كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

سبطر
السِّبَطْرَى الانبساطُ في المشي والضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ من نَعْتِ الأَسد بالمَضاءَةِ والشِّدَّةِ والسِّبَطْرُ الماضي والسِّبَطْرَى مِشْيَةُ التبَخْتُر قال العجاج يمشي السِّبَطْرَى مِشْيَةَ التبَخْتُر رواه شمر مشية التَّجَيْبُرِ أَي التجَبُّر والسِّبَطْرَى مِشْيَةٌ فيها تَبَخْتُر واسْبَطَرَّ أَسرَعَ وامتَدَّ والسَّبَطْرُ السَّبْطُ الممتَدُّ قال سيبويه جَمَلٌ سِبَطْر وجمال سِبَطْراتٌ سريعة ولا تُكَسَّر واسْبَطَرَّتْ في سَيْرِها أَسرَعَتْ وامتدّتْ وحاكمت امرأَةٌ صاحِبَتَها إِلى شريح في هرّة بيدها فقال أَدْنُوها من المُدَّعِيَةِ
( * قوله « أدنوها من المدعية إلخ » لعل المدعية كان معها ولد للهرة صغير كما يشعر به بقية الكلام ) فإِنْ هي قَرَّتْ وَدَرَّتْ واسْطَرَّتْ فهي لها وإن فَرَّتْ وازْبأَرَّتْ فليست لها معنى اسْبَطَرَّتْ امتدّت واستقامت لها قال ابن الأَثير أَي امتدّت للإِرضاع ومالت إِليه واسْبَطَرَّتْ الذبيحة إِذا امتدّت للموت بعد الذبح وكل ممتدٍّ مُسْبَطِرٌّ وفي حديث عطاء سئل عن رجل أَخذ من الذبيحة شيئاً قبل أَن تَسْبَطِرّ فقال ما أَخَذْتَ منها فهي سُنَّة أَي قبل اين تمتَدَّ بعد الذبح والسِّبَطْرة المرأَة الجسيمة شمر السِّبَطْر من الرجال السَّبْطُ الطويل وقال الليث السِّبَطْر الماضي وأَنشد كَمِشْيَةِ خادِرٍ ليْثٍ سِبَطْر الجوهري اسْبَطَرَّ اضْطَجَع وامتدَّ وأَسَد سِبَطْر مثال هِزَبْر أَي يَمتدُّ عند الوثْبَة الجوهري وجِمال سِبَطْراتٌ طِوال على وجه الإِرض والتاء ليست للتأْنيث وإِنما هي كقولهم حمامات ورجالات في جمع المذكر قال ابن بري التاء في سِبَطْراتٍ للتأْنيث لأَن سِبَطْراتٍ من صفة الجِمال والجِمالُ مؤنثة تأْنيث الجماعة بدليل قولهم الجمال سارتْ ورَعَتْ وأَكلت وشربت قال وقول الجوهري إِنما هي كحَمَّاماتٍ ورِجالاتٍ وهَم في خلطه رِجالاتٍ بحَمَّامات لأَن رجالاً جماعة مؤنثة بدليل قولك الرجال خرجت وسارت وأَما حمَّامات فهي جمع حمَّام والحمَّام مذكر وكان قياسه أَن لا يجمع بالأَلف والتاء قال قال سيبويه وإِنما قالوا حمَّامات وإِصطبلات وسُرادِقات وسِجِلاَّت فجمعوها بالأَلف والتاء وهي مذكرة لأَنهم لم يكسروها يريد أَن الأَلف والتاء في هذه الأَسماء المذَكَّرة جعلوهما عِوَضاً من جمع التكسير ولو كانت مما يكسر لم تجمع بالأَلف والتاء وشَعَرٌ سِبَطْرٌ سَبْطٌ والسَّبَيْطَرُ والسُّباطِرُ الطويل والسَّبَيْطَرُ مثل العَمَيْثَلِ طائر طويل العنق جدّاً تراه أَبداً في الماء الضَّحْضاحِ يُكنى أَبا العَيْزارِ الفراء اسْبَطَرَّتْ له البلاد استقامت قال اسْبَطَرَّت لَيْلَتُها مستقيمة

سبعر
ناقة ذاتُ سِبْعارَة وسَبْعَرَتُها حِدَّتُها ونشاطها إِذا رَفَعَتْ رأْسها وخطرت بذنبها وتَدَافَعَتْ في سيرها عن كراع والسَّبْعَرة النشاط

سبكر
المُسْبَكِرُّ المُسْتَرْسِلُ وقيل المُعْتَدِلُ وقيل المُنْتَصِب أَي التامُّ البارز أَبو زياد الكلابي المُسْبَكِرُّ الشابُّ المُعْتَدِلُ التامُّ وأَنشد لامرئ القيس إِلَى مِثْلِها يَرْنُو الحَلِيمُ صَبابَةً إِذا ما اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَبِ
( * قوله « ومجوب » كذا بالأَصل المعوّل عليه والذي في الصحاح في مادة س ب ك ر ومادة ج ول مجول وقوله شباب مسبكر كذا به أَيضاً ولعله شاب بدليل ما بعده )
الجوهري اسْبَكَرَّتِ الجاريةُ اسْتَقَامَتْ واعْتَدَلَتْ وشبابٌ مُسْبَكِرٌّ معتدل تامّ رَخْصٌ واسْبَكَرَّ الشباب طال ومضى على وجهه عن اللحياني واسْبَكَرَّ النبت طال وتَمَّ قال تُرْسِلُ وَحْفاً فاحِماً اسْبِكْرارْ وشَعَرٌ مُسْبَكِرٌّ أَي مسترسل قال ذو الرمة وأَسْوَدَ كالأَساوِدِ مُسْبَكِرّاً على المَتْنَيْنِ مُنْسَدِلاً جُفالا وكلُّ شيء امتدّ وطالَ فهو مُسْبَكِرٌّ مثل الشعَر وغيره واسْبَكَرَّ الرجل اضْطَجَعَ وامتدّ مثْل اسْبَطَرّ وأَنشد إِذا الهِدانُ حارَ واسْبَكَرَّا وكان كالْعِدْل يُجَرُّ جَرَّا
( * قوله « إِذا الهدان » في الصحاح إِذ )
واسْبَكَرَّ النهَرُ جَرَى وقال اللحياني اسْبَكَرَّتْ عينه دَمَعَتْ قال ابن سيده وهذا غير معروف في اللغة

ستر
سَتَرَ الشيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْراً وسَتَراً أَخفاه أَنشد ابن الأَعرابي ويَسْتُرُونَ الناسَ مِن غيرِ سَتَرْ والستَر بالفتح مصدر سَتَرْت الشيء أَسْتُرُه إِذا غَطَّيْته فاسْتَتَر هو وتَسَتَّرَ أَي تَغَطَّى وجاريةٌ مُسَتَّرَةٌ أَي مُخَدَّرَةٌ وفي الحديث إِن اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ
( * قوله « ستير يحب » كذا بالأَصل مضبوطاً وفي شروح الجامع الصغير ستير بالكسر والتشديد )
السَّتْرَ سَتِيرٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعل أَي من شأْنه وإِرادته حب الستر والصَّوْن وقوله تعالى جعلنا بينك وبين الذين لا يؤْمنون بالآخرة حجاباً مستوراً قال ابن سيده يجوز أَن يكون مفعولاً في معنى فاعل كقوله تعالى إِنه كان وعْدُه مَأْتِيّاً أَي آتِياً قال أَهل اللغة مستوراً ههنا بمعنى ساتر وتأْويلُ الحِجاب المُطيعُ ومستوراً ومأْتياً حَسَّن ذلك فيهما أَنهما رَأْساً آيَتَيْن لأَن بعض آي سُورَةِ سبحان إِنما « وُرا وايرا » وكذلك أَكثر آيات « كهيعص » إِنما هي ياء مشدّدة وقال ثعلب معنى مَسْتُوراً مانِعاً وجاء على لفظ مفعول لأَنه سُتِرَ عن العَبْد وقيل حجاباً مستوراً أَي حجاباً على حجاب والأَوَّل مَسْتور بالثاني يراد بذلك كثافة الحجاب لأَنه جَعَلَ على قلوبهم أَكِنَّة وفي آذانهم وقراً ورجل مَسْتُور وسَتِير أَي عَفِيفٌ والجارية سَتِيرَة قال الكميت ولَقَدْ أَزُورُ بها السَّتِي رَةَ في المُرَعَّثَةِ السَّتائِر وسَتَّرَه كسَتَرَه وأَنشد اللحياني لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بِخُبٍّ وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها أُجاجُ
( * قوله « أجاج » مثلثة الهمزة أَي ستر انظر و ج ح من اللسان )
وقد انْسَتَر واستَتَر وتَسَتَّر الأَوَّل عن ابن الأَعرابي والسِّتْرُ معروف ما سُتِرَ به والجمع أَسْتار وسُتُور وسُتُر وامرأَةٌ سَتِيرَة ذاتُ سِتارَة والسُّتْرَة ما اسْتَتَرْتَ به من شيء كائناً ما كان وهو أَيضاً السِّتارُ والسِّتارَة والجمع السَّتائرُ والسَّتَرَةُ والمِسْتَرُ والسِّتارَةُ والإِسْتارُ كالسِّتر وقالوا أُسْوارٌ لِلسِّوار وقالوا إِشْرارَةٌ لِما يُشْرَرُ عليه الأَقِطُ وجَمْعُها الأَشارير وفي الحديث أَيُّما رَجُلٍ أَغْلَقَ بابه على امرأَةٍ وأَرْخَى دُونَها إِستارَةً فَقَدْ تمء صَداقُها الإِسْتارَةُ من السِّتْر وهي كالإِعْظامَة في العِظامَة قيل لم تستعمل إِلاَّ في هذا الحديث وقيل لم تسمع إِلاَّ فيه قال ولو روي أَسْتَارَه جمع سِتْر لكان حَسَناً ابن الأَعرابي يقال فلان بيني وبينه سُتْرَةٌ ووَدَجٌ وصاحِنٌ إِذا كان سفيراً بينك وبينه والسِّتْرُ العَقْل وهو من السِّتارَة والسّتْرِ وقد سُتِرَ سَتْراً فهو سَتِيرٌ وسَتِيرَة فأَما سَتِيرَةٌ فلا تجمع إِلاَّ جمع سلامة على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو ويقال ما لفلان سِتْر ولا حِجْر فالسِّتْر الحياء والحِجْرُ العَقْل وقال الفراء في قوله عز وجل هل في ذلك قَسَمٌ لِذي حِجْرٍ لِذِي عَقْل قال وكله يرجع إِلى أَمر واحد من العقل قال والعرب تقول إِنه لَذُو حِجْر إِذا كان قاهراً لنفسه ضابطاً لها كأَنه أُخذَ من قولك حَجَرْتُ على الرجل والسِّتَرُ التُّرْس قال كثير بن مزرد بين يديهِ سَتَرٌ كالغِرْبالْ والإِسْتارُ بكسر الهمزة من العدد الأَربعة قال جرير إِنَّ الفَرَزْدَقَ والبَعِيثَ وأُمَّه وأَبا البَعِيثِ لشَرُّ ما إِسْتار أَي شر أَربعة وما صلة ويروى وأَبا الفرزْدَق شَرُّ ما إِسْتار وقال الأَخطل لَعَمْرُكَ إِنِّنِي وابْنَيْ جُعَيْلٍ وأُمَّهُما لإِسْتارٌ لئِيمُ وقال الكميت أَبلِغْ يَزِيدَ وإِسماعيلَ مأْلُكَةً ومُنْذِراً وأَباهُ شَرَّ إِسْتارِ وقال الأَعشى تُوُفِّي لِيَوْمٍ وفي لَيْلَةٍ ثَمانِينَ يُحْسَبُ إِستارُها قال الإِستار رابِعُ أَربعة ورابع القومِ إِسْتَارُهُم قال أَبو سعيد سمعت العرب تقول للأَربعة إِسْتار لأَنه بالفارسية جهار فأَعْربوه وقالوا إِستار قال الأَزهري وهذا الوزن الذي يقال له الإِستارُ معرّب أَيضاً أَصله جهار فأُعرب فقيل إِسْتار ويُجْمع أَساتير وقال أَبو حاتم يقال ثلاثة أَساتر والواحد إِسْتار ويقال لكل أَربعة إِستارٌ يقال أَكلت إِستاراً من خبز أَي أَربعة أَرغفة الجوهري والإِسْتَارُ أَيضاً وزن أَربعة مثاقيل ونصف والجمع الأَساتير وأَسْتارُ الكعبة مفتوحة الهمزة والسِّتارُ موضع وهما ستاران ويقال لهما أَيضاً السِّتاران قال الأَزهري السِّتاران في ديار بني سَعْد واديان يقال لهما السَّوْدة يقال لأَحدهما السِّتارُ الأَغْبَرُ وللآخر السِّتارُ الجابِرِيّ وفيهما عيون فَوَّارَة تسقي نخيلاً كثيرة زينة منها عَيْنُ حَنيذٍ وعينُ فِرْياض وعين بَثاءٍ وعين حُلوة وعين ثَرْمداءَ وهي من الأَحْساء على ثلاث ليال والسّتار الذي في شعر امرئ القيس على السِّتارِ فَيَذْبُل هما جبلان وسِتارَةُ أَرض قال سَلاني عن سِتارَةَ إِنَّ عِنْدِي بِها عِلْماً فَمَنْ يَبْغِي القِراضَا يَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحال كِراماً حَيْثُما حَبَسُوا مخاضَا

سجر
سَجَرَه يَسْجُرُه سَجْراً وسُجوراً وسَجَّرَه ملأَه وسَجَرْتُ النهَرَ ملأْتُه وقوله تعالى وإِذا البِحارُ سُجِّرَت فسره ثعلب فقال مُلِئَتْ قال ابن سيده ولا وجه له إِلا أَن تكون مُلِئَت ناراً وقوله تعالى والبحرِ المَسْجُورِ جاء في التفسير أَن البحر يُسْجَر فيكون نارَ جهنم وسَجَرَ يَسْجُر وانْسَجَرَ امتلأَ وكان علي بن أَبي طالب عليه السلام يقول المسجورُ بالنار أَي مملوء قال والمسجور في كلام العرب المملوء وقد سَكَرْتُ الإِناء وسَجَرْته إِذا ملأْته قال لبيد مَسْجُورةً مُتَجاوراً قُلاَّمُها وقال في قوله وإِذا البِحارُ سُجِّرَت أَفضى بعضها إِلى بعض فصارت بحراً واحداً وقال الربيع سُجِّرَتْ أَي فاضت وقال قتادة ذَهَب ماؤها وقال كعب البحر جَهنم يُسْجَر وقال الزجاج قرئ سُجِّرت وسُجِرَت ومعنى سُجِّرَت فُجِّرَت وسُجِرَت مُلِئَتْ وقيل جُعِلَت مَبانِيها نِيرانَها بها أَهْلُ النار أَبو سعيد بحر مسجورٌ ومفجورٌ ويقال سَجَّرْ هذا الماءَ أَي فَجّرْه حيث تُرِيدُ وسُجِرَت الثِّماد
( * قوله « وسجرت الثماد » كذا بالأَصل المعوّل عليه ونسخة خط من الصحاح أَيضاً وفي المطبوع منه الثمار بالراء وحرر وقوله وكذلك الماء إلخ كذا بالأَصل المعوّل عليه والذي في الصحاح وذلك وهو الأولى ) سَجْراً مُلِئت من المطر وكذلك الماءُ سُجْرَة والجمع سُجَر ومنه البحر المسجور والساجر الموضع الذي يمرّ به السيل فيملؤه على النسب أَو يكون فاعلاً في معنى مفعول والساجر السيل الذي يملأ كل شيء وسَجَرْت الماء في حلقه صببته قال مزاحم كما سَجَرَتْ ذا المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ بِيُمْنَى يَدَيْها مِنْ قَدِيٍّ مُعَسَّلِ القَدِيُّ الطَّيِّبُ الطَّعْمِ من الشراب والطعام ويقال
( * قوله « ويقال إلخ » عبارة الأساس ومررنا بكل حاجر وساجر وهو كل مكان مر به السيل فملأه ) وَرَدْنا ماءً ساجِراً إذا ملأَ السيْلُ والساجر الموضع الذي يأْتي عليه السيل فيملؤه قال الشماخ وأَحْمَى عليها ابْنَا يَزِيدَ بنِ مُسْهِرٍ بِبَطْنِ المَراضِ كلَّ حِسْيٍ وساجِرِ وبئر سَجْرٌ ممتلئة والمَسْجُورُ الفارغ من كل ما تقدم ضِدٌّ عن أَبي علي أَبو زيد المسجور يكون المَمْلُوءَ ويكون الذي ليس فيه شيء الفراء المَسْجُورُ اللبنُ الذي ماؤه أَكثر من لبنه والمُسَجَّرُ الذي غاض ماؤه والسَّجْرُ إيقادك في التَّنُّور تَسْجُرُه بالوَقُود سَجْراً والسَّجُورُ اسم الحَطَب وسَجَرَ التَّنُّورَ يَسْجُرُه سَجْراً أَوقده وأَحماه وقيل أَشبع وَقُودَه والسَّجُورُ ما أُوقِدَ به والمِسْجَرَةُ الخَشَبة التي تَسُوطُ بها فيه السَّجُورَ وفي حديث عمرو بن العاص فَصَلِّ حتى يَعْدِلَ الرُّمْحَ ظَلُّه ثم اقْصُرْ فإِن جهنم تُسْجَرُ وتُفتح أَبوابُها أَي توقد كأَنه أَراد الإِبْرادَ بالظُّهر لقوله صلى الله عليه وسلم أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شِدَّةَ الحرّ من فَيْحِ جهنم وقيل أَراد به ما جاء في الحديث الآخر إِنّ الشمس إِذا استوتْ قارَنَها الشيطانُ فإِذا زالت فارَقَها فلعل سَجْرَ جهنم حينئذٍ لمقارنة الشيطانِ الشمسَ وتَهْيِئَتِه لأَن يَسْجد له عُبَّادُ الشمس فلذلك نهى عن ذلك في ذلك الوقت قال الخطابي رحمه الله تعالى قوله تُسْجَرُ جهنم وبين قرني الشيطان وأَمثالها من الأَلفاظ الشرعية التي ينفرد الشارع بمعانيها ويجب علينا التصديقُ بها والوُقوفُ عند الإِقرار بصحتها والعملُ بِمُوجَبِها وشَعْرٌ مُنْسَجِرٌ وَمَسْجُورٌ
( * قوله « ومسجور » في القاموس مسوجر وزاد شارحه ما في الأصل ) مسترسل قال الشاعر إِذا ما انْثَنَى شَعْرُه المُنْسَجِرْ وكذلك اللؤلؤُ لؤلؤٌ مسجورٌ إِذا انتثر من نظامه الجوهري اللؤلؤُ المَسْجُورُ المنظومُ المسترسل قال المخبل السعدي واسمه ربيعة بن مالك وإِذ أَلَمَّ خَيَالُها طَرَفَتْ عَيْني فماءُ شُؤُونها سَجْمُ كاللُّؤْلُؤِ المَسْجُورِ أُغفِلَ في سِلْكِ النِّظامِ فخانه النَّظْمُ أَي كأَنَّ عيني أَصابتها طَرْفَةٌ فسالت دموعها منحدرة كَدُرٍّ في سِلْكٍ انقطع فَتَحَدَّرَ دُرُّه والشُّؤُونُ جمعُ شَأْنٍ وهو مَجْرَى الدمع إِلى العين وشعر مُسَجَّرٌ مُرَجَّلٌ وسَجَرَ الشيءَ سَجْراً أَرسله والمُسَجَّرُ الشعَر المُرْسَل وأَنشد إِذا ثُني فَرْعُها المُسَجَّر ولؤلؤة مَسْجُورَةٌ كثيرة الماء الأَصمعي إِذا حنَّت الناقة فَطَرِبَتْ في إِثر ولدها قيل سَجَرَت الناقةُ تَسْجُرُ سُجوراً وسَجْراً ومَدَّتْ حنينها قال أَبو زُبَيْد الطائي في الوليد بن عثمان بن عفان ويروى أَيضاً للحزين الكناني فإِلى الوليدِ اليومَ حَنَّتْ ناقتي تَهْوِي لِمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ حَنَّتْ إِلى بَرْقٍ فَقُلْتُ لها قُرِي بَعْضَ الحَنِينِ فإِنَّ سَجْرَكِ شائقي
( * قوله « إلى برق » كذا في الأَصل بالقاف وفي الصحاح أَيضاً والذي في الأَساس إلى برك واستصوبه السيد مرتضى بهامش الأصل )
كَمْ عِنْدَه من نائِلٍ وسَماحَةٍ وشَمائِلٍ مَيْمُونةٍ وخَلائق قُرِي هو من الوَقارِ والسكون ونصب به بعض الحنين على معنى كُفِّي عن بعض الحنين فإِنَّ حنينك إِلى وطنك شائقي لأَنه مُذَكِّر لي أَهلي ووطني والسَّمالِقُ جمعُ سَمْلَق وهي الأَرض التي لا نبات بها ويروى قِرِي من وَقَرَ وقد يستعمل السَّجْرُ في صَوْتِ الرَّعْدِ والساجِرُ والمَسْجُورُ الساكن أَبو عبيد المَسْجُورُ الساكن والمُمْتَلِئُ معاً والساجُورُ القِلادةُ أَو الخشبة التي توضع في عنق الكلب وسَجَرَ الكلبَ والرجلَ يَسْجُرُه سَجْراً وضع الساجُورَ في عنقه وحكى ابن جني كلبٌ مُسَوْجَرٌ فإِن صح ذلك فشاذٌّ نادر أَبو زيد كتب الحجاج إِلى عامل له أَنِ ابْعَثْ إِليَّ فلاناً مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً أَي مُقَيَّداً مغلولاً وكلب مَسْجُورٌ في عنقه ساجورٌ وعين سَجْراءُ بَيِّنَةُ السَّجَرِ إِذا خالط بياضها حمرة التهذيب السَّجَرُ والسُّجْرَةُ حُمْرَةٌ في العين في بياضها وبعضهم يقول إِذا خالطت الحمرة الزرقة فهي أَيضاً سَجْراءُ قال أَبو العباس اختلفوا في السَّجَرِ في العين فقال بعضهم هي الحمرة في سواد العين وقيل البياض الخفيف في سواد العين وقيل هي كُدْرَة في باطن العين من ترك الكحل وفي صفة علي عليه السلام كان أَسْجَرَ العين وأَصل السَّجَرِ والسُّجْرَةِ الكُدْرَةُ ابن سيده السَّجَرُ والسُّجْرَةُ أَن يُشْرَبَ سوادُ العين حُمْرَةً وقيل أَن يضرب سوادها إِلى الحمرة وقيل هي حمرة في بياض وقيل حمرة في زرقة وقيل حمرةٌ يسيرة تُمازج السوادَ رجل أَسْجَرُ وامرأَة سَجْراءُ وكذلك العين والأَسْجَرُ الغَدِيرُ الحُرُّ الطِّينِ قال الشاعر بِغَرِيضِ ساريةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا من ماء أَسْجَرَ طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ وغَدِيرٌ أَسْجَرُ يضرب ماؤه إِلى الحمرة وذلك إِذا كان حديث عهد بالسماء قبل أَن يصفو ونُطْفَةٌ سَجْراءُ وكذلك القَطْرَةُ وقيل سُجْرَةُ الماء كُدْرَتُه وهو من ذلك وأَسَدٌ أَسْجَرُ إِمَّا للونه وإِما لحمرة عينيه وسَجِيرُ الرجل خَلِيلُه وصَفِيُّه والجمع سُجَرَاءٌ وسَاجَرَه صاحَبَهُ وصافاه قال أَبو خراش وكُنْتُ إِذا سَاجَرْتُ منهم مُساجِراً صَبَحْتُ بِفَضْلٍ في المُروءَةِ والعِلْم والسَّجِيرُ الصَّدِيقُ وجمعُه سُجَراء وانْسَجَرَتِ الإِبلُ في السير تتابعت والسَّجْرُ ضَرْبٌ من سير الإِبل بين الخَبَب والهَمْلَجَةِ والانْسِجارُ التقدّمُ في السير والنَّجاءُ وهو بالشين معجمة وسيأْتي ذكره والسَّجْوَرِيُّ الأَحْمَقُ والسَّجْوَرِيُّ الخفيف من الرجال حكاه يعقوب وأَنشد جاء يَسُوقُ الْعَكَرَ الهُمْهُومَا السَّجْوَرِيُّ لا رَعَى مُسِيمَا وصادَفَ الغَضْنْفَرَ الشَّتِيمَا والسَّوْجَرُ ضرب من الشجر قيل هو الخِلافُ يمانية والمُسْجَئِرُّ الصُّلْبُ وساجِرٌ اسم موضع قال الراعي ظَعَنَّ ووَدَّعْنَ الجَمَادَ مَلامَةً جَمَادَ قَسَا لَمَّا دعاهُنَّ سَاجِرُ والسَّاجُورُ اسم موضع وسِنْجارٌ موضع وقول السفاح بن خالد التغلبي إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ وساجِراً واللهِ لَنْ تَحُلّوهْ قال ابن بري ساجراً اسم ماء يجتمع من السيل

سجهر
المُسْجَهِرُّ الأَبيض قال لبيد وناجِيَةٍ أَعْمَلْتُها وابتَذَلْتُها إِذا ما اسْجَهَرَّ الآلُ في كلِّ سَبْسَبِ واسْجَهَرَّتِ النارُ اتقدت والتهبت قال عديّ ومَجُودٍ قَدِ اسْجَهَرَّ تَناوِي رَ كَلَوْنِ العُهُونِ في الأَعْلاقِ قال أَبو حنيفة اسْجَهَرَّ هنا تَوَقَّدَ حُسْناً بأَلْوانِ الزَّهْرِ وقال ابن الأَعرابي اسْجَهَرَّ ظهر وانْبَسَطَ واسْجَهَرَّ السرابُ إِذا تَريَّهَ وجَرَى وأَنشد بيت لبيد وسحابَةٌ مُسْجَهِرَّةٌ يَتَرَقْرَقُ فيها الماءُ واسْجَهَرَّتِ الرِّماحُ إِذا أَقْبَلَتْ إِليك واسْجَهَرَّ الليلُ طال واسْجَهَرَّ البِناءُ إِذا طال

سحر
الأَزهري السِّحْرُ عَمَلٌ تُقُرِّبَ فيه إِلى الشيطان وبمعونة منه كل ذلك الأَمر كينونة للسحر ومن السحر الأُخْذَةُ التي تأْخُذُ العينَ حتى يُظَنَّ أَن الأَمْرَ كما يُرَى وليس الأَصل على ما يُرى والسِّحْرُ الأُخْذَةُ وكلُّ ما لَطُفَ مَأْخَذُه ودَقَّ فهو سِحْرٌ والجمع أَسحارٌ وسُحُورٌ وسَحَرَه يَسْحَرُه سَحْراً وسِحْراً وسَحَّرَه ورجلٌ ساحِرٌ من قوم سَحَرَةٍ وسُحَّارٍ وسَحَّارٌ من قوم سَحَّارِينَ ولا يُكَسَّرُ والسِّحْرُ البيانُ في فِطْنَةٍ كما جاء في الحديث إِن قيس بن عاصم المِنْقَرِيَّ والزَّبْرِقانَ بنَ بَدْرٍ وعَمْرَو بنَ الأَهْتَمِ قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فسأَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَمْراً عن الزِّبْرِقانِ فأَثنى عليه خيراً فلم يرض الزبرقانُ بذلك وقال والله يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنه ليعلم أَنني أَفضل مما قال ولكنه حَسَدَ مكاني منك فَأَثْنَى عليه عَمْرٌو شرّاً ثم قال والله ما كذبت عليه في الأُولى ولا في الآخرة ولكنه أَرضاني فقلتُ بالرِّضا ثم أَسْخَطَنِي فقلتُ بالسَّخْطِ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن من البيان لَسِحْراً قال أَبو عبيد كأَنَّ المعنى والله أَعلم أَنه يَبْلُغُ من ثنائه أَنه يَمْدَحُ الإِنسانَ فَيَصْدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إِلى قوله ثم يَذُمُّهُ فَيَصْدُق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله الآخر فكأَنه قد سَحَرَ السامعين بذلك وقال أَن الأَثير يعني إِن من البيان لسحراً أَي منه ما يصرف قلوب السامعين وإِن كان غير حق وقيل معناه إِن من البيان ما يَكْسِبُ من الإِثم ما يكتسبه الساحر بسحره فيكون في معرض الذمّ ويجوز اين يكون في معرض المدح لأَنه تُسْتَمالُ به القلوبُ ويَرْضَى به الساخطُ ويُسْتَنْزَلُ به الصَّعْبُ قال الأَزهري وأَصل السِّحْرِ صَرْفُ الشيء عن حقيقته إِلى غيره فكأَنَّ الساحر لما أَرَى الباطلَ في صورة الحق وخَيَّلَ الشيءَ على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أَي صرفه وقال الفراء في قوله تعالى فَأَنَّى تُسْحَرُون معناه فَأَنَّى تُصْرَفون ومثله فأَنى تؤْفكون أُفِكَ وسُحِرَ سواء وقال يونس تقول العرب للرجل ما سَحَرَك عن وجه كذا وكذا أَي ما صرفك عنه ؟ وما سَحَرَك عنا سَحْراً أَي ما صرفك ؟ عن كراع والمعروف ما شَجَرَك شَجْراً وروى شمر عن ابن عائشة
( * قوله « ابن عائشة » كذا بالأَصل وفي شرح القاموس ابن أبي عائشة ) قال العرب إِنما سمت السِّحْرَ سِحْراً لأَنه يزيل الصحة إِلى المرض وإِنما يقال سَحَرَه أَي أَزاله عن البغض إِلى الحب وقال الكميت وقادَ إِليها الحُبَّ فانْقادَ صَعْبُه بِحُبٍّ من السِّحْرِ الحَلالِ التَّحَبُّبِ يريد أَن غلبة حبها كالسحر وليس به لأَنه حب حلال والحلال لا يكون سحراً لأَن السحر كالخداع قال شمر وأَقرأَني ابن الأَعرابي للنابغة فَقالَتْ يَمِينُ اللهِ أَفْعَلُ إِنَّنِي رأَيتُك مَسْحُوراً يَمِينُك فاجِرَه قال مسحوراً ذاهِبَ العقل مُفْسَداً قال ابن سيده وأَما قوله صلى الله عليه وسلم من تَعَلَّمَ باباً من النجوم فقد تعلم باباً من السحر فقد يكون على المعنى أَوَّل أَي أَن علم النجوم محرّم التعلم وهو كفر كما أَن علم السحر كذلك وقد يكون على المعنى الثاني أَي أَنه فطنة وحكمة وذلك ما أُدرك منه بطريق الحساب كالكسوف ونحوه وبهذا علل الدينوري هذا الحديث والسَّحْرُ والسحّارة شيء يلعب به الصبيان إِذ مُدّ من جانب خرج على لون وإِذا مُدَّ من جانب آخر خرج على لون آخر مخالف وكل ما أَشبه ذلك سَحَّارةٌ وسَحَرَه بالطعامِ والشراب يَسْحَرُه سَحْراً وسَحَّرَه غذَّاه وعَلَّلَه وقيل خَدَعَه والسِّحْرُ الغِذاءُ قال امرؤ القيس أُرانا مُوضِعِينَ لأَمْرِ غَيْبٍ ونُسْحَرُ بالطَّعامِ وبالشَّرابِ عَصافِيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ وأَجْرَأُ مِنْ مُجَلِّجَةِ الذِّئَابِ أَي نُغَذَّى أَو نُخْدَعْ قال ابن بري وقوله مُوضِعين أَي مسرعين وقوله لأَمْرِ غَيْبٍ يريد الموت وأَنه قد غُيِّبَ عنا وَقْتُه ونحن نُلْهَى عنه بالطعام والشراب والسِّحْرُ الخديعة وقول لبيد فَإِنْ تَسْأَلِينَا فِيمَ نحْنُ ؟ فإِنَّنا عَصافيرُ من هذا الأَنَامِ المُسَحَّرِ يكون على الوجهين وقوله تعالى إِنما أَنتَ من المُسَحَّرِين يكون من التغذية والخديعة وقال الفراء إِنما أَنت من المسحرين قالوا لنبي الله لست بِمَلَكٍ إِنما أَنت بشر مثلنا قال والمُسَحَّرُ المُجَوَّفُ كأَنه والله أَعلم أُخذ من قولك انتفخ سَحْرُكَ أَي أَنك تأْكل الطعام والشراب فَتُعَلَّلُ به وقيل من المسحرين أَي ممن سُحِرَ مرة بعد مرة وحكى الأَزهري عن بعض أَهل اللغة في قوله تعالى أَن تتبعون إِلا رجلاً مسحوراً قولين أَحدهما إِنه ذو سَحَرٍ مثلنا والثاني إِنه سُحِرَ وأُزيل عن حد الاستواء وقوله تعالى يا أَيها السَّاحِرُ ادْعُ لنا ربك بما عَهِدَ عندك إِننا لمهتدون يقول القائل كيف قالوا لموسى يا أَيها الساحر وهم يزعمون أَنهم مهتدون ؟ والجواب في ذلك أَن الساحر عندهم كان نعتاً محموداً والسِّحْرُ كان علماً مرغوباً فيه فقالوا له يا أَيها الساحر على جهة التعظيم له وخاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالساحر إِذ جاء بالمعجزات التي لم يعهدوا مثلها ولم يكن السحر عندهم كفراً ولا كان مما يتعايرون به ولذلك قالوا له يا أَيها الساحر والساحرُ العالِمُ والسِّحْرُ الفسادُ وطعامٌ مسحورٌ إِذا أُفْسِدَ عَمَلُه وقيل طعام مسحور مفسود عن ثعلب قال ابن سيده هكذا حكاه مفسود لا أَدري أَهو على طرح الزائد أَم فَسَدْتُه لغة أَم هو خطأٌ ونَبْتٌ مَسْحور مفسود هكذا حكاه أَيضاً الأَزهري أَرض مسحورة أَصابها من المطر أَكثرُ مما ينبغي فأَفسدها وغَيْثٌ ذو سِحْرٍ إِذا كان ماؤه أَكثر مما ينبغي وسَحَرَ المطرُ الطينَ والترابَ سَحْراً أَفسده فلم يصلح للعمل ابن شميل يقال للأَرض التي ليس بها نبت إِنما هي قاعٌ قَرَقُوسٌ أَرض مسحورة
( * قوله « أرض مسحورة إلخ » كذا بالأصل وعبارة الأساس وعنز مسحورة قليلة اللبن وأرض مسحورة لا تنبت ) قليلةُ اللَّبَنِ وقال إِن اللَّسَقَ يَسْحَرُ أَلبانَ الغنم وهو أَن ينزل اللبن قبل الولاد والسَّحْر والسحَر آخر الليل قُبَيْل الصبح والجمع أَسحارٌ والسُّحْرَةُ السَّحَرُ وقيل أَعلى السَّحَرِ وقيل هو من ثلث الآخِر إِلى طلوع الفجر يقال لقيته بسُحْرة ولقيته سُحرةً وسُحْرَةَ يا هذا ولقيته سَحَراً وسَحَرَ بلا تنوين ولقيته بالسَّحَر الأَعْلى ولقيته بأَعْلى سَحَرَيْن وأَعلى السَّحَرَين فأَما قول العجاج غَدَا بأَعلى سَحَرٍ وأَحْرَسَا فهو خطأٌ كان ينبغي له أَن يقول بأَعلى سَحَرَيْنِ لأَنه أَوَّل تنفُّس الصبح كما قال الراجز مَرَّتْ بأَعلى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ ولقيتُه سَحَرِيَّ هذه الليلة وسَحَرِيَّتَها قال في ليلةٍ لا نَحْسَ في سَحَرِيِّها وعِشائِها أَراد ولا عشائها الأَزهري السَّحَرُ قطعة من الليل وأَسحَرَ القومُ صاروا في السَّحَر كقولك أَصبحوا وأَسحَرُوا واستَحَرُوا خرجوا في السَّحَر واسْتَحَرْنا أَي صرنا في ذلك الوقتِ ونَهَضْنا لِنَسير في ذلك الوقت ومنه قول زهير بَكَرْنَ بُكُوراً واستَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ وتقول لَقِيتُه سَحَرَ يا هذا إِذا أَردتَ به سَحَر ليلَتِك لم تصرفه لأَنه معدول عن الأَلف واللام وهو معرفة وقد غلب عليه التعريفُ بغير إِضافة ولا أَلف ولا لام كما غلب ابن الزبير على واحد من بنيه وإِذا نكَّرْتَ سَحَر صرفتَه كما قال تعالى إِلاَّ آلَ لُوط نجيناهم بِسَحَرٍ أَجراهُ لأَنه نكرةٌ كقولك نجيناهم بليل قال فإِذا أَلقَتِ العربُ منه الباءَ لم يجروه فقالوا فعلت هذا سَحَرَ يا فتى وكأَنهم في تركهم إِجراءه أَن كلامهم كان فيه بالأَلف واللام فجرى على ذلك فلما حذفت منه الأَلف واللام وفيه نيتهما لم يصرف وكلامُ العرب أَن يقولوا ما زال عندنا مُنْذُ السَّحَرِ لا يكادون يقولون غيره وقال الزجاج وهو قول سيبويه سَحَرٌ إِذا كان نكرة يراد سَحَرٌ من الأَسحار انصرف تقول أَتيت زيداً سَحَراً من الأَسحار فإِذا أَردت سَحَرَ يومك قلت أَتيته سَحَرَ يا هذا وأَتيته بِسَحَرَ يا هذا قال الأَزهري والقياس ما قاله سيبويه وتقول سِرْ على فرسك سَحَرَ يا فتى فلا ترفعه لأَنه ظرف غير متمكن وإِن سميت بسَحَر رجلاً أَو صغرته انصرف لأَنه ليس على وزن المعدول كَأُخَرَ تقول سِرْ على فرسك سُحَيْراً وإِنما لم ترفعه لأَن التصير لم يُدْخِله في الظروف المتمكنة كما أَدخله في الأَسماء المنصرفة قال الأَزهري وقول ذي الرمة يصف فلاة مُغَمِّض أَسحارِ الخُبُوتِ إِذا اكْتَسَى مِن الآلِ جُلأً نازحَ الماءِ مُقْفِر قيل أَسحار الفلاة أَطرافها وسَحَرُ كل شيء طَرَفُه شبه بأَسحار الليالي وهي أَطراف مآخرها أَراد مغمض أَطراف خبوته فأَدخل الأَلف واللام فقاما مقام الإِضافة وسَحَرُ الوادي أَعلاه الأَزهري سَحَرَ إِذا تباعد وسَحَرَ خَدَعَ وسَحِرَ بَكَّرَ واستَحَرَ الطائرُ غَرَّد بسَحَرٍ قال امرؤ القيس كَأَنَّ المُدَامَ وصَوْبَ الغَمامِ وريحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ يُعَلُّ به بَرْدُ أَنيابِها إِذا طَرَّبَ الطائِرُ المُسْتَحِرْ والسَّحُور طعامُ السَّحَرِ وشرابُه قال الأَزهري السَّحور ما يُتَسَحَّرُ به وقت السَّحَرِ من طعام أَو لبن أَو سويق وضع اسماً لما يؤكل ذلك الوقت وقد تسحر الرجل ذلك الطعام أَي أَكله وقد تكرر ذكر السَّحور في الحديث في غير موضع قال ابن الأَثير هو بالفتح اسم ما يتسحر به من الطعام والشراب وبالضم المصدر والفعل نفسه وأَكثر ما روي بالفتح وقيل الصواب بالضم لأَنه بالفتح الطعام والبركة والأَجر والثواب في الفعل لا في الطعام وَتَسَحَّرَ أَكل السَّحورَ والسَّحْرُ والسَّحَرُ والسُّحْرُ ما التزق بالحلقوم والمَرِيء من أَعلى البطن ويقال للجبان قد انتفخ سَحْرُه ويقال ذلك أَيضاً لمن تعدّى طَوْرَه قال الليث إِذا نَزَتْ بالرجل البِطْنَةُ يقال انتفخ سَحْرُه معناه عَدَا طَوْرَهُ وجاوز قدرَه قال الأَزهري هذا خطأٌ إِنما يقال انتفخ سَحْرُه للجبان الذي مَلأَ الخوف جوفه فانتفخ السَّحْرُ وهو الرئة حتى رفع القلبَ اإلى الحُلْقوم ومنه قوله تعالى وبلغت القلوبُ الحناجرَ وتظنون بالله الظنون وكذلك قوله وأَنْذِرْهُمْ يومَ الآزفة إِذ القلوبُ لَدَى الحناجر كلُّ هذا يدل على أَن انتفاخ السَّحْر مَثَلٌ لشدّة الخوف وتمكن الفزع وأَنه لا يكون من البطنة ومنه قولهم للأَرنب المُقَطَّعَةُ الأَسحارِ والمقطعة السُّحُورِ والمقطعةُ النِّياط وهو على التفاؤل أَي سَحْرُه يُقَطَّعُ على هذا الاسم وفي المتأَخرين من يقول المُقَطِّعَة بكسر الطاء أَي من سرعتها وشدة عدوها كأَنها تُقَطَّعُ سَحْرَها ونِياطَها وفي حديث أَبي جهل يوم بدر قال لِعُتْبَةَ بن ربيعة انتَفَخَ سَحْرُك أَي رِئَتُك يقال ذلك للجبان وكلِّ ذي سَحْرٍ مُسَحَّرٍ والسَّحْرُ أَيضاً الرئة والجمع أَسحارٌ وسُحُرٌ وسُحُورٌ قال الكميت وأَربط ذي مسامع أَنتَ جأْشا إِذا انتفخت من الوَهَلِ السُّحورُ وقد يحرك فيقال سَحَرٌ مثال نَهْرٍ ونَهَرٍ لمكان حروف الحلق والسَّحْرُ أَيضاً الكبد والسَّحْرُ سوادُ القلب ونواحيه وقيل هو القلب وهو السُّحْرَةُ أَيضاً قال وإِني امْرُؤٌ لم تَشْعُرِ الجُبْنَ سُحْرَتي إِذا ما انطَوَى مِنِّي الفُؤادُ على حِقْدِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحْرِي ونَحْرِي السَّحْرُ الرئة أَي مات رسول الله « صلى الله عليه وسلم » وهو مستند إِلى صدرها وما يحاذي سَحْرَها منه وحكى القتيبي عن بعضهم أَنه بالشين المعجمة والجيم وأَنه سئل عن ذلك فشبك بين أَصابعه وقدّمها عن صدره وكأَنه يضم شيئاً إِليه أَي أَنه مات وقد ضمته بيديها إِلى نحرها وصدرها رضي الله عنها والشَّجْرُ التشبيك وهو الذَّقَنُ أَيضاً والمحفوظ الأَوَّل وسنذكره في موضعه وسَحَرَه فهو مسحور وسَحِيرٌ أَصاب سَحْرَه أَو سُحْرَه أَو سُحْرَتَه
( * قوله « أو سحرته » كذا ضبط الأصل وفي القاموس وشرحه السحر بفتح السكون وقد يحرك ويضم فهي ثلاث لغات وزاد الخفاجي بكسر فسكون اه بتصرف )
ورجلٌ سَحِرٌ وسَحِيرٌ انقطع سَحْرُه وهو رئته فإِذا أَصابه منه السِّلُّ وذهب لحمه فهو سَحِيرٌ وسَحِرٌ قال العجاج وغِلْمَتِي منهم سَحِيرٌ وسَحِرْ وقائمٌ من جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ سَحِرَ انقطع سَحْرُه من جذبه بالدلو وفي المحكم وآبق من جذب دلويها وهَجِرٌ وهَجِيرٌ يمشي مُثْقَلاً متقارب الخَطْوِ كأَن به هِجَاراً لا ينبسط مما به من الشر والبلاء والسُّحَارَةُ السَّحْرُ وما تعلق به مما ينتزعه القَصَّابُ وقوله أَيَذْهَبُ ما جَمَعْتَ صَرِيمَ سَحْرِ ؟ ظَلِيفاً ؟ إِنَّ ذا لَهْوَ العَجِيبُ معناه مصروم الرئة مقطوعها وكل ما يَبِسَ منه فهو صَرِيمُ سَحْرٍ أَنشد ثعلب تقولُ ظَعِينَتِي لَمَّا استَقَلَّتْ أَتَتْرُكُ ما جَمَعْتَ صَرِيمَ سَحْرِ ؟ وصُرِمَ سَحْرُه انقطع رجاؤه وقد فسر صَريم سَحْرٍ بأَنه المقطوع الرجاء وفرس سَحِيرٌ عظيم الجَوْفِ والسَّحْرُ والسُّحْرةُ بياض يعلو السوادَ يقال بالسين والصاد إِلاَّ أَن السين أَكثر ما يستعمل في سَحَر الصبح والصاد في الأَلوان يقال حمار أَصْحَرُ وأَتان صَحراءُ والإِسحارُّ والأَسْحارُّ بَقْلٌ يَسْمَنُ عليه المال واحدته إِسْحارَّةٌ وأَسْحارَّةٌ قال أَبو حنيفة سمعت أَعرابيّاً يقول السِّحارُ فطرح الأَلف وخفف الراء وزعم أَن نباته يشبه الفُجْلَ غير أَن لا فُجْلَةَ له وهو خَشِنٌ يرتفع في وسطه قَصَبَةٌ في رأْسها كُعْبُرَةٌ ككُعْبُرَةِ الفُجْلَةِ فيها حَبٌّ له دُهْنٌ يؤكل ويتداوى به وفي ورقه حُروفَةٌ قال وهذا قول ابن الأَعرابي قال ولا أَدري أَهو الإِسْحارّ أَم غيره الأَزهري عن النضر الإِسحارَّةُ والأَسحارَّةُ بقلة حارَّة تنبت على ساق لها ورق صغار لها حبة سوداء كأَنها الشِّهْنِيزَةُ

سحطر
اسحَنْطَرَ وقع على وجهه الأَزهري اسحَنْطَرَ امتدّ

سحفر
المُسْحَنْفِرُ الماضي السريع وهو أَيضاً الممتدّ واسحَنْفَرَ الرجل في منطقه مضى فيه ولم يَتَمَكَّثْ واسحَنْفَرَت الخيل في جريها أَسرعت واسحَنْفَرَ المطر كثر وقال أَبو حنيفة المُسْحَنْفِرُ الكثيرُ الصَّبِّ الواسعُ قال أَغَرُّ هَزِيمٌ مُسْتَهِلٌّ رَبابُه له فُرُقٌ مُسْحَنْفِراتٌ صَوادِرُ الجوهري بَلَدٌ مُسْحَنْفِرٌ واسع قال الأَزهري اسحَنْفَرَ واجْرَنْفَزَ رُباعيان والنون زائدة كما لحقت بالخماسي وجملة قول النحويين أَن الخماسي الصحيح الحروف لا يكون إِلاَّ في الأَسماء مثل الجَحْمَرِش والجِرْدَحْلِ وأَما الأَفعال فليس فيها خماسي إِلاَّ بزيادة حرف أَو حرفين اسْحَنْفَرَ الرجل إِذا مضى مسرعاً ويقال اسحَنْفَرَ في خطبته إِذا مضى واتسع في كلامه

سخر
سَخِرَ منه وبه سَخْراً وسَخَراً ومَسْخَراً وسُخْراً بالضم وسُخْرَةً وسِخْرِيّاً وسُخْرِيّاً وسُخْرِيَّة هزئ به ويروى بيت أَعشى باهلة على وجهين إِني أَتَتْنِي لِسانٌ لا أُسَرُّ بها مِنْ عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سُخْرُ ويروى ولا سَخَرُ قال ذلك لما بلغه خبر مقتل أَخيه المنتشر والتأْنيث للكلمة قال الأَزهري وقد يكون نعتاً كقولهم هُم لك سُِخْرِيٌّ وسُِخْرِيَّةٌ من ذكَّر قال سُِخْرِيّاً ومن أَنث قال سُخْرِيَّةً الفراء يقال سَخِرْتُ منه ولا يقال سَخِرْتُ به قال الله تعالى لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ وسَخِرْتُ من فلان هي اللغة الفصيحةُ وقال تعالى فيَسْخَرُونَ منهم سَخِرَ اللهُ منهم وقال إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فإِنَّا نَسْخَرُ منكم وقال الراعي تَغَيَّرَ قَوْمِي ولا أَسْخَرُ وما حُمَّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ قوله أَسخَرُ أَي لا أَسخَرُ منهم وقال بعضهم لو سَخِرْتُ من راضع لخشيت أَن يجوز بي فعله الجوهري حكى أَبو زيد سَخِرْتُ به وهو أَرْدَأُ اللغتين وقال الأَخفش سَخِرْتُ منه وسَخِرْتُ به وضَحِكْتُ منه وضحكت به وهَزِئْتُ منه وهَزِئْتُ به كلٌّ يقال والاسم السُّخْرِيَّةُ والسُّخْرِيُّ والسَّخْرِيُّ وقرئ بهما قوله تعالى لِيَتَّخِذَ بعضُهم بعضاً سُخْرِيّاً وفي الحديث أَتسخَرُ مني وأَنا الملِك
( * قوله مني وأنا الملك » كذا بالأَصل وفي النهاية بي وأنت ) ؟ أَي أَتَسْتَهْزِئُ بي وإِطلاق ظاهره على الله لا يجوز وإِنما هو مجاز بمعنى أَتَضَعُني فيما لا أَراه من حقي ؟ فكأَنها صورة السخْريَّة وقوله تعالى وإِذا رأَوا آية يَسْتَسْخِرُونَ قال ابن الرُّمَّانِي معناه يدعو بعضُهم بعضاً إِلى أَن يَسْخَرَ كَيَسْخَرُون كعلا قِرْنَه واستعلاه وقوله تعالى يُسْتَسُخِرُون أَي يَسْخَرون ويستهزئون كما تقول عَجِبَ وتَعَجَّبَ واسْتَعْجَبَ بمعنى واحد والسُّخْرَةُ الضُّحْكَةُ ورجل سُخَرَةٌ يَسْخَرُ بالناس وفي التهذيب يسخَرُ من الناس وسُخْرَةٌ يُسْخَرُ منه وكذلك سُخْرِيّ وسُخْرِيَّة من ذكَّره كسر السين ومن أَنثه ضمها وقرئ بهما قوله تعالى ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً والسُّخْرَةُ ما تسَخَّرْتَ من دابَّة أَو خادم بلا أَجر ولا ثمن ويقال سَخَرْتُه بمعنى سَخَّرْتُه أَي قَهَرْتُه وذللته قال الله تعالى وسخر لكم الشمس والقمر أَي ذللهما والشمسُ والقمرُ مُسَخَّران يجريان مجاريهما أَي سُخِّرا جاريين عليهما والنجومُ مُسخَّرات قال الأَزهري جارياتٌ مجاريَهُنَّ وسَخَّرَهُ تسخيراً كلفه عملاً بلا أُجرة وكذلك تَسَخَّرَه وسخَّره يُسَخِّرُه سِخْرِيّاً وسُخْرِيّاً وسَخَرَه كلفه ما لا يريد وقهره وكل مقهور مُدَبَّرٍ لا يملك لنفسه ما يخلصه من القهر فذلك مسخَّر وقوله عز وجل أَلم تروا أَن الله سخَّر لكم ما في السموات وما في الأَرض قال الزجاج تسخير ما في السموات تسخير الشمس والقمر والنجوم للآدميين وهو الانتفاعُ بها في بلوغِ مَنابِتِهم والاقتداءُ بها في مسالكهم وتسخيرُ ما في الأَرض تسخيرُ بِحارِها وأَنهارها ودوابِّها وجميعِ منافِعِها وهو سُخْرَةٌ لي وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ وقيل السُّخريُّ بالضم من التسخير والسِّخريّ بالكسر من الهُزْء وقد يقال في الهزء سُخري وسِخري وأَما من السُّخْرَة فواحده مضموم وقوله تعالى فاتخذتموهم سُِخْرِيّاً حتى أَنسوكم ذكري فهو سُخريّاً وسِخريّاً والضم أَجود أَبو زيد سِخْريّاً من سَخِر إِذا استهزأَ والذي في الزخرف ليتخذ بعضهم بعضاً سُخْرِيّاً عبيداً وإِماء وأُجراء وقال خادمٌ سُخْرة ورجلٌ سُخْرة أَيضاً يُسْخَر منه وسُخَرَةٌ بفتح الخاء يسخر من الناس وتسخَّرت دابة لفلان أَي ركبتها بغير أَجر وأَنشد سَواخِرٌ في سَواءٍ اليَمِّ تَحْتَفِزُ ويقال سَخَرْتُه بمعنى سَخَّرْتُه أَي قهرته ورجل سُخْرَة يُسَخَّرُ في الأَعمال ويَتَسَخَّرُه من قَهَره وسَخَرَتِ السفينةُ أَطاعت وجرت وطاب لها السيرُ والله سخَّرَها تسخِيراً والتسخيرُ التذليلُ وسفُنٌ سواخِرُ إِذا أَطاعت وطاب لها الريح وكل ما ذل وانقاد أَو تهيأَ لك على ما تريد فقد سُخِّرَ لك والسُّخَّرُ السَيْكَرانُ عن أَبي حنيفة

سخبر
السَّخْبَرُ شجر إِذا طال تدلت رؤُوسه وانحنت واحدته سَخْبَرَة وقيل السخبر شجر من شجر الثُّمام له قُضُب مجتمعة وجُرْثُومة قال الشاعر واللؤمُ ينبُت في أُصُولِ السَّخْبَر وقال أَبو حنيفة السخبر يشبه الثُّمام له جُرْثُومة وعيدانه كالكرّات في الكثرة كأَنَّ ثمره مكاسح القَصب أَو أَرق منها وإِذا طال تدلت رؤوسه وانحنت وبنو جعفر بن كلاب يُلقَّبون فروعَ السخْبَرِ قال دريد بن الصمة مما يجيءُ به فروعُ السَّخْبَرِ ويقال ركب فلان السخْبَرَ إِذا غَدَرَ قال حسان ابن ثابت إِنْ تَغْدِرُوا فالغَدْرُ منكم شِيمةٌ والغَدْرُ يَنْبُتُ في أُصُولِ السَّخْبَرِ أَراد قوماً منازلهم ومحالُّهم في منابت السخبر قال وأَظنهم من هذيل قال ابن بري إِنما شبه الغادر بالسخبر لأَنه شجر إِذا انتهى استرخى رأْسه ولم يبق على انتصابه يقول أَنتم لا تثبتون على وفاء كهذا السخبر الذي لا يثبت على حال بينا يُرى معتدلاً منتصباً عاد مسترخياً غير منتصب وفي حديث ابن الزبير قال لمعاوية لا تُطْرِقْ إِطْراقَ الأُقْعُوانِ في أُصول السخبر هو شجر تأْلَفُه الحَيَّاتُ فتسكن في أُصوله الواحدة سخبرة يقول لا تتغافَلْ عما نحن فيه

سدر
السِّدْرُ شجر النبق واحدتها سِدْرَة وجمعها سِدْراتٌ وسِدِراتٌ وسِدَرٌ وسُدورٌ
( * قوله « سدور » كذا بالأَصل بواو بعد الدال وفي القاموس سقوطها وقال شارحه ناقلاً عن المحكم هو بالضم ) الأَخيرة نادرة قال أَبو حنيفة قال ابن زياد السِّدْرُ من العِضاهِ وهو لَوْنانِ فمنه عُبْرِيٌّ ومنه ضالٌ فأَما العُبْرِيُّ فما لا شوك فيه إِلا ما لا يَضِيرُ وأَما الضالُ فهو ذو شوك وللسدر ورقة عريضة مُدَوَّرة وربما كانت السدرة محْلالاً قال ذو الرمة قَطَعْتُ إِذا تَجَوَّفَتِ العَواطي ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيّاً وضالا قال ونبق الضَّالِ صِغارٌ قال وأَجْوَدُ نبقٍ يُعْلَمُ بأَرضِ العرَبِ نَبِقُ هَجَرَ في بقعة واحدة يُسْمَى للسلطانِ هو أَشد نبق يعلم حلاوة وأَطْيَبُه رائحةً يفوحُ فَمْ آكلِهِ وثيابُ مُلابِسِه كما يفوحُ العِطْر التهذيب السدر اسم للجنس والواحدة سدرة والسدر من الشجر سِدْرانِ أَحدهما بَرِّيّ لا ينتفع بثمره ولا يصلح ورقه للغَسُولِ وربما خَبَط ورَقَها الراعيةُ وثمره عَفِصٌ لا يسوغ في الحلق والعرب تسميه الضالَ والسدر الثاني ينبت على الماء وثمره النبق وورقه غسول يشبه شجر العُنَّاب له سُلاَّءٌ كَسُلاَّئه وورقه كورقه غير أَن ثمر العناب أَحمر حلو وثمر السدر أَصفر مُزٌّ يُتَفَكَّه به وفي الحديث من قطَع سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رأْسَه في النار قال ابن الأَثير قيل أَراد به سدرَ مكة لأَنها حَرَم وقيل سدرَ المدينة نهى عن قطعه ليكون أُنْساً وظلاًّ لمنْ يُهاجِرُ إِليها وقيل أَراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل به أَبناء السبيل والحيوان أَو في ملك إِنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق ومع هذا فالحديث مضطرب الرواية فإِن أَكثر ما يروى عن عروة بن الزبير وكان هو يقطع السدر ويتخذ منه أَبواباً قال هشام وهذه أَبواب من سِدْرٍ قَطَعَه أَي وأَهل العلم مجمعون على إِباحة قطعه وسَدِرَ بَصَرُه سَدَراً فهو سَدِرٌ لم يكد يبصر ويقال سَدِرَ البعيرُ بالكسر يَسْدَرُ سَدَراً تَحيَّرَ من شدة الحرّ فهو سَدِرٌ ورجل سادر غير متشتت
( * قوله « غير متشتت » كذا بالأَصل بشين معجمة بين تاءين والذي في شرح القاموس نقلاً عن الأَساس وتكلم سادراً غير متثبت بمثلثة بين تاء فوقية وموحدة ) والسادِرُ المتحير وفي الحديث الذي يَسْدَرُ في البحر كالمتشحط في دمه السَّدَرُ بالتحريك كالدُّوارِ وهو كثيراً ما يَعْرِض لراكب البحر وفي حديث عليّ نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وخَبَطَ سادِراً أَي لاهياً والسادِرُ الذي لا يَهْتَمُّ لشيء ولا يُبالي ما صَنَع قال سادِراً أَحْسَبُ غَيِّي رَشَدَاً فَتَنَاهَيْتُ وقد صابَتْ بِقُرْ
( * وقوله « صابت بقر » في الصحاح وقولهم للشدة إِذا نزلت صابت بقر أَي صارت الشدة في قرارها )
والسَّدَرُ اسْمِدْرَارُ البَصَرِ ابن الأَعرابي سَدِرَ قَمِرَ وسَدِرَ من شدّة الحرّ والسَّدَرُ تحيُّر البصر وقوله تعالى عند سِدْرَةِ المُنْتَهى قال الليث زعم إِنها سدرة في السماء السابعة لا يجاوزها مَلَك ولا نبي وقد أَظلت الماءَ والجنةَ قال ويجمع على ما تقدم وفي حديث الإِسْراءِ ثم رُفِعْتُ إِلى سِدرَةِ المُنْتَهَى قال ابن الأَثير سدرةُ المنتهى في أَقصى الجنة إِليها يَنْتَهِي عِلْمُ الأَوّلين والآخرين ولا يتعدّاها وسَدَرَ ثَوْبَه يَسْدِرُه سَدْراً وسُدُوراً شَقَّه عن يعقوب والسَّدْرُ والسَّدْلُ إِرسال الشعر يقال شَعَرٌ مَسدولٌ ومسدورٌ وشَعَرٌ مُنسَدِرٌ ومُنْسَدِلٌ إِذا كان مُسْتَرْسِلاٍ وسَدَرَتِ المرأَةُ شَعرَها فانسَدَر لغة في سَدَلَتْه فانسدل ابن سيده سدَرَ الشعرَ والسِّتْرَ يَسْدُرُه سَدْراً أَرسله وانسَدَرَ هو وانسَدَرَ أَيضاً أَسرع بعض الإِسراع أَبو عبيد يقال انسَدَرَ فلان يَعْدُو وانْصَلَتَ يعدو إِذا أَسرع في عَدْوِه اللحياني سدَر ثوبَه سَدْراً إِذا أَرسله طولاً وقال أَبو عمرو تَسَدَّرَ بثوبه إِذا تجلَّل به والسِّدارُ شِبْهُ الكِلَّةِ تُعَرَّضُ في الخباء والسَّيدارَةُ القَلَنْسُوَةُ بِلا أَصْداغٍ عن الهَجَرِيّ والسَّديرُ بِناءٌ وهو بالفارسية سِهْدِلَّى أَي ثلاث شهب أَو ثلاث مداخلات وقال الأَصمعي السدير فارسية كأَنَّ أَصله سادِلٌ أَي قُبة في ثلاث قِباب متداخلة وهي التي تسميها الناس اليوم سِدِلَّى فأَعربته العرب فقالوا سَدِيرٌ والسَّدِيرُ النَّهر وقد غلب على بعض الأَنهار قال أَلابْنِ أُمِّكَ ما بَدَا ولَكَ الخَوَرْنَقُ والسَّدِير ؟ التهذيب السدِيرُ نَهَر بالحِيرة قال عدي سَرَّه حالُه وكَثَرَةُ ما يَمْ لِكُ والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ والسدِيرُ نهر ويقال قصر وهو مُعَرَّبٌ وأَصله بالفارسية سِهْ دِلَّه أَي فيه قِبابٌ مُداخَلَةٌ ابن سيده والسدِيرُ مَنْبَعُ الماءِ وسدِيرُ النخل سوادُه ومُجْتَمَعُه وفي نوادر الأَصمعي التي رواها عنه أَبو يعلى قال قال أَبو عمرو بن العلاء السَّدِيرُ العُشْبُ والأَسْدَرانِ المنكِبان وقيل عِرقان في العين أَو تحت الصدغين وجاء يَضْرِبُ أَسْدَرَيْه يُضْرَبُ مثلاً للفارغ الذي لا شغل له وفي حديث الحسن يضرب أَسدريه أَي عِطْفيه ومنكبيه يضرب بيديه عليهما وهو بمعنى الفارغ قال أَبو زيد يقال للرجل إِذا جاء فارغاً جاء يَنفُضُ أَسْدَرَيْه وقال بعضهم جاء ينفض أَصْدَرَيْه أَي عطفيه قال وأَسدراه مَنْكِباه وقال ابن السكيت جاء ينفض أَزْدَرَيْه بالزاي وذلك إِذا جاء فارغاً ليس بيده شيء ولم يَقْضِ طَلِبَتَه أَبو عمرو سمعت بعض قيس يقول سَدَلَ الرجُل في البلاد وسدَر إِذا ذهب فيها فلم يَثْنِه شيء ولُعْبَة للعرب يقال لها السُّدَّرُ والطُّبَن ابن سيده والسُّدَّرُ اللعبةُ التي تسمى الطُّبَنَ وهو خطٌّ مستدير تلعب بها الصبيان وفي حديث بعضهم رأَيت أَبا هريرة يلعب السُّدَّر قال ابن الأَثير هو لعبة يُلْعَبُ بها يُقامَرُ بها وتكسر سينها وتضم وهي فارسية معربة عن ثلاثة أَبواب ومنه حديث يحيى بن أَبي كثير السُّدّر هي الشيطانة الصغرى يعني أَنها من أَمر الشيطان وقول أُمية بن أَبي الصلت وكأَنَّ بِرْقِعَ والملائكَ حَوْلَها سَدِرٌ تَواكَلَه القوائِمُ أَجْرَدُ
( * قوله « برقع » هو كزبرح وقنفذ السماء السابعة اه قاموس )
سَدِرٌ للبحر لم يُسْمع به إِلاَّ في شعره قال أَبو علي وقال أَجرد لأَنه قد لا يكون كذلك إِذا تَموَّجَ الجوهري سَدِرٌ اسم من أَسماء البحر وأَنشد بيت أُمية إِلاَّ أَنه قال عِوَضَ حولها حَوْلَه وقال عوض أَجرد أَجْرَبُ بالباء قال ابن بري صوابه أَجرد بالدال كما أَوردناه والقصيدة كلها دالية وقبله فأَتَمَّ سِتّاً فاسْتَوَتْ أَطباقُها وأَتى بِسابِعَةٍ فَأَنَّى تُورَدُ قال وصواب قوله حوله أَن يقول حولها لأَن بِرْقِعَ اسم من أَسماء السماء مؤنثة لا تنصرف للتأْنيث والتعريف وأَراد بالقوائم ههنا الرياح وتواكلته تركته يقال تواكله القوم إِذا تركوه شبه السماء بالبحر عند سكونه وعدم تموجه قال ابن سيده وأَنشد ثعلب وكأَنَّ بِرقع والملائك تحتها سدر تواكله قوائم أَربع قال سدر يَدُورُ وقوائم أَربع قال هم الملائكة لا يدرى كيف خلقهم قال شبه الملائكة في خوفها من الله تعالى بهذا الرجل السَّدِرِ وبنو سادِرَة حَيٌّ من العرب وسِدْرَةُ قبيلة قال قَدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لُها وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى فأَما قوله عَزَّ عَلى لَيْلى بِذِي سُدَيْرِ سُوءُ مَبِيتي بَلَدَ الغُمَيْرِ فقد يجوز أَن يريد بذي سِدْرٍ فصغر وقيل ذو سُدَيْرٍ موضع بعينه ورجل سَنْدَرَى شديد مقلوب عن سَرَنْدَى

سرر
السِّرُّ من الأَسْرار التي تكتم والسر ما أَخْفَيْتَ والجمع أَسرار ورجل سِرِّيٌّ يصنع الأَشياءَ سِرّاً من قوم سِرِّيِّين والسرِيرةُ كالسِّرِّ والجمع السرائرُ الليث السرُّ ما أَسْرَرْتَ به والسريرةُ عمل السر من خير أَو شر وأَسَرَّ الشيء كتمه وأَظهره وهو من الأَضداد سرَرْتُه كتمته وسررته أَعْلَنْته والوجهان جميعاً يفسران في قوله تعالى وأَسرُّوا الندامةَ قيل أَظهروها وقال ثعلب معناه أَسروها من رؤسائهم قال ابن سيده والأَوّل أَصح قال الجوهري وكذلك في قول امرئ القيس لو يُسِرُّون مَقْتَلِي قال وكان الأَصمعي يرويه لو يُشِرُّون بالشين معجمة أَي يُظهرون وأَسَرَّ إِليه حديثاً أَي أَفْضَى وأَسررْتُ إِليه المودَّةَ وبالمودّةِ وسارَّهُ في أُذُنه مُسارَّةً وسِراراً وتَسارُّوا أَي تَناجَوْا أَبو عبيدة أَسررت الشيء أَخفيته وأَسررته أَعلنته ومن الإِظهار قوله تعالى وأَسرُّوا الندامة لما رأَوا العذاب أَي أَظهروها وأَنشد للفرزدق فَلَمَّا رَأَى الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَيْفَه أَسَرَّ الحَرُورِيُّ الذي كان أَضْمَرا قال شمر لم أَجد هذا البيت للفرزدق وما قال غير أَبي عبيدة في قوله وأَسرُّوا الندامة أَي أَظهروها قال ولم أَسمع ذلك لغيره قال الأَزهري وأَهل اللغة أَنكروا قول أَبي عبيدة أَشدّ الإِنكار وقيل أَسروا الندامة يعني الرؤساء من المشركين أَسروا الندامة في سَفَلَتِهم الذين أَضلوهم وأَسروها أَخْفَوْها وكذلك قال الزجاج وهو قول المفسرين وسارَّهُ مُسارَّةً وسِراراً أَعلمه بسره والاسم السَّرَرُ والسِّرارُ مصدر سارَرْتُ الرجلَ سِراراً واستَسَرَّ الهلالُ في آخر الشهر خَفِيَ قال ابن سيده لا يلفظ به إِلاَّ مزيداً ونظيره قولهم استحجر الطين والسَّرَرُ والسِّرَرُ والسَّرارُ والسِّرارُ كله الليلة التي يَستَسِرُّ فيها القمرُ قال نَحْنُ صَبَحْنا عامِراً في دارِها جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها عَشِيَّةَ الهِلالِ أَو سِرَارِها غيره سَرَرُ الشهر بالتحريك آخِرُ ليلة منه وهو مشتق من قولهم استَسَرَّ القمرُ أَي خفي ليلة السرار فربما كان ليلة وربما كان ليلتين وفي الحديث صوموا الشهر وسِرَّه أَي أَوَّلَه وقيل مُسْتَهَلَّه وقيل وَسَطَه وسِرُّ كُلِّ شيء جَوْفُه فكأَنه أَراد الأَيام البيض قال ابن الأَثير قال الأَزهري لا أَعرف السر بهذا المعنى إِنما يقال سِرار الشهر وسَراره وسَرَرهُ وهو آخر ليلة يستسر الهلال بنور الشمس وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم سأَل رجلاً فقال هل صمت من سرار هذا الشهر شيئاً ؟ قال لا قال فإِذا أَفطرت من رمضان فصم يومين قال الكسائي وغيره السرار آخر الشهر ليلة يَسْتَسِرُّ الهلال قال أَبو عبيدة وربما استَسَرَّ ليلة وربما استسرّ ليلتين إِذا تمّ الشهر قال الأَزهري وسِرار الشهر بالكسر لغة ليست بجيدة عند اللغويين الفراء السرار آخر ليلة إِذا كان الشهر تسعاً وعشرين وسراره ليلة ثمان وعشرين وإِذا كان الشهر ثلاثين فسراره ليلة تسع وعشرين وقال ابن الأَثير قال الخطابي كان بعض أَهل العلم يقول في هذا الحديث إِنّ سؤالَه هل صام من سرار الشهر شيئاً سؤالُ زجر وإِنكار لأَنه قد نهى أَن يُسْتَقْبَلَ الشهرُ بصوم يوم أَو يومين قال ويشبه أَن يكون هذا الرجل قد أَوجبه على نفسه بنذر فلذلك قال له إِذا أَفطرت يعني من رمضان فصم يومين فاستحب له الوفاءِ بهما والسّرُّ النكاح لأَنه يُكْتم قال الله تعالى ولكن لا تُواعِدُوهُنَّ سِرّاً قال رؤبة فَعَفَّ عن إِسْرارِها بعد الغَسَقْ ولم يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ والسُّرِّيَّةُ الجارية المتخذة للملك والجماع فُعْلِيَّةٌ منه على تغيير النسب وقيل هي فُعُّولَة من السَّرْوِ وقلبت الواو الأَخيرة ياء طَلبَ الخِفَّةِ ثم أُدغمت الواو فيها فصارت ياء مثلها ثم حُوِّلت الضمة كسرة لمجاورة الياء وقد تَسَرَّرْت وتَسَرَّيْت على تحويل التضعيف أَبو الهيثم السِّرُّ الزِّنا والسِّرُّ الجماع وقال الحسن لا تواعدوهن سرّاً قال هو الزنا قال هو قول أَبي مجلز وقال مجاهد لا تواعدوهن هو أَن يَخْطُبَها في العدّة وقال الفراء معناه لا يصف أَحدكم نفسه المرأَة في عدتها في النكاح والإِكثارِ منه واختلف أَهل اللغة في الجارية التي يَتَسَرَّاها مالكها لم سميت سُرِّيَّةً فقال بعضهم نسيت إِلى السر وهو الجماع وضمت السين للفرق بين الحرة والأَمة توطأُ فيقال للحُرَّةِ إِذا نُكِحَت سِرّاً أَو كانت فاجرة سِرِّيَّةً وللمملوكة يتسراها صاحبها سُرِّيَّةً مخافة اللبس وقال أَبو الهيثم السِّرُّ السُّرورُ فسميت الجارية سُرِّيَّةً لأَنها موضع سُرورِ الرجل قال وهذا أَحسن ما قيل فيها وقال الليث السُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّة من قولك تَسَرَّرْت ومن قال تَسَرَّيْت فإِنه غلط قال الأَزهري هو الصواب والأَصل تَسَرَّرْتُ ولكن لما توالت ثلاثٌ راءات أَبدلوا إِحداهن ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظنّ وقَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قَصَّصْتُ ومنه قول العجاج تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ إِنما أَصله تَقَضُّض وقال بعضهم استسرَّ الرجلُ جارِيَتَه بمعنى تسرَّاها أَي تَخِذها سُرية والسرية الأَمة التي بَوَّأَتَها بيتاً وهي فُعْلِيَّة منسوبة إِلى السر وهو الجماع والإِخفاءُ لأَن الإِنسان كثيراً ما يَسُرُّها ويَسْتُرُها عن حرته وإِنما ضمت سينه لأَن الأَبنية قد تُغَيَّرُ في النسبة خاصة كما قالوا في النسبة إِلى الدَّهْرِ دُهْرِيُّ وإِلى الأَرض السَّهْلَةُ سُهْلِيٌّ والجمع السَّرارِي وفي حديث عائشة وذُكِرَ لها المتعةُ فقالت والله ما نجد في كلام الله إِلاَّ النكاح والاسْتِسْرَارَ تريد اتخاذ السراري وكان القياس الاستسراء من تَسَرَّيْت إِذا اتَّخَذْت سرية لكنها ردت الحرف إِلى الأَصل وهو تَسَرَّرْتُ من السر النكاح أَو من السرور فأَبدلت إِحدى الراءات ياء وقيل أَصلها الياء من الشيء السَّريِّ النفيس وفي حديث سلامة فاسْتَسَرَّني أَي اتخذني سرية والقياس أَن تقول تَسَرَّرَني أَو تسرّاني فأَما استسرني فمعناه أَلقي إِليَّ سِرّه قال ابن الأَثير قال أَبو موسى لا فرق بينه وبين حديث عائشة في الجواز والسرُّ الذَّكَرُ قال الأَفوه الأَودي لَمَّا رَأَتْ سِرَّي تَغَيَّرَ وانْثَنَى مِنْ دونِ نَهْمَةِ شَبْرِها حِينَ انْثَنَى وفي التهذيب السر ذكر الرجل فخصصه والسَّرُّ الأَصلُ وسِرُّ الوادي أَكرم موضع فيه وهي السَّرارةُ أَيضاً والسِّرُّ وسَطُ الوادي وجمعه سُرور قال الأَعشى كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وِسْطَ الغَرِيف إِذا خالَطَ الماءُ منها السُّرورا وكذلك سَرارُه وسَرارَتُه وسُرّتُه وأَرض سِرُّ كريمةٌ طيبة وقيل هي أَطيب موضع فيه وجمع السِّرَّ سِرَرٌ نادر وجمع السَّرارِ أَسِرَّةٌ كَقَذالٍ وأَقْذِلَة وجمع السَّرارِة سَراثرُ الأَصمعي سَرارُ الأَرض أَوسَطُه وأَكرمُه ويقال أَرض سَرَّاءُ أَي طيبة وقال الفراء سِرٌّ بَيِّنُ السِّرارةِ وهو الخالص من كل شيء وقال الأَصمعي السَّرُّ من الأَرض مثل السَّرارةَ أَكرمها وقول الشاعر وأَغْفِ تحتَ الأَنْجُمِ العَواتم واهْبِطْ بها مِنْكَ بِسِرٍّ كاتم قال السر أَخْصَبُ الوادي وكاتم أَي كامن تراه فيه قد كتم ولم ييبس وقال لبيد يرثي قوماً فَساعَهُمُ حَمْدٌ وزانَتْ قُبورَهمْ أَسِرَّةُ رَيحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّر قال الأَسرَّةُ أَوْساطُ الرِّياضِ وقال أَبو عمرو واحد الأَسِرَّةِ سِرَارٌ وأَنشد كأَنه عن سِرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ وسِرُّ الحَسَبِ وسَرارُه وسَرارَتُه أَوسطُه ويقال فلان في سِرِّ قومه أَي في أَفضلهم وفي الصحاح في أَوسطهم وفي حديث ظبيان نحن قوم من سَرارةِ مَذْحِجٍ أَي من خيارهم وسِرُّ النسَبِ مَحْضُه وأَفضلُه ومصدره السَّرارَةُ بالفتح والسِّرُّ من كل شيء الخالِصُ بَيِّنُ السَّرارةِ ولا فعل له وأَما قول امرئ القيس في صفة امرأَة فَلَها مُقَلَّدُها ومُقْلَتُها ولَها عليهِ سَرارةُ الفضلِ فإِنه وصف جاريةً شبهها بظبيةٍ جيداً ومُقْلَةً ثم جعل لها الفضل على الظبية في سائر مَحاسِنها أَراد بالسَّرارةِ كُنْه الفضل وسَرارةُ كلِّ شيء محضُه ووسَطُه والأَصل فيهعا سَرَارةُ الروضة وهي خير منابتها وكذلك سُرَّةُ الروضة وقال الفراء لها عليها سَرارةُ الفضل وسَراوةُ الفضل أَي زيادة الفضل وسَرارة العيش خيره وأَفضله وفلان سِرُّ هذا الأَمر إِذا كان عالماً به وسِرُّ الوادي أَفضل موضع فيه والجمع أَسِرَّةٌ مثل قِنٍّ وأَقِنَّةٍ قال طرفة تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِي حَدائِقَ مَوْليِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ وكذلك سَرارةُ الوادي والجمع سرارٌ قال الشاعر فإِن أَفْخُرْ بِمَجْدِ بَني سُلَيْمٍ أَكُنْ منها التَّخُومَةَ والسَّرَارا والسُّرُّ والسِّرُّ والسِّرَرُ والسِّرارُ كله خط بطن الكف والوجه والجبهة قال الأَعشى فانْظُرْ إِلى كفٍّ وأَسْرارها هَلْ أَنتَ إِنْ أَوعَدْتَني ضائري ؟ يعني خطوط باطن الكف والجمع أَسِرَّةٌ وأَسْرارٌ وأَسارِيرُ جمع الجمع وكذلك الخطوط في كل شيء قال عنترة بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشَّمالِ مُقَدَّم وفي حديث عائشة في صفته صلى الله عليه وسلم تَبْرُقُ أَسارِيرُ وجهه قال أَبو عمرو الأَسارير هي الخطوط التي في الجبهة من التكسر فيها واحدها سِرَرٌ قال شمر سمعت ابن الأَعرابي يقول في قوله تبرق أَسارِيرُ وجهه قال خطوط وجهه سِرٌّ وأَسرارٌ وأَسارِيرُ جمع الجمع قال وقال بعضهم الأَساريرُ الخدّان والوجنتان ومحاسن الوجه وهي شآبيبُ الوجه أَيضاً وسُبُحاتُ الوجه وفي حديث علي عليه السلام كأَنَّ ماءَ الذهبِ يجري في صفحة خده وروْنَقَ الجلالِ يَطَّردُ في أَسِرَّةِ جبينه وتَسَرَّرَ الثوبُ تَشَقَّقَ وسُرَّةُ الحوض مستقر الماء في أَقصاه والسُّرَّةُ الوَقْبَةُ التي في وسط البطن والسُّرُّ والسَّرَرُ ما يتعلق من سُرَّةِ المولود فيقطع والجمع أَسِرَّةٌ نادر وسَرَّه سَرّاً قطع سَرَرَه وقيل السرَر ما قطع منه فذهب والسُّرَّةُ ما بقي وقيل السُّر بالضم ما تقطعه القابلة من سُرَّة الصبي يقال عرفْتُ ذلك قبل أَن يُقْطَعَ سُرُّك ولا تقل سرتك لأَن السرة لا تقطع وإِنما هي الموضع الذي قطع منه السُّرُّ والسَّرَرُ والسِّرَرُ بفتح السين وكسرها لغة في السُّرِّ يقال قُطِعَ سَرَرُ الصبي وسِرَرُه وجمعه أَسرة عن يعقوب وجمع السُّرة سُرَرٌ وسُرَّات لا يحركون العين لأَنها كانت مدغمة وسَرَّه طعنه في سُرَّته قال الشاعر نَسُرُّهُمُ إِن هُمُ أَقْبَلُوا وإِن أَدْبَرُوا فَهُمُ مَنْ نَسُبْ أَي نَطْعُنُه في سُبَّتِه قال أَبو عبيد سمعت الكسائي يقول قُطِع سَرَرُ الصبيّ وهو واحد ابن السكيت يقال قطع سرر الصبي ولا يقال قطعت سرته إِنما السرة التي تبقى والسرر ما قطع وقال غيره يقال لما قطع السُّرُّ أَيضاً يقال قطع سُرُّه وسَرَرُه وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام وُلِدَ مَعْذُوراً مسروراً أَي مقطوع السُّرَّة
( * قوله « أَي مقطوع السرة » كذا بالأَصل ومثله في النهاية والإِضافة على معنى من الابتدائية والمفعول محذوف والأَصل مقطوع السر من السرة وإِلاَّ فقد ذكر أَنه لا يقال قطعت سرته ) وهو ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة والسَّرَرُ داءٌ يأُخذ في السُّرَّة وفي المحكم يأْخذ الفَرَس وبعير أَسَرُّ وناقة بيِّنة السَّرَر يأْخذها الداء في سرتها فإِذا بركت تجافت قال الأَزهري هذا التفسير غلط من الليث إِنما السَّرَرُ وجع يأْخذ البعير في الكِرْكِرَةِ لا في السرة قال أَبو عمرو ناقة سَرَّاء وبعير أَسَرُّ بيِّنُ السَّرَرِ وهو وجع يأْخذ في الكركرة قال الأَزهري هذا سماعي من العرب ويقال في سُرَّته سَرَرٌ أَي ورم يؤلمه وقيل السَّرَر قرح في مؤخر كركرة البعير يكاد ينقب إِلى جوفه ولا يقتل سَرَّ البعيرُ يَسَرُّ سَرَراً عن ابن الأَعرابي وقيل الأَسَرُّ الذي به الضَّبُّ وهو ورَمٌ يكون في جوف البعير والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر قال معد يكرب المعروف بِغَلْفاءَ يرثي أَخاه شُرَحْبِيلَ وكان رئيس بكر بن وائل قتل يوم الكُلابِ الأَوَّل إِنَّ جَنْبي عن الفِراشِ لَنابي كَتَجافِي الأَسَرِّ فوقَ الظِّراب مِنْ حَدِيث نَما إِلَيَّ فَمٌّ تَرْ فَأُعَيْنِي ولا أُسِيغ شَرابي مُرَّةٌ كالذُّعافِ ولا أَكْتُمُها النَّا سَ على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ مِنْ شُرَحْبِيلَ إِذْ تَعَاوَرَهُ الأَرْ ماحُ في حالِ صَبْوَةٍ وشَبابِ وقال وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها فإِذا تَحَزْحَزَ عن عِدَاءٍ ضَجَّتِ وسَرَّ الزَّنْدَ يَسُرُّه سَرّاً إِذا كان أَجوف فجعل في جوفه عوداً ليقدح به قال أَبو حنيفة يقال سُرَّ زَنْدَكَ فإِنه أَسَرُّ أَي أَجوف أَي احْشُه لِيَرِيَ والسَّرُّ مصدر سَرِّ الزَّنْدَ وقَنَاةٌ سَرَّاءُ جوفاء بَيِّنَةُ السَّرَرِ والسَّرِيرُ المُضطَجَعُ والجمع أَسِرَّةٌ وسُرُرٌ سيبويه ومن قال صِيدٌ قال في سُرُرٍ سُرٌّ والسرير الذي يجلس عليه معروف وفي التنزيل العزيز على سُرُرٍ متقابلين وبعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التضعيف فيردّ الأَول منهما إِلى الفتح لخفته فيقول سُرَرٌ وكذلك ما أَشبهه من الجمع مثل ذليل وذُلُلٍ ونحوه وسرير الرأْس مستقره في مُرَكَّبِ العُنُقِ وأَنشد ضَرْباً يُزِيلُ الهامَ عن سَرِيرِهِ إِزَالَةَ السُّنْبُلِ عن شَعِيرِهِ والسَّرِيرُ مُسْتَقَرُّ الرأْس والعنق وسَرِيرُ العيشِ خَفْضُهُ ودَعَتُه وما استقرّ واطمأَن عليه وسَرِيرُ الكَمْأَةِ وسِرَرُها بالكسر ما عليها من التراب والقشور والطين والجمع أَسْرارٌ قال ابن شميل الفَِقْعُ أَرْدَأُ الكَمْءِ طَعْماً وأَسرعها ظهوراً وأَقصرها في الأَرض سِرَراً قال وليس لِلْكَمْأَةِ عروق ولكن لها أَسْرارٌ والسَّرَرُ دُمْلُوكَة من تراب تَنبت فيها والسَّرِيرُ شحمة البَرْدِيِّ والسُّرُورُ ما اسْتَسَرَّ من البَرْدِيَّة فَرَطُبَتْ وحَسُنَتْ ونَعُمَتْ والسُّرُورُ من النبات أَنْصافُ سُوقِ العُلا وقول الأَعشى كَبَرْدِيَّة الغِيلِ وَسْطَ الغَرِي فِ قد خالَطَ الماءُ منها السَّرِيرا يعني شَحْمَةَ البَرْدِيِّ ويروى السُّرُورَا وهي ما قدمناه يريد جميع أَصلها الذي استقرت عليه أَو غاية نعمتها وقد يعبر بالسرير عن المُلْكِ والنّعمَةِ وأَنشد وفارَقَ مِنها عِيشَةً غَيْدَقِيَّةً ولم يَخْشَ يوماً أَنْ يَزُولِ سَرِيرُها ابن الأَعرابي سَرَّ يَسَرُّ إِذا اشتكى سُرَّتَهُ وسَرَّه يَسُرُّه حَيَّاه بالمَسَرَّة وهي أَطراف الرياحين ابن الأَعرابي السَّرَّةُ الطاقة من الريحان والمَسَرَّةُ أَطراف الرياحين قال أَبو حنيفة وقوم يجعلون الأَسِرَّةَ طريق النبات يذهبون به إِلى التشبيه بأَسِرَّةِ الكف وأَسرة الوجه وهي الخطوط التي فيهما وليس هذا بقويّ وأَسِرَّةُ النبت طرائقه والسَّرَّاءُ النعمة والضرَّاء الشدة والسَّرَّاءُ الرَّخاء وهو نقيض الضراء والسُّرُّ والسَّرَّاءُ والسُّرُورُ والمَسَرَّةُ كُلُّه الفَرَحُ الأَخيرة عن السيرافي يقال سُرِرْتُ برؤية فلان وسَرَّني لقاؤه وقد سَرَرْتُه أَسُرُّه أَي فَرَّحْتُه وقال الجوهري السُّرور خلاف الحُزن تقول سَرَّني فلانٌ مَسَرَّةً وسُرَّ هو على ما لم يسمَّ فاعله ويقال فلانٌ سِرِّيرٌ إِذا كان يَسُرُّ إِخوانَه ويَبَرُّهم وامرأَة سَرَّةٌ ( قوله « وامرأَة سرة » كذا بالأَصل بفتح السين وضبطت في القاموس بالشكل بضمها ) وقومٌ بَرُّونَ سَرُّونَ وامرأَة سَرَّةٌ وسارَّةٌ تَسُرُّك كلاهما عن اللحياني والمثل الذي جاء كُلَّ مُجْرٍ بالخَلاء مُسَرٌّ قال ابن سيده هكذا حكاه أَفَّارُ لَقِيطٍ إِنما جاء على توهم أَسَرَّ كما أَنشد الآخر في عكسه وبَلَدٍ يِغْضِي على النُّعوتِ يُغْضِي كإِغْضَاءِ الرُّوَى المَثْبُوتِ
( * قوله « يغضي إلخ » البيت هكذا بالأَصل )
أَراد المُثْبَتَ فتوهم ثَبَتَهُ كما أَراد الآخر المَسْرُورَ فتوهم أَسَرَّه وَوَلَدَتْ ثلاثاً في سَرَرٍ واحد أَي بعضهم في إِثر بعض ويقال ولد له ثلاثة على سِرٍّ وعلى سِرَرٍ واحد وهو أَن تقطع سُرَرُهم أَشباهاً لا تَخْلِطُهُم أُنثى ويقولون ولدت المرأَة ثلاثة في صِرَرٍ جمع الصِّرَّةِ وهي الصيحة ويقال الشدة وتَسَرَّرَ فلانٌ بنتَ فلان إِذا كان لئيماً وكانت كريمة فتزوّجها لكثرة ماله وقلة مالها والسُّرَرُ موضع على أَربعة أَميال من مكة قال أَبو ذؤيب بِآيةِ ما وقَفَتْ والرِّكابَ وبَيْنَ الحَجُونِ وبَيْنَ السُّرَرْ التهذيب وقيل في هذا البيت هو الموضع الذي جاء في الحديث كانت به شجرة سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً فسمي سُرَراً لذلك وفي بعض الحديث أَنها بالمأْزِمَيْنِ مِن مِنًى كانت فيه دَوْحَةٌ قال ابن عُمران بها سَرْحَة سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً أَي قطعت سُرَرُهُمْ يعني أَنهم ولدوا تحتها فهو يصف بركتها والموضع الذي هي فيه يسمى وادي السرر بضم السين وفتح الراء وقيل هو بفتح السين والراء وقيل بكسر السين وفي حديث السِّقْطِ إِنه يَجْتَرُّ والديه بِسَرَرِهِ حتى يدخلهما الجنة وفي حديث حذيفة لا ينزل سُرَّة البصرة أَي وسطها وجوفها من سُرَّةِ الإِنسان فإِنها في وسطه وفي حديث طاووس من كانت له إِبل لم يؤدِّ حَقَّها أَتت يوم القيامة كَأَسَرِّ ما كانت تَطؤه بأَخفافها أَي كَأَسْمَنِ ما كانت وأَوفره من سُرِّ كلِّ شيء وهو لُبُّه ومُخُّه وقيل هو من السُّرُور لأَنها إِذا سمنت سَرَّت الناظر إِليها وفي حديث عمر أَنه كان يحدّثه عليه السلامُ كَأَخِي السِّرَارِ السِّرَارُ المُسَارَّةُ أَي كصاحب السِّرَارِ أَو كمثل المُسَارَّةِ لخفض صوته والكاف صفة لمصدر محذوف وفيه لا تقتلوا أَولادكم سِرّاً فإِن الغَيْلَ يدرك الفارسَ فَيُدَعْثِرُه من فرسه الغَيْلُ لبن المرأَة إِذا حملت وهي تُرْضِعُ وسمي هذا الفعل قتلاً لأَنه يفضي إِلى القتل وذلك أَنه بضعفه ويرخي قواه ويفسد مزاجه وإِذا كبر واحتاج إِلى نفسه في الحرب ومنازلة الأَقران عجز عنهم وضعف فربما قُتل إِلاَّ أَنه لما كان خفيّاً لا يدرك جعله سرّاً وفي حديث حذيفة ثم فتنة السَّرَّاءِ السَّرِّاءُ البَطْحاءُ قال ابن الأَثير قال بعضهم هي التي تدخل الباطن وتزلزله قال ولا أَدري ما وجهه والمِسَرَّةُ الآلة التي يُسَارُّ فيها كالطُّومار والأَسَرُّ الدَّخِيلُ قال لبيد وجَدِّي فارسُ الرَّعْشَاءِ مِنْهُمْ رَئِيسٌ لا أَسَرُّ ولا سَنِيدُ ويروى أَلَفُّ وفي المثل ما يَوْمُ حَلِيمَةَ بِسِرٍّ قال يضرب لكل أَمر متعالم مشهور وهي حليمة بنت الحرث بن أَبي شمر الغساني لأَن أَباها لما وجه جيشاً إِلى المنذر بن ماء السماء أَخرجت لهم طيباً في مِرْكَنٍ فطيبتهم به فنسب اليوم إِليها وسَرَارٌ وادٍ والسَّرِيرُ موضع في بلاد بني كنانة قال عروة بن الورد سَقَى سَلْمى وأَيْنَ مَحَلُّ سَلْمى ؟ إِذا حَلَّتْ مُجاوِرَةَ السَّرِيرِ والتَّسْرِيرُ موضع في بلاد غاضرة حكاه أَبو حنيفة وأَنشد إِذا يقولون ما أَشْفَى ؟ أَقُولُ لَهُمْ دُخَانُ رِمْثٍ من التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي مما يَضُمُّ إِلى عُمْرانَ حاطِبُهُ من الجُنَيْبَةِ جَزْلاً غَيْرَ مَوْزُونِ الجنيبة ثِنْيٌ من التسرير وأَعلى التسرير لغاضرة وفي ديار تميم موضع يقال له السِّرُّ وأَبو سَرَّارٍ وأَبو السَّرّارِ جميعاً من كُناهم والسُّرْسُورُ القَطِنُ العالم وإِنه لَسُرْسُورُ مالٍ أَي حافظ له أَبو عمرو فلان سُرْسُورُ مالٍ وسُوبانُ مالٍ إِذا كان حسن القيام عليه عالماً بمصلحته أَبو حاتم يقال فلان سُرْسُورِي وسُرْسُورَتِي أَي حبيبي وخاصَّتِي ويقال فلان سُرْسُورُ هذا الأَمر إِذا كان قائماً به ويقال للرجل سُرْسُرْ
( * قوله « سرسر » هكذا في الأَصل بضم السينين ) إِذا أَمرته بمعالي الأُمور ويقال سَرْسَرْتُ شَفْرَتِي إِذا أَحْدَدْتَها

سطر
السَّطْرُ والسَّطَرُ الصَّفُّ من الكتاب والشجر والنخل ونحوها قال جرير مَنْ شاءَ بايَعْتُه مالي وخُلْعَتَه ما يَكْمُلُ التِّيمُ في ديوانِهمْ سَطَرا والجمعُ من كل ذلك أَسْطُرٌ وأَسْطارٌ وأَساطِيرُ عن اللحياني وسُطورٌ ويقال بَنى سَطْراً وغَرَسَ سَطْراً والسَّطْرُ الخَطُّ والكتابة وهو في الأَصل مصدر الليث يقال سَطْرٌ من كُتُبٍ وسَطْرٌ من شجر معزولين ونحو ذلك وأَنشد إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا لقائلٌ يا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا وقال الزجاج في قوله تعالى وقالوا أَساطير الأَوّلين خَبَرٌ لابتداء محذوف المعنى وقالوا الذي جاء به أَساطير الأَولين معناه سَطَّرَهُ الأَوَّلون وواحدُ الأَساطير أُسْطُورَةٌ كما قالوا أُحْدُوثَةٌ وأَحاديث وسَطَرَ بَسْطُرُ إِذا كتب قال الله تعالى ن والقلم وما يَسْطُرُونَ أَي وما تكتب الملائكة وقد سَطَرَ الكتابَ يَسْطُرُه سَطْراً وسَطَّرَه واسْتَطَرَه وفي التنزيل وكل صغير وكبير مُسْتَطَرٌ وسَطَرَ يَسْطُرُ سَطْراً كتب واسْتَطَرَ مِثْلُهُ قال أَبو سعيد الضرير سمعت أَعرابيّاً فصيحاً يقول أَسْطَرَ فلانٌ اسمي أَي تجاوز السَّطْرَ الذي فيه اسمي فإِذا كتبه قيل سَطَرَهُ ويقال سَطَرَ فلانٌ فلاناً بالسيف سَطْراً إِذا قطعه به كَأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ ومنه قيل لسيف القَصَّابِ ساطُورٌ الفراء يقال للقصاب ساطِرٌ وسَطَّارٌ وشَطَّابٌ ومُشَقِّصٌ ولَحَّامٌ وقُدَارٌ وجَزَّارٌ وقال ابن بُزُرج يقولون للرجل إِذا أَخطأَ فَكَنَوْا عن خَطَئِهِ أَسْطَرَ فلانٌ اليومَ وهو الإِسْطارُ بمعنى الإِخْطاءِ قال الأَزهري هو ما حكاه الضرير عن الأَعرابي أَسْطَرَ اسمي أَي جاوز السَّطْرَ الذي هو فيه والأَساطِيرُ الأَباطِيلُ والأَساطِيرُ أَحاديثُ لا نظام لها واحدتها إِسْطارٌ وإِسْطارَةٌ بالكسر وأُسْطِيرٌ وأُسْطِيرَةٌ وأُسْطُورٌ وأُسْطُورَةٌ بالضم وقال قوم أَساطِيرُ جمعُ أَسْطارٍ وأَسْطارٌ جمعُ سَطْرٍ وقال أَبو عبيدة جُمِعَ سَطْرٌ على أَسْطُرٍ ثم جُمِعَ أَسْطُرٌ على أَساطير وقال أَبو أُسطورة وأُسطير وأُسطيرة إِلى العشرة قال ويقال سَطْرٌ ويجمع إِلى العشرة أَسْطاراً ثم أَساطيرُ جمعُ الجمعِ وسَطَّرَها أَلَّفَها وسَطَّرَ علينا أََتانا بالأَساطِيرِ الليث يقال سَطَّرَ فلانٌ علينا يُسَطْرُ إِذا جاء بأَحاديث تشبه الباطل يقال هو يُسَطِّرُ ما لا أَصل له أَي يؤلف وفي حديث الحسن سأَله الأَشعث عن شيء من القرآن فقال له والله إِنك ما تُسَيْطِرُ عَلَيَّ بشيء أَي ما تُرَوِّجُ يقال سَطَّرَ فلانٌ على فلان إِذا زخرف له الأَقاويلَ ونَمَِّّْقَها وتلك الأَقاويلُ الأَساطِيرُ والسُّطُرُ والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ المُسَلَّطُ على الشيء لِيُشْرِف عليه ويَتَعَهَّدَ أَحوالَه ويكتبَ عَمَلَهُ وأَصله من السَّطْر لأَن الكتاب مُسَطَّرٌ والذي يفعله مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ يقال سَيْطَرْتَ علينا وفي القرآن لست عليهم بِمُسْيِطرٍ أَي مُسَلَّطٍ يقال سَيْطَرَِ يُسَيِطِرُ وتَسَيطَرَ يتَسَيْطَرُ فهو مُسَيْطِرٌ ومَتَسَيْطِرٌ وقد تقلب السين صاداً لأَجل الطاء وقال الفراء في قوله تعالى أَم عندهم خزائن ربك أَم هم المُسَيْطِرُونَ قال المصيطرون كتابتها بالصاد وقراءتها بالسين وقال الزجاج المسيطرون الأَرباب المسلطون يقال قد تسيطر علينا وتصيطر بالسين والصاد والأَصل السين وكل سين بعدها طاء يجوز أَن تقلب صاداً يقال سطر وصطر وسطا عليه وصطا وسَطَرَه أَي صرعه والسَّطْرُ السِّكَّةُ من النخل والسَّطْرُ العَتُودُ من المَعَزِ وفي التهذيب من الغنم والصاد لغة والمُسَيْطِرُ الرقيب الحفيظ وقيل المتسلط وبه فسر قوله عز وجل لستَ عليهم بمسيطر وقد سَيْطْرَ علينا وسَوْطَرَ الليث السَّيْطَرَةُ مصدر المسيطر وهو الرقيب الحافظ المتعهد للشيء يقال قد سَيْطَرَ يُسَيْطِرُ وفي مجهول فعله إِنما صار سُوطِر ولم يقل سُيْطِرَ لأَن الياء ساكنة لا تثبت بعد ضمة كما أَنك تقول من آيَسْتُ أُويِسَ يوأَسُ ومن اليقين أُوقِنَ يُوقَنُ فإِذا جاءت ياء ساكنة بعد ضمة لم تثبت ولكنها يجترها ما قبلها فيصيرها واواً في حال
( * قوله « في حال » لعل بعد ذلك حذفاً والتقدير في حال تقلب الضمة كسرة للياء مثل وقولك أَعيس إلخ ) مثل قولك أَعْيَسُ بَيِّنُ العِيسةِ وأَبيض وجمعه بِيضٌ وهو فُعْلَةٌ وفُعْلٌ فاجترت الياء ما قبلها فكسرته وقالوا أَكْيَسُ كُوسَى وأَطْيَبُ طُوبَى وإِنما تَوَخَّوْا في ذلك أَوضحه وأَحسنه وأَيما فعلوا فهو القياس وكذلك يقول بعضهم في قسمة ضِيزَى إِنما هو فُعْلَى ولو قيل بنيت على فِعْلَى لم يكن خطأ أَلا ترى أَن بعضهم يهمزها على كسرتها فاستقبحوا أَن يقولوا سِيطِرَ لكثرة الكسرات فلما تراوحت الضمة والكسرة كان الواو أَحسن وأَما يُسَيْطَرُ فلما ذهبت منه مَدة السين رجعت الياء قال أَبو منصور سَيْطَرَ جاء على فَيْعَلَ فهو مُسَيْطِرٌ ولم يستعمل مجهول فعله وينتهي في كلام العرب إِلى ما انتهوا إِليه قال وقول الليث لو قيل بنيتْ ضِيزَى على فِعْلَى لم يكن خطأَ هذا عند النحويين خطأَ لأَن فِعْلَى جاءت اسماً ولم تجئ صفة وضِيزَى عندهم فُعْلَى وكسرت الضاد من أَجل الياء الساكنة وهي من ضِزْتُه حَقَّهُ أَضُيزُهُ إِذا نقصته وهو مذكور في موضعه وأَما قول أَبي دواد الإِيادي وأَرى الموتَ قد تَدَلَّى مِنَ الحَضْ رِ عَلَى رَبِّ أَهلِهِ السَّاطِرونِ فإِن الساطرون اسم ملك من العجم كان يسكن الحضر وهو مدينة بين دِجْلَةَ والفرات غزاه سابور ذو الأَكتاف فأَخذه وقتله التهذيب المُسْطَارُ الخمر الحامض بتخفيف الراء لغة رومية وقيل هي الحديثة المتغيرة الطعم والريح وقال المُسْطَارُ من أَسماء الخمر التي اعتصرت من أَبكار العنب حديثاً بلغة أَهل الشام قال وأُراه روميّاً لأَنه لا يشبه أَبنية كلام العرب قال ويقال المُسْطار بالسين قال وهكذا رواه أَبو عبيد في باب الخمر وقال هو الحامض منه قال الأَزهري المسطار أَظنه مفتعلاً من صار قلبت التاء طاء الجوهري المسطار
( * قوله « الجوهري المسطار بالكسر إلخ » في شرح القاموس قال الصاغاني والصواب الضم قال وكان الكسائي يشدد الراء فهذا دليل على ضم الميم لأَنه يكون حينئذٍ من اسطارّ يسطارّ مثل ادهامّ يدهامّ ) بكسر الميم ضرب من الشراب فيه حموضة

سعر
السِّعْرُ الذي يَقُومُ عليه الثَّمَنُ وجمعه أَسْعَارٌ وقد أَسْعَرُوا وسَعَّرُوا بمعنى واحد اتفقوا على سِعْرٍ وفي الحديث أَنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم سَعِّرْ لنا فقال إِن الله هو المُسَعِّرُ أَي أَنه هو الذي يُرْخِصُ الأَشياءَ ويُغْلِيها فلا اعتراض لأَحد عليه ولذلك لا يجوز التسعير والتَّسْعِيرُ تقدير السِّعْرِ وسَعَرَ النار والحرب يَسْعَرُهما سَعْراً وأَسْعَرَهُما وسَعَّرَهُما أَوقدهما وهَيَّجَهُما واسْتَعَرَتْ وتَسَعَّرَتْ استوقدت ونار سَعِيرٌ مَسْعُورَةٌ بغير هاء عن اللحياني وقرئ وإِذا الجحيم سُعِّرَتْ وسُعِرَتْ أَيضاً والتشديد للمبالغة وقوله تعالى وكفى بجهنم سعيراً قال الأَخفش هو مثل دَهِينٍ وصَريعٍ لأَنك تقول سُعِرَتْ فهي مَسْعُورَةٌ ومنه قوله تعالى فسُحْقاً لأَصحاب السعير أَي بُعْداً لأَصحاب النار ويقال للرجل إِذا ضربته السَّمُوم فاسْتَعَرَ جَوْفُه به سُعارٌ وسُعارُ العَطَشِ التهابُه والسَّعِيرُ والسَّاعُورَةُ النار وقيل لهبها والسُّعارُ والسُّعْرُ حرها والمِسْشَرُ والمِسْعارُ ما سُعِرَتْ به ويقال لما تحرك به النار من حديد أَو خشب مِسْعَرٌ ومِسْعَارٌ ويجمعان على مَسَاعِيرَ ومساعر ومِسْعَرُ الحرب مُوقِدُها يقال رجل مِسْعَرُ حَرْبٍ إِذا كان يُؤَرِّثُها أَي تحمى به الحرب وفي حديث أَبي بَصِير وَيْلُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ لو كان له أَصحاب يصفه بالمبالغة في الحرب والنَّجْدَةِ ومنه حديث خَيْفان وأَما هذا الحَيُّ مِن هَمْدَانَ فَأَنْجَادٌ بُسْلٌ مَسَاعِيرُ غَيْرُ عُزْلٍ والسَّاعُور كهيئة التَّنُّور يحفر في الأَرض ويختبز فيه ورَمْيٌ سَعْرٌ يُلْهِبُ المَوْتَ وقيل يُلْقِي قطعة من اللحم إِذا ضربه وسَعَرْناهُمْ بالنَّبْلِ أَحرقناهم وأَمضضناهم ويقال ضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَثْرٌ ورَمْيٌ سَعْرٌ مأْخوذ من سَعَرْتُ النارَ والحربَ إِذا هَيَّجْتَهُما وفي حديث علي رضي الله عنه يحث أَصحابه اضْرِبُوا هَبْراً وارْموا سَعْراً أَي رَمْياً سريعاً شبهه باستعار النار وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وَحْشٌ فإِذا خرج من البيت أَسْعَرَنا قَفْزاً أَي أَلْهَبَنَا وآذانا والسُّعارُ حر النار وسَعَرَ اللَّيْلَ بالمَطِيِّ سَعْراً قطعه وسَعَرْتُ اليومَ في حاجتي سَعْرَةً أَي طُفْتُ ابن السكيت وسَعَرَتِ الناقةُ إِذا أَسرعت في سيرها فهي سَعُورٌ وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل فرس مِسْعَرٌ ومُساعِرٌ وهو الذي يُطيح قوائمه متفرقةً ولا صَبْرَ لَهُ وقيل وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم والسَّعَرَانُ شدة العَدْو والجَمَزَانُ من الجَمْزِ والفَلَتانُ النَّشِيطُ وسَعَرَ القوم شَرّاً وأَسْعَرَهم وسَعَّرَهم عَمَّهُمْ به على المثل وقال الجوهري لا يقال أَسعرهم وفي حديث السقيفة ولا ينام الناسُ من سُعَارِه أَي من شره وفي حديث عمر أَنه أَراد أَن يدخل الشام وهو يَسْتَعِرُ طاعوناً اسْتَعارَ اسْتِعارَ النار لشدة الطاعون يريد كثرته وشدَّة تأْثيره وكذلك يقال في كل أَمر شديد وطاعوناً منصوب على التمييز كقوله تعالى واشتعل الرأْس شيباً واسْتَعَرَ اللصوصُ اشْتَعَلُوا والسُّعْرَةُ والسَّعَرُ لون يضرب إِلى السواد فُوَيْقَ الأُدْمَةِ ورجل أَسْعَرُ وامرأَة سَعْرَاءُ قال العجاج أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالاً هِجْرَعا يقال سَعِرَ فلانٌ يَسْعَرُ سَعَراً فهو أَسْعَرُ وسُعِرَ الرجلُ سُعَاراً فهو مَسْعُورٌ ضربته السَّمُوم والسُّعَارُ شدّة الجوع وسُعار الجوع لهيبه أَنشد ابن الأَعرابي لشاعر يهجو رجلاً تُسَمِّنُها بِأَخْثَرِ حَلْبَتَيْها وَمَوْلاكَ الأَحَمُّ لَهُ سُعَارُ وصفه بتغزير حلائبه وكَسْعِهِ ضُرُوعَها بالماء البارد ليرتدّ لبنها ليبقى لها طِرْقُها في حال جوع ابن عمه الأَقرب منه والأَحم الأَدنى الأَقرب والحميم القريب القرابة ويقال سُعِرَ الرجلُ فهو مسعور إِذا اشْتَدَّ جوعه وعطشه والسعْرُ شهوة مع جوع والسُّعْرُ والسُّعُرُ الجنون وبه فسر الفارسي قوله تعالى إِن المجرمين في ضلال وسُعُرٍ قال لأَنهم إِذا كانوا في النار لم يكونوا في ضلال لأَنه قد كشف لهم وإِنما وصف حالهم في الدنيا يذهب إِلى أَن السُّعُرَ هنا ليس جمع سعير الذي هو النار وناقة مسعورة كأَن بها جنوناً من سرعتها كما قيل لها هَوْجَاءُ وفي التنزيل حكايةً عن قوم صالح أَبَشَراً منَّا واحداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لفي ضلال وسُعُرٍ معناه إِنا إِذاً لفي ضلال وجنون وقال الفراء هو العَنَاءُ والعذاب وقال ابن عرفة أَي في أَمر يُسْعِرُنا أَي يُلْهِبُنَا قال الأَزهري ويجوز أَن يكون معناه إِنا إِن اتبعناه وأَطعناه فنحن في ضلال وفي عذاب مما يلزمنا قال وإِلى هذا مال الفراء وقول الشاعر وسَامَى بها عُنُقٌ مِسْعَرُ قال الأَصمعي المِسْعَرُ الشديد أَبو عمرو المِسْعَرُ الطويل ومَسَاعِرُ البعير آباطله وأَرفاغه حيث يَسْتَعِرُ فيه الجَرَبُ ومنه قول ذي الرمة قَرِيعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَساعِرُ والواحدُ مَسْعَرٌ واسْتَعَرَ فيه الجَرَبُ ظهر منه بمساعره ومَسْعَرُ البعير مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه والسِّعْرَارَةُ والسّعْرُورَةُ شعاع الشمس الداخلُ من كَوَّةِ البيت وهو أَيضاً الصُّبْحُ قال الأَزهري هو ما تردّد في الضوء الساقط في البيت من الشمس وهو الهباء المنبث ابن الأَعرابي السُّعَيْرَةُ تصغير السِّعْرَةِ وهي السعالُ الحادُّ ويقال هذا سَعْرَةُ الأَمر وسَرْحَتُه وفَوْعَتُه لأَوَّلِهِ وحِدَّتِهِ أَبو يوسف اسْتَعَرَ الناسُ في كل وجه واسْتَنْجَوا إِذا أَكلوا الرُّطب وأَصابوه والسَّعِيرُ في قول رُشَيْدِ ابن رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ حلفتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ وأَنصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ قال ابن الكلبي هو اسم صنم كان لعنزة خاصة وقيل عَوض صنم لبكر بن وائل والمائرات هي دماء الذبائح حول الأَصنام وسِعْرٌ وسُعَيْرٌ ومِسْعَرٌ وسَعْرَانُ أَسماء ومِسْعَرُ بن كِدَامٍ المحدّث جعله أَصحاب الحديث مَسعر بالفتح للتفاؤل والأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ سمي بذلك لقوله فلا تَدْعُني الأَقْوَامُ من آلِ مالِكٍ إِذا أَنا أَسْعَرْ عليهم وأُثْقِب واليَسْتَعُورُ الذي في شِعْرِ عُرْوَةَ موضع ويقال شَجَرٌ

سعبر
السَّعْبَرُ والسَّعْبَرَةُ البئر الكثيرة الماء قال أَعْدَدْتُ لِلْوِرْدِ إِذا ما هَجَّرا غَرْباً ثَجُوجاً وقَلِيباً سَعْبَرَا وبئر سَعْبَرٌ وماء سَعْبَرٌ كثير وسِعْرٌ سَعْبَرٌ رخِيصٌ وخرج العجاج يريد اليمامة فاستقبله جرير ابن الخَطَفَى فقال له أَين تريد ؟ قال أُريد اليمامة قال تجد بها نبيذاً خِضْرِماً وسِعْراً سَعْبَراً وأَخرج من الطعام سَعَابِرَهُ وكَعَابِرَهُ وهو كل ما يخرج منه من زُوَان ونحوه فَيُرمى به ومر الفرزدق بصديق له فقال ما تشتهي يا أَبا فِرَاس ؟ قال شِوَاءً رَشْرَاشاً ونبيذاً سَعْبَراً وغِناءً يَفْتِقُ السَّمْعَ الرشراش الذي يَقْطُرُ والسَّعْبَرُ الكثير

سعتر
الجوهري السَّعْتَرُ نبت وبعضهم يكتبه بالصاد وفي كتب الطب لئلا يلتبس بالشعير والله تعالى أَعلم

سغر
ابن الأَعرابي السَّغْرُ النَّفْيُ وقد سَغَرَهُ
( * قوله « وقد سغره » من باب منع كما في القاموس ) إِذا نفاه

سفر
سَفَرَ البيتَ وغيره يَسْفِرُه سَفْراً كنسه والمِسْفَرَةُ المِكْنَسَةُ وأَصله الكشف والسُّفَارَةُ بالضم الكُنَاسَةُ وقد سَفَرَه كَشَطَه وسَفَرَت الريحُ الغَيْمَ عن وجه السماء سَفراً فانْسَفَرَ فَرَّقَتْه فتفرق وكشطته عن وجه السماء وأَنشد سَفَرَ الشَّمَالُ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا الجوهري والرياح يُسافِرُ بعضها بعضاً لأَن الصَّبَا تَسْفِرُ ما أَسْدَتْهُ الدَّبُورُ والجَنُوبُ تُلْحِمُه والسَّفير ما سقط من ورق الشجر وتَحَاتَّ وسَفَرَتِ الريحُ الترابَ والوَرَقَ تَسْفِرُه سَفْراً كنسته وقيل ذهبت به كُلَّ مَذْهَبٍ والسَّفِيرُ ما تَسْفِرُه الريح من الورق ويقال لما سقط من ورق العُشْبِ سَفِيرٌ لأَن الريح تَسْفِرُه أَي تكنُسه قال ذو الرمة وحائل من سَفِيرِ الحَوْلِ جائله حَوْلَ الجَرَائم في أَلْوَانِه شُهَبُ يعني الورق تغير لونه فحال وابيض بعدما كان أَخضر ويقال انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه من الشعر إِذا صار أَجْلَحَ والانْسِفارُ الانْحسارُ يقال انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه من الشعَر وفي حديث النخعي أَنه سَفَرَ شعره أَي استأْصله وكشفه عن رأْسه وانْسَفَرَت الإِبل إِذا ذهبت في الأَرض والسَّفَرُ خلاف الحَضَرِ وهو مشتق من ذلك لما فيه من الذهاب والمجيء كما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء والجمع أَسفار ورجل سافرٌ ذو سَفَرٍ وليس على الفِعْل لأَنه لم يُرَ له فِعْلٌ وقومٌ سافِرَةٌ وسَفْرٌ وأَسْفَارٌ وسُفَّارٌ وقد يكون السَّفْرُ للواحد قال عُوجي عَلَيَّ فإِنَّني سَفْرُ والمُسافِرُ كالسَّافِر وفي حديث حذيفة وذكر قوم لوط فقال وتُتُبّعَتْ أَسْفَارُهم بالحجارة يعني المُسافِرَ منهم يقول رُمُوا بالحجارة حيث كانوا فَأُلْحِقُوا بأَهل المدينة يقال رجل سَفْرٌ وقوم سَفْرٌ ثم أَسافر جمع الجمع وقال الأَصمعي كثرت السَّافِرَةُ بموضع كذا أَي المسافرون قال والسَّفْر جمع سافر كما يقال شارب وشَرْبٌ ويقال رجل سافِرٌ وسَفْرٌ أَيضاً الجوهري السَّفَرُ قطع المسافة والجمع الأَسفار والمِسْفَرُ الكثير الأَسفار القويُّ عليها قال لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّي مِسْفَرا شَيْخاً بَجَالاً وغلاماً حَزْوَرا والأُنثى مِسْفَرَةٌ قال الأَزهري وسمي المُسافر مُسافراً لكشفه قِناع الكِنِّ عن وجهه ومنازلَ الحَضَر عن مكانه ومنزلَ الخَفْضِ عن نفسه وبُرُوزِهِ إِلى الأَرض الفَضاء وسمي السَّفَرُ سَفَراً لأَنه يُسْفِرُ عن وجوه المسافرين وأَخلاقهم فيظهر ما كان خافياً منها ويقال سَفَرْتُ أَسْفُرُ
( * قوله « سفرت أسفر » من باب طلب كما في شرح القاموس ومن باب ضرب كما في المصباح والقاموس ) سُفُوراً خرجت إِلى السَّفَر فأَنا سافر وقوم سَفْرٌ مثل صاحب وصحب وسُفَّار مثل راكب وركَّاب وسافرت إِلى بلد كذا مُسافَرَة وسِفاراً قال حسان لَوْلا السِّفارُ وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَةً لَتَرَكْتُها تَحْبُو على العُرْقُوبِ وفي حديث المسح على الخفين أَمرنا إِذا كنا سَفْراً أو مسافرين الشك من الراوي في السَّفْر والمسافرين والسَّفْر جمع سافر والمسافرون جمع مسافر والسَّفْر والمسافرون بمعنى وفي الحديث أَنه قال لأَهل مكة عام الفتح يا أَهل البلد صلوا أَربعاً فأَنا سَفْرٌ ويجمع السَّفْر على أَسْفارٍ وبعير مِسْفَرٌ قويّ على السفَر وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر بن تولب أَجَزْتُ إِلَيْكَ سُهُوبَ الفلاةِ وَرَحْلي على جَمَلٍ مِسْفَرِ وناقةٌ مِسْفَرة ومِسْفار كذلك قال الأَخطل ومَهْمَهٍ طَامِسٍ تُخْشَى غَوائلُه قَطَعْتُه بِكَلُوءِ العَيْنِ مِسْفارِ وسمى زهير البقرةَ مُسافِرةً فقال كَخَنْسَاءُ سَفْعاءِ المِلاطَيْنِ حُرَّةٍ مُسافِرَةٍ مَزْؤُودَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ ويقال للثور الوحشي مسافر وأَماني وناشط وقال كأَنها بَعْدَما خَفَّتْ ثَمِيلَتُها مُسافِرٌ أَشْعَثُ الرَّوْقَيْنِ مَكْحُولُ والسَّفْرُ الأَثر يبقى على جلد الإِنسان وغيره وجمعه سُفُورٌ وقال أَبو وَجْزَة لقد ماحتْ عليكَ مُؤَبَّدَاتٌ يَلُوح لهنَّ أَنْدَابٌ سُفُورُ وفرس سافِرُ اللحم أَي قليله قال ابن مقبل لا سافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ ولا هَبِجٌ كَاسِي العظامِ لطيفُ الكَشْحِ مَهْضُومُ التهذيب ويقال سافرَ الرجلُ إِذا مات وأَنشد زعمَ ابنُ جدعانَ بنِ عَمْ رٍو أَنَّه يوماً مُسافِرْ والمُسَفَّرَة كُبَّةُ الغَزْلِ والسُّفرة بالضم طعام يتخذ للمسافر وبه سميت سُفرة الجلد وفي حديث زيد بن حارثة قال ذبحنا شاة فجعلناها سُفْرَتَنا أَو في سُفْرتنا السُّفْرَة طعام يتخذه المسافر وأَكثر ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إِليه وسمي به كما سميت المزادة راوية وغير ذلك من الأَسماء المنقولة فالسُّفْرَة في طعام السَّفَر كاللُّهْنَةِ للطعام الذي يؤكل بُكرة وفي حديث عائشة صنعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأَبي بكر سُفْرَةً في جراب أَي طعاماً لما هاجر هو وأَبو بكر رضي الله عنه غيره السُّفرة التي يؤكل عليها سُميت سُفْرَةً لأَنها تنبسط إِذا أَكل عليها والسَّفَار سفار البعير وهي حديدة توضع على أَنف البعير فيخطم بها مكانَ الحَكَمَة من أَنف الفرس وقال اللحياني السِّفار والسِّفارة التي تكون على أَنف البعير بمنزلة الحَكَمَة والجمع أَسْفِرَة وسُفْرٌ وسَفائر وقد سَفَرَه بغير أَلفٍ يَسْفِره سَفْراً وأَسْفَره عنه إِسْفَاراً وسَفَّره التشديد عن كراع الليث السِّفار حبل يشد طرفه على خِطام البعير فَيُدَارُ عليه ويجعل بقيته زِماماً قال وربما كان السِّفار من حديد قال الأَخطل ومُوَقَّع أَثَرُ السِّفار بِخَطْمِهِ منْ سُودِ عَقَّةَ أَوْ بَنِي الجَوَّالِ قال ابن بري صوابه وموقعٍ مخفوض على إِضمار رب وبعده بَكَرَتْ عَليَّ به التِّجَارُ وفَوْقَه أَحْمَالُ طَيِّبَة الرِّياح حَلالُ أَي رب جمل موقع أَي بظهره الدبَرُ والدَّبَرُ من طول ملازمة القنَب ظهرَه أُسْنِيَ عليه أَحمال الطيب وغيرها وبنو عقة من النمر بن قاسط وبنو الجوَّال من بني تغلب وفي الحديث فوضع يده على رأْس البعير ثم قال هاتِ السِّفارَ فأَخذه فوضعه في رأْسه قال السِّفار الزمام والحديدة التي يخطم بها البعير ليذل وينقاد ومنه الحديث ابْغِني ثلاث رواحل مُسْفَرَات أَي عليهن السِّفار وإِن روي بكسر الفاء فمعناه القوية على السَّفر يقال منه أَسْفَر البعيرُ واسْتَسْفَرَ ومنه حديث الباقر تَصَدَّقْ بِحَلال يدك وسَفْرِها هو جمع السِّفار وحديث ابن مسعود قال له ابن السَّعْدِيِّ خرجتُ في السحر أَسْفِرُ فرساً لي فمررت بمسجد بني حنيفة أَراد أَنه خرج يُدَمِّنُه على السَّيْرِ ويروضه ليقوى على السَّفَر وقيل هو من سفرت البعير إِذا رعيته السَّفِيرَ وهو أَسافل الزرع ويروى بالقاف والدال وأَسْفَرَتِ الإِبلُ في الأَرض ذهبت وفي حديث معاذ قال قرأْت على النبي صلى الله عليه وسلم سَفْراً سَفْراً فقال هكذا فَاقْرَأْ جاء في الحديث تفسيره هَذّاً هَذّاً قال الحربي إِن صح فهو من السُّرعة والذهاب من أَسفرت الإِبل إِذا ذهبت في الأَرض قال وإِلاَّ فلا أَعلم وجهه والسَّفَرُ بياض النهار قال ذو الرمة ومَرْبُوعَةٍ رِبْعِيَّةٍ قد لَبَأْتُها بِكَفَّيِّ مِنْ دَوِّيَّةٍ سَفَراً سَفْرا يصف كَمْأَةً مَرْبُوعَةً أَصابها الربيع ربعية منسوبة إِلى الربيع لبأْتها أَطعمتهم إِياها طرية الاجتناء كاللِّبَا من اللبن وهو أَبكره وأَوّله وسَفَراً صباحاً وسَفْراً يعني مسافرين وسَفَرَِ الصبحُ وأَسْفَرَ أَضاء وأَسْفَرَ القومُ أَصبحوا وأَسفر أَضاء قبل الطلوع وسَفَرَ وجهُه حُسْناً وأَسْفَرَ أَشْرَقَ وفي التنزيل العزيز وُجُوهٌ يومئذ مُسْفِرَةٌ قال الفراء أَي مشرقة مضيئة وقد أَسْفَرَ الوَجْهُ وأَسْفَرَ الصبح قال وإِذا أَلقت المرأَةُ نِقَابها قيل سَفَرَتْ فهي سافِرٌ بغير هاء ومَسَافِرُ الوجه ما يظهر منه قال امرؤ القيس وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ ولقيته سَفَراً وفي سَفَرٍ أَي عند اسفرار الشمس للغروب قال ابن سيده كذلك حكي بالسين ابن الأَعرابي السَّفَرُ الفجر قال الأَخطل إِنِّي أَبِيتُ وَهَمُّ المَرءِ يَبْعَثُه مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ حتى يُفْرِجَ السَّفَرُ يريد الصبح يقول أَبيت أَسري إِلى انفجار الصبح وسئل أَحمد بن حنبل عن الإِسْفارِ بالفجر فقال هو أَن يُصْبِحَ الفَجْرُ لا يُشَكُّ فيه ونحو ذلك قال إِسحق وهو قول الشافعي وذويه وروي عن عمر أَنه قال صلاة المغرب والفجَاجُ مُسْفِرَةٌ قالأَبو منصور معناه أَي بَيِّنَةٌ مُبْصَرَةٌ لا تخفى وفي الحديث صلاة المغرب يقال لها صلاة البَصَر لأَنها تؤدّى قبل ظلمة الليل الحائلة بين الأَبصار والشخوص والسَّفَرُ سَفَرانِ سَفَرُ الصبح وسَفَرُ المَسَاء ويقال لبقية بياض النهار بعد مغيب الشمس سَفَرٌ لوضوحه ومنه قول الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرى سَفَرا ولم تَرَ فيها مَطَرا أَراد طلوعها عِشاء وَسَفَرَتِ المرأَة وجهها إِذا كشف النِّقابَ عن وجهها تَسْفِرُ سُفُوراً ومنه سَفَرْتُ بين القوم أَسْفِرُ سَِفَارَةً أَي كشفت ما في قلب هذا وقلب هذا لأُصلح بينهم وسَفَرَتِ المرأَةُ نِقابَها تَسْفِرُهُ سُفُوراً فهي سافِرَةٌ جَلَتْه والسَّفِيرُ الرَّسول والمصلح بين القوم والجمع سُفَراءُ وقد سَفَرَ بينهم يَسْفِرُ سَفْراً وسِفارة وسَفارة أَصلح وفي حديث عليّ أَنه قال لعثمان إِن الناس قد اسْتَسْفَرُوني بينك وبينهم أَي جعلوني سفيراً وهو الرسول المصلح بين القوم يقال سَفَرْتُ بين القوم إِذا سَعَيْتَ بينهم في الإصلاح والسِّفْرُ بالكسر الكتاب وقيل هو الكتاب الكبير وقيل هو جزء من التوراة والجمع أَسْفارٌ والسَّفَرَةُ الكَتَبَةُ واحدهم سافِرٌ وهو بالنَّبَطِيَّةِ سافرا قال الله تعالى بِأَيْدِي سَفرَةٍ وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً وقوله عز وجل كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً قال الزجاج فب الأَسفار الكتب الكبار واحدها سِفْرٌ أَعْلَمَ اللهُ تعالى أَن اليهود مَثَلُهم في تركهم استعمالَ التوراة وما فيها كَمَثَلِ الحمارُ يُحْمَل عليه الكتب وهو لا يعرف ما فيها ولا يعيها والسَّفَرَةُ كَتَبَة الملائكة الذين يحصون الأَعمال قال ابن عرفة سميت الملائكة سَفَزَةً لأَنهم يَسْفِرُونَ بين الله وبين أَنبيائه قال أَبو بكر سموا سَفَرَةً لأَنهم ينزلون بوحي الله وبإِذنه وما يقع به الصلاح بين الناس فشبهوا بالسُّفَرَاءِ الذين يصلحون بين الرجلين فيصلح شأْنهما وفي الحديث مَثَلُ الماهِرِ بالقرآن مَثَلُ السَّفَرَةِ هم الملائكة جمع سافر والسافِرُ في الأَصل الكاتب سمي به لأَنه يبين الشيء ويوضحه قال الزجاج قيل للكاتب سافر وللكتاب سِفْرٌ لأَن معناه أَنه يبين الشيء ويوضحه ويقال أَسْفَرَ الصبح إِذا انكشف وأَضاء إِضاءة لا يشك فيه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم أَسْفِرُوا بالفجر فإِنه أَعظم للأَجْرِ يقول صلوا صلاة الفجر بعدما يتبين الفجر ويظهر ظهوراً لا ارتياب فيه وكل من نظر إِليه عرف أَنه الفجر الصادق وفي الحديث أَسْفِرُوا بالفجر أَي صلوا صلاة الفجر مُسْفِرين ويقال طَوِّلُوها إِلى الإِسْفارِ قال ابن الأَثير قالوا يحتمل أَنهم حين أَمرهم بتغليس صلاة الفجر في أَول وقتها كانوا يصلونها عند الفجر الأَوَّل حرصاً ورغبة فقال أَسْفِرُوا بها أَي أَخروها إِلى أَن يطلع الفجر الثاني وتتحققوه ويقوّي ذلك أَنه قال لبلال نَوِّرْ بالفجْرِ قَدْرَ ما يبصر القوم مواقع نَبْلِهِم وقيل الأَمر بالإِسْفارِ خاص في الليالي المُقْمِرَة لأَن أَوَّل الصبح لا يتبين فيها فأُمروا بالإِسفار احتياطاً ومنه حديث عمر صلوا المغرب والفِجاجُ مُسْفِرَةٌ أَي بينة مضيئة لا تخفى وفي حديث عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ كان يأْتينا بلال يُفْطِرُنا ونحن مُسْفِرُون جِدّاً ومنه قولهم سفرت المرأَة وفي التنزيل العزيز بأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ قال المفسرون السَّفَرَةُ يعني الملائكة الذين يكتبون أَعمال بني آدم واحدهم سافِرٌ مثل كاتِبٍ وكَتَبَةٍ قال أَبو إِسحق واعتباره بقوله كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون وقول أَبي صخر الهذلي لِلَيْلَى بذاتِ البَيْنِ دارٌ عَرَفْتُها وأُخْرَى بذاتِ الجَيْشِ آياتُها سَفْرُ قال السكري دُرِسَتْ فصارت رسومها أَغفالاً قال ابن جني ينبغي أَن يكون السَّفْرُ من قولهم سَفَرْتُ البيت أَي كنسته فكأَنه من كنست الكتابة من الطِّرْس وفي الحديث أَن عمر رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو أَمرت بهذا البيت فَسُفِرَ قال الأَصمعي أَي كُنِسَ والسَّافِرَة أُمَّةٌ من الروم وفي حديث سعيد بن المسيب لولا أَصواتُ السَّافِرَةِ لسمعتم وَجْبَةَ الشمس قال والسافرة أُمة من الروم
( * قوله « أمة من الروم » قال في النهاية كأَنهم سموا بذلك لبعدهم وتوغلهم في المغرب والوجبة الغروب يعني صوته فحذف المضاف ) كذا جاء متصلاً بالحديث ووجبة الشمس وقوعها إِذا غربت وسَفَارِ اسم ماء مؤنثة معرفة مبنية على الكسر الجوهري وسَفَارِ مثل قَطامِ اسم بئر قال الفرزدق متى ما تَرِدْ يوماً سَفَارِ نَجِدْ بهَا أُدَيْهِمَ يَرْمِي المُسْتَحِيزَ المُعَوَّرَا وسُفَيْرَةُ هَضْبَةٌ معروفة قال زهير بكتنا أَرضنا لما ظعنَّا سفيرة والغيام
( * كذا بياض بالأَصل ولم نجد هذا البيت في ديوان زهير )

سفسر
السِّفْسِيرُ الفَيْجُ والتابِعُ ونحوه ابن سيده السِّفْسِيرُ الذي يقوم على الناقة قال أَوْسُ بن حَجَرٍ وفَارَقَتْ وَهْي لَمْ تَجْرَبْ وباعَ لَها مِنَ الفَصَافِصِ بالنمِّيِّ سِفْسِيرُ وقيل هو الذي يقوم على الإِبل ويصلح شأْنها وقيل هو السمسار قال الأَزهري وهو معرّب وقيل هو القيم بالأَمر المصلح له وأَنكر أَن يكون بَيَّاعَ القَتِّ وفي التهذيب قال الأَصمعي في قول النابغة وفارقت وهي لم تجرب
( البيت ) قال باع لها اشترى لها سفسير يعني السمسار وقال المؤرِّج السفسير العَبْقَرِيُّ وهو الحاذق بِصِناعَتِه من قوم سَفاسِرة وعَباقِرَة ويقال للحاذق بأَمر الحَديد سِفْسِيرٌ قال حميد بن ثور بَرَتْهُ سَفَاسِيرُ الحَدِيدِ فَجَرَّدَتْ وَقِيعَ الأَعالي كانَ في الصَّوْتِ مُكْرِمَا قال ابن الأَعرابي السِّفْسِيرُ القَهْرَمانُ في قول أَوس والسفسير الحُزْمَةُ من حُزَمِ الرَّطْبَة التي تعلفها الإِبل وأَصل ذلك فارسي وفي حديث أَبي طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم فَإِنِّي والسَّوابِحَ كُلَّ يَوْمٍ وما تَتْلو السَّفاسِرَةُ الشُّهُودُ السفاسرة أَصحاب الأَسفار وهي الكتب

سقر
السَّقْرُ من جوارح الطير معروف لغة في الصَّقْرِ والزَّقْرُ الصَّقْرُ مضارعة وذلك لأَن كلباً تقلب السين مع القاف خاصة زاياً ويقولن في مَسّ سَقَر مس زقر وشاة زَقْعَاء في سَقْعَاء والسَّقْرُ البُعْدُ وسَقَرَت الشمسُ تَسْقُرُهُ سَقْراً لوَّحَتْه وآلمت دماغه بحرّها وسَقَرَاتُ الشمس شدّة وَقْعِها ويوم مُسْمَقِرٌّ ومُصْمَقِرٌّ شديد الحر وسَقَرُ اسم من أَسماء جهنم مشتق من ذلك وقيل هي من البعد وعامة ذلك مذكور في صَقَر بالصاد وفي الحديث في ذكر النار سماها سَقَرَ هو اسم أَعجمي علم النار الآخرة قال الليث سقر اسم معرفة للنار نعوذ بالله من سقر وهكذا قرئ ما سَلَكَكُمْ في سَقَر غير منصرف لأَنه معرفة وكذلك لَظَى وجهنم أَبو بكر في السقر قولان أَحدهما أَن نار الآخرة سميت سقر لا يعرف له اشتقاق ومنع الإِجراء التعريف والعجمة وقيل سميت النار سقر لأَنها تذيب الأَجسام والأَرواح والاسم عربي من قولهم سقرته الشمس أَي أَذابته وأَصابه منها ساقُور والسَّاقور أَيضاً حديدة تحمى ويكوى بها الحمار ومن قال سقر اسم عربي قال منعه الإِجراء لأَنه معرفة مؤنث قال الله تعالى لا تبقي ولا تذر والسَّقَّارُ اللَّعَّانُ الكافر بالسين والصاد وهو مذكور في موضعه الأَزهري في ترجمة صقر الصَّقَّارُ النَّمَّامُ وروى بسنده عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسكن مكة سَاقُور ولا مَشَّاءٌ بنميم وروي أَيضاً في السَّقَّار والصَّقَّار اللَّعَّان وقيل اللَّعَّان لمن لا يستحق اللعن سمي بذلك لأَنه يضرب الناس بلسانه من الصَّقْرِ وهو ضربك الصخرة بالصَّاقُور وهو المِعْوَلُ وجاء ذكر السَّقَّارِينَ في حديث آخر وجاء تفسيره في الحديث أَنهم الكذابون قيل سموا به لخبث ما يتكلمون وروى سهل بن معاذ عن أَبيه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال الأُمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث ما لم يقبض منهم العلم ويكثر فيهم الخُبْثُ وتظهر فيهم السَّقَّارَةُ قالوا وما السَّقَّارَةُ يا رسول الله ؟ قال بَشَرٌ يكونون في آخر الزمان يكون تَحِيَّتُهم بينهم إِذا تَلاقَوا التَّلاعُنَ وفي رواية يظهر فيهم السَّقَّارُونَ

سقطر
سُقُطْرَى موضع يمدّ ويقصر فإِذا نسبت إِليه بالقصر قلت سُقُطْرِيٌّ وإِذا نسبت بالمد قلت سُقُطْراوِيٌّ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة

سقعطر
السَّقَعْطَرَى النِّهَايَةُ في الطول وقال ابن سيده من الناس والإِبل لا يكون أَطول منه والسَّقَعْطَرِيُّ الضَّخْمُ الشديد البطش الطويل من الرجال

سكر
السَّكْرَانُ خلاف الصاحي والسُّكْرُ نقيض الصَّحْوِ والسُّكْرُ ثلاثة سُكْرُ الشَّبابِ وسُكْرُ المالِ وسُكْرُ السُّلطانِ سَكِرَ يَسْكَرُ سُكْراً وسُكُراً وسَكْراً وسَكَراً وسَكَرَاناً فهو سَكِرٌ عن سيبويه وسَكْرانُ والأُنثى سَكِرَةٌ وسَكْرَى وسَكْرَانَةٌ الأَخيرة عن أَبي علي في التذكرة قال ومن قال هذا وجب عليه أَن يصرف سَكْرَانَ في النكرة الجوهري لغةُ بني أَسد سَكْرَانَةٌ والاسم السُّكْرُ بالضم وأَسْكَرَهُ الشَّرَابُ والجمع سُكَارَى وسَكَارَى وسَكْرَى وقوله تعالى وترى الناسَ سُكَارَى وما هم بِسُكَارَى وقرئ سَكْرَى وما هم بِسَكْرَى التفسير أَنك تراهم سُكَارَى من العذاب والخوف وما هم بِسُكَارَى من الشراب يدل عليه قوله تعالى ولكنَّ عذاب الله شديد ولم يقرأْ أَحد من القراء سَكَارَى بفتح السين وهي لغة ولا تجوز القراءة بها لأَن القراءة سنَّة قال أَبو الهيثم النعت الذي على فَعْلاَنَ يجمع على فُعَالى وفَعَالى مثل أَشْرَان وأُشَارى وأَشَارى وغَيْرَانَ وقوم غُيَارَى وغَيَارَى وإِنما قالوا سَكْرَى وفَعْلى أَكثر ما تجيء جمعاً لفَعِيل بمعنى مفعول مثل قتيل وقَتْلى وجريح وجَرْحَى وصريع وصَرْعَى لأَنه شبه بالنَّوْكَى والحَمْقَى والهَلْكَى لزوال عقل السَّكْرَانِ وأَما النَّشْوَانُ فلا يقال في جمعه غير النَّشَاوَى وقال الفرّاء لو قيل سَكْرَى على أَن الجمع يقع عليه التأْنيث فيكون كالواحدة كان وجهاً وأَنشد بعضهم أَضْحَتْ بنو عامرٍ غَضْبَى أُنُوفُهُمُ إِنِّي عَفَوْتُ فَلا عارٌ ولا باسُ وقوله تعالى لا تَقْرَبُوا الصلاة وأَنتم سُكارَى قال ثعلب إِنما قيل هذا قبل أَن ينزل تحريم الخمر وقال غيره إِنما عنى هنا سُكْرَ النَّوْمِ يقول لا تقربوا الصلاة رَوْبَى ورَجُلٌ سِكِّيرٌ دائم السُّكر ومِسْكِيرٌ وسَكِرٌ وسَكُورٌ كثير السُّكْرِ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد لعمرو ابن قميئة يا رُبَّ مَنْ أَسْفاهُ أَحلامُه أَن قِيلَ يوماً إِنَّ عَمْراً سَكُورْ وجمع السَّكِر سُكَارَى كجمع سَكرْان لاعتقاب فَعِلٍ وفَعْلان كثيراً على الكلمة الواحدة ورجل سِكِّيرٌ لا يزال سكرانَ وقد أَسكره الشراب وتساكَرَ الرجلُ أَظهر السُّكْرَ واستعمله قال الفرزدق أَسَكْرَان كانَ ابن المَرَاغَةِ إِذا هجا تَمِيماً بِجَوْفِ الشَّامِ أَم مُتَساكِرُ ؟ تقديره أَكان سكران ابن المراغة فحذف الفعل الرافع وفسره بالثاني فقال كان ابن المراغة قال سيبويه فهذا إِنشاد بعضهم وأَكثرهم ينصب السكران ويرفع الآخر على قطع وابتداء يريد أَن بعض العرب يجعل اسم كان سكران ومتساكر وخبرها ابن المراغة وقوله وأَكثرهم ينصب السكران ويرفع الآخر على قطع وابتداء يريد أَن سكران خبر كان مضمرة تفسيرها هذه المظهرة كأَنه قال أَكان سكران ابن المراغة كان سكران ويرفع متساكر على أَنه خبر ابتداء مضمر كأَنه قال أَم هو متساكر وقولهم ذهب بين الصَّحْوَة والسَّكْرَةِ إِنما هو بين أَن يعقل ولا يعقل والمُسَكَّرُ المخمور قال الفرزدق أَبا حاضِرٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُهُ ومَنْ يَشرَبِ الخُرْطُومَ يُصْبِحْ مُسَكَّرا وسَكْرَةُ الموت شِدَّتُهُ وقوله تعالى وجاءت سَكْرَةُ الموت بالحق سكرة الميت غَشْيَتُه التي تدل الإِنسان على أَنه ميت وقوله بالحق أَي بالموت الحق قال ابن الأَعرابي السَّكْرَةُ الغَضْبَةُ والسَّكْرَةُ غلبة اللذة على الشباب والسَّكَرُ الخمر نفسها والسَّكَرُ شراب يتخذ من التمر والكَشُوثِ والآسِ وهو محرّم كتحريم الخمر وقال أَبو حنيفة السَّكَرُ يتخذ من التمر والكُشُوث يطرحان سافاً سافاً ويصب عليه الماء قال وزعم زاعم أَنه ربما خلط به الآس فزاده شدّة وقال المفسرون في السَّكَرِ الذي في التنزيل إِنه الخَلُّ وهذا شيء لا يعرفه أَهل اللغة الفراء في قوله تتخذون منه سَكَراً ورزقاً حسناً قال هو الخمر قبل أَن يحرم والرزق الحسن الزبيب والتمر وما أَشبهها وقال أَبو عبيد السَّكَرُ نقيع التمر الذي لم تمسه النار وكان إِبراهيم والشعبي وأَبو رزين يقولون السَّكَرُ خَمْرٌ وروي عن ابن عمر أَنه قال السَّكَرُ من التمر وقال أَبو عبيدة وحده السَّكَرُ الطعام يقول الشاعر جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الكِرامِ سَكَرا أَي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لك وقال الزجاج هذا بالخمر أَشبه منه بالطعام المعنى جعلت تتخمر بأَعراض الكرام وهو أَبين مما يقال للذي يَبْتَرِكُ في أَعراض الناس وروى الأَزهري عن ابن عباس في هذه الآية قال السَّكَرُ ما حُرِّمَ من ثَمَرَتها والرزق ما أُحِلَّ من ثمرتها ابن الأَعرابي السَّكَرُ الغَضَبُ والسَّكَرُ الامتلاء والسَّكَرُ الخمر والسَّكَرُ النبيذ وقال جرير إِذا رَوِينَ على الخِنْزِيرِ مِن سَكَرٍ نادَيْنَ يا أَعْظَمَ القِسِّينَ جُرْدَانَا وفي الحديث حرمت الخمرُ بعينها والسَّكَرُ من كل شراب السَّكَر بفتح السين والكاف الخمر المُعْتَصَرُ من العنب قال ابن الأَثير هكذا رواه الأَثبات ومنهم من يرويه بضم السين وسكون الكاف يريد حالة السَّكْرَانِ فيجعلون التحريم للسُّكْرِ لا لنفس المُسْكِرِ فيبيحون قليله الذي لا يسكر والمشهور الأَول وقيل السكر بالتحريك الطعام وأَنكر أَهل اللغة هذا والعرب لا تعرفه وفي حديث أَبي وائل أَن رجلاً أَصابه الصَّقَرُ فَبُعِثَ له السَّكَرُ فقال إِن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم والسَّكَّار النَّبَّاذُ وسَكْرَةُ الموت غَشْيَتُه وكذلك سَكْرَةُ الهَمِّ والنوم ونحوهما وقوله فجاؤونا بِهِمْ سُكُرٌ علينا فَأَجْلَى اليومُ والسَّكْرَانُ صاحي أَراد سُكْرٌ فأَتبع الضم الضم ليسلم الجزء من العصب ورواه يعقوب سَكَرٌ وقال اللحياني ومن قال سَكَرٌ علينا فمعناه غيظ وغضب ابن الأَعرابي سَكِرَ من الشراب يَسْكَرُ سُكْراً وسَكِرَ من الغضب يَسْكَرُ سَكَراً إِذا غضب وأَنشد البيت وسُكِّرَ بَصَرُه غُشِيَ عليه وفي التنزيل العزيز لقالوا إِنما سُكِّرَتْ أَبصارُنا أَي حُبِسَتْ عن النظر وحُيِّرَتْ وقال أَبو عمرو بن العلاء معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ وقرأَها الحسن مخففة وفسرها سُحِرَتْ التهذيب قرئ سُكِرت وسُكِّرت بالتخفيف والتشديد ومعناهما أُغشيت وسُدّت بالسِّحْرِ فيتخايل بأَبصارنا غير ما نرى وقال مجاهد سُكِّرَتْ أَبصارنا أَي سُدَّت قال أَبو عبيد يذهب مجاهد إِلى أَن الأَبصار غشيها ما منعها من النظر كما يمنع السَّكْرُ الماء من الجري فقال أَبو عبيدة سُكِّرَتْ أَبصار القوم إِذا دِيرَ بِهِم وغَشِيَهُم كالسَّمادِيرِ فلم يُبْصِرُوا وقال أَبو عمرو بن العلاء سُكِّرَتْ أَبصارُنا مأْخوذ من سُكْرِ الشراب كأَن العين لحقها ما يلحق شارب المُسكِرِ إِذا سكِرَ وقال الفراء معناه حبست ومنعت من النظر الزجاج يقال سَكَرَتْ عَيْنُه تَسْكُرُ إِذا تحيرت وسَكنت عن النظر وسكَرَ الحَرُّ يَسْكُرُ وأَنشد جاء الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ وجَعَلَتْ عينُ الحَرُورِ تَسْكُرُ قال أَبو بكر اجْثَأَلَّ معناه اجتمع وتقبَّض والتَّسْكِيرُ للحاجة اختلاط الرأْي فيها قبل أَن يعزم عليها فإِذا عزم عليها ذهب اسم التكسير وقد سُكِرَ وسَكِرَ النَّهْرَ يَسْكُرُه سَكْراً سَدَّفاه وكُلُّ شَقٍّ سُدَّ فقد سُكِرَ والسِّكْرُ ما سُدَّ بِهِ والسَّكْرُ سَدُّ الشق ومُنْفَجِرِ الماء والسِّكْرُ اسم ذلك السِّدادِ الذي يجعل سَدّاً للشق ونحوه وفي الحديث أَنه قال للمستحاضة لما شكت إليه كثرة الدم اسْكُرِيه أَي سُدِّيه بخرقة وشُدِّيه بعضابة تشبيهاً بِسَكْر الماء والسَّكْرُ المصدر ابن الأَعرابي سَمَرْتُه ملأته والسِّكْرُ بالكسر العَرِمُ والسِّكْرُ أَيضاً المُسَنَّاةُ والجمع سُكُورٌ وسَكَرَتِ الريحُ تَسْكُرُ سُكُوراً وسَكَراناً سكنت بعد الهُبوب وليلةٌ ساكِرَةٌ ساكنة لا ريح فيها قال أَوْسُ بن حَجَرٍ تُزَادْ لَياليَّ في طُولِها فَلَيْسَتُ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَهْ وفي التهذيب قال أَوس جَذَلْتُ على ليلة ساهِرَهْ فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكرهْ أَبو زيد الماء السَّاكِرُ السَّاكِنُ الذي لا يجري وقد سَكَر سُكُوراً وسُكِرَ البَحْرُ رَكَدَ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة بحر يَقِيءُ زَعْبَ الحَرِّ حِينَ يُسْكَرُ كذا أَنشده يسكر على صيغة فعل المفعول وفسره بيركد على صيغة فعل الفاعل والسُّكَّرُ من الحَلْوَاءِ فارسي معرَّب قال يكونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ في فَمِهِ مِثْلَ عصير السُّكَّرِ والسُّكَّرَةُ الواحدة من السُّكَّرِ وقول أَبي زياد الكلابي في صفة العُشَرِ وهو مُرُّ لا يأْكله شيء ومَغافِيرهِ سُكَّرٌ إِنما أَراد مثل السُّكَّرِ في الحلاوةِ وقال أَبو حنيفة والسُّكَّرُ عِنَبٌ يصيبه المَرَقُ فينتثر فلا يبقى في العُنْقُودِ إِلاَّ أَقله وعناقِيدُه أَوْساطٌ هو أَبيض رَطْبٌ صادق الحلاوة عَذْبٌ من طرائف العنب ويُزَبَّبُ أَيضاً والسَّكْرُ بَقْلَةٌ من الأَحرار عن أَبي حنيفة قال ولم يَبْلُغْنِي لها حِلْيَةٌ والسَّكَرَةُ المُرَيْرَاءُ التي تكون في الحنطة والسَّكْرَانُ موضع قال كُثيِّر يصف سحاباً وعَرَّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ وارْتَكَى يجرُّ كما جَرَّ المَكِيثَ المُسافِرُ والسَّيْكَرَانُ نَبْتٌ قال وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِيَّةٍ من النَّبْتِ إِلاَّ سَيْكَراناً وحُلَّبَا قال أَبو حنيفة السَّيْكَرانُ مما تدوم خُضْرَتُه القَيْظَ كُلَّهُ قال وسأَلت شيخاً من الأَعراب عن السَّيْكَرانِ فقال هو السُّخَّرُ ونحن نأْكله رَطْباً أَيَّ أَكْلٍ قال وله حَبٌّ أَخْضَرُ كحب الرازيانج ويقال للشيء الحارّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَنَ فَوْرُه قد سَكَرَ يَسْكُرُ وسَكَّرَهُ تَسْكِيراً خَنَقَه والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى يكاد يقتله التهذيب روي عن أَبي موسى الأَشعري أَنه قال السُّكُرْكَةُ خمر الحبشة قال أَبو عبيد وهي من الذرة قال الأَزهري وليست بعربية وقيده شمر بخطه السُّكْرُكَةُ الجزم على الكاف والراء مضمومة وفي الحديث أَنه سئل عن الغُبَيْراء فقال لا خير فيها ونهى عنها قال مالك فسأَلت زيد بن أَسلم ما الغبيراء ؟ فقال هي السكركة بضم السين والكاف وسكون الراء نوع من الخمور تتخذ من الذرة وهي لفظة حبشية قد عرّبت وقيل السُّقُرْقَع وفي الحديث لا آكل في سُكُرُّجَة هي بضم السين والكاف والراء والتشديد إِناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ وهي فارسية وأَكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها

سكندر
رأَيت في مسودّات كتابي هذا هذه الترجمة ولم أَدر من أَي جهة نقلتها كان الإِسْكَنْدَرُ والفَرَما أَخوين وهما ولدا فيلبس اليوناني فقال الإِسكندر أَبني مدينة فقيرة إِلى الله عز وجل غنية عن الناس وقال الفرما أَبني مدينة فقيرة إِلى الناس غنية عن الله تعالى فسلط الله على مدينة الفرما الخراب سريعاً فذهب رسمها وعفا أَثرها وبقيت مدينة الإِسكندر إِلى الآن

سمر
السُّمْرَةُ منزلة بين البياض والسواد يكون ذلك في أَلوان الناس والإِبل وغير ذلك مما يقبلها إِلاَّ أَن الأُدْمَةَ في الإِبل أَكثر وحكى ابن الأَعرابي السُّمْرَةَ في الماء وقد سَمُرَ بالضم وسَمِرَ أَيضاً بالكسر واسْمَارَّ يَسْمَارُّ اسْمِيرَاراً فهو أَسْمَرُ وبعير أَسْمَرُ أَبيضُ إِلى الشُّهْبَة التهذيب السُّمْرَةُ لَوْنُ الأَسْمَرِ وهو لون يضرب إِلى سَوَادٍ خَفِيٍّ وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان أَسْمَرَ اللَّوْنِ وفي رواية أَبيضَ مُشْرَباً بِحُمْرَةٍ قال ابن الأَثير ووجه الجمع بينهما أَن ما يبرز إِلى الشمس كان أَسْمَرَ وما تواريه الثياب وتستره فهو أَبيض أَبو عبيدة الأَسْمَرانِ الماءُ والحِنْطَةُ وقيل الماء والريح وفي حديث المُصَرَّاةِ يَرُدُّها ويردّ معها صاعاً من تمر لا سَمْراءَ والسمراء الحنطة ومعنى نفيها أَن لا يُلْزَمَ بعطية الحنطة لأَنها أَعلى من التمر بالحجاز ومعنى إِثباتها إِذا رضي بدفعها من ذات نفسه ويشهد لها رواية ابن عمر رُدَّ مِثْلَيْ لَبَنِها قَمْحاً وفي حديث عليّ عليه السلام فإِذا عنده فَاتُورٌ عليه خُبْزُ السَّمْراءِ وقَناةٌ سَمْراءُ وحنطة سمراء قال ابن ميادة يَكْفِيكَ مِنْ بَعْضِ ازْديارِ الآفاق سَمْرَاءُ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْراق قيل السمراء هنا ناقة أَدماء ودَرَس على هذا راضَ وقيل السمراء الحنطة ودَرَسَ على هذا دَاسَ وقول أَبي صخر الهذلي وقد عَلِمَتْ أَبْنَاءُ خِنْدِفَ أَنَّهُ فَتَاها إِذا ما اغْبَرَّ أَسْمَرُ عاصِبُ إِنما عنى عاماً جدباً شديداً لا مَطَر فيه كما قالوا فيه أَسود والسَّمَرُ ظلُّ القمر والسُّمْرَةُ مأُخوذة من هذا ابن الأَعرابي السُّمْرَةُ في الناس هي الوُرْقَةُ وقول حميد بن ثور إِلى مِثْلِ دُرْجِ العاجِ جادَتْ شِعابُه بِأَسْمَرَ يَحْلَوْلي بها ويَطِيبُ قيل في تفسيره عنى بالأَسمر اللبن وقال ابن الأَعرابي هو لبن الظبية خاصة وقال ابن سيده وأَظنه في لونه أَسمر وسَمَرَ يَسْمُرُ سَمْراً وسُمُوراً لم يَنَمْ وهو سامِرٌ وهم السُّمَّارُ والسَّامِرَةُ والسَّامِرُ اسم للجمع كالجامِلِ وفي التنزيل العزيز مُسْتَكْبِريِنَ به سامِراً تَهْجُرُون قال أَبو إِسحق سامِراً يعني سُمَّاراً والسَّمَرُ المُسامَرَةُ وهو الحديث بالليل قال اللحياني وسمعت العامرية تقول تركتهم سامراً بموضع كذا وجَّهَه على أَنه جمع الموصوف فقال تركتهم ثم أَفرد الوصف فقال سامراً قال والعرب تفتعل هذا كثيراً إِلاَّ أَن هذا إِنما هو إِذا كان الموصوف معرفة تفتعل بمعنى تفعل وقيل السَّامِرُ والسُّمَّارُ الجماعة الذين يتحدثون بالليل والسِّمَرُ حديث الليل خاصة والسِّمَرُ والسَّامِرُ مجلس السُّمَّار الليث السَّامِرُ الموضع الذي يجتمعون للسَّمَرِ فيه وأَنشد وسَامِرٍ طال فيه اللَّهْوُ والسَّمَرُ قال الأَزهري وقد جاءت حروف على لفظ فاعِلٍ وهي جمع عن العرب فمنها الجامل والسامر والباقر والحاضر والجامل للإِبل ويكون فيها الذكور والإِناث والسَّامِرُ الجماعة من الحيّ يَسْمُرُونَ ليلاً والحاضِر الحيّ النزول على الماء والباقر البقر فيها الفُحُولُ والإِناث ورجل سِمِّيرٌ صاحبُ سَمَرٍ وقد سَامَرَهُ والسَّمِيرُ المُسَامِرُ والسَّامِرُ السُّمَّارُ وهم القوم يَسْمُرُون كما يقال للحُجَّاج حَاجٌّ وروي عن أَبي حاتم في قوله مستكبرين به سامراً تهجرون أَي في السَّمَرِ وهو حديث الليل يقال قومٌ سامِرٌ وسَمْرٌ وسُمَّارٌ وسُمَّرٌ والسَّمَرةُ الأُحُدُوثة بالليل قال الشاعر مِنْ دُونِهِمْ إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً عَزْفُ القِيانِ ومَجْلِسٌ غَمْرُ وقيل في قوله سامِراً تهجرون القرآن في حال سَمَرِكُمْ وقرئ سُمَّراً وهو جَمْعُ السَّامر وقول عبيد بن الأَبرص فَهُنْ كَنِبْرَاسِ النَّبِيطِ أَو ال فَرْضِ بِكَفِّ اللاَّعِبِ المُسْمِرِ يحتمل وجهين أَحدهما أَن يكون أَسْمَرَ لغة في سَمَرَ والآخر أَن يكون أَسْمَرَ صار له سَمَرٌ كأَهْزَلَ وأَسْمَنَ في بابه وقيل السَّمَرُ هنا ظل القمر وقال اللحياني معناه ما سَمَرَ الناسُ بالليل وما طلع القمر وقيل السَّمَرُ الظُّلْمَةُ ويقال لا آتيك السَّمَرَ والقَمَرَ أَي ما دام الناس يَسْمُرونَ في ليلة قَمْراءَ وقيل أَي لا آتيك دَوامَهُما والمعنى لا آتيك أَبداً وقال أَبو بكر قولهم حَلَفَ بالسَّمَرِ والقَمَرِ قال الأَصمعي السَّمَرُ عندهم الظلمة والأَصل اجتماعهم يَسْمُرُونَ في الظلمة ثم كثر الاستعمال حتى سموا الظلمة سَمَراً وفي حديث قَيْلَة إِذا جاء زوجها من السَّامِرِ هم القوم الذين يَسْمُرون بالليل أَي يتحدثون وفي حديث السَّمَرِ بعد العشاء الرواية بفتح الميم من المُسامَرة وهي الحديث في الليل ورواه بعضهم بسكون الميم وجعلَه المصدر وأَصل السَّمَرِ لون ضوء القمر لأَنهم كانوا يتحدثون فيه والسَّمَرُ الدَّهْرُ وفلانٌ عند فلان السَّمَرَ أَي الدَّهْرَ والسَّمِيرُ الدَّهْرُ أَيضاً وابْنَا سَمِيرٍ الليلُ والنهارُ لأَنه يُسْمَرُ فيهما ولا أَفعله سَمِيرَ الليالي أَي آخرها وقال الشَّنْفَرَى هُنالِكَ لا أَرْجُو حَياةً تَسُرُّنِي سَمِيرَ اللَّيالي مُبْسَلاَ بالجَرائرِ ولا آتيك ما سَمَرَ ابْنَا سَمِيرٍ أَي الدهرَ كُلَّه وما سَمَرَ ابنُ سَمِيرٍ وما سَمَرَ السَّمِيرُ قيل هم الناس يَسْمُرُونَ بالليل وقيل هو الدهر وابناه الليل والنهار وحكي ما أَسْمَرَ ابْنُ سَمِير وما أَسْمَرَ ابنا سَمِيرٍ ولم يفسر أَسْمَرَ قال ابن سيده ولعلها لغة في سمر ويقال لا آتيك ما اخْتَلَفَ ابْنَا سَمِير أَي ما سُمِرَ فيهما وفي حديث عليٍّ لا أَطُورُ به ما سَمَرَ سَمِيرٌ وروى سَلَمة عن الفراء قال بعثت من يَسْمُر الخبر قال ويسمى السَّمَر به وابنُ سَمِيرٍ الليلة التي لا قمر فيها قال وإِنِّي لَمِنْ عَبْسٍ وإِن قال قائلٌ على رغمِهِ ما أَسْمَرَ ابنُ سَمِيرِ أَي ما أَمكن فيه السَّمَرُ وقال أَبو حنيفة طُرقِ القوم سَمَراً إِذا طُرقوا عند الصبح قال والسَّمَرُ اسم لتلك الساعة من الليل وإِن لم يُطْرَقُوا فيها الفراء في قول العرب لا أَفعلُ ذلك السَّمَرَ والقَمَرَ قال كل ليلة ليس فيها قمر تسمى السمر المعنى ما طلع القمر وما لم يطلع وقيل السَّمَرُ الليلُ قال الشاعر لا تَسْقِنِي إِنْ لم أُزِرْ سَمَراً غَطْفَانَ مَوْكِبَ جَحْفَلٍ فَخِمِ وسامِرُ الإِبل ما رَعَى منها بالليل يقال إِن إِبلنا تَسْمُر أَي ترعى ليلاً وسَمَر القومُ الخمرَ شربوها ليلاً قال القطامي ومُصَرَّعِينَ من الكَلالِ كَأَنَّما سَمَرُوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ وقال ابن أَحمر وجعل السَّمَرَ ليلاً مِنْ دُونِهِمْ إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً حيٌّ حِلالٌ لَمْلَمٌ عَكِرُ أَراد إِن جئتهم ليلاً والسَّمْرُ شَدُّكَ شيئاً بالمِسْمَارِ وسَمَرَهُ يَسْمُرُهُ ويَسْمِرُهُ سَمْراً وسَمَّرَهُ جميعاً شدّه والمِسْمارُ ما شُدَّ به وسَمَرَ عينَه كَسَمَلَها وفي حديث الرَّهْطِ العُرَنِيِّينَ الذين قدموا المدينة فأَسلموا ثم ارْتَدُّوا فَسَمَر النبي صلى الله عليه وسلم أَعْيْنَهُمْ ويروي سَمَلَ فمن رواه باللام فمعناه فقأَها بشوك أَو غيره وقوله سَمَرَ أَعينهم أَي أَحمى لها مسامير الحديد ثم كَحَلَهُم بها وامرأَة مَسْمُورة معصوبة الجسد ليست بِرِخْوةِ اللحمِ مأْخوذٌ منه وفي النوادر رجل مَسْمُور قليل اللحم شديد أَسْرِ العظام والعصَبِ وناقة سَمُورٌ نجيب سريعة وأَنشد فَمَا كان إِلاَّ عَنْ قَلِيلٍ فَأَلْحَقَتْ بنا الحَيَّ شَوْشَاءُ النَّجاءِ سَمُورُ والسَّمَارُ اللَّبَنُ المَمْذُوقُ بالماء وقيل هو اللبن الرقيق وقيل هو اللبن الذي ثلثاه ماء وأَنشد الأَصمعي ولَيَأْزِلَنَّ وتَبْكُوَنَّ لِقاحُه ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّهُ بِسَمَارِ وتسمير اللبن ترقيقه بالماء وقال ثعلب هو الذي أُكثر ماؤه ولم يعين قدراً وأَنشد سَقَانا فَلَمْ يَهْجَأْ مِنَ الجوعِ نَقْرُهُ سَمَاراً كَإِبْطِ الذّئْبِ سُودٌ حَوَاجِرُهُ واحدته سَمَارَةٌ يذهب إِلى الطائفة وسَمَّرَ اللبنَ جعله سَمَاراً وعيش مَسْمُورٌ مخلوط غير صاف مشتق من ذلك وسَمَّرَ سَهْمَه أَرسله وسنذكره في فصل الشين أَيضاً وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال التسْمِيرُ رسال السهم بالعجلة والخَرْقَلَةُ إِرساله بالتأَني يقال للأَول سَمِّرْ فقد أَخْطَبَكَ الصيدُ وللآخر خَرْقِلْ حتى يُخْطِبَكَ والسُّمَيْريَّةُ ضَرْبٌ من السُّفُن وسَمَّرَ السفينة أَيضاً أَرسلها ومنه قول عمر رضي الله عنه في حديثه في الأَمة يطؤُها مالكها إِن عليه أَن يُحَصِّنَها فإِنه يُلْحِقُ به وَلَدها وفي رواية أَنه قال ما يُقِرُّ رجل أَنه كان يطأُ جاريته إِلاَّ أَلحقت به ولدها قمن شاءَ فَلُيْمسِكْها ومن شاءَ فليُسَمِّرْها أَورده الجوهري مستشهداً به على قوله والتَّسْمِيرُ كالتَّشْمِير قال الأَصمعي أَراد بقوله ومن شاءَ فليسمرها أَراد التشمير بالشين فحوَّله إِلى السين وهو الإِرسال والتخلية وقال شمر هما لغتان بالسين والشين ومعناهما الإِرسال قال أَبو عبيد لم نسمع السين المهملة إِلاَّ في هذا الحديث وما يكون إِلاَّ تحويلاً كما قال سَمَّتَ وشَّمَّتَ وسَمَرَتِ الماشيةُ تَسْمُرُ سُمُوراً نَفَشَتْ وسَمَرَتِ النباتَ تَسْمُرُه رَعَتْه قال الشاعر يَسْمُرْنَ وحْفاً فَوْقَهُ ماءُ النَّدى يَرْفَضُّ فاضِلُه عن الأَشْدَاقِ وسَمَرَ إِبلَه أَهملها وسَمَرَ شَوْلَهُ
( * قوله « وسمر إِبله أهملها وسمر شوله إلخ » بفتح الميم مخففة ومثقلة كما في القاموس ) خَلاَّها وسَمَّرَ إِبلَهُ وأَسْمَرَها إِذا كَمَشَها والأَصل الشين فأَبدلوا منها السين قال الشاعر أَرى الأَسْمَرَ الحُلْبوبَ سَمَّرَ شَوْلَنا لِشَوْلٍ رآها قَدْ شَتَتْ كالمَجادِلِ قال رأَى إِبلاً سِماناً فترك إِبله وسَمَّرَها أَي خلاها وسَيَّبَها والسَّمُرَةُ بضم الميم من شجر الطَّلْحِ والجمع سَمُرٌ وسَمُراتٌ وأَسْمُرٌ في أَدنى العدد وتصغيره أُسَيمِيرٌ وفي المثل أَشْبَهَ سَرْحٌ سَرْحاً لَوْ أَنَّ أُسَيْمِراً والسَّمُرُ ضَرُبٌ من العِضَاهِ وقيل من الشَّجَرِ صغار الورق قِصار الشوك وله بَرَمَةٌ صَفْرَاءُ يأْكلها الناس وليس في العضاه شيء أَجود خشباً من السَّمُرِ ينقل إِلى القُرَى فَتُغَمَّى به البيوت واحدتها سَمْرَةٌ وبها سمي الرجل وإِبل سَمُرِيَّةٌ بضم الميم تأْكل السِّمُرَ عن أَبي حنيفة والمِسْمارُ واحد مسامير الحديد تقول منه سَمَّرْتُ الشيءَ تَسْمِيراً وسَمَرْتُه أَيضاً قال الزَّفَيان لَمَّا رَأَوْا مِنْ جَمْعِنا النَّفِيرا والحَلَقَ المُضاعَفَ المَسْمُورا جَوَارِناً تَرَى لهَا قَتِيرا وفي حديث سعد ما لنا طعام إِلاَّ هذا السَّمُر هو ضرب من سَمُرِ الطَّلْحِ وفي حديث أَصحاب السَّمُرة هي الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية وسُمَير على لفظ التصغير اسم رجل قال إِن سُمَيْراً أَرَى عَشِيرَتَهُ قد حَدَبُوا دُونَهُ وقد أَبَقُوا والسَّمَارُ موضع وكذلك سُمَيراءُ وهو يمدّ ويقصر أَنشد ثعلب لأَبي محمد الحذلمي تَرْعَى سُمَيرَاءَ إِلى أَرْمامِها إِلى الطُّرَيْفاتِ إِلى أَهْضامِها قال الأَزهري رأَيت لأَبي الهيثم بخطه فإِنْ تَكُ أَشْطانُ النَّوَى اخْتَلَفَتْ بِنا كما اخْتَلَفَ ابْنَا جالِسٍ وسَمِيرِ قال ابنا جالس وسمير طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه وأَما قول الشاعر لَئِنْ وَرَدَ السَّمَارَ لَنَقْتُلَنْهُ فَلا وأَبِيكِ ما وَرَدَ السَّمَارَا أَخافُ بَوائقاً تَسْري إِلَيْنَا من الأَشيْاعِ سِرّاً أَوْ جِهَارَا قوله السَّمار موضع والشعر لعمرو بن أَحمر الباهلي يصف أَن قومه توعدوه وقالوا إِن رأَيناه بالسَّمَار لنقتلنه فأَقسم ابن أَحمر بأَنه لا يَرِدُ السَّمَار لخوفه بَوَائقَ منهم وهي الدواهي تأْتيهم سرّاً أَو جهراً وحكى ابن الأَعرابي أَعطيته سُمَيْرِيَّة من دراهم كأَنَّ الدُّخَانَ يخرج منها ولم يفسرها قل ابن سيده أُراه عنى دراهم سُمْراً وقوله كأَن الدخان يخرج منها يعني كُدْرَةَ لونها أَو طَراءَ بياضِها وابنُ سَمُرَة من شعرائهم وهو عطية بن سَمُرَةَ الليثي والسَّامِرَةُ قبيلة من قبائل بني إِسرائيل قوم من اليهود يخالفونهم في بعض دينهم إِليهم نسب السَّامِرِيُّ الدي عبد العجل الذي سُمِعَ له خُوَارٌ قال الزجاج وهم إِلى هذه الغاية بالشام يعرفون بالسامريين وقال بعض أَهل التفسير السامري عِلْجٌ من أَهل كِرْمان والسَّمُّورُ دابة
( * قوله « والسمور دابة إلخ » قال في المصباح والسمور حيوان من بلاد الروس وراء بلاد الترك يشبه النمس ومنه أَسود لامع وأَشقر وحكى لي بعض الناس أَن أَهل تلك الناحية يصيدون الصغار منها فيخصون الذكور منها ويرسلونها ترعى فإِذا كان أَيام الثلج خرجوا للصيد فما كان فحلاً فاتهم وما كان مخصباً استلقى على قفاه فأَدركوه وقد سمن وحسن شعره والجمع سمامير مثل تنور وتنانير ) معروفة تسوَّى من جلودها فِرَاءٌ غالية الأَثمان وقد ذكره أَبو زبيد الطائي فقال يذكر الأَسد حتى إِذا ما رَأَى الأَبْصارَ قد غَفَلَتْ واجْتابَ من ظُلْمَةِ جُودِيٌّ سَمُّورِ جُودِيَّ بالنبطية جوذيّا أَراد جُبَّة سَمّور لسواد وبَرِه واجتابَ دخل فيه ولبسه

سمدر
السَّمَادِيرُ ضَعْف البصر وقد اسْمَدَرَّ بَصَرُه وقيل هو الشيءُ الذي يتَراءَى للإِنسان من ضعف بصره عند السكر من الشراب وغَشْي النُّعاسِ والدُّوَارِ قال الكميت ولما رأَيتُ المُقْرَبَاتِ مُذَالةً وأَنْكَرْتُ إِلاَّ بالسَّمادِير آلَها والميم زائدة وقد اسْمَدَرَّ اسمِدْرَاراً وقال اللحياني اسْمَدَرَّتْ عَيْنُه دَمَعَتْ قال ابن سيده وهذا غير معروف في اللغة وطريق مُسْمَدِرٌّ طويلٌ مستقيم وطَرْف مُسْمَدِرٌّ متحير وسَمَيْدَر دابة والله أَعلم

سمسر
السِّمْسارُ الذي يبيع البُرَّ للناس الليث السِّمْسَار فارسية معرَّبة والجمع السَّمَاسِرَةُ وفي الحديث أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سماهم التُّجَّار بعدما كانوا يعرفون بالسماسرة والمصدر السَّمْسَرَةُ وهو أَن يتوكل الرجل من الحاضرة للبادية فيبيع لهم ما يَجْلبونه وقيل في تفسير قوله ولا يبيع حاضِرٌ لِبادٍ أَراد أَنه لا يكون له سِمسَاراً والاسم السَّمْسَرَةُ وقال قد وكَّلَتْني طَلَّتي بالسَّمْسَرَهْ وفي حديث قيس بن أَبي عُرْوَةَ كنا قوماً نسمى السَّمَاسِرَةَ بالمدينة في عهد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فسمانا النبي صلى الله عليه وسلم التُّجَّارَ هو جمعُ سِمْسارٍ وقيل السِّمْسَارُ القَيِّمُ بالأَمر الحافظ له قال الأَعشى فَأَصْبَحْتُ لا أَسْتَطِيعُ الكَلامَ سِوَى أَنْ أُراجِعَ سِمْسَارَها وهو في البيع اسم للذي يدخل بين البائع والمشتري متوسطاً لإِمضاء البيع قال والسَّمْسَرَةُ البيع والشراء

سمهر
السَّمْهَرِيُّ الرُّمْحُ الصَّلِيبُ العُودِ يقال وتَرٌ سَمْهَرِيُّ شديد كالسَّمْهَرِيِّ من الرماح واسْمَهَرَّ الشَّوْكُ يَبِسَ وصَلُبَ وشوك مُسْمَهِرٌّ يابس واسْمَهَرَّ الظلام تَنَكَّرَ والمُسْمَهِرُّ الذَّكَرُ العَرْدُ والمُسْمَهِرُّ أَيضاً المعتدل وعَرْدٌ مُسْمِهرٌّ إِذا اتْمَهَلَّ قال الشاعر إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ أَي تَنَكَّرَ وتَكَرَّهَ واسْمَهَرَّ الحَبْلُ والأَمْرُ اشْتَدَّ والاسْمِهْرَارُ الصَّلابَةُ والشِّدَّةُ واسْمَهَرَّ الظلامُ اشْتَدَّ واسْمَهَرَّ الرجلُ في القتال قال رؤبة ذُو صَوْلَةٍ تُرْمَى به المَدَالِثُ إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ والسَّمْهَرِيَّةُ القَنَاةُ الصُّلْبَةُ ويقال هي منسوبة إِلى سَمْهَرٍ اسم رجل كان يُقَوِّمُ الرماحَ يقال رمح سَمْهَرِيُّ ورماح سَمْهَرِيَّةٌ التهذيب الرماح السمهرية تنسب إِلى رجل اسمه سَمْهَرٌ كان يبيع الرماح بالخَطِّ قال وامرأَته رُدَيْنَةُ وسَمْهَرَ الزَّرعُ إِذا لم يَتَوالَدْ كأَنه كُلُّ حَبَّةٍ بِرَأْسِها

سمهدر
السْمَهْدَرُ الذَّكَرُ وغلامٌ سَمَهْدَرٌ سمين كثير اللحم الفراء غلام سَمَهْدَرٌ يمدحه بكثرة لحمه وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ بعيدٌ مَضَلَّةٌ واسع قال أَبو الزحف الكَلِينِي
( * قوله « الكليني » نسبة لكلين كأَمير بلدة بالري كما في القاموس )
ودُونَ لَيْلى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ جَدْبُ المُنَدَّى عن هَوَانا أَزْوَرُ يْنْضِي المَطَايا خِمْسُهُ العَشَنْزَرُ المُنَدَّى حيث يُرْبَعُ ساعةً من النهار والأَزْوَرُ الطريق المُعْوَجُّ وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ بعيد الأَطراف وقيل يَسْمَدِرُّ فيه البصر من استوائه وقال الزَّفَيان سَمَهْدَرٌ يَكْسُوهُ آلٌ أَبْهَقُ عليه منه مِئْزَرٌ وبُخْنُقُ
( * قوله « وبخنق » بضم النون وكجعفر خرقة تتقنع بها المرأَة كما في القاموس )

سنر
السَّنَرُ ضِيقُ الخُلُقِ والسُّنَّارُ والسِّنَّوْرُ الهِرُّ مشتق منه وجمعه السَّنَانِيرُ والسِّنَّوْرُ أَصل الذَّنَبِ عن الرِّياشِي والسِّنَّوْرُ فَقَارَةُ عُنُقِ البعير قال بَيْنَ مَقَذَّيْهِ إِلى سِنَّوْرِهِ ابن الأَعرابي السنانير عظام حلوق الإِبل واحدها سِنَّورٌ والسنانير رؤساء كل قبيلة الواحد سِنَّوْرٌ والسِّنَّوْرُ السَّيِّدُ والسَّنَوَّرُ جُمْلَةُ السلاح وخص بعضهم به الدروع أَبو عبيدة السَّنَوَّرُ الحديد كله وقال الأَصمعي السَّنَوَّرُ ما كان من حَلَقٍ يريد الدروع وأَنشد سَهِكِينَ من صَدَإِ الحديدِ كَأَنَهَّمُ تَحْتَ السَّنَوَّرِ جُبَّةُ البَقَّارِ والسَّنَوَّرُ لَبُوسٌ من قِدِّ يلبس في الحرب كالدرع قال لبيد يرثي قتلى هوازن وجاؤوا به في هَوْدَجٍ وَوَرَاءَهُ كَتَائِبُ خُضْرٌ في نَسِيجِ السَّنَوَّرِ قوله جاؤوا به يعني قتادة بن مَسْلَمَةَ الحَنَفِيِّ وهو ابن الجَعْد وجعد اسم مسلمة لأَنه غزا هوازن وقتل فيها وسبى

سنبر
سَنْبَرٌ اسم أَبو عمرو السَّنْبَرُ الرجل العالم بالشيء المتقن له

سندر
السَّنْدَرَةُ السُّرْعةُ والسَّنْدَرَةُ الجُرْأَةُ ورجلٌ سِنَدْرٌ على فِنَعْلٍ إِذا كان جَرِيئاً والسَّنْدَرُ الجريء المُتَشَبِّعُ والسَّنْدَرَةُ ضَرْبٌ من الكيل غُرَاف جُِرَافٌ واسع والسَّنْدَرُ مكيالٌ معروف وفي حديث علي عليه السلام أَكِيلُكُمْ بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى لم تختلف الرواة أَن هذه الأَبيات لعلي عليه السلام أَنا الذي سَمَّتْنِي أَمِّي حَيْدَرَهْ كَلَيْثِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرَهْ أَكِيلكم بالسيف كيل السَّندَره قال واختلفوا في السندرة فقال ابن الأَعرابي وغيره هو مكيال كبير ضخم مثلُ القَنْقَلِ والجُرَافِ أَي أَقتلكم قتلاً واسعاً كبيراً ذريعاً وقيل السَّنْدَرَةُ امرأَة كانت تبيع القمح وتوفي الكيل أَي أَكيلكم كيلاً وافياً وقال آخر السَّنْدَرَةُ العَجَلةُ والنون زائدة يقال رجل سَنْدَرِيُّ إِذا كان عَجِلاً في أُموره حادّاً أَي أُقاتلكم بالعَجَلَةِ وأُبادركم قبل الفِرار قال القتيبي ويحتمل أَن يكون مكيالاً اتخذ من السَّنْدَرَة وهي شجرة يُعْمَلُ منها النَّبْلُ والقِسِيُّ ومنه قيل سهم سَنْدَريٌّ وقيل السَّنْدَرِيٌّ ضرب من السهام والنِّصال منسوب إِلى السَّنْدَرَةِ وهي شجرة وقيل هو الأَبيض منها ويقال قَوْسٌ سَنْدَرِيَّةٌ قال الشاعر وقال ابن بري هو لأَبي الجُنْدَبِ الهُذَلي إِذا أَدْرَكَتْ أُولاتُهُمْ أُخْرَياهُمُ حَنَوْتُ لَهُمْ بالسَّنْدَرِيِّ المُوَتَّرِ والسَّنْدَرِيُّ اسم للقوس أَلا تراه يقول الموتر ؟ وهو منسوب إِلى السَّنْدَرَةِ أَعني الشجرة التي عمل منها هذه القوس وكذلك السهام المتخذة منها يقال لها سَنْدَرِيَّةٌ وسِنانٌ سَنْدَرِيٌّ إِذا كان أَزرق حديداً قال رؤبة وأَوْتارُ غَيْري سَنْدَرِيٌّ مُخَلَّقُ أَي غير نصل أَزرق حديد وقال أَعرابي تَعَالَوْا نصيدها زُرَيْقاء سندرية يريد طائراً خالص الزرقة والسَّنْدَرِيُّ الرديء والجَيِّدُ ضِدٌّ والسَّنْدَرِي من شعرائهم قيل هو شاعر كان مع عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ وكان لبيد مع عامر بن الطُّفَيْلِ فَدُعِيَ لَبِيدٌ إِلى مهاجاته فَأَبى وقال لِكَيْلا يكونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي وأَجْعَلَ أَقْواماً عُموماً عَماعِمَا
( * قوله « نديدتي » أَي ندي وقوله عماعما أَي متفرقين )
وفي نوادر الأَعراب السَّنَادِرَةُ الفُرَّاغُ وأَصحاب اللهو والتَّبَطُّلِ وأَنشد إِذا دَعَوْتَنِي فَقُلْ يا سَنْدَرِي لِلْقَوْمِ أَسْماءٌ ومَا لي مِنْ سمي

سنقطر
السَّنِقْطَارُ الجِهْبِذُ بالرومية

سنمر
أَبو عمرو يقال للقمر السِّنِمَّارُ والطَّوْسُ ابن سيده قَمَرٌ سِنِمَّارٌ مُضيءٌ حكي عن ثعلب وسِنِمَّار اسم رجل أَعجمي قال الشاعر جَزَتْنَا بَنُو سَعْدٍ بِحُسْنِ فعالِنا جَزَاءَ سِنِمَّارٍ وما كانَ ذا ذَنْبِ وحكي فيه السنمار بالأَلف واللاَّم قال أَبو عبيد سِنِمَّار اسم إِسْكافٍ بَنَى لبعض الملوك قَصْراً فلما أَتمه أَشرف به على أَعلاه فرماه منه غَيْرَةً منه أَن يبنى لغيره مثله فضرب ذلك مثلاً لكل من فعل خيراً فجوزي بضدّه وفي التهذيب من أَمثال العرب في الذي يجازي المحسن بالسُّوأَى قولهم جَزَاهُ جَزَاءَ سِنِمَّارٍ قال أَبو عبيد سِنِمَّار بَنَّاءٌ مُجِيدٌ روميّ فَبَنَى الخَوَرْنَق الذي بظهر الكوفة للنُّعمان بن المُنْذِرِ وفي الصحاح للنعمان بن امرئ القيس فلما نظر إِليه النعمان كره أَن يعمل مثله لغيره فلما فرغ منه أَلقاه من أَعلى الخورنق فخرّ ميتاً وقال يونس السِّنِمَّارُ من الرجال الذي لا ينام بالليل وهو اللص في كلام هذيل وسمي اللِّصُّ سِنِمَّاراً لقلة نومه وقد جعله كراع فِنِعْلالاً وهو اسم رومي وليس بعربي لأَن سيبويه نفى أَن يكون في الكلام سِفِرْجالٌ فأَما سِرِطْراطٌ عنده فَفِعِلْعَالٌ من السَّرْطِ الذي هو البَلْعُ ونظيره من الرومية سِجِلاَّطٌ وهو ضرب من الثياب

سهر
السَّهَرُ الأَرَقُ وقد سَهِرَ بالكسر يَسْهَرُ سَهَراً فهو ساهِرٌ لم ينم ليلاً وهو سَهْرَانُ وأَسْهَرَهُ غَيْرُه ورجل سُهَرَةٌ مثال هُمَزَةٍ أَي كثيرُ السَّهَرِ عن يعقوب ومن دعاء العرب على الإِنسان ما له سَهِرَ وعَبِرَ وقد أَسْهَرَني الهَمُّ أَو الوَجَعُ قال ذو الرمة ووصف حميراً وردت مصايد وقد أَسْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً له فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحاوِحُ الليث السَّهَرُ امتناع النوم بالليل ورجل سُهَارُ العين لا يغلبه النوم عن اللحياني وقالوا ليل ساهر أَي ذو سَهَرٍ كما قالوا ليل نائم وقول النابغة كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْنِ ساهرا وهَمَّيْنِ هَمّاً مُسْتَكِنّاً وظاهرا يجوز أَن يكون ساهراً نعتاً لليل جعله ساهراً على الاتساع وأَن يكون حالاً من التاء في كتمتك وقول أَبي كبير فَسْهِرْتُ عنها الكالِئَيْنِ فَلَمْ أَنَمْ حتى التَّفَتُّ إِلى السِّمَاكِ الأَعْزَلِ أَراد سهرت معهما حتى ناما وفي التهذيب السُّهارُ والسُّهادُ بالراء والدال والسَّاهرَةُ الأَرضُ وقيل وَجْهُها وفي التنزيل فإِذا هم بالسَّاهِرَة وقيل السَّاهِرَةُ الفلاة قال أَبو كبير الهذلي يَرْتَدْن ساهِرَةً كَأَنَّ جَمِيمَا وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ وقيل هي الأَرض التي لم توطأْ وقيل هي أَرض يجددها الله يوم القيامة الليث الساهرة وجه الأَرض العريضة البسيطة وقال الفراء الساهرة وجه الأَرض كأَنها سميت بهذا الاسم لأَن فيها الحيوان نومهم وسهرهم وقال ابن عباس الساهرة الأَرض وأَنشد وفيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ وما فاهوا به لَهُمُ مُقِيمُ وساهُورُ العين أَصلها ومَنْبَعُ مائها يعني عين الماء قال أَبو النجم لاقَتْ تَمِيمُ المَوْتَ في ساهُورِها بين الصَّفَا والعَيْسِ من سَدِيرها ويقال لعين الماء ساهرة إِذا كانت جارية وفي الحديث خير المال عَيْنٌ ساهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ أَي عين ماء تجري ليلاً ونهاراً وصاحبها نائم فجعل دوام جريها سَهَراً لها ويقال للناقة إِنها لَساهِرَةُ العِرْقِ وهو طُولُ حَفْلِها وكثرةُ لبنها والأَسْهَرَانِ عِرْقان يصعدان من الأُنثيين حتى يجتمعا عند باطن الفَيْشَلَةِ وهما عِرْقا المَنِيِّ وقيل هما العرقان اللذان يَنْدُرانِ من الذكر عند الإِنعاظ وقيل عرقان في المَتْنِ يجري فيهما الماء ثم يقع في الذكر قال الشماخ تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْه حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بِالذَّنِينِ وأَنكر الأَصمعي الأَسهرين قال وإِنما الرواية أَسهرته أَي لم تدعه ينام وذكر أَن أَبا عبيدة غلط قال أَبو حاتم وهو في كتاب عبد الغفار الخزاعي وإِنما أَخذ كتابه فزاد فيه أَعني كتاب صفة الخيل ولم يكن لأَبي عبيدة علم بصفة الخيل وقال الأَصمعي لو أَحضرته فرساً وقيل وضع يدك على شيء منه ما درى أَين يضعها وقال أَبو عمرو الشيباني في قول الشماخ حوالب أَسهريه قال أَسهراه ذكره وأَنفه قال ورواه شمر له يصف حماراً وأُتنه والأَسهران عرقان في الأَنف وقيل عرقان في العين وقيل هما عرقان في المنخرين من باطن إِذا اغتلم الحمار سالا دماً أَو ماء والسَّاهِرَةُ والسَّاهُورُ كالغِلافِ للقمر يدخل فيه إِذا كَسَفَ فيما تزعمه العرب قال أُمية بن أَبي الصَّلْت لا نَقْصَ فيه غَيْرَ أَنَّ خَبِيئَهُ قَمَرٌ وساهُورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ وقيل الساهور للقمر كالغلاف للشيء وقال آخر يصف امرأَة كَأَنَّها عِرْقُ سامٍ عِنْدَ ضارِبِهِ أَو فَلْقَةٌ خَرَجَتْ من جَوفِ ساهورِ يعني شُقَّةَ القمر قال القتيبي وقال الشاعر كَأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بِأَقْرِبَةٍ أَو شُقَّةٌ خَرَجَتْ مِن جَنْبِ ساهُورِ البُهْثَة البقرة والشُّقَّةُ شُقَّةُ القمر ويروى من جنب ناهُور والنَّاهُورُ السَّحاب قال القتيبي يقال للقمر إِذا كَسَفَ دَخَلَ في ساهُوره وهو الغاسقُ إِذا وَقَبَ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها وأَشار إِلى القمر فقال تَعَوَّذِي بالله من هذا فإِنه الفاسِق إِذا وَقَبَ يريد يَسْوَدُّ إِذا كَسَفَ وكلُّ شيء اسْوَدَّ فقد غَسَقَ والسَّاهُورُ والسَّهَرُ نفس القمر والسَّاهُور دَارَةُ القمر كلاهما سرياني ويقال السَّاهُورُ ظِلُّ السَّاهِرَةِ وهي وجْهُ الأَرض

سهبر
السَّهْبَرَةُ من أَسماء الرَّكايا

سور
سَوْرَةُ الخمرِ وغيرها وسُوَارُها حِدَّتُها قال أَبو ذؤيب تَرى شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ كأَنَّهُمْ أُسارَى إِذا ما مَارَ فِيهمْ سُؤَار وفي حديث صفة الجنة أَخَذَهُ سُوَارُ فَرَحٍ أَي دَبَّ فيه الفرح دبيب الشراب والسَّوْرَةُ في الشراب تناول الشراب للرأْس وقيل سَوْرَةُ الخمر حُمَيّاً دبيبها في شاربها وسَوْرَةُ الشَّرَابِ وُثُوبُه في الرأْس وكذلك سَوْرَةُ الحُمَةِ وُثُوبُها وسَوْرَةُ السُّلْطان سطوته واعتداؤه وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها ذكرت زينب فقالت كُلُّ خِلاَلِها محمودٌ ما خلا سَوْرَةً من غَرْبٍ أَي سَوْرَةً منْ حِدَّةٍ ومنه يقال لِلْمُعَرْبِدِ سَوَّارٌ وفي حديث الحسن ما من أَحد عَمِلَ عَمَلاً إِلاَّ سَارَ في قلبه سَوُْرَتانِ وسارَ الشَّرَابُ في رأْسه سَوْراً وسُؤُوراً وسُؤْراً على الأَصل دار وارتفع والسَّوَّارُ الذي تَسُورُ الخمر في رأْسه سريعاً كأَنه هو الذي يسور قال الأَخطل وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَاسِ نادَمَني لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسَوَّارِ أَي بمُعَرْبِدٍ من سار إِذا وَثَبَ وَثْبَ المُعَرْبِدِ وروي ولا فيها بِسَأْآرِ بوزن سَعَّارِ بالهمز أَي لا يُسْئِرُ في الإِناء سُؤْراً بل يَشْتَفُّه كُلَّه وهو مذكور في موضعه وقوله أَنشده ثعلب أُحِبُّهُ حُبّاً له سُوَّارى كَمَا تُحِبُّ فَرْخَهَا الحُبَارَى فسره فقال له سُوَّارَى أَي له ارتفاعٌ ومعنى كما تحب فرخها الحبارى أَنها فيها رُعُونَةٌ فمتى أَحبت ولدها أَفرطت في الرعونة والسَّوْرَةُ البَرْدُ الشديد وسَوْرَةُ المَجْد أَثَرُه وعلامته ارتفاعه وقال النابغة ولآلِ حَرَّابٍ وقَدٍّ سَوْرَةٌ في المَجْدِ لَيْسَ غُرَابُهَا بِمُطَارِ وسارَ يَسُورُ سَوْراً وسُؤُوراً وَثَبَ وثارَ قال الأَخطل يصف خمراً لَمَّا أَتَوْهَا بِمِصْبَاحٍ ومِبْزَلِهمْ سَارَتْ إِليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّاري وساوَرَهُ مُساوَرَةٌ وسِوَاراً واثبه قال أَبو كبير ذو عيث يسر إِذ كان شَعْشَعَهُ سِوَارُ المُلْجمِ والإِنسانُ يُساوِرُ إِنساناً إِذا تناول رأْسه وفلانٌ ذو سَوْرَةٍ في الحرب أَي ذو نظر سديد والسَّوَّارُ من الكلاب الذي يأْخذ بالرأْس والسَّوَّارُ الذي يواثب نديمه إِذا شرب والسَّوْرَةُ الوَثْبَةُ وقد سُرْتُ إِليه أَي وثَبْتُ إِليه ويقال إِن لغضبه لسَوْرَةً وهو سَوَّارٌ أَي وثَّابٌ مُعَرْبِدٌ وفي حديث عمر فكِدْتُ أُساوِرُه في الصلاة أَي أُواثبه وأُقاتله وفي قصيدة كعب بن زهير إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ له أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إِلا وهْو مَجْدُولُ والسُّورُ حائط المدينة مُذَكَّرٌ وقول جرير يهجو ابن جُرْمُوز لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُورُ المَدِينَةِ والجِبالُ الخُشَّعُ فإِنه أَنث السُّورَ لأَنه بعض المدينة فكأَنه قال تواضعت المدينة والأَلف واللام في الخشع زائدة إِذا كان خبراً كقوله ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَات الأَوْبَرِ وإِنما هو بنات أَوبر لأَن أَوبر معرفة وكما أَنشد الفارسي عن أَبي زيد يَا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانت صَاحِبي أَراد أُم عمرو ومن رواه أُم الغمر فلا كلام فيه لأَن الغمر صفة في الأَصل فهو يجري مجرى الحرث والعباس ومن جعل الخشع صفة فإِنه سماها بما آلت إِليه والجمع أَسْوارٌ وسِيرَانٌ وسُرْتُ الحائطَ سَوْراً وتَسَوَّرْتُه إِذا عَلَوْتَهُ وتَسَوَّرَ الحائطَ تَسَلَّقَه وتَسَوَّرَ الحائط هجم مثل اللص عن ابن الأَعرابي وفي حديث كعب بن مالك مَشَيْتُ حتى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ أَبي قتادة أَي عَلَوْتُه ومنه حديث شيبة لم يَبْقَ إِلا أَنَّ أُسَوِّرَهُ أَي أَرتفع إِليه وآخذه وفي الحديث فَتَساوَرْتُ لها أَي رَفَعْتُ لها شخصي يقال تَسَوَّرْتُ الحائط وسَوَّرْتُه وفي التنزيل العزيز إِذ تَسَوَّرُوا المِحْرَابَ وأَنشد تَسَوَّرَ الشَّيْبُ وخَفَّ النَّحْضُ وتَسَوَّرَ عليه كَسَوَّرَةُ والسُّورَةُ المنزلة والجمع سُوَرٌ وسُوْرٌ الأَخيرة عن كراع والسُّورَةُ من البناء ما حَسُنَ وطال الجوهري والسُّوْرُ جمع سُورَة مثل بُسْرَة وبُسْرٍ وهي كل منزلة من البناء ومنه سُورَةُ القرآن لأَنها منزلةٌ بعد منزلة مقطوعةٌ عن الأُخرى والجمع سُوَرٌ بفتح الواو قال الراعي هُنَّ الحرائِرُ لا رَبَّاتُ أَخْمِرَةٍ سُودُ المحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ قال ويجوز أَن يجمع على سُوْرَاتٍ وسُوَرَاتٍ ابن سيده سميت السُّورَةُ من القرآن سُورَةً لأَنها دَرَجَةٌ إِلى غيرها ومن همزها جعلها بمعنى بقية من القرآن وقِطْعَة وأَكثر القراء على ترك الهمزة فيها وقيل السُّورَةُ من القرآن يجوز أَن تكون من سُؤْرَةِ المال ترك همزه لما كثر في الكلام التهذيب وأَما أَبو عبيدة فإِنه زعم أَنه مشتق من سُورة البناء وأَن السُّورَةَ عِرْقٌ من أَعراق الحائط ويجمع سُوْراً وكذلك الصُّورَةُ تُجْمَعُ صُوْراً واحتج أَبو عبيدة بقوله سِرْتُ إِليه في أَعالي السُّوْرِ وروى الأَزهري بسنده عن أَبي الهيثم أَنه ردّ على أَبي عبيدة قوله وقال إِنما تجمع فُعْلَةٌ على فُعْلٍ بسكون العين إِذا سبق الجمعَ الواحِدُ مثل صُوفَةٍ وصُوفٍ وسُوْرَةُ البناء وسُوْرُهُ فالسُّورُ جمع سبق وُحْدَانَه في هذا الموضع قال الله عز وجل فضرب بينهم بسُورٍ له بابٌ باطِنُهُ فيه الرحمةُ قال والسُّور عند العرب حائط المدينة وهو أَشرف الحيطان وشبه الله تعالى الحائط الذي حجز بين أَهل النار وأَهل الجنة بأَشرف حائط عرفناه في الدنيا وهو اسم واحد لشيء واحد إِلا أَنا إِذا أَردنا أَن نعرِّف العِرْقَ منه قلنا سُورَةٌ كما نقول التمر وهو اسم جامع للجنس فإِذا أَردنا معرفة الواحدة من التمر قلنا تمرة وكلُّ منزلة رفيعة فهي سُورَةٌ مأْخوذة من سُورَةِ البناء وأَنشد للنابغة أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَعطاكَ سُورَةً تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ ؟ معناه أَعطاك رفعة وشرفاً ومنزلة وجمعها سُوْرٌ أَي رِفَعٌ قال وأَما سُورَةُ القرآن فإِنَّ الله جل ثناؤه جعلها سُوَراً مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ ورُتْبَةٍ ورُتَبٍ وزُلْفَةٍ وزُلَفٍ فدل على أَنه لم يجعلها من سُور البناء لأَنها لو كانت من سُور البناء لقال فأْتُوا بِعَشْرِ سُوْرٍ مثله ولم يقل بعشر سُوَرٍ والقراء مجتمعون على سُوَرٍ وكذلك اجتمعوا على قراءة سُوْرٍ في قوله فضرب بينهم بسور ولم يقرأْ أَحد بِسُوَرٍ فدل ذلك على تميز سُورَةٍ من سُوَرِ القرآن عن سُورَةٍ من سُوْرِ البناء قال وكأَن أَبا عبيدة أَراد أَن يؤيد قوله في الصُّورِ أَنه جمع صُورَةٍ فأَخطأَ في الصُّورِ والسُّورِ وحرَّفَ كلام العرب عن صيغته فأَدخل فيه ما ليس منه خذلاناً من الله لتكذيبه بأَن الصُّورَ قَرْنٌ خلقه الله تعالى للنفخ فيه حتى يميت الخلق أَجمعين بالنفخة الأُولى ثم يحييهم بالنفخة الثانية والله حسيبه قال أَبو الهيثم والسُّورَةُ من سُوَرِ القرآن عندنا قطعة من القرآن سبق وُحْدانُها جَمْعَها كما أَن الغُرْفَة سابقة للغُرَفِ وأَنزل الله عز وجل القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم شيئاً بعد شيء وجعله مفصلاً وبيَّن كل سورة بخاتمتها وبادئتها وميزها من التي تليها قال وكأَن أَبا الهيثم جعل السُّورَةَ من سُوَرِ القرآن من أَسْأَرْتُ سُؤْراً أَي أَفضلت فضلاً إِلا أَنها لما كثرت في الكلام وفي القرآن ترك فيها الهمز كما ترك في المَلَكِ وردّ على أَبي عبيدة قال الأَزهري فاختصرت مجامع مقاصده قال وربما غيرت بعض أَلفاظه والمعنى معناه ابن الأَعرابي سُورَةُ كل شيء حَدُّهُ ابن الأَعرابي السُّورَةُ الرِّفْعَةُ وبها سميت السورة من القرآن أَي رفعة وخير قال فوافق قوله قول أَبي عبيدة قال أَبو منصور والبصريون جمعوا الصُّورَةَ والسُّورَةَ وما أَشبهها صُوَراً وصُوْراً وسُوَراً وسُوْراً ولم يميزوا بين ما سبق جَمْعُهُ وُحْدَانَه وبين ما سبق وُحْدانُهُ جَمْعَه قال والذي حكاه أَبو الهيثم هو قول الكوفيين
( * كذا بياض بالأَصل ولعل محله وسنذكره في بابه ) به إِن شاء الله تعالى ابن الأَعرابي السُّورَةُ من القرآن معناها الرفعة لإِجلال القرآن قال ذلك جماعة من أَهل اللغة قال ويقال للرجل سُرْسُرْ إِذا أَمرته بمعالي الأُمور وسُوْرُ الإِبل كرامها حكاه ابن دريد قال ابن سيده وأَنشدوا فيه رجزاً لم أَسمعه قال أَصحابنا الواحدة سُورَةٌ وقيل هي الصلبة الشديدة منها وبينهما سُورَةٌ أَي علامة عن ابن الأَعرابي والسِّوارُ والسُّوَارُ القُلْبُ سِوَارُ المرأَة والجمع أَسْوِرَةٌ وأَساوِرُ الأَخيرة جمع الجمع والكثير سُوْرٌ وسُؤْورٌ الأَخيرة عن ابن جني ووجهها سيبويه على الضرورة والإِسْوَار
( * قوله « والاسوار » كذا هو مضبوط في الأَصل بالكسر في جميع الشواهد الآتي ذكرها وفي القاموس الأَسوار بالضم قال شارحه ونقل عن بعضهم الكسر أَيضاً كما حققه شيخنا والكل معرب دستوار بالفارسية ) كالسِّوَارِ والجمع أَساوِرَةٌ قال ابن بري لم يذكر الجوهري شاهداً على الإِسْوَارِ لغة في السِّوَارِ ونسب هذا القول إِلى أَبي عمرو بن العلاء قال ولم ينفرد أَبو عمرو بهذا القول وشاهده قول الأَحوص غادَةٌ تَغْرِثُ الوِشاحَ ولا يَغْ رَثُ منها الخَلْخَالُ والإِسْوَارُ وقال حميد بن ثور الهلالي يَطُفْنَ بِه رَأْدَ الضُّحَى ويَنُشْنَهُ بِأَيْدٍ تَرَى الإِسْوَارَ فِيهِنَّ أَعْجَمَا وقال العَرَنْدَسُ الكلابي بَلْ أَيُّها الرَّاكِبُ المُفْنِي شَبِيبَتَهُ يَبْكِي على ذَاتِ خَلْخَالٍ وإِسْوَارِ وقال المَرَّارُ بنُ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيُّ كما لاحَ تِبْرٌ في يَدٍ لمَعَتْ بِه كَعَابٌ بَدا إِسْوَارُهَا وخَضِيبُها وقرئ فلولا أُلْقِيَ عليه أَساوِرَةٌ من ذهب قال وقد يكون جَمْعَ أَساوِرَ وقال عز وجل يُحَلَّون فيها من أَسَاوِرَ من ذهب وقال أَبو عَمْرِو ابنُ العلاء واحدها إِسْوارٌ وسوَّرْتُه أَي أَلْبَسْتُه السِّوَارَ فَتَسَوَّرَ وفي الحديث أَتُحِبِّينَ أَن يُسَوِّرَكِ اللهُ بِسوَارَيْنِ من نار ؟ السِّوَارُ من الحُلِيِّ معروف والمُسَوَّرُ موضع السِّوَارِ كالمُخَدَّمِ لموضع الخَدَمَةِ التهذيب وأَما قول الله تعالى أَسَاوِرَ من ذَهَبٍ فإِن أَبا إِسحق الزجاج قال الأَساور من فضة وقال أَيضاً فلولا أُلقيَ عليه أَسْوِرَةٌ من ذَهَبٍ قال الأَسَاوِرُ جمع أَسْوِرَةٍ وأَسْوِرَةٌ جمعُ سِوَارٍ وهو سِوَارُ المرأَة وسُوَارُها قال والقُلْبُ من الفضة يسمى سِوَاراً وإِن كان من الذهب فهو أَيضاً سِوارٌ وكلاهما لباس أَهل الجنة أَحلَّنا الله فيها برحمته والأُسْوَارُ والإِسْوارُ قائد الفُرْسِ وقيل هو الجَيِّدُ الرَّمْي بالسهام وقيل هو الجيد الثبات على ظهر الفرس والجمع أَسَاوِرَةٌ وأَسَاوِرُ قال وَوَتَّرَ الأَسَاوِرُ القِياسَا صُغْدِيَّةً تَنْتَزِعُ الأَنْفاسَا والإِسْوَارُ والأُسْوَارُ الواحد من أَسَاوِرَة فارس وهو الفارس من فُرْسَانِهم المقاتل والهاء عوض من الياء وكأَنَّ أَصله أَسَاوِيرُ وكذلك الزَّنادِقَةُ أَصله زَنَادِيقُ عن الأَخفش والأَسَاوِرَةُ قوم من العجم بالبصرة نزلوها قديماً كالأَحامِرَة بالكُوفَةِ والمِسْوَرُ والمِسْوَرَةُ مُتَّكَأٌ من أَدَمٍ وجمعها المَسَاوِرُ وسارَ الرجلُ يَسُورُ سَوْراً ارتفع وأَنشد ثعلب تَسُورُ بَيْنَ السَّرْجِ والحِزَامِ سَوْرَ السَّلُوقِيِّ إِلى الأَحْذَامِ وقد جلس على المِسْوَرَةِ قال أَبو العباس إِنما سميت المِسْوَرَةُ مِسْوَرَةً لعلوها وارتفاعها من قول العرب سار إِذا ارتفع وأَنشد سُرْتُ إِليه في أَعالي السُّورِ أَراد ارتفعت إِليه وفي الحديث لا يَضُرُّ المرأَة أَن لا تَنْقُضَ شعرها إِذا أَصاب الماء سُورَ رأْسها أَي أَعلاه وكلُّ مرتفع سُورٌ وفي رواية سُورَةَ الرأْس ومنه سُورُ المدينة ويروى شَوَى رأْسِها جمع شَوَاةٍ وهي جلدة الرأْس قال ابن الأَثير هكذا قال الهَرَوِيُّ وقال الخَطَّابيُّ ويروى شَوْرَ الرَّأْسِ قال ولا أَعرفه قال وأُراه شَوَى جمع شواة قال بعض المتأَخرين الروايتان غير معروفتين والمعروف شُؤُونَ رأْسها وهي أُصول الشعر وطرائق الرَّأْس وسَوَّارٌ ومُساوِرٌ ومِسْوَرٌ أَسماء أَنشد سيبويه دَعَوْتُ لِمَا نابني مِسْوَراً فَلَبَّى فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ وربما قالوا المِسوَر لأَنه في الأَصل صفةٌ مِفْعَلٌ من سار يسور وما كان كذلك فلك أَن تدخل فيه الأَلف واللام وأَن لا تدخلها على ما ذهب إِليه الخليل في هذا النحو وفي حديث جابر بن عبدالله الأَنصاري أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأَصحابه قوموا فقد صَنَعَ جابرٌ سُوراً قال أَبو العباس وإِنما يراد من هذا أَن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بالفارسية صَنَعَ سُوراً أَي طعاماً دعا الناس إِليه وسُوْرَى مثال بُشْرَى موضع بالعراق من أَرض بابل وهو بلد السريانيين

سير
السَّيْرُ الذهاب سارَ يَسِيرُ سَيْراً ومَسِيراً وتَسْياراً ومَسِيرةً وسَيْرورَةً الأَخيرة عن اللحياني وتَسْياراً يذهب بهذه الأَخيرة إِلى الكثرة قال فَأَلْقَتْ عَصا التَّسْيارِ منها وخَيَّمَتْ بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٌ مَحَافِرُهْ وفي حديث حذيفة تَسايَرَ عنه الغَضَبُ أَي سارَ وزال ويقال سارَ القومُ يَسِيرُون سَيْراً ومَسِيراً إِذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جهة توجهوا لها ويقال بارك الله في مَسِيرِكَ أَي سَيْرِك قال الجوهري وهو شاذ لأَن قياس المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ بالفتح والاسم من كل ذلك السِّيرَةُ حكى اللحياني إِنه لَحَسَنُ السِّيرَةِ وحكى ابن جني طريق مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به وقياس هذا ونحوه عند الخليل أَن يكون مما تحذف فيه الياء والأَخفش يعتقد أَن المحذوف من هذا ونحوه إِنما هو واو مفعول لا عينه وآنسَهُ بذلك قدْ هُوبَ وسُورَ به وكُولَ والتَّسْيارُ تَفْعَالٌ من السَّيْرِ وسايَرَهُ أَي جاراه فتسايرا وبينهما مَسِيرَةُ يوم وسَيَّرَهُ من بلده أَخرجه وأَجلاه وسَيَّرْتُ الجُلَّ عن ظهر الدابة نزعته عنه وقوله في الحديث نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهرٍ أَي المسافة التي يسار فيها من الأَرض كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَةِ أَو هو مصدر بمعنى السَّيْرِ كالمَعِيشَةِ والمَعْجِزَةِ من العَيْشِ والعَجْزِ والسَّيَّارَةُ القافلة والسَّيَّارَةُ القوم يسيرون أُنث على معنى الرُّفْقَةِ أَو الجماعة فأَما قراءَة من قَرأَ تلتقطه بعض السَّيَّارةِ فإِنه أَنث لأَن بعضها سَيَّارَةٌ وقولهم أَصَحُّ من عَيْر أَبي سَيَّارَةَ هو أَبو سَيَّارَةَ العَدَواني كان يدفع بالناس من جَمْعٍ أَربعين سنة على حماره قال الراجز خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَهْ وعنْ مَوَالِيهِ بَني فَزارَهْ حَتَّى يُجِيزَ سالماً حِمارَهْ وسارَ البعِيرُ وسِرْتُه وسارَتِ الدَّابة وسارَها صاحِبُها يتعدّى ولا يتعدَّى ابن بُزُرج سِرْتُ الدابة إِذا ركبتها وإِذا أَردت بها المَرْعَى قلت أَسَرْتُها إِلى الكلإِ وهو أَن يُرْسِلُوا فيها الرُّعْيانَ ويُقيمُوا هُمْ والدابة مُسَيَّرَةٌ إِذا كان الرجل راكبها والرجل سائرٌ لها والماشية مُسَارَةٌ والقوم مُسَيَّرُونَ والسَّيْرُ عندهم بالنهار والليل وأَما السُّرَى فلا يكون إِلا ليلاً وسارَ دابَّتَه سَيْراً وسَيْرَةً ومَسَاراً ومَسيراً قال فاذْكُرَنْ مَوْضِعاً إِذا الْتَقَتِ الخَيْ لُ وقدْ سارتِ الرِّجالَ الرِّجالا أَي سارَت الخيلُ الرِّجالَ إِلى الرجال وقد يجوز أَن يكون أَراد وسارت إِلى الرجال بالرجال فحذف حرف الجر ونصب والأَول أَقوى وأَسَارها وسَيَّرَها كذلك وسايَرَهُ سار معه وفلان لا تُسَايَرُ خَيْلاهُ إِذا كان كذاباً والسَّيْرَةُ الضَّرْبُ من السَّيْرِ والسُّيَرَةُ الكثير السَّيْرِ هذه عن ابن جني والسِّيْرَةُ السُّنَّةُ وقد سَارتْ وسِرْتُها قال خالد بن زهير وقال ابن بري هو لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب وكان أَبو ذؤيب يرسله إِلى محبوبته فأَفسدها عليه فعاتبه أَبو ذؤيب في أَبيات كثيرة فقال له خالد فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَهَا لَفِيكَ ولكِنِّي أَرَاكَ تَجُورُها تَنَقَّذْتَها من عِنْدِ وهبِ بن جابر وأَنتَ صفِيُّ النَّفْسِ منه وخِيرُها فلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةِ أَنْتَ سِرْتَها فَأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها يقول أَنت جعلتها سائرة في الناس وقال أَبو عبيد سارَ الشيءُ وسِرْتُه فَعَمَّ وأَنشد بيت خالد بن زهير والسِّيرَةُ الطريقة يقال سارَ بهم سِيْرَةً حَسَنَةً والسَّيرَةُ الهَيْئَةُ وفي التنزيل العزيز سنعيدها سِيرَتَها الأُولى وسَيَّرَ سِيرَةً حَدَّثَ أَحاديث الأَوائل وسارَ الكلامُ والمَثَلُ في الناس شاع ويقال هذا مَثَلٌ سائرٌ وقد سَيرَ فلانٌ أَمثالاً سائرة في الناس وسائِرُ الناس جَمِيعُهم وسارُ الشيء لغة في سَائِرِه وسارُه يجوز أَن يكون من الباب لسعة باب « س ي ر » وأَن يكون من الواو لأَنها عين وكلاهما قد قيل قال أَبو ذؤيب يصف ظبية وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاهَا فَلَوْنُهُ كَلَوْنِ النَّؤُورِ وهي أَدْماءُ سارُها أَي سائرُها التهذيب وأَما قوله وسائرُ الناس هَمَجْ فإِن أَهلَ اللغة اتفقوا على أَن معنى سائر في أَمثال هذا الموضع بمعنى الباقي من قولك أَسْأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَةً إِذا أَفضلتَها وقولهم سِرْ عَنْكَ أَي تغافلْ واحتَمِلْ وفيه إِضمار كأَنه قال سِرْ ودَعْ عنك المِراء والشك والسِّيرَةُ المِيرَةُ والاسْتِيارُ الامْتِيار قال الراجز أَشْكُو إِلى اللهِ العزيزِ الغَفَّارْ ثُمَّ إِلَيْكَ اليومَ بُعْدَ المُسْتَارْ ويقال المُسْتَارُ في هذا البيت مُفْتَعَلٌ من السَّيْرِ والسَّيْرُ ما يُقَدُّ من الجلد والجمع السُّيُورُ والسَّيْرُ ما قُدَّ من الأَدِيمِ طُولاً والسِّيْرُ الشِّرَاكُ وجمعه أَسْيَارٌ وسُيُورٌ وسُيُورَةٌ وثوب مُسَيَّرٌ وَشْيُهُ مثل السُّيُورِ وفي التهذيب إِذا كان مُخَطَّطاً وسَيَّرَ الثوب والسَّهْم جَعَلَ فيه خُطوطاً وعُقابٌ مُسَيَّرَةٌ مُخَطَّطَةٌ والسِّيْرَاءُ والسِّيَرَارُ ضَرْبٌ من البُرُودِ وقيل هو ثوب مُسَيَّرٌ فيه خُطوط تُعْمَلُ من القَزِّ كالسُّيورِ وقيل بُرُودٌ يُخالِطها حرير قال الشماخ فقالَ إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ وأَرْبَعٌ مِنَ السِّيَرَاءِ أَو أَوَاقٍ نَواجِزْ وقيل هي ثياب من ثياب اليمن والسِّيَرَاءُ الذهب وقيل الذهب الصافي الجوهري والسِّيَرَاءُ بكسر السين وفتح الياء والمدِّ بُردٌ فيه خطوط صُفْرٌ قال النابغة صَفْرَاءُ كالسِّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا كالغُصْنِ في غُلَوَائِهِ المُتَأَوِّدِ وفي الحديث أَهْدَى إِليه أُكَيْدِرُ دُومَةَ حُلَّةً سِيَرَاءَ قال ابن الأَثير هو نوع من البرود يخالطه حرير كالسُّيُورِ وهو فِعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ قال هكذا روي على هذه الصفة قال وقال بعض المتأَخرين إِنما هو على الإِضافة واحتج بأَن سيبويه قال لم تأْتِ فِعَلاءُ صفة لكن اسماً وشَرَحَ السِّيَرَاءَ بالحرير الصافي ومعناه حُلَّةَ حرير وفي الحديث أَعطى عليّاً بُرْداً سِيَرَاءَ قال اجعله خُمُراً وفي حديث عمر رأَى حلةً سِيَرَاء تُباعُ وحديثه الآخر إِنَّ أَحَدَ عُمَّاله وفَدَ إِليه وعليه حُلَّة مُسَيَّرةٌ أَي فيها خطوط من إِبْرَيْسَمٍ كالسُّيُورِ والسِّيَرَاءُ ضَرْبٌ من النَّبْتِ وهي أَيضاً القِرْفَةُ اللازِقَةُ بالنَّوَاةِ واستعاره الشاعرِ لِخَلْبِ القَلْبِ وهو حجابه فقال نَجَّى امْرَأً مِنْ مَحلِّ السَّوْء أَن له في القَلْبِ منْ سِيَرَاءِ القَلْبِ نِبْرَاسا والسِّيَرَاءُ الجريدة من جرائد النَّخْلِ ومن أَمثالهم في اليأْسِ من الحاجة قولهم أَسائِرَ اليومِ وقد زال الظُّهر ؟ أَي أَتطمع فيها بعد وقد تبين لك اليأْس لأَنَّ من كَلَّ عن حاجتِه اليومَ بأَسْرِهِ وقد زال الظهر وجب أَن يَيْأَسَ كما يَيْأَسُ منه بغروب الشمس وفي حديث بَدْرٍ ذِكْرُ سَيِّرٍ هو بفتح السين
( * قوله « بفتح السين إِلخ » تبع في هذا الضبط النهاية وضبطه في القاموس تبعاً للصاغاني وغيره كجبل بالتحريك ) وتشديد الياء المكسورة كَثَيِّبٍ بين بدر والمدينة قَسَمَ عنده النبي صلى الله عليه وسلم غنائم بَدْرٍ وسَيَّارٌ اسم رجل وقول الشاعر وسَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ العَلُوقُ وقد عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ أَراد بثعلبة بن سَيَّارٍ فجعله سَيْراً للضرورة لأَنه لم يُمْكنه سيار لأَجل الوزن فقال سَيْرٍ قال ابن بري البيت للمُفَضَّل النُّكْرِي يذكر أَنَّ ثعلبة بن سَيَّار كان في أَسرِه وبعده يَظَلُّ يُساوِرُ المَذْقاتِ فِينا يُقَادُ كأَنه جَمَلٌ زَنِيقُ المَذْقاتُ جمع مَذْقَة اللبن المخلوط بالماء والزنيق المزنوق بالحَبْلِ أَي هو أَسِيرٌ عندنا في شدة من الجَهْدِ

سيسنبر
السِّيسَنْبَرُ الرَّيْحَانَةُ التي يقال لها النَّمَّامُ وقد جرى في كلامهم وليس بعربي صحيح قال الأَعشى لنا جُلَّسانٌ عِندَها وبَنَفْسَجٌ وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَمَا

شبر
الشِّبْرُ ما بين أَعلى الإِبهام وأَعلى الخِنْصَر مذكر والجمع أَشْبارٌ قال سيبويه لم يُجاوزُوا به هذا البناء والشَّبْرُ بالفتح المصدر مصدر شَبَرَ الثوبَ وغيرَهُ يَشْبُرُه ويَشْبِرُه شَبْراً كَالَهُ بِشِبْرِه وهو من الشِّبْرِ كما يقال بُعْتُه من الباع وهذا أَشْبَرُ من ذاك أَي أَوسَعُ شِبْراً الليث الشِّبْرُ الاسم والشَّبْرُ الفِعْل وأَشْبَرَ الرجلَ أَعطاه وفضَّله وشَبَرَه سيفاً ومالاً يَشْبُرُه شَبْراً وأَشْبَرَه أَعطاه إِياه قال أَوس بن حَجَرٍ يصف سيفاً وأَشْبَرَنِيهِ الهالِكيُّ كأَنَّه غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ ويروى وأَشْبَرَنِيها فتكون الهاء للدرع قال ابن بري هو الصواب لأَنه يصف دِرْعاً لا سيفاً وقبله وبَيْضاءَ زَغْفٍ نَثْلَةٍ سُلَمِيَّةٍ لها رَفْرَفٌ فَوْقَ الأَنامِلِ مُرْسَلُ الزَّغْفُ الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ وسُلَمِيَّة من صنعة سليمان بن داود عليهما السلام والهالِكيُّ الحداد وأَراد به ههنا الصَّيْقَلَ ومصدره الشَّبْرُ إِلا أَن العجاج حركه للضرورة فقال الحمد لله الذي أَعطى الشَّبَرْ كأَنه قال أَعطى العَطِيَّة ويروى الحَبَرْ قال ابن بري صواب إِنشاده فالحمد لله الذي أَعطى الحَبَرْ قال وكذا رَوَتْه الرُّواة في شعره والحَبَرُ السرور وقوله إِن الأَصل فيه الشَّبْرُ وإِنما حركه للضرورة وهَمٌ لأَن الشَّبْرَ بسكون الباء مصدر شَبَرْتُه شَبْراً إِذا أَعطيتَه والشَّبَرُ بفتح الباء اسمُ العطية ومثله الخَبْطُ والخَبَطُ والمصدر خَبَطَتْ الشجرة خَبْطاً والخَبَطُ اسمُ ما سقَط من الورَق من الخَبْطِ ومثله النَّفْضُ والنَّفَضُ النَّفَضُ هو المصدر والنَّفْضُ اسمُ ما نفضته وكذلك جاء الشَّبْرُ في شعر عديّ في قوله لم أَخُنْه والذي أَعطى الشَّبَرْ قال ولم يقل أَحد من أَهل اللغة إِنه حرك الباء للضرورة لأَنه ليس يريد به الفعل وإِنما يريد به اسمَ الشيء المُعطَى وبعد بيت العجاج مَوَاليَ الحَقِّ أَنِ المَوْلى شَكَرْ عَهْدَ نَبِيٍّ ما عَفَا وما دَثَرْ وعهدَ صِدِّيقٍ رأَى برّاً فَبَرْ وعهدَ عُثْمَانَ وعهداً منْ عُمَرْ وعهدَ إِخْوَانٍ هُمُ كانُوا الوَزَرْ وعُصبَةَ النبِيِّ إِذ خافوا الحَصَرْ شَدّوا له سُلْطانَه حتى اقْتَسَرْ بالقَتْلِ أَقْوَاماً وأَقواماً أَسَرْ تَحْتَ التي اخْتَار له اللهُ الشَّجَرْ محمداً واختارَهُ اللهُ الخِيَرْ فَمَا وَنى محمدٌ مُذْ أَنْ غَفَرْ له الإِلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ أَنْ أَظْهَرَ النُّورَ به حتى ظَهَرْ والشَّبَرُ العطية والخير قال عدي بن زيد إِذ أَتاني نَبأٌ مِن مُنْعَمِرْ لم أَخُنْه والذي أَعْطَى الشَّبَرْ
( * قوله « من منعمر » كذا بالنون وهذا الضبط بالأصل )
وقيل الشَّبْرُ والشَّبَرُ لغتان كالقَدْرِ والقَدَرِ ابن الأَعرابي الشِّبْرَة العطية شَبَرْتُه وأَشْبَرْتُه وشَبَّرْتُه أَعطيته وهو الشَّبْرُ وقد حُرِّك في الشعر ابن الأَعرابي شَبَرَ وشَبَّرَ إِذا قَدَّرَ وشَبَّرَ أَيضاً إِذا بَطِرَ ويقال قصر الله شَبْرَك وشِبْرَك أَي قصر الله عُمْرَك وطُولَك الفراء الشَّبْرُ القَدّ يقال ما أَطول شَبْرَه أَي قَدَّه وفلانٌ قصيرُ الشَّبْرِ والشَّبْرَة القامة تكون قصيرة وطويلة أَبو الهيثم يقال شُبِّرَ فلان فَتَشَبَّرَ أَي عُظِّمَ فتعظَّمَ وقُرِّب فتقرّب ابن الأَعرابي أَشْبَرَ الرجلُ جاء ببنين طوال وأَشْبَرَ جاء بنين قِصارِ الأَشبارِ وتَشَابَرَ الفريقان إِذا تقاربا في الحرب كأَنه صار بينهما شِبْرٌ ومَدَّ كل واحد منهما إِلى صاحبه الشِّبْرَ والشَّبَرُ شيء يتعاطاه النصارى بعضهم لبعض كالقُرْبانِ يتقرّبون به وقيل هو القُرْبانُ بعينِهِ وأَعطاها شَبْرَها أَي حق النكاح وفي دعائه لعلي وفاطمة رضوان الله عليهما جمع الله شَمْلَكُما وبارك في شَبْرِكُما قال ابن الأَثير الشَّبْرُ في الأَصل العطاء ثم كُني به عن النكاح لأَن فيه عطاء وشَبْرُ الجمل طَرْقُه وهو ضِرَابه وفي الحديث أَنه نهى عن شَبْرِ الجَمَلِ أَي أُجرة الضِّرَابِ قال ويجوز أَن يسمى به الضراب نفسه على حذف المضاف أَي عن كراء شَبْرِ الجَمَلِ قال الأَزهري معناه النهي عن أَخذ الكراء عن ضراب الفحل وهو مثلُ النهي عن عَسْبِ الفحل وأَصل العَسْب والشَّبْرِ الضِّرابُ ومنه قول يحيى بن يَعْمَرَ لرجل خاصمته امرأَته إِليه تطلب مهرها أَإِن سأَلتك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبْرِك أَنشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها ؟ أَراد بالشَّبْرِ النكاحَ فشَكْرُها بضْعُها وشَبْرُه وَطْؤه إِياها وقال شمر الشَّبْرُ ثواب البضع من مهر وعُقْرٍ وشَبْرُ الجمل ثواب ضِرَابه وروي عن ابن المبارك أَنه قال الشَّكْرُ القُوتُ والشَّبْرُ الجماع قال شمر القُبُل يقال له الشَّكْرُ وأَنشد يصف امرأَة بالشرَف وبالعِفَّة والحِرْفة صَنَاعٌ بإِشْفاها حَصَانٌ بِشَكْرِها جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زَاخِرُ ابن الأَعرابي المَشْبُورَة المرأَة السَّخِيَّة الكريمة قال ابن سيده فسر ابن الأَعرابي شَبْرَ الجمل بأَنه مثل عَسْب الفحل فكأَنه فسر الشيء بنفسه قال وذلك ليس بتفسير وفي طريق آخر نهى عن شَبْرِ الفحل ورجل قصير الشِّبْرِ مُتَقاربُ الخَطْوِ قالت الخنساء معاذَ الله يَرْضَعُنِي حَبَرْكَى قصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بنِ بَكْرِ والمَشْبَرُ والمَشْبَرَةُ نَهْرٌ ينخفض فيتأَدى إِليه ما يفيض عن الأَرضِين ابن الأَعرابي قِبالُ الشِّبْرِ الحَيَّةُ وقِبَالُ الشَّسْعِ الحيَّة وقال أَبو سعيدْ المَشَابِرُ حُزُوزٌ في الذِّراعِ التي يُتَبايَعُ بها منها حز الشِّبْر وحز نصف الشِّبْرِ ورْبُعِه كلُّ جُزْءٍ منها صَغُر أَو كبر مَشْبَرٌ والشَّبُورُ شيء ينفخ فيه وليس بعربي صحيح والشَّبُّور على وزن التَّنُّور البُوقُ ويقال هو معرّب وفي حديث الأَذان ذُكِرَ له الشَّبُّور قال ابن الأَثير جاء في تفسيره أَنه البُوقُ وفسروه أَيضاً بالقُبْعِ واللفظة عِبرانية قال ابن بري ولم يذكر الجوهري شَبَّر وشَبيراً في اسم الحسن والحُسين عليهما السلام قال ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرحهما فقال شَبَّرُ وشَبِيرٌ ومُشَبَّرٌ هم أَولاد هرون على نبينا وعليه الصلاة والسلام ومعناها بالعربية حسن وحسين ومُحَسِّن قال وبها سَمَّى علي عليه السلام أَولاده شَبَّرَ وشَبِيراً ومُشَبِّراً يعني حسناً وحسيناً ومُحَسِّناً رضوان الله عليهم أَجمعين

شتر
التهذيب الشَّتَرُ انقلابٌ في جفن العين قلما يكون خلقة والشَّتْرُ مخففةً فِعْلك بها ابن سيده الشَّتَرُ انقلاب جَفْنِ العين من أَعلى وأَسفل وتَشَنُّجُه وقيل هو أَن ينشَقَّ الجفن حتى ينفصل الحَتَارُ وقيل هو استرخاء الجفن الأَسفل شَتِرَتْ عينُه شَتَراً وشَتَرَها يَشْتُرُها شَتْراً وأَشْتَرَها وشَتَّرَها قال سيبويه إِذا قلت شَتَرْتُهُ فإِنك لم تَعْرِضْ لِشتِرَ ولو عَرَضْتَ لِشترَ لقلتَ أَشْتَرْتُه الجوهري شَتَرْتُه أَنا مثل ثَرِم وثَرَمْتُه أَنا وأَشْتَرْتُه أَيضاً وانشَتَرتْ عينُه ورجل أَشْتَرُ بَيِّنُ الشَّتَرِ والأُنثى شَتْراء وقد شَتِرَ يَشْتَرُ شَتَراً وشُتِرَ أَيضاً مثل أَفِنَ وأُفِنَ وفي حديث قتادة في الشَّتَرِ ربع الدية وهو قطع الجفن الأَسفل والأَصل انقلابُه إِلى أَسفل والشَّتْرُ من عَروض الهَزَجِ أَن يدخله الخَرْمُ والقَبْضُ فيصير فيه مفاعيلن فاعل كقوله قلتُ لا تَخَفْ شيّا فما يكونُ يأْتيكا وكذلك هو في جزء المضارع الذي هو مفاعيلن وهو مشتق من شَتَرِ العين فكأَن البيت قد وقع فيه من ذهاب الميم والياء ما صار به كالأَشْتَرِ العيْن والشَّتَرُ انشقاق الشفة السفلى شَفَة شَتْراء وشَتَّرَ بالرجل تَشْتِيراً تَنَقَّصَه وعابه وسبَّه بنظم أَو نثر وفي حديث عمر لو قَدَرْتُ عليهما لشَتَّرْتُ بهما أَي أَسمعتهما القبيح ويروى بالنون من الشَّنَارِ وهو العار والعيب وشَتَرَه جَرَحَهُ ويروى بيت الأَخطل رَكُوبٌ على السَّوْآتِ قد شَتَرَ اسْتَهُ مُزَاحَمَةُ الأَعداءِ والنَّخْسُ في الدُّبُرْ وشَتَّرْت به تَشْتِيراً وسَمَّعْتُ به تسميعاً ونَدَّدْتُ به تنديداً كل هذا إِذا أَسمعتَه القبيح وشتمتَه قال أَبو منصور وكذلك قال ابن الأَعرابي وأَبو عمرو شَتَّرْت بالتاء وكان شمر أَنكر هذا الحرف وقال إِنما هو شَنَّرْتُ بالنون وأَنشد وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ وهي حَرِيصَةٌ عليه ولكنْ تَتَّقِي أَنْ تُشَنَّرَا قال الأَزهري جعله من الشَّنَارِ وهو العيب والتاء صحيح عندنا وقال ابن الأَعرابي شَتِرَ انقطع وشُتِرَ انقطع وشَتَرَ ثوبه مَزَّقَهُ والأَشْتَرَانِ مالك وابنه وشُتَيْرُ بن خالد رجل من أَعْلام العرب كان شريفاً قال أَوَالِبَ لا فانْهَ شُتَيْرَ بنَ خالِدٍ عن الجَهْلِ لا يَغْرُرْكُمُ بِأَثَامِ وفي حديث علي عليه السلام يوم بدر فقلتُ قريبٌ مَفَرُّ ابن الشَّتْرَاءِ قال ابن الأَثير هو رجل كان يقطع الطريق يأْتي الرُّفقة فيدنو منهم حتى إِذا هَمُّوا به نأَى قليلاً ثم عاوَدَهم حتى يصيب منهم غِرَّة المعنى أَن مَفَرَّه قريب وسيعود فصار مثلاً وشُتَيْرٌ موضع أَنشد ثعلب وعلى شُتَيْر راحَ مِنَّا رائحٌ يأْتي قَبِيصَةَ كالفَنِيق المُقْرَمِ

شتعر
الشَّيْتَعُور الشَّعِيرُ عن ابن دريد وقال ابن جني إِنما هو الشَّيْتَغُور بالغين المعجمة

شتغر
الشَّيْتَغُور الشعير وقد تقدم قبل ذلك بالعين المهملة

شجر
الشَّجَرَة الواحدة تجمع على الشَّجَر والشَّجَرَات والأَشْجارِ والمُجْتَمِعُ الكثيرُ منه في مَنْبِتِه شَجْرَاءُ الشَّجَر والشَّجَر من النبات ما قام على ساق وقيل الشَّجَر كل ما سما بنفسه دَقَّ أَو جلَّ قاوَمَ الشِّتاءَ أَو عَجَزَ عنه والواحدة من كل ذلك شَجَرَة وشِجَرَة وقالوا شِيَرَةٌ فأَبدلوا فإِمَّا أَن يكون على لغة من قال شِجَرَة وإِمَّا أَن تكون الكسرة لمجاورتها الياء قال تَحْسَبُه بين الأَكامِ شِيَرَهْ وقالوا في تصغيرها شِيَيْرَة وشُيَيْرَة قال وقال مرة قلبت الجيم ياء في شِيَيْرَة كما قلبوا الياء جيماً في قولهم أَنا تَمِيمِجٌّ أَي تميميّ وكما روي عن ابن مسعود على كل غَنِجٍّ يريد غَنِيٍّ هكذا حكاه أَبو حنيفة بتحريك الجيم والذي حكاه سيبويه أَن ناساً من بني سعد يبدلون الجيم مكان الياء في الوقف خاصة وذلك لأَن الياء خفيفة فأَبدلوا من موضعها أَبْين الحروف وذلك قولهم تَمِيمِجْ في تَمِيميْ فإِذا وصلوا لم يبدلوا فأَما ما أَنشده سيبويه من قولهم خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ المُطْعِمانِ اللحمَ بالعَشِجِّ وفي الغَداةِ فِلَقَ البَرْنِجِّ فإِنه اضطر إِلى القافية فأَبدل الجيم من الياء في الوصل كما يبدلها منها في الوقف قال ابن جني أَما قولهم في شَجَرَة شِيَرَة فينبغي أَن تكون الياء فيها أَصلاً ولا تكون مبدلة من الجيم لأَمرين أَحدهما ثبات الياء في تصغيرها في قولهم شُيَيْرَةُ ولو كانت بدلاً من الجيم لكانوا خُلَقَاء إِذا حَقَّروا الاسم أَن يردّوها إِلى الجيم ليدلوا على الأَصل والآخر أَن شين شَجَرة مفتوحة وشين شِيرَةَ مكسورة والبدل لا تغير فيه الحركات إِنما يوقع حرف موضع حرف ولا يقال للنخلة شجرة قال ابن سيده هذا قول أَبي حنيفة في كتابه الموسوم بالنبات وأَرض شَجِرَة وشَجِيرة وشَجْرَاء كثيرة الشَّجَرِ والشَّجْراءُ الشَّجَرُ وقيل اسم لجماعة الشَّجَر وواحد الشَّجْراء شَجَرَة ولم يأْت من الجمع على هذا المثال إِلاَّ أَحرف يسيرة شَجَرَة وشَجراء وقَصَبَة وقَصْباء وطَرَفة وطَرْفاء وحَلَفَة وحَلْفاء وكان الأَصمعي يقول في واحد الحلفاء حَلِفة بكسر اللام مُخالفة لأَخَواتها وقال سيبويه الشَّجْراء واحد وجمع وكذلك القَصْباء والطَّرْفاء والحَلْفاء وفي حديث ابن الأَكوع حتى كنت
( * قوله « حتى كنت » الذي في النهاية فإِذا كنت ) في الشَّجْراء أَي بين الأَشجار المُتَكاثِفَة قال ابن الأَثير هو الشَّجَرة كالقَصْباء للقَصَبة فهو اسم مفرد يراد به الجمع وقيل هو جمع والأَول أَوجه والمَشْجَرُ مَنْبِت الشَجر والمَشْجَرَة أَرض تُنبِت الشجر الكثير والمَشْجَر موضع الأَشجار وأَرض مَشْجَرَة كثيرة الشجر عن أَبي حنيفة وهذا المكان الأَشْجَرُ من هذا أَي أَكثر شَجَرَاً قال ولا أَعرف له فِعْلاً وهذه الأَرض أَشجر من هذه أَي أَكثر شَجَراً ووادٍ أَشْجَرُ وشَجِيرٌ ومُشْجرٌ كثير الشجر الجوهري وادٍ شَجِيرٌ ولا يقال وادٍ أَشْجَرُ وفي الحديث ونأَى بي الشَّجَرُ أَي بَعُدَ بيَ المرعَى في الشَّجَر وأَرض عَشِبَة كثيرة العُشْب وبَقِيلة وعاشِبَة وبَقِلة وثَمِيرة إِذا كان ثَمَرَتها
( * قوله « إِذا كان ثمرتها » كذا بالأَصل ولعل فيها تحريفاً أَو سقطاً والأَصل إِذا كثرت ثمرتها أَو كانت ثمرتها كثيرة أَو نحو ذلك ) وأَرض مُبْقِلَة ومُعْشِبَة التهذيب الشجر أَصناف فأَما جِلُّ الشجر فَعِظامُه لتي تبقى على الشِّتاء وأَما دُقُّ الشجر فصنفان أَحدهما يبقى على الشِّتاء وتَنْبْتُ في الربيع ومنه ما يَنْبُت من الحَبَّة كما تَنْبُتُ البقُول وفرق ما بين دِقِّ الشجر والبقل أَن الشجر له أَرُومة تبقى على الشتاء ولا يبقى للبقْل شيء وأَهل الحجاز يقولون هذه الشجر بغير هاء وهم يقولون هي البُرُّ وهي الشَّعير وهي التمر ويقولون في الذهب لأَن القطعة منه ذهَبَة وبِلُغَتهم نزل قوله تعالى والذين يَكِنزُون الذهب والفِضَّة ولا يُنْفقونَها فأَنَّثَ ابن السكيت شاجَرَ المالُ إِذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ فلم يُبْق منها شيئاً فصار إِلى الشجر يرعاه قال الراجز يصف إِبلاً تَعْرِفُ في أَوْجُهِها البشائِرِ آسانَ كلِّ آفقٍ مُشاجِرِ وكل ما سُمِك ورُفِعَ فقد شُجِرِ وشَجَرَ الشجَرة والنبات شَجْراً رَفَع ما تَدَلَّى من أَغصانها التهذيب قال وإِذا نزلتْ أَغصانُ شَجَرٍ أَو ثوب فرفعته وأَجفيتَه قلت شَجَرْته فهو مَشْجُور قال العجاج رَفَّعَ من جِلالِه المَشْجُور والمُشَجَّرُ من التَّصَاوير ما كان على صفة الشجر وديباج مُشَجَّرٌ نَقْشُه على هيئة الشجر والشجرة التي بويع تحتها سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قيل كانت سَمُرَة وفي الحديث الصَّخْرةُ والشجَرة من الجنة قيل أَراد بالشجرة الكَرْمَة وقيل يحتمل أَن يكون أَراد بالشجرة شَجَرَة بَيْعَة الرِّضوان لأَن أَصحابها اسْتَوجَبوا الجنة واشْتَجَرَ القومُ تخالفوا ورماح شواجِرُ ومُشْتَجِرة ومُتَشاجِرَة مُخْتلفةٌ مُتَداخلة وشَجَر بينهم الأَمْرُ يَشْجُرُ شَجْراً
( * قوله « وشجر بينهم الأَمر شجراً » في القاموس وشجر بينهم الأَمر شجوراً ) تنازعوا فيه وشَجَر بين القوم إِذا اختلف الأَمر بينهم واشْتَجَرَ القوم وتَشاجَرُوا أَي تنازعوا والمُشاجَرة المنازعة وفي التنزيل العزيز فلا ورَبِّك لا يُؤمنون حتى يُحَكِّمُوك فيما شَجَر بينهم قال الزجاج أَي فيما وقع من الاختلاف في الخصومات حتى اشْتَجَرُوا وتشاجَرُوا أَي تشابَكُوا مختلفين وفي الحديث إِياكم وما شَجَرَ بين أَصحابي أَي ما وقع بينهم من الاختلاف وفي حديث أَبي عمرو النخعي وذكَرَ فتنة يَشْتَجِرون فيها اشْتِجارَ أَطْباق الرَّأْس أَراد أَنهم يشتبكون في الفتنة والحرب اشْتباك أَطْباق الرَّأْس وهي عظامه التي يدخل بعضُها في بعض وقيل أَراد يختلفون كما تَشْتَجِرُ الأَصابع إِذا دخل بعضها في بعض وكلُّ ما تداخل فقد تشاجَرِ واشْتَجَرَ ويقال التَقَى فئتان فتشاجَرُوا برماحهم أَي تشابكوا واشْتَجَرُوا بِرِماحِهِم وتشاجَرُوا بالرِّماح تطاعنوا وشجَرَ طَعن بالرُّمح وشَجَره بالرمح طعنه وفي حديث الشُّرَاة فَشَجَرْناهم بالرماح أَي طعنَّاهم بها حتى اشتبكتْ فيهم وكذلك كل شيء يأْلَفُ بعضُه بعضاً فقد اشْتَبك واشْتَجَر وسمي الشجَرُ شَجَرَاً لدخول بعض أَغصانه في بعض ومن هذا قيل لِمَراكبِ النِّساء مَشاجِرُ لِتشابُك عِيدان الهَوْدَج بعضِها في بعض وشَجَرَهُ شَجْراً رَبَطَه وشَجَرَه عن الأَمر يَشْجُرهُ شَجْراً صرفه والشَّجْرُ الصَّرْف يقال ما شَجَرَك عنه ؟ أَي ما صَرَفك وقد شَجَرَتْني عنه الشَّواجر أَبو عبيد كلُّ شيء اجتمع ثم فَرَّق بينه شيء فانفرق يقال له شُجِرَ وقول أَبي وَجْزَة طَافَ الخَيالُ بنا وَهْناً فأَرَّقَنَا من آلِ سُعْدَى فباتَ النومُ مُشْتَجِرَا معنى اشْتِجار النوم تَجافيه عنه وكأَنه من الشَّجِير وهو الغَرِيبُ ومنه شَجَرَ الشيءَ عن الشيء إِذا نَحَّاه وقال العجاج شَجَرَ الهُدَّابَ عنه فَجفَا أَي جافاه عنه فَتَجَافى وإِذا تَجافى قيل اشْتَجَر وانْشَجَر والشَّجْرُ مَفْرَحُ الفَم وقيل مُؤَخَّرُه وقيل هو الصَّامِغ وقيل هو ما انفتح من مُنْطَبِقِ الفَم وقيل هو مُلْتَقَى اللِّهْزِمَتَيْن وقيل هو ما بين اللَّحْيَيْن وشَجْرُ الفرس ما بين أَعالي لَحْيَيْه من مُعْظَمها والجمع أَشْجَار وشُجُور واشْتَجَر الرجل وضع يده تحت شَجْرِهِ على حَنَكه قال أَبو ذؤيب نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً كأَن عَيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبُوحُ مذبوح مَشْقُوق أَبو عمرو الشَّجْرُ ما بين اللَّحْيَيْنِ غيره بات فلان مُشْتَجِراً إِذا اعتمد بشَجْرِهِ على كفه وفي حديث العباس قال كنت آخذاً بِحَكَمَةِ بغلة رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنَين وقد شَجَرْتُها بها أَي ضَربْتُها بلجامها أَكُفُّها حتى فتحتْ فاها وفي رواية والعباس يَشْجُرها أَو يَشْتَجِرُها بلجامها قال ابن الأَثير الشَّجْر مَفْتَح الفم وقيل هو الذَّقَن وفي حديث سعد
( * قوله « وفي حديث سعد » الذي في النهاية حديث أَم سعد ) أَنَّ أُمَّه قالت له لا أَطْعَمُ طَعاماً ولا أَشرب شراباً أَو تكفُرَ بمجد قال فكانوا إذا أَرادوا أَن يطعموها أَو يَسْقُوهَا شَجَرُوا فاها أَي أَدْخَلوا في شَجْرِه عُوداً ففتحوه وكل شيء عَمَدته بِعماد فقد شَجَرْتَه وفي حديث عائشة رضي الله عنها في إِحدى الروايات قُبض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين شَجْرِي ونَحْرِي قيل هو التشبيك أَي أَنها ضَمَّته إِلى نحرها مُشبِّكَة أَصابعها وفي حديث بعض التابعين تَفَقَّدْ في طهارَتِكَ كذا وكذا والشِّاكِلَ والشَّجْرَ أَي مُجْتَمَعَ اللَّحْيَيْن تحت العَنْفَقَة والشِّجارُ عود يُجعل في فم الجَدْي لئلا يَرْضَع أُمَّه والشَّجْرُ من الرَّحْل ما بين الكَرَّيْنِ وهو الذي يَلْتَهِم ظهر البعير والمِشْجَرُ بكسر الميم المِشْجَب وفي المحكم المَشْجَر أَعواد تربط كالمِشْجَب بوضع عليها المتاع وشَجَرْت الشيء طرحتُه على المِشْجَر وهو المِشْجَب والمِشْجَر والمَشْجَر والشِّجار والشَّجار عود الهودج واحدتها مَِشْجَرة وشِجَارة وقيل هو مَرْكَب أَصغر من الهودج مكشوفُ الرأْس التهذيب والمِشْجَر مركب من مراكب النساء ومنه قول لبيد وأَرْتَدَ فارسُ الهَيْجا إِذا ما تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالقيام الليث الشِّجار خشب الهودج فإِذا غُشِّيَ غِشَاءَه صار هَوْدَجاً الجوهري والمَشَاجر عيدان الهودج وقال أَبو عمرو مراكب دون الهوادج مكشوفةُ الرأْس قال لها الشُّجُرُ أَيضاً الواحد شِجار
( * قوله « الواحد شجار » بفتح أَوله وكسره وكذلك المشجر كما في القاموس ) وفي حديث حُنَين ودُرَيْدُ بن الصِّمَّة يومئذٍ في شِجار له هو مركب مكشوف دون الهودج ويقال له مَِشْجَر أَيضاً والشِّجارُ خشب البئر قال الراجز لَتَرْوَيَنْ أَو لَتَبِيدَنَّ الشُّجُرْ والشِّجارُ سِمَةٌ من سمات الإِبل والشِّجارُ الخشبة التي يُضَبَّب بها السرير من تحت يقال لها بالفارسية المَتَرْس التهذيب والشِّجار الخشبة التي توضع خَلْف الباب يقال لها بالفارسية المَتَرْس وبخط الأَزهري مَتَّرس بفتح الميم وتشديد التاء وأَنشد الأَصمعي لولا طُفَيْلٌ ضاعتِ الغَرائرُ وفاءَ والمُعْتَقُ شيء بائرُ غُلَيِّمٌ رَطْلٌ وشَيْخٌ دامِرُ كأَنما عِظامُنا المَشَاجِرُ والشِّجارُ الهَوْدَجُ الصغير الذي يكفي واحداً حَسْب والشَّجيرُ الغريبُ من الناس والإِبل ابن سيده والشَّجِيرُ الغريبُ والصاحبُ والجمع شُجَراء والشَّجِيرُ قِدْح يكون مع القِدَاح غريباً من غير شَجَرَتِها قال المتنخل وإِذا الرِّياحُ تَكَمَّشَتْ بِجَوانِبِ البَيْتِ القَصِيرِ أَلْفَيْتَني هَشَّ اليَدَي نِ بِمَرْي قِدْحي أَو شَجِيرِي والقِدْحُ الشَّجِيرُ هو المستعار الذي يُتَيَمَّنُ بِفَوْزِهِ والشَّرِيجُ قِدْحُهُ الذي هو له يقال هو شَرِيجُ هذا وشِرْجُهُ أَي مثله والشَّجِيرُ الردِيءُ عن كراع والانْشِجارُ والاشْتِجارُ التقدّم والنَّجاء قال عُوَيْفٌ الهُذَليُّ عَمْداً تَعَدَّيْنَاكَ وانْشَجَرَتْ بِنَا طِوالُ الهَوادِيُ مُطْبَعَاتٌ مِنَ الوِقْرِ ويروى واشْتَجَرَتْ والاشتجارُ أَن تَتَّكِئَ على مَرْفِقِكَ ولا تَضَعَ جَنْبَكَ على الفراش والتَّشْجيرُ في النخلِ أَن تُوضَعَ العُذُوقُ على الجريد وذلك إِذا كثر حمل النخلة وعَظُمَتِ الكَبائِسُ فَخِيفَ على الجُمَّارَةِ أَو على العُرْجُونِ والشَّجِيرُ السَّيفُ وشَجَرَ بيته أَي عَمَدَه بِعَمُودٍ ويقال فلان من شَجَرَةٍ مباركة أَي من أَصل مبارك ابن الأَعرابي الشَّجْرَةُ النُّقْطَةُ الصغيرة في ذَقَنِ الغُلامِ

شحر
شَحَرَ فاه شَحْراً فتحه قال ابن دريد أَحسبها يمانية والشِّحْرُ ساحل اليمن قال الأَزهري في أَقصاها وقال ابن سيده يبنها وبين عُمانَ ويقال شِحْرُ عُمانَ وشَحْرُ عُمان وهو ساحل البحر بين عُمان وعَدَنٍ قال العجاج رَحَلْتُ مِنْ أَقْصَى بِلادِ الرُّحَّلِ من قُلَلِ الشِّحْرِ فَجَنْبَيْ مَوْكَلِ ابن الأَعرابي الشِّحْرَةُ الشَّطُّ الضَّيِّقُ والشِّحْرُ الشط ابن سيده الشَّحِيرُ ضَرْبٌ من الشجر حكاه ابن دريد قال وليس بثَبَتٍ والشُّحْرُورُ طائر أَسودُ فُوَيْقَ العُصفور يصوّت أَصواتاً

شحشر
الشَّحْشَار الطويل

شخر
الشَّخِيرُ صَوْتٌ من الحَلْقِ وقيل من الأَنف وقيل من الفم دون الأَنف وشَخِيرُ الفرس صَوْتُه من فمه وقيل هو من الفرس بَعْدَ الصَّهِيل شَخَرَ يَشْخِرُ شَخْراً وشَخِيراً وقيل الشَّخْرُ كالنَّخْرِ الصحاح شَخَرَ الحمارُ يَشْخِرُ بالكسر شَخِيراً الأَصمعي من أَصوات الخيل الشَّخِيرُ والنَّخِيرُ والكَرِيرُ فالشخير من الفم والنخير من المنخرين والكرير من الصدر ورجل شِخِّيرٌ نِخِّيرٌ والشَّخِيرُ أَيضاً رَفْعُ الصَّوْتِ بالنَّخْرِ وحمار شِخِّيرٌ مُصَوِّتٌ والشَّخِيرُ ما تَحَاتَّ من الجبل بالأَقدام والحوافر قال الشاعر بِنُطْفَةِ بَارِقٍ في رأْسِ نِيقٍ مُنِيفٍ دُونَها مِنْهُ شَخِيرُ قال أَبو منصور لا أَعرف الشَّخِيرَ بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون الأَصل فيه خَشِيراً فقلب أَبو زيد يقال لما بين الكَرَّيْنِ من الرَّحْلِ شَرْخٌ وشَخْرٌ والكَرُّ ما ضَمَّ الظَّلِفَتَيْنِ أَنشد الباهلي قول العجاج إِذا اثْبَجَرّا من سَوادٍ حَدَجَا وشَخَرَا اسْتِنفاضَةً ونَشَجَا قال الاثبجرار أَن يقوم وينقبض يعني الحمار والأَتان قال وشخرا نفضا بجحافلهما واستنفاضة أَي ينفضان ذلك الشخص ينظران ما هو والنَّشِيجُ صَوتٌ من الصدر وشَخْرُ الشَّباب أَوَّله وجِدَّتُه كَشَرْخِهِ والأَشْخَرُ ضَرْبٌ من الشَّجَرِ والشِّخِّير بكسر الشين اسم ومطرّف بن عبدالله ابن الشِّخَّيرِ مثال الفِسِّيق لأَنه ليس في كلام العرب فَعِّيلٌ ولا فُعِّيلٌ

شخدر
شَخْدَرٌ اسم

شذر
الشَّذْر قِطَعٌ من الذهب يُلْقَطُ من المعْدِن من غير إِذابة الحجارة ومما يصاغ من الذهب فرائد يفصل بها اللؤلؤ والجوهر والشَّذْرُ أَيضاً صغار اللؤلؤ شبهها بالشذر لبياضها وقال شمر الشَّذْرُ هَنَاتٌ صِغار كأَنها رؤوس النمل من الذهب تجعل في الخَوْقِ وقيل هو خَرَزٌ يفصل به النَّظْمُ وقيل هو اللؤلؤ الصغير واحدته شَذْرَةٌ قال الشاعر ذَهِبَ لَمَّا أَنْ رآها ثُرْمُلَهْ وقالَ يا قَوْم رَأَيْتُ مُنْكَرَه شَذْرةَ وَادٍ وَرَأَيْتُ الزُّهَرَهْ وأَنشد شَمِرٌ للمَرَّارِ الأَسَدِيّ يصف ظَبْياً أَتَيْنَ على اليَمِينِ كَأَنَّ شَذْراً تَتابَعَ في النِّظامِ لَه زَلِيلُ وشَذَّرَ النَّظْمَ فَصَّلَهُ فأَما قولهم شَذَّر كلامَه بِشِعِرٍ فمولَّد وهو على المَثَلِ والتَّشَذُّرُ النَّشاطُ والسُّرْعة في الأَمر وتَشَذَّرَتِ الناقةُ إِذا رأَت رِعْياً يَسُرُّها فحرّكت برأْسها مَرَحاً وفَرَحاً والتَّشَذُّر التَّهَدُّدُ ومنه قول سليمان ابن صُرَد بلغني عن أَمير المؤمنين ذَرْءٌ من قول تَشَذَّرَ لي فيه بشَتْمٍ وإِيعاد فَسِرْتُ إِليه جَوَاداً أَي مسرعاً قال أَبو عبيد لست أَشك فيها بالذال قال وقال بعضهم تَشَزَّرَ بالزاي كأَنه من النظر الشَّزْر وهو نَظَرُ المُغْضَبِ وقيل التَّشَذُّر التَّهيُّؤُ للشَّرِّ وقيل التَّشَذُّرُ التوعد والتَّهَدُّدُ وقال لبيد غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُّحُولٍ كأَنها جِنُّ البَدِيِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُها ابن الأَعرابي تَشَذَّرَ فلان وتَقَتَّرَ إِذا تَشَمَّرَ وتَهَيَّأَ للحَمْلَة وفي حديث حُنَينٍ أَرى كتيبة حَرْشَفٍ كأَنهم قد تَشَذَّرُوا أَي تهيَّأُوا لها وتأَهَّبُوا ويقال شَذَّرَ به وشَتَّرَ به إِذا سَمَّعَ به ويقال للقوم في الحرب إِذا تطاولوا تَشَذَّرُوا وتَشَذَّرَ فُلانٌ إِذا تهيأَ للقتال وتَشَذَّرَ فَرَسَهُ أَي ركبه من ورائه وتَشَذَّرَتِ الناقةُ جَمَعَتْ قُطْرَيْها وشالت بذنبها وتَشَذَّرَ السَّوْطُ مال وتحرَّك قال وكانَ ابنُ أَجْمالٍ إِذا ما تَشَذَّرَتْ صُدُورُ السِّياطِ شَرْعُهُنَّ المُخَوَّفُ وتَشَذَّرَ القومُ تفرقوا وذهبوا في كل وجه شَذَرَ مَذَرَ وشِذَرَ مِذَرَ وبِذَرَ أَي ذهبوا في كل وجه ولا يقال ذلك في الإِقْبال وذهبت غنمك شَذَرَ مَذَرَ وشِذَرَ مِذَرَ كذلك وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَن عمر رضي الله عنه شَرَّدَ الشِّرْكَ شَذَرَ مَذَرَ أَي فرّقه وبَدَّده في كل وجه ويروى بكسر الشين والميم وفتحهما والتَّشَذُّرُ بالثوب وبالذَّنَبِ هو الاستثفار به والشَّوْذَرُ الإِتْبُ وهو بُرْدٌ يُشَقُّ ثم تلقيه المرأَة في عنقها من غير كُمَّيْنِ ولا جَيْب قال مُنْضَرِجٌ عَنْ جانِبَيْهِ الشَّوْذَرُ وقيل هو الإِزار وقيل هو المِلْحَفَةُ فارسي معرب أَصله شاذَر وقيل جاذَر وقال الفراء الشَّوْذَرُ هو الذي تلبسه المرأَة تحت ثوبها وقال الليث الشَّوْذَرُ ثوب تَجْتابُه المرأَة والجارية إِلى طَرَفِ عَضُدها والله أَعلم

شرر
الشَّرُّ السُّوءُ والفعل للرجل الشِّرِّيرِ والمصدر الشَّرَارَةُ والفعل شَرَّ يَشُِرُّ وقوم أَشْرَارٌ ضد الأَخيار ابن سيده الشَّرُّ ضدّ الخير وجمعه شُرُورٌ والشُّرُّ لغة فيه عن كراع وفي حديث الدعاء والخيرُ كُلُّه بيديك والشَّرُّ ليس إِليك أَي أَن الشر لا يُتقرّب به إِليك ولا يُبْتَغَى به وَجْهُكَ أَو أَن الشر لا يصعد إِليك وإِنما يصعد إِليك الطيب من القول والعمل وهذا الكلام إِرشاد إِلى استعمال الأَدب في الثناء على الله تعالى وتقدس وأَن تضاف إِليه عز وعلا محاسن الأَشياء دون مساوئها وليس المقصود نفي شيء عن قدرته وإِثباته لها فإِن هذا في الدعاء مندوب إِليه يقال يا رب السماء والأَرض ولا يقال يا رب الكلاب والخنازير وإِن كان هو ربها ومنه قوله تعالى ولله الأَسماء الحسنى فادعوه بها وقد شَرَّ يَشِرُّ ويَشُرُّ شَرّاً وشَرَارَةً وحكى بعضهم شَرُرْتُ بضم العين ورجل شَرِيرٌ وشِرِّيرٌ من أَشْرَارٍ وشِرِّيرِينَ وهو شَرٌّ منك ولا يقال أَشَرُّ حذفوه لكثرة استعمالهم إِياه وقد حكاه بعضهم ويقال هو شَرُّهُم وهي شَرُّهُنَّ ولا يقال هو أَشرهم وشَرَّ إِنساناً يَشُرُّه إِذا عابه اليزيدي شَرَّرَنِي في الناس وشَهَّرني فيهم بمعنى واحد وهو شَرُّ الناس وفلان شَرُّ الثلاثة وشَرُّ الاثنين وفي الحديث وَلَدُ الزنا شَرُّ الثلاثة قيل هذا جاء في رجل بعينه كان موسوماً بالشَّرّ وقيل هو عامٌّ وإِنما صار ولد الزنا شَرّاً من والديه لأَنه شَرُّهم أَصلاً ونسباً وولادة لأَنه خلق من ماء الزاني والزانية وهو ماء خبيث وقيل لأَن الحدّ يقام عليهما فيكون تمحيصاً لهما وهذا لا يدرى ما يفعل به في ذنوبه قال الجوهري ولا يقال أَشَرُّ الناس إِلا في لغة رديئة ومنه قول امرأَة من العرب أُعيذك بالله من نَفْسٍ حَرَّى وعَيْنٍ شُرَّى أَي خبيثة من الشر أَخرجته على فُعْلَى مثل أَصغر وصُغْرَى وقوم أَشْرَارٌ وأَشِرَّاءٌ وقال يونس واحدُ الأَشْرَارِ رَجُلٌ شَرٌّ مثل زَنْدٍ وأَزْنَادٍ قال الأَخفش واحدها شَرِيرٌ وهو الرجل ذو الشَّرِّ مثل يتيم وأَيتام ورجل شِرِّيرٌ مثال فِسِّيقٍ أَي كثير الشَّرِّ وشَرَّ يَشُِرُّ إِذا زاد شَرُّهُ يقال شَرُرْتَ يا رجل وشَرِرْتَ لغتان شَرّاً وشَرَراً وشَرارَةً وأَشررتُ الرجلَ نسبته إِلى الشَّر وبعضهم ينكره قال طرفة فما زال شُرْبِي الرَّاحَ حتى أَشَرَّنِي صَدِيقِي وحتى سَاءَنِي بَعْضُ ذلِكا فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله إِذا أَحْسَنَ ابنُ العَمّ بَعْدَ إِساءَةٍ فَلَسْتُ لِشَرّي فِعْلَهِ بحَمُول إِنما أَراد لِشَرّ فِعْلِهِ فقلب وهي شَرَّة وشُرَّى يذهب بهما إِلى المفاضلة وقال كراع الشُّرَّى أُنثى الشَّر الذي هو الأَشَرُّ في التقدير كالفُضْلَى الذي هو تأْنيث الأَفضل وقد شَارَّهُ ويقال شَارَّاهُ وشَارَّهُ وفلان يُشَارُّ فلاناً ويُمَارُّهُ ويُزَارُّهُ أَي يُعاديه والمُشَارَّةُ المخاصمة وفي الحديث لا تُشَارِّ أَخاك هو تُفَاعِل من الشر أَي لا تفعل به شرّاً فتحوجه إِلى أَن يفعل بك مثله ويروى بالتخفيف ومنه حديث أَبي الأَسود ما فَعَلَ الذي كانت امرأَته تُشَارُه وتُمارُه أَبو زيد يقال في مثل كلَّمَا تَكْبَرُ تَشِرّ ابن شميل من أَمثالهم شُرَّاهُنَّ مُرَّاهُنَّ وقد أَشَرَّ بنو فلان فلاناً أَي طردوه وأَوحدوه والشِّرَّةُ النَّشاط وفي الحديث إِن لهذا القرآن شِرَّةً ثم إِن للناس عنه فَتْرَةً الشِّرَّةُ النشاط والرغبة ومنه الحديث الآخر لكل عابد شِرَّةٌ وشِرَّةُ الشباب حِرْصُه ونَشاطه والشِّرَّةُ مصدر لِشَرَّ والشُّرُّ بالضم العيب حكى ابن الأَعرابي قد قبلتُ عطيتك ثم رددتها عليك من غير شُرِّكَ ولا ضُرِّكَ ثم فسره فقال أَي من غير ردّ عليك ولا عيب لك ولا نَقْصٍ ولا إِزْرَاءٍ وحكى يعقوب ما قلت ذلك لشُرِّكَ وإِنما قلته لغير شُرِّكَ أَي ما قلته لشيء تكرهه وإِنما قلته لغير شيء تكرهه وفي الصحاح إِنما قلته لغير عيبك ويقال ما رددت هذا عليك من شُرٍّ به أَي من عيب ولكني آثرتك به وأَنشد عَيْنُ الدَّلِيلِ البُرْتِ من ذي شُرِّهِ أَي من ذي عيبه أَي من عيب الدليل لأَنه ليس يحسن أَن يسير فيه حَيْرَةً وعينٌ شُرَّى إِذا نظرت إِليك بالبَغْضَاء وحكي عن امرأَة من بني عامر في رُقْيَةٍ أَرْقيك بالله من نفس حَرَّى وعَين شُرَّى أَبو عمرو الشُّرَّى العَيَّانَةُ من النساء والشَّرَرُ ما تطاير من النار وفي التنزيل العزيز إِنها ترمي بِشَرَرٍ كالقَصْرِ واحدته شَرَرَةٌ وهو الشَّرَارُ واحدته شَرَارَةٌ وقال الشاعر أَوْ كَشَرَارِ الْعَلاَةِ يَضْرِبُها الْ قَيْنُ عَلَى كُلِّ وَجْهِهِ تَثِبُ وشَرَّ اللحْمَ والأَقِطَ والثوبَ ونحوَها يَشُرُّه شَرّاً وأَشَرَّه وشَرَّرَهُ وشَرَّاهُ على تحويل التضعيف وضعه على خَصفَةٍ أَو غيرها ليَجِفَّ قال ثعلب وأَنشد بعض الرواة للراعي فأَصْبَحَ يَسْتافُ البِلادَ كَأَنَّهُ مُشَرَّى بأَطرافِ البُيوتِ قَديدُها قال ابن سيده وليس هذا البيت للراعي إِنما هو للحَلال ابن عمه والإِشْرَارةُ ما يبسط عليه الأَقط وغيره والجمع الأَشارِيرُ والشَّرُّ بَسْطُك الشيء في الشمس من الثياب وغيره قال الراجز ثَوْبٌ على قامَةٍ سَحْلٌ تَعَاوَرَهُ أَيْدِي الغَوَاسِلِ للأَرْوَاحِ مَشْرُورُ وشَرَّرْتُ الثوبَ واللحم وأَشْرَرْتُ وشَرَّ شيئاً يَشُرُّه إِذا بسطه ليجف أَبو عمرو الشِّرَارُ صفائح بيض يجفف عليها الكَرِيصُ وشَرَّرْتُ الثوب بسطته في الشمس وكذلك التَّشْرِيرُ وشَرَّرْتُ الأَقِطَ أَشُرُّهُ شَرّاً إِذا جعلته على خَصِفَةٍ ليجف وكذلك اللحم والملح ونحوه والأَشَارِيرُ قِطَع قَدِيد والإِشْرَارَةُ القَدِيدُ المَشْرُورُ والإشْرَارَةُ الخَصَفَةُ التي يُشَرُّ عليها الأَقِطُ وقيل هي شُقَّة من شُقَقِ البيت يُشَرَّرُ عليها وقول أَبي كاهل اليَشْكُرِيِّ لها أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ من الثَّعالِي وَوَخْزٌ منْ أَرَانِيها قال يجوز أَن يعني به الإِشْرَارَة من القَديد وأَن يعني به الخَصَفَة أَو الشُّقَّة وأَرانيها أَي الأَرانب والوَخْزُ الخَطِيئَةُ بعد الخَطيئَة والشيءُ بعد الشيء أَي معدودة وقال الكميت كأَنَّ الرَّذاذَ الضَّحْكَ حَوْلَ كِناسِهِ أَشارِيرُ مِلْحٍ يَتَّبِعْنَ الرَّوامِسا ابن الأَعرابي الإِشْرَارَةُ صَفِيحَةٌ يُجَفَّفُ عليها القديد وجمعها الأَشارِيرُ وكذلك قال الليث قال الأَزهري الإِشْرَارُ ما يُبْسَطُ عليه الشيء ليجف فصح به أَنه يكون ما يُشَرَّرُ من أَقِطٍ وغيره ويكون ما يُشَرَّرُ عليه والأَشارِيرُ جمع إِشْرارَةٍ وهي اللحم المجفف والإِشْرارة القِطْعة العظيمة من الإِبل لانتشارها وانبثاثها وقد اسْتَشَرَّ إِذا صار ذا إِشرارة من إِبل قال الجَدْبُ يَقْطَعُ عَنْكَ غَرْبَ لِسانِهِ فإِذا اسْتَشَرَّ رَأَيتَهُ بَرْبَارا قال ابن بري قال ثعلب اجتمعت مع ابن سَعْدانَ الراوية فقال لي أَسأَلك ؟ فقلت نعم فقال ما معنى قول الشاعر ؟ وذكر هذا البيت فقلت له المعنى أَن الجدب يفقره ويميت إِبله فيقل كلامه ويذل والغرب حِدَّة اللسان وغَرْبُ كل شيء حدّته وقوله وإِذا استشر أَي صارت له إِشْرَارَةٌ من الإِبل وهي القطعة العظيمة منها صار بَرْباراً وكثر كلامه وأَشَرَّ الشيءَ أَظهره قال كَعْبُ بن جُعَيْلٍ وقيل إِنه للحُصَيْنِ بن الحمام المُرِّيِّ يَذكُرُ يوم صِفِّين فما بَرِحُوا حَتَّى رأَى اللهُ صَبْرَهُمْ وحَتَّى أُشِرَّتْ بالأَكُفِّ المصاحِفُ أَي نُشِرَتْ وأُظهرت قال الجوهري والأَصمعي يروى قول امرئ القيس تَجَاوَزْتُ أَحْراساً إِليها ومَعْشَراً عَلَيَّ حِراصاً لو يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
( * في معلقة امرئ القيس لو يُسِرّون )
على هذا قال وهو بالسين أَجود وشَرِيرُ البحر ساحله مخفف عن كراع وقال أَبو حنيفة الشَّرِيرُ مثل العَيْقَةِ يعني بالعيقة ساحلَ البحر وناحيته وأَنشد للجَعْدِي فَلا زَالَ يَسْقِيها ويَسْقِي بلادَها من المُزْنِ رَجَّافٌ يَسُوقُ القَوارِيَا يُسَقِّي شَرِيرَ البحرِ حَوْلاً تَرُدُّهُ حَلائبُ قُرْحٌ ثم أَصْبَحَ غَادِيَا والشَّرَّانُ على تقدير فَعْلانَ دَوابُّ مثل البعوض واحدتها شَرَّانَةٌ لغة لأَهل السواد وفي التهذيب هو من كلام أَهل السواد وهو شيء تسميه العرب الأَذى شبه البعوض يغشى وجه الإِنسان ولا يَعَضُّ والشَّرَاشِرُ النَّفْسُ والمَحَبَّةُ جميعاً وقال كراع هي محبة النفس وقيل هو جميع الجسد وأَلقى عليه شَرَاشِرَهُ وهو أَن يحبه حتى يستهلك في حبه وقال اللحياني هو هواه الذي لا يريد أَن يدعه من حاجته قال ذو الرمة وكائِنْ تَرى مِنْ رَشْدةٍ في كَرِيهَةٍ ومِنْ غَيَّةٍ تُلْقَى عليها الشَّراشِرُ قال ابن بري يريد كم ترى من مصيب في اعتقاده ورأْيه وكم ترى من مخطئ في أَفعاله وهو جادّ مجتهد في فعل ما لا ينبغي أَن يفعل يُلْقِي شَرَاشِرَهُ على مقابح الأُمور وينهَمِك في الاستكثار منها وقال الآخر وتُلْقَى عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ شَرَاشِرُ مِنْ حَيَّيْ نِزَارٍ وأَلْبُبُ الأَلْبُبُ عروق متصلة بالقلب يقال أَلقى عليه بنات أَلْبُبه إِذا أَحبه وأَنشد ابن الأَعرابي وما يَدْرِي الحَرِيصُ عَلامَ يُلْقي شَرَاشِرَهُ أَيُخْطِئُ أَم يُصِيبُ ؟ والشَّرَاشِرُ الأَثقال الواحدةُ شُرْشُرَةٌ
( * قوله « الواحدة شرشرة » بضم المعجمتين كما في القاموس وضبطه الشهاب في العناية بفتحهما ) يقال أَلقى عليه شراشره أَي نفسه حرصاً ومحبة وقيل أَلقى عليه شَراشره أَي أَثقاله وشَرْشَرَ الشيءَ قَطَّعَهُ وكل قطعة منه شِرْشِرَةٌ وفي حديث الرؤيا فَيُشَرْشِرُ بِشِدْقِهِ إِلى قَفاه قال أَبو عبيد يعني يُقَطِّعُهُ ويُشَقِّقُهُ قال أَبو زبيد يصف الأَسد يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَهُ مِنْ فَرَائِسٍ رُفَاتُ عِظَامٍ أَو عَرِيضٌ مُشَرشَرُ وشَرْشَرَةُ الشيء تَشْقِيقُهُ وتقطيعه وشَرَاشِرُ الذنَب ذَباذِبُهُ وشَرْشَرَتْهُ الحية عَضَّتْهُ وقيل الشَّرْشَرَةُ أَن تَعَضَّ الشيء ثم تنفضه وشَرْشَرَتِ الماشِيَةُ النباتَ أَكلته أَنشد ابن دريد لجُبَيْها الأَشْجَعِيِّ فَلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ نَفَى الدِّقَّ عنه جَدْبُه فَهْوَ كَالحُ وشَرْشَرَ السِّكِّين واللحم أَحَدَّهما على حجر والشُّرْشُور طائر صغير مثل العصفور قال الأَصمعي تسميه أَهل الحجاز الشُّرْشُورَ وتسميه الأَعراب البِرْقِشَ وقيل هو أَغبر على لطافة الحُمَّرَةِ وقيل هو أَكبر من العصفور قليلاً والشَّرْشَرُ نبت ويقال الشَّرْشِرُ بالكسر والشَّرْشِرَةُ عُشْبَة أَصغر من العَرْفَج ولها زهرة صفراء وقُضُبٌ وورق ضخام غُبْرٌ مَنْبِتُها السَّهْلُ تنبت متفسحة كأَن أَقناءها الحِبالُ طولاً كَقَيْسِ الإِنسان قائماً ولها حب كحب الهَرَاسِ وجمعها شِرْشِرٌ قال تَرَوَّى مِنَ الأَحْدَابِ حَتَّى تَلاحَقَتْ طَرَائِقُه واهْتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ قال أَبو حنيفة عن أَبي زياد الشِّرْشِرُ يذهب حِبالاً على الأَرض طولاً كما يذهب القُطَبُ إِلا أَنه ليس له شوك يؤذي أَحداً الليث في ترجمة قسر وشَِرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَصْرِيُّ قال الأَزهري فسره الليث فقال والشرشر الكلب والقسور الصياد قال الأَزهري أَخطأَ الليث في تفسيره في أَشياء فمنها قوله الشرشر الكلب وإِنما الشرشر نبت معروف قال وقد رأَيته بالبادية تسمن الإِبل عليه وتَغْزُرُ وقد ذكره ابن الأَعرابي من البقول الشَّرْشَرُ قال وقيل للأَسدية أَو لبعض العرب ما شجرة أَبيك ؟ قال قُطَبٌ وشَرْشَرٌ ووَطْبٌ جَشِرٌ قال الشِّرْشِرُ خير من الإِسْلِيح والعَرْفَج أَبو عمرو الأَشِرَّةُ واحدها شَرِيرٌ ما قرب من البحر وقيل الشَّرِيرُ شجر ينبت في البحر وقيل الأَشِرَّةُ البحور وقال الكميت إِذا هو أَمْسَى في عُبابِ أَشِرَّةٍ مُنِيفاً على العَبْرَيْنِ بالماء أَكْبَدا وقال الجعدي سَقَى بِشَرِيرِ البَحْر حَوْلاً يَمُدُّهُ حَلائِبُ قُرْحٌ ثم أَصْبَحَ غادِيا
( * قوله « سقى بشرير إلخ » الذي تقدم « تسقي شرير البحر حولاً تردّه » وهما روايتان كما في شرح القاموس )
وشِوَاءٌ شَرْشَرٌ يتقاطر دَسَمُه مثل سَلْسَلٍ وفي الحديث لا يأْتي عليكم عام إِلاَّ والذي بعده شَرٌّ منه قال ابن الأَثير سئل الحسن عنه فقيل ما بال زمان عمر بن عبد العزيز بعد زمان الحجاج ؟ فقال لا بد للناس من تنفيس يعني أَن الله تعالى ينفس عن عباده وقتاً ما ويكشف البلاء عنهم حيناً وفي حديث الحجاج لها كِظَّةٌ تَشْتَرُّ قال ابن الأَثير يقال اشْتَرَّ البعير كاجْتَرَّ وهي الجِرَّةُ لما يخرجه البعير من جوفه إِلى فمه يمضغه ثم يبتلعه والجيم والشين من مخرج واحد وشُرَاشِرٌ وشُرَيْشِرٌ وشَرْشَرَةُ أَسماء والشُّرَيْرُ موضع هو من الجار على سبعة أَميال قال كثير عزة دِيارٌ بَأَعْنَاءٍ الشُّرَيْرِ كَأَنَّمَا عَلَيْهِنَّ في أَكْنافِ عَيْقَةَ شِيدُ

شزر
نَظَرٌ شَزْرٌ فيه إِعراض كنظر المعادي المبغض وقيل هو نظر على غير استواء بِمؤْخِرِ العين وقيل هو النظر عن يمين وشمال وفي حديث عليّ الْحَظُوا الشَّزْرَ واطْعُنُوا اليَسْرَ الشَّزْرُ النظر عن اليمين والشمال وليس بمستقيم الطريقة وقيل هو النظر بمؤخر العين وأَكثر ما يكون النظرُ الشَّزْرُ في حال الغضب وقد شَزَرَهُ يَشْزِرُهُ شَزْراً وشَزَّرَ إِليه نظر منه في أَحد شِقَّيْهِ ولم يستقبله بوجهه ابن الأَنباري إِذا نظر بجانب العين فقد شَزَرَ يَشْزِرُ وذلك من البَغْضَةِ والهَيْبَةِ ونَظَرَ إِليه شَزْراً وهو نظر الغضبان بِمُؤَخَّرِ العين وفي لحظه شَزَرٌ بالتحريك وتَشازَرَ القومُ أَي نظر بعضهم إِلى بعض شَزْراً الفراء يقال شَزَرْته أَشْزِرُه شَزْراً ونَزَرْته أَنْزِرُه نَزْراً أَي أَصبته بالعين وإِنه لحَمِئُ العَيْنِ ولا فعل له وإِنه لأَشْوَهُ العَيْنِ إِذا كان خبيث العين وإِنه لشَقِذُ العَيْنِ إِذا كان لا يَقْهَرهُ النُّعاسُ وقد شَقِذَ يَشْقَذُ شَقَذاً أَبو عمرو والشَّزْرُ من المُشازَرَةِ وهي المعاداة قال رؤبة يَلْقَى مُعَادِيهِمْ عذابَ الشَّزْرِ ويقال أَتاه الدهرُ بشَزْرَةٍ لا ينحلُّ منها أَي أَهلكه وقد أَشْزَرَهُ الله أَي أَلقاه في مكروه لا يخرج منه والطَّعْنُ الشَّزْرُ ما طعنت بيمينك وشمالك وفي المحكم الطِّعْنُ الشَّزْرُ ما كان عن يمين وشمال وشَزَرَهُ بالسِّنان طعنه الليث الحبل المَشْزُورُ المفتول وهو الذي يفتل مما يلي اليسار وهو أَشد لقتله وقال غيره الشَّزْرُ إِلى فوق قال الأَصمعي المشزور المفتول إِلى فوق وهو الفتل الشَّزْرُ قال أَبو منصور وهذا هو الصحيح ابن سيده والشَّزْرُ من الفَتْلِ ما كان عن اليسار وقيل هو أَن يبدأَ الفاتل من خارج ويَرُدَّه إِلى بطنه وقد شَزَرَهُ قال لِمُصْعَبِ الأَمْر إِذا الأَمْرُ انْقَشَرْ أَمَرَّهُ يَسْراً فإِنْ أَعْيا اليَسَرْ والْتاثَ إِلا مِرَّةَ الشَّزْرِ شَزَرْ أَمرَّه أَي فتله فتلاً شديداً يسراً أَي فتله على الجهة اليَسْراءِ فإِن أَعْيا اليَسَرُ والتاث أَي أَبطأَ أَمَرَّهُ شَزْراً أَي على العَسْراءِ وأَغارَهُ عليها قال ومثله قوله بالفَتْلِ شَزْراً غَلَبَتْ يَسَارا تَمْطُو العِدَى والمِجْذَبَ البَتَّارَا يصف حبال المَنْجَنِيقِ يقول إِذا ذهبوا بها عن وجوهها أَقبلت على القَصْدِ واسْتَشْزَرَ الحَبْلُ واسْتَشْزَرَه فَاتِلُه وروي بيت امرئ القيس بالوجهين جميعاً غَدَائِرُه مُسْتَشْزِرَاتٌ إِلى العُلى تَظَلُّ المَدَارِي في مُثَنَّى ومُرْسَلِ
( * في معلقة امرئ القيس تَضِلُّ العِقاصُ )
ويروى مُسْتَشْزَرَات وغَزْلٌ شَزْرٌ على غير استواء وفي الصحاح والشَّزْرُ من الفتل ما كان إِلى فوق خلافَ دَوْرِ المِغْزَل يقال حبل مَشْزُورٌ وغدائر مُسْتَشْزَرات وطَحْنٌ شَزْرٌ ذهب به عن اليمين يقال طَحَنَ بالرحى شَزْراً وهو أَن يذهب بالرحى عن يمينه وبَتّاً أَي عن يساره وأَنشد ونَطْحَنُ بالرَّحَى بَتّاً وشَزْراً ولَوْ نُعْطَى المَغَازِلَ ما عَيِينَا والشَّزْرُ الشدّة والصعوبة في الأَمر وتَشَزَّرَ الرجل تهيأَ للقتال وتَشَزَّرَ غَضِبَ ومنه قول سليمان بن صُرَد بلغني عن أَمير المؤمنين ذَرْءٌ من خَبَرٍ تَشَزَّرَ لي فيه بِشَتْمٍ وإِبْعَاد فَسِرْتُ إِليه جَوَاداً ويروى تَشَذَّر وقد تقدم وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ما زَالَ في الحُِوَلاءِ شَزْراً رائِغاً عِنْدَ الصَّرِيمِ كَرَوْغَةٍ مِنْ ثَعْلَبِ فسره فقال شَزْراً آخذاً في غير الطريق يقول لم يزل في رحم أُمه رَجُلَ سَوْءٍ كأَنه يقول لم يزل في أُمه على الحالة التي هو عليها في الكبر والصريم هنا الأَمر المصروم وشَيْزَرٌ بلد وفي المحكم أَرض قال امرؤ القيس تَقَطَّعَ أَسْبَابُ اللُّبَانَةِ والهَوَى عَشِيَّةَ جَاوَزْنا حَمَاةَ وشَيْزَرَا

شصر
الشَّصْرُ من الخياطة كالبَشْكِ وقد شَصَرَه شَصْراً أَبو عبيد شَصَرْتُ الثوب شَصْراً إِذا خِطْتَه مثل البَشْكِ قال أَبو منصور وتَشْصِيرُ الناقة من هذا الصحاح الشَّصْرُ الخياطة المتباعدة والتزنيد وشَصَرْتُ عينَ البازي أَشْصُرُه شَصْراً إِذا خِطْتَهُ والشِّصَار أَخِلَّةُ التَّزْنِيد حكاه الجوهري عن ابن دريد والشِّصَارُ خشبة تدخل بين منخري الناقة وقد شَصَرَها وشَصَّرَها وشَصَرَ الناقة يَشْصِرُها ويَشْصُرُها شَصْراً إِذا دَحَقَتْ رَحِمُها فَخَلَّلَ حَياءَها بِأَخِلَّةٍ ثم أَدار خلف الأَخِلَّةِ بعَقَبٍ أَو خيط من هُلْبِ ذَنبها والشِّصارُ ما شُصِرَ به التهذيب والشِّصارُ خشبة تشدّ بين شُفْرَي الناقة ابن شميل الشَّصْرانِ خشبتان ينفذ بهما في شُفْرِ خُورانِ الناقة ثم يعصب من ورائها بِخُلْبَةٍ شديدة وذلك إِذا أَرادوا أَن يظأَروها على ولد غيرها فيأْخذون دُرْجَةً مَحْشُوَّةٍ ويَدُسُّونها في خُورانِها ويَخِلُّون الخُورانَ بخلالين هما الشِّصارَانِ يُوثَقانِ بِخُلْبَةٍ يُعْصَبانِ بها فذلك الشَّصْرُ والتَّزْنِيدُ وشَصَرَ بَصَرُه يَشْصِرُ شُصُوراً شَخَصَ عند الموت ويقال تركت فلاناً وقد شَصَرَ بَصَرهُ وهو أَن تنقلب العين عند نزول الموت قال الأَزهري وهذا عندي وَهَمٌ والمعروف شَطَرَ بَصَرُه وهو الذي كأَنه ينظر إِليك وإِلى آخر رواه أَبو عبيد عن الفراء قال والشُّصُور بمعنى الشُّطُور من مناكير الليث قال وقد نظرت في باب ما يعاقب من حرفي الصاد والطاء لابن الفرج فلم أَجده قال وهو عندي من وهَم الليث والشَّصْرَةُ نَطْحَةُ الثَّوْرِ الرجلَ بِقَرْنهِ وشَصَرَهُ الثَّوْرُ بقرنه يَشْصُرُهُ شَصْراً نطحه وكذلك الظبي والشَّصَرُ من الظباء الذي بلغ أَن يَنْطَحَ وقيل الذي بلغ شهراً وقيل هو الذي لم يحتنك وقيل هو الذي قد قوي وتحرّك والجمع أَشْصارٌ وشَصَرَةٌ والشَّوْصَرُ كالشَّصَرِ الليث يقال له شاصِرٌ إِذا نَجَمَ قَرْنُه والشَّصَرَةُ الظبية الصغيرة والشَّصَرُ بالتحريك ولد الظبية وكذلك الشاصر قال أَبو عبيد وقال غير واحد من الأَعراب هو طَلاً ثم خِشْفٌ فإِذا طلع قرناه فهو شادِنٌ فإِذا قوي وتحرك فهو شَصَرٌ والأُنثى شَصَرَةٌ ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيُّ ولا يزال ثَنِيّاً حتى يموت لا يزيد عليه وشِصارٌ اسم رجل واسم جِنِّيٍّ وقول خُنافِر في رَئيِّهِ من الجن نَجَوْتُ بِحَمْدِ اللهِ من كُلِّ فَحْمَةٍ تُؤَرِّثُ هُلْكاً يَوْمَ شايَعْتُ شاصِرَا إِنما أَراد شِصاراً فغير الاسم لضرورة الشعر ومثله كثير

شطر
الشَّطْرُ نِصْفُ الشيء والجمع أَشْطُرٌ وشُطُورٌ وشَطَرْتُه جعلته نصفين وفي المثل أَحْلُبُ حَلَباً لكَ شَطْرُه وشاطَرَه مالَهُ ناصَفَهُ وفي المحكم أَمْسَكَ شَطْرَهُ وأَعطاه شَطْره الآخر وسئل مالك بن أَنس من أَن شاطَرَ عمر ابن الخطاب عُمَّالَهُ ؟ فقال أَموال كثيرة ظهرت لهم وإِن أَبا المختار الكلابي كتب إِليه نَحُجُّ إِذا حَجُّوا ونَغْزُو إِذا غَزَوْا فَإِنِّي لَهُمْ وفْرٌ ولَسْتُ بِذِي وَفْرِ إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بِفَأْرَةٍ مِنَ المِسْكِ راحَتْ في مَفارِقِهِمْ تَجْرِي فَدُونَكَ مالَ اللهِ حَيْثُ وجَدْتَهُ سَيَرْضَوْنَ إِنْ شاطَرْتَهُمْ مِنْكَ بِالشَّطْرِ قال فَشاطَرَهُمْ عمر رضي الله عنه أَموالهم وفي الحديث أَن سَعْداً استأْذن النبي صلى الله عليه وسلم أَن يتصدَّق بماله قال لا قال فالشَّطْرَ قال لا قال الثُّلُثَ فقال الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثِيرٌ الشَّطْرُ النصف ونصبه بفعل مضمر أَي أَهَبُ الشَّطْرَ وكذلك الثلث وفي حديث عائشة كان عندنا شَطْرٌ من شَعير وفي الحديث أَنه رهن درعه بشَطْر من شعير قيل أَراد نِصْفَ مَكُّوكٍ وقيل نصفَ وسْقٍ ويقال شِطْرٌ وشَطِيرٌ مثل نِصْفٍ ونَصِيفٍ وفي الحديث الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمان لأَن الإِيمان يَظْهَرُ بحاشية الباطن والطُّهُور يظهر بحاشية الظاهر وفي حديث مانع الزكاةِ إِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِهِ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَماتِ رَبِّنا قال ابن الأَثير قال الحَرْبِيُّ غَلِطَ بَهْزٌ الرَّاوِي في لفظ الرواية إِنما هو وشُطِّرَ مالُهُ أَي يُجْعَل مالُهُ شَطْرَيْنِ ويَتَخَيَّر عليه المُصَدّقُ فيأْخذ الصدقة من خير النصفين عقوبة لمنعه الزكاة فأَما ما لا يلزمه فلا قال وقال الخطابي في قول الحربي لا أَعرف هذا الوجه وقيل معناه أَن الحقَّ مُسْتَوْفًى منه غَيْرُ متروك عليه وإِن تَلِفَ شَطرُ ماله كرجل كان له أَلف شاة فتلفت حتى لم يبق له إِلا عشرون فإنه يؤخذ منه عشر شياه لصدقة الأَلف وهو شطر ماله الباقي قال وهذا أَيضاً بعيد لأَنه قال له إِنَّا آخذوها وشطر ماله ولم يقل إِنَّا آخذو شطر ماله وقيل إِنه كان في صدر الإِسلام يقع بعض العقوبات في الأَموال ثم نسخ كقوله في الثمر المُعَلَّقِ من خرج بشيء منه فعليه غرامةُ مثليه والعقوبةُ وكقوله في ضالة الإِبل المكتومة غَرامَتُها ومِثْلُها معها وكان عمر يحكم به فَغَرَّمَ حاطباً ضِعْفَ ثمن ناقةِ المُزَنِيِّ لما سرقها رقيقه ونحروها قال وله في الحديث نظائر قال وقد أَخذ أَحمد ابن حنبل بشيء من هذا وعمل به وقال الشافعي في القديم من منع زكاة ماله أُخذت منه وأُخذ شطر ماله عقوبة على منعه واستدل بهذا الحديث وقال في الجديد لا يؤخذ منه إِلا الزكاة لا غير وجعل هذا الحديث منسوخاً وقال كان ذلك حيث كانت العقوبات في الأَموال ثم نسخت ومذهب عامة الفقهاء أَن لا واجبَ على مُتْلِفِ الشيء أَكْثَرُ من مثله أَو قيمته وللناقة شَطْرَانِ قادِمان وآخِرانِ فكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ والجمع أَشْطُرٌ وشَطَّرَ بناقته تَشْطِيراً صَرَّ خِلْفَيْها وترك خِلْفَيْنِ فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً قيل خَلَّفَ بها فإِن صَرَّ ثلاثةَ أَخْلاَفٍ قيل ثَلَثَ بها فإِذا صَرَّها كلها قيل أَجْمَعَ بها وأَكْمَشَ بها وشَطْرُ الشاةِ أَحَدُ خُلْفَيها عن ابن الأَعرابي وأَنشد فَتَنَازَعَا شَطْراً لِقَدْعَةَ واحِداً فَتَدَارَآ فيهِ فكانَ لِطامُ وشَطَرَ ناقَتَهُ وشاته يَشْطُرُها شَطْراً حَلَبَ شَطْراً وترك شَطْراً وكل ما نُصِّفَ فقد شُطِّرَ وقد شَطَرْتُ طَلِيِّي أَي حلبت شطراً أَو صررته وتَرَكْتُهُ والشَّطْرُ الآخر وشاطَرَ طَلِيَّهُ احتلب شَطْراً أَو صَرَّهُ وترك له الشَّطْرَ الآخر وثوب شَطُور أَحدُ طَرَفَيْ عَرْضِهِ أَطولُ من الآخر يعني أَن يكون كُوساً بالفارسية وشَاطَرَنِي فلانٌ المالَ أَي قاسَمني بالنِّصْفِ والمَشْطُورُ من الرَّجَزِ والسَّرِيعِ ما ذهب شَطْرُه وهو على السَّلْبِ والشَّطُورُ من الغَنَمِ التي يَبِسَ أَحدُ خِلْفَيْها ومن الإِبل التي يَبِسَ خِلْفانِ من أَخلافها لأَن لها أَربعة أَخلاف فإِن يبس ثلاثة فهي ثَلُوثٌ وشاة شَطُورٌ وقد شَطَرَتْ وشَطُرَتْ شِطاراً وهو أَن يكون أَحد طُبْيَيْها أَطولَ من الآخر فإِن حُلِبَا جميعاً والخِلْفَةُ كذلك سميت حَضُوناً وحَلَبَ فلانٌ الدَّهْرُ أَشْطُرَهُ أَي خَبَرَ ضُرُوبَهُ يعني أَنه مرَّ به خيرُه وشره وشدّته ورخاؤُه تشبيهاً بِحَلْبِ جميع أَخلاف الناقة ما كان منها حَفِلاً وغير حَفِلٍ ودَارّاً وغير دارّ وأَصله من أَشْطُرِ الناقةِ ولها خِلْفان قادمان وآخِرانِ كأَنه حلب القادمَين وهما الخير والآخِرَيْنِ وهما الشَّرُّ وكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ وقيل أَشْطُرُه دِرَرُهُ وفي حديث الأَحنف قال لعلي عليه السلام وقت التحكيم يا أَمير المؤمنين إِني قد حَجَمْتُ الرجلَ وحَلَبْتُ أَشْطُرَهُ فوجدته قريبَ القَعْرِ كَلِيلَ المُدْيَةِ وإِنك قد رُميت بِحَجَر الأَرْضِ الأَشْطُرُ جمع شَطْرٍ وهو خِلْفُ الناقة وجعل الأَشْطُرَ موضع الشَّطْرَيْنِ كما تجعل الحواجب موضع الحاجبين وأَراد بالرجلين الحَكَمَيْنِ الأَوَّل أَبو موسى والثاني عمرو بن العاص وإِذا كان نصف ولد الرجل ذكوراً ونصفهم إِناثاً قيل هم شِطْرَةٌ يقال وَلَدُ فُلانٍ شِطْرَةٌ بالكسر أَي نصفٌ ذكورٌ ونصفٌ إِناثٌ وقَدَحٌ شَطْرانُ أَي نَصْفانُ وإِناءٌ شَطْرانُ بلغ الكيلُ شَطْرَهُ وكذلك جُمْجُمَةٌ شَطْرَى وقَصْعَةٌ شَطْرَى وشَطَرَ بَصَرُه يَشْطِرُ شُطُوراً وشَطْراً صار كأَنه ينظر إِليك وإِلى آخر وقوله صلى الله عليه وسلم من أَعان على دم امرئ مسلم بِشَطْرِ كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه يائس من رحمة الله قيل تفسيره هو أَن يقول أُقْ يريد أُقتل كما قال عليه السلام كفى بالسيف شا يريد شاهداً وقيل هو أَن يشهد اثنان عليه زوراً بأَنه قتل فكأَنهما قد اقتسما الكلمة فقال هذا شطرها وهذا شطرها إِذا كان لا يقتل بشهادة أَحدهما وشَطْرُ الشيء ناحِيَتُه وشَطْرُ كل شيء نَحْوُهُ وقَصْدُه وقصدتُ شَطْرَه أَي نحوه قال أَبو زِنْباعٍ الجُذامِيُّ أَقُولُ لأُمِّ زِنْباعٍ أَقِيمِي صُدُورَ العِيسِ شَطْرَ بَني تَمِيمِ وفي التنزيل العزيز فَوَلِّ وجْهَك شَطْرَ المسجِد الحرامِ ولا فعل له قال الفرّاء يريد نحوه وتلقاءه ومثله في الكلام ولِّ وجهك شَطْرَه وتُجاهَهُ وقال الشاعر إِنَّ العَسِيرَ بها داءٌ مُخامِرُها فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ وقال أَبو إِسحق الشطر النحو لا اختلاف بين أَهل اللغة فيه قال ونصب قوله عز وجل شطرَ المسجد الحرام على الظرف وقال أَبو إِسحق أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أَن يستقبل وهو بالمدينة مكة والبيت الحرام وأُمر أَن يستقبل البيت حيث كان وشَطَرَ عن أَهله شُطُوراً وشُطُورَةً وشَطارَةً إِذا نَزَحَ عنهم وتركهم مراغماً أَو مخالفاً وأَعياهم خُبْثاً والشَّاطِرُ مأْخوذ منه وأُراه مولَّداً وقد شَطَرَ شُطُوراً وشَطارَةً وهو الذي أَعيا أَهله ومُؤَدِّبَه خُبْثاً الجوهري شَطَرَ وشَطُرَ أَيضاً بالضم شَطارة فيهما قال أَبو إِسحق قول الناس فلان شاطِرٌ معناه أَنه أَخَذَ في نَحْوٍ غير الاستواء ولذلك قيل له شاطر لأَنه تباعد عن الاستواء ويقال هؤلاء القوم مُشاطرُونا أَي دُورهم تتصل بدورنا كما يقال هؤلاء يُناحُونَنا أَي نحنُ نَحْوَهُم وهم نَحْوَنا فكذلك هم مُشاطِرُونا ونِيَّةٌ شَطُورٌ أَي بعيدة ومنزل شَطِيرٌ وبلد شَطِيرٌ وحَيٌّ شَطِيرٌ بعيد والجمع شُطُرٌ ونَوًى شُطْرٌ بالضم أَي بعيدة قال امرؤ القيس أَشاقَك بَيْنَ الخَلِيطِ الشُّطُرْ وفِيمَنْ أَقامَ مِنَ الحَيِّ هِرْ قال والشُّطُرُ ههنا ليس بمفرد وإِنما هو جمع شَطِير والشُّطُرُ في البيت بمعنى المُتَغَرِّبِينَ أَو المُتَعَزِّبِينَ وهو نعت الخليط والخليط المخالط وهو يوصف بالجمع وبالواحد أَيضاً قال نَهْشَلُ بنُ حَريٍّ إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فابْتَكَرُوا واهْتَاجَ شَوْقَك أَحْدَاجٌ لَها زَمْرُ والشَّطِيرُ أَيضاً الغريب قال لا تَدَعَنِّي فِيهمُ شَطِيرا إِنِّي إِذاً أَهْلِكَ أَوْ أَطِيرَا وقال غَسَّانُ بنُ وَعْلَةَ إِذا كُنْتَ في سَعْدٍ وأُمُّكَ مِنْهُمُ شَطِيراً فَلا يَغْرُرْكَ خالُكَ مِنْ سَعْدِ وإِنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى إِناؤُهُ إِذا لم يُزاحِمْ خالَهُ بِأَبٍ جَلْدِ يقول لا تَغْتَرَّ بخُؤُولَتِكَ فإِنك منقوص الحظ ما لم تزاحم أَخوالك بآباء أَشرافٍ وأَعمام أَعزة والمصغَى المُمالُ وإِذا أُميل الإِناء انصبَّ ما فيه فضربه مثلاً لنقص الحظ والجمع الجمع التهذيب والشَّطِيرُ البعيد ويقال للغريب شَطِيرٌ لتباعده عن قومه والشَّطْرُ البُعْدُ وفي حديث القاسم بن محمد لو أَن رجلين شهدا على رجل بحقٍّ أَحدُهما شطير فإِنه يحمل شهادة الآخر الشطير الغريب وجمعه شُطُرٌ يعني لو شهد له قريب من أَب أَو ابن أَو أَخ ومعه أَجنبي صَحَّحَتْ شهادةُ الأَجنبي شهادَةَ القريب فجعل ذلك حَمْلاً له قال ولعل هذا مذهب القاسم وإِلا فشهادة الأَب والابن لاتقبل ومنه حديث قتادة شهادة الأَخ إِذا كان معه شطير جازت شهادته وكذا هذا فإِنه لا فرق بين شهادة الغريب مع الأَخ أَو القريب فإِنها مقبولة

شظر
التهذيب في نوادر الأَعراب يقال شِظْرَةٌ من الجبل وشَظِيَّةٌ قال وشِنْظِيَةٌ وشِنْظِيرةٌ قال الأَصمعي الشِّنْظِيرةُ الفَحَّاشُ السَّيِّئ الخُلُق والنون زائدة

شعر
شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً الأَخيرة عن اللحياني كله عَلِمَ وحكى اللحياني عن الكسائي ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان وحكي عن الكسائي أَيضاً أَشْعُرُ فلاناً ما عَمِلَهُ وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله قال وهو كلام العرب ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ قال سيبويه قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة كما قالوا ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء مع الأَب خاصة وحكى اللحياني عن الكسائي ليتَ شِعْرِي لفلان ما صَنَعَ وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع وليتَ شِعْرِي فلاناً ما صنع وأَنشد يا ليتَ شِعْرِي عن حِمَارِي ما صَنَعْ وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ وأَنشد يا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا وأَنشد ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْ رٍو ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ وفي الحديث ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط بما صنع فحذف الخبر وهو كثير في كلامهم وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه به أَعلمه إِياه وفي التنزيل وما يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون أَي وما يدريكم وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى وشَعَرَ به عَقَلَه وحكى اللحياني أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه وأَشْعَرْتُ به أَطْلَعْتُ عليه وشَعَرَ لكذا إِذا فَطِنَ له وشَعِرَ إِذا ملك
( * قوله « وشعر إِذا ملك إِلخ » بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس ) عبيداً وتقول للرجل اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً غَشِيَهُ به ويقال أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً والشِّعْرُ منظوم القول غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية وإِن كان كل عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع والعُودُ على المَندَلِ والنجم على الثُّرَيَّا ومثل ذلك كثير وربما سموا البيت الواحد شِعْراً حكاه الأَخفش قال ابن سيده وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على تسمية الجزء باسم الكل كقولك الماء للجزء من الماء والهواء للطائفة من الهواء والأَرض للقطعة من الأَرض وقال الأَزهري الشِّعْرُ القَرِيضُ المحدود بعلامات لا يجاوزها والجمع أَشعارٌ وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً وشَعُرَ وقيل شَعَرَ قال الشعر وشَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ ورجل شاعر والجمع شُعَراءُ قال سيبويه شبهوا فاعِلاً بِفَعِيلٍ كما شبهوه بفَعُولٍ كما قالوا صَبُور وصُبُرٌ واستغنوا بفاعل عن فَعِيلٍ وهو في أَنفسهم وعلى بال من تصوّرهم لما كان واقعاً موقعه وكُسِّرَ تكسيره ليكون أَمارة ودليلاً على إِرادته وأَنه مغن عنه وبدل منه ويقال شَعَرْتُ لفلان أَي قلت له شِعْراً وأَنشد شَعَرْتُ لكم لَمَّا تَبَيَّنْتُ فَضْلَكُمْ على غَيْرِكُمْ ما سائِرُ النَّاسِ يَشْعُرُ ويقال شَعَرَ فلان وشَعُرَ يَشْعُر شَعْراً وشِعْراً وهو الاسم وسمي شاعِراً لفِطْنَتِه وما كان شاعراً ولقد شَعُر بالضم وهو يَشْعُر والمُتَشاعِرُ الذي يتعاطى قولَ الشِّعْر وشاعَرَه فَشَعَرَهُ يَشْعَرُه بالفتح أَي كان أَشْعر منه وغلبه وشِعْرٌ شاعِرٌ جيد قال سيبويه أَرادوا به المبالغة والإِشادَة وقيل هو بمعنى مشعور به والصحيح قول سيبويه وقد قالوا كلمة شاعرة أَي قصيدة والأَكثر في هذا الضرب من المبالغة أَن يكون لفظ الثاني من لفظ الأَول كَوَيْلٌ وائلٌ ولَيْلٌ لائلٌ وأَما قولهم شاعِرُ هذا الشعر فليس على حدذ قولك ضاربُ زيدٍ تريد المنقولةَ من ضَرَبَ ولا على حدها وأَنت تريد ضاربٌ زيداً المنقولةَ من قولك يضرب أَو سيضرب لأَمن ذلك منقول من فعل متعدّ فأَما شاعرُ هذا الشعرِ فليس قولنا هذا الشعر في موضع نصب البتة لأَن فعل الفاعل غير متعدّ إِلاَّ بحرف الجر وإِنما قولك شاعر هذا الشعر بمنزلة قولك صاحب هذا الشرع لأَن صاحباً غير متعدّ عند سيبويه وإِنما هو عنده بمنزلة غلام وإِن كان مشتقّاً من الفعل أَلا تراه جعله في اسم الفاعل بمنزلة دَرّ في المصادر من قولهم لله دَرُّكَ ؟ وقال الأَخفش الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ وتامِرٍ أَي صاحب شِعْر وقال هذا البيتُ أَشْعَرُ من هذا أَي أَحسن منه وليس هذا على حد قولهم شِعْرٌ شاعِرٌ لأَن صيغة التعجب إِنما تكون من الفعل وليس في شاعر من قولهم شعر شاعر معنى الفعل إِنما هو على النسبة والإِجادة كما قلنا اللهم إِلاَّ أَن يكون الأَخفش قد علم أَن هناك فعلاً فحمل قوله أَشْعَرُ منه عليه وقد يجوز أَن يكون الأَخفش توهم الفعل هنا كأَنه سمع شَعُرَ البيتُ أَي جاد في نوع الشِّعْر فحمل أَشْعَرُ منه عليه وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن من الشِّعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ عليكم شَيْءٌ من القرآن فالْتَمِسُوهُ في الشعر فإِنه عَرَبِيٌّ والشَّعْرُ والشَّعَرُ مذكرانِ نِبْتَةُ الجسم مما ليس بصوف ولا وَبَرٍ للإِنسان وغيره وجمعه أَشْعار وشُعُور والشَّعْرَةُ الواحدة من الشَّعْرِ وقد يكنى بالشَّعْرَة عن الجمع كما يكنى بالشَّيبة عن الجنس يقال رأَى
( * قوله « يقال رأى إلخ » هذا كلام مستأنف وليس متعلقاً بما قبله ومعناه أَنه يكنى بالشعرة عن الشيب انظر الصحاح والاساس ) فلان الشَّعْرَة إِذا رأَى الشيب في رأْسه ورجل أَشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانيّ كثير شعر الرأْس والجسد طويلُه وقوم شُعْرٌ ورجل أَظْفَرُ طويل الأَظفار وأَعْنَقُ طويل العُنق وسأَلت أَبا زيد عن تصغير الشُّعُور فقال أُشَيْعار رجع إِلى أَشْعارٍ وهكذا جاء في الحديث على أَشْعارِهم وأَبْشارِهم ويقال للرجل الشديد فلان أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ شبه بالأَسد وإِن لم يكن ثمّ شَعَرٌ وكان زياد ابن أَبيه يقال له أَشْعَرُ بَرْكاً أَي أَنه كثير شعر الصدر وفي الصحاح كان يقال لعبيد الله بن زياد أَشْعَرُ بَرْكاً وفي حديث عمر إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر أَي الذي لم يحلق شعره ولم يُرَجّلْهُ وفي الحديث أَيضاً فدخل رجل أَشْعَرُ أَي كثير الشعر طويله وشَعِرَ التيس وغيره من ذي الشعر شَعَراً كَثُرَ شَعَرُه وتيس شَعِرٌ وأَشْعَرُ وعنز شَعْراءُ وقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً وذلك كلما كثر شعره والشِّعْراءُ والشِّعْرَةُ بالكسر الشَّعَرُ النابت على عانة الرجل ورَكَبِ المرأَة وعلى ما وراءها وفي الصحاح والشِّعْرَةُ بالكسر شَعَرُ الرَّكَبِ للنساء خاصة والشِّعْرَةُ منبت الشِّعرِ تحت السُّرَّة وقيل الشِّعْرَةُ العانة نفسها وفي حديث المبعث أَتاني آتٍ فَشَقَّ من هذه إِلى هذه أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه قال الشِّعْرَةُ بالكسر العانة وأَما قول الشاعر فأَلْقَى ثَوْبَهُ حَوْلاً كَرِيتاً على شِعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ فإِنه أَراد بالشعراء خُصْيَةً كثيرة الشعر النابت عليها وقوله تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنى أُدْرَةً فيها إِذا فَشَّتْ خرج لها صوت كتصويت النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دعاها وأَشْعَرَ الجنينُ في بطن أُمه وشَعَّرَ واسْتَشْعَرَ نَبَتَ عليه الشعر قال الفارسي لم يستعمل إِلا مزيداً وأَنشد ابن السكيت في ذلك كلُّ جَنِينٍ مُشْعِرٌ في الغِرْسِ وكذلك تَشَعَّرَ وفي الحديث زكاةُ الجنين زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ وهذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته وأَشْعَرَتِ الناقةُ أَلقت جنينها وعليه شَعَرٌ حكاه قُطْرُبٌ وقال ابن هانئ في قوله وكُلُّ طويلٍ كأَنَّ السَّلِي طَ في حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا أَراد كأَن السليط وهو الزيت في شهر هذا الفرس لصفائه والشِّعارُ جمع شَعَرٍ كما يقال جَبَل وجبال أَراد أَن يخبر بصفاء شعر الفرس وهو كأَنه مدهون بالسليط والمُوَارِي في الحقيقة الشِّعارُ والمُوارَى هو الأَديم لأَن الشعر يواريه فقلب وفيه قول آخر يجوز أَن يكون هذا البيت من المستقيم غير المقلوب فيكون معناه كأَن السليط في حيث وارى الأَديم الشعر لأَن الشعر ينبت من اللحم وهو تحت الأَديم لأَن الأَديم الجلد يقول فكأَن الزيت في الموضع الذي يواريه الأَديم وينبت منه الشعر وإِذا كان الزيت في منبته نبت صافياً فصار شعره كأَنه مدهون لأَن منابته في الدهن كما يكون الغصن ناضراً ريان إِذا كان الماء في أُصوله وداهية شَعْراءُ وداهية وَبْراءُ ويقال للرجل إِذا تكلم بما ينكر عليه جئتَ بها شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ وأَشْعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أَشبههما وشَعَّرَه وشَعَرَهُ خفيفة عن اللحياني كل ذلك بَطَّنَهُ بشعر وخُفٌّ مُشْعَرٌ ومُشَعَّرٌ ومَشْعُورٌ وأَشْعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّعر وكذلك إِذا أَشْعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه والشَّعِرَةُ من الغنم التي ينبت بين ظِلْفَيْها الشعر فَيَدْمَيانِ وقيل هي التي تجد أُكالاً في رَكَبِها وداهيةٌ شَعْراء كَزَبَّاءَ يذهبون بها إِلى خُبْثِها والشَّعْرَاءُ الفَرْوَة سميت بذلك لكون الشعر عليها حكي ذلك عن ثعلب والشَّعارُ الشجر الملتف قال يصف حماراً وحشيّاً وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعارَا يقول اجتنب الشجر مخافة أَن يرمى فيها ولزم مَدْرَجَ السيل وقيل الشَّعار ما كان من شجر في لين ووَطاءٍ من الأَرض يحله الناس نحو الدَّهْناءِ وما أَشبهها يستدفئُون به في الشتاء ويستظلون به في القيظ يقال أَرض ذات شَعارٍ أَي ذات شجر قال الأَزهري قيده شمر بخطه شِعار بكسر الشين قال وكذا روي عن الأَصمعي مثل شِعار المرأَة وأَما ابن السكيت فرواه شَعار بفتح الشين في الشجر وقال الرِّياشِيُّ الشعار كله مكسور إِلا شَعار الشجر والشَّعارُ مكان ذو شجر والشَّعارُ كثرة الشجر وقال الأَزهري فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر ورَوْضَة شَعْراء كثيرة الشجر ورملة شَعْراء تنبت النَّصِيَّ والمَشْعَرُ أَيضاً الشَّعارُ وقيل هو مثل المَشْجَرِ والمَشاعر كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار قال ذو الرمة يصف ثور وحش يَلُوحُ إِذا أَفْضَى ويَخْفَى بَرِيقُه إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر قال أَبو حنيفة وإِن جعلت المَشْعَر الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ والشَّعْراء الشجر الكثير والشَّعْراءُ الأَرض ذات الشجر وقيل هي الكثيرة الشجر قال أَبو حنيفة الشَّعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُعُرٌ يحافظون على الصفة إِذ لو حافظوا على الاسم لقالوا شَعْراواتٌ وشِعارٌ والشَّعْراء أَيضاً الأَجَمَةُ والشَّعَرُ النبات والشجر على التشبيه بالشَّعَر وشَعْرانُ اسم جبل بالموصل سمي بذلك لكثرة شجره قال الطرماح شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها شَعْرانُ مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها أَراد شم أَعاليها فحذف الهاء وأَدخل الأَلف واللام كما قال زهير حُجْنُ المَخالِبِ لا يَغْتَالُه السَّبُعُ أَي حُجْنٌ مخالبُه وفي حديث عَمْرِو بن مُرَّةَ حتى أَضاء لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ هو اسم جبل لهم وشَعْرٌ جبل لبني سليم قال البُرَيْقُ فَحَطَّ الشَّعْرَ من أَكْنافِ شَعْرٍ ولم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا وقيل هو شِعِرٌ والأَشْعَرُ جبل بالحجاز والشِّعارُ ما ولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب والجمع أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ وفي المثل هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ يصفهم بالمودّة والقرب وفي حديث الأَنصار أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كما سماهم عَيْبَتَه وكَرِشَهُ والدثار الثوب الذي فوق الشعار وفي حديث عائشة رضي الله عنها إِنه كان لا ينام في شُعُرِنا هي جمع الشِّعار مثل كتاب وكُتُب وإِنما خصتها بالذكر لأَنها أَقرب إِلى ما تنالها النجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد ومنه الحديث الآخر إِنه كان لا يصلي في شُعُرِنا ولا في لُحُفِنا إِنما امتنع من الصلاة فيها مخافة أَن يكون أَصابها شيء من دم الحيض وطهارةُ الثوب شرطٌ في صحة الصلاة بخلاف النوم فيها وأَما قول النبي صلى الله عليه وسلم لَغَسَلَةِ ابنته حين طرح إِليهن حَقْوَهُ قال أَشْعِرْنَها إِياه فإِن أَبا عبيدة قال معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذي يلي جسدها لأَنه يلي شعرها وجمع الشِّعارِ شُعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ والشِّعارُ ما استشعرتْ به من الثياب تحتها والحِقْوَة الإِزار والحِقْوَةُ أَيضاً مَعْقِدُ الإِزار من الإِنسان وأَشْعَرْتُه أَلبسته الشّعارَ واسْتَشْعَرَ الثوبَ لبسه قال طفيل وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها جَرَى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَبِ وقال بعض الفصحاء أَشْعَرْتُ نفسي تَقَبُّلَ أَمْرَه وتَقَبُّلَ طاعَتِه استعمله في العَرَضِ والمَشاعِرُ الحواسُّ قال بَلْعاء بن قيس والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُهُ يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ والشِّعارُ جُلُّ الفرس وأَشْعَرَ الهَمُّ قلبي لزِقَ به كلزوق الشِّعارِ من الثياب بالجسد وأَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً كذلك وكل ما أَلزقه بشيء فقد أَشْعَرَه به وأَشْعَرَه سِناناً خالطه به وهو منه أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي عازب الكلابي فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ وبَيْنَنا من الخَطَرِ المَنْضُودِ في العينِ ناقِع يريد أَشعرت الذئب بالسهم وسمى الأَخطل ما وقيت به الخمر شِعاراً فقال فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عنها مِنَ الزَّرَجُونِ دونهما شِعارُ ويقال شاعَرْتُ فلانة إِذا ضاجعتها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد فكنت لها شعاراً وكانت لك شعاراً ويقول الرجل لامرأَته شاعِرِينِي وشاعَرَتْه ناوَمَتْهُ في شِعارٍ واحد والشِّعارُ العلامة في الحرب وغيرها وشِعارُ العساكر أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رُفْقَتَه وفي الحديث إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الغَزْوِ يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر بالإِماتة واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب وقال النابغة مُسْتَشْعِرِينَ قَد آلْفَوْا في دِيارهِمُ دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ يقول غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم وشِعارُ القوم علامتهم في السفر وأَشْعَرَ القومُ في سفرهم جعلوا لأَنفسهم شِعاراً وأَشْعَرَ القومُ نادَوْا بشعارهم كلاهما عن اللحياني والإِشْعارُ الإِعلام والشّعارُ العلامة قالالأَزهري ولا أَدري مَشاعِرَ الحجّ إِلاَّ من هذا لأَنها علامات له وأَشْعَرَ البَدَنَةَ أَعلمها وهو أَن يشق جلدها أَو يطعنها في أَسْنِمَتِها في أَحد الجانبين بِمِبْضَعٍ أَو نحوه وقيل طعن في سَنامها الأَيمن حتى يظهر الدم ويعرف أَنها هَدْيٌ وهو الذي كان أَو حنيفة يكرهه وزعم أَنه مُثْلَةٌ وسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم أَحق بالاتباع وفي حديث مقتل عمر رضي الله عنه أَن رجلاً رمى الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم فقال رجل أُشْعِرَ أَميرُ المؤمنين ونادى رجلٌ آخر يا خليفة وهو اسم رجل فقال رجل من بني لِهْبٍ ليقتلن أَمير المؤمنين فرجع فقتل في تلك السنة ولهب قبيلة من اليمن فيهم عِيافَةٌ وزَجْرٌ وتشاءم هذا اللِّهْبِيُّ بقول الرجل أُشْعر أَمير المؤمنين فقال ليقتلن وكان مراد الرجل أَنه أُعلم بسيلان الدم عليه من الشجة كما يشعر الهدي إِذا سيق للنحر وذهب به اللهبي إِلى القتل لأَن العرب كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا أُشْعِرُوا وتقول لِسُوقَةِ الناسِ قُتِلُوا وكانوا يقولون في الجاهلية دية المُشْعَرَةِ أَلف بعير يريدون دية الملوك فلما قال الرجل أُشْعِرَ أَمير المؤمنين جعله اللهبي قتلاً فيما توجه له من علم العيافة وإِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّيَ كما يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْعِرَ وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عمر رضي الله عنه لما صَدَرَ من الحج قُتل وفي حديث مكحول لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْعَرَ عِلْجاً أَو قتله فأَما من لم يُشعر فلا سلب له أَي طعنه حتى يدخل السِّنانُ جوفه والإِشْعارُ الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة وأَنشد لكثيِّر عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها وقد أَشْعَرَاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ أَشعراها أَدمياها وطعناها وقال الآخر يَقُولُ لِلْمُهْرِ والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ لا تَجْزَعَنَّ فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ وفي حديث مقتل عثمان رضي الله عنه أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به وأَنشد أَبو عبيدة نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً تَراهُمُ شَعائرَ قُرْبانٍ بها يُتَقَرَّبُ وفي حديث الزبير أَنه قاتل غلاماً فأَشعره وفي حديث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه إِنك قد أَشْعَرْتَ ابني في الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك فصار له كالطعنة في البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ والشَّعِيرة البدنة المُهْداةُ سميت بذلك لأَنه يؤثر فيها بالعلامات والجمع شعائر وشِعارُ الحج مناسكه وعلاماته وآثاره وأَعماله جمع شَعيرَة وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك ومنه الحديث أَن جبريل أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مر أُمتك أَن يرفعوا أَصواتهم بالتلبية فإِنها من شعائر الحج والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ
( * قوله « والشعارة » كذا بالأصل مضبوطاً بكسر الشين وبه صرح في المصباح وضبط في القاموس بفتحها ) والمَشْعَرُ كالشِّعارِ وقال اللحياني شعائر الحج مناسكه واحدتها شعيرة وقوله تعالى فاذكروا الله عند المَشْعَرِ الحرام هو مُزْدَلِفَةُ وهي جمعٌ تسمى بهما جميعاً والمَشْعَرُ المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِهِ والمَشاعِرُ المعالم التي ندب الله إِليها وأَمر بالقيام عليها ومنه سمي المَشْعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة وموضع قال ويقولون هو المَشْعَرُ الحرام والمِشْعَرُ ولا يكادون يقولونه بغير الأَلف واللام وفي التنزيل يا أَيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شَعائرَ الله قال الفرّاء كانت العرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما فأَنزل الله تعالى لا تحلوا شعائر الله أَي لا تستحلوا ترك ذلك وقيل شعائر الله مناسك الحج وقال الزجاج في شعائر الله يعني بها جميع متعبدات الله التي أَشْعرها الله أَي جعلها أَعلاماً لنا وهي كل ما كان من موقف أَو مسعى أَو ذبح وإِنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم شَعَرْتُ به علمته فلهذا سميت الأَعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر والمشاعر مواضع المناسك والشِّعارُ الرَّعْدُ قال وقِطار غادِيَةٍ بِغَيْرِ شِعارِ الغادية السحابة التي تجيء غُدْوَةً أَي مطر بغير رعد والأَشْعَرُ ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشُّعَيْرات حَوالَي الحافر وأَشاعرُ الفرس ما بين حافره إِلى منتهى شعر أَرساغه والجمع أَشاعِرُ لأَنه اسم وأَشْعَرُ خُفِّ البعير حيث ينقطع الشَّعَرُ وأَشْعَرُ الحافرِ مِثْلُه وأَشْعَرُ الحَياءِ حيث ينقطع الشعر وأَشاعِرُ الناقة جوانب حيائها والأَشْعَرانِ الإِسْكَتانِ وقيل هما ما يلي الشُّفْرَيْنِ يقال لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة الإِسْكَتانِ ولطرفيهما الشُّفْرانِ وللذي بينهما الأَشْعَرانِ والأَشْعَرُ شيء يخرج بين ظِلْفَي الشاةِ كأَنه ثُؤْلُولُ الحافر تكوى منه هذه عن اللحياني والأَشْعَرُ اللحم تحت الظفر والشَّعِيرُ جنس من الحبوب معروف واحدته شَعِيرَةٌ وبائعه شَعِيرِيٌّ قال سيبويه وليس مما بني على فاعِل ولا فَعَّال كما يغلب في هذا النحو وأَما قول بعضهم شِعِير وبِعِير ورِغيف وما أَشبه ذلك لتقريب الصوت من الصوت فلا يكون هذا إِلا مع حروف الحلق والشَّعِيرَةُ هَنَةٌ تصاغ من فضة أَو حديد على شكل الشَّعيرة تُدْخَلُ في السِّيلانِ فتكون مِساكاً لِنِصابِ السكين والنصل وقد أَشْعَرَ السكين جعل لها شَعِيرة والشَّعِيرَةُ حَلْيٌ يتخذ من فضة مثل الشعير على هيئة الشعيرة وفي حديث أُم سلمة رضي الله عنها أَنها جعلت شَارِيرَ الذهب في رقبتها هو ضرب من الحُلِيِّ أَمثال الشعير والشَّعْراء ذُبابَةٌ يقال هي التي لها إِبرة وقيل الشَّعْراء ذباب يلسع الحمار فيدور وقيل الشَّعْراءُ والشُّعَيْرَاءُ ذباب أَزرق يصيب الدوابَّ قال أَبو حنيفة الشَّعْراءُ نوعان للكلب شعراء معروفة وللإِبل شعراء فأَما شعراء الكلب فإِنها إِلى الزُّرْقَةِ والحُمْرَةِ ولا تمس شيئاً غير الكلب وأَما شَعْراءُ الإِبل فتضرب إِلى الصُّفْرة وهي أَضخم من شعراء الكلب ولها أَجنحة وهي زَغْباءُ تحت الأَجنحة قال وربما كثرت في النعم حتى لا يقدر أَهل الإِبل على أَن يجتلبوا بالنهار ولا أَن يركبوا منها شيئاً معها فيتركون ذلك إِلى الليل وهي تلسع الإِبل في مَراقِّ الضلوع وما حولها وما تحت الذنب والبطن والإِبطين وليس يتقونها بشيء إِذا كان ذلك إِلا بالقَطِرانِ وهي تطير على الإِبل حتى تسمع لصوتها دَوِيّاً قال الشماخ تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّعْراءِ مَنْزِلُهُ مِنْها لَبانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ والجمع من كل ذلك شَعارٍ وفي الحديث أَنه لما أَراد قتل أُبَيّ بن خَلَفٍ تطاير الناسُ عنه تَطايُرَ الشُّعْرِ عن البعير ثم طعنه في حلقه الشُّعْر بضم الشين وسكن العين جمع شَعْراءَ وهي ذِبَّانٌ أَحمر وقيل أَزرق يقع على الإِبل ويؤذيها أَذى شديداً وقيل هو ذباب كثير الشعر وفي الحديث أَن كعب بن مالك ناوله الحَرْبَةَ فلما أَخذها انتفض بها انتفاضةً تطايرنا عنه تطاير الشَّعارِيرِ هي بمعنى الشُّعْرِ وقياس واحدها شُعْرورٌ وقيل هي ما يجتمع على دَبَرَةِ البعير من الذبان فإِذا هيجتْ تطايرتْ عنها والشَّعْراءُ الخَوْخُ أَو ضرب من الخوخ وجمعه كواحده قال أَبو حنيفة الشَّعْراء شجرة من الحَمْضِ ليس لها ورق ولها هَدَبٌ تَحْرِصُ عليها الإِبل حِرْصاً شديداً تخرج عيداناً شِداداً والشَّعْراءُ فاكهة جمعه وواحده سواء والشَّعْرانُ ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر وقيل ضرب من الحَمْضِ أَخضر أَغبر والشُّعْرُورَةُ القِثَّاءَة الصغيرة وقيل هو نبت والشَّعارِيرُ صغار القثاء واحدها شُعْرُور وفي الحديث أَنه أُهْدِيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعاريرُ هي صغار القثاء وذهبوا شَعالِيلَ وشَعارِيرَ بِقُذَّانَ وقِذَّانَ أَي متفرّقين واحدهم شُعْرُور وكذلك ذهبوا شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ قال اللحياني أَصبحتْ شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ وقَرْدَحْمَةَ وقِنْدَحْرَةَ وقَنْدَحْرَةَ وقَِدْحَرَّةَ وقَِذْحَرَّةَ معنى كل ذلك بحيث لا يقدر عليها يعني اللحياني أَصبحت القبيلة قال الفراء الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ والأَبابِيلُ كل هذا لا يفرد له واحد والشَّعارِيرُ لُعْبة للصبيان لا يفرد يقال لَعِبنَا الشَّعاريرَ وهذا لَعِبُ الشَّعاريرِ وقوله تعالى وأنه هو رَبُّ الشِّعْرَى الشعرى كوكب نَيِّرٌ يقال له المِرْزَمُ يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ وطلوعه في شدّة الحرّ تقول العرب إِذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى وهما الشِّعْرَيانِ العَبُورُ التي في الجوزاء والغُمَيْصاءُ التي في الذِّراع تزعم العرب أَنهما أُختا سُهَيْلٍ وطلوع الشعرى على إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ وعبد الشِّعْرَى العَبُور طائفةٌ من العرب في الجاهلية ويقال إِنها عَبَرَت السماء عَرْضاً ولم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرها فأَنزل الله تعالى وأَنه هو رب الشعرى أَي رب الشعرى التي تعبدونها وسميت الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن العرب قالت في أَحاديثها إِنها بكت على إِثر العبور حتى غَمِصَتْ والذي ورد في حديث سعد شَهِدْتُ بَدْراً وما لي غير شَعْرَةٍ واحدة ثم أَكثر الله لي من اللِّحَى بعدُ قيل أَراد ما لي إِلا بِنْتٌ واحدة ثم أَكثر الله لي من الوَلَدِ بعدُ وأَشْعَرُ قبيلة من العرب منهم أَبو موسى الأَشْعَرِيُّ ويجمعون الأَشعري بتخفيف ياء النسبة كما يقال قوم يَمانُونَ قال الجوهري والأَشْعَرُ أَبو قبيلة من اليمن وهو أَشْعَرُ بن سَبَأ ابن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ وتقول العرب جاء بك الأَشْعَرُونَ بحذف ياءي النسب وبنو الشُّعَيْراءِ قبيلة معروفة والشُّوَيْعِرُ لقب محمد بن حُمْرانَ بن أَبي حُمْرَانَ الجُعْفِيّ وهو أَحد من سمي في الجاهلية بمحمد والمُسَمَّوْنَ بمحمد في الجاهلية سبعة مذكورون في موضعهم لقبه بذلك امرؤ القيس وكان قد طلب منه أَن يبيعه فرساً فأَبى فقال فيه أَبْلِغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَنِّي عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا حريم هو جد الشُّوَيْعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هو الحرث بن معاوية بن الحرب بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جُعْفِيٍّ وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس أَتَتْنِي أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها وقد نُمِيَتْ لِيَ عاماً فَعاما بأَنَّ امْرأَ القَيْسِ أَمْسَى كَثيباً على آلِهِ ما يَذُوقُ الطَّعامَا لَعَمْرُ أَبيكَ الَّذِي لا يُهانُ لقد كانَ عِرْضُكَ مِنِّي حَراما وقالوا هَجَوْتَ ولم أَهْجُهُ وهَلْ يجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا ؟ والشويعر الحنفيّ هو هانئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبانِيُّ أَنشد أَبو العباس ثعلب له وإِنَّ الذي يُمْسِي ودُنْياه هَمُّهُ لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ فسمي الشويعر بهذا البيت

شعفر
شَعْفَرٌ من أَسماء النساء أَنشد الأَزهري يا لَيْتَ أَني لم أَكُنْ كَرِيّاً ولم أَسُقْ بِشَعْفَر المَطِيَّا وقال ابن سيده شَعْفَرٌ بطن من ثعلبة يقال لهم بَنُو السَّعْلاةِ وقيل هو اسم المرأَة عن ابن الأَعرابي وأَنشد صادَتْكَ يَوْمَ الرَّمْلَتَيْنِ شَعْفَرُ وقال ثعلب هي شغفر بالغين المعجمة

شغر
الشَّغْرُ الرفع شَغَرَ الكلبُ يَِشْغَرُ شَغْراً رفع إِحدى رجليه ليبول وقيل رفع إِحدى رجليه بال أَو لم يبل وقيل شَغَرَ الكلبُ برجله شَغْراً رفعها فبال قال الشاعر شَغَّارَةٌ تَقِذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِها فَطَّارَةٌ لِقَواِمِ الأَبْكارِ وفي الحديث فإِذا نام شَغَرَ الشيطانُ برجله فبال في أُذنه وفي حديث عَلِيٍّ قَبْلَ أَن تَشْغَرَ برجلها فِتْنَةٌ تَطَأُ في خِطامِها وشَغَرَ المرأَةَ وبها يَشْغُرُ شُغُوراً وأَشْغَرَها رفع رِجْلَيْها للنكاح وبلْدَةٌ شاغِرَةٌ لم تمتنع من غارة أَحد وشَغَرَتِ الأَرضُ والبلد أَي خلت من الناس ولم يبق بها أَحد يحميها ويضبطها يقال بلدة شاغِرةٌ برجلها إِذا لم تمتنع من غارة أَحد والشِّغار الطَّرْدُ يقال شَغَرُوا فلاناً عن بلده شَغْراً وشِغاراً إِذا طَرَدُوه ونَفَوْهُ والشِّغار بكسر الشين نكاح كان في الجاهلية وهو أَن تُزوِّج الرجلَ امرأَةً ما كانت على أَن يزوّجك أُخرى بغير مهر وخص بعضهم به القرائب فقال لا يكون الشِّغارُ إِلا أَن تنكحه وليَّتك على أَن ينكحك وليَّته وقد شاغَرَهُ الفراء الشِّغارُ شِغارُ المتناكحين ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشِّغارِ قال الشافعي وأَبو عبيد وغيرهما من العلماء الشِّغارُ المنهي عنه أَن يزوّج الرجلُ الرجلَ حريمتَه على أَن يزوّجه المزوَّج حريمة له أُخرى ويكون مهر كل واحدة منهما بُضْعَ الأُخرى كأَنهما رفعا المهر وأَخليا البضع عنه وفي الحديث لا شِغارَ في الإِسلام وفي رواية نهى عن نكاح الشَّغْرِ والشِّغارُ أَن يَبْرُزَ الرجلان من العَسْكَرَيْنِ فإِذا كاد أَحدهما أَن يغلب صاحبه جاء اثنان ليغيثا أَحدهما فيصيح الآخر لا شِغارَ لا شِغارَ قال ابن سيده والشِّغارُ أَن يَعْدُو الرجلان على الرجل والشَّغْرُ أَن يضرب الفحل برأْسه تحت النُّوقِ من قبَلِ ضروعها فيرفعها فيصرعها وأَبو شاغِر فحل من الإِبل معروف كان لمالك بن المُنْتَفِقِ الصُّبَحيِّ وأَشْغَرَ المَنْهَلُ صار في ناحية من المَحَجَّة وفي التهذيب واشْتَغَرَ المَنْهَلُ إِذا صار في ناحية من المَحَجَّة وأَنشد شافي الأُجاج بَعِيد المُشْتَغَرْ ورُفْقَةٌ مُشْتَغِرَةٌ بعيدة عن السَّابِلَةِ وأَشْغَرَتِ الرُّفْقَةُ انفردت عن السابلة واشْتَغَرَ في الفلاة أَبْعَدَ فيها واشْتَغَر عليه حِسابُه انْتَشَرَ وكَثُرَ فلم يَهْتَدِ لَهُ وذهب فلان يَعُدُّ بني فلان فاشْتَغَرُوا عليه أَي كثروا واشْتَغَرَ العَدَدُ كثر واتسع قال أَبو النجم وعَدَد بَخّ إِذا عُدَّ اشْتَغَرْ كَعَدد التُّرْبِ تَدانَى وانْتَشَرْ أَبو زيد اشْتَغَرَ الأَمر بفلان أَي اتسع وعَظُمَ واشْتَغَرَتِ الحرب بين الفريقين إِذا اتسعت وعظمت واشْتَغَرَتِ الإِبلُ كثرت واختلفت والشَّغْرُ التفرقة وتفرّقت الغنم شَغَرَ بِغَرَ وشِغَرَ بَغَرَ أَي في كل وجه ويقال هما اسمان جعلا واحداً وبنيا على الفتح وكذلك تفرّق القوم شَغَرَ بَغَر وشَذَرَ مَذَرَ أَي في كل وجه ولا يقال ذلك في الإِقبال والشَّاغِرانِ مُنْقَطَعُ عِرْقِ السُّرَّةِ ورجلِ شِغِّير سَيِّءُ الخُلُقِ وشاغِرَةُ والشَّاغِرَةُ كلتاهما موضع وتَشَغَّرَ البعيرُ إِذا لم يَدَعْ جُهْداً في سيره عن أَبي عبيد ويقال للبعير إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه هو يَتَشَغَّرُ تَشَغُّراً ويقال مَرَّ يَرْتَبِعُ إِذا ضرب بقوائمه واللَّبْطَةُ نحوه ثم التَّشَغُّرُ فوق ذلك وفي حديث ابن عمر فَحَجَن ناقَتَهُ حتى أَشْغَرَتْ أَي اتَّسَعَتْ في السير وأَسرعتْ وشَغَرْتُ بني فلان من موضع كذا أَي أَخرجتهم وأَنشد الشيباني ونحنُ شَغَرْنا ابْنَيْ نِزارٍ كِلَيْهِما وكَلْباً بوقْعٍ مُرْهِبِ مُتَقارِبِ وفي التهذيب بحيث شَغَرْنا ابْنَي نِزار والشَّغْرُ البُعْدُ ومنه قولهم بلد شاغِرٌ إِذا كان بعيداً من الناصر والسلطان قاله الفراء وفي الحديث والأَرض لكم شاغِرَةٌ أَي واسعة أَبو عمرو شَغَرْتُه عن الأَرض أَي أَخرجته أَبو عمرو الشِّغارُ العَداوَةُ واشْتَغَرَ فلان علينا إِذا تطاول وافتخر وتَشَغَّرَ فلان في أَمر قبيح إِذا تَمادَى فيه وتَعَمَّقَ والشَّغُورُ موضع في البادية وفي النِوادر بئرٌ شِغارٌ وبئار شِغارٌ كثيرة الماء واسعة الأَعْطانِ والمِشْغَرُ من الرماح كالمِطْرَدِ وقال سِناناً مِنَ الخَطِّيِّ أَسْمَرَ مِشْغَرَا

شغبر
روى ثعلب عن عمرو عن أَبيه قال الشَّغْبَرُ ابن آوى قال ومن قاله بالزاي فقد صحف الليث تَشَغْبَرَت الريح إِذا الْتَوَتْ في هُبوبها

شغفر
شَغْفَرٌ اسم امرأَة عن ثعلب وقال ابن الأَعرابي إِنما هي شَعْفَر وقد تقدم ذكره في حرف العين المهملة أَبو عمرو الشَّغْفَرُ المرأَة الحسناء أَنشد عمرو بن بَحْر لأَبي الطوف الأَعرابي في امرأَته وكان اسمها شَغْفَر وكانت وُصِفَتْ بالقُبْحِ والشَّناعَةِ جامُوسَةٌ وفِيلَةٌ وخَنْزَرُ وكُلُّهُنَّ في الجَمالِ شَغْفَرُ قال وأَنشدني المنذري ولم أَسُقْ بِشَغْفَرَ المَطِيَّا وقال
صادَتْكَ يَوْمَ القَرَّتَيْنِ ... شَغْفَرُ
( * قوله « يوم القرتين » الذي تقدم في « شعفر » يوم الرملتين )

شفر
الشُّفْرُ بالضم شُفْرُ العين وهو ما نبت عليه الشعر وأَصلُ مَنْبِتِ الشعر في الجَفْنِ وليس الشُّفْرُ من الشَّعَرِ في شيء وهو مذكر صرح بذلك اللحياني والجمع أَشْفارٌ سيبويه لا يُكسَّرُ على غير ذلك والشَّفْرُ لغة فيه عن كراع شمر أَشْفارُ العين مَغْرِزُ الشَّعَرِ والشَّعَرُ الهُدْبُ قال أَبو منصور شُفْرُ العين منابت الأَهداب من الجفون الجوهري الأَشْفارُ حروف الأَجفان التي ينبت عليها الشعر وهو الهدب وفي حديث سعد بن الربيع لا عُذْرَ لَكُمْ إِن وُصِلَ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شُفْرٌ يَطْرِفُ وفي حديث الشَّعْبيّ كانوا لا يُؤَقِّتون في الشُّفْرِ شيئاً أَي لا يوجبون فيه شيئاً مقَدَّراً قال ابن الأَثير وهذا بخلاف الاجماع لأَن الدية واجبة في الأَجفان فإِن أَراد بالشُّفْرِ ههنا الشَّعَرَ ففيه خلاف أَو يكون الأَوَّل مذهباً للشعبي وشُفْرُ كل شيء ناحيته وشُفْرُ الرحم وشافِرُها حروفها وشُفْرَا المرأَةِ وشافِراها حَرْفا رَحِمِها والشَّفِرَةُ والشَّفِيرَةُ من النساء التي تجد شهوتها في شُفْرِها فيجيءَ ماؤها سريعاً وقيل هي التي تقنع من النكاح بأَيسره وهي نَقيضُ القَعِيرَةِ والشُّفْرُ حرفُ هَنِ المرأَة وحَدُّ المِشْفَرِ ويقال لناحيتي فرج المرأَة الإِسْكَتانِ ولطرفيهما الشُّفْرانِ الليث الشَّافِرَانِ من هَنِ المرأَة أَيضاً ولا يقال المِشْفَرُ إِلاَّ للبعير قال أَبو عبيد إِنما قيل مَشافِرُ الحبش تشبيهاً بِمَشافِرِ الإِبل ابن سيده وما بالدار شُفْرٌ وشَفْرٌ أَي أَحد وقال الأَزهري بفتح الشين قال شمر ولا يجوز شُفْر بضمها وقال ذو الرمة فيه بلا حرف النفي تَمُرُّ بنا الأَيامُ ما لَمَحَتْ بِنا بَصِيرَةُ عَيْنٍ مِنْ سِوانا على شَفْرِ أَي ما نظرت عين منا إِلى إِنسان سوانا وأَنشد شمر رَأَتْ إِخْوَتي بعدَ الجميعِ تَفَرَّقُوا فلم يبقَ إِلاَّ واحِداً مِنْهُمُ شَفْرُ والمِشْفَرُ والمَشْفَرُ للبعير كالشفة للإِنسان وقد يقال للإِنسان مشافر على الاستعارة وقال اللحياني إِنه لعظيم المشافر يقال ذلك في الناس والإِبل قال وهو من الواحد الذي فرّق فجعل كل واحد منه مِشْفَراً ثم جمع قال الفرزدق فلو كنتَ ضَبِّيّاً عَرَفْتَ قَرابَتي ولَكِنَّ زِنْجِيّاً عَظِيمَ المَشافِرِ الجوهري والمِشْفَرُ من البعير كالجَحْفَلةِ من الفرس ومَشافِرُ الفرس مستعارة منه وفي المثل أَراك بَشَرٌ ما أَحارَ مِشْفَرٌ أَي أَغناك الظاهر عن سؤال الباطن وأَصله في البعير والشَّفِير حَدُّ مِشْفَر البعير وفي الحديث أَن أَعرابيّاً قال يا رسول الله إِن النُّقْبَةَ قد تكون بِمِشْفَرِ البعير في الإِبل العظيمة فَتَجْرَبُ كُلُّها قال فما أَجْرَبَ الأَوَّلَ ؟ المِشْفَر للبعير كالشفة للإِنسان والجَحْفَلَةِ للفرس والميم زائدة وشَفِيرُ الوادي حَدُّ حَرْفِه وكذلك شَفِيرُ جهنم نعوذ بالله منها وفي حديث ابن عمر حتى وقفوا على شفير جهنم أَي جانبها وحرفها وشفير كل شيء حرفه وحرفُ كل شيء شُفْره وشَفِيره كالوادي ونحوه وشَفير الوادي وشُفْرُه ناحيته من أَعلاه فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله بِزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمَّا يُصِبْها غائِرٌ بِشَفِيرِ مأْقِ قال ابن سيده قد يكون الشَّفِير ههنا ناحية المَأْقِ من أَعلاه وقد يكون الشَّفِير لغةً في شُفْرِ العين ابن الأَعرابي شَفَرَ إِذا آذى إِنساناً وشَفَرَ إِذا نَقَّصَ والشَّافِرُ المُهْلِكُ ماله والزَّافِرُ الشجاع وشَفَّرَ المالُ قَلَّ وذهب عن ابن الأَعرابي وأَنشد لشاعر يذكر نسوة مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ فإِنْ شَفَّرَ مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ انْخِلاعَا والتَّشْفِير قلة النفقة وعَيْشٌ مُشَفِّرٌ قليلٌ ضَيِّقٌ وقال الشاعر قد شَفَّرَتْ نَفَقاتُ القَوْمِ بَعْدَكُمُ فأَصْبَحُوا لَيسَ فِيهمْ غَيْرُ مَلْهُوفِ والشَّفْرَةُ من الحديد ما عُرِّضَ وحُدِّدَ والجمع شِفارٌ وفي المثل أَصْغَرُ القَوْمِ شَفْرَتُهُمْ أَي خادمهم وفي الحديث إِن أَنساً كان شَفْرَةَ القوم في السَّفْرِ معناه أَنه كان خادمهم الذي يكفيهم مَهْنَتَهُمْ شُبِّهَ بالشَّفْرَةِ التي تمتهن في قطع اللحم وغيره والشَّفْرَةُ بالفتح السِّكِّينُ العريضة العظيمة وجمعها شَفْرٌ وشِفارٌ وفي الحديث إِن لَقِيتَها نعجةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وزِناداً فلا تهِجْها الشَّفْرَةُ السكين العريضة وشَفَراتُ السيوف حروفُ حَدّها قال الكميت يصف السيوف يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَراتِ مِنْها وُقُودَ أَبي حُباحِب والظُّبِينا وشَفْرَةُ السيف حدُّه وشَفْرَةُ الإِسْكافِ إِزْمِيلُه الذي يَقْطَعُ به أَبو حنيفة شَفْرتا النَّصْلِ جانباه وأُذُنٌ شُفارِيَّة وشُرافِيَّة ضخمة وقيل طويلة عريضة لَيِّنَةُ الفَرْعِ والشُّفارِيُّ ضَرْبٌ من اليَرابِيعِ ويقال لها ضأْنُ اليَرابِيعِ وهي أَسمنها وأَفضلها يكون في آذانها طُولٌ ولليَرْبُوعِ الشُّفارِيّ ظُفُرٌ في وسط ساقه ويَرْبُوع شُفارِيّ على أُذنه شَعَرٌ ويَرْبُوعٌ شُفارِيٌّ ضَخْمُ الأُذنين وقيل هو الطويل الأُذنين العاري البَراثِنِ ولا يُلْحَقُ سَرِيعاً وقيل هو الطويل القوائم الرِّخْوُ اللحمِ الكثير الدَّسَمِ قال وإِنِّي لأَصْطادُ اليرابيع كُلَّها شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعَا التَّدْمُرِيُّ المكسو البراثن الذي لا يكاد يُلْحَقُ والمِشْفَرُ أَرض من بلاد عَدِيٍّ وتَيْمٍ قال لراعي فَلَمَّا هَبَطْنَ المِشْفَرَ العَوْدَ عَرَّسَتْ بِحَيْثُ الْتَقَتْ أَجْراعُهُ ومَشارِفُهْ ويروى مِشْفَر العَوْدِ وهو أَيضاً اسم أَرض وفي حديث كُرْزٍ الفِهْرِيّ لما أَغار على سَرْح المدينة كان يَرْعَى بِشُفَرٍ هو بضم الشين وفتح الفاء جبل بالمدينة يهبط إِلى العَقِيقِ والشَّنْفَرى اسم شاعر من الأَزْدِ وهو فَنْعَلَى وفي المثل أَعْدَى من الشَّنْفَرَى وكان من العَدَّائِين

شفتر
الشَّفْتَرَةُ التَّفَرُّقُ واشْفَتَرَّ الشيء تَفَرَّقَ واشْفَتَرَّ العُودُ تَكَسَّرَ أَنشد ابن الأَعرابي تُبادِرُ الضَّيْفَ بِعُودٍ مُشْفَتِرْ أَي منكسر من كثرة ما تضرب به ورجل شَفَنْتَرٌ ذاهب الشعر التهذيب في الخماسي الشَّفَنْتَرُ القليل شعر الرأْس قال وهو في شعر أَبي النجم والشَّفَنْتَرِيُّ اسم ابن الأَعرابي اشْفَتَرَّ السِّراجُ إِذا اتسعت النار فاحتجت أَن تقطع من رأْس الذُّبالِ وقال أَبو الهيثم في قول طرفة فَتَرَى المَرْوَ إِذا ما هَجَّرَتْ عَنْ يَدَيْها كالجرادِ المُشْفَتِرْ قال المُشْفَتِرُّ المتفرق قال وسمعت أَعرابيّاً يقول المشفتر المُنْتَصِبُ وأَنشد تَغْدُو على الشَّرِّ بِوَجْهٍ مُشْفَتِرْ وقيل المُشْفَتْرُّ المقشعرّ قال الليث اشْفَتَرَّ الشيء اشْفِتْراراً والاسم الشَّفْتَرَةُ وهو تفرّق كتفرّق الجراد الجوهري الاشْفِتْرارُ التفرّق قال ابن أَحمر يصف قطاة وفرخها فأَزْغَلَتْ في حَلْقِهِ زُغْلَةً لم تُخْطِئ الجِيدَ ولم تَشْفَتِرْ ويروى لم تَظْلمِ الجِيدَ

شقر
الأَشْقَرُ من الدواب الأَحْمَرُ ي مُغْرَةِ حُمْرَةٍ صافيةٍ يَحْمَرُّ منها السَّبِيبُ والمَعْرَفَةُ والناصية فإِن اسودَّا فهو الكُمَيْتُ والعرب تقول أَكرمُ الخيل وذوات الخير منها شُقْرُها حكاه ابن الأَعرابي الليث الشَّقْرُ والشُّقْرَةُ مصدر الأَشْقَرِ والفعل شَقُرَ يَشْقُرُ شُقْرَةً وهو الأَحمر من الدواب الصحاح والشُّقْرَةُ لونُ الأَشْقَرِ وهي في الإِنسان حُمْرَةٌ صافية وبَشَرَتُه مائلة إِلى البياض ابن سيده وشَقِرَ شَقَراً وشَقُرَ وهو أَشْقَرُ واشْقَرَّ كَشَقِرَ قال العجاج وقد رأَى في الأُفُقِ اشْقِرارَا والاسم الشُّقْرَةُ والأَشْقَرُ من الإِبل الذي يشبه لَوْنُه لَوْنَ الأَشْقَرِ من الخيل وبعير أَشْقَرُ أَي شديد الحمرة والأَشْقَرُ من الرجال الذي يعلو بياضَه حمرةٌ صافيةٌ والأَشْقَرُ من الدم الذي قد صار عَلَقاً يقال دم أَشْقَرُ وهو الذي صار عَلَقاً ولم يَعْلُهُ غُبارٌ ابن الأَعرابي قال لا تكون حَوْرَاءُ حَوْرَاءُ شَقْراءَ ولا أَدْماءُ حَوْراءَ ولا مَرْهاءَ لا تكون إِلا ناصِعَةَ بياضِ العَيْنَيْنِ في نُصوعِ بَياضِ الجلد في غير مُرْهَةٍ ولا شُقْرَةٍ ولا أُدْمَةٍ ولا سُمْرَةٍ ولا كَمَدِ لَوْنٍ حتى يكون لونها مُشْرِقاً ودَمُها ظاهراً والمَهْقاءُ والمَقْهاءُ التي يَنْفي بياضَ عينها الكُحْلُ ولا يَنْفي بياضَ جلدها والشَّقْراءُ اسم فرس ربيعة بن أُبَيٍّ صفة غالبة والشَّقِرُ بكسر القاف شَقائِقُ النُّعمانِ ويقال نبت أَحمر واحدتها شَقرَةٌ وبها سُمِّيَ الرجلُ شَقِرَة قال طرفة وتَساقَى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعلى الخَيْلِ دِماءٌ كالشَّقِرْ ويروى وعَلا الخيلَ وجاء بالشُّقَّارَى والبُقَّارَى والشُقَّارَى والبُقارَى مثقلاً ومخففاً أَي بالكذب ابن دريد يقال جاء فلان بالشُّقَرِ والبُقَرِ إِذا جاء بالكذب والشُّقَّارُ والشُّقَّارَى نِبْتَةٌ ذات زُهَيْرَةٍ وهي أَشبه ظهوراً على الأَرض من الذنيان
( * قوله « من الذنيان » كذا بالأَصل ) وزَهْرَتُها شُكَيْلاءُ وورقها لطيف أَغبر تُشْبِهُ نِبْتَتُها نِبْتَةَ القَضْب وهي تحمد في المرعى ولا تنبت إِلا في عام خصيب قال ابن مقبل حَشا ضِغْثُ شُقَّارَى شَراسِيفَ ضُمَّرٍ تَخَذَّمَ منْ أَطْرافِها ما تَخَذَّما وقال أَبو حنيفة الشُّقَّارَى بالضم وتشديد القاف نبت وقيل نبت في الرمل ولها ريح ذَفِرَةٌ وتوجد في طعم اللبن قال وقد قيل إِن الشُّقَّارَى هو الشَّقِرُ نفسه وليس ذلك بقويّ وقيل الشُّقَّارَى نبت له نَوْرٌ فيه حمرة ليست بناصعة وحبه يقال له الخِمْخِمُ والشِّقرانُ داء يأَخذ الزرع وهو مثل الوَرْسِ يعلو الأَذَنَةَ ثم يُصَعِّدُ في الحب والثمر والشِّقِرانُ نبت
( * قوله « والشقران نبت إلخ » قال ياقوت لم أسمع في هذا الوزن إلا شقران بفتح فكسر وتخفيف الراء وظربان وقطران ) أَو موضع والمَشاقِرُ منابت العَرْفَجِ واحدتها مَشْقَرَةٌ قال بعض العرب لراكب ورد عليه من أَين وَضَحَ الراكبُ ؟ قال من الحِمَى قال وأَين كان مَبيتُكَ ؟ قال بإِحدى هذه المَشاقِرِ ومنه قول ذي الرمة
( * قوله « ومنه قول ذي الرمة إلخ » هو كما في شرح القاموس
كأن عرى المرجان منها تعلقت ... على أُم خشف من ظباء
المشاقر )
من ظِباء المَشاقِر وقيل المشاقر مواضع والمَشاقِرُ من الرمال ما انقاد وتَصَوَّب في الأَرض وهو أَجلد الرمال الواحد مَشْقَرٌ والأَشاقرُ جبال بين مكة والمدينة والشُّقَيْرُ ضرب من الحِرْباءِ أَو الجنَادِب وشَقِرَةُ اسم رجل وهو أَبو قبيلة من العرب يقال لها شَقِرَة وشَقِيرَة قبيلة في بني ضَبَّةَ فإِذا نسبت إِليهم فتحت القاف قلت شَقَرِيٌّ والشُّقُور الحاجة يقال أَخبرته بشُقُورِي كما يقال أَفْضَيْتُ إِليه بِعُجَري وبُجَرِي وكان الأَصمعي يقوله بفتح الشين وقال أَبو عبيد الضم أَصح لأَن الشُّقُور بالضم بمعنى الأُمورِ اللاصقة بالقلب المُهِمَّةِ له الواحد شَقْرٌ ومن أَمثال العرب في سِرارِ الرجل إِلى أَخيه ما يَسْتُره عن غيره أَفْضَيْتُ إِليه بشُقُورُي أَي أَخبرته بأَمري وأَطلعته على ما أُسِرُّه من غيره وبَثَّهُ شُقُورَهُ وشَقُورَهُ أَي شكا إِليه حاله قال العجاج جارِيَ لا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي سَيْرِي وإِشْفاقِي على بَعيرِي وكَثْرَةَ الحديثِ عن شَقُورِي مَعَ الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ وقد استشهد بالشَّقورِ في هذه الأَبيات لغير ذلك فقيل الشَّقُور بالفتح بمعنى النعت وهو بَثُّ الرجل وهَمُّهُ وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشده بيت العجاج فقال روي شُقُورِي وشَقُورِي والشُّقُور الأُمور المهمة الواحد شَقْرٌ والشَّقُورُ هو الهم المُسْهِرُ وقيل أَخبرني بشَقُوره أَي بِسِرِّه والمُشَقَّرُ بفتح القاف مشدودة حصن بالبحرين قديم قال لبيد يصف بنات الدهر وأَنْزَلْنَ بالدُّومِيّ من رأْسِ حِصْنِهِ وأَنْزَلْنَ بالأَسْبَابِ رَبَّ المُشَقَّرِ
( * قوله « وأنزلن بالدومي إلخ » أَراد به اكيدراً صاحب دومة الجندل وقبله
وأفنى بنات الدهر أبناء ناعط ... بمستمع دون السماع
ومنظر )
والمُشَقَّرُ موضع قال امرؤ القيس دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئِي يَلِينَ المُشَقَّرَا والمُشَقَّرُ أَيضاً حصن قال المخبل فَلَئِنْ بَنَيْت لِيَ المُشَقَّرَ في صَعْبٍ تُقَصِّرُ دُونَهُ العُصْمُ لَتُنَقِّبَنْ عَنِّي المَنِيَّةُ ان اللهَ لَيْسَ كَعِلْمِهِ عِلْمُ أَراد فلئن بنيت لي حصناً مثل المُشَقَّرِ والشَّقْراءُ قرية لِعُكَّلٍ بها نخل حكاه أَبو رِياشٍ في تفسير أَشعار الحماسَة وأَنشد لزياد بن جَمِيلٍ مَتَى أَمُرُّ على الشَّقْراءِ مُعْتَسِفاً خَلَّ النَّقَى بِمَرُوحٍ لَحْمُها زِيَمُ والشَّقْراءُ ماء لبني قَتادة بن سَكَنٍ وفي الحديث أَن عمرو بن سَلَمَةَ لما وَفَدَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَسلم اسْتَقْطَعَهُ ما بين السَّعْدِيَّةِ والشَّقْراءِ وهما ماءان وقد تقدم ذكر السعدية في موضعه والشَّقِيرُ أَرض قال الأَخطل وأَقْفَرَتِ الفَراشَةُ والحُبَبَّا وأَقْفَرَ بَعْدَ فاطِمَةَ الشَّقِيرُ والأَشاقِرُ حَيٍَ ) من اليمن من الأَزد والنسبة إِليهم أَشْقَريُّ وبنو الأَشْقَرِ حَيّ أَيضاً يقال لأُمِّهم الشُّقَيراءُ وقيل أَبوهم الأَشْقَرُ سَعْدُ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فَهْمٍ وينسب إِلى بَني شَقِرَةَ شَقَرِيٌّ بالفتح كما ينسب إِلى النَّمِرِ بن قاسط نَمَرِيٌّ وأَشْقَرُ وشُقَيْرٌ وشُقْرانُ أَسماء قال ابن الأَعرابي شُقْرانُ السُّلامِيُّ رجل من قُضاعَةَ والشَّقْراءُ اسم فرس رَمَحَتِ آبنَها
( * قوله « رمحت ابنها إلخ » أي لا عن قصد منها بل رمحت غلاماً فأصابت ابنها فقتلته وقيل إِنها جمحت بصاحبها يوماً فأتت على واد فأرادت أَن تثبه فقصرت فاندقت عنقها وسلم صاحبها فسئل عنها فقال ان الشقراء لم يعدُ شرها رجليها ) فَقَتَلَتْهُ قال بشر بن أَبي خازم الأَسَدِيُّ يهجو عُتْبَةَ بن جعفر بن كلاب وكان عتبة قد أَجار رجلاً من بني أَسد فقتله رجلا من بني كلاب فلم يمنعه فأَصْبَحَ كالشَّقْراءِ لم يَعْدُ شَرُّها سَنابِكَ رِجْليها وعِرْصُكَ أَوْفَرُ التهذيب والشَّقِرَةُ هو السَّنْجُرْفُ وهو السَّخْرُنج وأَنشد عليه دِماءُ البُدْنِ كالشَّقِرات ابن الأَعرابي الشُّقَرُ الدِّيكُ

شكر
الشُّكْرُ عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه وهو الشُّكُورُ أَيضاً قال ثعلب الشُّكْرُ لا يكون إِلاَّ عن يَدٍ والحَمْدُ يكون عن يد وعن غير يد فهذا الفرق بينهما والشُّكْرُ من الله المجازاة والثناء الجميل شَكَرَهُ وشَكَرَ له يَشْكُرُ شُكْراً وشُكُوراً وشُكْراناً قال أَبو نخيلة شَكَرْتُكَ إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ منَ التُّقَى وما كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةً يَقْضِي قال ابن سيده وهذا يدل على أَن الشكر لا يكون إِلا عن يد أَلا ترى أَنه قال وما كل من أَوليته نعمة يقضي ؟ أَي ليس كل من أَوليته نعمة يشكرك عليها وحكى اللحياني شكرت اللهوشكرت لله وشَكَرْتُ بالله وكذلك شكرت نعمة الله وتَشَكَّرَ له بلاءَه كشَكَرَهُ وتَشَكَّرْتُ له مثل شَكَرْتُ له وفي حديث يعقوب إِنه كان لا يأْكل شُحُومَ الإِبل تَشَكُّراً لله عز وجل أَنشد أَبو علي وإِنِّي لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى من الأَمْرِ واسْتيجابَ ما كان في الغَدِ أَي لِتَشَكُّرِ ما مضى وأَراد ما يكون فوضع الماضي موضع الآتي ورجل شَكورٌ كثير الشُّكْرِ وفي التنزيل العزيز إِنه كان عَبْداً شَكُوراً وفي الحديث حين رُؤيَ صلى الله عليه وسلم وقد جَهَدَ نَفْسَهُ بالعبادة فقيل له يا رسول الله أَتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأَخر ؟ أَنه قال عليه السلام أَفَلا أَكونُ عَبْداً شَكُوراً ؟ وكذلك الأُنثى بغير هاء والشَّكُور من صفات الله جل اسمه معناه أَنه يزكو عنده القليلُ من أَعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء وشُكْرُه لعباده مغفرته لهم والشَّكُورُ من أَبنية المبالغة وأَما الشَّكُورُ من عباد الله فهو الذي يجتهد في شكر ربه بطاعته وأَدائه ما وَظَّفَ عليه من عبادته وقال الله تعالى اعْمَلُوا آلَ داودَ شُكْراً وقليلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ نصب شُكْراً لأَنه مفعول له كأَنه قال اعملوا لله شُكْراً وإِن شئت كان انتصابه على أَنه مصدر مؤكد والشُّكْرُ مثل الحمد إِلا أَن الحمد أَعم منه فإِنك تَحْمَدُ الإِنسانَ على صفاته الجميلة وعلى معروفه ولا تشكره إِلا على معروفه دون صفاته والشُّكْرُ مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية فيثني على المنعم بلسانه ويذيب نفسه في طاعته ويعتقد أَنه مُولِيها وهو من شَكَرَتِ الإِبل تَشْكُر إِذا أَصابت مَرْعًى فَسَمِنَتْ عليه وفي الحديث لا يَشْكُرُ الله من لا يَشْكُرُ الناسَ معناه أَن الله لا يقبل شكر العبد على إِحسانه إِليه إِذا كان العبد لا يَشكُرُ إِحسانَ الناس ويَكْفُر معروفَهم لاتصال أَحد الأَمرين بالآخر وقيل معناه أَن من كان من طبعه وعادته كُفْرانُ نعمة الناس وتركُ الشُّكْرِ لهم كان من عادته كُفْرُ نعمة الله وتركُ الشكر له وقيل معناه أَن من لا يشكُر الناس كان كمن لا يشكُر الله وإِن شَكَرَهُ كما تقول لا يُحِبُّني من لا يُحِبُّك أَي أَن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أَحبني يحبك ومن لم يحبك لم يحبني وهذه الأَقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه والشُّكْرُ الثناءُ على المُحْسِنِ بما أَوْلاكَهُ من المعروف يقال شَكَرْتُه وشَكَرْتُ له وباللام أَفصح وقوله تعالى لا نريد منكم جزاءً ولا شُكُوراً يحتمل أَن يكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعُوداً ويحتمل أَن يكون جمعاً مثل بُرْدٍ وبُرُود وكُفْرٍ وكُفُورٍ والشُّكْرانُ خلاف الكُفْرانِ والشَّكُور من الدواب ما يكفيه العَلَفُ القليلُ وقيل الشكور من الدواب الذي يسمن على قلة العلف كأَنه يَشْكُرُ وإِن كان ذلك الإِحسان قليلاً وشُكْرُه ظهورُ نمائه وظُهُورُ العَلَفِ فيه قال الأَعشى ولا بُدَّ مِنْ غَزْوَةٍ في الرَّبيعِ حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا والشَّكِرَةُ والمِشْكارُ من الحَلُوباتِ التي تَغْزُرُ على قلة الحظ من المرعى ونَعَتَ أَعرابيٌّ ناقةً فقال إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ فأَما المشكار فما ذكرنا وأَما المعشار والمغبار فكل منهما مشروح في بابه وجَمْعُ الشَّكِرَةِ شَكارَى وشَكْرَى التهذيب والشَّكِرَةُ من الحلائب التي تصيب حظّاً من بَقْل أَو مَرْعًى فَتَغْزُرُ عليه بعد قلة لبن وإِذا نزل القوم منزلاً فأَصابتْ نَعَمُهم شيئاً من بَقْلٍ قَدْ رَبَّ قيل أَشْكَرَ القومُ وإِنهم لَيَحْتَلِبُونَ شَكِرَةَ حَيْرَمٍ وقد شَكِرَتِ الحَلُوبَةُ شَكَراً وأَنشد نَضْرِبُ دِرَّاتِها إِذا شَكِرَتْ بِأَقْطِها والرِّخافَ نَسْلَؤُها والرَّخْفَةُ الزُّبْدَةُ وضَرَّةٌ شَكْرَى إِذا كانت مَلأَى من اللبن وقد شِكْرَتْ شَكَراً وأَشْكَرَ الضَّرْعُ واشْتَكَرَ امتلأَ لبناً وأَشْكَرَ القومُ شَكِرتْ إِبِلُهُمْ والاسم الشَّكْرَةُ الأَصمعي الشَّكِرَةُ الممتلئة الضرع من النوق قال الحطيئة يصف إِبلاً غزاراً إِذا لم يَكُنْ إِلاَّ الأَمَالِيسُ أَصْبَحَتْ لَها حُلَّقٌ ضَرَّاتُها شَكِرات قال ابن بري ويروى بها حُلَّقاً ضَرَّاتُها وإِعرابه على أَن يكون في أَصبحت ضمير الإِبل وهو اسمها وحُلَّقاً خبرها وضراتها فاعل بِحُلَّق وشكرات خبر بعد خبر والهاء في بها تعود على الأَمالِيسِ وهي جمع إمْلِيسٍ وهي الأَرض التي لا نبات لها قال ويجوز أَن يكون ضراتها اسم أَصبحت وحلقاً خبرها وشكرات خبر بعد بعد خبر قال وأَما من روى لها حلق فالهاء في لها تعود على الإِبل وحلق اسم أَصبحت وهي نعت لمحذوف تقديره أَصبحت لها ضروع حلق والحلق جمع حالق وهو الممتلئ وضراتها رفع بحلق وشكرات خبر أَصبحت ويجوز أَن يكون في أَصبحت ضمير الأَبل وحلق رفع بالإِبتداء وخبره في قوله لها وشكرات منصوب على الحال وأَما قوله إِذا لم يكن إِلاَّ الأَماليس فإِنَّ يكن يجوز أَن تكون تامة ويجوز أَن تكون ناقصة فإِن جعلتها ناقصة احتجت إِلى خبر محذوف تقديره إِذا لم يكن ثَمَّ إِلاَّ الأَماليس أَو في الأَرض إِلاَّ الأَماليس وإِن جعلتها تامة لم تحتج إِلى خبر ومعنى البيت أَنه يصف هذه الإِبل بالكرم وجودة الأَصل وأَنه إِذا لم يكن لها ما ترعاه وكانت الأَرضُ جَدْبَةً فإِنك تجد فيها لبناً غزيراً وفي حديث يأْجوج ومأْجوج دَوابُّ الأَرض تَشْكَرُ شَكَراً بالتحريك إِذا سَمِنَت وامتلأَ ضَرْعُها لبناً وعُشْبٌ مَشْكَرَة مَغْزَرَةٌ للبن تقول منه شَكِرَتِ الناقة بالكسر تَشْكَرُ شَكَراً وهي شَكِرَةٌ وأَشْكَرَ القومُ أَي يَحْلُبُون شَكِرَةً وهذا زمان الشَّكْرَةِ إِذا حَفَلتْ من الربيع وهي إِبل شَكَارَى وغَنَمٌ شَكَارَى واشْتَكَرَتِ السماءُ وحَفَلَتْ واغْبَرَّتْ جَدَّ مطرها واشتْدَّ وقْعُها قال امرؤ القيس يصف مطراً تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَتْ وتُوالِيهِ إِذا ما تَشْتَكِرْ ويروى تَعْتَكِرْ واشْتَكَرَِت الرياحُ أَتت بالمطر واشْتَكَرَتِ الريحُ اشتدّ هُبوبُها قال ابن أَحمر المُطْعِمُونَ إِذا رِيحُ الشِّتَا اشْتَكَرَتْ والطَّاعِنُونَ إِذا ما اسْتَلْحَمَ البَطَلُ واشْتَكَرَتِ الرياحُ اختلفت عن أَبي عبيد قال ابن سيده وهو خطأُ واشْتَكَرَ الحرُّ والبرد اشتدّ قال الشاعر غَداةَ الخِمْسِ واشْتَكَرَتْ حَرُورٌ كأَنَّ أَجِيجَها وَهَجُ الصِّلاءِ وشَكِيرُ الإِبل صغارها والشَّكِيرُ من الشَّعَرِ والنبات ما ينبت من الشعر بين الضفائر والجمع الشُّكْرُ وأَنشد فَبَيْنا الفَتى لِلْعَيْنِ ناضِراً كعُسْلُوجَةٍ يَهْتَزُّ منها شَكِيرُها ابن الأَعرابي الشَّكِيرُ ما ينبت في أَصل الشجرة من الورق وليس بالكبار والشَّكيرُ من الفَرْخِ الزَّغَبُ الفراء يقال شَكِرَتِ الشَّجَرَةُ وأَشْكَرَتْ إِذا خرج فيها الشيء ابن الأَعرابي المِشْكارُ من النُّوقِ التي تَغْزرُ في الصيف وتنقطع في الشتاء والتي يدوم لبنها سنتها كلها يقال لها رَكُودٌ ومَكُودٌ وَوَشُولٌ وصَفِيٌّ ابن سيده والشَّكِيرُ الشَّعَرُ الذي في أَصل عُرْفِ الفَرَسِ كأَنه زَغَبٌ وكذلك في الناصية والشَّكِيرُ من الشعر والريش والعَفا والنَّبْتِ ما نَبَتَ من صغاره بين كباره وقيل هو أَول النبت على أَثر النبت الهائج المُغْبَرِّ وقد أَشْكَرَتِ الأَرضُ وقيل هو الشجر ينبت حول الشجر وقيل هو الورق الصغار ينبت بعد الكبار وشَكِرَتِ الشجرة أَيضاً تَشْكَرُ شَكَراً أَي خرج منها الشَّكِيرُ وهو ما ينبت حول الشجرة من أَصلها قال الشاعر ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكِيرُها قال وربما قالوا للشَّعَرِ الضعيف شَكِيرٌ قال ابن مقبل يصف فرساً ذَعَرْتُ بِهِ العَيرَ مُسْتَوْزِياً شَكِيرُ جَحَافِلِهِ قَدْ كَتِنْ ومُسْتَوْزِياً مُشْرِفاً منتصباً وكَتِنَ بمعنى تَلَزَّجَ وتَوَسَّخَ والشَّكِيرُ أَيضاً ما ينبت من القُضْبانِ الرَّخْصَةِ بين القُضْبانِ العاسِيَةِ والشَّكِيرُ ما ينبت في أُصول الشجر الكبار وشَكِيرُ النخلِ فِراخُه وشَكِرَ النخلُ شَكَراً كثرت فراخه عن أَبي حَنيفة وقال يعقوب هو من النخل الخُوصُ الدر حول السَّعَفِ وأَنشد لكثيِّر بُرُوكٌ بأَعْلى ذِي البُلَيْدِ كأَنَّها صَرِيمَةُ نَخْلٍ مُغْطَئِلٍّ شَكِيرُها مغطئل كثير متراكب وقال أَبو حنيفة الشكير الغصون وروي الأَزهري بسنده أَن مَجَّاعَةَ أَتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال قائلهم ومَجَّاعُ اليَمامَةِ قد أَتانا يُخَبِّرُنا بِمَا قال الرَّسُولُ فأَعْطَيْنا المَقادَةَ واسْتَقَمْنا وكانَ المَرْءُ يَسْمَعُ ما يَقُولُ فأَقْطَعَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكتب له بذلك كتاباً بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتابٌ كَتَبَهُ محمدٌ رسولُ الله لِمَجَّاعَةَ بنِ مُرارَةَ بن سَلْمَى إِني أَقطعتك الفُورَةَ وعَوانَةَ من العَرَمَةِ والجَبَل فمن حاجَّكَ فإِليَّ فلما قبض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَفَدَ إِلى أَبي بكر رضي الله عنه فأَقطعه الخِضْرِمَةَ ثم وَفَدَ إِلى عمر رضي الله عنه فأَقطعه أَكثر ما بالحِجْرِ ثم إِن هِلالَ بنَ سِراجِ بنِ مَجَّاعَةَ وَفَد إِلى عمر بن عبد العزيز بكتاب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعدما استخلف فأَخذه عمر ووضعه على عينيه ومسح به وجهه رجاء أَن يصيب وجهه موضع يد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَسَمَرَ عنده هلالٌ ليلةً فقال له يا هلال أَبَقِيَ من كُهُولِ بني مَجَّاعَةَ أَحدٌ ؟ ثقال نَعَمْ وشَكِيرٌ كثير قال فضحك عمر وقال كَلِمَةٌ عربيةٌ قال فقال جلساؤه وما الشَّكير يا أَمير المؤمنين ؟ قال أَلم تَرَ إِلى الزرع إِذا زكا فأَفْرَخَ فنبت في أُصوله فذلكم الشَّكيرُ ثم أَجازه وأَعطاه وأَكرمه وأَعطاه في فرائض العيال والمُقاتِلَةِ قال أَبو منصور أَراد بقوله وشَكِير كثير أَي ذُرِّيَّةٌ صِغارٌ شبههم بشَكِيرِ الزرع وهو ما نبت منه صغاراً في أُصول الكبار وقال العجاج يصف رِكاباً أَجْهَضَتْ أَولادَها والشَّدِنِيَّاتُ يُسَاقِطْنَ النَّغَرْ خُوصُ العُيونِ مُجْهِضَاتٌ ما اسْتَطَرْ مِنْهُنَّ إِتْمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ ما اسْتَطَرَّ من الطَّرِّ يقال طَرَّ شَعَرُه أَي نبت وطَرَّ شاربه مثله يقول ما اسْتَطَرَّ منهنَّ إِتمام يعني بلوغ التمام والشَّكِيرُ ما نبت صغيراً فاشْتَكَر صار شَكِيراً بِحاجِبٍ ولا قَفاً ولا ازْبأَرْ مِنْهُنَّ سِيساءٌ ولا اسْتَغْشَى الوَبَرْ والشَّكِيرُ لِحاءُ الشجر قال هَوْذَةُ بنُ عَوْفٍ العامِريّ على كلِّ خَوَّارِ العِنانِ كأَنها عَصَا أَرْزَنٍ قد طارَ عَنْهَا شَكِيرُها والجمع شُكُرٌ وشُكُرُ الكَرْمِ قُضْبانَه الطِّوالُ وقيل قُضبانه الأَعالي وقال أَبو حنيفة الشَّكِير الكَرْم يُغرَسُ من قضيبه والفعل كل ذلك أَشْكَرَتْ واشْتَكَرَت وشَكِرَتْ والشَّكْرُ فَرْجُ المرأَة وقيل لحم فرجها قال الشاعر يصف امرأَة أَنشده ابن السكيت صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بِشَكْرِها جَوادٌ بِقُوتِ البَطْنِ والعِرْضُ وافِرُ وفي رواية جَوادٌ بزادِ الرَّكْبِ والعِرْق زاخِرُ وقيل الشَّكْرُ بُضْعُها والشَّكْرُ لغة فيه وروي بالوجهين بيت الأَعشى خَلَوْتُ بِشِكْرِها وشَكرها
( * قوله « خلوت إلخ » كذا بالأَصل )
وفي الحديث نَهَى عن شَكْرِ البَغِيِّ هو بالفتح الفرج أَراد عن وطئها أَي عن ثمن شَكْرِها فحذف المضاف كقوله نهى عن عَسِيبِ الفَحْلِ أَي عن ثمن عَسْبِهِ وفي الحديث فَشَكَرْتُ الشاةَ أَي أَبدلت شَكْرَها أَي فرجها ومنه قول يحيى بن يَعْمُر لرجل خاصمته إِليه امرأَته في مَهْرِها أَإِنْ سأَلَتْكَ ثمن شَكْرِها وشَبْرِك أَنْشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها ؟ والشِّكارُ فروج النساء واحدها شَكْرٌ ويقال للفِدرَة من اللحم إِذا كانت سمينة شَكْرَى قال الراعي تَبِيتُ المَخالي الغُرُّ في حَجَراتِها شَكارَى مَراها ماؤُها وحَدِيدُها أَراد بحديدها مِغْرَفَةٍ من حديد تُساطُ القِدْرُ بها وتغترف بها إِهالتها وقال أَبو سعيد يقال فاتحْتُ فلاناً الحديث وكاشَرْتُه وشاكَرْتُه أَرَيْتُه أَني شاكِرٌ والشَّيْكَرانُ ضرب من النبت وبَنُو شَكِرٍ قبيلة في الأَزْدِ وشاكر قبيلة في اليمن قال مُعاوِيَ لم تَرْعَ الأَمانَةَ فارْعَها وكُنْ شاكِراً للهِ والدِّينِ شاكِرُ أَراد لم تَرْعَ الأَمانةَ شاكرٌ فارعها وكن شاكراً لله فاعترض بين الفعل والفاعل جملةٌ أُخرى والاعتراض للتشديد قد جاء بين الفعل والفاعل والمبتدإِ والخبر والصلة والموصول وغير ذلك مجيئاً كثيراً في القرآن وفصيح الكلام وبَنُو شاكرٍ في هَمْدان وشاكر قبيلة من هَمْدان باليمن وشَوْكَرٌ اسم ويَشْكُرُ قبيلة في ربيعة وبنو يَشْكُرَ قبيلة في بكر بن وائل

شمر
: شَمَرَ يَشْمُرُ شَمْراً و انْشَمَرَ و شَمَّرَ و تَشَمَّرَ : مَرَّ جادّاً . و تَشَمَّر للأَمر : تهيَّأَ . و انْشَمَرَ للأَمر : تهيَّأ له وفي حديث سطيح : شَمِّرْ فَإِنَّك ماضِي العَزْمِ شِمِّير هو بالكسر والتشديد من التَّشَمُّر في الأَمر و التَّشْمِير وهو الجدُّ فيه والاجتهاد وفِعِّيلٌ من أَبنية المبالغة . ويقال : شَمَّر الرجل و تَشَمَّرَ و شَمَّر غَيْرَهُ إِذا كَمَّشَهُ في السير والإِرسال وأَنشد : فَشَمَّرَتْ وانْصاعَ شِمِّرِيُّ شَمَّرَتْ : انكمشت يعني الكلاب . و الشِّمِّرِيُّ : المُشَمِّرُ . الفراء : الشَّمَّرِيُّ الكَيِّسُ في الأُمور المُنْكَمِشُ بفتح الشين والميم . ورجل شِمْرٌ و شِمِّيرٌ و شَمَّرِيٌّ و شِمِّرِيٌّ بالكسر : ماض في الأُمور والحوائج مجرّب وأَكثر ذلك في الشعر وأَنشد : قد شَمَّرَتْ عن ساقٍ شِمِّرِيِّ وأَنشد أَيضاً لآخر : لَيْسَ أَخُو الحَاجَاتِ إِلاَّ الشَّمَّرِي واجَمَلَ البَازِلَ والطِّرْفَ القَوِي قال أَبُو بكر : في الشَّمَّرِيِّ ثلاثة أَقوال : قال قوم : الشَّمَّرِيُّ الحادُّ النِّحْرِيرُ وأَنشد : ولَيِّن الشّيمَةِ شَمَّرِيِّ لَيْسَ بِفَحَّاشٍ ولا بَذِيِّ وقال أَبُو عمرو : الشَّمَّرِيُّ المُنْكَمشُ في الشر والباطل المُتَجَرِّد لذلك وهو مأْخوذ من التشمير وهو الجِدُّ والانكماش وقيل : الشَّمَّرِيُّ الذي يمضي لوجهه ويَرْكَبُ رأْسُه لا يَرْتَدِعُ . وقد انْشَمَرَ لهذا الأَمر و شَمَّر : أَراده . وقال المُؤَرِّجُ : رجل شِمْرٌ أَيْ زَوْلٌ بَصِيرٌ نافذ في كل شيء وأَنشد : قد كُنْتُ سِفْسيراً قَذُوماً شِمْرَا قذوم بالذال والدال معاً قال : و الشِّمْرُ السَّخِيُّ الشجاعُ . و الشَّمْرُ : تقليص الشيء . و شَمَّرَ الشَّيْءَ فَتَشَمَّرَ : قَلَّصَهُ فتقَلَّص . و شَمَّرَ الإِزارَ والثَّوْبَ تَشْمِيراً : رفعه وهو نحو ذلك . ويقال : شَمَّر عن ساقه و شَمَّر في أَمره أَي خَفَّ ورجل شَمَّرِيٌّ كأَنه منسوب إليه . و الشَّمْرُ : تَشْمِيرُكَ الثوب إِذا رفعته . وكلُّ قالص فإِنه مُتَشَمِّرٌ حتى يقال لِثَّةٌ مُتَشَمِّرَةٌ لازقة بأَسْناخِ الأَسْنان . ويقال أَيضاً : لِثَةٌ شَامِرَةٌ وشفة شامِرَةٌ . و الشَّمْرُ : الاختيالُ في المَشْي . يقال : مر فلان يَشْمُرُ شَمْراً . وشَفَةٌ شَامِرَةٌ و مُشَمِّرَةٌ : قالصة . وشاة شَامِرَةٌ : انضم ضَرْعها إِلى بطنها من غير فعل . الأَصْمعيّ : التَّشْمِيرُ الإِرْسالُ من قولهم : شَمَرْتُ السفينة أَرسلتها . و شَمَّرْتُ السَّهْمَ : أَرسلته . ابن سيده : شَمَّرَ الشَّيْء أَرسله وخص ابن الأَعْرابيّ به السفينة والسهم قال الشماخ يذكر أَمراً نزل به : أَرِقْتُ له في القَوْمِ والصُّبْحُ ساطِعٌ كما سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغالي ويقال : شَمَّرَ إِبِله و أَشْمَرَهَا إِذا أَكْمَشَهَا وأَعجلها وأَنشد : لَمَّا ارْتَحَلْنَا وأَشْمَرْنا رَكَائِبَنا ودُونَ دارِك لِلْجَوِّيِّ تَلْغَاطُ ومن أَمثالهم : شَمَّر ذَيْلاً وادَّرَعَ لَيْلاً أَي قَلَّصَ ذَيْله . وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه قال : لا يُقِرّ أَحَدٌ أَنه كان يَطَأُ ولِيدَتَهُ إِلا أَلحقتُ به وَلَدَها فمن شاء فَلْيُمْسِكْها ومن شاء فَلْيُسَمِّرْهَا قال أَبو عبيدة : هكذا الحديث بالسين قال : وسمعت الأَصْمعيّ يقول أَعرفه التشمير بالشين وهو الإِرسال قال : وأُراه من قول الناس شَمَّرْتُ السفينة أَرسلتها فحوّلت الشين إلى السين وقال أَبو عبيد : الشين كثير في الشعر وغيره . وأَنضد بيت الشماخ : شَمَّرَه الغَالي . قال شَمِرٌ : تَشْمِيرُ السهم حَفْزُه وإِكماشه وإِرساله . قال أَبو عبيد : وأَما السين فلم أَسمعه في شيء من الكلام إِلا في هذا الحديث قال : ولا أُراها إِلا تحويلاً كما قالوا : الرَّوْسَمُ وهو في الأَصل بالشين وكما قالوا : شَمَّت العاطَس وسَمَّتهُ . وفي حديث ابن عباس : فلم يَقْرَبِ الكعبة ولكن شَمَّرَ إِلى ذي المَجازِ أَي قَصَدَ وَصَمَّمَ وأَرسل إِبِله نحوها . وشَرٌّ شِمِرٌّ بكسر الشين وتشديد الراء بوزن رجل عِفِرّ : وهو المُوَثَّقُ الخَلْقِ المُصَحَّحُ الشديدُ ومعنى شَرٌّ شِمِرٌ إِذا كان شديداً يُتَشَمَّرُ فيه عن الساعدين . وقالوا : شَرًّا شِمِراً و شِمِرًّا إِتباعٌ لقولك شَرًّا . ابن سيده : و الشَّمِرُ ملِكٌ من ملوك اليمن يقال إِنه غزا مدينة الصُّغْد فهدمها فسميت شَمِرْكَنْد وعُرِّبَتْ بَسَمَرْقَنْدَ وقال بعضهم : بل هو بناها فسميت شَمِرْكَنْت وعُرِّبت سَمَرْقَند . و شَمَّرُ : اسم ناقة من الاستعداد والسير قال ابن سيده : و شَمَّرُ اسم ناقة الشماخ قال : ولَمَّا رَأَيْتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِيَّةٍ تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بِشَمَّرَا وقال كراع : شِمَّر اسم ناقة عَدَلها بِجِلَّقَ وحِمَّصٍ . و الشَّمَّرِيَّةُ : الناقة السريعة . وانْشَمرَ الفَرسُ : أَسْرَعَ . وناقة شِمِّير مثال فِسِّيق أَي سريعة . وفي حديث عُوجٍ مع موسى على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام : أَن الهدهد جاء بالشَّمُّور فجاءت الصخرة على قدر رأْس إِبرة قال ابن الأَثير : قال الخطابي : لم أَسمع فيه شيئاً أَعتمده وأُراه الأَلماس يعني الذي يثقب به الجوهر وهو فَعُّول من الانْشِمار و الاشْتِمار : المُضِيِّ والنُّفُوذ . و شَمَّر : اسم فرس قال : أَبُوكَ حُبابٌ سارِقُ الضَّيْفِ بُرْدَهُ وجَدِّي يا عَبَّاسُ فارِسُ شَمَّرا

شمخر
الشُّمَّخْرُ والشِّمَّخْرُ من الرجال الجسيم وقيل الجَسيم من الفُحُول وكذلك الضُّمَّخْرُ والضِّمَّخْر وأَنشد لرؤبة أَبناءُ كُلِّ مُصْعَبٍ شُِمَّخْرِ سامٍ على رَغْمِ العَدَى ضُِمَّخْرِ وقيل هو الطَّامحُ النَّطَر المتكبِّرُ ويقال رجل شِمَّخْر ضِمَّخْر إِذا كان متكبراً وامرأَة شُِمَّخْرة طامحة الطَّرْف وفيه شَمْخَرَة وشَمْخرِيرة أَي كبر وفي طعامه شُمَخْرِيرَة
( * قوله « شمخريرة » هي بهذا الضبط في أصلنا المعوّل عليه ) وهي الرِّيح قال أَبو الهيثم أُخذ من الرجل الشُّمَِّخْرِ وهو المتكبر المتغضِّب وذلك من خَبْتِ النفس كما يقال أَصَنَّتِ الرَّيْحانة إِذا خَبُِثَتْ رِيحُها يقال رأَيته مُصِنّاً أَي غضبانَ خَبِيثَ النفس ابن الأَعرابي المُشْمَخِرُّ الطويل من الجبال والمُشْمَخِرُّ الجبَل العالي قال الهذلي تالله يَبْقَى على الأَيام ذُو حِيَدٍ بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ أَي لا يَبْقَى وقيل المُشْمَخِرُّ العالي من الجبال وغيرها

شمختر
الشَّمَخْتَرُ اللئيم

شمذر
الشَّمَيْذَرُ من الإِبل السريع والأُنثى شَمَيْذَرَة وشَمْذَرَة وشَمْذَر ورجل شِمْذار يَعْنُف في السير وسير شَمَيْذَر وأَنشد وهُنَّ يُبارِينَ النَّجاء الشَّمَيْذَرا وأَنشد الأَصمعي لحميد كَبْداءُ لاحِقة الرَّحَى وشَمَيْذَرُ ابن الأَعرابي غلام شِمذارَة وشَمَيْذَرٌ إِذا كان نَشِيطاً خفيفاً

شمصر
الشَّمْصرَة الضِّيق يقال شَمْصَرْتُ عليه أَي ضيَّقت عليه وشَمَنْصِيرُ موضع قال ساعدة بن جؤيّة مُسْتَأْرُضاً بين بَطْنِ اللَّيْثِ أَيْسَرُهُ إِلى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسلاً مَعَجا فلم يصرفه عَنى به الأَرض أَو البُقعة قال ابن جِنِّي يجوز أَن يكون محرَّفاً من شَمَنْصِيرٍ
( * قوله « يجوز أَن يكون محرفاً من شمنصير إلخ » كذا بالأصل وفي معجم ياقوت قال ابن جني يجوز أَن يكون مأَخوذاً من شمصر لضرورة الوزن إِن كان عربياً ) لضرورة الشعر لأَن شَمَنْصِيراً بناء لم يحكه سيبويه وقيل شَمَنْصِير جبل من جبال هذيل معروف وقيل شَمَنْصِير جبَل بِسايَةَ وسايَةُ وادٍ عظيم بها أَكثر من سبعين عَيْناً وقالوا شَماصِير أَيضاً

شنر
الشَّنار العيب والعارُ قال القَطامي يمدح الأُمراء ونحنُ رَعِيَّةٌ وَهُمُ رُعاةٌ ولولا رَعْيُهُمْ شَنُعَ الشَّنارُ وفي حديث النخعي كان ذلك شَنْاراً فيه نارٌ الشَّنار العيب والعار وقيل هو العيب الذي فيه عار والشَّنار أَقبح العيب والعار يقال عار وشنار وقَلَّما يُفْردونه من عار قال أَبو ذؤيب فإِنِّي خَلِيقٌ أَن أُودِّع عَهْدَها بخيرٍ ولم يُرْفَعْ لدينا شَنارُها وقد جمعوه فقالوا شَنائر قال جرير تأْتي أَموراً شُنُعاً شَنائرا وشَنَّرَ عليه عابَهُ ورجل شِنِّيرٌ شرِّير كثير الشر والعيوب ورجل شِنِّيرٌ سيء الخلق وشَنَّرْتُ الرجل تَشْنِيراً إِذا سمَّعت به وفضحته التهذيب في ترجمة شتر وشَتَّرْتُ به تَشْتِيراً إِذا أَسمعته القبيح قال وأَنكر شَمِرٌ هذا الحرف وقال إِنما هو شَنَّرْت بالنون وأَنشد وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ وهْيَ حَرِيصَةٌ عليه ولكن تَتَّقِي أَن تُشَنَّرَا قال الأَزهري جعله من الشَّنار وهو العيب قال والتاء صحيح عندنا والشَّنار الأَمر المشهور بالقبح والشنعة التهذيب في ترجمة نشر ابن الأَعرابي امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا كانت سَخيَّة كريمة ابن الأَعرابي الشِّمْرَة مِشْيَة العَيَّار والشِّنْرَة مِشْية الرجل الصالح المشمِّر وبَنُو شِنِّيرٍ بَطْن

شنبر
خِيار شَنْبَر ضَرْب من الخروب وقد ذكرناه في ترجمة خير

شنتر
الشُّنْتُرَة الإِصبع بالحميريَّة قال حميريٌّ منهم يَرْثي امرأَة أَكلها الذئب أَيا جَحْمَتا بَكِّي على أُمِّ واهِبِ أَكِيلَة قِلَّوْبٍ ببعض المَذانِبِ فلم يبق منها غير شَطْرِ عِجانها وشُنْتُرَةٍ مِنها وإِحْدَى الذَّوائِبِ التهذيب الشَّنْتَرَةُ والشِّنْتِيرَةُ الإِصبع بلغة أَهل اليَمَن وأَنشد أَبو زيد ولم يبق منها غير نصف عِجانِها وشِنْتِيرَةٍ مِنها وإِحْدَى الذَّوائِبِ وقولهم لأَضُمَّنَّك ضَمَّ الشَّناتِر وهي الأَصابع ويقال القِرَطَة لغة يَمانِيَة الواحدة شنْتُرَة وذو شَناتِرَ من مُلوك اليَمَن يقال معناه ذُو القِرَطة

شنذر
الشَّنْذَرَة شَبِيه بالرَّطْبَة إِلاَّ أَجَلُّ منها وأَعظم وَرَقاً قال أَبو حنيفة هو فارسيّ أَبو زيد رَجُل شِنْذارَة أَي غَيُور وأَنشد أَجَدَّ بهم شِنْذارَةٌ مُتَعَبِّسٌ عَدُوُّ صَدِيقِ الصَّالِحين لَعِينُ الليث رجل شِنْذِيرةٌ وشِنْظِيرَة وشِنْفيرَة إِذا كان سَيّءَ الخُلُق

شنزر
الشَّنْزَرَةُ الغِلَظ والخُشُونَةُ

شنظر
شَنْظَر الرجلُ بالقوم شَنْظَرَة شتم أَعراضهم وأَنشد يُشَنْطِرُ بالقوم الكرام ويَعْتَرزي إِلى شَرِّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ أَبو سعيد الشِّنْظِير السَّخِيف العقل وهو الشِّنْظِيرة أَيضاً والشِّنظِير الفاحشُ الغَلْقُ من الرجال والإِبلِ السَّيِّءُ الخُلُقِ ورجل شِنْغِير وشِنْظِير وشِنْظِيرة بَذِيٌّ فاحش أَنشد ابن الأَعرابي لامرأَة من العرب شِنظيرة زَوَّجَنِيهِ أَهْلِي من حُمْقِه يَحْسَبُ رأْسِي رِجْلي كأَنه لم يَرَ أُنثى قَبْلِي وربما قالوا شِنْذِيرَة بالذال المعجمة لقربها من الظاء لغة أَو لُثْغَة والأُنثى شِنْظيرَة قال قامَتْ تُعَنْظِي بِكَ بين الحَيَّيْنْ شِنْظِيرَةُ الأَخلاقِ جَهْراءُ العَيْنْ شمر الشِّنْظِير مثل الشُّنْظُرَة وهي الصخرة تنفِلق من رُكْن من أَركان الجبل فتسقط أَبو الخطَّاب شَناظِير الجبل أَطرافه وحروفه الواحدُ شِنْظِيرٌ

شنغر
رجل شِنْغِير وشِنْظِير بيِّنُ الشَّنْغَرَة والشِّنْغِرة والشَّنْظَرَة والشِّنْغِيرَة والشِّنْظِيرَة فاحش بَذيٌّ

شنفر
رجل شِنْذيَرة وشِنْظيرة وشِنْفِيرَه إِذا كان سَيءَ الخلُق وأَنشد شِنْفِيرَةٍ ذي خُلُق زَبَعْبَقِ وقال الطِّرِمَّاح يصف ناقة ذات شِنْفارَة إِذا هَمَتِ الذِّفْ رَى بماءِ عَصائم جَسدُه
( * قوله « عصائم حسده » هكذا في الأَصل )
أَراد أَنها ذات حِدَّة في السَّير وقيل ذات شِنْفارة أَي ذات نَشاط والشِّنْفار الخفيف مثَّل به سيبويه وفسّره السِّيرافي وناقة ذات شِنْفارة أَي حِدَّة والشَّنْفَرَى اسم رجل

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88