كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

ردع
الرَّدْعُ الكَفُّ عن الشيء رَدَعَه يَرْدَعه رَدْعاً فارْتَدَع كفَّه فكفَّ قال أَهْلُ الأَمانةِ إِن مالُوا ومَسَّهمُ طَيْفُ العَدُوِّ إِذا ما ذُوكِرُوا ارْتَدَعُوا وتَرادَع القومُ ردَعَ بعضُهم بعضاً والرَّدْعُ اللطْخ بالزعفران وفي حديث حُذيفةَ ورُدِعَ لها رَدْعةً أَي وَجَم لها حتى تغيَّرَ لونه إِلى الصُّفرة وبالثوب رَدْعٌ من زَعْفران أَي شيء يَسير في مَواضِعَ شتَّى وقيل الرَّدْع أَثَر الخَلُوق والطِّيب في الجسد وقميص رادِعٌ ومَرْدُوعٌ ومُرَدَّعٌ فيه أَثَر الطِّيب والزعفران أَو الدّم وجمع الرّادِع رُدُعٌ قال بَني نُمَيْرٍ تَرَكْتُ سَيِّدَكم أَثْوابُه مِن دِمائكم رُدُعُ وغِلالةٌ رادِعٌ ومُرَدَّعة مُلَمَّعةٌ بالطيب والزعفران في مواضع والرَّدْعُ أَن تَرْدَع ثوباً بِطِيب أَو زعفران كما تَردَع الجارِيةُ صَدْرَها ومَقادِيمَ جَيْبها بالزعفران مِلْءَ كفِّها تُلَمِّعُه قال امرؤ القيس حُوراً يُعَلَّلْنَ العَبِيرَ رَوادِعاً كَمَها الشَّقائقِ أَو ظِباء سَلامِ السَّلام الشجر وأَنشد الأَزهري قول الأَعشى في رَدْع الزعفران وهو لطْخُه ورادِعة بالطِّيب صَفْراء عندنا لجَسّ النَّدامَى في يَدِ الدِّرْع مَفْتَقُ
( * في قصيدة الأعشى المسك مكان الطيب )
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما لم يُنْه عن شيء من الأَرْدِيةِ إِلا عن المُزعْفرة التي تَرْدَعُ على الجلد أَي تَنْفُض صِبْغَها عليه وثوب رَدِيع مصبوغ بالزعفران وفي حديث عائشة رضي الله عنها كُفِّن أَبو بكر رضي الله عنه في ثلاثة أَثواب أَحدها به رَدْع من زعفران أَي لَطْخٌ لم يَعُمّه كله وردَعَه بالشيء يَرْدَعُه رَدْعاً فارْتَدَعَ لَطَخَه به فتلطَّخ قال ابن مقبل يَخْدِي بها بازِلٌ فُتْلٌ مَرافِقُه يَجْرِي بِدِيباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ وقال الأَزهري في تفسيره قولان قال بعضهم مُتَصَبِّغ بالعرَق الأَسود كما يُرْدَع الثوب بالزعفران قال وقال خالد مُرْتَدِع قد انتهَتْ سِنُّه يقال قد ارْتَدَعَ إِذا انتهت سِنه وفي حديث الإِسراء فمررنا بقوم رُدْعٍ الرُّدْعُ جمع أَرْدَعَ وهو من الغنم الذي صدره أَسود وباقيه أَبيض يقال تيس أَرْدَعُ وشاة رَدْعاء ويقال رَكِب فلان رَدْع المَنِيّةِ إِذا كانت في ذلك مَنِيَّتُه ويقال للقتيل ركب رَدْعه إِذا خَرّ لوجهه على دَمِه وطَعَنَه فَركِبَ رَدْعَه أَي مقادِيمَه وعلى ما سالَ من دمه وقيل ركب ردعه أَي خَرَّ صَريعاً لوجهه على دمه وعلى رأْسه وإِن لم يَمُت بعد غير أَنه كلما هَمّ بالنُّهوض ركب مَقادِيمه فخرّ لوجهه وقيل رَدْعُه دمه وركوبه إِياه أَنّ الدم يَسِيل ثم يَخِرّ عليه صريعاً وقيل ردعه عُنُقه حكى هذه الهروي في الغريبين وقيل معناه أَن الأَرض رَدَعَتْه أَي كفَّتْه عن أَن يَهْوِي إِلى ما تحتها وقيل ركب رَدْعَه أَي لم يَرْدَعه شيء فيمنعه عن وجهه ولكنه ركب ذلك فمضى لوجهه ورُدِعَ فلم يَرْتَدِع كما يقال ركب النَّهْي وخرَّ في بئر فركب رَدْعَه وهَوَى فيها وقيل فمات وركب ردعَ المَنِيّةِ على المثل وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن رجلاً أَتاه فقال له إِني رميت ظَبْياً وأَنا محرم فأَصبْتُ خُشَشاءَه فركب رَدْعَه فأَسَنَّ فمات قاله ابن الأَثير الرَّدْعُ العنُقُ أَي سقَط على رأْسه فانْدَقَّت عنقه وقيل هو ما تقدّم أَي خَرَّ صَرِيعاً لمجهه فكُلّما هَمّ بالنُّهوض ركب مقادِيمَه وقيل الرَّدْع ههنا اسم الدم على سبيل التشبيه بالزعفران ومعنى ركوبه دمه أَنه جُرح فسال دمه فسقط فوقه مُتَشَحِّطاً فيه قال ومن جعل الردْع العنق فالتقدير ركب ذاتَ رَدْعه أَي عنُقه فحذف المضاف أَو سمى العنُق رَدْعاً على الاتساع وأَنشد ابن بري لنُعيم بن الحرث بن يزيد السعْديّ أَلَسْتُ أَرُدُّ القِرْنَ يَرْكَبُ رَدْعه وفيهِ سِنانٌ ذُو غِرارَيْنِ نائس ؟ قال ابن جني من رواه يابس فقد أَفحش في التصحيف وإِنما هو نائسٌ أَي مُضْطَرِب من ناسَ يَنُوس وقال غيره من رواه يابس فإِنما يريد أَنّ حديده ذكر ليس بِأَنِيث أَي أَنه صُلْب وحكى الأَزهري عن أَبي سعيد قال الردْع العنُقُ رُدِع بالدم أَو لم يُرْدَعْ يقال اضرب رَدْعَه كما يقال اضرب كرْدَه قال وسمي العنق رَدعاً لأَنه به يَرْتَدِعُ كل ذي عُنُق من الخيل وغيرهما وقال ابن الأَعرابي ركب ردعه إِذا وقع على وجهه ورَكِبَ كُسْأَه إِذا وقع على قَفاه وقيل ركب رَدْعَه أَنَّ الرَّدْع كلُّ ما أَصاب الأَرض من الصَّرِيع حين يهوي إِليها فما مس منه الأَرض أَوَّلاً فهو الرَّدع أَيَّ أَقْطاره كان وقول أَبي دُواد فَعَلَّ وأَنْهَلَ مِنْها السِّنا نَ يَركَبُ مِنها الرَّدِيعُ الظِّلالا قال والرَّدِيع الصريع يركب ظله ويقال رُدِعَ بفلان أَي صُرِع وأَخَذ فلاناً فَرَدَع به الأَرض إِذا ضرب به الأَرضَ وسَهْم مُرْتَدِع أَصاب الهَدَف وانكسر عُوده والرَّدِيعُ السَّهْم الذي قد سقَط نَصْلُه ورَدَعَ السهمَ ضرب بنصله الأَرض ليثبت في الرُّعْظِ والرَّدْعُ رَدْعُ النصل في السهم وهو تركيبه وضربك إِياه بحجر أَو غيره حتى يدخل والمِرْدَعُ السهم الذي يكون في فُوقه ضِيق فيُدَقُّ فُوقه حتى ينفتح ويقال بالغين والمِرْدعةُ نَصل كالنَّواة والرَّدْعُ النُّكْسُ قال ابن الأَعرابي رُدِعَ إِذا نُكِسَ في مَرضه قال أَبو العِيال الهذلي ذَكَرْتُ أَخِي فَعاوَدَني رُدَاعُ السُّقْمِ والوَصَبِ الرُّداع النُّكْس وقال كثيِّر وإِنِّي على ذاك التَّجَلُّدِ إِنَّني مُسِرُّ هُيام يَسْتَبِلُّ ويَرْدَعُ والمَرْدوعُ المَنْكُوس وجمعه رُدُوع قال وما ماتَ مُذْرِي الدَّمع بل ماتَ من به ضنًى باطِنٌ في قَلْبِه ورُدُوع وقد رُدِع من مرضه والرُّداعُ كالرَّدْع والرُّداعُ الوجَع في الجسد أَجمع قال قَيْس بن معاذ مجنون بني عامر صَفْراء من بَقَرِ الجِواءِ كأَنما ترك الحَياةَ بها رُداعُ سَقِيمِ وقال قيس بن ذَرِيح فَيا حَزَناً وعاوَدَني رُداع وكان فِراقُ لُبْنى كالخِداع والمِرْدَعُ الذي يمضي في حاجته فيرجع خائباً والمِرْدَعُ الكَسْلان من المَلاَّحِين ورجل رَدِيعٌ به رُداع وكذلك المؤَنث قال صخر الهذلي وأَشْفِي جَوًى باليَأْسِ مِنِّي قد ابْتَرَى عِظامِي كما يَبْرِي الرَّديعَ هُيامُها ورَدَعَ الرجلُ المرأَة إِذا وَطِئها والرِّداعةُ شِبه بيت يُتخذ من صَفِيح ثم يُجعل فيه لحمة يُصادُ بها الضَّبُع والذِّئب والرٍّداع بالكسر موضع أَو اسم ماء قال عنترة بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداع كأَنَّما بَرَكَتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ وقال لبيد وصاحِبِ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بمَوْتِهِ وعند الرِّداعِ بَيْتُ آخرَ كَوْثَر قال الأَزهري وأَقرأَني المُنْذِري لأَبي عبيد فيما قرأَ على الهيثم الرَّدِيعُ الأَحمق بالعين غير معجمة قال وأَما الإِيادي فإِنه أَقرأَنيه عن شمر الرديغ معجمة قال وكلاهما عندي من نعت الأَحمق

رسع
الرَّسَعُ فَسادُ العين وتَغَيُّرها وقد رَسَّعَتْ تَرْسِيعاً وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أَنه بكى حتى رَسِعَت عينه يعني فسَدت وتغيرت والتصقت أَجْفانُها قال ابن الأَثير وتفتح سينها وتكسر وتشدد ويروى بالصاد والمُرَسَّعُ الذي انْسَلقَت عينُه من السهَر ورَسِعَ الرَّجل فهو أَرْسَعُ ورَسَّعَ فسَد مُوقُ عينه تَرْسيعاً فهو مُرَسِّع ومُرَسِّعة قال امرؤُ القيس أَيا هنْدُ لا تَنْكِحِي بُوهةً عليْهِ عَقِيقَتُه أَحْسَبا مُرَسِّعةً وسْطَ أَرْفاغِه به عَسَمٌ يَبْتَغي أَرْنَبا لِيَجْعَلَ في رِجْله كَعْبَهَا حِذارَ المَنِيَّة أَنْ يَعْطَبا قوله مُرَسِّعة إِنما هو كقولك رجل هِلباجة وفَقْفاقةٌ أَو يكون ذَهب به إِلى تأْنيث العين لأَن الترسيع إِنما يكون فيها كما يقال جاءَتكم القَصْماء لرجل أَقْصَمِ الثَّنِيَّة يُذْهب به إِلى سِنِّه وإِنما خَصَّ الأَرنب بذلك وقال حِذارَ المنية أَن يَعْطَبا فإِنه كان حَمْقى الأَعرابِ في الجاهلية يُعلِّقون كَعْب الأَرنب في الرِّجل كالمَعاذة ويزعمون أَنَّ من علَّقه لم تضره عين ولا سِحْر ولا آفة لأَن الجنَّ تَمْتَطِي الثعالِب والظِّباء والقَنَافِذ وتجتنب الأَرانب لمكان الحَيْض يقول هو من أُولئك الحمقى والبُوهة الأَحمق قال ابن بري ويروى مرسَّعةٌ بالرفع وفتح السين قال وهي رواية الأَصمعي قال والمرسَّعة كالمعاذَة وهو أَن يؤْخذ سير فيُخْرق فيُدخل فيه سير فيجعل في أَرْساغه دفعاً للعين فيكون على هذا رفْعه بالابتداء ووسط أَرفاغه الخبر ويروى بين أَرساغه ورسَعَ الصبيَّ وغيره يَرْسَعُه رَسْعاً ورَسَّعه شدَّ في يده أَو رجله خَرزاً ليدفع به عنه العين والرَّسَعُ ما شُدَّ به ورَسِعَ به الشيءُ لَزِقَ ورَسَّعَه أَلزَقَه والرَّسيعُ المُلْزَق ورَسَّع الرَّجلُ أَقام فلم يبرح من منزله ورَجُل مُرسِّعة لا يبرح من منزله زادوا الهاء للمبالغة وبه فسر بعضهم بيت امرئ القيس مُرَسّعة وسط أَرْفاغه والتَّرْسِيع أَن يَخْرِق شيئاً ثم يُدْخل فيه سيراً كما تُسَوَّى سُيور المصاحف واسم السير المفعول به ذلك الرسيع وأَنشد وعادَ الرَّسيعُ نُهْيةً للحَمائل يقول انكبَّت سُيوفهم فصارت أَسافِلُها أَعالِيها قال الأَزهري ومن العرب من يقول الرَّصِيع فيبدل السين في هذا الحرف صاداً والرَّسِيعُ ومُرَيْسِيع موضعان

رصع
الرَّصَع دِقَّة الأَلية ورجل أَرْصَع لغة في الأَرْسَح وفي حديث المُلاعَنة إِن جاءت به أُرَبْصِع هو تصغير الأَرْصع وهو الأَرْسَح والرَّصْعاء من النساء الزَّلاَّء وهي مثل رَسْحاء بيّنةُ الرَّصَع إِذا لم تكن عَجْزاء وربما سموا فراخ النحل رَصَعاً الواحدة رَصَعة قال الأَزهري هذا خطأٌ والرَّضَع فراخ النحل بالضاد وهو بالصاد خطأ وقد رَصِع رَصَعاً وربما وصف الذئب به وقيل الرَّصْعاء من النساء التي لا إِسْكَتَيْنِ لها والرَّصَع تَقارُب ما بين الركبتين والرَّصَع أَن يكثر على الزرع الماء وهو صغير فيصفَرّ ويحدّد ولا يفترش منه شيء ويصغر حبه وأَمّا حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أَنه بكى حتى رَصِعَت عينُه فقال ابن الأَثير أَي فَسَدت قال وهي بالسين أَشهر والرَّصْع بسكون الصاد شدة الطعْن ورَصَعَه بالرُّمح يَرْصَعُه رَصْعاً وأَرْصَعَه طعَنه طعْناً شديداً غيّب السِّنان كله فيه قال العجاج نَطْعُنُ مِنْهُنّ الخُصُورَ النُّبَّعا وخْضاً إِلى النِّصْف وطَعْناً أَرْصَعا أَي التي تَنْبُع بالدم ونسبه ابن بري إِلى رؤبة ورَصَعَ الشيءَ عقَدَه عَقْداً مُثَلَّثاً مُتداخِلاً كعَقْد التميمة ونحوها وإِذا أَخذت سيراً فعقدت فيه عُقَداً مُثلَّثة فذلك الترْصِيعُ وهو عَقد التميمة وما أَشبه ذلك وقال الفرزدق وجِئْنَ بأَوْلادِ النَّصارَى إِليْكُمُ حَبالى وفي أَعْناقِهِنَّ المَراصِعُ أَي الخُتُوم في أَعْناقِهنَّ والرَّصِيعُ زِرُّ عُرْوةِ المُصْحف والرَّصِيعةُ عُقْدة في اللِّجام عند المُعَذّر كأَنها فَلْس وقد رَصَّعه والرَّصِيعة الحَلْقة المُسْتَديرة والرَّصِيعةُ سَيْر يُضْفَر بين حِمالة السيف وجَفْنِه وقيل سُيور مَضْفُورة في أَسافل حَمائل السيف الواحدة رصاعة والجمع رصائعُ ورَصِيع كشعيرة وشعير أَجْرَوْا المَصْنوع مُجرى المَخْلوق وهو في المخلوق أَكثر قال أَبو ذؤيب رَمَيْناهمُ حتَّى إِذا ارْبَثَّ جَمْعُهمْ وصارَ الرَّصِيعُ نُهيةً للحَمائل أَي انقلبت سُيوفهم فصارت أَعالِيها أَسافِلَها وكانت الحمائل على أَعناقهم فنكِّست فصار الرَّصيعُ في موضع الحمائل وقد تقدّم ذلك في رسع والنُّهيةُ الغاية والرَّصائعُ مَشَكُّ أَعالي الضُّلوع في الصلب واحدها رُصْعٌ وهو نادر قال ابن مقبل فأَصْبَحَ بالمَوْماة رُصْعاً سَريحُها فَلِلإِنْسِ باقِيهِ وللجنّ نادِرُه وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل الرَّصائعُ واحدتها رَصِيعةٌ وهي مَشكُّ مَحاني أَطراف الضُّلُوع من ظهر الفرس وفَرس مُرَصَّع الثُّنَنِ إِذا كانت ثُنَنُه بعضُها في بعض والترْصِيعُ التركيب يقال تاجٌ مُرَصَّع بالجوهر وسيف مُرصَّع أَي مُحَلًّى بالرصائعِ وهي حَلَق يُحَلَّى بها الواحدة رَصيعة ورصَّع العِقْدَ بالجوهر نظمه فيه وضمّ بعضه إِلى بعض وفي حديث قُس رَصِيع أَيْهُقانٍ يعني أَنّ هذا المكان قد صار بحُسن هذا النَّبْت كالشيء المُحَسَّن المزَيَّن بالترْصيع والأَيْهُقانُ نبت ويروى رضيع أَيْهُقان بالضاد المعجمة ورَصَعَ الحَبَّ دَقَّه بين حجرين والرَّصيعة طعام يتخذ منه وقال ابن الأَعرابي الرصيعة البُرُّ يدقّ بالفهر ويُبلّ ويطبخ بشيء من سمن ورَصِع به الشيءُ بالكسر يَرْصَع رَصَعاً ورُصوعاً لزِق به فهو راصِعٌ أَبو زيد في باب لزُوق الشيء رَصِع فهو راصِع مثل عَسِقَ وعَبِقَ وعَتِكَ ورَصَع الطَّائرُ الأُنثى يَرْصَعُها رَصْعاً سَفَدها وكذلك الكَبْش واستعارته الخَنساء في الإِنسان فقالت حين أَراد أَخوها مُعاوية أَن يزوجها من دُريد ابن الصِّمة مَعاذَ اللهِ يَرْصَعُني حَبَرْكى قَصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمَ بن بَكْرِ
( * في رواية اخرى يرضعني حبركى )
وقد تَراصَعت الطير والغنم والعصافير ابن الأَعرابي الرَّصَّاعُ الكثير الجِماع وأَصله في العُصفور الكثير السِّفاد والرَّصْع الضرْب باليد والمِرْصَعانُ صلاءة عظيمة من الحجارة وفِهْر مُدَوَّرة تملأُ الكف عن أَبي حنيفة ورَصَعَت بهما دَقَّت والتَّرَصُّع النَّشاط مثل التَّعَرُّصِ

رضع
رَضَع الصبيُّ وغيره يَرْضِع مثال ضرب يضْرِب لغة نجدية ورَضِعَ مثال سَمِع يَرْضَع رَضْعاً ورَضَعاً ورَضِعاً ورَضاعاً ورِضاعاً ورَضاعةً ورِضاعة فهو راضِعٌ والجمع رُضَّع وجمع السلامة في الأَخيرة أَكثر على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا البناء من الصفة قال الأَصمعي أَخبرني عيسى بن عمر أَنه سمع العرب تنشد هذا البيت لابن همام السَّلُولي على هذه اللغة
( * قوله « على هذه اللغة » يعني النجدية كما يفيده الصحاح )
وذَمُّوا لنا الدُّنيا وهم يَرْضِعُونها أَفاوِيقَ حتّى ما يَدِرُّ لَها ثُعْلُ وارتَضَع كَرضِع قال ابن أَحمر إِني رَأَيْتُ بَني سَهْمٍ وعِزَّهُمُ كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيها فَتَرْتَضِعُ يريد تَرْضَع نفسها يصِفهم باللُّؤْم والعنز تَفعل ذلك تقول منه ارتضعتِ العنزُ أَي شربتْ لبن نفْسها وفي التنزيل والوالِداتُ يُرْضِعْن أَولادهن حولين كاملين اللفظ لفظ الخبر والمعنى معنى الأَمر كما تقول حسبُك درهم ولفظه الخبر ومعناه معنى الأَمر كما تقول اكْتفِ بدرهم وكذلك معنى الآية لتُرْضِع الوالداتُ وقوله ولا جُناح عليكم أَن تسترضِعُوا أَولادكم أَي تطلبوا مُرْضِعة لأَولادكم وفي الحديث حين ذكر الإِمارة فقال نِعمت المُرْضِعة وبِئست الفاطِمةُ ضرب المُرْضعة مثلاً للإِمارة وما تُوَصِّله إِلى صاحبها من الأَجْلاب يعني المنافع والفاطمةَ مثلاً للموت الذي يَهْدِم عليه لَذَّاتِه ويقطع مَنافِعها قال ابن بري وتقول استرْضَعْتُ المرأَةَ ولدي أَي طلبت منها أَن تُرْضِعه قال الله تعالى أَن تسترضِعُوا أَولادكم والمفعول الثاني محذوف أَن تَسْتَرْضِعُوا أَولادَكم مَراضِعَ والمحذوف على الحقيقة المفعول الأَول لأَن المرضعة هي الفاعلة بالولد ومنه فلان المُسْتَرْضِعُ في بني تميم وحكى الحوفي في البرهان في أَحد القولين أَنه متعد إِلى مفعولين والقول الآخر أَن يكون على حذف اللام أَي لأَولادكم وفي حديث سويد بن غَفَلَةَ فإِذا في عَهْد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن لا يأْخذ من راضِعِ لبنٍ أَراد بالراضع ذاتَ الدَّرِّ واللبنِ وفي الكلام مضاف محذوف تقديره ذات راضع فأَمّا من غير حذف فالراضع الصغير الذي هو بعدُ يَرْتَضِع ونَهْيُه عن أَخذها لأَنها خِيار المال ومن زائدة كما تقول لا تأْكل من الحرام وقيل هو أَن يكون عند الرجل الشاة الواحدة أَو اللِّقْحة قد اتخذها للدَّرِّ فلا يؤْخذ منها شيء وتقول هذا أَخي من الرَّضاعة بالفتح وهذا رَضِيعي كما تقول هذا أَكِيلي ورَسِيلي وفي الحديث أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال انظرن ما إِخوانكن فإِنما الرضاعة من المَجاعَةِ الرضاعة بالفتح والكسر الاسم من الإِرْضاع فأَمّا من الرَّضاعة اللُّؤْم فالفتح لا غير وتفسير الحديث أَن الرَّضاع الذي يحرِّم النكاح إِنما هو في الصِّغَر عند جُوع الطِّفْل فأَما في حال الكِبَر فلا يريد أَنّ رَضاع الكبير لا يُحرِّم قال الأَزهري الرَّضاع الذي يحرِّم رَضاعُ الصبي لأَنه يُشْبعه ويَغْذُوه ويُسكن جَوْعَتَه فأَما الكبير فرَضاعه لا يُحَرِّمُ لأَنه لا ينفعه من جُوع ولا يُغنيه من طعام ولا يَغْذوه اللبنُ كما يَغذُو الصغير الذي حياته به قال الأَزهري وقرأْت بخط شمر رُبّ غُلام يُراضَع قال والمُراضَعةُ أَن يَرضع الطفل أُمه وفي بطنها ولد قال ويقال لذلك الولد الذي في بطنها مُراضَع ويجيء نَحِيلاً ضاوياً سَيِّء الغِذاء وراضَع فلان ابنه أَي دَفَعه إِلى الظِّئر قال رؤبة إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا ولم تَلِدْهُ أُمُّه مُقَنَّعا أَي ولدته مَكْشُوف الأَمر ليس عليه غِطاء وأَرضعته أُمه والرَّضِيعُ المُرْضَع وراضَعه مُراضَعة ورِضاعاً رَضَع معه والرَّضِيعُ المُراضِع والجمع رُضَعاء وامرأَة مُرْضِع ذاتُ رَضِيع أَو لبنِ رَضاعٍ قال امرؤ القيس فَمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ فأَلْهَيْتُها عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُغْيِلِ والجمع مَراضِيع على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو وقال ثعلب المُرْضِعة التي تُرْضِع وإِن لم يكن لها ولد أَو كان لها ولد والمُرْضِع التي ليس معها ولد وقد يكون معها ولد وقال مرة إِذا أَدخل الهاء أَراد الفعل وجعله نعتاً وإِذا لم يدخل الهاء أَراد الاسم واستعار أَبو ذؤَيب المَراضيع للنحل فقال تَظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوارِسٌ مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها والرَّضَعُ صِغارُ النحل واحدتها رَضَعة وفي التنزيل يوم تَرَوْنها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعةٍ عما أَرْضَعَت اختلف النحويون في دخول الهاء في المُرْضِعة فقال الفراء المُرْضِعة والمُرْضِعُ التي معها صبيٌّ تُرْضِعه قال ولو قيل في الأُم مُرْضِع لأَن الرَّضاع لا يكون إِلا من الإِناث كما قالوا امرأَة حائض وطامث كان وجهاً قال ولو قيل في التي معها صبي مُرضعة كان صواباً وقال الأَخفش أَدخل الهاء في المُرْضِعة لأَنه أَراد والله أَعلم الفِعْل ولو أَراد الصفة لقال مرضع وقال أَبو زيد المرضعة التي تُرْضِع وثَدْيُها في ولدها وعليه قوله تذهل كلّ مرضعة قال وكلُّ مرضعة كلُّ أُم قال والمرضع التي دنا لها أَن تُرْضِع ولم تُرْضِع بعد والمُرْضِع التي معها الصبي الرضيع وقال الخليل امرأَة مُرْضِعٌ ذات رَضِيع كما يقال امرأَة مُطْفِلٌ ذات طِفْل بلا هاء لأَنك تصفها بفعل منها واقع أَو لازم فإِذا وصفتها بفعل هي تفعله قلت مُفْعِلة كقوله تعالى تذهل كل مرضعة عما أَرضعت وصفها بالفعل فأَدخل الهاء في نَعْتِها ولو وصفها بأَن معها رضيعاً قال كل مُرْضِع قال ابن بري أَما مرضِع فهو على النسب أَي ذات رَضِيع كما تقول ظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ أَي ذات شادِن وعليه قول امرئ القيس فمثْلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ فهذا على النسب وليس جارياً على الفعل كما تقول رجل دَارِعٌ وتارِسٌ معه دِرْع وتُرْسٌ ولا يقال منه دَرِعٌ ولا تَرِسٌ فلذلك يقدر في مرضع أَنه ليس بجار على الفعل وإِن كان قد استعمل منه الفعل وقد يجيءُ مُرْضِع على معنى ذات إِرضاع أَي لها لبن وإِن لم يكن لها رَضِيع وجمع المُرْضِع مَراضِعُ قال سبحانه وحرَّمْنا عليه المَراضِعَ من قَبْلُ وقال الهذلي ويأْوي إِلى نِسْوةٍ عُطُلٍ وشُعْثٍ مَراضيعَ مِثلِ السَّعالي والرَّضُوعةُ التي تُرْضِع ولدها وخصّ أَبو عبيد به الشاة ورضُعَ الرجل يَرْضُع رَضاعة فهو رَضِيعٌ راضع أَي لئيم والجمع الرّاضِعون ولئيمٌ راضع يَرْضع الإِبل والغنم من ضروعها بغير إِناء من لؤْمه إِذا نزل به ضيف لئلا يسمع صوت الشُّخْب فيطلب اللبن وقيل هو الذي رَضَع اللُّؤْم من ثَدْي أُمه يريد أَنه وُلد في اللؤْم وقيل هو الذي يأْكل خُلالته شَرَهاً من لؤْمه حتى لا يفوته شيء ابن الأَعرابي الراضع والرَّضيع الخَسيس من الأَعراب الذي إِذا نزل به الضيف رَضَع بفيه شاته لئلا يسمعه الضيف يقال منه رَضُع يَرْضُع رَضاعةً وقيل ذلك لكل لئيم إِذا أَرادوا توكيد لؤْمه والمبالغة في ذمِّه كأَنه كالشيء يُطْبَع عليه والاسم الرَّضَع والرضِعُ وقيل الراضع الذي يَرْضَع الشاة أَو الناقة قبل أَن يَحْلُبَها من جَشَعِه وقيل الراضع الذي لا يُمْسِك معه مِحْلَباً فإِذا سُئل اللبنَ اعتلَّ بأَنه لا مِحْلب له وإِذا أَراد الشرب رضع حَلوبته وفي حديث أَبي مَيْسَرةَ رضي الله عنه لو رأَيت رجلاً يَرْضَع فَسَخِرت منه خَشِيت أَن أَكون مثله أَي يَرْضَع الغنم من ضُروعها ولا يَحْلُب اللبن في الإِناء لِلُؤْمه أَي لو عَيَّرْتُه بهذا لخشيت أَن أُبْتَلَى به وفي حديث ثَقِيف أَسْلَمها الرُّضّاع وتركوا المِصاع قال ابن الأَثير الرُّضّاع جمع راضع وهو اللئيم سمي به لأَنه للؤْمه يَرْضَع إِبله أَو غنَمه لئلا يُسْمع صوتُ حَلبه وقيل لأَنه يَرْضَع الناسَ أَي يسأَلهم والمِصاعُ المُضاربة بالسيف ومنه حديث سلَمة رضي الله عنه خُذْها وأَنا ابنُ الأَكْوع واليَومُ يَوْمُ الرُّضَّع جمع راضع كشاهد وشُهَّد أَي خذ الرَّمْيةَ مني واليومُ يومُ هَلاك اللِّئام ومنه رجز يروى لفاطمة رضي الله عنها ما بيَ من لُؤْمٍ ولا رَضاعه والفعل منه رَضُع بالضم وأَما الذي في حديث قُسٍّ رَضيع أَيْهُقانٍ قال ابن الأَثير فَعِيل بمعنى مفعول يعني أَن النعام في ذلك المكان تَرْتَع هذا النبت وتَمَصُّه بمنزلة اللبن لشدة نعومته وكثرة مائه ويروى بالصاد المهملة وقد تقدم والراضِعتان الثَّنِيَّتان المتقدمتان اللتان يُشرب عليهما اللبن وقيل الرَّواضِعُ ما نبت من أَسنان الصبي ثم سقط في عهد الرضاع يقال منه سقطت رواضعه وقيل الرواضع ست من أَعلى الفم وست من أَسفله والراضعةُ كلُّ سِنٍّ تُثْغَر والرَّضُوعةُ من الغنم التي تُرضِع وقول جرير ويَرْضَعُ مَن لاقَى وإِن يَرَ مُقْعَداً يَقُود بأَعْمَى فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ
( * رواية ديوان جرير وإِن يلقَ مقعداً )
فسره ابن الأَعرابي أَن معناه يَسْتَعْطِيه ويطلبُ منه أَي لو رأَى هذا لَسَأَلَهُ وهذا لا يكون لأَن المُقعد لا يقدر أَن يقوم فيَقودَ الأَعمى والرَّضَعُ سِفاد الطائر عن كراع والمعروف بالصاد المهملة

رطع
رطَعَها يَرْطَعُها رَطْعاً كَطَعَرَها أَي نكحها

رعع
ابن الأَعرابي الرَّعُّ السكون والرَّعاعُ الأَحداثُ ورَعاعُ الناس سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن المَوسم يَجمع رَعاع الناس أَي غَوْغاءهم وسُقّاطَهم وأَخلاطَهم الواحد رَعاعة ومنه حديث عثمان رضي الله عنه حين تَنَكَّرَ له الناس إِن هؤلاء النفر رَعاع غَثَرةٌ وفي حديث علي رضي الله عنه وسائر الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ قال أَبو منصور قرأْت بخط شمر والرُّعاعُ كالزجاج من الناس وهم الرُّذال الضُّعفاء وهم الذين إِذا فَزِعوا طاروا قال أَبو العَمَيْثَل ويقال للنعامة رَعاعة لأَنها أَبداً كأَنها مَنْخوبة فَزعةٌ وتَرَعْرعت سِنُّه وتَزَعْزعت إِذا تحركت والرَّعْرعة اضطرابُ الماء الصافي الرقيق على وجه الأَرض ومنه قيل غلام رَعْرعٌ وربما قيل تَرَعْرع السَّراب على التشبيه بالماء والرَّعْرعةُ حسن شَبابِ الغُلام وتحرُّكه وشابٌّ رُعْرُعٌ ورُعْرعة عن كراع ورَعْرَعٌ ورَعْراعٌ الأَخيرة عن ابن جني مُراهِق حسَن الاعْتِدال وقيل مُحْتَلِم وقيل قد تحرّك وكَبِرَ والجمع الرَّعارِعُ قال لبيد وقال ابن بري وقيل هو للبَعِيث تُبَكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى أَلا إِنّ أَخْدانَ الشَّبابِ الرَّعارِعُ
( * قوله « تبكي » كذا ضبط في بعض نسخ الجوهري وفي الاساس وتبكي بالواو )
وقد تَرَعْرَعَ الصبيُّ أَي تحرّك ونشأَ وغلامٌ مُتَرَعْرِعٌ أَي مُتَحَرِّك ورَعْرَعَه الله أَي أَنبته قال أَبو منصور سمعت العرب تقول للقَصَب إِذا طالَ في مَنْبِته وهو رَطْب قَصَب رَعْراعٌ ومنه يقال للغُلام إِذا شَبَّ واسْتَوَت قامَتُه رَعْراعٌ ورَعْرَعٌ والجمع الرَّعارِعُ وفي حديث وهب لو يَمُرّ على القَصَب الرَّعْراعِ لم يسمع صوته قال ابن الأَثير هو الطّوِيل من ترَعْرَع الصبيُّ إِذا نشأَ وكَبِر وقال لبيد أَلا إِنّ أَخْدان الشَّبابِ الرعارعُ ويقال رَعْرَعَ الفارسُ دابته إِذا لم يكن رَيِّضاً فركبه ليَرُوضَه قال أَبو وجْزةَ السَّعْدِي تَرِعاً يُرَعْرِعُه الغُلامُ كأَنّه صَدَعٌ يُنازِعُ هِزّةً ومِراحا

رفع
في أَسْماء الله تعالى الرافِعُ هو الذي يَرْفَعُ المؤْمن بالإِسعاد وأَولياءَه بالتقْرِيب والرَّفْعُ ضدّ الوَضْع رَفَعْته فارْتَفَع فهو نَقيض الخَفْض في كل شيء رَفَعه يَرْفَعُه رَفْعاً ورَفُع هو رَفاعة وارْتَفَع والمِرْفَع ما رُفِع به وقوله تعالى في صفة القيامة خافِضةٍ رافِعة قال الزجاج المعنى أَنها تَخْفِض أَهل المعاصي وتَرْفَع أَهل الطاعة وفي الحديث إِنّ اللهَ تعالى يَرفع العَدْلَ ويَخْفِضُه قال الأَزهري معناه أَنه يرفع القِسط وهو العَدل فيُعْلِيه على الجَوْرِ وأَهله ومرة يخْفِضه فيُظهر أَهلَ الجور على أَهل العدل ابْتلاءً لخلقه وهذا في الدنيا والعاقبةُ للمتقين ويقال ارْتَفَعَ الشيءُ ارْتِفاعاً بنفسه إِذا عَلا وفي النوادر يقال ارتفع الشيءَ بيده ورَفَعَه قال الأَزهري المعروف في كلام العرب رَفَعْت الشيءَ فارتفع ولم أَسمع ارتفع واقعاً بمعنى رَفَع إِلاَّ ما قرأْته في نوادر الأعراب والرُّفاعة بالضم ثوب تَرْفَع به المرأَة الرَّسْحاء عَجِيزتَها تُعظِّمها به والجمع الرفائعُ قال الراعي عِراضُ القَطا لا يَتَّخِذْن الرَّفائعا والرفاع حبل
( * قوله « والرفاع حبل » كذا بالأصل بدون هاء تأنيث وهو عين ما بعده ) يُشدُّ في القيد يأْخذه المُقَيَّد بيده يَرْفَعُه إِليه ورُفاعةُ المُقيد خيط يرفع به قيدَه إِليه والرَّافِعُ من الإِبل التي رَفَعت اللِّبَأَ في ضَرْعِها قال الأَزهري يقال للتي رَفَعَت لبنَها فلم تَدِرَّ رافِعٌ بالراء فأَما الدَّافِعُ فهي التي دَفَعت اللبأَ في ضرعها والرَّفْع تَقرِيبك الشيء من الشيء وفي التنزيل وفُرُشٍ مَرْفوعة أَي مُقَرَّبةٍ لهم ومن ذلك رَفَعْتُه إِلى السلطان ومصدره الرُّفعان بالضم وقال الفراء وفرش مرفوعة أَي بعضها فوق بعض ويقال نساء مَرْفُوعات أَي مُكَرَّمات من قولك إِن الله يَرْفَع من يَشاء ويَخْفِضُ ورفَعَ السَّرابُ الشخص يَرْفَعُه رَفْعاً زَهاه ورُفِعَ لي الشيء أَبصرته من بُعْد وقوله ما كان أَبْصَرَنِي بِغِرَّاتِ الصِّبا فاليَوْمَ قَد رُفِعَتْ ليَ الأَشْباحُ قيل بُوعِدت لأَني أَرى القريب بعيداً ويروى قد شُفِعت ليَ الأَشْباح أَي أَرى الشخص اثنين لضَعْف بصري وهو الأَصح لأَنه يقول بعد هذا ومَشَى بِجَنْبِ الشخْصِ شَخْصٌ مِثْلُه والأَرضُ نائِيةُ الشخُوصِ بَراحُ ورافَعْتُ فلاناً إِلى الحاكم وتَرافَعْنا إِليه ورفَعه إِلى الحَكَمِ رَفْعاً ورُفْعاناً ورِفْعاناً قرّبه منه وقَدَّمه إِليه ليُحاكِمَه ورَفَعْتُ قِصَّتي قَدَّمْتُها قال الشاعر وهم رَفَعُوا لِلطَّعْن أَبْناء مَذْحِجٍ أَي قدَّمُوهم للحرب وقول النابغة الذبياني ورَفَعَته إِلى السِّجْفَيْنِ فالنَّضَدِ
( * قوله رفَعَته في ديوان النابغة رفَّعته بتشديد الفاء )
أَي بَلَغَتْ بالحَفْر وقَدَّمَتْه إِلى موضع السِّجْفَيْنِ وهما سِتْرا رُواقِ البيت وهو من قولك ارْتَفَع الشيء أَي تقدَّم وليس هو من الارْتِفاعِ الذي هو بمعنى العُلُوّ والسيرُ المَرْفُوعُ دون الحُضْر وفوق المَوْضُوعِ يكون للخيل والإِبل يقال ارْفَعْ من دابَّتك هذا كلام العرب قال ابن السكيت إِذا ارتفع البعير عن الهَمْلَجة فذلك السير المَرْفُوعُ والرَّوافِعُ إِذا رفَعُوا في مَسيرهم قال سيبويه المَرْفُوعُ والمَوْضُوعُ من المصادر التي جاءت على مَفْعول كأَنه له ما يَرْفَعُه وله ما يَضَعُه ورفَع البعيرُ في السير يَرْفَع فهو رافعٌ أَي بالَغَ وسارَ ذلك السيرَ ورفَعَه ورفَع منه ساره كذلك يَتعدّى ولا يتعدّى وكذلك رَفَّعْتُه تَرْفِيعاً ومَرْفُوعها خلاف مَوْضُوعِها ويقال دابة له مَرْفُوع ودابة ليس له مَرْفُوع وهو مصدر مثل المَجْلُود والمَعْقُول قال طرفة مَوْضُوعُها زَوْلٌ ومَرْفُوعها كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وسْطَ رِيح قال ابن بري صواب إِنشاده مرفوعها زول وموضوعها كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وسْطَ رِيح والمرفوعُ أَرفع السير والمَوضُوع دونه أَي أَرْفَعُ سيرها عَجَب لا يُدْرك وصْفُه وتشبيهُه وأَمّا موضوعها وهو دون مرفوعها فيدرك تشبيهه وهو كمرّ الريح المُصوِّتة ويروى كمرّ غَيْثٍ وفي الحديث فَرَفَعْتُ ناقتي أَي كلّفْتها المَرْفُوع من السير وهو فوق الموضوع ودون العَدْو وفي الحديث فرَفَعْنا مَطِيَّنا ورَفَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَطِيَّتَه وصَفِيَّةُ خَلْفَه والحمار يُرَفِّع في عَدْوه تَرْفِيعاً ورفَّع الحِمار عَدا عَدْواً بعضُه أَرْفع من بعض وكلُّ ما قدَّمْتَه فقد رَفَّعْته قال الأَزهري وكذلك لو أَخذت شيئاً فرَفَعْتَ الأَوّل فالأَوّل رفَّعْته ترفيعاً والرِّفْعة نقيض الذِّلّة والرِّفْعة خلاف الضّعة رَفُع يَرْفُع رَفاعة فهو رَفيع إِذا شَرُف والأُنثى بالهاء قال سيبويه لا يقال رَفُع ولكن ارْتَفَع وقوله تعالى في بيوت أَذِنَ الله أَن تُرْفَع قال الزجاج قال الحسن تأْويل أَن تُرفع أَنْ تُعَظَّم قال وقيل معناه أَن تُبْنَى كذا جاء في التفسير الأَصمعي رَفَع القومُ فهُم رافِعُون إِذا أَصْعَدُوا في البلاد قال الراعي دَعاهُنَّ داعٍ للخَرِيفِ ولم تَكُنْ لَهُنَّ بِلاداً فانْتَجَعْنَ روافِعا أَي مُصْعِداتٍ يريد لم تكن تلك البلادُ التي دعَتْهن لهُنّ بِلاداً والرَّفِيعةُ ما رُفِعَ به على الرَّجل ورَفَعَ فلان على العامل رَفِيعة وهو ما يَرْفَعُه من قَضِيَّة ويُبَلِّغها وفي الحديث كلُّ رافِعةٍ رَفَعتْ عَلَيْنا من البَلاغِ فقد حَرَّمْتُها أَن تُعْضَد أَو تُخْبَط إِلاَّ لعُصْفُورِ قَتَبٍ أَو مَسْنَدِ مَحالةٍ أَي كلُّ نفْس أَو جماعة مُبلِّغة تُبَلِّغ وتُذِيعُ عنا ما نقوله فَلْتُبَلّغْ ولتَحْك أَنّي قد حَرَّمْت المدينة أَن يُقْطَع شجرها أَو يُخْبَط ورَقُها وروي من البُلاَّغِ بالتشديد بمعنى المُبَلِّغين كالحُدّاثِ بمعنى المُحدِّثِين والرَّفْع هنا من رَفَع فلان على العامل إِذا أَذاع خبره وحكى عنه ويقال هذه أَيامُ رَفاعٍ ورِفاعٍ قال الكسائي سمعت الجَرامَ والجِرامَ وأَخَواتها إِلا الرِّفاع فإِني لم أَسمعها مكسورة وحكى الأَزهري عن ابن السكيت قال يقال جاء زَمَنُ الرَّفاعِ والرِّفاعِ إِذا رُفِعَ الزَّرْعُ والرَّفاعُ والرِّفاعُ اكْتِنازُ الزَّرعِ ورَفْعُه بعد الحَصاد ورَفَع الزَّرعَ يَرْفَعُه رَفْعاً ورَفاعة ورَفاعاً نقله من الموضع الذي يَحْصِدُهُ فيه إِلى البَيْدر عن اللحياني وبَرْقٌ رافع ساطعٌ قال الأَحوص أَصاحِ أَلم تَحْزُنْك رِيحٌ مَرِيضةٌ وبَرْقٌ تَلالا بالعَقِيقَيْنِ رافِعُ ؟ ورجل رَفِيعُ الصوتِ أَي شريف قال أَبو بكر محمد بن السَّرِيّ ولم يقولوا منه رَفُع قال ابن بري هو قول سيبويه وقالوا رَفِيع ولم نَسمعهم قالوا رَفُع وقال غيره رَفُعَ رِفْعة أَي ارْتَفَعَ قَدْرُه ورَفاعةُ الصوت ورُفاعتُه بالضم والفتح جَهارَتُه ورَجل رَفِيعُ الصوت جَهِيرُه وقد رَفُع الرجل صار رَفِيع الصوتِ وأَمّا الذي ورد في حديث الاعتكاف كان إِذا دخل العَشْرُ أَيْقظَ أَهلَه ورَفَع المِئْزَر وهو تشميره عن الإِسبال فكناية عن الاجْتهاد في العِبادة وقيل كُنِي به عن اعْتِزال النساء وفي حديث ابن سلام ما هلَكت أُمّة حتى يُرْفَع القُرآنُ على السلطان أَي يتَأَوَّلونه ويَرَوْن الخروج به عليه والرَّفْعُ في الإِعراب كالضمّ في البِناء وهو من أَوضاع النحويين والرَّفعُ في العربية خلاف الجر والنصب والمُبْتَدأُ مُرافِع للخبر لأَنَّ كل واحد منهما يَرْفَع صاحبه ورِفاعةُ بالكسر اسم رجل وبنو رِفاعةَ قبيلة وبنو رُفَيْع بطن ورافِع اسم

رقع
رقَع الثوبَ والأَديم بالرِّقاع يَرْقَعُه رَقْعاً ورقَّعَه أَلحَمَ خَرْقه وفيه مُتَرَقَّعٌ لمن يُصْلِحه أَي موضعُ تَرْقِيع كما قالوا فيه مُتَنَصَّح أَي موضع خِياطة وفي الحديث المؤمنُ واهٍ راقِعٌ فالسَّعِيدُ مَن هلَك على رَقْعِه قوله واهٍ أَي يَهِي دِينُه بمعصيته ويَرْقَعُهُ بتوبته من رَقَعْت الثوبَ إِذا رَمَمْته واسْتَرْقَع الثوبُ أَي حانَ له أَن يُرْقَعَ وتَرْقِيعُ الثوب أَن تُرَقِّعَه في مواضع وكلّ ما سَدَدْت من خَلّة فقد رَقَعْتَه ورَقَّعْته قال عُمر بن أَبي رَبِيعةَ وكُنَّ إِذا أبْصَرْنَني أَو سَمِعْنَني خَرَجْن فَرَقَّعْنَ الكُوى بالمَحاجِرِ
( * في ديوان عمر سَعَين مكان خرجن )
وأَراه على المثل وقد تَجاوَزُوا به إِلى ما ليس بِعَيْن فقالوا لا أَجِدُ فيكَ مَرْقَعاً للكلام والعرب تقول خَطِيب مِصْقَعٌ وشاعِرٌ مِرْقَعٌ وحادٍ قُراقِرٌ مِصْقع يَذْهَب في كل صُقْع من الكلام ومِرْقع يصل الكلام فيَرْقَع بعضَه ببعض والرُّقْعةُ ما رُقِع به وجمعها رُقَعٌ ورِقاعٌ والرُّقْعة واحدة الرِّقاع التي تكتب وفي الحديث يَجِيء أَحدُكم يومَ القِيامة على رقَبته رِقاع تَخْفِق أَراد بالرِّقاعِ ما عليه من الحُقوق المكتوبة في الرقاع وخُفُوقُها حرَكَتُها والرُّقْعة الخِرْقة والأَرْقَعُ والرَّقِيعُ اسمان للسماء الدُّنيا لأَنّ الكواكب رَقَعَتْها سميت بذلك لأَنها مَرْقُوعة بالنجوم والله أَعلم وقيل سميت بذلك لأَنها رُقِعت بالأَنوار التي فيها وقيل كل واحدة من السموات رَقِيع للأُخرى والجمع أَرْقِعةٌ والسموات السبع يقال إِنها سبعة أَرْقِعة كلٌ سَماء منها رَقَعت التي تليها فكانت طَبَقاً لها كما تَرْقَع الثوبَ بالرُّقعة وفي الحديث عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لسعْد بن معاذ رضي الله عنه حين حكم في بني قُرَيْظةَ لقدْ حَكَمْتَ بحكم الله من فَوقِ سَبعة أَرْقِعة فجاء به على التذكير كأَنه ذَهب به إِلى معنى السقْف وعنى سبع سموات وكلُّ سماء يقال لها رَقِيع وقيل الرَّقِيع اسم سماء الدنيا فأَعْطَى كُلَّ سَماء اسْمَها وفي الصحاح والرَّقِيع سماء الدنيا وكذلك سائر السموات والرَّقِيعُ الأَحمق الذي يَتَمَزَّقُ عليه عَقْلُه وقد رَقُع بالضم رَقاعةً وهو الأَرْقَعُ والمَرْقَعانُ والأُنثى مَرْقَعانة ورَقْعاءُ مولَّدة وسمي رَقِيعاً لأَن عقله قد أَخْلَق فاسْتَرَمَّ واحتاج إِلى أَن يُرْقَع وأَرْقَع الرَّجلُ أَي جاء برَقاعةٍ وحُمْقٍ ويقال ما تحت الرَّقِيع أَرْقَعُ منه والرُّقْعة قِطْعة من الأَرض تَلْتَزِق بأُخرى والرُّقعة شجرة عظيمة كالجَوْزة لها ورق كورق القَرْع ولها ثمر أَمثال التّين العُظام الأَبيض وفيه أَيضاً حَبٌّ كحب التِّين وهي طيّبة القِشْرة وهي حُلوة طيبة يأْكلها الناس والمَواشِي وهي كثيرة الثمر تؤكل رَطْبة ولا تسمى ثمرتها تيناً ولكن رُقَعاً إِلا أَن يقال تين الرُّقَع ويقال قَرَّعني فلان بِلَوْمِه فما ارْتَقَعْت به أَي لم أَكْتَرِث به وما أَرْتَقِعُ بهذا الشيء وما أَرْتَقِعُ له أَي ما أَبالي به ولا أَكترث قال ناشَدتُها بكتاب اللهِ حُرْمَتَنا ولم تَكُن بِكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ وما تَرْتَقِعُ مني برَقاع ولا بِمِرْقاعٍ أَي ما تُطِيعُني ولا تَقْبَل مما أَنصحك به شيئاً لا يتكلم به إِلا في الجحد ويقال رَقَع الغَرضَ بسهمه إِذا أَصابه وكلُّ إِصابةٍ رَقْعٌ وقال ابن الأَعرابي رَقْعةُ السهم صوته في الرُّقْعة ورقَعَه رَقْعاً قبيحاً أَي هَجاه وشَتَمه يقال لأَرْقَعَنَّه رَقْعاً رَصِيناً وأَرى فيه مُتَرَقَّعاً أَي موضعاً للشتْمِ والهِجاء قال الشاعر وما تَرَكَ الهاجونَ لي في أَدِيمكمْ مَصَحًّا ولكِنِّي أَرى مُتَرَقَّعا وأَما قول الشاعر أَبى القَلْبُ إِلاَّ أُمّ عَمْروٍ وحُبّها عَجُوزاً ومَن يُحْبِبْ عَجُوزاً يُفَنَّدِ كثَوْبِ اليماني قد تَقادَمَ عَهْدُه ورُقْعَتُه ما شِئْتَ في العينِ واليدِ فإِنما عنى به أَصلَه وجَوْهَره وأَرْقَع الرجلُ أَي جاء برَقاعةٍ وحُمْق ويقال رَقَع ذَنَبَه بسَوْطه إِذا ضربه به ويقال بهذا البعير رُقْعة من جَرَب ونُقْبة من حرب وهو أَوّل الجرَب وراقع الخمرَ وهو قلب عاقَرَ والرَّقْعاء من النساء الدَّقِيقةُ الساقَيْنِ ابن السكيت في الأَلفاظ الرَّقْعاء والجَبّاء والسَّمَلَّقةُ الزَّلاَّءُ من النساء وهي التي لا عَجِيزةَ لها وامرأَة ضَهْيَأَةٌ بوزن فَعْلة مهموزة وهي التي لا تحيض وأَنشد أَبو عمرو ضَهْيأَة أَو عاقِر جَماد ويقال للذي يزيد في الحديث وهو تَنْبُِيق وتَرْقِيع وتَوْصِيل وهو صاحب رمية يزيد في الحديث وفي حديث مُعاوية كان يَلْقَم بيد ويَرْقَعُ بالأُخرى أَي يَبسُط إِحدى يديه لينتثر عليها ما يسقطُ من لُقَمه وجُوعٌ يَرْقوع ودَيْقُوع ويُرْقُوعٌ شديد عن السيرافي وقال أَبو الغوث جُوعٌ دَيْقُوع ولم يعرف يَرْقُوع والرُّقَيْعُ اسم رجل من بني تميم والرُّقَيْعِيُّ ماء بين مكة والبصرة وقَنْدةُ الرّقاعِ ضَرْبٌ من التمر عن أَبي حنيفة وابن الرِّقاعِ العامِلِيّ شاعر معروف وقال الرّاعِي لو كُنْتَ مِن أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكمُ يا ابْنَ الرِّقاع ولكن لسْتَ مِن أَحَدِ فأَجابه ابن الرِّقاع فقال حُدِّثْتُ أَنّ رُوَيْعِي الإِبْلِ يَشْتُمُني واللهُ يَصْرِفُ أَقْواماً عن الرَّشَدِ فإِنْكَ والشِّعْرَ ذُو تُزْجِي قَوافِيَه كَمُبْتَغِي الصَّيْدِ في عِرِّيسةِ الأَسَدِ

ركع
الرُّكوع الخُضوع عن ثعلب رَكع يَرْكَع رَكْعاً ورُكُوعاً طَأْطأَ رأْسَه وكلُّ قَوْمة يتلوها الركوع والسجْدتان من الصلوات فهِي رَكْعة قال وأُفْلِتَ حاجِبٌ فَوْتَ العَوالي على شَقّاء تَرْكَعُ في الظِّرابِ ويقال رَكع المُصلّي ركعة وركعتين وثلاث رَكعات وأَما الرُّكوع فهو أَن يَخْفِض المصلي رأْسه بعد القَوْمة التي فيها القِراءة حتى يطمئن ظهره راكعاً قال لبيد أَدِبُّ كأَنِّي كُلَّما قُمْتُ راكِع فالرّاكِعُ المنحني في قول لبيد وكلُّ شيء يَنْكَبُّ لوجهه فَتَمسُّ ركبتُه الأَرضَ أَو لا تمسها بعد أَن يخفض رأْسه فهو راكع وفي حديث علي كرم الله وجهه قال نَهاني أَن أَقرأَ وأَنا راكع أَو ساجد قال الخطابي لما كان الركوع والسجود وهما غاية الذُّلِّ والخُضوع مخصوصين بالذكر والتسبيح نهاه عن القراءة فيهما كأَنه كَرِه أَن يجمع بين كلام الله تعالى وكلام الناس في مَوْطِن واحد فيكونا على السَّواء في المَحَلِّ والمَوْقِع وجمع الرّاكع رُكَّع ورُكُوع وكانت العرب في الجاهلية تسمي الحَنِيف راكعاً إِذا لم يَعْبُد الأَوثان وتقول رَكَع إِلى الله ومنه قول الشاعر إِلى رَبِّه رَبِّ البَرِيّةِ راكِع ويقال ركَع الرجل إِذا افْتَقَرَ بعد غِنًى وانْحَطَّت حالُه وقال ولا تُهِينَ الفَقِيرَ عَلَّكَ أَن تركَعَ يَوْماً والدهْرُ قد رَفَعَهْ أَراد ولا تُهِينَن فجعل النون أَلفاً ساكنة فاستقبلها ساكن آخر فسقطت والرُّكوع الانحناء ومنه رُكوع الصلاة وركَع الشيخُ انحنى من الكِبَر والرَّكْعةُ الهُوِيُّ في الأَرض يمانية قال ابن بري ويقال ركَع أَي كَبا وعَثَر قال الشاعر وأُفلت حاجب فَوْتَ العَوالي وأَورد البيت
( * راجع هذا البيت سابقاً )

رمع
التَّرَمُّع التحرُّك رَمَعَ الرجلُ يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعاناً وتَرَمَّع تحرّك وقيل رَمَع بِرأْسِه إِذا سُئل فقال لا حكي ذلك عن أَبي الجراح ويقال هو يَرْمَع بيديه أَي يقول لا تجئ ويُومئ بيديه أَي يقول تعالى ورَمَعَ لشيءُ رَمَعاناً اضْطَرَبَ والرَّمَّاعةُ بالتشديد ما تحرّك من رأْس الصبيّ الرضيع من يافُوخه من رِقَّته سميت بذلك لاضْطِرابها فإِذا اشتدت وسكِن اضْطِرابُها فهي اليافُوخُ والرَّمَّاعة الاسْتُ لأَنها تَرَمَّع أَي تَحَرّكُ فتجِيء وتذهَب مثل الرّمَّاعة من يافوخ الصبي ويقال كَذَبتْ رَمّاعَتُه إِذا حَبَقَ وتَرَفَّع في طُمَّته تَسَكَّع في ضَلالته يَجيء ويذهب يقال دَعْهُ يَتَرَمَّع في طُمَّته قيل هو يَتَسَكَّعُ في ضلالته وقيل معناه دَعه يَتَلَطَّخ بخُرْئه ابن الأَعرابي الرَّمِعُ الذي يتحرك طرَفُ أَنفه من الغضَب ورَمَع أَنفُ الرجل والبعير يرْمَعُ رَمَعاناً وتَرَمَّعَ كلاهما تحرَّك من غَضب وقيل هو أَن تراه كأَنه يتحرك من الغضب ويقال جاءنا فلان رامِعاً قِبِرَّاه القِبِرَّى رأْس الأَنف ولأَنفِه رَمَعان أَي تحرُّكٌ وفي الحديث أَنه اسْتَبَّ عنده رجلانِ فَغَضِب أَحدهما حتى خُيِّلَ إِلى من رآه أَن أَنفه يَتَرَمَّع قال أَبو عبيد هذا هو الصواب والرواية يَتَمزَّعُ وليس يَتَمزَّع بشيء قال الأَزهري إِن صَحَّ يتمزع فإِن معناه يتشقَّق يقال مزَّعْت الشيءَ إِذا قسَّمْته قال وأَنا أَحسَبه يَتَرمَّع وهو أَن تراه كأَنه يَرْعُد من شدة الغضب وقَبَّحَ الله أُمّاً رَمَعَتْ به رَمْعاً أَي ولدته والرُّماعُ داء في البطن يصفرّ منه الوجه ورُمِع ورُمِّعَ ورَمِع رَمَعاً وأَرْمَعَ أَصابه ذلك والأَوّلُ أَعلى أَنشد ابن الأَعرابي بِئْسَ غِذاء العَزَب المَرْمُوع حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوع
( * قوله « غذاء العزب » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس مقام الغرب )
والرَّمَّاعُ الذي يشتكي صُلْبَه من الرُّماع وهو وجع يَعْرِض في ظهر الساقي حتى يمنعه من السَّقْي واليَرْمَعُ الحَصى البيض تَلأْلأُ في الشمس وقال رؤبة يذكر السراب ورَقْرَقَ الأَبْصارَ حتى أَفْدَعا بالبيدِ إِيقادَ النهار اليَرْمَعا قال اللحياني هي حجارة لينة رقاق بيض تَلْمَع وقيل هي حجارة رخْوة والواحدة من كل ذلك يَرْمَعة ويقال للمَغْموم تركته يَفُتُّ اليَرْمَع وفي مَثَل كَفّا مُطَلَّقةٍ تَفُتُّ اليَرْمَعا يضرب مثلاً للنادم على الشيء ويقال اليَرْمَعُ الخَرّارةُ التي تلعب بها الصبيان إِذا أُدِيرت سمعت لها صوتاً وهي الخُذرُوف ورِمَعٌ منزل بعينه للأَشعريين ورِمَعٌ ورُماعٌ موضعان وفي الحديث ذكر رِمَع قال ابن الأَثير هي بكسر الراء وفتح الميم موضع من بلاد عَكٍّ باليمن قال ابن بري ورِمَعٌ جبل باليمن قال أَبو دَهْبَل ماذا رُزِئنا غداةَ الخَلِّ منْ رِمَعٍ عند التفرُّقِ مِن خَيْرٍ ومن كَرَمِ

رنع
رَنَعَ الزرْعُ احتبس عنه الماء فضمَر ورَنَع الرَّجل برأْسه إِذا سُئل فحرّكه يقول لا ويقال للدابّة إِذا طرَدَت الذُّبابَ برأْسها رَنَعَت وأَنشد شمر لمَصادِ بن زهير سَما بالرَّانِعاتِ مِنَ المطايا قَوِيٌّ لا يَضِلُّ ولا يَجُورُ والمَرْنَعةُ القِطعة من الصَّيد أَو الطعام أَو الشراب والمَرْنَعةُ والمَرْغَدة الرَّوْضةُ ويقال فلان رانِعُ اللَّونِ وقد رَنَعَ لونُه يَرْنَع رنُوعاً إِذا تغيَّر وذَبُلَ قال الفراء كانت لنا البارحةَ مَرْنَعةٌ وهي الأَصوات واللَّعِبُ

روع
الرَّوْعُ والرُّواع والتَّرَوُّع الفَزَعُ راعَني الأَمرُ يَرُوعُني رَوْعاً ورُووعاً عن ابن الأَعرابي كذلك حكاه بغير همز وإِن شئت همزت وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما إِذا شَمِطَ الإِنسانُ في عارِضَيْه فذلك الرَّوْعُ كأَنه أَراد الإِنذار بالموت قال الليث كل شيء يَروعُك منه جمال وكَثرة تقول راعني فهو رائع والرَّوْعةُ الفَزْعة وفي حديث الدعاء اللهم آمِنْ رَوعاتي هي جمع رَوْعة وهي المرّة الواحدة من الرَّوْع الفَزَعِ ومنه حديث عليّ رضي الله عنه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ليَدِيَ قوماً قتَلَهم خالدُ بن الوليد فأَعطاهم مِيلَغةَ الكلب ثم أَعطاهم بِرَوْعةِ الخيل يريد أَن الخيل راعت نِساءهم وصبْيانهم فأَعطاهم شيئاً لِما أَصابهم من هذه الرَّوْعة وقولهم في المثل أَفْرَخَ رَوْعُه أَي ذَهب فَزَعُه وانكشف وسكَن قال أَبو عبيد أَفْرِخ رَوعك تفسيره لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفزَعُك فإِن الأَمر ليس على ما تُحاذِر وهذا المثل لمعاوية كتب به إِلى زياد وذلك أَنه كان على البصرة وكان المُغيرةُ بن شعبة على الكوفة فتُوُفِّيَ بها فخاف زياد أَن يُوَلِّيَ مُعاويةُ عبدالله بن عامر مكانه فكتب إِلى معاوية يخبره بوفاة المغيرة ويُشير عليه بتولية الضَّحَّاك بن قيس مكانه فقَطِن له معاوية وكتب إِليه قد فَهِمْت كتتابك فأَفْرِخْ رَوْعَكَ أَبا المغيرة وقد ضممنا إِليك الكوفة مع البصرة قال الأَزهري كل من لقيته من اللغويين يقول أَفْرَخَ رَوْعه بفتح الراء من روعه إَلا ما أَخبرني به المنذري عن أَبي الهيثم اَنه كان يقول إِنما هو أَفْرَخَ رُوعهُ بضم الراء قال ومعناه خرج الرَّوْعُ من قلبه قال وأَفْرِخْ رُوعَك أَي اسْكُن وأْمَنْ والرُّوع موضع الرَّوْع وهو القلب وأَنشد قول ذي الرمة جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ قال ويقال أَفرخت البيضة إِذا خرج الولد منها قال والرَّوْع الفزَعُ والفزَعُ لا يخرج من الفزع إِنما يخرج من الموضع الذي يكون فيه وهو الرُّوع قال فخرج والرَّوْعُ في الرُّوعِ كالفَرْخِ في البيضة يقال أَفرخت البيضة إِذا انفلقت عن الفرْخ منها قال وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إِذا خرج رَوْعه منه قال وقلَبَه ذو الرمة على المعرفة بالمعنى فقال جذلانَ قد أَفرخت عن رُوعه الكرب قال الأَزهري والذي قاله أَبو الهيثم بيّن غير أَني أَستوحش منه لانفراده بقوله وقد استدرَكَ الخلف عن السلف أَشياء ربما زَلُّوا فيها فلا ننكر إِصابة أَبي الهيثم فيما ذهب إِليه وقد كان له حَظّ من العلم مُوَفَّر رحمه الله وارْتاعَ منه وله ورَوَّعه فتَرَوَّعَ أَي تَفَزَّعَ ورُعْت فلاناً ورَوَّعْتُه فارْتاعَ أَي أَفْزَعْتُه فَفَزِعَ ورجل رَوِعٌ ورائعٌ متروِّع كلاهما على النسب صحّت الواو في رَوِع لأَنهم شبهوا حركة العين التابعة لها بحرف اللِّين التابِع لها فكأَنَّ فَعِلاً فَعِيل كما يصح حَويل وطَويل فعَلى نحْوٍ من ذلك صحّ رَوِعٌ وقد يكون رائع فاعلاً في معنى مفعول كقوله ذَكَرْت حَبِيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ وقال شُذَّانُها رائعةٌ مِن هَدْرِه أَي مُرْتاعة ورِيعَ فلان يُراع إِذا فَزِع وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم ركب فرساً لأَبي طلحة ليلاً لِفَزَعٍ نابَ أَهلَ المدينة فلما رجَع قال لن تُراعُوا لن تراعوا إِنّي وجدْته بَحْراً معناه لا فزَع ولا رَوْعَ فاسْكنوا واهْدَؤوا ومنه حديث ابن عمر فقال له المَلك لم تُرَعْ أَي لا فزَعَ ولا خَوْف وراعَه الشيءُ رُؤوعاً ورُوُوعاً بغير همز عن ابن الأَعرابي ورَوْعةً أَفْزَعَه بكثرته أَو جماله وقولهم لا تُرَعْ أَي لا تَخَف ولا يَلْحَقْك خوف قال أَبو خِراش رَفَوْني وقالوا يا خُوَيْلِد لا تُرَعْ فقلتُ وأَنْكَرْتُ الوُجوهَ هُمُ هُمُ وللأُنثى لا تُراعِي وقال مجنون قيس بن مُعاذ العامري وكان وقع في شرَكه ظبية فأَطْلَقها وقال أَيا شِبْهَ لَيْلى لا تُراعِي فَإِنَّني لَكِ اليومَ مِن وَحْشيّةٍ لَصَدِيقُ ويا شِبْهَ ليلى لا تَزالي بِرَوضَةٍ عَلَيْكِ سَحابٌ دائمٌ وبُرُوقُ أَقُولُ وقد أَطْلَقْتُها مِنْ وِثاقِها لأَنْتِ لِلَيْلى ما حَيِيتُ طَلِيقُ فَعَيْناكِ عَيْناها وجِيدُكِ جِيدُها سِوى أَنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنْكِ دَقِيقُ قال الأَزهري وقالوا راعَه أَمْرُ كذا أَي بلَغ الرَّوْعُ رُوعَه وقال غيره راعني الشيءُ أَعجبني والأَرْوَعُ من الرجال الذي يُعْجِبُك حُسْنه والرائعُ من الجَمال الذي يُعْجِب رُوع مَن رآه فيَسُرُّه والرّوْعةُ المَسْحةُ من الجمال والرَّوْقةُ الجَمال الرائق وفي حديث وائل بن حجر إِلى الأَقْيال العَباهِلة الأَرْواعِ الأَرواعُ جمع رائع وهم الحِسانُ الوُجوهِ وقيل هم الذين يَرُوعُون الناس أَي يُفْزِعُونهم بمنْظَرِهم هَيْبةً لهم والأَوّل أَوجَه وفي حديث صفة أَهل الجنة فيَرُوعُه ما عليه من اللِّباس أَي يُعْجبه حُسنه ومنه حديث عطاء يُكره للمُحرِم كلُّ زِينةٍ رائعةٍ أَي حَسَنة وقيل كلُّ مُعْجِبة رائقةٍ وفرس روْعاء ورائعةٌ تَرُوعك بعِتْقِها وصفتها قال رائعة تَحْمِلُ شَيْخاً رائعا مُجَرَّباً قد شَهِدَ الوَقائعا وفرس رائعٌ وامرأَة رائعة كذلك ورَوْعاء بَيِّنة الرَّوَعِ من نسوة رَوائعَ ورُوعٍ والأَرْوَعُ الرجل الكريم ذو الجِسْم والجَهارة والفضل والسُّودَد وقيل هو الجميل الذي يَرُوعُك حُسنه ويُعجبك إِذا رأَيته وقيل هو الحديد والاسم الرَّوَعُ وهو بَيِّنُ الرَّوَعِ والفعل من كل ذلك واحد فالمتعدِّي كالمتعدّي وغير المتعدي كغير المتعدي قال الأَزهري والقياس في اشتقاق الفعل منه رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً وقلب أَرْوَعُ ورُواعٌ يَرْتاع لحِدّته من كلّ ما سَمِع أَو رَأَى ورجل أَرْوعُ ورُواعٌ حَيُّ النفس ذَكيٌّ وناقة رُواعٌ ورَوْعاء حديدةُ الفؤادِ قال الأَزهري ناقة رُواعة الفؤاد إِذا كانت شَهْمةً ذَكِيّة قال ذو الرمة رَفَعْتُ لها رَحْلي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ رُواعِ الفُؤادِ حُرّةِ الوَجْهِ عَيْطَلِ وقال امرؤ القيس رَوْعاء مَنْسِمُها رَثِيمٌ دامي وكذلك الفرس ولا يوصف به الذكر وفي التهذيب فرس رُواعٌ بغير هاء وقال ابن الأَعرابي فرس رَوْعاء ليست من الرائعة ولكنها التي كأَنّ بها فزَعاً من ذَكائها وخِفّةِ روحِها وقال فرس أَروع كرجل أَروع ويقال ما راعَني إِلا مَجِيئك معناه ما شَعَرْت إِلا بمحبتك كأَنه قال ما أَصاب رُوعي إِلا ذلك وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما فلم يَرُعْني إِلا رجل أَخذَ بمَنْكِبي أَي لم أَشعُر كأَنه فاجأَه بَغْتةً من غير مَوْعِد ولا مَعْرِفة فراعه ذلك وأَفزعه قال الأَزهري ويقال سقاني فلان شَرْبةً راعَ بها فُؤادِي أَي بَرَدَ بها غُلّةُ رُوعي ومنه قول الشاعر سَقَتْني شَرْبةً راعَت فؤادِي سَقاها اللهُ مِن حَوْضِ الرَّسُولِ قال أَبو زيد ارْتاعَ للخَبَر وارتاحَ له بمعنى واحد ورُواعُ القَلْبِ ورُوعُه ذِهْنُه وخَلَدُه والرُّوعُ بالضم القَلبُ والعَقْل ووقع ذلك في رُوعِي أَي نَفْسي وخَلَدِي وبالي وفي حديثٍ نَفْسِي وفي الحديث إِنَّ رُوح القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي وقال إِنَّ نَفْساً لن تموت حتى تَسْتَوْفيَ رِزْقَها فاتَّقُوا الله وأَجْمِلُوا في الطلَب قال أَبو عبيدة معناه في نفْسي وخَلَدي ونحو ذلك ورُوحُ القُدُس جبريل عليه السلام وفي بعض الطُّرق إِنَّ رُوحَ الأَمين نفَثَ في رُوعي والمُرَوَّعُ المُلْهَم كأَنّ الأَمر يُلْقَى في رُوعه وفي الحديث المرفوع إِنّ في كل أُمة مُحَدَّثِين ومُرَوَّعِين فإِن يكن في هذه الأُمةِ منهم أَحد فهو عُمر المُرَوَّعُ الذي أُلقي في رُوعه الصواب والصِّدْق وكذلك المُحَدَّث كأَنه حُدِّثَ بالحقّ الغائب فنطق به وراعَ الشيءُ يَروعُ رُواعاً رجَع إِلى موضعه وارْتاع كارْتاح والرُّواع اسم امرأَة قال بشير بن أَبي خازم تَحَمَّلَ أَهلُها منها فَبانُوا فأَبْكَتْني مَنازِلُ للرُّواعِ وقال رَبِيعة بن مَقْرُوم أَلا صَرَمَتْ مَوَدَّتَكَ الرُّواعُ وجَدَّ البَيْنُ منها والوَداعُ وأَبو الرُّواعِ من كُناهم شمر رَوَّع فلان خُبْزه ورَوَّغَه إِذا رَوَّاه
( * قوله « إذا رواه » اي بالدسم ) وقال ابن بري في ترجمة عجس في شرح بيت الرَّاعي يصف إِبلاً غَيْر أَروعا قال الأَرْوَعُ الذي يَرُوعك جَماله قال وهو أَيضاً الذي يُسْرِعُ إِليه الارْتياعُ

ريع
الرَّيْع النَّماء والزيادة راعَ الطعامُ وغيره يَرِيع رَيْعاً ورُيُوعاً ورِياعاً هذه عن اللحياني ورَيَعاناً وأَراعَ ورَيَّعَ كلُّ ذلك زَكا وزاد وقيل هي الزيادة في الدقيق والخُبز وأَراعَه ورَيَّعَه وراعَتِ الحِنْطةُ وأَراعَتْ أَي زَكَتْ قال الأَزهري أَراعت زكت قال وبعضهم يقول راعتْ وهو قليل ويقال طعام كثير الرَّيْعِ وأَرض مَرِيعة بفتح الميم أَي مُخْصِبة وقال أَبو حنيفة أَراعتِ الشجرة كثر حَملها قال وراعَت لغة قليلة وأَراعَت الإِبلُ كثر ولدها وراعَ الطعامُ وأَراعَ الطحينُ زاد وكثر رَيْعاً وكلُّ زِيادة رَيْعٌ وراعَ أَي صارت له زيادة رَيْعٌ في العَجْن والخَبز وفي حديث عمر امْلِكوا العَجِين فإِنه أَحد الريعين قال هو من الزيادة والنّماء على الأَصل يريد زيادةَ الدقيق عند الطَّحْن وفضلَه على كَيْل الحِنطة وعند الخَبز على الدقيق والمَلْكُ والإِمْلاك إِحكام العجين وإِجادَتُه وقيل معنى حديث عمر أَي أَنْعِمُوا عَجْنه فإِنّ إِنعامَكم إِيّاه أَحدُ الرَّيْعَيْن وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في كفّارة اليَمين لكل مِسكين مُدُّ حِنْطة رَيْعُه إِدامُه أَي لا يلزمه مع المدِّ إِدام وإِنّ الزيادة التي تحصل من دقيق المدّ إِذا طحنه يشتري بها الإِدام وفي النوادر راعَ في يدي كذا وكذا وراقَ مثله أَي زاد وتَرَيَّعَت يده بالجُود فاضَت ورَيْعُ البَذْرِ فَضْلُ ما يخرج من البِزْر على أَصله ورَيْعُ الدِّرْع فضل كُمَّيْها على أَطراف الأَنامل قال قيس بن الخَطِيم مُضاعفة يَغْشى الأَنامِلَ رَيْعُها كأَنَّ قَتِيرها عُيونُ الجَنادِبِ والرَّيْعُ العَوْدُ والرُّجوع راعَ يَريع وراهَ يَريهُ أَي رجَع تقول راعَ الشيءُ رَيْعاً رجَع وعادَ وراعَ كَرُدَّ أَنشَد ثعلب حتى إِذا ما فاء من أَحْلامها وراعَ بَرْدُ الماء في أَجْرامِها وقال البَعِيث طَمِعْتُ بِلَيْلى أَن تَرِيعَ وإِنَّما تُضَرِّبُ أَعْناقَ الرِّجال المَطامِع وفي حديث جرير وماؤنا يَرِيعُ أَي يعود ويرجع والرَّيع مصدر راع عليه القَيْءُ يَرِيع أَي رجع وعاد إِلى جَوْفه وليس له رَيْع أَي مَرْجوع ومثل الحسن البصري عن القيْء يَذْرَعُ الصائم هل يُفْطِر فقال هل راع منه شيء ؟ فقال السائل ما أَدري ما تقول فقال هل عاد منه شيء ؟ وفي رواية فقال إِن راعَ منه شيء إِلى جَوْفه فقد أَفطر أَي إِن رجَع وعاد وكذلك كلُّ شيء رجَع إِليك فقد راعَ يرِيع قال طَرَفةُ تَرِيعُ إِلى صَوْتِ المُهِيبِ وتَتَّقي بذي خُصَلٍ رَوْعاتِ أَكْلَفَ مُلْبِد وتَرَيَّع الماءُ جرى وتَرَيَّع الوَدَكُ والزيتُ والسمْنُ إِذا جعلته في الطعام وأَكثرت منه فَتَميَّعَ ههنا وههنا لا يستقيم له وجه قال مُزَرِّد ولَمَّا غَدَتْ أُمِّي تُحَيِّي بَناتِها أَغَرْتُ على العِكْمِ الذي كان يُمْنَعُ خَلَطْتُ بِصاعِ الأَقْطِ صاعَيْن عَجْوةً إِلى صاعِ سَمْنٍ وَسْطَه يَتَرَيَّعُ ودَبَّلْت أَمثال الاكار كأَنَّها رؤُوس نِقادٍ قُطِّعَتْ يومَ تُجْمَعُ
( * قوله « الاكار » كذا بالأصل وسيأتي للمؤلف إنشاده في مادة دبل الأثافي ) وقلتُ لِنَفْسِي أَبْشِرِي اليومَ إِنَّه حِمًى آمِنٌ إِمَّا تَحُوزُ وتَجْمَع فإِن تَكُ مَصْفُوراً فهذا دَواؤُه وإِن كنتَ غَرْثاناً فذا يومُ تَشْبَعُ ويروى رَبَكْتُ بِصاعِ الأَقْطِ ابن شميل تَرَيَّعَ السمْن على الخُبزة وهو خُلُوف بَعْضه بأَعقاب بعض وتَرَيَّعَ السَّرابُ وتَرَيَّه إِذا جاء وذهب ورَيْعانُ السراب ما اضْطَربَ منه ورَيْعُ كلِّ شيء ورَيْعانُه أَوَّلُه وأَفْضَلُه ورَيْعان المطر أَوَّله ومنه رَيْعانُ الشَّباب قال قد كان يُلْهِيكَ رَيْعانُ الشَّبابِ فَقدْ ولَّى الشَّبابُ وهذا الشيْبُ مُنْتَظَرُ وتَرَيَّعَتِ الإِهالةُ في الإِناءِ إِذا تَرَقْرَقَتْ وفرس رائعٌ أَي جَوادٌ وتَرَوَّعَتْ بمعنى تَلَبَّثَتْ أَو تَوَقَّفَتْ وأَنا متَرَيِّعٌ عن هذا الأَمر ومُنْتَوٍ ومُنْتَفِضٌ أَي مُنْتَشِر والرِّيعةُ والرِّيعُ والرَّيْع المَكان المُرْتَفِعُ وقيل الرِّيعُ مَسِيلُ الوادي من كل مَكان مُرْتَفِع قال الرَّاعي يصِف إِبلاً لها سَلَفٌ يَعُوذُ بِكُلِّ رِيعٍ حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإِفالا السَّلَفُ الفَحْلُ حَمَى الحَوزاتِ أَي حمَى حَوْزاته أَن لا يدنو منهن فحل سِواه واشتهر الإِفالَ جاءَ بها تُشْبِهه والجمع أَرْياعٌ ورُيُوع ورِياعٌ الأَخيرة نادرة قال ابن هَرْمة ولا حَلَّ الحَجِيجُ مِنًى ثَلاثاً على عَرَضٍ ولا طَلَعُوا الرِّياعا والرِّيعُ الجبل والجمع كالجمع وقيل الواحدة رِيعةٌ والجمع رِياعٌ وحكى ابن بري عن أَبي عبيدة الرِّيعة جمع رِيع خلافَ قول الجوهري قال ذو الرمة طِراق الخَوافي واقِعاً فوقَ رِيعةٍ لدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَقْرَق والرِّيعُ السَّبيل سُلِكَ أَو لم يُسْلَك قال كظهْرِ التُّرْسِ ليس بِهِنَّ رِيعُ والرِّيعُ والرَّيْع الطريق المُنْفَرِج عن الجبل عن الزَّجاج وفي الصحاح الطريق ولم يقيد ومنه قول المُسيَّب بن عَلَس في الآلِ يَخْفِضُها ويَرْفَعُها رِيعٌ يَلُوح كأَنه سَحْلُ شبَّه الطريق بثوب أَبيض وقوله تعالى أَتَبْنُون بكل رِيعٍ آية وقرئَ بكل رَيْع قيل في تفسيره بكل مكان مرتفع قال الأَزهري ومن ذلك كم رَيْعُ أَرضك أَي كم ارتفاع أَرضك وقيل معناه بكل فج والفَجُّ الطَّريق المُنْفَرِج في الجبال خاصَّة وقيل بكل طريق وقال الفراء الرِّيعُ والرَّيْعُ لغتان مثل الرِّير والرَّيْر والرِّيعُ بُرْجُ الحَمام وناقة مِرْياع سريعة الدِّرَّة وقيل سَرِيعة السِّمَن وناقة لها رَيْعٌ إِذا جاءَ سَيْر بعد سَيْر كقولهم بئر ذاتُ غَيِّثٍ وأَهْدَى أَعرابي إِلى هشام بن عبد الملك ناقة فلم يقبلها فقال له إِنها مِرْباعٌ مِرْياعٌ مِقْراعٌ مِسْناع مِسْياع فقبلها المِرْباعُ التي تُنْتَج أَولَ الرَّبِيع والمِرْياع ما تقدَّم ذكره والمِقْراع التي تَحْمِل أَول ما يَقْرَعُها الفَحْل والمِسْناعُ المُتَقدِّمة في السير والمِسْياعُ التي تصبر على الإِضاعةِ وناقة مِسْياعٌ مِرياع تذهب في المَرْعى وترجع بنفسها وقال الأَزهري ناقة مِرْياع وهي التي يُعاد عليها السفَر وقال في ترجمة سنع المِرْياعُ التي يُسافَرُ عليها ويُعاد وقولُ الكُمَيْت فأَصْبَحَ باقي عَيْشِنا وكأَنّه لواصِفِه هُذم الهباء المُرَعْبَلُ
( * قوله « هذم الهباء » كذا بالأصل ولعله هدم العباء والهدم بالكسر الثوب البالي أو المرقع أو خاص بكساء الصوف والمرعبل الممزق )
إِذا حِيصَ منه جانِبٌ رِيعَ جانِبٌ بِفَتْقَينِ يَضْحَى فيهما المُتَظَلِّلُ أَي انْخَرق والرِّيعُ فرس عَمرو بن عُصْمٍ صفة غالبة وفي الحديث ذكر رائعةَ هو موضع بمكة شرفها الله تعالى به قبْر آمِنةَ أُم النبيّ صلى الله عليه وسلم في قول

زبع
الزَّبْعُ أَصل بِناء التَّزَبُّعِ والتَّزَبُّع سُوء الخُلُق والمُتزَبِّعُ الذي يُؤْذِي الناس ويُشارُّهم قال العجاج وإِنْ مُسِيءٌ بالخَنَى تَزَبَّعا فالتَّرْكُ يَكْفِيكَ اللِّئامَ اللُّكَّعا والمتَزبِّعُ المُعَرْبِدُ قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيرةَ يرثي أَخاه وإِن تَلْقَه في الشُّرْبِ لا تَلْقَ فاحِشاً علَى الكأْسِ ذَا قازُوزةٍ مُتَزَبِّعا والتَّزَبُّعُ التَّغَيُّظُ كالتَّزَعُّبِ وتَزَبَّعَ الرجلُ أَي تَغَيَّظَ وفي الحديث أَن معاوية عزل عمرو بن العاص عن مصر فضَرب فسْطاطَه قريباً من فسطاطِ معاوية وجعل يَتَزَبَّعُ لمعاوية قال أَبو عبيد التزبع هو التغيظ وكل فاحش سيء الخلق متزبع وقال أَبو عمرو الزَّبِيعُ المُدمْدِمُ في غضَب وهو المُتَزَبِّع وفي النهاية التزَبُّعُ التغير وسُوء الخُلُق وقِلَّة الاستقامة كأَنه من الزَّوْبَعةِ الرّيحِ المعروفة والزَّوابِعُ الدواهي والزَّوْبَعُ والزَّوْبَعةُ ريح تدور في الأَرض لا تَقْصِد وجْهاً واحداً تحمل الغُبار وترتفع إِلى السماء كأَنه عمود أُخِذَت من التَّزَبُّع وصبيان الأَعراب يكنون الإِعصار أَبا زَوْبَعةَ يقال فيه شيطان مارد وزَوْبَعةُ اسم شيطان مارد أَو رئيس من رؤساء الجن ومنه سمي الإِعصار زوبعة ويقال أُمّ زَوْبَعة وهو أَحد النفر التسعة أَو السبعة الذين قال الله عز وجل فيهم وإِذ صرفنا إِليك نفراً من الجن يستمعون القرآن وروى الأَزهري عن المفضل الزَّوْبَعةُ مِشْيةُ الأَجرد قال ولا أَعتمد هذا الحرف ولا أَحقُّه وزِنْباعٌ بكسر الزاي اسم رجل وهو أَبو رَوْحِ ابن زِنْباعٍ الجُذامِيّ ويقال للقصير الحقير زوبع قال رؤبة ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا على اسْتِه زَوْبَعةً أَو زَوْبَعا قال ابن بري صوابه رَوْبعةً
( * قوله « صوابه روبعة » بالراء في القاموس ما يؤيده ونصه والروبع للقصير الحقير بالراء المهملة لا غير وتصحف على الجوهري في اللغة وفي المشطور الذي أنشده مختلاً مصحفاً وهو لرؤبة والرواية ومن همزنا عظمه تلعلعا ومن أبحنا عزه تبركعا على استه روبعة أو روبعا )
أَو رَوبعا بالراء وقد ذكر

زرع
زَرَعَ الحَبَّ يَزْرَعُه زَرْعاً وزِراعةً بَذَره والاسم الزَّرْعُ وقد غلب على البُرّ والشَّعِير وجمعه زُرُوع وقيل الزرع نبات كل شيء يحرث وقيل الزرْع طرح البَذْر وقوله إِنْ يأْبُروا زَرْعاً لِغَيْرِهم والأَمْرُ تَحْقِرُه وقد يَنْمِي قال ثعلب المعنى أَنهم قد حالفوا أَعداءهم ليستعينوا بهم على قوم آخرين واستعار عليّ رضوان الله عليه ذلك للحِكمة أَو للحُجة وذكر العلماء الأَتقياء بهم يحفظ الله حُجَجَه حتى يُودِعُوها نُظَراءَهم ويَزْرَعُوها في قلوب أَشباههم والزَّرِّيعةُ ما بُذِرَ وقيل الزِّرِّيعُ ما يَنْبُتُ في الأَرض المُسْتَحيلةِ مما يَتناثر فيها أَيامَ الحَصاد من الحَبّ قال ابن بري والزَّرِيعةُ بتخفيف الراء الحبّ الذي يُزْرَع ولا تَقُلْ زَرِّيعة بالتشديد فإِنه خطأٌ والله يَزْرَعُ الزرعَ يُنَمِّيه حتى يبلغ غايته على المثل والزرعُ الإِنباتُ يقال زَرَعه الله أَي أَنبته وفي التنزيل أَفرأَيتم ما تحرثون أَأَنتم تزرعونه أَم نحن الزارعون أَي أَنتم تُنَمُّونه أَم نحن المُنَمُّون له وتقول للصبي زَرَعه الله أَي جَبَره الله وأَنبته وقوله تعالى يُعْجِب الزُّرّاع ليغيظ بهم الكفار قال الزجاج الزُّرّاعُ محمد صلى الله عليه وسلم وأَصحابه الدُّعاةُ إِلى الإِسلام رضوان الله عليهم وأَزْرَعَ الزرْعُ نبت ورقه قال رؤبة أَو حَصْد حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعا وقال أَبو حنيفة ما على الأَرض زُرْعةٌ واحدة ولا زَرْعة ولا زِرْعة أَي موضع يُزْرَعُ فيه والزَّرّاعُ مُعالِجُ الزرعِ وحِرْفته الزِّراعةُ وجاء في الحديث الزَّرَّاعةُ بفتح الزاي وتشديد الراء قيل هي الأَرض التي تُزْرَعُ والمُزْدَرِعُ الذي يَزْدَرِعُ زَرْعاً يتخصص به لنفسه وازْدَرَعَ القومُ اتخذوا زَرْعاً لأَنفسهم خصوصاً أَو احترثوا وهو افتعل إِلا أَنّ التاء لما لانَ مخْرجها ولم توافق الزاي لشدّتها أَبدلوا منها دالاً لأَن الدال زالزاي مجهورتان والتاء مهموسة والمُزارَعةُ معروفة والمَزْرَعةُ والمَزْرُعةُ والزّرّاعةُ والمُزْدَرَعُ موضع الزرع قال الشاعر واطْلُبْ لنَا منْهُمُ نَخْلاً ومُزْدَرَعاً كما لِجِيراننا نَخْلٌ ومُزْدَرَعُ مُفْتَعَلٌ من الزرع وقال جرير لَقَلَّ غناءٌ عنكَ في حَرْبِ جَعْفَرٍ تُغَنِّيكَ زَرّاعاتُها وقُصُورُها أَي قَصِيدتك التي تقول فيها زَرّاعاتها وقصورها والزَّرِيعةُ الأَرضُ المزروعةُ ومَنِيُّ الرجل زَرْعُه وزَرْعُ الرجل ولَدُه والزَّرّاعُ النمَّام الذي يزرع الأَحْقادَ في قلوب الأَحِبَّاء والمَزْرُوعانِ من بني كعب بن سعد بن زيد مَناةَ ابن تميم كعبُ بنُ سعد ومالكُ بن كعب بن سعد وزَرْعٌ اسم وفي الحديث كنتُ لكِ كأَبي زَرْع لأُمّ زرع وزُرْعةُ وزُرَيْعٌ وزَرْعانُ أَسماء وزارعٌ وابن زارعٍ جميعاً الكلبُ أَنشد ابن الأَعرابي وزارعٌ من بَعْدِه حتى عَدَلْ

زعع
الزَّعْزَعة تحريك الشيء زَعْزَعَه زَعْزْةً فَتَزَعْزَعَ حرَّكَه لِيَقْلَعَه قال تَطاوَلَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ وأَرَّقَني أَن لا خَلِيلَ أُداعِبُهْ فَواللهِ لولا اللهُ لا رَبَّ غيرُه لَزُعْزِعَ مِن هذا السَّرير جَوانِبُهْ ويروى لولا اللهُ أَني أُراقِبُهْ وزَعْزَعَتِ الريحُ الشجرةَ وزَعْزَعَتْ بها كذلك وقوله أَنشده ثعلب أَلا حَبَّذا رِيحُ الصَّباحِينَ زَعْزَعَتْ بِقُضْبانِه بعدَ الظِّلالِ جَنُوبُ يجوز أَن يكون زَعْزَعَتْ به لغة في زَعْزَعَتْه ويجوز أَن يكون عدّاها بالباء حيث كانت في معنى دَفَعَتْ بها والاسم من ذلك الزَّعْزاعُ قالت الدَّهْناءُ بنت مِسْحَلٍ إِلاَّ بِزَعْزاعٍ يُسَلِّي هَمِّي يَسْقُطُ منه فَتَخِي في كُمِّي والزَّعْزاعةُ الكَتِيبةُ الكثيرة الخيل ومنه قول زهير يمدح رجلاً يُعْطِي جَزِيلاً ويَسْمُو غيرَ مُتَّئِدٍ بالخَيْلِ للقَوْمِ في الزَّعْزاعةِ الجُولِ أَراد في الكتيبة التي يتحرك جُولُها أَي ناحيتها وتَتَرَمَّزُ فأَضاف الزعزاعة إِلى الجول وقال ابن بري الزَّعْزاعةُ الشدّة واستشهد بهذا البيت بيت زهير وأَورده في زعزاعة الجول وقال أَي في شدة الجُول وريحٌ زَعْزَعُ وزَعْزاعٌ وزُعْزُوعٌ شديدة الأَخيرة عن ابن جني قال أَبو ذؤيب وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ
( * قوله « وراحته » إلخ وتمامه
ويعود بالارطى إذا ما شفه ... قطر وراحته بليل زعزع
قاله أَبو ذؤيب يصف ثوراً وريح زَعْزَعانُ وزُعازِعٌ أَي تُزَعْزِعُ الأَشياء وقيل الزَّعْزَعانُ جمع والزَّعازعُ والزَّلازِلُ الشدائد يقال كيف أَنت في هذه الزعازع إِذا أَصابته شدائد الدهر وسير زَعْزَعٌ شديد قال ابن أَبي عائذ وتَرْمَدُّ هَمْلَجَةً زَعْزَعاً كما انْخرَطَ الحبْلُ فوْقَ المَحال وزَعْزَعْتُ الإِبلَ إِذا سقتها سَوْقاً عَنِيفاً ابن الأَعرابي يقال للفالُوذِ المُلَوَّصُ والمُزَعْزَعُ والمُزَعْفَرُ واللَّمْصُ واللَّواصُ والمِرِطْراطُ والسِّرِطْراط

زقع
يقال للدّيكِ قد صَقَعَ وزَقَعَ والزَّقْع شدَّة الضُّراطِ زَقَعَ الحِمار يَزْقَعُ زَقْعاً وزُقاعاً اشتدّ ضَرِطُه وقال النضر الزَّقاقِيعُ فِراخُ القَبَج وقال الخليل هي الزَّعاقِيقُ واحدتها زُعْقُوقةٌ

زلع
الزَّلْعُ استِلابُ الشيء في خَتْلٍ زلَع الشيءَ يَزْلَعُه زَلْعاً وازْدَلَعَه اسْتَلَبَه في خَتْل وزلَع الماءَ من البئر زَلْعاً أَخرجه وزَلَعْتُ له من مالي زَلْعةً أَي قَطَعْتُ له منه قِطْعةً وزَلِعَتِ الكفُّ والقَدمُ تَزْلَعُ زَلَعاً وتَزَلَّعتا تَشَقَّقتا من ظاهر وباطن وهو الزَّلَع وقيل الزَّلَع تَشَقُّق ظاهرهما فأَما إِذا كان في باطنهما فهو الكَلَعُ وهي الزُّلُوعُ وفي الحديث إِنَّ المحرم إِذا تَزَلَّعَتْ رجلُه فله أَن يَذْهُنَها أَي تَشَقَّقَتْ وفي حديث أَبي ذر مرَّ به قوم وهم مُحْرِمون وقد تَزَلَّعَت أَيديهم وأَرجلهم فسأَلوه بأَي شيء نُداوِيها ؟ فقال بالدُّهْن ومنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي حتى تَزْلَعَ قدماه وشَفَة زَلْعاء مُتَزَلِّعة لا تزال تَنْسَلِقُ وكذلك الجلد قال الراعي وغَمْلى نَصِيٍّ بالمِتانِ كأَنَّها ثَعالِبُ مَوْتى جِلْدُها قد تَزَلَّعا ويروى تَسَلَّعا والمعنى واحد وتَزَلَّعَتْ يده تشققت وازْدَلَع فلان حقِّي اقتطعه وازْدَلَعْتُ الشجرة إِذا قطعتها وهو افتعال من الزَّلْع والدال في ازدلعت كانت في الأَصل تاء وَزَلَع جلده بالنار يَزْلَعُه زَلْعاً فَتَزَلَّع أَحْرَقه وزَلَع رأْسَه كسَلَعه عن ابن الأَعرابي وقال أَبو عمرو المُزَلَّع الذي قد انقشر جلد قدمه عن اللحم والزَّلَعةُ جِراحةٌ فاسدةٌ وقد زَلِعَتْ جِراحَتُه زَلَعاً أَي فَسَدَتْ وتَزَلَّع رِيشه ذهَب أَنشد ثعلب كِلا قادِمَيْها تُفْضِلُ الكَفُّ نِصْفَه كَجِيدِ الحُبارى رِيشُه قد تَزَلَّعا وأَزلعتُ فلاناً في كذا أَي أَطْعَمْتُه والزُّلُوعُ والسُّلُوع صُدُوعٌ في الجبل في عُرْضِه والزَّيْلَعُ ضرب من الوَدَع صغار وقيل هو خَرَز معروف تلبسه النساء وزَيْلَع موضع وقد غلب على الجِيلِ وأَدخلوا اللام فيه على حدّ اليهود فقالوا الزَّيْلَعُ إِرادةَ الزَّيْلَعِيِّين ابن الأَعرابيّ يقال زَلَعْتُه وسَلَقْتُه ودَثَثْتُه وعَصَوْتُه وهَرَوْتُه وفَأَوْته بمعنى واحد

زلنبع
رجل زِلِنْباعٌ مُنْدَرِئٌ بالكلام

زمع
الزمَعةُ الشعَرة التي خلف الثُّنَّةِ أَو الرُّسْغ والزَّمعةُ الهَنَةُ الزائدةُ الناتئةُ فوق ظِلْف الشاةِ وقيل الهَنةُ الزائدةُ وراء ظلف الشاة وهي أَيضاً الشعرة المُدَلاَّةُ في مؤخر رجل الشاة والظَّبْي والأَرنب والجمع زَمَع وزِماعٌ مثل ثَمَرة وثَمَر وثِمار قال أَبو ذؤيب يصف ظبياً نَشِبَتْ فيه كُفَّةُ الصائدِ فَراغَ وقدْ نَشِبَتْ في الزّما ع واسْتَحْكَمَتْ مِثْلَ عَقْدِ الوَتَرْ في راغ ضمير الظبي وفي نَشِبَتْ ضمير الكُفَّة وأَرْنَبٌ زَمُوعٌ تمشي على زَمَعَتِها إِذا دنت من موضعها لئلا يقتص أَثرها فتقارب خطوها وتعدو على زَمَعاتِها وقيل الزَّمُوعُ من الأَرانب النَّشِيطة السريعة وقد زَمَعَت تَزْمَعُ زَمعاناً أَسْرَعَتْ وأَزْمَعَتْ عدت وخَفَّتْ قال الشماخ فما تَنْفَكُّ بَيْنَ عُوَيْرِضاتٍ تَمُدُّ بِرأْسِ عِكْرِشةٍ زَمُوعِ العِكْرِشةُ أُنثى الثعالب قال الليث الزَّمَعُ هَناتٌ شبه أَظفار الغنم في الرُّسْغ في كل قائمة زَمَعَتان كأَنما خلقتا من قطع القرون قال وذكروا أَنَّ للأَرنب زَمَعاتٍ خلف قَوائِمها ولذلك تنعت فيقال لها زَمُوعٌ ورجل زَميعٌ وزَمُوعٌ بَيِّن الزَّماع أَي سَرِيعٌ عَجُولٌ ومنه قول الشاعر وَدَعا بِبَيْنِهِم غَداةَ تَحَمَّلُوا داعٍ بعاجِلةِ الفِراقِ زَمِيعُ والزَّمَعُ رُذالُ الناس وأَتْباعُهم بمنزلة الزَّمَع من الظِّلْف والجمع أَزْماع يقال هو من زَمَعِهم أَي من مآخِيرِهم والزَّمَعُ والزَّماعُ المَضاءُ في الأَمْر والعَزْمُ عليه وأَزْمَعَ الأَمرَ وبه وعليه مَضى فيه فهو مُزْمِعٌ وثَبَّت عليه عَزْمَه وقال الكسائي يقال أَزْمَعْتُ الأَمْرَ ولا يقال أَزْمَعْتُ عليه قال الأَعشى أَأَزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَيْلى ابْتِكارا وشَطَّتْ على ذِي هَوًى أَنْ تُزارا ؟ وقال الفراء أَزْمَعْتُه وأَزْمَعْتُ عليه بمعنًى مثل أَجْمَعْتُه وأَجْمَعْتُ عليه والزَّمِيعُ الشجاعُ المِقْدامُ الذي يُزْمِعُ الأَمْرَ ثم لا يَنْثَني عنه وهو أَيضاً الذي إِذا همّ بأَمْر مضى فيه بَيِّنَ الزَّماع وقوم زُمَعاءُ في الجمع ورجل زَمِيعُ الرأْي أَي جَيِّدُه قال ابن بري شاهده قول الشاعر لا يَهْتَدِي فيه إِلاَّ كُلُّ مُنْصَلِتٍ مِنَ الرِّجالِ زَمِيعِ الرَّأْي خَوَّاتِ وأَزمع النبتُ إِذا لم يَسْتَوِ العُشْبُ كله وكان قطعاً متفرقة أَوَّل ما يظهر وبعضه أَفضل من بعض والزَّمَعُ من النبات شيء هَهُنا وشيء ههنا مثل القَزَع في السماء والرَّشَمُ مثله وفي نوادر الأَعراب زُمْعةٌ من نَبْت وزُوعةٌ من نبت ولُمْعةٌ من نبت ورُقْعةٌ بمعنى واحد وقال الليث الزَّمّاعةُ بالزاي التي تتحرك من رأْس الصبيّ في يافُوخِه قال وهي الرَّمّاعة واللَّمَّاعةُ وقال الأَزهري المعروف فيها الرَّمَّاعة بالراء قال وما علمت أَحداً روى الزماعة بالزاي غير الليث والزَّمَعةُ أَصْغرُ من الرِّحاب بين كل رَحبَتَيْن زَمَعةٌ تقصُر عن الوادي وجمعها زَمَعٌ وفي الحديث حديث أَبي بكر والنّسابة إِنَّكَ من زَمَعاتِ قُرَيْش الزَّمَعة بالتحريك التَّلْعةُ الصغيرة أَي لست من أَشرافهم وهي ما دُونَ مَسايلِ الماء من جانبي الوادي والزَّمَعةُ الطلعة في نَوامِي كرم العنب بعدما يَصُوفُ وقيل الزَّمَعةُ العُقْدة في مخرج العُنْقود وقيل هي الحبة إِذا كانت مثل رأْس الدَّرّة والجمع زَمَع قال ابن شميل والزَّمَعُ الأُبَنُ تَخْرُجُ في مَخارِجِ العَناقِيد وأَزمَعَت الحَبَلةُ خرج زَمَعُها وعظمت ودنا خروجُ الحُجْنةِ منها والحُجْنةُ والناميةُ شُعَبٌ فإِذا عظمت الزمعة فهي البَنِيقةُ وأَكْمَحَتِ البَنِيقةُ إِذا ابْياضَّتْ وخرج عليها مثل القطن وذلك الإِكْماحُ والزَّمَعةُ أَول شيء يخرج منه فإِذا عظُم فهو بنيقة وقيل الزمع العِنَبُ أَول ما يَطْلُع والزَّمَعُ الدَّهَشُ والزَّمَعُ رِعْدةٌ تعتري الإِنسان إِذا هَمّ بأَمر وزَمِعَ الرجُل بالكسر زَمَعاً خَرِقَ من خَوْفٍ وجَزِعَ والزَّمَعُ القَلَقُ عن اللحياني وزَمَع بالفتح يَزْمَعُ زَمْعاً وزَمَعاناً أَبْطَأَ في مِشْيَتِه ويقال قَزَعَ قَزْعاً وزَمَعَ زَمَعاناً وهو مَشْي متقارِبٌ والزمَعانُ المشيُ البطِيءُ والزَّمْعِيُّ الخَسِيسُ والزَّمْعِيُّ السريعُ الغضَب وهو الداهيةُ من الرجال يقال جاء فلان بالأَزامِع أَي بالأُمور المُنْكَرات والأَزامِعُ الدواهِي واحدها أَزْمَعُ قال عبدالله بن سمعان التَّغْلَبيّ وعَدْتَ فلم تُنْجِزْ وقِدْماً وعَدْتَني فأَخْلَفْتَني وتِلْكَ إِحْدَى الأَزامِع وزُمَيْعٌ وزَمَّاعٌ وزَمْعةُ أَسماء

زهنع
الأَحمر يقال زَهْنَعْتُ المرأَة وزَتَّتُّها إِذا زَيَّنْتُها ونحو ذلك وأَنشد الأَحمر بَني تَمِيمٍ زَهْنِعُوا فَتاتَكُم إِن فتاةَ الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ وقال ابن بزرج التَّزَهْنُع التلبس والتهيؤ

زوع
زاعَه يَزُوعُه زَوْعاً كَفَّه مثل وزَعَه وقيل قَدَّمَه أَنشد ثعلب وزاع بالسَّوْطِ عَلَنْدَى مِرْقَصا وزُع راحِلَتَكَ أَي استَحِثَّها وزاعَ الناقةَ بالزمام يَزُوعُها زَوْعاً أَي هَيَّجها وحَرَّكَها بزمامها إِلى قدَّام لتزداد في سيرها قال ذو الرمة وخافِقُ الرأْسِ مِثْلُ السَّيْفِ قلتُ له زُعْ بالزِّمامِ وجَوْزُ اللّيْلِ مَرْكومُ
( * قوله « مثل السيف » في الصحاح فوق الرحل )
أَي ادْفَعْه إِلى قُدَّام وقَدِّمْه ومن رواه زَعْ بالفتح فقد غَلِطَ لأَنه ليس يأْمره بأَن يكفَّ بعيره وقال الليث الزَّوْعُ جذبك الناقة بالزمام لِتَنْقادَ أَبو الهيثم زُعْتُه حَرَّكْتُه وقدَّمْتُه وقال ابن السكيت زاعَه يَزُوعُه إِذا عطَفَه قال ذو الرمة أَلا لا تُبالي العِيسُ مَن كُورَها عليها ولا مَن زاعَها بالخَزائِم والزاعةُ الشُرَطُ وفي النوادر زَوَّعَتِ الريحُ النبت تُزَوِّعُه وصَوَّعَتْه وذلك إِذا جمعته لتفريقها بين ذُراهُ ويقال زُوعةٌ من نبت ولُمْعةٌ من نبت والزَّوْعُ أَخْذُك الشيء بكفك نحو الثريد أَقبَلَ يَزُوعُ الثريدَ إِذا اجْتَذَبَه بكفّه وزاعَ الثريدَ يَزُوعُه زَوْعاً اجْتَذَبَه والزَّوْعةُ القِطْعةُ من البِطِّيخ ونحوه وزاعِها قَطعَها ويقال زُعْتُ له زَوْعةً من البِطِّيخ إِذا قطعت له قطعة والزُّوعةُ الفِرْقةُ من الناس وجمعها زُوعٌ والزاعُ طائر عن كراع قال ابن سيده وقد سمعتها من بعض من رَوَيْتُ عنه بالغين المعجمة وزعم أَنها الصُّرَدُ قال وإِنما قضينا على أَن أَلف الزاع واو لوجودنا تركيب زوع وعدمنا تركيب زيع قال ولو لم نجد هذا أَيضاً لحكمنا على أَن الأَلف واو لأَن انقلاب الأَلف عن الواو وهي عين أَكثر من انقلابها عنها وهي ياء والمَزُوعانِ من بني كعبٍ كعبُ بن سعد ومالِكُ ابن كعب وقد يجوز أَن يكون وزن مَزُوعٍ فَعُولاً فإِن كان هذا فهو مذكور في بابه وهذا مما وهم فيه ابن سيده وصوابه المَزْرُوعانِ كذلك أَفادنيه شيخنا رضي الدين محمد بن علي بن يوسف الشاطبي الأَنصاري اللغوي

سبع
السَّبْعُ والسبْعةُ من العدد معروف سَبْع نِسوة وسبْعة رجال والسبعون معروف وهو العِقْد الذي بين الستين والثمانين وفي الحديث أُوتِيتُ السبع المَثاني وفي رواية سبعاً من المثاني قيل هي الفاتحة لأَنها سبع آيات وقيل السُّوَرُ الطِّوالُ من البقرة إِلى التوبة على أَن تُحْسَبَ التوبةُ والأَنفالُ سورةً واحدة ولهذا لم يفصل بينهما في المصحف بالبسملة ومن في قوله « من المثاني » لتبيين الجنس ويجوز أَن تكون للتبعيض أَي سبع آيات أَو سبع سور من جملة ما يثنى به على الله من الآيات وفي الحديث إِنه لَيُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن وفي الحديث والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير كقوله تعالى كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل وكقوله تعالى إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وكقوله الحسنة بعشر أَمثالها إِلى سبعمائة والسُّبُوعُ والأُسْبُوعُ من الأَيام تمام سبعة أَيام قال الليث الأَيام التي يدور عليها الزمان في كل سبعة منها جمعة تسمى الأُسْبُوع ويجمع أَسابِيعَ ومن العرب من يقول سُبُوعٌ في الأَيام والطواف بلا أَلف مأْخوذة من عدد السَّبْع والكلام الفصيح الأُسْبُوعُ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال للبِكر سَبْع وللثَّيِّب ثلاث يجب على الزوج أَن يَعْدِلَ بين نسائِه في القَسْمِ فيقيم عند كل واحدة مثل ما يقيم عند الأُخرى فإِن تزوج عليهن بكراً أَقام عندها سبعة أَيام ولا يحسبها عليه نساؤه في القسم وإِن تزوج ثيِّباً أَقام عندها ثلاثاً غير محسوبة في القسم وقد سَبَّعَ الرجل عند امرأَته إِذا أَقام عندها سبع ليال ومنه الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُم سلمة حين تزوجها وكانت ثيِّباً إِن شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ ثم سَبَّعْتُ عند سائر نسائي وإِن شِئْتِ ثَلَّثْتُ ثم درت لا أَحتسب بالثلاث عليك اشتقوا فَعَّلَ من الواحد إِلى العشرة فمعنى سَبَّعَ أَقام عندها سبعاً وثَلَّثَ أَقام عندها ثلاثاً وكذلك من الواحد إِلى العشرة في كل قول وفعل وفي حديث سلمة بن جُنادة إِذا كان يوم سُبُوعه يريد يوم أُسْبوعه من العُرْس أَي بعد سبعة أَيام وطُفْتُ بالبيت أُسْبُوعاً أَي سبع مرات وثلاثة أَسابيعَ وفي الحديث أَنه طاف بالبيت أُسبوعاً أَي سبع مرات قال الليث الأُسْبوعُ من الطواف ونحوه سبعة أَطواف ويجمع على أُسْبوعاتٍ ويقال أَقمت عنده سُبْعَيْنِ أَي جُمْعَتَينِ وأُسْبوعَين وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم بالفتح سَبْعاً صار سابعهم واسْتَبَعُوا صاروا سَبْعةً وهذا سَبِيعُ هذا أَي سابِعُه وأَسْبَعَ الشيءَ وسَبَّعَه صَيَّره سبعة وقوله في الحديث سَبَّعَتْ سُلَيم يوم الفتح أَي كمَلَت سبعمائة رجل وقول أَبي ذؤيب لَنَعْتُ التي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها وقالَتْ حَرامٌ أَنْ يُرَحَّلَ جارها يقول إِنَّكَ واعتذارَك بأَنك لا تحبها بمنزلة امرأَة قَتَلَتْ قتيلاً وضَمَّتْ سِلاحَه وتحَرَّجَت من ترحيل جارها وظلت تَغْسِلُ إِناءَها من سُؤر كلبها سَبْعَ مرّات وقولهم أَخذت منه مائة درهم وزناً وزن سبعة المعنى فيه أَن كل عشرة منها تَزِنُ سبعة مَثاقِيلَ لأَنهم جعلوها عشرة دراهم ولذلك نصب وزناً وسُبعَ المولود حُلِقَ رأْسُه وذُبِحَ عنه لسبعة أَيام وأَسْبَعَتِ المرأَةُ وهي مُسْبِعٌ وسَبَّعَتْ ولَدَتْ لسبعة أَشهر والوَلدُ مُسْبَعٌ وسَبَّعَ الله لك رزَقَك سبعة أَولاد وهو على الدعاء وسَبَّعَ الله لك أَيضاً ضَعَّفَ لك ما صنعت سبعة أَضعاف ومنه قول الأَعرابي لرجل أَعطاه درهماً سَبَّعَ الله لك الأَجر أَراد التضعيف وفي نوادر الأَعراب سَبَّعَ الله لفلان تَسْبِيعاً وتَبَّع له تَتْبيعاً أَي تابع له الشيء بعد الشيء وهو دعوة تكون في الخير والشر والعرب تضع التسبيع موضع التضعيف وإِن جاوز السبع والأَصل قول الله عز وجل كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم الحسنة بعشر إِلى سبعمائة قال الأَزهري وأَرى قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد ولم يرد الله عز وجل أَنه عليه السلام إِن زاد على السبعين غفر لهم ولكن المعنى إِن استكثرت من الدعاء والاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم وسَبَّعَ فلان القرآن إِذا وَظَّفَ عليه قراءته في سبع ليال وسَبَّعَ الإِناءَ غسله سبع مرات وسَبَّعَ الشيءَ تسْبيعاً جعله سبعة فإِذا أَردت أَن صيرته سبعين قلت كملته سبعين قال ولا يجوز ما قاله بعض المولدين سَبَّعْتُه ولا قولهم سَبْعَنْتُ دَراهِمي أَي كَمَّلْتُها سَبْعِين وقولهم هو سُباعِيُّ البَدَن أَي تامُّ البدن والسُّباعيُّ من الجمال العظيم الطويل قال والرباعي مثله على طوله وناقة سُباعِيَّةٌ ورُباعِيَّةٌ وثوب سُباعيّ إِذا كان طوله سبعَ أَذْرُع أَو سَبْعةَ أَشبار لأَن الشبر مذكر والذراع مؤنثة والمُسْبَعُ الذي له سبعة آباءٍ في العُبُودة أَو في اللؤم وقيل المسبع الذي ينسب إِلى أَربع أُمهات كلهن أَمَة وقال بعضهم إِلى سبع أُمهات وسَبَع الحبلَ يَسْبَعُه سَبْعاً جعله على سبع قُوًى وبَعِيرٌ مُسْبَعٌ إِذا زادت في مُلَيْحائِه سَبْع مَحالات والمُسَبَّعُ من العَرُوض ما بنى على سبعة أَجزاء والسِّبْعُ الوِرْدُ لسِتِّ ليال وسبعة أَيام وهو ظِمْءٌ من أَظْماء الإِبل والإِبل سَوابِعُ والقوم مُسْبِعُون وكذلك في سائر الأَظْماءِ قال الأَزهري وفي أَظْماء الإِبل السِّبْعُ وذلك إِذا أَقامت في مَراعِيها خمسة أَيام كَوامِلَ ووردت اليوم السادس ولا يحسَب يوم الصّدَر وأَسْبَعَ الرجل وَرَدَت إِبله سبْعاً والسَّبِيعُ بمعنى السُّبُع كالثَّمين بمعنى الثُّمُن وقال شمر لم أَسمع سَبِيعاً لغير أَبي زيد والسبع بالضم جزء من سبعة والجمع أَسْباع وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم سَبْعاً أَخذ سُبُعَ أَموالِهم وأَما قول الفرزدق وكيفَ أَخافُ الناسَ واللهُ قابِضٌ على الناسِ والسَّبْعَيْنِ في راحةِ اليَدِ ؟ فإِنه أَراد بالسَّبْعَينِ سبْعَ سمواتٍ وسبعَ أَرَضِين والسَّبُعُ يقع على ما له ناب من السِّباعِ ويَعْدُو على الناس والدوابّ فيفترسها مثل الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وما أَشبهها والثعلبُ وإِن كان له ناب فإِنه ليس بسبع لأَنه لا يعدو على صِغار المواشي ولا يُنَيِّبُ في شيء من الحيوان وكذلك الضَّبُع لا تُعَدُّ من السباع العادِيةِ ولذلك وردت السُّنة بإِباحة لحمها وبأَنها تُجْزَى إِذا أُصِيبت في الحرم أَو أَصابها المحرم وأَما الوَعْوَعُ وهو ابن آوى فهو سبع خبيث ولحمه حرام لأَنه من جنس الذِّئابِ إِلاَّ أَنه أَصغر جِرْماً وأَضْعَفُ بدَناً هذا قول الأَزهري وقال غيره السبع من البهائم العادية ما كان ذا مِخلب والجمع أَسْبُعٌ وسِباعٌ قال سيبويه لم يكسَّر على غير سِباعٍ وأَما قولهم في جمعه سُبُوعٌ فمشعر أَن السَّبْعَ لغة في السَّبُع ليس بتخفيف كما ذهب إِليه أَهل اللغة لأَن التخفيف لا يوجب حكماً عند النحويين على أَن تخفيفه لا يمتنع وقد جاء كثيراً في أَشعارهم مثل قوله أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا وأَينَ نَجاؤُكم ؟ فهذا ورَبِّ الرّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ وأَنشد ثعلب لِسانُ الفَتى سَبْعٌ عليه شَذاتُه فإِنْ لم يَزَعْ مِن غَرْبِه فهو آكِلُهْ وفي الحديث أَنه نهى عن أَكل كل ذي ناب من السباع قال هو ما يفترس الحيوان ويأْكله قهراً وقَسْراً كالأَسد والنَّمِر والذِّئب ونحوها وفي ترجمة عقب وسِباعُ الطير التي تَصِيدُ والسَّبْعةُ اللَّبُوءَةُ ومن أَمثال العرب السائرة أَخَذه أَخْذ سَبْعةٍ إِنما أَصله سَبُعةٌ فخفف واللَّبُوءَةُ أَنْزَقُ من الأَسد فلذلك لم يقولوا أَخْذَ سَبُعٍ وقيل هو رجل اسمه سبْعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامانَ بن ثُعَل بن عمرو بن الغَوْث بن طيء بن أُدَد وكان رجلاً شديداً فعلى هذا لا يُجْرَى للمعرفة والتأْنيث فأَخذه بعض ملوك العرب فَنَكَّلَ به وجاء المثل بالتخفيف لما يؤثرونه من الخفة وأَسْبَعَ الرجلَ أَطْعَمه السَّبُعَ والمُسْبِعُ الذي أَغارت السِّباعُ على غنمه فهو يَصِيحُ بالسِّباعِ والكِلابِ قال قد أَسْبَعَ الرّاعي وضَوْضَا أَكْلُبُه وأَسْبَعَ القومُ وقَع السَّبُع في غنمهم وسَبَعت الذّئابُ الغنَم فَرَسَتْها فأَكلتها وأَرض مَسْبَعةٌ ذات سِباع قال لبيد إِليك جاوَزْنا بلاداً مَسْبَعَهْ ومَسْبَعةٌ كثيرة السباع قال سيبويه باب مَسْبَعةٍ ومَذْأَبةٍ ونظيرِهما مما جاء على مَفْعَلةٍ لازماً له الهاء وليس في كل شيء يقال إِلا أَن تقيس شيئاً وتعلم مع ذلك أَن العرب لم تَكَلَّمْ به وليس له نظير من بنات الأَربعة عندهم وإِنما خصوا به بناتِ الثلاثة لخفتها مع أَنهم يستغنون بقولهم كثيرة الذئاب ونحوها وقال ابن المظفر في قولهم لأَعْمَلَنّ بفلان عملَ سَبْعَةٍ أَرادوا المبالغة وبلوغَ الغاية وقال بعضهم أَرادوا عمل سبعة رجال وسُبِعَتِ الوَحْشِيَّةُ فهي مَسْبُوعةٌ إِذا أَكَل السبُعُ ولدها والمَسْبُوعةُ البقرة التي أَكَل السبعُ ولدَها وفي الحديث أَن ذئباً اختطف شاة من الغنم أَيام مَبْعَثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فانتزعها الراعي منه فقال الذئب من لها يوم السبْع ؟ قال ابن الأَعرابي السبع بسكون الباء الموضعُ الذي يكونُ إِليه المَحْشَرُ يومَ القيامة أَراد من لها يوم القيامة وقيل السبْعُ الذَّعْرُ سَبَعْتُ فلاناً إِذا ذَعَرْتَه وسَبَعَ الذِّئْبُ الغنم إِذا فرسها أَي من لها يومَ الفَزَع وقيل هذا التأْويل يَفْسُد بقول الذئب في تمام الحديث يومَ لا راعِيَ لها غيري والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة وقيل إِنه أَراد من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعي لها نُهْبَة للذِّئاب والسِّباع فجعل السبُع لها راعياً إِذ هو منفرد بها ويكون حينئذ بضم الباء وهذا إِنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يُهْمِلُ الناس فيها مواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع وروي عن أَبي عبيدة يومُ السبْعِ عِيدٌ كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولَهْوِهِم وليس بالسبُع الذي يفترس الناس وهذا الحرف أَملاه أَبو عامر العبدري الحافظ بضم الباء وكان من العلم والإِتقان بمكان وفي الحديث نهَى عن جُلودِ السِّباعِ السباعُ تَقَعُ على الأَسد والذئاب والنُّمُور وكان مالك يكره الصلاة في جُلودِ السِّباعِ وإِن دُبِغَتْ ويمنع من بيعها واحتج بالحديث جماعة وقالوا إِن الدِّباغَ لا يؤثِّر فيما لا يؤكل لحمه وذهب جماعة إِلى أَن النهي تناولها قبل الدباغ فأَما إِذا دُبِغَتْ فقد طهُرت وأَما مذهب الشافعي فإِن الذَّبْحَ يطهر جُلود
( * قوله « فان الذبح يطهر إلخ » هكذا في الأصل والنهاية والصحيح المشهور من مذهب الشافعي ان الذبح لا يطهر جلد غير المأكول ) الحيوان المأْكول وغير المأْكول إِلا الكلب والخنزير وما تَوَلَّدَ منهما والدِّباغُ يُطَهِّرُ كل جلد ميتة غيرهما وفي الشعور والأَوبار خلاف هل تَطْهُر بالدباغ أَم لا إِنما نهى عن جلود السباع مطلقاً أَو عن جلد النَّمِر خاصّاً لأَنه ورد في أَحاديث أَنه من شِعار أَهل السَّرَفِ والخُيَلاءِ وأَسبع عبده أَي أَهمله والمُسْبَعُ المُهْمَلُ الذي لم يُكَفَّ عن جُرْأَتِه فبقي عليها وعبدٌ مُسْبَعٌ مُهْمَلٌ جَريءٌ ترك حتى صار كالسبُع قال أَبو ذؤيب يصف حمار الوحش صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يَزالُ كأَنَّه عَبدٌ لآلِ أَبي رَبِيعةَ مُسْبَعُ الشَّوارِبُ مجارِي الحَلْق والأَصل فيه مَجاري الماء وأَراد أَنه كثير النُّهاقِ هذه رواية الأَصمعي وقال أَبو سعيد الضرير مُسْبِع بكسر الباء وزعم أَن معناه أَنه وقع السباع في ماشيته قال فشبه الحمار وهو يَنْهَقُ بعبد قد صادفَ في غنمه سَبُعاً فهو يُهَجْهِجُ به ليزجره عنها قال وأَبو ربيعة في بني سعد بن بكر وفي غيرهم ولكن جيران أَبي ذؤيب بنو سعد بن بكر وهم أَصحاب غنم وخص آل ربيعة لأَنهم أَسوأُ الناسِ مَلَكةً وفي حديث ابن عباس وسئل عن مسأَلة فقال إِحْدى من سَبْع أَي اشتدّت فيها الفتيا وعَظُم أَمرها يجوز أَن يكون شِبهها بإِحدى الليالي السبع التي أَرسل الله فيها العذاب على عاد فَضَرَبَها لها مثلاً في الشدة لإِشكالها وقيل أَراد سبع سِنِي يوسف الصدِّيق عليه السلام في الشدة قال شمر وخلق الله سبحانه وتعالى السموات سبعاً والأَرضين سبعاً والأَيام سبعاً وأَسْبَعَ ابنه أَي دفعه إِلى الظُّؤُورةِ المُسْبَع الدَّعِيُّ والمُسْبَعُ المَدْفُوعُ إِلى الظُّؤُورةِ قال العجاج إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا ولم تَلِدْه أُمُّهُ مُقَنَّعا وقال الأَزهري ويقال أَيضاً المُسْبَعُ التابِعةُ
( * قوله « المسبع التابعة » كذا بالأصل ولعله ذو التابعة اي الجنية ) ويقال الذي يُولَدُ لسبعة أَشهر فلم يُنْضِجْه الرَّحِمُ ولم تَتِمّ شُهورُه وأَنشد بيت العجاج قال النضر ويقال رُبَّ غلام رأَيتُه يُراضَعُ قال والمُراضَعةُ أَنْ يَرْضَعَ أُمَّه وفي بطنها ولد وسَبَعَه يَِْبَعُه سَبْعاً طعن عليه وعابه وشتَمه ووقع فيه بالقول القبيح وسَبَعَه أَيضاً عَضَّه بسنه والسِّباعُ الفَخْرُ بكثرة الجِماع وفي الحديث أَنه نهَى عن السِّباعِ قال ابن الأَعرابي السِّباعُ الفَخار كأَنه نهى عن المُفاخَرة بالرَّفَثِ وكثرة الجماع والإِعْرابِ بما يُكَنّى به عنه من أَمر النساء وقيل هو أَن يَتَسابَّ الرجلان فيرمي كل واحد صاحبه بما يسوؤه من سَبَعَه أَي انتقصه وعابه وقيل السِّباعُ الجماع نفسُه وفي الحديث أَنه صَبَّ على رأْسه الماء من سِباعٍ كان منه في رمضان هذه عن ثعلب عن ابن الأَعرابي وبنو سَبِيعٍ قبيلة والسِّباعُ ووادي السِّباعِ موضعان أَنشد الأَخفش أَطْلال دارٍ بالسِّباعِ فَحَمَّةِ سأَلْتُ فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ وقال سُحَيْم بن وَثِيلٍ الرِّياحِي مَرَرْتُ على وادِي السِّباعِ ولا أَرَى كَوادِي السِّباعِ حينَ يُظْلِمُ وادِيا والسَّبُعانُ موضع معروف في ديار قيس قال ابن مقبل أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ ولا يعرف في كلامهم اسم على فَعُلان غيره والسُّبَيْعان جبلان قال الراعي كأَني بِصَحْراءِ السُّبَيْعَينِ لم أَكُنْ بأَمْثالِ هِنْدٍ قَبْلَ هِنْدٍ مُفَجَّعا وسُبَيْعٌ وسِباعٌ اسمان وقول الراجز يا لَيْتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ والجرْحُ مِني فَوْقَ حَرّار أَحَمّْ هو اسم رجل مصغر والسَّبِيعُ بطن من هَمْدانَ رَهْطُ أَبي إِسحق السَّبِيعي وفي الحديث ذكر السَّبِيعِ هو بفتح السين وكسر الباء مَحِلّة من مَحالِّ الكوفة منسوبة إِلى القبيلة وهم بني سَبِيعٍ من هَمْدانَ وأُمُّ الأَسْبُعِ امرأَة وسُبَيْعةُ بن غَزالٍ رجل من العرب له حديث ووزْن سَبْعةٍ لقب

ستع
حكى الأَزهري عن الليث رجل مِسْتَعٌ أَي سريعٌ ماضٍ كَمِسْدَعٍ

سجع
سَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً استوى واستقام وأَشبه بعضه بعضاً قال ذو الرمة قَطَعْتُ بها أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها إِذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غَيْرَ ساجِعِ أَي جائراً غير قاصد والسجع الكلام المُقَفَّى والجمع أَسجاع وأَساجِيعُ وكلام مُسَجَّع وسَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً وسَجَّعَ تَسْجِيعاً تَكَلَّم بكلام له فَواصِلُ كفواصِلِ الشِّعْر من غير وزن وصاحبُه سَجّاعةٌ وهو من الاسْتِواءِ والاستقامةِ والاشتباهِ كأَن كل كلمة تشبه صاحبتها قال ابن جني سمي سَجْعاً لاشتباه أَواخِره وتناسب فَواصِلِه وكسَّرَه على سُجُوع فلا أَدري أَرواه أَم ارتجله وحكِي أَيضاً سَجَع الكلامَ فهو مسجوعٌ وسَجَع بالشيء نطق به على هذه الهيئة والأُسْجُوعةُ ما سُجِعَ به ويقال بينهم أُسْجُوعةٌ قال الأَزهري ولما قضى النبي صلى الله عليه وسلم في جَنِينِ امرأَة ضربتها الأُخرى فَسَقَطَ مَيِّتاً بغُرّة على عاقلة الضاربة قال رجل منهم كيف نَدِيَ من لا شَرِبَ ولا أَكل ولا صاحَ فاستهل ومِثْلُ دمِه يُطَلّْ
( * قوله « يطل » من طل دمه بالفتح أهدره كما أَجازه الكسائي ويروى بطل بباء موحدة راجع النهاية ) ؟ قال صلى الله عليه وسلم إِياكم وسَجْعَ الكُهّان وروي عنه صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن السَّجْعِ في الدُّعاء قال الأَزهري إِنه صلى الله عليه وسلم كره السَّجْعَ في الكلام والدُّعاء لمُشاكلتِه كلامَ الكهَنَة وسجْعَهم فيما يتكهنونه فأَما فواصل الكلام المنظوم الذي لا يشاكل المُسَجَّع فهو مباح في الخطب والرسائل وسَجَعَ الحَمامُ يَسْجَعُ سَجْعاً هَدَلَ على جهة واحدة وفي المثل لا آتيك ما سجَع الحمام يريدون الأَبد عن اللحياني وحَمامٌ سُجُوعٌ سَواجِعُ وحمامة سَجُوعٌ بغير هاء وساجعة وسَجْعُ الحمامةِ موالاة صوتها على طريق واحد تقول العرب سجَعَت الحمامة إِذا دَعَتْ وطَرَّبَتْ في صوتها وسجَعت الناقة سَجْعاً مدّت حَنِينَها على جهة واحدة يقال ناقة ساجِعٌ وسَجَعَتِ القَوْسُ كذلك قال يصف قوساً وهْيَ إِذا أَنْبَضْتَ فيها تَسْجَعُ تَرَنُّمُ النَّحْلِ أَباً لا يَهْجَعُ
( * قوله أباً لا يهجع هكذا في الأصل ولعله أبَى أي كره وامتنع أن ينام )
قوله تَسْجَعُ يعني حَنِين الوَتر لإِنْباضِه يقول كأَنها تَحِنُّ حنيناً متشابهاً وكله من الاستواء والاستقامة والاشتباه أَبو عمرو ناقةٌ ساجعٌ طويلةٌ قال الأَزهري ولم أَسمع هذا لغيره وسجَع له سَجْعاً قصَد وكلُّ سَجْع قَصْدٌ والساجِعُ القاصِدُ في سيره وأَنشد بيت ذي الرمة قطعتُ بها أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها البيت المتقدم وَجْهُ رَكْبها الوَجْهُ الذي يَؤُمُّونه يقول إِنّ السَّمُومَ قابَلَ هُبُوبُها وُجوهَ الرَّكبِ فَأَكْفَؤُوها عن مَهَبِّها اتِّقاءً لِحَرِّها وفي الحديث أَن أَبا بكر رضي الله عنه اشترى جاريةً فأَراد وطأَها فقالت إِني حامل فرفع ذلك إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إِنّ أَحدكم إِذا سَجَع ذلك المَسْجَعَ فليس بالخِيار على اللهِ وأَمَر بردِّها أَي سَلَكَ ذلك المَسْلَكَ وأَصل السجْعِ القَصْدُ المُسْتَوي على نسَقٍ واحد

سدع
السَّدْعُ الهدايةُ للطريق ورجل مِسْدَعٌ دليلٌ ماضٍ لوجهه وقيل سريعٌ وفي التهذيب رجل مِسْدَعٌ ماضٍ لوجهه نحوَ الدليلِ والسَّدْعُ صَدْمُ الشيء بالشيء سَدَعَه يَسْدَعُه سَدْعاً وسُدِعَ الرجلُ نُكِبَ يمانية قال الأَزهري ولم أَجد في كلام العرب شاهداً من ذلك وأَظن قوله مِسْدَع أَصله صاد مِصْدَعٌ من قوله عز وجل فاصدع بما تؤْمر أَي افعل وفي كلامهم نَقْذاً لك من كل سَدْعةٍ أَي سلامة لك من كل نَكْبة

سرع
السُّرْعةُ نقِيضُ البُطْءِ سَرُعَ يَسْرُعُ سَراعةً وسِرْعاً وسَرْعاً وسِرَعاً وسَرَعاً وسُرْعةً فهو سَرِعٌ وسَرِيعٌ وسُراعٌ والأُنثى بالهاء وسَرْعانُ والأُنثى سَرْعَى وأَسْرَعَ وسَرُعَ وفرق سيبويه بين سَرُع وأَسْرَعَ فقال أَسْرَعَ طَلَبَ ذلك من نفسه وتَكَلَّفه كأَنه أَسرَعَ المشي أَي عَجّله وأَما سرُع فكأَنها غَرِيزةٌ واستعمل ابن جني أَسرَع متعدِّياً فقال يعني العرب فمنهم من يَخِفُّ ويُسْرِعُ قبولَ ما يسمعه فهذا إِمَّا أَن يكون يتعدى بحرف وبغير حرف وإِما أَن يكون أَراد إِلى قبوله فحذف وأَوصل وسَرَّع كأَسْرَعَ قال ابن أَحمر أَلا لا أَرى هذا المُسَرِّعَ سابِقاً ولا أَحَداً يَرْجُو البَقِيّةَ باقِيا وأَراد بالبقية البَقاء وقال ابن الأَعرابي سَرِع الرجلُ إِذا أَسرَع في كلامه وفِعاله قال ابن بري وفرس سَريعٌ وسُراعٌ قال عمرو بن معديكرب حتى تَرَوْهُ كاشِفاً قِناعَهْ تَغْدُو بِه سَلْهَبةٌ سُراعَهْ وأَسْرَعَ في السير وهو في الأَصل متعدّ وعجبت من سُرْعةِ ذاك وسِرَعِ ذاك مثال صِغَرِ ذاك عن يعقوب وفي حديث تأْخير السَّحُورِ فكانت سُرْعتي أَن أُدْرِكَ الصلاةَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد إِسراعي والمعنى أَنه لِقُرْبِ سحُورِه من طلوع الفجر يدرك الصلاة بإِسراعه ويقال أَسرَعَ فلان المشي والكتابة وغيرهما وهو فعل مجاوز ويقال أَسرع إِلى كذا وكذا يريدون أَسرَعَ المضيّ إِليه وسارَعَ بمعنى أَسرعَ يقال ذلك للواحد وللجميع سارَعوا قال الله عز وجل أَيحسَبُونَ أَن ما نُمِدُّهُم به من مال وبنين نُسارِعُ لهم في الخيرات معناه أَيحسبون أَن إِمدادَنا لهم بالمال والبنين مجازاة لهم وإِنما هو استدراج من الله لهم وما في معنى للذي أَي أَيحسبون أَن الذي نمدهم به من مال وبنين والخبر محذوف المعنى نسارع لهم به وقال الفراء خبر أَن ما نمدهم به قوله نسارع لهم واسم أَنَّ ما بمعنى الذي ومن قرأَ يُسارِعُ لهم في الخيرات فمعناه يُسارِعُ لهم به في الخيرات فيكون مثل نُسارِعُ ويجوز أَن يَكون على معنى أَيحسبون إِمدادنا يُسارِعُ لهم في الخيرات فلا يحتاج إِلى ضمير وهذا قول الزجاج وفي حديث خيفان مَسارِيعُ في الحرب هو جمع مِسْراع وهو الشديد الإِسْراع في الأُمور مثل مِطْعانٍ ومَطاعِينَ وهو من أَبنية المبالغة وقولهم السَّرَعَ السَّرَعَ مثال الوَحَا وتسرَّعَ الأَمرُ كسَرُعَ قال الراعي فلو أَنّ حَقّ اليَوْم مِنْكُم إِقامةٌ وإِن كان صَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا وتَسَرَّعَ بالأَمر بادَرَ به والمُتَسَرِّعُ المُبادِرُ إِلى الشَّرِّ وتَسَرَّعَ إِلى الشرِّ والمسْرَعُ السَّريعُ إِلى خير أَو شرّ وسارعَ إِلى الأَمر كأَسْرَعَ وسارَعَ إِلى كذا وتَسَرَّع إِليه بمعنًى وجاء سرَعاً أَي سَريعاً والمُسارَعةُ إِلى الشيء المُبادَرَةُ إِليه وأَسرَع الرجلُ سَرُعَتْ دابَّته كما قالوا أَخَفَّ إِذا كانت دابته خفيفة وكذلك أَسرَعَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم سِراعاً وسَرُعَ ما فعلْتَ ذاك وسَرْعَ وسُرْعَ وسَرْعانَ ما يكونُ ذاك وقول مالك بن زغبة الباهلي أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ وحَبْلُ الوَصْلِ مُنتكِثٌ حَذِيقُ ؟ أَراد سَرُعَ فخفف والعرب تخفف الضمة والكسرة لثقلهما فتقول للفَخِذِ فَخْذٌ وللعَضُدِ عَضْدٌ ولا تقول للحَجَر حَجْر لخفة الفتحة وقوله أَنَوْراً معناه أَنَواراً ونِفاراً يا فَرُوقُ وما صلة أَراد سَرُعَ ذا نَوْراً وتقول أَيضاً سِرْعانَ وسُرْعانَ كله اسم للفعل كَشَتان وقال بشر أَتَخْطُبُ فيهم بَعْدَ قتْلِ رِجالِهم ؟ لَسَرْعانَ هذا والدِّماءُ تَصَبَّبُ ابن الأَعرابي وسَرْعانَ ذا خُروجاً وسَرُعانَ ذا خروجاً بضم الراء وسِرْعانَ ذا خروجاً قال ابن السكيت والعرب تقول لَسَرْعانَ ذا خُرُوجاً بتسكين الراء وتقول لَسَرُعَ ذا خروجاً بضم الراء وربما أَسكنوا الراء فقالوا سَرْعَ ذا خروجاً أَي سَرُعَ ذا خُروجاً ولَسَرْعانَ ما صَنَعْتَ كذا أَي ما أَسْرَعَ وفي المثل سَرْعانَ ذا إِهالةً وأَصل هذا المثل أَن رجلاً كان يُحَمَّقُ اشترى شاة عَجْفاءَ يَسِيلُ رُغامُها هُزالاً وسُوءَ حال فظن أَنه وَدَكٌ فقال سَرْعانَ ذا إِهالةً وسَرَعانُ الناسِ وسَرْعانُهم أَوائِلُهم المستبقون إِلى الأَمر وسَرَعانُ الخيلِ أَوائِلُها قال أَبو العباس إِذا كان السَّرَعانُ وصفاً في الناس قيل سَرَعانُ وسَرْعانُ وإِذا كان في غير الناس فسَرَعانُ أَفصح ويجوز سَرْعان وقال الأَصمعي سَرَعانُ الناسِ أَوائِلُهم فحرَّك لمن يُسْرِعُ من العسكر وكان ابن الأَعرابي يسكن الراء فيقول سرْعان الناس أَوائلهم وقال القطامي في لغة من يثقل ويقول سَرَعانَ وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتِيبةَ غُدْوةً فَيُغَيِّفُونَ ونَرْجِعُ السَّرَعانا قال الجوهري في سَرَعانِ الناس يلزم الإِعرابُ نونَه في كل وجه وفي حديث سَهْو الصلاة فخرج سَرَعانُ الناسِ وفي حديث يوم حُنَينٍ فخرج سَرَعان الناس وأَخِفّاؤُهُم والسَّرَعانُ الوَتَرُ القوي قال وعَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعانِها وعادَتْ سِهامي بَينَ أَحْنَى وناصِلِ الأَزهري وسَرَعانُ عَقَبِ المَتْنَيْنِ شِبْهُ الخُصَل تَخْلُص من اللحم ثم تُفْتَلُ أَوتاراً للقِسِيّ يقال لها السرَعانُ قال سمعت ذلك من العرب وقال أَبو زيد واحدة سَرَعانِ العَقَبِ سَرَعانةٌ وقال أَبو حنيفة السَّرَعانُ العَقَبُ الذي يجمع أَطرافَ الريش مما يلي الدائرة وسَرَعانُ الفرس خُصَلٌ في عُنقه وقيل في عَقِبه الواحدة سَرَعانة والسَّرْعُ والسِّرْعُ القَضِيبُ من الكرْم الغَضُّ والجمع سُرُوعٌ وفي التهذيب السَّرْعُ قَضِيب سنة من قُضْبان الكرْم قال وهي تَسْرُعُ سُرُوعاً وهنّ سَوارِعُ والواحدة سارِعةٌ قال والسَّرْعُ والسِّرْعُ اسم القضيب من ذلك خاصّة والسرَعْرَعُ القضيب ما دام رَطْباً غضّاً طرِيّاً لسَنَتِه والأُنثى سَرَعْرَعةٌ وكل قضيب رَطْب سِرْعٌ وسَرْعٌ وسَرَعْرَعٌ قال يصف عُنْفُوانَ الشباب أَزْمانَ إِذْ كُنْتَ كَنَعْتِ الناعِتِ سَرَعْرَعاً خُوطاً كَغُصْنٍ نابِتِ أَي كالخُوطِ السَّرَعْرَعِ والتأْنيثُ على إِرادةِ الشُّعْبة قال الأَزهري والسَّرْغُ بالغين المعجمة لغة في السَّرْع بمعنى القضيب الرطْب وهي السُّرُوعُ والسُّروغُ والسَّرَعْرَعُ الدقيق الطويل والسَّرَعْرَعُ الشابُّ الناعم اللدْنُ الأَصمعي شَبَّ فلان شباباً سَرَعْرَعاً والسَّرَعْرَعةُ من النساء الليِّنة الناعمةُ والأَسارِيعُ شُكُرٌ تَخْرُجُ في أَصلِ الحَبلةِ والأَسارِيعُ التي يتعلق بها العنب وربما أُكلت وهي رَطْبَةٌ حامضةٌ الواحِدُ أُسْرُوعٌ واليَسْرُوع واليُسْروعُ والأَسْرُوع دُودٌ يكون على الشوْك والجمع الأَسارِيعُ وقيل الأَسارِيعُ دُودٌ حُمْرُ الرؤوس بيض الأَجساد تكون في الرمل تُشَبَّه بها أَصابع النساء وقال الأَزهري هي دِيدانٌ تظهر في الربيع مُخَطَّطة بسواد وحمرة قال امرؤ القيس وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كأَنه أَسارِيعُ ظَبْيٍ أَو مساوِيكُ إِسْحِلِ وظَبْيٌ اسم وادٍ بِتِهامةَ يقال أَسارِيعُ ظَبْي كما يقال سِيدُ رَمْل وضَبُّ كُدْيةٍ وثَوْرُ عَدابٍ وقيل اليُسْرُوعُ والأُسْرُوعُ الدُّودةُ الحمراء تكون في البقْل ثم تنسلخ فتصير فَراشة قال ابن بري اليُسْرُوعُ أَكبر من أَن ينسلخ فيصير فراشة لأَنها مقدار الإِصْبَعِ ملْساءُ حمراءُ والأَصل يَسْرُوعٌ لأَنه ليس في الكلام يُفْعُولٌ قال سيبويه وإِنما ضموا أَوّله إِتباعاً لضم الراء كما قالوا أَسْوَدُ بن يعْفُر قال ذو الرمة وحتى سَرَتْ بعد الكَرَى في لَوِيِّه أَسارِيعُ مَعْرُوفٍ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ واللَّوِيُّ ما ذَبَلَ من البَقْل يقول قد اشتدّ الحرّ فإِن الأَسارِيعَ لا تَسْرِي على البقل إِلاَّ ليلاً لأَن شدة الحر بالنهار تقتلها وقال أَبو حنيفة الأُسْرُوعُ طُولُ الشِّبْرِ أَطولُ ما يكون وهو مُزَيَّن بأَحسن الزينة من صفرة وخُضرة وكل لون لا تراه إِلا في العُشب وله قوائم قصار وتأْكلها الكلاب والذئاب والطير وإِذا كَبِرَتْ أَفسدت البقل فَجَدّعتْ أَطرافَه وأُسْرُوعُ الظَّبْي عَصَبةٌ تَسْتَبْطِنُ رجله ويده وأَسارِيعُ القَوْسِ الطُّرَقُ والخُطُوطُ التي في سِيَتها واحدها أُسْرُوعٌ ويُسْرُوعٌ وواحدة الطُّرَقِ طُرْقةٌ وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَنَّ عُنُقَه أَسارِيعُ الذهب أَي طَرائِقُه وفي الحديث كان على صدره الحَسن أَو الحسين فبالَ فرأَيت بوله أَسارِيعَ أَي طرائقَ وأَبو سَرِيعٍ هو النار في العَرْفَجِ وأَنشد لا تَعْدِلَنَّ بأَبِي سَرِيعِ إِذا غَدَتْ نَكْباءُ بالصَّقِيعِ والصَّقِيعُ الثَّلْج وقول ساعِدةَ بن جُؤَيّة وظَلَّتْ تُعَدَّى مِن سَرِيعٍ وسُنْبُك تَصَدَّى بأَجوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ فسره ابن حبيب فقال سَرِيعٌ وسُنْبُكٌ ضَرْبان من السَّيْرِ والسَّرْوَعةُ الرابِيةُ من الرمل وغيره وفي الحديث فأَخَذَ بهم بين سَرْوَعَتَيْنِ ومالَ بهم عن سَنَنِ الطريق حكاه الهرويّ وقال الأَزهري السَّرْوَعةُ النَّبَكةُ العظيمة من الرمْل ويجمع سَرْوَعاتٍ وسَراوِعَ قال الأَزهري والزَّرْوَحةُ مثل السرْوعةِ تكون من الرمل وغيره وسُراوِعٌ موضع عن الفارسي وأَنشد لابن ذَريح عَفا سَرِفٌ من أَهْلِه فَسُراوِعُ
( * قوله « عفا إلخ » تمامه كما في شرح القاموس فؤادي قديد فالتلاع الدوافع وقال إنه عن الفارسي بضم السين وكسر الواو )
وقال غيره إِنما هو سَرَاوِع بالفتح ولم يحك سيبويه فُعاوِلٌ ويروى فَشُراوِع وهي رواية العامّة

سرطع
سَرْطَعَ وطَرْسَعَ كلاهما عَدا عدْواً شديداً من فَزَعٍ

سرقع
السُّرْقُعُ النبيذُ الحامضُ

سطع
السَّطْعُ كل شيء انتشر أَو ارتفع من بَرْقٍ أَو غُبار أَو نُور أَو رِيح سَطَعَ يَسْطَعُ سَطْعاً وسُطُوعاً قال لبيد في صفة الغُبار المرتفع مَشْمُولة غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَجٍ كَدُخانِ نارٍ ساطِعٍ إِسْنامُها غُلِثَتْ خُلِطَتْ والمشمولةُ النار التي أَصابتها الشَّمالُ وأَما قولهم صاطعٌ في ساطعٍ فإِنهم أَبدلوها مع الطاء كما أَبدلوها مع القاف لأَنها في التصَعُّد بمنزلتها والسَّطِيعُ الصُّبْحُ لإِضاءته وانتشاره ويقال للصبح إِذا طلَع ضَوْؤُه في السماء قد سَطَع يسْطَع سُطوعاً أَوّلَ ما ينشقُّ مستطيلاً وكذلك البرق يَسْطَعُ في السماء وكذلك إِذا كان كذَنَب السِّرْحانِ مستطيلاً في السماء قبل أن ينتشر في الأُفق وفي حديث السَّحُور كلوا واشربوا ولا يَهِيدَنَّكم الساطِعُ المُصْعِدُ وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الأَحمر وأَشار بيده في هذا الموضع من نحو المَشْرِق إِلى المَغْرِب عَرْضاً يعني الصبح الأَوّل المستطيل قال الأَزهري وهذا دليل على أَن الصبح الساطع هو المستطيل قال فلذلك قيل للعَمُود من أَعْمِدة الخِباء سِطاعٌ وفي حديث ابن عباس كلوا واشربوا ما دام الضوْءُ ساطِعاً حتى تَعْتَرِضَ الحُمرةُ الأُفُقَ ساطعاً أَي مستطيلاً وسَطَع لي أَمرُك وضَح عن اللحياني وسَطَعَتِ الرائحةُ سَطْعاً وسُطوعاً فاحَتْ وعَلَتْ وارتفعت يقال سَطَعَتْني رائحةُ المِسْك إِذا طارت إِلى أَنفك والسَّطَعُ بالتحريك طُولُ العُنُق وفي حديث أُم معبد وصفتها المصطفى صلى الله عليه وسلم قالت وكان في عُنُقِه سَطَعٌ أَي طُول يقال عُنُقٌ سَطْعاء قال أَبو عبيدة العنق السطعاءُ التي طالت وانتصب علابِيُّها ذكره في صفات الخيل وظَلِيمٌ أَسطَعُ طويلُ العُنُقِ والأُنثى سَطْعاء يقال سَطِعَ سَطَعاً في النعت ويقال في رفعه عنقه سَطَعَ يَسْطَعُ وكذلك الرجل والمرأَة والبعير وقد سَطِعَ سَطَعاً وسَطَعَ يَسْطَعُ رفع رأْسه ومدَّ عُنقه قال ذو الرمة يصف الظَّلِيم فَظَلَّ مُخْتَضِعاً يَبْدُو فَتُنْكِرُه حالاً ويَسْطَعُ أَحياناً فَينْتَسِبُ وعنق أَسطَعُ طويل منتصب وسطَعَ السهمُ إِذا رَمَى به فشخَصَ يلمَع وقال الشماخ أَرِقْتُ له في القَوْمِ والصُّبح ساطِعٌ كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالِي وروي سَمَّرَه ومعناهما أَرسلَه والسِّطاعُ خَشَبة تنصب وسَط الخِباء والرُّواقِ وقيل هو عمود البيت قال القطامي أَلَيْسُوا بالأُلى قَسَطُوا قَدِيماً على النُّعْمانِ وابْتَدَرُوا السِّطاعَا ؟ وذلك أَنهم دخلوا على النُّعمان قُبَّته وجمع السِّطاعِ أَسْطِعةٌ وسُطُعٌ أَنشد ابن الأَعرابي يَنُشْنَه نَوْشاً بأَمْثالِ السُّطُعْ والسِّطاعُ العنق على التشبيه بِسِطاعِ الخباء وناقة ساطِعةٌ ممتدَّة الجِرانِ والعُنُق قال ابن فيد الراجز ما بَرِحَتْ ساطِعة الجِرانِ حَيْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمانِ قال الأَزهري ويقال للبعير الطويل سِطاعٌ تشبيهاً بسطاع البيت وقال مليح الهذلي وحتى دَعا داعي الفِراقِ وَأُدْنِيَتْ إِلى الحَيِّ نُوقٌ والسِّطاعُ المُحَمْلَجُ والسِّطاعُ سِمةٌ في جنب البعير أَو عنقه بالطول وقد سَطَّعَه فهو مُسَطَّعٌ قال الأَزهري هي في العنق بالطول فإِذا كانت بالعَرْضِ فهو العِلاطُ وناقة مَسْطُوعةٌ وإِبِلٌ مُسَطَّعةٌ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي قال وهو فيما زعموا للبيد دَرَى باليَسارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً مُسَطَّعةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ فإِنه فسره فقال مُسَطَّعة من السِّطاعِ وهي السِّمة التي في العنق وهذا هو الأَسْبَقُ وقد تكون المسطَّعة التي على أَقدار السُّطُع من عَمَدِ البيوت والسَّطْعُ والسَّطَعُ أَن تَضْرِبَ شيئاً براحَتِك أَو أَصابِعِك وَقْعاً بتصويت وقد سَطَعَه وسَطَعَ بيديه سَطعاً صَفَّقَ يقال سمعت لضربته سَطَعاً مثقلاً يعني صوت الضربة قال وإِنما ثقلت لأَنه حكاية وليس بنعت ولا مصدر قال والحِكايات يخالَف بينها وبين النعوت أَحياناً وخطيب مِسْطَعٌ ومِسْقَعٌ بليغ متكلم هذه عن اللحياني والسِّطاعُ اسم جبَل بعينه قال صخر الغيّ فذَاك السِّطاعُ خِلافَ النِّجا ءِ تَحْسَبُه ذا طِلاءٍ نَتِيفَا خِلافَ النِّجاءِ أَي بعدَ السّحابِ تَحْسَبُه جملاً أَجرب نُتِفَ وهُنِئَ وأَما قولك لا أَسطيع فالسين ليست بأَصلية وسنذكر ذلك في ترجمة طوع

سعع
السَّعِيعُ الزُؤَانُ أَو نحوه مما يخرج من الطعام فيرمى به واحدته سَعِيعةٌ والسَّعِيعُ الشَّيْلَمُ والسَّعِيعُ أَيضاً أَرْدَأُ الطعام وقيل هو الرَّدِيءُ من الطعام وغيره وطعام مَسْعُوعٌ من السَّعيعِ وهو الذي أَصابَه السَّهامُ قال والسَّهامُ اليَرقانُ وتَسَعْسَعَ الرجل إِذا كَبِرَ وهَرِمَ واضطَرَبَ وأَسَنَّ ولا يكون التَّسَعْسُعُ إِلاَّ باضْطرابٍ مع الكِبَرِ وقد تَسَعْسَعَ عُمُره قال عمرو بن شاس ما زال يُزْجِي حُبَّ لَيْلى أَمامَه ولِيدَيْنِ حتى عُمْرُنا قد تَسَعْسَعا وسَعْسَعَ الشيخُ وغيره وتَسَعْسَع قارَبَ الخَطْوَ واضطَرَبَ من الكِبَرِ أَو الهَرَمِ قال رؤْبة يذكر امرأَة تخاطب صاحبة لها قالَتْ ولم تَأْلُ به أَن يَسْمَعَا يا هِنْدُ ما أَسْرعَ ما تَسَعْسَعا مِنْ بَعْدِ ما كانَ فَتًى سَرَعْرَعا أَخبرت صاحبتها عنه أَنه قد أَدْبَرَ وفَنِيَ إِلاَّ أَقَلَّه والسَّعْسَعةُ الفَناءُ ونحو ذلك ومنه قولهم تسعسع الشهر إِذا ذهب أَكثره واستعمل عمر رضي الله عنه السَّعْسَعةَ في الزمان وذلك أَنه سافر في عَقِبُ شهر رمضان فقال إِنَّ الشهر قد تَسَعْسَعَ فلو صُمْنا بَقِيَّتَه وهو مذكور في الشين أَيضاً وتَسَعْسَعَ أَي أَدْبَرَ وفَنِيَ إِلاَّ أَقَلَّه وكذلك يقال للإِنسان إِذا كَبِرَ وهَرِمَ تَسَعْسَع وسَعْسَعَ شَعْره وسَغْسَغَه إِذا رَوَّاه بالدُّهْنِ وتَسَعْسَعَت حالُ فلان إِذا انْحَطَّت وتَسَعْسَعَ فمه إِذا انْحَسَرَت شفته عن أَسنانه وكل شيء بَليَ وتغير إِلى الفساد فقد تسعسع والسُّعْسُعُ الذئب حكاه يعقوب وأَنشد والسُّعْسُعُ الأَطْلَسُ في حَلْقِه عِكْرِشةٌ تَنْئِقُ في اللِّهْزِمِ أَراد تَنْعِقُ فأَبْدَلَ وسَعْ سَعْ زَجْر للمَعَزِ والسَّعْسَعةُ زَجْر المِعْزَى إِذا قال سَعْ سَعْ وسَعْسَعْتُ بها من ذلك

سفع
السُّفْعةُ والسَّفَعُ السَّوادُ والشُّحُوبُ وقيل نَوْع من السَّواد ليس بالكثير وقيل السواد مع لون آخر وقيل السواد المُشْرَبُ حُمْرة الذكر أَسْفَعُ والأُنثى سَفْعاءُ ومنه قيل للأَثافي سُفْعٌ وهي التي أُوقِدَ بينها النار فسَوَّدَت صِفاحَها التي تلي النار قال زهير أَثافيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَل وفي الحديث أَنا وسَفْعاءُ الخدَّيْنِ الحانِيةُ على ولدها يومَ القيامة كَهاتَيْنِ وضَمَّ إِصْبَعَيْه أَراد بسَفْعاءِ الخدَّيْنِ امرأَة سوداء عاطفة على ولدها أَراد أَنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترَفُّه حتى شحِبَ لونها واسودَّ إِقامة على ولدها بعد وفاة زوجها وفي حديث أَبي عمرو النخعي لما قدم عليه فقال يا رسول الله إِني رأَيت في طريقي هذا رؤْيا رأَيت أَتاناً تركتها في الحيّ ولدت جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى فقال له هل لك من أَمة تركتها مُسِرَّةً حَمْلاً ؟ قال نعم قال فقد ولدت لك غلاماً وهو ابنك قال فما له أَسْفَعَ أَحْوى ؟ قال ادْنُ مِنِّي فدنا منه قال هل بك من بَرَص تكتمه ؟ قال نعم والذي بعثك بالحق ما رآه مخلوق ولا علم به قال هو ذاك ومنه حديث أَبي اليَسَر أَرَى في وجهك سُفْعةً من غضَب أَي تغيراً إِلى السواد ويقال للحَمامة المُطَوَّقة سَفْعاءُ لسواد عِلاطَيْها في عُنُقها وحَمامة سفعاء سُفْعَتُها فوق الطَّوْقِ وقال حميد بن ثور منَ الْوُرْقِ سَفْعاء العِلاطَيْنِ باكَرَتْ فُرُوعَ أَشاءٍ مَطْلَع الشَّمْسِ أَسْحَما ونَعْجة سَفْعاءُ اسوَدّ خَدّاها وسائرها أَبيض والسُّفْعةُ في الوجه سواد في خَدَّي المرأَة الشاحِبةِ وسُفَعُ الثوْرِ نُقَط سُود في وجهه ثَوْرٌ أَسْفَع ومُسَفَّعٌ والأَسْفَعُ الثوْرُ الوحْشِيُّ الذي في خدّيه سواد يضرب إِلى الحُمرة قليلاً قال الشاعر يصف ثَوْراً وحشيّاً شبَّه ناقته في السرعة به كأَنها أَسْفَعُ ذُو حِدّةٍ يَمْسُدُه البَقْلُ ولَيْلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ مِن بُرْقُع مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ شبَّه السُّفْعةَ في وجه الثور بِبُرْقُع أَسْودَ ولا تكون السُّفْعةُ إِلا سواداً مُشْرَباً وُرْقةً وكل صَقْرٍ أَسْفَعُ والصُّقُورُ كلها سُفْعٌ وظَلِيمٌ أَسْفَعُ أَرْبَدُ وسَفَعَتْهُ النارُ والشمسُ والسَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعاً فَتَسَفَّعَ لَفَحَتْه لَفْحاً يسيراً فغيرت لون بشَرته وسَوَّدَتْه والسَّوافِعُ لَوافِحُ السَّمُوم ومنه قول تلك البَدوِيّةِ لعمر بن عبد الوهاب الرياحي ائْتِني في غداةٍ قَرَّةٍ وأَنا أَتَسَفَّعُ بالنار والسُّفْعةُ ما في دِمْنةِ الدار من زِبْل أَو رَمْل أَو رَمادٍ أَو قُمامٍ مُلْتبد تراه مخالفاً للون الأَرض وقيل السفعة في آثار الدار ما خالف من سوادِها سائر لَوْنِ الأَرض قال ذو الرمة أَمْ دِمْنة نَسَفَتْ عنها الصِّبا سُفَعاً كما يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيّةِ الكُتُبُ ويروى من دِمْنة ويروى أَو دِمْنة أَراد سواد الدّمن أَنّ الريح هَبَّتْ به فنسفته وأَلبَسَتْه بياض الرمل وهو قوله بجانِبِ الزرْق أَغْشَتْه معارِفَها وسَفَعَ الطائِرُ ضَرِيبَتَه وسافعَها لَطَمَها بجناحه والمُسافَعةُ المُضارَبةُ كالمُطارَدةِ ومنه قول الأَعشى يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيّةً لِيُدْرِكُها في حَمامٍ ثُكَنْ أَي يُضارِبُ وثُكَنٌ جماعاتٌ وسَفَعَ وجهَه بيده سَفْعاً لَطَمَه وسَفَع عُنُقَه ضربها بكفه مبسوطة وهو مذكور في حرف الصاد وسَفَعَه بالعَصا ضَربه وسافَعَ قِرْنه مُسافَعةً وسِفاعاً قاتَلَه قال خالد بن عامر
( * قوله « خالد بن عامر » بهامش الأصل وشرح القاموس جنادة ابن عامر ويروى لأبي ذؤيب )
كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْج يُسافِعُ فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا وسَفَعَ بناصِيته ورجله يَسْفَعُ سَفْعاً جذَب وأَخَذ وقَبض وفي التنزيل لَنَسْفَعنْ بالناصية ناصية كاذبة ناصِيَتُه مقدَّم رأْسِه أَي لَنَصْهَرَنَّها ولنأْخُذَنَّ بها أَي لنُقْمِئَنَّه ولَنُذِلَّنَّه ويقال لنأْخُذنْ بالناصية إِلى النار كما قال فيؤخذ بالنواصي والأَقدام ويقال معنى لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فكَفَتِ الناصيةُ لأَنها في مقدّم الوجه قال الأَزهري فأَما من قال لنسفعنْ بالناصية أَي لنأْخُذنْ بها إِلى النار فحجته قول الشاعر قَومٌ إِذا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رأَيْتَهُم مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أَو سافِعِ أَراد وآخِذٍ بناصيته وحكى ابن الأَعرابي اسْفَعْ بيده أَي خُذْ بيده ويقال سَفَعَ بناصية الفرس ليركبه ومنه حديث عباس الجشمي إِذا بُعِثَ المؤمن من قبره كان عند رأْسه ملَك فإِذا خرج سفَع بيده وقال أَنا قرينُك في الدنيا أَي أَخذ بيده ومن قال لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فمعناه لنَسِمنْ موضع الناصية بالسواد اكتفى بها من سائر الوجه لأَنه مُقدَّم الوجه والحجة له قوله وكنتُ إِذا نَفْسُ الغَوِيّ نَزَتْ به سَفَعْتُ على العِرْنِين منه بمِيسَمِ أَراد وَسَمْتُه على عِرْنِينِه وهو مثل قوله تعالى سَنَسِمُه على الخُرْطوم وفي الحديث ليصيبن أَقواماً سَفْعٌ من النار أَي علامة تغير أَلوانهم يقال سَفَعْتُ الشيءَ إِذا جعلت عليه علامة يريد أَثراً من النار والسَّفْعةُ العين ومرأَة مَسْفُوعةٌ بها سَفعة أَي إِصابة عين ورواها أَبو عبيد شَفْعةٌ ومرأَة مشفوعة والصحيح ما قلناه ويقال به سَفْعة من الشيطان أَي مَسٌّ كأَنه أَخذ بناصيته وفي حديث أُم سلمة رضي الله عنها أَنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها جارية بها سَفْعةٌ فقال إِنّ بها نَظْرةً فاسْتَرْقُوا لها أَي علامة من الشيطان وقيل ضَربة واحدة منه يعني أَنّ الشيطان أَصابها وهي المرة من السَّفْعِ الأَخذِ المعنى أَن السَّفْعَة أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النظرة فاطلبوا لها الرُّقْيةَ وقيل السَّفْعةُ العين والنَّظْرة الإِصابةُ بالعين ومنه حديث ابن مسعود قال لرجل رآه إِنَّ بهذا سَفعة من الشيطان فقال له الرجل لم أَسمع ما قلت فقال نشدتك بالله هل ترى أَحداً خيراً منك ؟ قال لا قال فلهذا قُلْتُ ما قُلْتُ جعل ما به من العُجْب بنفسه مَسّاً من الجنون والسُّفْعةُ والشُّفْعةُ بالسين والشين الجنون ورجل مَسْفوع ومشفوع أَي مجنون والسَّفْعُ الثوب وجمعه سُفُوع قال الطرماح كما بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيةٍ نَضْحُ عائطٍ يُزَيِّنُها كِنٌّ لها وسُفُوعُ أَراد بالعائط جارية لم تَحْمِلْ وسُفُوعها ثيابها واسْتَفَعَ الرجلُ لَبِسَ ثوبه واستفعت المرأَة ثيابها إِذا لبستها وأَكثر ما يقال ذلك في الثياب المصبوغة وبنو السَّفْعاء قبيلة وسافِعٌ وسُفَيْعٌ ومُسافِعٌ أَسماء

سقع
الأَسْقَعُ المتباعد من الأَعداء والحَسَدَة كلُّ ما يذكر في ترجمة صقع بالصاد فالسين فيه لغة قال الخليل كلُّ صاد تجيء قبل القاف وكلُّ سين تجيء قبل القاف فللعرب فيه لغتان منهم من يجعلها سيناً ومنهم من يجعلها صاداً لا يبالون أَمتصلة كانت بالقاف أَو منفصلة بعد أَن يكونا في كلمة واحدة إِلا أَن الصاد في بعض أَحسن والسين في بعض أَحسن يقال ما أَدري أَين سَقَعَ أَي أَين ذهب وسَقَعَ الدِّيكُ مثل صَقَعَ وخطيب مِسْقَعٌ مثل مِصْقَعٍ والسُّقْعُ ما تحت الرَّكِيَّة وجُولُها من نواحيها وصُقْعُها نواحيها والجمع أَسْقاعٌ والسَّقْعُ لغة في الصَّقْع وكلّ ناحية سُقْعٌ وصُقْع والسين أَحسن والسُّقْعُ ناحية من الأَرض والبيت يقال أَخذ القومُ ذلك السُّقْعَ والسُّقاعُ لغة في الصُّقاعِ والغُرابُ أَسقَعُ وأَصقَعُ والأَسْقَعُ اسم طُوَيْئر كأَنه عُصْفورٌ في ريشه خُضْرةٌ ورأْسه أَبيض يكون بقرب الماء والجمع الأَساقِعُ وإِن أَردت بالأَسْقَعِ نعتاً فالجمع السُّقْعُ والسَّوْقَعةُ من العمامة والرِّداء والخِمار الموضع الذي يلي الرأْس وهو أَسرَعُه وسَخاً بالسين أَحسن قال ووَقْبةُ الثَّرِيدِ سَوْقَعةٌ بالسين أَحسن وفي حديث الأَشجّ الأُمَويِّ أَنه قال لعمرو بن العاص في كلام جرى بينه وبين عمرو إِنك سَقَعْتَ الحاجب وأَوْضَعْتَ الراكبَ السَّقْعُ والصَّقْعُ الضرْبُ بباطن الكفّ أَي أَنك جَبَهته بالقول وواجهته بالمكروه حتى أَدّى عنك
( * قوله « حتى أدى عنك » هو لفظ الأصل والنهاية أيضاً وبهامش نسخة منها والمراد صككت وجهه بشدة كلامك وجبهته بقولك يقال وضع البعير وضعاً ووضوعاً أَسرع في سيره وأوضعه راكبه وأوضع بالراكب جعله موضعاً لراحلته يريد أنك بهرته بالمقابلة حتى ولى عنك ونفر مسرعاً )
وأَسرَعَ ويريد بالإِيضاعِ وهو ضرب من السير أَنك أَذَعْتَ ذكر هذا الخبر حتى سارت به الرُّكْبانُ

سقرقع
السُّقُرْقَعُ شراب لأَهل الحجاز قال وهي حبشية ليست من كلام العرب يتخذ من الشعير والحبوب وليس في الخماسي كلمة على هذا البناء وقيل السقرقع تعريب السُّكُرْكَهْ ساكنة الراء وهي خمر الحبش من الذرة

سكع
سَكَعَ الرجلُ يَسْكَعُ سَكْعاً وتَسَكَّعَ مشَى مُتَعَسِّفاً وما أَدْرِي أَين سَكَعَ وأَين تَسَكَّعَ أَي أَين ذَهَب وأَخذ وتَسَكَّعَ في أَمره لم يهتد لوِجْهَتِه وفي حديث أُم معبد وهل يَسْتَوِي ضُلاَّلُ قَوْمٍ تَسَكَّعُوا ؟ أَي تَحَيَّرُوا ورجل سُكَعٌ متحير مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي وقال هو ضِدُّ الخُتَعِ وهو الماهِر بالدّلالة وسَكَع الرجلُ مثل صَقَعَ والتسَكُّع التّمادِي في الباطل ومنه قول سليمان ابن يزيد العدوي أَلا إِنَّه في غَمْرةٍ يَتسَكَّعُ أَي لا يدري أَين يأْخذ من أَرض الله ورجل نَفِحٌ ونَفِيحٌ وساكعٌ وشَصِيبٌ أَي غَرِيبٌ وفي نوادر الأَعراب فلان في مَسْكَعةٍ من أَمره وفي مُسَكِّعةٍ وهي المُضَلِّلةُ المُوَدِّرَةُ التي لا يُهْتَدى فيها لوجه الأَمر والمُسَكِّعةُ من الأَرضين المُضَلِّلةُ

سلع
السَّلَعُ البَرَصُ والأَسْلَعُ الأَبْرَصُ قال هل تَذْكُرون على ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ أَنَسَ الفَوارِسِ يومَ يَهْوي الأَسْلَعُ ؟ وكان عمْرو بن عُدَسَ أَسلعَ قتله أَنَسُ الفَوارِس بن زياد العبسي يوم ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ والسَّلَعُ آثار النار بالجسَد ورجل أَسْلَعُ تصيبه النار فيحترق فيرى أَثرها فيه وسَلِعَ جِلْدُه بالنار سَلَعاً وتَسَلَّعَ تَشَقَّقَ والسَّلْعُ الشَّقُّ يكون في الجلد وجمعه سُلُوعٌ والسَّلْعُ أَيضاً شَقّ في العَقب والجمع كالجمع والسَّلْعُ شَقّ في الجبل كهيئة الصَّدْعِ وجمعه أَسْلاعٌ وسُلُوعٌ ورواه ابن الأَعرابي واللحياني سِلْعٌ بالكسر وأَنشد ابن الأَعرابي بِسِلْع صَفاً لم يَبْدُ للشمسِ بَدْوةً إِذا ما رآهُ راكِب أُرْعِدَا
( * كذا بياض بالأصل )
وقولهم سُلُوعٌ يدل على أَنه سَلْع وسَلَعَ رأْسَه يَسْلَعُه سَلْعاً فانْسَلَع شقَّه وسَلِعَتْ يده ورجله وتَسَلَّعَتْ تَسْلَعُ سَلَعاً مثل زَلِعَتْ وتَزَلَّعَتْ وانْسَلَعَتا تَشَقّقتا قال حكِيمُ بن مُعَيّةَ الرَّبَعي
( * قوله « حكيم بن معية الربعي » كذا بالأصل هنا وفي شرح القاموس في مادة كلع نسبة البيت إلى عكاشة السعدي )
تَرَى بِرِجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ مِنْ بارِئ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ ودَلِيلٌ مِسْلَعٌ يَشُقُّ الفلاة قالت سُعْدَى الجُهَنِيّة تَرْثي أَخاها أَسعد سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وهادٍ مِسْلَعُ والمَسْلُوعَةُ الطريق لأَنها مشقوقة قال مليح وهُنَّ على مَسْلُوعةٍ زِيَم الحَصَى تُنِيرُ وتَغْشاها هَمالِيجُ طُلَّحُ والسَّلْعة بالفتح الشَّجّةُ في الرأْس كائنة ما كانت يقال في رأْسه سَلْعتانِ والجمع سَلْعاتٌ وسِلاعٌ والسَّلَعُ اسم للجمع كحَلْقَةٍ وحَلَق ورجل مَسْلُوعٌ ومُنْسَلِعٌ وسَلَعَ رأْسَه بالعصا ضربه فشقه والسِّلْعةُ ما تُجِرَ به وأَيضاً العَلَقُ وأَيضاً المَتاعُ وجمعها السِّلَعُ والمُسْلِعُ صاحبُ السِّلْعة والسِّلْعةُ بكسر السين الضَّواةُ وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغُدّة وقال الأَزهري هي الجَدَرةُ تخرج بالرأْس وسائر الجسد تَمُور بين الجلد واللحم إِذا حركتها وقد تكون لسائِرِ البدن في العنق وغيره وقد تكون من حِمَّصةٍ إِلى بِطِّيخةٍ وفي حديث خاتَمِ النُّبُوّة فرأَيتُه مثل السِّلْعة قال هي غدة تظهر بين الجلد واللحم إِذا غُمِزَتْ باليد تحركت ورجل أَسْلَعُ أَحْدَبُ وإِنه لكريم السَّلِيعةِ أَي الخليقة وهما سِلْعانِ وسَلْعانِ أَي مِثلان وأَعطاه أَسلاع إِبله أَي أَشباهَها واحدُها سِلْع وسَلْع قال رجل من العرب ذهبت إِبلي فقال رجل لك عندي أَسلاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيئاتِها وهذا سِلْع هذا أَي مثله وشَرْواهُ والأَسْلاعُ الأَشْباه عن ابن الأَعرابي لم يخص به شيئاً دون شيء والسَّلَعُ سَمّ فأََما قول ابن
( * هنا بياض بالأصل )
يَظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأَسْلَعا فإِنه تَوهَّم منه فِعْلاً ثم اشْتَقَّ منه صفة ثم أَفْرَدَ لأَن لفظ السِّمام واحد وإِن كان جمعاً أَو حمله على السم والسَّلَعُ نبات وقيل شجر مُرّ قال بشر يَسُومُونَ العِلاجَ بذاتِ كَهْفٍ وما فيها لَهُمْ سَلَعٌ وَقارُ ومنه المُسَلَّعةُ كانت العرب في جاهليتها تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع والعُشَر في المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها وقيل يُعَلِّقون ذلك في أَذنابها ثم تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بلهب النار المشبه بِسَنى البرق وقيل يُضْرِمُون فيها النار وهم يُصَعِّدُونها في الجبل فيُمْطَرون زعموا قال الوَرَكُ
( * قوله « قال الورك » في شرح القاموس قال وداك ) الطائي لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُ يَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَر أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعةً ذَرِيعةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والمَطَرِ ؟ وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد السَّلَعُ سمّ كله وهو لفْظ قليل في الأَرض وله ورقة صُفَيْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب وهو بقلة تنفرش كأَنها راحة الكلب قال وأَخبرني أَعرابي من أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شجر مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالاً خضراً لا ورق لها ولكن لها قُضْبان تلتف على الغصون وتَتَشَبَّكُ وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط أَنشد غيره لأُمية ابن أَبي الصلت سَلَعٌ ما ومِثْلُه عُشَرٌ ما عائِلٌ ما وعالَتِ البَيْقُورا وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على ما يفعله العرب من استمطارهم بإِضرام النار في أَذناب البقر وسَلْع موضع بقرب المدينة وقيل جبل بالمدينة قال تأَبط شرّاً إِنَّ بالشِّعْبِ الذي دُون سَلْعٍ لَقَتِيلاً دَمُه ما يُطَلُّ قال ابن بري البيت للشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبط شرّاً يرثيه ولذلك قال في آخر القصيدة فاسْقِنِيها يا سَوادُ بنَ عَمْرٍو إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ يعني بخاله تأَبط شرّاً فثبت أَنه لابن أُخته الشنفرى والسَّوْلعُ الصَّبِرُ المُرّ

سلفع
السَّلْفَعُ الشجاع الجَرِيءُ الجَسُور وقيل هو السَّلِيطُ وامرأَة سَلْفَعٌ الذكر والأُنثى فيه سواء سَلِيطةٌ جَرِيئةٌ وقيل هي القليلة اللحم السريعة المشي الرَّصْعاءُ أَنشد ثعلب وما بَدَلٌ مِنْ أُمِّ عُثْمانَ سَلْفَعٌ مِنَ السُّودِ وَرْهاءُ العِنانِ عَرُوبُ وفي الحديث شَرُّهُنَّ السَّلْفَعةُ البَلْقَعةُ السَّلْفَعةُ البَذيَّةُ الفَحَّاشةُ القَلِيلةُ الحَياءِ ورجل سَلْفَعٌ قليل الحياء جَرِيءٌ وفي حديث أَبي الدرداء شَرُّ نسائِكم السَّلْفَعةُ هي الجَرِيئةُ على الرجال وأَكثر ما يوصف به المؤنث وهو بلا هاء أَكثر ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى فجاءته إِحداهما تَمْشِي على اسْتِحياءٍ قال ليست بِسَلْفَعٍ وحديث المغيرة فَقْماءُ سَلْفَعٌ
( * قوله « فقماء سلفع » هو بهذا الضبط هنا بشكل القلم في نسخة النهاية التي بأَيدينا وفيها في مادة فقم ضبطه بالجر ) وأَنشد ابن بري لسيار الااني
( * قوله « الااني » هكذا في الأصل المعول عليه بدون نقط الحرف الذي بعد اللام الف )
أَعارَ عِنْدَ السِّنّ والمَشِيبِ ما شِئتَ مِنْ شَمَرْدَلٍ نَجِيبِ أُعِرْتَه مِن سَلْفَعٍ صَخوبِ في أَعار ضمير على اسم الله تعالى يريد أَن الله قد رزقه أَولاداً طِوالاً جِساماً نُجَباءَ من امرأَة سَلْفَع بَذِيَّةٍ لا لحم على ذراعيها وساقيها وسَلْفَعَ الرجلُ لغة في صَلْفَعَ أَفْلَسَ وفي صَلْفَعَ عِلاوَتَه ضرَب عُنُقَه والسَّلْفَعُ من النوق الشديدة وسَلْفَعٌ اسم كلبة قال فلا تَحْسَبَنِّي شَحْمةً مِنْ وَقِيفَةٍ مُطَرَّدةً مما تَصِيدُك سَلْفَعُ

سلقع
السَّلْقَعُ المكانُ الحَزْنُ الغليظ ويقال هو إِتباع لِبَلْقَع ولا يفرد يقال بَلْقَعٌ سَلْقَعٌ وبلاد بَلاقِعُ سَلاقِعُ وهي الأَرضون القِفار التي لا شيء فيها والسَّلَنْقَعُ البرْقُ واسْلَنْقَعَ الحَصى حَمِيَتْ عليه الشمس فلَمَع ويقال له حينئذٍ اسْلَنْقَعَ بالبَرِيق واسْلَنْقَعَ البَرْقُ استَطارَ في الغَيْمِ وإِنما هي خَطْفة خفية لا تَلْبَث والسِّلِنْقاعُ خطفته وسَلْقَعَ الرجلُ لغة في صَلْقَعَ أَفْلَسَ وفي صَلْقَعَ عِلاوَتَه أَي ضرب عُنقه الأَزهري السِّلِنْقاعُ البرق إِذا لَمَع لَمَعاناً مُتداركاً

سلمع
سَلَمَّعٌ من أَسماء الذئب

سلنطع
السُّلْطُوعُ الجَبل الأَملس والسَّلَنْطَعُ المُتَتَعْتِعُ المُتَعَتِّه في كلامه كالمجنون

سمع
السَّمْعُ حِسُّ الأُذن وفي التنزيل أَو أَلقى السمْع وهو شهيد وقال ثعلب معناه خَلا له فلم يشتغل بغيره وقد سَمِعَه سَمْعاً وسِمْعاً وسَماعاً وسَماعةً وسَماعِيةً قال اللحياني وقال بعضهم السَّمْعُ المصدر والسِّمع الاسم والسَّمْعُ أَيضاً الأُذن والجمع أَسْماعٌ ابن السكيت السَّمْعُ سَمْعُ الإِنسان وغيره يكون واحداً وجمعاً وأَما قول الهذلي فلمَّا رَدَّ سامِعَه إِليه وجَلَّى عن عَمايَتِه عَماهُ فإِنه عنى بالسامِع الأُذن وذكّر لمكان العُضْو وسَمَّعه الخبر وأَسْمعه إِيّاه وقوله تعالى واسْمَعْ غيرَ مُسْمَع فسره ثعلب فقال اسْمَعْ لا سَمِعْتَ وقوله تعالى إِنْ تُسْمِعُ إِلا من يؤْمِنُ بآياتنا أَي ما تُسمع إِلا من يؤمن بها وأَراد بالإِسماعِ ههنا القبول والعمل بما يسمع لأِنه إِذا لم يقبل ولم يعمل فهو بمنزلة من لم يسمع وسَمَّعَه الصوت وأَسمَعه اسْتَمَعَ له وتسَمَّع إِليه أَصْغى فإِذا أَدْغَمْت قلت اسَّمَّعَ إِليه وقرئ لا يَسَّمَّعون إِلى الملإِ الأَعلى يقال تَسَمَّعت إِليه وسَمِعْتُ إِليه وسَمِعْتُ له كله بمعنى لأَنه تعالى قال لا تَسْمَعوا لهذا القرآن وقرئ لا يَسْمَعُون إِلى الملإِ الأَعلى مخففاً والمِسْمَعةُ والمِسْمَعُ والمَسْمَعُ الأَخيرة عن ابن جبلة الأُذن وقيل المَسْمَعُ خَرْقُها الذي يُسْمَعُ به ومَدْخَلُ الكلام فيها يقال فلان عظيم المِسْمَعَيْن والسامِعَتَيْنِ والسامِعتانِ الأُذنان من كل شيء ذي سَمْعٍ والسامِعةُ الأُذن قال طرفة يصف أُذن ناقته مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَومَلَ مُفْرَدِ ويروى وسامِعتانِ وفي الحديث ملأَ الله مَسامِعَه هي جمع مِسْمع وهو آلةُ السَّمع أَو جمع سمع على غير قياس كمَشابِهَ ومَلامِحَ ومنه حديث أَبي جهل إِنَّ محمداً نزل يَثْرِبَ وإِنه حَنِقَ عليكم نَفَيْتُموه نَفْي القُراد عن المَسامِع يعني عن الآذان أَي أَخرجتموه من مكة إِخراج استِئْصالٍ لأَن أَخذ القراد عن الدابة قلعُه باكللية والأُذن أَخَفُّ الأَعضاء شعَراً بل أَكثرها لا شعَر عليه
( * أعاد الضمير في عليه الى العضو واحد الأعضاء لا الى الأذن فلذلك ذكّره ) فيكون النزع منها أَبلغ وقالوا هو مني مَرأًى ومَسْمَعٌ يرفع وينصب وهو مِني بمَرأًى ومَسْمَعٍ وقالوا ذلك سَمْعَ أُذُني وسِمْعَها وسَماعَها وسَماعَتَها أَي إِسْماعَها قال سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ أَنِّي أَعْوذُ بخَيْرِ خالِك يا ابنَ عَمْرِو أَوقَعَ الاسم موقع المصدر كأَنه قال إِسماعاً كما قال وبَعْدَ عَطائِك المائةَ الرِّتاعا أَي إِعطائِك قال سيبويه وإِن شئت قلت سَمْعاً قال ذلك إِذا لم تَخْتَصِصْ نفْسَك وقال اللحياني سَمْعُ أُذني فلاناً يقول ذلك وسِمْعُ أُذني وسَمْعةُ أُذني فرفع في كل ذلك قال سيبويه وقالوا أَخذت ذلك عنه سَماعاً وسَمْعاً جاؤوا بالمصدر على غير فعله وهذا عنده غير مطرد وتَسامَعَ به الناس وقولهم سَمْعَكَ إِليَّ أَي اسْمَعْ مِني وكذلك قولهم سَماعِ أَي اسْمَعْ مثل دَراكِ ومَناعِ بمعنى أَدْرِكْ وامْنَعْ قال ابن بري شاهده قول الشاعر فسَماعِ أَسْتاهَ الكِلابِ سَماعِ قال وقد تأْتي سَمِعْتُ بمعنى أَجَبْتُ ومنه قولهم سَمِعَ الله لمن حَمِدَه أَي أَجاب حَمْده وتقبّله يقال اسْمَعْ دُعائي أَي أَجِبْ لأَن غرض السائل الإِجابةُ والقَبُولُ وعليه ما أَنشده أَبو زيد دَعَوْتُ اللهَ حتى خِفْتُ أَن لا يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أَقولُ وقوله أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ أَي ما أَبْصَرَه وما أَسْمَعَه على التعجب ومنه الحديث اللهم إِني أَعوذ بك من دُعاء لا يُسْمعُ أَي لا يُستجاب ولا يُعْتَدُّ به فكأَنه غير مَسْموع ومنه الحديث سَمِعَ سامِعٌ بحمدِ الله وحُسْنِ بلائه علينا أَي لِيَسْمَعِ السامِعُ ولِيَشْهَدِ الشاهِدُ حَمْدَنا اللهَ تعالى على ما أَحسَن إِلينا وأَوْلانا من نعمه وحُسْنُ البلاء النِّعْمةُ والاخْتِبارُ بالخير ليتبين الشكر وبالشرّ ليظهر الصبر وفي حديث عمرو بن عَبْسة قال له أَيُّ الساعاتِ أَسْمَعُ ؟ قال جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي أَوْفَقُ لاستماع الدعاء فيه وأَوْلى بالاستجابة وهو من باب نهارُه صائم وليله قائم ومنه حديث الضحّاك لما عرض عليه الإِسلام قال فسمعتُ منه كلاماً لم أَسْمَعْ قط قولاً أَسْمَعَ منه يريد أَبْلَغَ وأَنْجَعَ في القلب وقالوا سَمْعاً وطاعة فنصبوه على إِضْمار الفعل غير المستعمل إِظهاره ومنهم من يرفعه أَي أَمري ذلك والذي يُرْفَعُ عليه غير مستعمل إِظهاره كما أَنّ الذي ينصب عليه كذلك ورجل سَمِيعٌ سامِعٌ وعَدَّوْه فقالوا هو سميع قوْلَكَ وقَوْلَ غيرِك والسميع من صفاته عز وجل وأَسمائه لا يَعْزُبُ عن إِدْراكِه مسموع وإِن خفي فهو يسمع بغير جارحة وفَعِيلٌ من أَبْنِيةِ المُبالغة وفي التنزيل وكان الله سميعاً بصيراً وهو الذي وَسِعَ سَمْعُه كل شيء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وقال في موضع آخر أَم يحسبون أَنَّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى قال الأَزهري والعجب من قوم فسَّروا السميعَ بمعنى المُسْمِع فِراراً من وصف الله بأَن له سَمْعاً وقد ذكر الله الفعل في غير موضع من كتابه فهو سَمِيعٌ ذو سَمْعٍ بلا تَكيِيفٍ ولا تشبيه بالسمع من خلقه ولا سَمْعُه كسَمْعِ خلقه ونحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف قال ولست أُنكر في كلام العرب أَن يكون السميع سامِعاً ويكون مُسْمِعاً وقد قال عمرو بن معديكرب أَمِنْ رَيْحانةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ يُؤَرِّقُني وأَصحابي هُجُوعُ ؟ فهو في هذا البيت بمعنى المُسْمِعِ وهو شاذّ والظاهر الأَكثر من كلام العرب أَن يكون السميعُ بمعنى السامِعِ مثل علِيمٍ وعالِم وقدِير وقادِرٍ ومُنادٍ سَمِيعٌ مُسْمِعٌ كخبير ومُخْبر وأُذن سَمْعةٌ وسَمَعَةٌ وسَمِعةٌ وسَمِيعةٌ وسامِعةٌ وسَمّاعةٌ وسَمُوعةٌ والسَّمِيع المَسْمُوعُ أَيضاً والسَّمْعُ ما وَقَر في الأُذن من شيء تسمعه ويقال ساءَ سَمْعاً فأَساءَ إِجابةً أَي لم يَسْمَعْ حسَناً ورجل سَمّاعٌ إِذا كان كثير الاستماع لما يُقال ويُنْطَقُ به قال الله عز وجل سَمّاعون للكذب فُسّر قوله سماعون للكذب على وجهين أَحدهما أَنهم يسمعون لكي يكذبوا فيما سمعوا ويجوز أَن يكون معناه أَنهم يسمعون الكذب ليشيعوه في الناس والله أَعلم بما أَراد وقوله عز وجل ختمَ الله على قلوبِهم وعلى سَمْعِهم وعلى أَبصارهم غشاوة فمعنى خَتَمَ طَبَع على قلوبهم بكفرهم وهم كانوا يسمعون ويبصرون ولكنهم لم يستعملوا هذه الحواسّ استعمالاً يُجْدِي عليهم فصاروا كمن لم يسمع ولم يُبْصِرْ ولم يَعْقِلْ كما قالوا أَصَمّ عَمّا ساءَه سَمِيع وقوله على سَمْعِهم فالمراد منه على أَسماعهم وفيه ثلاثة أَوجه أَحدها أَن السمع بمعنى المصدر يوحّد ويراد به الجمع لأَن المصادر لا تجمع والثاني أَن يكون المعنى على مواضع سمعهم فحذفت المواضع كما تقول هم عَدْل أَي ذوو عدل والثالث أَن تكون إِضافته السمع إِليهم دالاًّ على أَسماعِهم كما قال في حَلْقِكُم عَظْمٌ وقد شَجِينا معناه في حُلوقكم ومثله كثير في كلام العرب وجمع الأَسْماعِ أَسامِيعُ وحكى الأَزهري عن أَبي زيد ويقال لجميع خروق الإِنسان عينيه ومَنْخِرَيْهِ واسْتِه مَسامِعُ لا يُفْرَدُ واحدها قال الليث يقال سَمِعَتْ أُذُني زيداً يفعل كذا وكذا أَي أَبْصَرْتُه بعيني يفعل ذلك قال الأَزهري لا أَدري من أَين جاء الليث بهذا الحرف وليس من مذاهب العرب أَن يقول الرجل سَمِعَتْ أُذُني بمعنى أَبْصَرَتْ عيني قال وهو عندي كلام فاسد ولا آمَنُ أَن يكون ولَّدَه أَهل البِدَع والأَهواء والسِّمْعُ والسَّمْعُ الأَخيرة عن اللحياني والسِّماعُ كله الذِّكْرُ المَسْمُوعُ الحسَن الجميلُ قال
أَلا يا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومِي ... على شيءٍ رَفَعْتُ به سَماعي
ويقال ذهب سمْعُه في الناس وصِيتُه أَي ذكره وقال اللحياني هذا أَمر ذو سِمْع وذو سَماع إِمّا حسَنٌ وإِمَّا قَبِيحٌ ويقال سَمَّعَ به إِذا رَفَعَه من الخُمول ونَشَرَ ذِكْرَه والسَّماعُ ما سَمَّعْتَ به فشاع وتُكُلِّمَ به وكلُّ ما التذته الأُذن من صَوْتٍ حَسَنٍ سماع والسَّماعُ الغِناءُ والمُسْمِعةُ المُغَنِّيةُ ومن أَسماء القيدِ المُسْمِعُ وقوله أَنشده ثعلب ومُسْمِعَتانِ وزَمَّارةٌ وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَنِيق فسره فقال المُسْمِعَتانِ القَيْدانِ كأَنهما يُغَنِّيانه وأَنث لأَنّ أَكثر ذلك للمرأَة والزَّمّارةُ السّاجُور وكتب الحجاج إِلى عامل له أَن ابعث إِليّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً أَي مُقَيَّداً مُسَوْجَراً وكل ذلك على التشبيه وفَعَلْتُ ذلك تَسْمِعَتَك وتَسْمِعةً لك أَي لِتَسْمَعَه وما فعَلْت ذلك رِياءً ولا سَمْعةً ولا سُمْعةً وسَمَّعَ به أَسمَعَه القبيحَ وشَتَمَه وتَسامَعَ به الناسُ وأَسمَعَه الحديثَ وأَسمَعَه أَي شتَمه وسَمَّعَ بالرجل أَذاعَ عنه عَيْباً ونَدَّدَ به وشَهَّرَه وفضَحَه وأَسمَعَ الناسَ إِياه قال الأَزهري ومن التَّسْمِيعِ بمعنى الشتم وإِسماع القبيح قوله صلى الله عليه وسلم مَنْ سَمَّعَ بِعَبْدٍ سَمَّعَ الله به أَبو زيد شَتَّرْتُ به تَشْتِيراً ونَدَّدْتُ به وسَمَّعْتُ به وهَجَّلْتُ به إِذا أَسْمَعْتَه القبيحَ وشَتَمْتَه وفي الحديث من سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللهُ به سامِعُ خَلْقِه وحَقَّرَه وصَغَّرَه وروي أَسامِعَ خَلْقِه فَسامِعُ خَلْقه بدل من الله تعالى ولا يكون صفة لأَنَّ فِعْله كلَّه حالٌ وقال الأَزهري من رواه سامِعُ خلقه فهو مرفوع أَراد سَمَّعَ اللهُ سامِعُ خلقه به أَي فضَحَه ومن رواه أَسامِعَ خَلْقِه بالنصب كَسَّرَ سَمْعاً على أَسْمُع ثم كسَّر أَسْمُعاً على أَسامِعَ وذلك أَنه جعل السمع اسماً لا مصدراً ولو كان مصدراً لم يجمعه يريد أَن الله يُسْمِع أَسامِعَ خلقه بهذا الرجل يوم القيامة وقيل أَراد من سَمَّع الناسَ بعمله سَمَّعه الله وأَراه ثوابه من غير أَن يعطيه وقيل من أَراد بعمله الناس أَسمعه الله الناس وكان ذلك ثوابه وقيل من أَراد أَن يفعل فعلاً صالحاً في السرّ ثم يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإِن الله يسمع به ويظهر إِلى الناس غَرَضَه وأَن عمله لم يكن خالصاً وقيل يريد من نسب إِلى نفسه عملاً صالحاً لم يفعله وادّعى خيراً لم يصنعه فإِن الله يَفْضَحُه ويظهر كذبه ومنه الحديث إِنما فَعَله سُمْعةً ورياءً أَي لِيَسْمَعَه الناسُ ويَرَوْه ومنه الحديث قيل لبعض الصحابة لِمَ لا تُكَلِّمُ عثمان ؟ قال أَتُرَوْنَني أُكَلِّمُه سَمْعكُم أَي بحيث تسمعون وفي الحديث عن جندب البَجَلِيّ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سَمَّعَ يُسَمِّعُ الله به ومن يُرائي يُرائي اللهُ به وسَمِّع بفلان أَي ائت إِليه أَمراً يُسْمَعُ به ونوِّه بذكره هذه عن اللحياني وسَمَّعَ بفلان بالناس نَوَّه بذكره والسُّمْعةُ ما سُمِّعَ به من طعام أَو غير ذلك رِياء ليُسْمَعَ ويُرى وتقول فعله رِياءً وسمعة أَي ليراه الناس ويسمعوا به والتسْمِيعُ التشْنِيعُ وامرأَة سُمْعُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ بالتخفيف الأَخيرة عن يعقوب أَي مُسْتَمِعةٌ سِمّاعةٌ قال إِنَّ لكم لَكَنّهْ مِعَنّةً مِفَنّهْ سِمْعَنّةً نِظْرَنّهْ كالرِّيحِ حَوْلَ القُنّهْ إِلاَّ تَرَهْ تَظَنّهْ ويروى كالذئب وسْطَ العُنّهْ والمِعَنّةُ المعترضةُ والمِفَنَّةُ التي تأْتي بفُنُونٍ من العجائب ويروى سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّةً بالضم وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَبَصَّرَت فلم ترَ شيئاً تَظَنَّتْه تَظَنِّياً أَي عَمِلَتْ بالظنّ وكان الأَخفش يكسر أَولهما ويفتح ثالثهما وقال اللحياني سُمْعُنّةٌ نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ أَي جيدة السمع والنظر وقوله أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ أَي ما أَسْمَعَه وما أَبصَرَه على التعجب ورجل سِمْعٌ يُسْمَعُ وفي الدعاء اللهم سِمْعاً لا بِلْغاً وسَمْعاً لا بَلْغاً وسِمْعٌ لا بِلْغٌ وسَمْعٌ لا بَلْغ معناه يُسْمَعُ ولا يَبْلُغُ وقيل معناه يُسْمَعُ ولايحتاجُ أَن يُبَلَّغَ وقيل يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ الكسائي إِذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال سِمْعٌ ولا بِلْغ وسَمْع لا بَلْغ أَي أَسمع بالدّواهي ولا تبلغني وسَمْعُ الأَرضِ وبَصَرُها طُولُها وعَرْضها قال أَبو عبيد ولا وجه له إِنما معناه الخَلاء وحكى ابن الأَعرابي أَلقى نفسه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها إِذا غَرَّرَ بها وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو وفي حديث قَيْلة أَن أُختها قالت الوَيْلُ لأُختي لا تُخْبِرْها بكذا فتخرجَ بين سمع الأَرض وبصرها وفي النهاية لا تُخبِرْ أُخْتي فتَتَّبِعَ أَخا بكر بن وائل بين سمع الأَرض وبصرها يقال خرج فلان بين سمع الأَرض وبصرها إِذا لم يَدْرِ أَين يتوجه لأَنه لا يقع على الطريق وقيل أَرادت بين سمع أَهل الأَرض وبصرهم فحذفت الأَهل كقوله تعالى واسأَل القريةَ أَي أَهلها ويقال للرجل إِذا غَرَّرَ بنفسه وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو أَلقى نفسه بين سمع الأَرض وبصرها وقال أَبو عبيد معنى قوله تخرج أُختي معه بين سمع الأَرض وبصرها أَن الرجل يخلو بها ليس معها أَحد يسمع كلامها ويبصرها إِلا الأَرضُ القَفْرُ ليس أَن الأَرض لها سَمْع ولكنها وكَّدت الشَّناعة في خَلْوتِها بالرجل الذي صَحِبها وقال الزمخشري هو تمثيل أَي لا يسمع كلامهما ولا يبصرهما إِلا الأَرض تعني أُختها والبكْريّ الذي تَصْحَبُه قال ابن السكيت يقال لقيته بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها أَي بأَرض ما بها أَحد وسَمِعَ له أَطاعه وفي الخبر أَن عبد الملك بن مَرْوان خطب يومَاً فقال ولِيَكُم عُمَرُ بن الخطاب وكان فَظًّا غَلِيظاً مُضَيِّقاً عليكم فسمعتم له والمِسمَع موضع العُروة من المَزادة وقيل هو ما جاوز خَرْتَ العُروة وقيل المِسْمَعُ عُروة في وسَط الدلو والمَزادةِ والإِداوةِ يجعل فيها حبل لِتَعْتَدِلَ الدلو قال عبد الله بن أَوفى نُعَدِّلُ ذا المَيْلِ إِنْ رامَنا كما عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ وأَسمَعَ الدلوَ جعل لها عروة في أَسفلها من باطن ثم شدّ حبلاً إِلى العَرْقُوةِ لتخف على حاملها وقيل المِسْمَعُ عُروة في داخل الدلو بإِزائها عروة أُخرى فإِذا استثقل الشيخ أَو الصبي أَن يستقي بها جمعوا بين العروتين وشدوهما لتخِفّ ويَقِلَّ أَخذها للماء يقال منه أَسْمَعْتُ الدلو قال الراجز أَحْمَر غَضْب لا يبالي ما اسْتَقَى لا يُسْمِعُ الدَّلْو إِذا الوِرْدُ التَقَى وقال سأَلْت عَمْراً بعد بَكْرٍ خُفّا والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفّا يقول سأَله بكراً من الإِبل فلم يعطه فسأَله خُفًّا أَي جَمَلاً مُسِنًّا والمِسْمَعانِ جانبا الغَرْب والمِسمَعانِ الخَشَبتانِ اللتان تُدْخَلانِ في عُرْوَتي الزَّبِيلِ إِذا أُخرج به التراب من البئر وقد أَسْمَعَ الزَّبِيلَ قال الأَزهريّ وسمعت بعض العرب يقول للرجلين اللذين ينزعان المِشْآة من البئر يترابها عند احتفارها أَسْمِعا المِشآة أَي أَبيناها عن جُول الركية وفمها قال الليث السَّمِيعانِ من أَدَواتِ الحَرَّاثين عُودانِ طوِيلانِ في المِقْرَنِ الذي يُقْرَنُ به الثور أَي لحراثة الأَرض والمِسْمَعانِ جَوْرَبانِ يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إِذا طلب الظباء في الظهيرة والسِّمْعُ سَبُع مُرَكَّبٌ وهو ولَد الذِّئب من الضَّبُع وفي المثل أَسمَعُ من السِّمْعِ الأَزَلِّ وربما قالوا أَسمَعُ من سِمْع قال الشاعر تَراهُ حَدِيدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً أَغَرَّ طَوِيلَ الباعِ أَسْمَعَ من سِمْعِ والسَّمَعْمَعُ الصغير الرأْس والجُثَّةِ الداهيةُ قال ابن بري شاهده قول الشاعر كأَنَّ فيه وَرَلاً سَمَعْمَعا وقيل هو الخفيفُ اللحمِ السريعُ العملِ الخبيثُ اللَّبِقُ طال أَو قَصُر وقيل هو المُنْكَمِشُ الماضي وهو فَعَلْعَلٌ وغُول سَمَعْمَعٌ وشيطان سَمَعْمَعٌ لخُبْثِه قال ويْلٌ لأَجْمالِ العَجُوزِ مِنِّي إِذا دَنَوْتُ أَو دَنَوْنَ منِّي كأَنَّني سَمَعْمَعٌ مِن جِنِّ لم يقنع بقوله سمعمع حتى قال من جن لأَن سمعمع الجن أَنْكَرُ وأَخبث من سمعمع الإِنس قال ابن جني لا يكون رويُّه إِلا النون أَلا ترى أَن فيه من جِنّ والنون في الجن لا تكون إِلا رويّاً لأَن الياء بعدها للإِطلاق لا محالة ؟ وفي حديث علي سَمَعْمَعٌ كأَنَّني من جِنِّ أَي سريع خفيف وهو في وصف الذئب أَشهر وامرأَة سَمَعْمَعةٌ كأَنها غُولٌ أَو ذئبة حدّث عوانة أَن المغيرة سأَل ابن لسان الحمرة عن النساء فقال النساء أَرْبَع فَرَبِيعٌ مَرْبَع وجَمِيعٌ تَجْمَع وشيطانٌ سَمَعْمَع ويروى سُمَّع وغُلٌّ لا يُخْلَع فقال فَسِّرْ قال الرَّبِيعُ المَرْبَع الشابّةُ الجميلة التي إِذا نظرت إِليها سَرَّتْك وإِذا أَقسَمْتَ عليها أَبَرَّتْك وأَما الجميع التي تجمع فالمرأَة تتزوجها ولك نَشَب ولها نشَب فتجمع ذلك وأَما الشيطان السَّمَعْمَعُ فهي الكالحة في وجهك إِذا دخلت المُوَلْوِلَةُ في إِثْرك إِذا خرجت وامرأَة سَمَعْمَعةٌ كأَنها غُول والشيطانُ الخَبِيث يقال له السَّمَعْمَعُ قال وأَما الغُلُّ الذي لا يُخْلَعُ فبنت عمك القصيرة الفَوْهاء الدَّمِيمةُ السوداء التي نثرت لك ذا بطنها فإِن طلقتها ضاع ولدك وإِن أَمْسَكْتها أَمسَكْتَها على مِثْلِ جَدْعِ أَنفك والرأْس السَّمَعْمَعُ الصغير الخفيف وقال بعضهم غُولٌ سُمَّعٌ خفيفُ الرأْس وأَنشد شمر فَلَيْسَتْ بِإِنسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه ولكِنَّها غُولٌ مِن الجِنِّ سُمَّعُ وفي حديث سفيان بن نُبَيح الهذلي ورأْسُه متَمرِّقُ الشعر سَمَعْمَعٌ أَي لطيف الرأْس والسَّمَعْمَعُ والسَّمْسامُ من الرجال الطويل الدقيقُ وامرأَة سَمَعْمَعةٌ وسَمْسامةٌ ومِسْمَعٌ أَبو قبيلة يقال لهم المَسامِعةُ دخلت فيه الهاء للنسب وقال اللحياني المَسامِعةُ من تَيْمِ اللاَّتِ وسُمَيْعٌ وسَماعةُ وسِمْعانُ أَسماء وسِمْعانُ اسم الرجل المؤمن من آل فرعون وهو الذي كان يَكْتُمُ إِيمانَه وقيل كان اسمه حبيباً والمِسْمَعانِ عامر وعبد الملك ابنا مالك بن مِسْمَعٍ هذا قول الأَصمعي وأَنشد ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقُلْتُ بُوآ بِقَتْلِ أَخِي فَزارةَ والخبارِ وقال أَبو عبيدة هما مالك وعبد الملك ابْنا مِسْمَع ابن سفيان بن شهاب الحجازي وقال غيرهما هما مالك وعبد الملك ابنا مسمع بن مالك بن مسمع ابن سِنان بن شهاب ودَيْرُ سَمْعانَ موضع

سمدع
السَّمَيْدَعُ بالفتح الكريم السَّيِّدُ الجميل الجسيم المُوَطَّأُ الأَكناف والأَكنافُ النواحي وقيل هو الشُّجاعُ ولا تقل السُّمَيْدَعُ بضم السين والذئب يقال له سَميْدَعٌ لسرعته والرجل السريعُ في حوائجه سَمَيْدَعٌ

سمقع
قال ابن بري السَّمَيْقَعُ الصغير الرأْس وبه سمي السَّمَيْقعُ اليماني والد محمد أَحد القراء

سملع
الهَمَلَّعُ والسَّمَلَّعُ الذئب الخفيف

سنع
السِّنْعُ السُّلامَى التي تصل ما بين الأَصابع والرُّسْغِ في جوف الكف والجمع أَسناعٌ وسِنَعةٌ وأَسْنَعَ الرجل اشتكى سِنْعه أَي سِنْطَه وهو الرُّسْغُ ابن الأَعرابي السِّنْعُ الحَزُّ الذي في مَفْصِل الكف والذراع والسَّنَعُ الجَمال والسَّنيعُ الحسَنُ الجميلُ وامرأَة سَنِيعةٌ جميلة لينة المَفاصِل لطيفةُ العظام في جمال وقد سَنُعا سَناعةً وسُنَيْعٌ الطُّهَوِيّ أَحد الرجال المشهورين بالجمال الذين كانوا إِذا وردوا المَواسِمَ أَمرتهم قريش أَن يَتَلَثَّموا مَخافةَ فتنة النساء بهم وناقة سانِعةٌ حسنة وقالوا الإِبل ثلاث سانعة ووَسُوطٌ وحُرْضان السانِعةُ ما قد تقدّم والوَسُوطُ المتوسطةُ والحُرْضان الساقِطةُ التي لا تَقْدِرُ على النُّهوض وقال شمر أَهدَى أَعرابي ناقة لبعض الخلفاء فلم يقبلها فقال لمَ لا تقبلها وهي حَلْبانةٌ رَكْبانةٌ مِسْناعٌ مِرْباعٌ ؟ المِسْناعُ الحَسنةُ الخلْق والمِرْباعُ التي تُبَكِّر في اللِّقاح ورواه الأَصمعي مِسْياعٌ مِرْياعٌ وشَرَفٌ أَسْنَعُ مُرْتَفِعٌ عال والسَّنِيعُ والأَسْنَعُ الطويل والأُنثى سَنْعاءُ وقد سَنُعَ سناعةً وسَنَعَ سُنُوعاً قال رؤبة أَنتَ ابنُ كلِّ مُنْتَضًى قَريعِ تَمَّ تَمام البَدْرِ في سَنِيعِ أَي في سَناعةٍ أَقام الاسم مُقامَ المصدر ومَهْرٌ سَنِيعٌ كثير وقد أَسْنَعَه إِذا كَثَّره عن ثعلب والسَّنائِعُ في لغة هذيل الطُّرُقُ في الجبال واحدتها سَنِيعةٌ

سوع
الساعة جزء من أَجزاء الليل والنهار والجمع ساعاتٌ وساعٌ قال القطامي وكُنّا كالحَرِيقِ لَدَى كِفاح فَيَخْبُو ساعةً ويَهُبُّ ساعَا قال ابن بري المشهور في صدر هذا البيت وكنّا كالحَريقِ أَصابَ غابا وتصغيره سويعة والليل والنهار معاً أَربع وعشرون ساعة وإِذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة وجاءنا بعد سَوْعٍ من الليل وبعد سُواع أَي بعد هَدْءٍ منه أَو بَعْدَ ساعة والساعةُ الوقت الحاضر وقوله تعالى ويوم تقوم الساعة يُقْسِمُ المجرمون يعني بالساعة الوقت الذي تقوم فيه القيامة فلذلك تُرِكَ أَن يُعَرَّف أَيُّ ساعةٍ هي فإِن سميت القيامة ساعة فعَلى هذا والساعة القيامة وقال الزجاج الساعة اسم للوقت الذي تَصْعَقُ فيه العِبادُ والوقتِ الذي يبعثون فيه وتقوم فيه القيامة سميت ساعة لأَنها تَفْجَأُ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم عند الصيحة الأُولى التي ذكرها الله عز وجل فقال إِن كانت إِلا صيحة واحدة فإِذا هم خادمون وفي الحديث ذكر الساعة
( * قوله « ذكر الساعة » هي يوم القيامة ) وشرحت أَنها الساعة وتكرر ذكرها في القرآن والحديث والساعة في الأَصل تطلق بمعنيين أَحدهما أَن تكون عبارة عن جزء من أَربعة وعشرين جزءاً هي مجموع اليوم والليلة والثاني أَن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أَو الليل يقال جلست عندك ساعة من النهار أَي وقتاً قليلاً منه ثم استعير لاسم يوم القيامة قال الزجاج معنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة يريد أَنها ساعة خفيفة يحدث فيها أَمر عظيم فلقلة الوقت الذي تقوم فيه سماها ساعة وساعةٌ سوْعاءُ أَي شَدِيدةٌ كما يقال لَيْلةٌ لَيْلاءُ وساوَعَه مُساوَعةً وسِواعاً استأْجَره الساعةَ أَو عامله بها وعامَلَه مُساوَعة أَي بالساعة او بالساعات كما يقال عامله مُياوَمةً من اليَوْمِ لا يستعمل منهما إِلا هذا والسّاعُ والسّاعةُ المَشَقَّةُ والساعة البُعْدُ وقال رجل لأَعرابية أَين مَنْزِلُكِ ؟ فقالت أَمَّا على كَسْلانَ وانٍ فَساعةٌ وأَمَّا على ذِي حاجةٍ فَيَسِيرُ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال السُّواعِيُّ مأْخوذ من السُّواعِ وهو المذْيُ وهو السُّوَعاءُ قال ويقال سُعْ سُعْ إِذا أَمرته أَن يَتَعَهَّد سُوَعاءَه وقال أَبو عبيدة لرؤبة ما الوَدْيُ ؟ فقال يسمى عندنا السُّوَعاءَ وحكي عن شمر السُّوَعاءُ ممدود المذْي الذي يخرج قبل النطفة وقد أَسْوَعَ الرجلُ وأَنْشَرَ إِذا فعل ذلك والسُّوَعاءُ بالمد والقصر المَذْي وقيل الوَدْيُ وقيل القَيْءُ وفي الحديث في السُّوَعاءِ الوُضوءُ فسره بالمذي وقال هو بضم السين وفتح الواو والمدّ وساعَتِ الإِبلُ سَوْعاً ذهبت في المَرْعَى وانهملت وأَسَعْتُها أَنا وناقة مِسْياعٌ ذاهبة في المرعى قلبوا الواو ياء طلباً للخفة مع قرب الكسرة حتى كأَنهم توهَّموها على السين وأَسَعْتُ الإِبل أَي أَهْمَلْتُها فَساعَتْ هي تَسُوعُ سَوْعاً وساعً الشيءُ سَوْعاً ضاعَ وهو ضائِعٌ سائِعٌ وأَساعَه أَضاعَه ورجل مُسِيعٌ مُضِيعٌ ورجل مِضْياعٌ مِسْياعٌ للمال وأَنشد ابن بري للشاعر وَيْلُ مّ أَجْيادَ شاةً شاةَ مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ قَلِيلِ الوَفْرِ مِسْياعِ أُم أَجياد اسم شاة وصَفَها بِغُزْرِ اللَّبَن وشاةً منصوب على التمييز وقال ابن الأَعرابي الساعةُ الهَلْكَى والطاعةُ المُطِيعُون والجاعةُ الجِياعُ وسُواعٌ اسم صَنَم كان لهَمْدان وقيل كان لقوم نوح عليه السلام ثم صار لهُذَيْل وكان بِرُهاط يَحُجُّون إِليه قال الأَزهري سُواعٌ اسم صنم عُبِدَ زَمَنَ نوح عليه السلام فَغَرَّقَه الله أَيام الطُّوفان ودفنه فاستثاره إِبليس لأَهل الجاهلية فعبدوه ويَسُوعُ اسم من أَسماء الجاهلية

سيع
السَّيْعُ الماءُ الجاري على وجه الأَرض وقد انساع وانساع الجَمَدُ ذابَ وسال وساعَ الماءُ والسرابُ يَسِيعُ سَيْعاً وسُيوعاً وتَسَيَّعَ كلاهما اضْطَرَبَ وجرى على وجه الأَرض وهو مذكور في الصاد وسرابٌ أَسْيَعُ قال رؤبة فَهُنَّ يَخْبِطْنَ السَّرابَ الأَسْيَعا شَبِيهَ يَمٍّ بَيْنَ عِبْرَيْنِ معا وقيل أَفعل هنا للمفاضلة والانْسِياعُ مثله والسَّياعُ والسِّياعُ الطينُ وقيل الطين بالتِّبْن الذي يُطَيَّنُ به الأَخيرة عن كراع قال القطامي فلمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السَّياعا وهو مقلوب أَي كما بَطَّنْتَ بالسَّياعِ الفَدَنَ وهو القَصْر تقول منه سَيَّعْتُ الحائطَ إِذا طَيَّنْتَه بالطين وقال أَبو حنيفة السَّياعُ الطين الذي يُطَيَّنُ به إِناء الخمر وأَنشد لرجل من بني ضبة فَباكَرَ مَخْتُوماً عليه سَياعُه هذاذَيْكَ حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعا وسَيَّعَ الرَّقَّ والسفينةَ طلاهما بالقارِ طَلْياً رَقيقاً والسياع الزِّفْتُ على التشبيه بالطين لسواده قال كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وقيل إِنما شبه الزِّفْتَ بالطين والقِنْدِيدُ هنا الوَرْسُ قال ابن بري أَما قول أَبي حنيفة إِن السِّياع الطينُ الذي تُطَيَّنُ به أَوْعية الخمر وجعل ذلك له خصوصاً فليس بشيء بل السياع الطين جعل على حائط أَو على إِناء خَمْر قال وليس في البيت ما يدل على أَن السياع مختصّ بآنية الخمر دون غيرها وإِنما أَراد بقوله سَياعه أَي طينه الذي خُتِمَ به قال الأَزهري السَّياعُ تَطْيِينُك بالجَصِّ والطِّينِ والقِيرِ تقول سَيَّعْتُ به تَسْيِيعاً أَي طَلَيْتُ به طَلْياً رَقِيقاً وقول رؤْبة مرسلها ماءَ السَّرابِ الأَسْيَعا قال يصفه بالرِّقَّةِ وسَيَّعَ المكانَ تَسْيِيعاً طَيَّنَه بالسّياعِ والمِسْيعة المالَج خشبة مَلْساءُ يطين بها وسَيَّعَ الجُبَّ طينه بطين أَو جص وساعَ الشيءُ يَسِيعُ ضاعَ وأَساعَه هو قال سويد بن أَبي كاهل اليشكري وكَفاني اللهُ ما في نفسِه ومَتى ما يَكْفِ شيئاً لا يُسَعْ أَي لا يُضَيَّعُ وناقة مِسْياعٌ تصبر على الإِضاعة والجَفاءِ وسُوءِ القيام عليها وفي حديث هشام في وصف ناقة إِنها لَمِسْياعٌ مِرْياع أَي تحتمل الضيعة وسوءَ الوِلاية وقيل ناقة مِسْياعٌ وهي الذاهبة في الرَّعْي وقال شمر تَسِيعُ مكان تسُوعُ قال وناقة مِسياعٌ تَدَعُ وُلْدَها حتى يأْكلها السبع ويقال رُبَّ ناقة تُسيع وَلَدَها حتى يأْكله السِّباعُ ومن الإِتباع ضائعٌ سائعٌ ومُضِيعٌ مُسِيعٌ ومِضْياعٌ مِسياعٌ قال ويْلُ مِّ أَجْيادَ شاةً شاةً مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ قَليلِ الوَفْرِ مِسْياعِ وأُم أَجْياد اسم شاة وقد أَضَعْتُ الشيء وأَسَعْتُه ورجل مِسْياعٌ وهو المِضْياعُ للمال وأَساعَ مالَه أَي أَضاعَه وتَسَيَّعَ البقْلُ هاجَ وأَساعَ الرَّاعي الإِبلَ فَساعَتْ أَساء حفظها فضاعَتْ وأَهْمَلَها وساعت هي تَسُوعُ سَوْعاً والسَّياعُ شجر البانِ وهو من شجر العِضاه له ثمر كهيئة الفُسْتُق قال ولِثاؤُه مثل الكُنْدُرِ إِذا جَمَدَ

شبع
الشِّبَعُ ضدّ الجوعِ شَبِعَ شِبَعاً وهو شَبْعان والأُنثى شَبْعى وشَبْعانةٌ وجمعهما شِباعٌ وشَباعى أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي عارم الكلابي فبِتْنا شَباعى آمِنِينَ من الرَّدَى وبالأَمْنِ قِدْماً تَطْمَئِنُّ المَضاجِعُ وجاء في الشعر شابِعٌ على الفِعْل وأَشبَعَه الطعامُ والرِّعْيُ والشِّبْعُ من الطعام ما يَكْفِيكَ ويُشْبِعُك من الطعام وغيره والشِّبَعُ المصدر تقول قَدِّم إِليّ شِبْعِي وقول بشر بن المغيرة بن المهلب بن أبي صُفْرة وكُلُّهُمُ قد نالَ شِبْعاً لِبَطْنِه وشِبْعُ الفَتَى لُؤْمٌ إِذا جاعَ صاحِبُهْ إِنما هو على حذف المضاف كأَنه قال ونَيْلُ شِبْعِ الفتى لُؤْم وذلك لأَن الشِّبْعَ جوهر وهو الطعام المُشْبِعُ ولُؤْم عَرَض والجوهر لا يكون عرضاً فإِذا قَدَّرت حذف المضاف وهو النيل كان عرضاً كَلُؤْم فحسُن تقول شَبِعْتُ خُبْزاً ولحماً ومن خبز ولَحْم شِبَعاً وهو من مصادر الطبائع وأَشبَعْتُ فلاناً من الجوع وعنده شُبْعةٌ من طعام بالضم أَي قَدْرُ ما يَشْبَعُ به مرَّة وفي الحديث أَن زَمْزَم كان يقال لها في الجاهلية شُباعةُ لأَن ماءها يُرْوِي العطشانَ ويُشْبِعُ الغَرْثانَ والشِّبع غِلَظٌ في الساقين وامرأَة شَبْعى الخَلْخالِ مَلأَى سِمَناً وامرأَة شَبْعَى الوِشاحِ إِذا كانت مُفاضةً ضخمة البطنِ وامرأَة شَبْعى الدِّرْعِ إِذا كانت ضخمةَ الخَلْقِ وبَلَدٌ قد شَبِعَت غَنمُه إِذا وصف بكثرةِ النبات وتَناهِي الشِّبَعِ وشَبَّعَتْ إِذا وصفت بتوسط النبات ومُقارَبةِ الشِّبَعِ وقال يعقوب شَبَّعَتْ غنَمُه إِذا قاربت الشِّبَعَ ولم تَشْبَعْ وبَهْمةٌ شابِعٌ إِذا بلغت الأَكل لا يزال ذلك وصفاً لها حتى يَدْنُوَ فِطامُها وحَبْلٌ شَبِيعُ الثَّلَّة متينها وثَلَّتُه صُوفُه وشعَره ووبَرُه والجمع شُبُع وكذلك الثوب يقال ثوب شَبِيعُ الغزل أَي كثيره وثياب شُبُعٌ ورجل مُشْبَعُ القلب وشَبِيعُ العقل ومُشْبَعُه مَتِينُه وشَبُعَ عقله فهو شَبِيعٌ مَتُنَ وأَشبَعَ الثوبَ وغيرَه رَوّاه صِبْغاً وقد يستعمل في غير الجواهر على المثَل كإِشْباع النَّفْخ والقِراءة وسائر اللفظ وكلُّ شيء تُوَفِّرُه فقد أَشْبَعْتَه حتى الكلام يُشْبَعُ فَتُوَفَّرُ حروفُه وتقول شَبِعْتُ من هذا الأَمر ورَوِيتُ إِذا كرهته وهما على الاستعارة وتَشَبَّع الرجل تزيَّن بما ليس عنده وفي الحديث المُتَشَبِّعُ بما لا يَمْلِكُ كلابِس ثَوْبَيْ زُور أَي المتكثر بأَكثر مما عنده يَتَجمَّل بذلك كالذي يُرِي أَنه شَبْعان وليس كذلك ومَن فعله فإِنما يَسْخَر من نفسه وهو من أَفعال ذوي الزُّورِ بل هو في نفسه زُور وكذب ومعنى ثوبي زور أَنْ يُعْمَدَ إِلى الكُمَّين فيُوصَلَ بهما كُمّان آخَرانِ فمن نظر إِليهما ظنهما ثوبين والمُتشَبِّعُ المتزَيِّن بأَكثر مما عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل كالمرأَة تكون للرجل ولها ضَرائِرُ فَتَتَشَبَّعُ بما تَدَّعِي من الحُظْوة عند زوجها بأَكثر مما عنده لها تريد بذلك غيظ جارتِها وإِدخالَ الأَذى عليها وكذلك هذا في الرجال والإِشباعُ في القوافي حركة الدَّخِيل وهو الحرف الذي بعد التأْسيس ككسرة الصاد من قوله كِلِينِي لِهَمٍّ يا أُمَيْمةَ ناصِبِ
( * قوله « يا أُميمة » في شرح الديوان ونصب أميمة لأنه يرى الترخيم فأقحم الهاء مثل يا تيم تيم عديّ إنما أراد يا تيم عديّ فأقحم الثاني قال الخليل من عادة العرب ان تنادي المؤنث بالترخيم فلما لم يرخم أجراها على لفظها مرخمة فأتى بها بالفتح قال الوزير والأحسن أن ينشد بالرفع )
وقيل إِنما ذلك إِذا كان الرَّويّ ساكناً ككسرة الجيم من قوله كَنِعاجِ وَجْرةَ ساقَهُنْ نَ إِلى ظِلالِ الصَّيْفِ ناجِرْ وقيل الإِشباع اختلاف تلك الحركة إِذا كان الرَّوِيّ مقيداً كقول الحطيئة في هذه القصيدة الواهِبُ المائةِ الصَّفا يا فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَر بفتح الهاء وقال الأَخفش الإِشباع حركة الحرف الذي بين التأْسيس والرَّوِيّ المطلق نحو قوله يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دُونِي كأَنَّما زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْه عليَّ المَحاجِمُ كسرةُ الجيم هي الإِشباعُ وقد أَكثر منها العرب في كثير من أَشْعارها ولا يجوز أَن يُجْمع فتح مع كسر ولا ضمٍّ ولا مع كسر ضمٌّ لأَن ذلك لم يُقل إِلا قليلاً قال وقد كان الخليل يُجِيزُ هذا ولا يُجيزُ التوجيهَ والتوجيهُ قد جمعته العرب وأَكثرت من جمعه وهذا لم يُقل إِلا شاذّاً فهذا أَحْرَى أَن لا يجوز وقال ابن جني سُمّي بذلك من قِبَل أَنه ليس قبل الرويّ حرف مسمى إِلا ساكناً أَعني التأْسيس والرِّدْفِ فلما جاء الدخيل محركاً مخالفاً للتأْسيس والرِّدْفِ صارت الحركة فيه كالإِشباع له وذلك لزيادة المتحرك على الساكن لاعتماده بالحركة وتمكنه بها

شبدع
الشِّبْدِعةُ العقرب بالكسر والدال غير معجمة والشَّبادِعُ العَقارِبُ والشِّبْدِع اللسان تشبيهاً بها وفي الحديث من عَضّ على شِبْدِعه سَلِمَ من الآثام قال الأَزهري أَي لسانِه يعني سكت ولم يَخُضْ مع الخائضين ولم يَلْسَعْ به الناس لأَن العاضّ على لسانه لا يتكلم ابن الأَعرابي أَلقَيْتُ عليهم شِبْدِعاً وشِبْدَعاً أَي داهِيةً قال وأَصله للعقرب ابن بري الشَّبادِعُ الدَّواهي قال مَعْنُ بن أَوس إِذا الناسُ ناسٌ والعِبادُ بقُوّةٍ وإِذْ نَحْنُ لم تَدْبِبْ إِلينا الشَّبادِعُ فتكون على هذا مستعارة من العقارب

شتع
شَتِعَ شَتَعاً جَزِعَ من مرَض أَو جُوع

شجع
شَجُعَ بالضم شَجاعةً اشْتَدَّ عِنْدَ البَأْسِ والشَّجاعةُ شِدّةُ القَلْبِ في البأْس ورجلٌ شَجاعٌ وشِجاعٌ وشُجاعٌ وأَشْجَعُ وشَجِعٌ وشَجيعٌ وشِجَعةٌ على مثال عِنَبة هذه عن ابن الأَعرابي وهي طَرِيفةٌ من قوم شِجاعٍ وشُجْعانٍ وشِجْعانٍ الأَخيرة عن اللحياني وشُجَعاءَ وشِجْعةٍ وشَجْعةٍ وشُجْعةٍ الأَربع اسم للجمع قال طريف بن مالك العنبري حَوْلِي فَوارِسُ من أُسَيِّدِ شِجْعةٌ وإِذا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بَيْتِيَ خَضَّمُ ورواه الصِّقِلِّيُّ من أُسيّدَ غير مصروف وامرأَة شَجِعةٌ وشَجِيعةٌ وشُجاعةٌ وشَجْعاءُ من نسوة شَجائِعَ وشُجُعٍ وشِجاعٍ الجميع عن اللحياني ونِسْوة شجاعاتٌ والشَّجِعةُ من النساء الجَريئةُ على الرجال في كلامها وسَلاطَتِها وقال أَبو زيد سمعت الكِلابِيِّينَ يقولون رجل شُجاعٌ ولا توصف به المرأَة والأَشْجَعُ من الرجال مثل الشُّجاع ويقال للذي فيه خِفَّةٌ كالهَوَج لقُوّته ويسمى به الأَسَدُ ويقال للأَسد أَشْجَعُ وللّبُوءَة شَجْعاءُ وأَنشد للعجاج فَوَلَدَتْ فَرّاسَ أُسْد أَشْجَعا يعني أُم تميم ولدته أَسداً من الأُسود وتَشَجَّعَ الرجلُ أَظْهَرَ ذلك من نفسه وتَكَلّفه وليس به وشَجَّعَه جعله شُجاعاً أَو قَوَّى قلبه وحكى سيبويه هو يُشَجَّعُ أَي يُرْمى بذلك ويقال له وشَجّعه على الأَمر أَقْدَمَه والمَشْجُوع المَغْلوبُ بالشجاعة والأَشْجَعُ من الرجال الذي كأَنَّ به جنوناً وقيل الأَشْجَعُ المجنون قال الأَعشى بِأَشْجَعَ أَخّاذٍ على الدَّهْرِ حُكْمَه فَمِنْ أَيِّ ما تَأْتِي الحَوادِثُ أَفْرَقُ وقد فسّر قوله بأَشْجَعَ أَخّاذ قال يصف الدهر ويقال عنى بالأَشْجَع نَفْسَه ولا يصح أَن يراد بالأَشجع الدهر لقوله أَخّاذٍ على الدهر حكمه قال الأَزهري قال الليث وقد قيل إِن الأَشجع من الرجال الذي كأَنَّ به جنوناً قال وهذا خطأ ولو كان كذلك ما مَدح به الشُّعَراء وبِهِ شَجَعٌ أَي جُنون والشَّجِعُ من الإِبل الذي يَعْتَرِيه جنون وقيل هو السريع نَقْلِ القوائمِ وناقة شَجِعةٌ وقَوائِمُ شَجِعاتٌ سريعة خفيفة والاسم من كل ذلك الشَّجَع قال علَى شجعاتٍ لا شحاب ولا عُصْل
( * قوله « لا شحاب » كذا في الأصل وشرح القاموس بحاء مهملة وباء موحدة ولعله شخات بمعجمة ككتاب جمع شخت وهو دقيق العنق والقوائم )
أَراد بالشجعات قَوائِمَ الإِبل الطِّوال والشَّجَعُ في الإِبل سُرْعةُ نقل القوائم جمل شَجِعُ القوائِمِ وناقة شَجِعةٌ وشَجْعاءُ قال سُوَيْد بن أَبي كاهل فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها بِصِلابِ الأَرضِ فِيهِنَّ شَجَعْ أَي بِصِلابِ القَوائِم وناقة شَجْعاءُ من ذاك قال ابن بري لم يصف سويد في البيت إِبلاً وإِنما وصف خيلاً بدليل قوله بعده فَتَراها عُصُماً مُنْعَلةً يد القَيْنِ يَكْفِيها الوَقَعْ
( * كذا بياض في الأصل ولعلها بِحَدِيدِ )
فيكون المعنى في قوله بِصِلاب الأَرض أَي بخيل صلاب الحوافِر وأَرضُ الفَرسِ حوافِرُها وإِنما فَسَّرَ صلاب الأَرض بالقوائم لأَنه ظَنَّ أَنه يصف إِبلاً وقد قدّم أَن الشجَعَ سرعة نقل القوائم والذي ذكره الأَصمعي في تفسير الشجَع في هذا البيت أَنه المَضاءُ والجَراءَةُ والشَّجَعُ أَيضاً الطول ورجل أَشجَعُ طويلٌ وامرأَة شَجْعاء والشَّجْعةُ الرجل
( * قوله « والشجعة الرجل إلخ » في شرح القاموس هو بالفتح وفي شرح الامثال للميداني قال الازهري الشجعة بسكون الجيم الضعيف ) الطويلُ المُضْطَرِبُ والشَّجْعةُ الزَّمِنُ وفي المثل أَعْمى يَقود شَجْعةً وقوائِمُ شَجِعةٌ طويلة وقد تقدّم أَنها السريعة الخفيفة ورجل شَجْعةٌ طويلٌ ملتف وشُجْعةٌ
( * قوله « وشجعة » في القاموس والشجعة بالضم ويفتح العاجز الضاوي لا فؤاد له ) جَبانٌ ضَعِيفٌ والشَّجْعةُ الفَصِيلُ تَضَعُه أُمّه كالمُخَبَّلِ والأَشْجِعُ في اليد والرجل العَصَبُ الممدودُ فوق السُّلامى من بين الرُّسْغِ إِلى أُصول الأَصابع التي يقال لها أَطنابُ الأَصابع فوق ظهر الكف وقيل هو العظم الذي يصل الإِصْبَعَ بالرُّسْغِ لكل إِصبع أَشْجَع واحتج الذي قال هو العصب بقولهم للذئب وللأَسد عارِي الأَشاجِعِ فمن جعل الأَشاجعَ العصب قال لتلك العظام هي الأَسْناعُ واحدها سِنْعٌ وفي صفة أَبي بكر رضي الله عنه عارِي الأَشاجِعِ هي مَفاصِلُ الأَصابع واحدها أَشجَع أَي كان اللحم عليها قليلاً وقيل هو ظاهر عصبها وقيل الأَشاجع رؤوس الأَصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكفّ وقيل الأَشاجع عُروق ظاهر الكف وهو مَغْرِزُ الأَصابع والجمع الأَشاجع ومنه قول لبيد يُدْخِلُها حتى يُوارِي إِصْبَعَه
( * قوله « اصبعه » لا شاهد فيه ولذا كتب بهامش الأصل صوابه اشجعه )
وناس يزعمون أَنه إِشْجَع مثل إِصْبَع ولم يعرفه أَبو الغوث ويقال للحيَّة أَشْجَع وأَنشد فَقَضى عليه الأَشْجَعُ
( * قوله « فقضى إلخ » في هامش النهاية قال جرير قد عضه فقضى إلخ )
وأَشْجَع ضرب من الحيات وتزعم العرب أَن الرجل إِذا طال جوعه تعرّضتْ له في بطنه حية يسمونها الشُّجاعَ والشِّجاع والصَّفَرَ وقال أَبو خراش الهُذَلي يخاطب امرأَته أَرُدُّ شُِجاعَ البَطْنِ لو تَعْلَمِينَه وأُوثِرُ غَيْري من عِيالِكِ بالطُّعْمِ وقال الأَزهري قال الأَصمعي شُجاعُ البطن وشِجاعُهُ شِدَّةُ الجوع وأَنشد بيت أَبي خراش أَيضاً وقال شمر في كتاب الحيات الشُّجاعُ ضرب من الحيات لطيف دقيق وهو زعموا أَجْرَؤُها قال ابن أَحمر وحَبَتْ له أُذُنٌ يُراقِبُ سَمْعَها يَصَرٌ كناصِبة الشُّجاعِ المُسْخِدِ حَبَت انتصب وناصِبةُ الشُّجاعِ عَيْنُه التي يَنْصِبُها للنظر إِذا نظر والشُّجاعُ والشِّجاعُ بالضم والكسر الحيّةُ الذكَر وقيل هو الحية مطلقاً وقيل هو ضَرْب من الحيّات وقيل هو ضرب منها صغير والجمع أَشْجِعةٌ وشُجْعانٌ وشِجْعانٌ الأَخيرة عن اللحياني وفي حديث أَبي هريرة في منع الزكاة إِلا بُعِثَ عليه يوم القيامة سَعَفُها ولِيفُها أَشاجِعَ يَنْهَشْنَه أَي حيات وهي جمع أَشجَع وقيل هو جمع أَشْجِعةٍ وأَشْجِعةٌ جمع شُجاع وشِجاع وهو الحية والشَّجْعَمُ الضَّخْم منها وقيل هو الخَبيث المارِدُ منها وذهب سيبويه إِلى أَنه رباعي وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال يَجِيءُ كَنْزُ أَحدهم يوم القيامة شُجاعاً أَقرَعَ وأَنشد الأَحمر قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعما نصب الشجاع والأُفْعُوان بمعنى الكلام لأَن الحيّاتِ إِذا سالمت القَدَم فقد سالمها القدم فكأَنه قال سالَم القدمُ الحيّاتِ ثم جعل الأُفْعُوان بدلاً منها ومَشْجَعةُ وشُجاعٌ اسمانِ وبنو شَجْعٍ بطن من عُذْرةَ وشِجْعٌ قبيلة من كِنانة وقيل إِن في كلب بطناً يقال لهم بنو شَجْعٍ بفتح الشين قال أَبو خراش غَداةَ دَعا بَني شَجْعٍ وولَّى يَؤُمُّ الخَطْمَ لا يَدْعُو مُجِيبا وفي الأَزْد بنو شُجاعةَ وأَشْجَعُ قبيلة من غَطَفان وأَشْجَعُ في قَيْس

شرع
شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً تناول الماءَ بفِيه وشَرَعَتِ الدوابُّ في الماء تَشْرَعُ شَرْعاً وشُرُوعاً أَي دخلت ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ شَرَعَتْ نحو الماء والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها قال الليث وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاةِ والحج والنكاح وغيره والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ وربما شَرَّعوها دوابَّهم حتى تَشْرَعها وتشرَب منها والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدًّا لا انقطاع له ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ وإِذا كان من السماء والأَمطار فهو الكَرَعُ وقد أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فيه وسقَوْها بالكَرْع وهو مذكور في موضعه وشَرَعَ إِبله وشَرَّعها أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها وفي المثل أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بها الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها كما يتعب إِذا كان الماء بعيداً ورُفِعَ إِلى عليّ رضي الله عنه أَمْرُ رجل سافر مع أَصحاب له فلم يَرْجِعْ حين قفَلوا إِلى أَهاليهم فاتَّهَمَ أَهلُه أَصحابَه فرَفَعُوهم إِلى شُرَيْح فسأَلَ الأَولياءَ البينةَ فعَجَزُوا عن إِقامتها وأَخبروا عليّاً بحكم شريح فتمثَّل بقوله أَوْرَدَها سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ يا سَعْدُ لا تَرْوى بِهذاكَ الإِبِلْ
( * ويروى ما هكذا توردُ يا سعدُ الإبل )
ثم قال إِن أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ ثم فَرَّقَ بينهم وسأَلهم واحداً واحداً فاعترَفوا بقتله فقَتَلَهم به أَراد علي أَن هذا الذي فعله كان يسِيراً هيِّناً وكان نَوْلُه أَن يَحْتاطَ ويَمْتَحِنَ بأَيْسَر ما يُحْتاطُ في الدِّماءِ كما أَن أَهْوَنَ السَّقْيِ للإِبلِ تشرِيعُها الماء وهو أَن يُورِدَ رَبُّ الإِبلِ إِبله شريعةً لا تحتاج مع ظهور مائها إِلى نَزْع بالعَلَق من البئر ولا حَثْيٍ في الحوض أَراد أَن الذي فعله شريح من طلب البينة كان هيِّناً فأَتَى الأَهْوَنَ وترك الأَحْوَطَ كما أَن أَهون السَّقْيِ التشريعُ وإِبلٌ شُرُوعٌ وقد شَرَعَتِ الماءَ فشَرِبت قال الشماخ يَسُدُّ به نَوائِبَ تَعْتَرِيهِ من الأَيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ وشَرَعْتُ في هذا الأَمر شُرُوعاً أَي خُضْتُ وأَشْرَعَ يدَه في المِطْهَرةِ إِذا أَدخَلَها فيها إِشْراعاً قال وشَرَعْتُ فيها وشَرَعَتِ الإِبلُ الماءَ وأَشرعْناها وفي الحديث فأَشرَعَ ناقتَه أَي أَدخَلها في شرِيعةِ الماء وفي حديث الوضوء حتى أَشرَعَ في العضُد أَي أَدخَل الماءَ إِليه وشَرَّعَتِ الدابةُ صارت على شَرِيعةِ الماء قال الشماخ فلمّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَليلاً فأَعْجَلَها وقد شَرِبَتْ غِمارا والشريعةُ موضع على شاطئ البحر تَشْرَعُ فيه الدوابُّ والشريعةُ والشِّرْعةُ ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أَعمال البرِّ مشتقٌّ من شاطئ البحر عن كراع ومنه قوله تعالى ثم جعلناك على شريعةٍ من الأَمْر وقوله تعالى لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنهاجاً قيل في تفسيره الشِّرْعةُ الدِّين والمِنهاجُ الطريقُ وقيل الشرعة والمنهاج جميعاً الطريق والطريقُ ههنا الدِّين ولكن اللفظ إِذا اختلف أَتى به بأَلفاظ يؤَكِّدُ بها القِصة والأَمر كما قال عنترة أَقوَى وأَقْفَرَ بعد أُمِّ الهَيْثَمِ فمعنى أَقْوَى وأَقْفَرَ واحد على الخَلْوَة إِلا أَن اللفظين أَوْكَدُ في الخلوة وقال محمد بن يزيد شِرْعةً معناها ابتِداءُ الطريق والمِنهاجُ الطريق المستقيم وقال ابن عباس شرعة ومنهاجاً سَبيلاً وسُنَّة وقال قتادة شرعة ومنهاجاً الدِّين واحد والشريعة مختلفة وقال الفراء في قوله تعالى ثم جعلناك على شريعة على دين ومِلَّة ومنهاج وكلُّ ذلك يقال وقال القتيبي على شريعة على مِثال ومَذْهبٍ ومنه يقال شَرَعَ فلان في كذا وكذا إِذا أَخذ فيه ومنه مَشارِعُ الماء وهي الفُرَضُ التي تَشْرَعُ فيها الواردةُ ويقال فلان يَشْتَرعُ شِرْعَتَهُ ويَفْتَطِرُ فِطْرَتَه ويَمْتَلُّ مِلَّتَه كل ذلك من شِرْعةِ الدِّين وفِطْرتِه ومِلِّتِه وشَرَعَ الدِّينَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَنَّه وفي التنزيل شَرَعَ لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً قال ابن الأَعرابي شَرَعَ أَي أَظهر وقال في قوله شَرَعوا لهم من الدِّين ما لم يأْذن به الله قال أَظهَرُوا لهم والشارعُ الرَّبّاني وهو العالم العاملُ المعَلِّم وشَرَعَ فلان إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ وقمَعَ الباطِلَ قال الأَزهري معنى شَرَعَ بَيَّنَ وأَوضَح مأْخوذ من شُرِعَ الإِهابُ إِذا شُقَّ ولم يُزَقَّقْ أَي يجعل زِقًّا ولم يُرَجَّلْ وهذه ضُرُوبٌ من السَّلْخِ مَعْرُوفة أَوسعها وأَبينها الشَّرْعُ قال وإِذا أَرادوا أَن يجعلوها زِقًّا سلَخُوها من قِبَل قَفاها ولا يَشُقُّوها شَقّاً وقيل في قوله شَرَع لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً إِنَّ نوحاً أَول من أَتَى بتحريم البَناتِ والأَخَواتِ والأُمَّهات وقوله عز وجل والذي أَوحينا إِليك وما وصَّينا به إِبراهيم وموسى أَي وشرع لكم ما أَوحينا إِليك وما وصَّيْنا به الأَنبياء قبْلك والشِّرْعةُ العادةُ وهذا شِرْعةُ ذلك أَي مِثاله وأَنشد الخليل يذمُّ رجلاً كَفّاكَ لم تُخْلَقا للنَّدَى ولم يَكُ لُؤْمُهما بِدْعَهْ فَكَفٌّ عن الخَيرِ مَقْبُوضةٌ كما حُطَّ عن مائَةٍ سَبْعهْ وأُخْرَى ثَلاثَةُ آلافِها وتِسْعُمِئيها لها شِرْعهْ وهذا شِرْعُ هذا وهما شِرْعانِ أَي مِثْلانِ والشارِعُ الطريقُ الأَعظم الذي يَشْرَعُ فيه الناس عامّة وهو على هذا المعنى ذُو شَرْعٍ من الخَلْق يَشْرَعُون فيه ودُورٌ شارِعةٌ إِذا كانت أَبوابها شارِعةً في الطريق وقال ابن دريد دُورٌ شَوارِعُ على نَهْجٍ واحد وشَرَعَ المَنْزِلُ إِذا كان على طريق نافذ وفي الحديث كانت الأَبوابُ شارِعةً إِلى المَسْجِدِ أَي مَفْتُوحةً إِليه يقال شَرَعْتُ البابَ إِلى الطريق أَي أَنْفَذْتُه إِليه وشَرَعَ البابُ والدارُ شُرُوعاً أَفْضَى إِلى الطريقِ وأَشْرَعَه إِليه والشَّوارِعُ من النجوم الدَّانِيةُ من المَغِيبِ وكلُّ دانٍ من شيء فهو شارِعٌ وقد شَرَعَ له ذلك وكذلك الدارُ الشارِعةُ التي قد دنت من الطريق وقَرُبَتْ من الناسِ وهذا كله راجع إِلى شيء واحد إِلى القُرْب من الشيء والإِشْرافِ عليه وأَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ والسيْفَ وشَرَعَهُما أَقْبَلَهُما إِياه وسَدَّدَهُما له فَشَرَعَتْ وهيَ شَوارِعُ وأَنشد أَفاجُوا مِنْ رِماحِ الخَطِّ لَمّا رَأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا وشَرَعَ الرُّمْحُ والسَّيْفُ أَنْفُسُهُما قال غَداةَ تَعاوَرَتْه ثَمَّ بِيضٌ شَرَعْنَ إِليهِ في الرَّهْجِ المُكِنِّ
( * هذا البيت من قصيدة للنابغة وفي ديوانه دُفعن اليه مكان شرعن اليه ) وقال عبد الله بن أَبي أَوْفَى يهجو امرأَة ولَيْسَتْ بِتارِكةٍ مُحْرَماً ولَوْ حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ ورمح شُراعِيٌ أَي طويلٌ وهو مَنْسُوب والشِّرْعةُ
( * قوله « والشرعة » في القاموس هو بالكسر ويفتح الجمع شرع بالكسر ويفتح وشرع كعنب وجمع الجمع شراع ) الوَتَرُ الرقيقُ وقيل هو الوَتَرُ ما دام مَشْدوداً على القَوْس وقيل هو الوتر مَشْدوداً كان على القَوْس أَو غير مشدود وقيل ما دامت مشدودة على قوس أَو عُود وجمعه شِرَعٌ على التكسير وشِرْعٌ على الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء وشِراعٌ جمع الجمع قال الشاعر كما أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع لإِسْوارِها عَلَّ منه اصْطِباحَا
( * قوله « كما أزهرت إلخ » أنشده في مادة زهر ازدهرت وقوله « عل منه » تقدم عل منها )
وقال ساعدة بن جؤية وعاوَدَني دَيْني فَبِتُّ كأَنما خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ ذكَّر لأَن الجمع الذي لا يُفارِقُ واحده إِلا بالهاء لك تذكيره وتأْنيثه يقول بِتُّ كأَنّ في صَدْري عُوداً من الدَّوِيِّ الذي فيه من الهُموم وقيل شِرْعةٌ وثلاثُ شِرَعٍ والكثير شُرْعٌ قال ابن سيده ولا يعجبني على أَن أَبا عبيد قد قاله والشِّراعُ كالشِّرْعة وجمعه شُرُعٌ قال كثير إِلا الظِّباءَ بها كأَنَّ تَرِيبَها ضَرْبُ الشِّراعِ نَواحيَ الشِّرْيانِ يعني ضَرْب الوَتَرِ سِيَتَيِ القَوْسِ وفي الحديث قال رجل إِني أُحِبُّ الجَمالَ حتى في شِرْعِ نَعْلِي أَي شِراكِها تشبيه بالشِّرْعِ وهو وَترُ العُود لأَنه مُمْتَدٌّ على وجهِ النعل كامتِدادِ الوَترِ على العُود والشِّرْعةُ أَخَصّ منه وجمعهما شِرْعٌ وقول النابغة كَقَوْسِ الماسِخِيِّ يَرِنُّ فيها من الشِّرْعِيِّ مَرْبُوعٌ مَتِينُ أَراد الشِّرْعَ فأَضافه إَلى نفسه ومثله كثير قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة وعندي أَنه أَراد الشِّرْعةَ لا الشِّرْعَ لأَنَّ العَرَبَ إِذا أَرادت الإِضافة إِلى الجمع فإِنما تردُّ ذلك إِلى الواحد والشَّريعُ الكَتَّانُ وهو الأَبَقُ والزِّيرُ والرازِقيُّ ومُشاقَتُه السَّبِيخةُ وقال ابن الأَعرابي الشَّرَّاعُ الذي يبيع الشَّريعَ وهو الكتَّانُ الجَيِّدُ وشَرَّعَ فلان الحَبْلَ أَي أَنْشَطه وأَدْخَلَ قُطْرَيْه في العُرْوة والأَشْرَعُ الأَنْفِ الذي امْتَدَّت أَرْنَبَتُه وفي حديث صُوَرِ الأَنبياء عليهم السلام شِراعُ الأَنفِ أَي مُمْتَدُّ الأَنْفِ طويله والأَشْرعُ السَّقائفُ واحدتها شَرَعة قال ابن خشرم كأَنَّ حَوْطاً جَزاه اللهُ مَغْفِرةً وجَنَّةً ذاتَ عِلِّيٍّ وأَشْراعِ والشِّراعُ شِراعُ السفينةِ وهي جُلُولُها وقِلاعُها والجمع أَشْرِعةٌ وشُرُعٌ قال الطِّرِمّاح كأَشْرِعةِ السَّفِينِ وفي حديث أَبي موسى بينا نحن نَسِيرُ في البحر والريحُ طَيِّبةٌ والشِّراعُ مرفوعٌ شِراعُ السفينة ما يرفع فوقها من ثوب لِتَدْخُلَ فيه الريح فيُجْريها وشَرّعَ السفينةَ جعل لها شِراعاً وأَشرَعَ الشيءَ رَفَعَه جدّاً وحِيتانٌ شُرُوعٌ رافعةٌ رُؤُوسَها وقوله تعالى إِذ تأْتِيهم حِيتانُهم يوم سَبْتِهم شُرَّعاً ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم قيل معناه راعفةٌ رُؤُوسَها وقيل خافضة لها للشرب وقيل معناه أَن حِيتانَ البحر كانت تَرِدُ يوم السبت عَنَقاً من البحر يُتاخِمُ أَيْلةَ أَلهَمَها الله تعالى أَنها لا تصاد يوم السبت لنَهْيِه اليهودَ عن صَيْدِها فلما عَتَوْا وصادُوها بحيلة توَجَّهَتْ لهم مُسِخُوا قِرَدةً وحِيتانٌ شُرَّعٌ أَي شارِعاتٌ من غَمْرةِ الماءِ إِلى الجُدِّ والشِّراعُ العُنُق وربما قيل للبعير إِذا رَفَع عُنُقه رَفَع شِراعَه والشُّراعيّة والشِّراعيّةُ الناقةُ الطويلةُ العُنُقِ وأَنشد شُِراعِيّة الأَعْناقِ تَلْقَى قَلُوصَها قد اسْتَلأَتْ في مَسْك كَوْماءَ بادِنِ قال الأَزهري لا أَدري شُراعِيّةٌ أَو شِراعِيّةٌ والكَسْر عندي أَقرب شُبِّهت أَعناقُها بشِراع السفينة لطولها يعني الإِبل ويقال للنبْتِ إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ منه الإِبلُ قد أَشرَعَتْ وهذا نَبْتٌ شُراعٌ ونحن في هذا شَرَعٌ سواءٌ وشَرْعٌ واحدٌ أَي سواءٌ لا يفوقُ بعضُنا بعضاً يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فيه سواء قال الأَزهري كأَنه جمع شارِعٍ أَي يَشْرَعُون فيه معاً وفي الحديث أَنتم فيه شَرعٌ سواءٌ أَي متساوون لا فَضْل لأَحدِكم فيه على الآخر وهو مصدر بفتح الراء وسكونها وشَرْعُك هذا أَي حَسْبُك وقوله أَنشده ثعلب وكانَ ابنَ أَجمالٍ إِذا ما تَقَطَّعَتْ صُدُورُ السِّياطِ شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ فسّره فقال إِذا قطَّع الناسُ السِّياط على إِبلهم كفى هذه أَن تُخَوَّفَ ورجل شَرْعُك من رجل كاف يجري على النكرة وصفاً لأَنه في نية الانفصال قال سيبويه مررت برجل شِرْعِكَ فهو نعت له بِكمالِه وبَذِّه غيره ولا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤنَّث والمعنى أَنه من النحو الذي تَشْرَعُ فيه وتَطْلُبُه وأَشرَعَني الرجلُ أَحْسَبَني ويقال شَرْعُكَ هذا أَي حَسْبُك وفي حديث ابن مغفل سأَله غَزْوانُ عما حُرِّمَ من الشَّرابِ فَعَرَّفَه قال فقلت شَرْعي أَي حَسْبي وفي المثل شَرْعُكَ مل بَلَّغَكَ المَحَلاَّ أَي حَسْبُكَ وكافِيكَ يُضْرَبُ في التبليغ باليسير والشَّرْعُ مصدر شَرَعَ الإهابَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَلَخَه وقال يعقوب إِذا شَقَّ ما بين رِجْلَيْه وسَلَخَه قال وسمعته من أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِيّةِ والشِّرْعةُ حِبالةٌ من العَقَبِ تُجْعَلُ شَرَكاً يصاد به القَطا ويجمع شِرَعاً وقال الراعي من آجِنِ الماءِ مَحْفُوفاً به الشِّرَعُ وقال أَبو زبيد أَبَنَّ عِرِّيسةً عَنانُها أَشِبٌ وعِنْدَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ الشِّرَعُ ما يُشْرَعُ فيه والشَّراعةُ الجُرْأَةُ والشَّرِيعُ الرجل الشُّجاعُ وقال أَبو وجْزةَ وإِذا خَبَرْتَهُمُ خَبَرْتَ سَماحةً وشَراعةً تَحْتَ الوَشِيجِ المُورِدِ والشِّرْعُ موضع
( * قوله « والشرع موضع » في معجم ياقوت شرع بالفتح قرية على شرقي ذرة فيها مزارع ونخيل على عيون ثم قال شرع بالكسر موضع واستشهد على كليهما ) وكذلك الشّوارِعُ وشَرِيعةُ ماءٌ بعينه قريب من ضَرِيّةَ قال الراعي غَدا قَلِقاً تَخَلَّى الجُزْءُ منه فَيَمَّمَها شَرِيعةَ أَو سَوارَا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وأَسْمَر عاتِك فيه سِنانٌ شُراعِيٌّ كَساطِعةِ الشُّعاعِ قال شُراعِيٌّ نسبة إِلى رجل كان يعمل الأَسِنَّة كأَن اسمه كان شُراعاً فيكون هذا على قياس النسب أَو كان اسمه غير ذلك من أَبْنِية شَرَعَ فهو إِذاً من نادِرِ مَعْدُول النسب والأَسْمَرُ الرُّمح والعاتِكُ المُحْمَرُّ من قِدَمِه والشَّرِيعُ من الليف ما اشتَدَّ شَوْكُه وصلَحَ لِغِلَظِه أَنْ يُخْرَزَ به قال الأَزهري سمعت ذلك من الهجريين النَّخْلِيِّين وفي جبال الدَّهْناءِ جبلٌ يقال له شارعٌ ذكره ذو الرمّة في شعره

شرجع
الشَّرْجَعُ السرِيرُ يحمل عليه الميّت والشَّرْجَعُ الجَنازة وأَنشد ابن بري لعَبْدة بن الطبيب ولقد عَلِمْتُ بأَنَّ قَصْرِي حُفْرةٌ غَبْراءُ يَحْمِلُني إِليها شَرْجَعُ الأَزهري الشَّرْجَعُُّ النَّعْشُ قال أُمَيّةُ بن أَبي الصلْت يذكر الخالِقَ وملَكُوتَه ويُنَفِّدُ الطُّوفانَ نحن فِداؤُه واقْتادَ شَرْجَعَه بَداحُ بَدِيدُ قال شمر أَي هو الباقي ونحن الهالكُون واقْتادَ أَي وَسَّع قال وشَرْجَعُه سَرِيرُه وبَداحٌ بَدِيدٌ أَي واسِعٌ والشَّرْجَعُ الطويل وشَرْجَعَ المِطْرقة والخشبة إِذا كانت مُرَبَّعةً فَنُحِتَتْ من حروفها تقول منه شَرْجِعْه والمُشَرْجَعُ المُطَوَّلُ الذي لا حرف لنواحيه من مطارق الحدّادين قال الشاعر كأَنَّ ما بَيْنَ عَيْنَيْها ومَذْبَحِها مُشَرْجَعٌ من عَلاة القَيْنِ مَمْطُولُ ومِطْرقةٌ مُشَرْجَعةٌ أَي مُطَوَّلةٌ لا حروف لنواحيها وأَنشد ابن برّيّ لخُفاف بن ندبة جُلْمُود بِصْرٍ إِذا المِنْقارُ صادَفَه فَلَّ المُشَرْجَعَ منها كلما يَقَعُ قال ابن بري وأَما قول أَعْشى عُكْلٍ أُقِيمُ على يَدِي وأُعِينُ رِجْلي كأَنِّي شَرْجَعٌ بعد اعْتدالِ قال لم يشرحه الشيخ قال وأَراد القَوْسَ والله أَعلم

شسع
شِسْعُ النعل قِبالُها الذي يُشَدّ إِلى زِمامِها والزِّمامُ السيْرُ الذيث يُعْقَدُ فيه الشِّسْعُ والجمع شُسُوعٌ لا يكسَّر إِلا على هذا البناء وشَسِعَتِ النعْلُ وقَبِلَتْ وشَرِكَتْ إِذا انقطع ذلك منها ويقال للرجل المنقطع الشِّسْعِ شاسِعٌ وأَنشد من آلِ أَخْنَسَ شاسِع النَّعْلِ يقول مُنْقَطِعُه وفي الحديث إِذا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحدِكم فلا يَمْشِ في نَعْلٍ واحدةٍ الشِّسْعُ أَحد سُيُور النعل وهو الذي يُدْخَلُ بين الإِصْبَعَيْن ويُدخل طَرَفُه في الثَّقْب الذي في صدر النعل المشْدود في الزِّمامِ وإِنما نُهيَ عن المَشْي في نعل واحدة لئلا تكون احدى الرجلين أَرْفَعَ من الأُخرى ويكونََّ سبباً للعِثار ويقبُح في المَنْظَر ويُعاب فاعله وشَسَعَ النَّعْلَ يَشْسَعُها شَسْعاً وأَشْسَعَها جَعَل لها شِسْعاً وقال أَبو الغَوْثِ شَسَّعْتُ بالتشديد وربما زادوا في الشسع نوناً وأَنشد ويلٌ لأَجْمال الكَرِيِّ مِنِّي إِذا غَدَوْتُ وغَدَوْنَ إِنِّي أَحْدُو بها مُنْقَطِعاً شِسْعَنِّي فأَدخل النون وله شِسْعُ مال أَي قليل وقيل هو قِطْعة من إِبل وغنم وكله إِلى القِلَّة يُشَبَّه بِشِسْعِ النعل وقال المفضل الشِّسْع جُلُّ مال الرجل يقال ذهب شِسْعُ مالِه أَي أَكثره وأَنشد للمَرَّار عَداني عن بَنِيَّ وشِسْعِ مالي حِفاظٌ شَفَّني ودَمٌ ثقِيلُ ويقال عليه شِسْعٌ من المالِ ونَصِيّةٌ وعنْصُلةٌ وعِنْصِيةٌ وهي البَقِيَّةُ والأَحْوَزُ القُبَضةُ من الرِّعاء الحَسَنُ القيام على ماله وهو الشِّسْعُ أَيضاً وهو الشَّيْصِيةُ أَيضاً وفلان شِسْعُ مال إِذا كان حَسَن القيام عليه كقولك إَبِلُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ وشِسْعُ المَكانِ طَرَفُه يقال حَللْنَا شِسْعَي الدَّهناءِ وكل شيءٍ نتَأَ وشَخَصَ فقد شَسَعَ قال بلال بن جرير لها شاسِعٌ تَحْتَ الثِّيابِ كأَنه قَفا الديك أَوْفَى عَرْفُه ثم طَرَّبا ويروى أَوْفى غُرْفةً وشَسَعَ يَشْسَعُ شُسُوعاً فهو شاسِع وشَسُوعٌ وشَسَعَ به وأَشْسَعَهُ أَبْعَدَه والشَّاسِعُ المكان البعيد وشَسَعَتْ دارُه شُسُوعاً إِذا بَعُدَت وفي حديث ابن أُمّ مكتوم إِنِّي رجل شاسِعُ الدَّارِ أَي بعيدها وشَسِعَ الفرَسُ شَسَعاً انْفَرَجَ ما بين ثَنِيَّته ورَباعِيَتِه وهو من البُعْد والشَّسْعُ ما ضاق من الأَرض

شعع
الشُّعاعُ ضَوْءُ الشمس الذي تراه عند ذُرُورِها كأَنه الحبال أَو القُضْبانُ مُقْبِلةً عليك إِذا نظرت إِليها وقيل هو الذي تراه مُمْتَدًّا كالرِّماحِ بُعَيْدَ الطلوع وقيل الشُّعاعُ انتشارُ ضوئِها قال قيس ابن الخطيم طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرِ لها نَفَذٌ لولا الشَّعاعُ أَضاءَها وقال أَبو يوسف أَنشدني ابن معن عن الأَصمعي لولا الشُّعاع بضم الشين وقال هو ضوءُ الدم وحُمْرَتُه وتَفَرُّقُه فلا أَدري أَقاله وضعاً أَم على التشبيه ويروى الشَّعاعُ بفتح الشين وهو تَفَرُّق الدَّمِ وغيره وجمع الشُّعاعِ أَشِعَّةٌ وشُعُعٌ وفسر الأَزهريّ هذا البيت فقال لولا انْتِشارُ سَنَنِ الدَّمِ لأَضاءَها النَّفَذُ حتى تستبين وقال أَيضاً شعاع الدَّمِ ما انْتَشر إِذا اسْتَنَّ من خَرْق الطَّعْنةِ ويقال سَقَيْتُه لَبَناً شَعاعاً أَي ضَياحاً أُكْثِرَ ماؤُه قال والشَّعْشَعةُ بمعنى المَزْجِ منه ومنه حديث عمر رضي الله عنه إِنَّ الشهر قد تَشَعْشَعَ فلو صُمْنا بَقِيَّتَه كأَنه ذَهب به إِلى رِقَّة الشهر وقِلَّةِ ما بقي منه كما يُشَعْشَعُ اللبن بالماء وتَشَعْشَعَ الشهرُ تَقَضَّى إِلاَّ أَقَلَّه وقد روي حديث عمر رضي الله عنه نَشَعْسَعَ من الشُّسُوعِ الذي هو البعد بذلك فسَّره أَبو عبيد وهذا لا يُوجِبُه التصرِيفُ وأشَعَّت الشمسُ نَشَرَتْ شُعاعَها قال إِذا سَفَرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتاها كإِشْعاعِ الغَزالةِ في الضَّحاءِ ومنه حديث ليلة القَدْرِ وإِنَّ الشمس تَطلُعُ من غَدِ يومها لا شُعاعَ لها الواحدة شُعاعةٌ وظِلٌ شَعْشَعٌ أَي ليس بكثيف ومُشَعْشَعٌ أَيضاً كذلك ويقال الشَّعْشَعُ الظِّلُّ الذي لم يُظِلّك كلُّه ففيه فُرَجٌ وشَعُّ السُّنبل وشَعاعُه وشِعاعُه وشُعاعُه سَفاه إِذا يَبِسَ ما دام على السُّنْبُلِ وقد أَشَعَّ الزرْعُ أَخرج شَعاعَه أَبو زيد شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كلاهما إِذا تَفَرَّقَ وشَعْشَعْنا عليهم الخيلَ نُشَعْشِعُها والشَّعاعُ المتفرِّق وتَطايَرَ القوم شَعاعاً أَي متفرِّقين وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه سَتَرَوْن بعدي مُلْكاً عَضُوضاً وأُمَّةً شَعاعاً أَي متفرِّقين مختلفين وذهبَ دمُه شَعاعاً أَي متفرِّقاً وطارَ فؤَادُه شَعاعاً تَفَرَقتْ هُمَومُه يقال ذهبت نفسي شَعاعاً إِذا انتشر رأْيها فلم تتجه لأَمْر جَزْم ورجل شَعاعُ الفُؤَاد منه ورأْي شَعاعٌ أَي مُتَفَرِّقٌ ونفْس شَعاع متفرِّقة قد تفرَّقَتْ هِمَمُها قال قيس بن ذَريح فلم أَلْفِظْكِ مِنْ شِبَعٍ ولَكِنْ أُقَضِّي حاجةَ النَّفْسِ الشَّعاعِ وقال أَيضاً فقَدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ أَلَمْ أَكُنْ نَهَيْتُكِ عن هذا وأَنْتِ جَميعُ ؟ قال ابن برِّيّ ومثل هذا لقيس بن معاذ مجنون بني عامر فَلا تَتْرُكي نَفْسِي شَعاعاً فإِنَّها من الوَجْدِ قَدْ كادَتْ عَلَيْكِ تَذُوبُ والشَّعْشاعُ أَيضاً المُتَفَرِّقُ قال الراجز صَدْقُ اللِّقاءِ غَيْرُ شَعْشاعِ الغَدَرْ يقول هو جميع الهِمة غير متفرقها وتَطايَرَتِ العَصا والقَصَبةُ شَعاعاً إِذا ضربت بها على حائط فَتَكَسَّرتْ وتطايرت قِصَداً وقِطَعاً وأَشَعَّ البعيرُ بَوْله أَي فَرَّقَه وقَطَّعه وكذلك شَعَّ بولَه يَشُعُّه أَي فرَّقه أَيضاً فَشَعَّ يَشِعُّ إِذا انتَشر وأَوْزَعَ به مثله ابن الأَعرابي شَعَّ القومُ إِذا تَفَرَّقُوا قال الأَخطل عِصابةُ سَبْيٍ شَعَّ أَنْ يُتَقَسَّما أَي تَفَرَّقُوا حِذارَ أَن يُتَقَسَّموا قال والشَّعُّ العَجَلةُ قال وانْشَعَّ الذئب في الغنم وانْشلَّ فيها وانْشَنَّ وأَغار فيها واستغار بمعنى واحد ويقال لبيت العَنْكَبُوت الشُّعُّ وحُقُّ الكُهول وشَعْشَعَ الشَّرابَ شَعْشَعَةً مزَجَه بالماء وقيل المُشَعْشَعة الخَمْرُ التي أُرِقَّ مَزْجُها وشَعْشَعَ الثَّريدةَ الزُّرَيْقاءَ سَغْبَلَها بالزَّيْت يقال شَعْشِعْها بالزَّيْت وفي حديث وائِلةَ بن الأَسْقَع أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ثَرَدَ ثَرِيدةً ثم شَعْشَعَها ثم لبَّقها ثم صَعْنَبَها قال ابن المبارك شَعْشَعَها خلَط بعضَها ببعض كما يُشَعْشَعُ الشرابُ بالماء إِذا مُزِجَ به ورُوِيتْ هذه اللفظةُ سَغْسَغَها بالسين المهملة والغين المعجمة أَي روَّاها دَسَماً وقال بعضهم شَعْشَعَ الثريدة إِذا رفع رأْسها وكذلك صَعْلَكَها وصعْنَبَها وقال ابن شميل شَعْشَعَ الثَّريدة إِذا أَكْثَرَ سَمْنَها وقيل شَعْشَعَها طَوَّلَ رأْسها من الشَّعْشاعِ وهو الطويل من الناس وهو في الخمر أَكثر منه في الثريد والشَّعْشَّعُ والشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانُ والشَّعْشَعانيُّ الطَّوِيلُ الحَسنُ الخفيفُ اللحْمِ شُبِّه بالخمر المُشَعْشَعةِ لِرِقَّتِها ياءُ النسب فيه لغير علة إِنما هو من باب أَحمرَ وأَحْمَرِيٍّ ودوَّارٍ ودَوَّارِيٍّ ووصف به العجاج المِشْفَرَ لطوله ورِقَّتِه فقال تُبادِرُ الحَوْضَ إِذا الحَوْضُ شُغِلْ بِشَعْشَعانيٍّ صُهابيٍّ هَدِلْ ومَنْكِباها خَلْفَ أَوْراكِ الإِبِلْ وقيل الشَّعْشاعُ الطويل وقيل الحسَن قال ذو الرمة إِلى كُلِّ مَشْبُوحِ الذِّراعينِ تُتَّقَى بهِ الحَرْبُ شَعْشاعٍ وآخَرَ فَدْغَمِ وفي حديث البَّيْعةِ فجاء أَبْيَضُ شَعْشاعٌ أَي طويل ومنه حديث سفيان بن نُبَيْح تراهُ عَظِيماً شَعْشَعاً وقيل الشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانيُّ والشَّعْشَعانُ الطويلُ العُنقِ من كل شيء وعُنُقٌ شَعْشاعٌ طويل والشَّعْشَعانةُ مِن الإِبل الجَسِيمةُ وناقة شَعْشَعانة قال ذو الرمة هَيْهاتَ خَرقاءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَها ذُو العَرْشِ والشَّعْشَعاناتُ العَياهِيم ورجل شُعْشُعٌ خفيف في السفر وقال ثعلب غلام شُعْشُع خفيف في السفر فقَصَره على الغلام ويقال الشُّعْشُعُ الغلام الحسَنُ الوجه الخفيف الرُّوحِ بضم الشين وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة كلُّ ما مضى في الشَّعاعِ فهو بفتح الشين وأَما ضَوءُ الشمس فهو الشُّعاعُ بضم الشين والشَّعَلَّع الطويل بزيادة اللام

شعلع
الشَّعَلَّعُ الطوِيلُ

شفع
الشفع خلاف الوَتْر وهو الزوج تقول كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه شَفْعاً وشَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً صيَّره زَوْجاً وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لسويد بن كراع وإِنما هو لجرير وما باتَ قَوْمٌ ضامِنينَ لَنا دَماً فَيَشْفِينَا إِلاَّ دِماءٌ شَوافِعُ أَي لم نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قتيل منّا قوماً فَنَشْتَفيَ إِلا بقتل جماعة وذلك لعزتنا وقوتنا على إِدراك الثَّأْر والشَّفِيعُ من الأَعْداد ما كان زوجاً تقول كان وَتْراً فشَفَعْتُه بآخر وقوله لِنَفْسِي حدِيثٌ دونَ صَحْبي وأَصْبَحَتْ تَزِيدُ لِعَيْنَيَّ الشُّخُوصُ الشَّوافِعُ لم يفسره ثعلب وقوله ما كانَ أَبْصَرَني بِغِرَّاتِ الصِّبا فالآنَ قد شُفِعَتْ ليَ الأَشْباحُ معناه أَنه يحسَبُ الشخص اثنين لضَعْفِ بصره وعين شافِعةٌ تنظُر نَظَرَيْنِ والشَّفْعُ ما شُفِع به سمي بالمصدر والجمع شِفاعٌ قال أَبو كبير وأَخُو الإِباءَةِ إِذْ رَأَى خُلاَّنَه تَلَّى شِفاعاً حوْلَه كالإِذْخِرِ شَبَّهَهم بالإِذْخِرِ لأَنه لا يكاد ينبُتُ إِلا زَوْجاً زَوْجاً وفي التنزيل والشَّفْعِ والوَتْرِ قال الأَسود بن يزيد الشَّفْعُ يَوْمُ الأَضْحى والوَتْرُ يومُ عَرَفةَ وقال عطاء الوتْرُ هو الله والشفْع خلْقه وقال ابن عباس الوَتر آدمُ شُفِعَ بزَوْجَتِه وقيل في الشفْع والوتْر إِنّ الأَعداد كلها شَفْع وَوِتْر وشُفْعةُ الضُّحى رَكْعتا الضحى وفي الحديث مَنْ حافَظَ على شُفْعةِ الضُّحى غُفِرَ له ذنوبُه يعني ركعتي الضحى من الشفْعِ الزَّوْجِ يُرْوى بالفتح والضم كالغَرْفة والغُرْفة وإِنما سمّاها شَفْعة لأَنها أَكثر من واحدة قال القتيبي الشَّفْعُ الزَّوْجُ ولم أَسمع به مؤنثاً إِلا ههنا قال وأَحسَبُه ذُهِبَ بتأْنيثه إِلى الفَعْلةِ الواحدة أَو إِلى الصلاةِ وناقة شافِعٌ في بطنها ولد يَتْبَعُها أو يَتْبَعُها ولد بَشْفَعَها وقيل في بطنها ولو يَسْبعُها آخَرُ ونحو ذلك تقول منه شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً قال الشاعر وشافِعٌ في بَطْنِها لها وَلَدْ ومَعَها مِن خَلْفِها لها ولَدْ وقال ما كانَ في البَطْنِ طَلاها شافِعُ ومَعَها لها وليدٌ تابِعُ وشاةٌ شَفُوعٌ وشافِعٌ شَفَعها ولَدُها وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُصَدِّقاً فأَتاه رجل بشاة شافِعٍ فلم يأْخُذْها فقال ائْتِني بِمُعْتاطٍ فالشافِعُ التي معَها ولدها سمّيت شافِعاً لأَن ولدها شَفَعها وشفَعَتْه هي فصارا شَفْعاً وفي رواية هذه شاةُ الشافِعِ بالإِضافة كقولهم صلاةُ الأُولى ومَسْجِدُ الجامِع وشاةٌ مُشْفِعٌ تُرْضِعُ كل بَهْمةٍ عن ابن الأَعرابي والشَّفُوعُ من الإِبل التي تَجْمع بين مِحْلَبَيْنِ في حَلْبةٍ واحدة وهي القَرُونُ وشَفَعَ لي بالعَداوة أَعانَ عَليّ قال النابغة أَتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضةً له مِنْ عَدُوٍّ مِثْلُ ذلك شافِعُ وتقول إِنَّ فلاناً ليَشْفَعُ لي بعَداوةٍ أَي يُضادُّني قال الأَحوص كأَنَّ مَنْ لامَني لأَصْرِمَها كانُوا عَلَيْنا بِلَوْمِهِمْ شَفَعُوا معناه أَنهم كانوا أَغْرَوني بها حين لامُوني في هَواها وهو كقوله إِنَّ اللَّوْم إِغْراءُ وشَفَع لي يَشْفَعُ شَفاعةً وتَشَفَّعَ طَلب والشَّفِيعُ الشَّافِعُ والجمع شُفَعاء واسْتَشْفَعَ بفُلان على فلان وتَشَفَّع له إِليه فشَفَّعَه فيه وقال الفارسيّ اسْتَشْفَعه طلَب منه الشَّفاعةَ أَي قال له كُنْ لي شافِعاً وفي التنزيل من يَشْفَعْ شَفاعةً حسَنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفْلٌ منها وقرأَ أَبو الهيثم من يَشْفَعُ شَفاعةً حسَنة أَي يَزْدادُ عملاً إِلى عَمَل وروي عن المبرد وثعلب أَنهما قالا في قوله تعالى مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عنده إِلاّ بإِذنه قالا الشفاعة الدُّعاءُ ههنا والشَّفاعةُ كلام الشَّفِيعِ لِلْمَلِكِ في حاجة يسأَلُها لغيره وشَفَعَ إِليه في معنى طَلَبَ إِليه والشَّافِعُ الطالب لغيره يَتَشَفَّعُ به إِلى المطلوب يقال تَشَفَّعْتُ بفلان إِلى فلان فَشَفّعَني فيه واسم الطالب شَفِيعٌ قال الأَعشى واسْتَشْفَعَتْ مَنْ سَراةِ الحَيِّ ذا ثِقةٍ فَقَدْ عَصاها أَبُوها والذي شَفَعا واسْتَشْفَعْتُه إِلى فلان أَي سأَلته أَن يَشْفَعَ لي إِليه وتَشَفَّعْتُ إِليه في فلان فشَفَّعَني فيه تَشْفِيعاً قال حاتم يخاطب النعمان فَكَكْتَ عَدِيًّا كُلَّها من إِسارِها فَأَفْضِلْ وشَفِّعْني بِقَيْسِ بن جَحْدَرِ وفي حديث الحُدُود إِذا بَلَغَ الحَدُّ السلطانَ فَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ والمُشَفِّعَ وقد تكرر ذكر الشَّفاعةِ في الحديث فيما يتَعَلَّق بأُمُور الدنيا والآخرة وهي السُّؤالُ في التَّجاوُزِ عن الذنوب والجَرائِمِ والمُشَفِّعُ الذي يَقْبَل الشفاعة والمُشَفَّعُ الذي تُقْبَلُ شَفاعَتُه والشُّفْعَةُ والشُّفُعَةُ في الدَّارِ والأَرضِ القَضاء بها لصاحِبها وسئل أَبو العباس عن اشتِقاقِ الشُّفْعةِ في اللغة فقال الشُّفْعَةُ الزِّيادةُ وهو أَنْ يُشَفِّعَك فيما تَطْلُب حتى تَضُمَّه إِلى ما عندك فَتَزِيدَه وتَشْفَعَه بها أَي أَن تزيده بها أَي أَنه كان وتراً واحداً فَضَمَّ إِليه ما زاده وشَفَعَه به وقال القتيبي في تفسير الشُّفْعة كان الرجل في الجاهلية إِذا أَراد بَيْعَ منزل أَتاه رجل فشَفَع إِليه فيما باعَ فَشَفَّعَهُ وجَعَله أَولى بالمَبِيعِ ممن بَعُدَ سَبَبُه فسميت شُفْعَةً وسُمِّي طالبها شَفِيعاً وفي الحديث الشُّفْعَةُ في كُلّ ما يُقْسَمُ الشفعة في الملك معروفة وهي مشتقة من الزيادة لأَن الشفِيع يضم المبيع إِلى ملكه فَيَشْفَعُه به كأَنه كان واحداً وتراً فصار زوجاً شفعاً وفي حديث الشعبي الشُّفْعة على رؤوس الرجال هو أَن تكون الدَّار بين جماعة مختلفي السِّهام فيبيع واحد منهم نصيبه فيكون ما باع لشركائه بينهم على رؤوسهم لا على سِهامِهم والشفِيعُ صاحب الشُّفْعة وصاحبُ الشفاعةِ والشُّفْعةُ الجُنُونُ وجمعها شُفَعٌ ويقال للمجنون مَشْفُوعٌ ومَسْفُوعٌ ابن الأَعرابي في وجهه شَفْعةٌ وسَفْعةٌ وشُنْعةٌ ورَدَّةٌ ونَظْرةٌ بمعنى واحد والشُّفْعةُ العين وامرأَة مَشْفُوعةٌ مُصابةٌ من العين ولا يوصف به المذكر والأَشْفَعُ الطوِيلُ وشافِعٌ وشفِيعٌ اسمان وبنو شافِعٍ من بني المطلب بنِ عَبد مناف منهم الشافعيّ الفقيهُ الإِمام المجتهد رحمه الله ونفعنا به

شقع
شَقَعَ في الإِناءِ يَشْقَعُ شَقْعاً إِذا شَرِبَ وكَرَعَ منه وقيل شَقَعَ شَرِبَ بغير إِناءٍ كَكَرع ويقال قَمَعَ ومَقَعَ وقَبَعَ كل ذلك من شِدّة الشرب ويقال شَقَعَه بعينه إِذا لقَعَه وقيل شَقَعَه ولَقَعَه بمعنى عانَه قال الأَزهريّ لَقَعه معروف وشَقَعه مُنْكَر لا أَحُقّه

شقدع
الشُّقْدُعُ الضِّفْدَعُ الصغير

شكع
شَكِعَ يَشْكَعُ شَكَعاً فهو شاكِعٌ وشَكِعٌ وشَكُوعٌ كَثُرَ أَنِينُه وضَجَرُه من المرض والوجَعِ يُقْلِقُه وقيل الشَّكِعُ الشديدُ الجَزَعِ الضُّجُورُ والشَّكَعُ بالتحريك الوجَعُ والغضَبُ ويقال لكل مُتَاَذٍّ من شيء شَكِعٌ وشاكِعٌ وباتَ شَكِعاً أَي وَجِعاً لا ينام وشَكِعَ فهو شَكِعٌ طال غضَبُه وقيل غَضِبَ وأَشْكَعَه أَغْضَبَه ويقال أَمَلَّه وأَضْجَرَه الأَحمر أَشْكَعَنِي وأَحْمَشَني وأَدْرأَني وأَحْفَظَنِي كلُّ ذلك أَغْضَبَنِي وفي حديث عمر رضي الله عنه لَمّا دَنا من الشام ولقِيَه الناسُ جعَلوا يَتَراطَنُون فأَشْكَعَه ذلك وقال لأَسْلَم إِنهم لن يَرَوْا على صاحِبِك بَزّةَ قَوْمٍ غضِبَ الله عليهم الشَّكَعُ بالتحريك شدّة الضَّجر وقيل أَغْضَبَه
( * قوله « شدة الضجر وقيل أغضبه كذا بالأصل والذي في النهاية بعد قوله شدة الضجر يقال شكع وأَشكعه غيره وقيل معناه أغضبه ) وفي الحديث أَنه دخل على عبد الرحمن ابن سهيل وهو يَجُودُ بنفسِه فإِذا هو شَكِعُ البِزَّةِ أَي ضَجِرُ الهيئة والحالةِ وشَكِعَ شَكَعاً غَرِضَ وشَكِعَ شَكَعاً مالَ ويقال للبخِيل اللئيم شَكِعٌ والشُّكاعَى نَبْتٌ قال الأَزهري رأَيته بالبادية وهو من أَحْرار البُقُولِ والشُّكاعَى شجرة صغيرة ذاتُ شَوْك قيل هو مِثْلُ الحُلاوَى لا يكاد يُفْرَقُ بينهما وزَهْرَتُهاحَمْراءُ ومَنْبَتُها مثل مَنْبَتِ الحُلاوَى ولهما جميعاً
( * قوله « ولهما جميعاً إلخ كذا بالأصل ) يابستين ورطبتين وهما كثيرتا الشوكن وشَوْكُهما أَلْطَفُ من شوْك الخُلّةِ ولهما ورق صغير مثل ورق السَّذابِ يقع على الواحد والجمع وربما سَلِمَ جمعها وقد يقال شَكاعَى بالفتح قال ابن سيده ولم أَجد ذلك معروفاً وقال أَبو حنيفة الشُّكاعَى من دِقّ النبات وهي دَقِيقةُ العيدان صغيرة خضراءُ والناس يَتَداوَوْنَ بها قال عمرو بن أَحمر الباهلي يذكر تَداوِيَه بها وقد شُفِيَ بَطْنُه شَرِبْتُ الشُّكاعَى والتَدَدْتُ أَلِدَّةً وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا قال واسمها بالفارسية جرحه الأَخفش شُكاعاةٌ فإِذا صح ذلك فأَلفها لغير التأْنيث قال سيبويه هو واحد وجمع وقال غيره الواحدة منها شُكاعةٌ والشُّكاعة شَوْكةٌ تملأ فم البعير لا ورق لها إِنما هي شَوْكٌ وعِيدانٌ دِقاق أَطرافها أَيضاً شوك وجمعها شُكاعٌ وما أَدرِي أَين شَكَعَ أَي ذهَب والسين أَعلى

شلع
قال الفراء الشَّلَّعُ الطويلُ

شمع
الشَّمَعُ والشَّمْعُ مُومُ العَسل الذي يُسْتَصْبَحُ به الواحدة شَمَعةٌ وشَمْعة قال الفراء هذا كلام العرب والمُوَلَّدون يقولون شَمْعٌ بالتسكين والشَّمَعةُ أَخص منه قال ابن سيده وقد غَلِطَ لأَن الشَّمَع والشَّمْعَ لغتان فصيحتان وقال ابن السكيت قُلِ الشَّمَعَ للموم ولا تقل الشَّمْعَ وأَشْمَعَ السِّراجُ سَطَع نورُه قال الراجز كَلَمْحِ بَرْقٍ أَو سِراجٍ أَشْمَعا والشَّمْعُ والشُّمُوعُ والشِّماعُ والشِّماعةُ والمَشْمَعةُ الطَّرَبُ والضَّحِك والمِزاحُ واللَّعِبُ وقد شَمَعَ يَشْمَعُ شَمْعاً وشُمُوعاً ومَشْمَعةً إِذا لم يَجِدَّ قال المتنخل الهذلي يذكر أَضيافَه سَأَبْدَؤُهُمْ بِمَشمَعةٍ وأَثْنِي بِجُهْدِي من طَعامٍ أَو بِساطِ أَراد من طَعامٍ وبِساطٍ يريد أَنه يبدأُ أَضيافه عند نزولهم بالمِزاحِ والمُضاحكة ليُؤَنِّسَهم بذلك وهذا البيت ذكره الجوهري وآتي بِجُهْدِي قال ابن بري وصوابه وأَثْنِي بجُهْدي أَي أُتْبِعُ يريد أَنه يَبْدَأُ أَضيافَه بالمَِزاحِ لِيَنْبَسِطُوا ثم يأْتيهم بعد ذلك بالطعام وفي الحديث من تَتَبَّع المَشْمَعةَ يُشَمِّعُ اللهُ به أَراد صلى الله عليه وسلم أَنَّ مَن كان مِن شأْنه العَبَثُ بالناس والاستهزاءُ أَصارَه الله تعالى إِلى حالة يُعْبَثُ به فيها ويُسْتَهْزَأُ منه فمن أَراد الاستهزاء بالناس جازاه الله مُجازاةَ فِعْلِه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إِذا كنا عندك رَقَّت قلوبنا وإِذا فارقناكَ شَمَعْنا أَو شَمَمْنا النساء والأَولادَ أَي لاعَبْنا الأَهْلَ وعاشَرْناهُنّ والشِّماعُ اللَّهْوُ واللَّعِبُ والشَّمُوعُ الجارية اللَّعُوبُ الضَّحُوكُ الآنِسةُ وقيل هي المَزّاحةُ الطَّيِّبةُ الحديث التي تُقَبِّلُكَ ولا تُطاوِعُك على سِوَى ذلك وقيل الشَّمُوعُ اللَّعُوبُ الضحوك فقط وقد شَمَعَتْ تَشْمَعُ شَمْعاً وشُمُوعاً ورجل شَموعٌ لَعُوبٌ ضَحُوكٌ والفِعْلُ كالفِعْل والمصدر كالمصدر وقولُ أَبي ذُؤَيْبٍ يصف الحِمارَ فَلَبِثْنَ حِيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضة فَيَجِدُّ حِيناً في المِراحِ ويَشْمَعُ قال الأَصمعي يَلْعَبُ لا يُجادُّ

شنع
الشَّناعةُ الفَظاعةُ شَنُعَ الأَمرُ أَو الشيء شَناعةً وشَنَعاً وشُنعاً وشُنُوعاً قَبُح فهو شَنِيعٌ والاسم الشُّنْعةُ فأَما قول عاتكة بنت عبد المطلب سائِلْ بِنا في قَوْمِنا ولْيَكْفِ من شرٍّ سَماعُهْ قَيْساً وما جَمَعُوا لَنا في مَجْمَعٍ باقٍ شَناعُهْ فقد يكون شَناعٌ من مصادر شَنُعَ كقولهم سَقُمَ سَقاماً وقد يجوز أَن تريد شناعته فحذفُ الهاء للضرورة كما تأَوَّل بعضهم قول أَبي ذؤيب أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَنَظَّر خالِدٌ عِيادِي على الهِجْرانِ أَمْ هو يائِسُ ؟ من أَنه أَراد عيادتي فحذف التاء مُضْطَرّاً وأَمرٌ أَشْنَعُ وشَنِيعٌ قَبِيحٌ ومنه قول أَبي ذؤَيب مُتَحامِيَيْن المَجْدَ كلٌّ واثِقٌ بِبَلائه واليَوْمُ يَوْمٌ أَشْنَعُ
( * قوله « متحاميين المجد في شرح القاموس يتناهبان المجد )
ومثله لمتمم بن نُويْرة ولقد غُبِطْتُ بما أُلاقي حِقْبةً ولقد يَمُرُّ عليَّ يَوْمٌ أَشْنَعُ وفي حديث أَبي ذر وعنده امرأَة سوْداء مُشَنَّعةٌ أَي قبِيحةٌ يقال مَنْظَرٌ شَنِيعٌ وأَشْنَعُ ومُشَنَّعٌ وشَنَّع عليه الأَمرَ تشْنيعاً قَبَّحَه وشَنِعَ بالأَمر
( * قوله « وشنع بالامر في القاموس ورأى امراً شنع به كعلم شنعأ بالضم اي استشنعه ) شُنْعاً واسْتَشْنَعه رآه شَنِيعاً وتَشَنَّعَ القومُ قَبُحَ أَمرُهم باختِلافِهم واضْطِرابِ رأْيِهم قال جرير يَكْفِي الأَدِلَّةَ بعد سُوءِ ظُنُونِهم مَرُّ المَطِيِّ إِذا الحُداةُ تَشَنَّعُوا وتَشَنَّع فُلان لهذا الأَمر إِذا تَهَيَّأَ له وتَشَنَّع الرجل هَمّ بأَمْرٍ شَنِيعٍ قال الفرزدق لَعَمْري لقد قالَتْ أُمامةُ إِذْ رَأَتْ جَريراً بِذاتِ الرَّقْمَتَيْنِ تَشَنَّعا وشَنَعَه شَنْعاً سَبَّه عن ابن الأَعرابي وقيل اسْتَقْبَحَه وسَئِمَهُ
( * قوله « وسئمه هو كذلك في الصحاح والذي في القاموس وشتمه )
وأَنشد لكثير وأَسماءُ لا مَشْنُوعةٌ بِمَلامةٍ لَدَيْنا ولا مَقْلِيّةٌ باعْتِلالِها
( * قوله « مقلية كتب بطرة الأصل في نسخة معذورة )
والشَّنَعُ والشَّناعةُ والمَشْنُوعُ كلُّ هذا من قُبْحِ الشيء الذي يُسْتَشْنَعُ قُبْحُه وهو شَنِيعٌ أَشْنَعُ وقصة شَنْعاءُ ورجل أَشْنَعُ الخلق وأَنشد شمر وفي الهامِ منه نَظْرةٌ وشُنُوعُ أَي قُبْح يتعجب منه وقال الليث تقول رأَيت أَمراً شَنِعْتُ به شُنْعاً أَي اسْتَشْنَعْتُه وأَنشد لمرْوان فَوِّضْ إِلى اللهِ الأُمورَ فإِنه سَيَكْفيكَ لا يَشْنَعْ بِرأْيِكَ شانِعُ أَي لا يَسْتَقْبِحُ رأَيَك مُسْتَقْبِحٌ وقد اسْتَشْنَعَ بفلان جَهْلُه خَفَّ وشَنَعَنا فُلان وفَضَحنا والمَشْنوع المشهور والتَّشْنِيعُ التَّشْمير وشَنَّع الرجلُ شَمَّر وأَسْرعَ وشَنَّعَتِ الناقةُ وأَشْنَعَتْ وتَشَنَّعَتْ شَمَّرَت في سَيْرِها وأَسْرَعَتْ وجَدَّت فهي مُشَنِّعةٌ قال الراجز كأَنَّه حِينَ بَدا تَشَنُّعُهْ وسالَ بعد الهَمَعانِ أَخْدَعُهْ جأْبٌ بِأَعْلى قُنَّتَيْنِ مَرْتَعُه والتشنُّع الجِدّ والانْكِماشُ في الأَمر عن ابن الأَعرابي تقول منه تشَنَّعَ القومُ والشَّنَعْنَعُ الرجل الطوِيلُ وتَشَنَّعْتُ الغارةَ بَثَثْتُها والفرسَ والرّاحلةَ والقِرْنَ رَكِبْتُه وعَلَوْتُه والسِّلاحَ لَبِسْتُه

شوع
الشَّوَعُ انْتِشارُ الشَّعر وتَفَرُّقُه كأَنه شَوْك قال الشاعر ولا شَوَعٌ بخَدَّيْها ولا مُشْعَنَّةٌ قَهْدا ورجل أَشْوَعُ وامرأَة شَوْعاءُ وبه سمي الرجل أَشْوَعَ ابن الأَعرابي شَوُعَ رأْسُه يَشُوعُ شَوْعاً إِذا اشْعانَّ قال الأَزهري هكذا رواه عنه أَبو عمرو والقِياسُ شَوِعَ يَشْوَعُ شَوَعاً ابن الأَعرابي يقال للرجل شُعْ شُعْ إِذا أَمرته بالتَّقَشُّفِ وتطويل الشعر ومنه قيل فُلانٌ ابن أَشْوَعَ وبَوْلٌ شاعٌ مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق قال ذو الرمة يُقَطِّعْنَ لِلإِبْساسِ شاعاً كأَنَّه جَدايا على الأَنْساءِ مِنها بَصائِر وشَوَّعَ القومَ جمعهم وبه فسر قول الأَعشى نُشَوِّعُ عُوناً ونَجتابُها قال ومنه شِيعةُ الرجل والأَكثر أَن تكون عين الشِّيعة ياء لقولهم أَشياعٌ اللهم إِلا أَن يكون من باب أَعياد أَو يكون يُشَوِّعُ على المُعاقبة وشاعةُ الرجل امرأَتُه وإِن حملتها على معنى المُشايَعةِ واللُّزوم فأَلفها ياء ومضَى شَوْعٌ من الليل وشُواعٌ أَي ساعة حكي عن ثعلب ولست منه على ثقة والشُّوعُ بالضم شجر البان وهو جَبَليٌّ قال أُحَيْحَةُ بن الجُلاح يصف جبلاً مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبّاره بِجافَتَيْه الشُّوعُ والغِرْيَفُ وهذا البيت اسْتَشْهَد الجوهريّ بعَجُزه ونسبه لقيس ابن الخطيم ونسبه ابن بَرّي أَيضاً لأُحَيْحةَ بن الجُلاح وواحدتُه شُوعةٌ وجمعها شِياعٌ ويقال هذا شَوْعُ هذا بالفتح وشَيْعُ هذا للذي وُلِدَ بعده ولم يُولَدْ بينهما

شيع
الشَّيْعُ مِقدارٌ من العَدَد كقولهم أَقمت عنده شهراً أَو شَيْعَ شَهْرٍ وفي حديث عائشة رضي الله عنها بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو شَيْعِه أَي أَو نحو من شهرٍ يقال أَقمت به شهراً أَو شَيْعَ شهر أَي مِقْدارَه أَو قريباً منه ويقال كان معه مائةُ رجل أَو شَيْعُ ذلك كذلك وآتِيكَ غَداً أَو شَيْعَه أَي بعده وقيل اليوم الذي يتبعه قال عمر بن أَبي ربيعة قال الخَلِيطُ غَداً تَصَدُّعُنا أَو شَيْعَه أَفلا تُشَيِّعُنا ؟ وتقول لم أَره منذ شهر وشَيْعِه أَي ونحوه والشَّيْعُ ولد الأَسدِ إِذا أَدْرَكَ أَنْ يَفْرِسَ والشِّيعةُ القوم الذين يَجْتَمِعون على الأَمر وكلُّ قوم اجتَمَعوا على أَمْر فهم شِيعةٌ وكلُّ قوم أَمرُهم واحد يَتْبَعُ بعضُهم رأْي بعض فهم شِيَعٌ قال الأَزهري ومعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً وليس كلهم متفقين قال الله عز وجل الذين فرَّقوا دِينَهم وكانوا شِيَعاً كلُّ فِرْقةٍ تكفِّر الفرقة المخالفة لها يعني به اليهود والنصارى لأَنّ النصارى بعضُهُم بكفراً بعضاً وكذلك اليهود والنصارى تكفِّرُ اليهود واليهودُ تكفرهم وكانوا أُمروا بشيء واحد وفي حديث جابر لما نزلت أَو يُلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذيقَ بعضَكم بأْس بعض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتان أَهْوَنُ وأَيْسَرُ الشِّيَعُ الفِرَقُ أَي يَجْعَلَكُم فرقاً مختلفين وأَما قوله تعالى وإِنَّ من شيعته لإِبراهيم فإِن ابن الأَعرابي قال الهاءُ لمحمد صلى الله عليه وسلم أَي إِبراهيم خَبَرَ نَخْبَره فاتَّبَعَه ودَعا له وكذلك قال الفراء يقول هو على مِناجه ودِينه وإِن كَان ابراهيم سابقاً له وقيل معناه أَي من شِيعة نوح ومن أَهل مِلَّتِه قال الأَزهري وهذا القول أَقرب لأَنه معطوف على قصة نوح وهو قول الزجاج والشِّيعةُ أَتباع الرجل وأَنْصارُه وجمعها شِيَعٌ وأَشْياعٌ جمع الجمع ويقال شايَعَه كما يقال والاهُ من الوَلْيِ وحكي في تفسير قول الأَعشى يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتابُها يُشَوِّعُ يَجْمَعُ ومنه شيعة الرجل فإِن صح هذا التفسير فعين الشِّيعة واو وهو مذكور في بابه وفي الحديث القَدَرِيَّةُ شِيعةُ الدَّجَّالِ أَي أَولِياؤُه وأَنْصارُه وأَصلُ الشِّيعة الفِرقة من الناس ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد وقد غلَب هذا الاسم على من يَتَوالى عَلِيًّا وأَهلَ بيته رضوان الله عليهم أَجمعين حتى صار لهم اسماً خاصّاً فإِذا قيل فلان من الشِّيعة عُرِف أَنه منهم وفي مذهب الشيعة كذا أَي عندهم وأَصل ذلك من المُشايَعةِ وهي المُتابَعة والمُطاوَعة قال الأَزهري والشِّيعةُ قوم يَهْوَوْنَ هَوى عِتْرةِ النبي صلى الله عليه وسلم ويُوالونهم والأَشْياعُ أَيضاً الأَمثالُ وفي التنزيل كما فُعِلَ بأَشْياعِهم من قبل أَي بأَمْثالهم من الأُمم الماضية ومن كان مذهبُه مذهبهم قال ذو الرمة أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِم خَبَراً أَمْ راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابِه طَرَبُ ؟ يعني عن أَصحابهم يقال هذا شَيْعُ هذا أَي مِثْله والشِّيعةُ الفِرْقةُ وبه فسر الزجاج قوله تعالى ولقد أَرسلنا من قبلك في شِيَعِ الأَوّلينَ والشِّيعةُ قوم يَرَوْنَ رأْيَ غيرهم وتَشايَعَ القومُ صاروا شِيَعاً وشيَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعى دَعْوى الشِّيعةِ وشايَعَه شِياعاً وشَيَّعَه تابَعه والمُشَيَّعُ الشُّجاعُ ومنهم من خَصَّ فقال من الرجال وفي حديث خالد أَنه كان رجُلاً مُشَيَّعاً المُشَيَّع الشُّجاع لأَنَّ قَلْبَه لا يَخْذُلُه فكأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه يُشَيَّعُ بغيره وشَيَّعَتْه نفْسُه على ذلك وشايَعَتْه كلاهما تَبِعَتْه وشجَّعَتْه قال عنترة ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعي لُبِّي وأَحْفِزُهُ بِرأْيٍ مُبْرَمٍ
( * في معلقة عنترة ذلُلٌ جِمالي حيث شِئتُ مشايعي )
قال أَبو إِسحق معنى شَيَّعْتُ فلاناً في اللغة اتَّبَعْتُ وشَيَّعه على رأْيه وشايَعه كلاهما تابَعَه وقَوَّاه ومنه حديث صَفْوانَ إِني أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لو تُشايِعُني نفْسي أَي تُتابِعُني ويقال شاعَك الخَيرُ أَي لا فارقك قال لبيد فَشاعَهُمُ حَمْدٌ وزانَتْ قُبورَهُم أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّرِ ويقال فلان يُشَيِّعُه على ذلك أَي يُقَوِّيه ومنه تَشْيِيعُ النار بإِلقاء الحطب عليها يُقَوِّيها وشَيَّعَه وشايَعَه كلاهما خرج معه عند رحيله ليُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنْزِله وقيل هو أَن يخرج معه يريد صُحْبته وإِيناسَه إِلى موضع مّا وشَيَّعَ شَهْرَ رمضان بستة أَيّامٍ من شَوَّال أَي أَتبَعَه بها وقيل حافظ على سِيرتِهِ فيها على المثل وفلان شِيعُ نِساء يُشَيِّعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ وفي حديث الضَّحايا لا يُضَحَّى بالمُشَيِّعةِ من الغَنم هي التي لا تزال تَتبَعُ الغنم عَجَفاً أَي لا تَلْحَقُها فهي أَبداً تُشَيِّعُها أَي تمشي وراءها هذا إِن كسرت الياء وإِن فتحتها فهي التي تحتاج إِلى من يُشَيِّعُها أَي يَسُوقُها لتأَخّرها عن الغنم حتى يُتْبِعَها لأَنها لا تَقْدِرُ على ذلك ويقال ما تُشايِعُني رِجْلي ولا ساقي أَي لا تَتبَعُني ولا تُعِينُني على المَشْيِ وأَنشد شمر وأَدْماءَ تَحْبُو ما يُشايِعُ ساقُها لدى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومَأْتَمِ الضارِي الذي قد ضَرِيَ من الضَّرْب به يقول قد عُقِرَتْ فهي تحبو لا تمشي قال كثير وأَعْرَض مِنْ رَضْوى مَعَ الليْلِ دونَهُم هِضابٌ تَرُدُّ الطَّرْفَ مِمَّنْ يُشَيِّعُ أَي ممن يُتبعُه طَرْفَه ناظراً ابن الأَعرابي سَمِع أَبا المكارِمِ يَذُمُّ رجلاً فقال هو ضَبٌّ مَشِيعٌ أَراد أَنه مثل الضَّبِّ الحقود لا ينتفع به والمَشِيعُ من قولك شِعْتُه أَشِيعُه شَيْعاً إِذا مَلأتَه وتَشَيَّعَ في الشيء اسْتَهلك في هَواه وشَيَّعَ النارَ في الحطبِ أَضْرَمَها قال رؤبة شَداً كما يُشَيَّعُ التَّضْريمُ
( * قوله « شداً كذا بالأصل )
والشَّيُوعُ والشِّياعُ ما أُوقِدَتْ به النار وقيل هو دِقُّ الحطب تُشَيَّعُ به النار كما يقال شِبابٌ للنار وجِلاءٌ للعين وشَيَّعَ الرجلَ بالنار أَحْرَقَه وقيل كلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُيِّعَ يقال شَيَّعْتُ النار إِذا أَلْقَيْتَ عليها حطباً تُذْكيها به ومنه حديث الأَحنف وإِن حَسَكى
( * قوله « حسكى كذا بالأصل وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون السين وبهاء تأْنيث ولعله سمي بواحدة الحسك محركة ) كان رجلاً مُشَيَّعاً قال ابن الأَثير أَراد به ههنا العَجولَ من قولك شَيَّعْتُ النارَ إِذا أَلقيت عليها حَطباً تُشْعِلُها به والشِّياعُ صوت قَصَبةٍ ينفخ فيها الراعي قال حَنِين النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ وشَيَّعَ الراعي في الشِّياعِ رَدَّدَ صَوْتَه فيها والشاعةُ الإِهابةُ بالإِبل وأَشاعَ بالإِبل وشايَع بها وشايَعَها مُشايَعةً وأَهابَ بمعنى واحد صاح بها ودَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها قال لبيد تَبكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى أَلا إِنَّ إِخإوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ
( * في قصيدة لبيد أخدان مكان إخوان )
أَتَجْزَعُ مما أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَى ؟ وأَيُّ كرِيمٍ لم تُصِبْه القَوارِعُ ؟ فَيَمْضُونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بَعْدَهُم كما ضَمَّ أُخْرَى التالياتِ المُشايِعُ
( * قوله « فيمضون إلخ في شرح القاموس قبله
وما المال والأَهلون إلا وديعة ... ولا بد يوماً أن ترد
الودائع )
وقيل شايَعْتُ بها إِذا دَعَوْتَ لها لتَجْتَمِعَ وتَنْساقَ قال جرير يخاطب الراعي فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها وشايِعْ بها واضْمُمْ إِليك التَّوالِيا يقول صوّت بها ليلحَق أُخْراها أُولاها قال الطرمّاح إِذا لم تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْياً تَطَوَّقَتْ شمارِيخَ لم يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَيِّعُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ مَرْيم ابنة عِمْرانَ سأَلت ربها أَنْ يُطْعِمَها لحماً لا دم فيه فأَطْعَمها الجراد فقالت اللهم أَعِشْه بغير رَضاع وتابِعْ بينه بغير شِياعٍ الشِّياعُ بالكسر الدعاء بالإِبل لتَنْساق وتجتمع المعنى يُتابِعُ بينه في الطيران حتى يَتَتابع من غير أَنْ يُشايَع كما يُشايِعُ الراعي بإِبله لتجتمع ولا تتفرق عليه قال ابن بري بغير شِياعٍ أَي بغير صوت وقيل لصوت الزَّمّارة شِياعٌ لأَن الراعي يجمع إِبله بها ومنه حديث عليّ أُمِرْنا بكسر الكُوبةِ والكِنّارةِ والشِّياعِ قال ابن الأَعرابي الشِّياعُ زَمّارةُ الراعي ومنه قول مريم اللهم سُقْه بلا شِياعٍ أَي بلا زَمّارة راع وشاعَ الشيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيُوعاً وشَيْعُوعةً ومَشِيعاً ظهَرَ وتفرَّقَ وشاعَ فيه الشيبُ والمصدر ما تقدّم وتَشَيَّعه كلاهما استطار وشاعَ الخبَرُ في الناس يَشِيعُ شَيْعاً وشيَعاناً ومَشاعاً وشَيْعُوعةً فهو شائِعٌ انتشر وافترَقَ وذاعَ وظهَر وأََشاعَه هو وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ أَطارَه وأَظهره وقولهم هذا خبَر شائع وقد شاعَ في الناس معناه قد اتَّصَلَ بكل أَحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض والشاعةُ الأَخْبار المُنتشرةُ وفي الحديث أَيُّما رجلٍ أَشاع على رجل عَوْرة ليَشِينَه بها أَي أَظهر عليه ما يُعِيبُه وأَشَعْتُ المال بين القوم والقِدْرَ في الحَيّ إِذا فرقته فيهم وأَنشد أَبو عبيد فقُلْتُ أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ ؟ وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ به إِذا أَذعْتَ به ويقال نَصِيبُ فلان شائِعٌ في جميع هذه الدار ومُشاعٌ فيها أَي ليس بمَقْسُوم ولا مَعْزول قال الأَزهري إِذا كان في جميع الدار فاتصل كل جزء منه بكل جزء منها قال وأَصل هذا من الناقة إِذا قَطَّعت بولها قيل أَوزَغَتْ به إِيزاغاً وإِذا أَرسلته إِرسالاً متصلاً قيل أَشاعت وسهم شائِعٌ أَي غير مقسوم وشاعٌ أَيضاً كما يقال سائِرُ اليوم وسارُه قال ابن بري شاهده قول ربيعة بن مَقْروم له وهَجٌ من التَّقْرِيبِ شاعُ أَي شائعٌ ومثله خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ أَي نائِعٌ وما في هذه الدار سهم شائِعٌ وشاعٍ مقلوب عنه أَي مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ ورجل مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لا يكتم سِرّاً وفي الدعاء حَيّاكم اللهُ وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وجعله صاحِباً لكم وتابِعاً وقال ثعلب شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم وأَنشد أَلا يا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ بَرُودِ الظِّلِّ شاعَكُمُ السلامُ أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم قال ومعنى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم إِيَّاه وليس ذلك بقويّ وشاعَكم السلامُ كما تقول عليكم السلامُ وهذا إِنما بقوله الرجل لأَصحابه إِذا أَراد أَن يفارقهم كما قال قيس بن زهير لما اصطلح القوم يا بني عبس شاعكم السلامُ فلا نظرْتُ في وجهِ ذُبْيانية قَتَلْتُ أَباها وأَخاها وسار إِلى ناحية عُمان وهناك اليوم عقِبُه وولده قال يونس شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعاً أَي مَلأَكم وقد أَشاعكم اللهُ بالسلام يُشِيعُكم إِشاعةً ونصِيبُه في الشيء شائِعٌ وشاعٍ على القلب والحذف ومُشاعٌ كل ذلك غير معزول أَبو سعيد هما مُتشايِعانِ ومُشتاعانِ في دار أَو أَرض إِذا كانا شريكين فيها وهم شُيَعاءُ فيها وكل واحد منهم شَيِّعٌ لصاحبه وهذه الدار شَيِّعةٌ بينهم أَي مُشاعةٌ وكلُّ شيء يكون به تَمامُ الشيء أَو زيادتُه فهو شِياعٌ له وشاعَ الصَّدْعُ في الزُّجاجة استطارَ وافترق عن ثعلب وجاءت الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ على القلب أَي مُتَفَرِّقة قال الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بن الأَجدع وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شَرَنٍ فَهُنّ شَواعِي ويروى كِعابُ مُقامِرٍ وشاعتِ القطرةُ من اللبن في الماء وتَشَيَّعَتْ تَفَرَّقَت تقول تقطر قطرة من لبن في الماء
( * قوله « تقول تقطر قطرة من لبن في الماء كذا بالأصل ولعله سقط بعده من قلم الناسخ من مسودة المؤلف فتشيع أو تتشيع فيه أي تتفرق ) وشَيّع فيه أَي تفرَّق فيه وأَشاعَ ببوله إِشاعةً حذف به وفَرَّقه وأَشاعت الناقة ببولها واشتاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ كل هذا أَرْسَلَتْه متفَرِّقاً ورَمَتْه رَمْياً وقَطَّعَتْه ولا يكون ذلك إِلا إِذا ضَرَبَها الفحل قال الأَصمعي يقال لما انتشر من أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الفحل فأَشاعَتْ ببولها شاعٌ وأَنشد يُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعاً كأَنّه جَدايا على الأَنْساءِ منها بَصائِر قال والجمل أَيضاً يُقَطِّعُ ببوله إِذا هاج وبوله شاعٌ وأَنشد ولقد رَمَى بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ وأَشاعَتْ أَيضاً خَدَجَتْ ولا تكون الإِشاعةُ إِلا في الإِبل وفي التهذيب في ترجمة شعع شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كلاهما إِذا تفرَّقَ وشاعةُ الرجلِ امرأَتُه ومنه حديث سيف بن ذي يَزَن قال لعبد المطلب هل لك من شاعةٍ ؟ أَي زوجة لأَنها تُشايِعُه أَي تُتابِعُه والمُشايِعُ اللاحِقُ وينشد بيت لبيد أَيضاً فيَمْضُون أَرْسالاً ونَلْحَقُ بَعْدَهُم كما ضَمَّ أُخْرَى التالِياتِ المُشايِعُ
( * روي هذا البيت في سابقاً في هذه المادة وفيه نخلف بعدهم وهو هكذا في قصيدة لبيد )
هذا قول أَبي عبيد وعندي أَنه من قولك شايَعَ بالإِبل دعاها والمِشْيَعة قُفَةٌ تضَعُ فيها المرأة قطنها والمِشْيَعةُ شجرة لها نَوْر أَصغرُ من الياسمين أَحمر طيب تُعْبَقُ به الثياب عن أَبي حنيفة كذلك وجدناه تُعْبَق بضم التاء وتخفيف الباء في نسخة موثوق بها وفي بعض النسخ تُعَبَّقُ بتشديد الباء وشَيْعُ اللهِ اسم كتَيْمِ الله وفي الحديث الشِّياعُ حرامٌ قال ابن الأَثير كذا رواه بعضهم وفسره بالمُفاخَرةِ بكثرة الجماع وقال أَبو عمرو إِنه تصحيف وهو بالسين المهملة والباء الموحدة وقد تقدم قال وإِن كان محفوظاً فلعله من تسمية الزوجة شاعةً وبَناتُ مُشيّع قُرًى معروفة قال الأَعشى من خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها أَو خَمْرِ عانةَ أَو بنات مُشَيّعا

صبع
الأَصْبَعُ واحدة الأَصابِع تذكر وتؤنث وفيه لغات الإِصْبَعُ والأُصْبَعُ بكسر الهمزة وضمها والباء مفتوحة والأَصْبُعُ والأُصْبِعُ والأَصْبِعُ والإِصْبِعُ مثال اضْرِبْ والأُصْبُعُ بضم الهمزة والباء والإِصْبُعُ نادِرٌ والأُصْبُوعُ الأُنملة مؤنثة في كل ذلك حكى ذلك اللحياني عن يونس روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه دَمِيَتْ إِصْبَعُه في حَفْر الخَنْدَق فقال هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ وفي سَبِيلِ اللهِ ما لَقِيتِ فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم ذهبتْ بعض أَصابِعه فإِنه أَنث البعض لأَنه إِصبع في المعنى وإِن ذَكَّرَ الإِصبعَ مُذَكِّر جاز لأَنه ليس فيها علامة التأْنيث وقال أَبو حنيفة أَصابع البُنَيّاتِ
( * « اصابع البنيات في القاموس اصابع الفتيات قال شارحه كذا في العباب والتكملة وفي المنهاج لابن جزلة اصابع الفتيان وفي اللسان اصابع البنيات ) نبات يَنْبُت بأَرض العرب من أَطراف اليمن وهو الذي يسمى الفَرَنْجَمُشْكَ قال وأَصابِعُ العذارَى أَيضاً صنف من العنب أَسود طِوال كأَنه البَلُّوطُ يشبّه بأَصابِع العذارَى المُخَضَّبةِ وعُنْقُودُه نحو الذراع متداخِسُ الحب وله زبيب جيِّد ومَنابِتُه الشّراةُ والإِصْبَعُ الأَثَر الحسَنُ يقال فلان من الله عليه إِصْبَعٌ حسَنة أَي أَثَرٌ نعمة حسنة وعليك منك اصْبَعٌ خسَنة أَي أتَرٌ حسَن قال لبيد مَنْ يَجْعَلِ اللهُ إِصْبَعا في الخَيْرِ أَو في الشّرِّ يَلْقاهُ مَعا وإِنما قيل للأَثر الحسن إِصبع لإِشارة الناس إِليه بالإِصبع ابن الأَعرابي إِنه لحسنُ الإِصْبَعِ في ماله وحسَنُ المَسِّ في ماله أَي حسَن الأَثر وأَنشد أَورَدَها راعٍ مَرِيءِ الإِصْبَعِ لم تَنْتَشِرْ عنه ولم تَصَدَّعِ وفلانٌ مُغِلُّ الإِصْبَع إِذا كان خائناً قال الشاعر حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ ولم تَكُنْ للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ وفي الحديث قَلْبُ المؤمِن بين إِصْبَعَيْنِ من أَصابِع الله يُقَلّبُه كيف يشاء وفي بعض الروايات قلوب العباد بين إِصبعين معناه أَن تقلب القلوب بين حسن آثاره وصُنْعِه تبارك وتعالى قال ابن الأَثير الإِصبع من صفات الأَجسام تعالى الله عن ذلك وتقدّس وإِطلاقها عليه مجاز كإِطلاق اليد واليمين والعين والسمع وهو جار مجرى التمثيل والكناية عن سرعة تقلب القلوب وإِن ذلك أَمر معقود بمشيئة الله سبحانه وتعالى وتخصيص ذكر الأَصابع كناية عن أَجزاء القدرة والبطش لأَن ذلك باليد والأَصابع أَجزاؤها ويقال للراعي على ماشيته إِصبع أَي أَثر حسن وعلى الإِبل من راعيها إِصبع مثله وذلك إِذا أَحسن القيام عليها فتبين أَثره فيها قال الراعي يصف راعياً ضَعِيفُ العَصا بادِي العُروقِ تَرَى له عليها إِذا ما أَجْدَبَ الناسُ إِصْبَعا ضَعِيفُ العَصا أَي حاذِقُ الرَّعْيةِ لا يضرب ضرباً شديداً يصفه بحسن قيامه على إِبله في الجدب وصَبَعَ به وعليه يَصْبَعُ صَبْعاً أَشار نحوَه بإِصْبَعِه واغتابه أَو أَراده بشَرٍّ والآخر غافل لا يُشْعُر وصَبَعَ الإِناء يَصْبَعُه صَبْعاً إِذا كان فيه شَرابٌ وقابَلَ بين إِصْبَعَيْهِ ثم أَرسل ما فيه في شيء ضَيِّقِ الرأْس وقيل هو إِذا قابل بين إِصبعيه ثم أَرسل ما فيه في إِناء آخَرَ أَيَّ ضَرْبٍ من الآنيةِ كان وقيل وضَعْتَ على الإِناءِ إِصْبَعَك حتى سال عليه ما في إِناء آخر غيره قال الأَزهري وصَبْعُ الإِناء أَن يُرْسَل الشَّرابُ الذي فيه بين طرفي الإِبهامين أَو السبَّابتين لئلا ينتشر فيندفق وهذا كله مأْخوذ من الإِصبع لأَن الإِنسان إِذا اغتاب إِنساناً أَشار إِليه بإِصبعه وإِذا دل إِنساناً على طريق أَو شيء خفي أَشار إِليه بالإِصبع ورجل مَصْبُوعٌ إِذا كان متكبراً والصَّبْعُ الكِبْر التامُّ وصَبَعَ فلاناً على فلان دَلَّه عليه بالإِشارة وصَبَعَ بين القوم يَصْبَعُ صَبْعاً دل عليهم غيرهم وما صَبَعَك علينا أَي ما دَلَّك وصَبَع على القوم يَصْبَعُ صَبْعاً طلع عليهم وقيل إِنما أَصله صَبَأَ عليهم صَبْأً فأَبْدَلُوا العين من الهمزة وإِصْبَعٌ اسم جبل بعينه

صتع
الصَّتَعُ حِمارُ الوَحْش والصَّتَعُ الشابّ القَوِيُّ قال الشاعر يا ابْنَةَ عَمْرٍو قد مُنِحتِ وُدِّي والحَبْلَ ما لَمْ تَقْطَعِي فَمُدِّي وما وِصالُ الصَّتَعِ القُمُدِّ ويقال جاء فلان يَتَصَتَّعُ علينا بلا زادٍ ولا نفقة ولا حقّ واجب وجاء فلان يَتَصَتّعُ إِلينا وهو الذي يجيء وحده لا شيء معه وفي نوادر الأَعراب هذا بَعِير يَتَسَمَّحُ ويَتَصَتَّعُ إِذا كان طَلْقاً ويقال للإِنسان مثل ذلك إِذا رأَيته عُرْياناً وتَصَتَّعَ تَرَدَّدَ أَنشد ابن الأَعرابي وأَكَلَ الخَمْسَ عِيالٌ جُوَّعُ وتُلِّيَتْ واحِدةٌ تَصَتَّعُ قال تُلِّيَ فلان بعدَ قَوْمِه وغَدر إِذا بَقيَ
( * قوله « وغدر إذا بقي في الصحاح وغدرت الناقة عن الابل والشاة عن الغنم إذا تخلفت عنها )
قال وتَصَتُّعُها تَرَدُّدها وقال غيره تَصَتَّع في الأَمر إِذا تَلَدَّدَ فيه لا يدري أَين يَتَوَجَّه والصَّتَعُ الْتِواءٌ في رأْس الظَّلِيم وصَلابةٌ قال الشاعر عارِي الظَّنابِيبِ مُنْحَصٌّ قَوادِمُه يَرْمَدُّ حَتَّى تَرَى فِي رأْسِه صَتَعَا

صدع
الصَّدْعُ الشَّقُّ في الشيءِ الصُّلْبِ كالزُّجاجةِ والحائِطِ وغيرهما وجمعه صُدُوعٌ قال قيس ابن ذريح أَيا كَبِداً طارتْ صُدُوعاً نَوافِذاً ويا حَسْرَتا ماذا تَغَلْغَلَ بِالْقَلْبِ ؟ ذهب فيه أَي أَن كل جزء منها صار صَدْعاً وتَأْوِيل الصَّدْعِ في الزجاج أَن يَبِينَ بعضُه من بعض وصَدَعَ الشيءَ يَصْدَعُه صَدْعاً وصَدَّعَه فانْصَدَعَ وتَصَدَّعَ شَقّه بنصفين وقيل صَدّعه شقّه ولم يفترق وقوله عز وجل يومئذ يَصَّدَّعُون قال الزجاج معناه يَتَفَرَّقُون فيصيرون فَرِيقَيْنِ فريق في الجنة وفريق في السعير وأَصلها يَتَصَدَّعُون فقلب التاء صاداً وأُدغمت في الصاد وكل نصف منه صِدْعةٌ وصَدِيعٌ قال ذو الرمة عَشِيّةَ قَلْبِي في المُقِيم صَدِيعُه وراحَ جَنابَ الظاعِنينَ صَدِيعُ وصَدَعْتُ الغنم صِدْعَتَيْن بكسر الصاد أَي فِرْقَتَيْن وكل واحدة منهما صِدْعة ومنه الحديث أَنَّ المُصَدِّقَ يجعل الغنم صدْعَيْنِ ثم يأْخذ منهما الصَّدَقةَ أَي فِرْقَيْنِ وقول قيس بن ذريح فلَمّا بَدا منها الفِراقُ كما بَدا بِظَهْرِ الصَّفا الصَّلْدِ الشُّقُوقُ الصَّوادِعُ يجوز أَن يكون صَدَعَ في معنى تَصَدع لغة ولا أَعرفها ويجوز أَن يكون على النسب أَي ذاتُ انْصِداعٍ وتَصَدُّعٍ وصَدَع الفَلاةَ والنهرَ يَصْدَعُهما صَدْعاً وصَدَّعَهما شَقَّهما وقَطَعَهما على المثل قال لبيد فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعا مَسْجُورةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها وصَدَعْتُ الفَلاةَ أَي قَطَعْتُها في وسَط جَوْزها والصَّدْعُ نباتُ الأَرض لأَنه يَصْدَعُها يَشُقُّها فَتَنْصَدِعُ به وفي التنزيل والأَرضِ ذاتِ الصَّدْعِ قال ثعلب هي الأَرضُ تَنْصَدِعُ بالنبات وتَصَدَّعَتِ الأَرضُ بالنبات تشَقَّقَت وانْصَدَعَ الصبحُ انشَقَّ عنه الليلُ والصَّدِيعُ الفجرُ لانصِداعِه قال عمرو بن معديكرب تَرَى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه صَدِيعُ ويسمى الصبح صَدِيعاً كما يسمى فَلَقاً وقد انْصَدَعَ وانْفَجَرَ وانْفَلَقَ وانْفَطَرَ إِذا انْشَقَّ والصَّدِيعُ انصِداعُ الصُّبْح والصَّدِيعُ الرُّقْعةُ الجديدة في الثوب الخَلَق كأَنها صُدِعَتْ أَي شُقَّتْ والصَّدِيعُ الثوب المُشَقَّقُ والصِّدْعةُ القِطْعةُ من الثوب تُشَقُّ منه قال لبيد دَعِي اللَّوْمَ أَوْ بِينِي كشقِّ صَدِيعِ قال بعضهم هو الرِّداءُ الذي شُقَّ صِدْعَيْن يُضْرب مثلاً لكل فُرْقةٍ لا اجتِماعَ بعدها وصَدَعْتُ الشيءَ أَظهَرْتُه وبَيَّنْتُه ومنه قول أَبي ذؤيب وكأَنَّهُنَّ رِبابةٌ وكأَنَّه يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ وصَدَعَ الشيءَ فَتَصَدَّعَ فزّقه فتفرَّقَ والتصديعُ التفريقُ وفي حديث الاستسقاء فتَصَدَّعَ السَّحابُ صِدْعاً أَي تقطَّعَ وتفرَّقَ يقال صَدَعْتُ الرّداء صَدْعاً إِذا شَقَقْتَه والاسم الصِّدْعُ بالكسر والصَّدْع في الزجاجة بالفتح ومنه الحديث فأَعطانِي قُبْطِيّةً وقال اصْدَعْها صَدْعَيْنِ أَي شُقَّها بنصفين وفي حديث عائشة رضي الله عنها فَصَدَعَتْ منه صَدْعةً فاخْتَمَرَتْ بها وتصَدَّعَ القوم تفرَّقُوا وفي الحديث فقال بعدما تَصَدّعَ كذا وكذا أَي بعدما تفرّقوا وقوله فلا يُبْعِدَنْكَ اللهُ خَيْرَ أَخِي امْرئٍ إِذا جَعَلَتْ نَجْوى الرِّجالِ تَصَدَّعُ معناه تَفَرَّقُ فتَظْهَرُ وتُكْشَفُ وصَدَعَتْهم النَّوَى وصَدَّعَتْهم فرَّقَتْهم والتَّصْداعُ تَفْعالٌ من ذلك قال قيس بن ذريح إِذا افْتَلَتَتْ مِنْكَ النَّوَى ذا مَوَدّةٍ حَبِيباً بِتَصْداعٍ مِنَ البَيْنِ ذِي شَعبِ ويقال رأَيتُ بين القوم صَدَعاتٍ أَي تفرُّقاً في الرأْي والهَوَى ويقال أَصْلِحوا ما فيكم من الصَّدَعاتِ أَي اجْتَمِعوا ولا تتفَرَّقُوا ابن السكيت الصَّدْعُ الفَصْلُ وأَنشد لجرير هو الخَلِيفةُ فارْضَوْا ما قَضَى لكُمُ بالحَقِّ يَصْدَعُ ما في قوله جَنَفُ قال يَصْدع يفْصِلُ ويُنَفِّذُ وقال ذو الرمة فأَصْبَحْتُ أَرْمي كُلَّ شَبْحٍ وحائِلٍ كأَنِّي مُسَوِّي قِسْمةِ الأَرضِ صادِعُ يقول أَصبحتُ أَرْمي بعيني كل شَبْحٍ وهو الشخص وحائِل كل شيء يَتَحَرَّكُ يقول لا يأْخُذُني في عينَيّ كَسْرٌ ولا انْثِناءٌ كأَني مُسَوٍّ يقول كأَني أُرِيكَ قِسْمةَ هذه الأَرض بين أَقوام صادِعٌ قاضٍ يَصْدَعُ يَفْرُقُ بين الحقّ والباطل والصُّداعُ وجَعُ الرأْس وقد صُدِّعَ الرجلُ تَصْدِيعاً وجاء في الشعر صُدِعَ بالتخفيف فهو مَصْدُوعٌ والصّدِيعُ الصِّرْمةُ من الإِبل والفِرْقةُ من الغنم وعليه صِدْعةٌ من مالٍ أَي قَليلٌ والصِّدْعةُ والصَّدِيعُ نحو السِّتين من الإِبل وما بين العشرة إِلى الأَربعين من الضأْن والقِطْعةُ من الغنم إِذا بلغت سِتين وقيل هو القَطِيعُ من الظّباء والغنم أَبو زيد الصِّرْمةُ والقِصْلةُ والحُدْرةُ ما بين العشرة إِلى الأَربعين من الإِبل فإِذا بلغت ستين فهي الصِّدْعةُ قال المَرَّارُ إِذا أَقْبَلْن هاجِرةً أَثارَتْ مِنَ الأَظْلالِ إِجْلاً أَو صَدِيعا ورجل صَدْعٌ بالتسكين وقد يحرك وهو الضَّرْب الخفِيفُ اللحم والصَّدَعُ والصَّدْعُ الفَتِيُّ الشابُّ القَوِيُّ من الأَرْعال والظِّباء والإِبل والحُمُرِ وقيل هو الوَسَطُ منها قال الأَزهري الصَّدْعُ الوَعِلُ بين الوَعِلَيْنِ ابن السكيت لا يقال في الوَعِل إِلا صَدَعٌ بالتحريك وَعِلٌ بَيْنَ الوَعِلَيْنِ وهو الوَسط منها ليس بالعظيم ولا الصغير وقيل وهو الشيء بين الشيئين من أَيّ نوع كان بين الطويل والقصير والفَتِيّ والمُسِنّ والسمين والمَهْزول والعظيم والصغير قال يا رُبَّ أَبَّازٍ مِنَ العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِليه واجْتَمَعْ ويقال هو الرجل الشابُّ المُسْتَقُِمُ القَناة وفي حديث عمر رضي الله عنه حين سأَل الأُسْقُفَّ عن الخلفاء فلمّا انتَهى إِلى نعْت الرابع قال صَدَعٌ من حديد فقال عمر وادَفَراه قال شمر قوله صَدَعٌ من حَدِيدٍ يريد كالصَّدَعِ من الوُعُولِ المُدَمَّجِ الشديد الخلق الشابّ الصُّلْبِ القَوِيِّ وإِنما يوصف بذلك لاجتماع القوة فيه والخفة شبّهه في نَهْضَتِه إِلى صِعابِ الأُمور وخِفَّته في الحروب حتى يُفْضى الأمرُ إِليه بالوَعِلِ لتوَقُّلِه في رُؤوس الجبال وجعلَه من حديد مبالغة في وصفه بالشدّة والبأْس والصبر على الشدائدِ وكان حماد بن زيد يقول صَدَأٌ من حديد قال الأَصمعي وهذا أَشبه لأَن الصَّدَأَ له دَفَرٌ وهو النَّتْنُ وقال الكسائي رأَيت رجلاً صَدَعاً وهو الرَّبْعةُ القليل اللحم وقال أَبو ثَرْوانَ تقول إِنهم على ما تَرى من صَداعَتِهم
( * قوله « صداعتهم » كذا ضبط في الأصل ولينظر في الضبط والمعنى وما الغرض من حكاية أبي ثروان هذه هنا ) لَكِرامٌ وفي حديث حذيفة فإِذا صَدَعٌ من الرجال فقلتُ مَن هذا الصَّدَعُ ؟ يعني هذا الرَّبْعةَ في خَلْقِه رجلٌ بين الرجلين وهو كالصَّدَعِ من الوُعُول وعِلٌ بين الوَعِلينِ والصَّدِيعُ القميص بين القميصين لا بالكبير ولا بالصغير وصَدَعْتُ الشيء أَظْهَرْتُه وبَيَّنْتُه ومنه قول أَبي ذؤيب يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ ورجل صَدَعٌ ماضٍ في أَمرِهِ وصَدَعَ بالأَمرِ يَصْدَعُ صَدْعاً أَصابَ به موضِعَه وجاهَرَ به وصَدَعَ بالحق تكلم به جهاراً وفي التنزيل فاصدع بما تؤمر قال بعض المفسرين اجْهَرْ بالقرآن وقال ابن مجاهد أَي بالقرآن وقال أَبو إِسحق أَظْهِرْ ما تُؤْمَرُ به ولا تَخفْ أَحداً أُخِذَ من الصَّدِيع وهو الصبح وقال الفراء أَراد عز وجل فاصْدَعْ بالأَمر الذي أَظْهَرَ دِينَك أَقامَ ما مُقامَ المصدر وقال ابن عرفة أَي فَرِّقْ بين الحق والباطل من قوله عز وجل يومئذ يَصَدَّعون أَي يتفرَّقُون وقال ابن الأَعرابي في قوله فاصْدَعْ بما تُؤْمَرُ أَي شُقَّ جماعتهم بالتوحيد وقال غيره فَرِّقِ القول فيهم مجتمعين وفُرادى قال ثعلب سمعت أَعرابيّاً كان يَحْضُر مجلس ابن الأَعرابي يقول معنى اصْدَعْ بما تُؤْمَرُ أَي اقْصِدْ ما تُؤْمَرُ قال والعرب تقول اصدع فلاناً أَي اقصده لأَنه كريم ودلِيلٌ مِصْدَعٌ ماضٍ لوجهه وخطِيبٌ مِصْدَعٌ بَلِيغٌ جرِيءٌ على الكلام قال أَبو زيد هُمْ إِلْبٌ عليه وصَدْعٌ واحد وكذلك هم وَعْلٌ عليه وضِلْعٌ واحد إِذا اجتمعوا عليه بالعَداوةِ والناسُ علينا صَدْعٌ واحد أَي مجتمعون بالعَداوة وصَدَعْتُ إِلى الشيء أَصْدَعُ صُدُوعاً مِلْتُ إِليه وما صَدَعَكَ عن هذا الأَمرِ صَدْعاً أَي صَرَفَكَ والمَصْدَعُ طريق سهل في غِلَظٍ من الأَرض وجَبَلٌ صادِعٌ ذاهِبٌ في الأَرض طولاً وكذلك سبيل صادِعٌ ووادٍ صادِعٌ وهذا الطريق يَصْدَعُ في أَرض كذا وكذا والمِصْدَعُ المِشْقَصُ من السهام

صرع
الصَرْعُ الطَّرْحُ بالأَرض وخَصَّه في التهذيب بالإِنسان صارَعَه فصَرَعَه يَصْرَعُه صَرْعاً وصِرْعاً الفتح لتميم والكسر لقيس عن يعقوب فهو مصروعٌ وصرِيعٌ والجمع صَرْعَى والمُصارَعةُ والصِّراعُ مُعالَجَتُهما أَيُّهُما يَصْرَعُ صاحِبَه وفي الحديث مثَلُ المؤمِن كالخامةِ من الزَّرْعِ تَصْرَعُها الريحُ مرة وتَعْدِلُها أُخْرى أَي تُمِيلُها وتَرْمِيها من جانب إِلى جانب والمَصْرَعُ موضِعٌ ومَصْدَرٌ قال هَوْبَرٌ الحارثيّ بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ يومَ تأَلَّبَتْ علينا تَمِيمٌ من شَظًى وصَمِيمِ تَزَوَّدَ مِنّا بَيْنَ أُذْنَيْه طَعْنةً دَعَتْه إِلى هابِي التُّرابِ عَقِيمِ ورجل صَرّاعٌ وصَرِيعٌ بَيِّنُ الصّراعةِ وصَرِيعٌ شَدِيد الصَّرْع وإِن لم يكن معروفاً بذلك وصُرَعةٌ كثير الصَّرْع لأَقْرانِه يَصْرَعُ الناسَ وصُرْعةٌ يُصْرَعُ كثيراً يَطَّرِدُ على هذين بابٌ وفي الحديث أَنه صُرِعَ عن دابَّة فجُحِشَ شِقُّه أَي سقَطَ عن ظهرها وفي الحديث أَيضاً أَنه أَردَفَ صَفِيّةَ فَعَثَرَتْ ناقتُه فصُرِعا جميعاً ورجُلٌ صِرِّيعٌ مثال فِسِّيقٍ كثير الصَّرْع لأَقْرانه وفي التهذيب رجل صِرِّيعٌ إِذا كان ذلك صَنْعَتَه وحالَه التي يُعْرَفُ بها ورجل صَرّاعٌ إِذا كان شديد الصَّرْعِ وإِن لم معروفاً ورجل صَرُوعُ الأَقْرانِ أَي كثير الصَّرْع لهم والصُّرَعة هم القوم الذين يَصْرَعُون من صَارَعُوا قال الأَزهري يقال رجل صُرَعةٌ وقوم صُرَعةٌ وقد تَصارَعَ القومُ واصْطَرَعُوا وصارَعَه مُصارَعةً وصِراعاً والصِّرْعانِ المُصْطَرِعانِ ورجل حَسَنُ الصِّرْعةِ مثل الرِّكْبةِ والجِلْسةِ وفي المَثلِ سُوءُ الاسْتِمْساكِ خَيْر من حُسْنِ الصِّرْعةِ يقول إِذا اسْتَمْسَكَ وإِن لم يُحْسِنِ الرّكْبةَ فهو خير من الذي يُصْرَعُ صَرْعةً لا تَضُرُّه لأَن الذي يَتماسَكُ قد يَلْحَقُ والذي يُصْرَعُ لا يَبْلُغُ والصَّرْعُ عِلّة مَعْرُوفة والصَّريعُ المجنونُ ومررت بِقَتْلى مُصَرَّعِين شُدِّد للكثرة ومَصارِعُ القوم حيث قُتِلُوا والمَنِيّةُ تَصْرَعُ الحيوانَ على المَثل والصُّرَعةُ الحلِيمُ عند الغَضَبِ لأَن حِلْمَه يَصْرَعُ غَضَبَه على ضِدّ معنى قولهم الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ وفي الحديث الصُّرَعةُ بضم الصاد وفتح الراء مثل الهُمَزةِ الرجلُ الحليمُ عِندَ الغَضَب وهو المبالغ في الصِّراعِ الذي لا يُغْلَبُ فَنَقَلَه إِلى الذي يَغْلِبُ نفسه عند الغضب ويَقْهَرُها فإِنه إِذا مَلَكها كان قد قَهَرَ أَقْوى أَعْدائِه وشَرَّ خُصُومِه ولذلك قال أَعْدَى عَدُوٍّ لك نفسُك التي بين جَنْبَيْكَ وهذا من الأَلفاظ التي نقَلها اللغويون
( * قوله « نقلها اللغويون إلخ كذا بالأصل والذي في النهاية نقلها عن وضعها اللغوي والمتبادر منه أن اللغوي ضفة للوضع وحينئذ فالناقل النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده قول المؤلف قبله فنقله الى الذي يغلب نفسه ) عن وضعها لِضَرْبٍ من التَّوَسُّع والمجاز وهو من فصيح الكلام لأَنه لما كان الغضبانُ بحالة شديدة من الغَيْظِ وقد ثارَتْ عليه شهوة الغضب فَقَهَرها بحلمه وصَرَعَها بثباته كان كالصُّرَعَةِ الذي يَصْرَعُ الرجالَ ولا يَصْرَعُونه والصَّرْعُ والصِّرعُ والضِّرْعُ الضرْبُ والفَنُّ من الشيء والجمع أَصْرُعٌ وصُرُوعٌ وروى أَبو عبيد بيت لبيد وخَصْمٍ كَبادِي الجِنّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُمْ بِمُسْتَحْوذٍ ذِي مِرّةٍ وصُرُوعِ بالصاد المهملة أَي بِضُروبٍ من الكلام وقد رواه ابن الأَعرابي بالضاد المعجمة وقال غيره صُرُوعُ الحبل قُواه ابن الأَعرابي يقال هذا صِرْعُه وصَرْعُه وضِرْعُه وطَبْعُه وطَلْعُه وطِباعُه وطِبَيعُه وسِنُّه وضَرْعُه وقَرْنُه وشِلْوُهُ وشُلَّتُه أَي مِثْلُه وقول الشاعر ومَنْجُوبٍ له منْهُنَّ صِرْعٌ يَمِيلُ إِذا عَدَلْتَ بهِ الشّوارا هكذا رواه الأَصمعي أَي له مِنْهُنَّ مثل قال ابن الأَعرابي ويروى ضِرْعٌ بالضاد المعجمة وفسره بأَنه الحَلْبة والصَّرْعانِ إِبلان تَرِدُ إِحداهما حين تَصْدُر الأُخرى لكثرتها وأَنشد ابن الأَعرابي مِثْل البُرامِ غَدا في أصْدةٍ خَلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاهُ فَرَّجْتُ عنه بِصَرْعَيْنا لأَرْملةٍ وبائِسٍ جاءَ مَعْناهُ كَمَعْناه قال يصف سائلاً شَبَّهَه بالبُرام وهو القُراد لم يَسْتَعِنْ يقول لم يَحْلِقْ عانته وحَوامِي الموت وحَوائِمُهُ أَسبابُه وقوله بصَرْعَيْنا أَراد بها إِبلاً مختلفة التِّمْشاء تجيء هذه وتذهب هذه لكثرتها هكذا رواه بفتح الصاد وهذا الشعر أَورده الشيخ ابن بري عن أَبي عمرو وأَورد صدر البيت الأَول ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأصْدتِه والصِّرْعُ المِثْلُ قال ابن بري شاهِدُه قول الراجز إِنَّ أَخاكَ في الأَشاوٍي صِرْعُكا والصِّرْعانِ والضِّرْعانِ بالكسر المِثْلانِ يقال هما صِرْعانِ وشِرْعانِ وحِتْنانِ وقِتْلانِ كله بمعنى والصَّرْعانِ الغَداةُ والعشِيُّ وزعم بعضهم أَنهم أَرادوا العَصْرَيْنِ فقُلِبَ يقال أَتيتُه صَرْعَى النهارِ وفلان يأْتينا الصَّرْعَيْنِ أَي غُدْوةً وعَشِيَّةً وقيل الصَّرْعانِ نصف النهار الأَول ونصفه الآخر وقول ذي الرمة كأَنَّني نازِعٌ يَثْنِيهِ عن وَطَنٍ صَرْعانِ رائحةً عَقْلٌ وتَقْيِيدُ أَراد عَقْلٌ عَشِيّةً وتَقْيِيدٌ غُدْوةً فاكتفى بذكر أَحدهما يقول كأَنني بعير نازعٌ إِلى وَطَنِه وقد ثناه عن إِرادته عَقْلٌ وتَقْيِيدٌ فَعَقْلُه بالغداةِ ليَتَمَكَّنَ في المَرْعَى وتقييدُه بالليل خوفاً من شِرادِه ويقال طلبْتُ من فلان حاجة فانصَرَفْتُ وما أَدرِي على أَيّ صِرْعَيْ أَمرِه هو أَي لم يتبين لي أَمرُه قال يعقوب أَنشدني الكلابي فَرُحْتُ وما ودَّعْتُ لَيْلى وما دَرَتْ على أَيِّ صِرْعَيْ أَمرِها أَتَرَوَّحُ يعني أَواصلاً تَرَوَّحْتُ من عندها أَو قاطعاً ويقال إِنه لَيَفْعَلُ ذلك على كلِّ صِرْعةٍ
( * قوله « على كل صرعة هي بكسر الصاد في الأصل وفي القاموس بالفتح ) أَي يَفْعَلُ ذلك على كلّ حال ويقال للأَمر صَرْعان أَي طَرَفان ومِصْراعا البابِ بابان منصوبان ينضمان جميعاً مَدْخَلُهما في الوَسَط من المِصْراعَيْنِ وقول رؤبة إِذْ حازَ دُوني مِصْرَعَ البابِ المِصَكّْ يحتمل أَن يكون عندهم المِصْرَعُ لغة في المِصْراعِ ويحتمل أَن يكون محذوفاً منه وصَرَعَ البابَ جعَل له مِصْراعَيْنِ قال أَبو إِسحق المِصْراعانِ بابا القصيدة بمنزلة المِصْراعَيْنِ اللذين هما بابا البيت قال واشتِقاقهما الصَّرْعَيْنِ وهما نصفا النهار قال فمن غُدْوةٍ إِلى انتصاف النهار صَرْعٌ ومن انتصاف النهار إِلى سقوط القُرْص صَرْع قال الأَزهري والمِصْراعانِ من الشعْر ما كان فيه قافيتان في بيت واحد ومن الأَبواب ما له بابان منصوبان ينضَمّان جميعاًمَدْخَلُهما بينهما في وسط المصراعين وبيتٌ من الشعْر مُصَرَّعٌ له مِصْراعانِ وكذلك باب مُصَرَّعٌ والتصريعُ في الشعر تَقْفُِهُ المِصْراعِ الأَول مأْخوذ من مِصْراعِ الباب وهما مُصَرَّعانِ وإِنما وقع التصريعُ في الشعر ليدل على أَنّ صاحبه مبتدِئٌ إِما قِصّةً وإِما قصِيدة كما أَن إِمّا إِنما ابْتُدِئَ بها في قولك ضربت إِما زيداً وإِمّا عمراً ليعلم أَن المتكلم شاكّ فمما العَرُوضُ فيه أَكثر حروفاً من الضرب فَنَقَصَ في التصريعِ حتى لحق بالضرب قَوْلُ امرِئِ القَيْسِ لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجَاني كَخَطِّ زَبُورٍ في عَسِيبِ يَماني ؟ فقوله شَجاني فعولن وقوله يماني فعولن والبيت من الطويل وعروضه المعروف إِنما هو مفاعلن ومما زِيد في عروضه حتى ساوَى الضرْبَ قول امرئ القيس أَلا انْعِمْ صَباحاً أَيُّها الطَّلَلُ البالي وهل يَنْعَمَنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي ؟ وصَرَّعَ البيتَ من الشعر جعلَ عَرُوضه كضربه والصرِيعُ القضِيبُ من الشجر يَنْهَصِرُ إِلى الأَرض فيسقط عليها وأَصله في الشجرة فيبقى ساقطاً في الظل لا تُصِيبُه الشمس فيكون أَلْيَنَ من الفَرْعِ وأَطيَبَ رِيحاً وهو يُسْتاكُ به والجمع صُرُعٌ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أَن يَسْتاكَ بالصُّرُعِ قال الأَزهري الصَّرِيعُ القضِيبُ يَسْقُطُ من شجر البَشام وجمعه صِرْعانٌ والصَّريعُ أَيضاً ما يَبِسَ من الشجر وقيل إنما هو الصَّرِيفُ بالفاء وَقيل الصَّرِيعُ السوْطُ أَو القَوْسُ الذي لم يُنْحَتْ منه شيء ويقال الذي جَفَّ عُوده على الشجرة وقول لبيد منها مَصارِعُ غايةٍ وقِيامُها
( * في معلقة لبيد منه مصرَّعُ غابةٍ وقيامها )
قال المَصارِعُ جمع مَصْرُوعٍ من القُضُب يقول منها مَصْرُوعٌ ومنها قائم والقياس مَصارِيعُ وذكر الأَزهري في ترجمة صعع عن أَبي المقدام السُّلَمِيّ قال تَضَرَّعَ الرجلُ لصاحبه وتَصَرَّعَ إِذا ذَلَّ واسْتَخْذَى

صرقع
الأَزهري يقال سَمِعْتُ لرجله صَرْقَعَةً وفَرْقَعَةً بمعنى واحد

صطع
قال الأَزهري روى أَبو تراب له في كتابه خَطِيبٌ مِصْطَعٌ ومِصْقَعٌ بمعنى واحد

صعع
الصَّعْصَعَةُ الحركة والاضطِرابُ والصَّعْصَعةُ التحريك وأَنشد لأَبي النجم تَحْسَبُه يُنْحِي لَها المَغاوِلا لَيْثاً إِذا صَعْصَعْتَه مُقاتِلا أَي حرَّكته للقتال وصَعْصَعَهم أَي حَرَّكهم أَو فَرَّقَ بينهم والزَّعْزَعةُ والصَّعْصَعةُ بمعنى واحد وصَعْصَعْتُ القومَ صَعْصَعةً وصَعْصاعاً فتَصَعْصَعوا فرَّقْتُهم فتفرَّقوا وكلُّ ما فرَّقْتَه فقد صَعْصَعْتَه والصَّعْصَعةُ التفريق والصَّعْصَعُ المُتَفرِّقُ قال أَبو النجم في التفريق ومُرْثَعِنٍّ وبْلُه يُصَعْصِعُ أَي يفرِّقُ الطير ويُنْفِّرُه وقال جرير باز يُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا وفي الحديث فَتَصَعْصَعَتِ الراياتُ أَي تفرَّقَتْ وقيل تحركت واضطربت وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه تَصَعْصَعَ بهم الدهرُ فأَصْبَحُوا كَلا شيءَ أَي بَدَّدَهم وفرَّقَهم ويروى بالضاد المعجمة أَي أَذَلَّهم وأَخضَعَهم وذهبتِ الإِبلُ صَعاصِعَ أَي متفرِّقة نادَّةً والصَّعْصَعةُ الجَلَبةُ وقال أَبو سعيد الصَّعْصَعةُ نبت يُسْتَمْشَى به وقيل هو نبت يُشرب ماؤُه للمَشْيِ وقال تَصَعْصَعَ وتَضَعْضَع بمعنى واحد إِذا ذَلَّ وخضَع قال وسمعت أَبا المقدام السُّلميّ يقول تَضَرَّعَ الرجلُ لصاحبه وتَصَرَّعَ إِذا ذلَّ واسْتَخْذَى وقال أَبو السميوع تَصَعْصَعَ الرجلُ إذا جَبُن قال والصَّعْصَعَةُ الفَرَقُ قال ذو الرمة واضْطَرَّهم مِنْ أَيْمَنٍ وأَشْأَمِ صِرَّةُ صَعْصاعٍ عِتاقٍ قُتَّمِ أَي يُصَعْصِعُ الطير فَيُفْرِقُها والعِتاقُ البُزاةُ والصُّقُورُ والعِقْبانُ والصَّعْصَعُ طائِرٌ أَبْرَشُ يَصِيدُ الجَنادِبَ وجمعه صَعاصِعُ وصَعْصَعَ رأْسَه بالدُّهْن إِذا روَّاهُ ورَوَّغَه وقال أَبو منصور لا أَعرف صَعَّ يَصِعُّ في المضاعف وأَحسب الأَصل في الصَّعْصَعةِ من صاعَه يَصُوعُه إِذا فرَّقه وصَعْصَعةُ أَبو قبيلة من هَوازِنَ وهو صَعْصَعةُ بن مُعاوِيةَ بن بكر بن هوازن

صفع
صَفَعَه يَصْفَعُه صَفْعاً إِذا ضرب بِجُمْعِ كَفِّه قفاه وقيل هو أَن يَبْسُطَ الرجل كفه فيضرب بها قفا الإِنسان أَو بدنه فإِذا جمع كفَّه وقبضها ثم ضرب بها فليس بِصَفْعٍ ولكن يقال ضربه بِجُمْعِ كفِّه ورجل مَصْفَعانيٌّ يُفْعَلُ به ذلك وقيل الصَّفْعُ كلمة مولَّدة والرجل صَفْعان قال ابن دريد الصَّوْفَعةُ هي أَعْلى الكُمَّة والعمامةِ يقال ضربه على صَوْفَعَتِه إِذا ضربه هُنالِك قال والصَّفْعُ أصله من الصَّوْفَعةِ والصوفعةُ معروفة

صقع
صَقَعَه يَصْقَعُه صَقْعاً ضربه بِبَسْطِ كفِّه وصَقَع رأْسَه علاه بأَيِّ شيءٍ كان أَنشد ابن الأَعرابي وعَمْرُو بنُ هَمّامٍ صَقَعْنا جَبينَه بشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ المُتَظَلِّمُ هنا الظالِمُ وفي الحديث من زَنَى مِنَ امْبِكْر فاصْقَعُوه مائة أَي اضربوه هو من ذلك وقوله مِنَ امْبِكْر لغة أَهل اليمن يُبْدلُون لام التعريف ميماً ومنه الحديث أَيضاً أَن مُنْقِذاً صُقِعَ آمّةً في الجاهلية أَي شُجَّ شَجَّةً بلغَتْ أُمَّ رأْسِه وصُقِعَ الرجل آمّةً وهي التي تبلُغ أُمَّ الدِّماغِ وقد يُسْتَعارُ ذلك للظهر قال في صفة السيوف إِذا اسْتُعِيرَتْ مِنْ جُفُونِ الأَغْماد فَقَأْنَ بالصَّقْعِ يَرابِيعَ الصَّاد أَراد الصيد وقيل الصَّقْعُ ضربُ الشيء اليابس المُصْمَتِ بمثله كالحجر بالحجر ونحوه وقيل الصَّقْعُ الضربُ على كل شيء يابس قال العجاج صَقْعاً إِذا صابَ اليَآفِيخَ احْتَقَرْ وصُقِعَ الرجل كصُعِقَ والصاقِعةُ كالصاعِقةِ حكاه يعقوب وأَنشد يَحْكُونَ بالمَصْقُولةِ القَواطِعِ تَشقُّقَ البَرْقِ عنِ الصَّواقِعِ ويقال صَقَعَتْه الصاقِعةُ قال الفراء تميم تقول صاقِعةٌ في صاعِقةٍ وأَنشد لابن أَحمر أَلم تَرَ أَنَّ المجرمينَ أَصابَهُم صَواقِعُ لا بلْ هُنَّ فوقَ الصَّواقِعِ ؟ والصقِيعُ الجلِيدُ قال وأَدْرَكَه حُسامٌ كالصَّقِيعِ وقال تَرَى الشَّيبَ في رأْسِ الفرَزْدَقِ قد عَلا لهازِمَ قِرْدٍ رَنَّحَتْه الصَّواقِعُ وقال الأَخطل كأَنَّما كانوا غُراباً واقِعا فَطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواقِعا والصقِيعُ الذي يَسْقُطُ من السماء بالليل شَبيهٌ بالثلج وصُقِعَتِ الأَرض وأُصْقِعَتْ فهي مصقوعةٌ أَصابَها الصقِيعُ ابن الأَعرابي صُقِعَتِ الأَرضُ وأُصْقِعْنا وأَرضٌ صَقِعةٌ ومَصْقوعةٌ وكذلك ضُرِبَتِ الأَرضُوأُضْرِبْنا وجُلِدَت وأُجْلِدَ الناسُ وقد ضُرِبَ البَقْلُ وجُلِدَ وصُقِعَ ويقال أَصْقَعَ الصقِيعُ الشجرَ والشجرُ صَقِعٌ ومُصْقَعٌ وأَصبحتِ الأَرضُ صَقِعةً وضَرِبةً والصَقَعُ الضلالُ والهلاكُ والصِّقِعُ الغائبُ البعيدُ الذي لا يُدْرَى أَين هو وقيل الذي قد ذهَب فنزل وحده وقوْلُ أَوْس أَنشده ابن الأَعرابي أَأَبا دُلَيْجةَ مَنْ لِحَيٍّ مُفْرَدٍ صَقِعٍ من الأَعْداءِ في شَوّالِ ؟ صَقِع مُتَنَحٍّ بعِيد من الأَعداء وذلك أَن الرجل كان إِذا اشتدَّ عليه الشتاء تَنَحَّى لئلا ينزل به ضيف وقوله في شوّال يعني أَن البَرْد كان في شوّال حين تنحى هذا المُتَنَحِّي والأَعداءُ الضَّيفانُ الغُرَباءُ وقد صَقِعَ أَي عَدَلَ عن الطريق والصاقِعُ الذي يَصْقَعُ في كل النواحي وصَوْقَعةُ الثرِيد وَقْبَتُه وقيل أَعلاه وصَقَعَ الثرِيدَ يَصْقَعُه صَقْعاً أَكَله من صَوْقَعتِه وصنع رجل لأَعرابيّ ثريدة يأْكلُها ثم قال لا تَصْقَعْها ولا تَشْرِمْها ولا تَقْعَرْها قال فمن أَين آكُل لاأَبا لَك تَشْرِمْها تَخْرِقْها وتَقْعَرْها تأْكل من أَسْفَلها وصَوْقَعَ الثريدةَ إِذا سطَحَها قال وصَوْمَعَها وصَعْنَبَها إِذا طَوَّلها والصَّوْقَعةُ ما نَتَأَ من أَعلى رأْسِ الإِنسانِ والجبل والصَّوْقَعَةُ ما بقي الرأْسَ من العِمامةِ والخِمارِ والرِّداءِ والصَّوْقَعةُ خِرْقةٌ تُقْعَدُ في رَأْسِ الهَوّدَجِ يُصَفِّقُها الريحُ والصَّوْقَعةُ والصِّقاعُ جميعاً خِرْقة تكون على رأْس المرأَة تُوَقِّي بها الخِمار من الدُّهْنِ وربما قيل للبرقع صِقاعٌ والصَّوْقَعةُ من لبُرْقُع رأْسُه ويقال لِكَفِّ عَيْنِ البُرْقُع الضِّرْسُ ولِخَيْطَيْه لشِّبامانِ والصِّقاعُ الذي يَلي رأْسَ الفَرَسِ دون البُرْقُعِ الأَكبر والصِّقاعُ ما يُشَدُّ به أَنف الناقة إِذا أَرادوا أَن تَرْأَمَ ولدها أَو ولد غيرها قال القطامي إِذا رَأْسٌ رَأيْتُ به طِماحاً شَدَدْت له الغَمائِمَ والصِّقاعا قال أَبو عبيد يقال للخرقة التي تُشَدُّ بها الناقةُ إِذا ظُئِرَتِ الغِمامةُ والتي يُشَدُّ بها عيناها الصِّقاعُ وقد ذكر ذلك في ترجمة درج والصِّقاعُ صِقاعُ الخِباءِ وهو أَن يُؤْخَذ حَبْل فيُمدّ على أَعلاه ويُوَتَّرَ ويُشدَّ طرَفاه إِلى وَتِدَيْنِ رُزّا في الأَرض وذلك إِذا اشتدَّت الريح فخافوا تَقَوُّضَ الخِباء والعرب تقول اصْقَعُوا بيتكم فقد عَصَفتِ الريحُ فَيَصْقَعُونه بالحبْل كما وصفته والصِّقاعُ حديدة تكون في موضع الحكَمَةِ من اللِّجامِ قال ربيعة ابن مقروم الضَّبِّي وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوْصاءَ طاطٍ عن المُثْلَى غُناماهُ القِذاعُ طَمُوحِ الرأْسِ كُنْتُ له لِجاماً يُخَيِّسُه له منه صِقاعُ ويقال صَقَعْتُه بِكَيٍّ أَي وسَمْتُه على رأْسه أَو وجهه والأَصْقَعُ من الطير والخيل وغيرهما ما كان على رأْسه بياض قال كأَنَّها حِينَ فاضَ الماءُ واحْتَفَلَتْ صَقْعاءُ لاحَ لها بالقَفْرَةِ الذِّيبُ يعني العُقابَ وعُقابٌ أَصْقَعُ إِذا كان في رأْسِه بياض قال ذو الرمة من الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ كأَنَّ رُؤُوسَها من القِهْزِ والقُوهِيِّ بِيضُ المَقانِعِ وظليم أَصْقَعُ قد ابْيَضَّ رأْسُه ونعامة صَقْعاءُ في وسط رأْسها بياض على أَيّةِ حالاتِها كانت والأَصْقَعُ طائر كالعُصْفور في ريشه ورأْسه بياض وقيل هو كالعصفور في ريشه خُضْرةٌ ورأْسه أَبيض يكون بِقُرْبِ الماءِ إِن شِئت كسَّرته تكسيرَ الأَسماء لأَنه صفة غابة وإِن شئت كسرته على الصفة لأَنها أَصله وقيل الأَصْقَعُ طائر وهو الصُّفارِيّةُ قاله قطرب وقال أَبو حاتم الصَّقْعاءُ دُخَّلةٌ كَدْراءُ اللَّوْنِ صغيرة رأْسها أَصفر قصيرةُ الزِّمِكَّى أَبو الوازع الصُّقْعَةُ بياض في وسط رأْس الشاة السوداء ومَوْضِعُها من الرأْس الصَّوْقَعةُ وصَقَعْتُه ضربته على صَوْقَعَتِه قال رؤبة بالمَشْرَفِيَّاتِ وطَعْنٍ وَخْزِ والصَّقْعِ من خابِطَةٍ وجُرْزِ وفرسٌ أَصقَعُ أَبيضُ أَعلى الرأْسِ والأَصْقَعُ من الفرس ناصِيَتُه وقيل ناصيته البيضاء والصَّقْعُ رَفْعُ الصوْتِ وصَقَعَ بصوته يَصْقَعُ صَقْعاً وصُقاعاً رفَعه وصَقْعُ الدِّيكِ صوْتُه والصقِيعُ أَيضاً صوتُه وقد صَقَعَ الدِّيكُ يَصْقَعُ أَي صاح والصُّقْعُ ناحيةُ الأَرضِ والبيت وصُقْعُ الرَّكِيّةِ ما حَوْلَها وتحتها من نواحيها والجمع أَصْقاعٌ وقوله قُبِّحْتِ من سالِفةٍ ومن صُدُغْ كأَنَّها كُشْيَةُ ضَبٍّ في صُقُعْ إِنما معناه في ناحية وجمع بين العين والغين لتقارب مخرجيهما وبعضهم يرويه في صُقُغ بالغين قال ابن سيده فلا أَدْرِي أَهو هَرَبٌ من الإِكْفاءِ أَم الغين في صُقُغ وضع وزعم يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء رواه كذلك وقال أَعني أَبا عمرو لولا ذلك لم أَروِها قال ابن جني فإِذا كان الأَمر على ما رواه أَبو عمرو فالحال ناطقة بأَن في صُقع لغتين العين والغين جميعاً وأَن يكون إِبدال الحرف للحرف وفلان من أَهل هذا الصُّقْعِ أَي من أَهل هذه الناحية وخَطِيبٌ مِصْقَعٌ بَلِيغٌ قال قيس بن عاصم خُطَباءُ حِينَ يَقُومُ قائِلُنا بِيضُ الوُجُوهِ مَصاقِعٌ لُسن قيل هو من رَفْعِ الصَّوْتِ وقيل يذهب في كل صُقْعٍ من الكلام أَي ناحية وهو للفارسي ابن الأَعرابي الصَّقْعُ البلاغة في الكلام والوُقُوعُ على المعاني والصَّقْعُ رَفْعُ الصَّوْتِ قال الفرزدق وعُطارِدٌ وأَبوه مِنْهم حاجِبٌ والشَّيْخُ ناجِيةُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ وفي حديث حذيفة بن أُسَيْدٍ شَرُّ الناسِ في الفِتْنةِ الخطيبُ المِصْقَعُ أَي البلِيغُ الماهِرُ في خطبته الداعي إِلى الفِتَن الذي يُحرِّضُ الناس عليها وهو مِفْعَلٌ من الصَّقْعِ رَفْعِ الصَّوْتِ ومُتابَعَتِه ومِفْعَلٌ من أَبنية المبالغة والعرب تقول صَهْ صاقِعُ تَقوله للرجل تَسْمَعُه يَكْذِبُ أَي اسكُتْ يا كَذَّابُ فقد ضَلَلْتَ عن الحقِّ والصاقِعُ الكَذَّابُ وصَقَع في كل النَّواحِي يَصْقَعُ ذَهَبَ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وعَلِمْتُ أَني إِنْ أُخِذْتُ بِحِيلَةٍ نَهِشَتْ يَدايَ إِلى وَجَى لَمْ يَصْقَعِ
( * قوله « نهشت يداي إِلى وجى كذا بالأصل ولعله بهشت )
هو من هذا أَي لم يذهب عن طريق الكلام ويقال ما أَدْرِي أَين صَقَعَ وبَقَعَ أَي ما أَدْرِي أَينَ ذَهَبَ قَلَّما يُتكلم به إِلاَّ بحرف النفي وما أَدري أَين صَقَعَ أَي ما أَدري أَين توجه قال و صُعْلُوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّه عليه وفي الأَرض العَرِيضةِ مَصْقَعُ أَي مُتَوَجَّه وصَقَعَ فلانٌ نحو صُقْعِ كذا وكذا أَي قَصَدَه وصَقِعَتِ الرَّكيَّةُ تَصْقَعُ صَقَعاً انهارت كصَعِقَتْ والصَّقَعُ القَزَعُ في الرأْس وقيل هو ذَهابُ الشعر وكل صاد وسين تجيءُ قبل القاف فللعرب فيها لغتان منهم من يجعلها سيناً ومنهم من يجعلها صاداً لا يبالون متصلة كانت بالقاف أَو منفصلة بعد أَن تكونا في كلمة واحدة إِلاَّ أَنَّ الصاد في بعض أَحْسَنُ والسين في بعض أَحسن والصَّقَعِيُّ الذي يُولَدُ في الصَّفَرِيَّة ابن دريد الصَّقَعِيُّ الحُوار الذي يُنْتَجُ في الصَّقِيعِ وهو من خير النِّتاجِ قال الراعي خَراخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ حتى يَظَلّ يَقُرّه الرَّاعِي سِجالا الخَراخِرُ الغَزِيراتُ الواحِدةُ خِرْخِرةٌ يعني أَنَّ اللبن يكثر حتى يأْخذه الراعي فيصبه في سقائه سجالاً سجالاً قال والإِحْسابُ الإِكْفاءُ وقال أَبو نصر الصَّقَعِيُّ أَوَّلُ النِّتاج وذلك حين تَصْقَعُ الشمسُ فيه رؤُوسَ البَهْمِ صَقْعاً قال وبعض العرب تسميه الشَّمْسِيّ والقَيْظِيَّ ثم الصَّفَرِيُّ بعد الصَّقَعِيّ وأَنشد بيت الراعي قال أَبو حاتم سمعت طائِفِيّاً يقول لِزُنْبُورٍ عندهم الصقيعُ والصَّقِعُ كالغَمِّ يأْخذ بالنفْس من شدَّة الحر قال سويد بن أَبي كاهل في حُرُورٍ يَنْضَجُ اللحمُ بها يأْخُذُ السائِرَ فيها كالصَّقَعْ والصَّقْعاءُ الشمس قالت ابنة أَبي الأَسود الدُّؤَليّ لأَبيها في يوم شديد الحر يا أَبت ما أَشدُّ الحر قال إِذا كانت الصَّقْعاءُ من فوْقِكِ والرَّمْضاءُ من تحتِك فقالت أَرَدْتُ أَن الحرَّ شديدٌ قال فقولي ما أَشدَّ الحر فحينئذ وضع باب التعجب

صلع
الصَّلَعُ ذَهابُ الشعر من مقدَّم الرأْس إِلى مُؤَخره وكذلك إِن ذهب وسَطُه صَلِعَ يَصْلَعُ صَلَعاً وهو أَصْلَعُ بَيِّنُ الصَّلَعِ وهو الذي انْحَسَرَ شعَرُ مُقَدَّم رأْسِه وفي حديث الذي يَهْدِمُ الكعبةَ كأَني به أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ هو تصغيرُ الأَصْلَعِ الذي انحسَرَ الشعرُ عن رأْسِه وفي حديث بدر ما قتلنا إِلاَّ عجائزَ صُلْعاً أَي مشايِخَ عَجَزَةً عن الحرب ويجمع الأَصْلَعُ على صُلْعانٍ وفي حديث عمر أَيُّما أَشرَفُ الصُّلعْانُ أَو الفُرْعانُ ؟ وامرأَةٌ صَلْعاءُ وأَنكرها بعضهم قال إِنما هي زَعْراءُ وقَزْعاءُ والصَّلَعةُ والصُّلْعةُ موضِعُ الصَّلَعِ من الرأْس وكذلك النَّزَعةُ والكَشَفةُ والجَلَحَةُ جاءَتْ مُثَقَّلاتٍ كلُّها وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يَلُوحُ في حافات قَتْلاهُ الصَّلَعْ أَي يَتَجَنَّبُ الأَوْغادَ ولا يقتُل إِلاَّ الأَشرافَ وذَوِي الأَسْنانِ لأَن أَكثر الأَشرافِ وذوِي الأَسنانِ صُلْع كقوله فَقُلْتُ لَها لا تُنْكِرِيني فَقَلَّما يَسُودُ الفَتَى حتى يشِيبَ ويَصْلَعا والصَّلْعاءُ من الرِّمال ما ليس فيها شجر وأَرضٌ صَلْعاءُ لا نبات فيها وفي حديث عمر في صفة التمر
( * قوله « حديث عمر في صفة التمر » كذا بالأصل والذي في النهاية هنا وفي مادة حرش أيضا حديث أبي حثمة في صفة التمر وساق ما هنا بلفظه ) وتُحْتَرَشُ به الضِّبابُ من الأَرضِ الصَّلْعاء يريد الصحراء التي لا تنبت شيئاً مثل الرأْس الأَصْلَعِ وهي الحَصَّاءُ مثل الرأْس الأَحَصّ وصَلِعَتِ العُرْفُطة صَلَعاً وعُرْفُطةٌ صَلْعاءُ إِذا سقطت رُؤُوس أَغصانِها أَو أَكلَتْها الإِبل قال الشماخ في وصف الإِبل إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه من الأَسالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ
( * قوله « إن تمس إلخ » جوابه في البيت بعده كما في شرح القاموس تصبح وقد ضمنت ضراتها غرقاً من طيّب الطعم حلو غير مجهود )
والصَّلْعاءُ الداهيةُ الشديدةُ على المَثَل أَي أَنه لا مُتَعَلَّقَ منها كما قيل لها مَرْمَريسٌ من المَراسةِ أَي المَلاسةِ يقال لَقِيَ منه الصَّلْعاءَ قال الكميت فَلَمّا أَحَلُّوني بِصَلْعاءَ صَيْلَمٍ بإحْدَى زُبى ذِي اللِّبْدَتَيْنِ أَبي الشِّبْلِ أَراد الأَسد وفي الحديث أَن معاوية قَدِمَ المدينة فدخل على عائشة رضي الله عنها فذكرت له شيئاً فقال إِنَّ ذلك لا يَصْلُح قالت الذي لا يَصْلُح ادِّعاؤُك زِياداً فقال شَهِدَت الشهودُ فقالت ما شَهِدَت الشُّهودُ ولكن رَكِبْتَ الصُّلَيعاء
( * قوله « ركبت الصليعاء » هو بهذا الضبط في القاموس والناية ونص القاموس بعد قولها ركبت الصليعاء تعني في ادعائه زياداً وعمله بخلاف الحديث الصحيح الولد للفراش وللعاهر الحجر وسمية لم يكن لأبي سفيان فراشاً ) معنى قولها ركبت الصُّليعاء أَي شَهِدوا بِزُور وقال ابن الأَثير أَي الداهيةَ والأَمرَ الشديدَ أَو السَّوْءةَ الشنيعةَ البارزة المكشوفة قال المعتمر قال أَبي الصُّلَيْعاءُ الفخْرُ والصَّلْعاءُ في كلام العرب الداهيةُ والأَمر الشديد قال مُزَرِّدٌ أَخو الشمّاخ تَأَوُّهَ شَيْخٍ قاعِدٍ وعَجوزه حَرِيَّيْنِ بالصَّلْعاءِ أَو بالأَساوِدِ والأَصْلَعُ رأْس الذكر مُكَنًّى عنه وفي التهذيب الأُصَيْلِعُ الذكر كنى عنه ولم يُقَيِّدْ برأْسه والأَصْلَعُ حيّة دقيقة العنق مُدَحْرَجةُ الرأْس كأَنّ رأْسها بندقة ويقال الأُصيلع وأَراه على التشبيه بذلك وقال الأَزهري الأُصَيْلِعُ من الحيّاتِ العريضُ العُنُق كأَنّ رأْسه بندقة مدحرجة والصَّلَعُ والصُّلَّعُ الموضع الذي لا نَبْتَ فيه وقول لقمانَ بن عادٍ إِن أَرَ مَطْمَعي فَحِدَأٌ وُقَّعٌ وإِلاَّ أَرَ مَطمَعي فوَقَّاعٌ بِصُلَّعٍ قيل هو الحبْل الذي لا نبت عليه أَو الأَرض التي لا نبات عليها وأَصله من صَلَعِ الرأْس وهو انحِسارُ الشعَر عنه وفي الحديث يكون كذا وكذا ثم تكون جَبَرُوّةٌ صَلْعاءُ قال الصلعاءُ ههنا البارزةُ كالجبل الأَصْلَعِ البارزِ الأَمْلسِ البرّاقِ وقول أَبي ذؤيب فيه سِنانٌ كالمَنارةِ أَصْلَعُ أَي بَرَّاق أَمْلَسُ وقال آخر يَلوحُ بها المُذَلَّقُ مُذْ رماه خُروجَ النَّجْمِ من صَلَعِ الغِيامِ وفي الحديث ما جَرى اليَعْفورُ بصُلَّعٍ وفي الحديث أَن أَعرابيّاً سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصُّلَيْعاء والقُرَيْعاء هي تصغير الصلعاء الأَرض التي لا تُنْبِتُ والصُّلَّعُ الحجر والصُّلاّعُ بالضم والتشديد الصُّفّاحُ العريضُ من الصخْر الواحدة صُلاّعةٌ والصُّلَّعةُ الصخرة الملساء وصَلَّع الرجلُ إِذا أَعْذَرَ وهو التَّصْلِيعُ والتصْلِيعُ والسُّلاحُ اسم كالتَّنْبيت والتَّمْتين وقد صَلَّع إِذا بَسَطه والصَّوْلَعُ السَّنانُ المَجْلُوُّ وصِلاعُ الشمسِ حرُّها وقد صَلَعَتْ تكبَّدَتْ وسَطَ السماء وانْصَلَعَت وتصَلَّعَت بدت في شدّة الحرّ ليس دونها شيء يسترها وخرجت من تحت الغَيمِ ويوم أَصلع شديد الحرّ وتصَلَّعتِ السماء تَصَلُّعاً إِذا انقطع غَيمُها وانجَرَدت والسماء جَرْداء إِذا لم يكن فيها غيم وصَيْلَعٌ موضع قال ابن بري ويقال صَلَّعَ الرجلُ إِذا أَحدَث ويقال للعِذْيَوْطِ إِذا أَحدَث عند الجماع صَلَّعَ

صلفع
الصَّلْفَعةُ الإِعْدامُ صَلْفَع الرجلُ أَفلَس وصَلْفَع عِلاوتَه ورأْسَه ضرَب عُنُقه والقاف فيهما أَيضاً منقولة وكذلك السَّلْفَعةُ بالسين والقاف وصَلْفَعَ رأْسَه حلقه

صلقع
الصَّلْقَعُ والصَّلْقَعةُ الإِعدام وقد صَلْقَعَ الرجلُ فهو مُصَلْقِعٌ عَدِيم مُعْدِم وصَلْقَعٌ إِتباع لِبَلْقَع وهو القَفْر ولا يُفْرد والصَّلَنْقَعُ الماضي الشديدُ ويقال رجل صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعٌ إِذا كا فقيراً معدماً قال ويجوز فيه السين وهو نعت يتبع البلقع لا يفرد وصَلْقَعَ عِلاوتَه بالفاء والقاف جميعاً أَي ضرب عنقه

صلمع
صَلْمَعَ الشيءَ قَلَعَه من أَصله صَلْمَعةً وصَلْمَعةُ بن قَلْمَعةَ كناية عمن لا يعرف ولا يُعْرَفُ أَوه قال مغلس بن لقيط أَصَلْمَعةُ بنَ قَلْمَعةَ بنِ فَقْعٍ لَهِنَّك لا أِبا لك تَزْدَرِيني ويقال للرجل الذي لا يُعرف هو ولا أَبوه صَلمعة بن قلمعة وهو هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيَّانُ بنُ بَيّانٍ وطامِرُ بنُ طامِر والضَّلالُ بنُ بُهْلُلَ وحكى ابن بري قال يقال تركته صَلمعة بن قَلْمعة إِذا أَخذت كل شيء عنده وصَلْمَعَ رأْسه حلقه كقَلْمَعه وصَلْمَعَ الشيءَ مَلَّسه وصَلمع الرجلُ أَفلس والصَّلْمَعةُ الإِفلاسُ مثل الصَّلْفَعةِ وهو ذَهابُ المال ورجل مُصَلْمِعٌ ومُصَلْفِعٌ مُفْقِعٌ مُدْقِعٌ وصَلْفَعَ رأْسَه وصَلْمَعه وضَلْفَعه وقَلْمَعَه وجَلْمَطه إِذا حلقه وقول عامر بن الطفيل يهجو قوماً سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا ما أَوْرَدُوا صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ ولَمَّا تُحْلَب صُلْعٌ صَلامِعةٌ كأَنَّ أُنُوفَهُم بَعْرٌ يُنَظِّمُه الولِيدُ بِمَلْعَبِ لا يَخْطُبونَ إِلى الكِرامِ بَناتِهم وتَشِيبُ أُمُّهُمُ ولَمَّا تُخْطَب صَناعِيةٌ الذين يَصْنعون المال ويُسَمِّنون فُصْلانهم ولا يَسقون أَلبانَ إِبلهم الأَضْيافَ صَلامِعةٌ دِقاقُ الرؤوس عَتومٌ ناقة غزيزة يؤخَّر حِلابُها إِلى آخر الليل

صمع
صَمِعَتْ أُذنه صَمَعاً وهي صَمْعاءُ صَغُرَت ولم تُطَرَّفْ وكان فيها اضْطِمارٌ ولُصوقٌ بالرأْس وقيل هو أَن تَلْصَقَ بالعِذارِ من أَصلها وهي قصيرة غير مُطَرَّفة وقيل هي التي ضاق صِماخُها وتَحدَّدَت رجل أَصْمَع وامرأَة صَمْعاءُ والصَّمِعُ الصغير الأُذن المليحها والصَّمْعاءُ من المَعز التي أُذنها كأُذن الظبي بين السَّكّاء والأَذْناءِ والأَصْمَعُ الصغير الأُذن والأُنثى صمعاءُ وقال الأَزهري الصمعاء الشاة اللطيفة الأُذن التي لَصِقَ أُذناها بالرأْس يقال عنز صمعاء وتيس أَصمع إِذا كانا صغيري الأُذن وفي حديث علي رضي الله عنه كأَني برجل أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمِشِ الساقَينِ يَهْدِمُ الكعبةَ الأَصْمَعُ الصغير الأُذنين من الناس وغيرهم وفي الحديث أَن ابن عباس كان لا يَرى بأْساً بأَن يُضَحَّى بالصَّمْعاءِ أَي الصغيرةِ الأُذنين وظبيٌ مُصَمَّعٌ أَصْمَعُ الأُذن قال طرفة لعَمْرِي لقد مَرَّتْ عَواطِسُ جَمّةٌ ومَرَّ قُبَيْلَ الصُّبْحِ ظَبْيٌ مُصَمَّعُ وظبي مُصَمَّعٌ مُؤَلَّلُ القَرْنينِ والأَصْمَعُ الظليم لصِغَرِ أُذنه ولُصوقِها برأْسه وأَما قول أَبي النجم في صفة الظَّلِيم إِذا لَوى الأَخْدَعَ من صَمْعائِه صاحَ به عشْرُونَ من رِعائِه يعني الرِّئالَ قالوا أَراد بصَمْعائِه سالِفَتَه وموضعَ الأُذن منه سميت صمعاء لأَنه لا أُذن للظليم وإِذا لَزِقَتِ الأُذن بالرأْس فصاحبها أَصْمَع والصَّمَعُ في الكُعوب لَطَافَتها واستِواؤها وامرأَة صمعاءُ الكعبين لطيفتمها مُسْتَوِيَتُهما وكعْبٌ أَصمَعُ لطيف مُحَدَّدٌ قال النابغة فَبَثَّهُنّ عليه واسْتَمَرّ به صُمْعُ الكُعوبِ بَرِيئَاتٌ مِنَ الحَرَدِ عَنى بها القَوائِمَ والمَفْصِل أَنها ضامرةٌ ليست بمنتفخةٍ ويقال للكِلاب صُمْعُ الكُعوب أَي صغار الكعوب قال الشاعر أَصْمَعُ الكَعْبَيْنِ مَهْضُومُ الحَشا سَرْطَمُ اللَّحْيَيْنِ مَعَّاجٌ تَئِقْ وقوائِمُ الثَّوْر الوَحْشِيّ تكون صُمْعَ الكُعوبِ ليس فيها نُتُوء ولا جَفاءٌ وقال امرؤ القيس وساقانِ كَعْباهُما أَصْمَعا نِ لَحْمُ حَماتَيْهِما مُنْبَتِرْ أَراد بالأَصمع الضامر الذي ليس بمنتفخ والحَماةُ عَضَةُ الساقِ والعرب تَسْتَحِبُّ انبِتارَها وتَزَيُّمَها أَي ضُمورَها واكْتِنازَها وقناةٌ صَمْعاءُ الكُعوبِ مُكْتَنِزة الجوْفِ صُلْبةٌ لطيفة العُقد وبَقْلةٌ صَمْعاءُ مُرْتَوية مكتنزة وبُهْمَى صَمْعاءُ غَضّةٌ لم تَتَشَقَّقْ قال رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جمِيعاً وبُسْرةً وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها
( * قوله « رعت وآنفتها » هذا ما بالأصل وفي الصحاح رعى وآنفته بالتذكير ) آنَفَتْها أَوجَعَتْها آنُفَها بسَفاها ويروى حتى أَنْصَلَتها قال ابن الأَعرابي قالوا بُهْمَى صَمْعاءُ فبالغوا بها كما قالوا صِلَّيانٌ جَعْدٌ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ قال وقيل الصَّمْعاء التي نبتت ثمرها في أَعلاها وقيل الصمعاء البُهمى إِذا ارتفعت قبل أَن تَتَفَقَّأَ وفي الحديث كإِبل أَكَلَتْ صَمْعاءَ هو من ذلك وقيل الصمعاء البقْلةُ التي ارْتَوَتْ واكْتَنَزَت قال الأَزهري البُهْمَى أَوّل ما يبدو منها البارِضُ فإِذا تحرّك قليلاً فهو جَمِيمٌ فإِذا ارتفع وتَمَّ قبل أَن يَتَفَقَّأَ فهو الصمْعاء يقال له ذلك لضُمورة والرِّيشُ الأَصْمَعُ اللطيفُ العَسِيبِ ويجمع صُمْعاناً ويقال تَصَمَّعَ رِشُ السَّهمِ إِذا رُمِيَ به رمية فتلطخ بالدم وانضمَّ والصُّمْعانُ ما رِيشَ به السهم من الظُّهارِ وهو أَفضل الرِّيش والمُتَصَمِّعُ المتلطخ بالدم فأَما قول أَبي ذؤيب فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائِطٍ سَهْماً فَخَرَّ ورِيشُه مُتَصَمِّعُ فالمُتَصَمِّعُ المضَمّ الريش من الدم من قولهم أُذن صمعاء وقيل هو المتلطخ بالدم وهو من ذلك لأَن الريش إِذا تلطخ بالدم انضم ويقال للسهم خرج مُتَصَمِّعاً إِذا ابْتَلَّتْ قُذَذُه من الدم وغيره فانْضَمَّت وصَمَعُ الفُؤادِ حِدَّتُه صَمِعَ صمَعاً وهو أَصمَعُ وقلب أَصمَعُ ذَكِيٌّ مُتَوَقِّدٌ فَطِنٌ وهو من ذلك وكذلك الرأْيُ الحازم على المَثَل كأَنه انضمّ وتجمّع والأَصمعانِ القلبُ الذَّكِيّ والرأْيُ العازم الأَصمعي الفُؤاد الأَصْمَعُ والرأْيُ الأَصْمَع العازِمُ الذكِيّ ورجل أَصمع القلب إِذا كان حادّ الفِطْنة والصَّمِعُ الحديدُ الفُؤادِ وعَزْمةٌ صَمْعاءُ أَي ماضيةٌ ورجل صَمِيعٌ بَيِّنُ الصَّمَعِ شُجاعٌ لأَن الشجاع يوصَفُ بتَجَمُّع القلب وانضمامه ورجل أَصْمَعُ القلب إِذا كان مُتَيَقِّظاً ذَكِيًّا وصَمَّعَ فلان على رأْيه إِذا صمم عليه والصَّوْمَعةُ من البناء سميت صَوْمَعةً لتلطيف أَعلاها والصومعة مَنارُ الراهِبِ قال سيبويه هو من الأَصْمَعِ يعني المحدَّدَ الطرَفِ المُنْضَمَّ وصَوْمَعَ بِناءَه عَلاَّه مشتق من ذلك مثَّل به سيبويه وفسّره السيرافي وصَوْمَعةُ الثريد جُثَّته وذِارْوَتُه وقد صَمَّعَه ويقال أَتانا بثريدة مُصَمَّعة إِذا دُقِّقَت وحُدِّد رأْسُها ورُفِعَت وكذلك صَعْنَبَها وتسمى الثريدة إِذا سُوِّيت كذلك صَوْمَعةً وصومعةُ النصارى فَوْعَلةٌ من هذا لأَنها دقيقة الرأْس ويقال للعُقابِ صَوْمَعةٌ لأَنها أَبداً مرتفعة على أَشرفِ مكان تَقْدِرُ عليه هكذا حكاه كراع منوناً ولم يقل صومعةَ العُقابِ والصَّوامِعُ البَرانِسُ عن أَبي عليٍّ ولم يذكر لها واحداً وأَنشد تَمَشَّى بها الثِّيرانُ تَرْدِي كأَنَّها دَهاقِينُ أَنباطٍ عليها الصَّوامِعُ قال وقيل العِيابُ وصَمَعَ الظَّبْيُ ذهبُ في الأَرضِ وروي عن المؤرّج أَنه قال الأَصمع الذي يترقى أَشرف موضع يكون والأَصْمَعُ السيْفُ القاطعُ ويقال صَمِعَ فلان في كلامه إِذا أَخْطأَ وصَمِعَ إِذا رَكِبَ رأْسَه فمضَى غيرَ مُكْتَرِثٍ والأَصْمَعُ السادِرُ قال الأَزهري وكلُّ ما جاء عن المؤرّج فهو مما لا يُعَرَّجُ عليه إِا أَن تصح الرواية عنه والتَّصَمُّع التَّلَطُّف وأَصْمَعُ قبيلة وقال الأَزهري قَعْطَرَه أَي صَرَعَه وصَمَعَه أَي صَرَعَه

صملكع
ابن بري الصَّمَلْكَعُ الذي في رأْسه حِدّةٌ قال مِرْداسٌ الدُّبَيْرِي قالَتْ ورَبِّ البيتِ إِنِّي أُحِبُّها وأَهْوَى ابنَها ذاكَ الخَلِيعَ الصَّمَلْكَعا

صنع
صَنَعَه يَصْنَعُه صُهْعاً فهو مَصْنوعٌ وصُنْعٌ عَمِلَه وقوله تعالى صُنْعَ اللهِ الذي أَتْقَنَ كُلَّ شيء قال أَبو إِسحق القراءة بالنصب ويجوز الرفع فمن نصب فعلى المصدر لأَن قوله تعالى وترى الجِبالَ تَحْسَبُها جامِدةً وهي تَمُرُّ مَرَّ السّحابِ دليل على الصَّنْعةِ كأَنه قال صَنَعَ اللهُ ذلك صُنْعاً ومن قرأَ صُنْعُ الله فعلى معنى ذلك صُنْعُ الله واصْطَنَعَه اتَّخَذه وقوله تعالى واصْطَنَعْتُك لنفسي تأْويله اخترتك لإِقامة حُجَّتي وجعلتك بيني وبين خَلْقِي حتى صِرْتَ في الخطاب عني والتبليغ بالمنزلة التي أَكون أَنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم وقال الأَزهري أَي ربيتك لخاصة أَمري الذي أَردته في فرعون وجنوده وفي حديث آدم قال لموسى عليهما السلام أَنت كليم الله الذي اصْطَنَعَك لنفسه قال ابن الأَثير هذا تمثيل لما أَعطاه الله من منزلة التقْرِيبِ والتكريمِ والاصطِناع افتِعالٌ من الصنِيعة وهي العَطِيّةُ والكرامة والإِحسان وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تُوقِدُوا بليل ناراً ثم قال أَوْقِدوا واصْطَنِعُوا فإِنه لن يُدرِك قوم بعدكم مُدَّكم ولا صاعَكُم قوله اصطَنِعوا أَي اتَّخِذوا صَنِيعاً يعني طَعاماً تُنْفِقُونه في سبيل الله ويقال اططَنَعَ فلان خاتماً إِذا سأَل رجلاً أَن يَصْنَع له خاتماً وروى ابن عمر أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطَنَعَ خاتماً من ذهب كان يجعل فَصَّه في باطن كَفِّه إِذا لبسه فصنَعَ الناسُ ثم إِنه رَمى به أَي أَمَر أَن يُصْنَعَ له كما تقول اكتَتَبَ أَي أَمَر أَن يُكْتَبَ له والطاءُ بدل من تاء الافتعال لأَجل الصاد واسْتَصْنَعَ الشيءَ دَعا إِلى صُنْعِه وقول أَبي ذؤَيب إِذا ذَكَرَت قَتْلى بَكَوساءَ أَشْعَلَتْ كَواهِيةِ الأَخْرات رَثّ صُنُوعُها قال بان سيده صُنوعُها جمع لا أَعرف له واحداً والصَّناعةُ حِرْفةُ الصانِع وعَمَلُه الصَّنْعةُ والصِّناعةُ ما تَسْتَصْنِعُ من أَمْرٍ ورجلٌ صَنَعُ اليدِ وصَنَاعُ اليدِ من قوم صَنَعَى الأَيْدِي وصُنُعٍ وصُنْع وأَما سيبويه فقال لا يُكَسَّر صَنَعٌ اسْتَغْنَوا عنه بالواو والنون ورجل صَنِيعُ اليدين وصِنْعُ اليدين بكسر الصاد أَي صانِعٌ حاذِقٌ وكذلك رجل صَنَعُ اليدين بالتحريك قال أَبو ذؤيب وعليهِما مَسْرُودتانِ قَضاهُما داودُ أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ هذه رواية الأَصمعي ويروى صَنَعَ السَّوابِغَ وصِنْعُ اليدِ من قوم صِنْعِي الأَيْدِي وأَصْناعِ الأَيْدِي وحكى سيبويه الصِّنْعَ مُفْرداً وامرأَة صَناعُ اليدِ أَي حاذِقةٌ ماهِرة بعمل اليدين وتُفْرَدُ في المرأَة من نسوة صُنُعِ الأَيدي وفي الصحاح وامرأَة صَناعُ اليدين ولا يفرد صَناعُ اليد في المذكر قال ابن بري والذي اختاره ثعلب رجل صَنَعُ اليد وامرأَة صَناعُ اليد فَيَجْعَلُ صَناعاً للمرأَة بمنزلة كَعابٍ ورَداحٍ وحَصانٍ وقال ابن شهاب الهذلي صَناعٌ بِإِشْفاها حَصانٌ بِفَرْجِها جوادٌ بقُوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ وجَمْعُ صَنَع عند سيبويه صَنَعُون لا غير وكذلك صِنْعٌ يقال رجال صِنْعُو اليد وجمعُ صَناعٍ صُنُعٌ وقال ابن درستويه صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ به مثل دَنَفٍ وقَمَنٍ والأَصل فيه عنده الكسر صَنِعٌ ليكون بمنزلة دَنِفٍ وقَمِنٍ وحكي أَنَّ فِعله صَنِع يَصْنَعُ صَنَعاً مثل بَطِرَ بَطَراً وحكى غيره أَنه يقال رجل صَنِيعٌ وامرأَة صنِيعةٌ بمعنى صَناع وأَنشد لحميد بن ثور أَطافَتْ به النِّسْوانُ بَيْنَ صَنِيعةٍ وبَيْنَ التي جاءتْ لِكَيْما تَعَلَّما وهذا يدل أَنَّ اسم الفاعل من صَنَعَ يَصْنَعُ صَنِيعٌ لا صَنِعٌ لأَنه لم يُسْمَعْ صَنِعٌ هذا جميعُه كلا ابن بري وفي المثل لا تَعْدَمُ صَناعٌ ثَلَّةً الثَّلَّةُ الصوف والشعر والوَبَر وورد في الحديث الأَمةُ غيرُ الصَّناعِ قال ابن جني قولهم رجل صَنَع اليدِ وامرأَة صَناعُ اليدِ دليل على مشابهة حرف المدّ قبل الطرَف لتاء التأْنيث فأَغنت الأَلفُ قبل الطرَف مَغْنَى التاء التي كانت تجب في صنَعة لو جاء على حكم نظيره نحو حسَن وحسَنة قال ابن السكيت امرأَة صَناعٌ إِذا كانت رقِيقةَ اليدين تُسَوِّي الأَشافي وتَخْرِزُ الدِّلاء وتَفْرِيها وامرأَة صَناعٌ حاذقةٌ بالعمل ورجل صَنَعٌ إِذا أُفْرِدَتْ فهي مفتوحة محركة ورجل صِنْعُ اليدِ وصِنْعُ اليدين مكسور الصاد إِذا أُضيفت قال الشاعر صِنْعُ اليَدَيْنِ بحيثُ يُكْوَى الأَصْيَدُ وقال آخر أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا وفي حديث عمر حين جُرِحَ قال لابن عباس انظر مَن قَتَلَني فقال غلامُ المُغِيرةِ بنِ شُعْبةَ قال الصَّنَعُ ؟ قال نعم يقال رجل صَنَعٌ وامرأَة صَناع إِذا كان لهما صَنْعة يَعْمَلانِها بأَيديهما ويَكْسِبانِ بها ويقال امرأَتانِ صَناعانِ في التثنية قال رؤبة إِمّا تَرَيْ دَهْرِي حَناني حَفْضا أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا ونسوة صُنُعٌ مثل قَذالٍ وقُذُلٍ قال الإِيادي وسمعت شمراً يقول رجل صَنْعٌ وقَومٌ صَنْعُونَ بسكون النون ورجل صَنَعُ اللسانِ ولِسانٌ صَنَعٌ يقال ذلك للشاعر ولكل بيِّن
( * قوله « بين » في القاموس وشرحه يقال ذلك للشاعر الفصيح ولكل بليغ بين ) وهو على المثل قال حسان بن ثابت أَهدَى لَهُم مِدَحي قَلْبٌ يُؤازِرُه فيما أَراد لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُ وقال الراجز في صفة المرأَة وهْيَ صناعٌ باللِّسان واليَدِ وأَصنَعَ الرجلُ إِذا أَعانَ أَخْرَقَ والمَصْنَعةُ الدَّعْوةُ يَتَّخِذُها الرجلُ ويَدْعُو إِخوانه إِليها قال الراعي ومَصْنَعة هُنَيْدَ أَعَنْت فيها قال الأَصمعي يعني مَدْعاةً وصَنْعةُ الفرَسِ حُسْنُ القِيامِ عليه وصَنَعَ الفَرَسَ يَصْنَعُه صَنْعاً وصَنْعةً وهو فرس صنِيعٌ قام عليه وفرس صنِيعٌ للأُنثى بغير هاء وأرى اللحياني خص به الأُنثى من الخيل وقال عدي بن زيد فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتا ناعِمَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ وقوله تعالى ولِتُصْنَعَ على عَيْني قيل معناه لِتُغَذَّى قال الأَزهري معناه لتُرَبَّى بِمَرْأَى مِنّي يقال صَنَعَ فلان جاريته إِذا رَبّاها وصَنَع فرسه إِذا قام بِعَلَفِه وتَسْمِينه وقال الليث صَنع فرسه بالتخفيف وصَنَّعَ جاريته بالتشديد لأَن تصنيع الجارية لا يكون إِلا بأَشياء كثيرة وعلاج قال الأَزهري وغير الليث يُجِيز صنع جاريته بالخفيف ومنه قوله ولتصنع على عيني وتَصَنَّعَتِ المرأَة إِذا صَنَعَتْ نَفْسها وقومٌ صَناعيةٌ أَي يَصْنَعُون المال ويُسَمِّنونه قال عامر بن الطفيل سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا ما أَوْرَدُوا صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ ولَمَّا تُحْلَب الأَزهري صَناعِيةٌ يصنعون المال ويُسَمِّنُون فُصْلانهم ولا يَسْقُون أَلبان إِبلهم الأَضياف وقد ذكرت الأَبيات كلها في ترجمة صلمع وفرَسٌ مُصانِعٌ وهو الذي لا يُعْطِيك جميع ما عنده من السير له صَوْنٌ يَصُونه فهو يُصانِعُكَ ببَذْله سَيْرَه والصنِيعُ الثَّوْبُ الجَيِّدُ النقي وقول نافع بن لقيط الفقعسي أَنشده ابن الأَعرابي مُرُطٌ القِذاذِ فَلَيْسَ فيه مَصْنَعٌ لا الرِّيشُ يَنفَعُه ولا التَّعْقِيبُ فسّره فقال مَصْنَعٌ أَي ما فيه مُسْتَمْلَحٌ والتَّصَنُّعُ تكَلُّفُ الصَّلاحِ وليس به والتَّصَنُّعُ تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ وإِظْهارُه والتَّزَيُّنُ به والباطنُ مدخولٌ والصِّنْعُ الحَوْضُ وقيل شِبْهُ الصِّهْرِيجِ يُتَّخَذُ للماء وقيل خشبة يُحْبَسُ بها الماء وتُمْسِكُه حيناً والجمع من كل ذلك أَصناعٌ والصَّنَّاعةُ كالصِّنْع التي هي الخشبَة والمَصْنَعةُ والمَصْنُعةُ كالصِّنْعِ الذي هو الحَوْض أَو شبه الصِّهْرِيجِ يُجْمَعُ فيه ماءُ المطر والمَصانِعُ أَيضاً ما يَصْنَعُه الناسُ من الآبار والأَبْنِيةِ وغيرها قال لبيد بَلِينا وما تَبْلى النُّجومُ الطَّوالِعُ وتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِعُ قال الأَزهري ويقال للقُصور أَيضاً مَصانعُ وأَما قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتِي في المَصانِيعِ لا يَنِينَ اطِّلاعا فقد يجوز أَن يُعْنى بها جميع مَصْنعةٍ وزاد الياء للضرورة كما قال نَفْيَ الدّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ وقد يجوز أَن يكون جمع مَصْنُوعٍ ومَصْنوعةٍ كَمَشْؤومٍ ومَشائِيم ومَكْسُور ومكاسِير وفي التنزيل وتَتَّخِذون مصانِعَ لعلكم تَخْلُدُون المَصانِعُ في قول بعض المفسرين الأَبنية وقيل هي أَحباسٌ تتخذ للماء واحدها مَصْنَعةٌ ومَصْنَعٌ وقيل هي ما أُخذ للماء قال الأَزهري سمعت العرب تسمي أَحباسَ الماءِ الأَصْناعَ والصُّنوعَ واحدها صِنْعٌ وروى أَبو عبيد عن أَبي عمرو قال الحِبْسُ مثل المَصْنَعةِ والزَّلَفُ المَصانِعُ قال الأَصمعي وهي مَساكاتٌ لماءِ السماء يَحْتَفِرُها الناسُ فيَمْلَؤُها ماءُ السماء يشربونها وقال الأَصمعي العرب تُسَمِّي القُرى مَصانِعَ واحدتها مَصْنَعة قال ابن مقبل أَصْواتُ نِسوانِ أَنْباطٍ بِمَصْنَعةٍ بجَّدْنَ لِلنَّوْحِ واجْتَبْنَ التَّبابِينا والمَصْنعةُ والمَصانِعُ الحُصون قال ابن بري شاهده قول البعيث بَنى زِيادٌ لذِكر الله مَصْنَعةً مِنَ الحجارةِ لم تُرْفَعْ مِنَ الطِّينِ وفي الحديث مَنْ بَلَغَ الصِّنْعَ بِسَهْمٍ الصِّنْعُ بالكسر المَوْضِعُ يُتَّخَذُ للماء وجمعه أَصْناعٌ وقيل أَراد بالصِّنْع ههنا الحِصْنَ والمَصانِعُ مواضِعُ تُعْزَلُ للنحل مُنْتَبِذةً عن البيوت واحدتها مَصْنَعةٌ حكاه أَبو حنيفة والصُّنْعُ الرِّزْق والصُّنْعُ بالضم مصدر قولك صَنَعَ إِليه معروفاً تقول صَنَعَ إِليه عُرْفاً صُنْعاً واصْطَنَعه كلاهما قَدَّمه وصَنَع به صَنِيعاً قَبيحاً أَي فَعَلَ والصَّنِيعةُ ما اصْطُنِعَ من خير والصَّنِيعةُ ما أَعْطَيْتَه وأَسْدَيْتَه من معروف أَو يد إِلى إِنسان تَصْطَنِعُه بها وجمعها الصَّنائِعُ قال الشاعر إِنَّ الصَّنِيعةَ لا تَكونُ صَنِيعةً حتى يُصابَ بِها طَرِيقُ المَصْنَعِ واصْطَنَعْتُ عند فلان صَنِيعةً وفلان صَنيعةُ فلان وصَنِيعُ فلات إِذا اصْطَنَعَه وأَدَّبَه وخَرَّجَه ورَبَّاه وصانَعَه داراه ولَيَّنَه وداهَنَه وفي حديث جابر كالبَعِيرِ المَخْشُوشِ الذي يُصانِعُ قائدَهُ أَي يداريه والمُصانَعةُ أَن تَصْنَعَ له شيئاً ليَصْنَعَ لك شيئاً آخر وهي مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ وصانِعَ الوالي رَشاه والمُصانَعةُ الرَّشْوةُ وفي لمثل من صانَعَ بالمال لم يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَب الحاجةِ وصانَعَه عن الشيء خادَعه عنه ويقال صانَعْتُ فلاناً أَي رافَقْتُه والصِّنْعُ السُّودُ
( * قوله « والصنع السود » كذا بالأصل وعبارة القاموس مع شرحه والصنع بالكسر السفود هكذا في سائر النسخ ومثله في العباب والتكملة ووقع في اللسان والصنع السود ثم قال فليتأمل في العبارتين ) قال المرّارُ يصف الإِبل وجاءَتْ ورُكْبانُها كالشُّرُوب وسائِقُها مِثْلُ صِنْعِ الشِّواء يعني سُودَ الأَلوان وقيل الصِّنْعُ الشِّواءُ نَفْسُه عن ابن الأَعرابي وكلُّ ما صُنِعَ فيه فهو صِنْعٌ مثل السفرة أَو غيرها وسيف صَنِيعٌ مُجَرَّبٌ مَجْلُوٌّ قال عبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاصي يمدح معاوية أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطُوعُ بِأَبْيَضَ مِنْ أُميّة مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وسهم صَنِيعٌ كذلك والجمع صُنُعٌ قال صخر الغيّ وارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ وصَنْعاءُ ممدودة ببلدة وقيل هي قَصَبةُ اليمن فأَما قوله لا بُدَّ مِنْ صَنْعا وإِنْ طالَ السَّفَرْ فإِنما قَصَرَ للضرورة والإِضافة إِليه صَنْعائي على غير قياس كما قالوا في النسبة إِلى حَرّانَ حَرْنانيٌّ وإِلى مانا وعانا مَنَّانِيّ وعَنَّانِيٌّ والنون فيه بدل من الهمزة في صَنْعاء حكاه سيبويه قال ابن جني ومن حُذَّاقِ أَصحابنا من يذهب إِلى أَنَّ النون في صنعانيّ إِنما هي بدَل من الواو التي تبدل من همزة التأْنيث في النسب وأَن الأَصل صَنْعاوِيّ وأَن النون هناك بدل من هذه الواو كما أَبدلت الواو من النون في قولك من وَّافِدِ وإن وَّقَفْتَ وقفتُ ونحو ذلك قال وكيف تصرّفتِ الحالُ فالنون بدل من بدل من الهمزة قال وإِنما ذهب من ذهب إِلى هذا لأَنه لم ير النون أُبْدِلَتْ من الهمزة في غير هذا قال وكان يحتج في قولهم إِن نون فَعْلانَ بدل من همزة فَعْلاء فيقول ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذِئْبٍ ذيب وفي جُؤْنةٍ وإِنما يريدون أَن النون تُعاقِبُ في هذا الموضع الهمزة كما تعاقب امُ المعرفة التنوينَ أَي لا تجتمع معه فلما لم تجامعه قيل إِنها بدل منه وكذلك النون والهمزة والأَصْناعُ موضع قال عمرو بن قَمِيئَة وضَعَتْ لَدَى الأَصْناعِ ضاحِيةً فَهْيَ السّيوبُ وحُطَّتِ العِجَلُ وقولهم ما صَنَعْتَ وأَباك ؟ تقديره مَعَ أَبيك لأَن مع والواو جميعاً لما كانا للاشتراك والمصاحبة أُقيم أَحدهما مُقامَ الآخَر وإِنما نصب لقبح العطف على المضمر المرفوع من غير توكيد فإِن وكدته رفعت وقلت ما صنعت أَنت وأَبوك ؟ واما الذي في حديث سعد لو أَنّ لأَحدكم وادِيَ مالٍ مرّ على سبعة أَسهم صُنُعٍ لَكَلَّفَتْه نفْسُه أَن ينزل فيأْخذها قال ابن الأَثير كذا قال صُنُع قاله الحربي وأَظنه صِيغةً أَي مستوية من عمل رجل واحد وفي الحديث إِذا لم تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شئتَ قال جرير معناه أَن يريد الرجل أَن يَعْمَلَ الخيرَ فَيَدَعَه حَياء من الناس كأَنه يخاف مذهب الرياء يقول فلا يَمْنَعَنك الحَياءُ من المُضِيّ لما أَردت قال أَبو عبيد والذي ذهب إِليه جرير معنى صحيح في مذهبه ولكن الحديث لا تدل سِياقتُه ولا لفظه على هذا التفسير قال ووجهه عندي أَنه أَراد بقوله إِذا لم تَسْتَحْي فاصنع ما شئت إِنما هو من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمّ لترك الحياء ولم يرد بقوله فاصنع ما شئت أَن يأْمرع بذلك أَمراً ولكنه أَمرٌ معناه الخبر كقوله صلى الله عليه وسلم من كذب عليّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار والذي يراد من الحديث أَنه حَثَّ على الحياء وأَمرَ به وعابَ تَرْكَه وقيل هو على الوعيد والتهديد اصنع ما شئت فإِن الله مجازيك وكقوله تعالى اعملوا ما شئتم وذكر ذلك كله مستوفى في موضعه وأَنشد إِذا لَمْ تَخْشَ عاقِبةَ اللّيالي ولمْ تَسْتَحْي فاصْنَعْ ما تشاءُ وهو كقوله تعالى فمن شاء فَلْيُؤْمِنْ ومن شاء فَلْيَكْفُرْ وقال ابن الأَثير في ترجمة ضيع وفي الحديث تُعِينُ ضائِعاً أَي ذا ضياعٍ من قَفْر أَو عِيالٍ أَو حال قَصَّر عن القيام بها قال ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون وقيل إِنه هو الصواب وقيل هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة قال وكلاهما صواب في المعنى

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88