كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

بيع
البيعُ ضدّ الشراء والبَيْع الشراء أَيضاً وهو من الأَضْداد وبِعْتُ الشيء شَرَيْتُه أَبيعُه بَيْعاً ومَبيعاً وهو شاذ وقياسه مَباعاً والابْتِياعُ الاشْتراء وفي الحديث لا يخْطُبِ الرجلُ على خِطْبة أَخِيه ولا يَبِعْ على بَيْعِ أَخِيه قال أَبو عبيد كان أَبو عبيدة وأَبو زيد وغيرهما من أَهل العلم يقولون إِنما النهي في قوله لا يبع على بيع أَخيه إِنما هو لا يشتر على شراء أَخيه فإِنما وقع النهي على المشتري لا على البائع لأَن العرب تقول بعت الشيء بمعنى اشتريته قال أَبو عبيد وليس للحديث عندي وجه غير هذا لأَن البائع لا يكاد يدخل على البائع وإِنما المعروف أَن يُعطى الرجلُ بسلعته شيئاً فيجيء مشتر آخر فيزيد عليه وقيل في قوله ولا يبع على بيع أَخيه هو أَن يشتري الرجل من الرجل سلعة ولما يتفرّقا عن مقامهما فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أَن يَعْرِضَ رجل آخرُ سِلْعةً أُخرى على المشتري تشبه السلعة التي اشترى ويبيعها منه لأَنه لعل أَن يردَّ السلعة التي اشترى أَولاً لأَن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل للمُتبايعين الخيارَ ما لم يَتفرَّقا فيكون البائعُ الأَخير قد أَفسد على البائع الأَول بَيْعَه ثم لعل البائع يختار نقض البيع فيفسد على البائع والمتبايع بيعه قال ولا أَنهى رجلاً قبل أَن يَتبايَع المتبايعان وإِن كانا تساوَما ولا بَعد أَن يتفرَّقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه عن أَن يبيع أَي المتبايعين شاء لأَن ذلك ليس ببيع على بيع أَخيه فيُنْهى عنه قال وهذا يوافق حديث المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا فإِذا باع رجل رجلاً على بيع أَخيه في هذه الحال فقد عصى اللهَ إِذا كان عالماً بالحديث فيه والبيعُ لازم لا يفسد قال الأَزهري البائعُ والمشتري سواء في الإِثم إِذا باع على بيع أَخيه أَو اشترى على شراء أَخيه لأَن كل واحد منهما يلزمه اسم البائع مشترياً كان أَو بائعاً وكلٌّ منهي عن ذلك قال الشافعي هما متساويان قبل عقد الشراء فإِذا عقدا البيع فهما متبايعان ولا يسمَّيان بَيِّعَيْنِ ولا متبايعين وهما في السَّوْمِ قبل العقد قال الأَزهري وقد تأَول بعض من يحتج لأَبي حنيفة وذَوِيه وقولهِم لا خيار للمتبايعين بعد العقد بأَنهما يسميان متبايعين وهما متساومان قبل عقدهما البيع واحتج في ذلك بقول الشماخ في رجل باع قوساً فوافَى بها بعضَ المَواسِم فانْبَرَى لَها بَيِّع يُغْلِي لها السَّوْمَ رائزُ قال فسماه بَيِّعاً وهو سائم قال الأَزهري وهذا وهَمٌ وتَمْوِيه ويردّ ما تأَوَّله هذا المحتج شيئان أَحدهما أَن الشماخ قال هذا الشعر بعدما انعقد البيع بينهما وتفرَّقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه فسماه بَيِّعاً بعد ذلك ولو لم يكونا أَتَمّا البيع لم يسمه بَيِّعاً وأَراد بالبيّع الذي اشترى وهذا لا يكون حجة لمن يجعل المتساومين بيعين ولما ينعقد بينهما البيع والمعنى الثاني أَنه يرد تأْويله ما في سياق خبر ابن عمر رضي الله عنهما أَنه صلى الله عليه وسلم قال البَيِّعانِ بالخيار ما لم يَتفرَّقا إِلاَّ أَن يُخَيِّرَ أَحدُهما صاحبَه فإِذا قال له اختر فقد وجَب البيعُ وإِن لم يتفرَّقا أَلا تراه جعل البيع ينعقد بأَحد شيئين أَحدهما أَن يتفرقا عن مكانهما الذي تبايعا فيه والآخر أَن يُخَيِّرَ أَحدهما صاحبه ؟ ولا معنى للتخيير إِلا بعد انعقاد البيع قال ابن الأَثير في قوله لا يبع أَحدكم على بيع أَخيه فيه قولان أَحدهما إِذا كان المتعاقدان في مجلس العقد وطلب طالبٌ السلعةَ بأَكثر من الثمن ليُرغب البائع في فسخ العقد فهو محرم لأَنه إِضرار بالغير ولكنه منعقد لأَن نفْسَ البيع غير مقصود بالنهي فإِنه لا خلل فيه الثاني أَن يرغب المشتري في الفسخ بعَرْض سلعة أَجودَ منها بمثل ثمنها أَو مثلها بدون ذلك الثمن فإِنه مثل الأَول في النهي وسواء كانا قد تعاقدا على المبيع أَو تساوما وقاربا الانعقاد ولم يبق إَلاَّ العقد فعلى الأَول يكون البيع بمعنى الشراء تقول بعت الشيء بمعنى اشتريته وهو اختيار أَبي عبيد وعلى الثاني يكون البيع على ظاهره وقال الفرزدق إِنَّ الشَّبابَ لَرابِحٌ مَن باعَه والشيْبُ ليس لبائِعيه تِجارُ يعني من اشتراه والشيء مَبيع ومَبْيُوع مثل مَخيط ومَخْيُوط على النقص والإِتمام قال الخليل الذي حذف من مَبِيع واو مفعول لأَنها زائدة وهي أَولى بالحذف وقال الأَخفش المحذوفة عين الفعل لأَنهم لما سَكَّنوا الياء أَلْقَوا حركتها على الحرف الذي قبلها فانضمت ثم أَبدلوا من الضمة كسرة للياء التي بعدها ثم حذفت الياء وانقلبت الواو ياء كما انقلبت واو مِيزان للكسرة قال المازني كلا القولين حسن وقول الأَخفش أَقيس قال الأَزهري قال أَبو عبيد البيع من حروف الأَضداد في كلام العرب يقال باع فلان إِذا اشترى وباع من غيره وأَنشد قول طرفة ويأْتِيك بالأنباء مَن لم تَبِعْ له نَباتاً ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ أَراد من لم تشتر له زاداً والبِياعةُ السِّلْعةُ والابْتِياعُ الاشتراء وتقول بِيعَ الشيء على ما لم يسمّ فاعله إِن شئت كسرت الباء وإِن شئت ضممتها ومنهم من يقلب الياء واواً فيقول بُوع الشيء وكذلك القول في كِيلَ وقِيلَ وأَشباهها وقد باعَه الشيءَ وباعَه منه بَيْعاً فيهما قال إِذا الثُّرَيّا طَلَعَتْ عِشاء فَبِعْ لراعِي غَنَمٍ كِساء وابْتاعَ الشيءَ اشتراه وأَباعه عَرَّضه للبيع قال الهَمْداني فَرَضِيتُ آلاء الكُمَيْتِ فَمَنْ يُبِعْ فَرَساً فليْسَ جَوادُنا بمُباعِ أَي بمُعَرَّض للبيع وآلاؤُه خِصالُه الجَمِيلة ويروي أَفلاء الكميت وبايَعَه مُبايعة وبِياعاً عارَضَه بالبيع قال جُنادةُ ابن عامر فإِنْ أَكُ نائِياً عنه فإِنِّي سُرِرْتُ بأَنَّه غُبِنَ البِياعا وقال قيس بن ذَريح كمغْبُونٍ يَعَضُّ على يَدَيْهِ تَبَيَّنَ غَبْنُه بعدَ البِياع واسْتَبَعْتُه الشيء أَي سأَلْتُه أَن يبِيعَه مني ويقال إِنه لحسَنُ البِيعة من البيع مثل الجِلْسة والرِّكْبة وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنه كان يَغْدُو فلا يمر بسَقَّاطٍ ولا صاحِب بِيعةٍ إِلاَّ سلم عليه البِيعةُ بالكسر من البيع الحالة كالرِّكبة والقِعْدة والبَيِّعان البائع والمشتري وجمعه باعةٌ عند كراع ونظيره عَيِّلٌ وعالةٌ وسيّد وسادةٌ قال ابن سيده وعندي أَن ذلك كله إِنما هو جمع فاعل فأَمّا فيْعِل فجمعه بالواو والنون وكلُّ من البائع والمشتري بائع وبَيِّع وروى بعضهم هذا الحديث المُتبايِعانِ بالخِيار ما لم يَتفَرَّقا والبَيْعُ اسم المَبِيع قال صَخْر الغَيّ فأَقْبَلَ منه طِوالُ الذُّرى كأَنَّ عليهِنَّ بَيْعاً جَزِيفا يصف سحاباً والجمع بُيُوع والبِياعاتُ الأَشياء التي يُتَبايَعُ بها في التجارة ورجل بَيُوعٌ جَيِّدُ البيع وبَيَّاع كثِيره وبَيِّعٌ كبَيُوعٍ والجمع بَيِّعون ولا يكسَّر والأُنثى بَيِّعة والجمع بَيِّعاتٌ ولا يكسر حكاه سيبويه قال المفضَّل الضبيُّ يقال باع فلان على بيع فلان وهو مثل قديم تضربه العرب للرجل يُخاصم صاحبه وهو يُرِيغُ أَن يُغالبه فإِذا ظَفِر بما حاوَلَه قيل باعَ فلان على بَيْع فلان ومثله شَقَّ فلان غُبار فلان وقال غيره يقال باع فلان على بيعك أَي قام مَقامك في المنزلة والرِّفْعة ويقال ما باع على بيعك أَحد أَي لم يُساوِك أَحد وتزوج يزيد بن معاوية رضي الله عنه أُم مِسْكِين بنت عمرو على أُم هاشم
( * قوله « على أم هاشم » عبارة شارح القاموس على أم خالد بنت أبي هاشم ثم قال في الشعر ما لك أُم خالد ) فقال لها ما لَكِ أُمَّ هاشِمٍ تُبَكِّينْ ؟ مِن قَدَرٍ حَلَّ بكم تَضِجِّينْ ؟ باعَتْ على بَيْعِك أُمُ مِسْكِينْ مَيْمُونةً من نِسْوةٍ ميامِينْ وفي الحديث نَهَى عن بَيْعَتَيْن في بَيْعةٍ وهو أَن يقول بِعْتُك هذا الثوب نَقْداً بعشرة ونَسِيئة بخمسة عشر فلا يجوز لأَنه لا يَدْرِي أَيُّهما الثمن الذي يَختارُه ليَقَع عليه العَقْد ومن صُوَره أَن تقول بِعْتُك هذا بعشرين على أَن تَبِيعَني ثوبك بعشرة فلا يصح للشرط الذي فيه ولأَنه يَسْقُط بسُقوطه بعضُ الثمن فيصير الباقي مجهولاً وقد نُهِي عن بيع وشرْط وبيع وسَلَف وهما هذانِ الوجهان وأَما ما ورد في حديث المُزارعة نَهى عن بَيْع الأَرض قال ابن الأَثير أَي كرائها وفي حديث آخر لا تَبِيعُوها أَي لا تَكْرُوها والبَيْعةُ الصَّفْقةُ على إِيجاب البيْع وعلى المُبايعةِ والطاعةِ والبَيْعةُ المُبايعةُ والطاعةُ وقد تبايَعُوا على الأَمر كقولك أَصفقوا عليه وبايَعه عليه مُبايَعة عاهَده وبايَعْتُه من البيْع والبَيْعةِ جميعاً والتَّبايُع مثله وفي الحديث أَنه قال أَلا تُبايِعُوني على الإِسلام ؟ هو عبارة عن المُعاقَدةِ والمُعاهَدةِ كأَن كلّ واحد منهما باعَ ما عنده من صاحبه وأَعطاه خالصة نَفْسِه وطاعَتَه ودَخِيلةَ أَمره وقد تكرّر ذكرها في الحديث والبِيعةُ بالكسر كَنِيسةُ النصارى وقيل كنيسة اليهود والجمع بِيَعٌ وهو قوله تعالى وبِيَعٌ وصلواتٌ ومساجدُ قال الأَزهري فإِن قال قائل فلم جعل الله هَدْمَها من الفَساد وجعلها كالمساجد وقد جاء الكتاب العزيز بنسخ شَرِيعة النصارى واليهود ؟ فالجواب في ذلك أَن البِيَعَ والصَّوامعَ كانت مُتعبَّدات لهم إِذ كانوا مستقيمين على ما أُمِرُوا به غير مبدِّلين ولا مُغيِّرين فأَخبر الله جل ثناؤه أَن لولا دَفْعُه الناسَ عن الفساد ببعض الناس لَهُدِّمَتْ مُتعبَّداتُ كلِّ فريق من أَهل دينه وطاعتِه في كل زمان فبدأَ بذكر البِيَعِ على المساجد لأَن صلوات من تقدَّم من أَنبياء بني إِسرائيل وأُممهم كانت فيها قبل نزول الفُرقان وقبْل تبديل مَن بدَّل وأُحْدِثت المساجد وسميت بهذا الاسم بعدهم فبدأَ جل ثناؤه بذكر الأَقْدَم وأَخَّر ذكر الأَحدث لهذا المعنى ونُبايِعُ بغير همز موضع قال أَبو ذؤيب وكأَنَّها بالجِزْع جِزعِ نُبايعٍ وأُولاتِ ذي العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَعُ قال ابن جني هو فِعْلٌ منقول وزْنه نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونحوه إِلا أَنه سمي به مجرداً من ضميره فلذلك أُعرب ولم يُحْكَ ولو كان فيه ضميره لم يقع في هذا الموضع لأَنه كان يلزم حكايتُه إِن كان جملة كذَرَّى حبّاً وتأبَّطَ شَرًّا فكان ذلك يكسر وزن البيت لأَنه كان يلزمه منه حذفُ ساكن الوتد فتصير متفاعلن إِلى متفاعِلُ وهذا لا يُجِيزه أَحد فإِن قلت فهلا نوَّنته كما تُنوِّن في الشعر الفعل نحو قوله مِنْ طَلَلٍ كالأَتْحمِيّ أَنْهَجَنْ وقوله دايَنْتُ أَرْوَى والدُّيُون تُقْضَيَنْ فكان ذلك يَفِي بوزن البيت لمجيء نون متفاعلن ؟ قيل هذا التنوين إِنما يلحق الفعل في الشعر إِذا كان الفعل قافية فأَما إِذا لم يكن قافية فإِن أَحداً لا يجيز تنوينه ولو كان نبايع مهموزاً لكانت نونه وهمزته أَصليتين فكان كعُذافِر وذلك أَن النون وقعت موقع أَصل يحكم عليها بالأَصلية والهمزة حَشْو فيجب أَن تكون أَصلاً فإِن قلت فلعلها كهمزة حُطائطٍ وجُرائض ؟ قيل ذلك شاذ فلا يَحْسُنُ الحَمْل عليه وصَرْفُ نُبايعٍ وهو منقول مع ما فيه من التعريف والمِثال ضرورةٌ والله أَعلم

تبع
تَبِعَ الشيءَ تَبَعاً وتَباعاً في الأَفعال وتَبِعْتُ الشيءَتُبوعاً سِرْت في إِثْرِه واتَّبَعَه وأَتْبَعَه وتتَبَّعه قَفاه وتَطلَّبه مُتَّبعاً له وكذلك تتَبَّعه وتتَبَّعْته تتَبُّعاً قال القُطامي وخَيْرُ الأَمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه وليس بأَن تتَبَّعَه اتِّباعا وضَع الاتِّباعَ موضع التتبُّعِ مجازاً قال سيبويه تتَبَّعَه اتِّباعاً لأَن تتَبَّعْت في معنى اتَّبَعْت وتَبِعْت القوم تَبَعاً وتَباعةً بالفتح إِذا مشيت خلفهم أَو مَرُّوا بك فمضَيْتَ معهم وفي حديث الدعاء تابِعْ بيننا وبينهم على الخيْراتِ أَي اجْعَلْنا نَتَّبِعُهم على ما هم عليه والتِّباعةُ مثل التَّبعةِ والتِّبعةِ قال الشاعر أَكَلَت حَنِيفةُ رَبَّها زَمَنَ التقَحُّمِ والمَجاعهْ لم يَحْذَرُوا من ربِّهم سُوء العَواقِبِ والتِّباعهْ لأَنهم كانوا قد اتخذوا إِلهاً من حَيْسٍ فعَبَدُوه زَماناً ثم أَصابتهم مَجاعة فأَكلوه وأَتْبَعه الشيءَ جعله له تابعاً وقيل أَتبَعَ الرجلَ سبقه فلَحِقَه وتَبِعَه تَبَعاً واتَّبَعه مرَّ به فمضَى معه وفي التنزيل في صفة ذي القَرْنَيْنِ ثم اتَّبَع سبَباً بتشديد التاء ومعناها تَبِعَ وكان أَبو عمرو بن العلاء يقرؤُها بتشديد التاء وهي قراءة أَهل المدينة وكان الكسائي يقرؤُها ثم أَتبع سبباً بقطع الأَلف أَي لَحِقَ وأَدْرك قال ابن عبيد وقراءة أَبي عمرو أَحبُّ إِليَّ من قول الكسائي واسْتَتْبَعَه طلَب إِليه أَن يَتبعه وفي خبر الطَّسْمِيِّ النافِر من طَسمٍ إِلى حَسَّان الملك الذي غَزا جَدِيساً أَنه اسْتَتْبَع كلبة له أَي جعلها تَتبعه والتابِعُ التَّالي والجمع تُبَّعٌ وتُبَّاعٌ وتَبَعة والتَّبَعُ اسم للجمع ونظيره خادِمٌ وخَدَم وطالبٌ وطلَبٌ وغائبٌ وغَيَبٌ وسالِفٌ وسَلَفٌ وراصِدٌ ورَصَدٌ ورائحٌ ورَوَحٌ وفارِطٌ وفرَطٌ وحارِسٌ وحَرَسٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ وقافِلٌ من سفَره وقَفَلٌ وخائلٌ وخَوَلٌ وخابِلٌ وخَبَلٌ وهو الشيطان وبعير هامِلٌ وهَمَلٌ وهو الضالُّ المهمل قال كراع كل هذا جمع والصحيح ما بدأْنا به وهو قول سيبويه فيما ذَكر من هذا وقياس قوله فيما لم يَذكره منه والتَّبَعُ يكون واحداً وجماعة وقوله عز وجل إِنَّا كُنا لكم تَبَعاً يكون اسماً لجمع تابِع ويكون مصدراً أَي ذَوِي تَبَعٍ ويجمع على أَتْباع وتَبِعْتُ الشيءَ وأَتْبَعْتُه مثل رَدِفْتُه وأَرْدَفْتِه ومنه قوله تعالى إِلاَّ مَن خَطِفَ الخَطْفةَ فأَتْبعه شِهاب ثاقِب قال أَبو عبيد أَتْبَعْت القوم مثل أَفْعلت إِذا كانوا قد سبقوك فَلَحِقْتَهم قال واتَّبَعْتُهم مثل افْتَعَلْت إِذا مرُّوا بك فمضيتَ وتَبِعْتُهم تَبَعاً مثله ويقال ما زِلْتُ أَتَّبِعُهم حتى أَتْبَعْتُهم أَي حتى أَدركْتُهم وقال الفراء أَتْبَعَ أَحسن من اتَّبَع لأَن الاتِّباع أَن يَسِير الرجل وأَنت تسير وراءَه فإِذا قلت أَتْبَعْتُه فكأَنك قَفَوْته وقال الليث تَبِعْت فلاناً واتَّبَعْته وأَتْبعْته سواء وأَتْبَعَ فلان فلاناً إِذا تَبِعَه يريد به شرّاً كما أَتْبَعَ الشيطانُ الذي انسلَخَ من آيات الله فكان من الغاوِين وكما أَتْبَع فرعونُ موسى وأَمَّا التتَبُّع فأَن تتتَبَّعَ في مُهْلةٍ شيئاً بعد شيء وفلان يتَتبَّعُ مَساوِيَ فلان وأَثرَه ويَتتبَّع مَداقَّ الأُمور ونحو ذلك وفي حديث زيد بن ثابت حين أَمره أَبو بكر الصديقُ بجمع القرآن قال فَعَلِقْتُ أَتَتَبَّعه من اللِّخافِ والعُسُبِ وذلك أَنه اسَقْصَى جميعَ القرآن من المواضع التي كُتِب فيها حتى ما كُتِب في اللِّخاف وهي الحجارة وفي العُسُب وهي جريد النخل وذلك أَنَّ الرَّقَّ أَعْوَزَهم حين نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُمِر كاتبُ الوَحْي فيما تيسَّر من كَتِف ولوْحٍ وجِلْد وعَسُيب ولَخْفة وإِنما تَتبَّع زيد بن ثابت القرآن وجمعه من المواضع التي كُتِب فيها ولم يقتصر على ما حَفِظ هو وغيره وكان من أَحفظ الناس للقرآن اسْتِظهاراً واحْتِياطاً لئلا يَسْقُط منه حرف لسُوء حِفْظ حافِظه أَو يتبدَّل حرف بغيره وهذا يدل على أَن الكتابة أَضْبَطُ من صدور الرجال وأَحْرَى أَن لا يسقط منه شيء فكان زيد يَتتبَّع في مُهلة ما كُتب منه في مواضعه ويَضُمُّه إَلى الصُّحف ولا يُثْبِتُ في تلك الصحف إِلاَّ ما وجده مكتوباً كما أُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وأَمْلاه على مَن كَتبه واتَّبَعَ القرآنَ ائْتَمَّ به وعَمِلَ بما فيه وفي حديث أَبي موسى الأَشعري رضي الله عنه إِنَّ هذا القرآن كائنٌ لكم أَجراً وكائن عليكم وِزْراً فاتَّبِعوا القرآن ولا يَتَّبِعنَّكُم القرآنُ فإِنه من يَتَّبِعِ القرآن يَهْبِطْ به على رِياضِ الجنة ومَن يَتَّبِعْه القرآنُ يَزُخّ في قَفاه حتى يَقْذِفَ به في نار جهنم يقول اجعلوه أَمامكم ثم اتلوه كما قال تعالى الذين آتيناهم الكتاب يَتْلُونه حقَّ تِلاوته أَي يَتَّبِعونه حقَّ اتِّباعه وأَراد لا تَدَعُوا تِلاوته والعملَ به فتكونوا قد جعلتموه وراءَكم كما فَعل اليهود حين نَبَذُوا ما أُمروا به وراء ظهورهم لأَنه إِذا اتَّبَعَه كان بين يديه وإِذا خالفه كان خَلْفَه وقيل معنى قوله لا يتبعنكم القرآن أَي لا يَطْلُبَنَّكُم القرآنُ بتضييعكم إِياه كما يطلُب الرجلُ صاحبَه بالتَّبِعة قال أَبو عبيد وهذا معنى حسن يُصَدِّقه الحديث الآخر إِن القرآن شافِع مُشَفَّعٌ وماحِلٌ مُصَدَّقٌ فجعله يَمْحَل صاحبَه إِذا لم يَتَّبِعْ ما فيه وقوله عز وجل أَو التابعينَ غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ فسره ثعلب فقال هم أَتباع الزوج ممن يَخْدُِمُه مثل الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة وفي حديث الحُدَيْبية وكنت تَبِيعاً لطَلْحةَ بن عُبيدِ الله أَي خادماً والتَّبَعُ كالتابِعُ كأَنه سمي بالمصدر وتَبَعُ كلِّ شيءٍ ما كان على آخِره والتَّبَعُ القوائم قال أَبو دُواد في وصف الظَّبَّية وقَوائم تَبَع لها مِن خَلْفِها زَمَعٌ زَوائدْ وقال الأَزهري التَّبَعُ ما تَبِعَ أَثَرَ شيء فهو تَبَعةٌ وأَنشد بيت أَبي دواد الإيادي في صفة ظبية وقوائم تَبَع لها من خلفها زمع مُعَلَّقْ وتابَع بين الأُمور مُتابَعةً وتِباعاً واتَرَ ووالَى وتابعْتُه على كذا مُتابعةً وتِباعاً والتِّباعُ الوِلاءُ يقال تابَعَ فلان بين الصلاة وبين القراءة إِذا والَى بينهما ففعل هذا على إِثْر هذا بلا مُهلة بينهما وكذلك رميته فأَصبته بثلاثة أَسهم تِباعاً أَي وِلاء وتَتابَعَتِ الأَشياءُ تَبِعَ بعضُها بعضاً وتابَعه على الأَمر أَسْعدَه عليه والتابِعةُ الرَّئِيُّ من الجنّ أَلحقوه الهاء للمبالغة أَو لتَشْنِيع الأَمْرِ أَو على إِرادة الداهِيةِ والتابعةُ جِنِّيَّة تَتْبع الإِنسان وفي الحديث أَوَّلُ خَبرٍ قَدِمَ المدينةَ يعني من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم امرأَة كان لها تابِعٌ من الجن التابِعُ ههنا جِنِّيٌّ يَتْبَع المرأَة يُحِبُّها والتابعةُ جِنية تتْبع الرجلَ تحبه وقولهم معه تابعة أَي من الجن والتَّبِيعُ الفَحل من ولد البقر لأَنه يَتْبع أُمه وقيل هو تَبيع أَولَ سنة والجمع أَتْبِعة وأَتابِعُ وأَتابِيعُ كلاهما جمعُ الجمعِ والأَخيرة نادرة وهو التِّبْعُ والجمع أَتباع والأُنثى تَبِيعة وفي الحديث عن معاذ بن جبل أَن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إِلى اليمين فأَمرَه في صدَقةِ البقر أَن يأْخذ من كل ثلاثين من البقر تَبِيعاً ومن كل أَربعين مُسِنَّةً قال أَبو فَقْعَس الأَسَدي ولد البقَر أَول سنة تَبِيع ثم جزَع ثم ثنيّ ثم رَباعٌ ثم سَدَسٌ ثم صالِغٌ قال الليث التَّبِيعُ العِجْل المُدْرِك إِلا أَنه يَتْبَع أُمه بعدُ قال الأَزهري قول الليث التَّبِيع المدرك وهَم لأَنه يُدْرِكُ إِذا أَثنى أَي صار ثَنِيًّا والتبيع من البقر يسمى تبيعاً حين يستكمل الحَوْل ولا يسمى تَبِيعاً قبل ذلك فإِذا استكمل عامين فهو جَذَع فإِذا استوفى ثلاثة أَعوام فهو ثَنِيٌّ وحينئذ مُسِنٌّ والأُنثى مُسِنَّة وهي التي تؤخذ في أَربعين من البقر وبقرة مُتْبِعٌ ذاتُ تَبِيع وحكى ابن بري فيها مُتْبِعة أَيضاً وخادم مُتْبِع يَتْبَعُها ولدها حيثما أَقبلت وأَدبرت وعمَّ به اللحياني فقال المُتْبِعُ التي معها أَولاد وفي الحديث أَن فلاناً اشترى مَعْدِناً بمائة شاة مُتْبِع أَي يَتْبَعها أَولادها وتَبِيعُ المرأَةِ صَدِيقُها والجمع تُبَعاء وهي تَبِيعته وهو تِبْعُ نِساء والجمع أَتباع وتُبَّع نساء عن كراع حكاها في المُنَجَّذ وحكاها أَيضاً في المُجَرَّد إِذا جدَّ في طَلَبِهِنّ وحكى اللحياني هو تِبْعُها وهي تِبْعَتُه قال الأَزهري تِبْعُ نساء أَي يَتْبَعُهُنَّ وحِدْثُ نساء يُحادِثُهنَّ وزِيرُ نساء أَي يَزُورُهُنَّ وخِلْب نساء إِذا كان يُخالِبهنَّ وفلان تِبْعُ ضِلَّةٍ يَتْبَع النساءَ وتِبْعٌ ضِلَّةٌ أَي لا خَيْرَ فيه ولا خير عنده عن ابن الأَعرابي وقال ثعلب إِنما هو تِبْعُ ضِلَّةٍ مضاف والتَّبِيعُ النَّصِير والتَّبِيعُ الذي لك عليه مال يقال أُتْبِعَ فلان بفلان أَي أُحِيلَ عليه وأَتْبَعَه عليه أَحالَه وفي الحديث الظُّلْم لَيُّ الواجِدِ وإِذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ معناه إِذا أُحِيلَ أَحدكم على مَلِيءٍ قادِرٍ فلْيَحْتَلْ من الحَوالةِ قال الخطابي أَصحاب الحديث يروونه اتَّبع بتشديد التاء وصوابه بسكون التاء بوزن أُكْرِمَ قال وليس هذا أَمراً على الوجوب وإِنما هو على الرِّفْق والأَدب والإِياحةِ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما بَيْنا أَنا أَقرأُ آية في سِكَّة من سَكَكِ المدية إِذ سمعت صوتاً من خَلفي أَتْبِعْ يا ابن عباس فالتَفَتُّ فإِذا عُمر فقلت أُتْبِعُك على أُبَيّ بن كعب أَي أَسْنِدْ قراءتك ممن أَخذتها وأَحِلْ على من سَمِعْتها منه قال الليث يقال للذي له عليك مال يُتابِعُك به أَي يُطالبك به تَبِيع وفي حديث قيس بن عاصم رضي الله عنه قال يا رسول الله ما المالُ الذي ليس فيه تَبِعةٌ من طالب ولا ضَيْفٍ ؟ قال نِعْم المال أَربعون والكثير ستون يريد بالتَّبِعةِ ما يَتْبَع المالَ من نوائب الحُقوق وهو من تَبِعْت الرجل بحقّي والتَّبِيعُ الغَرِيمُ قال الشماخ تَلُوذُ ثَعالِبُ الشَّرَفَيْن منها كما لاذَ الغَرِيمُ من التَّبِيعِ وتابَعَه بمال أَي طَلَبه والتَّبِعُ الذي يَتْبَعُكَ بحق يُطالبك به وهو الذي يَتْبع الغريم بما أُحيل عليه والتبيع التابع وقوله تعالى فيُغْرِقَكم بما كفرتم ثم لا تَجِدُوا لكم علينا به تَبِيعاً قال الفراء أَي ثائراً ولا طالباً بالثَّأْرِ لإِغْراقِنا إِيّاكم وقال الزجاج معناه لا تجدوا من يَتْبَعُنا بإِنكار ما نزل بكم ولا يتبعنا بأَن يصرفه عنكم وقيل تَبِيعاً مُطالِباً ومنه قوله تعالى فاتِّباعٌ بالمَعْروف وأَداء إِليه بإِحْسان يقول على صاحب الدَّمِ اتِّباع بالمعروف أَي المُطالَبَةُ بالدِّية وعلى القاتِل أَداء إِليه بإِحسان ورفع قوله تعالى فاتباع على معنى قوله فعليه اتِّباع بالمعروف وسيُذْكَرُ ذلك مُستوفى في فصل عفا في قوله تعالى فَمن عُفِيَ له من أَخِيه شيء والتَّبِعةُ والتِّباعةُ ما اتَّبَعْتَ به صاحبَك من ظُلامة ونحوها والتَّبِعةُ والتِّباعةُ ما فيه إِثم يُتَّبَع به يقال ما عليه من الله في هذا تَبِعة ولا تِباعة قال وَدّاك بن ثُمَيل هِيمٌ إِلى الموتِ إِذا خُيِّرُوا بينَ تِباعاتٍ وتَقْتالِ قال الأَزهري التِّبِعة والتَّباعة اسم الشيء الذي لك فيه بُغْية شِبه ظُلامة ونحو ذلك وفي أَمثال العرب السائرة أَتْبِعِ الفَرَس لِجامَها يُضرب مثلاً للرجل يؤْمر بردِّ الصَّنِيعةِ وإِتْمامِ الحاجة والتُّبّعَُ والتُّبُّع جميعاً الظل لأَنه يَتْبَع الشمس قالت سُعْدَى الجُهَنِيَّةُ تَرْثي أَخاها أَسْعَدَ يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ التُّبَّعُ الظل واسْمِئْلاله بُلوغه نصف النهار وضُمورُه وقال أَبو سعيد الضرير التُّبَّع هو الدَّبَرانُ في هذا البيت سُمي تُبَّعاً لاتِّباعِه الثُّرَيّا قال الأَزهري سمعت بعض العرب يسمي الدبران التابع والتُّوَيْبِع قال وما أَشبه ما قال الضرير بالصواب لأَن القَطا تَرِدُ المياه ليلاً وقلما تردها نهاراً ولذلك يقال أَدَلُّ من قَطاة ويدل على ذلك قول لبيد فَوَرَدْنا قبلَ فُرَّاطِ القَطا إِنَّ مِن وَرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ قال ابن بري ويقال له التابِعُ والتُّبَّعُ والحادِي والتالي قال مُهَلْهل كأَنَّ التابِعَ المَسْكِينَ فيها أَجِيرٌ في حُداياتِ الوَقِير
( * رواية اخرى حدابات بدل حدايات )
والتَّبابِعةُ ملوك اليمن واحدهم تُبَّع سموا بذلك لأَنه يَتْبَع بعضُهم بعضاً كلما هَلك واحد قام مَقامه آخر تابعاً له على مثل سِيرته وزادوا الهاء في التبابعة لإِرادة النسب وقول أَبي ذؤيب وعليهِما ماذِيَّتانِ قَضاهُما داودُ أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ سَمِعَ أَن داودَ على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان سُخِّر له الحديدُ فكان يَصْنع منه ما أَراد وسَمِعَ أَنَّ تُبَّعاً عَمِلَها وكان تُبع أَمَر بعملها ولم يَصْنعها بيده لأَنه كان أَعظمَ شأْناً من أَن يصنع بيده وقوله تعالى أَهم خَيْر أَم قومٌ تُبَّعٍ قال الزجاج جاء في التفسير أَن تُبَّعاً كان مَلِكاً من الملوك وكان مؤْمناً وأَن قومه كانوا كافرين وكان فيهم تَبابِعةٌ وجاء أَيْضاً أَنه نُظِر إِلى كتاب على قَبْرَين بناحية حِمْيَر هذا قبر رَضْوى وقبر حُبَّى ابنتي تُبَّع لا تُشركان بالله شيئاً قال الأَزهري وأَمّا تبع الملِك الذي ذكره الله عز وجل في كتابه فقال وقومُ تبع كلٌّ كذَّب الرسُلَ فقد روي عن النبيي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما أَدري تُبَّعٌ كان لعِيناً أَم لا
( * قوله « تبع كان لعيناً أم لا » هكذا في الأصل الذي بأيدينا ولعله محرف والأصل كان نبياً إلخ ففي تفسير الخطيب عند قوله تعالى في سورة الدخان أهم خير أم قوم تبع وعن النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعاً فإنه كان قد أسلم وعنه صلى الله عليه وسلم ما أدري أكان تبع نبياً أو غير نبي وعن عائشة رضي الله عنها قالت لا تسبوا تبعاً فانه كان رجلاً صالحاً ) قال ويقال إِن تُبَّتَ اشْتُقَّ لهم هذا الاسمُ من اسم تُبَّع ولكن فيه عُجْمة ويقال هم اليوم من وَضائِع تُبَّع بتلك البلاد وفي الحديث لا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإِنه أَول من كَسا الكعبة قيل هو ملك في الزمان الأَول اسْمه أَسْعَدُ أَبو كَرِب وقيل كان مَلِكُ اليمنِ لا يسمى تُبَّعاً حتى يَمْلِكَ حَضْرَمَوْتَ وسَبأ وحِمْيَرَ والتُّبَّعُ ضرب من الطير وقيل التُّبَّع ضرب من اليَعاسِيب وهو أَعظمها وأحسنها والجمع التبابِعُ تشبيهاً بأُولئك الملوكُ وكذلك الباء هنا ليشعروا بالهاء هنالك والتُّبَّعُ سيِّد النحل وتابَعَ عَمَلَه وكلامَه أَتْقَنَه وأَحكمه قال كراع ومنه حديث أَبي واقد الليثي تابَعْنا الأَعمال فلم نَجِد شيئاً أَبلغ في طلَب الآخرة من الزُّهْد في الدنيا أَي أَحْكَمْناها وعَرَفْناها ويقال تابَعَ فلان كلامَه وهو تبيع للكلام إِذا أَحكمه ويقال هو يُتابِعُ الحديث إِذا كان يَسْرُدُه وقيل فلان مُتتابِعُ العِلم إِذا كان عِلْمه يُشاكل بعضُه بعضاً لا تَفاوُتَ فيه وغصن مُتتابعٌ إِذا كان مستوياً لا أُبَن فيه ويقال تابَعَ المَرْتَعُ المالَ فَتتابَعَت أي سَمَّن خَلْقَها فسَمِنَت وحَسُنت قال أَبو وجْزةَ السعْدي حَرْفٌ مُلَيْكِيةٌ كالفَحْلِ تابَعَها في خِصْبِ عامَينِ إِفْراقٌ وتَهْمِيلُ
( * قوله « مليكية » كذا بالأصل مضبوطاً وفي الاساس بياء واحدة قبل الكاف )
وناقة مُفْرِقٌ تَمْكُث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَحُ وأَما قول سَلامان الطائي أَخِفْنَ اطِّنانِي إِن شُكِينَ وإِنَّني لفي شُغُلٍ عن ذَحْليَ اليتَتَبَّعُ فإِنه أَرادَ ذَحْليَ يتَتَبَّع فطرح الذي وأَقام الأَلف واللام مُقامه وهي لغة لبعض العرب وقال ابن الأَنباري وِإِنما أَقحم الأَلف واللام على الفعل المضارع لمضارعة الأَسماء قال ابن عون قلت للشعبي إِنَّ رُفَيْعاً أَبا العاليةِ أَعتقَ سائبةً فأَوصَى بماله كله فقال ليس ذلك له إِنما ذلك للتابعة قال النضر التابعةُ أَن يتبع الرجلُ الرجلَ فيقول أَنا مولاك قال الأَزهري أَراد أَن المُعْتَقَ سائبةً مالُه لمُعْتِقِه والإِتْباعُ في الكلام مثل حَسَن بَسَن وقَبِيح شَقِيح

تبرع
تَبْرَعٌ وتَرْعَبٌ موضعان بَيَّنَ صرفهم إِياهما أَن التاء أَصل

تخطع
تَخْطَعٌ اسم قال ابن دريد أَظنه مصنوعاً لأَنه لا يعرف معناه

ترع
تَرِعَ الشيءُ بالكسر تَرَعاً وهو تَرِعٌ وتَرَعٌ امتَلأَ وحَوْضٌ تَرَعٌ بالتحريك ومُتْرَعٌ أَي مَمْلوء وكُوزٌ تَرَعٌ أَي مُمْتَلِئ وجَفْنة مُتْرَعة وأَتْرَعه هو قال العجاج وافْتَرَشَ الأَرضَ بسَيْلٍ أَتْرَعا وهذا البيت أَورده الجوهري بسَيْر أَتْرَعا قال ابن بري هو لرؤبة قال والذي في شعره بسَيْل باللام وبعده يَمْلأُ أَجْوافَ البِلادِ المَهْيَعا قال وأَتْرعَ فعل ماض قال ووصف بني تَمِيم وأَنهم افترشوا الأَرض بعدد كالسيل كثرة ومنه سَيْلٌ أَتْرَعُ وسَيْلٌ تَرّاع أَي يملأُ الوادي وقيل لا يقال تَرِعَ الإِناءُ ولكن أُتْرِعَ الليث التَّرَعُ امْتِلاءُ الشيء وقد أَتْرَعْت الإِناءَ ولم أَسمع تَرِعَ الإِناءُ وسَحاب تَرِعٌ كثير المطر قال أَبو وجزة كأَنّما طَرَقَتْ ليْلى مُعَهَّدةً من الرِّياضِ ولاها عارِضٌ تَرِعُ وتَرِعَ الرجلُ تَرَعاً فهو تَرِعٌ اقتحم الأُمور مَرَحاً ونشاطاً ورجل تَرِعٌ فيه عَجَلة وقيل هو المُستعِدُّ للشرّ والغَضبِ السريعُ إِليهما قال ابن أَحمر الخَزْرَجِيُّ الهِجانُ الفَرْعُ لا تَرِعٌ ضَيْقُ المَجَمِّ ولا جافٍ ولا تَفِلُ وقد تَرِعَ تَرَعاً والتَّرِعُ السفيهُ السريعُ إِلى الشرِّ والتَّرِعةُ من النساء الفاحِشة الخفيفة وتَتَرَّع إِلى الشيء تَسَرَّعَ وتَتَرَّعَ إِلينا بالشرِّ تَسَرَّعَ والمُتَتَرِّع الشِّرِّيرُ المُسارِعُ إِلى ما لا ينبغي له قال الشاعر الباغي الحَرْب يَسْعَى نحْوَها تَرِعاً حتى إِذا ذاقَ منها حامِياً بَرَدا الكسائي هو تَرِعٌ عَتِلٌ وقد تَرِعَ تَرَعاً وعَتِلَ عَتَلاً إِذا كان سريعاً إِلى الشرِّ وروى الأَزهري عن الكلابيِّين فلان ذو مَتْرَعةٍ إِذا كان لا يَغْضَب ولا يعجل قال وهذا ضدّ التَّرِع وفي حديث ابن المُنْتَفِق فأَخَذتُ بِخِطام راحلةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فما تَرَعَني التَّرَعُ الإِسراعُ إِلى الشيء أَي ما أَسرَعَ إِليّ في النهْي وقيل تَرَعَه عن وجهه ثَناه وصرَفَه والترْعةُ الدرجة وقيل الرُّوْضة على المكان المرتفع خاصّة فإِذا كانت في المَكان المُطمئنّ فهي روضة وقيل التُّرْعة المَتْن المرتفع من الأَرض قال ثعلب هو مأْخوذ من الإِناء المُتْرَع قال ولا يعجبني وقال أَبو زياد الكلابي أَحسنُ ما تكون الروْضةُ على المكان فيه غِلَظٌ وارْتفاع وأَنشد قول الأَعشى ما رَوْضةٌ من رِياض الحَزْنِ مُعْشِبةٌ خَضْراء جادَ عليها مُسْبِلٌ هَطِلُ فأَما قول ابن مقبل هاجُوا الرحيلَ وقالوا إِنّ مَشْرَبَكم ماء الزَّنانيرِ من ماويَّةَ التُّرَعُ فهو جمع التُّرْعةِ من الأَرض وهو على بدل من قوله ماء الزنانير كأَنه قال غُدْران ماء الزنانير وهي موضع ورواه ابن الأَعرابي التُّرَعِ وزعم أَنه أَراد المَمْلُوءة فهو على هذا صفة لماويّة وهذا القول ليس بقويّ لأَنا لم نسمعهم قالوا آنية تُرَع والتُّرْعةُ البابُ وحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّ مِنْبري هذا على تُرْعةٍ من تُرَعِ الجنة قيل فيه التُّرْعة البابُ كأَنه قال مِنبري على باب من أَبواب الجنة قال ذلك سهَل بن سعد الساعدي وهو الذي رَوى الحديث قال أَبو عبيد وهو الوجه وقيل الترعة المِرْقاةُ من المِنبر قال القُتيبي معناه أَن الصلاةَ والذكر في هذا الموضع يُؤدّيان إِلى الجنة فكأَنه قِطْعة منها وكذلك قوله في الحديث الآخر ارْتَعُوا في رِياض الجنة أَي مَجالِسِ الذكر وحديث ابن مسعود مَن أَراد أَن يَرْتَعَ في رياض الجنة فليقرأْ أَلَ حم وهذا المعنى من الاستعارة في الحديث كثير كقوله عائدُ المَريض في مَخارِف الجنة والجنةُ تحت بارقةِ السيوف وتحت أَقدام الأُمهات أَي أَن هذه الأَشياء تؤدّي إِلى الجنة وقيل التُّرعة في الحديث الدَّرجةُ وقيل الروضة وفي الحديث أَيضاً إِن قَدَمَيَّ على تُرْعةٍ من تُرَعِ الحوض ولم يفسره أَبو عبيد أَبو عمرو التُّرْعةُ مَقام الشاربةِ من الحوض وقال الأَزهري تُرْعةُ الحوض مَفْتح الماء إِليه ومنه يقال أَتْرَعْت الحوضَ إِتْراعاً إِذا ملأْته وأَتْرَعْت الإِناء فهو مُتْرَع والتَّرّاعُ البَوّاب عن ثعلب قال هُدْبةُ
( * قوله « قال هدبة » أي يصف السجن كما في الاساس ) بن الخَشْرَم يُخَيِّرُني تَرّاعُه بين حَلْقةٍ أَزُومٍ إِذا عَضَّتْ وكَبْلٍ مُضَبَّبِ قال ابن بري والذي في شعره يخيرين حَدّاده وروى الأَزهري عن حماد بن سَلَمة أَنه قال قرأْت في مصحف أُبيّ بن كعب وتَرَّعَتِ الأَبوابَ قال هو في معنى غَلَّقت الأَبواب والتُّرْعة فَمُ الجَدْولِ يَنْفَجِر من النهر والجمع كالجمع وفي الصحاح والتُّرْعةُ أَفواه الجَداولِ قال ابن بري صوابه والتُّرَعُ جمع تُرْعة أَفواه الجداول وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر إِنّ قَدَمَيَّ على تُرْعة من تُرَع الجنة وقال إِنَّ عبداً من عِبادِ الله خَيَّره رَبُّه بين أَن يَعِيش في الدنيا ما شاء وبين أَن يأْكل في الدنيا ما شاء وبين لقائه فاختار العبدُ لقاء ربه قال فبكى أَبو بكر رضي الله عنه حين قالها وقال بل نُفَدِّيك يا رسول الله بآبائنا قال أَبو القاسم الزجاجي والرواية متصلة من غير وجه أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في مرضه الذي مات فيه نَعَى نفْسَه صلى الله عليه وسلم إِلى أَصحابه والتُّرْعة مَسِيل الماء إِلى الروضة والجمع من كل ذلك تُرَعٌ والتُّرْعة شجرة صغيرة تنبت مع البقل وتَيْبَس معه هي أَحب الشجر إِلى الحَمِير وسَيْر أَتْرَعُ شَدِيد والتِّرياعُ بكسر التاء وإسكان الراء موضع

تسع
التِّسْع والتِّسعة من العدد معروف تجري وجوهه على التأْنيث والتذكير تسعة رجال وتسع نسوة يقال تسعون في موضع الرفع وتسعين في موضع النصب والجر واليوم التاسع والليلة التاسعة وتِسعَ عَشرةَ مفتوحان على كل حال لأَنهما اسمان جعلا اسماً واحداً فأُعْطِيا إِعراباً واحداً غير أَنك تقول تسع عَشرةَ امرأَةً وتسعة عشر رجلاً قال الله تعالى عليها تسعة عشَرَ أَي تسعة عشر مَلَكاً وأَكثر القرّاء على هذه القراءة وقد قرئ تسعةَ عْشر بسكون العين وإِنما أَسكنها مَن أَسكنها لكثرة الحركات والتفسير أنّ على سَقَرَ تسعة عشر ملَكاً وقولُ العرب تسعةُ أَكثر من ثمانيةَ فلا تصرف إِلا إِذا أَردت قَدْر العدَد لا نفس المعدود فإِنما ذلك لأَنها تُصيِّر هذا اللفظَ علماً لهذا المعنى كَزوبَرَ من قوله عُدَّتْ عليّ بِزَوْبَرا وهو مذكور في موضعه والتسعُ في المؤنث كالتسعة في المذكر وتَسَعَهم يَتْسَعُهم بفتح السين صار تاسعهم وتَسَعَهم كانوا ثمانية فأَتَّمَّهم تسْعة وأَتْسَعُوا كانوا ثمانية فصاروا تسعة ويقال هو تاسعُ تسعةٍ وتاسعٌ ثمانيةً وتاسعُ ثمانيةٍ ولا يجوز أَن يقال هو تاسعٌ تسعةً ولا رابعٌ أَربعةً إِنما يقال رابعُ أَربعةٍ على الإِضافة ولكنك تقول رابعٌ ثلاثةً هذا قول الفراء وغيره من الحُذّاق والتاسُوعاء اليوم التاسع من المحرّم وقيل هو يوم العاشُوراء وأَظنه مُولَّداً وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما لئن بَقِيتُ إِلى قابل لأَصُومَنّ التاسع يعني عاشُوراء كأَنه تأَوّل فيه عِشْرَ الوِرْد أَنها تسعة أَيام والعرب تقول ورَدت الماء عِشْراً يعنون يوم التاسع ومن ههنا قالوا عِشْرِينَ ولم يقولوا عِشْرَيْن لأَنهما عِشْرَانِ وبعضُ الثالث فجُمع فقيل عِشْرِين وقال ابن بري لا أَحسبهم سموا عاشوراء تاسوعاء إِلا على الأَظْماء نحو العشر لأَن الإِبل تشرب في اليوم التاسع وكذلك الخِمْس تشرب في اليوم الرابع قال ابن الأَثير إِنما قال ذلك كراهةً لموافقة اليهود فإِنهم كانوا يصومون عاشوراء وهو العاشر فأَراد أَن يخالفهم ويصوم التاسع قال وظاهر الحديث يدل على خلاف ما ذَكر الأَزهري من أَنه عنى عاشوراء كأَنه تأَوّل فيه عِشْر وِرْد الإِبل لأَنه قد كان يصوم عاشوراء وهو اليوم العاشر ثم قال إِن بَقِيت إِلى قابل لأَصُومنّ تاسوعاء فكيف يَعِدُ بصوم يوم قد كان يصومه ؟ والتسع من أَظْماء الإِبل أَن تَرِد إِلى تسعة أَيام والإِبلُ تَواسِعُ وأتسع القوم فهم مُتسِعون إِذا وردت إِبلهم لتسعة أَيام وثماني ليال وحبْلٌ مَتْسُوع على تِسْع قُوىً والثَّلاثُ التُّسَعُ مثال الصُّرَدِ الليلة السابعة والثامنة والتاسعة من الشهر وهي بعد النُّفَل لأَن آخر ليلة منها هي التاسعة وقيل هي الليالي الثلاث من أَوّل الشهر والأَوّل أَقْيَسُ قال الأَزهري العرب تقول في ليالي الشهر ثلاث غُرَرٌ وبعدها ثلاث نُفَلٌ وبعدها ثلاث تُسَعٌ سمّين تُسعاً لأَن آخرتهن الليلة التاسعة كما قيل للثلاث بعدها ثلاث عُشَر لأَن بادِئتَها الليلة العاشرة والعَشِيرُ والتَّسِيعُ بمعنى العُشْر والتُّسْع والتُّسْعُ بالضم والتَّسِيعُ جزِء من تسعة يطَّرِد في جميع هذه الكسورِ عند بعضهم قال شمر ولم أَسمع تَسِيعاً إِلا لأَبي زيد وتَسَعَ المالَ يَتْسَعُه أَخذ تُسْعه وتَسَعَ القومَ بفتح السين أَيضاً يَتْسَعُهم أَخذ تُسْع أَموالهم وقوله تعالى ولقد آتينا موسى تِسْعَ آيات بيِّنات قيل في التفسير إِنها أَخْذُ آلِ فِرعون بالسِّنِينَ وهو الجَدْب حتى ذهبت ثِمارُهم وذهب من أَهل البوادي مَواشِيهم ومنها إِخراج موسى عليه السلام يدَه بيضاء للناظرين ومنها إِلقاؤه عصاه فإِذا هي ثُعبان مبين ومنها إِرسال الله تعالى عليهم الطُّوفان والجَراد والقُمَّلَ والضَّفادِعَ والدَّمَ وانْفِلاقُ البحر ومن آياته انفجار الحجر وقال الليث رجل مُتَّسِع وهو المُنْكَمِشُ الماضي في أَمره قال الأَزهري ولا أَعرف ما قال إِلا أَن يكون مُفْتَعِلاً من السَّعةِ وإِذا كان كذلك فليس من هذا الباب قال وفي نسخة من كتاب الليث مِسْتَعٌ وهو المُنْكَمِشُ الماضي في أَمره ويقال مِسْدَعٌ لغة قال ورجل مِسْتَعٌ أَي سريع

تعع
التَّعُّ الاسْتِرْخاء تَعَّ تَعًّا وأَتَعَّ قاء كثَعَّ عن ابن دريد قال أَبو منصور في ترجمة ثعع روى الليث هذا الحرف بالتاء المثناة تَعَّ إِذا قاء وهو خطأٌ إِنما هو بالثاء المثلثة لا غير من الثعْثَعةِ والثعْثَعةُ كلام فيه لُثْعة والتعْتَعةُ الحركة العَنِيفة وقد تَعْتَعَه إِذا عَتَلَه وأَقْلَقه أَبو عمرو تَعْتَعْتُ الرجلَ وتَلْتَلْتُه وهو أَن تُقْبِلَ به وتُدْبِرَ به وتُعَنِّفَ عليه في ذلك وهي التعْتَعة والتلْتَلةُ أَيضاً وفي الحديث حتى يؤخََذَ للضعيفِ حقُّه غير مُتعتع بفتح التاء أَي من غير أَن يُصِيبه أَذًى يُقْلِقُه ويُزْعِجُه والتعْتَعُ الفأْفاء والتعْتعةُ في الكلام أَن يَعْيَا بكلامه ويتَرَدَّد من حَصْر أَو عِيٍّ وقد تَعْتَعَ في كلامه وتَعْتَعه العِيُّ ومنه الحديث الذي يقرأُ القرآن ويَتَتَعْتَع
( * قوله « ويتتعتع » كذا هو في الأصل مضارع تتعتع خماسياً وهو في النهاية يتعتع مضارع تعتع رباعياً ولعلهما روايتان ) فيه أَي يتردَّدُ في قراءته ويَتَبَلَّدُ فيها لسانُه وتُعْتِعَ فلان إِذا رُدّ عليه قولُه ولا أَدْرِي ما الذي تَعْتَعَه ووقَع القومُ في تَعاتِعَ إِذا وقعوا في أَراجِيفَ وتَخْلِيط وتَعْتعةُ الدابةِ ارْتِطامها في الرمل والخَبار والوَحل من ذلك وقد تَعْتَعَ البعيرُ وغيره إِذا ساخَ في الخَيار أَي في وُعُوثةِ الرِّمال قال الشاعر يُتَعْتِعُ في الخَيارِ إِذا عَلاه ويَعْثُر في الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ

تلع
تَلعَ النهارُ يَتْلَعُ تَلْعاً وتُلُوعاً وأَتْلَع ارْتَفَعَ وتَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً وأَتْلَعَت انْبَسَطَت وتَلَعُ الضُّحى وقتُ تُلُوعِها عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَأَنْ غَرَّدَتْ في بَطنِ وادٍ حَمامةٌ بَكَيْتَ ولم يَعْذِرْكَ بالجَهْلِ عاذِرُ تَعالَيْن في عُبْرِيّه تَلَعَ الضُّحَى على فَنَنٍ قد نَعَّمَتْه السَّرائر وتَلَع الظبْيُ والثَّوْرُ من كِناسه أَخرج رأْسه وسَمَا بِجِيدِه وأَتْلَع رأْسَه أَطْلَعه فنظر قال ذو الرُّمة كما أَتْلَعَتْ من تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمةٍ إِلى نَبْأَةِ الصوْتِ الظِّباءُ الكَوانِسُ وتَلَع الرجلُ رأْسَه أَخرجه من شيء كان فيه وهو شِبْه طَلَع إِلا أَن طلَع أَعمّ قال الأَزهري في كلام العرب أَتْلَع رأْسَه إِذا أَطلَع وتَلَع الرأْسُ نفْسُه وأَنشد بيت ذي الرمة والأَتْلَعُ والتَّلِعُ والتَّلِيعُ الطويلُ وقيل الطويلُ العُنُقِ وقال الأَزهري في ترجمة بتع والبَتِعُ الطويل العُنق والتَّلِعُ الطويل الظهر قال أَبو عبيد أَكثر ما يراد بالأَتلع طويل العنق وقد تَلِعَ تَلَعاً فهو تَلِعٌ بيّن التَّلَعِ وقول غَيلانَ الرَّبَعِي يَسْتَمْسِكُونَ من حِذارِ الإِلْقاء بتَلِعاتٍ كجُذُوعِ الصِّيصاء يعني بالتّلِعات هنا سُكّانات السُّفُن وقوله من حِذار الإِلقاء أَراد من خَشْية أَن يقَعُوا في البحر فيَهْلِكوا وقوله كجُذُوعِ الصِّيصاء أَي أَن قُلُوعَ هذه السفينة طويلة حتى كأَنها جُذُوع الصّيصاء وهو ضرب من التمر نَخْلُه طِوالٌ وامرأَة تَلْعاء بيِّنة التلَعِ وعُنق أَتْلَع وتَلِيعٌ فيمن ذكَّر طويلٌ وتَلْعاء فيمن أَنَّث قال الأَعشى يومَ تُبْدِي لنا قُتَيْلةُ عن جِي دٍ تَلِيعٍ تَزِينُه الأَطْواقُ وقيل التَّلَعُ طُوله وانْتِصابه وغِلَظُ أَصلِه وجَدْلُ أَعْلاه والأَتْلَع أَيضاً والتَّلِعُ الطويل من الادبَ
( * قوله « من الادب » هكذا في الأصل ولعلها من الآدمي ) قال وعَلَّقُوا في تَلِعِ الرأْسِ خَدِبْ والأُنثى تَلِعةٌ وتَلْعاء والتَّلِعُ الكثير التَّلَفُّت حوْله وقيل تَلِيعٌ وسيِّد تَلِيعٌ وتَلِعٌ رفِيعٌ وتَتَلَّع في مَشْيِه وتَتالَع مَدَّ عُنقَه ورفَع رأْسَه وتتلَّع مَدَّ عُنقَه للقيام يقال لزم فلان مكانه قعَد فما يَتتلَّع أَي فما يرفع رأْسه للنُّهوض ولا يريد البَراح والتَّتلُّع التقدُّم قال أَبو ذؤيب فوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضْ ضُرَباء فوقَ النجْمِ لا يَتتلَّعُ قال ابن بري صوابه خلفَ النجم وكذلك رواية سيبويه وفي حديث عليّ لقد أَتْلَعُوا أَعناقَهم إِلى أَمْرٍ لم يكونوا أَهلَه فوُقِصُوا دونه أَي رَفَعُوها والتَّلْعةُ أَرض مُرتفعة غَلِيظة يَتردَّدُ فيها السيْلُ ثم يَدْفع منها إِلى تَلْعةٍ أَسفل منها وهي مَكْرَمةٌ من المَنابِت والتَّلْعةُ مَجْرَى الماء من أَعلى الوادي إِلى بُطون الأَرض والجمع التِّلاعُ ومن أَمثال العرب فلان لايَمْنَع ذَنَبَ تَلْعة يضرب للرجل الذليل الحقير وفي الحديث فيجيء مطر لا يُمْنَعُ منه ذَنَبُ تَلْعة يريد كثرته وأَنه لا يخلو منه موضع وفي الحديث ليَضْرِبَنَّهم المؤمنون حتى لا يَمنَعُوا ذنَبَ تَلْعة ابن الأَعرابي ويقال في مثل ما أَخاف إِلا من سيْل تَلْعَتي أَي من بني عمي وذوي قرابَتي قال والتَّلْعَةُ مَسيلُ الماء لأَن من نزل التلْعة فهو على خَطَر إِن جاء السيلُ جرَفَ به قال وقال هذا وهو نازل بالتلعة فقال لا أَخاف إِلاَّ من مَأْمَني وقال شمر التِّلاعُ مَسايِلُ الماء يسيل من الأَسْناد والنِّجاف والجبال حتى يَنْصَبَّ في الوادي قال وتَلْعة الجبل أَن الماء يجيء فيخُدُّ فيه ويحْفِرُه حتى يَخْلُصَ منه قال ولا تكون التِّلاع إِلا في الصحارى قال والتلْعة ربما جاءت من أَبْعَد من خمسة فراسخ إِلى الوادي فإِذا جرت من الجبال فوقعت في الصَّحارى حفرت فيها كهيئة الخَنادق قال وإِذا عظُمت التلْعة حتى تكون مثل نصف الوادي أَو ثُلُثَيْه فهي مَيْثاء وفي حديث الحجاج في صفة المطر وأَدْحَضت التِّلاعَ أَي جعلَتْها زَلَقاً تَزْلَق فيها الأَرجُل والتلْعةُ ما انهَبط من الأرض وقيل ما ارْتَفَع وهو من الأَضْداد وقيل التَّلْعةُ مثل الرَّحَبةِ والجمع من كل ذلك تَلْعٌ وتِلاعٌ قال عارِق الطائي وكُنَّا أُناساً دائِنينَ بغِبْطةٍ يَسِيلُ بِنا تَلْعُ المَلا وأَبارِقُهْ وقال النابغة عَفا ذو حُساً من فَرْتَنى فالفَوارِعُ فَجَنْبا أَرِيكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ حكى ابن بري عن ثعلب قال دخلت على محمد بن عبد الله بن طاهر وعنده أَبو مُضَر أَخو أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي فقال لي ما التَّلْعةُ ؟ فقلت أَهل الرواية يقولون هو من الأَضداد يكون لما عَلا ولما سَفَل قال الراعي في العلو كدُخانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلى تَلْعةٍ غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولا وقال زهير في الانهباط وإِني مَتى أَهْبِطُ من الأَرضِ تَلْعةً أَجِدْ أَثَراً قَبْلي جَدِيداً وعافِيا قال وليس كذلك إِنما هي مَسِيل ماء من أَعلى الوادي إِلى أَسفله فمرة يُوصَفُ أَعلاها ومرة يوصف أَسفلها وفي الحديث أَنه كان يَبْدُو
( * قوله « كان يبدو » يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في هامش النهاية ) إِلى هذه التِّلاع قيل في تفسيره هو من الأَضداد يقع على ما انحدر من الأَرض وأَشْرَفَ منها وفلان لا يُوثَقُ بسَيْل تَلْعَته يوصف بالكذب أَي لا يوثقُ بما يقول وما يجيء به فهذه ثلاثة أَمثال جاءت في التلْعةِ وقول كثيِّر عَزَّةَ بكلِّ تِلاعةٍ كالبَدْرِ لَمّا تَنَوَّرَ واسْتَقَلَّ على الحِبالِ قيل في تفسيره التِّلاعةُ ما ارتفع من الأَرض شبَّه الناقة به وقيل التلاعةُ الطويلةُ العُنُقِ المرتفِعَتُه والباب واحد وتَلْعَةُ موضع قال جرير أَلا رُبَّما هاجَ التذَكُّرُ والهَوَى بتَلْعةَ إِرْشاشَ الدُّموعِ السَّواجِم وقال أَيضاً وقد كان في بَقْعاء رِيٌّ لِشائكُمْ وتَلْعةَ والجَوْفاء يَجْرِي غَدِيرُها ويروى وتَلْعةُ والجوفاءُ يجري غديرها أَي يَطَّرِدُ عند هُبوب الرِّيح ومُتالِعٌ بضم الميم جبل قال لبيد دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأبانِ بالحِبْسِ بين البيدِ والسُّوبانِ وقال ابن بري عجزه فتَقادَمَت بالحبْس فالسوبانِ أَراد المَنازِل فحذف وهو قبيح قال الأَزهري مُتالع جبل بناحية البحرين بين السَّوْدةِ والأَحْساء وفي سَفْح هذا الجبل عين يَسيح ماؤه يقال له عين مُتالع والتَّلَعُ شبيه بالتَّرَع لُغَيّةٌ أَو لُثْغة أَو بدل ورجل تَلِعٌ بمعنى التَّرِعِ توع تاعَ اللِّبَأَ والسَّمْن يَتوعه توْعاً إِذا كسره بقِطعة خبز أَو أَخذه بها حكى الأَزهري عن الليث قال التوْعُ كَسْرُك لِباً أَو سَمناً بكِسْرة خبز ترفَعُه بها تقول منه تُعْتُه فأَنا أَتُوعه تَوْعاً

توع
تاعَ اللِّبَأَ والسَّمْن يَتوعه توْعاً إِذا كسره بقِطعة خبز أَو أَخذه بها حكى الأَزهري عن الليث قال التوْعُ كَسْرُك لِباً أَو سَمناً بكِسْرة خبز ترفَعُه بها تقول منه تُعْتُه فأَنا أَتُوعه تَوْعاً

تيع
التَّيْعُ ما يَسيل على وجه الأَرض من جَمَد ذائب ونحوه وشيء تائع مائع وتاعَ الماءُ يَتِيعُ تَيْعاً وتَوْعاً الأَخية نادرة وتَتَيَّعَ كلاهما انبسط على وجه الأَرض وأَتاعَ الرجلُ إِتاعة فهو مُتِيع قاء وأَتاع قَيْأَه وأَتاعَ دَمَه فتاعَ يَتِيعُ تُيُوعاً وتاعَ القَيْءُ يَتِيع تَوْعاً أَي خرج والقَيءُ مُتاعُ قال القُطامي وذكر الجراحات فظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدي كُلُوماً تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتاعا وتاعَ السُّنْبُلُ يَبِس بعضُه وبعضُه رَطْب والريحُ تَتَّايَعُ باليَبِيسِ قال أَبو ذؤيب يذكر عَقْره ناقة وأَنها كاسَتْ فخَرَّتْ على رأْسها ومُفْرِهةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها فخَرّتْ كما تَتَّايَعُ الرِّيحُ بالقَفْلِ قال الأَزهري يقال اتَّايَعَتِ الريحُ بورق الشجر إِذا ذهَبت به وأَصله تَتايَعت به والقَفْلُ ما يَبِسَ من الشجر والتَّتايُع في الشيء وعلى الشيء التَّهافُت فيه والمُتايَعةُ عليه والإِسْراعُ إِليه يقال تَتايَعُوا في الشرّ إِذا تَهافَتُوا وسارَعُوا إِليه والسكْرانُ يَتَتايَعُ أَي يَرْمِي بنفسه وفي حديثه صلى الله عليه وسلم ما يحمِلُكم على أَن تَتايَعُوا
( * قوله « أن تتايعوا » أصله بثلاث تاءات حذف احداها كالواجب كما يستفاد من هامش النهاية ) في الكَذِب كما يَتتايَعُ الفَراشُ في النار ؟ التَّتايُعُ الوقوع في الشرّ من غير فِكْرةٍ ولا رَوِيّةٍ والمُتايَعةُ عليه ولا يكون في الخيْر ويقال في التَّتايُع إِنه اللَّجاجةُ قال الأَزهري ولم نسمع التَّتايُع في الخير وإِنما سمعناه في الشر والتتايُع التهافُت في الشر واللَّجاج ولا يكون التتايع إِلا في الشرّ ومنه قول الحسن بن علي رضوان الله عليهما إِنَّ عليّاً أَراد أَمْراً فتَتايَعَتْ عليه الأُمور فلم يَجِد مَنْزَعاً يعني في أَمْرِ الجَمَل وفلان تَيِّعٌ ومُتتيِّعٌ أَي سريع إِلى الشر وقيل التتايُع في الشر كالتتايُع في الخير وتَتايَعَ الرجل رمى بنفسه في الأَمر سريعاً وتَتايَعَ الحَيْرانُ رَمى بنفسه في الأمر سريعاً من غير تثبُّت وفي الحديث لما نزل قوله تعالى والمُحْصَناتُ من النساء قال سَعْد بنُ عُبادة إِنْ رأَى رجل مع امرأَته رجلاً فيَقْتُله تَقْتُلونه وإِن أَخْبر يُجْلَد ثمانين جَلْدة أَفلا نَضْرِبه بالسيف ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم كفى بالسيف شا أَراد أَن يقول شاهداً فأَمسك ثم قال لولا أَن يَتتايَعَ فيه الغَيْرانُ والسّكْرانُ وجواب لولا محذوف أَراد لولا تَهافُتُ الغَيْرانِ والسكْرانِ في القَتْل لتَمَّمْتُ على جعله شاهداً أو لحكَمْت بذلك وقوله لولا أَن يتتايع فيه الغيران والسكران أَي يَتهافَت ويقع فيه وقال ابن شميل التتايُع ركوب الأَمر على خلاف الناس وتَتايَعَ الجملُ في مَشْيِه في الحر إِذا حرَّك أَلواحه حتى يكاد يَنْفَكُّ والتِّيعةُ بالكسر الأَربعون من غَنَم الصدَقة وقيل التيعة الأَربعون من الغنم من غير أَن يُخص بصدقة ولا غيرها وفي الحديث أَنه كتَب لوائل ابنُ حجر كتاباً فيه على التِّيعةِ شاةٌ والتِّيمةُ لصاحبها قال الأَزهري قال أَبو عبيد التِّيعةُ الأَربعون من الغنم لم يزد على هذا التفسير والتِّيمة مذكورة في موضعها قال والتيعة اسم لأَدنى ما يجب فيه الزكاة من الحيوان وكأَنها الجملة التي للسُّعاة عليها سَبِيل من تاعَ يَتِيعُ إِذا ذهَب إِليه كالخمس من الإِبل والأَربعين من الغنم وقال أَبو سعيد الضرير التِّيعةُ أَدنى ما يجب من الصدقة كالأَربعين فيها شاة وكخمس من الإِبل فيها شاة وإِنما تَيَّعَ التِّيعةَ الحَقُّ الذي وجب للمصدِّق فيها لأَنه لو رامَ أَخْذ شيء منها قبل أَن يبلُغ عددها ما يجب فيه التِّيعةُ لمنَعَه صاحبُ المال فلما وجَب فيه الحق تاعَ إِليه المصدِّق أَي عَجِل وتاعَ رَبُّ المال إِلى إِعْطائه فجاد به قال وأَصله من التَّيْعِ وهو القَيْءُ يقال أَتاعَ قَيْأَه فَتاعَ وحكى شمر عن ابن الأَعرابي قال التِّيعة لا أَدري ما هي قال وبلغنا عن الفراء أَنه قال التيعة من الشاء القِطْعة التي تجب فيها الصدقة ترعى حول البيوت ابن شميل التيْعُ أَن تأْخذ الشيء بيدك يقال تاعَ به يَتِيع تَيْعاً وتَيَّع به إِذا أَخذه بيده وأَنشد أَعْطَيْتُها عُوداً وتِعْتُ بتَمْرةٍ وحَيْرُ المَراغِي قد عَلِمْنا قِصارُها قال هذا رجل يزعم أَنه أَكل رَغْوة مع صاحبة له فقال أَعطيتها عُوداً تأْكل به وتِعْت بتمرة أَي أَخَذْتها آكُل بها والمِرْغاة العود أَو التمر أَو الكسرة يُرْتَغى بها وجمعه المَراغِي قال الأَزهري رأَيته بخط أَبي الهيثم وتِعْت بتمرة قال ومثل ذلك وبَيَّعْتُ بها وأَعطاني تمرة فتِعْت بها وأَنا فيه واقف قال وأَعطاني فلان درهماً فتِعت به أَي أَخذته الصواب بالعين غير معجمة وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة اليَتُوعاتُ كل بقلة أَو ورقة إِذا قُطِعَت أَو قُطِفَت ظهر لها لبن أَبيض يَسِيل منها مثلُ ورَق التين وبُقُول أُخر يقال لها اليَتُوعات حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي تُعْ تُع إِذا أَمرته بالتواضُع وتتايَعَ القومُ في الأَرض أَي تَباعَدوا فيها على عَمًى وشِدَّة قال ابن الأَعرابي التاعةُ الكُتْلةُ من اللِّبَاءِ الثَّخينةُ وفي نوادر الأَعراب تتيَّع عَلَيّ فلان وفلان تَيَّعانُ وتَيِّعانُ وتَيَّحانُ وتَيِّحانُ وتيِّعٌ وتَيّحٌ وتَيَّقانُ وتَيِّقٌ مثله

ثرع
ابن الأَعرابي ثَرِعَ الرجلُ إِذا طَفَّلَ على قَوْم

ثطع
الثَّطَعُ الزُّكام وقيل هو مثل الزُّكام والثُّطاعِيُّ مأْخوذ منه وقد ثُطِعَ الرجل على ما لم يسم فاعله فهو مَثْطُوع أَي زُكِمَ وقيل هو مثل الزُّكام والسُّعال وثَطَعَ ثَطْعاً أَبْدَى وليس بثبَت

ثعع
: ثَعَعْتُ ثُعَّاً و ثَعَعَاً : قِئْتُ . وفي الحديث : أن امرأَة أَتَتِ النَّبِيَّ فقالت : يا رسولاللَّه إنّ ابني هذا به جُنون يُصِيبه بالغَداء والعَشاء فمسح رسولُاللَّه صدره ودعا له فَثَعَّ ثَعَّةً فخرج من جَوْفه جَرْوٌ أَسود فَسَعَى في الأَرض قال أَبو عبيد : ثَعَّ ثَعَّةً أَي قاء قاءة و الثَّعَّة المرّة الواحدة . و ثَعَعْتُ أَثِعُّ بكسر الثاء ثَعَّاً كَثَعِعْتُ عن ابن الأَعرابي . قال ابن بري : ثَعَعْتُ أَثِعُّ ثَعَّاً وثَعَعاً عن ابن الأَعرابي قال الشاعر : يعُودُ في ثَعَّه حِدْثَانَ مَوْلِدِه وإِنْ أَسَنَّ تَعَدَّى غيرَه كَلِفاوقال ابن دريد : ثع وتع سَواء وهي مذكورة في التاء وقال أَبو منصور : إِنما هي بالثاء المثلثة لا غير وقد رواها الليث بالتاء وهو خطأٌ وقد ذكرنا نص لفظه في ترجمة تعع في فصل التاء قال : وهو من الثَّعْثَعَةِ و الثَّعْثَعة : كلام فيه لُثْغة . و انْثَعّ القَيْءُ وانْتَعَّ من فِيهِ انْثِعاعاً : اندَفَع . و انْثَعَّ مَنْخَراه : هُرِيقا دماً وكذلك الدم من الجُرْح أَيضاً ومن الأَنف ابن الأَعرابي : يقال ثَعَّ يَثِعُّ و انْثَعَّ يَنْثَعُّ وانْتَعَّ ينتعُّ وهاعَ و أَثاعَ كلُّه إِذا قاء . و الثَّعْثَعَةُ : حكاية صوت القالِس وقد تَثَعْثع بقَيْئه و تَثَعْثَعَه و الثعْثعَةُ : كلام رجل تَغْلِب عليه الثاء والعين وقيل : هو الكلام الذي لا نظام له . و الثَّعْثَعُ : اللُّؤْلُؤ . ويقال للصدَفِ ثَعْثَعٌ وللصوف الأَحمر ثَعثع أَيضاً قال الأَزهري في خطبته فيما عَثَر فيه على غَلَطِ أَحمدَ البُشْتيِّ أَنه ذكر أَن أَبا تراب أَنشد : إِن تَمْنَعِي صَوْبَكِ صوبَ المَدْمَعِ يَجْرِي على الخَدّ كضِئْبِ الثَّعْثَعِ فقيَّد البُشْتِي : الثَّعْثع بكسر الثاءين بخطه ثم فسر ضِئْبَ الثعْثع أَنه شيء له حب يُزْرع فأَخْطأَ في كسر الثاءين وفي التفسير والصواب : الثعثع بفتح الثاءين وهو صَدَف اللؤلؤ قال ذلك أَحمد بن يحيى ومحمد بن يزيد المبرد

ثلع
هذه ترجمة انفرد بها الجوهري وذكرها بالمعنى لا بالنص في ترجمة ثلغ في حرف الغين المعجمة فقال هنا ثَلَعْتُ رأْسه أَثْلَعُه ثَلْعاً أَي شَدَخْتُه والمُثَلَّعُ المُشَدَّخُ من البُسْر وغيره

ثوع
ابن الأَعرابي ثُعْ ثُعْ إِذا أَمرتَه بالانبساط في البلاد في طاعة والثُّوَعُ شجر من أَشجار البلاد عظام تَسْمُو له ساق غليظة وعَناقِيدُ كعناقِيد البُطْم وهو مما تَدُوم خُضرته وورقه مثل ورق الجوز وهو سَبْطُ الأَغْصان وليس له حَمْل ولا يُنْتفع به في شيء واحدته ثُوَعَةٌ قال الدِّينَوَرِي الثُّعَبةُ شجرة تشبه الثُّوَعَة وحكى الأَزهري عن أَبي عمرو الثّاعِي القاذِفُ وعن ابن الأَعرابي الثاعةُ القَذَفةُ وذكر ابن بري أَنّ ابن خالويه حكى عن العامري أَن الثّواعةَ الرجل النحْسُ الأَحْمَقُ

ثيع
قال ابن سيده ثاعَ الماءُ وقال غيره ثاعَ الشيءُ يَثِيعُ ويثَاعُ ثَيْعاً وثَيَعاناً سال

جبع
الجُبَّاع سَهْم صغير يَلْعَب به الصبيان يجعلون على رأْسه تَمرة لئلا يَعْقِر عن كراع قال ابن سيده ولا أَحقُّها وإِنما هو الجُمّاحُ والجُمّاعُ وامرأَة جُبّاعٌ وجُبَّاعةٌ قصيرة شبهوها بالسهم القصير قال ابن مقبل وطَفْلة غَيْر جُبّاعٍ ولا نَصَفٍ من دَلِّ أَمْثالِها بادٍ ومَكْتُومُ أَي غير قصيرة كذا رواه الأَصمعي غير جُبَّاع والأَعرف غير جُبّاء

جحلنجع
حكى الأَزهري عن الخليل بن أَحمد قال الرباعي يكون اسماً ويكون فعلاً وأَما الخماسي فلا يكون إِلاَّ اسماً وهو قول سيبويه ومن قال بقوله وقال أَبو تراب كنت سمعت من أَبي الهميسع حرفاً وهو جَحْلَنْجَع فذكرته لشمر بن حمدويه وتبرأْت إِليه من معرفته وأَنشدته فيه ما كان أَنشدني قال وكان أَبو الهميسع ذكر أَنه من أَعراب مَدْيَنَ وكنا لا نكاد نفهم كلامه وكتبه شمر والأَبيات التي أَنشدني إِن تَمْنَعِي صَوْبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ يَجْرِي على الخَدِّ كضِئْبِ الثَّعْثَعِ وطَمْحةٍ صَبِيرُها جَحْلَنْجَعِ لم يَحْضُها الجَدْوَلُ بالتَّنَوُّعِ قال وكان يسمِّي الكُورَ المِحْضَى وقال الأَزهري عن هذه الكلمة وما بعدها في أَوّل باب الرباعي من حرف العين هذه حروف لا أَعرفها ولم أَجد لها أَصلاً في كتب الثقات الذين أَخذوا عن العرب العارِبة ما أَوْدَعُوا كتبهم ولم أَذكرها وأَنا أَحقُّها ولكني ذكرتها اسْتِنْداراً لها وتَعَجُّباً منها ولا أَدري ما صحّتها ولم أَذكرها أَنا هنا مع هذا القول إِلاَّ لئلا يذكرها ذاكر أَو يسمعها سامع فيظنّ بها غير ما نقلت فيها والله أَعلم

جدع
الجَدْعُ القَطْعُ وقيل هو القطع البائن في الأَنف والأُذن والشَّفةِ واليد ونحوها جَدَعَه يَجْدَعُه جَدْعاً فهو جادِعٌ وحمار مُجَدَّع مَقْطُوع الأُذن قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ أَتانِي كلامُ التَّغْلَبيّ بن دَيْسَقٍ ففي أَيِّ هذا وَيْلَه يَتَترَّعُ ؟ يقول الخَنى وأَبغَضُ العُجْمِ ناطِقاً إِلى ربه صوتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ أَراد الذي يُجدَّع فأدخل اللام على الفعل المضارع لمضارعة اللام الذي كما تقول هو اليَضْرِبُك وهو من أَبيات الكتاب وقال أَبو بكر بن السراج لما احتاج إِلى رفع القافية قلب الاسم فعلاً وهو من أَقبح ضرورات الشعر وهذا كما حكاه الفراء من أَن رجلاً أَقبل فقال آخر هاهوذا فقال السامع نِعْمَ الهاهوذا فأَدخل اللام على الجملة من المبتدإِ والخبر تشبيهاً له بالجملة المركبة من الفعل والفاعل قال ابن بري ليس بيتُ ذي الخِرَق هذا من أَبيات الكتاب كما ذكر الجوهري وإِنما هو في نوادر أَبي زيد وقد جَدِعَ جَدَعاً وهو أَجْدَعُ بيِّن الجَدَعِ والأُنثى جَدْعاء قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور فانْصاعَ من حَذرٍ وسَدَّ فُروجَه غُبْرٌ ضَوارٍ وافِيانِ وأَجْدَعُ أجْدع أَي مَقْطوع الأُذن وافيانِ لم يُقْطع من آذانهما شيء وقيل لا يقال جَدعَ ولكن جُدعَ من المَجْدُوع والجَدَعةُ ما بَقِي منه بعد القَطْع والجَدَعةُ موضع الجَدْع وكذلك العَرَجةُ من الأَعْرج والقَطَعة من الأَقْطَع والجَدْعُ ما انقطع من مَقادِيم الأَنف إِلى أَقْصاه سمي بالمصدر وناقة جَدْعاء قُطِع سُدسُ أُذنها أَو ربعها أَو ما زاد على ذلك إِلى النصف والجَدْعاء من المعزَ المَقْطوع ثلث أُذنها فصاعداً وعم به ابن الأَنباري جميع الشاء المُجَدَّع الأُذن وفي الدعاء على الإِنسان جَدْعاً له وعَقْراً نصبوها في حدّ الدعاء على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره وحكى سيبويه جَدَّعْتُه تَجْديعاً وعَقَّرْتُه قلت له ذلك وهو مذكور في موضعه فأَمّا قوله تَراه كأَنَّ اللهَ يَجْدَعُ أَنْفَه وعَيْنَيْه إِنْ مَولاه ثابَ له وَفْرُ فعلى قوله يا لَيْتَ بَعْلَكِ قد غَدا مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا إِنما أَراد ويفقأُ عينيه واستعار بعضُ الشُّعراء الجَدْعَ والعِرْنينَ للدّهْر فقال وأَصبَح الدهْرُ ذُو العِرْنِينِ قد جُدِعا والأَعرف وأَصبحَ الدهرُ ذو العلاَّتِ قد جُدعا وجَداعِ السَّنةُ الشديدة تذهب بكل شيء كأَنها تَجْدَعُه قال أَبو حَنْبل الطائي لقد آليْتُ أَغْدِر في جَداعِ وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ وهي الجَداعُ أَيضاً غير مبنية لمكان الأَلف واللام والجَداعُ الموت لذلك أَيضاً والمُجادعةُ المُخاصمةُ وجادَعَه مُجادَعة وجِداعاً شاتَمَه وشارَّه كأَنَّ كل واحد منهما جَدَع أَنف صاحبه قال النابغة الذُّبْياني أَقارعُ عَوْفٍ لا أُحاوِلُ غيرَها وجُوهُ قُرودٍ تَبْتَغِي من تُجادِعُ وكذلك التّجادُع ويقال اجْدَعْهم بالأَمر حتى يَذِلُّوا حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه على المثل أَي اجدع أُنوفهم وحكي عن ثعلب عام تَجَدَّعُ أَفاعِيه وتجادَعُ أَي يأْكل بعضها بعضاً لشدّته وكذلك تركت البلاد تَجَدَّعُ وتَجادَعُ أَفاعيها أَي يأْكل بعضها بعضاً قال وليس هناك أَكل ولكن يريد تقَطَّعُ وقال أَبو حنيفة المُجَدَّعُ من النبات ما قُطع من أَعلاه ونَواحِيه أَو أُكل ويقال جَدَّع النباتَ القَحْطُ إِذا لم يَزْكُ لانْقِطاع الغَيْثِ عنه وقال ابن مقبل وغَيْث مَريع لم يُجَدَّعْ نَباتُه وكَلأٌ جُداعٌ بالضم أَي دَوٍ قال رَبيعةُ بن مَقْرُوم الضَّبِّيّ وقد أَصِلُ الخَلِيلَ وإِن نآني وغِبَّ عَداوتي كَلأٌ جُداعُ قال ابن بري قوله كَلأٌ جُداع أي يَجْدَعُ مَن رَعاه يقول غِبّ عَداوتي كَلأٌ فيه الجَدْع لمن رعاه وغب بمعنى بعد وجَدِعَ الغلامُ يَجْدَعُ جَدَعاً فهو جَدِعٌ ساء غِذاؤه قال أَوْس بن حَجَر وذاتُ هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها تُصْمِتُ بالماء تَوْلَباً جَدِعا وقد صحّف بعض العلماء هذه اللفظة قال الأَزهري في أَثناء خطبة كتابه جمع سليمان بن علي الهاشميّ بالبصرة ين المُفَضَّل الضبّيّ والأَصمعي فأَنشد المفضَّل وذات هدم وقل آخر البيت جَذَعا ففَطِن الأَصمعي لخَطئه وكان أَحدَثَ سِنّاً منه فقال له إِنما هو تولباً جَذَعا وأَراد تقريره على الخطاء فلم يَفْطَن المفضل لمراده فقال وكذلك أَنشدته فقال له الأَصمعي حينئذ أَخطأْت إِنما هو تَوْلباً جَدِعا فقال له المفضل جذعا جذعا ورفع صوته ومدّه فقال له الأَصمعي لو نفَخْت في الشَّبُّور ما نفعك تكم كلام النمل وأَصبْ إِنما هو جَدِعا فقال سليمان بن علي من تَخْتارانِ أَجعله بينكما ؟ فاتفقا على غلام من بني أَسد حافظ للشعر فأُحْضِر فعرَضا عليه ما اختلفا فيه فصدَّق الأَصمعي وصوّب قوله فقال له المفضل وما الجَدِعُ ؟ قال السيّء الغِذاء وأَجدَعَه وجَدَّعَه أَساء غذاءه قال ابن بري قال الوزير جَدِعٌ فَعِلٌ بمعنى مَفْعول قال ولا يعرف مثله وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً ساء غِذاؤُه وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً رُكِب صغيراً فوَهَن وجَدَعْتُه أَي سجنْتُه وحبستُه فهو مجُدوع وأَنشد كأَنه من طول جَدْعِ العَفْسِ وبالذال المعجمة أَيضاً وهو المحفوظ وجَدَعَ الرجلُ عِيالَه إِذا حَبس عنهم الخير قال أَبو الهيثم الذي عندنا في ذلك أَنهَ الجَدْعَ والجِذْعَ واحد وهو حَبْسُ من تَحْبِسه على سُوءِ ولائه وعلى الإِذالةِ منك له قال والدليل على ذلك بيت أَوس تُصْمِت بالماء تَوْلباً جَدِعا قال وهو من قولك جَدَعْتُه فجَدِع كما تقول ضرَب الصَّقِيعُ النباتَ فضَرِبَ وكذلك صَقَع وعَقَرْتُه فَعَقِر أَي سقَط وأَنشد ابن الأَعرابي حَبَلَّق جَدَّعه الرِّعاء ويروى أَجْدَعَه وهو إِذا حبَسه على مَرْعى سَوْء وهذا يقوّي قول أَبي الهيثم والجَنادِعُ الأَحْناشُ ويقال هي جَنادِبُ تكون في جِحَرةِ اليَرابِيعِ والضِّباب يَخرُجْن إِذا دَنا الحافر من قَعْر الجُحْر قال ابن بري قال أَبو حنيفة الجُنْدَب الصغير يقال له جُنْدع وجمعه جَنادِعُ ومنه قول الراعي بحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عليه مَهابةٌ بِجَمْع إِذا كان اللِّئامُ جَنادِعا ومنه قيل رأَيت جَنادِعَ الشرِّ أَي أَوائلَه الواحدة جُنْدُعةٌ وهو ما دَبَّ من الشرّ وقال محمد بن عبد الله الأَزْديّ لا أَدْفَعُ ابنَ العَمِّ يَمْشِي على شَفاً وإِن بَلَغَتْني مِنْ أَذاه الجَنادِعُ وذاتُ الجَنادِعِ الداهيةُ الفرّاء يقال هو الشيطان والمارِدُ والمارِجُ والأَجْدَعُ روي عن مسروق أَنه قال قدمت على عمر فقال لي ما اسمُك ؟ فقلت مَسروقُ بن الأَجْدَع فقال أَنت مسروق بن عبد الرحمن حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ الأَجدع شيطان فكان اسمُه في الديوان مسروق بن عبد الرحمن وعبد الله بن جُدْعانَ
( * كذا بالأصل وفي القاموس وعبد الله بن جدعان جواد معروف )
وأَجْدَعُ وجُدَيْعٌ اسمانِ وبنو جَدْعاءَ بطن من العرب وكذلك بنو جُداع وبنو جُداعةَ

جذع
الجَذَعُ الصغير السن والجَذَعُ اسم له في زمن ليس بسِنٍّ تنبُت ولا تَسْقُط وتُعاقِبُها أُخرى قال الأزهري أَما الجَذَع فإِنه يَختلف في أَسنان الإِبل والخيل والبقر والشاء وينبغي أَن يفسر قول العرب فيه تفسيراً مُشْبعاً لحاجة الناس إِلى مَعرِفته في أَضاحِيهم وصَداقاتهم وغيرها فأَما البعير فإِنه يُجْذِعُ لاسْتِكماله أَربعةَ أَعوام ودخوله في السنة الخامسة وهو قبْلَ ذلك حِقٌّ والذكر جَذَعٌ والأُنثى جَذَعةٌ وهي التي أَوجبها النبي صلى الله عليه وسلم في صدَقة الإِبل إِذا جاوزَتْ ستِّين وليس في صدَقات الإِبل سنٌّ فوق الجَذَعة ولا يُجزئ الجَذَعُ من الإِبلِ في الأَضاحِي وأَما الجَذَع في الخيل فقال ابن الأَعرابي إِذا استَتمَّ الفرس سنتين ودخل في الثالثة فهو جذع وإِذا استتم الثالثة ودخل في الرابعة فهو ثَنِيٌّ وأَما الجَذَعُ من البقر فقال ابن الأَعرابي إِذا طلَع قَرْنُ العِجْل وقُبِض عليه فهو عَضْبٌ ثم هو بعد ذلك جذَع وبعده ثَنِيٌّ وبعده رَباعٌ وقيل لا يكون الجذع من البقر حتى يكون له سنتانِ وأَوّل يوم من الثالثة ولا يجزئ الجذع من البقر في الأَضاحي وأَما الجَذَعُ من الضأْن فإِنه يجزئ في الضحية وقد اختلفوا في وقت إِجذاعه فقال أَبو زيد في أَسنان الغنم المِعْزى خاصّة إِذا أَتى عليها الحول فالذكر تَيْسٌ والأُنثى عَنْز ثم يكون جذَعاً في السنة الثانية والأُنثى جذعة ثم ثَنِيًّا في الثالثة ثم رَباعيّاً في الرابعة ولم يذكر الضأْن وقال ابن الأَعرابي الجذع من الغنم لسنة ومن الخيل لسنتين قال والعَناقُ يُجْذِعُ لسنة وربما أَجذعت العَناق قبل تمام السنة للخِصْب فتَسْمَن فيُسْرِع إِجذاعها فهي جَذَعة لسنة وثَنِيَّة لتمام سنتين وقال ابن الأَعرابي في الجذع من الضأْن إِن كان ابن شابَّيْن أَجْذَعَ لستة أَشهر إِلى سبعة أَشهر وإِن كان ابن هَرِمَيْن أَجْذَعَ لثمانية أَشهر إِلى عشرة أَشهر وقد فَرَق ابن الأَعرايّ بين المعزى والضأْن في الإِجْذاع فجعل الضأْن أَسْرعَ إِجذاعاً قال الأَزهري وهذا إِنما يكون مع خِصب السنة وكثرة اللبن والعُشْب قال وإِنما يجزئ الجذع من الضأْن في الأَضاحي لأَنه يَنْزُو فيُلْقِحُ قال وهو أَوّل ما يسطاع ركوبه وإِذا كان من المعزى لم يُلقح حتى يُثْني وقيل الجذع من المعز لسنة ومن الضأْن لثمانية أَشهر أَو تسعة قال الليث الجذع من الدوابِّ والأَنعام قبل أَن يُثْني بسنة وهو أَول ما يستطاع ركوبه والانتفاعُ به وفي حديث الضحية ضَحَّيْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجَذَع من الضأْن والثنيّ من المعز وقيل لابنة الخُسِّ هل يُلْقِحُ الجَذَع ؟ قالت لا ولا يَدَعْ والجمع جُذعٌ
( * قوله « والجمع جذع » كذا بالأصل مضبوطاً وعبارة المصباح والجمع جذاع مثل جبل وجبال وجذعان بضم الجيم وكسرها ونحوه في الصحاح والقاموس وجُذْعانٌ وجِذْعانٌ والأُنثى جَذَعة وجَذعات وقد أَجْذَعَ والاسم الجُذُوعةُ وقيل الجذوعة في الدواب والأَنعام قبل أَن يُثْني بسنة وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إِذا رأَيت بازِلاً صارَ جَذَعْ فاحْذر وإِن لم تَلْقَ حَتْفاً أَن تَقَعْ فسره فقال معناه إِذا رأَيت الكبير يَسْفَه سَفَه الصغير فاحْذَرْ أَن يقَعَ البلاءَ ويَنزل الحَتْفُ وقال غير ابن الأَعرابي معناه إِذا رأَيت الكبير قد تحاتَّتْ أَسنانه فذهبت فإِنه قد فَنِيَ وقَرُب أَجَلُه فاحذر وإِن لم تَلْق حَتْفاً أَن تَصير مثلَه واعْمَلْ لنفسك قبل الموت ما دُمْت شابّاً وقولهم فلان في هذا الأَمر جَذَعٌ إِذا كان أَخذ فيه حديثاً وأَعَدْتُ الأَمْرَ جَذعاً أَي جَدِيداً كما بَدَأَ وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي بُدئ وفَرَّ الأَمرَ جذَعاً أَي أَبْدَأَه وإِذا طُفِئتْ حَرْبٌ بين قوم فقال بعضهم إِن شئتم أَعَدْناها جَذَعةً أَي أَوّلَ ما يُبتَدَأُ فيها وتجاذع الرجلُ أَرى أَنه جَذَعٌ على المَثَل قال الأَسود فإِن أَكُ مَدْلولاً عليّ فإِنني أَخُو الحَرْبِ لا قَحْمٌ ولا مُتَجاذِعُ والدهر يسمى جَذَعاً لأَنه جَدِيد والأَزْلَمُ الجَذَعُ الدهر لجِدَّته قال الأَخطل يا بِشْر لو لم أَكُنْ منكم بِمَنْزِلةٍ أَلقى علَيّ يدَيْه الأَزْلَمُ الجَذَعُ أَي لولاكُمْ لأَهْلكني الدهْر وقال ثعلب الجَذَعُ من قولهم الأَزْلم الجذَعُ كلُّ يوم وليلة هكذا حكاه قال ابن سيده ولا أَدري وجْهَه وقيل هو الأَسد وهذا القول خطأٌ قال ابن بري قولُ مَن قال إِن الأَزلَم الجذَعَ الأَسَدُ ليس بشيء ويقال لا آتِيكَ الأَزلمَ الجَذَعَ أَي لا آتيك أبداً لأَنَّ الدهر أَبداً جديد كأَنه فَتِيٌّ لم يُسِنُّ وقول ورقَةَ ابن نَوْفل في حديث المَبْعَث يا لَيْتني فيها جَذَعْ يعني في نبوَّة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي ليتني أَكون شابَّا حين تَظْهَرُ نبوَّته حتى أُبالِغَ في نُصْرته والجِذْعُ واحد جُذوع النخلة وقيل هو ساق النخلة والجمع أَجذاع وجُذوع وقيل لا يَبين لها جِذْع حتى يبين ساقُها وجَذَع الشيءَ يَجْذَعُه جَذْعاً عفَسَه ودَلَكه وجَذَع الرجلَ يَجْذَعُه جَذْعاً حبَسَه وقد ورد بالدال المهملة وقد تقدَّم المَجْذُوعُ الذي يُحْبَسُ على غير مَرْعىً وجَذَعَ الرجلُ عِيالَه إِذا حبَس عنهم خيراً والجَذْعُ حَبْسُ الدابَّة على غير عَلَف قال العجاج كأَنه من طول جَذْعِ العَفْسِ ورَملانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ يُنْحَتُ من أَقْطارِه بفَأْسِ وفي النوادر جَذَعْت بين البَعِيرين إِذا قَرَنْتَهَما في قَرَنٍ أَي في حَبْل وجِذاعُ الرجُل قوْمهُ لا واحد له قال المُخَبَّل يهجو الزِّبْرقان تَمَنَّى حُصَيْنٌ أَن يَسُودَ جِذاعُه فأَمسَى حُصينٌ قد أَذَلَّ وأَقْهَرا أَي قد صار أَصحابه أَذِلاء مَقْهُورِين ورواه الأَصمعي
( * قوله « ورواه الأَصمعي إلخ » بمراجعة مادة قهر يعلم عكس ما هنا ) قد أُذِلَّ وأُقْهِرَا فأُقْهِرَا في هذا لغةٌ في قُهِرَ أَو يكون أُقْهِر وُجِد مَقْهُوراً وخص أَبو عبيد بالجِذاع رَهْط الزِّبْرقان ويقال ذهب القومُ جِذَعَ مِذَعَ إِذا تفرَّقوا في كل وجه وجُذَيْعٌ اسم وجِذْعٌ أَيضاً اسم وفي المثل خُذْ من جِذْعٍ ما أَعطاكَ وأَصله أَنه كان أَعْطى بعضَ المُلوك سَيْفَه رَهناً فلم يأْخذه منه وقال اجعل هذا في كذا من أُمِّك فضرَبه به فقتله والجِذاعُ أَحْياء من بني سعد مَعْروفون بهذا اللقب وجُذْعانُ الجِبال صِغارُها وقال ذو الرمة يصف السراب جَوارِيه جُذْعانَ القِضافِ النَّوابِك أَي يَجرِي فيُرِي الشيءَ القَضِيفَ كالنّبَكة في عِظَمِه والقَضَفةُ ما ارتَفَعَ من الأَرض والجَذْعَمةُ الصغير وفي حديث علي أَسلم والله أَبو بكر رضي الله عنهما وأَنا جَذْعَمةٌ وأَصله جَذَعةٌ والميم زائدة أَراد وأَنا جذَع أَي حديث السنِّ غير مُدْرِك فزاد في آخره ميماً كما زادوها في سُتْهُم العَظِيم الاسْتِ وزُرْقُم الأَزْرَق وكما قالوا للابن ابْنُم والهاء للمبالغة

جرع
جَرِعَ الماءَ وجَرَعه يَجْرَعُه جَرْعاً وأَنكر الأَصمعي جَرَعْت بالفتح واجْتَرَعَه وتَجَرَّعَه بَلِعَه وقيل إِذا تابع الجَرْع مرة بعد أُخرى كالمُتكارِه قيل تَجَرَّعَه قال الله عزَّ وجل يَتجرَّعُه ولا يَكادُ يُسِيغُه وفي حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما وقيل له في يوم حارٍّ تَجرَّعْ فقال إِنما يَتجرَّعُ أَهلُ النار قال ابن الأَثير التجرُّعُ شُرْبٌ في عَجَلةٍ وقيل هو الشرب قليلاً قليلاً أَشار به إِلى قوله تعالى يتجرَّعُه ولا يَكاد يُسِيغُه والاسم الجُرْعة والجَرْعةُ وهي حُسْوة منه وقيل الجَرْعة المرة الواحدة والجُرْعة ما اجْتَرَعْته الأَخيرة للمُهْلة على ما أَراه سيبويه في هذا النحو والجُرْعةُ مِلءُ الفم يَبْتَلِعُه وجمع الجُرْعة جُرَعٌ وفي حديث المقدار ما به حاجةٌ إِلى هذه الجُرْعة قال ابن الأَثير تروى بالفتح والضم فالفتح المرة الواحدة منه والضم الاسم من الشرب اليسير وهو أَشبه بالحديث ويروى بالزاي وسيأْتي ذكره وجَرِعَ الغيظَ كظَمَه على المثل بذلك وجَرَّعه غُصَصَ الغيْظِ فتجَرَّعه أَي كظَمَه ويقال ما من جُرْعةٍ أَحمدَ عُقْباناً من جُرْعةِ غيْظٍ تَكْظِمُها وبتصغير الجُرْعة جاءَ المثل وهو قولهم أَفْلَتَ بجُرَيْعةِ الذَّقَنِ وجُرَيعةَ الذقن بغير حرف أَي وقُرْبُ الموتِ منه كقُرْب الجُرَيْعةِ من الذَّقَن وذلك إِذا أَشْرَفَ على التلَف ثم نجا قال الفراء هو آخر ما يَخرج من النفْس يريدون أَنَّ نَفْسه صارت في فِيه فكاد يَهْلِكُ فأَفْلَتَ وتخلَّص قال أَبو زيد ومن أَمثالهم في إِفْلاتِ الجَبان أَفْلَتَني جُرَيْعَةَ الذَّقَن إِذا كان قريباً منه كقُرْبِ الجُرْعة من الذقن ثم أَفْلَتَه وقيل معناه أَفْلَتَ جَرِيضاً قال مُهَلْهل منَّا على وائلٍ وأَفْلَتَنا يَوْماً عَدِيٌّ جُرَيْعةَ الذَّقَنِ قال أَبو زيد ويقال أَفلَتني جَرِيضاً إِذا أَفْلَتَك ولم يَكَدْ وأَفلتني جُريعةَ الرِّيق إِذا سبَقَك فابْتَلَعْتَ رِيقَك عليه غيظاً وفي حديث عطاء قال قلت للوليد قال عُمر وَدِدْت أَنِّي نَجَوْتُ كَفافاً فقال كذبْتَ فقلت أَو كُذِّبْتُ فأُفْلِتُّ منه
( * قوله « فأفلت منه » هذا الضبط في النهاية ضبط القلم ) بجُرَيْعةِ الذَّقَنِ يعني أُفْلِتُّ بعدما أَشرفْت على الهلاك والجَرَعةُ والجَرْعةُ والجَرَعُ والأَجْرَعُ والجَرْعاءُ الأَرضُ ذاتُ الحُزُونة تُشاكل الرملَ وقيل هي الرملةُ السَّهلة المستوية وقيل هي الدِّعْص لا تُنبِت شيئاً والجَرْعةُ عندهم الرَّملة العَذاة الطَّيِّبةُ المَنْبِتُ التي لا وُعُوثة فيها وقيل الأَجرع كَثِيب جانبٌ منه رَمْل وجانب حجارة وجمع الجَرَعِ أَجْراع وجِراع وجمع الجَرْعةِ جِراعٌ وجمع الجَرَعة جَرَعٌ وجمع الجَرْعاء جَرْعاواتٌ وجمع الأَجْرَعِ أَجارِعُ وحكى سيبويه مكان جَرِعٌ كأَجْرع والجَرْعاء والأَجْرع أَكبر من الجَرْعة قال ذو الرمة في الأَجْرع فجعله ينبت النبات بأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ ولا يكون مَرَبّاً مُحَلَّلاً إِلاَّ وهو يُنبِت النَّباتَ وفي قصة العباس بن مِرْداس وشعره وكَرِّي على المُهْر بالأَجْرَعِ قال ابن الأَثير الأَجْرَعُ المكانُ الواسع الذي فيه حُزونةٌ وخُشونةٌ وفي حديث قُسّ بين صُدورِ جِرْعانٍ هو بكسر الجيم جمع جَرَعة بفتح الجيم والراء وهي الرملة التي لا تُنْبِت شيئاً ولا تُمسِك ماء والجَرَعُ التواء في قوَّة من قُوى الحَبْل أَو الوَترِ تَظْهر على سائر القُوَى وأَجْرَع الحبْلَ والوَترَ أَغْلظَ بعضَ قُواه وحبْلٌ جَرِعٌ ووتر مجَرَّعٌ وجَرِعٌ كلاهما مستقيم إِلا أَن في موضع منه نُتُوءاً فيُمْسَحُ ويُمْشَقُ بقطعة كساء حتى يذهب ذلك النُّتوء وفي الأَوتار المُجَرَّع وهو الذي اختلف فَتْلُه وفيه عُجَر لم يُجَد فَتْلُه ولا إِغارَتُه فظهر بعضُ قُواه على بعض وهو المُعَجَّر وكذلك المُعَرَّد وهو الحَصِدُ من الأَوتار الذي يَظهر بعضُ قُواه على بعض ونوق مَجارِيعُ ومَجارِعُ قَليلاتُ اللبن كأَنه ليس في ضروعها إِلا جُرع وفي حديث حذيفة جئتُ يوم الجَرَعةِ فإِذا رجل جالِسٌ أَراد بها ههنا اسم موضع بالكوفة كان فيه فِتْنةٌ في زمن عثمانَ بن عفان رضي الله عنه

جرشع
الجُرْشُعُ العظيم الصدر وقيل الطويل وقال الجوهري من الإِبل فخَصَّص وزاد المنتفِخُ الجَنْبين قال أَبو ذؤيب يصف الحُمُر فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ وامَتَرَسَتْ به هَوْجاءُ هادِيَةٌ وهادٍ جُرْشُعُ أَي فنَكِرْنَ الصائدَ وامْتَرَسَتِ الأَتانُ بالفحلِ والهادية المتقدِّمة الأَزهري الجَرَاشِع أَودية عِظام قال الهذلي كأَنَّ أَتِيَّ السيْلِ مدّ عليهمُ إِذا دَفَعَتْه في البَدَاح الجَرَاشِعُ

جزع
قال الله تعالى إِذا مَسَّه الشرُّ جَزُوعاً وإِذا مسه الخيْرُ مَنُوعاً الجَزُوع ضد الصَّبُورِ على الشرِّ والجَزَعُ نَقِيضُ الصَّبْرِ جَزِعَ بالكسر يَجْزَعُ جَزَعاً فهو جازع وجَزِعٌ وجَزُعٌ وجَزُوعٌ وقيل إِذا كثر منه الجَزَعُ فهو جَزُوعٌ وجُزاعٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد ولستُ بِميسَمٍ في الناس يَلْحَى على ما فاته وخِمٍ جُزاع وأَجزعه غيرُه والهِجْزَع الجَبان هِفْعَل من الجَزَع هاؤه بدل من الهمزة عن ابن جني قال ونظيره هِجْرَعٌ وهِبْلَع فيمن أَخذه من الجَرْع والبَلْع ولم يعتبر سيبويه ذلك وأَجزعه الأَمرُ قال أَعْشَى باهلَة فإِنْ جَزِعْنا فإِنَّ الشرَّ أَجْزَعَنا وإِنْ صَبَرْنا فإِنّا مَعْشَرٌ صُبُرُ وفي الحديث لما طُعِنَ عُمر جعَل ابن عباس رضي الله عنهما يُجْزِعُه قال ابن الأَثير أَي يقول له ما يُسْليه ويُزِيل جَزَعَه وهو الحُزْنُ والخَوف والجَزْع قطعك وادياً أَو مَفازة أَو موضعاً تقطعه عَرْضاً وناحيتاه جِزْعاه وجَزَعَ الموضعَ يَجْزَعُه جَزْعاً قطَعَه عَرْضاً قال الأَعشى جازِعاتٍ بطنَ العَقيق كما تَمْ ضِي رِفاقٌ أَمامهن رِفاقُ وجِزْع الوادي بالكسر حيث تَجْزَعه أَي تقطعه وقيل مُنْقَطَعُه وقيل جانبه ومُنْعَطَفه وقيل هو ما اتسع من مَضايقه أَنبت أَو لم ينبت وقيل لا يسمى جِزْع الوادي جِزْعاً حتى تكون له سعة تنبِت الشجر وغيره واحتج بقول لبيد حُفِزَتْ وزايَلَها السرابُ كأَنها أَجزاعُ بئْشةَ أَثلُها ورِضامُها وقيل هو مُنْحَناه وقيل هو إِذا قطعته إِلى الجانب الآخر وقيل هو رمل لا نبات فيه والجمع أَجزاع وجِزْعُ القوم مَحِلَّتُهم قال الكميت وصادَفْنَ مَشْرَبَهُ والمَسا مَ شِرْباً هَنيًّا وجِزْعاً شَجِيرا وجِزْعة الوادي مكان يستدير ويتسع ويكون فيه شجر يُراحُ فيه المالُ من القُرّ ويُحْبَسُ فيه إِذا كان جائعاً أَو صادِراً أَو مُخْدِراً والمُخْدِرُ الذي تحت المطر وفي الحديث أَنه وقَفَ على مُحَسِّرٍ فقَرَع راحلَته فخَبَّتْ حتى جَزَعَه أَي قطَعَه عَرْضاً قال امرؤ القيس فَريقان منهم سالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ وآخَرُ منهم جازِعٌ نَجْد كَبْكَبِ وفي حديث الضحية فتَفَرَّقَ الناسُ إلى غُنَيْمةٍ فتَجَزّعوها أَي اقْتَسَموها وأَصله من الجَزْع القَطْعِ وانْجَزَعَ الحبل انْقَطَع بنِصْفين وقيل هو أَن ينقطِع أَيًّا كان إلا أَن يَنقطع من الطرَف والجِزْعَةُ والجُزْعَةُ القليل من المال والماء وانْجَزعَتِ العصا انكسرت بنصفين وتَجَزّعَ السهمُ تكَسَّر قال الشاعر إذا رُمْحُه في الدَّارِعِين تَجَزّعا واجْتَزَعْتُ من الشجرة عوداً اقْتَطَعْتُه واكْتَسَرْته ويقال جَزَعَ لي من المال جِزْعةً أَي قطَعَ لي منه قِطْعةً وبُسرةٌ مُجَزَّعةٌ ومُجَزٍّعةٌ إِذا بلَغ الإرطابُ ثُلُثيها وتمرٌ مُجَزَّعٌ ومُجَزِّعٌ ومُتَجَزِّعٌ بلَغَ الإِرطابُ نصفَه وقيل بلغ الإِرطابُ من أَسفله إلى نصفه وقيل إلى ثلثيه وقيل بلغ بعضَه من غير أَن يُحَدّ وكذلك الرُّطب والعنب وقد جَزَّع البُسْرُ والرطبُ وغيرهما تجزيعاً فهو مُجَزِّع قال شمر قال المَعَرِّي المُجَزِّع بالكسر وهو عندي بالنصب على وزن مُخَطَّم قال الأَزهري وسماعي من الهَجَرِيّين رُطب مُجَزِّع بكسر الزاي كما رواه المعري عن أبي عبيد ولحم مُجَزِّعٌ فيه بياض وحمرة ونوى مُجَزّع إِذا كان محكوكاً وفي حديث أَبي هريرة أَنه كان يُسبّح بالنوى المجَزَّع وهو الذي حَكَّ بعضُه بعضاً حتى ابيضَّ الموضِعُ المحكوك منه وتُرك الباقي على لونه تشبيهاً بالجَزْعِ ووَتَر مُجَزَّع مختلِف الوضع بعضُه رَقيق وبعضه غَليظ وجِزْعٌ مكان لا شجر فيه والجَزْعُ والجِزْعُ الأَخيرة عن كراع ضرب من الخَرَز وقيل هو الخرز اليماني وهو الذي فيه بياض وسواد تشبَّه به الأَعين قال امرؤ القيس كأَنَّ عُيُونَ الوحْشِ حَولَ خِبائنا وأَرْحُلِنا الجَزْعُ الذي لم يُثَقَّبِ واحدته جَزْعة قال ابن بري سمي جَزْعاً لأَنه مُجَزَّع أَي مُقَطَّع بأَلوان مختلفة أَي قَطِّع سواده ببياضه وكأَنَّ الجَزْعةَ مسماة بالجَزْعة المرة الواحدة من جَزعَتْ وفي حديث عائشة رضي الله عنها انقطَع عِقْد لها من جِزْعِ ظَفارِ والجُزْعُ المِحْوَرُ الذي تَدورُ فيه المَحالةُ لغة يمانية والجازِعُ خشبة مَعروضة بين خشبتين منصوبتين وقيل بين شيئين يحمل عليها وقيل هي التي توضع بين خشبتين منصوبتين عَرضاً لتوضع عليها سُروع الكرُوم وعُروشها وقُضْبانها لترفعها عن الأَرض فإن وُصِفت قيل جازِعةٌ والجُزْعةُ والجِزْعة من الماء واللبن ما كان أَقل من نصف السقاء والإِناء والحوض وقال اللحياني مرة بقي في السقاء جُِزْعة من ماء وفي الوَطب جُِزْعة من لبن إِذا كان فيه شيء قليل وجَزَّعْتُ في القربة جعلت فيها جُِزْعة وقد جزَّعَ الحوضُ إِذا لم يبقَ فيه إلا جُزْعة ويقال في الغدير جُزْعة وجِزْعة ولا يقال في الركِيَّة جُزْعة وجِزْعة وقال ابن شميل يقال في الحوض جُزْعة وجِزعة وهي الثلث أَو قريب منه وهي الجُزَعُ والجِزَعُ وقال ابن الأَعرابي الجزعة والكُثْبة والغُرْفة والخمْطة البقيّة من اللبن والجِزْعةُ القطْعة من الليل ماضيةً أَو آتيةً ويقال مضت جِزْعة من الليل أَي ساعة من أَولها وبقيت جِزْعة من آخرها أَبو زيد كَلأ جُزاع وهو الكلأُ الذي يقتل الدوابَّ ومنه الكلأُ الوَبيل والجُزَيْعةُ القُطيعةُ من الغنم وفي الحديث ثم انكَفَأَ إلى كَبْشَين أَمْلَحين فذبحهما وإلى جُزَيْعة من الغنم فقسمها بيننا الجُزَيْعةُ القطعة من الغنم تصغير جِزْعة بالكسر وهو القليل من الشيء قال ابن الأَثير هكذا ضبطه الجوهري مصغراً والذي جاء في المجمل لابن فارس الجَزيعة بفتح الجيم وكسر الزاي وقال هي القطعة من الغنم فَعِيلة بمعنى مفعولة قال وما سمعناها في الحديث إلا مصغرة وفي حديث المقداد أَتاني الشيطانُ فقال إنَّ محمداً يأْتي الأَنصارَ فيُتْحِفُونه ما به حاجة إلى هذه الجُزَيعة هي تصغير جِزْعة يريد القليل من اللبن هكذا ذكره أَبو موسى وشرحه والذي جاء في صحيح مسلم ما به حاجة إلى هذه الجِزْعةِ غير مصغَّرة وأَكثر ما يقرأُ في كتاب مسلم الجُرْعة بضم الجيم وبالراء وهي الدُّفْعةُ من الشراب والجُزْعُ الصِّبْغ الأَصفر الذي يسمى العُروق في بعض اللغات

جشع
في الحديث أَنَّ معاذاً لما خرج إلى اليمن شيَّعَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فبكى معاذ جَشَعاً لفِراق رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الجَشَعُ الجزَعُ لِفراق الإِلْفِ وفي حديث جابر ثم أَقبل علينا فقال أَيُّكم يُحِب أَن يُعْرِضَ الله عنه ؟ قال فجَشِعْنا أَي فَزِعْنا وفي حديث ابن الخَصاصِيَّة أَخافُ إِذا حضَر قِتالٌ جَشِعَتْ نفسي فكَرِهَتِ الموتَ والجَشَعُ أَسْوَأُ الحِرْصِ وقيل هو أَشدُّ الحِرْص على الأَكل وغيره وقيل هو أَن تأْخذ نصيبك وتَطْمَعَ في نصيب غيرك جَشِعَ بالكسر جَشَعاً فهو جَشِعٌ من قوم جَشِعِين وجَشاعى وجُشَعاء وجِشاعٌ وتَجَشَّعَ مثله قال سويد وكِلابُ الصيْدِ فيهنّ جَشَعْ ورجل جَشِعٌ بَشِعٌ يجمع جَزَعاً وحِرْصاً وخبثَ نَفْس وقال بعض الأَعراب تجاشَعْنا الماء نتَجاشَعهُ وتناهَبْناه وتَشاحَحْناه إِذا تضايَقْنا عليه وتَعاطَشْنا والجَشِعُ المُتَخَلِّق بالباطل وما ليس فيه ومُجاشِعٌ اسم رجل من بني تميم وهو مُجاشِع بن دارِم بن مالك بن حنْظَلة بن مالك بن عمرو بن تميم

جعع
الجَعْجاعُ الأَرض وقيل هو ما غَلُظَ منه وقال أَبو عمرو الجَعْجاع الأَرض الصُّلْبة وقال ابن بري قال الأَصمعي الجَعْجاع الأَرض التي لا أَحد بها كذا فسره في بيت ابن مقبل إِذا الجَوْنةُ الكدْراء نالَتِ مَبِيتَنا أَناخَتْ بجَعْجاعٍ جَناحاً وكَلْكَلا وقال نُهَيْكةُ الفزاري صَبْراً بَغِيضَ بن رَيْثٍ إِنها رَحِمٌ حُبْتُمْ فأَناخَتْكم بجَعْجاعِ وكلُّ أَرض جَعْجاعٌ قال الشماخ وشُعْثٍ نَشاوى من كَرًى عند ضُمَّرٍ أَنَخْنَ بجَعْجاعٍ جَدِيبِ المُعَرَّجِ وهذا البيت لم يُستَشْهد إلاَّ بعَجُزه لا غير وأَوردوه وباتوا بجَعْجاع قال ابن بري وصوابه أَنخْن بجعجاع كما أَوردناه والجَعْجَعُ ما تَطامَنَ من الأَرض وجَعْجَعَ بالبعير نَحَرَه في ذلك الموضع قال إِسحق بن الفَرَج سمعت أَبا الربيع البكْرِيّ يقول الجَعْجَعُ والجَفْجَفُ من الأَرض المُتطامِنُ وذلك أَن الماء يَتَجَفْجَف فيه فيقوم أَي يَدُوم قال وأَرَدْتُه على يَتَجَعْجع فلم يقلها في الماء ومكانٌ جَعْجَعٌ وجَعْجاعٌ ضَيّق خَشِن غَلِيظ ومنه قول تأَبّط شرًّا وبما أَبْرَكَها في مُناخٍ جَعْجَعٍ يَنْقَبُ فيه الأَظَلُّ أَبركها جَثَّمها وأَجْثاها وهذا يقوِّي رواية من روى قول أَبي قيْس بن الأَسْلَتِ مَن يَذُقِ الحَرْب يَذُقْ طَعْمَها مُرًّا وتُبْرِكْه بجَعْجاعِ والأَعرف وتَتْرُكْه واستشهد الجوهري بهذا البيت في الأَرض الغليظة وجَعْجَعَ القومُ أَي أَناخوا ومنهم من قَيَّد فقال أَناخوا بالجَعْجاع قال الراجز إِذا عَلَوْنَ أَرْبَعاً بأَرْبَعِ بجَعْجَعٍ مَوْصِيَّةٍ بجَعْجَعِ أَنَنَّ أَنَّاتِ النُّفوسِ الوُجَّعِ أَربعاً يعني الأَوْظِفةَ بأَربع يعني الذِّراعَين والساقين ومثله قول كعب بن زهير ثَنَتْ أَرْبَعاً منها على ثِنْي أَرْبَعٍ فهُنَّ بمَثْنِيّاتِهنَّ ثَمان وجَعَّ فلان فلاناً إِذا رَماه بالجَعْوِ وهو الطِّينُ وجَعَّ إِذا أَكل الطين وفَحْل جَعْجاع كثيرُ الرُّغاء قال حُمَيْد بن ثَور يُطِفْنَ بجَعْجاعٍ كأَن جِرانَه نَجِيبٌ على جالٍ من النهْر أَجْوَف والجَعْجاع من الأَرض مَعْرَكةُ الأَبطال والجَعْجعةُ أَصوات الجمال إِذا اجتمعت وجَعْجَعَ الإِبلَ وجَعْجَعَ بها حرَّكها للإِناخة أَو النُّهوض قال الشاعر عَوْد إِذا جُعْجِعَ بعدَ الهَبِّ وقال أَوْسُ بن حَجَر كأَنَّ جُلودَ النُّمْرِ جِيبَتْ عليهِمُ إِذا جَعْجَعوا بين الإِناخةِ والحَبْسِ قال ابن بري معنى جَعْجَعُوا في هذا البيت نزلوا في موضع لا يُرْعَى فيه وجعله شاهداً على الموضع الضيِّق الخَشن وجَعْجَعَ بهم أَي أناخ بهم وأَلزمهم الجَعْجاعَ وفي حديث علي رضي الله عنه فأَخذنا عليهم
( * قوله « فأَخذنا عليهم إلخ » هو هكذا في الأصل والنهاية ) أَن يُجَعْجِعا عند القرآن ولا يُجاوزاه أَي يُقيما عنده وجَعْجَعَ البعيرُ أَي بَرَك واسْتناخَ وأَنشد حتى أَنَخْنا عِزَّه فَجَعْجعا وجَعْجَع بالماشية وجَفْجَفَها إِذا حَبَسها وأَنشد ابن الأَعرابي نَحُلُّ الدِّيارَ وَراء الدِّيا ر ثم نُجَعْجع فيها الجُزُرْ نُجَعْجِعُها نَحْبِسُها على مكروهها والجَعْجاعُ المَحْبِسُ والجَعْجَعَةُ الحَبْسُ والجَعْجاعُ مُناخُ السَّوْء من حَدَب أَو غيره والجَعْجعةُ القُعود على غير طُمأْنينةٍ والجَعْجعةُ التضْيِيق على الغَرِيم في المُطالَبة والجَعْجَعةُ التَّشْريدُ بالقوم وجَعْجَعَ به أَزْعجَه وكتب عبيد الله بن زياد إلى عَمرو بن سعد أَن جَعْجِعْ بالحسين بن علي بن أَبي طالب أَي أَزْعِجْه وأَخْرِجه وقال الأَصمعي يعني احْبِسْه وقال ابن الأَعرابي يعني ضَيِّقْ عليه فهو على هذا من الأَضداد قال الأَصمعي الجَعْجَعةُ الحَبْس قال وإنما أَراد بقوله جَعْجِعْ بالحسين أَي احْبِسْه ومنه قول أَوْس بن حَجَر إِذا جَعْجَعُوا بين الإِناخةِ والحَبْسِ والجَعْجَعُ والجَعْجَعة صوت الرَّحَى ونحوها وفي المثل أَسْمَعُ جَعْجَعةً ولا أَرى طحْناً يضرب للرجل الذي يُكثر الكلام ولا يَعْمَلُ وللذي يَعِدُ ولا يفعل وتَجَعْجَعَ البعيرُ وغيره أَي ضرب بنفسه الأَرض باركاً من وجَعٍ أَصابَه أَو ضَربٍ أَثْخَنه قال أَبو ذؤيب فأَبَدّهُنّ حُتوفَهنّ فَهارِبٌ بذَمائِه أَو بارِكٌ مَتَجَعْجِعُ

جفع
جَفَع الشيءَ جَفْعاً قَلَبه قال ابن سيده ولولا أَنه له مصدر لقلنا إِنه مقلوب قال الأَزهري قال بعضهم جَفعَه وجَعَفَه إِذا صرَعه وهذا مقلوب كما قالوا جبَذَ وجَذَب وروى بعضهم بيت جرير وضَيْفُ بني عِقالٍ يُجْفَعُ بالجيم أَي يَصْرَعُ من الجُوع ورواه بعضهم يُخْفَع بالخاء

جلع
جَلِعَت المرأَةُ بالكسر جَلَعاً فهي جَلِعةٌ وجالِعةٌ وجَلَعَت وهي جالع وجالَعَت وهي مُجالِعٌ كله إذا ترَكت الحَياء وتكلمت بالقبيح وقيل إِذالل كانت متَبرِّجةً وفي صفة امرأَة جَلِيعٌ على زوجها حَصان من غيره الجَلِيعُ التي لا تَسْتُر نفسَها إِذا خلت مع زوجها والاسم الجَلاعة وكذلك الرجل جَلِعٌ وجالع وجَلَعَت عن رأْسها قِناعَها وخِمارها وهي جالعٌ خَلَعَتْه قال يا قَوْمِ إِني قد أَرَى نَوارا جالِعةً عن رأْسِها الخِمارا وقال الراجز جالِعةً نصيفَها وتَجْتَلِحْ أَي تَتَكَشّف ولا تَتَسَتَّر وانْجَلَع الشيءُ انكشف قال الحكَم بن مُعَيَّةَ ونَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ فانْجَلَعْ عُمورُها عن ناصِلاتٍ لم تَدَعْ وقال الأَصمعي جَلَعَ ثوبَه وخَلَعَه بمعنى وقال أبو عمرو الجالِعُ السافِرُ وقد جَلَعَت تَجْلَعُ جُلوعاً وأَنشد ومَرَّت علينا أَمُّ سُفْيانَ جالِعاً فلم تَرَ عَيْني مِثْلَها جالِعاً تَمشِي وقيل الجَلَعةُ والجَلَقةُ مَضْحَك الأَسْنان والتَّجالُعُ والمُجالَعةُ التنازع والمُجاوَبةُ بالفُحْش عند القسمة أَو الشرْب أَو القِمار من ذلك قال ولا فاحِش عند الشَّرابِ مُجالِع وأَنشد أَيْدِي مُجالِعةٍ تَكُفُّ وتَنْهَد قال الأَزهري وتُرْوى مُخالعة بالخاء وهم المُقامِرُون وجَلِعَتِ المرأَةُ كشَرَتْ عن أَنيابها والجَلَعُ انْقِلابُ غِطاء الشفة إلى الشارب وشفة جَلْعاء وجَلِعَت اللِّثةُ جَلَعاً وهي جَلْعاء إذا انقلبت الشفة عنها حتى تَبْدو وقيل الجَلَع أَن لا تنضَمّ الشفتانِ عند المَنْطِقِ بالباءِ والميم تَقْلِصُ العُلْيا فيكون الكلامُ بالسفْلى وأَطرافِ الثنايا العليا ورجل أَجْلَعُ لا تنضم شفتاه على أَسنانه وامرأَة جَلْعاء وتقول منه جَلِعَ فمه بالكسر جَلَعاً فهو جَلِعٌ والأُنثى جَلِعةٌ وكان الأَخفش الأَصغر النحوي أَجْلَع وفي الحديث في صفة الزبير بن العوام كان أَجْلَع فَرِجاً قال القتيبي الأَجْلَعُ من الرجال الذي لا يزال يَبْدو فَرْجُه ويَنْكَشِفُ إِذا جلس والأَجلع الذي لا تنضّم شفتاه وقيل هو المُنْقَلِبُ الشفةِ وأَصله الكشْفُ وانجَلع الشيءُ أَي انْكَشَفَ وجلَع الغلامُ غُرْلَته وفَصَعَها إِذا حَسَرها عن الحشفة جَلْعاً وفَصْعاً وجَلَعُ القُلْفة صَيْرُورَتُها خلف الحُوق وغلامٌ أَجْلَعُ والجَلَعْلَعُ الجمل الشديدُ النفْس والجُلُعْلُعُ والجَلَعْلَعُ كلاهما الجُعَلُ والجُلَعْلَعةُ الخنفساء وحكى كراع جميع ذلك جَلَعْلَع بفتح الجيم واللامين وعندي أَنه اسم للجمع قال الأَصمعي كان عندنا رجل يأْكل الطين فامْتَخَطَ فخرج من أَنفه جُلَعْلعة نصفها طين ونصفها خُنْفُساء قد خُلِقت في أَنفه قال شمر وليس في الكلام فُعَلْعَلٌ وقال ابن بري الجَلَعْلَع الضَّبُّ قال والجُلَعْلَع بضم الجيم خُنفساء نصفها طين وقال ابن الأَعرابي الجَلْعَم القليل الحياء والميم زائدة

جلفع
الجَلَنْفَع المسنّ أَكثر ما توصف به الإناث وخطب رجلٌ امرأَةً إلى نفسها وكانت امرأَة بَرْزةً قد انكشفَ وجهُها وراسَلَتْ فقالت إن سأَلت عني بني فلان أُنَبِئْتَ عني بما يسُرُّك وبنو فلان يُنْبِئُونَك بما يَزِيدُك فيَّ رَغْبةً وعند بني فلان مني خُبْر فقال الرجل وما عِلم هؤُلاء بكِ ؟ فقالت في كلٍِّ قد نُكحت قال يا ابنة أُمّ أَراكِ جَلَنْفَعَةً قد خزَّمَتْها الخَزائِمُ قالت كلا ولكني جَوّالة بالرجل عَنْتَرِيسٌ والجَلَنْفَع من الإِبل الغليظُ التامُّ الشديد والأُنثى بالهاء قال أَينَ الشِّظاظانِ وأَين المِرْبَعهْ ؟ وأَين وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ ؟ على أَن الجَلَنْفَعةَ هنا قد تكون المُسِنَّةَ وقد قيل ناقة جَلَنْفَعٌ بغير هاء الأَزهري ناقة جَلَنْفَعةٌ قد أَسَنَّت وفيها بقية واستشهد بهذا الرجز والجلنفعةُ من النوق الجسيمة وهي الواسعة الجوف التامة وأَنشد جَلَنْفَعة تَشُقُّ على المَطايا إذا ما اخْتَبَّ رَقْراقُ السَّرابِ وقد اجْلَنْفَع أَي غَلُظ والجَلَنْفَعُ الضَّخْمُ الواسع قال عِيدِيّة أَمّا القَرَا فَمُضَبَّرٌ منها وأَما دَفُّها فَجَلَنْفَعُ وقيل الجَلَنْفَعُ الواسع الجوْفِ التامُّ وقيل الجَلَنْفَع الجسيم الضخم الغليظ إن كان سمحاً أَو غير سمح ولِثةٌ جَلَنْفَعة كثيرة اللحم وقيل إِنما هو على التشبيه وأَرى أَن كراعاً قد حكى القاف مكان الفاء في الجلنفع قال ابن سيده ولست منه على ثقة

جلقع
قال ابن سيده في ترجمة جلفع إِن كراعاً حكى القاف مكان الفاء في الجلنفع قال ولست منه على ثقة

جمع
جَمَعَ الشيءَ عن تَفْرِقة يَجْمَعُه جَمْعاً وجَمَّعَه وأَجْمَعَه فاجتَمع واجْدَمَعَ وهي مضارعة وكذلك تجمَّع واسْتجمع والمجموع الذي جُمع من ههنا وههنا وإِن لم يجعل كالشيء الواحد واسْتجمع السيلُ اجتمع من كل موضع وجمَعْتُ الشيء إِذا جئت به من ههنا وههنا وتجمَّع القوم اجتمعوا أَيضاً من ههنا وههنا ومُتجمَّع البَيْداءِ مُعْظَمُها ومُحْتَفَلُها قال محمد بن شَحّاذٍ الضَّبّيّ في فِتْيَةٍ كلَّما تَجَمَّعَتِ ال بَيْداء لم يَهْلَعُوا ولم يَخِمُوا أَراد ولم يَخِيمُوا فحذف ولم يَحْفَل بالحركة التي من شأْنها أَن تَرُدَّ المحذوف ههنا وهذا لا يوجبه القياس إِنما هو شاذ ورجل مِجْمَعٌ وجَمّاعٌ والجَمْع اسم لجماعة الناس والجَمْعُ مصدر قولك جمعت الشيء والجمْعُ المجتمِعون وجَمْعُه جُموع والجَماعةُ والجَمِيع والمَجْمع والمَجْمَعةُ كالجَمْع وقد استعملوا ذلك في غير الناس حتى قالوا جَماعة الشجر وجماعة النبات وقرأَ عبد الله بن مسلم حتى أَبلغ مَجْمِعَ البحرين وهو نادر كالمشْرِق والمغرِب أَعني أَنه شَذَّ في باب فَعَل يَفْعَلُ كما شذَّ المشرق والمغرب ونحوهما من الشاذ في باب فَعَلَ يَفْعُلُ والموضع مَجْمَعٌ ومَجْمِعٌ مثال مَطْلَعٍ ومَطْلِع وقوم جَمِيعٌ مُجْتَمِعون والمَجْمَع يكون اسماً للناس وللموضع الذي يجتمعون فيه وفي الحديث فضرب بيده مَجْمَعَ بين عُنُقي وكتفي أَي حيث يَجْتمِعان وكذلك مَجْمَعُ البحرين مُلْتَقاهما ويقال أَدامَ اللهُ جُمْعةَ ما بينكما كما تقول أَدام الله أُلْفَةَ ما بينكما وأَمرٌ جامِعٌ يَجمع الناسَ وفي التنزيل وإِذا كانوا معه على أَمر جامِعٍ لم يَذهبوا حتى يَستأْذِنوه قال الزجاج قال بعضهم كان ذلك في الجُمعة قال هو والله أَعلم أَن الله عز وجل أَمر المؤمنين إِذا كانوا مع نبيه صلى الله عليه وسلم فيما يحتاج إِلى الجماعة فيه نحو الحرب وشبهها مما يحتاج إِلى الجَمْعِ فيه لم يذهبوا حتى يستأْذنوه وقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عَجِبْت لمن لاحَنَ الناسَ كيف لا يَعْرِفُ جَوامِعَ الكلم معناه كيف لا يَقْتَصِر على الإِيجاز ويَترك الفُضول من الكلام وهو من قول النبي صلى الله عليه وسلم أُوتِيتُ جَوامِعَ الكَلِم يعني القرآن وما جمع الله عز وجل بلطفه من المعاني الجَمَّة في الأَلفاظ القليلة كقوله عز وجل خُذِ العَفْو وأْمُر بالعُرْف وأَعْرِضْ عن الجاهلين وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان يتكلم بجَوامِعِ الكَلِم أَي أَنه كان كثير المعاني قليل الأَلفاظ وفي الحديث كان يَستحِبُّ الجَوامع من الدعاء هي التي تَجْمع الأَغْراض الصالحةَ والمَقاصِدَ الصحيحة أَو تَجْمع الثناء على الله تعالى وآداب المسأَلة وفي الحديث قال له أَقْرِئني سورة جامعة فأَقرأَه إَذا زلزلت أَي أَنها تَجْمَعُ أَشياء من الخير والشر لقوله تعالى فيها فمن يَعمل مِثقالَ ذرَّة خيراً يره ومن يَعمل مثقال ذرَّة شرّاً يره وفي الحديث حَدِّثْني بكلمة تكون جِماعاً فقال اتَّقِ الله فيما تعلم الجِماع ما جَمَع عَدداً أَي كلمةً تجمع كلمات وفي أَسماء الله الحسنى الجامعُ قال ابن الأَثير هو الذي يَجْمع الخلائق ليوم الحِساب وقيل هو المؤَلِّف بين المُتماثِلات والمُتضادّات في الوجود وقول امرئ القيس فلو أَنَّها نفْسٌ تموتُ جَميعةً ولكِنَّها نفْسٌ تُساقِطُ أَنْفُسا إِنما أَراد جميعاً فبالغ بإِلحاق الهاء وحذف الجواب للعلم به كأَنه قال لفَنِيت واسْتراحت وفي حديث أُحد وإِنَّ رجلاً من المشركين جَمِيعَ اللأْمةِ أَي مُجْتَمِعَ السِّلاحِ والجَمِيعُ ضد المتفرِّق قال قيس بن معاذ وهو مجنون بني عامر فقدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ فإِنَّني نَهَيْتُكِ عن هذا وأَنتِ جَمِيعُ
( * قوله « فقدتك إلخ » نسبه المؤلف في مادة شعع لقيس بن ذريح لا لابن معاذ )
وفي الحديث له سَهم جَمع أَي له سهم من الخير جُمع فيه حَظَّانِ والجيم مفتوحة وقيل أَراد بالجمع الجيش أَي كسهمِ الجَيْشِ من الغنيمة والجميعُ الجَيْشُ قال لبيد في جَمِيعٍ حافِظِي عَوْراتِهم لا يَهُمُّونَ بإِدْعاقِ الشَّلَلْ والجَمِيعُ الحيُّ المجتمِع قال لبيد عَرِيَتْ وكان بها الجَمِيعُ فأَبْكَرُوا منها فغُودِرَ نُؤْيُها وثُمامُها وإِبل جَمّاعةٌ مُجْتَمِعة قال لا مالَ إِلاَّ إِبِلٌ جَمّاعهْ مَشْرَبُها الجِيّةُ أَو نُقاعَهْ والمَجْمَعةُ مَجلِس الاجتماع قال زهير وتُوقدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ لكم في كلِّ مَجْمَعَةٍ لِواءُ والمَجْمعة الأَرض القَفْر والمَجْمعة ما اجتَمع من الرِّمال وهي المَجامِعُ وأَنشد باتَ إِلى نَيْسَبِ خَلٍّ خادِعِ وَعْثِ النِّهاضِ قاطِعِ المَجامِعِ بالأُمّ أَحْياناً وبالمُشايِعِ المُشايِعُ الدليل الذي ينادي إِلى الطريق يدعو إِليه وفي الحديث فَجَمعْتُ على ثيابي أَي لبستُ الثيابَ التي يُبْرَزُ بها إِلى الناس من الإِزار والرِّداء والعمامة والدِّرْعِ والخِمار وجَمَعت المرأَةُ الثيابَ لبست الدِّرْع والمِلْحَفةَ والخِمار يقال ذلك للجارية إِذا شَبَّتْ يُكْنى به عن سن الاسْتواء والجماعةُ عددُ كل شيءٍ وكثْرَتُه وفي حديث أَبي ذرّ ولا جِماعَ لنا فيما بَعْدُ أَي لا اجتماع لنا وجِماع الشيء جَمْعُه تقول جِماعُ الخِباء الأَخْبِيةُ لأَنَّ الجِماعَ ما جَمَع عدَداً يقال الخَمر جِماعُ الإِثْم أَي مَجْمَعهُ ومِظنَّتُه وقال الحسين
( * قوله « الحسين » في النهاية الحسن وقوله « التي جماعها » في النهاية فان جماعها ) رضي الله عنه اتَّقوا هذه الأَهواء التي جِماعُها الضلالةُ ومِيعادُها النار وكذلك الجميع إِلا أَنه اسم لازم والرجل المُجتمِع الذي بَلغ أَشُدَّه ولا يقال ذلك للنساء واجْتَمَعَ الرجلُ اسْتَوت لحيته وبلغ غايةَ شَابِه ولا يقال ذلك للجارية ويقال للرجل إِذا اتصلت لحيته مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ بعد ذلك وأَنشد أَبو عبيد قد سادَ وهو فَتًى حتى إِذا بلَغَت أَشُدُّه وعلا في الأَمْرِ واجْتَمَعا ورجل جميعٌ مُجْتَمِعُ الخَلْقِ وفي حديث الحسن رضي الله عنه أَنه سمع أَنس بن مالك رضي الله عنه وهو يومئذ جَمِيعٌ أَي مُجْتَمِعُ الخَلْقِ قَوِيٌّ لم يَهْرَم ولم يَضْعُفْ والضمير راجع إِلى أَنس وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان إِذا مَشَى مشى مُجْتَمِعاً أَي شديد الحركة قويَّ الأَعضاء غير مُسْتَرْخٍ في المَشْي وفي الحديث إِن خَلْقَ أَحدِكم يُجْمَعُ في بطن أُمه أَربعين يوماً أَي أَن النُّطفة إِذا وقَعت في الرحم فأَراد الله أَن يخلق منها بشراً طارتْ في جسم المرأَة تحت كل ظُفُر وشعَر ثم تمكُث أَربعين ليلة ثم تنزل دَماً في الرحِم فذلك جَمْعُها ويجوز أَن يريد بالجَمْع مُكْث النطفة بالرحم أَربعين يوماً تَتَخَمَّرُ فيها حتى تتهيَّأَ للخلق والتصوير ثم تُخَلَّق بعد الأَربعين ورجل جميعُ الرأْي ومُجْتَمِعُهُ شديدُه ليس بمنْتشِره والمسجدُ الجامعُ الذي يَجمع أَهلَه نعت له لأَنه علامة للاجتماع وقد يُضاف وأَنكره بعضهم وإِن شئت قلت مسجدُ الجامعِ بالإِضافة كقولك الحَقُّ اليقين وحقُّ اليقينِ بمعنى مسجد اليومِ الجامعِ وحقِّ الشيء اليقينِ لأَن إِضافة الشيء إِلى نفسه لا تجوز إِلا على هذا التقدير وكان الفراء يقول العرب تُضيف الشيءَ إِلى نفسه لاختلاف اللفظين كما قال الشاعر فقلت انْجُوَا عنها نَجا الجِلْدِ إِنه سَيُرْضِيكما منها سَنامٌ وغارِبُهْ فأَضاف النَّجا وهو الجِلْد إِلى الجلد لمّا اختلف اللفظانِ وروى الأَزهري عن الليث قال ولا يقال مسجدُ الجامعِ ثم قال الأَزهري النحويون أَجازوا جميعاً ما أَنكره الليث والعرب تُضِيفُ الشيءَ إِلى نفْسه وإِلى نَعْتِه إِذا اختلف اللفظانِ كما قال تعالى وذلك دِينُ القَيِّمةِ ومعنى الدِّين المِلَّةُ كأَنه قال وذلك دِين الملَّةِ القيِّمةِ وكما قال تعالى وَعْدَ الصِّدْقِ ووعدَ الحقِّ قال وما علمت أَحداً من النحويين أَبى إِجازته غيرَ الليث قال وإِنما هو الوعدُ الصِّدقُ والمسجِدُ الجامعُ والصلاةُ الأُولى وجُمّاعُ كل شيء مُجْتَمَعُ خَلْقِه وجُمّاعُ جَسَدِ الإِنسانِ رأْسُه وجُمّاعُ الثمَر تَجَمُّعُ بَراعيمِه في موضع واحد على حمله وقال ذو الرمة ورأْسٍ كَجُمّاعِ الثُّرَيّا ومِشْفَرٍ كسِبْتِ اليمانيِّ قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ وجُمّاعُ الثريَّا مُجْتَمِعُها وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ونَهْبٍ كجُمّاعِ الثُرَيّا حَوَيْتُه غِشاشاً بمُجْتابِ الصِّفاقَيْنِ خَيْفَقِ فقد يكون مُجتمِعَ الثُّريا وقد يكون جُمَّاع الثريا الذين يجتمعون على مطر الثريا وهو مطر الوَسْمِيّ ينتظرون خِصْبَه وكَلأَه وبهذا القول الأَخير فسره ابن الأَعرابي والجُمّاعُ أَخلاطٌ من الناس وقيل هم الضُّروب المتفرّقون من الناس قال قيس بن الأَسلت السُّلَمِيّ يصف الحرب حتى انْتَهَيْنا ولَنا غايةٌ مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غيرِ جُمّاعِ وفي التنزيل وجعلناكم شُعوباً وقَبائلَ قال ابن عباس الشُّعوبُ الجُمّاعُ والقَبائلُ الأَفْخاذُ الجُمَّاع بالضم والتشديد مُجْتَمَعُ أَصلِ كلّ شيء أَراد مَنْشأَ النَّسَبِ وأَصلَ المَوْلِدِ وقيل أَراد به الفِرَقَ المختلفةَ من الناس كالأَوْزاعِ والأَوْشابِ ومنه الحديث كان في جبل تِهامةَ جُمّاع غَصَبُوا المارّةَ أَي جَماعاتٌ من قَبائلَ شَتَّى متفرّقة وامرأَةُ جُمّاعٌ قصيرة وكلُّ ما تَجَمَّعَ وانضمّ بعضُه إِلى بعض جُمّاعٌ ويقال ذهب الشهر بجُمْعٍ وجِمْعٍ أَي أَجمع وضربه بحجر جُمْعِ الكف وجِمْعِها أَي مِلْئها وجُمْعُ الكف بالضم وهو حين تَقْبِضُها يقال ضربوه بأَجماعِهم إِذا ضربوا بأَيديهم وضربته بجُمْع كفي بضم الجيم وتقول أَعطيته من الدّراهم جُمْع الكفّ كما تقول مِلْءَ الكفّ وفي الحديث رأَيت خاتم النبوَّة كأَنه جُمْعٌ يُريد مثل جُمْع الكف وهو أَن تَجمع الأَصابع وتَضُمَّها وجاء فلان بقُبْضةٍ مِلْء جُمْعِه وقال منظور بن صُبْح الأَسديّ وما فعَلتْ بي ذاكَ حتى تَركْتُها تُقَلِّبُ رأْساً مِثْلَ جُمْعِيَ عَارِيا وجُمْعةٌ من تمر أَي قُبْضة منه وفي حديث عمر رضي الله عنه صلى المغرب فلما انصرف دَرَأَ جُمْعةً من حَصى المسجد الجُمْعةُ المَجموعةُ يقال أَعطِني جُمعة من تَمْر وهو كالقُبْضة وتقول أَخذْت فلاناً بجُمْع ثيابه وأَمْرُ بني فلان بجُمْعٍ وجِمْعٍ بالضم والكسر فلا تُفْشُوه أَي مُجتمِعٌ فلا تفرِّقوه بالإِظهار يقال ذلك إِذا كان مكتوماً ولم يعلم به أَحد وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر الشهداء فقال ومنهم أَن تموت المرأَة بجُمْع يعني أَن تموتَ وفي بطنها ولد وكسر الكسائي الجيم والمعنى أَنها ماتت مع شيء مَجْموع فيها غير منفصل عنها من حَمْل أَو بَكارة وقد تكون المرأَة التي تموت بجُمع أَن تموتَ ولم يمسّها رجل وروي ذلك في الحديث أَيُّما امرأَة ماتتْ بجُمع لم تُطْمَثْ دخلت الجنة وهذا يريد به البكْر الكسائي ما جَمَعْتُ بامرأَة قط يريد ما بَنَيْتُ وباتتْ فلانةُ منه بجُمْع وجِمْع أَي بكراً لم يَقْتَضَّها قالت دَهْناء بنت مِسْحلٍ امرأَة العجاج للعامل أَصلح الله الأَمير إِني منه بجُمع وجِمْع أَي عَذْراء لم يَقْتَضَّني وماتت المرأَة بجُمع وجِمع أَي ماتت وولدها في بطنها وهي بجُمع وجِمْع أَي مُثْقلة أَبو زيد ماتت النساء بأَجْماع والواحدة بجمع وذلك إِذا ماتت وولدُها في بطنها ماخِضاً كانت أَو غير ماخَضٍ وإِذا طلَّق الرجلُ امرأَته وهي عذراء لم يدخل بها قيل طلقت بجمع أَي طلقت وهي عذراء وناقة جِمْعٌ في بطنها ولد قال ورَدْناه في مَجْرى سُهَيْلٍ يَمانِياً بِصُعْرِ البُرى ما بين جُمْعٍ وخادجِ والخادِجُ التي أَلقت ولدها وامرأَة جامِعٌ في بطنها ولد وكذلك الأَتان أَوّل ما تحمل ودابة جامِعٌ تصلحُ للسرْج والإِكافِ والجَمْعُ كل لون من التمْر لا يُعرف اسمه وقيل هو التمر الذي يخرج من النوى وجامَعها مُجامَعةً وجَماعاً نكحها والمُجامعةُ والجِماع كناية عن النكاح وجامَعه على الأَمر مالأَه عليه واجْتمع معه والمصدر كالمصدر وقِدْرٌ جِماعٌ وجامعةٌ عظيمة وقيل هي التي تجمع الجَزُور قال الكسائي أَكبر البِرام الجِماع ثم التي تليها المِئكلةُ ويقال فلان جماعٌ لِبني فلان إِذا كانوا يأْوُون إِلى رأْيه وسودَدِه كما يقال مَرَبٌّ لهم واسَتَجمع البَقْلُ إِذا يَبِس كله واستجمع الوادي إِذا لم يبق منه موضع إِلا سال واستجمع القوم إِذا ذهبوا كلهم لم يَبْق منهم أَحد كما يَستجمِع الوادي بالسيل وجَمَعَ أَمْرَه وأَجمعه وأَجمع عليه عزم عليه كأَنه جَمَع نفسه له والأَمر مُجْمَع ويقال أَيضاً أَجْمِعْ أَمرَك ولا تَدَعْه مُنْتشراً قال أَبو الحَسْحاس تُهِلُّ وتَسْعَى بالمَصابِيح وسْطَها لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفرَّق مُجْمَع وقال آخر يا ليْتَ شِعْري والمُنى لا تَنفعُ هل أَغْدُوَنْ يوماً وأَمْري مُجْمَع ؟ وقوله تعالى فأَجمِعوا أَمركم وشُرَكاءكم أَي وادْعوا شركاءكم قال وكذلك هي في قراءة عبد الله لأَنه لا يقال أَجمعت شركائي إِنما يقال جمعت قال الشاعر يا ليتَ بَعْلَكِ قد غَدا مُتَقلِّداً سيْفاً ورُمحا أَراد وحاملاً رُمْحاً لأَن الرمح لا يُتقلَّد قال الفرّاء الإِجْماعُ الإِعْداد والعزيمةُ على الأَمر قال ونصبُ شُركاءكم بفعل مُضْمر كأَنك قلت فأَجمِعوا أَمركم وادْعوا شركاءكم قال أَبو إِسحق الذي قاله الفرّاء غَلَطٌ في إِضْماره وادْعوا شركاءكم لأَن الكلام لا فائدة له لأَنهم كانوا يَدْعون شركاءهم لأَن يُجْمعوا أَمرهم قال والمعنى فأَجْمِعوا أَمرَكم مع شركائكم وإِذا كان الدعاء لغير شيء فلا فائدة فيه قال والواو بمعنى مع كقولك لو تركت الناقة وفَصِيلَها لرضَعَها المعنى لو تركت الناقة مع فصيلِها قال ومن قرأَ فاجْمَعوا أَمركم وشركاءكم بأَلف موصولة فإِنه يعطف شركاءكم على أَمركم قال ويجوز فاجْمَعوا أَمرَكم مع شركائكم قال الفراء إَذا أَردت جمع المُتَفرّق قلت جمعت القوم فهم مجموعون قال الله تعالى ذلك يوم مجموع له الناسُ قال وإِذا أَردت كَسْبَ المالِ قلت جَمَّعْتُ المالَ كقوله تعالى الذي جَمَّع مالاً وعدَّده وقد يجوز جمَع مالاً بالتخفيف وقال الفراء في قوله تعالى فأَجْمِعوا كيْدَكم ثم ائتُوا صفًّا قال الإِجماعُ الإِحْكام والعزيمة على الشيء تقول أَجمعت الخروج وأَجمعت على الخروج قال ومن قرأَ فاجْمَعوا كيدَكم فمعناه لا تدَعوا شيئاً من كيدكم إِلاّ جئتم به وفي الحديث من لم يُجْمِع الصِّيامَ من الليل فلا صِيام له الإِجْماعُ إِحكامُ النيةِ والعَزيمةِ أَجْمَعْت الرأْي وأَزْمَعْتُه وعزَمْت عليه بمعنى ومنه حديث كعب بن مالك أَجْمَعْتُ صِدْقَه وفي حديث صلاة المسافر ما لم أُجْمِعْ مُكْثاً أَي ما لم أَعْزِم على الإِقامة وأَجْمَعَ أَمرَه أَي جعلَه جَميعاً بعدَما كان متفرقاً قال وتفرّقُه أَنه جعل يديره فيقول مرة أَفعل كذا ومرَّة أَفْعل كذا فلما عزم على أَمر محكم أَجمعه أَي جعله جَمْعاً قال وكذلك يقال أَجْمَعتُ النَّهْبَ والنَّهْبُ إِبلُ القوم التي أَغار عليها اللُّصُوص وكانت متفرقة في مراعيها فجَمَعوها من كل ناحية حتى اجتمعت لهم ثم طَرَدوها وساقُوها فإِذا اجتمعت قيل أَجْمعوها وأُنشد لأَبي ذؤيب يصف حُمُراً فكأَنها بالجِزْعِ بين نُبايِعٍ وأُولاتِ ذي العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَعُ قال وبعضهم يقول جَمَعْت أَمرِي والجَمْع أَن تَجْمَع شيئاً إِلى شيء والإِجْماعُ أَن تُجْمِع الشيء المتفرِّقَ جميعاً فإِذا جعلته جميعاً بَقِي جميعاً ولم يَكد يَتفرّق كالرأْي المَعْزوم عليه المُمْضَى وقيل في قول أَبي وجْزةَ السَّعْدي وأَجْمَعَتِ الهواجِرُ كُلَّ رَجْعٍ منَ الأَجْمادِ والدَّمَثِ البَثاء أَجْمعت أَي يَبَّسَتْ والرجْعُ الغديرُ والبَثاءُ السهْل وأَجْمَعْتُ الإِبل سُقْتها جميعاً وأَجْمَعَتِ الأَرضُ سائلةً وأَجمعَ المطرُ الأَرضَ إِذا سالَ رَغابُها وجَهادُها كلُّها وفَلاةٌ مُجْمِعةٌ ومُجَمِّعةٌ يَجتمع فيها القوم ولا يتفرّقون خوف الضلال ونحوه كأَنها هي التي تَجْمَعُهم وجُمْعةٌ من أَي قُبْضة منه وفي التنزيل يا أَيها الذين آمنوا إِذا نُودِي للصلاةِ من يوم الجمعة خففها الأَعمش وثقلها عاصم وأَهل الحجاز والأَصل فيها التخفيف جُمْعة فمن ثقل أَتبع الضمةَ الضمة ومن خفف فعلى الأَصل والقُرّاء قرؤوها بالتثقيل ويقال يوم الجُمْعة لغة بني عُقَيْلٍ ولو قُرِئ بها كان صواباً قال والذين قالوا الجُمُعَة ذهبوا بها إِلى صِفة اليومِ أَنه يَجْمع الناسَ كما يقال رجل هُمَزةٌ لُمَزَةٌ ضُحَكة وهو الجُمْعة والجُمُعة والجُمَعة وهو يوم العَرُوبةِ سمّي بذلك لاجتماع الناس فيه ويُجْمع على جُمُعات وجُمَعٍ وقيل الجُمْعة على تخفيف الجُمُعة والجُمَعة لأَنها تجمع الناس كثيراً كما قالوا رجل لُعَنة يُكْثِر لعْنَ الناس ورجل ضُحَكة يكثر الضَّحِك وزعم ثعلب أَن أَوّل من سماه به كعبُ بن لؤيّ جدُّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقال له العَرُوبةُ وذكر السهيلي في الرَّوْض الأُنُف أَنَّ كعب بن لؤيّ أَوّلُ من جَمَّع يوم العَرُوبةِ ولم تسمَّ العَروبةُ الجُمعة إِلا مُذ جاء الإِسلام وهو أَوَّل من سماها الجمعة فكانت قريش تجتمِعُ إِليه في هذا اليوم فيَخْطُبُهم ويُذَكِّرُهم بمَبْعَث النبي صلى الله عليه وسلم ويُعلمهم أَنه من ولده ويأْمرهم باتِّبَاعِه صلى الله عليه وسلم والإِيمان به ويُنْشِدُ في هذا أَبياتاً منها يا ليتني شاهِدٌ فَحْواء دَعْوَتِه إِذا قُرَيْشٌ تُبَغِّي الحَقَّ خِذْلانا وفي الحديث أَوَّلُ جُمُعةٍ جُمِّعَت بالمدينة جُمّعت بالتشديد أَي صُلّيت وفي حديث معاذ أَنه وجد أَهل مكة يُجَمِّعُون في الحِجْر فنهاهم عن ذلك يُجمِّعون أَي يصلون صلاة الجمعة وإِنما نهاهم عنه لأَنهم كانوا يَستظِلُّون بفَيْء الحِجْر قبل أَن تزول الشمس فنهاهم لتقديمهم في الوقت وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنه قال إِنما سمي يوم الجمعة لأَنَّ الله تعالى جَمَع فيه خَلْق آدم صلى الله على نبينا وعليه وسلم وقال أَقوام إِنما سميت الجمعة في الإِسلام وذلك لاجتماعهم في المسجد وقال ثعلب إِنما سمي يوم الجمعة لأَن قريشاً كانت تجتمع إِلى قُصَيّ في دارِ النَّدْوةِ قال اللحياني كان أَبو زياد
( * كذا بياض بالأصل ) وأَبو الجَرّاح يقولان مضَت الجمعة بما فيها فيُوَحِّدان ويؤنّثان وكانا يقولان مضى السبت بما فيه ومضى الأَحد بما فيه فيُوَحِّدان ويُذَكِّران واختلفا فيما بعد هذا فكان أَبو زياد يقول مضى الاثْنانِ بما فيه ومضى الثَّلاثاء بما فيه وكذلك الأَربعاء والخميس قال وكان أَبو الجراح يقول مضى الاثنان بما فيهما ومضى الثلاثاء بما فيهنّ ومضى الأَرْبعاء بما فيهن ومضى الخميس بما فيهن فيَجْمع ويُؤنث يُخْرج ذلك مُخْرج العدد وجَمَّع الناسُ تَجْمِيعاً شَهِدوا الجمعة وقَضَوُا الصلاة فيها وجَمَّع فلان مالاً وعَدَّده واستأْجرَ الأَجِيرَ مُجامعة وجِماعاً عن اللحياني كل جمعة بِكراء وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي لانك جُمَعِيّاً بفتح الميم أَي ممن يصوم الجمعة وحْده ويومُ الجمعة يومُ القيامة وجمْعٌ المُزْدَلِفةُ مَعْرفة كعَرَفات قال أَبو ذؤيب فباتَ بجَمْعٍ ثم آبَ إِلى مِنًى فأَصْبَحَ راداً يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْلِ ويروى ثم تَمّ إِلى منًى وسميت المزدلفة بذلك لاجتماع الناس بها وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثَّقَل من جَمْعٍ بليل جَمْعٌ علم للمُزْدلفة سميت بذلك لأَن آدمَ وحوّاء لما هَبَطا اجْتَمَعا بها وتقول اسْتَجْمَعَ السيْلُ واسْتَجْمَعَتْ للمرء أُموره ويقال للمَسْتَجِيش اسْتَجْمَع كلَّ مَجْمَعٍ واسْتَجْمَع الفَرَسُ جَرْياً تكَمَّش له قال يصف سراباً ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً وليس ببارِحٍ تُبارِيهِ في ضاحِي المِتانِ سَواعدُه يعني السراب وسَواعِدُه مَجارِي الماء والجَمْعاء الناقة الكافّة الهَرِمَةُ ويقال أَقمتُ عنده قَيْظةً جَمْعاء وليلة جَمْعاء والجامِعةُ الغُلُّ لأَنها تَجْمَعُ اليدين إِلى العنق قال ولو كُبِّلَت في ساعِدَيَّ الجَوامِعُ وأَجْمَع الناقةَ وبها صَرَّ أَخلافَها جُمَعَ وكذلك أَكْمَشَ بها وجَمَّعَت الدَّجاجةُ تَجْمِيعاً إِذا جَمَعَت بيضَها في بطنها وأَرض مُجْمِعةٌ جَدْب لا تُفَرَّقُ فيها الرِّكاب لِرَعْي والجامِعُ البطن يَمانِيةٌ والجَمْع الدَّقَلُ يقال ما أَكثر الجَمْع في أَرض بني فلان لنخل خرج من النوى لا يعرف اسمه وفي الحديث أَنه أُتِيَ بتمر جَنِيب فقال من أَين لكم هذا ؟ قالوا إِنا لنأْخُذُ الصاعَ من هذا بالصاعَيْنِ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا بِعِ الجَمْع بالدّراهم وابتع بالدراهم جَنِيباً قال الأَصمعي كلّ لون من النخل لا يعرف اسمه فهو جَمع يقال قد كثر الجمع في أَرض فلان لنخل يخرج من النوى وقيل الجمع تمر مختلط من أَنواع متفرقة وليس مرغوباً فيه وما يُخْلَطُ إِلا لرداءته والجَمْعاء من البهائم التي لم يذهب من بَدَنِها شيء وفي الحديث كما تُنتَجُ البَهِيمةُ بَهِيمةً جَمْعاء أَي سليمة من العيوب مُجتمِعة الأَعضاء كاملتها فلا جَدْعَ بها ولا كيّ وأَجْمَعْت الشيء جعلته جميعاً ومنه قول أَبي ذؤيب يصف حُمراً وأُولاتِ ذِي العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَع وقد تقدم وأُولاتُ ذي العرجاء مواضعُ نسبها إِلى مكان فيه أَكمةٌ عَرْجاء فشبه الحُمر بإِبل انْتُهِبتْ وخُرِقتْ من طَوائِفها وجَمِيعٌ يؤكّد به يقال جاؤوا جميعاً كلهم وأَجْمعُ من الأَلفاظ الدالة على الإِحاطة وليست بصفة ولكنه يُلَمّ به ما قبله من الأَسماء ويُجْرَى على إِعرابه فلذلك قال النحويون صفة والدليل على أَنه ليس بصفة قولهم أَجمعون فلو كان صفة لم يَسْلَم جَمْعُه ولكان مُكسّراً والأُنثى جَمْعاء وكلاهما معرفة لا ينكَّر عند سيبويه وأَما ثعلب فحكى فيهما التنكير والتعريف جميعاً تقول أَعجبني القصرُ أَجمعُ وأَجمعَ الرفعُ على التوكيد والنصب على الحال والجَمْعُ جُمَعُ معدول عن جَمعاوات أَو جَماعَى ولا يكون معدولاً عن جُمْع لأَن أَجمع ليس بوصف فيكون كأَحْمر وحُمْر قال أَبو علي بابُ أَجمعَ وجَمْعاء وأَكتعَ وكتْعاء وما يَتْبَع ذلك من بقيته إِنما هو اتّفاق وتَوارُدٌ وقع في اللغة على غير ما كان في وزنه منها لأَن باب أَفعلَ وفَعلاء إِنما هو للصفات وجميعُها يجيء على هذا الوضع نَكراتٍ نحو أَحمر وحمراء وأَصفر وصفراء وهذا ونحوه صفاتٌ نكرات فأَمَّا أَجْمع وجمعاء فاسمانِ مَعْرفَتان ليسا بصفتين فإِنما ذلك اتفاق وقع بين هذه الكلمة المؤكَّد بها ويقال لك هذا المال أَجْمعُ ولك هذه الحِنْطة جمعاء وفي الصحاح وجُمَعٌ جَمْعُ جَمْعةٍ وجَمْعُ جَمْعاء في تأْكيد المؤنث تقول رأَيت النسوة جُمَعَ غير منون ولا مصروف وهو معرفة بغير الأَلف واللام وكذلك ما يَجري مَجراه منه التوكيد لأَنه للتوكيد للمعرفة وأَخذت حقّي أَجْمَعَ في توكيد المذكر وهو توكيد مَحْض وكذلك أَجمعون وجَمْعاء وجُمَع وأَكْتعون وأَبْصَعُون وأَبْتَعُون لا تكون إِلا تأْكيداً تابعاً لما قبله لا يُبْتَدأُ ولا يُخْبر به ولا عنه ولا يكون فاعلاً ولا مفعولاً كما يكون غيره من التواكيد اسماً مرةً وتوكيداً أُخرى مثل نفْسه وعيْنه وكلّه وأَجمعون جَمْعُ أَجْمَعَ وأَجْمَعُ واحد في معنى جَمْعٍ وليس له مفرد من لفظه والمؤنث جَمعاء وكان ينبغي أَن يجمعوا جَمْعاء بالأَلف والتاء كما جمعوا أَجمع بالواو والنون ولكنهم قالوا في جَمْعها جُمَع ويقال جاء القوم بأَجمعهم وأَجْمُعهم أَيضاً بضم الميم كما تقول جاؤوا بأَكلُبهم جمع كلب قال ابن بري شاهد قوله جاء القوم بأَجْمُعهم قول أَبي دَهْبل فليتَ كوانِيناً مِنَ اهْلِي وأَهلِها بأَجمُعِهم في لُجّةِ البحر لَجَّجُوا ومُجَمِّع لقب قُصيِّ بن كلاب سمي بذلك لأَنه كان جَمَّع قَبائل قريش وأَنزلها مكةَ وبنى دار النَّدْوةِ قال الشاعر أَبُوكم قُصَيٌّ كان يُدْعَى مُجَمِّعاً به جَمَّع الله القَبائلَ من فِهْرِ وجامِعٌ وجَمّاعٌ اسمان والجُمَيْعَى موضع

جندع
جَنادِعُ الخَمْر ما تَراءى منها عند المَزْج والجُنْدُعُ جُنْدَب أَسود له قَرْنانِ طويلان وهو أَضْخَم الجَنادِب وكل جُندب يؤكل إِلا الجُنْدُعَ وقال أَبو حنيفة الجُندع جندب صغير وجنادِعُ الضَّبّ دوابُّ أَصغرُ من القِرْدان تكون عند جُحْره فإِذا بدت هي علم أَنّ الضبّ خارجٌ فيقال حينئذ بدَتْ جَنادِعُه وقيل يخرجن إِذا دنا الحافر من قَعْر الجُحْر قال الجوهري تكون في جِحَرَةِ اليَرابِيع والضِّباب ويقال للشرّير المُنتَظَر هلاكُه ظهرت جَنادِعُه والله جادِعُه وقال ثعلب يضرب هذا مثلاً للرجل الذي يأْتي عنه الشر قبل أَن يُرى الأَصمعي من أَمثالهم جاءت جَنادِعُه يعني حَوادِثَ الدهْر وأَوائلَ شرّه ويقال رأَيت جَنادِعَ الشرّ أَي أَوائلَه الواحدة جُنْدُعة وهو ما دبّ من الشر قال محمد بن عبد الله الأَزدي لا أَدْفَع ابْنَ العَمِّ يَمْشِي على شَفاً وإِنْ بَلَغَتْني من أَذاه الجَنادِع والجُنْدُعة من الرّجال الذي لا خير فيه ولا غَناء عنده بالهاء عن كراع أَنشد سيبويه للراعي بِحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عليه مَهابةٌ جَمِيع إِذا كان اللِّئامُ جَنادِعا ويقال القومُ جَنادِعُ إِذا كانوا فِرَقاً لا يجتمع رأْيهم يقول الراعي إِذا كان اللّئام فرقاً شَتَّى فهم جَميع وجُنْدُعٌ وذاتُ الجَنادِع جميعاً الدّاهيةُ والنون زائدة ورجل جُنْدُع قصير وأَنشد الأَزهري تَمَهْجَروا وأَيُّما تَمَهْجُرِ وهم بَنُو العَبْد اللّئيم العُنْصُرِ ما غَرَّهُم بالأَسَدِ الغَضَنْفَرِ بَني اسْتِها والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ الليث جُنْدُع وجَنَادِعُ الآفاتُ وفي الحديث إِني أَخافُ عليكم الجَنادِع أَي الآفات والبَلايا والجَنادعُ الدَّواهِي وجُنْدُعٌ اسم والجَنادُع أَيضاً الأَحْناشُ

جوع
الجُوع اسم للمَخْمَصةِ وهو نَقِيضُ الشِّبَع والفعل جاعَ يَجُوعُ جَوْعاً وجَوْعةً ومَجاعةً فهو جائعٌ وجَوْعانُ والمرأَة جَوْعَى والجمع جَوْعَى وجِياعٌ وجُوَّعٌ وجُيَّعٌ قال بادَرْتُ طَبْخَتَها لِرَهْطٍ جُيَّع شَبَّهُوا باب جُيّع بباب عِصِيٍّ فقلبه بعضُهم وقد أَجاعه وجَوَّعَه قال كان الجُنَيْد وهو فينا الزُّمَّلِقْ مُجَوَّعَ البَطْنِ كِلابيَّ الخُلُقْ وقال أَجاع اللهُ من أَشْبَعْتُموه وأَشْبَعَ من بِجَوْرِكم أُجِيعَا والمَجاعةُ والمَجُوعة والمَجْوعةُ بتسكين الجيم عامُ الجُوعِ وفي حديث الرَّضَاع إِنما الرَّضاعةُ من المَجاعة المَجاعةُ مَفْعلةٌ من الجُوع أَي أَن الذي يَحْرُم من الرَّضاع إِنما هو الذي يَرْضَعُ من جُوعِه وهو الطفل يعني أَن الكبير إِذا رَضَعَ امرأَة لا يَحْرُم عليها بذلك الرضاع لأَنه لم يَرْضَعْها من الجوع وقالوا إِن للعِلْم إِضاعةً وهُجْنةً وآفةً ونكَداً واستِجاعةً إِضاعتُه وضْعُك إِياه في غير أَهله واستِجاعتُه أَن لا تَشْبَع منه ونكَدُه الكذِبُ فيه وآفتُه النِّسيانُ وهُجْنتُه إِضاعتُه والعرب تقول جُعْتُ إِلى لِقائك وعَطِشْتُ إِلى لِقائك قال ابن سيده وجاعَ إِلى لقائه اشتهاه كعطِشَ على المثل وفي الدعاء جُوعاً له ونُوعاً ولا يُقَدّم الآخِر قبل الأَوّل لأَنه تأْكيدٌ له قال سيبويه وهو من المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروك إِظهاره وجائعٌ نائعٌ إِتْباع مثله وفلان جائعُ القِدْرِ إِذا لم تكن قِدْرُه ملأَى وامرأَة جائعة الوِشاح إِذا كانت ضامِرةَ البطن والجَوْعةُ إِقفار الحَيّ والجَوْعة المرَّةُ الواحدة من الجَوْع وأَجاعه وجَوَّعه وفي المثل أَجِعْ كَلْبَك يَتْبَعْك وتَجوّعَ أَي تَعمَّد الجُوع ويقال تَوحَّشْ للدّواء وتجوّعْ للدواء أَي لا تَسْتَوْفِ الطعام ورجلٌ مُسْتَجِيع لا تراه أَبداً إِلاَّ تَرى أَنه جائع قال أَبو سعيد المُسْتجِيعُ الذي يأْكل كل ساعة الشيء بعد الشيء وربيعةُ الجوعِ أَبُو حَيّ من تَمِيم وهو رَبيعةُ ابن مالك بن زيد مناة بن تميم

خبع
خبَع الصبيُّ خُبوعاً انقطَع نفَسُه وفُحِم من البُكاء وخَبَع في المكان دخل فيه والخَبْعُ لغة في الخَبْء وخَبَعْت الشيء لغة في خَبَأْتُه وأَما الخَبْعُ في الخَبْء فعلى الإِبدال لا يُعتدّ به من هذا الباب وعلى هذا قالوا جارية خُبَعةٌ طُلَعةٌ أَي تَخْبأُ نفسها مرّة وتُبْديها مرة وامرأَة خُبَعة خُبَأَة بمعنى واحد وخُبَعةٌ طُلَعةٌ قُبَعةٌ والخُبَعةُ المُزْعةُ من القُطْن عن الهَجَريّ

خبرع
الخُبْروعُ النَّمَّام وهي الخَبْرَعةُ فِعلهُ

خبذع
الخُبْذُع الضِّفْدعُ في بعض اللغات

ختع
خَتَعَ في الأَرض يَخْتَعُ خُتوعاً ذهب وانطلق وختَع الدليلُ بالقوم يختَعُ خَتْعاً وخُتوعاً سار بهم تحت الظلمة على القصْد قال وهو ركوب الظلمة كما يفعل الدليلُ بالقوم قال رؤبة أَعْيَت أَدِلاَّءَ الفَلاةِ الخُتَّعا ورجل خُتَعٌ وخَتِعٌ وخوْتَعٌ حاذقٌ بالدلالة ماهِرٌ بها ورجل خُتَعةٌ وخُتَعٌ وهو السريع المشي الدليلُ تقول وجدته خُتَعَ لا سُكَعَ أَي لا يتحير والخَوْتَعُ الدليل أَيضاً وأَنشد بها يَضِلُّ الخَوْتَعُ المُشَهَّر وانْخَتَعَ في الأَرض أَبعد وخَتَعَ على القوم هَجَم وخَتَعَ الفحْلُ خلْفَ الإِبل إِذا قارب في مَشْيِه وخُتوع السَّرابِ اضْمحْلالهُ والخَوْتَعُ ضَرْب من الذُّباب كِبار والخَوْتَعُ ذُباب الكلب قال أَبو حنيفة الخَوْتَعُ ذباب أَزْرقُ يكون في العُشْب قال الراجز للخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فيه صاهِلْ عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ والجَلاجِلْ والخَتْعةُ النَّمِرة الأُنثى والخُتَعُ من أَسماء الضبُع وليس بثبَت والخَيْتَعةُ هنةٌ
( * قوله « والخيتعة هنة إلخ » كذا بالأصل وعبارة القاموس وشرحه والختيعة كسفينة كذا في الصحاح ووجد بخط الجوهري الخيتعة كحيدرة والاوّل الصواب قطعة من أدم يلفها الرامي على أَصابعه ) من أَدَم يُغَشِّي بها الرامي إبهامَه لرَمْي السِّهام ابن الأعرابي الخِتاعُ الدَّسْتَباتُ مثل ما يكون لأَصحاب البُزاة والخَوْتَعُ ولد الأَرْنب ومن أَمثالهم أَشأَم من خَوْتعةَ زعموا أَنه رجل من بني غُفَيلة بن قاسطِ بن هِنْب بن أَفْصَى بن دُعْمِيّ ابن جَدِيلةَ بن أَسَد بن رَبِيعة كان مَشْؤوماً لأَنه دلَّ كُثَيْف بنَ عمرو التَّغْلَبي على بني الزَّبّان الذُّهْلي حتى قُتلوا وحُملت رؤُوسهم على الدُّهَيْم فأَبارَ الذُّهْليّ بني غُفَيلةَ فضربوا بخَوْتَعةَ المثل في الشُّؤْم وبحَمْل الدُّهَيْم في الثَّقَل قال أَبو جعفر محمد بن حَبِيب في كتاب مُتشابِه القبائل ومُتَّفِقِها وفي بني ذُهْل بن ثَعلبةَ بن عُكابةَ الزَّبَّانُ بن الحرث بن مالك بن شَيْبانَ بن سَدُوس بن ذُهْل بالزاي والباء بواحدة وذكر القاضي أَبو الوليد هشام بن أَحمد الوَقَّشِي
( * قوله « الوقشي » نسبة إلى وقش بالتشديد بلد بالمغرب انظر ترجمته في معجم ياقوت ) في نَقْد الكتاب الرَّيان بالراء والياء

ختلع
ختلع الرجل خرج إلى البَدْو قال أبو حاتِم قلت لأُم الهيثم وكانت أَعرابية فصيحة ما فعلت فلانة ؟ لأعرابية كنت أراها معها فقالت خَتْلَعَت والله طالعة فقلت ما ختلعت ؟ فقالت ظهرت تريد أنها خرجت إلى البَدْو

خثع
رجل خَوْثَع لَئيم عن ثعلب

خدع
الخَدْعُ إظهار خلاف ما تُخْفيه أبو زيد خَدَعَه يَخْدَعُه خِدْعاً بالكسر مثل سَحَرَه يَسْحَرُه سِحْراً قال رؤْية وقد أُداهِي خِدْعَ مَن تَخَدَّعا وأجاز غيره خَدْعاً بالفتح وخَدِيعةً وخُدْعةً أَي أَراد به المكروه وختله من حيث لا يعلم وخادَعَه مُخادَعة وخِداعاً وخَدَّعَه واخْتَدَعه خَدَعه قال الله عز وجل يُخادِعون اللهَ جازَ يُفاعِلُ لغير اثنين لأَن هذا المثال يقع كثيراً في اللغة للواحد نحو عاقَبْتُ اللِّصَّ وطارَقْت النعلَ قال الفارسي قرئَ يُخادِعون الله ويَخْدَعُون الله قال والعرب تقول خادَعْت فلاناً إذا كنت تَرُوم خَدْعه وعلى هذا يوجه قوله تعالى يُخادِعون الله وهو خادِعُهم معناه أَنهم يُقدِّرون في أَنفسهم أَنهم يَخْدَعون اللهَ والله هو الخادع لهم أَي المُجازي لهم جَزاءَ خِداعِهم قال شمر روي بيت الراعي وخادَعَ المَجْدَ أَقْوامٌ لهم وَرَقٌ راح العِضاهُ به والعِرْقُ مَدْخُول قال خادَعَ ترك ورواه أَبو عمرو خادَع الحَمْد وفسره أَي ترك الحمدَ أَنهم ليسوا من أَهله وقيل في قوله يُخادعون الله أَي يُخادعون أَولياء الله وخدعته ظَفِرْت به وقيل يخادعون في الآية بمعنى يخدعون بدلالة ما أَنشده أَبو زيد وخادَعْت المَنِيَّةَ عنكَ سِرّاً أَلا ترى أَن المنيَّة لا يكون منها خداع ؟ وكذلك قوله وما يخادعون إلاّ أَنفسهم يكون على لفظ فاعَل وإن لم يكن الفعل إلاّ من واحد كما كان الأوَّل كذلك وإذا كانوا قد استجازُوا لتشاكُلِ الأَلفاظ أَن يُجْزوا على الثاني ما لا يصح في المعنى طلباً للتشاكل فأَنْ يَلْزَم ذلك ويُحافَظَ عليه فيما يصح به المعنى أَجْدَرُ نحو قوله أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ علينا فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلِينا وفي التنزيل فمن اعْتَدَى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم والثاني قِصاص ليس بعُدْوان وقيل الخَدْع والخَدِيعة المصدر والخِدْعُ والخِداعُ الاسم وقيل الخَدِيعَةُ الاسم ويقال هو يَتخادَعُ أَي يُري ذلك من نفسه وتَخادَع القومُ خدَع بعضُهم بعضاً وتخادع وانْخَدَعَ أَرى أَنه قد خُدع وخَدَعْتُه فانْخَدَع ويقال رجل خَدَّاع وخَدُوعٌ وخُدَعةٌ إِذا كان خَِبّاً والخُدْعةُ ما تَخْدَعُ به ورجل خُدْعة بالتسكين إِذا كان يُخْدَع كثيراً وخُدَعة يَخْدَع الناس كثيراً ورجل خَدَّاعٌ وخَدِعٌ عن اللحياني وخَيْدَعٌ وخَدُوعٌ كثير الخِداعِ وكذلك المرأَة بغير هاء وقوله بِجِزْعٍ من الوادي قَلِيلٍ أَنِيسُه عَفا وتَخَطَّتْه العُيون الخَوادِعُ يعني أَنها تَخْدَع بما تسْتَرِقُه من النظر وفي الحديث الحَرْبُ خَدْعةٌ وخُدْعةٌ والفتح أَفصح وخُدَعةٌ مثل هُمَزة قال ثعلب ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم خَدْعة فمن قال خَدْعة فمعناه من خُدِع فيها خَدْعةً فزَلَّت قدَمُه وعَطِبَ فليس لها إِقالة قال ابن الأَثير وهو أَفصح الروايات وأَصحها ومن قال خُدْعةٌ أَراد هي تُخْدَعُ كما يقال رجل لُعْنةٌ يُلْعَن كثيراً وإِذا خدَعَ القريقين صاحبه في الحرب فكأَنما خُدعت هي ومن قال خُدَعة أَراد أَنها تَخْدَعُ أَهلها كما قال عمرو بن مَعْدِيكرب الحَرْبُ أَوَّلُ ما تكونُ فَتِيَّةً تَسْعَى بِبِزَّتِها لكلِّ جَهُول ورجل مُخَدَّعٌ خُدِع في الحَرْب مرة بعد مرة حتى حَذِقَ وصار مُجَرَّباً والمُخَدَّعُ أَيضاً المُجَرِّبُ للأُمور قال أَبو ذؤَيب فتَنازَلا وتواقَفَتْ خَيْلاهما وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ابن شميل رجل مُخَدَّع أَي مُجَرَّس صاحب دَهاء ومَكر وقد خُدِع وأَنشد أُبايِعُ بَيْعاً من أَرِيبٍ مُخَدَّع وإِنه لذو خُدْعةٍ وذو خُدُعات أَي ذو تجريب للأُمور وبعير به خادِعٌ وخالِعٌ وهو أَن يزول عصَبُه في وَظِيف رجله إِذا برَك وبه خُوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ والخادِعُ أَقل من الخالع والخَيْدع الذي لا يوثَق بمودَّته والخيْدَعُ السَّراب لذلك وغُولٌ خَيْدَعٌ منه وطريق خَيْدَع وخادع جائر مخالف للقصد لا يُفْطَن له قال الطرمَّاح خادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصادُها تُمْسِي وُكُوناً فوقَ آرامِها وطريقٌ خَدُوع تَبِين مرة وتَخْفَى أُخرى قال الشاعر يصف الطريق ومُسْتَكْرَه من دارِسِ الدَّعْس داثِرٍ إِذا غَفَلَتْ عنه العُيونُ خَدُوع والخَدُوع من النوق التي تَدِرُّ مرة وترفع لبنها مرة وماء خادِعٌ لا يُهْتَدَى له وخَدَعْتُ الشيءَ وأَخْدَعْته كتمته وأَخْفَيْته والخَدْع إِخفاءُ الشيء وبه سمي المِخْدَعُ وهو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير وتضم ميمه وتفتح والمِخدع الخِزانة والمُخْدَع ما تحت الجائز الذي يوضع على العرش والعرشُ الحائطُ يُبْنَى بين حائطي البيت لا يبلغ به أَقْصاه ثم يوضع الجائز من طَرف العَرْش الداخل إِلى أَقْصى البيت ويُسْقف به قال سيبويه لم يأْت مُفْعل اسماً إِلا المُخْدَع وما سواه صفة والمَخْدَع والمِخْدَع لغة في المُخْدع قال وأَصله الضم إِلا أَنهم كسروه اسْتِثقالاً وحكى الفتح أَبو سليمان الغَنَويّ واختلف في الفتح والكسر القَنانيّ وأَبو شَنْبَل ففتح أَحدُهما وكسر الآخر وبيت الأَخطل صَهْباء قد كَلِفَتْ من طُول ما حُبِستْ في مخْدَعٍ بين جَنَّاتٍ وأَنهارِ يروى بالوجوه الثلاثة والخِداعُ المَنْع والخِداعُ الحِيلة وخدَع الضَّبُّ يخْدَع خَدْعاً وانْخَدع اسْتَرْوَح رِيحَ الإِنسانِ فدَخل في جُحْره لئلاّ يُحْتَرَشَ وقال أَبو العَمَيْثل خدَع الضبُّ إِذا دخل في وِجاره مُلتوياً وكذلك الظبيُ في كِناسه وهو في الضبّ أَكثر قال الفارسي قال أَبو زيد وقالوا إِنك لأَخْدَع من ضَبّ حَرَشْتَه ومعنى الحَرْش أَن يَمسح الرجلُ على فم جُحْر الضب يتسمَّع الصوت فربما أَقبل وهو يرى أَن ذلك حية وربما أَرْوَحَ ريح الإِنسان فخَدَعَ في جُحره ولم يخرج وأَنشد الفارسي ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ منهمُ بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادِع حُلْوُ الخَلا حُلْوُ الكلامِ وضب خَدِعٌ أَي مُراوِغٌ وفي المثل أَخْدَعُ من ضب حَرَشْتَه وهو من قولك خَدَعَ مني فلان إِذا توارى ولم يَظْهَر وقال ابن الأَعرابي يقال أَخْدَعُ من ضب إِذا كان لا يُقدر عليه من الخَدْع قال ومثله جعل المَخادِعَ للخِداعِ يُعِدُّها مما تُطِيفُ ببابِه الطُّلاَّبُ والعرب تقول إِنه لضَبُّ كَلَدةٍ لا يُدْرَك حَفْراً ولا يُؤخَذُ مُذَنِّباً الكَلَدةُ المكانُ الصُّلْب الذي لا يَعمل فيه المِحْفار يضرب للرجل الدَّاهيةِ الذي لا يُدْرك ما عنده وخدَع الثعلبُ إِذا أَخذ في الرَّوَغانِ وخدَع الشيءُ خَدْعاً فسَد وخدَع الرِّيقُ خَدْعاً نقَص وإِذا نقَص خَثُرَ وإِذا خثر أَنْتَنَ قال سويد بن أَبي كاهل يصف ثغْر امرأَة أَبْيَضُ اللَّوْنِ لَذِيذٌ طَعْمُه طيِّبُ الرِّيقِ إِذا الرِّيقُ خَدَعْ لأَنه يَغْلُظ وقت السَّحَر فيَيْبَس ويُنْتِنُ ابن الأَعرابي خدَعَ الريقُ أَي فسَد والخادِعُ الفاسد من الطعام وغيره قال أَبو بكر فتأْويل قوله يخادعون الله وهو خادِعُهم يُفسدون ما يُظهرون من الإِيمان بما يُضمرون من الكفر كما أَفسد اللهُ نِعمَهم بأَن أَصدرهم إِلى عذاب النار قال ابن الأَعرابي الخَدْعُ منع الحقّ والخَتْمُ مَنْع القلب من الإِيمان وخدَعَ الرجلُ أَعطى ثم أَمسك يقال كان فلان يُعطي ثم خدَع أَي أَمسَك ومنَعَ وخدَع الزمانُ خَدْعاً قَلَّ مطَرُه وفي الحديث رَفَع رجل إِلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما أَهَمَّه من قَحْطِ المطر فقال قَحَط السَّحابُ وخَدَعتِ الضِّبابُ وجاعتِ الأَعْراب خدَعَت أَي اسْتَترتْ وتَغَيَّبَتْ في جِحرَتها قال الفارسي وأَما قوله في الحديث إِنَّ قبْل الدَّجّال سِنِينَ خَدَّاعةً فيرون أَنّ معناه ناقصة الزكاة قليلة المطر وقيل قليلة الزَّكاء والرَّيْع من قولهم خدَعَ الزمانُ قلّ مطره وأَنشد الفارسي وأَصبحَ الدهْرُ ذو العلاَّتِ قد خَدَعا وهذا التفسير أَقرب إِلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في قوله سِنين خدَّاعة يريد التي يَقِلُّ فيها الغيْث ويَعُمُّ بها المَحْلُ وقال ابن الأَثير في قوله يكون قبل الساعة سِنُون خدَّاعة أَي تكثر فيها الأَمطار ويقل الرَّيْع فذلك خِداعُها لأَنها تُطمِعُهم في الخِصْب بالمطر ثم تُخْلِف وقيل الخَدَّاعة القليلة المطر من خَدَع الريقُ إِذا جَفَّ وقال شمر السِّنون الخَوادِعُ القليلة الخير الفواسدُ ودينار خادِعٌ أَي ناقصٌ وخدَع خيرُ الرجل قلّ وخدع الرجلُ قلّ مالُه وخدَع الرجلُ خَدْعاً تخلَّق بغير خُلُقِه وخُلُقٌ خادِعٌ أَي مُتلوِّن وخلُق فلان خادِعٌ إِذا تَخَلَّق بغير خُلُقه وفلان خادِعُ الرأْي إِذا كان مُتلوِّناً لا يثبُت على رأْي واحد وخدَع الدهْر إِذا تلوَّن وخدَعتِ العينُ خَدْعاً لم تَنم وما خَدَعتْ بعَيْنه نَعْسةٌ تَخْدَعُ أَي ما مَرَّت بها قال المُمَزّق العَبْدي أَرِقْتُ فلم تَخْدَعْ بعَيْنَيَّ نَعْسَةٌ ومَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بُدَّ يَأْرَقُ أَي لم تدخل بعَيْنيَّ نعْسة وأَراد ومن يلق ما لاقيت يأْرَقُ لا بدّ أَي لا بدّ له من الأَرَقِ وخدَعَت عينُ الرجل غارَتْ هذه عن اللحياني وخَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً وانخدعت كسَدَت الأَخيرة عن اللحياني وكلُّ كاسدٍ خادِعٌ وخادَعْتُه كاسَدْتُه وخدَعتِ السوقُ قامت فكأَنه ضِدّه ويقال سُوقهم خادِعةٌ أَي مختلفة مُتلوِّنة قال أَبو الدينار في حديثه السوق خادعةٌ أَي كاسدة قال ويقال السوق خادعة إِذا لم يُقدر على الشيء إِلا بغَلاء قال الفراء بنو أَسد يقولون إِنَّ السعْر لمُخادِع وقد خدَع إِذا ارتفع وغَلا والخَدْعُ حَبْس الماشِية والدوابّ على غير مَرْعًى ولا عَلَفٍ عن كراع ورجُل مُخدَّع خُدِع مراراً وقيل في قول الشاعر سَمْح اليَمِين إِذا أَرَدْتَ يَمِينَه بسَفارةِ السُّفَراء غَيْر مُخَدَّعِ أَراد غير مَخْدُوع وقد روى جِدّ مُخَدَّع أَي أَنه مُجَرَّب والأَكثر في مثل هذا أَن يكون بعد صفة من لفظ المضاف إِليه كقولهم أَنت عالِمٌ جِدُّ عالم والأَخْدَعُ عِرْق في موضع المِحْجَمتين وهما أَخدعان والأَخْدَعانِ عِرْقان خَفِيّانِ في موضع الحِجامة من العُنق وربما وقعت الشَّرْطةُ على أَحدهما فيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد وفي الحديث أَنه احْتَجَمَ على الأَخْدَعَين والكاهِل الأَخدعانِ عرقان في جَانِبَي العُنق قد خَفِيا وبَطَنا والأَخادِعُ الجمع وقال اللحياني هما عِرقان في الرقبة وقيل الأَخدعانِ الوَدَجانِ ورجل مَخْدُوع قُطِع أَخْدَعُه ورجلٌ شديدُ الأَخْدَع أَي شديدُ موضع الأَخدع وقيل شديد الأَخْدعِ وكذلك شديدُ الأَبْهَر وأَمّا قولهم عن الفَرس إِنه لشَديد النَّسا فيراد بذلك النَّسا نفسُه لأَنَّ النَّسا إِذا كان قصيراً كان أَشدَّ للرِّجْل وإِذا كان طويلاً اسْترخَت الرّجْل ورجل شديد الأَخْدَع مُمتنِع أَبِيّ ولَيِّنُ الأَخْدَعِ بخلاف ذلك وخَدَعَه يَخْدَعُه خَدْعاً قطع أَخْدَعَيْه وهو مَخْدُوعٌ وخَدَعَ ثوبَه خَدْعاً وخُدْعاً ثناه هذه عن اللحياني والخُدْعةُ قبيلة من تَمِيم قال ابن الأَعرابي الخُدَعةُ رَبيعة بن كَعْب بن زيدِ مَناةَ بن تميم وأَنشد غيره في هذه القبيلة من تميم أَذُودُ عن حَوْضِه ويَدْفَعُنِي يا قَوْمِ مَن عاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ ؟ وخَدْعةُ اسم رجل وقيل اسم ناقة كان نَسَب بها ذلك الرجل عنه أَيضاً وأَنشد أَسِير بِشَكْوَتِي وأَحُلُّ وحْدِي وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعةَ في السَّماعِ قال وإِنما سمي الرجل خَدْعةَ بها وذلك لإِكثاره من ذكرها وإِشادَته بها قال ابن بري رحمه الله أَهمل الجوهري في هذا الفصل الخَيْدَعَ وهو السِّنَّوْرُ

خذع
الخَذَعُ القَطْعُ خَذَّعْته بالسيف تَخْذِيعاً إِذا قطَعْته والخَذْع قَطعٌ وتَحْزِيزٌ في اللحم أَو في شيء لا صَلابةَ له مثل القَرْعة تُخْذَعُ بالسّكين ولا يكون قَطعاً في عَظم أَو في شيء صُلب وخَذعَ اللحمَ خذْعاً شَرَّحَه وقيل خذعَ اللحمَ والشحْمَ يخذَعُه خَذْعاً وخَذَّعه حَزَّز مواضع منه في غير عَظْم ولا صلابة كما يُفعل بالجَنْب عند الشِّواء وكذلك القِثّاء والقَرْعُ ونحوهما والمُخَذَّعُ المُقَطَّعُ وفي الحديث فخَذَعه بالسيف الخَذْعُ تَحزيزُ اللحم وتَقْطيعُه من غير بَيْنونة كالتشريح وقد تَخَذَّع والخَذْعة والخُذْعونة القِطْعةُ من القرع ونحوه ومن روى بيت أَبي ذؤيب وكلاهُما بطَلُ اللِّقاء مُخَذَّع بالذال المعجمة أَي مضروب بالسيف أَراد أَنه قد قُطِع في مواضعَ منه لطول اعتيادِه الحربَ ومعاودَته لها قد جُرحَ فيها جَرْحاً بعد جَرْح كأَنه مُشَطَّب بالسيوف ومن رواه مُخَدَّعٌ بالدال المهملة فقد تقدّم وقيل المُخَذَّع المقطَّع بالسيوف وقول رؤبة كأَنه حامِلُ جَنْبٍ أَخْذَعا معناه أَنه خُذِعَ لحمُ جنبه فتَدَلَّى عنه ابن الأَعرابي يقال للشواء المُخَذَّعُ والمُغَلَّس
( * قوله « المغلس » كذا في الأصل بالغين المعجمة وفي شرح القاموس بالفاء ولعل الصواب معلس بالعين المهملة ) والوَزِيمُ والخَذَعُ المَيَلُ قال أَبو حنيفة المُخَذَّعُ من النبات ما أُكل أَعلاه والخَذِيعةُ طعام يُتَّخذ من اللحم بالشام

خذرع
الخَذْرَعةُ السُّرعةُ

خرع
الخَرَعُ بالتحريك والخَراعةُ الرخاوةُ في الشيء خَرِعَ خَرَعاً وخَراعةً فهو خَرِعٌ وخَرِيعٌ ومنه قيل لهذه الشجرة الخِرْوَع لرَخاوته وهي شجرة تَحْمل حَبًّا كأَنه بيضُ العصافِير يسمى السِّمْسم الهندي مشتق من التَّخرُّعِ وقيل الخِرْوَعُ كل نبات قَصيفٍ رَيّانَ من شجر أَو عُشْب وكلّ ضعيفٍ رِخْو خَرِعٌ وخَرِيعٌ قال رؤبة لا خَرِعَ العظْمِ ولا مُوَصَّما وقال أَبو عمرو الخَرِيعُ الضعيف قال الأَصمعي وكلّ نَبْتٍ ضعيفٍ يتثنى خِرْوَعٌ أَيَّ نَبت كان قال الشاعر تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ كأَنّه تعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْر ولم يجئ على وزن خِرْوَعٍ إِلاَّ عِتْوَدٌ وهو اسم وادٍ ولهذا قيل للمرأَة الليِّنةِ الحسْناء خَرِيعٌ وكذلك يقال للمرأَة الشابّة الناعمة اللينة وتَخَرَّع وانخرَع استرْخَى وضَعُفَ ولان وضَعُف الخوّار والخَرَعُ لينُ المَفاصِل وشَفة خَرِيعٌ ليّنةٌ ويقال لِمِشْفَرِ البعير إِذا تدلَّى خَرِيعٌ قال الطرمّاح خَرِيعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحِي كأَخْلاقِ الغَرِيفةِ ذي غُضونِ
( * قوله « ذي غضون » كذا في الأصل والصحاح أَيضا في عدة مواضع وقال شارح القاموس في مادة غرف قال الصاغاني كذا وقع في النسخ ذي غضون والرواية ذا غضون منصوب بما قبله )
وانخَرَعَت كَتِفُه لغة في انْخَلَعَت وانْخَرَعَت أَعضاء البعير وتخرَّعت زالت عن موضعها قال العجاج ومَن هَمَزْنا عِزَّه تخرَّعا وفي حديث يحيى بن كثير أَنه قال لا يُجزئ في الصدقة الخَرِعُ وهو الفَصِيل الضعيف وقيل هو الصغير الذي يَرْضَع وكلُّ ضعيف خرِعٌ وانخرع الرجل ضعف وانكسر وانخرَعْتُ له لِنْتُ وفي حديث أَبي سعيد الخدري لو سمع أَحدكم ضَغْطةَ القبر لخَرِعَ أَو لَجَزِعَ قال ابن الأَثير أَي دَهِشَ وضعُف وانكسر والخَرَعُ الدَّهَشُ وقد خَرِعَ خَرَعاً أَي دَهِشَ وفي حديث أَبي طالب لولا أَنَّ قريشاً تقول أَدركه الخَرَعُ لقلتها ويروى بالجيم والزاي وهو الخَوْف قال ثعلب إِنما هو الخَرَعُ بالخاء والراء والخَرِيعُ الغُصْن في بعض اللغات لنَعمَتِه وتَثَنِّيه وغُصْنٌ خَرِعٌ لَيِّنٌ ناعِمٌ قال الراعي يذكر ماء مُعانِقاً ساقَ رَيّا ساقُها خَرِع والخَرِيعُ من النساء الناعمةُ والجمع خُورعٌ وخَرائعُ حكاهما ابن الأَعرابي وقيل الخَرِيعُ والخَرِيعةُ المتكسرة التي لا تَرُدّ يدَ لامِس كأَنها تَتخَرَّع له قال يصف راحلته تَمْشِي أَمامَ العِيسِ وهي فيها مَشْيَ الخَرِيعِ تركَتْ بَنِيها وكلُّ سرِيع الانكِسارِ خَرِيعٌ وقيل الخَرِيعُ الناعمةُ مع فُجور وقيل الفاجِرةُ من النساء وقد ذهب بعضهم بالمرأَة الخَرِيع إِلى الفُجور قال الراجز إِذا الخَرِيعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمهْ يَؤُرُّها فَحْلٌ شَدِيدُ الصُّمَمهْ وقال كثير وفيهنَّ أَشْباهُ المَها رَعَتِ المَلا نَواعمُ بِيضٌ في الهَوَى غَيْرُ خُرَّعِ وإِنما نفى عنها المَقابِحَ لا المَحاسِن أَراد غير فواجِرَ وأَنكر الأَصمعي أَن تكون الفاجِرةَ وقال هي التي تََثنَّى من اللِّين وأَنشد لعُتَيْبةَ بن مِرْداس في صفة مِشْفر بعير تَكُفُّ شبا الأَنيابِ عنها بِمشْفَرٍ خَرِيعٍ كسِبْتِ الأَحْوريّ المُخَصَّرِ وقيل هي الماجِنةُ المَرِحةُ والخَراوِيعُ من النساء الحِسان وامرأَة خِرْوعةٌ حسَنةٌ رَخْصةٌ لَيِّنةٌ وقال أَبو النجم فهي تَمَطَّى في شَبابٍ خِرْوَعِ والخَرِيعُ المُرِيبُ لأَن المُريب خائف فكأَنه خَوَّارٌ قال خَريع متى يَمْشِ الخَبيثُ بأَرضِه فإِنَّ الحَلالَ لا مَحالةَ ذائِقُهْ والخَراعةُ لغة في الخَلاعة وهي الدَّعارةُ قال ابن بري شاهده قول ثعلبة بن أَوْس الكلابي إِنْ تُشْبِهيني تُشْبِهي مُخَرَّعا خَراعةً مِنِّي ودِيناً أَخْضَعا لا تَصْلُح الخَوْدُ عليهنَّ مَعا ورجل مُخَرّع ذاهب في الباطل واخْتَرع فلان الباطل إِذا اخترقه والخَرْعُ الشقُّ وخَرَعَ الجلدَ والثوبَ يَخْرَعه خَرْعاً فانْخرع شقّه فانشقَّ وانْخَرَعتِ القَناةُ إِذا انشقَّتْ وخَرَعَ أُذنَ الشاةِ خَرْعاً كذلك وقيل هو شقُّها في الوسط واخْتَرَع الشيء اقتَطَعه واخْتَزَلَه وهو من ذلك لأَن الشقَّ قطع والاختِراعُ والاخْتِزاعُ الخِيانةُ والأَخذُ من المالِ والاختِراعُ الاستِهلاكُ وفي الحديث يُنْفَقُ على المُغيبةِ من مال زوجها ما لم تَخترِعْ مالَه أَي ما لم تَقْتَطِعْه وتأْخذه وقال أَبو سعيد الاختراعُ ههنا الخيانة وليس بخارج من معنى القَطْع وحكى ذلك الهروي في الغريبين ويقال اخْترعَ فلان عوداً من الشجرة إِذا كسرها واخْترعَ الشيء ارْتَجَلَه وقيل اخْترعه اشتقَّه ويقال أَنشأَه وابْتَدَعه والاسم الخِرْعةُ ابن الأَعرابي خَرِعَ الرجل إِذا استرخَى رأْيُه بعد قُوَّة وضَعُف جسمه بعد صَلابة والخُراعُ داء يُصيب البعير فيَسْقُط ميتاً ولم يَخُصّ ابن الأَعرابي به بعيراً ولا غيره إِنما قال الخُراعُ أَن يكون صحيحاً فيقع ميِّتاً والخُراعُ الجُنون وقد خُرِعَ فيهما وربما خُصَّ به الناقةُ فقيل الخُراعُ جُنون الناقة يقال ناقة مَخْروعة الكسائي من أَدواء الإِبل الخُراعُ وهو جُنونُها وناقة مَخْروعةٌ وقال غيره خَرِيعٌ ومَخْروعةٌ وهي التي أَصابها خُراع وهو انقطاع في ظهرها فَتُصبِح باركةً لا تقوم قال وهو مَرض يُفاجئُها فإِذا هي مَخروعةٌ وقال شمر الجُنونُ والطَّوَفانُ والثَّوَلُ والخُراعُ واحد قال ابن بري وحكى ابن الأَعرابي أَن الخُراعَ يُصِيبُ الإِبل إِذا رَعَتِ النَّدِيّ في الدَّمَن والحُشوش وأَنشد لرجل هجا رجلاً بالجَهْل وقلة المعرفة أَبُوك الذي أُخْبرْتُ يَحْبِسُ خَيْلَه حِذارَ النَّدَى حتى يَجِفَّ لها البَقْلُ وصفَه بالجهل لأَنَّ الخيل لا يَضُرُّها الندى إِنما يَضرّ الإِبل والغنم والخَرِيعُ والخِرِّيعُ العُصْفُر وقيل شجرةٌ وثوب مُخَرَّع مَصْبوغ بالخَرِيع وهو العُصْفر وابن الخَرِيع أَحَدُ فُرْسان العرب وشُعرائها وخَرِعَت النخلة أَي ذهَب كَرَبُها

خرفع
الخُرْفُع والخِرْفِع والخِرْفُع بكسر الخاء وضم الفاء الأَخيرة عن ابن جني القُطْنُ وقيل هو القطن الذي يَفْسُد في بَراعِيمه وقيل هو ثَمَر العُشَر وله جلدة رَقيقة إِذا انشقَّت عنه ظهر منه مِثلُ القُطْنِ قال ابن مقيل يَعْتادُ خَيْشُومَها من فَرْطِها زَبَدٌ كأَنَّ بالأَنْفِ منها خُرْفُعاً خَشِفَا هكذا أَورده ابن سيده وأَورده ابن بري في أَمالِيه شاهداً على الخُرْفُع جَنَى العُشَر يَضْحَى على خَطْمِها من فرطها زبد كأَن بالرأْسِ منها خُرْفُعاً نُدِفا قال أَبو عمرو الخُرْفُع ما يكون في جِراء العُشَر وهو حِرَّاقُ الأَعراب الأَزهري ويقال للقُطْن المَنْدُوف خرفع وأَنشد ابن بري للراجز أَتَحْمِلُون بَعْدِيَ السُّيوفا أَم تَغْزِلُون الخُرْفُعَ المَنْدُوفا ؟

خزع
خَزَعَ عن أَصحابه يَخْزَعُ خَزْعاً وتَخَزَّع تَخَلَّف عنهم في مسِيرهم وخَزَع عنهم إِذا كان معهم في مسير فخنَسَ عنهم وسميت خُزاعةُ بهذا الاسم لأَنهم لما ساروا مع قومهم من مأْرِب فانتهوا إِلى مكة تَخَزَّعوا عنهم فأَقاموا وسار الآخرون إِلى الشام وقال ابن الكلبي إِنما سموا خُزاعة لأَنهم انخزعوا من قومهم حين أَقبلوا من مأْرب فنزلوا ظهر مكة وقيل خُزاعةُ حَيّ من الأَزْد مشتق من ذلك لتخلفهم عن قومهم وسموا بذلك لأَنّ الأَزْد لما خرجت من مكة لتَتَفَرَّق في البلاد تَخلَّفت عنهم خُزاعة وأَقامت بها قال حسان بن ثابت فَلما هَبَطْنا بَطْنَ مَرٍّ تَخَزَّعتْ خُزاعةُ عنا في حُلُولٍ كَراكِرِ وهم بنو عَمْرو بن رَبيعة وهو لُحَيّ بن حارثة فإِنه أَوَّل من بَحَّر البحائر وغيَّر دين إِبراهيم وخَزَعْتُ الشيءَ خَزْعاً فانْخَزَع كقولك قطعته فانْقَطع وخَزَّعْتُه قَطَّعْتُه وخَزَّعْتُ اللحم تَخْزِيعاً قَطَّعْتُه قِطَعاً وهذه خِزْعةُ لحم تَخَزَّعْتُها من الجَزُور أَي اقْتَطَعْتها وفي حديث أَنس في الأُضحية فَتَوَزَّعُوها وتَخَزَّعُوها أَي فرَّقُوها وتَخَزَّعنا الشيء بيننا أَي اقتسمناه قِطَعاً ورجل خَزُوع مِخْزاعٌ يَخْتَزِل أَموالَ الناس واخْتَزَعْته عن القوم واخْتَزَلْتُه أَي قطعته عنهم وخَزَّعني ظَلَعٌ في رِجلي تخزيعاً أَي قطعني عن المشي ويقال به خَزْعةٌ وبه خَمْعة وبه خَزْلة وبه قَزْلة إِذا كان يَظلَعُ من إِحدى رجليه ورجل خُزَعة مثال هُمَزة أَي عُوَقةٌ وانخزَع الحبْلُ انْقطع وقيل انقطع من نِصفه ولا يقال ذلك إِذا انقطع من طرفه واخْتَرَع فلاناً عِرْقُ سَوْء واخْتَزَلَه إِذا اقْتطعَه دون المَكارِم وقعَد به قال أَبو عيسى يبلغ الرجلَ عن مملوكه بعضُ ما يكره فيقول ما يزال خُزْعةٌ خَزَعَه أَي شيء سَنَحَه أَي عدَله وصرَفه والخَوْزَعةُ رملة تنقطع من مُعْظم الرَّمل وانخزَع العُود انكسر بقِصْدَتَيْن وانخزَع مَتْنُ الرجل انْحَنى من كِبَرٍ وضَعْفٍ والخَوْزَعُ العجوز وأَنشد وقد أَتَتْني خَوْزَعٌ لم تَرْقُدِ فَحَذَفَتْني حَذْفةَ التَّقَصُّدِ وخزَعَ منه شيئاً خَزْعاً واختزَعَه وتَخَزَّعَه أَخذه والمُخَزَّعُ الكثير الاختلاف في أَخلاقه قال ثعلبة ابن أَوس الكلابي قد راهَقَت بِنْتِيَ أَن تَرَعْرَعا إِنْ تُشْبِهِينِي تُشْبِهِي مُخَزَّعا
( * ورد هذا البيت في مادة « خرع » وفيه مُخرَّعاً بدل مُخزَّعا )
خَراعةً مني وَدِيناً أَخْضَعا لا تَصْلُحُ الخَوْدُ عليهنَّ مَعا وفي الحديث أَن كعب بن الأَشرف عاهَد النبي صلى الله عليه وسلم أَن لا يُقاتِلَه ولا يُعِينَ عليه ثم غدَرَ فخزَعَ منه هِجاؤه له فأَمر بقتله الخَزْعُ القَطْع وخَزَع منه كقولك نالَ منه ووضع منه قال ابن الأَثير والهاء في منه للنبي صلى الله عليه وسلم ويجوز أَن تكون لكعب ويكون المعنى أَن هِجاءَه إِياه قطَع منه عَهْدَه وذِمَّته

خشع
خَشَع يَخْشَعُ خُشوعاً واخْتَشَع وتَخَشَّعَ رمى ببصره نحو الأَرض وغَضَّه وخفَضَ صوته وقوم خُشَّع مُتَخَشِّعُون وخشَع بصرُه انكسر ولا يقال اخْتَشع قال ذو الرمة تَجَلَّى السُّرى عن كلِّ خِرْقٍ كأَنه صَفِيحةُ سَيْفٍ طَرْفُه غيرُ خاشِع واخْتشعَ إِذا طأْطأَ صَدْرَه وتواضع وقيل الخُشوع قريب من الخُضوع إِلا أَنّ الخُضوع في البدن وهو الإِقْرار بالاستِخْذاء والخُشوعَ في البدَن والصوْت والبصر كقوله تعالى خاشِعةً أَبصارُهم وخَشَعتِ الأَصواتُ للرحمن وقرئ خاشِعاً أَبصارُهم قال الزجاج نصب خاشعاً على الحال المعنى يخرجون من الأَجْداث خُشَّعاً قال ومَن قرأَ خاشِعاً فعلى أَنّ لك في أَسماء الفاعلين إِذا تقدمت على الجماعة التوحيد نحو خاشِعاً أَبصارُهم ولك التوحيدُ والتأْنِيثُ لتأْنِيث الجَماعةِ كقولك خاشعةً أَبصارهم قال ولك الجمع خُشَّعاً أَبصارُهم تقول مررتُ بشُبّان حَسَنٍ أَوْجُهُهم وحِسانٍ أَوجُههم وحسَنةٍ أَوجهُهم وأَنشد وشَبابٍ حَسَنٍ أَوجُهُهُم منْ إِيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ وقوله وخشَعتِ الأَصوات للرحمن أَي سكنت وكلُّ ساكنٍ خاضعٍ خاشعٌ وفي حديث جابر أَنه صلى الله عليه وسلم أَقبل علينا فقال أَيُّكم يُحِب أَن يُعْرِضَ الله عنه ؟ قال فخَشَعْنا أَي خَشِينا وخضَعْنا قال ابن الأَثير والخُشوع في الصوت والبصَر كالخُضوع في البدَن قال وهكذا جاء في كتاب أَبي موسى والذي جاء في كتاب مسلم فجَشِعْنا بالجيم وشرحه الحميدي في غريبه فقال الجَشَعُ الفَزَعُ والخَوْفُ والتخشُّع نحو التضرُّعِ والخشُوعُ الخضُوعُ والخاشع الراكع في بعض اللغات والتخشُّعُ تَكلُّف الخُشوع والتخشُّعُ لله الإِخْباتُ والتذلُّلُ والخُشْعةُ قُفٌّ غَلبت عليه السُّهولةُ والخُشْعةُ مثال الصُّبْرة أَكَمةٌ مُتواضِعةٌ وفي الحديث كانت الكعبة خُشْعةً على الماء فَدُحِيَت الأَرضُ من تَحْتِها قال ابن الأَثير الخُشْعةُ أَكَمةٌ لاطِئةٌ بالأَرض والجمع خُشَعٌ وقيل هو ما غَلَبت عليه السُّهولة أَي ليس بحجر ولا طين ويروى خَشَفة بالخاء والفاء والعرب تقول للجَثَمة اللاطئة بالأَرض هي الخُشْعة وجمعها خُشَعٌ وقال أَبو زبيد
( * قوله « وقال أبو زبيد » أي يصف صروف الدهر وقوله الاوداة يريد الاودية فقلب أفاده شرح القاموس )
جازِعات إِليهمُ خُشَعَ الأَوْ داةِ قُوتاً تُسْقَى ضَياحَ المَدِيدِ ويروى خُشَّعَ الأَوْداة جمع خاشِعٍ ابن الأَعرابي الخُشْعةُ الأَكمةُ وهي الجَثَمةُ والسَّرْوعةُ والقائدةُ وأَكمة خاشِعة مُلْتَزِقة لاطئة بالأَرض والخاشِعُ من الأَرض الذي تُثِيره الرّياح لسُهولته فتمحو آثارَه وقال الزجاج وقوله تعالى ومن آياته أَنك ترى الأَرض خاشعة قال الخاشِعة المتَغَبّرة المُتَهَشِّمة وأَراد المُتهشِّمةَ النبات وبَلْدةٌ خاشعة أَي مُغْبَرّة لا مَنْزِل بها وإِذا يَبِست الأَرض ولم تُمْطَر قيل قد خَشَعَت قال تعالى وترى الأَرض خاشعة فإِذا أَنزلنا عليها الماء اهْتَزّتْ وربَتْ والعرب تقول رأَينا أَرض بني فلان خاشِعةً هامِدة ما فيها خَضْراء ويقال مكان خاشِعٌ وخَشَعَ سَنامُ البعير إِذا أُنْضِيَ فذهب شَحْمه وتَطأْطأَ شَرَفُه وجِدار خاشعٌ إِذا تَداعَى واستوى مع الأَرض قال النابغة ونُؤْيٌ كَجِذْم الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ وخَشَعَ خَراشِيَّ صدْره رمَى بُزاقاً لَزِجاً قال ابن دريد وخَشَعَ الرَّجلُ خَراشِيَّ صدْرِه إِذا رمَى بها ويقال خَشَعَت الشمسُ وخَسَفَت وكَسَفَت بمعنى واحد وقال أَبو صالح الكلابي خُشوعُ الكواكِب إِذا غارَت وكادت تَغِيب في مَغِيبها وأَنشد بَدْر تَكادُ له الكواكب تَخْشَعُ وقال أَبو عدنان خشعت الكواكب إِذا دنت من المَغِيب وخضَعَت أَيدي الكواكب أَي مالت لتَغِيب والخِشْعةُ الذي يُبْقر عنه بطْن أُمه قال ابن بري قال ابن خالويه والخِشْعة ولد البَقِير والبقيرُ المرأَة تموت وفي بطنها ولد حيّ فَيُبْقَر بطنُها ويُخرج وكان بكير بن عبد العزيز خِشْعة ورأَيت في حاشية نسخة موثوق بها من أَمالي الشيخ ابن بري قال الحطيئة يمدح خارِجةَ بن حِصْن بن حُذَيفةَ بن بَدْر وقد عَلِمَتْ خيْلُ ابنِ خِشْعةَ أَنها متى تَلْقَ يَوْماً ذا جِلادٍ تُجالِدِ خِشْعةُ أُم خارجةَ وهي البَقِيرةُ كانت ماتت وهو في بطنها يَرْتَكِم فبُقِر بطنُها فسميت البَقِيرةَ وسمي خارجةَ لأَنهم أَخرجوه من بطنها

خضع
الخُضُوع التواضُع والتَّطامُن خَضَع يَخْضَع خَضْعاً وخُضُوعاً واخْتَضَع ذلّ ورجل أَخْضَعُ وامرأَة خَضْعاء وهما الرَّاضِيانِ بالذلّ وأَخْضَعَتْني إِليك الحاجةُ ورجل خيْضَعٌ قال العجاج وصِرْت عَبْداً للبَعوضِ أَخْضَعا تَمَصُّني مَصَّ الصَّبيِّ المُرْضِعا وفي حديث اسْتِراق السمْعِ خُضْعاناً لقوله الخُضْعانُ مصدر خَضَعَ يَخْضَعُ خُضُوعاً وخُضْعاناً كالغُفران والكُفْران ويروى بالكسر كالوِجدانِ ويجوز أَن يكون جمع خاضِع وفي رواية خُضَّعاً لقوله جمع خاضِع وخَضَعَ الرَّجلُ وأَخْضَع أَلان كَلِمه للمرأَة وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن رجلاً في زمانه مرَّ برجل وامرأَة قد خَضعا بينهما حديثاً فضَربه حتى شَجَّه فرُفِع إِلى عمر رضي الله عنه فأَهْدَره أَي ليَّنا بينهما الحديثَ وتكلما بما يُطْمِعُ كلاًّ منهما في الآخر والعرب تقول اللهم إِني أَعُوذ بك من الخُنُوع والخُضُوع فالخانِعُ الذي يدْعو إِلى السوأَة والخاضِعُ نحوه وقال رؤبة من خالِباتٍ يَخْتَلِبْنَ الخُضَّعا قال ابن الأَعرابي الخُضَّع اللواتي قد خَضَعْن بالقول ومِلْن قال والزجل يُخاضِع المرأَةَ وهي تُخاضِعُه إِذا خَضع لها بكلامه وخضَعت له ويَطْمع فيها ومن هذا قوله ولا تَخْضَعْن بالقول فيطْمَع الذي في قلبه مرض الخُضوع الانْقِيادُ والمُطاوعةُ ويكون لازماً كهذا القول ومتعدياً قال الكميت يصف نساء بالعَفاف إِذْ هُنَّ لا خُضُعُ الحَدِي ثِ ولا تَكَشَّفَتِ المَفاصِلْ وفي الحديث أَنه نهى أَن يَخْضَع الرجل لغير امرأَته أَي يَلِين لها في القول بما يُطْمِعُها منه والخَضَعُ تَطامُن في العنق ودُنُوّ من الرأْس إِلى الأَرض خَضِعَ خَضَعاً فهو أَخْضَعُ بيِّن الخَضَع والأُنثى خَضْعاء وكذلك البعير والفرس وخَضَع الإِنسان خَضْعاً أَمالَ رأْسَه إِلى الأَرض أَو دنا منها والأَخْضعُ الذي في عُنقه خُضُوع وتطامُن خلقة يقال فرس أَخضَعُ بيِّن الخَضَعِ وفي التنزيل فظَلَّت أَعْناقُهم لها خاضِعين قال أَبو عمرو خاضِعين ليست من صفة الأَعناق إِنما هي من صفة الكناية عن القوم الذي في آخر الأَعناق فكأَنه في التمثيل فظلت أَعناق القوم لها خاضعين والقوم في موضع هم وقال الكسائي أَراد فظلت أَعناقُهم خاضِعيها هم كما تقول يدُك باسِطُها تريد أَنت فاكتفَيْتَ بما ابتدأْت من الاسم أَن تُكَرِّره قال الأَزهري وهذا غير ما قاله أَبو عمرو وقال الفراء الأَعناق إِذا خَضَعَت فأَربابها خاضِعُون فجعل الفعل أَوّلاً للأَعْناق ثم جعل خاضِعِين للرِّجال قال وهذا كما تقول خَضَعْت لك فتكتفي من قولك خَضَعَتْ لك رقبتي وقال أَبو إِسحق قال خاضعين وذكَّر الأَعناق لأَن معنى خُضوع الأَعناق هو خضوع أَصحاب الأَعناق لما لم يكن الخُضوع إِلا خُضوع الأَعناق جاز أَن يخبر عن المضاف إِليه كما قال الشاعر رأَتْ مَرَّ السِّنين أَخَذْنَ منِّي كما أَخَذ السِّرارُ من الهِلالِ لما كانت السنون لا تكون إِلا بمَرٍّ أَخْبر عن السنين وإِن كان أَضاف إِليها المرور قال وذكر بعضهم وجهاً آخر قالوا معناه فظلت أَعناقهم لها خاضعين هم وأَضمر هم وأَنشد ترى أَرْباقَهم مُتَقَلِّديها كما صَدِئ الحَدِيدُ عن الكُماةِ قال وهذا لا يجوز مثله في القرآن وهو على بدل الغَلط يجوز في الشعر كأَنه قال ترى أَرْباقَهم ترى مُتَقَلِّديها كأَنه قال ترى قوماً مُتقلدين أَرباقهم قال الأَزهري وهذا الذي قاله الزجاج مذهب الخليل ومذهب سيبويه قال وخَضَع في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً واقعاً تقول خَضَعْتُه فخضَع ومنه قول جرير أَعدَّ الله للشُّعراء مني صَواعِقَ يَخْضَعُون لها الرِّقابا فجعله واقعاً مُتعدّياً ويقال خضَع الرجلُ رقبَته فاخْتَضَعَتْ وخَضَعَتْ قال ذو الرمة يظَلُّ مُخْتَضِعاً يبدو فتُنْكِرُه حالاً ويَسْطَعُ أَحياناً فيَنْتَسِبُ
( * قوله « يظل » سيأتي في سطع فظل )
مُخْتَضِعاً مُطأْطِئ الرأْس والسطُوعُ الانْتصاب ومنه قيل للرجل الأَعْنقِ أَسْطَعُ ومَنْكِب خاضِع وأَخضع مطمئن ونعام خواضِعُ مُمِيلات رؤوسَها إِلى الأَرض في مراعيها وظليم أَخضَع وكذلك الظّباء قال تَوَهَّمْتها يوماً فقُلت لصاحِبي وليس بها إِلاَّ الظِّباء الخَواضِعُ وقوم خُضُعُ الرّقاب جمع خَضُوعٍ أَي خاضِع قال الفرزدق وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزِيدَ رأَيْتَهم خُضُعَ الرِّقاب نَواكِسَ الأَبْصارِ وخَضَعَه الكِبَرُ يخْضَعُه خَضْعاً وخُضوعاً وأَخْضَعه حَناه وخَضَع هو وأَخْضَع أَي انحَنى والأَخْضَع من الرجال الذي فيه جَنَأٌ وقد خَضِعَ يخْضَعُ خَضَعاً فهو أَخْضَعُ وفي حديث الزبير أَنه كان أَخْضَع أَي فيه انحِناء ورجل خُضَعةٌ إِذا كان يخضَع أَقْرانَه ويَقْهَرُهم ورجل خُضَعةٌ مثال هُمَزة يخْضَعُ لكل أَحد وخَضَع النجمُ أَي مال للمَغيب ونبات خَضِعٌ مُتَثنٍّ من النَّعْمةِ كأَنه مُنْحَنٍ قال ابن سيده وهو عندي على النسَب لأَنه لا فِعْلَ له يَصْلُح أَن يكون خَضِعٌ محمولاًعليه ومنه قول أَبي فَقْعس يصف الكَلأَ خَضِعٌ مَضِعٌ ضافٍ رَتِعٌ كذا حكاه ابن جني مضع بالعين المهملة قال أَراد مَضِغٌ فأَبدل العين مكان الغين للسجع أَلا ترى أَن قبله خَضِع وبعده رَتِع ؟ أَبو عمرو الخُضَعة من النخل التي تَنْبُت من النواة لغة بني حنيفة والجمع الخُضَعُ والخَضَعةُ السياط لانصِبابها على مَن تَقَع عليه وقيل الخَضْعةُ والخَضَعة السيوف قال ويقال للسيوف خَضْعة وهي صوت وقْعها وقولهم سمعت للسياط خَضْعةً وللسيوف بَضْعة فالخضْعةُ وقع السياط والبَضْعُ القَطْع قال ابن بري وقيل الخَضْعة أَصوات السيوف والبَضْعةُ أَصوات السياط وقد جاء في الشعر محركاً كما قال أَرْبعةٌ وأَرْبَعهْ اجْتَمَعا بالبَلْقَعَهْ لمالِكِ بنِ بَرْذعهْ وللسيوفِ خَضَعَهْ وللسِّياطِ بَضَعَهْ والخَيْضَعةُ المعركةُ وقيل غُبارها وقيل اختلاط الأَصوات فيها الأَوَّل عن كراع قال لأَن الكُماة يَخْضع بعضها لبعض والخَيضَعةُ حيث يَخْضَعُ الأَقْرانُ بعضُهم لبعض والخَيْضَعةُ صوت القتال والخيضعة البيضة فأَما قول لبيد نحنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَرْبَعَهْ ونحنُ خَيْرُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهْ المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ الضارِبونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ فقيل أَراد البيضة وقيل أَراد الْتِفافَ الأَصوات في الحرب وقيل أَراد الخَضَعةَ من السيوف فزاد الياء هَرَباً من الطّيِّ ويقال لبيضة الحرب الخَيْضَعة والرَّبِيعةُ وأَنكر علي بن حمزة أَن تكون الخَيْضَعة اسماً للبيضة وقال هي اختلاط الأَصوات في الحرب وخَضَعَت أَيدي الكواكب إِذا مالت لتَغيب وقال ابن أَحمر تَكادُ الشمسُ تَخْضَعُ حينَ تَبْدُو لهنَّ وما وُبِدْنَ وما لُحِينا
( * قوله وُبِدْنَ هكذا في الأصل ولم يرد وبَد متعدّياً إلا بعلى حينما يكون بمعنى غضب )
وقال ذو الرمة إِذا جَعَلَتْ أَيْدِي الكَواكِبِ تَخْضَعُ والخَضِيعةُ الصوتُ يُسْمَع من بطنِ الدابة ولا فِعْل لها وقيل هي صوت قُنْبِه وقال ثعلب هو صوت قُنْب الفرس الجَواد وأَنشد لامرئ القيس كأَنَّ خَضِيعةَ بَطْنِ الجَوا دِ وَعْوَعةُ الذِّئب بالفَدْفَدِ وقيل هو صوت الأَجوف منها وقال أَبو زيد هو صوت يخرج من قُنْب الفرَس الحِصان وهو الوَقِيبُ قال ابن بري الخَضِيعةُ والوَقِيبُ الصوت الذي يسمع من بطن الفرس ولا يُعلم ما هو ويقال هو تَقَلْقُل مِقْلَم الفرَس في قُنْبه ويقال لهذا الصوت أَيضاً الذُّعاق وهو غريب والاخْتِضاعُ المَرُّ السريعُ والاختِضاعُ سُرْعةُ سير الفرس عن ابن الأَعرابي وأَنشد في صفة فرس سريعة إِذا اخْتَلَط المَسِيحُ بها توَلَّتْ بِسَوْمي بين جَرْيٍ واخْتِضاعِ
( * قوله « بسومي » كذا بالأصل )
يقول إِذا عَرِقَتْ أَخرجت أَفانِينَ جَرْيِها وخَضَعَتِ الإِبل إِذا جَدَّتْ في سَيرها وقال الكميت خَواضِع في كُلِّ دَيْمومةٍ يَكادُ الظَّلِيمُ بها يَنْحَلُ وإِنما قيل ذلك لأَنها خَضَعتْ أَعناقها حين جَدَّ بها السيْرُ وقال جرير ولقد ذَكَرْتُكِ والمَطِيُّ خَواضِعٌ وكأَنَّهُنَّ قَطا فَلاةٍ مَجْهَلِ ومَخْضَعٌ ومَخْضَعةُ اسمان

خضرع
الخُضارِعُ والمُتَخَضْرِعُ البَخِيلُ المُتَسَمِّحُ وتأْبى شِيمتُه السَّماحةَ وهي الخَضْرعةُ وأَنشد ابن بري خُضارِعٌ رُدَّ إِلى أَخْلاقِه لَمّا نَهَتْه النفْسُ عن أَخْلاقِه

خعع
الخُعْخُعُ ضرب من النبْت قال ابن دريد وليس بثبت وفي التهذيب قال النضر بن شميل في كتاب الأَشجار الخُعْخُع قال وقال أَبو الدُّقَيْش هي كلمة مُعاياة ولا أَصل لها وذكر الأَزهري في ترجمة عهعخ أَنه شجرة يُتداوى بها وبورقها قال وقيل هو الخُعْخُع وقد ترجمت عليه في بابه وروي عن عمرو بن بَحْر أَنه قال خَعَّ الفَهْد يَخِعُّ قال وهو صوت تسمعه من حَلْقه إِذا انْبَهر عند عَدْوِه قال أَبو منصور كأَنه حكاية صوته إِذا انْبَهَرَ ولا أَدري أَهو من توليد الفَهَّادِين أَو مما عَرَفَتْه العرب فتكلَّموا به وأَنا بَريء من عُهْدَتِه

خفع
خفَع يخفَعُ خَفْعاً وخُفوعاً ضَعُف من جُوع أَو مَرَض قال جرير يَمْشون قد نَفَخ الخَزِيرُ بُطونَهم وغَدَوْا وضَيْفُ بني عِقالٍ يَخْفَعُ وقيل خُفِع الرجلُ من الجوع فهو مَخْفُوع وأُورِدَ بيتُ جرير يُخْفَع بضم الياء وكذلك أَورده ابن بري على ما لم يُسمَّ فاعله قال وكذا وجدته في شعره يُخْفَعُ أَي يُصْرَعُ والمَخْفوع المجنون ورجل خَفوعٌ خافِعٌ وانخفَعَت كبِدُه جوعاً تَثَنَّتْ ورَقَّت واسترخت من الجوع وانْخَفَعَت رِئتُه انْشقَّت من داء وفي التهذيب من داء يقال له الخُفاعُ وانْخَفَعَتِ النخلةُ وانخفَعَت وانْقَعَرَتْ وتَجَوَّخَتْ إِذا انْقَلَعَت من أَصلها ورجل خَوْفَعٌ وهو الذي به اكتئاب ووجُوم وكلُّ من ضَعُفَ ووجَم فقد انخفعَ وخُفِعَ وهو الخُفاعُ وخفَع على فراشه وخُفِعَ وانخفَع غُشِيَ عليه أَو كاد يُغْشَى والخَفْعةُ قِطْعة أَدم تُطْرَحُ على مُؤْخرةِ الرَّحْل والخَيْفَعُ اسم

خلع
خَلَعَ الشيءَ يَخْلَعُه خَلْعاً واختَلَعه كنَزَعه إِلا أَنَّ في الخَلْعِ مُهْلة وسَوَّى بعضهم بين الخَلْع والنَّزْعِ وخلَعَ النعلَ والثوبَ والرِّداءَ يَخْلَعُه خَلْعاً جَرَّده والخِلْعةُ من الثياب ما خَلَعْتَه فَطَرَحْتَه على آخر أَو لم تَطْرَحْه وكلُّ ثوب تَخْلَعُه عنك خِلْعةٌ وخَلَع عليه خِلْعةً وفي حديث كعب إِنَّ من تَوْبَتي أَن أَنْخَلِعَ من مالي صَدَقةً أَي أَخرُجَ منه جميعه وأَتَصَدَّقَ به وأُعَرَّى منه كما يُعَرَّى الإِنسانُ إِذا خلعَ ثوبه وخلَع قائدَه خَلْعاً أَذالَه وخلَع الرِّبقةَ عن عُنُقه نقَض عَهْدَه وتَخالَع القومُ نقَضُوا الحِلْفَ والعَهْدَ بينهم وفي الحديث من خَلَعَ يداً من طاعة لَقِيَ اللهَ لا حُجّة له أَي من خرج من طاعةِ سُلْطانِه وعَدا عليه بالشرّ قال ابن الأَثير هو من خَلَعْتُ الثوب إِذا أَلْقَيْتَه عنك شبَّه الطاعة واشتمالَها على الإِنسان به وخصّ اليد لأَن المُعاهَدة والمُعاقَدةَ بها وخلَع دابته يَخْلَعُها خَلْعاً وخَلَّعها أَطْلَقها من قَيْدها وكذلك خَلَع قَيْدَه قال وكلُّ أُناسٍ قارَبوا قيْدَ فَحْلِهم ونحنُ خَلَعْنا قيْدَه فهو سارِبُ وخلَع عِذاره أَلْقاه عن نفسه فعَدا بشَرّ وهو على المَثل بذلك وخلع امرأَته خُلْعاً بالضم وخِلاعاً فاختلَعَت وخالَعَتْه أَزالَها عن نفسه وطلقها على بَذْل منها له فهي خالعٌ والاسم الخُلْعةُ وقد تَخالعا واخْتَلَعَت منه اخْتِلاعاً فهي مخْتلِعةٌ أَنشد ابن الأَعرابي مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ فإِن شفْ فَر مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاعا شَفَّر مالٌ قلَّ قال أَبو منصور خَلَع امرأَتَه وخالَعها إِذا افْتَدَت منه بمالها فطلَّقها وأَبانها من نفسه وسمي ذلك الفِراق خُلْعاً لأَن الله تعالى جعل النساء لباساً للرجال والرجالَ لباساً لهنَّ فقال هنَّ لِباسٌ لكم وأَنتم لباس لهن وهي ضجِيعهُ وضَجيعتهُ فإِذا افتدت المرأَة بمال تعطيه لزوجها ليُبِينَها منه فأَجابها إِلى ذلك فقد بانت منه وخلَع كل واحد منهما لباسَ صاحبه والاسم من كل ذلك الخُلْعُ والمصدر الخَلْع فهذا معنى الخُلع عند الفقهاء وفي الحديث المُخْتَلِعاتُ هن المُنافِقاتُ يعني اللاَّتي يَطْلُبْنَ الخُلْع والطلاق من أَزْواجِهن بغير عُذْر قال ابن الأَثير وفائدة الخُلْع إِبْطال الرَّجْعة إِلا بعقد جديد وفيه عند الشافعي خلاف هل هو فَسْخٌ أَو طَلاق وقد يسمى الخُلع طلاقاً وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنَّ امرأَة نَشَزَت على زوجها فقال له عمر اخْلَعْها أَي طَلِّقْها واتْرُكْها والخَوْلَعُ المُقامِرُ المَجْدُودُ الذي يُقْمِرُأَبداً والمُخالِعُ المُقامِرُ قال الخراز بن عمرو يخاطِبُ امرأَته إِنَّ الرَّزِيّةَ ما أُلاكِ إِذا هَرَّ المُخالِعُ أَقْدُحَ اليَسَرِ
( * قوله ما أُلاك هكذا في الأصل )
فهو المُقامِرُ لأَنه يُقْمَرُ خُلْعَته وقوله هَرَّ أَي كَره والمَخْلُوع المَقْمُورُ مالَه قال الشاعر يصف جملاً يعُزُّ على الطَّرِيق بِمَنْكِبَيْه كما ابْتَرَكَ الخَلِيعُ على القِداحِ يقول يَغْلِب هذا الجَملُ الإِبلَ على لُزُوم الطريق فشبَّه حِرْصَه على لزُوم الطريق وإِلحاحَه على السيْر بحِرْص هذا الخَلِيع على الضَّرْب بالقِداح لعله يَسْتَرْجِع بعض ما ذهب من ماله والخَلِيعُ المَخْلُوعُ المَقْمُورُ مالَه وخلَعَه أَزالَه ورجل خَلِيعٌ مَخْلُوع عن نفسه وقيل هو المَخْلوع من كل شيء والجمع خُلْعاء كما قالوا قَبيل وقُبَلاء وغُلام خَلِيعٌ بيِّنُ الخَلاعةِ بالفتح وهو الذي قد خلَعه أَهلُه فإِن جنى لم يُطالَبُوا بجِنايته والخَوْلَعُ الغلام الكثيرُ الجِناياتِ مثل الخَليع والخَليعُ الرجل يَجْني الجِناياتِ يُؤْخذ بها أَولياؤُه فيتبرَّؤُون منه ومن جنايته ويقولون إِنّا خلَعْنا فلاناً فلا نأْخذ أَحداً بجناية تُجْنى عليه ولا نؤَاخَذ بجناياته التي يَجْنيها وكان يسمى في الجاهلية الخَلِيعَ وفي حديث عثمان أَنه كان إِذا أُتِيَ بالرجل قد تخلَّع في الشراب المُسْكِر جلده ثمانين هو الذي انهمك في الشراب ولازَمه ليلاً ونهاراً كأَنه خلَع رَسَنَه وأَعطى نفْسه هَواها وفي حديث ابن الصَّبْغاء وكان رجل منهم خَلِيعٌ أَي مُسْتَهْتَرٌ بالشرب واللهو هو من الخَلِيع الشاطِر الخَبيث الذي خَلَعَتْه عشيرته وتَبرَّؤُوا منه ويقال خُلِعَ من الدِّين والحياء وقومٌ خُلَعاءُ بَيِّنُو الخَلاعةِ وفي الحديث وقد كانت هذيل خلَعوا خَلِيعاً لهم في الجاهلية قال ابن الأَثير كانوا يتعاهَدون ويتعاقَدون على النُّصْرة والإِعانة وأَن يُؤْخذ كل واحد منهم بالآخر فإِذا أَرادوا أَن يَتَبرَّؤُوا من إِنسان قد حالَفوه أَظهروا ذلك للناس وسموا ذلك الفِعْل خُلْعاً والمُتَبَرَّأَ منه خَليعاً أَي مَخْلوعاً فلا يُؤْخَذون بجنايته ولا يُؤْخَذُ بجنايتهم فكأَنهم خَلَعوا اليمين التي كانوا لَبِسوها معه وسمَّوْه خُلْعاً وخَلِيعاً مَجازاً واتِّساعاً وبه يسمى الإِمام والأَميرُ إِذا عُزِلَ خَليعاً لأَنه قد لَبِسَ الخِلافة والإِمارة ثم خُلِعَها ومنه حديث عثمان رضي الله عنه قال له إِن اللهَ سَيُقَمِّصُكَ قَمِيصاً وإِنك تُلاصُ على خَلْعِه أَراد الخلافةَ وتَرْكَها والخُروجَ منها وخَلُع خَلاعةً فهو خَليعٌ تَبَاعَدَ والخَلِيعُ الشاطِرُ وهو منه والأُنثى بالهاء ويقال للشاطِر خَلِيعٌ لأَنه خلَع رَسَنَه والخَلِيعُ الصَّيادُ لانفراده والخَليعُ الذِّئب والخَلِيعُ الغُول والخَلِيعُ المُلازِمُ للقِمار والخَلِيعُ القِدْح الفائزُ أَوّلاً وقيل هو الذي لا يَفُوزُ أَوَّلاً عن كراع وجمعه خِلْعة والخُلاعُ والخَيْلَعُ والخَوْلَعُ كالخَبَلِ والجنون يُصِيب الإِنسان وقيل هو فَزَع يَبْقى في الفُؤَاد يكاد يَعْتَرِي منه الوَسْواسُ وقيل الضعْفُ والفزَعُ قال جرير لا يُعْجِبَنَّكَ أَن تَرَى بمُجاشِع جَلَدَ الرِّجالِ وفي الفُؤَادِ الخَوْلَعُ والخَوْلَعُ الأَحْمَقُ ورجل مَخْلوعُ الفُؤَاد إِذا كان فَزِعاً وفي الحديث من شَرِّ ما أُعْطِيَ الرجلُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالعٌ أَي شديد كأَنه يَخْلَعُ فؤادَه من شدَّة خَوْفه قال ابن الأَثير وهو مجاز في الخَلْعِ والمراد به ما يَعْرِضُ من نَوازِع الأَفكار وضَعْفِ القلب عند الخَوْف والخَوْلَعُ داءٌ يأْخذ الفِصال والمُخَلَّع الذي كأَنَّ به هَبْتةً أَو مَسًّا وفي التهذيب المُخَلَّع من الناس فَخصَّص ورجل مُخَلَّعٌ وخَيْلَعٌ ضَعِيف وفيه خُلْعةٌ أَي ضَعْفٌ والمُخَلَّعُ من الشِّعر مَفْعولن في الضرب السادس من البَسيط مُشتَقٌّ منه سمي بذلك لأَنه خُلِعَتْ أَوْتاده في ضَرْبه وعَرُوضه لأَن أَصله مستفعلن مستفعلن في العروض والضرب فقد حُذف منه جُزْآن لأَنَّ أَصله ثمانية وفي الجُزْأَين وتِدانِ وقد حذفت من مستفعلن نونه فَقُطِعَ هذان الوتدانِ فذهب من البيت وتدان فكأَنَّ البيتَ خُلِّعَ إِلا أَن اسم التخليع لَحِقَه بقطع نون مستفعلن لأَنهما من البيت كاليدين فكأَنهما يدان خُلِعتا منه ولما نقل مستفعلن بالقطع إِلى مفعولن بقي وزنه مثل قوله ما هَيَّجَ الشَّوْقَ من أَطْلالٍ أَضْحَتْ قِفاراً كَوَحْيِ الواحِي فسمي هذا الوزن مخلعاً والبيت الذي أَورده الأَزهري في هذا الموضع هو بيت الأَسود ماذا وُقوفي على رَسْمٍ عَفا مُخْلَوْلِقٍ دارِسٍ مُسْتَعْجِم وقال المُخَلَّع من العَرُوض ضرب من البسيط وأَورده ويقال أَصابه في بعض أَعْضائه بَيْنُونة وهو زوالُ المَفاصل من غير بَيْنُونة والتخلُّع التفكُّك في المِشْيةِ وتخلَّع في مَشْيه هَزَّ مَنْكِبَيْه ويديه وأَشار بهما ورجل مُخَلَّع الأَلْيَتَيْنِ إِذا كان مُنْفكَّهما والخَلْعُ والخَلَع زوال المَفْصِل من اليَد أَو الرِّجل من غير بَيْنونة وخَلَعَ أَوصالَه أَزالها وثوب خَلِيعٌ خلَقٌ والخالع داء يأْخُذ في عُرْقوب الناقةِ وبعير خالِعٌ لا يَقدِر أَن يَثُورَ إِذا جلَس الرجل على غُرابِ وَرِكه وقيل إِنما ذلك لانْخِلاع عَصَبةِ عُرْقوبه ويقال خُلِعَ الشيخ إِذا أَصابه الخالعُ وهو التواءُ العُرْقوب قال الراجز وجُرَّةٍ تَنْشُصُها فَتَنْتَشِصْ من خالِعٍ يُدْرِكُه فَتَهْتَبِصْ الجُرَّة خَشبة يُثَقَّل بها حِبالة الصائد فإِذا نَشِب فيها الصَّيْد أَثْقَلَتْه وخَلَعَ الزرْعُ خَلاعةً أَسْفَى يقال خَلَعَ الزرْعُ يَخْلَعُ خَلاعةً إِذا أَسْفَى السُّنْبُل فهو خالِعٌ وأَخْلَعَ صار فيه الحَبّ وبُسْرة خالِعٌ وخالِعةٌ نَضِيجةٌ وقيل الخالع بغير هاء البُسْرة إِذا نَضِجَتْ كلُّها والخالِعُ من الرُّطب المُنْسَبِتُ وخلَعَ الشِّيحُ خَلْعاً أَوْرَقَ وكذلك العِضاه وخَلَع سقَط ورَقُه وقيل الخالِعُ من العِضاه الذي لا يسقُط ورقه أَبداً والخالِعُ من الشجر الهَشِيم السَّاقِطُ وخلَع الشجرُ إِذا أَنبَت ورقاً طريّاً والخَلْعُ القَدِيدُ المَشْوِيُّ وقيل القَديدُ يُشْوَى واللحم يُطْبَخُ ويجعل في وِعاءٍ بإِهالَتِه والخَلْعُ لحم يُطْبَخُ بالتَّوابل وقيل يُؤخذ من العِظام ويُطبخ ويُبَزَّر ثم يجعل في القَرْف وهو وِعاءٌ من جِلْد ويُتَزَوَّدُ به في الأَسفار والخَوْلَعُ الهَبِيدُ حين يُهْبَد حتى يخرج سَمْنه ثم يُصَفَّى فيُنَحَّى ويجعل عليه رَضِيضُ التمْرِ المَنْزُوع النَّوَى والدَّقِيقُ ويُساط حتى يَخْتَلِط ثم يُنْزل فيُوضع فإِذا بَرَد أُعِيد عليه سَمنه والخَوْلَعُ الحَنظل المَدْقُوق والمَلْتُوت بما يُطَيِّبه ثم يُؤْكل وهو المُبَسَّل والخَوْلَعُ اللحم يُغْلَى بالخلّ ثم يُحْمَلُ في الأَسْفار والخَوْلَعُ الذِّئب وتَخَلَّع القوم تَسَلَّلوا وذهبوا عن ابن الأَعرابي وأَنشد ودَعا بني خلَفٍ فباتُوا حوْلَهُ يَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمالِ والخالِع الجَدْي والخَلِيعُ والخَلْيَعُ الغُول والخَلِيعُ اسم رجل من العرب والخُلَعاءُ بطن من بني عامر والخَيْلَعُ من الثياب والذِّئاب لغة في الخَيْعَل والخَيْلَعُ الزَّيت عن كراع والخَيْلَعُ القُبَّةُ من الأَدم وقيل الخَيْلَعُ الأَدم عامّة قال رؤبة نفْضاً كنفْضِ الريحِ تُلْقِي الخَيْلَعا وقال رجل من كلب ما زِلْتُ أَضْرِبُه وأَدْعو مالِكاً حتى تَرَكْتُ ثِيابَه كالخَيْلَعِ والخَلَعْلَعُ من أَسماء الضِّباع عنه أَيضاً والخُلْعةُ خِيار المال وينشد بيت جرير مَنْ شاءَ بايَعْتُه مالي وخُلْعَتَهُ ما تَكْمُل التَّيْمُ في ديوانِهِم سَطَرا وخُلْعة المالِ وخِلْعَتُه خِيارُه قال أَبو سعيد وسمي خِيارُ المال خُلْعة وخِلْعة لأَنه يَخْلَع قلب الناظر إِليه أَنشد الزجاج وكانت خُِلْعةً دُهْساً صَفايا يَصُورُ عُنوقَها أَحْوَى زَنِيمُ يعني المِعْزى أَنها كانت خِياراً وخُلْعةُ ماله مُخْرَتُه وخُلِعَ الوالي أَي عُزِلَ وخَلَع الغُلامُ كَبُرَ زُبُّه أَبو عمرو الخَيْعَلُ قَمِيصٌ لا كُمَّيْ له
( * قال الهُوريني في تعليقه على القاموس قوله لا كُمَّي له قال الصاغاني وإِنما أُسقطت النون من كُمَّين للاضافة لأن اللام كالمُقحمة لا يُعتدّ بها في مثل هذا الموضع ) قال الأَزهري وقد يُقلب فيقال خَيْلَع وفي نوادر الأَعراب اختلَعوا فلاناً أَخذوا ماله

خمع
خَمَعَت الضَّبُعُ تَخْمَعُ خَمْعاً وخُموعاً وخُماعاً عَرِجَت وكذلك كلُّ ذي عَرَجٍ وبه خُماعٌ أَي ظَلَعٌ قال ابن بري شاهده قول مُثَقّب وجاءتْ جَيْئلٌ وأَبو بَنيها أَحَمُّ الماقِيَيْنِ به خُماع والخَوامِعُ الضِّباعُ اسم لها لازم لأَنها تَخْمَع خُماعاً وخَمَعاناً وخُمُوعاً وخَمَع في مِشْيَتِه إِذا عَرِجَ والخُماع العرَجُ والخِمْعُ الذِّئب وجمعه أَخْماعٌ والخِمْعُ اللِّصُّ بالكسر وهو من ذلك وبنو خُماعة بَطن والخامِعةُ الضبع لأَنها تَخْمَع إِذا مشت

خنع
الخُنُوع الخُضوع والذّلُّ خَنَع له وإِليه يَخْنَعُ خُنوعاً ضَرَع إِليه وخَضَع وطلَب إِليه وليس بأَهل أَن يُطْلَب إِليه وأَخْنَعَتْه الحاجةُ إِليه أَخْضَعَتْه واضطَرَّتْه والاسم الخُنْعة وفي الحديث إِن أَخْنَعَ الأَسماء إِلى الله تبارك وتعالى مَن تسمَّى باسم مَلِك الأَملاك أَي أَذَلَّها وأَوْضَعَها أَراد بمَن اسم مَن والخُنْعة والخَناعةُ الاسم ويروى إِن أَنْخع وسيذكر ويقال للجمل المُنَوَّقِ مُخَنَّعٌ ومُوَضَّعٌ ورجل ذو خُنُعاتٍ إِذا كان فيه فَساد وخَنَع فلان إِلى الأَمر السيِّء إِذا مالَ إِليه والخانعُ الفاجر وخَنَع إِليها خَنْعاً وخُنوعاً أَتاها للفجور وقيل أَصْغَى إِليها ورجل خانع مُريب فاجر والجمع خَنَعة وكذلك خَنُوعٌ والجمع خُنُعٌ ويقال اطَّلَعْت منه على خنْعةٍ أَي فَجْرةٍ والخَنْعةُ الرِّيبة قال الأَعشى هم الخَضارِمُ إِن غابُوا وإِن شَهِدُوا ولا يُرَوْن إِلى جاراتِهم خُنُعا ووقع في خَنْعة أَي فيما يُسْتَحيا منه وخنَع به يَخْنَع غَدَر قال عدي بن زيد غيرَ أَنّ الأَيامَ يَخْنَعْنَ بالمر ء وفيها العَوْصاء والمَيْسُورُ والاسم الخُنْعةُ والخانعُ الذّليل الخاضع ومنه حديث علي كرم الله وجهه يصف أَبا بكر رضي الله عنه وشَمَّرْت إِذ خَنَعوا والتخنيعُ القطْع بالفأْس قال ضَمْرة بن ضمرة كأَنهمُ على حَنْفاء خُشْبٌ مُصَرَّعةٌ أُخْنِّعُها بفأْسِ ويقال لَقيت فلاناً بخَنْعةٍ فقَهَرْته أَي لقِيته بخَلاء ويقال لئن لقيتُك بخَنْعة لا تُفْلَتُ مني وأَنشد تَمنَّيت أَن أَلقَى فلاناً بخَنعةٍ مَعِي صارِمٌ قد أَحْدَثَتْه صَياقِلُه الأَصمعي سمعت أَعرابيّاً يدْعو يقول يا ربِّ أَعوذ بك من الخُنوع الغَدْر والخانع الذي يَضَع رأْسه للسَّوْءة يأْتي أَمراً قبيحاً فيرجع عارُه عليه فيستَحْيي منه ويُنَكِّس رأْسه وبنو خُناعةَ بطن من العرب وهو خُناعةُ بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكةَ بن إِلياس ابن مُضر وخُناعةُ قَبِيلة من هُذِيْل

خنبع
الخُنْبُعُ والخُنْبُعةُ جميعاً القُنْبُعةُ تُخاط كالمِقْنعةِ تُغَطِّي المتْنَيْنِ إِلا أَنها أَكبر من القُنْبُعة والخُنْبُعةُ غِلاف نَوْر الشجرة وقال في ترجمة خبع الخُنْبُعة شِبه مِقنعة قد خِيطَ مُقَدَّمها تُغَطِّي بها المرأَةُ رأْسها وقال الأَزهري الهُنْبُع ما صغُر منها والخُنبع ما اتَّسع منها حتى تبلغ اليدين وتُغطِّيَهما والعرب تقول ما له هُنْبُعٌ ولا خُنْبُعٌ

خنتع
قال المفضل الخُنْتُعة الثُّرْمُلةُ وهي الأُنثى من الثعالب ابن سيده وخُنْتُع موضع

خندع
الأَزهري الخُنْدَعُ بالخاء أَصغر من الجُنْدَب حكاه ابن دريد

خنذع
الخُنْذُع القليل الغَيْرة على أَهله وهو الدَّيُّوث مثل القُنْذُع عن ابن خالويه

خنشع
الخِنْشِعُ الضبع

خنفع
الأَزهري الخُنْفُع الأَحمق

خوع
الخَوْع جبل أَبيض يَلُوح بين الجبال قال رؤبة كما يَلُوح الخَوْعُ بينَ الأَجْبالْ قال ابن بري البيت للعجاج وقبله والنُّؤْيُ كالحَوْضِ ورَفْضِ الأَجْذالْ وقيل هو جبل بعينه والخَوْع مُنْعَرَجُ الوادِي والخَوْعُ بطن في الأَرض غامض قال أَبو حنيفة ذكر بعض الرواة أَنّ الخَوْعَ من بطون الأَرض وأَنه سهل مِنْبات يُنْبِتُ الرِّمْث وأَنشد وأَزْفَلةٍ بِبَطْن الخَوْعِ شُعْثٍ تَنُوء بهم مُنَعْثِلةٌ نَؤُولُ والجمع أَخْواعٌ والخائع اسم جبل يُقابله جبل آخر يقال له نائع قال أَبو وجْزة السعدي يذكرهما والخائعُ الجَوْنُ آتٍ عن شَمائِلِهم ونائعُ النَّعْفِ عن أَيْمانهم يَفَعُ أَي مُرْتَفِعٌ والخُواعُ شبيه بالنَّخِير أَو الشَّخير والتَّخَوُّع التَّنَقُّص وخَوَّعَ مالُه نَقَص وخَوَّعَه هو وخَوَّعَ وخَوَّفَ منه قال طرَفةُ ابن العَبد وجامِلٍ خَوَّعَ من نِيبِه زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيح يعني ما ينحر في المَيْسِر منها قال يعقوب ويروى من نَبْته أَي من نَسْله ويروى خَوَّف والمعنى واحد وكُلُّ ما نَقص فقد خَوَّع والخَوْعُ موضع قال ابن السكيت ويقال جاء السيل فَخَوَّع الوادِي أَي كسَرَ جَنْبَتَيْه قال حميد بن ثور أَلَثَّتْ عليه دِيمةٌ بعد وابل فلِلجِزْعِ من خَوْعِ السُّيولِ قَسِيبُ
( * قوله « ألثت إلخ » في معجم ياقوت ألثت عليه كل سحاء وابل )

خهفع
حكى الأَزهري عن أَبي تراب قال سمعت أَعرابياً من بني تميم يكنى أَبا الخَيْهَفْعَى وسأَلته عن تفسير كنيته فقال يقال إِذا وقع الذئب على الكلبة جاءت بالسِّمْع وإِذا وقع الكلب على الذِّئبة جاءت بالخَيْهَفْعَى قال وليس هذا على أَبنية أَسمائهم مع اجتماع ثلاثة أَحرف من حروف الحَلْق وقال عن هذا الحرف وعما قبله في باب رباعي العين في كتابه وهذه حروف لا أَعرفها ولم أَجد لها أَصلاً في كتب الثقات الذين أَخذوا عن العرب العاربة ما أَودعوا كتبهم ولم أَذكرْها وأَنا أَحقُّها ولكني ذكرتها اسْتِنْداراً لها وتعجُّباً منها ولا أَدري ما صحتها وحكى ابن بري في أَماليه قال قال ابن خالويه أَبو الخَيْهَفْعَى كنية رجل أَعرابي يقال له جِنزاب بن الأَقرع فقيل له لم تكَنَّيْت بهذا ؟ فقال الخَيْهَفْعَى دابة يخرج بين النَّمر والضبع يكون باليمن أَغْضَفُ الأُذنين غائرُ العينين مُشْرِف الحاجِبَين أَعْصَلُ الأَنْياب ضَخْمُ البَراثِن يَفْتَرِس الأَباعِرَ وأَهمله الجوهري

دثع
الدَّثْعُ الوَطْء الشديد لغة يمانية قال والدَّعْثُ والدَّثْعُ واحد

درع
الدِّرْعُ لَبُوسُ الحديد تذكر وتؤنث حكى اللحياني دِرْعٌ سابغةٌ ودرع سابغ قال أَبو الأَخرز مُقَلَّصاً بالدِّرْعِ ذِي التَّغَضُّنِ يَمْشِي العِرَضْنَى في الحَدِيد المُتْقَنِ والجمع في القليل أَدْرُعٌ وأَدْراعٌ وفي الكثير دُروعٌ قال الأَعشى واخْتارَ أَدْراعَه أَن لا يُسَبَّ بها ولم يَكُن عَهْدُه فيها بِخَتَّارِ وتصغير دِرْعٍ دُرَيْعٌ بغير هاء على غير قياس لأَن قياسه بالهاء وهو أَحد ما شذ من هذا الضرب ابن السكيت هي دِرْعُ الحديد وفي حديث خالد أَدْراعَه وأَعْتُدَه حَبْساً في سبيل الله الأَدراعُ جمع دِرْع وهي الزَّرَدِيَّةُ وادَّرَع بالدِّرْع وتَدَرَّع بها وادَّرَعَها وتَدَرَّعها لَبِسَها قال الشاعر إِن تَلْقَ عَمْراً فقد لاقَيْتَ مُدَّرِعاً وليس من هَمِّه إِبْل ولا شاء قال ابن بري ويجوز أَن يكون هذا البيت من الادّراع وهو التقدّم وسنذكره في أَواخر الترجمة وفي حديث أَبي رافع فَغَلَّ نَمِرةً فَدُرِّعَ مثلَها من نار أَي أُلْبِسَ عِوَضَها دِرْعاً من نار ورجل دارعٌ ذو دِرْعٍ على النسَب كما قالوا لابنٌ وتامِرٌ فأَمَّا قولهم مُدَّرَعٌ فعلى وضع لفظ المفعول موضع لفظ الفاعل والدِّرْعِيَّةُ النِّصال التي تَنْفُذُ في الدُّروع ودِرْعُ المرأَةِ قميصُها وهو أَيضاً الثوب الصغير تلبسه الجارية الصغيرة في بيتها وكلاهما مذكر وقد يؤنثان وقال اللحياني دِرْعُ المرأَة مذكر لا غير والجمع أَدْراع وفي التهذيب الدِّرْع ثوب تَجُوب المرأَةُ وسطَه وتجعل له يدين وتَخِيط فرجَيْه ودُرِّعت الصبيةُ إِذا أُلبِست الدِّرْع وادَّرَعَتْه لبِسَتْه ودَرَّعَ المرأَةَ بالدِّرْع أَلبسها إِياه والدُّرّاعةُ والمِدْرعُ ضرب من الثياب التي تُلْبَس وقيل جُبَّة مشقوقة المُقَدَّم والمِدْرعةُ ضرب آخر ولا تكون إِلاَّ من الصوف خاصة فرقوا بين أَسماء الدُّرُوع والدُّرّاعة والمِدْرعة لاختلافها في الصَّنْعة إِرادة الإِيجاز في المَنطِق وتَدَرَّعَ مِدْرعَته وادَّرَعها وتَمَدْرَعها تحمَّلُوا ما في تَبْقية الزائد مع الأَصل في حال الاشتقاق تَوْفية للمعنى وحِراسة له ودَلالة عليه أَلا ترى أَنهم إِذا قالوا تَمَدْرَعَ وإِن كانت أَقوى اللغتين فقد عرّضوا أَنفسهم لئلا يُعرف غَرضهم أَمن الدِّرْع هو أَم من المِدْرعة ؟ وهذا دليل على حُرمة الزائد في الكلمة عندهم حتى أَقرّوه إِقرار الأُصول ومثله تَمَسْكَن وتَمَسْلَم وفي المثل شَمِّر ذَيْلاً وادَّرِعْ ليلاً أَي اسْتَعمِل الحَزْم واتخذ الليل جَمَلاً والمِدْرَعةُ صُفّةُ الرحْل إِذا بدت منها رُؤوس الواسطة الأَخِيرة قال الأَزهري ويقال لصُفّة الرحل إِذا بدا منها رأْسا الوَسط والآخِرة مِدْرعةٌ وشاة دَرْعاء سَوداء الجسد بَيْضاء الرأْس وقيل هي السوداء العنق والرأْسِ وسائرُها أَبيض وقال أَبو زيد في شِياتِ الغنم من الضأْن إِذا اسودَّت العنق من النعجة فهي دَرْعاء وقال الليث الدَّرَعُ في الشاة بياضٌ في صدرها ونحرها وسواد في الفخذ وقال أَبو سعيد شاة دَرْعاء مُختلفة اللون وقال ابن شميل الدرعاء السوداء غير أَن عنقها أَبيض والحمراء وعنُقُها أَبيض فتلك الدَّرْعاء وإِن ابْيَضَّ رأْسها مع عنقها فهي دَرعاء أَيضاً قال الأَزهري والقول ما قال أَبو زيد سميت درعاء إِذا اسودّ مقدمها تشبيهاً بالليالي الدُّرْع وهي ليلة ستَّ عَشْرة وسبعَ عشرة وثماني عشرة اسودّت أَوائلها وابيضَّ سائرها فسُمّين دُرْعاً لم يختلف فيها قول الأَصمعي وأَبي زيد وابن شميل وفي حديث المِعْراج فإِذا نحن بقوم دُرْع أَنْصافُهم بيض وأَنصافهم سود الأَدْرَعُ من الشاء الذي صدره أَسوَد وسائره أَبيض وفرس أَدْرَع أَبيض الرأْس والعنق وسائره أَسود وقيل بعكس ذلك والاسم من كل ذلك الدُّرْعة والليالي الدُّرَعُ والدُّرْع الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة وذلك لأَنّ بعضها أَسود وبعضها أَبيض وقيل هي التي يطلع القمر فيها عند وجه الصبح وسائرها أَسود مظلم وقيل هي ليلة ست عشرة وسبع عشرة وثماني عشرة وذلك لسواد أَوائلها وبياض سائرها واحدتها دَرْعاء ودَرِعةٌ على غير قياس لأَن قياسه دُرْعٌ بالتسكين لأَن واحدتها دَرْعاء قال الأَصمعي في ليالي الشهر بعد الليالي البيض ثلاث دُرَعٌ مثل صُرَدٍ وكذلك قال أَبو عبيد غير أَنه قال القياس دُرْعٌ جمع دَرْعاء وروى المنذري عن أَبي الهيثم ثلاث دُرَعٌ وثلاث ظُلَمٌ جمع دُرْعة وظُلْمة لا جمع دَرْعاء وظَلْماء قال الأَزهري هذا صحيح وهو القياس قال ابن بري إِنما جمعت دَرْعاء على دُرَع إِتباعاً لظُلَم في قولهم ثلاث ظُلَم وثلاث دُرَع ولم نسمع أَن فَعْلاء جمعُه على فُعَل إِلاَّ دَرْعاء وقال أَبو عبيدة الليالي الدُّرَع هي السود الصُّدورِ البيضُ الأَعجازِ من آخر الشهر والبيضُ الصدور السودُ الأَعجاز من أَوَّل الشهر فإِذا جاوَزَت النصف من الشهر فقد أَدْرَعَ وإِدْراعه سواد أَوّله وكذلك غنم دُرْعٌ للبيض المآخِير السُّودِ المَقاديمِ أَو السودِ المآخيرِ البيضِ المَقاديمِ والواحد من الغنم والليالي دَرْعاء والذكر أَدْرَعُ قال أَبو عبيدة ولغة أُخرى ليالٍ دُرَعٌ بفتح الراء الواحدة دُرْعة قال أَبو حاتم ولم أَسمع ذلك من غير أَبي عبيدة وليل أَدْرَع تَفَجَّر فيه الصبح فابْيَضَّ بعضُه ودُرِعَ الزَّرْعُ إِذا أُكل بعضُه ونَبْت مُدَرَّع أُكل بعضه فابْيَضَّ موضعه من الشاة الدَّرْعاء وقال بعض الأَعراب عُشْبٌ دَرِعٌ وتَرِعٌ وثَمِعٌ ودَمِظٌ ووَلِجٌ إِذا كان غَضّاً وأَدْرَع الماءُ ودُرِع أُكل كل شيء قَرُب منه والاسم الدُّرْعة وأَدْرَعَ القومُ إِدْراعاً وهم في دُرْعة إِذا حَسَر كَلَؤُهم عن حَوْل مِياهِهم ونحو ذلك وأَدْرَعَ القومُ دُرِعَ ماؤهم وحكى ابن الأَعرابي ماء مُدْرِع بالكسر قال ابن سيده ولا أَحقُّه أُكل ما حَوْله من المَرْعَى فتباعد قليلاً وهو دون المُطْلِب وكذلك روْضة مُدْرِعة أُكل ما حولها بالكسر عنه أَيضاً ويقال للهَجين إِنه لَمُعَلْهَجٌ وإِنه لأَدْرَعُ ويقال دَرَع في عنُقه حَبْلاً ثم اخْتَنَق وروي ذَرَع بالذال وسنذكره في موضعه أَبو زيد دَرَّعْته تَدْريعاً إِذا جعلت عُنقه بين ذراعك وعَضُدك وخنَقْته وانْدَرأَ يَفْعل كذا وانْدَرَع أَي اندفع وأَنشد وانْدَرَعَتْ كلَّ عَلاةٍ عَنْسِ تَدَرُّعَ الليلِ إِذا ما يُمْسِي وادَّرَعَ فلان الليلَ إِذا دخل في ظُلْمته يَسْرِي والأَصلُ فيه تَدَرَّعَ كأَنه لبس ظلمة الليل فاستتر به والانْدِراعُ والادِّراعُ التقدُّم في السير قال أَمامَ الرَّكْبِ تَنْدَرِعُ انْدِراعا وفي المثل انْدَرَعَ انْدِراعَ المُخَّة وانْقَصَفَ انْقِصافَ البَرْوَقةِ وبنو الدَّرْعاء حَيٌّ من عَدْوانَ ورأَيت حاشية في بعض نسخ حواشي ابن بري الموثوق بها ما صورته الذي في النسخة الصحيحة من أَشعار الهذليين الذُّرَعاء على وزن فُعَلاء وكذلك حكاه ابن التولمية في المقصور والممدود بذال معجمة في أَوَّله قال وأَظن ابن سيده تبع في ذلك ابن دريد فإِنه ذكره في الجمهرة فقال وبنو الدَّرْعاء بطن من العرب ذكره في درع ابن عمرو وهم حُلَفاء في بني سهم
( * كذا بياض بالأصل ) بن معاوية بن تميم بن سعد بن هُذَيل والأَدْرَِع اسم رجل ودِرْعةُ اسم عنز قال عُرْوةُ بن الوَرْد أَلَمَّا أََغْزَرَتْ في العُسِّ بُزْلٌ ودِرْعةُ بِنْتُها نَسيا فَعالي

درثع
بعير دَرْعَثٌ ودَرْثَعٌ مُسِنٌّ

درقع
دَرْقَعَ دَرْقَعةً وادْرَنْقَع فرَّ وأَسْرع وقيل فرَّ من الشدَّة تَنْزِل به فهو مُدَرْقِعٌ ومُدْرَنْقِعٌ ورجل دُرْقُوع جَبان وأَنشد ابن بري دَرْقَعَ لمَّا أَنْ رآني دَرْقَعهْ لو أَنه يَلْحَقُه لَكَرْبَعَهْ الأَزهري الدَّرْقَعةُ فِرار الرجل من الشديدة أَبو عمرو الدُّرْقُع الراوِيةُ الأَزهري الجُوعُ الدَّيْقوع والدُّرْقُوع الشديد

دسع
دَسَع البعيرُ بِجِرَّته يَدْسَعُ دَسْعاً ودُسُوعاً أَي دَفَعها حتى أَخرجها من جوفه إِلى فيه وأَفاضها وكذلك الناقة والدَّسْعُ خُروج القَريض بمرَّة والقَريضُ جِرَّة البعير إِذا دَسَعَه وأَخرجه إِلى فيه والمَدْسَعُ مَضِيقُ مَوْلِج المَريء في عظم ثُغْرة النحر وفي التهذيب وهو مَجْرَى الطعام في الحلق ويسمى ذلك العظم الدَّسِيعَ والدسيعُ من الإِنسان العظم الذي فيه التَّرْقُوَتانِ وهو مُرَكَّبُ العُنُق في الكاهل وقيل الدَّسِيعُ الصدر والكاهل قال ابن مقبل شَديدُ الدَّسيعِ دُقاقُ اللَّبان يُناقِلُ بعدَ نِقالٍ نِقالا وقال سَلامة بن جَندل يصف فرساً يَرْقى الدسيعُ إِلى هادٍ له تَلَعٌ في جُؤْجُؤٍ كَمَداكِ الطِّيبِ مَخْضوبِ وقال ابن شميل الدَّسيعُ حيث يَدْفع البعير بِجِرَّتِه دفَعها بمرة إِلى فيه وهو موضع المَريء من حَلْقه والمريء مَدْخَل الطعام والشراب ودَسيعا الفرسِ صَفْحتا عنقه من أَصلهما ومن الشاة موضع التَّرِيبةِ وقيل الدَّسيعة من الفرس أَصل عُنقه والدسيعةُ مائدةُ الرجل إِذا كانت كريمة وقيل هي الجَفْنة سميت بذلك تشبيهاً بدَسِيع البعير لأَنه لا يخلو كلما اجْتَذَب منه جِرّة عادت فيه أُخرى وقيل هي كَرَمُ فِعْله وقيل هي الخِلْقة وقيل الطَّبيعة والخلُقُ ودَسَع الجُحْرَ دَسْعاً أَخذ دِساماً من خِرْقة وسَدَّه به ودَسَع وفلان بَقَيْئه إِذا رمى به وفي حديث علي كرم الله وجهه وذكر ما يوجب الوضوء فقال دَسْعةٌ تَمْلأ الفم يريد الدَّفْعة الواحدة من القيءِ وجعله الزمخشري حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال هي من دسَع البعيرُ بجِرَّته دَسْعاً إِذا نزعها من كَرِشه وأَلقاها إِلى فيه ودَسَع الرجلُ يَدْسَع دَسْعاً قاء ودَسَع يَدْسَعُ دَسْعاً امْتَلأَ قال ومُناخ غير تائيَّةٍ عَرَّسْتُه قَمِن من الحِدْثانِ نابي المَضْجَعِ
( * قوله « ومناخ إلخ » تقدم البيتان في مادة بضع على غير هذه الصورة )
عَرَّسْته ووِسادُ رأْسي ساعِدٌ خاظي البَضيعِ عُروقُه لم تَدْسَعِ والدَّسْع الدَّفْع كالدَّسْر يقال دَسَعَه يَدْسَعُه دَسْعاً ودَسِيعةً والدَّسِيعة العَطِيَّةُ يقال فلان ضَخْمُ الدَّسِيعة ومنه حديث قيس ضَخْم الدَّسِيعةِ الدَّسِيعةُ ههنا مُجْتَمَعُ الكَتِفين وقيل هي العُنُق قال الأَزهري يقال ذلك للرجل الجَواد وقيل أَي كثير العَطِية سميت دَسِيعة لدفع المُعْطي إِياها بمرة واحدة كما يدفع البعير جِرّته دَفْعة واحدة والدَّسائعُ الرغائب الواسعة وفي الحديث أَن الله تعالى يقول يوم القيامة يا ابن آدم أَلم أَحْمِلْك على الخيل أَلم أَجعَلْك تَرْبَعُ وتَدْسَعُ ؟ تَرْبعُ تأْخذ ربع الغنيمة وذلك فِعْل الرئيس وتَدْسَعُ تُعْطِي فَتُجْزِل ومنه ضَخْم الدَّسيعةِ وقال علي بن عبد الله بن عباس وكِنْدةُ مَعْدِنٌ لِلمُلْك قِدْماً يَزينُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِيعهْ ودَسع البحرُ بالعَنْبَر ودَسَر إِذا جمعه كالزَّبَد ثم يَقْذِفه إِلى ناحية فيؤخذ وهو من أَجْود الطِّيب وفي حديث كتابه بين قُريش والأَنصار وإِن المؤمنين المتقين أَيديهم على مَن بَغى عليهم أَو ابْتَغى دَسِيعةَ ظُلْم أَي طلَب دَفْعاً على سبيل الظلم فأَضافه إِليه وهي إِضافة بمعنى من ويجوز أَن يراد بالدَّسِيعة العَطِيَّة أَي ابتغى منهم أَن يَدْفعوا إِليه عطية على وجه ظُلمهم أَي كونهم مَظْلومين وأَضافها إِلى ظُلمه
( * قوله « الى ظلمه » كذا في الأصل تبعاً للنهاية بهاء الضمير ) لأَنه سبب دفعهم لها وفي حديث ظَبْيان وذكر حِمْيَر فقال بَنوا المَصانِعَ واتَّخَذُوا الدَّسائع يريد العطايا وقيل الدَّسائعُ الدَّساكرُ وقيل الجِفان والموائد وفي حديث معاذ قال مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأَنا أَسلخُ شاة فدَسَعَ يَده بين الجِلْد واللحمِ دَسْعَتَين أَي دَفَعها

دعع
دَعَّه يَدُعُّه دَعًّا دَفَعَه في جَفْوة وقال ابن دريد دَعَّه دَفَعَه دَفْعاً عنِيفاً وفي التنزيل فذلك الذي يَدُعُّ اليَتيم أَي يَعْنُفُ به عُنْفاً دَفْعاً وانْتِهاراً وفيه يومَ يُدَعُّون إِلى نار جهنَّم دَعًّا وبذلك فسره أَبو عبيدة فقال يُدْفَعُون دَفْعاً عَنِيفاً وفي الحديث اللهم دُعَّها إِلى النار دَعًّا وقال مجاهد دَفْراً في أَقْفِيَتِهم وفي حديث الشعبي أَنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه ولا يُكْرَهُون الدَّعُّ الطرد والدَّفْعُ والدُّعاعة عُشْبة تُطْحَن وتُخْبَز وهي ذات قُضب وورَقٍ مُتَسَطِّحة النِّبْتة ومَنْبِتُها الصَّحاري والسَّهْلُ وجَناتُها حَبَّة سوداء والجمع دُعاع والدَّعادِعُ نبت يكون فيه ماء في الصيف تأْكله البقر وأَنشد في صفة جمل رَعى القَسْوَرَ الجَوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ ومِنْ بَطْنِ سَقْمانَ الدَّعادِعَ سِدْيَما
( * قوله « سقمان » فعلان من السقم بفتح أَوله وسكون ثانيه كما في معجم ياقوت وقوله « أشمس » كذا ضبط في الأصل ومعجم ياقوت وقال في شرح القاموس أشمس موضع وسديم فحل )
قال ويجوز من بطن سَقْمان الدَّعادعَ وهذه الكلمة وجدتها في غير نسخة من التهذيب الدعادع على هذه الصورة بدالين ورأَيتها في غير نسخة من أمالي ابن بري على الصحاح الدُّعاع بدال واحدة ونسب هذا البيت إِلى حُميد بن ثور وأَنشده ومن بطن سَقْمان الدُّعاعَ المُدَيَّما وقال واحدته دُعاعةٌ وهو نَبْت معروف قال الأَزهري قرأْت بخط شمر للطرماح لم تُعالِجْ دَمْحَقاً بائتاً شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعْ قال الطَّخْفُ اللبن الحامِضُ واللَّدْمُ اللَّعْقُ والدَّعاعُ عِيالُ الرجلِ الصغار ويقال أَدَعَّ الرجل إِذا كثر دَعاعُه قال وقرأْت أَيضاً بخطه في قصيدة أُخرى أُجُدٌ كالأَتانِ لم تَرْتَعِ الفَ ثّ ولم يَنْتَقِلْ عليها الدُّعاعُ قال الدُّعاعُ في هذا البيت حب شجرة بريَّة وكذلك الفَثُّ والأَتانُ صخرة وقال الليث الدُّعاعةُ حبة سوداء يأْكلها فقراء البادية إِذا أَجدبوا وقال أَبو حنيفة الدُّعاعُ بقلة يخرج فيها حب تَسَطَّحُ على الأَرض تَسَطُّحاً لا تَذْهَبُ صُعُداً فإِذا يَبست جمع الناس يابسها ثم دَقُّوه ثم ذَرُّوه ثم استخرجوا منه حبّاً أَسود يملؤون منه الغَرائر والدُّعاعةُ نملة سوداء ذات جناحين شبهت بتلك الحبة والجمع الدُّعاع ورجل دَعَّاعٌ فَثَّاثٌ يجمع الدُّعاع والفَثَّ ليأْكلهما قال أَبو منصور هما حبتان بريتان إِذا جاع البدويّ في القَحط دقَّهما وعجنهما واختبزهما وأَكلهما وفي حديث قُس ذات دَعادِعَ وزَعازِعَ الدَّعادِعُ جمع دَعْدَعٍ وهي الأَرض الجَرْداء التي لا نبات بها وروي عن المُؤرّج بيت طرفة بالدال المهملة وعَذارِيكمْ مُقَلِّصةٌ في دُعاعِ النخْل تَصْطَرِمُهْ وفسر الدُّعاع ما بين النخلتين وكذا وجد بخط شمر بالدال رواية عن ابن الأَعرابي قال والدُّعاعُ متفرّق النخل والدُّعاع النخل المتفرّق وقال أَبو عبيدة ما بين النخلة إِلى النخلة دُعاعٌ قال الأَزهري ورواه بعضهم ذُعاع النخل بالذال المعجمة أَي في مُتفرقه من ذَعْذَعْت الشيء إِذا فرّقته ودَعْدَع الشيءَ حركه حتى اكْتنَز كالقَصْعة أَو المِكْيال والجُوالِق ليَسَعَ الشيء وهو الدَّعْدعةُ قال لبيد المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ أَي المَمْلوءة ودَعْدَعَها ملأها من الثريد واللحم ودَعْدَعْتُ الشيءَ ملأته ودَعْدَع السيلُ الوادي مَلأه قال لبيد يصف ماءيْن التقيا من السَّيْل فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاء كما دَعْدَع ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا الرَّكاء وادٍ معروف وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها سُرَّة الرِّكاء بالكسر ودَعْدَعَتِ الشاةُ الإِناء ملأتْه وكذلك الناقة ودَعْ دَعْ كلمة يُدْعى بها للعاثِرِ في معنى قُم وانْتَعِشْ واسْلَمْ كما يقال له لَعاً قال لَحَى اللهُ قَوْماً لم يَقُولوا لعاثِرٍ ولا لابنِ عَمٍّ نالَه العَثْرُ دَعْدَعا قال أَبو منصور أَراه جعل لَعاً ودَعْدَعا دُعاء له بالانتعاش وجعله في البيت اسماً كالكلمة وأَعربه ودَعْدَعَ بالعاثر قالها له وهي الدَّعْدَعةُ وقال أَبو سعيد معناه دَعِ العِثارَ ومنه قول رؤبة وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا دَعْدَعا له وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَعا قال ابن الأَعرابي معناه إِذا وقع منَّا واقع نَعَشْناه ولم نَدَعْه أَن يَهْلِك وقال غيره دَعْدَعا معناه أَن نقول له رَفعك اللهُ وهو مثل لَعاً أَبو زيد إِذا دُعِي للعاثِر قيل لَعاً له عالِياً ومثله دَعْ دَعْ وقال دَعْدَعْت بالصبي دَعْدَعةً إِذا عثرَ فقلت له دَعْ دَعْ أَي ارتفع ودَعْدَعَ بالمعز دَعْدَعة زجرها ودَعْدَع بها دَعْدَعة دَعاها وقيل الدعْدعةُ بالغنم الصغار خاصّة وهو أَن تقول لها داعْ داعْ وإِن شئت كسرت ونوَّنت والدَّعْدعة قِصَرُ الخَطْو في المشي مع عَجَل والدَّعْدَعةُ عَدْو في التواء وبُطْء وأَنشد أَسْعَى على كلِّ قَوْمٍ كان سَعْيُهُمُ وَسْطَ العَشيرةِ سَعْياً غيرَ دَعْداعِ أَي غير بَطِيء ودَعْدَعَ الرجلُ دعْدعة ودَعْداعاً عدا عدْواً فيه بُطْء والتواء وسَعْيٌ دَعْداع مثله والدَّعْداعُ والدَّحْداحُ القصير من الرجال ابنه الأَعرابي يقال للراعي دُعْ دُعْ بالضم إِذا أَمرته بالنَّعِيق بغنمه يقال دَعْدَعَ بها ويقال دَعْ دَعْ بالفتح وهما لغتان ومنه قول الفرزدق دَعْ دَعْ بأَعْنُقِك النَّوائِم إِنَّني في باذِخٍ يا ابنَ المَراغةِ عالِي ابن الأَعرابي قال فقال أَعرابي كم تَدُعُّ ليلتُهم هذه من الشهر ؟ أَي كم تُبْقِي سِواها قال وأَنشدنا ولَسْنا لأَضْيافِنا بالدُّعُعْ

دعبع
دَعْبَع حكاية لفظ الرضيع إِذا طلب شيئاً كأَن الحاكي حكى لفظه مرة بِدَعْ ومرة بِبَعْ فجمعهما في حكايته فقال دَعْبع قال وأَنشدني زيد بن كُثْوةَ العَنْبَري ولَيْلٍ كأَثناء الرُّوَيزِيّ جُبْته إِذا سَقَطتْ أَرواقُه دون زَرْبَعِ قال زَرْبَع اسم ابنه ثم قال لأَدْنُوَ من نَفْسٍ هُناكَ حَبِيبةٍ إِليَّ إِذا ما قال لي أَيْنَ دَعْبَعِ كسر العين لأَنها حكاية

دفع
الدَّفْع الإِزالة بقوّة دَفَعَه يَدْفَعُه دَفْعاً ودَفاعاً ودافَعَه ودَفَّعَه فانْدَفَع وتَدَفَّع وتَدافَع وتدافَعُوا الشيءَ دَفَعَه كلّ واحد منهم عن صاحبه وتدافَع القومُ أَي دفَع بعضُهم بعضاً ورجل دَفّاع ومِدْفَع شديد الدَّفْع ورُكْن مِدْفَعٌ قويّ ودفَع فلان إِلى فلان شيئاً ودَفع عنه الشرّ على المثل ومن كلامهم ادْفَعِ الشرّ ولو إِصْبعاً حكاه سيبويه ودافَع عنه بمعنى دفَع تقول منه دفَع الله عنك المَكْروه دَفْعاً ودافع اللهُ عنك السُّوء دِفاعاً واستَدْفَعْت اللهَ تعالى الأَسواء أَي طلبت منه أَن يَدْفَعَها عني وفي حديث خالد أَنه دافَع بالناس يوم مُوتةَ أَي دفعَهم عن مَوْقِف الهَلاك ويروى بالراء من رُفع الشيء إِذا أُزيل عن موضعه والدَّفْعةُ انتهاء جماعة القوم إِلى موضع بمرَّة قال فنُدْعَى جَميعاً مع الرَّاشِدين فنَدْخُلُ في أَوّلِ الدَّفْعةِ والدُّفْعةُ ما دُفع من سِقاء أَو إِناء فانْصَبَّ بمرَّة قال كقَطِرانِ الشامِ سالَتْ دُفَعُه وقال الأَعشى وسافَتْ من دَمٍ دُفَعا
( * قوله « وسافت » كذا بالأصل وبهامشه خافت )
وكذلك دُفَعُ المطر ونحوه والدُّفْعةُ من المطر مثل الدُّفْقة والدَّفعة بالفتح المرة الواحدة وتدَفَّع السيل وانْدفَع دفَع بعضُه بعضاً والدُّفّاع بالضم والتشديد طَحْمة السيلِ العظيم والمَوْج قال جَوادٌ يَفِيضُ على المُعْتَفِين كما فاضَ يَمٌّ بدُفّاعِه والدُّفّاع كثرة الماء وشدَّته والدُّفّاع أَيضاً الشيء العظيم يُدْفَع به عظيم مثله على المثل أَبو عمرو الدُّفّاع الكثير من الناس ومن السيل ومن جَرْي الفرس إِذا تدافع جَرْيُه وفرس دَفَّاعٌ وقال ابن أَحمر إِذا صَليتُ بدَفّاعٍ له زَجَلٌ يُواضِخُ الشَّدَّ والتَّقْرِيبَ والخَبَبا ويروى بدُفّاع يريد الفرس المُتدافِعَ في جَرْيه ويقال جاء دُفّاعٌ من الرجال والنساء إِذا ازدحموا فركب بعضُهم بعضاً ابن شميل الدَّوافِعُ أَسافِلُ المِيثِ حيث تَدْفَع في الأَوْدِية أَسفلُ كل مَيْثاء دافعة وقال الأَصمعي الدَّوافِعُ مَدافِعُ الماء إِلى المِيثِ والمِيث تَدْفَع إِلى الوادِي الأَعظم والدافِعةُ التَّلْعَةُ من مَسايِل الماء تَدْفَع في تَلْعة أُخرى إِذا جرى في صَبَبٍ وحَدُورٍ من حَدَبٍ فَتَرَى له في مواضِعَ قد انْبَسَطَ شيئاً واسْتدارَ ثم دَفع في أُخرى أَسفل منها فكلّ واحد من ذلك دافِعةٌ والجمع الدَّوافِعُ ومَجْرَى ما بين الدَّافِعَتَين مِذْنَبٌ وقيل المَدافِعُ المَجارِي والمَسايِل وأَنشد ابن الأَعرابي شِيبُ المَبارِكِ مَدْرُوسٌ مَدافِعُه هابِي المَراغِ قلِيلُ الوَدْقِ مَوْظُوبُ المَدْرُوس الذي ليس في مَدافِعه آثار السيل من جُدوبتِه والموْظُوبُ الذي قد ووظب على أَكْله أَي دِيمَ عليه وقيل مَدْرُوسٌ مَدافِعُه مأْكول ما في أَوْدِيته من النبات هابِي المَراغ ثائرٌ غُبارُه شِيبٌ بِيضٌ ابن شميل مَدْفَعُ الوادي حيث يدْفَع السيل وهو أَسفله حيث يَتفرَّق ماؤُه وقال الليث الانْدِفاعُ المُضيّ في الأَرض كائناً ما كان وأَمَّا قول الشاعر أَيُّها الصُّلْصُلُ المُغِذُّ إِلى المَدْ فَعِ من نَهْرِ مَعْقِلٍ فالمَذارِ فقيل هو مِذْنَبُ الدّافِعة لأَنها تَدْفع فيه إِلى الدافعة الأُخرى وقيل المَدْفَع اسم موضع والمُدَفَّع والمُتدافَعُ المَحْقُور الذي لا يُضَيَّف إِن اسْتضاف ولا يُجْدَى إِن اسْتَجْدَى وقيل هو الضيْفُ الذي يَتَدافَعُه الحَيُّ وقيل هو الفقير الذليل لأَنَّ كلاًّ يَدْفَعُه عن نفسه والمُدَفَّع المَدْفُوع عن نسبه ويقال فلان سيّد قومه غير مُدافَع أَي غير مُزاحَم في ذلك ولا مَدْفُوعٍ عنه الأَصمعي بعير مُدَفَّع كالمُقْرَم الذي يُودَع للفِحْلةِ فلا يُركب ولا يُحْمَل عليه وقال هو الذي إِذا أُتي به ليُحْمَلَ عليه قيل ادْفَع هذا أَي دَعْه إِبقاء عليه وأَنشد غيره لذي الرمة وقَرَّبْن لِلأَظْعانِ كُلَّ مُدَفَّع والدافِعُ والمِدفاع الناقة التي تَدْفَع اللبن على رأْس ولدها لكثرته وإِنما يكثر اللبن في ضَرْعها حين تريد أَن تضع وكذلك الشاة المِدْفاع والمصدر الدَّفْعة وقيل الشاة التي تَدْفَع اللَّبَأَ في ضَرْعِها قُبَيْلَ النَّتاج يقال دَفَعَتِ الشاةُ إِذا أَضْرَعَت على رأْس الولد وقال أَبو عبيدة قوم يجعلون المُفْكِهَ والدَّافِعَ سواء يقولون هي دافِعٌ بولد وإِن شئت قلت هي دافع بلَبَن وإِن شئت قلت هي دافع بضَرْعها وإِن شئت قلت هي دافع وتسكت وأَنشد ودافِعٍ قد دَفَعَتْ للنَّتْجِ قد مَخَضَتْ مَخاضَ خَيْلٍ نُتْجِ وقال النضر يقال دَفَعَتْ لَبَنَها وباللبن إِذا كان ولدها في بطنها فإِذا نُتِجت فلا يقال دَفَعت والدَّفُوع من النوق التي تَدْفع برجلها عند الحَلب والانْدِفاعُ المُضِيُّ في الأَمر والمُدافَعة المُزاحمة ودَفَع إِلى المكان ودُفِع كلاهما انْتَهى ويقال هذا طريق يَدْفَع إِلى مكان كذا أَي يَنْتَهِي إِليه ودَفَع فلان إِلى فلان أَي انتهى إِليه وغَشِيَتْنا سَحابة فَدُفِعْناها إِلى غيرنا أَي ثُنِيَت عنا وانصَرفَت عنا إِليهم وأَراد دُفِعَتْنا أَي دُفِعَت عنا ودَفَع الرجل قوسَه يدْفَعُها سَوَّاها حكاه أَبو حنيفة قال ويَلْقَى الرجلُ الرجلَ فإِذا رأَى قوسه قد تغيرت قال ما لك لا تَدْفَع قوْسَك ؟ أَي ما لك لا تَعْمَلُها هذا العَمَل ودافِعٌ ودفَّاع ومُدافِعٌ أَسماء وانْدَفع الفرسُ أَي أَسْرَع في سيْره وانْدَفعُوا في الحديث وفي الحديث أَنه دَفَع من عَرَفات أَي ابتدأَ السيرَ ودَفع نفْسَه منها ونَحَّاها أَو دفع ناقتَه وحَمَلَها على السيْر ويقال دافَع الرجل أَمْرَ كذا إِذا أُولِعَ به وانهمك فيه والمُدافَعةُ المُماطلة ودافَع فلان فلاناً في حاجته إِذا ماطَلَه فيها فلم يَقْضِها والمَدْفَع واحد مدافِع المياه التي تجري فيها والمِدْفَع بالكسر الدَّفُوع ومنه قولها يعني سَجاحِ لا بَلْ قَصِيرٌ مِدْفَعُ

دقع
الدَّقْعاء عامَّةُ الترابِ وقيل الترابُ الدَّقيق على وجه الأَرض قال الشاعر وجَرَّتْ به الدَّقْعاء هَيْفٌ كأَنَّها تَسُحُّ تُراباً من خَصاصاتِ مُنْخُلِ والدِّقْعِمُ بالكسر الدَّقْعاء الميم الزائدة وحكى اللحياني بفِيه الدِّقْعِم كما تقول وأَنت تدعو عليه بفِيه التراب وقال بفِيه الدَّقْعاء والأَدْقع يعني التراب قال والدَّقاعُ والدُّقاعُ التراب وقال الكميت يصف الكلاب مَجازِيعُ قَفْرٍ مَداقِيعُه مَسارِيفُ حتى يُصِبْن اليَسارا قال مَداقِيعُ ترضى بشيء يسير قال والدَّاقِعُ الذي يَرْضَى بالشيء الدُّون والمُدْقَع الفقير الذي قد لَصِقَ بالتراب من الفقر وفَقْر مُدْقِع أَي مُلْصِق بالدَّقْعاء وفي الحديث لا تَحِلُّ المسأَلةُ إِلا لذي فَقْر مُدْقِع أَي شديد مُلْصِق بالدَّقعاء يُفْضِي بصاحبه إِلى الدَّقعاء وقولهم في الدعاء رماه الله بالدَّوقَعة هي الفقر والذُّلُّ فَوْعلة من الدقع والمَداقِيعُ الإِبل التي كانت تأْكل النبت حتى تُلْزِقَه بالدَّقْعاء لقلته ودَقِعَ الرَّجلُ دَقَعاً وأَدْقَع لَصِقَ بالدَّقعاء وغيره من أَي شيء كان وقيل لصق بالدقْعاء فَقراً وقيل ذُلاًّ ودَقِعَ دَقَعاً وأَدْقَع افتقر ورأَيت القومَ صَقْعَى دَقْعَى أَي لاصقين بالأَرض ودَقِعَ دَقَعاً وأَدْقَعَ أَسَفَّ إِلى مَداقّ الكسب فهو داقِعٌ والدَّاقِعُ الكئيب المُهْتَم أَيضاً ودَقَع دَقْعاً ودُقُوعاً ودَقِعَ دَقَعاً فهو دَقِعٌ اهْتَمَّ وخضَعَ قال الكميت ولم يَدْقَعُوا عندما نابَهُم لصَرْفِ الزَّمانِ ولم يَخْجَلُوا يقول لم يستكينوا للحرب والدَّقَعُ سوء احتمال الفقر والفِعْل كالفعل والمصدر كالمصدر والخجل سوء احتمال الغنى وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال للنساء إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ وإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ دَقِعْتنَّ أَي خَضَعْتُنَّ ولَزِقْتُنَّ بالتراب والدقَعُ الخُضوع في طلَب الحاجةِ والحِرْصُ عليها مأْخوذ من الدَّقْعاء وهو التراب أَي لَصِقْتُنَّ بالأَرض من الفقر والخُضوع والخَجَلُ الكَسَلُ والتَّواني في طلب الرِّزق والداقِعُ والمِدْقَعُ الذي لا يُبالي في أَيّ شيء وقع في طعام أَو شراب أَو غيره وقيل هو المُسِفُّ إِلى الأُمور الدَّنِيئة وجُوع دَيْقُوعٌ شديد وهو اليَرْقُوع أَيضاً وقال النضر جُوع أَدْقَعُ ودَيْقُوع وهو من الدَّقْعاء الأَزهري الجوع الدَّيْقُوع والدُّرْقُوع الشديد وكذلك الجوع البُرْقوع واليَرْقُوع وقدِمَ أَعرابي الحَضَر فشَبِعَ فاتّخَم فقال أَقُولُ للقَوْمِ لمَّا ساءني شِبَعي أَلا سَبيل إِلى أَرْضٍ بها الجُوعُ ؟ أَلا سبيل إِلى أَرْضٍ يكون بها جُوعٌ يُصَدَّعُ منه الرأْسُ دَيْقُوعُ ؟ ودَقِع الفصيل بَشِم كأَنه ضِد وأَدقَع له وإِليه في الشتم وغيره بالَغَ ولم يتكَرَّم عن قبيح القول ولم يَأْلُ قَذَعاً والدَّوْقَعةُ الدَّاهِيةُ والدَّقْعاء الذُّرة يمانية

دكع
من أَمراض الإِبل الدُّكاعُ وهو سُعال يأْخذها وقيل الدُّكاع داء يأْخذ الإِبل والخيل في صدورها كالسُّعال وهو كالخَبْطةِ في الناس دَكَعَتْ تَدْكَعُ دَكْعاً ودُكِعَت دَكْعاً أَصابَها ذلك قال القُطامي تَرَى منه صُدورَ الخَيْلِ زُوراً كأَنَّ بها نُحازاً أَو دُكاعا ويقال قَحَب يَقْحُب ونَحَب يَنْحِب ونَحُزَ ونَحِزَ يَنْحُزُ ويَنْحَزُ كله بمعنى السُّعال ويقال دُكِع الفرس فهو مَدْكُوع

دلع
دَلَعَ الرجل لسانه يَدْلَعُه دَلْعاً فانْدَلَع وأَدْلَعه أَخرجه جاءت اللغتان وفي الحديث أَنَّ امرأَة رأَت كلباً في يوم حارٍّ قد أَدْلَع لسانه من العَطَش وقيل أَدْلَع لغة قليلة قال الشاعر وأَدْلَعَ الدَّالِعُ من لسانه وأَدْلَعَه العَطَشُ ودلَعَ اللسانُ نفسُه يَدْلَع دَلْعاً ودُلوعاً يتعدّى ولا يتعدّى واندلع خرج من الفم واسترخى وسقط على العَنْفقة كلسان الكلب وفي الحديث يُبْعَث شاهد الزُّور يوم القيامة مُدلِعاً لسانَه في النار وجاء في الأَثَر عن بَلْعَم أَن الله لعَنَه فأَدْلَع لسانَه فسقطت أَسَلَتُه على صدره فبقيت كذلك وقال الهُجَيْمي أَحْمق دالِعٌ وهو الذي لا يزال دالِعَ اللسان وهو غاية الحُمْق وفي الحديث أَنه كان يَدْلَعُ لسانه للحسن أَي يُخْرِجه حتى يرى حُمْرته فيَهَشّ إِليه وانْدَلَع بطن الرجل إِذا خرج أَمامه ويقال للرجل المُنْدَلِث البطن أَمامه مُنْدَلِعُ البطن وانْدلع بطنُ المرأَة وانْدَلَق إِذا عَظُم واسترخى واندلَع السيفُ من غِمْده واندلَقَ وناقة دَلُوع تتقدم الإِبل وطريق دَلِيعٌ سَهْل في مكان حَزْن لا صَعُود فيه ولا هَبُوط وقيل هو الواسع والدَّلُوع الطريق وروى شمر عن مُحارب طريق دَلَنَّعٌ وجمعه دَلانِعُ إِذا كان سَهْلاً والدُّلاَّعُ ضرب من مَحار البحر قال أَبو عمرو الدَّوْلَعةُ صدفة مُتَحَوِّيةٌ إِذا أَصابها ضَبْح النار خرج منها كهيئة الظُّفُر فيُسْتَلُّ قدرَ إِصْبَع وهذا هو الأَظْفار الذي في القُسْط وأَنشد للشَّمَرْدل دَوْلَعةٌ يَسْتَلُّها بظُفْرها والدُّلاَّعُ نَبْتٌ

دلثع
الدَّلْثَع من الرجال الكثير اللحم وهو أَيضاً المُنْتِن القَذِرُ وهو أَيضاً الشَّرِهُ الحَرِيصُ وقال الأَزهري الدَّلْثَع الكثير لحم اللِّثة قال النابغة الجعدي ودلاثِع حُمْر لِثاتُهُمُ أَبِلِين شَرّابِينَ للجُزُرِ وجمعه دَلاثِعُ والدلَنْثَع الطريق الواضحُ النضر وأَبو خيرة الدَّلْثَع الطريق السهْلُ وقيل هو أَسهل طريق يكون في سَهْل أَو حَزْن لا حَطوطَ فيه ولا هَبوط

دمع
الدَّمْع ماء العين والجمع أَدْمُعٌ ودُموعٌ والقَطْرةُ منه دَمْعة وذُو الدَّمعة الحُسَين بن زيد بن علي رضوان الله عليهم لُقِّبَ بذلك لكثرة دَمْعِه فَعُوتِبَ على ذلك فقال وهل ترَكتِ النارُ والسَّهمان لي مَضْحَكاً ؟ يريد السهْمَين اللذين أَصابا زيد بن علي ويحيى بن زيد رضي الله عنهم وقتلا بخُراسانَ ودَمَعتِ العينُ ودَمِعت تدْمَع فيهما دمْعاً ودَمَعاناً ودُموعاً وقيل دَمِعَت دَمَعاً وامرأَة دَمِعةٌ ودَمِيعٌ بغير هاء كلتاهما سريعة البكاء كثيرة دمع العين الأَخيرة عن اللحياني من نسوة دَمْعَى ودَمائعَ وما أَكثر دَمْعَتها التأْنيث للدَّمْعة وقال الكسائي وأَبو زيد دَمَعَت بفتح الميم لا غير ورجل دَمِيعٌ من قوم دُمَعاء ودَمْعَى وعين دَموع كثيرة الدَّمْعة أَو سريعتها واستعار لبيد الدَّمْع في الجفْنة يَكْثرُ دسَمُها ويَسِيل فقال ولكنَّ مالي غالَه كُلُّ جَفْنةٍ إِذا حانَ وِرْدٌ أَسْبَلَتْ بدُمُوعِ يقال جَفْنةٌ دامِعةٌ وقد دَمِعَت ورَذِمَت والمَدامِعُ المآقي وهي أَطراف العين والمَدْمَع مَسِيل الدمع قال الأَزهري والمَدْمَعُ مُجْتَمَعُ الدَّمْع في نواحي العين وجمعه مَدامِعُ يقال فاضت مَدامِعه قال والماقِيانِ من المَدامِع والمُؤْخِران كذلك والدُّمُع بضم الدال والدِّماعُ كلاهما سِمةٌ من سِماتِ الإِبل في مَجْرى الدَّمْع وقال أَبو علي في التذكرة والدُّمُع سمة في مَدْمَع العين خطّ صغير وبعير مَدْمُوعٌ وقال ابن شميل الدِّماع مِيسمٌ في المَناظِر سائلٌ إِلى المَنْخَر وربما كان عليه دِماعانِ ودَمَعَ المطرُ سالَ على المثَل قال فبَات يأْذَى من رَذاذٍ دَمَعا ويوم دَمّاعٌ ذو رَذاذٍ وثَرًى دَموعٌ ودامِعٌ ودَمّاعٌ ومكانٌ كذلك إِذا كان نَدِيًّا يتحلَّبُ منه الماء أَو يكاد قال من كلِّ دَمّاعِ الثَّرَى مُطَلَّلِ وقد دَمَع قال أَبو عدنان من المياه المَدامِعُ وهي ما قطر من عُرْضِ جبل قال وسأَلت العُقَيْليّ عن هذا البيت والشمسُ تَدْمَعُ عَيْناها ومُنْخُرها وهنَّ يَخْرُجْن من بِيدٍ إِلى بِيدِ فقال هي الظهيرة إِذا سال لُعاب الشمس وقال الغَنوي إِذا عَطِشَت الدَّوابُّ ذَرِفَت عُيونها وسالت مَناخِرها وشَجَّة دامِعةٌ تَسِيلُ دَماً وهي بعد الدَّامِية فإِن الدامِيةَ هي التي تَدْمَى من غير أَن يسيل منها دم فإِذا سال منها دم فهي الدّامعةُ بالعين غير المعجمة وقال ابن الأَثير هو أَن يسيل الدَّم منها قَطْراً كالدَّمْع والدُّماعُ ودُمّاعُ الكَرْم هو ما يسيل منه أَيام الربيع وأَدْمَعَ الإِناءَ إِذا مَلأَهُ حتى يَفِيضَ وقدَحٌ دَمْعان إِذا امتلأَ فجعل يَسِيل من جَوانِبه والإِدْماع مَلْء الإِناء يقال أَدْمِعْ مُشَقَّرَكَ أَي قَدَحَك قاله ابن الأَعرابي والدُّماعُ نبت ليس بثَبت والدُّماع بالضم ماء العين من عِلَّة أَو كِبر ليس الدَّمْعَ وقال يا مَنْ لْعَيْنٍ لا تَني تَهْماعا قد تَرَكَ الدَّمْعُ بها دُماعا والدَّمْع السيَلانُ من الرَّاوُوق وهو مِصْفاة الصَّبّاغ

دنع
رجل دَنِعٌ فَسْلٌ لا لُبَّ له ولا خَير فيه والدَّنَعُ الذُّلُّ دَنِعَ دَنَعاً ودُنوعاً اجتمَع وذَلَّ ودَنِعَ دَنَعاً لَؤُمَ الليث رجل دَنِيعة من قوم دَنائع وهو الفَسْل الذي لا لُبَّ له ولا عَقْل وأَنشد شمر لبعضهم فله هُنالِك لا عَليه إِذا دَنِعَتْ أُنوفُ القَوْمِ للتَّعْسِ يقول له الفضل في هذا الزمان لا عليه إِذا دعا على القوم ودَنِعَت أَي دَقَّتْ ولَؤُمَت ورواه ابن الأَعرابي وإِن رَغِمَت ابن شميل دَنِعَ الصبيّ إِذا جُهد وجاعَ واشتَهى ابن بزرج دَنِعَ ورَثِعَ إِذا طَمِعَ ودَنَعُ البعير ما طَرَحَه الجازِرُ والدَّنِيعُ الخَسِيسُ ودَنَعُ القوم خِساسُهم من ذلك ورجل دَنَعة لا خَير فيه وأَنْدَعَ الرجل تَبِعَ أَخلاقَ اللِّئام والأَنْذال وأَدْنَعَ إِذا تَبِعَ طَرِيقة الصالحين

دنقع
دَنْقَعَ الرجل افتَقَر

دهع
دَهاعِ ودَهْداعٌ من زجر العُنوقِ ودَهَعَ الراعي بالغَنم ودَهَّعَ ودَهْدَعَ دَهْدَعةً زجرها بذلك ودَهْدَعَ بها صوّت

دهقع
الجوع الدُّهْقوع هو الشديد الذي يَصْرَعُ صاحِبَه

دوع
داعَ دَوْعاً اسْتَنَّ عادِياً وسابِحاً والدُّوع ضرب من الحِيتان يَمانيةٌ

ذرع
الذِّراعُ ما بين طرَف المِرْفق إِلى طرَفِ الإِصْبَع الوُسْطى أُنثى وقد تذكَّر وقال سيبويه سأَلت الخليل عن ذراع فقال ذِراع كثير في تسميتهم به المذكر ويُمَكَّن في المذكَّر فصار من أَسمائه خاصّة عندهم ومع هذا فإِنهم يَصِفون به المذكر فتقول هذا ثوب ذراع فقد يُمَكَّنُ هذا الاسم في المذكر ولهذا إِذا سمي الرجل بذراع صُرف في المعرفة والنكرة لأَنه مذكر سمي به مذكر ولم يعرف الأَصمعي التذكير في الذراع والجمع أَذْرُعٌ وقال يصف قوساً عَربية أَرْمِي عليها وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ قال سيبويه كسّروه على هذا البناء حين كان مؤنثاً يعني أَن فَعالاً وفِعالاً وفَعِيلاً من المؤنث حُكْمُه أَن يُكسَّر على أَفْعُل ولم يُكسِّروا ذِراعاً على غير أَفْعُل كما فَعَلوا ذلك في الأَكُفِّ قال ابن بري الذراع عند سيبويه مؤنثة لا غير وأَنشد لمِرْداس ابن حُصَين قَصَرْتُ له القبيلةَ إِذ تَجَِهْنا وما دانَتْ بِشِدَّتِها ذِراعي وفي حديث عائشةَ وزَينبَ قالت زينبُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حَسْبُك إِذ قَلبَتْ لك ابنة أَبي قُحافةَ ذُرَيِّعَتَيْها الذُّرَيِّعةُ تصغير الذراع ولُحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة ثم ثَنَّتْها مصغرة وأَرادت به ساعدَيْها وقولهم الثوب سبع في ثمانية إِنما قالوا سبع لأَن الذراع مؤنثة وجمعها أَذرع لا غير وتقول هذه ذراع وإِنما قالوا ثمانية لأَن الأَشبار مذكرة والذِّراع من يَدَيِ البعير فوق الوظيفِ وكذلك من الخيل والبغال والحمير والذِّراعُ من أَيدي البقر والغنم فوق الكُراع قال الليث الذراع اسم جامع في كل ما يسمى يداً من الرُّوحانِيين ذوي الأَبدان والذِّراعُ والساعد واحد وذَرَّع الرجلُ رَفَعَ ذِراعَيْه مُنذراً أَو مبشراً قال تُؤَمِّل أَنفالَ الخمِيس وقد رَأتْ سَوابِقَ خَيْلٍ لم يُذَرِّعْ بَشيرُها يقال للبشير إِذا أَوْمَأَ بيده قد ذَرَّع البَشيرُ وأَذْرَع في الكلام وتذَرَّع أَكثر وأَفْرَط والإِذْراعُ كثرةُ الكلامِ والإِفْراطُ فيه وكذلك التَّذَرُّع قال ابن سيده وأَرى أَصله من مدّ الذِّراع لأَن المُكْثِر قد يفعل ذلك وثور مُذَرَّع في أَكارِعه لُمَع سُود وحمار مُذَرَّع لمكان الرَّقْمةِ في ذِراعه والمُذَرَّعُ الذي أُمه عربية وأَبوه غير عربي قال إِذا باهليٌّ عنده حَنْظَلِيَّةٌ لها وَلَدٌ منه فذاك المُذَرَّعُ وقيل المُذَرَّع من الناس بفتح الراء الذي أُمه أَشرف من أَبيه والهجين الذي أَبوه عربيّ وأُمه أَمة قال ابن قيس العدوي إِنَّ المُذَرَّعَ لا تُعْنَى خُؤُولَتُه كالبَغْلِ يَعْجِزُ عن شَوْطِ المَحاضِير وقال آخر يهجو قوماً قَوْمٌ تَوارَثَ بيتَ اللُّؤْمِ أَوَّلُهم كما تَوارَثَ رَقْمَ الأَذْرُعِ الحُمُرُ وإِنما سمي مُذَرَّعاً تشبيهاً بالبغل لأَنَّ في ذراعيه رَقْمتين كرَقْمتي ذراع الحِمار نَزَع بهما إِلى الحِمار في الشبه وأُمّ البغل أَكرم من أَبيه والمُذَرَّعة الضبع لتخطيط ذِراعَيْها صفة غالبة قال ساعدة بن جؤية وغُودِرَ ثاوِياً وتَأَوَّبَتْه مُذَرَّعةٌ أُمَيْم لها فَلِيلُ والضبع مّذَرَّعة بسواد في أَذْرعها وأَسد مُذَرَّع على ذِراعَيْه دَمُ فَرائِسه أَنشد ابن الأَعرابي قد يَهْلِكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ والأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهُوسُ والتذْرِيع فضل حبل القَيد يُوثَق بالذراع اسم كالتَّنْبيت لا مصدر كالتَّصْويت وذُرِّعَ البعيرُ وذُرِّعَ له قُيِّدَ في ذراعَيْه جميعاً يقال ذَرَّعَ فلان لبعيره إِذا قَيَّدَه بفضل خِطامه في ذراعه والعرب تسميه تَذْريعاً وثوب مُوَشَّى الذِّراع أَي الكُمِّ وموشَّى المَذارِع كذلك جمع على غير واحده كمَلامحَ ومَحاسِنَ والذِّراعُ ما يُذْرَعُ به ذَرَع الثوب وغيره يَذْرَعُه ذَرْعاً قدَّره بالذِّراع فهو ذارِعٌ وهو مَذْرُوع وذَرْعُ كلّ شيء قَدْرُه من ذلك والتذَرُّع أَيضاً تَقْدِير الشيء بذِراع اليد قال قَيْس بن الخَطِيم ترى قَِصَدَ المُرّانِ تُلْقَى كأَنَّها تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ وقال الأَصمعي تَذَرَّعَ فلان الجَرِيدَ إِذا وضَعه في ذِراعِه فشَطَبه ومنه قول قَيْس بن الخَطِيم هذا البيت قال والخِرْصانُ أَصلها القُضْبان من الجَرِيد والشَّواطِبُ جمع الشاطِبة وهي المرأَة التي تَقْشُر العَسِيب ثم تُلْقِيه إِلى المُنَقِّية فتأْخذ كل ما عليه بسِكِّينها حتى تتركه رقيقاً ثم تُلْقِيه المنقِّيةُ إِلى الشاطِبة ثانية فتَشْطُبه على ذِراعها وتَتَذَرَّعُه وكل قَضِيب من شجرة خِرْصٌ وقال أَبو عبيدة التَّذَرُّع قدر ذِراع يَنكسر فيسقط والتذَرُّع والقِصَدُ واحد غيره قال والخِرْصان أَطراف الرماح التي تلي الأَسنَّة الواحد خُرْص وخِرْص وخَرْص قال الأَزهري وقول الأَصمعي أَشبههما بالصواب وتَذَرَّعتِ المرأَة شقَّت الخُوص لتعمَل منه حَصِيراً ابن الأَعرابي انْذَرَع وانْذَرَأَ ورَعَفَ واسْتَرْعَفَ إِذا تقدَّم والذَّرِعُ الطويلُ اللسان بالشَّرِّ وهو السيّار الليلَ والنهارَ وذَرَع البعيرَ يَذرَعُه ذَرْعاً وَطِئه على ذِراعه ليرْكب صاحبُه وذَرَّعَ الرجلُ في سباحتِه تَذْرِيعاً اتَّسَع ومدَّ ذِراعَيْه والتَّذْرِيعُ في المشي تحريك الذِّراعين وذَرَّع بيديه تَذْرِيعاً حرَّكهما في السعْي واستعان بهما عليه وقيل في صفته صلى الله عليه وسلم إِنه كان ذَرِيعَ المشْي أَي سريعَ المشْي واسعَ الخَطْوة ومنه الحديث فأَكَل أَكْلاً ذَريعاً أَي سريعاً كثيراً وذَرَع البعيرُ يَده إِذا مَدَّها في السير وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَذْرَعَ ذِراعَيْه من أَسفلِ الجُبّةِ إِذْراعاً أَذْرَع ذِراعَيْه أَي أَخرَجهما من تحت الجُبَّة ومدَّهما ومنه الحديث الآخر وعليه جَمَّازةٌّ فأَذْرَع منها يده أَي أَخرجها وتَذَرَّعَت الإِبل الماءَ خاضَتْه بأَذْرُعِها ومَذارِيعُ الدابة ومَذارِعُها قوائمها قال الأَخطل وبالهدايا إِذا احْمَرَّت مَذارِعُها في يوم ذَبْح وتَشْرِيقٍ وتَنْحارِ وقوائم ذَرِعاتٌ أَي سَريعاتٌ وذَرِعاتُ الدابة قوائمها ومنه قول ابن حذاق العبدي فأَمْستْ كَنَيْسِ الرَّمْلِ يَغْدُو إِذا غَدَتْ على ذَرِعاتٍ يَعْتَلِين خُنُوسَا أَي على قوائم يَعْتَلين من جاراهُنَّ وهنَّ يَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْيِهن أَي يُبْقين منه يقول لم يَبْذُلْن جميع ما عندهن من السير ومِذْراعُ الدابة قائمتها تَذْرَعُ بها الأَرض ومِذْرَعُها ما بين ركبتها إِلى إِبْطها وثَور مُوَشَّى المَذارِع وفرس ذَروعٌ وذَرِيعٌ سَريعٌ بَعِيدُ الخُطى بيِّن الذَّراعة وفرس مُذَرَّع إِذا كان سابقاً وأَصله الفرس يلحق الوَحْشيّ وفارِسُه عليه يَطْعَنُه طَعْنة تَفُور بالدم فيُلَطِّخ ذِراعَي الفرس بذلك الدم فيكون علامة لسَبْقِه ومنه قول تميم خِلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّع ويقال هذه ناقة تُذارِعُ بُعْد الطريق أَي تَمُدّ باعَها وذِراعها لتَقْطعَه وهي تُذارِع الفلاة وتَذْرَعُها إِذا أَسْرعت فيها كأَنها تَقِيسُها قال الشاعر يصف الإِبل وهُنَّ يَذْرَعْن الرِّقاقَ السَّمْلَقا ذَرْعَ النّواطِي السُّحُل المُرَقَّقا والنواطِي النَّواسِجُ الواحدة ناطيةٌ وبعير ذَرُوعٌ وذَارَع صاحِبَه فذَرَعه غَلَبه في الخَطْو وذَرعه القَيْءُ إِذا غَلبه وسَبق إِلى فيه وقد أَذْرَعه الرجلُ إِذا أَخرجه وفي الحديث مَن ذَرَعه القَيْء فلا قضاء عليه أَي سبَقه وغَلبه في الخُروج والذَّرْعُ البَدَنُ وأَبْطَرَني ذَرْعِي أَبْلى بَدنِي وقطَع مَعاشي وأَبطَرْت فلاناً ذَرْعَه أَي كَلَّفْته أَكثر من طَوْقه ورجل واسعُ الذَّرْع والذِّراع أَي الخُلُق على المثل والذَّرْعُ الطاقةُ وضاقَ بالأَمر ذَرْعُه وذِراعُه أَي ضعُقت طاقتُه ولم يجد من المكروه فيه مَخْلَصاً ولم يُطِقه ولم يَقْو عليه وأَصل الذرْع إِنما هو بَسْط اليد فكأَنك تريد مَدَدْت يدي إِليه فلم تَنَلْه قال حميد بن ثور يصف ذئباً وإِن باتَ وَحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها ذِراعاً ولم يُصْبحْ لها وهو خاشِعُ وضاق به ذَرْعاً مثل ضاق به ذِراعاً ونَصْبَ ذرْعاً لأَنه خرج مفسِّراً مُحَوِّلاً لأَنه كان في الأَصل ضاق ذَرْعي به فلما حُوّل الفعل خرج قوله ذرعاً مفسراً ومثله طِبْت به نفساً وقَرَرْت به عَيناً والذَّرْعُ يوضع موضع الطاقة والأَصل فيه أَن يَذْرَع البعير بيديه في سيره ذَرْعاً على قدر سَعة خَطْوه فإِذا حملته على أَكثر من طَوْقه قلت قد أَبْطَرْت بعيرك ذَرْعه أَي حَمَلْته من السير على أَكثر من طاقته حتى يَبْطَر ويَمُدّ عنقه ضَعْفاً عما حُمِل عليه ويقال ما لي به ذَرْع ولا ذِراع أَي ما لي به طاقة وفي حديث ابن عوف قَلّدوا أَمْركم رَحْب الذِّراع أَي واسِعَ القوة والقدرة والبطش والذرْعُ الوُسْع والطاقة ومنه الحديث فكَبُر في ذَرْعي أَي عظُم وقْعُه وجلَّ عندي والحديث الآخر فكسَر ذلك من ذَرْعي أَي ثَبَّطَني عما أَردته ومنه حديث إِبراهيم عليه الصلاة والسلام أَوحى الله إِليه أَنِ ابنِ لي بَيْتاً فضاق بذلك ذَرْعاً وجهُ التمثيل أَن القصير الذِّراع لا ينالُ ما ينالهُ الطويل الذراع ولا يُطيق طاقتَه فضرب مثلاً للذي سقطت قوَّته دون بلوغ الأَمر والاقتدار عليه وذراعُ القَناة صدرُها لتقدُّمه كتقدُّم الذراع ويقال لصدر الفتاة ذراع العامل ومن أَمثال العرب السائرة هو لك على حَبْلِ الذِّراع أَي أُعَجِّله لك نقداً وقيل هو مُعَدٌّ حاضر والحبْلُ عِرْق في الذراع ورجل ذَرِعٌ حَسَن العِشْرةِ والمخالَطةِ ومنه قول الخَنْساء جَلْد جَمِيل مَخِيل بارِع ذَرِع وفي الحُروبِ إِذا لاقَيْتَ مِسْعارُ ويقال ذارعْتُه مذارعةً إِذا خالطته والذِّراع نَجم من نُجوم الجَوْزاء على شكل الذراع قال غَيْلانُ الربعي غَيَّرها بَعْدِيَ مَرُّ الأَنْواءْ نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ وقيل الذراعُ ذِراع الأََسد وهما كوكبانِ نَيِّران ينزلُهما القمر والذِّراع سِمةٌ في موضع الذِّراع وهي لبني ثعلبة من أَهل اليمن وناسٍ من بني مالك بن سعد من أَهل الرِّمال وذَرَّع الرجلَ تذْريعاً وذَرَّعَ له جعل عُنقه بين ذراعه وعُنُقه وعضُده فخنَقَه ثم استعمل في غير ذلك ما يُخْنَق به وذَرَّعَه قتله وأَمْر ذَريع واسع وذَرَّع بالشيء أَقَرَّ به وبه سمي المُذَرِّعُ أَحدُ بني خَفاجةَ بن عُقَيْل وكان قتل رجلاً من بني عَجْلان ثم أَقرَّ به فأُقيدَ به فسمي المُذَرِّعَ والذَّرَعُ ولد البقرة الوحْشِيَّة وقيل إِنما يكون ذَرَعاً إِذا قَوِيَ على المشي عن ابن الأَعرابي وجمعه ذِرْعانٌ تقول أَذْرَعتِ البقرةُ فهي مُذْرِعٌ ذات ذَرَعٍ وقال الليث هنَّ المُذْرِعات أَي ذوات ذِرْعانٍ والمَذارِعُ النخل القريبة من البيوت والمَذارِعُ ما دانى المِصْر من القرى الصِّغار والمَذارِعُ المَزالِفُ وهي البلاد التي بين الريف والبرّ كالقادِسية والأَنْبار الواحد مِذْراعٌ وفي حديث الحسن كانوا بمذراع اليمن قال هي القريبة من الأَمصار ومَذارِعُ الأَرض نَواحيها ومَذارِعُ الوادي أَضْواجُه ونواحيه والذَّرِيعة الوسيلة وقد تَذَرَّع فلان بذَريعةٍ أَي توسَّل والجمع الذرائعُ والذريعةُ مثل الدَّريئة جمل يُخْتَل به الصيْد يَمْشي الصيَّاد إِلى جنبه فيستتر به ويرمي الصيدَ إِذا أَمكنه وذلك الجمل يُسَيَّب أَوَّلاً مع الوحش حتى تأْلَفَه والذريعةُ السبَبُ إِلى الشيء وأَصله من ذلك الجمل يقال فلان ذَرِيعتي إِليك أَي سَبَبي ووُصْلَتي الذي أَتسبب به إِليك وقال أَبو وجْزةَ يصف امرأَة طافَت بها ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهة ذَرِيعةُ الجِنِّ لا تُعْطِي ولا تَدَعُ أَراد كأَنها جنية لا يَطْمَع فيها ولا يَعْلمها في نفسها قال ابن الأَعرابي سمي هذا البعير الدَّرِيئة والذَّريعة ثم جعلت الذريعةُ مثلاً لكل شيء أَدْنى من شيء وقَرَّب منه وأَنشد وللمَنِيَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبها كما تُقَرِّب للوَحْشِيَّة الذُّرُع وفي نوادر الأَعراب أَنت ذَرَّعْت بيننا هذا وأَنت سَجَلْته يريد سَبَّبْتَه والذَّريعةُ حَلْقة يُتَعلَّم عليها الرَّمْي والذريعُ السريعُ وموت ذريعٌ سريع فاشٍ لا يكاد الناس يَتدافَنُون وقيل ذَريع أَي سريع ويقال قتلوهم أَذْرَع قتل ورجل ذَرِيعٌ بالكتابة أَي سريع والذِّراعُ والذَّراعُ بالفتح المرأَة الخفيفةُ اليدين بالغَزل وقيل الكثيرة الغزل القويَّةُ عليه وما أَذْرَعَها وهو من باب أَحْنَكِ الشاتَيْن في أَن التعجب من غير فِعل وفي الحديث خَيْرُكنَّ أَذْرَعُكن للمِغْزَل أَي أَخَفُّكُنَّ به وقيل أَقْدَركنَّ عليه وزِقٌّ ذارِعٌ كثير الأَخذ من الماء ونحوه قال ثعلبة بن صُعَيْر المازنيّ باكَرتُهُم بسِباء جَوْنٍ ذارِعٍ قَبْل الصَّباحِ وقَبْلَ لَغْو الطائرِ وقال عبد بن الحسحاس سُلافة دارٍ لاسُلافة ذارِعٍ إِذا صُبَّ منه في الزُّجاجةِ أَزْبدا والذارِعُ والمِذْرَعُ الزِّقُّ الصغير يُسْلَخ من قِبَلِ الذِّراع والجمع ذَوارِعُ وهي للشراب قال الأَعشى والشارِبُونَ إِذا الذَّوارعُ أُغْلِيَتْ صَفْوَ الفِصالِ بطارِفٍ وتِلادِ وابنُ ذارِعٍ الكلْب وأَذْرُعٌ وأَذْرِعات بكسر الراء بلد ينسب إِليه الخمر قال الشاعر تَنوَّرْتُها من أَذْرِعاتِ وأَهلُها بيَثْرِبَ أَدْنى دارِها نَظَرٌ عالي ينشد بالكسر بغير تنوين من أَذرعاتِ وأَما الفتح فخطأ لأَن نصب تاء الجمع وفتحه كسر قال والذي أَجاز الكسر بلا صرف فلأَنه اسم لفظُه لفظُ جماعة لواحد والقول الجيِّد عند جميع النحويين الصرف وهو مثل عَرفات والقرّاء كلهم في قوله تعالى من عَرَفاتٍ على الكسر والتنوين وهو اسم لمكان واحد ولفظه لفظ جمع وقيل أَذرعات مَوضِعانِ ينسب إِليهما الخمر قال أَبو ذؤيب فما إِنْ رَحِيقٌ سَبَتْها التِّجا رُ من أَذْرِعاتٍ فَوادِي جَدَرْ وفي الصحاح أَذْرِعات بكسر الراء موضع بالشام تنسب إِليه الخمر وهي معروفة مصروفة مثل عرفات قال سيبويه ومن العرب من لا ينون أَذرعات يقول هذه أَذرعاتُ ورأَيت أَذرعاتِ برفع التاء وكسرها بغير تنوين قال ابن سيده والنسبة إِلى أَذْرِعات أَذْرَعِيٌّ وقال سيبويه أَذرعات بالصرف وغير الصرف شبهوا التاء بهاء التأْنيث ولم يَحْفَلوا بالحاجز لأَنه ساكن والساكن ليس بحاجز حَصين إِن سأَل سائل فقال ما تقول فيمن قال هذه أَذرعاتُ ومسلماتُ وشبه تاء الجماعة بهاء الواحدة فلم يُنَوِّن للتعريف والتأْنيث فكيف يقول إِذا نكَّر أَيُنوّن أَم لا ؟ فالجواب أَن التنوين مع التنكير واجب هنا لا محالة لزوال التعريف فأَقْصى أَحوال أَذْرِعات إِذا نكرتها فيمن لم يصرف أَن تكون كحمزةَ إِذا نكرتها فكما تقول هذا حمزةُ وحمزةٌ آخر فتصرف النكرة لا غير فكذلك تقول عندي مسلماتُ ونظرت إِلى مسلماتٍ أُخرى فتنوّن مسلماتٍ لا محالة وقال يعقوب أَذْرِعات ويَذْرِعات موضع بالشام حكاه في المبدل وأَما قول الشاعر إِلى مَشْرَبٍ بين الذِّراعَيْن بارِد فهما هَضْبتان وقولهم اقْصِدْ بذَرْعِك أَي ارْبَعْ على نَفْسك ولا يَعْدُ بك قَدْرُك والذَّرَعُ بالتحريك الطمَعُ ومنه قول الراجز وقد يَقُودُ الذرَعُ الوَحْشِيَّا والمُذَرِّعُ بكسر الراء مشددة المطر الذي يَرْسَخ في الأَرض قدرَ ذِراع

ذعع
الذَّعاعُ والذُّعاعُ ما تفرّق من النخل قال طرفة وعَذارِيكمْ مُقَلِّصةٌ في ذُعاعِ النخل تَجْتَرِمُهْ قال الأَزهري قرأْت هذا البيت بخط أَبي الهيثم في ذعاع النخل بالذال المعجمة قال ودعاع بالدال المهملة قال ويقال الذُّعاع ما بين النخلتين بضم الذال والذَّعْذَعَةُ التفريقُ وأَصله من إِذاعة الخبر وذُيوعه فلما كرّر استعمل كما قالوا من الإِناخة نَخْنَخ بعيره فتَنَخْنخ وذَعذع الشيءَ والمال ذَعْذَعَةً فَتَذَعْذع حركه وفرَّقه وقيل فرَّقه وبدَّده قال علقمةُ بن عبْدة لَحى اللهُ دَهْراً ذَعذعَ المالَ كلَّه وسَوَّد أَشْباه الإِماء العَوارِك سَوَّد من السُّودَدِ وذَعذعتِ الريحُ الشجر حركَتْه تحريكاً شديداً وذَعذعت الريح التراب فَرَّقته وذَرَّتْه وسَفَتْه كل ذلك معناه واحد قال النابغة غَشِيتُ لها مَنازلَ مُقْوِياتٍ تُذَعْذِعها مُذَعذِعةٌ حَنونُ قال ابن بري تَذَعذَع البناء أَي تفرّقتْ أَجزاؤه وذَعْذعهم الدهر أَي فَرَّقهم وفي حديث علي رضوان الله عليه أَنه قال لرجل ما فعلت بِإبلك ؟ وكانت له إِبل كثيرة فقال ذَعْذَعَتْها النوائب وفرَّقَّتْها الحُقوق فقال ذاك خَير سُبُلِها أَي خَير ما خرجَت فيه ومنه حديث ابن الزبير أَنَّ نابغة بني جَعْدة مدَحه مِدْحةً فقال فيها لنَجْبُرَ منه جانِباً ذَعْذَعَتْ به صُروفُ الليالي والزَّمانُ المُصَمِّمُ وذَعْذَعةُ السِّرِّ إِذاعَتُه ورجل ذَعْذاعٌ إِذا كان مِذْياعاً للسِّرِّ نَمَّاماً لا يَكْتُمُ سِرًّا وتَذَعْذَعَ شعَرُه إِذا تشعَّت وتمرَّط والذَّعاعُ الفِرَقُ الواحدة ذَعاعةٌ وربما قالوا تفرَّقوا ذَعاذِعَ ورجل مُذَعْذَعٌ إِذا كان دَعِيًّا قال أَبو منصور ولم يصح عندي من جهة مَن يوثق به والصواب مُدَغْدَغٌ بالغين المعجمة ولا يبعد أَن يكون المُذَعْذَعُ الدَّعيّ فإِن ابن الأَثير ذكر في النهاية وفي حديث جعفر الصادق لا يُحِبُّنا أَهلَ البيتِ المُذَعْذَعُ قالوا وما المُذعذعُ ؟ قال ولد الزنا

ذلع
حكى الأَزهري قال قال بعض المصحفين الأَذْلَعِيّ بالعين الضخْمُ من الأُيُور الطويل قال والصواب الأَذْلغيّ بالغين المعجمة لا غير

ذيع
الذَّيْعُ أَن يَشِيع الأَمرُ يقال أَذَعْناه فذاع وأَذَعْت الأَمر وأَذَعْتُ به وأَذَعْتُ السِّرَّ إِذاعة إِذا أَفْشيْته وأَظهرته وذاعَ الشيءُ والخبر يَذِيع ذَيْعاً وذيَعاناً وذُيوعاً وذَيْعوعةً فَشا وانتشَر وأَذاعه وأَذاع به أَي أَفشاه وأَذاعَ بالشيء ذهَب به ومنه بيت الكتاب
( * قوله بيت الكتاب هكذا في الأصل ولعله أراد كتاب سيبويه )
رَبْع قِواء أَذاعَ المُعْصِراتُ به أَي أَذْهَبته وطَمَسَتْ مَعالِمَه ومنه قول الآخر نَوازِل أَعْوامٍ أَذاعَتْ بخَمْسةٍ وتَجْعَلُني إِن لم يَقِ اللهُ سادِيا وفي التنزيل وإِذا جاءهم أَمْر من الأَمْن أَو الخَوْف أَذاعوا به قال أَبو إِسحق يعني بهذا جماعة من المنافقين وضَعَفةً من المسلمين قال ومعنى أَذاعُوا به أَي أَظهروه ونادَوْا به في الناس وأَنشد أَذاعَ به في الناسِ حتى كأَنه بعَلْياء نارٌ أُوقِدتْ بثَقُوبِ وكان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا أُعلم أَنه ظاهرٌ على قوم أَمِنَ منهم أَو أُعلم بتَجَمُّع قوم يُخافُ من جَمْع مِثلهم أَذاعَ المنافقون ذلك ليَحْذَر من يبتغي أَن يَحْذر من الكفار وليَقْوى قلبُ من يبتغي أَن يقْوى قلبُه على ما أَذاع وكان ضَعَفةُ المسلمين يشِيعون ذلك معهم من غير علم بالضرر في ذلك فقال الله عز وجل ولو رَدُّوا ذلك إِلى أَن يأْخذوه من قِبَلِ الرسول ومن قِبَلِ أُولي الأَمر منهم لعلم الذين أَذاعوا به من المسلمين ما ينبغي أَن يُذاعَ أَو لا يذاع ورجل مِذياعٌ لا يستطيع كَتْمَ خبَر وأَذاع الناسُ والإِبلُ ما وبما في الحَوْضِ إِذاعةً إِذا شربوا ما فيه وأَذاعَتْ به الإِبل إِذاعة إِذا شربت وتركْتُ مَتاعي في مكان كذا وكذا فأَذاع الناسُ به إِذا ذهبوا به وكلُّ ما ذُهب به فقد أُذِيعَ به والمِذْياع الذي لا يكتمُ السرّ وقوم مَذايِيعُ وفي حديث عليّ كرَّم الله وجهه ووصْف الأَولياء ليسوا بالمَذايِيع البُذُر هو جمع مِذْياع من أَذاعَ الشيءَ إِذا أَفْشاه وقيل أَراد الذين يُشِيعون الفواحِش وهو بِناءُ مبالغة

ربع
الأَربعة والأَربعون من العدد معروف والأَربعة في عدد المذكر والأَربع في عدد المؤنث والأَربعون نعد الثلاثين ولا يجوز في أَربعينَ أَربعينُ كما جاز في فِلَسْطِينَ وبابه لأَن مذهب الجمع في أَربعين وعشرين وبابه أَقْوَى وأَغلب منه في فِلَسْطين وبابها فأَما قول سُحَيْم بن وَثِيل الرِّياحيّ وماذا يَدَّري الشُّعراء مِنِّي وقد جاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِينِ ؟
( * وفي رواية أخرى وماذا تبتغي الشعراء مني إلخ )
فليست النون فيه حرف إِعراب ولا الكسرة فيها علامة جرِّ الاسم وإِنما هي حركة لالتقاء الساكنين إِذا التقيا ولم تفتح كما تفتح نون الجمع لأَن الشاعر اضطُرَّ إِلى ذلك لئلا تختلف حركة حرف الرويّ في سائر الأَبيات أَلا ترى أَن فيها أَخُو خَمْسِينَ مُجتمِعٌ أَشُدِّي ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُّؤُونِ ورُباعُ معدول من أَربعة وقوله تعالى مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ أَراد أَربعاً فعدَله ولذلك ترك صرْفه ابن جني قرأَ الأَعمش مَثْنَى وثُلَثَ ورُبَعَ على مثال عُمر أَراد ورُباع فحذف الأَلف ورَبَعَ القومَ يَرْبَعُهم رَبْعاً صار رابِعَهم وجعلهم أَربعة أَو أَربعين وأَربَعُوا صاروا أَربعة أَو أَربعين وفي حديث عمرو بن عَبْسةَ لقد رأَيْتُني وإِنِّي لرُبُعُ الإِسلام أَي رابِعُ أَهل الإِسلام تقدَّمني ثلاثةٌ وكنت رابعهم وورد في الحديث كنت رابِعَ أَربعة أَي واحداً من أَربعة وفي حديث الشعبي في السَّقْط إِذا نُكِس في الخلق الرابع أَي إِذا صار مُضْغة في الرَّحِم لأَن الله عز وجل قال فإِنا خلقناكم من تُراب ثم من نطفة ثم من علَقة ثم من مُضْغة وفي بعض الحديث فجاءت عيناه بأَربعة أَي بدُموع جرَتْ من نواحي عينيه الأَربع والرِّبْعُ في الحُمَّى إِتيانُها في اليوم الرابع وذلك أَن يُحَمَّ يوماً ويُتْرَك يومين لا يُحَمّ ويُحَمّ في اليوم الرابع وهي حُمَّى رِبْعٍ وقد رُبِع الرجل فهو مَرْبوع ومُرْبَع وأُرْبِعَ قال أُسامةُ بن حبيب الهذلي مِن المُرْبَعِينَ ومن آزِلٍ إِذا جَنَّه الليلُ كالناحِطِ وأَرْبَعَت عليه الحُمَّى لغة في رُبِعَ فهو مُرْبَع وأَربَعَت الحُمّى زيداً وأَرْبَعَت عليه أَخذَته رِبعاً وأَغَبَّتْه أَخذته غِبًّا ورجل مُرْبِعٌ ومُغِبٌّ بكسر الباء قال الأَزهري فقيل له لم قلت أَرْبَعَتِ الحُمَّى زيداً ثم قلت من المُرْبِعين فجعلته مرة مفعولاً ومرة فاعلاً ؟ فقال يقال أَرْبَعَ الرجل أَيضاً قال الأَزهري كلام العرب أَربعت عليه الحمى والرجل مُرْبَع بفتح الباء وقال ابن الأَعرابي أَرْبَعَتْه الحمى ولا يقال رَبَعَتْه وفي الصحاح تقول رَبَعَتْ عليه الحُمّى وفي الحديث أَغِبُّوا في عيادة المريض وأَرْبِعُوا إِلا أَن يكون مغلوباً قوله أَرْبِعُوا أَي دَعُوه يومين بعد العيادة وأْتوه اليوم الرابع وأَصله من الرِّبْع في أَورادِ الإِبل والرِّبْعُ الظِّمْء من أَظْماء الإِبل وهو أَن تُحْبَس الإِبلُ عن الماء أَربعاً ثم تَرِدَ الخامس وقيل هو أَن ترد الماءَ يوماً وتَدَعَه يومين ثم تَرِدَ اليوم الرابع وقيل هو لثلاث ليال وأَربعة أَيام ورَبَعَت الإِبلُ وَرَدتْ رِبعاً وإِبلٌ رَوابِعُ واستعاره العَجَّاج لوِرْد القطا فقال وبَلْدةٍ تُمْسِي قَطاها نُسَّسا رَوابِعاً وقَدْرَ رِبْعٍ خُمَّسا وأَرْبَعَ الإِبلَ أَوردها رِبْعاً وأَرْبعَ الرجلُ جاءت إِبلُه رَوابعَ وخَوامِس وكذلك إِلى العَشْر والرَّبْعُ مصدر رَبَعَ الوَترَ ونحوه يَرْبَعه رَبْعاً جعله مفتولاً من أَربع قُوًى والقوة الطاقةُ ويقال وَتَرٌ مَرْبوعٌ ومنه قول لبيد رابِطُ الجأْشِ على فَرْجِهِمُ أَعْطِفُ الجَوْنَ بمرْبوعٍ مِتَلِّ أَي بعنان شديد من أَربع قُوًى ويقال أَراد رُمْحاً مَرْبوعاً لا قصيراً ولا طويلاً والباء بمعنى مع أَي ومعيَ رُمْح ورمح مربوع طوله أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وربَّع الشيءَ صيره أَربعةَ أَجزاء وصيره على شكل ذي أَربع وهو التربيع أَبو عمرو الرُّومِيُّ شِراعُ السفينة الفارغة والمُرْبِعُ شِراعُ المَلأَى والمُتَلَمِّظةُ مَقْعدُ الاشْتِيام وهو رَئيسُ الرُّكابِ والتربيعُ في الزرع السَّقْية التي بعد التثليث وناقة رَبوعٌ تَحْلُبُ أَربعة أَقداح عن ابن الأَعرابي ورجل مُرَبَّعُ الحاجبين كثير شعرهما كأَنَّ له أَربعة حَواجبَ قال الراعي مُرَبَّع أَعلى حاجبِ العينِ أُمُّه شَقيقةُ عَبْدٍ من قَطينٍ مُوَلَّدِ والرُّبْع والرُّبْع والرَّبيعُ جزء من أَربعة يَطَّرد ذلك في هذه الكسور عند بعضهم والجمع أَرباعٌ ورُبوعٌ وفي حديث طلحة أَنه لما رُبِعَ يوم أُحُد وشَلَّت يدُه قال له باءَ طلحةُ بالجنةِ رُبِعَ أَي أُصِيبَت أَرباعُ رأْسه وهي نواحيه وقيل أَصابه حُمّى الرِّبْع وقيل أُصِيبَ جَبينُه وأَما قول الفَرزدق أَظُنُّك مَفْجوعاً بِرُبْعِ مُنافِقٍ تَلَبَّس أَثوابَ الخِيانةِ والغَدْرِ فإِنه أَراد أَنَّ يمينه تُقْطَع فيَذْهَب رُبْع أَطرافِه الأَربعة ورَبَعَهم يَرْبَعُهم رَبْعاً أَخذ رُبْع أَموالهم مثل عَشَرْتُهم أَعْشُرُهم ورَبَعهم أَخذ رُبع الغنيمة والمِرْباع ما يأْخذه الرئيس وهو ربع الغنيمة قال لكَ المِرْباعُ منها والصَّفايا وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضول الصَّفايا ما يَصْطَفِيه الرئيس والنَّشِيطةُ ما أَصاب من الغنيمة قبل أَن يصير إِلى مُجتَمع الحيّ والفُضول ما عُجِزَ أَن يُقْسَم لقلته وخُصَّ به وفي حديث القيامة أَلم أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ أَي تأْخذ رُبع الغنيمة أَو تأْخذ المِرْباع معناه أَلم أَجْعَلْك رئيساً مُطاعاً ؟ قال قطرب المِرْباع الرُّبع والمِعْشار العُشر ولم يسمع في غيرهما ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعديّ بن حاتم قبل إِسلامه إِنك لتأْكلُ المِرْباع وهو لا يَحِلُّ لك في دينك كانوا في الجاهلية إِذا غَزا بعضهم بعضاً وغَنِموا أَخذ الرئيس ربع الغنيمة خالصاً دون أَصحابه وذلك الربع يسمى المِرْباع ومنه شعر وفد تَمِيم نحن الرُّؤُوس وفينا يُقْسم الرُّبُعُ وقال ابن سكيت في قول لبيد يصف الغيث كأَنَّ فيه لمَّا ارْتَفَقْتُ له رَيْطاً ومِرْباعَ غانمٍ لَجَبا قال ذكر السَّحاب والارْتِفاقُ الاتِّكاءُ على المِرْفَقِ يقول اتَّكأْت على مِرْفَقي أَشِيمُه ولا أَنام شبَّه تبَوُّجَ البرق فيه بالرَّيْط الأَبيض والرَّيْطةُ مُلاءة ليست بمُلَفَّقة وأَراد بمرباع غانمٍ صوْتَ رعده شبهه بمرباع صاحب الجيش إِذا عُزل له ربع النَّهْب من الإِبل فتحانَّت عند المُوالاة فشبه صوت الرعد فيه بِحَنِينها ورَبعَ الجَيْشَ يَرْبَعُهم رَبْعاً ورَباعةً أَخذ ذلك منهم ورَبَع الحَجرَ يَرْبَعُه رَبْعاً وارتبعه شالَه ورفعه وقيل حمله وقيل الرَّبْعُ أَن يُشال الحجر باليد يُفْعَلُ ذلك لتُعْرَفَ به شدَّة الرجل قال الأَزهري يقال ذلك في الحجر خاصّة والمَرْبُوعُ والرَّبيعة الحجر المَرْفُوع وقيل الذي يُشال وفي الحديث مرَّ بقوم يَرْبَعُون حَجراً أَو يَرْتَبِعُون فقال عُمّالُ الله أَقْوَى من هؤُلاء الرَّبْعُ إِشالةُ الحجر ورَفْعُه لإِظْهار القوَّةِ والمِرْبَعةُ خُشَيْبة قصيرة يُرْفَع بها العِدْل يأْخذ رجلان بطَرَفَيْها فيَحْمِلان الحِمْل ويَضَعانه على ظهر البعير وقال الأَزهري هي عصا تحمل بها الأَثقال حتى توضَع على ظهر الدوابّ وقيل كل شيء رُفع به شيء مِرْبَعة وقد رابَعَه تقول منه رَبَعْت الحِمْل إِذا أَدخَلتها تحته وأَخذت أَنت بطَرَفِها وصاحِبُك بطرَفِها الآخر ثم رَفَعْتَه على البعير ومنه قول الشاعر أَينَ الشِّظاظانِ وأَينَ المِرْبَعهْ ؟ وأَينَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ ؟ فإِن لم تكن المِرْبَعةُ فالمُرابَعةُ وهي أَن تأْخذ بيد الرجل ويأْخذ بيدك تحت الحِمْل حتى تَرفعاه على البعير تقول رابَعْت الرَّجل إِذا رَفَعْتَ معه العِدْلَ بالعصا على ظهر البعير قال الراجز يا لَيْتَ أُمَّ العَمْر كانتْ صاحِبي مَكانَ مَنْ أَنْشا على الرَّكائبِ ورابَعَتْني تحتَ لَيْلٍ ضارِبِ بساعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ ورَبَع بالمكان يَرْبَعُ رَبْعاً اطمأَنَّ والرَّبْع المنزل والدار بعينها والوَطَنُ متى كان وبأَيِّ مكان كان وهو مشتق من ذلك وجمعه أَرْبُعٌ ورِباعٌ ورُبُوعٌ وأَرْباعٌ وفي حديث أُسامة قال له عليه السلام وهل تَرَك لنا عَقِيلٌ من رَبْعٍ ؟ وفي رواية من رِباعٍ الرَّبْعُ المَنْزِلُ ودارُ الإِقامة ورَبْعُ القوم مَحَلَّتُهم وفي حديث عائشة أرادت بيع رِباعِها أَي مَنازِلها وفي الحديث الشُّفْعَةُ في كل رَبْعةٍ أَو حائط أَو أَرض الرَّبْعةُ أَخصُّ من الرَّبع والرَّبْعُ المَحَلَّة يقال ما أَوسع رَبْعَ بني فلان والرَّبّاعُ الرجل الكثير شراءِ الرِّباع وهي المنازِل ورَبَعَ بالمكان رَبْعاً أَقام والرَّبْعُ جَماعةُ الناسِ قال شمر والرُّبُوع أَهل المَنازل أَيضاً قال الشَّمّاخ تُصِيبُهُمُ وتُخْطِئُني المَنايا وأَخْلُفُ في رُبُوعٍ عن رُبُوعِ أَي في قَوْم بعد قوم وقال الأَصمعي يريد في رَبْعٍ من أَهلي أَي في مَسْكَنهم بعد رَبْع وقال أَبو مالك الرَّبْعُ مثل السَّكن وهما أَهل البيتِ وأَنشد فإِنْ يَكُ ربْعٌ من رِجالٍ أَصابَهمْ من الله والحَتْمِ المُطِلِّ شَعُوبُ وقال شمر الرَّبْعُ يكون المنزلَ وأَهل المنزل قال ابن بري والرَّبْعُ أَيضاً العَدَدُ الكثير قال الأَحوص وفِعْلُكَ مرضِيٌّ وفِعْلُكَ جَحْفَلّ ولا عَيْبَ في فِعْلٍ ولا في مُرَكَّبِ
( * قوله « وفعلك إلخ » كذا بالأصل ولا شاهد فيه ولعله وربعك جحفل )
قال وأَما قول الراعي فَعُجْنا على رَبْعٍ برَبْعٍ تَعُودُه من الصَّيْفِ جَشّاء الحَنِينِ تُؤَرِّجُ قال الرَّبْع الثاني طَرَف الجَبل والمَرْبُوع من الشعر الذي ذهَب جزآن من ثمانية أَجزاء من المَديد والبَسِيط والمَثْلُوث الذي ذهب جزآن من ستة أَجزاء والرَّبِيعُ جزء من أَجزاء السنة فمن العرب من يجعله الفصل الذي يدرك فيه الثمار وهو الخريق ثم فصل الشتاء بعده ثم فصل الصيف وهو الوقت الذي يَدْعُوه العامة الرّبيعَ ثم فصل القَيْظ بعده وهو الذي يدعوه العامةُ الصيف ومنهم من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار وهو الخريف الربيعَ الأَول ويسمي الفصل الذي يتلو الشتاء وتأْتي فبه الكَمْأَة والنَّوْرُ الربيعَ الثاني وكلهم مُجْمِعون على أَنّ الخريف هو الربيع قال أَبو حنيفة يسمى قِسما الشتاء ربيعين الأَوَّل منهما ربيع الماء والأَمطار والثاني ربيع النبات لأَن فيه ينتهي النبات مُنْتهاه قال والشتاء كله ربيع عند العرب من أَجل النَّدى قال والمطر عندهم ربيع متى جاء والجمع أَرْبِعةٌ ورِباعٌ وشَهْرا رَبِيعٍ سميا بذلك لأَنهما حُدّا في هذا الزمن فلَزِمَهما في غيره وهما شهرانِ بعد صفَر ولا يقال فيهما إِلا شهرُ ربيع الأَوّل وشهرُ ربيع الآخر والربيعُ عند العرب رَبيعانِ رَبيعُ الشهور وربيع الأَزمنة فربيع الشهور شهران بعد صفر وأَما ربيع الأَزمنة فربيعان الربيعُ الأَول وهو الفصل الذي تأْتي فيه الكمأَة والنَّوْر وهو ربيع الكَلإ والثاني وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار ومنهم من يسميه الرّبيع الأَوّل وكان أَبو الغوث يقول العرب تجعل السنة ستة أَزمنة شهران منها الربيع الأَوّل وشهران صَيْف وشهران قَيظ وشهران الربيع الثاني وشهران خريف وشهران شتاء وأَنشد لسعد بن مالك بن ضُبَيْعةَ إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ أَفْلَحَ مَن كانتْ له رِبْعِيُّونْ فجعل الصيف بعد الربيع الأَول وحكى الأَزهري عن أَبي يحيى بن كناسة في صفة أَزمنة السنة وفُصولها وكان علاَّمة بها أَن السنة أَربعةُ أَزمنة الربيع الأَول وهو عند العامّة الخريف ثم الشتاء ثم الصيف وهو الربيع الآخر ثم القيظ وهذا كله قول العرب في البادية قال والربيع الأَوّل الذي هو الخريف عند الفُرْس يدخل لثلاثة أَيام من أَيْلُول قال ويدخل الشتاء لثلاثة أَيام من كانُون الأَوّل ويدخل الصيف الذي هو الربيع عند الفرس لخمسة أَيام تخلو من أَذار ويدخل القيظ الذي هو صيف عند الفرس لأَربعة أَيام تخلو من حَزِيران قال أَبو يحيى وربيع أَهل العِراق موافق لربيع الفرس وهو الذي يكون بعد الشتاء وهو زمان الوَرْد وهو أَعدل الأَزمنة وفيه تُقْطع العروق ويُشرب الدّواء قال وأَهل العراق يُمطَرون في الشتاء كله ويُخْصِبون في الربيع الذي يتلو الشتاء فأَما أَهل اليمن فإِنهم يُمْطَرون في القيظ ويُخْصِبون في الخريف الذي تسميه العرب الربيع الأَول قال الأَزهري وسمعت العرب يقولون لأَوّل مطر يقع بالأَرض أَيام الخريف ربيع ويقولون إِذا وقع ربيع بالأَرض بَعَثْنا الرُّوّاد وانْتَجَعْنا مساقِط الغَيْثِ وسمعتهم يقولون للنخيل إِذا خُرِفت وصُرِمَت قد تَربَّعَت النَّخِيلُ قال وإِنما سمي فصل الخريف خريفاً لأَن الثمار تُخْتَرَف فيه وسمته العرب ربيعاً لوقوع أَوّل المطر فيه قال الأَزهري العرب تَذْكُر الشهور كلها مجردة إِلا شَهْرَيْ رَبِيع وشهر رمضان قال ابن بري ويقال يومٌ قائظٌ وصافٍ وشاتٍ ولا يقال يومٌ رابِعٌ لأَنهم لم يَبْنُوا منه فِعْلاً على حدّ قاظَ يومُنا وشتا فيقولوا رَبَعَ يومُنا لأَنه لا معنى فيه لحَرّ ولا بَرْد كما في قاظَ وشتا وفي حديث الدعاء اللهم اجْعلِ القرآنَ رَبِيعَ قَلْبي جعله ربيعاً له لأَن الإِنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأَزمان ويَمِيل إِليه وجمعُ الربيع أَرْبِعاء وأَرْبِعة مثل نَصِيب وأَنْصِباء وأَنْصِبة قال يعقوب ويجمع رَبِيع الكلإِ على أَربعة ورَبِيعُ الجَداولِ أَرْبِعاء والرَّبِيع الجَدْوَلُ وفي حديث المُزارَعةِ ويَشْتَرِط ما سقَى الرَّبيعُ والأَرْبِعاء قال الربيعُ النَّهرُ الصغير قال وهو السَّعِيدُ أَيضاً وفي الحديث فعدَلَ إِلى الرَّبِيعِ فَتَطَهَّر وفي الحديث بما يَنْبُت على ربِيعِ السَّاقي هذا من إِضافة المَوْصُوف إِلى الصفة أَي النهر الذي يَسْقِي الزَّرْع وأَنشد الأَصمعي قول الشاعر فُوهُ رَبيعٌ وكَفُّه قَدَحٌ وبَطْنُه حين يَتَّكِي شَرَبَهْ يَسَّاقَطُ الناسُ حَوْلَهُ مَرَضاً وهْو صَحِيحٌ ما إِنْ به قَلَبَهْ أَراد بقوله فوه ربيع أَي نهر لكثرة شُرْبه والجمع أَرْبِعاء ومنه الحديث أَنهم كانوا يُكْرُون الأَرض بما يَنْبُت على الأَرْبِعاء أَي كانوا يُكرون الأَرض بشيء معلوم ويشترطون بعد ذلك على مُكْتريها ما يَنْبُت على الأَنهار والسواقي وفي حديث سَهْل بن سعد رضي الله عنه كانت لنا عجوز تأْخذ من أُصُول سِلْقٍ كنا نَغْرِسُه على أَرْبِعائنا ورَبِيعٌ رابِعٌ مُخْصِبٌ على المبالغة وربما سمي الكَلأُ والغَيْثُ رَبِيعاً والرّبيعُ أَيضاً المطر الذي يكون في الربيع وقيل يكون بعد الوَسْمِيِّ وبعده الصيف ثم الحَمِيمُ والرَّبيعُ ما تَعْتَلِفُه الدوابُّ من الخُضَر والجمع من كل ذلك أَرْبعةٌ والرِّبعة بالكسر اجْتِماعُ الماشية في الرَّبِيع يقال بلد مَيِّتٌ أَنيثٌ طَيِّبُ الرِّبْعةِ مَريء العُود ورَبَع الرَّبُِعُ يَرْبَع رُبُوعاً دخَل وأَرْبَع القومُ دخلوا في الرَّبِيع وقيل أَرْبعوا صاروا إِلى الرِّيف والماء وتَرَبَّع القومُ الموضِع وبه وارْتَبَعوه أَقاموا فيه زمَن الربيع وفي حديث ابن عبد العزيز أَنه جَمَّع في مُتَرَبَّعٍ له المَرْبَع والمُرْتَبَعُ والمُتَرَبَّعُ الموضع الذي يُنْزَلُ فيه أَيّام الربيع وهذا على مذهب من يَرى إِقامة الجمعة في غير الأَمصار وقيل تَرَبَّعوا وارْتَبَعوا أَصابوا ربيعاً وقيل أَصابوه فأَقاموا فيه وتربَّعت الإِبل بمكان كذا وكذا أَي أَقامت به قال الأَزهري وأَنشدني أَعرابي تَرَبَّعَتْ تَحْتَ السُّمِيِّ الغُيَّمِ في بَلَدٍ عافي الرِّياضِ مُبْهِمِ عافي الرِّياضِ أَي رِياضُهُ عافِيةٌ وافِيةٌ لم تُرْعَ مُبْهِم كثير البُهْمى والمَرْبَع المَوضع الذي يقام فيه زمن الرَّبِيع خاصّة وتقول هذه مَرابعُنا ومَصايِفُنا أَي حيث نَرْتَبِع ونَصِيفُ والنسبة إِلى الرّبيع رِبعيٌّ بكسر الراء وكذلك رِبْعِيُّ ابن خِراش وقيل أَرْبَعُوا أَي أَقاموا في المَرْبَع عن الارْتِياد والنُّجْعة ومنه قولهم غَيْثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِع المُرْتِعُ الذي يُنْبِت ما تَرْتَعُ فيه الإِبل وفي حديث الاسْتِسْقاء اللهم اسْقِنا غَيْثاً مَرِيعاً مُرْبِعاً فالمَرِيع المُخْصِب الناجِعُ في المال والمُرْبِع العامُّ المُغْني عن الارْتِياد والنُّجعة لِعمومه فالناس يَرْبَعُون حيث كانوا أَي يُقِيمون للخِصْب العامّ ولا يَحتاجُون إِلى الانتقال في طَلَب الكلإِ وقيل يكون من أَرْبَعَ الغَيْثُ إِذا أَنبت الرّبِيعَ وقول الشاعر يَداكَ يَدٌ رَبيعُ النَّاسِ فيها وفي الأُخْرَى الشُّهورُ من الحَرام أَراد أَنَّ خِصْب الناسِ في إِحدى يديه لأَنه يُنْعِش الناسَ بسَيْبِه وفي يده الأُخرى الأَمْنُ والحَيْطة ورَعْيُ الذِّمام وارْتَبَعَ الفرَسُ والبعيرُ وترَبَّع أَكل الربيع والمُرْتَبِعُ من الدّوابّ الذي رَعى الربيع فسَمِن ونَشِط ورُبِعَ القومُ رَبْعاً أَصابهم مطر الرَّبيع ومنه قول أَبي وجزة حتى إِذا ما إِيالاتٌ جَرَتْ بُرُحاً وقد رَبَعْن الشَّوَى من ماطِرٍ ماجِ فإِنّ معنى رَبَعْن أَمْطَرْن من قولك رُبِعْنا أَي أَصابَنا مطر الربيع وأَراد بقوله من ماطر أَي عَرَق مأْجٍ ملْحٍ يقول أَمْطَرْن قَوائمَهن من عَرَقِهن ورُبِعَت الأَرضُ فهي مَرْبُوعة إِذا أَصابها مطر الربيع ومُرْبِعةٌ ومِرْباعٌ كثيرة الرَّبِيع قال ذو الرمة بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ بِأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ وأَرْبَع لإِبله بمكان كذا وكذا رعاها في الربيع وقول الشاعر أَرْبَعُ عند الوُرُودِ في سُدُمٍ أَنْقَعُ من غُلَّتي وأُجْزِئُها قيل معناه أَلَغُ في ماءٍ سُدُمٍ وأَلهَجُ فيه ويقال ترَبَّعْنا الحَزْن والصَّمّانَ أَي رَعَينا بُقولها في الشِّتاء وعامَله مُرابَعة ورِباعاً من الرَّبيع الأَخيرة عن اللحياني واستأْجره مُرابعةً ورِباعاً عنه أَيضاً كما يقال مُصايَفة ومشاهَرة وقولهم ما له هُبَعٌ ولا رُبَعٌ فالرُبَع الفَصيل الذي يُنْتَج في الربيع وهو أَوّل النِّتاج سمي رُبَعاً لأَنه إِذا مشى ارتَبَع ورَبَع أَي وسَّع خطْوه وعَدا والجمع رِباع وأَرْباع مثل رُطَب ورِطاب وأَرْطاب قال الراجز وعُلْبة نازَعْتها رِباعي وعُلْبة عند مَقِيل الرّاعِي والأُنثى رُبَعةٌ والجمع رُبَعات فإِذا نُتِج في آخر النِّتاج فهو هُبَع والأُنثى هُبَعة وإِذا نسب إِليه فهو رُبَعِيٌّ وفي الحديث مري بَنِيك أَن يُحْسِنوا غذاء رِباعهم الرِّباع بكسر الراء جمع رُبَع وهو ما وُلد من الإِبل في الربيع وقيل ما ولد في أَوّل النِّتاج وإِحْسان غِذائها أَن لا يُستَقْصى حلَب أُمهاتها إِبقاء عليها ومنه حديث عبد الملك بن عمير كأَنه أَخْفاف الرِّباع وفي حديث عمر سأَله رجل من الصَّدقة فأَعْطاه رُبَعة يَتْبَعُها ظِئراها هو تأْنيث الرُّبَع وفي حديث سليْمَان بن عبد الملك إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ أَفْلَحَ مَن كان له رِبْعِيُّونْ الرِّبْعي الذي ولد في الربيع على غير قياس وهو مثل للعرب قديم وقيل للقمَر ما أَنت ابنُ أَربع فقال عَتَمة رُبَعْ لا جائع ولا مُرْضَع وقال الشاعر في جمع رِباع سَوْفَ تَكْفِي من حُبِّهِنَّ فتاةٌ تَرْبُقُ البَهْمَ أَو تَخُلُّ الرِّباعا يعني جمع رُبَع أَي تَخُلّ أَلسِنةَ الفِصال تَشُقُّها وتجعل فيها عوداً لئلا تَرْضَع ورواه ابن الأَعرابي أَو تحُلّ الرِّباعا أَي تحل الرَّبيع معنا حيث حَلَلْنا يعني أَنها مُتَبَدِّية والرواية الأُولى أَولى لأَنه أَشبه بقوله تربق البَهْم أَي تَشُدُّ البَهم عن أُمّهاتها لئلا تَرْضَع ولئلا تُفَرَّقَ فكأَنّ هذه الفَتاة تَخْدم البَهْم والفِصال وأَرْباعٌ ورِباع شاذّ لأَن سيبويه قال إِنّ حُكْم فُعَل أَن يُكَسَّر على فِعْلان في غالب الأَمر والأُنثى رُبَعة وناقة مُرْبِعٌ ذات رُبَع ومِرْباعٌ عادتُها أَن تُنْتَج الرِّباع وفرَّق الجوهري فقال ناقة مُرْبِع تُنْتَج في الربيع فإِن كان ذلك عادتها فهي مِرْباع وقال الأَصمعي المِرْباع من النوق التي تلد في أَوّل النِّتاج والمِرْباعُ التي ولدها معها وهو رُبَع وفي حديث هشام في وصف ناقة إِنها لمِرْباعٌ مِسْياعٌ قال هي من النوق التي تلد في أَول النتاج وقيل هي التي تُبَكِّر في الحَمْل ويروى بالياء وسيأْتي ذكره ورِبْعِيّة القوم ميرَتُهم في أَول الشتاء وقيل الرِّبْعِية ميرة الرَّبيع وهي أَوَّل المِيَر ثم الصَّيْفِيَّةُ ثم الدَّفَئية ثم الرَّمَضِيَّة وكل ذلك مذكور في مواضعه والرِّبْعية أَيضاً العير الممْتارة في الربيع وقيل أَوّلَ السنة وإِنما يذهبون بأَوّل السنة إِلى الربيع والجمع رَباعيّ والرِّبْعِيَّة الغَزوة في الرَّبيع قال النابغة وكانَتْ لهم رِبْعِيَّةٌ يَحْذَرُونَها إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السّماء القَنابِل
( * في ديوان النابغة القبائل بدل القنابل )
يعني أَنه كانت لهم غزوة يَغْزُونها في الربيع وأَرْبَعَ الرجلُ فهو مُرْبِعٌ ولد له في شبابه على المثل بالربيع وولده رِبْعِيّون وأَورد إِنَّ بَنِيَّ غِلْمةٌ صَيْفِيُّونْ أَفْلَحَ مَن كانت له رِبْعِيُّونْ
( * سابقاً كانت صبية بدل غلمة )
وفصيل رِبْعِيٌّ نُتِجَ في الربيع نسب على غير قياس ورِبْعِيّة النِّتاج والقَيْظ أَوَّله ورِبْعيّ كل شيء أَوَّله رِبْعيّ النتاج ورِبْعيّ الشباب أَوَّله أَنشد ثعلب جَزِعْت فلم تَجْزَعْ من الشَّيْبِ مَجْزَعا وقد فاتَ رِبْعيُّ الشبابِ فَوَدَّعا وكذلك رِبْعِيّ المَجْد والطعْنِ وأَنشد ثعلب أَيضاً عليكم بِرِبْعِيِّ الطِّعان فإِنه أَشَقُّ على ذي الرَّثْيةِ المُتَصَعِّبِ
( * قوله « المتصعب » أَورده المؤلف في مادة ضعف المتضعف )
رِبْعِيُّ الطِّعان أَوَّله وأَحَدُّهُ وسَقْب رِبْعي وسِقاب رِبْعية وُلِدت في أَوَّل النِّتاج قال الأَعشى ولكِنَّها كانت نَوًى أَجْنَبيَّةً تَواليَ رِبْعيِّ السِّقابِ فأَصْحَبا قال الأَزهري هكذا سمعت العرب تُنْشِده وفسروا لي تَوالي رِبْعِي السقاب أَنه من المُوالاة وهو تمييز شيء من شيء يقال والَيْنا الفُصْلان عن أُمهاتها فتَوالَتْ أَي فَصَلْناها عنها عند تَمام الحَوْل ويَشْتَدّ عليها المُوالاة ويَكْثُر حَنِينها في إِثْر أُمهاتها ويُتَّخَذ لها خَنْدق تُحْبَس فيه وتُسَرَّح الأُمهات في وَجْه من مراتِعها فإِذا تَباعَدت عن أَولادها سُرِّحت الأَولاد في جِهة غير جهة الأُمهات فترعى وحدها فتستمرّ على ذلك وتُصْحب بعد أَيام أَخبر الأَعشى أَنّ نَوَى صاحِبته اشْتدَّت عليه فَحنّ إِليها حَنِين رِبْعيِّ السِّقاب إِذا وُوليَ عن أُمه وأَخبر أَنَّ هذا الفصيل
( * قوله « ان هذا الفصيل إلخ » كذا بالأصل ولعله أنه كالفصيل ) يستمر على المُوالاة ولم يُصْحِب إِصْحاب السَّقْب قال الأَزهري وإِنما فسرت هذا البيت لأَن الرواة لما أَشكل عليهم معناه تخَبَّطُوا في اسْتِخْراجه وخَلَّطوا ولم يَعْرِفوا منه ما يَعْرِفه مَن شاهَد القوم في باديتهم والعرب تقول لو ذهبْت تريد ولاء ضَبَّةَ من تَميم لتعَذَّر عليك مُوالاتُهم منهم لاختلاط أَنسابهم قال الشاعر وكُنَّا خُلَيْطَى في الجِمالِ فَأَصْبَحَتْ جِمالي تُوالى وُلَّهاً من جِمالِك تُوالى أَي تُمَيَّز منها والسِّبْطُ الرِّبْعِي نَخْلة تُدْرك آخر القيظ قال أَبو حنيفة سمي رِبعِيّاً لأَن آخر القيظ وقت الوَسْمِيّ وناقة رِبْعِية مُتَقَدِّمة النِّتاج والعرب تقول صَرَفانةٌ رِبْعِيّة تُصْرَم بالصيف وتؤكل بالشَّتِيّة رِبعِية مُتقدِّمة وارْتَبَعتِ الناقةُ وأَرْبَعَتْ وهي مُرْبِعٌ اسْتَغْلَقَت رَحِمُها فلم تَقبل الماء ورجل مَرْبوع ومُرْتَبَع ومُرْتَبِع ورَبْعٌ ورَبْعة ورَبَعة أَي مَرْبُوعُ الخَلْق لا بالطويل ولا بالقصير وُصِف المذَكَّر بهذا الاسم المؤَنّث كما وصف المذكر بخَمْسة ونحوها حين قالوا رجال خمسة والمؤنث رَبْعة وربَعة كالمذكر وأَصله له وجَمْعُهما جميعاً رَبَعات حركوا الثاني وإِن كان صفة لأَن أَصل رَبْعة اسمٌ مؤنث وقع على المذكر والمؤنثِ فوصف به وقد يقال رَبْعات بسكون الباء فيجمع على ما يجمع هذا الضرب من الصفة حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابي قال الفراء إِنما حُرِّكَ رَبَعات لأَنه جاء نعتاً للمذكر والمؤَنث فكأَنه اسم نُعت به قال الأَزهري خُولِفَ به طريق ضَخْمة وضَخْمات لاستواء نُعِت الرجل والمرأَة في قوله رجل رَبْعة وامرأَة ربعة فصار كالاسم والأَصل في باب فَعْلة من الأَسماء مثل تَمْرة وجَفْنة أَن يجمع على فَعَلات مثل تَمَرات وجَفَنات وما كان من النعوت على فَعْلة مثل شاة لَجْبة وامرأَة عَبْلة أَن يجمع على فَعْلات بسكون العين وإِنما جمع رَبْعة على رَبَعات وهو نعت لأَنه أَشبه الأَسماء لاستواء لفظ المذكر والمؤنث في واحده قال وقال الفراء من العرب من يقول امرأَة رَبْعة ونسوة رَبْعات وكذلك رجل رَبْعة ورجال رَبْعون فيجعله كسائر النعوت وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَطول من المَرْبوع وأَقْصَر من المُشَذَّب فالمشذَّب الطويل البائن والمَرْبوعُ الذي ليس بطويل ولا قصير فالمعنى أَنه لم يكن مُفرط الطول ولكن كان بين الرَّبْعة والمُشَذَّب والمَرابيعُ من الخيل المُجْتَمِعةُ الخَلْق والرَّبْعة بالتسكين الجُونة جُونة العَطَّار وفي حديث هِرَقْل ثم دعا بشيء كالرَّبْعة العظيمة الرَّبْعة إِناء مُربَّع كالجُونة والربَعَة المسافة بين قوائم الأَثافي والخِوان وحملْت رَبْعَه أَي نَعْشَه والربيعُ الجَدْوَلُ والرَّبيعُ الحَظُّ من الماء ما كان وقيل هو الحَظّ منه رُبْع يوم أَو ليلة وليس بالقَوِيّ والربيع الساقية الصغيرة تجري إِلى النخل حجازية والجمع أَرْبِعاء ورُبْعان وتركناهم على رَباعاتِهم
( * قوله « رباعاتهم إلخ » ليست هذه اللغة في القاموس وعبارته هم على رباعتهم ويكسر ورباعهم وربعاتهم محركة وربعاتهم ككتف وربعتهم كعنبة ) ورِباعَتِهم بكسر الراء ورَبَعاتهم ورَبِعاتِهم بفتح الباء وكسرها أَي حالةٍ حسَنةٍ من اسْتقامتهم وأَمْرِهم الأَوَّل لا يكون في غير حسن الحال وقيل رِباعَتُهم شَأْنُهم وقال ثعلب رَبَعاتُهم ورَبِعاتُهم مَنازِلُهم وفي كتابه للمهاجرين والأَنصار إِنهم أُمَّة واحدة على رِباعتهم أَي على استقامتهم يريد أَنهم على أَمرهم الذي كانوا عليه ورِباعةُ الرجل شأْنه وحالهُ التي هو رابِعٌ عليها أَي ثابت مُقيمٌ الفراء الناس على سَكَناتهم ونَزلاتهم ورَباعتهم ورَبَعاتهم يعني على استقامتهم ووقع في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهود على رِبْعَتهم هكذا وجد في سِيَر ابن إِسحقَ وعلى ذلك فسره ابن هشام وفي حديث المُغيرة أَن فلاناً قد ارْتَبَعَ أَمْرَ القوم أَي ينتظر أَن يُؤَمَّر عليهم ومنه المُسْتَرْبِعُ المُطيقُ للشيء وهو على رباعة قومه أَي هو سَيِّدهم ويقال ما في بني فلان من يَضْبِطُ رِباعَته غير فلان أَي أَمْرَه وشأْنه الذي هو عليه وفي التهذيب ما في بني فلان أَحد تُغْني رِباعَتُه قال الأَخطل ما في مَعَدٍّ فَتًى تُغْنِي رِباعَتُه إِذا يَهُمُّ بأَمْرٍ صالِحٍ فَعَلا والرِّباعةُ أَيضاً نحو من الحَمالة والرَّباعةُ والرِّباعة القبيلة والرَّباعِيةُ مثل الثمانية إِحدى الأَسنان الأَربع التي تلي الثَّنايا بين الثَّنِيّة والنّاب تكون للإِنسان وغيره والجمع رَباعِياتٌ قال الأَصمعي للإِنسان من فوق ثَنِيّتان ورَباعِيتان بعدهما ونابانِ وضاحِكان وستةُ أَرْحاء من كل جانب وناجِذان وكذلك من أَسفل قال أَبو زيد يقال لكل خُفّ وظِلْف ثَنِيّتان من أَسفل فقط وأَما الحافرُ والسِّباع كلُّها فلها أَربع ثَنايا وللحافر بعد الثنايا أَربعُ رَباعِيات وأَربعة قَوارِحَ وأَربعة أَنْياب وثمانية أَضراس وأَرْبَعَ الفرسُ والبعير أَلقى رَباعِيته وقيل طلعت رَباعِيتُه وفي الحديث لم أَجد إِلا جملاً خِياراً رَباعِياً يقال للذكر من الإِبل إِذا طلَعت رَباعِيتُه رَباعٌ ورَباعٍ وللأُنثى رَباعِيةٌ بالتخفيف وذلك إِذا دخلا في السنة السابعة وفرس رَباعٍ مثل ثَمان وكذلك الحمار والبعير والجمع رُبَع بفتح الباء عن ابن الأَعرابي ورُبْع بسكون الباء عن ثعلب وأَرباع ورِباع والأُنثى رَباعية كل ذلك للذي يُلقِي رَباعيته فإِذا نصبت أَتممت فقلت ركبت بِرْذَوْناً رَباعياً قال العجاج يصف حماراً وحْشيّاً رَباعِياً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبَا والجمع رُبُعٌ مثل قَذال وقُذُل ورِبْعان مثل غَزال وغِزْلان يقال ذلك للغنم في السنة الرابعة وللبقر والحافر في السنة الخامسة وللخُفّ في السنة السابعة أَرْبَعَ يُرْبِع إِرْباعاً وهو فرس رَباع وهي فرس رَباعِية وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال الخيل تُثْنِي وتُرْبِع وتُقْرِح والإِبل تُثْنِي وتُرْبِع وتُسْدِسُ وتَبْزُلُ والغنم تُثْنِي وتُرْبِع وتُسدس وتَصْلَغُ قال ويقال للفرس إِذا استتم سنتين جَذَع فإِذا استتم الثالثة فهو ثَنيّ وذلك عند إِلقائه رَواضِعَه فإِذا استتم الرابعة فهو رَباع قال وإِذا سقطت رَواضِعه ونبت مكانها سِنّ فنبات تلك السنّ هو الإِثْناء ثم تَسْقُط التي تليها عند إِرباعه فهي رَباعِيته فيَنْبُت مكانه سن فهو رَباع وجمعه رُبُعٌ وأَكثر الكلام رُبُعٌ وأَرْباع فإِذا حان قُرُوحه سقط الذي يلي رَباعيته فينبت مكانه قارِحُه وهو نابُه وليس بعد القروح سقُوط سِنّ ولا نبات سنّ قال وقال غيره إِذا طعَن البعيرُ في السنة الخامسة فهو جذَع فإِذا طعن في السنة السادسة فهو ثَنِيّ فإِذا طعن في السنة السابعة فهو رَباع والأُنثى رَباعِية فإِذا طعن في الثامنة فهو سَدَسٌ وسَدِيس فإِذا طعن في التاسعة فهو بازِل وقال ابن الأَعرابي تُجْذِع العَناق لسنة وتُثْنِي لتمام سنتين وهي رَباعِية لتمام ثلاث سنين وسَدَسٌ لتمام أَربع سنين وصالِغٌ لتمام خمس سنين وقال أَبو فقعس الأَسدي ولد البقرة أَوّل سنة تبيع ثم جذَع ثم ثَنِيّ ثم رَباع ثم سَدَس ثم صالغٌ وهو أَقصى أَسنانه والرَّبيعة الرَّوْضة والرَّبيعة المَزادَة والرَّبيعة العَتِيدة وحَرْب رَباعِية شديدة فَتِيَّة وذلك لأَن الإِرْباع أَول شدّة البعير والفرس فهي كالفرس الرَّباعي والجمل الرَّباعي وليست كالبازل الذي هو في إِدبار ولا كالثَنيِّ فتكون ضعيفة وأَنشد لأُصْبِحَنْ ظالماً حَرْباً رَباعِيةً فاقْعُدْ لها ودَعَنْ عنكَ الأَظانِينا قوله فاقْعُد لها أَي هيِّء لها أَقْرانَها يقال قعد بنو فلان لبني فلان إِذا أَطاقوهم وجاؤوهم بأَعْدادهم وكذلك قَعد فلان بفلان ولم يفسر الأَظانين وجملٌ رباعٍ كرباعٌ
( * في القاموس جملٌ رباعٍ ورباعٌ ) وكذلك الفرس حكاه كراع قال ولا نظير له إِلاَّ ثمانٍ وشَناحٍ في ثمانٌ وشناحٌ والشناحُ الطويل والرَّبِيعةُ بيضة السّلاح الحديد وأَرْبَعَت الإِبل بالوِرْد أَسْرَعت الكرّ إِليه فوردت بلا وقت وحكاه أَبو عبيد بالغين المعجمة وهو تصحيف والمُرْبِعُ الذي يُورِد كلَّ وقت من ذلك وأَرْبَع بالمرأَة كرّ إِلى مُجامَعتها من غير فَتْرة وذكر الأَزهري في ترجمة عذَم قال والمرأَة تَعْذَم الرجلَ إِذا أَرْبَع لها بالكلام أَي تَشْتُمه إِذا سأَلها المَكْروه وهو الإِرْباعُ والأَرْبِعاء والأَرْبَعاء والأَرْبُعاء اليوم الرابع من الأُسْبوع لأَن أَوّل الأَيام عندهم الأَحد بدليل هذه التسمية ثم الاثنان ثم الثلاثاء ثم الأَربعاء ولكنهم اختصوه بهذا البناء كما اختصوا الدَّبَرانَ والسِّماك لِما ذهبوا إِليه من الفَرْق قال الأَزهري من قال أَربعاء حمله على أَسْعِداء قال الجوهري وحكي عن بعض بني أَسَد فتح الباء في الأَربعاء والتثنية أَرْبعاوان والجمع أَربعاوات حُمِل على قياس قَصْباء وما أَشبهها قال اللحياني كان أَبو زياد يقول مضى الأَربعاء بما فيه فيُفْرده ويذكّره وكان أَبو الجرّاح يقول مضت الأَربعاء بما فيهن فيؤنث ويجمع يخرجه مخرج العدد وحكي عن ثعلب في جمعه أَرابيع قال ابن سيده ولست من هذا على ثقة وحكي أَيضاً عنه عن ابن الأَعرابي لا تَك أَرْبعاوِيّاً أَي ممن يصوم الأَربعاء وحده وحكى ثعلب بنى بَيْته على الأَرْبُعاء وعلى الأَرْبُعاوَى ولم يأعت على هذا المثال غيره إِذا بناه على أَربعة أَعْمِدة والأَرْبُعاء والأَرْبُعاوَى عمود من أَعْمِدة الخِباء وبيت أَرْبُعاوَى على طريقة واحدة وعلى طريقتين وثلاث وأَربع أَبو زيد يقال بيت أُرْبُعاواء على أُفْعُلاواء وهو البيت على طريقتين قال والبيوت على طريقتين وثلاث وأَربع وطريقة واحدة فما كان على طريقة واحدة فهو خباء وما زاد على طريقة فهو بيت والطريقةُ العَمَدُ الواحد وكلُّ عمود طريقةٌ وما كان بين عمودين فهو مَتْنٌ ومَشت الأَرْنَبُ الأُرْبَعا بضم الهمزة وفتح الباء والقصر وهي ضرب من المَشْي وتَرَبَّع في جلوسه وجلس الأُرْبَعا على لفظ ما تقدم
( * قوله « على لفظ ما تقدم » الذي حكاه المجد ضم الهمزة والباء مع المد ) وهي ضرب من الجِلَس يعني جمع جِلْسة وحكى كراع جلَس الأُربُعَاوى أَي متربعاً قال ولا نظير له أَبو زيد اسْتَرْبَع الرَّملُ إِذا تراكم فارتفع وأَنشد مُسْتَرْبِع من عَجاجِ الصَّيْف مَنْخُول واستربَعَ البعيرُ للسير إِذا قَوِي عليه وارْتَبَعَ البَعيرُ يَرْتَبِعُ ارْتباعاً أَسرع ومَرَّ يضرب بقوائمه كلها قال العجاج كأَنَّ تَحْتي أَخْدرِيًّا أَحْقَبا رَباعِياً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبا عَرْدَ التّراقي حَشْوَراً مُعَرْقَبا
( * قوله « معرقبا » نقله المؤلف في مادة عرد معقربا )
والاسم الرَّبَعةُ وهي أَشدّ عَدْو الإِبل وأَنشد الأَصمعي قال ابن بري هو لأَبي دواد الرُّؤَاسي واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه أُمُّ الفَوارِس بالدِّئْداء والرَّبَعهْ وهذا البيت يضرب مثلاً في شدَّة الأَمر يقول ركِبَت هذه المرأَة التي لها بنون فوارِسُ بعيراً من عُرْض الإِبل لا من خيارها وهي أَرْبَعُهن لَقاحاً أَي أَسْرَعُهنّ عن ثعلب ورَبَع عليه وعنه يَرْبَعُ رَبْعاً كَفَّ وربَعَ يَرْبَعُ إِذا وقَفَ وتَحَبَّس وفي حديث شُرَيْح حَدِّثِ امرأَةً حَدِيثين فإِن أَبت فارْبَعْ قيل فيه بمعنى قِفْ واقْتَصِر يقول حَدّثها حديثين فإِن أَبت فأَمْسِك ولا تُتْعِب نفسك ومن قطع الهمزة قال فأَرْبَعْ قال ابن الأَثير هذا مثل يضرب للبليد الذي لا يفهم ما يقال له أَي كرِّر القول عليها أَرْبَع مرات وارْبَعْ على نفسك رَبْعاً أَي كُفَّ وارْفُق وارْبَع عليك وارْبَع على ظَلْعك كذلك معناه انتظر قال الأَحوص ما ضَرَّ جِيرانَنا إِذ انْتَجَعوا لو أَنهم قَبْلَ بَيْنِهم رَبَعُوا ؟ وفي حديث سُبَيْعةَ الأَسْلَمِية لما تَعَلَّت من نِفاسها تَشَوَّفَت للخُطَّاب فقيل لها لا يَحِلّ لكِ فسأَلت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ارْبَعي على نَفْسك قيل له تأْويلان أَحدهما أَن يكون بمعنى التَّوقُّف والانتظار فيكون قد أَمرها أَن تَكُفّ عن التزوج وأَن تَنْتَظِر تَمام عدَّة الوَفاة على مذهب من يقول إِن عدتها أَبْعدُ الأَجَلَيْن وهو من رَبَعَ يَرْبَع إِذا وقف وانتظر والثاني أَن يكون من رَبَع الرجل إِذا أَخْصَب وأَرْبَعَ إِذا دخل في الرَّبيع أَي نَفِّسي عن نفسك وأَخْرِجيها من بُؤْس العِدَّة وسُوء الحال وهذا على مذهب من يرى أَنَّ عدتها أَدْنى الأَجلين ولهذا قال عمر رضي الله عنه إِذا ولدت وزوجها على سَرِيره يعني لم يُدْفَن جاز لها أَن تَتزوَّج ومنه الحديث فإِنه لا يَرْبَع على ظَلْعِك من لا يَحْزُنُه أَمْرُك أَي لا يَحْتَبِس عليك ويَصْبِر إِلا من يَهُمُّه أَمرُك وفي حديث حَلِيمة السَّعْدية اربَعِي علينا أَي ارْفُقِي واقتصري وفي حديث صِلةَ بن أَشْيَم قلت لها أَي نَفْسِ جُعِل رزْقُكِ كَفافاً فارْبَعي فَرَبعت ولم تَكَد أَي اقْتصِري على هذا وارْضَيْ به ورَبَعَ عليه رَبْعاً عطَفَ وقيل رَفَق واسْتَرْبَع الشيءَ أَطاقه عن ابن الأَعرابي وأَنشد لَعَمْري لقد ناطَتْ هَوازِنُ أَمْرَها بمُسْتَرْبِعِينَ الحَرْبَ شُمِّ المَناخِرِ أَي بمُطِيقين الحرب ورجل مُسْتَرْبِع بعمله أَي مُسْتَتِلٌّ به قَوِيٌّ عليه قال أَبو وجزةَ لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه مُسْتَرْبِعٌ بسُرى المَوْماةِ هَيّاج اللاعي الذي يُفْزِعه أَدنى شيء ويُفْرِطُه يَمْلَؤُه رَوعاً حتى يذهب به وأَما قول صخر كريم الثَّنا مُسْتَرْبِع كُلَّ حاسِد فمعناه أَنه يحتمل حسَده ويَقْدِر قال الأَزهري هذا كله من رَبْع الحجر وإِشالَته وتَرَبَّعَت الناقةُ سَناماً طويلاً أَي حملته قال وأَما قول الجعدي وحائل بازِل ترَبَّعت الصْ صَيفَ طَويلَ العِفاء كالأُطُم فإِنه نصب الصيف لأَنه جعله ظرفاً أَي تربعت في الصيف سَناماً طويل العِفاء أَي حملته فكأَنه قال تربَّعت سَناماً طويلاً كثير الشحم والرُّبُوعُ الأَحْياء والرَّوْبَع والرَّوْبعةُ داء يأْخذ الفصال يقال أَخَذه رَوْبَعٌ ورَوْبَعةٌ أَي سُقوط من مرض أَو غيره قال جرير كانت قُفَيْرةُ باللِّقاحِ مُرِبَّةً تَبْكي إِذا أَخَذَ الفَصيلَ الرَّوْبَعُ قال ابن بري وقول رؤبة ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا على اسْتِه رَوْبعةً أَو رَوْبَعا قال ذكره ابن دريد والجوهري بالزاي وصوابه بالراء روبعة أَو روبعا قال وكذلك هو شعر رؤْبة وفسر بأَنه القصِير الحقير وقيل القصير العُرْقوبِ وقيل الناقص الخَلْقِ وأَصله في ولد الناقة إِذا خرج ناقص الخلق قاله ابن السكيت وأَنشد الرجز بالراء وقيل الرَّوْبع والرَّوبعة الضعيف واليَرْبُوع دابة والأُنثى بالهاء وأَرض مَرْبَعةٌ ذاتُ يَرابِيعَ الأَزهري واليَرْبُوعُ دُوَيْبَّة فوق الجُرَذِ الذكر والأُنثى فيه سواء ويَرابيعُ المَتْن لحمه على التشبيه باليَرابيع قاله كراع واحدها يَرْبوع في التقدير والياء زائدة لأَنهم ليس في كلامهم فَعْلول وقال الأَزهري لم أَسمع لها بواحد أَحمد بن يحيى إِن جعلت واو يربوع أَصلية أَجْريت الاسم المسمى به وإِن جعلتها غير أَصلية لم تُجْرِه وأَلحقته بأَحمد وكذلك واو يَكْسُوم واليرابيع دوابٌّ كالأَوْزاغ تكون في الرأْس قال رؤبة فقَأْن بالصَّقْع يَرابيعَ الصادْ أَراد الصَّيدَ فأَعلَّ على القياس المتروك وفي حديث صَيْد المحرم وفي اليَرْبوع جَفْرة قيل اليَرْبوع نوع من الفأْر قال ابن الأَثير والياء والواو زائدتان ويَرْبُوع أَبو حَيّ من تَميم وهو يربوع بن حنظلة ابن مالك بن عمرو بن تميم ويربوع أَيضاً أَبو بَطن من مُرَّةَ وهو يربوع بن غَيْظ بن مرَّة بن عَوْف بن سعد بن ذُبيان منهم الحرث بن ظالم اليربوعي المُرِّي والرَّبْعةُ حَيّ من الأَزْد وأَما قولُ ذِي الرُّمَّة إِذا ذابَتِ الشمْسُ اتَّقَى صَقَراتِها بأَفْنانِ مَرْبُوع الصَّرِيمةِ مُعْبِل فإِنما عنى به شجراً أَصابه مطر الربيع أَي جعله شجراً مَرْبُوعاً فجعله خَلَفاً منه والمَرابِيعُ الأَمطار التي تجيءُ في أَوَّل الربيع قال لبيد يصف الديار رُزِقَتْ مَرايَِيعَ النُّجومِ وصابها وَدْقُ الرَّواعِد جَوْدُها فرِهامُها وعنى بالنجوم الأَنْواء قال الأَزهري قال ابن الأَعرابي مَرابِيعُ النجوم التي يكون بها المطر في أَوَّل الأَنْواء والأَرْبَعاء موضع
( * قوله « والأربعاء موضع » حكي فيه أيضاً ضم أوله وثالثه انظر معجم ياقوت )
ورَبِيعةُ اسم والرَّبائع بُطون من تميم قال الجوهري وفي تَميم رَبِيعتانِ الكبرى وهو رَبِيعة بن مالك بن زَيْد مَناةَ بن تميم وهو ربيعة الجُوع والوسطى وهو رَبيعة بن حنظلة بن مالك ورَبِيعةُ أَبو حَيّ من هَوازِن وهو ربيعة بن عامر بن صَعْصَعةَ وهم بنو مَجْدٍ ومجدٌ اسم أُمهم نُسِبوا إِليها وفي عُقَيْل رَبيعتان رَبِيعة بن عُقَيل وهو أَبو الخُلَعاء وربيعة بن عامر بن عُقيل وهو أَبو الأَبْرص وقُحافةَ وعَرْعرةَ وقُرّةَ وهما ينسبان للرَّبيعتين ورَبِيعةُ الفرَس أَبو قَبِيلة رجل من طيّء وأَضافوه كما تضاف الأَجناس وهو رَبِيعة بن نِزار بن مَعدّ بن عَدْنان وإِنما سمي ربيعة الفَرَس لأَنه أُعطي من مال أَبيه الخيل وأُعطي أَخوه الذهَب فسمي مُضَر الحَمْراء والنسبة إِليهم ربَعي بالتحريك ومِرْبَع اسم رجل قال جرير زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَن سَيَقْتُل مِرْبعاً أَبْشِرْ بِطُول سَلامةٍ يا مِرْبَع وسمت العرب رَبِيعاً ورُبَيْعاً ومِرْبَعاً ومِرْباعاً وقول أَبي ذؤيب صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يَزالُ كأَنه عَبْدٌ لآلِ أَبي رَبِيعةَ مُسْبَعُ أَراد آل ربيعة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم لأَنهم كثيرو الأَموال والعبيد وأَكثر مكة لهم وفي الحديث ذكر مِرْبع بكسر الميم هو مالُ مِرْبَعٍ بالمدينة في بني حارِثةَ فأَمّا بالفتح فهو جبل قرب مكة والهُدْهُد يُكنَّى أَبا الرَّبِيع والرَّبائعُ مَواضِعُ قال جَبَلٌ يَزِيدُ على الجِبال إِذا بَدا بَيْنَ الرَّبائعِ والجُثومِ مُقِيمُ والتِّرْباعُ أَيضاً اسم موضع قال لِمَنِ الدِّيارُ عَفَوْنَ بالرَّضمِ فَمَدافِعِ التِّرْباعِ فالرَّجمِ
( * قوله « الرضم والرجم » ضبطا في الأصل بفتح فسكون وبمراجعة ياقوت تعلم أن الرجم بالتحريك وهما موضعان )
ورِبْع اسم رجل من هُذَيْل

رتع
الرَّتْعُ الأَكل والشرب رَغَداً في الرِّيف رَتَعَ يَرْتَعُ رَتْعاً ورُتوعاً ورِتاعاً والاسم الرَّتْعةُ والرَّتَعةُ يقال خرجنا نَرْتَعُ ونَلْعب أَي نَنْعَم ونَلْهُو وفي حديث أُمّ زَرْع في شِبَعٍ ورِيٍّ ورَتْعٍ أَي تَنَعُّمٍ وقوم مُرْتِعُون راتِعُون إِذا كانوا مَخاصِيبَ والموضع مَرْتَعٌ وكلُّ مُخْصِب مُرْتِع ابن الأَعرابي الرَّتْع الأَكل بشَرَهٍ وفي الحديث إِذا مَرَرْتُم بِرياضِ الجنة فارْتَعُوا أَراد بِرياض الجنة ذِكر الله وشبَّه الخَوْضَ فيه بالرَّتْع في الخِصْب وقال الله تعالى مخبراً عن إِخوة يوسف أَرسله معنا غداً يَرْتَعْ ويَلْعَبْ أَي يلهو ويَنْعَم وقيل معناه يَسْعَى وينْبَسِط وقيل معنى يَرتَع يأْكل واحتج بقوله وحَبِيبٌ لي إِذا لاقَيْتُه وإِذا يَخْلو له لَحْمِي رَتَعْ
( * قوله « وحبيب لي إذا إلخ » في هامش الأصل بدل وحبيب لي ويحييني إذا إلخ )
معناه أَكله ومن قرأَ نَرتع بالنون
( * قوله « ومن قرأ نرتع بالنون إلخ » كذا بالأصل وقال المجد وشرحه وقرئ نرتع بضم النون وكسر التاء ويلعب بالياء أي نرتع نحن دوابنا ومواشينا ويلعب هو وقرئ بالعكس أي يرتع هو دوابنا ونلعب جميعاً وقرئ بالنون فيهما ) أَراد نرتع قال الفراء يَرْتَعْ العين مجزومة لا غير لأَن الهاء في قوله أَرسله معرفة وغَداً معرفة وليس في جواب الأَمر وهو يرتع إِلاَّ الجزم قال ولو كان بدل المعرفة نكرة كقولك أَرسل رجلاً يَرتع جاز فيه الرفع والجزم كقوله تعالى ابعث لنا مَلِكاً يُقاتِلْ في سبيل الله ويقاتلُ الجزم لأَنه جواب الشرط والرفع على أَنها صلة للملك كأَنه قال ابعث لنا الذي يقاتل والرتْعُ الرَّعيُ في الخِصْبِ قال ومنه حديث الغَضْبان الشَّيْباني مع الحَجّاج أَنه قال له سَمِنْتَ يا غَضْبان فقال الخَفْضُ والدَّعَةُ والقَيْدُ والرَّتَعَة وقِلّة التَّعْتَعة ومن يكن ضَيْفَ الأَمير يَسْمَن الرَّتَعَة الاتّساع في الخصب قال أَبو طالب سماعي من أَبي عن الفراء والرَّتَعةُ مُثَقّل قال وهما لغتان الرتَعة والرتْعة بفتح التاء وسكونها ومن ذلك قولهم هو يَرْتَع أَي أَنه في شيء كثير لا يُمْنع منه فهو مُخْصِب قال أَبو طالب وأَوّل من قال القَيْدُ والرتعةُ عمرو بن الصَّعِق بن خُوَيْلد بن نُفَيْل بن عمرو بن كِلاب وكانت شاكرٌ من هَمْدان أَسَرُوه فأَحسنوا إِليه ورَوَّحُوا عليه وقد كان يومَ فارَق قومَه نحيفاً فهرَب من شاكر فلما وصل إِلى قومه قالوا أَيْ عَمرُو خَرجت من عندنا نَحِيفاً وأَنت اليوم بادِنٌ فقال القيدُ والرَّتعةُ فأَرسلها مثلاً وقولهم فلان يَرْتع معناه هو مُخْصِب لا يَعْدَم شيئاً يريده ورتَعَت الماشِيَةُ تَرْتَع رَتْعاً ورُتُوعاً أَكلت ما شاءت وجاءت وذهبت في المَرْعَى نهاراً وأَرْتَعْتُها أَنا فَرَتَعت قال والرَّتْع لا يكون إِلا في الخِصْب والسعة ومنه حديث عمر إِني والله أُرْتِعُ فأُشْبِعُ يريد حُسْن رِعايَتِه للرَّعِيَّة وأَنه يَدَعُهم حتى يشبعوا في المَرْتع وماشِيةٌ رُتَّعٌ ورُتُوع ورَواتِعُ وَرِتاعٌ وأَرْتَعَها أَسامها وفي حديث ابن زِمْلٍ فمنهم المُرْتِع أَي الذي يُخَلِّي رِكابَه تَرْتَع وأَرْتَع الغيْثُ أَي أَنْبت ما تَرْتَع فيه الإِبل وفي حديث الاستسقاء اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُرْبِعاً مُرْتِعاً أَي يُنْبِت من الكَلإِ ما تَرْتع فيه المَواشِي وتَرعاه وقد أَرْتَعَ المالَ وأَرْتَعَتِ الأَرضُ وغَيث مُرْتِع ذو خِصب ورَتَع فلان في مال فلان تَقلَّب فيه أَكلاً وشرباً وإِبل رِتاع وأَرْتَعَ القومُ وقعوا في خِصب ورَعَوْا وقوم رَتِعُون مُرْتِعُون وهو على النسب كَطَعِم وكذلك كَلأٌ رَتِع ومنه قول أَبي فَقْعس الأَعرابي في صفة كلإٍ خَضِعٌ مَضِعٌ ضَافٍ رَتِعٌ أَراد خَضِع مَضِغ فصير الغين عيناً مهملة لأَن قبله خَضِع وبعده رتِع والعرب تفعل مثل هذا كثيراً وأَرْتعتِ الأَرضُ كثر كَلَؤها واستعمل أَبو حنيفة المَراتِع في النَّعم والرَّتَّاعُ الذي يَتَتَبَّعُ بإِبله المَراتِع المخْصِبة وقال شمر يقال أَتَيْت على أَرض مُرْتِعة وهي التي قد طَمِعَ مالُها في الشِّبع والذي في الحديث أَنه من يَرْتَع حَوْل الحِمى يُوشِك أَن يُخالِطه أَي يَطُوفُ به ويَدُور حولَه

رثع
الرَّثَعُ بالتحريك الطَّمَعُ والحِرْص الشديد ومنه حديث عمر بن عبد العزيز يصف القاضي ينبغي أَن يكون مُلْقِياً للرَّثَع مُتَحَمِّلاً للاَّئِمة الرثَع بفتح الثاء الدَّناءةُ والشَّرَهُ والحِرْص ومَيْلُ النفس إِلى دَنيء المَطامِع وقال وأَرْقَعُ الجَفْنةَ بالهَيْهِ الرَّثِعْ والهَيْهُ الذي يُنَحَّى ويُطْرد يقال له هِيهِ هِيهِ يطرد لدَنَسِ ثِيابه وقد رَثِعَ رَثَعاً فهو رَثِعٌ شرِه ورَضِي الدَّناءة وفي الصحاح فهو راثِعٌ ورجل رَثِعٌ حَرِيص ذو طَمَع والراثع الذي يَرْضَى من العطية باليسير ويُخادِن أَخْدانَ السُّوء والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر

رجع
رَجَع يَرْجِع رَجْعاً ورُجُوعاً ورُجْعَى ورُجْعاناً ومَرْجِعاً ومَرْجِعةً انصرف وفي التنزيل إِن إِلى ربك الرُّجْعى أَي الرُّجوعَ والمَرجِعَ مصدر على فُعْلى وفيه إِلى الله مَرْجِعُكم جميعاً أَي رُجُوعكم حكاه سيبويه فيما جاء من المصادر التي من فَعَلَ يَفْعِل على مَفْعِل بالكسر ولا يجوز أَن يكون ههنا اسمَ المكان لأَنه قد تعدَّى بإِلى وانتصبت عنه الحالُ واسم المكان لا يتعدَّى بحرف ولا تنتصب عنه الحال إِلا أَنّ جُملة الباب في فَعَلَ يَفْعِل أَن يكون المصدر على مَفْعَل بفتح العين وراجَع الشيءَ ورَجع إِليه عن ابن جني ورَجَعْته أَرْجِعه رَجْعاً ومَرْجِعاً ومَرْجَعاً وأَرْجَعْتُه في لغة هذيل قال وحكى أَبو زيد عن الضََّّبِّيين أَنهم قرؤُوا أَفلا يرون أَن لا يُرْجِع إِليهم قولاً وقوله عز وجل قال رب ارْجِعُونِ لعلّي أَعمل صالحاً يعني العبد إِذا بعث يوم القيامة وأَبصر وعرف ما كان ينكره في الدنيا يقول لربه ارْجِعونِ أَي رُدُّوني إِلى الدنيا وقوله ارجعون واقع ههنا ويكون لازماً كقوله تعالى ولما رَجَع موسى إِلى قومه ومصدره لازماً الرُّجُوعُ ومصدره واقعاً الرَّجْع يقال رَجَعْته رَجْعاً فرجَع رُجُوعاً يستوي فيه لفظ اللازم والواقع وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما من كان له مال يُبَلِّغه حَجَّ بيتِ الله أَو تَجِب عليه فيه زكاة فلم يفعل سأَل الرَّجعةَ عند الموت أَي سأَل أَن يُرَدّ إِلى الدنيا ليُحْسن العمل ويَسْتَدْرِك ما فات والرَّجْعةُ مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم ومذهب طائفة من فِرَق المسلمين من أَُولي البِدَع والأَهْواء يقولون إِن الميت يَرْجِعُ إِلى الدنيا ويكون فيها حيّاً كما كان ومن جملتهم طائفة من الرَّافضة يقولون إِنَّ عليّ بن أَبي طالب كرم الله وجهه مُسْتتِر في السحاب فلا يخرج مع من خرج من ولده حتى ينادِيَ مُنادٍ من السماء اخرج مع فلان قال ويشهد لهذا المذهب السوء قوله تعالى حتى إِذا جاء أَحدَهم الموتُ قال رب ارجعون لعلي أَعمل صالحاً فيما تركت يريد الكفار وقوله تعالى لعلّهم يَعْرِفونها إِذا انقلبوا إِلى أَهلهم لعلهم يرجعون قال لعلهم يرجعون أَي يَرُدُّون البِضاعةَ لأَنها ثمن ما اكتالوا وأَنهم لا يأْخذون شيئاً إِلا بثمنه وقيل يرجعون إِلينا إِذا عَلِموا أَنّ ما كِيلَ لهم من الطعام ثمنه يعني رُدّ إِليهم ثمنه ويدل على هذا القول قوله ولما رجعوا إِلى أَبيهم قالوا يا أَبانا ما نَبْغي هذه بِضاعتنا وفي الحديث أَنه نَفَّل في البَدْأَة الرُّبع وفي الرَّجْعة الثلث أَراد بالرَّجعة عَوْدَ طائفةٍ من الغُزاة إِلى الغَزْو بعد قُفُولهم فَيُنَفِّلهم الثلث من الغنيمة لأَنّ نهوضهم بعد القفول أَشق والخطر فيه أَعظم والرَّجْعة المرة من الرجوع وفي حديث السّحُور فإِنه يُؤذِّن بليل ليَرْجِعَ قائمَكم ويُوقِظَ نائمكم القائم هو الذي يصلي صلاة الليل ورُجُوعُه عَوْدُه إِلى نومه أَو قُعُوده عن صلاته إِذا سمع الأَذان ورَجع فعل قاصر ومتَعَد تقول رَجَعَ زيد ورَجَعْته أَنا وهو ههنا متعد ليُزاوج يُوقِظ وقوله تعالى إِنه على رَجْعه لقادر قيل إِنه على رَجْع الماء إِلى الإِحْليل وقيل إِلى الصُّلْب وقيل إِلى صلب الرجل وتَرِيبةِ المرأَة وقيل على إِعادته حيّاً بعد موته وبلاه لأَنه المبدئ المُعيد سبحانه وتعالى وقيل على بَعْث الإِنسان يوم القيامة وهذا يُقوّيه يوم تُبْلى السّرائر أَي قادر على بعثه يوم القيامة والله سبحانه أَعلم بما أَراد ويقال أَرجع اللهُ همَّه سُروراً أَي أَبدل همه سروراً وحكى سيبويه رَجَّعه وأَرْجَعه ناقته باعها منه ثم أَعطاه إِياها ليرجع عليها هذه عن اللحياني وتَراجَع القومُ رَجعُوا إِلى مَحَلِّهم ورجّع الرجلُ وتَرجَّع رَدَّدَ صوته في قراءة أَو أَذان أَو غِناء أَو زَمْر أَو غير ذلك مما يترنم به والترْجيع في الأَذان أَن يكرر قوله أَشهد أَن لا إِله إِلاَّ الله أَشهد أَن محمداً رسول الله وتَرْجيعُ الصوت تَرْدِيده في الحَلق كقراءة أَصحاب الأَلحان وفي صفة قراءته صلى الله عليه وسلم يوم الفتح أَنه كان يُرَجِّع الترجِيعُ ترديد القراءة ومنه ترجيع الأَذان وقيل هو تَقارُب ضُروب الحركات في الصوت وقد حكى عبد الله بن مُغَفَّل ترجيعه بمد الصوت في القراءة نحو آء آء آء قال ابن الأَثير وهذا إِنما حصل منه والله أَعلم يوم الفتح لأَنه كان راكباً فجعلت الناقة تُحرِّكه وتُنَزِّيه فحدَثَ الترجِيعُ في صوته وفي حديث آخر غير أَنه كان لا يُرَجِّع ووجهه أَنه لم يكن حينئذ راكباً فلم يَحْدُث في قراءته الترجيع ورجَّع البعيرُ في شِقْشِقَته هَدَر ورجَّعت الناقةُ في حَنِينِها قَطَّعَته ورجَّع الحمَام في غِنائه واسترجع كذلك ورجّعت القَوْسُ صوَّتت عن أَبي حنيفة ورجَّع النقْشَ والوَشْم والكتابة ردَّد خُطُوطها وترْجيعها أَن يُعاد عليها السواد مرة بعد أُخرى يقال رجَّع النقْشَ والوَشْم ردَّد خُطوطَهما ورَجْعُ الواشِمة خَطُّها ومنه قول لبيد أَو رَجْع واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورها كِفَفاً تعرَّضَ فَوْقهُنَّ وِشامُها وقال الشاعر كتَرْجيعِ وَشْمٍ في يَدَيْ حارِثِيّةٍ يَمانِية الأَسْدافِ باقٍ نَؤُورُها وقول زهير مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ هو جمع المَرْجُوع وهو الذي أُعِيد سواده ورَجَع إِليه كَرَّ ورَجَعَ عليه وارْتَجَع كرَجَعَ وارْتَجَع على الغَرِيم والمُتَّهم طالبه وارتجع إِلي الأَمرَ رَدَّه إِليّ أَنشد ثعلب أَمُرْتَجِعٌ لي مِثْلَ أَيامِ حَمّةٍ وأَيامِ ذي قارٍ عَليَّ الرَّواجِعُ ؟ وارْتَجَعَ المرأَةَ وراجَعها مُراجعة ورِجاعاً رَجَعها إِلى نفسه بعد الطلاق والاسم الرِّجْعة والرَّجْعةُ يقال طلَّق فلان فلانة طلاقاً يملك فيه الرَّجْعة والرِّجْعةَ والفتح أَفصح وأَما قول ذي الرمة يصف نساء تَجَلَّلْنَ بجَلابيبهن كأَنَّ الرِّقاقَ المُلْحَماتِ ارْتَجَعْنَها على حَنْوَةِ القُرْيانِ ذاتِ الهَمَائِم أَراد أَنهن ردَدْنها على وجُوه ناضِرة ناعِمة كالرِّياض والرُّجْعَى والرَّجِيعُ من الدوابّ وقيل من الدواب ومن الإِبل ما رَجَعْتَه من سفر إِلى سفر وهو الكالُّ والأُنثى رَجِيعٌ ورَجِيعة قال جرير إِذا بَلَّغَت رَحْلي رَجِيعٌ أَمَلَّها نُزُوليَ بالموماةِ ثم ارْتِحالِيا وقال ذو الرمة يصف ناقة رجِيعة أَسْفارٍ كأَنَّ زِمامَها شُجاعٌ لدى يُسْرَى الذِّراعَينِ مُطْرِق وجمعُهما معاً رَجائع قال معن بن أَوْس المُزَني على حينَ ما بي مِنْ رِياضٍ لصَعْبةٍ وبَرَّحَ بي أَنْقاضُهُن الرَّجائعُ كنَى بذلك عن النساء أَي أَنهن لا يُواصِلْنه لِكِبَره واستشهد الأَزهري بعجز هذا البيت وقال قال ابن السكيت الرَّجِيعةُ بعير ارْتَجعْتَه أَي اشترَيْتَه من أَجْلاب الناس ليس من البلد الذي هو به وهي الرَّجائع وأَنشد وبَرَّحَ بي أَنقاضُهن الرَّجائع وراجَعت الناقة رِجاعاً إِذا كانت في ضرب من السير فرَجعت إِلى سَير سِواه قال البَعِيث يصف ناقته وطُول ارْتِماء البِيدِ بالبِيدِ تَعْتَلي بها ناقتي تَخْتَبُّ ثُمَّ تُراجِعُ وسَفَر رَجيعٌ مَرْجُوع فيه مراراً عن ابن الأَعرابي ويقال للإِياب من السفَر سفَر رَجِيع قال القُحَيْف وأَسْقِي فِتْيةً ومُنَفَّهاتٍ أَضَرَّ بِنِقْيِها سَفَرٌ رَجِيعُ وفلان رِجْعُ سفَر ورَجِيعُ سفَر ويقال جعلها الله سَفْرة مُرْجِعةً والمُرْجِعةُ التي لها ثَوابٌ وعاقبة حَسَنة والرَّجْع الغِرْس يكون في بطن المرأَة يخرج على رأْس الصبي والرِّجاع ما وقع على أَنف البعير من خِطامه ويقال رَجَعَ فلان على أَنف بعيره إِذا انفسخ خَطْمُه فرَدَّه عليه ثم يسمى الخِطامُ رِجاعاً وراجَعه الكلامَ مُراجَعةً ورِجاعاً حاوَرَه إِيَّاه وما أَرْجَعَ إِليه كلاماً أَي ما أَجابَه وقوله تعالى يَرْجِعُ بعضُهم إِلى بعض القول أَي يَتَلاوَمُونَ والمُراجَعَة المُعاوَدَةُ والرَّجِيعُ من الكلام المَرْدُودُ إِلى صاحبه والرَّجْعُ والرَّجِيعُ النَّجْوُ والرَّوْثُ وذو البَطن لأَنه رَجَع عن حاله التي كان عليها وقد أَرْجَعَ الرجلُ وهذا رَجِيعُ السَّبُع ورَجْعُه أَيضاً يعني نَجْوَه وفي الحديث أَنه نهى أَن يُسْتَنْجَى بِرَجِيعٍ أَو عَظْم الرَّجِيعُ يكون الرَّوْثَ والعَذِرةَ جَميعاً وإِنما سمي رَجِيعاً لأَنه رَجَع عن حاله الأُولى بعد أَن كان طعاماً أَو علَفاً أَو غير ذلك وأَرْجَع من الرَّجِيع إِذا أَنْجَى والرَّجِيعُ الجِرَّةُ لِرَجْعِه لها إِلى الأَكل قال حميد بن ثَوْر الهِلالي يَصِف إِبلاً تُرَدِّد جِرَّتها رَدَدْنَ رَجِيعَ الفَرْثِ حتى كأَنه حَصى إِثْمِدٍ بين الصَّلاءِ سَحِيقُ وبه فسر ابن الأَعرابي قول الراجز بَمْشِينَ بالأَحْمال مَشْيَ الغِيلانْ فاسْتَقْبَلَتْ ليلةَ خِمْسٍ حَنّانْ تَعْتَلُّ فيه بِرَجِيعِ العِيدانْ وكلُّ شيءٍ مُرَدَّدٍ من قول أَو فعل فهو رَجِيع لأَن معناه مَرْجُوع أَي مردود ومنها سموا الجِرَّة رَجِيعاً قال الأَعشى وفَلاةٍ كأَنَّها ظَهْر تُرْسٍ ليس إِلاّ الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ يقول لا تَجِد الإِبل فيها عُلَقاً إِلاَّ ما تُرَدِّدُه من جِرَّتها الكسائي أَرْجَعَتِ الإِبلُ إِذا هُزِلَت ثم سَمِنت وفي التهذيب قال الكسائي إِذا هُزِلَت الناقة قيل أَرْجَعت وأَرجَعَت الناقة فهي مُرْجِع حَسُنت بعد الهُزال وتقول أَرْجَعْتُك ناقة إِرْجاعاً أَي أَعطيْتُكَها لتَرْجِع عليها كما تقول أَسْقَيْتُك إِهاباً والرَّجيعُ الشِّواء يُسَخَّن ثانية عن الأَصمعي وقيل كلُّ ما رُدِّد فهو رَجِيع وكلُّ طعام بَرَد فأُعِيد إِلى النار فهو رَجِيع وحبْل رَجِيع نُقض ثم أُعِيد فَتْلُه وقيل كلُّ ما ثَنَيْتَه فهو رَجِيع ورَجِيعُ القول المكروه وتَرَجَّع الرجل عند المُصِيبة واسْتَرْجَع قال إِنّا لله وإِنا إِليه راجعون وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَنه حين نُعي له قُثَم استرجع أَي قال إِنا لله وإِنا إِليه راجعون وكذلك الترجيع قال جرير ورَجَّعْت من عِرْفانِ دار كأَنَّها بَقِيّةُ وَشْمٍ في مُتُون الأَشاجِعِ
( * في ديوان جرير من عِرفانِ رَبْع كأنّه مكانَ من عِرفانِ دارٍ كأنّها )
واسْتَرْجَعْت منه الشيءَ إِذا أَخذْت منه ما دَفَعْته إِليه والرَّجْع رَدّ الدابة يديها في السير ونَحْوُه خطوها والرَّجْع الخطو وتَرْجِيعُ الدابة يدَيْها في السير رَجْعُها قال أَبو ذؤيب الهذلي يَعْدُو به نَهْشُ المُشاشِ كأَنّه صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ
( * قوله « نهش المشاش » تقدم ضبطه في مادتي مشش ونهش نهش ككتف )
نَهْشُ المُشاشِ خَفيفُ القوائم وصفَه بالمصدر وأَراد نَهِش القوائم أَو مَنْهُوش القوائم وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنه قال للجَلاَّد اضْرِب وارجِعْ يدك قيل معناه أَن لا يرفع يده إِذا أَراد الضرب كأَنه كان قد رفَع يده عند الضرب فقال ارْجِعْها إِلى موضعها ورَجْعُ الجَوابِ ورَجْع الرَّشْقِ في الرَّمْي ما يَرُدُّ عليه والرَّواجِعُ الرِّياح المُخْتلِفَةُ لمَجِيئها وذَهابها والرَّجْعُ والرُّجْعَى والرُّجْعان والمَرْجُوعَةُ والمَرْجُوعُ جواب الرسالة قال يصف الدار سأَلْتُها عن ذاك فاسْتَعْجَمَتْ لم تَدْرِ ما مَرْجُوعةُ السَّائلِ ورُجْعان الكتاب جَوابه يقال رجَع إِليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً وتقول أَرسلت إِليك فما جاءني رُجْعَى رِسالتي أَي مَرْجُوعها وقولهم هل جاء رُجْعةُ كتابك ورُجْعانُه أَي جوابه ويجوز رَجْعة بالفتح ويقال ما كان من مَرْجُوعِ أَمر فلان عليك أَي من مَردُوده وجَوابه ورجَع إِلى فلان من مَرْجوعِه كذا يعني رَدّه الجواب وليس لهذا البيع مَرْجُوع أَي لا يُرْجَع فيه ومتاع مُرْجِعٌ له مَرْجُوع ويقال أَرْجَع الله بَيْعة فلان كما يقال أَرْبَح الله بَيْعَته ويقال هذا أَرْجَعُ في يَدِي من هذا أَي أَنْفَع قال ابن الفرج سمعت بعض بني سليم يقول قد رجَع كلامي في الرجل ونَجَع فيه بمعنى واحد قال ورَجَع في الدابّة العَلَفُ ونَجَع إِذا تَبيّن أَثَرُه ويقال الشيخ يَمْرض يومين فلا يَرْجِع شَهراً أَي لا يَثُوب إِليه جسمه وقوّته شهراً وفي النوادر يقال طَعام يُسْتَرْجَعُ عنه وتَفْسِير هذا في رِعْي المال وطَعام الناس ما نَفَع منه واسْتُمْرِئَ فسَمِنُوا عنه وقال اللحياني ارْتَجَع فلان مالاً وهو أَن يبيع إِبله المُسِنة والصغار ثم يشتري الفَتِيّة والبِكار وقيل هو أَن يبيع الذكور ويشتري الإِناث وعمَّ مرة به فقال هو أَن يبيع الشيء ثم يشتري مكانه ما يُخَيَّل إِليه أَنه أَفْتى وأَصلح وجاء فلان بِرِجْعةٍ حَسَنةٍ أَي بشيء صالح اشتراه مكان شيء طالح أَو مَكان شيء قد كان دونه وباع إِبله فارْتَجع منها رِجْعة صالحة ورَجْعةً رَدّها والرِّجْعةُ والرَّجْعة إِبل تشتريها الأَعراب ليست من نتاجهم وليست عليها سِماتُهم وارْتَجَعها اشتراها أَنشد ثعلب لا تَرْتَجِعْ شارفاً تَبْغِي فَواضِلَها بدَفِّها من عُرى الأَنْساعِ تَنْدِيبُ وقد يجوز أَن يكون هذا من قولهم باع إِبله فارتجع منها رِجْعة صالحة بالكسر إِذا صرف أَثْمانها فيما تَعود عليه بالعائدة الصالحة وكذلك الرِّجْعة في الصدقة وفي الحديث أَنه رأَى في إِبل الصدقة ناقة كَوْماء فسأَل عنها المُصَدِّق فقال إِني ارْتَجَعْتها بإِبل فسكت الارْتِجاعُ أَن يَقدُم الرجل المصر بإِبله فيبيعها ثم يشتري بثمنها مثلها أَو غيرها فتلك الرِّجعة بالكسر قال أَبو عبيد وكذلك هو في الصدقة إِذا وجب على رَبّ المال سِنّ من الإِبل فأَخذ المُصَدِّقُ مكانها سنّاً أُخرى فوقها أَو دونها فتلك التي أَخَذ رِجْعةٌ لأَنه ارتجعها من التي وجبت له ومنه حديث معاوية شكت بنو تَغْلِبَ إِليه السنة فقال كيف تَشْكُون الحاجةَ مع اجْتِلاب المِهارة وارْتجاعِ البِكارة ؟ أَي تَجْلُبون أَولاد الخيل فتَبِيعُونها وترجعون بأَثمانها البكارة للقِنْية يعني الإِبل قال الكميت يصف الأَثافي جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ على ال أَوْرَقِ لا رِجْعةٌ ولا جَلَبُ قال وإِن ردَّ أَثمانها إِلى منزله من غير أَن يشتري بها شيئاً فليست برِجْعة وفي حديث الزكاة فإِنهما يَتراجَعانِ بينهما بالسَّويّة التَّراجُع بين الخليطين أَن يكون لأَحَدهما مثلاً أَربعون بقرة وللآخر ثلاثون ومالُهما مُشتَرَك فيأْخذ العامل عن الأَربعين مُسنة وعن الثلاثين تَبيعاً فيرجع باذِلُ المسنة بثلاثة أَسْباعها على خَليطه وباذلُ التَّبِيع بأَربعة أَسْباعِه على خَلِيطه لأَن كل واحد من السنَّين واجب على الشُّيوعِ كأَن المال ملك واحد وفي قوله بالسوية دليل على أَن الساعي إِذا ظلم أَحدهما فأَخذ منه زيادة على فرْضه فإِنه لا يرجع بها على شريكه وإِنما يَغْرم له قيمة ما يخصه من الواجب عليه دون الزيادة ومن أَنواع التراجع أَن يكون بين رجلين أَربعون شاة لكل واحد عشرون ثم كل واحد منهما يعرف عين ماله فيأْخذ العاملُ من غنم أَحدهما شاة فيرجع على شريكه بقيمة نصف شاة وفيه دليل على أَن الخُلْطة تصح مع تمييز أَعيان الأَموال عند من يقول به والرِّجَع أَيضاً أَن يبيع الذكور ويشتري الإِناث كأَنه مصدر وإِن لم يصح تَغْييرُه وقيل هو أَن يبيع الهَرْمى ويشتري البِكارة قال ابن بري وجمع رِجْعةٍ رِجَعٌ وقيل لحَيّ من العرب بمَ كثرت أَموالكم ؟ فقالوا أَوصانا أَبونا بالنُّجَع والرُّجَع وقال ثعلب بالرِّجَع والنِّجَع وفسره بأَنه بَيْع الهَرْمى وشراء البِكارة الفَتِيَّة وقد فسر بأَنه بيع الذكور وشراء الإِناث وكلاهما مما يَنْمي عليه المال وأَرجع إِبلاً شَراها وباعَها على هذه الحالة والرّاجعةُ الناقة تباع ويشترى بثمنها مثلها فالثانية راجعة ورَجِيعة قال علي بن حمزة الرَّجيعة أَن يباع الذكور ويشترى بثمنه الأُنثى فالأُنثى هي الرَّجيعة وقد ارتجعتها وترَجَّعْتها ورَجَعْتها وحكى اللحياني جاءت رِجْعةُ الضِّياع ولم يفسره وعندي أَنه ما تَعُود به على صاحبها من غلَّة وأَرْجَع يده إِلى سيفه ليستَلّه أَو إِلى كِنانته ليأْخذَ سهماً أَهْوى بها إِليها قال أَبو ذؤيب فبَدا له أَقْرابُ هذا رائغاً عنه فعَيَّثَ في الكِنانةِ يُرْجِعُ وقال اللحياني أَرْجَع الرجلُ يديه إِذا رَدّهما إِلى خلفه ليتناوَل شيئاً فعمّ به ويقال سيف نَجِيحُ الرَّجْعِ إِذا كان ماضِياً في الضَّريبة قال لبيد يصف السيف بأَخْلَقَ مَحْمودٍ نَجِيحٍ رَجِيعُه وفي الحديث رَجْعةُ الطلاق في غير موضع تفتح راؤه وتكسر على المرة والحالة وهو ارْتِجاع الزوجة المطلَّقة غير البائنة إِلى النكاح من غير استئناف عقد والرَّاجِعُ من النساء التي مات عنها زوجها ورجعت إِلى أَهلها وأَمّا المطلقة فهي المردودة قال الأَزهري والمُراجِعُ من النساء التي يموت زوجها أَو يطلقها فتَرجِع إِلى أَهلها ويقال لها أَيضاً راجع ويقال للمريض إِذا ثابَتْ إِليه نفْسه بعد نُهوك من العِلَّة راجع ورجل راجع إِذا رجعت إِليه نفسه بعد شدَّة ضَنىً ومَرْجِعُ الكتف ورَجْعها أَسْفَلُها وهو ما يلي الإِبط منها من جهة مَنْبِضِ القلب قال رؤبة ونَطْعَن الأَعْناق والمَراجِعا يقال طعَنه في مَرْجِع كتفيه ورَجَع الكلب في قَيْئه عاد فيه وهو يُؤمِن بالرِّجْعة وقالها الأَزهري بالفتح أَي بأَنّ الميت يَرْجع إِلى الدنيا بعد الموت قبل يوم القيامة وراجَع الرجلُ رجَع إِلى خير أَو شر وتَراجعَ الشيء إِلى خلف والرِّجاعُ رُجوع الطير بعد قِطاعها ورَجَعَت الطير رُجوعاً ورِجاعاً قَطعت من المواضع الحارَّة إِلى البارِدة وأَتانٌ راجِعٌ وناقة راجِع إِذا كانت تَشُول بذنبها وتجمع قُطْرَيْها وتُوَزِّع ببولها فتظن أَنّ بها حَمْلاً ثم تُخْلِف ورجَعت الناقةُ تَرْجع رِجاعاً ورُجوعاً وهي راجِع لَقِحت ثم أَخْلَفت لأَنها رجَعت عما رُجِيَ منها ونوق رَواجِعُ وقيل إِذا ضربها الفَحل ولم تَلْقَح وقيل هي إِذا أَلقت ولدها لغير تمام وقيل إِذا نالت ماء الفحل وقيل هو أَن تطرحه ماء الأَصمعي إِذا ضُربت الناقة مراراً فلم تَلْقَح فهي مُمارِنٌ فإِن ظهر لهم أَنها قد لَقِحت ثم لم يكن بها حَمل فهي راجِع ومُخْلِفة وقال أَبو زيد إِذا أَلقت الناقة حملها قبل أَن يَستبِين خلقه قيل رَجَعَت تَرْجِعُ رِجاعاً وأَنشد أَبو الهيثم للقُطامي يصف نجِيبة لنَجِيبَتَين
( * قوله نجيبة لنجيبتين هكذا في الأصل )
ومن عيْرانةٍ عَقَدَتْ عليها لَقاحاً ثم ما كَسَرَتْ رِجاعا قال أَراد أَن الناقة عقدَت عليها لَقاحاً ثم رمت بماء الفحل وكسرت ذنبها بعدما شالَت به وقول المرّار يَصِف إِبلاً مَتابيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ كما رَجَعَتْ في لَيْلها أُمّ حائلِ بُسْطٌ مُخَلاَّةٌ على أَولادها بُسِطَت عليها لا تُقْبَض عنها مُتْئمات معها ابن مَخاض وحُوار رَواجِعُ رجعت على أَولادها ويقال رواجِعُ نُزَّعٌ أُم حائل أُمُّ ولدِها الأُنثى والرَّجِيعُ نباتُ الربيع والرَّجْعُ والرجيعُ والراجعةُ الغدير يتردَّد فيه الماء قال المتنخل الهُذلي يصف السيف أَبيض كالرَّجْع رَسوبٌ إِذا ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي وقال أَبو حنيفة هي ما ارْتَدّ فيه السَّيْل ثم نَفَذَ والجمع رُجْعان ورِجاع أَنشد ابن الأَعرابي وعارَضَ أَطْرافَ الصَّبا وكأَنه رِجاعُ غَدِيرٍ هَزَّه الريحُ رائِعُ وقال غيره الرِّجاع جمع ولكنه نعته بالواحد الذي هو رائع لأَنه على لفظ الواحد كما قال الفرزدق إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى رَقَدْنَ عليهِن السِّجالُ المُسَدَّفُ
( * قوله « السجال المسدف » كذا بالأصل هنا والذي في غير موضع وكذا الصحاح الحجال المسجف )
وإِنما قال رِجاعُ غدير ليَفْصِله من الرِّجاع الذي هو غير الغدير إِذ الرجاع من الأَسماء المشتركة قال الآخر ولو أَنّي أَشاء لكُنْتُ منها مَكانَ الفَرْقَدَيْن من النُّجومِ فقال من النجوم ليُخَلِّص معنى الفَرقدين لأَن الفرقدين من الأَسماء المشتركة أَلا ترى أَنَّ ابن أَحمر لما قال يُهِلُّ بالفَرقدِ رُكْبانُها كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ ولم يُخَلِّص الفَرْقَد ههنا اختلفوا فيه فقال قوم إِنه الفَرْقَد الفَلَكي وقال آخرون إِنما هو فرقد البقرة وهو ولدها وقد يكون الرِّجاعُ الغَدير الواحد كما قالوا فيه الإِخاذ وأَضافه إِلى نفسه ليُبَيِّنه أَيضاً بذلك لأَن الرِّجاع كان واحداً أَو جمعاً فهو من الأَسماء المشتركة وقيل الرَّجْع مَحْبِس الماء وأَما الغدير فليس بمحبس للماء إِنما هو القِطعة من الماء يُغادِرها السَّيْلُ أَي يتركها والرَّجْع المطر لأَنه يرجع مرة بعد مرة وفي التنزيل والسماء ذاتِ الرَّجْع ويقال ذات النفْع والأَرض ذات الصَّدْع قال ثعلب تَرْجع بالمطر سنة بعد سنة وقال اللحياني لأَنها ترجع بالغيث فلم يذكر سنة بعد سنة وقال الفراء تبتدئ بالمطر ثم ترجع به كل عام وقال غيره ذاتِ الرجع ذات المطر لأَنه يجيء ويرجع ويتكرّر والراجِعةُ الناشِغةُ من نَواشِغ الوادي والرُّجْعان أَعالي التِّلاع قبل أَن يجتمع ماء التَّلْعة وقيل هي مثل الحُجْرانِ والرَّجْع عامة الماء وقيل ماء لهذيل غلب عليه وفي الحديث ذكر غَزوة الرَّجيعِ هو ماء لهُذَيْل قال أَبو عبيدة الرَّجْع في كلام العرب الماء وأَنشد قول المُتَنَخِّل أَبيض كالرَّجْع وقد تقدم الأَزهري قرأْت بخط أَبي الهيثم حكاه عن الأَسدي قال يقولون للرعد رَجْع والرَّجِيعُ العَرَق سمي رَجيعاً لأَنه كان ماء فعاد عرَقاً وقال لبيد كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ رَجِيعاً في المَغَابنِ كالعَصِيمِ أَراد العَرَقَ الأَصفر شبَّهه بعصيم الحِنَّاء وهو أَثره ورَجِيعُ اسم ناقة جرير قال إِذا بلَّغتْ رَحْلي رَجِيعُ أَمَلَّها نُزُوليَ بالمَوْماةِ ثم ارْتحاليا
( * ورد هذا البيت سابقاً في هذه المادة وقد صُرفت فيه رجيع فنُوّنت أما هنا فقد منعت من الصرف )
ورَجْعٌ ومَرْجَعةُ اسمان

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88