُطْبةٍ في جَناحَيْه وهي الخُضْرَة ويدٌ خَطْباءُ نَصَل سَوادُ خِضابِها من الحِنّاءِ قال
أَذَكرْت مَيَّةَ إِذْ لَها إِتْبُ ... وجَدائِلٌ وأَنامِلٌ خُطْبُ
وقد يقال في الشَّعَر والشَّفَتَيْن وأَخْطَبَكَ الصَّيْدُ أَمْكَنَكَ ودَنا منكَ ويقال أَخْطَبَكَ الصَّيْدُ فارْمِه أَي أَمْكَنَكَ فهو مُخْطِبٌ والخَطَّابِيَّة من الرافِضةِ يُنْسَبون إِلى أَبي الخَطَّابِ وكان يَأْمُر أَصحابَه أَن يَشهدوا على مَنْ خالَفَهم بالزُّورِ

خطرب
الخَطْرَبةُ الضِّيقُ في المَعاشِ وخُطْرُبٌ وخُطَارِبٌ المُتَقَوِّلُ بما لم يكن جاءَ وقد تَخَطْرَبَ

خطلب
تَرَكْتُ القوم في خَطْلَبةٍ أَي اخْتِلاطٍ والخَطْلَبة كثرةُ الكلامِ واختِلاطُه [ ص 363 ]

خعب
الخَيْعابةُ ( 1 )
( 1 قوله « الخيعابة » هو هكذا بفتح الخاء المعجمة وبالياء المثناة التحتية في اللسان والمحكم والتهذيب والتكملة وشرح القاموس والذي في متن القاموس المطبوع الخنعابة بالنون وضبطها بكسر الخاء )
الرَّدِيءُ ولم يُسْمَع إِلاَّ في قولِ تأَبَّط شرّاً
ولا خَرِعٍ خَيْعابةٍ ذِي غَوائِلٍ ... هَيام كَجَفْرِ الأَبْطَحِ المُتَهيِّل
التهذيب الخَيْعابة والخَيْعامة المأْبون وأَورد البيت وقال ويروى خَيْعامة قال والخَرِعُ السريع التَّثَنِّي والانْكِسارِ والخَيْعامة القَصِفُ المُتَكَسِّر وأَورد البيت الثاني
ولا هَلِع لاعٍ إِذا الشَّوْلُ حارَدَتْ ... وضَنَّتْ بباقِي دَرِّها المُتَنَزِّلِ
هَلِع ضَجِر لاعٍ جَبان

خلب
الخِلْبُ الظُّفُر عامَّةً وجَمْعُه أَخْلابٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك وخَلَبَه بظُفُرِه يَخْلِبُه خَلْباً جَرَحَه وقيل خَدَشَه وخَلَبه يَخْلِبُه ويَخْلُبه خَلْباً قَطَعَه وشَقَّه والمِخْلَب ظُفُرُ السَّبُعِ من المَاشِي والطَّائِرِ وقيل المِخْلَب لِمَا يَصِيدُ من الطَّيْرِ والظُّفُرُ لِمَا لا يَصِيدُ التهذيب ولِكلِّ طائر من الجَوارِحِ مِخْلَبٌ ولكُلّ سَبُعٍ مِخْلَبٌ وهو أَظافِيرهُ الجوهري والمِخْلَبُ للطَّائِرِ والسِّباعِ بمنزلة الظُّفُرِ للإِنْسانِ وخَلَب الفَريسَة يَخْلِبُها ويَخْلُبها خَلْباً أَخَذَها بِمِخْلَبهِ الليث الخَلْبُ مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ والسَّبُع يَخْلِبُ الفَريسةَ إِذا شَقَّ جِلْدَها بنابِه أَو فَعَلَه الجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ قال وسَمِعْتُ أَهْلَ البَحْرَيْنِ يقولون للحديدة المُعَقَّفَة التي لا أُشَرَ لها ولا أَسْنانَ المِخْلَب قال وأَنشدني أَعرابي من بني سعد
دَبَّ لها أَسْودُ كالسِّرْحانْ ... بِمِخْذَمٍ يَخْتَذِمُ الإِهانْ
والمِخْلَب المِنْجَلُ السَّاذَجُ الذي لا أَسْنانَ له وقيل المِخْلَبُ المِنْجَلُ عامَّةً وخَلَبَ به يَخْلُب عَمِلَ وقَطَع وخَلَبْتُ النَّباتَ أَخْلُبُه خَلْباً واسْتَخْلَبْته إِذا قطَعْته وفي الحديث نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي نْقطَع النَّباتَ ونَحْصُدُه ونَأْكُلُه وخَلَبَتْه الحَيَّة تَخْلِبُه خَلْباً عَضَّتْه والخِلابَةُ المُخَادَعَة وقيل الخَديعَة باللسانِ وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال لرجل كان يُخْدَع في بَيْعِهِ إِذا بايَعْتَ فَقُلْ لا خِلابَة أَي لا خِداعَ وفي رواية لا خيابَة قال ابن الأَثير كأَنها لُثْغَة من الرَّاوِي أَبدلَ اللامَ ياءً وفي الحديث أَنّ بيعَ المُحَفَّلاتِ خِلابَةٌ ولا تَحلّ خِلابَة مُسْلم والمُحَفَّلات التي جُمِعَ لَبَنُها في ضَرْعِها وخَلَبَه يَخْلُبُه خَلْباً وخِلابَةً خَدَعَه وخالَبَه واخْتَلَبه خادَعَه قال أَبو صَخْر
فلا مَا مَضَى يُثْنَى ولا الشَّيْبُ يُشْتَرَى ... فأَصْفِقَ عندَ السَّوْمِ بَيْعَ المُخالِب
وهي الخِلِّيبَى ورجل خالبٌ وخَلاَّب وخَلَبُوتٌ [ ص 364 ] وخَلَبُوبٌ الأَخيرة عن كُراع خَدَّاعٌ كَذَّابٌ قال الشاعر
مَلَكْتُم فلما أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ ... وشَرُّ المُلوكِ الغادِرُ الخَلَبُوتُ
جاءَ على فَعَلُوت مثل رَهَبوتٍ وامرأَة خَلَبُوتٌ على مثال جَبَرُوتٍ هذه عن اللحياني وفي المثل إِذا لَمْ تَغْلِبْ فاخْلِبْ بالكسر وحُكي عن الأَصمعي فاخْلُب أَي اخْدَعْه حتى تذهَبَ بِقَلْبه من قاله بالضَّمّ فمعناه فاخْدَعْ ومن قال فاخْلِبْ فمعناه فانْتِشْ قليلاً شيئاً يسيراً بعْدَ شيءٍ كأَنه أُخِذ من مِخْلَب الجارِحةِ قال ابن الأَثيرِ معناهُ إِذا أَعْياكَ الأَمرُ مُغالَبةً فاطْلُبْه مُخادعة وخَلَب المرأَة عَقْلَها يَخْلِبُها خَلْباً سَلَبَها إِياهُ وخَلَبَتْ هي قَلْبَه تَخْلِبُه خَلْباً واخْتَلَبَتْه أَخَذَتْه وذَهَبَت به الليث الخِلابَة أَن تَخْلُب المرأَةُ قَلْبَ الرجل بأَلطفِ القولِ وأَخْلَبِهِ وامرأَةٌ خَلاَّبة للفؤادِ وخَلُوبٌ والخَلْباءُ من النساءِ الخَدُوعُ وامرأَةٌ خالِبةٌ وخَلُوبٌ وخَلاَّبة خَدَّاعة وكذلك الخَلِبَة قال النمر
أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْ ... وقد بَرِئْتُ فما بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
ويروى الخَلَبَة بفتح اللامِ على أَنه جَمْعٌ وهم الذين يَخْدعُون النساءَ وفلان خِلْبُ نِساءٍ إِذا كان يُخالِبُهُنَّ أَي يُخَادِعُهُنّ وفلانٌ حِدْثُ نِساءٍ وزِيرُ نِساءٍ إِذا كان يُحادِثُهُنّ ويُزاوِرُهُنَّ وامرأَة خالةٌ أَي مُخْتالَةٌ وقوم خالَةٌ مُخْتالون مثل باعَةٍ من البَيْع والبَرْقُ الخُلَّبُ الذي لا غَيْثَ فيه كأَنه خادِعٌ يُومِضُ حتى تَطْمعَ بِمَطَرِه ثم يُخْلِفُك ويقال بَرْقُ الخُلَّبِ وبَرْقُ خُلَّبٍ فَيُضافانِ ومنه قيل لِمَنْ يَعِدُ ولا يُنْجِزُ وعْدَه إِنما أَنْتَ كَبَرْق خُلَّب ويقال إِنه كَبَرْقٍ خُلَّبٍ وبرقِ خُلَّبٍ وهو السَّحابُ الذي يَبْرُق ويُرْعِدُ ولا مَطَر مَعَه والخُلَّبُ أَيضاً السَّحَابُ الذي لا مَطَر فيه وفي حديث الاستسقاءِ اللهمَّ سُقْيَا غيرَ خُلَّبٍ بَرْقُها أَي خالٍ عن المَطَر ابن الأَثير الخُلَّبُ السحابُ يُومِضُ بَرْقُه حتى يُرْجَى مَطَره ثم يُخْلِفُ ويَتَقَشَّعُ وكأَنه من الخِلابَةِ وهي الخِداعُ بالقَولِ اللَّطِيفِ ومنه حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما كان أَسْرَعَ من بَرْقِ الخُلَّبِ وإِنما خصه بالسُّرْعَة لخِفَّتِه لِخُلُوّه من المَطَر وَرَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ يُحِبُّهُنّ للحديث والفُجُورِ ويُحْبِبْنَه لذلك وهم أَخْلابُ نِساءٍ وخُلَباءُ نِساءٍ الأَخيرةُ نادِرَة قال ابن سيده وعندي أَنَّ خُلَباءَ جمعُ خالِبٍ والخِلْبُ بالكسرِ حِجابُ القَلْبِ وقيل هي لُحَيْمةٌ رَقِيقَةٌ تَصِلُ بينَ الأَضْلاعِ وقيل هو حِجَاب ما بين القَلْبِ والكَبِدِ حكاهُ ابن الأَعرابي وبه فسَّر قَولَ الشاعر يا هِنْدُ هِنْدٌ بينَ خِلْبٍ وكَبِدْ ومنه قيل للرَّجُل الذي يُحِبُّه النساءُ إِنه لَخِلْبُ [ ص 365 ] نِساءٍ أَي يُحِبُّه النساءُ وقيل الخِلْبُ حِجابٌ بينَ القَلْبِ وسَوادِ البَطْنِ وقيل هو شيءٌ أَبْيَضُ رقِيقٌ لازِقٌ بالكَبِدِ وقيل الخِلْبُ زِيادَةُ الكَبِدِ والخِلْبُ الكَبِدُ في بعضِ اللُّغاتِ وقيل الخِلْبُ عُظَيْمٌ مثلُ ظُفُر الإِنْسان لاصِقٌ بناحِيَة الحِجابِ مما يَلِي الكَبِدَ وهي تَلِي الكبِدَ والحِجابَ والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجانِبِ الحِجابِ والخُلْبُ لبُّ النَّخْلَةِ وقيل قَلْبُها والخُلُب مُثَقَّلاً ومُخَفَّفاً الليفُ واحدَتُه خُلْبَة والخُلْبُ حَبْلُ الليفِ والقُطْنِ إِذا رَّقَ وصَلُبَ الليث الخُلْبُ حَبْلٌ دَقيقٌ صُلْبُ الفَتْلِ من لِيفٍ أَو قِنَّبٍ أَو شيءٍ صُلْبٍ قال الشاعر كالمَسَدِ اللَّدْنِ أُمِرَّ خُلبُه ابن الأعرابي الخُلْبة الحَلْقة من الليفِ والليفَة خُلْبَة وخُلُبَة وقال كأَنْ ورِيدَاهُ رِشَاءا خُلْبِ ويُروى وريدَيْه على إِعمال كأَنْ وتَرْكِ الاضْمار وفي الحديث أَتاهُ رَجُلٌ وهو يَخْطُب فنَزلَ إِليه وقَعَد على كُرْسِيِّ خُلْبٍ قَوائمهُ من حَديدٍ الخُلْب اللّيفُ ومنه الحديث وأَما مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ على جَمَلٍ أَحْمَر مَخْطُوم بخُلْبة وقد يُسَمَّى الحَبْل نفسُه خُلْبة ومنه الحديث بِليفٍ خُلبْةٍ على البَدَل وفيه أَنه كان له وِسادَةٌ حَشْوُها خُلْبٌ والخُلْبُ والخُلُب الطِّينُ الصُّلْبُ اللاَّزِبُ وقيل الأَسْودُ وقيل طِينُ الحَمْأَة وقيل هو الطِّينُ عامَّة ابن الأَعرابي قال رَجلٌ من العرب لطَبَّاخِه خَلِّبْ مِيفاكَ حتى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ قال خَلِّبْ أَي طَيِّنْ ويقال للطينِ خُلْبٌ قال والميفَى طَبَقُ التَّنُّور والرَّوْدَقُ الشواءُ وماءٌ مُخْلِبٌ أَي ذُو خُلُبٍ وقد أَخْلَب قال تُبَّع أَو غيره
فرَأَى مَغِيب الشمسِ عندَ مآبِهَا ... في عَيْنِ ذِي خُلُبِ وثأْطٍ حَرْمَدِ
الليث الخُلْبُ وَرَق الكَرْمِ العريضُ ونحوهُ وفي حديث ابن عباس وقد حاجَّه عمر في قوله تعالى تَغْرُب في عَيْنٍ حَمِئَةٍ فقال عمر حامِية فأَنشد ابن عباس بيتَ تُبَّع في عَيْنِ ذِي خُلُبٍ الخُلُب الطينُ والحَمْأَة وامرأَةٌ خَلْباءُ وخَلْبَنٌ خَرْقاءُ والنون زائدة للالحاق وليست بأَصلية وفي الصحاح الخَلْبَنُ الحَمْقاءُ قال ابن السكيت وليس من الخِلابة قال رؤبة يصف النوق
وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ ... تَخْليطَ خَرْقاءِ اليَدَيْنِ خَلْبَنِ
ورواه أَبو الهيثم خَلْباءِ اليَدَيْن وهي الخَرْقاء وقد خَلِبَتْ خَلَباً والخَلْبَنُ المهزولةُ منه والخُلْبُ الوَشْيُ والمُخَلَّب الكثيرُ الوشْيِ من الثِّياب وثَوْبٌ مُخَلَّب كثير الوَشْي قال لبيد
وغَيْثٍ بِدَكْداكٍ يَزِينُ وِهادَهُ ... نَباتٌ كَوَشْيِ العَبْقَرِيِّ المُخَلَّبِ
[ ص 366 ] أَي الكثيرِ الأَلْوانِ وأَوْرَدَ الجوهري هذا البَيْتَ وغيثٌ برفع الثاءِ قال ابن بري والصواب خَفْضُها لأَن قبله
وكائِنْ رَأَيْنا من مُلُوكٍ وسُوقَةٍ ... وصاحَبْتُ من وَفْدٍ كِرامٍ ومَوْكِبِ
قال الدَّكداك ما انْخَفَضَ من الأَرضِ وكذلك الوِهادُ جَمْعُ وَهْدةٍ شَبَّه زَهر النباتِ بوَشْي العَبْقَرِيِّ

خنب
الخِنَّابُ الضَّخْمُ الطويلُ من الرجالِ ومنهم مَن لم يُقَيِّدْ وهو أَيضاً الأَحْمَق المُخْتَلِجُ مرَّةً هُنا ومَرَّةً هُنا والخِنَّابُ الضَّخْمُ الأَنفِ وهذا مما جاءَ على أَصلِه شاذّاً لأَن كلَّ ما كان على فِعَّالٍ من الأَسْماءِ أُبْدِلَ من أَحدِ حَرْفَيْ تَضْعِيفِه ياء مثل دِينارٍ وقِيراطٍ كَراهِيَة أَنْ يَلْتَبِس بالمصادِرِ إِلاَّ أَن يكونَ بالهاء فيَخْرُجَ على أَصلِه مثلَ دِنَّابةٍ وصِنَّارَةٍ ودِنَّامةٍ وخِنَّابةٍ لأَنه الآن قد أُمِنَ التِباسُه بالمَصادِرِ التهذيب يقال رجل خِنَّأْبٌ مكسورُ الخاءِ مُشَدَّدُ النون مهموز وهو الضَّخْمُ في عَبالةٍ والجمع خَنانِبُ ويقال الخِنَّأْبُ من الرجالِ الأَحْمَقُ المُتَصَرِّفُ يختلج هكذا مرَّة وهكذا مرَّة أَي يذهب الأَزهري الليث الخُنَّأْبةُ الخاءُ رفعٌ والنون شديدةٌ وبعد النون همزة وهي طَرَفُ الأَنْفِ وهما الخُنَّأْبَتانِ قال والأَرْنَبة تحت الخُنَّأْبةِ وقال ابن سيده الخِنَّابة الأَرْنَبَةُ العظيمة وقيل طَرَفُ الأَرْنَبةِ من أَعلاها بينها وبين النُّخْرَة والخِنَّابَتانِ طَرَفا الأَنْفِ من جانِبَيْه والأَرْنَبَة ما تَحْتَ الخِنَّابة والعَرْتَمَة أَسْفَلُ من ذلك وهي حَدُّ الأَنْفِ والرَّوْثَة تَجْمَعُ ذلك كلَّه وهي المُجْتَمعة قُدَّامَ المارِنِ وبعضهم يقول العَرْتَمَة ما بين الوَتَرة والشَّفَةِ والخِنَّابة حرفُ المُنْخُر وهما الخنَّابتان وقيل خِنَّابَتَا الأَنْفِ خَرْقاهُ عن يَمينٍ وشِمال بينهما الوَتَرةُ قال الراجز أَكْوي ذَوي الأَضْغان كَيّاً مُنْضِجا منهم وذَا الخِنَّابةِ العَفَنْجَجَا ويقال الخِنَّأْبة بالهمز وفي حديث زيدِ بنِ ثابت في الخِنَّابَتَيْنِ إِذا خُرِمَتَا قال في كلِّ واحدةٍ ثُلُثُ دِيةِ الأَنْفِ هما بالكسر والتشديد جانِبا المُنْخُرَيْنِ عن يَمينِ الوَتَرةِ وشمالِها وهَمَزَها الليث وأَنكرها الأَصمعي قال أَبو منصور الهمزةُ التي ذكرها الليث في الخِنَّابة والخِنَّاب لا تَصحُّ عِندي إِلاَّ أَن تُجْتَلَب كما أُدخِلَتْ في الشَّمْأَلِ وغِرقِئِ البَيْضِ وليستْ بأَصْلِيَّة قال أَبو منصور وأَما الخُنَّأْبةُ بالهمز وضم الخاءِ فإِن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي قال الخِنَّابَتانِ بكسر الخاءِ وتشديد النون غير مهموز هما سَمَّا المُنْخُرَيْن وهما المُنْخُرانِ والخَوْرَمَتانِ قال هكذا ذكرهما أَبو عبيد في كتاب الخيل وروى سَلَمة عن الفرَّاءِ أَنه قال الخِنَّابُ والخِنَّبُ الطويلُ قال ولا أَعرف الهمز لأَحد في هذه الحروف والخَنَبُ كالخُنانِ في الأَنْفِ وقد خَنِبَ خَنَباً والخِنْبُ مَوْصِلُ أَسافِلِ أَطْرافِ الفخِذَيْنِ [ ص 367 ] وأَعالي الساقَيْنِ والخِنْبُ باطِنُ الرُّكْبةِ وقيل هو فُروجُ ما بين الأَضْلاع وجمعُ ذلك كلِّه أَخْنابٌ قال رؤْبة عُوجٌ دِقاقٌ من تَحَنِّي الأَخْناب الفرَّاءُ الخِنْبُ بكسر الخاءِ ثِنْيُ الرُّكْبَة وهو المَأْبِضُ وخَنِبَتْ رِجْلُه بالكسر وهَنَتْ وأَخْنَبَها هو أَوْهَنَها وأَخْنَبْتُها أَنا قال ابن أَحمر
أَبي الذي أَخْنَبَ رِجْلَ ابن الصَّعِقْ ... إِذ كانتِ الخَيْلُ كعِلْباءِ العُنُقْ
قال ابن بري قال أَبو زكريا الخطيب التبريزي هذا البيت لتميم بن العَمَرَّدِ بنِ عامِرِ بن عبدِشَمْسٍ وكان العَمَرَّد طَعَن يَزيدَ بنَ الصَّعِقِ فأَعْرَجَه قال ابن بري وقد وَجَدته أَيضاً في شعر ابن أَحمر الباهلي ابن الأَعرابي أَخْنَبَ رجلَه قَطَعَها وخَنِبَ الرَّجُلُ عَرِجَ واخْتَنَبَ القومُ هَلَكُوا ( 1 )
( 1 قوله « واختنب القوم هلكوا » نقل الصاغاني عن الزجاج أخنب القوم هلكوا أيضاً )
أَبو عمرو المَخْنَبة القطيعة وجاريةٌ خَنِبة غَنِجة رَخيمة وظَبْيةٌ خَنِبة أَي عاقدة عُنُقَها وهي رابضة لا تَبْرَحُ مَكانَها كأَن الجارية شُبِّهَتْ بها وقال
كأَنها عَنْزُ ظِباءٍ خَنِبَهْ ... ولا يَبِيتُ بَعْلُها على إِبَهْ
الإِبةُ الرِّيبةُ ويقال رأَيتُ فلاناً على خَنْبةٍ وخَنْعةٍ ومثله عَقِرَ وبَقِرَ ومثله ما ذُقْتُ عَلُوساً ولا بَلُوساً وجئْ به من عَسِّكَ وبَسِّكَ فعاقَب العَينُ الباءَ شمر الخَنَباتُ الغَدْرُ والكَذِبُ ويقال لَنْ يَعْدَمَكَ من اللئيم خَنابةٌ أَي شَرٌّ والخَنَابةُ الأَثَر القبيحُ قال ابنُ مقبل
ما كنتُ مَولى خَناباتٍ فَآَتِيَها ... ولا أَلِمْنا لقَتْلى ذَاكُمُ الكَلِمِ
ويروى جَناباتٍ يقول لست أَجنبياً منكم ويروى خَناناتٍ بِنُونَيْن وهي كالخَناباتِ ورجل ذُو خَنَبَاتٍ وخَبَناتٍ وهو الذي يصلح مَرَّةً ويفسدُ أُخْرى

خنثب
الفرَّاءُ الخِنْثَبة والخِنْثَعْبةُ الغَزيرَة اللَّبَنِ من النوق قال شمر لمْ أَسْمَعْها إِلا للْفَرَّاءِ قال أَبو منصور وجَمْع الخِنْثَبةِ خَناثِب

خندب
رجلُ خُنْدُبٌ سَيِّئُ الخُلُقِ وخُنْدُبانٌ كثِيرُ اللَّحْمِ

خنزب
ابن الأَثير في حديث الصلاة ذاكَ شَيْطانٌ يقال له خَنْزَب قال أَبو عمرو وهو لَقَبٌ له والخَنْزَبُ قِطْعَةُ لَحْمٍ مُنْتِنَة ويُروى بالكسر والضم

خنضب
امرأَة خُنْضُبَةٌ سَمِينَة

خنظب
الخُنْظُبَة دُوَيْبَّة حكاها ابن دُرَيْد

خنعب
الخُنْعُبَةُ الهَنَة المُتَدَلِّية وَسَط الشَّفَة العُلْيا في بعضِ اللغاتِ وهي مَشَقُّ ما بين الشَّاربَيْنِ بِحيال الوَتَرةِ الأَزهري هي الخُنْعُبَة [ ص 368 ] والنُّونَةُ والثُّومَةُ والهَزْمَة والوَهْدَة والقَلْدَة والهَرْتَمة والعَرْتَمَةُ والحِثْرِمَة

خوب
الخَوْبَة الأَرضُ التي لم تُمْطَرْ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَمْطورَتَيْن والخَوْبَةُ الجُوعُ عن كُراع قال أَبو عمرو إِذا قُلْتَ أَصابَتْنا خَوْبَةٌ بالخاءِ المعجمة فمعناه المجاعةُ وإِذا قُلْتها بالحاءِ المهملة فمعناهُ الحاجَة أَبو عبيد أَصابَتْهُم خَوْبةٌ إِذا ذَهَبَ ما عندَهم فلم يبقَ عندهم شيءٌ قال شمر لا أَدْرِي ما أَصابَتْهُم خوبة وأَظُنُّ أَنه حَوْبَة قال أَبو منصور والخَوْبَة بالخاءِ صحيح ولم يَحْفَظْه شمر قال ويقال للجُوع الخَوْبَة وقال الشاعر طَرُود لِخَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ وفي حديث التَّلِبِ بن ثَعْلبة أَصابَ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم خَوْبَةٌ فاسْتَقْرَضَ مِنِّي طَعاماً الخَوْبةُ المَجاعَة وخابَ يَخُوبُ خَوْباً افْتَقَرَ عن ابن الأَعرابي وفي الحديث نَعُوذُ باللّه من الخَوْبةِ ويقال نَزَلْنا بخَوْبةٍ من الأَرضِ أَي بمَوْضِعِ سُوءٍ لا رِعْيَ به ولا ماءَ أَبو عمرو الخَوْبَة والقَوايَةُ والخَطِيطَةُ الأَرضُ التي لم تُمْطَرْ وقَوِيَ المَطر يَقْوَى إِذا احْتَبَسَ

خيب
خابَ يَخِيبُ خَيْبَةً حُرِم ولم يَنَلْ ما طَلَب وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه مَنْ فازَ بِكُمْ فقد فازَ بالقِدْحِ الأَخْيَبِ أَي بالسَّهْمِ الخائِبِ الذي لا نَصِيبَ له من قِداحِ المَيْسِر وهي ثلاثة المَنِيحُ والسَّفِيحُ والوَغْدُ والخَيْبَة الحِرْمانُ والخُسْران وقد خابَ يَخِيبُ ويَخُوبُ وفي الحديث خَيْبةً لَك ويا خَيْبَةَ الدَّهْرِ وخَيَّبَه اللّه حَرَمَه وخَيَّبْتُه أَنا تَخْيِيباً وخابَ إِذا خَسِرَ وخابَ إِذا كَفَر والخَيْبَة حِرْمان الجَدِّ وفي المثل الهَيْبَةُ خَيْبَة وسَعْيُه في خَيَّابِ ابن هَيَّابٍ أَي في خَسَارٍ وبَيَّابِ بن بَيَّابٍ في مَثلٍ للعرب ولا يقولون منه خابَ ولا هابَ والخَيَّابُ القِدْحُ الذي لا يُورِي وقوله أَنشده ثعلب
اسْكُتْ ولا تَنْطِقْ فأَنْتَ خَيَّابْ ... كُلُّكَ ذُو عَيْبٍ وأَنْتَ عَيَّابْ
يجوز أَن يكون فَعَّالاً مِن الخَيْبَةِ ويجوز أَن يُعْنَى به أَنه مثل هذا القِدْح الذي لا يُورِي ووَقَع في وَادِي تُخُيِّبَ على تُفُعِّلَ بضم التاءِ والفاءِ وكسر العين غير مصروفٍ وهو الباطِلُ وتقول خَيْبَةً لزَيْدٍ وخَيْبَةٌ لِزَيْدٍ فالنَّصْبُ على إِضْمارِ فِعْلٍ والرَّفْعُ على الابتداءِ

دأب
الدَّأْبُ العادَة والمُلازَمَة يقال ما زال ذلك دِينَكَ ودَأْبَكَ ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ كلُّه من العادَة دَأَبَ فلانٌ في عَمَلِه أَي جَدَّ وتَعِبَ يَدْأَبُ دَأْباً ودَأَباً ودُؤُوباً فهو دَئِبٌ قال الراجز راحَتْ كما راحَ أَبو رِئَالِ قَاهِي الفُؤَادِ دَئِبُ الإِجْفالِ [ ص 369 ] وفي الصحاح فهو دائب وأَنشد هذا الرجَزَ دائبُ الاجْفالِ وأَدْأَبَ غيره وكلُّ ما أَدَمْتَه فقد أَدْأَبْتَه وأَدْأَبَه أَحْوَجَه إِلى الدُّؤُوبِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا تَوافَوْا أَدَبُوا أَخاهُم قال أَراد أَدْأَبُوا أَخاهُم فخفَّف لأَن هذا الراجز لم تكن لُغَتُه الهمز وليس ذلك لضَرورةِ شِعْرٍ لأَنه لو همز لكان الجُزْءُ أَتمَّ والدُّؤُوبُ المبالَغَة في السَّيْر وأَدْأَبَ الرجلُ الدَّابَّة إِدْآباً إِذا أَتْعَبَها والفِعلُ اللازم دَأَبَتِ الناقَةُ تَدْأَبُ دُؤُوباً ورجلٌ دَؤُوبٌ على الشيءِ وفي حديث البعيرِ الذي سَجَدَ له صلى اللّه عليه وسلم فقال لصاحبه إِنه يَشْكو إِليَّ أَنَّكَ تُجِيعُه وتُدْئِبُه أَي تَكُدُّه وتُتْعِبُه وقوله أَنشده ثعلب يُلِحْنَ مِن ذي دَأَبٍ شِرْواطِ فسَّره فقال الدَّأَبُ السَّوْق الشديدُ والطَّرْدُ وهو من الأَوَّل ورواية يعقوب من ذِي زَجَلٍ والدَّأْبُ والدَّأَب بالتَّحْرِيك العادةُ والشَّأْن قال الفرّاءُ أَصله من دَأَبْت إِلاّ أَن العرب حَوَّلَتْ معناه إِلى الشَّأْنِ وفي الحديث عليكم بقيامِ الليلِ فإِنه دَأْبُ الصالحِينَ قَبْلَكم الدَّأْبُ العادةُ والشَّأْنُ هو مِنْ دَأَبَ في العَمَل إِذا جَدَّ وتَعِبَ وفي الحديث فكان دَأْبي ودَأْبهم وقوله عز وجل مثلَ دَأْبِ قومِ نوحٍ أَي مِثلَ عادةِ قوم نوحٍ وجاءَ في التفسير مثلَ حالِ قَومِ نوحٍ الأَزهري قال الزجاج في قوله تعالى كَدَأْبِ آلِ فِرْعَون أَي كشأْنِ آل فِرْعون وكأَمْرِ آل فِرْعون كذا قال أَهل اللغة قال الأَزهري والقولُ عندِي فيه واللّه أَعلم أَن دَأْبَ ههنا اجتِهادهم في كُفْرِهِم وتَظاهُرُهُم على النبي صلى اللّه عليه وسلم كتَظَاهُرِ آلِ فرعون على موسى عليه السلامُ يقال دَأَبْتُ أَدْأَبُ دَأْباً ودَأَباً ودُؤُوباً إِذا اجتهدت في الشيءِ والدائِبانِ الليلُ والنهارُ وبَنُو دَوْأَبٍ حَيٌّ من غَنِيٍّ قال ذو الرُّمة
بَني دَوْأَبٍ إِنِّي وجَدْتُ فَوارسِي ... أَزِمَّةَ غارَاتِ الصَّباحِ الدَّوَالِقِ

دبب
دَبَّ النَّمْلُ وغيره من الحَيَوانِ على الأَرضِ يَدِبُّ دَبّاً ودَبِيباً مشى على هِينَتِه وقال ابن دريد دَبَّ يَدِبُّ دَبِيباً ولم يفسره ولا عَبَّر عنه ودَبَبْتُ أَدِبُّ دِبَّةً خَفِيَّةً وإِنه لخَفِيُّ الدِّبَّة أَي الضَّرْبِ الذي هو عليه من الدَّبِيبِ ودَبَّ الشيخُ أَي مَشَى مَشْياً رُوَيْداً وأَدْبَبْتُ الصَّبيَّ أَي حَمَلْتُه على الدَّبيب ودَبَّ الشَّرابُ في الجِسْم والإِناءِ والإِنْسانِ يَدِبُّ دَبيباً سَرى ودَبَّ السُّقْمُ في الجِسْمِ والبِلى في الثَّوْبِ والصُّبْحُ في الغَبَشِ كُلُّه من ذلك ودَبَّتْ عَقارِبُه سَرَتْ نَمائِمُه وأَذاهُ ودَبَّ القومُ إِلى العَدُوِّ دَبيباً إِذا مَشَوْا على هيِنَتِهِم لم يُسْرِعُوا وفي الحديث عندَه غُلَيِّمٌ يُدَبِّبُ أَي يَدْرُجُ في المَشْيِ رُوَيْداً وكلُّ ماشٍ على الأَرض دابَّةٌ ودَبِيبٌ والدَّابَّة اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوان مُمَيِّزةً وغيرَ [ ص 370 ] مُمَيِّزة وفي التنزيل العزيز واللّه خلق كلَّ دابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُم مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه ولمَّا كان لِما يَعقِلُ ولما لا يَعْقِلُ قيل فَمِنْهُم ولو كان لِما لا يَعْقِلُ لَقِيل فَمِنْها أَو فَمِنْهُنَّ ثم قال مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه وإِن كان أَصْلُها لِما لا يَعْقِلُ لأَنَّه لمَّا خَلَط الجَماعَةَ فقال منهم جُعِلَت العِبارةُ بِمنْ والمعنى كلَّ نفس دَابَّةٍ وقوله عز وجل ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دَابَّةٍ قيل من دَابَّةٍ من الإِنْسِ والجنِّ وكُلِّ ما يَعْقِلُ وقيل إِنَّما أَرادَ العُمومَ يَدُلُّ على ذلِكَ قول ابن عباس رضي اللّه عنهما كادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ في جُحْرِهِ بذَنْبِ ابنِ آدمَ ولما قال الخَوارِجُ لِقَطَرِيٍّ اخْرُجْ إِلَيْنا يا دَابَّةُ فأَمَرَهُم بالاسْتِغْفارِ تَلَوا الآية حُجَّةً عليه والدابَّة التي تُرْكَبُ قال وقَدْ غَلَب هذا الاسْم على ما يُرْكَبُ مِن الدَّوابِّ وهو يَقَعُ عَلى المُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ وحَقِيقَتُه الصفَةُ وذكر عن رُؤْبة أَنَّه كان يَقُول قَرِّبْ ذلك الدَّابَّةَ لِبِرْذَوْنٍ لهُ ونَظِيرُه من المَحْمُولِ عَلى المَعْنى قولهُم هذا شاةٌ قال الخليل ومثْلُه قوله تعالى هذا رَحْمَة من رَبِّي وتَصْغِير الدابَّة دُوَيْبَّة الياءُ ساكِنَةٌ وفيها إِشْمامٌ مِن الكَسْرِ وكذلك ياءُ التَّصْغِيرِ إِذا جاءَ بعدَها حرفٌ مثَقَّلٌ في كلِّ شيءٍ وفي الحديث وحَمَلَها على حِمارٍ مِنْ هذه الدِّبابَةِ أَي الضِّعافِ التي تَدِبُّ في المَشي ولا تُسْرع ودابَّة الأَرْض أَحَدُ أَشْراطِ السَّاعَةِ وقوله تعالى وإِذا وَقَع القَوْلُ عَلَيْهم أَخْرَجْنا لَهُم دَابَّةً من الأَرض قال جاءَ في التَّفْسِير أَنَّها تَخرُج بِتِهامَةَ بين الصَّفَا والمَرْوَةِ وجاءَ أَيضاً أَنها تخرج ثلاثَ مرَّات من ثَلاثة أَمْكِنَةٍ وأَنَّها تَنْكُت في وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ وفي وجْهِ المؤْمِن نُكْتَةً بَيْضاءَ فَتَفْشُو نُكْتَة الكافر حتّى يَسْوَدَّ منها وجهُه أَجمعُ وتَفْشُو نُكْتَةُ المُؤْمِن حَتى يَبْيَضَّ منها وجْهُه أَجْمَع فتَجْتَمِعُ الجماعة على المائِدَة فيُعْرفُ المؤْمن من الكافر وَوَرَدَ ذكرُ دابَّةِ الأَرض في حديث أَشْراطِ الساعَة قيل إِنَّها دابَّة طولُها ستُّون ذِراعاً ذاتُ قوائِمَ وَوَبرٍ وقيل هي مُخْتَلِفَة الخِلْقَةِ تُشْبِهُ عِدَّةً من الحيوانات يَنْصَدِعُ جَبَلُ الصَّفَا فَتَخْرُج منهُ ليلَةَ جَمْعٍ والناسُ سائِرُون إِلى مِنىً وقيل من أَرْضِ الطائِفِ ومَعَها عَصَا مُوسى وخاتمُ سُليمانَ علَيْهِما السلامُ لا يُدْرِكُها طالِبٌ ولا يُعْجزُها هارِبٌ تَضْرِبُ المؤْمنَ بالعصا وتكتب في وجهه مؤْمن والكافِرُ تَطْبَعُ وجْهَه بالخاتمِ وتَكْتُبُ فيهِ هذا كافِرٌ ويُروى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال أَوَّل أَشْراطِ السَّاعَة خُروجُ الدَّابَّة وطلُوعُ الشَّمْسِ من مَغْرِبها وقالوا في المَثَل أَعْيَيْتَني مِنْ شُبٍّ إِلى دُبٍّ بالتنوين أَي مُذْ شَبَبْتُ إِلى أَن دَبَبْت على العصا ويجوز من شُبَّ إِلى دُبَّ على الحكاية وتقول فعلت كذا من شُبَّ إِلى دُبَّ وقولهم أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحْياءِ والأَمْواتِ فدَبَّ مَشَى ودَرَجَ مَاتَ وانْقَرَضَ عَقِبُه ورجل دَبُوبٌ ودَيْبُوبٌ نَمَّامٌ كأَنه يَدِبُّ بالنَّمائِم بينَ القَوْمِ وقيل دَيْبوبٌ يَجْمَعُ بينَ الرِّجالِ والنِّساءِ فَيْعُولٌ من الدَّبِيبِ لأَنَّه يَدِبُّ بَيْنَهُم ويَسْتَخْفِي وبالمعنيين فُسِّر [ ص 371 ] قوله صلى اللّه عليه وسلم لا يَدْخُلُ الجَنَّة دَيْبُوبٌ ولا قَلاَّعٌ وهو كقوله صلى اللّه عليه وسلم لا يدخُّل الجنَّة قَتَّات ويقال إِنَّ عَقارِبَه تَدِبُّ إِذا كان يَسْعى بالنَّمائِم قال الأَزهري أَنشدني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأَعرابي
لَنا عِزٌّ ومَرْمانا قَريبٌ ... ومَوْلىً لا يَدِبُّ مع القُرادِ
قال مَرْمانا قريبٌ هؤُلاء عَنَزةُ يقول إِنْ رأَيْنا منكم ما نكره انْتَمَيْنا إِلى بني أَسَدٍ وقوله يَدِبُّ مع القُرادِ هو الرجُل يأْتي بشَنَّةٍ فيها قِرْدانٌ فيَشُدُّها في ذَنَبِ البَعيرِ فإِذا عضَّه منها قُرادٌ نَفَر فَنَفَرَتِ الإِبِلُ فإِذا نَفَرَتْ اسْتَلَّ منها بَعيراً يقال لِلِّصِّ السَّلاَّلِ هو يَدِبُّ معَ القُرادِ وناقَةٌ دَبُوبٌ لا تَكادُ تَمْشِي من كثرة لَحمِها إِنما تَدِبُّ وجمعُها دُبُبٌ والدُّبابُ مَشْيُها والمدبب ( 1 )
( 1 قوله « والمدبب » ضبطه شارح القاموس كمنبر ) الجَمَل الذي يمشي دَبادِبَ ودُبَّة الرَّجُل طريقُه الذي يَدِبُّ عليه وما بالدَّارِ دُبِّيٌّ ودِبِّيٌّ أَي ما بها أَحدٌ يَدِبُّ قال الكسائي هو من دَبَبْت أَي ليس فيها مَن يَدِبُّ وكذلك ما بها دُعْوِيٌّ ودُورِيٌّ وطُورِيٌّ لا يُتَكَلَّم بها إِلا في الجَحْد وأَدَبَّ البِلادَ مَلأَها عَدْلاً فَدَبَّ أَهلُها لِمَا لَبِسُوه من أَمْنِه واسْتَشْعَرُوه من بَرَكَتِه ويُمْنِه قال كُثَيِّر عزة
بَلَوْهُ فأَعْطَوْهُ المَقادةَ بَعْدَما ... أَدَبَّ البِلادَ سَهْلَها وجِبالَها
ومَدَبُّ السَّيْلِ ومَدِبُّه موضع جَرْيهِ وأَنشد الفارسي
وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيِّ يأْدُو ... مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعارا
يقال تَنَحَّ عن مَدَبِّ السَّيْلِ ومَدِبِّه ومَدَبِّ النَّمْلِ ومَدِبِّه فالاسم مكسورٌ والمصدر مفتوحٌ وكذلك المَفْعَل من كلِّ ما كان على فَعَلَ يَفْعِل ( 2 )
( 2 قوله « على فعل يفعل » هذه عبارة الصحاح ومثله القاموس وقال ابن الطيب ما نصه الصواب ان كل فعل مضارعه يفعل بالكسر سواء كان ماضيه مفتوح العين أَو مكسورها فان المفعل منه فيه تفصيل يفتح للمصدر ويكسر للزمان والمكان إِلا ما شذ وظاهر المصنف والجوهري أَن التفصيل فيما يكون ماضيه على فعل بالفتح ومضارعه على يفعل بالكسر والصواب ما أصلنا ا ه من شرح القاموس ) التهذيب والمَدِبُّ موضعُ دَبِيبِ النَّمْلِ وغيره والدَّبَّابة التي تُتَّخَذ للحُروبِ يَدْخُلُ فيها الرِّجالُ ثم تُدفَع في أَصلِ حِصْنٍ فيَنْقُبونَ وهم في جَوْفِها سِمِّيَت بذلك لأَنها تُدْفع فتَدِبُّ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه قال كيفَ تَصْنَعون بالحُصونِ ؟ قال نَتَّخِذُ دَبَّاباتٍ يدخُل فيها الرجالُ الدَّبابةُ آلةٌ تُتَّخَذُ من جُلودٍ وخَشَبٍ يدخلُ فيها الرجالُ ويُقَرِّبُونها من الحِصْنِ المُحاصَر ليَنْقُبُوه وتَقِيَهُم ما يُرْمَوْنَ به من فوقِهم والدَّبْدبُ مَشْيُ العُجْرُوفِ من النَّمْلِ لأَنَّه أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً وأَسْرَعُها نقْلاً وفي التهذيب الدَّبْدَبةُ العُجْرُوفُ من النَّمْلِ وكلُّ سرعة في تَقارُبِ خَطْوٍ دَبْدَبَةٌ والدَّبْدَبَةُ كلُّ صوتٍ أَشْبَهَ صوتَ وَقْعِ الحافِرِ [ ص 372 ] على الأَرضِ الصُّلْبةِ وقيل الدَّبْدَبَةُ ضَرْبٌ من الصَّوْت وأَنشد أَبو مَهْدِيٍّ
عاثُور شَرٍّ أَيُما عاثُورِ ... دَبْدَبَة الخَيْلِ على الجُسورِ
أبو عَمْرو دَبْدَبَ الرجلُ إِذا جَلَبَ ودَرْدَبَ إِذا ضَرَبَ بالطَّبْلِ والدَّبْدابُ الطَّبْلُ وبه فُسِّرَ قول رؤْبة أَوْ ضَرْبِ ذي جَلاجِلٍ دَبْدابِ وقول رؤبة
إِذا تَزابَى مِشْيَةً أَزائِبا ... سَمِعْتَ من أَصْواتِها دَبادِبا
قال تَزَابَى مَشَى مَشْيَةً فيها بُطْءٌ قال والدَّبادِبُ صَوْت كأَنه دَبْ دَبْ وهي حكاية الصَّوْتِ وقال
ابن الأَعرابي الدُّبادِبُ والجُباجِبُ ( 1 )
( 1 قوله « والجباجب » هكذا في الأَصل والتهذيب بالجيمين ) الكثيرُ الصِّياح والجَلَبَة وأَنشد
إِيَّاكِ أَنْ تَسْتَبدلي قَرِدَ القَفا ... حَزابِيَةً وهَيَّباناً جُباجِبا
أَلَفَّ كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه ... من الصُّوف نِكْثاً أَو لَئيماً دُبادِبا
والدُّبَّة الحالُ ورَكِبْتُ دُبَّتَهُ ودُبَّه أَي لَزِمْت حالَه وطَريقَتَه وعَمِلْتُ عَمَلَه قال إِنّ يَحْيَى وهُذَيلْ رَكبَا دُبَّ طُفَيْلْ وكان طُفَيْلٌ تَبّاعاً للعُرُسات من غيرِ دَعْوة يقال دَعْني ودُبَّتي أَي دَعني وطَريقَتي وسَجِيَّتي ودُبَّة الرجلِ طَريقَتُه من خَيرٍ أَو شرٍّ بالضم وقال ابن عباس رضي اللّه عنهما اتَّبعوا دُبَّة قُرَيشٍ ولا تُفارِقوا الجماعة الدُّبّة بالضم الطَّريقة والمذْهَب والدَّبَّةُ الموضعُ الكثيرُ الرَّمْل يُضْرَبُ مَثَلاً للدَّهْر الشَّديدِ يقال وَقَع فلانٌ في دَبَّةٍ من الرَّمْلِ لأَن الجَمَل إِذا وَقَع فيه تَعِبَ والدُّبُّ الكبِيرُ من بَناتِ نَعْشٍ وقيل إِنَّ ذلك يَقَع على الكُبرَى والصُّغْرَى فيُقالُ لكل واحد منهما دُبٌّ فإِذا أَرادوا فصْلَها قالوا الدُّبُّ الأَصغر والدُّبُّ الأَكبر والدُّبُّ ضربٌ من السِّباع عربية صحيحة والجمع دِبابٌ ودِبَبَة والأُنْثى دُبَّة وأَرض مَدَبَّة كثيرة الدِّبَبَة والدَّبَّة التي يُجْعَل فيها الزَّيْت والبِزْر والدُّهن والجمع دِبابٌ عن سيبويه والدَّبَّة الكثِيبُ من الرَّمْل بفتح الدال والجمع
دِبابٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد
كأَنْ سُلَيْمَى إِذا ما جِئتَ طارِقها ... وأَخْمَدَ الليلُ نارَ المُدْلِجِ السارِي
تِرْعِيبَةٌ في دَمٍ أَو بَيْضَةٌ جُعِلَت ... في دَبَّةٍ من دِبابِ الليلِ مِهْيارِ
قال والدُّبَّة بالضم الطريق قال الشاعر
طَهَا هِذْرِيانٌ قَلَّ تَغْميضُ عَيْنِه ... على دُبَّةٍ مِثْلِ الخَنِيفِ المُرَعْبَلِ
والدَّبُوبُ السَّمينُ من كلِّ شيءٍ [ ص 373 ] والدَّبَبُ الزَّغَب على الوجه وأَنشد قشر النساءِ دَبَب العَرُوسِ وقيل الدَّبَبُ الشَّعَر على وجْه المرأة وقال غيره ودَبَبُ الوَجْه زَغَبُه والدَّبَبُ والدَّبَبانُ كثرةُ الشَّعَر والوَبرِ رَجُلٌ أَدَبُّ وامرأَةٌ دبَّاءُ ودَبِبَةٌ كثيرة الشَّعَرِ في جَبِينِها وبعيرٌ أَدَبُّ أَزَبُّ فأَما قول النبي صلى اللّه عليه وسلم في الحديث لنسائه لَيْتَ شِعْرِي أَيَّتُكُنَّ صاحبةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ تَخْرُجُ فَتَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ ؟ فإِنما أَراد الأَدَبَّ فأَظْهَر التَّضْعيفَ وأَراد الأَدَبَّ وهو الكثير الوَبرِ وقيل الكثيرُ وَبَرِ الوجهِ لِيُوازِن به الحَوْأَبِ قال ابن الأَعرابي جَمَلٌ أَدَبُّ كثيرُ الدَّبَبِ وقد دَبَّ يَدَبُّ دَبَباً وقيل الدَّبَبُ الزَّغَبُ وهو أَيضاً الدَّبَّةُ على مثال حَبَّةٍ والجمع دَبٌّ مثل حَبٍّ حكاه كراع ولم يقل الدَّبَّة الزَّغَبَةُ بالهاءِ ويقال للضَّبُعِ دَبابِ يُريدون دبِّي كما يقال نَزَالِ وحَذارِ ودُبٌّ اسمٌ في بَني شَيْبان وهو دُبُّ بنُ مُرَّةَ ابنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ وهُمْ قوم دَرِمٍ الذي يُضْرَبُ به المثل فيقال أَوْدَى دَرِمٌ وقد سُمِّيَ وَبْرةُ بنُ حَيْدانَ أَبو كلبِ بنِ وبرةَ دُبّاً
ودبوبٌ موضعٌ قال ساعدَة بنُ جُؤَيَّة الهذلي
وما ضَرَبٌ بيضاءُ يَسْقِي دَبُوبَها ... دُفاقٌ فَعُرْوانُ الكَراثِ فَضِيمُها
ودَبَّابٌ أَرض قال الأَزهري وبالخَلْصَاءِ رَمْلٌ يقال له الدَّبَّاب وبِحذائِهِ دُحْلانٌ كثيرة ومنه قول الشاعر
كأَنّ هِنْداً ثَناياها وبَهْجَتَها ... لمَّا الْتَقَيْنَا لَدَى أَدْحالِ دَبَّابِ
مَوْلِيَّةٌ أُنُفٌ جادَ الربيعُ بها ... على أَبارِقَ قد هَمَّتْ بإِعْشابِ
التهذيب ابن الأَعرابي الدَّيدَبون اللهو والدَيْدَبانُ الطَّلِيعَة وهو الشَّيِّفَةُ قال أَبو منصور أَصله دِيدَبان فغَيَّروا الحركة ( 1 )
( 1 قوله « أصله ديدبان فغيروا الحركة إلخ » هكذا في نسخة الأصل والتهذيب بأيدينا وفي التكملة قال الأزهري الديدبان الطليعة فارسي معرب وأصله ديذه بان فلما أَعرب غيرت الحركة وجعلت الذال دالاً ) وقالوا دَيْدَبان لمَّا أُعْرِب وفي الحديث لا يدخلُ الجنَّة دَيْبُوبٌ ولا قَلاَّعٌ الدَّيْبُوبُ هو الذي يَدِبُّ بين الرجالِ والنساءِ للجمع بينهم وقيل هو النَّمَّام لقولهم فيه إِنه لَتَدِبُّ عَقَارِبُه والياء فيه زائدة

دجب
الدَّجُوبُ الوعاءُ أَو الغِرارَة وقيل هو جُوَيْلِقٌ خفيفٌ يكون مع المرأَة في السَّفَر قال هل في دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيطِ وذِيلَةٌ تَشْفِي منَ الأَطِيطِ مِنْ بَكْرَةٍ أَو بازِلٍ عَبِيطِ الوَذِيلَة القِطْعَة من الشَّحْم شبَّهها بسَبِيكةِ الفِضَةِ وعَنَى بالأَطِيطِ تَصْوِيتَ أَمْعائِه من الجوع وقيل الوَذِيلَة قِطْعة من سَنامٍ تُشَقُّ طَويلاً والأَطِيطُ عَصافير الجوع [ ص 374 ]

دحب
الدَّحْبُ الدَّفْعُ وهو الدَحْمُ دَحَبَ الرَّجلَ دَفَعه وباتَ يَدْحَب المرأةَ ويَدْحَمُها في الجِماعِ كناية عن النِّكاح والاسمُ الدُّحابُ دَحَبَها يَدْحَبُها نكَحَها ودُحَيْبَة اسم امرأَةٍ

دحجب
الدِّحْجابُ والدُّحْجُبانُ ما عَلا من الأَرضِ كالحَرَّة والحَزِيزِ عن الهَجَري

دخدب
جارِيةٌ دِخْدِبَة ودَخْدَبَة بكسر الدَّالين وفتحهما مُكْتَنِزَة

درب
الدَّرْبُ مَعروف قالوا الدَّرْبُ بابُ السِّكَّة الواسِعُ وفي التهذيب الواسِعة وهو أَيضاً البابُ الأَكبَر والمعنى واحدٌ والجمع دِرابٌ أَنشد سيبويه
مِثْل الكِلابِ تَهِرُّ عند دِرابِها ... ورِمَتْ لهَازِمُها مِنَ الخِزْبازِ
وكلُّ مَدْخلٍ إِلى الرُّومِ دَرْبٌ من دُرُوبِها وقيل هو بفتح الراءِ للنافِذِ منه وبالسكون لغيرِ النَّافِذِ وأَصل الدَّرْبِ المضِيقُ في الجِبالِ ومنه قَولُهُم أَدْرَب القومُ إِذا دَخَلُوا أَرضَ العَدُوِّ من بلادِ الرُّوم وفي حديث جَعْفرِ بنِ عمرو وأَدْرَبْنا أَي دَخَلْنا الدَّرْبَ والدَّرْبُ المَوْضِعُ الذي يُجْعلُ فيه التَّمْرُ لِيَقِبَّ ودَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً ودُرْبَةً وتَدَرَّبَ ضَرِيَ ودَرَّبَه به وعليه وفيه ضَرَّاهُ والمُدَرَّبُ من الرِّجالِ المُنَجَّذُ والمُدَرَّبُ المُجَرَّبُ وكلُّ ما في معناه مما جاءَ على بِناءِ مُفَعَّلٍ فالكسر والفتح فيه جائزٌ في عَيْنِه كالمُجَرَّبِ والمُجَرَّسِ ونحوه إِلاَّ المُدَرَّبَ وشيخٌ مُدَرَّبٌ أَي مُجَرَّبٌ والمُدَرَّب أَيضاً الذي قد أَصابَتْه البَلايا ودَرَّبَتْه الشَّدائِد حتى قَوِيَ ومَرِنَ عليها عن اللحياني وهو من ذلك والدُّرَّابَة الدُّرْبَة والعادة عن ابن الأَعرابي وأَنشد
والحِلْمُ دُرَّابةٌ أَو قُلْتَ مَكْرُمةٌ ... ما لم يُواجِهْكَ يوماً فيه تَشْمِيرُ
والتَّدْريبُ الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقْتَ الفِرارِ ويقال دَرِبَ وفي الحديث عن أَبي بكر رضي اللّه عنه لا تَزالون تَهْزِمونَ الرُّومَ فإِذا صاروا إِلى التَّدْريبِ وقَفَتِ الحَرْبُ أَراد الصَّبْر في الحربِ وقتَ الفِرارِ قال وأَصلُه من الدُّرْبة التَّجْرِبةِ ويجوز أَن يكون من الدُّروبِ وهي الطُّرُقُ كالتَّبْويبِ من الأَبْوابِ يعني أَن المسالِكَ تَضِيقُ فَتَقِفُ الحَرْبُ وفي حديث عمران بن حصين وكانتْ ناقة مُدَرَّبةً أَي مُخَرَّجةً مُؤَدَّبةً قد أَلِفَتِ الرُّكُوبَ والسَّيرَ أَي عُوِّدَتِ المَشْيَ في الدُّروبِ فصارَتْ تَأْلَفُها وتَعْرِفُها ولا تَنْفِرُ والدُّرْبةُ الضَّراوة والدُّرْبةُ عادةٌ وجُرْأَةٌ على الحَرْبِ وكلِّ أَمرٍ وقد دَرِبَ بالشيءِ يَدْرَبُ ودَرْدَبَ به إِذا اعتادَه وضَرِيَ به تقول ما زِلْتُ أَعْفُو عن فلانٍ حتى اتَّخذَها دُرْبةً قال كعب بن زهير
وفي الحِلْمِ إِدْهانٌ وفي العَفْوٍ دُرْبةٌ ... وفي الصِّدقِ منْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ
[ ص 375 ] قال أَبو زيد دَرِبَ دَرَباً ولَهِجَ لَهجاً وضَرِيَ ضَرًى إِذا اعْتادَ الشيءَ وأُولِعَ به والدَّارِبُ الحاذِقُ بصناعتِه والدَّارِبةُ العاقِلة والدَّارِبةُ أَيضاً الطَّبَّالة وأَدْرَب إِذا صَوّت بالطَّبْل ومن أَجناسِ البَقَر الدِّرابُ مما رَقَّتْ أَظْلافُه وكانت له أَسْنِمَةٌ ورَقَّتْ جُلُودُه واحدُها دَرْبانِيٌّ وأَما العِرابُ فما سَكَنَتْ سَرَواتُه وغَلُظَت أَظلافُه وجُلودُه واحدُها عَرَبِيٌّ وأَما الفِراشُ فما جاءَ بين العِرابِ والدِّرَابِ وتكون لها أَسْنِمَةٌ صغارٌ وتَسْتَرْخي أَعيابُها الواحِدُ فَريشٌ ودَرَّبْتُ البازِيَّ على الصيد أَي ضَرَّيْته ودَرَّبَ الجارحة ضَرَّاها على الصيد وعُقابٌ دارِبٌ ودَرِبة كذلك وجَمَلٌ دَرُوبٌ ذَلولٌ وهو من الدُّرْبة قال اللحياني بَكْرٌ دَرَبوتٌ وتَرَبُوت أَي مُذَلَّلٌ وكذلك ناقةٌ دَرَبُوتٌ وهي التي إِذا أَخَذْتَ بِمشْفَرِها ونَهَزْتَ عينها تَبِعَتْكَ وقال سيبويه ناقةٌ تَرَبُوتٌ خِيارٌ فارِهةٌ تاؤُه بَدَلٌ من دال دَرَبُوتٍ وقال الأَصمعيّ كل ذَلُول تَرَبُوتٌ من الأَرض وغيرها التاءُ في كلّ ذلك بدلٌ من الدَّالِ ومن أَخَذَه من التُّرْبِ أَي إِنه في الذِّلَّة كالتُّرْب فتاؤُه وضع غير مُبدلة وتَدَرَّبَ الرجلُ تَهَدّأَ ودَرَابْ جِردَ بَلَدٌ من بلادِ فارِسَ النَّسَبُ إِليه دَرَاوَرْدِيٌّ وهو من شاذّ النَّسَب ابن الأَعرابي دَرْبَى فلانٌ فلاناً يُدَرْبِيه إِذا أَلقاه وأَنشد
اعْلَوَّطَا عَمْراً ليُشْبِياهُ ... في كلِّ سوءٍ ويُدَرْبِياهُ
يُشْبِياهُ ويُدَرْبياه أَي يُلْقِيانه ذكرها الأَزهري في الثلاثي هنا وفي الرُّباعي في دَرْبى الأَزهري في كتاب الليث الدَّرَبُ داءٌ في المَعِدة قال وهذا عندي غلط وصوابه الذَّرَبُ داءٌ في المَعِدة وسيأْتي ذكره في كتاب الذال المعجمة

دردب
الدَّرْدَبة عَدْوٌ كعَدْوِ الخائفِ والدَّرْدابُ صَوْتُ الطَّبْلِ الفرَّاءُ الدَّرْدَبِيُّ الضَّرَّابُ بالكُوبة التهذيب وفي نوادرهم دَرْبَجَتِ الناقةُ إِذا رَئِمَتْ ولدها ودَرْدَبَت والدَّرْدَبةُ الخُضوعُ وأَنشد دَرْدَبَ لمَّا عَضَّه الثِّقافُ وهو مَثلَ أَي ذَلَّ وخَضَعَ والثِّقافُ خشبةٌ يُسَوَّى بها الرِّماح وهو فَعْلَلَ أَبو عمرو الدَّرْدَبةُ تَحَرُّكُ الثَّدْيِ الطُّرْطُبِّ وهو الطَّويلُ وقول الراجز قد دَرْدَبتْ والشَّيخُ دَرْدَبِيسُ دَرْدَبتْ خَضَعتْ وذَلَّت

درعب
ادْرَعَبَّت الإِبِل كادْرَعَفَّتْ مَضَتْ على وجوهها

دعب
داعَبَه مُداعَبةً مازَحَه والاسم الدُّعابةُ والمُداعَبةُ المُمازَحةُ وفي الحديث أَنه عليه السلام كان فيه دُعابةٌ حكاه ابن الأَثير في النهاية [ ص 376 ] وقال الدُّعابةُ المِزاحُ وفي الحديث أَنه صلى اللّه عليه وسلم قال لجابرٍ رضي اللّه عنه وقد تَزوّجَ أَبِكْراً تَزوّجْتَ أَم ثَيِّباً ؟ فقال بل ثَيِّباً قال فَهَلاَّ بِكراً تُداعِبُها وتُداعِبُك ؟ وفي حديث عمر وذُكِر له علي للخلافة فقال لولا دُعابةٌ فيه والدُّعابةٌ اللَّعِبُ وقد دَعَبَ فهو دَعَّابٌ لَعّابٌ والدُّعْبُبُ الدُّعابةُ عن السيرافي والدُّعْبُبُ المَزَّاحُ وهو المُغَنِّي المُجِيدُ والدُّعْبُبُ الغلامُ الشَّابُّ البَضُّ ورجلٌ دَعَّابةٌ ودَعِبٌ وداعِبٌ لاعبٌ وأَدْعَبَ الرجلُ أَمْلَحَ أَي قال كلمة مليحةً وهو يَدْعَبُ دَعْباً أَي قال قولاً يُسْتَمْلَحُ كما يقال مَزَحَ يَمْزَحُ وقال الطِّرمَّاح
واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم لمَّا احْزَأَلَّ بهم ... مع الضُّحَى ناشطٌ من داعِباتِ دَدِ
يعني اللَّواتِي يَمْزَحْنَ ويَلْعَبْن ويُدِأْددْن بأَصابعهنَّ ورجل أَدْعَبُ بيَّن الدُّعابةِ أَحمقُ ابن شميل يقال تَدَعَّبْتُ عليه أَي تَدَلَّلْتُ وإِنه لَدَعِبٌ وهو الذي يتمايل على الناس ويَرْكَبُهم بثَنِيَّتِه أَي بناحيتِه وإِنه ليَتَداعَبُ على الناسِ أَي يَرْكَبُهم بِمزاحٍ وخُيَلاء ويَغُمُّهم ولا يَسُبُّهم والدَّعِبُ اللَّعَّابةُ قال الليث فأَما المُداعَبةُ فعلى الاشتراك كالمُمازَحةِ اشترك فيها اثنان أَو أَكثر والدَّعْبُ الدّفْعُ ودَعَبَها يَدْعَبُها دَعْباً نَكَحها والدُّعابةُ نَمْلة سَوْداء والدُّعْبُوبُ ضربٌ من النَّمل أَسود والدُّعابُ والطَّثْرَجُ والحَرامُ والحَذالُ من أَسماءِ النَّمل والدُّعْبوبُ حبَّةٌ سوداء تؤكل الواحدةُ دُعبوبةٌ وهي مثلُ الدُّعاعة وقيل هي أَصل بَقْلةٍ تُقْشَر فيؤْكل وليلةٌ دُعْبوبٌ ليلةُ سوءٍ شديدةٌ وقيل مُظْلمةٌ سُميت بذلك لسَوادها قال ابن هَرْمةَ
ويَعْلَمُ الضَّيْفُ إِمّا ساقه صَرَدٌ ... أَو ليلةٌ من مُحاق الشَّهْر دُعْبوبُ
أَراد ظلام ليلة فحذف المضافَ وأَقامَ المضافَ إِليه مقامه والدُّعْبوبُ الطَّريقُ المُذَلَّلُ الموطوءُ الواضحُ الذي يَسْلُكُه الناسُ قالت جَنوبُ الهُذَليَّةُ
وكلُّ قَوْم وإِنْ عَزُّوا وإِنْ كَثُروا ... يَوْماً طَريقُهُمُ في الشَّرِّ دُعْبوبُ
قال الفرَّاءُ وكذلك الذي يَطَؤُه كلُّ أَحد والدُّعْبوبُ الضَّعيفُ
الذي يَهْزَأُ منه الناسُ وقيل هو القصيرُ الدَّمِيمُ وقيل الدُّعْبُوبُ والدُّعْبُوثُ من الرجال المأْبُونُ المُخَنَّثُ وأَنشد يا فَتىً ما قَتَلْتُمُ غير دُعْبُو ... بٍ ولا مِن قُوارةِ الهِنَّبْرِ
وقيل الدُّعْبُوب النَّشِيطُ قال الراجز يا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ دُعْبُوبِ رَحْبِ اللَّبانِ حَسَنِ التَّقْريبِ ودُعْبُبٌ ثَمَر نَبْتٍ قال السِّيرافي هو عِنَبُ [ ص 377 ] الثَّعْلَبِ قال الأَزهري وقول أَبي صخر
ولكن يُقِرُّ العَيْنَ والنفْسَ أَن تَرى ... بعُقْدَتِه فَضْلاتِ زُرْقٍ دَواعِبِ
قال دَواعِب جَوارٍ ماءٌ داعِبٌ يَسْتَنُّ في سَبيله وقال لا أَدري دَواعِب أَم ذَواعِب فلينظر في شعر أَبي صخر

دعتب
دَعْتَبٌ موضع

دعرب
الدَّعْرَبة العَرامة

دعسب
الدَّعْسَبةُ ضَرْبٌ من العَدْوِ

دعلب
الأَزهري ابن الأَعرابي يقال للناقة إِذا كانت فَتِيَّةً شابَّةً هي القِرْطاسُ والدِّيباجُ والدِّعْلِبةُ والدِّعْبِلُ والعَيْطَمُوسُ

دلب
الدُّلْبُ شجر العَيْثام وقيل شجر الصِّنار وهو بالصِّنار أَشْبَهُ قال أَبو حنيفة الدُّلْبُ شجر يعظم ويَتَّسِع ولا نَوْرَ له ولا ثمر وهو مُفَرَّضُ الوَرَقِ واسِعُه شبيه بورق الكَرْم واحدتُه دُلْبة وقيل هو شجر ولم يوصف وأَرضٌ مَدْلَبةٌ ذاتُ دُلْبٍ والدُّولابُ والدَّوْلابُ كلاهما واحد الدَوالِيبِ وفي المحكم على شكل النَّاعُورةِ يُسْتقَى به الماءُ فارسيّ معرّب وقول مسْكِين الدارمي
بأَيديهم مَغارِفُ من حدِيدٍ ... أُشَبِّهُها مُقَيَّرةَ الدّوالي
ذهب بعضهم إِلى أَنه أَراد مُقَيَّرةَ الدَّوالِيبِ فأَبدل من الباءِ ياءً ثم أَدغم الياء فصار الدَّواليّ ثم خفف فصار دَوالي ويجوز أَن يكون أَراد الدَّوالِيب فحذف الباءَ لضرورة القافية من غير أَن يقلب والدُّلْبة السَّوادُ والدُّلْبُ جنس من سُودانِ السِّند وهو مقلوب عن الدَّيْبُل قال الشاعر
كأَنَّ الدَّارِعَ المَشْكُوكَ منها ... سَلِيبٌ مِن رِجالِ الدَّيْبُلانِ
قال شَبَّه سَوادَ الزِّقِّ بالأَسْوَدِ المُشَلَّحِ من رجال السِّنْد والمُشَلَّحُ العُرْيانُ الذي أُخِذَ ثيابه قال وهي كلمة نَبَطِيَّةٌ

دنب
الدِّنَّبُ والدِّنَّبَةُ والدِّنَّابَةُ بتشديد النون القصير قال الشاعر والمَرْءُ دِنَّبَةٌ في أَنفِه كَزَمُ

دهلب
دَهْلَبٌ اسم شاعر معروف حكاه ابن جني وأَنشد رجزاً وهو قوله أَبي الذي أَعْمَلَ أَخْفافَ المَطِي حتى أَناخ عند بابِ الحِمْيَري فأُعْطِيَ الحِلْقَ أُصَيلالَ العَشِي

دوب
دَابَ دَوْباً كَدَأَبَ

ذأب
الذِّئْبُ كَلْبُ البَرِّ والجمعُ أَذْؤُبٌ في القليل وذِئابٌ وذُؤْبانٌ والأُنثَى ذِئْبَةٌ يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ وأَصله الهَمْز وفي حديث الغار فيُصْبِحُ في ذُوبانِ الناسِ يقال لِصعالِيك العرب ولُصُوصِها ذُوبانٌ لأَنهم كالذِّئابِ وذكره ابن الأَثير في ذَوَبَ قال [ ص 378 ] والأَصل في ذُوبان الهمزُ ولكنه خُفِّفَ فانْقَلَبت واواً وأَرْضٌ مَذْأَبةٌ كثِيرة الذِّئابِ كقولك أَرضٌ مَأْسَدَةٌ من الأَسَد قال أَبو علي في التذكرة وناسٌ من قَيْس يقولون مذيَبة فلا يَهْمِزون وتعليل ذلك أَنه خُفِّفَ الذِّئْبُ تَخْفيفاً بَدَلِيّاً صحيحاً فجاءَت الهمزة ياءً فلَزِمَ ذلك عندَه في تَصْرِيفِ الكلمة وذُئِبَ الرَّجُلُ إِذا أَصابَه الذِّئْبُ ورجلٌ مَذْؤُوبٌ وقَع الذِّئْبُ في غَنَمِه تقول منه ذُئِبَ الرَّجُلُ على فُعِلَ وقوله أَنشده ثعلب
هاعٍ يُمَظِّعُني ويُصْبِحُ سادِراً ... سَدِكاً بلَحْمِي ذِئْبُه لا يَشْبَعُ
عَنَى بِذِئْبِه لسانَه أَي إِنه يأْكلُ عِرْضَه كما يأْكلُ الذِّئْبُ الغنمَ وذُؤْبانُ العرب لُصُوصُهم وصَعالِيكُهُمُ الذين يَتَلَصَّصون ويَتَصَعْلَكُونَ وذِئابُ الغَضَى بنو كعب بن مالك بن حنظلة سُمُّوا بذلك لخُبْثِهم لأَن ذِئْبَ الغَضَى أَخْبَثُ الذِّئَابِ وذَؤُبَ الرجلُ يَذْؤُبُ ذَآبَةً وذَئِبَ وتَذَأَّبَ خَبُثَ وصار كالذِّئْبِ خُبْثاً ودَهاءً واسْتَذْأَبَ النَّقَدُ صارَ كالذِّئْب يُضْرَبُ مثلاً للذُّلاّن إِذا عَلَوا الأَعِزَّة وتَذَأَّبَ الناقةَ وتَذَأَّبَ لَها وهو أَن يَسْتَخْفِيَ لها إِذا عَطَفَها على غير ولَدِها مُتَشَبِّهاً لها بالسَّبُعِ لتكون أَرْأَمَ عليه هذا تعبير أَبي عبيد قال وأَحسن منه أَن يقول مُتَشَبِّهاً لها بالذِّئْبِ ليَتَبَيَّن الاِشْتقاقُ وتَذَأَّبَتِ الرِّيحُ وتَذَاءَبَتْ اخْتَلَفَتْ وجاءَتْ من هُنا وهُنا وتَذَأَّبْتُه وتَذاءَبْتُه تَدَاولْتُه وأَصْلُه من الذِّئْبِ إِذا حَذِرَ من وجهٍ جاءَ من آخَر أَبو عبيد المُتَذَئِّبَة والمُتَذائِبَةُ بوَزنِ مُتَفَعِّلة ومُتَفاعِلَة من الرِّياح التي تَجِيءُ من هَهُنا مرَّةً ومن ههنا مرَّةً أُخِذَ من فِعْل الذِّئْبِ لأَنه يأْتي كذلك قال ذوالرُّمة يذكر ثوراً وَحْشِيّاً
فباتَ يُشْئِزهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُه ... تَذَؤُّبُ الرِّيح والوَسْواسُ والهِضَبُ
وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه خَرَجَ منكم جُنَيْدٌ مُتَذائِبٌ ضَعِيفٌ المُتَذائِبُ المُضْطَرِبُ من قولهم تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ اضْطرب هبوبُها وغَرْبٌ ذَأْبٌ مُخْتَلَفٌ به قال أَبو عبيدة قال الأَصمعي ولا أُراهُ أُخِذَ إِلا من تَذَؤُّبِ الرِّيحِ وهو اخْتِلافُها فشُبِّه اخْتلافُ البَعيرِ في المَنْحاةِ بها وقيل غَرْبٌ ذَأْبٌ على مثالِ فَعْلٍ كثيرةُ الحركةِ بالصُّعُودِ والنُّزول والمَذْؤُوبُ الفَزِعُ وذُئِبَ الرجُل فَزِعَ من الذِّئْبِ وذَأَّبْتُه فَزَّعْتُه وذَئِب وأَذْأَبَ فَزِع من أَيِّ شيءٍ كان قال الدُّبَيْرِيُّ
إِني إِذا ما لَيْثُ قَوْمٍ هَرَبا ... فسَقَطَتْ نَخْوَتُه وأَذْأَبا
قال وحقيقتُه من الذِّئبِ ويقال للذي أَفْزَعَتْه الجِنُّ تَذَأَّبَتْه وتَذَعَّبَتْه [ ص 379 ] وقالوا رَماه اللّهُ بداءِ الذِّئبِ يَعْنُونَ الجُوعَ لأَنهم يَزْعُمونَ أَنه لا داءَ له غيرُ ذلك وبنُو الذِّئبِ بَطْنٌ من الأَزْدِ منهم سَطِيحٌ الكاهنُ قال الأَعشى
ما نَظَرَتْ ذاتُ أَشْفارٍ كنَظْرَتِها ... حَقّاً كما صَدَقَ الذِّئْبِيُّ إِذ سَجَعا
وابنُ الذِّئْبةِ الثَّقَفِيُّ من شُعرائِهِم ودارةُ الذِّئبِ موضعٌ ويقال للمرأَةِ التي تُسَوِّي مَرْكَبَها ما أَحْسَنَ ما ذَأَبَتْه قال الطِّرمَّاح
كلُّ مَشْكُوكٍ عَصافِيرُه ... ذَأَبَتْه نِسْوَةٌ من جُذامْ
وذَأَبْتُ الشيءَ جَمَعْته والذُّؤَابةُ النَّاصِيةُ لنَوَسانِها وقيل الذُّؤَابةُ مَنْبِتُ الناصيةِ من الرأْس والجَمْعُ الذَّوائِبُ وكان الأَصلُ ذَآئبَ وهو القياسُ مثل دُعابةٍ ودَعائِبَ لكنه لمَّا التَقَتْ همزتان بينهما أَلِفٌ لَيِّنةٌ لَيَّنُوا الهمزة الأولى فقَلَبُوها واواً اسْتِثقالاً لالتقاءِ همزتين في كلمة واحدةٍ وقيل كان الأَصلُ ( 1 )
( 1 قوله « وقيل كان الأصل إلخ » هذه عبارة الصحاح والتي قبلها عبارة المحكم ) ذَآئبَ لأَن أَلِف ذُؤَابةٍ كأَلِفِ رِسالَةٍ فحقُّها أَنْ تُبْدَل منها همزةٌ في الجمع لكنهم اسْتَثْقَلوا أَن تقَع أَلِف الجمع بين الهمزتين فأَبدلوا من الأُولى واواً أَبو زيد ذُؤَابة الرأْسِ هي التي أَحاطَتْ بالدَوَّارة من الشَّعَر وفي حديث دَغْفَلٍ وأَبي بكرٍ إِنَّكَ لستَ من ذَوائِبِ قُرَيْشٍ هي جمع ذُؤَابةٍ وهي الشَّعَر المَضْفورُ من شَعَرِ الرأْسِ وذُؤَابَةُ الجَبَلِ أَعْلاه ثم اسْتُعيرَ للعِزِّ والشَّرَف والمَرْتَبة أَي لستَ من أَشرافِهِم وذَوِي أَقْدارِهم وغُلامٌ مُذَأَّبٌ له ذُؤَابة وذُؤَابةُ الفَرَسِ شَعَرٌ في الرأْسِ في أَعْلى النَّاصِية أَبو عمرو الذِّئْبانُ الشَّعَر على عُنُقِ البعيرِ ومِشْفَرِه وقال الفَرَّاءُ الذِّئْبانُ بَقِيَّة الوَبَر قال وهو واحدٌ قال الشيخ أَبو محمد بن بري لم يذكر الجوهريّ شاهداً على هذا قال ورأَيتُ في الحاشية بيتاً شاهداً عليه لكُثير يصف ناقة
عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَرِيَّة ... مَريش بذئْبانِ السَّبِيبِ تَلِيلُها
والعَسُوفُ التي تَمُرُّ على غيرِ هدايةٍ فتَرْكَبُ رأْسها في السَّيْر ولا يَثْنِيها شيءٌ والأَجْوازُ الأَوْساطُ وحِمْيَرِيَّة أَراد مَهْرِية لأَن مَهْرة من حِمْيَر والتَّلِيلُ العُنق والسَّبِيبُ الشَّعَرُ الذي يكونُ مُتَدَلِّياً على وجه الفَرَسِ من ناصِيَتِه جَعل الشَّعَر الذي على عيْنَي الناقة بمنزلة السَّبِيبِ وذُؤَابةُ النَّعْلِ المُتَعَلِّقُ من القِبالِ وذُؤَابة النَّعْلِ ما أَصابَ الأَرضَ من المُرْسَلِ على القَدَم لتَحَرُّكِه وذُؤَابةُ كلِّ شيءٍ أَعلاه وجَمْعُها ذُؤَابٌ قال أَبو ذؤيب
بأَرْي التي تَأْري اليَعاسيبُ أَصْبَحَتْ ... إِلى شاهِقٍ دُونَ السَّماءِ ذُؤَابُها
قال وقد يكون ذُؤَابُها من بابِ سَلٍّ وسَلَّةٍ والذُّؤَابَةُ الجِلْدَة المُعَلَّقَة على آخِر الرَّحْلِ وهي العَذبَة وأَنشد الأَزهري في ترجمة عذب في [ ص 380 ] هذا المكان
قَالُوا صَدَقْتَ ورَفَّعُوا لمَطِيِّهِمْ ... سَيْراً يُطِيرُ ذَوائِبَ الأَكْوارِ
وذُؤَابَة السَّيْفِ عِلاقَةُ قائِمِه والذُّؤَابَةُ شَعَرٌ مَضْفُور ومَوْضِعُها من الرَّأْسِ ذُؤَابَةٌ وكذلك ذُؤَابةُ العِزِّ والشَّرَف وذُؤَابة العِزِّ والشَّرَف أَرْفَعُه على المَثَلِ والجَمْع من ذلك كلِّه ذَوائِبُ ويقال هم ذُؤَابَة قَوْمِهِمْ أَي أَشْرافُهُم وهو في ذُؤَابَةِ قَوْمِه أَي أَعْلاهُم أُخِذوا من ذُؤَابَةِ الرَّأْسِ واسْتَعارَ بعضُ الشُّعراءِ الذَّوائِبَ للنَّخْل فقال
جُمّ الذَّوائِب تَنْمِي وهْيَ آوِيَةٌ ... ولا يُخافُ على حافاتِها السَّرَق
والذِّئْبَةُ من الرَّحْلِ والقَتَبِ والإِكافِ ونحوِها ما تَحْتَ مُقَدَّمِ مُلْتَقَى الحِنْوَيْن وهو الذي يَعَضُّ على مِنْسَجِ الدَّابَّةِ قال وقَتَبٍ ذِئْبَتُه كالمِنْجَلِ وقيل الذِّئْبَةُ فُرْجَةُ ما بَيْنَ دَفَّتَي الرَّحْلِ والسَّرْجِ والغَبِيطِ أَيّ ذلك كان وقال ابن الأَعرابي ذِئْبُ الرَّحْلِ أَحْناؤُه من مُقَدَّمِه وذَأَبَ الرَّحْلَ عَمِلَ لَه ذِئْبةً وقَتَبٌ مُذَأَّبٌ وغَبِيطٌ مُذَأَبٌ إِذا جُعِلَ له فُرْجَة وفي الصحاح إِذا جُعِلَ له ذُؤَابَةٌ قال لبيد
فكَلَّفْتُها هَمِّي فآبَتْ رَذِيَّةً ... طَلِيحاً كأَلْواحِ الغَبِيطِ المُذَأَبِ
وقال امرؤُ القيس
له كَفَلٌ كالدِّعْصِ لَبَّدَه النَّدى ... إِلى حارِكٍ مِثلِ الغَبِيطِ المُذأَبِ
والذِّئْبةُ دَاءٌ يأْخُذُ الدَّوابَّ في حُلُوقِها يقال بِرْذوْنٌ مَذْؤُوبٌ أَخَذَتْهُ الذِّئْبَةُ التهذيب من أَدْواءِ الخَيْلِ الذِّئْبَةُ وقد ذُئِبَ الفَرسُ فهو مَذْؤُوبٌ إِذا أَصابَه هذا الدَّاءُ ويُنْقَبُ عنه بحديدةٍ في أَصلِ أُذُنِهِ فيُسْتَخْرَجُ منه غُدَدٌ صِغارٌ بيضٌ أَصْغَرُ من لُبِّ الجَاوَرْسِ وذَأَبَ الرَّجُلَ طَرَدَه وضَرَبَه كذَأَمَه حكاه اللحياني وذَأَبَ الإِبِلَ يَذْأَبُها ذَأْباً ساقَها وذَأَبَه ذَأْباً حَقَّرَه وطَرَدَه وذَأَمَه ذَأْماً ومنه قوله تعالى مَذْؤُوماً مَدْحوراً والذَّأْبُ الذَّمُّ هذه عن كُراع والذَّأْبُ صَوْتٌ شديدٌ عنه أَيضاً وذُؤَابٌ وذُؤَيْبٌ اسْمانِ وذُؤَيْبَة قبيلَةٌ من هذيل قال الشاعر
عَدَوْنا عَدْوَةً لا شَكَّ فِيها ... فَخِلْناهُم ذُؤَيْبَةَ أَو حَبِيبَا
وحَبِيبٌ قبيلَةٌ أَيضاً

ذبب
الذَّبُّ الدَّفْعُ والمَنْعُ والذَّبُّ الطَّرْدُ وذَبَّ عنه يَذُبُّ ذَبّاً دَفَعَ ومنع وذَبَبْت عنه وفُلانٌ يَذُبُّ عن حَرِيمِه ذَبّاً أَي يَدْفَعُ عنهم وفي حديث عمر رضي اللّه عنه إِنما النِّساءُ لَحْمٌ على وَضَمٍ إِلا ما ذُبَّ عنه قال
مَنْ ذَبَّ منكم ذَبَّ عَنْ حَمِيمِهِ ... أَو فَرَّ منكم فَرَّ عَنْ حَريمِهِ
[ ص 381 ] وذَبَّبَ أَكْثَرَ الذَّبَّ ويقال طِعانٌ غيرُ تَذْبِيبٍ إِذا بُولِغَ فيه ورجلٌ مِذَبٌّ وذَبَّابٌ دَفَّاعٌ عن الحرِيمِ وذَبْذَبَ الرَّجلُ إِذا مَنَعَ الجِوارَ والأَهْلَ أَي حَماهم والذَّبِّيُّ الجِلْوازُ وذَبَّ يَذِبُّ ذَبّاً اختَلَفَ ولم يَسْتَقِمْ في مكانٍ واحدٍ وبعيرٌ ذَبٌّ لا يَتَقارُّ في مَوْضِع قال
فكأَننا فيهم جِمالٌ ذَبَّةٌ ... أُدْمٌ طَلاهُنَّ الكُحَيْل وَقار
فقوله ذَبَّةٌ بالهاءِ يَدل على أَنه لم يُسَمَّ بالمَصْدر إِذ لو كان مَصْدَراً لقال جِمالٌ ذَبٌّ كقولك رِجالٌ عَدْلٌ والذَّبُّ الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ ويقال له أَيضاً ذَبُّ الرِّيادِ غير مهموزٍ وسُمِّيَ بذلك لأَنه يَخْتَلِف ولا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ واحدٍ وقيل لأَنه يَرُودُ فيذهَبُ ويَجِيءُ قال ابن مقبل
يُمشّي بها ذَبُّ الرِّياد كأَنه ... فَتىً فارِسِيٌّ في سَراويلَ رامِحُ
وقال النابغة
كأَنما الرَّحْلُ منها فَوْق ذِي جُدَدٍ ... ذَبِّ الرِّيادِ إِلى الأَشْباح نَظَّارِ
وقال أَبو سعيد إِنما قيل له ذَبُّ الرِّياد لأَن رِيَادَه أَتانُه التي تَرُودُ معه وإِن شئتَ جَعَلْتَ الرِّيادَ رَعْيه نَفْسَه للكَلإِ وقال غيره قيل له ذَبُّ الرِّيادِ لأَنه لا يَثْبُتُ في رَعْيِه في مكانٍ
واحدٍ ولا يُوطِن مَرْعًى واحداً وسَمَّى مُزاحِمٌ العُقَيْليّ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ الأَذبَّ قال
بِلاداً بها تَلْقَى الأَذَبَّ كأَنه ... بها سابِريٌّ لاحَ منه البَنائِقُ
أَراد تَلْقَى الذَّبَّ فقال الأَذَبَّ لحاجته وفُلانٌ ذَبُّ الرِّيادِ يذهَبُ ويَجيءُ هذه عن كُراع أَبو عمرو رَجُلٌ ذَبُّ الرِّيادِ إِذا كان زَوَّاراً للنساءِ وأَنشد لبعض الشعراءِ فيه
ما للْكَواعبِ يا عَيْسَاءُ قد جَعَلَتْ ... تَزْوَرُّ عنّي وتُثْنَى دُونيَ الحُجَرُ ؟
قد كنتُ فَتَّاحَ أَبوابٍ مُغَلَّقَةٍ ... ذَبَّ الرِّيادِ إِذا ما خُولِسَ النَّظَرُ
وذَبَّتْ شَفَتُه تَذِبُّ ذَبّاً وذَبَباً وذُبوباً وذَبِبَتْ يَبِسَتْ وجَفَّتْ وذَبَلَتْ من شدَّةِ العطش أَو لغيرِه وشَفَةٌ ذَبَّانةٌ ذابِلة وذَبَّ لسانُه كذلك قال
هُمُ سَقَوْني عَلَلاً بعدَ نَهَلْ ... مِن بعدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ
وقال أَبو خَيْرَة يصف عَيْراً
وشَفَّهُ طَرَدُ العاناتِ فَهْوَ به ... لوْحانُ مِن ظَمَإٍ ذَبٍّ ومِن عَضَبِ
أَراد بالظَّمَإِ الذَّبِّ اليابِسَ وذَبَّ جِسمُه ذَبَلَ وهَزُلَ وذَبَّ النَّبْتُ ذَوَى وذَبَّ الغَدِيرُ يَذِبُّ جَفَّ في آخرِ الجَزْءِ عن ابن الأعرابي وأَنشد
مَدارِينُ إِن جاعُوا وأَذْعَرُ مَن مَشَى ... إِذا الرَّوْضَةُ الخضراءُ ذَبَّ غَدِيرُها
[ ص 382 ] يروى وأَدْعَرُ مَنْ مَشى وذَبَّ الرجُلُ يَذِبُّ ذَبّاً إِذا شَحَبَ لَوْنُه وذَبَّ جَفَّ وصَدَرَت الإِبِلُ وبها ذُبابةٌ أَي بَقِية عَطَشٍ وذُبابةُ الدَّيْنِ بقِيتُه وقيل ذُب ابَةُ كل شيءٍ بقِيتُه والذُّبابةُ البقِية من الدَّيْن ونحوِه قال الراجز أَو يَقْضِيَ اللّهُ ذُباباتِ الدَّيْنْ أَبو زيد الذُّبابة بقِيَّةُ الشيء وأَنشد الأَصمعي لذي الرُّمة
لَحِقْنا فراجَعْنا الحُمولَ وإِنما ... يُتَلِّي ذُباباتِ الوداعِ المُراجِعُ
يقول إِنما يُدْرِكُ بقايا الحَوائج من راجَع فيها والذُّبابة أَيضاً البقِية من مِياه الأَنهارِ وذَبَّبَ النَّهارُ إِذا لم يَبْقَ منه إِلا بقِية وقال وانْجابَ النهارُ فَذَبَّبا والذُّبابُ الطَّاعون والذُّبابُ الجُنونُ وقد ذُبَّ الرجُلُ إِذا جُنَّ وأَنشد شمر
وفي النَّصْرِيِّ أَحْياناً سَماحٌ ... وفي النَّصْريِّ أَحْياناً ذُبابُ
أَي جُنونٌ والذُّبابُ الأَسْوَدُ الذي يكون في البُيوتِ يَسْقُط في الإِناءِ والطَّعامِ الواحدةُ ذُبابةٌ ولا تَقُلْ ذِبَّانة والذُّبابُ أَيضاً النَّحْل ولا يقال ذبابة في شيءٍ من ذلك إِلا أَن أَبا عُبيدة رَوَى عن الأَحْمَرِ ذبابة هكذا وقع في كتاب المُصَنَّف رواية أَبي عليّ وأَما في رواية عليِّ بنِ حمزة فَحَكى عن الكسائي الشَّذاةُ ذُبابةُ بعضِ الإِبلِ وحُكِيَ عن الأَحمر أَيضاً النُّعَرة ذُبابةٌ تَسْقُط على الدَّوابِّ وأَثْبت الهاءَ فيهما والصَّواب ذُبابٌ هو واحدٌ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه كَتَب إِلى عامِلِه بالطَّائف في خَلايا العَسَل وحِمايتِها إِنْ أَدَّى ما كان يُؤَدِّيه إِلى رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من عُشورِ نَحْلِه فاحْمِ له فإِنما هو ذُبابُ غَيْثٍ يأْكُلُه مَنْ شاءَ قال ابن الأَثير يريدُ بالذُّبابِ النَّحْلَ وأَضافَه على الغَيْثِ إِلى معنى أَنه يكونُ مَعَ المَطَر حيثُ كان ولأَنه يَعِيشُ بأَكْلِ ما يُنْبِتُه الغَيْثُ ومعنى حِماية الوادي له أَنَّ النَّحْلَ إِنما يَرْعَى أَنْوارَ النَّباتِ وما رَخُصَ منها ونَعُمَ فإِذا حُمِيَتْ مَراعِيها أَقامت فيها ورَعَتْ وعَسَّلَتْ فكَثُرَتْ منافعُ أَصحابِها وإِذا لم تُحْمَ مَراعِيها احتاجَت أَنْ تُبْعِدَ في طَلَبِ المَرْعَى فيكونَ رَعْيُها أَقَلَّ وقيل معناه أَنْ يُحْمَى لهم الوادي الذي يُعَسِّلُ فيه فلا يُتْرَكَ أَحدٌ يَعْرِضُ للعَسَل لأَن سبيلَ العسَل المُباحِ سبيلُ المِياهِ والمَعادِنِ والصُّيودِ وإِنما يَمْلِكُه من سَبَقَ إِليه فإِذا حَماه ومَنَع الناسَ منه وانْفَرَدَ به وَجَبَ عليه إِخْراجُ العُشْرِ منه عند مَن أَوجب فيه الزَّكاة التهذيب واحدُ الذِّبَّانِ ذُبابٌ بغير هاءٍ قال ولا يُقال ذُبَابة وفي التنزيل العزيز وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ شيئاً فسَّروه للواحد والجمع أَذِبَّةٌ في القِلَّة مثلُ غُرابٍ وأَغْرِبَةٍ قال النابغة ضَرَّابة بالمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ وذِبَّانٌ مثلُ غِرْبانٍ سيبويه ولم يَقْتَصِرُوا به على أَدْنى العدد لأَنهم أَمِنُوا التَّضْعيف يعني أَنَّ فُعالاً لا يكَسَّر في أَدنى العدد على فِعْلانٍ [ ص 383 ] ولو كان ممَّا يَدْفَعُ به البناءُ إِلى التَّضعيف لم يُكسَّر على ذلك البناءِ كما أَنَّ فِعَالاً ونحوه لمَّا كان تكسيره على فُعُل يُفْضِي به إِلى التَّضْعِيف كسروه على أَفعلة وقد حكى سيبويه مع ذلك عن العرب ذُبٌّ في جمع ذُبابٍ فهو مع هذا الإِدغامِ على اللُّغَة التَّمِيمِيَّة كما يَرْجِعون إِليها فيما كان ثانِيه واواً نحو خُونٍ ونُورٍ وفي الحديث عُمْرُ الذُّبابِ أَربعون يَوْماً والذُّبابُ في النار قيل كَوْنُه في النار ليس لعذاب له وإِنما لِيُعَذَّبَ به أَهل النار بوقوعه عليهم والعرب تَكْنُو الأَبْخَر أَبا ذُبابٍ وبعضهم يَكْنيه أَبا ذِبَّانٍ وقد غَلَبَ ذلك على عبدالملك بن مَرْوانَ لِفَسادٍ كان في فَمِه قال الشاعر
لَعَلِّيَ إِنْ مالَتْ بِيَ الرِّيحُ مَيلةً ... على ابنِ أَبي الذِّبّانِ أَن
يَتَنَدّما يعني هشامَ بنَ عبدالملك وذَبَّ الذُّبابَ وذَبَّبه نَحَّاه ورجل مَخْشيُّ الذُّبابِ أَي الجَهْلِ وأَصابَ فُلاناً من فلانٍ ذُبابٌ لادِغٌ أَي شَرٌّ وأَرض مَذَبَّةٌ كثيرةُ الذُّبابِ وقال الفرَّاءُ أَرضٌ مَذْبوبة كما يقال مَوْحُوشةٌ من الوَحْشِ وبَعيرٌ مَذْبُوبٌ أَصابه الذُّبابُ وأَذَبُّ كذلك قاله أَبو عبيد في كتاب أَمراضِ الإِبل وقيل الأَذَبُّ والمَذْبوبُ جميعاً الذي إِذا وَقَع في الرِّيفِ والريفُ لا يكونُ إِلاَّ في المصادرِ اسْتَوْبَأَهُ فمات مكانَه قال زياد الأَعْجمُ في ابنِ حَبْنَاء
كأَنَّكَ مِن جِمالِ بني تَمِيمٍ ... أَذَبُّ أَصابَ مِن رِيفٍ ذُبابا
يقول كأَنَّك جَمَلٌ نزلَ ريفاً فأَصابَهُ الذُّبابُ فالْتَوَتْ عُنُقُه فمات والمِذَبَّةُ هَنَةٌ تُسَوَّى من هُلْبِ الفَرَسِ يُذَبُّ بها الذُّبابُ وفي الحديث أَنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رأَى رَجُلاً طويلَ الشَّعَر فقال ذُبابٌ الذُّبابُ الشُّؤْم أَي هذا شُؤْمٌ ورجل ذُبابيٌّ مأْخوذٌ من الذُّبابِ وهو الشُّؤْمُ وقيل الذُّبابُ الشَّرُّ الدَّائِم يقال أَصابكَ ذُبابٌ من هذا الأَمْرِ وفي حديث المغيرة شَرُّها ذُبابٌ وذُبابُ العَينِ إِنْسانُها على التَّشبِيهِ بالذُّباب والذُّبابُ نُكْتَةٌ سوداءُ في جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ والجمع كالجمع وذبابُ أَسْنانِ الإِبِلِ حَدُّها قال المثَقّب العبدي
وتَسْمَعُ للذُّبابِ إِذا تَغَنَّى ... كَتَغْريدِ الحَمَامِ على الغُصُونِ
وذبابُ السَّيْفِ حَدُّ طَرَفِه الذي بين شَفْرَتَيْهِ وما حَوْلَه من حَدَّيْهِ ظُبَتَاه والعَيْرُ النَّاتئُ في وَسَطِه من باطنٍ وظاهرٍ وله غِرَارانِ لكلِّ واحدٍ منهما ما بينَ العَيْرِ وبين إِحدى الظُّبَتَين من ظاهِر السَّيفِ وما قُبالَةَ ذلك من باطنٍ وكلُّ واحدٍ من الغِرارَينِ من باطنِ السَّيف وظاهره وقيل ذُبابُ السَّيفِ طَرَفُه المُتَطَرِّفُ الذي يُضْرَبُ به وقيل حَدُّه وفي الحديث رأَيتُ ذُبابَ سَيْفي كُسِرَ فأَوَّلْتُه أَنه يصابُ رجلٌ من أَهل بيتي فقُتِل حَمْزَةُ والذُّبابُ من أُذُنِ الانسانِ والفَرَس ما حَدَّ من طَرَفِها أَبو عبيد [ ص 384 ] في أُذُنَي الفرسِ ذُباباهُما وهما ما حُدَّ من أَطرافِ الأُذُنَيْن وذُبابُ الحِنَّاء بادِرةُ نَوْرِه وجاءَنا راكبٌ مُذَبِّبٌ عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ قال عنترة
يُذَبِّبُ وَرْدٌ على إِثرِهِ ... وأَدْرَكُه وَقْعُ مِرْدىً خَشِبْ
إِمّا أَنْ يكونَ على النَّسَب وإِمّا أَنْ يكون أَراد خَشِيباً فحذف للضرورة وذَبَّبْنا لَيْلَتَنَا أَي أَتْعَبْنا في السَّير ولا يَنالونَ الماءَ إِلاَّ بقَرَبٍ مُذَبِّبٍ أَي مُسْرِع قال ذو الرُّمة
مُذَبِّبَة أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي ... وتَهْجِيري إِذا اليَعْفُورُ قالا
اليَعْفُورُ الظَّبيُ وقال من القَيْلُولة أَي سَكَنَ في كِنَاسِه مِن شِدَّةِ الحَرِّ وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ طَويلٌ يُسارُ فيه إِلى الماءِ من بُعْدٍ فيُعَجَّل بالسَّيرِ وخِمْسٌ مُذَبِّبٌ لا فُتُورَ فيه وذَبَّبَ أَسْرَع في السَّيرِ وقوله مَسِيرَة شَهْرٍ للبَعِيرِ المُذَبْذِبِ أَرادَ المُذَبِّبَ وأَذَبُّ البعيرِ نابُهُ قال الراجز كأَنَّ صَوْتَ نابِهِ الأَذَبِّ صَرِيفُ خُطَّافٍ بِقَعْوٍ قَبِّ والذَّبْذَبَةُ تَرَدُّدُ الشيءِ المُعَلَّقِ في الهواءِ والذَّبْذَبَة والذَّباذِبُ أَشياءُ تُعَلَّقُ بالهودَجِ أَو رأْسِ البعيرِ للزينةِ والواحد ذُبْذُبٌ والذَّبْذَبُ اللِّسانُ وقيلَ الذَّكَر وفي الحديث مَنْ وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِه فقد وُقيَ فَذَبْذَبُه فَرْجُه وقَبْقَبُه بَطْنُه وفي رواية مَن وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِه دَخَلَ الجنَّةَ يعني الذَّكَر سُمِّيَ بِه لتَذَبْذُبِهِ أَي حَرَكَتِه والذَّباذِبُ المذاكِيرُ والذَّباذِبُ ذكر الرجلِ لأَنَّه يَتَذَبْذَبُ أَي يَترَدَّد وقيل الذَّباذِب الخُصَى واحِدتُها ذَبْذَبَةٌ ورجلٌ مُذَبْذِبٌ ومُتَذَبْذِبٌ مُترَدِّدٌ بين أَمْرَين أَو بين رجُلَين ولا تَثْبُتُ صُحْبَتُه لواحِدٍ منهما وفي التنزيل العزيز في صفة المنافقين مُذَبْذَبِين بين ذلك لا إِلى هؤُلاء ولا إِلى هؤُلاء المعنى مُطَرَّدين مدَفَّعين عن هؤُلاء وعن هؤُلاء وفي الحديث تَزَوَّجْ وإِلاَّ فأَنتَ من المُذَبذِبِينَ أَي المَطْرُودين عن المؤْمنين لأَنَّكَ لم تَقْتَدِ بِهِم وعن الرُّهْبانِ لأَنَك تَركتَ طَرِيقَتَهُمْ وأَصلُه من الذَّبِّ وهو الطَّرْدُ قال ابن الأَثير ويجوز أَن يكونَ من الحركة والاضْطِرابِ والتَّذَبْذُبُ التَّحرُّكُ والذَّبْذَبةُ نَوْسُ الشيءِ المُعَلَّقِ في الهواءِ وتَذَبْذَبَ الشيءُ ناسَ واضْطَرَبَ وذَبْذَبَهُ هو أَنشد ثعلب
وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِيفُ ... ظَلَّ لأَعْلَى رأْسِهِ رَجِيفُ
وفي الحديث فكأَني أَنْظُرُ إِلى يَدَيْه تَذَبْذَبانِ أَي تَتَحَرَّكانِ وتَضْطَرِبان يريد كُمَّيْهِ وفي حديث جابر كان عليَّ بُرْدَة لها ذباذِبُ أَي أَهْدابٌ [ ص 385 ] وأَطْرافٌ واحدُها ذِبْذِبٌ بالكسرِ سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّها تَتَحَرَّك على لابسِها إِذا مَشى وقول أَبي ذؤَيب
ومِثْل السَّدُوسِيَّيْن سادَا وذَبْذَبا ... رِجال الحِجازِ مِنْ مَسُودٍ وَسائدِ
قيل ذَبْذَبا عَلَّقَا يقول تقطع دونهما رجالُ الحجازِ وفي الطَّعام ذُبَيْباءُ ممدودٌ حكاه أَبو حنيفة في باب الطَّعام الذي فيه ما لا خَيْرَ فيه ولم يفسِّره وقد قيل إِنها الذُّنَيْناءُ وستُذْكر في موضِعِها وفي الحديث أَنه صَلَبَ رجُلاً على ذُبابٍ هو جبلٌ بالمدينة

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88