كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

سلتم
السِّلْتِمُ بالكسر الداهية والسنة الصعبة وأَنشد ابن بري لأَبي الهيثم التَّغْلَبيِّ في الداهية ويَكْفَأُ الشِّعْبَ إِذا ما أَظْلَمَا ويَنْثَني حين يخافُ سِلْتِمَا وأَنشد في السنة الصعبة وجاءت سِلْتِمٌ لا رَجْعَ فيها ولا صَدْعٌ فَتَحْتَلِبَ الرِّعاءُ والسِّلْتِمُ الغُولُ

سلجم
السَّلْجَمُ الطويل من الخيل والسَّلْجَمُ النَّصْلُ الطويل والسَّلْجَمُ الدقيق من النِّصال قال أَبو حنيفة السَّلْجَمُ من النصال الطويل العريض وقول أَبي ذؤيبٍ فذاك تِلادُهُ ومُسَلْجَماتٌ نظائِرُ كلِّ خَوَّارٍ بَرُوقِ إِنما عنى سِهاماً مطوَّلات مُعَرَّضات ويقال للنصال المحددة سَلاجِمُ وسَلامِجُ قال الراجز يَغْدُو بكَلْبَيْنِ وقَوْسٍ قارِح وقَرَنٍ وصِيغَةٍ سَلاجِم والسَّلاجِمُ سِهامٌ طِوالُ النِّصال والسَّلْجَمُ الطويل من الرجال ورجل سَلْجَمٌ وسُلاجمٌ طويل والجمع فيهما سَلاجِمُ بالفتح وجَمَلٌ سَلْجَمٌ وسُلاجِم بالضم مُسِنٌّ شديد ولَحْيٌ سَلْجَمٌ شديد وافر كَثيفٌ ورأْس سَلجَمٌ طويل اللحيين وبعير سُلاجِمٌ عريض والسَّلْجَم نبت وقيل هو ضرب من البُقُول قال تَسْأَلُني برامَتَيْنِ سَلْجَما لو أَنَّها تَطْلُب شيئاً أَمَمَا ويروى يا مَيّ لو سأَلتِ شيئاً أَمَمَا جاء به الكَرِيُّ أَو تَجَشَّمَا التهذيب المأْكول يقال له سَلْجَم ولا يقال له شَلْجَم ولا ثَلْجَم وأَنشد ابن بري لأَبي الزحف هذا ورَبِّ الرَّاقِصاتِ الرُّسَّمِ شِعْرِي ولا أُحسِنُ أَكل السَّلْجَمِ قال ومنهم من يتكلم به بالشين المعجمة ويروى الرجز بالسين والشين قال والصواب بالسين المهملة قال أَبو حنيفة السَّلْجَمُ معرَّب وأَصله بالشين والعرب لا تتكلم به إِلا بالسين قال وكذا ذكره سيبويه بالسين في باب عِلَل ما يجعله زائداً فقال وتُجْعَل السينُ زائدة إِذا كانت في مثل سَلْجَم

سلخم
الأَصمعي إِنه لَمُطْرَخِمٌّ ومُطْلَخِمّ أَي متكبِّر متعظم وكذلك مُسْلَخِمّ

سلطم
السَّلْطَم والسُّلاطِم الطويل والسَّلْطم أَيضاً الذي يبتلِع كلَّ شيء

سلعم
رجل سِلْعام طويل الأَنف دقيقُه وقيل السِّلْعام الواسِع الفَمِ المُفَضَّل هو أَخبث من أَبي سِلْعامةَ وهو الذئب قال الطرمَّاح يصف كِلاباً مُرْغِنات لأَخْلَجِ الشِّدْق سِلْعا مٍ مُمَرٍّ مَفْتولةٍ عَضُدُهْ
( * قوله « مرغنات » قد تقدم في مادة خلج موعبات وهو خطأ والصواب ما هنا كما هو في التكملة )
قوله مُرْغِنات أَي مُصْغِيات لدُعاء كلب أَخْلَجِ الشِّدْقِ واسِعه

سلغم
السَّلْغَمُ الطويل

سلقم
السَّلْقَمُ العظيم من الإِبل والجمع سَلاقِم وسَلاقِمَة والسِّلْقِمَةُ الذِّئبَةُ
( * قوله « والسلقمة الذئبة » هكذا في الأصل مضبوطاً والذي في القاموس السلقمة الريبة وضبطه بفتح السين قال شارحه هكذا في النسخ والذي في اللسان السلقمة بالكسر الذئبة اه لكن الذي في القاموس مثله في المحكم غير أنه ضبطت فيه بكسر السين كاللسان )

سلهم
اسلَهَمَّ المريضُ عُرِف أَثَرُ مَرَضِه في بدَنهِ وقيل المُسْلَهِمُّ الذي قد ذَبَلَ ويَبِس إِمَّا من مَرَض وإِمَّا من همّ لا يَنام على الفراش يجيء ويذهَب وفي جوفه مرض قد أَيْبَسَه وغَيَّر لَوْنه وقد اسْلَهَمَّ اسْلِهْماماً وقيل هو الضامر المضطرب من غير مرض الأَصمعي المُسْلَهِمُّ المتغيِّر اللَّوْن وقال الليث هو الذي براه المرض والدُّؤوب فصار كأَنه مَسْلول وقال الجوهري في موضع آخر اسْلَهَمَّ الشيء اسْلِهْماماً أَي تَغَيَّرَ رِيحُه وسِلْهِمٌ بالكسر اسم رجل وقال ابن بري سِلْهِم حيّ من مَذْحجٍ والله أَعلم

سمم
السَّمُّ والسِّمُّ والسُّمُّ القاتلُ وجمعها سِمامٌ وفي حديث عليّ عليه السلام يذُمُّ الدنيا غذاؤها سِمام بالكسر هو جمع السَّمِّ القاتل وشيءٌ مَسْمُوم فيه سَمٌّ وسَمَّتْه الهامَّة أَصابَتْه بسَمِّها وسَمَّه أَي سقاه السمَّ وسَمَّ الطعام جعل فيه السُّمَّ والسَّامَّةُ الموتُ نادر والمعروف السَّامُ بتخفيف الميم بلا هاء وفي حديث عُمير بن أَفْصَى تُورِدُه السَّامَّةَ أَي الموت قال والصحيح في الموت أَنه السَّامُ بتخفيف الميم وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت لليهود عليكم السَّامُ والدَّامُ وأَما السَّامَّةُ بتشديد الميم فهي ذواتُ السُّمومِ من الهوامِّ ومنه حديث ابن عباس اللهم إِني أَعوذُ بك من كل شيطان وهامَّه ومن كلِّ عَيْنٍ لامَّه ومن شرِّ كل سامَّه وقال شمر ما لا يَقْتُل ويَسُمُّ فهي السَّوامُّ بتشديد الميم لأَنها تَسُمُّ ولا تبلغ أَن تقتُل مثل الزُّنْبور والعَقْرب وأَشباههما وفي الحديث أُعِيذُكُما بكَلِمات الله التامَّه من كل سامَّه والسَّمُّ سَمُّ الحية والسامَّةُ الخاصَّة يقال كيف السَّامَّةُ والعامَّةُ والسُّمَّةُ كالسامَّةِ قال رؤبة ووُصِلَتْ في الأَقْربينَ سُمَمُهْ وسَمَّه سَمّاً خصَّه وسَمَّتِ النِّعْمَةُ أَي خصَّت قال العجاج هو الذي أَنْعَمَ نُعْمى عَمَّتِ على البِلاد رَبُّنا وسَمَّتِ وفي الصحاح على الذين أَسْلَموا وسَمَّتِ أَي بَلَغت الكلَّ وأَهل المَسَمَّةِ الخاصَّةُ والأَقارب وأَهلُ المَنْحاة الذين ليسُوا بالأَقارب ابن الأَعرابي المَسَمَّةُ الخاصَّةُ والمَعَمَّةُ العامَّةُ وفي حديث ابن المسيّب كنا نقول إِذا أَصبَحْنا نعوذُ بالله من شر السامَّة والعامَّة قال ابن الأَثير السَّامَّة ههنا خاصَّة الرجل يقال سَمَّ إِذا خَصَّ والسَّمُّ الثَّقْبُ وسَمُّ كلِّ شيء وسُمُّه خَرْتُه وثَقْبُه والجمع سُمُومٌ ومنه سَمُّ الخِيَاط وفي التنزيل العزيز حتى يَلِجَ الجمَلُ في سَمِّ الخِياطِ قال يونس أَهل العالية يقولون السُّمُّ والشُّهْدُ يَرْفَعُون وتميم تفتح السَّمَّ والشَّهْدَ قال وكان أَبو الهيثم يقول هما لغتان سَمٌّ وسُمٌّ لخرق الإِبْرة وسُمَّةُ المرأَة صَدْعُها وما اتَّصل به من رَكَبِها وشُفْرَيْها وقال الأَصمعي سُمَّةُ المرأَة ثَقْبة فَرْجِها وفي الحديث فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئتم سِماماً واحداً أَي مَأْتىً واحداً وهو من سِمام الإِبرة ثَقْبِها وانْتَصَب على الظرف أَي في سِمام واحد لكنه ظرف مخصوص أُجري مُجْرى المُبْهَم وسُمومُ الإِنسانِ والدابة مَشَقُّ جِلْده
( * قوله « مشق جلده » الذي في المحكم مشاق ) وسُمُوم الإِنسانِ وسِمامُه فَمُه ومَنْخِرُه وأُذنُه الواحد سَمٌّ وسُمٌّ قال وكذلك السُّمُّ القاتل يضم ويفتح ويجمع على سُموم وسِمام ومَسامُّ الجسد ثُقَبُه ومَسامُّ الإنسان تَخَلْخُل بشرته وجلْده الذي يبرُزُ عَرقُهُ وبُخار باطنه منها سمِّيت مَسامَّ لأَن فيها خُروقاً خفيّة وهي السُّموم وسُمومُ الفَرس ما رقَّ عن صَلابة العظْم من جانبي قصَبة أَنفه إِلى نَواهِقه وهي مَجاري دموعه واحدها سَمٌّ قال أَبو عبيدة في وجه الفرس سُمومٌ ويستحب عُرْيُ سُمومِه ويستدلّ به على العِتْق قال حُمَيْدُ بن ثور يصف الفرَس طِرْف أَسِيل مَعْقِد البَرِيمِ عارٍ لَطيف موضع السُّمُومِ وقيل السَّمَّانِ عِرْقان في أَنف الفرس وأَصاب سَمَّ حاجتِه أَي مطلَبَه وهو بصير بسَمِّ حاجته كذلك وسَمَمْت سَمَّك أَي قصدت قَصْدَك ويقال أَصبت سَمَّ حاجتك في وجهها والسَّمُّ كل شيء كالوَدَعِ يخرُج من البحر والسُّمَّةُ والسَّمُّ الوَدَع المنظومُ وأَشباهُه يستخرَجُ من البحر يُنْظَم للزينة وقال الليث في جمعه السُّموم وقد سَمَّه وأَنشد الليث على مُصْلَخِمٍّ ما يكاد جَسِيمُه يَمُدُّ بِعِطْفَيْه الوَضِينَ المُسَمَّما أَراد وَضِيناً مزيَّناً بالسُّموم ابن الأَعرابي يقال لِتَزاويقِ وجهِ السَّقْف سَمَّان وقال غيره سَمُّ الوَضِينِ عُرْوَتُه وكل خَرْق سَمٌّ والتَّسْمِيمُ أَن يتخذ للْوَضينِ عُرىً وقال حميد بن ثور على كلِّ نابي المَحْزِمَيْنِ تَرى له شَراسِيفَ تَغْتالُ الوَضِينَ المُسَمَّما أَي الذي له ثلاث عُرىً وهي سُمُومُه وقال اللحياني السَّمَّانُ الأَصْباغُ التي تُزَوَّقُ بها السقُوف قال ولم أَسمع لها بواحدة ويقال لِلْجُمَّارة سُمَّة القُلْب قال أَبو عمرو يقال لِجُمَّارة النخلة سُمَّة وجمعها سُمَم وهي اليَقَقَةُ وسَمَّ بين القوم يَسُمُّ سَمَّاً أَصْلَح وسَمَّ شيئاً أَصلحه وسَمَمْت الشيءَ أَسُمُّه أَصلحته وسَمَمْت بين القوم أَصْلَحْت قال الكميت وتَنْأَى قُعُورُهُمُ في الأُمُور على مَنْ يَسُمُّ ومَن يَسْمُل وسَمَّه سَمّاً شدَّه وسَمَمْت القارورةَ ونحوَها والشيءَ أَسُمُّه سَمّاً شدَدْتُه ومثله رَتَوْتُه وما له سَمٌّ ولا حَمٌّ بالفتح غيرُك ولا سُمٌّ ولا حُمٌّ بالضم أَي ما له هَمٌّ غيرك وفلان يَسُمُّ ذلك الأَمر بالضم أَي يَسبُره وينظُر ما غَوْرُهُ والسُّمَّةُ حصير تُتَّخذ من خوص الغَضف وجمعها سِمامٌ حكاه أَبو حنيفة التهذيب والسُّمَّةُ شِبْه سفرة عريضة تُسَفُّ من الخوص وتبسط تحت النخلة إِذا صُرِمت ليسقُط ما تَناثَر من الرُّطَب والتمر
( * قوله « والتمر » الذي في التكملة والبسر ) عليهما قال وجمعها سُمَمٌ وسامُّ أَبْرَصَ ضرب من الوَزَغ وفي التهذيب من كبار الوَزَغ وسامَّا أَبرصَ والجمع سَوامُّ أَبْرصَ وفي حديث عِياض مِلْنا إِلى صخرة فإِذا بَيْض قال ما هذا ؟ قال بيض السامِّ يريد سامَّ أَبْرصَ نوع من الوَزَغ والسَّمُومُ الريحُ الحارَّة تؤنث وقيل هي الباردة ليلاً كان أَو نهاراً تكون اسماً وصفة والجمع سَمائم ويومٌ سامٌّ ومُسِمٌّ الأَخيرة قليلة عن ابن الأَعرابي أَبو عبيدة السَّمومُ بالنهار وقد تكون بالليل والحَرُور بالليل وقد تكون بالنهار يقال منه سُمَّ يومُنا فهو مَسْمومٌ وأَنشد ابن بري لذي الرمَّة هَوْجاء راكِبُها وَسْنانُ مَسْمُومُ وفي حديث عائشة رضي الله عنها كانت تصوم في السفَر حتى أَذْلَقَها السَّمُومُ هو حرُّ النهار ونَبْتٌ مَسْمُومٌ أَصابتْه السَّمومُ ويومٌ مَسْمُومٌ ذو سَمومٍ قال وقد عَلَوْت قُتودَ الرَّحْل يَسْفَعُني يوم قُدَيْدِمُهُ الجَوْزاء مَسْموم التهذيب ومن دوائر الفرس دائرة السَّمامةِ وهي التي تكون في وَسَط العُنُق في عَرضها وهي تستحبُّ قال وسُمومُ الفَرس أَيضاً كل عظْم فيه مُخٌّ قال والسُّمومُ أَيضاً فُروجُ الفَرس واحدها سَمٌّ وفُروجُه عَيناه وأُذناه ومَنْخِراه وأَنشد فنَفَّسْتُ عن سَمَّيْه حتى تَنَفَّسا أَراد عن مَنْخِريه وسُمومُ السيف حُزوزٌ فيه يعلَّمُ بها قال الشاعر يمدح الخَوارج لِطافٌ بَراها الصومُ حتى كأَنَّها سُيوف يَمانٍ أَخْلَصَتْها سُمُومُها يقول بَيَّنَت هذه السُّموم عن هذه السيوف أَنها عُتُق قال وسُموم العُتُق غير سُموم الحُدْث والسَّمام بالفتح ضَرْب من الطير نحو السُّمانى واحدته سَمامَة وفي التهذيب ضرب من الطير دون القَطَا في الخِلْقَة وفي الصحاح ضرب من الطير والناقة السريعة أَيضاً عن أَبي زيد وأَنشد ابن بري شاهداً على الناقة السريعة سَمام نَجَتْ منها المَهارَى وغُودِرَتْ أَراحِيبُها والمَاطِلِيُّ الهَمَلَّعُ وقولهم في المثَل كلَّفْتَني بَيْضَ السَّماسِم فسرَّه فقال السَّماسِمُ طير يُشْبه الخُطَّاف ولم يذكر لها واحداً قال اللحياني يقال في مثَل إِذا سُئل الرجل ما لا يَجِد وما لا يكون كلَّفْتني سَلَى جَمَلٍ وكلفتني بَيْضَ السَّماسِم وكلفتني بيض الأَنُوق قال السَّماسِم طير مثل الخَطاطيف لا يُقْدَر لها على بيض والسَّمامُ اللواء على التشبيه وسَمامَةُ الرجُلِِ وكلِّ شيء وسَماوتُه شخصُه وقيل سَماوتُه أَعلاه والسَّمامَةُ الشخص قال أَبو ذؤيب وعادِيَة تُلْقِي الثِّيابَ كأَنَّما تُزَعْزِعُها تحت السَّمامةِ ريحُ وقيل السَّمامة الطَّلْعة والسَّمامُ والسَّمْسامُ والسُّماسِم والسُّمْسُمانُ والسُّمْسُمانيُّ كله الخفيف اللطيفُ السريعُ من كل شيء وهي السَّمْسَمةُ والسَّمْسامةُ المرأَة الخفيفة اللطيفة ابن الأَعرابي سَمْسَمَ الرجلُ إِذا مَشى مَشْياً رفِيقاً وسَمسَمٌ وسَمْسامٌ الذِّئب لخِفَّته وقيل السَّمْسَم الذئب الصغير الجسم والسَّمْسَمَةُ ضرب من عَدْوِ الثَّعْلب وسَمْسَمٌ والسَّمْسَمُ جميعاً من أَسمائه ابن الأَعرابي السَّمْسَمُ بالفتح الثَّعْلب وأَنشد فارَقَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه والسَّمامةُ والسمْسُمة والسِّمْسِمة دُوَيْبَّة وقيل هي النملة الحمراء والجمع سَماسِم الليث يقال لدُّوَيْبَّة على خِلْقة الآكِلَة حمراء هي السِّمْسِمة قال الأَزهري وقد رأَيتها في البادية وهي تَلْسع فتُؤلم إِذا لَسَعَت وقال أَبو خيرة هي السَّماسِم وهي هَناتٌ تكون بالبصرة تَعَضُّ عَضّاً شديداً لَهُنَّ رؤوس فيها طول إِلى الحمرة أَلوانُها وسَمْسَم موضع قال العجاج يا دارَ سَلْمَى يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي بسَمْسَمٍ أَو عن يمين سَمْسَمِ وقال طُفَيل أَسَفَّ على الأَفلاجِ أَيمنُ صَوْبهِ وأَيْسَره يَعْلو مَخارِمَ سَمْسَمِ وقال ابن السكيت هي رَمْلة معروفة وقول البَعِيث مُدامِنُ جَوعاتٍ كأَنَّ عُروقَه مَسَارِبُ حَيَّات تَشَرَّبْنَ سَمْسَمَا قال يعني السَّمَّ قال ومن رواه تَسَرَّبْنَ جعل سَمْسَماً رملة ومساربُ الحيات آثارها في السهل إِذا مرَّت تَسَرَّبُ تجيء وتذهب شبَّه عروقه بمَجارِي حَيَّاتٍ لأَنها مُلْتوية والسِّمْسِمُ الجُلْجُلانُ قال أَبو حنيفة هو بالسَّراة واليَمَنِ كثير قال وهو أَبيض الجوهري السِّمْسِمُ حَبُّ الحَلِّ قال ابن بري حكى ابن خالويه أَنه يقال لبائعِ السِّمْسِمِ سَمَّاسٌ كما قالوا لبائع اللُّؤلؤ لأْ آلٌ وفي حديث أَهل النار كأَنهم عِيدانُ السَّماسِمِ قال ابن الأَثير هكذا يروى في كتاب مُسْلِمٍ على اختلاف طُرْقِهِ ونُسَخِه فإِن صحَّت الرواية فمعناه أَن السَّماسِم جمع سِمْسِم وعيدانُه تَراها إِذا قُلِعت وتُرِكَتْ ليؤخذ حَبُّها دِقاقاً سُوداً كأَنَّها محترقة فشبه بها هؤلاء الذين يخرجون من النار قال وطالما تَطَلَّبْتُ معنى هذه اللفظة وسأَلت عنها فلم أَرَ شافياً ولا أُجِبْتُ فيها بِمُقْنِعٍ وما أَشبه ما تكون مُحَرَّفةً قال وربما كانت كأَنهم عيدان السَّاسَمِ وهو خشب كالآبنوس والله أعلم

سنم
سَنامُ البعير والناقة أَعلى ظهرها والجمع أَسْنِمَة وفي الحديث نساء على رؤوسهن كأَسْنِمة البُخْت هُنَّ اللَّواتي يَتَعَمَّمْنَ بالمَقانِع على رؤوسهنَّ يُكَبِّرْنَها بها وهو من شِعار المُغَنِّيات وسَنِمَ سَنَماً فهو سَنِمٌ عَظُمَ سَنامُه وقد سَنَّمه الكَلأُ وأَسْنمه وقال الليث جمل سَنِمٌ وناقة سَنِمة ضخْمة السَّنام وفي حديث لُقْمان يَهَب المائة البكْرَةَ السَّنِمةَ أَي العظيمة السنام وفي حديث ابن عُميرٍ هاتوا بجَزُورٍ سَنِمةٍ في غداة شَبِمةٍ وسنام كل شيء أَعلاه وفي شعر حسَّان وإِنَّ سَنامَ المَجْدِ من آلِ هاشِمٍ بَنُو بِنتِ مَخْزومٍ ووالدُك العَبْدُ أَي أَعلى المجد وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قَضى القُضاة أَنها سَنامُها فسَّره فقال معناه خِيارُها لأَن السَّنام خِيارُ ما في البعير وسَنَّم الشيءَ رَفَعَه وسَنَّم الإِناء إِذا ملأَه حتى صار فوقه كالسَّنام ومَجْدٌ مُسَنَّم عظيم وسَنَّم الشيء وتَسَنَّمه علاه وتَسَنَّم الفحلُ الناقة ركبها وَقاعَها قال يصف سحاباً مُتَسَنِّماً سَنِماتِها مُتَفَجِّساً بالهَدْرِ يَملأُ أَنْفُساً وعيونا ويقال تَسَنَّم السَّحابُ الأَرض إِذا جادَها وتسنَّم الفحلُ الناقة إِذا ركب ظهرَها وكذلك كلُّ ما ركبته مُقْبلاً أَو مُدْبِراً فقد تَسَنَّمْته وأَسْنم الدخانُ أَي ارتفع وأَسْنَمتِ النارُ عظُمَ لَهَبُها وقال لبيد مَشْمُولةٍ عُلِثَتْ بِنابتِ عَرْفَجٍ كدُخان نارٍ ساطعٍ إِسْنامُها ويروى أَسنامُها فمن رواه بالفتح أَراد أَعالِيَها ومن رواه بالكسر فهو مصدر أَسْنَمتْ إِذا ارتفع لَهَبُها إِسْناماً وأَسْنِمةُ الرمل ظُهورها المرتفعة من أَثْباجِها يقال أَسْنِمة وأَسْنُمة فمن قال أَسْنُمة جعله اسماً لِرَمْلَةٍ بعينها ومَن قال أَسْنِمة جعَلَها جمع سَنام وأَسْنِمَةٍ وأَسْنِمةُ الرمال حُيودها وأَشرافُها على التشبيه بسَنام الناقة وأَسْنُمةُ رَمْلة ذات أَسْنِمةٍ وروي بيت زهير بالوجهين جميعاً قال ضَحَّوا قليلاً قَفَا كُثْبان أَسْنُمة ومنهمُ بالقَسُوميَّاتِ مُعْتَرَكُ الجوهري وأَسْنُمة بفتح الهمزة وضم النون أَكَمَة معروفة بقُرب طَخْفَة قال بشْرٌ أَلا بانَ الخَلِيطُ ولم يُزاروا وقَلْبُك في الظَّعائن مُسْتعارُ كأَنَّ ظِباء أَسْنُمةٍ عليها كوانِسُ قالِصاً عنها المَغارُ يُفَلِّجْن الشِّفاهَ عَنُِ اقحُوانٍ حَلاه غِبَّ ساريةٍ قِطارُ والمَغارُ مَكانِسُ الظِّباء وقوله تعالى ومِزاجُه من تَسْنِيم قالوا هُوَ ماء في الجنة سمِّي بذلك لأَنه يَجْري فوق الغُرَف والقُصور وتَسْنيمٌ عَيْنٌ في الجنة زعموا وهذا يوجب أَن تكون معرفة ولو كانت معرفة لم تُصْرَف قال الزجّاج في قوله تعالى ومِزاجُه من تَسْنِيمٍ أَي مِزاجُه من ماء مُتَسَنِّمٍ عَيْناً تأْتيهم من عُلْوٍ تَتَسَنَّم عليهم من الغُرَف الأَزهري أَي ماء يتنزَّل عليهم من مَعالٍ وينصبُ عيْناً على جهتين إِحداهما أَنْ تَنْوي من تَسْنِيمِ عَيْنٍ فلما نُوِّنَتْ نصبت والجهة الأُخرى أَنْ تَنْوِيَ من ماء سُنِّم عيناً كقولك رُفِعَ عيناً وإِن لم يكن التَّسْنِيمُ اسماً للماء فالعين نكرة والتَّسْنِيمُ معرفة وإِن كان اسماً للماء فالعين معرفة فخرجت أَيضاً نصباً وهذا قول الفراء قال وقال الزجاج قولاً يقرُب معناه مما قال الفراء وفي الحديث خيرُ الماء الشَّبِمُ يعني البارد قال القتيبي السَّنِمُ بالسين والنون وهو الماء المرتفع الظاهر على وجه الأَرض ويروى بالشين والباء وكلُّ شيء علا شيئاً فقد تَسَنَّمَه الجوهري وسَنام الأَرض نَحْرُها ووسَطُها وماءٌ سَنِمٌ على وجه الأَرض ويقال للشريف سَنِيمٌ مأْخوذ من سنام البعير ومنه تَسْنِيمُ القُبور وقَبْرٌ مُسَنَّم إِذا كان مرفوعاً عن الأَرض وكل شيء علا شيئاً فقد تَسَنَّمه وتَسْنِيمُ القبرِ خلاف تَسْطيحهِ أَبو زيد سَنَّمْت الإِناء تَسْنِيماً إِذا ملأْته ثم حَمَلْت فوقه مثلَ السَّنام من الطعام أَو غيره والتَّسَنُّم الأَخذ مُغافَسةً وتَسَنَّمه الشيب كثر فيه وانتشر كتَشَنَّمه وسيذكر في حرف الشين وكلاهما عن ابن الأَعرابي وتَسَنَّمه الشيب وأَوْشَم فيه بمعنى واحد ويقال تَسَنَّمْتُ الحائط إِذا علوتَه من عُرْضه والسَّنَمة كلُّ شجرة لا تحمِل وذلك إِذا جفَّت أَطرافُها وتغيرت والسَّنَمةُ رأْس شجرة من دِقِّ الشجر يكون على رأْسها كهيئة ما يكون على رأْس القصَب إِلاَّ أَنه ليِّن تأْكله الإِبل أَكلاً خَضْماً والسَّنَمُ جِماعٌ وأَفضل السَّنَم شجرة تسمَّى الأَسْنامَة وهي أَعظمُها سَنَمةً قال الأَزهري السَّنَمةُ تكون للنَّصِيِّ والصِّلِّيان والغَضْوَر والسَّنْط وما أَشبهها والسَّنَمَةُ أَيضاً النَّوْرُ والنَّوْرُ غير الزَّهْرَة والفرْق بينهما أَن الزَّهْرة هي الوَرْدة الوُسْطى وإِنما تكون السَّنَمَة للطَّريفة دون البَقْل وسَنَمةُ الصِّلِّيان أَطرافه التي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها قال أَبو حنيفة زعم بعضُ الرُّواة أَن السَّنَمة ما كان من ثَمر الأَعْشاب شبيهاً بثَمر الإِذْخِر ونحوه وما كان كثمر القصَب وأَن أَفْضل السَّنَمِ سَنَمُ عُشْبَة تسمَّى الأَسْنامَةَ والإِبل تأْكلها خَضْماً للينها وفي بعض النسخ ليس تأْكله الإِبل خَضْماً ونبت سَنِمٌ أَي مرتفِع وهو الذي خرجت سَنَمَتُه وهو ما يَعْلو رأْسه كالسُّنْبُل قال الراجز رَعَيْتها أَكرَمَ عُودٍ عُودا الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضيدا والخازِبازِ السَّنِمِ المَجُودا بحيث يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودا والأَسْنامة ضرب من الشجر والجمع أَسْنام قال لبيد كدُخانِ نارٍ ساطعٍ أسْنامُها ابن بري وأَسْنامٌ شجر وأَنشد سَباريتَ إِلاَّ أَنْ يَرى مُتَأَمِّلٌ قَنازِعَ أَسْنامٍ بها وثَغامِ
( * قوله « وأسنام شجر وأنشد سباريت إلخ » عبارة التكملة أبو نصر الاسنامة يعني بالكسر ثمر الحلي قال ذو الرمة سباريت إلخ وأسنام في البيت مضبوط فيها بالكسر )
وسنام اسم جبل قال النابغة خَلَتْ بغَزالها ودَنا عليها أَراكُ الجِزْعِ أَسْفَلَ من سَنامِ وقال الليث سَنام اسم جبل بالبصرة يقال إِنه يَسير مع الدَّجال والإِسْنامُ ثَمَرُ الحَليِّ حكاها السيرافي عن أَبي مالك المحكم سَنام اسم جبل وكذلك سُنَّم والسُّنَّمُ البقرة ويَسْنَمُ موضع

سهم
السَّهْمُ واحد السِّهام والسَّهْمُ النصيب المحكم السَّهْم الحظُّ والجمع سُهْمان وسُهْمة الأَخيرة كأُخْوة وفي هذا الأَمر سُهْمة أَي نصيب وحظّ من أَثَر كان لي فيه وفي الحديث كان للنبي صلى الله عليه وسلم سَهْم من الغنِيمة شَهِد أَو غاب السَّهْم في الأَصل واحد السِّهام التي يُضْرَب بها في المَيْسِر وهي القِداح ثم سُمِّيَ به ما يفوز به الفالِجُ سَهْمُهُ ثم كثر حتى سمي كل نصيب سَهْماً وتجمع على أَسْهُمٍ وسِهام وسُهمان ومنه الحديث ما أَدري ما السُّهْمانُ وفي حديث عمر فلقد رأَيتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانها وحديث بُرَيْدَةَ خرج سَهْمُك أَي بالفَلْجِ والظَّفَرِ والسَّهْم القِدْح الذي يُقارَع به والجمع سِهام واسْتَهَمَ الرجلان تقارعا وساهَمَ القومَ فسهَمَهُمْ سَهْماً قارعهم فَقَرَعَهُمْ وساهَمْتُهُ أَي قارعته فَسَهَمْتُهُ أَسْهَمُه بالفتح وأَسْهَمَ بينهم أَي أَقْرَعَ واسْتَهَمُوا أَي اقترعوا وتَساهَمُوا أَي تقارعوا وفي التنزيل فساهَمَ فكان من المُدْحَضِين يقول قارَعَ أَهْلَ السفينة فَقُرِعَ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجلين احْتَكما إِليه في مواريث قد دَرَسَت اذهبا فَتَوخَّيا ثم اسْتَهِما ثم ليأْخذ كلُّ واحد منكما ما تخرجه القسمةُ بالقُرْعةِ ثم لِيُحْلِلْ كلُّ واحد منكما صاحبَه فيما أَخَذ وهو لا يَسْتَيْقِنُ أَنه حقه قال ابن الأَثير قوله اذهَبا فتَوَخَّيا ثم اسْتَهِما أَي اقْتَرِعا يعني ليظهر سَهْمُ كلِّ واحدٍ منكما وفي حديث ابن عمر وقع في سَهْمِي جاريةٌ يعني من المَغْنَم والسُّهْمَةُ النصيب والسَّهْمُ واحد النَّبْلِ وهو مَرْكَبُ النَّصْلِ والجمع أَسْهُمٌ وسِهامٌ قال ابن شميل السَّهْمُ نفس النَّصْل وقال لو التَقَطْت نَصْلاً لقلت ما هذا السَّهْمُ معك ولو التقطت قِدْحاً لم تقل ما هذا السَّهْمُ معك والنَّصْلُ السَّهْم العريض الطويل يكون قريباً من فِتْرٍ والمِشْقَص على النصف من النَّصْل ولا خير فيه يَلْعَبُ به الوِلْدانُ وهو شر النَّبْلِ وأَحرضه قال والسَّهْمُ ذو الغِرارَيْنِ والعَيْرِ قال والقُطْبَةُ لا تُعَدُّ سَهْماً والمِرِّيخُ الذي على رأْسه العظيمة يرمي بها أَهل البصرة بين الهَدَفَيْنِ والنَّضِيُّ متن القِدْح ما بين الفُوق والنَّصْل والمُسَهَّمُ البُرْدُ المخطط قال ابن بري ومنه قول أَوْسٍ فإِنا رأَينا العِرْضَ أَحْوَجَ ساعةً إِلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ وفي حديث جابر أَنه كان يصلي في بُرْدٍ مُسَهَّمٍ أَي مُخَطَّطٍ فيه وَشْيٌ كالسِّهامِ وبُرْدٌ مُسَهَّمٌ مخطط بصور على شكل السِّهام وقال اللحياني إِنما ذلك لوَشْيٍ فيه قال ذو الرُّمَّةِ يصف داراً كأَنَّها بعد أَحْوالٍ مَضَيْنَ لها بالأَشْيَمَيْنِ يَمانٍ فيه تَسْهِيمُ والسَّهْمُ القِدْحُ الذي يُقارَعُ به والسَّهْمُ مقدار ست أَذرع في معاملات الناس ومِساحاتِهم والسَّهْمُ حجر يجعل على باب البيت الذي يبنى للأَسد ليُصاد فيه فإِذا دخله وقع الحجر على الباب فسدَّه والسُّهْمَةُ بالضم القرابة قال عَبِيدٌ قد يُوصَلُ النازِحُ النَّائي وقد يُقْطَعُ ذو السُّهْمَةِ القريبُ وقال بَنى يَثْرَبيٍّ حَصِّنوا أَيْنُقاتِكُم وأَفْراسَكُمْ من ضَرْبِ أَحْمَرَ مُسْهَمِ ولا أُلْفِيَنْ ذا الشَّفِّ يَطْلُبُ شِفَّهُ يُداوِيهِ منْكُمْ بالأَدِيم المُسَلَّمِ أَراد بقوله أَيْنُقاتِكُمْ وأَفْراسكم نساءهم يقول لا تُنْكِحُوهُنّ غير الأَكفاء وقوله من ضَرْب أَحْمر مُسْهَمِ يعني سِفاد رجل من العجم وقوله بالأَديم المُسَلَّمِ أَي يَتَصَحَّحُ بكم والسُّهام والسَّهامُ الضُّمْرُ وتَغَيُّر اللون وذُبولُ الشَّفَتين سَهَمَ بالفتح يَسْهَمُ سُهاماً وسُهوماً وسَهُمَ أَيضاً بالضم يَسْهُمُ سُهوماً فيهما وسُهِمَ يُسْهَمُ فهو مَسْهومٌ إِذا ضَمُرَ قال العجَّاجُ فهي كرِعْدِيدِ الكَثِيبِ الأَهْيَمِ ولم يَلُحْها حَزَنٌ على ابْنِمِ ولا أَبٍ ولا أَخٍ فتَسْهُمِ وفي الحديث دخل عليَّ ساهِمَ الوَجْهِ أَي مُتَغَيِّره يقال سَهَمَ لونُهُ يَسْهَمُ إِذا تَغير عن حالهِ لعارض وفي حديث أُم سلمة يا رسول الله ما لي أَراك ساهِمَ الوَجْهِ ؟ وحديث ابن عباس في ذكر الخوارج مُسَهَّمةٌ وُجُوهُهُمْ وقول عَنْترَة والخَيْلُ ساهِمَةُ الوُجُوهِ كأَنَّما يُسْقى فَوارِسُها نَقِيعَ الحَنْظَلِ فسره ثعلب فقال إِنما أَراد أَن أَصحاب الخيل تغيرت أَلوانُهم مما بهم من الشدّة أَلا تراه قال يُسْقَى فَوارِسُها نَقيعَ الحَنْظَلِ ؟ فلو كان السُّهام للخيل أَنْفُسِها لقال كأَنَّما تُسْقَى نَقيعَ الحَنْظَلِ وفرس ساهِمُ الوَجْه محمول على كريهة الجَرْي وقد سُهِمَ وأَنشد بيت عنترة والخيل ساهِمَةُ الوجوهِ وكذا الرجل إِذا حُمِلُ على كرِيهةٍ في الحرب وقد سُهِمَ وفرس مُسْهَمٌ إِذا كان هجيناً يُعْطَى دون سَهْمِ العَتِيقِ من الغنيمة والسُّهومُ العُبوس عُبوسُ الوجهِ من الهمِّ قال إِن أَكُنْ مُوثَقاً لكِسرَى أَسيراً في هُمومٍ وكُرْبَةٍ وسُهومِ رَهْنَ قَيْدٍ فما وَجَدْتُ بلاءً كإِسارِ الكريم عند اللَّئيمِ والسُّهامُ داء يأْخذ الإِبل يقال بعير مَسْهومٌ وبه سُهامٌ وإِبل مُسَهَّمَةٌ قال أَبو نُخَيْلَةَ ولم يَقِظْ في النَّعَمِ المُسَّهَمِ والسَّهام وَهَجُ الصَّيْفِ وغَبَراتُهُ قال ذو الرمة كأَنَّا على أَولاد أَحْقَبَ لاحَها ورَمْيُ السَّفَا أَنْفاسَها بسَهامِ وسُهِمَ الرجلُ أَي أَصابه السَّهامُ والسَّهامُ لُعاب الشيطان قال بِشْرُ بن أَبي خازِمٍ وأَرْض تَعْزِفُ الجِنَّانُ فِيها فيافِيها يَطِيرُ بها السِّهامُ ابن الأَعرابي السُّهُمُ غَزْلُ عَيْنِ الشمس والسُّهُمُ الحرارة الغالبةُ والسَّهامُ بالفتح حَرُّ السَّمُومِ وقد سُهِمَ الرجلُ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه إِذا أَصابته السَّمُومُ والسَّهامُ الريح الحارَّة واحدها وجمعها سواء قال لبيد ورَمَى دَوابِرَها السَّفَا وتَهَيَّجَتْ رِيحُ المَصايِفِ سَوْمُها وسَهامُها والسَّهُومُ العُقابُ وأَسْهَمَ الرجلُ فهو مُسْهَمٌ نادر إِذا كثر كلامه كأَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ والميم بدل من الباء والسُّهُمُ والشُّهُمُ بالسين والشين الرجال العقلاء الحُكماءُ العُمَّالُ ورجل مُسْهَمُ العقلِ والجسمِ كمُسْهَبٍ وحكى يعقوب أَن ميمه بدل وحكى اللحياني رجل مُسْهَمُ العقلِ كمُسْهَبٍ قال وهو على البدل أَيضاً وكذلك مُسْهَمُ الجسمِ إِذا ذهب جسمُه في الحُبِّ والساهِمَةُ الناقة الضامرةُ قال ذو الرُّمَّة أَخا تَنائِفَ أَغْفَى عند ساهِمَةٍ بأَخْلَقِ الدفِّ في تَصديره جُلَبُ يقول زار الخَيالُ أَخا تَنائِفَ نام عند ناقة ضامرة مهزولة بجنبها قُروحٌ من آثار الحِبال والأَخْلَقُ الأَملس وإِبل سَواهِمُ إِذا غيرها السفر وسَهْمُ البيتِ جائِزُهُ وسَهْمٌ قبيلة في قريش وسَهْمٌ أَيضاً في باهِلَة وسَهْمٌ وسُهَيمٌ اسمان وسَهامٌ موضع قال أُميَّةُ بن أَبي عائِذٍ تَصَيَّفْتُ نَعْمانَ واصَّيَفَتْ جُنُوبَ سَهامٍ إِلى سُرْدَدِ

سوم
السَّوْمُ عَرْضُ السِّلْعَةِ على البيع الجوهري السَّوْمُ في المبايعة يقال منه ساوَمْتُهُ سُواماً واسْتامَ عليَّ وتساوَمْنا المحكم وغيره سُمْتُ بالسلْعةِ أَسومُ بها سَوْماً وساوَمْت واسْتَمْتُ بها وعليها غاليت واسْتَمْتُه إِياها وعليها غالَيْتُ واسْتَمْتُهُ إِياها سأَلته سَوْمَها وسامَنيها ذَكَرَ لي سَوْمَها وإِنه لغالي السِّيمَةِ والسُّومَةِ إِذا كان يُغْلي السَّوْمَ ويقال سُمْتُ فلاناً سِلعتي سَوْماً إِذا قلتَ أَتأْخُذُها بكذا من الثمن ؟ ومثل ذلك سُمْتُ بسِلْعتي سَوْماً ويقال اسْتَمْتُ عليه بسِلْعتي استِياماً إِذا كنتَ أَنت تذكر ثمنها ويقال اسْتامَ مني بسِلْعتي اسْتِياماً إِذا كان هو العارض عليك الثَّمَن وسامني الرجلُ بسِلْعته سَوْماً وذلك حين يذكر لك هو ثمنها والاسم من جميع ذلك السُّومَةُ والسِّيمَةُ وفي الحديث نهى أَن يَسومَ الرجلُ على سَومِ أَخيه المُساوَمَةُ المجاذبة بين البائع والمشتري على السِّلْعةِ وفصلُ ثمنها والمنهي عنه أَن يَتَساوَمَ المتبايعانِ في السِّلْعَةِ ويتقارَبَ الانعِقادُ فيجيء رجل آخر يريد أَن يشتري تلك السِّلْعَةَ ويخرجها من يد المشتري الأَوَّل بزيادة على ما اسْتَقَرَّ الأَمرُ عليه بين المُتساوِمَيْنِ ورضيا به قبل الانعقاد فذلك ممنوع عند المقاربة لما فيه من الإِفساد ومباح في أَوَّل العَرْضِ والمُساوَمَةِ وفي الحديث أَيضاً أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن السَّوْم قبل طلوع الشمس قال أَبو إِسحق السَّوْمُ أَن يُساوِمَ بسِلْعَتِه ونهى عن ذلك في ذلك الوقت لأَنه وقت يذكر الله فيه فلا يشتغل بغيره قال ويجوز أَن يكون السَّوْمُ من رَعْي الإِبل لأَنها إِذا رَعَت الرِّعْي قبل شروق الشمس عليه وهو نَدٍ أَصابها منه داء قتلها وذلك معروف عند أَهل المال من العرب وسُمْتُكَ بَعِيرَك سِيمةً حسنة وإِنه لغالي السِّيمةِ وسامَ أَي مَرَّ وقال صخر الهذلي أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ إِذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما وسَوْمُ الرياح مَرُّها وسامَتِ الإِبلُ والريحُ سَوْماً استمرّت وقول ذي الرُّمَّةِ ومُسْتامة تُسْتامُ وهي رَخِيصةٌ تُباعُ بِصاحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ يعني أَرضاً تَسُومُ فيها الإِبل من السَّوْم الذي هو الرَّعْي لا من السَّوْم الذي هو البيع وتُباعُ تَمُدُّ فيها الإِبل باعَها وتَمْسَحُ من المسح الذي هو القطع من قول الله عز وجل فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْناقِ الأَصمعي السَّوْمُ سرعة المَرِّ يقال سامَتِ الناقَةُ تَسُومُ سَوْماً وأَنشد بيت الراعي مَقَّاء مُنْفَتَقِ الإِبطَيْنِ ماهِرَة بالسَّوْمِ ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ ومنه قول عبد الله ذي النِّجادَيْنِ يخاطب ناقةَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومي تَعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجومِ وقال غيره السَّوْمُ سرعة المَرِّ مع قصد الصَّوْب في السير والسَّوَامُ والسائمةُ بمعنى وهو المال الراعي وسامَتِ الراعيةُ والماشيةُ والغنم تَسُومُ سَوْماً رعت حيث شاءت فهي سائِمَةٌ وقوله أَنشده ثعلب ذاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانةٌ غَرْبَةُ العَيْنِ جِهادُ المَسامْ
( * قوله « جهاد المسام » البيت للطرماح كما نسبه إليه في مادة جهد لكنه أبدل هناك المسام بالسنام وهو كذلك في نسخة من المحكم )
وفسره فقال المَسامُ الذي تَسومُهُ أَي تلزمه ولا تَبْرَحُ منه والسَّوامُ والسائمةُ الإِبل الراعية وأَسامَها هو أَرعاها وسَوَّمَها أَسَمْتُها أَنا أَخرجتها إِلى الرَّعْيِ قال الله تعالى فيه تُسِيمون والسَّوَامُ كل ما رعى من المال في الفَلَواتِ إِذا خُلِّيَ وسَوْمَهُ يرعى حيث شاء والسَّائِمُ الذاهب على وجهه حيث شاء يقال سامَتِ السائمةُ وأَنا أَسَمْتُها أُسِيمُها إِذا رَعًّيْتَها ثعلب أَسَمْتُ الإِبلَ إِذا خَلَّيْتَها ترعى وقال الأَصمعي السَّوامُ والسائمة كل إِبل تُرْسَلُ ترعى ولا تُعْلَفُ في الأصل وجَمْعُ السَّائم والسائِمة سَوائِمُ وفي الحديث في سائِمَةِ الغَنَمِ زكاةٌ وفي الحديث أَيضاً السائمة جُبَارٌ يعني أَن الدابة المُرْسَلَة في مَرْعاها إِذا أَصابت إِنساناً كانت جنايتُها هَدَراً وسامه الأَمرَ سَوْماً كَلَّفَه إِياه وقال الزجاج أَولاه إِياه وأَكثر ما يستعمل في العذاب والشر والظلم وفي التنزيل يَسُومونكم سُوءَ العذاب وقال أَبو إِسحق يسومونكم يُولُونَكم التهذيب والسَّوْم من قوله تعالى يسومونكم سوء العذاب قال الليث السَّوْمُ أَن تُجَشِّمَ إِنساناً مشقة أَو سوءاً أَو ظلماً وقال شمر سامُوهم أَرادوهم به وقيل عَرَضُوا عليهم والعرب تقول عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ قال الكسائي وهو بمعنى قول العامة عَرْضٌ سابِريٌّ قال شمر يُضْرَبُ هذا مثلاً لمن يَعْرِضُ عليك ما أَنت عنه غَنيّ كالرجل يعلم أَنك نزلت دار رجل ضيفاً فَيَعْرِضُ عليك القِرى وسُمْتُه خَسْفاً أَي أَوليته إِياه وأَردته عليه ويقال سُمْتُه حاجةً أَي كلفته إِياها وجَشَّمْتُه إِياها من قوله تعالى يَسُومُونكم سُوءَ العذاب أَي يُجَشِّمونَكم أَشَدَّ العذاب وفي حديث فاطمة أَنها أَتت النبي صلى الله عليه وسلم بِبُرْمةٍ فيها سَخِينَةٌ فأَكل وما سامني غَيْرَهُ وما أَكل قَطُّ إِلاَّ سامني غَيْرَهُ هو من السَّوْمِ التكليف وقيل معناه عَرَضَ عَليَّ من السَّوْمِ وهو طلب الشراء وفي حديث علي عليه السلام مَن ترك الجهادَ أَلْبَسَهُ الله الذِّلَّةَ وسِيمَ الخَسْف أَي كُلِّفَ وأُلْزِمَ والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ العلامة وسَوَّمَ الفرسَ جعل عليه السِّيمة وقوله عز وجل حجارةً من طينٍ مُسَوَّمَةً عند ربك للمُسْرفين قال الزجاج روي عن الحسن أَنها مُعَلَّمة ببياض وحمرة وقال غيره مُسَوَّمة بعلامة يعلم بها أَنها ليست من حجارة الدنيا ويعلم بسيماها أَنها مما عَذَّبَ اللهُ بها الجوهري مُسَوَّمة أَي عليها أَمثال الخواتيم الجوهري السُّومة بالضم العلامة تجعل على الشاة وفي الحرب أَيضاً تقول منه تَسَوَّمَ قال أَبو بكر قولهم عليه سِيما حَسَنَةٌ معناه علامة وهي مأُخوذة من وَسَمْتُ أَسِمُ قال والأَصل في سيما وِسْمى فحوّلت الواو من موضع الفاء فوضعت في موضع العين كما قالوا ما أَطْيَبَهُ وأَيْطَبَه فصار سِوْمى وجعلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وفي التنزيل العزيز والخيلِ المُسَوَّمَةِ قال أَبو زيد الخيل المُسَوَّمة المُرْسَلة وعليها ركبانها وهو من قولك سَوَّمْتُ فلاناً إِذا خَلَّيته وسَوْمه أَي وما يريد وقيل الخيل المُسَوَّمة هي التي عليها السِّيما والسُّومةُ وهي العلامة وقال ابن الأَعرابي السِّيَمُ العلاماتُ على صُوف الغنم وقال تعالى من الملائكة مُسَوَّمين قرئَ بفتح الواو أَراد مُعَلَّمين والخَيْلُ المُسَوَّمة المَرْعِيَّة والمُسَوَّمَةُ المُعَلَّمةُ وقوله تعالى مُسَوّمين قال الأَخفش يكون مُعَلَّمين ويكون مُرْسَلِينَ من قولك سَوَّم فيها الخيلَ أَي أَرسلها ومنه السائمة وإِنما جاء بالياء والنون لأَن الخيل سُوِّمَتْ وعليها رُكْبانُها وفي الحديث إِن لله فُرْساناً من أَهل السماء مُسَوَّمِينَ أَي مُعَلَّمِينَ وفي الحديث قال يوم بَدْرٍ سَوِّمُوا فإِن الملائكة قد سَوَّمَتْ أَي اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضاً وفي حديث الخوارج سِيماهُمُ التحليق أَي علامتهم والأَصل فيها الواو فقلبت لكسرة السين وتمدّ وتقصر الليث سَوَّمَ فلانٌ فرسه إِذا أَعْلَم عليه بحريرة أَو بشيء يعرف به قال والسِّيما ياؤها في الأَصل واو وهي العلامة يعرف بها الخير والشر قال الله تعالى تَعْرفُهم بسيماهم قال وفيه لغة أُخرى السِّيماء بالمد قال الراجز غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ يافِعاً له سِيماءُ لا تَشُقُّ على البَصَرْ
( * قوله سيماء هكذا في الأصل والوزن مختل ولعلَّها سيمياء كما سوف يأتي في الصفحة التالية )
تأْنيث سِيما غيرَ مُجْرىً الجوهري السيما مقصور من الواو قال تعالى سِيماهُم في وجوههم قال وقد يجيء السِّيما والسِّيميَا ممدودين وأَنشد لأُسَيْدِ ابن عَنْقاء الفَزارِيِّ يمدح عُمَيْلَةَ حين قاسمه مالَه غُلامٌ رَماه الله بالحُسْنِ يافعاً له سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ على البَصَرْ كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِهِ وفي جِيدِه الشِّعْرَى وفي وجهه القَمَر له سِيمياء لا تشق على البصر أَي يَفْرَح به من ينظر إِليه قال ابن بري وحكى عليُّ بنُ حَمْزَة أَن أَبا رِياشٍ قال لا يَرْوي بيتَ ابن عنقاء الفزاري غلام رماه الله بالحسن يافعاً إِلا أَعمى البصيرة لأَن الحُسْنَ مَوْلود وإِنما هو رماه الله بالخير يافعاً قال حكاه أَبو رِياشٍ عن أَبي زيد الأَصمعي السِّيماءُ ممدودة السِّيمِياءُ أَنشد شمر في باب السِّيما مقصورةً للجَعْدِي ولهُمْ سِيما إِذا تُبْصِرُهُمْ بَيَّنَتْ رِيبةَ من كانَ سَأَلْ والسَّامةُ الحَفْرُ الذي على الرَّكِيَّة والجمع سِيَمٌ وقد أَسامَها والسَّامَةُ عِرْقٌ في الجَبل مُخالف لجِبِلَّتِه إِذا أُخذَ من المُشْرِقِ إِلى المغرب لم يُخْلِف أَن يكون فيه مَعْدِنُ فضَّة والجمع سامٌ وقيل السَّامُ عُروق الذهب والفضة في الحَجر وقيل السَّامُ عُروق الذهب والفضة واحدته سامَةٌ وبه سمي سامَةُ بن لُؤَيِّ بن غالب قال قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ لَوَ انَّكَ تُلْقِي حَنْظَلاً فَوْقَ بَيْضِنا تَدَحْرَجَ عن ذِي سامِهِ المُتَقارِبِ أَي على ذي سامه وعن فيه بمعنى على والهاء في سامه ترجع إِلى البيض يعني البَيْضَ المُمَوَّهَ به أَي البيض الذي له سامٌ قال ثعلب معناه أَنهم تَراصُّوا في الحرب حتى لو وقع حَنْظَلٌ على رؤوسهم على امِّلاسه واسْتِواءِ أَجزائه لم ينزل إِلى الأَرض قال وقال الأَصمعي وابن الأَعرابي وغيره السامُ الذهب والفضة قال النابغة الذُّبْيانيُّ كأَنَّ فاها إِذا تُوَسَّنُ من طِيبِ رُضابٍ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ رُكِّبَ في السَّامِ والزبيب أَقا حِيُّ كَثِيبٍ يَنْدَى من الرِّهَمِ قال فهذا لا يكون إِلا فضة لأَنه إِنما شبه أَسنان الثغر بها في بياضها والأَعْرَفُ من كل ذلك أَن السَّامَ الذهبُ دون الفضة أَبو سعيد يقال للفضة بالفارسية سِيمٌ وبالعربية سامٌ والسامُ المَوْتُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال في الحَبَّةِ السَّوداء شفاءٌ من كل داء إِلا السَّامَ قيل وما السَّامُ ؟ قال المَوْتُ وفي الحديث كانت اليهود إِذا سَلَّموا على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا السَّامُ عليكم ويُظْهرون أَنهم يريدون السلام عليكم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يَرُدُّ عليهم فيقول وعليكم أَي وعليكم مثلُ ما دَعَوْتم وفي حديث عائشة أَنها سمعت اليهود تقول للنبي صلى الله عليه وسلم السَّامُ عليك يا أَبا القاسم فقالت عليكم السامُ والذامُ واللعنةُ ولهذا قال عليه السلام إِذا سلم عليكم أَهل الكتاب فقولوا وعليكم يعني الذي يقولون لكم رُدُّوه عليهم قال الخطابي عامة المُحَدِّثِينَ يَرْوُونَ هذا الحديث يقولون وعليكم بإِثبات واو العطف قال وكان ابن عيينة يرويه بغير واو وهو الصواب لأَنه إِذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه بعينه مردوداً عليهم خاصة وإِذا أَثبت الواو وقع الاشتراك معهم فيما قالوه لأن الواو تجمع بين الشيئين والله أَعلم وفي الحديث لكل داءٍ دواءٌ إِلا السَّامَ يعني الموت والسَّامُ شجر تعمل منه أَدْقالُ السُّفُنِ هذه عن كراع وأَنشد شمر قول العجاج ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ صَعْلٌ من السَّامِ ورُبَّانيُّ أَجْرَدُ يقول الدَّقَلُ لا قِشْر عليه والصَّعْلُ الدقيق الرأْس يعني رأْس الدَّقَل والسَّام شجر يقول الدَّقَلُ منه ورُبَّانيٌّ رأْس المَلاَّحين وسامَ إِذا رَعى وسامَ إِذا طَلَبَ وسامَ إِذا باع وسامَ إِذا عَذَّبَ النَّضْرُ سامَ يَسُوم إِذا مَرَّ وسامَتِ الناقةُ إِذا مضت وخلى لها سَومْها أَي وَجْهها وقال شجاع يقال سارَ القومُ وساموا بمعنىً واحد ابن الأَعرابي السَّامَةُ الساقةُ والسَّامَةُ المَوْتَةُ والسَّامَةُ السَّبِيكةُ من الذَّهب والسَّامةُ السَّبِيكة من الفضة وأَما قولهم لا سِيمَّا فإِن تفسيره في موضعه لأَن ما فيها صلة وسامَتِ الطيرُ على الشيء تَسُومُ سَوْماً حامت وقيل كل حَومٍ سَوْمٌ وخلَّيْتُه وسَوْمَه أَي وما يريد وسَوَّمَه خَلاَّه وسَوْمَه أَي وما يريد ومن أَمثالهم عَبْدٌ وسُوِّمَ أَي وخُلِّيَ وما يريد وسَوَّمه في مالي حَكَّمَه وسَوَّمْتُ الرجلَ تَسْوِيماً إِذا حَكَّمْتَه في مالك وسَوَّمْتُ على القوم إِذا أَغَرْتَ عليهم فعِثْتَ فيهم وسَوَّمْتُ فلاناً في مالي إِذا حَكَّمْتَه في مالك والسَّوْمُ العَرْضُ عن كراع والسُّوامُ طائر وسامٌ من بني آدم قال ابن سيده وقضينا على أَلفه بالواو لأَنِها عين الجوهري سامٌ أَحد بني نوح عليه السلام وهو أَبو العرب وسَيُومُ جبل
( * قوله « وسيوم جبل إلخ » كذا بالأصل والذي قي القاموس والتكملة يسوم بتقديم الياء على السين ومثلهما في ياقوت ) يقولون والله أَعلم مَنْ حَطَّها من رأْسِ سَيُومَ ؟ يريدون شاة مسروقة من هذاالجبل

سيم
قوم سُيُوم آمِنُونَ وفي حديث هجرة الحَبَشَة قال النجاشي لمن هاجر إِلى أَرضه امْكُثوا فأَنتم سُيُوم بأَرْضي أَي آمنون قال ابن الأَثير كذا جاء تفسيره قال هي كلمة حبشية وتروى بفتح السين وقيل سُيُومٌ جمع سائم أَي تَسُومُون في بلدي كالغنم السائمة لا يعارضكم أَحد والله تعالى أَعلم

شأم
الشُّؤْمُ خلافُ اليُمْنِ ورجل مَشْؤُوم على قومه والجمع مَشائِيمُ نادر وحكمه السلامة أَنشد سيبويه اللأَحْوص اليَرْبوعي مَشائِينِ ليسوا مُصْلحين عَشيرةً ولا ناعِبٍ إِلاَّ بشُؤْمٍ غُرابُها رَدَّ ناعباً على موضع مصلحين وموضعه خفض بالباء أَي ليسوا بمصلحين لأَن قولك ليسوا مصلحين وليسوا بمصلحين معناهما واحد وقد تَشاءمُوا به وفي الحديث إِن كان الشُّؤْم ففي ثلاث معناه إِن كان فيما تكره عاقبته ويخاف ففي هذه الثلاث وتخصيصه لها لأَنه لما أَبطل مذهب العرب في التَّطَيُّر بالسَّوانِح والبَوارِح من الطير والظباء ونحوها قال فإِن كانت لأَحدكم دار يكره سكناها أَو امرأَة يكره صُحْبَتَها أَو فرس يكره ارتباطها فليفارقها بأَن ينتقل عن الدار ويطلق المرأَة ويبيع الفرس وقيل شُؤْمُ الدار ضِيقُها وسوء جارها وشؤْم المرأَة أَن لا تلد وشؤم الفرس أَن لا يُنْزى عليها والواو في الشؤم همزة ولكنها خففت فصارت واواً وغلب عليها التخفيف حتى لم ينطق بها مهموزة وقد شُئِمَ عليهم وشَؤُمَ وشأَمَهُم وما أَشْأَمه وقد تَشاءَم به والمَشْأَمة الشُّؤْمُ ويقال شَأَمَ فلانٌ أَصحابه إِذا أَصابهم شُؤْم من قِبَله الجوهري يقال ما أَشْأَمَ فلاناً والعامَّة تقول ما أَيْشَمَه وقد شَأَمَ فلان على قومه يَشْأَمُهم فهو شائِمٌ إِذا جَرَّ عليهم الشُّؤم وقد شُئِمَ عليهم فهو مَشْؤُومٌ إِذا صار شُؤماً عليهم وطائر أَشْأَمُ جارٍ بالشُّؤْم ويقال هذا طائر أَشْأَمُ وطير أَشْأَمُ والجمع الأَشائِمُ والأَشائِمُ نقيض الأَيامِنِ وأَنشد أَبو عبيدة فإِذا الأَشائِمُ كالأَيا مِنِ والأَيامِنُ كالأَشائِمْ قال أَبو الهيثم العرب تقول أَشْأَمُ كلِّ امْرئٍ بين لَحْيَيْه قال أَشْأَمُ في معنى الشُّؤْم يعني اللسانَ وأَنشد لزهير فَتُنْتَجْ لكم غِلْمانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ كأَحْمَرِ عادٍ ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِم قال غِلْمانَ أَشْأَمَ أَي غِلْمانَ شُؤْمٍ قال الجوهري وهو أَفعل بمعنى المصدر لأَنه أَراد غِلْمان شُؤْمٍ فجعل اسم الشُّؤم أَشْأَم كما جعلوا اسم الضَّرِّ الضَّرَّاء فلهذا لم يقولوا شَأْماء كما لم يقولوا أَضَرُّ للمذكر إِذا لا يقع بين مؤنثة ومذكره فصل لأَنه بمعنى المصدر ويقولون قد يُمِنَ فلانٌ على قومه فهو مَيْمون عليهم وقد شُئِمَ عليهم فهو مَشْؤُوم عليهم بهمزة واحدة بعدها واو وقوم مَشائِيمُ وقوم مَيامين ورجل شَآمٍ وتَهامٍ إِذا نسبت إِلى تِهامةَ والشأْم وكذلك رجل يَمانٍ زادوا أَلفاً فخففوا ياء النسبة وفي الحديث إِذا نَشَأَتْ بَحْريةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ تشاءمت أَخَذتْ نحوَ الشَّأْم ويقال تَشاءَمَ الرجل إِذا أَخذ نحو شِماله وأَشْأَمَ وشاءَمَ إِذا أَتى الشَّأْمَ ويامَنَ القومُ وأَيْمَنُوا إِذا أَتَوا اليَمَنَ وفي صفة الإِبل ولا يأْتي خَيْرُها إِلاَّ من جانبها الأَشْأَم يعني الشِّمال ومنه قيل لليد الشمال الشُّؤْمى تأْنيثُ الأَشْأَم يريد بخيرها لَبَنَها لأَنها إِنما تُحْلَبُ وتُرْكَبُ من الجانب الأَيسر وفي حديث عَدِيٍّ فيَنْظُرُ أَيْمَنَ منه وأَشْأَمَ فلا يَرَى إِلاَّ ما قدَّمَ والشُّؤْمى من اليدين نقيض اليُمْنى ناقَضُوا بالاسْمَيْنِ حيث تناقضت الجهتان قال القطامِيُّ يصف الكلابَ والثَّوْرَ فَخَرَّ على شُؤْمى يَدَيْهِ فَذَادَها بأَظْمأَ مِنْ فَرْعِ الذُّؤَابةِ أَسْحَما والشَّأْمَةُ خلاف اليَمْنَةِ والمَشْأَمة خلاف المَيْمَنَة والشَّأْمُ بلاد تذكر وتؤنث سميت بها لأَنها عن مَشْأَمة القبلة قال ابن بري شاهد التأْنيث قول جَوَّاس بن القَعْطَل جِئْتُمْ من البلدِ البَعيدِ نِياطُه والشَّأْمُ تُنْكَرُ كَهْلُها وفَتاها قال كَهْلُها وفَتاها بدل من الشأْم وشاهد التذكير قول الآخر يقولون إِنَّ الشَّأْمَ يَقْتُلُ أَهْلَهُ فمن ليَ إِنْ لم آتِهِ بخُلُودِ ؟ وقال عثمان بن جني الشأْم مذكر واستشهد عليه بهذا البيت وأَجاز تأْنيثه في الشعر ذكر ذلك في باب الهجاء من الحماسة قال وقد جاء الشَّآمُ لغة في الشَّأْمِ قال المجنون وخُبِّرْتُ لَيْلى بالشَّآمِ مَريضةً فأَقْبَلْتُ من مِصْرٍ إِليها أَعُودُها وقال آخر أَتَتْنا قُرَيشٌ قَضَّها بقَضِيضِها وأَهْلُ الشَّآمِ والحجازِ تَقَصَّفُ وأَما قول الشاعر أَزْمانُ سَلْمَى لا يَرى مِثْلَها ال رّاؤُونَ في شَأْمٍ ولا في عِراق إِنما نَكَّره لأَنه جعل كل جزء منه شَأْماً كما احتاج إِلى تنكير العراق فجعل كل جزء منه عراقاً وهي الشَّآمُ والنسب إِليها شامِيٌّ وشَآمٍ على فَعالٍ ولا تقل شَأْمٍ وما جاء في ضرورة الشعر فمحمول على أَنه اقتصر من النسبة على ذلك البلد قال ابن بري شاهد شآمٍ في النسبة قول أَبي الدرداء مَيْسَرَةَ فهاتيكَ النُّجومُ وهُنَّ خُرْسٌ يَنُحْنَ على مُعاويةَ الشَّآمِ وامرأَة شآميَّةٌ وشآمِيَةٌ مخففة الياء والمَشْأَمةُ المَيسَرة وكذلك الشَّأْمَةُ وأَشْأَمَ الرجلُ والقومُ أَتَوا الشأْمَ أَو ذهبوا إِليها قال بِشْرُ بن أَبي خازم سَمِعتْ بنا قِيلَ الوُشاةِ فأَصْبَحَتْ صَرَمَتْ حِبالَكَ في الخَلِيط المُشْئِم وتَشَأْم الرجلُ انتسب إِلى الشأْم مثل تَقَيَّس وتَكَوَّف ويامِنْ بأَصحابك أَي خذ بهم يَمْنَةً وشائِمْ بأَصحابك خذ بهم شأْمَةً أَي ذاتَ الشمال أَو خُذْ بهم إِلى الشأْم ولا يقال تَيامَنْ بهم ويقال قَعَدَ فلانٌ يَمْنَةً وقعد فلان شأْمةً ونظرتُ يَمْنَة وشأْمَةً ويقال شَأَمْتُ القومَ أَي يَسَرْتُهم ويقال تشاءَم أَخَذَ ناحِيةَ الشَّأْم فإِذا أَردْتَ خُذْ ناحية الشأْم قلتَ شائِمْ فإِذا أَردت أَتَى الشأْم قلت أَشْأَم وكذلك أَيْمَنَ إِذا أَتَى اليَمَنَ وتَيامَنَ إِذا أَخذ اليَمَن ويامَنَ إِذا أَخذ ناحية اليَمَن والشِّئْمَةُ مهموزَةً الطبيعةُ حكاها أَبو زيد واللحياني وقال ابن جني قد همز بعضهم الشِّئمة ولم يُعَلِّلْهُ قال ابن سيده والذي عندي فيه أَن همزه نادر لأَنه ليس هنالك ما يوجبه وذكر ابن الأَثير في شأْم قال وفي حديث ابن الحَنْظَلِيَّة حتى تكونوا كأَنَّكم شأْمةٌ في الناس قال الشأْمة الخالُ في الجَسد معروفة أَراد كونوا في أَحسن زِيٍّ وهيئة حتى تَظْهَروا للناس وينظروا إِليكم كما تَظْهَرُ الشأْمة ويُنظر إِليها دون باقي الجسد

شبم
الشَّبَمُ بالتحريك البَرْدُ ابن سيده الشَّبَمُ بَرْدُ الماء يقال ماءٌ شَبِمٌ ومطر شَبِمٌ وغَداةٌ ذاتُ شَبَمٍ وقد شَبِمَ الماءُ بالكسر فهو شَبِمٌ وماء شَبِمٌ بارد وفي حديث جرير خيرُ الماء الشَّبِمُ أَي البارد ويروى بالسين والنون وقد تقدم وفي زواج فاطمة عليها السلام دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم في غَداةٍ شَبِمَةٍ وفي قصيد كعب بن زهير شُجَّتْ بذي شَبمٍ من ماءِ مَحْنِيةٍ صافٍ بأَبْطَحَ أَضحى وهو مَشْمُول يروى بكسر الباء وفتحها على الاسم والمصدر وقوله وقد شَبَّهُوا العِيرَ أَفْراسَنا فقد وَجَدُوا مَيْرهم ذا شَبَمْ يقول لما رأَوا خيلنا مقبلة ظنوها عيراً تحمل إِليهم مَيْراً فقد وجدوا ذلك المَيْر بادراً لأَنه كان سَمّاً وسلاحاً والسَّمُّ والسلاح باردان وقيل الشَّبَمُ هنا
( * قوله « وقيل الشبم هنا » أي في البيت ولعله روي ذا شبم بكسر الباء أيضاً لأنه الذي بمعنى الموت كما في التكملة ) الموت لأن الحي إِذا مات بَرَد والعرب تسمي السَّمَّ شَبِماً والموتَ شَبِماً لبرده وقيل لابْنةِ الخُسِّ ما أَطَيبُ الأَشياء ؟ قالت لحمُ جَزُورٍ سَنِمة في غَداةٍ شَبِمَةٍ بشِفارٍ خَذِمَةٍ في قُدورٍ هَزِمَة أَرادت في غداة باردة والشِّفارُ الخَذِمَةُ القاطعة والقُدُور الهَزِمَةُ السريعة الغَلَيان أَبو عمرو الشَّبِمُ الذي يَجِدُ البَرْدَ مع الجُوع وأَنشد لحُمَيْدِ بن ثور بعَيْنَيْ قُطامِيٍّ نَما فوق مَرْقَبٍ غَذا شَبِماً يَنْقَضُّ بين الهَجارِسِ وبقرة شَبِمَةٌ سَمِينة عن ثعلب والمعروف سَنِمةٌ والشِّبامُ عُود يُعَرَّضُ في شِدْقَي السَّخْلة يُوثَقُ به من قِبَلِ قَفاه لئلا يَرْضَعَ فهو مَشْبُومٌ وقد شَبَمَها وشَبَّمَها وقال عَدِيٌّ ليس للمَرْءِ عُصْرَةٌ من وِقاع ال دَّهْرِ تُغْني عنه شِبامَ عَناقِ وأَسَدٌ مُشَبَّمٌ مَشْدُود الفم وفي المثل تَفْرَقُ من صوت الغُرابِ وتَفْتَرِسُ الأَسَدَ المُشَبَّم قال وأَصلُ هذا المثل أَن امرأَة افْتَرَسَتْ أَسداً مُشَبَّماً وسمعت صوتَ غُرابٍ ففَرِقتْ فَضُرِبَ ذلك مثلاً لكل من يَفْزَعُ من الشيء اليسير وهو جَريءٌ على الجَسِيم ابن الأَعرابي يقال لرأْس البُرْقُع الصَّوْقَعَةُ ولكفِّ عَين البُرْقُعِ ا لضِّرْسُ ولخيطه الشِّبامانِ ابن سيده والشِّبامانِ خَيْطانِ في البُرْقُع تَشُدُّه المرأَة بهما في قَفاها والشَّبامُ بفتح الشين نباتٌ يُشَبُّ به لْونُ الحِنَّاءِ عن أَبي حنيفة وأَنشد على حين أَن شابَتْ ورَقَّ لرأْسِها شَبامٌ وحِنَّاءٌ معاً وصَبِيبُ وشَبامٌ حَيٌّ من اليمن
( * قوله « وشبام حي من اليمن » ضبط في الأصل كنسخة من التهذيب بفتح الشين وقوله « وشبام حي من همدان » ضبط في الأصل والمحكم بفتح الشين وقوله « وفي الصحاح الشبام إلخ » ضبط في الأصل كالصحاح بكسر الشين والذي في القاموس كالتكملة بكسر الشين في الجميع وأنشد في التكملة للحرث بن حلزة
فما ينجيكم منا شبام ... ولا قطن ولا أهل الحجون
وقال شبام وقطن جبلان وقال ابن حبيب شبام جبل همدان باليمن وقال أبو عبيدة شبام في قول امرئ القيس
أنف كلون دم الغزال معتق ... من خمر عانة أو كروم شبام
موضع بالشأم وعانة قرية على الفرات فوق هيت ) وشبامٌ حَيٌّ من هَمْدان وفي الصحاح الشِّبامُ حيّ من العرب وشِبامٌ اسم جَبَلٍ

شبرم
الشُّبْرُمُ ضرب من الشيح وقيل هو من العِضِّ وهي شجرة شاكَةٌ ولها زَهْرة حمراء وقيل الشُّبْرُم ضرب من النبات معروف وقيل الشُّبْرُم من نبات السهل له وَرَقٌ طُوالٌ كوَرَقِ الحَرْمَلِ وله ثمر مثل الحِمَّصِ واحدته شُبْرُمة وقيل الشُبْرُوُ حَبٌّ يُشْبِه الحِمَّصَ قال عنترة تَسْعَى حَلائِلنا إِلى جُثْمانِهِ بجَنَى الأَراكِ تَفِيئَةً والشُّبْرُمِ تفيئة من الفَيْءِ قال ابن بري إِذا كان تَفِيئَةً على ما ذكره من الفيء فأَصله تَفْيئةً على تَفْعِلة لأَنه مصدر فَيَّأَتِ الشجرةُ تَفْيِئَة ثم نقل كسرة الياء على الفاء فصارت تَفِيئةً وهي في موضع الحال من الأَراك وقد يحتمل أَن تكون التَّفِيئَةُ بمعنى الحِين يقال أَتيته في تَفِيئة ذلك وإِفَّان ذلك وتَئِفَّةِ ذلك أَي حين ذلك تَفِيئةٌ على هذا مقلوبٌ فأَصله تَئِفَّةِ ذلك لأَن الهمزة فاء الكلمة والفاء عَينها وفي حديث أُم سلمة أَنها شرِبَت الشُّبْرُمَ فقال إِنه حارٌّ جارٌ الشُّبْرُم حَبٌّ يُشْبه الحِمَّصَ يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي وقيل إِنه نوع من الشيح قال وأَخرجَه الزمخشري عن أَسماء بنت عُمَيْس قال ولعله حديث آخر والشُّبْرُمُ البَخيل وإِن كان طويلاً
( * قوله وان كان طويلاً هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) قال أَبو حنيفة والشُّبْرُمُ شجرة حارَّةٌ تسمو على ساقٍ كقِعْدَةِ الصبي أَو أَعظم لها ورق طُوالٌ رُقاقٌ وهي شديدة الخُضْرَة وزعم بعض الأَعراب أَن لها حبّاً صغاراً كَجَماجِم الحُمَّرِ أَبو زيد في العضاهِ الشُّبْرُمُ الواحدة شُبْرُمَة وهي شجرة شاكة ولها ثمرة نحو النَّخَر في لونه ونِبْتَتِه ولها زَهْرَة حمراء والنَّخَرُ الحمض والشُّبْرُمُ القصير من الرجال قال هِمْيانُ ما منهمُ إِلا لئيمٌ شُبْرُمُ أَسْحَمُ لا يأْتي بخَيْرٍ حَلْكَمُ وفي التهذيب أَرْصَعُ لا يُدَعى لعَنزٍ حَلْكَمُ والحَلْكَمُ الأَسْوَدُ الجوهري الشُّبْرُم البخيلُ أَيضاً وأَنشد بيت هميْان أَيضاً ما منهمُ إِلاَّ لئيم شُبْرُمُ والشُّبْرُمانُ نبت أَو موضع وقال يصف حميراً تَرْفَعُ في كل زُقاقٍ قَسْطَلا فصَبَّحَتْ من شُبْرُمانَ مَنْهلا أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبيّاً طَيْسلا وفي الصحاح شُبْرُمان بغير ألف ولام وشُبْرُمةُ اسم رجل

شتم
الشَّتْمُ قبيح الكلام وليس فيه قَذْفٌ والشَّتْمُ السَّبُّ شَتَمَه يَشْتُمُه ويَشْتِمُه شَتْماً فهو مَشْتُوم والأُنثى مَشْتُومة وشَتِيمٌ بغير هاء عن اللحياني سَبَّهُ وهي المَشْتَمَةُ والشَّتِيمة وأَنشد أَبو عبيد لَيْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها عَرَقُ السِّقاءِ على القَعُودِ اللاَّغِبِ يقول هذه الكلمة وإِن لم تُعَدَّ شَتْماً فإِن العَفْو عنها شديد والتَّشاتُمُ التَّسابُّ والمُشاتَمةُ المُسابَّةُ وقال سيبويه في باب ما جَرى مَجْرى المَثَل كلُّ شَيءٍ ولا شَتِيمةُ حُرٍّ وشاتَمه فَشَتَمه يَشْتُمه غَلَبَه بالشَّتْمِ ورجل شَتَّامةٌ كثير الشَّتْمِ الجوهري والشَّتِيمُ الكَريهُ الوجه وكذلك الأَسَدُ يقال فلان شَتِيمُ المُحَيّا وقد شَتُمَ الرجلُ بالضم شَتامَةً وأَنشد ابن بري للمَرَّار الأَسَدِيّ يُعْطِي الجَزيلَ ولا يُرى في وَجْهِهِ لخَلِيلِه مَنٌّ ولا شَتْمُ قال وشاهد شَتامَةً قول الآخر وهَزِئْن مِنِّي أَن رَأَيْنَ مُوَيْهِناً تَبْدُو عليه شَتامَةُ المَمْلُوكِ والاشْتِيامُ رَئيسُ الرُّكّابِ والشَّتِيمُ والشُّتامُ والشُّتامةُ القبيح الوجه والشُّتامَةُ أَيضاً السَّيِّءُ الخُلُقِ والشَّتامة شِدَّةُ الخَلْقِ مع قُبْح وَجْهٍ وأَسدٌ شَتِيمٌ عابسٌ وحمار شَتِيمٌ وهو الكريه الوجه القبيح وشُتَيْم ومِشْتَمٌ اسمان

شجم
ابن الأَعرابي الشُّجُمُ الطِّوال الأَعْفارُ أَبو عمرو الشَّجَمُ الهلاك

شجعم
الشَّجْعَمُ الطويل من الأُسْد وغيرها مع عِظَمٍ وعُنُقٌ شَجْعَمٌ كذلك على التمثيل وحَيَّةٌ شَجْعَم شديدة غليظة والشَّجعَم من نعت الحية الشجاع قال قد سالَمَ الحَيّاتُ منه القَدَما الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما قال ابن سيده ولم يقض على هذه الميم بالزيادة إِذ لم يوجب ذلك ثَبْثٌ ولا تزاد الميم إِلاَّ بثَبْتٍ لقلة مجيئها زائدة في مثله هذا مذهب سيبويه وذهب غيره إِلى أَن فَعْلَمٌ من الشجاعة

شحم
الأَزهري الشَّحَمُ البَطَرُ ابن سيده الشَّحْمُ جوهر السِّمَنِ والجمع شُحُوم والقطعة منه شَحْمةٌ وشَحُمَ الإِنسانُ وغيرُهُ وفي الحديث لعنَ اللهُ اليهودَ حُرِّمَتْ عليهم الشُّحُومُ فباعوها وأَكلوا أَثمانَها الشَّحْمُ المحرّم عليهم هو شَحْمُ الكُلى والكرش والأَمعاء وأَما شَحْم الأَلْيَةِ والظُّهور فلا وشَحُمَ فهو شَحِيمٌ صار ذا شَحْم في بدنه وقد شَحُم بالضم وشَحِمَ شَحَماً فهو شَحِمٌ اشْتَهى الشَّحْم وقيل أَكل منه كثيراً وأَشْحَمَ كثر عنده الشَّحْمُ ابن السكيت رجل شَحِيمٌ لحيم أَي سمين ورجل شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلى الشَّحْمِ واللَّحْم وهو يشتهيهما ورجل شاحِمٌ لاحِمٌ ذو شَحْمٍ ولَحْمٍ على النَّسب كما قالوا لابِنٌ وتامِرٌ وشَحَم القومَ يَشْحَمُهم شَحْماً وأَشْحَمَهم أَطْعَمهم الشَّحْم ورجل شاحِمٌ لاحِمٌ إِذا أَطْعم الناسَ الشَّحْمَ واللحم ورجل شَحَّامٌ يبيع الشَّحْمَ والشَّحَّامُ الذي يُكْثِرُ إِطْعامَ الناس الشَّحْمَ وأَشْحَم الرجلُ فهو مُشْحِم إِذا كَثُرَ عنده الشَّحْم وكذلك أَلْحَم فهو مُلْحِمٌ وشَحِمَتِ الناقة وشَحُمَتْ شُحُوماً سَمِنَت بعد هُزالٍ والعرب تسمي سَنام البعير شَحْماً وبياضَ البطن شَحْماً وشَحْمَةُ الأُذُن ما لانَ من أَسفلها وهو مُعَلَّقُ القُرْطِ وفي الحديث وفيهم من يَبْلُغُ العَرَقُ إِلى شَحْمة أُذنه هو من ذلك قال هو موضع خَرْقِ القُرْطِ وفي حديث ربيعة في الرجل يرفع يديه إِلى شَحْمة أُذنيه وشَحْمَةُ العين مُقْلَتُها وفي الأَزهري حَدَقَتُها ويقال هي الشحمة التي تحت الحَدَقة وطعام مَشْحوم وخُبزٌ مَشْحُوم قد جُعِلَ فيه الشَّحْمُ وشَحْمة الأَرض دودة بيضاء وقيل هي عَظاءَةٌ بيْضاء غيرُ ضَخْمةٍ وقيل ليست من العَظاء هي أَطْيَبُ وأَحْسَنُ وقالوا شَحْمةُ النَّقا كما قالوا بناتُ النَّقا وفي الصحاح شَحْمَةُ الأَرض الكَمْأَةُ البيضاءُ ابن سيده وشَحْمَة النخلة الجُمَّارةُ وشَحْمَةُ الرُّمَّانة الهَنَةُ التي تَفصِلُ بين حَبِّها ورُمَّانة شَحِمةٌ غليظة الشَّحْمَةِ وفي حديث علي كرم الله وجهه كُلُوا الرُّمان بشَحْمِه فإِنه دِباغُ المَعِدَة قيل هو ما في جوفه سوى الحب وشَحْمُ الرمانة الأَصفر بين ظَهْرانَيِ الحَبِّ وعِنَبٌ شَحِمٌ قليل الماء غَلِيظُ اللِّحاء وشَحْمَةُ الحَنْظَل معروفة وشَحْمُ الحَنْظَل ما في جوفه سوى حبه وأَبو شَحْمَةَ رجل

شخم
شَخَمَ اللحمُ شُخوماً وشَخِمَ شَخَماً فهو شَخِمٌ وأَشْخَمَ إِشْخاماً وشَخَّمَ تغيرت رائحته زاد الأَزهري لا من نَتْنٍ ولكن كراهة وشَخَم الطعامُ بالفتح وشَخِمَ بالكسر إِذا فَسَدَ وشَخَّمَه غيره وأَشْخَمَ فُوه إِشْخاماً وأَنشد الجوهري ولِثَةٌ قد ثَتِنَتْ مُشَخَّمَه أَي فاسدة قال ابن بري صواب إِنشاده ولِثَةً بالنصب لأَن قبله لَمّا رأَتْ أَنْيابَهُ مُثَلَّمَهْ ويقال ثَنِتَ اللحم وثَتِنَ قال وحكي نَثِتَ أَيضاً ولحم فيه تَشْخِيمٌ إِذا تغير ريحه وأَزْخَمَ اللحمُ مثل أَشْخَم وأَشْخَمَ اللبنُ تغيرت رائحته وشَخَمَ فَمُهُ وشَخَّمَ تغيرت رائحته أَيضاً ابن الأَعرابي الشُّخُم هم المُسْتَدُّو الأُنُوفِ من الروائح الطيبة أَو الخبيثة قال والشُّخُمُ والشُّحُمُ البِيضُ من الرحال بالحاء والخاء جميعاً والشُّجُمُ بالجيم الطِّوالُ الأَعْفارُ والأَعْفارُ الأَشِدَّاءُ واحدهم عِفْريٌّ وعِفْرِيَةٌ وشَخَمَ الرجلُ وأَشْخَمَ تَهَيَّأَ للبُكاء وشَعَر أَشْخَمُ أَبيضُ والأَشْخَمُ الرأْس الذي علا بياضُ رأْسه سَوادَه واشْخامَّ النبْتُ عَلا بياضُه خُضْرَتَه وعامٌ أَشْخَم لا ماء فيه ولا مَرْعى وحكى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده لما رأيتُ العامَ عاماً أَشْخَمَا كَلَّفْتُ نَفْسي وصِحابي قُحَمَا وجُهَماً من لَيْلِها وجُهَمَا وروض أَشْخَم لا نَبْتَ فيه وفي النوادر حمار أَطْخَمُ وأَشْخَمُ وأَدْغَمُ بمعنى واحد

شدقم
التهذيب في الرباعي الشَّدْقَمِيُّ والشَّدْقَمُ الواسِعُ الشِّدْق وهو من الحروف التي زادت العرب فيها الميم مثل زُرْقُمٍ وسُتْهُمٍ وفُسْحُمٍ قال ابن بري ومنه يقال شُداقِمٌ قال الزَّفَيانُ شُداقِمٍ ذي شِدْقٍ مُهَرَّتِ وفي حديث جابر حَدَّثَه رجلٌ بشيء فقال ممن سمعتَ هذا ؟ فقال من ابن عباس قال من الشَّدْقَمِ هو الواسِع الشِّدْقِ ويوصف به المِنْطِيقُ البَلِيغُ المُفَوَّه وشَدْقَمٌ اسم فحل من فحول إِبل العرب معروف قال الجوهري شَدْقَمٌ فحل كان للنعمان بن المنذر ينسب إِليه الشَّدْقمِيَّاتُ من الإِبل قال الكميت غُرَيْرِيَّةُ الأَنسابِ أَو شَدْقَمِيَّةٌ يَصِلْنَ إِلى البِيدِ الفَدافِدِ فَدْفَدا

شذم
ابن الأَعرابي يقال للناقة الفَتِيَّةِ السريعة شِمِلَّةٌ وشِمْلالٌ وشَيْذُمانَةٌ وقال الليث الشَّيْذُومان بضم الذال والشيْمَذانُ من أَسماء الذئب قال الطِّرِمَّاحُ على حُوَلاءَ يَطْفو السُّخْدُ فيها فَراها الشَّيْذُمانُ عن الخَبيرِ
( * قوله « عن الخبير » كذا بالأصل والذي في التهذيب من الحنين اه ولعله عن الجنين بالجيم زاد في التكملة الشذام كسحاب الملح وحمة العقرب والزنبور )
السُّخْدُ ماء أَصفر يكون في الحُوَلاء

شرم
الشَّرْمُ والتَّشْرِيمُ قَطْعُ الأَرْنَبَةِ وثَفَرِ الناقة قيل ذلك فيهما خاصة ناقةٌ شَرْماء وشَرِيمٌ ومَشْرومَةٌ ورجل أَشْرَمُ بَيِّنُ الشَّرَمِ مَشْرُومُ الأَنْفِ ولذلك قيل لأَبْرَهَةَ الأَشْرَمُ وأُذُنٌ شَرْماءُ ومُشَرَّمَةٌ قُطِع من أَعلاها شيءٌ يسير وفي الحديث فجاءه بمُصْحَف مُشَرَّمِ الأَطْراف فاستعمل في أَطراف المصحف كما ترى والشَّرْمُ الشَّق شَرَمَهُ يَشْرِمُه شَرْماً فَشَرِمَ شَرَماً وانْشَرَم وشَرَّمَهُ فَتَشَرَّم والشَّرْمُ مصدر شَرَمَهُ أَي شَقَّه قال أَبو قيس بنُ الأَسْلَتِ يصف الحَبَشَة والفيلَ عند ورودهم إِلى الكعبة الشريفة مَحاجِنُهمْ تَحْتَ أَقْرابِه وقد شَرَمُوا جِلْدَه فانْشَرَم والشَّارِمُ السَّهْمُ الذي يَشْرِمُ جانِبَ الغَرَضِ والتَّشْرِيمُ التَّشْقِيقُ وتَشَرَّمَ الشيءُ تَمَزَّق وتَشَقَّقَ والأَشْرَمُ أَبْرَهَةُ صاحبُ الفيل سمي بذلك لأَنه جاءه حجر فَشَرَمَ أَنفَه ونَجَّاه الله ليُخْبِرَ قومَه فسمي الأَشْرَمَ وفي الحَديث أَن أَبرهة جاءه حجر فََشَرَم أَنْفَه فسمي الأَشَرمَ وفي حديث ابن عمر أَنه اشترى ناقة فرأَى بها تَشْرِيمَ الظِّئار فَرَدَّها قال أَِبو عبيد التَّشْرِيمُ التشقيق قال أَبو منصور ومعنى تَشْرِيمِ الظِّئار أَنَّ الظئار أَن تُعَطَفَ الناقةُ على ولد غيرها فتَرْأَمَه يقال ظاءرْتُ أُظائِرُ ظِئاراً قال وقد شاهدت ظِئارَ العرب الناقةَ على ولد غيرها فإِذا أَرادوا ذلك شَدُّوا أَنْفَها وعَيْنَيها ثم حَشَوْا خَوْرانَها بدُرْجةٍ مَحْشُوَّةٍ خِرَقاً ومُشاقَة ثم خَلُّوا الخَوْرانَ بِخِلالَيْنِ وتُرِكَتْ كذلك يوماً فَتَظُنُّ أَنها قد مَخِضَتْ للوِلادِ فإِذا غَمَّها ذلك نَفَّسُوا عنها ونزعوا الدُّرْجَة من خَوْرانِها وقد هُيِّئَ لها حُوارٌ فَتَرَى أَنها وَلَدَتْهُ فتَذُرُّ عليه والخَوْرانُ مَجْرَى خروج الطعام من الناس والدواب ويقال للجلد إِذا تشقق وتمزق قد تَشَرَّمَ ولهذا قيل للمشقوقِ الشفة أَشْرَمُ وهو شبيه بالعَلَم وفي حديث كعب أَنه أُتِي عمر بكتاب قد تَشَرَّمَتْ نواحيه فيه التوراة أَي تشققت ابن الأَعرابي يقال للرجل المشقوق الشفة السُّفْلَى أَفْلَحُ وفي العُلْيا أَعْلَمُ وفي الأَنف أَخْرَمُ وفي الأُذُن أَخْرَبُ وفي الجَفْن أَشْتَرُ ويقال فيه كُلِّه أَشْرَمُ وشَرَمَ الثريدَة يَشْرِمُها شَرْماً أَكل من نواحيها وقيل جَرَفَها وقَرَّبَ أَعرابي إِلى قوم جَفْنَةً من ثريد فقال لا تَشرِمُوها ولا تَقْعَرُوها ولا تَصْقَعوها فقالوا وَيحَك ومن أَين نأْكل ؟ فالشَّرْمُ ما تَقَدَّم والقَعْرُ أَن يأْكل من أَسفلها والصقعُ أَن يأْكل من أَعلاها وقول عمرو ذي الكلب فقلتُ خُذْها لا شَوىً ولا شَرَمْ إِنما أَراد ولا شَقٌّ يسيرٌ لا تموت منه إِنما هو شق بالغ يِهْلِكُك وأَراد ولا شَرْمٌ فحرَّك للضرورة والشَّرِيمُ والشَّرُومُ المرأَة المُفْضاة وامرأَة شَرِيم شُقَّ مَسْلكاها فصارا شيئاً واحداً قال يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفْضَلُ من يَومْ احْلِقِي وقُومِي أَراد الشِّدَّةَ وهذا مثل تضربه العرب فتقول لقيت منه يومَ احْلِقِي وقُومي أَي الشدَّةَ وأَصله أَن يموت زوج المرأَة فَتَحْلِق شعرها وتقوم مع النوائح وبَقَّةُ اسم امرأَة يقول يوم شُرمَ جِلْدُها يعني الاقْتِضاضَ وكلُّ شَقٍّ في جبل أَو صخرة لا يَنْفُذُ شَرْمٌ والشَّرْمُ لُجَّة البحر وقيل موضع فيه وقيل هو أَبْعَدُ قَعْره الجوهري وشَرْمٌ من البحر خَلِيجٌ منه ابن بري والشُّروم غَمَراتُ البحر واحدها شَرْمٌ قال أُمَيَّة يصف جهنم فَتَسْمُو لا يُغَيِّبُها ضَراءٌ ولا تَخْبُو فَتَبْرُدُها الشُّرُومُة وعُشْبٌ شَرْمٌ كثير يؤْكل من أَعلاه ولا يحتاج إِلى أَوساطه ولا أُصوله ومنه قول بعض الرُّوَّادِ وَجَدْتُ خُشْباً هَرْمَى وعُشْباً شَرْما والهَرْمَى التي ليس لها دُخان إِذا أُوقِدَتْ من نَفْسها وقِدَمِها وشَرَمَ له من ماله أَي أَعطاه قليلاً وتَشْرِيمُ الصَّيْدِ أَن يَنْفَلِتَ جَرِيحاً وقال أَبو كبير الهُذَليُّ وَهِلاً وقد شََرَعَ الأَسِنَّةَ نَحْوَها من بينِ مُحْتَقٍّ لها ومُشَرِّمِ
( * قوله « وهلاً » كذا بالأصل هنا وفيه في مادة حقق هلا )
مُحْتَقٍّ قد نَفَذَ السِّنانُ فيه فقتله ولم يُفْلِتْ وشُرْمَةُ موضع
( * قوله « وشرمة موضع » كذا بضبط الأصل بضم فسكون والذي في القاموس وياقوت أن اسم الموضع شرمة محركة واسم الجبل بضم فسكون وأنشد ياقوت البيت شاهداً على اسم الجبل ) قال ابن مقبل يصف مَطراً فأَضْحَى له جُلْبٌ بأَكناف شُرْمَةٍ أَجَشُّ سِماكِيٌّ من الوبْلِ أفْضَحُ والشُّرْمَةُ بالضم اسم جبل قال أَوْسٌ وما فَتِئَتْ خيلٌ كأَنَّ غُبارَها سُرادِقُ يومٍ ذي رِياحٍ تَرَفَّعُ تَثُوبُ عليهم من أَبانٍ وشُرْمةٍ وتَرْكَبُ من أَهْلِ القَنانِ وتَفْزَعُ أَبانٌ جبل وشُرْمة موضع والفَزَعُ هنا من الإِصْراخِ والإِغاثَةِ

شردم
الشِّرْذِمَةُ القليل من الناس وفي التنزيل العزيز إِنَّ هؤلاء لَشِرْذِمةٌ قليلون قال ابن بري حكى الوزير عن أَبي عمر شِرْذِمَة وشِرْدِمَة بالذال والدال والله أعلم

شرذم
الشِّرْذِمةُ القِطْعة من الشيء والجمع شَراذِمُ قال ساعدة بن جؤية فَخَرَّتْ وأَلْقَتْ كلَّ نَعْلٍ شَراذِماً يَلُوحُ بضاحي الجِلْدِ منها حُدُورُها الليث الشِّرْذِمةُ القطعة من السَّفَرْجَلة ونحوها وأَنشد يُنَفِّرُ النِّيبَ عنها بَيْنَ أَسْوُقِها لم يَبْقَ من شَرِّها إِلاَّ شَراذِيمُ والشِّرْذِمةُ القليل من الناس وقيل الجماعةُ من الناس القليلة والشِّرْذمة في كلام العرب القليلُ وفي التنزيل العزيز إِن هؤلاء لشِرْذمة قليلون قال ابن بري حكى الوزير عن أَبي عُمَر شِرْذِمة وشِرْدِمة بالدال والذال وثياب شراذِمُ أَي أَخْلاق متقطعة وثوب شَراذمُ أَي قِطَعٌ وأَنشد ابن بري لراجز جاء الشِّتاءُ وقَمِيصي أَخْلاقْ شَراذِمٌ يَضْحَكُ مني التَّوَّاقْ قال والتَّوَّاق ابنه

شظم
الشَّيْظَمُ والشَّيْظمِيُّ الطويل الجَسِيمُ الفَتِيُّ من الناس والخيل والإِبل والأُنثى شَيْظَمة قال عنترة والخَيْلُ تَقْتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً ما بين شَيْظَمةٍ وأَجْرَدَ شَيْظَمِ ويروى وآخَرَ شَيْظَمِ ويقال الشَّيْظَمِيُّ الفَتِيُّ الجَسِيمُ والفرسُ الرائعُ ورجل شَيْظَمٌ وشَيْظَمِيٌّ من رجال شَياظِمةٍ الجوهري عن ابن السكيت الشَّيظَمُ الطويل الشديدُ قال وأَنشدنا أَبو عمرو يُلِحْنَ من أَصْواتِ حادٍ شَيْظَمِ صُلْبٍ عَصاهُ للمَطِيِّ مِنْهَمِ قال وكذلك الفرس وقيل الشَّيْظَمُ من الخيل الطويلُ الظاهرُ العَصَب وهو من الرجال الطويلُ أَيضاً وفي حديث عمر يُعَقِّلُهنَّ جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ الشَّيْظَمُ الطويل وقيل الجَسِيم والياء زائدة وقيل الشَّيْظَمُ الطَّلْقُ الوجه الهَشُّ الذي لا انْقباضَ له والشَّيْظَمُ المُسِنُّ من القَنافذ ويقال للأَسد شَيْظَمٌ وشَيْظَمِيٌّ وشَيْظَمٌ اسم والله أَعلم

شعم
الشَّعْمُ الإصْلاحُ بين الناس وهو حرف غريب والشُّعْمُوم والشُّغْموم بالعين والغين الطويل من الناس والإِبل وفي التهذيب الطويل بغير تقييد وزعم يعقوب أَن عينها بدل من غين شُغْموم

شغم
رجل شَغِمٌ حريص ويقال رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً كل ذلك إِتباع قال ابن سيده وزعم ثعلب أَن شِنَّغْماً مشتق من الرجل الشِّنَّغْم أَي الحريص فإِن كان ذلك فهو موافق لهذا الباب قال والصحيح أَنه رباعي وذكر الأَزهري في ترجمة شنغم روي عن ابن السكيت رَغْماً له دَغْماً شَغْماً تأْكيداً للرَّغْم بغير واو دل الشَّغْمُ على الشِّنَّغْم قال ولا أَعرف الشَّغْمَ والشُّغْمُوم الطويل التامُّ الحَسَنُ من الناس والإِبل وقد تقدم في العين أَيضاً أَبو عبيد الشغامِيمُ الطِّوال الحِسانُ قال ابن بري ومنه قول ذي الرمة واسْتَرْجَفَتْ هامَها الهِيمُ الشَّغامِيمُ وامرأَة شُغْمُوم وشُغْمُومةٌ وناقة شُغْمُومٌ قال المَخْرُوع السَّعْديّ وتحتَ رَحلي بازلٌ شُغْمُومُ مُلَمْلَمٌ غارِبُه مَدْمُومُ والجمع الشَّغاميم والشِّغْمِيمُ والشُّغْمُوم هو الشابُّ الطويلُ الجَلْدُ ورجل شُغْمُوم وجمل شُغْمُومٌ بالغين معجمةً أَي طويلٌ

شقم
الشَّقَمُ ضرب من النخل واحدته شَقَمَةٌ قال أَبو حنيفة الشَّقَمُ جنس من التمر واحدته شَقَمَةٌ قال ابن بري قال ابن خالويه الشَّقَمَةُ من النخل البُرْشُومُ

شكم
الشُّكْمُ بالضم العَطاء وقيل الجزاء قال ابن سيده وأُرى الشُّكْمى لغةً قال ولا أَحُقُّها شكَمَه يَشْكُمه شَكْماً وأَشْكَمه الأَخيرة عن ثعلب وفي الحديث أَن أَبا طَيْبة حَجَم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال اشْكُمُوه أَي أَعْطُوه أَجْرَهُ قال الشاعر أَبْلِغْ قَتادَةَ غَيْرَ سائِلِه جَزْلَ العَطاءِ وعاجِلَ الشُّكْمِ قال في تفسير الحديث الشُّكْمُ بالضم الجَزاءُ والشُّكْدُ العَطاء بلا جَزاءٍ قال وقيل هو مثله وأَصله من شَكِيمةِ اللجامِ كأَنها تُمْسِكُ فاه عن القول قال ومنه حديث عبد الله بن رَباح أَنه قال للراهب إِني صائم فقال أَلا أَشْكُمُكَ على صومك شُكْمةً ؟ تُوضع يوم القيامة مائدةٌ وأَول من يأْكل منها الصائمون أَي أَلا أُبَشِّرُكَ بما تُعْطى على صَوْمِك وفي ترجمة شكب الشُّكْبُ لغةٌ في الشُّكْمِ وهو الجزاء وقيل العطاء قال أَبو عبيد سمعت الأُمَوِيَّ يقول الشُّكْمُ الجزاء والشَّكْمُ المصدر وقال الكسائي الشُّكْمُ العِوَضُ وقال الأَصمعي الشُّكْمُ والشُّكْدُ العطية الليث الشُّكْمُ النُّعْمى يقال فَعَلَ فلانٌ أَمراً فَشَكَمْتُه أَي أَثَبْتُه قال الجوهري الشُّكْمُ بالضم الجزاء فإِذا كان العطاء ابتداء فهو الشُّكْدُ بالدال تقول منه شَكَمْتُه أَي جزيته والشَّكِيمة من اللِّجام الحديدة المُعْتَرضة في الفم الجوهري الشكِيمُ والشَّكِيمةُ في اللجام الحديدةُ المُعْتَرِضة في فم الفرس التي فيها الفأْس قال أَبو دُواد فهي فَوْهاءُ كالجُوالِقِ فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ والجمع شَكائِمُ وشَكِيمٌ وشُكُمٌ الأَخيرة على طرح الزائد أَو على أَنه جمع شكيم الذي هو جمع شَكِيمة فيكون جمع جمع وشَكَمَه يَشْكُمُه شَكْماً وضع الشَّكِيمة في فيه وشَكَمْتُ الوالي إِذا رَشَوتَه كأَنك سَدَدْتَ فَمَه بالشَّكِيمة وقال قوم شَكَمه شَكْماً وشَكِيماً عَضَّه قال جرير فأَبْقُوا عليكم واتَّقُوا نابَ حَيَّةٍ أَصاب ابْنَ حَمْراءِ العِجانِ شَكِيمُها قال وأَما فأْس اللجام فالحديدة القائمة في الشكيمة ويقال فلان شديدُ الشَّكيمة إِذا كان ذا عارضة وَجِدٍّ ابن الأَعرابي الشَّكِيمَةُ قُوَّةُ القلب ابن السكيت إِنه لشديدُ الشَّكِيمةِ إِذا كان شديدَ النَّفْسِ أَنِفاً أَبِيّاً وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما فما بَرِحَتْ شَكِيمَتُه في ذات الله أَي شِدَّةُ نَفْسِه هو من ذلك وأَصله من شكيمة اللجام فإِن قُوَّتَها تدل على قوة الفرس والشكِيمَةُ الأَنَفَةُ والانتصار من الظُّلْم وهو ذو شَكِيمةٍ أَي عارِضةٍ وجِدٍّ وقيل هو أَن يكون صارماً حازماً وفلان ذو شكِيمة إِذا كان لا يَنْقاد قال عَمْرُو بن شاسٍ الأَسَدِيُّ يُخاطِب امرأَته في ابْنِه عِرار وإِنَّ عِراراً إِنْ يكن ذا شَكِيمةٍ تَعافِينََها منه فما أَمْلِكُ الشِّيَمْ وقوله أَنا ابنُ سَيَّارٍ على شَكِيمِه إِن الشِّراكَ قُدَّ من أَدِيِمِه قال يجوز أَن يكون جمع شَكِيمةٍ كما ذكر في شَكِيمةِ اللجام ويجوز أَن يكون لغة في الشَّكِيمة فيكون من باب حُقٍّ وحُقَّةٍ ويجوز أَن يكون أَراد على شكيمته فحذف الهاء للضرورة وقول أبي صخر الهذلي جَهْم المُحَيَّا عَبُوس باسِل شَرِس وَرْد قُساقِسة رِئْبالَة شَكِم قال السُّكَّرِيُّ شَكِمٌ غَضُوبٌ وشَكِيمُ القِدْرِ عُراها قال الراعي وكانَتْ جَدِيراً أَن يُقَسَّمَ لَحْمها إِذا ظَلَّ بينَ المَنْزِلَينِ شَكِيمُها وشُكامَةُ وشُكَيْمٌ اسمان ومِشْكَمٌ بالكسر اسم رجل

شلم
الشَّالَمُ والشسَّوْلَمُ والثَّيْلَم الأَخيرة عن كراع الزُّؤَانُ الذي يكون في البُرِّ سَوادِيَّةٌ ابن الأَعرابي الشَّيْلَمُ والزُّؤانُ والسَّعِيعُ وقال أَبو حنيفة الشَّيْلَمُ حَبٌّ صِغارٌ مستطيلٌ أَحمر قائم كأَنه في خِلْقةِ سُوسِ الحِنْطة ولا يُسْكِرُ ولكنه يُمِرُّ الطعام إِمْراراً شديداً وقال مرة نباتُ الشَّيْلَم سُطَّاحٌ وهو يذهب على الأَرض وورقته كورقة الخِلاف البَلْخِيِّ شديدةُ الخُضْرَة رطبةٌ قال والناس يأْكلون ورقه إِذا كان رطباً وهو طيب لا مَرارةَ له وحَبُّه أَعْقَى من الصبَّر قال أِبو تراب سمعت السُّلَمِيَّ يقول لقيت رجلاً يَتَطاير شِلَّمُه وشِنَّمُه أَي شَرارُه من الغضب وأَنشد إِنْ تَحْمِلِيهِ ساعةً فَرُبَّما أَطارَ في حُبِّ رِضاكِ الشِّلَّما الفراء لم يأْتِ على فَعَّلٍ اسماً إِلا بِقَّمٌ وعَثَّرُ ونَدَّرُ وهما موضعان وشَلَّمُ بيتُ المَقْدِس وخَضَّمُ اسم قرية الجوهري شَلَّمُ على وزن بَقَّمٍ موضع بالشام ويقال هو اسم مدينة بيت المقدس بالعِبْرانِيَّة وهو لا ينصرف للعجمة ووزن الفعل قال ابن بري ذكر ابن خالويه عِدَّةَ أَسماء لبيت المقدس منها شَلَّمُ وشَلَمٌ وشَلِمٌ وأُورِي شَلِم
( * قوله « وأوري شلم » ضبطت أوري بشكل القلم مفتوحة الراء في الأصل والنهاية والتكملة وفي ياقوت بالعبارة مكسورتها وفي القاموس شمل كبقم وكتف وجبل اه وفي التكملة بالاخيرين يروى قول الاعشى ) وأَنشد بيت الأَعشى وقد طُفْتُ للمال آفاقَهُ عُمانَ فحِمْصَ فأُورِي شَلَِمْ ويقال أَيضاً إِيلِياءُ وبيتُ المَقْدِس وبيتُ المِكْياش
( * قوله « المكياش إلخ » كذا بالأصل ) ودارُ الضَّرْبِ وصَلَمُونُ

شلجم
الجوهري الشَّلْجَمُ نبت معروف قال الراجز تَسْأَلُني بِرامَتَين شَلْجَما ويقال هو بالسين وقد تقدم في سلجم

شمم
الشَّمُّ حِسُّ الأَنف شَمِمْتُه أَشَمُّه وشَمَمْتُه أَشُمُّه شَمّاً وشَمِيماً وتَشَمَّمْتُه واشْتَمَمْتُه وشَمَّمْتُه قال قَيْس بن ذَرِيح يصف أَينُقاً وسَقْباً يُشَمِّمْنَهُ لو يَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَهُ إِذا سُفْنَه يَزْدَدْنَ نَكباً على نَكْبِ وقال أَبو حنيفة تَشَمّمََ الشيءَ واشْتَمَّه أَدناه من أَنفه ليَجْتَذِبَ رائِحَتَه وأَشَمَّه إِيّاه جعله يَشُمُّه وتَشَمَّمْتُ الشيءَ شَمِمْتُه في مَهْلَةٍ والمُشامَّة مُفاعَلة منه والتَّشامُّ التَّفاعُل وأَشْمَمْتُ فلاناً الطيب فَشَمَّهُ واشْتَمَّهُ بمعنى ومنه التَّشَمُّمُ كما تَشَمَّمُ البَهيمةُ إِذا الْتَمَسَت رِعْياً والشَّمُّ مصدر شَمِمْتُ وأَشْمِمني يَدَك أُقَبِّلْها وهو أَحسن من قولك ناوِلْني يَدَك وقول عَلْقمة بن عَبْدَةَ يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْحُ العبيرِ بها كأَنَّ تَطْيابَها في الأَنْفِ مَشْمُومُ قيل يعني المِسْكَ وقيل أَراد أَن رائحتها باقية في الأَنف كما يقال أَكلت طعاماً هو في فمي إِلى الآن وقولهم يا ابْنَ شامَّةِ الوَذْرَةِ كلمةٌ معناها القَذْفُ والمَشْمُومُ المِسْكُ وأَنشد بيت علقمة أَيضاً والشَّمَّاماتُ ما يُتَشَمَّمُ من الأَرْواح الطَّيّبةِ اسمٌ كالجَبَّانَةِ ابن الأَعرابي شَمَّ إِذا اخْتَبَر وشَمَّ إِذا تَكَبَّر وفي حديث علي كرم الله وجهه حين أَراد أَن يَبْرُزَ لعمرو بن وُدٍّ قال أَخْرُج إِليه فأُشامُّه قبل اللِّقاء أَي أَخْتَبِرُه وأَنْظُرُ ما عنده يقال شامَمْتُ فلاناً إِذا قارَبْتَه وتَعَرَّفْتَ ما عنده بالاخْتبار والكشف وهي مُفاعَلة من الشَّمّ كأَنك تَشُمُّ ما عنده ويَشُمُّ ما عِنْدَك لتَعْمَلا بمقتَضى ذلك ومنه قولهم شامَمْناهُمْ ثم ناوَشناهُمْ والإِشْمامُ رَوْمُ الحَرْفِ الساكن بحركة خفية لا يُعتدّ بها ولا تَكْسِرُ وزْناً ألا ترى أَن سيبويه حين أَنشد مَتَى أَنامُ لا يُؤَرّقْنِي الكَرِي مجزومَ القاف قال بعد ذلك وسمعت بعض العرب يُشِمُّها الرفْع كأَنه قال متى أَنامُ غَيْرَ مُؤَرَّقٍ ؟ التهذيب والإِشمام أَن يُشَمَّ الحرفُ الساكنُ حَرْفاً كقولك في الضمة هذا العمل وتسكت فتَجِدُ في فيك إِشماماً للاَّم لم يبلغ أَن يكون واواً ولا تحريكاً يُعتدّ به ولكن شَمَّةٌ من ضمَّة خفيفة ويجوز ذلك في الكسر والفتح أَيضاً الجوهري وإِشْمامُ الحَرْف أَن تُشِمَّه الضمةَ أَو الكسرةَ وهو أَقل من رَوْمِ الحركة لأَنه لا يُسمع وإِنما يتبين بحركة الشفة قال ولا يُعتدّ بها حركة لضعفها والحرف الذي فيه الإِشمام ساكن أَو كالساكن مثل قول الشاعر متى أَنامُ لا يُؤَرِّقْني الكَرِي ليلاً ولا أَسْمَعُ أَجْراسَ المَطِي قال سيبويه العرب تُشِمُّ القاف شيئاً من الضمة ولو اعتددت بحركة الإِشمام لانكسر البيت وصار تقطيع رِقُني الكَري متفاعلن ولا يكون ذلك إِلاَّ في الكامل وهذا البيت من الرجز وأَشَمَّ الحَجَّامُ الخِتانَ والخافضةُ البَظْرَ أَخذا منهما قليلاً وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لأُم عطية إِذا خَفَضْتِ فأَشمِّي ولا تَنْهَكي فإِنه أَضْوأُ للوجه وأَحْظى لها عند الزوج قوله ولا تَنْهَكي أَي لا تأْخذي من البَظْرِ كثيراً شبه القطع اليسير بإِشمام الرائحة والنَّهْكَ بالمبالغة فيه أَي اقطعي بعضَ النَّواةِ ولا تستأْصليها وشامَمْتُ العَدُوَّ إِذا دَنَوْتَ منهم حتى يَرَوْكَ وتَراهم والشَّمَمُ الدُّنُوُّ اسم منه يقال شامَمْناهُمْ وناوَشْناهُم قال الشاعر ولم يَأْتِ للأَمْرِ الذي حال دُونَهُ رِجالٌ هُمُ أَعداؤُكَ الدَّهْرَ من شَمَمْ وفي حديث علي فأُشامُّهُ أَي أَنْظُر ما عنده وقد تقدم والمُشامَّةُ الدُّنُوُّ من العدوِّ حتى يَتَراءى الفريقان ويقال شامِمْ فلاناً أَي انْظُرْ ما عنده وشامَمْتُ الرجل إذا قاربته ودنوت منه والشَّمَمُ القُرْبُ وأَنشد أَبو عمرو لعبد الله بن سَمْعانَ التَّغْلَبي ولم يأْت للأمر الذي حال دونه رجالٌ همُ أعداؤُك الدهرَ من شَمَمْ وشَمِمْتُ الأمرَ وشامَمْتُه وَلِيتُ عَمَله بيدي والشَّمَمُ في الأنف ارتفاعُ القَصَبة وحُسْنُها واستواء أعلاها وانتصابُ الأَرْنبَةِ وقيل وُرُود الأرنبَةِ في حسن استواء القصبة وارتفاعها أشدَّ من ارتفاع الذَّلَفِ وقيل الشَّمَمُ أن يَطُولَ الأَنف ويَدِقَّ وتَسِيلَ رَوْثَتُه رجلٌ أَشَمُّ وإذا وَصَفَ الشاعرُ فقال أَشَمُّ فإنما يعني سَيِّداً ذا أَنفة والشَّمَمُ طولُ الأنف ووُرُودٌ من الأَرْنَبةِ الجوهري الشَّمَمُ ارتفاعٌ في قصبة الأنف مع استواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلاً فإن كان فيها احْديدابٌ فهو القَنا ورجل أَشَمُّ الأنف وجبل أَشَمُّ أي طويل الرأْس بَيِّنُ الشَّمَمِ فيهما وفي صفته صلى الله عليه وسلم يَحْسِبُه من لم يتأَمَّلْه أَشَمَّ ومنه قول كعب بن زهير شُمُّ العَرانِينِ أبْطالٌ لَبُوسُهُم جمع أَشَمَّ والعَرانِينُ الأُنُوف وهو كناية عن الرفعة والعلو وشرف الأنفس ومنه قولهم للمتكبر العالي شَمَخَ بأَنفه وشُمُّ الأنوف مما يمدح به ورجل أَشَمُّ وامرأَة شَمَّاء أبو عمرو أَشَمَّ الرجلُ يُشِمُّ إشْماماً وهو أن يَمُرَّ رافعاً رأْسَه وحكي عن بعضهم عَرَضْتُ عليه كذا وكذا فإذا هو مُشِمٌّ لا يريده ويقال بَيْنا هُمْ في وَجْهِ إذْ أَشَمُّوا أي عَدَلُوا قال يعقوب وسمعت الكِلابيَّ يقول أَشَمُّوا إذا جاروا عن وُجُوههم يميناً وشمالاً ومَنْكِبٌ أَشَمُّ مُرْتَفعُ المُشاشَةِ رجل أَشَمُّ وقد شَمَّ شَمَماً فيهما وشَمَّاءُ اسم أَكَمَةٍ وعليه فسر ابنُ كَيْسانَ قول الحرِث بن حِلِّزةَ بَعْدَ عَهْدٍ لنا ببُرِْقةِ شَمَّا ءَ فأَدْنى دِيارِها الخَلْصاءُ وجبل أَشَمُّ طويلُ الرأْسِ والشَّمامُ جبل له رأْسانِ يُسَمَّيانِ ابْنَيْ شَمامٍ وبُرْقَةُ شَمَّاءَ جبل معروف وشَمَامٌ اسم جبل قال جرير عايَنْتُ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ كأَنَّها طَيْرٌ يُغاوِلُ في شَمامَ وُكُورا ويروى بكسر الميم قال ابن بري الصحيح أن البيت للأخطل قال وشَمَامٌ جبل بالعالية قال ابن بري وقد أعربه جرير حيث يقول
( * قوله « وقد أعربه جرير حيث يقول » أي هاجياً الفرزدق وقبله كما في ياقوت
تبدل يا فرزدق مثل قومي ... لقومك إن قدرت على البدال )
فإنْ أَصْبَحْتَ تَطْلُبُ ذاك فانْقُلْ
شَماماً والمِقَرَّ إلى وُعالِ وُعالٌ بالسَّوْدِ سَوْدِ باهلَةَ والمِقَرُّ بظهر البَصْرةِ قال ولشَمامٍ هذا الجبل رأْسان يسمَّيان ابْنَيْ شَمامٍ قال لبيد فهل نُبِّئْتَ عن أَخَوَيْنِ داما على الأَحْداثِ إلاَّ ابْنَيْ شَمامِ ؟ قال ابن بري وروى ابن حمزة هذا البيت وكلُّ أخٍ مُفارِقُهُ أخُوه لَعَمْرُ أَبيكَ إلاَّ ابْنَيْ شَمامِ أبو زيد يقال لما يَبْقى على الكِباسةِ من الرُّطَبِ الشَّماشِمُ وقَتَبٌ شَمِيمٌ أي مرتفع وقال خالد ابن الصَّقْعَبِ النَّهْدِي ُّ ويقال هو لهُبَيْرة بن عمرو النهدي مُلاعِبةُ العِنانِ بغُصْنِ بانٍ إلى كَتِفَيْنِ كالقَتَبِ الشَّمِيمِ

شنم
ابن الأعرابي الشَّنْمُ الخَدْشُ شَنَمه يَشْنمه شَنْماً جَرَحَه وعَقَره قال الأخطل رَكُوب على السَّوْ آتِ قد شَنَم اسْتَهُ مُزاحَمةُ الأعْداءِ والنَّخْسُ في الدُبُرْ والشُّنُمُ المُقَطَّعو الآذان ورَمى فشَنَمَ إذا خَرَقَ طَرَفَ الجِلْدِ وفي الحديث خَيْرُ الماء الشَّنِمُ يعني البارد وقال القُتَِيْبيُّ السَّنِمُ بالسين والنون وهو الماء على وجه الأرض

شنغم
: رجل شِنَّغْم : حريص عن ثعلب وحكى بعضهم شِنَّعْم بالعين المهملة وهو قليل وفَعَلَ ذلك عن رَغْمِه و شِنَّغْمِهِ وقال اللحياني : فعل ذلك على رَغْمِه و شِنَّغْمِهِ ذهب إِلى أَنه إِتباع والإِتباع في غالب الأَمر لا يكون بالواو وحكى غيره : رَغْماً له ودَغْماً شِنَّغْماً وكل ذلك إِتباع قال الأَزهري : هكذا أَقرأَنيه الإِياديُّ في نوادره قال : وقرأَت في كتاب النوادر لابن هانىء عن أَبي زيد : رَغْماً سِنَّغْماً بالسين وشد النون والصواب شِنَّغْماً وحكي رَغْماً دَغْماً شَغْماً تأَكيداً للرَّغْمِ بغير واو دل الشَّغْمُ على الشِّنَّغْم قال : ولا أَعرف الشَّغْم َ والشُّغْمُوم الطويل التامُّ الحَسَنُ من الناس والإِبل وقد تقدم في العين أَيضاً أَبو عبيد الشغامِيمُ الطِّوال الحِسانُ قال ابن بري ومنه قول ذي الرمة واسْتَرْجَفَتْ هامَها الهِيمُ الشَّغامِيمُ وامرأَة شُغْمُوم وشُغْمُومةٌ وناقة شُغْمُومٌ قال المَخْرُوع السَّعْديّ وتحتَ رَحلي بازلٌ شُغْمُومُ مُلَمْلَمٌ غارِبُه مَدْمُومُ والجمع الشَّغاميم والشِّغْمِيمُ والشُّغْمُوم هو الشابُّ الطويلُ الجَلْدُ ورجل شُغْمُوم وجمل شُغْمُومٌ بالغين معجمةً أَي طويلٌ

شهم
الشَّهْمُ الذَّكِيُّ الفُؤاد المُتَوَقِّدُ الجَلْدُ والجمع شِهام قال الشَّهْمُ وابْنُ النَّفَرِ الشِّهامِ وقد شَهُمَ الرجلُ بالضم شَهامة وشُهومة إذا كان ذكِيّاً فهو شَهْمٌ أي جَلْدٌ وفي الحديث كان شَهْماً نافذاً في الأُمور ماضياً والشَّهْمُ السَّيِّدُ النَّجْدُ النافذُ في الأُمور والجمع شُهومٌ وفرس شَهْمٌ سريعٌ نَشِيطٌ قويّ وشَهَم الفرسَ يَشْهَمُه شَهْماً زجره وشَهَم الرجلَ يَشْهَمُه ويَشْهُمه شَهْماً وشُهوماً أفزعه والمَشْهوم الحديدُ الفؤاد قال ذو الرمة يصف ثوراً وحشيّاً طاوي الحَشا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ مُسْتَوْفَضٌ من بَناتِ القَفْرِ مَشْهومُ أي مَذْعُور والمَشْهومُ كالمَذْعُور سواءً وقد شَهَمْتُه أَشْهَمُه شَهْماً إذا ذَعَرْته وقال الفراء الشَّهْمُ في كلام العرب الحَمُول الجَيِّدُ القيام بما حُمِّلَ الذي لا تَلْقاه إلاَّ حَمُولاً طَيِّب النّفْس بما حُمِّلَ وكذلك هو في غير الناس والشَّهْمُ حَجَرٌ يجعلونه في أعلى بيت يبنونه من حجارة ويجعلون لَحْمَة السَّبُع في مُؤَخَّرِ البيت فإذا دخل السبع فتناول اللحمةَ سقط الحجر على الباب فَسَدَّه والمعروف السَّهْمُ والشَّيْهَمُ الدُّلْدُلُ والشَّيْهَمُ ما عَظُم شوكه من ذُكور القَنافذ ونحو ذلك قال الأعشى لَئِنْ جَدَّ أَسْبابُ العَداوةِ بَيْنَنا لَتَرْتَحِلَنْ مني على ظَهْرِ شَيْهَمِ وقال أبو عبيدة في قوله على ظهر شيهم أي على ذُعْرٍ وقال ابن الأَعرابي وهو القُنْفُذُ والدُّلْدُل والشَّيْهَمُ أبو زيد يقال للذكر من القنافذ شَيْهَمٌ وشَهْمةُ اسم امرأة قال الحُسَيْنُ بن مُطَيْرٍ زارَتْك شَهْمةُ والظَّلْماءُ داجِيةٌ والعَيْنُ هاجِعةٌ والرُّوح مَعْروجُ مَعْروجٌ أراد مَعْروج به والشَّهام السِّعْلاةُ

شهسفرم
شاهَسْفَرَم
( * قوله « شاهسفرم » ضبط في الأصل كالمحكم بفتح الهاء وضبط في القاموس بكسرها ) ريحانُ الملك قال أبو حنيفة هي فارسية دخلت في كلام العرب قال الأعشى وشاهَسْفَرَمْ والياسمِينُ ونَرْجِسٌ يُصَبِّحُنا في كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما

شوم
بنو شُوَيْم بَطْنٌ

شيم
الشِّيمةُ الخُلُقُ والشِّيمةُ الطبيعة وقد تقدم أن الهمز فيها لُغَيَّة وهي نادرة وتَشَيَّم أباه أشبهه في شيمتِه عن ابن الأعرابي والشّامة علامة مخالفة لسائر اللون والجمع شاماتٌ وشامٌ الجوهري الشَّامُ جمع شامةٍ وهي الخالُ وهي من الياء وذكر ابن الأثير الشامة في شأَم بالهمز وذكر حديث ابن الحنظلية قال حتى تكونوا كأنكم شَأْمة في الناس قال الشأْمةُ الخالُ في الجسد معروفة أراد كونوا في أَحْسن زِيٍّ وهَيْئةٍ حتى تَظْهروا للناس ويَنْظُروا إليكم كما تَظْهَرُ الشأْمةُ ويُنْظَرُ إليها دون باقي الجسد وقد شِيمَ شَيْماً ورجل مَشِيمٌ ومَشْيُومٌ وأَشْيَمُ والأُنثى شَيْماء قال بعضهم رجل مَشْيُوم لا فعل له الليث الأَشْيَمُ من الدواب ومن كل شيء الذي به شامة والجمع شِيمٌ قال أبو عبيدة مما لا يقال له بَهِيمٌ ولا شِيَةَ له الأَبْرَشُ والأَشْيَمُ قال والأَشْيَمُ أن تكون به شامةٌ أو شامٌ في جَسده ابن شميل الشامةُ شامةٌ تخالف لون الفرس على مكان يُكْرَهُ وربما كانت في دوائرها أبو زيد رجل أشْيَمُ بَيِّنُ الشّيمِ
( * قوله « بين الشيم » كذا بالأصل والذي في التهذيب بين الشام ) الذي به شامة ولم نعرف له فعلاً والشامةُ أيضاً الأَثَرُ الأسْودُ في البدن وفي الأرض والجمع شامٌ قال ذو الرمة وإنْ لم تَكُوني غَيْرَ شامٍ بقَفْرةٍ تَجُرُّ بها الأَذْيالَ صَيْفِيَّةٌ كُدْرُ ولم يستعملوا من هذا الأخير فعلاً ولا فاعلاً ولا مفعولاً وشامَ يَشِيمُ إذا ظهرت بجِلْدَته الرَّقْمَةُ السوداء ويقال ما له شامةٌ ولا زَهْراءُ يعني ناقةُ سوداء ولا بيضاء قال الحرث بن حِلِّزَةَ وأَتَوْنا يَسْتَرْجِعون فلم تَرْ جِعْ لهم شامةٌ ولا زَهْراءُ ويروى فلم تُرْجَعْ وحكى نفطويه شأْمة بالهمز قال ابن سيده ولا أعرف وجه هذا إلا أن يكون نادراً أو يهمزه من يهمز الخأْتم والعأْلم والشِّيمُ السُّودُ وشِيمُ الإبل وشُومُها سُودُها فأما شِيمٌ فواحدها أشْيَمُ وشَيْماء وأما شُومٌ فذهب الأصمعي إلى أنه لا واحد له وقد يجوز أن يكون جمع أشْيَمَ وشَيْماء إلاَّ أنه آثر إخراج الفاء مضمومة على الأصل فانقلبت الياء واواً قال أبو ذؤيب يصف خمراً فما تُشْتَرى إلاَّ بربْحٍ سِباؤُها بَناتُ المَخاضِ شُومُها وحِضارُها ويروى شِيمُها وحِضارُها وهو جمع أَشْيَمَ أي سُودها وبيضها قال ذلك أبو عمرو والأَصمعي هكذا سمعتها قال وأظنها جمعاً واحدها أشْيَمُ وقال الأصمعي شُومها لا واحد له وقال عثمان بن جني يجوز أن يكون لما جمعه على فُعْلٍ أَبقى ضمة الفاء فانقلبت الياء واواً ويكون واحده على هذا أَشْيَم قال ونظير هذه الكلمة عائِطٌ وعِيطٌ وعُوطٌ قال ومثله قول عُقْفانَ بن قيس بن عاصم سَواءٌ عليكم شُومُها وهجانُها وإن كان فيها واضحُ اللَّوْنِ يَبْرُقُ ابن الأَعرابي الشامة الناقةُ السوداء وجمعها شامٌ والشِّيمُ الإبلُ السُّودُ والحِضارُُ البِيضُ يكون للواحد والجمع على حدّ ناقةٌ هِجانٌ ونُوق هِجانٌ ودِرْع دِلاصٌ ودُروع دِلاصٌ وشامَ السَّحابَ والبرقَ شَيْماً نظر إليه أين يَقْصِدُ وأين يُمْطر وقيل هو النظر إليهما من بعيد وقد يكون الشَّيْمُ النظرَ إلى النار قال ابن مقبل ولو تُشْتَرى منه لباعَ ثِيابَهُ بنَبْحةِ كلْبٍ أو بنارٍ يَشِيمُها وشِمْتُ مَخايِلَ الشيء إذا تَطَلَّعْتَ نحوها ببصرك منتظراً له وشِمْتُ البَرْقَ إذا نَظَرْت إلى سحابته أين تمطر وتَشَيَّمه الضِّرامُ أي دخله وقال ساعدة ابن جُؤَيَّةَ أفَعَنْكَ لا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَهُ غابٌ تَشَيَّمهُ ضِرامٌ مُثْقَبُ ويروى تَسَنَّمه يريد أفَمِنْكَ لا بَرْقٌ ومُثْقَبٌ مُوقَدٌ يقال أثْقَبْتُ النارَ أوْقَدْتُها وانْشامَ الرجل إذا صار منظوراً إليه والانْشِيامُ في الشيء الدخولُ فيه وشامَ السيفَ شَيْماً سلَّه وأغمده وهو من الأضداد وشك أبو عبيد في شِمْتُه بمعنى سللْته قال شمر ولا أَعْرِفُه أنا وقال الفرزدق في السَّلِّ يصف السيوفَ إذا هي شِيمَتْ فالقوائِمُ تحتها وإنْ لم تُشَمْ يوماً عَلَتْها القوائمُ قال أراد سُلَّتْ والقوائم مقابضُ السيوف قال ابن بري وشاهدُ شِمْتُ السيف أغْمَدْتُه قول الفرزدق بأَيدِي رجالٍ لم يَشيموا سيوفَهُم ولم تَكْثُرِ القَتْلى بها حين سُلَّتِ قال الواو في قوله ولم واو الحال أي لم يغمدوها والقَتْلى بها لم تكثر وإنما يُغْمِدونها بعد أن تكثر القتلى بها وقال الطِّرِمَّاحُ وقد كنتُ شِمْتُ السيفَ بعد اسْتِلالِه وحاذَرْتُ يومَ الوَعْدِ ما قيل في الوعْدِ وقال آخر إذا ما رآني مُقْبِلاً شامَ نَبْلَهُ ويَرْمِي إذا أَدْبَرْتُ عنه بأَسْهُمِ وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه شُكِيَ إليه خالد بن الوليد فقال لا أَشِيمُ سَيْفاً سَلَّه اللهُ على المشركين أي لا أُغْمِدُه وفي حديث عليّ عليه السلام قال لأبي بكر لما أراد أن يخرج إلى أهل الرِّدَّة وقد شَهَرَ سيفَه شِمْ سَيْفَك ولا تفْجَعْنا بنَفْسِك وأصل الشَّيْمِ النظرُ إلى البرق ومن شأْنه أنه كما يَخْفِقُ يخفى من غير تَلَبُّثٍ ولا يُشامُ إلاَّ خافقاً وخافياً فَشُبِّه بهما السَّلُّ والإغْمادُ وشامَ يَشِيمُ شَيْماً وشُيُوماً إذا حَقَّقَ الحَمْلَة في الحرب وشامَ أبا عُمَيْرٍ إذا نال من البِكْرِ مُرادَه وشامَ الشيءَ في الشيء أدخله وخَبَأَه قال الراعي بمُعْتَصِبٍ من لحمِ بِكْرٍ سَمِينةٍ وقد شامَ رَبَّاتُ العِجافِ المَناقِيا أي خَبَأْنَها وأدخلنها البيوت خشية الأَضياف وانْشام الشيءُ في الشيء وتَشَيَّم فيه وتَشَيَّمه دخل فيه وأنشد بيت ساعدة بن جؤيَّة غابٌ تَشَيَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ
( * روي هذا البيت سابقاً في هذه المادة )
قال وروي تَسَنَّمه أي علاه ورَكِبَه أراد أعنك البرق قال ابن سيده هذا تفسير أبي عبيد قال والصواب عندي أنه أراد أعنك بَرْقٌ لأن ساعدة لم يقل أفَعَنْكَ لا البرق معرفاً بالأَلف واللام إنما قال أفعنك لا برق منكراً فالحكم أن يفسر بالنكرة وشام إذا دخَل أبو زيد شِمْ في الفَرسِ ساقَكَ أَي ارْكلها بساقِكَ وأمِرَّها أبو مالك شِمْ أدْخِلْ وذلك إذا أَدخَلَ رجله في بطنها يضربها وتَشَيَّمه الشَّيْبُ كثر فيه وانتشر عن ابن الأعرابي والشِّيامُ حُفْرةٌ أو أرضٌ رِخْوَةٌ ابن الأعرابي الشِّيامُ بالكسر الفأْر الكسائي رجل مَشِيمٌ ومَشُومٌ ومَشْيُوم من الشامة والشِّيامُ الترابُ عامَّةً قال الطرماح كَمْ به من مَكْءٍ وَحْشيَّةٍ قِيضَ في مُنْتَثَلٍ أو شيام
( * قوله « من مكء إلخ » كذا بالأصل كالتكملة بهمزة بعد الكاف والذي في الصحاح والتهذيب من مكو بواو بدلها ولعله روي بهما إذ كل منهما صحيح وقبله كما في التكلمة
منزل كان لنا مرة ... وطناً نحتله كل عام )
مُنْتَثَل مكان كان محفوراً فاندفن ثم نظف وقال الخليل شِيامٌ حفرة
وقيل أرض رِخْوة التراب وقال الأصمعي الشِّيام الكِناسُ سمي بذلك لانْشِيامه فيه أي دخوله الأصمعي الشِّيمةُ التراب يُحْفَر من الأرض وشامَ يَشِيمُ إذا غَبَّرَ رجليه من الشِّيام وهو التراب قال أبو سعيد سمعت أبا عمرو ينشد بيت الطرماح أو شَيام بفتح الشين وقال هي الأرض السهلة قال أبو سعيد وهو عندي شِيام بكسر الشين وهو الكِناسُ سمي شِياماً لأن الوحش يَنْشامُ فيه أي يدخل قال والمُنْتَثَلُ الذي كان اندفَن فاحتاج الثورُ إلى انْتِثاله أي استخراج ترابه والشِّيامُ الذ ي لم يَنْدَفِنْ ولا يحتاج إلى انْتِثاله فهو يَنْشامُ فيه كما يقال لِباسٌ لما يُلْبَسُ ويقال حَفَرَ فشَيَّمَ قال والشَّيَمُ كل أرض لم يُحْفَرْ فيها قَبْلُ فالحفرُ على الحافر فيها أَشَدُّ وقال الطرماح يصف ثوراً غاصَ حتى استَباثَ من شَيَمِ الأَرْ ضِ سفاةً من دُنها ثَأَدُهْ
( * قوله « غاص » وقع في التهذيب بالصاد المهملة كما في الأصل وفي التكلمة بالطاء المهملة وكل صحيح )
التهذيب المَشِيمَةُ هي للمرأَة التي فيها الوَلَدُ والجمع مَشِيمٌ ومَشايِمُ قال جرير وذاك الفَحْلُ جاء بِشرِّ نَجْلٍ خَبيثاتِ المَثابِرِ والمَشِيمِ ابن الأَعرابي يقال لما يكون فيه الولد المَشِيمَةُ والكِيسُ والحَوْرانُ
( * قوله « والحوران » كذا بالأصل والتهذيب بالحاء المهلمة )
والقَمِيصُ الجوهري والشِّيمُ ضرب من السمك وقال قُلْ لِطَغامِ الأَزْدِ لا تَبْطَرُوا بالشِّيمِ والجِرِّيثِ والكَنْعَدِ والمَشِيمةُ الغِرْسُ وأصله مَفْعِلةٌ فسكنت الياء والجمع مَشايِمُ مثلُ مَعايشَ قال ابن بري ويجمع أيضاً مَشِيماً وأنشد بيت جرير خبيثات المثابر والمشيم وقوم شُيُومٌ آمِنُونَ حَبَشِيَّةٌ ومن كلام النجاشي لقريش اذهبوا فأَنتم شُيُومٌ بأَرْضِي وبَنُو أَشْيَمَ قبيلة والأَشْيَمُ وشَيْمانُ اسمان ومَطَرُ بن أَشْيَمَ من شعرائهم وصِلةُ ابن أشْيَمَ رجلٌ من التابعين وقول بلال مؤذن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لَيْتَ شِعْرِي هل أَبِيتَنَّ ليلةً بوادٍ وحَوْلي إذْخِرٌ وجَليلُ ؟ وهَلْ أرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ ؟ وهل يَبْدُوَنْ لي شامَةٌ وطَفِيلُ ؟ هما جبلان مُشْرِفانِ وقيل عينان والأول أكثر ومَجَنَّةُ موضع قريب من مكة كانت تُقام به سُوقٌ في الجاهلية وقال بعضهم إنه شابة بالباء
( * قوله « وقال بعضهم إنه شابة بالباء » هو الذي صوّبه في التكملة وزاد فيها أول ما تخرج الخضرة في اليبيس هو التشيم ويقال تشيمه الشيب واشتام فيه أي دخل وشم ما بين كذا إلى كذا أي قدّره والشام الفرق من الناس اه ومثله في القاموس ) وهو جبل حجازي والأَشْيَمان موضعان فصل الصاد المهملة

صأم
صَئِمَ من الشراب صأْماً
( * قوله « صئم من الشراب صأماً » ضبط المصدر في الأصل بسكون الهمزة وفي المحكم بفتحها وهو الموافق لقوله كصئب لانه من باب فرح كما في القاموس وغيره ولاحتمال أن الميم مبدلة مبدلة من الباء وأما قول المجد صئم كعلم فليس نصاً في سكون همزة المصدر ) كصَئِبَ إذا أكثرَ شُرْبَهُ وكذلك قَئِبَ وذَئِجَ أَبو عمرو فَأَمْتُ وصَأَبْتُ إذا رَوِيتَ من الماء وقال أَبو السَّمَيْدَع فأَمْتُ في الشَّراب وصَأَمْتُ إذا كَرَعْتَ فيه نَفَساً

صتم
الصَّتْمُ بالتسكين والصَّتَمُ بالفتح من كل شيء ما عَظُمَ واشتدّ والأُنثى صَتْمَة وصَتَمةٌ ورجل صَتْمٌ وجمل صَتْمٌ ضَخْمٌ شديد وناقة صَتَمة كذلك وعبد صَتْمٌ بالتسكين غليظ شديد والجمع صُتْمٌ بالضم وحكى ابن السكيت عبد صَتَمٌ بالتحريك أي غليظ شديد وجمل صَتَمٌ أَيضاً وناقة صَتَمةٌ قال ولم يعرفه ثعلب إلاَّ بالتسكين قال وأَنشدنا ابن الأَعرابي ومُنْتَظري صَتْماً فقال رَأَيْتُه نَحِيفاً وقد أَجْرى عن الرجل الصَّتْمِ وصَتَّمَ الشيءَ أَحْكَمَه وأَتَمَّهُ أبو عمرو صَتَّمْتُ الشيءَ فهو مُصَتَّمُ وصَتْمٌ أي محكم تامٌّ وشيء صَتْمٌ أي محكم تام والتَّصْتِيمُ التكميل وأَلْف مُصَتَّم مُتَمَّمٌ وأَلْف صَتْمٌ أي تامٌّ ومال صَتْمٌ تام وأموال صُتْمٌ وفي حديث ابن صَيَّادٍ أنه وزن تسعين فقال صَتْماً فإذا هي مائة الصَّتْمُ التام يقال أعطيته ألفاً صَتْماً أي تامّاً كاملاً وعَبْد صَتْمٌ أي غليظ شديد وجمل صَتْمٌ وناقة صَتْمَةٌ وقال الليث الصَّتْمُ من كل شيء ما عَظُمَ واشتد وجمل صَتْمٌ وبيت صَتْمٌ وأعطيته أَلفاً صَتْماً ومُصَتَّماً قال زهير صحيحات أَلفٍ بعد ألفٍ مُصَتَّمِ
( * في رواية اخرى عُلالةُ الف وفي رواية الديوان صحيحات مالٍ طالعات بمُخرمِ )
ابن السكيت يقال للرجل الذي قد أَسَنَّ ولم يَنْقُصْ فلانٌ والله بَشَرٌ من الرجال وفلان صَتْمٌ من الرجال وفلان صُمُلٌّ من الرجال قد بلغ أقصى الكهولة والصَّتْمُ من الخيل الذي شَخَصَتْ مَحاني ضلوعه حتى تساوت بمَنْكِبِه وعَرُضَتْ صَهْوَتُه والحروف الصُّتْمُ التي ليست من حروف الحلق قال ابن سيده ولذلك معنى ليس من غرض هذا الكتاب قال الجوهري الحروف الصُّتْمُ ما عدا الذُّلْقَ والصَّتِيمةُ الصخرة الصُّلْبة والأُصْتُمُّةُ معظم الشيء تميمية التاء فيها بدل من الطاء وفلانٌ في أُصْتُمَّةِ قومِه مثل أُصْطُمَّتهم التهذيب والأَصاتِمُ جمع الأُصْطُمَّة بلغة تميم جمعوها بالتاء كراهة تفخيم أصاطِمَ فَرَدُّوا الطاء إلى التاء
( * زاد في التكملة وهامة صتام بالضم قال رؤبة
وبريها عن هامة صتام ... في جانبيها الشيب كالثغام
والصتمة أي بفتح فسكون كالصتيمة وتصتم إذا عدا عدواً شديداً )

صحم
الأَصْحَمُ والصُّحْمَةُ سواد إلى الصُّفْرة وقيل هي لون من الغُبْرة إلى سواد قليل وقيل هي حمرة وبياضٌ وقيل صفرة في بياض الذَّكَر أَصْحَمُ والأُنثى على القياس وبلدة صَحْماءُ ذات اغْبِرارٍ وأَنشد يصف حماراً أوَ اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه حَزابِيَةٍ حَيَدى بالدِّحالْ
( * قوله « أو اصحم » كذا بالأصل بأو وأنشده في الصحاح مرة بأو ومرة بالواو )
قال ابن بري أو اصْحَم في موضع خفض معطوف على ما تقدم وهو كأَني ورَحْلي إذا زُعْتُها على جَمَزى جازِئٍ بالرِّمالْ وقال قال الأَصمعي لم أَسمع فَعَلى في مذكر إلاَّ في هذا الحرف فقط قال وقد جاء في حرفين آخرين وهما حَيَدى في البيت الآخر ودَلَظى للشديد الدَّفْع وقال لبيد في نعت الحمير وصُحْمٍ صِيامٍ بين صَمْدٍ ورِجْلَةٍ وقال شمر في باب الفَيافي الغَبْراءُ والصَّحْماءُ في ألوانها بين الغُبْرةِ والصُّحْمة وقال الطرمّاح يصف فَلاةً وصَحْماءَ أَشْباهِ الحَزابيِّ ما يُرى بها سارِبٌ غيرُ القَطا المُتَراطِنِ أبو عمرو الأَصْحَمُ الأَسْوَدُ الحالِكُ وإذا أَخَذَتِ البَقْلَةُ رِيَّها واشْتَدَّتْ خُضْرَتُها قيل اصْحامّتْ فهي مُصْحامَّة قال الجوهري اصْحامَّتِ البَقلَةُ اصْفارَّتْ واصْحامَّ النَّبتُ اشتدّت خُضْرته وقال أبو حنيفة اصْحامَّ النبتُ خالَطَ سَوادَ خُضْرته صُفْرَةٌ واصْحامَّتِ الأرض تغير نبتها وأَدْبَرَ مَطرُها وكذلك الزرع إذا تغير لونه في أَوَّل التَّيَبُّسِ أو ضَرَبه شيءٌ من القُرِّ واصْحامَّت الأَرضُ تغير لون زرعها للحصاد واصْحامَّ الحَبُّ كذلك وحَنَأَتِ الأَرضُ تَحْنَأُ وهي حانِئَةٌ إذا اخْضَرَّتْ والْتَفَّ نَبْتُها قال وإذا أَدبر المطر وتغير نبتها قيل اصْحامَّت فهي مُصْحامَّة والصَّحْماءُ بقلة ليست بشديدة الخضرة وأَصْحَمَةُ اسم رجل

صدم
الصَّدْمُ ضَرْبُ الشيء الصُّلْب بشيء مثله وصَدَمَه صَدْماً ضَرَبه بجسده وصادَمَهُ فتَصادَماً واصطَدَما وصَدَمَه يَصدِمُه صَدْماً وصَدَمَهُم أَمْرٌ أصابهم والتَّصادُمُ التَّزاحُمُ والرَّجُلانِ يَعْدُوانِ فيَتَصادَمانِ أي يَصْدِمُ هذا ذاك وذاك هذا والجَيْشانِ يَتَصادَمان قال الأزهري واصطِدامُ السفينتين إذا ضربتْ كلُّ واحدة صاحِبَتَها إذا مَرَّتا فوق الماء بحَمْوَتِهما والسفينتان في البحر تتَصادَمانِ وتَصْطَدِمان إذا ضرب بعضُهما بعضاً والفارسان يَتَصادمان أَيضاً وفي الحديث الصَّبْرُ عند الصَّدْمةِ الأُولى أي عند فَوْرة المصِيبة وحَمْوَتِها قال شمر يقول من صَبَرَ تلك الساعة وتَلَقَّاها بالرِّضا فله الأَجر قال الجوهري معناه أن كل ذي مَرْزِئةٍ قُصاراه الصبرُ ولكنه إنما يُحْمَدُ عند حِدَّتِها ورجل مِصْدَمٌ مِحْرَبٌ والصَّدِمَتان بكسر الدال جانبا الجَبِينَينِ والصَّدمَةُ النَّزَعةُ ورجل أَصْدَمُ إذا كان أَنْزَع أبو زيد في الرأْس الصَّدِمَتان بكسر الدال وهما الجبينان وفي حديث مسيره إلى بَدْرٍ حتى أَفْتَقَ من الصَّدِمَتَيْنِ يعني من جانبي الوادي سمِّيتا بذلك كأَنهما لتقابلهما تَتَصادَمانِ أو لأَنَّ كل واحدة منهما تَصْدِمُ من يَمُرُّ بها ويُقابلها والصُّدامُ داء يأْخذ في رؤوس الدواب قال الجوهري الصِّدامُ بالكسر داء يأْخذ رؤوسَ الدواب قال والعامَّة تضمه قال وهو القياس قال ابن شميل الصُّدامُ داء يأْخذ الإبل فتَخْمَصُ بُطُونُها وتَدَعُ الماء وهي عِطاشٌ أياماً حتى تَبْرأَ أو تموت يقال منه جمل مَصْدُوم وإبل مُصَدَّمَةٌ وبعضهم يقول الصُّدامُ ثِقَلٌ يأخذ الإنسان في رأْسه وهو الخُشامُ أبو العباس عن ابن الأعرابي الصَّدْمُ الدَّفْعُ ويقال لا أَفْعَلُ الأمرين صَدْمَةً واحدة أي دَفْعَةً واحدة وقال عبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ وكتب إلى الحجاج إني وَلَّيْتُكَ العراقين صَدْمةً واحدة أي دَفْعَةَ واحدةً وصِدامٌ اسْمُ فرس لَقِيط بن زُرارَةَ وصِدامٌ فرس معروف قال ابن بري وأَنشد الهَرَويُّ في فصل نَقَصَ قول الشاعر وما اتَّخَدْتُ صِداماً للمُكوثِ بها وما انْتَقَشْناكَ إلاَّ للوَصَرَّاتِ وقال الأزهري لا أَدري صِدامٌ أو صَرامٌ وصِدامٌ ومِصْدَمٌ اسمان

صذم
التهذيب قال أبو حاتم يقال هذا قَضاءُ صَذُومَ بالذال المعجمة ولا يقال سَدُوم

صرم
الصَّرْمُ القَطْعُ البائنُ وعم بعضهم به القطع أيَّ نَوْعٍ كان صَرَمَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً فانْصَرَم وقد قالوا صَرَمَ الحبلُ نَفْسُه قال كعب بن زهير وكنتُ إذا ما الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَمْ قال سيبويه وقالوا للصارِمِ صَرِيم كما قالوا ضَرِيبُ قِداحٍ للضارب وصَرَّمَه فَتَصَرَّم وقيل الصَّرم المصدر والصُّرْمُ الاسم وصَرَمَه صَرْماً قطع كلامه التهذيب الصَّرْمُ الهِجْرانُ في موضعه وفي الحديث لا يَحِلُّ لمسلم أن يُصارِمَ مُسْلِماً فوقَ ثلاثٍ أي يَهْجُرَه ويقطع مُكالمتَه الليث الصَّرْمُ دخيل والصَّرْمُ القَطْع البائن للحبل والعِذْقِ ونحو ذلك الصِّرامُ وقد صَرَمَ العِذْقَ عن النخلة والصُّرْمُ اسم للقطيعة وفِعْلُه الصَّرْمُ والمُصارمةُ بين الاثنين الجوهري والانْصِرامُ الانقطاع والتصارُمُ التقاطع والتَّصَرُّم التَّقَطُّعُ وتَصََرَّمَ أي تَجَلّد وتَصْرِيمُ الحبال تقطيعها شُدِّدَ للكثرة الجوهري صَرَمْتُ الشيءَ صَرْماً قطعته يقال صَرَمْتُ أُذُنَه وصَلَمْتُ بمعنىً وفي حديث الجُشَمِيِّ فتَجْدَعُها وتقول هذه صُرُمٌ هي جمع صَرِيمٍ وهو الذي صُرِمَتْ أُذُنُه أي قُطِعَتْ ومنه حديث عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ إن الدنيا قد أَدْبَرَتْ بصَرْمٍ
( * قوله « وقد أدبرت بصرم » هكذا في الأصل والذي في النهاية قد آذنت بصرم ) أي بانقطاع وانقضاء وسيفٌ صارِمٌ وصَرُومٌ بَيِّنُ الصَّرامَةِ والصُّرُومَةِ قاطع لا ينثني والصارمُ السيف القاطع وأَمر صَريمٌ مُعْتَزَمٌ أَنشد ابن الأعرابي ما زالَ في الحُوَلاءِ شَزْراً رائغاً عِنْدَ الصَّرِيمِ كرَوْغَةٍ من ثعْلَبِ وصَرَمَ وَصْلَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً على المَثَل ورجل صارِمٌ وصَرَّامٌ وصَرُومٌ قال لبيد فاقْطَعْ لُبانَةَ من تَعَرَّضَ وَصْلُه ولَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها ويروى ولَشَرٌّ وأنشد ابن الأعرابي صرمْتَ ولم تَصْرِمْ وأنتَ صَرُومُ وكيفَ تَصابي مَنْ يُقالُ حَلِيمُ ؟ يعني أنك صَرُومٌ ولم تَصْرِمْ إلا بعدما صُرِمْتَ هذا قول ابن الأعرابي وقال غيره قوله ولم تَصْرِمْ وأنت صَرُومُ أي وأنت قَوِيٌّ على الصَّرْمِ والصَّرِيمَةُ العزيمة على الشيء وقَطْعُ الأمر والصَّريمةُ إحْكامُك أَمُْراً وعَزْمُكَ عليه وقوله عز وجل إن كنتم صارِمِينَ أي عازمين على صَرْم النخل ويقال فلان ماضي الصَّريمة والعَزِيمة قال أَبو الهيثم الصَّرِيمَةُ والعزيمة واحد وهي الحاجة التي عَزَمْتَ عليها وأَنشد وطَوَى الفُؤادَ على قَضاءِ صَرِيمةٍ حَذَّاءَ واتَّخَذَ الزَّماعَ خَلِيلا وقَضاءُ الشيء إحكامه والفَراغُ منه وقَضَيْتُ الصلاة إذا فَرَغْتَ منها ويقال طَوى فلانٌ فُؤَاده على عَزيمةٍ وطَوى كَشْحَه على عَداوة أي لم يظهرها ورجل صارِمٌ أي ماضٍ في كل أمر المحكم وغيره رجل صارِمٌ جَلْدٌ ماضٍ شُجاعٌ وقد صَرُمَ بالضم صَرامَةً والصَّرامَةُ المُسْتَبِدُّ برأْيه المُنْقَطِعُ عن المُشاورة وصَرامِ من أسماء الحرب
( * قوله « وصرام من اسماء الحرب » قال في القاموس وكغراب الحرب كصرام كقطام اه ولذلك تركنا صراح في البيت الأول بالفتح وفي الثاني بالضم تبعاً للأصل )
قال الكميت جَرَّدَ السَّيْفَ تارَتَيْنِ من الدَّهْ رِ على حِينِ دَرَّةٍ من صَرامِ وقال الجَعْدِيُّ واسمه قيس بن عبد الله وكنيته أبو ليلى ألا أَبْلِغْ بني شَيْبانَ عَنِّي فقد حَلَبَتْ صُرامُ لكم صَراها وفي الألفاظ لابن السكيت صُرامُ داهيةٌ وأنشد بيت الكميت على حين دَرَّةٍ من صُرامِ والصَّيْرَمُ الرأْي المحكمُ والصَّرامُ والصِّرامُ جَدادُ النخل وصَرَمَ النخلَ والشجرَ والزرع يَصْرِمُه صَرْماً واصْطَرَمه جَزَّه واصْطِرامُ النخل اجْتِرامُه قال طَرَفَةُ أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ به فإذا ما جَزَّ نَصْطَرِمُهْ والصَّريمُ الكُدْسُ المَصْروُم من الزَّرْع ونَخْلٌ صَريمٌ مَصْروُمٌ وصِرامُ النخل وصَرامُه أوانُ إدراكه وأَصْرَمَ النخلُ حان وقتُ صِرامِه والصُّرامَةُ ما صُرِمَ من النخل عن اللحياني وفي حديث ابن عباس لما كان حِينُ يُصْرَمُ النخلُ بَعثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بن رَواحة إلى خَيْبَر قال ابن الأثير المشهور في الرواية فتح الراء أي حِينُ يُقْطَعُ ثمر النخل ويُجَذُّ والصِّرامُ قَطْعُ الثمرة واجتناؤها من النخلة يقال هذا وقتُ الصِّرامِ والجَذاذِ قال ويروى حينُ يُصْرِمُ النخلُ بكسر الراء وهو من قولك أَصْرَمَ النخلُ إذا جاء وقتُ صِرامه قال وقد يطلق الصِّرامُ على النخل نفسه لأَنه يُصْرَمُ ومنه الحديث لنا من دِفْئِهم وصِرامِهم أي نخلهم والصَّريمُ والصَّريمةُ القِطعة المنقطعة من معظم الرمل يقال أَفْعى صَريمةٍ وصَريمةٌ من غَضىً وسَلَمٍ أي جماعةٌ منه قال ابن بري ويقال في المثل بالصَّرائِمِ اعْفُرْ يضرب مثلاً عند ذكر رجل بَلَغَكَ أنه وقع في شَرٍّ لا أَخْطَأَه المحكم وصَريمةٌ من غَضىً وسَلَمٍ وأَرْطىً ونخلٍ أي قطعةٌ وجماعة منه وصِرْمَةٌ من أَرْطىً وسَمُرٍ كذلك وفي حديث عمر رضي الله عنه كان في وَصِيَّتِه إنْ تُوُفِّيتُ وفي يدي صِرْمةُ ابنِ الأَكْوَعِ فَسُنَّتُها سُنَّةُ ثَمْغَ قال ابن عيينة الصِّرْمةُ هي قطعة من النخل خفيفة ويقال للقطعة من الإبل صِرْمةٌ إذا كانت خفيفة وصاحبها مُصْرِمٌ وثَمْغٌ مالٌ لعمر رضي الله عنه وقفه أَي سبيلُها سبيلُ تلك والصَّريمَةُ الأَرضُ المحصودُ زرعُها والصَّريمُ الصبحُ لانقطاعه عن الليل والصَّريم الليلُ لانقطاعه عن النهار والقطعة منه صَريمٌ وصَريمةٌ الأُولى عن ثعلب قال تعالى فأَصْبَحَتْ كالصَّريمِ أي احترقت فصارتْ سوداءَ مثلَ الليل وقال الفراء يريد كالليل المُسْوَدِّ ويقال فأصبحت كالصريم أي كالشيء المصروم الذي ذهب ما فيه وقال قتادة فأَصْبَحَتْ كالصَّريم قال كأَنها صُرِمَتْ وقيل الصريم أرضٌ سوداء لا تنبت شيئاً الجوهري الصَّرِيمُ المَجْذُوذُ المقطوع وأصبحت كالصَّريمِ أي احْتَرقت واسْوادَّتْ وقيل الصَّريمُ هنا الشيء المَصْرومُ الذي لا شيء فيه وقيل الأرضُ المحصودة ويقال لليل والنهار الأَصْرَمانِ لأن كل واحد منهما يَنْصَرِمُ عن صاحبه والصَّريم الليل والصَّرِيمُ النهارُ يَنْصَرِمُ الليل من النهار والنهارُ من الليل الجوهري الصَّريمُ الليل المظلم قال النابغة أو تَزْجُروا مُكْفَهِرّاً لا كِفاءَ له كالليلِ يَخْلِطُ أصْراماً بأَصْرامِ قوله تزجروا فعل منصوب معطوف على ما قبله وهو إني لأَخْشى عليكم أن يكون لَكُمْ من أجْلِ بَغْضائكم يومٌ كأَيَّامِ والمُكْفَهِرّ الجيش العظيم لا كِفاء له أي لا نظير له وقيل في قوله يخلط أصراماً بأَصرام أي يخلط كل حَيٍّ بقبيلته خوفاً من الإغارة عليه فيخلط على هذا من صفة الجيش دون الليل قال ابن بري وقول زهير غَدَوْتُ عليه غَدْوَة فتركتُه قُعُوداً لديه بالصَّريم عَواذِلُهْ
( * رواية ديوان زهير بَكَرتُ عليه غُدوةً فرأَيتُه )
قال ابن السكيت أراد بالصَّريم الليل والصريم الصبح وهو من الأضداد والأَصْرَمانِ الليلُ والنهار لأن كل واحد منهما انْصَرَمَ عن صاحبه وقال بِشْرُ بن أبي خازم في الصريم بمعنى الصبح يصف ثوراً فبات يقولُ أَصْبِحْ ليلُ حَتَّى تَكَشَّفَ عن صَريمتِه الظَّلامُ قال الأصمعي وأبو عمرو وابن الأَعرابي تَكَشَّفَ عن صريمته أي عن رملته التي هو فيها يعني الثور قال ابن بري وأَنشد أَبو عمرو تَطاوَلَ لَيْلُكَ الجَوْنُ البَهِيمُ فما يَنْجابُ عن ليلٍ صَريمُ ويروى بيت بشر تَكَشَّفَ عن صَريمَيْهِ قال وصَريماه أَوَّلُه وآخره وقال الأصمعي الصَّريمةُ من الرمل قطعة ضَخْمةٌ تَنْصَرِمُ عن سائر الرمال وتُجْمَعُ الصَّرائمَ ويقال جاء فلانٌ صَريمَ سَحْرٍ إذا جاء يائساً خائباً وقال الشاعر أَيَدْهَبُ ما جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ طَليفاً ؟ إنَّ ذا لَهُوَ العَجِيبُ أيََذْهَبُ ما جمعتُ وأنا يائس منه الجوهري الصُّرامُ بالضم آخر اللبن بعد التَّغْزير إذا احتاج إليه الرجلُ حَلَبَه ضَرُورَةً وقال بشر ألاَ أَبْلِغْ بني سَعْدٍ رَسُولاً ومَوْلاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرامُ يقول بلَغ العُذْرُ آخرَه وهو مثل قال الجوهري هذا قول أبي عبيدة قال وقال الأصمعي الصُّرامُ اسم من أسماء الحرب والداهية وأنشد اللحياني للكميت مآشيرُ ما كان الرَّخاءُ حُسافَةٌ إذا الحرب سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ وقال ابن بري في قول بشر فقد حُلِبَتْ صُرامُ يريد الناقة الصَّرِمَةَ التي لا لبن لها قال وهذا مثل ضربه وجعَل الاسمَ معرفة يريد الداهية قال ويقوّي قولَ الأَصمعي قولُ الكميت إذا الحرب سمَّاها صرامَ الملقب وتفسير بيت الكميت قال يقول هم مآشير ما كانوا في رخاء وخِصْبٍ وهم حُسافةٌ ما كانوا في حرب والحسافة ما تنائر من التمر الفاسد والصَّريمةُ القِطْعة من النخل ومن الإبل أيضاً والصِّرْمَةُ القِطْعة من السحاب والصِّرْمَة القطعة من الإبل قيل هي ما بين العشرين إلى الثلاثين وقيل ما بين الثلاثين إلى الخمسين والأربعين فإذا بلغت الستين فهي الصِّدْعَة وقيل ما بين العشرة إلى الأَربعين وقيل ما بين عشرة إلى بِضْع عَشْرةَ وفي كتابه لعمرو بن مُرَّةَ في التَّبِعَةِ والصُّرَيْمةِ شاتان ان اجتمعتا وإن تَفرّقتا فشاةٌ شاةٌ الصُّرَيْمة تصغير الصِّرْمَةِ وهي القطيع من الإبل والغنم قيل هي من العشرين إلى الثلاثين والأربعين كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقل بنفسها فيَقْطَعُها صاحبُها عن مُعظَمِ إبله وغنمه والمراد بها في الحديث من مائة وإحدى وعشرين شاةً إلى المائتين إذا اجتمعت ففيها شاتان فإن كانت لرجلين وفُرِّق بينهما فعلى كل واحد منهما شاةٌ ومنه حديث عمر رضي الله عنه قال لمولاه أَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ والغُنَيْمة يعني في الحِمى والمَرْعى يريد صاحب الإبل القليلة والغنم القليلة والصِّرْمَةُ القطعة من السحاب والجمع صِرَمٌ قال النابغة وهَبَّتِ الريحُ من تلْقاءِ ذي أُرْكٍ تُزْجي مع الليلِ من صُرَّادِها صِرَما
( * في ديوان النابغة ذي أُرُل بدل ذي أُرُك )
والصُّرَّادُ غيم رقيق لا ماء فيه جمع صارِدٍ وأَصْرَمَ الرجلُ افتقر ورجل مُصْرِمٌ قليل المال من ذلك والأَصْرَمُ كالمُصْرِم قال ولقد مَرَرْتُ على قَطيعٍ هالكٍ من مالِ أصْرَمَ ذي عِيالٍ مُصْرِمِ يعني بالقطيع هنا السَّوْطَ ألا تراه يقول بعد هذا من بَعْدِ ما اعْتَلَّتْ عليَّ مَطِيَّتي فأَزَحْتُ عِلَّتَها فظَلَّتْ تَرْتَمِي يقول أزحت علتها بضربي لها ويقال أصرم الرجلُ إصْراماً فهو مصْرِمٌ إذا ساءت حاله وفيه تَماسُك والأصل فيه أنه بقيت له صِرْمة من المال أي قطعة وقول أبي سَهْمٍ الهُذَلي أَبوكَ الذي لم يُدْعَ من وُلْدِ غيرِه وأنتَ به من سائرِ الناس مُصْرِمُ مُصْرِمٌ يقول ليس لك أب غيره ولم يَدْعُ هو غيركَ يمدحه ويُذَكِّره بالبِرِّ ويقال كَلأٌ تَيْجَعُ منه كَبِدُ المُصْرِمِ أي أنه كثير فإذا رآه القليلُ المال تأَسف أن لا تكون له إبل كثيرة يُرْعِيها فيه والمِصْرَمُ بالكسر مِنْجَلُ المَغازِليّ والصِّرْمُ بالكسر الأبياتُ المُجْتَمِعةُ المنقطعة من الناس والصِّرْم أَيضاً الجماعة من ذلك والصِّرْمُ الفِرْقة من الناس ليسوا بالكثير والجمع أَصْرامٌ وأَصاريمُ وصُرْمانٌ الأخيرة عن سيبويه قال الطرماح يا دارُ أقْوَتْ بعد أَصرامِها عاماً وما يُبْكِيكَ من عامِها وذكر الجوهري في جمعه أصارِمَ قال ابن بري صوابه أصاريم ومنه قول ذي الرمة وانْعَدَلَتْ عنه الأَصاريمُ وفي حديث أبي ذر وكان يُغِيرُ على الصِّرمِ في عَماية الصبح الصِّرْمُ الجماعةُ ينزلون بإبلهم ناحيةً على ماء وفي حديث المرأَة صاحبةِ الماء أنهم كانوا يُغِيرُونَ على مَنْ حَوْلَهم ولا يُغِيرُون على الصِّرْمِ الذي هي فيه وناقة مُصَرَّمةٌ مقطوعة الطُّبْيَيْنِ وصَرْماءُ قليلة اللبن لأن غُزْرَها انقطع التهذيب وناقة مُصَرَّمةٌ وذلك أن يُصَرَّمَ طُبْيُها فيُقْرَحَ عَمْداً حتى يَفْسُدَ الإحْليلُ فلا يخرج اللبن فَيَيْبَس وذلك أقوى لها وقيل ناقة مُصَرَّمةٌ وهي التي صَرَمَها الصِّرارُ فوَقَّذَها وربما صُرِمَتْ عَمْداً لتَسْمَنَ فتُكْوى قال الأزهري ومنه قول عنترة لُعِنتْ بمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ
( * صدر البيت هَلْ تُبلِغَنِِّي دارَها شدنيَّةٌ )
قال الجوهري وكان أَبو عمرو يقول وقد تكونُ المُصَرَّمةُ الأَطْباءِ من انقطاع اللبن وذلك أن يُصِيبَ الضَّرْعَ شيءٌ فيُكْوَى بالنار فلا يخرج منه لبن أبداً ومنه حديث ابن عباس لا تَجُوزُ المُصَرَّمةُ الأَطباء يعني المقطوعة الضُّروع والصَّرْماءُ الفلاة من الأرض الجوهري والصَّرْماء المفازة التي لا ماء فيها وفَلاة صرماء لا ماء بها قال وهو من ذلك
( * قوله « قال وهو من ذلك » ليس من قول الجوهري كما يتوهم بل هو من كلام ابن سيده في المحكم وأول عبارته وفلاة صرماء إلخ )
والأصْرمانِ الذئب والغُرابُ لانْصِرامِهِما وانقطاعهما عن الناس قال المَرَّارُ على صَرْماءَ فيها أصْرَماها وحِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ أي هو مَليل قال كأَنه على مَلَّةٍ من القَلَق قال ابن بري مَلِيلٌ مَلَّتْه الشمس أي أَحرقته ومنه خُبْزةٌ مَلِيلٌ وتركته بوَحْشِ الأَصْرَمَيْنِ حكاه اللحياني ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أنه يعني الفلاة والصِّرْمُ الخُفُّ المُنَعَّلُ والصَّريمُ العُودُ يُعَرَّضُ على فَمِ الجَدْي أو الفَصِيل ثم يُشَدُّ إلى رأْسه لئلا يَرْضَعَ والصَّيْرَمُ الوَجْبَةُ وأكلَ الصَّيْرَمَ أي الوَجْبَةَ وهي الأَكْلَةُ الواحِدةُ في اليوم يقال فلان يأْكل الصَّيْرَمَ إذا كان يأْكل الوَجْبة في اليوم والليلة وقال يعقوب هي أَكْلَة عند الضحى إلى مثلها من الغَدِ وقال أبو عبيدة هي الصَّيْلَمُ أيضاً وهي الحَرْزَمُ
( * قوله « وهي الحرزم » كذا بهذا الضبط في التهذيب ولم نجده بهذا المعنى فيما بأيدينا من الكتب ) وأنشد وإنْ تُصِبْكَ صَيْلَمُ الصيَّالمِ لَيْلاً إلى لَيْلٍ فعَيشُ ناعِمِ وفي الحديث في هذه الأُمة خَمْسُ فِتَنٍ قد مَضَتْ أربع وبقيت واحدةٌ وهي الصَّيْرَمُ وكأَنها بمنزلة الصَّيْلَم وهي الداهية التي تستأْصل كل شيء كأَنها فتنة قَطَّاعة وهي من الصَّرْمِ القَطْعِ والياء زائدة والصَّرُومُ الناقةُ التي لا تَرِدُّ النَّضِيحَ حتى يَخْلُوَ لها تَنْصَرِمُ عن الإبل ويقال لها القَذُورُ والكَنُوفُ والعَضادُ والصَّدُوفُ والآزِيَةُ بالزاي المُفَضَّلُ عن أبيه وصَرَمَ شَهْراً بمعنى مكث والصَّرْمُ الجِلْدُ فارسي معرّب وبنو صُرَيْمٍ حَيٌّ وصِرْمَةُ وصُرَيْم وأَصْرَمُ أسماء وفي الحديث أنه غَيَّر اسم أصْرَمَ فجعله زُرْعةَ كَرِهَهُ لما فيه من معنى القطع وسماه زُرْعةَ لأنه من الزَّرْع النباتِ

صطم
الأُصْطُمَّةُ والأُصْطُمُّ لغة في الأُسْطُمَّة والأُسْطُمِّ في جميع ما تَصَرَّفَ منه

صطخم
المُصْطَخِمُ المُنْتَصِبُ القائم وفي التهذيب المُصْلَخِمُ بتشديد الميم قال والمُصْطَخِمُ في معناه غير أنها مخففة الميم واصْطَخَمْتُ فأَنا مُصْطَخِمٌ إذا انتصبت قائماً الأَزهري المُصْطَخِمُ مُفْتَعِلٌ من ضَخَم وهو ثلاثي قال ولم أجد لصخم ذكراً في كلام العرب وكان في الأصل مُصْتَخِم فقلبت التاء طاء كالمُصْطَخِبِ من الصَّخَبِ وذكره الأزهري أيضاً في الرباعي قال وأنشد أبو العباس يوماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِماً كأَنَّ ضاحِيَهُ بالنارِ مَمْلُولُ قال مُصْطَخِمٌ ساكت قائم كأَنه غضبان

صطكم
الأُصْطُكْمةُ خُبْزة المَلَّةِ

صقم
أهمله الليث ابن الأعرابي الصَّيْقَمُ المُنْتِنُ الرائحة

صكم
صَكَمَه صَكْماً ضربه ودفعه وصَكَمَهُ صَكْمَةً صَدَمه الليث الصَّكْمَةُ صَدْمة شديدة بحجر أو نحو حجر والعرب تقول صَكَمَتْه صَواكِمُ الدَّهْر وصواكِمُ الدهر ما يصيب من نوائبه وصَكَمَ الفرسُ يَصْكُمُ عَضَّ على اللجام ثم مَدَّ رأْسَه كأَنه يريد أن يغلبه الأصمعي صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كله إذا دَفَعْتَه

صلم
صَلَمَ الشيءَ صَلْماً قطعه من أصله وقيل الصَّلْمُ قطع الأُذن والأنف من أَصلهما صَلَمهما يَصْلِمُهما صَلْماً وصَلَّمَهُما إذا اسْتَأْصَلَهما وأُذُنٌ صَلْماء لِرِقَّةِ شَحْمتها وعبد مُصَلَّم وأَصْلَمُ مقطوعُ الأُذن ورجل أَصْلَمُ إذا كان مُسْتَأْصَل الأُذنين ورجل مُصَلَّم الأُذنين إذا اقْتُطِعَتا من أُصولهما ويقال للظَّليم مُصَلَّمُ الأُذنين كأَنه مْسْتَأْصَلُ الأُذنين خِلْقةً والظَّلِيمُ مُصَلَّم وُصِفَ بذلك لصغر أُذنيه وقِصَرِهِما قال زهير أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أجْنَى له بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ
( * في ديوان زهير أصَكّ وهو المتقارب العرقوبين بدل اسَكّ وهو القصير الاذن الصغيرها )
وفي حديث ابن الزبير لما قُتل أخوه مُصْعَبٌ أَسْلَمَه النَّعامُ المُصَلَّمُ الآذانِ أَهلُ العراقِ يقال للنعام مُصَلَّمٌ لأنها لا آذانَ لها ظاهرةً والصَّلْمُ القَطْعُ المُسْتَأْصِلُ فإذا أُطلق على الناس فإنما يراد به الذليلُ المُهانُ كقوله فإنْ أَنْتُمُ لم تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُمُ فَمَشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُصَلَّمِ والأَصْلَمُ من الشِّعْر ضَرْبٌ من المديد والسريع على التشبيه التهذيب والأَصْلَم المُصَلَّمُ من الشِّعْر وهو ضرب من السريع يجوز في قافيته فَعْلُن فَعْلُن كقوله ليس على طُولِ الحياةِ نَدَمْ ومِنْ وَراءِ الموتِ ما يُعْلَمْ والصَّيْلَمُ الداهية لأَنها تَصْطَلِمُ ويُسَمَّى السيفُ صَيْلَماً قال بِشْرُ بن أَبي خازم غَضِبَتْ تَميمٌ أن تَقَتَّلَ عامِرٌ يَوْمَ النِّسارِ فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ قال ابن بري ويروى فأُعْقِبُوا بالصَّيْلَم أي كانت عاقبتُهم الصَّيْلَمَ قال ابن بري وشاهدُ الصَّيْلَمِ الداهيةِ قول الراجز دَسُّوا فَلِيقاً ثم دَسُّوا الصَّيْلَما وفي حديث ابن عمر فيكون الصَّيْلَمُ بيني وبينه أي القطيعة المُنْكَرة والصَّيْلَمُ الداهية والياء زائدة وفي حديث ابن عمرو اخرُجُوا يا أَهلَ مكة قبل الصَّيْلَمِ كأَنِّي به أُفَيْحِجَ أُفَيْدِعَ يَهْدِمُ الكَعْبةَ التهذيب في ترجمة صنم قال والصَّنَمَة الداهية قال الأزهري أصلها صَلَمة وأمر صَيْلَم شديد مُستأْصِل وهو الصَّيْلَميَّة والصَّيْلَم الأمر المُسْتأْصِلُ ووقعة صَيْلَمَة من ذلك والاصْطِلامُ الاسْتِئْصالُ واصْطُلِمَ القوم أُبيدوا والاصْطِلامُ إذا أُبيد قَومٌ من أَصلهم قيل اصْطُلِمُوا وفي حديث الفتن وتُصْطَلَمُون في الثالثة الاصْطِلامُ افْتِعالٌ من الصَّلْمِ القطع وفي حديث الهَدْيِ والضحايا ولا المُصْطَلَمَةُ أَطْباؤُها وحديث عاتكة لئن عدْتُم ليَصْطَلِمَنَّكم والصَّيْلَمُ الأَكْلَةُ الواحدة كل يوم وهو يأْكل الصَّيْلَم وهي أَكْلَةٌ في الضُّحَى كما تقول هو يأْكل الصَّيْرَمَ حكاهما جميعاً يعقوب والصَّلامَةُ والصِّلامَةُ والصُّلامةُ الفِرْقةُ من الناس والصُّلاماتُ والصِّلاماتُ الجماعات والفِرَقُ وفي حديث ابن مسعود وذَكَرَ فِتَناً فقال يكون الناسُ صُِلاماتٍ يَضْربُ بعضُهم رقابَ بعض قال أبو عبيد قوله صُِلامات يعني الفِرَق من الناس يكونون طوائفَ فتجْتَمع كلُّ فرقة على حِيالها تُقاتل أُخرى وكلُّ جماعة فهي صُلامَةٌ وصِلامَةٌ قال ابن الأَعرابي صَلامَةٌ بفتح الصادِ وأَنشد أبو الجَرَّاح صَلامَةٌ كحُمُرِ الأَبَكِّ لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذَكِّي والصَّلامَةُ القوم المُسْتَوُون في السِّنِّ والشجاعةِ والسَّخاء والصَّلاَّم والصُّلاَّمُ لُبُّ نَوَى النَّبِقِ التهذيب الصُّلاَّمُ الذي في داخل نَواةِ النَّبِقَةِ يؤكل وهو الأُلْبُوبُ

صلخم
بعير صِلَّخْم صِلَّخْدٌ وصَلْخَمٌ مثل سَلْهَبٍ ومُصْلَخِمٌّ كل ذلك جَسِيمٌ شديدٌ ماضٍ وأَنشد وأَتْلَعَ صِلَّخْمٍ صِلَخْدٍ صَلَخْدَمِ وقال آخر إن تسْأَلِيني كيفَ أَنْتَ ؟ فإنَّنِي صَبُورٌ على الأعداءِ جَلْدٌ صَلَخْدَم والصَّلَخْدَمُ خماسي أَصله من الصَّلْخم والصَّلْخد ويقال بل هو كلمة خماسية أصلية فاشتبهت الحروف والمعنى واحد قال الفرَّاء ومن نادر كلامهم مُسْتَرْعِلات لِصِلَّلْخم سامي يريد لِصِلَّخْم فزاد لاماً وقال أبو نخيلة لِبَلْخَ مَخْشيّ الشذا مُصْلَخْمِمِ فضاعف الميم كما ترى أبو عمرو المُصلَخِمُّ والمُصْلَخِدُّ المُنْتَصِبُ القائم والمُصْطَخِمُ خفيف الميم في معناهما وقال رؤبة إذا اصْلَخَمَّ لم يُرَمْ مُصْلَخْمَمُهْ أي غضب قاله شمر وقال غيره انتصب وجبل صِلَّخْمٌ ومُصْلَخِمٌّ صُلْبٌ ممتنع قال الشاعر عن صائلٍ عاسٍ إذا ما اصْلَخْمَما وفي الحديث عُرِضَتِ الأَمانةُ على الجبال الصُّمِّ الصَّلاخِمِ أي الصِّلابِ المانعةِ الواحدُ صَلْخَمٌ قال ورَأْس عِزٍّ راسِياً صِلَّخْمَا والمُصْلَخِمُّ الغَضْبان واصْلَخَمَّ اصْلِخْماماً إذا انتصب قائماً وقال الباهلي المُصْلَخِمُّ المُسْتَكبر قال ذو الرمة يصف حميراً فظَلَّتْ بمَلْقَى واجِفٍ جَزِع المَعَى قِياماً تُفالي مُصْلَخِمّاً أمِيرَها أي مستكبراً لا يحركها ولا ينظر إليها وقال المُصْلَخِمُّ والمُطْلَخِمُّ والمُطْرَخِمُّ واحد

صلخدم
الصَّلَخْدَمُ الجمل الماضي الشديد وقيل الميم زائدة والصَّلَخْدمُ الصُّلْبُ القَوِيُّ وأَنشد الأزهري في الخُماسِيّ إن تسْأَلِيني كيف أنت ؟ فإنَّني صَبُورٌ على الأَعداء جَلْدٌ صَلَخْدَم قال والصَّلَخْدَمُ خماسي أَصله من الصَّلْخَمِ والصَّلْخَدِ قال ويقال بل هو كلمة خُماسية أَصلية فاشْتَبَهتِ الحروفُ والمعنى واحد

صلدم
الصِّلْدِمُ والصُّلادِمُ الشديد الحافرِ وقيل الصِّلْدِم القويّ الشديد من الحافر والأُنثى صِلْدِمَة وصُلادِمَةٌ وعمَّ به بعضهم وهو ثلاثي عند الخليل وجمعه صَلادِمُ الجوهري فرس صِلْدِمٌ بالكسر صُلْبٌ شديد والأُنثى صِلْدِمَة ورأْسٌ صِلْدِمٌ وصُلادِمٌ بالضم صُلب وأَنشد ابن السكيت من كلِّ كَوْماءِ السَّنامِ فاطمِ تَشْحَى بمُسْتَنِّ الذَّنوبِ الرَّاذِمِ شِدْقَيْنِ في رأْسٍ لها صُلادِمِ والجمع صَلادِمُ بالفتح والصِّلْدامُ الشديد كالصِّلْدِمِ قال جرير فلو مالَ مَيْلٌ من تَمِيمٍ عَلَيْكُمُ لأَمَّكَ صِلْدامٌ من العِيسِ قارِحُ

صلقم
الصَّلْقَمَةُ تصادُمُ الأَنْيابِ وأنشد الليث أَصْلَقَه العِزِّ بنابٍ فاصْلَقمّْ ويقال الميم زائدة والصَّلْقَمُ الذي يَقرعُ بعضَها ببعض وصَلْقَمَ قَرَعَ بعض أَنيابه ببعض قال كُراع الأصل الصَّلْق والميم زائدة والصحيح أنه رباعي والصَّلْقَمُ والصِّلْقِمُ الضَّخْمُ من الإبل وقيل هو البعير الشديد العضِّ والفَكِّ والجمع صَلاقِمُ وصَلاقِمةٌ الهاء لتأْنيث الجماعة قال طَرَفَةُ جَمادٌ بها البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها بَناتِ المَخاضِ والصَّلاقِمةَ الحُمْرا التهذيب والصِّلْقامُ الضَّخْمُ من الإبل وأَنشد يَعْلُو صَلاقيمَ العِظامِ صِلْقِمُه أي جِسْمُه العظيم والصَّلْقَمُ الشديد عن اللحياني والمُصْلَقِمُّ الصُّلْبُ الشديد وقيل الشديد الأَكْلِ والمُصْلَقِمُّ أَيضاً المرأَة الكبيرة أَزالوا الهاء كما أَزالوها من مُتْئِمٍ ونحوها أَبو عمرو الصِّلْقِمُ العجوز الكبيرة وأَنشد لخُلَيْدٍ اليَشْكُرِيّ فتلك لا تُشْبِه أُخْرى صِلْقِما صَهْصَلِقَ الصَّوْتِ دَرُوجاً كِرْزِما

صلهم
الصِّلْهامُ من صفات الأسد
( * قوله « من صفات الأسد » ويقال رجل صلهام بكسر الصاد أيضاً جريء كما في التكملة ) واصْلَهَمَّ الشيءُ صَلُبَ واشْتَدَّ

صمم
الصَّمَمُ انْسِدادُ الأُذن وثِقَلُ السمع صَمَّ يَصَمُّ وصَمِمَ بإظهار التضعيف نادرٌ صَمّاً وصمَماً وأَصَمَّ وأَصَمَّهُ اللهُ فصَمَّ وأَصَمَّ أيضاً بمعنى صَمَّ قال الكميت أَشَيْخاً كالوَليدِ برَسْمِ دارٍ تُسائِلُ ما أَصَمَّ عن السُّؤالِ ؟ يقول تُسائِلُ شيئاً قد أَصَمَّ عن السؤال ويروى أَأَشْيَبَ كالوليد قال ابن بري نَصَبَ أَشْيَبَ على الحال أي أَشائباً تُسائِلُ رَسْمَ دارٍ كما يفعل الوليدُ وقيل إنَّ ما صِلَةٌ أَراد تُسائل أَصَمَّ وأَنشد ابن بري هنا لابن أَحمر أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى بآخِرِنا وتَنْسى أَوَّلِينا يدعو عليها أي لا جعلها الله تدعو إلاَّ أصَمَّ يقال ناديت فلاناً فأَصْمَمْتُه أي أَصَبْتُه أَصَمَّ وقوله تَحَجَّى بآخِرنا تَسْبقُ إليهم باللَّوْمِ وتَدَعُ الأَوَّلينَ وأَصْمَمْتُه وَجَدْتُه أَصَمَّ ورجل أَصَمُّ والجمع صُمٌّ وصُمَّانٌ قال الجُلَيْحُ يَدْعُو بها القَوْمُ دُعاءَ الصُّمَّانْ وأَصَمَّه الداءُ وتَصامَّ عنه وتَصامَّه أَراه أَنه أَصَمُّ وليس به وتَصامَّ عن الحديث وتَصامَّه أَرى صاحِبَه الصَّمَمَ عنه قال تَصامَمْتُه حتى أَتاني نَعِيُّهُ وأُفْزِعَ منه مُخْطئٌ ومُصيبُ وقوله أنشده ثعلب ومَنْهَلٍ أَعْوَرِ إحْدى العَيْنَيْن بَصيرِ أُخْرى وأَصَمَّ الأُذُنَيْن قد تقدم تفسيره في ترجمة عور وفي حديث الإيمانِ الصُّمَّ البُكْمَ
( * قوله « الصم البكم » بالنصب مفعول بالفعل قبله وهو كما في النهاية وان ترى الحفاة العراة الصم إلخ ) رُؤوسَ الناسِ جَمْعُ الأَصَمِّ وهو الذي لا يَسْمَعُ وأَراد به الذي لا يَهْتَدي ولا يَقْبَلُ الحَقَّ من صَمَمِ العَقل لا صَمَمِ الأُذن وقوله أنشده ثعلب أيضاً قُلْ ما بَدا لَكَ من زُورٍ ومن كَذِبٍ حِلْمي أَصَمُّ وأُذْني غَيرُ صَمَّاءِ استعار الصَّمَم للحلم وليس بحقيقة وقوله أنشده هو أيضاً أجَلْ لا ولكنْ أنتَ أَلأَمُ من مَشى وأَسْأَلُ من صَمَّاءَ ذاتِ صَليلِ فسره فقال يعني الأرض وصَلِيلُها صَوْتُ دُخولِ الماء فيها ابن الأَعرابي يقال أَسْأَلُ من صَمَّاءَ يعني الأرضَ والصَّمَّاءُ من الأرض الغليظةُ وأَصَمَّه وَجَدَه أَصَمَّ وبه فسر ثعلبٌ قولَ ابن أَحمر أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى بآخِرِنا وتَنْسى أَوَّلِينا أراد وافَقَ قَوماً صُمّاً لا يَسْمَعون عذْلَها على وجه الدُّعاء ويقال ناديته فأَصْمَمْتُه أي صادَفْتُه أَصَمَّ وفي حديث جابر بن سَمُرَةَ ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمةٍ أصَمَّنِيها الناسُ أي شغَلوني عن سماعها فكأَنهم جعلوني أَصَمَّ وفي الحديث الفِتْنةُ الصَّمَّاءُ العَمْياء هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في ذهابها لأَن الأَصَمَّ لا يسمع الاستغاثة ولا يُقْلِعُ عما يَفْعَلُه وقيل هي كالحية الصَّمَّاء التي لا تَقْبَلُ الرُّقى ومنه الحديث والفاجِرُ كالأَرْزَةِ صَمَّاءَ أي مُكْتَنزةً لا تَخَلْخُلَ فيها الليث الضَّمَمُ في الأُذُنِ ذهابُ سَمْعِها في القَناة اكْتِنازُ جَوفِها وفي الحجر صَلابَتُه وفي الأَمر شدَّتُه ويقال أُذُنٌ صَمَّاءُ وقَناة صَمَّاءُ وحَجَرٌ أَصَمُّ وفِتْنَةٌ صَمَّاءُ قال الله تعالى في صفة الكافرين صُمُّ بُكْمٌ عُمْيٌ فهم لا يَعْقِلُون التهذيب يقول القائلُ كيف جعلَهم الله صُمّاً وهم يسمعون وبُكْماً وهم ناطقون وعُمْياً وهم يُبْصِرون ؟ والجواب في ذلك أن سَمْعَهُم لَمَّا لم يَنْفَعْهم لأنهم لم يَعُوا به ما سَمِعوا وبَصَرَهُم لما لم يُجْدِ عليهم لأنهم لم يَعْتَبِروا بما عايَنُوه من قُدْرة الله وخَلْقِه الدالِّ على أنه واحد لا شريك له ونُطْقَهم لما لم يُغْنِ عنهم شيئاً إذ لم يؤمنوا به إيماناً يَنْفَعهم كانوا بمنزلة من لا يَسْمَع ولا يُبْصِرُ ولا يَعي ونَحْوٌ منه قول الشاعر أصَمٌّ عَمَّا ساءَه سَمِيعُ يقول يَتَصامَمُ عما يَسُوءُه وإن سَمِعَه فكان كأَنه لم يَسْمَعْ فهو سميع ذو سَمْعٍ أَصَمُّ في تغابيه عما أُريد به وصَوْتٌ مُصِمٌّ يُصِمُّ الصِّماخَ ويقال لصِمامِ القارُورة صِمَّةٌ وصَمَّ رأْسَ القارورةَ يَصُمُّه صَمّاً وأَصَمَّه سَدَّه وشَدَّه وصِمامُها سِدادُها وشِدادُها والصِّمامُ ما أُدْخِلَ في فم القارورة والعِفاصُ ما شُدَّ عليه وكذلك صِمامَتُها عن ابن الأَعرابي وصَمَمْتُها أَصُمُّها صَمّاً إذا شَدَدْتَ رَأْسَها الجوهري تقول صَمَمْتُ القارورة أي سَدَدْتُها وأَصْمَمْتُ القارورة أي جعلت لها صِماماً وفي حديث الوطء في صِمامٍ واحد أي في مَسْلَكٍ واحدٍ الصِّمامُ ما تُسَدُّ به الفُرْجةُ فسمي به الفَرْجُ ويجوز أَن يكون في موضعِ صِمامٍ على حذف المضاف ويروى بالسين وقد تقدم ويقال صَمَّه بالعصا يَصُمُّه صَمّاً إذا ضَرَبه بها وقد صَمَّه بحجر قال ابن الأعرابي صُمَّ إذا ضُرِب ضَرْباً شديداً وصَمَّ الجُرْحَ يَصُمُّه صَمّاً سَدَّةُ وضَمَّدَه بالدواء والأَكُولِ وداهيةٌ صَمَّاءُ مُنْسَدَّة شديدة ويقال للداهية الشديدةِ صَمَّاءُ وصَمامِ قال العجاج صَمَّاءُ لا يُبْرِئُها من الصَّمَمْ حَوادثُ الدَّهْرِ ولا طُولُ القِدَمْ ويقال للنذير إذا أَنْذَر قوماً من بعيد وأَلْمَعَ لهم بثوبه لَمَع بهم لَمْعَ الأَصَمّ وذلك أنه لما كَثُر إلماعُه بثوبه كان كأَنه لا يَسْمَعُ الجوابَ فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ ومن ذلك قولُ بِشْر أَشارَ بهم لَمْعَ الأَصَمّ فأَقْبَلُوا عَرانِينَ لا يَأْتِيه لِلنَّصْرِ مُجْلِبُ أي لا يأْتيه مُعِينٌ من غير قومه وإذا كان المُعينُ من قومه لم يكن مُجْلِباً والصَّمَّاءُ الداهيةُ وفتنةٌ صَمَّاءُ شديدة ورجل أَصَمُّ بَيّنُ الصَّمَمِ فيهن وقولُهم للقطاةِ صَمَّاءُ لِسَكَكِ أُذنيها وقيل لَصَمَمِها إذا عَطِشَت قال رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبها بردُ الما والأَصَمُّ رَجَبٌ لعدم سماع السلاح فيه وكان أهلُ الجاهلية يُسَمُّونَ رَجَباً شَهْرَ الله الأَصَمَّ قال الخليل إنما سمي بذلك لأنه كان لا يُسْمَع فيه صوتُ مستغيثٍ ولا حركةُ قتالٍ ولا قَعْقَعةُ سلاح لأنه من الأشهر الحُرُم فلم يكن يُسْمع فيه يا لَفُلانٍ ولا يا صَبَاحاه وفي الحديث شَهْرُ اللهِ الأَصَمُّ رَجَبٌ سمي أَصَمَّ لأنه كان لا يُسمع فيه صوت السلاح لكونه شهراً حراماً قال ووصف بالأَصم مجازاً والمراد به الإنسان الذي يدخل فيه كما قيل ليلٌ نائمٌ وإنما النائمَ مَنْ في الليل فكأَنَّ الإنسانَ في شهر رجَبٍ أَصَمَّ عن صَوْتِ السلاح وكذلك مُنْصِلُ الأَلِّ قال يا رُبَّ ذي خالٍ وذي عَمٍّ عَمَمْ قد ذاقَ كَأْسَ الحَتْفِ في الشَّهْرِ الأَصَمّْ والأَصَمُّ من الحياتِ ما لا يَقْبَلُ الرُّقْيَةَ كأَنه قد صَمَّ عن سَماعِها وقد يستعمل في العقرب أَنشد ابن الأعرابي قَرَّطَكِ اللهُ على الأُذْنَيْنِ عَقارباً صُمّاً وأَرْقَمَيْنِ ورجل أَصَمُّ لا يُطْمَعُ فيه ولا يُرَدُّ عن هَواه كأَنه يُنادَى فلا يَسْمَعُ وصَمَّ صَداه أي هَلَك والعرب تقول أَصَمَّ اللهُ صَدَى فلانٍ أي أهلكه والصَّدَى الصَّوْتُ الذي يَرُدُّه الجبلُ إذا رَفَع فيه الإنسانُ صَوْتَه قال امرؤ القيس صَمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها واسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِق السائِلِ ومنه قولهم صَمِّي ابْنَةَ الجَبَل مهما يُقَلْ تَقُلْ يريدون بابْنةِ الجبل الصَّدَى ومن أمثالهم أصَمُّ على جَمُوحٍ
( * قوله « ومن أمثالهم أصم على جموح إلخ » المناسب أن يذكر بعد قوله كأنه ينادى فلا يسمع كما هي عبارة المحكم ) يُضْرَبُ مثلاً للرجل الذي هذه الصفة صفته قال فأَبْلِغْ بَني أَسَدٍ آيةً إذا جئتَ سَيِّدَهم والمَسُودَا فأْوصِيكمُ بطِعانِ الكُماةِ فَقَدْ تَعْلَمُونَ بأَنْ لا خُلُودَا وضَرْبِ الجَماجِمِ ضَرْبَ الأَصَمْ مِ حَنْظَلَ شابَةَ يَجْني هَبِيدَا ويقال ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ إذا تابَعَ الضرْبَ وبالَغَ فيه وذلك أن الأَصَمَّ إذا بالَغَ يَظُنُّ أنه مُقَصِّرٌ فلا يُقْلِعُ ويقال دَعاه دَعْوةَ الأَصَمِّ إذا بالغ به في النداء وقال الراجز يصف فَلاةً يُدْعَى بها القومُ دُعاءَ الصَّمَّانْ ودَهْرٌ أَصَمُّ كأَنَّه يُشْكى إليه فلا يَسْمَع وقولُهم صَمِّي صَمامِ يُضْرَب للرجل يأْتي الداهِيةَ أي اخْرَسي يا صَمامِ الجوهري ويقال للداهية صَمِّي صَمامِ مثل قَطامِ وهي الداهية أي زِيدي وأَنشد ابن بري للأَسْود بن يَعْفُر فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانُها صَمِّي لِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ صَمَامِ ويقال صَمِّي ابنةَ الجبل يعني الصَّدَى يضرب أَيضاً مثلاً للداهية الشديدة كأَنه قيل له اخْرَسِي يا داهية ولذلك قيل للحيَّةِ التي لا تُجِيبُ الرَّاقِيَ صَمّاءُ لأَن الرُّقى لا تنفعها والعرب تقول للحرب إذا اشتدَّت وسُفِك فيها الدِّماءُ الكثيرةُ صَمَّتْ حَصاةٌ بِدَم يريدون أَن الدماء لما سُفِكت وكثرت اسْتَنْقَعَتْ في المَعْرَكة فلو وقعت حصاةٌ على الأرض لم يُسمع لها صوت لأنها لا تقع إلا في نَجِيعٍ وهذا المعنى أراد امرؤ القيس بقوله صَمِّي ابنةَ الجبلِ ويقال أراد الصَّدَى قال ابن بري قوله حَصاةٌ بدمٍ يَنبغي أن يكون حصاة بدمي بالياء وبيتُ امرئ القيس بكماله هو بُدِّلْتُ من وائلٍ وكِنْدةَ عَدْ وانَ وفَهْماً صَمِّي ابنةَ الجَبَلِ قَوْمٌ يُحاجُون بالبِهامِ ونِسْ وان قِصار كهَيْئةِ الحَجَلِ المحكم صَمَّتْ حَصاةٌ بدمٍ أي أن الدم كثر حتى أُلْقيت فيه الحَصاةُ فلم يُسْمَع لها صوت وأَنشد ابن الأَعرابي لسَدُوسَ بنت ضباب إنِّي إلى كلِّ أَيْسارٍ ونادِبةٍ أَدْعُو حُبَيْشاً كما تُدْعى ابنة الجَبلِ أي أُنَوِّهُ كما يُنَوَّهُ بابنةِ الجبل وهي الحيَّة وهي الداهية العظيمة يقال صَمِّي صَمامِ وصَمِّي ابْنةَ الجبل والصَّمَّاءُ الداهيةُ وقال صَمَّاءُ لا يُبْرِئُها طُولُ الصَّمَمْ أي داهيةٌ عارُها باقٍ لا تُبْرِئها الحوادثُ وقال الأصمعي في كتابه في الأمثال قال صَمِّي ابنةَ الجبل يقال ذلك عند الأمر يُسْتَفْظَعُ ويقال صَمَّ يَصَمُّ صَمَماً وقال أَبو الهيثم يزعمون أنهم يريدون بابنة الجبل الصَّدَى وقال الكميت إذا لَقِيَ السَّفِيرَ بها وقالا لها صَمِّي ابْنَةَ الجبلِ السّفِيرُ يقول إذا لَقِي السفِيرُ السَّفِيرَ وقالا لهذه الداهية صَمِّي ابنةَ الجبل قال ويقال إنها صخرة قال ويقال صَمِّي صَمامِ وهذا مَثَلٌ إذا أتى بداهيةٍ ويقال صَمَامِ صَمَامِ وذلك يُحْمَل على معنيين على معنى تَصامُّوا واسْكُتوا وعلى معنى احْمِلُوا على العدُوّ والأَصَمُّ صفة غالبة قال جاؤوا بِزُورَيْهمْ وجئْنا بالأَصَمّْ وكانوا جاؤوا بِبعيرين فعَقَلوهما وقالوا لا نَفِرُّ حتى يَفِرَّ هذان والأَصَمُّ أيضاً عبدُ الله بنُ رِبْعِيٍّ الدُّبَيْريّ ذكره ابن الأعرابي والصَّمَمُ في الحَجَر الشِّدَّةُ وفي القَناةِ الاكتِنازُ وحَجرٌ أَصَمُّ صُلْبٌ مُصْمَتٌ وفي الحديث أنه نَهَى عن اشْتِمال الصّمَّاءِ قال هو أن يَتجلَّلَ الرجلُ بثوبْهِ ولا يرفعَ منه جانباً وإنما قيل لها صَمَّاء لأنه إذا اشْتَمل بها سَدَّ على يديه ورجليه المَنافذَ كلَّها كأَنَّها لا تَصِل إلى شيء ولا يَصِل إليها شيءٌ كالصخرة الصَّمّاء التي ليس فيها خَرْقٌ ولا صَدْع قال أبو عبيد اشْتِمال الصَّمَّاءِ أن تُجلِّلَ جَسَدَك بتوبِك نَحْوَ شِمْلةِ الأَعْراب بأَكْسيَتِهم وهو أن يرُدَّ الكِساءَ من قِبَلِ يمينِه على يدهِ اليسرى وعاتِقِه الأيسر ثم يَرُدَّه ثانيةً من خلفِه على يده اليمنى وعاتِقِه الأيمن فيُغَطِّيَهما جميعاً وذكر أَبو عبيد أَن الفُقهاء يقولون هو أن يشتمل بثوبٍ واحدٍ ويَتغَطَّى به ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيَضَعَه على منكبيه فيَبْدُوَ منه فَرْجُه فإذا قلت اشْتَمل فلانٌ الصَّمَّاءَ كأَنك قلت اشْتَملَ الشِّمْلةَ التي تُعْرَف بهذا الاسم لأن الصمّاء ضَرْبٌ من الاشتمال والصَّمَّانُ والصَّمَّانةُ أرضٌ صُلْبة ذات حجارة إلى جَنْب رَمْل وقيل الصّمَّان موضعٌ إلى جنب رملِ عالِجٍ والصَّمّانُ موضعٌ بِعالِجٍ منه وقيل الصَّمَّانُ أرضٌ غليظة دون الجبل قال الأزهري وقد شَتَوْتُ الصَّمّانَ شَتْوَتَيْن وهي أرض فيها غِلَظٌ وارْتفاعٌ وفيها قِيعانٌ واسعةٌ وخَبَارَى تُنْبِت السِّدْر عَذِيَةٌ ورِياضٌ مُعْشِبةٌ وإذا أَخصبت الصَّمَّانُ رَتَعَتِ العربُ جميعُها وكانت الصَّمَّانُ في قديم الدَّهْرِ لبني حنظلة والحَزْنُ لبني يَرْبُوع والدَّهْناءُ لجَماعتهم والصَّمَّانُ مُتَاخِمُ الدَّهْناء وصَمَّه بالعصا ضَرَبَه بها وصَمَّه بحجرٍ وصَمَّ رأْسَه بالعصا والحجر ونحوه صَمّاً ضربه والصِّمَّةُ الشجاعُ وجَمْعُه صِمَمٌ ورجل صِمَّةٌ شجاع والصِّمُّ والصِّمَّةُ بالكسر من أَسماء الأَسد لشجاعته الجوهري الصِّمُّ بالكسر من أسماء الأسدِ والداهيةِ والصِّمَّةُ الرجلُ الشجاع والذكرُ من الحيات وجمعه صِمَمٌ ومنه سمي دُرَيْدُ بن الصِّمَّة وقول جرير سَعَرْتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلي قُدُورُها فهَلاَّ غَداةَ الصِّمَّتَيْن تُدِيمُها
( * قوله « سعرت عليك إلخ » قال الصاغاني في التكملة الرواية سعرنا )
أَراد بالصِّمَّتين أَبا دُرَيْدٍ وعَمَّه مالِكاً وصَمَّمَ أَي عَضَّ ونَيَّب فلم يُرْسِلْ ما عَضّ وصَمَّمَ الحَيّةُ في عَضَّتِه نَيَّبَ قال المُتَلمِّس فأَطْرَقَ إطْراقَ الشُّجاعِ ولو رَأَى مَساغاً لِنابَيْه الشُّجاعُ لَصَمَّما وأَنشده بعض المتأَخرين من النحويين لِناباه قال الأَزهري هكذا أَنشده الفراء لناباه على اللغة القديمة لبعض العرب
( * أي أَنه منصوب بالفتحة المقدرة على الأَلف للتعذر )
والصَّمِيمُ العَظْمُ الذي به قِوامُ العُضْو كصَميم الوَظِيف وصَميمِ الرأْس وبه يقال للرجل هو من صَمِيم قومه إذا كان من خالِصِهم ولذلك قيل في ضِدِّه وَشِيظٌ لأَن الوَشِيظَ أَصغرُ منه وأَنشد الكسائي بمَِصْرَعِنا النُّعْمانَ يوم تأَلَّبَتْ علينا تَميمٌ من شَظىً وصَمِيمِ وصَمِيمُ كلِّ شيء بُنْكه وخالِصهُ يقال هو في صَميم قَوْمِه وصَميمُ الحرِّ والبرد شدّتُه وصَميمُ القيظِ أَشدُّه حرّاً وصَميمُ الشتاء أَشدُّه برْداً قال خُفَاف بن نُدْبَةَ وإنْ تَكُ خَيْلي قد أُصِيبَ صَمِيمُها فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالكا قال أَبو عبيد وكان صَميمَ خيلهِ يومئذ معاوية أخو خَنْساء قتله دُرَيْدٌ وهاشم ابْنا حرملةَ المُرِّيانِ قال ابن بري وصواب إنشاده إن تكُ خيلي بغير واو على الخرم لأَنه أول القصيدة ورجل صَمِيمٌ مَحْضٌ وكذلك الاثنان والجمع والمؤنتُ والتَّصْميمُ المُضِيُّ في الأَمر أَبو بكر صَمَّمَ فلانٌ على كذا أَي مَضَى على رأْيه بعد إرادته وصَمَّمَ في السير وغيره أي مَضَى قال حُمَيد بن ثَوْر وحَصْحَصَ في صُمِّ القَنَا ثَفِناتِهِ وناءَ بِسَلْمَى نَوْءةً ثم صَمَّما ويقال للضارب بالسيف إذا أصابَ العظم فأنْفذ الضريبة قد صَمَّمَ فهو مُصَمِّم فإذا أَصاب المَفْصِل فهو مُطَبِّقٌ وأَنشد أَبو عبيد يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ أَراد أَنه يَضْرِب مرَّةً صَمِيمَ العظم ومَرَّةً يُصِيب المَفْصِل والمُصَمِّمُ من السُّيوف الذي يَمُرُّ في العِظام وقد صَمَّمَ وصَمْصَمَ وصَمَّمَ السيفُ إذا مضى في العظم وقطَعَه وأما إذا أَصاب المَفْصِلَ وقطعه فيقال طَبَّقَ قال الشاعر يصف سيفاً يُصَمِّم أَحْياناً وحيناً يُطَبِّق وسيفٌ صَمْصامٌ وصَمْصامةٌ صارِمٌ لا يَنْثَني وقوله أَنشده ثعلب صَمْصامَةٌ ذَكَّرَهُ مُذَكِّرُهْ إنما ذَكَّرَه على معنى الصَّمْصامِ أَو السَّيْفِ وفي حديث أَبي ذر لو وَضَعْتم الصَّمْصامةَ على رَقبَتي هي السيف القاطع والجمع صَماصِم وفي حديث قُسٍّ تَرَدَّوْا بالصَّماصِم أَي جعلوها لهم بمنزلة الأَرْدِية لحَمْلِهم لها وحَمْلِ حَمائِلها على عَواتِقهم وقال الليث الصَّمْصامَةُ اسمٌ للسيفِ القاطع والليلِ الجوهري الصَّمْصامُ والصَّمْصامةُ السيفُ الصارِمُ الذي لا يَنْثني والصَّمْصامةُ اسمُ سيفِ عَمْرو بن معد يكرب سَمَّاه بذلك وقال حين وَهَبَه خَليلٌ لمْ أَخُنْهُ ولم يَخُنِّي على الصَّمْصامةِ السَّيْفِ السَّلامُ قال ابن بري صواب إنشاده على الصَّمْصامةِ ام سَيْفي سَلامِي
( * قوله « ام سيفي » كذا بالأصل والتكملة بياء بعد الفاء )
وبعده خَليلٌ لَمْ أَهَبْهُ من قِلاهُ ولكنَّ المَواهِبَ في الكِرامِ
( * قوله « من قلاه » الذي في التكملة عن قلاه وقوله « في الكرام » الذي فيها للكرام )
حَبَوْتُ به كَريماً من قُرَيْشٍ فَسُرَّ به وصِينَ عن اللِّئامِ يقول عمرو هذه الأَبياتَ لما أَهْدَى صَمْصامتَه لسَعِيد ابن العاص قال ومن العرب من يجعل صَمْصامة غيرَ مُنوّن معرفةً للسَّيْف فلا يَصْرِفه إذا سَمَّى به سيْفاً بعينه كقول القائل تَصْميمَ صَمْصامةَ حينَ صَمَّما ورجلٌ صَمَمٌ وصِمْصِمٌ وصَمْصامٌ وصَمْصامةٌ وصُمَصِمٌ وصُماصِمٌ مُصَمِّمٌ وكذلك الفَرَسُ الذكرُ والأُنثى فيه سواءٌ وقيل هو الشديدُ الصُّلْبُ وقيل هو المجتمعُ الخَلْق أَبو عبيد الصِّمْصِمُ بالكسر الغليظُ من الرجال وقولُ عَبْد مَناف بن رِبْع الهُذَليّ ولقد أَتاكم ما يَصُوبُ سُيوفَنا بَعدَ الهَوادةِ كلُّ أَحْمَرَ صِمْصِم قال صِمْصِم غليظ شديد ابن الأَعرابي الصَّمْصَمُ البخيلُ النهايةُ في البُخْل والصِّمْصِمُ من الرجال القصير الغليظ ويقال هو الجريءُ الماضي والصِّمْصِةُ الجماعةُ من الناس كالزِّمْزِمةِ قال وحالَ دُوني من الأَنْبارِ صِمْصِمةٌ كانوا الأُنُوفَ وكانوا الأَكرمِينَ أَبا ويروى زِمْزِمة قال وليس أَحدُ الحرفين بدلاً من صاحبه لأن الأَصمعي قد أَثبتهما جميعاً ولم يجعل لأَحدِهما مَزِيَّةً على صاحبِه والجمع صِمْصِمٌ النضر الصِّمْصِمةُ الأَكمَةُ الغليظة التي كادت حجارتها أَن تكونُ مُنْتَصِبة أَبو عبيدة من صِفات الخيل الصَّمَمُ والأُنثى صَمَمةٌ وهو الشديدُ الأَسْرِ المعْصُوبُ قال الجعدي وغارةٍ تَقْطَعُ الفَيافيَ قَد حارَبْتُ فيها بِصلْدِمٍ صَمَمِ أَبو عمرو الشيباني والمُصَمِّمُ الجملُ الشديدُ وأَنشد حَمَّلْتُ أَثْقالي مُصَمِّماتِها والصَّمّاءُ من النُّوقِ اللاَّقِحُ وإبِلٌ صُمٌّ قال المَعْلُوطُ القُرَيْعيُّ وكانَ أَوابِيها وصُمُّ مَخاضِها وشافِعةٌ أُمُّ الفِصالِ رَفُودُ والصُّمَيْماءُ نباتٌ شِبْه الغَرَزِ يَنْبت بنَجْدٍ في القِيعان

صنم
الصَّنَمُ معروفٌ واحدُ الأَصْنامِ يقال إنه معرَّب شَمَنْ وهو الوَثَن قال ابن سيده وهو يُنْحَتُ من خَشَبٍ ويُصَاغُ من فضة ونُحاسٍ والجمع أَصنام وقد تكرر في الحديث ذكرُ الصَّنَمِ والأَصنام وهو ما اتُّخِذَ إلهاً من دون الله وقيل هو ما كان له جسمٌ أَو صورة فإن لم يكن له جسم أَو صورة فهو وَثَن وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي الصَّنَمةُ والنَّصَمةُ الصُّورةُ التي تُعْبَد وفي التنزيل العزيز واجْنُبْني وبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصنام قال ابن عرفة ما تخذوه من آلهةٍ فكان غيرَ صُورةٍ فهو وَثَنٌ فإذا كان له صورة فهو صَنَمٌ وقيل الفرق بين الوَثَن والصنمِ أَن الوَثَنَ ما كان له جُثَّة من خشب أَو حجر أَو فضة يُنْحَت ويُعْبَد والصنم الصورة بلا جثة ومن العرب من جعل الوَثَنَ المنصوبَ صنماً وروي عن الحسن أَنه قال لم يكن حيٌّ من أَحْياءِ العرب إلا ولها صنمٌ يعبدونها يسمونها أُنثى بني فلان
( * قوله ولها صنم يعبدونها لعلَّه أنث الضمير العائد إلى الحيّ لأنه في معنى القبيلة وأنث الضمير العائد إلى الصنم لأنه في معنى الصورة ) ومنه قول الله عز وجل إنْ يَدْعون مِنْ دونِه إلاَّ إناثاً والإناث كل شيء ليس فيه روح مثل الخَشبة والحجارة قال والصَّنَمةُ الداهيةُ قال الأَزهري أَصلها صَلَمة وبنو صُنَيْم بطنٌ

صهم
الصَّيْهَمُ الشديدُ قال فغَدَا على الرُّكْبانِ غَيرَ مُهَلِّلٍ بِهِراوةٍ شَكِسُ الخَلِيقةِ صَيْهَمُ والصِّهْمِيمُ السيدُ الشريف من الناس ومن الإبلِ الكريمُ والصِّهْميمُ الخالصُ في الخيرِ والشَّرِّ مثلُ الصَّمِيم قال الجوهري والهاء عندي زائدة وأَنشد أَبو عبيد للمُخَيِّس إنَّ تَمِيماً خُلِقَتْ مَلْموما مثلَ الصَّفا لا تَشْتَكي الكُلومَا قَوْماً تَرى واحِدَهم صِهْمِيما لا راحِمَ الناسِ ولا مَرْحوما قال ابن بري صوابه أَن يقول وأَنشد أَبو عبيدة للمُخَيِّس الأَعرجيِّ قال كذا قال أَبو عبيدة في كتاب المجاز في سورة الفرقان عند قوله عز وجل وأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بالساعةِ سَعيراً فالسعيرُ مُذَكَّر ثم أَنَّثه فقال إذا رَأتْهُم من مكانٍ بَعيدٍ سَمِعُوا لها وكذلك قوله إنّ تميماً خُلِقَتْ مَلْموما فجمعَ وهو يريد أَبا الحيّ ثم قال في الآخر لا راحِمَ الناسِ ولا مَرْحُوما قال وهذا الرجز في رجز رؤبة أَيضاً قال ابن بري وهو المشهور الجوهري والصِّهْميمُ السَّيِّءُ الخُلُقِ من الإبل والصِّهْميم من نَعْت الإِبل في سُوء الخُلُقِ قال رؤبة وخَبْط صِهْميمِ اليَدَيْنِ عَيْدَه والصِّيَهْمُ الجملُ الضخمُ والصِّيَهْمُ الذي يَرْفع رأْسَه وقيل هو العظيمُ الغليظُ وقيل هو الجَيِّدُ البَضْعةِ وقيل هو القصيرُ مَثَّلَ به سيبويه وفسره السيرافي وقال بعضم الصِّيَهْمُ الشديدُ من الإبل وكلُّ صُلْبٍ شديدٍ فهو صِيَهْمٌ وصِيَمٌّ وكأَنَّ الصِّهْميمَ منه وقال مُزاحِم حتى اتَّقَيْتَ صِيَهْماً لا تُوَرِّعُه مِثْلَ اتِّقاءِ القَعُودِ القَرْمَ بالذَّنَبِ والصِّهْميمُ من الرجال الشجاعُ الذي يَرْكَبُ رأْسَه لا يَثْنِيه شيء عمَّا يُريد ويَهْوَى والصِّهْمِيمُ من الإبل الشديدُ النَّفْس الممتنعُ السِّيءُ الخُلقِ وقيل هو الذي لا يَرْغُو وسئلَ رجل من أَهل البادية عن الصَّهْميمِ فقال هو الذي يَزُمُّ بأَنْفِه ويَخْبِطُ بيدَيْه ويَرْكُض برجليه قال ابن مُقبِل وقَرَّبوا كلَّ صِهْميمٍ مَناكِبهُ إذا تَدَاكأَ منه دَفْعُه شَنَفا قال يعقوب مَناكِبُه نواحيه وتَداكأ تدافع وتَدافعُهُ سَيْرُه ورجل صِيَهْمٌ وامرأَة صِيَهْمةٌ وهو الضَّخْمُ والضخمةُ ورجلٌ صِيَهْمٌ ضخمٌ قال ابن أَحمر ومَلَّ صِيَهْمٌ ذو كَرادِيس لم يَكُنْ أَلُوفاً ولا صَبّاً خِلافَ الرَّكائِبِ ابن الأَعرابي إذا أَعطيت الكاهنَ أُجْرتَه فهو الحُلْوان والصِّهْميمُ

صهتم
الأَزهري في الرباعي ابن السكيت رجل صَهْتمٌ شديدٌ عِسرٌ لا يرتَدُّ وجْهُه وهو مِثْلُ الصِّهْميم وأَنشد غيره فعَدا على الرُّكْبانِ غيرَ مُهَلِّلٍ بِهراوةٍ سَلِسِ الخَلِيقةِ صَهْتَمُ
( * قوله « فعدا على الركبان إلخ » أنشده في المادة التي قبل هذه فغدا بالغين المعجمة وشكس بالشين المعجمة والكاف تبعاً للمحكم وأنشده الأزهري هنا فعدا بالعين المهملة وسلس بسين مهملة فلام ثم قال أراد غير مهلل سلس أ ه وأنشده الصاغاني في التكملة كالتهذيب لكن على أن صهتماً اسم رجل )
كذا وجدته مضبوطاً في التهذيب

صوم
الصَّوْمُ تَرْكُ الطعامِ والشَّرابِ والنِّكاحِ والكلامِ صامَ يَصُوم صَوْماً وصِياماً واصْطامَ ورجل صائمٌ وصَوْمٌ من قومٍ صُوَّامٍ وصُيّامٍ وصُوَّمٍ بالتشديد وصُيَّم قلبوا الواو لقربها من الطرف وصِيَّمٍ عن سيبويه كسروا لمكان الياء وصِيَامٍ وصَيَامى الأَخير نادر وصَوْمٍ وهو اسمٌ للجمع وقيل هو جمعُ صائمٍ وقوله عز وجل إني نَذَرْتُللرَّحْمَنِ صَوْماً قيل معناه صَمْتاً ويُقوِّيه قولهُ تعالى فلن أُكلِّمَ اليومَ إنْسِيّاً وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلاّ الصَّومَ فإنه لي قال أَبو عبيد إنما خص الله تبارك وتعالى الصَّومَ بأَنه له وهو يَجْزِي به وإنْ كانت أَعمالُ البِرِّ كلُّها له وهو يَجْزِي بها لأَن الصَّوْمَ ليس يَظْهَرُ من ابنِ آدمَ بلسانٍ ولا فِعْلٍ فتَكْتُبه الحَفَظَةُ إنما هو نِيَّةٌ في القلب وإمْساكٌ عن حركة المَطْعَم والمَشْرَب يقول الله تعالى فأنا أَتوَلَّى جزاءه على ما أُحِبُّ من التضعيف وليس على كتابٍ كُتِبَ له ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس في الصوم رِياءٌ قال وقال سفيان بن عُيَيْنة الصَّوْمُ هُو الصَّبْرُ يَصْبِرُ الإنسانُ على الطعام والشراب والنكاح ثم قرأ إنما يُوَفَّى الصابرونَ أَجْرَهم بغير حِساب وقوله في الحديث صَوْمُكُمْ يومَ تَصُومون أَي أَن الخَطأَ موضوع عن الناس فيما كان سبيلُه الاجتهادَ فَلو أنَّ قوماً اجتهدُوا فلم يَرَوا الهِلال إلا بعدَ الثلاثين ولم يُفْطِروا حتى اسْتَوْفَوا العددَ ثم ثَبَت أَن الشهرَ كان تِسْعاً وعشرين فإن صَوْمَهم وفطْرهم ماضٍ ولا شيء عليهم من إثْم أَو قضاءٍ وكذلك في الحج إذا أَخطؤُوا يومَ عَرفة والعيد فلا شيء عليهم وفي الحديث أَنه سئل عمَّنْ يَصُومُ الدهرَ فقال لا صامَ ولا أَفْطَرَ أَي لم يَصُمْ ولم يُفْطِرْ كقوله تعالى فلا صَدَّق ولا صَلَّى وهو إحْباطٌ لأَجْرِه على صَوْمِه حيث خالف السنَّةَ وقيل هو دُعاءٌ عليه كراهِيةً لصنيعهِ وفي الحديث فإنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أَو شاتَمه فَلْيَقُلْ إني صائمٌ معناه أن يَرُدَّه بذلك عن نفسه ليَنْكَفَّ وقيل هو أَن يقول ذلك في نفسه ويُذَكِّرَها به فلا يَخُوضَ معه ولا يُكافِئَه على شَتْمِه فَيُفْسِدَ صَوْمَه ويُحْبِطَ أَجْرَه وفي الحديث إذا دُعِيَ أَحدُكم إلى طعام وهو صائمٌ فَلْيَقُلْ إني صائم يُعَرِّفُهم بذلك لئلا يُكْرِهُوه على الأَكل أَو لئلا تَضِيقَ صدورُهم بامتناعه من الأكل وفي الحديث مَنْ مات وهو صائمٌ فلْيَصُمْ عنه وَليُّه قال ابن الأَثير قال بظاهرِه قومٌ من أَصحاب الحديث وبه قال الشافعي في القديم وحَمَلَه أَكثرُ الفقهاء على الكفَّارة وعَبَّر عنها بالصوم إذ كانت تُلازِمُه ويقال رجلٌ صَوْمٌ ورجُلانِ صَوْمٌ وقوم صَوْمٌ وامرأَة صَوْمٌ لا يثنى ولا يجمع لأَنه نعت بالمصدر وتلخيصه رجلٌ ذو صَوْمٍ وقوْم ذو صوم وامرأَة ذاتُ صَوْمٍ ورجل صَوَّامٌ قَوَّامٌ إذا كان يَصُوم النهارَ ويقومُ الليلَ ورجالٌ ونِساءٌ صُوَّمٌ وصُيَّمٌ وصُوَّامٌ وصُيَّامٌ قال أَبو زيد أَقمتُ بالبصرة صَوْمَينِ أي رَمضانينِ وقال الجوهري رجل صَوْمانُ أي صائمٌ وصامَ الفرسُ صَوْماً أي قام على غير اعْتلافٍ المحكم وصامَ الفرَسُ على آرِيِّه صَوْماً وصِياماً إذا لم يَعْتَلِفْ وقيل الصائمُ من الخيل القائمُ الساكنُ الذي لا يَطْعَم شيئاً قال النابغة الذُّبياني خَيْلٌ صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ تحتَ العَجاجِ وأُخرى تَعْلُكُ اللُّجُما الأَزهري في ترجمة صون الصائِنُ من الخيل القائمُ على طرَفِ حافِره من الحَفاء وأما الصائمُ فهو القائمُ على قوائمه الأَربع من غير حَفاء التهذيب الصَّوْمُ في اللغة الإمساكُ عن الشيء والتَّرْكُ له وقيل للصائم صائمٌ لإمْساكِه عن المَطْعَم والمَشْرَب والمَنْكَح وقيل للصامت صائم لإمساكه عن الكلام وقيل للفرس صائم لإمساكه عن العَلَفِ مع قيامِه والصَّوْمُ تَرْكُ الأَكل قال الخلىل والصَّوْمُ قيامٌ بلا عمل قال أَبو عبيدة كلُّ مُمْسكٍ عن طعامٍ أَو كلامٍ أَو سيرٍ فهوصائمٌ والصَّوْمُ البِيعةُ ومَصامُ الفرسِ ومَصامَتُه مَقامُه ومَوْقِفُه وقال امرؤ القيس كأنَّ الثُّرَيّا عُلِّقَتْ في مَصامِها بأمْراسِ كَتَّانٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ ومَصَامُ النَّجْمِ مُعَلَّقُه وصامَتِ الريحُ رَكَدَتْ والصَّوْمُ رُكُودُ الريحِ وصامَ النهارُ صَوماً إذا اعْتَدَلَ وقامَ قائمُ الظهيرة قال امرؤ القيس فدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عنْكَ بِجَسْرةٍ ذَمُولٍ إذا صامَ النهارُ وهَجَّرا وصامَت الشمسُ استوت التهذيب وصامَت الشمسُ عند انتصاف النهار إذا قام ولم تَبْرَحْ مكانَها وبَكْرةٌ صائمةٌ إذا قامت فلم تَدُرْ قال الراجز شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمهْ يعني التي لا تَدُورُ وصامَ النَّعامُ إذا رَمَى بِذَرْقِه وهو صَوْمُه المحكم صامَ النعامُ صَوْماً أَلْقَى ما في بطنه والصَّوْمُ عُرَّةُ النَّعامِ وهو ما يَرْمي به من دُبُرِه وصامَ الرجلُ إذا تَظَلَّلَ بالصَّوْمِ وهو شجرٌ عن ابن الأَعرابي والصَّوْمُ شجرٌ على شَكْل شخص الإنسانِ كرِيهُ المَنْظَر جِدّاً يقال لِثَمرِه رؤُوس الشياطين يُعْنى بالشياطين الحَيّاتُ وليس له وَرَقٌ وقال أَبو حنيفة للصَّوْم هَدَبٌ ولا تَنْتَشِرُ أَفْنانُه ينْبُتُ نباتَ الأثْل ولا يَطُولُ طُولَه وأكثرُ مَنابِته بلادُ بني شَبابة قال ساعدة بن جُؤَيَّة مُوَكَّلٌ بشُدوفِ الصَّوْمِ يَرْقُبُها من المَناظِر مَخْطوفُ الحَشَا زَرِمُ شُدُوفُه شُخوصُه يقول يَرْقُبها من الرُّعْبِ يَحْسَبُها ناساً واحدتُه صَوْمة الجوهري الصَّوْمُ شجرٌ في لغة هُذَيْل قال ابن بري يعني قول ساعدة موكَّل بشدوف الصوم يبصرها من المعازب مخطوفُ الحَشَا زَرِمُ وفسره فقال من المَعازب من حيث يَعْزُبُ عنه الشيء أَي يتباعد ومخطوفُ الحَشا ضامِرُه وزَرِم لا يَثْبُتُ في مكان والشُّدُوفُ الأَشخاص واحدها شَدَفٌ قال ابن بري وصَوامٌ جَبَلٌ قال الشاعر بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كأَنَّ جَدِيلَه بقَيْدُومِ رعْنٍ مِنْ صَوامٍ مُمَنَّع

صيم
الصِّيَمُّ الصُّلْبُ الشديد المجتمعُ الخَلْقِ والله تعالى أَعلم

ضبثم
ضَبْثَمٌ من أَسماء الأَسد

ضبرم
الضُّبارِمُ بالضم الشديدُ الخَلْق من الأُسْد الضُّبارِمُ والضُّبارِمةُ الأَسد الوَثيق والضُّبارِمُ والضُّبارِمةُ الجريءُ على الأَعْداء وهو ثلاثي عند الخليل ابن السكيت يقال للأَسد ضُبارِمٌ وضُبارِك وهما من الرجال الشجاع

ضثم
الضَّيْثَمُ من أَسماء الأَسد فَيْعَل من ضَثَم الجوهري الضَّيْثَمُ الأَسدُ مثل الضَّيْغَم أُبدِلَ غَيْنُه ثاءً وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول هو الضَّبْثمُ بالباء قال أَبو منصور لم أَسمع ضَيْثَم في أَسماء الأَسد بالياء وقد سمعت ضَبْثَم بالباء والميم زائدة أصله من الضَّبْث وهو القَبْضُ على الشيء هذا هو الصحيح

ضجم
الضَّجَمُ العِوَجُ الليث الضَّجَم عِوَجٌ في الأَنف يَميل إلى أحد شِقَّيه الجوهري الضَّجَمُ أَن يميلَ الأَنفُ إلى أَحد جانبي الوجْه والضَّجَمُ أَيضاً اعْوِجاجُ أَحد المَنْكِبَين والمُتَضاجِمُ المعْوَجُّ الفم وقال الأَخطل جزَى الله ُ عَنَّا الأَعْوَرَيْنِ مَلامةً وَفَرْوَة ثَفْرَ النَّوْرةِ المُتَضاجِمِ وفَرْوةُ اسمُ رجل المحكم الضَّجَمُ عِوَجٌ في خَطْم الظَّلِيم وربما كان مع الأَنفِ أَيضاً في الفَمِ وفي العُنُق مَيَلٌ يُسمّى ضَجَماً والنعتُ أَضْجَمُ وضَجماءُ والضَّجَمُ عِوجٌ في الفمِ ومَيَلٌ في الشِّدْق وقد يكون عِوَجاً في الشفةِ والذقَنِ والعُنُق إلى أَحد شِقَّيْه ضَجِمَ ضَجَماً وهو أَضْجَم وقد يكون الضَّجَمِ عِوَجاً في البئر والجراحة كقول العجاج عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ يَصِف الجِراحات فشبَّهها في سَعتِها بالآبار المُعْوَجَّة الجِيلان وقال القطامي يصف جراحة إذا الطَّبِيبُ بِمِحْرافَيْه عالَجَها زادَتْ على النَّفْرِ أَو تحْريكِه ضَجَما النَّفْرُ الوَرَم وقيل خروجُ الدم وقَليبٌ أضْجَمُ إذا كان في جالِها عِوَجٌ وقالوا الأَسماء تَضاجَمُ أي تختلفُ وهو مما تقدّم وتضاجَمَ الأَمرُ بينهم إذا اختلف ابن الأَعرابي الضَّجِمُ والجُراضِمةُ من الرجال الكثيرُ الأَكلِ وهو الجُرامِضةُ أَيضاً والضُّجْمةُ دُوَيْبَّة مُنْتِنة الرائحة تَلْسَع وضُبَيْعةُ أَضْجَمَ قبيلةٌ من العرب نُسِبَت إلى رجل منهم وقيل قبيلةٌ في ربيعةَ معروفة قال ابن الأعرابي أَضْجَمُ هو ضُبَيْعة بن قيس بن ثعلبة فجعل أَضجم هو ضُبَيْعة نفْسه فعلى هذا لا تصح إضافة ضُبَيعة إليه لأَن الشيء لا يُضاف إلى نفْسه قال وعندي أَن اسمَه ضُبَيعة ولقبه أَضْجَم وكلا الإِسمين مفرد والمفرد إذا لُقِّبَ بالمفرد أُضيف إليه كقولك قَيْسُ قُفَّة ونحوه فعلى هذا تصح الإضافة

ضجعم
ضَجْعَمٌ أَبو بَطْنٍ من العرب قال ابن سيده ضَجّعَمٌ من وَلدِ سَلِيح وأَولاده الضَّجاعِمة كانوا مُلوكاً بالشام زادوا الهاء لمعنى النسب كأنهم أَرادوا الضَّجْعَمِيُّون

ضخم
الضَّخْمُ الغليظُ من كل شيءٍ والضُّخامُ بالضم العظيمُ من كل شيء وقيل هو العظيمُ الجِرْم الكثيرُ اللحْمِ والجمع ضِخامٌ بالكسر والأُنثى ضَخْة والجمع ضَخْماتٌ ساكنة الخاء لأَنه صفة وإنما يُحَرَّك إذا كان اسماً مثل جَفَنات وتَمَرات وفي التهذيب والأَسماء تُجْمَع على فَعَلات نحو شَرْبة وشَرَبات وقَرْية وقَرَيات وتمرة وتَمَرات وبناتُ الواو في الأسماء تُجْمع على فعْلات نحو جَوْزة وجَوْزات لأَنه إن ثُقِّل صارت الواو أَلِفاً فتُرِكَت الواو على حالِها كراهة الالتباس قال ويُسْتعار فيقال أَمرٌ ضَخْمٌ وشأنٌ ضَخْمٌ وطريقٌ ضَخْمٌ واسعٌ عن اللحياني وقد ضَخُمَ الشيءُ ضِخَماً وضَخامةً وهذا أَضخم منه وقد شُدِّد في الشعر لأَنهم إذا وقفوا على اسم شدَّدُوا آخره إذا كان ما قبله متحركاً كالأَضْخَمّ والضِّخَمّ والإضْخَمّ قال ابن سيده فأَما ما أَنشده سيبويه من قول رؤبة ضَخْم يُحِبُّ الخُلُقَ الأضْخَمّا فعلى أَنه وَقَفَ على الأَضْخَمِّ بالتشديد كلغة من قال رأيت الحَجَرّْ وهذا محمدّْ وعامِرّْ وجَعْفَرّْ ثم احتاج فأَجراه في الوصل مُجْراه في الوقف وإنما اعْتَدَّ به سيبويه ضرورةً لأَن أَفْعَلاً مُشدَّداً عَدَمٌ في الصفات والأسماء وأَما قوله ويرْوى الإضْخَمَّا فليس مُوَجهاً على الضرورة لأَن إفْعَلاًّ موجودٌ في الصفات وقد أَثبته هو فقال إرْزَبٌّ صفةٌ مع أَنه له وَجَّهَه على الضرورة التَناقَضَ لأنه قد أَثبت أَن إفْعَلاً مخفَّفاً عدَمٌ في الصفات ولا يَتَوَجَّه هذا على الضرورة إلاَّ أَن تُثْبِت إفْعَلاً مخففاً في الصفات وذلك ما قد نَفاه هو وكذلك قوله ويُرْوى الضِّخَمّا لا يتوجه على الضرورة لأَن فِعَلاً موجودٌ في الصفة وقد أَثبته هو فقال والصِّفةٌ خِدَبٌّ مع أَنه لو وجهه على الضرورة لَتناقَضَ لأَن هذ إنما يتجه على أَن في الصفات فِعَلاً وقد نفاه أَيضاً إلاّ في المعتلِّ وهو قولهم مكانٌ سِوىً فثبت من ذلك أَن الشاعر لو قال الإضْخَمّا والضِّخَمّا كان أَحْسَنَ لأَنهما لا يَتَّجِهان على الضرورة لكن سيبويه أشعَرك أَنه قد سَمِعه على هذه الوجوه الثلاثة قال والأَضْخَمُّ بالفتح عندي في هذا البيت على أَفْعَلَ المُقْتضِيةِ للمُفاضَلة وأَن اللامَ فيها عَقِيبُ مِنْ وذلك أَذْهَبُ في المدح ولذلك احتمل الضرورة لأَن أَخَوَيْه لا مُفاضَلَة فيهما قال ابن سيده وأَما قولُ أهلِ اللغة شيءٌ أَضخَمُ فالذي أَتَصَوَّرُه في ذلك أَنهم لم يَشْعُروا بالمُفاضلةِ في هذا البيت فجعلوه من باب أَحْمَر قال ويدلُّك على المُفاضَلة أَنهم لم يَجِيئُوا به في بيت ولا مَثَلٍ مُجَرَّداً من اللام فيما علمناه من مشهور أشعارهم على أَن الذي حكاه أَهل اللغة لا يمتنع فإن قلت فإن للشاعر أَن يقول الأَضْخَمَ مخففاً قيل لا يكون ذلك لأَن القطعة من مَكْشوفِ مَشْطورِ السريع والشَّطْرُ على ما قُلْتُ أَنت من الضرب الثاني منه وذلك مُسَدَّسٌ وبيته هاجَ الْهَوَى رَسْمٌ بذاتِ الغَضى مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ فإن قلت فإن هذا قد يجوز على أَن تَطْوي مفعولن وتنقُلَه في التقطيع إلى فاعلن قيل لا يجوز ذلك في هذا الضرب لأَنه لا يجتمع فيه الطي والكشف وقول الأَخفش في ضِخَمّا وهذا أَشدُّ لأَنه حرك الخاء وثقل الميم يريد أَنه غيَّر بناء ضَخْم وهذا التحريف كثيرٌ عنهم فاشٍ مع الضرورة في استعمالهم ألا ترى أنهم قالوا في قول الزَّفَيان بِسَبْحَلِ الدَّفَّيْنِ عَيْسَجُور أَراد سِبَحْل كقول المرأة لِبِنْتِها سِبَحْلة رِبَحْلة تَنْمي نَباتَ النَّخْلة وهذا البيت الذي أَنشده سيبويه لرؤبة أورده ابنُ سيده والجوهريُّ وغيرُهما ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُق الأضْخمَّا قال ابن بري وصوابه ضَخْماً بالنصب لأَن قبله ثمَّتَ حيثُ حَيَّةٌ أَصَمَّا والأُضْخُومةُ عُظَّامةُ المرأةِ وهي الثوب تَشُدُّه المرأة على عجيزتها لتُظَنَّ أَنها عَجْزاء والمِضْخَمُ الشديدُ الصَّدْمِ والضَّرْبِ والمِضْخَمُ السَّيِّدُ الضخم الشريفُ والضِّخَمَّةُ العَرِيضةُ الأَرِيضةُ الناعِمةُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لعائذ بن سعد العَنْبريّ يَصِفُ وِرْدَ إبِله حُمْراً كأَنَّ خاضِباً منها خَضَبْ ذُرَى ضِخَمَّاتٍ كأَشْباه الرُّطَبْ وبنو عَبْدِ بن ضَخْمٍ قبيلةٌ من العرَبِ العارِبة دَرَجُوا

ضرم
الضَّرَمُ مَصْدَرُ ضَرِمَ ضَرَماً وضَرِمَت النارُ وتَضَرَّمَتْ واضْطَرَمَت اشْتَعَلَتْ والْتَهَبَتْ واضْطَرَمَ مَشِيبهُ كما قالوا اشْتَعَلَ عن ابن الأَعرابي وأنشد وفي الْفَتى بَعْدَ المَشِيب المُضْطَرِمْ مَنافِعٌ ومَلْبَسٌ لِمَنْ سَلِمْ وهو على المثل وأَضْرَمْتُ النارَ فاضْطَرَمَتْ وضَرَّمْتها فضَرِمَتْ وتَضرَّمَتْ شُدِّدَ للمبالغة قال زهير وتَضْرَ إذا ضَرَّيْتُموها فَتضْرَم
( * وصدر البيت متى تبعثوها ذميمةً )
واسْتَضْرَمْتُها أَوْقَدْتُها وأَنشد ابن دريد حِرْمِيَّةٌ لم يَخْتَبِزْ أَهْلُها فَثّاً ولم تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجا الليث والضَّرِيمُ اسمٌ للحَريق وأَنشد شَدّاً كما تُشَيِّعُ الضَّرِيما شَبَّهَ حفيفَ شدِّه بحَفيفِ النارِ إذا شَيَّعْتَها بالحطَبِ أي أَلْقَيْتَ عليها ما تُذَكِّيها به روي ذلك عن الأَصمعي وفي حديث الأُخدود فأمَرَ بالأَخادِيدِ وأَضْرَمَ فيها النِّيرانَ وقيل الضَّريم كُلُّ شيءٍ أَضْرَمْتَ به النار التهذيب الضَّرَمُ من الحطب ما التهبَ سريعاً والواحدةُ ضَرَمَةٌ والضِّرامُ ما دَقَّ من الحَطَبِ ولم يكن جَزْلاً تُثْقَبُ به النارُ الواحد ضَرَمٌ وضَرَمَةٌ ومنه قول الشاعر ونسبه ابن بري لأبي مريم أَرَى خَلَلَ الرَّمادِ وَمِيضَ جَمْرٍ أُحاذِرُ أَن يَشِبَّ له ضِرَامُ الجوهري الضِّرامُ اشتِعالُ النارِ في الحَلْفاءِ ونحْوها والضِّرامُ أَيضاً دُقاق الحَطبِ الذي يُسْرعُ اشْتِعالُ النار فيه وأَنشد ابن بري فيه ولكِنْ بِهاتِيكِ البِقاعِ فأَوْقدِي بجَزْلٍ إذا أَوْقَدْتِ لا بِضرامِ
( * قوله « ولكن بهاتيك البقاع » وأنشده في الأَساس ولكن بهذاك اليفاع بمثناة تحتية ففاء )
والضَّرَمةُ السَّعَفةُ والشِّيحةُ في طَرَفِها نارٌ والضِّرامُ والضِّرامةُ ما اشْتَعَلَ من الحَطَب وقيل الضِّرامُ جمعُ ضِرَامةٍ والضِّرامُ أَيضاً من الحطب ما ضَعُفَ ولانَ كالعرْفَج فما دُونَه والجَزْل ما غلُظ واشْتَدّ كالرِّمْثِ فما فَوْقَه وقيل الضِّرامُ من الحطب كلُّ ما لم يكن له جَمْرٌ والجَزْلُ ما كان له جَمْرٌ والضَّرَمةُ الجَمرةُ وقيل هي النارُ نفسُها وقيل هي ما دَقَّ من الحَطَب وفي حديث علي رضي الله عنه والله لَوَدَّ مُعاويةُ أَنه ما بَقِيَ مِنْ بني هاشمٍ نافِخُ ضَرَمةٍ هي بالتحريك النارُ وهذا يقال عند المُبالَغة في الهلاك لأن الكبير والصغير يَنْفُخانِ النار وأَضْرَمَ النارَ إذا أَوْقدَها وما بالدارِ نافخُ ضَرَمةٍ أي ما بها أَحدٌ والجمعُ ضَرَمٌ قال طُفَيْل كأَنَّ على أَعْرافِهِ ولجامِهِ سَنَا ضَرَمٍ من عَرْفَجٍ مُتَلَهِّب قال ثعلب يقول مِنْ خِفَّةِ الجَرْي كأَنَّه يَضْطَرِمُ مِثْلَ النار وقال ابن الأَعرابي هو اشْقَرُ وأَنشد ابن بري للمُتَلَمِّس وقَدْ أَلاحَ سُهَيْلٌ بَعْدَما هَجَعُوا كأَنَّه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقْبُوسُ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه قال قَيْسُ ابنُ أَبي حازم كان يخرج إلينا وكأَنَّ لِحْيَتهُ ضِرامُ عَرْفَجٍ الضِّرامُ لَهِبُ النارِ شُبِّهتْ به لأَنه كان يَخْضِبُها بالحِنَّاء والضَّرَمُ شدَّةُ العَدْوِ ويقال فرسٌ ضَرِمٌ شديدُ العَدْوِ ومنه قوله ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ والضَّرْيَمُ الحَريقُ نَفْسُه عن أَبي حنيفة والضَّرَمُ غضَبُ الجوع وضَرِمَ عليه ضَرَماً وتَضَرَّمَ تَحَرَّقَ وضَرِمَ الشيءُ بالكسر اشتدّ حرُّه يقال ضَرِمَ الرجلُ إذا اشتدّ جوعُه أَبو زيد ضَرِمَ فلانٌ في الطَّعامِ ضَرَماً إذا جَدَّ في أكْله لا يَدْفَع منه شيئاً ويقال ضَرِمَ عليه وتَضَرَّمَ إذا احْتَدَّ غَضَباً وتضَرَّمَ عليه غَضِبَ ابن شميل المُضْطَرِمُ المُغْتَلِمُ من الجمال تراه كأَنه حُسْحِسَ بالنار وقد أَضْرَمَتْه الغُلْمةُ وضَرِمَ الفَرسُ في عَدْوِه ضَرَماً فهو ضارِمٌ واضْطَرمَ وذلك فوق الإلْهابِ وضَرِمَ الأَسَدُ إذا اشْتدَّ حَرُّ جوْفِه من الجوع وكذلك كلُّ شيء اشْتَدَّ جُوعُه من اللَّواحِم والضَّرِمُ الجائعُ واسْتَضْرَمَتِ الحَبّةُ سَمِنَتْ وبَلَغَتْ أن تُشْوى والضِّرْمُ والضَّرِمُ فَرْخُ العُقابِ هاتانِ عن اللحياني والضَّرْم والضُّرْمُ ضَرْبانِ من الشجر قال أَبو حنيفة الضُّرْمُ شجرٌ طَيِّبُ الرِّيح وكذلك دخانُه طَيِّبٌ وقال مرّة الضُّرْمُ شجرٌ أَغبرُ الوَرَق وَرَقُه شبيهٌ بورَق الشِّيح وله ثمر أَشْباهُ البَلُّوط حُمْرٌ إلى السَّواد وله وَرْدٌ أَبيض صغيرٌ كثيرُ العسَلِ والضِّرامةُ شجرُ البُطْم والضِّرْيَمُ ضَرْبٌ من الصَّمْغ والضِّرامُ ما اتَّسَعَ من الأَرض عن ابن الأَعرابي

ضرزم
الضَّرْزَمةُ شِدَّةُ العَضِّ والتصميم عليه وأَفْعى ضِرْزِمٌ شديدةُ العَضِّ وأَنشد فيه يُباشِرُ الحَرْبَ بِنابٍ ضِرْزِمِ وأَنشد أَيضاً الجوهري للْمُساوِر بن هِنْدٍ العَبْسِيَّ يا رِيَّها يَوْمَ تُلاقي أَسْلَما يَوْمَ تُلاقي الشَّيْظَمَ المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراه أَهْضَما عِنْدَ كِرامٍ لم يكنْ مُكَرَّما تَحْسِبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما وذاتَ قَرْنَيْنِ ضَمُوزاً ضِرْزِما هَوَّمَ في رِجْلَيْهِ حينَ هَوَّما ثم اغتَدَيْنَ وغَدا مُسَلَّما قوله ذاتَ قرنين أَفْعى لها قرنانِ من جِلْدها والضَّمُوزُ الساكنة وناقة ضِرْزِمٌ وضَرْزَمٌ الأَخيرة عن يعقوب وضِمْرِزٌ مُسِنَّة وهي فوق العَوْزَمِ وقيل كبيرة قليلة اللبن أَبو عبيد يقال للناقة التي قد أَسَنَّتْ وفيها بقيةٌ من شَباب الضِّرْزِمُ ابن السكيت الضِّرْزِمُ من النوق القليلةُ اللبن مثل ضِمْرِزٍ قال ونُرى أَنه من قولهم رجل ضِرِزٌّ إذا كان بخيلاً والميم زائدة وقال غيره الضِّمْرِزُ الناقةُ القوية وأَما الضِّرْزِمُ فالمُسِنَّة وفيها بقيةُ شَباب قال المُزَرِّدُ أَخُو الشّماخِ قَذِيفَةُ شَيْطانٍ رَجيم رَمى بها فصارَتْ ضَواةً في لَهازِمِ ضِرْزِم وكان قد هَجا كعبَ بن زهير فزَجَره قَوْمُه فقال كيف أَردّ الهجاء وقد صارت القَصِيدَةُ ضَواةً في لَهازِمِ نابٍ ؟ لأَنها كبيرةُ السِّنِّ لا يُرْجى بُرْؤُها كما يُرْجى بُرْؤُ الصغير

ضرسم
ابن الأَعرابي الضِّرْسامَةُ الرِّخْوُ اللئيم ورجل ضِرْسامةٌ نعتُ سَوْءٍ من الفَسالَة ونحوها وضِرْسامٌ اسم ماء قال النمر بنُ تَوْلَبٍ أَرْمي بها بَلَداً تَرْميهِ عن بَلَدٍ حتى أُنِيخَتْ على أَحْواضِ ضِرْسامِ

ضرضم
ابن الأَعرابي الضَّرْضَمُ ذَكَرُ السباع وقال في موضع آخر من غريب أسماء الأَسد الضَّرْضَمُ وكنيته أَبو العباس

ضرطم
التهذيب في الرباعي الضُّراطِميُّ من الأَرْكابِ الضَّخمُ الجافي وأَنشد لجرير تُواجِهُ بَعْلَها بضُراطِمِيٍّ كأَنَّ على مَشافِرِه صُبابا وقال مَتاعٌ هَدَّارُ المَشافِر يَهْدِرُ مِشْفَرُه لاغْتِلامِها ورواه ابن شميل تُنازِعُ زَوْجَها بعُمارِطِيٍّ كأَنَّ على مَشافِرِه جُبابا وقال عُمارِطيُّها فَرْجُها

ضرغم
الضَّرْغَمُ والضِّرْغامُ والضِّرْغامةُ الأَسد ورجل ضِرْغامةٌ شُجاعٌ فإما أَن يكون شُبِّه بالأَسد وإِما أَن يكون ذلك أَصلاً فيه وأَنشد سيبويه فَتى الناسِ لا يَخْفى عليهم مكانهُ وضِرْغامةٌ إنْ هَمَّ بالأَمْر أَوْقَعا قال والأَسْبَقُ أَنه على التشبيه وفَحْلٌ ضِرْغامة على التشبيه بالأَسد قيل لابْنةِ الخُسِّ أَيُّ الفُحولِ أَحمدُ ؟ فقالت أَحمرُ ضِرْغامَة شديد الزَّئير قليلُ الهَدير والضَّرْغَمَةُ والتَّضَرْغمُ انتخابُ الأَبطالِ في الحرب وضَرْغَم الأَبطالُ بعضُها بعضاً في الحرب الليث تَضَرْغَمتِ الأَبطالُ في ضَرْغَمَتِها بحيث تأْتخذُ في المعْركةِ وأَنشد وقَوْمي إنْ سأَلْتَ بنُو عليٍّ متى تَرَهُم بضَرْغَمَةٍ تَفِرُّ
( * قوله « بنو علي » حيّ من كنانة والنسبة إليهم عليون لا علويون كذا بهامش التهذيب )
وفي حديث قُسٍّ والأَسد الضِّرْغام هو الضاري الشديدُ المِقْدام من الأُسود وفي نوادر الأَعراب ضِرْغامةٌ من طِينٍ وثَوِيطَةٌ ولَبِيخَةٌ ولِيخَةٌ وهو الوَحَلُ

ضغم
الضَّغْم العَضُّ غير النَّهْشِ ضَغَم به يَضْغَم ضَغْماً وضَغَمَه عَضَّ عَضّاً دون النَّهْشِ وقيل هو أَن يملأَ فمَه مما أَهْوى إليه وأَنشد سيبويه وقد جَعَلَتْ نفسي تطيبُ لضَغْمَةٍ لضَغْمِهِماها يَقْرَعُ العَظْمَ نابُها قيل هو العَضُّ ما كان وفي حديث عُتْبة بن عبدِ العُزَّى فعَدا عليه الأَسدُ فأَخذ برأْسِه فضَغَمه ضَغْمةً الضَّغْمُ العضُّ الشديد ومنه سمي الأَسدُ ضَيْغماً بزيادة الياء ومنه حديث عُمَر والعَجوز أَعاذكم اللهُ من جَرْحِ الدَّهْرِ وضَغْمِ الفَقْرِ أَي عَضِّه والضُّغامَةُ ما ضَغَمْتَه ثم لَفَظْتَه من فيكَ والضَّيْغَم الذي يَعَضُّ والياء زائدة والضَّيْغَم والضَّيْغَمِيُّ الأَسد مشتق من ذلك وقيل هو الواسع الشِّدْقِ منها قال كعب من ضَيْغَمٍ من ضِراءِ الأُسْدِ مخْدَرُه ببطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونه غِيلُ
( * رواية قصيدة كعب من خادرِ من ليوثِ الأرض مَسكِنُه من بطن عثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيل )
وضَيْغَمٌ من شعرائهم قال ابن جني هو ضَيْغَم الأَسَدِيُّ

ضمم
الضَّمُّ ضَمُّكَ الشيءَ إلى الشيء وقيل قَبْضُ الشيء إلى الشيء وضَمَّه إليه يَضُمُّه ضَمّاً فانضمَّ وتَضامَّ تقول ضَمَمْتُ هذا إلى هذا فأَنا ضامُّ وهو مَضْموم الجوهري ضمَمْتُ الشيءَ إلى الشيء فانْضَمَّ إليه وضامَّهُ وفي حديث عمر يا هُنَيُّ ضُمَّ جَناحَك عن الناس أَي أَلِنْ جانِبَك لهم وارْفُقْ بهم وفي حديث زُبَيْبٍ العَنْبَرِيّ أَعْدِني على رجُلٍ من جُنْدِك ضَمَّ مني ما حَرَّمَ اللهُ ورسولهُ أي أَخذَ من مالي وضَمَّه إلى مالِه وضامَّ الشيءُ الشيءَ انْضَمَّ معه وتَضامَّ القومُ إذا انضَمَّ بعضُهم إلى بعض وفي حديث الرؤية لا تَضامُّون في رؤيته يعني رؤية الله عز وجل أَي يَنْضَمُّ بعضُكم إلى بعضٍ فيقول واحدٌ لآخر أَرِنِيه كما تَفعلون عند النظر إلى الهلال ويروى لا تُضامُّونَ على صيغة ما لم يسم فاعله قال ابن سيده ولم أرَ ضامّ متعدياً إلاّ فيه ويروى تُضامُونَ من الضَّيْم وهو مذكور في موضعه قال ابن الأَثير يروى هذا الحديث بالتشديد والتخفيف فالتشديد معناه لا يَنْضَمُّ بعضكم إلى بعض وتَزْدحمون وقتَ النظر إليه قال ويجوز ضم التاء وفتحها على تُفاعَلون وتَفاعَلون ومعنى التخفيف لا يَنالكم ضَيمٌ في رؤْيته فيراه بعضُكم دون بعض والضَّيْمُ الظُّلْم فأما قول أبي ذؤيب فألْفَى القومَ قد شَرِبُوا فَضَمُّوا أمامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَسِيفُ أَراد أنهم اجتمعوا وضَمُّوا إليهم دوابهَّم ورِحالَهُم فحذف المفعول وحَذْفُه كثير واضْطَمَمْتُ الشيءَ ضَمَمْتُه إلى نفسي واضْطَمَّ فلانٌ شيئاً إلى نفسه وقال الأَزهري في آخر الضاد والطاء والميم وأما الاضْطِمام فهو افْتِعالٌ من الضّمِّ وفي الحديث كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا اضْطَمَّ عليه الناس أَعْنَقَ أي ازْدحموا وهو افْتَعَلَ من الضم فقلبت التاء طاء ولأجل لفظة الضاد وفي حديث أبي هريرة فدنا الناس واضْطَمَّ بعضهم إلى بعض واضْطَمَّتْ عليه الضُّلُوعُ أي اشْتَملت والضُّمامُ كلُّ ما ضُمَّ به شيءٌ إلى شيء وأَصْبَحَ مُنْضَمّاً أَي ضامِراً كأَنه ضُمَّ بعضُه إلى بعض وضامَمْتُ الرجلَ أقمت معه في أَمر واحد مُنْضَمّاً إليه والإضْمامَةُ جماعةٌ من الناس ليس أَصلهم واحداً ولكنهم لَفيفٌ والجمع الأَضامِيمُ وأَنشد حَيٌّ أَضامِيمُ وأَكْوارُ نَعَمْ ويقال للفرس سَبَّاقُ الأَضامِيمِ أَي الجماعات قال ابن بري ومنه قول ذي الرمة والحُقْبُ تَرْفَضُّ مِنْهنَّ الأَضامِيمُ وفي كتابه لوائل بن حُجْرٍ ومن زنى من ثَيِّبٍ فضَرِّجُوه بالأَضاميم يريد الرَّجْمَ والأَضامِيمُ الحجارةُ واحدتها إضْمامةٌ قال وقد يُشَبَّه بها الجماعاتُ المختلفةُ من الناس وفي حديث يحيى بن خالد لنا أَضاميمُ من ههنا وههنا أَي جماعاتٌ ليس أَصلهم واحداً كأَنَّ بعضَهم ضُمَّ إلى بعض والإضْمامة من الكُتب ما ضمَّ بعضُه إلى بعض الجوهري الإضْمامَةُ من الكُتُب الإضْبارة والجمع الأَضامِيمُ يقال جاء فلان بإضمامَةٍ من كُتُبٍ وفي حديث أَبي اليَسَرِ ضِمامةٌ من صُحُفٍ أَي حُزْمَةٌ وهي لغة في الإضمامة والضِّمُّ والضِّمامُ الداهية الشديدة قال أَبو منصور العرب تقول للداهية صَمِّي صَمامِ بالصاد قال وأَحسب الليثَ رآه في بعض الصُّحُفِ فصحَّفه وغيَّر بناءه والضَّمْضَمُ مثله وقال أَبو حنيفة إذا سَلَكَ الوادي بين أكمتين طويلتين سمي ذلك الموضعُ الموضِعَ المَضْمومَ والضُّماضِمُ من أَسماء الأَسد وأَسَدٌ ضُماضِمٌ يضُمُّ كلَّ شيء وضَمْضَمَتُه صَوْتُه وضَمْضَمٌ من أَسمائه وضَمْضَمٌ اسم رجل ورجل ضُمَضِمٌ وضُماضِمٌ جريءٌ ماضٍ وضَمْضَمَ الرجلُ إذا شَجَّعَ قَلْبَه والضُّماضِمُ الأَكُولُ النَّهِمُ المُسْتأْثِرُ وقيل الكثير الأَكل الذي لا يشبع وضَمَّ على المال وضَمْضَمَ أَخَذَه كُلَّه الأُمَوِيُّ يقال للرجل البخيل الضِّرزُّ بتشديد الزاي والضُّماضِمُ والعَضَمَّرُ كُلُّه من صفة البخيل قال وهو الصُّوَتِنُ على فُعَلِنٍ أَيضاً ابن الأعرابي الضَّمْضَمُ الجَسيمُ الشُّجاعُ بالضاد والصَّمْصَمُ البخيل النهاية في البُخْل بالصاد وروي عن الحسن أنه قال خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ قد مَضِضْنا فوَجَدْنا عاقبته مُرّاً يخاطب الدنيا والضُّمَضِمُ الغَضْبانُ والله أَعلم

ضوم
ضُمْتُه كضِمْتُه أَي ظَلَمْته وسنذكره في الياء أَيضاً

ضيم
الضَّيْمُ الظُّلْمُ وضامه حَقَّه ضَيْماً نَقَصه إياه قال الليث يقال ضَامَه في الأَمر وضامَهُ في حقه يَضِيمُه ضَيْماً وهو الانتقاصُ واسْتَضامَه فهو مَضِيمٌ مُسْتَضامٌ أَي مَظْلُوم وقد جُمعَ المصدرُ من هذا فقيل فيه ضُيُومٌ قال المُثَقِّبُ العبدي ونَحْمي على الثَّغْرِ المَخُوفِ ونَتَّقِي بغارَتِنا كَيْدَ العِدى وضُيُومَها ويقال ما ضِمْتُ أَحداً وما ضُمْتُ أَي ما ضامَني أَحدٌ والمَضِيمٌ المَظْلُوم الجوهري وقد ضِمْتُ أَي ظُلِمْتُ على ما لم يسم فاعله وفيه ثلاث لغات ضِيمَ الرجلُ وضُيِمَ وضُومَ كما قيل في بِيعَ قال الشاعر وإني على المَوْلى وإن قَلَّ نَفْعُه دَفُوعٌ إذا ما ضُمتُ غَيْرُ صَبورِ وفي حديث الرؤية وقد قيل له عليه السلام أَنَرى رَبَّنا يا رسولَ الله ؟ فقال أَتُضامُونَ في رؤية الشمس في غير سَحابٍ ؟ قالوا لا قال فإنكم لا تضامُونَ في رؤيته وروي تُضارُونَ وتُضارُّونَ وقد تقدم التهذيب تضامُون وتُضامُّون بالتشديد والتخفيف التشديدُ من الضَّمِّ ومعناه تُزاحَمُون والتخفيف من الضَّيْم لا يَظْلِمُ بعضُكم بعضاً والضِّيمُ بالكسرِ ناحيةُ الجَبَل والأَكَمةِ وضِيمٌ جَبَلٌ في بلاد هُذَيْلٍ قال أَبو جُنْدَب وغَرَّبْتُ الدعاءَ وأَيْنَ مِنِّي أُناسٌ بين مَرِّ وذي يَدُومِ ؟ وحَيٌّ بالمَناقِبِ قد حَمَوْها لدى قُرَّانَ حتى بَطْنِ ضِيمِ مَرِّ بالخفض والمَناقِبُ طريقُ الطائف من مكة وضِيمٌ جَبَلٌ والضِّيمُ وادٍ في السَّراةِ قال ساعدةُ بن جُؤيَّةَ فما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي ذَنُوبَها دُفاقٌ فَعُرْوانُ الكَراثِ فضِيمُها الجوهري الضِّيمُ بالكسر ناحيةُ الجَبَل في قول الهُذَلي وأَنشد البيت قال ابن بري ذَنوبها نصيبها ودُفاقٌ وادٍ وكذلك عُرْوانُ وضِيمٌ

ضيثم
الضَّيْثَمُ الشديدُ وبه سمي الرَّجُلُ

طحم
طَحْمَةُ السيلِ وطُحْمَتُه بفتح الطاء وضمها دُفَّاعُ مُعْظَمِه وقيل دُفْعَتُه الأُولى ومُعْظَمُه وكذلك طُحْمَة الليلِ وأَنشد ابن بري لعُمارة بنِ عُقَيْلٍ أَجالتْ حَصاهُنَّ الدَّوادي وحَيَّضَتْ عليهنَّ حَيْضاتُ السُّيول الطَّواحِمِ وأَتَتْنا طُحْمةٌ من الناس وطَحْمةٌ أَي جماعة وفي المحكم أَي دُفْعَةٌ وهم أكثر من القادِيةَ والقادِيَةُ أَوَّلُ من يطرأْ عليك وقيل طُحْمَةُ الناس جَماعتُهم وطَحْمَةُ الفِتْنة جَوْلَةُ الناسِ عندها ورجل طُحَمة مثال هُمَزة شديدُ العِراكِ وقوس طَحُومٌ سريعة السهم الأَصمعي الطَّحُوم والطَّحُورُ الدَّفُوعُ وقوس طَحُومٌ وطَحُورٌ بمعنى واحد والطَّحْمَةُ ضَرْبٌ من النبت وهي الطَّحْماءُ وقال أَبو حنيفة الطَّحْمَةُ من الحَمْض وهي عريضة الورق كثيرة الماء والطَّحْماءُ نَبْتةٌ سُهْلِيَّةٌ حَمْضِيَّةٌ قال والطَّحْماء أَيضاً النَّجِيل وهو خَيْر الحَمْض كُلِّه وليس له حَطبٌ ولا خَشَبٌ إنما يَنْبُتُ نباتاً تأْكله الإبل الأَزهري الطَّحْماء نبت معروف

طحرم
ما عليه طِحْرِمَة أَي خِرْقة كطِحْرِيةٍ وما في السماء طِحْرِمَةٌ كطِحْرِيةٍ أَي لَطْخٌ من غَيْمٍ وطَحْرَمَ السِّقاءَ مَلأَه طَحْرَمْتُ السِّقاءَ وطَحْمَرْتُه بمعنىً أَي مَلأْتُه وكذلك القوس إذا وَتَّرْتَها

طحلم
ماءٌ طُحْلُوم آجِنٌ

طخم
الأَطْخَمُ مُقَدَّمُ الخُرْطومِ في الإنسان والدابة وأَنشد وما أَنْتُمُ إلا ظَرابيُّ قَصَّةٍ تَفاسَى وتَسْتَنْشِي بآنُفِها الطُّخْمِ
( * قوله « وما أنتم إلا ظرابيّ قصة إلخ » أنشده الجوهري في مادة ظرب وهل أنتم إلا ظرابيّ مذحج )
قال يعني لَطْخاً من قَذَرٍ والطُّخْمَةُ سوادٌ في مُقَدَّمِ الأَنف ومُقَدَّمِ الخَطْمِ وكَبْشٌ أَطْخَمُ أَسْوَدُ الرأْسِ وسائره أَكْدَرُ ولَحْمٌ أَطْخَمُ وطَخِيمٌ جافٌّ يَضْرِبُ لَوْنُه إلى السواد وقد أطْخَمَّ والأَطْخَمُ كالأَدْغَمِ وقيل هو لغة في الأَدْغَمَ وهو الدَّيْزَجُ وفَرَسٌ اطْخَمُ لغة في الأَدْغَمِ وطَخَمَ الرجلُ وطَخُمَ تَكَبَّرَ والطَّخْمَةُ جماعة المَعَزِ التهذيب الطُّخُومُ بمعنى التُّخومِ وهي الحُدودُ بين الأَرَضِينَ قلبت التاء طاء لقرب مخرجيهما

طرم
الطِّرْمُ بالكسر العسَلُ عامة وقيل الطِّرْمُ والطَّرْمُ والطِّرْيَمُ العسَلُ إذا امتَلأَتِ البيوتُ خاصةً والطَّرْمُ والطِّرْمُ الشَّهْدُ وقيل الزُّبْدُ قال الشاعر يصف النساء فمِنْهُنَّ مَنْ يُلْفَى كصابٍ وعَلْقَمٍ ومنهنَّ مِثْلُ الشَّهْدِ قد شِيبَ بالطِّرْمِ أَنشده الأَزهري وقال الصواب ومنهنَّ مثلُ الزُّبْدِ قد شِيبَ بالطِّرْم وحكي عن ابن الأَعرابي قال يقال للنَّحْل إذا مَلأَ أَبْنِيَتَه من العَسَلِ قد خَتَمَ فإذا سَوَّى عليه قيل قد طَرِمَ ولذلك قيل للشَّهْدِ طَرْمٌ وطِرْمٌ والطَّرَمُ سَيَلانُ الطِّرْمِ من الخَلِيَّةِ وهو الشَّهْدُ قال ابن بري شاهد الطِّرْمِ العَسَلِ قولُ الشاعر وقد كنتِ مُزْجاةً زماناً بخَلَّةٍ فأَصبَحتِ لا تَرْضَينَ بالزَّغدِ والطِّرْمِ قال والزَّغْدُ الزُّبْدُ وأَنشد لآخر فأُتينا بزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ قال الزَّغْبَدُ الزُّبْدُ والحَتِيُّ سَويقُ المُقْلِ والتامِكُ السَّنامُ والثُّمالُ رَغوَةُ اللبنِ والطِّرْيَمُ السحابُ الكثيفُ قال رؤبة فاضْطَرَّه السَّيْلُ بوادٍ مُرْمِثِ في مُكْفَهِرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبَثِ قال ابن بري ولم يجئ الطِّرْيَمُ السحابُ إلا في رجز رؤبة عن ابن خالويه قال والطِّرْيَمُ العسلُ أَيضاً والطِّرْيَمُ الطويلُ حكاه سيبويه ومَرَّ طِرْيَمٌ من الليل أي وقتٌ عن اللحياني والطُّرْمَةُ والطُّرْمُ الكانون والطُّرامةُ الرِّيق اليابسُ على الفم من العطش وقيل هو ما يجِفُّ على فم الرجل من الريق من غير أَن يُقيد بالعطش والطُّرامَةُ بالضم أَيضاً الخُضْرَة تَرْكَبُ على الأَسنان وهو أشَفُّ من القَلَح وقد أَطْرَمَتْ أَسنانُه إطْراماً قال إني قَنِيتُ خَنِينَها إذْ أَعْرَضَتْ ونَواجِذاً خُضْراً من الإِطْرام وقال اللحياني الطُّرامَةُ بَقِيَّةُ الطعام بين الأَسنان واطَّرَمَ فُوه تغيَّر والطُّرْمَة والطَّرْمَة والطِّرْمَةُ نُتُوءٌ في وسط الشفة العُليا وهي في السُّفْلى التُّرْفَةُ فإذا جمعوا قالوا طُرْمتين فغَلَّبوا لفظ الطُّرْمة على التُّرْفَة والطُّرْمَةُ بَثْرَةٌ تخرج في وسَطِ الشَّفَةِ السُّفْلَى والطَّرْمة بفتح الطاء الكبد والطارِمَةُ بيتٌ من خَشَب كالقبة وهو دخيل أَعجمي مُعَرَّبٌ وقال في ترجمة طرن طَرْيَنُوا وطَرْيَمُوا إذا اخْتَلَطوا من السُّكْر ابن بري الطَّرْمُ اسم موضع قال الأَعز بن مأْنوس طَرَقَتْ فُطَيْمَةُ أَرْحُلَ السَّفْرِ بالطَّرْم باتَ خيالُها يَسْرِي ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال الطَّرْمُ بفتح أَوله وإسكان ثانيه مدينة وَهْشُِوذانَ الذي هَزَمَه عَضُدُ الدولة فَنَّاخُسْرو قال قاله أَبو عبيد البكري في مُعْجم ما اسْتَعْجَمَ

طرثم
الطَّرْثَمَةُ والثَّرْطَمَةُ الإطْراق من غَضبٍ أَو تَكَبُّرٍ

طرحم
الطُّرْحُومُ نحو الطُّرْموحِ وهو الطويلُ قال ابن دريد أحسبه مقلوباً

طرخم
الاطْرِخمامُ الاضطجاع والمُطْرَخِمُّ المُضْطجِعُ وقيل الغضبان المُتَطاوِلُ وقيل المُتَكَبِّرُ وقيل المُنْتَفِخ من التُّخَمَة واطْرَخَمَّ الليلُ اسْوَدَّ كاطْرَهَمَّ واطْرَخَمَّ أَي شَمَخَ بأَنفه وتعَظَّمَ اطْرِخْماماً واطْرَخَمَّ الرجلُ وهو عَظَمَةُ الأَحْمَق وأَنشد والأَزْدُ دعْوى النُّوكِ واطْرَخَمُّوا يقول ادَّعَوا النُّوك ثم تَعَظَّمُوا الأَصمعي إنه لمُطْرَخِمُّ ومُطْلَخِمٌّ أَي متكبر مُتَعَظِّمٌ وكذلك مُسْلَخِمٌّ واطْرَخَمَّ الرجلُ إذا كلَّ بَصَرُه وشابٌّ مُطْرَخِمٌّ أَي حَسَنٌ تامٌّ قال العجاج وجامِعِ القُطْرَيْنِ مُطْرَخِمِّ بَيَّضَ عَيْنَيْه العَمَى المُعَمِّي قال ابن بري الرجز لرؤبة وبعده من نَحَمانِ حَسَدٍ نِحَمِّ أَي رُبَّ جامع قُطْرَيه عَنِّي مُتَكبر عليَّ بَيَّضَ عينيه حَسَدُهُ فهو يَنْحِمُ وشَبابٌ مُطْرَهِمٌّ ومُطْرَخِمٌّ بمعنى واحد

طرسم
طَرْسَمَ الليلُ وطَرْمَسَ أَظلم ويقال بالشين المعجمة وطَرْسَم الطريقُ مثل طَمَسَ ودَرَسَ وطَرْسم الرجلُ سكت من فَزَع الأصمعي طَرْسَمَ طَرْسَمَةً وبَلْسَمَ بَلْسَمة إذا فَرِقَ أَطْرَقَ وسَكَتَ ويقال للرجل إذا نَكَصَ هارباً قد سَرْطَم وطَرْمَسَ الجوهري طَرْسَمَ الرجلُ أَطْرَق وطَلْسَمَ مثلُه

طرشم
طَرْشَمَ وطَرْمَشَ أَظلم والسين أَعلى

طرغم
المُطْرَغِمُّ المتكبر واطْرَغَمَّ إذا تكبر والاطْرِغْمامُ التكبر وأَنشد أَوْدَحَ لَمَّا أَن رَأَى الجَدَّ حَكَمْ وكنتُ لا أنْصِفُه إلا اطْرَغَمّْ والإيداحُ الإقرارُ بالباطل قال الأَزهري واطْرَخَمَّ مثل اطْرَغَمَّ

طرهم
المُطْرَهِمُّ الشَّبابُ المعتدل التام قال ابن أَحمر أُرَجِّي شَباباً مُطْرَهِمّاً وصِحَّةً وكيفَ رجاءُ المَرءْ ما ليس لاقِيا ؟ والمُطْرَهِمُّ الشابُّ الحَسَنُ وقيل الطويل الحَسن قال ابن بري يريد أَن الإنسان يَأْمُلُ أَن يَبْقَى شبابُه وصِحَّتُه وهذا ما لا يصح لأَحد فعجب من تَأْمِيلهِ ذلك وشَبابٌ مُطْرَهِمٌّ ومُطْرَخِمٌّ بمعنى واحد والمُطْرَهِمُّ المتكبر واطْرَهَمَّ الليلُ اسْوَدَّ وقد فسر يعقوبُ به قول ابن أَحمر أرجِّي شباباً مطرهمّاً وَصِحَّةً قال ولا وجه له إلا أَن يعني به اسوداد الشعر ابن الأَعرابي المُطْرَهِمُّ المُْتَلئ الحَسَنُ الأَصمعي هو المُتْرَفُ الطويلُ وقد اطْرَهَمَّ اطْرِهْماماً واطْرَخَمَّ والمُطْرَهِمُّ فَحْلُ الضِّرابِ

طسم
طَسَمَ الشيءُ والطريقُ وطَمَسَ يَطْسِمُ طُسُوماً دَرَسَ وطَسَمَ الطريقُ مثل طَمَسَ على القلب وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ فانْصَرَمَا من حَبِيبٍ هاجَ لي سَقَما كِدْتُ أَقْضِي إذْ رأَيْتُ لَه مَنْزِلاً بالخَيْفِ قد طَسَمَا وجاء به العجاج متعدِّياً فقال ورَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ من عَهْدِ إبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ يعني بالأَثَر المُقَسَّم مَقامَ إبراهيم عليه السلام وقوله ما أَنا بالغادِي وأَكْبَرُ هَمِّه جَمامِيسُ أَرْضٍ فَوْقَهُنَّ طُسُومُ فسره أَبو حنيفة فقال الطُّسُومُ هنا الطَّامِسَةُ أَي فَوْقَهُنَّ أَرضٌ طامِسَةٌ تُحْوِجُ إلى التَّفْتِيش والتَّوَسُّم وطَسِمَ الرجلُ اتَّخَمَ قَيْسِيَّةٌ والطَّسَمُ الظَّلامُ والغَسَمُ والطَّسَمُ عند الإمْساء وفي السماء غَسَمٌ من سحاب وأَغْسامٌ وأَطْسامٌ من سَحابٍ وفي نوادر الأَعراب رأَيته في طُسَامِ الغبار وطَسَامِه وطَسَّامه وطَيْسانِه يريد في كثيره وأُطْسُمَّةُ الشيء مُعْظَمُه ومُجْتَمَعُه حكاه السيرافي ولم يذكر سيبويه إِلا أُسْطُمَّة وأُسْطُمَّةُ الحَسَب وَسَطُه ومُجْتَمَعُه قال والأُطْسُمَّةُ مثلُه على القلب قال العُمَانِيُّ الرَّاجِزُ واسمه محمد ابن ذُؤَيْبٍ الفُقَيْمِيُّ لَقَّبَهُ بالعُمَانيّ دُكَيْنٌ الراجزُ لما نظر إليه مُصْفَرَّ الوجهِ مَطْحُولاً فقال مَن هذا العُمانِيُّ ؟ فلزمه ذلك لأن عُمَانَ وبِئَةٌ وأَهْلُها صُفْرٌ مَطْحُولُونَ يُخاطب به العُمانِيُّ الرَّشيدَ ما قاسِمٌ دونَ مَدَى ابْنِ أُمِّهِ وقْدْ رَضِيناهُ فقُمْ فَسَمِّهِ يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ منْ فُمِّهِ حتَّى يَعُودَ المُلْكُ في أُطْسُمِّهِ أَي في أَهله وحَقِّه وقال ابن خالويه الرجز لجرير قاله في سليمان بن عبد الملك وعبد العزيز وهو إِن الإِمامَ بعدَه ابنُ أُمِّهِ ثم ابْنُهُ وَلِيُّ عَهْدِ عَمِّه قد رَضِيَ الناسُ به فَسَمِّهِ يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ منْ فُمِّهِ حتى يَعُودَ المُلْكُ في أُسْطُمِّه أَبْرِزْ لنا يَمينَه من كُمِّهِ والطَّواسيمُ والطَّواسينُ سُوَرٌ في القرآنِ جُمِعَتْ على غير قياس وأَنشد أَبو عبيدة حَلَفْتُ بالسَّبْعِ اللَّواتَي طُوِّلَتْ وبِمِئينٍ بَعَْدَها قَدْ أُمْئيتْ وبمَثَانٍ ثُنِّيَتْ وكُرّرَتْ وبالطَّواسيم التي قَدْ ثُلِّثَتْ وبالْحَوامِيمِ التي قَدْ سُبّعَتْ وبالمُفَصَّلِ اللَّواتي فُصِّلَتْ قال والصواب أَن تُجْمَعَ بذوات وتضافَ إلى واحد فيقال ذواتُ طسم وذواتُ حم وطَسْمٌ حيّ من العرب انْقَرَضُوا الجوهري طَسْمٌ قبيلة من عاد كانوا فانقرضوا وفي حديث مكة وسُكَّانها طَسْمٌ وجَدِيسٌ وهما قوم من أَهل الزمان الأَوّل وقىل طَسْمٌ حَيٌّ من عادٍ والله أَعلم

طعم
الطَّعامُ اسمٌ جامعٌ لكل ما يُؤكَلُ وقد طَعِمَ يَطْعَمُ طُعْماً فهو طاعِمٌ إذا أَكَلَ أَو ذاقَ مثال غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْماً فهو غانِمٌ وفي التنزيل فإذا طَعِمْتم فانْتَشِرُوا ويقال فلان قَلَّ طُعْمُه أَي أَكْلُه ويقال طَعِمَ يَطْعَمُ مَطْعَماً وإنه لَطَيّبُ المَطْعَمِ كقولك طَيِّبُ المَأْكَلِ وروي عن ابن عباس أَنه قال في زمزم إنها طَعَامُ طُعْمٍ وشِفاءُ سُقْمٍ أَي يَشْبَعُ الإنسانُ إذا شَرب ماءَها كما يَشْبَعُ من الطعام ويقال إنِّي طاعِمٌ عن طَعامِكُمْ أَي مُسْتَغُنٍ عن طَعامكم ويقال هذا الطَّعامُ طَعامُ طُعْمٍ أَي يَطْعَمُ مَنْ أَكله أَي يَشْبَعُ وله جُزْءٌ من الطَّعامِ ما لا جُزْءَ له وما يَطْعَم آكِلُ هذا الطعام أَي ما يَشْبَعُ وأَطْعَمْته الطعام وقوله تعالى أُحِلَّ لكم صَيْدُ البحر وطَعامُه مَتاعاً لكم وللسَّيَّارةِ قال ابن سيده اختلف في طعام البحر فقال بعضم هو ما نَضَب عنه الماء فأُخِذَ بغير صيد فهو طَعامُه وقال آخرون طعامُه كُلُّ ما سُقِي بمائة فَنَبَتَ لأَنه نَبَتَ عن مائه كلُّ هذا عن أَبي إِسحق الزجاج والجمع أَطْعِمَةٌ وأَطْعِماتٌ جمع الجمع وقد طَعِمَه طَعْماً وطَعاماً وأَطْعَم غيرَه وأَهلُ الحجاز إذا أطْلَقُوا اللفظَ بالطَّعامِ عَنَوْا به البُرَّ خاصةً وفي حديث أَبي سعيد كنا نُخْرِجُ صدقةَ الفطرِ على عهدِ رسول الله صلى الله علي وسلم صاعاً من طَعامٍ أَو صاعاً من شعير قيل أَراد به البُرَّ وقيل التمر وهو أَشبه لأَن البُرَّ كان عندهم قليلاً لا يَتَّسِعُ لإخراج زكاة الفطر وقال الخليل العالي في كلام العرب أَن الطَّعامَ هو البُرُّ خاصة وفي حديث المُصَرَّاةِ مَنِ ابتاعَ مُصَرَّاةً فهو بخير النظرين إنْ شاء أَمْسَكها وإن شاء رَدَّها ورَدَّ معها صاعاً من طَعامٍ لا سَمْراء قال ابن الأثير الطَّعامُ عامٌّ في كلِّ ما يُقْتات من الحنطة والشعير والتمر وغير ذلك وحيث اسْتَثْنى منه السَّمْراء وهي الحنطة فقد أَطْلَق الصاعَ فيما عداها من الأَطعمة إلاَّ أَن العلماء خَصُّوه بالتمر لأَمرين أَحدهما أَنه كان الغالبَ على أَطَْعمتهم والثاني أَن مُعْظَم روايات هذا الحديث إنما جاءت صاعاً من تمر وفي بعضها قال صاعاً من طعام ثم أَعقبه بالاستثناء فقال لا سَمْراء حتى إن الفقهاء قد ترَدَّدُوا فيما لو أَخرج بدل التمر زبيباً أَو قوتاً آخر فمنهم من تَبِعَ التَّوقِيفَ ومنهم من رآه في معناه إجراءً له مُجْرى صَدَقةِ الفطر وهذا الصاعُ الذي أَمَرَ برَدِّه مع المُصَرّاة هو بدل عن اللبن الذي كان في الضَّرْع عند العَقْد وإِنما لم يَجِبْ رَدُّ عينِ اللبنِ أَو مثلِه أَو قيمته لأَنَّ عينَ اللبن لا تَبْقى غالباً وإن بقيت فتَمْتَزِجُ بآخرَ اجْتَمع في الضَّرْعِ بعد العقد إلى تمام الحَلْب وأَما المِثْلِيَّةُ فلأَن القَدْرَ إذا لم يكن معلوماً بمِعْيار الشرعِ كانت المُقابلةُ من باب الربا وإنما قُدِّرَ من التمر دون النَّقْد لفَقْدِه عندهم غالباً ولأَن التمر يُشارك اللبنَ في المالِيَّة والقُوتِيَّة ولهذا المعنى نص الشافعي رضي الله عنه أَنه لو رَدَّ المُصَرَّاة بعَيْبٍ آخرَ سوى التَّصْرِيَةِ رَدَّ معها صاعاً من تمر لأَجل اللبن وقولُه تعالى ما أُريدُ منهم من رِزْقٍ وما أُريدُ أَن يُطْعِمُونِ معناه ما أَُريدُ أَن يَرْزُقُوا أَحداً من عبادي ولا يُطْعِمُوه لأَني أَنا الرَّزَّاقُ المُطْعمُ ورجل طاعِمٌ حَسَنُ الحال في المَطْعِمِ قال الحُطَيْئَةُ دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها واقْعُدْ فإنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسي ورجل طاعِمٌ وطَعِمٌ على النَّسَبِ عن سيبويه كما قالوا نَهِرٌ والطَّعْمُ الأَكْلُ والطُّعْم ما أُكِلَ وروى الباهِليُّ عن الأَصمعي الطُّعْم الطَّعام والطَّعْمُ الشَّهْوةُ وهو الذَّوْقُ وأَنشد لأَبي خراش الهُذَلي أَرُدُّ شُجاعَ الجُوعِ قد تَعْلَمِينَه وَأُوثِرُ غَيْري مِنْ عِيالِك بالطُّعْم أَي بالطعامِ ويروى شُجاعَ البَطْنِ حَيَّةٌ يُذْكَرُ أَنها في البَطْنِ وتُسَمَّى الصَّفَر تُؤْذي الإنسانَ إذا جاع ثم أَنشد قول أَبي خِراش في الطَّعْمِ الشَّهْوة وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ فأَنْتَهي إذا الزادُ أَمْسى للمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ ذا طَعْمٍ أَي ذا شَهْوَةٍ فأَراد بالأَول الطعامَ وبالثاني ما يُشْتَهى منه قال ابن بري كَنَى عن شِدَّةِ الجُوع بشُجاعِ البَطْنِ الذي هو مثل الشُّجاع ورجل ذو طَعْمٍ أَي ذو عَقْلٍ وحَزْمٍ وأَنشد فلا تَأْمُري يا أُمَّ أَسماءَ بالتي تُجِرُّ الفَتى ذا الطَّعْمِ أَن يتَكَلَّما أَي تُخْرِسُ وأَصله من الإِجْرارِ وهو أَن يُجْعَلَ في فَمِ الفَصيل خشَبةٌ تمنعه من الرَّضاعِ ويقال ما بفلان طَعْمٌ ولا نَويصٌ أَي ليس له عَقْل ولا به حَراكٌ قال أَبو بكر قولُهم ليس لما يَفْعَلُ فلانٌ طَعْمٌ معناه ليس له لَذَّة ولا مَنْزِلَةٌ من القلب وقال في قوله للمُزَلَّجِ ذا طَعْم في بيت أَبي خِراش معناه ذا منزلة من القلب والمُزَلَّجُ البخيلُ وقال ابن بَرِّي المُزَلَّجُ من الرجال الدونُ الذي ليس بكامل وأَنشد أَلا ما لِنَفْسٍ لا تموتُ فَيَنْقَضِي شَقاها ولا تَحْيا حَياةً لها طَعْمُ معناه لها حلاوةٌ ومنزلة من القلب وليس بذي طَعْم أَي ليس له عقْلٌ ولا نفْسٌ والطَّعْمُ ما يُشْتَهى يقال ليس له طَعْم وما فلانٌ بذي طَعْمٍَ إذا كان غَثّاً وفي حديث بدرٍ ما قَتَلْنا أَحداً به طَعْمٌ ما قَتَلْنا إلاّ عجائزَ صُلْعاً هذه استعارة أَي قَتَلْنا من لا اعْتِدادَ به ولا مَعْرفةَ ولا قَدْرَ ويجوز فيه فتح الطاء وضمها لأَن الشيء إذا لم يكن فيه طُعم ولا له طَعْم فلا جَدوى فيه للآكل ولا منفَعة والطُّعْمُ أَيضاً الحَبُّ الذي يُلْقى للطير وأَما سيبويه فسَوَّى بين الاسم والمصدر فقال طَعِمَ طُعْماً وأَصاب طُعْمَه كلاهما بضم أَوّله والطُّعْمة المَأْكَلة والجمع طُعَمٌ قال النابغة مُشَمِّرينَ على خُوصٍ مُزَمَّمةٍ نَرْجُو الإلَه ونَرْجُو البِرَّ والطُّعَما ويقال جعَلَ السلطانُ ناحيةَ كذا طُعْمةً لفلان أَي مَأْكَلَةً له وفي حديث أَبي بكر إن الله تعالى إذا أَطْعَمَ نبيّاً طُعْمةً ثم قَبَضَه جعَلَها للذي يَقومُ بعده الطُّعْمةُ بالضَّم شبْهُ الرِّزْق يريدُ به ما كان له من الفَيْء وغيره وجَمْعُها طُعَمٌ ومنه حديثُ ميراثِ الجَدّ إن السدسَ الآخرَ طُعْمةٌ له أَي أَنه زيادة على حقّه ويقال فلانٌ تُجْبَى له الطُّعَمُ أَي الخَراجُ والإتاواتُ قال زهير مما يُيَسَّرُ أَحياناً له الطُّعَمُ
( * قوله « قال زهير مماييسر إلخ » صدره كما في التكملة ينزع إمة أقوام ذوي حسب )
وقال الحسن في حديثه القِتالُ ثلاثةٌ قِتالٌ على كذا وقتالٌ لكذا وقِتالٌ على كَسْبِ هذه الطُّعْمةِ يعني الفَيْءَ والخَراجَ والطُّعْمة والطِّعْمة بالضم والكسر وَجْهُ المَكْسَبِ يقال فلانٌ طَيِّب الطُِّعْمة وخبيثُ الطِىُّعْمة إذا كان رَديءَ الكَسْبِ وهي بالكسر خاصَّةً حالةُ الأَكل ومنه حديث عُمَر ابن أَبي سَلَمَة فما زالَتْ تلك طِعْمَتي بعدُ أَي حالتي في الأَكل أَبو عبيد فلان حسَنُ الطِّعْمةِ والشِّرْبةِ بالكسر والطُّعْمَةُ الدَّعْوَةُ إلى الطعام والطِّعْمَةُ السِّيرَةُ في الأَكل وهي أَيضاً الكِسْبَةُ وحكى اللحياني إنه لخبيث الطِّعْمَةِ أَي السِّيرةِ ولم يقل خبيثُ السّيرة في طَعامٍ ولا غيره ويقال فلانٌ طَيِّبُ الطَّعْمَةِ وفلان خبيثُ الطِّعْمَةِ إذا كان من عادته أَنْ لا يأْكل إلا حَلالاً أَو حراماً واسْتَطْعَمَه سأله أَن يُطْعِمه وفي الحديث إذا اسْتَطْعَمَكُمُ الإمامُ فأَطْعِمُوه أَي إذا أُرْتِجَ عليه في قراءة الصلاةِ واسْتَفْتَحكُم فافْتَحُوا عليه ولَقِّنُوهُ وهو من باب التمثيل تشبيهاً بالطعام كأنهم يُدْخِلُون القراءة في فيه كما يُدْخَلُ الطعامُ ومنه قولهم فاسْتَطْعَمْتُه الحديثَ أَي طلبت منه أن يُحَدِّثَني وأَن يُذِيقَني حديثه وأَما ما ورد في الحديث طعامُ الواحدِ يكفي الاثنين وطعامُ الاثنين يكفي الأَربعة فيعني شِبَعُ الواحد قُوتُ الإثنين وشِبَعُ الاثنين قوتُ الأَربعة ومثلُه قول عمر رضي الله عنه عامَ الرَّمادةِ لقد هَمَمْتُ أَن أُنزِلَ على أهلِ كلِّ بيت مثلَ عددِهم فإنَّ الرجلَ لا يَهْلِكُ على نصفِ بَطْنه ورجل مِطْعَمٌ شَديدُ الأَكل وامرأةٌ مِطْعَمة نادرٌ ولا نظير له إلاَّ مِصَكَّة ورجل مُطْعَمٌ بضم الميم مرزوق ورجل مِطْعامٌ يُطْعِمُ الناسَ ويَقْرِيهم كثيراً وامرأَة مِطْعامٌ بغير هاء والطَّعْم بالفتح ما يُؤَدِّيه الذَّوْقُ يقال طَعْمُه مُرٌّ وطَعْمُ كلِّ شيءٍ حَلاوتُه ومَرارتُه وما بينهما يكون ذلك في الطعام والشراب والجمع طُعُومٌ وطَعِمَه طَعْماً وتَطَعَّمَه ذاقَه فوجد طَعْمَهُ وفي التنزيل إنَّ اللهَ مُبْتَلِيكم بنَهَرٍ فمن شرِبَ منه فليس مِني ومن لم يَطْعَمْه فإنه مِني أَي مَن لم يَذُقْه يقال طَعِمَ فلانٌ الطَّعامَ يَطْعَمه طَعْماً إذا أَكله بمُقَدَّمِ فيه ولم يُسْرِفْ فيه وطَعِمَ منه إذا ذاقَ منه وإذا جعلتَه بمعنى الذَّوْقِ جاز فيما يُؤْكل ويُشْرَبُ والطعام اسم لما يؤْكل والشراب اسم لما يُشْرَبُ وقال أَبو إسحق معنى ومن لم يَطْعَمْه أَي لم يَتَطَعَّمْ به قال الليث طَعْمُ كلِّ شيءٍ يُؤْكلُ ذَوْقُه جَعَلَ ذواقَ الماء طَعْماً ونَهاهم أَن يأْخذوا منه إلاّ غَرْفَةً وكان فيها رِيُّهم ورِيُّ دوابهم وأَنشد ابن الأَعرابي فأَما بنَوُ عامِرٍ بالنِّسار غَدَاةَ لَقُونا فكانوا نَعَاما نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدو دِ لا تَطْعَمُ الماءَ إلا صِيَاما يقول هي صائمة منه لا تَطْعَمُه قال وذلك لأَن النَّعامَ لا تَرِدُ الماءَ ولا تَطْعَمُه ومنه حديث أَبي هريرة في الكِلابِ إذا وَرَدْنَ الحَكَرَ الصَّغيرَ فلا تَطْعَمْه أَي لا تَشْرَبه وفي المثل تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي ذُقْ تَشَهَّ قال الجوهري قولهم تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي ذُقْ حتى تَسْتَفِيقَ أَي تشْتَهِيَ وتأْكلَ قال ابن بري معناه ذق الطَّعامَ فإنه يدعوك إلى أَكْلِه قال فهذا مَثَلٌ لمن يُحْجِمُ عن الأَمْرِ فيقال له ادْخُلْ في أَوَّلِه يدعُوك ذلك إلى دُخولِكَ في آخِرِه قاله عَطاءُ بن مُصْعَب والطَّعْمُ الأَكْلُ بالثنايا ويقال إن فلاناً لحَسَنُ الطَّعْمِ وإنه ليَطْعَمُ طَعْماً حسناً واطَّعَمَ الشيءُ أَخَذَ طَعْماً ولبنٌ مُطِّعِمٌ ومُطَعِّمٌ أَخَذَ طَعْمَ السِّقَاء وفي التهذيب قال أَبو حاتم يقال لبنٌ مُطَعِّم وهو الذي أَخَذَ في السِّقاء طَعْماً وطِيباً وهو ما دام في العُلْبة مَحْضٌ وإن تغير ولا يأخُذُ اللبنُ طَعْماً ولا يُطَعِّمُ في العُلْبةِ والإناء أَبداً ولكن يتغَيَّرُ طَعْمُه في الإنْقاعِ واطَّعَمَتِ الشجرة على افْتَعلَتْ أَدْرَكَتْ ثمرَتُها يعني أَخذَت طَعْماً وطابتْ وأَطْعَمَتْ أَدْرَكَتْ أَن تُثْمِرَ ويقال في بُستانِ فلانٍ من الشجر المُطْعِمِ كذا أَي من الشجر المُثْمِر الذي يُؤْكلُ ثمرُه وفي الحديث نَهى عن بيع الثّمرةِ حتى تُطْعِمَ يقال أَطْعَمَتِ الشجرةُ إِذا أَثْمرَتْ وأَطْعَمَتِ الثمرةُ إِذا أَدرَكتْ أَي صارت ذاتَ طَعْمٍ وشيئاً يُؤْكل منها وروي حتى تُطْعَم أَي تُؤْكلَ ولا تُؤْكلُ إِلا إِذا أَدرَكتْ وفي حديث الدَّجّال أَخْبِرُوني عن نخلِ بَيْسانَ هل أَطْعَمَ أَي هل أَثْمَرَ ؟ وفي حديث ابن مسعود كرِجْرِجةِ الماء لا تُطْعِمُ أَي لا طَعْمَ لها ويروى لا تَطَّعِمُ بالتشديد تَفْتَعِلُ من الطَّعْمِ وقال النَّضْرُ أَطْعَمْتُ الغُصْنَ إِطْعاماً إِذا وصَلْتَ به غُصْناً من غير شجره وقد أَطْعَمْتُه فطَعِمَ أَي وصَلْتُه به فقَبِلَ الوَصْلَ ويقال للحَمَامِ الذَّكرِ إِذا أَدخلَ فمه في فمِ أُنْثاه قد طاعَمَها وقد تطاعَما ومنه قول الشاعر لم أُعْطِها بِيَدٍ إِذْ بتُّ أَرْشُفُها إِلاَّ تَطاوُلَ غُصْنِ الجِيدِ بالجِيدِ كما تَطاعَمَ في خَضْراءَ ناعمةٍ مُطَوَّقانِ أَصاخَا بعد تَغْريدِ وهو التَّطاعُم والمُطاعَمةُ واطَّعَمَتِ البُسْرَةُ أَي صار لها طَعْمٌ وأَخذَتِ الطَّعْمَ وهو افتعَلَ من الطَّعْم مثلُ اطَّلَبَ من الطَّلَب واطَّرَدَ من الطَّرْدِ والمُطْعِمةُ الغَلْصَمة قال أَبو زيد أَخذَ فلانٌ بِمُطْعِمَة فلان إِذا أَخذَ بحَلْقِه يَعْصِرُه ولا يقولونها إِلا عند الخَنْقِ والقِتالِ والمُطْعِمةُ المِخْلَبُ الذي تَخْطَفُ به الطيرُ اللحمَ والمُطْعِمةُ القوْسُ التي تُطْعِمُ الصيدَ قال ذو الرمة وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمةٌ كَبْداءٌ في عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْويمُ كَبْداءُ عريضةُ الكَبِدِ وهو ما فوقَ المَقْبِضِ بِشِبْرٍ وصواب إِنشاده في عُودِها عَطْفٌ
( * قوله « وصواب إنشاده في عودها إلخ » عبارة التكملة والرواية في عودها فإن العطف والتقويم لا يكونان في العجز وقد أخذه من كتاب ابن فارس والبيت لذي الرمة )
يعني موضع السِّيَتَيْنِ وسائرُه مُقوَّم البيتُ بفتح العين ورواه ابن الأَعرابي بكسر العين وقال إِنها تُطْعِمُ صاحبَها الصَّيْدَ وقوسٌ مُطْعِمةٌ يُصادُ بها الصيدُ ويَكْثُر الضِّرابُ عنها ويقال فلانٌ مُطْعَمٌ للصَّيْدِ ومُطْعَمُ الصَّيْدِ إِذا كان مرزوقاً منه ومنه قول امرئ القيس مُطْعَمٌ للصَّيْدِ ليسَ له غيْرَها كَسْبٌ على كِبَرِهْ وقال ذو الرمة ومُطْعَمُ الصيدِ هَبَّالٌ لِبُغْيتِه وأَنشد محمد بن حبيب رَمَتْني يومَ ذاتِ الغِمِّ سلمَى بسَهْمٍ مُطْعَمٍ للصَّيْدِ لامِي فقلتُ لها أَصَبْتِ حصاةَ قَلْبي ورُبَّتَ رَمْيةٍ من غير رامي ويقال إِنك مُطْعَمٌ مَوَدَّتي أَي مرزوقٌ مودَّتي وقال الكميت بَلى إِنَّ الغَواني مُطْعَماتٌ مَوَدَّتَنا وإِن وَخَطَ القَتِيرُ أَي نُحِبُّهُنَّ وإِن شِبْنا ويقال إِنه لمُتَطاعِمُ الخَلْقِ أَي مُتَتابِعُ الخَلْق ويقال هذا رجل لا يَطَّعِمُ بتثقيل الطاء أَي لا يَتأَدَّبُ ولا يَنْجَعُ فيه ما يُصْلِحه ولا يَعْقِلُ والمُطَّعِمُ والمُطَعِّمُ من الإِبل الذي تَجِدُ في لَحْمه طَعْمَ الشَّحْمِ من سِمَنِه وقيل هي التي جَرى فيها المُخُّ قليلاً وكُلُّ شيء وُجِدَ طَعْمُه فقد اطَّعَم وطَعَّمَ العظمُ أَمَخَّ أَنشد ثعلب وَهُمْ تَرَكُوكُمْ لا يُطَعِّمُ عَظْمُكُم هُزالاً وكان العَظْمُ قبلُ قَصِيدا ومُخٌّ طَعُومٌ يُوجَدُ طَعْمُ السِّمَن فيه وقال أَبو سعيد يقالُ لَكَ غَثُّ هذا وطَعُومُه أَي غَثُّه وسَمِينُه وشاةٌ طَعُومٌ وطَعِيم فيها بعض الشَّحْم وكذلك الناقةُ وجَزورٌ طَعُومٌ سَمِينَةٌ وقال الفراء جَزُورٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ إِذا كانت بين الغَثَّةِ والسَّمِينَةِ والطَّعُومَةُ الشاةُ تُحْبَسُ لتُؤكَلَ ومُسْتَطْعَمُ الفَرَسِ جَحافِلُه وقيل ما تحتَ مَرْسِنِه إِلى أَطراف جَحافِله قال الأَصمعي يُسْتَحَبُّ من الفرس أَن يَرِقَّ مُسْتَطْعَمُه والطُّعْمُ القُدْرة يقال طَعِمْتُ عليه أَي قَدَرْتُ عليه وأَطْعَمْتُ عَيْنَه قَذىً فَطَعِمَتْهُ واسْتَطْعَمْتُ الفرسَ إِذا طَلَبْتَ جَرْيَه وأَنشد أَبو عبيدة تَدارَكهُ سَعْيٌ ورَكْضُ طِمِرَّةٍ سَبُوحٍ إِذا اسْتَطْعَمْتَها الجَرْيَ تَسْبَحُ والمُطْعِمتانِ من رِجْل كلِّ طائرٍ هما الإِصْبَعانِ المُتَقَدّمتانِ المُتقابلَتانِ والمُطْعِمَةُ من الجَوارحِ هي الإِصْبَعُ الغَلِيظَةُ المُتَقَدِّمَةُ واطَّرَدَ هذا الاسمُ في الطير كُلِّها وطُعْمَةُ وطِعْمَةُ وطُعَيْمَةُ ومُطْعِمٌ كُلُّها أَسماء وأَنشد ابن الأَعرابي كَسانيَ ثَوْبَيْ طُعْمةَ المَوْتُ إِنما ال تُّراثُ وإِنْ عَزَّ الحَبيبُ الغَنائِمُ

طغم
الطَّغامُ والطَّغامةُ أَرْذالُ الطَّيْرِ والسِّباعِ الواحِدةُ طَغامةٌ للذكر والأُنثى مثلُ نَعامةٍ ونَعامٍ ولا يُنْطَق منه بِفعْلٍ ولا يُعْرَفُ له اشتقاقٌ وهُما أَيضاً أَرْذالُ الناسِ وأَوغادُهم أَنشد أَبو العباس إِذا كان اللَّبِيبُ كَذا جَهُولاً فما فَضْلُ اللبِيب على الطَّغامِ ؟ الواحدُ والجمعُ في ذلك سواء ويقال هذا طَغامة من الطَّغامِ الواحدُ والجمعُ سَواءٌ قال الشاعر وكُنْتُ إِذا هَمَمْتُ بفِعْلِ أَمرٍ يُخالِفُني الطَّغامَةُ والطَّغامُ قال الأَزهري وسمعت العَرب تقول للرجل الأَحْمَقِ طَغامةٌ ودَغامة والجَمعُ الطَّغامُ وقولُ عَليٍّ رضي الله عنه لأَهْل العِراق يا طَغامَ الأَحْلامِ إِنما هو من باب إِشْفَى المِرْفَقِ وذلك أَن الطَّغام لما كان ضعيفاً استجاز أَن يصفهم به كأَنه قال يا ضِعافَ الأَحْلامِ ويا طاشَةَ الأَحْلامِ معناه مَنْ لا عَقْلَ له ولا مَعْرِفةَ وقيل هم أَوْغادُ الناسِ وأَرذالُهم ومِثْلُه كثير أَنشد أَبو عليّ مِئْبَرة العُرْقُوب إِشْفى المِرْفَقِ لما كان الإشْفى دَقيقاً حادّاً استَجازَ أَن يَصِفَها به كأَنه قال دَقيقة المرفق أَو حادَّة المِرْفَقِ وكذلك كلُّ جَوْهر فيه معنى الفعل يجوز فيه مثلُ هذا

طلم
الطُّلْمة بالضم الخُبْزةُ وهي التي تُسَمِّيها الناس المَلَّةَ وإِنما المَلَّةُ اسمُ الحُفْرةِ نفْسِها فأَما التي يُمَلُّ فيها فهي الطُّلْمةُ والخُبْزَةُ والمَليلُ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه رأى رَجُلاً يُعالِجُ طُلْمةً لأَصحابه في سَفَرٍ وقد عَرِقَ من حَرِّ النارِ فتأَذَّى فقال لا تَمَسُّه النارُ أَبداً وفي رواية لا تَطْعَمُه النارُ بعدَها والتَّطْليمُ ضَرْبُكَ الخُبْزَةَ وقال ابن الأَثير الطُّلْمَةُ هي الخُبْزةُ تُجْعَل في المَلَّة وهي الرَّمادُ الحارُّ وأَصلُ الطَّلْمِ الضرْبُ ببَسْطِ الكَفِّ وقيل الطُّلْمةُ صفيحةٌ من حجارة كالطابَقِ يُخْبَزُ عليها وقد طَلَمها يَطْلِمها وطَلَّمها وطَلَّمَ العَرَقَ عن جَبينه مسحَه قال حسانُ بن ثابت تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ يُطَلِّمُهنَّ بالخُمُرِ النساءُ قال ابن الأَثير والمشهور في الرواية تُلَطِّمُهنَّ وهو بمعناه ومَثَلُ العربِ إِن دونَ الطُّلْمةِ خَرْطَ قَتادِ هَوْبَر قال وهَوْبَر مكانٌ وأَنشد شمر تَكَلَّفْ ما بَدا لَكَ غيرَ طُلْمٍ فَفيما دونَه خَرْطُ القَتادِ والطُّلْمُ جمعُ الطُّلْمةِ والطُّلاَّمُ التَّنَوُّمُ وهو حَبُّ الشاهْدانِج والطَّلَمُ وسَخُ الأَسنانِ من تَرْكِ السِّواك والله أَعلم

طلحم
طِلْحام موضع

طلخم
اطْلَخَمَّ الليلُ والسحابُ أَظْلَمَ وتَراكَمَ مثل اطْرَخَمَّ الجوهري اطْلَخَمَّ الليلُ أَي اسْحَنْكَك وأُمورٌ مُطْلَخِمَّاتٌ شِدادٌ واطْلَخَمَّ الرجلُ تَكَبَّر والمُطْلَخِمُّ المتكبِّرُ الأَصمعي إِنه لَمُطْرَخِمٌّ ومُطْلَخِمٌّ أَي متكبِّرٌ مُتعظِّم وكذلك مُسْلَخِمٌّ والطُّلْخُومُ العظيمُ الخَلْقِ والطِّلْخامُ الفيلُ الأُنثى وطِلْخام موضع قال لبيد فصُوائِقٌ إن أَيْمَنَتْ فمَظِنَّةٌ منها وِحافُ القَهْرِ أو طِلْخامُها
( * قوله « وحاف القمر » أنشده في التكملة في مادّة ق ه ر بالراء المهملة وياقوت في ق ه ز بالزاي )
وحكي عن ثعلب أنه كان يقول هو بالحاء المهملة ورأَيت حاشيةً بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبيّ طِلْحام بكسر أَوله والحاء المهملة وقال الخليل هو بالخاء المعجمة أرضٌ وقيل اسمُ وادٍ قال ابن مُقْبِل بَيْضُ النَّعامِ برَعْمٍ دونَ مَسْكَنِها وبالمَذانِبِ من طِلْخامَ مَرْكومُ
( * قوله « بيض النعام » الذي في ياقوت بيض الانوق وقوله « وبالمذانب » الذي فيه وبالابارق )
قال أبو حاتم لم يُصْرَفْ لأنه اسم لشيء مؤنَّث قال ولو كان اسم وادٍ لانْصَرَفَ قال هو من مُعْجَم ما اسْتَعْجَم والطُّلْخومُ الماءُ الآجِنُ

طلسم
طَلْسَمَ الرجلُ كَرَّه وجْهَه وقَطَّبَه وكذلك طَلْمَسَ وطَرْمَسَ

طمم
طَمَّ الماءُ يَطِمُّ طَمّاً وطُمُوماً عَلا وغَمَر وكلُّ ما كَثُرَ وعَلا حتى غَلَب فقد طَمَّ يطِمُّ وطَمَّ الشيءَ يَطُمُّه طَمّاً غَمَره وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُطَمُّ امْرأَةٌ أو صبيٌّ تَسْمَعُ كلامَكم أي لا تُراعُ ولا تُغْلَب بكلِمة تَسْمَعُها من الرَّفَثِ وأَصله من طَمَّ الشيُ إذا عَظُمَ وطَمَّ الماءُ إذا كَثُرَ وهو طامٌّ والطامَّةُ الداهية تَغْلِب ما سِواها وطَمَّ الإناءَ طَمّاً مَلأَه حتى عَلا الكيلُ أصبارَه وجاء السيلُ فطَمَّ رَكيّة آل فلان إذا دفَنها وسوّاها وأنشد ابن بري للراجز فصَبَّحَتْ والطيرُ لم تَكَلَّمِ خابِيةً طُمَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ ويقال للشيء الذي يَكثُر حتى يَعْلو قد طَمَّ وهو يَطِمُّ طَمّاً وجاء السيلُ فطَمَّ كلَّ شيء أي علاه ومن ثمَّ قيل فوق كلِّ شيء طامَّةٌ ومنه سُمِّيت القيامة طامّة وقال الفراء في قوله عز وجل فإذا جاءت الطامّةُ قال هي القيامةُ تَطُمُّ على كل شيء ويقال تَطِمُّ وقال الزجاج الطامّةُ هي الصَّيْحةُ التي تَطِمُّ على كل شيء وفي حديث أبي بَكْرٍ والنَّسَّابة ما مِنْ طامّةٍ إلا وفوقها طامَّةٌ أي ما مِنْ أمرٍ عظيمٍ إلاَّ وفوْقه ما هو أعظم منه وما مِن داهيةٍ إلا وفَوْقها داهيةٌ وجاء بالطِّمِّ والرِّمِّ الطِّمُّ الماء وقيل ما على وجْهِ من الغُثاء ونحوه وقيل الطِّمُّ والرِّمُّ ورق الشجر وما تَحاتَّ منه وقيل هو الثرى وقيل بالطِّمِّ والرِّمِّ أي الرَّطْبِ واليابس والطَّمُّ طَمُّ البئر بالتراب وهو الكَبْس وطَمَّ الشيء بالتراب طَمّاً كَبَسه وطَمَّ البئرَ يَطِمُّها ويَطُمُّها عن ابن الأعرابي يعني كبَسَها وطَمَّ رأْسَه يَطُمُّه طَمّاً جَزَّه أو غَضَّ منه الجوهري طَمَّ شَعَره أي جَزَّه وطَمَّ شعَره أَيضاً طُموماً إذا عَقَصَه فهو شَعَرٌ مَطمومٌ وأَطَمَّ شَعَرُه أي حان له أن يُطَمَّ أي يُجَزَّ واسْتَطَمَّ مثله وفي حديث حُذَيفة خَرَج وقد طَمَّ شعَرَه أي جَزَّه واستأْصَله وفي حديث سلمان أنه رُؤي مَطموم الرأْس وفي الحديث الآخر وعنده رجلٌ مَطموم الشعَر قال أَبو نصر يقال للطائر إذا وقَعَ على غُصْن قد طَمَّمَ تَطمِيماً وقيل الطِّمُّ البَحْرُ والرِّمُّ الثرى والطِّمُّ بالفتح هو البحر فكُسِرت الطاء ليزدَوج مع الرِّمّ ويقال جاء بالطِّمّ والرِّمّ أي بالمال الكثير وإنما كَسَرُوا الطِّمَّ إتباعاً للرِّمّ فإذا أفرَدوا الطَّمَّ فتحوه الأصمعي جاءهم الطِّمُّ والرِّمُّ إذا أتاهم الأمر الكثير قال ولم نعرف أصلهما قال وكذلك جاء بالضِّحّ والرِّيح مثله وروى ابن الكلبي عن أبيه قال إنما سُمِّي البحرُ الطِّمَّ لأنه طَمَّ على ما فيه والرِّمُّ ما على ظهر الأرض من فُتاتِها أرادوا الكثرة من كل شيء وقال أبو طالب جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ معناه جاء بالكثير والقليل والطِّمُّ الماء الكثير والرِّمُّ ما كان بالِياً مثل العَظم وما يُتَقمَّمُ وقال ابن الكلبي سُمِّيت الأرضُ رِمّاًً لاَنها تَرِمُّ والطُّمّة الشيء من الكَلإ وأَكثر ما يُوصَف به اليَبيسُ والطِّمُّ الكِبْسُ
( * قوله « والطم الكبس » بكسر أولهما والباء موحدة ساكنة أي التراب الذي يطم ويكبس به نحو البئر وفي القاموس الكيس أي بالمثناة التحتية بوزن سيد ) وطُمَّةُ الناسِ جماعَتُهم ووَسَطهم ويقال لقيته في طُمّة القوم أي في مُجْتَمعهم والطَّمَّةُ الضَّلالُ والحَيرةُ والطُّمَّةُ القَذَرُ وطَمَّ الفرَسُ والإنسانُ يَطُمُّ ويَطِمُّ طَمِيماً خَفَّ وأَسرعَ وقيل ذهب على وجه الأرض وقيل ذهب أَيّاً كان الأصمعي طَمَّ البعيرُ يَطُمُّ طُموماً إذا مرَّ يَعْدو عَدْواً سَهْلاً وقال عمر بن لجإ حَوَّزَها من بُرَقِ الغَمِيمِ أهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ الظَّليمِ بالحَوْزِ والرِّفْقِ وبالطَّمِيمِ قال حَوَّزَ إبله وجَّهَها نحو الماء في أوّل ليلة والرجلُ يَطُمُّ ويَطِمُّ في سَيره طَمِيماً وهو مَضاؤُه وخِفّتُه ويَطِمُّ رأْسُه طَمّاً والطَّمِيمُ الفرسُ المُسْرع ومَرَّ بَطِيمُّ بالكسر طَميماً أي يَعدو عَدْواً سَهْلاً وفرس طَمومٌ سريعة ويقال للفرس الجواد طِمٌّ قال أبو النجم يصف فرساً أَلصَقَ من رِيشٍ على غِرائِه والطِّمُّ كالسَّامي إلى ارْتِقائه يَقْرَعُه بالزَّجْرِ أو إشْلائِه قالوا يجوز أن يكون سماه طِمّاً لِطَميم عَدْوِه ويجوز أن يكون شَبَّهه بالبحر كما يقال للفرس بَحْرٌ وغَرْبٌ وسَكْبٌ والطِّمُّ العَدَد الكثير وطَمِيمُ الناس أخْلاطُهم وكثرتهم وطَمِمٌ صُلْبٌ كذا جاء في شعْر عديّ بن زيد بفكّ التضعيف قال ابن سيده لا أدري أللشِّعْر أم هو من باب لَحِحَتْ عَينُه وأَلِلَ السِّقاءُ قال تَعْدو على الجَهْدِ مَغْلولاً مَناسِمُها بعد الكَلالِ كَعَدْو القارِح الطَّمِمِ والطَّمْطَمةُ العُجْمة والطِّمْطِمُ والطِّمْطِميُّ والطُّماطِم والطُّمْطُمانيُّ هو الأعجَم الذي لا يُفْصِح ورجلٌ طِمطِمٌ بالكسر أي في لسانه عُجْمة لا يُفْصِح ومنه قول الشاعر حِزَقٌ يَمانِيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ وفي لسانه طُمْطُمانِيَّةٌ والأُنثى طِمْطِمِيَّةٌ وطُمْطُمانِيَّةٌ وهي الطَّمْطَمةُ أيضاً وفي صفة قريش ليس فيهم طُمطُمانِيَّةُ حِمْيرَ شَبَّه كلام حِمْير لما فيه من الألفاظ المُنْكَرة بكلام العُجْم يقال أَعْجَم طِمْطِميٌّ وقد طَمْطَم في كلامه والطِّمْطِمُ ضرْب من الضأْن لها آذانٌ صِغارٌ وأغباب كأَغباب البقر تكون بناحية اليمن والطِّمطام النارُ الكبيرة ابن الأعرابي طَمْطَمَ إذا سَبَحَ في الطَّمْطام وهو وَسَطُ البحر وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له هل نفَعَ أبا طالب قرابَتُه منكَ ؟ قال بلى وإنه لَفي ضَحضاحٍ من نارٍ ولوْلايَ لكان في الطَّمْطامِ أي في وَسَط النار وطَمْطامُ البحر وسَطه استعارَه ههنا لمُعْظَم النار حيث استعار ليَسيرها الضَّحْضاح وهو الماء القليل الذي يَبْلغ الكعبين أبو زيد يقال إذا نصَحْتَ الرجلَ فأَبى إلا اسْتِبْداداً برأْيه دَعْه يترمَّع في طُمَّتِه ويُبْدِع في خُرْئِه التهذيب في الرباعي أبو تراب الطَّماطِمُ العُجْم وأنشد للأَفوه الأَوْدِيّ كالأَسْودِ الحَبَشِيِّ الحَمْسِ يَتْبَعُه سُودٌ طَماطِمُ في آذانِها النُّطَفُ قال الفراء سمعت المفضَّل يقول سأَلت رجلاً من أَعلم الناس عن قول عنترة تَأْوي له قُلُصُ النَّعامِ كما أَوَتْ حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ فقال يكون باليمن من السحاب ما لا يكون لغيره من البُلدان في السماء قال وربما نشأَت سَحابةٌ في وسَط السماء فيُسْمَع صَوْتُ الرعْدِ فيها كأَنه من جميع السماء فيجتمع إليه السَّحابُ من كل جانب فالحِزَقُ اليَمانِيةُ تلك السَّحائبُ والأَعْجَمُ الطِّمْطِمُ صَوْتُ الرَّعْدِ وقال أبو عمرو في قول ابن مقبل يصف ناقة باتَتْ على ثَفِنٍ لأْمٍ مَراكِزُه جافى به مُسْتَعِدَّاتٌ أطامِيمُ ثَفِنٍ لأْمٍ مُسْتَوِيات مَراكِزهُ مفاصله وأَراد بالمُستَعِدّاتِ القوائِمَ وقال أَطاميمُ نَشِيطةٌ لا واحدَ لها وقال غيره أطاميم تَطِمُّ في السير أَي تُسرِع

طنم
أهمله الليث ابن الأعرابي الطَّنَمةُ صَوْتُ العُودِ المُطْربُ

طهم
المُطَهَّمُ من الناس والخيلِ الحَسَنُ التامُّ كلُّ شيء منه على حدته فهو بارِعُ الجمالِ فرسٌ مُطَهَّم ورجل مُطَهَّم والمُطَهَّم أَيضاً القليلُ لَحْم الوَجْه عن كراع ووَجْهٌ مُطَهَّمٌ أي مُجْتَمِعٌ مُدَوَّرٌ والمُطَهَّمُ المُنْتَفِخُ الوجهِ ضِدُّ وقيل المُطَهَّمُ السمينُ الفاحشُ ووصَف عليٌّ عليه السلام سَيِّدَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لم يكن بالمُطَهَّمِ ولا بالمُكَلْثَمِ قال ابن سيده هو يحتمل أن يُفسَّرَ بالوجوه الثلاثة وفي الصحاح أي لم يكن بالمُدَوَّرِ الوجْه ولا بالمُوَجَّنِ ولكنه مَسْنُونُ الوجْهِ الأزهري سئل أَبو العباس عن تفسير المُطَهَّم في هذا الحديث فقال المُطَهَّم مُخْتَلَفٌ فيه فقالت طائفة هو الذي كلُّ عُضْوٍ منه حسَنٌ على حِدته وقالت طائفة المُطَهَّمُ السمينُ الفاحِشُ السِّمَنِ فقد تَمَّ النفْيُ في قوله لم يكن بالمُطَهَّم وهذا مَدْحٌ ومن قال إنه النَّحافةُ فقد تَمَّ النفي في هذا لأَن أُمَّ مَعْبَدٍ وصَفَتْه بأَنه لم تَعِبْه نُحْلةٌ ولم تَشِنْه ثُجْلة أي انتفاخُ بَطنٍ قال وأما من قال التَّطْهِيمُ الضِّخَمُ فقد صح النَّفْي فكأَنه قال لم يكن بالضَّخْم قال وهكذا وصفه عليٌّ رِضْوانُ الله عليه فقال كان بادناً مُتماسِكاً قال ابن الأثير لم يكن بالمُطَهَّمِ وهو المُنْتَفِخُ الوَجهِ وقيل الفاحشُ السِّمَنِ وقيل النحيفُ الجِسْمِ وهو من الأضداد اللحياني ما أَدْرِي أيُّ الطُّهْمِ هو وأَيُّ الدُّهْمِ هو بمعنى واحد أيْ أيُّ الناسِ هو وقال أَبو سعيد الطُّهْمَةُ والصُّهْمَةُ في اللون أن تُجاوِزَ سُمْرَتُه إلى السواد ووَجْهٌ مُطهَّمٌ إذا كان كذلك قال أبو سعيد والتَّطهِيمُ النِّفارُ في قول ذي الرمة تِلْكَ التي أَشْبَهَتْ خَرْقاءَ جِلْوَتُها يَوْمَ النَّقا بَهْجَةٌ منها وتَطْهِيمُ قال التَّطْهِيمُ في هذا البيت النِّفارُ قال ومِن هذا يقال فلانٌ يَتَطَهَّمُ عَنّا أي يَسْتَوْحِشُ والخيلُ المُطَهَّمَةُ فإنها المُقَرَّبة المُكرَّمةُ العزيزةُ الأنْفُسِ ومنه يقال ما لك تَطَهَّمُ عن طَعامنا أي تَرْبَأُ بنَفْسِك عنه وقولُ أَبي النجم أَخْطِمُ أَنفَ الطَّامِحِ المُطَهَّمِ أراد الرجلَ الكريمَ الحسَبِ وقال الباهلي في قول طُفَيْل وفينا رِباطُ الخَيْلِ كلُّ مُطَهَّمٍ رَجِيلٍ كسِرْحانِ الغَضَى المُتَأَوِّبِ قال المُطَهَّمُ الناعِمُ الحسَنُ والرَّجيلُ الشديدُ المشْي ويقال تَطَهَّمْتُ الطعام إذا كرِهْتَه وطَهْمان اسمُ رجلٍ والله أَعلم

طوم
طُومٌ اسمٌ للمنِيَّةِ قالت الخنساء إنْ كانَ صَخْرٌ تَوَلَّى فالشَّماتُ بِكُمْ وكَيْفَ يَشْمَتُ من كانَتْ له طُومُ ؟ وقد فُسِّر هذا البيت بأَنه القَبْرُ أيضاً

طيم
طامَهُ الله على الخَير يَطِيمُه طَيْماً جَبَله يقال ما أحْسَنَ ما طامَه اللهُ وطانَه يَطِينُه أي جَبَله ومنه الطِّيماءُ وهي الجِبِلَّة والطِّيماءُ الطبيعةُ يقال الشِّعْر مِنْ طِيمائِه أي من سُوسِه حكاها الفارسي عن أبي زيد قال ولا أَقول إنها بدلٌ من نون طانَ لأنهم لم يقولوا طِيناء

ظأم
الظَّأْمُ السِّلْفُ لغةٌ في الظَّأْبِ وقد تَظاءَما وظأَمَه وقد ظاءَبَني مُظاءبةً وظاءَمني إذا تَزوّجْتَ أنت امرأَةً وتزوّج هو أُخْتَها وظَأْمُ التَّيْسِ صَوْتُه ولَبْلَبَتُه كَظَأْبه الجوهري الظَّأْمُ الكلامُ والجَلَبَةُ مثل الظَّأْبِ

ظلم
الظُّلْمُ وَضْع الشيء في غير موضِعه ومن أمثال العرب في الشَّبه مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم قال الأصمعي ما ظَلَم أي ما وضع الشَّبَه في غير مَوْضعه وفي المثل من اسْترْعَى الذِّئْبَ فقد ظلمَ وفي حديث ابن زِمْلٍ لَزِموا الطَّرِيق فلم يَظْلِمُوه أي لم يَعْدِلوا عنه يقال أَخَذَ في طريقٍ فما ظَلَم يَمِيناً ولا شِمالاً ومنه حديث أُمِّ سَلمَة أن أبا بكرٍ وعُمَرَ ثَكَما الأَمْر فما ظَلَماه أي لم يَعْدِلا عنه وأصل الظُّلم الجَوْرُ ومُجاوَزَة الحدِّ ومنه حديث الوُضُوء فمن زاد أو نَقَصَ فقد أساء وظَلَمَ أي أَساءَ الأدبَ بتَرْكِه السُّنَّةَ والتَّأَدُّبَ بأَدَبِ الشَّرْعِ وظَلمَ نفْسه بما نَقَصَها من الثواب بتَرْدادِ المَرّات في الوُضوء وفي التنزيل العزيز الذين آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إيمانَهم بِظُلْمٍ قال ابن عباس وجماعةُ أهل التفسير لم يَخْلِطوا إيمانهم بِشِرْكٍ ورُوِي ذلك عن حُذَيْفة وابنِ مَسْعود وسَلمانَ وتأَوّلوا فيه قولَ الله عز وجل إن الشِّرْك لَظُلْمٌ عَظِيم والظُّلْم المَيْلُ عن القَصد والعرب تَقُول الْزَمْ هذا الصَّوْبَ ولا تَظْلِمْ عنه أي لا تَجُرْ عنه وقوله عزَّ وجل إنَّ الشِّرْكَ لَظُلم عَظِيم يعني أن الله تعالى هو المُحْيي المُمِيتُ الرزّاقُ المُنْعِم وَحْده لا شريك له فإذا أُشْرِك به غيره فذلك أَعْظَمُ الظُّلْمِ لأنه جَعل النعمةَ لغير ربِّها يقال ظَلَمَه يَظْلِمُهُ ظَلْماً وظُلْماً ومَظْلِمةً فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ والظُّلمُ الاسمُ يقوم مَقام المصدر وهو ظالمٌ وظَلوم قال ضَيْغَمٌ الأَسدِيُّ إذا هُوَ لمْ يَخَفْني في ابن عَمِّي وإنْ لم أَلْقَهُ الرجُلُ الظَّلُومُ وقوله عز وجل إن الله لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ أرادَ لا يَظْلِمُهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ وعَدَّاه إلى مفعولين لأنه في معنى يَسْلُبُهم وقد يكون مِثْقالَ ذرّة في موضع المصدر أي ظُلْماً حقيراً كمِثْقال الذرّة وقوله عز وجل فَظَلَمُوا بها أي بالآيات التي جاءَتهم وعدّاه بالباء لأنه في معنى كَفَرُوا بها والظُّلمُ الاسمُ وظَلَمه حقَّه وتَظَلَّمه إياه قال أبو زُبَيْد الطائيّ وأُعْطِيَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهمُ وأَظْلِمُ بَعْضاً أو جَمِيعاً مُؤَرِّبا وقال تَظَلَّمَ مَالي هَكَذَا ولَوَى يَدِي لَوَى يَدَه اللهُ الذي هو غالِبُهْ وتَظَلَّم منه شَكا مِنْ ظُلْمِه وتَظَلَّم الرجلُ أحالَ الظُّلْمَ على نَفْسِه حكاه ابن الأعرابي وأنشد كانَتْ إذا غَضِبَتْ عَلَيَّ تَظَلَّمَتْ وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَقْبَلِ قال ابن سيده هذا قولُ ابن الأعرابي قال ولا أَدْري كيف ذلك إنما التَّظَلُّمُ ههنا تَشَكِّي الظُّلْم منه لأنها إذا غَضِبَت عليه لم يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظُّلْمَ إلى ذاتِها والمُتَظَلِّمُ الذي يَشْكو رَجُلاً ظَلَمَهُ والمُتَظَلِّمُ أيضاً الظالِمُ ومنه قول الشاعر نَقِرُّ ونَأْبَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ أي نَأْبَى كِبْرَ الظالم وتَظَلَّمَني فلانٌ أي ظَلَمَني مالي قال ابن بري شاهده قول الجعدي وما يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ قال وقال رافِعُ بن هُرَيْم وقيل هُرَيْمُ بنُ رافع والأول أَصح فهَلاَّ غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ إذا ما كُنْتُمُ مُتَظَلِّمِينا أي ظالِمِينَ ويقال تَظَلَّمَ فُلانٌ إلى الحاكم مِنْ فُلانٍ فظَلَّمَه تَظْليماً أي أنْصَفَه مِنْ ظالِمه وأَعانَه عليه ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشد عنه إذا نَفَحاتُ الجُودِ أَفْنَيْنَ مالَه تَظَلَّمَ حَتَّى يُخْذَلَ المُتَظَلِّمُ قال أي أغارَ على الناس حتى يَكْثُرَ مالُه قال أبو منصور جَعَل التَّظلُّمَ ظُلْماً لأنه إذا أغارَ على الناس فقد ظَلَمَهم قال وأَنْشَدَنا لجابر الثعلبيّ وعَمْروُ بنُ هَمَّام صَقَعْنا جَبِينَه بِشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوةَ المُتَظَلِّمِ قال أبو منصور يريد نَخْوةَ الظالم والظَّلَمةُ المانِعونَ أهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهم يقال ما ظَلَمَك عن كذا أي ما مَنَعك وقيل الظَّلَمةُ في المُعامَلة قال المُؤَرِّجُ سمعت أَعرابيّاً يقول لصاحبه أَظْلَمي وأَظْلَمُكَ فَعَلَ اللهُ به أَي الأَظْلَمُ مِنَّا ويقال ظَلَمْتُه فتَظَلَّمَ أي صبَر على الظُّلْم قال كُثَيْر مَسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَيْكَ تَجُدْ بِها يَدَاكَ وإنْ تُظْلَمْ بها تَتَظلَّمِ واظَّلَمَ وانْظَلَم احْتَملَ الظُّلْمَ وظَلَّمه أَنْبأَهُ أنه ظالمٌ أو نسبه إلى الظُّلْم قال أَمْسَتْ تُظَلِّمُني ولَسْتُ بِظالمٍ وتُنْبِهُني نَبْهاً ولَسْتُ بِنائمِ والظُّلامةُ ما تُظْلَمُهُ وهي المَظْلِمَةُ قال سيبويه أما المَظْلِمةُ فهي اسم ما أُخِذَ منك وأَردْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمتَه أي ظُلمه قال ولَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصابَ ذُلاًّ وسَامَتْه عَشِيرتُه الظِّلامَا والظُّلامةُ والظَّلِيمةُ والمَظْلِمةُ ما تَطْلُبه عند الظّالم وهو اسْمُ ما أُخِذَ منك التهذيب الظُّلامةُ اسْمُ مَظْلِمتِك التي تَطْلُبها عند الظَّالم يقال أَخَذَها مِنه ظُلامةً ويقال ظُلِم فُلانٌ فاظَّلَم معناه أنه احْتَمل الظُّلْمَ بطيبِ نَفْسِه وهو قادرٌ على الامتناع منه وهو افتعال وأَصله اظْتَلم فقُِلبت التاءُ طاءً ثم أُدغِمَت الظاء فيها وأَنشد ابن بري لمالك ابنَ حريم مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكيَّ وصارِماً وأَنْفاً حَمِيّاً تَجَتْنِبْك المَظَالِمُ وتَظالَمَ القومُ ظلَمَ بعضُهم بعضاً ويقال أَظْلَمُ من حَيَّةٍ لأنها تأْتي الجُحْرَ لم تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه ويقولون ما ظَلَمَك أن تَفْعَلَ وقال رجل لأبي الجَرَّاحِ أَكلتُ طعاماً فاتَّخَمْتُه فقال أَبو الجَرَّاحِ ما ظَلَمك أَن تَقِيءَ وقول الشاعر قالَتْ له مَيٌّ بِأَعْلى ذِي سَلَمْ ألا تَزُورُنا إنِ الشِّعْبُ أَلَمّْ ؟ قالَ بَلى يا مَيُّ واليَوْمُ ظَلَمْ قال الفرّاء هم يقولون معنى قوله واليَوْمُ ظَلَم أي حَقّاً وهو مَثَلٌ قال ورأَيت أنه لا يَمْنَعُني يومٌ فيه عِلّةٌ تَمْنع قال أبو منصور وكان ابن الأعرابي يقول في قوله واليوْمُ ظَلَم حقّاً يقيناً قال وأُراه قولَ المُفَضَّل قال وهو شبيه بقول من قال في لا جرم أي حَقّاً يُقيمه مُقامَ اليمين وللعرب أَلفاظ تشبهها وذلك في الأَيمان كقولهم عَوْضُ لا أفْعلُ ذلك وجَيْرِ لا أَفْعلُ ذلك وقوله عز وجل آتَتْ أُكُلَها ولم تَظْلِم مِنْه شَيْئاً أي لم تَنْقُصْ منه شيئاً وقال الفراء في قوله عز وجل وما ظَلَمُونا ولكن كانوا أَنْفُسَهم يَظْلِمُون قال ما نَقَصُونا شَيْئاً بما فعلوا ولكن نَقَصُوا أنفسَهم والظِّلِّيمُ بالتشديد الكثيرُ الظُّلْم وتَظَالَمتِ المِعْزَى تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ ومنه قول السّاجع وتَظالَمَتْ مِعْزاها ووَجَدْنا أرْضاً تَظَالَمُ مِعْزاها أي تَتناطَحُ مِنَ النَّشاط والشِّبَع والظَّلِيمةُ والظَّلِيمُ اللبَنُ يُشَرَبُ منه قبل أن يَرُوبَ ويَخْرُجَ زُبْدُه قال وقائِلةٍ ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقائِي وهل يَخْفَى على العَكِدِ الظَّلِيمُ ؟ وفي المثل أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ وأنشد ثعلب وصاحِب صِدْقٍ لم تَرِبْني شَكاتُه ظَلَمْتُ وفي ظَلْمِي له عامِداً أَجْرُ قال هذا سِقاءٌ سَقَى منه قبل أن يَخْرُجَ زُبْدُه وظَلَمَ وَطْبَه ظَلْماً إذا سَقَى منه قبل أن يَرُوبَ ويُخْرَجَ زُبْدُه وظَلَمْتُ سِقائِي سَقَيْتُهم إيَّاه قَبْلَ أن يَرُوبَ وأنشد البيت الذي أَنشده ثعلب ظَلَمْتُ وفي ظَلْمِي له عامداً أَجْرُ قال الأزهري هكذا سمعت العرب تنشده وفي ظَلْمِي بِنَصْب الظاء قال والظُّلْمُ الاسم والظُّلْمُ العملُ وظَلَمَ القوْمَ سَقاهم الظَّلِيمةَ وقالوا امرأَةٌ لَزُومٌ لِلفِناء ظَلومٌ للسِّقاء مُكْرِمةٌ لِلأَحْماء التهذيب العرب تقول ظَلَمَ فلانٌ سِقاءَه إذا سَقاه قبل أن يُخْرَجَ زُبْدُه وقال أبو عبيد إذا شُرِبَ لبَنُ السِّقاء قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ فهو المَظْلومُ والظَّلِيمةُ قال ويقال ظَلَمْتُ القومَ إذا سَقاهم اللبن قبل إدْراكِهِ قال أَبو منصور هكذا رُوِيَ لنا هذا الحرفُ عن أبي عبيد ظَلَمْتُ القومَ وهو وَهَمٌ وروى المنذري عن أبي الهيثم وأبي العباس أحمد بن يحيى أنهما قالا يقال ظَلَمْتُ السقَاءَ وظَلَمْتُ اللبنَ إذا شَرِبْتَه أو سَقَيْتَه قبل إدراكه وإخراجِ زُبْدَتِه وقال ابن السكيت ظَلَمتُ وَطْبي القومَ أي سَقَيْتُه قبل رُؤُوبه والمَظْلُوم اللبنُ يُشْرَبُ قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ الفراء يقال ظَلَم الوَادِي إذا بَلَغَ الماءُ منه موضِعاً لم يكن نالَهُ فيما خَلا ولا بَلَغَه قبل ذلك قال وأَنشدني بعضهم يصف سيلاً يَكادُ يَطْلُع ظُلْماً ثم يَمْنَعُه عن الشَّواهِقِ فالوادي به شَرِقُ وقال ابن السكيت في قول النابغة يصف سيلاً إلاَّ الأَوارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوضِ بالمَظلُومة الجَلَدِ قال النُّؤْيُ الحاجزُ حولَ البيت من تراب فشَبَّه داخلَ الحاجِزِ بالحوض بالمظلومة يعني أرضاً مَرُّوا بها في بَرِّيَّةِ فتَحَوَّضُوا حَوْضاً سَقَوْا فيه إبِلَهُمْ وليست بمَوْضِع تَحْويضٍ يقال ظَلَمْتُ الحَوْضَ إذا عَمِلْتَه في موضع لا تُعْمَلُ فيه الحِياض قال وأَصلُ الظُّلْمِ وَضْعُ الشيء في غير موضعه ومنه قول ابن مقبل عَادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ وكانَ بها هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ أي وَضَعوا النحر في غير موضعه وظُلِمَت الناقةُ نُحِرَتْ من غَيْرِ عِلَّةٍ أو ضَبِعَتْ على غير ضَبَعَةٍ وكُلُّ ما أَعْجَلْتَهُ عن أوانه فقد ظَلَمْتَهُ وأنشد بيت ابن مقبل هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُر وظَلَم الحِمارُ الأتانَ إذا كامَها وقد حَمَلَتْ فهو يَظْلِمُها ظَلْماً وأَنشد أبو عمرو يصف أُتُناً أَبَنَّ عقَاقاً ثم يَرْمَحْنَ ظَلْمَةً إباءً وفيه صَوْلَةٌ وذَمِيلُ وظَلَم الأَرضَ حَفَرَها ولم تكن حُفِرَتْ قبل ذلك وقيل هو أن يَحْفِرَها في غير موضع الحَفْرِ قال يصف رجلاً قُتِلَ في مَوْضِعٍ قَفْرٍ فحُفِرَ له في غير موضع حَفْرٍ ألا للهِ من مِرْدَى حُروبٍ حَواه بَيْنَ حِضْنَيْه الظَّلِيمُ أي الموضع المظلوم وظَلَم السَّيلُ الأرضَ إذا خَدَّدَ فيها في غير موضع تَخْدِيدٍ وأَنشد للحُوَيْدِرَة ظَلَم البِطاحَ بها انْهلالُ حَرِىصَةٍ فَصَفَا النِّطافُ بها بُعَيْدَ المُقْلَعِ مصدر بمعنى الإقْلاعِ مُفْعَلٌ بمعنى الإفْعالِ قال ومثله كثير مُقامٌ بمعنى الإقامةِ وقال الباهلي في كتابه وأَرضٌ مَظْلُومة إذا لم تُمْطَرْ وفي الحديث إذا أَتَيْتُمْ على مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ قال أبو منصور المَظْلُومُ البَلَدُ الذي لم يُصِبْهُ الغَيْثُ ولا رِعْيَ فيه للِرِّكابِ والإغْذاذُ الإسْراعُ والأرضُ المَظْلومة التي لم تُحْفَرْ قَطُّ ثم حُفِرَتْ وذلك الترابُ الظَّلِيمُ وسُمِّيَ تُرابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لهذا المعنى وأَنشد فأَصْبَحَ في غَبْراءَ بعدَ إشاحَةٍ على العَيْشِ مَرْدُودٍ عليها ظَلِيمُها يعني حُفْرَةَ القبر يُرَدُّ تُرابها عليه بعد دفن الميت فيها وقالوا لا تَظْلِمْ وَضَحَ الطريقِ أَي احْذَرْ أَن تَحِيدَ عنه وتَجُورَ فَتَظْلِمَه والسَّخِيُّ يُظْلَمُ إذا كُلِّفَ فوقَ ما في طَوْقِهِ أَوطُلِبَ منه ما لا يجدُه أَو سُئِلَ ما لا يُسْأَلُ مثلُه فهو مُظَّلِمٌ وهو يَظَّلِمُ وينظلم أَنشد سيبويه قول زهير هو الجَوادُ الذي يُعْطِيكَ نائِله عَفْواً ويُظْلَمُ أَحْياناً فيَظَّلِمُ أَي يُطْلَبُ منه في غير موضع الطَّلَب وهو عنده يَفْتعِلُ ويروى يَظْطَلِمُ ورواه الأَصمعي يَنْظَلِمُ الجوهري ظَلَّمْتُ فلاناً تَظْلِيماً إذا نسبته إلى الظُّلْمِ فانْظَلَم أَي احتمل الظُّلْم وأَنشد بيت زهير ويُظْلَم أَحياناً فَيَنْظَلِمُ ويروى فيَظَّلِمُ أَي يَتَكَلَّفُ وفي افْتَعَل من ظَلَم ثلاثُ لغاتٍ من العرب من يقلب التاء طاء ثم يُظْهِر الطاء والظاء جميعاً فيقول اظْطَلَمَ ومنهم من يدغم الظاء في الطاء فيقول اطَّلَمَ وهو أَكثر اللغات ومنهم من يكره أَن يدغم الأَصلي في الزائد فيقول اظَّلَم قال وأَما اضْطَجَع ففيه لغتان مذكورتان في موضعهما قال ابن بري جَعْلُ الجوهري انْظَلَم مُطاوعَ ظَلَّمتُهُ بالتشديد وَهَمٌ وإنما انْظَلَم مطاوعُ ظَلَمْتُه بالتخفيف كما قال زهير ويُظْلَم أَحْياناً فيَنْظَلِمُ قال وأَما ظَلَّمْتُه بالتشديد فمطاوِعُه تَظَلَّمَ مثل كَسَّرْتُه فتَكَسَّرَ وظَلَم حَقَّه يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد وإنما يتعدّى إلى مفعولين في مثل ظَلَمني حَقَِّي حَمْلاً على معنى سَلَبَني حَقِّي ومثله قوله تعالى ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ويجوز أَن يكون فتيلاً واقعاً مَوْقِعَ المصدر أَي ظُلْماً مِقْدارَ فَتِيلٍ وبيتٌ مُظَلَّمٌ كأَنَّ النَّصارَى وَضَعَتْ فيه أَشياء في غير مواضعها وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم دُعِيَ إلى طعام فإذا البيتُ مُظَلَّمٌ فانصرف صلى الله عليه وسلم ولم يدخل حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير هو المُزَوَّقُ وقيل هو المُمَوَّهُ بالذهب والفضة قال وقال الهَرَوِيُّ أَنكره الأَزهري بهذا المعنى وقال الزمخشري هو من الظَّلْمِ وهو مُوهَةُ الذهب ومنه قيل للماء الجاري على الثَّغْرِ ظَلْمٌ ويقال أَظْلَم الثَّغْرُ إذا تَلأْلأَ عليه كالماء الرقيق من شدَّة بَرِيقه ومنه قول الشاعر إذا ما اجْتَلَى الرَّاني إليها بطَرْفِه غُرُوبَ ثَناياها أَضاءَ وأَظْلَما قال أَضاء أَي أَصاب ضوءاً أَظْلَم أصاب ظَلْماً والظُّلْمَة والظُّلُمَة بضم اللام ذهاب النور وهي خلاف النور وجمعُ الظُّلْمةِ ظُلَمٌ وظُلُماتٌ وظُلَماتٌ وظُلْمات قال الراجز يَجْلُو بعَيْنَيْهِ دُجَى الظُّلُماتِ قال ابن بري ظُلَمٌ جمع ظُلْمَة بإسكان اللام فأَما ظُلُمة فإنما يكون جمعها بالألف والتاء ورأيت هنا حاشية بخط سيدنا رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال قال الخطيب أَِبو زكريا المُهْجَةُ خالِصُ النَّفْسِ ويقال في جمعها مُهُجاتٌ كظُلُماتٍ ويجوز مُهَجات بالفتح ومُهْجاتٌ بالتسكين وهو أَضعفها قال والناس يأْلَفُون مُهَجات بالفتح كأَنهم يجعلونه جمع مُهَجٍ فيكون الفتح عندهم أَحسن من الضم والظَّلْماءُ الظُّلْمة ربما وصف بها فيقال ليلةٌ ظَلْماء أَي مُظْلِمة والظَّلامُ إسم يَجْمَع ذلك كالسَّوادِ ولا يُجْمعُ يَجْري مجرى المصدر كما لا تجمع نظائره نحو السواد والبياض وتجمع الظُّلْمة ظُلَماً وظُلُمات ابن سيده وقيل الظَّلام أَوّل الليل وإن كان مُقْمِراً يقال أَتيته ظَلاماً أي ليلاً قال سيبويه لا يستعمل إلا ظرفاً وأتيته مع الظَّلام أي عند الليل وليلةٌ ظَلْمةٌ على طرحِ الزائد وظَلْماءُ كلتاهما شديدة الظُّلْمة وحكى ابن الأَعرابي ليلٌ ظَلْماءُ وقال ابن سيده وهو غريب وعندي أَنه وضع الليل موضع الليلة كما حكي ليلٌ قَمْراءُ أَي ليلة قال وظَلْماءُ أَسْهلُ من قَمْراء وأَظْلَم الليلُ اسْوَدَّ وقالوا ما أَظْلَمه وما أَضوأَه وهو شاذ وظَلِمَ الليلُ بالكسر وأَظْلَم بمعنىً عن الفراء وفي التنزيل العزيز وإذا أَظْلَمَ عليهم قاموا وظَلِمَ وأَظْلَمَ حكاهما أَبو إسحق وقال الفراء فيه لغتان أَظْلَم وظَلِمَ بغير أَلِف والثلاثُ الظُّلَمُ أَوّلُ الشَّهْر بعدَ الليالي الدُّرَعِ قال أَبو عبيد في ليالي الشهر بعد الثلاثِ البِيضِ ثلاثٌ دُرَعٌ وثلاثٌ ظُلَمٌ قال والواحدة من الدُّرَعِ والظُّلَم دَرْعاءُ وظَلْماءُ وقال أَبو الهيثم وأَبو العباس المبرد واحدةُ الدُّرَعِ والظُّلَم دُرْعةٌ وظُلْمة قال أَبو منصور وهذا الذي قالاه هو القياس الصحيح الجوهري يقال لثلاث ليال من ليالي الشهر اللائي يَلِينَ الدُّرَعَ ظُلَمٌ لإظْلامِها على غير قياس لأَن قياسه ظُلْمٌ بالتسكين لأَنَّ واحدتها ظَلْماء وأَظْلَم القومُ دخلوا في الظَّلام وفي التنزيل العزيز فإذا هم مُظْلِمُونَ وقوله عزَّ وجل يُخْرجُهم من الظُّلُمات إلى النور أَي يخرجهم من ظُلُمات الضَّلالة إلى نور الهُدَى لأَن أَمر الضَّلالة مُظْلِمٌ غير بَيِّنٍ وليلة ظَلْماءُ ويوم مُظْلِمٌ شديد الشَّرِّ أَنشد سيبويه فأُقْسِمُ أَنْ لوِ الْتَقَيْنا وأَنتمُ لكان لكم يومٌ من الشَّرِّ مُظْلِمُ وأَمْرٌ مُظْلِم لا يُدرَى من أَينَ يُؤْتَى له عن أَبي زيد وحكى اللحياني أَمرٌ مِظْلامٌ ويوم مِظْلامٌ في هذا المعنى وأَنشد أُولِمْتَ يا خِنَّوْتُ شَرَّ إيلام في يومِ نَحْسٍ ذي عَجاجٍ مِظْلام والعرب تقول لليوم الذي تَلقَى فيه شِدَّةً يومٌ مُظلِمٌ حتى إنهم ليقولون يومٌ ذو كَواكِبَ أَي اشتَدّت ظُلْمته حتى صار كالليل قال بَني أَسَدٍ هل تَعْلَمونَ بَلاءَنا إذا كان يومٌ ذو كواكِبَ أَشْهَبُ ؟ وظُلُماتُ البحر شدائِدُه وشَعرٌ مُظْلِم شديدُ السَّوادِ ونَبْتٌ مُظلِمٌ ناضِرٌ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِه قال فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ ومُظلِماً ليسَ على دَمالِ وتكلَّمَ فأَظْلَمَ علينا البيتُ أَي سَمِعنا ما نَكْرَه وفي التهذيب وأَظْلَم فلانٌ علنيا البيت إذا أَسْمَعنا ما نَكْرَه قال أَبو منصور أَظْلمَ يكون لازماً وواقِعاً قال وكذلك أَضاءَ يكون بالمعنيين أَضاءَ السراجُ بنفسه إضاءةً وأَضاء للناسِ بمعنى ضاءَ وأَضأْتُ السِّراجَ للناسِ فضاءَ وأَضاءَ ولقيتُه أَدنَى ظَلَمٍ بالتحريك يعني حين اخْتَلطَ الظلامُ وقيل معناه لقيته أَوّلَ كلِّ شيء وقيل أَدنَى ظَلَمٍ القريبُ وقال ثعلب هو منك أَدنَى ذي ظَلَمٍ ورأَيتُه أَدنَى ظَلَمٍ الشَّخْصُ قال وإنه لأَوّلُ ظَلَمٍ لقِيتُه إذا كان أَوّلَ شيءٍ سَدَّ بَصَرَك بليل أَو نهار قال ومثله لقيته أَوّلَ وَهْلةٍ وأَوّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ الجوهري لقِيتُه أَوّلَ ذي ظُلْمةٍ أَي أَوّلَ شيءٍ يَسُدُّ بَصَرَكَ في الرؤية قال ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ والظَّلَمُ الجَبَل وجمعه ظُلُومٌ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ تَعامَسُ حتى يَحْسبَ الناسُ أَنَّها إذا ما اسْتُحِقَّت بالسُّيوفِ ظُلُومُ وقَدِمَ فلانٌ واليومُ ظَلَم عن كراع أَي قدِمَ حقّاً قال إنَّ الفراقَ اليومَ واليومُ ظَلَمْ وقيل معناه واليومُ ظَلَمنا وقيل ظَلَم ههنا وَضَع الشيءَ في غير موضعه والظَّلْمُ الثَّلْج والظَّلْمُ الماءُ الذي يجري ويَظهَرُ على الأَسْنان من صَفاءِ اللون لا من الرِّيقِ كالفِرِنْد حتى يُتَخيَّلَ لك فيه سوادٌ من شِدَّةِ البريق والصَّفاء قال كعب بن زهير تَجْلو غَواربَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسمَتْ كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ وقال الآخر إلى شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثَّنايا بماءِ الظَّلْمِ طَيِّبَةِ الرُّضابِ قال يحتمل أَن يكون المعنى بماء الثَّلْج قال شمر الظَّلْمُ بياضُ الأَسنان كأَنه يعلوه سَوادٌ والغُروبُ ماءُ الأَسنان الجوهري الظَّلْمُ بالفتح ماءُ الأَسْنان وبَريقُها وهو كالسَّوادِ داخِلَ عَظمِ السِّنِّ من شِدَّةِ البياض كفِرِنْد السَّيْف قال يزيد ابن ضَبَّةَ بوَجْهٍ مُشْرِقٍ صافٍ وثغْرٍ نائرِ الظلْمِ وقيل الظَّلْمُ رِقَّةُ الأَسنان وشِدَّة بياضها والجمع ظُلُوم قال إذا ضَحِكَتْ لم تَنْبَهِرْ وتبسَّمَتْ ثنايا لها كالبَرْقِ غُرٌّ ظُلُومُها وأَظْلَم نَظَرَ إلى الأَسنان فرأَى الظَّلْمَ قال إذا ما اجْتَلى الرَّاني إليها بعَيْنِه غُرُوبَ ثناياها أَنارَ وأَظْلَما
( * أضاء بدل أنار )
والظَّلِيمُ الذكَرُ من النعامِ والجمع أَظْلِمةٌ وظُلْمانٌ وظِلْمانٌ قيل سمي به لأَنه ذكَرُ الأَرضِ فيُدْحِي في غير موضع تَدْحِيَةٍ حكاه ابن دريد قال وهذا ما لا يُؤْخذُ وفي حديث قُسٍّ ومَهْمَهٍ فيه ظُلْمانٌ هو جمع ظَلِيم والظَّلِيمانِ نجمان والمُظَلَّمُ من الطير الرَّخَمُ والغِرْبانُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد حَمَتْهُ عِتاقُ الطيرِ كلَّ مُظَلَّم من الطيرِ حَوَّامِ المُقامِ رَمُوقِ والظِّلاَّمُ عُشْبة تُرْعَى أَنشد أَبو حنيفة رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلاً عَمِيماً من الظِّلاَّمِ والهَيْثَمِ الجَعْدِ ابن الأعرابي ومن غريب الشجر الظِّلَمُ واحدتها ظِلَمةٌ وهو الظِّلاَّمُ والظِّلامُ والظالِمُ قال الأَصمعي هو شجر له عَسالِيجُ طِوالٌ وتَنْبَسِطُ حتى تجوزَ حَدَّ أَصل شَجَرِها فمنها سميت ظِلاماً وأَظْلَمُ موضع قال ابن بري أَظْلمُ اسم جبل قال أَبو وجزة يَزِيفُ يمانِيه لأجْراعِ بِيشَةٍ ويَعْلو شآمِيهِ شَرَوْرَى وأَظْلَما وكَهْفُ الظُّلم رجل معروف من العرب وظَلِيمٌ ونَعامَةُ موضعان بنَجْدٍ وظَلَمٌ موضع والظَّلِيمُ فرسُ فَضالةَ بن هِنْدِ بن شَرِيكٍ الأَسديّ وفيه يقول نصَبْتُ لهم صَدْرَ الظَّلِيمِ وصَعْدَةً شُراعِيَّةً في كفِّ حَرَّان ثائِر

ظنم
قال الأَزهري أَما ظَنَم فالناسُ أَهملوه إلا ما رَوَى ثعلبٌ عن ابن الأَعرابي الظَّنَمةُ الشَّرْبةُ من اللبن الذي لم تُخْرَجْ زُبْدَتُه قال أَبو منصور أَصلها ظَلَمة

ظهم
شيء ظَهْمٌ خَلَق وفي الحديث قال كنا عندَ عبد الله بن عمرو فسُئِلَ أَيُّ المَدينتين تُفْتَحُ أَوَّلَ قُسْطنْطِينيَّةُ أَو رُومِيَّة ؟ فدعا بصندوقٍ ظَهْمٍ قال والظَّهْمُ الخَلَقُ قال فأخْرَجَ كتاباً فنظر فيه وقال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم نَكْتُبُ ما قال فسُئِل أَيُّ المدينتين تُفْتَح أَوَّلَ قُسْطنْطِينيَّةُ أَو رُوميَّة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينةُ ابنِ هِرَقْلَ تُفْتَح أَوّلَ يعني القُسْطَنْطِينيَّةَ قال الأَزهري كذا جاء مفسراً في الحديث قال ولم أَسمعْه إلا في هذا الحديث

ظوم
الظَّوْمُ صوتُ التَّيْسِ عند الهِياجِ وزعم يعقوبُ أَن ميمه بدل من باء الظابِ

عبم
العَبَامُ والعَباماءُ الغليظُ الخِلْقةِ في حُمْقٍ وقيل هو العَيِيُّ الأَحْمَقُ قال أَوْسُ بنُ حجَر يذْكُرُ أزْمةً في سنة شديدة البَرْد وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من ال أَقْوامِ سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا وقد عَبُمَ يَعْبُم عَبامَةً ويقال للرجل العظيم الجسمِ عِبَمٌَّ وهُدَبِدٌ والعُبُمُ جماعةُ عَبامٍ وهو الذي لا عقلَ له ولا أَدبَ ولا شجاعةَ ولا رأسَ مال وهو عِبَمٌّ وعَبامَاءُ والعَبامُ الفَدْمُ العَيِيُّ الثقيل والعَبامُ الماءُ الكثير
( * قوله « والعبام الماء الكثير » ضبطه في المحكم كسحاب وفي التكملة بخط المؤلف ماء عبام وعطاءه عبام كثير وضبطه بالضم بوزن غراب )
الغليظُ

عبثم
عَبْثَمٌ اسم

عتم
عَتَم الرجلُ عن الشيء يَعْتِمُ وعَتَّم كَفَّ عنه بعد المُضِيِّ فيه قال الأَزهري وأَكثر ما يقال عَتَّم تَعْتِيماً وقيل عَتَّم احْتَبَسَ عن فِعْل الشيء يريده وعتَم عن الشيء يَعْتِمُ وأَعْتَم وعَتَّم أَبْطأَ والاسم العَتَمُ وعَتَم قِراهُ أَخَّره وقِرًى عاتِمٌ ومُعَتِّمٌ بطيءٌ مُمْسٍ وقد عَتَم قِرَاه وأَعْتَمه صاحبُه وعَتَّمه أَي أَخَّره ويقال فلانٌ عاتِمُ القِرَى قال الشاعر فلما رأيْنا أَنه عاتِمُ القِرَى بَخِيلٌ ذَكَرْنا ليلةَ الهَضْمِ كَرْدَما قال ابن بري ويقال جاءنا ضَيْفٌ عاتِمٌ إذا جاء ذلك الوقتَ قال الراجز يَبْني العُلى ويَبْتَني المَكارِما أَقْراهُ للضَّيْفِ يؤُوب عاتِمَا وأَعْتَمْتَ حاجَتك أَي أَخَّرْتَها وقد عَتَمَتْ حاجتُك ولغةٌ أُخرى أَعْتَمَتْ حاجتُك أَي أَبْطأَتْ وأنشد قوله مَعاتِيمُ القِرَى سُرُفٌ إذا ما أَجَنَّتْ طَخْيَةُ الليلِ البَهِيمِ وقال الطِّرِمّاحُ يمدح رجلاً متى يَعِدْ يُنْجِزْ ولا يَكْتَبِلْ منه العَطايا طُولُ إعْتامِها وأَنشد ثعلب لشاعر يهجو قوماً إذا غابَ عنْكُمْ أَسوَدُ العَينِ كُنْتُمُ كِراماً وأَنْتمْ ما أَقامَ أَلائِمُ تحَدَّث رُكْبانُ الحَجِيجِ بلُؤْمِكمْ ويَقْرِي به الضَّيْفَ اللِّقاحُ العَواتِمُ يقول لا تكونون كراماً حتى يَغِيبَ عنكم هذا الجبلُ الذي يقال له أَسْوَدُ العَينِ وهو لا يَغِيبُ أَبداً وقوله يقري به الضيفَ اللقاحُ العواتم معناه أَن أَهل البادية يتَشاغَلون بذكر لُؤْمِكُمْ عن حَلْبِ لِقاحِهم حتى يُمْسُوا فإذا طَرَقَهم الضيفُ صادفَ الأَلْبانَ بحالها لم تُحْلَبْ فنال حاجَته فكان لُؤمُكم قِرى الأَضيافِ قال ابن الأَعرابي العُتُم يكون فَعالُهم مَدْحاً ويكون ذَمّاً جمعُ عاتِمٍ وعَتُومٍ فإذا كان مَدْحاً فهو الذي يَقْري ضِيفانَه الليلَ والنهارَ وإذا كان ذَمّاً فهو الذي لا يَحْلُب لبَنَ إبِله مُمْسِياً حتى ييْأَسَ من الضيف وحكى ابن بري العَتَمةُ الإبْطاءُ أَيضاً قال عمرو بن الإطْنابة وجِلاداً إنْ نَشِطْت لهُ عاجِلاً ليسَتْ له عَتَمه وحمَل عليه فما عَتَّمَ أَي ما نَكَلَ ولا أَبْطأَ وضرَبَ فلانٌ فلاناً فما عَتَّم ولا عَتَّبَ ولا كَذَّبَ أَي لم يَتَمَكَّثْ ولم يتَباطأْ في ضرْبه إياه وفي حديث عمر نَهى عن الحَريرِ إلا هكذا وهكذا فما عَتَّمْنا أَنه يَعْني الأعْلامَ أَي أَبْطأْنا عن معرفةِ ما عَنى وأَراد قال ابن بري شاهدُه قولُ الشاعر فمَرَّ نَضِيُّ السَّهمِ تحتَ لَبانِه وجالَ على وَحْشِِيِّه لم يُعَتِّمِ قال الجوهري والعامَّةُ تقولُ ضرَبَهُ فما عَتَّبَ وفي الحديث في صفة نَخْلٍ أَنَّ سَلْمانَ غرَس كذا وكذا وَدِيَّةً والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يُناوِلُه وهو يٍغْرِسُ فما عَتَّمَتْ منها وَدِيَّةٌ أَي ما لَبِثَتْ أَن عَلِقَتْ وعَتَمَتِ الإبلُ تَعْتِمُ وتَعْتُمُ وأَعْتَمَتْ واسْتَعْتَمَتْ حُلِبَتْ عِشاءً وهو من الإبْطاء والتَّأَخُّرِ قال أَبو محمد الحَذْلَمِيُّ فيها ضَوىً قد رُدَّ من إعْتامِها والعَتَمَةُ ثلثُ الليلِ الأولُ بعد غَيْبوبةِ الشَّفَقِ أَعْتَم الرجلُ صار في ذلك الوقت ويقال أَعْتَمنا من العَتَمَةِ كما يقال أَصْبَحْنا من الصُّبْحِ وأَعْتَم القومُ وعَتَّمُوا تَعْتِيماً ساروا في ذلك الوقت أَو أَوْرَدُوا أو أَصْدَروا أَو عَمِلوا أَيَّ عَمَلٍ كان وقيل العَتَمةُ وقتُ صلاةِ العشاء الأَخيرةِ سميت بذلك لاسْتِعْتامِ نَعَمِها وقيل لِتَأخُّر وقتِها ابن الأَعرابي عَتَم الليلُ وأَعْتَم إذا مَرَّ قِطْعةٌ من الليل وقال إذا ذَهب النهارُ وجاء الليل فقد جَنَح الليلُ وفي الحديث لا يَغْلِبَنَّكُم الأَعرابُ على اسْمِ صَلاتِكم العشاءِ فإن اسْمها في كتاب الله العِشاءُ وإنما يُعْتَمُ بحِلابِ الإبل قوله إنما يُعْتَمُ بِحلابِ الإبل معناه لا تُسَمُّوها صلاةَ العَتَمة فإن الأَعرابَ الذين يَحْلُبُونَ إبلَهم إذا أَعْتَموا أَي دخلوا في وقت العَتَمة سَمَّوْها صلاةَ العَتَمة وسَمَّاها اللهُ عز وجل في كتابه صلاةَ العشاء فسَمُّوها كما سَمَّاها اللهُ لا كما سماها الأَعرابُ فنهاهم عن الاقتداء بهم ويُستحَبُّ لهم التَّمَسُّكُ بالاسم الناطق به لسانُ الشريعةِ وقيل أراد لا يَغُرَّنَّكُمْ فعْلُهم هذا فَتُؤَخِّروا صلاتكم ولكن صَلُّوها إذا حانَ وقْتُها وعَتَمةُ الليلِ ظلامُ أَوَّلهِ عند سقوطِ نور الشفقِ يقال عَتَم الليلُ يَعْتِمُ وقد أَعْتَم الناسُ إذا دَخَلوا في وقت العَتَمة وأَهلُ البادِية يُرِيحون نَعَمَهم بُعَيْدَ المَغْرِب ويُنِيخُونَها في مُراحِها ساعةً يَسْتَفِيقونها فإذا أَفاقَت وذلك بعد مَرِّ قطعة من الليلِ أَثارُوها وحَلَبوها وتلك الساعةُ تُسَمَّى عَتَمةً وسمعتهم يقولون اسْتَعْتِمُوا نَعَمَكم حتى تُفِيقَ ثم احْتَلِبوها وفي حديث أَبي ذَرٍّ واللِّقاحُ قد رُوِّحَتْ وحُلِبتْ عَتَمتُها أَي حُلِبَتْ ما كانت تُحْلَبُ وقتَ العَتَمةِ وهم يُسَمُّون الحِلاب عَتَمةً باسم الوقت ويقال قَعَدَ فلان عندنا قَدْرَ عَتَمة الحَلائبِ أَي احْتَبَس قدر احْتِباسها للإفاقَةِ وأَصلُ العَتْمِ في كلام العرب المُكْثُ والاحْتِباسُ قال ابن سيده والعَتَمةُ بقِيَّةُ اللبنِ تُفيقُ بها النَّعَمُ في تلك الساعةِ يقال حَلَبْنا عَتَمةً وعَتَمةُ الليلُ ظَلامُه وقوله طَيْفٌ أَلَمّْ بذِي سَلَمْ يَسْرِي عَتَمْ بينَ الخِيَمْ يجوز أَن يكون على حذف الهاء كقولهم هو أَبو عُذْرِها وقوله أَلا ليتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِيادِي على الهِجْرانِ أَم هو يائِسُ ؟ قد يكون من البُطْءِ أَي يَسْري بطِيئاً وقد عَتَم الليلُ يَعْتِمُ وعَتَمَةُ الإبلِ رُجوعُها من المَرْعى بعدما تُمْسي وناقةٌ عَتُومٌ وهي التي لا تَزالُ تَعَشَّى حتى تَذْهَبَ ساعةٌ من الليل ولا تُحْلَبُ إلا بعد ذلك الوقت قال الراعي أُدِرُّ النَّسا كيْلا تَدِرَّ عَتُومُها والعَتُومُ الناقةُ التي لا تَدِرُّ إلا عَتَمَةً قال ابن بري قال ثعلب العَتُومة الناقةُ الغزيرةُ الدَّرّ وأَنشد لعامر بن الطُّفَيْلِ سُودٌ صَناعِيَةٌ إذا ما أَوْرَدُوا صَدَرَتْ عَتُومَتُهمْ ولَمَّا تُحْلَبِ صُلْعٌ صَلامعةٌ كأَنَّ أُنُوفَهُمْ بَعَرٌ يُنَظِّمهُ الوَلِيدُ بِمَلْعَب لا يََخْطُبونَ إلى الكرامِ بنَاتِهمْ وتَشِيبُ أَيِّمُهُمْ ولما تُخْطَبِ ويروى يُنَظّمُه وَليدٌ يَلْعَبُ سُودٌ صَناعِيَةٌ يَصْنعونَ المالَ ويُسَمّنُونَه والصَّلامِعَةُ الدِّقاقُ الرُّؤُوس قال الأزهري العَتُوم ناقةٌ غَزِيرَةٌ يُؤخَّرُ حِلابُها إلى آخر الليل وقيل ما قَمْراءُ أَرْبَع
( * قوله « ما قمراء أربع » كذا في الصحاح والقاموس والذي في المحكم ما قمر أربع بغير مد ) ؟ فقيل عَتَمةُ رُبَع أَي قَدْر ما يَحْتَبِسُ في عشَائه قال أَبو زيد الأَنصاري العرب تَقول للقَمَرِ إذاكان ابن لَيْلَةٍ عَتَمَةُ سُخَيْلة حَلَّ أَهلُها برُمَيْلة أَي قَدْرُ احْتِباسِ القَمَرِ إذا كان ابن ليلة ثم غُروبِه قدْر عَتَمةِ سَخْلَةٍ يَرْضَعُ أُمَّه ثم يَحْتَبِسُ قليلاً ثم يعودُ لرَضاعِ أُمِّه وذلك أَن يُفَوِّقَ السِّخْلُ أمَّه فُواقاً بعدَ فُواقٍ يَقْرُبُ ولا يَطولُ وإذا كان القمرُ ابنَ لَيْلَتَيْن قيل له حديثُ أَمَتَيْن بكَذِبٍ ومَيْنٍ وذلك أَن حَدِيثَهما لا يَطولُ لشُغْلِهما بمَهْنَةِ أَهْلِهما وإذا كان ابنَ ثلاث قيل حدِيثُ فَتَياتٍ غيرِ مُؤْتَلفاتٍ وإذا كان ابنَ أَرْبَع قيل عَتَمةُ رُبَع غير جائع ولا مُرْضَع أَرادوا أَن قدرَ احتباسِ القَمَرِ طالعاً ثم غُروبه قدرُ فُواقِ هذا الرُّبَعِ أَو فُواق أُمِّه وقال ابن الأَعرابي عَتَمَةُ أُمِّ الرُّبَع وإذا كان ابنَ خَمْسٍ قيل حديثٌ وأُنْس ويقال عَشاءُ خَلفاتٍ قُعْسٍ وإذا كان ابنَ سِت قيل سِرْ وبِتْ وإذا كان ابنَ سَبْع قيل دُلْجَةُ الضَّبُعُ وإذا كان ابنَ ثَمان قيل قَمَرٌ إضْحِيان وإذا كان ابنَ تِسْع قيل يُلْقَطُ فيه الجِزْعُ وإذا كان ابنَ عَشْر قيل له مُخَنِّقُ الفَجْر وقول الأَعشى نُجُومَ الشِّتاء العَاتماتِ الغَوامِضا يعني بالعاتماتِ التي تُظْلِمُ من الغَبَرة التي في السماء وذلك في الجَدْب لأن نجومَ الشِّتاء أَشدُّ إضاءةً لنَقاء السماء وضَيْفٌ عاتِمٌ مُقِيمٌ وعَتَّمَ الطائرُ إذا رَفْرَفَ على رَأْسِكَ ولم يَبْعُدْ وهي بالغين والياء أَعلى وعَتَم عَتْماً نَتَفَ عن كراع والعُتْم والعُتُم شجر الزيتون البَرِّي الذي لا يَحْمِلُ شيئاً وقيل هو ما يَنْبتُ منه بالجبال وفي حديث أَبي زَيْدٍ الغَافِقيِّ الأَسْوِكَةُ ثلاثةٌ أَراكٌ فإن لم يكنْ فَعَتَمٌ أَو بُطْمٌ العَتَمُ بالتحريك الزَّيْتونُ وقيل شيء يُشْبِههُ يَنْبُت بالسَّراة وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّة الهُذَليُّ من فَوْقِه شُعَبٌ قُرٌّ وأَسْفَلُه جَيءٌ تَنَطَّقَ بالظَّيَّانِ والعَتَم وثَمَرُه الزَّغْبَجُ والجَيْءُ الماءُ الذي يَخْرُجُ من الدُّور فيجتمع في موضع واحد ومنه أُخِذَ هذه الْجَيْئَةُ المعروفة وقال أمية تِلْكُمْ طَرُوقَتُه واللهُ يَرْفَعها فيها العَذاةُ وفيها يَنْبُتُ العَتَمُ وقال الجَعْدِيّ تَسْتَنُّ بالضِّرْوِ من بَراقِشَ أَوْ هَيْلانَ أو ناضِرٍ منَ العُتُم وقوله ارْمِ على قَوْسِكَ ما لم تَنْهَزِمُ رَمْيَ المَضَاءِ وجَوادِ بنِ عُتُمْ يجوز في عُتُمٍ أَن يكون اسم رجل وأَن يكون اسم فرسٍ

عثم
العَثْمُ إساءَةُ الجَبْر حتى يبقى فيه أَوَدٌ كهيئة المَشَشِ عَثَمَ العظمُ يَعْثِمُ عَثْماً وعَثِمَ عَثَماً فهو عَثِمٌ ساء جَبْرُه وبقي فيه أَوَدٌ فلم يَسْتَوِ وعَثَمَ العظمُ المكسورُ إذا انجَبر على غير استواء وعَثَمْتُه أَنا يتعدّى ولا يتعدّى وعَثَمه يَعْثِمُه عَثْماً وعَثَّمه كلاهما جَبَره وخص بعضُهم به جَبْرَ اليد على غير استواء يقال عَثَمَتْ يدُه تَعْثِمُ وعَثَمْتُها أنا إذا جَبرْتَها على غير استواء وقال الفراء تَعْثُم بضم الثاء وتَعْثُل مثله قال ابن جني هذا ونحوه من باب فَعَلَ وفعَلْتُه شاذٌّ عن القياس وإن كان مطرداً في الاستعمال إلا أن له عندي وجهاً لأَجله جاز وهو أَن كل فاعل غيرَ القديم سبحانه فإنما الفِعْلُ فيه شيءٌ أُعِيرَه وأُعْطِيَه وأُقدِرَ عليه فهو وإن كان فاعِلاً فإنه لما كان مُعاناً مُقْدَراً صار كأَنَّ فعله لغيره ألا ترى إلى قوله سبحانه وما رَمَيْتَ إذ رَمَيتَ ولكنَّ الله رَمى ؟ قال وقد قال بعضُ الناس إن الفعلَ لله وإن العبدَ مُكْتَسِبٌ قال وإن كان هذا خطأ عندنا فإنه قولٌ لقوم فلما كان قولُهم عَثَم العظمُ وعَثَمْتُه أنَّ غيره أعانه
( * قوله « أن غيره أعانه » هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) وإنْ جرى لفظُ الفعل له تجاوَزَتِ العربُ ذلك إلى أن أََظهرت هناك فِعْلاً بلفظ الأَوَّلِ مُتَعدِّياً لأنه كان فاعِلُه في وقت فعلِه إياه إنما هو مُشاءٌ إليه أَو مُعانٌ عليه فخَرج اللفظان لما ذكرنا خُروجاً واحداً فاعْرِفْه وربما استعمل في السيف على التشبيه قال فقد يُقْطَعُ السيفُ اليَماني وجَفْنُه شَباريقَ أَعشارٍ عُثِمْنَ على كَسْرِ قال ابن شميل العَثْمُ في الكَسْر والجُرْحِ تَداني العَظمِ حتى هَمَّ أَن يَجْبُر ولم يجْبُرْ بعدُ كما ينبغي يقال أَجَبَر عظمُ البعير ؟ فيقال لا ولكنه عَثَم ولم يجْبُر وقد عَثَم الجرحُ وهو أَن يَكْنُبَ ويَجْلُبَ ولم يَبرأْ بعدُ وفي حديث النَّخَعي في الأَعضاء إذا انجبرَتْ على غير عَثْمٍ صُلحٌ وإذا انجبرتْ على عَثْمٍ الدِّيةُ يقال عَثَمْت يَدَه فعَثَمَتْ إذا جَبرتَها على غير استواء وبقي فيها شيءٌ لم يَنحَكِمْ ومثله من البناء رَجَعْتُه فرَجَع ووقَفْته فوَقَفَ ورواه بعضهم عَثَلَ باللام وهو بمعناه وأَما قول عمرو بن الإطنابَةِ لأُحيحة بن الجُلاحِ فِيمَ تَبْغِي ظُلْمَنا ولِمَه في وُسوقٍ عَثْمةٍ قَنِمه ؟ فإن ثعلباً قال عَثْمة فاسدة وأَظن أَنها ناقصة مشتق من العَثْمِ وهو ما قدَّمْنا من أَن يجْبَر العَظمُ على غير استواء وإن شئتَ قلتَ إن أَصل العَثْمِ الذي هو جَبر العظمِ الفسادُ أَيضاً لأَن ذلك النوعَ من الجبْر فسادٌ في العظم ونقصانٌ عن قوّته التي كان عليها أَو عن شكله ابن الأَعرابي العُثُم جمع عاثِمٍ وهم المُجَبِّرون عَثَمَه إذا جَبَرَه وحكى ابن الأعرابي عن بعض العرب إني لأَعثِمف شيئاً من الرَّجَز أَي أَنتِفُ والعَيْثومُ الضخم الشديد من كل شيء وجمل عَيْثُومٌ ضَخم شديد وأَنشد لعلقمة بن عَبْدة يَهْدي بها أَكلَفُ الخَدَّينِ مُخْتَبَرٌ من الجِمالِ كثيرُ اللحمِ عَيْثُومُ والعَيْثُوم الفيلُ وكذلك الأُنثى قال الأَخطل ومُلَحَّبٍ خَضِلِ النَّباتِ كأَنما وَطِئَتْ عليه بخُفِّها العَيْثومُ مُلَحَّبٌ مُجَرَّحٌ وقال الشاعر وقد أَسِيرُ أَمامَ الحَيِّ تَحْمِلُني والفَضْلَتَينِ كِنازُ اللحمِ عَيثُومُ وجمعه عَياثِمُ وقال الغَنويُّ العَيْثوم الأُنثى من الفِيََلة وأَنشد الأَخطل ترَكُوا أُسامة في اللِّقاءِ كأَنَّما وَطِئَتْ عليه بخُفِّها العَيْثُومُ والعَيْثُوم أَيضاً الضَّبُعُ وبعير عَيْثَمٌ ضخم طويل وامرأة عَيثَمةٌ طويلة وبعير عَثَمْثَم قويّ طويل في غِلَظ وقيل شديد عظيم وكذلك الأَسد وناقةٌ عَثَمْثمة شديدة عَلِيَّة وقيل شديدة عظيمة والذكر عَثَمْثم والعَثَمْثَم من الإبل الطويلُ في غِلظٍ والجمع عَثَمْثمات وفي حديث ابن الزبير أَن نابغةَ بني جَعدة امتدحه فقال يصف جملاً أَتاكَ أَبو لَيلى يَجُوبُ به الدُّجى دُجى الليلِ جَوَّابُ الفَلاةِ عَثَمْثَمُ هو الجمَل القويُّ الشديد وبَغْل عَثَمْثم قويّ والعَثَمْثم الأَسدُ ويقال ذلك من شدة وطئه وقال خُبَعْثِنٌ مِشْيَتُه عَثَمْثَمُ ومَنكِبٌ عَثَمْثمٌ شديد عن ابن الأعرابي وأَنشد إلى ذراع مَنْكِبٍ عَثَمْثمِ والعَيْثامُ الدُّلبُ واحدتُه عَيثامةٌ وهي شجرة بيضاء تَطولُ جدَّاً وقيل العَيْثامُ شجر أَبو عمرو العُثْمانُ الجانُّ في أَبواب الحيّات والعُثمان فَرْخ الثُّعبان وقيل فَرْخ الحية ما كانت وكنية الثُّعبان أَبو عثمان حكاه علي بن حمزة وبه كُنِّيَ
( * قوله « وبه كني إلخ » هو في أصله المنقول منه مرتب بقوله فرخ الحية ما كانت وما بينهما اعتراض من كلام التهذيب )
الحَنَشُ أَبا عُثمان فَرْخ الحُبارى وعُثمانُ والعَثَّامُ وعَثَّامةُ وعَثْمةُ أَسماء وقال سيبويه لا يُكَسَّر عُثمانُ لأَنك إن كَسَّرْته أَوجبت في تحقيره عُثَيْمِين وإنما تقول عُثمانون فتُسلِّم كما يجب له في التحقير عُثَيمان وإنما وجب له في التحقير ذلك لأَنا لم نسمعهم قالوا عَثامِينُ فحملنا تحقيره على باب غَضْبان لأَن أَكثر ما جاءَت في آخره الأَلف والنون إنما هو على باب غَضبان وعُثمانُ قبيلة أَنشد ابن الأَعرابي أَلقَتْ إليه على جَهْدٍ كَلاكِلَها سَعدُ بنُ بَكْرٍ ومن عُثمانَ من وَشَلا وعَثَمتِ المرأَةُ المَزادةَ وأَعْثَمَتْها إذا خرَزَتْها خَرْزاً غير مُحْكَمٍ وفي المثل إلا أَكُنْ صَنَعاً فإني أَعْتَثِمْ أَي إن لم أَكن حاذِقاً فإني أَعمل على قدر معرفتي ويقال خُذْ هذا فاعْتَثِمْ به أَي فاستَعِنْ به وقال ابن الفرَج سمعتُ جماعةً من قَيْس يقولون فلان يَعْثِمُ ويَعْثِنُ أَي يَجْتَهِدُ في الأَمر ويُعْمِل نفْسَه فيه ويقال العُثمان فَرْخ الحُبارى

عثلم
عَثْلَمةُ موضع

عجم
العُجْمُ والعَجَمُ خِلافُ العُرْبِ والعَرَبِ يَعْتَقِبُ هذانِ المِثالانِ كثيراً يقال عَجَمِيٌّ وجمعه عَجَمٌ وخلافه عَرَبيّ وجمعه عَرَبٌ ورجل أَعْجَم وقوم أعْجَمُ قال سَلُّومُ لو أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ في الرُّومِ أَو فارِسَ أَو في الدَّيْلَمِ إذاً لَزُرناكِ ولو بسُلَّمِ وقول أَبي النَّجْم وطَالَما وطَالَما وطالَما غَلَبْتُ عاداً وغَلَبْتُ الأَعْجَما إنما أَراد العَجَم فأَفرده لمقابلته إياه بعادٍ وعادٌ لفظ مفرد وإِن كان معناه الجمعَ وقد يُرِيدُ الأَعْجَمِينَ وإِنما أَراد أَبو النجم بهذا الجَمْعَ أَي غلبتُ الناسَ كُلَّهم وإن كان الأَعْجَمُ ليسوا ممن عارَضَ أَبو النجم لأَن أَبا النجم عربي والعَجَم غير عرب ولم يجعل الأَلف في قوله وطالما الأخيرةَ تأْسيساً لأَنه أَراد أَصل ما كانت عليه طال وما جميعاً إذا لم تجعلا كلمة واحدة وهو قد جعلهما هنا كلمة واحدة وكان القياسُ أَن يجعلها ههنا تأْسيساً لأَن ما ههنا تَصْحَبُ الفعلَ كثيراً والعَجَمُ جمع العَجيّ وكذلك العَرَبُ جمع العَرَبيّ ونَحْوٌ من هذا جَمْعُهم اليهوديَّ والمجوسيَّ اليهودَ والمجوس والعُجْمُ جمع الأَعْجَمِ الذي لا يُفْصِحُ ويجوز أَن يكون العُجْمُ جمعَ العَجَم فكأَنه جمع الجمع وكذلك العُرْبُ جمعُ العَرَبِ يقال هؤلاء العُجْمُ والعُرْبُ قال ذو الرمة ولا يَرى مِثْلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ فأَراد بالعُجْم جمعَ العَجَمِ لأَنه عطف عليه العَرَبَ قال أَبو إسحق الأَعْجَمُ الذي لا يُفْصِحُ ولا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَمِ قال الشاعر مَنْهَل للعبادِ لا بُدَّ منه مُنْتَهى كلِّ أَعْجَمٍ وفَصِيح والأُنثى عَجْماءُ وكذلك الأَعْجَميُّ فأَما العَجَميُّ فالذي من جنس العَجَم أَفْصَحَ أَو لم يُفْصِحْ والجمع عَجَمٌ كَعَرَبيٍّ وعَرَبٍ وعَرَكيٍّ وعَرَكٍ ونَبَطيٍّ ونَبَطٍ وخَوَليٍّ وخَوَلٍ وخَزَريٍّ وخَزَرٍ ورجل أَعْجَميٌّ وأَعْجَمُ إذا كان في لسانه عُجْمة وإن أَفْصَحَ بالعجمية وكلامٌ أَعْجَمُ وأَعْجَميٌّ بَيِّنُ العُجْمة وفي التنزيل لِسانُ الذي يُلْحدُونَ إليه أَعْجَمِيٌّ وجمعه بالواو والنون تقول أَحْمَرِىٌّ وأَحْمَرُونَ وأَعْجَمِيٌّ وأَعْجَموُن على حَدِّ أَشْعَثِيٍّ وأَشْعَثِينَ وأَشْعَريٍّ وأَشْعَرِينَ وعليه قوله عز وجل ولو نَزَّلْناه على بَعْضِ الأَعْجَمِينَ وأَما العُجْمُ فهو جمع أَعْجَمَ والأَعْجَمُ الذي يُجْمَعُ على عُجْمٍ يَنْطَلِقُ على ما يَعْقِلُ وما لا يَعْقِل قال الشاعر يَقُولُ الخَنا وأَبْغَضُ العُجْمِ ناطقاً إلى ربِّنا صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ ويقال رَجُلانِ أعْجمانِ ويُنْسَبُ إلى الأَعْجَمِ الذي في لسانه عُجْمةٌ فيقال لسانٌ أَعْجَميٌّ وكِتابٌ أَعْجَميٌّ ولا يقال رجل أَعجميٌّفتَنسُبه إلى نفسه إلاَّ أَن يكون أَعْجَمُ وأَعْجَمِيٌّ بمعنىً مثل دَوَّارٍ ودَوَّاريّ وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَريٍّ هذا إذا ورَدَ ورُوداً لا يُمْكِنُ رَدُّه وقال ثعلب أَفْصَحَ الأَعْجَمِيٌّ قال أَبو سهل أَي تكلم بالعربية بعد أَن كان أَعْجَمِيّاً فعلى هذا يقال رجل أَعْجَمِيٌّ والذي أَراده الجوهري بقوله ولايقال رجل أَعْجَمِيٌّ إنما أَراد به الأَعْجَمَ الذي في لسانه حُبْسَةٌ وإن كان عربيّاً وأَما قولُ ابنِ مَيَّادَةَ وقيل هو لمِلْحَة الجَرْميّ كأَنَّ قُرادَيْ صَدْرِه طَبَعَتْهما بطينٍ من الجَوْلان كُتَّابُ أَعْجَمِ فلم يُرِدْ به العَجَمَ وإنما أَراد به كُتَّابَ رَجُلٍ أَعجَمَ وهو مَلِكُ الروم وقوله عَزَّ وجَلَّ أَأَعْجَمِيٌّ وعربيٌّ بالاستفهام جاء في التفسير أَيكون هذا الرسولُ عربيّاً والكتابُ أَعجمي قال الأَزهري ومعناه أَن الله عز وجل قال ولو جعلناه قرآناً أَعْجَمِيّاً لقالوا هَلاَّ فُصِّلَتْ آياتُه عَرَبِيَّةً مُفَصَّلةَ الآي كأَن التَّفْصِيل للسان العَرَب ثم ابتدأَ فقال أَأََعجمي وعربي حكايةً عنهم كأَنهم يَعَْجبون فيقولون كتابٌ أَعجميّ ونبيّ عربي كيف يكون هذا ؟ فكان أَشد لتكذيبهم قال أَبو الحسن ويُقرأ أَأَعجمي بهمزتين وآعجمي بهمزة واحدة بعدها همزة مخففة تشبه الأَلف ولا يجوز أن تكون أَلفاً خالصة لأن بعدها عيناً وهي ساكنة ويُقرأُ أَعْجَميٌّ بهمزة واحدة والعين مفتوحة قال الفراء وقراءة الحسن بغير استفهام كأنه جعله من قِبَلِ الكَفَرَة وجاء في التفسير أَن المعنى لو جعلناه قرآناً أَعجميّاً لقالوا هَلاّ بُيِّنَتْ آياته أَقرآنٌ ونَبيٌّ عَربي ومن قرأَ آعجمي بهمزة وأَلف فإنه منسوب إلى اللسان الأَعجمي تقول هذا رجل أَعْجميٌّ إذا كان لا يُفْصِحُ كان من العَجَمِ أَو من العَرَب ورجل عَجَمِيٌّ إذا كان من الأَعاجِم فَصِيحاً كان أَو غير فصيح والأَجْوَدُ في القراءةِ آعْجَميٌّ بهمزة وأَلف على جهة النسبة إلى الأَعْجَمِ ألا تَرى قَوْلَه ولو جعلناه قرآناً أَعجميّاً ؟ ولم يقرأْه أحد عَجَمِيّاً وأَما قراءة الحسن أَعَجَمِيٌّ وعربي بهمزة واحدة وفتح العين فعلى معنى هَلاَّ بُيِّنَتْ آياتُه فَجُعِلَ بعضُه بياناً للعَجَم وبعضُه بياناً للعرب قال وكل هذه الوجوه الأَربعة سائغةٌ في العربية والتفسير وأَعْجَمْتُ الكتابَ ذَهَبْتُ به إلى العُجْمَةِ وقالوا حروفُ المُعْجم فأَضافوا الحروفَ إلى المُعْجَم فإن سأَل سائل فقال ما معنى حروف المعجم ؟ هل المُعْجَم صفةٌ لحروفٍ هذه أَو غير وصف لها ؟ فالجواب أَنَّ المُعْجَم من قولنا حروفُ المُعْجَم لا يجوز أَن يكون صفة لحروفٍ هذه من وجهين أَحدهما أَن حروفاً هذه لو كانت غير مضافة إلى المُعْجَم لكانت نكرة والمُعْجَم كما ترى معرفة ومحال وصف النكرة بالمعرفة والآخر أَن الحروفَ مضافةٌ ومحال إضافة الموصوف إلى صفته والعلة في امتناع ذلك أَن الصفة هي الموصوف على قول النحويين في المعنى وإضافةُ الشيء إلى نفسه غير جائزة وإذا كانت الصفةُ هي الموصوف عندهم في المعنى لم تجز إضافة الحروف إلى المعجم لأَنه غير مستقيم إضافةُ الشيءِ إلى نفسه قال وإنما امتنع من قِبَلِ أَن الغَرَضَ في الإضافة إنما هو التخصيصُ والتعريفُ والشيء لا تُعَرِّفُه نفسهُ لأَنه لو كان معرفة بنفسه لما احتيج إلى إضافته إنما يضاف إلى غيره ليُعَرِّفَه وذهب محمد بن يزيد إلى أَن المُعْجَم مصدر بمنزلة الإعجام كما تقول أَدْخَلْتُه مُدْخَلاً وأَخْرَجْتُه مُخْرَجاً أَي إدخالاً وإخراجاً وحكى الأَخفش أَن بعضهم قَرَأَ ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مُكْرَم بفتح الراء أَي من إكْرامٍ فكأَنهم قالوا في هذا الإعْجام فهذا أَسَدُّ وأَصْوَبُ من أن يُذْهَب إلى أَن قولهم حُروف المُعْجَم بمنزلة قولهم صلاةُ الأُولى ومسجد الجامع لأَن معنى ذلك صلاة الساعةِ الأُولى أَو الفَريضةِ الأُولى ومسجد اليوم الجامع فالأُولى غيرُ الصلاةِ في المَعنى والجامعُ غيرُ المسجد في المعنى وإنما هما صِفتان حُذف موصوفاهما وأُقيما مُقامَهما وليس كذلك حُروفُ المُعْجَم لأَنه ليس معناه حروفَ الكلامِ المعجم ولا حروف اللفظِ المعجم إنما المعنى أَن الحروفَ هي المعجمةُ فصار قولنا حروف المعجم من باب إضافة المفعول إلى المصدر كقولهم هذه مَطِيَّةُ رُكُوبٍ أَي من شأْنها أَن تُرْكَب وهذا سَهْمُ نِضالٍ أَي من شأْنه أَن يُناضَلَ به وكذلكَ حروفُ المعجم أَي من شأْنها أَن تُعجَم فإن قيل إن جميع الحروف ليس مُعْجَماً إنما المُعْجمُ بَعْضُها أَلا ترى أَنَّ الأَلفَ والحاء والدالَ ونحوها ليس معجماً فكيف استجازوا تسميةَ جميعِ هذه الحروفِ حُروفَ المعجم ؟ قيل إنما سُمّيت بذلك لأَن الشكل الواحدَ إذا اختلفتْ أَصواتُه فأَعْجَمْتَ بَعْضَها وترَكْتَ بعضَها فقد علم أَن هذا المتروكَ بغير إعجام هو غيرُ ذلك الذي مِنْ عادته أَن يُعْجَمَ فقد ارتفع أَيضاً بما فعَلُوا الإشكالُ والاسْتِبْهامُ عنهما جميعاً ولا فرقَ بين أَن يزولَ الاستبهامُ عن الحرفِ بإعْجامٍ عليه أَو ما يقوم مَقامَ الإِعجام في الإيضاحِ والبيان أَلا ترى أَنك إذا أَعْجَمْتَ الجيمَ بواحدةٍ من أَسفلَ والخاءَ بواحدةٍ من فَوْقُ وتركتَ الحاءَ غُفْلاً فقد عُلِمَ بإِغْفالها أَنها ليست بواحدةٍ من الحرفين الآخَرَيْن أَعني الجيمَ والخاء ؟ وكذلك الدالُ والذالُ والصادُ وسائرُ الحروف فلما اسْتَمَرَّ البيانُ في جميعها جاز تسميتُها حروفَ المعجم وسئل أَبوالعباس عن حروف المعجم لِمَ سُمِّيَت مُعْجَماً ؟ فقال أَما أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ فيقول أَعْجَمْتُ أَبهمت وقال والعَجَمِيُّ مُبْهَمُ الكلامِ لا يتبين كلامُه قال وأَما الفراء فيقول هو من أَعْجَمْتُ الحروف قال ويقال قُفْلٌ مُعْجَم وأَمْرٌ مُعْجَم إذا اعْتاصَ قال وسمعت أَبا الهَيْثَم يقول مُعجمُ الخَطِّ هو الذي أَعْجَمه كاتِبُه بالنقط تقول أَعْجَمْتُ الكتابَ أُعْجِمهُ إعْجاماً ولا يقال عَجَمْتُه إنما يقال عَجَمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لتَعرِفَ صَلابتَه من رَخاوتِه وقال الليث المعجم الحروفُ المُقَطَّعَةُ سُمِّيت مُعْجَماً لأَنها أَعجمية قال وإذا قلت كتابٌ مُعَجَّمٌ فإن تَعْجيمَه تنقيطُه لِكَيْ تسْتبِينَ عُجْمَتُه وتَضِحَ قال الأَزهري والذي قاله أَبوالعباس وأَبو الهَيْثم أَبْينُ وأَوْضَحُ وفي حديث عطاء سُئل عن رجل لَهَزَ رجلاً فقَطَعَ بعضَ لسانه فعَجَمَ كلامَه فقال يُعْرَضُ كلامُه على المُعْجَم فما نقَصَ كلامُه منها قُسِمَت عليه الدِّيةُ قال ابن الأَثير حروف المعجم حروف أ ب ت ث سميت بذلك من التَّعْجيم وهو إزالة العُجْمة بالنقط وأَعْجَمْت الكتاب خلافُ قولك أَعْرَبْتُه قال رؤبة
( * قوله « قال رؤبة » تبع فيه الجوهري وقال الصاغاني الشعر للحطيئة )
الشِّعرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ إذا ارْتَقَى فيه الذي لا يَعْلَمُهْ زَلَّتْ به إلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ والشِّعْرُ لا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ يُريدُ أَنْ يُعْرِبَه فَيُعجِمُهْ معناه يريد أَن يُبيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلاً لا بَيانَ له وقيل يأْتي به أَعْجَمِيّاً أَي يَلْحَنُ فيه قال الفراء رَفَعَه على المُخالفة لأَنه يريد أَن يُعْربَه ولا يُريدُ أَن يُعْجِمه وقال الأَخفش لوُقوعه مَوْقِع المرفوع لأَنه أَراد أَن يقول يريد أَن يعربه فيقَعُ مَوْقعَ الإعْجام فلما وضع قوله فيُعْجِمُه موضعَ قوله فيقعُ رَفعَه وأَنشد الفراء الدارُ أَقْوَتْ بَعْدَ محْرَنْجِمِ مِنْ مُعْرِبٍ فيها ومِنْ مُعْجِمِ والعَجْمُ النَّقْطُ بالسواد مثل التاء عليه نُقْطتان يقال أَعْجَمْتُ الحرفَ والتَّعْجِيمُ مِثْلُه ولا يقال عَجَمْتُ وحُروفُ المعجم هي الحُروفُ المُقَطَّعَةُ من سائر حروفِ الأُمَم ومعنى حروفِ المعجم أَي حروف الخَطِّ المُعْجَم كما تقول مسجد الجامعِ أَي مسجد اليوم الجامعِ وصلاةُ الأُولى أَي صلاة الساعةِ الأُولى قال ابن بري والصحيح ما ذهب إليه أَبو العباس المبرد من أَن المُعْجَم هنا مصدر وتقول أَعْجَمْتُ الكتابَ مُعْجَماً وأَكْرَمتُه مُكْرَماً والمعنى عنده حروفُ الإعْجامِ أَي التي من شأْنها أَن تَعْجَم ومنه قوله سَهْمُ نِضالٍ أَي من شأْنه أَنْ يُتَناضَلَ به وأَعْجَم الكتابَ وعَجَّمَه نَقَطَه قال ابن جني أَعْجَمْتُ الكتاب أَزَلْتُ اسْتِعْجامَه قال ابن سيده وهو عنده على السَّلْب لأَن أَفْعَلْتُ وإن كان أَصْلُها الإثْباتَ فقد تجيء للسلب كقولهم أَشْكَيْتُ زيداً أَي زُلْتُ له عَمَّا يَشكُوه وكقوله تعالى إن الساعة آتية أَكادُ أُخْفِيها تأْويله والله أَعلم عند أَهل النظر أَكاد أُظْهرها وتلخيصُ هذه اللفظةِ أَكادُ أُزِيل خَفاءَها أَي سَتْرَها وقالوا عَجَّمْتُ الكتابَ فجاءت فَعَّلْت للسَّلْب أَيضاً كما جاءت أَفْعَلْت وله نظائر منها ما تقدّم ومنها ما سيأْتي وحُروفُ المُعْجَم منه وكتابٌ مُعْجمٌ إذا أَعْجمَه كاتبُه بالنَّقْط سُمِّي مُعْجَماً لأَن شُكول النَّقْط فيها عُجمةٌ لا بيانَ لها كالحروف المُعْجَمة لا بيانَ لها وإن كانت أُصولاً للكلام كله وفي حديث ابن مسعود ما كُنّا نتَعاجَمُ أَن مَلَكاً يَنْطِقُ على لسان عُمَر أَي ما كنا نَكْني ونُوَرّي وكلُّ مَنْ لم يُفْصح بشيء فقد أَعْجَمه واسْتَعْجم عليه الكلامُ اسْتَبْهَم والأَعْجَمُ الأَخْرَسُ والعَجْماء والمُسْتَعجِمُ كلُّ بهيمةٍ وفي الحديث العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي لا دِيةَ فيه ولا قَودَ أَراد بالعَجْماء البهيمة سُمِّيت عَجْماءَ لأَنها لا تَتَكلَّمُ قال وكلُّ مَن لا يقدِرُ على الكلام فهو أَعجم ومُسْتَعْجِمٌ ومنه الحديث بعدَدِ كل فصيح وأَعْجَم قيل أَراد بعدد كل آدَمِيٍّ وبهيمةٍ ومعنى قوله العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي البهيمة تنفلت فتصيبُ إنساناً في انْفِلاتها فذلك هَدَرٌ وهو معنى الجُبار ويقال قرأَ فلان فاسْتَعْجمَ عليه ما يَقْرؤه إذا الْتَبَسَ عليه فلم يَتَهيَّأْ له أَن يَمضِي فيه وصلاةُ النهارِ عَجماءُ لإخْفاء القراءة فيها ومعناه أَنه لا يُسْمَعُ فيها قراءةٌ واسْتَعّجَمَتْ على المُصَلِّي قِراءته إذا لم تَحضُرْه واستعجم الرجل سكَت واستَعجمت عليه قراءتُه انقطعت فلم يَقْدِرْ على القراءة من نعاس ومنه حديث عبد الله إذا كانَ أحدكُم يُصلِّي فاسْتعجَمَتْ عليه قِراءتُه فَلْيُتِمَّ أَي أُرْتِجَ عليه فلم يقدِرْ أَن يقرأَ كأَنه صارَ به عُجْمةٌ وكذلك اسْتَعْجَمَتِ الدارُ عن جواب سائلها قال امرؤ القيس صَمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها واسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِقِ السائلِ عَدَّاه بِعن لأَن اسْتَعْجَمَت بمعنى سكتَتْ وقول علقمة يَصف فرساً سُلاَّءَةٌ كعَصا النَّهْدِيّ غُلَّ لها ذُو فَيْئةٍ من نَوَى قُرَّانَ معجومُ قال ابن السكيت معنى قوله غُلَّ لها أَي أُدخِلَ لها إدخالاً في باطن الحافرِ في موضع النُّسور وشَبَّه النُّسورَ بِنَوَى قُرَّانَ لأَنها صِلابٌ وقوله ذُو فَيئَة يقول له رُجوعٌ ولا يكون ذلك إلامن صَلابتِه وهو أَن يَطعَمَ البعيرُ النَّوَى ثم يُفَتَّ بَعرُه فيُخْرَجَ منه النَّوَى فيُعلَفَه مَرَّةً أُخرى ولا يكون ذلك إلا من صَلابته وقوله مَعْجوم يريد أَنه نَوى الفَم وهو أَجود ما يكون من النَّوى لأَنه أَصْلَبُ من نَوى النبيذِ المطبوخ وفي حديث أُمّ سلمة نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أَن نَعْجُمَ النَّوَى طَبخاً وهو أَن نُبالِغَ في طَبْخِه ونُضْجه يَتَفتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوّتُه التي يَصْلُحُ معها للغنم وقيل المعنى أَن التمر إذا طُبِخَ لِتُؤْخذَ حَلاوتهُ طُبِخَ عَفواً حتى لا يَبلُغَ الطَّبخ النوى ولا يُؤثِّرَ فيه تأْثيرَ مَنْ يَعْجُمُه أَي يَلُوكُه ويَعَضُّه لأَن ذلك يُفْسِد طعمَ السُّلافةِ أَو لأَنه قُوتُ الدَّواجِن فلا يُنْضَجُ لئلا وخَطَب الحَجَّاجُ يوماً فقال إِن أَميرَ المؤمنينَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِيدانَها عُوداً عُوداً فوجَدَني أَمَرّها عُوداً يريد أَنه قد رازَها بأَضْراسِه ليَخْبُرَ صَلابتَها قال النابغة فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلى الرَّوْق مُنْقَبِضاً
( * تمام البيت في حالك اللَّونِ صَدْقٍ غير ذي أودِ )
أَي يَعَضُّ أَعْلى قَرْنِه وهو يقاتله والعَجْمُ عَضٌّ شديدٌ بالأَضراس دُون الثّنايا وعَجَم الشيءَ يَعْجُمُه عَجْماً وعُجوماً عَضّه ليَعْلَم صلابَتَه من خَوَرِه وقيل لاكَه للأَكْل أَو للخِبْرة قال أَبو ذؤيب وكنتُ كعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه بأَطْرافِها حتى اسْتدَقَّ نُحولُها يقول رَكِبَتْني المصائبُ وعجَمَتْني كما عَجَمتِ الإبلُ العِظامَ والعُجامةُ ما عَجَمْتَه وكانوا يَعْجُمون القِدْح بين الضِّرْسَيْن إذا كان معروفاً بالفَوْز ليُؤثِّرُوا فيه أثَراً يَعْرفونه به وعَجمَ الرجلَ رَازَه على المَثَل والعَجْمِيُّ من الرجالِ المُميِّزُ العاقلُ وعَجَمَتْه الأُمورُ دَرَّبَتْه ورجل صُلْبُ المَعْجَمِ والمَعْجَمةِ عزيزُ النفْس إذا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عزيزاً صُلْباً وفي حديث طلحة قال لعمر لقد جَرَّسَتْكَ الأُمور
( * قوله « لقد جرستك الأمور » الذي في النهاية لقد جرستك الدهور وعجمتك الأمور ) وعَجَمَتْك البَلايَا أَي خَبَرَتْك من العَجْم العَضّ يقال عَجَمْتُ الرجلَ إذا خَبَرْتَه وعَجمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لِتَنْظُرَ أَصُلْبٌ أَم رخْوٌ وناقةٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ صَبْرٍ وصلابةٍ وشِدّةٍ على الدَّعْك وأَنشد بيت المَرَّار جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ ونُوقٌ عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ وقال غيره ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ سِمَنٍ وأَنكره شمر قال الجوهري أي ذاتُ سِمَن وقُوةٍ وبَقِيَّةٍ على السَّير قال ابن بري رجلٌ صُلْبُ المَعْجَم للذي إذا أَصابَتْه الحوادثُ وجدته جَلْداً من قولك عَودٌ صُلْبُ المَعْجَمِ وكذلك ناقة ذاتُ مَعْجَمةٍ للتي اخْتُبِرَتْ فوُجِدتْ قَويَّةً على قَطْع الفَلاة قال ولا يُراد بها السِّمَنُ كما قال الجوهري وشاهده قول المتلمس جاوَزْتُه بأَمونٍ ذاتِ مَعْجَمة تَهْوي بكَلْكَلِها والرأْس مَعْكومُ والعَجُومُ الناقةُ القوِيَّةُ على السفَر والثَّوْرُ يَعْجُمُ قَرْنَه إذا ضَرب به الشجرةَ يَبْلُوه وعَجِم السَّيْفَ هزَّه للتَّجْرِبة ويقال ما عَجَمَتْكَ عَيني مُذْ كذا أَي ما أَخَذَتْك ويقول الرجلُ للرجل طالَ عهدِي بك وما عَجَمَتْك عيني ورأَيتُ فلاناً فجعلَتْ عيني تعْجُمه أَي كأَنها لا تَعْرِفُه ولا تَمْضِي في معرفته كأَنها لا تُثْبِتُه عن اللحياني وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيْري كتَحْبير الكِتابِ بكفِّ يَوْماً يَهُودِيٍّ يُقارِبُ أَو يَزِيلُ على أَن البَصيرَ بها إذا ما أَعادَ الطَّرْفَ يَعْجُم أَو يَفيلُ أَي يَعْرف أَو يَشُكُّ قال أَبو داود السِّنْحيُّ رآني أَعرابي فقال لي تَعْجُمُك عَيْني أَي يُخَيَّلُ إليّ أَنّي رَأَيْتُك قال ونَظَرْتُ في الكتاب فعَجَمْتُ أَي لم أَقِفْ على حُروفه وأَنشد بيت أَبي حَيَّة يَعْجُم أو يَفيل ويقال لقد عَجَموني ولَفَظُوني إذا عَرَفُوك وأَنشد ابن الأعرابي لِجُبَيْهاءَ الأَسلميّ فلَوْ أَنّها طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ نَفَى الرِّقَّ عنه جَذْبُه فهو كالِحُ قال والمُعَجَّمُ الذي أُكِلَ لم يَبْقَ منه إلا القليلُ والطُّنُبُ أَصلُ العَرْفَجِ إذا انْسَلخَ من وَرَقِه والعَجْمُ صِغارُ الإبل وفَتاياها والجمعُ عُجومٌ قال ابن الأعرابي بنَاتُ اللَّبونِ والحِقاقُ والجِذاعُ من عُجومِ الإبل فإذا أَثْنَتْ فهي من جِلَّتِها يستوي فيه الذكرُ والأُنثى والإبلُ تُسَمَّى عَواجمَ وعاجِماتٍ لأَنها تَعْجُم العِظامَ ومنه قوله وكنتُ كعَظْم العاجِمات وقال أَبو عبيدة فحلٌ أَعْجمُ يَهْدِرُ في شِقْشِقةٍ لا ثُقْبَ لها فهي في شِدْقه ولا يَخْرُج الصوتُ منها وهم يَسْتحِبُّون إرْسالَ الأَخْرسِ في الشَّوْلِ لأَنه لا يكون إلا مِئْناثاً والإبلُ العَجَمُ التي تَعْجُم العِضاهَ والقَتادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذلك من الحَمْض والعَواجِمُ الأَسنانُ وعَجَمْتُ عُودَه أَي بَلَوْتُ أَمْرَه وخَبَرْتُ حالَه وقال أَبَى عُودُك المَعْجومُ إلا صَلابةً وكَفَّاكَ إلا نائِلاً حينَ تُسْأَلُ والعَجَمُ بالتحريك النَّوَى نَوى التمرِ والنَّبِقِ الواحدةُ عَجَمةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصَب يقال ليس هذا الرُّمَّان عَجَم قال يعقوب والعامّة تقوله عَجْمٌ بالتسكين وهو العُجام أَيضاً قال رؤبة ووصف أُتُناً في أَرْبعٍ مِثْلِ عُجامِ القَسْبِ وقال أبو حنيفة العَجَمةُ حبّة العِنب حتى تنبُت قال ابن سيده والصحيح الأَول وكلُّ ما كان في جوف مأْكولٍ كالزبيب وما أَشبهه عَجَمٌ قال أَبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً مُسْتوقدٌ في حَصاهُ الشَّمْسُ تَصْهره كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ والعَجَمةُ بالتحريك النخلةُ تنبُت من النَّواة وعُجْمةُ الرملِ كَثرته وقيل آخِره وقيل عُجْمتُه وعِجْمتُه ما تعقَّد منه ورملةٌ عَجْماءُ لا شجرَ فيها عن ابن الأَعرابي وفي الحديث حتى صَعِدْنا إحدى عُجْمَتَي بدرٍ العُجْمةُ بالضم المتراكم من الرمل المُشرف على ما حَوْله والعَجَمات صُخورٌ تَنبت في الأَودية قال أَبو دُواد عَذْبٌ كماء المُزْنِ أَنْ زَلَه مِنَ العَجَماتِ بارِدْ يصف رِيقَ جارية بالعذوبة والعَجَماتُ الصُّخور الصِّلاب وعَجْمُ الذَّنَب وعُجْمُه جميعاً عَجْبُه وهو أَصله وهو العُصْعُص وزعم اللحياني أَن ميمَهما بدلٌ من الباء في عَجْبٍ وعُجْب والأعجَم من الموج الذي لا يتنفَّسُ أَي لا يَنضَح الماءَ ولا يُسمعَ له صوت وبابٌ مُعْجَم أَي مُقْفَل أَبو عمرو العَجَمْجَمةُ من النوق الشديدة مثل العَثَمْثَمة وأَنشد باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا عَجَمْجَماتٍ خُشُفاً تَحْتَ السُّرَى الوَرِشاتُ الخِفافُ والخُشُفُ الماضيةُ في سيرها بالليل وبنو أَعجَمَ وبنو عَجْمانَ بَطنان

عجرم
العُجْرُمةُ والعِجْرِمةُ شجرة من العِضاه غليظة عظيمة لها كعُقَدٌ الكِعاب تُتَّخذ منها القِسِيُّ وقال أَبو حنيفة العُجْرمةُ والنَّشَمةُ شيءٌ واحد والجمع عُوالنَّشَمةُ شيءٌ واحد والجمع عُجْرُ المطايا نَواحِلاً مِثلَ قِسِيِّ العِجْرِمِ وهي العُجرومة وعَجْرَمَتُها غِلظ عُقَدِها وقال أَبو حنيفة المُعَجرَم القضيب الكثير العُقَد وكلُّ مُعقَّد مُعَجَرمَ والعِجْرِم دويبّة صُلبة كأَنها مَقْطوطةٌ تكون في الشجر وتأْكل الحشيش والعَجاريم من الدابّة مُجتَمع عُقَد ما بين فخذيه وأَصل ذكَره والعُجْرُم أََصل الذكرَ وإِنه لَمُعَجرَمٌ إذا كان غليظ الأَصل والعُجارِم الذكرَ وقيل أَصله وقد يوصف به وذكَرٌ مُعَجْرَمٌ غليظ الأَصل قال رؤبة يُنْبي بشَرْخَي رَحْلِه مُعَجْرَمُهْ كأَنما يَسْفِيه حادٍ يَنْهَمُهْ ومُعَجرمَ البعير سَنامه والعَجْرَمة مَشْيٌ فيه شِدَّة وتَقارُب وقال رجل من بني ضَبَّة يوم الجمل هذا عَلِيٌّ ذو لَظىً وهَمْهَمهْ يُعَجْرِمُ المَشيَ إلينا عَجْرَمَهْ كالليَّث يحْمِي شِبلَه في الأَجَمَهْ قال ابن دريد العَجْرَمة العدْوُ العدْوُ الشديد وأَنشد أَو سِيد عادِيةٍ يُعَجْرِمُ عَجْرَمهْ ورجل عَجرَم وعُجرُم وعُجارِم شديد الجوهري والعُجارِم بالضم الرجل الشديد قال وربما كُنيَ به عن الذكَر وأَنشد ابن بري لجرير تُنادي بجُنْحِ الليل يا آلَ دارِمِ وقد سَلَخُوا جِلدَ اسْتِها بالعُجارِمِ والعِجْرِم بالكسر الرجل القصير الغليظ الشديد وبعير عُجرُم شديد وقيل كلُّ شديد عُجْرُم وناقة مُعَجرَمة شديدة قال أَبو النجم مُعَجْرَماتٍ بُزَّلاً سَغابلا والعَجرَمة من الإبل مائة أَو مائتان وقيل ما بين الخمسين إلى المائة والعَجرَمة الإسراع قال ابن بري العَجرَمة إسراعٌ في مُقاربة خَطوٍ قال عمرو بن معديكرب ويقال الأَسعَر بن حُمران أَمّا إذا يَعدُو فثَعْلَبُ جَرْيةٍ أَو ذِئبُ عادِيةٍ يُعَجْرِمُ عَجْرَمَهْ الأَزهري عجوزٌ عِكرِشةٌ وعَجْرَمةٌ وعَضَمَّزةٌ وقَلَمَّزةٌ وهي اللئيمة القصيرة وعَجْرَمة اسم رجل

عجهم
ابن الأعرابي العُجْهومُ طائرٌ من طير الماء كأَن مِنقارَه جَلَمُ الخَيَّاط

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88