كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

جنم
ابن الأَعرابي الجَنْمة جماعة الشيء قال الأَزهري أَصله الجَلْمة فقلبت اللام نوناً يقال أَخذت الشيء بجَلْمَته إِذا أَخذته كُلَّه

جهم
الجَهْمُ والجَهِيمُ
( * قوله « والجهيم » كذا بالأصل والمحكم بوزن أمير وفي القاموس الجهم وككتف ) من الوجوه الغليظ المجتمع في سَماجة وقد جَهُم جُهُومةً وجَهامةً وجَهَمَه يَجْهَمُه استقبله بوجه كريه قال عمرو بن الفَضْفاض الجُهَنيُّ ولا تَجْهَمِينا أُمَّ عمرو فإِنما بنا داءُ ظَبْيٍ لم تَخُنه عَوامِلُه
( * قوله « ولا تجهمينا » كذا بالأصل بالواو والذي في الصحاح فلا بالفاء والذي في المحكم والتهذيب لا تجهمينا بالخرم زاد في التكملة الاجتهام الدخول في مآخير الليل ومثله في التهذيب )
داءُ ظبي أَنه إِذا أَراد أَن يَثِب مكث ساعة ثم وَثَب وقيل أَراد أَنه ليس بنا داء كما أَن الظبي ليس به داء قال أَبو عبيد وهذا أَحَبُّ إِليَّ وتَجَهَّمَه وتَجَهَّم له كَجَهِمَه إِذا استقبله بوجه كريه وفي حديث الدعاء إِلى من تَكِلُني إِلى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُني أَي يلقاني بالغِلْظة والوجه الكريه وفي الحديث فتَجَهَّمَني القومُ ورجل جَهْمُ الوجه أَي كالِحُ الوجه تقول منه جَهَمْتُ الرجلَ وتَجَهَّمْتُه إِذا كلَحْتَ في وجهه وقد جَهُم بالضم جُهُومةً إِذا صار باسِرَ الوجه ورجل جَهْمُ الوَجْه وجَهِمُهُ غليظُه وفيه جُهُومة ويقال للأَسد جَهْمُ الوَجْهِ وجَهُمَ الرَّكَبُ غَلُظ ورجل جَهْم وجَهِمٌ وجَهُوم عاجز ضعيف قال وبَلْدةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما زَجَرْتُ فيها عَيْهلاً رَسُوما تَجَهَّمُ الجَهُوما أَي تستقبله بما يكره والجَهْمَةُ والجُهْمَة أَوّلُ مآخير الليل وقيل هي بقيةُ سَوادٍ من آخره ابن السكيت جَهْمَةُ الليل وجُهْمَته بالفتح والضم وهو أَوَّلُ مآخِير الليل وذلك ما بين الليل إِلى قريب من وقت السَّحَر وأَنشد قد أَغْتَدي لِفِتْيَةٍ أَنْجابِ وجُهْمَةُ الليلِ إِلى ذَهابِ وقال الأَسْوَدُ بن يَعْفُر وقَهْوَةٍ صَهْباءَ باكَرْتُها بجُهْمةٍ والدِّيكُ لم يَنْعَب أَبو عبيد مَضى من الليل جُهْمةٌ وجَهْمة والجَهْمَة القِدْر الضَّخْمة قال الأَفْوَهُ ومَذانِبٌ ما تُسْتَعارُ وجَهْمةٌ سَوداءُ عند نَشِيجِها لا تُرْفَعُ والجَهامُ بالفتح السحاب
( * قوله « والجهام بالفتح السحاب » في التكملة بعد هذا يقال اجهمت السماء ) الذي لا ماء فيه وقيل الذي قد هَراقَ ماءَه مع الريح وفي حديث طَهْفَةَ ونَسْتَحيلُ الجَهامَ الجَهامُ السحاب الذي فرغ ماؤه ومن روى نستخيل بالخاء المعجمة أَراد نَتَخَيَّلُ في السحاب خالاً أَي المطر وإِن كان جَهاماً لشدّة حاجتنا إِليه ومن رواه بالحاء أَراد لا ننظر من السحاب في حال إِلا إِلى جَهام من قلة المطر ومنه قول كعب بن أَسَدٍ لُحيَيِّ بن أَخْطَبَ جِئتَني بجَهام أَي الذي تَعْرِضُه عَليَّ من الدِّينِ لا خير فيه كالجَهامِ الذي لا ماء فيه وأَبو جَهْمَة اللَّيثيّ معروف حكاه ثعلب وجُهَيْمٌ وجَيْهَمٌ اسمان وجُهَيْمة امرأَة قال فيا رَبّ عَمِّرْ لي جُهَيْمَةَ أَعْصُراً فمالِكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني وبنو جاهِمَة بطن منهم وجَيْهَمٌ موضع بالغَوْرِ كثير الجن وأَنشد أَحاديثُ جِنٍّ زُرْنَ جِنّاً بجَيهما

جهرم
الجَهْرَمِيَّة ثيابٌ منسوبة من نحو البُسُط وما يُشْبهها يقال هي من كَتَّانٍ وقال رؤبة بل بَلدٍ مِلْء الفِجاجِ قَتَمُه لا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه جعله اسماً بإِخراج ياء النسبة قال ابن بري جَهْرَم قرية من قُرى فارِسَ تنسب إِليها الثيابُ والبُسُطُ قال الزيادي وقد يقال للبِساطِ نَفْسِه جَهْرَم

جهضم
الجَهْضَمُ الضَّخْمُ الجنبين وقيل الضَّخْم الهامة المستديرُها وفي الصحاح الضَّخْم الهامةِ المُسْتَدِىرُ الوجه وقيل هو المُنْتَفِخ الجَنْبين الغليظُ الوَسَطِ التهذيب ابن الأَعرابي الجَهْضَمُ الجَبان فلان جَهْضَمٌ ماهُ القَلْبِ نهايةٌ في الجُبْنِ وتَجَهْضَمَ الفحلُ على أَقرانه علاهم بكَلْكَله وبعير جَهْضَمُ الجَنْبَيْنِ ضخم وفي التهذيب رَحْبُ الجَنْبَيْنِ والجَهْضَم الأَسد والتَّجَهْضُم كالتَّعَظُّمِ والتَّغَطْرُسِ

جهنم
الجِهنّامُ القَعْرُ البعيد وبئر جَهَنَّمٌ وجِهِنَّامٌ بكسر الجيم والهاء بعيدة القَعْر وبه سميت جَهَنَّم لبُعْدِ قَعْرِها ولم يقولوا حِهِنَّام فيها وقال اللحياني جِهِنَّام اسم أَعجمي وجُهُنّام اسم رجل وجُهُنَّام لقب عمرو بن قَطَنٍ من بني سعد بن قيس بن ثعلبة وكان يُهاجِي الأَعشى ويقال هو اسم تابعته وقال فيه الأَعشى دَعَوْتُ خَلِيلي مِسْحَلاً ودَعَوْا له جُهُنَّامَ جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ وتَرْكُه إِجراءَ جهُنَّام يدل على أَنه أَعجمي وقيل هو أَخو هُرَيْرَة التي يَتَغَزّل بها في شعره وَدِّعْ هُرَيْرَةَ الجَوْهري جَهَنَّم من أَسماء النار التي يعذّب الله بها عباده نعوذ بالله منها هذه عبارة الجوهري ولو قال يعذب بها من استحق العذاب من عبيده كان أجود قال وهو مُلْحَق بالخماسي بتشديد الحرف الثالث منه ولا يُجْرَى للمعرفة والتأْنيث ويقال هو فارسي معرّب الأَزهري في جَهَنَّم قولان قال يونس بن حبيب وأَكثر النحويين جهنم اسم النار التي يعذّب الله بها في الآخرة وهي أَعجمية لا تُجْرَى للتعريف والعُجْمة وقال آخرون جَهَنَّم عربيّ سميت نار الآخرة بها لبُعْد قَعْرِها وإِنما لم تُجْرَ لِثقَلِ التعريف وثِقَل التأْنيث وقيل هو تعريب كِهِنَّام بالعِبْرانية قال ابن بري من جعل جهنَّم عربّياً احتج بقولهم بئر جِهِنَّام ويكون امتناع صرفها للتأْنيث والتعريف ومن جعل جهنم اسماً أَعجميّاً احتج بقول الأَعشى ودَعَوْا له جُهُنَّامَ فلم يصرف فتكون جهنم على هذا لا تنصرف للتعريف والعجمة والتأْنيث أَيضاً ومن جعل جُهُنَّام اسماً لتابعة الشاعر المُقاوِم للأَعشى لم تكن فيه حجة لأَنه يكون امتناع صرفه للتأْنيث والتعريف لا للعجمة وحكى أَبو عليّ عن يونس أَن جهنم اسم عجمي قال أَبو عليّ ويقويه امتناع صرف جُهُنَّام في بيت الأَعشى وقال ابن خالويه بئر جِهِنَّامٌ للبعيدة القعر ومنه سميت جهنم قال فهذا يدل أَنها عربية وقال ابن خالويه أَيضاً جُهُنَّامُ بالضم للشاعر الذي يُهاجِي الأَعشى واسم البئر جِهِنَّام بالكسر

جوم
الجَوْمُ الرِّعاءُ يكون أَمرهم واحداً الليث الجَوْمُ كأَنها فارسية وهم الرُّعاةُ أَمرهم وكلامهم ومجلسهم واحد والجَامُ إِناء من فضة عربي صحيح قال ابن سيده وإِما قضينا بأَنَّ أَلفها واو لأَنها عين ابن الأَعرابي الجَامُ الفَاثُور من اللُّجَيْن ويُجْمَع على أَجْؤُمٍ قال وجامَ يَجُومُ مثل حامَ يَحُوم حَوْماً إِذا طلب شيئاً خيراً أَو شرّاً ابن الأَعرابي جمعُ الجَامِ جامات ومنهم من يقول جُومٌ ابن بري الجَامُ جمع جامَة وجمعها جاماتٌ وتصغيرها جُوَيْمة قال وهي مؤنثة أَعني الجام

جيم
الجيم حرف هجاء وهو حرف مجهور التهذيب الجيم من الحروف التي تؤنث ويجوز تذكيرها وقد جَيَّمْتُ جِيماً إِذا كتبتها
( * زاد في شرح القاموس الجيم بالكسر الجعل المغتلم نقله في البصائر عن الخليل وأنشد
كأني جيم في الوغى ذو شكيمة ... ترى البزل فيه راتعات ضوامرا
والجيم الديباج عن أبي عمرو الشيباني وبه سمى كتابه في اللغة لحسنه نقله في البصائر )

جيعم
الجَيْعَمُ الجائع

حبرم
الأَزهري من الرباعي
( * قوله « من الرباعي إلخ » عبارته ومن الرباعي المؤلف قولهم لمرقة حب الرمان المحبرم ومنه قول الراجز لم يعرف السكباج والمحبرما ) المؤلَّفِ المُحَبْرَمُ وهو مَرَقَةُ حَبِّ الرُّمَّان

حتم
الحَتْمُ القضاء قال ابن سيده الحَتْمُ إِيجاب القَضاء وفي التنزيل العزيز كان على ربك حَتْماً مَقْضِيّاً وجمعه حُتُومٌ قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصَّلْتِ حَنَانَيْ رَبِّنا وله عَنَوْنَا بكَفَّيْهِ المَنايا والحُتُومُ وفي الصحاح عِبادُك يُخْطِئونَ وأَنتَ رَبٌّ بكَفَّيْكَ المَنايا والحُتومُ وحَتَمْتُ عليك الشيءَ أَوْجَبْتُ وفي حديث الوِتْر الوِتْرُ ليس بحَتْمٍ كصلاة المَكْتوبة الحَتْمُ اللازم الواجب الذي لا بد من فعله وحَتَمَ اللهُ الأَمرَ يَحْتِمُه قضاه والحاتِمُ القاضي وكانت في العرب امرأَة مُفَوَّهَةٌ يقال لها صَدُوفُ قالت لا أَتَزَوَّج إِلا مَنْ يَرُدُّ عليّ جَوابي فجاء خاطب فوقف ببابها فقالت مَنْ أَنتَ ؟ فقال بَشَرٌ وُلِدَ صغيراً ونشأَ كبيراً قالت أَين منزلك ؟ قال على بِساطٍ واسع وبلد شاسِعٍ قريبُهُ بعيدٌ وبعيدُهُ قريبٌ فقالت ما اسْمُكَ ؟ قال مَنْ شاء أَحْدَثَ اسْماً ولم يكن ذلك عليه حَتْماً قالت كأَنه لا حاجة لك قال لو لم تكن حاجةٌ لم آتِكِ ولم أَقِفْ ببابِكِ وأَصِلْ بأَسبابك قالت أَسِرٌّ حاجتك أَمْ جَهْرٌ ؟ قال سِرٌّ وسَتُعْلَنُ قالت فأَنتَ خاطب ؟ قال هو ذاك قالت قُضِيَتْ فتزوَّجها والحَتْمُ إِحْكام الأَمرِ والحاتِمُ الغُراب الأَسود وأَنشد لمُرَقِّش السَّدوسي وقيل هو لخُزَرِ بن لَوْذان لا يَمْنَعَنَّكَ من بِغا ءِ الخَيْرِ تَعْقادُ التَّمائِمْ ولقد غَدَوْتُ وكنتُ لا أَغْدُو على واقٍ وحاتِمْ فإِذا الأَشائِمُ كالأَيا مِنِ والأَيامِنُ كالأَشائِمْ وكذاكَ لا خَيْرٌ ولا شَرٌّ على أَحدٍ بدائِمْ قد خُطَّ ذلك في الزُّبو رِ الأَوَّليَّاتِ القَدائِمْ قال والحاتِمُ المَشْؤوم والحاتِمُ الأَسْود من كل شيء وفي حديث الملاعنة إِن جاءتْ به أَسْحَمَ أَحْتَمَ أَي أَسود والحَتَمَةُ بفتح الحاء
( * قوله « والحتمة بفتح الحاء إلخ » كذا في النهاية والمحكم مضبوطاً بهذا الضبط أيضاً والذي في القاموس والتكملة والحتمة بالضم السواد اه وجعلهما الشارح لغتين فيها ) والتاء السواد وقيل سُمِّي الغراب الأَسود حاتِماً لأَنه يَحْتِمُ عندهم بالفِراق إِذا نَعَبَ أَي يَحْكم والحاتِمُ الحاكِم الموجِبُ للحُكْم ابن سيده الحاتِمُ غراب البَيْن لأَنه يَحْتِمُ بالفِراق وهو أَحمر المِنْقار والرجلين وقال اللحياني هو الذي يُولَعُ بنتف ريشه وهو يُتشاءم به قال خُثَيْمُ بن عَدِيٍّ وقيل الرقَّاص الكَلْبُّي يمدح مسعود بن بَحْرٍ قال ابن بري وهو الصحيح وليس بَهَيَّابٍ إِذا شدَّ رَحْلَهُ يقولُ عَداني اليومَ واقٍ وحاتِمُ وأَنشده الجوهري ولسْتُ بَهيَّابٍ قال ابن بري والصحيح وليس بَهَيَّابٍ لأَن قبله وجَدْتُ أَباكَ الحُرَّ بحْراً بنجْدَةٍ بَناها له مَجْداً أَشَمُّ قُماقِمُ
( * قوله « الحر » سيأتي في مادة خثرم بدله الخير )
وليس بِهَيَّابٍ إِذا شَدَّ رحلَه يقول عَداني اليومَ واقٍ وحاتِمُ ولكنه يَمْضي على ذاكَ مُقْدِماً إِذا صَدَّ عن تلك الهَناتِ الخُثارِمُ وقيل الحاتِمُ الغراب الأَسود لأَنه يَحْتِمُ عندهم بالفِراق قال النابغة زَعَمَ البَوارِحُ أَن رِحْلَتَنا غَداً وبِذاكَ تَنْعابُ الغرابِ الأَسودِ قول مُلَيْحٍ الهُذلي وصَدَّقَ طُوَّافٌ تَنادَوْا بِرَدِّهِمْ لَهامِيمَ غُلْباً والسَّوامُ المُسَرَّحُ حُتوم ظِباءٍ واجَهَتْنا مَرُوعَة تَكادُ مَطايانا عليهِنَّ تَطْمَحُ يكون حُتومٌ جمعَ حاتِمٍ كشاهِدٍ وشُهود ويكون مصدر حَتَمَ وتَحَتَّم جعَل الشيء عليه حَتْماً قال لَبيد ويَوْمَ أَتانا حَيُّ عُرْوَةَ وابنِهِ إِلى فاتِكٍ ذي جُرْأَةٍ قد تَحَتَّما والحُتامةُ ما بقي على المائدة من الطعام أَو ما سقط منه إِذا أُكِلَ وقيل الحُتامةُ
( * قوله « وقيل الحتامة إلخ » هكذا بالأصل ) ما فضل من الطعام على الطَّبَق الذي يؤكل عليه والتَّحَتُّم أَكل الحُتامة وهي فُتات الخبز وفي الحديث من أَكل وتَحَتَّم دخل الجنة التَّحَتُّم أَكل الحُتامة وهي فُتات الخبز الساقطُ على الخِوَان وتَحَتَّم الرجلُ إِذا أَكل شيئاً هَشّاً في فيه الليث التَّحَتُّم الشيء إِذا أَكلته فكان في فَمِك هَشّاً والحَتَمَةُ السواد والأَحْتَمُ الأَسود والتَّحتُّم الهَشاشةُ يقال هو ذو تَحَتُّمٍ وهو غَضُّ المُتَحَتَّم والتَّحَتُّم تَفَتُّتُ الثُّؤْلول إِذا جَفَّ والتَّحتم تَكسُّر الزجاج بعضه على بعضٍ والحَتَمَةُ القارورة المُفَتَّتةُ وفي نوادر الأَعراب يقال تَحَتَّمْتُ له بخير أَي تمنيتُ له خيراً وتَفاءلت له ويقال هو الأَخ الحَتْمُ أَي المَحْضُ الحقُّ وقال أَبو خِراشٍ يرثي رجلاً
( * قوله « رجلاً » في التكملة يرثي خالد بن زهير )
فواللهِ لا أَنساكَ ما عِشْتُ لَيْلَةً صَفيِّي من الإِخْوانِ والولدِ الحَتْمِ وحاتِمٌ الطائيُّ يُضْرَب به المَثَلُ في الجُود وهو حاتِمُ بنُ عبد الله بن سَعْد بن الحَشْرَجِ قال الفرزدق على حالةٍ لو أَنَّ في القومِ حاتِماً على جودِهِ ما جادَ بالمالِ حاتِمِ
( * قوله « على جوده إلخ » كذا في الأصل والمشهور على جوده لضنّ بالماء حاتم )
وإِنما خفضه على البدل من الهاء في جودِه وقول الشاعر وحاتِمُ الطائيُّ وَهَّابُ المِئِي وهو اسم ينصرف وإِنما تَرَكَ التنوين وجعل بدل كسرة النون لالتقاء الساكنين حذفَ النون للضرورة قال ابن بري وهذا الشعر لامرأَة من بني عقيل تَفْخَرُ بأَخوالها من اليمن وذكر أَبو زيد أَنه للعامِرِيّة وقبله حَيْدَةُ خالي ولَقِيطٌ وعَلِي وحاتِمُ الطائيُّ وَهَّابُ المِئِي ولم يَكُنْ كخالك العَبْدِ الدَّعِي يأْكل أَزْمانَ الهزالِ والسِّنِي هَيَّاب عَيْرٍ مَيْتةٍ غيرِ ذَكِي وتَحْتَمُ موضع قال السُّلَيْك بن السُّلَكة بِحَمْدِ الإِلَه وامْرِئٍ هُوَ دَلَّنِي حَوَيْتُ النِّهابَ من قَضِيبٍ وتَحْتَما

حتلم
حَتْلَم وحِتْلِم
( * قوله « حتلم » كزبرج وجعفر كما في القاموس )
موضع

حثم
الحَثْمةُ أُكَيْمَةٌ صغيرة سوداء من حجارة والحُثُمُ الطرق
( * قوله « والحثم الطرق » ضبط في نسخة من التهذيب بهذا الضبط ) العالية والحَثْمَة أَرْنَبةُ الأَنف والحَثْمَةُ المُهر الصغير الأَخيرتان عن الهجري والجمع من كل ذلك حِثامٌ وحَثَمَ له حَثْماً أَي أَعطاه الجوهري الحَثْمَةُ الأَكَمة الحمراء وبها سميت المرأَة حَثْمَةَ الأَزهري سمعت العرب تقول للرابية الحَثَمَة يقال انزِل بهاتيك الحَثَمَة وجمعها حَثَماتٌ ويجوز حَثْمَة بسكون الثاء ومنه ابن أَبي حَثْمة وفي حديث عمر رضي الله عنه ذكر حَثْمَة هي بفتح الحاء وسكون الثاء موضع بمكة قرب الحَجون وأَبو حَثْمَةَ رجل من جُلَساء عمر رضي الله عنه كني بذلك وحَثَمَ له الشيء يَحْثِمُه حَثْماً ومَحَثَهُ دلَكه بيده دلْكاً شديداً قال ابن دريد وليس بثَبَتٍ

حثرم
الحِثْرِمَةُ بالكسر الدائرة التي تحت الأَنف الجوهري الحِثْرِمَةُ الدائرة في وسَط الشفة العليا وقيل هي الأَرْنبة كلاهما بكسر الحاء والراء ورواه ابن دريد بفتحهما وقد رواه بعضهم بالخاء المعجمة مع الكسر في الخاء والراء قال الجوهري إِذا طالت الحِثْرِمةُ قليلاً قيل رجل أَبْظَرُ وقال كأَنَّما حِثْرِمَةُ ابْنِ غابِنِ قُلْفَةُ طِفْلٍ تَحْتَ مُوسى خاتِنِ قال ابن بري وحكى ابن دريد حِثْرِبَة بالباء وقال أَبو حاتم السِّجْزيّ الخِثْرِمَةُ بالخاء لهذه الدائرة ابن الأَعرابي الحِثْرِمةُ بالخاء الأَزهري هما لغتان بالحاء والخاء في هذه الكلمة ورجل حُثارِمٌ غليظ الشفة والاسم الحَثْرَمَةُ

حثلم
الحِثْلِبُ والحِثْلِمُ عَكَرُ الدهن أَو السمن في بعض اللغات

حجم
الإِحْجامُ ضدُّ الإِقْدام أَحْجَمَ عن الأَمر كَفَّ أَو نكص هَيْبةً وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَخذَ سَيْفاً يوم أُحُدٍ فقال من يأْخذ هذا السيف بحَقِّه ؟ فأَحْجَم القوم أَي نكصوا وتأَخروا وتَهَيَّبوا أَخْذه ورجل مِحْجام كثير النُّكوص والحِجامُ شيء يجعل في فم البعير أَو خَطْمِه لئلا يَعَضَّ
( * قوله « لئلا يعض » في المحكم بعده وقال أبو حنيفة الدينوري هي مخلاة تجعل على خطمه لئلا يعض ) وهو بعير مَحْجُوم وقد حَجَمه يَحْجُمه حَجْماً إذا جعل على فمه حجاماً وذلك إِذا هاجَ وفي الحديث عن ابن عمر وذكر أَباه فقال كان يَصيحُ الصَّيْحةَ يكاد مَنْ سمعها يَصْعَقُ كالبعير المَحْجُوم وأَما قوله في حديث حمزة إِنه خرج يومَ أُحُدٍ كأَنه بعير مَحْجُوم وفي رواية رجل مَحْجوم قال ابن الأَثير أَي جسيم من الحَجْمِ وهو النُّتُوُّ قال ابن سيده وربما قيل في الشعر فلان يَحْجُم فلاناً عن الأَمر أَي يكفه والحَجْمُ كَفُّكَ إِنساناً عن أَمر يريده يقال أَحْجَمَ الرجلُ عن قِرْنِه وأَحْجَمَ إِذا جَبُنَ وكَفَّ قاله الأَصمعي وغيره وقال مبتكر الأَعرابي حَجَمْتُه عن حاجته منعته عنها وقال غيره حَجَوْتُه عن حاجته مثله وحَجَمْتُه عن الشيء أَحْجُمُه أَي كفَفْته عنه يقال حَجَمْتُه عن الشيء فأَحْجَمَ أَي كففته فكَفَّ وهو من النوادر مثل كبَبْتُه فأَكبَّ قال ابن بري يقال حَجَمْته عن الشيء فأَحْجَم أَي كففته عنه وأَحْجَمَ هو وكَبَبْتُه وأَكَبَّ هو وشَنَقْتُ البعيرَ وأَشنَقَ هو إِذا رفع رأْسه ونَسَلْتُ ريشَ الطائر وأَنْسَلَ هو وقَشَعَتِ الريحُ الغيمَ وأَقْشَعَ هو ونَزَفْتُ البئرَ وأَنْزََفَتْ هي ومَرَيْتُ الناقةَ وأَمْرَتْ هي إِذا دَرَّ لبنُها وإِحْجام المرأَةِ المولودَ أَوَّلُ إِرْضاعةٍ تُرْضِعُه وقد أَحْجَمَتْ له وحَجَمَ العظمَ يَحْجُمه حَجْماً عَرَقَهُ وحَجَمَ ثَدْيُ المرأَة يَحْجُم حُجُوماً بدا نُهُوده قال الأَعشى قد حَجَمَ الثَّدْيُ على نَحْرِها في مُشْرِقٍ ذي بَهْجةٍ ناضِرِ
( * قوله « ذي بهجة إلخ » كذا في المحكم وفي التكملة ذي صبح نائر )
وهذه اللفظة في التهذيب بالأَلف في النثر والنظم قد أَحْجَمَ الثديُ على نحر الجارية قال وحَجَّمَ وبَجَّم إِذا نظر نظراً شديداً قال الأَزهري وحَمَّجَ مثله ويقال للجارية إِذا غَطَّى اللحمُ رؤوس عظامها فسمنت ما يبدو لعِظامها حَجْمٌ الجوهري حَجْمُ الشيء حَيْدهُ يقال ليس لِمِرْفَقِهِ حَجْمٌ أَي نُتُوٌّ وحَجْم كلِّ شيء مَلْمَسُه الناتئ تحت يدك والجمع حُجُوم وقال اللحياني حَجْمُ العظام أَن يوجد مَسُّ العِظام من وراء الجلد فَعَبَّرَ عنه تَعْبيرَه عن المصادر قال ابن سيده فلا أَدري أَهو عنده مصدر أَم اسم قال الليث الحَجْمُ وِجْدانُك مسَّ شيء تحت ثوب تقول مَسِسَتْ بطنَ الحُبْلى فوجدت حَجْمَ الصبيِّ في بطنها وفي الحديث لا يَصِف حَجْمَ عظامها قال ابن الأَثير أَراد لا يلتصق الثوب ببدنها فَيَحْكي الناتئَ والناشزَ من عظامها ولحمها وجعله واصفاً على التشبيه لأَنه إِذا أَظهره وبيَّنه كان بمنزلة الواصف لها بلسانه والحَجْمُ المَصّ يقال حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إذا مصه وما حَجَمَ الصبيُّ ثدي أُمه أَي ما مَصَّه وثَدْيٌ مَحْجوم أَي ممصوص والحَجَّامُ المَصَّاص قال الأَزهري يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة وقد حَجَمَ يَحْجِمُ ويَحْجُم حَجْماً وحاجِمٌ حَجُومٌ ومِحْجَمٌ رَفيقٌ والمِحْجَمُ والمِحْجَمَةُ ما يُحْجَم به قال الأَزهري المحْجَمَةُ قارُورَتُهُ وتطرح الهاء فيقال مِحْجَم وجمعه مَحاجِم قال زهير ولم يُهَريقُوا بينهم مِلْءَ مِحْجمِ وفي الحديث أَعْلَقَ فيه مِحْجَماً قال ابن الأَثير المِحْجَمُ بالكسر الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المصّ قال والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام ومنه الحديث لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَمٍ وحِرفَتُه وفعلُه الحِجامةُ والحَجْمُ فعل الحاجم وهو الحَجّامُ واحْتَجَمَ طلب الحِجامة وهو مَحْجومٌ وقد احْتَجَمْتُ من الدم وفي حديث الصوم أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجومُ ابن الأَثير معناه أَنهما تَعَرَّضا للإفْطار أَما المَحْجومُ فللضعف الذي يلحقه من خروج دمه فربما أَعجزه عن الصوم وأَما الحاجمُ فلا يأْمَنُ أَن يصل إلى حلقه شيء من الدم فيبلعَهُ أَو من طَعْمِه قال وقيل هذا على سبيل الدعاء عليهما أَي بطل أَجْرُهما فكأَنهما صارا مفطرين كقَوله من صام الدَّهْرَ فلا صام ولا أَفطر والمَحْجمة من العنق موضع المِحْجمةِ وأَصل الحَجْمِ المصّ وقولهم أَفْرَغُ من حَجَّام ساباطٍ لأَنه كان تَمُرُّ به الجيوش فيَحْجُمهم نَسيئةً من الكساد حتى يرجعوا فضربوا به المَثَلَ قال ابن دريد الحِجامةُ من الحَجْمِ الذي هو البَداءُ لأَن اللحم يَنْتَبِرُ أَي يرتفع والحَوْجَمةُ الوَرْدُ الأَحمر والجمع حَوْجَمٌ

حدم
الأَزهري الحَدْمُ شدة إحماء الشيء بحَرِّ الشمس والنار تقول حَدَمَه كذا فاحْتَدَمَ وقال الأَعشى وإدْلاجُ لَيْلٍ على غِرَّةٍ وهاجِرَة حَرُّهامحْتَدِمْ الفراء للنار حَدَمَةٌ وحَمَدَةٌ وهو صوت الإلتهاب وحَدَمةُ النار بالتحريك صوت التهابها وهذا يوم مُحْتَدِمٌ ومُحْتَمِدٌ شديد الحر والإحْتِدامُ شدة الحر وقال أَبو زيد احْتَدَمَ يومُنا احْتَمَدَ اين سيده حَدْمُ النار والحرِّ وحَدَمُهما شدة احتراقهما وحَمْيُهما الجوهري احْتَدَمَت النار التهبت غيره احْتَدَمَتِ النارُ والحرُّ اتقدا واحْتَدَمَ صدرُ فلان غيظاً واحْتَدَمَ عليَّ غيظاً وتَحَدَّمَ تَحَرّقَ وهو على التشبيه بذلك وما أَدْرِي ما أَحْدَمَه وكل شيء الْتهب فقد احْتَدَمَ والحَدَمَةُ صوت جوف الأَسْود من الحيَّات الأَزهري قال أَبو حاتم الحَدَمَةُ من أصوات الحيَّة صوتُ حَفِّه كأَنه دَوِيٌّ يَحْتَدِمُ واحْتَدَمَتِ القِدْرُ إذا اشتدّ غَلَيانُها قال أَبو زيد زَفِيرُ النارِ لَهَبُها وشَهِيقُها وحَدَمُها وحَمَدُها وكَلْحَبَتُها بمعنى واحد واحْتَدَمَ الشرابُ إذا غَلَى قال الجعدي يصف الخمر رُدَّتْ إلى أَكْلَفِ المَناكِبِ مَرْ شومٍ مُقيمٍ في الطين مُحْتَدِمِ قال الأَزهري أَنشد أَبو عمرو
( * قوله « أنشد أبو عمرو إلخ » ليس محل ذكره هنا بل محل مادة د ح م )
قالَتْ وكيفَ وهو كالمُبَرْتَكِ ؟ إني لطولِ الفَشْلِ فيه أَشْتَكِي فادْحَمْهُ شيئاً ساعةً ثم ابْرُكِ ابن سيده احْتَدَمَ الدمُ إذا اشتدت حمرته حتى يَسْوَدّ وحدَمَهُ الجوهري قِدْرٌ حُدَمَةٌ سريعة الغَلْي وهو ضد الصَّلُود وفي حديث عليّ يوشِكُ أَن تَغشاكم دَواجي ظُلَلِهِ واحْتِدامُ عِلَلِه أَي شدتها وهو من احْتِدام النار أَي التهابها وشدة حرها وحُدْمَة موضع
( * قوله « وحدمة موضع » عبارة المحكم وحدمة مضبوطاً بالضم وقيل حدمة مضبوطاً كهمزة موضع وصرح بذلك كله في التكملة ) معروف

حذم
الحَذْمُ القطع الوَحِيُّ حَذَمَه يَحْذِمُه حَذْماً قطعه قطعاً وَحِيّاً وقيل هو القطع ما كان وسيف حَذِمٌ وحِذْيَمٌ قاطع والحَذْمُ الإسراع في المشي وكأَنه مع هذا يَهْوِي بيديه إلى خَلْف والفعل كالفعل ومنه قول عمر رضي الله عنه لبعض المؤذنين إذا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ وإذا أَقَمْتَ فاحْذِمْ قال الأَصمعي الحَذْمُ الحَذْرُ في الإقامة وقطع التطويل يريد عَجّلْ إقامة الصلاة ولا تُطَوِّلها كالأذان هكذا رواه الهروي بالحاء المهملة وذكره الزمخشري في الخاء المعجمة وسيجيء وقيل الحَذْم كالنَّتْفِ في المشي شيبةٌ بمشي الأَرانب والحَذْمُ المشي الخفيف وكل شيء أَسرعت فيه فقد حَذَمْتَهُ يقال حَذَمَ في قراءته والحَمامُ يَحْذِمُ في طَيَرانِه كذلك ابن الأَعرابي الحُذُمُ الأَرانب السراع والحُذُمُ أَيضاً اللصوص الحُذَّاقُ والأَرنب تَحْذِمُ أَي تسرع ويقال لها حُذَمَةٌ لُذَمَةٌ تسبِقُ الجمع بالأَكَمَة حُذمَةٌ إذا عَدَتْ في الأَكَمَةِ أَسرعت فسبقت مَنْ يطلبها لُذَمَةٌ لازمةٌ للعَدْوِ ويقال حَذَمَ في مِشْيَته إذا قارب الخُطى وأَسرع والحُذَمُ القصير من الرجال القريب الخَطْو وقال أَبو عدنان الحَذَمانُ شيء من الذَّمِيل فوق المشي قال وقال لي خالد بن جَنْبة الحَذَمانُ إبْطاءُ المشي وهو من حروف الأَضداد قال واشترى فلانٌ عبداً حُذامَ المشي لا خير فيه وامرأَة حُذَمَةٌ قصيرة والحُذَمةُ المرأة القصيرة وقال إذا الخَرِيعُ العنْقَقِيرُ الحُذَمَهْ يَؤُرُّها فحلٌ شديد الصُّمَمَه قال ابن بري كذا ذكره يعقوب الحُذَمَة بالحاء وكذا أَنشده أَبو عمرو الشيباني في نوادره بالحاء أَيضاً والمعروف الجَدَمَةُ بالجيم مفتوحةً والدال وصواب القافية الأَخيرة الضَّمْضَمَة قال وكذا أَنشده أَبو عمرو الشيباني وكذا أَنشده ابن السكيت أيضاً وفسره فقال الضَّمْضَمَةُ الأَخذ الشديد يقال أَخذه فَضَمْضَمَهُ أي كسره قال وأَوَّله سَمِعتُ من فوق البُيوت كَدَمَهْ إذا الخَريعُ العَنْقَفِيرُ الجَدَمَهْ يَؤُرُّها فَحْلٌ شديد الضَّمْضَمَه أَرّاً بعَتَّارٍ إذا ما قَدَّمهْ فيها انْفَرَى وَمَّاحُها وخَرَمَهْ فَطَفِقَتْ تدعو الهَجِينَ ابن الأَمَهْ فما سَمِعْتُ بَعْدَ تِيك النَّأَمَهْ منها ولا منه هناك أبْلُمَهْ قال والرجز لرِياحٍ الدبيري والحِذْيَمُ الحاذق بالشيء وحُذَمَةُ اسم فرس وحَذامِ مثل قَطامِ وحَذامِ اسم امرأة معدولةٌ عن حاذِمَةٍ قال ابن بري هي بنت العَتِيك بن أَسْلَمَ بن يَذْكُر بن عَنَزَةَ قال وسِيمُ بن طارقٍ ويقال لجيم بن صَعْب وحَذامِ امرأَته إذا قالتْ حَذامِ فَصَدِّقُوها فإنَّ القولَ ما قالَتْ حَذامِ التهذيب حَذامِ من أَسماء النساء قال جَرَّت العربُ حَذامِ في موضع الرفع لأَنها مصروفةٌ عن حاذِمة فلما صُرِفَتْ إلى فَعال كُسِرَتْ لأَنهم وجدوا أَكثر حالات المؤنث إلى الكسر كقولك أَنتِ عَلَيْكِ وكذلكِ فَجار وفَساقِ قال وفيه قول آخر أَنَّ كل شيء عُدِلَ من هذا الضرب عن وجهه يُحْمَلُ على إعراب الأَصوات والحكاياتِ من الزَّجْرِ ونحوه مجروراً كما يقال في زَجْر البعير ياهٍ ياهٍ ضاعف ياهٍ مرتين قال ذو الرمة ينادي بِيَهْيباهٍ وياهٍ كأَنَّهُ صُوَيْتُ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليل صاحِبُهْ
( * قوله « ينادي بيهياه وياه » أي ينادي ياهياه ثم يسكت منتظراً الجواب عن دعوته فإذا أبطأ عنه قال ياه )
يقول سَكَنَ الحَرْفُ الذي قبل الحرف الآخر فحُرِّكَ آخره بكسرةٍ وإذا تحرك الحَرْفُ قبل الحرف الآخر وسكن الآخِرُ جَزَمْتَ كقولك بَجَلْ وأَجَلْ وأَما حَسْب وجَيْر فإنك كَسَرْت آخره وحركته بسكون السين والياء قال ابن بري وأَما قول الشاعر بَصيرٌ بما أَعْيَا النِّطاسِيَّ حِذْيَما فإنما أَراد ابن حِذْيَمٍ
( * قوله « فإنما أراد ابن حذيم إلخ » عبارة شرح القاموس قال ابن السكيت في شرح الديوان الطبيب هو حذيم نفسه أو هو ابن حذيم وإنما حذف ابن إعتماداً على الشهرة قال شيخنا وهل يكون هذا من الحذف مع اللبس أو من الحذف مع أمن اللبس خلاف وقد بسطه البغدادي في شرح شواهد الرضي بما فيه كفقاية ) فحذف ابن وحَذِيمةُ ابن يَرْبوع بن غَيْظ بن مُرَّة وحُذَيْمٌ وحِذْيَمٌ إسمان

حذلم
الأصمعي حَذْلَمَ سِقاءه إذا ملأَه وأَنشد بِشابةَ فالقُهْبِ المَزادَ المُحَذْلَما وحَذْلَمَ فَرسَه أَصلحه وحَذْلَم العُودَ بَرَاه وأَحَدَّه وإناء مُحَذْلَمٌ مملوء والحُذْلوم الخفيف السريع وتَحَذْلَمَ الرجلُ إذا تأَدَّب وذهب فضول حُمْقه وحَذْلَم إسم مشتق منه وحَذْلَم إسم رجل وتميم ابن حَذْلَم الضَّبّيّ من التابعين والحَذْلَمَةُ الهَذْلَمةُ وهو الإسراع يقال مرَّ يَتَحَذْلَمُ إذا مرّ كأنه يتدحْرج وحَذْلَمْتُ دَحْرجت وذَحْلَمْتُ بتقديم الذال صرعت الأَزهري الحَذْلمةُ السرعة قال الأَزهري هذا الحرف وجد في كتاب الجمهرة لابن دريد مع حروف غيرها وما وجدت أكثرها لأَحد من الثقات

حرم
الحِرْمُ بالكسر والحَرامُ نقيض الحلال وجمعه حُرُمٌ قال الأَعشى مَهادي النَّهارِ لجاراتِهِمْ وبالليل هُنَّ عليهمْ حُرُمْ وقد حَرُمَ عليه الشيء حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ الشيءُ بالضم حُرْمَةً وحَرَّمَهُ الله عليه وحَرُمَتِ الصلاة على المرأة حُرُماً وحُرْماً وحَرِمَتْ عليها حَرَماً وحَراماً لغة في حَرُمَت الأَزهري حَرُمَت الصلاة على المرأة تَحْرُمُ حُروماً وحَرُمَتِ المرأةُ على زوجها تَحْرُمُ حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ عليه السَّحورُ حُرْماً وحَرِمَ لغةٌ والحَرامُ ما حَرَّم اللهُ والمُحَرَّمُ الحَرامُ والمَحارِمُ ما حَرَّم اللهُ ومَحارِمُ الليلِ مَخاوِفُه التي يَحْرُم على الجَبان أَن يسلكها عن ابن الأَعرابي وأَنشد مَحارِمُ الليل لهُنَّ بَهْرَجُ حين ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ
( * قوله « المحرج » كذا هو بالأصل والصحاح وفي المحكم المزلج كمعظم )
ويروى مخارِمُ الليل أَي أَوائله وأَحْرَمَ الشيء جَعله حَراماً والحَريمُ ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ والحَريمُ ما كان المُحْرِمون يُلْقونه من الثياب فلا يَلْبَسونه قال كَفى حَزَناً كَرِّي عليه كأَنه لَقىً بين أَيْدي الطائفينَ حَريمُ الأَزهري الحَريمُ الذي حَرُمَ مسه فلا يُدْنى منه وكانت العرب في الجاهلية إذا حَجَّت البيت تخلع ثيابها التي عليها إذا دخلوا الحَرَمَ ولم يَلْبسوها ما داموا في الحَرَم ومنه قول الشاعر لَقىً بين أَيدي الطائفينَ حَريمُ وقال المفسرون في قوله عز وجل يا بني آدم خذوا زينَتكم عند كل مَسْجد كان أَهل الجاهلية يطوفون بالبيت عُراةً ويقولون لا نطوف بالبيت في ثياب قد أَذْنَبْنا فيها وكانت المرأة تطوف عُرْيانَةً أَيضاً إلاّ أنها كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُيور وقالت امرأة من العرب اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ وما بَدا منه فلا أُْحِلُّهُ تعني فرجها أَنه يظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذي لبسته فأَمَرَ اللهُ عز وجل بعد ذكره عُقوبة آدمَ وحوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالإستتار فقال يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد قال الأَزهري والتَّعَرِّي وظهور السوءة مكروه وذلك مذ لَدُنْ آدم والحَريمُ ثوب المُحْرم وكانت العرب تطوف عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بين أَيديهم في الطواف وفي الحديث أَن عِياضَ بن حِمار المُجاشِعيّ كان حِرْميَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا حج طاف في ثيابه كان أشراف العرب الذي يتَحَمَّسونَ على دينهم أَي يتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم يأكل إلاّ طعامَ رجلٍ من الحَرَم ولم يَطُفْ إلاَّ في ثيابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قريش فيكون كل واحدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحبه كما يقال كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري قال والنَّسَبُ في الناس إلى الحَرَمِ حِرْمِيّ بكسر الحاء وسكون الراء يقال رجل حِرْمِيّ فإذا كان في غير الناس قالوا ثوب حَرَمِيّ وحَرَمُ مكة معروف وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رسوله والحَرَمانِ مكة والمدينةُ والجمع أَحْرامٌ وأَحْرَمَ القومُ دخلوا في الحَرَمِ ورجل حَرامٌ داخل في الحَرَمِ وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث وقد جمعه بعضهم على حُرُمٍ والبيت الحَرامُ والمسجد الحَرامُ والبلد الحَرام وقوم حُرُمٌ ومُحْرِمون والمُحْرِمُ الداخل في الشهر الحَرام والنَّسَبُ إلى الحَرَم حِرْمِيٌّ والأُنثى حِرْمِيَّة وهو من المعدول الذي يأتي على غير قياس قال المبرد يقال امرأة حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله من قولهم وحُرْمَةُ البيت وحِرْمَةُ البيت قال الأَعشى لا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ به بوماً وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النار وهذا البيت أَورده ابن سيده في المحكم واستشهد به ابن بري في أَماليه على هذه الصورة وقال هذا البيت مُصَحَّف وإنما هو لا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به يوماً وإن أُلْقِيَ الجَرْميُّ في النّار الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ والدَّاخِلين على عُثْمان في الدَّار وشاهد الحِرْمِيَّةِ قول النابغة الذبياني كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي بذي المَجازِ ولم تَحْسُسْ به نَغَما من قول حِرْمِيَّةٍ قالت وقد ظَعنوا هل في مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما ؟ وقال أَبو ذؤيب لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ كأَنها ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحشَ غارُها قال الأَصمعي أَظنه عَنى به قُرَيْشاً وذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول من اتخذ الضرائر وقالوا في الثوب المنسوب إليه حَرَمِيّ وذلك للفرق الذي يحافظون عليه كثيراً ويعتادونه في مثل هذا وبلد حَرامٌ ومسجد حَرامٌ وشهر حرام والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة ثلاثة سَرْدٌ أَي متتابِعة وواحد فَرْدٌ فالسَّرْدُ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمُحَرَّمُ والفَرْدُ رَجَبٌ وفي التنزيل العزيز منها أَربعة حُرُمٌ قوله منها يريد الكثير ثم قال فلا تَظْلِموا فيهنَّ أَنفسكم لما كانت قليلة والمُحَرَّمُ شهر الله سَمَّتْه العرب بهذا الإسم لأَنهم كانوا لا يستَحلُّون فيه القتال وأُضيف إلى الله تعالى إعظاماً له كما قيل للكعبة بيت الله وقيل سمي بذلك لأَنه من الأشهر الحُرُمِ قال ابن سيده وهذا ليس بقوي الجوهري من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فيها القتال إلا حَيّان خَثْعَم وطَيِّءٌ فإنهما كانا يستَحِلاَّن الشهور وكان الذين يَنْسؤُون الشهور أَيام المواسم يقولون حَرّمْنا عليكم القتالَ في هذه الشهور إلاَّ دماء المُحِلِّينَ فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في هذه الشهور وجمع المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ الأَزهري كانت العرب تُسَمِّي شهر رجب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ في الجاهلية وأَنشد شمر قول حميد بن ثَوْر رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ شهورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّما قال وأَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ وقال قاله ابن الأَعرابي وقال الآخر أَقَمْنا بها شَهْرَيْ ربيعٍ كِليهما وشَهْرَيْ جُمادَى واسْتَحَلُّوا المُحَرَّما وروى الأَزهري بإسناده عن أُم بَكْرَةَ أَن النبي صلى الله عليه وسلم خَطَبَ في صِحَّته فقال أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض السَّنَة اثنا عشر شهراً منها أَربعة حُرُمٌ ثلاثةٌ مُتَوالِياتٌ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَرَّمُ ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان والمُحَرَّم أَول الشهور وحَرَمَ وأَحْرَمَ دخل في الشهر الحرام قال وإذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالناس مُحْرِماً فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِلُهْ فقوله مُحْرِماً ليس من إحْرام الحج ولكنه الداخل في الشهر الحَرامِ والحُرْمُ بالضم الإحْرامُ بالحج وفي حديث عائشة رضي الله عنها كنت أُطَيِّبُه صلى الله عليه وسلم لحِلِّهِ ولِحُرْمِه أَي عند إِحْرامه الأَزهري المعنى أَنها كانت تُطَيِّبُه إذا اغْتسل وأَراد الإِحْرام والإهْلالَ بما يكون به مُحْرِماً من حج أَو عمرة وكانت تُطَيِّبُه إذا حَلّ من إحْرامه الحُرْمُ بضم الحاء وسكون الراء الإحْرامُ بالحج وبالكسر الرجل المُحْرِمُ يقال أَنتَ حِلّ وأَنت حِرْمٌ والإِحْرامُ مصدر أَحْرَمَ الرجلُ يُحْرِمُ إحْراماً إذا أَهَلَّ بالحج أَو العمرة وباشَرَ أَسبابهما وشروطهما من خَلْع المَخِيط وأَن يجتنب الأشياء التي منعه الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك والأَصل فيه المَنْع فكأنَّ المُحْرِم ممتنع من هذه الأَشياء ومنه حديث الصلاة تَحْرِيمُها التكبير كأن المصلي بالتكبير والدخول في الصلاة صار ممنوعاً من الكلام والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالِها فقيل للتكبير تَحْرِيمٌ لمنعه المصلي من ذلك وإنما سميت تكبيرَة الإحْرام أَي الإِحرام بالصلاة والحُرْمَةُ ما لا يَحِلُّ لك انتهاكه وكذلك المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ بفتح الراء وضمها يقال إن لي مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ يريد أن له حُرُماتٍ والمَحارِمُ ما لا يحل إستحلاله وفي حديث الحُدَيْبية لا يسألوني خُطَّةً يعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله إلا أَعْطيتُهم إياها الحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ يريد حُرْمَةَ الحَرَمِ وحُرْمَةَ الإحْرامِ وحُرْمَةَ الشهر الحرام وقوله تعالى ذلك ومن يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله قال الزجاج هي ما وجب القيامُ به وحَرُمَ التفريطُ فيه وقال مجاهد الحُرُماتُ مكة والحج والعُمْرَةُ وما نَهَى الله من معاصيه كلها وقال عطاء حُرُماتُ الله معاصي الله وقال الليث الحَرَمُ حَرَمُ مكة وما أَحاط إلى قريبٍ من الحَرَمِ قال الأَزهري الحَرَمُ قد ضُرِبَ على حُدوده بالمَنار القديمة التي بَيَّنَ خليلُ الله عليه السلام مشَاعِرَها وكانت قُرَيْش تعرفها في الجاهلية والإسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ ويعملون أَن ما دون المَنارِ إلى مكة من الحَرَمِ وما وراءها ليس من الحَرَمِ ولما بعث الله عز وجل محمداً صلى الله عليه وسلم أَقرَّ قُرَيْشاً على ما عرفوه من ذلك وكتب مع ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إلى قريش أَن قِرُّوا على مشاعركم فإنكم على إرْثٍ من إرْثِ إبراهيم فما كان دون المنار فهو حَرَم لا يحل صيده ولا يُقْطَع شجره وما كان وراء المَنار فهو من الحِلّ يحِلُّ صيده إذا لم يكن صائده مُحْرِماً قال فإن قال قائل من المُلْحِدين في قوله تعالى أَوَلم يَرَوْا أَنَّا جعلنا حَرَماً آمناً ويُتَخَطَّف الناس من حولهم كيف يكون حَرَماً آمناً وقد أُخِيفوا وقُتلوا في الحَرَمِ ؟ فالجواب فيه أَنه عز وجل جعله حَرَماً آمناً أَمراً وتَعَبُّداً لهم بذلك لا إخباراً فمن آمن بذلك كَفَّ عما نُهِي عنه اتباعاً وانتهاءً إلى ما أُمِرَ به ومن أَلْحَدَ وأَنكر أَمرَ الحَرَمِ وحُرْمَتَهُ فهو كافر مباحُ الدمِ ومن أَقَرَّ وركب النهيَ فصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفَّارة فيما قَتَلَ من الصيد فإن عاد فإن الله ينتقم منه وأَما المواقيت التي يُهَلُّ منها للحج فهي بعيدة من حدود الحَرَمِ وهي من الحلّ ومن أَحْرَمَ منها بالحج في الأَشهر الحُرُمِ فهو مُحْرِمٌ مأْمور بالانتهاء ما دام مُحْرِماً عن الرَّفَثِ وما وراءَه من أَمر النساء وعن التَّطَيُّبِ بالطيبِ وعن لُبْس الثوب المَخيط وعن صيد الصيد وقال الليث في قول الأَعشى بأَجْيادِ غَرْبيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ قال المُحَرَّمُ هو الحَرَمُ وتقول أَحْرَمَ الرجلُ فهو مُحْرِمٌ وحَرامٌ ورجل حَرامٌ أَي مُحْرِم والجمع حُرُم مثل قَذالٍ وقُذُلٍ وأَحْرَم بالحج والعمرة لأَنه يَحْرُم عليه ما كان له حَلالاً من قبلُ كالصيد والنساء وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في الإحْرام بالإِهلال وأَحْرَمَ إذا صار في حُرَمِه من عهد أَو ميثاق هو له حُرْمَةٌ من أَن يُغار عليه وأََما قول أُحَيْحَة أَنشده ابن الأَعرابي قَسَماً ما غيرَ ذي كَذِبٍ أَن نُبيحَ الخِدْن والحُرَمَه
( * قوله « أن نبيح الخدن » كذا بالأصل والذي في نسختين من المحكم أن نبيح الحصن )
قال ابن سيده فإني أَحسب الحُرَمَةَ لغة في الحُرْمَةِ وأَحسن من ذلك أَن يقول والحُرُمَة بضم الراء فتكون من باب طُلْمة وظُلُمَةٍ أَو يكون أَتبع الضم الضم للضرورة كما أتبع الأَعشى الكسر الكسر أَيضاً فقال أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ إلاَّ أن قول الأَعشى قد يجوز أَن يَتَوَجَّه على الوقف كما حكاه سيبويه من قولهم مررت بالعِدِلْ وحُرَمُ الرجلِ عياله ونساؤه وما يَحْمِي وهي المَحارِمُ واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة مَحْرُمة ورَحِمٌ مَحْرَمٌ مُحَرَّمٌ تَزْويجُها قال وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا كما بَراها الله إلا إنما مكارِهُ السَّعْيِ لمن تَكَرَّمَا كما بَراها الله أَي كما جعلها وقد تَحَرَّمَ بصُحْبته والمَحْرَمُ ذات الرَّحِم في القرابة أَي لا يَحِلُّ تزويجها تقول هو ذو رَحِمٍ مَحْرَمٍ وهي ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ الجوهري يقال هو ذو رَحِمٍ منها إذا لم يحل له نكاحُها وفي الحديث لا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَمٍ منها وفي رواية مع ذي حُرْمَةٍ منها ذو المَحْرَمِ من لا يحل له نكاحها من الأَقارب كالأب والإبن والعم ومن يجري مجراهم والحُرْمَة الذِّمَّةُ وأَحْرَمَ الرجلُ فهو مُحْرِمٌ إذا كانت له ذمة قال الراعي قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً ودَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا ويروى مَخْذولا وقيل أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه في آخر ذي الحِجَّةِ وقال أَبو عمرو أَي صائماً ويقال أَراد لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ الأزهري روى شمر لعُمَرَ أَنه قال الصيام إحْرامٌ قال وإنما قال الصيامُ إحْرام لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ صيامَه ويقال للصائم أَيضاً مُحْرِمٌ قال ابن بري ليس مُحْرِماً في بيت الراعي من الإحْرام ولا من الدخول في الشهر الحَرام قال وإنما هو مثل البيت الذي قبله وإنما يريد أَن عثمان في حُرْمةِ الإسلام وذِمَّته لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به ويقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به ومنه قول الحسن في الرجل يُحْرِمُ في الغضب أَي يحلف وقال الآخر قتلوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً غادَرُوه لم يُمَتَّعْ بكَفَنْ يريد قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ الأَزهري الحُرْمة المَهابة قال وإذا كان بالإنسان رَحِمٌ وكنا نستحي مه قلنا له حُرْمَةٌ قال وللمسلم على المسلم حُرْمةٌ ومَهابةٌ قال أَبو زيد يقال هو حُرْمَتُك وهم ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غائباً وشاهداً ومن وجب عليه حَقُّه ويقال أَحْرَمْت عن الشيء إذا أَمسكتَ عنه وذكر أَبو القاسم الزجاجي عن اليزيدي أَنه قال سألت عمي عن قول النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ قال المُحْرِمُ الممسك معناه أَن المسلم ممسك عن مال المسلم وعِرْضِهِ ودَمِهِ وأَنشد لمِسْكين الدارميّ أَتتْني هَناتٌ عن رجالٍ كأَنها خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ أَحَلُّوا على عِرضي وأَحْرَمْتُ عنهُمُ وفي اللهِ جارٌ لا ينامُ وطالِبُ قال وأَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنيّ جاهليّ لقد طال إعْراضي وصَفْحي عن التي أُبَلَّغُ عنكْم والقُلوبُ قُلوبُ وطال انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ ليَرْجِعَ وُدٌّ والمَعادُ قريبُ ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي كرِهْتُ ومنها في القُلوب نُدُوبُ فلا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ ويَظْهَرَ مِنّاً في المَقالِ ومنكُُمُ إذا ما ارْتَمَيْنا في المَقال عُيوبُ ويقال أَحْرَمْتُ الشيء بمعنى حَرَّمْتُه قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ إلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ كأنها رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ قال والضمير في كأنها يعود على رِكابٍ تقدم ذكرها وتَحَرَّم منه بحُرْمَةٍ تَحَمّى وتَمَنَّعَ وأََحْرَمَ القومُ إذا دخلوا في الشهر الحَرامِ قال زهير جَعَلْنَ القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمة لا تُهْتَكُ وأَنشد بيت زهير وكم بالقنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ أي ممن يَحِلُّ قتالُه وممن لا يَحِلُّ ذلك منه والمُحْرِمُ المُسالمُ عن ابن الأَعرابي في قول خِداش بن زهير إذا ما أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهمْ من الناس إلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ هكذا أَنشده أَصاب الغَيْثُ برفع الغيث قال ابن سيده وأَراها لغة في صابَ أَو على حذف المفعول كأنه إذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الغيث بلادَهُم فأَعْشَبَتْ وأَنشده مرة أُخرى إذا شَرِبوا بالغَيْثِ والمُكافِلُ المُجاوِرُ المُحالِفُ والكَفيلُ من هذا أُخِذَ وحُرْمَةُ الرجل حُرَمُهُ وأَهله وحَرَمُ الرجل وحَريمُه ما يقاتِلُ عنه ويَحْميه فجمع الحَرَم أَحْرامٌ وجمع الحَريم حُرُمٌ وفلان مُحْرِمٌ بنا أَي في حَريمنا تقول فلان له حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق وذِمَّةِ الأَزهري والحَريمُ قَصَبَةُ الدارِ والحَريمُ فِناءُ المسجد وحكي عن ابن واصل الكلابي حَريم الدار ما دخل فيها مما يُغْلَقُ عليه بابُها وما خرج منها فهو الفِناءُ قال وفِناءُ البَدَوِيِّ ما يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ وهو من الحَضَرِيّ إذا كانت تحاذيها دار أُخرى ففِناؤُهما حَدُّ ما بينهما وحَريمُ الدار ما أُضيف إليها وكان من حقوقها ومَرافِقها وحَريمُ البئر مُلْقى النَّبِيثَة والمَمْشى على جانبيها ونحو ذلك الصحاح حَريم البئر وغيرها ما حولها من مَرافقها وحُقوقها وحَريمُ النهر مُلْقى طينه والمَمْشى على حافتيه ونحو ذلك وفي الحديث حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً هو الموضع المحيط بها الذي يُلْقى فيه ترابُها أَي أَن البئر التي يحفرها الرجل في مَواتٍ فَحريمُها ليس لأَحد أَن ينزل فيه ولا ينازعه عليها وسمي به لأَنه يَحْرُمُ منع صاحبه منه أَو لأَنه مُحَرَّمٌ على غيره التصرفُ فيه الأَزهري الحِرْمُ المنع والحِرْمَةُ الحِرْمان والحِرْمانُ نَقيضه الإعطاء والرَّزْقُ يقال مَحْرُومٌ ومَرْزوق وحَرَمهُ الشيءَ يَحْرِمُهُ وحجَرِمَهُ حِرْماناً وحِرْماً
( * قوله « وحرماً » أي بكسر فسكون زاد في المحكم وحرماً ككتف ) وحَريماً وحِرْمَةً وحَرِمَةً وحَريمةً وأَحْرَمَهُ لغةٌ ليست بالعالية كله منعه العطيّة قال يصف امرأة وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا أَي حَرَّمَتْهُم على نفسها الأَصمعي أَحْرَمَتْ قومها أَي حَرَمَتْهُم أَن ينكحوها وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال كل مُسلمٍ عن مسلم مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصيرانِ قال أَبو العباس قال ابن الأَعرابي يقال إنه لمُحْرِمٌ عنك أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عليه قال الأَزهري وهذا بمعنى الخبر أَراد أَنه يَحْرُمُ على كل واحد منهما أَن يُؤْذي صاحبَهُ لحُرْمة الإسلام المانِعَتِه عن ظُلْمِه ويقال مُسلم مُحْرِمٌ وهو الذي لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به يريد أَن المسلم مُعْتَصِمٌ بالإسلام ممتنع بحُرْمتِهِ ممن أَراده وأَراد ماله والتَّحْرِيمُ خلاف التَّحْليل ورجل مَحْروم ممنوع من الخير وفي التهذيب المَحْروم الذي حُرِمَ الخيرَ حِرْماناً وقوله تعالى في أَموالهم حقٌّ معلوم للسائل والمَحْروم قيل المَحْروم الذي لا يَنْمِي له مال وقيل أَيضاً إِنه المُحارِفُ الذي لا يكاد يَكْتَسِبُ وحَرِيمةُ الربِّ التي يمنعها من شاء من خلقه وأَحْرَمَ الرجلَ قَمَرَه وحَرِمَ في اللُّعبة يحْرَمُ حَرَماً قَمِرَ ولم يَقْمُرْ هو وأَنشد ورَمَى بسَهْمِ حَريمةٍ لم يَصْطَدِ ويُخَطُّ خَطٌّ فيدخل فيه غِلمان وتكون عِدَّتُهُمْ في خارج من الخَطّ فيَدْنو هؤلاء من الخط ويصافحُ أَحدُهم صاحبَهُ فإن مسَّ الداخلُ الخارجَ فلم يضبطه الداخلُ قيل للداخل حَرِمَ وأَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ وإن ضبطه الداخلُ فقد حَرِمَ الخارِجُ وأَحْرَمَه الداخِلُ وحَرِمَ الرجلُ حَرماً لَجَّ ومَحَكَ وحَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من ذوات الظِّلْف حِراماً واسْتحْرَمَتْ أَرادت الفحل وما أَبْيَنَ حِرْمَتَها وهي حَرْمَى وجمعها حِرامٌ وحَرامَى كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه فَعْلَى التي لها فَعْلانُ نحو عَجْلان وعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثى والاسم الحَرَمةُ والحِرمةُ الأَول عن اللحياني وكذلك الذِّئْبَةُ والكلبة وأكثرها في الغنم وقد حكي ذلك في الإبل وجاء في بعض الحديث الذين تقوم عليهم الساعةُ تُسَلَّطُ عليهم الحِرْمَةُ أَي الغُلْمَةُ ويُسْلَبُون الحياءَ فاسْتُعْمِل في ذكور الأَناسِيِّ وقيل الإسْتِحْرامُ لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً والحِرْمَةُ بالكسر الغُلْمةُ قال ابن الأثير وكأنها بغير الآدمي من الحيوان أَخَصُّ وقوله في حديث آدم عليه السلام إنه اسْتَحْرَمَ بعد موت ابنه مائةَ سنةٍ لم يَضْحَكْ هو من قولهم أَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمَةٍ لا تهْتَكُ قال وليس من اسْتِحْرام الشاة الجوهري والحِرْمةُ في الشاء كالضَّبْعَةِ في النُّوقِ والحِنَاء في النِّعاج وهو شهوة البِضاع يقال اسْتَحْرَمَت الشاةُ وكل أُنثى من ذوات الظلف خاصةً إذا اشتهت الفحل وقال الأُمَوِيُّ اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ والكلبةُ إذا أَرادت الفحل وشاة حَرْمَى وشياه حِرامٌ وحَرامَى مثل عِجالٍ وعَجالى كأَنه لو قيل لمذكَّرِهِ لَقِيل حَرْمانُ قال ابن بري فَعْلَى مؤنثة فَعْلان قد تجمع على فَعالَى وفِعالٍ نحو عَجالَى وعِجالٍ وأَما شاة حَرْمَى فإنها وإن لم يستعمل لها مذكَّر فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأَن قياس المذكر منه حَرْمانُ فلذلك قالوا في جمعه حَرامَى وحِرامٌ كما قالوا عَجالَى وعِجالٌ والمُحَرَّمُ من الإبل مثل العُرْضِيِّ وهو الذَّلُول الوَسَط
( * قوله « وهو الذلول الوسط » ضبطت الطاء في القاموس بضمة وفي نسختين من المحكم بكسرها ولعله أقرب للصواب ) الصعبُ التَّصَرُّفِ حين تصَرُّفِه وناقة مُحَرَّمةٌ لم تُرَضْ قال الأَزهري سمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ الظهرِ إذا كانت صعبةً لم تُرَضْ ولم تُذَلَّْلْ وفي الصحاح ناقة مُحَرَّمةٌ أَي لم تَتِمَّ رياضتُها بَعْدُ وفي حديث عائشة إنه أَراد البَداوَة فأَرسل إليَّ ناقة مُحَرَّمةً هي التي لم تركب ولم تُذَلَّل والمُحَرَّمُ من الجلود ما لم يدبغ أَو دُبغ فلم يَتَمَرَّن ولم يبالغ وجِلد مُحَرَّم لم تتم دِباغته وسوط مُحَرَّم جديد لم يُلَيَّنْ بعدُ قال الأَعشى تَرَى عينَها صَغْواءَ في جنبِ غَرْزِها تُراقِبُ كَفِّي والقَطيعَ المُحَرَّما وفي التهذيب في جنب موقها تُحاذر كفِّي أَراد بالقَطيع سوطه قال الأَزهري وقد رأَيت العرب يُسَوُّون سياطَهم من جلود الإبل التي لم تدبغ يأخذون الشَّريحة العريضة فيقطعون منها سُيوراً عِراضاً ويدفنونها في الثَّرَى فإذا نَدِيَتْ ولانت جعلوا منها أَربع قُوىً ثم فتلوها ثم علَّقوها من شِعْبَي خشبةٍ يَرْكُزونها في الأَرض فتُقِلُّها من الأَرض ممدودةً وقد أَثقلوها حتى تيبس وقوله تعالى وحِرْم على قرية أهلكناها أَنهم لا يرجعون روى قَتادةُ عن ابن عباس معناه واجبٌ عليها إذا هَلَكَتْ أن لا ترجع إلى دُنْياها وقال أَبو مُعاذٍ النحويّ بلغني عن ابن عباس أَنه قرأَها وحَرمَ على قرية أَي وَجَب عليها قال وحُدِّثْت عن سعيد بن جبير أَنه قرأَها وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها فسئل عنها فقال عَزْمٌ عليها وقال أَبو إسحق في قوله تعالى وحرامٌ على قرية أَهلكناها يحتاج هذا إلى تَبْيين فإنه لم يُبَيَّنْ قال وهو والله أَعلم أَن الله عز وجل لما قال فلا كُفْرانَ لسعيه إنا له كاتبون أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار فالمعنى حَرامٌ على قرية أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ لأَنهم لا يرجعون أَي لا يتوبون وروي أَيضاً عن ابن عباس أَنه قال في قوله وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها قال واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنه لا يرجع منهم راجع أَي لا يتوب منهم تائب قال الأَزهري وهذا يؤيد ما قاله الزجاج وروى الفراء بإسناده عن ابن عباس وحِرْمٌ قال الكسائي أَي واجب قال ابن بري إنما تَأَوَّلَ الكسائي وحَرامٌ في الآية بمعنى واجب لتسلم له لا من الزيادة فيصير المعنى عند واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنهم لا يرجعون ومن جعل حَراماً بمعنى المنع جعل لا زائدة تقديره وحَرامٌ على قرية أَهلكناها أَنهم يرجعون وتأويل الكسائي هو تأْويل ابن عباس ويقوّي قول الكسائي إن حَرام في الآية بمعنى واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربيّ جاهليّ فإنَّ حَراماً لا أَرى الدِّهْرَ باكِياً على شَجْوِهِ إلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرو وقرأ أَهل المدينة وحَرامٌ قال الفراء وحَرامٌ أَفشى في القراءة وحَرِيمٌ أَبو حَيّ وحَرامٌ اسم وفي العرب بُطون ينسبون إلى آل حَرامٍ
( * قوله « إلى آل حرام » هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل ) بَطْنٌ من بني تميم وبَطْنٌ في جُذام وبطن في بكر بن وائل وحَرامٌ مولى كُلَيْبٍ وحَريمةُ رجل من أَنجادهم قال الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها وقد جَعَلَتْني من حَريمةَ إصْبَعا وحَرِيمٌ اسم موضع قال ابن مقبل حَيِّ دارَ الحَيِّ لا حَيَّ بها بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ والحَيْرَمُ البقر واحدتها حَيْرَمة قال ابن أَحمر تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ وحَيْرَما قال الأَصمعي لم نسمع الحَيْرَمَ إلا في شعر ابن أَحمر وله نظائر مذكورة في مواضعها قال ابن جني والقولُ في هذه الكلمة ونحوها وجوبُ قبولها وذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر فإما أَن يكون شيئاً أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قديمة لم يُشارَكْ في سماع ذلك منه على حدّ ما قلناه فيمن خالف الجماعة وهو فصيح كقوله في الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ ونحو ذلك وإما أَن يكون شيئاً ارتجله ابن أَحمر فإن الأَعرابي إذا قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أَحد قبله فقد حكي عن رُؤبَة وأَبيه أَنهما كانا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لم يسمعاها ولا سُبِقا إليها وعلى هذا قال أَبو عثمان ما قِيس على كلام العَرَب فهو من كلام العرب ابن الأَعرابي الحَيْرَمُ البقر والحَوْرَمُ المال الكثير من الصامِتِ والناطق والحِرْمِيَّةُ سِهام تنسب إلى الحَرَمِ والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ ونظيره زَمَنٌ وزَمانٌ وحَريمٌ الذي في شعر امرئ القيس اسم رجل وهو حَريمُ بن جُعْفِيٍّ جَدُّ الشُّوَيْعِر قال ابن بري يعني قوله بَلِّغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَني عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَريما وقد ذكر ذلك في ترجمة شعر والحرَيمةُ ما فات من كل مَطْموع فيه وحَرَمَهُ الشيء يَحْرِمُه حَرِماً مثل سَرَقَه سَرِقاً بكسر الراء وحِرْمَةً وحَريمةً وحِرْماناً وأَحْرَمَهُ أَيضاً إذا منعه إياه وقال يصف إمرأة ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا
( * قوله « ونبئتها » في التهذيب وأنبئتها )
قال ابن بري وأَنشد أَبو عبيد شاهداً على أَحْرَمَتْ بيتين متباعد أَحدهما من صاحبه وهما في قصيدة تروى لشَقِيق بن السُّلَيْكِ وتروى لابن أَخي زِرّ ابن حُبَيْشٍ الفقيه القارئ وخطب امرأَة فردته فقال ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قومها لتَنكِح في معشرٍ آخَرينا فإن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبي فإن النِّساءَ يَخُنَّ الأَمينا وطُوفي لتَلْتَقِطي مِثْلَنا وأُقْسِمُ باللهِ لا تَفْعَلِينا فإمّا نَكَحْتِ فلا بالرِّفاء إذا ما نَكَحْتِ ولا بالبَنِينا وزُوِّجْتِ أَشْمَطَ في غُرْبة تُجََنُّ الحَلِيلَة منه جُنونا خَليلَ إماءٍ يُراوِحْنَهُ وللمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِينا إذا ما نُقِلْتِ إلى دارِهِ أَعَدَّ لظهرِكِ سوطاً مَتِينا وقَلَّبْتِ طَرْفَكِ في مارِدٍ تَظَلُّ الحَمامُ عليه وُكُونا يُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه إذا ما دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِينا كأَن المَساويكَ في شِدْقِه إذا هُنَّ أُكرِهن يَقلَعنَ طينا كأَنَّ تَواليَ أَنْيابِهِ وبين ثَناياهُ غِسْلاً لَجِينا أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مما تُُعْلى حيطانُه وتُصَهْرَجُ حتى يَمْلاسَّ فلا يقدر أَحد على ارتقائه والوُكُونُ جمع واكِنٍ مثل جالس وجُلوسٍ وهي الجاثِمة يريد أَن الحمام يقف عليه فلا يُذْعَرُ لارتفاعه والغِسْل الخطْمِيُّ واللَّجِينُ المضروب بالماء شبَّه ما رَكِبَ أَسنانَه وأنيابَِ من الخضرة بالخِطميّ المضروب بالماء والحَرِمُ بكسر الراء الحِرْمانُ قال زهير وإنْ أَتاه خليلٌ يوم مَسْأَلةٍ يقولُ لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ وإنما رَفَعَ يقولُ وهو جواب الجزاء على معنى التقديم عند سيبويه كأَنه قال يقول إن أَتاه خليل لا غائب وعند الكوفيين على إضمار الفاء قال ابن بري الحَرِمُ الممنوع وقيل الحَرِمُ الحَرامُ يقال حِرْمٌ وحَرِمٌ وحَرامٌ بمعنى والحَريمُ الصديق يقال فلان حَريمٌ صَريح أَي صَديق خالص قال وقال العُقَيْلِيُّونَ حَرامُ الله لا أَفعلُ ذلك ويمينُ الله لا أَفعلُ ذلك معناهما واحد قال وقال أَبو زيد يقال للرجل ما هو بحارِم عَقْلٍ وما هو بعادِمِ عقل معناهما أَن له عقلاً الأزهري وفي حديث بعضهم إذا اجتمعت حُرْمتانِ طُرِحت الصُّغْرى للكُبْرى قال القتيبي يقول إذا كان أَمر فيه منفعة لعامَّة الناس ومَضَرَّةٌ على خاصّ منهم قُدِّمت منفعة العامة مثال ذلك نَهْرٌ يجري لشِرْب العامة وفي مَجْراه حائطٌ لرجل وحَمَّامٌ يَضُرُّ به هذا النهر فلا يُتْرَكُ إجراؤه من قِبَلِ هذه المَضَرَّة هذا وما أَشبهه قال وفي حديث عمر رضي الله عنه في الحَرامِ كَفَّارةُ يمينٍ هو أَن يقول حَرامُ الله لا أَفعلُ كما يقول يمينُ اللهِ وهي لغة العقيلِييّن قال ويحتمل أَن يريد تَحْريمَ الزوجة والجارية من غير نية الطلاق ومنه قوله تعالى يا أَيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ الله لك ثم قال عز وجل قد فرض الله لكم تَحِلَّةَ أَيْمانِكم ومنه حديث عائشة رضي الله عنها آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه وحَرَّمَ فجعل الحَرامَ حلالاً تعني ما كان حَرّمهُ على نفسه من نسائه بالإيلاء عاد فأَحَلَّهُ وجعل في اليمين الكفارةَ وفي حديث عليّ
( * قوله « وفي حديث عليّ إلخ » عبارة النهاية ومنه حديث عليّ إلخ ) في الرجل يقول لامرأته أَنتِ عليَّ حَرامٌ وحديث ابن عباس من حَرّمَ امرأَته فليس بشيءٍ وحديثه الآخر إذا حَرَّمَ الرجل امرأَته فهي يمينٌ يُكَفِّرُها والإحْرامُ والتَّحْريمُ بمعنى قال يصف بعيراً له رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ فما فيه للفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ قال ابن بري الذي رواه ابن وَلاَّد وغيره له رَبَّة وقوله مَزْعَم أَي مَطْمع وقوله تعالى للسائل والمَحْرُوم قال ابن عباس هو المُحارِف أَبو عمرو الحَرُومُ الناقة المُعْتاطةُ الرَّحِمِ والزَّجُومُ التي لا تَرْغُو والخَزُوم المنقطعة في السير والزَّحُوم التي تزاحِمُ على الحوض والحَرامُ المُحْرِمُ والحَرامُ الشهر الحَرامُ وحَرام قبيلة من بني سُلَيْمٍ قال الفرزدق فَمَنْ يَكُ خائفاً لأذاةِ شِعْرِي فقد أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ وحَرَام أَيضاً قبيلة من بني سعد بن بكر والتَّحْرِيمُ الصُّعوبة قال رؤبة دَيَّثْتُ من قَسْوتِهِ التَّحرِيما يقال هو بعير مُحَرَّمٌ أَي صعب وأَعرابيّ مُحَرَّمٌ أَي فصيح لم يخالط الحَضَرَ وقوله في الحديث أَما عَلِمْتَ أَن الصورة مُحَرَّمةٌ ؟ أَي مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذات حُرْمةٍ والحديث الآخر حَرَّمْتُ الظلمَ على نفسي أَي تَقَدَّسْتُ عنه وتعالَيْتُ فهو في حقه كالشيء المُحَرَّم على الناس وفي الحديث الآخر فهو حَرامٌ بحُرمة الله أَي بتحريمه وقيل الحُرْمةُ الحق أَي بالحق المانع من تحليله وحديث الرضاع فَتَحَرَّمَ بلبنها أَي صار عليها حَراماً وفي حديث ابن عباس وذُكِرَ عنده قولُ عليٍّ أَو عثمان في الجمع بين الأَمَتَيْن الأُختين حَرَّمَتْهُنَّ آيةٌ وأَحَلَّتْهُنَّ آيةٌ فقال يُحَرِّمُهُنَّ عليَّ قرابتي منهن ولا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بعضهن من بعض قال ابن الأَثير أَراد ابن عباس أَن يخبر بالعِلَّة التي وقع من أجلها تَحْريمُ الجمع بين الأُختين الحُرَّتَين فقال لم يقع ذلك بقرابة إحداهما من الأخرى إذ لو كان ذلك لم يَحِلَّ وطءُ الثانية بعد وطء الأولى كما يجري في الأُمِّ مع البنت ولكنه وقع من أجل قرابة الرجل منهما فَحُرمَ عليه أَن يجمع الأُختَ إلى الأُخت لأَنها من أَصْهاره فكأَن ابن عباس قد أَخْرَجَ الإماءَ من حكم الحَرائر لأَنه لا قرابة بين الرجل وبين إمائِه قال والفقهاء على خلاف ذلك فإنهم لا يجيزون الجمع بين الأُختين في الحَرائر والإماء فالآية المُحَرِّمةُ قوله تعالى وأَن تجمعوا بين الأُختين إلاَّ ما قد سلف والآية المُحِلَّةُ قوله تعالى وما مَلكتْ أَيْمانُكُمْ

حرجم
حَرْجَمَ الإبل فاحْرَنْجَمَتْ إذا رَدَدْتَها فارتد بعضها على بعض واجْتَمعت قال رؤبة عايَنَ حَيّاً كالحِراجِ نَعَمُهْ يكونُ أَقْصى شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ وفي حديث خزيمة وذكر السَّنة فقال تَرَكَتْ كذا وكذا والذِّيخ مُحْرَنْجِماً أَي منقبضاً مجتمعاً كالحاً من شدة الجَدْب أَي عَمَّ المَحْلُ حتى نال السِّباعَ والبهائم والذِّيخُ ذكر الضِّباع والنون في أحْرَنْجَمَ زائدة الأَصمعي المُحْرَنْجِمُ المجتمع الليث حَرْجَمْتُ الإبل إذا رددتَ بعضها على بعض وأَنشد البيت يكون أَقْصى شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ قال الباهلي معناه أَن القوم إذا فاجأَتهم الغارةُ لم يطردوا نَعَمَهُمْ وكان أَقْصى طردِهِمْ لها أَن يُنِيخوها في مباركها ثم يقاتِلوا عنها ومَبْرَكُها هو مُحْرَنْجَمُها الذي تَحْرَنْجِمُ فيه وتجتمع ويدنو بعضُها من بعض الجوهري أحْرَنْجَمَ القومُ ازدحموا والمُحْرَنْجِمُ العدد الكثير وأَنشد الدار أَقْوَتْ بعد مُحْرَنْجِمِ من مُعْرِبٍ فيها ومن مُعْجِمِ واحْرَنْجَمَ الرجلُ أَراد الأَمر ثم كَذَّبَ عنه واحْرَنْجَمَ القومُ اجتمع بعضهم إلى بعض واحْرَنْجَمَت الإبل اجتمعت وبركت اعْرَنزَم واقْرَنْبَعَ واحْرَنْجَمَ إذا اجتمع وقوله في الحديث إن في بلدنا حَرَاجِمَةً أَي لصوصاً قال ابن الأَثير هكذا جاء في بعض كتب المتأَخرين قال وهو تصحيف وإنما هو بجيمين كذا جاء في كتب الغريب واللغة إلاّ أَن يكون قد أَثبتها فرواها

حردم
الحَرْدَمَةُ اللجاج

حرزم
حَرْزَمَهُ ملأَه وحَرْزَمَهُ الله لعنه وحَرْزَمٌ رجل وحَرْزَمٌ جمل معروف قال لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ بلِيتِهِ عند وُضوحِ الشَّرْطِ

حرسم
الحِرْسِمُ السَّمُّ عن اللحياني وقال مرة سقاه الله الحِرْسِمَ وهو المَوْت اللحياني سقاه الله الحِرْسِمَ وهو السَّمُّ القاتل ويقال ما لَهُ سقاه الحِرْسِمَ وكأس الذَّيفَان لم أَسمعه لغيره قال رأَيته مقيداً بخطه في كتاب اللحياني الجِرْسِم بالجيم وهو الصواب وليس الجِرْسِمُ من هذا الباب هو في الجيم أَبو عمرو الحَراسيمُ والحَراسِينُ السِّنون المُقْحِطاتُ ابن الأَعرابي الحِرْسِمُ الزَّاوِيةُ

حرقم
حَرْقَمٌ موضع التهذيب قرئ على شمر في شعر الحُطَيْئةِ فقلتُ له أَمْسِكْ فَحَسْبُكَ إنَّما سأَلْتُكَ صِرْفاً من جيادِ الحَراقِمِ قال الحَراقِمُ الأدَمُ والصُّوف الأَحمر
( * قوله « والصوف الأحمر » هكذا في الأصل والذي في التهذيب والصرف بالراء ومثله في التكملة ومقصودهما تفسير لفظ الصرف المذكور في البيت بالأحمر وقد نطقت بذلك عبارة التكملة ومنه يعلم ما في القاموس من جعله كلا من الأدم والصرف الأَحمر معنى للحراقم وما في شرحه من تصويب الصوف الأَحمر اغتراراً بنسخة اللسان )

حرهم
قال ابن بري ناقة حُراهِمَةٌ أَي ضخمة قال ساعدة بن جؤَيَّة يصف ضبعاً تراها الضَّبْعُ أَعْظَمَهُنَّ رأْساً حُراهِمَةً لها حِرَةٌ وثِيلُ الضَّبُعُ حُراهِمَةٌ عُراهِمَةٌ

حزم
الحَزْمُ ضبط الإنسان أَمره والأَخذ فيه بالثِّقة حَزُمَ بالضم يَحْزُم حَزْماً وحَزامَةً وحُزُومة وليست الحُزُومةُ بثبت ورجل حازمٌ وحَزيمٌ من قوم حَزَمة وحُزَماء وحُزَّمٍ وأَحْزامٍ وحُزَّامٍ وهو العاقل المميز ذو الحُنْكةِ وقال ابن كَثْوَةَ من أَمثالهم إن الوَحَا من طعام الحَزْمَة يضرب عند التَّحَشُّد على الانْكِماش وحَمْدِ المُنْكَمِشِ والحَزْمَةُ الحَزْمُ ويقال تَحَزَّم في أَمرك أَي اقبله بالحَزْم والوَثاقة وفي الحديث الحَزْمُ سوء الظن الحَزْمُ ضبط الرجل أَمْرَه والحَذَرُ من فواته وفي حديث الوِتْر أَنه قال لأَبي بكر أَخذتَ بالحَزْم وفي الحديث ما رأَيتُ من ناقصات عقل ودِينٍ أَذهبَ للُبِّ الحازِمِ من إحداكن أَي أَذْهَبَ لعقل الرجل المُحْتَرِزِ في الأُمور المستظهر فيها وفي الحديث أَنه سُئِلَ ما الحَزْمُ ؟ فقال الحَزْمُ أَن تستشير أَهل الرأْي وتطيعهم الأَزهري أُخِذَ الحَزْمُ في الأُمور وهو الأَخذ بالثِّقة من الحَزْمِ وهو الشدّ بالحِزامِ والحبل استيثاقاً من المَحْزوم قال ابن بري وفي المثل قد أَحْزِمُ لو أَعْزِمُ أَي قد أَعرف الحَزْمَ ولا أَمضي عليه والحَزْمُ حزْمُكَ الحطب حُزْمةً وحَزَمَ الشيء يَْْزِمُه حَزْماً شده والحُزْمَةُ ما حُزِمَ والمِحْزَمُ والمِحْزَمةُ والحِزامُ والحِزامَةُ اسم ما حُزِمَ به والجمع حُزُمٌ واحْتَزَمَ الرجلُ وتَحَزَّمَ بمعنى وذلك إذا شَدَّ وسطه بحبل وفي الحديث نهى أَن يصلي الرجل بغير حِزامٍ أَي من غير أَن يشُدَّ ثوبه عليه وإنما أَمر بذلك لأَنهم قَلَّما يَتَسَرْوَلُونَ ومن لم يكن عليه سَراويلُ أَو كان عليه إزار أَو كان جَيْبُه واسعاً ولم يَتَلَبَّبْ أَو لم يشد وسْطه فربما إنكشفت عورتُه وبطلت صلاته وفي الحديث نهى أَن يصلي الرجلُ حتى يَحْتَزِمَ أَي يتَلَبَّبَ ويشد وسطه وفي الحديث الآخر أَنه أَمر بالتَّحَزُّمِ في الصلاة وفي حديث الصوم فتَحَزَّمَ المفطرون أَي تلَبَّبُوا وشدوا أَوساطهم وعَمِلُوا للصائمين والحِزامُ للسِّرْج والرحْل والدابةِ والصبيّ في مَهْدِه وفرس نبيلُ المِحْزَمِ وحِزامُ الدابة معروف ومنه قولهم جاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ وحَزَمَ الفرسَ شَدَّ حزامَهُ قال لبيد حتى تَحَيَّرَتِ الدِّبارُ كأَنها زَلَفٌ وأُلقِيَ قِتْبُها المَحْزوم تَحَيَّرَت امتلأَت ماءً والدّبارُ جمع دَبْرةٍ أَو دِبارَة وهي مَشارَةُ الزرع والزَّلَفُ جمع زَلَفَةٍ وهي مَصْنَعة الماء الممتلئة وقيل الزَّلَفَةُ المَحارَةُ أَي كأَنها محار مملوءة وأَحْزَمهُ جعل له حِزاماً وقد تَحَزَّمَ واحْتَزَمَ ومَحْزِمُ الدابة ما جرى عليه حِزامُها والحَزيمُ موضع الحِزامِ من الصدر والظهرِ كله ما استدار يقال قد شَمَّر وشدَّ حَزيمَهُ وأَنشد شيخٌ إذا حُمِّلَ مَكْروهة شَدَّ الحَيازِيمَ لها والحَزِيما وفي حديث عليّ عليه السلام اشْدُدْ حَيازيمكَ للمَوْتِ فإن المَوْتَ لاقِيكا
( * قوله « اشدد حيازيمك إلخ » هذا بيت من الهزج مخزوم كما استشهد به العروضيون على ذلك وبعده
ولا تجزع من الموت ... إذا حل بناديكا )
هي جمع الحَيْزُوم وهو الصَّدْر وقيل وسطه وهذا الكلام كناية عن
التَّشَمُّرِ للأَمر والاستعداد له والحَزيمُ الصدر والجمع حُزُمٌ وأَحْزِمَةٌ عن كراع قال ابن سيده والحَزيمُ والحَيْزُومُ وسط الصدر وما يُضَمُّ عليه الحِزامُ حيث تلتقي رؤوس الجَوانح فوق الرُّهابةِ بحِيالِ الكاهِل قال الجوهري والحَزيمُ مثله يقال شددت لهذا الأَمر حَزيمي واستحسن الأَزهري التفريق بين الحَزيم والحَيْزُوم وقال لم أَر لغير الليث هذا الفرق قال ابن سيده والحَيْزوم أَيضاً الصدر وقيل الوسط وقيل الحيَازيمُ ضلوع الفُؤاد وقيل الحَيْزوم ما استدار بالظهر والبطن وقيل الحَيْزومانِ ما اكتنف الحُلْقوم من جانب الصدر أَنشد ثعلب يدافِعُ حَيْزومَيْهِ سُخْنُ صَريحِها وحلقاً تراه للثُّمالَةِ مُقْنَعا واشْدُدْ حَيْزومَكَ وحيَازيمك لهذا الأَمر أَي وطِّنْ عليه وبعير أَحْزَمُ عظيم الحَيْزوم وفي التهذيب عظيمُ موضعِ الحِزام والأَحْزَمُ هو المَحْزِمُ أَيضاً يقال بعير مُجْفَرُ الأَحْزَمِ قال ابن فَسْوة التميمي تَرى ظَلِفات الرَّحْل شُمّاً تُبينها بأَحْزَمَ كالتابوت أَحزَمَ مُجْفَرِ ومنه قول ابنة الخُسِّ لأَبيها اشْتَرِه أَحْزَمَ أَرْقَب الجوهري والحَزَمُ ضدُّ الهَضَمِ يقال فرس أَحْزَمُ وهو خلاف الأَهْضَم والحُزْمةُ من الحطب وغيره والحَزْمُ الغليظ من الأَرض وقيل المرتفع وهو أَغْلَظُ وأَرفع من الحَزْنِ والجمع حُزومٌ قال لبيد فكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ لما أَشْرَفَتْ في الآلِ وارْتَفَعَتْ بهنَّ حُزومُ نَخْلٌ كَوارِعُ في خَليج مُحَلِّمٍ حَمَلَتْ فمنها موقَرٌ مَكْمومُ وزعم يعقوب أَن ميم حَزْمٍ بدل من نون حَزْنٍ والأَحْزَمُ والحَيْزُوم كالحَزْم قال تاللهِ لولا قُرْزُلٌ إذ نَجا لكانَ مأوى خَدِّكَ الأَحْزَما ورواه بعضم الأَحَرَما أَي لقطع رأسك فسقط على أَخْرَمِ كتفيه والحَزْمُ من الأَرض ما احْتَزَمَ من السيل من نَجَوات الأَرض والظُّهور والجمع الحُزُوم والحَزْمُ ما غَلُظ من الأَرض وكثرت حجارته وأَشرف حتى صار له إقبال لا تعلوه الإبلُ والناس إلا بالجَهْد يعلونه من قِبَلِ قُبْلهِ أَو هو طين وحجارة وحجارته أَغلظ وأَخشن وأكْلَبُ من حجارة الأَكَمَةِ غير أَن ظهره عريض طويل ينقاد الفرسخين والثلاثةَ ودون ذلك لا تعلوها الإبل إلا في طريق له قُبْل وقد يكون الحَزْم في القُِفِّ لأَنه جبل وقُفٌّ غير أَنه ليس بمستطيل مثل الجَبَلِ ولا يُلْفَى الحَزْمُ إلا في خشونة وقُفٍّ قال المَرَّارُ بن سعيد في حَزمِ الأَنْعَمَيْنِ بحَزْم الأَنْعَمَيْنِ لهُنَّ حادٍ مُعَرٍّ ساقَهُ غَرِدٌ نَسولُ قال وهي حُزومٌ عِدَّةٌ فمنها حَزْما شَعَبْعَبٍ وحَزْمُ خَزارى وهو الذي ذكره ابن الرِّقاعِ في شعره فَقُلْتُ لها أَنَّى اهْتَدَيْتِ ودونَنا دُلوكٌ وأَشرافُ الجِبالِ القَواهِرُ وجَيْحانُ جَيْحانُ الجُيوشِ وآلِسٌ وحَزْمُ خَزازَى والشُّعوبُ القَواسِرُ ويروى العَواسِرُ ومنها حَزْمُ جَديدٍ ذكره المرَّار فقال يقولُ صِحابي إذ نَظَرْتُ صَبابةً بحَزْمِ جَدِيدٍ ما لِطَرْفِك يَطْمَحُ ؟ ومنها حَزْمُ الأَنْعَمَيْنِ الذي ذكره المرار أَيضاً وسَمَّى الأَخطلُ الحَزْمَ من الأَرض حَيْزُوماً فقال فَظَلّ بحَيْزُومٍ يفُلُّ نُسورَهُ ويوجِعُها صَوَّانُهُ وأَعابِلُهْ ابن بري الحَيزُوم الأَرض الغليظة عن اليزيدي والحَزَمُ كالغَصَصِ في الصدر وقد حَزِمَ يَحْزَمُ حَزَماً وحَزْمَةُ اسم فرس معروفة من خيل العرب قال وحَزْمَةُ في قول حَنْظَلَةَ بن فاتِكٍ الأَسَدِيّ أَعْدَدْتُ حَزْمَةَ وهي مُقْرَبَةٌ تُقْفَى بقوتِ عِيالِنا وتُصانُ اسم فرس قال ابن بري ذكر الكلبيُّ أَن اسمها حَزْمَةُ قال وكذا وجدته بفتح الحاء بخط من له عِلمٌ وأَنشد لحَنْظَلَة بن فاتِكٍ الأَسديّ أَيضاً جَزَتْني أَمْسِ حَزْمَةُ سَعْيَ صِدْقٍ وما أَقْفَيْتُها دون العِيالِ وحَيْزُومُ اسم فرس جبريل عليه السلام وفي حديث بَدْرٍ أَنه سمع صوته يوم بدر يقول أَقْدِم حَيْزُومُ أَراد أقْدِمْ يا حَيْزومُ فحذف حرف النداء والياء فيه زائدة قال الجوهري حَيْزُوم اسم فرس من خيل الملائكة وحِزامٌ وحازِمٌ إسمان وحَزيمةُ اسم فارس من فرسان العرب والحَزيمَتانِ والزَّبينتانِ من باهِلَةَ بن عَمْرو بن ثَعْلبَة وهما حَزِيمَةُ وزبينةُ قال أَبو مَعْدانَ الباهليّ جاء الحزائِمُ والزّبائِنُ دُلْدُلاً لا سابِقينَ ولا مَعَ القُطَّانِ فَعَجِبْتُ من عَوفٍ وماذا كُلِّفَتْ وتَجِيء عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ

حزرم
قال ابن بري حَزْرَمٌ جبل قال الشاعر سَيَسْعَى لزَيدِ اللهِ وافٍ بِذِمَّةٍ إذا زالَ عَنْهُمْ حَزْرَمٌ وأَبانُ

حسم
الحَسْمُ القطع حَسَمَهُ يَحْسِمُهُ حَسْماً فانْحَسَمََ قَطعه وحَسَمَ العِرْقَ قطعه ثم كواهُ لئلا يسيل دَمُهُ وهو الحَسْمُ وحَسَمَ الداءَ قطعه بالدواء وفي الحديث عليكم بالصوم فإنه مَحْسَمةٌ للعِرْق ومَذْهَبَةٌ للأَشَرِ أَي مقطعة للنكاح وقال الأَزهري أَي مَجْفَرة مَقْطعة للباهِ والحُسامُ السيف القاطع وسيف حُسامٌ قاطع وكذلك مُدْيَةٌ حُسامٌ كما قالوا مُدْيَةٌ هُذام وجُرازٌ حكاه سيبويه وقول أَبي خِراش الهذلي ولولا نَحْنُ أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ حُسامَ الحَدِّ مَذْروباً خَشيبا يَعْني سيفاً حديدَ الحدِّ ويروى حُسامَ السيفِ أَي طَرَفَهُ وخشيباً أَي مَصْقولاً وحُسامُ السيف طرَفُهُ الذي يُضْرَبُ به سمي بذلك لأَنه يَحْسِمُ
( * قوله « لأنه يحسم إلخ » عبارة المحكم لأنه يحسم العدو عما يريد من بلوغ عداوته وقيل سمي بذلك لأنه يحسم الدم إلخ ) الدم أَي يسبقه فكأَنه يكويه والحَسْمُ المنع وحَسَمَه الشيءَ يَحْسِمُهُ حَسْماً منعه إياه والمَحْسُومُ الذي حُسِمَ رَضاعُه وغِذاؤُه أَي قُطِعَ ويقال للصبي السَّيِّء الغذاء مَحسُومٌ وتقول حَسَمَتْه الرَّضاعَ أُمُّه تَحْسِمُهُ حَسْماً ويقال أَنا أَحْسِمُ على فلان الأَمر أَي أَقطعه عليه لا يَظْفَرُ منه بشيء وفي الحديث أَنه أُتيَ بسارق فقال اقْطعوه ثم احْسِموه أَي اقطعوا يده ثم اكووها لينقطع الدم والمَحْسومُ السَّيِّءُ الغِذاء ومن أَمثالهم وَلْغُ جُرَيٍّ كان مَحْسوماً يقال عند استكثار الحريص من الشيء لم يكن يَقْدِرُ عليه فقَدَرَ عليه أَو عند أَمره بالإستكثار حين قَدَرَ والحُسُوم الشُّؤْمُ وأَيام حُسومٌ وصفت بالمصدر تقطع الخيرَ أَو تمنعه وقد تضاف والصفة أَعلى وفي التنزيل سَخَّرَها عليهم سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أَيامٍ حُسوماً وقيل الأَيام الحُسومُ الدائمة في الشر خاصةً وعلى هذا فسر بعضهم هذه الآية التي تلوناها وقيل هي المُتَواليةُ قال ابن سيده وأُراه المتوالية في الشر خاصةً قال الفراء الحُسومُ التِّباعُ إذا تَتابع الشيءُ فلم ينقطع أَولهُ عن آخره قيل له حُسومٌ وقال ابن عرفة في قوله ثمانية أَيام حُسوماً أَي متتابعة قال أَبو منصور أَراد متتابعة لم يُقطع أَوله عن آخره كما يُتابَعُ الكَيُّ على المقطوع ليَحْسِمَ دمَهُ أَي يقطعه ثم قيل لكل شيء تُوبِعَ حاسِمٌ وجمعه حُسومٌ مثل شاهِدٍ وشُهودٍ ويقال اقطعوه ثم احْسِموهُ أَي اقطعوا عنه الدم بالكي والحَسْمُ كَيُّ العِرْقِ بالنار وفي حديث سَعْدٍ أَنه كواه في أَكْحَلِهِ ثم حَسَمَهُ أَي قطع الدم عنه بالكَيّ الجوهري يقال الليالي الحُسُومُ لأنها تَحْسِمُ الخير عن أَهلها قيل إنما أُخِذَ من حَسْمِ الداء إذا كُوِيَ صاحبُه لأَنه يُحْمَى يُكوى بالمِكْواة ثم يتابَعُ ذلك عليه وقال الزجاج الذي توجِبُه اللغةُ في معنى قوله حُسوماً أَي تَحْسِمُهُمْ حُسوماً أَي تُذْهبهم وتُفْنيهم قال الأَزهري وهذا كقوله عز وعلا فقُطِعَ دابرُ القومِ الذين ظلموا وقال يونس الحُسُومُ يورِثُ الحُشومَ وقال الحُسومُ الدُّؤوبُ قال والحُشومُ الإعْياءُ ويقال هذه ليالي الحُسوم تَحْسِمُ الخيرَ عن أَهلها كما حُسِمَ عن عاد في قوله عز وجل ثمانية أَيام حُسوماً أَي شُؤْماً عليهم ونَحْساً والحَيْسُمانُ والحَيْمُسان جميعاً الآدَمُ
( * قوله « جميعاً الآدم » الذي في المحكم الضخم الآدم ) وبه سمي الرجل حَيْسُماناً والحَيْسُمانُ اسم رجل من خزاعة ومنه قول الشاعر وعَرَّدَ عَنّا الحَيْسُمانُ بن حابس الجوهري وحِسْمَى بالكسر أَرض بالبادية فيها جبال شَواهِقُ مُلسُ الجوانب لا يكاد القَتامُ يفارقها وفي حديث أَبي هريرة لتُخْرِجَنَّكم الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلى سُنْبُكٍ من الأَرض قيل وما ذاك السُّنْبُكُ ؟ قال حِسْمى جُذامَ ابن سيده حِسْمى موضع باليمن وقيل قبيلة جُذامَ قال ابن الأَعرابي إذا لم يَذْكُرْ كُثَيِّرٌ غَيْقَةَ فحِسْمَى وإذا ذَكَرَ غَيْقَة فَحَسْنا
( * قوله « فحسنا » بالفتح ثم السكون ونون وألف مقصورة وكتابته بالياء أولى لأنه رباعيّ قال ابن حبيب حسنى جبل قرب ينبع وكلام ابن الأَعرابي غامض لا يُدرى إلى أي قولٍ قاله كثيّر يعود )
وأَنشد الجوهري للنابغة فأَصبَحَ عاقِلاً بجبال حِسْمَى دِقاقَ التُّرْبِ مُحْتَزِمَ القَتامِ قال ابن بري أَي حِسْمى قد أَحاط به القَتامُ كالحزام له وفي الحديث فَلَهُ مثل قُورِ حِسْمَى حِسْمى بالكسر والقصر اسم بلد جُذام والقُور جمع قارةٍ وهي دون الجبل أَبو عمرو الأَحْسَمُ الرجلُ البازِل القاطع للأُمور وقال ابن الأَعرابي الحَيْسَمُ الرجل القاطع للأُمور الكيِّس وقال ثعلب حِسَْى وحُسُمٌ وذو حُسُمٍ وحُسَمٌ وحاسِمٌ مواضع بالبادية قال النابغة عَفا حُسُمٌ من فَرْتَنا فالفَوارِعُ فجَنْبا أَريكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ وقال مُهَلْهِلٌ أَليْلَتَنا بذي حُسُمٍ أَنِيري إذا أَنْتِ انقضيْتِ فلا تَحُوري

حشم
الحِشْمَةُ الحَياءُ والانْقِباضُ وقد احْتَشَمَ عنه ومنه ولا يقال احْتَشَمَهُ قال الليث الحِشْمَةُ الانقباض عن أَخيك في المَطْعَمِ وطلبِ الحاجةِ تقول احْتَشَمْتَ وما الذي أَحْشَمَكَ ويقال حَشَمَكَ فأَما قول القائل ولم يَحْتَشِمْ ذلك فإنه حذف مِنْ وأَوصل الفعلَ والحِشْمَةُ والحُشْمَةُ أَن يجلس إليك الرجل فتؤذِيَهُ وتُسْمِعَهُ ما يَكْرَهُ حَشَمَه يَحْشِمُهُ ويَحْشُمُه حَشْماً وأَحْشَمَهُ وحَشَمْتُه أَخجلته وأَحْشَمْتُهُ أَغضبته قال ابن الأَثير مذهب ابن الأَعرابي أَن أَحْشَمْتُه أَغضبته وحَشَمْتُه أَخجلته وغيره يقول حَشَمْتُه وأَحْشَمْتُه أَغضبته وحَشَمْتُه وأَحْشَمتُه أَيضاً أَخْجَلْتُه ويقال للمُنْقَبِض عن الطعام ما الذي حَشَمَكَ وأَحْشَمكَ من الحِشْمَةِ وهي الاستحياء قال أَبو زيد الإبَةُ الحَياء يقال أَوْأَبْتُه فاتّأَبَ أَي احتشم وروي عن ابن عباس أَنه قال لكل داخلٍ دَهشةٌ فابْدَؤُوه بالتَّحِيَّةِ ولكل طاعم حشْمَةٌ فابدؤوه باليمين وأَنشد ابن بري لكُثَيِّر في الاحتِشام بمعنى الاستحياء إنِّي مَتى لم يَكُنْ عَطاؤهما عندي بما قد فَعَلْتُ أَحْتَشِمُ وقال عنترة وأَرى مَطاعِمَ لو أَشاءُ حَوَيتُها فيَصُدُّني عنها كثيرُ تَحَشُّمِي وقال ساعدة إن الشَّبابَ رِداءٌ مَنْ يَزِنْ تَرَهُ يُكْسَى جَمالاً ويُفْسِدْ غير مُحتَشِم
( * قوله « إن الشباب رداء إلى آخر البيت » هكذا هو موجود بالأصل )
وفي الحديث حديث عليّ في السارق إني لأَحْتَشِمُ أَن لا أَدَعَ له يداً أَي أَستحي وأَنقبص والحِشْمةُ الاستحياء وهو يَتَحَشَّم المَحارم أَي يتوقاها وحَشِمَ حَشَماً غضب وحَشَمهُ يَحْشِمُه حَشْماً وأَحْشمهُ أَغضبه وأَنشدوا في ذلك لَعَمْرُكَ إنَّ قُرْصَ أَبي خُبَيْب بطيء النُّضْج مَحْشوم الأكيل أَي مُغْضَب والإسم الحِشْمة وهو الاستحياء والغضب أَيضاً وقال الأَصمعي الحِشْمَةُ إنما هو بمعنى الغضب لا بمعنى الاستحياء وحكي عن بعض فُصَحاء العرب أَنه قال إن ذلك لمما يُحْشِمُ بني فلان أَي يغضبهم واحْتَشَمْتُ واحْتَشَمْتُ منه بمعنى قال الكميت ورأَيتُ الشَّريفَ في أَعْيُنِ النَّا س وَضِيعاً وقَلَّ منه احْتِشامي والاحْتِشامُ التَّغَضُّبُ وحَشَمْتُ فلاناً وأَحْشمْتُه أَي أَغضبته وحُشْمَةُ الرجل وحَشَمُهُ وأَحْشامُهُ خاصَّتُهُ الذين يغضبون له من عبيدٍ أَو أَهلٍ أَو جِيرةٍ إذا أصابه أَمر ابن سيده وحكى ابن الأَعرابي أَن الحَشَمَ واحدٌ وجمع قال يقال هذا الغلام حَشَمٌ لي فأُرى أَحْشاماً إنما هو جمع هذا لأَن جمع الجمع وجمع المفرد الذي هو في معنى الجمع غير كثير وحَشَمُ الرجل أَيضاً عياله وقرابته الأَزهري والحَشَمُ خَدَمُ الرجل وسُمُّوا بذلك لأنهم يغضبون له والحُشْمَةُ بالضم القرابة يقال فيهم حُشْمَةٌ أَي قرابة وهؤلاء أَحشامي أَي جيراني وأَضيافي وقال أَبو عمرو قال بعض العرب إنه لمُحْتَشمِ بأمري أَي مُهْتَمّ به وقال يونس له الحُشْمةُ الذِّمامُ وهي الحُشْمُ
( * قوله « وهي الحشم » وكذلك قوله بعد « الحشمة والحشم » كذا هو بضبط الأصل ) قال وبعضهم يقول الحُشْمَة والحَشَمُ وإِني لأَتَحَشَّمُ منه تَحَشُّماً أَي أَتَذَمَّمُ وأَستحي ابن الأَعرابي الحُشُمُ ذوو الحياء التام والحُسُمُ بالسين الأَطِبَّاء والحشم الاستحياء
( * قوله « والحشم الاستحياء » كذا بالأصل بدون ضبط وفي نسخة من التهذيب غير موثوق بها مضبوط بالتحريك لكن الذي في القاموس التحشم الاستحياء )
والحُشُمُ المماليك والحُشُم الأَتباع مماليكَ كانوا أَو أَحراراً وفي حديث الأَضاحي فشكَوْا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن لهم عيالاً وحَشَماً الحَشَمُ بالتحريك جماعة الإنسان اللاَّئذون به لخدمته والحُشومُ الإقبال بعد الهزال حَشَمَ يَحْشِمُ حُشوماً أَقبل بعد هزال ورجل حاشِمٌ وحَشَمَتِ الدوابُّ في أَول الربيع تَحْشِمُ حَشْماً وذلك إذا أَصابت منه شيئاً فصَلَحَتْ وسَمِنَتْ وعظمت بطونها وحَسُنَتْ وحَشَمَتِ الدوابُّ صاحَتْ وما حَشَمَ من طعامه شيئاً أَي ما أَكل وغَدَوْنا نُريغُ الصيد فما حَشَمْنا صافراً أَي ما أَصبنا يونس تقول العرب الحُسُومُ يورث الحُشُومَ قال والحُسُومُ الدُّؤُوب والحُشُوم الإعْياء وقال في قول مُزاحم فَعنَّتْ عُنوناً وهي صَغْواءُ ما بها ولا بالخَوافي الضَّارباتِ حُشُومُ أَي إعياء وقد حُشِم حَشْماً وقال الأَصمعي في يديه حُشُومٌ أي انقباض وروى البيت ولا بالخوافي الخافقاتِ حُشوم ورجل حَشِيمٌ أي مُحْتَشِمٌ

حصم
حَصَم بها يَحْصِم حَصْماً ضرطَ وخَصَّ بعضهم به الفَرس وأَنشد ابن بري فباسَتْ أَتانٌ باتَتِ الليلَ تَحْصِم والحَصُومُ الضَّرُوطُ يقال حَصَم بها ومَحَصَ بها وحَبَجَ بها وخَبَجَ بها بمعنى واحد والمِحْصَمَةُ مِدَقَّةُ الحديد قال والحَصْماءُ الأَتانُ الخَضَّافة وهي الضَّرَّاطة وانْحَصَمَ العُودُ انكسر قال ابن مقيل وبياضاً أَحْدثَتْهُ لِمّتي مثل عِيدانِ الحَصادِ المُنْحَصِمْ

حصرم
الحِصْرِمُ أَولُ العِنَب ولا يزال العنبُ ما دام أَخضر حِصْرِماً ابن سيده الحِصْرِمُ الثَّمر قبل النُّضج والحِصْرِمةُ بالهاء حبة العِنب حين تنبت عن أبي حنيفة وقال مرة إذا عَقَد حَبُّ العنب فهو حِصْرِمٌ الأَزهري الحِصْرِمُ حب العنب إذا صلب وهو حامض أَبو زيد الحِصْرِمُ حَشَفُ كلِّ شيء والحِصْرِمُ العَوْدَقُ وهي الحديدة التي يُخْرَجُ بها الدَّلْوُ ورَجل حِصْرِمٌ ومُحَصْرَمٌ ضَيِّقُ الخُلُقِ بخيل وقيل حِصْرِم فاحش ومُحَصْرَمٌ قليل الخير ويقال للرجل الضيق البخيل حِصْرِمٌ ومُحَصْرَمٌ وعطاء مُحَصْرَمٌ قليل وحَصْرَم قوسه شد وتَرَها والحَصْرَمَةُ شدة فتل الحبل والحَصْرَمةُ الشُّحُّ وشاعر مُحَصرَمٌ أَدرك الجاهلية والإسلام وهي مذكورة في الضاد وحَصْرَمَ القلمَ بَراهُ وحَصْرَمَ الإناءَ ملأَه عن أبي حنيفة الأَصمعي حَصْرَمْتُ القِربة إذا ملأْتها حتى تضيق وكل مُضَيَّق مُحَصْرَمٌ وزُبْدٌ مُحَصْرَمٌ وتَحَصْرَمَ الزُّبْدُ تفرق في شدة البرد فلم يجتمع

حصلم
الحِصْلِبُ والحِصْلِمُ التراب

حضجم
الحِضْجِمُ والحُضاجِمُ الجافي الغليظ اللحم وأَنشد ليس بمِبْطان ولا حُضاجِمِ

حضرم
الحَضْرَمِيَّةُ اللُّكْنَةُ وحَضْرَمَ في كلامه حَضْرَمةً لحن بالحاء وخالف بالإعراب عن وجه الصواب والحَضْرَمَةُ الخلط وشاعر مُحَضْرَمٌ وحَضْرَمَوْت موضع باليمن معروف ونعل حَضْرَمِيُّ إذا كان مُلَسَّناً ويقال لأَهل حَضْرَمَوْتَ الحَضارِمَةُ ويقال للعرب الذي يسكنون حَضْرَمَوْتَ من أهل اليمن الحَضارِمَةُ هكذا ينسبون كما يقولون المَهالِبَة والصَّقالِبَة وفي حديث مُصْعَب بن عُمَيْرٍ أنه كان يمشي في الحَضْرَمِيّ هو النعل المنسوبة إلى حَضْرَمَوْتَ المتَّخَذَة بها

حطم
الحَطْمُ الكسر في أي وجه كان وقيل هو كسر الشيء اليابس خاصَّةً كالعَظْم ونحوه حَطَمهُ يَحْطِمُهُ حَطْماً أي كسره وحَطَّمَهُ فانْحَطَم وتَحَطَّم والحطْمَةُ والحُطامُ ما تَحَطَّمَ من ذلك الأَزهري الحُطامُ ما تَكّسّرَ من اليَبيس والتَّحْطيمُ التكسير وصَعْدَةٌ حِطَمٌ كما قالوا كِسَرٌ كأَنهم جعلوا كل قطعة منها حِطْمةً قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ ماذا هُنالِكَ من أسْوانَ مُكْتَئِبٍ وساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ حِطَمِ وحُطامُ البَيْضِ قِشره قال الطرماح كأَنَّ حُطامَ قَيْضِ الصَّيْفِ فيه فَراشُ صَميمِ أَقْحافِ الشُّؤُونِ والحَطيمُ ما بقي من نبات عامِ أَوَّلَ ليُبْسِهِ وتَحَطُّمِهِ عن اللحياني الأَزهري عن الأصمعي إذا تَكَسَّرَ يَبيسُ البَقْل فهو حُطامٌ والحَطْمَةُ والحُطْمَةُ والحاطوم السنة الشديدة لأنها تَحْطِمُ كل شيء وقيل لا تسمى حاطوماً إلا في الجَدْب المتوالي وأصابتهم حَطْمَةٌ أي سنة وجَدْبٌ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ من حَطْمَةٍ أقْبَلَتْ حَتَّتْ لنا وَرَقاً نُمارِسُ العُودَ حتى يَنْبُت الوَرَقُ وفي حديث جعفر كنا نخرج سنة الحُطْمةِ هي الشديدة الجَدْبِ الجوهري وحَطْمَةُ السيل مثل طَحْمَتِه وهي دُفعَتُهُ والحَطِمُ المتكسر في نفسه ويقال للفرس إذا تَهَدَّمَ لطول عمره حَطِمٌ الأَزهري فرس حَطِمٌ إذا هُزِلَ وأَسَنَّ
( * قوله « وأسن » كذا في الأصل بالواو وفي التهذيب أو ) فضعف الجوهري ويقال حَطِمَتِ الدابةُ بالكسر أي أَسَنَّتْ وحَطَمَتْهُ السِّنُّ بالفتح حَطْماً ويقال فلان حَطَمَتْهُ السِّنُّ إذا أَسَنَّ وضعف وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت بعدما حَطَمْتُموه تعني النبي صلى الله عليه وسلم يقال حَطَمَ فلاناً أَهلُه إذا كَبِرَ فيهم كأَنهم بما حَمَّلُوه من أَثقالهم صَيَّروه شيخاً مَحْطوماً وحُطامُ الدنيا كلُّ ما فيها من مال يَفْنى ولا يبقى ويقال للهاضومِ حاطُومٌ وحَطْمَةُ الأَسَد في المال عَبْثُه وفَرْسُهُ لأنه يَحْطِمُه وأَسد حَطُومٌ يَحْطِمُ كلَّ شيء يَدُقُّه وكذلك ريح حَطُومٌ ولا تَحْطِمْ علينا المَرْتَعَ أي لا تَرْعَ عندنا فتفسد علينا المَرْعى ورجل حُطَمَةٌ كثير الأكل وإبل حُطَمَةٌ وغنم حُطَمَةٌ كثيرة تَحْطِمُ الأرض بخِفافِها وأَظْلافِها وتَحْطِمُ شجرها وبَقْلَها فتأْكله ويقال للعَكَرةِ من الإبل حُطَمَةٌ لأَنها تَحْطِمُ كل شيء وقال الأزهري لِحَطْمِها الكَلأَ وكذلك الغنم إذا كثرت ونار حُطَمَةٌ شديدة وفي التنزيل كَلاَّ ليُنْبَذَنَّ في الحُطَمَةِ الحُطَمَة اسم من أَسماء النار نعوذ بالله منها لأنها تَحْطِمُ ما تَلْقى وقيل الحُطَمَةُ باب من أَبواب جهنم وكلُّ ذلك من الحَطْمِ الذي هو الكسر والدق وفي الحديث أن هَرِمَ بن حَيَّان غضب على رجل فجعل يَتَحَطَّمُ عليه غَيْضاً أي يَتَلَظَّى ويتوقَّد مأْخوذاً من الحُطَمَة وهي النار التي تَحْطِمُ كل شيء وتجعله حُطاماً أي مُتَحَطِّماً متكسراً ورجل حُطَمٌ وحُطُمٌ لا يشبع لأنه يَحْطِمُ كل شيء قال قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ ورجل حُطَمٌ وحُطَمَةٌ إذا كان قليل الرحمة للماشية يَهْشِمُ بعضها ببعض وفي المَثَلِ شَرُّ الرِّعاءِ الحُطَمَةُ
( * قوله « وفي المثل شر الرعاء الحطمة » كونه مثلاً لا ينافي كونه حديثاً وكم من الاحاديث الصحيحة عدت في الأمثال النبوية قاله ابن الطيب محشي القاموس راداً به عليه وأقره الشارح ) ابن الأثير هو العنيفُ برعاية الإبل في السَّوْق والإيراد والإصْدارِ ويُلْقي بعضها على بعض ويَعْسِفُها ضَرَبَهُ مَثَلاً لِوالي السُّوءِ ويقال أَيضاً حُطَمٌ بلا هاء ومنه حديث عليّ رضي الله عنه كانت قريش إذا رأَتْهُ في حَرْب قالت احْذَرُوا الحُطَمَ احذروا القُطَمَ ومنه قول الحجاج في خطبته قد لَفّها الليلُ بسَوّاق حُطَم أي عَسُوف عنيفٍ والحُطَمَةُ من أَبنية المبالغة وهو الذي يَكْثُرُ منه الحَطْمُ ومنه سميت النار الحُطَمَةَ لأنها تَحْطِمُ كل شيء ومنه الحديث رأَيت جهنم يَحْطِمُ بعضها بعضاً الأَزهري الحُطَمةُ هو الراعي الذي لا يُمَكِّنُ رَعِيَّتَهُ من المراتع الخَصيبة ويقبضها ولا يَدَعُها تنتشر في المَرْعى وحُطَمٌ إذا كان عنيفاً كأنه يَحْطِمُها أي يكسرها إذا ساقها أو أسامها يَعْنُفُ بها وقال ابن بري في قوله قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاق حُطَمْ هو للحُطَمِ القَيْسِيّ ويروى لأبي زُغْبَة الخَزْرَجيّ يوم أُحُدٍ وفيها أنا أَبو زُغُبَةَ أَعْدو بالهَزَمْ لن تُمْنَعَ المَخْزاةُ إلاَّ بالأَلَمْ يَحْمِي الذِّمار خَزْرَجِيٌّ من جُشَمْ قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ الهَزَمُ من الاهتزام وهو شدة الصوت ويجوز أن يريد الهَزِيمة وقوله بسواق حطم أي رجل شديد السوق لها يَحْطِمُها لشدة سوقه وهذا مثل ولم يرد إبلاً يسوقها وإنما يريد أنه داهية متصرف قال ويروى البيت لرُشَيْد بن رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ من أَبيات باتوا نِياماً وابنُ هِنْدٍ لم يَنَمْ بات يقاسيها غلام كالزَّلَمْ خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ ليْسَ بِراعي إبِلٍ ولا غَنَمْ ولا بِجَزَّار على ظهر وَضَمْ ابن سيده وانْحَطَمَ الناسُ عليه تزاحموا ومنه حديث سَوْدَةَ إنها استأْذَنَتْ أن تدفع من مِنىً قبل حَطْمةِ الناس أي قبل أن يزدحموا ويَحْطِمَ بعضهم بعضاً وفي حديث توبة كعب بن مالك إذَنْ يَحْطِمُكم الناسُ أي يدوسونكم ويزدحمون عليكم ومنه سمي حَطيمُ مكة وهو ما بين الركن والباب وقيل هو الحِجْر المُخْرَجُ منها سمي به لأن البيت رُفِع وترك هو مَحْطوماً وقيل لأن العرب كانت تطرح فيه ما طافت به من الثياب فبقي حتى حُطِمَ بطول الزمان فيكون فَعيلاً بمعنى فاعل وفي حديث الفتح قال للعبَّاس احبس أَبا سُفْيانَ عند حَطْمِ الجَبَل قال ابن الأَثير هكذا جاءت في كتاب أبي موسى وقال حَطْمُ الجَبَل الموضع الذي حُطِمَ منه أي ثُلِمَ فَبقي منقطعاً قال ويحتمل أن يريد عند مَضِيقِ الجَبَل حيث يَزْحَمُ بعضهم بعضاً قال ورواه أَبو نصر الحميديّ في كتابه بالخاء المعجمة وفسرها في غريبه فقال الخَطْمُ والخَطْمَةُ أنف الجبل
( * قوله « والخطمة أنف الجبل » مضبوطة في نسخة النهاية بالفتح وفي نسخة الصحاح مضبوطة بالضم ) النادر منه قال والذي جاء في كتاب البخاري عند حَطْمِ الخَيْلِ هكذا مضبوطاً قال فإن صَحَّتِ الرِّوايةُ ولم يكن تحريفاً من الكَتَبَةِ فيكون معناه والله أعلم أنه يحبسه في الموضع المتضايق الذي تَتَحَطَّمُ فيه الخَيْلُ أي يدوس بعضها بعضاً فَيَزْحَمُ بعضُها بعضاً فيراها جميعها وتكثر في عينه بمرورها في ذلك الموضع الضيق وكذلك أَراد بحبسه عند خَطْمِ الجبل على شرحه الحميديّ فإن الأَنف النادر من الجبل يُضَيِّقُ الموضع الذي يخرج منه وقال ابن عباس الحَطِيمُ الجِدار بمعنى جدار الكعبة ابن سيده الحَطِيمُ حِجْرُ مكة مما يلي المِيزاب سُمِّيَ بذلك لانْحِطام الناس عليه وقيل لأنهم كانوا يحلفون عنده في الجاهلية فيَحْطِمُ الكاذِبَ وهو ضعيف الأزهري الحَطِيمُ الذي فيه المِرْزابُ وإنما سُمي حَطيماً لأن البيت رفع وترك ذلك مَحْطوماً وحَطِمَتْ حَطَماً هَزِلَتْ وماء حاطُومٌ مُمْرِئٌ والحُطَمِيَّةُ دروع تنسب إلى رجل كان يعملها وكان لعليّ رضي الله عنه درع يقال لها الحُطَمِيَّةُ وفي حديث زواج فاطمة رضي الله عنها أَنه قال لعليّ أَيْنَ دِرْعُكَ الحُطَمِيَّةُ ؟ هي التي تَحْطِمُ السيوف أي تكسرها وقيل هي العريضة الثقيلة وقيل هي منسوبة إلى بطْنٍ من عبد القيس يقال لهم حُطَمَةُ بنُ محاربٍ كانوا يعملون الدروع قال وهذا أَشبه الأَقوال ابن سيده وبنو حَطَْمَةَ بطنٌ

حظم
الأزهري قال أبو تراب
( * قوله « الازهري قال أبو تراب إلخ » عبارته أهمل الليث وجوهه وقال أبو تراب إلخ ) سمعت بعض بني سُلَيْمٍ يقول حَمَزَهُ وحمظهُ أي عصره وجاء به في باب الظاء والزاي

حقم
الحَقْمُ ضَرْبٌ من الطير يشبه الحمام وقيل هو الحمام يمانية والحَقِيمانِ مؤخر العينين مما يلي الصدْغَيْنِ

حكم
الله سبحانه وتعالى أَحْكَمُ الحاكمِينَ وهو الحَكِيمُ له الحُكْمُ سبحانه وتعالى قال الليث الحَكَمُ الله تعالى الأَزهري من صفات الله الحَكَمُ والحَكِيمُ والحاكِمُ ومعاني هذه الأَسماء متقارِبة والله أعلم بما أَراد بها وعلينا الإيمانُ بأَنها من أَسمائه ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى الحَكَمُ والحَكِيمُ وهما بمعنى الحاكِم وهو القاضي فَهو فعِيلٌ بمعنى فاعَلٍ أو هو الذي يُحْكِمُ الأَشياءَ ويتقنها فهو فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِلٍ وقيل الحَكِيمُ ذو الحِكمة والحَكْمَةُ عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم ويقال لمَنْ يُحْسِنُ دقائق الصِّناعات ويُتقنها حَكِيمٌ والحَكِيمُ يجوز أن يكون بمعنى الحاكِمِ مثل قَدِير بمعنى قادر وعَلِيمٍ بمعنى عالِمٍ الجوهري الحُكْم الحِكْمَةُ من العلم والحَكِيمُ العالِم وصاحب الحِكْمَة وقد حَكُمَ أي صار حَكِيماً قال النَّمِرُ بن تَوْلَب وأَبْغِض بَغِيضَكَ بُغْضاً رُوَيْداً إذا أنتَ حاوَلْتَ أن تَحْكُما أي إذا حاوَلتَ أن تكون حَكيِماً والحُكْمُ العِلْمُ والفقه قال الله تعالى وآتيناه الحُكْمَ صَبِيّاً أي علماف وفقهاً هذا لِيَحْيَى بن زَكَرِيَّا وكذلك قوله الصَّمْتُ حُكْمٌ وقليلٌ فاعِلُهْ وفي الحديث إنَّ من الشعر لحُكْماً أي إِن في الشعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل والسَّفَهِ ويَنهى عنهما قيل أراد بها المواعظ والأمثال التي ينتفع الناس بها والحُكْمُ العِلْمُ والفقه والقضاء بالعدل وهو مصدر حَكَمَ يَحْكُمُ ويروى إن من الشعر لحِكْمَةً وهو بمعنى الحُكم ومنه الحديث الخِلافةُ في قُرَيش والحُكْمُ في الأنصار خَصَّهُم بالحُكْمِ لأن أكثر فقهاء الصحابة فيهم منهم مُعاذُ ابن جَبَلٍ وأُبَيّ بن كَعْبٍ وزيد بن ثابت وغيرهم قال الليث بلغني أنه نهى أن يُسَمَّى الرجلُ حكِيماً
( * قوله « أن يسمى الرجل حكيماً » كذا بالأصل والذي في عبارة الليث التي في التهذيب حكماً بالتحريك ) قال الأزهري وقد سَمَّى الناسُ حَكيماً وحَكَماً قال وما علمتُ النَّهي عن التسمية بهما صَحيحاً ابن الأثير وفي حديث أبي شُرَيْحٍ أنه كان يكنى أبا الحَكَمِ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن الله هو الحَكَمُ وكناه بأَبي شُرَيْحٍ وإنما كَرِه له ذلك لئلا يُشارِكَ الله في صفته وقد سَمّى الأَعشى القصيدة المُحْكمَةَ حَكِيمَةً فقال وغَريبَةٍ تأْتي المُلوكَ حَكِيمَةٍ قد قُلْتُها ليُقالَ من ذا قالَها ؟ وفي الحديث في صفة القرآن وهو الذِّكْرُ الحَكِيمُ أي الحاكِمُ لكم وعليكم أو هو المُحْكَمُ الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَلٍ أُحْكِمَ فهو مُحْكَمٌ وفي حديث ابن عباس قرأْت المُحْكَمَ على عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد المُفَصَّلَ من القرآن لأنه لم يُنْسَخْ منه شيء وقيل هو ما لم يكن متشابهاً لأنه أُحْكِمَ بيانُه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره والعرب تقول حَكَمْتُ وأَحْكَمْتُ وحَكَّمْتُ بمعنى مَنَعْتُ ورددت ومن هذا قيل للحاكم بين الناس حاكِمٌ لأنه يَمْنَعُ الظالم من الظلم وروى المنذري عن أَبي طالب أنه قال في قولهم حَكَمَ الله بيننا قال الأصمعي أصل الحكومة رد الرجل عن الظلم قال ومنه سميت حَكَمَةُ اللجام لأَنها تَرُدُّ الدابة ؟ ومنه قول لبيد أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ من عَوْراتِها كلَّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِهَ صَلّ والجِنْثِيُّ السيف المعنى رَدَّ السيفُ عن عَوْراتِ الدِّرْعِ وهي فُرَجُها كلَّ حِرْباءٍ وقيل المعنى أَحْرَزَ الجِنثيُّ وهو الزَّرَّادُ مساميرها ومعنى الإحْكامِ حينئذ الإحْرازُ قال ابن سيده الحُكْمُ القَضاء وجمعه أَحْكامٌ لا يكَسَّر على غير ذلك وقد حَكَمَ عليه بالأمر يَحْكُمُ حُكْماً وحُكومةً وحكم بينهم كذلك والحُكْمُ مصدر قولك حَكَمَ بينهم يَحْكُمُ أي قضى وحَكَمَ له وحكم عليه الأزهري الحُكْمُ القضاء بالعدل قال النابغة واحْكمْ كحكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ إذ نَظَرَتْ إلى حَمامٍ سِراعٍ وارد الثَّمَدِ
( * قوله « حمام سراع » كذا هو في التهذيب بالسين المهملة وكذلك في نسخة قديمة من الصحاح وقال شارح الديوان ويروى أيضاً شراع بالشين المعجمة أي مجتمعة )
وحكى يعقوب عن الرُّواةِ أن معنى هذا البيت كُنْ حَكِيماً كفتاة الحي أي إذا قلت فأَصِبْ كما أصابت هذه المرأَة إذ نظَرَتْ إلى الحمامِ فأَحْصَتْها ولم تُخْطِئ عددها قال ويَدُلُّكَ على أن معنى احْكُمْ كُنْ حَكِيماً قولُ النَّمر بن تَوْلَب إذا أنتَ حاوَلْتَ أن تَحْكُما يريد إذا أَردت أن تكون حَكِيماً فكن كذا وليس من الحُكْمِ في القضاء في شيء والحاكِم مُنَفّذُ الحُكْمِ والجمع حُكّامٌ وهو الحَكَمُ وحاكَمَهُ إلى الحَكَمِ دعاه وفي الحديث وبكَ حاكَمْتُ أي رَفَعْتُ الحُكمَ إليك ولا حُكْمَ إلا لك وقيل بكَ خاصمْتُ في طلب الحُكْمِ وإبطالِ من نازَعَني في الدِّين وهي مفاعلة من الحُكْمِ وحَكَّمُوهُ بينهم أمروه أن يَحكمَ ويقال حَكَّمْنا فلاناً فيما بيننا أي أَجَزْنا حُكْمَهُ بيننا وحَكَّمَهُ في الأمر فاحْتَكَمَ جاز فيه حُكْمُه جاء فيه المطاوع على غير بابه والقياس فَتَحَكَّمَ والاسم الأُحْكُومَةُ والحُكُومَةُ قال ولَمِثْلُ الذي جَمَعْتَ لرَيْبِ ال دَّهْرِ يَأْبى حُكومةَ المُقْتالِ يعني لا يَنْفُذُ حُكومةُ من يَحْتَكِمُ عليك من الأَعداء ومعناه يأْبى حُكومةَ المُحْتَكِم عليك وهو المُقْتال فجعل المُحْتَكِمَ المُقْتالَ وهو المُفْتَعِلُ من القول حاجة منه إلى القافية ويقال هو كلام مستعمَلٌ يقال اقْتَلْ عليَّ أي احْتَكِمْ ويقال حَكَّمْتُه في مالي إذا جعلتَ إليه الحُكْمَ فيه فاحْتَكَمَ عليّ في ذلك واحْتَكَمَ فلانٌ في مال فلان إذا جاز فيه حُكْمُهُ والمُحاكَمَةُ المخاصمة إلى الحاكِمِ واحْتَكَمُوا إلى الحاكِمِ وتَحاكَمُوا بمعنى وقولهم في المثل في بيته يُؤْتَى الحَكَمُ الحَكَمُ بالتحريك الحاكم وأَنشد ابن بري أَقادَتْ بَنُو مَرْوانَ قَيْساً دِماءَنا وفي الله إن لم يَحْكُمُوا حَكَمٌ عَدْلُ والحَكَمَةُ القضاة والحَكَمَةُ المستهزئون ويقال حَكَّمْتُ فلاناً أي أطلقت يده فيما شاء وحاكَمْنا فلاناً إلى الله أي دعوناه إلى حُكْمِ الله والمُحَكَّمُ الشاري والمُحَكَّمُ الذي يُحَكَّمُ في نفسه قال الجوهري والخَوارِج يُسَمَّوْنَ المُحَكِّمَةَ لإنكارهم أمر الحَكَمَيْن وقولِهِمْ لا حُكْم إلا لله قال ابن سيده وتحْكِيمُ الحَرُوريَّةِ قولهم لا حُكْمَ إلا الله ولا حَكَمَ إلا اللهُ وكأَن هذا على السَّلْبِ لأَنهم ينفون الحُكْمَ قال فكأَني وما أُزَيِّنُ منها قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَّحْكيما
( * قوله « وما أزين » كذا في الأصل والذي في المحكم مما أزين )
وقيل إنما بدءُ ذلك في أمر عليّ عليه السلام ومعاوِيةَ والحَكَمان أَبو موسى الأَشعريُّ وعمرو ابن العاص وفي الحديث إن الجنة للمُحَكّمين ويروى بفتح الكاف وكسرها فالفتح هم الذين يَقَعُون في يد العدو فيُنَحيَّرُونَ بين الشِّرْك والقتل فيختارون القتل قال الجوهري هم قوم من أَصحاب الأُخْدودِ فُعِل بهم ذلك حُكِّمُوا وخُيِّروا بين القتل والكفر فاختاروا الثَّبات على الإسلام مع القتل قال وأما الكسر فهو المُنْصِفُ من نفسه قال ابن الأَثير والأَول الوجه ومنه حديث كعب إن في الجنة داراً ووصفها ثم قال لا يَنْزِلُها إلا نبي أو صِدِّيق أو شَهيد أو مُحَكَّمٌّ في نفسه ومُحَكَّم اليَمامَةِ رجل قتله خالد بن الوليد يوم مُسَيْلِمَةَ والمْحَكَّمُ بفتح الكاف
( * قوله « والمحكم بفتح الكاف إلخ » كذا في صحاح الجوهري وغلطه صاحب القاموس وصوب أنه بكسر الكاف كمحدث قال ابن الطيب محشيه وجوز جماعة الوجهين وقالوا هو كالمجرب فانه بالكسر الذي جرب الأمور وبالفتح الذي جربته الحوادث وكذلك المحكم بالكسر حكم الحوادث وجربها وبالفتح حكمته وجربته فلا غلط ) الذي في شعر طَرَفَةَ إذ يقول ليت المُحَكَّمَ والمَوْعُوظَ صوتَكُما تحتَ التُّرابِ إذا ما الباطِلُ انْكشفا
( * قوله « ليت المحكم إلخ » في التكملة ما نصه يقول ليت أني والذي يأمرني بالحكمة يوم يكشف عني الباطل وأدع الصبا تحت التراب ونصب صوتكما لأنه أراد عاذليّ كفّا صوتكما )
هو الشيخ المُجَرّبُ المنسوب إلى الحِكْمة والحِكْمَةُ العدل ورجل حَكِيمٌ عدل حكيم وأَحْكَمَ الأَمر أتقنه وأَحْكَمَتْه التجاربُ على المَثَل وهو من ذلك ويقال للرجل إذا كان حكيماً قد أَحْكَمَتْه التجارِبُ والحكيم المتقن للأُمور واستعمل ثعلب هذا في فرج المرأَة فقال المكَثَّفَة من النساء المحكمة الفرج وهذا طريف جدّاً الأزهري وحَكَمَ الرجلُ يَحْكُمُ حُكْماً إذا بلغ النهاية في معناه مدحاً لازماً وقال مرقش يأْتي الشَّبابُ الأَقْوَرينَ ولا تَغْبِطْ أَخاك أن يُقالَ حَكَمْ أي بلغ النهاية في معناه أبو عدنان اسْتَحْكَمَ الرجلُ إذا تناهى عما يضره في دِينه أو دُنْياه قال ذو الرمة لمُسْتَحْكِمٌ جَزْل المُرُوءَةِ مؤمِنٌ من القوم لا يَهْوى الكلام اللَّواغِيا وأَحْكَمْتُ الشيء فاسْتَحْكَمَ صار مُحْكَماً واحْتَكَمَ الأمرُ واسْتَحْكَمَ وثُقَ الأَزهري وقوله تعالى كتاب أُحْكِمَتْ آياته فُصِّلَتْ من لَدُنْ حَكيم خبير فإن التفسير جاء أُحْكِمَتْ آياته بالأمر والنهي والحلالِ والحرامِ ثم فُصِّلَتْ بالوعد والوعيد قال والمعنى والله أعلم أن آياته أُحْكِمَتْ وفُصِّلَتْ بجميع ما يحتاج إليه من الدلالة على توحيد الله وتثبيت نبوة الأنبياء وشرائع الإسلام والدليل على ذلك قول الله عز وجل ما فرَّطنا في الكتاب من شيء وقال بعضهم في قول الله تعالى الر تلك آيات الكتاب الحَكِيم إنه فَعِيل بمعنى مُفْعَلٍ واستدل بقوله عز وجل الر كتاب أُحْكِمَتْ آياته قال الأزهري وهذا إن شاء الله كما قِيل والقرآنُ يوضح بعضُه بعضاً قال وإنما جوزنا ذلك وصوبناه لأَن حَكَمْت يكون بمعنى أَحْكَمْتُ فَرُدَّ إلى الأصل والله أعلم وحَكَمَ الشيء وأَحْكَمَهُ كلاهما منعه من الفساد قال الأزهري وروينا عن إبراهيم النخعي أنه قال حَكِّم اليَتيم كما تُحكِّمُ ولدك أي امنعه من الفساد وأصلحه كما تصلح ولدك وكما تمنعه من الفساد قال وكل من منعته من شيء فقد حَكَّمْتَه وأحْكَمْتَهُ قال ونرى أن حَكَمَة الدابة سميت بهذا المعنى لأنها تمنع الدابة من كثير من الجَهْل وروى شمرٌ عن أبي سعيد الضّرير أنه قال في قول النخعي حَكِّمِ اليَتيم كما تُحكِّمُ ولدك معناه حَكِّمْهُ في ماله ومِلْكِه إذا صلح كما تُحكِّمُ ولدك في مِلْكِه ولا يكون حَكَّمَ بمعنى أَحْكَمَ لأنهما ضدان قال الأَزهري وقول أبي سعيد الضرير ليس بالمرضي ابن الأَعرابي حَكَمَ فلانٌ عن الأمر والشيء أي رجع وأَحْكَمْتُه أنا أي رَجَعْتُه وأَحْكَمه هو عنه رَجَعَهُ قال جرير أَبَني حنيفةَ أَحْكِمُوا سُفَهاءَكم إني أَخافُ عليكمُ أَن أَغْضَبا أي رُدُّوهم وكُفُّوهُمْ وامنعوهم من التعرّض لي قال الأَزهري جعل ابن الأعرابي حَكَمَ لازماً كما ترى كما يقال رَجَعْتُه فرَجَع ونَقَصْتُه فنَقَص قال وما سمعت حَكَمَ بمعنى رَجَعَ لغير ابن الأَعرابي قال وهو الثقة المأْمون وحَكَمَ الرجلَ وحَكَّمَه وأَحْكَمَهُ منعه مما يريد وفي حديث ابن عباس كان الرجل يَرِثُ امرأَةً ذاتَ قاربة فيَعْضُلُها حتى تموتَ أو تَرُدَّ إليه صداقها فأَحْكَمَ الله عن ذلك ونهى عنه أي مَنَعَ منه يقال أَحْكَمْتُ فلاناً أي منعته وبه سُمِّيَ الحاكمُ لأنه يمنع الظالم وقيل هو من حَكَمْتُ الفَرسَ وأَحْكَمْتُه وحَكَّمْتُه إذا قَدَعْتَهُ وكَفَفْتَه وحَكَمْتُ السَّفِيه وأَحْكَمْتُه إذا أَخذت على يده ومنه قول جرير أَبَني حنيفة أحْكِمُوا سُفهاءكم وحَكَمَةُ اللجام ما أَحاط بحَنَكَي الدابة وفي الصحاح بالحَنَك وفيها العِذاران سميت بذلك لأنها تمنعه من الجري الشديد مشتق من ذلك وجمعه حَكَمٌ وفي الحديث وأَنا آخذ بحَكَمَة فرسه أي بلجامه وفي الحديث ما من آدميّ إلا وفي رأْسه حَكَمَةٌ وفي رواية في رأْس كل عبد حَكَمَةٌ إذا هَمَّ بسيئةٍ فإن شاء الله تعالى أن يَقْدَعَه بها قَدَعَه والحَكَمَةُ حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس وحَنَكِهِ تمنعه عن مخالفة راكبه ولما كانت الحَكَمَة تأْخذ بفم الدابة وكان الحَنَكُ متَّصلاً بارأْس جعلها تمنع من هي في رأْسه كما تمنع الحَكَمَةُ الدابة وحَكَمَ الفرسَ حَكْماً وأَحْكَمَهُ بالحَكَمَةِ جعل للجامه حَكَمَةً وكانت العرب تتخذها من القِدِّ والأَبَقِ لأن قصدهم الشجاعةُ لا الزينة قال زهير القائد الخَيْلَ مَنْكوباً دوائرُها قد أُحْكِمَتْ حَكَمات القِدِّ والأَبَقا يريد قد أُحْكِمَتْ بحَكَماتِ القِدِّ وبحَكَماتِ الأَبَقِ فحذف الحَكَمات وأَقامَ الأَبَقَ مكانها ويروى مَحْكومَةً حَكَماتِ القِدِّ والأبَقا على اللغتين جميعاً قال أبو الحسن عَدَّى قد أُحْكِمَتْ لأن فيه معنى قُلِّدَتْ وقُلِّدَتْ متعدّية إلى مفعولين الأزهري وفرس مَحْكومةٌ في رأْسها حَكَمَةٌ وأنشد مَحْكومة حَكَمات القِدِّ والأبقا وقد رواه غيره قد أُحْكِمَتْ قال وهذا يدل على جواز حَكَمْتُ الفرس وأَحْكَمْتُه بمعنى واحد ابن شميل الحَكَمَةُ حَلْقَةٌ تكون في فم الفرس وحَكََمَةُ الإنسان مقدم وجهه ورفع الله حَكَمَتَةُ أي رأْسه وشأْنه وفي حديث عمر إن العبد إذا تواضع رفع اللهُ حَكَمَتَهُ أي قدره ومنزلته يقال له عندنا حَكَمَةٌ أي قدر وفلان عالي الحَكَمَةِ وقيل الحَكَمَةُ من الإنسان أسفل وجهه مستعار من موضع حَكَمَةِ اللجام ورَفْعُها كناية عن الإعزاز لأَن من صفة الذَّليل تنكيسَ رأْسه وحَكَمة الضائنة ذَقَنُها الأزهري وفي الحديث في أَرْش الجِراحات الحُكومَةُ ومعنى الحُكومة في أَرش الجراحات التي ليس فيها دِيَةٌ معلومة أن يُجْرَحَ الإنسانُ في موضع في بَدَنه يُبْقِي شَيْنَهُ ولا يُبْطِلُ العُضْوَ فيَقْتاس الحاكم أَرْشَهُ بأن يقول هذا المَجْروح لو كان عبداً غير مَشينٍ هذا الشَّيْنَ بهذه الجِراحة كانت قيمتُه ألفَ دِرْهمٍ وهو مع هذا الشين قيمتُه تِسْعُمائة درهم فقد نقصه الشَّيْنُ عُشْرَ قيمته فيجب على الجارح عُشْرُ دِيَتِه في الحُرِّ لأن المجروح حُرٌّ وهذا وما أَشبهه بمعنى الحكومة التي يستعملها الفقهاء في أَرش الجراحات فاعْلَمْه وقد سَمَّوْا حَكَماً وحُكَيْماً وحَكِيماً وحَكّاماً وحُكْمان وحَكَمٌ أبو حَيٍّ من اليمن وفي الحديث شَفاعَتي لأهل الكبائر من أُمتي حتى حَكَم وحاءَ وهما قبيلتان جافِيتان من وراء رمل يَبرين

حلم
الحُلْمُ والحُلُم الرُّؤْيا والجمع أَحْلام يقال حَلَمَ يَحْلُمُ إذا رأَى في المَنام ابن سيده حَلَمَ في نومه يَحْلُمُ حُلُماً واحْتَلَم وانْحَلَمَ قال بشر بن أبي خازم أَحَقٌّ ما رأَيتَ أمِ احْتِلامُ ؟ ويروى أم انْحِلامُ وتَحَلَّمَ الحُلْمَ استعمله وحَلَمَ به وحَلَمَ عنه وتَحَلَّم عنه رأَى له رُؤْيا أو رآه في النوم وفي الحديث من تَحَلَّم ما لم يَحْلُمْ كُلِّفَ أنْ يَعقِدَ بين شَعيرتين أي قال إنه رأى في النوم ما لم يَرَهُ وتَكَلَّفَ حُلُماً لم يَرَه يقال حَلَم بالفتح إذا رأَى وتَحَلَّم إذا ادعى الرؤْيا كاذباً قال فإن قيل كَذِبُ الكاذِبِ في منامِه لا يزيد على كَذبه في يَقَظَتِه فلِمَ زادَتْ عُقوبته ووعيده وتَكليفه عَقْدَ الشعيرتين ؟ قيل قد صح الخَبَرُ أَن الرؤيا الصادقة جُزْءٌ من النُّبُوَّة والنبوةُ لا تكون إلاَّ وَحْياً والكاذب في رؤياه يَدَّعِي أن الله تعالى أراه ما لم يُرِهِ وأَعطاه جزءاً من النبوة ولم يعطه إياه والكذِبُ على الله أَعظم فِرْيَةً ممن كذب على الخلق أو على نفسه والحُلْمُ الاحتلام أيضاً يجمع على الأحْلامِ وفي الحديث الرؤيا من الله والحُلْمُ من الشيطان والرؤيا والحُلْمُ عبارة عما يراه النائم في نومه من الأَشياء ولكن غَلَبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن وغلب الحُلْمُ على ما يراه من الشر والقبيح ومنه قوله أَضْغاثُ أَحْلامٍ ويُستعمل كلُّ واحد منهما موضع الآخر وتُضَم لامُ الحُلُمِ وتسكن الجوهري الحُلُمُ بالضم ما يراه النائم وتقول حَلَمْتُ بكذا وحَلَمْتُه أيضاً قال فَحَلَمْتُها وبنُو رُفَيْدَةَ دونها لا يَبْعَدَنَّ خَيالُها المَحْلُومُ
( * هذا البيت للأخطل )
ويقال قد حَلَم الرجلُ بالمرأَة إذا حَلَم في نومه أنه يباشرها قال وهذا البيت شاهد عليه وقال ابن خالوَيْه أَحْلامُ نائمٍ ثِيابٌ غِلاظٌ
( * قوله « أحلام نائم ثياب غلاظ » عبارة الأساس وهذه أحلام نائم للأماني الكاذبة ولأهل المدينة ثياب غلاظ مخططة تسمى أحلام نائم قال
تبدلت بعد الخيزران جريدة ... وبعد ثياب الخز أحلام نائم
يقول كبرت فاستبدلت بقدّ في لين الخيزران قدّاً في يبس الجريدة وبجلد في لين الخز جلداً في خشونة هذه الثياب ) والحُلْم والاحْتِلامُ الجِماع ونحوه في النوم والاسم الحُلُم وفي التنزيل العزيز لم يبلغوا الحُلُمَ والفِعْل كالفِعْل وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر مُعاذاً أن يأْخذ من كل حالِمٍ ديناراً يعني الجزية قال أَبو الهيثم أراد بالحالِمِ كلَّ من بَلَغَ الحُلُمَ وجرى عليه حُكْمُ الرجال احتَلَمَ أو لم يَحْتَلِم وفي الحديث الغُسْلُ يومَ الجمعة واجب على كل حالِمٍ إنما هو على من بلغ الحُلُم أي بلغ أن يَحْتَلم أو احْتَلَم قبل ذلك وفي رواية مُحْتَلِمٍ أي بالغ مُدْرِك والحِلْمُ بالكسر الأَناةُ والعقل وجمعه أَحْلام وحُلُومٌ وفي التنزيل العزيز أمْ تَأْمُرُهُم أَحْلامُهم بهذا قال جرير هَلْ مِنْ حُلُومٍ لأَقوامٍ فَتُنْذِرَهُم ما جَرَّبَ الناسُ من عَضِّي وتَضْرِيسي ؟ قال ابن سيده وهذا أحد ما جُمِعَ من المصادر وأَحْلامُ القوم حُلَماؤهم ورجل حَلِيمٌ من قوم أَحْلامٍ وحُلَماء وحَلُمَ بالضم يحْلُم حِلْماً صار حَليماً وحلُم عنه وتَحَلَّم سواء وتَحَلَّم تكلف الحِلْمَ قال تَحَلَّمْ عن الأدْنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهم ولن تستطيعَ الحِلْمَ حتى تَحَلَّما وتَحالَم أَرَى من نفسه ذلك وليس به والحِلْم نقيضُ السَّفَه وشاهدُ حَلُمَ الرجُلُ بالضم قولُ عبد الله بن قَيْس الرُّقَيَّات مُجَرَّبُ الحَزْمِِ في الأُمورِ وإن خَفَّتْ حُلُومٌ بأَهلِها حَلُمَا وحَلَّمه تَحليماً جعله حَلِيماً قال المُخَبَّل السعدي ورَدُّوا صُدورَ الخَيْل حتى تَنَهْنَهَتْ إلى ذي النُّهَى واسْتَيْدَهُوا للمُحَلِّمِ أي أَطاعوا الذي يأْمرهم بالحِلْمِ وقيل
( * قوله « أي أطاعوا الذي يأمرهم بالحلم وقيل إلخ » هذه عبارة المحكم والمناسب أن يقول أي أطاعوا من يعلمهم الحلم كما في التهذيب ثم يقول وقيل حلمه أمره بالحلم وعليه فمعنى البيت أطاعوا الذي يأمرهم بالحلم ) حَلَّمه أمره بالحِلْمِ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجماعة لِيَلِيَنِّي منكم أُولوا الأَحْلام والنُّهَى أي ذوو الألباب والعقول واحدها حِلْمٌ بالكسر وكأَنه من الحِلْم الأَناة والتثبُّت في الأُمور وذلك من شِعار العقلاء وأَحْلَمَت المرأَةُ إذا ولدت الحُلَماء والحَلِيمُ في صفة الله عز وجل معناه الصَّبور وقال معناه أنه الذي لا يسْتَخِفُّهُ عِصْيان العُصاة ولا يستفِزّه الغضب عليهم ولكنه جعل لكل شيءٍ مِقْداراً فهو مُنْتَهٍ إليه وقوله تعالى إنك لأنت الحَلِيمُ الرَّشِيدُ قال الأَزهري جاء في التفسير أَنه كِنايةٌ عن أَنهم قالوا إنك لأَنتَ السَّفِيهُ الجاهل وقيل إنهم قالوه على جهة الاستهزاء قال ابن عرفة هذا من أَشدّ سِباب العرب أن يقول الرجل لصاحبه إذا استجهله يا حَلِيمُ أَي أنت عند نفسك حَلِيمٌ وعند الناس سَفِيهٌ ومنه قوله عز وجل ذُقْ إنك أنت العزيز الكريم أي بزعمك وعند نفسك وأَنتَ المَهِينُ عندنا ابن سيده الأَحْلامُ الأَجسام قال لا أعرف واحدها والحَلَمَةُ الصغيرة من القِرْدانِ وقيل الضخم منها وقيل هو آخر أَسنانها والجمع الحَلَمُ وهو مثل العَلّ ؟ ؟ وفي حديث ابن عمر أَنه كان يَنْهَى أن تُنْزَع الحَلَمَةُ عن دابته الحَلَمَةُ بالتحريك القرادة الكبيرة وحَلِمَ البعيرُ حَلَماً فهو حَلِمٌ كثر عليه الحَلَمُ وبعِير حَلِمٌ قد أفسده الحَلَمُ من كثرتها عليه الأصمعي القرادُ أَوّل ما يكونُ صغيراً قَمْقامَةٌ ثم يصير حَمْنانةً ثم يصير قُراداً ثم حَلَمَة وحَلَّمْتُ البعير نزعت حَلَمَهُ ويقال تَحَلَّمَتِ القِرْبةُ امتلأت ماء وحَلَّمْتُها ملأْتها وعَناقٌ حَلِمة وتِحْلِمَةٌ
( * قوله « وعناق حلمة وتحلمة » كذا هو مضبوط في المحكم بالرفع على الوصفية وبكسر التاء الأولى من تحملمة وفي التكملة مضبوط بكسر تاء تحلمة والجر بالاضافة وكذا فيما يأتي من قوله وجماعة تحلمة تحالم ) قد أَفسد جلدَها الحَلَمُ والجمع الحُلاَّمُ وحَلَّمَهُ نزع عنه الحَلَمَ وخصصه الأزهري فقال وحَلَّمْتُ الإبل أخذت عنها الحَلَم وجماعة تِحْلِمَةٌ تَحالِمُ قد كثر الحَلَمُ عليها والحَلَمُ بالتحريك أن يَفْسُد الإهابُ في العمل ويقعَ فيه دود فيَتَثَقَّبَ تقول منه حَلِمَ بالكسر والحَلَمَةُ دودة تكون بين جلد الشاة الأَعلى وجلدها الأسفل وقيل الحَلَمةُ دودة تقع في الجلد فتأْكله فإذا دُبغَ وَهَي موضعُ الأَكل فبقي رقيقاً والجمع من ذلك كلِّه حَلَمٌ تقول منه تَعَيَّب الجلدُ وحَلِمَ الأَديمُ يَحْلَمُ حَلَماً قال الوَليد بن عُقْبَةَ ابن أبي عُقْبَةَ
( * قوله « عقبة بن أبي عقبة » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس عقبة بن أبي معيط اه ومثله في القاموس في مادة م ع ط ) من أبيات يَحُضُّ فيها مُعاوية على قتال عليّ عليه السلام ويقول له أنتَ تسعى في إصلاح أمر قد تمَّ فسادُه كهذه المرأَة التي تَدْبُغُ الأَديم الحَلِمَ الذي وقعت فيه الحَلَمَةُ فنَقَّبَته وأفسدته فلا ينتفع به أَلا أَبْلِغْ معاوِيةَ بنَ حَرْبٍ بأَنَّكَ من أَخي ثِقَةٍ مُلِيمُ قطعتَ الدَّهْرَ كالسَّدِم المُعَنَّى تُهَدِّرُ في دِمَشْق وما تَرِيمُ فإنَّكَ والكتابَ إلى عليٍ كدابِغةٍ وقد حَلِمَ الأَدِيمُ لكَ الوَيْلاتُ أقْحِمْها عليهم فخير الطالِبي التِّرَةِ الغَشُومُ فقَوْمُكُ بالمدينة قد تَرَدَّوْا فَهُمْ صَرْعى كأَنَّهُمُ الهَشِيمُ فلو كنتَ المُصابَ وكان حَيّاً تَجَرَّدَ لا أَلَفُّ ولا سَؤْومُ يُهَنِّيكَ الإمارةَ كلُّ رَكْبٍ من الآفاق سَيْرُهُمُ الرَّسِيمُ ويروى يُهَنِّيك الإمارةَ كلُّ ركبٍ لانْضاءِ الفِراقِ بهم رَسِيمُ قال أبو عبيد الحَلَمُ أن يقع في الأَديم دوابُّ فلم يَخُصَّ الحَلَم قال ابن سيده وهذا منه إغفال وأَديم حَلِمٌ وحَلِيم أَفسده الحَلَمُ قبل أن يسلخ والحَلَمَةُ رأْس الثَّدْي وهما حَلَمتان وحَلَمَتا الثَّدْيَيْن طَرَفاهما والحَلَمَةُ الثُّؤْلول الذي في وسط الثَّدْيِ وتَحَلَّم المالُ سمن وتَحَلَّم الصبيُّ والضَّبُّ واليَرْبوع والجُرَذ والقُراد أقبل شحمه وسَمن واكتنز قال أوس بن حَجَر لحَيْنَهُمُ لَحْيَ العَصا فطرَدْنَهُمْ إلى سَنةٍ قِرْدانُها لم تَحَلَّمِ ويروى لحَوْنَهم ويروى جِرْذانها وأما أَبو حنيفة فخص به الإنسان والحَلِيم الشحم المقبل وأَنشد فإن قَضاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعَةً من المُخِّ في أَنقاءِ كلِّ حَلِيم وقيل الحَلِيمُ هنا البعير المُقْبِلُ السِّمَنِ فهو على هذا صفة قال ابن سيده ولا أعرف له فعلاً إلاَّ مَزيداً وبعير حَلِيمٌ أي سمين ومُحَلِّم في قول الأعشى ونحن غداةَ العَيْنِ يومَ فُطَيْمةٍ مَنَعْنا بني شَيْبان شُرْبَ مُحَلِّمِ هو نهر يأْخذ من عين هَجَرَ قال لبيد يصف ظُعُناً ويشبهها بنخيل كَرَعَتْ في هذا النهر عُصَبٌ كَوارِعُ في خَليج مُحَلِّمٍ حَمَلَت فمنها مُوقَرٌ مكْمومُ وقيل مُحَلِّمٌ نهر باليمامة قال الشاعر فَسِيلٌ دنا جَبَّارُه من مُحَلِّمٍ وفي حديث خزيمة وذكر السنة وبَضَّت الحَلَمَةُ أَي دَرَّتْ حَلَمةُ الثدي وهي رأْسه وقيل الحَلَمةُ نبات ينبت في السهل والحديثُ يحتملهما وفي حديث مكحول في حَلَمَةِ ثدي المرأَة رُبع دِيَتِها وقَتيلٌ حُلاَّمٌ ذهب باطلاً قال مُهَلْهِلٌ كلُّ قتيلٍ في كُلَيْبٍ حُلاَّمْ حتى ينال القَتْلُ آل هَمّامْ والحُلامُ والحُلاَّمُ ولد المعز وقال اللحياني هو الجَدْيُ والحَمَلُ الصغير يعني بالحمل الخروفَ والحُلاَّمُ الجدي يؤخذ من بطن أُمه قال الأصمعي الحُلاَّمُ والحُلاَّنُ بالميم والنون صغار الغنم قال ابن بري سمي الجدي حُلاَّماً لملازمته الحَلَمَةَ يرضعها قال مُهَلْهِلٌ كل قتيل في كليب حُلاَّمْ ويروى حُلاّن والبيتُ الثاني حتى ينال القتلُ آل شَيْبانْ يقول كلُّ من قُتِلَ من كُلَيْبٍ ناقصٌ عن الوفاء به إلا آل همام أو شيبان وفي حديث عمر أنه قَضى في الأَرْنَب يقتلُه المُحْرِمُ بحُلاَّم جاء تفسيره في الحديث أنه هو الجَدْيُ وقيل يقع على الجَدْي والحَمَل حين تضعه أُمّه ويروى بالنون والميم بدل منها وقيل هو الصغير الذي حَلَّمهُ الرَّضاعُ أي سَمَّنَهُ فتكون الميم أَصلية قال أَبو منصور الأصل حُلاَّن وهو فُعْلان من التحليل فقلبت النونُ ميماً وقال عَرّام الحُلاَّنُ ما بَقَرْتَ عنه بطن أُمه فوجدته قد حَمَّمَ وشَعَّرَ فإن لم يكن كذلك فهو غَضِينٌ وقد أَغْضَنَتِ الناقةُ إذا فعلت ذلك وشاة حَلِيمةٌ سمينة ويقال حَلَمْتُ خَيالَ فلانة فهو مَحْلُومٌ وأَنشد بيت الأخطل لا يَبْعَدَنَّ خيالُها المَحْلُوم والحالُوم بلغة أَهل مصر جُبْنٌ لهم الجوهري الحالُومُ لبن يغلُط فيصير شبيهاً بالجبن الرطب وليس به ابن سيده الحالُومُ ضرب من الأَقِط والحَلَمةُ نبت قال الأصمعي هي الحَلَمةُ واليَنَمة وقيل الحَلَمةُ نبات ينبت بنَجْدٍ في الرمل في جُعَيْثنة لها زهر وورقها أُخَيْشِنٌ عليه شوك كأَنه أَظافير الإنسان تَطْنى الإبل وتَزِلُّ أَحناكُها إذا رعته من العيدان اليابسة والحَلَمَةُ شجرة السَّعْدان وهي من أَفاضل المَرْعَى وقال أَبو حنيفة الحَلَمةُ دون الذراع لها ورقة غليظة وأفْنانٌ وزَهْرَةٌ كزهرة شَقائق النُّعْمانِ إلا أنها أكبر وأَغلظ وقال الأَصمعي الحَلَمةُ نبت من العُشْبِ فيه غُبْرَةٌ له مَسٌّ أَخْشَنُ أَحمر الثمرة وجمعها حَلَمٌ قال أَبو منصور ليست الحَلَمَةُ من شجر السَّعْدان في شيء السَّعدانُ بَقْلٌ له حَسَكٌ مستدير له شوك مستدير
( * قوله « له شوك مستدير » كذا بالأصل وعبارة ابي منصور في التهذيب له حسك مستدير ذو شوك كثير ) والحَلَمةُ لا شوك لها وهي من الجَنْبةِ معروفة قال الأزهري وقد رأَيتها ويقال للحَلَمَةِ الحَماطةُ قال والحَلَمةُ رأْس الثَّدْيِ في وسط السَّعْدانة قال أَبو منصور الحَلَمةُ الهُنَيَّةُ الشاخصة من ثَدْيِ المرأَة وثُنْدُوَة الرجل وهي القُراد وأَما السَّعْدانة فما أَحاطَ بالقُراد مما خالف لونُه لون الثَّدْيِ واللَّوْعَةُ السواد حول الحَلَمةِ ومُحَلِّم اسم رجل ومن أَسماء الرجل مُحَلِّمٌ وهو الذي يُعَلّم الحِلْمَ قال الأعشى فأَمَّا إذا جَلَسُوا بالعَشِيّ فأَحْلامُ عادٍ وأَيْدي هُضُمْ ابن سيده وبنو مُحَلَّمٍ وبنو حَلَمَةَ قبيلتان وحَلِيمةُ اسم امرأَة ويوم حَلِيمةَ يوم معروف أحد أَيام العرب المشهورة وهو يوم التقى المُنْذِرُ الأَكبر والحَرثُ الأَكبر الغَسَّانيّ والعرب تَضْرِبُ المَثَلَ في كل أمر مُتَعالَمٍ مشهور فتقول ما يَوْمُ حَلِيمةَ بِسِرٍّ وقد يضرب مثلاً للرجل النابهِ الذِّكْرِ ورواه ابن الأَعرابي وحده ما يوم حَلِيمةَ بشَرٍّ قال والأَول هو المشهور قال النابغة يصف السيوف تُوُرِّثْنَ من أَزمان يومِ حَلِيمةٍ إلى اليوم قد جُرّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ وقال الكلبي هي حَليمةُ بنت الحَرِث بن أَبي شِمْر وَجَّهَ أَبوها جيشاً إلى المُنْذِرِ بن ماء السماء فأَخْرجَتْ حليمةُ لهم مِرْكَناً فطَيَّبتهم وأَحْلام نائمٍ ضرب من الثياب قال ابن سيده ولا أَحقُّها والحُلاَّمُ اسم قبائل وحُلَيْماتٌ بضم الحاء موضع وهُنَّ أكمات بطن فَلْج وأَنشد كأَنَّ أَعْناقَ المَطِيِّ البُزْلِ بين حُلَيْماتٍ وبين الجَبْلِ من آخر الليل جُذُوعُ النَّخلِ أَراد أنها تَمُدُّ أَعناقها من التعب وحُلَيْمَةُ على لفظ التحقير موضع قال ابن أَحمر يصف إبلاً تَتَبَّعُ أوضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ وتَرْعَى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِياً ومُحَلِّمٌ نهر بالبحرين قال الأخطل تَسَلسَلَ فيها جَدْوَلٌ من مُحَلِّمٍ إذا زَعْزَعَتْها الريحُ كادتْ تُمِيلُها الأزهري مُحَلِّمٌ عينٌ ثَرَّةٌ فَوَّارة بالبحرين وما رأَيت عيناً أكثر ماء منها وماؤها حارّ في مَنْبَعِه وإذا بَرَد فهو ماء عَذْبٌ قال وأَرى مُحَلِّماً اسمَ رجل نُسِبَت العينُ إليه ولهذه العين إذا جرت في نهرها خُلُجٌ كثيرة تسقي نخيل جُؤاثا وعَسَلَّج وقُرَيَّات من قرى هَجَرَ

حلسم
الحِلَّسْمُ الحريص الذي لا يأْكل ما قدر عليه وهو الحَلِسُ قال ليس بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلَّسْمِ عند البيوت راشِنٍ مِقَمِّ

حلقم
الحُلْقُوم الحَلْقُ ابن سيده الحُلْقُومُ مَجْرى النَّفَس والسُّعال من الجوف وهو أَطْباقُ غَراضِيفَ ليس دونه من ظاهر باطن العُنُقِ إلاَّ جِلْدٌ وطرفُه الأسفل في الرئةِ وطَرَفُهُ الأعلى في أَصل عكَدَةِ اللسان ومنه مخرج النَّفَس والريح والبُصاق والصوت وجمعه حَلاقِمُ وحَلاقيم التهذيب قال في الحُلْقُوم والحُنجور مَخْرَجُ النَّفَس لا يجري فيه الطعامُ والشراب المريء
( * قوله « لا يجري فيه الطعام والشراب المريء » كذا هو بالأصل وعبارة التهذيب لا يجري فيه الطعام والشراب يقال له المريء ) وتمام الذكاة قطع الحُلْقُوم والمَريء والوَدَجَيْنِ وقولهم نزلنا في مثل حُلْقُوم النَّعامة إنما يريدون به الضيق والحَلْقَمةُ قطع الحُلْقُوم وحَلْقَمَه ذبحه فقطع حُلْقومَهُ وحَلْقَمَ التمرُ كَحَلْقَن وزعم بعقوب أنه بدل الجوهري الحُلُقوم الحلْقُ وفي حديث الحسن قيل له إن الحجاج يأْمر بالجمعة في الأَهْواز فقال يمنع الناسَ في أَمصارهم ويأْمر بها في حَلاقيم البلادِ أي في أَواخرها وأَطرافها كما أَن حُلْقُومَ الرجل وهو حَلْقُه في طَرَفه والميمُ أصلية وقيل هو مأْخوذ من الحَلْقِ وهي والواوُ زائدتان وحَلاقيمُ البلاد نواحيها واحدُها حُلْقُوم على القياس الأَزهري رُطَبٌ مُحَلْقِمٌ ومُحَلْقِنٌ وهي الحُلْقامةُ والحُلقانة وهي التي بدا فيها النضج من قِبَلِ قِمَعها فإذا أرطبت من قِبَلِ الذَّنَبِ فهي التَّذْنوبةُ وروي عن أَبي هريرة أَنه قال لما نزل تحريمُ الخمر كنا نَعْمِدُ إلى الحُلْقامة وهي التَّذْنُوبةُ فنقطع ما ذَنَّبَ منها حتى نَخْلُص إلى البُسْرِ ثم نَفْتَضِخُه أبو عبيد يقال للبُسر إذا بدا فيه الإِرْطابُ من قِبَلِ ذنبه مُذَنِّبٌ فإذا بلغ الإِِرطابُ نصفَهُ فهو مُجَزِّعٌ فإذا بلغ ثلثيه فهو حُلْقان ومُحَلْقِنٌ

حلكم
الحُلْكُمُ الرجل الأسود وفيه حَلْكَمةٌ قال هَمَيان ما منهمُ إلاَّ لَئِيمٌ شُبْرُمُ أَرْصَعُ لا يُدْعَى لخيرٍ حُلْكُمُ وهذه الترجمة أوردها ابن بري في ترجمة حلك قال وأهمل الجوهري من هذا الفصل الحُلْكُمَ وهو الأَسود والميم زائدة الفراء الحُلْكُمُ الأَسود من كل شيء في باب فُعْلُلٍ

حمم
قوله تعالى حم الأزهري قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن وقال آخرون هي من الحروف المعجمة قال وعليه العَمَلُ وآلُ حامِيمَ السُّوَرُ المفتتحة بحاميم وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال قال حاميم اسم الله الأعظم وقال حاميم قَسَم وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ قال الزجاج والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن قال ابن مسعود آل حاميم دِيباجُ القرآنِ قال الفراء هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كلها إلى حم قال الكميت وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قال الجوهري وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب قال أَبو عبيدة الحَواميم سُوَرٌ في القرآن على غير قياس وأَنشد وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ قال والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ يُذَكِّرُني حاميمَ والرُّمْحُ شاجِرٌ فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ قال وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طَلْحَة وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ وفي حديث الجهاد إذا بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون قال ابن الأثير قيل معناه اللهم لا يُنْصَرُون قال ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون وقيل إن السُّوَر التي أَوَّلها حاميم لها شأْن فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ به على استنزال النصر من الله وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين قال قولوا حاميم قيل ماذا يكون إذا قلناها ؟ فقال لا يُنصرون قال أبو حاتم قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين قال والصواب ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ وحُمَّ له ذلك قُدِّرَ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَميل فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي وحُمُّوا لِقائي يا بُثَيْنَ لَقوني فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي قال ابن سيده والتقدير عندي للِقائي فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي قال وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي وحَمَّ اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ قضاه قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ فهو مَحْموم أَنشد ابن بري لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ وقال البَعيثُ أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ والحِمامُ بالكسر قضاء الموت وقَدَرُه من قولهم حُمَّ كذا أي قُدِّرَ والحِمَمُ المَنايا واحدتها حِمَّةٌ وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً وهو الموت وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ أي قضاؤه وحُمَّهُ المنية والفِراق منه ما قُدِّرَ وقُضِيَ يقال عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ قال الأَعشى تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ هو اليومَ حَمٌّ لميعادها أي قَدَرٌ ويروى هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له ونزل به حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه وَحَّمَ حَمَّهُ قَصَدَ قَصْدَه قال الشاعر يصف بعيره فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ وقال الفراء يعني عَجَّلْتُ ارتحاله قال ويقال حَمَمْتُ ارتحال البعير أي عجلته وحامَّهُ قارَبه وأَحَمَّ الشيءُ دنا وحضر قال زهير وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ مَضَتْ وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو معناه حانَتْ ولزمت ويروى بالجيم وأَجَمَّتْ وقال الأَصمعي أَجَمَّتِ الحاجةُ بالجيم تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت وأَنشد بيت زهير وأَجَمَّتْ بالجيم ولم يعرف أَحَمَّتْ بالحاء وقال الفراء أَحَمَّتْ في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً قال ابن بري لم يرد بالغَدِ الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان والمعنى أَنه كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من حاجة وقال ابن السكيت أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت وأَنشد حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا الكسائي أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته وأَنشد ابن السكيت للبَيد لِتَذودَهُنَّ وأَيْقَنَتْ إن لم تَذُدْ أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها وقال وكلهم يرويه بالحاء وقال الفراء أَحَمَّ قُدومُهم دنا قال ويقال أَجَمَّ وقال الكلابية أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا قال الأَصمعي ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم وإذا قلت أَحَمّ فهو قُدِّرَ وفي حديث أبي بكر أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له إنا جئناك في غير مُحِمَّة يقال أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت قال ابن الأثير وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة من أَحَمَّ الشيءُ إذا قرب دنا والحَمِيمُ القريب والجمع أَحِمَّاءُ وقد يكون الحَمِيم للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد والمْحِمُّ كالحَمِيم قال لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ العُقْبَةُ هنا البَدَلُ وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني أَهَمَّني واحْتَمَّ له اهْتَمَّ الأَزهري أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له كأنه اهتمام بحميم قريب وأَنشد الليث تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ واحْتَمَّ الرجلُ لم يَنَمْ من الهم وقوله أَنشده ابن الأَعرابي عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ وأَحَمَّ الرجلُ فهو يُحِمُّ إحْماماً وأمر مُحِمٌّ وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام واحْتَمَّتْ عيني أَرِقتْ من غير وَجَعٍ وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك وفتحهما لغة وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ وحَمٌّ ولا رَمٌّ وما لك عن ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ أي قليل ولا كثير قال طرفة جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ وحامَمْتُه مُحامَّةً طالبته أَبو زيد يقال أَنا مُحامٌّ على هذا الأمر أي ثابت عليه واحْتَمَمْتُ مثل اهتممت وهو من حُمَّةِ نفسي أي من حُبَّتها وقيل الميم بدل من الباء قال الأزهري فلان حُمَّةُ نفسي وحُبَّة نفسي والحامَّةُ العامَّةُ وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده يقال كيف الحامَّةُ والعامة ؟ قال الليث والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه ويَوَدُّكَ والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته يقال هؤلاء حامَّتُه أي أَقرِباؤه وفي الحديث اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً حامَّة الإنسان خاصتُه ومن يقرب منه ومنه الحديث انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته والحَمِيمُ القَرابةُ يقال مُحِمٌّ مُقْرِبٌ وقال الفراء في قوله تعالى ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته ولكنهم يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة الجوهري حَميمكَ قريبك الذي تهتم لأمره وحُمَّةُ الحَرِّ معظمُه وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ وحَمُّ الشيء معظمه وفي حديث عمر إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ النَّهْضات أي شدتها ومعظمها وحُمَّةُ كل شيء معظمه قال ابن الأَثير وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان وهي حِدَّتُه وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها قال أَبو كَبير ولقد ربَأْتُ إذا الصِّحابُ تواكلوا حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ الأزهري ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود بمعنى واحد والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جميعاً الماء الحارّ وشربتُ البارحة حَميمةً أي ماء سخناً والمِحَمُّ بالكسر القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء ويقال اشربْ على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء حارّ والحَمِيمَةُ الماء يسخن يقال أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ بالضم والحَمِيمةُ أَيضاً المَحْضُ إذا سُخِّنَ وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه غسله بالحَمِيم وكل ما سُخِّنَ فقد حُمِّمَ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما فسره فقال ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء الحارُّ قال والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ قال ابن سيده وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ الذي هو الماء الحارُّ لغة في الحَميم مثل صَحيفةٍ وصَحائف وفي الحديث أَنه كان يغتسل بالحَميم وهو الماء الحارُّ الجوهري الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية وأنشد ابن بري لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا بنُورةٍ فأَحْرقتهما وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ خليليَّ بالبَوْباة عُوجا فلا أرى بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ بعدما لعِبَت بنا تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ قال ابن بري وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف حَمّاماً وهو قوله فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ قال ابن سيده والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم مذكر تُذَكِّرُه العرب وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ والجَبَّانِ والجمع حَمَّاماتٌ قال سيبويه جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً حين لم يكسَّر جعلوا ذلك عوضاً من التكسير قال أبو العباس سألت ابن الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر وساغَ لي الشَّرابُ وكنتُ قِدْماً أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ فقال الحَميم الماء البارد قال الأزهري فالحَميم عند ابن الأعرابي من الأضداد يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ وأَنشد شمر بيت المُرَقِّش كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ وحَميم وحكى شمر عن ابن الأعرابي الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً وإن شئت كان جمراً تتبخر به والحَمَّةُ عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه قال ابن دريد هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ والمَرْضَى وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ ويتركها القُرَباءُ فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون وفي حديث الدجال أَخبروني عن حَمَّةِ زُغَرَ أي عينها وزُغَرُ موضع بالشام واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء الحَميم وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار والاستِحْمامُ الاغتسال بالماء الحارّ هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء كان وفي الحديث لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه هو الموضع الذي يغتسل فيه بالحَميم نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو كان المكان صُلْباً فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه الوَسْواسُ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ وفي الحديث أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل وقول الحَذْلَمِيّ يصف الإبل فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها فسره ثعلب فقال عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه وحَمَّ التَّنُّورَ سَجَرَه وأَوقده والحَمِيمُ المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض قال الهُذَليُّ هنالك لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ وقال ابن سيده الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ والحَمِيمُ القَيْظ والحميم العَرَقُ واسْتَحَمَّ الرجل عَرِقَ وكذلك الدابة قال الأَعشى يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها وجَحْشَيْهما قبل أن يَسْتَحِم قال الشاعر يصف فرساً فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب تأْبَى بدِرَّتها إذا ما اسْتُكْرِهَتْ إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج طاب حَمِيمُك فقد يُعْنى به الاستحْمامُ وهو مذهب أبي عبيد وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك وإذا دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه الأزهري يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب عَرَقُك والحُمَّى والحُمَّةُ علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ من الحَمِيم وأما حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة وحُمَّ الرجلُ أصابه ذلك وأَحَمَّهُ الله وهو مَحْمُومٌ وهو من الشواذ وقال ابن دريد هو مَحْمُوم به قال ابن سيده ولست منها على ثِقَةٍ وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ وقال اللحياني حُمِمْتُ حَمّاً والاسم الحُمَّى قال ابن سيده وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى والمَحَمَّةُ أرض ذات حُمَّى وأرض مَحَمَّةٌ كثيرة الحُمَّى وقيل ذات حُمَّى وفي حديث طَلْقٍ كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات حُمَّى كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب قال ابن سيده وحكى الفارسي مُحِمَّةً واللغويون لا يعرفون ذلك غير أَنهم قالوا كان من القياس أَن يقال وقد قالوا أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه الآكلُ وقيل كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ يقال طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات حُمِّى كثيرة والحُمامُ بالضم حُمَّى الإبل والدواب جاء على عامة ما يجيء عليه الأَدواءُ يقال حُمَّ البعيرُ حُماماً وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة الأزهري عن ابن شميل الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ فأَما الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين فتدع الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها يكون بها الشهرَ ثم يذهب وأما القُماحُ فقد تقدم في بابه ويقال أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ وهو المُومُ يأْخذ الناس والحَمُّ ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم واحدته حَمَّةٌ قال الراجز يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ وقيل الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب قال كأَنَّما أصواتُها في المَعْزاء صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء الأصمعي ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ واحدتها حَمَّة قال وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ قال الأزهري والصحيح ما قال الأصمعي قال وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام البعير حَمّ وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ الجوهري الحَمُّ ما بقي من الألية بعد الذَّوْب وحَمَمْتُ الأَليةَ أذبتها وحَمَّ الشحمةَ يَحُمُّها حَمّاً أَذابها وأَنشد ابن الأَعرابي وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه مُجَنَّبَةٌ تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها يقول تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله ويقال خُذْ أَخاك بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام والحَمَمُ مصدر الأَحَمّ والجمعُ الحُمُّ وهو الأَسود من كل شيء والاسم الحُمَّةُ يقال به حُمَّةٌ شديدة وأَنشد وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ وقال الأَعشى فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ فأَوجُههم من صدىَ البَيْضِ حُمُّ وقال النابغة أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم وأَحَمَّهُ الله جعله أَحَمَّ وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة قال الأصمعي وفي الكُمْتة لونان يكون الفرس كُمَيْتاً مْدَمّىً ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ وأَشدُّ الخيل جُلوداً وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ قال ابن سيده والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة والكُمْتة يقال فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة والأَحَمُّ الأَسْود من كل شيء وفي حديث قُسّ الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود وقيل الأَحَمّ الأَبيض عن الهَجَريّ وأَنشد أَحَمُّ كمصباح الدُّجى وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ قال أبو كبير الهُذَلي أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم
( * قوله « كحناء ظهر » كذا بالأصل والذي في المحكم كجآء )
وقال حسان بن ثابت وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له من الأرض دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما والاسم الحُمَّة قال لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من السَّمن ونحوه ويروي خُمَّه وسيأتي ذكرها والحَمَّاءُ على وزن فَعْلاء الاسْتُ لِسَوادها صفة غالبة الجوهري الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان والجمع حُمٌّ والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً الأَسْود الجوهري الحِمْحِمُ بالكسر الشديدُ السوادِ وشاةٌ حِمْحِم بغير هاء سوداء قال أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ الهَيْسُ بالسين غير المعجمة الحَلْبُ الرُّوَيْد والحُمَمُ الفَحْمُ واحدته حُمَمَةٌ والحُمَمُ الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من النار الأَزهري الحُمَم الفَحْم البارد الواحدة حُمَمَةٌ وبها سمي الرجل حُمَمة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِن رجلاً أَوصى بَنيه عند موته فقال إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار حتى إِذا صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ وقال طَرَفَةُ أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه ؟ وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ بالفتح إِذا صارت حُمَمةً ويقال أَيضاً حَمَّ الماءُ أَي صار حارّاً وحَمَّم الرجل سَخَّم وجْهَه بالحُمَم وهو الفحمُ وفي حديث الرَّجْم أَنه أَمَرَ بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه من الحُمَمَة الفَحْمةِ وفي حديث لقمان بن عاد خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة أَراد سَوادَ لَونه وجارية حُمَمَةٌ سوداء واليَحْموم من كل شيء يفعول من الأَحَمِّ أَنشد سيبويه وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى حذف الياء للضرورة كما قال والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال مهْلاً أَعاذِلَ قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي أَني أَجودُ لأَقْوامٍ وإِنْ ضَنِنوا واليَحْمومُ دخان أَسود شديد السواد قال الصَّبَّاح بن عمرو الهَزَّاني دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ ساقِطةٍ أَرْواقُه بَهيمِ قال ابن سيده اليَحْمومُ الدخانُ وقوله تعالى وظِلٍّ من يَحْمومٍ عَنى به الدخان الأَسود وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها ودليل هذا القول قوله عز وجل لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ إِلا أَنه موصوف في هذا الموضع بشدة السواد وقيل اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار قال الليث واليَحْمومُ الفَرَس قال الأَزهري اليَحْمومُ اسم فرس كان للنعمان بن المنذر سمي يَحموماً لشدة سواده وقد ذكره الأَعشى فقال ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ بِقَتٍّ وتَعْليقٍ فقد كاد يَسْنَقُ وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ وقال لبيد والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ واليَحْمومُ الأَسْود من كل شيء قال ابن سيده وتسميته بالَيحْمومِ تحتمل وجهين إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق وإِما أَن يكون من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة قالت بعض نساء العرب تمدح فرس أَبيها فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ وشفة حَمَّاء وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ ونبت يَحْمومٌ أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ وحَمَّمَتِ الأَرضُ بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد وحَمَّمَ الفرخُ طلَع ريشُه وقيل نبت زَغَبُهُ قال ابن بري شاهده قول عمر بن لَجَإٍ فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق قال ابن سيده وحَمَّمَ الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق وفي حديث أَنس أَنه كان إِذا حَمَّمَ رأْسُه بمكة خرج واعتمر أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره والمعنى أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ وإِنما كان يخرج إِلى الميقات ويعتمر في ذي الحِجَّة ومنه حديث ابن زِمْلٍ كأَنما حُمِّمَ شعره بالماء أَي سُوِّدَ لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ وإِذا غُسِل بالماء ظهر سواده ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً وحَمَّمَ الغلامُ بدت لحيته وحَمَّمَ المرأَةَ متَّعها بشيء بعد الطلاق قال أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً بعدما هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه وأَنشد ابن الأَعرابي وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ حِفاظاً وأَصحابُ الحِفاظِ قليل وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً وكان يقول في خُطبته إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً أَي مالاً ومتاعاً وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ وقال الأَزهري قال سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً ومنه تَحْمِيم المطلَّقة وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إِنه طلق امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في معنى أَعطاها إِِياها ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل وثِيابُ التَّحِمَّة ما يُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها ومنه قوله فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ الأَزهري الحَمامة طائر تقول العرب حمامَةٌ ذكرٌ وحمامة أُنثى والجمع الحَمام ابن سيده الحَمام من الطير البَرّيُّ الذي لا يأْلَف البيوت قال وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام قال الأَصمعي اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ قال وأَما الحمام فكلُّ ما كان ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها واحِدته حَمامة وهي تقع على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها والجمع حَمائم ولا يقال للذكر حَمام فأَما قوله حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان وأَما قول العَجَّاج ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي فإِنما أَرد الحَمام فحذف الميم وقلب الأَلف ياء قال أَبو إِسحق هذا الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي تريد الحِمار فأَما الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم فاجتمع حرفان من جنس واحد فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت وذلك لثقل التضعيف والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة وروى الأَزهري عن الشافعي كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام يدخل فيها القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة آلِفةً أَو وحشية قال الأَزهري جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية والمُطَوَّقة الوحشية ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى ولم يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير والهَدير صوت الحمام كله وجمعُ الحَمامة حَمامات وحَمائم وربما قالوا حَمام للواحد وأَنشد قول الفرزدق كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ على شرَك الطريقِ إِذا استنارا تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا وقال جِرانُ العَوْد وذَكَّرَني الصِّبا بعد التَّنائي حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما قال الجوهري والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك يقع على الذكر والأُنثى لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث وعند العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط الواحدة حَمامة قال حُمَيْد بن ثوْرٍ الهلالي وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً وتَرَنُّما والحَمامة ههنا قُمْرِيَّةٌ وقال الأَصمعي في قول النابغة واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ إِذ نَظَرتْ إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ
( * وفي رواية أخرى سِراعٍ )
هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً أَلا ترى إلى قولها لَيت الحَمامَ لِيَهْ إِلى حمامَتِيَهْ ونِصْفَه قَدِيَهْ تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ قال والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً وأَما اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ وهو ضَرْب من طير الصحراء هذا قول الأَصمعي وكان الكسائي يقول الحَمام هو البرّيّ واليمام هو الذي يأْلف البيوت قال ابن الأَثير وفي حديث مرفوع أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ والحَمام الأَحْمَر قال أَبو موسى قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ قال وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره وحُمَة العقرب مخففة الميم سَمُّها والهاء عوض قال الجوهري وسنذكره في المعتل ابن الأَعرابي يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ وغيره لا يجيز التشديد يجعل أَصله حُمْوَةً والحَمامة وسَطُ الصَّدْر قال إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها بتَيْهاء لا يَقْضي كَراها رقيبها والحَمامة المرأَة قال الشَّمَّاخ دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ تُدْني الحمامةَ منها وهي لاهِيةٌ من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ وأَنشد الأَزهري للمُؤَرِّج كأَنَّ عينيه حَمامتانِ أَي مِرآتانِ وحَمامةُ موضع معروف قال الشمَّاخ ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ على كلِّ إِجْرِيَّائِها وهو آبِرُ والحَمامة خِيار المال والحَمامة سَعْدانة البعير والحَمامة ساحة القصر النَّقِيَّةُ والحَمامةُ بَكَرة الدَّلْو والحَمامة المرأَة الجميلة والحمامة حَلْقة الباب والحَمامةُ من الفَرَس القَصُّ والحَمائِم كرائم الإِبل واحدتها حَميمة وقيل الحَميمة كِرام الإِبل فعبر بالجمع عن الواحد قال ابن سيده وهو قول كراع يقال أَخذ المُصَدِّقُ حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً وحَمَّةُ وحُمَّةُ موضع أَنشد الأَخفش أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ سأَلْت فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ ابن شميل الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش تقودُ في الأَرض الليلةَ والليلتين والثلاثَ والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال وجمعها الحِمامُ وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض وتنبت نبتاً كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير وحَمام موضع قال سالم بن دارَة يهجو طَريفَ بن عمرو إِني وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن ذاكِرٌ لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ بِزيت وحَفُّوا حَوْله بِقِرام نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ والحُمَامُ اسم رجل الأَزهري الحُمام السيد الشريف قال أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء قال الشاعر أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ قال اللحياني قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ ؟ فقال هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء وحِمَّانُ حَيٌّ من تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ قال الجوهري وحَمَّانُ بالفتح اسم رجل
( * قوله « وحمان بالفتح اسم رجل » قال في التكملة المشهور فيه كسر الحاء ) وحَمُومةُ بفتح الحاء ملك من ملوك اليمن حكاه ابن الأَعرابي قال وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد وليس بشيء وقالوا جارا حَمومةَ فَحَمومةُ هو هذا الملك وجاراه مالك بن جعفر ابن كلاب ومعاوية بن قُشَيْر والحَمْحَمة صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير
( * قوله « عند الشعير » أي عند طلبه أفاده شارح القاموس ) وقد حَمْحَمَ وقيل الحَمْحَمة والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه وقال الليث الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي وصَوتُ الفرس دونَ الصَّهيل يقال تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ حَمْحَمةً قال الأَزهري كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه وفي الحديث لا يجيء أَحدُكم يوم القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ الأَزهري حَمْحَم الثورُ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ والحِمْحِمُ نَبْتٌ واحدتُه حِمْحِمةٌ قال أَبو حنيفة الحِمْحِم والخِمْخِم واحد الأَصمعي الحِمْحِم الأَسْود وقد يقال له بالخاء المعجمة قال عنترة وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم قال ابن بري وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود والنَّسبُ إِليه حُماحِمِيٌّ والحَماحِم رَيْحانة معروفة الواحدة حَماحِمَةٌ وقال مرة الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم وقال مرة الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً طائر قال اللحياني وزعم الكسائي أَنه سمع أَعرابّياً من بني عامر يقول إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء ؟ قلنا حَمْحامِ واليَحْموم موضع بالشام قال الأَخطل أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ وحَمُومةُ اسم جبل بالبادية واليَحاميمُ الجبال السود

حنم
الأَزهري روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الحَنَمة البومة قال أَبو منصور ولم أَسمع هذا الحرف لغيره وهو ثِقة

حنتم
الحَنْتَم جِرارٌ خُضْرٌ تَضرب إِلى الحمرة قال طُفَيْلٌ يصف سحاباً لَه هَيْدبٌ دانٍ كأَن فُروجَه فُوَيْقَ الحَصى والأَرْضِ أَرفاضُ حَنْتَمِ قال ابن بري ومنه قول عَمرو بن شَأْس رَجَعْتُ إِلى صَدْرٍ كجَرَّةِ حَنْتَمٍ إِذا قُرِعَتْ صِفْراً من الماء صَلَّتِ وقال النعمان بن عَدِيٍّ مَنْ مُبْلِغُ الحَْناء أَنَّ حَليلَها بمَيْسانَ يُسْقى من رُخامٍ وحَنْتَمِ ؟ والحَنْتَمُ سحاب وقيل سحاب سود والحَناتم سَحائب سود لأَن السواد عندهم خضرة قال أَبو ذؤيب سَقى أُمَّ عمروٍ كلَّ آخرِ ليلةٍ حناتمُ سُحْمٌ ماؤُهنَّ ثَجيجُ والواحدة حَنتمةٌ وأَصل الحَنْتَمِ الخضرة والخضرة قريبة من السواد وحَنتَمٌ اسم أَرض قال الراعي كأَنكَ بالصحْراءِ من فَوقِ حَنْتَم تُناغِيكَ من تحت الخُدُورِ الجَآذر وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَم قال أَبو عبيد هي جِرارٌ حُمْرٌ كانت تُحْمَلُ إِلى المدينة فيها الخمرُ قال الأَزهري وقيل للسحاب حَنْتَم وحَناتم لامتلائها من الماء شُبِّهَتْ بحَناتم الجِرار المملوءة وفي النهاية الحَنْتَمُ جرار مدهونة خضر كانت تُحْمَلُ الخمرُ فيها إلى المدينة ثم اتُّسِعَ فيها فقيل للخَزَف كلِّه حَنْتم واحدتها حَنْتَمةٌ وإِنما نهى عن الانتباذ فيها لأَنها تُسْرِعُ الشدةُ فيها لأَجل دهنها وقيل لأَنها كانت تُعْمل من طين يعجن بالدم والشعر فنهى عنها ليُمْتنَع من عملها والأَول الوجه وفي حديث ابن العاص أَن ابن حَنْتَمَةَ بعَجَتْ له الدنيا مِعاها حَنْتَمَةُ أُم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي بنت هاشم بن المغيرة

حندم
الحَنْدَمُ شجر حُمْرُ العُروق قال يصف إِبلاً حُمْراً ورُمْكاً كعُروقِ الحَنْدَمِ واحدته حَنْدَمَة وحَنْدَمٌ اسم والحِنْدِمانُ قبيلة مَثَّلَ به سيبويه وفسره السيرافي

حنذم
الجوهري الحِنْذِمانُ الجماعة ويقال الطائفةُ قال الشاعر وإِنا لزَوَّارُونَ بالمِقْنَبِ العِدى إِذا حِنْذِمانُ اللُّؤْمِ طابَتْ وِطابُها

حوم
الحَوْمُ القَطيع الضخمُ من الإِبل أَكثرُه إِلى الأَلف قال رؤبة ونَعَماً حَوْماً بها مُؤَبَّلا وقيل هي الإِبل الكثيرة من غير أَن يُحَدَّ عددُها وحَوْمةُ كل شيء معظمه كالبحر والحوض والرمل والحَوْمةُ أَكثر موضع في البحر ماءً وأَغْمَرُه وكذلك في الحوض وحَوْمَةُ القتال معظمه وأَشدُّ موضعٍ فيه وكذلك من الرمل والماء وغيره وأَنشد ابن بري لرؤبة حتى إِذا كَرَعْنَ في الحَوْمِ المَهَقْ وحَوْمةُ الماء غَمْرَتُهُ عن اللحياني والحَوَمانُ دَومانُ الطائر يُدَوِّم ويَحُومُ حول الماء وفي حديث ابن عمر ما وَليَ أَحدٌ إِلاَّ حامَ على قرابته أَي عطف كفعل الحائم على الماء ويروى حامى وحامَ الطائرُ على الشيء حَوْماً وحَوَماناً دَوَّمَ والطائرُ يَحُومُ حول الماء ويَلُوبُ إِذا كان يدور حوله من العطش الجوهري حامَ الطائر وغيره حول الشيء يَحُومُ حَوْماً وحَوَماناً أَي دار وفي حديث الاستسقاء اللهم ارْحَمْ بهائمَنا الحائمةَ هي التي تحوم حول الماء أَي تطوف فلا تجد ماءً تَرِدُهُ وحامَتِ الإِبلُ حول الماء حَوْماً كذلك وكلُّ من رامَ أَمْراً فقد حامَ عليه حَوْماً وحِياماً وحُؤُوماً وحَوَماناً والحَومُ اسم للجمع وقيل جمع وكلُّ عطشان حائمٌ وإِبل حَوائم وحُوَّمٌ عطاش جِدّاً الأَصمعي الحوَّمُ من الإِبل العِطاش التي تَحومُ حول الماء وقال الأَصمعي في قول عَلْقَمة بن عَبدَةَ كأْسٌ عزيز من الأَعْناب عَتَّقَها لبَعْضِ أَربابها حانِيَّةٌ حُومُ قال الحُومُ الكثيرة وقال خالد بن كلثوم الحُومُ التي تَحُومُ في الرأْس أَي تدور والمُعَتَّقة التي طال مُكْثُها وهامَةٌ حائِمةٌ عَطْشى وفي التهذيب قد عَطِشَ دِماغُها والحَوْمانةُ مكان غليظٌ منْقادٌ وجمعه حَوْمان وحَوامِينُ وقال أَبو حنيفة الحَومْانُ من السهل ما أَنبت العَرْفَجَ وقرئ بخط شَمرٍ لأَبي خَيْرَةَ قال الحَوْمانُ واحدتها حَوْمانةٌ شقائق بين الجبال وهي أَطيب الحُزُونة ولكنها جَلَدٌ ليس فيها إِكام ولا أَبارقُ وقال أَبو عمرو ما كان فوق الرمل ودونه حين تَصْعَدُه أَو تَهْبِطُهُ وفي حديث وَفْد مَذْحِج كأَنها أَخاشِبُ بالحَوْمان أَي الأَرض الغليظة المنقادة والحَوْمانُ نبات بالبادية واحدته حَوْمانةٌ قال أَبو منصور لم أَسمع الحَوْمان في أَسماء النبات لغير الليث قال وأَظنه وَهَماً وحَامٌ أَحدُ أَولاد نبيّ الله نوح عليه السلام وهو أَبو السُّودان يقال غلام حامِيٌّ وعَبْدٌ حامِيٌّ والحَوْمانُ موضع قال لبيد يصف ثَوْرَ وَحْشٍ وأَضحى يَقْتَرِي الحَوْمانَ فَرْداً كنَصْلِ السَّيف حُودِثَ بالصِّقالِ الأَزهري وردتُ رَكِيَّة في جَوٍّ واسع يلي طَرَفاً من أَطراف الدَّوّ يقال لها رَكِيَّة الحَوْمانة قال ولا أَدري الحَوْمان فَوْعال مِن حَمَنَ أَو فَعْلان من حام

ختم
خَتَمَه يَخْتِمُه خَتْماً وخِتاماً الأَخيرة عن اللحياني طَبَعَه فهو مَختوم ومُخَتَّمٌ شُدِّد للمبالغة والخاتِمُ الفاعِلُ والخَتْم على القَلْب أَن لا يَفهَم شيئاً ولا يَخرُج منه شيء كأَنه طبع وفي التنزيل العزيز خَتَم اللهُ على قلوبهم هو كقوله طَبَعَ الله على قلوبهم فلا تَعْقِلُ ولا تَعِي شيئاً قال أَبو إِسحق معنى خَتَمَ وطَبَعَ في اللغة واحدٌ وهو التغطية على الشيء والاستِيثاقُ من أَن لا يَدخله شيء كما قال جلّ وعلا أَم على قلوب أَقفالُها وفيه كلا بلْ رَانَ على قلوبهم معناه غَلَبَ وغَطَّى على قلوبهم ما كانوا يكسبون وقوله عز وجلّ فإِن يشإِ الله يَخْتِمْ على قلبك قال قتادة المعنى إِن يشإِ الله يُنْسِكَ ما آتاكَ وقال الزجاج معناه إِن يشإِ الله يَرْبِطْ على قلبك بالصبر على أَذاهم وعلى قولهم أَفْتَرَى على الله كَذِباً والخاتَمُ ما يُوضَع على الطيِّنة وهو اسم مثل العالَمِ والخِتامُ الطِّينُ الذي يُخْتَم به على الكتاب وقول الأَعشى وصَهْباء طاف يَهُودِيُّها وأَبْرَزَها وعليها خَتَمْ أَي عليها طينة مختومة مِثلُ نَفَضٍ بمعنى مَنْفُوضٍ وقَبَضٍ بمعنى مَقبوضٍ والخَتْمُ المنع والخَتْم أَيضاً حفْظُ ما في الكتاب بتَعْلِيم الطِّينَة وفي الحديث آمين خاتَمُ رب العالمين على عباده المؤمنين قيل معناه طَابَعُه وعلامتُه التي تدفَعُ عنهم الأَعراضَ والعاهات لأَن خاتَمَ الكتاب يَصُونهُ ويمنَعُ الناظرين عما في باطنه وتفتح تاؤه وتُكْسَرُ لُغَتان والخَتَمُ والخاتِمُ والخاتَمُ والخاتامُ والخَيْتامُ من الحَلْي كأَنه أَوّل وَهْلة خُتِمَ به فدخل بذلك في باب الطابَع ثم كثر استعماله لذلك وإِن أُعِدَّ الخاتَمُ لغير الطَّبْع وأَنشد ابن بري في الخَيْتام يا هِنْدُ ذاتَ الجَوْرَبِ المُنْشَقّ أَخَذْتِ خَيْتامي بغير حقّ ويروى خاتامِي قال وقال آخر أَتُوعِدُنا بِخَيْتام الأَمِير قال وشاهد الخاتام ما أَنشده الفراء لبعض بني عقيل لئِن كان ما حُدِّثْته اليومَ صادقاً أَصُمْ في نهارِ القَيْظ للشمس باديا وأَرْكبْ حِماراً بين سَرْجٍ وفَرْوة وأُعْرِ من الخاتامِ صُغْرَى شِمالِيَا والجمع خَواتِم وخَواتِيم وقال سيبويه الذين قالوا خَواتِيم إِنما جعلوه تكسير فاعالٍ وإِن لم يكن في كلامهم وهذا دليل على أَن سيبويه لم يعرف خاتاماً وقد تَخَتَّم به لَبِسَهُ ونَهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن التختُّم بالذهب وفي الحديث التَّخَتُّم بالياقوت يَنْفي الفقر يُريد أَنه إِذا ذهَبَ مالُه باع خاتَمَه فوجدَ فيه غِنىً قال ابن الأَثير والأَشبه إِن صح الحديث أَن يكون لخاصَّة فيه وفي الحديث أَنه نهى عن لُبْس الخاتَم إِلاَّ لذي سلطان أَي إِذا لَبسه لغير حاجة وكان للزِّينة المَحْضَةِ فكره له ذلك ورخَّصها للسلطان لحاجته إِليها في خَتْم الكُتُب وفي الحديث أَنه جاءه رجل عليه خاتَمُ شَبَهٍ فقال ما لي أَجدُ مِنك رَيحَ الأَصنام ؟ لأَنها كانت تُتّخذُ من الشَّبَه وقال في خاتَم الحديد ما لي أَرى عليكَ حِلْيَةَ أَهلِ النار ؟ لأَنه كان من زِيِّ الكفار الذين هم أَصحاب النار ويقال فلان خَتَمَ عليك بابَهُ أَعرَض عنك وخَتَم فلان لكَ بابَه إِذا آثرك على غيرك وخَتَم فلان القرآن إِذا قرأَه إِلى آخره ابن سيده خَتَم الشيء يَخْتِمُه خَتْماً بلغ آخرَه وخَتَمَ الله له بخَير وخماتِمُ كل شيء وخاتِمَته عاقبته وآخِرُه واخْتَتَمْتُ الشيء نَقيض افتَتَحْتُه وخاتِمَةُ السورة آخرُها وقوله أَنشده الزجاج إِن الخليفَة إِن الله سَرْبَلَه سِرْبالَ مُلْك به تُرْجى الخَواتِيمُ إِنما جَمَع خاتِماً على خواتيم اضطراراً وخِتامُ كل مَشروب آخرُه وفي التنزيل العزيز خِتامُه مسك أَي آخرُه لأَن آخر ما يَجدونه رائحة المسك وقال عَلْقَمَةُ أَي خِلْطُه مِسك أَلم ترَ إِلى المرأَة تقول للطِّيب خِلْطُه مِسكٌ خِلْطُه كذا ؟ وقال مجاهد معناه مِزاجُه مسك قال وهو قريب من قول عَلْقَمَة وقال ابن مسعود عاقِبتُه طَعْم المِسك وقال الفراء قرأَ عليّ عليه السلام خاتِمُه مِسك وقال أَما رأَيتَ المرأَةَ تقول للعطَّار اجعل لي خاتِمَه مِسكاً تريد آخرَه ؟ قال الفراء والخاتِمُ والخِتام متقاربان في المعنى إِلاَّ أَن الخاتِمَ الاسمُ والخِتام المصدر قال الفرزدق فبِتْنَ جَنَابَتَيَّ مُصَرَّعاتٍ وبِتُّ أَفُضُّ أَغلاقَ الخِتامِ وقال ومثلُ الخاتِم والخِتام قولك للرجل هو كريم الطَّابِع والطِّباع قال وتفسيره أَن أَحدهم إِذا شرب وَجَدَ آخر كأْسِه ريحَ المِسك وخِتامُ الوادي أَقصاه وخِتامُ القَوْم وخاتِمُهُم وخاتَمُهُم آخرُهم عن اللحياني ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتِمُ الأَنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام التهذيب والخاتِم والخاتَم من أَسماء النبي صلى الله عليه وسلم وفي التنزيل العزيز ما كان محمد أَبا أَحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتِمَ النبيّين أَي آخرهم قال وقد قرئ وخاتَمَ وقول العَجَّاج مُبارَكٍ للأَنبياء خاتِمِ إِنما حمله على القراءة المشهورة فكسر ومن أَسمائه العاقب أَيضاً ومعناه آخر الأَنبياء وأَعطاني خَتْمي أَي حَسْبي قال دُرَيْدُ بن الصِّمّة وإِني دَعَوْتُ الله لما كَفَرْتَني دُعاءً فأَعطاني على ماقِطٍ خَتْمِي وهو من ذلك لأَن حَسْبَ الرجل آخرُ طلبه وخَتَم زَرْعَهُ يَخْتِمُه خَتْماً وخَتَم عليه سقاه أَولَ سَقْيَةٍ وهو الخَتْم والخِتام اسم له لأَنه إِذا سقي خُتِم بالرَّجاء وقد خَتَمُوا على زُروعِهم أَي سَقَوْها وهي كِرابٌ بَعْدٌ قال الطائفي الخِتام أَن تُثار الأَرض بالبَذْر حتى يَصير البَذْر تحتَها ثم يَسقونها يقولون خَتَمُوا عليه قال أَبو منصور وأَصل الخَتْم التغطية وخَتْم البذر تغطيتُه ولذلك قيل للزَّرَّاع كافر لأَنه يُغطّي البذر بالتراب والخَتْم أَفواه خَلايا النَّحْل والخَتْم أَن تَجمع النحلُ من الشَّمَع شيئاً رقيقاً أَرقّ من شَمَع القُرْص فَتَطْلَيَه به والخاتَمُ أَقلُّ وضَحِ القوائم وفرس مُخَتَّم بأَشاعِرِه بَياضٌ خفيٌّ كاللُّمَع دون التخديم وخاتَمُ الفَرَسِ الأُنثى الحلْقَة الدُّنْيا من ظَبْيَتها
( * قوله « الحلقة الدنيا من ظبيتها » هكذا هو بالأصل وهو نص المحكم وفي نسخة القاموس تحريف له فليتنبه له ) ابن الأَعرابي الخُتُمُ فُصُوص مَفاصِل الخَيل واحدها خِتام وخَتام وتَختَّم عن الشيء تَغافَل وسَكَتَ والمِخْتَم الجَوْزَةُ التي تُدْلَكُ لِتَمْلاسَّ فَيُنْقَدَ بها تُسمّى التِّير بالفرسية وجاء مُتَخَتِّماً أَي مُتَعمِّماً وما أَحسن تَخَتُّمَهُ عن الزجاجي والله أَعلم

خترم
خَتْرَمَ صَمَتَ عن عِيٍّ أَو فَزَع

خثم
خَتَّم الشيءَ عَرَّضه والخَثَم بالتحريك عِرَضُ الأَنف والخَثَمُ عِرَض رأْس الأُذن ونحوها من غير أَن تَطَرّف وأُذن خَثْماء وقد خَيِم خَثَماً وهو أَخْثَمُ وأَنف أَخْثَمُ عريض الأَرْنَبة وقيل الخَثَم غلظ الأَنف كلِّه والأَخْثم السيف العريض من قول العجاج بالموت من حَدِّ الصّفيح الأَخْثم والأَخْثَم الجَهازُ المرتفع الغليظ قال النابغة وإِذا لمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جاثِماً مُتَحَيِّزاً بمكانه مِلْءَ اليد
( * في ديوان النابغة اجثم بدل اخثم )
ورَكَبٌ أَخْثَم إِذا كان منبسطاً غليظاً ونَعْل مُخَثَّمة مُعرَّضة بلا رأْس وقيل عَريضة والخُثْمة قِصَر في أَنف الثور الليث ثَوْر أَخثم وبقرة خَثْماء قال الأَعشى كأَني ورَحْلي والقُنانَ ونُمْرُقي على ظَهْر طاوٍ أَسْفَعِ الخدِّ أَخْثَما والخُثْمة غِلَظ وقِصَر وتَفَرْطُحٌ وناقة خَثماء وخَثَمُها استدارة خُفها وانباسطُه وقِصَر مَناسِمِه وبه يُشبَّه الرَّكَبُ لاكتنازه قال ومثله الأَخَثّ ثعلب فَرْج أَخْثَم منتفخ حُزُقَّةٌ قصير السَّمْك خَنّاقٌ ضيق ابن الأَعرابي هو الأَبرد للنَّمر ويقال لأُنثاه الخَيْثَمَة وخَيْثَم وخَيْثَمَة وخُثامة وأَخْثَم وخُثَيْمٌ كلها أَسماء وقد خَثِم المِعْوَلُ صار مُفَرْطَحاً وقال الجعدي رَدّتْ مَعاوِلَه خُثْماً مُفَلّلة وصادَفَتْ أَخضرَ الجالَيْنِ صَلاَّلا

خثرم
الخُثارم بالضم الرجل المتطير قال خُثَيْمُ ابن عَدِيّ ولست بِهَيّاب إِذا شدَّ رَحلَه يقول عَداني اليومَ واقٍ وحاتِمُ ولكنه يَمضي على ذاك مُقْدِماً إِذا صَدَّ عن تلك الهَناة الخُثارِمُ قال ابن بري قال ابن السيرافي هو للرَّقّاص الكلبي قال وهو الصحيح وصوابه وليس بِهيّاب إِذا شدَّ رَحَله بدليل قوله بعده ولكنه يمضي على ذاك مُقْدِماً قال والضمير في وليس يعود على رجل خاطبه في بيت قبله في فصل حتم وهو وجدتُ أَباكَ الخير بَحْراً بنَجدة بناها له مَجْداً أَشَمُّ قُماقِمُ ورجل خُثارِم وحُثارم غليظ الشفة والخِثْرِمة بالخاء والحاء الدائرة تحت الأنف والخِثْرمة طَرَف الأَرنبة إِذا غلظت رواه أَبو حاتم بالخاء وروي عن أَبي عبيد بالحاء حِثْرِمة قال وهي لغتان الدائرة التي عند الأنف وسْط الشفة العليا وعَمرو بن الخُثارِم البَجَليُّ

خثعم
خَثْعَم اسمُ جبل فمن نزله فهم خَثْعَمِيُّونَ وخَثْعَمٌ اسم قبيلة أَيضاً وهو خَثْعَمُ بن أَنمار من اليمن ويقال هم من مَعَدٍّ صاروا باليمن وقيل خَثْعَمٌ اسم جمل سُمي به خَثْعَمٌ والخَثْعَمة تلطّخ الجسد بالدم وقيل به سميت هذه القبيلة لأَنهم نحروا بعيراً فتلطخوا بدمه وتَحالفوا والخَثْعَمَةُ أَن يُدخِل الرجلان إِذا تعاقدا كلُّ واحد منهما إِصبعاً في مَنْخِر الجَزُور المَنحور يَتعاقدان على هذه الحالة قال قطرب الخَثْعمة التلطّخ بالدم يقال خَثعموه فتركوه أَي رَمَّلوه بدمه وتَخَثْعم القومُ بالدم تلطّخوا به وقيل الخثْعمة أَن يجتمع الناس فيَذبَحوا ويأْكلوا ثم يَجمَعوا الدم ثم يَخلطوا فيه الزعفَران والطِّيبَ ثم يَغمِسوا أَيديهم ويتعاقدوا أَن لا يَتخاذلوا

خثلم
خَثْلَم الشيءَ أَخذه في خُفْية وخَثْلَمٌ اسم والخَثْلَمَةُ الاختلاط

خجم
الخِجامُ المرأَة الواسِعةُ الهَنِ وهو سَبٌّ عند العرب يقولون يا ابن الخِجام وأَنشد ابن السكيت في باب صفة النساء من الجماع بذاك أَشفي النَّيْزَجَ الخِجاما ويقال لها الخُجارِمُ أَيضاً الأَزهري النَّيْزَجُ جَهاز المرأَة إِذا نَزا بَظْرُه

خدم
الخَدَم الخُدَّمُ والخادِمُ واحدُ الخَدَمِ غلاماً كان أَو جارية قال الشاعر يمدح قوماً مُخَدَّمون ثِقالٌ في مَجالسهم وفي الرِّجال إِذا رافقتَهم خَدَمُ وتَخَدَّمْتُ خادِماً أَي اتخذت ولا بد لمن لم يكن له خادمٌ أَن يَخْتَدِم أَي يَخْدُم نفسه وفي حديث فاطمة وعليّ عليهما السلام اسأَلي أَباكِ خادِماً تَقِيكِ حَرَّ ما أَنتِ فيه الخادِمُ واحد الخَدَم ويقع على الذكر والأُنثى لإِجرائه مُجرى الأَسماء غير المأْخوذة من الأَفعال كحائض وعاتِق وفي حديث عبد الرحمن أَنه طلق امرأَته فَمَتَّعها بخادم سَوداء أَي جارية وهذه خادِمُنا بغير هاء لوجوبه وهذه خادِمتُنا غداً ابن سيده خَدَمَه يَخْدُمه ويَخدِمه الكسر عن اللحياني خَدْمةً عنه وخِدْمة مَهَنَهُ وقيل الفتح المصدر والكسر الاسم والذكر خادم والجمع خُدَّام والخَدَمُ اسم للجمع كالعَزَبِ والرَّوَح والأُنثى خادِم وخادِمة عَرَبيَّتان فصيحتان وخدَم نفسهَ يَخْدُمُها ويَخْدِمُها كذلك وحكى اللحياني لا بدَّ لمن لم يكن له خادم أَن يَختَدِم أَي يخدُم نَفْسَه واستخدَمَه فأَخدَمَه استوهَبَه خادِماً فَوَهَبَه له ويقال اخْتَدَمْتُ فلاناً واسْتَخْدَمْتُه أَي سأَلتُهُ أَن يَخْدُمني وقومٌ مُخَدَّمُون أَي مَخْدُومُون يراد به كثرةُ الخَدَم والخَشَم وأَخدمتُ فلاناً أَعطيتُه خادماً يَخدُمُه يقع الخادِمُ على الأَمة والعبد ورجل مَخْدُوم له تابعة من الجنّ والخَدَمة السير الغليظ المحكمُ مثل الحَلْقة يُشدّ في رُسْغ البعير ثم يُشَدّ إِليها سَرائحُ نَعْلِها وأَنشد ابن بري للأَعشى وطايَفْن مَشْياً في السَّرِيح المُخَدِّم والجمع خَدَمٌ وفي التهذيب خِدامٌ وقد خَدَّم البعير والخَدَمةُ الخَلْخالُ هو من ذلك لأَنه ربما كان من سيور يُرَكَّبُ فيها الذهب والفضة والجمع خِدامٌ وقد تُسمِّى الساقُ خَدَمَةً حملاً على الخَلْخال لكونها موضعه والجمع خَدَمٌ وخِدامٌ قال كيف نَوْمِي على الفراشِ ولمَّا تَشْمَلِ الشأْمَ غارةٌ شَعْواءُ تُذْهِلُ الشيخَ عن بَنيهِ وتُبْدي عن خِدامِ العَقِيلَةُ العَذْراءُ أَراد وتُبْدِي عن خِدامٍ العقيلة وخِدام ههنا في نية عن خِدامها وعدَّى تُبْدِي بعَنْ لأَن فيه معنى تكشف كقوله تَصُدُّ وتُبْدِي عن أَسيلٍ وتَتَّقِي أَي تكشف عن أَسيلٍ أَو تُسْفِرُ عن أَسيلٍ والمُخَدَّمُ موضع الخَدَمَة من البعير والمرأَة قال طفيل وفي الظَّاعِنينَ القَلْبُ قد ذَهَبَتْ به أَسيلَةُ مَجْرى الدَّمْعِ رَيَّا المُخَدَّمِ والمُخَدَّمُ من البعير ما فوق الكعب غيره والمُخَدَّم والمُخَدَّمة موضع الخِدام من الساق وفي الحديث لا يحول بيننا وبين خَدَمِ نِسائكم شيءٌ جمع خَدَمَةٍ يعني الخلخال ويجمع على خِدامٍ أَيضاً ومنه الحديث كُنَّ يُدْلِجْنَ بالقِرَبِ على ظهورهن ويَسْقِينَ أَصحابه بادَيةً خِدامُهُنَّ وفي حديث سلمان أَنه كان على حِمار وعليه سَراويلُ وخَدَمَتاه تَذَبْذَبانِ أَراد بخَدَمَتَيْه ساقَيْه لأَنهما موضع الخَدَمتين و هما الخَلْخالانِ وقيل أَراد بهما مَخْرَجَ الرجلين من السراويل أَبو عمرو الخِدام القيود ويقال للقيد مِرْمَلٌ ومِحْبَسٌ ابن سيده والمُخَدَّم رِباطُ السَّراويل عند أَسفل رجل السَّراويل أَبو زيد إِذا ابْيَضَّت أَوْظِفَةُ النعجة فهي حَجْلاءُ وخَدْماءُ والخَدْماءُ مثل الحَجْلاء الشاة البيضاء الأَوْظِفَةِ أَو الوَظيفِ الواحد وسائرها أَسود وقيل هي التي في ساقها عند موضع الرُّسْغِ بياض كالخَدَمةِ في سواد أَو سواد في بياض وكذلك الوُعُولُ مشبّه بالخَدَم من الخلاخيل والاسم الخُدْمةُ بضم الخاء ويسمون موضع الخَلْخال مُخَدَّماً وقول الأَعشى ولو أَنَّ عِزَّ الناسِ في رأْس صَخْرَةٍ مُلَمْلَمَةٍ تُعْيِي الأَرَحَّ المُخَدَّما لأَعطاك ربُّ الناسِ مِفْتاحَ بابِها ولو لم يكن بابٌ لأَعطاكَ سُلَّمَا يريد وَعْلاً ابْيَضَّتْ أَوْظِفَتُهُ وفرس مُخَدَّمٌ وأَخْدَمُ تحجيلُه مستدير فوق أَشاعره وقيل فرس مُخدَّمٌ جاوز البياضُ أَرساغه أَو بعضها وقيل التَّخْديمُ أَن يَقْصُرَ بياض التحجيل عن الوَظيف فيستدير بأَرساغ رجلي الفرس دون يديه فوق الأَشاعر فإِن كان بِرجْلٍ واحدة فهو أَرْجَلُ وقد تسمى حَلْقَةُ القوم خَدَمَةً وفي حديث خالد بن الوليد إِلى مَرازِبةِ فارس الحمد لله الذي فَضَّ خَدَمَتَكُمْ قال فَضَّ الله خَدَمَتهم أَي فرق جماعتهم الخَدَمة بالتحريك سير غليظ مضفور مثل الحَلْقة يشد في رُسْغِ البعير ثم يشد إِليها سَرائِحُ نعله فإِذا انْفَضَّتِ الخَدَمَة انْحَلَّت السَّرائِحُ وسقطت النعل فضرب ذلك مَثَلاً لذهاب ما كانوا عليه وتفَرُّقِهِ وشَبَّه اجتماع أَمر العَجَمِ واتساقه بالحلقة المستديرة فلهذا قال فَضَّ خَدَمَتكُم أَي فرقها بعد اجتماعها وقال أَبو عبيد هذا مَثَلٌ وأَصل الخَدَمَةِ الحلقةُ المستديرة المُحْكَمَةُ ومنه قيل للخلاخيل خِدامٌ وأَنشد كانَ مِنَّا المُطارِدون على الأُخْ رى إِذا أَبْدَتِ العَذَارَى الخِدامَا قال فَشَبَّهَ خالد اجتماع أَمرهم كان واستيثاقهم بذلك ولهذا قال فَضَّ الله خَدَمَتَكُمْ أَي فرقها بعد اجتماعها وابن خِدامٍ شاعر قديم ويقال ابن خِذامٍ بالذال المعجمة

خذم
الخَذَمُ بالتحريك سرعة السير وظَلِيْمٌ خَذُومٌ قال الشاعر يصف ظَليماً مِزْعٌ يُطَيِّره أَزَفُّ حَذُومُ وقد خَذِمَ الفرسُ خَذَماً فهو خَذِمٌ وفرس خَذِمٌ سريع نعت له لازم لا يشتق منه فِعْلٌ وقد خَذَمَ يَخْذِمُ خَذَماناً وبه سُمِّي السيفُ مِخْذَماً والخَذْمُ سرعة القطع خَذَمَةُ يَخْذِمُه خَذْماً أَي قطعه وفي حديث عمر إِذا أَذَّنْتَ فاستَرْسِلْ وإِذا أَقمت فاخْذِمْ قال ابن الأَثير هكذا أَخرجه الزمخشري وقال هو اختيار أَبي عبيد ومعناه التَّرْتيلُ كأَنه يقطع الكلام بعضه من بعض قال وغيره يرويه بالحاء المهملة ومنه الحديث أُتيَ عَبد الحَميد وهو أَمير على العراق بثلاثة نَفَرٍ قد قطعوا الطريق وخَذَمُوا بالسُّيوف أَي قطعوا وضربوا الناس بها في الطريق وفي حديث عبد الملك ابن عُمَيْرٍ بمَواسيَ خَذِمَةٍ أَي قاطعة وفي حديث جابر فضربا حتى جعلا يَتَخَذَّمانِ الشجرةَ أَي يقطعانها والتَّخْذيمُ التقطيع ومنه قول ابن مقبل تَخَذَّمَ منأَطرافِه ما تَخَذَّما وقال حميد الأَرْقَطُ وخَذَّمَ السَّريحَ من أَنْقابِهِ وثَوْبٌ خَذِمٌ وخَذاويمُ
( * قوله « وخذاويم » هكذا في الأصل وصوبه شارح القاموس وخطأ ما فيه وهو خذاريم بالراء ولكن الذي في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس ) بمنزلة رَعابِيل وخَذَّمه فتَخَذَّمَ وتَخَذَّمَهُ هو أَيضاً قال عَدِيّ بن الرِّقاع عامِيَّة جَرَّتِ الرِّيحُ الذُّيولَ بها فقد تَخَذَّمها الهِجْرانُ والقِدَمُ وخَذِمَ الشيءُ انقطع قال في صفة دَلْوٍ أَخَذِمَتْ أَم وَذِمَتْ أَمْ ما لَها ؟ أَم صادَفَتْ في قَعْرِها حِبالَها ؟ والمِخْذَمُ السيق القاطع وسيف خَذِمٌ وخَذُومٌ ومِخْذَمٌ قاطع ومِخْذَمٌ ورَسُوبٌ اسمان لسَيْفَي الحرثِ بن أَبي شَمِرٍ وعليه قول عَلْقَمَةَ مظاهِرُ سِرْبالَيْ حَديدٍ عليهما عَقِيلا سُيوفٍ مِخْذَمٌ ورَسُوبُ والخُذُم الآذانُ المقطَّعة وفي الحديث كأَنكم بالتُّرْكِ وقد جاءتكم على بَراذِين مُخَذَّمةِ الآذان أَي مُقَطَّعَتِها وأُذن خَذيمةٌ مقطوعة قال الكَلْحَبة كأَن مَسِيحَتَيْ وَرِقٍ عليها نَمَتْ قُرْطَيْهِما أُذُنٌ خَذِيمُ قال ثعلب شَبَّهَ صَفاءَ جلدها بفضة جعلت في الأُذن ويقال خَذِمَت النعلُ خَذَماً إِذا انقطع شِسْعُها قال أَبو عمرو وأَخْذَمْتُها إِذا أَصلحت شِسْعَها والخُذامَةُ القطعة والخَذْماءُ من الشاء التي شُقَّتْ أُذنها عرضاً ولم تَبِنْ التهذيب الخَذْمةُ من سِمات الشاء شقُّه من عَرْض الأُذن فتترك الأُذن نائسةً ونعجة خَذْماءُ قُطِعَ طَرَفُ أُذنها والخَذْمةُ سِمات الإِبل مُذْ كان الإسلام وخَذَمه الصَّقْرُ
( * قوله « وخذمه الصقر إلخ » هكذا بضبط الأصل والمحكم )
ضربَه بمِخْلَبه عن ابن الأَعرابي وبه فسر قوله صائب الخَذمة من غير فَشَلْ قال ويروى الجَذْمة يعني بكل ذلك الخَطْفة والضَّرْبَة ابن السكيت الإِخْذامُ الإِقرار بالذُّلِّ والسكون وأَنشد لرجل من بني أَسد في أَولياء دَمٍ رضوا بالدِّيَةِ فقال شَرى الكِرْشُ عن طول النَّجِيِّ أَخاهُمُ بمالٍ كأَن لم يَسْمعوا شِعْرَ حَذْلَمِ شَرَوْهُ بِحُمْرٍ كالرِّضام وأَخْذموا على العار مَنْ لم يُنْكِرِ العارَ يُخْذِمِ أَي باعوا أَخاهم بإِبل حمر وقبلوا الدية ولم يطلبوا بدمه والخُذُمُ السَّكارى والخَذيمةُ المرأَة السَّكْرى والرجل خَذيم قال الأَزهري وقرأْت شمر سكت الرجل وأَطِمَ وأَرْطَمَ وأَخْذَم واخْرَنْبَقَ بمعنى واحد ورجل خَذِمٌ سَمْحٌ طَيْبُ النفس كثير العطاء والجمع خَذِمون ولا يُكَسَّر ورجل خَذِمُ العطاء أَي سمح وخِذامٌ بطن من مُحارب أَنشد ابن الأعرابي خِذامِيَّة آدتْ لها عَجْوَةُ القُرى وتأْكل بالمَأْقوط حَيْساً مُجَعَّدا أَراد عجوة وادي القُرى المُجَعَّدُ الغليظُ رماها بالقبيح وخِذامُ اسم فرس حاتم بن حَيَّاش قال أَقْدِمْ خِذامُ إِنها الأَساوِرهْ ولا تَهُولَنَّكَ ساقٌ نادِرَهْ وابن خِذامٍ رجل جاهلي من الشعراء في قول امرئ القيس عُوجا على الطَّلَلِ المُحيلِ لأَنَّنا نَبْكي الديار كما بَكى ابنُ خِذامِ قال ابن خالويه خِذامٌ منقول من الخِذامِ وهو الحمار الوحشي قال ويقال للحَمام ابن خِذام وابن شَنَّة
( * قوله « وابن شنة » هكذا بالأصل مضبوط ) ولأَننا ههنا بمعنى لَعَلَّنا قال ومثله قول الآخر أَريني جَواداً مات هَزْلاً لأَنَّني أَرى ما تَرَيْنَ أَو بخيلاً مُكَرَّما وفي التنزيل العزيز قوله عز وجل وما يُشْعِركم أَنها إِذا جاءتْ لا يؤمنون

خذلم
خَذْلَمُ أَسرع والحاء المهملة لغة

خرم
الخَرْمُ مصدر قولك خَرَمَ الخَرَزَةَ يَخْرِمُها بالكسر خَرْماً وخَرَّمَها فَتَخرَّمَتْ فَصَمَها وما خَرَمْتُ منه شيئاً أَي ما نقصت وما قطعت والتَّخَرُّمُ والانْخِرامُ التشقق وانْخَرَمَ ثَقْبُه أَي انشق فإِذا لم ينشق فهو أَخْزَمُ والأُنثى خَزْماءُ وذلك الموضع منه الخَرَمَةُ الليث خَرِمَ أَنفُه يَخْرَمُ خَرَماً وهو قطع في الوَتَرَةِ وفي الناشِرتَيْنِ أَو في طرف الأَرْنَبة لا يبلغ الجَدْعَ والنعت أَخْرَمُ وخَرْماءُ وإِن أَصاب نحو ذلك في الشفة أَو في أَعلى قُوف الأُذن فهو خَرْمٌ وفي حديث زيد بن ثابت في الخَرَماتِ الثلاثِ من الأَنف الدِّيَة في كل واحدة منها ثلثها قال ابن الأَثير الخَرَماتُ جمع خَرَمَةٍ وهي بمنزلة الاسم من نعت الأَخْرَمِ فكأَنه أَراد بالخَرَمات المَخْرُومات وهي الحُجُبُ الثلاثة في الأَنف اثنان خارجان عن اليمين واليسار والثالث الوَتَرَةُ يعني أَن الدِّيَة تتعلق بهذه الحجب الثلاثة وخَرِمَ الرجل خَرَماً فهو مَخْروم وهو أَخْرَمُ تَخَرَّمَتْ وَتَرَةُ أَنفه وقطعت وهي مابين مَنْخِرَيْه وقد خَرَمه يَخْرِمه خَرْماً والخَرَمةُ موضع الخَرْمِ من الأَنف وقيل الذي قطع طرف أَنفه لا يبلغ الجَدْعَ والخَوْرَمةُ أَرنبة الإنسان ورجل أَخْرَمُ الأُذن كأَخربها مثقوبها والخَرماءُ من الآذان المُتَخَرِّمةُ وعنز خَرْماءُ شُقَّت أُذنها عرضاً والأَخْرَمُ المثقوب الأُذن والذي قُطِعَتْ وتَرَةُ أَنفه أَو طرفه شيئاً لا يبلغ الجَدْعَ وقد انْخَرَمَ ثَقْبُه وفي الحديث رأَيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقة خَرْماء أَصل الخَرْمِ الثقب والشق وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أَن يُضَحَّى بالمُخَرَّمةِ الأُذنِ يعني المقطوعة الأُذن قال ابن الأَثير أَراد المقطوعة الأُذن تسمية للشيء بأَصله أَو لأَن المُخَرَّمةَ من أَبنية المبالغة كأَن فيها خُرُوماً وشُقوقاً كثيرة قال شمر والخَرْمُ يكون في الأُذن والأنف جميعاً وهو في الأَنف أَن يُقْطَع مُقَدَّمُ مَنْخِرِ الرجل وأَرْنَبَتِه بعد أَن يُقْطَعَ أَعلاها حتى ينفذ إِلى جوف الأَنف يقال رجل أَخْرَمُ بيِّن الخَرَمِ والأَخْرَمُ الغدير وجمعه خُرْمٌ لأَن بعضها يَنْخَرِمُ إِلى بعض قال الشاعر يُرَجِّعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطات صَوافٍ لم تُكَدِّرْها الدِّلاءُ والأَخْرَمُ من الشِّعْرِ ما كان في صدره وَتِدٌ مجموعُ الحركتينِ فَخُرِمَ أَحدهما وطُرِحَ كقوله إِنَّ امْرأً قد عاش عِشرِينَ حِجَّةً إِلى مِثلها يَرْجو الخُلودَ لجاهِلُ
( * قوله « عشرين حجة » كذا بالأصل والذي في التهذيب والتكملة تسعين وقوله إلى مثلها الذي في التكملة إلى مائة وقد صحح عليه )
كان تمامه وإِنَّ امرأً قال الزجاج من عِلَلِ الطَّويل الخَرْمُ وهو حذف فاء فَعُولُنْ وهو يسمى الثَّلْمَ قال وخَرْمُ فَعولُنْ بيته أَثْلَمُ وخَرْمُ مَفاعِيلن بيته أَعْضَبُ ويسمى مُتَخَرِّماً ليُفْصَلَ بين اسم مُنْخَرم مَفاعِيلن وبين مُنْخَرِمِ أَخْرَم قال ابن سيده الخَرْمُ في العَروض ذهاب الفاء من فَعولن فيبقى عولُنْ فينقل في التقطيع إِلى فَعْلُنْ قال ولا يكون الخَرْمُ إِلا في أَول الجزء في البيت وجمعه أَبو إِسحق على خُرُوم قال فلا أَدري أَجَعَله اسماً ثم جمعه على ذلك أَم هو تسمُّح منه وإِذا أَصاب الرامي بسهمه القِرْطاسَ ولم يَثْقُبْه فقد خَرَمَهُ ويقال أَصاب خَوْرَمَته أَي أَنفه والخَرْمُ أَنف الجبل والأَخْرمانِ عظمانِ مُنْخَرِمانِ في طرف الحَنَك الأَعلى وأَخْرَما الكتفين رؤوسهما من قِبَلِ العضدين مما يلي الوابِلة وقيل هما طرفا أَسفل الكتفين اللذان اكتنفا كُعْبُرة الكتف فالكُعْبُرَةُ بين الأَخْرَمَين وقيل الأَخْرَمُ مُنْقَطَعُ العَيْرِ حيث يَنْجَدِعُ وهو طرفه قال أَوس بن حَجَرٍ يذكر فرساً يُدْعى قُرْزُلاً تالله لولا قُرْزُلٌ إِذْ نَجا لكان مَثْوَى خَدِّكَ الأَخْرَما أَي لقُتِلْتَ فسقط رأْسُكَ عن أَخْرَمِ كتفك وأَخْرَمُ الكتف طرف عَيْره التهذيب أَخْرَمُ الكتف مَحَزٌّ في طرف عَيْرِها مما يلي الصَّدَفة والجمع الأَخارِمُ وخُرْمُ الأَكَمَةِ ومَخْرِمُها مُنْقَطَعُها ومَخْرِمُ الجبل والسَّيْل أَنفه والخَرْمُ ما خَرَمَ سَيْلٌ أَو طريقٌ في قُفّ أَو رأْس جبل واسم ذلك الموضع إِذا اتسع مَخْرِمٌ كمَخْرِم العَقَبةِ ومَخْرِم المَسِيلِ والمَخْرِمُ بكسر الراء مُنْقَطَعُ أَنف الجبل والجمع المَخارِمُ وهي أَفواه الفِجاجِ والمَخارِمُ الطُّرُق في الغلظ عن السُّكَّريّ وقيل الطُّرُقُ في الجبالِ وأَفواه الفِجاجِ قال أَبو ذؤيب به رُجُماتٌ بَيْنَهُنَّ مَخارِمٌ نُهُوجٌ كَلَبَّات الهَجائِنِ فِيحُ وفي حديث الهجرة مَرَّا بأَوْسٍ الأَسْلَمِيِّ فحملهما على جَمَلٍ وبعث معهما دَليلاً وقال اسْلُكْ بهما حيثُ تَعْلَمُ من مَخارِمِ الطُّرُق وهو جمع مَخْرِم بكسر الراء وهو الطريق في الجبل أَو الرمل وقيل هو مُنْقَطَعُ أَنف الجبل وقول أَبي كبير وإِذا رَمَيْتَ به الفِجاجَ رأَيْتَهُ يَهْوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأَجْدَلِ أَراد في مَخارِمِها فهو على هذا ظَرْفٌ كقولهم ذهبتُ الشأْمَ وعَسَلَ الطريقَ الثَّعْلَبُ وقيل يَهْوِي هنا في معنى يَقْطَعُ فإِذا كان هذا فَمَخارِمَها مفعول صحيح وما خَرَمَ الدليلُ عن الطَّريقِ أَي ما عدل ومَخارِمُ الليل أَوائلُه أَنشد ابن الأَعرابي مَخارِمُ الليل لَهُنَّ بَهْرَجُ حِين ينامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ قال ويروى مَحارِمُ الليل أَي ما يَحْرُمُ سُلوكه على الجَبانِ الهِدانِ وهو مذكور في موضعه ويَمِينٌ ذات مَخارِمَ أَي ذاتُ مَخارِجَ ويقال لا خَيرَ في يَمِينٍ لا مَخارِمَ لها أَي لا مَخارِجَ مأْخوذ من المَخْرِمِ وهو الثَّنِيَّةُ بين الجبلين وقال أَبو زيد هذه يَمينٌ قد طَلَعَتْ في المَخارِمِ وهي اليمين التي تَجْعَلُ لصاحبها مَخْرَجاً والخَوْرَمةُ أَرْنَبةُ الإِنسانِ ابن سيده الخَوْرَمَةُ مُقَدَّمُ الأَنف وقيل هي ما بين المَنْخِرَيْنِ والخَوْرَمُ صُخور لها خُرُوقٌ واحدتها خَوْرَمَةٌ والخَوْرَمُ صخرة فيها خُروق والخَرْمُ أَنف الجبل وجمعه خُرُومٌ ومنه اشتقاق المَخْرِم وضَرْعٌ فيه تَخريمٌ وتَشْريمٌ إِذا وقع فيه حُزُوزٌ واخْتُرِمَ فلانٌ عَنَّا مات وذهب واخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ من بين أَصحابه أَخَذَتْهُ من بينهم واخْتَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمَهُم أَي اقتطعهم واستأْصلهم ويقال خَرَمَتْهُ الخَوارِمُ إِذا مات كما يقال شَعَبَتْهُ شَعُوبٌ وفي الحديث يريد أَن يَنْخَرِمَ ذلك القَرْنُ القَرْنُ أَهلُ كلِّ زمانٍ وانْخِرامُهُ ذهابُهُ وانقضاؤه وفي حديث ابن الحنفية كِدْتُ أَن أَكون السوادَ المُخْتَرَمَ من اخْتَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمهم استأْصلهم والخَرْماءُ رابِيةٌ تَنْهَبِطُ في وَهْدَةٍ وهو الأَخرمُ أَيضاً وأَكَمَةٌ خَرْماءُ لها جانب لا يمكن منه الصُّعودُ وريح خارِمٌ باردة كذا حكاه أَبو عبيد بالراء ورواه كراع خازِمٌ بالزاي قال كأَنها تَخْزِِمُ الأَطْراف أَي تنظمها وسيأْتي ذكره والخُرَّمُ نباتُ الشَّجرِ عن كراع وعيش خُرَّمٌ ناعِمٌ وقيل هو فارسي معرب قال أَبو نُخَيْلة في صفة الإِبل قاظَتْ من الخُرْمِ بقَيْظٍ خُرَّمِ أَراد بقَيْظٍ ناعم كثير الخَيْرِ ومنه يقال كان عَيْشُنا بها خُرَّماً قاله ابن الأَعرابي والخُرْمُ وكاظِمَة
( * قوله « والخرم وكاظمة إلخ » كذا بالأصل ومثله في التكملة والذي في ياقوت والخرم في كاظمة إلخ )
جُبَيْلاتٌ وأُنوفُ جبالٍ وأَما قول جرير إِنَّ الكَنِيسة كانَ هَدْمُ بنائها نَصْراً وكان هَزيمةً للأَخْرَمِ فإِنَّ الأَخْرَمَ اسمُ مَلك من مُلوك الرُّوم والخَريمُ الماجِنُ والخارِمُ التارِكُ والخارِمُ المُفْسِدُ والخارِمُ الرِّيحُ الباردةُ وفي حديث سَعْدٍ لما شكاه أَهل الكوفة إِلى عُمَرَ في صلاته قال ما خَرَمتُ من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً أَي ما تركْتُ ومنه الحديث لم أَخْرِمْ منه حَرْفاً أَي لم أَدَعْ والخُرّامُ الأَحداث المُتَخَرِّمونَ في المعاصي وجاء يَتَخَرَّمُ زَنْدُه أَي يَرْكبُنا بالظلم والحُمْق عن ابن الأَعرابي قال وقال ابن قنان لرجل وهو يَتَوَعَّدُهُ والله لئن انْتَحَيْتُ عليك فإِني أَراك يَتَخَرَّمُ زَنْدُك وذلك أَن الزَّنْدَ إِذا تَخَرَّمَ لم يُورِ القادِحُ به ناراً وإِنما أَراد أَنه لا خَيْرَ فيه كما أَنه لا خير في الزَّنْدِ المُتَخَرِّم وتَخَرَّمَ زَنْدُ فلان أَي سكن غضبُه وتَخَرَّمَ أَي دانَ بدينِ الخُرَّمِيَّة وهم أَصحاب التَّناسُخِ والإِباحةِ أَبو خيرة الخَرْوَمانةُ بقلةٌ خبيثةُ الرِّيحِ تنبُتُ في العَطَنِ
( * قوله « تنبت في العطن » هكذا في الأصل ويؤيده ما في مادة ش ق ذ من الأصل والمحكم من التعبير بالإعطان وصوبه شارح القاموس وخطأ ما فيه وهو تنبت في القطن ولكن الذي في التهذيب والتكملة هنا مثل ما في القاموس ) وأَنشد إِلى بيت شِقْذانٍ كأَنَّ سِبالَهُ ولِحْيَتَهُ في خَرْوَمانٍ منوِّرِ وفي الحديث ذِكْرُ خُرَيْمٍ هو مصغر ثَنِيَّةٌ بين المدينة والرَّوْحاء كان عليها طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ من بَدْرٍ ومَخْرَمَةُ بالفتح ومُخَرَّمٌ وخُرَيْمٌ أَسماء وخُرْمانُ وأُم خُرْمانَ
( * قوله « وأم خرمان » بضم فسكون كما في ياقوت والتكملة ) موضعان والخَرْماءُ عَيْنٌ بالصَّفْراء كانت لِحَكيم بن نَضْلَةَ الغِفارِيِّ ثم اشْتُرِيَتْ من وَلَدِهِ والخَرْماءُ فَرَسٌ لِبَني أَبي رَبيعةَ والخُرَّمانُ نبْتٌ والخُرْمانُ بالضم الكذِبْ يقال جاء فلان بالخُرْمانِ أَي بالكذب ابن السكيت يقال ما نَبَسْتُ فيه بخَرْماءَ يعني به الكذب

خرثم
خَرْثَمةُ النعل وخِرْثِمَتُها رأْسها خرشم الخُرْشُومُ أَنف الجبل المشرف على وادٍ أَو قاعٍ وقيل هو الجبل العظيم وقيل هو ما غَلظ من الأَرض وخَرْشَمَ الرجلُ كَرَّه وجهَه والمُخْرَنْشِمُ المتعظمِ المتكبر في نفسه وقيل الغضبان المتكبر ابن الأَعرابي اخْرَنْشَمَ الرجلُ إِذا انقبض وتقارب خَلْقُ بعضه من بعض وأَنشد وفَخِذٍ طالت ولم تَخْرَنْشِمِ والمُخْرَنْشِمُ كذلك والمُخْرَنْشِمُ المتغيرُ اللونِ الذاهب اللحم الضامر وهو مذكور في الحاء قال الأَزهري أَنا واقف في هذا الحرف فإِنه روي بالجيم أَيضاً قال وقد جاءت حروف تَعاقبَ فيها الخاء والجيم كالزَّلَخان والزلَجانِ وانْتَجَبْتُ الشيءَ وانْتَخَبْتُه إِذا اخترته وأَرض خِرْشَمَّةٌ يابسة صلبة وجبل خِرْشَمٌ كذلك

خرشم
الخُرْشُومُ أَنف الجبل المشرف على وادٍ أَو قاعٍ وقيل هو الجبل العظيم وقيل هو ما غَلظ من الأَرض وخَرْشَمَ الرجلُ كَرَّه وجهَه والمُخْرَنْشِمُ المتعظمِ المتكبر في نفسه وقيل الغضبان المتكبر ابن الأَعرابي اخْرَنْشَمَ الرجلُ إِذا انقبض وتقارب خَلْقُ بعضه من بعض وأَنشد وفَخِذٍ طالت ولم تَخْرَنْشِمِ والمُخْرَنْشِمُ كذلك والمُخْرَنْشِمُ المتغيرُ اللونِ الذاهب اللحم الضامر وهو مذكور في الحاء قال الأَزهري أَنا واقف في هذا الحرف فإِنه روي بالجيم أَيضاً قال وقد جاءت حروف تَعاقبَ فيها الخاء والجيم كالزَّلَخان والزلَجانِ وانْتَجَبْتُ الشيءَ وانْتَخَبْتُه إِذا اخترته وأَرض خِرْشَمَّةٌ يابسة صلبة وجبل خِرْشَمٌ كذلك

خرطم
الخُرْطومُ الأَنف وقيل مُقَدَّمُ الأَنف وقيل ما ضَمَّ الرجل عليه الحَنَكَيْنِ أَبو زيد الخُرْطومُ والخَطْمُ الأَنف وقوله تعالى سَنَسِمُهُ على الخُرْطومِ فَسَّرهُ ثعلب فقال يعني على الوجه قال ابن سيده وعندي أَنه الأَنف واستعاره للإنسان لأَن في المُمْكن أَن يُقَبِّحَهُ يوم القيامة فيجعله كخُرْطومِ السَّبع وقيل معناه سنجعل له في الآخرة العَلَم الذي به يُعْرَفُ أَهلُ النار من اسوداد وجوههم وقال الفراء الخُرْطومُ وإِن خُصَّ بالسِّمَةِ فإِنه في مَذْهَبِ الوجهِ لأَن بعضَ الوجه يُؤَدِّي عن بعضٍ وقال أَبو العباس هو من السِّباع الخَطْمُ والخُرْطومُ ومن الخنزير الفِنْطِيسَةُ ومن ذي الجَناح المنْقارُ ومن ذوات الخُفِّ المِشْفَرُ ومن الناس الشَّفَةُ ومن الحافر الجَحافلُ والخُرْطُوم للفِيل وهو أَنفه ويقوم له مقام يده ومَقام عُنُقِهِ قال والخُروقُ التي فيه لا تَنْفُذُ وإِنما هو وِعاءٌ إِذا ملأَه الفيلُ من طعام أَو ماء أَوْلَجَهُ في فِيه لأَنه قصير العُنُق لا ينال ماء ولا مَرْعىً قال وإِنما صار ولدُ البُخْتِيِّ من البُخْتِيَّةِ جَزُورَ لحمٍ لقصر عُنقه ولعجزه عن تناول الماء والمَرْعى قال وللبَعُوضة خُرْطومٌ وهي شبيهةٌ بالفيل وحكى ابن بري عن ابن خالَوَيْهِ فلان خُرْطُمانيٌّ عليه خُفّ قُرْطُمانيٌّ خُرطُمانيٌّ كبير الأَنف والقُرْطُمانيُّ الخف له مِنْقارٌ وفي حديث أَبي هريرة وذكر أَصحاب الدَّجَّالِ قال خِفافُهُمْ مُخَرْطَمةٌ أَي ذات خَراطيِمَ وأُنوفٍ يعني أَن صُدورها ورؤوسها مُحَدَّدَةٌ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّه من عِظَمِ الرأْسِ ومن خُرْطُمِّه قال ابن سيده قد يكون الخُرْطُمُّ لغةً في الخُرْطومِ قال ويجوز أَن يكون أَراد الخُرْطُمَ فشَدَّدَه للضرورة وحَذَفَ الواو لذلك أَيضاً والخَراطِيم للسباع بمنزلة المناقيرِ للطير وخَرْطَمَهُ ضرب خُرْطومَهُ وخَرْطَمَهُ عَوَّجَ خُرْطومَهُ واخْرَنْطَمَ الرجلُ عَوَّجَ خُرْطومَهُ وسكت على غضبه وقيل رَفَعَ أَنفَهُ واستكبر والمُخْرَنْطِمُ الغضبان المتكبر مع رفع رأْسه وقال جَنْدَل يصف فُحولاً وهُنَّ يَعْمِينَ من المَلامِجِ بقَرَدٍ مُخْرَنْطمِ المَتَاوِجِ على عُيونٍ لجإِ المَلاحِجِ
( * قوله « لجأ » هكذا بالأصل بدون ضبط )
مَلامِجُها أَفواهها والقَرَدُ اللُّغامُ الجَعْدُ والمَتاوِجُ تَتَتَوَّجُ بالعِمامة أَي صار الزَّبَدُ لها تاجاً والمَلاحِجُ مَداخِلُ العين لجأٌ قد غابت وذو الخُرْطومِ سيف بعينه عن أَبي عليّ وأَنشد تَظَلُّ لذي الخُرْطُومِ فيهِنَّ سَوْرَةٌ إِذا لم يُدافِعْ بعضَها الضَّيْفُ عن بَعْضِ ومن أَسماء الخمر الخُرْطومُ قال العجاج فغَمَّها حَوْلَيْنِ ثم استَوْدَفا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفا والخُرْطومُ الخمر السريعةُ الإِسكارِ وقيل هو أَول ما يجري من العِنَبِ قبل أَن يُداسَ أَنشد أَبو حنيفة وفِتْيَة غير أَنْذالٍ دَلَفْتُ لَهُمْ بذي رِقاعٍ من الخُرطُومِ نَشَّاجِ
( * قوله « أنشد أبو حنيفة وفتية إلخ » كذا بالأصل وعبارة المحكم أنشد أبو حنيفة
وكأن ريقتها إذا نبهتها ... بعد الرقاد تعل بالخرطوم
وقال الراعي وفتية إلخ )
يعني بذي الرِّقاعِ الزِّقَّ ابن الأَعرابي الخُرْطُومُ السُّلافُ الذي سال من غير عَصْرٍ وخَراطِيمُ القوم ساداتهم ومُقَدَّموهُمْ في الأُمور والخُراطِمُ من النساء التي دخلت في السن والخُرْطُومان جُشَمُ بن الخَزْرَجِ وعوف بن الخَزْرَجِ

خزم
خَزَمَ الشيءَ يَخْزِمُهُ خَزْماً شَكَّهُ والخِزامَةُ بُرَةٌ حَلقَةٌ تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير وقيل هي حَلقةٌ من شَعَرٍ تجعل في وَتَرَةِ أَنفه يُشَدُّ بها الزِّمامُ قال الليث إن كانت من صُفْرٍ فهي بُرَة وإِن كانت من شعر فهي خِزامةٌ وقال غيره كل شيء ثَقَبْتَهُ فقد خَزَمْتَهُ قال شمر الخِزامَةُ إِذا كانت من عَقَبٍ فهي ضانَةٌ وفي الحديث لا خِزامَ ولا زِمامَ الخِزامُ جمع خِزامةٍ وهي حلقة من شعر تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير كانت بنو إِسرائيل تَخزِمُ أُنوفها وتَخْرِقُ تَراقِيَها ونحو ذلك من أَنواع التعذيب فوضعه الله عن هذه الأُمَّةِِ أَي لا يُفْعَلُ الخِزامُ في الإِسلام وفي الحديث وَدَّ أَبو بكر أَنه وجَدَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم عَهْداً وأَنه خُزِمَ أَنفُه بخِزامَةٍ وفي حديث أَبي الدرداء اقْرَأْ عليهم السَّلام ومُرْهُمْ أَن يُعْطوا القرآن بخَزائمهم قال ابن الأَثير هي جمع خِزامةٍ يريد به الانقيادَ لحكم القرآن وإِلقاءَ الأَزِمَّةِ إِليهِ ودخولُ الباء في خَزائمهم مع كون أَعطى يتعدَّى إِلى مفعولين كقوله أعْطى
( * قوله « كقوله أعطى إلخ » أي كدخولها في قوله أعطى إلخ وقد عبر به في النهاية ) بيده إِذا انقاد ووَكَلَ أَمْرَهُ إِلى من أطاعه وعَنَا له قال وفيها بيانُ ما تضَمَّنَتْ من زيادة المعنى على معنى الإِعطاء المُجَرَّدِ وقيل الباء زائدة وقيل يَعْطوا بفتح الياء من عَطا يَعْطُو إِذا تناول وهو يتعدى إِلى مفعول واحد ويكون المعنى أَن يأْخذوا القرآن بتمامه وحَقّه كما يُؤخَذُ البعيرُ بِخزامَتِه قال والأَول الوَجْهُ والمُخَزَّمُ من نعت النَّعام قيل له مُخَزَّمٌ لثَقْب في مِنْقارِهِ وقد خَزَمَهُ يَخْزِمُهُ خَزْماً وخَزَّمَه وإِبل خَزْمَى مُخَزَّمَةٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنها خَزْمَى ولم تُخَزَّمِ وذلك أَن الناقة إِذا لقِحَتْ رفعت ذَنَبَها ورأْسها فكأَنَّ الإِبل إِذا فعلت ذلك خَزْمَى أَي مشدودةُ الأُنوف بالخِزامةِ وإِن لم تُخَزَّمْ والخَزْماءُ الناقة المشقوقة المَنْخِرِ ابن الأَعرابي الخَزْماءُ الناقة المشقوقة الخِنَّابَةِ وهي المَنْخِرُ قال والزَّخْماءُ المُنْتِنَةُ الرائحة وكل مثقوب مَخزُومٌ وخَزَمْتُ الجَرادَ في العُود نَظَمْتُهُ وخَزَمْتُ الكتاب وغيره إِذا ثَقَبْتَهُ فهو مَخْزُومٌ ابن الأَعرابي الخُزُمُ الخَرَّازونَ وفي حديث حُذَيفة إِن الله يصنع صانِعَ الخَزَمِ ويصنع كلَّ صَنْعَةٍ يريد أَن الله يخلق الصِّناعة وصانِعها سبحانه وتعالى قال أَبوعبيد في قول حُذَيْفَةَ تَكذيبٌ لقول المعتزلة إِن الأَعمال ليست بمخلوقة ويصدّق قولَ حذيفة قولُ الله تعالى والله خلقكم وما تعملون يعني نَحْتَهُمْ للأَصنام يعملونها بأَيديهم ويريد بصانع الخَزَمِ صانِعَ ما يُتَّخَذُ من الخَزَمِ والطير كلها مَخْزُومَةٌ ومُخَزَّمَةٌ لأَن وَتَراتِ أُنوفِها مثقوبة وكذلك النَّعامُ قال وأَرْفَعُ صوتي للنعام المُخَزَّمِ وخِزامةُ النعلِ السير الدقيق الذي يَخْزِمُ بين الشِّراكَيْنِ وشِراك مَخْزُومٌ ومَشْكوكٌ وتَخَزَّمَ الشوكُ في رجله شَكَّها ودخل فيها قال القطاميّ سَرَى في جَلِيدِ اللَّيْلِ حتى كأَنما تَخَزَّمَ بالأَطْراف شَوْكُ العَقارِبِ وخازَمَه الطريقَ أَخذ في طريق وأَخذ غيره في طريق حتى التقيا في مكان واحد قال وهي المُخاصَرَةُ والمُخازَمَةُ المعارضةُ في السير قال ابن فَسْوَةَ إِذا هو نَحَّاها عن القَصْدِ خازَمَتْ به الجَوْرَ حتى يستقيم ضُحَى الغَدِ ذكر ناقته أَن راكبها إِذا جارَ بها عن القصد ذهبَتْ به خلاف الجَوْر حتى تغلبه فتأْخذ على القَصد وأَما قوله قطعتُ ما خازَمَ من مُزْوَرِّهِ فمعناه ما عَرَضَ لي منه وريح خازِمٌ باردة عن كراع وأَنشد تُراوِحُها إِمَّا شَمالٌ مُسِفَّةٌ وإِمَّا صَباً من آخِرِ الليْلِ خازِمُ والذي حكاه أَبو عبيد خارِمٌ بالراء والخَزَمُ بالتحريك شجر له ليفٌ تُتَّخذ من لحائه الحبال الواحدة خَزَمَةٌ وأَنشد قول أُميَّة وانْبَعَثَتْ حَرْجَفٌ يَمانِيَةٌ يَيْبَسُ منها الأَراكُ والخَزَمُ وقال ساعِدَةُ أَفْنادُ كَبْكَبَ ذاتِ الشَّثِّ والخَزَمِ وأَنشد ابن بري مثل رِشاء الخَزَمِ المُبْتَلِّ التهذيب الخَزَمُ شجر وأَنشد الأَصمعي في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ ولَهُ بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَة الخَزَمِ أَبو حنيفة الخَزَمُ شجر مثل شجر الدَّوْمِ سواء وله أَفنان وبُسْرٌ صغار يَسْوَدّ إِذا أَيْنَعَ مُرٌّ عَفِصٌ لا يأْكله الناس ولكن الغرْبان حريصة عليه تَنْتابُهُ واحدته خَزَمَةٌ والخَزَّامُ بائع الخَزَمِ وسوق الخَزَّامينَ بالمدينة معروف والخَزَمةُ خُوصُ المُقْل تُعمَلُ منه أَحْفاشُ النساء والخُزامَى نبت طيب الريح واحدته خُزاماة وقال أَبو حنيفة الخُزامى عُشْبَةٌ طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهرة طيبة الريح لها نَوْرٌ كنَوْرِ البَنَفْسَجِ قال ولم نجد من الزَّهْرِ زَهْرةً أَطيبَ نَفْحَة من نفحة الخُزامَى وأَنشد لقد طَرَقَتْ أُمُّ الظِّباءِ سَحَابَتِي وقد جَنَحَتْ للغَوْرِ أُخْرى الكواكبِ بريحِ خُزامَى طَلَّةٍ من ثِيابِها ومِنْ أَرَجٍ من جَيِّدِ المِسْكِ ثاقِبِ وهي خِيرِيُّ البَرِّ قال امرؤ القيس كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمام ورِيحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ والخَزُومَةُ البقرة بلغة هُذَيْلٍ قال أَبو دُرَّةَ الهُذَليّ
( * قوله « أبو درة الهذلي » كذا هو بالأصل بهذا الضبط وبالدال المهملة وعبارة القاموس في مادة ذر ر وأبو ذرة الهذلي الصاهلي شاعر أو هو بضم الدال المهملة )
إِن يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ أَهْلِ خَزُوماتٍ وشَحَّاجٍ صَخِبْ وقيل هي المُسِنَّةُ القصيرة من البقر والجمع خَزائمُ وخُزُمٌ وخَزُومٌ وقيل الخَزُومُ واحد وقوله أَرْبابُ شاءٍ وخَزُومٍ ونَعَمْ يدل على أَنه جمع على حدِّ السَّعَةِ والاختيار وإِن كان قد يجوز أَن يكون واحداً وأَنشد ابن بري لابن دارَةَ يا لعنةَ الله على أَهْلِ الرَّقَمْ أَهلِ الوَقِيرِ والحَميرِ والخُزُمْ والأَخزم الحَيَّةُ الذكر وذكَرٌ أَخْزَمُ قصير الوَتَرَةِ وكَمَرَةٌ خَزْماءُ كذلك قال الأَزهري الذي ذكره الليث في الكَمَرَةِ الخَزْماءِ لا أعرفه قال ولم أَسمع الأَخْزَمَ في اسم الحيَّات وقد نظرت في كتب الحيَّات فلم أَر الأَخْزَمَ فيها وقال رجل لبُنَيٍّ له أَعجبه شِنْشِنَةٌ أَعْرفُها من أَخْزَمِ أَي قَطَران الماء
( * قوله « أي قطران الماء إلخ » كذا في الأصل والتكملة وعبارة التهذيب أي قطرة ماء من ذكرى الأخزم ) من ذَكر أَخْزَمَ وقيل أَخْزَمُ قطعة من جبل وأَبو أَخْزَمَ جَدُّ أَبي حاتِمِ طَيِّءٍ أَو جَدُّ جدّه وكان له ابن يقال له أَخْزَمُ فمات أَخْزَمُ وترك بَنين فوثبوا يوماً في مكان واحد على جدهم أَبي أَخْزَمَ فأَدْمَوْه فقال إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلُوني بالدَّمِ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ من يَلْقَ آسادَ الرجالِ يُكْلَمِ كأَنه كان عاقّاً والشِّنْشِنةُ الطبيعة أَي أَنهم أَشبهوا أَباهم في طبيعته وخُلُقِه والخَزْمُ بالزاي في الشعر زيادة حرف في أَول الجزء أَو حرفين أَو حروف من حروف المعاني نحو الواو وهل وبل والخَرْمُ نقصان قال أَبو إِسحق وإِنما جازت هذه الزيادة في أَوائل الأَبيات كما جاز الخَرْمُ وهو النقصان في أَوائل الأَبيات وإِنما احْتُمِلَتِ الزيادةُ والنقصانُ في ا لأَوائل لأَن الوزن إِنما يستبين في السمع ويظهر عَوارُهُ إِذا ذهبتَ في البيت وقال مرة قال أَصحاب العروض جازت الزيادة في أَول الأَبيات ولم يُعْتَدَّ بها كما زيدت في الكلام حروفٌ لا يُعْتَدُّ بها نحو ما في قوله تعالى فَبما رَحْمةٍ من اللهِ لِنْتَ لهم والمعنى فبرحمةٍ من الله ونحو لئِلاَّ يعلم أَهلُ الكتاب معناه لأَنْ يعلم أَهلُ الكتاب قال وأَكثر ما جاء من الخَزْمِ بحروف العطف فكأَنك إِنما تعطف ببيت على بيت فإِنما تحتسب بوزن البيت بغير حروف العطف فالخَزْمُ بالواو كقول امرئ القيس وكأَنَّ ثَبِيراً في أَفانينِ وَدْقِهِ كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ فالواو زائدة وقد رويت أَبيات هذه القصيدة بالواو والواو أَجود في الكلام لأَنك إِذا وَصَفْتَ فقلت كأَنه الشمسُ وكأَنه الدُّرُّ كان أَحسن من قولك كأَنه الشمسُ كأَنه الدُّرُّ بغير واو لأَنك أَيضاً إِذا لم تعطف لم يَتَبَيَّنْ أَنك وصفتَه بالصفتين فلذلك دخل الخَزْمُ وكقوله وإِذا خَرَجَتْ من غَمْرَةٍ بعد غَمْرَةٍ فالواو زائدة وقد يأْتي الخَزْمُ في أَول المِصْراعِ الثاني أَنشد ابن الأَعرابي بل بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُهُ بَلْ لا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما فزاد بَلْ في أَول المصراع الثاني وإِنما حَقُّه بل بُرَيْقاً بِتُّ أَرقبه لا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما وربما اعْتَرَضَ في حَشْوِ النصف الثاني بين سَببٍ ووَتِدٍ كقول مَطرِ بن أَشْيَمَ الفَخْرُ أَوَّلُهُ جَهْلٌ وآخره حِقْدٌ إِذا تُذُكِّرَتِ الأَقوالُ والكَلِمُ فإِذا هنا معترضة بين السبب الآخر الذي هو تَفْ وبين الوتد المجموع الذي هو عِلُنْ وقد زادوا الواو في أَول النصف الثاني في قوله كُلَّما رابَكَ مِنِّي رائبٌ ويَعْلَمُ العالِمُ مِني ما عَلِمْ وزادوا الباء قال لبيد والهَبانِيقُ قِيامٌ مَعَهُمْ بكُلِّ مَلْثومٍ إِذا صُبَّ هَمَل وزادوا ياء أَيضاً قالوا يا نَفْسِ أَكْلاً واضْطِجا عاً يا نَفْسِ لَسْتِ بخالِدَه والصحيح يا نفسِ أَكْلاً واضطجا عاً نَفْسِ لَسْتِ بخالده وكقوله يا مَطَرُ بن ناجِيةَ بن ذِرْوَةَ إِنني أُجْفى وتُغْلَقُ دوننا الأَبْوابُ وقد يكون الخَزْمُ بالفاء كقوله فَنَرُدّ القِرْنَ بالقِرْنِ صَريعَيْنِ رُدافى فهذا من الهَزَجِ وقد زيد في أَوله حرف وخَزَمُوا بِبَلْ كقوله بل لم تَجْزَعُوا يا آل حُجْرٍ مَجْزَعا وقال هَل تَذَكَّرُونَ إِذْ نُقاتِلكُمْ إِذ لا يَضُرُّ مُعْدِماً عَدَمُهْ
( * قوله « وقال هل تذكرون إلخ » هكذا بالأصل وفيه سقط يعلم من عبارة شارح القاموس وعبارة صاحب التكملة فإنهما قالا وبهل كقوله هل تذكرون إلخ )
وخَزَمُوا بنَحْنُ قال نَحْنُ قَتَلْنا سَيِّدَ الخَزْرَ جِ سَعْدَ بن عُبادَهْ ونظير الخَزْمِ الذي في أَول البيت ما يُلْحِقُونَهُ بعد تمام البناء من التَّعدِّي والمُتَعَدِّي والغُلُوّ والغالي والأَخْزَمُ قطعة من جبل وخُزام موضع قال لبيد أَقْوَى فَعُرِّيَ واسِطٌ فبَرامُ من أَهله فصُوائِقٌ فَخُزامُ ومَخْزُومٌ أَبو حَيٍّ من قُرَيْشٍ وهو مَخْزُوم بن يَقَظَةَ بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غالب وبِشْرُ بن أَبي خازِمٍ شاعر من بني أَسَد

خشم
خَشِمَ اللحمُ خَشَماً وأَخْشَمَ تغيرت رائحته والخَيْشُوم من الأَنف ما فوق نُخْرَتِهِ من القَصَبة وما تحتها من خَشارِمِ رأْسه وقيل الخَياشِيمُ غَراضيف في أَقصى الأَنف بينه وبين الدماغ وقيل هي عُروق في باطن الأَنف وقيل الخَيْشُومُ أَقصى الأَنف والخَشْمُ كسْر الخَيْشُومِ خَشَمَهُ يَخشِمُهُ خَشْماً كسر خَيشومَهُ وخَياشِيمُ الجبال أُنوفها وأَنشد ابن بري لذي الرُّمَّة من ذِرْوَةِ الصَّمَّان خَيْشُومُ قال أَبو حنيفة وقيل لابنة الخُسِّ أَيُّ البلادِ أَمْرَأُ ؟ قالت خَياشِيم الحَزَنِ أَو جِواءُ الصَّمَّانِ والخَشَمُ والخُشوم سَعَةُ الأَنف خَشِمَ خَشَماً وخُشوماً وهو أَخْشَمُ والخَشَمُ داء يأْخذ في جوف الأَنف فتتغير رائحته والخُشامُ داء يأْخذ فيه وسُدَّةٌ وصاحبه مَخْشومٌ ورجل أَخْشَمُ بَيِّنُ الخَشَمِ وهو داء يعتري الأَنف وفلان ظاهر الخَيْشومِ أَي واسع الأَنف وأَنشد أَخْشَم بادي النَّعْوِ والخَيْشومِ والخَشَمُ سقوط الخَياشيم وانسدادُ المُتَنَفِّس ولا يكاد الأَخْشَمُ يَشُمُّ شيئاً والخُشامُ كالخَشَمِ وفي الأَنف ثلاثة أَعظم فإِذا انكسر منها عظم تَخَشَّمَ الخَيْشومُ فصار مَخشوماً والأَخْشَمُ الذي لا يجد ريح طيب ولا نَتْنٍ وفي الحديث لقي الله وهو أَخْشَمُ وفي حديث عمر أَن مَرْجانةَ ولِيدتَهُ أَتت بولدِ زِناً فكان عمرُ يحمله على عاتقه ويَسْلِتُ خَشَمَهُ الخَشَمُ ما يسيل من الخَياشِيم أَي يمسح مُخاطه وما سال من خَيْشومِه ورجل مَخْشُوم ومُتَخَشّمٌ ومُخَشَّمٌ بفتح الشين مشددة سكران مشتقّ من الخَيْشُومِ قال الأَعشى إِذا كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّماً وخَشَّمَه الشرابُ تَثَوَّرَتْ ريحه في الخَيْشُومِ وخالطت الدماغ فأَسكرته والاسم الخُشْمَةُ وقيل المُخَشَّمُ السكران الشديد السُّكر من غير أَن يشتق من الخَيْشُوم التهذيب والتَّخَشُّم من السُّكر وذلك أَن ريح الشراب تَثُور في خَيْشُومِ الشارب ثم تخالط الدماغ فيذهب العقل فيقال تَخَشَّمَ وخَشَّمَه الشرابُ وأَنشد فأَرْغَمَ اللهُ الأُنوفَ الرُّغَّمَا مَجْدوعَها والعَنِتَ المُخَشَّما أَي المكسَّر والخُشامُ العظيم من الأُنوف وإِن لم يكن مُشْرِفاً ويقال إِن أَنف فلان لَخُشامٌ إِذا كان عظيماً ورجل خُشامٌ بالضم غليظ الأَنف وكذلك الجبَل الذي له أَنف غليظ والخَيْشُومُ سَلائلُ سُود ونَغَفٌ في العظم والسَّلِيلَةُ هَنَةٌ رقيقة كاللحم وخَياشِيم الجبال أُنوفها والخُشامُ العظيم من الجبال وأَنشد ويَضْحَى به الرَّعْنُ الخُشامُ كأَنَّه وراء الثَّنايا شَخْصُ أَكْلَفَ مُرْقِلِ أَبو عمرو الخُشامُ الطويل من الجبال الذي له أَنف وابن الخُشامِ من فُرسانهم قال مُرَقِّشٌ أَبَأْتُ بثَعْلَبَةَ بن الخُشا مِ عَمْرَو بنَ عَوْفٍ فَزاحَ الوَهَلْ

خشرم
الخَشْرَمُ جماعة النحل والزنابير لا واحد لها من لفظها قال الشاعر في صفة كلاب الصيد وكأَنَّها خَلْفَ الطَّري دةِ خَشْرَمٌ مُتَبَدِّدُ الأَصمعي الجماعة من النحل يقال لها الثَّوْلُ والخَشْرَمُ قال أَبو حنيفة من أَسماء النحل الخَشْرَمُ واحدتها خَشْرَمَةٌ والخَشْرَمُ أَيضاً أَمير النحل والخشرَمُ أَيضاً مأْوى الزنابير والنحل وبيتُها ذو النَّخاريب وفي الحديث لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قبلكم ذراعاً بذراع حتى لو سلكوا خَشْرَم دَبْرٍ لسلكتموه هو مأْوى النحل والزنابير والدَّبْرِ قال وقد يطلق عليها أَنفسها والدَّبْرُ النحل وقول أَبي كبير يصف صائداً يأْوي إِلى عُظْمِ الغَريفِ ونَبْلُهُ كسَوامِ دَبْر الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ أَضاف الدَّبْرَ إِلى أَميرها أَو مأْواها ولا يكون من إِضافة الشيء إِلى نفسه وخَشارِمُ الرأْس ما رَقَّ من السِّحاء الذي في خَياشيمه وهو ما فوق نُخْرَتِه إِلى قصَبة أَنفه والخَشارِمُ بالضم الأَصواتُ وخَشْرَمَتِ الضَّبُع صوتت في أَكلها حكاه ابن الأعرابي وقال سمعت أَعرابياً يقول الضبع تُخَشْرِمُ وذلك صوت أَكلها إِذا أَكلت ابن شميل الخَشْرَمَةُ أَرض حجارتها رَضْراضٌ كأَنها نُثِرَتْ على وجه الأَرض نَثْراً فلا تكاد تمشي فيها حجارتها حُمٌّ وهو جبل ليس بالشديد الغليظ فيه رَخاوة موضوع بالأَرض وضعاً وهو ما استوى مع الأَرض وما تحت هذه الحجارة المُلقاة على وجه الأَرض أَرضٌ فيها حجارة وطين مختلطة وهي في ذلك غليظة وقد تنبت البقل والشجر وقيل الخَشْرَمَةُ رَضْمٌ من حجارة مَرْكوم بعضُه على بعضٍ والخَشْرَمةُ لا تطول ولا تَعْرُضُ إِنما هي رَضْمَةٌ وهي مستوية وزاد الليث على هذا القول أَنه قال حجارة الخَشْرَمةِ أَعظمها مثل قامة الرجل تحت التراب قال وإِذا كانت الخَشْرَمةُ مستوية مع الأَرض فهي القِفافُ وإِنما قَفَّفَها كثرةُ حجارتها قال أَبو أَسلم الخَشْرَمةُ من أَعظم القفِّ وقال بعضهم الخَشْرَمُ ما سَفُلَ من الجبل وهي قُفٌّ وغلظ وهو جبل غير أَنه متواضع وجمعه الخَشارِمُ ابن سيده الخَشارِمَةُ قِفافٌ حجارتها رَضْراضٌ واحدتها خَشرَمٌ وخَشْرمة والخَشْرَمُ الحجارة الرخوة التي يتخذ منها الجِصُّ وأَنشد ابن بري لأَبي النَّجْمِ ومُسُكاً من خَشْرَمٍ ومَدَرا وخَشْرَمٌ اسم وابن خَشْرَمٍ رجل وهو أَيضاً ابن الخَشْرَمِ

خشسبرم
الخَشَسْبَرَمْ شبيه بالمَرْوِ وهو من رياحين البر قال ابن سيده هكذا حكاه أَبو حنيفة بسكون آخره وعزاه إِلى الأَعراب قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا قال وعندي أَنه غير عربي
( * قوله « قال وعندي أنه غير عربي » قال شارح القاموس قلت وهو كما قال وأصله بالفارسية هكذا خوش سبرم بضم الخاء وسكون الواو والشين وفتح السين المهملة وسكون الباء العجمية وفتح الراء وسكون الميم )

خصم
الخُصومَةُ الجَدَلُ خاصَمَه خِصاماً ومُخاصَمَةً فَخَصَمَهُ يَخْصِمهُ خَصْماً غلبه بالحجة والخُصومَةُ الاسم من التَّخاصُمِ والاخْتِصامِ والخَصْمُ معروف واخْتَصَمَ القومُ وتَخاصَموا وخَصْمُكَ الذي يُخاصِمُكَ وجمعه خُصُومٌ وقد يكون الخَصْمُ للاثنين والجمع والمؤنث وفي التنزيل العزيز وهل أَتاك نَبَأُ الخَصْمِ إِذ تَسَوَّروا المِحْراب جعله جمعاً لأَنه سمي بالمصدر قال ابن بري شاهد الخَصْمِ وخَصْم يَعُدُّونَ الدُّخولَ كأَنَّهُمْ قرومٌ غَيارى كلَّ أَزهَرَ مُصْعَبِ وقال ثعلب بن صُعَيْرٍ المازِنيّ ولَرُبَّ خَصْمٍ قد شَهِدت أَلِدَّةٍ تَغْلي صُدُورُهُمْ بِهِتْرٍ هاتِرِ قال وشاهد التثنية والجمع والإِفراد قول ذي الرُّمَّةِ أَبَرُّ على الخُصُومِ فليس خَصْمٌ ولا خَصْمانِ يَغْلِبُه جِدالا فأَفرد وثَنّى وجَمع وقوله عز وجل هذان خَصْمانِ اخْتَصَمُوا في ربهم قال الزجاج عَنى المؤمنين والكافرين وكل واحد من الفَريقين خَصْمٌ وجاء في التفسير أَن اليهود قالوا للمسلمين دِينُنا وكِتابُنا أَقدم من دينكم وكِتابكم فأَجابهم المسلمون بأَننا آمَنَّا بما أُنْزِلَ إِلينا وما أُنْزِلَ إِليكم وآمَنَّا بالله وملائكته وكُتُبِهِ ورسُله وأَنتم كفرتم ببعض فظهرتْ حُجَّةُ المسلمين والخَصِيمُ كالخَصْمِ والجمع خُصَماءُ وخُصْمانٌ وقوله عز وجل لا تَخَفْ خَصْمان أَي نحن خَصْمانِ قال والخَصْمُ يصلح للواحد والجمع والذكر والأُنثى لأَنه مصدر خَصَمْتُهُ خَصْماً كأَنك قلت هو ذو خَصْم وقيل للخَصْمَيْنِ خَصمْان لأَخذ كل واحد منهما في شقٍّ من الحِجاج والدَّعْوى قال هؤلاء خَصْمي وهو خصمي ورجل خَصِمٌ جَدِلٌ على النسب وفي التنزيل العزيز بل هم قوم خَصِمُونَ وقوله تعالى يَخَصِّمُونَ فيمن قرأَ به لا يخلو
( * قوله « يخصمون فيمن قرأ به لا يخلو إلخ » في زاده على البيضاوي وفي قوله تعالى يخصمون سبع قراءات الأولى عن حمزة يخصمون بسكون الخاء وتخفيف الصاد والثانية يختصمون على الأصل والثالثة يخصمون بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد أسكنت تاء يختصمون فأدغمت في الصاد فالتقى ساكنان فكسر أولهما والرابعة بكسر الياء إتباعاً للخاء والخامسة يخصمون بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد المكسورة نقلوا الفتحة الخالصة التي في تاء يختصمون بكمالها إلى الخاء فأدغمت في الصاد فصار يخصمون بإخلاص فتحة الخاء وإكمالها والسادسة يخصمون بإخفاء فتحة الخاء واختلاسها وسرعة التلفظ بها وعدم إكمال صوتها نقلوا شيئاً من صوت فتحة تاء يختصمون إلى الخاء تنبيهاً على أن الخاء أصلها السكون والسابعة يخصمون بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الصاد المكسورة والنجاة يستشكلون هذه القراءة لاجتماع ساكنين على غير حدهما إذ لم يكن أول الساكنين حرف مد ولين وإن كان ثانيهما مدغماً ) من أَحد أَمرين إما أَن تكون الخاء مسكنة البَتَّة فتكون التاء من يَخْتَصِمُونَ مُخْتَلَسة الحركة وإما أَن تكون الصاد مشددة فتكون الخاءُ مفتوحة بحركة التاء المنقول إليها أَو مكسورة لسكونها وسكون الصاد الأُولى وحكى ثعلب خاصِمِ المَرْءَ في تُراثِ أَبيه أَي تَعَلَّقْ بشيء فإن أَصبتَه وإلاَّ لم يضرك الكلام وخاصَمْتُ فلاناً فَخصَمْتُه أَخْصِمهُ بالكسر ولا يقال بالضم وهو شاذ ومنه قرأ حمزة وهم يَخْصِمونَ لأَن ما كان من قولك فاعَلْتُه ففعَلْتُه فإن يَفْعِلُ منه يردّ إلى الضم إذا لم يكن حرف من حروف الحلق من أي باب كان من الصحيح عالَمْتهُ فَعَلَمْتُه أَعْلُمُهُ بالضم وفاخَرْته فَفَخَرْته أَفْخَرُه بالفتح لأَجل حرف الحلق وأَما ما كان من المعتل مثل وجدت وبِعتُ ورميت وخَشِيتُ وسَعَيْتُ فإن جميع ذلك يرد إلى الكسر إلاَّ ذوات الواو فإنها ترد إلى الضم تقول راضَيْتُهُ فَرَضَوْتُه أَرْضُوهُ وخاوَفَني فخُفْتُه أَخُوفهُ وليس في كل شيء يكون ذلك لا يفل نازعْتُه فنَزعْتُه لأنهم يستغنون عنه بِغَلَبْتُهُ وأَما من قرأَ وهم يَخَصِّمونَ يريد يَخْتَصِمونَ فيَقْلِبُ التاء صاداً فيدغمه وينقل حركته إلى الخاء ومنهم من لا ينقل ويكسر الخاء لاجتماع الساكنين لأَن الساكن إذا حُرِّك حُرِّكَ إلى الكسر وأَبو عمرو يختلس حركة الخاء اختلاساً وأَما الجمع بين الساكنين فلحن والله أَعلم وأَخْصَمْتُ فلاناً إذا لقَّنْته حُجته على خَصْمِهِ والخُصْمُ الجانب والجمع أَخْصامٌ والخَصِمُ بكسر الصاد الشديد الخُصُومَةِ قال ابن بري تقول خَصِمَ الرجلُ غير متعدٍّ فهو خَصِمٌ كما قال سبحانه بل هم قوم خَصِموُنَ وقد يقال خَصِيم قال والأَظهر عندي أَنه بمعنى مُخاصِمٍ مثل جَلِيسٍ بمعنى مُجالِسٍ وعَشيِرٍ بمعنى مُْعاشرٍ وخَدِينٍ بمعنى مُخادنٍ قال وعلى ذلك قوله سبحانه وتعالى فلا تكن للخائنين خَصِيماً أَي مُخاصِماً قال ولا يصح أَن يُقْرَأَ على هذا خَصِماً لأَنه غير مُتَعَدٍّ لأَن الخَصِمَ العالم بالخُصومَةِ وإن لم يُخاصِمْ والخَصيم الذي يُخاصِمُ غيره والخُصْمُ طرَف الرَّاوِيَةِ الذي بِحِيال العَزْلاءِ في مُؤَخَّرِها وطرفها الأَعلى هو العُصْمُ والجمع أَخْصامٌ وقيل أَخْصامُ المَزادَةِ وخُصُومُها زواياها وخُصُومُ السحابة جوانبها قال الأَخطل يصف سحاباً إذا طَعَنَتْ فيه الجَنُوبُ تَحامَلَتْ بأَعْجازِ جَرَّارٍ تَداعَى خُصومُها أَي تَجاوبَ جوانبها بالرعد وطَعْنُ الجَنُوب فيه سَوْقُها إياه والجَرَّار الثقيل ذو الماء تَحاملتْ بأَعجازه دفعت أَواخرَهُ خُصومُها أَي جوانُبها والأَخْصامُ التي عند الكُلْيَةِ وهي من كل شيءٍ قال أَبو محمد الحَذْلَمِيُّ يصف الإِبل واهْتَجَمَ العِيدانُ من أَخْصامِها والأُخْصُومُ عُرْوَةُ الجُوالِقِ أَو العِدْل والخُصْمُ بالضم جانب العِدْلِ وزاوِيَتُه يقال للمتاع إذا وقع في جانب الوِعاء من خُرْج أَو جُوالِقٍ أَو عَيْبَةٍ قد وقع في خُصْمِ الوِعاءِ وفي زاوية الوعاء وخُصْمُ كلِّ شيء طرفُه من المَزادَة والفِراش وغيرهما وأَما عُصُمُ الرَّوايا فهي الحبال التي تُثْبَتُ في عُراها ويُشَدُّ بها على ظهر البعير واحدها عِصامٌ وأَعْصَمْتُ المَزادة إذا شددتها بالعِصاميْنِ وأَنشد ابن بري شاهداً على خُصْمِ كل شيء جانبه وناحيته للطِّرمّاح تُزَجِّي عِكاكَ الصَّيْفِ أَخْصامُها العُلا وما نَزَلَتْ حَوْلَ المَقَرِّ على عَمْدِ أَخْصامها فُرَجُها وقال الأَخطل تَداعى خُصُومُها وفي الحديث قالت له أُمُّ سَلَمَةَ أَراك ساهِمَ الوجْهِ أَمِنْ عِلَّةٍ ؟ قال لا ولكنَّ السبعةَ الدَّنانير التي أُتِينا بها أَمْسِ نسيتُها في خُصْمِ الفِراش فبِتُّ ولم أَقسمها خُصْمُ الفراش طرفه وجانبه وخُصْمُ كلِّ شيء طرفه وجانبه والخَصْمَة من خَرَزِ الرجال يلبسونها إذا أَرادوا أَن ينازعوا قوماً أَو يدخلوا على سلطان قربما كانت تحت فَصِّ الرجل إذا كانت صغيرة وتكون في زِرِّه وربما جعلوها في ذُؤابة السيف وخَصَمْتُ فلاناً غلبته فيما خاصَمْتُهُ والخُصُومَةُ مصدر خُصَمْتُه إذا غلبته في الخِصام يقال خَصَمْته خِصاماً وخُصُومَةً وفي حديث سَهْل بن حُنَيْفٍ يوم صِفِّينَ لما حُكِّمَ الحَكَمان هذا أَمر لا يُسَدُّ منه خُصْمٌ إِلا انفتح علينا منه خُصْمٌ أَراد الإِخبار عن انتشار الأَمر وشدته وأَنه لا يتهيأ إصلاحُه وتَلافيه لأَنه بخلاف ما كانوا عليه من الإتفاق وأَخْصامُ العينِ ما ضُمَّتْ عليه الأَشْفارُ والسيف يَخْتَصِمُ
( * قوله « والسيف يختصم » كذا ذكره الجوهري هنا وغلطه صاحب القاموس وصوب أنه بالضاد المعجمة وأقره شارحه وعضده بأن الأَزهري أيضاً ضبطه بالمعجمة )
جَفْنَه إذا أكله من حِدَّتِه

خضم
الخَضْمُ الأَكل عامةً وقيل هو مَلءُ الفم بالمأكول وقيل الخَضْمُ الأَكل بأقْصى الأَضراس والقَضْمُ بأَدْناها قال أَيْمَنُ بن خُرَيْم يذكر أَهل العراق حين ظهر عبد الملك على مُصْعَبٍ رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكل خَضْماً فقد رَضُوا أَخيراً من اكْلِ الخَضْمِ أَن يأْكلوا القضْمَا وقيل الخَضْمُ أَكلُ الشيء والرَّطْب خاصة كالقِثَّاء ونحوه وكلُّ أَكل في سَعَة ورَغَد خَضْمٌ وقيل الخَضمُ للإنسان بمنزلة القَضْم من الدَّابّة خَضِم يَخْضَمُ خَضْماً وقَضِمَ يَقْضَمُ قَضْماً والخُضامُ ما خُضِمَ وفي حديث أَبي هريرة أنه مَرَّ بمَرْوانَ وهو يبني بُنياناً له فقال ابْنوا شديداً وأَمِّلُوا بعيداً واخْضَمُوا فَسَنَقْضَمُ الجوهري خَضِمت الشيءَ بالكسر أَخْضَمُه خضْماً قال الأَصمعي هو الأَكل بجميع الفم وفي حديث عليّ عليه السلام فقام إليه بنو أُميَّة يَخْصَونَ مال الله خَضْمَ الإبل نَبْتَةَ الربيع الخَضْمُ الأكل بأَقصى الأَضراس والقَضْمُ بأَدْناها خَضِمَ يَخْضَمُ خَضْماً وفي حديث أَبي ذرّ تأكلون خَضْماً ونأكل قَضْماً وفي حديث المُغِيرَة بِئس لعَمْرُ اللهِ زوج المرأةِ المسلمة خُضَمَةٌ حُطَمَةٌ أَي شديد الخَضْم وهو من أبنية المبالغة أَبو حنيفة الخَضِيمة النبت إذا كان رَطْباً أَخضر قال وأَحسبه سُمِّيَ خَضِيمةً لأَن الراعية تَخْضِمُهُ كيف شاءت والخَضِيمةُ من الأَرض مثل الخُضُلَّة وهي الناعمة المِنباتُ ورجلُ مُخْضَمٌ مُوَسَّعٌ عليه من الدنيا وخَضَم له من ماله أَعطاه عن ابن الأَعرابي ورَدَّ ذلك ثعلب وقال إنما هو هَضَمَ والخِضَمُّ على وزن الهِجَفِّ السيد الحَمُولُ الجَوادُ المِعْطاءُ الكثير المعروفِ والعطيةِ ولا توصف به المرأة والجمع خِضَمُّونَ ولا يُكَسَّرُ والخِضَمُّ البحر لكثرة مائه وخيره وبحر خِضَمٌّ قال الشاعر رَوافِدُهُ أَكْرَمُ الرَّافِدات بَخٍ لكَ بَخٍّ لبَحْرٍ خِضَمّ والخِضَمُّ أَيضاً الجمع الكثير قال العجاج فاجْتَمَع الخِضَمُّ والخِضَمُّ فَخَطَمُوا أَمْرَهُمُ وزَمُّوا خَطَموا أَمرهم أَحكموه وكذلك زَمُّوا وأَصلها من الخِطام والزِّمامِ والخِضَمُّ الفرس الضخم العظيم الوَسَطِ وخَضَمَه يَخْضِمُه خَضْماً قطعه والسيفُ يَختَضِمُ العظمَ إذا قطعه ومنه قوله إنَّ القُساسِيَّ الذي يُعْصَى به يَخْتَضِمُ الدَّارِعَ في أَثوابه واخْتَضَمَ الطريقَ إذاقطعه وأَنشد في صفة إبل ضُمّرٍ ضَوابِعٌ مِثْلُ قِسِيِّ القَضْبِ تَخْتَضِمُ البِيد بغير تَعْبِ
( * قوله « بغير تعب » كذا هو مضبوط في التهذيب وكذا في التكملة بسكون العين وعليه علامة صح )
وسيف خِضَمٌّ قاطع والخِضَمُّ المِسَنُّ لأَنه إذا شَحَذَ الحديدَ قَطَعَ قال أَبو وَجْزَة حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنانُ بها على خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجَّاجِ وفي الصحاح الخِضَمُّ في قول أَبي وجزة المُسِنُّ من الإِبل قال ابن بري صوابه المِسَنُّ الذي يُسَنّ عليه الحديدُ قال وكذلك حكاه أَبو عبيد عن الأُمَويّ وذكر البيت الذي ذكره لأَبي وجزة وقد أَورده ابن سيده وغيره وفسره فقال شبهها بسهم مُوَقَّعٍ قد ماجت الأَصابع في سَنِّه على حَجَرٍ خِضَمٍّ يأكل الحديد عَجَّاج أَي بصوته عَجِيج والحَرَّى المِرْماة العَطْشَى الأَصمعي الخُضُمَّةُ بالضم وتشديد الميم عظمة الذراع وهي مستغلظها قال العجاج خُضُمَّة الذِّراعِ هذا المُخْتَلا وخُضُمَّة الذراع مُعْظَمُها وطَعَنَ في خُضُمَّته أَي في وسطه وفلان في خُضُمَّةِ قومه أَي أَوساطهم ويقال إن الخُضُمَّةَ مُعْظَمُ كل أمر والخَضِيمةُ حِنْطة تؤخذ فتُنَقَّى وتُطَيَّبُ ثم تجعل في القدر ويصبّ عليها ماء فتطبخ حتى تَنْضَجَ وقال أَبو حنيفة هو الرطْبُ الأَخضر من النبات والمُخْضِمُ الماء الذي لا يَبْلُغُ أَن يكون أُجاجاً يشربه المال ولا يشربه الناس والخَضَّم الجمع الكثير من الناس قال حَوْلي أُسَيِّدُ والهُجَيمُ ومازنٌ وإذا حَلَلْتُ فَحَوْلَ بَيْتَي خَضَّمُ وخَضَّم اسم بلد والخَضَّمُ وفي الصحاح خَضَّمٌ على وزن بَقَّمٍ اسم العَنْبَر بن عمرو بن تميم وقد غلب على القبيلة يزعمون أَنهم إنما سُموا بذلك لكثرة الخَضْمِ وهو المضغ بالأَضراس لأَنه من أَبنية الأَفعال دون الأَسماء قال ابن بري ومنه قول طَريف بن مالك العَنْبري حَوْلي فَوارِسُ من أُسَيِّدَ شَجْعَةٌ وإذا نَزَلْتُ فَحَوْلَ بَيتيَ خَضَّمُ وخَضَّمٌ اسم ماء زاد الأَزهري لبني تميم وقال لولا الإلَهُ ما سَكَنَّا خَضَّمَا ولا ظَلِلْنا بالمَشائي قُيَّمَا وفي الصحاح بالمَشاء
( * قوله « وفي الصحاح بالمشاء قيما » كذا هو بالأصل )
قُيَّما قال وهو شاذ على ما ذكرناه في بَقَّم أَبو تراب قال زائدة القيسيّ خَضَفَ بها وخَضَمَ بها إذا ضَرط وقاله عَرَّامٌ وأَنشد للأَغْلَب إن قابَلَ العِرْسَ تَشَكّى وخَضَمْ
( * قوله « إن قابل إلخ » تمامه كما في التكملة وإن تولى مدبراً عنها خضم ) الأَزهري وحَصَمَ مثله بالحاء والصاد وفي حديث أُم سَلَمَةَ الدنانير السبعة نسيتها في خُضْمِ الفِراش أَي جانبه قال ابن الأَثير حكاها أَبو موسى عن صاحب التتمة وقال الصحيح بالصاد المهملة وقد تقدم وفي حديث كعب بن مالك وذكر الجمعة في نقيع يقال له نَقِيعُ الخَضِماتِ
( * قوله « الخضمات » كفرحات كما ضبطه السيد السمهودي وضبطه الجلال بالتحريك وضبطه صاحب القاموس في تاريخ المدينة بالكسر أفاده شارح القاموس ) وهو موضع بنواحي المدينة والخُضُمَّانِ موضع

خضرم
بئر خِضْرِمٌ كثيرة الماء وماء مُخَضْرَمٌ وخُضارِمٌ كثير وخرج العَجَّاج يريد اليَمامة فاستقبله جَريرُ بن الخَطَفى فقال أَين تريد ؟ قال أُريد اليمامة قال تجد بها نَبيذاً خِضْرِماً أي كثيراً والخِضْرِمُ الكثير من كل شيء وكلُّ شيء كثير واسع خِضْرِمٌ والخِضْرِمُ بالكسر الجَواد الكثير العطية مشبه بالبحر الخِضْرِمِ وهو الكثير الماء وأَنكر الأَصمعي الخِضْرِمَ في وصف البحر وقيل السيد الحَمولُ والجمع خَضارِمُ وخَضارِمَةٌ الهاء لتأْنيث الجمع وخِضْرِمُونَ ولا توصف به المرأة والخُضارِمُ كالخِضْرِمِ والمُتَخَضْرِمُ من الزُّبْد الذي يتفرق في البرد ولا يجتمع وناقة مُخَضْرَمَةٌ قُطعَ طرَف أُذنها والخَضْرَمةُ قَطْعُ إحدى الأُذنين وهي سِمَةُ الجاهلية وخَضْرَمَ الأُذن قطع من طرفها شيئاً وتركه يَنُوسُ وقيل قطعها بنصفين وقيل المُخَضْرَمَةُ من النوق والشاء المقطوعة نصف الأُذن وفي الحديث خَطَبَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر على ناقة مُخَضْرَمَةٍ وقيل المُخَضْرَمَةُ التي قطع طرف أُذنها وكان أَهل الجاهلية يُخَضْرِمونَ نَعَمَهُمْ فلما جاء الإسلامُ أَمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يُخَضرِموا من غير الموضع الذي يُخَضْرِمُ منه أَهل الجاهلية وأَصل الخَضْرَمَةِ أَن يجعل الشيء بَيْنَ بَيْنَ فإذا قطع بعض الأُذن فهي بين الوافِرَةِ والناقِصة وقيل هي المنتوجة بين النجائب والعُكاظِيَّات ومنه قيل لكل من أَدْرَكَ الجاهلية والإسلام مُخَضْرَمٌ لأَنه أَدرك الخَضْرَمَتَيْنِ وامرأَة مُخَضْرَمَةٌ أَخطأَت خافِضَتُها فأصابت غير موضع الخَفْضِ وامرأة مُخَضْرَمَةٌ أَي مخفوضة قال إبراهيم الحربي خَضْرَمَ أَهل الجاهلية نَعَمَهُمْ أَي قطعُوا من آذانها في غير الموضع الذي خَضْرَمَ فيه أَهلُ الجاهلية فكانت خَضْرَمَةُ أَهل الإِسلام بائنة من خَضْرَمَةِ أَهل الجاهلية وقد جاء في حديث أَن قوماً من بني تميم بُيِّتُوا لَيْلاً وسِيقَ نَعَمُهُمْ فادعوا أَنهم خَضْرَمُوا خَضْرَمَةَ الإسلام وأَنهم مسلمون فردوا أَموالهم عليهم فقيل لهذا المعنى لكل من أَدرك الجاهلية والإسلام مُخَضْرَمٌ لأَنه أَدرك الخَضْرَمتَينِ خضْرمة الجاهلية وخَضْرمة الإسلام ورجل مُخَضْرَمٌ لم يَخْتَتِنْ ورجل مُخَضْرَمٌ إذا كان نصفُ عمره في الجاهلية ونصفه في الإسلام وشاعر مُخَضْرَمٌ أَدرك الجاهلية والإسلام مثل لَبيدٍ وغيره ممن أَدركهما قال الشاعر إلى ابنِ حَصانٍ لم تُخَضْرَمْ جدودُه كثيرِ الثَّنا والخِيم والفَرْعِ والأَصْلِ قال ابن بري أَكثر أَهل اللغة على أَنه مُخَضْرِمٌ بكسر الراء لأَن الجاهلية لما دخلوا في الإسلام خَضْرَمُوا آذان إبلهم ليكون علامة لإسلامهم إن أُغِيرَ عليها أَو حُورِبوا ويقال لمن أَدْرَكَ الجاهلية والإسلام مُخَضْرِمٌ وأَما من قال مُخَضْرَمٌ بفتح الراء فتأويله عنده أَنه قُطِعَ عن الكفر إلى الإسلام وقال ابن خالويه خَضْرَمَ خَلَّطَ ومنه المُخَضْرِمُ الذي أَدرك الجاهلية والإسلام ورجل مُخَضْرَمٌ أَبوه أَبيض وهو أَسود ورجل مُخَضْرَمٌ ناقص الحَسَبِ وقيل هو الذي ليس بكريم النسب ورجل مُخَضْرَمُ النسب أَي دَعِيٌّ وقد يُتْرَكُ ذكر النسب فيقال المُخَضْرَمُ الدَّعِيُّ وقيل المُخَضْرَمُ في نسبه المختلط من أَطرافه وقيل هو الذي لا يعرف أَبواه وقيل هو الذي ولدته السَّراري وقوله فقلت أَذاكَ السَّهمُ أَهْوَنُ وَقْعَةً على الخُضْرِ أَم كَفُّ الهَجينِ المُخَضْرَمِ ؟
( * قوله « الخضر » هكذا في الأصل )
إنما هو أَحد هذه الأَشياء التي ذكرناها في الحَسَب والنسبِ ولحم مُخَضْرَم بفتح الراء لا يدرى أَمن ذكر هو أم من أُنثى وطام مُخَضْرَمٌ حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه الذي ليس بحُلْوٍ ولا مُرٍّ وفي التهذيب بين الثقيل والخفيف وماء مُخَضْرَمٌ غير عَذْبٍ عنه أَيضاً وماء خُضَرِمٌ عن يعقوب بين الحلو والمِلْحِ والخُضَرِمُ مثال العُلَبِطِ فَرْخُ الضَّبِّ يكون حِسْلاً ثم خُضَرِماً قال ابن دريد وهو حِسْلٌ ثم مُطَبِّخٌ ثم خُضرِمٌ ثم ضَبٌّ ولم يذكر الغَيْداقَ وذكره أَبو زيد والخُضارِمةُ قوم بالشام وذلك أَن قوماً من العجم خرجوا في أَول الإسلام فتفرقوا في بلاد العرب فمن أَقام منهم بالبصرة فهم الأَساوِرَةُ ومن أَقام منهم بالكوفة فهو الأَحامِرةُ ومن أَقام منهم بالشام فهم الخَضارِمةُ ومن أَقام منهم بالجَزيرة فهم الجَراجِمةُ ومن أَقام منهم باليمن فهم الأَبْناءُ ومن أََقام منهم بالمَوْصِلِ فهم بالمَوْصِلِ فهم الجَرامِقَةُ والله أَعلم

خطم
الخَطْمُ من كل طائر مِنْقارُهُ أَنشد ثعلب في صفة قَطاةٍ لأَصْهَبَ صَيْفيٍّ يُشَبَّهُ خَطْمُه إذا قَطَرَتْ تَسْقِيه حَبَّةَ قِلْقِلِ والخَطْمُ من كل دابة مُقَدَّمُ أَنفها وفمها نحو الكلب والبعير وقيل الخَطْمُ من السبع بمنزلة الجَحْفَلَةِ من الفرس ابن الأَعرابي هو من السبع الخَطْم والخُرْطومُ ومن الخنزير الفِنْطِيسةُ ومن ذِي الجناح غير الصائد المِنْقارُ ومن الصائد المَنْسِرُ وفي التهذيب الخَطْمُ من البازي ومن كل شيء مِنْقارُهُ أَبو عمرو الشيباني الأُنوف يقال لها المَخاطِمُ واحدها مَخْطِمٌ بكسر الطاء وفي حديث كَعْب يبعث الله من بَقيعِ الغَرْقَدِ سبعين أَلفاً هُمْ خيارُ مَن يَنْحَتُّ عن خَطْمه المَدَرُ أَي تنشقّ عن وجهه الأَرضُ وأَصل الخَطْمِ في السباع مقاديم أُنوفها وأَفواهها فاستعارها للناس ومنه قول كعب بن زُهَيْرٍ كأَنَّ ما فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحها من خَطْمِها ومن اللَّحْيَيْنِ بِرْطيلُ أَي أَنفها وفي الحديث لا يصلِّ أَحدُكم وثوبُهُ على أَنفه فإن ذلك خَطْمُ الشيطان وفي حديث الدجال خَبَأتُ لكم خَطْمَ شاةٍ ابن سيده وخَطْمُ الإنسان ومَخْطِمُهُ ومِخْطَمُهُ أَنفه والجمع مَخاطِم وخَطَمَهُ يَخْطِمُهُ خَطْماً ضرب مَخْطِمَهُ وخَطَمَ فلانٌ بالسيف إذا ضرب حاقَّ وسْطِ أَنفِهِ ورجل أَخْطَمُ طويل الأَنف روى عبد الرحمن بن القاسم عن أَبيه قال أَوْصى أَبو بكر أَن يكَفَّنَ في ثوبين كانا عليه وأَن يُجْعَلَ معهما ثوبٌ آخر فأَرادت عائشة أَن تبتاع له أَثواباً جُدُداً فقال عمر لا يُكَفَّنُ إلاَّ فيما أَوْصَى به فقالت عائشة يا عمر والله ما وُضِعَتِ الخُطُمُ على آنِفُنا فبكى عمر وقال كَفِّنِي أباك فيما شئت قال شمر معنى قولها ما وُضِعَت الخُطُمُ على آنُفِنا أَي ما مَلَكْتَنا بعدُ فتنهانا أَن نصنع ما نريد في أَملاكنا والخُطُمُ جمع خِطامٍ وهو الحبل الذي يقاد به البعير ويقال للبعير إذا غَلَبَ أَن يُخْطَمَ مَنَعَ خِطامَهُ وقال الأَعشى أَرادوا نَحْتَ أَثْلَتِنا وكنا نَمْنَع الخُطُمَا والخَطْمَةُ رَعْنُ الجبل
( * قوله « والخطمة رعن الجبل » ضبط في الأَصل والمحكم والنهاية بفتح الخاء وسكون الطاء وفي بعض نسخ الصحاح بضم الخاء )
والخِطامُ الزِّمامُ وخَطَمْتُ البعير زَممْتُهُ ابن شميل الخِطامُ كل حبل يُعَلَّقُ في حَلْقِ البعير ثم يُعْقَدُ على أَنفه كان من جِلْدٍ أَو صوف أَو ليف أَو قِنَّبٍ وما جعلت لشِفار بعيرك من حبل فهو خِطامٌ وجمعه الخُطُمُ يُفْتَلُ من اللِّيف والشعر والكَتَّان وغيره فإذا ضُفِرَ من الأَدَمِ فهو جَريرٌ وقيل الخِطامُ الحبل يجعل في طرفه حلقة ثم يُقَلَّدُ البعير ثم يُثَنَّى على مَخْطِمِه قال وخَطَمَهُ بالخِطامِ إذا عُلِّقَ في حَلْقِه ثم ثُنِّيَ على أَنفه ولا يثقب له الأَنف قال ابن سيده والخِطامُ كلُّ ما وُضِع في أَنف البعير ليُقاد به والجمع خُطُمٌ وخَطَمَه بالخِطامِ يَخْطِمُه خَطماً وخَطَّمَه كلاهما جعله على أَنفه وكذلك إذا حَزَّ أَنفه حَزّاً غير عَمِيقٍ ليضع عليه الخِطامَ وناقة مَخْطومةٌ ونوق مُخَطَّمةٌ شُدِّدَ للكثرة وفي حديث الزكاة فَخَطَمَ الأُخرى دونها أَي وضَعَ الخِطامَ في رأسها وأَلقاه إليه ليَقُودَها به قال ابن الأَثير خِطام البعير أَن يأخذ حبلاً من ليف أَو شعر أَو كتان فيجعل في أَحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ثم يقلد البعير ثم يُثَنَّى على مُخَطَّمِه وأَما الذي يجعل في الأَنف دقيقاً فهو الزِّمامُ واستعار بعض الرُّجَّازِ الخِطامَ في الحَشَرات فقال يا عَجَبا لقد رأيْتُ عَجَبا حِمار قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبَا عاقِلَها خاطِمَها أَن تَذْهَبَا فقلت أَرْدِفْني فقال مَرْحَبَا أَراد لئلا تذهب أَو مخافة أَن تذهب ورواه ابن جني خاطِمَها زأَمّها أَن تذهبا أَراد زامَّها وقول أَبي النجم تِلْكُمْ لُجَيْمٌ فمتى تَخْرِنْطِمْ تَخْطِمْ أُمور قومها وتَخْطِمْ يقال فلان خاطِمُ أَمر بَني فلانٍ أي هو قائدهم ومُدَبِّرُ أَمرهم أَراد أَنهم القادةُ لعلمهم بالأُمور وفي حديث شداد بن أَوْسٍ ما تكلمتُ بكلمة إلاَّ وأَنا أَخْطِمُها أَي أَربطها وأَشدُّها يريد الاحتزاز فيما يقوله والاحتياط فيما يَلْفِظُ به وخِطامُ الدَّلوِ حبلها وخِطامُ القَوْس وتَرُها أَبوحنيفة خَطَمَ القَوْسَ بالوَتَرِ يَخْطِمُها خَطْماً وخِطاماً علقه عليها واسم ذلك المُعَلَّقِ الخِطامُ أيضاً قال الطِّرِمَّاحُ يَلْحَسُ الرَّصْفَ له قَضْبَةٌ سَمْحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطام واستعاره بعض الرُّجَّازِ للدَّلْوِ فقال إذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها حَمْراءَ من مَكَّةَ أَو إحْرامِها وخَطَمَهُ بالكلام إذا قَهره ومنعه حتى لا يَنْبِسُ ولا يُحِيرُ والأَخْطَمُ الأَسود وخَطْمُ الليلِ أَول إقباله كما يقال أَنف الليل وقول الراعي أَتتنا خُزامَى ذاتُ نَشْرٍ وحَنْوَةٌ وراحٌ وخَطَّامٌ من المِسْكِ يَنْفَحُ قال الأَصمعي مسك خَطَّامٌ يَفْعَمُ الخَياشيم وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً أَنه وعد رجلاً أَن يَخْرُجَ إليه فأَبطأَ عليه فلما خرج قال له شغلني عنك خَطْمٌ أَي خَطْبٌ جليل وكأَن الميم فيه بدل من الباء قال ابن الأَثير ويحتمل أَن يراد به أَمر خَطَمَه أَي منعه من الخروج والخِطامُ سِمَةٌ دون العينين وقال أَبو عليّ في التذكرة الخِطامُ سِمَةٌ على أَنف البعير حتى تنبسط على خَدَّيْهِ النضر الخِطامُ سِمَةٌ في عُرْضِ الوجه إلى الخد كهيئة الخَطِّ وربما وُسِمَ بِخِطامٍ وربما وُسِمَ بخِطامَيْنِ يقال جمل مَخْطُومُ خِطامٍ ومَخْطُومُ خِطامَيْنِ على الإضافة وبه خِطامٌ وخِطامانِ وفي حديث حُذيفة بن أَسِيدٍ قال تخرج الدابة فيقولون قد رأيناها ثم تَتَوارى حتى تعاقَبَ ناسٌ في ذلك ثم تخرج الثانية في أعظم مسجد من مساجدكم فتأتي المسلمَ فتُسَلِّمُ عليه وتأتي الكافر فتَخْطِمُه وتَعَرِّفُهُ ذنوبه قال شمر قوله فَتَخْطِمُهُ الخَطْمُ الأَثَرُ على الأَنف كما يُخْطَمُ البعير بالكَيّ يقال خَطَمْتُ البعير وهو أَن يُوسَمَ بخَطٍّ من الأَنف إلى أحد خَدَّيْه وبعير مَخْطومٌ ومعنى قوله تَخْطِمُه أي تسِمُه بِسِمَةٍ يُعْرفُ بها وفي رواية تخرج الدابة ومعها عَصا موسى وخاتَمُ سليمان فَتُحَلِّي وجه المؤمن
( * قوله « فتحلي وجه المؤمن » كذا في الأصل والتكملة بالحاء وفي نسختين من النهاية بالجيم وفي التهذيب فتجلو )
بالعصا وتَخْطِمُ أَنف الكافر بالخاتَمِ أَي تسِمُهُ بها من خَطَمْتُ البعير إذا كَوَيْتَهُ خَطّاً من الأَنف إلى أحد خديه وتسمى تلك السِّمَةُ الخِطام ومعناه أَنها تُؤثِّرُ في أَنفه سِمَة يُعرف بها ونحو ذلك قيل في قوله سَنَسِمُهُ على الخُرْطومِ وفي حديث لَقيطٍ في قيام الساعة والعَرْضِ على الله وأَما الكافر فَتَخْطِمُهُ بمثل الحُمَمِ الأَسود أَي تصيب خَطْمَه وهو أَنفه يعني تصيبه فتجعل له أَثَراً مثل أثر الخِطام فتردُّه بصُغْرٍ والحُمَمُ الفحم والمُخَطَّمُ من الأَنف موضع الخِطام قال ابن سيده ليس على الفعل لأَنا لم نسمع خَطَّمَ إلاَّ أَنهم توهموا ذلك وفرس مُخَطَّمٌ أخذ البياضُ من خَطْمِه إلى حنكه الأسفل والقول فيه كالقول في الأول وتزوج على خِطامٍ أَي تزوج امرأَتين فصارتا كالخطام له وخَطَمَ الأديمَ خَطْماً خاط حواشِيَهُ عن كراع والمُخَطَّمُ والمُخَطِّمُ البُسْرُ الذي فيه خطوط وطرائق الكسر عن كراع وقول ذي الرمة وإذ حَبَا من أَنفِ رَمْلٍ مَنْخِرُ خَطَمْنَهُ خَطْماً وهُنَّ عُسَّرُ قال الأَصمعي يريد بقوله خَطَمْنَه مَرَرْنَ على أَنف ذلك الرمل فقَطَعْنَهُ والخِطْمِيُّ والخَطْمِيُّ ضرب من النبات يُغْسَلُ به وفي الصحاح يُغْسَلُ به الرأسُ قال الأَزهري هو بفتح الخاء ومن قال خِطْمِيّ بكسر الخاء فقد لحن وفي الحديث أنه كان يغسل رأسه بالخِطْمِيّ وهو جُنُبٌ يَجْتَزِئُ بذلك ولا يصُبُّ عليه الماء أَي أَنه كان يَكْتَفي بالماء الذي يَغسل به الخِطْمِيَّ وينوي به غُسْلَ الجَنابة ولا يَسْتَعْمِلُ بعده ماء آخر يخص به الغسل وقَيْسُ بن الخَطِيم شاعِرٌ من الأَنصار وخَطِيمٌ وخِطامٌ وخُطامَةُ أَسماء وبنو خُطامَة بطن من العرب قوم معروفون وفي التهذيب حَيٌّ من الأَزْدِ وخَطْمَةُ بطن من أَوْسِ اللاَّتِ وفي الصحاح وخَطْمَةُ من الأَنصار وهم بنو عبد الله بن مالك بن أَوْسٍ والخَطْمُ وخَطْمةُ موضعان قال غداةَ دعا بني شِِجْعٍ ووَلَّى يَؤُمُّ الخَطْمَ لا يدعو مُجِيبَا وأَنشد ابن الأَعرابي نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدو دِ لا تَرِدُ الماءَ إلاَّ صِياما يقول هي صائمة منه لا تَطْعَمُهُ قال وذلك لأَن النَّعام لا تَرِدُ الماء ولا تطعمه وذات الخَطْماء
( * قوله « وذات الخطماء » كذا بالأصل ومثله في المحكم وعبارة ياقوت ذات الخطمى موضع فيه مسجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بناه في مسيره إلى تبوك من المدينة ) من مساجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتَبوكَ وخِطامُ الكَلْبِ من شعرائهم

خعم
الخَوْعَمُ الأَحْمق والخَيْعامة كناية عن الرجل السَّوْءِ وقيل هو نعت سَوْءٍ والخَيْعامةُ المأْبون والخَيْعَمُ والخَيْعامةُ والمَجْبُوسُ والجَبيس والمأْبونُ والمُتَدَثِّرُ والمِثْفَرُ والمِثْفارُ والمَمْسوحُ واحد وقال أَبو عمرو الضَّمَجُ هَيَجانُ الخَيْعامَةِ وهو المأْبون وفي حديث الصادق لا يُحِبُّنا أَهْلَ البيتِ الخَيْعامةُ قيل هو المأْبون والياء زائدة والهاء للمبالغة

خقم
خَيْقَم حكاية صوت ومنه قوله يدعو خَيْقَماً وخَيْقَما
( * قوله « يدعو خيقماً إلخ » أوله كما في التكملة
ولم يزل عز تميم مدعما ... للناس يدعو خَيقماً وخيقما )
قال أَبو منصور ورأيت في ديار بني تميم رَكِيَّةً عادِيَّةً تسمى
خَيْقَمانَةَ قال وأَنشدني بعضهم ونحن نستقي منها كأَنَّما نُطْفَةُ خَيْقَمانِ صَبيبُ حِنَّاءٍ وزَعْفَرانِ وكان ماء هذه الركية أَصفر شديد الصفرة

خلم
الخِلْمُ بالكسر الصَّديقُ الخالص وهو خِلْمُ نساءٍ أَي تِبْعُهُنَّ والجمع أَخْلامٌ وخُلَماءُ قال ابن سيده وعندي أن خُلَماءَ إنما هو على توهم خَلِيم والمُخالَمَةُ المُصادقةُ والمُغازَلَةُ قال أَبو العباس المبرد حكايةً عن البصريين كانوا لا يعدّون المتفننة حتى يكون لها خِلْمان سوى زوجها أَبو عمرو الخِلْمُ شَحْمُ ثَرْبِ الشاة وقال ابن الأَعرابي في باب فُعُلٍ الخُلُمُ شُحوم ثَرْبِ الشاة والخُلُمُ الأَصْدِقاءُ والأَخْلام الأصحاب قال الكميت إذا ابتَسَرَ الحَرْبَ أَخْلامُها كِشافاً وهُيِّجَتِ الأَفْحُلُ والخِلْمُ مَرْبِضُ الظبية أَو كِناسُها لإلْفِها إياه وهو الأَصل في ذلك تتخذه مَأْلَفاً وتَأْوِي إليه ويُسَمَّى الصديق خِلْماً لأُلْفَتِه وفلان خِلْمُ فلانٍ والأَخْلامُ مَرابِضُ الغنم والخِلْمُ أَيضاً العظيم

خلجم
الخَلْجَمُ والخَلَيْجَمُ الجَسيم العظيم وقيل هو الطويل المُنْجَذِبُ الخَلْقِ وقيل هو الطويل فقط قال رؤبة خَدْلاء خَلْجَمَة
( * قوله « خدلاء خلجمة » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي في التهذيب جلالاً خلجمة وضبط جلالاً بوزن غراب )

خمم
خَمَّ البيتَ والبئرَ يَخُمُّهما خَمّاً واخْتَمَّهما كنسهما والاخْتِمامُ مثله والمِخَمَّةُ المِكنسَةُ وخُمامَةُ البيتِ والبئر ما كُسِحَ عنه من التراب فأُلقِيَ بعضُه على بعضٍ عن اللحياني والخُمامَةُ والقُمامَةُ الكُناسةُ وما يُخَمُّ من تراب البئر وخُمامةُ المائدة ما يَنْتَثِرُ من الطعام فيؤكل ويُرْجَى عليه الثواب وقلب مَخْمومٌ أَي نَقِيٌّ من الغِلِّ والحسد ورجل مَخمُومُ القلب نَقِيٌّ من الغش والدَّغَلِ وقيل نَقِيُّهُ من الدنس وفي الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس المَخْمومُ القلب قيل يا رسول الله وما المَخْمُومُ القلب ؟ قال الذي لا غش فيه ولا حسد وفي رواية سُئِلَ أَيُّ الناسِ أَفضلُ ؟ قال الصادقُ اللسانِ المَخْمومُ القلب وفي رواية ذو القلب المَخْمومِ واللسان الصادق وهو من خَمَمْتُ البيت إذا كنسته ومثله قول مالك وعلى السَّاقي خَمُّ العين أَي كنسها وتنظيفها وهو السُّمُّ لا يَخِمُّ وذلك إذا كان خالصاً ومَثَلٌ يُضْرَبُ للرجل إذا ذُكِرَ بخير وأثْنِيَ عليه هو السَّمْنُ لا يَخِمُّ والخَمُّ الثناء الطيب وفلان يَخُمُّ ثياب فلان إذا كان يُثْنِي عليه خيراً وفي النوادر يقال خَمَّه بِثَناءٍ حسَنٍ يَخُمُّه وطَرَّهُ يَطُرُّه طَرّاً وبَلَّه بثناء حسن ورَشَّه كلُّ هذا إذا أَتبعه بقول حسن وخَمَّ الناقةَ حلبها وخَمَّ اللحمُ يَخِمُّ بالكسر ويَخُمُّ خَمّاً وخُموماً وهو خَمٌّ وأَخَمَّ أَنتن أَو تغيرت رائتحته ولحم خامٌّ ومُخِمٌّأَي منتن الليث اللحم المُخِمُّ الذي قد تغير ريحه ولما يفسدْ كفساد الجِيَفِ وقد خَمَّ اللحمُ يَخِمُّ بالكسر إذا أَنتن وهو شِواءٌ أَو طبيخ وفي حديث معاوية من أَحب أَن يَسْتَخِمَّ الناسُ له قياماً قال الطحاوي هو بالخاء المعجمة يريد أَن تتغير روائحهم من طول قيامهم عنده ويروى بالجيم وقد تقدم قال ابن دريد خَمَّ اللحمُ أكثر ما يستعمل في المطبوخ والمَشْويّ قال فأَما النِّيءُ فيقال فيه صَلَّ وأَصَلَّ وقال أَبو عبيد في الأَمثلة خَمَّ اللحمُ وأَخَمَّ إذا تغير وهو شواءٌ أَو قَديرٌ وقيل هو الذي يُنْتِنُ بعد النُّضْج وإذا خَبُثَ ريحُ السِّقاء فأَفسد اللبنَ قيل أَخَمَّ اللبنُ قال وخَمَّ مثله وأَنشد الأَزهري أَخَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمُوم
( * قوله « أخم أو قد إلخ » الذي في التهذيب قد حم أو قد إلخ )
والخَمِيمُ اللبن ساعة يُحْلَبُ وخَمّ اللبنُ وأَخَمَّ غَيَّره خُبْثُ رائحة السِّقاء وربما استعمل الخُمُومُ في الإنسان قال ذِرْوَة بن خَجْفَةَ الصَّمُوتي يا ابن هشامٍ عَصَرَ المظلومِ إليك أَشْكُو جَنَفَ الخُصومِ وشَمَّةً من شارِفٍ مَزْكومِ قد خَمَّ أَو زاد على الخُمومِ وأَنشده ابن دُرَيْدٍ بجَرّ شَمَّةٍ والمعروف وشَمَّةً لقوله إليك أَشكو وقوله أَنشده ابن الأَعرابي كأَنَّ صوتَ شَخْبِها إذا خَمى إنما أَراد خَمَّ فأبدل من الميم الأَخيرة ياء وهذا كقولهم لا أَمْلاه أَي لا أَمَلُّه والخَمُّ تَغَيُّرُ رائحة القُرْصِ إذا لم يَنْضَجْ والخُمُّ قَفَصُ الدجاج قال ابن سيده أَرى ذلك لخبث رائحته وخُمَّ إذا جُعل في الخُمِّ وهو حبس الدجاج وخُمَّ إذا نُظِّفَ والخَمِيمُ الممدوح والخَمِيمُ الثقيل الروح والخَمُّ البُكاء الشديد بفتح الخاء والخِمامةُ ريشة فاسدة رديئة تحت الريش والخَمُّ والاخْتِمامُ القطع واخْتَمَّه قطعه قال يا ابْنَ أَخِي كَيْفَ رأَيْتَ عَمَّكا ؟ أَرَدْتَ أَن تَخْتَمَّهُ فاخْتَمَّكا وخَمَّانُ الناس خُشارَتُهُمْ وقيل جماعتهم ابن الأَعرابي خَمَّانُ الناس ونُتَّاشُ الناس وعَوَذُ الناس واحد وقال اللحياني رأَيت خَمَّاناً من الناس أَي ضُعَفاء ويقال ذاك رجل من خُمَّانِ الناس وخَمَّانِ الناس على فُعْلان وفَعْلان بالضم والفتح أَي من رُذالهم وخُمّانُ البيت رديء متاعه قال ابن دريد هكذا روي عن أَبي الخطاب والخِمُّ البستان الفارغ وخُمّان موضع وقيل موضع بالشام قال حَسَّان بن ثابت لِمَنِ الدَّارُ أَوْحَشَتْ بَمغانِ بين أعْلى اليَرْمُوكِ فالخَمّانِ
( * وفي رواية فالصَّمَّان بدل فالخمّان ) ؟ وخَمَّانُ الشجر رديئه أَنشد ثعلب رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها تأكل القَتَّ وخَمَّانَ الشَّجَرْ والخَمَّانُ أَيضاً من الرِّماح الضعيف وخَمٌّ غَديرٌ معروف بين مكة والمدينة بالجُحْفةِ وهو غدير خَمٍّ وقال ابن دُرَيْدٍ إنما هو خُمٌّ بضم الخاء قال مَعْنُ بن أَوْسٍ عَفا وخَلا ممَّنْ عَهِدْتَ به خُمُّ وشاقَك بالمَسْحاء من سَرِفٍ رَسْمُ وورد ذكره في الحديث قال ابن الأَثير هو موضع بين مكة والمدينة تَصُبُّ فيه عين هناك وبينهما مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وفي الحديث ذكر خُمّى بضم الخاء وتشديد الميم المفتوحة وهي بئر قديمة كانت بمكة وإخْمِيمُ موضع بمصر وخُمَّام على مثل خُطَّاف أَبو بطن قال ابن سيده وأَروى ابن دُرَيْد إنما قال خُمام بالتخفيف والخَمْخَمَةُ والتَّخَمْخُمُ ضرب من الأَكل قبيح وبه سمي الخَمْخامُ ومنه التَّخَمْخُمُ والخِمْخِمُ بالكسر نبات تُعْلَفُ حَبَّة الإبلُ قال عَنْتَرَةُ ما راعَني إلا حَمُولَةُ أَهْلِها وَسْطَ الدِّيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ ويقال هو بالحاء قال أَبو حنيفة الخِمْخِمُ والحِمْحِمُ واحد وقد تقدم وهو الشُّقّارى التهذيب في ترجمة ثغر والثَّغْرُ من خيار العُشْبِ ولها زَغَبٌ خشن وكذلك الخِمْخِمُ ويوضع الثَّغْرُ والخِمْخِمُ في العين قال ابن هَرْمَةَ فكأنَّما اشْتَمَلَتْ مَواقي عينه يَوْمَ الفِراقِ على يَبِيسِ الخِمْخِمِ والخَمْخَمَةُ مثل الخَنْخَنَةِ وهو أَن يتكلم الرجل كأَنه مَخْنُونٌ من التِّيه والكِبْر وضَرْعٌ خِمْخِمٌ كثير اللبن غَزيرُه قال أَبو وَجْزَةَ وحَبَّبَتْ أَسْقِيَةً عَواكِما وفَرَّغَتْ أُخْرى لها خَماخِما والخَمْخامُ رجل من بني سَدُوس سُمِّيَ بالخَمْخَمَةِ الخَنْخَنَةِ وكلُّ ما في أَسماءِ الشعراء ابن حُمام بالحاء إلا ابن خُمام وهو ثَعْلَبَةُ بن خُمام بن سَيَّارٍ فإنه بالخاء والخُمْخُمُ دُوَيْبَّةٌ في البحر عن كراع

خنم
تَخْنِمُ اسم موضع قال لبيد وهل يَشْتاقُ مِثْلُك من رُسُومٍ دَوارِسَ بين تَخْنِمَ والخِلالِ ؟ قال ابن سيده وإنما قضينا على تائه بالزيادة لأَنها لو كانت أَصيلة لكان فَعْلِلاً وليس في الكلام مثل جَعْفِرٍ

خندم
الخِنْدِمانُ إسم قبيلة وخِنْدِم اسم موضع بناحية مكة وفي حديث العباس حين أَسَرَهُ أَبو اليَسَرِ يوم بَدْرٍ قال إنه لأَعظم في عيني من الخَنْدَمَةِ قال أَبو موسى أَظنه جبلاً قال ابن الأَثير هو جبل معروف عند مكة قال ابن بري كانت به وقعة يوم فتح مكة ومنه يوم الخَنْدَمَةِ وكان لقيهم خالد بن الوَليد فهَزَمَ المشركين وقَتَلَهم وقال الرَّاعِشُ لامرأَته وكانت لامَتْهُ على انهزامه إنَّكِ لو شاهَدْتِ يومَ الخَنْدَمَهْ إذ فَرَّ صَفْوانُ وفَرَّ عِكْرِمَهْ ولَحِقَتْنا بالسُّيوف المُسْلِمَهْ يَفْلِقْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ ضَرْباً فلا تُسْمَعُ إلا غَمْغَمَهْ لهم نَهِيتٌ حَوْلَهُ وحَمْحَمَهْ لم تَنْطِقِي باللوم أَدنى كَلِمهْ وكان قد قال قبل ذلك إن يُقْبِلُوا اليومَ فما بي عِلَّهْ هذا سِلاحٌ كامِل وأَلَّهْ وذو غِرارَيْنِ سَريعُ السِّلَّهْ رأيت هنا حاشية أَظنها بخط الشيخ الشاطبي اللغوي صاحبنا رحمه الله قال هذا الرجز نسبه ابن السيد البَطَلْيُوسِيّ في المُثَلَّث للرَّاعِشِ الهُذَليّ وأَنشده السَّلّة بكسر السين قال وأَنشده الجموهري في ترجمة سلل بفتحها ولم يُسَمِّ الراجز وذكر ابن بري هناك أَنه حِماسُ بن قَيْس بن خالد الكنائي قال كانت هذه الحاشية وكذلك شاهدتُ في حاشية المُثَلَّثِ ما مِثاله كان حِماسُ بن قَيْس ابن خالد أَحْدِ بني بكر بن كِنانة يُعِدُّ سلاحاً ويصلحه قبل قدوم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح فقالت له امرأَته لماذا تُعِدُّهُ ؟ فقال لمحمد وأَصحابه وإني لأَرجو أَن أُخْدِمَكِ بعضَهُمْ ثم قال إن يَلْقَني اليوم فَما بي علَّه الأَبيات ولقيهم خالد وقتل من المشركين أُناساً ثم انهزموا فخرج حِماسُ بن قَيْس منهزماً قال وقيل إن هذا الرجز لهُرَيْم بن الحَطيم قاله وهو يحارب بني جعفر وكانوا قتلوا أَخاه فحَمَلَ هُرَيْمٌ على قاتله فقتله وجعل يَرْتَجِزُ بها وذكر ابن هشام في سِيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الرَّاعِشَ وحِماساً ولم يذكر هُريماً وهذا اختلاف ظاهر

خوم
أَرض خامَةٌ أَي وخِيمةٌ حكاه أَبو الجَرَّاحِ وقد خامَتْ تَخِيمُ خَيَماناً قال ابن سيده قال الفراء لا أعرف ذلك قال وهذا الذي قاله الفراء من أَنه لا يعرفه صحيح إذ حُكْمُ مثل هذا خامَتْ تَخُومُ خَوَماناً والخامةُ الغَضَّةُ الرِّطْبَةُ من النبات وفي الحديث مَثَلُ المؤمن مثل الخامَةِ من الزرع تُمَيِّلُها الريحُ مرة هكذا ومرة هكذا قال الطرماح إنما نَحْن مِثْلُ خامةِ زَرْعٍ فمَتى يَأْنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهْ قال ابن الأَثير وهي الطَّاقةُ اللينة وألفها منقلبة عن واو

خيم
الخَيْمَةُ بيت من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ الشجر قال الشاعر أَو مَرْخَة خَيَّمَتْ
( * قوله « أو مرخة خيمت » كذا بالأصل والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب وهي أو مرخة خيمت في أصلها البقر )
وقيل وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى عليها الثُّمامُ ويُسْتَظَلُّ بها في الحر والجمع خَيْماتٌ وخِيامٌ وخِيَمٌ وخَيْمٌ وقيل الخَيْمُ أَعواد تنصب في القَيْظِ وتجعل لها عَوَارِضُ وتُظَلَّلُ بالشجر فتكون أَبرَدَ من الأَخْبِيَةِ وقيل هي عيدانٌِ يبنى عليها الخِيامُ قال النابغة فلم يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ الآسُ الرماد ومُعَثْلِبٌ مهدوم والذي رواه ابن السيرافي على أَسٍّ قال وهو الأَساسُ ويروى عَجُزُهُ أَيضاً وثُمٌّ على عَرْشِ الخِيامِ غَسِيلُ ورواه أَبو عبيد للنابغة ورواه ثعلب لزُهَيرٍ وقيل الخَيْمُ ما يبنى من الشجر والسِّعَفِ يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أَورد إبله الماء وخَيَّمَه أَي جعله كالخَيْمَة والخَيْمَةُ عند العرب البيت والمنزل وسميت خَيْمَةً لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأَصلي ابن الأَعرابي الخيمة لا تكون إلا من أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ ولا تكون من ثياب قال وأَما المَظَلَّةُ فمن الثياب وغيرها ويقال مِظَلَّةٌ قال ابن بري الذي حكاه الجوهري من أَن الخَيْمَةَ بيت تبنيه الأَعراب من عِيدان الشَّجَر هو قول الأَصمعي وهو أَنه كان يذهب إلى أَن الخَيْمَةَ إنما تكون من شجر فإن كانت من غير شجر فهي بيت وغيره يذهب إلى أَن الخَيْمَة تكون من الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ واستدل بأن أصل التَّخْييم الإقامة فسُمِّيَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسميت خَيْمةً قال ومثلُ بيت النابغة قولُ مُزاحِمٍ مَنَازِلُ أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا فَبانُوا وأَمَّا خَيْمُها فَمُقِيمُ قال ومثله قول زهير أرَبَّتْ به الأرْواحُ كلَّ عَشِيَّةٍ فمل يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدِ قال وشاهد الخِيَمِ قول مُرَقِّشٍ هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها إلا الأَثافيَّ ومَبْنَى الخِيَمْ ؟ وشاهدُ الخِيامِ قول حَسّان ومَظْعَن الحَيِّ ومَبْنَى الخِيام وفي الحديث الشَّهِيدُ في خَيْمَةِ اللِه تحتَ العَرْشِ الخَيْمَةُ معروفة ومنه خَيَّمَ بالمكان أَي أَقام به وسكنه واستعارها لِظلِّ رحمة الله ورِضْوانه ويُصَدِّقُهُ الحديث الآخر الشهيد في ظِلِّ الله وظِلِّ عَرْشِه وفي الحديث من أَحب أَن يَسْتَخِيمَ له الرجالُ قِياماً كما يُقامُ بين يدي المُلوك والأُمراء وهو من قولهم خام يَخِيمُ وخَيِّمُ وَخَيَّمَ يُخَيِّمُ إذا أقام بالمكان ويروى اسْتَخَمَّ واسْتَجَمَّ وقد تقدما والخِيامُ أَيضاً الهَوادِجُ على التشبيه قال الأَعشى أَمِن جَبَل الأَمْرارِ ضرْبُ خيامِكم على نَبإٍ إنّ الأَشافيّ سَائل وأَخامَ الخَيْمَةَ وأخْيَمَها بَناها عن ابن الأَعرابي وتَخَيَّم مكانَ كذا ضَرَب خَيْمَتَهُ وخَيَّمَ القومُ دخلوا في الخَيْمة وخَيَّمُوا بالمكان أَقاموا وقال الأَعشى فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً وكانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَيْثُ خَيَّمَا والعرب تقول خَيَّمَ فلان خَيْمَةً إذا بناها وتَخَيَّمَ إذا أقامَ فيها وقال زهير وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ وخَيَّمَت الرائحة الطيِّبةُ بالمكان والثوب أَقامت وعَبِقَت به وخَيِّمَ الوَحْشِيُّ في كِناسه أَقامَ فيه فلم يَبْرَحْهُ وخَيَّمَه غَطَّاه بشيء كي يَعْبق به وأَنشد مَعَ الطِّيبِ المُخَيَّم في الثياب أَبو عبيد الخِيمُ الشيمَة والطبيعة والخُلُق والسجية ويقال خِيم السيف فِرِنْدُه والخِيمُ الأَصل وأَنشد ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِيم نَفْسِه يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِيمُها ابن سيده الخِيمُ بالكسر الخُلُق وقيل سَعة الخُلُق وقيل الأَصل فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه وخامَ عنه يَخِيم خَيْماً وخَيَماناً وخُيُوماً وخِياماً وخَيْمومة نَكَصَ وجَبُنَ وكذلك إذا كاد يكيد كيداً فرجع عليه ولم ير فيه ما يحب ونَكَلَ ونَكَصَ وكذلك خامُوا في الحرْب فلم يَظْفَرُوا بخير وضعُفوا وأَنشد رَمَوْني عن قِسِيِّ الزُّور حتى أَخامَهُمُ الإلَهُ بها فَخامُوا والخَائِمُ الجَبان وخامَ عن القِتال يَخِيمُ خَيماً وخام فيه جَبُن عنه وقول الهذلي جُنادة بن عامر لعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبي أُنَيْسٍ ولاخامَ القِتالَ ولا أَضاعا قال ابن جني أَراد حرف الجر وحذَفَه أَي خامَ في القتال وقال خامَ جَبُنَ وتَراجع قال ابن سيده وهو عندي من معنى الخَيْمَةِ وذلك أن الخَيْمَة تُعطف وتُثْنى على ما تحتها لتَقيه وتحفظه فهي من معنى القَصْر والثَّنْي وهذا هو معنى خامَ لأَنه انكَسَر وتراجع وانثنى أَلا تَراهم قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ ؟ ابن سيده والخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما يَنْبتُ على ساقٍ واحدة وقيل هي الطَّاقَةُ الغَضَّة منه وقيل هي الشجرة الغَضَّة الرَّطْبة ابن الأَعرابي الخامة السُّنْبُلة وجمعها خامٌ والخامة الفُجْلة وجمعها خام قال أَبو سعيد الضرير إن كانت محفوظة فليست من كلام العرب قال أَبو منصور وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بكلام العرب من أَبي سعيد وقد جعل الخامة من كلام العرب بمعنيين مختلفين والخامُ من الجلود ما لم يُدْبغ أَو لم يُبالَغْ في دبغه والخامُ الدِّبْسُ الذي لم تَمسه النار عن أَبي حنيفة قال وهو أَفضله والخِيمُ الحَمْضُ ابن بري وخِيماءُ اسم ماءةٍ عن الفراء وخِيَمٌ جبل معروف قال جرير أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ وخِيمٌ موضع معروف والمَخِيمُ موضعان قال أَبوذؤيب ثم انْتَهى بَصَري عنهُمْ وقَدْ بَلَغُوا بطنَ المَخِيم فقالوا الجَرّ أَو راحُوا قال ابن جني المَخِيمُ مَفْعِلٌ لعدم م خ م وعِزَّة باب قَلِقَ وحكى أَبو حنيفة خامت الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً وزعم أَنه مقلوب من وَخُمَتْ قال ابن سيده وليس كذلك إنما هو في معناه لا مقلوب عنه وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إذا رفعتها وأَنشد ثعلب رَأَوْا وَقْرَةً في السّاقِ مِنّي فحاولوا جُبُورِيَ لما أَن رأَوْني أُخِيمُها الفراء وابن الأَعرابي الإخامَةُ أَن يصيِب الإنسانَ أَو الدابةَ عَنَتٌ في رِجْله فلا يستطيع أَن يُمَكّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها يقال إنه ليُخِيم إحدى رجْليه أَبو عبيد الإخامَةُ للفرس أَن يرفع إحدى يديه أَو إحدى رجليه على طَرَفِ حافره وأَنشد الفراء ما أَنشده ثعلب أَيضاً رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فحاولوا جُبُوريَ لما أَن رأَوْني أُخِيمُها

دأم
دَأَمَ الحائطَ عليه دَأَماً دفعه قال الليث الدَّأْمُ إذا دفعت حائِطاً الدَّأْمُ فَدَأَمْتَهُ بمرّة واحدة على شيء في وَهْدَةٍ تقول دَأَمْتُهُ عليه ودَأَمْتُ الحائط أَي رفعته مثل دعَمْتُهُ وتَداءَمَتْ عليه الأُمور والأَهْوالُ والهمومُ والأَمواج بوزن تَفاعَلَتْ وتَدَأمَتْهُ الأَخيرة مُعَدَّاةٌ بغير حرف تراكمت عليه وتزاحمت وتَكَسَّرَ بعضُها على بعض وتَدَأّمَهُ الماءُ غمره وهو تَفَعَّل وأَنشد لرؤبة كما هَوى فِرْعَوْنُ إذْ تَغَمْغَما تحت ظِلال المَوْجِ إذ تَدَأّما الأَصمعي تَداءَمَهُ الأَمرُ مثل تَداعَمَهُ إذا تراكم عليه وتكسَّر بعضُه فوق بعض وتَدَأّمَ الفحلُ الناقةَ أَي تَجَلَّلها والدَّأْمُ ما غَطَّاك من شيء وجيش مِدْأَمٌ يَرْكبُ كلَّ شيء أَبو زيد تَدَأّمْتُ الرجل تَدَؤُّماً إذا وَثَبْت عليه فركبته أَبو عبيد والدَّأْماء البحر على فَعْلاء قال الأَفوَهُ الأَوْديّ واللَّيْل كالدَّأماءِ مُسْتَشْعِرٌ من دونه لَوْناً كلَوْنِ السَّدُوس

دجم
دُجَمُ العِشْقِ والباطل غَمَراتُه يقال انْقَشَعَتْ دُجمُ الأَباطيل وإنه لفي دُجَمِ الهَوى أَي في غَمَراتِهِ وظُلَمِهِ الواحدة دُجْمَةٌ قال الأَزهري وقد قيل دِجْمَةٌ ودِجَمٌ للعادات ابن بري دَجَمَ الليلُ دُجْمَةً ودَجْماً أَظلم والدِّجْمُ الخُلُق ويقال إنك على دِجْمٍ كريم أَي خُلُقٍ ودجملٌ كريم مثله قال رؤبة واعْتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا ودِجَمُهْ ودِجْمُ الرجل صاحبه ودَجِمَ الرجلُ ودُجِمَ حزن والدَّجْمُ من الشيء الضرب منه وقول رؤبة وكَلَّ من طُولِ النِّضالِ أَسْهُمُهْ واعْتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا ودِجَمُهْ قيل في تفسيره دِجَمُهُ أَخْدانُه وأَصحابه الواحد دِجْمٌ قال ابن سيده وهذا خطأٌ لأَن فِعْلاً لا يجمع على فِعَلٍ إلا أَن يكون إسماً للجمع والمعنى أَن الذي كان يتابعني في الصِّبا اعْتَلّ عليّ وتقول العرب أَمِنْ هذا الدَّجْمِ أَنت أَي من هذا الضرب ابن الأَعرابي الدُّجُومُ واحدهم دِجْمٌ وهم خاصة الخاصة ومثله قِدْرٌ وقُدور والصَّاغِيَةُ والحُزانة والحُزابة مثله والحُزانة مَنْ حَزَنَهُ أَمْرُهُ والحُزابة من حَزَبَهُ وفلان مُداجِمٌ لفلان ومُدامِجٌ له وما سمعت له دَجْمَةً ولا دُجْمَةً أَي كلمة أَبو زيد هو على تِلك الدُّجْمَةِ والدُّمْجَةِ أي الطريق

دحم
الدَّحْمُ الدفع الشديد ابن الأَعرابي دَحَمَهُ دَحْماً إذا دفعه قال رؤبة ما لم يُبِجْ يَأْجُوجَ رَدْمٌ يَدْحَمُهْ أَي يدفعه ومنه سمي الرجل دَحْمانَ ودُحَيْماً والدَّحْمُ النكاح ودَحَمَ المرأة يَدْحَمُها دَحْماً نكحها ومنه حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قيل له أنَطَأُ في الجنة ؟ قال نعم والذي نفسي بيده دَحْماً دَحْماً فإذا قام عنها رَجعَتْ مُطَهَّرَةً بِكْراً قال ابن الأَثير هو النكاح والوطء بدفع وإزعاج وانتصابه بفعل مضمر أي يَدْحَمُونَ دَحْماً يجامعون والتكرير للتأكيد هو بمنزلة قولهم لقيتهم رجلاً رجلاً أي دَحْماً بعد دَحْمٍ وفي حديث أبي الدرداء وذكر أهل الجنة فقال إنما يَدْحَمُونَهُنَّ دَحْماً وهو من دِحْمِ فلان أَي من أَصله وشَجَرته عن كراع وقد سَمّتْ دَحْماً ودُحَيْماً ودَحْمانَ ودَحْمَةُ اسم امرأة قال أَبو النجم لم يَقْضِ أَن يَمْلِكَنا ابْنُ الدَّحَمَهْ حَرَّكَ احتياجاً يعني يَزيدَ بن المُهَلَّبِ

دحسم
الليث الدُّحْسُمُ والدُّماحِسُ الغليظان ابن سيده الدُّحْسُمُ والدُّحْمُسُ والدُّماحِس والدُّحْسُمانيُّ والدُّحْمُسانيُّ كل ذلك العظيم مع سواد الدُّماحِسُ السيِّء الخلق والدُّحْسُمانيُّ والدُّحْمُسانيُّ السمين الحادر في أُدْمةٍ الدُّحْسُمان بالضم قَلْبُ الدُّحْمُسانِ وهو الآدَمُ السمين وفي الحديث كان يُبايِعُ الناسَ وفيهم رجل دُحْسُمانٌ قال ابن الأَثير الدُّحْسُمانُ والدُّحْمُسانُ الأَسود الغليظ وقيل السمين الصحيح الجسم وقد يلحق بهما ياء النسب كأحْمَرِيٍّ

دحلم
الدَّحْلَمَةُ دَهْوَرَتُك الشيء من جبل أَو بئر وأَنشد كَمْ مِنْ عَدُوٍّ زال أَو تَدَحْلَمَا كأَنه في هُوَّةٍ تَقَحْذَمَا تَدَحْلَمَ إذا تَهَوَّرَ في بئر أَو من جبل

دخم
الدَّخْمُ ضرب من النكاح قيل هو دَفْعٌ في إزعاج دَخَمَها يَدْخَمُها دَخْماً والحاء المهملة لغة

دخشم
دَخْشَمٌ اسم رجل قال ابن بري والدَّخْشَم القصير قال الراجز إذا ثَنَتْ أَسْحَجَ غير دَخْشَمِ وأَرْجَفَتْهُ رَجَفانَ الكَرْزَمِ والكَرْزَمُ والكَرْزَنُ جميعاً الفأس عن أَبي عمرو

ددم
الدُّوادِمُ والدُّوَدِمُ على وزن الهُدَبِدِ شيء شِبْهُ الدَّمِ يخرج من السَّمُرَةِ وخاصّته مذكورة في باب الصُّموغِ قال الأَزهري هو الحُذالُ يقال قد حاضت السَّمُرَةُ إذا خرج ذلك منها وقال في موضع آخر الدِّمْدِمُ ما يبس من الكلإ والشجر وقيل هو الدِّنْدِنُ قال ابن بري قال أَبو زياد الحُذالُ شيء آخر غير الدُّوَدِمِ يشبهه يأكله مَنْ يعرفه ومنْ لا يعرفه يظنه دُوَدِماً

درم
الليث الدَّرَمُ استواء الكعب وعَظْم الحاجِب ونحوه إذا لم يَنْتَبِرْ فهو أَدْرَمُ والفعل دَرِمَ يَدْرَمُ فهو دَرِمٌ الجوهري الدَّرَمُ في الكعب أَن يوازِيَهُ اللحمُ حتى لا يكون له حَجْمٌ ابن سيده دَرِمَ الكعبُ والعُرْقوب والساق دَرَماً وهو أَدْرَمُ استوى ومكان أَدْرَمُ مستوٍ وكعب أَدْرَمُ وأَنشد الجوهري قامَتْ تُرِيكَ خَشْيَةً أَن تَصرِمَا ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا ومَرافقها دُرْمٌ وفي حديث أَبي هرير أَن العَجَّاجَ أَنشده ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا قال الأَدْرَمُ الذي لا حَجْمَ لعِظامه ومنه الأَدْرَمُ الذي لا أَسنان له ويريد أَن كعبها مستو مع الساق ليس بِناتٍ فإن استواءه دليل السمن ونُتُوُّهُ دليلُ الضعف ودَرِمَ العظمُ لم يكن له حَجْمٌ وامرأة دَرْماء لا تستبين كُعُوبُها ولا مَرافِقُها وأَنشد ابن بري وقد أَلهُو إذا ما شِئتُ يَوْماً إلى دَرْماءَ بَيْضاء الكُعُوبِ وكل ما غطاه الشحمُ واللحمُ وخفي حَجْمُهُ فقد دَرِمَ ودَرِمَ المِرْفَقُ يَدْرَمُ دَرَماً ودِرْع دَرِمَةٌ ملساء وقيل لينة مُتَّسِقة قال يا قائدَ الخَيْلِ ومُجْ تابَ الدِّلاصِ الدَّرِمَه شمر والمُدَرَّمَةُ من الدُّرُوع اللينةُ المستويةُ وأَنشد هاتِيكَ تَحْمِلُني وتَحْمِلُ شِكَّتي ومُفاضَةً تَغْشَى البَنانَ مُدَرَّمَهْ ويقال لها الدَّرِمَةُ ودَرِمَتْ أَسنانه تحاتَّتْ وهو أَدْرَمُ والأَدْرَمُ الذي لا أَسنان له وَدَرِمَ البعيرُ دَرَماً وهو أَدْرَمُ إذا ذهبت جلدة أَسنانه ودنا وقوعها وأَدْرَمَ الصبيُّ تحركت أَسنانه ليَسْتَخْلِفَ أُخَرَ وأَدْرَمَ الفصيلُ للإجْذاعِ والإثْناءِ وهو مُدْرِمٌ وكذلك الأُنثى إذا سقطتْ رَواضِعُهُ أَبو الجَرَّاح العُقَيليّ وأَدْرَمَت الإبلُ للإجْذاعِ إذا ذهبت رواضعها وطلع غيرها وأَفَرَّتْ للإثْناء وأَهْضَمَتْ للإرْباعِ والإسْداس جميعاً وقال أَبو زيد مثله قال وكذلك الغنم قال شمر ما أَجودَ ما قال العقيليّ في الإِدْرامِ ابن السكيت ويقال للقَعُود إِذا دَنا وقوعُ سِنِّه فذهب حِدَّةُ السِّنِّ التي تريد أَن تقع قد دَرِمَ وهو قَعُودٌ دارِمٌ ابن الأَعرابي إذا أَثْنى الفرسُ أَلقى رواضِعهُ فيقال أَثنى وأَدْرَمَ للإثناء ثم هو رَباعٌ ويقال أََهْضَمَ للإرْباعِ وقال ابن شميل الإدْرامُ أن تسقط سِنُّ البعير لِسِنٍّ نَبَتَتْ يقال أَدْرَمَ للإثْناء وأَدْرَمَ للإرْباعِ وأَدْرَمَ للإِسْداسِ فلا يقال أَدْرَمَ للبُزول لأَن البازِلَ لا ينبت إلا في مكان لم يكن فيه سِنٌّ قبله ودَرَمَتِ الدابةُ إذا دَبَّتْ دَبيباً والأَدْرَمُ من العَراقيب الذي عظمت إبْرَتُه ودَرَمَتِ الفأرة والأرنبُ والقُنْفُذُ تَدْرِمُ بالكسر دَرْماً ودَرِمَتْ دَرَماً ودَرِماً ودَرَماناً ودَرامةً قاربت الخَطْوَ في عَجَلَةٍ ومنه سمي دارِمُ بن مالك بن حَنظَلَة بن مالك بن زيد مَناةَ بن تميم وكان يسمى بَحْراً وذلك أَن أَباه لما أَتاه في حَمالَةٍ فقال له يا بَحْرُ ائْتِني بخَريطة فجاءه يَحْمِلُها وهو يَدْرِمُ تحتها من ثقلها ويقارب الخَطْوَ فقال أَبوه قد جاءكم يُدارِمُ فسمِّي دارِماً لذلك والدَّرْماءُ الأَرنب وأَنشد ابن بري تَمَشَّى بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها كأَنْ بَطْن حُبْلى ذات أَوْنَيْنِ مُتْئِم قال ابن بري يصف رَوْضَةً كثيرة النبات تمشي بها الأَرنب ساحبةً قُصْبها حتى كأَن بطنها بَطْنُ حبلى والأَوْنُ الثِّقْلُ والدَّرِمَةُ والدَّرَّامَةُ من أَسماء الأَرنب والقَنفُذ والدَّرَّامُ القنفذ لدَرَمانه والدرَمانُ مِشْيَةُ الأَرنب والفأرِ والقَنْفُذِ وما أَشبهه والفعل دَرَمَ يَدْرِمُ والدَّرَّامُ القبيح المِشْيَةِ والدَّرَامةِ والدَّرَّامةُ من النساء السيئة المشي القصيرةُ مع صغر قال من البِيضِ لا دَرَّامَةٌ قَمَلِيَّةٌ تَبُذُّ نِساء الناس دلاًّ ومِيسَمَا والدَّرُومُ كالدَّرَّامَةِ وقيل الدَّروم التي تجيء وتذهب بالليل أَبوعمرو الدَّرُومُ من النُّوق الحسنة المِشْية ابن الأَعرابي والدَّرِيمُ الغلام الفُرْهُدُ الناعم ودَرَمَتِ الناقةُ تَدْرِمُ دَرْماً إذا دَبَّت دَبيباً والدَّرْماءُ نبات سُهْليٌّ دسْتيّ ليس بشجر ولا عُشْب ينبت على هيئة الكَبدِ وهو من الحَمْض قال أَبوحنيفة لها ورق أَحمر تقول العرب كنا في دَرْماء كأنها النهار وقال مُرة الدَّرْماء ترتفع كأَنها حُمَةٌ ولها نَوْرٌ أَحمر ورقها أَخضر وهي تشبه الحَلَمَة وقد أَدْرَمَتِ الأَرض والدَّارِمُ شجر شبيه بالغَضَا ولونه أَسود يَسْتاك به النساء فَيُحَمِّرُ لِثاتهن وشِفاهَهُنَّ تحميراً شديداً وهر حِرِّيف رواه أَبو حنيفة وأَنشد إنما سَلّ فُؤادي دَرَمٌ بالشَّفَتين والدَّرِمُ شجر تتخذ منه حبال ليست بالقَويَّةِ ودارِمٌ حيٌّ من بني تميم فيهم بيتها وشرفها وقد قيل إنه مشتق من الدَّرَمان الذي هو مقاربة الخطوِ في المشي وقد تقدم ودَرِمٌ بكسر الراء اسم رجل من بَني شَيْبانَ وفي المثل أَوْدَى دَرِم وذلك أَنه قُتِلَ فلم يُدْرَكْ بثَأْره فصارمثلاً لِما يُدْرَكْ به وقد ذكره الأَعشى فقال ولم يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى له كما قيل في الحرب أَوْدى دَرِمْ أَي لم يَهْلِكْ مَن سعيت له قال أَبو عمرو هو دَرِمُ بن دبّ
( * قوله « ابن دب » هو هكذا في الأَصل بتشديد الباء والذي في التهذيب درب براء بعد الدال وبتخفيف الباء ) بن ذُهْلِ بن شَيْبانَ وقال المؤَرِّج فُقِدَ كما فُقدَ القارِظ العَنَزِي فصار مثلاً لكل من فُقِدَ قال ابن بري وقال ابن حبيب كان دَرِمٌ هذا هَرَبَ من النُّعْمانِ فطلبه فأخِذَ فمات في أَيديهم قبل أن يصلوا به فقال قائلهم أوْدَى دَرِمٌ فصارت مثلاً وعِزٌّ أَدْرَمُ إذا كان سميناً غير مهزول قال رؤبة يَهْوُونَ عن أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما وبنو الأَدْرَمِ حَيٌّ من قريش وفي الصحاح وبنو الأَدْرَمِ قبيلة

درخم
الجوهري الدُّرَخْمِينُ الدّاهية بوزن شُرَحْبِيلٍ قال دَلَمٌ وكنيته أَبو زُغْبَةَ العَبْشَمِيّ أَنْعَتُ من حَيَّاتِ بُهْلٍ كشحين صِلَّ صَفاً داهيةً دُرَخْمِينْ

دردم
مَرَةٌ دِرْدِمٌ تذهب وتجيء بالليل الجوهري الدِّرْدِمُ الناقة المسنة

درعم
الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ وسيأتي ذكره

درقم
الدِّرْقِمُ الساقط وقيل هو من أَسماء الرجال مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي

درهم
المُدْرَهِمُّ الساقط من الكِبَرِ وقيل هو الكبيرُ السِّنِّ أَيّاً كان وقد ادْرَهَمَّ يَدْرَهِمُّ ادْرِهْماماً أَي سقط من الكبر وقال القُلاخُ أَنا القُلاخُ في بُغائي مِقْسَما أَقْسمْتُ لا أَسْأَمُ حتى يَسْأَما ويَدْرَهِمَّ هَرَماً وأَهْرَما وادْرَهَمَّ بصرُه أَظلم والدِّرْهَمُ والدِّرْهِمُ لغتان فارِسِيّ مُعَرَّبٌ مُلْحَقٌ ببناء كلامهم فدِرْهَمٌ كهِجْرَعٍ ودِرْهِمٌ بكسر الهاء كحِفْرِدٍ وقالوا في تصغيره دُرَيْهِيم شاذة كأَنَّهم حَقَّرُوا دِرْهاماً وإن لم يتكلموا به هذا قول سيبويه وحكى بعضهم دِرْهام قال الجوهري وربما قالوا دِرْهام قال الشاعر لو أَنَّ عِنْدي مائتي دِرْهامِ
لجاز في آفاقِها خاتامي
( * قوله « لو أن عندي إلخ » في التكملة ما نصه هذا الإنشاد فاسد
والرواية لو أن عندي مائتي درهام ... لابتعت داراً في بني
حراموعشت عيش الملك الهمام ... وسرت في الأرض بلا
خاتام ) وجمع الدِّرْهَمِ دَراهِمُ ابن سيده وجاء في تكسيره الدَّراهِيمُ وزعم سيبويه أَن الدَّراهِيمَ إنما جاء في قول الفرزدق تَنْفِي يَداها الحَصى في كلِّ هاجِرَةٍ نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّياريفِ قال ابن بري شَبَّهَ خروج الحصى من تحت مَناسِمِها بارتفاع الدراهم عن الأَصابع إذا نُقِدَتْ ورجل مُدَرْهَمٌ ولا فعل له أَي كثير الدَّراهِمِ حكاه أَبو زيد قال ولم يقولوا دُرْهِمَ قال ابن جنتي لكنه إذا وجد اسم المفعول فالفعل حاصِلٌ ودَرْهَمَتِ الخُبَّازى استدارت فصارت على أشكال الدَّراهِمِ اشتقوا من الدراهِمِ فِعْلاً وإن كان أَعجميّاً قال ابن جني وأَما قولهم دَرْهَمَتِ الخُبَّازى فليس من قولهم رجل مُدَرْهَمٌ

دسم
الدَّسَمُ الوَدكُ وفي التهذيب كل شيء له ودَكٌ من اللحم والشحم وشيء دَسِمٌ وقد دَسِمَ بالكسر يَدْسَمُ فهو دَسِمٌ وتَدَسّمَ أَنشد سيبويه لابن مُقْبِلٍ وقِدْر ككَفِّ القِرْدِ لا مُسْتَعِيرُها يُعارُ ولا مَنْ يَأتِها يَتَدَسَّمُ والدِّسَمُ الوَضَرُ والدَّنَسُ قال لاهُمَّ إنَّ عامِرَ بن جَهْمِ أَوْذَمَ حَجّاً في ثِيابٍ دُسْمِ يعني أَنه حَجَّ وهو مُتَدَنِّسٌ بالذنوب وأَوْذَمَ الحَجَّ أَوجبه وتَدْسِيم الشيء جَعْلُ الدَّسَمِ عليه وثياب دُسْمٌ وَسِخَةٌ ويقال للرجل إذا تَدَنَّسَ بمَذامِّ الأَخلاق إنه لَدَسِمُ الثوبِ وهو كقولهم فلان أَطْلَسُ الثوبِ وفلان أدْسَم الثوب ودَنِسُ الثوب إذا لم يكن زاكياً وقول رؤبة يصف سَيْحَ ماءٍ مُنْفَجِرَ الكَوْكَبِ أَو مَدْسُوما فَخِمْنَ إذْ هَمَّ بأنْ يَخِيما المُنْفَجِرُ المُنْفَتِحُ الكثير الماء وكَوْكَبُ كلِّ شيء معظمه والمَدْسُومُ المَسْدُودُ والدَّسْمُُ حَشْوُ الجوف ودَسَمَ الشيءَ يَدْسُمُهُ بالضم دَسْماً سَدَّهُ قال رؤبة يصف جُرْحاً إذا أَرَدْنا دَسْمَهُ تَنَفَّقا بناجِشات المَوْتِ أَو تَمطَّقا ويروى إذا أَرادوا دَسْمَهُ وتَنَفَّقَ تشقق من جوانبه وعَمِل في اللحم كهيئة الأنْفاقِ الواحد نَفَقٌ وهو كالسَّرَبِ ومنه اشْتُقَّ نافِقاءُ اليَرْبُوع والناجِشاتُ التي تُظْهِرُ الموتَ ونستخرجه وناجِشُ الصَّيد مُسْتَخْرِجُهُ منموضعه والتَّمَطُّقُ التَّلَمُّظُ والدِّسامُ ما دُسِمَ به ما دُسِمَ به الجوهري الدِّسامُ بالكسر ما تُسَدُّ به الأُذن والجرح ونحو ذلك تقول منه دَسَمْتُهُ أَدْسُمُهُ بالضم دَسْماً والدِّسامُ السِّدادُ وهو ما يُسَد به رأس القارورة ونحوها وفي بعض الأحاديث إن للشيطان لَعُوقاً ودِساماً الدِّسامُ ما تسد به الأُذن فلا تَعِي ذِكْراً ولا موعظة يعني أَن له سِداداً يمنع به من رؤية الحق وكل شيء سَدَدْتَهُ فقد دَسَمْتَهُ دَسْماً يعني أَن وَساوِسَ الشيطان مهْما وَجَدتْ مَنْفَذاً دخلتْ فيه ودَسَمَ القارورة دَسْماً شدَّ رأسها والدُّسْمَةُ ما يُشَدُّ به خَرْقُ السِّقاء وفي حديث الحسن في المُسْتَحاضة تغتسل من الأُولى إلى الأُولى وتَدْسُمُ ما تحتها قال أَي تَسُدّ فَرْجَها وتحتشي من الدِّسامِ السِّدادِ والدُّسْمَةُ غُبْرَةٌ إلى السواد دَسِمَ وهو أَدْسَمُ ابن الأَعرابي الدُّسْمَةُ السواد ومنه قيل للحَبشيّ أَبو دُسْمَةَ وفي حديث عثمان رأَى صَبِيّاً تأْخذه العينُ جَمالاً فقال دَسِّمُوا نُونَتَهُ أَي سَوِّدُوها لئلا تصيبه العين قال ونُونَتُهُ الدائرة المَليحةُ التي في حَنَكه لتردّ العين عنه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه خطب وعلى رأْسه عمامة دَسْماء أَي سوداء وفي حديث آخر خرج وقد عَصَبَ رأسه بعمامة دَسِمَةٍ وفي حديث هند قالت يوم الفتح لأَبي سُفْيان اقتلوا هذا الدَّسِمَ الأَحْمَشَ أَي الأَسود الدنيء والدُّسْمَةُ الرَّديء من الرجال وقيل الدَّنيء من الرجال وقيل الدُّسْمَةُ الرَّديء الرَّذْلُ أَنشد أَبو عمرو لبشير الفِرَبْريّ شَنِئْتُ كلَّ دُسْمَةٍ قِرْطَعْنِ ابن الأَعرابي الدَّسِيمُ القليلُ الذِّكْرِ وفي حديث أَبي الدَّرْداء أَرَضِيتمْ إن شبعتم عاماً لا تَذْكرون الله إلا دَسْماً يريد ذِكْراً قليلاً من التَّدْسِيم وهو السواد الذي يُجْعَلُ خلف أُذن الصبيِّ لكيلا تصيبه العين ولا يكون إلا قليلاً وقال الزمخشري هو من دَسَمَ المطرُ الأرْضَ إذا لم يبلغ أن يَبُلَّ الثَّرَى والدَّسِيمُ القليل الذكر ومنه قوله لا تذكرون الله إلا دَسْماً قال ابن الأَعرابي يكون هذا مَدْحاً ويكون ذمّاً فإذا كان مدحاً فالذكر حَشْوُ قلوبِهِمْ وأَفواهِهِمْ وإن كان ذمّاً فإنما هم يذكرون الله ذكراً قليلاً من التَّدْسِيم قال ومثله أَن رجلاً بين يَدَيْ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك رجل لا يَتَوَسَّدُ القرآن يكون هذا أيضاً مدحاً وذمّاً فالمدح أَنه لا ينام الليل فلا يَتَوَسَّدُ فيكون القرآن مُتَوَسَّداً معه والذم أنه لا يَحْفَطُ من القرآن شيئاً فإذا نام لم يَتَوَسَّدُ معه القرآن قال الأَزهري والقول هو الأول وقيل معناه لا يذكرون الله إلا دَسْماً أي ما لهم هَمٌّ إلا الأَكل ودَسْم الأَجواف قال ونصب دَسْماً على الخلاف ودَسَمَ المطرُ الأرضَ بَلَّها ولم يُبالِغْ ويقال ما أَنت إلاَّ دُسْمَةٌ أي لا خير فيه ويقال للرجل إذا غَشِيَ جاريَتَهُ قد دَسَمها ودَسَم المرأَة دَسْماً نكحها عن كراع ودُسْمانُ موضع والدَّيْسَمُ الثعلب وقيل وَلَدُ الثعلب من الكَلْبَة والدَّيْسَمُ ولد الذئْب من الكلبة وقيل ولد الدُّبِّ وقيل قَرْخُ النحل
( * قوله « فرخ النحل » بالحاء المهملة كما في القاموس والتكملة والمحكم ) وقال ابن الأَعرابي الدَّيْسَمُ الدُّبُّ وأَنشد إذا سَمعَتْ صَوْتَ الوَبِيل تَشَنَّعَتْ تَشَنُّعَ فُدْسِ الغارِ أو دَيْسَمٍ ذَكَر وقال المبرد الدَّيْسَمُ ولد الكلبة من الذئب والسِّمْعُ ولد الضبع من الذئب الجوهري الدَّيْسَمُ ولد الدُّبِّ قال وقلت لأَبي الغَوْث يقال إنه ولد الذِّئْبِ من الكلبة فقال ما هو إلا ولد الدُّبِّ ودَسَمَ الأَثَرُ مثل طَسَمَ والدَّيْسَمُ الظُّلْمةُ ودَيْسَم اسم أَنشد ابن دُرَيْدٍ أَخشى على دَيْسَمَ من بَردِ الثَّرَى أَبى قَضاءُ الله إلا ما تَرَى تَرَكَ صَرْفه للضرورة وسُئِلَ أَبو الفتح صاحِبُ قُطْرُبٍ واسم أبي الفتح دَيْسَم فقال الدَّيْسَمُ
( * قوله « ديسم فقال ديسم إلخ » هكذا في الأصل ومثله في التهذيب وعبارة التكلمة واسم أبي الفتح ديسم ما الديسم ؟ فقال إلخ ) الذُّرَة وفي الصحاح الدَّيْسمَةُ الذرة والدَّيْسَمُ نبات

دشم
الدُّشْمَةُ الرجل الذي لا خير فيه

دعم
دَعَمَ الشيءَ يَدَعَمُه دَعْماً مال فأَقامه والدِّعْمَةُ ما دَعَمَهُ به والدِّعامُ والدِّعامَةُ كالدِّعْمَةِ قال لما رأَيْتُ أَنَّهُ لا قامَهْ وأَنَّني ساقٍ على السَّآمَهْ نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ الليث الدَّعْمُ أن يميلَ الشيء فَتَدْعَمَهُ بدِعامٍ كما تَدْعَمُ عُروشَ الكَرْمِ ونحوه والدِّعامَةُ اسم الخشبة التي يُدْعَمُ بها والمَدْعُومُ الذي يميل فتَدْعَمُهُ ليستقيم وفي حديث أبي قتادة فمال حتى كاد ينْجَفِلُ فأَتيته فَدَعَمْتُهُ أي أسندته قال أبو حنيفة الدِّعَمُ والدَّعائِمُ الخُشُبُ المنصوبة للتعريش والواحد كالواحد ابن شميل دَعَمَ الرجلُ المرأَة بأَيْره يَدْعَمُها ودَحَمَها والدَّعْمُ والدَّحْمُ الطعن وإيلاجُهُ أَجْمَعَ ويُسَمَّى السيدُ الدِّعامَةَ ودِعامَةُ العَشيرة سيدها على المَثَلِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فَتىً ما أَضَلَّتْ به أُمُّهُ من القَوْمِ لَيْلةَ لا مُدَّعَمْ لا مُدَّعَم لا مَلْجَأَ ولا دِعامَة والدِّعْمَتانِ والدِّعامَتان خشبتا البَكَرَةِ فإن كانتا من طين فيهما زُرْنُوقانِ وأَنشد لما رأَيتُ أَنَّهُ لا قامَهْ وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ القامة البَكَرَةُ وقيل جمع قائِمٍ كحائكٍ وحاكَةٍ أي لا قائمين على الحوض فَيَسْتَقُونَ منه أبو زيد إذا كانت زَرانِيقُ البئر من خشب فهي دِعَمٌ والدَّعْمُ القوة والمال يقال لفلان دَعْمٌ أي مال كثير والدُّعْمِيُّ الفرس الذي في لَبَّتِه بياض أبو عمرو إذا كان في صدر الفرس بياض فهو أَدْعَمُ فإذا كان في خَواصره فهو مُشَكَّلٌ والدُّعْمِيُّ النَّجّارُ والدُّعْمِيُّ الشديد يقال للشي الشديد الدِّعامِ إنه لدُعْمِيٌّ وأَنشد أكْتَدَ دُعْمِيَّ الحَوامي جَسْرَبا والدِّعامَةُ عماد البيت الذي يقوم عليه وقد أَدعَمْتُ إذا اتكأْت عليها وهو افْتَعَلْتُ منه وفي الحديث لك شيءِ دِعامَةٌ وفي حديث عَنْبَسَةَ يَدَّعِمُ على عَصاً له أَصله يَدْتَعِمُ فأَدغم التاء في الدال ومنه حديث الزهري أنه كان يَدّعِمُ على عَسْرائه أي يتكئ علي يده العَسْراء تأْنيث الأَعْسَرِ ومنه حديث عمر بن عبد العزيز وصف عمر بن الخطاب فقال دِعامَةُ الضعيف وجارية ذات دَعْمٍ إذا كانت ذات شحم ولحم ولا دَعْمَ بفلان إذا لم تكن به قوة ولا سِمَنٌ وقال لا دَعْمَ بي لكِنْ بلَيْلى دَعْمُ جارية في وَرِكَيْها شَحْمُ قال لا دَعْمَ بي أي لا سمن بي يَدْعَمُني أي يُقَوّيني ودُعْمِيُّ الطريق معظمه قال الراجز يصف إبلاً وصَدَرَتْ تَبْتَدِرُ الثَّنِيّا تَرْكَبُ من دُعْمِيِّها دُعْمِيّاً دُعْمِيّها وسطها دُعْمِيّاً أي طريقاً موطوءاً ودُعْمِيٌّ اسم أبي حَيٍّ من ربيعة ودُعميٌّ من إيادٍ ودُعْمِيٌّ من ثَقيفٍ ودِعامَة ودِعام اسمان قال الجوهري دُعْمِيٌّ قبيلة وهو دُعْمِيُّ ابن جَديلةَ بن أَسد بن ربيعة بن نِزارِ بن مَعدٍّ دعرم الدَّعْرَمَةُ قصر الخَطُوِ وهو في ذلك عَجِلٌ والدِّعْرِمُ الرديء البَذيّ أَنشد ابن الأَعرابي إذا الدِّعْرِم الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَهُ فإنَّ لنا ذَوْداً ضِخامَ المَحالِبِ لهُنَّ فِصالٌ لو تَكَلَّمْنَ لاشْتَكَتْ كُلَيْباً وقالت ليْتَنا لابن غالِبِ والدِّعْرِمُ القصير الدَّميم أَنشد أَبو عَدْنان قَرَّبَ راعيها القَعُودَ الدِّعْرِمَا وقال الدِّعْرِمُ القصير والدِّعْرَمَةُ لُؤْمٌ وخِبٌّ وقَعُود دِعْرِمٌ أي تَرَبُوتٌ قال الراجز مُتَّكِئاً على القَعود الدِّعْرِمِ قال ابن سيده الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ

دعرم
الدَّعْرَمَةُ قصر الخَطُوِ وهو في ذلك عَجِلٌ والدِّعْرِمُ الرديء البَذيّ أَنشد ابن الأَعرابي إذا الدِّعْرِم الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَهُ فإنَّ لنا ذَوْداً ضِخامَ المَحالِبِ لهُنَّ فِصالٌ لو تَكَلَّمْنَ لاشْتَكَتْ كُلَيْباً وقالت ليْتَنا لابن غالِبِ والدِّعْرِمُ القصير الدَّميم أَنشد أَبو عَدْنان قَرَّبَ راعيها القَعُودَ الدِّعْرِمَا وقال الدِّعْرِمُ القصير والدِّعْرَمَةُ لُؤْمٌ وخِبٌّ وقَعُود دِعْرِمٌ أي تَرَبُوتٌ قال الراجز مُتَّكِئاً على القَعود الدِّعْرِمِ قال ابن سيده الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ

دعسم
دَعْسَمٌ اسم

دغم
دَغَمَ الغيثُ الأَرض يَدْغَمُها وأَدْغَمَها إذا غشيها وقهرها والدَّغْمُ كَسْرُ الأَنف إلى باطنه هَشْماً دَغَمَ أَنفه دَغْماً كسره إلى باطنه هشماً والدُّغْمَةُ والدَّغَمُ من أَلوان الخيل أن يضرب وجْهُه وجَحافِلُهُ إلى السواد مخالفاً للون سائر جسده ويكون وجهه مما يلي جَحافله أشدّ سواداً من سائر جسده وقد ادْغَامَّ وفرس أَدْغَمُ والأُنثى دَغْماءُ بَيِّنة الدَّغَمِ وهو الذي يسميه الأَعاجم دِيزَجْ والدَّغْماءُ من النِّعاج التي اسودت نُخْرتُها وهي الأَرْنَبَةُ وحَكَمَتُها وهي الذَّقَنُ وفي الحديث أنه ضَحَّى بكبش أَدْغَمَ هو الذي يكون فيه أدنى سواد وخصوصاً في أَرْنَبَته وتحت حَنَكِه وقالوا في المَثَل الذِّئْبُ أَدْغَمُ لأن الذئب وَلَغَ أو لم يَلَغْ فالدُّغْمَةُ لازمة له لأَن الذِّئاب دُغْمٌ فربما اتُّهِمَ بالوُلوغِ وهو جائع يضرب هذا مثلاً لمن يُغْبَطُ بما لم يَنَلْه والأَدْغَمُ الأَسود الأنف وجمعه الدُّغْمانُ قال أعرابي وضَبَّة الدُّغْمانِ في رُوسِ الأَكَمْ مُخْضَرَّةٌ أَعْيُنُها مثلُ الرَّخَمْ والدُّغْمانُ بالضم الأسود وقيل الأسود مع عِظَمٍ ورجل راغِمٌ داغِمٌ إتباع وقد أَرْغَمَهُ الله وأَدْغَمَهُ وقيل أَرْغَمَهُ الله أسخطه وأَدْغَمَه سَوَّدَ وجهَه وفي الدعاء رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً كلُّ ذلك إتباع يقال فعلت ذلك على رَغْمِه ودَغْمِه وشَغْمِه ويقال شِنَّغْمِه قال أَبو منصور ويقال وسِنَّغْمه بالسين المهملة وفي النوادر الدُّغامُ والشُّوالُ
( * قوله « والشوال » كذا هو بالأصل وشرح القاموس وفي نسخة من التهذيب الشواك ) وجع يأْخذ في الحلَق ودَغِمَهُم الحَرُّ والبَرْدُ يَدْغَمُهُمْ دَغْماً ودَغَمَهُمْ دَغَماناً غَشِيَهُمْ زاد الجوهري وأَدْغَمَهُمْ أي غشيهم وأَدْغَمَهُ الشيءُ ساءه وأَرْغَمَهُ والإدْغامُ إدخال حرف في حرف يقال أَدْغَمْت الحرف وادَّغَمْته على افْتَعَلْتُه والإدْغامُ إدخال اللجام في أَفواه الدَّوابِّ وأَدْغَمَ الفرسَ اللجامَ أَدخله في فيه وأَدْغَمَ اللِّجامَ في فمه كذلك قال ساعِدَةُ بن جُؤَيْةَ بمُقْرَباتٍ بأَيْدِيهِمْ أَعِنَّتُها خُوصٍ إذا فَزِعُوا أُدْغِمْنَ باللُّجُمِ قال الأزهري وإدغامُ الحرف في الحرف مأْخوذ من هذا قال بعضهم ومنه اشتقاق الإدْغامِ في الحروف وقيل بل اشتقاقُ هذا من إدْغامِ الحُروفِ وكلاهما ليس بعَتيق إِنما هو كلام نَحْوِيّ نَخْويّ وأَدْغَمَ الرجلُ بادر القومَ مَخافَة أَن يسبقوه فأَكل الطعامَ بغير مَضْغٍ ودَغَمَ الإناء دَغْماً غطاه ودُغْمان ودُغَيْمٌ اسمان

دقم
الدَّقَمُ الضَّزَزُ دَقِمَ دَقَماً وهو أَدْقَمُ ذهب مُقَدَّمُ فيهِ ودَقَمَهُ يَدْقُمُهُ ويَدْقِمُهُ دَقْماً وأَدْقَمَهُ مثل دَمَقَهُ على القلب أي كسَرَ أسنانه أبو زيد دَقَمْتُ فاه ودَمَقْتُهُ دَقْماً ودَمْقاً إذا كسرت أسنانه والدِّقِمُّ المكسور الأسنان وزعم كراع أنه من الدق والميم زائدة قال ابن سيده وهذا قول لا يُلْتَفَتُ إليه إذ قد ثبت دَقَمْتُهُ والدَّقْمُ دفعكَ شيئاً مُفاجأَة تقول دَقَمْتُه عليهم دَقْماً ودَقَمَهُ دَقْماً دفع في صدره أَنشد يعقوب مُمارِسُ الأَقْرانِ دَقْماً دَقْما ودَقَمَتْ عليهم الريحُ والخيلُ وانْدَقَمَتْ دخلتْ قال رؤبة مَرّاً جَنُوباً وشَمالاً تَنْدَقِمْ والدَّقْمُ الغم الشديد من الدَّيْنِ وغيره والمُدْقِمَةُ من النساء التي يَلْتَهِمُ فَرْجُها كلّ شيء وقيل هي التي تَسْمَعُ لفرجها صوتاً عند الجماع ودُقَيْمٌ ودُقْمان اسمان

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88