كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

يون
اليُونُ اسم موضع قال الهُذليُّ جَلَوْا منْ تِهامٍ أَرْضِنا وتَبَدَّلوا بمكةَ بابَ اليُونِ والرَّيْطَ بالعَصْبِ

يين
يَيْنٌ اسم بلد عن كراع قال ليس في الكلام اسم وقعت في أَوَّله ياءَان غيره وقال ابن جني إنما هو يَيَنٌ وقرَنه بِدَدَنٍ قال ابن بري ذكر ابن جني في سِرِّ الصناعة أَن يَيَن اسم وادٍ بين ضاحِكٍ وضُوَيْحِكٍ جبلين أَسْفَلَ الفَرْشِ والله أَعلم

( ه ) الهاء من الحروف الحلقية وهي العين والحاء والهاء والخاء والغين والهمزة وهي أَيضاًمن الحروف المهموسة وهي الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء والفاء قال والمهموس حرف لانَ في مَخْرجه دون المَجْهور وجرى مع النَّفَس فكان دون المجهور في رفع الصوت

أبه
أَبَهَ له يَأْبَهُ أَبْهاً وأَبِهَ له وبه أَبَهاً فَطِنَ وقال بعضهم أَبِهَ للشيء أَبَهاً نسِيه ثم تفطَّنَ له وأَبَّهَ الرجلَ فَطَّنه وأَبِّهه نبَّهه كلاهما عن كراع والمعنيان متقاربان الجوهري ما أَبَهْتُ للأَمر آبَهُ أَبْهاً ويقال أَيضاً ما أَبِهْتُ له بالكسر آبَهُ أَبَهاً مثل نَبِهْتُ نَبَهاً قال ابن بري وآبَهْتُه أَعلمته وأَنشد لأُمية إذْ آبَهَتْهم ولم يَدْرُوا بفاحشةٍ وأَرْغَمَتْهم ولم يَدْروا بما هَجَعُوا وفي حديث عائشة رضي الله عنها في التعوُّذ من عذاب القبر أَشَيءٌ أَوْهَمْتُه لم آبَهْ له أَو شَيءٌ ذَكَّرْتُه إياه أَي لا أَدري أَهو شيء ذكَرَه النبي وكنت غَفَلْتُ عنه فلم آبَهْ له أَو شيءٌ ذَكَّرْتُه إياه وكان يذكره بعدُ والأُبَّهَة العظمة والكبر ورجل ذو أُبَّهَةٍ أَي ذو كبر وعظمة وتَأَبَّه فلانٌ على فلان تأَبُّهاً إذا تكبر ورفع قدره عنه وأَنشد ابن بري لرؤبة وطامِح من نَخَْوَةِ التَّأَبُّهِ وفي كلام عليّ عليه السلام كمْ منْ ذِي أُبَّهَةٍ قد جعَلتُه حقيراً الأُبَّهةُ بالضم والتشديد للباء العظمة والبهاء وفي حديث معاوية إذا لم يَكُنِ المَخْزوميُّ ذا بَأْوٍ وأُبَّهَةٍ لم يشبه قومه يريد أَنَّ بني مخزوم أَكثرُهم يكونون هكذا وفي الحديث رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذي طِمْرَين لا يُؤبَهُ له أَي يُحْتَفَلُ به لحقارته ويقال للأَبَحِّ أَبَهُّ وقد بَهَّ يَبَهُّ أَي بَحَّ يَبَحُّ
أته
التَّأْتُّهُ مبدل من التَّعَتُّه

أره
هذه ترجمة لم يترجم عليها سوى ابن الأَثير وأَورد ابن الأَثير وأَورد فيها حديث بلال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَعَكم شيء من الإرَةِ أَي القَدِيد وقيل هو أَن يُغْلَى اللحم بالخل ويُحْمَلَ في الأَسفار وسيأْتي هذا وغيره في مواضعه

أقه
الأَقْهُ القَأْهُ وهو الطاعَةُ كأَنه مقلوب منه

أله
الإلَهُ الله عز وجل وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه والجمع آلِهَةٌ والآلِهَةُ الأَصنام سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه وهو بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانيَّةِ وفي حديث وُهَيْب ابن الوَرْد إذا وقع العبد في أُلْهانيَّة الرَّبِّ ومُهَيْمِنِيَّة الصِّدِّيقين ورَهْبانِيَّةِ الأَبْرار لم يَجِدْ أَحداً يأْخذ بقلبه أَي لم يجد أَحداً ولم يُحِبَّ إلاَّ الله سبحانه قال ابن الأَثير هو مأْخوذ من إلَهٍ وتقديرها فُعْلانِيَّة بالضم تقول إلَهٌ بَيِّنُ الإلَهيَّة والأُلْهانِيَّة وأَصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إذا تَحَيَّر يريد إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصَرَفَ وَهْمَه إليها أَبْغَضَ الناس حتى لا يميل قلبه إلى أَحد الأَزهري قال الليث بلغنا أَن اسم الله الأَكبر هو الله لا إله إلاَّ هو وحده
( * قوله « إلا هو وحده » كذا في الأصل المعوّل عليه وفي نسخة التهذيب الله لا إله إلا هو والله وحده ا ه ولعله إلا الله وحده ) قال وتقول العرب للهِ ما فعلت ذاك يريدون والله ما فعلت وقال الخليل الله لا تطرح الأَلف من الاسم إنما هو الله عز ذكره على التمام قال وليس هو من الأَسماء التي يجوز منها اشْتقاق فِعْلٍ كما يجوز في الرحمن والرحيم وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال كان حقه إلاهٌ أُدخلت الأَلف واللام تعريفاً فقيل أَلإلاهُ ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف وذهبت الهمزة أَصلاً فقالوا أَلِلاهٌ فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية فقالوا الله كما قال الله عز وجل لكنا هو الله ربي معناه لكنْ أَنا ثم إن العرب لما سمعوا اللهم جرت في كلام الخلق توهموا أَنه إذا أُلقيت الأَلف واللام من الله كان الباقي لاه فقالوا لاهُمَّ وأَنشد لاهُمَّ أَنتَ تَجْبُرُ الكَسِيرَا أَنت وَهَبْتَ جِلَّةً جُرْجُورا ويقولون لاهِ أَبوك يريدون الله أَبوك وهي لام التعجب وأَنشد لذي الإِصبع لاهِ ابنُ عَمِّي ما يَخا فُ الحادثاتِ من العواقِبْ قال أَبو الهيثم وقد قالت العرب بسم الله بغير مَدَّة اللام وحذف مَدَّة لاهِ وأَنشد أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أَمر اللهْ يَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه وأَنشد لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوسِيمةٌ على هَنَواتٍ كاذبٍ من يَقُولُها إنما هو للهِ إنَّكِ فحذف الأَلف واللام فقال لاهِ إنك ثم ترك همزة إنك فقال لَهِنَّك وقال الآخر أَبائِنةٌ سُعْدَى نَعَمْ وتُماضِرُ لَهِنَّا لمَقْضِيٌّ علينا التَّهاجُرُ يقول لاهِ إنَّا فحذف مَدَّةِ لاهِ وترك همزة إنا كقوله لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى يَعْدُو وقال الفراء في قول الشاعر لَهِنَّك أَرادَ لإنَّك فأبدل الهمزة هاء مثل هَراقَ الماءَ وأَراق وأَدخل اللام في إن لليمين ولذلك أَجابها باللام في لوسيمة قال أَبو زيد قال لي الكسائي أَلَّفت كتاباً في معاني القرآن فقلت له أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمين ؟ فقال لا فقلت اسمَعْها قال الأَزهري ولا يجوز في القرآن إلاَّ الحمدُ للهِ بمدَّةِ اللام وإِنما يقرأُ ما حكاه أَبو زيد الأَعرابُ ومن لا يعرف سُنَّةَ القرآن قال أَبو الهيثم فالله أَصله إلاهٌ قال الله عز وجل ما اتَّخذ اللهُ من وَلَدٍ وما كان معه من إلَهٍ إذاً لَذَهَبَ كُلُّ إلَهٍ بما خَلَقَ قال ولا يكون إلَهاً حتى يكون مَعْبُوداً وحتى يكونَ لعابده خالقاً ورازقاً ومُدبِّراً وعليه مقتدراً فمن لم يكن كذلك فليس بإله وإِن عُبِدَ ظُلْماً بل هو مخلوق ومُتَعَبَّد قال وأَصل إلَهٍ وِلاهٌ فقلبت الواو همزة كما قالوا للوِشاح إشاحٌ وللوِجاحِ وهو السِّتْر إِجاحٌ ومعنى ولاهٍ أَن الخَلْقَ يَوْلَهُون إليه في حوائجهم ويَضْرَعُون إليه فيما يصيبهم ويَفْزَعون إليه في كل ما ينوبهم كم يَوْلَهُ كل طِفْل إلى أُمه وقد سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً والأُلَهةُ الشمسُ الحارَّةُ حكي عن ثعلب والأَلِيهَةُ والأَلاهَةُ والإلاهَةُ وأُلاهَةُ كلُّه الشمسُ اسم لها الضم في أَوَّلها عن ابن الأَعرابي قالت مَيَّةُ بنت أُمّ عُتْبَة
( * قوله « ام عتبة » كذا بالأصل عتبة في موضع مكبراً وفي موضعين مصغراً )
بن الحرث كما قال ابن بري تروَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً فأَعْجَلْنا الإلَهةَ أَن تَؤُوبا
( * قوله « عصراً والالهة » هكذا رواية التهذيب ورواية المحكم قسراً والهة )
على مثْل ابن مَيَّة فانْعَياه تَشُقُّ نَواعِمُ البَشَر الجُيُوبا قال ابن بري وقيل هو لبنت عبد الحرث اليَرْبوعي ويقال لنائحة عُتَيْبة بن الحرث قال وقال أَبو عبيدة هو لأُمِّ البنين بنت عُتيبة بن الحرث ترثيه قال ابن سيده ورواه ابن الأَعرابي أُلاهَةَ قال ورواه بعضهم فأَعجلنا الأَلاهَةَ يصرف ولا يصرف غيره وتدخلها الأَلف واللام ولا تدخلها وقد جاء على هذا غير شيء من دخول لام المعرفة الاسمَ مَرَّة وسُقوطها أُخرى قالوا لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد الفَيْنة ونَسْرٌ والنَّسْرُ اسمُ صنم فكأَنهم سَمَّوْها الإلَهة لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها فإنهم كانوا يُعَظِّمُونها ويَعْبُدُونها وقد أَوْجَدَنا اللهُ عز وجل ذلك في كتابه حين قال ومن آياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ لا تَسْجُدُوا للشمس ولا للقمر واسجُدُوا لله الذي خَلَقَهُنَّ إن كنتم إياه تعبدون ابن سيده والإلاهَةُ والأُلُوهة والأُلُوهِيَّةُ العبادة وقد قرئ ويَذَرَكَ وآلِهتَكَ وقرأَ ابن عباس ويَذَرَك وإِلاهَتَك بكسر الهمزة أَي وعبادتك وهذه الأَخيرة عند ثعلب كأَنها هي المختارة قال لأَن فرعون كان يُعْبَدُ ولا يَعْبُدُ فهو على هذا ذو إلاهَةٍ لا ذو آلِهة والقراءة الأُولى أَكثر والقُرّاء عليها قال ابن بري يُقَوِّي ما ذهب إليه ابن عباس في قراءته ويذرك وإِلاهَتَك قولُ فرعون أَنا ربكم الأَعلى وقوله ما علمتُ لكم من إله غيري ولهذا قال سبحانه فأَخَذه اللهُ نَكالَ الآخرةِ والأُولى وهو الذي أَشار إِليه الجوهري بقوله عن ابن عباس إن فرعون كان يُعْبَدُ ويقال إلَه بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانِيَّة وكانت العرب في الجاهلية يَدْعُونَ معبوداتهم من الأَوثان والأَصنام آلهةً وهي جمع إلاهة قال الله عز وجل ويَذَرَك وآلِهَتَك وهي أَصنام عَبَدَها قوم فرعون معه والله أَصله إلاهٌ على فِعالٍ بمعنى مفعول لأَنه مأَلُوه أَي معبود كقولنا إمامٌ فِعَالٌ بمعنى مَفْعول لأَنه مُؤْتَمّ به فلما أُدخلت عليه الأَلف واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض منه في قولهم الإلاهُ وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيماً لهذا الاسم قال الجوهري وسمعت أَبا علي النحوي يقول إِن الأَلف واللام عوض منها قال ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء وذلك قولهم أَفأَللهِ لَتفْعَلَنّ ويا الله اغفر لي أَلا ترى أَنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم ؟ قال ولا يجوز أَيضاً أَن يكون للزوم الحرف لأَن ذلك يوجب أَن تقطع همزة الذي والتي ولا يجوز أَيضاً أَن يكون لأَنها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة كما لم يجز في ايْمُ الله وايْمُن الله التي هي همزة وصل فإنها مفتوحة قال ولا يجوز أَيضاً أَن يكون ذلك لكثرة الاستعمال لأَن ذلك يوجب أَن تقطع الهمزة أَيضاً في غير هذا مما يكثر استعمالهم له فعلمنا أَن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها ولا شيء أَولى بذلك المعنى من أَن يكون المُعَوَّضَ من الحرف المحذوف الذي هو الفاء وجوّز سيبويه أَن يكون أَصله لاهاً على ما نذكره قال ابن بري عند قول الجوهري ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض عنه في قولهم الإلَهُ قال هذا رد على أَبي علي الفارسي لأَنه كان يجعل الأَلف واللام في اسم الباري سبحانه عوضاً من الهمزة ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم الإلَهُ لأَن اسم الله لا يجوز فيه الإلَهُ ولا يكون إلا محذوف الهمزة تَفَرَّد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره فإذا قيل الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأَصنام وإذا قلت الله لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى ولهذا جاز أَن ينادي اسم الله وفيه لام التعريف وتقطع همزته فيقال يا ألله ولا يجوز يالإلهُ على وجه من الوجوه مقطوعة همزته ولا موصولة قال وقيل في اسم الباري سبحانه إنه مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَه إذا تحير لأَن العقول تَأْلَهُ في عظمته وأَلِهَ أَلَهاً أَي تحير وأَصله وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً وقد أَلِهْتُ على فلان أَي اشتدّ جزعي عليه مثل وَلِهْتُ وقيل هو مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَهُ إلى كذا أَي لجأَ إليه لأَنه سبحانه المَفْزَعُ الذي يُلْجأُ إليه في كل أَمر قال الشاعر أَلِهْتَ إلينا والحَوادِثُ جَمَّةٌ وقال آخر أَلِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقَّف والتَّأَلُّهُ التَّنَسُّك والتَّعَبُّد والتأْليهُ التَّعْبيد قال لله دَرُّ الغَانِياتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِي ابن سيده وقالوا يا أَلله فقَطَعُوا قال حكاه سيبويه وهذا نادر وحكى ثعلب أَنهم يقولون يا الله فيصلون وهما لغتان يعني القطع والوصل وقول الشاعر إنِّي إذا ما حَدَثٌ أَلَمَّا دَعَوْت يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمَّا فإن الميم المشددة بدل من يا فجمع بين البدل والمبدل منه وقد خففها الأعشى فقال كحَلْفَةٍ من أَبي رَباحٍ يَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ
( * قوله « من أبي رباح » كذا بالأصل بفتح الراء والباء الموحدة ومثله في البيضاوي إلا أن فيه حلقة بالقاف والذي في المحكم والتهذيب كحلفة من أبي رياح بكسر الراء وبياء مثناة تحتية وبالجملة فالبيت رواياته كثيرة )
وإنشاد العامة يَسْمَعُها لاهُهُ الكُبارُ قال وأَنشده الكسائي يَسْمَعُها الله والله كبار
( * وقوله يسمعها الله والله كبار كذا بالأصل ونسخة من التهذيب )
الأَزهري أَما إعراب اللهم فضم الهاء وفتح الميم لا اختلاف فيه بين النحويين في اللفظ فأَما العلة والتفسير فقد اختلف فيه النحويون فقال الفراء معنى اللهم يا أَللهُ أُمَّ بخير وقال الزجاج هذا إقدام عظيم لأَن كل ما كان من هذا الهمز الذي طرح فأَكثر الكلام الإتيان به يقال وَيْلُ أُمِّه ووَيْلُ امِّهِ والأَكثر إثبات الهمزة ولو كان كما قال هذا القائل لجاز الله أُومُمْ واللهُ أُمَّ وكان يجب أَن يلزمه يا لأَن العرب تقول يا ألله اغفر لنا ولم يقل أَحد من العرب إلا اللهم ولم يقل أَحد يا اللهم قال الله عز وجل قُلِ اللهم فاطرَ السمواتِ والأَرضِ فهذا القول يبطل من جهات إحداها أَن يا ليست في الكلام والأُخرى أَن هذا المحذوف لم يتكلم به على أَصله كما تكلم بمثله وأَنه لا يُقَدَّمُ أَمامَ الدُّعاء هذا الذي ذكره قال الزجاج وزعم الفراء أَن الضمة التي هي في الهاء ضمة الهمزة التي كانت في أُمِّ وهذا محال أَن يُتْرَكَ الضمُّ الذي هو دليل على نداء المفرد وأَن يجعل في اسم الله ضمةُ أُمَّ هذا إلحاد في اسم الله قال وزعم الفراء أَن قولنا هَلُمَّ مثل ذلك أَن أَصلها هَلْ أُمَّ وإنما هي لُمَّ وها التنبيه قال وقال الفراء إن يا قد يقال مع اللهم فيقال يا أَللهم واستشهد بشعر لا يكون مثله حجة وما عليكِ أَن تَقُولِي كُلَّما صَلَّيْتِ أَو سَبَّحْت يا أَللَّهُمَا ارْدُدْ علينا شَيْخَنَا مُسَلَّما قال أَبو إسحق وقال الخليل وسيبويه وجميع النحويين الموثوق بعلمهم اللهم بمعنى يا أَلله وإن الميم المشددة عوض من يا لأَنهم لم يجدوا يا مع هذه الميم في كلمة واحدة ووجدوا اسم الله مستعملاً بيا إذا لم يذكروا الميم في آخر الكلمة فعلموا أَن الميم في آخر الكلمة بمنزلة يا في أَولها والضمة التي هي في الهاء هي ضمة الاسم المنادى المفرد والميم مفتوحة لسكونها وسكون الميم قبلها الفراء ومن العرب من يقول إذا طرح الميم يا ألله اغفر لي بهمزة ومنهم من يقول يا الله بغير همز فمن حذف الهمزة فهو على السبيل لأَنها أَلف ولام مثل لام الحرث من الأَسماء وأَشباهه ومن همزها توهم الهمزة من الحرف إذ كانت لا تسقط منه الهمزة وأَنشد مُبارَكٌ هُوَّ ومن سَمَّاهُ على اسْمكَ اللَّهُمَّ يا أَللهُ قال وكثرت اللهم في الكلام حتى خففت ميمها في بعض اللغات قال الكسائي العرب تقول يا أَلله اغفر لي ويَلّله اغفر لي قال وسمعت الخليل يقول يكرهون أَن ينقصوا من هذا الاسم شيئاً يا أَلله أَي لا يقولون يَلَهُ الزجاج في قوله تعالى قال عيسى بنُ مريم اللهم ربنا ذكر سيبويه أَن اللهم كالصوت وأَنه لا يوصف وأَن ربنا منصوب على نداء آخر الأَزهري وأَنشد قُطْرُب إِني إِذا ما مُعْظَمٌ أَلَمّا أَقولُ يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمّا قال والدليل على صحة قول الفراء وأَبي العباس في اللهم إِنه بمعنى يا أَلله أُمَّ إِدخالُ العرب يا على اللهم وقول الشاعر أَلا لا بارَكَ اللهُ في سُهَيْلٍ إِذا ما اللهُ بارك في الرجالِ إِنما أَراد الله فقَصَر ضرورة والإِلاهَةُ الحية العظيمة عن ثعلب وهي الهِلالُ وإِلاهَةُ اسم موضع بالجزيرة قال الشاعر كفى حَزَناً أَن يَرْحَلَ الركبُ غُدْوةً وأُصْبِحَ في عُلْيا إِلاهَةِ ثاوِيا وكان قد نَهَسته حية قال ابن بري قال بعض أَهل اللغة الرواية وأُتْرَكَ في عُلْيَا أُلاهَةَ بضم الهمزة قال وهي مَغارَةُ سَمَاوَة كَلْب قال ابن بري وهذا هو الصحيح لأَن بها دفن قائل هذا البيت وهو أُفْنُونٌ التَّغْلَبيّ واسمه صُرَيْمُ بن مَعْشَرٍ
( * قوله « واسمه صريم بن معشر » أي ابن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب سأل كاهناً عن موته فأخبر أنه يموت بمكان يقال له ألاهة وكان افنون قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طريقهم فقال خذوا كذا وكذا فإذا عنت لكم الالاهة وهي قارة بالسماوة وضح لكم الطريق فلما سمع افنون ذكر الالاهة تطير وقال لأصحابه إني ميت قالوا ما عليك بأس قال لست بارحاً فنهش حماره ونهق فسقط فقال اني ميت قالوا ما عليك بأس قال ولم
ركض الحمار ؟ فأرسلها مثلاً ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها
ألا لست في شيء فروحاً معاويا ... ولا المشفقات يتقين الجواريا
فلا خير فيما يكذب المرء نفسه ... وتقواله للشيء يا ليت ذا ليا
لعمرك إلخ كذا في ياقوت لكن قوله وهي قارة مخالف للاصل في قوله وهي مغارة ) وقبله لَعَمْرُكَ ما يَدْري الفَتى كيف يَتَّقي إِذا هو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيَا

أمه
الأَمِيهَة جُدَرِيّ الغنم وقيل هو بَثْرٌِ يَخْرُج بها كالجُدَرِيّ أَو الحَصْبَةِ وقد أُمِهَتِ الشاةُ تُؤْمَهُ أَمْهاً وأَمِيهَةً قال ابن سيده هذا قول أَبي عبيدة وهو خطأٌ لأَن الأَمِيهَةَ اسمٌ لا مصدر إِذ ليست فَعِيلة من أَبنية المصادر وشاة أَمِيهَةٌ مأْمُوهَة قال الشاعر طَبِيخُ نُحازِ أَو طَبِيخُ أَمِيهَةٍ صَغِيرُ العِظامِ سَيِّءُ القِشْمِ أَمْلَطُ يقول كانت أُمُّهُ حاملة به وبها سُعال أَو جُدَرِيّ فجاءت به ضاوِيّاً والقِشْْمُ هو اللحم أَو الشحم ابن الأَعرابي الأَمةُ النسيان والأَمَةُ الإِقْرارُ والأَمَهُ الجُدَرِيُّ قال الزجاج وقرأَ ابن عباس وادَّكَرَ بعد أَمَهٍ قال والأَمَهُ النسيانُ ويقال قد أَمِهَ بالكسر يَأْمَهُ أَمَهاً هذا الصحيح بفتح الميم وكان أَبو الهيثم يقرأُ بعد أَمَهٍ ويقول بعد أَمْهٍ خطأٌ أَبو عبيدة أَمِهْتُ الشيءَ فأَنا آمُهُه أَمْهاً إِذا نسيته قال الشاعر أَمِهْتُ وكنتُ لا أَنْسَى حَدِيثاً كذاك الدَّهْرُ يُودِي بالعُقُولِ قال وادَّكَرَ بعد أَمْه قال أَبو عبيد هو الإِقرار ومعناه أَن يعاقب ليُقِرَّ فإِقراره باطل ابن سيده الأَمَهُ الإِقرار والاعتراف ومنه حديث الزهري من امْتُحِنَ في حَدٍّ فأَمِهَ ثم تَبَرَّأَ فليست عليه عقوبة فإِن عوقب فأَمِهَ فليس عليه حَدٌّ إِلا أَن يَأْمَه من غير عقوبة قال أَبو عبيد ولم أَسمع الأَمَهَ الإِقرارَ إِلاَّ في هذا الحديث وفي الصحاح قال هي لغة غير مشهورة قال ويقال أَمَهْتُ إِليه في أَمر فأَمَهَ إِليَّ أَي عَهِدْتُ إِليه فعَهِدَ إِليَّ الفراء أُمِهَ الرجلُ فهو مَأْموهٌ وهو الذي ليس عقله معه الجوهري يقال في الدعاء على الإِنسان آهَةً وأَمِيهَةً التهذيب وقولهم آهَةً وأَمِيهَةً الآهَةُ من التَّأَوُّهِ والأَمِيهَةُ الجُدَري ابن سيده الأُمَّهَةُ لغة في الأُمِّ قال أَبو بكر الهاء في أُمَّهة أَصلية وهي فُعَّلَة بمنزلة تُرَّهَةٍ وأُبَّهةٍ وخص بعضهم بالأُمَّهَةِ من يعقل وبالأُمِّ ما لا يعقل قال قُصَيٌّ عَبْدٌ يُنادِيهِمْ بِهالٍ وَهَبِ أُمَّهَتي خِنْدِفُ والْياسُ أَبي حَيْدَرَةٌ خالي لَقِيطٌ وعَلِي وحاتِمُ الطائِيُّ وَهّابُ المِئِي وقال زهير فيما لا يعقل وإِلاَّ فإِنَّا بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى نُعَقِّرُ أُمّاتِ الرِّباعِ ونَيْسِرُ وقد جاءت الأُمَّهَةُ فيما لا يعقل كل ذلك عن ابن جني والجمع أُمَّهات وأُمّات التهذيب ويقال في جمع الأُمِّ من غير الآدميين أُمَّاتٌ بغير هاء قال الراعي كانتْ نَجائِبُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقٍ أُمّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا وأَما بَناتُ آدم فالجمع أُمَّهاتٌ وقوله وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ والقرآن العزيز نزل بأُمَّهات وهو أَوضح دليل على أَن الواحدة أُمَّهَةٌ وتَأَمَّهَ أُمّاً اتخدها كأَنه على أُمَّهَةٍ قال ابن سيده وهذا يقوي كون الهاء أَصلاً لأَن تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بمنزلة تَفَوَّهْتُ وتنَبَّهْت التهذيب والأُمّ في كلام العرب أَصل كل شيء واشْتقاقه من الأَمِّ وزيدت الهاء في الأُمَّهاتِ لتكون فرقاً بين بنات آدم وسائر إِناث الحيوان قال وهذا القول أَصح القولين قال الأَزهري وأَما الأُمُّ فقد قال بعضهم الأَصل أُمَّةٌ وربما قالوا أُمَّهةٌ قال والأُمَّهةُ أَصل قولهم أُمٌّ قال ابن بري وأُمَّهَةُ الشَّبابِ كِبْرُه وتِيهُهُ

أنه
الأَنِيهُ مثل الزَّفِير والآنِهُ كالآنِحِ وأَنَهَ يَأْنِهُ أَنْهاً وأُنُوهاً مثل أَنَح يَأْنِحُ إِذا تَزَحَّرَ من ثِقَلٍ يَجِدُه والجمع أُنَّةٌ مثل أُنَّحٍ وأَنشد لرؤبة يصف فحلاً رَعّابَةٌ يُخْشِي نُفوسَ الأُنَّهِ بِرَجْسِ بَهْباهِ الهَدِيرِ البَهْبَهِ أَي يَرْعَبُ النُّفوسَ الذينَ يَأْنِهُونَ ابن سيده الأَنِيهُ الزَّحْرُ عند المسأَلة ورجل آنةٌ حاسِدٌ ويقال رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ وآنِهٌ وحاسد بمعنى واحد وهو من أَنَهَ يَأْنِهُ وأَنَحَ يَأْنِحُ أَنِيهاً وأَنِيحاً

أوه
الآهَةُ الحَصْبَةُ حكى اللحياني عن أَبي خالد في قول الناس آهَةٌ وماهَةٌ فالآهَةُ ما ذكرناه والماهَةُ الجُدَرِيُّ قال ابن سيده أَلف آهَةٍ واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء وآوَّهْ وأَوَّهُ وآووه بالمدّ وواوينِ وأَوْهِ بكسر الهاء خفيفة وأَوْهَ وآهِ كلها كلمة معناه التحزُّن وأَوْهِ من فلان إِذا اشتدَّ عليك فَقْدُه وأَنشد الفراء في أَوْهِ فأَوْهِ لِذكْراها إِذا ما ذَكَرتُها ومن بُعْدِ أَرْضٍ بيننا وسماءٍ ويروى فأَوِّ لِذِكراها وهو مذكور في موضعه ويروى فآهِ لذكراها قال ابن بري ومثل هذا البيت فأَوْهِ على زِيارَةِ أُمِّ عَمْروٍٍ فكيفَ مع العِدَا ومع الوُشاةِ ؟ وقولهم عند الشكاية أَوْهِ من كذا ساكنة الواو إِنما هو توجع وربما قلبوا الواو أَلفاً فقالوا آهِ من كذا وربما شدّدوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء قالوا أَوِّهْ من كذا وربما حذفوا الهاء مع التشديد فقالوا أَوِّ من كذا بلا مدٍّ وبعضهم يقول آوَّهْ بالمدّ والتشديد وفتح الواو ساكنة الهاء لتطويل الصوت بالشكاية وقد ورد الحديث بأَوْهِ في حديث أَبي سعيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك أَوْهِ عَيْنُ الرِّبا قال ابن الأَثير أَوْهِ كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع وهي ساكنة الواو مكسورة الهاء قال وبعضهم يفتح الواو مع التشديد فيقول أَوَّهْ وفي الحديث أَوَّهْ لفِراخِ محمدٍ من خليفة يُسْتَخْلَفُ قال الجوهري وربما أَدخلوا فيه التاء فقالوا أَوَّتاه يمدّ ولا يمدّ وقد أَوَّهَ الرجلُ تأْويهاً وتَأَوَّه تأَوُّها إِذا قال أَوَّه والاسم منه الآهَةُ بالمد وأَوَّه تأْويهاً ومنه الدعاء على الإِنسان آهَةً له وأَوَّةً له مشدَّده الواو قال وقولهم آهَةً وأَمِيهةً هو التوجع الأَزهري آهِ هو حكاية المِتَأَهِّه في صوته وقد يفعله الإِنسان شفقة وجزعاً وأَنشد آهِ من تَيَّاكِ آهَا تَرَكَتْ قلبي مُتاها وقال ابن الأَنباري آهِ من عذاب الله وآهٍ من عذاب الله وأَهَّةً من عذاب الله وأَوَّهْ من عذاب الله بالتشديد والقصر ابن المظفر أَوَّهَ وأَهَّهَ إِذا توجع الحزين الكئيب فقال آهِ أَو هاهْ عند التوجع وأَخرج نَفَسه بهذا الصوت ليتفرَّج عنه بعض ما به قال ابن سيده وقد تأَوَّهَ آهاً وآهَةً وتكون هاهْ في موضعه آهِ من التوجع قال المُثَقِّبُ العَبْدِي إِذا ما قمتُ أَرْحَلُها بليلٍ تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحزينِ قال ابن سيده وعندي أَنه وضع الاسم موضع المصدر أَي تأَوَّهَ تأَوُّهَ الرجل قيل ويروى تَهَوَّهُ هاهَةَ الرجل الحزين قال وبيان القطع أَحسن ويروى أَهَّةَ من قولهم أَهَّ أَي توجع قال العجاج وإِن تَشَكَّيْتُ أَذَى القُرُوحِ بأَهَّةٍ كأَهَّةِ المَجْرُوحِ ورجل أَوَّاهٌ كثير الحُزنِ وقيل هو الدَّعَّاءُ إِلى الخير وقيل الفقيه وقيل المؤْمن بلغة الحبشة وقيل الرحيم الرقيق وفي التنزيل العزيز إِن إِبراهيم لحليمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ وقيل الأَوّاهُ هنا المُتَأَوِّهُ شَفَقاً وفَرَقاً وقيل المتضرع يقيناً أَي إِيقاناً بالإِجابة ولزوماً للطاعة هذا قول الزجاج وقيل الأَوَّاهُ المُسَبّحُ وقيل هو الكثير الثناء ويقال الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ وقيل الكثير البكاء وفي الحديث اللهم اجْعَلني مُخْبِتاً أَوَّاهاً مُنِيباً الأَوَّاهُ المُتَأَوِّهُ المُتَضَرِّع الأَزهري أَبو عمرو ظبية مَوْؤُوهة ومأْووهة وذلك أن الغزال إِذا نجا من الكلب أَو السهم وقف وَقْفَةً ثم قال أَوْهِ ثم عَدا

أهه
الأَهَّةُ التَّحَزُّنُ وقد أَهَّ أَهّاً وأَهَّةً وفي حديث معاوية أَهّاً أَبا حَفْص قال هي كلمة تأَسُّفٍ وانتصابها على إِجرائها مُجْرَى المصادر كأَنه قال أَتَأَسَّفُ تأَسُّفاً قال وأَصل الهمزة واو وترجم ابن الأَثير واه وقال في الحديث من ابْتُليَ فَصَبر فَواهاً واهاً قيل معنى هذه الكلمة التلهف وقد توضع موضع الإِعجاب بالشيء يقال واهاً له وقد تَرِدُ بمعنى التَّوَجُّع وقيل التوجعُ يقال فيه آهاً قال ومنه حديث أَبي الدرداء ما أَنكرتم من زمانكم فيما غَيَّرتُمْ من أَعمالكم إِن يَكُنْ خيراً فواهاً واهاً وإِن يكن شَرّاً فآهاً آهاً قال والأَلف فيها غير مهموزة قال وإِنما ذكرتها في هذه الترجمة للفظها

أيه
إِيهِ كلمةُ اسْتِزادة واسْتِنْطاقٍ وهي مبنية على الكسر وقد تُنَوَّنُ تقول للرجل إِذا اسْتَزَدته من حديث أَو عمل إِيهِ بكسر الهاء وفي الحديث أَنه أَنشد شعر أُمية بن أَبي الصَّلْتِ فقال عند كل بيت إِيهِ قال ابن السكيت فإِن وصلت نوَّنت فقلت إِيهٍ حَدِّثْنا وإِذا قلت إِيهاً بالنصب فإِنما تأْمره بالسكوت قال الليث هِيهِ وهِيهَ بالكسر والفتح في موضع إِيه وإيهَ ابن سيده وإِيهِ كلمة زجر بمعنى حَسْبُكَ وتنوَّن فيقال إِيهاً وقال ثعلب إِيهٍ حَدِّثْ وأَنشد لذي الرمة وَقَفْنا فقلنا إِيهِ عن أُمِّ سالِمٍ وما بالُ تَكْليم الديارِ البَلاقِع ؟ أَراد حدِّثْنا عن أُم سالم فترك التنوين في الوصل واكتفى بالوقف قال الأَصمعي أَخطأَ ذو الرمة إِنما كلام العرب إِيهٍ وقال يعقوب أَراد إِيهٍ فأَجراه في الوصل مُجْراه في الوقف وذو الرمة أَراد التنوين وإِنما تركه للضرورة قال ابن سيده والصحيح أَن هذه الأَصوات إِذا عنيت بها المعرفة لم تنوّن وإِذا عنيت بها النكرة نونت وإِنما استزاد ذو الرمة هذا الطَّلَل حديثاً معروفاً وقال بعض النحوين إِذا نونت فقلت إِيهٍ فكأَنك قلت استزادة كأَنك قلت هاتِ حديثاً مَّا لأَن التنوين تنكير وإِذا قلت إِيه فلم تنوّن فكأَنك قلت الاستزادة فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف واستعار الحَذْلَمِيُّ هذا للإِبل فقال حتى إِذا قالتْ له إِيهٍ إِيهْ وإِن لم يكن لها نطق كأَنَّ لها صوتاً ينحو هذا النحو قال ابن بري قال أَبو بكر السراج في كتابه الأُصول في باب ضرورة الشاعر حين أَنشد هذا البيت فقلنا إِيهِ عن أُم سالم قال وهذا لا يعرف إِلا منوّناً في شيء من اللغات يريد أَنه لا يكون موصولاً إِلا منوّناً أَبو زيد تقول في الأَمر إِيهٍ افْعَلْ وفي النهي إِيهاً عَنِّي الآنَ وإِيهاً كُفَّ وفي حديث أُصَيْلٍ الخُزَاعِيِّ حين قَدِمَ عليه المدينة فقال له كيف تركتَ مكة ؟ فقال تركتها وقد أَحْجَنَ ثُمَامُها وأَعْذَقَ إِذْخِرُها وأَمْشَر سَلَمُها فقال إِيهاً أُصَيْلُ دَع القُلوبَ تَقِرُّ أَي كُفَّ واسكت الأَزهري لم يُنَوِّنْ ذو الرُّمَّةِ في قوله إِيهٍ عَنْ أُمِّ سالم قال لم ينوّن وقد وصَل لأَنه نوى الوقف قال فإِذا أَسْكَتَّهُ وكفَفْتَهُ قلتَ إِيهاً عَنَّا فإِذا أَغْرَيْتَهُ بالشيء قلت وَيْهاً يا فلانُ فإِذا تعجبت من طِيب شيء قلتَ واهاً ما أَطْيبهُ وحكي أَيضاً عن الليث إِيهِ وإِيهٍ في الاستزادة والاسْتنطاق وإِيهِ وإِيهاً في الزَّجْر كقولك إِيهِ حَسْبُكَ وإِيهاً حَسْبُكَ قال ابن الأَثير وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضا بالشيء ومنه حديث ابن الزبر لما قيل له يا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ فقال إِيهاً والإِلهِ أَي صدَّقْتُ ورضيتُ بذلك ويروى إِيهِ بالكسر أَي زدني من هذه المَنْقَبَةِ وحكى اللحياني عن الكسائي إِيهِ وهِيهِ على البَدَلِ أَي حدِّثْنَا الجوهري إِذا أَسكتَّه وكَفَفْتَهُ قلتَ إِيهاً عَنَّا وأَنشد ابن بري قولَ حاتم الطائي

بأه
ما بأَهَ له أَي ما فَطِنَ

بده
البَدْهُ والبُدْهُ والبَدِيهة والبُداهة
( * قوله « والبداهة » بضم الباء وفتحها كما في القاموس ) أَوّل كل شيء وما يفجأُ منه الأَزهري البَدْهُ أَن تستقبل الإِنسان بأَمر مُفاجأَةً والاسم البَدِيهةُ في أَول ما يُفاجأُ به وبَدَهَهُ بالأَمر استقبله به تقول بَدَهَهُ أَمرٌ يَبْدَهُه بَدْهاً فجأَه ابن سيده بَدَهَهُ بالأَمر يَبْدَهُهُ بَدْهاً وبادَهَهُ مُبادَهَةً وبِداهاً فاجأَه وتقول بادَهَني مُبادَهَةً أَي باغَتَني مُباغَتة وأَنشد ابن بري للطِّرِمَّاحِ وأَجْوِبة كالرَّاعِبيَّةِ وَخْزُها يُبادِهُها شيخُ العِراقَيْنِ أَمْردَا وفي صفته صلى الله عليه وسلم من رآه بَدِيهَةً هابَهُ أَي مُفاجأَةً وبغتة يعني من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوقاره وسكونه وإِذا جالسه وخالطه بان له حسن خُلُقِه وفلانٌ صاحبُ بَدِيهَة يصيب الرأْي في أَول ما يُفاجَأُ به ابن الأَعرابي بَدَّه الرجلُ إِذا أَجاب جواباً سديداً على البديهة والبُداهة والبَدِيهَةُ أَوَّل جري الفرس تقول هو ذو بَدِيهةٍ وذو بُداهَةٍ الأَزهري بُدَاهة الفرس أَولُ جريه وعُلالتُه جَرْيٌ بَعْدَ جَرْيٍ قال الأَعشى ولا نُقاتِلُ بالعِصِيْ يِ ولا نُرامِي بالحِجاره إِلا بُدَاهَةَ أَو عُلا لَةَ سابِحٍ نَهْدِ الجُزَاره ولك البَدِيهَةُ أَي لك أَن تَبْدَأَ قال ابن سيده وأُرى الهاء في جميع ذلك بدلاً من الهمزة الجوهري هما يَتَبَادَهانِ بالشِّعْر أَي يتجاريان ورجلِ مِبْدَةٌ قال رؤبة بالدَّرْءِ عني دَرْءِ كُلِّ عَنْجُهِي وكَيْدِ مَطَّالٍ وخَصْمٍ مِبْدَهِ

بره
البُرْهَة والبَرْهَة جميعاً الحِينُ الطويل من الدهر وقيل الزمانُ يقال أَقمت عنده بُرْهَةً من الدهر كقولك أَقمت عنده سنة من الدهر ابن السكيت أَقمت عنده بُرْهَةً وبَرْهَةً أَي مدَّة طويلة من الزمان والبَرَهُ التَّرارةُ وامرأَة بَرَهْرَهة فَعَلْعَلة كرِّر فيها العين واللام تارَّةٌ تكاد تُرْعَدُ من الرُّطُوبة وقيل بيضاء قال امرؤ القيس بَرَهْرَهَةٌ رُؤدَةٌ رَخْصَةٌ كَخُرْعُوبةِ البانةِ المُنْفَطِر وبَرَهْرَهَتُها تَرارتُها وبَضَاضَتُها وتصغير بَرَهْرَهَةٍ بُرَيْهة ومن أَتمها قال بُرَيْرهَة فأَما بُرَيْهِرَهة
( * قوله « فأما بريهرهة إلخ » كذا في الأصل والتهذيب ) فقبيحة قلما يتكلم بها وقيل البَرَهْرَهة التي لها بَرِيق من صَفائها وقال غيره هي الرقيقة الجلد كأَنَّ الماء يجري فيها من النَّعْمة وفي حديث المبعث فأَخرج منه عَلَقَةً سوداءَ ثم أَدخل فيه البَرَهْرَهَةَ قيل هي سكينة بيضاء جديدة صافية من قولهم امرأَة بَرَهْرَهَة كأَنها تُرْعَدُ رُطوبةً وروي رَهْرَهةً أَي رَحْرَحة واسعة قال ابن الأَثير قال الخطابي قد أَكثرتُ السؤال عنها فلم أَجد فيها قولاً يقطع بصحَّته ثم اختار أَنها السكين ابن الأَعرابي بَرِهَ الرجل إِذا ثابَ جسمُه بعد تغيُّر من علَّة وأَبْرَهَ الرجلُ غلب الناس وأَتى بالعجائب والبُرهانُ بيانُ الحجة واتِّضاحُها وفي التنزيل العزيز قل هاتوا بُرْهانكم الأَزهري النون في البرهان ليست بأَصلية عند الليث وأَما قولهم بَرْهَنَ فلانٌ إِذا جاءَ بالبُرْهان فهو مولَّد والصواب أَن يقال أَبْرَهَ إِذا جاء بالبُرْهان كما قال ابن الأَعرابي إِن صحَّ عنه وهو رواية أَبي عمرو ويجوز أَن تكون النون في البرهان نون جَمْعٍ على فُعْلان ثم جُعِلَت كالنون الأَصلية كما جمعوا مَصاداً على مُصْدانٍ ومَصِيراً على مُصْرانٍ ثم جمعوا مُصْراناً على مَصارِينَ على توهم أَنها أَصلية وأَبْرَهةُ اسم مَلِك من ملوك اليمن وهو أَبْرَهةُ ابن الحرث الرائش الذي يقال له ذو المَنارِ وأَبْرَهةُ ابن الصَّبّاح أَيضاً من ملوك اليمن وهو أَبو يَكْسُوم ملك الحَبَشة صاحب الفيل الذي ساقَه إِلى البيت الحرام فأَهلكه الله قال ابن بري وقال طالب بن أَبي طالب بن عبد المطلب أَلم تَعْلموا ما كان في حَرْبِ داحِسٍ وجَيْشِ أَبي يَكْسُومَ إِذ مَلَؤُوا الشِّعْبا ؟ وأَنشد الجوهري مَنَعْتَ مِنْ أَبْرَهةَ الحَطِيما وكُنْتَ فيما ساءَهُ زَعِيما الأَصمعي بَرَهُوتُ على مثال رَهَبُوتٍ بئرٌ بحَضْرَمَوْتَ يقال فيها أَرواحُ الكُفَّار وفي الحديث خيرُ بئرٍ في الأَرض زَمْزَمُ وشرُّ بئرٍ في الأَرض بَرَهُوتُ ويقال بُرْهُوت مثال سُبْروت قال ابن بري قال الجوهري بَرَهُوتٌ على مثال رَهَبُوتٍ قال صوابه بَرَهُوتُ غير مصروف للتأْنيث والتعريف ويقال في تصغير إبراهيم بُرَيْه وكأَنَّ الميم عنده زائدة وبعضهم يقول بُرَيْهِيم وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة البُرَةَ حَلْقة تجعل في أَنف البعير وسنذكرها نحن في موضعها

بله
البَلَهُ الغَفْلة عن الشرّ وأَن لا يُحْسِنَهُ بَلِهَ بالكسر بَلَهاً وتَبَلَّه وهو أَبْلَه وابتُلِهَ كبَلِه أَنشد ابن الأَعرابي إِنَّ الذي يَأْمُلِ الدُّنْيا لَمُبْتَلَهٌ وكلُّ ذي أَمَلٍ عنها سيُشْتَغَلُ
( * قوله « سيشتغل » كذا بضبط الأصل والمحكم وقد نص القاموس على ندور مشتغل بفتح الغين )
ورجل أَبْلَه بيِّنُ البَلَهِ والبَلاهةِ وهو الذي غلب عليه سلامة الصدر وحُسْنُ الظنِّ بالناس لأَنهم أَغفَلوا أَمْرَ دنياهم فجهلوا حِذْقَ التصرف فيها وأَقبلوا على آخرتهم فشَغَلوا أَنفسهم بها فاستحقوا أَن يكونوا أَكثر أَهل الجنَّة فأَما الأَبْلَه وهو الذي لا عقل له فغير مُرادٍ في الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم أَكثرُ أَهلِ الجنة البُلْهُ فإِنه عنى البُلْهَ في أَمر الدنيا لقلة اهتمامهم وهم أَكياسٌ في أَمر الآخرة قال الزِّبْرقانُ بن بدر خيرُ أَولادِنا الأَبْلهُ العَقُولُ يعني أَنه لشدَّة حَيائِه كالأَبْله وهو عَقُول وقد بَلِه بالكسر وتَبَلَّه التهذيب والأَبْلَهُ الذي طُبع على الخير فهو غافلٌ عن الشرّ لا يَعْرِفه ومنه أَكثرُ أَهل الجنة البُلْه وقال النضر الأَبْلَه الذي هو مَيِّت الدَّاءِ يريد أَن شَرَّه ميِّتٌ لا يَنْبَه له وقال أَحمد بن حنبل في تفسير قوله اسْتَراح البُلْهُ قال هم الغافلون عن الدنيا وأَهلِها وفَسادِهم وغِلِّهم فإِذا جاؤُوا إِلى الأَمرِ والنهيِ فهم العُقَلاء الفُقَهاء والمرأَة بَلْهاء وأَنشد ابن شميل ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِها أَراد أَنها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهي تُخْبِرني بأَسْرارِها ولا تَفْطَن لما في ذلك عليها وأَنشد غيره من امرأَةٍ بَلْهاءَ لم تْحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ يقول لم تُحْفَظْ لِعَفافها ولم تُضَيَّعْ مما يَقُوتها ويَصُونها فهي ناعمة عَفِيفةٌ والبَلْهاءُ من النساء الكريمةُ المَزِيرةُ الغَرِيرةُ المُغَفَّلةُ والتَّبَالُه استعمالُ البَلَه وتَبالَه أَي أَرى من نفسه ذلك وليس به والأَبْلَه الرجلُ الأَحمق الذي لا تمييز له وامرأَة بَلْهاء والتَّبَلُّهُ تطلُّبُ الضالَّة والتَّبَلُّه تَعَسُّفُ الطريق على غير هداية ولا مسأَلة الأَخيرة عن أَبي علي قال الأَزهري والعرب تقول فلانٌ يتَبَلَّه تبَلُّهاً إِذا تعَسَّف طريقاً لا يهتدي فيها ولا يستقيم على صَوْبِها وقال لبيد عَلِهَتْ تَبَلَّهُ في نِهاءِ صُعائدٍ والرواية المعروفة عَلِهَتْ تَبَلَّدُ والبُلَهْنِيَةُ الرَّخاء وسَعَةُ العَيْش وهو في بُلَهْنِيةٍ من العيش أَي سعَةٍ صارت الأَلف ياء لكسرة ما قبلها والنون زائدة عند سيبويه وعيش أَبْلَهُ واسعٌ قليلُ الغُمومِ ويقال شابٌّ أَبْلَه لما فيه من الغَرارة يوصف به كما يوصفُ بالسُّلُوّ والجُنُونِ لمضارعته هذه الأَسبابَ قال الأَزهري الأَبْلَهُ في كلام العرب على وجوهٍ يقال عَيْش أَبْلَه وشبابٌ أَبْلَه إِذا كان ناعماً ومنه قول رؤبة إِمّا تَرَيْنِي خَلَقَ المُمَوَّهِ بَرّاقَ أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ يريد الناعم قال ابن بري قوله خلق المُمَوَّه يريد خَلَقَ الوجه الذي قد مُوِّه بماء الشباب ومنه أُخذ بُلَهْنِيةُ العيش وهو نَعْمته وغَفْلَتُه وأَنشد ابن بري لِلَقِيط بن يَعْمُر الإِياديّ ما لي أَراكُمْ نِياماً في بُلَهْنِيَةٍ لا تَفْزَعُونَ وهذا اللَّيْثُ قد جَمَعا ؟ وقال ابن شميل ناقة بَلْهاء وهي التي لا تَنْحاشُ من شيء مَكانةً ورَزانةً كأَنها حَمْقاء ولا يقال جمل أَبْلَهُ ابن سيده البَلْهاء ناقةٌ وإِياها عنَى قيسُ بن عَيْزارة الهُذلي بقوله وقالوا لنا البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ وأَغْراسُها واللهُ عني يُدافِعُ
( * قوله « البلهاء أول » كذا بالمحكم بالرفع فيهما )
وفي المثل تُحْرِقُك النارُ أَن تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها يقول تُحْرِقُك النارُ من بَعيدٍ فدَعْ أَن تدخلَها قال ومن العرب من يَجُرُّ بها يجعلُها مصدراً كأَنه قال تَرْكَ وقيل معناه سِوَى وقال ابن الأَنباري في بَلْه ثلاثة أَقوال قال جماعة من أَهل اللغة بَلْه معناها على وقال الفراء مَنْ خفض بها جعلَها بمنزلة على وما أَشبهها من حروف الخفض وقال الليث بَلْه بمعنى أَجَلْ وأَنشد بَلْهَ إِني أَخُنْ عهداً ولم أَقْتَرِفْ ذنباً فتَجْزيني النِّقَمْ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأَتْ ولا أُذُنٌ سمعتْ ولا خطر على قلبِ بَشرٍ بَلْهَ ما اطَّلَعْتم عليه قال ابن الأَثير بَلْهَ من أَسماء الأَفعال بمعنى دَعْ واتْرُكْ تقول بَلْهَ زيداً وقد توضع موضع المصدر وتضاف فتقول بَلْهَ زَيدٍ أَي تَرْكَ زيد وقوله ما اطلعتم عليه يحتمل أَن يكون منصوب المحل ومجرورَه على التقديرين والمعنى دَعْ ما اطَّلعتم عليه وعَرَفتموه من نعيم الجنة ولذاتها قال أَبو عبيد قال الأَحمر وغيره بَلْه معناه كيف ما اطَّلعتم عليه وقال الفراء كُفَّ ودَعْ ما اطَّلعتم عليه وقال كعب بن مالك يصف السيوف نَصِلُ السيوفَ إِذا قَصُرْنَ بخَطْوِنا قَدَماً ونُلْحِقُها إِذا لم تَلْحَقِ تَذَرُ الجَماجمَ ضاحياً هاماتُها بَلْهَ الأَكفَّ كأَنها لم تُخْلَقِ يقول هي تَقطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ أَي هي أَجدرُ أَن تَقْطعَ الأَكف قال أَبو عبيد الأَكف ينشد بالخفض والنصب والنصبُ على معنى دع الأَكف وقال الأَخفش بَلْهَ ههنا بمنزلة المصدر كما تقول ضَرْبَ زيدٍ ويجوز نصب الأَكف على معنى دع الأَكف قال ابن هَرْمة تَمْشي القَطُوفُ إِذا غَنَّى الحُداةُ بها مَشْيَ النجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا قال ابن بري رواه أَبو عليّ مشي الجوادِ فَبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا وقال أَبو زبيد حَمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدِّ آوِنةً أُعْطيهمُ الجَهْدَ مِنِّي بَلْهَ ما أَسَعُ أَي أُعطيهم ما لا أَجِدُه إِلا بجَهد ومعنى بَلْهَ أَي دع ما أُحيط به وأَقدر عليه قال الجوهري بَلْهَ كلمة مبنية على الفتح مثل كيف قال ابن بري حقه أَن يقول مبنية على الفتح إِذا نَصَبْتَ ما بعدها فقلت بَلْه زيداً كما تقول رُوَيْدَ زيداً فإِن قلت بَلْه زيدٍ بالإِضافة كانت بمنزلة المصدر معربةً كقولهم رُوَيدَ زيدٍ قال ولا يجوز أَن تقدّره مع الإِضافة اسماً للفعل لأَن أَسماء الأَفعال لا تضاف والله تعالى أَعلم

بنه
هذه ترجمة ترجمها ابن الأَثير في كتابه وقال بِنْها بكسر الباء وسكون النون قرية من قرى مصر باركَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في عَسَلها قال والناس اليَومَ يفتحون الباء

بهه
الأَبَهُّ الأَبَحُّ أَبو عمرو بَهَّ إِذا نَبُلَ وزاد في جاهه ومنزلتِه عند السلطان قال ويقال للأَبَحِّ أَبَهُّ وقد بَهَّ يَبَهُّ أَي بَحَّ يَبَحُّ وبَهْ بَهْ كلمة إِعظامٍ كبَخْ بَخْ قال يعقوب إِنما تقال عند التعجب من الشيء قال الشاعر مَنْ عَزاني قال بَهْ بَهْ سِنْخُ ذا أَكْرمُ أَصلِ ويقال للشيء إِذا عَظُم بَخْ بَخْ وبَهْ بَهْ وفي الحديث بَهْ بَهْ إِنك لضَخْمٌ قيل هي بمعنى بَخْ بَخْ يقال بَخْبَخَ به وبَهْبَه غيرَ أَن الموضع لا يحتمله إِلا على بُعْد لأَنه قال إِنك لضَخْم كالمُنْكر عليه وبخ بخ لا تقال في الإِنكار المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ يقال إِن حوله من الأَصوات البَهْبَهَ أَي الكثيرَ والبَهْبَهُ من هَدير الفحل والبَهْبَهَةُ الهَدْرُ الرفيع قال رؤبة يصف فحلاً ودونَ نبْح النابح المُوَهْوِهِ رَعَّابةٌ يُخْشِي نُفوسَ الأُنَّهِ برَجْسِ بَخْباخ الهَدير البَهْبهِ ويروى بَهْباهِ الهَدير البَهْبه الجوهري البَهْباهُ في الهدير مثل البَخْباخ ابن الأَعرابي في هَدْره بَهْبَهٌ وبَخْبَخ والبعير يُبَهْبهُ في هَديره ابن سيده والبَهْبَهيُّ الجَسيم الجَريء قال لا تَراهُ في حادِثِ الدهْرِ إِلاَّ وهْوَ يَغْدو بِبَهْبَهِيٍّ جَريم

بوه
البُوهةُ الرجل الضعيف الطائشُ قال امرؤ القيس أَيا هِنْدُ لا تَنْكحِي بُوهةً عليه عَقيقتُه أَحْسَبا وقيل أَراد بالبُوهة الأَحمق والبُوهة الرجل الأَحمق والبوهة الرجل الضاوِيُّ والبُوهة الصُّوفة المنفوشة تُعْمَل للدَّواةِ قبل أَن تُبَلّ والبُوهة ما أَطارته الريحُ من التراب يقال هو أَهون من صوفة في بُوهةٍ قال الجوهري وقولهم صوفة في بُوهة يراد بها الهَباء المنثور الذي يُرى في الكَوّة والبُوهة الرِّيشة التي بين السماء والأَرض تَلْعَب بها الرياحُ والبُوهة السُِّحْق يقال بُوهةً له وشُوهةً قال الأَزهري في ترجمة شوه والشُّوهة البُعْد وكذلك البُوهة يقال شُوهةً وبُوهةً وهذا يقال في الذم أَبو عمرو البَوْه اللَّعن يقال على إِبليس بَوْهُ الله أَي لَعْنَةُ الله والبُوهة والبُوه الصَّقْر إِذا سقط ريشه والبُوهة والبُوه ذَكَر البُوم وقيل البُوه الكبير من البوم قال رؤبة يذكر كِبَره كالبُوه تحت الظُّلَّة المَرْشوشِ وقيل البوهة والبُوه طائر يشبه البُومة إِلاَّ أَنه أَصغر منه والأُنثى بُوهة وقال أَبو عمرو هي البُومة الصغيرة ويُشَبَّه به ا الرجل الأَحمق وأَنشد بيت امرئ القيس أَيا هندُ لا تَنْكحي بُوهةً والباهُ والباهةُ النكاح وقيل الباهُ الحظُّ من النكاح قال الجوهري والباهُ مثل الجاه لغة في الباَءَة وهو الجماع وفي الحديث أَن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ بها رجلٌ وقد تزيَّنَتْ للباه أَي للنكاح ومثله حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم من استَطاع منكم الباهَ فليتزوجْ ومن لا يَسْتَطيع فعليه بالصوم فإِنه له وِجاءٌ أَراد من استطاع منكم أَن يتزوج ولم يُرد به الجماع يدلك على ذلك قوله ومن لم يقدر فعليه بالصوم لأَنه إِن لم يقدر على الجماع لم يحتج إِلى الصوم ليُجْفِر وإِنما أَراد من لم يكن عنده جِدَةٌ فيُصْدِقَ المنكوحة ويَعُولَها والله أَعلم ابن الأَعرابي الباءُ والباءةُ والباهُ مَقُولاتٌ كلُّها فجَعل الهاء أَصلية في الباه ابن سيده وبُهْتُالشيءَ أَبوه وبِهْْتُ أَباه فَطِنْت يقال ما بِهْتُ لهُ وما بِهْت أَي ما فَطِنْتُ له والمُسْتَباه الذاهبُ العقل والمُسْتَباه الذي يخرج من أَرض إِلى أُخرى والمُسْتَباهَة الشجرة يَقْعَرُها السيلُ فيُنَحّيها من مَنْبِتها كأَنه من ذلك الأَزهري جاءت تَبُوه بَواهاً أَي تَضجُّ والله أَعلم

تبه
ا لتابُوه لغة في التابوت أَنصاريّة قال ابن جني وقد قرئ بها قال وأُراهم غَلِطوا بالتاء الأَصلية فإِنه سُمِعَ بعضُهم يقول قَعَدْنا على الفُراه يريدون على الفرات

تجه
ابن سيده روى أَبو زيد تَجِهَ يَتْجَهُ بمعنى اتَّجَهَ وليس من لفظه لأَن اتَّجَه من لفظ الوجْه وتَجِهَ من ه ج ت وليس محذوفاً من اتَّجَه كتَقَى يَتْقِي إِذ لو كان كذلك لقيل تَجَهَ الأَزهري في ترجمة ه ج ت قال أُهملت وُجُوهه وأَما تُجاه فأَصله وِجُاه قال وقد اتَّجَهْنا وتَجَهْنا وأَحال على المعتل وفي حديث صلاة الخوف وطائفةٌ تُجاهَ العدوّ أَيُ مُقابِلَتهم والتاء فيه بدل من واو وُجاه أَي مما يَلي وُجوهَهم

تره
التُّرُّهات والتُّرَّهات الأَباطيل واحدتها تُرٍَّهة وهي التُّرَّهُ بضم التاء وفتح الراء المشدّدة وهي في الأَصل الطُّرُق الصغار المُتَشَعِّبة عن الطريق الأَعظم والجمع التَّرَارِه وقيل التُّرَّهُ والتُّرَّهة واحد وهو الباطل الأَزهري التُّرَّهات البواطل من الأُمور وأَنشد لرؤبة وحَقَّةٍ ليستْ بقْوْلِ التُّرَّهِ هي واحدة التُّرَّهات قال ابن بري في قول رؤبة ليست بقول التُّرَِِّه قال ويقال في جمع تُرَّهَةٍ للباطل تُرَّهُ قال ويقال هو احد الجوهري التُّرَّهات الطُّرُق الصِّغار غير الجادَّة تَتَشعَّب عنها الواحدة تُرَّهة فارسي معرّب وأَنشد ابن بري ذاكَ الذي وأَبيكَ يَعْرِفُ مالكٌ والحقُ يَدْفعُ تُرَّهاتِ الباطلِ واستُعير في الباطل فقيل التُّرَّهاتُ البَسَابِسُ والتُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ وهو من أَسماء الباطل وربما جاء مضافاً وقوم يقولون تُرّهٌ والجمع تَراريه وأَنشدوا رُدُّوا بَني الأَعْرجِ إِبْلِي مِنْ كَثَبْ قَبْلَ التَّراريه وبُعْدِ المُطَّلَبْ

تفه
تَفِهَ الشيءُ يَتْفَهُ تَفَهاً وتُفوهاً وتَفاهةً قَلَّ وخَسَّ فهو تَفِهٌ وتافِهٌ ورجل تافِهُ العقْل أَي قليلُه والتافِهُ الحقير اليسير وقيل الخسيس القليلُ وفي الحديث قيل يا رسول الله وما الرُّوَيْبِضة ؟ فقال الرجل التافهُ يَنْطِق في أَمر العامة قال التافه الحقير الخسيس وفي حديث عبدالله بن مسعود وذَكَرَ القرآن لا يَتْفَهُ ولا يَتَشانُّ يَتشانُّ َبْلَى من الشَّنّ ولا يَخْلُقُ من كثرة التَّرْداد من الشَّنّ وهو السِّقاء الخَلَق وقوله لا يَتْفَهُ هو من الشيء التافه وهو الخسيس الحقير وفي الحديث كانتِ اليدُ لا تُقْطَع في الشيء التافِهِ ومنه قول إِبراهيم تجوز شهادة العبدِ في الشيء التافِهِ قال ابن بري شَاهده قول الشاعر لا تُنْجِز الوَعْدَ إِنْ وَعَدْإِنْ أََعْطَيْتَ أَعْطَيْتَ تافهاً نَكِدا والأَطعمةُ التَّفِهة التي ليس لها طَعْمُ حلاوة أَو حُموضة أَو مَرارة ومنهم من يجعل الخبز واللحم منها وتَفِهَ الرجلُ تُفوهاً فهو تافِهٌ حَمُق والتُّفَةُ عَناقُ الأَرض وهي أَيضاً المرأَة المَحْقُورة والمعروف فيهما التُّفَّةُ تقول العرب اسْتَغْنَتِ التُّفَّةُ عن الرُّفَّة الرُّفَّة التبن لأَنها تَطْعَم اللحمَ إِذ كانت سَبُعاً عن أَبي حنيفة في أَنوائه قال ابن بري والصحيح تُفَةٌ ورُفَةٌ كما ذكر الجوهري في فصل رفه فإِنه قال التُّفَة والرُّفَةٌ بالتاء التي يوقف عليها بالهاء قال وكذلك ذكره ابن جني عن ابن دريد وغيره ويقال التُّفَة والرُّفَة بالتخفيف مثل الثُّبَةِ والقُلَةِ قال وهذا هو المشهور قال وذكرها ابن السكيت في أَمثاله فقال أَغنى عن ذلك من التُّفَة عن الرُّفَه بالتخفيف لا غير وبالهاء الأَصلية وأَنشد ابن فارس شاهداً على تخفيف التُّفَة والرُّفَة غَنِينا عن وِصالِكُمُ حَدِيثاً كما غَنِيَ التُّفاتُ عن الرُّفاتِ وأَنشد أَبو حنيفة في كتاب النبات يصف ظَليماً حَبَسَتْ مَناكِبُه السَّفَا فكأَنَّه رُفَةٌ بأَنْحِيةِ المَداوِس مُسْنَدُ شبَّه ما أَضافت الريحُ إِلى مَناكِبه وهو حاضن بيضه لا يبرح بالتبن المجموع في ناحية البَيْدر وأَنحية جمع ناحية مثْل واد وأَودية قال وجمع فاعل على أَفعلة نادر

تله
التَّلَهُ الحَيْرة تَلِه الرجلُ يَتْلَهُ تَلَهاً حار وتَتَلَّهَ جال في غير ضَيْعة ورأَيتُه يتَتَلَّه أَي يتَرَدَّدُ متحيراً وأَنشد أَبو سعيد بيتَ لبيد باتتْ تَتَلَّه في نِهاءٍ صُعائِدٍ ورواه غيره تبَلَّد وقيل أَصل التَّلَهِ بمعنى الحيرة الوَلَهُ قلبت الواو تاء وقد وَلِهَ يَوْلَهُ وتَلِهَ يَتْلَهُ وقيل كان في الأَصل ائْتَلَهَ يَأْتَلِهُ فأُدغمت الواو في التاء فقيل اتَّلَهَ يَتَّلِهُ ثم حذفت التاء فقيل تلِهَ يَتْلَهُ كما قالوا تَخِذَ يَتْخَذُ وتَقِيَ يَتْقَ والأَصل فيهما اتَّخَذَ يَتَّخِذ واتَّقَى يتَّقي وقيل تَلِهَ كان أَصله دَلِهَ ابن سيده التَّلَهُ لغة في التَّلَف والمَتْلَهَة المَتْلَفة وفلاة مَتْلَهة أَي مَتْلَفة قال الشاعر
( * قوله « قال الشاعر » هو رؤبة وعجزه كما في التكملة بنا حراجيج المهاري النفه ويروى ميله من الوله )
به تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مَتْلَه يعني مَتْلَفٍ الأَزهري في النوادر تَلِهْْتُ كذا وتَلِهْتُ عنه أَي ضَلِلْتُه وأُنْسِيتُه

تمه
تَمِهَ الدُّهْنُ واللبن واللحم يَتْمَهُ تَمَهاً وتَماهَةً فهو تَمِهٌ تغير ريحه وطعمه مثل الزُّهُومة وتَمِهَ الطعامُ بالكسر تَمَهاً فَسَدَ والتَّمَه في اللبن كالنَّمَسِ في الدَّسَمِ وشاة مِتْماةٌ يَتْمَهُ لَبَنُها أَي يتغير سريعاً رَيْثَما يُحْلَبُ وتَمِهَ وتَهِمَ بمعنى واحد وبه سميت تِهامَةُ

تهته
التَّهْتَهةُ الْتِواءٌ في اللسان مثل اللُّكْنَة والتَّهاتِهُ الأَباطيلُ والتُّرَّهاتُ قال القَطامِيّ ولم يَكُنْ ما ابْتَلَينا من مَواعِدها إِلاَّ التَّهاتِهَ والأُمْنيَّةَ السَّقَما
( * قوله « ولم يكن ما ابتلينا » كذا بالأصل والمحكم والصحاح والذي في التهذيب ما اجتنينا ولعلها وقعت في بعض نسخ من الصحاح كذلك حتى قال ابن بري ويروى إلخ )
قال ابن بري ويروى ولم يَكُنْْ ما ابْتَلَيْنا أَي جَرَّبْنا وخَبَرْنا وكذا في شعره ما ابْتَلَيْنا وكذا رواه أَبو عبيد في باب الباطل من الغريب المُصَنَّف قال ابن بري ويقال تُهْتِهَ في الشيء أَي رُدِّدَ فيه ويقال تُهْتِهَ فلانٌ إِذا رُدِّدَ في الباطل ومنه قول رؤبة في غائلاتِ الحائر المُتَهْتَهِ وهو الذي رُدِّدَ في الأَباطيل وتُهْ تُهْ حكاية المُتَهْتِهِ وتُهْ تُهْ زجر للبعير ودُعاء للكلب ومنه قوله عَجِبْتُ لهذه نَفَرَتْ بَعيري وأَصْبَحَ كَلْبُنا فَرِحاً يَجُولُ يُحاذِرُ شَرَّها جَمَلي وكَلْبي يُرَجِّى خيرَها ماذا تَقولُ ؟ يعني بقوله لهذه أَي لهذه الكلمة وهي تُهْ تُهْ زجر للبعير يَنْفِرُ منه وهي دعاء للكلب

توه
التَّوْهُ لغة في التِّيهِ وهو الهَلاكُ وقيل الذهاب وقد تاهَ يتُوهُ ويَتِيهُ تَوْهاً هَلَك قال ابن سيده وإِنما ذكرت هنا يتِيهُ وإِن كانت يائية اللفظ لأَن ياءها واو بدليل قولهم ما أَتْوَهَهُ في ما أَتْيَهه والقول فيه كالقول في طاحَ يَطِيحُ وسنذكره في موضعه قال أَبو زيد قال لي رجل من بني كلاب أَلْقَيْْتَنِي في التُّوهِ يريد التِّيهَ وتَوّهَ نفسَه أَهلكها وما أَتْوَهَه قال ابن سيده فتاه يتيهُ على هذا فَعِلَ يَفْعِلُ عند سيبويه وفلاةٌ تُوهٌ والجمع أَتْواهٌ وأَتاويهُ

تيه
التِّيهُ الصَّلَفُ والكِبْرُ وقد تاهَ يَتِيهُ تَيْهاً تكبر ورجل تائِهٌ وتَيّاهٌ وتَيَّهان ورجل تَيْهانٌ وتَيِّهانٌ إِذا كان جَسُوراً يَرْكَبُ رأْسَه في الأُمور وناقة تَيْهانةٌ وأَنشد تَقْدُمُها تَيْهانةٌ جَسُورُ لا دِعْرِمٌ نامَ ولا عَثُورُ وتاه في الأَرض يَتِيهُ تَوْهاً وتَيْهاً وتِيهاً وتَيَهاناً والتِّيه أَعَمُّها أَي ذهب متحيراً وضَلَّ وهو تَيّاهٌ وفي الحديث إِنك امْرُؤٌ تائِهٌ أَي متكبر أَو ضالٌّ متحيِّر ومنه الحديث تاهَتْ به سَفِينَتُه أَبو عبيد طاحَ يَطِيحُ طَيْحاً وتاهَ يتِيه تَيْهاً وتَيَهاناً وما أَطْوَحَه وأَتْْوَهه وأَطْيَحه وأَتْيَهه وقد طَوَّحَ نفسَه وتَوَّهَها قال ابن دريد رجل تَيَّهانٌ إِذا تاه في الأَرض قال ولا يقال في الكِبْر إِلاَّ تائِهٌ وتَيّاه وبلد أَتْيَهُ والتَّيْهاء الأَرض التي لا يُهْتَدَى فيها والتَّيْهاءُ المَضِلَّةُ الواسعة التي لا أَعلام فيها ولا جبال ولا إِكامَ والتِّيه المَفازَة يُتاهُ فيها والجمع أَتْياهٌ وأَتاوِيهُ وفلاة تَيْهاءُ وأَرض تِيهٌ وتَيْهاء ومَتْيَهة ومُتِيهَةٌ ومَتِيهة ومِتْيَهٌ مَضِلَّة أَي يَتيه فيها الإِنسانُ قال العجاج تِيه أَتاوِيه على السُّقَّاطِ وقد تَيَّهه وأَرض مُتَيِّهَةٌ وأَنشد مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤُه وأَرض مَتِيهةٌ مثال مَعِيشةٍ وأَصله مَفْعِلَة ويقال مكان مِتْيَهٌ للذي يُتَيِّه الإِنسانَ قال رؤبة يَنْوي اشتِقاقاً في الضلالِ المِتْيَهِ أَبو تراب سمعت عَرَّاماً يقول تاهَ بصرُ الرجل وتافَ إذا نظر إِلى الشيء في دَوامٍ وتافَ عني بَصرُك وتاهَ إِذا تَخطَّى الجوهري هو أَتْيَهُ الناس وتَيَّه نفسَه وتَوَّه بمعنىً أَي حَيَّرها وطوَّحها والواو أَعم وما أَتْيَهه وأَتْوَهَهُ والتِّيهُ حيث تاه بنو إِسرائيل أَي حاروا فلم يَهْتَدُوا للخروج منه فأَما قوله تَقْذِفُه في مثلِ غِيطان التِّيهْ في كلِّ تِيهٍ جَدْوَلٌ تُؤَتِّيهْ فإِنما عنى التِّيهَ من الأَرض أَو جمع تَيْهاء من الأَرض وليس بتِيهِ بني إِسرائيل لأَنه قد قال في كل تِيهٍ فذلك يدلك على أَنه أَتْياهٌ لا تِيهٌ واحد وتِيهُ بني إِسرائيل ليس أَتْياهاً إِنما هو تِيهٌ واحد شبَّه أَجوافَ الإِبل في سَعتها بالتيه وهو الواسعُ من الأَرض وتَيَّه الشيءَ ضَيَّعَه وتَيْهانُ اسمٌ

ثوه
ابن سيده الثَّاهَةُ اللَّهَاةُ وقيل اللِّثَةُ قال وإِنما قضينا على أَن أَلفها واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء

جبه
الجَبْهة للإِنسان وغيره والجَبْهَةُ موضع السجود وقيل هي مُسْتَوَى ما بين الحاجبين إلى الناصية قال ابن سيده ووجدت بخط علي بن حمزة في المُصَنَّف فإِذا انْحَسَر الشعرُ عن حاجبي جَبْهَتِه ولا أَدري كيف هذا إِلا أَن يريد الجانبين وجَبْهة الفرس ما تحت أُذنيه وفوق عينيه وجمعها جِباهٌ والجَبَهُ مصدرُ الأَجْبَهِ وهو العريض الجَبْهةِ وامرأَة جَبْهاء قال الجوهري وبتصغيره سمي جُبَيْهاءُ الأَشْجَعِيُّ قال ابن سيده رجل أَجْبَهُ بيِّنُ الجَبَهِ واسع الجَبْهَةِ حَسَنُها والاسم الجَبَهُ وقيل الجَبَهُ شُخوص الجَبْهة وفرس أَجْبَهُ شاخصُ الجَبْهة مرتفعها عن قَصَبة الأَنف وجَبَهَهُ صَكَّ جَبْهته والجابِهُ الذي يلقاك بوجهه أَو بجَبْهَتِه من الطير والوحش وهو يُتَشاءَم به واستعار بعضُ الأَغْفال الجَبْهَةَ للقمر فقال أَنشده الأَصمعي من لَدُ ما ظُهْرٍ إِلى سُحَيْرِ حتى بَدَتْ لي جَبْهةُ القُمَيْرِ وجَبْهةُ القوم سيدُهم على المَثل والجَبْهةُ من الناس الجماعةُ وجاءتنا جَبْهة من الناس أَي جماعة وجَبَهَ الرجلَ يَجْبَهُه جَبْهاٍ رَدَّه عن حاجته واستقبله بما يكره وجَبَهْتُ فلاناً إِذا استقبلته بكلام فيه غِلْظة وجَبَهْتُه بالمكروه إِذا استقبلته به وفي حديث حدّ الزنا أَنه سأَل اليهودَ عنه فقالوا عليه التَّجْبِيهُ قال ما التَّجْبِيهُ ؟ قالوا أَن تُحَمَّم وُجُوهُ الزانيين ويُحْمَلا على بعير أَو حمار ويُخالَف بين وجوههما أَصل التَّجْبِيهِ أَن يحمل اثنان على دابة ويجعل قفا أَحدهما إِلى قفا الآخر والقياس أَن يُقابَلَ بين وجوههما لأَنه مأْخوذ من الجَبْهَة والتَّجْبِيهُ أَيضاً أَن يُنَكِّسَ رأْسَه فيحتمل أَن يكون المحمول على الدابة إِذا فُعِلَ به ذلك نَكَّسَ رأْسَه فسمي ذلك الفعل تَجْبِيهاً ويحتمل أَن يكون من الجَبْهِ وهو الاستقبال بالمكروه وأَصله من إِصابة الجَبْهةِ من جَبَهْتُه إِذا أَصبت جَبْهَتَه وقوله صلى الله عليه وسلم فإِن الله قد أَراحكم
( * قوله « فإن الله قد أراحكم إلخ » المعنى قد أنعم الله عليكم بالتخلص من مذلة الجاهلية وضيقها وأعزكم بالإسلام ووسع لكم الرزق وأفاء عليكم الاموال فلا تفرطوا في أداء الزكاة وإذا قلنا هي الاصنام فالمعنى تصدقوا شكراً على ما رزقكم الله من الإسلام وخلع الانداد هكذا بهامش النهاية ) من الجَبْهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ قيل في تفسيره الجَبْهةُ المَذَلَّة قال ابن سيده وأُراه من هذا لأَن من استُقْبِلَ بما يكره أَدركته مذلة قال حكاه الهروي في الغريبين والاسم الجَبيهَةُ وقيل هو صنم كان يعبد في الجاهلية قال والسَّجَّة السَّجاجُ وهو المَذيقُ من اللبن والبَجَّةُ الفَصِيدُ الذي كانت العرب تأْكله من الدم يَفْصِدُونه يعني أَراحكم من هذه الضَّيْقَةِ ونقلكم إِلى السَّعة ووَرَدْنا ماءً له جَبِيهةٌ إِما كان مِلْحاً فلم يَنْضَحْ مالَهم الشُّرْبُ وإِما كان آجِناً وإِما كان بَعِيدَ القَعْر غليظاً سَقْيُه شديداً أَمْرُه ابن الأَعرابي عن بعض الأَعراب قال لكل جابه جَوْزَة ثم يؤَذَّن أَي لكل من وَرَدَ علينا سَقْيةٌ ثم يمنع من الماء يقال أَجَزْتُ الرجل إِذا سقيت إِبله وأَذَّنْتُ الرجلَ إِذا رَدَدْتَهُ وفي النوادر اجْتبَهْت ماء كذا اجْتِباهاً إِذا أَنكرته ولم تَسْتَمْرئْه ابن سيده جَبَهَ الماءَ وَرَدَه وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ للاستقاء والجَبْهَةُ الخيل لا يفرد لها واحد وفي حديث الزكاة ليس في الجَبْهَةِ ولا في النُّخَّة صدقةٌ قال الليث الجَبْهة اسم يقع على الخيل لا يُفْرَدُ قال أَبو سعيد الجَبْهة الرجال الذين يَسْعَون في حَمالةٍ أَو مَغْرَم أَو جَبْر فقير فلا يأْتون أَحداً إِلا استحيا من رَدّهم وقيل لا يكاد أَحدٌ يَرُدُّهم فتقول العرب في الرجل الذي يُعْطِي في مثل هذه الحقوق رحم الله فلاناً فقد كان يُعْطي في الجَبْهة قال وتفسير قوله ليس في الجَبْهَة صدقة أَن المُصَدِّقَ إِن وَجَدَ في أَيْدي هذه الجَبْهةِ من الإِبل ما تجب فيه الصدقة لم يأْخذ منها الصدقة لأَنهم جمعوها لمَغْرم أَو حَمالة وقال سمعت أَبا عمرو الشَّيْباني يحكيها عن العرب قال وهي الجَمَّةُ والبُرْكة قال ابن الأَثير قال أَبو سعيد قولاً فيه بُعْدٌ وتَعَسُّفٌ والجَبْهةُ اسم منزلة من منازل القمر الأَزهري الجَبْهَةُ النجم الذي يقال له جَبْهة الأَسد وهي أَربعة أَنجم ينزلها القمر قال الشاعر إِذا رأَيتَ أَنْجُماً من الأَسَدْ جَبْهَتَه أَو الخَراتَ والكَتَدْ بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخ ففَسَدْ ابن سيده الجَبْهة صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل ورجل جُبَّهٌ كجُبَّإٍ جَبانٌ وجَبْهاء وجُبَيْهاءُ اسم رجل يقال جَبْهاء الأَشْجَعِيُّ وجُبَيْهاء الأَشجعيُّ وهكذا قال ابن دريد جَبْهاءُ الأَشْجعيُّ على لفظ التكبير

جره
سمعت جَراهِيةَ القوم يريد كلامَهم وجَلَبتهم وعَلانيتهم دون سِرِّهم ويقال جَرَّهْتُ الأَمر تَجْريهاً إِذا أَعْلَنته ولقيتُه جَراهِيةٌ أَي ظاهِراً قال ابن العَجْلانِ الهُذَليُّ ولولا ذا لَلاقَيْت المَنايا جَراهِيةً وما عنها مَحِيدُ وجاء في جَراهِيةٍ من قومه أَي جماعة والجَراهِيةُ ضِخامُ الغنم وقيل جَراهِيةُ الإِبل والغنم خيارُهما وضِخامُهما وجِلَّتُهما وقال ثعلب قال الغَنَويُّ في كلامه فعَمَد إِلى عِدَّةٍ من جَراهيةِ إِبله فباعها بدِ قالٍ من الغنم دِقال الغنم قِماؤُها وصِغارُها أَجساماً والجَرْهُ الشَّرُّ الشديد والرَّجَهُ التَّثَبُّتُ بالأَسْنان والتَّزَعْزُعُ

جعه
ابن الأَثير في الحديث أَنه نهى عن الجِعَة وهي النبيذ المتخذ من الشعير والجِعَةُ من الأَشربة قال أَبو منصور وهي عندي من الحروف الناقصة ففسرته في معتل العين والجيم

جله
جَلَه الرجلَ جَلْهاً رَدَّه عن أَمر شديد والجَلَه أَشدُّ من الجَلَح وهو ذهاب الشعر من مُقَدَّم الجبين وقيل النَزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الجَلا ثم الجَلَهُ وقد جَلِهَ يَجْلَهُ جَلَهاً وهو أَجْلَهُ قال رؤبة لما رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ بَرَّاق أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ بعدَ غُدانيِّ الشبابِ الأَبْلَهِ ليتَ المُنى والدَّهْرَ جَرْيُ السُّمَّهِ لله دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ
( * قوله « جري السمه » كذا برفع جري بالأصل والتكملة )
قال ابن بري صوابه براقَ بالنصب والأَصْلادُ جمع صَلْدٍ وهو الصُّلْبُ عن يعقوب وزعم أَن هاء جَلِهَ بدل من حاء جَلِحَ قال ابن سيده وليس بشيء لأَن الهاء قد ثبتت في تصاريف الكلمة فلو كان بدلاً كان حَرِيّاً أَن لا يثبت في جميعها وإِنما مثَّل جبينه بالحجر الصَّلْد لأَنه ليس فيه شعر كما أَنه ليس في الصَّفا الصَّلْدِ نباتٌ ولا شجر وقيل الأَجْلَهُ الأَجْلح في لغة بني سعد التهذيب أَبو عبيد الأَنْزَعُ الذي انْحَسر الشعر عن جانبي جبهته فإِذا زاد قليلاً فهو أَجْلح فإِذا بلغ النصْفَ ونحوَه فهو أَجْلى ثم هو أَجْلَهُ الجوهري الجَلَه انحسار الشعر عن مُقَدَّم الرأْس وهو ابتداء الصَّلَع مثل الجَلَح الكسائي ثور أَجْلَهُ لا قرن له مثل أَجْلَح والأَجْلَهُ الضَّخْمُ الجبْهة المتأَخرُ منابت الشعر وَلَه العِمامة يَجْلَهُها جَلْهاً رفعها مع طَيِّها عن جبينه ومُقَدَّم رأْسه وجَلَه الشيءَ جَلْهاً كشَفَه وجَلَهَ البيتَ جَلْهاً كشفه وجَلَهَ الحصى عن الموضع يَجْلَههُ جَلْهاً نحَّاه عنه والجَلِيهَةُ الموضع تَجْلَه حصاه أَي تُنَحَّيه والجَلِيهَةُ تمر يُنَحَّى نواه ويُمْرَسُ باللبن ثم تُسْقاه النساء للسِّمَن والجَلْهَةُ ما استقبلك من حروف الوادي قال الشَّمَّاخ كأَنها وقد بَدا عُوارِضُ بجَلْهةِ الوادي قَطاً نَوهِضُ وجَمْعُها جِلاهٌ قال لبيد فَعلا فُروعُ الأَيْهُقانِ وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤها ونَعامُها ابن الأَنباري الجَلْهتان جانبا الوادي وهما بمنزلة الشَّطَّيْنِ يقال هما جَلْهتاه وعُدْوتاهُ وضِفَّتاه وحَيْزَتاه وشاطِئاه وشَطَّاه وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ أَبا سفيانَ في الإِذن وأَدخل غيره من الناس قبله فقال ما كِدْتَ تأْذنُ لي حتى تأْذنَ لحجارة الجُلْهُمَتَيْن قَبْلي فقال عليه السلام كلُّ الصيد في جَوْف الفرا قال أَبو عبيد إِنما هو لحجارة الجَلْهَتين والجَلْهَة فم الوادي وقيل جانبه زيدت فيها الميم كما زيدت في زُرْقُم وأَبو عبيد يرويه بفتح الجيم والهاء وشَمِرٌ يرويه بضمهما قال ولم أَسمع الجُلْهُمة إِلا في هذا الحديث ابن سيده الجَلْهَتان ناحيتا الوادي وحَرْفاه إِذا كانت فيهما صلابة والجمع جِلاهٌ قال ابن شميل الجَلْهةُ نَجَواتٌ من بَطْن الوادي أَشْرَفْنَ على المَسِيل فإِذا مَدَّ الوادي لم يَعْلُها الماء وقوله حتى تأْذن لحجارة الجُلْهُمَتَين الجُلْهُمَة فم الوادي زِيدَ فيها الميم قال أَبو منصور العرب تزيد الميم في أَحرف منها قولهم قَصْمَلَ الشيءَ إِذا كَسَره وأَصله قَصَل وجَلْمَط رأْسه وأَصله جَلَطَ قال والجُلْهُمَةُ في غير هذا القارةُ الضَّخمة ابن سيده الجُلْهُمَةُ كالجَلْهَة زيدت الميم فيه وغير البناء مع الزيادة قال هذا قول بعض اللغويين وليس بذلك المُقْتاس والصحيح أَنه رباعي وسيذكر وفلانٌ ابن جَلْهَمة هذه عن اللحياني قال نُرَى أَنه من جَلْهَتَي الوادي

جنه
الجُنَهِيُّ الخَيزُرانُ حكاه أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وأَنشد للحزين الليثي ويقال هو للفرزدق يمدح عليّ بن الحسين زَيَّنَ العابدين في كَفِّه جُنَهِيٌّ رِيحُه عَبِقٌ من كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ ويروى في كفه خَيْزُرانٌ قال وهو العَسَطوسُ أَيضاً

جهجه
الجَهْجَهَةُ من صياح الأَبطال في الحرب وغيرهم وقد جَهْجَهُوا وتَجَهْجَهُوا قال فجاءَ دُون الزَّجْرِ والتَّجَهْجُهِ وجَهْجَهَ بالإِبل كَهَجْهَجَ وجَهْجَه بالسبع وغيره صاح به لَيَكُفَّ كهَجْهَجَ مقلوب قال جَهْجَهْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَه قال ابن سيده هكذا رواه ابن دريد ورواه أَبو عبيد هَرَّجْتُ وقال آخر جَرَّدْتُ سَيْفِي فما أَدْرِي أَذا لِبَدٍ يَغْشَى المُجَهْجَهَ عَضُّ السيف أَم رَجُلا
( * قوله « جردت إلخ » في المحكم هكذا أنشده ابن دريد قال السيرافي المعروف أوقدت ناري فما أدري إلخ )
أَبو عمرو جَهَّ فلانٌ فلاناً إِذا رَدَّه يقال أَتاه فسأَله فَجَهَّهُ وأَوْأَبَهُ وأَصْفَحَه كلُّه إِذا ردَّه رَدّاً قبيحاً وجَهْجَهَ الرجلَ رَدَّه عن كل شيء كهَجْهَج وفي بعض الحديث أَن رجلاً من أَسْلَم عدا عليه ذئبٌ فانْتَزَعَ شاة من غنمة فَجهْجأَه أَي زبَرَه وأَراد جَهْجَهَه فأَبدل الهاء همزة لكثرة الهاءَات وقرب المخرج ويومُ جُهْجوهٍ يومٌ لبني تميم معروف قال مالك ابن نُوَيْرَة
( * قوله « قال مالك بن نويرة » كذا في التهذيب والذي في التكملة متمم بن نويرة )
وفي يومِ جُهْجُوهٍ حَمَيْنا ذِمارَنا بعَقْرِ الصَّفايا والجوادِ المُرَبَّبِ وذلك أَن عوف بن حارثة
( * قوله « ابن حارثة » كذا بالأصل والتهذيب بالحاء المهملة والمثلثة والذي في التكملة ابن جارية بالجيم والمثناة التحتية ) بن سَلِيطٍ الأَصَمَّ ضرب خَطْمَ فرسِ مالك بالسيف وهو مربوط بفِناء القُبَّة فنَشِبَ في خَطْمه فقطع الرَّسَنَ وجال في الناس فجعلوا يقولون جُوهْ جُوهْ فسمي يوم جُهْ جُوهٍ وقال أَبو منصور الفُرْسُ إِذا استصوبوا فعلَ إِنسان قالوا جُوهْ جُوهْ ابن سيده وجَهْ جَهْ حكاية صوت الأَبْطال في الحرب وجَهْ حكاية صوت الأَبْطال وجَهْ جَهْ تسكين للأَسد والذئب وغيرهما ويقال تَجَهْجَهْ عني أَي انْتَهِ وفي حديث أَشراط الساعة لا تَذْهَبُ الليالي حتى يَمْلِكَ رجلٌ يقال له ا لجَهْجاه كأَنه مركب من هذا ويروى الجَهْجَلُ والله أَعلم

جوه
جُهْتُه بشرٍّ وأَجَهْتُه والجاه المنزلة والقَدْرُ عند السلطان مقلوب عن وَجْهٍ وإِن كان قد تغير بالقلب فتَحَوَّلَ من فَعْلٍ إِلى فَعَلٍ فإِن هذا لا يستبعد في المقلوب والمقلوب عنه ولذلك لم يجعل أَهل النظر من النحويين وزنَ لاهِ أَبوك فَعْلاً لقولهم لَهْيَ أَبوك إِنما جعلوه فَعَلاً وقالوا إِن المقلوب قد يتغير وزنه عما كان عليه قبل القلب وحكى اللحياني أَن الجاهَ ليس من وَجُهَ وإِنما هو من جُهْْْتُ ولم يفسر ما جُهْتُ قال ابن جني كان سبيلُ جاهٍ إِذ قُدِّمَت الجيم وأُخرت الواو أَن يكون جَوْه فتسكن الواو كما كانت الجيم في وَجْه ساكنة إِلا أَنها حركت لأَن الكلمة لما لحقها القلب ضعفت فغيروها بتحريك ما كان ساكناً إِذ صارت بالقلب قابلة للتغيير فصار التقدير جَوَهٌ فلما تحرَّكت الواو وقبلها فتحة قلبت أَلفاً فقيل جاهٌ وحكى اللحياني أَيضاً جاهٌ وجاهَةٌ وجاهْ جاهِ وجاهٍ جاهْ وجاهِ جاهٍ الجوهري فلان ذو جاه وقد أَوْجَهْتُه أَنا ووَجَّهْتُه أَنا أَي جعلته وَجِيهاً ولو صغرت قلت جُوَيْهَة قال أَبو بكر قولهم لفلان جاهٌ فيهم أَي منزلة وقَدْرٌ فأَخرت الواو من موضع الفاء وجعلت في موضع العين فصارت جَوْهاً ثم جعلوا الواو أَلفاً فقالوا جاه ويقال فلان أَوْجَهُ من فلان ولا يقال أَجْوَه والعرب تقول للبعير جاهِ لا جُهْتَ
( * قوله « لا جهت » أي لا مشيت كذا في التكملة ) وهو زجر للجمل خاصة قال ابن سيده وجُوهْ جُوهْ
( * قوله « وجوه جوه » كذا بضبط الأصل والمحكم بضم الجيمين وسكون الهاءين وضبط في القاموس بفتح الجيمين وكسر الهاءين ) ضربٌ من زجر الإِبل الجوهري جاهِ زجر للبعير دون الناقة وهو مبني على الكسر وربما قالوا جاهٍ بالتنوين وأَنشد إِذا قُلتُ جاهٍ لَجَّ حتى تَرُدَّهُ قُوَى أَدَمٍ أَطْرافُها في السلاسل ويقال جاهَهُ بالمكروه جَوْهاً أَي جَبَهَهُ

حيه
حَيْهِ من زجر المِعْزَى عن كراع وما أَنتَ بحَيْه حكاه ثعلب ولم يفسره وما عنده حَيْهٌ ولا سَيْهً ولا حِيهٌ ولا سِيهٌ عنه أَيضاً ولم يفسره والسابق أَن معناه ما عنده شيء

دبه
الأَزهري عن ابن الأَعرابي دَبَّهَ الرجلُ إِذا وقع في الدَّبَهِ وهو الموضع الكثير الرمل ودَبّه إِذا لزم الدُّبَّهَ وهي طريقة الخبر ابن بري يقال للرجل إِذا حُمِدَ دَباهِ دَباهِ وفي الحديث ذكر دَبَهٍ بفتح الدال والباء المخففة بين بَدْرٍ والأَصافِرِ مرَّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إِلى بَدْرٍ

دجه
الأَزهري عن ابن الأَعرابي دَجَّهَ الرجلُ إِذا نام في الدُّجْيَة وهي قُتْرَةُ الصائد

دره
دَرَه على القَوم هَجَم ابن الأَعرابي دَرَهَ فلانٌ علينا ودَرَأَ إِذا هَجَمَ من حيث لم نَحْتَسِبْه ودارِهاتُ الدَّهْرِ هَواجِمُه عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَزِيرٌ عَليَّ فَقْدُه فَفَقَدْتُه فبانَ وخَلَّى دارِهاتِ النوائبِ دارِاهاتُها هاجماتُها ويقال إِنه لَذُو تُدْرَإِ وذو تُدْرَهٍ إِذا كان هَجَّاماً على أَعدائه من حيث لايحتسبون وقول أَبي النجم سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عليها إِنما معناه اهْجُمِي عليها وأَقْدِمِي ودَرَهْتُ عن القوم دفعت عنهم مثل دَرَأْتُ وهو مبدل منه نحو هَراقَ الماءَ وأَراقَهُ الأَزهري قال الليث أُمِيتَ فِعْلُه إِلا قولهم رجل مِدْرَهُ حَرْبٍ ومِدْرَهُ القوم هو الدافعُ عنهم ابن سيده المِدْرَه السيد الشريف سمي بذلك لأَنه يقوى على الأُمور ويَهْجُم عليها مشتق من ذلك والمِدْرَهُ المُقَدَّم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال وقيل هو رأْس القوم والدافع عنهم وفي حديث شَدَّاد بن أَوْسٍ إِذْ أَقْبَلَ شيخ من بني عامر هو مِدْرَهُ قومِه المِدْرَهُ زعيم القوم وخطيبهم والمتكلم عنهم والذي يرجعون إِلى رأْيه والميم زائدة والجمع المَدارِهُ ومنه قول الأَصبغ يا ابنَ الجَحاجحةِ المَدارِهْ والصابرينَ على ا لمَكارِهْ وقال أَبو زيد المِدْرَهُ لسان القوم والمتكلم عنهم وأَنشد غيره وأَنتَ في القوم أَخُو عِفَّةٍ ومِدْرَهُ القومِ غَداةَ الخِطاب وقال لبيد ومِدْرَه الكتيبةِ الرَّدَاحِ ودَرَه لقومه يَدْرَه دَرْهاً دَفَع وهو ذو تُدْرَهِهم أَي الدافعُ عنهم قال أَعْطَى وأَطرافُ العَوالي تَنُوشُه من القومِ ما ذو تُدْرَهِ القومِ مانِعُهْ ولا يقال هو تُدْرَهُهُم حتى يضاف إِليه ذو وقيل الهاء في كل ذلك مبدلة من الهمزة لأَن الدَّرْءَ الدفعُ وهذا ليس بقوي بل هما أَصلان قالوا دَرَأَ وَدَرَه قال ابن سيده فلما وجدنا الهاء في كل ذلك مساوية للهمزة علمنا أَن إِحداهما ليست بدلاً من الأُخرى وأَنهما لغتان ودَرَهَ القومَ جاءهم من غير أَن يَشْعُروا به وسِكِّينٌ دَرَهْرَهَةٌ مُعْوَجَّةُ الرأْس وفي الحديث في المبعث فأَخْرَجَ عَلَقَةً سوداء ثم أَدخل فيه الدَّرَهْرَهَة وفي طريق فجاءه الملك بسكين دَرَهْرَهة قال ابن الأَعرابي هي المعوجة الرأْس التي تسميها العامة المِنْجَلَ قال وأَصلها من كلام الفرس دَرَهْ فعرَّبتها العرب بالزيادة فيه وفي رواية البَرَهْرَهَة بالباء الأَزهري أَبو عمرو الدَّرَهْرَهةُ المرأَة القاهرةُ لبعلها قال والسَّمَرْمَرَة الغُول قال ويقال للكَوْكَبة الوَقَّادة بِنُورها تَطْلُع من الأُفُق دارئةً دَرَهْْرَهةٌ

دفه
الأَزهري أَهمله الليث وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال الدافِهُ الغريب قال الأَزهري كأَنه بمعنى الدَّاهِفِ والْهادِفِ

دله
الدَّلْهُ والدَّلَهُ ذهابُ الفُؤاد من هَمٍّ أَو نحوه كما يَدْلَهُ عقل الإِنسان من عشق أَو غيره وقد دَلَّهَهُ الهَمُّ أَو العِشْقُ فتَدَلَّه والمرأَةُ تَدَلَّهُ على ولدها إِذا فَقَدَتْه ودُلِّهَ الرجلُ حُيِّرَ ودُلِّهَ عقلُه تَدْلِيهاً والمُدَلَّهُ الذي لا يحفظ ما فَعل ولا ما فُعِلَ به والتَّدَلُّه ذهابُ العقل من الهَوى أَنشد ابن بري ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ ويقال دَلَّهَهُ الحُبُّ أَي حَيَّره وأَدْهَشَه ودَلهِ هو يَدْلَهُ ابن سيده ودَلَهَ يَدْلَهُ دُلُوهاً سَلا والدَّلُوه من الإبل التي لا تكاد تَحِنُّ إلى إلْفٍ ولا ولد وقد دَلَهَتْ عن إلْفِها وولدها تَدْلَهُ دُلُوهاً وذهب دَمُه دَلْهاً بالتسكين أَي هَدَراً أَبو عبيد رجل مُدَلَّه إذا كان ساهي القلب ذاهب العقل وقال غيره رجل مُتَلَّه ومُدَلَّه بمعنى واحد ورجل دَالِهٌ ودالِهَةٌ ضعيف النَّفْس وفي حديث رُقَيْقَة دَلَّهَ عقلي أَي حَيَّره وأَذْهبه

دمه
( * قوله « دمه إلخ » قال الأزهري بعد هذه العبارة ولم أسمع دمه لغير الليث ولا أعرف البيت الدي احتج به ا ه زاد في القاموس كالتكملة وادمومه الرجل إذا غثي عليه والدمه اي محركاً لعبة للصبيان ) دَمِهَ يومُنا دَمَهاً فهو دَمِهٌ ودامه اشْتَدَّ حره والدَّمَهُ شدة حر الشمس ودَمَهَتْه الشمسُ صَخَدَتْه والدَّمَهُ شِدَّة حَرِّ الرمل والرَّمْضاء وقد دَمِهَتْ دَمَهاً وادْمَوْمَهَتْ ويقال ادْمَوْمَه الرملُ قال الشاعر ظَلَّتْ على شُزُنٍ في دَامِهٍ دَمِهٍ كأَنه من أُوارِ الشمسِ مَرْعُونُ

دهده
دَهْدَهْتُ الحجارة ودَهْدَيْتُها إذا دَحْرَجْتَها فتَدَهْدَه الحجر وتَدَهْدَى قال رؤبة دَهْدَهْنَ جَوْلانَ الحَصَى المُدَهْدَهِ وفي حديث الرؤيا فيَتَدَهْدَى الحجرُ فيَتْبَعُه فيأْخُذُه أَي يَتَدَحْرَجُ والدَّهْدَهَةُ قَذْفُك الحجارةَ من أَعلى إلى أَسفل دَحْرجةً وأَنشد يُدَهْدِهْنَ الرُّؤوسَ كما تُدَهْدِي حَزاوِرَةٌ بأَبْطَحِها الكُرينَا حَوَّلَ الهاء الأَخيرة ياء لقرب شبهها بالهاء أَلا ترى أَن الياء مَدَّةٌ والهاء نَفَسٌ ؟ ومن هناك صار مجرى الياء والواو والهاء في رَوِيِّ الشعر شيئاً واحداً نحو قوله لمن طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازلُهْ فاللام هو الروي والهاء وصل الروي كما أَنها لو لم تكن لمدّت اللام حتى تخرج من مَدَّتها واو أَو ياء أَو أَلف للوصل نحو منازلي ومنازلا ومنازلو والله أَعلم ابن سيده دَهْدَه الشيءَ فتَدَهْدَه حَدَرَه من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ تَدَحْرُجاً ودَهْدَهَهُ قَلَب بعضه على بعض وكذلك دَهْداهُ دِهْداءً ودَهْداةً الياء بدل من الهاء لأَنها مثلها في الخفاء كما أُبدلت هي منها في قولهم ذِهِ أَمَةُ الله الجوهري دَهْدَهْتُ الحجر فَتَدَهْدَه دحرجته فتدحرج وقد تبدل من الهاء ياء فيقال تَدَهْدَى الحجر وغيره تَدَهْدِياً إذا تَدَحْرجَ ودَهْدَيْتُه أَنا أُدَهْديه دَهْدَاةً ودَهْدَأَةً إذا دحرجته قال ذو الرمة أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التقريبُ أَوخَبَبٌ كما تَدَهْدَى من العَرْضِ الجَلاميدُ والدُّهْديَةُ الخُرْءُ المستدير الذي يُدَهْدِيه الجُعَل ودُهْدُوَةُ الجعَل
( * قوله « ودهدوة الجعل » هذه مخففة الواو آخرها تاء مربوطة كما في التكملة والمحكم لا بالهاءكما وقع في نسخ القاموس الطبع )
ودُهْدُوَّتُه ودُهْدِيَّتُه على البدل ودُهْدِيَتُه بالتخفيف عن ابن الأَعرابي ما يُدَهْدِيه ابن بري الدُّهْدُوهَةُ كالدُّحْرُوجَةِ وهوما يجمعه الجعل من الخُرْء وفي الحديث لَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ خيرمن الذين ماتوا في الجاهلية هو ما يُدَحْرِجُه من السِّرْجين وفي الحديث الآخر كما يُدَهْدِهُ الجُعَلُ النِّتْنَ بأَنفه الجوهري الدَّهْدَهانُ الكبير من الإبل قال وأَنشد أَبو زيد في كتاب حيلة ومَحالة للأَغَرِّ لَنِعْمَ ساقي الدَّهْدَهانِ ذي العَدَدْ الجِلَّة الكُومِ الشِّرَابِ في العَضُدْ الجِلَّةُ المَسَانُّ من الإبل والكُومُ جمع أَكْوَمَ وكَوْماءَ العظام الأَسْنِمةِ والشِّرَاب جمع شارب وعَضُدُ الحوض من إزائه إلى مؤَخره ابن سيده والدَّهْداهُ صغار الإبل قال قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا
( * قوله « قد رويت غير إلخ » الذي في الصحاح والتهذيب قد رويت الا إلخ قال في التكملة الرواية
قد رويت الا دهيدهينا ... إلا ثلاثين واربعينا
ابيكرات وابيكرينا قال والرجز من الأصمعيات )
جمَع الدَّهْداهَ بالواو والنون وحذف الياء من الدُّهَيْدِيهينا للضرورة كما قال والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا فحذف الياء من العطاميس وهو جمع عَيْطَمُوسٍ للضرورة وقال الجوهري كأَنه جمع الدِّهْداهَ على دَهادِهَ ثم صغر دَهاده فقال دُهَيْدِه ثم جمع دهيدهاً بالياء والنون وكذلك أَبْكُر جمع بَكْرٍ ثم صغرفقال أُبَيْكِر ثم جمعه بالياء والنون ابن سيده الدِّهْداه والدَّهْدَهانُ والدُّهَيدِهان الكثير من الإبل أَبو الطُّفَيْل الدَّهْداه الكثير من الإبل حَواشيَ كُنَّ أَو جِلَّةً وأَنشد إذا الأُمُورُ اصْطَكَّتِ الدَّواهي مارَسْنَ ذا عَقْبٍ وذا بُدَاهِ يَذُودُ يومَ النَّهَلِ الدَّهْداهِ أَي النَّهل الكثير ويقال ما أَدْري أَيُّ الدَّهْدا هُوَ أَي أَيُّ الناس ويقال أَيُّ الدَّهْداءِ هو بالمد وقولهم إلاَّدَهٍ معناه إن لم يكن هذا الأَمر الآن فلا يكون بعد الآن ولا يُدْرَى ما أَصْلُه قال الجوهري وإني لأَظنها فارسية يقول إن لم تَضْرِبْه الآن فلا تضربه أَبداً وأَنشد قول رؤبة فاليومَ قد نَهْنَهَني تَنَهْنُهي وقُوَّلٌ إلاَّ دَهٍ فلا دَهِ يقال إنها فارسية حكى قولَ ظِئْرِه والقُوَّلُ جمع قائل مثل راكع ورُكَّعٍ وفي حديث الكاهن إلاَّ دَهْ فلا دَهْ هذا مثل من أَمثال العرب قديم معناه إن لم تَنَلْه الآن لم تنله أَبداً وقيل أَصله فارسي معرَّب أَي إن لم تُعْطَ الآن لم تعط أَبداً الأَزهري قال الليث دَهْ كلمة كانت العرب تتكلم بها يرى الرجلُ ثأْره فتقول له يا فلان إلاَّ دَهٍ فلا دَهٍ أَي أَنك إن لم تَثْأَرْ بفلان الآن لم تَثْأَرْ به أَبداً وقال أَبو عبيد في باب طلب الحاجة يَسْأَلُها فيُمْنَعُها فيطلب غيرها من أَمثالهم في هذا إلاٍّ دَهٍ فلا دَهٍ يضرب للرجل يقول أُريد كذا وكذا فإن قيل له ليس يمكن ذاك قال فكذا وكذا وكان ابن الكلبي يخبر عن بعض الكُهّان أَنه تنافر إليه رجلان من العرب فقالا أَخْبِرْنا في أَيِّ شيءٍ جِئْناك ؟ فقال في كذا وكذا فقالا إلاَّ دَهٍ أَي انظر غير هذا النظر فقال إلاَّ دَهٍ فلا دَهٍ ثم أَخبرهما بها وقال الأَصمعي في معنى قوله إلا دَهٍ فلا دَهٍ أي إن لم يكن هذا فلا يكون ذاك ويقال لا دَهٍ فلا دَهٍ يقول لا أَقبل واحدةً من الخَصْلَتين اللتين تَعْرِضُ أَبو زيد تقول إلاَّ دَهٍ فلا دَهٍ يا هذا وذلك أَن يُوتَر الرجلُ فيلقَى واتِرَه فيقول له بعض القوم إن لم تضربه الآن فإنك لا تضربه قال الأَزهري هذا القول يدل على أَن دِه فارسية معناها الضَّرْبُ تقول للرجل إذا أَمرته بالضرب دِهْ قال رأَيته في كتاب أَبي زيد بكسر الدال وقال ابن الأَعرابي العرب تقول إلاّ دَهٍ فلادَهٍ يقال للرجل إذا أَشْرف على قضاء حاجته من غريم له أَو من ثأْره أَو من إكرام صديق له إلاَّ دَهٍ فلادَهٍ أَي لم تغتنم الفُرْصةَ الساعةَ فلست تصادفها أَبداً ومثله بادِرِ الفُرْصة قبل أَن تكون الغُصَّة ابن السكيت الدُّهْدُرُّ والدُّهْدُنُّ الباطلُ وكأَنهما كلمتان جعلتا واحدة أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب الباطل دُهْ دُرَّيْن سَعْدَ القَيْن قال ومعناه عندهم الباطل ولا أَدري ما أَصله قال وأَما أَبو زياد فإنه قال لي يقال دُهْ دُرَّيْه بالهاء وقال وقال أَبو الفضل وجدت بخط أَبي الهيثم دُهْ دُرَّيْن سَعْدَ القَيْن دُهْ مضمومة الدال سَعْدَ منصوبُ الدال والقَيْن غير معرب كأَنه موقوف ابن السكيت قولهم دُهْ دُرّ معرَّب وأَصله دُهْ أَي عَشَرة دُرَّيْن أو دُرّ أَي عشرة أَلوان في واحد أَو اثنين قال الأَزهري قد حكيت في هذين المثلين ما سمعته وحفظته لأَهل اللغة ولم أَجد لهما في عربية ولا عجمية إلى هذه الغاية أَصلاً صحيحاً أَعني إلا دَهٍ فلا دَهٍَ ودُهْ دُرَّيْن ابن الأَعرابي دُهْ زجر للإبل يقال في زجرها دُهْ دُهْ

دوه
دَاهَ دَوْهاً تحير

ذمه
ذَمِهَ الرجلُ ذَمَهاً أَلِمَ دِماغُه من حَرٍّ وربما قالوا ذَمَهَتْه الشمس إذا آلَمَتْ دماغه وذَمِهَ يومُنا ذَمَهاً وذَمَهَ اشتدّ حَرُّه

ربه
الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَرْبَه الرجلُ إذا استغنى بتعب شديد قال الأَزهري ولا أَعرف أَصله

رجه
ابن الأَعرابي الجَرَهُ الشَّرُّ الشديد والرَّجَهُ التثبت بالأَسْنان والتزعزعُ وأَرْجَهَ إذا أَخَّرَ الأَمر عن وقته وكذلك أَرْجَأَهُ كأَنَّ الهاء مبدلة من الهمزة

رده
الرَّدْهَةُ النقرة في الجبل أَو في صخرة يَسْتنْقِعُ فيها الماء قال الشاعر لمَنِ الدِّيارُ بجانبِ الرَّدْهِ قَفْراً من التَّأْيِيهِ والنَّدْهِ التَّأْيِيهُ أَن يُؤَيِّهَ بالفرس إذا نَفَرَ فيقول إيهِ إيهِ والنَّدْهُ بالإبل أَن يقول لها هِدَهْ هِدَهْ وأَنشد ابن بري هنا عَسَلانَ ذِئبِ الرَّدْهَةِ المُسْتَوْرِد ابن سيده والرَّدْهة أَيضاً حَفِيرةٌ في القُفِّ تُحْفَرُ أَو تكون خِلْقَةً فيه قال طُفَيْل كأَنَّ رعالَ الخَيْلِ لما تَبادَرَتْ بوادِي جَرادِ الرَّدْهَةِ المُتَصَوِّبِ والجمع رَدْهٌ ورِداهٌ يقال قَرِّبِ الحمارَ من الرَّدْهة ولا تقول له سأْ والرَّدْهةُ شِبْهُ أَكَمَةٍ خَشِنةٍ كثيرة الحجارة والجمع رَدَهٌ بفتح الراء والدال هذا قول أَهل اللغة قال ابن سيده والصحيح أَنه اسم للجمع الجوهري وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم ذَكَر المقتولَ بنَهْروانَ فقال شيطانُ الرَّدْهةِ قال ابن بري صوابه وفي الحديث ذَكَر ذا الثُّدَيَّةِ فقال شيطانُ الرَّدْهَة يَحْتَدِرُهُ رجل من بَجِيلَةَ روى الأَزهري بسنده عن سعد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذاك الذي قَتَلَ عَليٌّ ذا الثُّدَيَّةِ فقال شيطانُ الرَّدْهَةِ راعي الخيلِ يَحْتَدِرهُ رجل من بَجِيلة أَي يُسْقِطُه قال الرَّدْهَة النقْرَة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماء وقيل هي قُلَّةُ الرابية قال وفي حديثه أَيضاً وأَما شيطانُ الرَّدْهَة فقد كُفِيتُه بصيحةٍ سمعْت لها وَجيب قلبِه قيل أَراد به معاوية لما انهزم أَهلُ الشام يوم صِفِّينَ وأَخْلَد إلى المحاكمة وقيل الرَّدْهَة حَجَرٌ مُسْتَنْقَع في الماء وجَمْعُه رِدَاهٌ وقال ابن مُقْبل وقافِيةٍ مِثْل وَقْعِ الرِّدا هِ لم تَتَّرِكْ لمُجِيبٍ مَقالا وروي عن المُؤَرِّج أَنه قال الرَّدْهَة المورد والرَّدهة الصخرة في الماء وهي الأَتانُ قال والرَّدْهَة أَيضاً ماءُ الثلج والرَّدْهَةُ الثوبُ الخَلَق المُسَلْسَلُ ورجل رَدِهٌ صُلْبٌ مَتِينٌ لَجُوجٌ لا يُغْلَبُ قال الأَزهري لا أَعرف شيئاً مما روى المؤرج وهي مناكير كلها والرُّدَّهُ تِلالُ القِفافُِ وأَنشد لرؤبة من بَعْدِ أَنْضادِ الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ
( * قوله « من بعد انضاد إلخ » كذا في التهذيب والمحكم والذي في التكملة
يعدل أنضاد القفاف الردّه ... عنها وأثباج الرمال الورّه
قال والردّه مستنقعات الماء والورّه التي لا تتماسك )
قال ابن سيده قوله الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ من باب أَعْوامِ السنينِ العُوَّمِ كأَنهم يريدون المبالغة والإجادَةَ قال الأَزهري وربما جاءت الرَّدْهَة في وصف بئر تحفر في قُفٍّ أو تكون خلقة فيه والرَّدْهَةُ البيت العظيم الذي لا يكون أَعظمُ منه قال الأَزهري وجمعها الرِّداهُ ورَدَهَتِ المرأَةُ بيتها تَرْدَهُه رَدْهاً قال وكأَنَّ الأَصل فيه رَدَحَتْ بالحاء والهاءُ مُبْدَلة منه ورَدَهَ البيتَ يَرْدَهُه رَدْهاً جعله عظيماً كبيراً ابن الأَعرابي رَدَّهَ الرجلُ إذا ساد القومَ بشجاعة أَو سخاء أَو غيرهما

رفه
الرَّفاهَةُ والرَّفَاهِيَة والرُّفَهْنِية رَغَدُ الخِصْبِ ولينُ العيش وكذلك الرَّفاغِيَةُ والرُّفَغْنِيَةُ والرَّفاغَةُ رَفُه عيشُه فهو رَفِيهٌ ورافِهٌ وأَرْفَهَهم اللهُ ورَفَّهَهُم ورَفَهْنا نَرْفَه رَفْهاً ورِفْهاً ورُفُوهاً والرِّفْهُ بالكسر أَقْصَرُ الوِرْدِ وأَسْرَعُه وهو أَن تشرب الإبلُ الماء كل يوم وقيل هو أَن تَرِدَ كلما أَرادت رَفَهَت الإبلُ بالفتح تَرْفَهُ رفْهاً ورُفُوهاً وأَرْفَهها قال غَيْلانُ الرَّبَعِيُّ ثُمَّتَ فاظَ مُرْفَهاً في إِدْناءْ مُدَاخَلاً في طِوَلٍ وإغْماءْ ورَفَّهَها ورَفَّهَ عنها كذلك وأَرْفَهَ القومُ رَفَهَتْ ماشيتُهم واستعار لبيد الرِّفْهَ في نَخْلٍ نابتةٍ على الماء فقال يَشْرَبْنَ رِفْهاًعِراكاً غَيْرَ صادِيَةٍ فكُلُّها كارِعٌ في الماء مُغْتَمِرُ وأَرْفَه المالُ أَقام قريباً من الماء في الحَوْض واضِعاً فيه والإرْفاه الادِّهانُ والتَّرْجِيلُ كُلَّ يوم وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الإرْفاه هو كثرة التَّدَهُّن والتنعم وقيل التَّوَسُّع في المَطْعم والمَشْرَب وهو من الرِّفْه وِرْدِ الإبلِ وذلك أَنها إذا وَرَدَتْ كُلَّ يوم متى شاءتْ قيل وَرَدَتْ رِفْهاً قاله الأَصمعي ويقال قد أَرْفَه القومُ إذا فَعَلَت إبلُهم ذلك فهم مُرْفِهُون فشبه كثرة التدهن وإدامته به والإرْفاهُ التنعم والدَّعَةُ ومُظاهرةُ الطعام على الطعام واللباس على اللباس فكأَنه نهى عن التنعم والدَّعةِ ولِينِ العَيْشِ لأَنه من فعل العجم وأَرباب الدنيا وأَمَر بالتَّقَشُّفِ وابْتذال النفس وقال بعضهم الإرْفاهُ التَّرَجُّلُ كُلَّ يوم ابن الأَعرابي وأَرْفَه الرجلُ دام على أَكل النعيم كل يوم وقد نُهِيَ عنه قال الأَزهري كأَنه أَراد الإرْفاهَ الذي فسره أَبو عبيد أَنه كثرة التدهن ويقال بيني وبينَك ليلةٌ رافِهَةٌ وثلاثُ ليال رَوافِهُ إذا كان يُسار فيهنَّ سيراً لَيِّناً ورجل رافِهٌ أَي وَادِعٌ وهو في رَفاهَةٍ من العيش أَي سَعَة ورَفاهِيةٍ على فَعالِيَةٍ ورُفَهْنِيةٍ وهو ملحق بالخماسي بأَلف في آخره وإنما صارت ياء لكسرة ما قبلها ورَفَّهَ عن الرجل تَرْفيهاً رَفَقَ به ورَفَّهَ عنه كان في ضِيقٍ فنَفَّسَ عنه ورَفِّهْ عن غريمك تَرْفيهاً أَي نَفِّسْ عنه والرُّفَهُ التِّبْنُ عن كراع والمعروف الرُّفَةُ وفي المثل أَغْنَى من التُّفَةِ عن الرُّفَةِ يقال الرُّفَةُ التِّبْنُ والتُّفَةُ السبُعُ وهو الذي يسمى عَناقَ الأَرض لأَنه لا يَقْتاتُ التِّبْنِ قال ابن بري الذي ذكره ابن حمزة الأَصفهاني في أَفعلَ من كذا أَغْنَى من التُّفَةِ عن الرُّفَةِ بالتخفيف وبالتاء التي يوقف عليها بالهاء قال والأَصل رُفَهَةٌ وجمعها رُفاتٌ وقد تقدم الكلام في ذلك في فصل تفه قال الأَزهري العرب تقول إذا سَقَطتِ الطَّرْفَةُ قَلَّتْ في الأَرْضِ الرَّفَهَةُ قال أَبو الهيثم الرَّفَهَةُ الرَّحْمة
( * قوله « الرفهة الرحمة » وهي بفتح الراء والفاء كما صرح به في التكملة ثم نقل عن ابن دريد رفه عليّ ترفيهاً أي أنظرني والرفهان أي كعطشان المستريح والرفه أي بكسر فسكون صغار النخل ) قال أَبو ليلى يقال فُلانٌ رافِهٌ بفلان أَي راحِمٌ له ويقال أما تَرْفَهُ فلاناً ؟ والطَّرْفة عينا الأَسَدِ كوكبانِ الجَبهةُ أَمامَها وهي أَربعة كواكب وفي النوادر أَرْفِهْ عِنْدِي واسْتَرْفِهْ ورَفِّهْ عندي ورَوِّحْ عندي المعنى أَقِمْ واسْتَرِحْ واسْتَجِمَّ واسْتَنْفِهْ أَيضاً وفي حديث عائشة فلما رُفِّهَ عنه أَي أُزِيلَ وأُزِيحَ عنه الضِّيقُ والتعبُ ومنه حديث جابر أَراد أَن يُرَفِّه عنه أَي يُنَفِّس ويُخَفِّفَ وفي حديث ابن مسعود إن الرجلَ ليَتَكَلَّمُ بالكلمةِ في الرَّفاهِيةِ من سَخَطِ الله تُرْدِيه بُعْدَ ما بين السماء والأَرض الرَّفاهِيَةُ السَّعَة والتنعم أَي أَنه ينطق بالكلمة على حُسْبانِ أَن سَخَطَ الله تعالى لايَلْحَقُه إنْ نَطَقَ بها وأَنه في سَعةٍ من التكلم بها وربما أوقعته في مَهْلَكةٍ مَدَى عِظَمِها عند الله تعالى ما بين السماء والأَرض وأَصلُ الرَّفاهية الخِصْبُ والسَّعَةُ في المَعاش وفي حديث سَلْمانَ وطَيْرُ السماءِ على أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض تَقَعُ قال الخطابي لستُ أَدري كيف رواه الأَصَمُّ بفتح الأَلف أو ضمها فإن كانت بالفتح فمعناه على أَخْصَبِ خَمَرِ الأَرضِ وهو من الرِّفْهِ وتكون الهاء أَصلية وإن كانت بالضم فمعناها الحَدُّ والعَلَم يُجْعَلُ فاصلاً بين أََرضين وتكون التاء للتأْنيث مثلها في غُرْفَةٍ والله أَعلم

ركه
الرُّكاهةُ النَّكْهَةُ الطَّيِّبة عند الكَهَّةِ عن الهَجَرِيِّ وأَنشد لكاهل حُلْوٌ فُكاهَتُه مِسْكٌ رُكاهَتُه في كَفِّهِ من رُقَى الشَّيْطانِ مِفْتاحُ

رمه
رَمِهَ يومُنا رَمَهاً اشْتَدَّ حَرُّه والزاي أَعلى

رهره
الرَّهْرَهَةُ حُسْنُ بَصيص لون البَشَرة وأَشْباه ذلك وتَرَهْرَه جِسْمُه وهو رَهْراهٌ ورُهْرُوةٌ ابْيَضَّ من النَّعْمَةِ وماء رَهْراهٌ ورُهْرُوهٌ صافٍ وطَسٌّ رَهْرَهَةٌ صافية بَرَّاقَةٌ وفي حديث المَبْعَثِ فشُقَّ عن قلبه صلى الله عليه وسلم وجِيءَ بطَسْتٍ رَهْرَهةٍ قال القتيبي سأَلت أَبا حاتم والأَصمعي عنه فلم يعرفاه قال وأَظنه بطَسْتٍ رَحْرَحَةٍ بالحاء وهي الواسعة والعرب تقول إناء رَحْرَحٌ ورَحْراحٌ فأَبدلوا الهاء من الحاء كما قالوا مَدَهْتُ في مَدَحْتُ وما شاكله في حروف كثيرة قال أَبو بكر بن الأَنباري هذا بعيدٌ جِدّاً لأَن الهاء لا تبدل من الحاء إلا في المواضع التي استعملت العرب فيها ذلك ولا يقاس عليها لأن الذي يجيز القياس عليها يلزم أَن تبدل الحاء هاء في قولهم رَحَلَ الرَّحْلَ وفي قوله عز وجل فمن زُحْزِح عن النار وأُدخل الجنةَ وليس هذا من كلام العرب وإنما هو دَرَهْرَهة فأَخطأَ الراوي فأَسقط الدال يقال للكَوْكَبة الوَقَّادَة تَطْلُع من الأُفُقِ دارِئَةً بنورها دَرَهْرَهة كأَنه أَراد طَسّاً بَرَّاقةً مُضيئة وفي التهذيب طَسْتٌ رَحْرَحٌ ورَهْرَةٌ ورَحْراحٌ ورَهْراهٌ إذا كان واسعاً قريب القعر قال ابن الأَثير وقيل يجوز أن يكون من قولهم جِسْمٌ رَهْرَهةٌ أَي أَبيض من النَّعْمة يريد طَسْتاً بيضاء مُتَلأْلِئَةً ويروى بَرَهْرَهة وقد تقدم ذكرها ورَهْرَهَ مائدَتَه إذا وَسّعها سخاء وكرماً الأَزهري الرَّهَّةُ الطَّسْتُ الكبيرة والسراب يَتَرَهْرَهُ ويَتَرَيَّهُ إذا تتابع لَمَعانُه ورَهْرَهَ بالضأْن مقلوبٌ من هَرْهَرَ حكاه يعقوب

روه
راهَ الشيءُ رَوْهاً اضْطرب والاسم الرُّواهُ يمانية

ريه
الرَّيْهُ والتَّرَيُّه جَرْيُ السراب على وجه الأَرض وقيل مجيئه وذهابه قال الشاعر إذا جَرى من آله المُرَيَّهِ وقول رؤبة كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْرَهِ يَسْتَنُّ في رَيْعانِه المُرَيَّهِ
( * قوله « كأن رقراق السراب الامره » روي عليه رقراق وروي يعلون رقراق وروي الامقه بدل الامره وهما بمعنى واحد )
كأَنه رُيِّهَ أَو رَيَّهَتْه الهاجرةُ وتَرَيَّه السرابُ تَرَيَّعَ والمُرَيَّهُ المُرَيَّعُ وقال ابن الأَعرابي يَتَمَيَّعُ ههنا وههنا لا يستقيم له وَجْهٌ والله أَعلم

زفه
الأَزهريُّ خاصةً روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الزَّافِهُ السَّرابُ والسافِهُ الأَحمق

زله
زَلِه زَلَهاً زَمِعَ وطَمِعَ الأَزهري الزَّلَهُ ما يصل إلى النَّفْسِ من غمّ الحاجة أَو همٍّ من غيرها وأَنشد وقد زَلِهَتْ نفْسي من الجَهْدِ والذي أُطالِبُه شَقْنٌ ولكنه نَذْلُ الشَّقْنُ القليل الوَتِحُ من كل شيء ابن الأَعرابي الزَّلْهُ التحير
( * قوله « الزله التحير إلخ » الزله في هذه الثلاثة بفتح فسكون بخلاف ما قبلها فانه بالتحريك كما نص عليه المجد والصاغاني ) والزَّلْهُ نَوْرُ الريحان وحُسْنُه والزَّلْهُ الصَّخْرة التي يقوم عليها الساقي

زمه
زَمِهَ يومُنا زَمَهاً اشتدَّ حَرُّه كدَمِهَ

سبه
السَّبَهُ ذهاب العقل من الهَرَم ورجل مَسْبُوه ومُسَبَّهٌ وسَباهٍ مُدَلَّهٌ ذاهبُ العقل أَنشد ابن الأَعرابي ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَة أُمّه سَباهِي الفُؤادِ ما يَعيش بمعْقُولِ هالَةُ هنا الشمسُ ومُنْتَخَبٌ حَذِرٌ كأَنه لذَكاء قلبه فَزِِعٌ ويروى كأَنَّ هالَة أُمُّهُ أَي هو رافع رأْسه صُعُداً كأَنه يطلب الشمس فكأَنها أُمه ورجل مَسْبُوهُ الفُؤاد مثل مُدَلَّه العَقْلِ وهو المُسَبَّهُ أَيضاً قال رؤبة قالتْ أُبَيْلى لي ولم أُسَبَّهِ ما السِّنُّ إلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ أُبَيْلى اسم امرأَة قال المفضل السُّباهُ سكنة تأْخذ الإنسانَ يذهب منها عقلُه وهو مَسْبُوهٌ وقال كراع السُّباهُ بضم السين الذاهبُ العقل وهو أَيضاً الذي كأَنه مجنون من نَشاطه قال ابن سيده والظاهر من هذا أَنه غلط إنما السُّباهُ ذهاب العقل أَو نشاط الذي كأَنه مجنون اللحياني رجل مِسَبَّهُ العقل ومُسَمَّهُ العقل أَي ذاهب العقل ورجل سَباهِيُّ العَقْل إذا كان ضعيف العقل ورجل سَبِهٌ وسَباهٌ وسَباهٍ وسباهِيَةٌ متكبر

سته
السَّتْهُ والسَّتَهُ والاسْتُ معروفة وهو من المحذوف المُجْتَلَبَةِ له أَلفُ الوصل وقد يستعار ذلك للدهر وقوله أَنشده ثعلب إذا كَشَفَ اليومُ العَماسُ عن اسْتِهِ فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ يجوز أَن تكون الهاء فيه راجعة إلى اليوم ويجوز أَن تكون راجعة إلى رجل مهجوّ والجمع أَسْتاهٌ قال عامر بن عُقَيْل السَّعْدِيُّ وهو جاهلي رِقابٌ كالمَواجِنِ خاظِياتٌ وأَسْتاهٌ على الأَكْوارِ كُومُ خاظياتٌ غِلاظٌ سِمانٌ ويقال سَهٌ وسُهٌ في هذا المعنى بحذف العين قال أُدْعُ أُحَيْحاً باسْمِه لا تَنْسَهْ إنَّ أُحَيْحاً هي صِئْبانُ السَّهْ الجوهري والاسْتُ العَجُزُ وقد يُرادُ بها حَلْقة الدبر وأَصله سَتَهٌ على فَعَل بالتحريك يدل على ذلك أَن جمعه أَسْتاه مثل جَمَل وأَجمال ولا يجوز أَن يكون مثل جِزْعٍ وقُفْل اللذين يجمعان أَيضاً على أَفعال لأَنك إذا رَدَدْتَ الهاء التي هي لام الفعل وحذفت العين قلت سَهٌ بالفتح قال الشعر أَوْسٌ شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها وأَنْتَ السَّهُ السُّفْلى إذا دُعِيَت نَصْر يقول أنت فيهم بمنزلة الاست من الناس وفي الحديث العينُ وِكاءُ السَّهِ بحذف عين الفعل ويروى وِكاءُ السَّتِ بحذف لام الفعل ويقال للرجل الذي يُسْتَذَلُّ أَنت الاسْتُ السُّفْلى وأَنت السَّهُ السُّفْلى ويقال لأَرْذالِ الناس هؤلاء الأَسْتاه ولأَفاضلهم هؤلاء الأَعْيانُ والوُجوهُ قال ابن بري ويقال فيه سَتٌ أَيضاً لغة ثالثة قال ابن رُمَيْضٍ العَنْبَرِيّ يَسِيلُ على الحاذَيْنِ والسَّتِ حَيْضُها كما صَبَّ فوقَ الرُّجْمَةِ الدَّمِ ناسِكُ وقال أَوس بن مَغْراءَ لا يُمْسِكُ السَّتَ إلاَّ رَيْثَ يُرْسِلُها إذا أَلَحَّ على سِيسَائِه العُصُمُ يعني إذا أَلح عليه بالحبل ضَرطَ قال ابن خالويه فيها ثلاث لغات سَهٌ وسَتٌ واسْتٌ والسَّتَهُ عِظَمُ الاسْتِ والسَّتَهُ مصدر الأَسْتَهِ وهو الضَّخْمُ الاسْتِ ورجل أَسْتَهُ عظيم الاسْتِ بَيِّنُ السَّتَهِ إذا كان كبير العَجُز والسُّتاهِيُّ والسُّتْهُم مثله الجوهري والمرأَة سَتْهاءُ وسُتْهُمٌ والميم زائدة وإذا نسبت إلى الاسْتِ قلت سَتَهِيٌّ بالتحريك وإن شئت اسْتِيٌّ تركته على حاله وسَتِهٌ أَيضاً بكسر التاء كما قالوا حَرِحٌ قال ابن بري رجل حَرِحٌ أَي مُلازمٌ للأَحْراحِ وسَتِهٌ مُلازم للأَسْتاهِ قال والسَّيْتَهِيُّ الذي يتخلف خلف القوم فينظر في أَسْتاهِهم قالت العامرية لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيَّا يَمْشِي وَراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا ودُهْرِيٌّ منسوب إلى بني دَهْرٍ بَطْن من كلب والسَّتِهُ الطالبُ للاسْتِ وهو على النسب كما يقال رجل حَرِحٌ قال ابن سيده التمثيل لسيبويه ابن سيده رجل أَسْتَهُ والجمع سُتْهٌ وسُتْهانٌ هذه عن اللحياني وامرأَة سَتْهاء كذلك ورجل سُتْهُمٌ والأُنثى سُتْهُمة كذلك الميم زائدة ويقال للواسعة من الدُّبر سَتْهاء وسُتْهُمٌ وتصغير الاسْتِ سُتَيْهَةٌ قال أَبو منصور رجل سُتْهُم إذا كان ضَخْمَ الاسْتِ وسُتاهِيٌّ مثله والميم زائدة قال النحويون أَصل الاسْتِ سَتْهٌ فاستثقلوا الهاء لسكون التاء فلما حذفوا الهاء سكنت السين فاحتيج إلى أَلف الوصل كما فعل بالاسْمِ والابْنِ فقيل الاسْتُ قال ومن العرب من يقول السَّهْ بالهاء عند الوقف يجعل التاء هي الساقطة ومنهم من يجعلها هاء عند الوقف وتاء عند الإدراج فإذا جمعوا أو صَغَّروا رَدُّوا الكلمة إلى أَصلها فقالوا في الجمع أَسْتاهٌ وفي التصغير سُتَيْهة وفي الفعل سَتِهَ يَسْتَهُ فهو أَسْتَهُ وفي حديث المُلاعَنَةِ إن جاءت به مُسْتَهاً جَعْداً فهو لفلان وإن جاءت به حَمْشاً فهو لزوجها أَراد بالمُسْتَه الضَّخْمَ الأَلْيَتَيْنِ كأَنه يقال أُسْتِه فهو مُسْتَهٌ كما يقال أُسْمِنَ فهو مُسْمَنٌ وهو مُفْعَلٌ من الاسْتِ قال ورأَيت رجلاً ضخم الأَرداف كان يقال له أَبو الأَسْتاهِ وفي حديث البراء مرَّ أَبو سفيان ومعاويةُ خلفه وكان رجلاًمُسْتَهاً قال أَبو منصور وللعرب في الاسْتِ أَمثالٌ منها ما روي عن أَبي زيد تقول العرب ما لك اسْتٌ مع اسْتِكَ إذا لم يكن له عَدَدٌ ولا ثَرْوة من مال ولا عُدَّة من رجال تقول فاسْتُه لا تفارقه وليس له معها أُخرى من رجال ومال قال أَبو زيد وقالت العرب إذا حدّثَ الرجلُ حديثاً فخَلَّط فيه أَحاديث الضَّبُعِ اسْتَها
( * قوله « أحاديث الضبع استها » ضبط في التكملة والتهذيب استها في الموضعين بالنصب ) وذلك أَنها تمرّغ في التراب ثم تُقْعِي فَتَتَغَنَّى بما لا يفهمه أَحد فذلك أَحاديثها اسْتَها والعرب تَضَعُ الاسْتَ موضعَ الأَصل فتقول ما لك في هذا الأَمر اسْتٌ ولا فم أَي ما لك فيه أَصل ولا فرع قال جرير فما لَكُمُ اسْتٌ في العُلالا ولا فَمُ واسْتُ الدهر أَوَّلُ الدهر أَبو عبيدة يقال كان ذلك على اسْتِ الدَّهْرِ وعلى أُسِّ الدهر أَي على قِدَمِ الدهر وأَنشد الإيادِيُّ لأَبي نُخَيْلَة ما زالَ مجنوناً على اسْتِ الدَّهْرِ ذا حُمُقٍ يَنْمِي وعَقْل يَحْرِي
( * قوله « ذا حمق » الذي في التهذيب في بدن وفي التكملة في جسد )
أَي لم يزل مجنوناً دَهْرَهُ كله ويقال ما زال فلانٌ على اسْت الدهرِ مجنوناً أَي لم يزل يعرف بالجنون ومن أَمثال العرب في عِلْمِ الرجلِ بما يَلِيه دون غيره اسْتُ البائِن أَعْلَمُ والبائنُ الحالبُ الذي لا يَلي العُلْبةَ والدي يلي العُلْبة يقال له المُعَلِّي ويقال للرجل الذي يُسْتَذلُّ ويُسْتَضْعف اسْتُ أُمِّك أَضْيَقُ واسْتُكَ أَضْيَقُ من أن تفعل كذاوكذا ويقال للقوم إذا استُذِلُّوا واسْتُخِفَّ بهم باسْتِ بني فُلانٍ وهو شَتْمٌ للعرب ومنه قول الحُطَيئة فبِاسْتِ بَني عَبْسٍ وأَسْتاهِ طَيِّءٍ وباسْتِ بَني دُودانَ حاشا بَني نَصْرِ
( * قوله « فباست بني عبس » الذي في الجوهري بني قيس لكن صوب الصاغاني الاول )
وسَتَهْتُه أَسْتَهُه سَتْهاً ضربتُ اسْتَه وجاء يَسْتَهُه أَي يَتْبعه من خلفه لا يفارقه لأَنه يَتْلُو اسْتَه وأَما قول الأَخطل وأَنتَ مكانُك من وائلٍ مَكانَ القُرادِ من اسْتِ الجَملْ فهو مجاز لأَنهم لا يقولون في الكلام اسْتُ الجَمل الأَزهري قال شمر فيما قرأْتُ بخطه العرب تسمي بني الأَمة بَني اسْتِها قال وأَقرأَني ابنُ الأَعرابي للأَعشى أَسَفَهاً أَوْعَدْتَ يا ابْنَ اسْتِهَا لَسْتَ على الأَعْداءِ بالقادِرِ ويقال للذي ولدته أَمَة يا ابن اسْتِها يعنون است أَمة ولدته أَنه ولد من اسْتِها ومن أَمثالهم في هذا المعنى يا ابن اسْتِها إذا أَحْمَضَتْ حِمارَها قال المؤرِّجُ دخل رجل على سليمان بن عبد الملك وعلى رأْسه وَصِيفَةٌ رُوقَةٌ فأَحَدَّ النَّظَر إليها فقال له سليمان أََتُعْجِبُكَ ؟ فقال بارك الله لأَمير المؤمنين فيها فقال أَخبرني بسبعة أَمثال قيلت في الاسْتِ وهي لك فقال الرجل اسْتُ البائن أَعْلَمُ فقال واحد قال صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ قال اثنان قال اسْتٌ لم تُعَوَّدِ المِجْمَر قال ثلاثة قال اسْتُ المَسْؤول أَضْيَقُ قال أَربعة قال الحُرُّ يُعْطِي والعَبْدُ تَأْلَمُ اسْتُهُ قال خمسة قال الرجل اسْتي أَخْبَثِي قال ستة قال لا ماءَكِ أَبْقَيْتِ ولا هَنَكِ أَنْقَيْتِ قال سليمان ليس هذا في هذا قال بلى أَخذتُ الجارَبالجارِ كما يأْخذ أَمير المؤمنين وهو أَوَّل من أَخذ الجار بالجار قال خُذْها لا بارك الله لك فيها قوله صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ لأَنه لا يقدر أَن يجامع إذا غزا

سده
السَّدَهُ والسُّداهُ شبيه بالدَّهَشِ وقد سُدِهَ

سفه
السَّفَهُ والسَّفاهُ والسَّفاهة خِفَّةُ الحِلْم وقيل نقيض الحِلْم وأَصله الخفة والحركة وقيل الجهل وهو قريب بعضه من بعض وقد سَفِهَ حِلْمَه ورأْيَه ونَفْسَه سَفَهاً وسَفاهاً وسَفاهة حمله على السَّفَهِ قال اللحياني هذا هو الكلام العالي قال وبعضهم يقول سَفُه وهي قليلة وقولهم سَفِهَ نَفْسَهُ وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كان الأَصلُ سَفِهَتْ نفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه فلما حُوِّل الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه لأَنه صار في معنى سَفَّهَ نَفْسَه بالتشديد هذا قول البصريين والكسائي ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب كما يجوز غلامَه ضرب زيدٌ وقال الفراء لما حُوِّل الفعلُ من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً ليدل على أَن السَّفَه فيه وكان حكمه أَن يكون سَفِه زيدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لا يكون إلا نكرة ولكنه ترك على إضافته ونصب كنصب النكرة تشبيهاً بها ولا يجوز عنده تقديمه لأَن المفسر لا يتقدَّم ومثله قولهم ضِقْتُ به ذَرْعاً وطَبْتُ به نَفْساً والمعنى ضاق ذَرْعي به وطابت نفسي به وفي التنزيل العزيز إلاّ من سَفِهَ نَفْسَه قال أَبو منصور اختلف النحويون في معنى سَفِهَ نَفْسه وانتصابه فقال الأَخفش أَهل التأْويل يزعمون أَن المعنى سَفَّه ومنه قوله إلا من سَفِهَ الحقَّ معناه من سَفَّه الحقَّ وقال يونس النحوي أُراها لغة ذهب يونس إلى أَن فَعِلَ للمبالغة كما أَنَّ فَعَّلَ للمبالغة فذهب في هذا مذهب أَهل التأْويل ويجوز على هذا القول سَفِهْتُ زيداً بمعنى سَفَّهْتُ زيداً وقال أَبو عبيدة معنى سَفِهَ نفسَه أَهلك نفسَه وأَوْبَقَها وهذا غير خارج من مذهب يونس وأَهل التأْويل وقال الكسائي والفراء إن نفسه منصوب على التفسير وقالا التفسير في النكرات أَكثر نحو طِبْتُ به نَفْساً وقَرِرْتُ به عيناً وقالا إن أَصل الفعل كان لها ثم حوِّل إلى الفاعل أَراد أَن قولهم طبت به نفساً معناه طابت نفسي به فلما حول الفعل إلى صاحب النفس خرجت النفسُ مُفَسِّرة وأَنكر البصريون هذا القول وقالوا إن المفسرات نكرات ولا يجوز أَن تجعل المعارف نكرات وقال بعض النحويين إن قوله تعالى إلاَّ من سَفِهَ نَفْسَه معناه إلا من سَفِهَ في نفسه أَي صار سفيهاً إلا أَن في حذفت كما حذفت حروف الجر في غير موضع قال الله تعالى ولاجُناحَ عليكم أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكم المعنى أَن تسترضعوا لأَولادكم فحذف حرف الجر من غير ظرف ومثله قوله نُغالي اللَّحْمَ للأَضْيافِ نِيّاً ونَبْذُلُه إذا نَضِجَ القُدورُ المعنى نغالي باللحم وقال الزجاج القول الجيد عندي في هذا أَن سَفِهَ في موضع جَهِلَ والمعنى والله أَعلم إلا مَنْ جَهِل نَفْسَه أَي لم يُفَكِّرْ في نفسه فوضع سَفِهَ في موضع جَهِلَ وعُدِّيَ كما عُدِّيَ قال فهذا جميع ما قاله النحويون في هذه الآية قال ومما يقوِّي قول الزجاج الحديث الثابتُ المرفوع حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكِبْر فقال الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحَقَّ وتَغْمِطَ الناسَ فجعل سَفِهَ واقعاً معناه أن تَجْهَلَ الحق فلا تراه حقّاً والله أَعلم وقال بعض أَهل اللغة أَصلُ السَّفَهِ الخُُِفَّةُ ومعنى السفيه الخفيفُ العقل وقيل أَي سَفِهَتْ نَفْسُه أي صارت سفيهة ونصب نفسه على التفسير المحوّل وفي الحديث إنما البَغْيُ من سَفِهَ الحقَّ أَي من جهله وقيل من جهل نفسه وفي الكلام محذوف تقديره إنما البغي فِعْلُ من سَفِهَ الحقَّ والسَّفَهُ في الأَصل الخِفَّة والطَّيْشُ ويقال سَفِهَ فلانٌ رأْيه إذا جهله وكان رأْيه مضطرباً لا استقامة له والسَّفيه الجاهل ورواه الزمخشري من سَفَهِ الحَقِّ على أَنه اسم مضاف إلى الحق قال وفيه وجهان أَحدهما على أَن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل كان الأَصلُ سَفِهَ على الحق والثاني أَن يضمن معنى فعل متعد كجهل والمعنى الاستخفاف بالحق وأَن لا يراه على ما هو عليه من الرُّجْحان والرَّزانة الأَزهري روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الزّافِهُ السَّرابُ والسافِهُ الأَحمق ابن سيده سَفِهَ علينا وسَفُهَ جهل فهو سَفِيهٌ والجمع سُفَهاء وسِفَاهٌ قال الله تعالى كما آمنَ السُّفَهاء أَي الجُهّال والسفيه الجاهل والأُنثى سفيهة والجمع سَفِيهات وسَفائِهُ وسُفَّهٌ وسِفاهٌ وسَفَّه الرجلَ جعله سفيهاً وسَفَّهَهُ نسبه إلى السَّفَه وسافَهه مُسافَهة يقال سَفِيه لم يَجِدْ مُسافِهاً وسَفَّه الجهلُ حِلْمَه أَطاشه وأَخَفَّه قال ولا تُسَفِّهُ عند الوِرْد عَطْشَتُها أَحلامَنا وشَريبُ السَّوْءِ يَضْطرِمُ وسَفِهَ نفْسَه خَسِرَها جَهْلاً وقوله تعالى ولا تُؤْتوا السُّفَهاء أَموالكم التي جعل الله لكم قياماً قال اللحياني بلغنا أَنهم النساء والصبيان الصغار لأَنهم جُهّال بموضع النفقة قال وروي عن ابن عباس أَنه قال النساءُ أَسْفَهُ السُّفهاء وفي التهذيب ولا تؤتوا السفهاء أَموالكم يعني المرأَة والولد وسميت سفيهة لضعف عقلها ولأَنها تُحْسِنُ سياسة مالها وكذلك الأَولاد ما لم يُؤنَس رُشْدُهم وقولُ المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم أَتُسَفِّه أَحْلامنا معناه أَتُجَهِّلُ أَحْلامَنا وقوله تعالى فإن كان الذي عليه الحقُّ سفيهاً أَو ضعيفاً السفيه الخفيفُ العقل من قولهم تَسَفَّهَتِ الرِّياحُ الشيءَ إذا استخفته فحركته وقال مجاهد السفيه الجاهل والضعيف الأَحمق قال ابن عرفة والجاهل ههنا هو الجاهل بالأَحكام لا يحسن الإِملال ولا يدري كيف هو ولو كان جاهلاً في أَحواله كلها ما جاز له أَن يُداين وقال ابن سيده معناه إن كان جاهلاً أَو صغيراً وقال اللحياني السفيه الجاهل بالإملال قال ابن سيده وهذا خطأٌ لأَنه قد قال بعد هذا أَو لا يَسْتطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ وسَفُه علينا بالضم سَفاهاً وسَفاهَةً وسَفِهَ بالكسر سَفَهاً لغتان أَي صار سفيهاً فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَه وسَفِهَ رَأْيَه لم يقولوه إلاَّ بالكسر لأَن فَعُلَ لا يكون متعدّياً ووادٍ مُسْفَه مملوء كأَنه جاز الحدَّ فسَفُهَ فمُسْفَه على هذا مُتَوَهَّم من باب أَسْفَهْتُه وَجَدْته سفيهاً قال عَدِيُّ بن الرِّقاع فما به بَطْنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتِه وإن تَراغَبَ إلا مُسْفَهٌ تَئِقُ والسَّفَهُ الخِفَّة وثوب سَفِيهٌ لَهْلَهٌ سَخِيف وتَسَفَّهَتِ الرياحُ اضطَرَبت وتَسَفَّهت الريحُ الغُصونَ حرَّكتها واستخفتها قال مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وتَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ أَي مالت به وناقة سَفِيهة الزِّمامِ إذا كانت خفيفة السير ومنه قول ذي الرمة يصف سيفاً وأَبْيَضَ مَوْشِيِّ القَمِيصِ نَصَبْتُه على ظَهْرِ مِقْلاتٍ سَفِيهٍ جَديلُها يعني خفيفٍ زِمامُها يريد أَن جديلها يضطرب لاضطراب رأْسها وسافَهَتِ الناقةُ الطريقَ إذا خَفَّتْ في سيرها قال الشاعر أَحْدُو مَطِيَّاتٍ وقَوْماً نُعَّسا مُسافِهاتٍ مُعْمَلاً مُوَعَّسا أَراد بالمُعْمَلِ المُوعَّسِ الطريقَ الموطوء قال ابن بري وأَما قول خلف بن إسحق البَهْرانيّ بَعْثنا النَّواعِجَ تَحْتَ الرِّحالْ تَسافَهُ أَشْداقُها في اللُّجُمْ فإنه أَراد أَنها تَترامى بلُغامِها يَمْنةً ويَسْرَة كقول الجَرْمي تَسافَهُ أَشْداقُها باللُّغامْ فتَكْسُو ذَفارِيَها والجُنُوبا فهو من تَسافُهِ الأَشْداق لا تَسافُهِ الجُدُلِ وأَما المُبَرّدُ فجعله من تَسافُه الجُدُل والأَول أَظهر وسَفِه الماءَ يَسْفَهُه سَفْهاً أَكثر شربه فلم يَرْوَ والله أَسْفَهه إياه وحكى اللحياني سَفِهْتُ الماءَ وسافَهْتُه شربته بغير رِفْقٍ وسَفِهْتُ الشرابَ بالكسر إذا أَكثرت منه فلم تَرْوَ وأَسْفَهَكَه الله وسافَهْتُ الدَّنَّ أَو الوَطْبَ قاعَدْتُه فشَرِبْتُ منه ساعةً بعد ساعة وسافَهْتُ الشرابَ إذا أَسرفت فيه قال الشَّمَّاخ فَبِتُّ كأَنني سافَهْتُ صِرْفاً مُعَتَّقَةً حُمَيَّاها تَدُورُ الأَزهري رجل ساهِفٌ وسافِهٌ شديد العطش ابن الأَعرابي طعام مَسْهَفَة ومَسْفَهة إذا كان يَسْقِي الماءَ كثيراً وسَفَهْتُ وسَفِهْتُ كلاهما شُغِلْتُ أَو شَغَلْتُ وسَفِهْتُ نصيبي نَسِيتُه عن ثعلب وتَسَفَّهْتُ فلاناً عن ماله إذا خدعته عنه وتَسَفَّهْتُ عليه إذا أَسمعته

سله
سَليهٌ مَليهٌ لا طعم له كقولك سَلِيخٌ مَليخٌ عن ثعلب الأَزهري قال شمر الأَسْلَهُ الذي يقول أَفعل في الحرب وأَفعل فإذا قاتل لم يُغْنِ شيئاً وأَنشد ومن كلِّ أَسْلَهَ ذي لُوثَةٍ إذا تُسْعَرُ الحَرْبُ لا يُقْدِمُ

سمه
سَمَه البعيرُ والفرسُ في شَوْطه يَسْمَه بالفتح فيهما سُمُوهاً جرى جرياً ولم يَعْرِفِ الإعْياءَ فهو سامِةٌ والجمع سُمَّهٌ وأَنشد لرؤبة يا لَيْتَنا والدَّهْرَ جَرْيَ السُّمَّهِ أَراد ليتنا والدهر نجري إلى غير نهاية وهذا البيت أَورده الجوهري ليتَ المُنى والدّهْرَ جَرْيُ السُّمَّه قال ابن بري وبعده لله دَرُّ الفانياتِ المُدَّهِ قال ويروى في رجزه جَرْيُ بالرفع على خبر ليت ومن نصبه فعلى المصدر أَي يجري جَرْيَ السُّمَّه أَي ليت الدهر يجري بنا في مُنانا إلى غير نهاية ينتهي إِليها والسُّمَّهُ والسُّمَّهى والسُّمَّيْهى كله الباطل والكذب وقال الكسائي من أسماء الباطل قولهم السُّمَّهُ يقال جرى فلانٌجَرْيَ السُّمَّهِ ويقال ذهب في السُّمَّيْهى أَي في الباطل الجوهري جَرى فلانٌ السُّمَّهى أَي جرى إلى غير أَمر يعرفه وفي حديث علي كرم الله وجهه إذا مَشَتْ هذه الأُمَّةُ السُّمَّيْهى فقد تُوُدِّعَ منها هي بضم السين وتشديد الميم التَّبَخْتُر من الكبر قال وهو في غير هذا الباطلُ والكذب الفراء وذهبت إِبلُه السُّمَيْهى على مثال وَقَعُوا في خُلَيْطى تفرّقت في كل وجه وقيل السُّمَيْهى التفرّق في كل وجه من أَيِّ الحيوان كان الفراء ذهبت إبلُه السُّمَّيْهى والعُمَّيْهى والكُمَّيْهى أَي لا يدري أَين ذهبت والسُّمَّهى الهواءُ بين السماء والأَرض اللحياني يقال للهواء اللُّوحُ والسُّمَّهى والسُّمَّيْهى النَّضْر يقال ذهب في السُّمَّةِ والسُّمَّهى أَي في الريح والباطل وسَمَّهَ الرجلُ إبلَه أَهملها وهي إبل سُمَّةٌ هذا قول أَبي حنيفة وليس بجيد لأَن سُمَّةُ ليس على سَمَّهَ إنما هو على سَمَهَ والسُّمَّهُ أَن يرمي الرجلُ إِلى غير غرض وبقي القومُ سُمَّهاً أَي مُتَلَدِّدين قال ابن الأَعرابي كَثُرَ عيالُ رجل من طيِّء من بنات وزوجة فخرج بهن إلى خَيْبر يُعَرِّضُهُنَّ لحُمّاها فلما وردها قال قُلْتُ لِحُمَّى خَيْبَرَ اسْتَعِدِّي هذي عِيالي فاجْهَدي وجِدِّي وباكِري بصَالِبٍ ووِرْدِ أَعانَكِ اللهُ على ذا الجُنْدِ قال فأَصابته الحمى فمات وبقي عياله سُمَّهاً مُتَلَدِّدينَ وسَمَه الرجلُ سَمْهاً فهو سامِةٌ دُهِشَ ورجل سامِهٌ حائر من قوم سُمَّهٍ اللحياني يقال رجل مُسَمَّهُ العَقْل ومُسَبَّهُ العَقْلِ أَي ذاهب العقل والسُّمَّهى مُخاطُ الشيطان والسُّمَّهَةُ خُوصٌ يُسَفُّ ثم يجمع يجعل شبيهاً بالسُّفْرة

سنه
السَّنَةُ واحدةُ السِّنين قال ابن سيده السَّنَة العامُ منقوصة والذاهب منها يجوز أَن يكون هاء وواواً بدليل قولهم في جمعها سَنَهات وسَنَوات كما أَن عِضَةً كذلك بدليل قولهم عِضاهٌ وعِضَواتٌ قال ابن بري الدليل على أَن لام سنة واو قولهم سَنَواتٌ قال ابنُ الرِّقاعِ عُتِّقَتْ في القِلالِ من بَيْتِ رأْسٍ سَنَواتٍ وما سَبَتْها التِّجارُ والسَّنةُ مطلقةً السنةُ المُجْدِبةُ أَوْقَعُوا ذلك عليها إِكباراً لها وتشنيعاً واستطالة يقال أَصابتهم السنة والجمع من كل ذلك سَنَهاتٌوسِنُون كسروا السين ليعلم بذلك أَنه قد أُخرج عن بابه إلى الجمع بالواو والنون وقد قالوا سِنيناً أَنشد الفارسي دَعانِيَ من نَجْدٍ فإنَّ سِنينَه لَعِبْنَ بنا شِيباً وشَيَّبْنَنا مُرْدَا فثبات نونه مع الإضافة على أَنها مشبهة بنون قِنِّسْرين فيمن قال هذه قِنِّسْرينُ وبعض العرب يقول هذه سِنينٌ كما تَرَى ورأَيت سِنيناً فيعرب النون وبعضهم يجعلها نون الجمع فيقول هذه سِنُونَ ورأَيت سِنِينَ وقوله عز وجل ولقد أَخذنا آلَ فرعونَ بالسّنينَ أَي بالقُحُوط والسَّنةُ الأَزْمة وأَصل السَّنَة سَنْهة بوزن جَبْهةٍ فحذفت لامها ونقلت حركتها إلى النون فبقيت سَنَةً لأَنها من سَنَهَت النخلةُ وتَسَنَّهَتْ إذا أَتى عليها السِّنونَ قال الجوهري تَسَنَّهَتْ إذا أَتى عليها السِّنُونَ قال ابن الأَثير وقيل إن أَصلها سَنَوَةٌ بالواو فحذفت كما حذفت الهاء لقولهم تَسَنَّيْتُ عنده إذا أَقمت عنده سَنةً ولهذا يقال على الوجهين استأْجرته مُسانَهة ومُساناةً وتصغيره سُنَيْهَة وسُنَيَّة وتُجْمَعُ سَنَواتٍ وسَنَهاتٍ فإذا جمعتها جمع الصحة كسرت السين فقلت سِنينَ وسِنُونَ وبعضهم بضمها ويقول سُنُونَ بالضم ومنهم من يقول سِنينٌ على كل حال في النصب والرفع والجر ويجعل الإعراب على النون الأَخيرة فإذا أَضفتها على الأَول حذفت نون الجمع للإضافة وعلى الثاني لا تحذفها فتقول سِنِي زيدٍ وسِنِينَ زيدٍ الجوهري وأَما من قال سِنينٌ ومِئِينٌ ورفع النون ففي تقديره قولان أَحدهما أَنه فِعْلِينٌ مثلِ غِسْلِينٍ محذوفةً إلا أَنه جمع شاذ وقد يجئ في الجموع ما لا نظير له نحو عِدىً هذا قول الأَخفش والقول الثاني أَنه فَعِيلٌ وإنما كسروا الفاء لكسرة ما بعدها وقد جاء الجمع على فَعِيلٍ نحو كَلِيبٍ وعَبيدٍ إلا أَن صاحب هذا القول يجعل النون في آخره بدلاً من الواو وفي المائة بدلاً من الياء قال ابن بري سِنين ليس بجمع تكسير وإنما هو اسم موضوع للجمع وقوله إن عِدىً لا نظير له في الجموع وهم لأَن عِدىً نظيره لِحىً وفِرىً وجِرىً وإنما غَلَّطه قولُهم إنه لم يأْت فِعَلٌ إلا عِدىً ومكاناً سِوىً وقولُه تعالى ثلثمائةٍ سِنِينَ قال الأَخفش إنه بدل من ثلاث ومن المائة أَي لبثوا ثلثمائة من السِّنِينَ قال فإن كانت السِّنُون تفسيراً للمائة فهي جَرٌّ وإن كانت تفسيراً للثلاث فهي نَصْبٌ والعربُ تقول تَسَنَّيْتُ عنده وتَسَنَّهْتُ عنده ويقال هذه بِلادٌ سِنِينٌ أَي جَدْبةٌ قال الطرماح بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الرِّيحُ فيهِ حَنِينَ الجُلْبِ في البَلَدِ السِّنينِ الأَصمعي أَرضُ بني فلان سَنَةٌ إذا كانت مُجْدِبةً قال أَبو منصور وبُعِثَ رائدٌ إلى بلد فوجده مُمْحِلاً فملا رجع سُئلَ عنه فقال السَّنَةُ أَراد الجُدُوبة وفي الحديث اللهم أَعِنِّي على مُضَر بالسَّنة السَّنَةُ الجَدْبُ يقال أَخذتهم السنةُ إذا أَجْدبوا وأُقحِطُوا وهي من الأَسماء الغالبة نحو الدابة في الفرس والمال في الإبل وقد خصوها بقلب لامها تاء في أَسْنَتُوا إذا أَجْدبوا وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كان لا يُجيز نكاحاً عامَ سَنَةٍ أَي عامَ جَدْبٍ يقول لعل الضيق يحملهم على أَن يُنْكِحُوا غيرَ الأكْفاء وكذلك حديثه الآخر كان لا يَقْطَعُ في عام سنةٍ يعني السارقَ وفي حديث طَهْفَة فأَصابتنا سُنَيَّةٌ حمراءُ أَي جَدْبٌ شديد وهو تصغير تعظيم وفي حديث الدعاء على قريش أَعنِّي عليهم بسِنينَ كسِني يوسفَ هي التي ذَكَرها اللهُ في كتابه ثم يأْتي من بعد ذلك سبعٌ شِدادٌ أَي سبع سنين فيها قَحْطٌ وجَدْبٌ والمُعاملة من وقتها مُسانَهةٌ وسانَهه مُسانَهةً وسِنَاهاً الأَخيرة عن اللحياني عامَلَه بالسَّنةِ أَو استأْجره لها وسَانَهتِ النخلةُ وهي سَنْهاءُ حملت سنةً ولم تحمل أُخرى فأَما قول بعض الأَنصار هو سُوَيْد بن الصامت فلَيْسَتْ بسَنهاء ولا رُجَّبِيَّةٍ ولكنْ عَرايا في السِّنينِ الجَوائحِ قال أَبو عبيد لم تصبها السَّنةُ المُجْدِبة والسَّنْهاء التي أَصابتها السنةُ المُجْدِبةُ وقد تكون النخلةَ التي حملت عاماً ولم تحمل آخر وقد تكون التي أَصابها الجَدْبُ وأَضَرَّ بها فنَفَى ذلك عنها الأَصمعي إذا حملت النخلة سنة ولم تحمل سنة قيل قد عاوَمَتْ وسانَهَتْ وقال غيره يقال للسَّنَة التي تَفْعَلُ ذلك سَنْهاء وفي الحديث أَنه نهى عن بيع السنين وهو أَن يبيع ثمرة نخله لأَكثر من سنة نهى عنه لأَنه غَرَرٌ وبيعُ ما لم يُخْلَقْ وهو مثل الحديث الآخر أَنه نهى عن المُعاومة وفي حديث حَليمةَ السَّعْدِيةِ خرجنا نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاء بمكة في سنةٍ سَنْهاء أَي لا نباتَ بها ولا مطر وهي لفظة مبنية من السَّنةِ كما يقال ليلة لَيْلاءُ ويومٌ أَيْوَمُ ويروى في سنة شَهْباء وأَرضُ بني فلان سَنَةٌ أَي مُجْدِبة أَبو زيد طعام سَنِةٌ وسَنٍ إذا أَتتْ عليه السِّنُونَ وسَنِهَ الطعامُ والشرابُ سَنَهاً وتَسَنَّه تغير وعليه وَجَّهَ بعضهم قوله تعالى فانْظُرْ إلى طعامك وشرابك لم يَتَسَنَّهْ والتَّسَنُّهُ التَّكَرُّجُ الذي يقع على الخُبْزِ والشراب وغيره تقول منه خبز مُتَسَنِّهٌ وفي القرآن لم يَتََسَنَّه لم تغيره السِّنُونَ ومن جعل حذف السنة واواً قرأَ لم يَتَسنَّ وقال سانَيته مُساناة وإِثبات الهاء أَصوب وقال الفراء في قوله تعالى لم يتسنه لم يتغير بمرور السنين عليه مأْخوذ من السنة وتكون الهاء أَصلية من قولك بعته مُسانهة تثبت وصلاً ووقفاً ومن وصله بغير هاء جعله من المُساناة لأَن لام سنة تعتقب عليها الهاء والواو وتكون زائدة صلة بمنزلة قوله تعالى فبِهُداهم اقْتَدِهْ فمن جعل الهاء زائدة جعل فعلت منه تسنيت أَلا ترى أَنك تجمع السنة سنوات فيكون تفعلت على صحة ؟ ومن قال في تصغير السنة سُنينة وإن كان ذلك قليلاً جاز أَن يقول تَسَنَّيْتُ تَفَعَّلْتُ أُبدلت النون ياء لما كثرت النونات كما قالوا تَظَنَّيْتُ وأَصله الظَّنُّ وقد قالوا هو مأْخوذ من قوله عز وجل من حَمَإٍ مَسْنُون يريد متغيراً فإن يكن كذلك فهو أَيضاً مما بُدِّلتْ نونه ياء ونُرَى والله أَعلم أَن معناه مأْخوذ من السَّنَة أَي لم تغيره السِّنُون وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى في قوله لم يَتَسَنَّهْ قال قرأَها أَبو جعفر وشَيْبة ونافعٌ وعاصم بإثبات الهاء إن وصلوا أَو قطعوا وكذلك قوله فبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ووافقهم أَبو عمرو في لم يتَسَنَّهْ وخالفهم في اقْتَدِهْ فكان يحذف الهاء منه في الوصل ويثبتها في الوقف وكان الكسائي يحذف الهاء منهما في الوصل ويثبتها في الوقف قال أَبو منصور وأَجود ما قيل في أَصل السَّنَةِ سُنَيْهة على أَن الأَصل سَنْهَةٌ كما قالوا الشَّفَةُ أَصلها شَفْهَة فحذفت الهاء قال ونقصوا الهاء من السنة كما نقصوها من الشفة لأَن الهاء ضاهت حروف اللين التي تنقص من الواو والياء والأَلف مثل زِنَةٍ وثُبَةٍ وعِزَةٍ وعِضَةٍ والوجه في القراءة لم يتَسَنَّهْ بإثبات الهاء في الوقف والإدراج وهو اختيار أَبي عمرو وهو من قولهم سَنِهَ الطعامُ إذا تغير وقال أَبو عمرو الشيباني هو من قولهم حمَإٍ مَسْنُون فأَبدلوا من يَتَسَنَّنْ كما قالوا تظنَّيْتُ وقَصَّيْتُ أَظفاري

سنبه
الأَزهري في الرباعي مَضَتْ سَنْبَةٌ من الدهر وسَنْبَهةٌ وسَبَّةٌ من الدهر

سهنسه
حكى اللحياني سِهِنْساهُ ادْخُلْ معنا وسِهِنْساهُ اذْهَبْ معنا وإذا لم يكن بعده شيء قلت سِهِنْساهِ قد كان كذا وكذا الفراء افْعَلْ هذا سِهِنْساهِ وسِهِنْساهُ افْعَلْه آخِرَ كل شيء ثعلب ولا يقال هذا إلا في المستقبل لا يقال فعلته سِهِنْساهِ ولا فَعَلْتُه آثِرَ ذي أَثِيرٍ

سهه
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال العَيْنانِ وِكاءُ السَّهِ فإذا نامتا اسْتَطْلَقَ الوِكاءُ قال أَبو عبيد السَّهُ حَلْقَةُ الدبر قال الأَزهري السَّهُ من الحروف الناقصةِ وقد تقدّم ذلك في ترجمة سته لأَن أَصلها سَتَهٌ بوزن فرس وجمعها أَسْتاه كأَفراس فحذفت الهاء وعوّض منها الهمزة فقيل اسْتٌ فإذا رَدَدْتَ إليها الهاء وهي لامها وحذفت العين التي هي التاء انحذفت الهمزة التي جيءَ بها عِوَضَ الهاء فتقول سَهٌ بفتح السين ويروى في الحديث وِكاءُ السَّتِ بحذف الهاء وإِثبات العين والمشهور الأَول ومعنى الحديث أَن الإنسان مهما كان مستيقظاً كانت اسْتُه كالمشدودةِ المَوْكِيّ عليها فإذا نام انْحَلَّ وِكاؤُها كنى بهذا اللفظ عن الحَدَثِ وخروج الريح وهو من أَحسن الكناياتِ وأَلطفها

شبه
الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ المِثْلُ والجمع أَشْباهٌ وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ ماثله وفي المثل مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه وذلك إذا عجز وضَعُفَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ من عِظَمِ الرأْسِ ومن خرْطُمِّهِ أَراد من خُرْطُمِهِ فشدد للضرورة وهي لغة في الخُرْطُوم وبينهما شَبَه بالتحريك والجمع مَشَابِهُ على غير قياس كما قالوا مَحاسِن ومَذاكير وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ واشْتَبَها أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ صاحِبَه وفي التنزيل مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشابه وشَبَّهه إِياه وشَبَّهَه به مثله والمُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ والمُتَشابِهاتُ المُتَماثِلاتُ وتَشَبَّهَ فلانٌ بكذا والتَّشْبِيهُ التمثيل وفي حديث حذيفة وذَكَر فتنةً فقال تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً قال شمر معناه أَن الفتنة إذا أَقبلت شَبَّهَتْ على القوم وأَرَتْهُمْ أَنهم على الحق حتى يدخلوا فيها ويَرْكَبُوا منها ما لا يحل فإذا أَدبرت وانقضت بانَ أَمرُها فعَلِمَ مَنْ دخل فيهاأَنه كان على الخطأ والشُّبْهةُ الالتباسُ وأُمورٌ مُشْتَبِهةٌ ومُشَبِّهَةٌ
( * قوله ومشبهة » كذا ضبط في الأصل والمحكم وقال المجد مشبهة كمعظمة ) مُشْكِلَة يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال واعْلَمْ بأَنَّك في زَما نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ وبينهم أَشْباهٌ أَي أَشياءُ يتَشابهون فيها وشَبَّهَ عليه خَلَّطَ عليه الأَمْرَ حتى اشْتَبه بغيره وفيه مَشابهُ من فلان أَي أَشْباهٌ ولم يقولوا في واحدته مَشْبَهةٌ وقد كان قياسه ذلك لكنهم اسْتَغْنَوْا بشَبَهٍ عنه فهو من باب مَلامِح ومَذاكير ومنه قولهم لم يَسْرِ رجلٌ قَطُّ ليلةً حتى يُصْبِحَ إلا أَصْبَح وفي وجهه مَشابِهُ من أُمِّه وفيه شُبْهَةٌ منه أَي شَبَهٌ وفي الحديث الدِّياتِ دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثٌ هو أَن ترمي إِنساناً بشيءٍ ليس من عادته أَن يَقْتُل مِثْلُه وليس من غَرَضِكَ قتله فيُصادِفَ قَضاءً وقَدَراً فيَقَعَ في مَقْتَلٍ فيَقْتُل فيجب فيه الديةُ دون القصاص ويقال شَبَّهْتُ هذا بهذا وأَشْبَه فلانٌ فلاناً وفي التنزيل العزيز منه آياتٌمُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكتاب وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ قيل معناه يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال أَبو منصور وقد اختلف المفسرون في تفسير قوله وأُخر متشابهات فروي عن ابن عباس أَنه قال المتشابهات الم الر وما اشْتَبه على اليهود من هذه ونحوها قال أَبو منصور وهذا لو كان صحيحاً ابن عباس كان مُسَلَّماً له ولكن أَهل المعرفة بالأَخبار وَهَّنُوا إسْنادَه وكان الفراء يذهب إلى ما روي عن ابن عباس وروي عن الضحاك أَنه قال المحكمات ما لم يُنْسَخْ والمُتَشابِهات ما قد نسخ وقال غيره المُتَشابِهاتُ هي الآياتُ التي نزلت في ذكر القيامة والبعث ضَرْبَ قَوْلِه وقال الذين كفروا هل نَدُلُّكُمْ على رجل يُنَبِّئُكم إذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ ممَزَّقٍ إنَّكم لفي خَلْقٍ جديد أَفْتَرى على الله كَذِباً أَم به جِنَّةٌ وضَرْبَ قولِه وقالوا أَئِذا مِتْنا وكنا تُراباً وعِظاماً أَئنا لمَبْعُوثون أَو آباؤُنا الأَوَّلونَ فهذا الذي تشابه عليهم فأَعْلَمهم الله الوَجْهَ الذي ينبغي أَن يَسْتَدِلُّوا به على أَن هذا المُتَشابِهَ عليهم كالظاهر لو تَدَبَّرُوه فقال وضَرَب لنا مثلاً ونَسِيَ خَلْقَه قال من يُحْيِي العِظامَ وهي رَمِيمٌ قل يُحْيِيها الذي أَنْشأَها أَوَّلَ مرَّةٍ وهو بكل خَلْقٍ عليم الذي جَعَلَ لكم من الشَّجر الأَخضَرِ ناراً فإذا أَنتم منه تُوقِدُون أَوَلَيْس الذي خلق السموات والأَرض بقادر على أَن يَخْلُق مثلهم أَي إذا كنتم أَقررتم بالإِنشاء والابتداء فما تنكرون من البعث والنُّشور وهذا قول كثير من أَهل العلم وهو بَيِّنٌ واضح ومما يدل على هذا القول قوله عز وجل فيَتَّبِعُونَ ما تَشابَه منه ابْتِغاء الفِتْنة وابتغاء تَأْويله أَي أَنهم طلبوا تأويل بعثهم وإِحيائهم فأَعلم الله أَن تأْويل ذلك ووقته لا يعلمه إلا الله عز وجل والدليل على ذلك قوله هل يَنْظُرون إلا تأْويلَه يومَ يأْتي تأْويلُه يريد قيام الساعة وما وُعِدُوا من البعث والنشور والله أَعلم وأَما قوله وأُتُوا به مُتَشابهاً فإن أَهل اللغة قالوا معنى مُتَشابهاً يُشْبِهُ بعضُه بعضاً في الجَوْدَة والحُسْن وقال المفسرون متشابهاً يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطَّعْم ودليل المفسرين قوله تعالى هذا الذي رُزِقْنا من قَبْلُ لأَن صُورتَه الصورةُ الأُْولى ولكنَّ اختلافَ الطعم مع اتفاق الصورة أَبلغُ وأَغرب عند الخلق لو رأَيت تفاحاً فيه طعم كل الفاكهة لكان نهايةً في العَجَبِ وفي الحديث في صفة القرآن آمنوا بمُتَشابهِه واعْمَلُوا بمُحْكَمِه المُتَشابه ما لم يُتَلَقَّ معناه من لفظه وهو على ضربين أَحدهما إذا رُدَّ إلى المُحْكم عُرف معناه والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته فالمُتَتَبِّعُ له مُبْتَغٍ للفتنة لأَنه لا يكاد ينتهي إلى شيء تَسْكُنُ نَفْسُه إليه وتقول في فلان شَبَهٌ من فلان وهو شِبْهُه وشَبَهُه وشَبِيهُه قال العجاج يصف الرمل وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيُّ وشَبَهٌ أَمْيَلُ مَيْلانيُّ الأُمْطِيُّ شجر له عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب وقوله وشَبَهٌ هو اسم آخر اسمه شَبَهٌ أَمْيَلُ قد مال مَيْلانيُّ من المَيل ويروى وسَبَطٌ أَمْيَلُ وهو شجر معروف أَيضاً حَيْثُ انْحَنى ذو اللِّمَّةِ المَحْنِيُّ حيث انحنى يعني هذا الشَّبَه ذو اللِّمَّةِ حيث نَمَّ العُشْبُ وشَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس وهي الجُمَّة في بَيْضِ وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ بَيْضُ وَدْعانَ موضعٌ أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وشَبَّه الشيءُ إذا أَشْكَلَ وشَبَّه إذا ساوى بين شيء وشيء قال وسأَلته عن قوله تعالى وأُتُوا به مُتَشابهاً فقال ليس من الاشْتِباهِ المُشْكِل إنما هو من التشابُه الذي هو بمعنى الاستواء وقال الليث المُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ وتقول شَبَّهْتَ عليَّ يا فلانُ إذا خَلَّطَ عليك واشْتَبَه الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ واشْتَبه عليَّ الشيءُ وتقول أَشْبَهَ فلانٌ أَباه وأَنت مثله في الشِّبْهِ والشَّبَهِ وتقول إني لفي شُبْهةٍ منه وحُروفُ الشين يقال لها أَشْباهٌ وكذلك كل شيء يكونُ سَواءً فإِنها أَشْباهٌ كقول لبيد في السَّواري وتَشْبيه قوائمِ الناقة بها كعُقْرِ الهاجِريِّ إذا ابْتَناهُ بأَشْباهٍ خُذِينَ على مِثالِ قال شَبَّه قوائم ناقته بالأَساطين قال أَبومنصور وغيرُه يَجْعَلُ الأَشباهَ في بيت لبيد الآجُرَّ لأَن لَبِنَها أَشْباهٌ يُشْبِه بعضُها بعضاً وإنما شَبَّه ناقته في تمام خَلْقِها وحَصانةِ جِبِلَّتها بقَصْر مبني بالآجر وجمعُ الشُّبْهةِ شُبَهٌ وهو اسم من الاشْتِباهِ روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال اللَّيَنُ يُشَبَّهُ عليه
( * قوله « اللين يشبه عليه » ضبط يشبه في الأصل والنهاية بالتثقيل كما ترى وضبط في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول ) ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها ولذلك يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء وفي الحديث عن زيادٍ السَّهْمِيّ قال نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن اللَّبنَ يُشَبَّه وفي الحديث فإن اللبن يَتَشَبَّهُ والشِّبْهُ والشَّبَهُ النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ وفي التهذيب ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ فيَصْفَرُّ قال ابن سيده سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه والجمع أَشْباهٌ يقال كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً قال المَرَّارُ تَدينُ لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ من الشِّبْهِ سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها أَبو حنيفة الشَّبَهُ شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِهُ السَّمُرَةَ وليست بها والمُشَبَّهُ المُصْفَرُّ من النَّصِيِّ والشَّباهُ حَبٌّ على لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ للدواء والشَّبَهانُ نبت يُشْبِهُ الثُّمام ويقال له الشَّهَبانُ قال ابن سيده والشَّبَهانُ والشُّبُهانُ ضَرْبٌ من العِضاه وقيل هو الثُّمامُ يَمانية حكاها ابن دريد قال رجل من عبد القيس بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ قال ابن بري قال أَبو عبيدة البيت للأَحْوَل اليَشْكُري واسمه يَعْلى قال وتقديره وينبت أَسفلُه المَرْخَ على أَن تكون الباء زائدة وإِن شئت قَدَّرْتَه ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ فتكون الباء للتعدية لما قَدَّرْتَ الفعل ثلاثيّاً وفي الصحاح وقيل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من الرياحين قال ابن بري والشَّبَهُ كالسَّمُرِ كثير الشَّوْكِ

شده
شَدَهَ رأْسَه شَدْهاً شَدَخَه قال ابن جني أَما قولهم السَّدْهُ في الشَّدْهِ ورجل مَسْدُوه في معنى مَشْدُوه فينبغي أَن تكون السين بدلاً من الشين لأَن الشين أَعم تَصَرُّفاً وشُدِهَ الرجلُ شَدَهاً وشُدْهاً شُغِل وقيل تَحَيَّر والاسم الشُّداهُ الأَزهري شُدِهَ الرجلُ دُهِشَ فهو دَهِشٌ ومَشْدُوهٌ شَدَهاً وقد أَشْدَهَه كذا أَبو زيد شُدِهَ الرجلُ شَدْهاً
( * قوله « شده الرجل شدهاً إلخ » جاء المصدر محركاً وبضم أو فتح فسكون كما في القاموس وغيره ) فهو مَشْدُوهٌ دُهِشَ والاسم الشُّدْهُ والشَّدَهُ مثل البُخْلِ والبَخَلِ وهو الشُّغْل ليس غيره وقال شُدِهَ الرجلُ شُغِلَ لا غَيْرُ قال أَبو منصور لم يَجعَلْ شُدِهَ من الدَّهَشِ كما يظن بعض الناس أَنه مقلوب منه واللغة العالية دَهِشَ على فَعِلَ وأَما الشَّدْهُ فالدال ساكنة شره الشَّرَهُ أَسْوَأُ الحِرْصِ وهو غلبة الحِرْصِ شَرهَ شَرَهاً فهو شَرهٌ وشَرْهانُ ورجل شَرهٌ شَرْهانُ النفس حَريصٌ والشَّرِهُ والشَّرْهانُ السريعُ الطَّعْمِ الوَحِيُّ وإن كان قليلَ الطَّعْمِ ويقال شَرِهَ فلانٌ إلى الطعام يَشْرَهُ شَرَهاً إذا اشْتَدَّ حِرْصُه عليه وسَنة شَرْهاء مُجْدِبة عن الفارسي وقولُهم هَيا
( * قوله « وقولهم هيا إلخ » مثله في التهذيب والذي في التكملة ما نصه قال الصاغاني هذا غلط وليس هذا اللفظ من هذا التركيب في شيء أعني تركيب شره وبعضهم يقول آهيا شراهيا مثل عاهيا وكل ذلك تصحيف وتحريف وإنما هو إهيا بكسر الهمزة وسكون الهاء وأشر بالتحريك سكون الراء وبعده إهيا مثل الأول وهو اسم من أسماء الله جل ذكره ومعنى إهيا أشر إهيا الأزلي الذي لم يزل هكذا أقرأنيه حبر من أحبار اليهود بعدن أبين ) شَراهِيا معناه يا حيُّ يا قيُّومُ بالعِبْرانِيَّةِ

شره
الشَّرَهُ أَسْوَأُ الحِرْصِ وهو غلبة الحِرْصِ شَرهَ شَرَهاً فهو شَرهٌ وشَرْهانُ ورجل شَرهٌ شَرْهانُ النفس حَريصٌ والشَّرِهُ والشَّرْهانُ السريعُ الطَّعْمِ الوَحِيُّ وإن كان قليلَ الطَّعْمِ ويقال شَرِهَ فلانٌ إلى الطعام يَشْرَهُ شَرَهاً إذا اشْتَدَّ حِرْصُه عليه وسَنة شَرْهاء مُجْدِبة عن الفارسي وقولُهم هَيا
( * قوله « وقولهم هيا إلخ » مثله في التهذيب والذي في التكملة ما نصه قال الصاغاني هذا غلط وليس هذا اللفظ من هذا التركيب في شيء أعني تركيب شره وبعضهم يقول آهيا شراهيا مثل عاهيا وكل ذلك تصحيف وتحريف وإنما هو إهيا بكسر الهمزة وسكون الهاء وأشر بالتحريك سكون الراء وبعده إهيا مثل الأول وهو اسم من أسماء الله جل ذكره ومعنى إهيا أشر إهيا الأزلي الذي لم يزل هكذا أقرأنيه حبر من أحبار اليهود بعدن أبين ) شَراهِيا معناه يا حيُّ يا قيُّومُ بالعِبْرانِيَّةِ

شفه
الشَّفَتانِ من الإِنسان طَبَقا الفمِ الواحدةُ شَفةٌ منقوصةُ لامِ الفعلِ ولامُها هاءٌ والشَّفةُ أَصلها شَفَهةٌ لأَن تصغيرها شُفَيْهة والجمع شِفاه بالهاء وإذا نسَبْتَ إليها فأَنْت بالخيار إِن شئتَ تركتها على حالها وقلتَ شفِيٌّ مثال دَمِيٍّ ويَدِيٍّ وعَدِيٍّ وإن شئت شَفَهيٌّ وزعم قوم أَن الناقص من الشَّفَةِ واو لأَنه يقال في الجمع شَفَواتٌ قال ابن بري رحمه الله المعروف في جمع شَفةٍ شِفاهٌ مكَسَّراً غيرَ مُسَلَّم ولامه هاء عند جميع البصريين ولهذا قالوا الحروف الشَّفَهِيَّةُ ولم يقولوا الشَّفَوِيَّة وحكى الكسائي إِنَّه لغَلِيظُ الشِّفاهِ كأَنه جعَل كلَّ جزءٍ من الشَّفة شَفةً ثم جمَع على هذا الليث إذا ثَلَّثُوا الشَّفةَ قالوا شَفَهات وشَفَوات والهاء أَقْيَسُ والواو أَعمُّ لأَنهم شَبَّهوا بالسَّنَواتِ ونُقْصانُها حَذْفُ هائِها قال أَبو منصور والعرب تقول هذه شَفةٌ في الوصل وشَفةٌ بالهاء فمن قال شَفةٌ قال كانت في الأَصل شَفَهة فحذِفت الهاء الأَصلية وأُبْقِيَتْ هاءُ العلامةِ للتأْنيث ومَنْ قال شَفَه بالهاء أَبْقَى الهاء الأَصلية قال ابن بري الشَّفَةُ للإنسان وقد تُسْتَعار للفرس قال أَبو دواد فبِتْنا جُلوساً على مُهْرِنا نُنَزِّعُ مِنْ شَفَتيْهِ الصَّفارا الصَّفارُ يبيسُ البُهْمَى وله شوكٌ يَعْلَقُ بجَحافِل الخَيْل واستعار أَبو عبيد الشَّفةَ للدَّلْوِ فقال كَبْنُ الدَّلْوِ شَفَتُها وقال إذا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فجاءت الشَّفةُ مائلةً قيل كذا قال ابن سيده فلا أَدري أَمِنَ العرب سَمِع هذا أَمْ هو تعبيرُ أَشْياخِ أَبي عبيد ورجل أَشْفَى إذا كان لا تَنْضَمُّ شَفَتاهُ كالأَرْوَقِ قال ولا دليلَ على صحته ورجل شُفاهِيٌّ بالضم عظيمُ الشَّفةِ وفي الصحاح غَليظُ الشَّفتَيْن وشافَهَه أَدْنَى شَفتَه مِنْ شَفته فكَلَّمَه وكلَّمه مُشافَهةً جاؤوا بالمصدر على غير فِعْله وليس في كل شيء قيل مثلُ هذا لو قُلْتَ كَلَّمْتُه مُفاوَهةً لم يَجُزْ إنما تَحْكي من ذلك ما سُمِع هذا قول سيبويه الجوهري المُشافَهةُ المُخاطَبةُ مِنْ فيك إلى فيه والحروفُ الشَّفهِيَّةُ الباء والفاء والميمُ ولا تقل شَفَوِيَّةٌ وفي التهذيب ويقال للفاء والباء والميم شَفَوِيَّةٌ وشَفَهِيَّةٌ لأَن مَخْرَجَها من الشَّفة ليس للِّسانِ فيها عمَلٌ ويقال ما سَمِعْتُ منه ذات شَفةٍ أَي ما سمعت منه كلمةً وما كَلَّمْتُه ببِنْتِ شَفةٍ أَي بكلمةٍ وفلانٌ خفيفُ أَي قليلُ السُّؤال للنَّاسِ وله في الناس شَفَةٌ حسَنةٌ أَي ثناءٌ حسَنٌ وقال اللحياني إنَّ شَفةَ الناسِ عليك لحسَنةٌ أَي ثَناءَهم عليك حسَنٌ وذِكْرهم لك ولم يَقُلْ شِفاهُ الناس ورجلٌ شافِهٌ عَطْشانُ لا يَجِد من الماء ما يَبُلُّ به شَفتَه قال تميم بن مُقبل فكمْ وطِئْنا بها مِنْ شافِهٍ بَطَلٍ وكَمْ أَخَذْنا مِن انفالٍ نُفادِيها ورجلٌ مشْفوهٌ يَسْأَله الناسُ كثيراً وماءٌ مَشْفُوهٌ كثيرُ الشارِبةِ وكذلك المالُ والطعامُ ورجل مَشْفوهٌ إذا كثُرَ سؤالُ الناس إياه حتى نَفِدَ ما عنده مثل مَثْمودٍ ومَضْفوفٍ ومَكْثورٍ عليه وأَصبحْتَ يا فلانُ مَشْفوهاً مَكْثوراً عليك تُسْأَلُ وتُكلَّم قال ابن بري رحمه الله وقد يكون المَشْفوهُ الذي أَفْنَى مالَه عيالُه ومَنْ يَقُوتُه قال الفرزدق يصف صائداً عاري الأَشاجِعِ مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ ما يُطْعِمُ العَينَ نَوْماً غيرَ تَهْوِيمِ والشَّفْهُ الشَّغْلُ يقال شَفَهَني عن كذا أَي شَغَلني ونحن نَشْفَه عليك المَرْتَع والماءَ أَي نشْغَلُه عنك أَي هو قَدْرُنا لا فَضْلَ فيه وشُفِهَ ما قِبَلَنا شَفْهاً شُغِلَ عنه وقد شَفَهني فلانٌ إذا أَلَحَّ عليك في المسأَلة حتى أَنْفَد ما عِنْدك وماءٌ مَشْفوهٌ بمعنى مَطْلوب قال الأَزهري لم أَسمعه لغير الليث وقيل هو الذي قد كثُرَ عليه الناس كأَنَّهم نزَحُوه بشِفاهِهِم وشَغَلُوه بها عن غَيرِهم وقيل ماءٌ مَشْفوهٌ مَمْنوعٌ مِنْ وِرْدِه لقِلَّتِه ووَرَدْنا ماءً مَشْفوهاً كثيرَ الأَهلِ ويقال ما شَفَهْتُ عليك من خَبرِ فلانٍ شيئاً وما أَظنُّ إبِلَك إلا ستَشْفَه علينا الماءَ أَي تَشْغَلُه وفلانٌ مَشْفوهٌ عنَّا أَي مَشْغول عنَّا مَكْثورٌ عليه وفي الحديث إذا صَنَع لأَحَدِكم خادِمُه طَعاماً فليُقْعِدُه معه فإن كان مَشْفوهاً فليَضَعْ في يدِه منه أُكْلةً أَو أُكْلَتَين المَشْفوهُ القليلُ وأَصله الماء الذي كثرت عليه الشِّفاه حتى قَلَّ وقيل أَراد فإن كان مَكْثوراً عليه أَي كَثُرت أَكَلَتُه وحكى ابن الأَعرابي شَفَهْتُ نَصبي بالفتح ولم يفسره وردَّ ثعلب عليه ذلك وقال وإنما هو سَفِهْتُ أَي نَسِيت

شقه
في الحديث نهى عن بيع التمر حتى يُشْقِهَ قال ابن الأَثير جاء تفسيره في الحديث الإشْقاه أَن يَحْمَرَّ ويَصْفَرَّ وهو من أَشْقَح يُشْقِح فأَبدل من الحاء هاء وقد تقدم ويجوز فيه التشديد

شكه
شاكَهَ الشيءَ مُشاكَهةً وشِكاهاً شابَهَهُ وشاكَله ووافقَه وقارَبه وهما يتَشاكَهان أَي يتَشابهانِ والمُشاكَهةُ المُشابَهةُ والمُقارَبةُ وفي أَمثال العرب قولهم للرجل يُفْرِطُ في مدْحِ الشيء شاكِهْ أَبا فلانٍ أَي قارِبْ في المدح ولا تُطْنِبْ كما يقال بدون ذا يَنْفَقُ الحمار قال زهير عَلَوْنَ بأَنْماطٍ عِتاقٍ وكِلَّةٍ وِرَادٍ حَواشِيها مُشاكِهَةِ الدَّمِ وأَصل مثَل العربِ شاكِهْ أَبا فلانٍ أَنَّ رجلاً رأَى آخرَ يَعْرِضُ فرساً له على البيع فقاله له هذا فَرَسُك الذي كنتَ تَصِيدُ عليه الوَحْشَ فقال له شاكِهْ أَبا فلان أَي قارِبْ في المدح وأَشْكَهَ الأَمر مثل أَشْكَلَ

شهه
شَهْ حكاية كلامٍ شِبْ الانْتهار وشَهْ طائرٌ شِبْهُ الشاهين وليس به أعجميٌّ

شوه
رجل أَشْوَهُ قبيحُ الوجهِ يقال شاهَ وجْهُه يَشُوه وقد شوَّهَه اللهُ عز وجل فهو مُشَوَّه قال الحُطيْئة أَرى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْ شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً قَبُحَت وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه رَمى المُشْرِكينَ يومَ حُنَيْنٍ بكفٍّ مِنْ حَصىً وقال شاهَت الوجوه فهَزَمَهم الله تعالى أَبو عمرو يعني قَبُحَت الوُجوهُ ورجل أَشْوَهُ وامرأَة شَوْهاء إذا كانت قَبيحةً والاسم الشُّوهَة ويقال للخُطْبة التي لا يُصَلَّى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم شَوْهاء وفيه قال لابن صَيّادٍ شَاهَ الوَجْهُ وتَشَوَّه له أَي تنَكَّر له وتغَوَّل وفي الحديث أَنه قال لصَفْوان بن المُعَطَّل حين ضرَبَ حَسَّانَ بالسيف أَتَشَوَّهْتَ على قومي أَنْ هَداهُم الله للإسلام أَي أَتنَكَّرْتَ وتقَبَّحْتَ لهم وجعلَ الأَنصارَ قومَه لنُصْرَتِهم إياه وإنه لَقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ عن اللحياني والشَّوْهاءُ العابِسةُ وقيل المَشْؤومَةُ والإسمُ منها الشَّوَهُ والشَّوَهُ مصدرُ الأَشْوَه والشَّوْهاء وهما القبيحا الوجهِ والخِلْقة وكل شيء من الخَلْق لا يُوافِق بعضُه بعضاً أَشْوَهُ ومُشَوَّه والمُشَوَّهُ أَيضاً القبيحُ العَقلِِ وقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهةً وشَوِهَ شَوَهاً فيهما والشُّوهةُ البُعْدُ وكذلك البُوهةُ يقال شُوهةً وبُوهةً وهذا يقال في الذم والشَّوَه سُرعةُ الإصابَةِ بالعين وقيل شدَّةُ الإِصابةِ بها ورجل أَشْوَه وشاهَ مالَه أَصابَه بعين هذه عن اللحياني وتَشَوَّه رَفَع طَرْفه إليه ليُصِيبَه بالعين ولا تُشَوِّهْ عليَّ ولا تَشَوَّه عليّ أَي لا تَقُل ما أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعين وخَصَّصه الأَزهري فروى عن أَبي المكارم إذا سَمِعْتَني أَتكلم فلا تُشَوِّه عليّ أَي لا تَقُلْ ما أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بالعين وفلانٌ يتَشوَّهُ أَموالَ الناسِ ليُصيبَها بالعين الليث الأَشْوَهُ السريعُ الإصابة بالعين والمرأَةُ شَوْهاء أَبو عمرو إن نَفْسَهُ لتَشُوهُ إلى كذا أَي تَطْمَح إِليه ابن بُزُرْج يقال رجل شَيُوهٌ وهو أَشْيَهُ الناسِ وإِنه يَشُوهُه ويَشِيهُه أَي يَعِينُه اللحياني شُهْتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً إِذا أَصَبْته بعَيْني ورجل أَشْوَهُ بَيِّنُ الشَّوَهِ وامرأَةٌ شَوْهاءُ إِذا كانت تُصِيبُ الناسَ بعَيْنها فتَنْفُذُ عَيْنُها والشائِِهُ الحاسدُ والجمع شُوَّهٌ حكاه اللحياني عن الأَصمعي وشاهَهُ شَوْهاً أَفزعه عن اللحياني فأَنا أَشُوهُه شَوْهاً وفرس شَوْهاء صفةٌ محمودةٌ فيها طويلةٌ رائِعة مُشْرِفةٌ وقيل هي المُفْرِطةُ رُحْب الشِّدْقَيْنِ والمَنْخَرَيْنِ ولا يقال فرس أَشْوَهُ إِنما هي صفة للأُنثى وقيل فرس شَوْهاء وهي التي رأْسها طُول وفي مَنْخَرَيْها وفَمِها سَعةٌ والشَّوْهاء القبيحةُ والشَّوْهاءُ المَلِيحةُ والشَّوْهاء الواسِعةُ الفم والشَّوْهاء الصغيرةُ الفم قال أَبو دواد يصف فرساً فهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِق فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ قال ابن بري والشَّوْهاء فرسُ حاجب بن زُرارة قال بِشْرُ بن أَبي خازم وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالي على الشَّوْهاء يَجْمَحُ في اللِّجام وفي حديث ابن الزبير شَوَّه اللهُ حُلُوقَكمْ أَي وَسَّعها وقيل الشَّوْهاءُ من الخَيْل الحَديدةُ الفُؤادِ وفي التهذيب فرس شَوْهاء إِذا كانت حَديدةَ البصر ولا يقال للذكر أَشْوَهُ قال ويقال هو الطويل إِذا جُنِّبَ والشَّوَهُ طُولُ العُنُقِ وارتفاعُها وإِشرافُ الرأْسِ وفرسٌ أَشْوَهُ والشَّوَهُ الحُسْنُ وامرأَة شَوْهاء حَسنَةٌ فهو ضدٌّ قال الشاعر وبِجارةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني وحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ وروي عن مُنْتَجِع بن نَبْهان أَنه قال امرأَة شَوْهاءُ إِذا كانت رائعةً حَسَنةً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال بَيْنا أَنا نائمٌ رأَيتُني في الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلى جَنْبِ قصرٍ فقلت لِمَنْ هذا القصر ؟ قالوا لعُمَرَ ورجل شائه البصر وشاهٍ حديدُ البصرِ وكذلك شاهي البصرِ والشاةُ الواحد من الغنم يكون للذكر والأُنثى وحكى سيبويه عن الخليل هذا شاةٌ بمنزلة هذا رحمةٌ من ربي وقيل الشاةُ تكون من الضأْن والمَعز والظَّباءِ والبَقَر والنعامِ وحُمُرِ الوحش قال الأَعشى وحانَ انْطِلاقُ الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما الجوهري والشاةُ الثَّوْرُ الوَحْشِيّ قال ولا يقال إِلا للذكر واستشهد بقول الأَعشى من حيث خَيَّما قال وربما شَبَّهوا به المرأَة فأَنثوه كما قال عنترة يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له حَرُِمَتْ عليَّ ولَيْتَها لم تَحْرُمِ فأَنتها وقال طرفة مُوَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ قال ابن بري ومثله للبيد أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شاة إِرانِ وقال الفرزدق تَجُوبُ بيَ الفَلاةَ إِلى سَعيدٍ إِذا ما الشاةُ في الأَرْطاةِ قالا والرواية فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلى سعيدٍ وربما كُنِيَ بالشاة عن المرأَة أَيضاً قال الأَعشى فَرمَيْتُ غُفْلَةَ عَيْنِه عن شاتِه فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها وطِحالَها ويقال للثور الوحشي شاةٌ الجوهري تشَوَّهْتُ شاةٌ إِذا اصْطَدْته والشاةُ أَصلها شاهَةٌ فحذفت الهاء الأَصلية وأُثبتت هاء العلامة التي تَنْقلِبُ تاءَ في الإِدْراج وقيل في الجمع شِيَاهٌ كما قالوا ماء والأَصل ماهَة وماءة وجمعوها مِياهاً قال ابن سيده والجمع شاءٌ أَصله شاهٌ وشِياهٌ وشِوَاهٌ وأَشاوِهُ وشَوِيٌّ وشِيْهٌ وشَيِّهٌ كسَيِّدٍ الثلاثةُ اسمٌ للجمع ولا يجمع بالأَلف والتاء كان جنساً أَو مسمى به فأَما شِيْه فعلى التوفية وقد يجوز أَن يكون فُعُلاً كأَكَمةٍ وأُكُمٍ شُوُهٌ ثم وقع الإِعلال بالإِسكان ثم وقع البدل للخفة كعِيدٍ فيمن جعله فُعْلاً وأَما شَوِيٌّ فيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفية ثم وقع البدل للمجانسة لأَن قبلها واواً وياءً وهما حرفا علة ولمشاكلة الهاء الياء أَلا ترى أَن الهاء قد أُبدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم ذِهْ في ذِي ؟ وقد يجوز أَن يكون شَوِيٌّ على الحذف في الواحد والزيادة في الجمع فيكون من باب لأْآلٌ في التغيير إِلاَّ أَن شَوِيّاً مغير بالزيادة ولأْآلٍ بالحذف وأَما شَيِّهٌ فَبيِّنٌ أَنه شَيْوِهٌ فأُبدلت الواو ياءً لانكسارها ومجاورَتها الياء غيره تصغيره شُوَيْهة والعدد شِياهٌ والجمع شاءٌ فإِذا تركوا هاء التأْنيث مدّوا الأَلف وإِذا قالوها بالهاء قصروا وقالوا شاةٌ وتجمع على الشَّوِيِّ وقال ابن الأَعرابي الشاءُ والشَّويُّ والشَّيِّهُ واحدٌ وأَنشد قالتْ بُهَيَّةُ لا يُجاوِرُ رَحْلَنا أَهلُ الشَّوِيِّ وعابَ أَهلُ الجامِلِ
( * قوله « لا يجاور رحلنا أهل الشويّ وعاب إلخ » هكذا في الأصل يجاور بالراء وعاب بالعين المهملة وفي شرح القاموس لا يجاوز بالزاي )
ورجل كثيرُ الشاةِ والبعير وهو في معنى الجمع لأَن الأَلف واللام للجنس قال وأَصل الشاة شاهَةٌ لأَن تصغيرها شُوَيْهة وذكر ابن الأَثير في تصغيرها شُوَيَّةٌ فأَما عينها فواو وإِنما انقلبت في شِياهٍ لكسرة الشين والجمعُ شِياهٌ بالهاء أَدنى في العدد تقول ثلاثُ شِياهٍ إِلى العشر فإِذا جاوَزْتَ فبالتاء فإِذا كَثَّرْتَ قلت هذه شاءٌ كثيرة وفي حديث سوادَةَ بنِالرَّبيع أَتَيْتُه بأُمِّي فأَمَر لها بشِياهِ غنمٍ قال ابن الأَثير وإِنما أَضافها إلى الغنم لأَن العرب تسمي البقرة الوحشية شاة فميزها بالإِضافة لذلك وجمعُ الشاءِ شَوِيٌّ وفي حديث الصدقة وفي الشَّوِيِّ في كل أَربعين واحدة الشَّوِيُّ اسم جمع للشاة وقيل هو جمع لها نحو كلْبٍ وكَلِيبٍ ومنه كتابُه لقَطَنِ بن ِ حارثة وفي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ مُسِنَّة وفي حديث ابن عمر أَنه سئل عن المُتَعة أَيُجْزئُ فيها شاةٌ فقال ما لي وللشَّوِيِّ أَي الشَّاءِ وكان مذهبه أَن المتمتع بالعمرة إِلى الحج تجب عليه بدنة وتَشَوَّه شاةً اصْطادَها ورجل شاوِيٌّ صاحبُ شاء قال ولَسْتُ بشاويٍّ عليه دَمامَةٌ إِذا ما غَدَا يَغْدُو بقَوْسٍ وأَسْهُمِ وأَنشد الجوهري لمُبَشِّرِ بن هُذَيْلٍ الشَّمْخِيِّ ورُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُهُ لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهُ ولا حِماراهُ ولا عَلاتُهُ إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ وإِن نسبت إِليه رجلاً قلت شائيٌّ وإِن شئتَ شاوِيٌّ كما تقول عَطاوِيٌّ قال سيبويه هو على غير قياس ووجه ذلك أَن الهمزة لا تنقلب في حَدِّ النسب واواً إِلاَّ أَن تكون همزة تأْنيث كحمراء ونحوه أَلا ترى أَنك تقول في عَطاءٍ عَطائيٌّ ؟ فإِن سميت بشاءٍ فعلى القياس شائيٌّ لا غير وأَرض مَشاهَةٌ كثيرة الشاء وقيل ذاتُ شاءٍ قَلَّتْ أَم كثرت كما يقال أَرض مأْبَلةٌ وإِذا نسبت إِلى الشاة قلت شاهِيٌّ التهذيب إِذا نسبوا إِلى الشاء قيل رجل شاوِيٌّ وأَما قول الأَعشى يذكر بعض الحُصُون أَقامَ به شاهَبُورَ الجُنو دَ حَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فيه القُدُمْ فإِنما عنى بذلك سابُورَ المَلِكَ إِلا أَنه لما احتاج إِلى إِقامة وزن الشعر رَدَّه إِلى أَصله في الفارسية وجعل الاسمين واحداً وبناه على الفتح مثل خمسة عشر قال ابن بري هكذا رواه الجوهري شاهَبُورَ بفتح الراء وقال ابن القطاع شاهبورُ الجنودِ برفع الراء والإِضافة إِلى الجنود والمشهور شاهبورُ الجُنودَ برفع الراء ونصب الدال أَي أَقام الجنودَ به حولين هذا المَلِكُ والشاهُ بهاء أَصلية المَلِكُ وكذلك الشاه المستعملة في الشِّطْرَنْجِ هي بالهاء الأَصلية وليست بالتاء التي تبدل منها في الوقف الهاء لأَن الشاة لا تكون من أَسماء الملوك والشاهُ اللفظةُ المستعملة في هذا الموضع يُراد بها المَلِكُ وعلى ذلك قولهم شَهَنْشاهْ يراد به ملِك الملوك قال الأَعشى وكِسْرى شَهَنْشاهُ الذي سارَ مُلْكُه له ما اشْتَهى راحٌ عَتيقٌ وزَنْبَقُ قال أَبو سعيد السُّكَّرِيُّ في تفسير شَهَنْشاه بالفارسية إِنه مَلِكُ المُلوك لأَن الشاهَ المَلِكُ وأَراد شاهانْ شاه قال ابن بري انقضى كلام أَبي سعيد قال وأَراد بقوله شاهانْ شاهّْ أَن الأَصل كان كذلك ولكن الأَعشى حذف الأَلفين منه فبقي شَهَنْشاه والله أَعلم

صهصه
صَهَّ القَوْمَ وصَهْصَهَ بهم زَجَرَهُمْ وقد قالوا صَهْصَيْتُ فأَبدلوا الياء من الهاء كما قالوا دَهْدَيْتُ في دَهْدَهْتُ وصَهْ كلمة زَجْرٍ للسكوت قال صَهْ لا تَكَلَّمْ لحَمَّادٍ بداهِيةٍ عَلَيْكَ عَيْنٌ من الأَجْذاعِ والقَصَبِ وصَهْ كلمة بنيت على السكون وهو اسم سمي به الفعل ومعناه اسكت تقول للرجل إِذا سَكَّنْته وأَسْكَتَّهُ صَهْ فإِن وصلت نونت قلت صَهٍ صَهْ وكذلك مَهْ فإِن وصلت قلت مَهٍ مَهْ وكذلك تقول للشيء إِذا رضيته بَخْ وبَخٍ بَخْ ويقال صَهِ بالكسر قال ابن جني أَما قولهم صَهٍ إِذا نوَّنت فكأَنك قلت سُكوتاً وإِذا لم تنوّن فكأَنك قلت السكوتَ فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف وأَنشد الليث إِذا قال حادِينا لتَشْبِيهِ نَبْأَةٍ صَهٍ لم يَكُنْ إِلاَّ دَوِيُّ المَسامع قال وكل شيء من موقوفِ الزَّجْر فإِن العرب قد تُنَوِّنُه مخفوضاً وما كان غيرَ موقوف فعلى حركةٍ صَرْفُه في الوجوه كلها وتضاعف صَهْ فيقال صَهْصَهْتُ بالقوم قال المبرد إِن وصلت فقلت صَهٍ يا رجل بالتنوين فإِنما تريد الفرق بين التعريف والتنكير لأَن التنوين تنكير قال ابن الأَثير وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ صَه في الحديث وهي تكون للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بمعنى اسْكُتْ قال وهي من أَسماء الأَفعال وتنوّن ولا تنوّن فهي للتنكير كأَنك قلت اسكت سكوتاً وإِذا لم تنوّن فللتعريف أَي اسكت السكوت المعروف منك والله تعالى أَعلم

ضبه
الضَّبْهُ موضع وأَنشد ثعلب للحَذْلَمِيِّ مَضارِب الضَّبْهِ وذي الشُّجونِ
( * قوله « مضارب الضبه » الذي في المحكم فضارب بالفاء )

طله
ابن الأَعرابي يقال بَقِيَتْ من أَموالهم طُلْهَةٌ أَي بَقِيَّةٌ ويقال في الأَرض طُلْهة من كَلإٍ وطُلاوَة ومُرَاقَةٌ أَي شيء صالح منه قال والطُّلْهُم من الثيابِ الخِفافُ ليست بجُدُدٍ ولا جِيادٍ وفي النوادر عِشاءٌ أَطْلَهُ وأَدْهَسُ وأَطْلَسُ إِذا بقي من العِشاء ساعةٌ مُخْتَلَفٌ فيها فقائل يقول أَمْسَيْتُ وقائل يقول لا فالذي يقول لا يقول هذا القول ويقال في السماء طُلَةٌ وطُلَسٌ وهو ما رَقٌَ من السحاب

طمه
التهذيب ابن الأَعرابي المُطَمَّهُ المُطَوَّلُ والمُمَطَّهُ المُمَدَّد والمُهَمَّطُ المُظلَّمُ يقال هَمَطَ إِذا ظَلَم

طهطه
فرسٌ طَهْطاهٌ فَتِيٌّ مُطَهَّمٌ وقيل فَتيٌّ رائعٌ الليث في تفسير طَهْ مجزومة إِنها بالحبشية يا رجل قال ومن قَرأَ طَهَ فحرفان قال وبلغنا أَن موسى لما سمع كلام الرب عز وجل اسْتَفَزَّهُ الخوف حتى قام على أَصابع قدميه خوفاً فقال الله عز وجل طَهْ أَي اطْمَئِنَّ الفراء طَهَ حرف هجاء قال وجاء في التفسير طَهَ يا رجلُ يا إِنسانُ قال وحَدَّثَ قيْسٌ عن عاصم عن زِرٍّ قال قرأَ رجل على ابن مسعود طَهْ فقال له عبدُ الله طِهِ فقال الرجل أَليس أُمِرَ أَن يَطَأَ قَدَمَه ؟ فقال له عبد الله هكذا أَقرأَنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الفراء وكان بعض القُرّاء يُقَطّعُها ط ه وروى الأَزهري عن أَبي حاتم قال طَهَ افتتاحُ سورة ثم استقبل الكلامَ فخاطبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال ما أَنزلنا عليك القرآن لتَشْقَى وقال قتادة طَهَ بالسُّرْيانية يا رجل وقال سعيد بن جبير وعكرمة هي بالنَّبَطِيَّة يا رجل وروي ذلك عن ابن عباس

عته
التَّعَتُّه التَّجَنُّنُ والرُّعُونةُ وأَنشد لرؤبة بعدَ لَجاجٍ لا يَكادُ يَنْتَهي عن التَّصابي وعن التَّعَتُّهِ وقيل التَّعَتُّه الدَّهَشُ وقد عُتِهَ الرجلُ عَتْهاً وعُتْهاً وعُتَاهاً والمَعْتُوه المَدْهُوشُ من غير مَسِّ جُنُونٍ والمَعْتُوه والمَخْفُوقُ المجنونُ وقيل المَعْتُوه الناقصُ العقل ورجل مُعَتَّهٌ إِذا كان مجنوناً مضطرباً في خَلْقِه وفي الحديث رُفِعَ القَلمُ عن ثلاثة الصبي والنائم والمَعْتُوه قال هو المجنون المُصاب بعقله وقد عُتِهَ فهو مَعْتُوه ورجل مُعَتَّه إِذا كان عاقلاً معتدلاً في خَلْقِه وعُتِهَ فلانٌ في العلم إِذا أُولِعَ به وحَرَصَ عليه وعُتِهَ فلانٌ في فلان إِذا أُولِعَ بإِيذائه ومُحاكاة كلامه وهو عَتِيهُهُ وجمْعُه العُتَهاءُ وهو العَتاهةُ والعَتاهِيَة مصدر عُتِهَ مثل الرَّفاهَةِ والرَّفاهِيَة والعَتاهَةُ والعَتاهِيَةُ ضُلاَّلُ الناس من التَّجَنُّنِ والدَّهَشِ ورجل مَعْتُوه بيِّنُ العَتَهِ والعُتْهِ لا عقل له ذكره أَبو عبيد في المصادر التي لا تُشْتَق منها الأَفعال وما كان مَعْتُوهاً ولقد عُتِهَ عَتْهاً وتعَتَّه تَجاهل وفلانٌ يتَعَتَّهُ لك عن كثير مما تأْتيه أَي يتغافل عنك فيه والتَّعتُّه المبالغة في المَلْبَس والمأْكل وتعَتَّه فلانٌ في كذا وتأَرَّعبَ إِذا تَنَوَّقَ وبالَغَ وتعَتَّهَ تنَظَّف قال رؤبة في عُتَهِيِّ اللُّبْس والتَّقَيُّنِ
( * قوله « قال رؤبة في عتهي إلخ » صدره كما في التكملة عليّ ديباج الشباب الأدهن )
بنى منه صيغة على فُعَلِيٍّ كأَنه اسم من ذلك ورجل عَتاهِيَةٌ أَحمق وعَتاهِيَةُ اسم وأَبو العَتاهِيَة كنية وأَبو العَتاهِيَة الشاعر المعروف ذكر أَنه كان له ولد يقال له عَتاهِيَةُ وقيل لو كان الأَمر كذلك لقيل له أَبو عَتاهية بغير تعريف وإِنما هو لقب له لا كنية وكنيته أَبو إِسحق واسمه إِسمعيل ابن القاسم ولقب بذلك لأَن المَهْدِيَّ قال له أَراك مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً وكان قد تعَتَّه بجارية للمهدي واعتُقِلَ بسببها وعَرَضَ عليها المهديُّ أَن يزوِّجها له فأَبت واسم الجارية عَيْنَةُ وقيل لقب بذلك لأَنه كان طويلاً مضطرباً وقيل لأَنه يُرْمى بالزَّنْدقة والعَتاهةُ الضلالُ والحُمْقُ

عجه
تعَجَّهَ الرجلُ تَجاهل وزعم بعضهم أَنه بدل من التاء في تعَتَّه قال ابن سيده وإِنما هي لغة على حِدَتِها إِذ لا تبدل الجيم من التاء قال أَبو منصور رأَيت في كتاب الجيم لابن شميل عَجَّهْتُ بين فلان وفلان معناه أَنه أَصابهما بعينه حتى وَقَعتِ الفُرْقة بينهما قال وقال أَعرابي أَنْدَرَ اللهُ عيْنَ فلانٍ لقد عَجَّهَ بيْنَ ناقتي وولدها والعُنْجُهِيُّ ذو البَأْوِ ومنه قول رؤبة بالدَّفْعِ عني دَرْء كلِّ عُنْجُهِي وقال الفراء يقال فيه عُنْجُهِيَّة وعُنْجُهانِيَّةٌ وعُنْجُهانِيَةٌ وهي الكِبْرُ والعَظَمةُ ويقال العُنْجُهِيَّة الجهلُ والحُمْقُ قال أَبو محمد يحيى بنُ المبارك اليزِيديّ يهجو شَيْبةَ بن الوليد عِشْ بجَدٍّ فلن يَضُرَّكَ نُوكٌ إِنما عَيْشُ منْ تَرَى بالجُدُودِ عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنّقَةَ القَيْ سِيَّ جَهْلاً أَو شَيْبةَ بنَ الوَلِيدِ رُبَّ ذي أُرْبَةٍ مُقِلٍّ منَ الما لِ وذي عُنْجُهِيَّةٍ مَجْدُودِ شَيْبَ يا شَيْبَ يا هُنَيَّ بني القَعْ قاعِ ما أَنتَ بالحَلِيمِ الرَّشِيدِ لا ولا فيك خَصلَةٌ من خِصال ال خير أَحْرَزْتَها بحلْْمٍ وَجُودِ غيرَ ما أَنَّكَ المُجِيدُ لتَحْبِي رِ غِناءٍ وضَرْبِ دُفٍّ وعُودِ فعَلى ذا وذاكَ يَحْتَمِلُ الدَّهْ رُ مُجِيداً به وغيرَ مُجِيدِ الأَزهري العُنْجُهُ الجافي من الرجالِ يقال إِنَّ فيه لَعُنْجِهِيَّةً أيَ جَفْوَةً في خُشونةِ مَطْعَمِه وأُموره وقال حسانُ بن ثابت ومن عاشَ منّا عاشَ في عُنْجُهِيَّةٍ على شَظَفٍ من عَيشِه المُتَنَكِّدِ قال والعُنْجُهُ والعُنْجُهَةُ القُنْفُذَة الضَّخْمة قال ابن سيده العُنْجُهُ والعُنْجَهُ والعُنْجَهِيُّ كلُّه الجافي من الرجال الفتح عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَدْرَكْتُها قُدَّامَ كُلِّ مِدْرَهِ بالدَّفْعِ عَنِّي دَرْءَ كُلِّ عُنْجَهِ ابن الأَعَرابي العُنْجُهِيَّةُ خشونة المَطْعَمِ وغيره

عده
العَيْدَهُ السَّيِّءُ الخُلُقِ من الناس والإِبل وفي التهذيب من الإِبل وغيره قال رُؤْبَةُ أَو خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ وخَبْطَ صِهْمِيمِ اليَدَيْنِ عَيْدَهِ أَشْدَقَ يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهِ وقيل هو الرجل الجافي العزيزُ النَّفْسِ ويقال فيه عَيْدَهِيَّةٌ وعُنْدُهِيَّةٌ وعُنْجُهِيَّةٌ وعَجْْرَفِيَّةٌ وشُمَّخْزَةٌ إِذا كان فيه جفاء ويقال فيه عَيْدَهِيَّةٌ وعَيْدَهَةٌ أَي كِبْرٌ وقيل كِبْرٌ وسوء خُلُقٍ وكل مَنْ لا ينقاد للحق ويَتَعَظَّمُ فهو عَيْدَهٌ وعَيْداهٌ وأَنشد بعضهم وإِنِّي عَلى ما كانَ من عَيْدَهِيَّتي ولُوثَةِ أَعْرابِيَّتي لأَريبُ العَيْدَهِيَّةُ الجفاء والغلظ وقال هَيْهاتَ إِلاَّ عَلى غَلْباءَ دَوْسَرَةٍ تَأْوِي إِلى عَيْدَهٍ بالرَّحْلِ مَلْمُومِ

عره
هذه الترجمة ذكرها ابن الأَثير قال في حديث عُرْوَةَ بن مسعود قال والله ما كَلَّمتُ مسعود ابن عمروٍ مُنْذُ عَشْر سنين والليلةَ أُكَلِّمُهُ فخرج فناداه فقال مَنْ هذا ؟ فقال عُرْوَةُ فأَقبلَ مسعود وهو يقول أَطَرَقْتَ عَراهِيَةً أَم طَرَقْتَ بِداهيةٍ ؟ قال الخطابي هذا حرف مشكل وقد كتبت فيه إلى الأَزهري وكان من جوابه أَنه لم يَجِدْهُ في كلام العرب والصواب عنده عَتاهِيَة وهي الغفلة والدَّهَشُ أَي أَطَرَقْتَ غَفْلَةً بلا رَوِيَّةٍ أَو دَهَشاً قال الخطابي وقد لاحَ لي في هذا شيءٌ وهو أَن تكون الكلمةُ مركبةٌ من اسمين ظاهرٍ ومَكْنِيٍّ وأَبدل فيهما حرفاً وأَصلها إِما مِنَ العَراءِ وهو وجه الأَرض وإِما من العَرا مقصوراً وهو الناحية كأَنه قال أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زائراً وضيفاً أَم أعصابتك داهيةٌ فجئتَ مستغيثاً فالهاء الأُولى من عَراهِيَةٍ مبدلةٌ من الهمزة والثانية هاء السكت زيدت لبيان الحركة وقال الزمخشري يحتمل أَن تكون بالزاي مصدرَ عَزِهَ يعْزَهُ فهو عَزِهٌ إِذا لم يكن له أَرَبٌ في الطَّرْقِ فيكون معناه أَطَرَقْتَ بلا أعرَبٍ وحاجةٍ أَم أَصابتْكَ داهيةٌ أَحْوَجَتْكَ إِلى الاستغاثةِ

عزه
رجل عِزْهاةٌ وعِنْزَهْوَةٌ وعِزْهاءةٌ وعِزْهىً مُنَوَّن لئيم وهذه الأَخيرة شاذة لأَن أَلف فِعْلى لا تكون للإِلحاق إِلا في الأَسماء نحو مِعْزىً وإِنما يجيء هذا البناء صفةً وفيه الهاء ونظيره في الشذوذ ما حكاه الفارسي عن أَحمد بن يحيى من قولهم رجل كِيصىً كاصَ طعامَهُ يَِكِيصُهُ أَكَلَهُ وحْده ورجل عِزْهاةٌ وعِزْهاءَةٌ وعِزْهىً وعِزْهٌ وعَزِهٌ وعِزْهِيٌّ وعِزْهاءٌ بالمدّ عن ابن جني قلبت الياء الزائدة فيه أَلفاً لوقوعها طَرَفاً بعد أَلف زائدة ثم قلبت الأَلف همزة وعِنْزَهْوةٌ وعِنْزَهْوٌ عن الفارسي كلُّه عازِفٌ عن اللهو والنساء لا يَطْرَبُ للهو ويبعد عنه قال ولا نظير لعِنْزَهْوٍ إِلا أَن تكون العين بدلاً من الهمزة على أَنه من الزَّهْوِ والذي يجمعهما الانقباضُ والتأَبِّي فيكون ثانِيَ إِنْقَحْلٍ وإِن كان سيبويه لم يَعْرِفْ لإِنْقَحْلٍ ثانياً في اسم ولا صفة قال ابن جني ويجوز أَن تكون همزة إِنْزَهْوٍ بدلاً من عين فيكون الأَصل عِنْزَهْوِ فِنْعَلْوٌ من العِزْهاةِ وهو الذي لا يَقْرَبُ النساء والتقاؤهما أَن فيه انقباضاً وإِعْراضاً وذلك طَرَفٌ من أَطراف الزَّهْوِ قال إِذا كُنْتَ عِزْهاةً عن اللَّهْوِ والصِّبا فكُنْ حَجَراً من يابسِ الصَّخْرِ جَلْمَدا فإِذا حملته على هذا لحق ببابٍ أَوسعَ من باب إِنْقَحْلٍ وهو باب قِنْدَأْوٍ وسِنْدَأْوٍ وحِنْطَأْوٍ وكِنْثَأْوٍ قال أَبو منصور رجل عِزْهىً وعِزْهاةٌ وعِزْهٌ وعِنْزَهْوةٌ وهو الذي لا يُحدِّث النِّساءَ ولا يُريدُهُنَّ ولا يَلْهُو وفيه غَفْلة قوال ربيعة بن جحدل اللحياني فلا تَبْعَدنْ إِمَّا هَلَكْت فلا شَوىً ضَئِيلٌ ولا عِزْهىٌ من القوم عانِسُ قال ورأَيت عِزْهىً مُنَوَّناً والعِنْزاهُ والعِنْزَهْوَةُ الكِبْرُ يقال رجل فيه عِنْزَهْوَةٌ أَي كِبْرٌ وكذلك خُنْزُوانةٌ أَبو منصور النون والواو والهاء الأَخيرة زائدات فيه وقال الليث جمع العِزْهاةِ عِزْهُونَ تسقط منه الهاء والأَلف الممالة لأَنها زائدة فلا تَسْتَخْلِف فتحةً ولو كانت أَصليةً مثلَ أَلف مُثَنّىً لاسْتَخْلَفَتْ فتحة كقولك مُثَنَّوْنَ قال وكُلُّ ياءٍ مُمالةٍ مثل عِيسى ومُوسى فهي مضمومة بلا فتحة تقول في جمع عيسى وموسى عِيسُونَ ومُوسونَ وتقول في جمع أَعْشى أَعْشَوْنَ ويَحْيى يَحْيَوْنَ لأَنه على بناء أَفْعَل ويَفْعَل فلذلك فتحت في الجمع قال الجوهري والجمع عَزاهٍ مثل سِعْلاةٍ وسَعالٍ وعِزْهُون بالضم قال ابن بري ويقال عِزْهاةٌ للرجل والمرأَة قال يزيد بن الحَكَم فَحَقّاً أَيْقِني لا صَبْرَ عنْدي عَليْهِ وأَنْتِ عِزْهاةٌ صَبُورُ

عضه
العَضَهُ والعِضَهُ والعَضِيهةُ البَهِيتةُ وهي الإِفْكُ والبُهْتانُ والنَّمِيمةُ وجمعُ العِضَهِ عِضاهٌ وعِضاتٌ وعِضُون وعَضَهِ يَعْضَهُ عَضْهاً وعَضَهاً وعَضِيهةً وأَعْضَهَ جاءَ بالعَضِيهة وعَضَهه يَعْضَهُه عَضْهاً وعَضِيهةً قال فيه ما لم يكن الأَصمعي العَضْهُ القالةُ القبيحة ورجل عاضِهٌ وعَضِهٌ وهي العَضيهة وفي الحديث أَنه قال
( * قوله « وفي الحديث أَنه قال إلخ » عبارة النهاية الا أنبئكم ما العضه ؟ هي من النميم إلخ ) إِيَّاكُمْ والعَضْهَ أَتَدْرونَ ما العَضْه ؟ هي النَّميمة وقال ابن الأَثير هي النميمة القالةُ بين الناس هكذا روي في كتب الحديث والذي جاء في كتب الغريب أَلا أُنْبئُكم ما العِضَةُ ؟ بكسر العين وفتح الضاد وفي حديث آخَر إِيِّاكُمْ والعِضَةَ قال الزمخشري أَصلها العِضْهَةُ فِعْلَةٌ من العَضْه وهو البَهْتُ فحذف لامه كما حذفت من السَّنة والشَّفَة ويجمع على عِضِينَ يقال بينهم عِضَةٌ قبيحةٌ من العَضِيهةِ وفي الحديث مَنْ تَعَزَّى بعَزاء الجاهلية فاعْضَهُوه هكذا جاء في رواية أَي اشْتِموهُ صريحاً من العَضِيهَة البَهْت وفي حديث عُبادةَ بن الصامِتِ في البَيْعة أَخَذَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن لا نُشْرِك بالله شيئاً ولا نَسْرِقَ ولا نَزْنيَ ولا يَعْضَهَ بعضُنا بعضاً أَي لا يَرْمِيَه بالعَضِيهة وهي البُهْتانُ والكذبُ معناه أَن يقول فيه ما ليس فيه ويَعْضَهَه وقد عَضَهَه يَعْضَههُ عَضْهاً والعَضَهُ الكذِبُ ويقال يا لِلْعضِيهة ويا للأَفِيكةِ ويا لِلْبَهيتةِ كُسِرَتْ هذه اللامُ على معنى اعْجَبُوا لهذه العَضيهةِ فإِذا نصبْتَ اللامَ فمعناه الاستغاثة يُقال ذلك عند التعَجُّب من الإِفْكِ العظيم قال ابن بري قال الجوهري قال الكسائي العِضَهُ الكذبُ والبُهْتانْ قال ابن بري قال الطوسي هذا تصحيف وإِنما الكذب العَضْهُ وكذلك العَضيهةُ قال وقول الجوهري بعدُ وأَصله عِضَهةٌ قال صوابه عَضْهة لآَن الحركة لا يُقْدَم عليها إِلا بدليل والعِضَهُ السِّحْرُ والكَهانةُ والعاضِهُ الساحرُ والفعلُ كالفعلِ والمصدرُ كالمصدرِ قال أَعُوذُ بربي من النَّافِثا تِ في عِضَهِ العاضِه المُعْضِه ويروى في عُقَدِ العاضِه وفي الحديث إِن اللهَ لعَنَ العاضِهةَ والمُسْتَعْضِهةَ قيل هي الساحرةُ والمسْتَسْحِرة وسُمِّيَ السحرُ عِضَهاً لأَنه كذبٌ وتَخْييلٌ لا حقيقةَ له الأَصمعي وغيره العَضْهُ السِّحْرُ بلغة قريش وهم يقولون للساحر عاضِهٌ وعَضَهَ الرجلَ يَعْضَهُه عَضْهاً بَهَتَه ورماه بالبُهْتانِ وحَيَّةٌ عاضِهٌ وعاضِهةٌ تقْتُل من ساعتها إِذا نَهَشَتْ وأَما قوله تعالى الذين جَعَلُوا ا لقُرْآنَ عِضِينَ فقد اختلف أَهلُ العربية في اشتقاق أَصله وتفسيرِه فمنهم من قال واحدتُها عِضَةٌ وأَصلها عِضْوَةٌ من عَضَّيْتُ الشيءَ إِذا فَرَّقْته جعلوا النُّقْصان الواوَ المعنى أَنهم فَرَّقُوا عن المشركين أَقاوِيلَهم في القرآن فجعلوه كذِباً وسِحْراً وشِعْراً وكَهانةً ومنهم من جعل نُقْصانَه الهاء وقال أَصلُ العِضَة عِضْهةٌ فاستثْقَلُوا الجمع بين هاءين فقالوا عِضَةٌ كما قالوا شَفَة والأَصل شَفْهَة وسَنَة وأَصلها سَنْهَة وقال الفراء العِضُون في كلام العرب السِّحْرُ وذلك أَنه جعله من العَضْهِ والعِضاهُ من الشجر كل شجر له شَوْكٌ وقيل العِضاهُ أَعظمُ الشجر وقيل هي الخمْطُ والخَمْطُ كلُّ شجرةٍ ذاتِ شوْكٍ وقيل العِضاهُ اسمُ يقع على ما عَظُم من شجر الشَِّوْك وطالَ واشتدَ شَوْكُه فإِن لم تكن طويلةً فليست من العِضاه وقيل عِظامُ الشجر كلُّها عِضاهٌ وإِنما جَمع هذا الاسمُ ما يُسْتظلُّ به فيها كلّها وقال بعض الرواة العِضاهُ من شجرِ الشَّوْكِ كالطَّلْح والعَوْسَجِ مما له أَرُومةٌ تبقى على الشِّتاء والعِضاهُ على هذا القول الشجرُ ذو الشَّوْك مما جَلَّ أَو دَقَّ والأَقاويلُ الأُوَلُ أَشْبَهُ والواحدة عِضاهةٌ وعِضَهَةٌ وعِضَهٌ وعِضَةٌ وأَصلها عِضْهةٌ قال الجوهري في عِضَةٍ تحذف الهاءُ الأَصليّة كما تُحْذف من الشَّفَة وقال ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها قال ونُقْصانُها الهاءُ لأَنها تُجْمع على عِضاهٍ مثل شفاهٍ فتُرَدُّ الهاءُ في الجمع وتُصَغَّرُ على عُضَيْهَة ويُنْسَب إِليها فيقال بَعِيرٌ عِضَهِيٌّ للذي يَرْعاها وبَعِيرٌ عِضاهِيٌّ وإِبلٌ عِضاهِيَّةٌ وقالوا في القليل عِضُونَ وعِضَوات فأَبْدَلوا مكانَ الهاء الواوَ وقالوا في الجمع عِضاهٌ هذا تعليل أَبي حنيفة وليس بذلك القول فأَما الذي ذهب إِليه الفارسي
( * قوله « ذهب إليه الفارسي » هكذا في الأصل وفي المحكم ذهب إليه سيبويه ) فإِنَّ عِضَةً المحذوفة يصلح أَن تكون من الهاء وأَن تكون من الواو أَما استدلاله على أَنها تكون من الهاء فبما نَراه من تصاريف هذه الكلمة كقولهم عِِضاهٌ وإِبلٌ عاضِهةٌ وأَما استدلاله على كونها الواو فبقولهم عِضَوات قال وأَنشد سيبويه هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما وعِضَواتٌ تَقْطَعُ اللَّهازِما قال ونظيرُه سَنَة تكون مرة من الهاء لقولهم سانَهْتُ ومَرَّةً من الواو لقولهم سَنَوات وأَسْنَتُوا لأَن التاء في أَسْنَتُوا وإِن كانت بدلاً من الياء فأَصلُها الواوُ إِنَّما انقلبت ياءً للمجاوزة وأَما عِضاهٌ فيحتمل أَن يكون من الجمع الذي يفارق واحدَه بالهاء كقَتادةٍ وقَتادٍ ويحتمل أَن يكون مكسراً كأَن واحدتَه عِضَهَةٌ والنسب إِلى عِضَهٍ عِضَوِيٌّ وعِضَهِيٌّ فأَما قولهم عِضاهِيٌّ فإِن كان منسوباً إِلى عضة فهو من شاذِّ النسب وإِن كان منسوباً إِلى العِضاه فهو مردودٌ إِلى واحدها وواحدُها عضاهةٌ ولا يكون منسوباً إِلى العضاه الذي هو الجمع لأَن هذا الجمع وإِن أَشْبَهَ الواحد فهو في معناه جَمْعٌ أَلا ترى أَن مَنْ أَضافَ إِلى تَمْرٍ فقال تَمْريّ لم يَنْسُب إِلى تَمْرٍ إِنما نسَبَ إِلى تَمْرةٍ وحذف الهاء لأَن ياء النسب وهاءَ التأْنيث تَتَعاقَبان ؟ والنحويون يقولون العِضاهُ الذي فيه الشَّوْك قال والعرب تُسَمِّي كلَّ شجرةٍ عظيمةٍ وكلَّ شيء جاز البَقْلَ العِضاهَ وقال السَّرْحُ كلُّ شجرة لا شَوْكَ لها وقيل العِضاه كلُّ شجرة جازت البُقول كان لها شَوْكٌ أَو لم يكن والزَّيْتُونُ من العِضاه والنَّخْل من العِضاه أَبو زيد العضاهُ يَقَع على شجرٍ من شجر الشَّوْك وله أَسماءٌ مختلفة يجمعها العِضاهُ وإِنما ا لعِضاهُ الخالصُ منه ما عَظُمَ واشتدَّ شوكُه قال وما صَغُر من شجر الشَّوْك فإِنه يقال له العِضُّ والشِّرْسُ قال والعِضُّ والشِّرْسُ لا يُدْعَيانِ عِضاهاً وفي الصحاح العِضاه كلُّ شجر يَعْظُم وله شوك أَنشد ابن بري للشماخ يُبادِرْنَ العِضاهَ بمُقْنعاتٍ نواجذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقيعِ وهو على ضربين خالص وغير خالصٍ فالخالصُ الغَرْفُ والطَّلْحُ والسَّلَم والسِّدْر والسَّيَال والسَّمُر واليَنْبوتُ والعُرْفُطُ والقَتادُ الأَعظمُ والكَنَهْبُلُ والغَرَبُ والعَوْسَجُ وما ليس بخالص فالشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّرَاءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ والعِجْرِمُ والتَّأْلَبُ فهذه تُدْعَى عِضاهَ القِياسِ من القَوْسِ وما صَغُرَ من شجر الشوك فهو العِضُّ وما ليس بعِضٍّ ولا عِضاهٍ من شجر الشَّوْكِ فالشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّجُ وفي الحديث إِذا جئتم أُحُداً فكُلُوا من شجره أَو من عِضاهِه العِضاهُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ وكلُِّ شجر عَظُمَ له شوكٌ الواحدَةُ عِضَةٌ بالتاء وأَصلها عِضْهَةٌ وعَضِهَتِ الإِبلُ بالكسر تَعْضَهُ عَضَها إِذا رعت العِضاهَ وأَعْضَهَ القومُ رعت إِبلُهم العِضاه وبعيرٌ عاضِهٌ وعَضِهٌ يرعى العضاه وفي حديث أَبي عبيدة حتى إِن شِدْق أَحَدهم بمنزلة مِشْفَر ا لبعير العَضِه هو الذي يرعى العضاه وقيل هو الذي يشتكي من أَكل العضاه فأَما الذي يأْكل العِضاهَ فهو العاضِهُ وناقة عاضِهَةٌ وعاضِهٌ كذلك وجِمالٌ عَواضِهُ وبعير عَضِهٌ يكون الراعِيَ العِضاهَ والشاكِيَ من أَكلها قال هِمْيانُ بن قُحافَةَ السَّعْدِيّ وقَرَّبوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ قَرِيبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ أَبْقَى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ قوله كلَّ جُمالِيٍّ عَضِه أَراد كل جُماليَّةٍ ولا يَعْني به الجملَ لأَن الجمل لا يضاف إِلى نفسه وإِنما يقال في الناقة جُمالِيَّة تشبيهاً لها بالجمل كما قال ذو الرمة جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها ولكنه ذكَّره على لفظ كل فقال كلَّ جُمالِيٍّ عضه قال الفارسي هذا من معكوس التشبيه إِنما يقال في الناقةِ جُماليَّة تشبيهاً لها بالجمل لشدّته وصلابته وفضله في ذلك على الناقة ولكنهم ربما عكسوا فجعلوا المشبه به مشبهاً والمشبه مشبهاً به وذلك لِما يريدون من استحكام الأَمر في الشَّبَه فهم يقولون للناقةِ جُمالِيَّةٌ ثم يُشْعِرُونَ باستحكام الشَّبَهِ فيقولون للذكر جُمالِيٌّ ينسبونه إِلى الناقة الجُماليَّة وله نظائر في كلام العرب وكلام سيبويه أَما كلام العرب فكقول ذي الرمة ورَمْلٍ كأَوْراكِ النساءِ اعْتَسَفْتُه إِذا لَبَّدَتْهُ السارياتُ الرَّكائِكُ فشبه الرمل بأَوراك النساء والمعتاد عكس ذلك وأَما من كلام سيبويه فكقوله في باب اسم الفاعل وقالوا هو الضاربُ الرجلَ كما قالوا الحَسَنُ الوَجْهَ قال ثم دار فقال وقالوا هو الحَسَنُ الوَجْهَ كما قالوا الضاربُ الرجلَ وقال أَبو حنيفة ناقةٌ عَضِهَةٌ تَكسِرُ عِيدانَ العِضاهِ وقد عَضِهَتْ عَضَهاً وأَرضٌ عَضيهَةٌ كثيرة العِضاهِ ومُعْضِهَةٌ ذاتُ عِضاهٍ كمُعِضَّةٍ وهي مذكورة في موضعها الجوهري وتقول بعير عَضَوِيٌّ وإِبل عَضَوِيَّةٌ بفتح العين على غير قياس وعَضَهْْتُ العِضاهَ إِذا قطعتها وروى ابن بري عن علي بن حمزة قال لا يقال بعير عاضِهٌ للذي يرعى العِضاهَ وإِنما يقال له عَضهٌ وأَما العاضِهُ فهو الذي يَشْتَكي عن أَكل العِضاهِ والتَّعْضِيهُ قطع العِضاهِ واحْتِطابُه وفي الحديث ما عُضِهَتْ عِضاهٌ إِلا بتركها التسبيح ويقال فلان يَنْتَجِبُ غَيْرَ عِضاهِه إِذا شِعْرَ غيرِه وقال يا أيُّها الزاعِمُ أَني أَجْتَلِبْ وأَنَّني غَيْرَ عِضاهِي أَنْتَجِبْ كَذبْتَ إِنَّ شَرَ ما قيلَ الكَذِبْ وكذلك فلان يَنْتَجِبُ عِضاهَ فلانٍ أَي أَنه يَنْتحِل شِعْرَه والانْتِجابُ أَخْذُ النَّجبِ من الشجر وهو قشره ومن أَمثالهم السائرة ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها وهو مثل قولهم العَصا من العُصَيَّةِ وقال الشاعر إِذا ماتَ منهم سَيِّدٌ سُرِقَ ابْنُه ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها يريد أَن الابن يُشْبِهُ الأَبَ فمن رأَى هذا ظنه هذا فكأَنّ الابنَ مَسْرُوقٌ والشكيرُ ما يَنْبُتُ في أَصْلِ الشجرة

عفه
روى بعضهم بيت الشَّنفَرَى عُفاهِيَةٌ لا يُقْصَرُ السِّتْرُ دُونَها ولا تُرْتَجَى للبيتِ ما لم تُبَيّتِ قيل العُفاهِيََةُ الضخمة وقيل هي مثل العُفاهِمَة يقال عَيْش عُفاهِمٌ أَي ناعم وهذه انفرد بها الأَزهري وقال أَما العُفاهِيَة فلا أَعرفها وأَما العُفاهِمة فمعروفة

عله
العَلَهُ خُبْثُ النَّفْس وضَعْفُها وهو أَيضاً أَذَى الخُمارِ
( * قوله « وهو أيضاً أذى الخمار » كذا بالأصل والتهذيب والمحكم والذي في التكملة بخط الصاغاني ادنى الخمار بدال مهملة فنون وتبعه المجد )
والعَلَهُ الشَّرَهُ والعَلَهُ الدَّهَشُ والحَيْرة والعَلِهُ الذي يتَرَدَّدُ متحيراً والمُتَبَلِّدُ مثله أَنشد لبيد عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاء صُعائِدٍ سَبْعاً تُؤاماً كامِلاً أَيَّامُها وفي الصحاح عَلِهَتْ تَرَدَّدُ قال ابن بري والصواب تَبَلَّدُ والعَلَهُ أَن يذهب ويجيء من الفَزَع أَبو سعيد رجل عَلْهانُ عَلاَّنٌ فالعَلْهانُ الجازع والعَلاَّنُ الجاهل وقال خالد بن كُلْثُوم العَلْهاءُ ثوبانِ يُنْدَفُ فيهما وَبرٌ الإبل يَلْبَسُهما الشجاعُ تحت الدرع يَتَوَقَّى بهما الطِّعْنَ قال عمرو بن قَمِيئَةَ وتَصَدَّى لِتَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ وَعَ بين العَلْهاءِ والسِّرْبالِ تَصَدَّى يعني المنية لتصيب البطل المتحصن بدرعه وثيابه وفي التهذيب قرأْت بخط شمر في كتابه في السلاح من أَسماء الدروع العَلْماء بالميم ولم أَسمعه إلاَّ في بيت زهير بن جَنابٍ والعَلَهُ الحُزْنُ والعَلَهُ أَصله الحِدَّة والانْهماك وأَنشد وجُرْدٍ يَعْلَهُ الدَّاعي إِليها مَتَى رَكِبَ الفَوارِسُ أَو مَتَى لا والعَلَهُ الجُوعُ والعَلْهانُ الجائع والمرأَة عَلْهَى مثل غَرْثانَ وغَرْثَى أَي شديد الجوع وقد عَلِهَ يَعْلَهُ والجمع عِلاهٌ وعَلاهَى ورجل عَلْهانُ تُنازِعُه نفسه إلى الشيء وفي التهذيب إلى الشر والفعل من كل ذلك عَلِهَ عَلَهاً فهو عَلِهٌ وامرأَة عالِهٌ طَيَّاشَةٌ وعَلِهَ عَلَهاً وقع في مَلامَة والعَلْهَانُ الظَّلِيمُ والعالِهُ النَّعامَةُ وفرس عَلْهَى نشيطة نَزِقَةٌ وقيل نشيطة في اللجام والعَلَهانُ اسم فرس أَبي مُلَيْلٍ
( * قوله « ابي مليل » كذا في التهذيب والتكملة بلامين مصغراً والذي في القاموس مليك آخره كاف ) عبدِ الله ابن الحرث وعَلْهانُ اسم رجل قيل هو من أَشراف بني تميم

عمه
العَمَهُ التَّحَيُّر والتَّرَدُّد وأَنشد ابن بري مَتى تَعْمَهْ إلى عُثْمانَ تَعْمَه إلى ضَخْم السُّرادِقِ والقِبابِ أَي تُرَدِّدُ النظرَ وقيل العَمَهُ التَّرَدُّدُ في الضلالة والتحير في مُنازعة أَو طريق قال ثعلب هو أَن لا يعرف الحُجَّة وقال اللحياني هو ترَدِّده لا يدري أَين يتوجه وفي التنزيل العزيز ونذَرُهُم في طُغْيانهم يَعْمَهُون ومعنى يعمهون يتحيرون وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه فأَينَ تَذْهَبُونَ بل كيف تَعْمَهُون ؟ قال ابن الأَثير العَمَهُ في البصيرة كالعمى في البصَر ورجل عَمِهٌ عامِهٌ أَي يتَرَدُّدُ مُتَحيِّراً لا يهتدي لطريقه ومَذْهَبِه والجمع عَمِهون وعُمَّهٌ وقد عَمِه وعَمَه يَعْمَهُ عَمَهاً وعُمُوهاً وعُمُوهةً وعَمَهاناً إذا حادَ عن الحق قال رؤبة ومَهْمَهٍ أَطْرافُه في مَهْمَهِ أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلينَ العُمهِ والعَمَهُ في الرأْي والعَمَى في البصَر قال أَبو منصور ويكون العَمى عَمى القلب يقال رجل عَمٍ إذا كان لا يُبْصِر بقلبه وأَرض عَمْهاءُ لا أَعلامَ بها وذهبت إبلُهُ العُمَّهَى إذا لم يَدْرِ أَينَ ذهبت والعُمَّيْهَى مثله

عنه
قال ابن بري العِنْهُ نَبْتٌ واحدتُه عِنْهَةٌ قال رؤبة يصف الحمار وسَخِطَ العِنْهَةَ والقَيْصُوما

عنته
ابن دريد رجل عُنْتُهٌ وعُنْتُهِىٌّ وهو المُبالِغُ في الأمرِ إذا أَخذَ فيه

عهه
عَهْ عَهْ زجر للإبل وعَهْعَهَ بالإبل قال لها عَهْ عَهْ وذلك إذا زجَرَها لتحتبس وحكى أَبو منصور الأَزهري عن الفراء عَهْعَهْتُ بالضَّأْنِ عَهْعهَةً إذا قلت لها عَهْ عَهْ وهو زجر لها وحكي أَيضاً عن ابن بُزُرْج عِيهَ الزَّرْعُ فهو مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ

عوه
عَوَّه السَّفْرُ عَرَّسُوا فناموا قليلاً وعَوَّهَ عليهم عَرَّجَ وأَقام قال رؤبة شَأْزٍ بمن عَوَّهَ جَدْبِ المُنْطَلَقْ ناءٍ من التَّصْبِيحِ نائِي المُغْتَبَقْ قال الأَزهري سأَلت أَعرابيّاً فصيحاً عن قول رؤبة جَدْب المُنَدَّى شَئِزِ المُعَوَّهِ ويروى جَدْبِ المُلَهَّى فقال أَراد به المُعَرِّجَ يقال عَرَّجَ وعَوَّجَ وعَوّه بمعنى واحد قال الليث التَّعْوِيهُ والتعريس نومة خفيفة عند وَجْه الصُّبْح وقيل هو النزول في آخر الليل قال وكلُّ من احْتَبسَ في مكان فقد عَوَّهَ والعاهَةُ الآفَةُ وعاهَ الزرعُ والمالُ يَعُوهُ عاهةً وعُؤُوهاً وأَعاهَ وقعت فيهما عاهةٌ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهةُ أَي الآفةُ التي تصيب الزرع والثمار فتفسدها روى هذا الحديث ابن عمر وقيل لابن عمر متى ذلك فقال طُلُوعَ الثُّرَيا وقال طبيب العرب اضْمَنُوا لي ما بَيْنَ مَغِيبِ الثُّرَيا إلى طُلوعها أَضْمَنْ لكم سائر السنة قال الليث العاهةُ البلايا والآفاتُ أَي فساد يصيب الزرع ونحوه من حر أَو عطش وقال أَعاهَ الزرعُ إذا أَصابته آفة من اليَرَقانِ ونحوه فأَفسدَهُ وأَعاهَ القومُ إذا أَصاب زَرْعَهُمْ خاصةً عاهةٌ ورجل مَعِيهٌ ومَعُوهٌ في نفسه أَو ماله أَصابته عاهةٌ فيهما ويقال أَعاهَ الرجلُ وأَعْوَهَ وعاهَ وعَوَّهَ كلُّه إذا وقعت العاهةُ في زرعه وأَعاهَ القومُ وعاهُوا وأَعْوَهُوا أَصاب ثمارَهم أَو ماشيتهم أَو إبلهم أَو زرعهم العاهةُ وفي الحديث لا يُورِدَنَّ ذُو عاهةٍ على مُصِحٍّ أَي لا يُورِد مَنْ بإبله آفةٌ من جرب أَو غيره على مَنْ إبلُه صِحاحٌ لئلا ينزل بهذه ما نزل بتلك فيظنَّ المُصِحُّ أَن تلك أَعْدَتْها فيأْثم وطعامٌ مَعْوهٌ أَصابته عاهةٌ وطعام ذو مَعْوَهةٍ عن ابن الأَعرابي أَي مَنْ أَكله أَصابته عاهةٌ وعِيهَ المالُ ورجل عائِهٌ وعاهٍ مثلُ مائِهٍ وماهٍ ورجلٌ عاهٌ أَيضاً كقولك كبش صافٌ قال طفيل ودارٍ يَظْعَنُ العاهُونَ عنها لِنَبَّتِهِمْ ويَنْسَوْنَ الذِّماما
( * قوله « لنبتهم » كذا بالأصل بهذا الضبط والذي في التهذيب لبينهم )
وقال ابن الأَعرابي العاهُونَ أَصحابُ الرِّيبةِ والخُبْثِ ويقال عِيهَ الزَّرْعُ وإيفَ فهو مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ وعَوْهِ عَوْهِ من دُعاءِ الجحْشِ وقد عَوَّهَ الرجلُ إذا دعا الجَحْشَ ليَلْحَقَ به فقال عَوْهِ عَوْهِ إذا دعاه ويقال عاهِ عاهِ إذا زجرت الإبل لتحتبس وربما قالوا عِيهِ عِيهِ ويقولون عَهْ عَهْ وبنو عَوْهَى بطن من العرب بالشام وعاهانُ بن كعب من شعرائهم فَعَلانُ فيمن جعله من عوه وفاعالٌ فيمن جعله من عَهَنَ وقد ذكر هناك

عيه
عاهَ المالُ يَعِيهُ أَصابته العاهة وعِيهَ المال والزرع وإيفَ فهو مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوه وأَرض مَعْيُوهة ذاتُ عاهةٍ وعَيَّهَ بالرجل صاح به وعِيهِ عِيهِ وعاهِ عاهِ زجر للإبل لتحتبس

غره
غَرِهَ به كغَرِيَ

فره
فَرُهَ الشيءُ بالضم يَفُرُهُ فَرَاهَةً وفَراهِيَةً وهو فارِهٌ بيِّنُ الفَراهةِ والفُروهةِ قال ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها ناصِلَةُ الحَقْوَينِ من إزارِها يُطْرِقُ كلْبُ الحَيِّ من حِذارِها أَعْطَيْتُ فيها طائِعاً أَوكارِها حَدِيقَةً غَلْباءَ في جِدارِها وفَرَساً أُنْثى وعَبْداً فارِها الجوهري فارِهٌ نادر مثل حامض وقياسه فَرِيهٌ وحَمِيضٌ مثل صَغُر فهو صَغِير ومَلُحَ فهو مَلِيح ويقال للبِرْذَوْنِ والبغل والحمار فارِهٌ بيِّنُ الفُروهةِ والفَراهِيَة والفَراهَةِ والجمع فُرْهة مثل صاحِبٍ وصُحْبة وفُرْهٌ أَيضاً مثل بازل وبُزْلٍ وحائل وحُولٍ قال ابن سيده وأَما فُرْهَة فاسم للجمع عند سيبويه وليس بجمع لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة قال ولا يقال للفرس فارِِهٌ إنما يقال في البغل والحمار والكلب وغير ذلك وفي التهذيب يقال بِرْذَوْنٌ فارِهٌ وحمار فارِهٌ إذا كانا سَيُورَيْن ولا يقال للفرس إلا جَوادٌ ويقال له رائع وفي حديث جريج دابَّةٌ فارِهَة أَي نَشيطة حادَّة قَوِيَّة فأَما قول عديِّ بن زيد في صفة فرس فصافَ يُفَرِّي جُلَّه عَنْ سَراتِه يَبُذُّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتايعا فزعم أَبو حاتم أَن عَدِيّاً لم يكن له بَصَرٌ بالخيل وقد خُطِّئَ عَديٌّ في ذلك والأُنثى فارِهَةٌ قال الجوهري كان الأَصمعي يُخَطِّئ عديّ بن زيد في قوله فنَقَلْنا صَنْعَهُ حتى شَتا فارِهَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ قال لم يكن له عِلْمٌ بالخيل قال ابن بري بيتُ عديٍّ الذي كان الأَصمعي يُخَطِّئه فيه هو قوله يَبُذُّ الجِيادَ فارهاً مُتَتايعا وقول النابغة أَعْطى لفارِهةٍ حُلْوٍ توابِعُها مِنَ المَواهب لا تُعْطى على حَسَد قال ابن سيده إنما يعني بالفارهة القَيْنة وما يَتْبعُها من المَواهب والجمعُ فَوارِهُ وفُرُهٌ الأَخيرة نادرة لأَن فاعلة ليس مما يُكسَّر على فُعُلٍ ويقال أَفْرَهت فُلانةُ إذا جاءَت بأَوْلادٍ فُرَّهَةٍ أَي مِلاحٍ وأَفْرَهَ الرجلُ إذا اتخذ غُلاماً فارِهاً وقال فارِهٌ وفُرْهٌ ميزانه نائبٌ ونُوب قال الأَزهري وسمعت غير واحد من العرب يقول جاريةٌ فارِهةٌ إذا كانت حَسْناءَ مليحة وغلامٌ فارِهٌ حَسَنُ الوجه والجمع فُرْه وقال الشافعي في باب نَفقة المَماليك والجواري إذا كان لهنَّ فَراهةُ زِيدَ في كِسْوَتهنَّ ونفقتِهِنَّ يريد بالفَراهة الحُسْنَ والمَلاحةَ وأَفْرَهَت الناقةُ فهي مُفْرِه ومُفْرهة إذا كانت تُنْتَج الفُرْهَ ومُفَرِّهة أَيضاً قال مالك بن جعدة الثعلبي فإنَّكَ يومَ تَأْتيني حَريباً تَحِلُّ عَليَّ يَوْمَئِذٍ نُذورُ تَحِلُّ على مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ على أَخفافِها عَلَقٌ يمُورُ ابن سيده ناقة مُفْرِهة تَلِد الفُرْهَة قال أَبو ذؤيب ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها فَخَرَّت كما تَتابَعَ الرِّيحُ بالقَفْلِ ويروى كما تَتايَع والفارِهُ الحاذِقُ بالشيء والفُرُوهَةُ والفَراهةُ والفَراهِيةُ النَّشاطُ وفَرِهَ بالكسر أَشِرَ وبَطِرَ ورجل فَرِهٌ نَشيطٌ أَشِرٌ وفي التنزيل العزيز وتَنْحِتُون من الجبال بيوتاً فَرِهينَ فمن قرأَه كذلك فهو منْ هذا شَرِهين بَطِرين ومن قرأَه فارِهينَ فهو من فَرُه بالضم قال ابن بري عند هذا الموضع قال ابن وادع العَوْفي لا أَسْتَكِينُ إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ ولن تَراني بخيرٍ فارهَ الطَّلَبِ قال الفراء معنى فارِهِين حاذقِين قال والفَرِحُ في كلام العرب بالحاء الأَشِرُ البَطِر يقال لا تَفْرحْ أَي لا تَأْشَرْ قال الله عز وجل لا تَفْرَحْ إن الله لا يُحِبُّ الفَرِحينَ فالهاء ههنا كأَنها أُقِيمت مُقام الحاء والفَرَهُ الفَرَحُ والفَرِهُ الفَرِحُ ورجل فارِهٌ شديدُ الأَكل عن ابن الأَعرابي قال وقال عبدٌ لرجلٍ أَراد أَن يَشْتَرِيَه لا تَشْتَرني آكُلُ فارِهاً وأَمْشِي كارهاً

فطه
فَطِهَ الظهرُ فَطَهاً كفَزِرَ

فقه
الفِقْهُ العلم بالشيء والفهمُ له وغلبَ على عِلْم الدين لسِيادَتِه وشرفه وفَضْلِه على سائر أَنواع العلم كما غلب النجمُ على الثُّرَيَّا والعُودُ على المَنْدَل قال ابن الأَثير واشْتِقاقهُ من الشَّقِّ والفَتْح وقد جَعَله العُرْفُ خاصّاً بعلم الشريعة شَرَّفَها الله تعالى وتَخْصيصاً بعلم الفروع منها قال غيره والفِقْهُ في الأَصل الفَهْم يقال أُوتِيَ فلانٌ فِقْهاً في الدين أَي فَهْماً فيه قال الله عز وجل ليَتفَقَّهوا في الدين أَي ليَكونوا عُلَماء به وفَقَّهَه اللهُ ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس فقال اللهم عَلِّمْه الدِّينَ وفَقِّهْه في التأْويل أَي فَهِّمْه تأْويلَه ومعناه فاستجاب الله دُعاءه وكان من أَعلم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى وفَقِه فِقْهاً بمعنى عَلِم عِلْماً ابن سيده وقد فَقُه فَقاهَةً وهو فَقِيهٌ من قوم فُقَهاءَ والأُنثى فَقِيهة مِنْ نِسْوةٍ فقائِهَ وحكى اللحياني نسوة فُقَهاء وهي نادرة قال وعندي أَن قائل فُقَهاء من العرب لم يَعْتَدَّ بهاء التأْنيث ونظيرها نسوة فُقَراء وقال بعضهم فَقُه الرجل فَقَهاً وفِقْهاً وفَقِه
( * قوله « وفقه » بعد قوله « وفقهاً » كذا بالأصل وبالوقوف على عبارة ابن سيده تعلم أن فقه كعلم ليس من كلام البعض وان كان لغة في فقه بالضم ولعلها تكررت من النساخ ) وفَقِه الشيءَ عَلِمَه وفَقَّهَه وأَفْقَهَه عَلَّمه وفي التهذيب وأَفْقَهْتُه أَنا أَي بَيَّنْتُ له تَعَلُّم الفِقْه ابن سيده وفَقِهَ عنه بالكسر فَهِمَ ويقال فَقِهَ فلانٌ عني ما بَيَّنْتُ له يَفْقَه فِقْهاً إذا فَهِمَه قال الأَزهري قال لي رجل من كلاب وهو يَصِف لي شيئاً فلما فرغ من كلامه قال أَفَقِهْتَ ؟ يريد أَفَهِمْتَ ورجل فَقُهٌ فَقِيهٌ والأُنثى فَقُهةٌ ويقال للشاهد كيف فَقاهَتُك لما أَشْهَدْناك ولا يقال في غير ذلك الأَزهري وأَما فَقُه بضم القاف فإنما يستعمل في النعوت يقال رجل فَقِيهٌ وقد فَقُهَ يَفْقُه فَقاهةَ إذا صارَ فَقيهاً وسادَ الفُقَهاءَ وفي حديث سَلْمان أَنه نزل على نَبَطِيَّةٍ بالعراق فقال لها هل هنا مكانٌ نَظيف أُصَلي فيه ؟ فقالت طَهِّرْ قَلْبَك وصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ فقال سلمان فَقِهَتْ أَي فَهِمَتْ وفَطِنَتْ للحقِّ والمَعْنى الذي أَرادَتْ وقال شمر معناه أَنها فَقِهَتْ هذا المعنى الذي خاطَبَتْه ولو قال فَقُهَتْ كان معناه صارَت فَقيهةً يقال فَقِهَ عَنِّي كلامي يَفْقَه أَي فَهِمَ وما كان فَقيهاً ولقد فَقُه وفَقِه وقال ابن شميل أعجبني فَقاهَتُه أَي فِقْهُه ورجل فَقيهٌ عالمٌ وكل عالم بشيء فهو فَقيهٌ من ذلك قولهم فلان ما يَفْقَه وما يَنْقَه معناه لا يَعْلم ولا يَفْهَم ونَقِهْتُ الحديثَ أَنْقَهُه إذا فَهِمْته وفَقِيه العرب عالمُ العرب وتَفَقَّه تَعاطى الفِقْهَ وفاقَهْتُه إذا باحَثْته في العلم والفِقْهُ الفِطْنةُ وفي المثل خيرُ الفِقْه ما حاضَرْت به وشَرُّ الرَّأْي الدَّبَريُّ وقال عيسى بن عمر قال لي أَعرابي شَهِدْتُ عليك بالفِقهِ أَي الفِطْنةِ وفَحْلٌ فَقيهٌ طَبٌّ بالضِّراب حاذِقٌ وفي الحديث لعَنَ اللهُ النائحةَ والمُسْتَفْقِهةَ هي التي تُجاوِبُها في قولها لأَنها تتَلَقَّفُه وتتَفَهَّمُه فتُجيبها عنه ابن بري الفَقْهةُ المَحالةُ في نُقْرة القفا قال الراجز وتَضْرِب الفَقْهةَ حتى تَنْدَلِق قال وهي مقلوبة من الفَهْقة

فكه
الفاكهةُ معروفةٌ وأَجْناسُها الفَواكهُ وقد اختلف فيها فقال بعض العلماء كل شيء قد سُمِّيَ من الثِّمار في القُرآن نحو العِنَب والرُّمّان فإنا لا نُسَمِّيه فاكهةً قال ولو حَلَفَ أَن لا يأْكل فاكهة فأَكل عنباً ورُمّاناً لم يَحْنَثْ ولم يكنْ حانثاً وقال آخرون كلُّ الثِّمار فاكهةٌ وإنما كرر في القرآن في قوله تعالى فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورُمّانٌ لتَفْضِيل النخلِ والرُّمَّان على سائر الفواكه دُونَهما ومثله قوله تعالى وإذْ أَخَذْنا من النَّبِيِّين مِيثاقَهم ومِنْكَ ومن نوحٍ وإبراهيمَ وموسَى وعيسى بن مريم فكرر هؤلاء للتفضيل على النَّبِيِّين ولم يَخْرُجوا منهم قال الأَزهري وما علمت أَحداً من العرب قال إنَّ النخيلَ والكُرومَ ثِمارُها ليست من الفاكهة وإنما شذ قول النعمان بن ثابت في هذه المسأَلة عن أَقاويل جماعة فقهاء الأَمصار لقلة علمه بكلام العرب وعلمِ اللغة وتأْويلِ القُرآن العربي المُبين والعرب تَذْكُر الأَشياء جملة ثم تَخُصُّ منها شيئاً بالتسمية تنبيهاً على فَضْلٍ فيه قال الله تعالى مَنْ كانَ عَدُوّاً لله وملائكتهِ ورُسُلِه وجِبْريلَ ومِيكالَ فمن قال إن جِبْريلَ ومِيكالَ ليسا من الملائكة لإفْرادِ الله عزَّ وجل إياهما بالتسمية بعد ذِكْر الملائكة جُمْلةً فهو كافر لأَن الله تعالى نص على ذلك وبَيَّنه وكذلك مَنْ قال إن ثمرَ النخلِ والرُّمانِ ليس فاكهة لإفراد الله تعالى إياهما بالتسمية بعد ذكر الفاكهة جُمْلة فهو جاهل وهو خلافُ المعقول وخلافُ لغة العرب ورجلٌ فَكهٌ يأْكل الفاكِهةَ وفاكِهٌ عنده فاكهة وكلاهُما على النَّسَب أَبو معاذ النحوي الفاكه الذي كَثُرَتْ فاكِهتُه والفَكِهُ الذي يَنالُ من أَعراضِ الناسِ والفاكهانِيُّ الذي يَبِيعُ الفاكهةَ قال سيبويه ولا يقال لبائع الفاكهة فَكَّاه كما قالوا لَبّان ونَبّال لأَن هذا الضرب إنما هو سماعي لا اطِّراديّ وفَكَّهَ القومَ بالفاكِهة أَتاهم بها والفاكهة أَيضاً الحَلْواءُ على التشبيه وفَكَّهَهُم بمُلَح الكلام أَطْرَفَهُم والاسمُ الفكِيهةُ والفُكاهةُ بالضم والمصدر المتوهم فيه الفعل الفَكاهةُ الجوهري الفَكاهةُ بالفتح مصدرُ فَكِهَ الرجلُ بالكسر فهو فَكِهٌ إذا كان طَيِّبَ النَّفْس مَزّاحاً والفاكهُ المزّاحُ وفي حديث أَنس كان النبي صلى الله عليه وسلم من أَفْكَهِ الناس مع صَبِيٍّ الفاكهُ المازحُ وفي حديث زيد بن ثابت أَنه كان من أَفْكَهِ الناسِ إذا خلا مع أَهله ومنه الحديث أَربعٌ ليس غِيبَتُهن بغيبةٍ منهم المُتَفَكِّهون بالأُمَّهات هم الذين يَشْتُمُونَهُنَّ مُمازِحِين والفُكاهةُ بالضم المِزاحُ وقيل الفاكهُ ذو الفُكاهة كالتامر واللاَّبن والتَّفاكُهُ التَّمازُحُ وفاكَهْتُ القومَ مُفاكَهةً بمُلَحِ الكلامِ والمِزاحِ والمُفاكهَةُ المُمازحَةُ وفي المثل لا تُفاكِه أَمَهْ ولا تَبُلْ على أَكَمَهْ والفَكِهُ الطَّيِّبُ النفس وقد فَكِهَ فَكَهاً أَبو زيد رجل فَكِهٌ وفاكِهٌ وفَيْكَهان وهو الطيب النفس المزَّاحُ وأَنشد إذا فَيْكهانٌ ذو مُلاءٍ ولِمَّةٍ قليل الأَذَى فيما يُرَى الناسُ مُسْلِمُ وفاكَهْتُ مازَحْتُ ويقال للمرأَة فَكِهةٌ وللنساء فَكِهات وتَفَكَّهْتُ بالشيء تَمَتَّعْتُ به ويقال تركت القومَ يتَفَكَّهُون بفلانٍ أَي يَغْتابونه ويتَناولونَ منه والفَكِهُ الذي يُحَدِّث أَصحابَه ويُضْحِكُهم وفَكِهَ مِنْ كذا وكذا وتفَكَّه عَجِبَ تقول تفَكَّهْنا من كذا وكذا أي تعَجَّبْنا ومنه قوله عز وجل فظَلْتُمْ تَفَكَّهُون أَي تتَعجَّبُونَ مما نَزَلَ بكم في زَرْعِكم وقوله عز وجل فاكِهين بما آتاهُم رَبُّهم أَي ناعمين مُعْجبينَ بما هم فيه ومن قرأَ فَكِهينَ يقول فَرِحِين والفاكِهُ الناعم في قوله تعالى في شُغُل فاكِهونَ والفَكِهُ المُعْجب وحكى ابن الأَعرابي لو سَمِعْتَ حديث فلان لما فَكِهْتَ له أَي لما أَعجبك وقوله تعالى في شُغُلٍ فاكهون أَي مُتعجِّبون ناعِمون بما هم فيه الفراء في قوله تعالى في صفة أَهل الجنة في شُغُلٍ فاكهون بالأَلف ويقرأُ فَكِهُون وهي بمنزلة حَذِرُون وحاذِرُون قال أَبو منصور لما قرئ بالحرفين في صفة أَهل الجنة علم أَن معناهما واحد أَبو عبيد تقول العرب للرجل إذا كان يَتَفَكَّه بالطعام أَو بالفاكهةِ أَو بأَعْراضِ الناس إن فلاناً لَفَكِهٌ بكذا وكذا وأَنشد فَكِهٌ إلى جَنْبِ الخِوانِ إذا غَدتْ نَكْباء تَقْطَعُ ثابتَ الأَطْنابِ والفَكِهُ الأَشِرُ البَطِرُ والفاكِهُ من التَّفَكُّهِ وقرئ ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ أَي أَشِرينَ وفاكهينَ أَي ناعمين التهذيب أََهل التفسير يختارون ما كان في وصف أَهل الجنة فاكِهين وما في وصف أهل النار فَكهينَ أَي أَشِرينَ بَطِرين قال الفراء في قوله تعالى إنَّ المُتَّقِينَ في جنّات ونَعيمٍ فاكهينَ قال مُعْجبين بما آتاهم ربهم وقال الزجاج قرئ فَكِهينَ وفاكِهينَ جميعاً والنصب على الحال ومعنى فاكِهينَ بما آتاهم ربهم أَي مُعْجبين والتَّفَكُّهُ التنَدُّمُ وفي التنزيل فظَلْتُم تَفكَّهون معناه تَنَدَّمُون وكذلك تَفَكَّنُون وهي لغة لِعُكْل اللحياني أَزْدُ شَنُوءَة يقولون يتَفكَّهُون وتميمٌ تقولُ يتَفَكَّنُون أَي يتندَّمُون ابن الأَعرابي تفَكَّهْتُ وتفَكَّنْتُ أَي تندَّمْت وأَفْكَهَتِ الناقة إذا رأَيت في لبنها خُثورةً شِبْهَ اللِّبَإِ والمُفْكِه من الإبلِ التي يُهَراق لَبَنُها عند النِّتاج قبل أَن تَضَعَ والفعل كالفعل وأَفْكَهَت الناقةُ إذا دَرَّتْ عند أَكل الربيع قبل أَن تَضَع فهي مُفْكِةٌ قال شمر ناقة مُفْكِهةٌ ومُفْكِةٌ وذلك إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَواها وعَظُمَ ضَرْعُها ودنا نِتاجها قال الأَحْوص بَنِي عَمِّنا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ إنني أَرى الحربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ قال شمر أَصَنَّت استَرْخى صَلَواها ودنا نِتاجُها وأَنشد مُفْكِهة أَدْنَتْ على رأْسِ الوَلَدْ قد أَقْرَبَتْ نَتْجاً وحانَ أَنْ تَلِدْ أي حانَ وِلادُها قال وقوم يجعلون المُفْكِهة مُقْرِباً من الإبل والخيل والحُمُر والشاء وبعضُهم يجعلها حين استبان حملها وقوم يجعلون المُفْكِهةَ والدافِعَ سَواء وفاكهٌ اسم والفاكهُ ابنُ المُغِيرة المَخْزُوميّ عمّ خالد بن الوليد وفُكَيْهةُ اسم امرأَة يجوز أَن يكون تصغير فَكِهةٍ التي هي الطَّيِّبةُ النَّفْس الضَّحوكُ وأَن يكون تصغيرَ فاكهةٍ مُرَخَّماً أَنشد سيبويه تقولُ إذا استَهْلَكْتُ مالاً لِلَذَّة فُكَيْهةُ هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ ؟ يريد هلْ شيءٌ

فهه
فَهَّ عن الشيء يَفَهُّ فَهّاً نَسِيَه وأَفَهَّهُ غيرهُ أَنْساه والفَهُّ الكليلُ اللسانِ العَييُّ عن حاجته والأُنثى فَهَّةٌ بالهاء والفَهِيهُ والفَهْفَهُ كالفَهِّ وقد فَهِهْتَ وفَهَهْتَ تَفَهُّ وتَفِهُّ فَهّاً وفَهَهاً وفَهَاهةً أَي عَيِيتَ وفَهَّ العَيِيُّ عن حاجته الجوهري الفَهةُ والفَهاهةُ العِيُّ يقال سَفِيه فَهِيهٌ وفَهَّهُ الله ويقال خرجت لحاجةٍ فأَفَهَّني عنها فلانٌ حتى فَهِهْتُ أَي أَنْسانِيها ابن الأَعرابي أَفَهَّني عن حاجتي حتى فَهِهْتُ فَهَهاً أَي شَغَلني عنها حتى نَسِيتُها ورجلٌ فَهٌّ وفَهِيهٌ وأَنشد فلم تُلْفِني فَهّاً ولم تُلْفِ حُجَّتي مُلَجْلَجَةً أَبْغي لها مَنْ يُقِيمُها ابن شميل فَهَّ الرجلُ في خُطْبَتِه وحُجَّتِه إذا لم يُبالِغْ فيها ولم يَشْفِها وقد فَهِهْتَ في خُطْبَتِكَ فَهاهةً قال وتقول أَتَيْتُ فلاناً فبَيَّنْتُ له أَمري كلَّه إلا شيئاً فَهِهْتُه أَي نَسِيتُه وفهْفَهَ إذا سَقَطَ من مرتبةٍ عالية إلى سُفْلٍ وفي الحديث ما سَمِعتُ منك فَهَّةً في الإسلام قَبْلَها يعني السَّقْطةَ والجَهْلة ونحوَها وفي حديث أَبي عبيدة بن الجرَّاح أَنه قال لعمر رضي الله عنه حين قال له يوم السَّقِيفةِ ابْسُطْ يَدَك أُبايِعْك ما رأَيت مِنْك فَهَّةً في الإسلام قَبْلَها أَتُبايِعُني وفيكمُ الصِّدِّيقُ ثانيَ اثْنَينِ ؟ قال أَبو عبيد الفَهَّة مثل السَّقْطةِ والجَهْلةِ ونحوِها يقال فَهَّ يَفَهُّ فَهاهةً وفَهِه فَهُوَ فَهٌّ وفَهِيهٌ إذا جاءت منه سَقْطةٌ من العِيِّ وغيره

فوه
الليث الفُوهُ أَصلُ بناء تأْسِيسِ الفمِ قال أَبو منصور ومما يَدُّلُّك على أَن الأَصل في فمٍ وفُو وفا وفي هاءٌ حُذِفَت من آخرها قولُهم للرجل الكثيرِ الأَكلِ فَيِّهٌ وامرأَة فَيِّهةٌ ورجل أَفْوَهُ عظيمُ الفَم طويلُ الاسنان ومَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت أَسنانها التي يَجْري الرِّشاءُ فيها ابن سيده الفاهُ والفُوهُ والفِيهُ والفَمُ سواءٌ والجمعُ أَفواهٌ وقوله عزَّ وجل ذلك قولُهم بأَفْواهِهم وكلُّ قولٍ إنما هو بالفم إنما المعنى ليس فيه بيانٌ ولا بُرْهانٌ إنما هو قولٌ بالفمِ ولا معنى صحيحاً تَحْتَه لأَنهم معترفون بأَنّ اللهَ لم يتَّخِذْ صاحبةً فكيف يَزْعُمون أَنَّ له ولداً ؟ أَما كونُه جمعَ فُوهٍ فبَيِّنٌ وأَما كونه جمع فِيهٍ فَمِنْ باب ريحٍ وأَرْواحٍ إذ لم نسْمَعْ أَفْياهاً وأَما كونُه جمعَ فاهٍ فإن الاشتقاق يؤْذن أَن فاهاً من الواو لقولهم مُفَوَّةٌ وأَما كونه جمع فِمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ فَوَهٌ فحُذِفت الهاء كما حذفت مِنْ سَنةٍ فيمن قال عامَلْتُ مُسانَهةً وكما حُذِفت من شاةٍ ومن شَفَةٍ ومن عِضَةٍ ومن اسْتٍ وبقيت الواو طرفاً متحركة فوجب إبدالُها أَلفاً لانفتاح ما قبلها فبقي فاً ولا يكون الاسم على حرفين أَحدُهما التنوينُ فأُبْدل مكانَها حرفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لها وهو الميمُ لأَنهما شَفَهِيَّتان وفي الميم هُوِيٌّ في الفَمِ يُضارِعُ امتدادَ الواوِ قال أَبو الهيثم العربُ تستثقل وُقوفاً على الهاءِ والحاءِ والواوِ والياءِ إذا سَكَنَ ما قبلَها فتَحْذِفُ هذه الحروفَ وتُبْقي الاسمَ على حرفين كما حذفوا الواوَ من أَبٍ وأَخٍ وغَدٍ وهَنٍ والياءَ من يَدٍ ودَمٍ والحاءَ من حِرٍ والهاءَ من فُوهٍ وشَفةٍ وشاةٍ فلما حذفوا الهاءَ من فُوهٍ بقيت الواو ساكنة فاستثقلوا وقوفاً عليها فحذفوها فبقي الاسم فاءً وحدها فوصلوها بميم ليصيرَ حرفين حرفٌ يُبْتَدأُ به فيُحرَّك وحرفٌ يُسْكَت عليه فيُسَكِّن وإنما خَصُّوا الميم بالزيادة لِمَا كان في مَسْكَنٍ والميمُ من حروف الشَّفَتين تنطبقان بها وأَما ما حكي من قولهم أَفْمامٌ فليس بجمع فَمٍ إنما هو من باب مَلامِحَ ومَحاسِنَ ويدل على أَن فَماً مفتوحُ الفاء وُجُودك إياها مفتوحةً في هذا اللفظ وأَما ما حكى فيها أَبو زيد وغيرهُ من كسْرِ الفاء وضمِّها فضرْبٌ من التغيير لَحِقَ الكلمةَ لإعْلالِها بحذف لامِها وإبدال عيْنِها وأَما قول الراجز يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ حتى يَعودَ المُلْك في أُسْطُمِّهِ يُرْوَى بضم الفاء من فُمِّه وفتحِها قال ابن سيده القول في تشديد الميم عندي أَنه ليس بلغة في هذه الكلمة أَلا ترى أَنك لا تجد لهذه المُشدِّدةِ الميمِ تصَرُّفاً إنما التصرُّفُ كله على ف و ه ؟ من ذلك قولُ الله تعالى يقولون بأَفْواهِهم ما ليْسَ في قُلوبِهم وقال الشاعر فلا لَغْوٌ ولا تأْثِيمَ فيها وما فاهُوا به أَبداً مُقِيمُ وقالوا رجلٌ مُفَوَّه إذا أَجادَ القولَ ومنه الأفْوَهُ للواسعِ الفمِ ولم نسْمَعْهم قالوا أَفْمام ولا تفَمَّمت ولا رجل أَفَمّ ولا شيئاً من هذا النحو لم نذكره فدل اجتماعهم على تصَرُّفِ الكلمة بالفاء والواو والهاء على أَن التشديد في فَمٍّ لا أَصل له في نفس المثال إنما هو عارضٌ لَحِقَ الكلمة فإن قال قائل فإذا ثبت بما ذَكَرْتَه أَن التشديد في فَمٍّ عارض ليس من نفس الكلمة فمِنْ أَيْنَ أَتَى هذا التشديد وكيف وجهُ دخولهِ إياها ؟ فالجواب أَن أَصل ذلك أَنهم ثَقَّلوا الميمَ في الوقف فقالوا فَمّ كما يقولون هذا خالِدّ وهو يَجْعَلّ ثم إنهم أَجْرَوُا الوصل مُجْرَى الوقف فقالوا هذا فَمٌّ ورأَيت فَمّاً كما أَجْرَوُا الوصلَ مُجْرَى الوقف فيما حكاه سيبويه عنهم من قولهم ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقولهم أَيضاً ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ كأَنَّ مَهْواها على الكَلْكَلِّ مَوْقِعُ كَفِّيْ راهِبٍ يُصَلِّي يريد العَيْهَلَ والكَلْكَلَ قال ابن جني فهذا حكم تشديد الميم عندي وهو أَقوى من أَن تَجْعَل الكلمةَ من ذوات التضعيف بمنزلة همٍّ وحمٍّ قال فإن قلت فإذا كان أَصلُ فَمٍ عندك فَوَه فما تقول في قول الفرزدق هما نَفَثا في فيَّ مِنْْ فَمَوَيْهِما على النّابِحِ العاوِي أَشدَّ رِجام وإذا كانت الميم بدلاً من الواو التي هي عَيْنٌ فكيف جاز له الجمع بينهما ؟ فالجواب أَن أَبا عليٍّ حكى لنا عن أَبي بكر وأَبي إسحق أَنهما ذهبا إلى أَن الشاعر جمعَ بين العِوَض والمُعَوَّض عنه لأَن الكلمة مَجْهورة منقوصة وأَجاز أَبو علي فيها وجهاً آخرَ وهوأَن تكون الواوُ في فمَوَيْهِما لاماً في موضع الهاء من أَفْواه وتكون الكلمة تَعْتَفِبُ عليها لامانِ هاءٌ مرة وواوٌ أُخرى فجرى هذا مَجْرى سَنةٍ وعِضَةٍ أَلا ترى أَنهما في قول سيبويه سَنَوات وأَسْنَتُوا ومُساناة وعِضَوات واوانِ ؟ وتَجِدُهما في قول من قال ليست بسَنْهاء وبعير عاضِهٌ هاءين وإذا ثبت بما قدَّمناه أَن عين فَمٍ في الأصل واوٌ فينبغي أََن تقْضِيَ بسكونها لأَن السكون هو الأَصل حتى تَقومَ الدلالةُ على الحركةِ الزائدة فإن قلت فهلاَّ قضَيْتَ بحركة العين لِجَمْعِك إياه على أَفْواهٍ لأَن أَفْعالاً إنما هو في الأَمر العامّ جمعُ فَعَلٍ نحو بَطَلٍ وأَبْطالٍ وقَدَمٍ وأَقْدامٍ ورَسَنٍ وأَرْسانٍ ؟ فالجواب أَن فَعْلاً مما عينُه واوٌ بابُه أَيضاً أَفْعال وذلك سَوْطٌ وأَسْواطٌ وحَوْض وأَحْواض وطَوْق وأَطْواق ففَوْهٌ لأن عينَه واوٌ أَشْبَهُ بهذا منه بقَدَمٍ ورَسَنٍ قال الجوهري والفُوه أَصلُ قولِنا فَم لأَن الجمع أَفْواهٌ إلا أَنهم استثقلوا اجتماعَ الهاءين في قولك هذا فُوهُه بالإضافة فحذفوا منه الهاء فقالوا هذا فُوه وفُو زيدٍ ورأَيت فا زيدٍ وإذا أَضَفْتَ إلى نفسك قلت هذا فِيَّ يستوي فيه حالُ الرفع والنصبِ والخفضِ لأَن الواوَ تُقُلَبُ ياءً فتُذْغَم وهذا إنما يقال في الإضافة وربما قالوا ذلك في غير الإضافة وهو قليل قال العجاج خالَطَ مِنْ سَلْمَى خياشِيمَ وفا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا وصَفَ عُذوبةَ ريقِها يقول كأَنها عُقارٌ خالَط خَياشِيمَها وفاها فكَفَّ عن المضاف إليه قال ابن سيده وأَما قول الشاعر أَنشده الفراء يا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيْمَى والفَما قال الفراء أَراد والفَمَانِ يعني الفمَ والأَنْفَ فثَنَّاهُما بلفظ الفمِ للمُجاوَرةِ وأَجاز أَيضاً أَن يَنْصِبَه على أَنه مفعول معَه كأَنه قال مع الفم قال ابن جني وقد يجوز أَن يُنصَب بفعل مضمر كأَنه قال وأُحِبُّ الفمَ ويجوز أَن يكون الفمُ في موضع رفع إلا أَنه اسم مقصورٌ بمنزلة عَصاً وقد ذكرنا من ذلك شيئاً في ترجمة فمم وقالوا فُوك وفُو زيدٍ في حدِّ الإضافة وذلك في حد الرفع وفا زيدٍ وفي زيدِ في حدِّ النصب والجر لأَن التنوين قد أُمِنَ ههنا بلزوم الإضافة وصارت كأَنها من تمامه وأَما قول العجاج خالطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفا فإنه جاءَ به على لغة من لم ينون فقد أُمِنَ حذْف الأَلف لالتقاء الساكنين كما أُمِنع في شاةٍ وذا مالٍ قال سيبويه وقالوا كلَّمْتُه فاهُ إلى فِيَّ وهي من الأسماء الموضوعة مَوْضِعَ المصادر ولا ينفردُ مما بعده ولو قلتَ كلَّمتُه فاهُ لم يَجُزْ لأَنك تُخْبِر بقُرْبِك منه وأَنك كلَّمْتَه ولا أَحَدَ بينك وبينَه وإن شئت رفعت أَي وهذه حالُه قال الجوهري وقولهم كلَّمتُه فاه إلى فِيَّ أَي مُشافِهاً ونصْبُ فاهٍ على الحال وإذا أَفْرَدُوا لم يحتمل الواوُ التنوين فحذفوها وعوَّضوا من الهاءِ ميماً قالوا هذا فمٌ وفَمَانِ وفَمَوان قال ولو كان الميمُ عِوَضاً من الواو لما اجتمعتا قال ابن بري الميمُ في فَمٍ بدلٌ من الواو وليست عِوَضاً من الهاءِ كما ذكره الجوهري قال وقد جاء في الشعر فَماً مقصور مثل عصاً قال وعلى ذلك جاء تثنيةُ فَمَوانِ وأَنشد يا حَبَّذا وَجْهُ سُلَيْمى والفَما والجِيدُ والنَّحْرُ وثَدْيٌ قد نَما وفي حديث ابن مسعود أَقْرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاهُ إلى فِيَّ أَي مُشافَهةً وتَلْقِيناً وهو نصبٌ على الحال بتقدير المشتق ويقال فيه كلَّمني فُوهُ إلى فِيَّ بالرفع والجملة في موضع الحال قال ومن أَمثالهم في باب الدعاء على الرجُل العرب تقول فاهَا لِفِيك تريد فا الداهية وهي من الأَسماء التي أُجْرِيت مُجْرَى المصدر المدعوّ بها على إضمار الفعل غير المستعمل إظهارهُ قال سيبويه فاهَا لِفِيك غير منون إنما يريد فا الداهيةِ وصار بدلاً من اللفظ بقول دَهاكَ اللهُ قال ويَدُلُّك على أَنه يُريدُ الداهيةَ قوله وداهِية مِنْ دَواهي المَنو نِ يَرْهَبُها الناسُ لا فا لها فجعل للداهية فماً وكأَنه بدلٌ من قولهم دَهاكَ الله وقيل معناه الخَيْبة لَكَ وأَصله أَنه يريدُ جَعَل اللهُ بفِيك الأَرضَ كما يقال بفيك الحجرُ وبفيك الأَثْلبُ وقال رجل من بَلْهُجَيْم فقلتُ له فاهَا بفِيكَ فإنها قَلوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أَنتَ حاذِرهُ يعني يَقْرِيك من القِرَى وأَورده الجوهري فإنه قلوصُ امرئ قال ابن بري وصواب إنشاده فإنها والبيت لأَبي سِدْرة الأَسَديّ ويقال الهُجَيْميّ وحكي عن شمر قال سمعت ابن الأَعرابي يقول فاهاً بفِيك منوَّناً أَي أَلْصَقَ اللهُ فاكَ بالأَرضِ قال وقال بعضهم فاهَا لفِيكَ غير مُنوَّن دُعاء عليه بكسر الفَمِ أَي كَسَر الله فَمَك قال وقال سيبويه فاهَا لفِيكَ غيرُ منوَّن إنما يريد فا الداهيةِ وصار الضميرُ بدلاً من اللفظ بالفعل وأُضْمِرَ كما أُضمر للتُّرب والجَنْدَل وصار بدلاً من اللفظ بقوله دَهاكَ الله وقال آخر لئِنْ مالكٌ أَمْسَى ذليلاً لَطالَما سَعَى للَّتي لا فا لها غير آئِبِ أَراد لا فَمَ لها ولا وَجْه أَي للداهية وقال الآخر ولا أَقولُ لِذِي قُرْبَى وآصِرةٍ فاها لِفِيكَ على حالٍ من العَطَبِ ويقال للرجل الصغير الفمِ فُو جُرَذٍ وفُو دَبَى يُلَقَّب به الرجل ويقال للمُنْتِن ريحِ الفمِ فُو فَرَسٍ حَمِرٍ ويقال لو وَجَدتُ إليه فَا كَرِشٍ أَي لو وجدت إليه سبيلاً ابن سيده وحكى ابن الأَعرابي في تثنية الفمِ فَمَانِ وفَمَيانِ وفَموانِ فأَما فَمانِ فعلى اللفظ وأَما فَمَيانِ وفَمَوانِ فنادر قال وأَما سيبويه فقال في قول الفرزدق هُما نَفَثا في فِيَّ مِنْ فَمَوَيْهِما إنه على الضرورة والفَوَهُ بالتحريك سَعَةُ الفمِ وعِظَمُه والفَوَهُ أَيضاً خُروجُ الأَسنانِ من الشَّفَتينِ وطولُها فَوِهَ يَفْوَهُ فَوَهاً فهو أَفْوَهُ والأُنثى فَوْهاء بيِّنا الفَوَهِ وكذلك هو في الخَيْل ورجل أَفْوَهُ واسعُ الفمِ قال الراجز يصف الأَسد أَشْدَق يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهَِ وفرس فَوْهاءِ شَوْهاء واسعة الفم في رأْسها طُولٌ والفَوَهُ في بعض الصفات خروجُ الثَّنايا العُلْيا وطولُها قال ابن بري طول الثنايا العليا يقال له الرَّوَقُ فأَما الفَوَهُ فهو طول الأَسنانِ كلِّها ومَحالةٌ فَوْهاء طالت أَسنانُها التي يَجْري الرِّشاءُ بينها ويقال لمحالة السانِيةِ إذا طالت أَسْنانُها إنها لَفَوْهاءُ بيِّنة الفَوَهِ قال الراجز كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم وبئر فَوْهاء واسَعةُ الفمِ وطَعْنةٌ فَوْهاءُ واسعةٌ وفاهَ بالكلام يَفُوهُ نَطَقَ ولَفَظَ به وأَنشد لأُمَيَّةَ وما فاهُوا به لَهُمُ مُقيمُ قال ابن سيده وهذه الكلمة يائيَّة وواويَّة أَبو زيد فاهَ الرجل يَفُوه فَوْهاً إذا كان مُتكلِّماً وقالوا هو فاهٌ بجُوعِه إذا أَظْهَرَه وباحَ به والأَصل فائِهٌ بجُوعِه فقيل فاهٌ كما قالوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ ابن بري وقال الفراء رجل فاوُوهةٌ يَبُوح بكلِّ ما في نفسه وفاهٌ وفاهٍ ورجل مُفَوَّهٌ قادرٌ على المَنْطِق والكلام وكذلك فَيِّهٌ ورجلٌ فَيِّهٌ جَيِّدُ الكلامِ وفَوهَه اللهُ جعَلَه أَفْوََِهَ وفاهَ بالكلام يَفُوه لَفَظَ به ويقال ما فُهْتُ بكلمةٍ وما تَفَوَّهْتُ بمعنى أَي ما فتَحْتُ فمِي بكلمة والمُفَوَّهُ المِنْطِيقُ ورجل مُفَوَّهُ بها وإِنه لذُو فُوَّهةٍ أَي شديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسان وفاهاهُ إذا ناطَقَه وفاخَرَه وهافاهُ إذا مايَلَه إلى هَواه والفَيِّهُ أَيضاً الجيِّدُ الأَكلِ وقيل الشديدُ الأَكلِ من الناس وغيرهم فَيْعِل والأُنثى فَيِّهةٌ كثيرةُ الأَكل والفَيِّهُ المُفَوَّهُ المِنْطِيقُ أَيضاً ابن الأَعرابي رجل فَيِّهٌ ومُفَوَّهٌ إذا كان حسَنَ الكلامِ بليغاً في كلامه وفي حديث الأَحْنَفِ خَشِيت أَن يكون مُفَوَّهاً أَي بليغاً مِنْطِيقاً كأنه مأْخوذ من الفَوَهِ وهو سَعةُ الفمِ ورجل فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ في الطعام إذا كان أَكُولاً الجوهري الفَيِّهُ الأَكولُ والأَصْلُ فَيْوِهٌ فأُدْغم وهو المِنْطيقُ أَيضاً والمرأَةُ فَيِّهةٌ واستَفاهَ الرجلُ اسْتِفاهةً واسْتِفاهاً الأَخيرة عن اللحياني فهو مُسْتَفِيهٌ اشتَدَّ أَكْلُه بعد قِلَّة وقيل اسْتَفاهَ في الطعام أَكثَرَ منه عن ابن الأَعرابي ولم يخصَّ هل ذلك بعدَ قلَّةٍ أَم لا قال أَبو زبيد يصف شِبْلَيْن ثم اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما عن التَّصَبُّب لا شَعْبٌ ولا قَدْعُ اسْتَفاها اشتَدَّ أَكْلِهما والتَّصَبُّبُ اكْتساءُ اللحمِ للسِّمَنِ بعد الفِطامِ والتَّحلُّم مثلُه والقَدْعُ أَن تُدْفَعَ عن الأَمر تُريدُه يقال قَدَعْتُه فقُدِعَ قَدْعاً وقد اسْتَفاهَ في الأَكل وهو مُسْتَفِيهٌ وقد تكون الاسْتِفاهةُ في الشَّرابِ والمُفَوَّهُ النَّهِمُ الذي لا يَشْبَع ورجل مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ أَي شديدُ الأَكلِ وشَدَّ ما فَوَّهْتَ في هذا الطعام وتفَوَّهْتَ وفُهْتَ أَي شَدَّ ما أَكَلْتَ وإِنه لمُفَوَّه ومُسْتَفِيهٌ في الكلام أَيضاً وقد اسْتَفاهَ اسْتِفاهةً في الأَكل وذلك إذا كنت قليلَ الطَّعْم ثم اشتَدَّ أَكْلُك وازْدادَ ويقال ما أَشَدَّ فُوَّهَةَ بعيرِك في هذا الكَلإ يريدون أَكْلَه وكذلك فُوّهة فرَسِك ودابَّتِك ومن هذا قولهم أَفْواهُها مَجاسُّها المعنى أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُلك على سِمَنِها فتُغْنيك عن جَسِّها والعرب تقول سَقَى فلانٌ إِبلَه على أَفْواهِها إذا لم يكن جَبَي لها الماءَ في الحوض قبل ورُودِها وإِنما نزَعَ عليها الماءَ حين وَرَدَتْ وهذا كما يقال سَقَى إبلَه قَبَلاً ويقال أَيضاً جَرَّ فلانٌ إبلَه على أَفْواهِها إذا تركها تَرْعَى وتسِير قاله الأَصمعي وأَنشد أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَيٍّ طِلْحِ جَرّاً على أَفْواهِها والسُّجْحِ
( * قوله « على أفواهها والسجح » هكذا في الأصل والتهذيب هنا وتقدم إنشاده في مادة جرر أفواههن السجح )
بُلَيّ تصغير بِلُوٍ وهو البعير الذي بَلاه السفر وأَراد بالسُّجْحِ الخراطيمَ الطِّوال ومن دُعائِهم كَبَّهُ اللهُ لِمَنْخِرَيْه وفَمِه ومنه قول الهذلي أَصَخْرَ بنَ عبدِ الله مَنْ يَغْوِ سادِراً يَقُلْ غَيْرَ شَكٍّ لليَدْينِ وللفَمِ وفُوَّهةُ السِّكَّةِ والطَّريقِ والوادي والنهرِ فَمُه والجمع فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ وفُوهةُ الطريقِ كفُوَّهَتِه عن ابن الأَعرابي والزَمْ فُوهةَ الطريقِ وفُوَّهَتَهوفَمَه ويقال قَعَد على فُوَّهةِ الطريق وفُوَّهةِ النهر ولا تقل فَم النهر ولا فُوهة بالتخفيف والجمع أَفْواه على غير قياس وأَنشد ابن بري يا عَجَباً للأَفْلقِ الفَليقِ صِيدَ على فُوَّهةِ الطَّريقِ
( * قوله « للأفاق الفليق » هو هكذا بالأصل )
ابن الأَعرابي الفُوَّهةُ مصَبُّ النهر في الكِظَامةِ وهي السِّقاية الكسائي أَفْواهُ الأَزِقَّةِ والأَنْهار واحدتها فُوَّهةٌ بتشديد الواو مثل حُمَّرة ولا يقال فَم الليث الفُوَّهةُ فمُ النهر ورأْسُ الوادي وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم خرج فما تفَوَّهَ البَقيعَ قال السلامُ عليكم يريد لما دَخَل فمَ البَقِيعِ فشَبَّهه بالفم لأَنه أَول ما يُدْخَل إلى الجوفِ منه ويقال لأَوَّل الزُّقاقِ والنهر فُوَّهَتُه بضم الفاء وتشديد الواو ويقال طَلع علينا فُوَّهةُ إبِلك أَي أَوَّلُها بمنزلة فُوَّهةِ الطريق وأَفْواهُ المكان أَوائُله وأَرْجُلُه أَواخِرُه قال ذو الرمة ولو قُمْتُ ما قامَ ابنُ لَيْلى لقد هَوَتْ رِكابي بأَفْواهِ السَّماوةِ والرِّجْلِ يقول لو قُمْتُ مَقامه انْقَطَعَتْ رِكابي وقولهم إنَّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لَشَديدٌ أَي القالةِ وهو من فُهْتُ بالكلام ويقال هو يخاف فُوَّهَة الناسِ أَي فُهْتُ بالكلام ويقال هو يخاف فُوَّهةَ الناسِ أَي قالتَهم والفُوهةُ والفُوَّهةُ تقطيعُ المسلمين بعضهم بعضاً بالغِيبة ويقال مَنْ ذا يُطِيق رَدَّ الفُوَّهةِ والفُوَّهةُ الفمُ أَبو المَكَارم ما أحْسَنْتُ شيئاً قطُّ كَثَغْرٍ في فُوَّهَةِ جاريةٍ حَسْناء أَي ما صادَفْت شيئاً حسناً وأَفْواهُ الطيب نَوافِحُه واحدُها فوه الجوهري الأفْواهُ ما يُعالج به الطِّيبُ كما أَنَّ التَّوابِلَ ما تُعالَج به الأَطْعمة يقال فُوهٌ وأَفْواه مثل سُوقٍ وأَسْواق ثم أفاويهُ وقال أَبو حنيفة الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ وضُروبُه قال ذو الرمة تَرَدَّيْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها زَرابيُّ وارْتَجَّتْ عليها الرَّواعِدُ وقال مرَّة الأَفْواهُ ما أُعِدَّ للطِّيبِ من الرياحين قال وقد تكون الأَفْواه من البقول قال جميل بها قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ ومن كلِّ أَفْواه البُقول بها بَقْلُ والأَفْواهُ الأَصْنافُ والأَنواعُ والفُوَّهةُ عروقٌ يُصْبَغ بها وفي التهذيب الفُوَّهُ عروقٌ يصبغ بها قال الأَزهري لا أَعرف الفُوَّهَ بهذا المعنى والفُوَّهةُ اللبَنُ ما دامَ فيه طعمُ الحلاوةِ وقد يقال بالقاف وهو الصحيح والأَفْوه الأَوْدِيُّ مِنْ شُعَرائهم والله تعالى أَعلم

قره
قَرِهَ جِلْدُه قَرَهاً تَقَشَّرَ أَو اسْوَدَّ من شدَّةِ الضَّرْب ابن الأَعرابي قَرِه الرجُلُ إذا تَقَوَّب جِلْدُه من كَثْرة القُوَباء والقَرَه في الجسَدَ كالقَلَحِ في الأَسْنانِ وهو الوَسَخُ وقد قَرِه قَرَهاً ورجل مُتَقَرِّه وأَقْرَهُ والأُنثى قَرْهاء

قله
القَلَهُ لغة في القَرَه وقَلَهى وقَلَهِيَّا كلاها موضع

قمه
القَمَهُ قِلَّةُ الشهوةِ للطعام كالقَهَمِ وقد قَمِهَ وقَمَهَ البعيرُ يَقْمَه قُمُوهاً رفع رأْسَه ولم يَشْرَب الماء لغة في قَمَح وقَمهَ الشيءُ فهو قامِةٌ انْغَمَس حيناً وارتفع أُخرى قال رؤبة يَعْدِلُ أَنْضادَ القِفافِ القُمَّهِ جعَل القُمَّهَ نعتاً للقِفافِ لأَنها تَغِيب حيناً في السَّراب ثم تظهر قال ابن بري قبل هذا البيت الذي أَورده الجوهري قَفْقاف أَلْحِي الرَّاعِساتِ القُمَّهِ قال ابن بري قبله يَعْدِل أَنْضادَ القِفافِ الرُّدَّهِ عنها وأَثْباجَ الرِّمالِ الوُرَّهِ قال والذي في رجز رؤبة تَرْجافُ أَلْحِي الرَّاعِساتِ القُمَّهِ أَي تَرْجافُ أَلْحِي هذهِ الإبلِ الراعِساتِ أَي المضطربات يَعْدِل أَنْضادَ هذه القفافِ ويَخْلُفها ويقال قَمَهَ الشيءَ في الماء يَقْمَهه إذا قَمَسه فارتَفع رأسُه أَحْياناً وانْغَمَرَ أَحياناً فهو قامِهٌ وقال المفضل القامِهُ الذي يَرْكَبُ رَأسَه لا يَدْرِي أَين يتوجه الجوهري القُمَّهُ من الإبل مثل القُمَّح وهي الرافعةُ رُؤوسَها إلى السماء الواحدة قامِهٌ وقامِحٌ وقال الأَزهري في ترجمة مَقَه سَرابٌ أَمْقَه قال رؤبة في الفَيْفِ من ذاكَ البَعيدِ الأَمْقَهِ وهو الذي لا خَضْراء فيه ورواه أَبو عمرو الأَقْمه قال وهو البعيد يقال هو يَتَقَمَّه في الأَرض إذا ذهَبَ فيها وقال الأَصمعي إذا أَقْبَل وأَدْبَر فيها وخرج فلان يَتَقَمَّه في الأَرض لا يَدْرِي أَيْنَ يَذْهَبُ قال أَبو سعيد ويَتَكَمَّه مثله وقال في قول رؤبة القُمَّه هي القُمَّحُ وهي التي رفعت رؤوسها كالقِمَاح التي لا تَشْرَبه

قنزه
رجلٌ قَزٌّ قِنْزَهْوٌ وقِزٌّ قِنْزَهْوٌ عن اللحياني ولم يُفَسِّرْ قِنْزهْواً قال ابن سيده وأُراه من الأَلفاظ المبالغ بِها كما قالوا أَصَمّ أَسْلَخُ وأَخْرَسُ أَملسُ وقد يكون قِنْزَهْو ثُلاثِيّاً كقِنْدَأْوٍ

قهقه
الليث قَهْ يُحْكَى به ضَرْبٌ من الضَّحِك ثم يُكَرَّرُ بتَصْريفِ الحكاية فيقال قَهْقَهَ يُقَهْقِه قَهْقَهَةً إذا مدَّ وإذا رجَّع ابن سيده قَهْقَهَ رجَّع في ضَحِكه وقيل هو اشتدادُ الضَّحِك قال وقَهْ قَهْ حكايةُ الضَّحِك الجوهري القَهْقَهَةُ في الضحك معروفةٌ وهو أَن يقول قَهْ قَهْ يقال قَهَّ وقَهْقَهَ بمعنىً وإذا خَفَّفَ قيل قَهَّ الضاحِكُ قال الجوهري وقد جاء في الشعر مخففاً قال الراجز يَذْكُر النِّساء نَشَأْنَ في ظِلِّ النَّعِيمِ الأَرْفَهِ فهُْنَّ في تَهانُفٍ وفي قَهِ قال وإِنما خفف في الحكاية وإن اضطر الشاعر إلى تثقيله جازَ له كقوله ظَلِلْنَ في هَزْرَقةٍ وقَةِّ يَهْزَأْنَ مِنْ كلِّ عَبَامٍ فَهِّ وقَرَبٌ مُقَهْقِهٌ وهو من القَهْقَهةِ في قَرَبِ الوِرْدِ مشتقٌّ من اصْطِدامِ الأَحْمالِ لَعَجَلَة السير كأَنهم توهموا لجَرْسِ ذلك جَرْسَ نَغْمةٍ فضاعَفُوه قال ابن سيده وإِنما أَصله المُحَقْحِق ثم قيل المُهَقْهِق على البدل ثم قلب فقيل المُقَهْقِه الأَزهري قال غير واحد من أَئِمَّتِنا الأَصل في قَرَبِ الوِرْدِ أَن يقال قَرَبٌ حَقْحاقٌ بالحاء ثم أَبدلوا الحاء هاء فقالوا للحَقْحَقة هَقْهَقة وهَقْهاق ثم قلبوا الهَقْهقة فقالوا قَهْقَهة كما قالوا حَجْحَج وجَخْجَخَ إذا لم يُبْدِ ما في نفسه قال الجوهري والقَهْقَهةُ في السير مثل الهَقْهَقة مقلوبٌ منه قال رؤبة جَدَّ ولا يَحْمَدْنَه أَنْ يَلْحَقا أقَبُّ قَهْقاهٌ إذا ما هَقْهَقا وقال أَيضاً يُصْبِحْنَ بَعْدَ القَرَبِ المُقَهْقِهِ بالهَيْفِ مِنْ ذاكَ البَعِيدِ الأَمْقَهِ
( * قوله « يصبحن إلخ » في التكملة ويروى يطلقن قبل بدل يصبحن بعد وهو أصح وأشهر )
أَنشدهما الأَصمعي وقال في قوله القَرَبِ المُقَهْقِه أَراد المُحَقْحِق فقلب وأَصل هذا كلِّه من الحَقْحَقَة وهو السيرُ المُتْعِب الشديد وإذا انْتاطَت المَراعِي عن المياه حُمِل المالُ وَقْتَ وِرْدِها خِمْساً كان أَو رِبْعاً على السير الحثيثِ فيقال خِمْسٌ حَقْحاقٌ وقَسْقاس وحَصْحاصٌ وكل هذا السيرُ الذي ليست فيه وَتِيرةٌ ولا فُتُور وإنما قَلَبَ رؤبة حَقْحَقة فجعلها هَقْهَقة ثم جعل هَقْهَقة قَهْقَهة فقال المُقْهْقِه لاضطراره إلى القافية قال ابن بري صواب هذا الرجز بالفَيْفِ مِنْ ذاكَ البعيد الأَمْقَهِ وقال بالفَيْفِ يريد القَفْر والأَمْقَهُ مثلُ الأَمْرَهِ وهو الأَبْيَضُ وأَراد به القَفْرَ الذي لا نَبات به

قوه
القُوهةُ اللبَنُ الذي فيه طعم الحلاوة ورواه الليث فُوهة بالفاء وهو تصحيف قال ابن بري قال أَبو عمرو القُوهةُ اللبَنُ الذي يُلْقَى عليه مِنْ سِقاءٍ رائبٍ شيءٌ ويَرُوبُ قال جندل والحَذْرَ والقُوهةَ والسَّدِيفا الجوهري القُوهةُ اللبَنُ إذا تغيَّر طعمُه قليلاً وفيه حَلاوةُ الحَلَبِ والقُوهِيُّ ضَرْبٌ من الثياب بِيضٌ فارسي الأَزهري الثِّياب القُوهِيَّةُ معروفة منسوبة إلى قُوهِسْتانَ قال ذو الرمة من القَهْزِ والقُوهِيِّ بيضُ المَقانِعِ
( * قوله « من القهز إلخ » صدره كما في الصحاح واللسان في مادة قهز من الزرق أو صقع كأن رؤوسها )
وأَنشد ابن بري لنُصَيْب سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادي وتَحْتَه قَميصٌ منَ القُوهِيِّ بِيضٌ بَنائِقُهْ الليث القاهِيُّ الرجلُ المُخْصِب في رَحْلِه وإنه لفي عَيْشٍ قاهٍ أَي رَفيهٍ بيِّنِ القُهُوَّةِ والقَهْوة وهم قاهِيُّون

قيه
القاهُ الطاعةُ قال الزَّفَيان ما بالُ عيْنٍ شَوْقُها اسْتَبْكاها في رَسْمِ دارٍ لَبِسَتْ بِلاها تاللهِ لولا النارُ أَن نَصْلاها أَو يَدْعُوَ الناسُ علينا اللهَ لمَا سَمِعْنا لأَمِيرٍ قاها قال الأُمَوي عرفَتْه بنو أَسد وما لَه عليَّ قاهٌ أَي سُلْطانٌ والقاهُ الجاهُ وفي الحديث أَن رجلاً من أهل المدينة وقيل من أََهل اليمن قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنّا أَهلُ قاهٍ فإذا كان قاهُ أَحَدِنا دَعا مَنْ يُعِينه فعَمِلُوا له فأَطعَمَهُم وسَقاهم من شرابٍ يقال له المِزْرُ فقال أَله نَشْوَةٌ ؟ قال نعَمْ قال فلا تَشْرَبوه أَبو عبيد القاهُ سُرْعةُ الإجابة وحُسْنُ المُعاونة يعني أَن بعْضَهم يُعاوِنُ بعضاً في أَعْمالِهم وأَصلُه الطاعةُ وقيل معنى الحديث إنَّا أَهلُ طاعةٍ لِمَنْ يَتَمَلَّكُ علينا وهي عادَتُنا لا نَرى خِلافَها فإذا أَمَرَنا بأَمْرٍ أَو نَهانا عن أَمْرٍ أَطَعْناه فإذا كان قاه أَحَدِنا أَي ذُو قاهِ أَحَدِنا دَعانا إلى مَعُونتِه فأَطْعَمَنا وسَقانا قال ابن الأَثير ذكره الزمخشري في القاف والياء وجعل عينه منقلبة عن ياء ولم يذكره ابن الأَثير إلا في قوه وفي الحديث ما لي عنْدَه جاهٌ ولا لي عليه قاهٌ أَي طاعةٌ الأَصمعي القاهُ والأَقْهُ الطاعةُ يقال أَقاهَ الرجلُ وأَيْقَهَ الدينوري إذا تَناوَبَ أَهلُ الجَوْخانِ فاجتمعوا مَرَّة عند هذا ومرة عند هذا وتعاوَنُوا على الدِّياسِ فإن أَهل اليمن يسمُّون ذلك القاهَ ونَوْبةُ كلِّ رجل قاهُهُ وذلك كالطاعة له عليهم لأَنه تَناوُبٌقد أَلْزَمُوه أَنفسهم فهو واجبٌ لبعضهم على بعض وهذه الترجمة ذكرها الجوهري في قوه قال ابن بري قاه أَصلُه قَيَهَ وهو مقلوب من يَقَه بدليل قولهم اسْتَيْقَه الرجلُ إذا أَطاعَ فكان صوابه أَن يقول في الترجمة قَيه ولا يقول قوَه قال وحجة الجوهري أَنه يقال الوقْهُ بمعنى القاهِ وهو الطاعةُ وقد وَقِهْتُ فهذا يدل على أَنه من الواو وأَما قول المُخَبَّل ورَدُّوا صُدورَ الخَيْلِ حتى تنَهْنَهُوا إلى ذي النُّهَى واسْتَيْقَهُوا للمُحلِّم
( * قوله وردوا صدور إلخ » في التكملة ما نصه والرواية فسدوا نحور القوم فشكوا نحور الخيل )
أَي أَطاعوه إلا أَنه مقلوب قدَّمَ الياء على القاف وكانت القافُ قبْلَها وكذلك قولهم جَذَبَ وجَبَذَ ويروى واسْتَيْدَهوا قال ابن بري وقيل إن المقلوب هو القاهُ دون اسْتَيْقَهوا ويقال اسْتَوْدَه واسْتَيْدَه إذا انْقادَ وأَطاعَ والياء بدل من الواو ابن سيده والقاهُ سُرْعةُ الإجابةِ في الأَكل قال وإِنما قَضَيْنا بأَن أَلفَ قاه ياءٌ لقولهم في معناه أَيْقَهَ واسْتَيْقَهَ أَي أَطاعَ وما جاء من هذا الباب لم يُقَلْ فيه أَبْقَهَ ولا تبيَّنَت فيه الياءُ بوجهٍ حُمِل على الواو وأَيقَهَ أََي فَهِمَ يقال أَيْقِهْ لهذا أي افهمه والله تعالى أََعلم

كبه
الأَزهري قال في حديث حذيفة قال له رجلٌ قد نُعِتَ لنا المسيحُ الدجَّال وهو رجلٌ عريضُ الكَبْهةِ أَراد الجَبْهةَ وأَخرج الجيم بين مَخرجها ومخرج الكاف وهي لغة قومٍ من العرب ذكرها سيبويه مع ستة أَحرف أُخرى وقال إنها غير مُستحسنة ولا كثيرةٌ في لغة من تُرْضَى عربيَّتُه

كته
كتَهَه كَتْهاً ككدَهَهُ

كده
الكَدْهُ بالحجر ونحوهِ صَكٌّ يؤَثِّرُ أَثراً شديداً والجمع كُدُوهٌ وقد كَدَهَه وكَدَّهَهُ وكَدَهَ الشيءَ وكَدَّهَهُ كَسَّره قال رؤبة وخافَ صَقْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ وسقطَ من السَّطْح فتَكَدَّهَ وتَكَدَّحَ أَي تكَسَّر وكَدَهَ لأَهْلِه كَدْهاً كسَبَ لهم في مَشقَّةٍ وكَدَهَ يَكْدَهُ لغة في كَدَحَ يَكْدَحُ يقال هو يَكْدَحُ لعِيالهِ ويَكْدَهُ لعيالِه أَي يَكْسِبُ لهم ويقال كَدَهَه الهَمُّ يَكْدَهُه كَدْهاً إذا أَجْهَدَه قال أُسامة الهذلي يصف الحُمُر إذا نُضِحَتْ بالماء وازْدادَ فَوْرُها نَجا وهو مَكْدوهٌ منَ الغمّ ناجِدُ يقول إذا عَرِقَت الحُمُر وفارَت بالغَلْي نجا العَيْرُ والناجدُ الذي قد عَرِقَ وكَدَهَ رأْسَه بالمُشْط وكَدَّهَه فَرَقَهُ به والحاء في كل ذلك لغة والكَدْهُ الغلَبةُ ورجلٌ مَكْدُوهٌ مغلوب وقد كَهَدَ وأَكْهَدَ وكَدَهَ وأَكْدَهَ كلُّ ذلك إذا أَجْهَده الدُّؤُوب ويقال في وجهه كُدُوهٌ وكُدوحٌ أَي خُموشٌ ويقال أَصابه شيء فكَدَهَ وجْهَه وبه كَدْهٌ كَدْهٌ وكُدوهٌ

كره
الأَزهري ذكر الله عز وجل الكَرْهَ والكُرْهَ في غير موضع من كتابه العزيز واختلف القراء في فتح الكاف وضمها فروي عن أَحمد بن يحيى أَنه قال قرأَ نافع وأَهل المدينة في سورة البقرة وهو كُرْهٌ لكم بالضم في هذا الحرف خاصة وسائر القرآن بالفتح وكان عاصم يضم هذا الحرف أَيضاً واللذيْنِ في الأَحقاف حَمَلَتْه أُمُّه كُرْهاً ووَضَعْته كُرْهاً ويقرأُ سائرَهُن بالفتح وكان الأَعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ يَضُمُّون هذه الحروفَ الثلاثةَ والذي في النساء لا يَحِلُّ لكم أَن تَرِثُوا النساء كُرْهاً ثم قرؤوا كلَّ شيء سواها بالفتح قال وقال بعض أَصْحابنا نختار ما عليه أَهل الحجاز أَن جميع ما في القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة فإن القراء أَجمعوا عليه قال أَحمد بن يحيى ولا أَعلم بين الأَحْرُف التي ضمَّها هؤلاء وبين التي فتحوها فَرْقاً في العربية ولا في سُنَّةٍ تُتَّبع ولا أَرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة إلا أَنه اسم وبقية القرآن مصادرُ وقد أَجمع كثير من أَهل اللغة أَن الكَرْهَ والكُرْهَ لُغتانِ فبأَيِّ لغة وقع فجائِزٌ إلا الفراء فإنه زعم أَن الكُرْهَ ما أَكْرهْتَ نَفْسَك عليه والكَرْه ما أَكْرَهَكَ غيرُكَ عليه تقول جئْتُكَ كُرْهاً وأَدْخَلْتَني كَرْهاً وقال الزجاج في قوله تعالى وهو كُرْهٌ لكم يقال كَرِهْتُ الشيءَ كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهةً وكَرَاهِيَةً قال وكل ما في كتاب الله عز وجل من الكرْه فالفتح فيه جائز إلا في هذا الحرف الذي في هذه الآية فإن أَبا عبيد ذكر أَن القراء مُجْمِعون على ضمِّه قال ومعنى كَراهِيَتِهم القِتالَ أَنهم إنما كَرِهُوه على جِنْسِ غِلَظِه عليهم ومشقَّتِه لا أَن المؤمنين يَكْرَهُونَ فَرْضَ الله لأَن الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح وقال الليث في الكَرْه والكُرْه إذا ضمُّوا أَو خفضوا قالوا كُرْهٌ وإذا فتحوا قالوا كَرْهاً تقول فعلتُه على كُرْهٍ وهو كُرْهٌ وتقول فعلتُه كَرْهاً قال والكَرْهُ المكروهُ قال الأَزهري والذي قاله أَبو العباس والزجاج فحسَنٌ جَمِيل وما قاله الليث فقد قاله بعضهم وليس عند النحويِّين بالبَيِّنِ الواضح الفراء الكُرْه بالضم المَشقَّةُ يقال قُمْتُ على كُرْهٍ أَي على مشقَّةٍ قال ويقال أَقامني فلان على كَرْهٍ بالفتح إذا أَكرهك عليه قال ابن بري يدل على صحة قول الفراء قولُه سبحانه وله أَسْلَم مَنْ في السموات والأَرض طوعاً وكَرْهاً ولم يقرأ أَحد بضم الكاف وقال سبحانه وتعالى كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرْهٌ لكم ولم يقرأ أَحد بفتح الكاف فيصير الكَره بالفتح فعل المضْطَرّ الكُرْه بالضم فعل المختار ابن سيده الكَرْهُ الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلِّفُها فتَحْتَمِلُها والكُرْهُ بالضم المشقةُ تحْتَمِلُها من غير أَن تُكَلِّفها يقال فعلَ ذلك كَرْهاً وعلى كُرْهٍ وحكى يعقوب أَقامَني على كَرْهٍ وكُرْهٍ وقد كَرِهَه كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَكْرَهاً ومَكْرَهةً قال لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها أَوْغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها وأَنشد ثعلب تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ ولا تُرَى على مَكْرَهٍ يَبْدُو بها فيَعيبُ يقول لا تَتَكَلَّمُ بما يُكْرَه فيَعيبُها وفي الحديث إِسْباغ الوُضوء على المَكارِه ابن الأَثير جمع مَكْرَهٍ وهو ما يَكْرَههُ الإنسان ويشقُّ عليه والكُرْهُ بالضم والفتح المَشَقَّةُ المعنى أَن يَتَوَضَّأَ مع البرد الشديد والعِلَلِ التي يَتَأَذَّى معها بمسِّ الماء ومع إعْوازِه والحاجةِ إلى طلبه والسَّعْي في تحصيله أَو ابْتِياعِه بالثَّمن الغالي وما أَشبه ذلك من الأَسْباب الشاقَّة وفي حديث عبادة بايَعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المَنْشَطِ والمَكْرَه يعني المَحْبوبَ والمَكْروهَ وهما مصدران وفي حديث الأُضْحية هذا يومٌ اللحمُ فيه مكروهٌ يعني أَن طلَبَه في هذا اليوم شاقٌّ قال ابن الأَثير كذا قال أَبو موسى وقيل معناه أَن هذا اليومَ يُكْرَه فيه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة إنما تُذْبَحُ للنُّسُكِ وليس عندي إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِي عن النُّسُك هكذا جاء في مسلم اللَّحْمُ فيه مكروهٌ والذي جاء في البخاري هذا يومٌ يُشْتَهى فيه اللحْمُ وهو ظاهر وفي الحديث خُلِقَ المكروهُ يوم الثَّلاثاءِ وخُلِقَ النُّورُ يومَ الأَرْبعاء أَرادَ بالمَكْرُوهِ ههنا الشرَّ لقوله وخُلقَ النُّورُ يومَ الأَرْبِعاء والنُّورُ خيرٌ وإنما سُمّيَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب ابن سيده واسْتَكْرَهَه ككَرِهَهُ وفي المثل أَساءَ كارهٌ ما عَمِلَ وذلك أَن رجلاً أَكْرَهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه يضربُ هذا للرجل يَطْلُب الحاجة فلا يُبالِغ فيها وقول الخَثْعَمِيَّة رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم وأَهْلُ الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ إنما أَراد كَرِهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها وشيءٌ كَرْهٌ مكروهٌ قال وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلاَّ مَأْقانِ كَرْهانِ لها واقْبَلاَّ وكذلك شيءٌ كَريةٌ ومكروهٌ وأَكْرَهَه عليه فتكارَهَه وتكَرَّهَ الأَمْرَ كَرِهَه وأَكْرهْتُه حَمَلْتُه على أَمْرٍ هو له كارهٌ وجمع المكروه مَكارِهُ وامرأَة مُسْتَكْرِهة غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ على ذلك وكَرَّهَ إليه الأَمْرَ تكرِيهاً صيَّره كريهاً إليه نقيض حَبَّبَه إليه وما كانَ كَرِيهاً ولقد كَرُهَ كَراهةً وعليه توجَّه ما أَنشده ثعلب من قول الشاعر حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَحَ لا لَذّاً ولا مُحَبَّبا أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا إنما هو من كَرُه لا مِنْ كَرِهْت لأَن الجِلْبابَ ليس بكارهٍ فإذا امتنع أَن يُحْمَلْ على كَرِهَ إذ الكُرْه إنما هو للحيوان لم يُحْمَلْ إلا على كَرُهَ الذي هو للحيوان وغيره وأَمْرٌ كَريهٌ مَكروهٌ ووَجْهٌ كَرْهٌ وكَريهٌ قبيحٌ وهو من ذلك لأَنه يُكْرَه وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ أَن تَغْضبَ وجئتك على كَراهينَ أَي كُرْه قال الحُطَيْئة مُصاحبةٍ على الكَراهينِ فارِكِ
( * قوله « مصاحبة إلخ » صدره كما في التكملة وبكر فلاها عن نعيم غزيرة )
أَي على الكراهة وهي لغة اللحياني أَتَيْتُك كَراهينَ ذلك وكَراهيةَ ذلك بمعنىً واحد والكَرِيهةُ النازلةُ والشدَّةُ في الحرْبِ وكذلك كَرائهُ نَوازلُ الدهر وذو الكَريهةِ السَّيْفُ الذي يَمْضِي على الضَّرائِب الشِّدادِ لا يَنْبُو عن شيء منها قال الأَصمعي مِنْ أَسماء السيوف ذُو الكَريهة وهو الذي يَمْضِي في الضرائب الأَزهري ويقال للأَرض الصُّلْبةِ الغليظة مثل القفِّ وما قارَبَهُ كَرْهةٌ ورجل ذو مَكْروهةٍ أَي شدة قال وفارس في غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس إذا تأَلَّى على مَكْروهة صَدَقا ورجل كَرْهٌ مُتَكرِّهٌ وجمل كَرْهٌ شديد الرأْس وأَنشد كَرْه الحَجاجَينِ شَدِيدُ الأَرْآد والكَرْهاءِ أَعْلى النُّقْرة هُذَليَّة أَراد نُقْرَة القَفا والكَرْهاءُ الوَجْهُ والرّأْسُ أَجْمَع

كفه
ابن الأَعرابي الكافِهُ رئيسُ العَسْكَرِ وهو الزَّويرُ والعِمادُ والعُمْدةُ والعُمْدانُ قال الأَزهري هذا حرف غريب

كمه
الكَمَه في التفسير العَمَى الذي يُولَدُ به الإنسانُ كَمِهَ بَصَرُهُ بالكسر كَمَهاً وهو أَكْمَه إذا اعْتَرَتْهُ ظُلْمَة تَطْمِسُ عليه وفي الحديث فإنهما يُكْمِهانِ الأَبْصارَ والأَكْمَهُ الذي يُولَدُ أَعمى وفي التنزيل العزيز وتُبْرِئُ الأَكْمَهَ والفعلُ كالفِعل وربما جاء الكَمَه في الشِّعْرِ العَمَى العارض قال سُوَيْد كَمِهَتْ عَيْناهُ لمّا ابْيَضَّتا فهْوَ يَلْحَى نَفْسَه لمّا نَزَعْ قال ابن بري وقد يجوز أَن يكون مُسْتعاراً من قولهم كَمِهَتِ الشمسُ إذا عَلَتْها غُبْرَةٌ فأَظْلَمت كما تُظْلِمُ العينُ إذا عَلَتْها غُبْرَةُ العَمَى ويجوز أَيضاً أَن يكون مستعاراً من قولهم كَمهَ الرجلُ إذا سُلِبَ عَقْلُه لأَنّ العينَ بالكَمَهِ يُسْلَبُ نُورُها ومعنى البيت أَن الحَسَدَ قد بَيَّضَ عينيه كما قال رؤبة بَيَّضَ عَيْنيهِ العَمَى المُعَمِّي وذكر أَهلُ اللغة أَن الكَمَهَ يكون خِلْقةً ويكون حادِثاً بعد بَصَرٍ وعلى هذا الوجه الثاني فسر هذا البيت قال ابن سيده وربما قالوا للمسلوب العقلِ أَكْمَه قال رؤبة هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ في غائلاتِ الحائرِ المُتَهْتِهِ ابن الأَعرابي الأَكْمَهُ الذي يُبْصِرُ بالنهار ولا يُبْصِرُ بالليل وقال أَبو الهيثم الأَكْمَهُ الأَعْمَى الذي لا يُبْصِرُ فيتحيَّر ويَترَدَّدُ ويقال إن الأَكْمَه الذي تَلِدُه أُمُّه أََعمى وأَنشد بيت رؤبة هَرَّجتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ فوَصَفهُ بالهَرْج وذكر أَنه كالأَكْمَهِ في حالِ هَرْجِه وكَمِهَ النهارُ إذا اعْتَرَضتْ في شَمْسِه غُبْرَةٌ وكَمِهَ الرجلُ تغيَّر لوْنُه والكامِهُ الذي يَركبُ رأْسَه لا يَدْري أَيْنَ يتَوَجَّه يقال خرج يتَكَمَّهُ في الأَرض

كنه
كُنْهُ كلِّ شيءٍ قَدْرُه ونِهايتُه وغايَتُه يقال اعْرِفْه كُنْهَ المعرفةِ وفي بعض المعاني كُنْهُ كلِّ شيءٍ وَقْتُه ووَجْهُه تقول بلَغْتُ كُنْهَ هذا الأَمر أَي غايَته وفعلت كذا في غير كُنْهِه وأَنشد وإنَّ كلامَ المَرْءِ في غير كُنْهِه لَكالنَبْلِ تَهْوِي ليس فيها نِصالُها الجوهري لا يُشْتقُّ منه فِعْلٌ وقولهم لا يَكْتَنِهُه الوصفُ بمعنى لا يَبْلغ كُنْهَه كلامٌ مولَّد الأَزهري اكْتَنَهْتُ الأَمرَ اكْتِناهاً إذا بلَغْتَ كُنْهَه ابن الأَعرابي الكُنْه جوهر الشيء والكُنْهُ الوقتُ تقول تَكَلَّم في كُنْهِ الأَمر أَي في وقْتِه وفي الحديث مَنْ قَتَلَ مُعاهَداً في غير كُنْهِه يعني مَنْ قَتَلَه في غير وقته أَو غايةِ أَمره الذي يجوز فيه قتله ومنه الحديث لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَها في غير كُنْهِه أَي في غير أَن تَبْلُغَ من الأَذَى إلى الغاية التي تُعْذَرُ في سُؤال الطلاق معها والكُنْهُ نهايةُ الشيء وحقيقته

كهكه
الكَهَّةُ الناقةُ الضخمةُ المُسِنَّة الأَزهري ناقة كَهَّةٌ وكَهَاةٌ لغتان وهي الضخمة المُسنَّة الثقيلة والكَهَّةُ العجوزُ أَو النابُ مهزولةً كانت أَو سمينةً وقد كَهَّت الناقةُ تَكِهُّ كُهوهاً إذا هَرِمَت ابن الأَعرابي جارية كَهْكاهةٌ وهَكْهاكةٌ إذا كانت سمينةً وكَهَّ الرجلُ اسْتُنْكِهَ عن اللحياني الجوهري وكَهَّ السَّكْرانُ إذا اسْتَنْكَهْتَه فكَهَّ في وَجْهِك أَبو عمرو يقال كَهَّ في وجْهِي أَي تنفَّسَ والأَمْرُ منه كَهَّ وكِهَّ وقد كَهِهْتُ أََكَهُّ وكَهَهْتُ أكِهُّ وفي الحديث أَن ملَكَ الموتِ قال لموسى عليهما السلام وهو يريدُ قبْضَ رُوحِه كُهَّ في وجهي ففَعل فقبَضَ رُوحَه أَي افْتَحْ فاكَ وتنفَّسْ يقال كَهَّ يَكُهُّ وكُهَّ يا فلان أَي أَخْرِجْ نفَسَك ويروى كَهْ بهاء واحدة مُسكَّنة بوزن خَفْ وهو من كاهَ يَكاهُ بهذا المعنى والكَهْكَهةُ ترديدُ البعيرِ هَدِيرَه وكَهْكَهَ الأَسدُ في زئيرِه كذلك وفي التهذيب كأَنه حكايةُ صوْتِه والأَسدُ يُكَهْكِه في زئيره وأَنشد سامٍ على الزَّأْآرةِ المُكَهْكِه والكَهْكَهةُ حكاية صوتِ الزَّمْرِ قال يا حَبَّذا كَهْكَهةُ الغَواني وحَبَّذا تَهانُفُ الرَّواني إلىَّ يومَ رِحْلةِ الأَظْعانِ والكَهْكَهةُ في الضحك أَيضاً وهو في الزَّمْرِ أَعْرَفُ منه في الضحك وكَهْ كَهْ حكايةُ الضحِك وفي التهذيب وكَهْ حكايةُ الكُهَكِه ورجلٌ كُهاكِهٌ الذي تراه إذا نظرتَ إليه كأَنه ضاحكٌ وليس بضاحك وفي الحديث كان الحجاجُ قصيراً أَصفرَ كُهاكِهةً التفسير لشمر حكاه الهروي في الغريبين وقال ابن الأَثير هو من الكَهْكهةِ القهقهةِ وهذا الحديث في النهاية أَصعرَ كُهاكِهاً وفسره كذلك وكَهْكَهَ المَقْرُورُ تنفَّسَ في يدِه ليُسخِّنَها بنفَسه من شدة البرْد فقال كَهْ كَهْ قال الكميت وكهْكَهَ الصَّرِدُ المَقْرُورُ في يدِه واستَدْفأَ الكلْبُ في المأْسورِ ذي الذِّئَبِ وهو أَن يتنفَّس في يده إذا خَصِرَت وشيخ كَهْكَمٌ وهو الذي يُكَهْكِهُ في يده قال يا رُبَّ شَيْخٍ من لُكَيْزٍ كَهْكَمِ قَلَّصَ عن ذاتِ شَبابٍ حَذْلَمِ والكَهْكاهةُ من الرجال المُتَهيِّبُ قال أَبو العيال الهذلي يَرْثي ابنَ عمه عبد بن زُهْرة ولا كهْكاهةٌ بَرِمٌ إذا ما اشتَدَّتِ الحِقَبُ والحِقَبُ السِّنونَ واحدَتُها حِقْبةٌ وفي الصحاح ولا كهكاءة
( * قوله « وفي الصحاح ولا كهكاءة » كذا في الأصل والذي فيما بأيدينا من نسخ الصحاح ولا كهكاهة مثل المذكور قبل ) الأَزهري عن شمر وكَهْكامةٌ بالميم مثلُ كَهْكاهةٍ للمُتَهيِّب قال وكذلك كَهْكَم وأَصلُه كَهامٌ فزيدت الكاف والكَهْكاهُ الضعيفُ وتَكَهْكَه عنه ضَعُف

كوه
كوِهَ كَوَهاً تحيَّر وتَكَوَّهَتْ عليه أُمورُه تفرَّقَت واتَّسَعَت وربما قالوا كُهْتُه وكِهْتُه في معنى اسْتَنْكَهْتُه وفي الحديث فقال مَلَكُ الموت لموسى عليه الصلاة والسلام كُهْ في وجهي ورواه اللحياني كَهْ في وجهي بالفتح

كيه
الكَيِّهُ البَرِمُ بِحِيلته لا يتوجه لها وقيل هو الذي لا مُتَصَرَّفَ له ولا حِيلَة وكِهْتُ الرجلَ أكِيهُه اسْتَنْكَهْتُه

لثه
الليث اللَّثاهُ اللُّهاةُ ويقال هي اللِّثهُ واللَّثهُ من اللَّثاه لحمٌ على أُصول الأَسنان قال الأَزهري والذي عَرَفْته اللِّثاتُ جمع اللِّثَةِ واللِّثَةُ عند النحويين أَصلها لِثَيَةٌ من لَثِيَ الشيءُ يَلْثَى إذا نَدِيَ وابْتَلَّ قال وليس من باب الهاء وسنذكره في موضعه وفي حديث ابن عمر لعَنَ الواشِمةَ قال نافع الوَشمُ في اللِّثةِ اللِّثَةُ بالكسر والتخفيف عُمورُ الأَسْنانِ وهي مَغارِزُها

لطه
ابن الأَعرابي اللَّطْحُ واللَّطْهُ واحدٌ وهو الضرب بباطن الكف وفي النوادر هَلْطةٌ من خَبَرٍ وهَيْطةٌ ولَهْطةٌ ولَعْطةٌ وخبْطةٌ وخَوْطةٌ كلُّه الخبر تَسمعه ولم تَسْتَحِقَّ ولم تُكذِّبْ

لهله
اللَّهْلَهةُ الرجوعُ عن الشيء وتَلَهْلَه السرابُ اضطرَبَ وبلدٌ لهُلَهٌ ولُهْلُهٌ واسعٌ مُسْتوٍ يضطرب فيه السرابُ واللُّهْلُهُ أَيضاً اتساعُ الصحراء أَنشد ابن الأَعرابي وخَرْق مَهارِقَ دي لُهْلُهٍ أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ أَجَدَّ جدَّدَ واللُّهْلُه بالضم الأَرضُ الواسعة يضطرب فيها السراب والجمع لَهالِهُ وأَنشد شمر لرؤبة بَعْدَ اهْتضامِ الرَّاغِياتِ النُّكَّهِ ومخْفِقٍ من لُهْلُهٍ ولهْلُهِ من مَهْمَهٍ يَجْتَبْنَه ومَهْمَهِِ قال ابن بري الراغيات النُّكَّهُ أَي التي ذهبت أَصواتها من الضعف قال وشاهدُ الجمع قول الشاعر وكم دُونَ لَيْلى مِنْ لَهالِهَ بَيْضُها صحيحٌ بمَدْحَى أُمِّه وفَلِيقُ وقال ابن الأَعرابي اللُّهْلُهُ الوادي الواسع وقال غيره اللَّهالِهُ ما استوى من الأَرض الأَصمعي اللُّهْلُهُ ما استوى من الأَرض واللَّهْلَهُ بالفتح الثوبُ الرديءُ النسج وكذلك الكلامُ والشِّعْرُ يقال لَهْلَه النسَّاجُ الثوبَ أَي هَلْهَلَه وهو مقلوب منه وثوبٌ لَهْلَهٌ بالفتح لا غيرُ رقيقُ النسج واللَّهْلَهةُ سخافةُ النسج واللُّهْلُهُ القبيحُ الوجه

لوه
لاهَ السرابُ لَوْهاً ولَوَهاناً وتَلَوَّه اضطرب وبَرَق والإسم اللُّؤُوهةُ ويقال رأَيتُ لَوْهَ السراب أَي بَرِيقَه وحكي عن بعضهم لاهَ اللهُ الخلقَ يَلُوهُهم خلَقَهم وذلك غير معروف واللاهةُ الحيَّةُ عن كراع واللاتُ صنمٌ لِثَقِيف وكان بالطائف وبعض العرب يقف عليه بالتاء وبعضهم بالهاء وأَصله لاهةٌ وهي الحيَّة كأَنَّ الصنَمَ سُمِّي بها ثم حذفت منه الهاء كما قالوا شاة وأَصلها شاهة قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَن أَلفَ اللاهةِ التي هي الحيَّةُ واوٌ لأَن العينَ واواً أَكثرُ منها ياءً ومن العرب من يقول أفَرَأَيْتُمُ اللاَّتِ والعُزَّى بالتاء ويقول هي اللاَّتْ فيجعلها تاء في السُّكوت وهي اللاتِ فأَعلَم أَنه جُرَّ في موضع الرفع فهذا مثلُ أَمْسِ مكسور على كل حال وهو أَجْودُ منه لأَن أَلفَ اللاتِ ولامَه لا تَسْقُطان وإن كانتا زائدتين قال وأَما ما سمعنا من الأَكثر في الللاتِ والعُزَّى في السكوت عليها فاللاَّهْ لأَنها هاءٌ فصارت تاء في الوصل وهي في تلك اللغة مثلُ كان من الأَمر كَيْتِ وكَيْتِ وكذلك هَيْهاتِ في لغة مَنْ كسَر إلا أَنه في هَيْهات أَن يكون جماعة ولايجوز ذلك في اللاَّت لأَن التاء لا تُزاد في الجماعة إلا مع الأَلف وإن جعلتَ الأَلف والتاء زائدتين بقي الاسم على حرف واحد قال ابن بري حقُّ اللاتِ أَن تُذْكَرَ في فصل لوي لأَن أَصله لَوَيَة مثل ذات من قولك ذاتُ مالٍ والتاءُ للتأْنيث وهو مِنْ لَوَى عليه يَلْوِي إذا عَطَف لأَن الأَصنام يُلْوَى عليها ويُعْكَف الجوهري لاهَ يَلِيهُ لَيْهاً تَسَتَّر وجوَّز سيبويه أَن يكون لاهٌ أَصلَ الله تعالى قال الأَعشى كَدَعْوةٍ من أَبي رَباحٍ يَسْمَعُها لاهُه الكُبارُ أَي إلاهُه أُدخلت عليه الأَلف واللام فجرى مَجْرَى الاسم العلم كالعبَّاسِ والحسَن إلا أَنه خالف الأَعلام من حيثُ كان صفةً وقولهم يا ألله بقطع الهمزة إنما جازَ لأَنه يُنْوَى فيه الوقف على حرف النداء تفخيماً للاسم وقولهم لاهُمَّ واللَّهُمَّ فالميم بدل من حرف النداء وربما جُمع بين البَدَل والمُبْدَل منه في ضرورة الشعر كقول الشاعر غَفَرْتَ أَو عذَّبْتَ يا اللَّهُمَّا لأَن للشاعر أَن يرد الشيء إلى أَصله وقول ذي الإصْبَع لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ عَنّي ولا أَنْتَ دَيَّانِي فتَخْزُوني أَراد للهِ ابنُ عمك فحذف لامَ الجر واللامَ التي بعدها وأَما الأَلفُ فهي منقلبة عن الياء بدليل قولهم لَهْيَ أَبوكَ أَلا ترى كيف ظهرت الياء لمّا قُلِبت إلى موضع اللام ؟ وأَما لاهُوت فإن صح أَنه من كلام العرب فيكون اشتقاقه من لاهَ ووزنه فَعَلُوت مثل رَغَبُوت ورَحَمُوت وليس بمقلوب كما كان الطاغوت مقلوباً

مته
مَتَهَ الدَّلْوَ يَمْتَهُها مَتْهاً مَتَحَها والمَتْهُ والتَّمَتُّه الأَخْذُ في الغَوايةِ والباطلِ والتَّمَتُّه التحمُّقُ والاخْتيال وقيل هو أَن لا يَدْرِيَ أَينَ يَقْصِد ويذهب وقيل هو التمَدُّحُ والتفخُّرُ وكلُّ مبالغةٍ في شيء تَمَتُّهٌ وقيل التَّمَتُّهُ أَصله التَّمدُّه وهو التمدُّحُ وقد تَمتَّهَ إذا تمَدَّحَ بما ليس فيه قال رؤبة تمَتَّهي ما شِئْتِ أَنْ تمَتَّهِي فلَسْتِ مِنْ هَوْئِي ولا ما أَشْتَهِي قال ابن بري التَّمَتُّه مثلُ التَّعَتُّهِ وهو المُبالغةُ في الشيء وتَماتَه عنه تَغافَل الأَزهري المَتَهُ التمتُّه في البِطالةِ والغَوايةِ والمُجونِ قال رؤْبة بالحقِّ والباطلِ والتمتُّهِ
( * قوله « بالحق إلخ » صدره عن التصابي وعن التعته )
وقال المفضل التَّمَتُّهُ طلب الثناء بما ليس فيه قال ابن بري والتَّمتُّهُ التباعُدُ قال ابن الأَعرابي كان يقال التَّمتُّه يُزْري بالأَلِبّاء ولا يتَمتَّهُ ذوُو العُقولِ

مده
مَدَهَه يَمْدَهُه مَدْهاً مثل مَدَحه والجمع المُدَّهُ قال رؤْبة للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ سْبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهي وقيل المَدْه في نعت الهيئةِ والجمالِ والمَدْحُ في كل شيءٍ وقال الخليل بن أَحمد مَدَهْتُه في وجهه ومدَحْتُه إذا كان غائباً وقيل المَدْهُ والمَدْحُ واحدٌ وقيل الهاءُ في كل ذلك بدل من الحاء ولمادِهُ المادِحُ والتَّمَدُّهُ التمدُّح الأَزهري المَدْهُ يُضارِعُ المَدْحَ وفلان يتمدَّهُ بما ليس فيه ويتمَتَّهُ كأَنه يطلب بذلك مَدْحَه أَنشد ابن الأَعرابي تمَدَّهِي ما شئتِ أَن تمَدَّهِي فلسْتِ مِنْ هَوْئي ولا ما أَشتَهي

مره
المَرَهُ ضدُّ الكَحَلِ والمُرْهةُ البياضُ الذي لا يخالطه غيرُه وإنما قيل للعين التي ليس فيها كَحَلٌ مَرْهاءُ لهذا المعنى مَرِهَتْ عينُه تَمْرَهُ مَرَهاً إذا فسدت لِتَرْكِ الكُحْلِ وهي عينٌ مَرْهاء خَلَتْ من الكُحْل وامرأَة مَرْهاء لا تتعهَّدُ عينَيْها بالكُحْل والرجلُ أَمْرَهُ وفي الحديث أَنه لَعَنَ المَرْهاءَ هي التي لا تكْتَحِل والمَرَهُ مرضٌ في العين لترك الكُحْلِ ومنه حديث علي رضي الله عنه خُمْصُ البُطونِ من الصِّيام مُرْهُ العيونِ من البكاءِ هو جمع الأَمْرَهِ وسَرابٌ أَمْرَهُ أَي أَبيض ليس فيه شيء من السواد قال عليه رَقراقُ السَّرابِ الأَمْرَهِ الأَزهري المَرَهُ والمُرْهةُ بياضٌ تَكْرَهُه عينُ الناظر وعينٌ مَرْهاء والمَرْهاءُ من النِّعاج التي ليس بها شِيَةٌ وهي نعجة يَقَقةٌ والمَرْهاءُ القليلةُ الشجر سهلةً كانت أَو حَزْنةً والمُرْهةُ حفيرةٌ يجتمع فيها ماءُ السماء وبنُو مُرْهةَ بُطَيْنٌ وكذلك بنو مُرَيْهةَ ومَرْهانُ اسم

مزه
المَزْحُ والمَزْهُ واحدٌ مَزَهَ مَزْهاً كمَزَحَ قال للهِ دَرُّ الغانياتِ المُزَّهِ ورواه الأَصمعي بالدال الأَزهري يقال مازَحَه ومازَهَهُ

مطه
مَطَهَ في الأَرض يَمْطَهُ مُطُوهاً ذهَب

مقه
المَقَهُ كالمَهَقِ امرأَة مَقْهاء وسَرابٌ أَمْقَهُ كذلك قال رؤْبة كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْقَهِ يَسْتَنُّ في رَيْعانِه المُرَيَّهِ وأَنشد الأَزهري لرؤْبة في الفَيْفِ مِنْ ذاكَ البَعيدِ الأَمْقَهِ وهو الذي لا خضراء فيه ورواه أَبو عمرو الأَقْمه قال وهو البعيد وهذا البيت أَورده الجوهري بالهَيْف من ذاك البعيد قال ابن بري صوابه بالفَيْفِ يريد القَفْرَ والأَمْقَهُ مثلُ الأَمْرَهِ وهو الأَبْيضُ وأَراد به القفرَ الذي لا نبات فيه الجوهري المَقَهُ مثل المَرَهِ الأَزهري المَهَقُ والمَقَهُ بياضٌ في زُرْقة وامرأَة مَقْهاء قال وبعضهم يقول المَقَهُ أَشدُّهما بياضاً وفلاةٌ مَقْهاء وفَيْفٌ أَمْقَهُ إذا ابْيَضَّ من السراب قال ذو الرمة إذا خَفَقتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ رؤوسُ القوْمِ واعْتَنَقُوا الرِّحالا قال ابن بري قال نَفْطَويه الأَمْقَه هنا الأَرضُ الشديدة البياض التي لا نبات بها والأَمْقَهُ المكان الذي اشتدّت الشمسُ عليه حتى كُرِهَ النظرُ إلى أَرْضِه وقال ذلك في قول ذي الرمة إذا خَفَقَتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ قال والمَقْهاءُ الكريهةُ المَنْظَرِ لأَنْ يكونَ المكانُ أَمْقَهَ إلا أَنها بالنهار ولكن ذا الرمة قاله في سَيْر الليل قال وقيل المَقَهُ حُمْرة في غُبْرة ابن الأَعرابي الأَمْقَهُ الأَبْيضُ القبيحُ البياضِ وهو الأَمْهَقُ والمَقْهاء من النِّساء التي تُرَى جُفونُ عينيها ومَآقِيها مْحْمرَّةً مع قلَّة شعرِ الحاجبين والمَرْهاءُ المَقْهاءُ قال أَبو عمرو هي القبيحةُ البياضِ يُشْبِه بياضُها الجِصِّ وفي الحديث المِقَةُ من الله والصِّيتُ من السماء المِقة المحبَّة وقد وَمِقَ وسنذكره في موضعه وقال النضر المَقْهاءُ الأَرضُ التي قد اغْبَرَّتْ مُتونُها وآباطُها وبِراقُها بيضٌ والمَقَهُ غُبْرةٌ إلى البياض وفي نَبْتِها قِلَّةٌ بَيِّنة المَقَهِ والأَمْقَهُ من الرجالِ الأَحْمرُ أَشْفارِ العينِ وقد مَقِهَ مَقَهاً والأَمْقَهُ من الناس الذي يركبُ رأْسَه لا يدري أَين يتوجه

مله
رجلٌ مَلِيهٌ ومُمْتَلَهٌ ذاهبُ العقل
( * قوله « ممتله ذاهب العقل » ضبط في الأصل والتكملة والمحكم بفتح اللام وضبط في القاموس بكسرها )
وسَلِيهٌ مَلِيهٌ لا طَعم له كقولهم سَلِيخٌ مَلِيخٌ وقيل مَلِيه إتباع حكاه ثعلب

مهه
مَهِهْتُ لِنْتُ ومَهَّ الإبِلَ رَفَقَ بها وسيرٌ مَهَهٌ ومَهاهٌ رفيق وكلُّ شيءٍ مَهَهٌ ومَهاهٌ ومَهاهَةٌ ما النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ أَي كلُّ شيءٍ يسيرٌ حسَنٌ إلا النِّساءَ أَي إلا ذِكْرَ النساء فنصب على هذا والهاءُ من مَهَهٍ ومَهاهٍ أَصليةٌ ثابتة كالهاء من مِياهٍ وشفاهٍ وقال اللحياني معناه كل شيءٍ قَصْدٌ إلاَّ النساءَ قال وقيل كلّ شيءٍ باطلٌ إلا النساء وقال أَبو عبيد في الأَجناس ما النِّساءَ وذكْرَهُنَّ أَي دَع النِّساءَ وذِكرَهُنَّ والمَهاهُ الطراوةُ والحُسْنُ قال كفَى حَزَناً أَن لا مَهاهَ لعَيْشِنا ولا عملٌ يَرْضَى به اللهُ صالِحُ وهذه الهاءُ إذا اتصلت بالكلام لم تَصِر تاء وإنما تصيرُ تاء إذا أَردت بالمَهاةِ البقرةَ وفي المثل كلُّ شيءٍ مَهَهٌ ما النِّساءَ وذِكرَهُنَّ أَي أَن الرجل يحتمل كلَّ شيء حتى يأتي ذكْرُ حُرَمِه فيمْتَعِضُ حينئذ فلا يحتمله وقوله مَهَهٌ أَي يسيرٌ ومَهاهٌ أَي حسَنٌ ونصب النساء على الاستثناء أَي ما خَلا النساءَ وإِنما أَظهروا التضعيف في مَهَه فرقاً بين فَعَل وفَعْل قال ابن بري الرواية بحذف خلا وهو يريدها قال وهو ظاهر كلام الجوهري وروي كلُّ شيءٍ مَهَهٌ إلا حديث النساء قال ابن الأَثير المَهَهُ والمَهاهُ الشيءُ الحقيرُ اليسيرُ وقيل المَهاهُ النَّضارةُ والحُسْنُ فعلى الأَول أَراد كلُّ شيءٍ يَهُون ويُطْرَح إلا ذكْرَ النساء وعلى الثاني يكون الأَمر بعكسه أَي أَن كلَّ ذِكرٍ وحديثٍ حسَنٌ إلا ذِكرَ النساء وفي حديث طلاق ابن عُمر قلت فمَهْ أَرَأَيْت إنْ عَجَزَ واسْتَحْمَقَ أَي فماذا للاستفهام فأَبدل الأَلف هاء للوقف والسكت وفي حديث آخر ثُمَّ مَهْ وليس بعَيْشِنا مَهَةٌ ومَهاهٌ أَي حُسْنٌ قال عِمْرانُ ابن حِطّانَ فليس لِعَيْشِنا هذا مَهاهٌ وليست دارُنا هاتَا بدارِ قال ابن بري الأَصمعي يرويه مَهاةٌ وهو مقلوب من الماء قال ووزنه فَلَعَة تقديره مَهَوة فلما تحركت الواو قلبت أَلفاً ومثله قوله ثم أَمْهاهُ على حَجَرِه قال وقال الأَسود بن يعفر فإذا وذلك لا مَهاهَ لذكْرِهِ والدهرُ يُعْقِبُ صالحاً بفسادِ ابن بُزُرْج يقال ما في ذلك الأَمر مَهَهٌ وهو الرَّجاءُ ويقال مَهِهْتُ منه مَهَهاً ويقال ما كان لك عند ضَرْبِك فلاناً مَهَهٌ ولا رَوِيَّةٌ والمَهْمَهُ المفازةُ البعيدة والجمع المَهامِهُ والمَهْمَهُ الخَرْقُ الأَمْلَس الواسع الليث المَهْمَهُ الفَلاةُ بعينِها لا ماءَ بها ولا أَنيسَ وأَرضٌ مَهامِهُ بعيدةٌ ويقال المَهْمَهُ البَلْدةُ المُقْفِرَةُ ويقال مَهْمَهَةٌ وأَنشد في تيهِ مَهْمَهةٍ كأَنَّ صُوَيَِّها أَيْدي مُخالِعةٍ تكُفُّ وتَنْهَدُ وفي حديث قُسٍّ ومَهْمَهِ ظِلْمانٍ المَهْمَهُ المفازةُ والبَرِّيَّة القَفْر وجمعها مَهامِهُ ومَهْ زجرٌ ونهيٌ ومَهْ كلمة بُنِيت على السكون وهو اسم سُمِّي به الفعل معناه اكْفُفْ لأَنه زجرٌ فإن وصَلْتَ نوَّنت قلت مَهٍ مَهْ وكذلك صَهْ فإن وصلت قلت صَهٍ صَهْ وفي الحديث فقالت الرحم مَهْ هذا مقامُ العائِذ بك وقيل هو زجرٌ مصروف إلى المستعاذ منه وهو القاطع لا إلى المستعاذ به تبارَك وتعالى وقد تكرر في الحديث ذكرُ مَهْ وهو اسم مبني على السكون بمعنى اسكت ومَهْمَهَ بالرجل زَجَره قال له مَهْ ومَهْ كلمةُ زجْر قال بعض النحويين أَما قولهم مهٍ إذا نوّنت فكأَنك قلت ازْدِجاراً وإذا لم تُنوِّنْ فكأَنك قلت الازْدجارَ فصار التنوين علَمَ التنكير وتركه علَمَ التعريفِ ومَهْيَمْ كلمةٌ معناها ما وراءَك ومَهْما حرفُ شرطٍ قال سيبوبه أَرادوا ما ما فكرهوا أَن يُعيدوا لفظاً واحداً فأَبدلوا هاء من الأَلف الذي يكون في الأَول ليختلط اللفظ فما الأُولى هي ما الجزاءِ وما الثانيةُ هي التي تزاد تأْكيداً للجزاء والدليل على ذلك أَنه ليس شيءٌ من حروف الجزاء إلا وما تُزادُ فيه قال الله تعالى فإما تَثْقَفنَّهم في الحَرْب الأَصل أَن تَثْقَفَنَّهم وقال بعضهم جائز أَن تكون مَهْ بمعنى الكفّ كما تقول مَهْ أَي اكْفُفْ وتكون ما الثانيةُ للشرط والجزاء كأَنهم قالوا اكْفُفْ ما تأْتِنا به من آية قال والقول الأَول هو القول قال أَبو بكر في مهما قال بعضهم معنى مَهْ كُفَّ ثم ابتدأَ مُجازِياً وشارِطاً فقال ما يكنْ من الأَمر فإني فاعلٌ فَمَهْ في قوله منقطع من ما وقال آخرون في مَهْما يكُنْ ما يكُنْ فأَرادوا أَن يزيدوا على ما التي هي حرفُ الشرط ما للتوكيد كما زادوا على إنْ ما قال الله تعالى فإمّا نَذْهَبَنَّ بك فزاد ما للتوكيد وكَرِهوا أَن يقولوا ما ما لاتفاق اللفظين فأَبدلوا من أَلِفها هاء ليختلف اللفظان فقالوا مهما قال وكذلك مَهْمَنْ أَصله مَنْ مَن وأَنشد الفراء أَماوِيَّ مَهْمَنْ يَسْتمعْ في صَديقِه أقاويلَ هذا الناسِ ماوِيَّ يَْدَمِ وروي عن ابن الأَعرابي مَهْما ليَ الليلةَ مَهْما لِيَهْ أَوْدَى بِنَعْلَيَّ وسِرْبالِيَهْ قال مَهْما لي وما لي واحدٌ وفي حديث زيد بن عمرو مَهْما تُجَشِّمْني تُجَشَّمْتُ مهما حرف من حروف الشرط التي يُجازَى بها تقول مهما تفعل أَفعل قال ابن سيده وقد يجوز أَن تكون مهما كإذ ضُمَّت إليها ما قال بعض النحويين ما في قولهم مَهْما زائدة وهي لازمة أَبو سعيد مَهْمَهْتُه فتَمهْمَه أي كَفَفْفُته فكَفَّ

موه
الماءُ والماهُ والماءةُ معروف ابن سيده وحكى بعضهم اسْقِني ماً مقصور على أَن سيبويه قد نفى أَن يكون اسمٌ على حرفين أَحدهما التنوين وهمزةُ ماءٍ منقلبة عن هاء بدلالة ضُروبِ تصاريفه على ما أَذكره الآن من جَمْعِه وتصغيره فإن تصغيره مَوَيْه وجمعُ الماءِ أَمواهٌ ومِياهٌ وحكى ابن جني في جمعه أَمْواء قال أَنشدني أَبو علي وبَلْدة قالِصة أَمْواؤُها تَسْتَنُّ في رَأْدِ الضُّحَى أَفْياؤُها كأَنَّما قد رُفِعَتْ سَماؤُها أَي مطرُها وأَصل الماء ماهٌ والواحدة ماهةٌ وماءةٌ قال الجوهري الماءُ الذي يُشْرَب والهمزة فيه مبدلة من الهاء وفي موضع اللام وأَصلُه مَوَهٌ بالتحريك لأَنه يجمع على أَمْواه في القِلَّة ومِياهٍ في الكثرة مثل جَمَلٍ وأَجْمالٍ وجِمالٍ والذاهبُ منه الهاءُ لأَن تصغيره مُوَيْه وإذا أَنَّثْتَه قلتَ ماءَة مثل ماعةٍ وفي الحديث كان موسى عليه السلام يغْتَسِلُ عند مُوَيْهٍ هو تصغير ماء قال ابن الأَثير أَصل الماء مَوَهٌ وقال الليث الماءُ مدَّتُه في الأَصل زيادة وإنما هي خلف من هاءٍ محذوفة وبيان ذلك أَن تصغيرَه مُوَيْهٌ ومن العرب من يقول ماءة كبني تميم يعْنُون الرَّكِيَّةَ بمائها فمنهم مَنْ يَرْوِيها ممدوةً ماءة ومنهم من يقول هذه ماةٌ مقصورة وماءٌ كثير على قياسِ شاة وشاء وقال أَبو منصور أَصلُ الماء ماهٌ بوزن قاهٍ فثَقُلَت الهاء مع الساكن قبلها فقلبوا الهاء مدَّةً فقالوا ماء كما ترى قال والدليل على أَن الأَصل فيه الهاء قولهم أَماهَ فلانٌ رَكِيَّتَه وقد ماهَتِ الرَّكِيَّةُ وهذه مُوَيْهةٌ عَذْبةٌ ويجمع مِياهاً وقال الفراء يُوقَفُ على الممدود بالقصر والمدَّ شَرِبْت ماء قال وكان يجب أَن يكون فيه ثلاثُ أَلِفاتٍ قال وسمعت هؤلاء يقولون شربت مَيْ يا هذا وهذه بَيْ يا هذا وهذه بَ حَسَنة فشبَّهوا الممدودَ بالمقصور والمقصورَ بالممدود وأَنشد يا رُبَّ هَيْجا هي خَيْرٌ مِنْ دَعَهْ فقَصَر وهو ممدود وشبهه بالمقصور وسَمَّى ساعدةُ بنُ جُؤَيَّة الدمَ ماءَ اللحمِ فقال يهجو امرأَة شَرُوبٌ لماءِ اللحمِ في كلِّ شَتْوةٍ وإِن لم تَجِدْ مَنْ يُنْزِل الدَّرَّ تَحْلُبِ وقيل عَنَى به المَرَق تَحْسُوه دون عِيالِها وأَراد وإن لم تجد مَن يَحلُب لها حَلَبتْ هي وحَلْبُ النساء عارٌ عند العرب والنسبُ إلى الماء مائِيٌّ وماوِيٌّ في قول من يقول عَطاوِيّ وفي التهذيب والنسبة إلى الماء ما هِيٌّ الكسائي وبئرٌ ماهَةٌ ومَيِّهةٌ أَي كثيرةُ الماء والماوِيَّةُ المِرْآةُ صفة غالبة كأَنها منسوبة إلى الماء لصفائها حتى كأَنَّ الماءَ يجري فيها منسوبة إلى ذلك والجمع ماوِيٌّ قال ترَى في سَنا الْمَاوِيِّ بالعَصْرِ والضُّحَى على غَفَلاتِ الزَّيْنِ والمُتَجَمّل والماوِيَّةُ البقرةُ لبياضِها وماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَماهُ وتَموهُ وتَمِيهُ مَوْهاً ومَيْهاً ومُؤُوهاً وماهَةً ومَيْهةً فهي مَيِّهةٌ وماهةٌ ظهر ماؤها وكثر ولفظةُتَمِيه تأْتي بعدَ هذا في الياء هناك من باب باع يبيع وهو هنا من باب حَسِبَ يَحْسِبُ كطاحَ يَطِيحُ وتاهَ يَتِيهُ في قول الخليل وقد أَماهَتْها مادَّتُها وماهَتْها وحَفَر البئرَ حتى أَماهَ وأَمْوَه أَي بلغ الماءَ وأَماهَ أَي أَنْبَط الماءَ ومَوَّهَ الموضعُ صارَ فيه الماءُ قال ذو الرمّة تَمِيميّة نَجْدِيّة دارُ أَهْلِها إذا مَوَّهَ الصَّمَّانُ مِن سَبَلِ القَطْرِ وقيل مَوَّهَ الصَّمَّانُ صار مُمَوَّهاً بالبَقْل ويقال تَمَوَّهَ ثمرُ النخل والعنبِ إذا امْتلأ ماءً وتَهَيّأَ للنُّضْجِ أَبو سعيد شجرٌ مَوَهِيٌّ إذا كانَ مَسْقَوِيَّاً وشجر جَزَوِيٌّ يشرب بعروقه ولا يُسْقَى ومَوَّهَ فلانٌ حَوْضَه تَمْوِيهاً إذا جعل فيه الماءَ ومَوَّهَ السحابُ الوَقائعَ ورجلٌ ماهُ الفُؤادِ وماهي الفُؤادِ جبان كأَن قَلبه في ماء عن ابن الأَعرابي وأَنشد إنَّكَ يا جَهْضَمُ ما هي القلبِ قال كذا يُنْشِده والأَصلُ مائِهُ القلبِ لأَنه مِن مُهْتُ ورجل ماهٌ أَي كثيرُ ماءِ القلب كقولك رجل مالٌ وقال إنَّك يا جَهْضَمُ ماهُ القلبِ ضَخْمٌ عريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْبِ ماهُ القلبِ بلِيدٌ والمُجْرئشُّ المنتفخُ الجَنْبَين وأَماهَتِ الأَرضُ كثُر ماؤها وظهر فيها النَّزُّ وماهَتِ السفينةُ تَماهُ وتَموه وأَماهَتْ دخل فيها الماءُ ويقال أَماهَتِ السفينةُ بمعنى ماهَتْ اللحياني ويقال امْهِنِي اسْقِِني ومُهْتُ الرجلَ ومِهْتُه بضم الميم وكسرها سقَيْتُه الماءَ ومَوَّه القِدْرَ أَكثر ماءَها وأَماهَ الرجلَ والسِّكِّينَ وغيرٍَهما سَقاهُ الماءَ وذلك حينَ تَسُنُّه به وأَمَهْتُ الدواةَ صَبَبْتُ فيها الماء ابن بُزُرْج مَوَّهَت السماءُ أَسالَتْ ماءً كثيراً وماهَت البئرُ وأَماهت في كثرة مائها وهي تَماهُ وتَموه إذا كثُر ماؤها ويقولون في حفْر البئر أَمْهَى وأَماهَ قال ابن بري وقول امرئ القيس ثم أَمْهاهُ على حَجَره هو مقلوبٌ من أَماهَه ووزنه أَفعله والمَها الحجر مقلوب أَيضاً وكذلكَ المها ماءُ الفحل في رحم الناقة وأَماهَ الفحلُ إذا أَلْقى ماءَه في رَحِم الأُنثى ومَوَّهَ الشيءَ طَلاهُ بذهبٍ أَو بفضةٍ وما تحت ذلك شََبَهٌ أَو نُحاسٌأَو حديدٌ ومنه التَّمْوِيهُ وهو التلبيسُ ومنه قيل للمُخادِع مُمَوِّه وقد مَوَّهَ فلانٌ باطِلَه إذا زَيَّنه وأَراه في صورةِ الحقّ ابن الأَعرابي المَيْهُ طِلاءُ السيفِ وغيرِه بماء الذهب وأَنشد في نعت فرس كأَنَّه مِيهَ به ماءُ الذَّهَبْ الليث المُوهةُ لونُ الماء يقال ما أَحسن مُوهَةَ وجْهِهِ قال ابن بري يقال وَجْهٌ مُمَوَّهٌ أَي مُزَيَّنٌ بماء الشَّباب قال رؤبة لَمَّا رَأْْتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ والمُوهةُ تَرَقْرُقُ الماء في وجه المرأَة الشابة ومُوهةُ الشبابِ حُسْنُه وصَفاؤه ويقال عليه مُوهةٌ من حُسْنٍ ومُواهةٌ ومُوَّهةٌ إذا مُنِحَه وتَمَوَّهَ المالُ للسِّمَنِ إذا جرى في لحُومِه الربيعُ وتَمَوَّه العنَبُ إذا جرى فيهِ اليَنْعُ وحَسُنَ لَوْنُه وكلامٌ عليه مُوهةٌ أَي حُسْنٌ وحلاوةٌ وفلانٌ مُوهةُ أَهلِ بيتِه ابن سيده وثَوْبُ الماء الغِرْسُ الذي يكون على المولود قال الراعي تَشُقُّ الطَّيْرُ ثَوْبَ الماء عنه بُعَيْدَ حياتِه إلا الْوَتِينا وماهَ الشيءَ بالشيء مَوْهاً خَلَطَه عن كراع ومَوَّه عليه الخبرَ إذا أَخْبَره بخلاف ما سَأَلَه عنه وحكى اللحياني عن الأَسَدِيَّ آهَة وماهَة قال الآهَةُ الحَصْبةُ والمَاهَةُ الجُدَرِيُّ وماهٌ موضع يُذَكَّرُ ويؤنث ابن سيده وماهُ مدينةٌ لا تَنْصرف لمكان العُجْمة وماهُ دينار مدينة أَيضاً وهي من الأَسماء المركبة ابن الأَعرابي الْمَاهُ قصَبُ البلدِ قال ومنه ضُربَ هذا الدينارُ بماهِ البَصْرة وماهِ فارسَ الأَزهري كأَنه معرّب والْمَاهانِ الدِّينَوَرُ ونَهاوَنْدُ أَحدُهما ماهُ الكوفةِ والآخرُ ماهُ البصرةِ وفي حديث الحسن كانَ أَصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَشْتَرُون السَّمْنَ المائيَّ قال ابن الأَثير هو منسوب إلى مواضعَ تُسَمَّى ماه يُعْملُ بها قال ومنه قولهم ماهُ البصرةِ وماهُ الكوفةِ وهو اسمٌ للأَماكِن المضافة إلى كل واحدة منهما فقَلَب الهاءَ في النَّسَب همزةً أَو ياءً قال وليست اللفظةُ عربية وماوَيْهِ ماءٌ لبني العَنْبرِ ببطن فَلْج أَنشد ابن الأَعرابي وَرَدْنَ على ماوَيْه بالأَمْسِ نِسْوةٌ وهُنَّ على أَزْواجِهنَّ رُبوضُ وماوِيَّةُ اسمُ امرأَة قال طرفة لا يَكُنْ حُبُّكِ داءً قاتِلاً ليس هذا مِنْكِ ماوِيَّ بِحُرْ قال وتصغيرُها مُوَيّة قال حاتم طيء يخاطب ماوِيَّةَ وهي امرأَته فضارَتْه مُوَيُّ ولم تَضِرْني ولم يَعْرَقْ مُوَيّ لها جَبينِي يعني الكَلِمةَ العَوْراء وماهانُ اسمٌ قال ابن سيده قال ابن جني لو كان ماهانُ عربيّاً فكان من لفظ هَوَّمَ أَو هَيَّمَ لكان لَعْفانَ ولو كان من لفظ الوَهْم لكان لَفْعانَ ولو كان من لفظ هَمَا لكان عَلْفانَ ولو وجد في الكلام تركيب وم ه فكان ماهَانُ من لفظه لكان مثاله عَفْلانَ ولو كان من لفظ النَّهْم لكان لاعافاً ولو كان من لفظ المُهَيْمِنِ لكان عافالاً ولو كان في الكلام تركيب م ن ه فكان ماهانُ منه لكان فاعالاً ولو كان ن م ه لكان عالافاً وماءُ السماءِ لقب عامر بن حارثة الأَزْدِيّ وهو أَبو عمرو مُزَيْقِيَا الذي خرج من اليمن لما أَحَسَّ بسيل العَرِم فسمي بذلك لأَنه كان إذا أَجْدَبَ قومُه مانَهُمْ حتى يأْتيهم الخِصْبُ فقالوا هو ماءُ السماءِ لأَنه خَلَفٌ منه وقيل لولده بنو ماء السماء وهم ملوك الشأْم قال بعض الأَنصار أَنا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرو وجَدِّي أَبوه عامرٌ ماءُ السماء وماءُ السماء أَيضاً لقَبُ أُمّ المُنْذِر بن امْرِئِ القَيْس بن عَمْرو بن عَدِيّ بن ربيعة بن نَصْرٍ اللَّخْمِيّ وهي ابنة عَوْفِ بن جُشَمَ من النَّمِر بن قاسِطٍ وسميت بذلك لجمالها وقيل لولدها بنُو ماءِ السماءِ وهم ملوك العراق قال زهير ولازَمْتُ المُلوكَ مِنَ آلِ نَصْرٍ وبعدَهُمُ بني ماءِ السماءِ وفي حديث أَبي هريرة أُمُّكم هاجَرُ يا بني ماءِ السماء يريد العربَ لأَنهم كانوا يَتَّبعون قَطْرَ السماء فينزلون حيث كان وأَلفُ الماءِ منقَلبةٌ عن واو وحكى الكسائي باتت الشَّاءُ ليلَتَها ماء ماء وماه ماه وهو حكاية صوتها

ميه
ماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَمِيهُ مَيْهاً وماهةً ومِيْهَةً كثر ماؤها ومِهْتُها أَنا ومِهْتُ الرجلَ سقيته ماء وبعض هذا مُتَّجِهٌ على الواو وهو مذكور في موضعه المُؤرِّجُ مَيَّهْتُ السيفَ تَمْييهاً إذا وضعته في الشمس حتى ذهب ماؤه

نبه
النُّبْه القيامُ والانْتِباهُ من النوم وقد نَبَّهَهُ وأَنْبَهَهُ من النوم فتَنَبَّه وانْتَبَه وانْتَبَهَ من نومه استَيقَظ والتنبية مثله قال أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ مَتَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ ثم أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ حتى يقالَ سَيِّدٌ ولستُ بِهْ وكان حكمه أَن يقول أَتَنَبَّه لأَنه قال أُنَبَّه ومطاوع فعَّلَ إنما هو تَفَعَّلَ لكن لما كان أُنَبَّه في معنى أُنْبَه جاء بالمطاوع عليه فافهم وقوله ثم أُنَزِّ معطوف على قوله أَنْتَبِهْ احْتَمَلَ الخَبْنَ في قوله زِ حَوْلَهُ لأَن الأَعرابي البدويّ لا يبالي الزِّحافَ ولو قال زِي حَوْلَهُ لكَمَلَ الوزنُ ولم يكن هناك زِحافٌ إلا أَنه من باب الضرورة ولا يجوز القطعُ في أُنَزِّي في باب السَّعَةِ والاختيار لأَن بعده مجزوماً وهو قوله وأَحْتَبِهْ ومحال أَن تقطع أَحد الفعلين ثم ترجع في الفعل الثاني إلى العطف لا يجوز إنْ تأْتني أُكْرِمُك وأُفْضِلْ عليك برفع أُكْرِمك وجزم أُفضل فَتَفَهَّم وفي حديث الغازي فإن نومه ونَبَهَه خيرٌ كلُّه النبه الانتباه من النوم أَبو زيد نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً فَطِنْتُ وهو الأَمر تنساه ثم تَنْتَبِهُ له ونَبَّهَهُ من الغفلة فانْتَبَه وتَنَبَّهَ أَيقظه وتَنَبَّه على الأَمر شَعَرَ به وهذ الأَمر مَنْبَهَهٌ على هذا أَي مُشْعِرٌ به ومَنْبَهَةٌ له أَي مشعر بقدره ومُعْلٍ له ومنه قوله المال مَنْبَهَةٌ للكريم ويُسْتَغْنى به عن اللئيم ونَبَّهْتُهُ على الشيء وَقَّفْتُهُ عليه فَتَنَبَّه هو عليه وما نَبِهَ له نَبَهاً أَي ما فَطِنَ والاسم النُّبْهُ والنَّبَهُ الضالة توجد عن غفلة لا عن طلب يقال وجدت الضالة نَبَهاً عن غير طلب وأَضْلَلتُهُ نَبَهاً لم تعلم متى ضَلَّ الأَصمعي يقال أَضَلُّوه نَبَهاً لا يدرون متى ضَلَّ حتى انْتَبَهوا له قال ذو الرُّمَّةِ يصف ظَبْياً قد انْحَنى في نومه فشبهه بدُمْلُجٍ قد انْفَصَمَ كأَنه دُمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحَيّ مَفْصومُ إنما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام ونَبَهٌ هنا بدل من دُمْلُجٍ وأَضَلَّهُ نَبَهاً لم يدر متى ضَلَّ قال ابن بري وهذا البيت شاهد على النَّبَهِ الشيءِ المشهورِ قال شَبَّه ولد الظَّبْيَةِ حين انعطف لما سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُجٍ فضةٍ نبَهٍ أَي بدُملُجٍ أَبيض نَقيٍّ كما كان ولد الظَّبيةِ كذلك وقال في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحيّ لأَن مَلْعَب الحيّ قد عُدِلَ به عن الطريق المسلوك كما أَن الظبية قد عَدَلَت بولدها عن طريق الصَّيَّادِ وقوله مَفْصوم ولم يقل مَقْصوم لأَن الفَصْمَ الصَّدْعُ والقَصْمَ الكسر والتَّبَرِّي وإنما يريد أَن الخِشْفَ لما جمَع رأْسه إلى فخذه واستدار كان كدُمْلُجٍ مَفْصوم أَي مصدوع من غير انفراج وأَنْبَه حاجتَه نسيها قال الأَصمعي وسمعت من ثقة أَنْبَهْتُ حاجتي نسيتُها فهي مُنْبَهَةٌ ويقال للقوم ذهَب لهمُ الشيء لا يدرون مَتى ذهَب قد أَنْبَهوه إنْباهاً والنَّبَه الضالة لا يُدْرى متى ضَلَّتْ وأَين هي يقال فَقَدْتُ الشيء نَبَهاً أَي لا علم لي كيف أَضللته قال وقول ذي الرمة كأَنه دُمْلُجٌ من فضةٍ نَبَهٌ وضعه في غير موضعه كان ينبغي له أَن يقول كأَنه دملج فُقِدَ نَبَهاً وقال شمر النَّبَهُ المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقط الضالُّ وشيء نَبَهٌ ونَبِهٌ أَي مشهور ورجل نَبِيهٌ شَريف ونَبُهَ الرجلُ بالضم شرُفَ واشتهر نَباهَةً فهو نَبِيهٌ ونابِهٌ وهو خلاف الخامل ونَبَّهْتُه أَنا رفعته من الخمول يقال أَشِيعوا بالكُنى فإنها مَنْبَهَةٌ وفي الحديث فإنه مَنْبَهةٌ للكريم أَي مَشْرَفَةٌ ومَعْلاةٌ من النَّباهَةُ يقال نَبُهَ يَنْبُه إذا صار نَبِيهاً شريفاً والنَّباهَةُ ضد الخُمُولِ وهو نَبَهٌ وقوم نَبَهٌ كالواحد عن ابن الأَعرابي كأَنه اسم للجمع ورجل نَبَهٌ ونَبِيهٌ إذا كان معروفاً شريفاً ومنه قول طَرَفَة يمدح رجلاً كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خِضَمّ ونَبَّه باسمه جعله مذكوراً وإنه لمَنْبوه الاسم معروفُهُ عن ابن الأَعرابي وأَمرٌ نابهٌ عظيمٌ جليل أَبو زيد نَبِهْتُ للأَمر بالكسر أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وبَهاً وهو الأَمر تنساه ثم تتنَبَّهُ له ونابِهٌ ونُبَيْهٌ ومُنَبِّه أَسماء ونَبْهانُ أَبو حَيٍّ من طَيٍّ وهو نَبْهانُ بن عمرو

نجه
النَّجْهُ استقبالُك الرجلَ بما يكره ورَدُّكَ إياه عن حاجته وقيل هو أَقبح الرد أَنشد ثعلب حَيّاكَ ربُّكَ أَيُّها الوَجْهُ ولغَيْرِكَ البَغْضاءُ والنَّجْهُ نجَهَهُ يَنْجَهُهُ نَجْهاً وتنَجَّهَهُ الليث نجَهْتُ الرجلَ نَجْهاً إذا استقبلته بما يُنَهْنِهُهُ ويكفه عنك فيَنْقدِعُ عنك وفي الحديث بعدما نَجَهَها عُمر أَي بعدما رَدَّها وانتهرها والنَّجْهُ الزجر والرَّدْعُ يقال انْتَجَهْتُ الرجلَ وتنَجَّهْتُهُ قال رؤْبة كَعْكَعْتُه بالرَّجْمِ والتَّنَجُّهِ أَو خاف صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ ويروى كَفْكَفْته يقول رَدَدْت الخصم ورجل ناجِهٌ إذا دخل بلداً فكَرِهَه ونجَهَ على القوم طَلَع وفي النوادر فلان لا يَنْجَعُهُ ولا يَهْجَؤُهُ ولا يَهْجَأُ فيه شيء ولا يَنْجَهُهُ شيء ولا يَنْجَه فيه شيء وذلك إذا كان رَغِيباً مُسْتَوْبِلاً لا يَشْبَعُ ولا يَسْمَنُ عن شيء

نده
النَّدْهُ الزَّجْرُ عن كل شيء والطرد عنه بالصِّياح وقال الليث النَّدْهُ الزجر عن الحَوْض وعن كل شيء إذا طُرِدَتِ الإبلُ عنه بالصياح وقال أَبو مالك نَدَهَ الرجلُ يَنْدَهُ نَدْهاً إذا صَوَّتَ ونَدَهْتُ البعيرَ إذا زجرته عن الحوض وغيره وفي حديث ابن عمر لو رأَيت قاتِلَ عمر في الحَرَمِ ما ندَهْتُهُ أَي ما زجرته قال ابن الأَثير والنَّدْهُ الزجر بِصَه ومَه ونَدَهَ الإبلَ يَنْدَهُها نَدْهاً ساقها وجمعها ولا يكون إلا للجماعة منها وربما اقْتاسُوا منه للبعير وقال أَبو زيد يقال للرجل إذا رأَوْهُ جَريئاً على ما أَتى أَو المرأَةِ إِحْدَى نَوادِهِ البَكْرِ والنَّدْهَة والنُّدْهَةُ بفتح النون وضمها الكثرة من المال من صامِتٍ أَو ماشية وأَنشد قول جمِيل فكيْفَ ولا تُوِفي دماؤُهمُ دَمِي ولا مالُهُمْ ذو نَدْهَةٍ فيَدُونِي ؟ وقال بعضهم عنده نَدْهَةٌ من صامِتٍ وماشيةٍ ونُدْهَةٌ وهي العشرون من الغنم ونحوِها والمائةُ من الإِبل أَو قُرَابتُها والأَلف من الصامت أَو نحوه الأَصمعي وكان يقال للمرأَة في الجاهلية إذا طُلِّقَت إذْ هَبي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ فكانت تَطْلُقُ قال والأَصل فيه أَنه يقول لها اذْهَبي إلى أَهلِك فإني لا أَحفظ عليك مالكِ ولا أَرُدُّ إبلَكِ عن مذهبها وقد أَهملتها لتذهب حيث شاءت وقال الجوهري أَي لا أَرُدُّ إبلك لتذهب حيث شاءت

نزه
النُّزْهَةُ معروفة والتَّنَزُّهُ التباعد والإسم النُّزْهةُ ومكانٌ نَزِهٌ ونَزِيهٌ وقد نَزِهَ نَزَاهَةً ونَزَاهِيةً وقد نَزِهَتِ الأَرضُ بالكسر وأَرضٌ نَزْهَةٌ ونَزِهَةٌ بعيدة عَذْبَةٌ نائية من الأَنْداءِ والمياهِ والغَمَقِ الجوهري وخرجنا نتَنَزَّهُ في الرِّياضِ وأَصله من البُعْدِ وقد نَزِهَتِ الأَرضُ بالكسر ويقال ظِللْنا مُتَنَزِّهِينَ إذا تباعدوا عن المياه وهو يتنَزَّهُ عن الشيء إذا تباعد عنه وفي حديث عمر رضي الله عنه الجابِيَةُ أَرضٌ نَزِهَةٌ أَي بعيدة عن الوَباء والجابِيَةُ قرية بدمشْقَ ابن سيده وتنزَّهَ الإنسانُ خرج إلى الأَرض النَّزِهَةِ قال والعامة يضعون الشيء في غير موضعه ويَغْلَطُونَ فيقولون خرجنا نتَنزَّهُ إذا خرجوا إلى البساتين فيجعلون التَّنزُّهَ الخروجَ إلى البساتين والخُضَر والرِّياض وإنما التَّنزُّهُ التباعدُ عن الأَرياف والمياه حيث لا يكون ماءٌ ولا نَدىً ولا جَمْعُ ناسٍ وذلك شِقُّ البادية ومنه قيل فلانٌ يتَنَزَّهُ عن الأَقذار ويُنَزِّهُ نفْسَه عنها أَي يُباعد نفسه عنها ومنه قول أُسامة بن حبيب الهذلي كأَسْحَمَ فَرْدٍ عل حافةٍ يُشَرِّدُ عن كَتِفيْهِ الذُّبابا أَقَبَّ رَباعٍ بِنُزْهِ الفَلا ةِ لا يَرِدُ الماءَ إلا ائتِيابا ويروى إلا انْتِيابا يريد ما تباعد من الفلاة عن المياه والأَرياف وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها صنَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فرَخَّصَ فيه فتَنَزَّهَ عنه قومٌ أَي تركوه وأَبعدوا عنه ولم يَعْمَلوا بالرُّخْصة فيه وقد نَزُهَ نَزاهةً وتَنَزَّهَ تنَزُّهاً إذا بَعُدَ ورجل نَزْهُ الخُلُقِ ونَزِهُهُ ونازِهُ النَّفْس عفيف مْتكَرِّمٌ يَحُلُّ وحْدَهُ ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله والجمع نُزَهاءُ ونَزِهُونَ ونِزَاهٌ والإسمُ النَّزْهُ والنَّزاهةُ ونَزَّهَ نفْسَه عن القبيح نَحّاها ونزَّهَ الرجلَ باعده عن القبيح والنَّزاهةُ البعد عن السوء وإن فلاناً لنَزِيهٌ كريمٌ إذا كان بعيداً من اللُّؤْمِ وهو نزِيهُ الخُلُقِ وفلان يتَنزَّهُ عن مَلائمِ الأَخلاق أَي يتَرَفَّعُ عما يُذَمُّ منها الأَزهري التَّنَزُّهُ رَفْعُه نفْسَه عن الشيء تكَرُّماً ورغبة عنه والتَّنزِيهُ تسبيح الله عز وجل وإبعادُهُ عما يقول المشركون الأَزهري تَنْزِيهُ الله تبعيدُه وتقديسُه عن الأَنداد والأَشباه وإنما قيل للفلاة التي نأَتْ عن الرِّيفِ والمياه نزِيهةٌ لبعدها عن غَمَقِ المياه وذِبّانِ القُرى وومَدِ البحار وفساد الهواء وفي الحديث كان يصلي من الليل فلا يَمُرُّ بآيةٍ فيها تَنْزِيهُ الله إلا نزَّهَهُ أَصل النُّزْهِ البعدُ وتَنْزِيهُ الله تبعيدُه عما لا يجوز عليه من النقائض ومنه الحديث في تفسير سبحان الله هو تَنْزِيهُهُ أَي إبعاده عن السوء وتقديسه ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه الإيمانُ نَزِهٌ أَي بعيد عن المعاصي وفي حديث المُعَذَّبِ في قبره كان لا يسْتَنْزِهُ من البول أَي لا يَسْتبرئ ولا يتطهر ولا يستبعد منه قال شمر ويقال هم قومٌ أَنْزاهٌ أَي يتَنزَّهُونَ عن الحرام الواحد نزِيهٌ مثل مَلِيءٍ وأَملاءٍ ورجل نزيهٌ ونَزِهٌ وَرِعٌ ابن سيده سَقى إبلَهُ ثم نَزَهَها نَزْهاً باعدها عن الماء وهو بنُزْهةٍ عن الماء أَي بُعْد وفلان نزِيهٌ أَي بعيد وتنَزَّهُوا بحُرَمِكْم عن القوم تباعدوا وهذا مكان نزِيهٌ خَلاء بعيد من الناس ليس فيه أَحد فأَنزلوا فيه حُرَمَكُمْ ونُزْهُ الفَلا ما تباعد منها عن المياه والأَرياف

نفه
نَفِهَتْ نفسي وأَعْيَتْ وكَلَّتْ وبعير نافِهٌ كالٌّ مُعْيٍ والجمع نُفَّهٌ ونَفَّهَهُ أَتعبه حتى انقطع قال ولِلَّيْلِ حَظٌّ من بُكانا ووَجْدِنا كما نَفَّهَ الهَيْماءَ في الذَّوْدِ رَادِعُ ويروى في الدُّورِ وأَنْفَهَ فلانٌ إبلَهُ ونَفَّهَها أَكَلَّهَا وأَعياها وجمل مُنَفَّهٌ وناقةٌ مُنَفَّهَةٌ قال الشاعر رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ في هَواكُمْ وبَعيرٍ مُنَفَّهٍ مَحْسُورِ وأَنشد ابن بري فقاموا يَرْحَلْونَ مُنَفَّهَاتٍ كأَنَّ عُيونَهَا نُزُحُ الرَّكيِّ والنافهُ الكالُّ المُعْيي من الإبل وغيرها ورجل مَنْفُوهٌ ضعيف الفؤاد جبانٌ وما كان نافهاً وقد نَفَهَ نُفُوهاً ونَفِهَ والنُّفُوهُ ذِلَّةٌ بعد صعوبة وأَنْفَهَ ناقتَهُ حتى نَفِهَتْ نَفْهاً شديداً وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لعبد الله بن عمرو حين ذَكَرَ له قيامَ الليل وصيامَ النهار إنك إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ عَيْناك ونَفِهَتْ نفسك رواه أَبو عبيد نَفِهَتْ والكلام نَفَهَتْ ويجوز أَن يكونا لغتين ابن الأَعرابي نَفَهَتْ تَنْفَهُ نُفُوهاً ونَفِهَتْ نفسُه إذا ضَعُفُتْ وسقطت وأَنشد والعَزَبَ المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا وروى أَصحاب أَبي عبيد عنه نَفِهَ يَنْفَهُ بكسر الفاء من نَفِهَ وفتحها من يَنْفَهُ قال أَبو عبيدة قوله في الحديث نَفِهَتْ نَفْسُك أَي أَعيت وكَلَّتْ ويقال للمُعْيي مُنَفَّهٌ ونافِهٌ وجمعُ النافه نُفَّهٌ وأَنشد أَبو عمرو لرؤبة بنا حَرَاجِيجُ المَهَارِي النُّفَّهِ يعني المُعْيِيَة واحدتها نافِهٌ ونافِهَةٌ والذي يَفْعَلُ ذلك بها مُنَفِّهٌ وقد نَفَّهَ البعيرَ

نقه
نَقِهَ يَنْقَهُ معناه فَهِمَ يَفْهَمُ فهو نَقِهٌ سريع الفِطْنَةِ وفي الحديث فانْقَهْ إذاً أَي افهم يقال نَقِهْتُ الحديثَ مثل فَهِمْتُ وفَقِهْتُ وأَنْقَهَهُ الله تعالى ونَقِهَ الكلامَ بالكسر نَقْهاً ونَقَهَهُ بالفتح نَقْهاً أَي فهمه ونَقِهْتُ الخبرَ والحديثَ مفتوح مكسور نَقْهاً ونُقُوهاً ونَقاهةً ونَقَهاناً وأَنا أَنْقَهُ قال ابن سيده نَقِهَ الرجل نَقَهاً واسْتَنْقَهَ فَهِمَ ويروى بيتُ المُخَبَّلِ إلى ذي النُّهَى واسْتَنْقَهَتْ للمُحَلِّمِ أَي فَهِمُوهُ حكاه يعقوب والمعروف واسْتَيْقَهَتْ ورجل نَقِهٌ وناقِهٌ سريع الفهم ونَقِهَ الحديثَ ونَقَهَهُ لَقِنَهُ وفلان لا يَفْقَهُ ولا يَنْقَهُ والاسْتِنْقاهُ الاستفهام وأَنْقِهْ لي سَمْعَكَ أَي أَرْعِنِيهِ وفي النوادر انْتَقَهْتُ من الحديث ونَقِهْتُ وأتَقَهْتُ أَي اشتفيت ونَقِهَ من مرضه بالكسر ونَقَهَ يَنْقَهُ نَقْهاً ونُقُوهاً فيهما أَفاق وهو في عَقِبِ علَّتِهِ وقال ثعلب نَقَهَ من المرض يَنْقَهُ بالفتح ورجل ناقِهٌ من قوم نُقَّهٍ الجوهري نَقِهَ من مرضه بالكسر نَقَهاً مثالِ تَعِب تَعَباً وكذلك نَقَهَ نُقُوهاً مثل كَلَحَ كُلُوحاً فهو ناقِهٌ إذا صَحَّ وهو في عقب علته والجمع نُقَّهٌ وفي الحديث قالت أُمُّ المُنْذِرِ دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومعه عَلِيٌّ وهو ناقِهٌ هو إذا بَرَأَ وأَفاق وكان قريب العَهْدِ بالمرض لم يرجع إليه كمالُ صحته وقُوَّتِهِ

نكه
النَّكْهَةُ ريح الفم نَكَهَ له وعليه يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً تَنَفَّسَ على أَنفه ونَكَهَهُ نَكْهاً ونَكِهَهُ واسْتَنْكَهَهُ شم رائحة فمه والاسم النَّكْهَةُ وأَنشد نَكِهْتُ مُجالِداً فَوَجَدْتُ منه كَرِيحِ الكَلْبِ ماتَ حَدِيثَ عَهْدِ وهذا البيت أَورده الجوهري نَكِهْتُ مجاهِداً وقال ابن بري صوابه مجالداً وقد رواه في فصل نجا نَجَوْتُ مجالداً ونَكَهَ هو يَنكِهُ ويَنكَهُ أَخرج نَفَسَهُ إلى أَنفي ونَكِهْتُه شَمَمْتُ ريحه واسْتَنْكَهْتُ الرجلَ فَنَكَهَ في وجهي يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً إذا أَمره بأَن يَنْكَهَ ليعلم أَشارِبٌ هو أَم غير شاربٍ قال ابن بري شاهده قولُ الأُقَيْشِرِ يقولون لي انْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدَامَةً فَقُلْتُ لَهُمْ لا بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلا وفي حديث شارب الخمر اسْتَنْكهُوهُ أَي شُمُّوا نَكْهَتَهُ ورائحةَ فَمِه هل شرِب الخمر أَم لا ونُكِهَ الرجلُ تغيرت نَكْهَتُهُ من التُّخَمَةِ ويقال في الدعاء للإنسان هُنِّيتَ ولا تُنْكَهْ أَي أَصَبْتَ خَيْراً ولا أَصابك الضُّرُّ والنُّكَّهُ من الإبل التي ذهبت أَصواتها من الضعف وهي لغة تميم في النُّقَّهِ وأَنشد ابن بري لرؤبة بعد اهتِضام الراغِياتِ النُّكَّهِ

نمه
نَمِهَ نَمَهاً فهو نَمِةٌ ونامِةٌ تَحَيَّرَ يمانية

نهنه
النَّهْنَهَةُ الكَفُّ تقول نَهْنَهْتُ فلاناً إذا زجرته فَتَنَهْنَهَ أَي كففته فَكفَّ قال الشاعر نَهْنِهْ دُموعَكَ إنَّ مَنْ يَغْتَرُّ بالحِدْثانِ عاجِزْ كأَن أَصله من النَّهْي وفي حديث وائل لقد ابْتَدَرَها اثنا عشر مَلَكاً فما نَهْنَهَها شيءٌ دون العَرْشِ أَي ما منعها وكَفَّها عن الوصول إليه ونَهْنَهَهُ عن الشيء زَجَره قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ فَنَهْنَهْتُ أُولى القومِ عنهم بِضَرْبَةٍ تَنَفَّسَ عنها كلُّ حشْيانَ مُجْحَر وقد تَنَهْنَهَ ونَهْنَهْتُ السَّبْعَ إذا صِحْتَ به لتَكُفَّه والأَصل في نَهْنَهَ نَهْهَهَ بثلاث هاءَات وإِنما أَبدلوا من الهاء الوسطى نوناً للفرق بين فَعْلَلَ وفَعَّلَ وزادوا النون من بين الحروف لأَن في الكلمة نوناً وثوب نَهْنَهٌ رقيق النسجِ الأَحمر النَّهْنَهُ واللَّهْلَهُ الثوب الرقيق النسج

نوه
ناه الشيءُ يَنُوهُ ارتفع وعلا عن ابن جني فهو نائِهٌ ونُهْتُ بالشيء نَوْهاً ونَوَّهْتُ به ونَوَّهْتُهُ تَنْوِيهاً رفعته ونَوَّهْتُ باسمه رفعت ذكْرَهُ وناهَ النباتُ ارتفع وناهَتِ الهامَةُ نَوْهاً رفعت رأْسها ثم صَرَخَتْ وهامٌ نُوَّهٌ قال رؤبة على إكامِ النائحاتِ النُّوَّهِ وإذا رفعتَ الصوتَ فدعوت إنساناً قلت نَوَّهْتُ وفي حديث عمر أَنا أَولُ من نَوَّهَ بالعربِ يقال نَوَّهَ فلانٌ باسمه ونَوَّهَ فلانٌ بفلان إذا رفعه وطَيَّرَ بِهِ وقَوَّاه ومنه قول أَبي نُخَيْلَةَ لِمَسْلَمَةَ ونَوَّهْتَ لِي ذِكْرِي وما كان خامِلاً ولَكِنَّ بَعْضَ الذِّكْرِ أَنْبَهُ من بَعْضِ وفي حديث الزبير أَنه نَوَّه به عليٌّ أَي شَهَرَهُ وعَرَّفَهُ والنَّوَّاهةُ النَّوَّاحةُ إما أَن تكون من الإشادةِ وإما أَن تكون من قولهم ناهَتِ الهامةُ ونَوَّه باسمه دعاه ونوَّه به دعاه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إذا دَعاها الرُّبَعُ المَلْهُوفُ نوَّه منها الزاجِلاتُ الجُوفُ فسره فقال نوَّه منها أَي أَجَبْنَهُ بالحَنِين والنَّوْهةُ الأَكْلَةُ في اليوم والليلة وهي كالوَجْبَةِ وناهَتْ نفسي عن الشيء تَنُوهُ وتَناهُ نَوْهاً انتهت وقيل نُهْتُ عن الشيء أَبَيْتُه وتركته ومن كلامهم إذا أَكلنا التمر وشربنا الماء ناهَتْ أَنفسُنا عن اللحم أَي أَبَتْهُ فتركته رواه ابن الأَعرابي وقال التمر واللبن تَنوهُ النفسُ عنهما أَي تقوى عليهما وناهَتْ نفسي أَي قويت الفراء أَعطني ما يَنُوهُني أَي يَسُدُّ خَصاصَتي وإنها لتأْكل ما لا يَنُوهُها أَي لا يَنْجَعُ فيها ابن شميل ناهَ البقلُ الدوابَّ يَنُوهُها أَي مَجَدَها وهو دون الشبع وليس النَّوْهُ إلا في أَول النبت فأَما المَجْدُ ففي كل نبت وقوله يَنْهُونَ عن أَكْلٍ وعن شُرْبِ هو مثله إنما أَراد يَنُوهُون فقلب وإلا فلا يجوز قال الأَزهري كأَنه جعل ناهَتْ أَنفسُنا تَنُوه مقلوباً عن نَهَتْ قال ابن الأَنباري معنى يَنْهُون أَي يشربون فيَنْتَهُون ويَكْتَفُون قال وهو الصواب والنُّوهةُ قُوَّةُ البَدَن

نيه
نفس ناهَةٌ مُنْتَهِيةٌ عن الشيء مقلوب من نَهاةٍ

هده
في الحديث حتى إذا كان بالهَدَةِ
( * قوله « في الحديث حتى إذا كان بالهدة » ذكره هنا تبعاً للنهاية وقد ذكره صاحب القاموس في مادة هدد وعبارة ياقوت الهدة بتخفيف الدال من الهدى بزيادة هاء ) بين عُسْفانَ ومكة الهَدَةُ بالتخفيف اسم موضع بالحجاز والنسبة إليه هَدَوِيٌّ على غير قياس ومنهم من يشدد الدال فأَما الهَدْأَةُ التي جاءت في ذكر قتل عاصم فقيل إنها غير هذه وقيل هي هي

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88