كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

هذخر
الأَزهري أُهملت الهاء مع الخاء في الرباعي فلم أَجد فيه شيئاً غير حرف واحد وهو التَّهَذْخُرُ أَنشد بعض اللغويين لكلِّ مَوْلًى طَيْلَسانٌ أَخْضَرُ وكامَخٌ وكَعَكٌ مُدَوَّرُ وطِفْلَةٌ في بَيْتِهِ تهْذَخَرُ أَي تَبَخْتَرُ ويقال تقوم له بأَمر بيته

هرر
هَرَّ الشيءَ يَهُرُّه ويَهِرُّه هَرّاً وهَريراً كَرِهَهُ قال المفضل بن المهلب بن أَبي صُفْرَةَ ومَنْ هَرَّ أَطْرافَ القَنَا خَشْيَةَ الرَّدَى فليسَ لمَجْدٍ صالحٍ بِكَسُوبِ وهَرَرْتُه أَي كَرِهْتُه أَهُرُّه وأَهِرُّه بالضم والكسر وقال ابن الأَعرابي أَجِد في وَجْهِهِ هِرَّةً وهَرِيرَةً أَي كراهية الجوهري والهِرُّ الاسم من وقولك هَرَرْتُه هَرّاً أَي كرهته وهَرَّ فلان الكأْسَ والحرْبَ هَرِيراً أَي كرهها قال عنترة حَلَفْنا لهم والخَيْلُ تَرْدي بنا معاً نُزايِلُكُمْ حتى تَهِرُّوا العَوالِيا الرَّدَيانُ ضَرْبٌ من السَّيْرِ وهو أَن يَرْجُمَ الفَرَسُ الأَرضَ رَجْماً بحوافره من شدَّة العَدْوِ وقوله نزايلكم هو جواب القسم أَي لا نزايلكم فحذف لا على حدِّ قولهم تالله أَبْرَحُ قاعداً أَي لا أَبرح ونزايلكم نُبارِحُكُمْ يقال ما زايلته أَي ما بارحته والعوالي جمع عاليةِ الرمح وهي ما دون السِّنان بقدر ذراع وفلان هَرَّهُ الناسُ إِذا كرهوا ناحِيته قال الأَعشى أَرَى الناسَ هَرُّونِي وشُهِّرَ مَدْخَلِي ففي كلِّ مَمْشًى أَرْصُدُ الناسَ عَقْربَا وهَرَّ الكلبُ إِليه يَهِرُّ هَرِيراً وهِرَّةً وهَرِيرُ الكلبِ صوته وهو دون النُّبَاحِ من قلة صبره على البرد قال القَطَامِيُّ يصف شدَّة البرد أَرى الحَقَّ لا يعْيا عَلَيَّ سبيلُه إِذا ضافَنِي ليلاً مع القُرِّ ضائِفُ إِذا كَبَّدَ النجمُ السَماءَ بشَتْوَةٍ على حينَ هَرَّ الكلبُ والثَّلْجُ خاشِفُ ضائف من الضيف وكَبَّدَ النجمُ السماءَ يريد بالنجم الثريا وكَبَّدَ صار في وسط السماء عند شدَّة البرد وخاشف تسمع له خَشْفَة عند المشي وذلك من شدة البرد ابن سيده وبالهَرِيرِ شُبِّهَ نَظَرُ بعض الكُماةِ إِلى بعض في الحرب وفي الحديث أَنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة فقال رجل يا رسول الله أَرأَيْتَكَ النَّجْدَةَ التي تكون في الرجل ؟ فقال ليستْ لها بِعِدْلٍ إِن الكلب يَهِرُّ من وراءِ أَهله معناه أَن الشجاعة غَرِِيزة في الإِنسان فهو يَلقَى الحروبَ ويقاتل طبعاً وحَمِيَّةً لا حِسبَةً فضرب الكلب مثلاً إِذ كان من طبعه أَن يَهِرَّ دون أَهله ويَذُبَّ عنهم يريد أَنَّ الجهاد والشجاعة ليسا بمثل القراءَة والصدقة يقال هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَرِيراً فهو هارٌّ وهَرَّارٌ إِذا نَبَحَ وكَشَرَ عن أَنيابه وقيل هو صوته دون نُباحه وفي حديث شُرَيْحٍ لا أَعْقِلُ الكلبَ الهَرَّارَ أَي إِذا قتل الرجلُ كلبَ آخر لا أُوجب عليه شيئاً إِذا كان نَبَّاحاً لأَنه يؤْذي بِنُباحِه وفي حديث أَبي الأَسود المرأَة التي تُهارُّ زوجَها أَي تَهِرُّ في وجهه كما يَهِرُّ الكلب وفي حديث خزيمة وعاد لها المَطِيُّ هارّاً أَي يَهِرُّ بعضها في وجه بعض من الجهد وقد يطلق الهرير على صوت غير الكلب ومنه الحديث إِني سمعت هَرِيراً كَهَرِيرِ الرَّحَى أَي صوت دورانها ابن سيده وكلب هَرَّارٌ كثير الهَرِير وكذلك الذئب إِذا كَشَرَ أَنيابه وقد أَهَرَّه ما أَحَسَّ به قال سيبويه وفي المثل شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة لأَنه في معنى ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ أَعني أَنَّ الكلام عائد إِلى معنى النفي وإِنما كان المعنى هذا لأَن الخبرية عليه أَقوى أَلا ترى أَنك لو قلت أَهَرَّ ذا نابٍ شَرٌّ لكنت على طرف من الإِخبار غير مؤَكدف فإِذا قلت ما أَهَرَّ ذا نابٍ إِلاَّ شَرٌّ كان أَوْكَدَ أَلا ترى أَن قولك ما قام إِلاَّ زيد أَوْ كَدُ من قولك قام زيد ؟ قال وإِنما احتيج في هذا الموضع إِلى التوكيد من حيث كان أَمراً مُهِماً وذلك أَن قائل هذا القول سمع هَرِيرَ كلب فأَضاف منه وأشفق لاستماعه أَن يكون لطارِقِ شَرٍّ فقال شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ أَي ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ تعظيماً للحال عند نفسه وعند مُستَمِعِه وليس هذا في نفسه كأَن يطرقه ضيف أَو مسترشد فلما عناه وأَهمه أَكد الإِخبار عنه وأَخرجه مخرج الإِغاظ به وهارَّه أَي هَرَّ في وجهه وهَرْهَرْتُ الشيءَ لغة في مَرْمَرْتُه إِذا حَرَّكْتَه قال الجوهري هذا الحرف نقلته من كتاب الاعْتِقابِ لأَبي تُرابٍ من غير سماع وهرَّت القوسُ هَرِيراً صَوَّتَتْ عن أَبي حنيفة وأَنشد مُطِلٌّ بِمُنْحاةٍ لها في شِمالِه هَرِيرٌ إِذا ما حَرَّكَتْه أَنامِلُهْ والهِرُّ السِّنَّوْرُ والجمع هِرَرَةٌ مثل قِرْدٍ وقِرَدَةٍ والأُنثى هِرَّةٌ بالهاء وجمعها هِرَرٌ مثل قِرْبةٍ وقِرَبِ وفي الحديث أَنه نهى عن أَكل الهرِّ وثَمَنِه قال ابن الأَثير وإِنما نهى عنه لأَنه كالوحشيِّ الذي لا يصح تسليمه وأَنه يَنْتابُ الدُّورَ ولا يقيم في مكان واحد فإِن حبس أَو ربط لم ينتفع به ولئلا يتنازع الناس فيه إِذا انتقل عنهم وقيل إِنما نهى عن الوحشي منه دون الإِنسي وهِرّ اسم امرأَة من ذلك قال الشاعر أَصَحَوْتَ اليومَ أَمْ شاقَتْكَ هِرُّ ؟ وهَرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمَى والشَّوْكُ هَرّاً اشتدَّ يُبْسُه وتَنَفَّشَ فصار كأَظفار الهِرِّ وأَنيابه قال رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حتى إِذا ما هَرَّ وامْتَنَعَ المَذاقُ وقولهم في المثل ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ قيل معناه ما يعرف من يَهُرُّه أَي يكرهه ممن يَبَرُّه وهو أَحسن ما قيل فيه وقال الفَزاريُّ البِرُّ اللُّطف والهِرُّ العُقُوق وهو من الهَرِيرِ ابن الأَعرابي البِرُّ الإِكرام والهِرُّ الخُصُومَةُ وقيل الهِرُّ ههنَا السِّنَّوْرُ والبِرُّ الفأْر وقال ابن الأَعرابي لا يعرف هاراً من باراً لو كُتِبَتْ له وقيل أَرادوا هِرْهِرْ وهو سَوْقُ الغنم وبِرْبِرْ وهو دعاؤُها وقيل الهِرُّ دهاؤُها والبِرُّ سَوْقُها وقال أَبو عبيد ما يعرف الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرَةِ الهَرْهَرَةُ صوت الضأْن والبَرْبَرَةُ صوتُ المِعْزَى وقال يونس الهِرُّ سَوْقُ الغنم والبِرُّ دعاءُ الغنم وقال ابن الأَعرابي الهِرُّ دعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ والبِرُّ دعاؤُها إِلى الماء وهَرْهَرْتُ بالغنم إِذا دعوتها والهُرارُ داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ مثلُ الوَرَمِ بين الجلد واللحم قال غَيْلانُ بن حُرَيْث فإِلاَّ يكن فيها هُرارٌ فإِنَّني بِسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائِفُ أَي خائِفٌ سِلاَّ والباء زائدة تقول منه هُرَّتِ الإِبِلُ تُهَرُّ هَرّاً وبعير مَهْرُورٌ أَصابه الهُرارُ وناقة مَهْرُورَةٌ قال الكميت يمدح خالد بن عبد الله القَسْرِيَّ ولا يُصادفْنَ إِلاَّ آجِناً كَدِراً ولا يُهَرُّ به منهنَّ مُبْتَقِلُ قوله به أَي بالماء يعني أَنه مَريءٌ ليس بالوَبِيءِ وذكر الإِبِلَ وهو يريد أَصحابها قال ابن سيده وإِنما هذا مثل يَضْرِبُه يخبر أَن الممدوح هنيءُ العطية وقيل هو داء يأْخذها فَتَسْلَحُ عنه وقيل الهُرارُ سَلْحُ الإِبل من أَيِّ داءٍ كان الكسائيُّ والأُمَوِيُّ من أَدواءِ الإِبل الهُرَارُ وهو استطلاق بطونها وقد هَرَّتْ هَرّاً وهُراراً وهَرَّ سَلْحُه وأَرَّ اسْتَطْلَقَ حتى مات وهَرَّهُ هو وأَرَّهُ أَطلقه من بطنه الهمزة في كل ذلك بدل من الهاء ابن الأَعرابي هَرَّ بِسَلْحِهِ وهَكَّ به إِذا رمى به وبه هُرارٌ إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُه حتى يموت والهَرَّارَانِ نَجْمانِ قال ابن سيده الهَرَّارانِ النَّسْرُ الواقِعُ وقلبُ العقرب قال شُبَيْلُ بن عَزْرَةَ الضُّبَعِيُّ وساق الفَجْرُ هَرَّارَيْهِ حتى بدا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمالِ وقد يفرد في الشعر قال أَبو النجم يصف امرأَة وَسْنَى سَخُونٌ مَطْلَعَ الهَرَّارِ والهَرُّ ضَرْبٌ من زجر الإِبل وهِرٌّ بلد وموضع قال فَوَالله لا أَنْسَى بلاءً لقيتُه بصَحْراءِ هِرٍّ ما عَدَدْتُ اللَّيالِيا ورأْس هِرّ موضع في ساحل فارسَ يرابَطُ فيه والهُرُّ والهُرّهُورُ والهَرْهارُ والهُراهِرُ الكثير من الماءِ واللَّبَنِ وهو الذي إِذا جَرى سمعت له هَرْهَرْ وهو حكاية جَرْيِهِ الأَزهري والهُرْهُورُ الكثير من الماءِ واللبن إِذا حلبته سمعت له هَرْهَرَةً وقال سَلْمٌ تَرَى الدَّالِيَّ منه أَزْوَرا إِذا يَعُبُّ في السَّرِيِّ هَرْهَرَا وسمعت له هَرْهَرَةً أَي صوتاً عند الحَلْب والهَرُورُ والهُرْهُورُ ما تناثر من حب العُنْقُود زاد الأزهري في أَصل الكَرْم قال أَعرابي مررت على جَفنةٍ وقد تحركت سُرُوغُها بقُطُوفها فَسَقَطَتْ أَهْرارُها فأَكلتُ هُرْهُورَةً فما وقعت ولا طارت قال الأَصمعي الجفنة الكَرْمَة والسُّروغُ قضبان الكرم واحدها سَرْغٌ رواه بالغين والقطوف العناقيد قال ويقال لما لا ينفع ما وَقَعَ ولا طارَ وهرّ يَهُرُّ إِذا أَكل الهَرُور وهو ما يتساقط من الكرم وهَرْهَرَ إِذا تَعَدَّى ابن السكيت يقال للناقة الهَرِمَة هِرْهِرٌ وقال النضر الهِرْهِرُ الناقة التي تَلْفِظُ رَحِمُها الماءَ من الكِبَر فلا تَلْقَحُ والجمع الهَراهِرُ وقال غيره هي الهِرْشَفَّةُ والهِرْدِشَةُ أَيضاً ومن أَسماءِ الحيات القَزَازُ والهِرْهِيرُ ابن الأَعرابي هَرَّ يَهَرُّ إِذا ساءَ خُلُقُه والهُرْهُور ضرب من السُّفُن ويقال للكانُونَيْنِ هما الهَرَّارانِ وهما شَيْبان ومِلْحانُ وهَرْهَرَ بالغنم دعاها إِلى الماءِ فقال لها هَرْهَرْ وقال يعقوب هَرْهَرَ بالضأْن خصها دون المعز والهَرْهَرَةُ حكاية أَصوات الهند في الحرب غيره والهَرْهَرَةُ والغَرْغَرَةُ يحكى به بعض أَصوات الهند والسِّنْدِ عند الحرب وهَرْهرَ دعا الإِبل إِلى الماءِ وهَرْهَرةُ الأَسد تَرْديدُ زئِيرِه وهي الي تسمى الغرغرة والهَرْهَرَةُ الضحك في الباطل ورجل هَرْهارٌ ضَحَّاك في الباطل الأَزهري في ترجمة عقر التَّهَرْهُرُ صوت الريح تَهَرْهَرَتْ وهَرْهَرَتْ واحدٌ قال وأَنشد المؤَرِّجُ وصِرْتَ مملوكاً بِقاعٍ قَرْقَرِ يَجْري عليك المُورُ بالتَّهَرْهُرِ يا لك من قُنْبُرَةٍ وقُنْبُرِ كنتِ على الأَيَّام في تَعَقُّرِ أَي في صر وجلادة والله أَعلم

هزر
الهَزْرُ والبَزْرُ شدة الضرب بالخشب هَزَرَهُ هَزْراً كما يقال هَطَرَة وهَبَجَهُ ابن سيده هَزَرَه يَهْزِرُهُ هَزْراً بالعصا ضربه بها على جنبه وظهره ضرباً شديداً الجوهري هَزَرَه بالعصا هَزَرات أَي ضربه وفي حديث وَفْدِ عبد القيس إِذا شرب قام إِلى ابن عمه فَهَزَر ساقَه الهَزْرُ الضرب الشديد بالخشب وغيره وهو مَهْزُورٌ وهَزِيرٌ والهَزْرُ الغَمْزُ الشديد هَزَرَهُ يَهْزِرُه هَزْراً فيهما ورجل مِهْزَر بكسر الميم وذو هَزَراتٍ وذو كَسَراتٍ يُغْبَنُ في كل شيءٍ قال إِلاَّ تَدَعْ هَزَراتٍ لستَ تاركها تُخْلَعْ ثِيابُكَ لا ضأْنٌ ولا إِبلُ يقول لا يبقى له ضَأْن ولا إِبل الفرّاء في فلان هَزَراتٌ وكَسَراتٌ ودَغَوات ودَغَيات كله الكسل والهُزَيْرَة تصغير الهَزْرَةِ وهي الكسل التام والهَزْرُ في البيع التَّقَحُّمُ فيه والإِغلاء وقد هَزَرْتُ له في بيعه هَزْراً أَي أَغلبت له والهازِرُ المُشْتَري المُقَحِّمُ في البيع ورجل هِزْرٌ مغبون أَحمق يطمع به والهَزْرَةُ والهَزَرَةُ الأَرض الرقيقة والهُزَرُ قبيلة من اليمن يُبِّتُوا فَقُتِلُوا والهُزَرُ موضع قال أَبو ذؤَيب لقالَ الأَباعدُ والشَّامِتُو ن كانوا كَليْلَةِ أَهلِ الهُزَرْ يعني تلك القبيلة أَو ذلك الموضع وقال بعضهم الهُزَرُ ثَمُودُ حيث أُهلكوا فيقال كما باد أَهلُ الهُزَرِ وقال الأَصمعي هي وقعة كانت لهم منكرة ومَهْزُورٌ واد بالحجاز وفي الحديث أَنه قضى في سيل مَهْزُورٍ أَن يُحْبَسَ حتى يبلغ الماء الكعبين قال ابن الأَثير مَهْزُورٌ وادي بني قُرَيْظَة بالحجاز قال فأَما بتقديم الراء على الزاي فموضع سوق المدينة تصدق به رسول الله صلي الله عليه وسلم على المسلمين وهَيْزَرٌ اسم والهَزَوَّرُ الضعيف زعموا

هزبر
الهِزْبْرُ من أَسماء الأَسد والهَزَنْبَرُ والهَزَنْبَرانُ الحديد السَّيِّءُ الخُلُقِ وقال ابن السكيت رجل هَزَنْبَرٌ وهَزَنْبَران أَي حديد وثَّابٌ ابن الأَعرابي ناقة هِزَبْرَةٌ صُلْبَةٌ وأَنشد هِزَبْرَةٌ ذاتُ نَسِيبٍ أَصْهَبَا

هزمر
الهَزْمَرَةُ الحركة الشديدة وهَزْمَرَه عَنَّفَ به

هسر
ابن الأَعرابي قال الهُسَيْرةُ تصغير الهُسْرَةِ وهم قرابات الرجل من طرفيه أَعمامُه وأَخوالُه

هشر
الهَشْرُ خِفَّة الشيء ورِقَّتُه ورجل هَيْشَرٌ رِخْوٌ ضعيف طويل والهَيْشَرُ والهَيْشُور شجر وقيل نبات رِخْوٌ فيه طول على رأْسه بُرْعُومَةٌ كأَنه عنق الرَّأْلِ قال ذو الرمة يصف فراخ النَّعام كأَن أَعْناقَها كُرَّاثُ سائِفَةٍ طارَتْ لَفائِفُه أَوْ هَيْشَرٌ سُلُبُ أَي مَسْلُوبُ الورق وقال الراجز باتتْ تَعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيم
لُبايَةً من هَمِقٍ هَيْشُور ... قوله « لباية » بموحدة فمثناة تحتية بينهما
ألف كذا بالأصل ونسخة من القاموس شرح عليها السيد مرتضى وصوَّبها وفي نسخ من الصحاح والقاموس لبابة بموحدتين وفي رواية هَيْشُوم وقيل الهيشور شجر ينبت في الرمل يطول ويستوي وله كمأَة البَزْرُ في رأْسه والسائفة ما استرق من الرمل غيره الهَيْشَرُ كَنْكَرُ البَرِّ ينبت في الرمال ابن الأَعرابي الهُشَيْرَةُ تصغير الهُشْرَةِ وهي البَطَرُ وفي النوادر شجرة هَشُورٌ وهَشِرَةٌ وهَمُورٌ وهَمِرَةٌ إِذا كان ورقها يسقط سريعاً وقال أَبو حنيفة من العُشْب الهَيْشَرُ وله ورقة شاكَةٌ فيها شَوْكٌ ضخم وهو يُسَمِّقُ وزهرته صفراء وتطولُ له قصبةٌ من وسطه حتى تكون أَطول من الرجل واحدته هَيْشَرَةٌ
والمِهْشارُ من الإِبل التي تَضْبعُ قَبْلَها ... قوله « التي تضبع قبلها » أي
تشتهي الفحل قبل الابل ووقع في القاموس التي تضع أي من الوضع قبلها أي بضمتين وخطأه شارحه وصوّت ما في اللسان وصوّب وتَلْقَحُ في أَوّل ضَرْبَة ولا تُمارِنُ والمَهْشُورُ من الإِبل المُحْتَرِقُ الرِّئَةِ

هصر
الهَصْرُ الكسْرُ هَصَرَ الشيءَ يَهْصِرُه هَصْراً جَبَذَه وأَماله واهْتَصَرَه أَبو عبيدة هَصَرْتُ الشيء ووَقَصْتُه إِذا كسرته والهَصْرُ عطف الشيء الرَّطْبِ كالغصن ونحوه وكَسْرُه من غير بَيْنُونَةٍ وقيل هو عَطْفُك أَيَّ شيء كان هَصَرَه يَهْصِرُه هَصْراً فانْهَصَرَ واهْتَصَرَه فاهْتَصَر الجوهري هَصَرْتُ الغُصْنَ وبالغُصْنِ إِذا أَخذت برأْسه فأَملته إِليك وفي الحديث كان إِذا رَكَعَ هَصَرَ ظَهْرَه أَي ثناه إِلى الأَرض وأَصل الهَصْرِ أَن تأْخذ برأْس عود فتثنيَه إِليك وتَعْطِفَه وفي الحديث لما بنى مسجدَ قُباءٍ رفع حَجَراً ثقيلاً فَهَصَرَه إِلى بطنه أَي أَضافه وأَماله وقال أَبو حنيفة الانْهِصار والاهْتِصار سُقُوط الغصن على الأَرض وأَصله في الشجرة واستعاره أَبو ذؤيب في العرض فقال وَيْلُ مّ قَتْلى فُوَيْقَ القَاعِ من عُشَرٍ من آل عُجْرَةَ أَمْسَى جَدُّهُمْ هَصِرَا التهذيب اهْتَصَرْتُ النخلة إِذا ذَلَّلْت عُذُوقَها وسَوَّيْتَها وقال لبيد جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ به من الكَوافِرِ مَهْضُومٌ ومُهْتَصَرُ ويروى مَكْمُومٌ أَي مُغَطًّى وفي الحديث أَنه كان مع أَبي طالب فنزل تحت شجرة فَتَهَصَّرَتْ أَغصانُ الشجرة أَي تَهَدّلَتْ عليه والهَيْصَرُ الأَسدُ والهَصَّارُ الأَسد وأَسدٌ هُصُورٌ وهَصَّارٌ وهَيْصَرٌ وهَيْصارٌ ومِهْصارٌ وهُصَرَةٌ وهُصَرٌ ومُهْتَصِرٌ يَكْسِرُ ويُمِيلُ من ذلك أَنشد ثعلب وخَيْل قد دَلَفْتُ لها بِخَيْلٍ عليها الأُسْدُ تَهْتَصِرُ اهْتِصارَا وفي حديث ابن أُنَيْسٍ كأَنه الرِّئْبالُ الهَصُورُ أَي الأَسد الشديد الذي يَفْتَرِسُ ويَكْسِرُ ويجمع على هَواصِرَ وفي حديث عمرو بن مرة ودارَتْ رَحاها باللُّيُوثِ الهواصِرِ وفي حديث سَطِيح فربما أَضْحَوْا بِمنْزِلَةٍ
تَهابُ صَوْلَهُمُ الأَُسْدُ الهَواصِيرُ ... كذا بياض بالأصل
جمع مِهْصارٍ وهو مفعال منه والهَصْرُ شدّة الغَمْزِ ورجل هَصِرٌ وهُصَرٌ وهَصَرَ قرْنَه يَهْصِرُه هَصْراً غمزه والهَصْرُ أَن تأْخذ برأْس شيء ثم تكسره إِليك من غير بينونة وأَنشد لامرئ القيس ولما تَنازَعْنا الحَدِيثَ وأَسْمَحَتْ هَصَرْتُ بغُصْنٍ ذي شَمارِيخ مَيَّالِ قوله تنازعنا الحديث أَي حَدّثَتْنِي وحَدَّثْتُها وأَسْمَحَتْ انقادت وتَسَهَّلَتْ بعد صعوبتها وهَصَرْتُ جذبت وأَراد بالغصن جِسْمَها وقَدَّها في تَثَنِّيهِ ولينه كتثني الغصن وشبه شعرها بشماريخ النخل في كثرته والتفافه والمُهاصِريُّ ضَرْبٌ من البُرُود وفي التهذيب من برود اليمن والهَصْرَةُ والهَصَرَةُ خَرَزَة يُؤَخَّذُ بها الرجال وهاصِرٌ وهَصَّارٌ ومُهاصِر أَسماء

هطر
هَطَرَ الكلبَ يَهْطِرُه هَطْراً قتله بالخشب قال الليث هَطَرَه يَهْطِرُه هَطْراً كما يُهَيِّجُ الكلبَ بالخشبة ابن الأَعرابي الهَطْرَةُ تَذَلُّلُ الفقير للغنيّ إِذا سأَله

هعر
الهَيْعَرَةُ من النساء التي لا تستقر من غير عفة كالعَيْهَرَة والفعل كالفعل وقال الليث هَيْعَرَتِ المرأَةُ وتَهَيْعَرَت إِذا كانت لا تستقر في مكان قال أَبو منصور كأَنه عنده مقلوب من العَيْهَرَةِ لأَنه جعل معناهما واحداً وترجم الأَزهري بعد هذه ترجمة أُخرى وأَعاد هذه الترجمة وقال قال بعضهم الهَيْعَرُونُ الداهية ويقال للعجوز المُسِنَّة هَيْعَرُونٌ سميت بالداهية قال ولا أَحُقُّ الهَيْعَرُونَ ولا أُثْبِتُه ولا أَدري ما صحته

هقر
الهَقَوَّرُ الطويل الضَّخْمُ الأَحمقُ ويقال للرجل الطويل العظيم الجسم هِرطالٌ وهِرْدَبَّةٌ وهَقَوَّر وقَنَوَّرٌ وأَنشد أَبو عمرو لِنجادٍ الخَيْبَرِيِّ ليس بِجِلْحابٍ ولا هَقَوَّرِ لكنه البُهْتُرُ وابْنُ البُهْتُرِ عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمى والعُنْصُرِ الجلحات الكثير الهم والبُهْتُرِ القصير لغة في البُحْتُر والعِضُّ العَسِرُ يقال غَلَقٌ عِضٌّ إِذا كان لا يكاد ينفتح والهُقَيْرَةُ تصغير الهَقْرَةِ وهو وجع من أَوجاع الغنم

هكر
الهَكْرُ العَجَبُ وقيل الهَكْرُ أَشدُّ العجبِ هَكِرَ يَهْكَرُ هَكَراً وهِكْراً فهو هَكِرٌ اشتدَّ عَجَبُه مثال عَشِقَ يَعشَقُ عِشْقاً وعَشَقاً قال أَبو كَبِير الهذلي أَزُهَيْرُ وَيْحَكِ لِلشَّبابِ المُدْبِرِ والشَّيْبُ يَغْشَى الرأْسَ غَيْرَ المُقْصِرِ فَقَدَ الشَّبابَ أَبوكِ إِلا ذِكْرَه فاعْجَبْ لذلك رَيْبَ دَهْرٍ واهْكَرِ بدأَ بخطاب ابنته زهيرة ثم رجع فخاطب نفسه فقال اعجب لذلك واهْكَر أَي تعجب أشدّ العجب والهَكِرُ المُتَعَجِّبُ وفي حديث عمر والعجوز أَقبلت من هَكْرانَ وكَوكَبٍ هما جبلان معروفان ببلاد العرب وفيه مَهْكَرَة أَي عُجْبٌ والهَكُرُ والهَكِرُ الناعِسُ وقد هَكِرْتُ أَي نَعِسْتُ وهَكِرَ الرجلُ هَكَراً سَكِرَ من النوم وقيل اشتد نومه وقيل هو أَن يعتريه نُعاس فتسترخي عظامه ومفاصله وتَهَكَّرَ تَحَيَّرَ وهَكْرٌ وهَكِرٌ موضع قال امرؤ القيس لَدَى أَو كَبَعْضِ دُمى هَكِرْ وقد يجوز أَن يكون أَراد دُمى هَكْرِ فنقل الحركة للوقف كما حكاه سيبويه من قولهم هذا البَكُرْ ومن البَكِرْ قال الأَزهري هَكِرٌ موضع أَو دَيْرٌ قال أُراه رُومِيًّا وأَنشد بيت امرئ القيس

همر
الهَمْرُ الصَّبُّ ... قوله « الهمر الصب » بابه ضرب ونصر كما في
القاموس غيره الهَمْرُ صَبُّ الدمع والماء والمطر هَمَرَ الماءُ والدَّمْعُ يَهْمِرُ هَمْراً صَبَّ قال ساعدة بن جؤية وجاءَ خَلِيلاه إِليها كِلاهما يَفِيضُ دُموعاً لا يَرِيثُ هُمُورُها وانْهَمَرَ كَهَمَر فهو هامِرٌ ومُنْهَمِرٌ سال وهَمَرَ الماءَ والدمعَ وغيره يَهْمِرُه هَمْراً صَبَّه والهَمْرَة الدُّفْعَةُ من المطر والهَمَّارُ السحاب السَّيَّال قال أَناخَتْ بهَمَّارِ الغَمامِ مُصَرِّحٍ يَجُودُ بمطلُوقٍ من الماءِ أَصْحَمَا وهَمَرَ الكلام يَهْمِرُه هَمْراً أَكثر فيه ورجل مِهْمارٌ كثير الكلام والهَمْرُ شدة العَدْوِ وهَمَرَ الفرسُ الأَرضَ يَهْمِرُها هَمْراً واهْتَمَرها وهو شدة ضربه إِياها بحوافره وأَنشد عَزَازَة ويَنْهَمِرنَ ما انْهَمَرْ وهَمَرَ ما في الضَّرْع أَي حلَبَه كله وهَمَرَ له من ماله أَي أَعطاه ورجل هَمَّارٌ ومِهْمارٌ ومِهْمَر أَي مِهْذارٌ يَنْهَمِرُ بالكلام وقال يمدح رجلاً بالخَطابَةِ تَرِيغُ إِليه هَوادي الكلام إِذا خَطِلَ النَّثِرُ المِهْمَرُ الأَزهري الهَمَّارُ النَّمَّامُ قال الأَزهري صوابه الهَمَّاز بالزاي فأَما الهَمَّارُ فالمِكْثارُ والمِهْمارُ الذي يَهْمِرُ عليك الكلامَ هَمْراً أَي يكثر واهْتَمَر الفرسُ إِذا جرى والهَمرَى الصَّخَّابة من النساء والهَمْرَةُ والدَّمْدَمَةُ وقيل الدَّمْدَمَةُ بغضب وهَمَرَ الغُزْرُ الناقةَ يَهْمِرُها هَمْراً جَهَدَها وحكى بعضهم هَمَزَها وليس بصحيح والهَمِرُ واليَهْمُورُ من أَسماء الرمال قال الشاعر من الرِّمالِ هَمِرٌ يَهْمُورُ وقال الشاعر يُهامِرُ السَّيْلَ ويُولي الأَخْشَبَا والهَمْرَةُ خَرَزَة الحُبِّ يُستعطف بها الرجالُ يقال يا هَمْرَةُ اهْمِرِيه ويا غَمْرَةُ اغْمُرِيِه إِن أَقبل فَسُرِّيه وإِن أَدبر فَضُرِّيه ورجل هَمِر غليظ سمين وبنو هَمْرة بطن وبنو هُمَيْر بطن منهم

هنر
الهَنْرَةُ وَقْبَةُ الأُذُنِ المليحة لم يحكها غير صاحب العين وقال الأَزهري يقال هَنَرْتُ الثوبَ بمعنى أَنَرْتُه أَهَنِيرُه وهو أَن تُعَلِّمَه قاله اللحياني هنبر الهِنْبِرَةُ الأَتان وهي أُم الهِنْبِرِ وأُم الهِنْبِرِ الضبع في لغة بني فَزارة قال الشاعر القتال الكلابي واسمه عبيد بن المُصَرِّجي يا قاتَلَ اللهُ صبياناً تَجيءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها وَاري من كُلِّ أَعْلَمَ مَشْقُوقٍ وَتِيرَتُهُ لم يُوفِ خَمْسَةَ أَشْبارٍ بشَبَّار ويروى يا قبح الله ضبعاناً وفي شعره من زند لها حاري والحاري الناقص والواري السمين والأَعلم المشقوق الشفة العليا والوتيرة إِطار الشفة وأَبو الهِنْبِر الضِّبْعانُ وقول الشاعر ملقينَ لا يَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ الأَصمعي هي الضبع وغيره هي الحِمَارَةُ الأَهلية والأَصمعي الهِنْبِرُ مثل الخِنْصِرِ ولد الضَّبُعِ والهِنْبِرُ الجحش ومنه قيل للأَتان أُم الهِنْبِرِ ابن سيده هو الهِنْبِرُ والهِنَّبْرُ الثور والفرس وهو أَيضاً الأَديم الرديء وأَنشد ابن الأَعرابي يا فَتًى ما قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُو بٍ ولا من قُوارَةِ الهِنَّبْرِ قال الهِنَّبر ههنا الأَديم وفي حديث كعب في صفة الجنة فقال فيها هَنابِيرُ مسك يبعث الله تعالى عليها ريحاً تسمى المُثيرَةَ فَتُثِير ذلك المسكَ على وجوههم وقالوا الهَنابِيرُ والنَّهابيرُ رمال مُشْرِفَةٌ واحدتها نُهْبورة وهُنْبُورة وقيل في قوله فيها هنابير مسك وقيل أَراد أَنابير جمع أَنبار قلبت الهمزة هاء وهي كُثْبانٌ مُشْرِفَة أُخذ من انْتِبار الشيء وهو ارتفاعه والأَنْبار من الطعام مأْخوذ منه

هنبر
الهِنْبِرَةُ الأَتان وهي أُم الهِنْبِرِ وأُم الهِنْبِرِ الضبع في لغة بني فَزارة قال الشاعر القتال الكلابي واسمه عبيد بن المُصَرِّجي يا قاتَلَ اللهُ صبياناً تَجيءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها وَاري من كُلِّ أَعْلَمَ مَشْقُوقٍ وَتِيرَتُهُ لم يُوفِ خَمْسَةَ أَشْبارٍ بشَبَّار ويروى يا قبح الله ضبعاناً وفي شعره من زند لها حاري والحاري الناقص والواري السمين والأَعلم المشقوق الشفة العليا والوتيرة إِطار الشفة وأَبو الهِنْبِر الضِّبْعانُ وقول الشاعر ملقينَ لا يَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ الأَصمعي هي الضبع وغيره هي الحِمَارَةُ الأَهلية والأَصمعي الهِنْبِرُ مثل الخِنْصِرِ ولد الضَّبُعِ والهِنْبِرُ الجحش ومنه قيل للأَتان أُم الهِنْبِرِ ابن سيده هو الهِنْبِرُ والهِنَّبْرُ الثور والفرس وهو أَيضاً الأَديم الرديء وأَنشد ابن الأَعرابي يا فَتًى ما قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُو بٍ ولا من قُوارَةِ الهِنَّبْرِ قال الهِنَّبر ههنا الأَديم وفي حديث كعب في صفة الجنة فقال فيها هَنابِيرُ مسك يبعث الله تعالى عليها ريحاً تسمى المُثيرَةَ فَتُثِير ذلك المسكَ على وجوههم وقالوا الهَنابِيرُ والنَّهابيرُ رمال مُشْرِفَةٌ واحدتها نُهْبورة وهُنْبُورة وقيل في قوله فيها هنابير مسك وقيل أَراد أَنابير جمع أَنبار قلبت الهمزة هاء وهي كُثْبانٌ مُشْرِفَة أُخذ من انْتِبار الشيء وهو ارتفاعه والأَنْبار من الطعام مأْخوذ منه

هنزمر
الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيزَمْنُ كلها عيد من أَعياد النصارى أَو سائر العجم وهي أَعجمية قال الأَعشى إِذا كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما

هور
هارَه بالأَمرِ هَوْراً أَزَنَّه وهُرْتُ الرجلَ بما ليس عنده من خير إِذا أَزْنَنْتَه أَهُورُه هَوْراً قال أَبو سعيد لا يقال ذلك في غير الخبر وهارَه بكذا أَي ظنه به قال أَبو مالك بن نُوَيْرَة يصف فرسه رَأَى أَنَّني لا بالكثير أَهُورُه ولا هُوَ عَنِّي في المُواساةِ ظاهرُ أَهُورُه أَي أَظن القليلَ يكفيه يقال هو يُهارُ بكذا أَي يُظَنُّ بكذا وقال آخر يصف إِبلاً قد عَلِمَتْ جِلَّتُها وخُورُها أَني بِشِرْبِ السُّوءِ لا أَهُورُها أَي لا أَظن أَن القليل يكفيها ولكن لها الكثير ويقل هُرْتُ الرجلَ هَوْراً إِذا غَشَتشْتَه وهُرْتُه بالشيء اتَّهَمْتُه به والاسم الهُورَةُ وهارَ الشيءَ حَزَرَه وقيل للفَزارِيِّ ما القطعة من الليل ؟ فقال حُزْمَةٌ يَهُورُها أَي قطعة يَحْزُرها وهُرْتُه حملته على الشيء وأَردته به وضَرَبَه فَهارَه وهَوَّره إِذا صرعه وهارَ النباءَ هَوْراً هَدَمَه وهار البناءُ والجُرْفُ يَهُورُ هَوْراً وهُؤُوراً فهو هائِرٌ وهارٍ على القلب

هير
هارَ الجُرْفُ والبِناءُ وتَهَيَّرَ انهدم وقيل إِذا انصدع الجرف من خلفه وهو ثابت بعد في مكانه فقد هارَ فإِذا سقط فقد انْهارَ وتَهَيَّر وهَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّر لغة في هَوَّرْتُه ورجل هَيارٌ يَنْهار كما يَنْهار الرمل قال كثيِّر فما وَجَدُوا منكَ الضَّريبَةَ هَدَّةً هَيَاراً ولا سَقْطَ الأَلِيَّةِ أَخْرَما والهَيْرَةُ الأَرضُ السهلة وهِيرٌ وهَيْرٌ وهَيِّرٌ من أَسماء الصَّبا وكذلك إِيْرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ وقيل هِيْرٌ وإِيْرٌ من أَسماء الشَّمال والهائر الساقط والراهي المستقيم والهَوْرَةُ الهَلَكَةُ يقال اسْتَيْهِرْ بإِبلك واقْتَيِلْ وارْتَجِعْ أَي استبدل بها إِبلاً غيرها واقتيل هو افْتَعِلْ من المُقايَلَةِ في البيع المبادلة ومضى هِيْرٌ من الليل أَي أَقل من نصفه عن ابن الأَعرابي وحكي فيه هِتْرٌ وقد ذكر وهِيْرُورٌ ضرب
( * قوله « وهيرور ضرب إلخ » بكسر الهاء بضبط الأصل وضبط في القاموس بفتحها وتكلم الشارح عليهما وعزا الأول لأئمة اللغة ) من التمر والذي حكاه أَبو حنيفة هِيْرُونُ بضم النون فإِن كان ذلك فهو يحتمل أَن يكون فِعْلُوناً وفِعْلُولاً واليَهْيَرُّ الحجر الصُّلْبُ الأَحمر الحجرُ اليَهْيَرُّ الصُّلْبُ ومنه سمي صمغ الطلْح يَهْيَرّاً وقيل هي حجارة أَمثال الأَكف وقيل هو حجر صغير قال وربما زادوا فيه الأَلف فقالوا يَهْيَرَّى قالوا وهو من أَسماءِ الباطل ابن شميل قيل لأَبي أَسلم ما الثَّرَّةُ اليَهْيَرَّةُ الأَخلاف ؟ ؟ فقال الثَّرَّةُ السَّاهِرَة العِرْقِ تسمع زَمِيرَ شَخْبِها وأَنت من ساعة قال واليَهْيَرَّةُ التي يسيل لبنها من كثرته وناقة ساهرة العروق كثيرة اللبن وقال أَبو حنيفة اليَهْيَرُّ مشدد الصَّمْغة الكبيرة وأَنشد قد مَلَؤُوا بُطونَهُمْ يَهْيَرَّا واليَهْيَرُّ واليَهْيَرَّى الماءُ الكثير وذهب ماله في اليَهْيَرَّى أَي الباطل أَبو الهيثم ذهب صاحبك في اليَهْيَرَّى أَي في الباطل شمر ذهب في اليَهْيَرِّ أَي في الريح ويقال للرجل إِذا سأَلته عن شيء فأَخطأَ ذهبتَ في اليَهْيَرَّى وأَين تذهبْ تذهبْ في اليَهْيَرَّى وأَنشد لما رأَتْ شيخاً لها دَوْدَرَّى في مثلِ خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى طَلَّتْ كأَنَّ وجْهَها يَحْمَرَّا تَرْبُدُ في الباطلِ واليَهْيَرَّى والدَّوْدَرَّى من وقولك فرس دَرِيرٌ أَي جواد والدليل عليه قوله في مثل خيط العهن المعرى يريد الخُدْرُوفَ وزعم أَبو عبيدة أَن اليَهْيَرَّى الحجارة واليَهْيَرُّ الكذب وقولهم أَكذبُ من اليَهْيَرِّ هو السراب الليث اليَهْيَرُّ اللَّجَاجَةُ والتَّمادِي في الأَمر تقول استيهر وأَنشد وقَلْبُكَ في اللَّهْو مُستَيْهِرُ
( * قوله « وقلبك إلخ » صدره كما في شرح القاموس عن الصاغاني « صحا العاشقون وما تقصر » )
الفراء يقال قد اسْتَيْهَرْتُ أَنكم قد اصطلحتم مثل استيقنت قال أَبو تراب سمعت الجعفريين أَنا مُسْتَوْهِرٌ بالأَمر مستيقن السلميّ مُسْتَيهِرٌ واليَهْيَرُّ دُوَيْبَّة أَعظم من الجُرَذِ تكون في الصحاري واحدته يَهْيَرَّة وأَنشد فَلاةٌ بها اليَهْيَرُّ شُقْراً كأَنها خُصَى الخَيْلِ قد شُدَّتْ عليها المَسامِرُ واختلفوا في تقديرها فقالوا يَفْعَلّةٌ وقالوا فَيْعَلَّةٌ وقالوا فَعْلَلَّةٌ ابن هانئ اليَهْيَرُّ شجرة واليَهْيَرُ بالتخفيف الحنظل وهو أَيضاً السَّمُّ واليَهْيَرُ صَمْغُ الطَّلْحِ عن أَبي عمرو قال سيبويه أَما يَهْيَرُّ مشدد فالزيادة فيه أَولى لأَنه ليس في الكلام فَعْيَلُّ وقد نقل ما أَوَّله زيادة ولو كانت يَهْيَرُّ مخففة الياء كانت الأُولى هي الزائدة أَيضاً لأَن الياء إِذا كانت أَوَّلاً بمنزلة الهمزة وأَنشد أَبو عمرو في اليَهْيَرِّ صَمْغِ الطَّلْحِ أَطْعَمْتُ رَاعِيَّ من اليَهْيَرِّ فَظَلَّ يَعْوِي حَبَطاً بِشَرِّ خَلْفَ اسْتِهِ مثلَ نَقِيق الهِرِّ وهو يَفْعَلُّ لأَنه ليس في الكلام فَعْيَلُّ قال ابن بري أَسقط الجوهري ذكر تَيْهُور للرمل الذي يَنْهار لأَنه يحتاج فيه إِلى فضل صنعة من جهة العربية وساهدُ تَيْهورٍ للرمل المُنْهارِ قول العجاج إِلى أَراطٍ ونَقاً تَيْهُورِ وزنه تَفْعُول والأَصل فيه تَهْيُور فقدِّمت الياء التي هي عين إِلى موضع الفاء فصار تَيْهُوراً فهذا إِن جعلت تَيهُوراً من تَيَهَّرَ الجُرُفُ وإِن جعلته من تَهَوَّر كان وزنه فَيْعُولاً لا تَفْعُولاً ويكون مقلوب العين أَيضاً إِلى موضع الفاء والتقدير فيه بعد القلب وَيْهُور ثم قلبت الواو تاء كما قلبت في تَيْقُور وأَصله وَيْقُور من الوَقار كقول العجاج فإِن يكن أَمْسى البِلَى تَيْقورِي أَي وَقاري قال وكثيراً ما تبدل التاء من الواو في نحو تُراثٍ وتُجاهٍ وتُخَمَة وتُقًى وتُقاةٍ وقد ذكرنا نحن التَّيْهُورَ في فصل التاء كما ذكره ابن سيده وغيره

وأر
وَأَرَ الرجلَ يَئِرُه وأْراً فَزَّعَهُ وذَعَرَه قال لبيد يصف ناقته تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأَرْ بها شُعْبَةُ السَّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَل ومن رواه لم يُؤْرَ بها جعله من قولهم الدابةُ تَأْري الدابة إِذا انضمت إِليها وأَلفت معها مَعْلَفاً واحداً وآرَيْتُها أَنا وهو من الآرِيِّ ووَأَرَ الرجلَ أَلقاه على شَرٍّ واسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ تتابعت على نِفارٍ وقيل هو نِفارُها في السهل وكذلك الغنم والوحش قال أَبو زيد إِذا نفرت الإِبل فَصَعَّدَتِ الجَبَلَ فإِذا كان نِفارُها في السَّهْلِ قيل اسْتَأْوَرَت قال هذا كلام بني عقيل قال الشاعر ضَمَمْنا عليهم حُجْرَتَيْهِمْ بِصادِقٍ من الطَّعْنِ حتى استأْوَرُوا وتَبَدَّدُوا ابن الأَعرابي الوَائرُ الفَزِعُ والإِرَةُ مَوْقِدُ النار وقيل هي النار نفسها والجمع إِراتٌ وإِرُون على ما يَطَّرِدُ في هذا النحو ولا يُكَسَّرُ ووَأَرَها ووَأَرَ لها وَأْراً وإِرةً عمل لها إِرَةً قال أَبو حنيفة الوُؤْرةُ في وزن الوُعْرَةِ حُفْرَة المَلَّةِ والجمع وُأَرٌ مثل وُعَرٍ ومنهم من يقول أُوَرٌ مثل عُوَرٍ صَيَّرُوا الواو لما انضمت همزة وصيروا الهمزة التي بعدها واواً والإِرَةُ شحمة السَّنام والإِرَةُ أَيضاً لحم يطبخ في كرش وفي الحديث أُهْدِيَ لهم إِرَةٌ أَي لحم في كرش ابن الأَعرابي الإِرَةُ النار والإِرَةُ الحُفْرة للنار والإِرَةُ اسْتِعارُ النار وشدَّتها والإِرَةُ الخَلْعُ وهو أَن يُغْلَى اللحم والخل إِغلاءً ثم يحمل في الأَسفار والإِرَةُ القَدِيدُ ومنه خبر بلال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمعكم شيءٌ من الإِرَةِ أَي القديد قال أَبو عمرو هو الإِرَةُ والقَدِيدُ والمُشَنَّقُ والمُشَرَّقُ والمُتَمَّرُ والموحر والمفرند
( * قوله « والموحر والمفرند » كذا بالأصل ) والوَشِيقُ ويقال ائْتِنا بِإِرَةٍ أَي بنارٍ والإِرَةُ العداوة أَيضاً وأَنشد لِمُعالِجِ الشَّحْناءِ ذي إِرَةٍ وقال أَبو عبيد الإِرَةُ الموضع الذي تكون فيه الخُبْزَةُ قال وهي المَلَّةُ قال والخبزة هي المَلِيلُ وأَرض وَئِرَةٌ مثل فَعِلَةٍ وهي شديدة الأُوارِ وهو الحَرُّ قال وهي مقلوبة الليث يقال من الإِرَةِ وأَرْتُ إِرَة وهي إِرَةٌ مَوْؤُورَةٌ قال وهي مُسْتَوْقَدُ النار تحت الحَمَّامِ وتحت أَتُّونِ الجِرارِ والحَصَّاصَةِ إِذا حَفَرْتَ حُفْرَة لإِيقاد النار يقال وأَرْتُها أَئِرُها وأْراً وإِرَةً التهذيب الوِئارُ الممدّدة وهي مَخاضُ الطين
( * قوله « وهي مخاض الطين » عبارة القاموس محافر الطين ) الذي يُلاطُ به الحِياض قال بذي وَدَعٍ يَحُلُّ بكُلّ وَهْدٍ رَوايا الماء يَظَّلِمُ الوِئارا

وبر
الوَبَرُ صوف الإِبل والأَرانب ونحوها والجمع أَوْبارٌ قال أَبو منصور وكذلك وَبَرُ السَّمُّور والثعالب والفَنَكِ الواحدة وَبَرَةٌ وقد وَبِرَ البعير بالكسر وحاجى به ثعلبةُ بن عبيد فاستعمله للنحل فقال شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقي ولا الذِّئْبَ تَخْشى وهي بالبَلَدِ المُفْضي يقال جمل وَبِرٌ وأَوْبَرُ إِذا كان كثير الوَبَرِ وناقة وَبِرَةٌ ووَبْراءُ وفي الحديث أَحَبُّ إِليّ من أَهل الوَبَرِ والمَدَرِ أَي أَهل البوادي والمُدْنِ والقُرى وهو من وَبَرِ الإِبل لأَن بيوتهم يتخذونها منه والمَدَرُ جمع مَدَرَة وهي البِنْيَةُ وبناتُ أَوْبَرَ ضَرْبٌ من الكمأَة مُزْغِبٌ قال أَبو حنيفة بناتُ أَوبَرَ كَمْأَةٌ كأَمثال الحصى صِغارٌ يَكنَّ في النقص من واحدة إِلى عشر وهي رديئة الطعم وهي أَول الكمأَة وقال مرة هي مثل الكمأَة وليست بكمأَة وهي صغار الأَصمعي يقال للمُزْغِبَةِ من الكمأَة بناتُ أَوْبَرَ واحدها ابن أَوبر وهي الصغار قال أَبو زيد بناتُ الأَوْبَرِ كمأَةٌ صغار مُزْغِبَةٌ على لون التراب وأَنشد الأَحمر ولقد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ أَي جنيت لك كما قال تعالى وإِذا كالوهم أَو وَزَنُوهم قال الأَصمعي وأَما قول الشاعر ولقد نهيتك عن بنات الأَوبر فإِنه زاد الأَلف واللام للضرورة كقول الراحز باعَدَ أُمَّ العَمْرِ من أَسِيرِها وقول الآخر يا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحبي يريد أَنه عمرو فيمن رواه هذا وإِلا فالأَعرف يا ليت أُم الغَمْرِ قال وقد يجوز أَن يكون أَوْبَرُ نكرةً فعرّفه باللام كما حكى سيبويه أَن عُرْساً من ابن عُرْسٍ قد نكره بعضهم فقال هذا ابن عُرْسٍ مقبلٌ وقال أَبو حنيفة يقال إِن بني فلان مثل بَناتِ أَوْبَر يظن أَن فيهم خيراً ووَبَّرَتِ الأَرنبُ والثعلب تَوْبِيراً إِذا مشى في الخُزُونَةِ ليخفى أَثره فلا يتبين وفي حديث الشُّورى رواه الرِّياشِيُّ أَن الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته لا تُوَبِّرُوا آثارَكم فَتُولِتُوا ديْنَكُمْ وفي حديث عبد الرحمن يوم الشُّورى لا تَغْمِدوا السيوف عن أَعدائكم فَتُوَبِّرُوا آثارَكم التَّوْبِيرُ التَّعْفِيَةُ ومَحْوُ الأَثر قال الزمخشري هو من تَوْبِير الأَرنب مَشْيِها على وَبَرِ قوائمها لئلا يُقْتَصَّ أَثَرُها كأَنه نهاهم عن الأَخذ في الأَمر بالهُوَيْنا قال ويروى بالتاء وهو مذكور في موضعه رواه شمر لا تُوَتِّرُوا آثاركم ذهب به إِلى الوَتْرِ والثَّأْرِ والصواب ما رواه الرياشي أَلا ترى أَنه يقال وَتَرْتُ فلاناً أَتِرُه من الوَتْرِ ولا يقال أَوْتَرْتُ ؟ التهذيب إِنما يُوَبِّرُ من الدواب التُّفَهُ وعَناقُ الأَرض والأَرنبُ ويقال وَبَّرَتِ الأَرنب في عَدْوها إِذا جمعت بَراثِنَها لِتُعَفِّيَ أَثَرَها قال أَبو منصور والتَّوْبِيرُ أَن تَتْبَعَ المكانَ الذي لا يَسْتَبِين فيه أَثَرُها وذلك أَنها إِذا طُلِبَتْ نظرت إِلى صَلابة من الأَرض وحَزْنٍ فَوَثَبَتْ عليه لئلا يستبين أَثرها لصلابته قال أَبو زيد إِنما يُوَبِّرُ من الدواب الأَرنبُ وشيءٌ آخرُ لم نحفظه وَوَبَّرَ الرجلُ في منزله إِذا أَقام حيناً فلم يبرح التهذيب في ترجمة أَبر أَبَّرْتُ النخلَ أَصلحته وروي عن أَبي عمرو بن العلاء قال يقال نخل قد أُبِّرَتْ ووُبِرتْ وأُبِرَتْ ثلاث لغات فمن قال أُبِّرَتْ فهي مؤَبَّرَةٌ ومن قال وُبِرَتْ فهي مَوْبُورَةٌ ومن قال أُبِرَتْ فهي مأُبُورَةٌ أَي مُلَقَّحَةٌ والوَبْرُ بالتسكين دُوَيْبَّة على قدر السِّنَّوْرِ غبراء أَو بيضاء من دواب الصحراء حسنة العينين شديدة الحياء تكون بالغَوْرِ والأُنثى وَبْرَةٌ بالتسكين والجمع وَبْرٌ ووُبُورٌ ووِبارٌ ووِبارَةٌ وإِبارةٌ قال الجوهري هي طَحْلاء اللون لا ذَنَبَ لها تَدْجُنُ في البيوت وبه سمي الرجل وَبْرَةَ وفي حديث أَبي هريرة وَبْرٌ تَحَدَّرَ من قُدُومِ ضأْنٍ
( * قوله « من قدوم ضأن » كذا ضبط بالأصل بضم القاف وضبط في النهاية بفتحها ونبه ياقوت في المعجم على أنهما روايتان ) الوَبْرُ بسكون الباء دويبة كما حليناها حجازية وإِنما شبهه بالوَبْرِ تحقيراً له ورواه بعضهم بفتح الباء من وَبَرِ الإِبلِ تحقيراً له أَيضاً قال والصحيح الأَول وفي حديث مجاهد في الوَبْرِ شاةٌ يعني إِذا قتلها المحرم لأَن لها كَرِشاً وهي تَجْتَرُّ ابن الأَعرابي فلان أَسْمَجُ من مُخَّةِ الوَبْرِ قال والعرب تقول قالت الأَرنبُ للوَبْرِ وَبْر وَبْر عَجُزٌ وصَدْر وسائرك حَقْرٌ نَقْر فقال لها الوَبْرُ أَرانِ أَرانْ عَجُزٌ وكَتِفانْ وسائركِ أُكْلَتانْ ووَبَّرَ الرجلُ تَشَرَّدَ فصار مع الوَبْرِ في التَّوَحُّشِ قال جرير فما فارقْتُ كِنْدَةَ عن تَراضٍ وما وَبَّرْتُ في شعبي ارْتِعابا أَبو زيد يقال وَبَّرَ فلانٌ على فلانٍ الأَمرَ أَي عَمَّاه عليه وأَنشد أَبو مالك بيت جرير أَيضاً
وما وَبَّرْتُ في شُعَبَى ارتعابا ... ويُروى ارتغاباً كما في ديوان جرير
قال يقول ما أَخفيت أَمرك ارتعاباً أَي اضطراباً وأُمُّ الوَبْرِ اسم امرأَة قال الراعي بأَعلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ مَغاني أُمِّ الوَبْرِ إِذ هي ما هيا وما بالدار وابِرٌ أَي ما بها أَحد قال ابن سيده لا يستعمل إِلا في النفي وأَنشد غيره فَأُبْتُ إِلى الحيّ الذين وراءَهمْ جَرِيضاً ولم يُفْلِتْ من الجيشِ وابِرُ والوَبْراءُ نبات ووَبارِ مثل قَطام أَرض كانت لعاد غلبت عليها الجن فمن العرب من يجريها مجرى نَزالِ ومنهم من يجريها مجرى سُعادَ وقد أُعرب في الشعر وأَنشد سيبويه للأَعشى ومَرَّ دَهرٌ على وَبارِ فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وبارُ قال والقوافي موفوعة قال الليث وَبارِ أَرضٌ كانت من مَحالِّ عادٍ بين اليمن ورمال يَبْرِينَ فلما هلكت عاد أَورث الله ديارهم الجنَّ فلا يتقاربها أَحد من الناس وأَنشد مِثْل ما كان بَدْءُ أَهلِ وَبارِ وقال محمد بن إِسحق بن يسار وبَارِ بلدة يسكنها النَّسْنَاسُ والوَبْرُ يوم من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء وقيل إِنما هو وَبْر بغير أَلف ولام تقول العرب صِنٌّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهما وَبْر وقد يجوز أَن يكونوا قالوا ذلك للسجع لأَنهم قد يتركون للسجع أَشياء يوجبها القياس وفي حديث أُهبانَ الأَسْلَمِيّ بينا هو يَرْعَى بِحرَّةِ الوَبْرَةِ هي بفتح الواو وسكون الباء ناحية من أَعراض المدينة وقيل هي قرية ذات نخيل ووَبَرٌ ووَبَرَةُ اسمان ووَبْرَةٌ لصٌّ معروف عن ابن الأَعرابي

وتر
الوِتْرُ والوَتْرُ الفَرْدُ أَو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ وأَوْتَرَهُ أَي أَفَذَّهُ قال اللحياني أَهل الحجاز يسمون الفَرْدَ الوَتْرَ وأَهل نجد يكسرون الواو وهي صلاة الوِتْرِ والوَتْرِ لأَهل الحجاز ويقرؤُون والشَّفْعِ والوتْر والكسر لتميم وأَهل نجد يقرؤُون والشفع والوَتْرِ وأَوْتَرَ صَلَّى الوتر وقال اللحياني أَوتر في الصلاة فعدّاه بفي وقرأَ حمزة والكسائي والوتِر بالكسر وقرأَ عاصم ونافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر والوَتر بالفتح وهما لغتان معروفتان وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنه قال الوتر آدم عليه السلام والشَّفْع شُفِعَ بزوجته وقيل الشع يوم النحر والوتر يوم عرفة وقيل الأَعداد كلها شفع ووتر كثرت أَو قلت وقيل الوتر الله الواحد والشفع جميع الخلق خلقوا أَزواجاً وهو قول عطاء كان القوم وتراً فَشَفَعْتهم وكانوا شَفْعاً فَوَتَرْتهم ابن سيده وتَرَهُمْ وتْراً وأَوْتَرَهُمْ جعل شفعهم وتراً وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ أَي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فرداً معناه استنج بثلاثة أَحجار أَو خمسة أَو سبعة ولا تستنج بالشفع وكذلك يُوتِرُ الإِنسانُ صلاةَ الليل فيصلي مثنى مثنى يسلم بين كل ركعتين ثم يصلي في آخرها ركعة تُوتِرُ له ما قد صَلَّى وأَوْتَر صلاته وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إِن الله وِتْرٌ يحب الوِتْرَ فأَوْتِرُوا يا أَهل القرآن وقد قال الوتر ركعة واحدة والوتر الفرد تكسر واوه وتفتح وقوله أَوتروا أَمر بصلاة الوتر وهو أَن يصلي مثنى مثنى ثم يصلي في آخرها ركعة مفردة ويضيفها إِلى ما قبلها من الركعات والوَتْرُ والوِتْرُ والتِّرَةُ والوَتِيرَةُ الظلم في الذَّحْل وقيل عو الذَّحْلُ عامةً قال اللحياني أَهل الحجاز يفتحون فيقولون وَتْرٌ وتميم وأَهل نجد يكسرون فيقولون وِتْرٌ وقد وَتَرْتُه وَتْراً وتِرَةً وكلُّ من أَدركته بمكروه فقد وَتَرْتَه والمَوْتُورُ الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه وتَرَهُ يَتِرُه وَتْراً وتِرَةً وفي حديث محمد بن مسلمة أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ أَي صاحب الوَتْرِ الطالبُ بالثأْر والموتور المفعول ابن السكيت قال يونس أَهل العالية يقولون الوِتْرُ في العدد والوَتْرُ في الذَّحْلِ قال وتميم تقول وِتر بالكسر في العدد والذحل سواد الجوهري الوتر بالكسر الفرد والوتر بالفتح الذَّحْلُ هذه لغة أَهل العالية فأَما لغة أَهل الحجاز فبالضد منهم وأَما تميم فبالكسر فيهما وفي حديث عبد الرحمن في الشورى لا تَغْمِدُوا السيوفَ عن أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم قال الأَزهري هو من الوَتْرِ يقال وَتَرْتُ فلاناً إِذا أَصبته بِوَتْرٍ وأَوْتَرْتُه أَوجدته ذلك قال والثَّأْرُ ههنا العَدُوُّ لأَنه موضع الثأْر المعنى لا تُوجِدوا عدوَّكم الوَتْرَ في أَنفسكم ووَتَرْتُ الرجلَ أَفزعتُه عن الفراء ووَترَهُ حَقَّه وماله نَقَصَه إِياه وفي التنزيل العزيز ولن يَتِرَكُمْ أَعمالكم وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم من فاتته صلاة العصر فكأَنما وتر أَهله وماله أَي نقص أَهله وماله وبقي فرداً يقال وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جعلته وتراً بعد أَن كان كثيراً وقيل هو من الوَتْرِ الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أَو نهب أَو سبي فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله وماله ويروى بنصب الأَهل ورفعه فمن نصب جعله مفعولاً ثانياً لوُتِرَ وأَضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله عائداً إِلى الذي فاتته الصلاة ومن رفع لم يضمر وأَقام الأَهل مقام ما لم يسم فاعله لأَنهم المصابون المأْخوذون فمن ردَّ النقص إِلى الرجل نصبهما ومن ردّه إِلى الأَهل والمال رفعهما وذهب إِلى قوله ولم يَتِرَكُمْ أَعمالَكم يقول لن يَنْقُصَكُمْ من ثوابكم شيئاً وقال الجوهري أَي لن يَنْتَقِصَكم في أَعمالكم كما تقول دخلت البيت وأَنت تريد في البيت وتقول قد وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه وأَحد القولين قريب من الآخر وفي الحديث اعمل من وراء البحر فإِن الله لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً أَي لن يَنْقُصَك وفي الحديث من جلس مجلساً لم يَذْكُرِ الله فيه كان عليه تِرَةً أَي نقصاً والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة مثل وَعَدْتُه عِدَةً ويجوز نصبها ورفعها على اسم كان وخبرها وقيل أَراد بالتِّرَةِ ههنا التَّبِعَةَ الفراء يقال وَتَرْتُ الرجل إِذا قتلت له قتيلاً وأَخذت له مالاً ويقال وَتَرَه في الذَّحْلِ يَتِرُه وَتْراً والفعل من الوِتْرِ الذَّحْلِ وَتَرَ يَتِرُ ومن الوِتْرِ الفَرْد أَوْتَرَ يُوتِرُ بالأَلف وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال قَلِّدوا الخيل ولا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ هي جمع وِتر بالكسر وهي الجناية قال ابن شميل معناه لا تَطْلُبوا عليها الأَوْتارَ والذُّحُولَ التي وُتِرْتُمْ عليها في الجاهلية قال ومنه حديث عَلِيٍّ يصف أَبا بكر فأَدْرَكْتَ أَوْتارَ ما طَلَبُوا وفي الحديث إِنها لَخَيْلٌ لو كانوا يضربونها على الأَوْتارِ قال أَبو عبيد في تفسير وقوله ولا تُقلدوها الأَوتار قال غير هذا الوجه أَشبه عندي بالصواب قال سمعت محمد بن الحسن يقول معنى الأَوتار ههنا أَوتار القِسِيِّ وكانوا يقلدونها أَوتار القِسِيِّ فتختنق فقال لا تقلدوها وروي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر بقطع الأَوْتارِ من أَعناق الخيل قال أَبو عبيد وبلغني أَن مالك بن أَنس قال كانوا يُقَلِّدُونها أَوتار القِسِيِّ لئلا تصيبها العين فأَمرهم بقطعها يُعلمهم أَن الأَوْتارَ لا تَرُدُّ من أَمر الله شيئاً قال وهذا شبيه بما كره من التمائم ومنه الحديث من عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَو تَقَلَّدَ وَتَراً كانوا يزعمون أَن التَّقَلُّدَ بالأَوْتارِ يَرُدُّ العَيْنَ ويدفع عنهم المكاره فنهوا عن ذلك والتَّواتُرُ التتابُعُ وقيل هو تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ وقال اللحياني تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شيء إِذا جاء بعضه في إِثر بعض ولم تجئ مُصْطَفَّةً وقال حميد بن ثور قَرِينَةُ سَبْعٍ وإِن تواتَرْنَ مَرَّةً ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ وليست المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة وقال مرة المُتَواتِرُ الشيء يكون هُنَيْهَةً ثم يجيء الآخر فإِذا تتابعت فليست مُتَواتِرَةً وإِنما هي مُتَدارِكة ومتتابعة على ما تقدّم ابن الأَعرابي تَرى يَتْري إِذا تَراخى في العمل فعمل شيئاً بعد شيء الأَصمعي واتَرْتُ الخَبَرَ أَتْبَعْتُ وبين الخبرين هُنَيْهَةٌ وقال غيره المُواتَرَةُ المُتابَعَةُ وأَصل هذا كله من الوَتِرْ وهو الفَرْدُ وهو أَني جعلت كل واحد بعد صاحبه فَرْداً فَرْداً والمُتَواتِرُ كل قافية فيها حرف متحرّك بين حرفين ساكنين نحو مفاعيلن وفاعلاتن وفعلاتن ومفعولن وفَعْلُنْ وفَلْ إِذا اعتمد على حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فَلْ وإِياه عنى أَبو الأَسود بقوله وقافيةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها كَسَرْدِ الصَّنَاعِ ليس فيها تواتُرُ أَي ليس فيها توقف ولا فتور وأَوْتَرَ بين أَخباره وكُتُبه وواتَرَها مُواتَرَةً ووِتاراً تابَعَ وبين كل كتابين فَتْرَةٌ قليلة والخَبَرُ المُتَواتِرُ أَن يحدِّثه واحد عن واحد وكذلك خبر الواحد مثل المُتواتِرِ والمُواتَرَةُ المتابعة ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأَشياء إِلا إِذا وقعت بينها فترة وإِلا فهي مُدارَكَة ومُواصَلة ومُواتَرَةُ الصوم أَن يصوم يوماً ويفطر يوماً أَو يومين ويأْتي به وِتْراً قال ولا يراد به المواصلة لأَن أَصله من الوِتْرِ وكذلك واتَرْتُ الكُتُبَ فَتَواتَرَت أَي جاءت بعضُها في إِثر بعض وِتْراً وِتْراً من غير أَن تنقطع وناقة مُواتِرَةٌ تضع إِحدى ركبتيها أَوّلاً في البُرُوكِ ثم تضع الأُخرى ولا تضعهما معاً فتشق على الراكب الأَصمعي المُواتِرَةُ من النوق هي التي لا ترفع يداً حتى تستمكن من الأُخرى وإِذا بركت وضعت إِحدى يديها فإِذا اطمأَنت وضعت الأُخرى فإِذا اطمأَنت وضعتهما جميعاً ثم تضع وركيها قليلاً قليلاً والتي لا تُواتِرُ تَزُجُّ بنفسها زَجّاً فتشق على راكبها عند البروك وفي كتاب هشام إِلى عامله أَن أَصِبْ لي ناقة مُواتِرَةً هي التي تضع قوائمها بالأَرض وِتْراً وِتْراً عند البُروك ولا تَزُجُّ نفسها زَجّاً فَتَشُقَّ على راكبها وكان بهشام فَتْقٌ وفي حديث الدعاء أَلِّفْ جَمْعَهُم وواتِرْ بين مِيَرِهم أَي لا تقطع المِيْرَةَ واجْعَلْها تَصِلُ إِليهم مَرَّةً بعد مرة وجاؤوا تَتْرى وتَتْراً أَي مُتَواتِرِين التاء مبدلة من الواو قال ابن سيده وليس هذا البدل قياساً إِنما هو في أَشياء معلومة أَلا ترى أَنك لا تقول في وَزِير يَزِيرٌ ؟ إِنما تَقِيسُ على إِبدال التاء من الواو في افْتَعَل وما تصرف منها إِذا كانت فاؤه واواً فإِن فاءه تقلب تاء وتدغم في تاء افتعل التي بعدها وذلك نحو اتَّزَنَ وقوه تعالى ثم أَرسلنا رسلنا تَتْرى من تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ لأَن بين كل رسولين فَتْرَةً ومن العرب من ينوّنها فيجعل أَلفها للإِلحاق بمنزلة أَرْطى ومِعْزى ومنهم من لا يصرف يجعل أَلفها للتأْنيث بمنزلة أَلف سَكْرى وغَضْبى الأَزهري قرأَ أَبو عمرو وابن كثير تَتْرًى منوّنة ووقفا بالأَلف وقرأَ سائر القراء تَتْرى غير منوّنة قال الفراء وأَكثر العرب على ترك تنوين تترى لأَنها بمنزلة تَقْوى ومنهم من نَوَّنَ فيها وجعلها أَلفاً كأَلف الإِعراب قال أَبو العباس من قرأَ تَتْرى فهو مثل شَكَوْتُ شَكْوى غير منوّنة لأَن فِعْلى وفَعْلى لا ينوّن ونحو ذلك قال الزجاج قال ومن قرأَها بالتنوين فمعناه وَتْراً فأَبدل التاء من الواو كما قالوا تَوْلَج من وَلَجَ وأَصله وَوْلَجٌ كما قال العجاج فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُورِي أَرادَ وَيْقُورِي وهو فَيْعُول من الوَقار ومن قرأَ تَتْرى فهو أَلف التأْنيث قال وتَتْرى من المواترة قال محمد بن سلام سأَلت يونس عن قوله تعالى ثم أَرسلنا رسلنا تترى قال مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةً وجاءت الخيل تَتْرى إِذا جاءت متقطعة وكذلك الأَنبياء بين كل نبيين دهر طويل الجوهري تَتْرى فيها لغتن تنوّن ولا تنوّن مثل عَلْقى فمن ترك صرفها في المعرفة جعل أَلفها أَلف تأْنيث وهو أَجود وأَصلها وَتْرى من الوِتْرِ وهو الفرد وتَتْرى أَي واحداً بعد واحد ومن نونها جعلها ملحقة وقال أَبو هريرة لا بأْس بقضاء رمضان تَتْرى أَي متقطعاً وفي حديث أَبي هريرة لا بأْس أَن يُواتِرَ قضاءَ رمضان أَي يُفَرِّقَهُ فيصومَ يوماً ويُفْطِرَ يوماً ولا يلزمه التتابع فيه فيقضيه وِتْراً وِتْراً والوتيرة الطريقة قال ثعلب هي من التَّواتُرِ أَي التتابع وما زال على وَتِيرةٍ واحدة أَي على صفة وفي حديث العباس بن عبد المطلب قال كان عمر بن الخطاب لي جاراً فكان يصوم النهار ويقوم الليل فلما وَلِيَ قلت لأَنظرنّ اليوم إِلى عمله فلم يزل على وَتِيرَةٍ واحدة حتى مات أَي على طريقة واحدة مطردة يدوم عليها قال أَبو عبيدة الوَتِيرَةُ المداومة على الشيء وهو مأْخوذ من التَّواتُرِ والتتابُع والوَتِيرَةُ في غير هذا الفَتْرَةُ عن الشيء والعمل قال زهير يصف بقرة في سيرها نَجَأٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتِيرَةٌ ويَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ يعني القَرْنَ ويقال ما في عمله وَتِيرَةٌ وسَيْرٌ ليست فيه وَتِيرَةٌ أَي فتور والوَتِيرَةُ الفَتْرَةُ في الأَمر والغَمِيزَةُ والتواني والوَتِيرَةُ الحَبْسُ والإِبطاء ووَتَرَهُ الفخِذِ عَصَبَةٌ بين أَسفل الفخذ وبين الصَّفنِ والوَتِيرَةُ والوَتَرَةُ في الأَنف صِلَةُ ما بين المنخرين وقيل الوَتَرَةُ حرف المنخر وقيل الوَتِيرَةُ الحاجز بين المنخرين من مقدّم الأَنف دون الغُرْضُوف ويقال للحاجز الذي بين المنخرين غرضوف والمنخران خرقا الأَنف ووَتَرَةُ الأَنف حِجابُ ما بين المنخرين وكذلك الوَتِيرَة وفي حديث زيد في الوَتَرَةِ ثلث الدية هي وَتَرَةُ الأَنف الحاجزة بين المنخرين اللحياني الوَترَةُ ما بين الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ وقال الأَصمعي خِتارُ كل شيء وَتَرُه ابن سيده والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ غُرَيضيفٌ في أَعلى الأُذن يأْخُذُ من أَعلى الصِّماخ وقال أَبو زيد الوتيرة غريضيف في جوف الأُذن يأْخذ من أَعلى الصماخ قبل الفَرْع والوَتَرَةُ من الفَرَسِ ما بين الأَرْنَبَةِ وأَعلى الجَحْفَلةِ والوَتَرَتان هَنَتانِ كأَنهما حلقتان في أُذني الفرس وقيل الوَتَرَتانِ العَصَبتان بين رؤوس العُرْقُوبين إِلى المَأْبِضَيْنِ ويقال تَوَتَّرَ عَصَبُ فرسه والوَتَرَة من الذَّكر العِرْقُ الذي في باطن الحَشَفَة وقال اللحياني هو الذي بين الذكر والأُنثيين والوترتان عصبتان بين المأْبضين وبين رؤوس العُرقوبين والوَتَرَةُ أَيضاً العَصَبَةُ التي تضم مَخْرَجَ رَوْثِ الفرس الجوهري والوَتَرَةُ العرق الذي في باطن الكَمَرَة وهو جُلَيْدَةٌ ووَتَرَةُ كل شيء حِتارُه وهو ما استدار من حروفه كَحِتارِ الظفر والمُنْخُلِ والدُّبُر وما أَشبهه والوَتَرَةُ عَقَبَة المَتْنِ وجمعها وَتَرٌ ووَتَرَةُ اليد ووَتِيرَتُها ما بين الأَصابع وقال اللحياني ما بين كل إِصبعين وَتَرَةٌ فلم يخص اليد دون الرجل والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ جُلَيْدَة بين السبابة والإِبهام والوَتَرَةُ عصبة تحت اللسان والوتِيرَةُ حَلْقَةٌ يتعلم عليها الطعن وقيل هي حَلْقَةٌ تُحَلِّقُ على طَرَفِ قَناةٍ يتعلم عليها الرمي تكون من وَتَرٍ ومن خيط فأَما قول أُم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حامي الحقيقةِ ماجِدٌ يَسْمُو إِلى طَلَبِ الوَتِيرَهْ قال ابن الأَعرابي فسر الوَتِرة هنا بأَنها الحَلْقَةُ وهو غلط منه إِنما الوتيرة هنا الذَّحْلُ أَو الظلم في الذحلِ وقال اللحياني الوَتِيرة التي يتعلم الطعن عليها ولم يخص الحَلْقَةَ والوَتِيرة قطعة تستكن وتَغْلُظ وتنقاد من الأَرض قال لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلينا بوجهها مَنازِلَ ما بين الوَتائِرِ والنَّقْعِ وربما شبهت القبور بها قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف ضَبُعاً نبشت قبراً فَذاحَتْ بالوَتائِر ثم بَدَّتْ يديها عند جانبها تَهِيلُ ذَاحَتْ يعني ضَبُعاً نَبَشَتْ عن قبر قتيل وقال الجوهري ذاحت مَشَتْ قال ابن بري ذاحَتْ مَرَّتْ مَرّاً سريعاً قال والوَتائِرُ جمع وَتِيرَةٍ الطريقة من الأَرض قال وهذا تفسير الأَصمعي وقال أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ الوتائر ههنا ما بين أَصابع الضبع يريد أَنها فَرَّجَتْ بين أَصابعها ومعنى بَدَّتْ يديها أَي فرّقت بين أَصابع يديها فحذف المضاف وتَهِيل تَحْثُو الترابَ الأَصمعي الوَتِيرَةُ من الأَرض ولم يَحُدَّها الجوهري الوَتِيرَةُ من الأَرض الطريقة والوَتِيرَةُ الأَرض البيضاء قال أَبو حنيفة الوَتِيرُ نَوْرُ الوردِ واحدته وَتِيرَةٌ والوَتِيرَةُ الوَرْدَةُ البيضاء والوتِيرَةُ الغُرّة الصغيرة ابن سيده الوَتِيرَة غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة فإِذا طالت فهي الشَّادِخَة قال أَبو منصور شبهت غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة بالحلقة التي يتعلم عليها الطعن يقال لها الوتيرة الجوهري الوتيرة حَلْقَةٌ من عَقَبٍ يتعلم فيها الطعن وهي الدَّرِيئَةُ أَيضاً قال الشاعر يصف فرساً تُبارِي قُرْحَةً مثل الْ وَتِيرَةِ لم تكن مَغْدَا المَغْدُ النَّتْفُ أَي مَمْغُودَةً وضع المصدر موضع الصفة يقول هذه القرحة خلقة لم تنتف فتبيضَّ والوتر بالتحريك واحد أَوتار القوس ابن سيده الوَتَرُ شِرْعَةُ القوس ومُعَلَّقُها والجمع أَوتارٌ وأَوْتَرَ القوسَ جعل لها وَتَراً وَوتَرَها وَوتَّرها شدَّ تَرَها وقال اللحياني وَتَّرَها وأَوْتَرَها شَدَّ وَتَرَها وفي المثل إِنْباضٌ بغير تَوْتِير ابن سيده ومن أَمثالهم لا تَعْجَلْ بالإِنْباضِ قبل التَّوتِيرِ وهذا مثل في استعجال الأَمر قبل بلوغ إِناه قال وقال بعضهم وَتَرَها خفيفة عَلَّق عليها وترها والوَتَرَةُ مجرى السهم من القوس العربية عنها يزل السهم إِذا أَراد الرامي أَن يرمي وتَوَتَّرَ عَصَبُه اشتدّ فصار مثل الوَتَر وتَوَتَّرَتْ عروقه كذلك كلُّ وَتَرَة في هذا الباب فجمعها وتَرٌ وقول ساعدة بن جؤية فِيمَ نِساءُ الحَيِّ من وَتَرِيَّةٍ سَفَنَّجَةٍ كأَنَّها قَوْسُ تَأْلَبِ ؟ قيل هجا امرأَة نسبها إِلى الوتائر وهي مساكن الذين هجا وقيل وَتَرِيَّة صُلْبَة كالوَتَرِ والوَتِيرُ موضع قال أُسامة الهذلي ولم يَدَعُوا بين عَرْضِ الوَتِير وبين المناقِب إِلا الذِّئابا

وثر
وثَرَ الشيءَ وثْراً ووَثَّرَهُ وَطَّأَه وقد وَثُر بالضم وَثارَة أَي وَطُؤَ فهو وَثِيرٌ والأُنثى وَثِيرَةٌ الوَثيرُ الفِراشُ الوَطِيءُ وكذلك الوِثْرُ بالكسر وكل شيء جلست عليه أَو نمت عليه فوجدته وطيئاً فهو وَثِير يقال ما تحته وِثْرٌ ووِثارٌ وشيء وَثْرٌ ووَثِرٌ ووَثير والاسم الوِثارُ والوَثارُ وفي حديث ابن عباس قال لعمر لو اتخذت فِراشاً أَوْثَرَ منه أَي أَوْطَأَ وأَلْيَنَ وامرأَة وثِيرَةُ العَجِيزَة وطِيئَتُها والجمع وَثائِرُ ووِثارٌ وقال ابن دريد الوَثيرَة من النساء الكثيرة اللحم والجمع كالجمع ويقال للمرأَة السمينة الموافقة للمضاجعة إِنها لوَثِيرَةٌ فإِذا كانت ضَخْمَةَ العَجُزِ فهي وَثِيرَةُ العَجُزِ أَبو زيد الوَثارَةُ كَثْرَةُ الشحم والوَثاجَةُ كثرة اللحم قال القَطَاميُّ وكأَنَّما اشْتَمَلَ الضَّجِيعُ بِرَيْطَةٍ لا بَلْ تَزِيدُ وَثارَةً ولَيانا وفي حديث ابن عمر وعُيَيْنَةَ بن حِصْنٍ ما أَخَذْتَها بيضاء غَريرَةً ولا نَصَفاً وثِيرَةً والمِيثَرَة الثوبُ الذي تُجَلَّلُ به الثياب فيعلوها والمِيْثَرَة هنَةٌ كهيئة المِرْفَقَةِ تتخذ للسَّرْج كالصُّفَّة وهي المَواثِرُ والمَياثِرُ الأَخيرة على المعاقَبَةِ وقال ابن جني لَزِمَ البَدَلُ فيه كما لزم في عِيدٍ وأَعْيادٍ التهذيب والمِيثَرَةُ مِيْثَرَةُ السَّرْجِ والرَّحْلِ يُوَطَّآن بها ومِيثَرَةُ الفَرَسِ لِبْدَتُه غير مهموز قال أَبو عبيد وأَما المَياثِرُ الحُمْرُ التي جاء فيها النهي فإِنها كانت من مراكب الأَعاجم من ديباج أَو حرير وفي الحديث أَنه نهى عن مِيثَرَة الأُرْجُوان هي وِطاءٌ محشوّ يُترَكُ على رحل البعير تحت الراكب والمِيثَرَةُ بالكسر مِفْعَلَةٌ من الوثَارَةِ وأَصلها مِوْثَرَةٌ فقلبت الواو ياء لكسرة الميم والأُرْجُوانُ صِبْغ أَحمر يتخذ كالفِراشِ الصغير ويحشى بقطن أَو صوف يجعهل الراكب تحته على الرحال فوق الجمال قال ابن الأَثير ويدخل فيه مَياثِرُ السُّروج لأَن النهي يشتمل على كل مِيْثَرَةٍ حمراءَ سواء انت على رحل أَو سرج والوَاثِرُ الذي يَأْثُرُ أَسفلَ خُفِّ البعير وأَرى الواو فيه بدلاً من الهمزة في الآثِرِ والوَثْرُ بالفتح ماء الفحل يجتمع في رحم الناقة ثم لا تَلْقحُ ووَثَرَها الفحلُ يَثِرُها وَثْراً أَكثر ضِرابَها فلم تَلْقَحْ أَبو زيد المَسْطُ أَن يُدْخِلَ الرجلُ اليدَ في الرحم رحمِ الناقة بعد ضِرابِ الفحل إِياها فيستخرج وَثْرَها وهو ماء الفحل يجتمع في رحمها ثم لا تَلْقَحُ منه وقال النضرُ الوَثْرُ أَن يضربها على غير ضَبْعَةٍ قال والمَوْثُورَةُ تُضْرَبُ في اليوم الواحد مراراً فلا تَلْقَحُ وقال بعض العرب أَعْجَبُ النكاح وَثْرٌ على وِثْرٍ أَي نكاحٌ على فِراشٍ وَثِير واسْتوْثَرْتُ من الشيء أَي استكثرت منه مثل اسْتَوْثَنْتُ واسْتَوْثَجْتُ ابن الأَعرابي التَّواثِيرُ الشُّرَطُ وهم العَتَلَةُ والفَرَعَةُ والأَمَلَةُ واحدهم آمِلٌ مثل كافر وكَفَرَةٍ ابن سيده والوَثْرُ جلد يُقَدُّ سُيُوراً عَرْضُ السير منها أَربع أَصابع أَو شِبْرٌ تلبَسُه الجارية الصغيرة قبل أَن تُدْرِكَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَلِقْتُها وهي عليها وَثِرْ حتى إِذا ما جُعِلَتْ في الخِدِرْ وأَتْلَعَتْ بمثلِ جِيدِ الوَبِرْ وقال مرة وتلبسه أَيضاً وهي حائض وقيل الوَثْرُ النُّقْبَةُ التي تلبس والمعنيان متقاربان قال وهو الرَّيْطُ أَيضاً

وجر
الوَجْرُ أَن توجِرَ ماء أَو دواء في وسط حلق صبي الجوهري الوَجُورُ الدواء يُوجَرُ في وسط الفم ابن سيده الوَجُورُ من الدواء في أَيِّ الفَمِ كان وَجَرَه وَجْراً وأَوْجَرَه وأَوْجَرَه إِياه وأَوْجَرَه الرُّمْحَ لا غير طعنه به في فيه وأَصله من ذلك الليث أَوْجَرْتُ فلاناً بالرمح إِذا طعنته في صدره وأَنشد أَوْجَرْتُه الرُّمْحَ شَذْراً ثم قلتُ له هَذِي المُرُوءَةُ لا لِعْبُ الزَّحالِيقِ وفي حديث عبد الله بن أُنَيْسٍ رضي الله عنه فوَجَرْته بالسيف وَجْراً أَي طعنته قال ابن الأَثير من المعروف في الطعن أَوْجَرْتُه الرمح قال ولعله لغة فيه وتَوَجَّرَ الدواءَ بلعه شيئاً بعد شيء أَبو خَيْرَةَ الرجل إِذا شرب الماء كارهاً فهو التَّوَجُّرُ والتَّكارُه والمِيجَرُ والمِيجَرَةُ شبه المُسْعُطِ يُوجَرُ به الدواءُ واسم ذلك الدواء الوَجُورُ ابن السكيت الوَجُورُ في أَيِّ الفم كان واللَّدُودُ في أَحد شقيه وقد وَجَرْتُه الوَجُورَ وأَوْجَرْتُه وقال أَبو عبيدة أَوْجَرْتُه الماء والرمح والغيظ أَفْعَلْتُ في هذا كله أَبو زيد وَجَرْتُه الدواء وَجْراً جعلته في فيه واتَّجَرَ أَي تداوَى بالوَجُور وأَصله اوْتَجَرَ والوَجْرُ الخوف وَجِرْتُ منه بالكسر أَي خفت وإِني منه لأَوْجَرُ مثل لأَوْجَلُ ووَجِرَ من الأَمر وَجَراً أَشفَقَ وهو أَوْجَرُ وَوَجِرٌ والأُنثى وَجِرَةٌ ولم يقولوا وَجْراءُ في المؤنث والوَجْرُ مثل الكهف يكون في الجبل قال تأَبط شرّاً إِذا وَجْرٌ عظيمٌ فيه شيخٌ من السُّودَانِ يُدْعَى الشَّرَّتَيْنِ
( * قوله « يدعى الشرتين » كذا بالأصل )
والوَجارُ والوِجارُ سَرَبُ الضَّبُعِ وفي المحكم جُحْرُ الضبع والأَسد والذئب والثعلب ونحو ذلك والجمع أَوْجِرَةٌ ووُجُرٌ واستعاره بعضهم لموضع الكلب قال كِلابُ وِجارٍ يَعْتَلِجْنَ بغائِطٍ دُمُوسَ اللَّيالي لا رُواءٌ ولا لُبُّ قال ابن سيده ولا أبعد أن تكون الرواية ضِباعُ وِجارٍ على أَنه قد يجوز أَن تسمى الضباع كلاباً من حيث سَمَّوْا أَولادها جِراءً أَلا ترى أَن أَبا عبيد لما فسر قول الكميت حتى غال أَوسٌ عِيالَها قال يعني أَكل جِراءَها ؟ التهذيب الوِجارُ سَرَبُ الضبع ونحوه إِذا حفر فأَمْعَنَ وفي حديث الحسن لو كنت في وِجار الضَّبِّ ذكره للمبالغة لأَنه إِذا حفر أَمعن وقال العجاج تَعَرَّضَتْ ذا حَدَبٍ جَرْجارَا أَمْلَسَ إِلا الضِّفْدَعَ النَّقَّارَا يَرْكُضُ في عَرْمَضِه الطَّرَّارا تَخالُ فيه الكواكبَ الزَّهَّارَا لُؤْلُؤَةً في الماءِ أَو مِسْمارَا وخافَت الرامِينَ والأَوْجارَا قال الأَوجار حفر يجعل للوحوش فيها مناجل فإِذا مرت بها عرقبتها الواحدة وَجْرَةٌ ووَجَرَةٌ حتى إِذا ما بَلَّتِ الأَغْمارَا رِيًّا ولَمَّا تَقْصَعِ الإِصْرارَا يعني جمع غِمْرٍ وهو حَرٌّ يَجِدْنَهُ في صدورهن وأَراد بالأِصرارِ إِصْرارَ العطش وفي حديث عليّ رضي الله عنه وانْجَحر انْجِحارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِها والضَّبُعِ في وِجارِها هو جُحْرُها الذي تأْوي إِليه وفي حديث الحجاج جِئْتُكَ في مِثْلِ وِجارِ الضَّبُعِ قال ابن الأَثير قال الخطابي هو خطأٌ وإِنما هو في مثل جارِ الضبع يقال غَيْثٌ جارُ الضبع أَي يدخل عليها في وِجارِها حتى يخرجها منه قال ويشهد لذلك أَنه جاء في رواية أُخرى وجئتك في ماءٍ يَجُرُّ الضَّبُعَ ويستخرجُها من وِجارِها أَبو حنيفة الوِجارانِ الجُرْفانِ اللذان حفرهما السيل من الوادي ووَجْرَةُ موضع بين مكة والبصرة قال الأَصمعي هي أَربعون ميلاً ليس فيها منزل فهي مَرْتٌ للوَحْشِ وقد أَكثرت الشعراء ذكرها قال الشاعر تَصُدُّ وتُبْدي عن أَسِيلٍ وتَتَّقي بناظِرَةٍ من وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ

وحر
الوَحَرَةُ وزَغَة تكون في الصَّحاري أَصغرُ من العِظاءَةِ وهي على شكل سامِّ أَبْرَصَ وفي التهذيب وهي لف سوامّ أَبرص خلقةً وجمعها وَحَرٌ غيره والوَحَرَة ضرب من العظاءِ وهي صغيرة حمراء تعدو في الجَبابِينِ لها ذنب دقيق تَمْصَعُ به إِذا عَدَتْ وهي أَخبث العظاء لا تطأُ طعاماً ولا شراباً إِلا شمته ولا يأْكله أَحد إِلاَّ دَقِيَ بطنُه وأَخذه قَيْءٌ وربما هلك آكله قال الأَزهري وقد رأَيت الوَحَرَةَ في البادية وخِلقتها خلقة الوَزَغ إِلا أَنها بيضاء منقطة بحمرة وهي قذرة عند العرب لا تأْكلها الجوهري الوحرة بالتحريك دويبة حمراء تلتزق بالأَرض كالعظاء وفي حديث الملاعنة إِن جاءَت به أَحمر قصيراً مثل الوَحَرَةِ فقد كذب عليها هو بالتحريك ما ذكرناه ووَحِرَ الرجلُ وَحَراً أَكل ما دَبَّتْ عليه الوَحَرَةُ أَو شربه فأَثر فيه سَمُّها ولَبَنٌ وَحِرٌ وقعت فيه الوَحَرَةُ ولحم وَحِرٌ دَبَّ عليه الوَحَرُ قال أَبو عمرو الوَحَرَةُ إِذا دبت على اللحم أَوْحَرَتْه وإِيحارها إِياه أَن يأْخذَ آكلَه القيءُ والمَشِيُّ وقال أَعرابي من أَكل الوَحَرَة فأُمّه منتحرة بغائط ذي جحرة وامرأَة وَحَرةٌ سوداء دَميمة وقيل حمراء والوَحَرَةُ من الإِبل القصيرة ابن شميل الوَحَرُ أَشدّ الغضْب يقال إِنه لوَحِرٌ عَليَّ قال ابن أَحمر هل في صُدُورهمُ من ظُلْمنا وَحَرُ ؟ الوَحَرُ الغيظ والحِقْدُ وبَلابِلُ الصدر ووساوسه والوَحَرُ في الصدر مثل الغِلّ وفي الحديث الصومُ يَذْهَبُ بوَحَرِ الصُّدور وهو بالتحريك غِشُّه ووساوسه وقيل الحقد والغيظ وقيل العداوة وفي الحديث من سَرَّه أَن يذهب كثيرٌ من وَحَرِ صدرِه فَلْيَصُمْ شهرَ الصَّبْر وثلاثةَ أَيام من كل شهر قال الكسائي والأَصمعي في قوله وَحِرَ صدرُه الوَحَرُ غش الصدر وبلابله ويقال إِن أَصل هذا من الدُّوَيْبَّة التي يقال لها الوَحَرَةُ شبهت العداوة والغلّ ها شبهوا العداوة ولزوقها بالصدر بالتزاق الوَحَرَةِ بالأَرض وفي صدره وَحَرٌ ووَحْرٌ أَي وَغْرٌ من غيظ وحقد وقد وَحِرَ صدره عليّ يَحِرُ وَحَراً ويَوْحَرُ أَعلى أَي وَغِرَ فهو وَحِرٌ وفي صدره وَحْرٌ بالتسكين أَي وَغْرٌ وهو اسم والمصدر بالتحريك

ودر
وَدَّر الرجلَ تَوْدِيراً أَوقعه في مَهْلَكَةٍ وقيل هو أَن يُغْرِيَهُ حتى يتكلف ما يقع منه في هَلكَةٍ يكون ذلك في الصدق والكذب وقيل إِنما هو إِيرادك صاحبك الهَلَكَةَ ابن شميل تقول وَدَّرْتُ رسولي قِبَلَ بَلْخٍ إِذا بعثته قال الأَزهري وسمعت غير واحد يقول للرجل إِذا تَجَهَّم له وردّه ردّاً قبيحاً ودِّرْ وجهك عني أَي نَحِّه وبَعِّدْه ابن الأَعرابي تَهَوَّل في الأَمر وتَورَّطَ وتَوَدَّرَ بمعنى مال

وذر
الوَذْرَةُ بالتسكين من اللحم القطعة الصغيرة مثل الفِدْرَةِ وقيل هي البَضْعَةُ لا عظم فيها وقيل هي ما قطع من اللحم مجتمعاً عَرْضاً بغير طُولٍ وفي الحديث فأَتينا بثريدة كثيرة الوَذْرِ أَي كثيرة قِطَعِ اللحم والجمع وَذْرٌ ووَذَرٌ عن كراع قال ابن سيده فإِن كان ذلك فوَذْرٌ اسم جمع لا جمع ووَذَرَه وَذْراً قَطَعَه والوَذْرُ بَضْعُ اللحم وقد وَذَرْتُ الوَذْرَةَ أَذِرُها وَذْراً إِذا بَضَعْتَها بَضْعاً ووَذَّرْتُ اللحم تَوْذِيراً قطعته وكذلك الجُرْح إِذا شرطته والوَذْرَتانِ الشَّفَتانِ عن أَبي عبيدة قال أَبو حاتم وقد غلط إِنما الوَذْرَتان القطعتان من اللحم فشبهت الشفتان بهما وعَضُدٌ وذِرَة كثيرة الوَذْرِ وامرأَة وَذِرَةٌ رائحتها رائحة الوَذْرِ وقيل هي الغليظة الشفة ويقال للرجل يا ابنَ شَامَّة الوَذْرِ وهو سَبٌّ يكنى به عن القذف وفي حديث عثمان رضي الله عنه أَنه رُفِعَ إِليه رجلٌ قال لرجل يا ابن شامَّة الوَذْرِ فحَدَّه وهو من سِبابِ العَرَبِ وذَمِّهم وإِنما أَراد يا ابن شامَّة المَذاكير يعنون الزنا كأَنها كانت تَشُمُّ كَمَراً مختلفة فكني عنه والذكر قطعة من بدن صاحبه وقيل أَرادوا بها القُلَفَ جمع قُلْفَةِ الذكر لأَنها تقطع وكذلك إِذا قال له يا ابن ذات الرايات ويا ابن مُلْقى أَرحُل الرُّكْبانِ ونحوها وقال أَبو زيد في قولهم يا ابن شامّة الوَذْرِ أَراد بها القُلَفَ وهي كلمة قذف ابن الأَعرابي الوَدَفَةُ والوَذَرَةُ بُظارةُ المرأَة وفي الحديث شر النساء الوَذِرَةُ المَذِرَةُ وهي التي لا تستحي عند الجماع ابن السكيت يقال ذَرْ ذا ودَعْ ذا ولا يقال وَذَرْتُه ولا وَدَعْتُه وأَما في الغابر فيقال يَذَرُه ويَدَعُه وأَصله وَذِرَهُ يَذَرُه مثال وَسِعَه يَسَعُه ولا يقال واذِرٌ لا واَدِعٌ ولكن تركته فأَنا تارك وقال الليث العرب قد أَماتت المصدر من يَذَرُ والفعلَ الماضي فلا يقال وَذِرَهُ ولا وَاذِرٌ ولكن تركه وهو تارك قال واستعمله في الغابر والأَمر فإِذا أَرادوا المصدر قالوا ذَرْهُ تَرْكاً ويقال هو يَذَرُه تركاً وفي حديث أُم زرع إِني أَخاف أَن لا أَذَرَه أَي أَخاف أَن لا أَترك صفته ولا أَقطعها من طولها وقيل معناه أَخاف أَن لا أَقدر على تركه وفراقه لأَن أَولادي منه والأَسباب التي بيني وبينه وحكم يَذَرُ في التصريف حكم يَدَعُ ابن سيده قالوا هو يَذَرُه تَرْكاً وأَماتوا مصدره وماضيه ولذلك جاء على لفظ يَفْعَلُ ولو كان له ماض لجاء على يَفْعُلُ أَو يَفْعِلُ قال وهذا كُلُّه أَو جُلُّه قِيلُ سيبويه وقوله عز وجل فَذَرْني ومن يكذب بهذا الحديث معناه كِلْه إِليّ ولا تَشْغَلْ قَلْبَكَ به فإِني أُجازيه وحكي عن بعضهم لم أَذِرْ وَرائي شيئاً وهو شاذ والله أَعلم

ورر
الوَرَّةُ الحَفِيرَةُ ومن كلامهم أَرَّة في وَرَّةٍ وَوَرْوَرَ نَظَرَه أَحَدَّه وما كلامُه إِلا وَرْوَرَةً إِذا كان يُسْرِعُ في كلامه الفراء الوَرْوَرِيُّ الضعيف البصر والوَرُّ الوَرِكُ وقيل الوَرَّةُ بالهاء والوَرِكُ

وزر
الوَزَرُ المَلْجَأُ وأَصل الوَزَرِ الجبل المنيع وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ وفي التنزيل العزيز كَلاَّ لا وَزَرَ قال أَبو إِسحق الوَزَرُ في كلام العرب الجبل الذي يُلْتَجَأُ إِليه هذا أَصله وكل ما الْتَجَأْتَ إِليه وتحصنت به فهو وَزَرٌ ومعنى الآية لا شيء يعتصم فيه من أَمر الله والوِزْرُ الحِمْلُ الثقيل والوِزْرُ الذَّنْبُ لِثِقَلهِ وجمعهما أَوْزارٌ وأَوْزارُ الحرب وغيرها الأَثْقالُ والآلات واحدها وِزرٌ عن أَبي عبيد وقيل لا واحد لها والأَوْزارُ السلاح قال الأَعشى وأَعْدَدْت للحربِ أَوْزارَها رِماحاً طِوالاً وخَيْلاً ذُكُورَا قال ابن بري صواب إِنشاده فأَعددتَ وفتح التاء لأَنه يخاطب هَوْذةَ بن علي الحنفي وقبله ولما لُقِيتَ مع المُخْطِرِين وَجَدْتَ الإِلهَ عليهم قَدِيرَا المخطرون الذين جعلوا أَهلهم خَطَراً وأَنفسهم إِما أَن يظفروا أَو يظفر بهم ووضعت الحربُ أَوْزارَها أَي أَثقالها من آلة حرب وسلاح وغيره وفي التنزيل العزيز حتى تَضَعَ الحربُ أَوْزارَها وقيل يعني أَثقال الشهداء لأَنه عز وجل يُمَحِّصُهم من الذنوب وقال الفراء أَوزارها آثامها وشِرْكها حتى لا يبقى إِلا مُسْلم أَو مُسالم قال والهاء في أَوزارها للحرب وأَتت بمعنى أَوزار أَهلها الجوهري الوَزَرُ الإِثم والثِّقْلُ والكارَةُ والسلاحُ قال ابن الأَثير وأَكثر ما يطلق في الحديث على الذنب والإِثم يقال وَزَرَ يَزِرُ إِذا حمل ما يُثْقِلُ ظهرَه من الأَشياء المُثْقِلَةِ ومن الذنوب ووَزَرَ وِزْراً حمله وفي التنزيل العزيز ولا تَزِرُ وازرَةٌ وِزْرَ أُخرى أَي لا يؤخذ أَحد بذنب غيره ولا تحملُ نفسٌ آثمةٌ وِزْرَ نَفْسٍ أُخرى ولكن كلٌّ مَجْزِيٌّ بعلمه والآثام تسمى أَوْزاراً لأَنها أَحمال تُثْقِلُه واحدها وِزْرٌ وقال الأَخفش لا تأْثَمُ آثِمَةٌ بإِثم أُخرى وفي الحديث قد وضعت الحرب أَوزارها أَي انقى أَمرها وخفت أَثقالها فلم يبق قتال ووَزَرَ وَزْراً ووِزْراً وَوِزْرَةً أَثم عن الزجاج وَوُزِرَ الرجلُ رُمِيَ بِوِزْرٍ وفي الحديث ارْجِعْنَ مأْزُورات غير مأْجورات أَصله موْزورات ولكنه أَتبع مأْجورات وقيل هو على بدل الهمزة من الواو في أُزِرَ وليس بقياس لأَن العلة التي من أَجلها همزت الواو في وُزِرَ ليست في مأْزورات الليث رجل مَوْزُورٌ غير مأْجور وقد وُزِرَ يُوزَرُ وقد قيل مأْزور غير مأْجور لما قابلوا الموزور بالمأْجور قلبوا الواو همزة ليأْتلف اللفظان ويَزْدَوِجا وقال غيره كأَن مأْزوراً في الأَصل مَوْزُورٌ فَبَنَوْه على لفظ مأْجور واتَّزَرَ الرجلُ رَكِبَ الوِزْرَ وهو افْتَعَلَ منه تقول منه وَزِرَ يَوْزرُ ووَزَرَ يَزِرُ ووُزِرَ يُوزَرُ فهو موزورٌ وإِنما قال في الحديث مأْزورات لمكان مأْجورات أَي غير آثمات ولو أَفرد لقال موزورات وهو القياس وإِنما قال مأْزورات للازدواج والوَزِيرُ حَبَأُ المَلِكِ الذي يحمل ثِقْلَه ويعينه برأْيه وقد اسْتَوْزَرَه وحالَتُه الوَزارَةُ والوِزارَةُ والكسر أَعلى ووَازَرَه على الأَمر أَعانه وقوّاه والأَصل آزره قال ابن سيده ومن ههنا ذهب بعضهم إِلى أَن الواو في وزير بدل من الهمزة قال أَبو العباس ليس بقياس لأَنه إِذا قل بدل الهمزة من الواو في هذا الضرب من الحركات فبدل الواو من الهمزة أَبعد وفي التنزيل العزيز واجْعَلْ لي وَزيراً من أَهلي قال الوزير في اللغة استقاقه من الوَزَرِ والوَزَرُ الجبلُ الذي يعتصم به ليُنْجى من الهلاك وكذلك وَزِيرُ الخليفة معناه الذي يعتمد على رأْيه في أُموره ويلتجئ إِليه وقيل قيل لوزير السلطان وَزِيرٌ لأَنه يَزِرُ عن السلطان أَثْقال ما أُسند إِليه من تدبير المملكة أَي يحمل ذلك الجوهري الوَزِيرُ المُوازِرُ كالأَكِيلِ المُواكِلِ لأَنه يحمل عنه وِزْرَه أَي ثقله وقد اسْتُوزِرَ فلان فهو يُوازِرُ الأَمير ويَتَوَزَّرُ له وفي حديث السَّقِيفة نحن الأُمراء وأَنتم الوزراء جمع وزير وهو الذي يُوازِرُه فيحمل عنه ما حُمِّلَه من الأَثقال والذي يلتجئ الأَمير إِلى رأْيه وتدبيره فهو ملجأٌ له ومَفْزَعٌ ووَزَرْتُ الشيءَ أَزِرُه وزْراً أَي حملته ومنه قوله تعالى ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى أَبو عمرو أَوْزَرْتُ الشيء أَحرزته ووَزَرْتُ فلاناً أَي غلبته وقال قد وَزَرَتْ جِلَّتَها أَمْهارُها التهذيب ومن باب وَزَرَ قال ابن بُزُرج يقول الرجل منا لصاحبه في الشركة بينهما إِنك لا تَوَزَّرُ حُظُوظَةَ القوم ويقال قد أَوْزَرَ الشيءَ ذهب به واعْتَبَأَه ويقال قد اسْتَوْزَرَه قال وأَما الاتِّزارُ فهو من الوِزْر ويقال اتَّزَرْتُ وما اتَّجَرْتُ ووَزَرْتُ أَيضاً ويقال وازَرَني فلان على الأَمر وآزَرَني والأَوّل أَفصح وقال أَوْزَرْتُ الرجل فهو مُوزَرٌ جعلت له وَزَراً يأْوي إِليه وأَوْزَرْتُ الرجل من الوِزْرِ وآزَرْتُ من المُوازَرَةِ وفعلتُ منها أَزَرْتُ أَزْراً وتَأَزَّرْتُ

وشر
وَشَرَ الخَشَبَةَ وشْراً بالمِيشار غير مهموز نَشَرَها لغة في أَشَرها والمئشار ما وُشِرَتْ به والوَشْرُ لغة في الأَشْرِ الجوهري والوَشْرُ أَن تُحَدِّدَ المرأَةُ أَسنانها وتُرَقِّقَها وفي الحديث لعن الله الواشرةَ والمُوتَشِرَةَ الواشرة المرأَة التي تحدّد أَسنانها وترقق أَطرافها تفعله المرأَة الكبيرة تتشبه بالشواب والموتشرة التي تأْمر من يفعل بها ذلك قال وكأَنه من وشَرْتُ الخشبة بالمِيْشار غير مهموز لغة في أَشَرْتُ

وصر
الوِصْرُ السِّجِلُّ وجمعه أَوْصارٌ والوَصِيرَةُ الصَّكُ كلتاهما فارسية معرّبة الليث الوَصَرَّةُ معربة وهي الصك وهو الأَوْصَرُ وأَنشد وما اتَّخَذْتُ صَدَاماً لِلمُكُوثِ بها وما انْتَقَيْتُكَ إِلا لِلوَصَرَّاتِ وروي عن شريح في الحديث أَن رجلين احتكما إِليه فقال أَحدهما إِن هذا اشترى مني داراً وقبض مني وِصْرَها فلا هو يعطيني الثمن ولا هو يردّ إِلي الوِصْرَ الوِصْرُ بالكسر كتاب الشراء والأَصل إِصْرٌ سمي إِصْراً لأَن الإِصْرَ العهد وسمي كتاب الشروط كتاب العهد والوثائق قلبت الهمزة واواً وجمع الوِصْر أَوْصارٌ وقال عدي بن زيد فأَيُّكُمْ لم يَنَلْه عُرْفُ نائِلِه دَثْراً سَواماً وفي الأَرْيافِ أَوصارَا أَي أَقطعكم وكتب لكم السجلات في الأَرياف الجوهري الوِصْرُ لغة في الإِصْرِ وهو العهد كما قالوا إِرث ووِرْثٌ وإِسادَةٌ ووِسادَةٌ والوِصْرُ الصَّكُ وكتاب العهد والله أَعلم

وضر
الوَضَرُ الدَّرَنُ والدَّسَمُ ابن سيده الوَضَرُ وسَخُ الدسمِ واللبن وغُسالَةُ السِّقاء والقصعة ونحوهما وأَنشد إِن تَرْحضُوها تَزدْ أَعْراضُكم طَبَعاً أَو تَتْرُكوها فَسُودٌ ذاتُ أَوْضارِ ابن الأَعرابي يقال للفُنْدُورَةِ وَضْرَى وقد وَضِرَت القصعةُ تَوْضَرُ وَضَراً أَي دَسِمَتْ قال أَبو الهندي واسمه عبد المؤْمن بن عبد القدوس سَيُغْنِي أَبا الهِنْدِيِّ عن وَطْبِ سالمٍ أَبارِيقُ لم يَعْلَقْ بها وَضَرُ الزُّبْدِ مُفَدَّمَةٌ قَزّاً كأَنَّ رِقابَها رِقابُ بناتِ الماءِ تَفْزَعُ للرَّعْدِ الوَطْبُ زِقُّ اللبن وهو في البيت زق الخمر والمُفَدَّم الإِبريق الذي على فمه فِدَامٌ وهو خِرْقَةٌ من قَزٍّ أَو غيره وشبه رقابها في الإِشراف والطول برقاب بنات الماء وهي الغَرانِيقُ لأَنها إِذا فَزِعَت نصبت أَعناقها وَوَضِرَ الإِناءُ يَوْضَرُ وَضَراً إِذا اتسخ فهو وَضِرٌ ويكون الوَضَرُ من الصُّفْرَة والحُمرة والطِّيب وفي حديث عبد الرحمن بن عوف رأَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم به وَضَراً من صفرة فقال له مَهْيَمْ المعنى أَنه رأَى به لَطْخاً من خَلُوق أَو طيب له لون فسأَل عنه فَأَخبره أَنه تزوَّج وذلك من فعل العرس إِذا دخل على زوجته والوَضَرُ الأَثر من غير الطيب قال والوَضَرُ ما يشمه الإِنسان من ريح يجده من طعام فاسد أَبو عبيدة يقال لبقية الهِناءِ وغيره الوَضَرُ وفي الحديث فجعل يأْكل ويتتبع باللقمة وَضَرَ الصَّحْفَةِ أَي دَسَمَها وأَثَرَ الطعامِ فيها وفي حديث أُمّ هانئ رضي الله عنها فَسَكَبْتُ له في صَحْفَة إِني لأَرَى فيها وَضَرَ العجين وامرأَة وَضِرَةٌ ووَضْرَى قال إِذا مَلا بَطْنَه أَلْبانُها حَلَباً باتَتْ تُغَنِّيهِ وَضْرَى ذاتُ أَجْراسِ أَراد ملأَ فأَبدل للضرورة قال ومثله كثير

وطر
الليث الوَطَرُ كلُّ حاجةٍ كان لصاحبها فيها همة فهي وَطَرُه قال ولم أَسمع لها فعلاً أَكثر من قولهم قضيت من أَمر كذا وَطَرِي أَي حاجتي وجمع الوَطَرِ أَوْطارٌ قال الله تعالى فلما قَضَى زَيْدٌ منها وَطَراً قال الزجاج الوَطَرُ في اللغة والأَرَبُ بمعنى واحد ثم قال قال الخليل الوَطَرُ كل حاجة يكون لك فيها هِمَّةٌ فإِذا بلغها البالغ قيل قضى وَطَرَه وأَرَبَهُ ولا يبنى منه فعل

وعر
الوَعْرُ المكانُ الحَزْنُ ذو الوُعُورَةِ ضدّ السَّهْل طريقٌ وَعْرٌ ووَعِرٌ ووَعِيرٌ وأَوْعَرُ وجمع الوَعِرِ أَوْعُرٌ قال يصف بحراً وتارَةً يُسْنَدُ في أَوْعُرِ والكثير وعُورٌ وجمع الوَعِرِ والوَعِيرِ أَوْعارٌ وقد وعُرَ يَوْعُرُ ووَعَرَ يَعِرُ وَعْراً ووُعُورَةً ووَعارَةً ووُعُوراً ووَعِرَ وَعَراً ووُعُورَةً ووَعارَةً ويقال رمل وَعِرٌ ومكان وَعِرٌ وقد تَوَعَّر وحكى اللحياني وَعِرَ يَعِرُ كَوَثِقَ يَثِقُ وأَوْعَرَ به الطريقُ وَعُرَ عليه أَو أَفْضَى به إِلى وَعْرٍ من الأَرض وجبل وَعْرٌ بالتسكين ووَاعِرٌ والفعل كالفعل قال الأَصمعي لا تَقُلْ وَعِرٌ وأَوْعَرَ القومُ وقعوا في الوَعْرِ وفي حديث أُم زرع زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثّ على جبلٍ وَعْرٍ لا سَهْلٌ فيُرْتَقَى ولا سَمِينٌ فَيُنْتَقَى أَي غليظ حَزْنٌ يصعُب الصعود إِليه شبهته بلحم هزيل لا ينتفع به وهو مع هذا صعب الوصول والمَنالِ قال الأَزهري والوُعُورَة تكون غِلَظاً في الجبل وتكون وُعُوثَة في الرمل والوَعْرُ المكانُ الصُّلْبُ والوَعْرُ الموضعُ المُخِيفُ الوَحْشُ واسْتَوْعَرُوا طرِيقَهم رأَوْه وَعْراً وتَوَعَّرَ عليَّ تَعَسَّر أَي صار وَعْراً ووَعَّرْتُه أَنا تَوْعِيراً والوُعُورَةُ القِلَّةُ قال الفرزدق وَفَتْ ثمَّ أَدَّتْ لا قَلِيلاً ولا وَعْرَا يصف أُم تميم لأَنها وَلَدَتْ فأَنْجَبَتْ وأَكْثَرَتْ ووَعُرَ الشيءُ وعارَةً ووُعُورَةً قَلَّ وأَوْعَرَه قَلَّلَه وأَوْعَرَ الرجلُ قَلَّ مالُه وَوعِرَ صدرُه عليَّ لغة في وَغرَ وزعم يعقوب أَنها بدل قال لأَن الغين قد تبدل من العين وقال الأَزهري هما لغتان بالعين والغين والوَعْرُ المكان الصُّلب ووَعَرَ الرجلَ ووَعَّرَه حبسه عن حاجته ووجْهَتِه وفلان وَعْرُ المعروف أَي قليله وأَوْعَرَه قَلَّلَه ومطلب وَعْرٌ يقال قليل وَعْرٌ ووَتْحٌ وعر إِتباع له قال الأَزهري يقال قليل شَقْنٌ ووَتْحٌ ووَعْرٌ وهي الشُّقُونَة والوُتُوحَةُ والوُعُورَةُ بمعنى واحد وقال الأَصمعي شَعَرٌ مَعِرٌ وَعِرٌ زَمِرٌ بمعنى واحد ووُعَيْرَةُ موضع قال كثير عزة فأَمْسَى يَسُحُّ الماءَ فوقَ وُعَيْرَةٍ له باللِّوَى والوَادِيَيْنِ حَوائِرُ والأَوْعارُ موضع بالسَّماوَةِ سَماوَةِ كَلْبٍ قال الأَخطل في عانَةٍ رَعَتِ الأَوْعارَ صيَفْتَها حتى إِذا زَهِمَ الأَكْفالُ والسُّرَرُ

وغر
الوَغْرَةُ شدَّةُ تَوَقُّدِ الحَرِّ والوَغْرُ احتراق الغيظ ومنه قيل في صدره عليَّ وَغْرٌ بالتسكين أَي ضِغْنٌ وعداوة وتَوَقُّدٌ من الغيظ والمصدر بالتحريك ويقال وَغِرَ صدرُه عليه يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَر يَغِرُ إِذا امتلأَ غيظاً وحقداً وقيل هو أَن يحترق من شدة الغيظ ويقال ذهب وَغَرُ صدره ووَغَم صدره أَي ذهب ما فيه من الغِلِّ والعداوة ولقيته في وَغْرَةِ الهاجرة وهو حين تتوسط الشمس السماء وقوله في حديث الإِفك فأَتينا الجيشَ مُوغِرِين في نَحْرِ الظَّهيرة أَي في وقت الهاجرة وقت توسط الشمس السماء يقال وَغَرَتِ الهاجرة وَغْراً أَي رَمِضَتْ واشتدّ حرها ويقال نزلنا في وَغْرَةِ القَيْظِ على ماء كذا وأَوغَرَ الرجلُ دخل في ذلك الوقت كما يقال أَظهر إِذا دخل في وقت الظهر ويروى في الحديث فأَتينا الجيشَ مُغَوِّرِينَ وأَوغَرَ القومُ دخلوا في الوَغْرَةِ والوَغْرُ والوَغَرُ الحِقْدُ والذَّحْلُ وأَصله من ذلك وقد وَغِرَ صدره يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَرَ يَغِرُ وَغْراً فيهما قال ويَوْغَرُ أَكثر وأَوْغَرَه وهو واغِرُ الصدر عليّ وفي الحديث الهَدِيَّةُ تُذْهِبُ وَغَرَ الصدر هو بالتحريك الغِلُّ والحرارة وأَصله من الوَغْرَة وشدة الحرّ ومنه حديث مازن رضي الله عنه ما في القلوب عليكُمْ فاعْلَموا وَغَرُ وفي حديث المغيرة واغِرَةُ الضمير وقيل الوَغَرُ تَجَرُّع الغيظ والحقد والتَّوْغِيرُ الإِغراء بالحقد وأَنشد سيبويه للفرزدق دَسَّتْ رَسُولاً بأَنَّ القومَ إن قَدَروا عليكَ يَشْفُوا صُدُوراً ذاتَ تَوغِيرِ وأَوغَرْتُ صدرَه على فلان أَي أَحْمَيْتُه من الغيظ والوَغِيرُ لحم يُشْوَى على الرَّمْضاءِ والوَغِيرُ اللبن تُرْمى فيه الحجارَةُ المُحْماةُ ثم يُشْرَبُ والمستوغِرُ بن ربيعةَ الشاعرُ المعروف منه سمي بذلك لقوله يصف فرساً عرقت يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللبنِ الوَغِيرِ والرَّبَلات جمع رَبْلَةٍ ورَبَلَة وهي باطن الفخذ والرَّضْف حجارة تحمى وتطرح في اللبن ليَجْمُد وقيل الوغِيرُ اللبن يُغْلى ويُطْبَخُ الجوهري الوَغِيرَةُ اللبن يُسَخَّنُ بالحجارة المحماة وكذلك الوغير ابن سيده والوَغِيرَةُ اللبن وحده مَحْضاً يسخن حتى يَنْضَجَ وربما جعل فيه السمن وقد أَوغَرَه وكذلك التوغِيرُ قال الشاعر فَسائِلْ مُراداً عن ثلاثةِ فِتْيَةٍ وعن أُثْر ما أَبْقى الصَّرِيحُ المُوَغَّرُ والإِيغارُ أَن تُسخن الحجارة وتُحْرِقَها ثم تلقيها في الماء لتسخنه وقد أَوغَرَ الماءَ إِيغاراً إِذا أَحرقه حتى غلى ومنه المثل كَرِهَتِ الخنازِيرُ الحَمِيمَ المُوغَرَ وذلك لأَن قوماً من النصارى كانوا يَسْمُطون الخنزير حيًّا ثم يَشْوُونه قال الشاعر ولقد رأَيتُ مكانَهم فكرِهْتُهمْ كَكَراهَةِ الخِنزيرِ للإِيغار وَوَغْرُ الجيشِ صوتهم وجَلَبَتُهُمْ قال ابن مقبل في ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقِيلُ السَّرابِ به كأَنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حادينا المَرْتُ القَفْر الذي لا نبات له وعساقيل السراب قِطَعُه واحدها عُسْقُول شبه أَصوات القطا فيه بأَصوات رجال حادين والأَلف في آخره للإِطلاق وقال الراجز كأَنما زُهاؤُه لمَنْ جَهَرْ ليلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ الوَغْرُ الصوت ووَغَرُهُمْ كَوَغْرِهم ولم يحك ابن الأَعرابي في وَغْرِ الجيش إِلا الإِسكانَ فقط وصرح بأَن الفتح لا يجوز والإِيغارُ المستعمل في باب الخراج قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً غيره يقال أَوْغَرَ العاملُ الخراجَ أَي استوفاه وفي التهذيب وَغَرَ ويقال الإِيغار أَن يُوغِرَ المَلِكُ لرجلٍ الأَرضَ يجعلها له من غير خراج قال وقد يسمى ضمانُ الخراج إِيغاراً وهي لفظة مولَّدة وقيل الإِيغار أَن يُسْقِطَ الخراجَ عن صاحبه في بلد ويُحَوِّلَ مثلَه إِلى بلد آخر فيكون ساقطاً عن الأَوّل وراجعاً إِلى بيت المال وقيل سمي الإِيغارَ لأَنه يُوغِرُ صدور الذين يزاد عليهم خَراجٌ لا يلزمهم وأَوْغرْتُ صدرَه أَي أَوقدته من الغيظ وأَحميته أَبو سعيد أَوغَرْتُ فلاناً إِلى كذا أَي أَلجأْته وأَنشد وتَطاوَلَتْ بك هِمَّةٌ محطوطَةٌ قد أَوْغَرَتْكَ إِلى صِباً ومُجُونِ أَي أَلجأَتك إِلى الصبا قال واشتقاقه من إِيغار الخراج وهو أَن يؤدي الرجل خراجه إِلى السلطان الأَكبر فراراً من العمال يقال أَوْغَرَ الرجلُ خَراجَه إِذا فعل ذلك قال ابن سيده وهو بالواو لوجود أَوْغَرَ وعدم أَيْغَر والله تعالى أَعلم

وفر
الوَفْرُ من المال والمتاع الكثيرُ الواسعُ وقيل هو العامُّ من كل شيء والجمع وُفُورٌ وقد وَفَرَ المالُ والنباتُ والشيءُ بنفسه وَفْراً ووُفُوراً وَفِرَةً وفي حديث عليّ رضي الله عنه ولا ادَّخَرْتُ من غنائمها وَفْراً الوَفْرُ المال الكثير وفي التهذيب المال الكثير الوافر الذي لم ينقص منه شيء وهو موفور وقد وَفَرْناه فِرَةً قال والمستعمل في التعدّي وفَّرْناه تَوْفِيراً وفي الحديث الحمد لله الذي لا يَفِرُه المَنْعُ أَي لا يُكْثِرُه من الوافِر الكثير يقال وَفَرَه يَفِرُه كوَعَدَه يَعِدُه وأَرض وَفْراءُ في نباتها فِرَةٌ وهذه أَرض في نباتها وَفْرٌ ووَفْرَةٌ وفِرَةٌ أَيضاً أَي وُفُورٌ لم تُرْعَ والوَفْراءُ الأَرضُ التي لم يَنْقُصْ من نبتها قال الأَعشى عَرَنْدَسَةٌ لا يَنْقُصُ السَّيْرُ غَرْضَها كأَحْقَبَ بالوَفْراءِ جَأْبٍ مُكَدَّمِ العرندسة الشديدة من النوق والغَرْضُ للرَّحْلِ بمنزلة الحزام للسرج يريد أَنها لا تَضْمُر في سيرها وكَلالها فَيَقْلَقَ غَرْضُها ويقال إِنها لعظم جوفها تستوفي الغَرْضَ والأَحقب الحمار الذي بموضع الحَقَبِ منه بياض وإِنما تشبه الناقة بالعير لصلابته ولهذا يقال فيها عَيْرانة والجأْب الغليظ ومكدَّم مُعَضَّض أي كَدَّمَتْهُ الحمير وهو يطردها عن عانته ووَفَّرَ عليه حقه تَوْفِيراً واستوفَرَه أَي استوفاه وتَوَفَّرَ عليه رَعى حُرُماتِه ويقال هم مُتوافِرونَ أَي هم كثير ووفُرَ الشيءُ وَفْراً وفِرَةً ووفَّره كثره وكذلك وَفَرَه مالَه وَفْراً وفِرَةً ووَفَّرَه جعله وافِراً ووَفَرَه عِرْضَه ووَفَّره له لم يَشْتِمْه كأَنه أَبقاه له كثيراً طيباً لم يَنْقُصْه بشتم قال أَلِكْنِي وَفِرْ لابنِ الغَرِيرَةِ عِرْضَه إِلى خالِدٍ من آلِ سَلْمى بنِ جَنْدَلِ ووَفُرَ عِرْضُه ووَفَرَ وُفوراً كَرُمَ ولم يُبْتَذَلْ قال وهو من الأَوّل
( * قوله « وهو من الاول » لعل المراد انه من باب ضرب او هو محرف عن وهو من اللازم بدليل ما بعده ) وفي التنزيل العزيز جَزاءً مَوْفوراً هو من وَفَرْتُه أَفِرُه وَفْراً وفِرَةً وهذا معتمد واللازم قولك وَفَرَ المالُ يَفِرُ وُفوراً وهو وافر وسِقاءٌ أَوْفَرُ وهو الذي لم ينقص من أَديمه شيء والموفور الشيء التام ووَفَرْتُ الشيءَ وَفْراً وقولهم تُوفَرُ وتُحْمَدُ من وقولك وَفَرْتُه عِرْضَه وماله قال الفراء إِذا عُرِضَ عليك الشيء تقول تُوفَرُ وتُحْمَدُ ولا تقل تُوثَر يُضْرَب هذا المثل للرجل تعطيه الشيء فيردُّه عليك من غير تسخُّط وقول الراجز كأَنها من بُدُنٍ وإِيفارْ دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ إِنما هو من الوفور والتمام يقول كأَنها مما أَوْفَرَها الراعي دَبَّتْ عليها الأَنْبار ويروى واستيفار والمعنى واحد ويروى وإِيغار من أَوغَرَ العاملُ الخراج أَي استوفاه ويروى بالقاف من أَوقَرَه أَي أَثقله ووَفَرَ الشيءَ أَكمَلَهُ ووَفَر الثوبَ قطعه وافراً وكذلك السقاء إِذا لم يقطع من أَديمه فَضْلٌ ومَزادة وَفْراءُ وافِرَةُ الجلد تامة لم يُنْقَصْ من أَديمها شيء وسِقاءٌ أَوْفَرُ قال ذو الرمة وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزُها مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُ
( * قوله « مشلشل » أي مقطر نعت لسرب كما نص عليه الصحاح والكتب جمع كتبه كغرفة وغرف خروف الخرز وأثأى خرم والخوارز جمع خازرة )
والوفْراءُ أَيضاً الملأَى المُوَفَّرَةُ المِلْءِ وتَوَفّرَ فلانٌ على فلان بِبِرّه ووَفَّرَ اللهُ حظه من كذا أَي أَسبغه والموفورُ في العروض كل جزء يجوز فيه الزحاف فيسلم منه قال ابن سيده هذا قول أَبي إِسحق قال وقال مرة الموفور ما جاز أَن يخرم فلم يخرم وهو فعولن ومفاعلين ومفاعلتن وإِن كان فيها زحاف غير الخرم لم تخلُ من أَن تكون موفورة قال وإِنما سميت موفورة لأَن أَوتادها توفرت وأُذُنٌ وَفْراءُ ضَخْمَةُ الشحمة عظيمة وقول الشاعر وابْعَثْ يَساراً إِلى وَفْرٍ مُدَمَّعَةٍ واجْدَحْ إِليها معناه أَنه لم يُعْطُوا منها الديات فهي موفورةٌ يقول له أَنت راع ووَفَرَه عطاءَه إِذا رَدَّه عليه وهو راضٍ أَو مستقل له والوَفْرَةُ الشعر المجتمع على الرأْس وقيل ما سال على الأُذنين من الشعر والجمع وِفارٌ قال كثير عزة كأَنَّ وِفارَ القومِ تحتَ رِحالِها إِذا حُسِرَتْ عنها العمائمُ عُنْصُلُ وقيل الوَفْرَةُ أَعظم من الجُمَّةِ قال ابن سيده وهذا غلط إِنما هي وَفْرَةٌ ثم جُمَّة ثم لِمَّة والوَفْرَةُ ما جاوز شحمة الأُذنين واللِّمَّةُ ما أَلمَّ بالمَنْكِبَينِ التهذيب والوَفْرَةُ الجُمَّة من الشعر إِذا بلغت الأُذنين وقد وفَرَها صاحبها وفلان مُوَفَّرُ الشعر وقيل الوَفْرَةُ الشعرة إِلى شمحة الأُذن ثم الجُمَّة ثم اللِّمَّةُ وفي حديث أَبي رِمْثَةَ انطلقتُ مع أَبي نَحْوَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فإِذا هو ذو وَفْرَة فيها رَدْعٌ من حِنَّاءِ الوَفْرَة شَعر الرأْس إِذا وصل إِلى شحمة الأُذن والوافِرَةُ أَلْيَةُ الكبش إِذا عظمت وقيل هي كل شحمة مستطيلة وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وعَلَّمَنَا الصَّبْرَ آباؤُنا وخُطَّْ لنا الرَّمْيُ في الوافِرَه الوافرة الدنيا وقيل الحياة والوافِرُ ضَرْب من العَرُوض وهو مفاعلتن مفاعلتن فعولن مرتين أَو مفاعلتن مفاعلتن مرتين سمي هذا الشطر وافراً لأَن أَجزاءه موفرةٌ له وُفورَ أَجزاء الكامل غير أَنه حذف من حروفه فلم يكمل

وقر
الوَقْرُ ثِقَلٌ في الأُذن بالفتح وقيل هو أَن يذهب السمع كله والثِّقَلُ أَخَفُّ من ذلك وقد وَقِرَتْ أُذنه بالكسر تَوْقَرُ وقْراً أَي صَمَّتْ ووَقَرَتْ وَقْراً قال الجوهري قياس مصدره التحريك إِلا أَنه جاء بالتسكين وهو موقور ووَقَرَها الله يَقِرُها وَقْراً ابن السكيت يقال منه وُقِرَتْ أُذُنُه على ما لم يسم فاعله تُوقَرُ وَقْراً بالسكون فهي موقورة ويقال اللهم قِرْ أُذُنَه قال الله تعالى وفي آذاننا وَقْرٌ وفي حديث علي عليه السلام تَسْمَعُ به بعد الوَقْرَةِ هي المرّة من الوَقْرِ بفتح الواو ثِقَلُ السمع والوِقْرُ بالكسر الثِّقْلُ يحمل على ظهر أَو على رأْس يقال جاء يحمل وِقْرَه وقيل الوِقَرُ الحِمْل الثقيل وعَمَّ بعضهم به الثقيل والخفيف وما بينهما وجمعه أَوقارٌ وقد أَوقَرَ بعيرَه وأَوْقَرَ الدابة إِيقاراً وقِرَةً شديدةً الأَخيرة شاذة ودابَّةٌ وَقْرَى مُوقَرَةٌ قال النابغة الجعدي كما حُلَّ عن وَقْرَى وقد عَضَّ حِنْوُها بغارِبها حتى أَرادَ ليَجْزِلا قال ابن سيده أَرى وَقْرَى مصدراً على فَعْلى كحَلْقى وعَقْرَى وأَراد حُلَّ عن ذات وَقْرَى فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه قال وأَكثر ما استعمل الوِقْرُ في حِمل البغل والحمار والوَسْقُ في حمل البعير وفي حديث عمر والمجوس فأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أَو بغلين من الوَرِقِ الوِقْرُ بكسر الواو الحِمْلُ يريد حمل بغل أَو حملين أَخِلَّةً من الفضة كانوا يأْكلون بها الطعام فأَعْطَوْها ليُمَكَّنُوا من عادتهم في الزَّمْزَمَةِ ومنه الحديث لعله أَوقَرَ راحلته ذهباً أَي حَمَّلَها وِقْراً ورجل مُوقَرٌ ذو وِقْرٍ أَنشد ثعلب لقد جَعَلَتْ تَبْدُو شَواكِلُ منكما كأَنَّكما بي مُوقَرانِ من الجَمْرِ وامرأَةٌ مُوقَرَةٌ ذاتُ وِقْرٍ الفراء امرأَة مُوقَرَة بفتح القاف إِذا حملت حملاً ثقيلاً وأَوْقَرَتِ النخلةُ أَي كَثُرَ حَمْلُها ونخلة مُوقِرَة ومُوقِرٌ وموقَرة ومُوقَر ومِيقار قال من كُلِّ بائنة تَبِينُ عُذُوقُها منها وخاصِبَةٍ لها مِيقارِ قال الجوهري نخلة مُوقَرٌ على غير القياس لأَن الفعل ليس للنخلة وإِنما قيل مُوقِر بكسر القاف على قياس قولك امرأَة حامل لأَن حمل الشجر مشبه بحمل النساء فأَما موقَر بالفتح فشاذ قد روي في قول لبيد يصف نخلاً عَصَبٌ كَوارِعُ في خَليج مُحَلِّمٍ حَمَلَتْ فمنها موقَر مَكْمُومُ والجمع مَواقِر وأَما قول قُطْبَة بن الخضراء من بني القَيْنِ لمن ظُعُنٌ تَطالَعُ من سِتارِ مع الإِشْراقِ كالنَّخْلِ الوِقارِ قال ابن سيده ما أَدري ما واحده قال ولعله قَدَّرَ نخلة واقِراً أَو وَقِيراً فجاء به عليه واسْتَوْقَرَ وِقْرَه طعاماً أَخذه واسْتَوْقَرَ إِذا حَمَلَ حِمْلاً ثقيلاً واسْتَوْقَرَتِ الإِبلُ سمنت وحملت الشُّحُوم قال كأَنها من بُدُنٍ واسْتِيقارْ دَبَّتْ عليها عَرِماتُ الأَنْبارْ وقوله عز وجل فالحاملاتِ وِقْراً يعني السحاب يحمل الماء الذي أَوْقَرها والوَقار الحلم والرَّزَانة وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً ووَقارَةً ووَقَرَ قِرَةً وتَوَقَّرَ واتَّقَرَ تَرَزَّنَ وفي الحديث لم يَسْبِقْكم أَبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكنه بشيء وَقَرَ في القلب وفي رواية لِسِرٍّ وقَرَ في صدره أَي سكن فيه وثبت من الوَقارِ والحلم والرزانة وقد وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً والتَّيْقُور فَيْعُول منه وقيل لغة في التَّوْقِير قال والتيقور الوَقارُ وأَصله وَيْقُور قلبت الواو تاء قال العجاج فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُوري أَي أَمسى وَقاري ويروى فإِن أَكن أُمْسي البِلى تَيْقُوري وفي يكن على هذا ضمير الشأْن والحديث والتاء فيه مبدلة من واو قيل كان في الأَصل وَيْقُوراً فأَبدل الواو تاء حمله على فَيْعُول ويقال حمله على تفعول مثل التَّذْنُوب ونحوه فكره الواو مع الواو فأَبدلها تاء لئلا يشتبه بفَوْعُول فيخالف البناء أَلا ترى أَنهم أَبدلوا الواو حين أَعربوا فقالوا نَيْروزٌ ؟ ورجل وَقارٌ ووَقُورٌ ووَقَرٌ
( * قوله « ووقر » في القاموس أنه بضم القاف ) قال العجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن مَعمَر هذا أَوانُ الجِدِّ إِذ جَدَّ عُمَرْ وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لمن ذَمَرْ منها بِكُلّ أَخلاق الشُّجاعِ قد مَهَرْ ثَبْتٌ إِذا ما صِيحَ بالقوم وَقَرْ
( * قوله « ثبت إذا ما صيح إلخ » استشهد به الجوهري على أن وقر فيه فعل حيث قال ووقر الرجل إذا ثبت يقر وقاراً وقرة فهو وقور قال العجاج « ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر » )
قوله ثبت أَي هو ثبت الجنان في الحرب وموضع الخوف ووَقَرَ الرجل من الوَقار يَقِرُ فهو وَقُورٌ ووَقُرَ يَوْقُرُ ومَرَةٌ وَقُورٌ ووَقَرَ وَقْراً جلس وقوله تعالى وَقِرْنَ في بيوتكن قيل هو من الوَقارِ وقيل هو من الجلوس وقد قلنا إِنه من باب قَرَّ يَقِرُّ ويَقَرُّ وعللناه في موضعه من المضاعف الأَصمعي يقال وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً إِذا سكن قال الأَزهري والأَمْرُ قِرْ ومنه قوله تعالى وقِرْنَ في بيوتكن قال وَوَقُرَ يَوْقُرُ والأَمر منه اوْقُرْ وقرئ وقَرْنَ بالفتح فهذا من القَرار كأَنه يريد اقْرَرْنَ فتحذف الراء الأُولى للتخفيف وتلقى فتحتها على القاف ويستغنى عن الأَلف بحركة ما بعدها ويحتمل قراءة من قرأَ بالكسر أَيضاً أَن يكون من اقْرِرْنَ بكسر الراء على هذا كما قرئ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ بفح الظاء وكسرها وهو من شواذ التخفيف ووَقَّرَ الرجلَ بحَّلَهُ وتُعَزِّرُوه وتُوَقِّرُوه والتوقير التعظيم والتَّرْزِينُ التهذيب وأَما قوله تعالى ما لكم لا تَرْجُونَ لله وقاراً فإِن الفرّاء قال ما لكم لا تخافون لله عظمة ووَقَّرْتُ الرجل إِذا عظمته وفي التنزيل العزيز وتعزروه وتوقروه والوَقار السكينة والوَداعَةُ ورجل وَقُورٌ ووقارٌ ومُتَوَقِّر ذو حلم ورَزانَة ووَقَّر الدابة سَكَّنَها قال يَكادُ يَنْسَلُّ من التَّصْدِيرِ على مُدَالاتِيَ والتَّوْقِيرِ والوَقْرُ الصَّدْعُ في الساق والوقْرُ والوَقْرَةُ كالوَكْتَةِ أَو الهَزْمَةِ تكون في الحجر أَو العين أَو الحافر أَو العظم والوَقْرَةُ أَعظم من الوَكْتَةِ الجوهري الوَقْرَةُ أَن يصيب الحافرَ حَجَرٌ أَو غيره فيَنْكُبَه تقول منه وَقِرَت الدابةُ بالكسر وأَوْقَرَها الله مثلَ رَهِصَتْ وأَرْهَصَها الله قال العجاج وَأْباً حَمَتْ نُسُورُه الأَوْقارا ويقال في الصبر على المصيبة كانتْ وَقْرَةً في صَخْرة يعني ثَلْمَةً وهَزْمَةً أَي أَنه احتمل المصيبة ولم تؤثر فيه إِلا مثلَ تلك الهزمة في الصخرة ابن سيده وقد وُقِرَ العظمُ وَقْراً فهو موقور ووقِير ورجل وَقِير به وَقرة في عظمه أَي هَزْمَة أَنشد ابن الأعرابي حَياء لنَفْسي أَن أُرى مُتَخَشِّعاً لوَقْرَةِ دَهْرٍ يَسْتَكِينُ وَقِيرُها لِوَقْرَةِ دَهْرٍ أَي لخَطْبٍ شديد أُتَيَفَّنُ في حالة كالوَقْرَةِ في العظْمِ الأَصمعي يقال ضربه ضربة وَقَرَتْ في عظمه أَي هَزَمَتْ وكَلَّمته كلمةً وَقَرَتْ في أُذنه أَي ثبتت والوَقْرَةُ تصيب الحافر وهي أَن تَهْزِمَ العظمَ والوَقْرُ في العظم شيء من الكسر وهو الهَزْمُ وربما كُسِرَتْ يَدُ الرجل أَو رجلُه إِذا كان بها وَقْرٌ ثم تُجْبَرُ فهو أَصلب لها والوَقْرُ لا يزال واهِناً أَبداً وَوقَرْتُ العظم أَقِرُه وقْراً صَدَعْتُه قال الأَعشى يا دَهْرُ قد أَكْثَرْتَ فَجْعَتَنا بِسَراتِنا ووَقَرْتَ في العَظْمِ والوَقير والوَقِيرَةُ النُّقْرَةُ العظيمة في الصخرة تُمْسِكُ الماء وفي التهذيب النقرة في الصخرة العظيمة تمسك الماء وفي الصحاح نقرة في الجبل عظيمة وفي الحديث التَّعَلُّمُ في الصِّبا كالوَقْرَةِ في الحجر الوَقْرَةُ النقرة في الصخرة أَراد أَنه يثبت في القلب ثبات هذه النُّقْرَةِ في الحجر ابن سيده تَرَكَ فلان قِرَةً أَي عِيالاً وإِنه عليه لَقِرَةٌ أَي عيال وما علي منك قِرَةٌ أَي ثِقَلٌ قال لما رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّه ولِمَّتي كأَنها حَلِيَّه تقولُ هذا قِرَةٌ عَلَيَّه يا ليتني بالبَحْرِ أَو بِلِيَّه والقِرَةُ والوَقِيرُ الصغار من الشاء وقيل القِرَةُ الشاء والمال والوَقِير الغنم وفي المحكم الضخم من الغنم قال اللحياني زعموا أَنها خمسمائة وقيل هي الغنم عامة وبه فسر ابن الأَعرابي قول جرير كأَنَّ سَليطاً في جَواشِنِها الحَصى إِذا حَلَّ بين الأَمْلَحَيْنِ وََقِيرُها وقيل هي غنم أَهل السواد وقيل إِذا كان فيها كلابها ورُعاؤُها فهي وَقِير قال ذو الرمة يصف بقرة الوحش مُوَلَّعَةً خَنْساءَ ليستْ بِنَعجَةٍ يُدَمِّنُ أَجوافَ المِياه وَقِيرُها وكذلك القِرَةُ والهاء عوض الواو وقال الأَغلب العجلي ما إِنْ رأَينا مَلِكاً أَغارا أَكثَرَ منه قِرَةً وقارا قال الرَّمادي دخلت على الأَصمعي في مرضه الذي مات فيه فقلت يا أَبا سعيد ما الوَقِير ؟ فأَجابني بضعف صوت فقال الوَقِيرُ الغنم بكلبها وحمارها وراعيها لا يكون وَقِيراً إِلا كذلك وفي حديث طَهْفَةَ ووَقِير كثيرُ الرَّسَلِ الوَقِيرُ الغَنَمُ وقيل أَصحابها وقيل القطيع من الضأْن خاصة وقيل الغنم والكلاب والرُّعاءُ جميعاً أَي أَنها كثيرة الإِرْسال في المَرْعى والوَقَرِيُّ راعي الوَقِير نسب على غير قياس قال الكميت ولا وَقَرِيِّينَ في ثَلَّةٍ يُجاوِبُ فيها الثُّؤَاجُ اليُعارا ويروى ولا قَرَوِيِّينَ نسبة إِلى القرية التي هي المصر التهذيب والوَقِيرُ الجماعة من الناس وغيرهم ورجل مُوَقَّر أَي مُجَرَّبٌ ورجل مُوَقَّر إِذا وقَّحَتْه الأُمورُ واستمر عليها وقد وَقَّرَتني الأَسفار أَي صَلَّبَتْني ومَرَّنَتْني عليها قال ساعدة الهذلي يصف شهدة أُتِيحَ لها شَتْنُ البَراثِنِ مُكْزَمٌ أَخُو حُزَنٍ قد وَقَّرَتْه كُلُومُها لها للنخل مكزم قصير حُزَنٌ من الأَرض واحدتها حُزْنَةٌ وفقير وَقِيرٌ جعل آخره عماداً لأَوّله ويقال يعني به ذِلَّته مَهانته كما أَن الوقير صغار الشاء قال أَبو النجم نَبحَ كِلاب الشاءِ عن وَقِيرِها وقال ابن سيده يُشَبَّه بصغار الشاءِ في مَهانته وقيل هو الذي قد أَوْقَرَه الدِّيْنُ أَي أَثقله وقيل هو من الوَقْرِ الذي هو الكسر وقيل هو إِتباع وفي صدره وَقْرٌ عليك بسكون القاف عن اللحياني والمعروف وَغْرٌ الأَصمعي بينهم وَقْرَةٌ ووَغْرَةٌ أَي ضِغْنٌ وعداوة وواقِرَةُ والوَقِيرُ موضعان قال أَبو ذؤيب فإِنك حَقًّا أَيّ نَظْرَةِ عاشِقٍ نَظَرْتَ وقُدْسٌ دونَها ووَقِيرُ والمُوَقَّرُ موضع بالشام قال جرير أَشاعتْ قُرَيْشٌ للفَرَزْدَقِ خَزْيَةً وتلك الوُفُودُ النازلونَ المُوَقَّرا

وكر
وَكْرُ الطائر عُشُّه ابن سيده الوَكْرُ عُشُّ الطائر وإِن لم يكن فيه وفي التهذيب موضع الطائر الذي يبيض فيه ويُفَرِّخُ وهو الخُرُوقُ في الحيطان والشجر والجمع القليل أَوْكُرٌ وأَوكارٌ قال إِن فِراخاً كفراخِ الأَوْكُرِ تَرَكْتُهُمْ كبيرُهم كالأَصْغَرِ وقال من دُونِهِ لِعتاقِ الطَّيْرِ أَوكارُ والكثير وُكُورٌ ووُكَرٌ وهي الوَكْرَةُ الأَصمعي الوَكْرُ والوَكْنُ جميعاً المكان الذي يدخل فيه الطائر وقد وَكَنَ يَكِنُ وكْناً قال أَبو يوسف وسمعت أَبا عمرو يقول الوَكْرُ العُشُّ حيثما كان في جبل أَو شجر ووَكَرَ الطائرُ يَكِرُ وكْراً ووُكُرواً أَتى الوَكْرَ ودخل وَكْرَه ووَكَرَ الإِناءَ والسِّقاءَ والقِرْبَةَ والمكيالَ وَكْراً ووَكَّرَه توكيراً كلاهما مَلأَه ووَكَّرَ فلانٌ بطنه وأَوْكَرَه ملأه وتَوَكَّر الصبيُّ امْتَلأَ بطنُه وتَوَكَّرَ الطائر امتلأتْ حَوْصَلَتُه وقال الأَحمر وكَرْتُه ووَرَكْتُه وَرْكاً قال الأَصمعي شَرِبَ حتى تَوَكَّرَ وحتى تَضَلَّعَ والوَكْرَةُ والوَكَرَةُ الوَكِيرَةُ الطعامُ يتخذه الرجل عند فراغه من بنيانه فيدعو إِليه وقد وَكَّرَ لهم توكيراً الفراء قال الوَكِيرةُ تَعْمَلُها المرأَةُ في الجِهازِ قال وربما سمعتهم يقولون التَّوْكِير والتَّوْكِيرُ اتخاذ الوكيرة وهي طعام البِناء والتَّوْكِيرُ الإِطعام والوَكَرُ والوَكَرى ضربٌ من العَدْوِ وقيل هو العَدْوُ الذي كأَنه يَنْزُر أَبو عبيد هو يَعْدُو الوَكَرى أَي يُسْرِعُ وأَنشد غيره لِحُمَيدِ بن ثَوْرٍ إِذا الجَمَلُ الرِّبْعِيُّ عارَضَ أُمَّه عَدَتْ وَكَرى حتى تَحِنَّ الفَراقِدُ والوَكَّارُ العَدَّاءُ وناقة وَكَرى سريعة وقيل الوَكَرى من الإِبل القصيرة اللَّحِيمَةُ الشديدة الأَبْزِ وقد وكَرَتْ فيهما ووَكَرَ الظَّبْيُ وَكْراً وَثَبَ وَوكَرَتِ الناقةُ تَكِرُ وَكْراً إِذا عدت الوَكَرى وهو عَدْوٌ فيه نَزْوٌ وكذلك الفرس وقوله في الحديث إِنه نهى عن المُواكَرَةِ قال هي المخابرة وأَصله الهمز من الأُكْرَةِ وهي الحُفْرَةُ

وهر
تَوَهَّرَ الليل والشتاء كَتَهَوَّرَ وتَوَهَّرَ الرملُ كتهوّر أَيضاً والوَهَرُ تَوَهُّجُ وَقْعِ الشمس على الأَرض حتى ترى له اضطراباً كالبُخارِ يمانية ولَهَبٌ واهِرٌ ساطِعٌ وتَوَهَّرْتُ الرجلَ في الكلام وتَوَعَّرْتُه إِذا اضْطَرَرْتَه إِلى ما بقي به متحيراً ويقال وَهَّرَ فلانٌ
( * قوله « ويقال وهر فلان إلخ « ويقال أيضاً وهره كوعده كما في القاموس ) فلاناً إِذا أَوقعه فيما لا مخرج له منه ووَهْرانُ اسم رجل وهو أَبو بطن

يبر
يَبْرِينُ اسم موضع يقال له رَمْلُ يَبْرِينَ وفيه لغتان يَبْرُونَ في الرفع وفي الجر والنصب يَبْرِينَ لا ينصرف للتعريف والتأْنيث فجرى إِعرابه كإِعرابه وليست يَبْرِينُ ههذ العلمية منقولةً من قولك هُنَّ يَبْرِينَ لفلانٍ أَي يُعارِضْنَه كقول أَبي النجم يَبْري لها من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ يدل على أَنه ليس منقولاً منه قوله فيه يَبْرونَ وليس لك أَن تقول إِن يَبْرِينَ من بَرَيْتُ القَلَم ويَبْرونَ من بَرَوْتُه ويكون العلم منقولاً منهما فقد حكى أَبو زيد بريت القلم وبروته قال ولهذا نظائر كَقَنَيْتُ وقَنَوْتُ وكَنَيْتُ وكَنَوْتُ فيكون يَبْرونَ على هذا كَيَكْنُونَ من قولك هُنَّ يَكْنُونَ ويَبْرِينَ كَيَكْنِينَ من قولك هُنَّ يَكْنِينَ وإِنما منعك أَن تحمل يَبْرِينَ ويَبْرُونَ على بَرَيْتُ وبَرَوْتُ أَن العرب قالت هذه يَبْرِينُ فلو كانت يَبْرُونَ من بَرَوْتُ لقالوا هذه يَبْرُونَ ولم يقله أَحد من العرب أَلا ترى أَنك لو سميت رجلاً بِيَغْزُونَ فيمن جعل النون علامة الجمع لقلت هذا يَغْزُونَ ؟ قال فدل ما ذكرناه على أَن الياء والواو في يَبْرِينَ ويَبْرُونَ ليستا لامين وإِنما هما كهيئة الجمع كفَلَسْطِينَ وفَلَسْطُونَ وإِذا كانت واو جمع كانت زائدة وبعدها النون زائدة أَيضاً فحروف الاسم على ذلك ثلاثة كأَنه يَبْرِ ويَبْرُ وإِذا كانت ثلاثة فالياء فيها أَصل لا زائدة لأَن الياء إِذا طرحتها من الاسم فبقي منه أَقل من الثلاثة لم يحكم عليها بالزيادة البتة على ما أَحكمه لك سيبويه في باب عِلَلِ ما تجعله زائداً من حروف الزوائد يدلك على أَن ياءَ يَبْرِين ليست للمضارعة أَنهم قالوا أَبْرين فلو كان حرف مضارعة لم يبدلوا مكانه غيره ولم نجد ذلك في كلامهم النتة فأَما قولهم أَعْصُرُ ويَعْصُرُ اسم رجل فليس مسمى بالفعل وإِنما سمي بأَعْصُرٍ جمع عَصْرٍ الذي هو الدهر وإِنما سمي به لقوله أَنشده أَبو زيد أَخُلَيْدُ إِنَّ أَباكَ غَيَّرَ رأْسَه مَرُّ الليالِي واخْتلافُ الأَعْصُرِ وسهل ذلك في الجمع لأَن همزته ليست للمضارعة وإِنما هي لصيغة الجمع والله تعالى أَعلم

يجر
المِيجار الصَّوْلَجانُ

يرر
اليَرَرُ مصدر قولهم حَجَرٌ أَيَرُّ أَي صَلْد صُلب الليث اليَرَرُ مصدر الأَيَرِّ يقال صخرة يَرَّاءُ وحَجَرٌ أَيَرُّ وفي حديث لقمان عليه السلام إِنه ليُبْصِرُ أَثَرَ الذَّرّ في الحجر الأَيَرِّ قال العجاج يصف جيشاً فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ سَنابِكُ الخيلِ يُصَدِّعنَ الأَيَرّْ قال أَبو عمرو الأَيَرُّ الصَّفا الشديد الصلابة وقال بعده من الصفا القاسي ويَدْهَسْنَ الغَدَرْ عَزازَةً ويَهْتَمِرْنَ ما انْهَمَرْ يدهس الغَدَرَ أَي يَدَعْنَ الجِرْفَةَ وما تَعادَى من الأَرضِ دَهاساً وقال بعده من سَهْلَةٍ ويَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ يعني الخيل وضربها الأَرضَ العَزازَ بحوافرها والجمع يُرٌّ وحَجَرٌ يَارٌّ وأَيَرُّ على مثال الأَصَمِّ شديدٌ صُلْبٌ يَرَّ يَيَرُّ يَرّاً وصخرة يَرَّاءُ وقال الأَحمر اليَهْيَرُّ الصلب وحارٌّ يارٌّ إِتباع وقد يَرَّ يَرّاً ويَرَراً واليَرَّةُ النار وقال أَبو الدُّقَيْش إِنه لحارٌّ يارٌّ عنى رَغيفاً أُخرج من التنور وكذلك إِذا حميت الشمس على حَجَر أَو شيء غيره صُلْبٍ فلزمته حرارة شديدة يقال إِنه لحارٌّ يارٌّ ولا يقال لماءٍ ولا طين إِلا لشيءٍ صلب قال والفعل يَرَّ يَيَرُّ يَرَراً وتقول الحَرُّ لم يَيَر ولا يوصف به على نعت أَفعل وفعلاء إِلا الصَّخر والصفا يقال صفاة يَرَّاءُ وصَفاً أَيَرُّ ولا يقال إِلا مَلَّةٌ حارَّة يارَّة وكل شيءٍ من نحو ذلك إِذا ذكروا اليارَّ لم يذكروه إِلا وقبله حارٌّ وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر الشُّبْرُمَ فقال إِنه حارٌّ يارٌّ وقال أَبو عبيد قال الكسائي حارٌّ يارٌّ وقال بعضهم حارٌّ جارٌّ وحَرَّانُ يَرَّانُ إِتباع ولم يَخُصَّ شيئاً دون شيء

يسر
اليَسْرُ
( * قوله « اليسر » بفتح فسكون وبفتحتين كما في القاموس )
اللِّينُ والانقياد يكون ذلك للإِنسان والفرس وقد يَسَرَ ييْسِرُ وياسَرَه لايَنَهُ أَنشد ثعلب قوم إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بهم ذاتَ العِنادِ وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا وياسَرَه أَي ساهَلَه وفي الحديث إِن هذا الدّين يُسْرٌ اليُسْرُ ضِدُّ العسر أَراد أَنه سَهْلٌ سَمْح قليل التشديد وفي الحديث يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا وفي الحديث الآخر من أَطاع الإِمام وياسَرَ الشَّريكَ أَي ساهله وفي الحديث كيف تركتَ البلاد ؟ فقال تَيَسَّرَتْ أَي أَخصبت وهو من اليُسْرِ وفي الحديث لن يغلب عُسْرٌ يُسْرَيْنِ وقد ذكر في فصل العين وفي الحديث تَياسَرُوا في الصَّداق أَي تساهلوا فيه ولا تُغالُوا وفي الحديث اعْمَلُوا وسَدِّدوا وقاربوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له أَي مُهَيَّأٌ مصروفٌ مُسَهَّلٌ ومنه الحديث وقد يُسِّرَ له طَهُورٌ أَي هُيِّئَ ووُضِع ومنه الحديث قد تَيَسَّرا للقتال أَي تَهَيَّآ له واسْتَعَدّا الليث يقال إِنه ليَسْرٌ خفيف ويَسَرٌ إِذا كان لَيِّنَ الانقياد يوصف به الإِنسان والفرس وأَنشد إِني على تَحَفُّظِي ونَزْرِي أَعْسَرُ وإِن مارَسْتَنِي بعُسْرِ ويَسْرٌ لمن أَراد يُسْرِي ويقال إِن قوائم هذا الفرس ليَسَرَات خِفافٌ يَسَرٌ إِذا كُنَّ طَوْعَه والواحدة يَسْرَةٌ ويَسَرَةٌ واليَسَرُ السهل وفي قصيد كعب تَخْدِي على يَسَراتٍ وهي لاهِيةٌ اليَسَراتُ قوائم الناقة الجوهري اليَسَرات القوائم الخفاف ودابةٌ حَسَنَةُ التَّيْسُورِ أَي حسنة نقل القوائم ويَسَّرَ الفَرَسَ صَنَعه وفرس حسنُ التَّيْسورِ أَي حَسَنُ السِّمَنِ اسم كالتَّعْضُوضِ أَبو الدُّقَيْش يَسَرَ فلانٌ فرسَه فهو مَيْسُورٌ مصنوعٌ سَمِين قال المَرَّارُ يصف فرساً قد بلَوْناه على عِلاَّتِه وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرْ والطَّعْنُ اليَسْرُ حِذاءَ وجهِك وفي حديث علي رضي الله عنه اطْعَنُوا اليَسْرَ هو بفتح الياء وسكون السين الطعن حذاءَ الوجه وولدت المرأَة ولداً يَسَراً أَي في سهولة كقولك سَرَحاً وقد أَيْسَرَتْ قال ابن سيده وزعم اللحياني أَن العرب تقول في الدعاء وأَذْكَرَتْ أَتَتْ بذكر ويَسَرَتِ الناقةُ خرج ولدها سَرَحاً وأَنشد ابن الأَعرابي فلو أَنها كانت لِقَاحِي كثيرةً لقد نَهِلَتْ من ماءِ حُدٍّ وعَلَّتِ ولكنها كانت ثلاثاً مَياسِراً وحائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فأَحَلَّتِ ويَسَّرَ الرجلُ سَهُلَتْ وِلادَةُ إِبله وغنمه ولم يَعْطَبْ منها شيء عن ابن الأَعرابي وأَنشد بِتْنا إِليه يَتَعاوَى نَقَدُه مُيَسِّرَ الشاءِ كثيراً عَدَدُه والعرب تقول قد يَسَرَتِ الغَنَمُ إِذا ولدت وتهيأَت للولادة ويَسَّرَتِ الغنم كثرت وكثر لبنها ونسلها وهو من السهولة قال أَبو أُسَيْدَةَ الدُّبَيْرِيُّ إِنَّ لنا شَيْخَيْنِ لا يَنْفَعانِنَا غَنِيَّيْن لا يُجْدِي علينا غِناهُما هما سَيِّدَانا يَزْعُمانِ وإِنما يَسُودَانِنا أَنْ يَسَّرْتْ غَنَماهما أَي ليس فيهما من السيادة إِلا كونهما قد يَسَّرَتْ غنماهما والسُّودَدَ يوجب البذلَ والعطاء والحِراسَة والحماية وحسن التدبير والحلم وليس غندهما من ذلك شيء قال الجوهري ومنه قولهم رجل مُيَسِّرٌ بكسر السين وهو خلاف المُجَنِّب ابن سيده ويَسَّرَتِ الإِبلُ كثر لبنها كما يقال ذلك في الغنم واليُسْرُ واليَسارُ والمِيسَرَةُ والمَيْسُرَةُ كله السُّهولة والغِنى قال سيبويه ليست المَيْسُرَةُ على الفعل ولكنها كالمَسْرُبة والمَشْرُبَة في أَنهما ليستا على الفعل وفي التنزيل العزيز فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ قال ابن جني قراءة مجاهد فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسُرهِ قال هو من باب مَعْوُنٍ ومَكْرُمٍ وقيل هو على حذف الهاء والمَيْسَرَةُ والمَيْسُرَةُ السَّعَة والغنى قال الجوهري وقرأَ بعضهم فنظرة إِلى مَيْسُرِهِ بالإِضافة قال الأَخفش وهو غير جائز لأَنه ليس في الكلام مَفْعُلٌ بغير الهاء وأَما مَكْرُمٌ ومَعْوُن فهما جمع مَكْرُمَةٍ ومَعُونَةٍ وأَيْسَرَ الرجلُ إِيساراً ويُسْراً عن كراع واللحياني صار ذا يَسارٍ قال والصحيح أَن اليُسْرَ الاسم والإِيْسار المصدر ورجلٌ مُوسِرٌ والجمع مَياسِيرُ عن سيبويه قال أَبو الحسن وإِنما ذكرنا مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو والنون في المذكر وبالأَلف والتاء في المؤنث واليُسْر ضدّ العُسْرِ وكذلك اليُسُرُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ التهذيب واليَسَرُ والياسِرُ من الغنى والسَّعَة ولا يقال يَسارٌ الجوهري اليَسار واليَسارة الغِنى غيره وقد أَيْسَر الرجل أَي استغنى يُوسِرُ صارت الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها وقال ليس تَخْفَى يَسارَتي قَدْرَ يومٍ ولقد يُخْفي شِيمَتي إِعْسارِي ويقال أَنْظِرْني حتى يَسارِ وهو مبني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وهو المَيْسَرَةُ قال الشاعر فقلتُ امْكُثي حتى يَسارِ لَعَلَّنا نَحُجُّ معاً قالتْ أَعاماً وقابِلَه ؟ وتَيَسَّر لفلان الخروجُ واسْتَيْسَرَ له بمعنى أَي تهيأَ ابن سيده وتَيَسَّر الشيء واسْتَيْسَر تَسَهَّل ويقال أَخذ ما تَيَسَّر وما اسْتَيْسَر وهو ضدّ ما تَعَسَّر والْتَوَى وفي حديث الزكاة ويَجْعَلُ معها شاتين إِن اسْتَيْسَرتا له أَو عشرين درهماً استيسر استفعل من اليُسْرِ أَي ما تيسر وسَهُلَ وهذا التخيير بين الشاتَيْنِ والدراهم أَصل في نفسه وليس ببدل فجرى مجرى تعديل القيمة لاختلاف ذلك في الأَزمنة والأَمكنة وإِنما هو تعويض شرعي كالغُرَّةِ في الجنين والصَّاع في المُصَرَّاةِ والسِّرُّ فيه أَن الصدقة كانت تؤخذ في البراري وعلى المياه حيث لا يوجد سُوقٌ ولا يُرى مُقَوِّمٌ يرجع إِليه فَحَسُنَ في الشرع أَن يُقَدَّر شيء يقطع النزاع والتشاجر أَبو زيد تَيَسَّر النهار تَيَسُّراً إِذا بَرَدَ ويقال أَيْسِرْ أَخاك أَي نَفِّسْ عليه في الطلب ولا تُعْسِرْهُ أَي لا تُشَدِّدْ عليه ولا تُضَيِّقْ وقوله تعالى فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْي قيل ما تَيَسَّر من الإِبل والبقر والشاء وقيل من بعير أَو بقرة أَو شاة ويَسَّرَه هو سَهَّله وحكى سيبويه يَسَّرَه ووَسَّعَ عليه وسَهَّلَ والتيسير يكون في الخير والشر وفي التنزيل العزيز فَسَنُيَسِّرُه لليُسْرَى فهذا في الخير وفيه فسنيسره للعُسْرَى فهذا في الشر وأَنشد سيبويه أَقام وأَقْوَى ذاتَ يومٍ وخَيْبَةٌ لأَوَّلِ من يَلْقَى وشَرٌّ مُيَسَّرُ والميسورُ ضدّ المعسور وقد يَسَّرَه الله لليُسرى أَي وفَّقَه لها الفرّاء في قوله عز وجل فسيسره لليسرى يقول سَنُهَيِّئُه للعَوْد إِلى العمل الصالح قال وقال فسنيسره للعسرى قال إِن قال قائل كيف كان نيسره للعسرى وهل في العُسْرى تيسير ؟ قال هذا كقوله تعالى وبَشِّرِ الذين كفروا بعذاب أَليم فالبشارَةُ في الأَصل الفَرَحُ فإِذا جمعت في كلامين أَحدهما خير والآخر شر جاز التيسير فيهما والميسورُ ما يُسِّرَ قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة وأَما سيبويه فقال هو من المصادر التي جاءت على لفظ مفعول ونظيره المعسور قال أَبو الحسن هذا هو الصحيح لأَنه لا فعل له إِلا مَزِيداً لم يقولوا يَسَرْتُه في هذا المعنى والمصادر التي على مثال مفعول ليست على الفعل الملفوظ به لأَن فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ إِنما مصادرها المطردة بالزيادة مَفْعَل كالمضرب وما زاد على هذا فعلى لفظ المُفَعَّل كالمُسَرَّحِ من قوله أَلم تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافي وإِنما يجيء المفعول في المصدر على توهم الفعل الثلاثي وإِن لم يلفظ به كالمجلود من تَجَلَّد ولذلك يخيل سيبويه المفعول في المصدر إِذا وجده فعلاً ثلاثيّاً على غير لفظة أَلا تراه قال في المعقول كأَنه حبس له عقله ؟ ونظيره المعسورُ وله نظائر واليَسَرَةُ ما بين أَسارير الوجه والراحة التهذيب واليَسَرَة تكون في اليمنى واليسرى وهو خط يكون في الراحة يقطع الخطوط التي في الراحة كأَنها الصليب الليث اليَسَرَة فُرْجَةُ ما بين الأَسِرَّةِ من أَسرارِ الراحة يُتَيَمَّنُ بها وهي من علامات السخاء الجوهري اليسرة بالتحريك أَسرار الكف إِذا كانت غير ملتزقة وهي تستحب قال شمر ويقال في فلان يَسَرٌ وأَنشد فَتَمَتَّى النَّزْعَ في يَسَرِه قال هكذا روي عن الأَصمعي قال وفسره حِيَال وجهه واليَسْرُ من الفَتْلِ خلاف الشَّزْر الأَصمعي الشَّزْرُ ما طَعَنْتَ عن يمينك وشمالك واليَسْرُ ما كان حِذاء وجهك وقيل الشَّزْرُ الفَتْلُ إِلى فوق واليَسْرُ إِلى أَسفل وهو أَن تَمُدَّ يمينكَ نحوَ جَسَدِكَ وروي ابن الأَعرابي فتمتى النزع في يُسَرِه جمع يُسْرَى ورواه أَبو عبيد في يُسُرِه جمع يَسارٍ واليَسارُ اليَدُ اليُسْرى والمَيْسَرَةُ نقيضُ الميمنةِ واليَسار واليِسار نقيضُ اليمين الفتح عند ابن السكيت أَفصح وعند ابن دريد الكسر وليس في كلامهم اسم في أَوّله ياء مكسورة إِلا في اليَسار يِسار وإِنما رفض ذلك استثقالاً للكسرة في الياء والجمع يُسْرٌ عن اللحياني ويُسُرٌ عن أَبي حنيفة الجوهري واليسار خلاف اليمين ولا تقل
( * قوله « ولا تقل إلخ » وهمه المجد في ذلك ويؤيده قول المؤلف وعند ابن دريد الكسر )
اليِسار بالكسر واليُسْرَى خلاف اليُمْنَى والياسِرُ كاليامِن والمَيْسَرَة كالمَيْمَنة والياسرُ نَقِيضُ اليامن واليَسْرَة خلافُ اليَمْنَة وياسَرَ بالقوم أَخَذَ بهم يَسْرَةً ويَسَر يَيْسِرُ أَخذ بهم ذات اليَسار عن سيبويه الجوهري تقول ياسِرْ بأَصحابك أَي خُذْ بهم يَساراً وتياسَرْ يا رجلُ لغة في ياسِرْ وبعضهم ينكره أَبو حنيفة يَسَرَني فلانٌ يَيْسِرُني يَسْراً جاء على يَسارِي ورجلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ يعمل بيديه جميعاً والأُنثى عَسْراءُ يَسْراءُ والأَيْسَرُ نقيض الأَيْمَنِ وفي الحديث كان عمر رضي الله عنه أَعْسَرَ أَيْسَرَ قال أَبو عبيد هكذا روي في لحديث وأَما كلام العرب فالصواب أَنه أَعْسَرُ يَسَرٌ وهو الذي يعمل بيديه جميعاً وهو الأَضْبَطُ قال ابن السكيت كان عمر رضي الله عنه أَعْسَرَ يَسَراً ولا تقل أَعْسَرَ أَيْسَرَ وقعد فلانٌ يَسْرَةً أَي شَأْمَةً ويقال ذهب فلان يَسْرَةً من هذا وقال الأَصمعي اليَسَرُ الذي يساره في القوة مثل يمينه قال وإِذا كان أَعْسَرَ وليس بِيَسَرٍ كانت يمينه أَضعف من يساره وقال أَبو زيد رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ وأَعْسَرُ أَيْسَرُ قال أَحسبه مأْخوذاً من اليَسَرَةِ في اليد قال وليس لهذا أَصل الليث رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ وامرأَة عَسْراءُ يَسَرَةٌ والمَيْسِرُ اللَّعِبُ بالقِداح يَسَرَ يَيْسَرُ يَسْراً واليَسَرُ المُيَسَّرُ المُعَدُّ وقيل كل مُعَدٍّ يَسَرٌ واليَسَرُ المجتمعون على المَيْسِرِ والجمع أَيْسار قال طرفة وهمُ أَيْسارُ لُقْمانَ إِذا أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ واليَسَرُ الضَّرِيبُ والياسِرُ الذي يَلي قِسْمَةَ الجَزُورِ والجمع أَيْسارٌ وقد تَياسَرُوا قال أَبو عبيد وقد سمعتهم يضعون الياسِرَ موضع اليَسَرِ واليَسَرَ موضعَ الياسِرِ التهذيب وفي التنزيل العزيز يسأَلونك عن الخمر والمَيْسِرِ قال مجاهد كل شيء فيه قمارٌ فهو من الميسر حتى لعبُ الصبيان بالجَوْزِ وروي عن علي كرم الله وجهه أَنه قال الشِّطْرَنْج مَيْسِرُ العَجَمِ شبه اللعب به بالميسر وهو القداح ونحو ذلك قال عطاء في الميسر إِنه القِمارُ بالقِداح في كل شيء ابن الأَعرابي الياسِرُ له قِدْحٌ وهو اليَسَرُ واليَسُورُ وأَنشد بما قَطَّعْنَ من قُرْبى قَرِيبٍ وما أَتْلَفْنَ من يَسَرٍ يَسُورِ وقد يَسَرَ يَيْسِرُ إِذا جاء بِقِدْحِه للقِمار وقال ابن شميل الياسِرُ الجَزَّار وقد يَسَرُوا أَي نَحَرُوا ويَسَرْتُ الناقة جَزَّأْتُ لحمها ويَسَرَ القومُ الجَزُورَ أَي اجْتَزَرُوها واقتسموا أَعضاءها قال سُحَيْمُ بن وُثَيْلٍ اليربوعي أَقولُ لهم بالشَّعْبِ إِذ يَيْسِرونَني أَلم تَعْلَمُوا أَنِّي ابْنُ فارِسِ زَهْدَم ؟ كان وقع عليه سِباءٌ فضَربَ عليه بالسهام وقوله يَيْسِرونَني هو من المَيْسر أَي يُجَزِّئُونني ويقتسمونني وقال أَبو عُمَر الجَرْمِيُّ يقال أَيضاً اتَّسَرُوها يَتَّسرُونها اتِّساراً على افْتَعَلُوا قال وناس يقولون يأْتَسِرُونها ائْتِساراً بالهمز وهم مُؤْتَسِرون كما قالوا في اتَّعَدَ والأَيْسارُ واحدهم يَسَرٌ وهم الذين يَتقامَرُون والياسِرونَ الذين يَلُونَ قِسْمَةَ الجَزُور وقال في قول الأَعشى والجاعِلُو القُوتِ على الياسِرِ يعني الجازرَ والمَيْسِرُ الجَزُورُ نفسه سمي مَيْسِراً لأَنه يُجَزَّأُ أَجْزاء فكأَنه موضع التجزئة وكل شيء جَزَّأْته فقد يَسَرْتَه والياسِرُ الجازرُ لأَنه يُجَزِّئ لحم الجَزُور وهذا الأَصل في الياسر ثم يقال للضاربين بالقداح والمُتَقامِرِينَ على الجَزُور ياسِرُون لأَنهم جازرون إِذا كانوا سبباً لذلك الجوهري الياسِرُ اللاَّعِبُ بالقداحِ وقد يَسَر يَيْسِرُ فهو ياسِرٌ ويَسَرٌ والجمع أَيْسارٌ قال الشاعر فأَعِنْهُمُ و يْسِرْ ما يَسَرُوا به وإِذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانزِلِ قال هذه رواية أَبي سعيد ولن تحذف الياء فيه ولا في يَيْعِرُ ويَيْنِعُ كما حذفت في يَعِد وأَخواته لتَقَوِّي إِحدى الياءَين بالأُخرى ولهذا قالوا في لغة بني أَسد يِيْجَلُ وهم لا يقولون يِعْلَم لاستثقالهم الكسرة على الياء فإِن قال فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف والنونفقيل له هذه الثلاثة مبدلة من الياء والياء هي الأَصل يدل على ذلك أَن فَعَلْتُ وفَعَلْتَ وفَعَلَتا مبنيات على فَعَلَ واليَسَر والياسِرُ بمعنى قال أَبو ذؤيب وكأَنهنَّ رِبابَةٌ وكأَنه يَسَرٌ يَفِيض على القِداحِ ويَصْدَعُ قال ابن بري عند قول الجوهري ولم تحذف الياء في بَيْعِر ويَيْنع كما حذفت في يعد لتقوّي إِحدى الياءَين بالأُخرى قال قد وهم في ذلك لأَن الياء ليس فيها تقوية للياء أَلا ترى أَن بعض العرب يقول في يَيْئِسُ يَئِسُ مثل يَعِدُ ؟ فيحذفون الياء كما يحذفون الواو لثقل الياءين ولا يفعلون ذلك مع الهمزة والتاء والنون لأَنه لم يجتمع فيه ياءان وإِنما حذفت الواو من يَعِدُ لوقوعها بين ياء وكسرة فهي غريبة منهما فأَما الياء فليست غريبة من الياء ولا من الكسرة ثم اعترض على نفسه فقال فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف والنونفقيل له هذه الثلاثة مبدلة من الياء والياء هي الأَصل قال الشيخ إِنما اعترض بهذا لأَنه زعم أَنما صحت الياء في يَيْعِرُ لتقوّيها بالياء التي قبلها فاعترض على نفسه وقال إِن الياء ثبتت وإِن لم يكن قبلها ياء في مثل تَيْعِرُ ونَيْعِرُ وأَيْعِرُ فأَجاب بأَن هذه الثلاثة بدل من الياء والياء هي الأَصل قال وهذا شيء لم يذهب إِليه أَحد غيره أَلا ترى أَنه لا يصح أَن يقال همزة المتكلم في نحو أَعِدُ بدل من ياء الغيبة في يَعِدُف وكذلك لا يقال في تاء الخطاب أَنت تَعِدُ إِنها بدل من ياء الغيبة في يَعِدُ وكذلك التاء في قولهم هي تَعِدُ ليست بدلاً من الياء التي هي للمذكر الغائب في يَعِدُ وكذلك نون المتكلم ومن معه في قولهم نحن نَعِدُ ليس بدلاً من الياء التي للواحد الغائب ولو أَنه قال إِن الأَلف والتاء والنون محمولة على الياء في بنات الياء في يَيْعِر كما كانت محمولة على الياء حين حذفت الواو من يَعِدُ لكان أَشبه من هذا القول الظاهر الفساد أَبو عمرو اليَسَرَةُ وسْمٌ في الفخذين وجمعها أَيْسارٌ ومنه قول ابن مُقْبِلٍ فَظِعْتَ إِذا لم يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرى ولا السَّيْرَ راعي الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ على ذاتِ أَيْسارٍ كأَنَّ ضُلُوعَها وأَحْناءَها العُلْيا السَّقِيفُ المُشَبَّحُ يعني الوَسْمَ في الفخذين ويقال أَراد قوائم لَيِّنَةً وقال ابن بري في شرح البيت الثلة الضأْن والمشبح المعرّض يقال شَبَّحْتُه إِذا عَرَّضْتَه وقيل يَسَراتُ البعير قوائمه وقال ابن فَسْوَةَ لها يَسَراتٌ للنَّجاءِ كأَنها مَواقِعُ قَيْنٍ ذي عَلاةٍ ومِبْرَدِ قال شبه قوائمها بمطارق الحدَّاد وجعل لبيد الجزور مَيْسِراً فقال واعْفُفْ عن الجاراتِ وامْ نَحْهُنَّ مَيْسِرَكَ السَّمِينا الجوهري المَيْسِرُ قِمارُ العرب بالأَزلام وفي الحديث إِن المسلم ما لم يَغْشَ دَناءَةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ ويَفْري به لِئامُ الناس كالياسِرِ الفالِجِ الياسِرُ من المَيْسِر وهو القِمارُ واليُسْرُ في حديث الشعبي لا بأْس أَن يُعَلَّقَ اليُسْرُ على الدابة قال اليُسْرُ بالضم عُودٌ يُطْلِق البولَ قال الأَزهري هو عُودُ أُسْرٍ لا يُسْرٍ والأُسْرُ احتباس البول واليَسِيرُ القليل ويء يسير أَي هَيِّنٌ ويُسُرٌ دَحْلٌ لبني يربوع قال طرفة أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَقِرْ طاف والركْبُ بِصَحْراءِ يُسُرْ وذكر الجوهري اليُسُرَ وقال إِنه بالدهناء وأَنشد بيت طرفة يقول أَسهر عيني خيال طاف في النوم ولم يَقِرْ هو من الوَقارِ يقال وَقَرَ في مجلسه أَي خَيالُها لا يزال يطوف ويَسْري ولا يَتَّدعُ ويَسارٌ وأَيْسَرُ وياسِرٌ أَسماء وياسِرُ مُنْعَمٍ مَلِكٌ من ملوك حمير ومَياسِرُ ويَسارٌ اسم موضع قال السُّلَيْكُ دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتي وخادِف طَعْنَةٍ بقَفا يَسارِ أَراد بخاذِفِ طعنةٍ أَنه ضارِطٌ من أَجل الطعنة وقال كثير إِلى ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ مياسِرٍ حَدَتْها تَوالِيها ومارَتْ صُدورُها وأَما قول لبيد أَنشده ابن الأَعرابي دَرى باليَسارى جِنَّةً عبْقَرِيَّةً مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِم قال ابن سيده فإِنه لم يفسر اليسارى قال وأُراه موضعاً والمَيْسَرُ نَبْتٌ رِيفيّ يُغْرَسُ غرساً وفيه قَصَفٌ الجوهري وقول الفرزدق يخاطب جريراً وإِني لأَخْشَى إِن خَطَبْتَ إِليهمُ عليك الذي لاقى يَسارُ الكَواعِبِ هو اسم عبد كان يتعرّض لبنات مولاه فَجَبَبْنَ مذاكيره

يستعر
اليَسْتَعُور شجر تصنع منه المساويك ومساويكه أَشَدُّ المساويك إِنْقاءً للثَّغْرِ وتبييضاً له ومَنابِتُه بالسَّراةِ وفيها شيء من مَرارة مع لِين قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ أَطَعْتُ الآمِرِينَ بِصَرْمِ سَلْمى فطارُوا في البلادِ اليَسْتَعُورِ الجوهري اليَستعور الذي في شعر عروة موضع ويقال شجر وهو فَعْلَلُولٌ قال سيبويه الياء في يَسْتَعُور بمنزلة عين عَضْرَفُوط لأَن الحروف الزوائد لا تلحق بنات الأَربعة أَوّلاً إِلا الميم التي في الاسم المبني الذي يكون على فعله كمدحرج وشبهه فصار كفعل بنات الثلاثة المزيد ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي ورحمه الله قال اليستعور بفتح أَوله وإِسكان ثانيه بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها مفتوحة وعين مهملة وواو وراء مهملة على وزن يفتعول ولم يأْت في الكلام على هذا البناء غيره قال وهو موضع قبل حَرَّةِ المدينة كثير العضاه موحش لا يكاد يدخله أَحد وأَنشد بيت عروة فطاروا في البلاد اليستعور قال أَي تفرقوا حيث لا يُعْلم ولا يُهْتدى لمواضعهم وقال ابن بري معنى البيت أَن عروة كان سبى امرأَة من بني عامر يقال لها سلمى فمكثت عنده زماناً وهو لها شديد المحبة ثم إنها استزارته أَهلها فحملها حتى انتهى بها إِليهم فلما أَراد الرجوع أَبت أَن ترجع معه وأَراد قومها قتله فمنعتهم من ذلك ثم إِنه اجتمع به أَخوها وابن عمها وجماعة فشربوا خمراً وسقوه وسأَلوه طلاقها فطلقها فلما صحا ندم على ما فرط منه ولهذا يقول بعد البيت سَقَوْني الخَمْرَ ثم تَكَنَّفُوني عُداةَ اللهِ من كَذِبٍ وزُورِ ونصب عداة الله على الذم وبعده أَلا يا ليتني عاصَيْتُ طَلْقاً وجَبَّاراً ومَنْ لي من أَمِيرِ طَلْق أَخوها وجبار ابن عمها والأَمير هو المستشار قال المبرد الياء من نفس الكلمة

يعر
اليَعْرُ واليَعْرَةُ الشاة أَو الجَدْيُ يُشَدُّ عند زُِبْيَةِ الذئب أَو الأَسد قال البُرَيْقُ الهُذَليُّ وكان قد توجه إِلى مصر في بَعْثٍ فبكى على فقدهم فإِن أُمْسِ شيخاً بالرَّجِيع ووُلْدُهُ ويُصْبِحُ قَوْمي دون أَرضِهِمُ مِصْرُ أُسائِلُ عنهم كلما جاءَ راكِبٌ مقيماً بأَمْلاحٍ كما رُبِطَ اليَعْرُ والرجيع والأَملاح موضعان وجعل نفسه في ضَعْفِه وقِلَّةِ حيلته كالجَدْيِ المربوط في الزُّبْيَةِ وارتفع قوله وُلْدُه بالعطف على المضمر الفاعل في أَمس وفي حديث أُم زرع وتُرْوِيه فيِقَةُ اليَعْرَةِ هي بسكون العين العَناق واليَعْرُ الجَدْيُ وبه فسر أَبو عبيد قول البريق والفِيقَةُ ما يجتمع في الضرع بين الحلبتين قال الأَزهري وهكذا قال ابن الأَعرابي وهو الصواب رُبط عند زُبْيَةِ الذئب أَو لم يُرْبَطْ وفي المثل هو أَذلُّ من اليَعْرِ واليُعارُ صوتُ الغنم وقيل صوتُ المِعْزى وقيل هو الشديد من أَصوات الشاء ويَعَرَتْ تَيْعَرُ وتَيْعِرُ الفتح عن كراع يُعاراً قال وأَما أَشْجَعُ الخُنْثى فَوَلَّوْا تُيوساً بالشَّظِيِّ لها يُعارُ ويَعَرَتِ العَنْزُ تَيْعِرُ بالكسر يُعاراً بالضم صاحت وقال عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ يَيْعِرُ حولَه وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالِبِ هذا رجل ضاف رجلاً وله عَتُودٌ يَيْعِرُ حوله يقول فلم يذبحه لنا وبات يُسْقِينا لبناً مَذِيقاً كأَنه بطون الثعالب لأَن اللبن إِذا أُجْهِدَ مَذْقُه اخْضَرَّ وفي الحديث لا يجيء أَحدكم بشاة لها يُعارٌ وفي حديث آخر بشاة تَيْعَِرُ أَي تصيح وفي كتاب عُمَيْر ابن أَفْصى إِن لهم الياعِرَة أَي ما له يُعارٌ وأَكثر ما يقال لصوت المعز وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه مَثَلُ المُنافِقِ كالشاة الياعِرَة بين الغَنَمَيْنِ قال ابن الأَثير هكذا جاء في مسند أَحمد فيحتمل أَن يكون من اليُعار الصوت ويحتمل أَن يكون من المقلوب لأَن الرواية العائِرَة وهي التي تذهب كذا وكذا واليَعُورَةُ واليَعُورُ الشاة تبول على حالبها وتَبْعَرُ فيفسد اللبن قال الجوهري هذا الحرف هكذا جاء قال وقال أَبو الغَوْثِ هو البَعُورُ بالباء يجعله مأُخوذاً من البَعَرِ والبَوْلِ قال الأَزهري هذا وهَمٌ شاة يَعُور إِذا كانت كثيرة اليُعارِ وكأَن الليث رأَى في بعض الكتب شاة يعور فصحَّفه وجلعه شاة بعور بالباء واليَعارَةُ أَن يُعارِضَ الفحلُ الناقةَ فيعارضها معارضة من غير أَن يُرْسَلَ فيها قال ابن سيده واعترض الفحلُ الناقةَ يَعارَةً إِذا عارضها فَتَنَوَّخَها وقيل اليَعارَةُ أَن لا تُضْرَبَ مع الإِبل ولكن يُقادُ إِليها الفحلُ وذلك لكرمها قال الراعي يصف إِبلاً نجائب وأَن أَهلها لا يَغْفُلون عن إِكرامها ومراعاتها وليست للنتاج فهنّ لا يضرب فيهن فحل إِلا معارضة من غير اعتماد فإِن شاءت أَطاعته وإِن شاءت امتنعت منه فلا تُكره على ذلك قلائص لا يُلْقَحْنَ إِلا يَعارَةً عِراضاً ولا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا لا يشرين إِلا غواليا أَي لكونها لا يوجد مثلها إِلا قليلاً قال الأَزهري قوله يقاد إِليها الفحل محال ومعنى بيت الراعي هذا أَنه وصف نجائب لا يرسل فيها الفحل ضِنّاً بِطِرْقِها وإِبقاءً لقوّتها على السير لأَن لِقاحَها يُذهِبُ مُنَّتَها وإِذا كانت عائطاً فهو أَبقى لسيرها وأَقل لتعبها ومعنى قوله إِلا يَعارَةً يقول لا تُلْقَحُ إِلا أَن يُفْلِتَ فحل من إِبل أُخرى فَيَعِير ويضربها في عَيرَانِه وكذلك قال الطِّرِمَّاحُ في نجيبة حَمَلَت يَعارَةً فقال سَوْفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسٍ سَبَنْتا ةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ أَنْضَجَتْهُ عشرينَ يوماً ونِيلَتْ حين نِيلَتْ يَعارَةً في عِراضِ أَراد أَن الفحل ضربها يَعارَةً فلما مضى عليها عشرون ليلة من وقتِ طَرَقها الفحلُ أَلقت ذلك الماء الذي كانت عقدت عليه فبقيت مُنَّتُها كما كانت قال أَبو الهيثم معنى اليَعارَةِ أَن الناقة إِذا امتنعت على الفحل عارَتْ منه أَي نَفَرَتْ تعارُ فَيُعارِضها الفحلُ في عَدوِها حتى يَنالها فَيَسْتَنِيخَها ويضربها قال وقوله يَعارَةً إِنما يريد عائرةً فجعل يَعارة اسماً لها وزاد فيه الهاء وكان حقه أَن يقال عارَتْ تَعِيرُ فقال تعارُ لدخول أَحد حروف الحلق فيه واليَعْرُ ضرب من الشجر وفي حديث خزيمة وعاد لها اليَعارُ مُجْرَنْثِماً قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية وفسر أَنه شجرة في الصحراء تأْكلها الإِبل وقد وقع هذا الحديث في عدّة تراجم ويَعْرٌ بلد وبه فسر السُّكَّرِيُّ قول ساعدة بن العَجْلان تَرَكْتَهُمُ وظَلْتَ بِجَرِّ يَعْرٍ وأَنتَ زَعَمْتَ ذو خَبَبٍ مُعِيدُ

يمر
اليامُورُ بغير همز الذَّكَرُ من الأَيِّل الليث اليامُورُ من البحر يجري على من قتله في الحرم أَو الإِحرام الحكْمُ وذكر عمرو بن بحر اليامُورَ في باب الأَوعال الجبلية والأَياييل والأَرْوَى وهو اسم لجنس منها بوزن اليَعْمُور واليَعْمُورُ الجَدْيُ وجمعه اليَعامِيرُ

يهر
اليَهْيَرُّ اللجاجة والتمادي في الأَمر وقد اسْتَيْهَرَ والمُسْتَيْهِرُ الذاهب العقل عن ثعلب وأَنشد يَسْعَى ويَجْمَعُ دائباً مُسْتَيْهِراً جِدًّا وليس بآكِلٍ يَجْمَعُ واسْتَيْهَرَتِ الحُمُرُ فَزِعَتْ عنه أَيضاً والله أَعلم

ز
الزاي من الحروف المجهورة والزاي والسين والصاد في حيز واحد وهي الحروف الأَسَلِيَّة لأَن مبدأَها من أَسَلَةِ اللسان قال الأَزهري لا تأْتلف الصاد مع السين ولا مع الزاي في شيء من كلام العرب

أبز
أَبَزَ الظَّبْيُ يأْبِزُ أَبْزاً وأُبوزاً وثَبَ وقَفَزَ في عَدْوِه وقيل تَطَلَّقَ في عَدْوه قال يَمُرُّ كَمَرِّ الآبِزِ المُتَطَلِّقِ والاسم الأَبَزَى وظبي أَبَّازٌ وأَبُوزٌ وكذلك الأُنثى ابن الأَعرابي الأَبوزُ القَفَّارُ من كل الحيوان وهو أَبوزٌ والأَبَّازُ الوَثَّابُ قال الشاعر يا رُبَّ أَبَّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذئبُ إِليه فاجْتَمَعْ لَمَّا رَأَى أَن لا دَعَهْ ولا شِبَعْ مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ قال ابن السكيت الأَبَّازُ القَفَّازُ قال ابن بري وصف ظيباً والعُفْر من الظباء التي يعلو بياضها حمرة وتَقَبَّضَ جمع قوائمه ليَثِبَ على الظبي فلما رأَى الذئب أَنه لا دَعَةَ له ولا شِبَعَ لكونه لا يصل إِلى الظبي فيأْكله مال إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ والأَرطاة واحدة الأَرْطَى وهو شجر يدبغ بورقه والحِقْفُ المُعْوَجُّ من الرمل وجمعه أَحقاف وحُقُوفٌ وقال جِرانُ العَوْدِ لقد صَبَحْتُ حَمَلَ بْنَ كُوزِ عُلالَةً من وَكَرَى أَبُوزِ تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ إِراحَةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ قال أَبو الحسن محمد بن كَيْسان قرأْته على ثعلب جَمَلَ بن كُوز بالجيم وأَخذه عليٌّ بالحاء قال وأَنا إِلى الحاءِ أَميل وصبحته سقيته صبوحاً وجعل الصبوح الذي سقاه له عُلالَةً من عَدْوِ فَرَسٍ وَكَرى وهي الشديدة العَدْوِ يقول سقيته عُلالَةَ عَدْوِ فَرَسٍ صباحاً يعني أَنه أَغار عليه وقت الصبح فجعل ذلك صَبوحاً له واسم جِرانِ العَوْدِ عامرُ
( * قوله « واسم جران العود عامر إلخ » في الصحاح واسمه المستورد ) بن الحرث وإِنما لقب جِرانَ العَوْدِ لقوله خُذَا حَذَراً يا خَِلَّتَيَّ فإِنَّنِي رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصْلُحُ
( * قوله « يا خلتي » تثنية خلة بكسر الخاء المعجمة مؤنث الخل بمعنى الصديق وفي الصحاح يا جارتي )
يقول لامرأَتيه احذرا فإِني رأَيت السَّوْطَ قد قرب صلاحه والجران باطن عنق البعير والعَوْدُ الجمل المسن وحَمَلٌ اسم رجل وقوله بعد النَّفَسِ المحفوز يريد النفس الشديد المتتابع الذي كأَن دافعاً يدفعه من سِباق وتُرِيح تَتَنَفَّسُ ومنه قول امرئ القيس لما مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع فمنه تُرِيحُ إِذا تَنْبَهِرْ والجِدايَةُ الظبية والنَّفُوز التي تَنْفِزُ أَي تَثِبُ وأَبَزَ الإِنسانُ في عَدْوِه يأْبِزُ أَبْزاً وأُبوزاً استراح ثم مضى وأَبَزَ يَأْبِزُ أَبْزاً لغة في هَبَزَ إِذا مات مُغافَصَةً

أجز
اسْتَأْجَزَ عن الوِسادَة تَنَحَّى عنها ولم يَتَّكِئْ وكانت العرب تَسْتَأْجِزُ ولا تَتَّكِئ وآجَزُ اسمٌ التهذيب الليث الإِجازَةُ ارْتِفاقُ العرب كانت العرب تَحْتَبئ وتَسْتَأْجِزُ على وسادة ولا تتكئ على يمين ولا شمال قال الأَزهري لم أَسمعه لغير الليث ولعله حفظه وروي عن أَحمد بن يحيى قال دَفَعَ إِليَّ الزُّبَيرُ إِجازَةً وكتب بخطه وكذلك عبد الله بن شبيب فقلت ايش أَقول فيهماففقالا قل إِن شئت حدّثنا وإِن شئت أَخبرنا وإِن شئت كتب إِليّ

أرز
أَرَزَ يَأْرِزُ أُرُوزاً تَقَبَّضَ وتَجَمَّعَ وثَبَتَ فهو آرِزٌ وأَرُوزٌ ورجل أَرُوزٌ ثابت مجتمع الجوهري أَرَزَ فلان يَأْرِزُ أَرْزاً وأُرُوزاً إِذا تَضامَّ وتَقَبَّضَ من بخْلِه فهو أَرُوزٌ وسئل حاجة فأَرَزَ أَي تَقَبَّضَ واجتمع قال رؤبة فذاكَ بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ يعني أَنه لا ينبسط للمعروف ولكنه ينضم بعضه إِلى بعض وقد أَضافه إِلى المصدر كما يقال عُمَرُ العَدْلِ وعُمَرُ الدَّهاءِ لما كان العدل والدهاء أَغلب أَحواله وروي عن أَبي الأَسود الدؤلي أَنه قال إِن فلاناً إِذا سئل أَرَزَ وإِذا دُعِيَ اهْتَزَّ يقول إِذا سئل المعروفَ تَضامَّ وتَقَبَّضَ من بخله ولم ينبسط له وإِذا دعي إِلى طعام أَسرع إِليه ويقال للبخيل أَزُوزٌ ورجل أَرُوزُ البخل أَي شديد البخل وذكر ابن سيده قول أَبي الأسود أَنه قال إِن اللئيم إِذا سئل أَرَزَ وإِن الكريم إِذا سئل اهتز واستشير أَبو الأَسود في رجل يُعَرَّف أَو يُوَلَّى فقال عَرّفُوه فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ أَلَدُّ مِلْحَسٌ إِن أُعْطِيَ انْتَهزَ وإِن سئل أَرَزَ وأَرَزَتِ الحيةُ تأْرِزُ ثبتت في مكانها وأَرَزَتْ أَيضاً لاذت بجحرها ورجعت إِليه وفي الحديث إِن الإِسلام ليأْرِزُ إِلى المدينة كما تأْرِزُ الحية إِلى جُحْرِها قال الأَصمعي يأْرِزُ أَي ينضم إِليها ويجتمع بعضه إِلى بعض فيها ومنه كلام عليّ عليه السلام حتى يأْرِزَ الأَمْرُ إِلى غيركم والمَأْرِزُ المَلْجَأُ وقال زيد بن كُثْوَةَ أَرَزَ الرجلُ إِلى مَنَعَتِه أَي رحل إِليها وقال الضرير الأَرْزُ أَيضاً أَن تدخل الحية جحرها على ذنبها فآخر ما يبقى منها رأْسها فيدخل بعد قال وكذلك الإِسلام خرج من المدينة فهو يَنْكُصُ إِليها حتى يكون آخره نكوصاً كما كان أَوّله خروجاً وإِنما تأْرِزُ الحية على هذه الصفة إِذا كانت خائفة وإِذا كانت آمنة فهي تبدأُ برأْسها فتدخله وهذا هو الانجحار وأَرَزَ المُعْيِي وَقَفَ والآرِزُ من الإِبل القوي الشديد وفَقارٌ آرِزٌ متداخل ويقال للناقة القوية آرِزَةٌ أَيضاً قال زهير يصف ناقة بآرِزَةِ الفَقارَة لم يَخُنْها قِطافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ قال الآرِزَةُ الشديد المجتَمعُ بعضها إِلى بعض قال أَبو منصور أَراد مُدْمَجَةُ الفَقارِ متداخلته وذلك أَقوى لها ويقال للقوس إِنها لذات أَرْزٍ وأَرْزُها صَلابَتُها أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرْزاً قال والرميُ من القوس الصُّلبة أَبلغ في الجَرْحِ ومنه قيل ناقة آرِزَةُ الفَقار أَي شيديدة وليلة آرِزَةٌ باردة أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرِيزاً قال في الأرَز ظَمآن في ريحٍ وفي مَطِيرِ وأَرْزِ قُرٍّ ليس بالقَرِيرِ ويوم أَرِيزٌ شديد البرد عن ثعلب ورواه ابن الأَعرابي أَزِيزٌ بزايين وقد تقدم والأَرِيزُ الصَّقِيعُ وقوله وفي اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوارِزِ يعني الباردة والظلل هنا بيوت السجن وسئل أَعرابي عن ثوبين له فقال إِن وجدتُ الأَرِيزَ لبستُهما والأَرِيزُ والحَلِيتُ شِبْهُ الثلج يقع بالأَرض وفي نوادر الأَعراب رأَيت أَرِيزَتَه وأَرائِزَهُ تَرْعُدُ وأَرِيزَةُ الرجل نَفَسُه وأَرِيزَةُ القوم عَمِيدُهم والأُرْزُ والأُرُزُ والأُرُزُّ كله ضربٌ من البُرِّ الجوهري الأُرْزُ حبٌّ وفيه ست لغات أَرُزٌّ وأُرُزٌّ تتبع الضمةُ الضمةَ وأُرْزٌ وأُرُزٌ مثل رُسْلٍ ورُسُلٍ ورُزٌّ ورُنْزٌ وهي لعبد القيس أَبو عمرو الأَرَزُ بالتحريك شجر الأَرْزَنِ وقال أَبو عبيدة الأَزْرَةُ بالتسكين شجر الصَّنَوْبَرِ والجمع أَرْزٌ والأَرْزُ العَرْعَرُ وقيل هو شجر بالشام يقال لثمرة الصَّنَوْبَرُ قال لها رَبَذاتٌ بالنَّجاءِ كأَنها دَعائِمُ أَرْزٍ بينهنَّ فُرُوعُ وقال أَبو حنيفة أَخبرني الخَبِرُ أَن الأَرْزَ ذَكَرُ الصنوبر وأَنه لا يحمل شيئاً ولكن يستخرج من أَعجازه وعروقه الزِّفْتُ ويستصبحُ بخشبه كما يستصبح بالشمع وليس من نبات أَرض العرب واحدته أَرْزَةٌ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَثَلُ الكافر مَثَلُ الأَرْزَةِ المُجْذِيَةِ على الأَرض حتى يكون انْجِعافُها مرةً واحدة قال أَبو عمرو هي الأَرَزَةُ بفتح الراء من الشجر الأَرْزَنِ ونحوَ ذلك قال أَبو عبيدة قال أَبو عبيد والقول عندي غير ما قالا إِنما هي الأَرْزَةُ بسكون الراء وهي شجرة معروفة بالشام تسمى عندنا الصنوبر من أَجل ثمره قال وقد رأَيت هذا الشجر يسمى أَرْزَةً ويسمى بالعراق الصنوبر وإِنما الصنوبر ثمر الأَرْزِ فسمي الشجر صنوبراً من أَجل ثمره أَراد النبي صلى الله عليه وسلم أَن الكافر غيرُ مَرْزُوءٍ في نفسه وماله وأَهله وولده حتى يموت فشبه موته بانجعاف هذه الشجرة من أَصلها حتى يلقى الله بذنوبه حامَّةً وقال بعضهم هي آرِزَةٌ بوزن فاعلة وأَنكرها أَبو عبيد وشجرة آرِزَةٌ أَي ثابتة في الأَرض وقد أَرَزَتْ تأْرِزُ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه جعل الجبالَ للأَرضِ عِماداً وأَرَزَ فيها أَوتاداً أَي أَثبتها إِن كانت الزاي مخففة فهي من أَزَرَت الشجرةُ تأْرِزُ إِذا ثبتت في الأَرض وإِن كانت مشددة فهو من أَرَزَّت الجَرادَةُ ورَزَّتْ إِذا أَدخلت ذنبها في الأَرض لتلقي فيها بيضها ورَزَزْتُ الشيءَ في الأَرض رَزّاً أَثبته فيها قال وحينئذٍ تكون الهمزة زائدة والكلمة من حروف الراء والأُرْزَةُ والأَرَزَةُ جميعاً الأَرْزَةُ وقيل إِن الأَرْزَةَ إِنما سميت بذلك لثباتها وفي حديث صَعْصَعَةَ بن صُوحانَ ولم ينظر في أَرْزِ الكلام أَي في حَصْرِه وجمعِه والتروّي فيه

أزز
أزّت القِدْرُ تَؤُزُّ وتَئِزُّ أَزّاً وأَزِيزاً وأَزازاً وائْتَزَّتِ ائْتِزازاً إِذا اشتدّ غليانها وقيل هو غليان ليس بالشديد وفي الحديث عن مُطَرِّفٍ عن أَبيه رضي الله عنه قال أَتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَلِ من البكاءِ يعني يبكي أَي أَن جوفه يَجِيش ويغلي بالبكاءِ وقال ابن الأَعرابي في تفسيره خَنِين بالخاء المعجمة في الجوف إِذا سمعه كأَنه يبكي وأَزَّ بها أَزّاً أَوقد النار تحتها لتغلي أَبو عبيدة الأَزِيزُ الالتهابُ والحركة كالتهاب النار في الحطب يقال أُزَّ قِدْرَك أَي أَلْهِبِ النارَ تحتها والأَزَّةُ الصوتُ والأَزِيزُ النَّشِيشُ والأَزِيزُ صوت غليان القدر والأَزِيزُ صوت الرعد من بعيد أَزَّت السحابةُ تَئِزُّ أَزّاً وأَزِيزاً وأَما حديث سَمُرَة كَسَفَتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت إِلى المسجد فإِذا هو يأْزَزُ فإِن أَبا إِسحق الحَرْبيَّ قال في تفسيره الأَزَزُ الامتلاءُ من الناس يريد امتلاءَ المجلس قال ابن سيده وأُراه مما تقدّم من الصوت لأَن المجلس إِذا امتلأَ كثرت فيه الأَصوات وارتفعت وقوله يأْزَزُ بإظهار التضعيف هو من باب لَحِحَتْ عينُه وأَللَ السِّقاءُ ومَشِشَت الدابةُ وقد يوصف بالمصدر منه فيقال بيت أَزَز والأَزَزُ الجمعُ الكثير من الناس وقوله المسجد يأْزَزُ أَي مُنْغَصٌّ بالناس ويقال البيت منهم بأَزَزٍ إِذا لم يكن فيه مُتَّسَعٌ ولا يشتق منه فعل يقال أَتيت الوالي والمجلسُ أَزَزٌ أَي كثير الزحام ليس فيه متسع والناس أَزَزٌ إِذا انضم بعضهم إِلى بعض وقد جاءَ حديث سَمُرة في سنن أَبي داود فقال وهو بارِزٌ من البُروز والظهور قل وهو خطأٌ من الراوي قاله الخطابي في المعالم وكذا قاله الأَزهري في التهذيب وفي الحديث فإِذا المجلس يَتَأَزَّزُ أَي تموج فيه الناس مأْخوذ من أَزِيزِ المِرْجَل وهو الغليان وبيت أَزَزٌ ممتلئ بالناس وليس له جمع ولا فعل والأَزَزُ الضِّيق أَبو الجَزْلِ الأَعرابي أَتيت السُّوق فرأَيت النساءَ أَزَزاً قيل ما الأَزَزُ ؟ قال كأَزَزِ الرُّمَّانة المحتشية وقال الأَسَدِيُّ في كلامه أَتيت الوالي والمجلس أَزَزٌ أَي ضَيِّق كثير الزِّحام قال أَبو النجم أَنا أَبو النَّجْمِ إِذا شُدَّ الحُجَزْ واجْتَمَع الأَقْدامُ في ضَيْقٍ أَزَزْ والأَزُّ ضَرَبانُ عِرْق يَأْتَزُّ أَو وجَعٌ في خُراج وأَزُّ العروق ضَرَبانُها والعرب تقول اللهم اغفر لي قبل حَشَكِ النَّفْسِ وأَزِّ العروق الحَشَكُ اجتهادها في النَّزْعِ والأَزُّ الاختلاطُ والأَزُّ التَّهْيِيجُ والإِغراءُ وأَزَّهُ يَؤُزُّهُ أَزّاً أَغراه وهيجه وأَزَّهُ حَثَّه وفي التنزيل العزيز إِنا أَرسلنا الشياطين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزّاً قال الفراء أَي تُزْعِجُهم إِلى المعاصي وتُغْرِيهم بها وقال مجاهد تُشْليهم إِشْلاءً وقال الضحاك تغريهم إِغراءً ابن الأَعرابي الأُزَّازُ الشياطين الذين يَؤُزُّونَ الكفارَ وأَزَّه أَزَّاً وأَزِيزاً مثل هَزَّه وأَزَّ يَؤُزُّ أَزّاً وهو الحركة الشديدة قال ابن سيده هكذا حكاه ابن دريد وقول رؤْبة لا يأْخُذُ التأْفِيكُ والتَّحَزِّي فينا ولا قَوْلُ العِدَى ذُو الأَزِّ يجوز أَن يكون من التحريك ومن التهييج وفي حديث الأَشْتَرِ كان الذي أَزَّ أُمَّ المؤْمنين على الخروج ابنَ الزبير أَي هو الذي حركها وأَزعجها وحملها على الخروج وقال الحَرْبِيُّ الأَزُّ أَن تحمل إِنساناً على أَمْر بحيلة ورفق حتى يفعله وفي رواية أَنَّ طلحة والزبير رضي الله عنهما أَزَّا عائشة حتى خرجت وغَداةٌ ذاتُ أَزِيزٍ أَي بَرْدٍ وعَمَّ ابنُ الأَعرابي به البَرْدُ فقال الأَزِيزُ البردُ ولم يَخُصَّ بَرْدَ غَداةٍ ولا غيرها فقال وقيل لأَعرابي ولَبِسَ جَوْرَبَيْن لِمَ تَلْبَسُهما ؟ فقال إِذا وجدت أَزِيزاً لبستهما ويومٌ أَزِيزٌ بارد وحكاه ثعلب أَرِيزٌ وأَزَّ الشيءَ يَؤُزُّه إِذا ضم بعضه إِلى بعض أَبو عمرو أَزَّ الكتائبَ إِذا أَضاف بعضها إِلى بعض قال الأَخطل ونَقْضُ العُهُودِ بِإِثْرِ العُهود يَؤُزُّ الكتائبَ حتى حَمِينا الأَصمعي أَزَزْتُ الشيءَ أَؤُزُّه أَزّاً إِذا ضممت بعضه إِلى بعض وأَزَّ المرأَةَ أَزّاً إِذا نكحها والراء أَعلى والزاي صحيحة في الاشتقاق لأَن الأَزَّ شِدَّةُ الحركة وفي حديث جَمَلِ جابر رضي الله عنه فَنَخَسَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقَضِيب فإِذا تحتي له أَزِيزٌ أَي حركةٌ واهتياجٌ وحِدَّةٌ وأَزَّ الناقةَ أَزّاً حلبها حلباً شديداً عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنْ لم يُبَرِّكْ بالقُنَيْنِيِّ نيبُها ولم يَرْتَكِبْ منها الزِّمِكَّاءَ حافِلُ شديدَةُ أَزِّ الآخِرَيْنِ كأَنها إِذا ابْتَدَّها العِلْجانِ زَجْلَةُ قافِلِ قال الآخِرَينِ ولم يقل القادِمَيْنِ لأَن بعض الحيوان يختار آخِرَيْ أُمِّهِ على قادِمَيْها وذلك إِذا كان ضعيفاً يجثو عليه القادمان لجَثْمِهما والآخران أَدَقُّ والزَّجْلَةُ صوت الناس شَبَّهَ حَفِيفَ شَخْبِها بحفيف الزَّجْلَةِ وأَزَّ الماءَ يَؤُزُّه أَزّاً صَبَّهُ وفي كلام بعض الأَوائل أُزَّ ماءً ثم غَلِّه قال ابن سيده هذه رواية ابن الكلبي وزعم أَنّ أُزَّ خَطَأٌ وروى المُفَضَّلُ أَنَّ لُقْمانَ قال لِلُقَيْم اذهبْ فَعَشِّ الإِبلَ حتى تَرَى النجمَ قِمَّ رأْسٍ وحتى تَرى الشِّعْرَى كأَنها نارٌ وإِلاَّ تكن عَشَّيْتَ فقد آنَيْتَ وقالَ له لُقَيْمٌ واطْبُخْ أَنت جَزُورَك فأُزَّ ماءً وغَلِّهِ حتى ترى الكَرادِيسَ كأَنها رُؤُوس شُيوخٍ صُلْعٍ وحتى ترى اللحم يدعو غُطَيْفاً وغَطَفان وإِلاَّ تكن أَنْضَجْتَ فقد آنَيْتَ قال يقول إِن لم تُنْضِجْ فقد آنيت وأَبطأْتَ إِذا بلغت بها هذا وإِن لم تنضج وأَزَزْتُ القِدْرَ آؤُزُّها أَزّاً إِذا جمعت تحتها الحطب حتى تلتهب النار قال ابن الطَّثَرِيَّةِ يصف البرق كأَنَّ حَيْرِيَّةً غَيْرَى مُلاحِيَةً باتتْ تَؤُزُّ به من تَحْتِه القُضُبا الليث الأَزَزُ حسابٌ من مَجاري القمر وهو فُضُولُ ما يدخل بين الشهور والسنين أَبو زيد ائْتَرَّ الرجلُ ائتِراراً إِذا استعجل قال أَبو منصور لا أَدري أَبالزاي هو أَم بالراء

أفز
أَبو عمرو الأَفْزُ بالزاي الوثْبَةُ بالعَجَلَة والأَفْرُ بالراء العَدْوُ

ألز
ابن الأَعرابي الأَلْزُ اللزوم للشيء وقد أَلَزَ به يأْلِزُ أَلْزاً وأَلِزَ في مكانه يأْلَزُ أَلَزاً مثل أَرَزَ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ أَلِزٌ إِنْ خَرَجَتْ سَلَّتُه وَهِلٌ تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر السَّلَّةُ أَن يَكْبُوَ الفرسُ فَيَرْتَدَّ ذلك الرَّبْوُ فيه

أوز
الأَوْزُ حِسابٌ من مجاري القمر وهو فضول ما يدخل بين الشهور والسنين ورجل إِوَزٌّ قصير غليظ والأُنثى إِوَزَّةٌ وفرس إِوَزٌّ مُتَلاحِكُ الخَلْقِ شديده فِعَلٌّ قال ابن سيده ولا يجوز أَن يكون إِفَعْلاً لأَن هذا البناء لم يجئ صفة قال حكى ذلك أَبو علي وأَنشد إِن كنتَ ذا خَزٍّ فإِنَّ بَزِّي سابِغةٌ فوقَ وَأًى إِوَزِّ والإِوَزَّى مِشْيَةٌ فيها تَرَقُّصٌ إِذا مشى مرةً على الجانب الأَيمن ومرةً على الجانب الأَيسر حكاه أَبو علي وأَنشد أَمْشِي الإِوَزَّى ومَعِي رُمْحٌ سَلِبْ قال ويجوز أَن يكون إِفْعَلَّى وفِعَلَّى عند أَبي الحسن أَصح لأَن هذا البناء كثير في المشي كالجِيَضَّى والدِّفَقَّى الجوهري الإِوَزَّةُ والإِوَزُّ البَطُّ وقد جمعوه بالواو والنون فقالوا إِوَزُّونَ

بأز
البَأْزُ لغة في البازي والجمع أَبْؤُزٌ وبُؤُوزٌ وبِئْزانٌ عن ابن جني وذهب إِلى أَن همزته مبدلة من أَلف لقربها منها واستمر البدل في أَبْؤُزٍ وبِئْزانٍ كما استمرَّ في أَعياد

بخز
التهذيب بَخَزَ عينه وبَخَسَها إِذا فقأَها وبَخَصَها كذلك

برز
البَرازُ بالفتح المكان الفَضاء من الأَرض البعيدُ الواسعُ وإِذا خرج الإِنسان إِلى ذلك الموضع قيل قد بَرَزَ يَبْرُزُ بُرُوزاً أَي خرج إِلى البَرازِ والبَرازُ بالفتح أَيضاً الموضع الذي ليس به خَمَر من شجر ولا غيره وفي الحديث كان إِذا أَراد البَراز أَبْعَدَ البراز بالفتح اسم للفضاء الواسع فَكَنَوْا به عن قضاء الغائط كما كَنَوْا عنه بالخلاء لأَنهم كانوا يَتَبَرَّزُون في الأَمكنة الخالية من الناس قال الخطابي المحدّثون يروونه بالكسر وهو خطأٌ لأَنه بالكسر مصدر من المُبارَزَةِ في الحرب وقال الجوهري بخلافه وهذا لفظه البِرازُ المُبارَزَةُ في الحرب والبِرازُ أَيضاً كناية عن ثُفْلِ الغذاء وهو الغائط ثم قال والبَرازُ بالفتح الفضاء الواسع وتَبَرَّزَ الرجلُ خرج إِلى البَراز للحاجة وقد تكرر المكسور في الحديث ومن المَفْتُوحِ حديث عليّ كرم الله وجهه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأَى رجلاً يغتسل بالبَرازِ يريد الموضع المنكشف بغير سُتْرَةٍ والمَبْرَزُ المُتَوَضَّأُ وبَرَزَ إِليه وأَبْرَزَهُ غيره وأَبْرَزَ الكتابَ أَخرجه فهو مَبْرُوزٌ وأَبْرَزَهُ نَشَرَه فهو مُبْرَزٌ ومَبْرُوزٌ شاذ على غير قياس جاء على حذف الزائد قال لبيد أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ على أَلواحِهِ أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ قال ابن جني أَراد المَبْرُوزَ به ثم حذف حرف الجر فارتفع الضمير واستتر في اسم المفعول به وعليه قول الآخر إِلى غيرِ مَوْثُوقٍ من الأَرض يَذْهَبُ أَراد موثوق به وأَنشد بعضهم المُبْرَزُ على احتمال الخَزْلِ في متفاعلن قال أَبو حاتم في قول لبيد إِنما هو أَلنَّاطقُ المُبْرَزُ والمَخْتُومُ مزاحف فغيره الرواة فراراً من الزحاف الصحاح أَلناطق بقطع الأَلف وإِن كان وصلاً قال وذلك جائز في ابتداء الأَنصاف لأَن التقدير الوقف على النصف من الصدر قل وأَنكر أَبو حاتم المبروز قال ولعله المَزْبُورُ وهو المكتوب وقال لبيد أَيضاً في كلمة له أُخرى كما لاحَ عُنْوانُ مَبْرُوزَةٍ يَلُوحُ مع الكَفِّ عُنْوانُها قال فهذا يدل على أَنه لغته قال والرواة كلهم على هذا قال فلا معنى لإِنكار من أَنكره وقد أَعطوه كتاباً مَبْرُوزاً وهو المنشور قال الفراء وإِنما أَجازوا المبروز وهو من أَبرزت لأَن يبرز لفظه واحد من الفعلين وكلُّ ما ظهر بعد خفاء فقد بَرَزَ وبَرَّزَ الرجلُ فاق على أصحابه وكذلك الفرس إِذا سَبَقَ وبارَزَ القِرْنَ مُبارَزَةً وبِرازاً بَرَزَ إِليه وهما يَتَبارَزانِ وامرأَة بَرْزَةٌ بارِزَةُ المَحاسِنِ قال ابن الأَعرابي قال الزبيري البَرْزَة من النساء التي ليست بالمُتَزايِلَةِ التي تُزايِلُك بوجهها تستره عنك وتَنْكَبُّ إِلى الأَرض والمُخْرَمِّقَةُ التي لا تتكلم إِن كُلِّمَتْ وقيل امرأَة بَرْزَةٌ مُتَجالَّةٌ تَبْرُزُ للقوم يجلسون إِليها ويتحدَّثون عنها وفي حديث أُم مَعْبَدٍ وكانت امرأَةً بَرْزَةً تَخْتَبِئُ بِفِناءِ قُبَّتِها أَبو عبيدة البَرْزَةُ من النساءِ الجليلة التي تظهر للناس ويجلس إِليها القوم وامرأَة بَرْزَة موثوق برأْيها وعفافها ويقال امرأَة بَرْزَة إِذا كانت كَهْلَةً لا تحتجب احتجابَ الشَّوابِّ وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدِّثهم من البُروزِ وهو الظهور والخروج ورجلٌ بَرْزٌ ظاهر الخلقِ عَفِيفٌ قال العجاج بَرْزٌ وذو العَفَافَةِ البَرْزِيُّ وقال غيره بَرْزٌ أَراد أَنه متكشف الشأْن ظاهر ورجل بَرْزٌ وامرأَة بَرْزَةٌ يوصفان بالجَهارَة والعقل وأَما قول جرير خَلِّ الطَّرِيقَ لمن يَبْنِي المَنارَ به وابْرُزْ ببَرْزَةَ حيثُ اضْطَرَّكَ القَدَرُ فهو اسم أُم عمر بن لَجَإٍ التَّيْمِيِّ ورجل بَرْزٌ وبَرْزِيٌّ مَوثوق بفضله ورأْيه وقد بَرُزَ بَرازَةً وبَرَّزَ الفرسُ على الخيل سَبَقها وقيل كلُّ سابق مُبَرِّزٌ وبَرَّزَه فرسُه نَجَّاه قال رؤْبة لو لم يُبَرِّزْهُ جَوادٌ مِرْأَسُ وإِذا تسابقت الخيل قيل لسابقها قد بَرَّزَ عليها وإِذا قيل بَرَزَ مخففٌ فمعناه ظهر بعد الخفاء وإِنما قيل في التَّغَوُّطِ تَبَرَّزَ فلان كناية أَي خرج إِلى بَرازٍ من الأَرض للحاجة والمُبارَزَةُ في الحرب والبِرازُ من هذا أُخذ وقد تَبارَزَ القِرْنانِ وأَبْرَزَ الرجلُ إِذا عزم على السفر وبَرَزَ إِذا ظهر بعد خُمول وبَرَزَ إِذا خرج إِلى البرازِ وهو الغائط وقوله تعالى وتَرى الأَرضَ بارِزَةً أَي ظاهرة بلا جبل ولا تَلٍّ ولا رمل وذَهَبٌ إِبْرِيزٌ خالص عربي قال ابن جني هو إِفْعِيلٌ من بَرَزَ وفي الحديث ومنه ما يَخْرُجُ كالذهب الإِبْرِيزِ أَي الخالص وهو الإِبْرِزِيُّ أَيضاً والهمزة والياء زائدتان ابن الأَعرابي الإِبْريزُ الحَلْيُ الصافي من الذهب وقد أَبْرَزَ الرجلُ إِذا اتخذ الإِبْرِيزَ وهو الإِبْرِزِيُّ قال النابغة مُزَيَّنَةٌ بالإِبْرِزِيِّ وجشْوُها رَضِيعُ النَّدَى والمُرْشِفاتِ الحَوَاضِنِ وروى أَبو أُمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِنَّ الله لَيُجَرِّبُ أَحدَكم بالبلاءِ كما يُجَرِّبُ أَحدُكم ذهبَه بالنار فمنه ما يخرج كالذهب الإِبْرِيزِ فذلك الذي نجاه الله من السيِّئات ومنهم من يخرج من الذهب دون ذلك وهو الذي يشك بعض الناس ومنهم من يخرج كالذهب الأَسود وذلك الذي أُفْتِن قال شمر الإِبْرِيزُ من الذهب الخالص وهو الإِبْرِزيُّ والعِقْيانُ والعَسْجَدُ النهاية لابن الأَثير في حديث أَبي هريرة رضي الله عنه لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ وهم البازَرُ قيل بازَرُ ناحية قريبة من كِرْمانَ بها جبال وفي بعض الروايات هم الأَكراد فإِن كان من هذا فكأَنه أَراد أَهل البازر أَو يكون سُمُّوا باسم بلادهم قال هكذا أَخرجه أَبو موسى في حرف الباء والزاي من كتابه وشَرَحَه قال والذي رويناه في كتاب البخاري عن أَبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين يدي الساعة تُقاتِلُون قوماً نعالهم الشعر وهو هذا البازر وقال سفيانُ مَرَّةً هم أَهلُ البارِز يعني بأَهل البارز أَهل فارس هكذا هو بلغتهم وهكذا جاءَ في لفظ الحديث كأَنه أَبدل السين زاياً فيكون من باب الباء والراء وهو هذا الباب لا من باب الباء والزاي قال وقد اختلف في فتح الراء وكسرها وكذلك اختلف مع تقديم الزاي وقد ذكر أَيضاً في موضعه متقدماً والله أَعلم

برغز
البَرْغَزُ والبُرْغُزُ ولد البقرة وقيل البقرة الوحشية والأُنثى بَرْغَزَةٌ قال الشاعر كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها أَعْقَبَتْها الغُبْسُ منه عَدَمَا غَفَلَتْ ثم أَتَتْ تَرْقُبُهُ فإِذا هي بعِظامٍ ودَمَا قال الأَطُوم ههنا البقرة الوحشية والأَصل في الأَطُوم أَنها سمكة غليظة الجلد تكون في البحر شبه البقرة بها والغُبْسُ الذئاب الواحد أَغْبَسُ وقوله بعظام ودما أَراد ودم ثم ردَّ إِليه لامه في الشعر ضرورة وهو الياء فتحركت وانفتح ما قبلها فانقلبت أَلِفاً وصار الاسم مقصوراً قال ابن بري وعلى هذا قول الآخر فَلَسْنا على الأَعقابِ تَدْمَى كُلُومُنا ولكن على أَعقابنا يَقْطُرُ الدَّما والدما في موضع رفع بيقطر وهو اسم مقصور وقال ابن الأَعرابي البُرْغُزُ هو ولدُ البقرة إِذا مشى مع أُمه قال النابغة يصف نساء سُبِينَ ويَضْرِبْنَ بالأَيْدِي وراءَ بَرَاغِزٍ حِسَانِ الوجُوه كالظِّباءِ العواقد أَراد بالبراغِز أَولادَهُنَّ الواحد بَرْغَزٌ ابن الأَعرابي يقال لولد بقر الوحش بَرْغَزٌ وجُؤْذَرٌ

بزز
البَزُّ الثياب وقيل ضرب من الثياب وقيل البَزُّ من الثياب أَمتعة البَزَّاز وقيل البَزُّ متاع البيت من الثياب خاصة قال أَحسَن بيتٍ أَهَراً وبَزَّا كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا والبَّزَّازُ بائع البَزِّ وحِرْفَتُهُ البِزَازَةُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي شَمْطاءُ أَعلى بَزِّها مُطَرَّحُ يعني أَنها سمنت فسقط وَبَرُها وذلك لأَن الوبر لها كالثياب والبِزَّة بالكسر الهيئة والشَّارةُ واللِّبْسَةُ وفي حديث عمر رضي الله عنه لما دنا من الشام ولقيه الناس قال لأَسْلَمَ إِنهم لم يروا على صاحبك بِزَّةَ قوم غضب الله عليهم البِزَّةُ الهيئة كأَنه أَراد هيئة العجم والبَزُّ والبِزَّةُ السلاح يدخل فيه الدِّرْعُ والمِغْفَرُ والسيف قال الشاعر ولا بِكَهامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّهِ إِذا هُوَ لاقَى حاسِراً أَو مُقَنَّعا فهذا يدل على أَنه السيف أَبو عمرو البَزَرُ السلاح التامُّ قال الهذلي فَوَيْلُ مِّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ على الحَصى ووُقِّرَ بَزٌّ ما هُنالك ضائعُ الوَقْرُ الصدعُ وُقِّرَ بَزٌّ أَي صُدِعَ وفُلِّلَ وصارت فيه وَقَراتٌ وشَعْلٌ لَقَبُ تأَبَّطَ شَرًّا وكان أَسَرَ قَيْسَ بن عَيْزَارَة الهذليَّ قائلَ هذا الشعر فسلبه سلاحه ودرعه وكان تأَبط شرّاً قصيراً فلما لبس درع قيس طالت عليه فسحبها على الحصى وكذلك سيفه لما تقلده طال عليه فسبحه فوقره لأَنه كان قصيراً فهذا يعني السلاح كله وقال الشاعر كأَنِّي إِذْ غَدَوْا ضَمَّنْتُ بَزِّي من العِقْبَانِ خائِتَةً طَلُوبا أَي سلاحي والبِزِّيزَى السلاح والبَزُّ السَّلْبُ ومنه قولهم في المثل من عَزَّ بَزَّ معناه من غَلَبَ سَلَبَ والاسم البِزِّيزَى كالخِصِّيصَى وهو السَّلْبُ وابْتَزَزْتُ الشيءَ اسْتَلَبْتُه وبَزَّهُ يَبُزُّهُ بَزًّا غلبه وغصبه وبَزَّ الشيءَ يَبُزُّ بَزًّا انتزعه وبَزَّهُ ثيابَهُ بَزًّا وبَزَّه حَبَسَه وحكي عن الكسائي لن يأْخذه أَبداً بَزَّةً مني أَي قَسْراً وابْتَزَّهُ ثيابَه سَلبَهُ إِياها وفي حديث أَبي عبيدة إِنه سيكون نبُوَّةٌ ورحمةٌ ثم كذا وكذا ثم يكون بِزِّيزَى وأَخْذ أَموال بغير حق البِزِّيزَى بكسر الباء وتشديد الزاي الأُولى والقصر السَّلْبُ والتَّغَلُّبُ ورواه بعضهم بَزْبَزِيّاً قال الهَرَوِيُّ عرضته على الأَزهري فقال هذا لا شيء قال وقال الخطابي إِن كان محفوظاً فهو من البَزْبَزة الإِسراع في السير يريد به عَسْفَ الوُلاةِ وإِسراعَهم إِلى الظلم فمن الأَول الحديث فَيَبْتَزُّ ثيابي ومتاعي أَي يُجَرِّدُني منها ويغلبني عليها ومن الثاني الحديث الآخر
من أَخرج ضيفه ... قوله « من أخرج ضيفه » كذا بالأصل والنهاية فلم يَجِدْ
إِلاَّ بَزْبَزِيّاً فيردّها قال هكذا جاء في مسند أحمد بن حنبل رحمه الله ويقال ابْتَزَّ الرجلُ جاريتَهُ من ثيابها إِذا جَرَّدَها ومنه قول امرئ القيس إِذا ما الضَّجِيعُ ابْتَزَّها من ثيابها تَميلُ عليه هَوْنَةً غيرَ مِتْفالِ وقول خالد بن زهير الهذلي يا قَوْمُ ما لي وأَبا ذؤيبِ كنتُ إِذا أَتَوْتُهُ من غَيْبِ يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبي كأَنني أَرَبْتُهُ بِرَيبِ أَي يَجْذِبُه إِليه وغلام بُزْبُزٌ خفيف في السفر عن ثعلب ابن الأَعرابي البُزْبُزُ الغلام الخفيفُ الرُّوحِ وبَزْبَزَ الرجلُ وعَبَّدَ إِذا انهزم وفَرَّ والبَزْبازُ والبُزابِزُ السريعُ في السير قال لا تَحْسِبِنِّي يا أُمَيْمُ عاجِزَا إِذا السِّفارُ طَحْطَحَ البَزابِزَا قال ابن سيده كذا أَنشده ابن الأَعرابي بفتح الباء على أَنه جمع بَزْبازٍ والبَزْبَزَةُ الشِّدَّة في السوق ونحوه وقيل كثرة الحركة والاضطراب وقال الشاعر ثم اعْتَلاها فَزَحاً وارْتَهَزَا وساقَها ثَمَّ سِياقاً بَزْبَزَا والبَزْبَزَةُ معالجة الشيء وإِصلاحه يقال للشيء الذي أُجيد صنعته قد بَزْبَزْتُه وأَنشد وما يَسْتَوِي هِلْباجَةٌ مُتَنَفِّخٌ وذو شُطَبٍ قد بَزْبَزَتْه البَزابِزُ أَراد ما يستوي رجل ثقيل ضخم كأَنه لبن خاثر ورجل خفيف ماض في الأُمور كأَنه سيف ذو شطب قد سوّاه وصقله الصانع والبُزَابِزُ الشديد من الرجال إِذا لم يكن شجاعاً ورجل بَزْبَزٌ وبُزَابِزٌ للقوي الشديد من الرجال وإِن لم يكن شجاعاً وفي حديث عن الأَعْشَى أَنه تَعَرَّى بإِزاءِ قوم وسَمَّى فَرْجَه البَزْبازَ ورَجَزَ بِهِمْ قال إِيهاً خُثَيْمُ حَرِّك البَزْبازا إِنَّ لنا مجالِساً كِنازَا أَبو عمرو البَزْبازُ قَصَبَةٌ من حديد عَلَمُ فَم الكِيرِ يَنْفُخُ النارَ وأَنشد الرجز إِيهاً خثيم حرك البزبازا وبَزْبَزُوا الرجلَ تَعْتَعُوه عن ابن الأَعرابي وبَزْبَزَ الشيء رمى به ولم يردّه

بغز
البَغْزُ الضرب بالرِّجل أَو العصا والباغِزُ المقيم على الفجور وقيل هو منه قال ابن دريد ولا أَحقُّه والبَغْزُ النَّشاطُ في الإِبل خاصة والباغِزُ مثل ذلك اسم كالكاهِلِ قال ابن مقبل واسْتَحْمل السَّيْرَ مِنِّي عِرْمِساً أُجُداً تَخالُ باغِزَها باللَّيْلِ مَجْنُونا قال الأَزهري جعل الليث البَغْزَ ضَرْباً بالرِّجْلِ وحَثّاً وكأَنه جعل الباغِزَ الراكبَ الذي يَركُضُها بِرِجْلهِ وقال غيره بَغَزَتِ الناقةُ إِذا ضربتْ برجلها الأَرضَ في سيرها نشاطاً وقال أَبو عمرو في قوله تخال باغزها أَي نشاطها وقد بَغَزها باغِزُها أَي حَرّكها محرِّكها من النشاط وقال بعض العرب ربما ركبت الناقَةَ الجوادَ فَبَغَزَها باغِزُها فتجري شوطاً وقد تَقَحَّمَتْ بي فَلأْياً ما أَكُفُّها فيقال لها باغِزٌ من النشاط والباغِزِيَّةُ ضرب من الثياب قال أَبو عمرو الباغِزية ثياب ولم يزد على هذا قال الأَزهري ولا أَدري أَي جنس هي من الثياب

بلأز
بَلأَزَ الرجلُ فَرَّ كَبَلأَصَ

بلز
امرأَة بِلِزٌ وبِلِزٌّ ضخمة مكتنزة الجوهري امرأَة بِلِزٌ على فِعِلٍ بكسر الفاء والعين أَي ضخمة قال ثعلب لم يأْت من الصفات على فِعِلٍ إِلاَّ حرفان امرأَة بِلِزٌ وأَتان إِبِدٌ وجَمَل بَلَنْزى غليظ شديد أَبو عمرو امرأَة بِلِزٌ خفيفة قال والبِلِزُ الرجل القصير الفراء من أَسماء الشيطان البَلأَزُ والجَلأَزُ والجانُ

بلنز
التهذيب في الرباعي عن ابن الأَعرابي جمل جَلَنْزَى وبَلَنْزَى إِذا كان غليظاً شديداً

بهز
بَهَزَهُ عَنِّي يَبْهَزُه بَهْزاً دفعه دفعاً عنيفاً ونَحَّاه وبَهَزْتُه عني والبَهْزُ الضَّرْبُ والدفع في الصدر بالرجل واليد أَو بكلتا اليدين وفي الحديث أَنه أُتِيَ بشاربٍ فَخُفِقَ بالنِّعالِ وبُهِزَ بالأَيْدِي البَهْزُ الدفع العنيف قال ابن الأَعرابي هو البَهْزُ واللَّهْزُ وَبَهَزَهُ ولَهَزَه إِذا دفعه والبَهْزُ الضَّرْبُ بالمِرْفَقِ قال رؤبة دَعْني فقد يُقْرَعُ للأَضَرِّ صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزي ورجل مِبْهَزٌ مِفْعَلٌ من ذلك عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَنا طَلِيقُ اللهِ وابنِ هُرْمُزِ أَنْقَذَني من صاحِبٍ مُشَرَّزِ شَكْسٍ على الأَهْلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ إِن قام نَحْوي بالعَصَا لم تُحْجَزِ مِثَلٍّ يَصْرَعُه ورواه ثعلب مِثَلٍّ يَثُلُّهُم يُهْلِكُهُم والمُشارَزَةُ المُشارَّة بين الناس وبَهْزُ بن حَكيم بن معاوية بن حَيْدَةَ القُشَيْرِيُّ صَحِبَ جَدُّهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وبَهْزٌ من اسماء العرب وبَهْزٌ حَيٌّ من بني سُلَيْمٍ قال الشاعر كانتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ عَقْدُ الجِوَارِ وكانوا مَعْشراً غُدُرا

بهوز
التهذيب في الرباعي البَهاوِيزُ من النوق والنخيل الجِسَامُ الصَّفايا الواحدة بَهْوازَةٌ قال الأَزهري أَظنه تصحيفاً وهي البَهازِيرُ وقد تقدم أَن البهازِرَ من النخل والإِبل العظام والله تعالى أَعلم بوز البَازُ لغة في البازي قال الشاعر كأَنه بازُ دَجْنٍ فَوْقَ مَرْقَبَة جَلَّى القَطا وَسْطَ قاعٍ سَمْلَقٍ سَلَقِ والجمع أَبْوازٌ وبيزانٌ وجمع البازي بُزاةٌ وكان بعضهم يهمز الباز قال ابن جني هو مما همز من الألفات التي لا حظ لها في الهمز كقول الآخر يا دارَ سَلْمَى بدكادِيكِ البُرَقْ صبراً فقد هَيَّجْتِ شَوْقَ المشْتأَقْ وبازَ يَبُوزُ إِذا زال من مكان إِلى مكان آمناً أَبو عمرو البَوْزُ الزَّوَلانُ من موضع إِلى موضع

بوز
البَازُ لغة في البازي قال الشاعر كأَنه بازُ دَجْنٍ فَوْقَ مَرْقَبَة جَلَّى القَطا وَسْطَ قاعٍ سَمْلَقٍ سَلَقِ والجمع أَبْوازٌ وبيزانٌ وجمع البازي بُزاةٌ وكان بعضهم يهمز الباز قال ابن جني هو مما همز من الألفات التي لا حظ لها في الهمز كقول الآخر يا دارَ سَلْمَى بدكادِيكِ البُرَقْ صبراً فقد هَيَّجْتِ شَوْقَ المشْتأَقْ وبازَ يَبُوزُ إِذا زال من مكان إِلى مكان آمناً أَبو عمرو البَوْزُ الزَّوَلانُ من موضع إِلى موضع

بيز
بازَ عنه يَبيزُ بَيْزاً وبُيُوزاً حادَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنها ما حَجَرٌ مَكْزُوزُ لُزَّ إِلى آخر ما يَبيزُ أَراد كأَنها حجر وما زائدة والله أَعلم

تبرز
التهذيب في الرباعي تِبْرِزُ موضع

ترز
التَّارِزُ اليابس الذي لا رُوحَ فيه تَرِزَ تَرْزاً وتُرُوزاً وتَرِزَ ماتَ ويَبِسَ قال أَبو ذؤيب فَكَبا كما يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزُ بالخَبْتِ إِلاَّ أَنه هو أَبْرَعُ وتَرَزَ الماءُ إِذا جَمَدَ قال أَبو منصور ومنهم من أَجاز تَرَزَ بالفتح إِذا هَلَكَ وتَرَزَ اللحمُ صَلُبَ وكلُّ قويّ صُلْب تارِزٌ وأَتْرَزَتِ المرأَة عجينها وأَتْرَزَ العَدْوُ لحمَ الفَرسِ أَيْبَسَه ابن سيده وأَتْرَزَ الجَرْيُ لحم الدابة صَلَّبَهُ وأَصله من التَّارِزِ اليابس الذي لا رُوحَ فيه قال امرؤ القيس بِعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَها كُمَيْتٍ كأَنها هِراوَةُ مِنْوالِ ثم كثر ذلك في كلامهم حتى سَمَّوا الموتَ تارِزاً قال الشماخ كأَنَّ الذي يَرْمي من الموت تارِزٌ وفي حديث مجاهد لا تقوم الساعة حتى يَكْثُرَ التُّرازُ هو بالضم والكسر موت الفجأَة وأَصله من تَرَزَ الشيءُ إِذا يَبِسَ وسُمِّيَ المَيِّتُ تارزاً لأَنه يابِسٌ وفي حديث الأَنصاري الذي كان يَسْتَقي لِيَهُودِيٍّ كلَّ دلو بتمرة واشترط أَن لا يأْخذ تمرةً تارِزَةً أَي حَشَفَةً يابسةً

ترمز
التُّرامِزُ من الإِبل الذي إِذا مَضَغَ رأَيتَ دماغه يَرْتَفِعُ ويَسْفُلُ وقيل هو القوي الشديد قال ابن جني ذهب أَبو بكر إِلى أَن التاء فيها زائدة ولا وجه لذلك لأَنها في موضع عين عذافر فهذا يقضي بكونها أَصلاً وليس معنى اشتقاق فيقطع بزيادتها أَنشد أَبو زيد إِذا أَرَدْتَ طَلَبَ المَفاوِزِ فاعْمِدْ لكُلِّ بازِلٍ تُرامِزِ وقال أَبو عمرو جَمَلٌ تُرامِزُ إِذا أَسَنَّ فترى هامته تَرَمَّزُ إِذا اعتلف وارْتَمَزَ رأْسُه إِذا تحرك قال أَبو النجم شُمُّ الذُّرَى مُرْتَمِزاتُ الهام

توز
التُّوزُ الطبيعة والخُلُقُ كالتُّوسِ والتُّوزُ الأَصل والأَتْوَزُ الكريم الأَصل والتُّوزُ أَيضاً شجر وتُوزُ موضع بين مكة والكوفة قال بَيْنَ سَمِيراءَ وبَيْنَ تُوزِ

تيز
التَّيَّاز الرجل المُلَزَّزُ المفاصل الذي يَتَتَيَّزُ في مِشْيَتِه لأَنه يَتَقَلَّعُ من الأَرض تَقَلُّعاً وأَنشد تَيَّازَةٌ في مَشْيِها قُناخِرَهْ الفراء رجل تَيَّازٌ كثيرُ العَضَلِ وهو اللحم وتازَ يَتُوزُ تَوْزاً ويَتِيزُ تَيْزاً إِذا غَلُظَ وأَنشد تُسَوَّى على غُسْنٍ فَتازَ خَصِيلُها قال فمن جعل تازَ من يَتِيزُ جعل التَّيَّازَ فَعَّالاً ومن جعله من يَتُوزُ جعله فَيْعالاً كالقَيَّام والدَّيَّار من قامَ ودَارَ وقوله تازَ خَصِيلُها أَي غَلُظَ وتازَ السهم في الرَّمِيَّةِ أَي اهتزَّ فيها وتَتَيَّزَ في مشْيَتِه تَقَلَّعَ والتَّيَّازُ من الرجال القصير الغليظ المُلَزَّزُ الخَلْقِ الشديدُ العَضَلِ مع كثرة لحم فيها ويقال للرجل إِذا كان فيه غلظ وشدة تَيَّازٌ قال القَطَامِيُّ يصف بَكْرَةً اقْتَضَبَهَا وقد أَحسن القيام عليها إِلى أَن قويت وسمِنت وصارت بحيث لا يقدر على ركوبها لقوَّتها وعزة نفسها فلما أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السِّيَاعا أَمَرْتُ بها الرِّجالَ ليَأْخُذُوها ونحن نظُنُّ أَن لا تُسْتَطاعا إِذا التَّيَّازُ ذو العَضَلاتِ قلنا إِليكَ إِليكَ ضاقَ بها ذِراعا قال ابن بري هكذا أَنشده الجوهري وغيره إِليك إِليك وفسر في شعره أَن إِليك بمعنى خذها لتركبها وتَرُوضَها قال وهذا فيه إِشكال لأَن سيبويه وجميع البصريين ذهبوا إِلى أَن إِليك بمعنى تَنَحَّ وأَنها غير متعدية إِلى مفعول وعلى ما فسروه في البيت يقضي أَنها متعدية لأَنهم جعلوها بمعنى خذها قال ورواه أَبو عمرو الشَّيْبانِيُّ لَدَيْكَ لَدَيْكَ عوضاً من إِليك إِليك قال وهذا أَشبه بكلام العرب وقول النحويين لأَن لديك بمعنى عندك وعندك في الإِغراء تكون متعدية كقولك عِنْدَكَ زيداً أَي خذ زيداً من عندك وقد تكون أَيضاً غير متعدية بمعنى تَأَخَّرْ فتكون خلاف فَرْطَكَ التي بمعنى تَقَدَّمْ فعلى هذا يصح أَن تقول لديك زيداً بمعنى خذه وقوله ذو العضلات أَي ذو اللحمات الغليظة الشديدة وكل لحمة غليظة شديدة في ساق أَو غيره فهي عَضَلَةٌ وإِذا في البيت داخلة على جملة ابتدائية لأَن التياز مبتدأٌ وقلنا خبره والعائد محذوف تقديره قلنا له وضاق بها ذراعاً جواب إِذا قال ومثله قول الآخر وهَلاَّ أَعَدُّوني لمِثْلي تَفاقَدُوا إِذا الخَصْمُ أَبْزَى مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ وقوله كما بطَّنت بالفدن السياعا قال الفدن القَصْرُ والسياع الطين قال وهذا من المقلوب أَراد كما يُطَيَّنُ بالسِّياعِ الفَدَنُ قال ومثله قول خُفَاف بنِ نُدْبَةَ كَنَواحِ رِيشِ حَمامَةٍ نَجْدِيَّةٍ ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ وعصف الإِثم غباره تقديره ومسحت بعصف الإِثمد اللثتين قال ومثله لعروة بن الورد فَدَيْتُ بنفْسِه نَفْسي ومالي وما آلُوكَ إِلا ما أُطِيقُ أَي فديت بنفسي ومالي نفسه قال وقد حمل بعضهم قوله سبحانه وتعالى وامْسَحُوا برؤُوسكم على القلب لأَنه قدّر في الآية مفعولاً محذوفاً تقديره وامسحوا برؤُوسكم الماء والتقدير عنده وامسحوا بالماءِ رؤُوسكم فيكون مقلوباً ولا يجعل الباء زائدة كما يذهب إِليه الأَكثر

جأز
الجَأْزُ بالتسكين الغَصَصُ في الصدر وقيل هو الغَصَصُ بالماء قال رؤبة يَسْقِي العِدَى غَيْظاً طَوِيلَ الجأْزِ أَي طويل الغَصَصِ لأَنه ثابت في حلوقهم وجَئِزَ بالماء يَجْأَزُ جَأَزاً إِذا غَصَّ به فهو جَئزٌ وجَئِيزٌ على ما يطرد عليه هذا النحو في لغة قوم

جبز
الجِبْزُ من الرجال الكَزُّ الغليظ والجِبْزُ بالكسر اللئيم البخيل وقيل الضعيف وقد ذكره رؤبة في قصيدته الزائية وكُرَّزٍ يَمْشي بَطِينَ الكُرْزِ أَجْرَدَ أَو جَعْدَ اليَدَيْنِ جِبْزِ والجَبِيز الخُبْزُ اليلبس وجاء بخبزته جَبِيزاً أَي فَطِيراً وأَكلت خبزاً جَبِيزاً أَي يابساً قَفاراً وجَبَزَ له من ماله جَبْزَةً قطع له منه قطعة عن ابن الأَعرابي

جرز
جَرَزَ يَجْرُزُ جَرْزاً أَكل أَكلاً وَحِيًّا والجَرُوزُ الأَكُولُ وقيل السريع الأَكل وإِن كان قسا
( * كذا بالأصل مع بياض )
وكذلك هو من الإِبل والأُنثى جَرُوزٌ أَيضاً وقد جَرُزَ جَرَازَةً ويقال امرأَة جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولاً الأَصمعي ناقة جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولاً تأْكل شيء وإِنسان جَرُوزٌ إِذا كان أَكولاً والجَرُوزُ الذي إِذا أَكل لم يترك على المائدة شيئاً وكذلك المرأَة ويقال للناقة إِنها لجُرازُ الشجر تأْكله وتكسره وأَرض مَجْرُوزَةٌ وجُرُزٌ وجُرْزٌ وجَزْرٌ لا تنبت كأَنها تأْكل النبت أَكلاً وقيل هي التي قد أُكل نباتها وقيل هي الأَرض التي لم يصبها مطر قال تُسَرُّ أَن تَلْقَى البِلادَ فِلاًّ مَجْرُوزَةً نَفاسَةً وعلاَّ والجمع أَجْرازٌ وربما قالوا أَرض أَجْرازٌ وجَرِزَتْ جَرَزاً وأَجْرَزَتْ صارت جُرُزاً قال الله تعالى أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسوقُ الماءَ إِلى الأَرضِ الجُرُزِ قال الفراء الجُرُزُ أَن تكون الأَرضُ لا نبات فيها يقال قد جُرِزَتِ الأَرضُ فهي مَجْرُوزَةٌ جَرَزَها الجَرادُ والشَّاءُ والإِبل ونحو ذلك ويقال أَرض جُرُزٌ وأَرَضُونَ أَجْرازٌ وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم بَيْنا هو يَسِيرُ إِذ أَتَى على أَرضٍ جُرُزٍ مُجْدِبَةٍ مثل الأَيّمِ التي لا نبات بها وفي حديث الحجاج وذَكَرَ الأَرضَ ثم قال لَتُوجَدَنَّ جُرُزاً لا يبقى عليها من الحيوان أَحد وسَنَةٌ جُرُزٌ إِذا كانت جَدْبَةً والجُرُزُ السنة المُجْدِبَةُ قال الراجز قد جَرَفَتْهُنَّ السِّنُون الأَجْرازْ وقد أَبو إِسحق يجوز الجَرْزُ والجَرَزُ كل ذلك قد حكي قال وجاء في تفسير الأَرض الجُرُزِ أَنها أَرض اليمن فمن قال الجُرْزُ فهو تخفيف الجُرُزِ ومن قال الجَرْزُ والجَرَزُ فهما لغتان ويجوز أَن يكون جَرْزٌ مصدراً وصف به كأَنها أَرض ذات جَرْزٍ أَي ذات أَكل للنبات وأَجْرَزَ القومُ وقعوا في أَرض جُرُز الجوهري أَرض جُرُزٌ لا نبات بها كأَنه انقطع عنها أَو انقطع عنها المطر وفيها أَربع لغات جُرْزٌ وجُرُزٌ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ وجَرْزٌ وجَرَزٌ مثل نَهْرٍ ونَهَرٍ وجمع الجُرْزِ جِرَزَةٌ مثل جُحْرٍ وجِحَرةٍ وجمع الجَرَزِ أَجْرازٌ مثل سبب وأَسباب تقول منه أَجْرَزَ القومُ كما تقول أَيْبَسُوا وأَجْرَزَ القومُ أَمْحَلُوا وأَرض جارِزَةٌ يابسة غليظة يكتنفها رمل أَو قاع والجمع جَوارِزُ وأَكثر ما يستعمل في جزائر البحر وامرأَة جارِزٌ عاقِر والجَرَزَةُ الهَلاكُ ويقال رماه الله بِشَرَزَةٍ وجَرَزَةٍ يريد به الهلاك وأَجْرَزَتِ الناقة فهي مُجْرِزٌ إِذا هُزِلَتْ والجُرْزُ من السلاح والجمع الجَِرَزَةُ والجُرْزُ والجُرُزُ العمود من الحديد معروف عربي والجمع أَجْرازٌ وجِرَزَةٌ ثلاثة جِرَزَة مثل جُحْر وجِحَرَةٍ قال يعقوب ولا تقل أَجْرِزَةٌ قال الراجز والصَّقْعُ من خابِطَةٍ وجُرْزِ وجَرَزَهُ يَجْرُزُه جَرْزاً قطعه وسيف جُرازٌ بالضم قاطع وكذلك مُدْيَةٌ جُرازٌ كما قالوا فيهما جميعاً هُذامٌ ويقال سيف جُرازٌ إِذا كان مستأْصلاً والجُرازُ من السيوف الماضي النافذ وقولهم لم تَرْضَ شانِئةٌ إِلا بِجَرْزَةٍ أَي أَنها من شدة بَغْضائِها لا ترضى للذين تُبْغِضُهم إِلا بالاستئصال وقوله كلّ عَلَنْداةٍ جُرازٍ للشَّجَرْ إِنما عنى به ناقة شبهها بالجُرازِ من السيوف أَي أَنها تفعل في الشجر فعل السيوف فيها والجِرزُ بالكسر لباس النساء من الوَبَرِ وجلود الشاء ويقال هو الفَرْوُ الغليظ والجمع جُرُوزٌ والجُرْزَةُ الحُزْمَةُ من القَتِّ ونحوه وإِنه لذو جَرَزٍ أَي قوَّة وخُلُق شديد يكون للناس والإِبل وقولهم إِنه لذو جَرَزٍ بالتحريك أَي غِلَظٍ وقال الراجز يصف حية إِذا طَوَى أَجْرازَهُ أَثْلاثَا فَعادَ بَعْدَ طَرْقَةٍ ثَلاثَا أَي عاد ثلاثَ طَرَقٍ بَعْدما كان طَرَقَةً واحدة وجَرَزُ الإِنسان صدرُه وقيل وسَطُه ابن الأَعرابي الجَرَزُ لحم ظهر الجمل وجمعه أَجْرازٌ وأَنشد للعجاج في صفة جمل سمين فَضَخَه الحِمْلُ وانْهَمَّ هامُومُ السَّدِيفِ الوارِي عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عارِي أَراد القتل كالسُّم الجُرازِ والسيف الجُراز والجَرَزُ الجِسْمُ قال رؤبة بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ البَطِيشِ قال ابن سيده كذا حكي في تفسيره قال ويجوز أَن يكون ما تقدم من لقوة والصدر والجارِزُ من السُّعال الشديدُ وجَرَزَه يَجْرُزُه جَرْزاً نَخَسَه ابن سيده وقول الشماخ يصف حُمُرَ الوحش يُحَشْرِجُها طَوْراً وطَوْراً كأَنها لها بالرُّغامَى والخَياشِيمِ جارِزُ يجوز أَن يكون السُّعال وأَن يكون النخس واستشهد الأَزهري بهذا البيت على السُّعال خاصة وقال الرغامى زيادة الكبد وأَراد بها الرِّئَةَ ومنها يهيج السُّعال وأَورد ابن بري هذا البيت أَيضاً وقال الضمير في يحشرجها ضمير العير والهاء المفعولة ضمير الأُتن أَي يصيح بأُتنه تارة حَشْرَجَةً والحشرجة تردد الصوت في الصدر وتارة يصيح بهن كأَن به جارِزاً وهو السعال والرُّغامَى الأَنْفُ وما حوله القُتَيْبِيُّ الجُرُزُ الرَّغِيبَةُ التي لا تَنْشَفُ مطراً كثيراً ويقال طَوَى فلانٌ أَجْرازَه إِذا تراخى وأَجْرازٌ جمع الجَرْزِ والجَرْزُ القَتْلُ قال رؤبة حتى وَقَمْنا كَيْدَهُ بالرِّجْزِ والصَّقْعُ من قاذِفَةٍ وجَرْزِ قال أَراد بالجَرْزِ القَتْلَ وجَرَزَه بالشَّتْمِ رماه به والتَّجارُزُ يكون بالكلام والفعال والجَرازُ نبات يظهر مثل القَرْعَةِ بلا ورق يعظم حتى يكون كأَنه الناس القُعُودُ فإِذا عظمت دقت رؤُوسها ونَوَّرَتْ نَوْراً كَنَوْرِ الدِّفْلَى حَسَناً تَبْهَجُ منه الجبال ولا ينتفع به في شيء من مَرْعًى ولا مأْكل عن أَبي حنيفة

جربز
جَرْبَزَ الرجلُ ذهب أَو انقبضَ والجُرْبُزُ الخِبُّ من الرجال وهو دخيل ورجل جُرْبُزٌ بالضم بَيِّنُ الجَرْبَزَةِ بالفتح أَي خَِبّ قال وهو القُرْبُزُ أَيضاً وهما مُعَرَّبانِ
( * قوله « وهما معربان » أي عن كربز بالكاف الفارسية كما في القاموس وشرحه )

جرمز
جَرْمَزَ واجْرَمَّزَ انْقَبَض واجتمع بعضه إِلى بعض والمُجْرَنْمِزُ المُجْتَمِعُ قال الأَزهري وإِذا أَدغمت النون في الميم قلت مُجْرَمِّزٌ وجَرْمَزَ الشيءُ واجْرَنْمَزَ أَي اجتمع إِلى ناحية والجَرْمَزَةُ الانقباض عن الشيء قال ويقال ضَمَّ فلانٌ إِليه جَرامِيزَهُ إِذا رفع ما انتشر من ثيابه ثم مضى وجَرامِيزُ الوَحْشِيِّ قوائمه وجَسَدُه قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي يصف حماراً وأَسْحَمَ حامٍ جَرامِيزَهُ حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ وإِذا قلتَ للثّوْرِ ضَمَّ جَرامِيزَه فهي قوائمه والفعل منه اجْرَمَّزَ إِذا انقبض في الكِناسِ وأَنشد مُجْرَمِّزٌ كضَجْعَةِ المأْسُورِ ورماه بِجَرامِيزِه أَي بنفسه أَبو زيد رمى فلانٌ الأَرض بِجَرامِيزِه وأَرْواقِهِ إِذا رَمى بنفْسه وجَرامِيزُ الرجل أَيضاً جَسَدُه وأَعضاؤه ويقال جَمَعَ جَرامِيزَه إِذا تَقَبَّضَ لِيَثِبَ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كان يجمع جَرامِيزَه ويَثِبُ على الفرس قيل هي اليدان والرجلان وقيل هي جملة البدن وتَجَرْمَزَ إِذا اجتمع ومنه حديث المغيرة رضي الله عنه لما بُعِثَ إِلى ذي الحاجبين قال قلتُ في نفسي لو جمعتَ جَرامِيزَكَ ووَثَبْتَ فَقَعَدْتَ مع العِلْج وفي حديث عيسى بن عمر أَقْبَلْتُ مُجْرَمِّزاً حتى اقْعَنْبَيْتُ بين يَدَي الحَسَنِ أَي تَجَمَّعْتُ وانُقَبَضْتُ والاقْعِنْباءُ الجلوسُ وأَخَذَ الشيءَ بِجَرامِيزِه وحَذافِيرِه أَي بجميعه ويقال جَمَعَ فلانٌ لفلان جَرامِيزَه إِذا استعدّ له وعزم على قصده وتَجَرْمَزَ إِذا ذهب وتَجَرْمَزَ الليلُ ذهب قال الراجز لما رأَيتُ الليلَ قد تَجَرْمَزَا ولم أَجِدْ عَمَّا أَمامي مَأْرِزَا وجَرْمَزَ الرجلُ نَكَصَ وقيل أَخطأَ وفي حديث الشَّعْبيِّ وقد بلغه عن عكرمة فُتْيا في طلاق فقال جَرْمَزَ مَوْلى ابنِ عباس أَي نَكَصَ عن الجواب وفَرَّ منه وانقبض عنه وتَجَرْمَزَ واجْرَمَّزَ ذهب وتَجَرْمَزَ عليهم سقط أَبو داود عن النضر قال قال المُنْتَجِعُ يُعْجِبُهُم كلُّ عامٍ مُجْرَمِّزِ الأَوّلِ أَي ليس في أَوّله مطر والجَرْمُوزُ حوضٌ قيل هو الحوض الصغير قال أَبو محمد الفَقْعَسِيُّ كأَنها والعَهْد مُذْ أَقْياظِ أُسُّ جَرامِيزَ على وِجاذِ قال والضمير في كأَنها يعود على أَثافيَّ ذكرها قبل البيت وهي حجارة القِدْرِ شبهها بأُسِّ أَحْواضٍ على وِجاذٍ وهي جمع وَجْذٍ لنُقْرَةٍ في الجبل تُمْسِكُ الماء وقوله والعهد مذ أَقياظ أَي في وقت القَيْظ فليس في الوِجاذِ ولا الأَحواض ماء وقال ذو الرمة ونَشَّتْ جَرامِيزُ اللِّوَى والمَصانِع الليث الجُرمُوزُ حَوْضٌ مُتَّخَذٌ في قاع أو روضةٍ مُرْتَفِع الأَعْضادِ فيسيل منه الماء ثم يَفْرُغُ بعد ذلك وقيل الجُرْمُوزُ البيت الصغير وبنو جُرْمُوزٍ بطن وابن جُرْمُوزٍ قاتلُ الزُّبَيْرِ رحمه الله

جزز
الجَزَزُ الصوف لم يستعمل بعدما جُزَّ تقول صوف جَزَزٌ وجَزَّ الصوفَ والشعر والنخل والحشيش يَجُزُّهُ جَزّاً وجِزَّةً حَسَنَةً هذه عن اللحياني فهو مَجْزُوزٌ وجَزِيزٌ واجْتَزَّه قطعه أَنشد ثعلب والكسائي ليزيد بن الطَّثَرِيَّةِ وقلتُ لصاحِبي لا تَحْبِسَنَّا بنَزْعِ أُصُولِهِ واجْتَزَّ شِيحَا ويروى واجْدَزَّ وذكر الجوهري أَن البيت ليزيد ابن الطثرية وذكره ابن سيده ولم ينسبه لأَحد بل قال وأَنشد ثعلب قال ابن بري ليس هو ليزيد وإِنما هو لمُضَرِّسِ بن رِبْعِيٍّ الأَسَدِي وقبله وفِتْيانٍ شَوَيْتُ لهم شِواءً سَرِيعَ الشَّيِّ كنت به نَجِيحا فَطِرْتُ بِمُنْصُلٍ في يَعْمَلاتٍ دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا وقلت لصاحبي لا تحبسنَّا بنزع أُصوله واجتزَّ شيحا قال والبيت كذا في شعره والضمير في به يعود على الشيء والنَّجِيحُ المُنْجِحُ في عمله والمنصل السيف واليعملات النوق والدوامي التي قد دَمِيَتْ أَيديها من شدّة السير والسريح خِرَقٌ أَو جلود تُشَدُّ على أَخفافها إِذا دَمِيَتْ وقوله لا تحبسنا بنزع أُصوله يقول لا تحبسنا عن شَيِّ اللحم بأَن تقلع أُصول الشجر بل خذ ما تيسر من قُضْبانِهِ وعيدانه وأَسْرِع لنا في شَيِّه ويروى لا تَحْبِسانا وقال في معناه إِن العرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنين كما قال سُوَيْدُ بن كُراعٍ العُكْلِيُّ وكان سويد هذا هجا بني عبد الله بن دارم فاسْتَعْدَوْا عليه سعيدَ بن عثمان فأَراد ضربه فقال سويد قصيدة أَوّلها تقول ابْنَةُ العَوْفيّ لَيْلى أَلا تَرى إِلى ابن كُراعٍ لا يَزالُ مُفَزَّعا ؟ مَخافَةُ هذين الأَمِيرَيْنِ سَهَّدَتْ رُقادِي وغَشَّتْني بَياضاً مُقَزَّعا فإِن أَنتما أَحْكَمْتُمانيَ فازْجُرَا أَراهِطَ تُؤْذِيني من الناسِ رُضَّعا وإِن تَزْجُراني يا ابنَ عفَّانَ أَنْزَجِرْ وإِن تَدَعاني أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا قال وهذا يدل على أَنه خاطب اثنين سعيد بن عثمان ومن ينوب عنه أَو يَحْضُر معه وقوله فإِن أَنتما أَحكمتماني دليل أَيضاً على أَنه يخاطب اثنين وقوله أَحكمتماني أَي منعتماني من هجائه وأَصله من أَحْكَمْتُ الدابة إِذا جعلتَ فيها حَكَمَةَ اللّجام وقوله وإِن تدعاني أَحم عِرضاً ممنَّعا أَي إِن تركتماني حَمَيْتُ عِرْضِي ممن يؤذيني وإِن زجرتماني انزجرت وصبرت والرُّضَّعُ جمع راضع وهر اللئيم وخص ابن دُرَيْدٍ به الصُّوف والجَزَزُ والجُزَازُ والجُزَازَةُ والجِزَّةُ ما جُزَّ منه وقال أَبو حاتم الجِزَّةُ صوف نعجة أَو كبش إِذا جُزَّ فلم يخالطه غيره والجمع جِزَزٌ وجَزائِزُ عن اللحياني وهذا كما قالوا ضَرَّةٌ وضَرائِرُ ولا تَحْتَفِلْ باختلاف الحركتين ويقال هذه جِزَّةُ هذه الشاة أَي صُوفُها المجزوزُ عنها ويقال قد جَزَزْتُ الكَبْشَ والنعجةَ ويقال في العَنْزِ والتَّيْسِ حَلَقْتُهما ولا يقال جَزَزْتُهما والجِزَّةُ صوفُ شاةٍ في السنة يقال أَقْرِضْني جِزَّةً أَو جِزَّتَيْنِ فتعطيه صوفَ شاة أَو شاتين وفي حديث حَمَّادٍ في الصوم وإِن دخل حَلْقَك جِزَّةٌ فلا تَضُرُّكَ الجِزة بالكسر ما يُجَزُّ من صوف الشاة في كل سنة وهو الذي لم تستعمل بعدما جُزَّ ومنه حديث قتادة رضي الله عنه في اليتيم تكون له ماشية يقوم وليه على إِصلاحها ويُصِيبُ من جِزَزها ورِسْلِها وجُزازَةُ كل شيء ما جُزَّ منه والجَزُوزُ بغير هاء الذي يُجَزُّ عن ثعلب والمِجَزُّ ما يُجَزُّ به والجَزُوزُ والجَزُوزَةُ من الغنم التي يُجَزُّ صوفها قال ثعلب ما كان من هذا الضرب اسماً فإِنه لا يقال إِلا بالهاء كالقَتُوبَةِ والرَّكُوبَةِ والحَلُوبَةِ والعَلُوفَةِ أَي هي مما يُجَزُّ وأَما اللحيان فقال إِن هذا الضرب من الأَسماء يقال بالهاء وبغير الهاء قال وجَمْع ذلك كله على فُعُلٍ وفَعائِلَ قال ابن سيده وعندي أَن فُعُلاً إِنما هو لما كان من هذا الضرب بغير هاء كَرَكُوبٍ ورُكُبٍ وأَن فعائل إِنما هو لما كان بالهاء كَرَكوبة وركائب وأَجَزَّ الرجلَ جعل له جِزَّةَ الشاةِ وأَجَزَّ القومُ حان جَِزَازُ غنمهم ويقال للرجل الضخم اللحية كأَنه عاضٌّ على جِزَّةٍ أَي على صوف شاة جُزَّتْ والجَزُّ جَزُّ الشعر والصوف والحشيش ونحوه وجَزَّ النخلة يَجُزُّها جَزّاً وجِزازاً وجَزازاً عن اللحياني صَرَمها وجَزَّ النخلُ وأَجَزَّ حانَ أَن يُجَزَّ أَي يُقْطع ثمره ويُصْرم قال طرفة أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ به فإِذا ما جَزَّ نَجْتَرِمُهْ ويروى فإِذا أَجَزَّ وجَزَّ الزرعُ وأَجَزَّ حان أَن يزرع والجِزازُ والجَزازُ وقت الجَزّ والجِزازُ حين تُجَزُّ الغنم والجِزازُ والجَزازُ أَيضاً الحَصاد الليث الجزاز كالحَصاد واقع على الحِينِ والأَوانِ يقال أَجَزَّ النخلُ وأَحْصَد البرُّ وقال الفراء جاءنا وقت الجِزاز والجَزاز أَي زمن الحَصاد وصِرامِ النخل وأَجَزَّ النخلُ والبرّ والغنم أَي حانَ لها أَن تُجَزّ وأَجَزَّ القومُ إِذا أَجَزَّت غنمهم أَو زرعهم واسْتَجَزَّ البرُّ أَي اسْتَحْصَد واجْتَزَزْتُ الشِّيحَ وغيرَه واجْدَزَزْتُه إِذا جَزَزْتَه وفي الحديث انا إِلى جَِزازِ النخل هكذا ورد بزايين يريد به قطع التمر وأَصله من الجَزّ وهو قص الشعر والصوف والمشهور في الروايات بدالين مهملتين وجِزَازُ الزرع عَصْفُه وجُزازُ الأَديم ما فَضَل منه وسقط منه إِذا قُطِع واحدته جُزازَةٌ وجَزَّ التمرُ يَجِزّ بالكسر جُزُوزاً يبس وأَجَزَّ مثله وتمر فيه جُزُوز أَي يُبْس وخَرَزُ الجَزِيز شبيه بالجَزْعِ وقيل هو عِهْن كان يتخذ مكان الخَلاخِيل وعليه جَزَّة من مال كقولك ضَرَّة من مال وجَزَّةُ اسم أَرض يخرج منها الدَّجَّال والجِزْجِزَةُ خُصْلة من صوف تشد بخيوط يزين بها الهَوْدج والجَزاجِزُ خُصَل العِهْن والصوفِ المصبوغة تعلق على هوادج الظعائن يوم الظعن وهي الثُّكَن والجَزائِزُ قال الشماخ هوادِجُ مَشْدُودٌ عليها الجَزائِزُ وقيل الجَزِيزُ ضرب من الخَرَزِ تزين به جواري الأَعراب قال النابغة يصف نساء شَمَّرن عن أَسْؤُقِهِنَّ حتى بدت خَلاخِيلُهُن خَرَزُ الجَزِيزِ من الخِدَامِ خَوارِجٌ من فَرْجِ كل وَصِيلَةٍ وإِزارِ الجوهري الجَزِيزَة خُصْلة من صوف وكذلك الجِزْجِزَة وهي عِهْنة تعلق على الهَوْدج قال الراجز كالقَرِّ ناسَتْ فَوْقَه الجَزاجِزُ والجَزاجِز المَذاكير عن ابن الأَعرابي وأَنشد ومُرْقَصَةٍ كَفَفْتُ الخَيْل عنها وقد هَمَّتْ بإِلْقاءِ الزِّمام فقلت لها ارْفَعِي منه وسِيرِي وقد لَحِقَ الجَزاجِزُ بالحِزامِ قال ثعلب أَي قلت لها سيري ولا تُلْقي بيدك وكوني آمنة وقد كان لحق الحزامُ بِثِيلِ البعير من شدة سيرها هكذا روي عنه والأَجود أَن يقول وقد كان لَحِقَ ثِيلُ البعير بالحزام على موضوع البيت وإِلا فثعلب إِنما فسره على الحقيقة لأَن الحزام هو الذي ينتقل فيلحق بالثِّيلِ فأَما الثِّيلُ فملازم لمكانه لا ينتقل

جعز
الجَعْز والجَأْز الغَصَص كأَنه أُبدل من الهمز عيناً جَعِزَ جَعَزاً كجَئِزَ غَصَّ

جفز
الجَفْز سرعة المشي يمانية حكاها ابن دريد قال ولا أَدري ما صحتها

جلز
الجَلْز الطيّ والليّ جَلَزْتُه أَجْلِزُه جَلْزاً وكلّ عقد عقدته حتى يَستدير فقد جَلَزْتَه والجَلْزُ والجِلازُ العَقَب المشدود في طرف السوط الأَصْبَحيّ والجَلْز شدّة عَصْب العَقَب وكلُّ شيء يلوى على شيء فَفِعْله الجَلْز واسمه الجِلاز وجلائِزُ القوس عَقَب تلوى عليها في مواضع وكل واحدة منها جِلازَة والجِلاز أَعم أَلا ترى أَن العِصابة اسم التي للرأْس خاصةً وكلُّ شيء يعصب به شيء فهو العِصابُ وإِذا كان الرجل مَعْصوب الخَلْق واللحم قلت إِنه لَمَجْلُوز اللحمِ ومنه اشتق ناقة جَلْسٌ السين بدل من الزاي وهي الوثيقة الخَلْق وجَلَزَ السكينَ والسوط يَجْلِزُه جَلْزاً حَزَم مَقْبِضه وشدَّه بِعِلْباءِ البعير وكذلك التَّجْلِيز واسم ذلك العِلْباء الجِلاز بالكسر والجلائز عَقَبات تلوى على كل موضع من القوس واحدها جِلاز وجِلازَة قال الشماخ مُدِلّ بِزُرْقٍ لا يُداوَى رَمِيُّها وصَفْراءَ من نَبْعٍ عليها الجَلائِزُ ولا تكون الجَلائز إِلا من غير عيب وجَلَز رأْسه بِرِدائِه جَلْزاً عَصَبه قال النابغة يَحُثّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِه أَراد جالزاً رأْسه بردائه وجَلْزُ السِّنان الحلقة المستديرة في أَسفله وقيل جَلْزه أَعلاه وقيل مُعْظمه ويقال لأَغْلَظ السنان جَلْز والجَلْز والجَلِيز والتَّجْلِيز الذهاب في الأَرض والإِسراع قال ثم مَضى في إِثْرِها وجَلَّزا وقد جَلَّز فذهب وقَرْضٌ مَجْلُوز يُجْزى به مرة ولا يجزى به أُخرى وهو من الذهاب قال المتنخل الهذلي هل أَجْزِيَنَّكما يوماً بقَرْضِكما ؟ والقَرْض بالقَرْضِ مَجْزيٌّ ومَجْلُوز والجِلَّوْزُ البندق عربي حكاه سيبويه التهذيب في ترجمة شكر والجِلَّوْز نبت له حب إِلى الطُّول ما هو ويؤكل مُخُّه شِبْه الفستق والجِلَّوْز الضخم الشجاع وقال النضر جَلَزَ شيئاً إِلى شيء أَي ضَمَّه إِليه وأَنشد قَضَيْت حُوَيْجَةً وجَلَزْتُ أُخْرى كما جَلَزَ الفُشاغُ على الغُصُونِ وقد سَمَّتْ جالِزاً ومِجْلَزاً وكَنَّت بأَبي مِجْلَز وكان أَبو عبيدة يقول أَبو مَجْلِزِ بفتح الميم وكسر اللام ابن السكيت هو أَبو مِجْلز قال والعامة تقول مَجْلِز وهو مشتق من جَلْز السوط وهو مَقْبِضه عند قَبِيعته وتقول هذا أَبو مِجْلَز قد جاء بكسر الميم وهو مشتق أَيضاً من جَلْز السنان وهو أَغلظه وفي الحديث قال له رجل إِني أُحب أَن أَتَجَمَّل بِجِلازِ سَوْطي الجِلاز السير الذي يشد في طرف السوط قال الخطابي رواه يحيى بن معين جِلان بالنون وهو غلط والجِلْواز الثُّؤْرُور وقيل هو الشُّرَطِيّ وجَلْوَزَتُه خِفَّته بين يدي العامل في ذهابه ومجيئه والجمع الجَلاوِزَة وجَمَلٌ جَلَنْزى غليظ شديد الفراء الجِلْئِزُ من النساء القصيرة وأَنشد أَبو ثروان فوق الطَّوِيلة والقصيرة شَبْرُها لا جِلْئِزٌ كُنُدٌ ولا قَيْدُود قال هي الفِنْئِلُ أَيضاً ويقال في نزع القوس إِذا أَغْرَق فيه حتى بَلَغ النَّصْل قال عدي أَبْلِغْ أَبا قابُوس إِذ جَلَّزَ ال نَّزْعَ ولم يؤخذ لِخَطِّي يَسَرْ

جلبز
ابن دريد جَلْبَزٌ وجُلابِز صلب شديد

جلحز
رجل جَلْحَزٌ وجِلْحاز ضيِّق بخيل قال الأَزهري هذا الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع حروف غيره لم أَجد أَكثرها لأَحد من الثقات ويجب الفحص عنها فما وجد لإِمام موثوق به أُلحق بالرباعي وإِلا فليحذر منها

جلفز
الجَلْفَزُ والجُلافِزُ الصلب وناقة جَلْفَزِيزٌ صلبة غليظة من ذلك والجَلْفَزِيزُ العجوز المُتَشَنّجة وهي مع ذلك عَمُول ونابٌ جَلْفَزِيز هَرِمَة عَمُول حَمُول وقيل الجَلْفَزِيز من النساء التي أَسَنَّتْ وفيها بقية وكذلك الناقة وأَنشد ابن السكيت يصف امرأَة أَسَنَّتْ وهي مع سِنِّها ضعيفة العقل السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ والحِلْمُ حِلْم صَبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَه ويقال داهية جَلْفَزِيز وقال إِني أَرى سَوْداءَ جَلْفَزِيزَا ويقال جعلها الله الجَلْفَزِيزَ إِذا صَرَم أَمره وقطعه والجَلْفَزِيز الثقيل عن السيرافي

جلنز
ابن الأَعرابي يقال جمل جَلَنْزَى وبَلَنْزى إِذا كان غليظاً شديداً

جلهز
الجَلْهَزَة إِغضاؤك عن الشيء وكَتْمك له وأَنت عالم به

جمز
جَمَزَ الإِنسانُ والبعيرُ والدابةُ يَجْمِزُ جَمْزاً وجَمَزَى وهو عَدْوٌ دون الحُضْر الشديد وفوق العَنَق وهو الجَمْز وبعير جَمَّاز منه والجَمَّاز البعير الذي يركبه المُجَمِّزُ قال الراجز أَنا النَّجاشِيّ على جَمَّاز حادَ ابنُ حَسَّان عن ارْتِجازي وحمار جَمَزَى وَثَّاب سريع قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي كأَني ورَحْلي إِذا رُعْتُها على جمَزَى جازِئٍ بالرّمالِ وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ شبه ناقته بحمار وحش ووصفه بِجَمَزَى وهو السريع وتقديره على حمار جَمَزَى الكسائي الناقة تعدو الجَمَزَى وكذلك الفَرَس وحَيَدَى بالدِّحال خطأٌ لأَن فَعَلى لا يكون إِلا للمؤنث قال الأَصمعي لم أَسمع بفَعَلى في صفة المذكر إِلا في هذا البيت يعني أَن جَمَزَى وبَشَكى وزَلَجى ومَرَطى وما جاء على هذا الباب لا يكون إِلا من صفة الناقة دون الجمل قال ورواه ابن الأَعرابي لنا « حَيَدٌ بالدِّحال » يريد عن الدِّحال قال الأَزهري ومَخْرج من رواه جَمَزَى على عَيْرٍ ذي جَمَزَى أَي ذي مشية جمزى وهو كقولهم ناقة وَكَرَى أَي ذات مِشْيَة وكَرى وفي حديث ماعز رضي الله عنه فلما أَذْلَقَتْه الحجارة جَمَزَ أَي أَسرع هارباً من القتل ومنه حديث عبد الله بن جعفر ما كان إِلا الجَمْزُ يعني السير بالجنائز وفي الحديث يَرُدُّونهم عن دينهم كُفَّاراً جَمَزَى هو من ذلك وجَمَزَ في الأَرض جَمْزاً ذهب عن كراع والجُمَّازَة دُرَّاعَة من صوف وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم توضأَ فضاق عن يديه كُمَّا جُمَّازَةٍ كانت عليه فأَخرج يديه من تحتها الجُمَّازة بالضم مِدْرعة صوف ضيقة الكمين وأَنشد ابن الأَعرابي يَكْفِيكَ من طاقٍ كثير الأَثْمانْ جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّانْ وقال أَبو وجزة دَلَنْظى يَزِلُّ القَطْر عن صَهَواتِهِ هو الليث في الجُمَّازَةِ المُتَوَرِّدُ ابن الأَعرابي الجَمْز الاستهزاء والجُمْزانُ ضرب من التمر والنخل والجميز والجُمْزَةُ الكُتْلَةُ من التمر والأَقِطِ ونحو ذلك والجمع جُمَز والجُمْزَةُ بُرْعُوم النبت الذي فيه الحبة عن كراع كالقُمْزة وسنذكرها في موضعها والجَمْز ما بقي من عُرْجون النخلة والجمع جُمُوز والجُمَّيز والجُمَّيْزَى ضرب من الشجر يشبه حمله التِّين ويَعْظم عِظَم الفِرْصاد وتِينُ الجُمَّيْز من تين الشام أَحمر حلو كبير قال أَبو حنيفة تِينُ الجُمَّيز رَطْب له معاليق طِوال ويُزَبَّب قال وضرب آخر من الجُمَّيْز له شجر عظام يحمل حملاً كلتين في الخلقة ورَقََتُها أَصغر من ورَقَة التين الذكر وتينُها صِغار أَصفر وأَسود يكون بالغَوْرِ يسمى التين الذكر وبعضهم يسمى حمله الحما
( * قوله « يسمى حمله الحما » كذا بالأصل ) والأَصفر منه حلو والأَسود يُدْمي الفم وليس لتِينها عِلاقة وهو لاصق بالعُود الواحدة منه جُمَّيْزَةٌ وجُمَّيْزَى والله أَعلم

جنز
جَنَزَ الشيءَ يَجْنِزُه جَنْزاً ستره وذكروا أَن النَّوَار لما احْتُضِرَت أَوْصَت أَن يصلي عليها الحسن فقيل له في ذلك فقال إِذا جَنَزْتُموها فآذِنُوني والجِنَازَة والجَنَازة الميت قال ابن دريد زعم قوم أَن اشتقاقه من ذلك قال ابن سيده ولا أَدري ما صحته وقد قيل هو نَبَطِيّ والجِنازة واحدة الجَنائز والعامة تقول الجَنازة بالفتح والمعنى الميّت على السرير فإِذا لم يكن عليه الميت فهو سرير ونَعْش وفي الحديث أَن رجلاً كان له امرأَتان فَرُمِيَتْ إِحداهما في جنازتها أَي ماتت تقول العرب إِذا أَخْبَرَتْ عن موت إِنسان رُمِيَ في جِنازته لأَن الجِنازَة تصير مَرْمِيًّا فيها والمراد بالرمي الحَمْل والوَضْع والجِنازة بالكسر الميت بِسَرِيرِه وقيل بالكسر السّرِير بالفتح الميت ورُمِيَ في جَنَازته أَي مات وطُعِن في جِنازته أَي مات ابن سيده الجَنَازَة بالفتح الميت والجِنازة بالكسر السرير الذي يُحْمل عليه الميت قال الفارسي لا يسمى جِنَازة حتى يكون عليه ميت وإِلا فهو سرير أَو نعش وأَنشد الشماخ إِذا أَنْبَضَ الرَّامون فيها تَرَنَّمَتْ تَرَنُّمَ ثَكْلى أَوْجَعَتْها الجَنائِزُ واستعار بعض مُجَّان العرب الجِنَازة لِزِقِّ الخمر فقال وهو عمرو بن قعاس وكنتُ إِذا أَرى زِقًّا مَرِيضاً يُناحُ على جِنازَته بَكَيْتُ وإِذا ثقل على القوم أَمر أَو اغْتَمُّوا به فهو جِنَازة عليهم قال وما كنتُ أَخْشى أَن أَكُونَ جِنازَةً عليك ومَنْ يَغْتَرُّ بالحَدَثان ؟ الليث الجِنازة الإِنسان الميت والشيء الذي قد ثَقُل على قوم فاغْتَمُّوا به قال الليث وقد جرى في أَفواه الناس جَنازة بالفتح والنَّحارير ينكرونه ويقولون جُنِزَ الرجلُ فهو مَجْنوز إِذا جمع الأَصمعي الجِنَازة بالكسر هو الميت نفسه والعوام يقولون إِنه السرير تقول العرب تركته جِنَازة أَي ميتاً النضر الجِنَازة هو الرجل أَو السرير مع الرجل وقال عبد الله بن الحسن سميت الجِنَازة لأَن الثياب تُجْمع والرجلُ على السرير قال وجُنِزوا أَي جُمِعوا ابن شميل ضُرِب الرجُل حتى تُرِك جِنازةً قال الكميت يذكر النبي صلى الله عليه وسلم حيّاً وميتاً كانَ مَيْتاً جِنازَةً خير مَيْتٍ غَيَّبَتْه حَفائِرُ الأَقْوام

جهز
جَهاز العَرُوس والميت وجِهازهما ما يحتاجان إِليه وكذلك جهاز المسافر يفتح ويكسر وقد جَهَّزَه فَتَجَهَّز وجَهَّزْتُ العروسَ تَجْهِيزاً وكذلك جَهَّزت الجيش وفي الحديث من لم يغز ولم يجهز غازياً تجهيز الغازي تَحْمِيله وإِعداد ما يحتاج إِليه في غزوة ومنه تَجْهِيزُ العروس وتَجْهِيز الميت وجَهَّزت القوم تَجْهِيزاً إِذا تكلَّفت لهم بِجهازِهِمْ للسفر وكذلك جِهَاز العروس والميت وهو ما يحتاج له في وجهه وقد تَجَهَّزُوا جَهازاً قال الليث وسمعت أَهل البصرة يخطئُون الجِهَازَ بالكسر قال الأَزهري والقراء كلهم على فتح الجيم في قوله تعالى ولما جَهَّزَهُمْ بِجهَازِهم قال وجِهَاز بالكسر لغة رديئة قال عمر بن عبد العزيز تَجَهَّزي بِجهازٍ تَبْلُغِينَ به يا نَفْسُ قبل الرَّدَى لم تُخْلَقي عَبَثا وجَهاز الراحلة ما عليها وجَهَاز المرأَة حَياؤُها وهو فَرْجها وموت مُجْهِز أَي وَحِيٌّ وجَهَزَ على الجريح وأَجْهَزَ أَثْبَت قَتْله الأَصمعي أَجْهَزْتُ على الجريح إِذا أَسرعت قتله وقد تَمَّمت عليه قال ابن سيده ولا يقال
( * قوله « قال ابن سيده ولا يقال إلخ » عبارة القاموس وشرحه في مادة ج و ز وأجزت على الجريح لغة في أجهزت وأنكره ابن سيده فقال ولا يقال إلخ ) أَجاز عليه إِنما يقال أَجازَ على اسمه أَي ضَرَب وموت مُجْهِز وجَهِيز أَي سريع وفي الحديث هل تَنْظُرون إِلا مرضاً مُفْسداً أَو موتاً مُجْهِزاًف أَي سريعاً ومنه حديث علي رضوان الله عليه لا يُجْهَز على جَريحهم أَي من صُرِع منهم وكُفِيَ قِتالُه لا يُقْتل لأَنهم مُسْلمون والقصد من قتالهم دفع شرهم فإِذا لم يكن ذلك إِلا بقتلهم قُتِلوا وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنه أَتى على أَبي جهل وهو صَرِيع فأَجْهَزَ عليه ومن أَمثالهم في الشيء إِذا نَفَر فلم يَعُدْ ضَرَب في جَهَازه بالفتح وأَصله في البعير يسقط عن ظهره القَتَب بأَداته فيقع بين قوائمه فَيَنْفِرُ عنه حتى يذهب في الأَرض ويجمع على أَجْهِزَة قال الشاعر يَبِتْنَ يَنْقُلْنَ بأَجْهِزاتِها قال والعرب تقول ضَرَب البعيرُ في جَهازِه إِذا جَفَلَ فَنَدَّ في الأَرض والْتَبَط حتى طَوَّحَ ما عليه من أَداة وحِمْل وضَرَبَ في جَهازٍ البعيرُ إِذا شرد وجَهَّزت فلاناً أَي هَيَّأْتَ جَهاز سفره وتَجَهَّزْت لأَمْرِ كذا أَي تهيأَت له وفرس جَهِيز خفيف أَبو عبيدة فرس جَهِيز الشدّ أَي سريع العدو وأَنشد ومُقَلِّص عَتَد جَهِيز شَدُّهُ قَيْد الأَوَابِدِ في الرِّهانِ جَواد وجَهِيزَةُ اسم امرأَة رَعْناءَ تُحَمَّق وفي المثل أَحْمَقُ من جَهِيزَةَ قيل هي أُم شبِيبٍ الخَارجي كان أَبو شَبِيبٍ من مُهاجِرَة الكوفة اشترى جَهِيزَةَ من السَّبي وكانت حمراء طويلة جميلة فأَرَادَها على الإِسلام فأبت فواقعها فحملت فتحرك الولد في بطنها فقالت في بَطْني شيء يَنْقُز فقيل أَحمق من جَهِيزَة قال ابن بري وهذا هو المشهور من هذا المثل أَحمق من جَهِيزَةَ غير مصروف وذكر الجاحظ أَنه أَحمق من جَهِيزَةٍ بالصرف والجَهِيزَة عِرْسُ الذئب يَعْنون الذِّئْبَةَ ومن حُمْقها أَنها تَدَعُ ولدَها وتُرْضع أَولاد الضبع كَفِعْلِ النعامة بِبَيْض غيرها وعلى ذلك قول ابنِ جِذْلِ الطَّعَانِ كَمُرْضِعَةٍ أَولادَ أُخرى وضَيَّعَتْ بَنِيها فلم تَرْقَعْ بذلك مَرْقَعا وكذلك النعامة إِذا قامت عن بَيْضها لطلب قُوتِها فلقيت بيض نعامة أُخرى حَضَنَتْه فَحُمِّقَتْ بذلك وعلى ذلك قول ابن هرمة إِنِّي وتَرْكي نَدى الأَكْرَمِينَ وقَدْحي بِكَفَّيّ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضها بالعَراء ومُلْبِسَةٍ بَيْض أُخرى جَناها قالوا ويشهد لما بين الذئب والضبع من الأُنْفَةِ أَن الضبع إِذا صِيدَتْ أَو قُتِلت فإِن الذئب يَكْفُل أَولادها ويأْتيها باللحم وأَنشدوا في ذلك للكميت كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِر لذي الحَبْل حتى عال أَوْسٌ عِيالَها
( * قوله « لذي الحبل » أي للصائد الذي يعلق الحبل في عرقوبها )
وقيل في قولهم أَحمق من جَهِيزَةَ هي الضبع نفسها وقيل الجَهِيزَةُ جِرْوُ الدُّبِّ والجِبْسُ أُنْثاه وقيل الجَهِيزة الدُّبَّةُ وقال الليث كانت جَهِيزَة امرأَة خَلِيقَةً في بدنها رَعْناء يضرب بها المثل في الحمق وأَنشد كأَنَّ صَلا جَهِيزَة حين قامتْ حِبابُ الماء حالاً بعد حالِ

جوز
جُزْتُ الطريقَ وجازَ الموضعَ جَوْزاً وجُؤُوزاً وجَوازاً ومَجازاً وجازَ به وجاوَزه جِوازاً وأَجازه وأَجاز غيرَه وجازَه سار فيه وسلكه وأَجازَه خَلَّفه وقطعه وأَجازه أَنْفَذَه قال الراجز خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَه حتى يُجِيزَ سالماً حِمارَه وقال أَوسُ بن مَغْراءَ ولا يَرِيمُونَ للتَّعْريف مَوْضِعَهم حتى يُقال أَجِيزُوا آل صَفْوانا يمدحهم بأَنهم يُجيزُون الحاج يعني أَنْفِذوهم والمَجازُ والمَجازَةُ الموضع الأَصمعي جُزْت الموضع سرت فيه وأَجَزْته خَلَّفْته وقطعته وأَجَزْتُه أَنْفَذْته قال امرؤ القيس فلما أَجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحى بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قفافٍ عَقَنْقَلِ ويروى ذي حِقاف وجاوَزْت الموضع جِوازاً بمعنى جُزْتُه وفي حديث الصراط فأَكون أَنا وأُمَّتي أَوّلَ من يُجِيزُ عليه قال يُجِيزُ لغة في يجُوز جازَ وأَجازَ بمعنى ومنه حديث المسعى لا تُجِيزوا البَطْحاء إِلاَّ شدًّا والاجْتِيازُ السلوك والمُجْتاز مُجْتابُ الطريق ومُجِيزه والمُجْتاز أَيضاً الذي يحب النَّجاءَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد ثم انْشَمَرْتُ عليها خائفاً وجِلاً والخائفُ الواجِلُ المُجْتازُ يَنْشَمِر ويروى الوَجِلُ والجَواز صَكُّ المسافر وتجاوَز بهم الطريق وجاوَزَه جِوازاً خَلَّفه وفي التنزيل العزيز وجاوَزْنا ببني إِسرائيل البحر وجَوَّز لهم إِبِلَهم إِذا قادها بعيراً بعيراً حتى تَجُوزَ وجَوائِزُ الأَمثال والأَشْعار ما جازَ من بلد إِلى بلد قال ابن مقبل ظَنِّي بِهم كَعَسى وهُمْ بِتَنُوفَةٍ يَتَنازَعُون جَوائِزَ الأَمْثال قال أَبو عبيدة يقول اليقين منهم كَعَسى وعَسى شَكٌّ وقال ثعلب يتنازعون جوائز الأَمثال أَي يجليون الرأْي فيما بينهم ويَتَمَثَّلُون ما يريدون ولا يلتفتون إِلى غيرهم من إِرخاء إِبلهم وغفلتهم عنها وأَجازَ له البيعَ أَمْضاه وروي عن شريح إِذا باع المُجِيزان فالبيع للأَول وإِذا أَنْكح المُجِيزان فالنكاح للأَول المُجِيز الولي قال هذه امرأَة ليس لها مُجِيز والمُجِيز الوصي والمُجِيز القَيّم بأَمر اليتيم وفي حديث نكاح البكر فإِن صَمَتَتْ فهو إِذنها وإِن أَبَتْ فلا جَوازَ عليها أَي لا ولاية عليها مع الامتناع والمُجِيز العبد المأْذون له في التجارة وفي الحديث أَن رجلاً خاصم إِلى شُرَيْحٍ غلاماً لزياد في بِرْذوْن باعه وكَفَلَ له الغلامُ فقال شريح إِن كان مُجيزاً وكَفَلَ لك غَرِم إِذا كان مأُذوناً له في التجارة ابن السكيت أَجَزْت على « اسمه إِذا جعلته جائزاً وجَوَّزَ له ما صنعه وأَجازَ له أَي سَوَّغ له ذلك وأَجازَ رأْيَه وجَوَّزه أَنفذه وفي حديث القيامة والحساب إِني لا أُجِيزُ اليومَ على نَفْسي شاهداً إِلا مِنِّي أَي لا أُنْفِذ ولا أُمْضِي مِنْ أَجازَ أَمره يُجِيزه إِذا أَمضاه وجعله جائزاً وفي حديث أَبي ذر رضي الله عنه قبل أَن تُجِيزُوا عليَّ أَي تقتلوني وتُنْفِذُوا فيَّ أَمْرَكم وتَجَوَّزَ في هذا الأمر ما لم يَتَجَوَّز في غيره احتمله وأَغْمَض فيه والمَجازَةُ الطريق إِذا قَطَعْتَ من أَحد جانبيه إِلى الآخر والمَجازَةُ الطريق في السَّبَخَة والجائِزَةُ العطية وأَصله أَن أَميراً واقَفَ عدوًّا وبينهما نهر فقال من جازَ هذا النهر فله كذا فكلَّما جاز منهم واحدٌ أَخذ جائِزَةً أَبو بكر في قولهم أَجازَ السلطان فلاناً بجائِزَةٍ أَصل الجائزَة أَن يعطي الرجلُ الرجلَ ماء ويُجِيزه ليذهب لوجهه فيقول الرجل إِذا وَرَدَ ماءً لقَيِّمِ الماء أَجِزْني ماء أَي أَعطني ماء حتى أَذهب لوجهي وأَجُوز عنك ثم كثر هذا حتى سَمَّوا العطية جائِزَةً الأَزهري الجِيزَة من الماء مقدار ما يجوز به المسافر من مَنْهَلٍ إِلى مَنْهَلٍ يقال اسْقِني جِيزة وجائزة وجَوْزة وفي الحديث الضِّيافَةُ ثلاثة أَيام وجائِزَتُه يوم وليلة وما زاد فهو صدقة أَي يُضافُ ثلاثَةَ أَيام فَيَتَكَلَّفُ له في اليوم الأَوّل مما اتَّسَعَ له من بِرٍّ وإِلْطاف ويقدّم له في اليوم الثاني والثالث ما حَضَره ولا يزيد على عادته ثم يعطيه ما يَجُوزُ به مسافَةَ يومٍ وليلة ويسمى الجِيزَةَ وهي قدر ما يَجُوز به المسافر من مَنْهَل إِلى منهل فما كان بعد ذلك فهو صدقة ومعروف إِن شاء فعل وإِن شاء ترك وإِنما كره له المُقام بعد ذلك لئلا تضيق به إِقامته فتكون الصدقة على وجه المَنِّ والأَذى الجوهري أَجازَه بِجائِزَةٍ سَنِيَّةٍ أَي بعطاء ويقال أَصل الجَوائِز أَنَّ قَطَنَ بن عبد عَوْف من بني هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ ولَّى فارس لعبد الله بن عامر فمر به الأَحنف في جيشه غازياً إِلى خُراسان فوقف لهم على قَنْطرة فقال أَجيزُوهم فجعل يَنْسِبُ الرجل فيعطيه على قدر حَسَبه قال الشاعر فِدًى لأَكْرَمِينَ بني هِلالٍ على عِلاَّتِهم أَهْلي ومالي هُمُ سَنُّوا الجَوائز في مَعَدٍّ فصارت سُنَّةً أُخْرى اللَّيالي وفي الحديث أَجِيزُوا الوَفْد بنحو ما كنت أُجِيزُهم به أَي أَعْطوهم الجِيزَة والجائِزَةُ العطية من أَجازَه يُجِيزُه إِذا أَعطاه ومنه حديث العباس رضي الله عنه أَلا أَمْنَحُك أَلا أَجِيزُكف أَي أُعطيك والأَصل الأَوّل فاستعير لكل عطاء وأَما قول القطامي ظَلَلْتُ أَسأَل أَهْلَ الماء جائِزَةً فهي الشَّرْبة من الماء والجائزُ من البيت الخشبة التي تَحْمِل خشب البيت والجمع أَجْوِزَةٌ وجُوزان وجَوائِز عن السيرافي والأُولى نادرة ونظيره وادٍ وأَوْدِيَة وفي الحديث أَن امرأَة أَتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إِني رأَيت في المنام كأَن جائِزَ بيتي قد انكسر فقال خير يَرُدّ الله غائِبَكِ فرجع زوجها ثم غاب فرأَت مثل ذلك فأَنت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجده ووجَدَتْ أَبا بكر رضي الله عنه فأَخْبَرَتْه فقال يموت زوجُكِ فذكرَتْ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل قَصَصْتِها على أَحد ؟ قالت نعم قال هو كما قيل لك قال أَبو عبيد هو في كلامهم الخشبة التي يوضع عليها أَطراف الخشب في سقف البيت الجوهري الجائِزَة التي يقال لها بالفارسية تِير وهو سهم البيت وفي حديث أَبي الطُّفَيْل وبناء الكعبة إِذا هم بِحَيَّة مثل قطعة الجائِز والجائزَةُ مَقام السَّاقي وجاوَزْتُ الشيء إِلى غيره وتجاوَزْتُه بمعنى أَي أَجَزْتُه وتَجاوَزَ الله عنه أَي عفا وقولهم اللهم تَجَوَّز عني وتَجاوَزْ عني بمعنى وفي الحديث كنت أُبايِع الناسَ وكان من خُلُقي الجَواز أَي التساهل والتسامح في البيع والاقْتِضاء وجاوَزَ الله عن ذَنْبه وتَجاوَز وتَجَوَّز عن السيرافي لم يؤاخذه به وفي الحديث إِن الله تَجاوز عن أُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَها أَي عفا عنهم من جازَهُ يَجُوزُه إِذا تعدَّاه وعَبَرَ عليه وأَنفسها نصب على المفعول ويجوز الرفع على الفاعل وجازَ الدّرْهَمُ قُبِل على ما فيه من خَفِيّ الداخلة أَو قَلِيلِها قال الشاعر إِذا وَرَقَ الفِتْيانُ صاروا كأَنَّهم دراهِمُ منها جائِزاتٌ وزُيَّفُ الليث التَّجَوُّز في الدراهم أَن يَجُوزَها وتَجَوَّز الدراهمَ قَبِلَها على ما بها وحكى اللحياني لم أَر النفقة تَجُوزُ بمكانٍ كما تَجُوز بمكة ولم يفسرها وأَرى معناها تَزْكو أَو تؤثر في المال أَو تَنْفُق قال ابن سيده وأُرى هذه الأَخيرة هي الصحيحة وتَجاوَزَ عن الشيء أَغْضى وتَجاوَزَ فيه أَفْرط وتَجاوَزْتُ عن ذنبه أَي لم آخذه وتَجَوَّز في صلاته أَي خَفَّف ومنه الحديث أَسْمَعُ بكاء الصبي فأَتَجوَّزُ في صلاتي أَي أُخففها وأُقللها ومنه الحديث تَجَوَّزُوا في الصلاة أَي خففوها وأَسرعوا بها وقيل إِنه من الجَوْزِ القَطْعِ والسيرِ وتَجَوَّز في كلامه أَي تكلم بالمَجاز وقولهم جَعَل فلانٌ ذلك الأَمرَ مَجازاً إِلى حاجته أَي طريقاً ومَسْلكاً وقول كُثَيِّر عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَريَّة مَرِيس بِذِئْبان السَّبِيبِ تَلِيلُها قال الأَجْواز الأَوساط وجَوْز كل شيء وسطه والجمع أجَْواز سيبويه لم يُكَسَّر على غير أَفْعال كراهة الضمة على الواو قال زهير مُقْوَرَّة تَتَبارى لا شَوارَ لها إِلا القُطُوع على الأَجْوازِ والوُرُكِ وفي حديث عليّ رضي الله عنه أَنه قام من جَوْز الليل يصلي جَوْزُهُ وسطه وفي حديث حذيفة ربط جَوْزَهُ إِلى سماء البيت أَو إِلى جائِزِه وفي حديث أَبي المنهال إِن في النار أَودِيَةً فيها حَيَّات أَمثال أَجْوازِ الإِبل أَي أَوساطها وجَوْز الليل مُعْظمه وشاةَ جوْزاءُ ومُجَوّزة سوداء الجسد وقد ضُرب وسطُها ببياض من أَعلاها إِلى أَسفلها وقيل المُجَوّزة من الغنم التي في صدرها تَجْويز وهو ولن يخالف سائر لونها والجَوْزاء الشاة يَبْيَضّ وسطُها والجَوْزاءُ نَجْم يقال إِنه يعترض في جَوْز السماء والجَوْزاءُ من بُرُوج السماء والجَوْزاء اسم امرأَة سميت باسم هذا البُرْجِ قال الراعي فقلتُ لأَصحابي هُمُ الحَيُّ فالحَقُوا بِجَوْزاء في أَتْرابِها عِرْس مَعْبدِ والجَوازُ الماء الذي يُسْقاه المال من الماشية والحَرْث ونحوه وقد اسْتَجَزْتُ فلاناً فأَجازَني إِذا سقاك ماء لأَرْضِك أَو لِماشِيَتك قال القطامي وقالوا فُقَيمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ عُبادَةَ إِنَّ المُسْتَجِيزَ على قُتْرِ قوله على قُتْر أَي على ناحية وحرف إِما أَن يُسْقى وإما أَن لا يُسْقى وجَوَّز إِبلَه سقاها والجَوْزَة السَّقْية الواحدة وقيل الجَوْزَة السَّقْية التي يَجُوز بها الرجلُ إِلى غيرك وفي المثل لكل جابِهٍ جَوْزَةٌ ثم يُؤَذَّنُ أَي لكل مُسْتَسْقٍ وَرَدَ علينا سَقْيَةٌ ثم يُمْنَعُ من الماء وفي المحكم ثم تُضْرَبُ أُذُنه إِعلاماً أَنه ليس له عندهم أَكثرُ من ذلك ويقال أَذَّنْتُه تَأْذِيناً أَي رَدَدْته ابن السكيت الجَواز السَّقْي يقال أَجِيزُونا والمُسْتَجِيز المُسْتَسْقي قال الراجز يا صاحِبَ الماءِ فَدَتْكَ نَفْسي عَجِّل جَوازي وأَقِلَّ حَبْسي الجوهري الجِيزَةُ السَّقْية قال الراجز يا ابْنَ رُقَيْعٍ ورَدَتْ لِخِمْسِ أَحْسِنْ جَوَازِي وأَقِلَّ حَبْسي يريد أَحْسِنْ سقي إِبلي والجَواز العطش والجائِزُ الذي يمر على قوم وهو عطشان سُقِي أَو لم يُسْق فهو جائِزٌ وأضنشد من يَغْمِس الجائِزَ غَمْسَ الوَذَمَه خَيْرُ مَعَدٍّ حَسَباً ومَكْرُمَه والإِجازَة في الشِّعْر أَن تُتِم مِصْراع غيرك وقيل الإِجازَة في الشِّعْر أَن يكون الحرفُ الذي يلي حرفَ الرَّوِي مضموماً ثم يكسر أَو يفتح ويكون حرف الروي مُقَيّداً والإِجازَة في قول الخليل أَن تكون القافية طاءً والأُخرى دالاً ونحو ذلك وهو الإِكْفاء في قول أَبي زيد ورواه الفارسي الإِجارَة بالراء غيرَ معجمة والجَوْزة ضرب من العنب ليس بكبير ولكنه يَصْفَرُّ جدًّا إِذا أَيْنَع والجَوْز الذي يؤكل فارسي معرب واحدته جَوْزة والجمع جَوْزات وأَرض مجَازَة فيها أَشجار الجَوزْ قال أَبو حنيفة شجر الجَوْز كثير بأَرض العرب من بلاد اليمن يُحمَل ويُرَبَّى وبالسَّرَوَات شجر جَوْز لا يُرَبَّى وأَصل الجَوْز فارسي وقد جرى في كلام العرب وأَشعارها وخشبُه موصوف عندهم بالصلابة والقوة قال الجعدي كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ لُطِمْن بتُرْس شديد الصِّفَا قِ من خَشَب الجَوْز لم يُثْقَبِ وقال الجعدي أَيضاً وذكر سفينة نوح على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام فزعم أَنها كانت من خشب الجَوْز وإِنما قال ذلك لصلابة خشب الجَوْزِ وجَوْدته يَرْفَعُ بالقَارِ والحَدِيدِ من ال جَوْزِ طوالاً جُذُوعُها عُمُما وذو المَجاز موضع قال أَبو ذؤيب وراحَ بها من ذي المَجاز عَشِيَّةً يُبادر أُولى السَّابِقاتِ إِلى الحَبْل الجوهري ذو المَجاز موضع بِمِنًى كانت به سوق في الجاهلية قال الحرث بن حِلِّزة واذكروا حِلْفَ ذي المَجازِ وما قُدِّمَ فيه العُهُودُ والكُفَلاءُ وقد ورد في الحديث ذِكْر ذي المَجاز وقيل فيه إِنه موضع عند عَرَفات كان يُقام فيه سُوقٌ في الجاهلية والميم فيه زائدة وقيل سمي به لأَن إِجازَةَ الحاج كانت فيه وذو المَجازَة منزل من منازل طريق مكة بين ماوِيَّةَ ويَنْسُوعَةَ على طريق البَصْرَة والتَّجَاوِيز بُرودٌ مَوْشِيَّة من برود اليمن واحدها تِجْواز قال الكميت حتى كأَنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِيَةٌ من التَّجاوِيز أَو كُرَّاسُ أَسْفار والمَجازَة مَوْسم من المواسم

جيز
الجِيزَةُ الناحية والجانب وجمعها جِيزٌ وجِيَزٌ وعَِبْرُ النهر جِيزَتُه وجِيزَةُ قرية من قُرَى مصر إِليها ينسب الربيع بن سليمان الجِيزي والجِيزُ جانب الوادي وقد يقال فيه الجِيزَةُ وقد تكرر في الحديث ذكر الجِيزة وهي بكسر الجيم وسكون الياء مدينة تلقاء مصر على النيل المبارك والجِيزَةُ الناحية من الوادي ونحوه الأَزهري الجِيزَة من الماء مقدار ما يجوز به المسافر من مَنْهل إِلى منهل يقال اسقني جِيزَةً وجائِزَةً وجَوْزَةً والجِيزُ القبر قال المتنخل يا لَيْتَه كان حَظِّي من طعامكما أَنِّي أُجَنّ سَوَادي عَنْكما الجِيزُ وقد فُسِّر بأَنه جانب الوادي وفسره ثعلب بأَنه القبر والله تعالى أَعلم

حجز
الحَجْز الفصل بين الشيئين حَجَز بينهما يَحْجُِزُ حَجْزاً وحِجازَةً فاحْتَجَز واسم ما فصل بينهما الحاجِزُ الأَزهري الحَجْز أَن يَحْجِز بين مقاتلين والحِجَاز الاسم وكذلك الحاجِزُ قال الله تعالى وجَعَل بين البحرين حاجِزاً أَي حِجازاً بين ماءٍ مِلْح وماءٍ عَذْبٍ لا يختلطان وذلك الحجاز قدرة الله وحَجَزَه يَحْجُِزُه حَجْزاً منعه وفي الحديث ولأَهْل القتيل أَن يَنْحَجِزوا الأَدْنى فالأَدنى أَي يَكُفوا عن القَوَد وكل من ترك شيئاً فقد انْحَجزَ عنه والانْحِجاز مُطاوِع حَجَزَه إِذا منعه والمعنى أَن لورثة القتيل أَن يعفوا عن دمه رجالهم ونساؤهم أَيهم عفا وإِن كانت امرأَة سقط القود واستحقوا الدية وقوله الأَدنى فالأَدنى أَي الأَقرب فالأَقرب وبعض الفقهاء يقول إِنما العفو والقَوَد إِلى الأَولياء من الورثة لا إِلى جميع الورثة ممن ليسوا بأَولياء والمُحاجَزَة المُمانعة وفي المثل إِن أَرَدْتَ المُحاجَزَة فَقَبْل المُناجَزَة المُحاجَزَة المسالمة والمُناجَزَة القتال وتحاجَزَ الفريقان وفي المثل كانت بين القوم رِمِّيَّا ثم صارت إِلى حِجِّيزَى أَي تراموا ثم تَحاجَزُوا وهما على مثال خِصِّيصَى والحِجِّيزَى من الحَجْز بين اثنين والحَجَزَة بالتحريك الظَّلَمَةُ وفي حديث قَيْلة أَيُلام ابْنُ ذِهِ أَن يَفْصِل الخُطَّة ويَنْتَصر من وراء الحَجَزَة ؟ الحَجَزَة هم الذين تَحْجزونه عن حقه وقال الأَزهري هم الذين يمنعون بعض الناس من بعض ويفصلون بينهم بالحق الواحد حاجِزٌ وأَراد بابنِ ذِهِ ولدها يقول إِذا أَصابه خُطّة ضَيم فاحْتَجّ عن نفسه وعَبَّر بلسانه ما يدفع به الظلم عنه لم يكن مَلُوماً والحِجاز البلد المعروف سميت بذلك من الحَجْز الفصل بين الشيئين لأنه فصل بين الغَوْر والشام والبادية وقيل لأَنه حَجَز بين نَجْدٍ والسَّراة وقيل لأَنه حَجَز بين تِهامة ونجد وقيل سميت بذلك لأَنها حَجَزَتْ بين نَجْد والغَوْر وقال الأَصمعي لأَنها احْتُجِزَتْ بالحِرَار الخمس منها حَرَّة بني سُلَيْم وحَرَّة واقِمٍ قال الأَزهري سمي حِجازاً لأَن الحرَارَ حَجَزَتْ بينه وبين عالية نجد قال وقال ابن السكيت ما ارتفع عن بطن الرُّمَّة فهو نَجْدٌ قال والرُّمَّة وادٍ معلوم قال وهو نَجْد إِلى ثنايا ذات عِرْقٍ قال وما احْتَزَمَتْ به الحِرار
( * قوله « وما احتزمت به الحرار إلخ » نقل ياقوت هذه العبارة عن الأصمعي ونصه قال الأصمعي ما احتزمت به الحرار حرة شوران وحرة ليلى وحرة واقم وحرة النار وعامة منازل بني سليم إلى آخر ما هنا ) حَرَّةَ شَوْران وعمة منازل بني سليم إِلى المدينة فما احْتَاز في ذلك الشق كله حِجاز قال وطَرَف تِهامة من قِبَل الحجاز مَدارِج العَرْج وأَوّلها من قِبَل نجد مَدَارج ذات العِرْق الأَصمعي إِذا عرضت لك الحِرارُ بنجد فذلك الحِجاز وأَنشد وفَرُّا بالحِجاز ليُعْجِزوني أَراد بالحِجاز الحِرارَ وفي حديث حُرَيْثِ بن حسان يا رسول الله إِن رأَيْتَ أَن تجعل الدِّهْناء حِجازاً بيننا وبين بني تميم أَي حدًّا فاصلاً يَحْجِزُ بيننا وبينهم قال وبه سمي الحِجازُ الصُّقْعُ المعروف من الأَرض ويقال للجبال أَيضاً حِجاز ومنه قوله ونحن أُناس لا حِجازَ بأَرْضِنا وأَحْجَزَ القومُ واحْتَجَزُوا وانْحَجَزُوا أَتَوا الحِجازَ وتَحاجَزُوا وانْحَجَزُوا واحْتَجَزُوا تَزايَلُوا وحَجَزَه عن الأَمر يَحْجُزه حِجازَةً وحِجِّيزَى صرفه وحَجازَيْكُ كحَنانَيْك أَي احْجُزْ بينهم حَجْزاً بعد حَجْزٍ كأَنه يقول لا تقطع ذلك وَلْيَكُ بعضُه موصولاً ببعض وحُجْزة الإِزار جَنَبته وحُجْزة السراويل موضع التِّكَّة وقيل حُجْزة الإِنسان مَعْقِد السراويل والإِزار الليث الحُجْزة حيث يُثْنى طرف الإِزار في لَوْث الإِزار وجمعه حُجُزات وأَما قول النابغة رِقاق النِّعالِ طَيِّب حُجُزاتهم يُحَيَّوْن بالرَّيْحان يومَ السَّباسِب فإِنما كنى به عن الفروج يريد أَنهم أَعِفَّاء عن الفجور وفي الحديث إِن الرَّحِم أُخذت بحُجْزة الرحمن قال ابن الأَثير أَي اعتصمت به والتجأَت إِليه مستجيرة ويدل عليه قوله في الحديث هذا مقام العائِذِ بك من القَطِيعة قال وقيل معناه أَن اسم الرَّحِم مشتق من اسم الرحمن فكأَنه متعلق بالاسم آخِذٌ بوسطه كما جاء في الحديث الآخر الرَّحِمُ شِجْنَةٌ من الرحمن قال وأَصل الحُجْزة موضع شدّ الإِزار قال ثم قيل للإِزار حُجْزة للمجاورة واحْتَجز بالإِزار إِذا شدّه على وسطه فاستعاره للالتجاء والاعتصام والتمسُّك بالشيء والتعلق به ومنه الحديث الآخر والنبي صلى الله عليه وسلم آخذ بحُجْزة الله تعالى أَي بسبب منه ومنه الحديث الآخر منهم من تأْخذه النار إِلى حُجْزَته أَي إِلى مَشَدّ إِزاره ويجمع على حُجَز ومنه الحديث فأَنا آخِذٌ بحُجَزكم والحُجْزَة مَرْكَبُ مُؤَخَّر الصِّفاق في الحِقْو والمُتَحَجِّز الذي قد شَدَّ وسطه واحْتَجَز بإِزاره شدّه على وسطه من ذلك وفي حديث ميمونة رضي الله عنها كان يباشر المرأَة من نسائه وهي حائض إِذا كانت مُحْتَجِزَةً أَي شادَّةً مِئْزرها على العورة وما لا تحل مباشرته والحاجِزُ الحائل بين الشيئين وفي حديث عائشة رضي الله عنها لما نزلت سورة النور عَمَدْن إِلى حُجَز مناطِقِهِنَّ فشَقَقْنَها فاتَّخَذنها خُمُراً أَرادت بالحُجَز المآزر قال ابن الأَثير وجاء في سنن أَبي داود حُجُوز أَو حُجُور بالشك وقال الخطابي الحُجُور بالراء لا معنى لها ههنا وإِنما هو بالزاي جمع حُجَز فكأَنه جمع الجمع وأَما الحُجُور بالراء فهو جمع حَجْر الإِنسان وقال الزمخشري واحد الحُجوز حِجْز بكسر الحاء وهي الحُجْزة ويجوز أَن يكون واحدها حُجْزَةً وفي الحديث رأَى رجلاً مُحْتَجِزاً بحبل وهو مُحْرم أَي مشدود الوسط أَبو مالك يقال لكل شيء يَشُدُّ به الرجل وسطه ليشمر به ثيابه حجاز وقال الاحْتِجاز بالثوب أَن يُدْرجه الإِنسان فيشد به وسطه ومنه أُخِذَت الحُجْزَة وقالت أُم الرَّحَّال إِن الكلام لا يُحْجَز في العِكْم كما يُحْجَز العَبَاء العِكْم العِدْل والحَجْز أَن يُدْرج الحبل عليه ثم يشد أَبو حنيفة الحِجاز حبل يشد به العِكْم وتحاجز القوم أَخذ بعضهم بحُجَز بعض رجل شديد الحجْزة صَبُور على الشدّة والجَهْد ومنه حديث عليّ رضي الله عنه وسئل عن بني أُمية فقال هم أَشدُّنا حُجَزاً وفي رواية حُجْزَة وأَطْلَبُنا للأَمر لا يُنال فيَنالونَه وحُجْز الرجل أَصله ومَنْبِته وحُجْزُه أَيضاً فصل ما بين فخذه والفخذ الأُخرى من عشيرته قال فامْدَحْ كَرِيمَ المُنْتَمَى والحُجْزِ وفي الحديث تزوجوا في الحُجْزِ الصالح فإِن العِرْق دَسَّاس الحجز بالضم والكسر الأَصل والمَنْبت وبالكسر هو بمعنى الحِجْزة وهي هيئة المُحْتَجِز كناية عن العِفَّة وطِيبِ الإِزار والحُِجْز الناحية وقال الحُِجْز العَشِيرة تَحْتَجِز بهم أَي تمتنع وروى ابن الأَعرابي قوله كريم المنتمى والحجز إِنه عفيف طاهر كقول النابغة طَيِّب حُجُزاتُهم وقد تقدّم والحِجْز العفيف الطاهر والحِجاز حبل يلقى للبعير من قِبَل رجليه ثم يناخ عليه ثم يشدّ به رُسْغا رجليه إِلى حِقْوَيْه وعَجُزُه تقول منه حَجَزْت البعير أَحْجِزه حَجْزاً فهو مَحْجوز قال ذو الرمة فَهُنَّ من بين مَحْجُوزٍ بِنافِذَةٍ وقائِظٍ وكلا رَوْقَيْه مُخْتَضِب وقال الجوهري هو أَن تُنِيخ البعير ثم تشدّ حبلاً في أَصل خُفَّيْه جميعاً من رجليه ثم ترفع الحبل من تحته حتى تشدّه على حِقْوَيْه وذلك إِذا أَراد أَن يرتفع خفه وقيل الحِجاز حبل يشد بوسط يَدَي البعير ثم يخالَف فتُعْقد به رجلاه ثم يُشَدّ طرفاه إِلى حِقْويه ثم يلقى على جنبه شبه المَقْمُوط ثم تُداوَى دَبَرته فلا يستطيع أَن يمتنع إِلا أَن يجر جنبه على الأَرض وأَنشد كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوز وحاجِزٌ اسم ابن بُزُرج الحَجَزُ والزَّنَجُ واحد حَجِزَ وزَنِجَ وهو أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرجل ومَصَارينه من الظمإِ فلا يستطيع أَن يكثر الشرب ولا الطُّعْم والله تعالى أَعلم

حرز
الحِرْز الموضع الحصين يقال هذا حِرْزٌ حَرِيزٌ والحِرْزُ ما أَحْرَزَك من موضع وغيره تقول هو في حِرْزٍ لا يُوصَل إِليه وفي حديث بأَجوج ومأْجوج فَحَرِّزْ عبادي إِلى الطُور أَي ضُمَّهم إِليه واجعله لهم حِرْزاً يقال أَحْرَزْت الشيء أُحْرِزُه إِحْرازاً إِذا حفظته وضممته إِليك وصُنْتَه عن الأَخذ وفي حديث الدعاء اللهم اجعلنا في حِرْزٍ حارِزٍ أَي كَهْفٍ مَنِيع وهذا كما يقال شِعْرٌ شاعِرٌ فأَجرى اسم الفاعل صفة للشِّعْر وهو لقائله والقياس أَن يكون حِرْزاً مُحْرِزاً أَو في حِرْزٍ حَرِيزٍ لأَنه الفعل منه أَحْرَز ولكن كذا روي قال ابن الأَثير ولعله لغة ويسمى التّعْويذُ حِرْزاً واحْتَرَزْتُ من كذا وتَحَرَّزْتُ أَي تَوَقَّيْتهُ وأَحْرَزَ الشيءَ فهو مُحْرَز وحَرِيزٌ حازَه والحِرْزُ ما حِيزَ من موضع أَو غيره أَو لُجِئَ إِليه والجمع أَحْراز وأَحْرَزَني المَكانُ وحَرَّزَني أَلْجَأَني قال المتنخل الهذلي يا ليتَ شِعْري وَهَمُّ المَرءِ مُنْصِبُه والمَرْءُ ليس له في العَيْشِ تَحْرِيزُ واحْتَرَزَ منه وتَحَرَّزَ جعل نفسه في حِرْزٍ منه ومكان مُحْرِزٌ وحَرِيزٌ وقد حَرُزَ حَرازَةً وحَرَزاً وأَحْرَزَت المرأَةُ فرجها أَحْصَنَتْه وقوله ويْحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هل لك في اللَّواقِحِ الحَرائِزِ ؟ قال ثعلب اللَّواقِح السِّياط ولم يفسر الحرائِز إِلا أَن يعني به المعدودة أَو المُتَفَقَّدة إِذا صنعت ودبغت والحَرَز بالتحريك الخَطَر وهو الجَوْز المَحْكوك يلعب به الصبيّ والجمع أَحْراز وأَخطار ومن أَمثالهم فيمن طَمِع في الربح حتى فاته رأْس المال قولهم واحَرَزَا وأَبْتَغِي النَّوافِلا يريد واحَرَزَاهُ فَحَذف وقد اختلف فيه وفي حديث الصدّيق رضي الله عنه أَنه كان يُوتِرُ من أَوّل الليل ويقول وَاحَرَزا وأَبْتَغِي النَّوافلا ويروى أَحْرزتُ نَهْبِي وأَبْتَغِي النوافلا يريد أَنه قضى وتره وأَمِن فَواتَه وأَحْرَز أَجْره فإِن استيقظ من الليل تَنَفَّل وإِلا فقد خرج من عُهْدة الوتر والحَرَز بفتح الحاء المُحْرَز فَعَل بمعنى مُفْعَل والأَلفُ في واحَرَزَا مُنْقَلبةٌ عن ياءِ الإِضافة كقولهم يا غلاما أَقْبِل في يا غلامي والنوافِلُ الزوائد وهذا مثَل للعرب يُضربُ لمن ظَفِر بمطلوبه وأَحْرَزَه وطلب الزيادة أَبو عمرو في نوادره الحَرائِزُ من الإِبل التي لا تباع نَفاسَة بها وقال الشماخ تُباعُ إِذا بِيعَ التِّلادُ الحَرائِزُ ومن أَمثالهم لا حَرِيزَ من بَيْعٍ أَي إِن أَعطيتني ثمناً أَرضاه لم أَمتنع من بيعه وقال الراجز يصف فحلاً يَهْدِرُ في عَقائِلٍ حَرائِزِ في مثل صُفْنِ الأَدَم المَخارِزِ ابن الأَثير وفي حديث الزكاة لا تأُخذوا من حَرَزات أَموال الناس شيئاً أَي من خيارِها هكذا روي بتقديم الراء على الزاي وهي جمع حَرْزة بسكون الراء وهي خيار المال لأَن صاحبَها يُحْرِزها ويصونها والروايةُ المشهورةُ بتقديم الزاي على الراء وقد تقدم ذكره في موضعه ومن الأَسماء حَرَّاز ومُحْرِز

حرمز
روي عن ابن المستنير أَنه قال يقال حَرْمَزَه اللهُ لعنه الله وبنو الحِرْمازِ مُشْتَقٌّ منه الجوهري الحِرْمازُ حَيٌّ من تميم ومن أَسماء العرب الحِرْمازُ وهو من الحَرْمَزَة وهي الذكاءُ وقد احْرَمَّزَ الرجلُ وتَحَرْمَزَ إِذا صار ذكِيّاً قاله ابن دريد

حزز
الحَزُّ قطْع في عِلاج وقيل هو في اللَّحْم ما كان غيرَ بائن حَزَّه يَحُزُّه حَزّاً واحْتَزَّه احْتِزازاً وفي الحديث أَنه احْتَزَّ من كَتِف شاة ثم صَلَّى ولم يتوضأْ هو افْتَعَل من الحَزّ القَطْع وقيل الحَزُّ القطع من الشيء في غير إِبانَة وأَنشد وعَبْد يَغُوث تَحْجِل الطَّيْرُ حَوْله قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ فجعل الحَزّ ههنا قَطْع العُنق والمَحَزّ موضعه وأَعطيته حِذْيَةً من لحم وحُزَّةً من لحم والتَّحَزُّز التَّقَطُّع والحُزَّة ما قطع من اللحم طولاً قال أَعشى باهلة تَكْفِيه حُزَّةُ فِلْذٍ إِن أَلَمَّ بها من الشِّواءِ ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ ويقال ما به وَذْيَةٌ وهو مثل حُزَّة وقيل الحُزَّة القطعة من الكَبِد خاصة ولا يقال في سَنام ولا لحم ولا غيره حُزّة والحازّ قطع في كِرْكِرَة البعير وهو اسم كالنّاكت والضَّاغط والحَزّ الفَرْض في الشيء الواحدة حَزَّة وقد حَزَزْت العود أَحُزّه حَزّاً والحَزّ فرض في العود والمِسْواك والعظم غير طائل والتَّحْزِيز كثرة الحَزِّ كأَسْنان المِنْجَل وربما كان ذلك في أَطراف الأَسنان وهو الذي يسمى الأَشَر وقد حزز أَسنانه والتَّحْزِيزُ أَثر الحَزّ أيضاً قال المتنخل الهذلي إِن الهَوان فلا يَكْذِبكُما أَحدٌ كأَنه في بَياضِ الجِلْدِ تَحْزِيز والتَّحَزُّز التقطُّع وحَزَّ الشيءُ في صدره حَزّاً حَكَّ والحَزازَة والحَزَازُ والحَزَّاز والحُزَّاز كله وجع في القلب من خوف قال الشماخ يصف رجلاً باع قوساً من رجل وغبن فيه فلما شراها فاضَت العَيْنُ عَبْرَةً وفي الصَّدْر حَزَّاز من الهَمِّ حامِزُ والحزَّاز ما حَزَّ في القلب وكلّ شيء حَكّ في صدرك فقد حَزّ ويروى حُزَّاز والحَزْحَزَة كالحُزّاز الأَزهري الحَزَازَة وجع في القلب من غيظ ونحوه ويجمع حَزَازَات والحَزَاز أَيضاً وجع كذلك قال زفر بن الحرث الكلابي وقد يَنْبُت المَرْعَى على دِمَنِ الثَّرَى وتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كما هيا قال أَبو عبيد ضربه مثلاً لرجل يُظهر مودّة وقلبه نَغِلٌ بالعداوة والحَزَاحِزُ الحركات قال أَبو كبير وتَبَوَّأَ الأَبْطال بعد حَزاحِزٍ هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخِ المَوْحِفِ والحَزَاز هِبْرِيَةٌ في الرأْس كأَنه نُخالة واحدته حَزَازَةٌ والحَزُّ غامِضٌ من الأَرض ينقاد بين غليظتين والحَزِيزُ من الأَرض موضع كثرت حجارته وغلظت كأَنها السَّكاكِين وقيل هو المكان الغليظ ينقاد وقال ابن دريد الحَزِيزُ غلظ في الأَرض فلم يزد على ذلك ابن شُميل الحَزِيزُ ما غلظ وصَلُبَ من جَلَد الأَرض مع إِشْرافٍ قليل قال وإِذا جلست في بطن المِرْبَد فما أَشْرَفَ من أَعلاه فهو حَزِيزٌ وفي حديث مطرّف لقيتُ عَلِيّاً بهذا الحَزِيز هو المُنْهبط من الأَرض وقيل هو الغليظ منها ويجمع على حُِزَّان ومنه قصيد كعب بن زهير تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ إِذا تَوَقَّدَت الحُزَّان والمِيلُ وفي المحكم والجمع أَحِزَّةٌ وحُزَّان وحِزَّانٌ عن سيبويه قال لبيد بأَحِزَّة الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَها قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُها آرَامُها وقال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة نِعْم قُرْقُور المرُورَاتِ إِذا غَرِقَ الحُزَّانُ في آلِ السَّرابِ وقال زهير تَهْوي مَدافِعُها في الحَزْنِ ناشِزَة ال أَكتاف نَكَّبَها الحِزَّانُ والأَكَمُ وقد قالوا حُزُزٌ فاحتملوا التضعيف قال كثير عزة وكم قد جاوَزَت نِقْضي إِليكمْ من الحُزُزِ الأَماعِرِ والبِرَاقِ قال وليس في القِفاف ولا في الجبال حِزَّانٌ إِنما هي جَلَد الأَرض ولا يكون الحَزيز إِلاَّ في أَرض كثيرة الحَصْباء والحَزِيزُ والحَزَازُ من الرجال الشديدُ على السَّوق والقتال والعمل قال فَهْيَ تَفادَى من حَزازٍ ذي حَزِقْ أَي من حَزَازٍ حَزِقٍ وهو الشيديد جَذْبِ الرِّباط وهذا كقولك هذا ذُو زَيْد وأَتانا ذو تَمْرٍ قال الأَزهري والمعنى هذا زيد وأَتانا تمر قال وسمعت أَعرابيّاً يقول مرّ بنا ذو عَوْن بن عَدِيّ يريد مرَّ بنا عون بن عدّي قال ومثله كثير في كلامهم قال ويقال أَخذ بحُزَّته أَي بعنقه قال وهو من السراويل حُزَّة وحُجْزَة والعنق عندي مشبه به وحُزَّة السراويل حُجْزته قال الأَزهري وقيل أَراد بحُجْزَته وهي لغة فيها الأَصمعي تقول حُجْزة السراويل ولا تقل حُزَّة ابن الأَعرابي يقال حُجْزَتُه وحُذْلته وحُزَّتُه وحُبْكَتُه والحُزَّةُ العُنق وفي الحديث آخذ بحُزَّته والحُزَّة من السراويل الحُجْزة وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه الإِثْم حُزّاز القلوب هي الأُمور التي تَحُزُّ فيها أَي تُؤَثر كما يؤَثر الحَزُّ في الشيء وهو ما يخطر فيها من أَن تكون معاصي لفقد الطمأْنينة إِليها وهي بتشديد الزاي جمع حازٍّ يقال إِذا أَصاب مِرْفَقَ البعير طَرَفُ كِرْكِرَتِه فقطعه وأَدماه قيل به حازٌّ وقال الليث يعني ما حَزَّ في القلب وحَكَّ وقال العَدَبَّس الكناني العَرَك والحازّ واحد وهو أَن يُحَزَّ في الذراع حتى يُخْلَصَ إِلى اللحم ويُقْطع الجلدُ بحدِّ الكِرْكِرَة وقال ابن الأَعرابي إِذا أَثَّر فيه قيل ناكِتٌ فإِذا حَزَّ به قيل به حازٌّ فإِذا لم يُدْمه فهو الماسح ورواه شمر الإِثم حَوَّاز القلوب بتشديد الواو أَي يَحُوزها ويتملكها ويغلب عليها ويروى الإِثم حَزَّازُ القلوب بزايين الأُولى مشددة وهو فعَّال من الحَزّ والحَزّ الحِينُ والوقت قال أَبو ذؤَيب حتى إِذا حَزَزَتْ مِياهُ رُزُونِهِ وبأَيِّ حَزّ مَلاوَةٍ يتقطع أَي بأَي حين من الدهر والحَزَّة الساعة يقال أَيَّ حَزَّة أَتيتني قضيتُ حقك وأَنشد وأَبَنْت للأَشْهاد حَزَّة أَدَّعي أَي أَبَنْت لهم قولي حين ادَّعيت إِلى قومي فقلت أَنا فلان بن فلان قال أَبو الهثيم سمعت أَبا الحسن الأَعرابي يقول لآخر أَنت أَثقل من الخاثر وفسره فقال هو حَزَّاز يأْخذ على رأْس الفؤاد يُكْره على غِبِّ تُخَمة وبعير مَحْزوز موسوم بِسِمَة الحُزّة يُحَزُّ بشَفْرة ثم يفتل ابن الأَعرابي الحَزّ الزيادة على الشرف يقال ليس في القبيل أَحد يَحُزُّ على كرم فلان أَي يزيد عليه الأَزهري قال مبتكر الأَعرابي المُحازَّة الاسْتِقْصاء تقول بيننا حِزاز شديد أَي استقصاء وبينهما شركة حِزَازٍ إِذا كان كل واحد منهما لا يَثِق بصاحبه والحَزْحَزة من فعل الرئيس في الحرب عند تَعْبِيَة الصفوف وهو أن يقدّم هذا ويؤخر هذا يقال هم في حَزاحِز من أَمرهم قال أَبو كبير الهذلي وتَبَوَّأَ الأَبْطالُ بعد حَزاحِزٍ هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخ المَوْحِف والموحف المَنْزل بعينه وذلك أَن البعير الذي به النُّحاز يترك في مُناخه لا يثار حتى يبرأَ أَو يموت أَبو زيد من أَمثالهم حَزَّت حازَّةٌ من كُوعِها يضرب عند اشتغال القوم يقول فالقوم مشغولون بأُمورهم عن غيرها أَي فالحازّة قد شغلها ما هي فيه عن غيرها وتَحَزْحَز عن الشيء تَنَحَّى والحَزُّ موضع بالسَّرَاة وحَزَّازٌ اسم وأَبو الحَزَّاز كنية أَرْبدَ أَخي لبيد الذي يقول فيه فَأَخي إِن شَرِبُوا من خَيْرهم وأبو الحَزَّاز من أَهل مَلِك

حفز
الحَفْزُ حَثُّك الشيء من خلفه سَوْقاً وغير سوق حَفَزَه يَحْفِزُه حَفْزاً قال الأَعشى لها فَخِذانِ يَحْفِزانِ مَحالَةً وَدَأْياً كبُنْيان الصُّوى مُتلاحِكا وفي حديث البُراقِ وفي فخذيه جناحان يَحْفِزُ بهما رجليه ومن مسائل سيبويه مُرْهُ يَحْفِزُها رفع على أَنه أَراد أَن يَحْفِزَها فلما حذف أَن رفع الفعل بعدها ورجل مُحْفِزٌ حافِزٌ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ومُحْفِزَة الحِزامِ بِمِرْفَقَيْها كَشاة الرَّبْلِ أَفْلَتَت الكِلابا مُحْفزة ههنا مُفْعِلَة من الحَفْز يعني أَن هذه الفرس تَدْفع الحزام بمرفقيها من شدة جريها وقوس حَفُوز شديدة الحَفْز والدفع للسهم عن أَبي حنيفة وحَفَزَه أَي دفعه من خلفه يَحْفِزُه حَفْزاً قال الراجز تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفوزِ يريد النَّفَس الشديد المتتابِع كأَنه يُحفز أَي يدفع من سياق وقال العكلي رأَيت فلاناً مَحْفُوزَ النَّفَس إِذا اشتد به والليلُ يَحفِز النهارَ حَفْزاً يَحُثُّه على الليل ويسوقه قال رؤبة حَفْز اللَّيالي أَمَدَ التَّزْيِيفِ وفي الحديث عن أَنس رضي الله عنه من أَشراط الساعة حَفْزُ الموت قيل وما حَفْزُ الموت ؟ قال موت الفَجْأَة والحَفْزُ الحَثّ والإِعْجال والرجل يَحْتَفِزُ في جلوسه يريد القيام والبطشَ بشيء ابن شميل الاحْتِفاز والاستِيفازُ والإِقْعاء واحد وروى الأَزهري عن مجاهد قال ذُكِرَ القَدَرُ عند ابن عباس رضي الله عنه فاحْتَفَزَ وقال لو رأَيت أَحدَهم لعَضَضْت بأَنفه قال النضر احْتَفَزَ استوى جالاً على ورِكَيْه وقال ابن الأَثير قلق وشَخَص ضَجَراً وقيل استوى جالساً على ركبتيه كأَنه ينهض واحْتَفَزَ في مشيه احْتَثَّ واجتهد عن ابن الأَعرابي وأَنشد مُجَنّب مثل تَيْسِ الرَّبل مُحْتَفِز بالقُصْرَيَيْنِ على أُولاهُ مَصْبُوب مُحْتَفِز أَي يجهد في مدّ يديه وقوله على أُولاه مصبوب يقول يجري على جريه الأَوّل لا يحول عنه وليس مثل قوله إِذا أَقْبَلَتْ قلتَ دبَّاءَةٌ ذاك إِنما يحمد من الإِناث وكل دَفْع حَفْز وفي حديث أَنس رضي الله عنه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بتمر فجعل يَقْسمه وهو مُحْتَفِزٌ أَي مستعجل مُسْتَوْفِزٌ يريد القيام غير متمكن من الأَرض وفي حديث أَبي بكرة أَنه دَبَّ إِلى الصف راكعاً وقد حَفَزَه النَّفَس ويقال حافَزْت الرجل إِذا جاثيْتَه وقال الشماخ كما بادَرَ الخَصْمُ اللَّجُوجُ المُحافِزُ وقال الأَصمعي معنى حافَزْته دَانَيْتُه وقال بعض الكلابين الحَفْزُ تقارب النَّفَس في الصدر وقالت امرأَة منهم حَفَزَ النَّفَس حين يدنو من الموت والحَوْفَزان اسم رجل وفي التهذيب لقب لجَرَّارٍ من جَرَّارِي العرب وكانت العرب تقول للرجل إِذا قادَ أَلْفاً جَرَّار وقال الجوهري الحَوْفَزانُ اسم الحرث بن شَرِيكٍ الشيباني لُقّب بذلك لأَن بِسْطام بن قَيْس طعنه فأَعْجَله وقال ابن سيده سمي بذلك لأَن قيس بن عاصم التميمي حَفَزَه بالرمح حين خاف أَن يفوته فَعَزَج من تلك الحَفْزَة فسمي بتلك الحَفْزَة حَوْفَزاناً حكاه ابن قتيبة وأَنشد جرير يفتخر بذلك ونحن حَفَزْنا الحَوْفَزانَ بِطَعْنَةٍ سَقَتْهُ نَجِيعاً من دَمِ الجَوْفِ أَشْكَلا وحَفَزْتُه بالرمح طَعَنْتُه والحَوْفَزانُ فَوْعلان من الحَفْز قال الجوهري وأَما قَوْل من قال إِنما حَفَزه بِسطامُ بنُ قيس فَغَلَطٌ لأَنه شيباني فكيف يفتخر جريرٌ بهف قال ابن بري ليس البيتُ لجرير وإِنما هو لسَوّار بن حبان المِنْقَري قاله يوم جَدُودٍ وبعده وحُمْرانُ أَدَّتْه إِلينا رِماحُنا يُنازِع غُلاًّ في ذِراعَيْه مُثْقَلا يعني بحُمْران ابن حُمْرانَ بنِ عبدِ بنِ عمرو بنِ بشر ابن عمرو بنِ مَرْثَدٍ قال وأَما قول الآخر ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة سقته نجيعاً من دم الجوف آنيا فهو الأَهتم بن سُمَيٍّ المِنْقَري وأَول الشعر لما دَعَتْني للسِّيادة مِنْقَرٌ لدى مَوْطِنٍ أَضْحَى له النجمُ بادِيا شَدَدْت لها أُزْرِي وقد كنتُ قَبْلها أَشُدُّ لأَحْناءِ الأُمُور إِزاريا ورأَيته مُحْتفِزاً أَي مُستوفِزاً وفي الحديث عن عليّ رضي الله عنه إِذا صلّى الرجلُ فَلْيُخَوّ وإِذا صلَّت المرأَة فَلْتَحْتَفِزْ أَي تتضامَّ وتَجْتمع إِذا جلست وإِذا سجدت ولا تُخَوِّي كما يُخَوِّي الرجلُ وفي حديث الأَحْنف كان يُوَسِّعُ لمن أَتاه فإِذا لم يجد مُتَّسَعاً تَحَفَّزَ له تَحَفُّزاً والحَفَز الأَجَل في لغة بني سعد وأَنشد بعضهم هذا البيت واللهِ أَفْعَل ما أَرَدْتُمْ طائِعاً أَو تَضْرِبوا حَفَزاً لِعامٍ قابِلِ أَي تضربوا أَجَلاً يقال جعلت بيني وبين فلان حَفَزاً أَي أَمداً والله أَعلم

حلز
الحَلْز البُخْل ورجل حِلِّزٌ بخيل وامرأَة حِلِّزة بخيلة قال الجوهري وبه سُمِّيَ الحرث ابن حِلِّزَة قال الأَزهري وأَنشد الإِيادي هي ابْنَةُ عَمِّ القوم لا كلِّ حِلِّزٍ كصَخْرَة يَبْسٍ لا يُغَيِّرها البَلَلْ وحِلِّزَةُ امرأَة والحِلّزة بتشديد اللام أَيضاً القصيرة وكَبِدٌ حِلّزة وحَلِزَةٌ قَرِيحَةٌ والقلب يَتَحَلَّز عند الحزن وهو كالاعْتِصار فيه والتَّوَجُّع وقلب حالِزٌ على النسب ورجل حالِزٌ وَجِعٌ والحِلِّز ضرب من الحبوب يزرع بالشام وقيل هو ضرب من الشجرِ قصَار عن السيرافي الأَزهري قال قطرب الحِلِّزَة ضرب من النبات قال وبه سمي الحرث بن حِلِّزة اليَشْكُري قال الأَزهري وقطرب ليس من الثقات وله في اشتقاق الأَسماء حروف مُنْكرة وحِلِّزَة دُوَيْبَّةٌ معروفة الأَصمعي حَلَزُون دابة تكون في الرِّمْثِ جاء به في باب فَعَلُول وذكر معه الزَّرَجُون والقَرَقُوس فإِن كانت النون أَصيلة فالحرف رباعي وإِن كانت زائدة فالحرف ثلاثي أَصله حلز وفي نوادر الأَعراب احْتَلَزْتُ منه حقي أَي أَخذته وتَحالَزْنا بالكلام قال لي وقلت له ومثله احْتَلَجْت منه حقي وتَحالَجْنا بالكلام وتَحَلَّز الرجلُ للأَمر إِذا تَشَمَّر له وكذلك تَهَلَّز قال الراجز يَرْفَعْنَ للحادِي إِذا تَحَلَّزا هاماً إِذا هَزَزْته تَهَزْهَزا ويروى تَهَلَّزا

حمز
حَمَزَ اللبنُ يَحْمِز حَمْزاً حَمُض وهو دون الحازِرِ والاسم الحَمْزة قال الفراء اشْرَبْ من نَبِيذك فإِنه حَمُوزٌ لما تجد أَي يَهْضِمه والحَمْز حَرافَة الشيء يقال شَراب يَحْمِز اللسان ورُمَّانَةٌ حامِزَة فيها حُمُوضة الأَزهري الحَمْزَةُ في الطعام شبه اللَّذْعَةِ والحَرَافَةِ كطعم الخَرْدل وقال أَبو حاتم تَغَدَّى أَعرابي مع قوم فاعتمد على الخَرْدَل فقالوا ما يعجبك منه ؟ فقال حَمْزُهُ وحَرَافته قال الأَزهري وكذلك الشيء الحامض إِذا لَذَعَ اللسانَ وقَرَصه فهو حامزٌ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه شرب شراباً فيه حَمازة أَي لَذْع وحِدَّة أَي حُموضة وحَمَزه يَحْمِزُه حَمْزاً قَبَضه وضَمَّه وإِنه لحَمُوزٌ لما حَمَزه أَي محتمل له وحَمَزَت الكلمةُ فؤاد تَحْمزه قَبَضَتْه وأَوجعته وفي التهذيب حَمَز الومُ فؤاده قال اللحياني كلمت فلاناً بكلمة حَمَزَتْ فؤاده قبضته وغَمَّته فَتَقَبَّض فؤادهُ من الغم وقيل اشتدّت عليه ورجل حامِزُ الفؤاد مُتَقَبّضه والحامزُ والحَمِيزُ الشديد الذَّكيّ وفلان أَحْمَزُ أَمْراً من فلان أَي أَشدّ ابن السكيت يقال فلان أَحمَزُ أَمراً من فلان إِذا كان مُتَقَبِّض الأَمر مشمّره ومنه اشتق حَمْزة والحامِزُ القابض والحَمِيز الظريف وكلُّ ما اشتد فقد حَمُزَ وفي لغة هذيل الحَمْز التحديد يقال حَمَز حَدِيدَته إِذا حدَّدها وقد جاء ذلك في أَشعارهم وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أَيُّ الأَعمال أَفضل ؟ فقال أَحْمَزُها عليك يعني أَمْتَنها وأَقواها وأَشدّها وقيل أَمَضّها وأَشَقّها ويقال رجل حامِز الفؤاد وحَمِيزُه أَي شديده وهَمُّ حامِزٌ شديد قال الشماخ في رجل باع قَوْساً من رجل فلما شَراها فاضت العين عَبْرَةً وفي الصدر حُزَّازٌ من الوجد حامِزُ وفي التهذيب من اللَّوْم حامِزٌ أَي عاصر وقيل أَي مُمِضّ مُحْرِق وحَمْزَةُ بَقْلة وبها سمي الرجل وكُنيَ قال الجوهري الحَمْزَة بقلة حِرِّيفَةٌ قال أَنس كنَّاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِبَقْلة كنت أَجْتَنِيها وكان يُكْنى أَبا حَمْزَةَ والبقلة التي جَنَاها أَنس كان في طعمها لَذْع للّسان فسُمِّيت البقلةُ حَمْزَة لفعلها وكني أَنس أَبا حَمْزة لِجَنْيِه إِيَّاها والحَمازَةُ الشدّة وقد حَمُز الرجلُ بالضم فهو حَمِيزُ الفؤاد وحامِز أَي صلب الفؤاد ورجل مَحْموز البَنان أَي شديد قال أَبو خِراش أُقَيْدِرُ مَحْموز البَنانِ ضَئِيل

حنز
الحِنْزُ القليل من العطاء وهذا حِنْزُ هذا أَي مثله والمعروف حِتْن والله أَعلم

حوز
الحَوْزُ السير الشديد والرُّوَيْد وقيل الحَوْز والحَيْزُ السوق اللين وحازَ الإِبلَ يَحُوزُها ويَحِيزها حَوْزاً وحَيْزاً وحَوَّزَها ساقها سوقاً رُوَيْداً وسَوْقٌ حَوْزٌ وصف بالمصدر قال الأَصمعي وهو الحوز وأَنشد وقد نَظَرْتُكُمُ إِينَاء صادِرَةٍ للوِرْدِ طال بها حَوْزِي وتَنْساسِي ويقال حُزْها أَي سُقْها سوقاً شديداً وليلة الحَوْز أَول ليلة تُوَجَّه فيها الإِبل إِلى الماء إِذا كانت بعيدة منه سميت بذلك لأَنه يُرْفَقُ بها تلك الليلة فَيُسار بها رُوَيْداً وحَوَّزَ الإِبلَ ساقها إِلى الماء قال حَوَّزَها من بُرَقِ الغَمِيمِ أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ الظَّلِيمِ بالحَوْز والرِّفْق وبالطَّمِيمِ وقول الشاعر ولم تُحَوَّز في رِكابي العيرُ عَنى أَنه لم يشتدّ عليها في السَّوْق وقال ثعلب معناه لم يُحْمَل عليها والأَحْوَزِيّ والحُوزِي الحَسَن السِّياقة وفيه مع ذلك بعض النِّفار قال العجاج يصف ثوراً وكلاباً يَحُوزُهُنَّ وله حُوزِيّ كما يَحُوزُ الفِئَةَ الكَمِيّ والأَحْوَزِيُّ والحُوزِيّ الجادْ في أَمره وقالت عائشة في عمر رضي الله عنهما كان واللهِ أَحْوَزِيّاً نَسِيجَ وَحْدِه قال ابن الأَثير هو الحَسَن السِّياق للأُمور وفيه بعض النِّفار وكان أَبو عمرو يقول الأَحْوَزِيّ الخفيف ورواه بعضهم كان الله أَحْوَذِيّاً بالذال وهو قريب من الأَحْوَزِيّ وهو السائق الخفيف وكان أَبو عبيدة يروي رجز العجاج حُوذِيّ بالذال والمعنى واحد يعني به الثورَ أَنه يَطْرد الكلابَ وله طارِدٌ من نفسه يَطْرده من نشاطه وحَدّه وقول العجاج وله حُوزِيّ أَي مَذْخُور سَيْرٍ لم يَبْتذله أَي يغلبهن بالهُوَيْنا والحُوزِيّ المُتَنَزِّه في المَحِل الذي يحتمل ويَحُلُّ وحده ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله وانْحازَ القومُ تركوا مَرْكَزهم ومَعْركة قتالهم ومالوا إِلى موضع آخر وتَحَوَّز عنه وتَحَيَّزَ إِذا تَنَحَّى وهي تَفَيْعَل أَصلها تَحَيْوَز فقلبت الواو ياء لمجاورة الياء وأُدغمت فيها وتَحَوَّزَ له عن فراشه تَنَحَّى وفي الحديث كما تَحَوَّز له عن فِراشه قال أَبو عبيدة التَّحَوُّز هو التنحي وفيه لغتان التَّحَوّز والتَّحَيّز قال الله عز وجل أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة فالتَّحَوّز التَّفَعُّل والتَّحَيُّز التَّفَيْعُل وقال القطامي يصف عجوزاً استضافها فجعلت تَرُوغ عنه فقال تَحَوَّزُ عَنِّي خِيفَةً أَن أَضِيفَها كما انْحازَت الأَفْعَى مَخافَة ضارِبِ يقول تَتَنَحَّى هذه العجوز وتتأَخر خوفاً أَن أَنزل عليها ضيفاً ويروى تَحَيَّزُ مني وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة نصب مُتَحَيِّزاً ومُتَحَرِّفاً على الحال أَي إِلا أَن يتحرف لأَن يقاتل أَو أَن يَنْحاز أَي ينفرد ليكون مع المُقاتِلة قال وأَصل مُتَحَيِّز مُتَحَيْوِز فأُدغمت الواو في الياء وقال الليث يقال ما لك تَتَحَوَّز إِذا لم يستقر على الأَرض والاسم منه التَّحَوُّز والحَوْزاءُ الحَرب تَحُوز القوم حكاها أَبو رياش في شرح أَشعار الحماسة في وقول جابر بن الثعلب فَهَلاَّ على أَخْلاق نَعْلَيْ مُعَصِّبٍ شَغَبْتَ وذُو الحَوْزاءِ يَحْفِزُه الوِتْر الوِتْر ههنا الغضب والتَّحَوُّز التَّلبُّث والتَّمَكُّث والتَّحَيُّز والتَّحَوُّز التَّلَوّي والتقلُّب وخص بعضهم به الحية يقال تَحَوَّزَت الحية وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت ومن كلامه ما لك تَحَوَّزُ كما تَحَيَّزُ الحية ؟ وتَحَوَّزُ تَحَيُّز الحية وتَحَوُّزَ الحية وهو بُطْءُ القيام إِذا أَراد أَن يقوم قال غيره والتَّحَوُّس مثله وقال سيبويه هو تَفَيْعل من حُزْت الشيء والحَوْز من الأَرض أَن يتخذها رجلٌ ويبين حدودها فيستحقها فلا يكون لأَحد فيها حق معه فذلك الحَوْز تَحَوَّز الرجل وتَحَيَّز إِذا أَراد القيام فأَبطأَ ذلك عليه والحَوْز الجمع وكل من ضَمَّ شيئاً إِلى نفسه من مال أَو غير ذلك فقد حازَه حَوْزاً وحِيازَة وحازَه إِليه واحْتازَهُ إِليه وقول الأَعشى يصف إِبلاً حُوزِيَّة طُوِيَتْ على زَفَراتِها طَيَّ القَناطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا قال الحُوزِيَّة النُّوق التي لها خَلِفة انقطعت عن الإِبل في خَلِفَتها وفَراهتها كما تقول مُنْقَطِعُ القَرِينِ وقيل ناقة حُوزِيَّة أَي مُنْحازة عن الإِبل لا تخالطها وقيل بل الحُوزِيَّة التي عندها سير مذخور من سيرها مَصُون لا يُدْرك وكذلك الرجل الحُوزِيُّ الذي له إِبْداءٌ من رأْيه وعقله مذخور وقال في قول العجاج وله حُوزِيّ أَي يغلبهن بالهُوَيْنا وعنده مذخور لم يَبْتَذِله وقولهم حكاه ابن الأَعرابي إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَيانِ يَحُوزُهما النهار فهناك لا يجد الحَرُّ مَزِيداً وإِذا طلعتا يَحُوزُهما الليل فهناك لا يجد القُرّ مَزيداً لم يفسره قال ابن سيده وهو يحتمل عندي أَن يكون يضمُّهما وأَن يكون يسوقهما وفي الحديث أَن رجلاً من المشركين جَميعَ اللأْمَةِ كان يحوز المسلمين أَي يجمعهم حازَه يَجُوزه إِذا قبضه ومَلَكه واسْتَبَدَّ به قال شمر حُزْت الشيء جَمَعْتُه أَو نَحَّيته قال والحُوزِيّ المُتَوَحِّد في قول الطرماح يَطُفْن بِحُوزيِّ المَراتِع لم تَرُعْ بوَادِيه من قَرْعِ القِسِيِّ والكَنَائِن قال الحُوزِيُّ المتوحد وهو الفحل منا وهو من حُزْتُ الشيء إِذا جمعته أَو نَحَّيته ومنه حديث معاذ رضي الله عنه فَتَحَوَّز كلٌّ منهم فَصَلَّى صلاة خفيفة أَي تَنَحَّى وانفرد ويروى بالجيم من السرعة والتسهل ومنه حديث يأْجوج فَحَوِّزْ عبادي إِلى الطُّور أَي ضُمَّهم إِليه والرواية فَحَرِّزْ بالراء وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لعائشة رضي الله عنها يوم الخَنْدَقِ ما يُؤَمِّنُك أَن يكون بَلاء أَو تَحَوُّزٌ ؟ وهو من قوله تعالى أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة أَي مُنْضمّاً إِليها والتَّحَوُّزُ والتَّحَيُّز والانْحِياز بمعنى وفي حديث أَبي عبيدة وقد انْحازَ على حَلْقَة نَشِبَت في جراحة النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُدٍ أَي أَكَبَّ عليها وجمع نفسه وضَمَّ بعضها إِلى بعض قال عبيد بن حرٍّ
( * قوله « عبيد بن حر » كذا بالأصل ) كنت مع أَبي نَضْرَة من الفُسْطاط إِلى الإِسْكنْدَرِيَّة في سفينة فلما دَفَعْنا من مَرْسانا أَمر بِسُفْرته فَقُرِّبت ودعانا إِلى الغداء وذلك في رمضان فقلت ما تَغَيَّبَتْ عنا منازلُنا فقال أَترغب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ماحُوزَنا قال شمر في قوله ماحُوزَنا هو موضعهم الذي أَرادوه وأَهل الشام يسمون المكان الذي بينهم وبين العدوّ الذي فيه أَساميهِم ومَكاتِبُهُم الماحُوزَ وقال بعضهم هو من قولك حُزْتُ الشيء إِذا أَحْرَزْتَه قال أَبو منصور لو كان منه لقيل مَحازنا أَو مَحُوزنا وحُزت الأَرض إِذا أَعلَمتها وأَحييت حدودها وهو يُحاوِزُه أَي يخالطه ويجامعه قال وأَحسب قوله ماحُوزَنا بِلُغَةٍ غير عربية وكذلك الماحُوز لغة غير عربية وكأَنه فاعُول والميم أَصلية مثل الفاخُور لنبت والرَّاجُول للرَّجل ويقال للرجل إِذا تَحَبَّسَ في الأَمر دعني من حَوْزك وطِلْقك ويقال طَوّل علينا فلانٌ بالحَوْزِ والطِّلْق والطِّلق أَن يخلي وجوه الإِبل إِلى الماء ويتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئِذٍ فهي ليلة الطِّلْق وأَنشد ابن السكيت قد غَرّ زَيْداً حَوْزُه وطِلْقُه وحَوْز الدار وحَيْزها ما انضم إِليها من المَرافِقِ والمنافع وكل ناحية على حِدَةٍ حَيِّز بتشديد الياء وأَصله من الواو والحَيْز تخفيف الحَيِّز مثل هَيْن وهَيِّن وليْن وليِّن والجمع أَحْيازٌ نادر فأَما على القياس فَحَيائِز بالهمز في قول سيبويه وحَياوِزُ بالواو في قول أَبي الحسن قال الأَزهري وكان القياس أَن يكون أَحْواز بمنزلة الميت والأَموات ولكنهم فرقوا بينهما كراهة الالتباس وفي الحديث فَحَمَى حَوْزَة الإِسلام أَي حدوده ونواحيه وفلان مانع لحَوْزَته أَي لما في حَيّزه والحَوْزة فَعْلَةٌ منه سميت بها الناحية وفي الحديث أَنه أَتى عبدَ الله بن رَواحَةَ يعوده فما تَحَوَّز له عن فراشه أَي ما تَنَحَّى التَّحَوُّز من الحَوزة وهي الجانب كالتَّنَحِّي من الناحية يقال تَحَوَّز وتَحَيَّز إِلا أَن التَّحَوُّز تَفَعُّل والتَّحَيُّز تَفَيْعُل وإِنما لم يَتَنَحَّ له عن صدر فراشه لأَن السنَّة في ترك ذلك والحَوْز موضع يَحُوزه الرجل يَتَّخِذُ حواليه مُسَنَّاةً والجمع أَحْواز وهو يَحْمِي حَوْزته أَي ما يليه ويَحُوزه والحَوْزة الناحية والمُحاوَزَةُ المخالطة وحَوْزَةُ المُلْكِ بَْيضَتُه وانْحاز عنه انعدل وانحاز القومُ تركوا مركزهم إِلى آخر يقال للأَولياء انحازوا عن العدوّ وحاصُوا وللأَعداء انهزموا ووَلَّوْا مُدْبِرين وتَحاوَز الفريقان في الحَرْب أَي انْحاز كلُّ فريق منهم عن الآخر وحاوَزَه خالطه والحَوْز الملْك وحَوْزة المرأَة فَرْجها وقالت امرأَة فَظَلْتُ أَحْثي التُّرْبَ في وجهِه عَني وأَحْمِي حَوْزَةَ الغائب قال الأَزهري قال المنذري يقال حَمَى حَوْزاتِه وأَنشد يقول لها سَلَف يَعُودُ بِكُلِّ رَيْع حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَر الإِفالا قال السلَفُ الفحل حَمَى حوزاتِه أَي لا يَدْنو فحل سواه منها وأَنشد الفراء حَمَى حَوْزاتِه فَتُركْنَ قَفْراً وأَحْمَى ما يَلِيه من الإِجامِ أَراد بحَوْزاته نواحيه من المرعى قال محمد بن المكرم إِن كان للأَزهري دليل غير شعر المرأَة في قولها وأَحْمِي حَوْزَتي للغائب على أَن حَوْزة المرأَة فَرْجها سُمِعَ واستدلالُه بهذا البيت فيه نظر لأَنها لو قالت وأَحْمي حَوْزتي للغائب صح الاستدلال لكنها قالت وأَحمي حوزة الغائب وهذا القول منها لا يعطي حصر المعنى في أَن الحَوْزَة فرج المرأَة لأَن كل عِضْو للإِنسان قد جعله الله تعالى في حَوْزه وجميع أَعضاء المرأة والرجل حَوْزُه وفرج المرأَة أَيضاً في حَوْزها ما دامت أَيِّماً لا يَحُوزُه أَحد إِلا إِذا نُكِحَتْ برضاها فإِذا نكحت صار فَرْجها في حَوْزة زوجها فقولا وأَحْمي حَوْزَة الغائب معناه أَن فرجها مما حازه زوجُها فملكه بعُقْدَةِ نكاحها واستحق التمتع به دون غيره فهو إِذاً حَوْزَته بهذه الطريق لا حَوْزَتُها بالعَلَمية وما أَشبه هذا بِوَهْم الجوهري في استدلاله ببيت عبد الله بن عمر في محبته لابنه سالم بقوله وجِلْدَةُ بينِ العينِ والأَنْفِ سالِمُ على أَن الجلدة التي بين العين والأَنْف يقال لها سالم وإِنما قَصَد عبدُ الله قُرْبَه منه ومحله عنده وكذلك هذه المرأَة جَعَلَت فرجها حَوْزَة زوجها فَحَمَتْه له من غيره لا أَن اسمه حَوْزَة فالفرج لا يختص بهذا الاسم دون أَعضائها وهذا الغائب بعينه لا يختص بهذا الاسم دون غيره ممن يتزوجها إِذ لو طَلَّقها هذا الغائبُ وتزوجها غيره بعده صار هذا الفرجُ بعينه حَوْزَةً للزوج الأَخير وارتفع عنه هذا الاسم للزوج الأَول والله أَعلم ابن سيده الحَوْز النكاح وحازَ المرأَةَ حَوْزاً نكحها قال الشاعر يقولُ لَمَّا حازَها حَوْزَ المَطِي أَي جامعها والحُوَّازُ ما يَحُوزه الجُعَلُ من الدُّحْرُوج وهو الخُرْءُ الذي يُدَحْرِجُه قال سَمِينُ المَطايا يَشْرَبُ الشِّرْبَ والحِسا قِمَطْرٌ كحُوَّاز الدَّحارِيجِ أَبْتَرُ والحَوْزُ الطبيعة من خير أَو شر وحَوْز الرجل طَبيعته من خير أَو شر وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه الإِثْمُ حَوَّازُ القلوب هكذا رواه شمر بتشديد الواو من حازَ يَحُوز أَي يَجْمَعُ القلوبَ والمشهور بتشديد الزاي وقيل حَوَّازُ القلوب أَي يَحُوز القلبَ ويغلب عليه حتى يَرْكَبَ ما لا يُحَب قال الأَزهري ولكن الرواية حَزَّاز القلوب أَي ما حَزَّ في القلب وحَكَّ فيه وأَمر مُحَوَّزٌ محكم والحائِزُ الخشبةُ التي تنصب عليها الأَجْذاع وبنو حُوَيْزَة قبيلة قال ابن سيده أَظن ذلك ظنّاً وأَحْوَزُ وحَوّازٌ اسمان وحَوْزَةُ اسم موضع قال صخر بن عمرو قَتَلْتُ الخالِدَيْن بها وعَمْراً وبِشْراً يومَ حَوْزَة وابْنَ بِشْرِ

حيز
الحَوْزُ والحَيْزُ السير الرُّوَيْدُ والسَّوْقُ اللَّيِّنُ وحازَ الإِبلَ يَحُوزها ويحِيزُها سارَها في رِفْق والتَّحَيُّز التلوّي والتقلبُ وتَحَيَّز الرجلُ أَراد القيام فأَبطأَ ذلك عليه والواو فيهما أَعلى وحَيْزِ حَيْزِ من زجر المِعْزى قال شَمْطاء جاءَتْ من بلادِ البَرِّ قد تَرَكَتْ حَيْزِ وقالت حَرِّ ورواه ثعلب حَيْهِ
( * قوله « ورواه ثعلب حيه » تقدمت هذه الرواية في حرر وضبطت حيه بشد المثناة التحتية مفتوحة وهو خطأ والصواب كما هنا )
وتَحَوَّزت الحيةُ وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت يقال ما لك تَتَحَيَّزُ تَحَيُّزَ الحيةَ قال سيبويه هو تَفَيْعُلٌ من حُزْت الشيءَ قال القطامي تَحَيَّزُ مني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها كما انحازَتِ الأَفعى مَخافَةَ ضارِبِ يقول تتنحى هذه العجوز وتتأَخر خوفاً أَن أَنزل عليها ضيفاً ويروى تَحَوَّزُ مني وتَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الحية وتَحَيُّزَها وهو بُطْءُ القيام إِذا أَراد أَن يقوم فأَبطأَ ذلك عليه

خبز
الخُبْزَةُ الطُّلْمَةُ وهي عجين يوضع في المَلَّةِ حتى يَنْضَجَ والمَلَّة الرَّماد والتراب الذي أُوقد فيه النار والخُبْزُ الذي يؤكل والخَبْزُ بالفتح المصدر خَبَزَه يَخْبِزه خَبْزاً واخْتَبَزَه عمله والخَبَّاز الذي مِهْنَتُه ذلك وحِرْفَته الخِبازَة والاخْتِباز اتخاذ الخُبْز حكاه سيبويه التهذيب اخْتَبز فلانٌ إِذا عالج دقيقاً يعجنه ثم خَبَزَه في مَلَّة أَو تَنُّور وخَبَزَ القومَ يَخْبِزُهم خَبْزاً أَطعمهم الخُبْزَ ورجل خابِز أَي ذو خُبْز مثل تامِر ولابن ويقال أَخذنا خُبْزَ مَلَّةٍ ولا يقال أَكلنا مَلَّةً وقول بعض العرب أَتيت بني فلان فَخَبَزوا وحاسُوا وأَقَطُوا أَي أَطعموني كلَّ ذلك حكاها اللحياني غيرَ مُعَدَّياتٍ أَي لم يقل خَبَزُوني وحاسُوني وأَقَطُوني والخَبِيز الخُبْز المخبوز من أَيّ حَبٍّ كان والخُبْزة الثَّريدة الضَّخمة وقيل هي اللحم والخَبْزُ الضرب باليدين وقيل هو الضرب باليد وقيل هو الضرب والخَبْزُ السَّوْق الشديد خَبَزَها يَخْبِزُها خَبْزاً قال لا تَخْبِزا خَبْزاً ونُسَّا نَسَّا ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسا يأْمره بالرِّفق والنَّسُّ السير اللين وقال بعضهم إِنما يخاطِبُ لِصَّيْنِ ورواه وبُسَّا بَسّا من البَسِيسِ يقول لا تقعدوا للخَبْز ولكن اتخذا البَسِيسة وقال أَبو زيد الخَبْزُ السوق الشديد والبَسُّ السير الرفيق وأَنشد هذا الرجز وبُسَّا بَسَّا وقال أَبو زيد أَيضاً البَسُّ بَسُّ السويق وهو لَتُّهُ بالزيت أَو بالماء فأَمر صاحِبَيْه بِلَتّ السويق وترك المُقام على خَبْز الخُبْز ومِراسه لأَنهم كانوا في سفر لا مُعَرَّج لهم فحث صاحبيه على عُجالَةٍ يَتَبَلَّغُون بها ونهاهما عن إِطالة المُقام على عجن الدقيق وخَبْزِه والخَبْزُ ضَرْب البعير بيديه الأَرض وهو على التشبيه وقيل سمي الخَبْزُ به لضَرْبهم إِياه بأَيديهم وليس بقويّ والخُبازى والخُبَّازُ نبت بَقْلة معروفة عريضة الورق لها ثمرة مستديرة واحدته خُبَّازة قال حميد وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى ذُراوَةً تَنْسُجُه الهُوجُ الدُّرُجْ وانْخَبَزَ المكان انخفض واطمأَنَّ وتَخَبَّزَت الإِبلُ العُشْبَ تَخَبُّزاً إِذا خبطته بقوائمها والخَبيزاتُ خَبْزَواتٌ بِصَلْعاءِ ماوِيَّةَ وهو ماء لِبَلْعَنبر حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد ليست من اللاَّئي تَلَهَّى بالطُّنُبْ ولا الخَبِيزات مع الشَّاءِ المُغِبّْ قال وإِنما سُمِّين خَبيزات لأَنهن انْخَبَزْنَ في الأَرض أَي انخفضن واطْمَأْنَنَّ فيها

خرز
الخَرَزُ فُصوص من حجارة واحدتها خَرَزَةٌ وخَرَزُ الظهر فَقَارُهُ وكلُّ فَقْرَةٍ من الظهر والعنق خَرَزَةٌ وقيل الخَرَزُ فصوص من جَيّد الجوهر ورديئه من الحجارة ونحوه والخَرَزُ بالتحريك الذي يُنْظَم الواحدة خَرَزَة والخَرْزُ خياطة الأَدَم وكلُّ كُتْبَةٍ من الأَدم خُرْزَة على التشبيه بذلك يعني كلَّ ثُقْبَةٍ وخَيْطَها وفي المثل اجْمَعْ سَيْرَيْنِ في خُرْزَةٍ أَي اقْضِ حاجتين في حاجة والجمع خُرَز وقد خَرَزَ الخف وغيره يَخْرِزُه ويَخْرُزُهُ خَرْزاً والخَرَّاز صانع ذلك وحرفته الخِرازَة والمِخْرَزُ ما يُخْرَزُ به قال سيبويه هذا الضرب مما يُعْتَمَل به مكسورَ الأَوّل كانت فيه الهاء أَو لم تكن ويقال خَرَزَ الخارِزُ خَرْزَةً واحدة وهي الغَرْزَة الواحدة فأَما الخُرْزَة فهو ما بين الغُرْزَتين وكذلك خُرْزة الظهر ما بين فَقْرَتين وكذلك مفاصلُ الدَّأَياتِ خُرَزٌ ابن الأَعرابي خَرِزَ الرجلُ إِذا أَحْكَمَ أَمره بعد ضعف والمُخَرَّزُ من الطير والحمام الذي على جناحيه نَمْنَمَةٌ وتَحْبير شبيه بالخَرَز والخَرَزة حَمْضَة من النَّجِيل ترتفع قدر الذراع خضراء ترتفع خِيطاناً من أَصل واحد لا ورق لها لكنها منظومة من أَعلاها إِلى أَسفلها حَبًّا مدوّراً أَخضر في غير عِلاقة كأَنها خَرَزٌ منظوم في سِلْكٍ وهي تقتل الإِبل وخَرَزاتُ المَلِك جواهرُ تاجِهِ ويقال كان المَلِك إِذا مَلَك عاماً زيدت في تاجه خَرَزَة ليعلم عدد سِني مُلْكِه قال لبيد يذكر الحرث بن أَبي شَمِر الغَسَّاني رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ عشرين حِجَّةً وعشرين حتى فادَ والشَّيْبُ شامِلُ ابن السكيت في باب فُعَلَة قال خَرَزَةٌ يقال لها خَرَزَةُ العُقَرِ
( * قوله « خرزة العقر » في القاموس العقرة كهمزة ) تشدّها المرأَة على حِقْوَيها لئلا تَحْمل

خربز
الخِرْبِزُ البطِّيخ قال أَبو حنيفة هو أَوّل ما يخرج قَعْسَرٌ ثم خَضَفٌ ثم فِجّ قال وأَصله فارسي وقد جرى في كلامهم وفي حديث أَنس رضي الله عنه رأَيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرُّطَب والخِرْبز قالوا هو البطيخ بالفارسية

خزز
الخُزَزُ ولد الأَرنب وقيل هو الذكر من الأَرانب والجمع أَخِزَّةٌ وخِزَّانٌ مثل صُرَد وصِرْدان وأَرض مَحَزَّة كثيرة الخِزَّان والخَزُّ معروف من الثياب مشتق منه عربي صحيح وهو من الجواهر الموصوف بها حكى سيبويه مَررت بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه قال والرفع الوجه يذهب إِلى أَن كونه جوهراً هو الأَصل قال ابن جني وهذا مما سمي فيه البعض باسم الجملة كما ذهَب إِليه في قولهم هذا خاتم حديد ونحوه والجمع خُرُوزٌ ومنه قول بعضهم فإِذا أَعرابي يَرْفُل في الخُزُوز وبائعه خَزَّاز وفي حديث علي كرم الله وجهه نهى عن ركوب الخَزِّ والجلوس عليه قال ابن الأَثير الخز المعروف أَوّلاً ثياب تنسج من صوف وإِبْرَيْسَمٍ وهي مباحة قال وقد لبسها الصحابة والتابعون فيكون النهي عنها لأَجل التشبه بالعجم وزِيِّ المُتْرَفِينَ قال وإِن أُريد بالخَزّ النوعُ الآخر وهو المعروف الآن فهو حرام لأَنه كله معمول من الإِبْرَيْسَم قال وعليه يحمل الحديث الآخر قوم يستحلون الخَزَّ والحرير والخَزِيزُ العَوْسَجُ الذي يجعل على رؤوس الحيطان ليمنع التَّسَلُّقَ وخَزَّ الحائطَ يَخُزُّه خَزًّا وضع عليه شوكاً لئلا يطلع عليه ابن الأَعرابي الضَّرِيعُ العَوْسَج الرَّطْب فإِذا جف فهو عَوْسج فإِذا زاد جُفوفه فهو الخَزِيزُ والخَزّ تغريز العوسج على رؤوس الحيطان وفلان خَزَّ حائطه أَي وضع فيه الشوك لئلا يُتَسَلَّق والخَزّ الطعن بالحِراب ويقال خَزَّهُ بسهم واختَزَّه إِذا انتظمه وطعنه قال رؤبة لاقى حِمامَ الأَجَلِ المُخْتَزّ وقال ابن أَحمر لما اخْتَزَزْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِ واخْتَزَّه بالرمح انتظمه قال الشاعر فاخْتَزَّهُ بِسَلبٍ مَدْرِيِّ كأَنَّما اخْتَزَّ بِراعِبِيِّ أَي انتظمه يعني الكلب بقَرْنٍ سَلِبٍ أَي طويل مَدْري مُحَدَّد واخْتَزَّه بالرمح واختلطه وانتظمه بمعنى واحد وفي النوادر اخْتَزَزْتُ فلاناً إِذا أَتيته في جماعة فأَخذته منها واخْتَزَزْتُ بعيراً من الإِبل أَي اسْتَقْتُه وتركتها وأَصل ذلك أَن الخُزَز إِذا وجد الأَرانبَ عاشية اخْتَزَّ منها أَرنباً وتركها قال أَبو عمرو تمر خازٌّ فيه شيء من الحموضة وقد خَزِزْتَ يا تمرُ تَخْزَزُ فأَنت خازٌّ واخْتَزَّ البعيرَ أَطْرَدَه من بين الإِبل عن الهجري ورجل خُزْخُزٌ وخُزَخِزٌ مثال هُدَبِدٍ وخُزاخِز قويٌّ غليظ كثير العَضَلِ وبعير خُزَخُزٌ قوي شديد قال أَعْدَدْتُ للوِرْدِ إِذا الوِرْدُ حَفَزْ غَرْباً جَرُوراً وجُلالاً خُزَخِزْ ويقال لتَجِدَنَّه بِحِمْله خُزَخِزاً أَي قويّاً عليه وخَزازٌ وخَزازى مقصور كلاهما جبل كانت العرب تُوقِد عليه غداة الغارَة ويومُ خَزازى أَحدُ أَيام العرب وخَزازى موضع معروف قال عمرو بن كلثوم ونحنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزازى رَفَدْنا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا ويروى خَزاز وفي حديث أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرير قال ابن الأَثير هكذا رواه أَبو موسى في الحاء والراء وقال الحر بتخفيف الراء الفرج وأَصله حِرْح بكسر الحاء وسكون الراء وجمعه أَحْراحٌ ومنهم من يشدد الراء وليس بجيد فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه يستحلون الخَزَّ بالخاء المعجمة والزاي وهو ضرب من ثياب الإِبريسم معروف قال وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود ولعله حديث آخر جاء كما ذكره أَبو موسى وهو حافظ عارف بما رَوَى وشَرَح فلا يتهم والله أَعلم

خزبز
الخِزْبازُ لغة في الخازِبازِ قال سيبويه هو بمنزلة سِرْبال وقال الشاعر مثل الكلاب تَهِرُّ حَوْلَ دِرابِها ورِمَتْ لهَازِمُها من الخِزْبازِ وذُكِرَ الخازِبازِ مستوفى في ترجمة خوز ابن شميل فلان يَتَخَزْبَزْ علينا أَي يَتَعَظَّم

خمز
قال الأَزهري لا أَعرف خمز ولا أَحفظ للعرب فيه شيئاً صحيحاً وقد
قال الليث الخَامِيزُ اسم أعجميّ إِعرابه عامص وآمص ... قوله « اعرابه عامص
إلخ » عبارة شرح القاموس تعرابه عامص وآمص وبعضهم يقول عاميص وآميص وقال ابن الاعرابي العاميص الهلام وقال الليث طعام يتخذ من لحم عجل بجلده وقال ابن سيده الخامِيزُ أَعجمي حكاه صاحب العين ولم يفسره قال وأُراه ضرباً من الطعام

خنز
خَنِز اللحمُ والتمرُ والجَوْزُ بالكسر خُنُوزاً ويخْنَز خَنَزاً فهو خَنِزٌ وخَنَزٌ كالهما فسد وأَنتن الفتح عن يعقوب مثل خَزَِنَ على القلب وفي الحديث لولا بنو إِسرائيل ما أَنتن اللحمُ ولا خَنِز الطعامُ كانوا يرفعون طعامهم لِغَدِهم أَي ما نَتُنَ وتغيرت ريحه والخُنَّاز اليهود الذين ادّخروا اللحم حتى خَنِز وقول الأَعلم الهذلي زعَمَتْ خَنازِ بأَنَّ بُرْمَتَنا تجري بلحم غير ذي شَحْم يعني المُنْتِنَةَ أَخذه من خَنِز اللحمُ وجَعَل ذلك اسماً لها عَلَماً والخَنِيزُ الثريد من الخُبز الفطِيرِ والخُنْزُوَةُ والخُنْزُوانَةُ والخُنْزوانِيَّة والخُنْزُوان الكِبْرُ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا رأَوا من مَلِكٍ تَخَمُّطا أَو خُنْزُواناً ضَرَبوه ما خَطَا وأَنشد الجوهري لَئِيم نَزَتْ في أَنْفِه خُنْزُوانَةٌ على الرَّحِمِ القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ ويقال هو ذو خُنْزُواناتٍ وفي رأْسه خُنْزُوانةٌ أَي كِبْر وأَنشد الفراء قول عدي بن زيد فَضافَ يُفَرِّي جُلَّهُ عن سَراتِه يَبُذّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتابِعا فآض كصَدْرِ الرُّمح نَهْداً مُصَدَّراً يُكَفْكِفُ منه خُنْزُواناً مُنازِعا ويقال لأَنْزِعَنَّ خُنْزُوانَتَك ولأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَك وفي الحديث ذكر الخُنْزُوانة وهي الكِبْر لأَنها تُغَيِّرُ عن السَّمْت الصالح وهي فُعْلُوانة ويحتمل أَن تكون فُنْعُلانة من الخَنْز وهو القهر قال والأَوّل أَصح التهذيب في الرباعي أَبو عمرو الخَنْزُوان الخِنزير ذكره في باب الهَيْلُمان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان قال أَبو منصور أَصل الحرف من خَنِزَ يَخْنَزُ إِذا أَنتن وهو ثلاثي والخُنَّاز الوزَغة وفي المثل ما الخَوافي كالقِلَبَة ولا الخُنَّازُ كالثُّعَبَة فالخَوافي بلغة أَهل نجد السَّعَفات اللواتي يَلِين القِلَبة يسميها أَهل الحجاز العَواهن والثُّعَبَة دابَة أَكبر من الوَزَغَة تلدغ فتقتل وفي حديث عليّ كرم الله وجهه أَنه قضى قضاء فاعترض عليه بعض الحَرُورِيَّة فقال له اسكتْ يا خُنَّاز الخُنَّاز الوَزَغة وهي التي يقال لها سامُّ أَبْرَصَ وخَنُّوز وأُم خَنُّوز الضَّبُع والراءُ لغة والخَنْزُوانُ بالفتح ذكر الخنازير وهو الدَّوْبَل والرَّتُّ والله أَعلم

خوز
ابن الأَعرابي يقال خَزاهُ خَزْواً وخازَه خَوْزاً إِذا ساسَهُ قال والخَوْزُ المعاداة أَيضاً والخوز جِيلٌ من الناس معروف أَعجمي معرب وفي الحديث ذكر خُوزِ كِرْمانَ وروي خُوز وكِرْمان وخُوزا وكِرْمان قال والخُوز جبل معروف في العجم ويروى بالراء وهو من أَرض فارس قال ابن الأَثير وصوّبه الدارقطني وقيل إِذا أَردت الإِضافة فبالراء وإِذا عطفت فبالزاي والخازِبازِ ذُباب اسمان جُعِلا واحداً وبُنِيا على الكسر لا يَتَغَيَّر في الرفع والنصب والجر قال عمرو بن أَحمر تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوارِي وجُنَّ الخَازِبازِ به حُنُونا الخازبازِ وسُمّي الذِّبَّانُ به وهما صوتانِ جُعِلا واحداً لأَن صوته خازِبازِ ومن أَعربه نزله بمنزلة الكلمة الواحدة فقال خازِبازُ وقيل أَراد النبت وقيل أَراد ذِبَّانَ الرِّياض وقيل الخازِبازِ حكاية لصوت الذباب فسماه به وقيل الخَازِبازِ ذباب يكون في الروض وقيل نبت وأَنشد أَبو نصر تقوية لقوله أَرْعَيْتُها أَكرمَ عُودٍ عُودَا الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا والخَازِبازِ السَّنِمَ المَجُودا بحيث يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودَا وعامر ومسعود هما راعيان قال ثعلب الخازِبازِ بقلتان فإِحداهما الدَّرْماءُ والأُخرى الكَحْلاءُ وقيل الخازِباز ثمر العُنْصُلَة والخازِبازِ في غير هذا داء يأْخذ الإِبلَ والناسَ في حُلوقها وقال ابن سيده الخازِبازِ قَرْحة تأْخذ في الحَلْق وفيه لغات قال يا خازِبازِ أَرْسِل اللَّهازِما إِني أَخافُ أَن تكون لازِما ومنهم من خص بهذا الداء الإِبلَ والخِزْبازُ لغة فيه وأَنشد الأَخفش مثل الكلاب تَهِرُّ عند جِرائِها ورِمَتْ لهَازِمُه من الخِزْباز أَراد الخازِبازِ فبنى منه فعلاً رباعيْاً قال ابن بري صواب إِنشاده مثل الكلاب تهر عند دِرابِها ورِمَت لهَازِمُها من الخِزْباز والدِّرابُ جمع دَرْب واللَّهازِم جمع لِهْزِمة وهي لحمة في أَصل الحَنَك شبههم بالكلاب النابحة عند الدُّرُوب ابن الأَعرابي خازبازُ وَرَمٌ قال أَبو علي أَما تسميتهم الورم في الحلق خازِبازَ فإِنما ذلك لأَن الحلق طريق مجرى الصوت فلهذه الشركة مّا وقعت طريق التسمية وقال ابن سيده الخازِبازِ ذباب يكون في الروض وقيل هو صوت الذباب وقيل خازِبازِ نبت وقيل كثرة النبات والخازِبازِ السِّنَّوْر عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده وأَلف خازِبازِ واو لأَنها عين والعينُ وَاواً أَكثرُ منها ياءً

دحز
الدَّحْز العَزْد وهو الجماع

درز
الدَّرْزُ واحد دُرُوز الثوب ونحوه وهو فارسي معرّب ويقال للقمل والصِّئْبان بنات الدُّرُوز والدَّرْزُ زِئْبِرُ الثوب وماؤه وهو دَخيل وجمعه دُرُوز وبنو دَرْزٍ الخياطون والحاكَةُ وأَولادُ دَرْزَةَ الغَوْغاءُ وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال الدَّرْزُ نعيم الدنيا ولَذَّاتها ويقال للدنيا أُمُّ دَرْزٍ قال ودَرِزَ الرجلُ وذَرِزَ بالدال والذال إِذا تمكن من نعيم الدنيا قال والعرب تقول للدَّعِيِّ هو ابن دَرْزَةَ وابن تُرْنى وذلك إِذا كان ابن أَمَةٍ تُساعي فجاءت به من المُساعاة ولا يعرف له أَب ويقال هؤلاء أَولاد دَرْزَة وأَولادُ فَرْتَنى للسِّفْلَة والسُّقَاطِ قاله المبرد قال ابن الأَعرابي يقال للسَّفِلَة أَولادُ دَرْزَة كما يقال للفقراء بنو غَبراء قال الشاعر يخاطب زيد بن علي رضي الله عنهما أَولادُ دَرْزَة أَسْلَموكَ وطارُوا ويقال أَراد به الخياطين وقد كانوا خرجوا معه فتركوه وانهزموا

دعز
الدَّعْزُ الدَّفْع وربما كُني به عن النكاح دَعَزها يَدْعَزُها دَعْزاً جامعها والله أَعلم

دلمز
الدُّلَمِزُ والدُّلامِز الماضي القويّ وقيل هو الشديد الضخم وقد خففه الراجز فقال دُلامِزٌ يُرْبي على الدُّلَمْزِ وجمع الدُّلامِز دَلامِز بفتح الدال قال الراجز يَغْبَى على الدَّلامِز الخَرَارِتِ
( * قوله « يغبى إلخ » كذا بالأصل بغين معجمة وباء موحدة ومثله في الجوهري قال شارح القاموس والذي بخط الازهري يعيا بعين مهملة بعدها مثناة تحتية وكل صحيح المعنى )
ويقال دليل دُلامِز وقيل الدُّلَمِز والدُّلامِز الصلْبُ القصير من الناس والدُّلَمِز الغليظ ودلْمَزَ الرجلُ عَظَّمَ لُقْمَته ابن شميل الدَّلمزَة في اللَّقم تَضْخيم اللُّقَم الكبار ويقال دَلْمَزَ دَلْمَزَةً ابن الأَعرابي من أَسماء الشيطان الدُّلَمِز والدُّلامِز وقال الأَصمعي يقال للوَبَّاصِ من الرجال الضخمِ دُلامِزٌ ودُلَمِز ودُلامِص ودِلاص

دهلز
الدِّهْلِيز الدِّلِّيج فارسي معرب والدِّهْلِيز بالكسر ما بين الباب والدار فارسي معرب والجمع الدَّهالِيز الليث دِهْليز إِعراب داليج قال والدِّهْلِيز معرب بالفارسية داليز ودالاز والدِّهْلِيز الجَيْئَةُ قال وهنزمز معرّب
( * قوله « قال وهنزمز معرب » كذا بالأصل )

دهمز
التهذيب الدَّهْدَمُوزُ الشديدُ الأَكل وأَنشد لا تَكْرِيَنَّ بعدَها عَجُوزا واسِعَةَ الشِّدْقَيْنِ دَهْدَمُوزا تَلْقَمُ لَقْماً كالقَطا مَكْنُوزا والله أَعلم

ذرز
التهذيب يقال للدنيا أُم ذَرْزٍ قال ودَرِزَ الرجلُ وذَرِزَ بالدال والذال إِذا تمكن من نعيم الدنيا

رأز
الرَّأْزُ من آلات البنائين والجمع رَأْزَةٌ قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة قال وعندي اسم للجمع

ربز
: التهذيب : أَبو زيد الرَّبيزُ و الرَّمِيزُ من الرجال العاقل الثَّخِين وقد رَبُزَ رَبَازَةً و أَرْبَزْتُهُ إِرْبَازاً . قال : ومنهم من يقول رَمِيز بالميم . و رَبُزَ رَبَازَةً و رَمَزَ رَمَازَةٌ بمعنى واحد . وفلان رَبِيزٌ و رَمِيزٌ إِذا كان كثيراً في فَنِّه وهو مُرْتَبِزٌ و مُرْتَمِزٌ . وكَبْشٌ رَبِيزٌ أَي مُكْتَنِز أَعْجَزُ مثل رَبِيسٍ . و رَبَّزَ القربةَ و رَبَّسَها : ملأَها . وفي حديث عبدا بن بِشْر : جاء رسولا إِلى داري فوضعنا له قطِيفَةٌ رَبيزَةً أَي ضَخْمة من قولهم : كِيس رَبيزٌ وصُرَّة رَبِيزَة

رجز
: الرَّجَزُ : داء يصيب الإبل في أَعجازها . و الرَّجَز : أَن تضطرب رِجْلُ البعير أَو فَخْذاه إِذا أَراد القيام أَو ثارَ ساعةً ثم تنبسط . و الرَّجَزُ : ارْتعادٌ يصيب البعير والناقة في أَفخاذهما ومؤخرهما عند القيام وقد رَجِزَ رَجَزاً وهو أَرْجَزُ والأُنثى رَجْزاء وقيل : ناقة رَجْزاء ضعيفةُ العَجُزِ إِذا نهضت من مَبْرَكها لم تَسْتَقِلَّ إِلاَّ بعد نَهْضتين أَو ثلاث قال أَوس بن حَجَر يهجو الحكَم بن مَرْوانَ بن زِنْباع : هَمَمْتَ بخير ثم قَصَّرْتَ دونَه كما ناءَتِ الرَّجْزاءُ شُدَّ عِقالُها مَنَعْت قليلاً نَفْعُه وحَرَمْتَنِي قليلاً فهَبْها بَيْعَةً لا تُقالُها ويروى : عَثْرَةً وكان وَعَدَه بشيء ثم أَخلفه والذي في شِعْره : هممتَ بِباعٍ . وهو فعل خير يعطيه . قال : ومنه الحديث : يَلْحَقُني منكن أَطْوَالُكُنَّ باعاً فلما ماتت زينب رضي الله عنها عَلِمْن أَنها هي يقول : لم تُتِمَّ ما وَعَدْتَ كما أَن الرَّجْزاء أَرادت النُّهوضَ فلم تَكَدْ تَنْهَض إِلاَّ بعد ارتعاد شديد ومنه سمي الرَّجَزُ من الشعر لتقارب أَجزائه وقلة حروفه وقول الراعي يصف الأَثافِيَّ : ثَلاث صَلَيْنَ النَّارَ شَهْراً وأَرْزَمَتْ عليهِنَّ رَجْزاءُ القِيامِ هَدُوجُ يعني ريحاً تَهْدِج لها رَزَمَةٌ أَي صوت . ويقال : أَراد بَرجْزاءِ القِيام قِدْراً كبيرة ثقيلة . هَدُوجٌ : سريعة الغَلَيان قال : وهذا هو الصواب وقال أَبو النجم : حتى تَقُوم تَكَلُّفَ الرَّجْزاءِ ويقال للريح إِذا كانت دائمة : إِنها لَرَجْزاءُ وقد رَجَزَت رَجْزاً و الرَّجْزُ : مصدر رَجَز يَرْجُز قال ابن سيده : و الرَّجَزُ شِعْرٌ ابتداء أَجزائه سَبَبَان ثم وَتِدٌ وهو وَزْنٌ يسهل في السَّمْع ويقع في النَّفْس ولذلك جاز أَن يقع فيه المَشْطور وهو الذي ذهب شَطْره والمَنْهوك وهو الذي قد ذهب منه أَربعة أَجزائه وبقي جزآن نحو : يا ليتني فيها جَذَعْ أَخُبُّ فيها وأَضَعْ وقد اختلف فيه فزعم قوم أَنه ليس بشِعْر وأَن مَجازه مَجازُ السَّجْع وهو عند الخليل شِعْر صحيح ولو جاء منه شيء على جزء واحد لاحتمل الرَّجَزُ ذلك لحسن بنائه . وفي التهذيب : وزعم الخليل أَن الرَّجَزَ ليس بِشِعْر وإِنما هو أَنْصافُ أَبيات وأَثْلاث ودليل الخليل في ذلك ما روي عن النبي في قوله : سَتُبْدي لك الأَيَّامُ ما كنْتَ جاهِلاً ويأْتيك من لم تُزَوِّد بالأخْبارِ قال الخليل : لو كان نصف البيت شعراً ما جرى لسان النبي : سَتُبْدِي لك الأَيْامُ ما كنت جاهِلاً وجاء بالنصف الثاني على غير تأْليف الشِّعْر لأَن نصف البيت لا يقال له شِعْر ولا بيت ولو جاز أَن يقال لنِصْف البيت شِعْر لقيل لجزء منه شِعْر وقد جرى على لسان النبي : النبي لا كَذِبْ أَنا ابن عَبْدِ المُطَّلِبْ قال بعضهم : إِنما هو لا كَذِبَ بفتح الباء على الوصل قال الخليل : فلو كان شِعْراً لم يَجْر على لسان النبي قال الله تعالى : { وما علَّمناه الشِّعْر وما ينبغي له } أَي وما يَتَسَهَّلُ له قال الأَخفش : قول الخليل إِن هذه الأَشياء شِعْر قال : وأَنا أَقول إِنها ليست بشِعْر وذكر أَنه هو أَلْزَمَ الخليلَ ما ذكرنا وأَن الخليل اعتقده . قال الأَزهري : قول الخليل الذي كان بنى عليه أَن الرجز شعر ومعنى قول الله عز وجل : { وما علمناه الشعر وما ينبغي له } أي لم نُعَلِّمه الشَّعْر فيقوله وَيَتَدَرَّب فيه حتى يُنْشِىء منه كُتُباً وليس في إِنشاده البيت والبيتين لغيره ما يبطل هذا لأَن المعنى فيه أَنَّا لم نجعله شاعراً قال الخليل : الرَّجَزُ المَشْطُور والمَنْهوك ليسا من الشعر قال : والمَنْهُوك كقوله : أَنا النَّبِيّ لا كَذِبْ والمَشْطُور : الأَنْصاف المُسَجَّعة . وفي حديث الوليد بن المُغيِرة حين قالت قريش للنبي : إِنه شاعِرٌ فقال : لقد عرفت الشِّعْرَ ورَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه فما هو به . و الرَّجَز : بحر من بحور الشِّعْر معروف ونوعٌ من أَنواعه يكون كل مِصْراع منه مفرداً وتسمى قصائده أَراجِيزَ واحدتها أُرْجُوزَةٌ وهي كهيئة السَّجْع إلا أَنه في وزن الشِّعْر ويسمى قائله راجزاً كما يسمى قائل بحور الشِّعْر شاعراً . قال الحربي : ولم يبلغني أَنه جرى على لسان النبي من ضروب الرَّجَز إلا ضربان : المَنْهُوك والمَشْطُور ولم يَعُدَّهما الخليل شِعْراً فالمَنْهُوك كقوله في رواية البراء إِنه رأَى النبي على بغلة بيضاء يقول : أَنا النبيّ لا كَذِبْ أَنا ابن عَبْدِ المُطَّلِبْ والمَشْطُور كقوله في رواية جُنْدب : إِنه دَمِيَتْ إِصبَعُه فقال : أَنتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وفي سبيل الله ما لَقيتِ ويروى أَن العجاج أَنشد أَبا هريرة : ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا فقال : كان النبي يُعْجبه نحو هذا من الشِّعر . قال الحربي : فأَما القصيدة فلم يبلغني أَنه أَنشد بيتاً تامّاً على وزنه إِنما كان ينشد الصدر أَو العَجُز فإِن أَنشده تامّاً لم يُقِمْه على وزنه إِنما أَنشد صدر بيت لبيد : أَلا كُلُّ شيْءٍ ما خَلا اللَّهَ باطِلُ وسكت عن عَجُزه وهو : وكلَّ نَعِيمٍ لا مَحالَةَ زَائِلُ وأَنشد عجز بيت طَرَفَةَ : ويأْتيك مَنْ لم تُزَوِّد بالأَخْبار وصَدْره : سَتُبْدِي لك الأَيامُ ما كنتَ جاهِلاً وأَنشد : أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْ بين الأَقْرَعِ وعُيَيْنَة فقال الناس : بين عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ فأَعادها : بين الأَقرع وعيينة فقام أَبو بكر رضي الله عنه فقال : أَشهد أَنك رسولا ثم قرأَ : { وما عَلَّمناه الشِّعر وما ينبغي له } قال : و الرَّجَز ليس بشِعْرٍ عند أَكثرهم . وقوله : أَنا ابْنُ عبد المُطَّلِبْ لم يقله افتخاراً به لأَنه كان يكره الانتساب إلى الآباء الكفار أَلا تراه لما قال له الأَعرابي : يا بن عبد المطلب قال : قد أَجَبْتُك ولم يتلفظ بالإجابة كراهة منه لما دعاه به حيث لم يَنْسُبْه إلى ما شرفه الله به من النبوّة والرسالة ولكنه أَشار بقوله : أَنا ابن عبد المطلب إلى رؤيا كان رآها عبدُ المطلب كانت مشهورة عندهم رأَى تصديقها فَذَكَّرهم إِياها بهذا القول . وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه : من قرأَ القرآن في أَقَلَّ من ثلاث فهو راجزٌ إِنما سماه رَاجزاً لأَن الرَّجَزَ أَخف على لسان المُنْشِدِ واللسان به أَسْرَعُ من القَصيد . قال أَبو إِسحاق . إِنما سمي الرَّجَز رَجَزاً لأَنه تتوالى فيه في أَوَّله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أَن تنتهي أَجزاؤه يشبه بالرَّجَز في رِجْل الناقة ورِعْدَتها وهو أَن تتحرك وتسكن ثم تتحرك وتسكن وقيل : سمي بذلك لاضطراب أَجزائه وتقاربها وقيل : لأَنّهُ صدور بلا أَعْجاز وقال ابن جني : كل شعر تركب تركيب الرَّجزَ سمي رَجَزاً وقال الأَخفش مرة : الرَّجَز عند العرب كل ما كان على ثلاثة أَجزاء وهو الذي يَتَرَنَّمون به في عملهم وسَوْقهم ويَحْدُون به قال ابن سيده : وقد روى بعضُ من أَثِقُ به نحوَ هذا عن الخليل قال ابن جني : لم يَحْتَفِل الأَخفش ههنا بما جاء من الرَّجَز على جزأَين نحو قوله : يا ليتني فيها جَذَعْ قال : وهو لَعَمْرِي بالإِضافة إلى ما جاء منه على ثلاثة أَجزاء جُزْءٌ لا قَدْرَ له لِقِلَّته فلذلك لم يذكره الأَخفش في هذا الموضع فإِن قلت : فإِن الأَخفش لا يرى ما كان على جُزْأَين شِعْراً قيل : وكذلك لا يرى ما هو على ثلاثة أَجْزاء أَيضاً شِعْراً ومع ذلك فقد ذكره الآن وسماه رَجَزاً ولم يذكر ما كان منه على جُزْأَين وذلك لِقِلَّته لا غير وإِذا كان إِنما سُمِّيَ رَجَزاً لاضطرابه تشبيهاً بالرَّجَزِ في الناقة وهو اضطرابها عند القيام فما كان على جُزْأَين فالاضطراب فيه أَبلغ وأَوكد وهي الأُرْجُوزَةُ للواحدة والجمعُ الأَرَاجِيزُ . رَجَز الرَّاجِزُ يَرْجُزُ رَجْزاً و ارْتَجَزَ الرَّجَّاز ارْتجازاً : قال أُرْجُوزَةً و تَرَاجَزُوا و ارتَجَزُوا : تَعَاطَوْا بينهم الرَّجَزَ وهو رجَّازٌ و رَجَّازَةٌ و راجزٌ . و الارْتِجازُ : صوت الرّعْد المُتَدارِك . و ارْتَجَزَ الرعدُ ارْتِجازاً إِذا سمعت له صوتاً متتابعاً . و تَرَجَّزَ السحابُ إِذا تحرك تحركاً بَطِيئاً لكثرة مائه قال الراعي : ورَجَّافاً تَحِنُّ المُزْنُ فيه تَرَجَّزَ من تِهامَةَ فاسْتَطارَا وغيث مُرْتَجِز : ذو رعدٍ وكذلك مُتَرَجِّز قال : أَبو صخر : وما مُتَرَجِّزُ الآذِيِّ جَوْنٌ له حُبُكٌ يَطُمُّ على الجبالِ و المُرْتَجِزُ : اسم فرس سيدنا رسولا سمي بذلك لِجَهارة صَهيله وحُسنه وكان رسولا اشتراه من الأَعرابي وشهد له خُزَيْمَةُ بن ثابت وَرَدَ ذكره في الحديث . و تَرَاجَزَ القوم : تنازعوا . و الرِّجْز : القَذَر مثل الرِّجْس : و الرِّجْز : العذاب . و الرِّجْز و الرُّجْز : عبادة الأَوثان وقيل : هو الشِّرْك ما كان تأْويله أَن مَنْ عبد غير الله تعالى فهو على رَيْب من أَمره واضطراب من اعتقاده كما قال سبحانه وتعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حَرْفٍ } أَي على شك وغير ثقَةٍ ولا مُسْكة ولا طمأْنينة وقوله تعالى : { و الرُّجْزَ فاهْجُرْ } قال قوم : هو صنم وهو قول مجاهد وا أعلم قال أبو إسحاق : قرىء و الرِّجْز و الرُّجْز بالكسر والضم ومعناهما واحد وهو العمل الذي يُؤدِّي إلى العذاب وقال عز من قائل : { لئن كشفت عنا الرِّجْزَ لنؤْمنن لك } أَي كشفت عنا العذاب . وقوله : { رجْزاً من السماء } هو العذاب وفي الحديث : أَن مُعاذاً رضي الله عنه أَصابه الطَّاعون فقال عمرو بن العاص : لا أُراه إِلاَّ رجْزاً وطُوفاناً فقال معاذ : ليس برجْزٍ ولا طُوفان هو بكسر الراء العذاب والإثم والذنبُ ويقال في قوله عز وجل : { و الرُّجْز فاهْجُرْ } أَي عبادة الأَوثان . وأَصل الرَّجز في اللغة : تتابُعُ الحركات ومن ذلك قولهم : ناقة رَجْزاءُ إِذا كانت قوائمها ترتعدُ عند قيامها ومن هذا رَجزُ الشعر لأَنه أَقصرُ أَبياتِ الشعرِ والانتقالُ من بيت إلى بيت سريعٌ نحو قوله : صَبْراً بَنِي عبد الدَّارْ وكقوله : ما هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قد شَجَا قال أَبو إِسحاق : ومعنى الرِّجْز في القرآن هو العذابُ المقَلْقِل لشدّته وله قلقلةٌ شديدةٌ متتابعة . وقوله عز وجل : { ويُذْهِبَ عنكم رِجْزَ الشيطان } قال المفسرون : هو وساوسُه وخطاياهُ وذلك أَن المسلمين كانوا في رَمْل تسوخ فيه الأَرجلُ وأَصابت بعضَهم الجنابةُ فوسوس إليهم الشيطانُ بأَن عدوَّهم يقدرون على الماء وهم لا يقدرون عليه وخَيَّل إليهم أَن ذلك عَوْنٌ من الله تعالى لعدوّهم فأَمطر الله تعالى المكانَ الذي كانوا فيه حتى تطهَّروا من الماء واستوت الأَرضُ التي كانوا عليها وذلك من آيات الله عز وجل . وَوَسواسُ الشيطان رِجْزٌ . و تَرَجَّزَ الرجل إِذا تحرك تحركاً بطيئاً ثقيلاً لكثرة مائه . و الرِّجَازَةُ : ما عُدِل به مَيْلُ الحِمْلِ والهَوْدَجِ وهو كساءٌ يجعل فيه حجارةٌ ويعلق بأَحد جانبي الهودج ليَعْدِله إِذا مال سمي بذلك لاضطرابه وفي التهذيب : هو شيء من وسادة وأَدَم إِذا مال أَحدُ الشِّقين وضع في الشِّق الآخر ليستوي سمي رِجازَة المَيْل . و الرِّجازَةُ : مَرْكَبٌ للنساء دون الهودج . و الرِّجازَة : ما زين به الهودجُ من صوف وشعر أَحمر قال الشَّمَّاخ : ولو ثَقِفاها ضُرِّجَتْ بدِمائها كما جَلَّلَتْ نِضْوَ القِرامِ الرَّجائزُ قال الأَصمعي : هذا خطأٌ إِنما هي الجزائزُ الواحدة جَزِيرة وقد تقدم ذكرها . و الرجائزُ : مراكبُ أَصغرُ من الهوادج ويقال : هو كساء تجعل فيه أَحجار تعلق بأَحد جانبي الهودج إِذا مال . و الرَّجَّاز : وادٍ معروف قال بدر بن عامر الهذلي : أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوائه بِمَدَافِعِ الرَّجَّازِ أَو بعُيونِ ويروى : بمدامع الرَّجَّاز وا أَعلم

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88