كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

أيس
الجوهري أَيِسْتُ منه آيَسُ يَأْساً لغة في يَئِسْتُ منه أَيْأَسُ يَأْساً ومصدرهما واحد وآيَسَني منه فلانٌ مثل أَيْأَسَني وكذلك التأْيِيسُ ابن سيده أَيِسْتُ من الشيء مقلوب عن يئِسْتُ وليس بلغة فيه ولولا ذلك لأَعَلُّوه فقالوا إِسْتُ أَآسُ كهِبْتُ أَهابُ فظهوره صحيحاً يدل على أَنه إِنما صح لأَنه مقلوب عما تصح عينه وهو يَئِسْتُ لتكون الصحة دليلاً على ذلك المعنى كما كانت صحة عَوِرَ دليلاً على ما لا بد من صحته وهو اعْوَرَّ وكان له مصدر فأَما إِياسٌ اسم رجل فليس من ذلك إِنما هو من الأَوْسِ الذي هو العِوَضُ على نحو تسميتهم للرجل عطية تَفَؤُّلاً بالعطية ومثله تسميتهم عياضاً وهو مذكور في موضعه الكسائي سمعت غير قبيلة يقولون أَيِسَ يايسُ بغير همز والإِياسُ السِّلُّ وآس أَيْساً لان وذَلَّ وأَيََّسَه لَيَّنَه وأَيَّسَ الرجلَ وأَيْسَ به قَصَّرَ به واحتقره وتَأَيَّسَ الشيءُ تَصاغَرَ قال المُتَلَمِّسُ أَلم تَرَ أَنْ الجَوْنَ أَصْبَحَ راكِداً تَطِيفُ به الأَيامُ ما يَتَأَيَّسُ ؟ أَي يتصاغَر وما أَيَّسَ منه شيئاً أَي ما استخرج قال والتَّأْيِيسُ الاستقلال يقال ما أَيَّسْنا فلاناً خيراً أَي ما استقللنا منه خيراً أَي أَردته لأَستخرج منه شيئاً فما قدرت عليه وقد أَيَّسَ يُؤَيِّسُ تَأْيِيساً وقيل التَّأْيِيسُ التأْثير في الشيء قال الشمَّاخ وجِلْدُها من أَطْومٍ ما يُؤَيِّسُه طِلْحٌ بِضاحِيَةِ الصَّيْداءِ مَهْزولُ وفي قصيد كعب بن زهير وجِلْدُها من أَطُومٍ لا يُؤَِيِّسُه التأْييس التذليل والتأْثير في الشيء أَي لا يؤثر في جلدها شيء وجيء به من أَيْسَ وليْسَ أَي من حيث هو وليس هو قال الليث أَيْسَ كلمةٌ قد أُميتت إِلا أَن الخليل ذكر أَن العرب تقول جيءِ به من حيث أَيْسَ وليسَ لم تستعمل أَيس إِلا في هذه الكلمة وإِنَّما معناها كمعنى حيث هو في حال الكينونة والوُجْدِ وقال إِن معنى لا أَيْسَ أَي لا وُجْدَ

بأس
الليث والبَأْساءُ اسم الحرب والمشقة والضرب والبَأْسُ العذاب والبأْسُ الشدة في الحرب وفي حديث علي رضوان اللَّه عليه كنا إِذا اشتدَّ البأْسُ اتَّقَيْنا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يريد الخوف ولا يكون إِلا مع الشدَّة ابن الأَعرابي البأْسُ والبَئِسُ على مثال فَعِلٍ العذاب الشديد ابن سيده البأْس الحرب ثم كثر حتى قيل لا بَأْسَ عليك ولا بَأْسَ أَي لا خوف قال قَيْسُ بنُ الخطِيمِ يقولُ ليَ الحَدَّادُ وهو يَقُودُني إِلى السِّجْنِ لا تَجْزَعْ فما بكَ من باسِ أَراد فما بك من بأْس فخفف تخفيفاً قياسياً لا بدلياً أَلا ترى أَن فيها وتَتْرُكُ عُذْري وهو أَضْحَى من الشَّمْسِ فلولا أَن قوله من باس في حكم قوله من بأْس مهموزاً لما جاز أَن يجمع بين بأْس ههنا مخففاً وبين قوله ن الشمس لأَنه كان يكون أَحد الضربين مردفاً والثاني غير مردف والبَئِسُ كالبَأْسِ وإِذا قال الرجل لعدوّه لا بأْس عليك فقد أَمَّنه لأَنه نفى البأْس عنه وهو في لغة حِمير لَبَاتِ أَي لا بأْس عليك قال شاعرهم شَرَيْنَا النَّوْمَ إِذ غَضِبَتْت غَلاب تَنَادَوْا عند غَدْرِهِمُ لَبَاتِ وقد بَرَدَتْ مَعَاذِرُ ذي رُعَيْنِ ولَبَاتِ بلغتهم لا بأْس قال الأَزهري كذا وجدته في كتاب شمر وفي الحديث نهى عن كسر السِّكَةِ الجائزة بين المسلمين إِلا من بأْس يعني الدنانير والدراهم المضروبة أَي لا تكسر إِلا من أَمر يقتضي كسرها إِما لرداءتها أَو شكٍّ في صحة نقدها وكره ذلك لما فيها من اسم اللَّه تعالى وقيل لأَن فيه إِضاعة المال وقيل إِنما نهى عن كسرها على أَن تعاد تبراً فأَما للنفقة فلا وقيل كانت المعاملة بها في صدر الإِسلام عدداً لا وزناً وكان بعضهم يقص أَطرافها فنُهوا عنه ورجلٌ بَئِسٌ شجاع بَئِسَ بَأْساً وبَؤُسَ بَأْسَةً أَبو زيد بَؤُسَ الرجل يَبْؤُسُ بَأْساً إِذا كان شديد البَأْسِ شجاعاً حكاه أَبو زيد في كتاب الهمز فهو بَئِيسٌ على فَعِيل أَي شجاع وقوله عز وجل سَتُدعَوْنَ إِلى قوم أُولي بَأْسِ شديد قيل هم بنو حنيفة قاتلهم أَبو بكر رضي اللَّه عنه في أَيام مُسَيْلمة وقيل هم هَوازِنُ وقيل هم فارس والروم والبُؤْسُ الشدة والفقر وبَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً وبَئِيساً إِذا افتقر واشتدت حاجته فهو بائِسٌ أَي فقير وأَنشد أَبو عمرو وبيضاء من أَهلِ المَدينةِ لم تَذُقْ بَئِيساً ولم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ قال وهو اسم وضع موضع المصدر قال ابن بري البيت للفرزدق وصواب إِنشاده لبيضاء من أَهل المدينة وقبله إِذا شِئتُ غَنَّاني من العاجِ قاصِفٌ على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ وفي حديث الصلاة تُقْنِعُ يَدَيكَ وتَبْأَسُ هو من البُؤْسِ الخضوع والفقر ويجوز أَن يكون أَمراً وخبراً ومنه حديث عَمَّار بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ كأَنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها ومنه الحديث كان يكره البُؤْسَ والتَّباؤُسَ يعني عند الناس ويجوز التَبَؤُسُ بالقصر والتشديد قال سيبويه وقالوا بُؤساً له في حد الدعاء وهو مما انتصب على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره والبَأْسَاءُ والمَبْأَسَة كالبُؤس قال بِشْرُ بن أَبي خازِم فأَصْبَحُوا بعد نُعْماهُمْ بِمَبْأَسَةٍ والدَّهْرُ يَخْدَعُ أَحْياناً فَيَنْصَرِفُ وقوله تعالى أَخَذناهم بالبَأْساءِ والضَّرَّاءِ قال الزجاج البأْساء الجوع والضراء في الأَموال والأَنفس وبَئِسَ يَبْأَسُ ويَبْئِسُ الأخيرة نادرة قال ابن جني هو
( * كذا بياض بالأصل ) كرم يكرم على ما قلناه في نعم ينعم وأَبْأَسَ الرجلُ حلت به البَأْساءُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَبُزُّ عَضارِيطُ الخَمِيسِ ثِيابَها
فأَبْأَسْت ... يومَ ذلك وابْنَما
( * كذا بياض بالأصل ولعل موضعه بنتاً )
والبائِسُ المُبْتَلى قال سيبويه البائس من الأَلفاظ المترحم بها
كالمِسْكين قال وليس كل صفة يترحم بها وإِن كان فيها معنى البائس والمسكين وقد بَؤُسَ بَأْسَةٌ وبئِيساً والاسم البُؤْسى وقول تأَبط شرّاً قد ضِقْتُ من حُبِّها ما لا يُضَيِّقُني حتى عُدِدْتُ من البُوسِ المساكينِ قال ابن سيده يجوز أَن يكون عنى به جمع البائس ويجوز أَن يكون من ذوي البُؤْسِ فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه والبائس الرجل النازل به بلية أَو عُدْمٌ يرحم لما به ابن الأَعرابي يقال بُوْساً وتُوساً وجُوْساً له بمعنى واحد والبأْساء الشدة قال الأَخفش بني على فَعْلاءَ وليس له أَفْعَلُ لأَنه اسم كما قد يجيء أَفْعَلُ في الأَسماء ليس معه فَعْلاء نحو أَحمد والبُؤْسَى خلاف النُّعْمَى الزجاج البأْساءُ والبُؤْسى من البُؤْس قال ذلك ابن دريد وقال غيره هي البُؤْسى والبأْساءُ ضد النُّعْمى والنَّعْماء وأَما في الشجاعة والشدة فيقال البَأْسُ وابْتَأَسَ الرجل فهو مُبْتَئِس ولا تَبْتَئِسْ أَي لا تحزن ولا تَشْتَكِ والمُبْتَئِسُ الكاره والحزين قال حسان بن ثابت ما يَقْسِمُ اللَّهُ أَقْبَلْ غَيْرَ مُبتِئِسٍ منه وأَقْعُدْ كريماً ناعِمَ البالِ أَي غير حزين ولا كاره قال ابن بري الأَحسن فيه عندي قول من قال إن مُبتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البأْسِ الذي هو الشدة ومنه قوله سبحانه فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يفعلون أَي فلا يشتدّ عليك أَمْرُهم فهذا أَصله لأَنه لا يقال ابْتَأَسَ بمعنى كره وإِنما الكراهة تفسير معنوي لأَن الإِنسان إِذا اشتد به أَمرٌ كرهه وليس اشتدّ بمعنى كره ومعنى بيت حسان أَنه يقول ما يرزق اللَّه تعالى من فضله أَقبله راضياً به وشاكراً له عليه غير مُتَسَخِّطٍ منه ويجوز في منه أَن تكون متعلقة بأَقبل أَي أَقبله منه غير متسخط ولا مُشتَدٍّ أَمره عليّ وبعده لقد عَلِمْتُ بأَني غالي خُلُقي على السَّماحَةِ صُعْلوكاً وذا مالِ والمالُ يَغْشَى أُناساً لا طَباخَ بِهِمْ كالسِّلِّ يَغْشى أُصُولَ الدِّنْدِنِ البالي والطبَّاخُ القوّة والسِّمَنُ والدِّنْدنُ ما بَليَ وعَفِنَ من أُصول الشجر وقال الزجاج المُبْتَئِسُ المسكين الحزين وبه فسر قوله تعالى فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يَعْمَلون أَي لا تَحْزَن ولا تَسْتَكِنْ أَبو زيد وابْتَأَسَ الرجل إِذا بلغه شيء يكرهه قال لبيد في رَبْرَبٍ كَنِعاج صا رَةَ يَبْتَئِسْنَ بما لَقِينا وفي الحديث في صفة أَهل الجنة إِنَّ لكم أَن تَنْعَموا فلا تَبْؤُسوا بَؤُس يَبْؤُس بالضم فيهما بأْساً إِذا اشتد والمُبْتَئِسُ الكاره والحزين والبَؤُوس الظاهر البُؤْسِ وبِئْسَ نَقيضُ نِعْمَ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إِذا فَرَغَتْ من ظَهْرِه بَطَّنَتْ له أَنامِلُ لم يُبْأَسْ عليها دُؤُوبُها فسره فقال يصف زِماماً وبئسما دأَبت
( * قوله « وبئسما دأبت » كذا بالأصل ولعله مرتبط بكلام سقط من الناسخ ) أَي لم يُقَلْ لها بِئْسَما عَمِلْتِ لأَنها عملت فأَحسنت قال لم يسمع إِلا في هذا البيت وبئس كلمة ذم ونِعْمَ كلمة مدح تقول بئس الرجلُ زَيدٌ وبئست المرأَة هِنْدٌ وهما فعلان ماضيان لا يتصرفان لأَنهما أُزيلا عن موضعهما فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إِذا أَصاب نِعْمَةً وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إِذا أَصاب بؤْساً فنقلا إِلى المدح والذم فشابها الحروف فلم يتصرفا وفيهما لغات تذكر في ترجمة نعم إِن شاء اللَّه تعالى وفي حديث عائشة رضي اللَّه عنها بِئْسَ أَخو العَشِيرةِ بئس مهموز فعل جامع لأَنواع الذم وهو ضد نعم في المدح قال الزجاج بئس ونعم هما حرفان لا يعملان في اسم علم إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس وإِنما كانتا كذلك لآن نعم مستوفية لجميع المدح وبئس مستوفية لجميعي الذم فإِذا قلت بئس الرجل دللت على أَنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه وإِذا كان معهما اسم جنس بغير أَلف ولام فهو نصب أَبداً فإِذا كانت فيه الأَلف واللام فهو رفع أَبداً وذلك قولك نعم رجلاً زيد ونعم الرجل زيد وبئس رجلاً زيد وبئس الرجل زيد والقصد في بئس ونعم أَن يليهما اسم منكور أَو اسم جنس وهذا قول الخليل ومن العرب من يصل بئس بما قال اللَّه عز وجل ولبئسما شَرَوْا به أَنفسهم وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه قال بئسما لأَحدكم أَن يقول نَسِيتُ أَنه كَيْتَ وكَيْتَ أَمَا إِنه ما نَسِيَ ولكنه أُنْسِيَ والعرب تقول بئسما لك أَن تفعل كذا وكذا إِذا أَدخلت ما في بئس أَدخلت بعد ما أَن مع الفعل بئسما لك أَن تَهْجُرَ أَخاك وبئسما لك أَن تشتم الناس وروى جميع النحويين بئسما تزويجٌ ولا مَهْر والمعنى فيه بئس تزويج ولا مهر قال الزجاج بئس إِذا وقعت على ما جعلت ما معها بمنزلة اسم منكور لأَن بئس ونعم لا يعملان في اسم علم إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس وفي التنزيل العزيز بعَذابٍ بَئِيسٍ بما كانوا يَفْسُقُون قرأَ أَبو عمرو وعاصم والكسائي وحمزة بعذابٍ بَئِيسٍ علة فَعِيلٍ وقرأَ ابن كثير بِئِيس على فِعِيلٍ وكذلك قرأَها شِبْل وأَهلُ مكة وقرأَ ابن عامر بِئْسٍ علة فِعْلٍ بهمزة وقرأَها نافع وأَهل مكة بِيْسٍ بغير همز قال ابن سيده عذاب بِئْسٌ وبِيسٌ وبَئِيسٌ أَي شديد وأَما قراءَة من قرأَ بعذاب بَيْئِسٍ فبنى الكلمة مع الهمزة على مثال فَيْعِلٍ وإِن لم يكن ذلك إِلا في المعتل نحو سَيِّدٍ ومَيِّتٍ وبابهما يوجهان العلة
( * قوله « يوجهان العلة إلخ » كذا بالأصل ) وإِن لم تكن حرف علة فإِنها معرضة للعلة وكثيرة الانقلاب عن حرف العلة فأُجريت مجرى التعرية في باب الحذف والعوض وبيس كخِيس يجعلها بين بين من بِئْسَ ثم يحولها بعد ذلك وليس بشيء وبَيِّسٍ على مثال سَيِّدٍ وهذا بعد بدل الهمزة في بَيْئِسٍ والأَبْؤُسُ جمع بَؤُسٍ من قولهم يومُ بُؤْس ويومُ نُعْمٍ والأَبْؤُسُ أَيضاً الداهية وفي المثل عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً وقد أَبْأَسَ إبْآساً قال الكميت قالوا أَساءَ بنوكُرْزٍ فقلتُ لهم عسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإِغْوارِ قال ابن بري الصحيح أَن الأَبْؤُسَ جمع بَأْس وهو بمعنى الأَبْؤُس
( * قوله « وهو بمعنى الأبؤس » كذا بالأصل ولعل الأولى بمعنى البؤس ) لأَن باب فَعْلٍ أَن يُجْمَعَ في القلة على أَفْعُلٍ نحو كَعْبٍ وأَكْعُبٍ وفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ونَسْرٍ وأَنْسُرٍ وباب فُعْلٍ أَن يُجْمَع في القلة على أَفْعال نحو قُفْلٍ وبُرْدٍ وأَبْرادٍ وجُنْدٍ وأَجنادٍ يقال بَئِسَ الشيءُ يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً إِذا اشتدّ قال وأَما قوله والأَبْؤُسُ الداهية قال صوابه أَن يقول الدواهي لأَن الأَبْؤُس جمع لا مفرد وكذلك هو في قول الزَّبَّاءِ عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً هو جمع بأْسٍ على ما تقدم ذكره وهو مَثَلٌ أَوَّل من تكلم به الزَّبَّاء قال ابن الكلبي التقدير فيه عسى الغُوَيْرُ أَن يُحْدِثَ أَبْؤُساً قال وهو جمع بَأْسٍ ولم يقل جمعُ بُؤْسٍ وذلك أَن الزَّبَّاء لما خافت من قَصِيرٍ قيل لها ادخلي الغارَ الذي تحت قصرك فقالت عسى الغوير أَبؤُساً أَي إِن فررت من بأْس واحد فعسى أَن أَقع في أَبْؤُسٍ وعسى ههنا إِشفاق قال سيبويه عسى طمع وإِشفاق يعني أَنها طمع في مثل قولك عسى زيد أَن يسلم وإِشفاق مثل هذا المثل عسى الغوير أَبؤُساً وفي مثل قول بعض أَصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم عسى أَن يَضُرَّني شَبَهُه يا رسول اللَّه فهذا إِشفاق لا طمع ولم يفسر معنى هذا المثل ولم يذكر في أَي معنى يتمثل به قال ابن الأَعرابي هذا المثل يضرب للمتهم بالأَمر ويشهد بصحة قوله قول عمر رضي اللَّه عنه لرجل أَتاه بمَنْبُوذٍ عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً وذلك أَنه اتهمه أَن يكون صاحب المَنْبوذَ وقال الأَصمعي هو مثل لكل شيء يخاف أَن يَأْتي منه شر قال وأَصل هذا المثل أَنه كان غارٌ فيه ناس فانْهارَ عليهم أَو أَتاهم فيه فقتلهم وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً هو جمع بأْس وانتصب على أَنه خبر عسى والغُوَيْرُ ماء لكَلْبٍ ومعنى ذلك عسى أَن تكون جئت بأَمر عليك فيه تُهَمَةٌ وشِدَّةٌ

ببس
البابُوسُ ولد الناقة وفي المحكم الحُوارُقال ابن أَحمر حَنَّتْ قَلُوصي إِلى بابوسِها طَرَباً
فما حَنِينُكِ أَم ما أَنتِ والذِّكَرُ ؟ ...
( * قوله « طرباً » الذي في النهاية جزعاً والذكر جمع ذكرة بكسر فسكون
وهي الذكرى بمعنى التذكر )
وقد يستعمل في الإِنسان التهذيب البابُوسُ الصبي الرضيع في مَهْدِه وفي حديث جُرَيْجٍ الراهب حين استنطق الرضيعَ في مَهْدِه مسح رأْس الصبي وقال له يا بابُوسُ مَنْ أَبوك ؟ فقال فلان الراعي قال فلا أَدري أَهو في الإِنسان أَصل أَم استعارة قال الأَصمعي لم نسمع به لغير الإِنسان إِلا في شعر ابن أَحمر والكلمة غير مهموزة وقد جاءت في غير وضع وقيل هو اسم للرضيع من أَي نوع كان واختلف في عربيته

بجس
البَجْسُ انشقاق في قِرْبة أَو حجر أَو أَرض يَنْبُعُ منه الماءُ فإِن لم يَنْبُعْ فليس بانْبِجاسٍ وأَنشد وَكِيفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسا وبَجَسْتُه أَبْجِسُه وأَبْجُسُه بَجْساً فانْبَجَسَ وبَجَّسْتُه فَتَبَجَّسَ وماء بَجِيسٌ سائل عن كراع قال اللَّه تعالى فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً والسحابُ يَتَبَجَّسُ بالمطر والانْبِجاسُ عامٌّ والنُّبُوع للعين خاصة وبَجَسْتُ الماءَ فانْبَجَسَ أَي فَجَرْتُه فانفجر وبَجَس الماءُ بنفسه يَبْجُسُ يتعدّى ولا يتعدّى وسحاب بُجْسٌ وانْبَجَسَ الماءُ وتَبَجَّسَ أَي تفجر وفي حديث حذيفة ما منا رجل إِلا به آمَّةٌ يَبْجُسُها الظُّفُرُ إِلا الرَّجُلَيْن يعني عليّاً وعمر رضي اللَّه عنهما الآمّة الشجة التي تبلغ أُمَّ الرأْس ويَبجُسُها يَفْجُرُها وهو مَثَلٌ أَرادَ أَنها نَغِلَة كثيرة الصديد فإِن أَراد أَحد أَن يفجرها بظفره قدر على ذلك لامتلائها ولم يحتج إِلى حديدة يشقها بها أَراد ليس منا أَحد إِلا وفيه شيء غير هذين الرجلين ومنه حديث ابن عباس أَنه دخل على معاوية وكأَنه قَزَعَةٌ يَتَبَجَّسُ أَي يتفجر وجاءَنا بثريد يَتَبَجَّسُ أُدْماً وبَجَّسَ المُخُّ دخل في السُّلامى والعين فذهب وهو آخر ما يبقى والمعروف عند أَبي عبيد بَخَّسَ وبَجْسَةُ اسم عين

بحلس
الأَزهري يقال جاءَ رائقاً عَثَريّاً وجاء يَنْفُضُ أَصْدَرَيْه وجاءَ يَتَبَحْلَسُ وجاءَ مُنْكَراً إِذا جاءَ فارغاً لا شيء معه

بخس
البَخْسُ النَّقْصُ بَخَسَه حَقَّه يَبْخَسُه بَخْساً إِذا نقصه وامرأَة باخِسٌ وباخِسَةٌ وفي المثل في الرجل تَحْسَبُه مغفلاً وهو ذو نَكْراءَ تَحسَبُها حمقاءَ وهي باخِسٌ أَو باخِسَةٌ أَبو العباس باخِسٌ بمعنى ظالم ولا تَبْخَسُوا الناس لا تظلموهم والبَخْسُ من الظلم أَنْ تَبْخَسَ أَخاك حَقَّه فتنقصه كا يَبْخَسُ الكيالُ مكياله فينقصه وقوله عز وجل فلا يَخافُ بَخْساً ولا رَهَقاً أَي لا ينقص من ثواب عمله ولا رهقاً أَي ظلماً وثَمَنٌ بَخْسٌ دونَ ما يُحَبُّ وقوله عز وجل وشَرَوْه بثمن بَخْسٍ أَي ناقص دون ثمنه والبَخْسُ الخَسِيسُ الذي بَخَس به البائعُ قال الزجاج بَخْس أَي ظُلْم لأَن الإِنسان الموجود لا يحل بيعه قال وقيل بَخْسٌ ناقص وأَكثر التفسير على أَن بَخْساً ظلم وجاءَ في التفسير أَنه بيع بعشرين درهماً وقيل باثنين وعشرين أَخذ كل واحد من إِخوته درهمين وقيل بأَربعين درهماً ويقال للبيع إِذا كان قَصْداً لا بَخْسَ فيه ولا شطط وفي التهذيب لا بَخْس ولا شُطُوط وبَخَسَ الميزانً نَقَصَه وتَباخَسَ القومُ تغابنوا وروي عن الأَوزاعي في حديث أَنه يأْتي على الناس زمانٌ يُستحلُّ فيه الربا بالبيع والخمرُ بالنبيذ والبَخْسُ بالزكاة أَراد بالبَخْس ما يأْخذه الولاة باسم العُشْر يتأَوّلون فيه أَنه الزكاة والصدقات والبَخْسُ فَقْءُ العين بالإِصبع وغيرها وبَخَسَ عينه يَبْخَسُها بخساً فقأَها لغة في بَخَصَها والصاد أَعلى قال ابن السكيت يقال بَخَصْتُ عينَه بالصاد ولا تقل بَخَسْتُها إِنما البَخْسُ نقصانُ الحق والبَخْسُ أَرض تُنْبِتُ بغير سَقْي والجمع بُخُوسٌ والبَخْسُ من الزرع ما لم يُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إِنما سقاه ماء السماء قال أَبو مالك قال رجل من كندة يقال له العُذافَة وقد رأَيته قالتْ لُبَيْنَى اشْتَرْ لنا سَويقَا وهاتِ بُرَّ البَخْسِ أَو دَقِيقا واعْجَلْ بِشَحْمٍ نَتَّخِذْ حُرْذِيقا واشْتَرْ فَعَجِّلْ خادِماً لَبِيقا واصْبُغْ ثيابي صِبَغاً تَحْقِيقا من جَيِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِيقا بِزَعْفَرَانٍ صِبَغاً رَقيقا قال البَخْسُ الذي يزرع بماء السماء تشريقاً أَي صُفِّرَ شيئاً يسيراً والأَباخِسُ الأَصابعُ قال الكُمَيْتُ جَمَعْتَ نِزَاراً وهي شَتَّى شُعُوبُها كما جَمَعَتْ كَفُّ إليها الأَباخِسا وإِنه لشديد الأَباخِسِ وهي لحم العَصَب وقيل الأَباخِسُ ما بين الأَصابع وأُصولها والبَخِيسُ من ذي الخُفِّ اللحم الداخل في خُفِّه والبَخِيسُ نِياطُ القلب ويقال بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِيساً أَي نقص ولم يبق إِلا في السُّلامَى والعين وهو آخر ما يبقى وقال الأُموي إِذا دخل في السُّلامَى والعين فذهب وهو آخر ما يبقى

بدس
بَدَسَه بِكَلِمَةٍ بَدْساً رماه بها عن كراع

برس
البِرْسُ والبُرْسُ القُطْنُ قال الشاعر تَرْمِي اللُّغامَ على هاماتها قَزَعاً كالبُِرْسِ طَيَّرَه ضَرْبُ الكَرابِيلِ الكرابيل جمع كِرْبالٍ وهو مِنْدَفُ القطن والقَزَعُ المتفرِّق قِطَعاً وقيل البُرْسُ شبيه بالقطن وقيل البرس قُطْنُ البَرْدِيِّ وأَنشد كنَدِيفِ البِرْسِ فوقَ الجُماحْ والنِّبْرَاسُ المصباح قال ابن سيده رحمه اللَّه تعالى وإِنما قَضَينا بزيادة النون لأَن بعضهم ذهب إِلى أَن اشتقاقه من البُرْسِ الذي هو القطن إذ الفتيلة في الأَغلب إِنما تكون من قطن وذكره الأَزهري في الرباعي قال ويقال للسِّنانِ نِبْرَاسٌ وجمعه النَّبَارِسُ قال ابن مقبل إِذ رَدَّها الخَيْلُ تَعْدُو وهي خافِضَةٌ حَدَّ النَّبَارِسِ مَطْرُوراً نَواحِيها أَي خافضة الرماح والبَِرْسُ حَذَاقَة الدليل وبَرَسَ إِذا اشتد على غريمه وبُرْسَانُ قبيلة من العرب والبَرْنَساءُ الناسُ وفيه لغات بَرْنَسَاءُ ممدود غير مصروف مثل عَقْرباءَ وبَرْناساءُ وبَراساءُ وفي حديث الشعبي هو أَحل من ماءِ بُرْسٍ بُرْس أَجَمَةٌ معروفة بالعراق وهي الآن قرية واللَّه أَعلم

بربس
أَبو عمرو البِرْباسُ البئر العَمِيقَةُ

برجس
البِرْجِسُ والبِرْجِيسُ نجم قيل هو المُشتري وهو قيل المِرِّيخُ والأَعرف البِرْجِيسُ وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم سئل عن الكواكب الخُنَّسِ فقال هي البِرْجِيسُ وزُحَلُ وبَهْرَامُ وعُطارِدُ والزُّهَرَةُ البِرْجيسُ المُشْتَرِي وبَهْرام المِرِّيخ والبُرْجاسُ غَرَض في الهواء يرمى به قال الجوهري وأَظنه مولِّداً شمر البُرْجاسُ شبه الأَمارَةِ تنصب من الحجارة غيره المِرْجاسُ حجر يرمى به في البئر ليطيب ماؤُها وتفتح عيونها وأَنشد إِذا رَأَوْا كَريهَةً يَرْمُونَ بي رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي قال ووجدت هذا في أَشعار الأَزْد بالبُرْجاس في قعر الطَّوي والشعر لسعد بن المنتحر
( * قوله « لسعد بن المنتحر » كذا بالأصل بالحاء المهملة وفي شرح القاموس بالحاء المعجمة ) البارقي رواه المُؤَرِّجُ وناقة بِرْجِيسٌ أَي غزيرة

بردس
رجل بِرْدِيسٌ خبيث منكر وهي البَرْدَسة

برطس
المُبَرْطِسُ الذي يكتري للناس الإِبل والحمير ويَأْخذ جُعْلاً والاسم البَرْطَسَةُ

برعس
ناقة بِرْعِسٌ وبِرْعِيسٌ غزيرة وأَنشد إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدائمُ فاعْمِدْ بَراعِيسَ أَبوها الرَّاهِمُ وراهم اسم فحل وقيل ناقة بِرْعِسٌ وبِرْعِيسٌ جميلة تامة

برنس
البُرْنُس كل ثوب رأْسه منه مُلْتَزِقٌ به دُرَّاعَةً كان أَو مِمْطَراً أَو جُبَّة وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه سقط البُرْنُسُ عن رأْسي هو من ذلك الجوهري البُرْنُسُ قَلَنْسُوَة طويلة وكان النُّسَّاكُ يلبسونها في صدر الإِسلام وقد تَبَرْنَسَ الرجل إِذا لبسه قال وهو من البِرْس بكسر الباء القطن والنون زائدة وقيل إِنه غير عربي والتَّبَرْنُسُ مشي الكلب وإذا مشى الإِنسان كذلك قيل هو يَتَبَرْنَسُ وتَبَرْنَس الرجل مشى ذلك المشي وهو يمشي البَرْنَسَاءَ أَي في غير صَنْعَةٍ أَبو عمرو يقال للرجل إِذا مرَّ مرّاً سريعاً هو يَتَبَرْنَسُ وأَنشد فَصَبَّحَتْه سِلَقٌ تَبَرْنَسُ والبَرْنَسا والبَرْنَساءُ ابن آدم يقال ما أَدري أَيُّ البَرْنَساء هو ويقال ما أَدري أَيُّ بَرَنْساءَ هو وأَيُّ بَرْناساء هو وأَي البَرَنْساءِ هو معناه ما أَدري أَيُّ الناس هو والبَرْنَساء الناس وفيه لغات بَرْنَساء مثل عَقْرَباء ممدود غير مصروف وبَرْناساء وبَراساء والولد بالنَّبَطِيَّة بَرَقْ نَسا

بسس
بَسَّ السَّويقَ والدقيقَ وغيرهما يَبُسُّه بَسّاً خلطه بسمن أَو زيت وهي البَسِيسَةُ قال اللحياني هي التي تُلتُّ بسمن أَو زيت ولا تُبَلُّ والبَسُّ اتخاذ البَسيسَة وهو أَن يُلتَّ السَّويقُ أَو الدقيق أَو الأَقِطُ المطحون بالسمن أَو بالزيت ثم يؤكل ولا يطبخ وقال يعقوب هو أَشد من اللَّتِّ بللاً قال الراجز لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبَسَّا ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسَا وذكر أَبو عبيدة أَنه لص من غَطَفان أَراد أَن يخبز فخاف أَن يعجل عن ذلك فأَكله عجيناً ولم يجعل البَسَّ من السَّوقِ اللَّين ابن سيده والبَسِيسَةُ الشعير يخلط بالنوى للإِبل والبسيسة خبز يجفف ويدق ويشرب كما يشرب السويق قال ابن دريد وأَحسبه الذي يسمى الفَتُوتُ وفي التنزيل العزيز وبُسَّتِ الجبالُ بَسّاً قال الفراء صارت كالدقيق وكذلك قوله عز وجل
( * قوله « وكذلك قوله عز وجل إلخ » كذا بالأصل وعبارة متن القاموس وشرحه وبست الجبال بسّاً أي فتت نقله اللحياني فصارت أرضاً قاله الفراء وقال أبو عبيدة فصارت تراباً وقيل نسفت كما قال تعالى ينسفها ربي نسفاً وقيل سيقت كما قال تعالى وسيرت إلخ ) وسيرت الجبال فكانت سراباً وبست فتت فصارت أَرضاً وقيل نسفت كما قال تعالى ينسفها ربي نسفاً وقيل سيقت كما قال تعالى وسيرت الجبال فكانت سراباً وقال الزجاج بُسَّتْ لُتَّتْ وخلطت وبَسَّ الشيءَ إِذا فَتَّتَه وفي حديث المتعة ومعي بُرْدَةٌ قد بُسَّ منها أَي نيلَ منها وبَلِيَتْ وفي حديث مجاهد من أَسماء مكة البَاسَّةُ سميت بها لأَنها تَحْطِمُ من أَخطأَ فيها والبَسُّ الحَطْمُ ويروى بالنون من النَّسِّ الطرد الأَصمعي البَسيسَة كل شيء خلطته بغيره مثل السويق بالأَقط ثم تَبُلُّه بالرُّبِّ أَو مثل الشعير بالنوى للإِبل يقال بَسَسْتُهُ أَبُسُّه بَسّاً وقال ثعلب معنى وبُسَّت الجبال بسّاً خلطت بالتراب وقال اللحياني قال بعضهم فُتَّتْ وقال بعضهم سُوِّيتْ وقال أَبو عبيدة صارت تراباً تَرِباً وجاء بالأَمر من حَسِّه وبَسِّه أَي من حيث كان ولم يكن ويقال جئْ به من حِسِّك وبِسِّك أَي ائتِ به على كل حال من حيث شئت قال أَبو عمرو يقال جاء به من حَسِّه وبَسِّه أَي من جهده ولأَطلُبَنَّه من حَسِّي وبَسِّي أَي من جُهْدي وينشد ترَكَتْ بَيْتي من الأَشْ ياءِ قَفْراً مثلَ أَمْسِ كلُّ شيءٍ كنتُ قد جَمَّ عْتُ من حَسِّي وبَسِّي وبَسَّ في ماله بَسَّةً ووَزَمَ وَزْمَةً أَذهب منه شيئاً عن اللحياني وبِسْ بِسْ ضرب من زجر الإِبل وقد أَبَّسَ بها وبَس بَسْ وبِسْ بِسْ من زجر الدابة بَسَّ بها يَبُسُّ وأَبَسَّ وقال اللحياني أَبَسَّ بالناقة دعاها للحلب وقيل معناه دعا ولدها لِتَدِرَّ على حالبها وقال ابن دريد بَسَّ بالناقة وأَبَسَّ بها دعاها للحلب وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال يخرج قوم من المدينة إِلى الشام واليمن والعراق يُبِسُّون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون قال أَبو عبيد قوله يُبِسُّون هو أَن يقال في زجر الدابة إِذا سُقْتَ حماراً أَو غيره بَسْ بَسْ وبِسْ بِسْ بفتح الباء وكسرها وأَكثر ما يقال بالفتح وهو صوت الزجر للسَّوْق وهو من كلام أَهل اليمن وفيه لغتان بَسَسْتُها وأَبْسَسْتُها إِذا سُقْتَها وزجَرْتها وقلت لها بِسْ بِسْ فيقال على هذا يَبُسُّون ويُبِسِّون وأَبَسَّ بالغنم إِذا أَسْلاها إِلى الماء وأَبْسَسْتُ بالغنم إِبْسَاساً وقال أَبو زيد أَبْسَسْتُ بالمَعَز إِذا أَشلَيْتَها إِلى الماء وأَبَسَّ بالإِبل عند الحلب إِذا دعا الفصيل إِلى أُمه وأَبَسَّ بأُمه له التهذيب وأَبْسَسْتُ بالإِبل عند الحلب وهو صُويْتُ الراعي تسكن به الناقة عند الحلب وناقة بَسُوسٌ تَدِرُّ عند الإِبْساس وبَسْبَسَ بالناقة كذلك وقال الراعي لعَاشِرَةٍ وهو قد خافَها فَظَلَّ يُبَسْبِسُ أَو يَنْقُر لعاشرة بعدما سارت عشر ليال يُبَسْبِسُ أَي يَبُسُّ بها يسكنها لتَدِرَّ والإِبْساسُ بالشفتين دون اللسان والنقر باللسان دون الشفتين والجمل لا يُبَسُّ إِذا استصعب ولكن يُشْلَى باسمه واسم أُمه فيسكن وقيل الإِبْساسُ أَن يمسح ضرع الناقة يُسَكِّنُها لتَدِرَّ وكذلك تَبُسُّ الريح بالسحابة والبُسُسُ الرُّعاة والبُسُسُ النُّوق الإِنْسِيَّة والبُسُسُ الأَسْوِقَةُ الملتوتة والإِبْساسُ عند الحلب أَن يقال للناقة بِسْ بِسْ أَبو عبيد بَسَسْتُ الإِبل وأَبْسَسْت لغتان إِذا زجرتها وقلت بِسْ بِسْ والعرب تقول في أَمثالهم لا أَفعله ما أَبَسَّ عبدٌ بناقته قال اللحياني وهو طوافه حولها ليحلبها أَبو سعيد يُبِسُّون أَي يسيحون في الأَرض وانْبَسَّ الرجلُ إِذا ذهب وبُسَّهُمْ عنك أَي اطردهم وبَسَسْتُ المالَ في البلاد فانْبَسَّ إِذا أَرسلته فتفرق فيها مثل بَثَثْتُه فانْبَثَّ وقال الكسائي أَبْسَسْتُ بالنعجة إِذا دعوتها للحلب وقال الأَصمعي لم أَسمع الإِبْساسَ إِلا في الإِبل وقال ابن دريد بَسَسْتُ الغنم قلت لها بَسْ بَسْ والبَسُوسُ الناقة التي لا تَدِرُّ إِلا بالإِبْساسِ وهو أشن يقال لها بُسُّ بُسُّ بالضم والتشديد وهو الصُّوَيْتُ الذي تُسَكَّنُ به الناقةُ عند الحلب وقد يقال ذلك لغير الإِبل والبَسُوسُ اسم امرأَة وهي خالة جَسَّاس بن مُرَّة الشَّيْباني كانت لها ناقة يقال لها سَرَابِ فرآها كُلَيْبُ وائلٍ في حِماه وقد كَسَرَتْ بَيْض طير كان قد أَجاره فَرَمى ضَرْعها بسهم فَوَثَبَ جَسَّاس علة كليب فقتله فهاجت حَربُ بكرٍ وتَغْلِبَ ابني وائل بسببها أَربعين سنة حتى ضربت بها العرب المثل في الشؤم وبها سميت حرب البَسُوس وقيل إِن الناقة عقرها جَسَّاسُ بن مرة ومن أَمثال العرب السائرة « غيره وفي الحديث » هو اَشْأَمُ من البَسُوسِ وهي ناقة كانت تَدُِرُّ على المُبِسِّ بها ولذلك سميت بَسُوساً أَصابها رجل من العرب بسهم في ضرعها فقتلها وفي البَسُوسِ قول آخر روي عن ابن عباس قال الأَزهري وهذه أَشْبه بالحق وروى بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى واتْلُ عليهم نَبَأَ الذي آتيناه آياتِنا فانسَلَخ منها قال هو رجل أُعْطِيَ ثلاث دعوات يستجاب له فيها وكان له امرأَة يقال لها البَسُوسُ وكان له منها ولد وكانت له مُحبَّة فقالت اجعل لي منها دعوة واحدة قال فلك واحدة فماذا تأْمرين ؟ قالت ادعُ اللَّه أَن يجعلني أَجمل امرأَة في بني إِسرائيل فلما علمت أَن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأَرادت شيئاً آخر فدعا اللَّه عليها أَن يجعلها كلبة نَبَّاحَةً فذهبت فيها دعوتان وجاء بنوها فلقالوا ليس لنا على هذا قرار قد صارت أُمنا كلبة تُعَيِّرُنا بها الناسُ فادع اللَّه أَن يعيدها إِلى الحال التي كانت عليها فدعا اللَّه فعادت كما كانت فذهبت الدعوات الثلاث في البَسُوس وبها يضرب المثل في الشُّؤْمِ وبُسْ زجر للحافر وبَسْ بمعنى حَسْبُ فارسية وقد بَسْبَسَ به وأَبَسَّ به وأَسَّ به إِلى الطعام دعاه وبَسَّ الإِبل بَسّاً ساقها قال لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّا وقال ابن دريد معناه لا تُبْطِئا في الخَبْزِ وبُسَّا الدقيق بالماءِ فكلاه وفي ترجمة خبز الخَبْزُ السَّوْقُ الشديد بالضرب والبَسُّ السير الرقيق بَسَسْتُ أَبُسُّ بَسّاً وبَسَسْتُ الإِبل أَبُسُّها بالضم بَسّاً إِذا سُقْتَها سوقاً لطيفاً والبَسُّ السَّوْقُ اللَّيِّنُ وقيل البَسُّ أَن تَبُلَّ الدَّقيق ثم تأْكله والخَبْزُ أَن تَخبِزَ المَلِيلَ والبَسيسَة عندهم الدقيق والسويق يلت ويتخذ زاداً ابن السكيت بَسَسْتُ السويقَ والدقيق أَبُسُّه بَسّاً إِذا بللته بشيءٍ من الماء وهو أَشد من اللَّتِّ وبَسَّ الرجلَ يَبُسُّه طرده ونحاه وانْبَسَّ تَنَحَّى وبَسَّ عَقاربه أَرسل نمائمه وأَذاه وانْبَسَّتِ الحيةُ انْسابَتْ على وجه الأَرض قال وانْبَسَّ حَيَّاتُ الكَثِيبِ الأَهْيَلِ وانْبَسَّ في الأَرض ذهب عن اللحياني وحده حكاه في باب انْبَسَّت الحيات انْبِساساً قال والمعروف عند أَبي عبيد وغيره ارْبَسَّ وفي حديث الحجاج قال للنعمان بن زُرْعَةَ أَمِنَّ أَهلِ الرَّسِّ والبَسِّ أَنت ؟ البَسُّ الدَّسُّ يقال بَسَّ فلان لفلان من يتخبر له خبره ويأَتيه به أَي دَسَّه إِليه والبَسْبَسَة السِّعايَةُ بين الناس والبَسْبَسُ شجرٌ والبَسْبَسُ لغة في السَّبْسَبِ وزعم يعقوب أَنه من المقلوب والبِسابِسُ الكذب والبَسْبَس القَفْرُ والتُّرَّهات البَسابِسُ هي الباطلُ وربما قالوا تُرَّهاتُ البَسابِسِ بالإِضافة وفي حديث قُسٍّ فبينا أَنا أَجول بَسْبَسَها البَسْبَسُ البَرُّ المُقْفِرُ الواسع ويروى سَبْسَبَها وهو بمعناه وبَسْبَس بَوْلَه كَسَبْسَبَه والبَسْباسُ بَقْلَة قال أَبو حنيفة البَسْباسُ من النبات الطيب الريح وزعم بعض الرواةى أَنه النانخاه وأَما أَبو زياد فقال البَسْباسُ طَيِّبُ الريح يُشْبِه طَعْمُه طعم الجزر واحدته بَسْباسَةٌ الليث البَسباسَة بقلة قال الأَزهري هي معروفة عند العرب قال والبَسْبَسُ شجر تتخذ منه الرجال قال الأَزهري الذي قالَه الليث في البسبس أَنه شجر لا أَعرفه قال وأَراه أَراد السَّبْسَبَ وبَسْباسَةُ اسم امرأَة والبَسُوس كذلك وبُسٌّ موضع عند حنين قال عباس بن مِرْداس السُّلَمِيُّ رَكَضْتُ الخَيْلَ فيها بين بُسٍّ إِلى الأَوْراد تَنْحِطُ بالنِّهابِ قال وأُرى عاهانَ بن كعب إياه عنى بقوله بَنِيكَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ غِلاظُ منابِتِ القَصَراتِ كُومُ يقول عليك بنيك أَو انظر بنيك ورفع هجمة على تقدير وهذه هَجْمَةٌ كالأَشاء ففيها ما يَشْغَلْك عن النعيم

بطس
التهذيب بِطياسُ اسم موضع على بناء الجِرْيال قال وكأَنه أَعجمي

بغس
البَغْسُ السَّوادُ يَمانِيَةٌ

بكس
التهذيب ابن الأَعرابي بَكَسَ خَصْمَه إِذا قهره قال والبُكْسَةُ خرقة يدوّرها الصبيان ثم يأْخذون حجراً فيدوّرونه كأَنه كُرَةٌ ثم يتقامرون بها وتسمى هذه اللُّعْبَةُ الكُجَّةَ ويقال لهذه الخرقة أَيضاً التُّونُ والآجُرَّةُ

بلس
أَبْلَسَ الرجلُ قُطِعَ به عن ثعلب وأَبْلَس سكت وأَبْلَسَ من رحمة اللَّه أَي يَئِسَ ونَدِمَ ومنه سمي إبليس وكان اسمه عزازيلَ وفي التنزيل العزيز يومئذ يُبْلِسُ المجرمون وإِبليس لعنة اللَّه مشتق منه لأَنه أُبْلِسَ من رحمة اللَّه أَي أُويِسَ وقال أَبو إِسحق لم يصرف لأَنه أَعجمي معرفة والبَلاسُ المِسْحُ والجمع بُلُسٌ قال أَبو عبيدَة ومما دخل في كلام العرب من كلام فارس المِسْحُ تسميه العرب البَلاسَ بالباء المشبع وأَهل المدينة يسمون المِسْحَ بَلاساً وهو فارسي معرب ومن دعائهم أَرانِيك اللَّهُ على البَلَسِ وهي غَرائِرُ كِبارٌ من مُسُوح يجعل فيها التَّين ويُشَهَّرُ عليها من يُنَكِّلُ به وينادى عليه ويقال لبائعه البَلاَّسُ والمُبْلِسُ اليائسُ ولذلك قيل للذي يسكت عند انقطاع حجته ولا يكون عنده جواب قد أَبْلَسَ وقال العجاج قال نَعَمْ أَعْرِفُه وأَبْلَسا أَي لم يُحِرْ إِليَّ جواباً ونحو ذلك قيل في المُبلِس وقيل إِن إِبليس سمي بهذا الاسم لأَنه لما أُويِسَ من رحمة اللَّه أَبْلَسَ يأَساً وفي الحديث فتأَشَّبَ أَصحابُه حوله وأَبْلَسُوا حتى ما أَوضحوا بضاحِكة أَبلسوا أَي سكتوا والمُبْلِسُ الساكت من الحزن أَو الخوف والإِبْلاسُ الحَيْرة ومنه الحديث أَلم تر الجِنَّ وإِبلاسَها أَي تَحَيُّرَها ودَهَشَها وقال أَبو بكر الإِبْلاسُ معناه في اللغة القُنُوط وقَطْعُ الرجاء من رحمة اللَّه تعالى وأَنشد وحَضَرَتْ يومَ خَمِيسٍ الأَخْماسْ وفي الوجوهِ صُفْرَةٌ وإِبْلاسْ ويقال أَبْلَسَ الرجلُ إِذا انقطع فلم تكن له حجة وقال به هَدَى اللَّهُ قوماً من ضلالَتِهِمْ وقد أُعِدَّتْ لهم إِذ أَبْلَسُوا سَقَرُ والإِبْلاسُ الانكسار والحزن يقال أَبْلَسَ فلان إِذا سكت غمّاً قال العجاج يا صاحِ هل تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرَسا ؟ قال نعم أَعْرِفُه وأَُبْلَسا والمُكْرَسُ الذي صار فيه الكِرْسُ وهو الأَبوال والأَبعار وأَبْلَسَتِ الناقة إِذا لم تَرْغُ من شدة الضَّبْعَة فهي مِبْلاس والبَلَسُ التِّينُ وقيل البَلَسُ ثمر التين إذا أَدرك الواحدة بَلَسَةٌ وفي الحديث من أَحب أَن يَرِقَّ قلبه فلْيُدْمِنْ أَكل البَلَس وهو التين إِن كانت الرواية بفتح الباء واللام وإِن كانت البُلُسَ فهو العَدَسُ وفي حديث عطاء البُلُس هو العدس وفي حديث ابن جُرَيْج قال سأَلت عطاء عن صدقة الحَبِّ فقال فيه كُلِّه الصدقةُ فذكر الذُّرَةَ والدُّخْنَ والبُلُس والجُلْجُلانَ قال وقد يقال فيه البُلْسُنُ بزيادة النون الجوهري والبَلَس بالتحريك شيء يشبه التين يكثر باليمن والبُلُس بضم الباء واللام العدس وهو البُلْسُن والبَلَسانُ شجر لحبه دُهْن التهذيب في الثلاثي بَلَسانٌ شجر يجعل حبه في الدواء قال ولحبه دهن حار يتنافس فيه قال الأَزهري بَلَسان أُراه روميّاً وفي حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما بعث اللَّه الطير على أَصحاب الفيل كالبَلَسان قال عَبَّاد بن موسى أَظنها الزَّرازيرَ والبَلَسانُ شجر كثير الورق ينبت بمصر وله دهن معروف اللحياني ما ذُقْتُ عَلوساً ولا بَلُوساً أَي ما أَكلت شيئاً

بلعس
البَلْعَسُ والدَّلْعَسُ والدَّلْعَكُ كل هذا الضَّخْمَةُ من النوق مع استرخاء فيها ابن سيده والبَلَعُوسُ الحَمْقاءُ

بلعبس
البُلَعْبيسُ العَجَبُ

بلهس
بَلْهَسَ أَسرع في مشيه

بنس
بَنَّسَ عنه تَبْنِيساً تأَخر قال ابن أَحمر كأَنها من نَفا العَزَّافِ طاوِيَةٌ لَمَّا انْطَوى بطنُها واخْرَوَّطَ السَفَرُ ماوِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ اَوَّدَها طَلٌّ وبَنَّسَ عنها فَرْقَدٌ خَصِرُ قال ابن سيده قال ابن جني قوله بَنَّسَ عنها إِنما هو من النوم غير أَنه إنما يقال للبقرة قال ولا أَعلم هذا القول عن غير ابن جني قال وقال الأَصمعي هي أَحد الأَلفاظ التي انفرد بها بن أَحمر قال ولم يسند أَبو زيد هذين البيتين إِلى ابن أَحمر ولا هما أَيضاً في ديوانه ولا أَنشدهما الأَصمعي فيما أَنشده له من الأَبيات التي أَورد فيها كلماته قال وينبغي أَن يكون ذلك شيء جاء به غير ابن أَحمر تابعاً له فيه ومُتَقَبِّلاً أَثره هذا أَوفق من قول الأَصمعي إِنه لم يأْتِ به غيره وقال شمر ولم أَسمع بَنَّسَ إِذا تأَخر إِلا لابن أَحمر وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه بَنِّسوا عن البيوت لا تَطُمُّ امرأَة ولا صبي يسمع كلامكم أَي تأَخروا لئلا يسمعوا ما يَسْتَضِرُّون به من الرَّفَثِ الجاري بينكم وبَنِّسْ اقْعُدْ عن كراع كذلك حكاها بالأَمر والشين لغة وسيأْتي ذكرها اللحياني بَنَّسَ وبَنَّشَ إِذا قعد وأَنشد إِن كنتَ غيرَ صائدٍ فَبَنِّسِ ابن الأَعرابي أَبْنَسَ الرجلُ إِذا هرب من سلطان قال والبَنَسُ الفرار من الشر

بهس
البَهْسُ المُقْلُ ما دام رطباً والشين لغة فيه والبَهْسُ الجُرْأَة

بهنس
البَهْنَسى التبختر وهو البَهْنَسَةُ والأَسد يُبَهْنِسُ في مشيه ويَتَبَهْنَسُ أَي يتبختر خص بعضهم به الأَسد وعم بعضهم به وجَمَل بَهْنَسٌ وبُهانِسٌ ذَلُولٌ

بوس
البَوْسُ التقبيل فارسي معرب وقد باسَه يَبُوسه وجاء بالبَوْسِ البائِسِ أَي الكثير والشين المعجمة أَعلى

بولس
في الحديث يحشر المتكبرون يوم القيامة أَمثال الذَّرِّ حتى يدخلوا سجناً في جهنم يقال له بُولَسُ هكذا جاء في الحديث مُسَمًّى

بيس
الفراء ياسَ إِذا تبختر قال أَبو منصور ماس يميس بهذا المعنى أَكثر والباء والميم يتعاقبان وقال باسَ ارجلُ يَبِيسُ إِذا تكبر على الناس وآذاهم وبَيْسانُ موضع بالأُرْدُنِّ فيه نخل لا يثمر إِلى خروج الدجال التهذيب بَيْسانُ موضع فيه كُروم من بلاد الشام وقول الشاعر شُرْباً بِبَيسانَ من الأُردُنِّ هو موضع قال الجوهري بَيْسانُ موضع تنسب إِليه الخمر قال حسان بن ثابت نَشْرَبُها صِرْفاً ومَمْزُوجَةً ثم نُغَنِّي في بُيوتِ الرُّخامْ من خَمْرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ قال ابن بري الذي في شعره تُسْرعُ فتر العظام قال وهو الصحيح لأَن أَوشك بابه أَن يكون بعده أَن والفعل كقول جرير إِذا جَهِلَ الشَّقِيُّ ولم يُقَدِّرْ لبعضِ الأَمْرِ أَوْشَكَ أَن يُصابا وقد تحذف أَن بعده كما تحذف بعد عسى كقول أُمية يُوشِكُ مَنْ فَرَّ من مَنِيَّتِه في بعضِ غِرَّاتِه يُوافِقُها فهذا هو الأَكثر في أَوشك يوشك وحكى الفارسي بِيْسَ لغة في بِئْسَ واللَّه أَعلم

تختنس
دَخْتَنُوسُ اسم امرأَة وقيل دَخْدَنوس وتَخْتَنُوسُ

ترس
التُّرْس من السلاح المُتَوَقَّى بها معروف وجمعه أَتْراسٌ وتِراسٌ وتِرَسَةٌ وتُروسٌ قال كأَنَّ شَمْسَاً نازَعَتْ شُموسا دُروعَنا والبَيْضَ والتُّروسا قال يعقوب ولا تقل أَتْرِسَة وكل شيء تَتَرَّسْتَ به فهو مِتْرَسَةٌ لك ورجل تارِسٌ ذو تُرْسٍ ورجل تَرَّاسٌ صاحب تُرْسٍ والتَّتَرُّسُ التَّسَتُّرُ بالتُّرْسِ وكذلك التَتْريس وتَتَرَّس بالتُّرْسِ تَوَقَّى وحكى سيبويه اتَّرَسَ والمَتْروسَةُ ما تُتُرِّسَ به والتُّرْسُ خشبة توضع خلف الباب يُضَبَّبُ بها السرير وهي المَتَرْسُ بالفارسية الجوهري المَتْرَسُ خشبة توضع خلف الباب التهذيب المَتَّرَسُ الشِّجار الذي يوضع قِبَلَ البابِ دِعامَةً وليس بعربي معناه مَتَرْس أَي لا تَخَفْ

ترمس
التُّرْمُسُ شجرة لها حَبٌّ مُضَلَّع مُحَزَّزٌ وبه سمي الجُمانُ تَرامِسَ وتَرْمَسَ الرجلُ إِذا تغيب عن حرب أَو شَغْبٍ الليث حَفَر فلانٌ تُرْمُسَةً تحت الأَرض

ترنس
التُّرْنُسَةُ الحُفْرَةُ تحت الأَرض

تعس
التَعْسُ العَثْرُ والتَّعْسُ أَن لا يَنْتَعِشُ العاثِرُ من عَثْرَتِه وأَن يُنَكَّسَ في سَِفال وقيل التَّعْسُ الانحطاط والعُثُورُ قال أَبو إِسحق في قوله تعالى فتَعْساً لهم وأَضَلَّ أَعمالهم يجوز أَن يكون نصباً على معنى أَتْقَسَهُم اللَّهُ قال والتَّعْسُ في اللغة الانحطاط والعُثُور قال الأَعشى بِذاتِ لَوْثٍ عِفِرْناةٍ إِذا عَثَرَتْ فالتَّعْسُ أَدْنى لها من أَنْ أَقولَ لَعا ويدعو الرجل على بعيره الجواد إِذا عَثُِرَ فيقول تَعْساً فإِذا كان غير جواد ولا نَجِيب فَعَثُِر قال له لَعاً ومنه قول الأَعشى بذات لوث عفرناة قال أَبو الهيثم يقال تَعِسَ فلان يَتْعَسُ إِذا أَتْعَسه اللَّه ومعناه انْكَبَّ فَعَثَِرَ فسقط على يديه وفمه ومعناه أَنه ينكر من مثلها في سمنها وقوَّتها العِثارُ فإِذا عَثِرَت قيل لها تَعْساً ولم يقل لها تَعِسَكِ اللَّه ولكن يدعو عليها بأَن يَكُبَّها اللَّه لمَنْخَرَيْها والتَّعْسُ أَيضاً الهلاك تَعِسَ تَعْساً وتَعَسَ يَتْعَسُ تَعْساً هلك قال الشاعر وأَرْماحُهُم يَنْهَزْنَهُم نَهْزَ جُمَّةٍ يَقُلْنَ لمن أَدْرَكْنَ تَعْساً ولا لَعا ومعنى التَّعْسِ في كلامهم الشَّرُّ وقيل التَعْسُ البُعْدُ وقال الرُّسْتُمي التَعْسُ أَن يَخِرَّ على وجهه والنَكْسُ أَن يَخِرَّ على رأْسه وقال أَبو عمرو بن العلاءِ تقول العرب الوَقْسُ يُعْدِي فَتَعَدَّ الوَقْسا مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا وقال الوَقْسُ الجرب والتَّعْسُ الهلاك وتعدْ أَي تجنب وتَنَكَّبْ كله سواء وإِذا خاطب بالدعاء قال تَعَسْتَ بفتح العين وإِن دعا على غائب كسرها فقال تَعِسَ قال ابن سيده وهذا من الغرابة بحيث تراه وقال شمر سمعته في حديث عائشة رضي اللَّه عنها في الإِفْكِ حين عَثَرَتْ صاحِبَتُها فقالت تَعِسَ مِسْطَحٌ قال ابن الأَثير يقال تَعِسَ يَتْعَسُ إِذا عَثَر وانْكَبَّ لوجهه وقد تفتح العين وقال ابن شميل تَعَسْتَ كأَنه يدعو عليه بالهلاك وهو تَعِسٌ وجَدٌّ تَعِسٌ منه وفي الدعاء تَعْساً له أَي أَلزمه اللَّه هلاكاً وتَعِسَه اللَّه وأَتْعَسَه فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ بمعنى واحد قال مُجَمِّعُ بن هلال تقولُ وقد أَفْرَدْتُها من خَلِيلِها تَعِسْتَ كما أَتْعَسْتَني يا مُجَمِّعُ قال الأَزهري قال شمر لا أَعرف تَعِسَه اللَّه ولكن يقال تَعِس بنفسه وأَتْعَسَه اللَّه والتَّعْسُ السقوط على أَي وجه كان وقال بعض الكلابيين تَعِسَ يَتْعَسُ تَعْساً وهو أَن يُخطئ حجته إِن خاصم وبُغْيَتَه إِن طَلَبَ يقال تَعِسَ فما انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقشَ وفي الحديث تَعِسَ عبد الدينار وعبد الدرهم وهو من ذلك

تغلس
أَبو عبيد وَقَع فلان في تُغُلِّسَ وهي الداهية

تلس
التِّلِّيسَة وعاء يُسَوَّى من الخوص شبه قَفْعَة وهي شبه العيبة التي تكون عند العَصَّارينَ

تنس
: تُناسُ الناس : رَعاعُهم عن كراع . قال الأزهري : أَما تَنَسَ فما وجدت للعرب فيها شيئاً قال : وأَعرف مدينة بنيت في جزيرة من جزائر بحر الروم يقال لها : تِنِّيسُ وبها تعمل الشروب الثمينة

توس
التُّوسُ الطبيعة والخُلُق يقال الكرَم من تُوسِه وسُوسِه أَي من خليقته وطبع عليه وجعل يعقوب تاء هذا بدلاً من سين سوسه وفي حديث جابر كان من توسي الحياءُ التُّوس الطبيعة والخِلْقَةُ يقال فلان من تُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصلِ صِدْقٍ وتُوساً له كقوله بُوساً له رواه ابن الأَعرابي قال وهو الأَصل أَيضاً قال الشاعر إِذا المُلِمَّاتُ اعْتَصَرْنَ التُّوسا أَي خَرَّجْنَ طبائعَ الناس وتاساه إِذا آذاه واستخف به

تيس
التَّيْسُ الذكر من المَعَزِ والجمع أَتْياسٌ وأَتْيُسٌ قال طَرَفَةُ ملك النهار ولِعْبُه بفُحُولَةٍ يَعْلُونَه بالليل عَلْوَ الأَتْيُسِ وقال الهُذَليّ من فَوْقِه أَنْسُرٌ سُودٌ وأَغْرِبَةٌ ودونه أَعْنُزٌ كُلْفٌ وأَتْياسُ والجمع الكثير تُيُوسٌ والتَّيَّاسُ الذي يمسكه والمَتْيُوساءُ جماعة التُّيُوس وتاسَ الجَدْيُ صار تَيْساً عن الهَجَري أَبو زيد إِذا أَتى على ولد المِعْزى سنة فالذكر تَيْسٌ والأُنثى عنز واسْتَتْيَسَتِ الشاة صارت كالتَّيْس قال ثعلب ولا يقال اسْتاسَتْ وعَنْزٌ تَيْساءُ إِذا كان قرناها طويلين كَقَرْن التَّيْس وهي بَيِّنَةُ التَّيَسِ وقال ابن شميل التَّيْساءُ من المِعْزى التي يُشْبه قرناها قَرْنَي الأَوعالِ الجبلية في طولها والعرب تُجْري الظِّباءَ مُجْرى العَنْزِ فيقولون في إناثها المَعَز وفي ذكورها التُّيُوس قال الهُذَليُّ وعادِيَةٍ تُلْقي الثِّيابَ كأَنَّها تُيُوسُ ظِباءٍ مَحْصُها وانْبِتارُها ولو أَجرَوها مُجْرى الضأْن لقال كباش ظباء ورجل تَيَّاسٌ وتِيْسي كلمة تقال عند إِرادة إِبطال الشيء وتكذيبه والتكذيب به ومنه حديث أَبي أَيوب أَنه ذَكرَ الغُولَ فقال قل لها تِيسِي جَعارِ فكأَنه قال لها كذبت يا خارية قال والعامة تغير هذا اللفظ وتقول طِيْزي تبدل من التاء طاء ومن السين زاياً لتقارب ما بين هذه الحروف من المخارج أَبو زيد يقال احْمَقِي وتِيسي للرجل إِذا تكلم بحُمْق وربما لا يَسُبُّه سَبّاً ومن أَمثالهم في الرجل الذليل يَتَعَزَّزُ كانت عَنْزاً فاستَتْيَستْ ويقال استَتْيَسَت العَنْزُ كما يقال استَنْوَقَ الجَمَلُ الجوهري وفي فلان تَيْسِيَّةٌ وناس يقولون تَيْسُوسِيَّة وكَيْفُوفِيَّةٌ قال ولا أَدري ما صحتهما ويقال تُوساً له وبُوساً وجُوساً ويقال للذكر من الظباء تَيْسٌ وللأُنثى عَنْزٌ وجَعارِ معدولة عن جاعِرَة كقولك قَطامِ ورَقاشِ على فَعالٍ مأْخوذ عن الجَعْر وهو الحَدَث قال وهو من أَسماء الضَّبُع قال ابن السكيت تُشْتَم المرأَةُ فيقال قُومي جَعارِ وتشبه بالضبع ويقال للضبع تِيْسي جَعار ويقال اذهبي لَكاعِ وذَفارِ وبَظارِ وفي حديث علي رضي اللَّه عنه واللَّه لأُتِيسَنَّهم عن ذلك أَي لأُبْطِلَنَّ قولهم ولأَرُدَّنَّهُمْ عن ذلك وتِيَاسٌ موضع بالبادية كان به حرب حين قُطِعت رِجل الحرث بن كعب فسمي الأَعرج وفي بعض الشعر وقتْلَى تِياسٍ عن صَلاحٍ تُعَرِّبُ

جأس
مكان جَأْسٌ وَعْرٌ كَشأْسٍ وقيل لا يتكلم به إِلا بعد شَأْس كأنه إِتباع

جبس
الجِبْسُ الجَبانُ الفَدْمُ وقيل الضعيف اللئيم وقيل الثقيل الذي لا يجيب إِلى خير والجمع أَجْباسٌ وجُبُوسٌ والأَجْبَسُ الجبان الضعيف كالجِبْسِ قال بشر بن أبي خازم على مِثلِها آتي المَهالِكِ واحِداً إِذا خامَ عن طُولِ السُّرَى كلُّ أَجْبَسِ والجِبْسُ الرَّديءُ الدَّنِيءُ الجَبانُ قال الراجز خِمْسٌ إِذا سار به الجِبْسُ بكى ويقال هو ولد زِنْيَة والجِبْسُ هو الجامد من كل شيء الثقيل الروح والفاسق ويقال إِنه لجِبْسٌ من الرجال إِذا كان عَيِيّاً والجِبْسُ من أَولاد الدِّبَبَة والجِبسُ الذي يبنى به عن كراع والتَّجَبُّسُ التبختر قال عمر بن لجَإٍ تَمْشِي إِلى رِواءِ عاطِناتها تَجَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها أَبو عبيد تَجَبَّسَ في مشيه تَجَبُّساً إِذا تبختر والمَجْبُوسُ الذي يؤتى طائعاً ابن الأَعرابي المَجْبُوسُ والجَبِيسُ نعت الرجل المأْبون

جحس
جَحَسَ جِلْدَه يَجْحَسُه قَشَرَه والشين أَعرف وجاحَسَه جِحاساً زاحَمَه وقاتله وزاوله على الأَمر كَجَاحَشَه حكاه يعقوب في البدل قال والجِحاسُ القتال وأَنشد إِذا كَعْكَعَ القِرْنُ عن قِرْنِه أَبى لك عِزُّكَ إِلاَّ شِماسا والاَّ جِلاداً بِذي رَوْنَقٍ وإِلاَّ نِزَالاً وإِلاَّ جِحاسا وأَنشد لرجل من بني فَزارة إِن عاشَ قاسَى لَكَ ما أُقاسِي من ضَرْبِيَ الهاماتِ واحْتِباسِي والصَّقْعِ في يوم الوَغَى الجِحاسِ الأَزهري في ترجمة جحش الجَحْشُ الجِهاد وتُحوّل الشين سيناً وأَنشد يوماً تَرانا في عِراكِ الجَحْسِ نَنْبُو بأَجْلالِ الأُمورِ الرُّبْسِ

جدس
الجادِسُ من كل شيء ما اشتدَّ ويَبِسَ كالجاسد وأَرضٌ جادِسَةٌ لم تُعْمَرْ ولم تُعْمَلْ ولم تُحْرَثْ من ذلك وروي عن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه من كانت له أَرض جادِسَةٌ قد عرفت له في الجاهلية حتى أَسلم فهي لربها قال أَبو عبيدة هي التي لم تعمر ولم تحرث والجمع الجَوادِسُ ابن الأَعرابي الجَوادِسُ الأَراضي التي لم تزرع قط أَبو عمرو جَدَس الأَثَرُ وطَلَقَ ودَمَسَ ودَسَمَ إِذا دَرَسَ وجَدِيسٌ حَيٌّ من عادٍ وهم إِخوة طَسْمٍ وفي التهذيب جَديسٌ حَيٌّ من العرب كانوا يناسبون عاداً الأُولى وكانت منازلهم اليمامَة وفيهم يقول رؤبة بَوارُ طَسْمٍ بِيَدَيْ جَدِيسِ قال الجوهري جَدِيسٌ قبيلة كانت في الدهر الأَوّل فانقرضت

جرس
الجَرْسُ مصدرٌ الصوتُ المَجْرُوسُ والجَرْسُ الصوتُ نفسه والجَرْسُ الأَصلُ وقيل الجَرْسُ والجِرْسُ الصوت الخَفِيُّ قال ابن سيده الجَرْسُ والجِرْسُ والجَرَسُ الأَخيرة عن كراع الحركةُ والصوتُ من كل ذي صوت وقيل الجَرْس بالفتح إِذا أُفرد فإِذا قالوا ما سمعت له حِسّاً ولا جِرْساً كسروا فأَتبعوا اللفظ اللفظ وأَجْرَسَ علا صوته وأَجْرَسَ الطائرُ إِذا سمعتَ صوتَ مَرِّه قال جَنْدَلُ بنُ المُثَّنَّى الحارثي الطُّهَوِيُّ يخاطب امرأَته لقد خَشِيتُ أَن يَكُبَّ قابِرِي ولم تُمارِسْكِ من الضَّرائرِ شِنْظِيرَةٌ شائِلَةُ الجَمائِرِ حتى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ قامتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحاضِرِ يقول لقد خشيت أَن أَموت ولا أَرى لك ضَرَّةً سَلِطَةً تُعَنظِي بكِ وتُسْمِعُكِ المكروه عند إِجْراس الطائر وذلك عند الصَّباح والجمائر جمع جَمِيرة وهي ضفيرة الشعر وقيل جَرَسَ الطائرُ وأَجْرَس صَوَّتَ ويقال سمعت جَرْسَ الطيرإِذا سمعت صوت مناقيرها على شيء تأْكله وفي الحديث فتسمعون صوتَ جَرْسِ طَيْرِ الجنة أَي صوتَ أَكلها قال الأَصْمَعِيُّ كنتُ في مجلس شُعْبَةَ قال فتسمعون جَرْشَ طير الجنة بالشين فقلت جَرْسَ فنظر إِليَّ وقال خذوها عنه فإِنه أَعلم بهذا منا ومنه الحديث فأَقبل القوم يَدِبُّونَ ويُخْفُونَ الجَرْسَ أَي الصوت وفي حديث سعيد بن جبير رضي اللَّه عنه في صفة الصَّلْصالِ قال أَرض خِصْبَةٌ جَرِسَةٌ الجَرْسة التي تصوِّت إِذا حركت وقلبت وأَجْرَسَ الحادي إِذا حدا للإِبل قال الراجز أَجْرِسْ لها يا ابنَ أَبي كِباشِ فما لَها الليلةَ من إِنْفاشِ غيرَ السُّرَى وسائِقٍ نَجَّاشِ أَي احْدُ لها لتَسْمَعَ الحُداءَ فتَسِيرَ قال الجوهري ورواه ابن السكيت بالشين وأَلف الوصل والرواة على خلافه وجَرَسْتُ وتَجَرَّسْتُ أَي تكلمت بشيء وتنغمت به وأَجْرَسَ الحَيُّ سمعتُ جَرْسه وفي التهذيب أَجْرَسَ الحيُّ إِذا سَمعت صوتَ جَرْسِ شيء وأَجرَسني السَّبُعُ سمع جَرْسِي وجَرَسَ الكلامَ تكلم به وفلانٌ مَجْرَسٌ لفلان يأْنس بكلامه وينشرح بالكلام عنده قال أَنْتَ لي مَجْرَسٌ إِذا ما نَبا كلُّ مَجْرَسِ وقال أَبو حنيفة فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي مأْكلٌ ومُنتَفَعٌ وقال مرة فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي يأْخذ منه ويأْكل من عنده والجَرَسُ الذي يُضْرَبُ به وأَجْرَسه ضربه وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه قال لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفْقَةً فيها جَرَسٌ هو الجُلْجُلُ الذي يعلق على الدواب قيل إِنما كرهه لأَنه يدل على أَصحابه بصوته وكان عليه السلام يحب أَن لا يعلم العدوّ به حتى يأْتيهم فجأَةً وقيل الجَرَسُ الذي يُعلق في عنق البعير وأَجْرَسَ الحَلْيُ سُمِع له صوتٌ مثل صوت الجَرَسِ وهو صوتُ جَرْسِه قال العجاج تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذا ما وَسْوَسا وارْتَجَّ في أَجيادِها وأَجْرَسا زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا وجَرْس الحَرْفِ نَغْمَتُه والحروفُ الثلاثة الجُوفُ وهي الياء والأَلف والواو وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ أَبو عبيد والجَرْسُ الأَكل وقد جَرَسَ يَجْرُسُ والجاروسُ الكثير الأَكل وجَرَسَت الماشيةُ الشجرَ والعُشْبَ تَجْرِسُه وتَجْرُسُه جَرْساً لَحَسَتْه وجَرَسَت البقرة ولدها جَرْساً لحسته وكذلك النحلُ إِذا أَكلت الشجر للتَّعْسِيل قال أَبو ذؤيب يصف نحلاً جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً وتَنصَبُّ أَلْهاباً مَصِيفاً كِرابُها وجَرَسَتِ النحلُ العُرْفُطَ تَجْرُِسُ إِذا أَكلته ومنه قيل للنحل جَوارِسُ وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم دخل بيت بعض نسائه فسقته عَسَلاً فَتَواطَأَتْ ثنتان من نسائه أَن تقول أَيَّتُهما دخل عليها أَكَلْتَ مَغافِيرَ فإِن قال لا قالت فَشَرِبْتَ إِذاً عسلاً جَرَسَتْ نَحْلُه العُرْفُطَ أَي أَكلتْ ورَعَتْ والعُرْفُطُ شجر ونَحْلٌ جَوارِسُ تَأْكل ثمر الشجر وقال أَبو ذؤيب الهذلي يصف النحل يَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ مَراضيعُ صُهْبُ الرّيشِ زُغْبٌ رِقابُها والثمراء جبل وقال بعضهم هو اسم للشجر المُثْمِر ومراضيع صغارٌ يعني أَن عسل الصِّغار منها أَفضل من عسل الكبار والصُّهْبَةُ الشُّقْرَةُ يريد أَجنحتها الليث النحلُ تَجْرُسُ العسلَ جَرْساً وتجرُسُ النَّوْرَ وهو لَحْسُها إِياه ثم تُعَسَّله ومرَّ جَرْسٌ من الليل أَي وقتٌ وطائفة منه وحكي عن ثعلب فيه جَرَسٌ بفتح الراء قال ابن سيده ولست منه على ثقة وقد يقال بالشين معجمة والجمع أَجْراسٌ وجُرُوسٌ ورجل مُجَرَّسٌ ومُجَرِّسٌ مُجَرِّبٌ للأُمور وقال اللحياني هو الذي أَصابته البلايا وقيل رجل مُجَرَّسٌ إِذا جَرَّس الأُمور وعرفها وقد جَرَّسَتْه الأُمورُ أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته وأَنشد مُجَرِّساتٍ غِرَّة الغَرِيرِ بالزَّجْرِ والرَّيْمُ على المَزْجُورِ وأَوَّل هذه القصيدة جارِيَ لا تَسْتَنْكِري غَدِيري سَيْرِي وإِشفاقي على بعيرِي وحَذَرِي ما ليس بالمَحْذُورِ وكَثْرَةَ التَحْدِيثِ عن شُقُوري وحِفْظَةً أَكَنَّها ضَمِيرِي أَي لا تنكري حِفظَة أَي غضباً أَغضبه مما لم أَكن أَغضب منه ثم قال والعَصْرَ قَبلَ هذه العُصُورِ مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ بالزَّجْرِ والرَّيْمُ على المَزْجُورِ العصر الزمن والدهر والتجريس التحكيم والتجربة فيقول هذه العصور قد جَرَّسَت الغِرَّ منا أَي حكمت بالزجر عما لا ينبغي إِتيانه والرِّيْمُ الفضل فيقول من زُجِرَ فالفضل عليه لأَنه لا يُزْجَرُ إِلا عن أَمر قَصَّرَ فيه وفي حديث ناقة النبي صلى اللَّه عليه وسلم وكانت ناقةً مُجَرَّسَةً أَي مُجَرَّبة مُدَرَّبة في الركوب والسير والمُجَرَّسُ من الناس الذي قد جرَّبَ الأُمور وخَبَرَها ومنه حديث عمر رضي اللَّه عنه قال له طَلحَة قد جَرّسَتْك الدُّهورُ أَي حَنَّكَتك وأَحكمتك وجعلتك خبيراً بالأُمور مجرَّباً ويروى بالشين المعجمة بمعناه أَبو سعيد اجْتَرَسْتُ واجْتَرَشْتُ أَي كَسَبْتُ

جرجس
الجِرْجِسُ البَقُّ وقيل البَعُوض وكره بعضهم الجِرْجِسَ وقال إِنما هو القِرْقِسُ وسيذكر في فصل القاف الجوهري الجِرْجِسُ لغة في الفِرْقِسِ وهو البعوض الصِّغار قال شُريح ابنُ جَوَّاس الكلبي لَبِيضٌ بِنَجْدٍ لم يَبِتْنَ نَواطِراً بِزَرْعٍ ولم يَدْرُجْ عليهن جِرْجِسُ أَحَبُّ إِلينا من سَواكِن قَرْيَةٍ مُثَجَّلَةٍ داياتُها تَتَكَدَّسُ وجِرْجِيسُ اسم نَبيٍّ والجِرْجِسُ الصَّحِيفَةُ قال تَرى أَثَرَ القَرْحِ في نَفْسِه كَنَقْشِ الخَواتِيمِ في الجِرْجِسِ

جرفس
الجِرْفاسُ والجُرافِسُ من الإِبل الغليظ العظيم وقيل العظيم الرأْس والجُرافِسُ والجِرْفاسُ الضَّخْمُ الشديد من الرجال وكذلك الجَرَنْفَسُ والجَرْفَسَة شِدَّةُ الوَثاق وجَرْفَسَه جَرْفَسَةً صَرَعَه وأَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا بين صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا يقول كأَن لحيته بين فَكَّيْه كَبْشٌ ساجِسِيٌّ يصف لحية عظيمة قال أَبو العباس جعل خبر كأَنَّ في الظرف يعني بين الأَزهري كل شيء أَوثقته فقد قَعْطَرْته قال وهي الجَرْفَسَةُ ومنه قوله بين صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا وجِرْفاسٌ من أَسماءِ الأَسد

جرهس
الجِرْهاسُ الجسيم وأَنشد يُكْنى وما حُوِّل عن جِرْهاسِ من فَرْسَةِ الأُسْدِ أَبا فِراسِ

جسس
الجَسُّ اللَّمْسُ باليد والمَجَسَّةُ مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ ابن سيده جَسَّه بيده يَجُسُّه جَسّاً واجْتَسَّه أَي مَسَّه ولَمَسَه والمَجَسَّةُ الموضع الذي تقع عليه يده إِذا جَسَّه وجَسَّ الشخصَ بعينه أَحَدَّ النظر إِليه ليَسْتَبِينَه ويَسْتَثْبِتَه قال وفِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم إِني أَرى شَبَحاً قد زالَ أَوْ حالا فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْيُنِهم ثم اخْتَفَوْه وقَرنُ الشمس قد زالا اختفوه أَظهروه والجَسُّ جَسُّ الخَبَرِ ومنه التَجَسُّسُ وجَسَّ الخَبَرَ وتَجَسَّسه بحث عنه وفحَصَ قال اللحياني تَجَسَّسْتُ فلاناً ومن فلان بحثت عنه كتَحَسَّسْتُ ومن الشاذ قراءة من قرأَ فَتَجَسَّسُوا من يوسف وأَخيه والمَجَسُّ والمَجَسَّة مَمَسَّةُ ما جَسَسْتَه بيدك وتَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْته بمعنى واحد وفي الحديث لا تَجَسَّسُوا التَّجَسُّسُ بالجيم التفتيش عن بواطن الأُمور وأَكثر ما يقال في الشر والجاسُوسُ صاحب سِرِّ الشَّر والناموسُ صاحب سرِّ الخير وقيل التَّجَسُّسُ بالجيم أَن يطلبه لغيره وبالحاء أَن يطلبه لنفسه وقنيل بالجيم البحث عن العورات وبالحاء الاستماع وقيل معناهما واحد في تطلب معرفة الأَخبار والعرب تقول فلان ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لم يكن واسع السِّرْبِ ولم يكن رَحيب الصدر ويقال في مَجَسِّكَ ضِيقٌ وجَسَّ إِذا اختبر والمَجَسَّةُ الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب والجاسُوسُ العَيْنُ يَتَجَسَّسُ الأَخبار ثم يأْتي بها وقيل الجاسُوسُ الذي يَتَجَسَّس الأَخبار والجَسَّاسَةُ دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأَخبار وتأْتي بها الدجالَ زعموا وفي حديث تميم الداري أَنا الجَسَّاسَة يعني الدابة التي رآها في جزيرة البحر وإِنما سميت بذلك لأَنها تجُسُّ الأَخبار للدجال وجَواسُّ الإِنسان معروفة وهي خمس اليدان والعينان والفم والشم والسمع والواحدة جاسَّة ويقال بالحاء قال الخليل الجَواسُّ الحَواسُّ وفي المثل أَفواهُها مَجاسُّها لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سمنها من أَن يَجُسَّها قال ابن سيده والجَواسُّ عند الأَوائل الحَواسُّ وجَسَّاس اسم رجل قال مُهَلْهِلٌ قَتِيلٌ ما قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو ؟ وجَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ وكذلك جِسَاسٌ أَنشد ابن الأعرابي أَحْيا جِساساً فلما حانَ مَصْرَعُه خَلّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه وجَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّيْباني قاتلُ كُلَيبِ وائلٍ وجِسْ زَجْرٌ للإِبل

جعس
الجَعْسُ العَذِرَة جَعَسَ يَجْعَسُ جَعْساً والجَعْسُ مَوْقِعُها وأُرى الجِعْسَ بكسر الجيم لغة فيه والجُعْسُوسُ اللئيم الخِلْقَة والخُلُق ويقال اللئيم القبيح وكأَنه اشْتُقَّ من الجَعْس صفة على فُعْلُول فشبه الساقط المَهين من الرجال بالخُرْءِ ونَتْنِه والأُنثى جُعْسُوسٌ أَيضاً حكاه يعقوب وهم الجَعاسِيسُ ورجل دُعْبُوب وجُعْبُوبٌ وجُعْسُوسٌ إِذا كان قصيراً دميماً وفي حديث عثمان رضي اللَّه عنه لما أَنْفَذَه النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إِلى مكة نزل على أَبي سفيان فقال له أَهل مكة ما أَتاك به ابن عَمِّك ؟ قال سأَلني أَن أُخَلِّيَ مكة لجَعاسِيس يَثْرِبَ الجَعاسيسُ اللئام في الخَلْقِ والخُلُقِ الواحد جُعْسُوسٌ بالضم ومنه الحديث الآخر أَتُخَوِّفُنا بجعاسيس يَثْرِبَ ؟ قال وقال أَعرابي لامرأَته إِنكِ لجُعْسُوسٌ صَهْصَلِقٌ فقالت واللَّه إِنك لهِلْباجَة نَؤُوم خِرَقٌ سَؤُوم شُرْبُك اشْتِفافٌ وأَكْلُك اقْتِحافٌ ونَوْمُك الْتِحافٌ عليك العَفا وقُبِّح منك القَفا قال ابن السكيت في كتاب القلب والإِبدال جُعْسُوس وجُعْشُوش بالسين والشين وذلك إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقِلَّةٍ يقال هو من جَعاسِيس الناس قال ولا يقال بالشين قال عمرو بن معد يكرب تَداعَتْ حَوْلَه جُشَمُ بنُ بَكْرٍ وأَسْلَمَه جَعاسِيسُ الرَّبابِ والجَعْسُ الرَّجِيع وهو مولَّد والعرب تقول الجُعْمُوس بزيادة الميم يقال رَمى بجَعامِيس بطنه

جعبس
الجُعْبُس والجُعْبُوس المائق الأَحْمَق

جعمس
الجُعْمُوس العَذِرَةُ ورجل مُجَعْمِسٌ وجُعامِسٌ وهو أَن يَضَعَه بمَرَّةٍ وقيل هو الذي يضعه يابساً أَبو زيد الجُعْمُوس ما يطرحه الإِنسان من ذي بطنه وجمعه جَعامِيسُ وأَنشد ما لَكَ من إِبْلٍ تُرى ولا نَعَمْ إِلا جَعامِيسك وَسْطَ المُسْتَحَمْ والجَعْسُ الرَّجيع وهو مولَّد والعرب تقول الجُعْمُوس بزيادة الميم يقال رَمى بجعاميس بطنه

جفس
جَفِسَ من الطعام يَجْفَسُ جَفَساً اتَّخَمَ وهو جَفِسٌ وجَفِسَتْ نَفْسُه خَبُثَتْ منه والجِفْسُ والجَفِيسُ اللئيم من الناس مع ضَعْفٍ وفَدامَةٍ وحكى الفارسي جَيْفَسٌ وجِيَفْسٌ مثل بَيْطر وَبِيَطْر والأَعرف بالحاء وفي النوادر فلان جِفْسٌ وجَفِسٌ أَي ضخم جافٍ والجَفاسَةُ الاتِّخامُ

جلس
الجُلُوسُ القُعود جَلَسَ يَجْلِسُ جُلوساً فهو جالس من قوم جُلُوسٍ وجُلاَّس وأَجْلَسَه غيره والجِلْسَةُ الهيئة التي تَجْلِسُ عليها بالكسر على ما يطرد عليه هذا النحو وفي الصحاح الجِلْسَةُ الحال التي يكون عليها الجالس وهو حَسَنُ الجِلْسَة والمَجْلَسُ بفتح اللام المصدر والمَجلِس موضع الجُلُوس وهو من الظروف غير المُتَعَدِّي إِليها الفعلُ بغير في قال سيبويه لا تقول هو مَجْلِسُ زيد وقوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا إِذا قيل لكم تَفَسَّحوا في المَجْلِس قيل يعني به مَجْلِسَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم وقرئَ في المجالس وقيل يعني بالمجالس مجالس الحرب كما قال تعالى مقاعد للقتال ورجل جُلَسَة مثال هُمَزَة أَي كثير الجُلوس وقال اللحياني هو المَجْلِسُ والمَجْلِسَةُ يقال ارْزُنْ في مَجْلِسِك ومَجْلِسَتِك والمَجْلِسُ جماعة الجُلُوس أَنشد ثعلب لهم مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبال أَذلَّةٌ سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها وفي الحديث وإِن مَجْلِس بني عوف ينظرون إِليه أَي أَهل المجْلِس على حذُ المضاف يقال داري تنظر إِلى داره إذا كانت تقابلها وقد جالَسَه مُجالَسَةً وجِلاساً وذكر بعض الأَعراب رجلاً فقال كريمُ النِّحاسِ طَيِّبُ الجِلاسِ والجِلْسُ والجَلِيسُ والجِلِّيسُ المُجالِسُ وهم الجُلَساءُ والجُلاَّسُ وقيل الجِلْسُ يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤَنث ابن سيده وحكى اللحياني أََن المَجْلِسَ والجَلْسَ ليشهدون بكذا وكذا يريد أَهلَ المَجْلس قال وهذا ليس بشيء إِنما على ما حكاه ثعلب من أَن المَجْلِس الجماعة من الجُلُوس وهذا أَشبه بالكلام لقوله الجَلْس الذي هو لا محالة اسم لجمع فاعل في قياس قول سيبويه أَو جمع له في قياس قول الأَخفش ويقال فلان جَلِيسِي وأَنا جَلِيسُه وفلانة جَلِيسَتي وجالَسْتُه فهو جِلْسي وجَلِيسي كما تقول خِدْني وخَديني وتَجالَسُوا في المَجالِسِ وجَلَسَ الشيءُ أَقام قال أَبو حنيفة الوَرْسُ يزرع سَنة فَيَجْلِسُ عَشْرَ سنين أَي يقيم في الأَرض ولا يتعطل ولم يفسر يتعطل والجُلَّسانُ نِثار الوَردِ في المَجْلِس والجُلَّسانُ الورد الأَبيض والجُلَّسانُ ضرب من الرَّيّحان وبه فسر قول الأَعشى لها جُلَّسانٌ عندها وبَنَفْسَجٌ وسِيْسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما وآسٌ وخِيْرِيٌّ ومَروٌ وسَوْسَنٌ يُصَبِّحُنا في كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما وقال الليث الجُلَّسانُ دَخِيلٌ وهو بالفارسية كُلَّشان غيره والجُلَّسانُ ورد ينتف ورقه وينثر عليهم قال واسم الورد بالفارسية جُلْ وقول الجوهري هو معرب كُلْشان هو نثار الورد وقال الأَخفش الجُلَّسانُ قبة ينثر عليها الورد والريحان والمَرْزَجُوش هو المَردَقوش وهو بالفارسية أُذن الفأْرة فَمَرْزُ فأْرة وجوش أُذنها فيصير في اللفظ فأْرة أُذن بتقديم المضاف إِليه على المضاف وذلك مطرد في اللغة الفارسية وكذلك دُوغْ باجْ للمَضِيرَة فدوغ لبن حامض وباج لون أَي لون اللبن ومثله سِكْباج فسك خلّ وباج لون يريد لون الخل والمنمنم المصفرّ الورق والهاس في عندها يعود على خمر ذكرها قبل البيت وقول الشاعر فإِن تَكُ أَشْطانُ النَّوى اخْتَلَفَتْ بنا كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيرِ قال ابنا جالس وسمير طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه وجَلَسَتِ الرَّخَمَةُ جَثَمَتْ والجَلْسُ الجبل وجَبَل جَلْسٌ إِذا كان طويلاً قال الهذلي أَوْفى يَظَلُّ على أَقْذافِ شاهِقَةٍ جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطَّافُ والحَجَلُ والجَلْسُ الغليظ من الأَرض ومنه جمل جَلْسٌ وناقة جَلْسٌُّ أَي وثيقٌ جسيم وشجرة جَلْسٌ وشُهْدٌ أَي غليظ وفي حديث النساءِ بِزَوْلَةٍ وجَلْسِ ويقال امرأَة جَلْسٌ للتي تجلس في الفِناء ولا تبرح قالت الخَنْساء أَمّا لَياليَ كنتُ جارِيةً فَحُفِفْتُ بالرٍُّقَباء والجَلْسِ حتى إِذا ما الخِدْرُ أَبْرَزَني نُبِذَ الرِّجالُ بِزَوْلَةٍ جَلْسِ وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني وهَمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ قال ابن بري الشعر لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ قال وليس للخنساء كما ذكر الجوهري وكان حُمَيْدٌ خاطب امرأَة فقالت له ما طَمِعَ أَحدٌ فيّ قط وذكرت أَسبابَ اليَأْسِ منها فقالت أَما حين كنتُ بِكْراً فكنت محفوفة بمن يَرْقُبُني ويحفظني محبوسةً في منزلي لا أُتْرَكُ أَخْرُجُ منه وأَما حين تزوَّجت وبرز وجهي فإِنه نُبِذَ الرجالُ الذين يريدون أَن يروني بامرأَة زَوْلَةٍ فَطِنَةٍ تعني نفسها ثم قالت ورُمِيَ الرجالُ أَيضاً بامرأَة شوهاء أَي حديدة البصر ترقبني وتحفظني ولي حَمٌ في البيت لا يبرح كالحِلْسِ الذي يكون للبعير تحت البرذعة أَي هو ملازم للبيت كما يلزم الحِلْسُ برذعة البعير يقال هو حِلْسُ بيته إِذا كان لا يبرح منه والجَلْسُ الصخرة العظيمة الشديدة والجَلْسُ ما ارتفع عن الغَوْرِ وزاد الأَزهري فخصص في بلاد نَجْدٍ ابن سيده الجَلْسُ نَجْدٌ سميت بذلك وجَلَسَ القومُ يَجْلِسونَ جَلْساً أَتوا الجَلْسَ وفي التهذيب أَتوا نَجْداً قال الشاعر شِمالَ مَنْ غارَ بهِ مُفْرِعاً وعن يَمينِ الجالِسِ المُنْجدِ وقال عبد اللَّه بن الزبير قُلْ للفَرَزْدَقِ والسَّفاهَةُ كاسْمِها إِن كنتَ تارِكَ ما أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ أَي ائْتِ نَجْداً قال ابن بري البيت لمَرْوان ابن الحَكَمِ وكان مروان وقت ولايته المدينة دفع إِلى الفرزدق صحيفة يوصلها إِلى بعض عماله وأَوهمه أَن فيها عطية وكان فيها مثل ما في صحيفة المتلمس فلما خرج عن المدينة كتب إِليه مروان هذا البيت ودَعِ المدينةَ إِنَّها مَحْرُوسَةٌ واقْصِدْ لأَيْلَةَ أَو لبيتِ المَقْدِسِ أَلْقِ الصحيفةَ يا فَرَزْدَقُ إِنها نَكْراءُ مِثلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ وإِنما فعل ذلك خوفاً من الفرزدق أَن يفتح الصحيفة فيدري ما فيها فيتسلط عليه بالهجاء وجَلَسَ السحابُ أَتى نَجْداً أَيضاً قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة ثم انتهى بَصَري وأَصْبَحَ جالِساً منه لنَجْدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ وعداه باللام لأَنه في معنى عامداً له وناقة جَلْسٌ شديدة مَشْرِفَة شبهت بالصخرة والجمع أَجْلاسٌ قال ابن مقبل فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِداداً يَسُوقُها إِليَّ إِذا راحَ الرِّعاءُ رِعائِيا والكثير جِلاسٌ وجَمَلٌ جَلْسٌ كذلك والجمع جِلاسٌ وقال اللحياني كل عظيم من الإِبل والرجال جَلْسٌ وناقة جَلْسٌ وجَمَلٌ جَلْسٌ وثيق جسيم قيل أَصله جَلْزٌ فقلبت الزاي سيناً كأَنه جُلِزَ جَلْزاً أَي فتل حتى اكْتَنَزَ واشتد أَسْرُه وقالت طائفة يُسَمَّى جَلْساً لطوله وارتفاعه وفي الحديث أَنه أَقطع بلال بن الحرث مَعادِنَ الجَبَلِيَّة غَوريَّها وجَلْسِيَّها الجَلْسُ كل مرتفع من الأَرض والمشهور في الحديث معادِنَ القَبَلِيَّة بالقاف وهي ناحية قرب المدينة وقيل هي من ناحية الفُرْعِ وقِدْحٌ جَلْسٌ طويلٌ خلاف نِكْس قال الهذلي كَمَتْنِ الذئبِ لا نِكْسٌ قَصِيرٌ فأُغْرِقَه ولا جَلْسٌ عَمُوجُ ويروى غَمُوجٌ وكل ذلك مذكور في موضعه والجِلْسِيُّ ما حول الحَدَقَة وقيل ظاهر العين قال الشماخ فأَضْحَتْ على ماءِ العُذَيْبِ وعَيْنُها كَوَقْبِ الصَّفا جِلْسِيُّها قد تَغَوَّرا ابن الأَعرابي الجِلْسُ الفَدْمُ والجَلْسُ البقية من العسل تبقى في الإِناء ابن سيده والجَلْسُ العسل وقيل هو الشديد منه قال الطِّرماح وما جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لسَرْحِها جَنى ثَمَرٍ بالوادِيَيْنِ وَشُوعُ قال أَبو حنيفة ويروى وُشُوعُ وهي الضُّرُوبُ وقد سمت جُلاساً وجَلاَّساً قال سيبويه عن الخليل هو مشتق واللَّه أَعلم

جلدس
جِلْداسٌ اسم رجل قال عَجِّلْ لنا طعامَنا يا جِلْداسْ على الطعام يَقْتُلُ الناسُ الناسْ وقال أَبو حنيفة الجِلْداسِيُّ من التين أَجوده يغرسونه غرساً وهو تين أَسود ليس بالحالك فيه طول وإِذا بلغ انقلع بأَذنابه وبطونه بيض وهو أَحلى تين الدنيا وإِذا تمَّلأَ منه الآكل أَسكره وما أَقل من يُقْدِمُ على أَكله على الرِّيق لشدَّة حلاوته

جمس
الجامِسُ من النبات ما ذهبت غُضُوضَتُه ورُطوبته فَوَلَّى وَجَسا وجَمَسَ الوَدَكُ يَجْمُسُ جَمْساً وجُمُوساً وجَمُس جَمَدَ وكذا الماءُ والماءُ جامِسٌ أَي جامد وقيل الجُمُوسُ للودك والسمن والجُمُودُ للماء وكان الأَصمعي يعيب قول ذي الرمة ونَقْري عَبِيطَ اللَّحْمِ والماءُ جامِسُ ويقول إِنما الجُموس للودك وسئل عمر رضي اللَّه عنه عن فأْرَة وقعت في سمن فقال إِن كان جامِساً أُلْقيَ ما حوله وأُكلَ وإِن كان مائعاً أُريقَ كله أَراد أَن السمن إِن كان جامداً أُخِذَ منه ما لَصِقَ الفأْرُ به فَرُمِيَ وكان باقيه طاهراً وإِن كان ذائباً حين مات فيه نَجُسَ كله وجَمَس وجَمَدَ بمعنى واحد ودَمٌ جَمِيسٌ يابس وصخرة جامسة يابسة لازمة لمكانها مقشعرّة والجُمْسَةُ القطعة اليابسة من التمر والجُمْسَةُ الرُّطَبَة التي رَطُبَتْ كلها وفيها يُبْسٌ الأَصمعي يقال للرُّطَبة والبُسْرَة إِذا دخلها كلها الإِرْطابُ وهي صُلْبَة لم تنهضم بَعْدُ فهي جُمْسَة وجمعها جُمْسٌ وفي حديث ابن عمير لَفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جُمْسٍ إِن جعلتَ الجُمْسَ من نعت الفُطْسِ وتريد بها التمر كان معناه الصُّلْبَ العَلِكَ وإِن جعلته من نعت الزُّبْد كان معناه الجامد قال ابن الأَثير قاله الخطابي قال وقال الزمخشري الجَمْسُ بالفتح الجامد وبالضم جمع جُمْسَة وهي البُسْرَة التي أَرْطَبت كلُّها وهي صُلْبَةٌ لم تنهضم بَعْدُ والجاموس الكَمْأَةُ ابن سيده والجَمامِيسُ الكمأَة قال ولم أَسمع لها بواحد أَنشد أَبو حنيفة عن الفراء ما أَنا بالغادي وأَكْبَرُ هَمِّه جَمامِيسُ أَرْضٍ فَوْقَهُنَّ طُسُومُ والجامُوسُ نوع من البَقر دَخيلٌ وجمعه جَوامِيسُ فارسي معرّب وهو بالعجمية كَوامِيشُ

جنس
الجِنْسُ الضَّربُ من كل شيء وهو من الناس ومن الطير ومن حدود النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ قال ابن سيده وهذا على موضوع عبارات أَهل اللغة وله تحديد والجمع أَجناس وجُنُوسٌ قال الأَنصاري يصف النخل تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُو سِ لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ والجِنْسُ أَعم من النوع ومنه المُجانَسَةُ والتَجْنِيسُ ويقال هذا يُجانِسُ هذا أَي يشاكله وفلان يُجانس البهائم ولا يُجانس الناسَ إِذا لم يكن له تمييز ولا عقل والإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ فإِذا واليت سنّاً من أَسنان الإِبل على حِدَة فقد صنفتها تصنيفاً كأَنك جعلت بنات المخاض منها صنفاً وبنات اللبون صِنفاً والحِقاق صِنْفاً وكذلك الجَذَعُ والثَّنيُّ والرُّبَعُ والحيوان أَجناسٌ فالناس جنس والإِبل جنس والبقر جنس والشَّاء جنس وكان الأَصمعي يدفع قول العامة هذا مُجانِسٌ لهذا إِذا كان من شكله ويقول ليس بعربي صحيح ويقول إِنه مولَّد وقول المتكلمين الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا ليس من كلام العرب وقول المتكلمين تَجانَس الشيئان ليس بعربي أَيضاً إِنما هو توسع وجئْ به من جِنْسِك أَي من حيث كان والأَعرف من حَِسِّك التهذيب ابن الأَعرابي الجَنَسُ جُمُودٌ
( * قوله « الجنس جمود » عبارة القاموس والجنس بالتحريك جمود الماء وغيره ) وقال الجَنَسُ المياه الجامدة

جنعس
ناقة جَنْعَسٌ قد أَسَنَّتْ وفيها شدّة عن كراع

جنفس
التهذيب حَنْفسَ إِذا اتَّخَمَ

جوس
الجَوْسُ مصدر جاسَ جَوْساً وجَوَساناً تردّد وفي التنزيل العزيز فَجاسُوا خِلال الدِّيار أَي تردّدوا بينها للغارة وهو الجَوَسانُ وقال الفراء قتلوكم بين بيوتكم قال وجاسُوا وحاسُوا بمعنى واحد يذهبون ويجيثون وقال الزجاج فجاسوا خلال الديار أَي فطافوا في خلال الديار ينظرون هل بقي أَحد لم يقتلوه وفي الصحاح جاسوا خلال الديار أَي تخللوها فطلبوا ما فيها كما يَجُوس الرجلُ الأَخبار أَي يطلبها وكذلك الاجْتِياسُ والجَوَسان بالتحريك الطوفان بالليل وفي حديث قُسُ بن ساعدة جَوْسَة الناظر لا يَحارُ أَي شدة نظره وتتابعه فيه ويروى حَثَّةُ الناظر من الحَثِّ وكلُّ ما وُطِئَ فقد جِيسَ والجَوْسُ كالدَّوس ورجل جَوَّاسٌ يَجُوسُ كلَّ شيء يَدُوسُه وجاء يَجُوسُ الناسَ أَي يتخطاهم والجَوْسُ طلب الشيء باستقصاء الأَصمعي تركت فلاناً يَجُوسُ بني فلان ويَحُوسُهم أَي يدوسهم ويطلب فيهم وأَنشد أَبو عبيد يَجُوسُ عَمارَةً ويَكُفُّ أُخرى لنا حتى يُجاوِزَها دَليلُ يَجُوُسُ يتخلل أَبو عبيد كل موضع خالطته ووَطِئَته فقد جُسْته وحُسته والجُوسُ الجُوع يقال جُوساً له وبُوساً كما يقال جُوعاً له ونُوعاً وحكى ابن الأَعرابي جُوساً له كقوله بُوساً له وجُوسُ اسم أَرض
( * قوله « وجوس اسم أرض » الذي في ياقوت وجوش بفتح الجيم وسكون الواو وشين معجمة واستشهد بالبيت على ذلك ) قال الراعي فلما حَبا من دُونِها رَمْلُ عالِجٍ وجُوسٌ بَدَتْ أَثْباجُهُ ودَجُوجُ ابن الأَعرابي جاساه عاداه وجاساه رفوته
( * كذا بالأَصل ) وجَوَّاسٌ اسم

جيس
جَيْسانُ موضع معروف ورواه ابن دُرَيْد بالشين المعجمة وسيأْتي ذكره وجَيْسانُ اسم واللَّه أَعلم

حبس
حَبَسَه يَحْبِسُه حَبْساً فهو مَحْبُوس وحَبِيسٌ واحْتَبَسَه وحَبَّسَه أَمسكه عن وجهه والحَبْسُ ضدّ التخلية واحْتَبَسَه واحْتَبَسَ بنفسه يتعدّى ولا يتعدّى وتَحَبَّسَ على كذا أَي حَبَس نفسه على ذلك والحُبْسة بالضم الاسم من الاحْتِباس يقال الصَّمْتُ حُبْسَة سيبويه حَبَسَه ضبطه واحْتَبَسَه اتخذه حَبيساً وقيل احْتِباسك إِياه اختصاصُك نَفْسَكَ به تقول احْتَبَسْتُ الشيء إِذا اختصصته لنفسك خاصة والحَبْسُ والمَحْبَسَةُ والمَحْبِسُ اسم الموضع وقال بعضهم المَحْبِسُ يكون مصدراً كالحَبْس ونظيره قوله تعالى إِلى اللَّه مَرْجِعُكم أَي رُجُوعكم ويسأَلونك عن المَحِيضِ أَي الحَيْضِ ومثله ما أَنشده سيبويه للراعي بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فوقَ مَزَلَّةٍ لا يَسْتَطِيعُ بها القُرادُ مَقِيلا أَي قَيْلُولة قال ابن سيده وليس هذا بمطرد إنما يقتصر منه على ما سمع قال سيبويه المَحْبِسُ على قياسهم الموضع الذي يُحْبَس فيه والمَحْبَس المصدر الليث المَحْبِسُ يكون سجناً ويكون فِعْلاً كالحبس وإِبل مُحْبَسَة داجِنَة كأَنها قد حُبِسَتْ عن الرَّعْي وفي حديث طَهْفَةَ لا يُحْبَسُ دَرُّكُم أَي لا تُحْبَسُ ذواتُ الدَّرِّ وهو اللبن عن المَرْعَى بحَشْرِها وسَوْقِها إِلى المُصَدِّقِ ليأْخذ ما عليها من الزكاة لما في ذلك من الإِضرار بها وفي حديث الحُدَيبِية حَبَسها حابِسُ الفيل هو فيل أَبْرَهَةَ الحَبَشِيِّ الذي جاء يقصد خراب الكعبة فَحَبَس اللَّه الفيلَ فلم يدخل الحرم ورَدَّ رأْسَه راجعاً من حيث جاء يعني أَن اللَّه حبس ناقة رسوله لما وصل إِلى الحديبية فلم تتقدم ولم تدخل الحرم لأَنه أَراد أَن يدخل مكة بالمسلمين وفي حديث الحجاج إِن الإِبل ضُمُر حُبْسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ قال ابن الأَثير هكذا رواه الزمخشري وقال الحُبُسُ جمع حابس من حَبَسَه إِذا أَخره أَي أَنها صوابر على العطش تؤخر الشُّرْبَ والرواية بالخاء والنون والمَِحْبَسُ مَعْلَفُ الدابة والمِحْبَسُ المِقْرَمَةُ يعني السِّتْرَ وقد حَبَسَ الفِراشَ بالمِحْبَس وهي المِقْرَمَةُ التي تبسط علة وجه الفِراشِ للنوم وفي النوادر جعلني اللَّه رَبيطَةً لكذا وحَبِيسَة أَي تذهب فتفعل الشيء وأُوخَذُ به وزِقٌّ حابِسٌ مُمْسِك للماء وتسمى مَصْنَعَة الماءِ حابِساً والحُبُسُ بالضم ما وُقِفَ وحَبَّسَ الفَرَسَ في سبيل اللَّه وأَحْبَسَه فهو مُحَبَّسٌ وحَبيسٌ والأُنثى حَبِيسَة والجمع حَبائس قال ذو الرمة سِبَحْلاً أَبا شِرْخَيْنِ أَحْيا بَنانِه مَقالِيتُها فهي اللُّبابُ الحَبائِسُ وفي الحديث ذلك حَبيسٌ في سبيل اللَّه أَي موقوف على الغزاة يركبونه في الجهاد والحَبِيسُ فعيل بمعنى مفعول وكل ما حُبِسَ بوجه من الوجوه حَبيسٌ الليث الحَبيسُ الفرس يجعل حَبِيساً في سبيل اللَّه يُغْزى عليه الأَزهري والحُبُسُ جمع الحَبِيس يقع على كل شيء وقفه صاحبه وقفاً محرّماً لا يورث ولا يباع من أَرض ونخل وكرم ومُسْتَغَلٍّ يُحَبَّسُ أَصله وقفاً مؤبداً وتُسَبَّلُ ثمرته تقرباً إِلى اللَّه عز وجل كما قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لعمر في نخل له أَراد أَن يتقرب بصدقته إِلى اللَّه عز وجل فقال له حَبِّسِ الأَصلَ وسَبِّل الثمرة أَي اجعله وقفاً حُبُساً ومعنى تحبيسه أَن لا يورث ولا يباع ولا يوهب ولكن يترك أَصله ويجعل ثمره في سُبُلِ الخير وأَما ما روي عن شُرَيْح أَنه قال جاءَ محمد صلى اللَّه عليه وسلم بإِطلاق الحُبْس فإِنما أَراد بها الحُبُسُ هو جمع حَبِيسٍ وهو بضم الباء وأَراد بها ما كان أَهل الجاهلية يَحْبِسُونه من السوائب والبحائر والحوامي وما أَشبهها فنزل القرآن بإِحلال ما كانوا يحرّمون منها وإِطلاق ما حَبَّسوا بغير أَمر اللَّه منها قال ابن الأَثير وهو في كتاب الهروي باسكان الباء لأَنه عطف عليه الحبس الذي هو الوقف فإِن صح فيكون قد خفف الضمة كما قالوا في جمع رغيف رُغْفٌ بالسكون والأَصل الضم أَو أَنه أَراد به الواحد قال الأَزهري وأَما الحُبُسُ التي وردت السنَّة بتحبيس أَصلها وتسبيل ثمرها فهي جارية على ما سَنَّها المصطفى صلى اللَّه عليه وسلم وعلى ما أَمر به عمر رضي اللَّه عنه فيها وفي حديث الزكاة أَن خالداً جَعَلَ رَقِيقَه وأَعْتُدَه حُبُساً في سبيل اللَّه أَي وقفاً على المجاهدين وغيرهم يقال حَبَسْتُ أَحْبِسُ حَبْساً وأَحْبَسْتُ أُحْبِسُ إِحْباساً أَي وقفت والاسم الحُبس بالضم والأَعْتُدُ جمع العَتادِ وهو ما أَعَدَّه الإِنسان من آلة الحرب وقد تقدم وفي حديث ابن عباس لما نزلت آية الفرائض قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا حُبْسَ بعد سورة النساء أَي لا يُوقَف مال ولا يُزْوَى عن وارثه إِشارة إِلى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من حَبْس مال الميت ونسائه كانوا إِذا كرهوا النساء لقبح أَو قلة مال حبسوهن عن الأَزواج لأَن أَولياء الميت كانوا أَولى بهن عندهم قال ابن الأَثير وقوله لا حبس يجوز بفتح الحاء على المصدر ويضمها على الاسم والحِبْسُ كلُّ ما سدَّ به مَجْرى الوادي في أَيّ موضع حُبِسَ وقيل الحِبْس حجارة أَو خشب تبنى في مجرى الماء لتحبسه كي يشرب القومُ ويَسقوا أَموالَهُم والجمع أَحْباس سمي الماء به حِبْساً كما يقال له نِهْيٌ قال أَبو زرعة التيمي من كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِز المَجَسِّ رَابٍ مُنِيفٍ مثلِ عَرْضِ التُّرْسِ فَشِمْتُ فيها كعَمُود الحِبْسِ أَمْعَسُها يا صاحٍ أَيَّ مَعْسِ حتى شَفَيْتُ نَفْسَها من نَفْسي تلك سُلَيْمَى فاعْلَمَنَّ عِرْسِي الكَعْثَبُ الرَّكَبُ والمَعْسُ النكاح مثل مَعْسِ الأَديم إِذا دبغ ودُلِكَ دَلْكاً شديداً فذلك مَعْسُه وفي الحديث أَنه سأَل أَين حِبْسُ سَيَل فإِنه يوشك أَن يخرج منه نار تضيء منها أَعناق الإِبل ببصري هو من ذلك وقيل هو فلُوقٌ في الحَرَّة يجتمع فيها ماء لو وردت عليه أُمَّة لوسعهم وحِبْسُ سَيَل اسم موضع بِحَرَّةِ بني سليم بينها وبين السَّوارِقيَّة مسيرة يوم وقيل حُبْسُ سَيَل بضم الحاء الموضع المذكور والحُباسَة والحِباسَة كالحِبْس أَبو عمرو الحَِبْس مثل المَصْنَعة يجعل للماء وجمعه أَحْباسٌ والحِبْس الماء المستنقع قال الليث شيء يحبس به الماء نحو الحُِباسِ في المَزْرَفَة يُحْبَس به فُضول الماء والحُباسة في كلام العرب المَزْرَفَة وهي الحُِباسات في الأَرض قد أَحاطت بالدَّبْرَةِ وهي المَشارَةُ يحبس فيها الماء حتى تمتلئَ ثم يُساق الماء إِلى غيرها ابن الأَعرابي الحَبْسُ الشجاعة والحِبْسُ بالكسر
( * قوله « والحبس بالكسر » حكى المجد فتح الحاء أَيضاً ) حجارة تكون في فُوْهَة النهر تمنع طُغْيانَ الماءِ والحِبْسُ نِطاق الهَوْدَج والحِبْسُ المِقْرَمَة والحِبْسُ سوار من فضة يجعل في وسط القِرامِ وهو سِتْرٌ يُجْمَعُ به ليُضِيء البيت وكَلأٌ حابسٌ كثير يَحْبِسُ المالَ والحُبْسَة والاحْتِباس في الكلام التوقف وتحَبَّسَ في الكلام توقَّفَ قال المبرد في باب علل اللسان الحُبْسَةُ تعذر الكلام عند إِرادته والعُقْلَة التواء اللسان عند إِرادة الكلام ابن الأَعرابي يكون الجبل خَوْعاً أَي أَبيض ويكون فيه بُقْعَة سوداء ويكون الجبلُ حَبْساً أَي أَسودَ ويكون فيه بقعة بيضاء وفي حديث الفتح أَنه بعث أَبا عبيدة على الحُبْسِ قال القُتَيبي هم الرَّجَّالة سموا بذلك لتحبسهم عن الركبان وتأَخرهم قال وأَحْسِبُ الواحد حَبيساً فعيل بمعنى مفعول ويجوز أَن يكون حابساً كأَنه يَحْبِسُ من يسير من الرُّكبان بمسيره قال ابن الأَثير وأَكثر ما يروى الحُبَّس بتشديد الباء وفتحها فإِن صحت الرواية فلا يكون واحدها إِلا حابساً كشاهد وشُهَّد قال وأَما حَبيس فلا يعرف في جمع فَعِيل فُعَّلٌ وإِنما يعرف فيه فُعُل كنَذِير ونُذُر وقال الزمخشري الحُبُسُ بضم الباء والتخفيف الرَّجَّالة سموا بذلك لحبسهم الخيالة ببُطْءِ مشيهم كأَنه جمع حَبُوس أَو لأَنهم يتخلفون عنهم ويحتبسون عن بلوغهم كأَنه جمع حَبِيسٍ الأَزهري وقول العجاج حَتْف الحِمام والنُّحُوسَ النُّحْسا التي لا يدري كيف يتجه لها وحابَسَ الناسُ الأُمُورَ الحُبَّسا أَراد وحابَسَ الناسَ الحُبَّسُ الأُمورُ فقلبه ونصبه ومثله كثير وقد سمت حابِساً وحَبِيساً والحَبْسُ موضع وفي الحديث ذكر ذات حَبِيس بفتح الحاء وكسر الباء وهو موضع بمكة وحَبِيس أَيضاً موضع بالرَّقَّة به قبور شهداء صِفِّينَ وحابِسٌ اسم أَبي الأَقرع التميمي

حبرقس
الحَبَرْقَسُ الضَّئِيلُ من البِكارَةِ والحُملان وقيل هو الصغير الخَلْقِ من جميع الحيوان والحَبَرْقَسُ صغار الإِبل وهو بالصاد وقد ذكر في ترجمة حَبَرْقَصَ

حبلبس
الحَبَلْبَسُ الحريص اللازم للشيء ولا يفارقه كالحَلْبَسِ

حدس
الأَزهري الحَدْسُ التوهم في معاني الكلام والأُمور بلغني عن فلان أَمر وأَنا أَحْدُسُ فيه أَي أَقول بالظن والتوهم وحَدَسَ عليه ظنه يَحْدِسه ويَحْدُسُه حَدْساً لم يحققه وتَحَدَّسَ أَخبارَ الناس وعن أَخبار الناس تَخَيَّر عنها وأَراغها ليعلمها من حيث لا يعرفون به وبَلَغَ به الحِدَاسَ أَي الأَمرَ الذي ظن أَنه الغاية التي يجري إِليها وأَبعد ولا تقل الإِدَاسَ وأَصلُ الحَدْسِ الرمي ومنه حَدْسُ الظن إِنما هو رَجْمٌ بالغيب والحَدْسُ الظنّ والتخمين يقال هو يَحْدِس بالكسر أَي يقول شيئاً برأَيه أَبو زيد تَحَدَّسْتُ ع الأَخبار تَحَدُّساً وتَنَدَّسْتُ عنها تَنَدُّساً وتَوَجَّسْت إِذا كنت تُرِيغُ أَخبار الناس لتعلمها من حيث لا يعلمون ويقال حَدَسْتُ عليه ظني ونَدَسْتُه إِذا ظننت الظن ولا تَحُقُّه وحَدَسَ الكلامَ على عواهِنِه تَعَسَّفه ولم يَتَوَقَّه وحَدَسَ الناقة يَحْدِسُها حَدْساً أَناخها وقيل أَناخها ثم وَجَأَ بشَفْرَتِه في منحرها وحَدَس بالناقة أَناخها وفي التهذيب إِذا وَجَأَ في سَبَلتها والسَّبَلَةُ ههنا نَحْرُها يقال ملأ الوادي إِلى أَسبالِه أَي إِلى شفاهِه وحَدَسْتُ في لَبَّةٍ البعير أَي وَجَأْتها وحَدَس الشاةَ يَحْدِسها حَدْساً أَضجعها ليذبحها وحَدَسَ بالشاة ذبحها ومنه المثل السائر حَدَسَ لهم بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ يعني الشاة المهزولة وقال الأَزهري معناه أَنه ذبح لأَضيافه شاة سمينة أَطفأَت من شحمها تلك الرَّضْف وقال ابن كناسَةَ تقول العرب إِذا أَمسى النَّجْمُ قِمَّ الرأْس فَعُظْماها فاحْدِسْ معناه انْحَرْ أَعظم الإِبل وحَدَس بالرجل يَحْدِسُ حَدْساً فهو حَدِيسٌ صَرَعَه قال معد يكرب لمن طَلَلٌ بالعَمْقِ أَصْبَحَ دارِسا ؟ تَبَدَّلَ آراماً وعِيناً كَوانِسا تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّباءِ وحَيْرَماً وأَصْبَحْتُ في أَطلالِها اليومَ جالِسا بمُعْتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيَّا تَرَى به من القوم مَحْدُوساً وآخر حادِسا العَمْقُ ما بَعُدَ من طرف المفازة والآرام الظباء البيض البطون والعِينُ بقر الوحش والكَوانِسُ المقيمة في أَكنستها وكناس الظبي والبقرة بينهما والحُبَيَّا موضع وشَطُّه ناحيته والحَيْرَمُ بقر الوحش الواحدة حَيرمة وحَدَسَ به الأَرض حَدْساً ضربها به وحَدَسَ الرجلَ وَطِئَه والحَدْسُ السرعة والمُضِيُّ على استقامة ويوصف به فيقال سَيْرٌ حَدْسٌ قال كأَنها من بَعْدِس سَيْرٍ حَدْسِ فهو على ما ذكرنا صفة وقد يكون بدلاً وحَدَسَ في الأَرض يَحْدِسُ حَدْساً ذهب والحَدْسُ الذهاب في الأَرض على غير هداية قال الأَزهري الحَدْسُ في السير سرعة ومضيٌّ على غير طريقة مستمرة الأُمَوِيُّ حَدَس في الأَرض وعَدَسَ يَحْدِسُ ويَعْدِسُ إِذا ذهب فيها وبنو حَدَسٍ حَيٌّ من اليمن قال لا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسّا بَسَّا مَلْساً بذَوْدِ الحَدَسِيِّ مَلْسا وحَدَسٌ اسم أَبي حيٍّ من العرب وحَدَسْتُ بسهم رميت وحَدَسْتُ برجلي الشيء أَي وَطِئْتُه وحَدَسْ زجر للبغال كعَدَسْ وقيل حَدَسْ وعَدَسْ اسما بَغَّالَيْن على عهد سليمان بن داود عليهما السلام كانا يَعْنُفانِ على البِغالِ فإِذا ذُكِرَا نَفَرَتْ خوفاً مما كانت تلقى منهما قال إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي على حَدَسْ والعرب تختلف في زجر البغال فبعض يقول عَدَسْ وبعض يقول حَدَسْ قال الأَزهري وعَدَسْ أَكثر من حَدَسْ ومنه قول ابن مُفَرَّع عَدَسْ ما لعَبَّادٍ عليكِ إِمارَةٌ نَجَوْتُ وهذا تَحْمِلينَ طَلِيقُ جعل عَدَسْ اسماً للبغلة سماها بالزَّجْرِ عَدَسْ

حرس
حَرَسَ الشيء يَحْرُسُه ويَحْرِسُه حَرْساً حفظه وهم الحُرَّاسُ والحَرَسُ والأَحْراسُ واحْتَرس منه تَحَرَّزَ وتَحَرَّسْتُ من فلان واحْتَرَسْتُ منه بمعنى أَي تحفظت منه وفي المثل مُحْتَرِسٌ من مثله وهو حارِسٌ يقال ذلك للرجل الذي يُؤْتَمَنُ على حفظ شيء لا يؤمن أَن يخون فيه قال الأَزهري الفعل اللازم يَحْتَرِسُ كأَنه يحترز قال ويقال حارسٌ وحَرَسٌ للجميع كما يقال خادِمٌ وخَدَمٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ والحَرَسُ حَرَسُ السلطان وهم الحُرَّاسُ الواحد حَرَسِيٌّ لأَنه قد صار اسم جنس فنسب إِليه ولا تقل حارِسٌ إِلا أَن تذهب به إِلى معنى الحِراسَة دون الجنس وفي حديث معاوية رضي اللَّه عنه أَنه تناول قُصَّة شعر كانت في يد حَرَسِيٍّ الحرسي بفتح الراءِ واحد الحُرَّاس والحَرَس وهم خَدَمُ السلطان المرتبون لحفظه وحِراسَتِه والبناء الأَحْرَسُ هو القديم العادِيُّ الذي أَتى عليه الحَرْس وهو الدهر قال ابن سيده وبناء أَحْرَسُ أَصم وحَرَسَ الإِبل والغنم يَحْرُِسها واحْتَرَسَها سرقها ليلاً فأَكلها وهي الحَرائِس وفي الحديث أَن غِلْمَةً لحاطب بن أَبي بَلْتَعَةَ احْتَرَسُوا ناقة لرجل فانتحروها وقال شمر الاحْتِراسُ أَن يؤْخذ الشيء من المرعى ويقال للذي يسرق الغنم مُحْتَرِس ويقال للشاة التي تُسْرَق حَرِيسَة الجوهري الحَريسَة الشاة تسرق ليلاً والحَريسة السرقة والحَريسَة أَيضاً ما احْتُرِس منها وفي الحديث حَريسَة الجبل ليس فيها قَطْع أَي ليس فيما يُحْرَس بالجبل إِذا سُرِق قطع لأَنه ليس بحرز والحَريسَة فعيلة بمعنى مفعولة أَي أَن لها من يَحْرُسها ويحفظها ومنهم من يجعل الحَريسَة السرقة نفسها يقال حَرَس يَحْرِس حَرْساً إِذا سرق فهو حارس ومُحْتَرِس أَي ليس فيما يُسْرَق من الجبل قطع وفي الحديث الآخر أَنه سئل عن حريسة الجبل فقال فيها غُرْم مثلها وجَلَداتٌ نكالاً فإِذا آواها المُراح ففيها القطع ويقال للشاة التي يدركها الليل قبل أَن تصل إِلى مُراحِها حَرِيسة وفي حديث أَبي هريرة ثمن الحَريسَة حرام لعينها أَي أَكل المسروقة وبيعها وأَخذ ثمنها حرام كله وفلان يأْكل الحِراساتِ إِذا تَسَرَّق غَنَمَ الناس فأَكلها والاحتراس أَن يُسْرَق الشيء من المرعى والحَرْسُ وقت من الجهر دون الحُقْب والحَرْسُ الدهر قال الراجز في نِعْمَةٍ عِشْنا بذاك حَرْسا والجمع أَحْرُس قال وقَفْتُ بعَرَّافٍ على غيرِ مَوْقِف على رَسْمِ دارٍ قد عَفَتْ مُنذُ أَحْرُسِ وقال امرؤ القيس لِمَنْ طَلَلٌ دائِرٌ آيُهُ تَقادَمَ في سالِف الأَحْرُسِ ؟ والمُسْنَدُ الدهر وأَحْرَسَ بالمكان أَقام به حَرْساً قال رؤبة وإِرَمٌ أَحْرَسُ فوقَ عَنْزِ العَنْز الأَكَمَة الصغيرة والإِرَمُ شبه عَلَمٍ يُبْنى فوق القارَة يستدل به على الطريق قال الأَزهري والعَنْزُ قارة سوداء ويروى وإِرَمٌ أَعْيَسُ فوق عنز والمِحْراسُ سهم عظيم القدر والحَرُوسُ موضع والحَرْسانِ الجَبَلانِ يقال لأَحدهما حَرْسُ قَسا وقال هُمُ ضَرَبُوا عن قَرْحِها بِكَتِيبَةٍ كبَيْضاءِ حَرْسٍ في طَرائِفِها الرَّجْلُ
( * قوله « عن قرحها » الذي في ياقوت عن وجهها )
البيضاء هَضْبَةٌ في الجَبَلِ

حربس
أَرض حَرْبَسِيسٌ صُلْبَة كعَرْبَسيس

حرقس
الحُرْقُوسُ لغة في الحُرْقُوص وهو مذكور في باب الصاد

حرمس
الحِرْمِسُ الأَمْلَسُ والحِرْماسُ الأَمْلَسُ وأَرض حِرْماس صُلبة شديدة أَبو عمرو بلد حِرْماس أَي أَملس وأَنشد جاوَزْنَ رَمْلَ أَيْلَةَ الدَّهَاسا وبَطْنَ لُبْنَى بَلَداً حِرْماسا وسِنونَ حَرامِسُ أَي شِدادٌ مُجْدِبَةٌ واحدها حِرْمِسٌ

حسس
الحِسُّ والحَسِيسُ الصوتُ الخَفِيُّ قال اللَّه تعالى لا يَسْمَعُون حَسِيسَها والحِسُّ بكسر الحاء من أَحْسَسْتُ بالشيء حسَّ بالشيء يَحُسُّ حَسّاً وحِسّاً وحَسِيساً وأَحَسَّ به وأَحَسَّه شعر به وأَما قولهم أَحَسْتُ بالشيء فعلى الحَذْفِ كراهية التقاء المثلين قال سيبويه وكذلك يفعل في كل بناء يُبْنى اللام من الفعل منه على السكون ولا تصل إِليه الحركة شبهوها بأَقَمْتُ الأَزهري ويقال هل أَحَسْتَ بمعنى أَحْسَسْتَ ويقال حَسْتُ بالشيء إِذا علمته وعرفته قال ويقال أَحْسَسْتُ الخبَرَ وأَحَسْتُه وحَسَيتُ وحَسْتُ إِذا عرفت منه طَرَفاً وتقول ما أَحْسَسْتُ بالخبر وما أَحَسْت وما حَسِيتُ ما حِسْتُ أَي لم أَعرف منه شيئا ً
( * عبارة المصباح وأحس الرجل الشيء إحساساً علم به وربما زيدت الباء فقيل أحسّ به على معنى شعر به وحسست به من باب قتل لغة فيه والمصدر الحس بالكسر ومنهم من يخفف الفعلين بالحذف يقول أحسته وحست به ومنهم من يخفف فيهما بإبدال السين ياء فيقول حسيت وأَحسيت وحست بالخبر من باب تعب ويتعدى بنفسه فيقال حست الخبر من باب قتل اه باختصار ) قال ابن سيده وقالوا حَسِسْتُ به وحَسَيْتُه وحَسِيت به وأَحْسَيْتُ وهذا كله من محوَّل التضعيف والاسم من كل ذلك الحِسُّ قال الفراء تقول من أَين حَسَيْتَ هذا الخبر يريدون من أَين تَخَبَرْته وحَسِسْتُ بالخبر وأَحْسَسْتُ به أَي أَيقنت به قال وربما قالوا حَسِيتُ بالخبر وأَحْسَيْتُ به يبدلون من السين ياء قال أَبو زُبَيْدٍ خَلا أَنَّ العِتاقَ من المَطايا حَسِينَ به فهنّ إِليه شُوسُ قال الجوهري وأَبو عبيدة يروي بيت أَبي زبيد أَحَسْنَ به فهن إليه شُوسُ وأَصله أَحْسَسْنَ وقيل أَحْسَسْتُ معناه ظننت ووجدت وحِسُّ الحمَّى وحِساسُها رَسُّها وأَولها عندما تُحَسُّ الأَخيرة عن اللحياني الأَزهري الحِسُّ مس الحُمَّى أَوّلَ ما تَبْدأُ وقال الأَصمعي أَول ما يجد الإِنسان مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه وتظهر فذلك الرَّسُّ قال ويقال وَجَدَ حِسّاً من الحمى وفي الحديث أَنه قال لرجل متى أَحْسَسْتَ أُمَّْ مِلْدَمٍ ؟ أَي متى وجدت مَسَّ الحمى وقال ابن الأَثير الإِحْساسُ العلم بالحواسِّ وهي مَشاعِرُ الإِنسان كالعين والأُذن والأَنف واللسان واليد وحَواسُّ الإِنسان المشاعر الخمس وهي الطعم والشم والبصر والسمع واللمس وحَواسُّ الأَرض خمس البَرْدُ والبَرَدُ والريح والجراد والمواشي والحِسُّ وجع يصيب المرأَة بعد الولادة وقيل وجع الولادة عندما تُحِسُّها وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه مَرَّ بامرأَة قد ولدت فدعا لها بشربة من سَوِيقٍ وقال اشربي هذا فإِنه يقطع الحِسَّ وتَحَسَّسَ الخبر تطلَّبه وتبحَّثه وفي التنزيل يا بَنيَّ اذهبوا فَتحَسَّسوا من يوسف وأَخيه وقال اللحياني تَحَسَّسْ فلاناً ومن فلان أَي تَبَحَّثْ والجيم لغيره قال أَبو عبيد تَحَسَّسْت الخبر وتَحَسَّيته وقال شمر تَنَدَّسْتُه مثله وقال أَبو معاذ التَحَسُّسُ شبه التسمع والتبصر قال والتَجَسُّسُ بالجيم البحث عن العورة قاله في تفسير قوله تعالى ولا تَجَسَّسوا ولا تَحَسَّسُوا ابن الأَعرابي تَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْتُه بمعنى واحد وتَحَسَّسْتُ من الشيء أَي تَخَبَّرت خبره وحَسَّ منه خبراً وأَحَسَّ كلاهما رأَى وعلى هذا فسر قوله تعالى فلما أَحسَّ عيسى منهم الكُفْرَ وحكى اللحياني ما أَحسَّ منهم أَحداً أَي ما رأَى وفي التنزيل العزيز هل تُحِسُّ منهم من أَحد وقيل في قوله تعالى هل تحس منهم من أَحد وقيل في قوله تعالى هل تحس منهم من أَحد معناه هل تُبْصِرُ هل تَرى ؟ قال الأَزهري وسمعت العرب يقول ناشِدُهم لِضَوالِّ الإِبل إِذا وقف على
( * كذا بياض بالأَصل ) أَحوالاً وأَحِسُّوا ناقةً صفتها كذا وكذا ومعناه هل أَحْسَستُم ناقة فجاؤوا على لفظ الأَمر وقال الفراء في قوله تعالى فلما أَحسَّ عيسى منهم الكفر وفي قوله هل تُحِسُّ منهم من أَحد معناه فلما وَجَد عيسى قال والإِحْساسُ الوجود تقول في الكلام هل أَحْسَسْتَ منهم من أَحد ؟ وقال الزجاج معنى أَحَسَّ علم ووجد في اللغة ويقال هل أَحسَست صاحبك أَي هل رأَيته ؟ وهل أَحْسَسْت الخبر أَي هل عرفته وعلمته وقال الليث في قوله تعالى فلما أَحس عيسى منهم الكفر أَي رأَى يقال أَحْسَسْتُ من فلان ما ساءني أَي رأَيت قال وتقول العرب ما أَحَسْتُ منهم أَحداً فيحذفون السين الأُولى وكذلك في قوله تعالى وانظر إِلى إِلهك الذي ظَلْتَ عليه عاكفاً وقال فَظَلْتُم تَفَكَّهون وقرئ فَظِلْتُم أُلقيت اللام المتحركة وكانت فَظَلِلْتُم وقال ابن الأَعرابي سمعت أَبا الحسن يقول حَسْتُ وحَسِسْتُ ووَدْتُ ووَدِدْتُ وهَمْتُ وهَمَمْتُ وفي حديث عوف بن مالك فهجمت على رجلين فلقت هل حَسْتُما من شيء ؟ قالا لا وفي خبر أَبي العارِم فنظرت هل أُحِسُّ سهمي فلم أَرَ شيئاً أَي نظرت فلم أَجده وقال لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار زعموا أَن رجلين كانا يوقدان بالطريق ناراً فإِذا مرَّ بهما قوم أَضافاهم فمرَّ بهما قوم وقد ذهبا فقال رجل لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار وقيل لا حَسَاسَ من ابني موقد النار لا وجود وهو أَحسن وقالوا ذهب فلان فلا حَساسَ به أَي لا يُحَسُّ به أَو لا يُحَسُّ مكانه والحِسُّ والحَسِيسُ الذي نسمعه مما يمرّ قريباً منك ولا تراه وهو عامٌّ في الأَشياء كلها وأَنشد في صفة بازٍ تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منه جُنُوحاً إِن سَمِعْنَ له حَسِيسا وقوله تعالى لا يَسْمَعُون حَسِيسَها أَي لا يسمعون حِسَّها وحركة تَلَهُّبِها والحَسيسُ والحِسُّ الحركة وفي الحديث أَنه كان في مسجد الخَيْفِ فسمع حِسَّ حَيَّةٍ أَي حركتها وصوت مشيها ومنه الحديث إِن الشيطان حَسَّاس لَحَّاسٌ أَي شديد الحسَّ والإَدراك وما سمع له حِسّاً ولا جِرْساً الحِسُّ من الحركة والجِرْس من الصوت وهو يصلح للإِنسان وغيره قال عَبْدُ مَناف بن رِبْعٍ الهُذَليّ وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغَمَةٌ حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ والبَرَدا والحِسُّ الرَّنَّةُ وجاءَ بالمال من حِسَّه وبِسِّه وحَسِّه وبَسِّه وفي التهذيب من حَسِّه وعَسِّه أَي من حيث شاءَ وجئني من حَسِّك وبَسِّك معنى هذا كله من حيث كان ولم يكن وقال الزجاج تأْويله جئ به من حيث تُدركه حاسَّةٌ من حواسك أَو يُدركه تَصَرُّفٌ من تَصَرٍّفِك وفي الحديث أَن رجلاً قال كانت لي ابنة عم فطلبتُ نَفْسَها فقالت أَو تُعْطيني مائة دينار ؟ فطلبتها من حَِسِّي وبَِسِّي أَي من كل جهة وحَسَّ بفتح الحاء وكسر السين وترك التنوين كلمة تقال عند الأَلم ويقال إِني لأَجد حِسّاً من وَجَعٍ قال العَجَّاجُ فما أَراهم جَزَعاً بِحِسِّ عَطْفَ البَلايا المَسَّ بعد المَسِّ وحَرَكاتِ البَأْسِ بعد البَأْسِ أَن يَسْمَهِرُّوا لضِراسِ الضَّرْسِ يسمهرّوا يشتدوا والضِّراس المُعاضَّة والضَّرْسُ العَضُّ ويقال لآخُذَنَّ منك الشيء بِحَسٍّ أَو بِبَسٍّ أَي بمُشادَّة أَو رفق ومثله لآخذنه هَوْناً أَو عَتْرَسَةً والعرب تقول عند لَذْعة النار والوجع الحادِّ حَسِّ بَسِّ وضُرِبَ فما قال حَسٍّ ولا بَسٍّ بالجر والتنوين ومنهم من يجر ولا ينوَّن ومنهم من يكسر الحاء والباء فيقول حِسٍّ ولا بِسٍّ ومنهم من يقول حَسّاً ولا بَسّاً يعني التوجع ويقال اقْتُصَّ من فلان فما تَحَسَّسَ أَي ما تَحَرَّك وما تَضَوَّر الأَزهري وبلغنا أَن بعض الصالحين كان يَمُدُّ إِصْبعه إِلى شُعْلَة نار فإِذا لذعته قال حَسِّ حَسِّ كيف صَبْرُكَ على نار جهنم وأَنت تَجْزَعُ من هذا ؟ قال الأَصمعي ضربه فما قال حَسِّ قال وهذه كلمة كانت تكره في الجاهلية وحَسِّ مثل أَوَّهْ قال الأَزهري وهذا صحيح وفي الحديث أَنه وضع يده في البُرْمَة ليأْكل فاحترقت أَصابعه فقال حَسِّ هي بكسر السين والتشديد كلمة يقولها الإِنسان إِذا أَصابه ما مَضَّه وأَحرقه غفلةً كالجَمْرة والضَّرْبة ونحوها وفي حديث طلحة رضي اللَّه عنه حين قطعت أَصابعه يوم أُحُدٍ قال حَسَّ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لو قلت بسم اللَّه لرفعتك الملائكة والناس ينظرون وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان ليلة يَسْري في مَسِيره إِلى تَبُوك فسار بجنبه رجل من أَصحابه ونَعَسا فأَصاب قَدَمُه قَدَمَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال حَسِّ ومنه قول العجاج وقد تقدم وبات فلانٌ بِحَسَّةٍ سَيِّئة وحَسَّةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوْءٍ وشدّة والكسر أَقيس لأَن الأَحوال تأْتي كثيراً على فِعْلَة كالجِيْئَةِ والتَّلَّةِ والبِيْئَةِ قال الأَزهري والذي حفظناه من العرب وأَهل اللغة بات فلان بجيئة سوء وتلة سوء وبيئة سوء قال ولم أَسمع بحسة سوء لغير الليث وقال اللحياني مَرَّتْ بالقوم حَواسُّ أَي سِنُونَ شِدادٌ والحَسُّ القتل الذريع وحَسَسْناهم أَي استَأْصلناهم قَتْلاً وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسّاً قتلهم قتلاً ذريعاً مستأْصلاً وفي التنزيل العزيز إِذ تَحُسُّونهم بإِذنه أَي تقتلونهم قتلاً شديداً والاسم الحُساسُ عن ابن الأَعرابي وقال أَبو إِسحق معناه تستأْصلونهم قتلاً يقال حَسَّهم القائد يَحُسُّهم حَسّاً إِذا قتلهم وقال الفراء الحَسُّ القتل والإِفناء ههنا والحَسِيسُ القتيل قال صَلاءَةُ بن عمرو الأَفْوَهُ إِنَّ بَني أَوْدٍ هُمُ ما هُمُ للحَرْبِ أَو للجَدْبِ عامَ الشُّمُوسْ يَقُونَ في الجَحْرَةِ جِيرانَهُمْ بالمالِ والأَنْفُس من كل بُوسْ نَفْسِي لهم عند انْكسار القَنا وقد تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ الجَحْرَة السنة الشديدة وقوله نفْسي لهم أَي نفسي فداء لهم فحذف الخبر وفي الحديث حُسُّوهم بالسيف حَسّاً أَي استأْصلوهم قتلاً وفي حديث علي لقد شَفى وحاوِح صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال والحديث الآخر كما أَزالوكم حَسّاً بالنصال ويروى بالشين المعجمة وجراد محسوسٌ قتلته النار وفي الحديث أَنه أُتِيَ بجراد مَحْسوس وحَسَّهم يَحُسُّهم وَطِئَهم وأَهانهم وحَسَّان اسم مشتق من أَحد هذه الأَشياءِ قال الجوهري إِن جعلته فَعْلانَ من الحَسِّ لم تُجْره وإِن جعلته فَعَّالاً من الحُسْنِ أَجريته لأَن النون حينئذ أَصلية والحَسُّ الجَلَبَةُ والحَسُّ إِضْرار البرد بالأَشياء ويقال أَصابتهم حاسَّة من البرد والحِسُّ برد يُحْرِق الكلأَ وهو اسم وحَسَّ البَرْدُ والكلأَ يَحُسُّه حَسّاً وقد ذكر أَن الصاد لغة عن أَبي حنيفة ويقال إِن البرد مَحَسَّة للنبات والكلإِ بفتح الجيم أَي يَحُسُّه ويحرقه وأَصابت الأَرضَ حاسَّةٌ أَي بَرْدٌ عن اللحياني أَنَّته على معنى المبالغة أَو الجائحة وأَصابتهم حاسَّةٌ وذلك إِذا أَضرَّ البردُ أَو غيره بالكلإِ وقال أَوْسٌ فما جَبُنُوا أَنَّا نَشُدُّ عليهمُ ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ قال الأَزهري هكذا رواه شمر عن ابن الأَعرابي وقال تَحُسُّ أَي تُحْرِقُ وتُفْني من الحاسَّة وهي الآفة التي تصيب الزرع والكلأَ فتحرقه وأَرض مَحْسوسة أَصابها الجراد والبرد وحَسَّ البردُ الجرادَ قتله وجراد مَحْسُوس إِذا مسته النار أَو قتلته وفي الحديث في الجراد إِذا حَسَّه البرد فقتله وفي حديث عائشة فبعثت إِليه بجراد مَحْسُوس أَي قتله البرد وقيل هو الذي مسته النار والحاسَّة الجراد يَحُسُّ الأَرض أَي يأْكل نباتها وقال أَبو حنيفة الحاسَّة الريح تَحْتِي التراب في الغُدُرِ فتملؤها فيَيْبَسُ الثَّرَى وسَنَة حَسُوس إِذا كانت شديدة المَحْل قليلة الخير وسنة حَسُوس تأْكل كل شيء قال إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا تأْكلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسا أَراد تأْكل بعد الأَخضر اليابس إِذ الخُضرة واليُبْسُ لا يؤكلان لأَنهما عَرَضانِ وحَسَّ الرأْسَ يَحُسُّه حَسّاً إِذا جعله في النار فكلما شِيطَ أَخذه بشَفْرَةٍ وتَحَسَّسَتْ أَوبارُ الإِبل تَطَايَرَتْ وتفرّقت وانْحَسَّت أَسنانُه تساقطت وتَحاتَّتْ وتكسرت وأَنشد للعجاج في مَعْدِنِ المُلْك الكَريمِ الكِرْسِ ليس بمَقْلوع ولا مُنْحَسِّ قال ابن بري وصواب إِنشاد هذا الرجز بمعدن الملك وقبله إِن أَبا العباس أَولَى نَفْسِ وأَبو العباس هو الوليد بن عبد الملك أَي هو أَولى الناس بالخلافة وأَولى نفس بها وقوله ليس بمقلوع ولا منحس أَي ليس بمحوّل عنه ولا مُنْقَطِع الأَزهري والحُساسُ مثل الجُذاذ من الشيء وكُسارَةُ الحجارة الصغار حُساسٌ قال الراجز يذكر حجارة المنجنيق شَظِيَّة من رَفْضَّةِ الحُساسِ تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ والحَسُّ والاحْتِساسُ في كل شيء أَن لا يترك في المكان شيء والحُساس سمك صِغار بالبحرين يجفف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه الواحدة حُساسَة قال الجوهري والحُساس بالضم الهِفُّ وهو سمك صغار يجفف والحُساسُ الشُّؤْمُ والنَّكَدُ والمَحْسوس المشؤوم عن اللحياني ابن الأَعرابي الحاسُوس المشؤوم من الرجال ورجل ذو حُساسٍ ردِيء الخُلُقِ قال رُبَّ شَريبٍ لك ذي حُساسِ شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي فالحُساسُ هنا يكون الشُّؤْمَ ويكون رَداءة الخُلُق وقال ابن الأَعرابي وحده الحُساسُ هنا القتل والشريب هنا الذي يُوارِدُك على الحوض يقول انتظارك إِياه قتل لك ولإِبلك والحِسُّ الشر تقول العرب أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ الإِسُّ هنا الأَصل تقول أَلحق الشر بأَهله وقال ابن دريد إِنما هو أَلصِقوا الحِسَّ بالإِسِّ أَي أَلصقوا الشر بأُصول من عاديتم قال الجوهري يقال أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ معناه أَلحق الشيء بالشيء أَي إِذا جاءَك شيء من ناحية فافعل مثله والحِسُّ الجَلْدُ وحَسَّ الدابة يَحُسُّها حَسّاً نفض عنها التراب وذلك إِذا فَرْجَنها بالمِحَسَّة أَي حَسَّها والمِحَسَّة بكسر الميم الفِرْجَوْنُ ومنه قول زيد بن صُوحانَ حين ارْتُثَّ يوم الجمل ادفنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تراباً أَي لا تَنْفُضوه من حَسَّ الدابة وهو نَفْضُكَ التراب عنها وفي حديث يحيى بن عَبَّاد ما من ليلة أَو قرية إِلا وفيها مَلَكٌ يَحُسُّ عن ظهور دواب الغزاة الكَلالَ أَي يُذْهب عنها التَّعَب بَحسِّها وإِسقاط التراب عنها قال ابن سيده والمِحَسَّة مكسورة ما يُحَسُّ به لأَنه مما يعتمل به وحَسَسْتُ له أَحِسُّ بالكسر وحَسِسْتُ حَِسّاً فيهما رَقَقْتُ له تقول العرب إِن العامِرِيَّ ليَحِسَّ للسَّعْدِي بالكسر أَي يَرِقُّ له وذلك لما بينهما من الرَّحِم قال يعقوب قال أَبو الجَرَّاحِ العُقَيْلِيُّ ما رأَيت عُقيليّاً إِلا حَسَسْتُ له وحَسِسْتُ أَيضاً بالكسر لغة فيه حكاها يعقوب والاسم الحَِسُّ قال القُطامِيُّ أَخُوكَ الذي تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه وتَرْفَضُّ عند المُحْفِظاتِ الكتائِفُ ويروى عند المخطفات قال الأَزهري هكذا روى أَبو عبيد بكسر الحاء ومعنى هذا البيت معنى المثل السائر الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ يقول إِذا رأَيتُ قريبي يُضام وأَنا عليه واجدٌ أَخرجت ما في قلبي من السَّخِيمة له ولم أَدَعْ نُضْرَته ومعونته قال والكتائف الأَحقاد واحدتها كَتِيفَة وقال أَبو زيد حَسَسْتُ له وذلك أَن يكون بينهما رَحِمٌ فَيَرِقَّ له وقال أَبو مالك هو أَن يتشكى له ويتوجع وقال أَطَّتْ له مني حاسَّةُ رَحِم وحَسَِسْتُ له حَِسّاً رَفَقْتُ قال ابن سيده هكذا وجدته في كتاب كراع والصحيح رَقَقْتُ على ما تقدم الأَزهري الحَسُّ العَطْفُ والرِّقَّة بالفتح وأَنشد للكُمَيْت هل مَنْ بكى الدَّارَ راجٍ أَن تَحِسَّ له أَو يُبْكِيَ الدَّارَ ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ ؟ وفي حديث قتادة رضي اللَّه عنه إِن المؤمن ليَحِسُّ للمنافق أَي يأْوي له ويتوجع وحَسِسْتُ له بالفتح والكسر أُحِسُّ أَي رَقَقْتُ له ومَحَسَّةُ المرأَة دُبُرُها وقيل هي لغة في المَحَشَّة والحُساسُ أَن يضع اللحم على الجَمْرِ وقيل هو أَن يُنْضِجَ أَعلاه ويَتْرُكَ داخِله وقيل هو أَن يَقْشِرَ عنه الرماد بعد أَن يخرج من الجمر وقد حَسَّه وحَسْحَسَه إِذا جعله على الجمر وحَسْحَسَتُه صوتُ نَشِيشِه وقد حَسْحَسَتْه النار ابن الأَعرابي يقال حَسْحَسَتْه النارُ وحَشْحَشَتْه بمعنى وحَسَسْتُ النار إِذا رددتها بالعصا على خُبْزَة المَلَّةِ أَو الشِّواءِ من نواحيه ليَنْضَجَ ومن كلامهم قالت الخُبْزَةُ لولا الحَسُّ ما باليت بالدَّسِّ ابن سيده ورجل حَسْحاسٌ خفيف الحركة وبه سمي الرجل قال الجوهري وربما سَمَّوا الرجلَ الجواد حَسْحاساً قال الراجز مُحِبَّة الإِبْرام للحَسْحاسِ وبنو الحَسْحَاسِ قوم من العرب

حفس
رجل حِيَفْسٌ مثال هِزَبْرٍ وحَيْفَسٌ وحَفَيْسَأٌ مهموز غير ممدود مثل حَفَيْتَإِ على فَعَيلَلٍ وحَفَيْسِيٌّ قصير سمين وقيل لئيم الخلقة قصير ضخم لا خير عنده الأَصمعي إِِذا كان مع القصر سمن قيل رجل حَيْفَسٌ وحَفَيْتَأٌ بالتاء الأَزهري أَرى التاء مبدلة من السين كما قالوا انْحتَّتْ أَسنانُه وانْحَسَّتْ وقال ابن السكيت رجل حَفَيْسَأٌ وحَفَيْتَأٌ بمعنى واحد

حفنس
الحِنْفِسُ والحِفْنِس الصغير الخَلْقِ وهو مذكور في الصاد الليث يقال للجارية البذية القليلة الحياءِ حِنْفِسٌ قال الأَزهري والمعروف عندنا بهذا المعنى عِنْفِصٌ

حلس
الحِلْسُ والحَلَسُ مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ كلُّ شيء وَليَ ظَهْرَ البعير والدابة تحت الرحل والقَتَبِ والسِّرْج وهي بمنزلة المِرشَحة تكون تحت اللِّبْدِ وقيل هو كساء رقيق يكون تحت البرذعة والجمع أَحْلاس وحُلُوسٌ وحَلَس الناقة والدابة يَحْلِسُها ويَحْلُسُها حَلْساً غَشَّاهما بحلس وقال شمر اُحْلَسْتُ بعيري إِذا جعلت عليه الحِلْسَ وحِلْسُ البيت ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ ونحوه والجمع أَحْلاسٌ ابن الأَعرابي يقال لِبِساطِ البيت الحِلْسُ ولحُصُرِه الفُحولُ وفلانٌ حِلْسُ بيته إِذا لم يَبْرَحْه على المَثَل الأَزهري عن الغِتَّريفيِّ يقال فلانٌ حِلْسٌ من أَحْلاسِ البيت الذي لا يَبْرَحُ لبيت قال وهو عندهم ذم أَي أَنه لا يصلح إِلا للزوم البيت قال ويقال فلان من أَحْلاس البلاد للذي لا يُزايلها من حُبِّه إِياها وهذا مدح أَي أَنه ذو عِزَّة وشدَّة وأَنه لا يبرحها لا يبالي دَيْناً ولا سَنَةً حتى تُخْصِب البلادُ ويقال هو مُتَحَلِّسٌ بها أَي مقيم وقال غيره هو حِلْسٌ بها وفي الحديث في الفتنة كنْ حِلْساً من أَحْلاسِ بيتك حتى تأْتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّة قاضِية أَي لا تَبْرَحْ أَمره بلزوم بيته وترك القتال في الفتنة وفي حديث أَبي موسى قالوا يا رسول اللَّه فما تأْمرنا ؟ قال كونوا أَحْلاسَ بُيُوتِكم أَي الزموها وفي حديث الفتن عدَّ منها فتنة الأَحْلاس هو الكساء الذي على ظهر البعير تحت القَشَب شبهها بها للزومها ودوامها وفي حديث عثمان في تجهيز جيش العُسْرة على مائة بعير بأَحْلاسِها وأَقتابها أَي بأَكسيتها وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه في أَعلام النبوَّة أَلم تَرَ الجِنَّ وإِيلاسَها ولُحوقََها بالقِلاصِ وأَحْلاسَها ؟ وفي حديث أَبي هريرة في مانعي الزكاة مُحْلَسٌ أَخفافُها شوكاً من حديد أَي أَن أَخفافها قد طُورِقَتْ بشَوْكٍ من حديد وأُلْزِمَتْه وعُولِيَتْ به كما أُلْزِمَتْ ظهورَ الإِبل أَحْلاسُها ورجل حِلْسٌ وحَلِسٌ ومُسْتَحْلِس ملازم لا يبرح القتال وقيل لا يبرح مكانه شُبِّه بِحِلْسِ البعير أَو البيت وفلان من أَحْلاسِ الخيلِ أَي هو في الفُروسية ولزوم ظهر الخيل كالحِلْسِ اللازم لظهر الفرس وفي حديث أَبي بكر قام إِليه بنو فزارة فقالوا يا خليفة رسول اللَّه نحن أَحلاس الخيل يريدون لزومهم ظهورها فقال نعم أَنتم أَحْلاسُها ونحن فُرْسانُها أَي أَنتم راضَتُها وساسَتُها وتلزمون ظُهورها ونحن أَهل الفُروسية وقولهم نحن أَحْلاسُ الخيل أَي نَقْتَنيها ونَلْزَم ظُهورها ورجل حَلُوسٌ حريص ملازم ويقال رجل حَلِسٌ للحريص وكذلك حِلْسَمٌّ بزيادة الميم مثل سِلْغَدٍّ وأَنشد أَبو عمرو ليس بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ عند البُيوتِ راشِنٍ مِقَمِّ وأَحْلَسَتِ الأَرضُ واسْتَحْلَسَت كثر بذرها فأَلبسها وقيل اخضرت واستوى نَباتها وأَرضٌ مُحْلِسَة قد اخضرت كلها وقال الليث عُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ تَرى له طرائقَ بعضها تحت بعض من تراكبه وسواده الأَصمعي إِذا غطى النبات الأَرض بكثرته قيل قد اسْتَحْلَسَ فإذا بلغ والتف قيل قد استأْسد واسْتَحْلَسَ النبتُ إِذا غطى الأَرضَ بكثرته واستَحْلَسَ الليل بالظلام تراكم واسْتَحْلَسَ السَّنامُ ركبته رَوادِفُ الشَّحْم ورواكِبُه وبعير أَحْلَسُ كتفاه سوْداوانِ وأَرضه وذِرْوته أَقل سَواداً من كَتِفَيْه والحَلْساءُ من المَعَزِ التي بين السواد والخُضْرَة لون بطنها كلون ظهرها والأَحْلَسُ الذي لونه بين السواد والحمرة تقول منه احْلَسَّ احْلِساساً قال المُعَطَّلُ الهذلي يصف سيفاً لَيْنٌ حُسامٌ لا يَلِيقُ ضَريبَةً في مَتْنِه دَخَنٌ وأَثْرُ أُحْلَسُ
( * قوله « قال المعطل إلخ » كذا بالأصل ومثله في الصحاك لكن كتب السيد مرتضى ما نصه الصواب أَنه قول أَبي قلابة الطابخي من هذيل اه وقوله « لين » كذا بالأصل والصحاح وكتب بالهامش الصواب عضب )
وقول رؤبة كأَنه في لَبَدٍ ولُبَّدِ من حَلِسٍ أَنْمَرَ في تَرَبُّدِ مُدَّرِعٌ في قِطَعٍ من بُرْجُدِ وقال الحَلِسُ والأَحْلَسُ في لونه وهو بين السواد والحُمْرة والحَلِسُ بكسر اللام الشجاع الذي يلازم قِرْنَه وأَنشد إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِبُ وقد حَلِسَ حَلَساً والحَلِسُ والحُلابِسُ الذي لا يبرح ويلازم قِرْنه وأَنشد قول الشاعر فقلتُ لها كأَيٍّ من جَبانٍ يُصابُ ويُخْطَأُ الحَلِسُ المُحامي كأَيٍّ بمعنى كم وأَحْلَسَتِ السماءُ مَطَرَتْ مطراً رقيقاً دائماً وفي التهذيب وتقول حَلَسَتِ السماءُ إِذا دام مطرها وهو غير وابل والحَلْسُ أَن يأْخذ المُصَّدِّقُ النَّقْدَ مكان الإِبل وفي التهذيب مكان الفريضة وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً إِذا أَمررتها عليه والإِحْلاسُ الحَمْلُ على الشيء قال وما كنتُ أَخْشى الدَّهرَ إِحْلاسَ مُسْلِمٍ من الناسِ ذَنْباً جاءَه وهو مُسْلِما المعنى ما كنت أَخشى إِحلاس مسلم مسلماً ذَنْباً جاءه وهو يرد هو على ما في جاءه من ذكر مسلم قال ثعلب يقول ما كنت أَظن أَن إِنساناً ركب ذنباً هو وآخر ينسبه إِليه دونه وما تَحَلَّسَ منه بشيء وما تَحَلَّسَ شيئاً أَي أَصاب منه الأَزهري والعرب تقول للرجل يُكْرَه على عمل أَو أَمر هو مَحْلوسٌ على الدَّبَرِ أَي مُلْزَمٌ هذا الأَمرَ إِلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ وسَيْرٌ مُحْلَسٌ لا يُفْتَر عنه وفي النوادر تَحَلَّسَ فلان لكذا وكذا أَي طاف له وحام به وتَحَلَّسَ بالمكان وتَحَلَّز به إِذا أَقام به وقال أَبو سعيد حَلَسَ الرجل بالشيء وحَمِسَ به إِذا تَوَلَّعَ والحِلْسُ والحَلْسُ بفتح الحاء وكسرها هو العهد الوثيق وتقول أَحْلَسْتُ فلاناً إِذا أَعطيته حَلْساً أَي عهداً يأْمن به قومك وذلك مثل سَهْم يأْمن به الرجلُ ما دام في يده واسْتَحْلَس فلانٌ الخوفَ إِذا لم يفارقه الخوفُ ولم يأْمن وروي عن الشعبي أَنه دخل على الحجاج فعاتبه في خروجه مع أَبي الأَشعث فاعتذر إِليه وقال إِنا قد اسْتَحْلَسْنا الخوفَ واكتَحَلْنا السَّهَرَ وأَصابتنا خِزْيةٌ لم يكن فيها بَرَرَرةٌ أَتْقِياء ولا فَجَرة أَقوياء قال للَّه أَبوك يا شَعْبيُّ ثم عفا عنه الفراء قال أَنت ابنُ بُعثُطِها وسُرْسُورِها وحِلْسِها وابن بَجْدَتها وابن سِمسارِها وسِفْسِيرِها بمعنى واحد والحِلْسُ الرابع من قداح المَيْسِر قال اللحياني فيه أَر بعة فروض وله غُنْم أَربعة أَنصباء إِن فاز وعليه غرم أَربعة أَنصباء إِن لم يفز وأُم حُلَيْسٍ كنية الأَتان وبنو حِلْس بُطَيْنٌ من الأَزْدِ ينزلون نَهْر المَلِك وأَبو الحُلَيْس رجل والأَحْلَسُ العَبْدِي من رجالهم ذكره ابن الأَعرابي

حلبس
الحَلْبَسُ والحَبَلْبَسُ والحُلابِسُ الشجاع والحَلْبَسُ الحريض الملازم للشيء لا يفارقه قال الكميت فلما دَنَتْ للكاذبين وأَخْرَجَتْ به حَلْبَساً عند اللِّقاءِ حُلابِسا وحَلْبَسُ من أَسماء الأَسد وحَلْبَسَ فلا حَساسَ له أَي ذهب عن ابن الأَعرابي وجاء في الشعر الحَبَلْبَسُ قال الجوهري وأَظنه أَراد الحَلْبَسَ وزاد فيه باء أَنشد أَبو عمرو لنَبْهان سَيَعْلَمُ من يَنْوي جَلائيَ أَنَّني أَرِيبٌ بأَكنافِ النَضِيضِ حَبَلْبَسْ

حمس
حَمِسَ الشَّرُّ اشتدَّ وكذلك حَمِشَ واحْتَمَسَ الدِّيكانِ واحْتَمَشا واحْتَمَسَ القِرْنانِ واقتتلا كلاهما عن يعقوب وحَمِسَ بالشيء عَلِق به والحَماسَة المَنْعُ والمُحارَبَةُ والتَّحمُّسُ التشدد تَحَمَّسَ الرجلُ إِذا تَعاصَى وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه حَمِسَ الوَغى واسْتَحَرَّ الموتُ أَي اشتدَّ الحرُّ والحَمِيسُ التَّنُّورٌ قال أَبو الدُّقَيْشِ التنور يقال له الوَطِيسُ والحمِيسُ ونَجْدَةٌ حَمْساء شديدة يريد بها الشجاعةَ قال بِنَجْدَةٍ حَمْساءَ تُعْدِي الذِّمْرا ورجل حَمِسٌ وحَمِيسٌ وأَحْمَسُ شجاع الأَخيرة عن سيبويه وقد حَمِسَ حَمَساً عنه أَيضاً أَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها إِذا ما حَمِسْنا والوِقايَةُ بالخِناقِ وحَمِسَ الأَمرُ حَمَساً اشتد وتحَامَسَ القومُ تَحامُساً وحِماساً تشادّوا واقتتلوا والأَحْمَسُ والحَمِسُ والمُتَحَمِّسُ الشديد والأَحْمَسُ أَيضاً المتشدِّد على نفسه في الدين وعام أَحْمَسُ وسَنَة حَمْساء شديدة وأَصابتهم سِنُون أَحامِسُ قال الأَزهري لو أَرادوا مَحْضَ النعت لقالوا سِنونَ حُمْسٌ إِنما أرادوا بالسنين الأحامس تذكير الأَعوام وقال ابن سيده ذَكَّروا على إِرادة الأَعوام وأَجْرَوا أَفعل ههنا صفةً مُجراه اسماً وأَنشد لنا إِبِلٌ لم نَكْتَسِبْها بغَدْرةٍ ولم يُفْنِ مولاها السُنونَ الأَحامِسُ وقال آخر سَيَذْهَبُ بابن العَبْدِ عَوْنُ بنُ جَحْوشٍ ضَلالاً وتُفْنِيها السِّنونَ الأَحامِسُ ولَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ أَي الشدَّة وقيل هو إِذا وقع في الداهية وقيل معناه مات ولا أَشدَ من الموت ابن الأَعرابي الحَمْسُ الضَّلالُ والهَلَكة والشَّرُّ وأَنشدنا فإِنكمُ لَسْتُمْ بدارٍ تَكِنَّةٍ ولكِنَّما أَنتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ قال الأَزهري وأَما قول رؤبة لاقَيْنَ منه حَمَساً حَميسا معناه شدة وشجاعة والأَحامِسُ الأَرضون التي ليس بها كَلأٌ ولا مرْتَعٌ ولا مَطَرٌ ولا شيء وأَراضٍ أَحامِسُ والأَحْمَس المكان الصُّلْبُ قال العجاج وكم قَطَعْنا من قِفافٍ حُمْسِ وأَرَضُون أَحامسُ جَدْبة وقول ابن أَحمر لَوْ بي تَحَمَّسَتِ الرِّكابُ إِذاً ما خانَني حَسَبي ولا وَفْرِي قال شمر تحمست تحرّمت واستغاثت من الحُمْسَة قال العجاج ولم يَهَبْنَ حُمْسَةً لأَِحْمَسا ولا أَخَا عَقْدٍ ولا مُنَجَّسا يقول لم يهبن لذي حُرْمة حُرمة أَي ركبت رؤوسهن والحُمْسُ قريش لأَنهم كانوا يتشددون في دينهم وشجاعتهم فلا يطاقون وقيل كانوا لا يستظلون أَيام منى ولا يدخلون البيوت من أَبوابها وهم محرمون ولا يَسْلأُون السمن ولا يَلْقُطُون الجُلَّة وفي حديث خَيْفان أَما بنو فلان فَمُسَك أَحْماس أَي شجعان وفي حديث عرفة هذا من الحُمْسِ هم جمع الأَحْمس وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه ذكر الأَحامِس هو جمع الأَحْمس الشجاع أَبو الهيثم الحُمْسُ قريش ومَنْ وَلدَتْ قريش وكنانة وجَديلَةُ قَيْسٍ وهم فَهْمٌ وعَدْوانُ ابنا عمرو بن قيس عَيْلان وبنو عامر بن صَعْصَعَة هؤلاء الحُمْسُ سُمُّوا حُمْساً لأَنهم تَحَمَّسُوا في دينهم أَي تشدَّدوا قال وكانت الحُمْسُ سكان الحرم وكانوا لا يخرجون أَيام الموسم إِلى عرفات إِنما يقفون بالمزدلفة ويقولون نحن أَهل اللَّه ولا نخرج من الحرم وصارت بنو عامر من الحُمْسِ وليسوا من ساكني الحرم لأَن أُمهم قرشية وهي مَجْدُ بنت تيم بن مرَّة وخُزاعَةُ سميت خزاعة لأنهم كانوا من سكان الحرم فَخُزِعُوا عنه أَي أُخْرجوا ويقال إِنهم من قريش انتقلوا بنسبهم إِلى اليمن وهم من الحُمْسِ وقال ابن الأَعرابي في قول عمرو بتَثْلِيثَ ما ناصَيت بَعْدي الأَحامِسا أَراد قريشاً وقال غيره أَراج بالأَحامس بني عامر لأَن قريشاً ولدتهم وقيل أَراد الشجعان من جميع الناس وأَحْماسْ العرب أُمهاتهم من قريش وكانوا يتشدّدون في دينهم وكانوا شجعان العرب لا يطاقون والأَحْمَسُ الوَرِعُ من الرجال الذي يتشدد في دينه والأَحْمَسُ الشديد الصُّلْب في الدين والقتال وقد حَمِسَ بالكسر فهو حَمِسٌ وأَحْمَسُ بَيِّنُ الحَمَسِ ابن سيده والحُمْسُ في قَيْسٍ أَيضاً وكله من الشدَّة والحَمْسُ جَرْسُ الرجال وأَنشد كأَنَّ صَوْتَ وَهْسِها تحت الدُّجى حَمْسُ رجالٍ سَمِعُوا صوتَ وَحى والحَماسَةُ الشجاعة والحَمَسَةُ دابة من دواب البحر وقيل هي السُّلَحْفاة والحَمَسُ اسم للجمع وفي النوادر الحَمِيسَةُ القَلِيَّةُ وحَمَسَ اللحم إِذا قَلاه وحِماسٌ اسم رجل وبنو حَمْسٍ وبنو حُمَيْسٍ وبنو حِماسٍ قبائل وذو حِماسٍ موضع وحَماساءُ ممدود موضع

حمرس
الحُمارِسُ الشديد والحُمارِسُ اسم للأَسد أَو صفة غالبة وهو منه والحُمارِسُ والرُّماحِسُ والقُداحِسُ كل ذلك الجريء الشجاع قال الأَزهري هي كلها صحيحة قال ذو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْضِيُّ الجوهري أُمُّ الحُمارِسِ امرأَة

حنس
الأَزهري خاصة قال شمر الحَوَنَّسُ من الرجال الذي لا يَضِيمه أَحدٌ إِذا أَقام في مكان لا يَخْلِجُه أَحد وأَنشد يَجْري النَفِيُّ فوقَ أَنْفٍ أَفْطَسِ منه وعَيْنَيْ مُقْرِفٍ حَوَنَّسِ ابن الأَعرابي الحَنَسُ لزومَ وسَطِ المعركة شجاعة قال والحُنْسُ الوَرِعُون

حندس
الحِنْدِسُ الظُّلْمَة وفي الصحاح الليل الشديد الظلمة وفي حديث أَبي هريرة كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلم في ليلة ظَلْماء حِنْدِسٍ أَي شديدة الظلمة ومنه حديث الحسن وقام الليلَ في حِنْدِسِه وليلة حِنْدِسَة وليل حِنْدِسٌ مُظْلِمٌ والحَنادِسُ ثلاث ليالٍ من الشهرْ لظلمتهنّ ويقال دَحامِسُ وأَسْوَدُ حِنْدِسٌ شديد السواد كقولك أَسْوَدُ حالِكٌ

حندلس
ناقة حَنْدَلِسٌ ثقيلة المشي وهي أَيضاً النجيبة الكريمة قال ابن الأَعرابي هي الضخمة العظيمة والحَنْدَلِسُ أَيضاً أَضْخَمُ القَمْل قال كراع هي فَنْعَلِلٌ

حنفس
الحِنْفِسُ والحِفْنِسُ الصغير الخَلْقِ وهو مذكور في الصاد الليث يقال للجارية البَذِيَّة القليلة الحياة حِنْفِسٌ وحِفْنِسٌ قال الأَزهري والمعروف عندنا بهذا المعنى عِنْفِصٌ

حوس
حاسَه حَوْساً كحَساه والحَوْسُ انتشار الغارةِ والقتلُ والتحرّك في ذلك وقيل هو الضربُ في الحرب والمعاني مُقْتَرِبَةٌ وحاسَ حَوْساً طَلَبَ وحاسَ القومَ حَوْساً طلبهم وداسَهُم وقرئ فحاسُوا خلالَ الديار وقد قدّمنا ذكر تفسيرها في جوس ورجل حَوَّاسٌ غَوَّاسٌ طَلاَّب بالليل وحاسَ القومَ حَوْساً خالطهم ووَطِئَهم وأَهانهم قال يَحُوسُ قبيلةً ويُبِيرُ أُخْرى وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه قال لأَبي العَدَبَّس بل تَحُوسُك فِتنةٌ أَي تخالط قلبك وتَحُثُّك وتُحَرِّكك على ركوبها وكل موضع خالطته ووطئته فقد حُسْتَه وجُسْتَه وفي الحديث أَنه رأَى فلاناً وهو يخاطب امرأَة تَحُوس الرجالَ أَي تخالطهم والحديث الآخر قال لحَفْصَةَ أَلم أَرَ جاريَةَ أَخيك تَحُوسُ الناسَ ؟ وفي حديث آخر فحاسُوا العَدُوَّ ضَرْباً حتى أَجْهَضُوهم عن أَثقالهم أَي بالغوا في النكاية فيهم وأَصل الحَوْس شدة الاختلاط ومداركة الضَّرْب ورجل أَحْوَسٌ جريءلا يردّه شيء الجوهري الأَحْوَسُ الجريء الذي لا يهوله شيء وأَنشد أَحْوسُ في الظَّلْماءِ بالرُّمْحِ الخَطِلْ وتركت فلاناَ يَحُوسُ بني فلان ويَجُوسُهم أَي يتخللهم ويطلب فيهم ويدوسُهم والذئب يَحُوسُ الغنم يتخللها ويفرِّقها وحمل فلان على القوم فحاسَهم قال الحطيئة يذم رجلاً رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ دُنُسُ الثيابِ قَناتُهم لم تُضْرَسِ بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ وجارُهم يُعْطِي الظُّلامَةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ وهي الأُمور التي تنزل بالقوم وتغشاهم وتَخَلَّلُ ديارهم والتَحَوُّس التشجع والتَحَوُّسُ الإِقامة مع إِرادة السفر كأَنه يريد سفراً ولا يتهيأُ له لاشتغاله بشيء بعد شيء وأَنْشَدَ المتلمس يخاطب أَخاه طَرَفة سرْ قد أَنَى لك أَيُّهما المُتَحَوِّسُ فالدار قد كادَت لعَهْدِكَ تَدْرُسُ وإِنه لذو حَوْسٍ وحَويس أَي عَداوة عن كراع ويقال حاسُوهم وجاسُوهم ودَرْبَخُوهم وفَنَّخُوهم أَي ذللوهم الفراء حاسُوهم وجاسُوهم إِذا ذهبوا وجاؤوا يقتلونهم والأَحْوَسُ الشديد الأَكل وقيل هو الذي لا يَشْبَعُ من الشيء ولا يَمَلُّه والأَحْوِسُ والحَؤُوس كلاهما الشجاع الحَمِسُ عند القتال الكثيرُ القتل للرجال وقيل هو الذي إِذا لَقِيَ لم يَبْرَحْ ولا يقال ذلك للمرأَة وأَنشد ابن الأَعرابي والبَطَلُ المُسْتَلْئِم الحَؤُوسُ وقد حَوِسَ حَوَساً والأَحْوَسُ أَيضاً الذي لا يَبْرَحُ مكانه أَو يَنالَ حاجته والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ابن الأَعرابي الحَوْسُ الأَكل الشديد والحُوسُ الشجعان ويقال للرجل إِذا ما تَحَيَّس وأَبطأَ ما زال يَتَحَوَّسُ وفي حديث عمر بن عبد العزيز دخل عليه قومٌ فجعل فَتًى منهم يَتَحَوَّسُ في كلامه فقال كَبِّروا
( * قوله « فقال كبروا » تمامه كما بهامش النهاية فقال الفتى يا أَمير المؤمنين لو كان بالكبر لكان في المسلمين أسن منك حين ولوك الخلافة ) كَبِّروا التَحَّوُّس تَفَعُّلٌ من الأَحْوَس وهو الشجاع أَي يَتَشَجَّعُ في كلامه ويَتَجَرَّأُ ولا يبالي وقيل هو يتأَهب له ومنه حديث عَلْقَمة عَرَفْتُ فيه تَحَوُّسَ القوم وهَيْئَتَهم أَي تأَهُّبَهم وتَشَجُّعَهم ويروى بالشين ابن الأَعرابي الإِبل الكثيرة يقال لها حُوسى وأَنشد تَبَدَّلَتْ بعد أَنِيسٍ رُعُب وبعد حُوسى جامِلٍ وسُرُب وإِبل حُوسٌ بطيئات التحرّك من مَرْعاهُنَّ جملٌ أَحْوَسُ وناقة حَوْساء والحَوْساء من الإِبل الشديدة النَفَسِ والحَوْساء من الإِبل الشديدة النَّفْسِ والحَوْساء الناقة الكثيرة الأَكل وقول الفرزدق يصف الإِبل حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ إِذا النَّكْباء راوَحَتِ الشَّمالا قال ابن سيده لا أَدري ما معنى حُواسات إِلا أَن كانت الملازمةَ للعَشاءِ أَو الشديدة الأَكل وهذا البيت أَورده الأَزهري على الذي لا يبرح مكانه حتى ينال حاجته وأَورده الجوهري في ترجمة حيس وسيأْتي ذكره قال ابن سيده ولا أَعرف أَيضاً معنى قوله أَنْعَثُ غَيثاً رائحاً عُلْوِيًّا صَعَّدَ في نَخْلَةَ أَحْوَسِيَّا يَجُرُّ من عَفائِهِ حَيِيًّا جَرَّ الأَسِيفِ الرَّمَكَ المَرْعِيَّا إِلا أَن يريد اللزوم والمواظبة وأَورد الأَزهري هذا الرجز شاهداً على قوله غيث أَحوسي دائم لا يُقْلِعُ وإِبل حُوسٌ كثيرات الأَكل وحاسَتِ المرأَة ذَيْلَها إِذا سحبته وامرأَة حَوساء الذيل طويلة الذيل وأَنشد شمر قوله تَعِيبِينَ أَمراً ثم تأْتِينَ دونه لقد حاسَ هذا الأَمرَ عندكِ حائسُ وذلك أَن امرأَة وجدت رجلاً على فُجور وعَيَّرَتْه فُجورَه فلم تلبث أَن وجدها الرجل على مثل ذلك الفراء قد حاسَ حَيْسُهم إِذا دنا هلاكهم ومثل العرب عاد الحَيْسُ يُحاسُ أَي عاد الفاسِدُ يُفْسَدُ ومعناه أَن تقول لصاحبك إِن هذا الأَمر حَيْسٌ أَي ليس بمحكم ولا جَيِّد وهو رديء ومنه البيت تعيبين أَمراً وامرأَة حَوْساء الذيل أَي طويلة الذيل وقال قد عَلِمَتْ صَفْراءُ حَوْساءُ الذَّيْل أَي طويلة الذيل وقد حاسَتْ ذيلها تَحُوسُه إِذا وَطِئَتْهُ تَسْحَبه كما يقال حاسَهم وداسَهم أَي وطئهم وقول رؤبة وزَوَّلَ الدَّعْوى الخِلاط الحَوَّاسْ قيل في تفسيره الحَوَّاسُ الذي ينادي في الحرب يا فلان يا فلان قال ابن سيده وأَُراه من هذا كأَنه يلازم النداء ويواظبه وحَوْسٌ اسم وحَوْساء وأَحْوسُ موضعان قال مَعْنُ بن أَوْس وقد عَلِمَتْ نَخْلِي بأَحْوَس أَنني أَقَلُّ وإِن كانت بلادِي اطِّلاعَها

حيس
الحَيْس الخلط ومنه سمي الحَيْسُ والحَيسُ الأَقِطُ يخلط بالتمر والسمن وحاسَه يَحِيسُه حَيساً قال الراجز التَّمْرُ والسَّمْنُ مَعاً ثم الأَقِطْ الحَيْسُ إِلا أَنه لم يَخْتَلِطْ وفي الحديث أَنه أَوْلَم على بعض نسائه بحَيْسٍ قال هو الطعام المتخذ من التمر والأَقط والسمن وقد يجعل عوض الأَقط الدقيق والفَتِيتُ وحَيَّسَه خَلَطَه واتخذه قال هُنَيُّ بن أَحمر الكناني وقيل هو لزُرافَةَ الباهلي هل في القضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيتُمُ وأَمِنْتُمُ فأَنا البَعِيدُ الأَجْنَبُ ؟ وإِذا الكتائِبُ بالشدائِدِ مَرَّةً جَحَرَتْكُمُ فأَنا الحبيبُ الأَقربُ ؟ ولِجُنْدَبٍ سَهْلُ البلادِ وعَذْبُها وَليَ المِلاحُ وحَزْنُهُنَّ المُجْدِبُ وإِذا تكونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لها وإِذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ عَجَباً لِتِلْكَ قَضِيَّةً وإِقامَتِي فيكمْ على تلك القَضِيَّةِ أَعْجَبُ هذا لعَمْرُكُمُ الصَّغارُ بعينهِ لا أُمَّ لي إِن كان ذاكَ ولا أَبُ والحَيْسُ التمر البَرْنِيُّ والأَقِطُ يُدَقَّان ويعجنان بالسمن عجناً شديداً حتى يَنْدُرَ النوى منه نَواةً نواة ثم يُسَوَّى كالثريد وهي الوَطْبَة أَيضاً إِلا أَن الحَيْسَ ربما جعل فيه السويق وأَما الوطبة فلا ومن أَمثالهم عاد الحَيْسُ يُحاسُ ومعناه أَن رجلاً أُمِرَ بأَمر فلم يُحْكِمْه فذمه آخر وقام ليحكمه فجاء بِشَرٍّ منه فقال الآمر عاد الحَيْسُ يُحاسُ أَي عاد الفاسدُ يُفْسَدُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسَا ولَقِيَتْ من النكاحِ وَيْسَا قد حِيسَ هذا الدينُ عندي حَيْسا معنى حِيسَ هذا الدين خُلِطَ كما يُخْلَطُ الحَيْسُ وقال مرة فُرِغَ منه كما يُفْرَغُ من الحَيْسِ وقد شَبَّهَتِ العربُ بالحَيْس ابن سيده المَحْيُوسُ الذي أَحدقت به الإِماء من كل وجه يُشَبَّه بالحَبسِ وهو يُخْلَطُ خَلْطاً شديداً وقيل إِذا كانت أُمه وجدّته أَمتين فهو محيوس قال أَبو الهيثم إِذا كانت
( * كذا بياض بالأصل ) أَوجدتاه من قِبل أَبيه وأُمه أَمة فهو المَحْيُوسُ وفي حديث أَهل البيت لا يُحِبُّنا اللُّكَعُ ولا المَحْيُوسُ ابن الأَثير المَحْيُوس الذي أَبوه عبد وأُمه أَمة كأَنه مأْخوذ من الحَيْسِ الجوهري الحُواسَةُ الجماعة من الناس المختلطةُ والحُواساتُ الإِبل المجتمعة قال الفرزدق حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ إِذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشَّمالا
( * روي هذا البيت في كلمة « حوس » وفيه راوحت الشمال مكان عارضت )
ويروى العَشاء بفتح العين ويجعل الحُواسَة من الحَوْسِ وهو الأَكل والدَّوْسُ وحُواسات أَكُولات وهذا البيت أَورده ابن سيده في ترجمة حوس وقال لا أَدري معناه وأَورده الأَزهري بمعنى الذي لا يَبْرَحُ مكانة حتى يَنالَ حاجَتَه ويقال حِسْتُ أَحِيسُ حَيْساً وأَنشد عن أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكلَ الحَيْسِ ورجل حَيُوسٌ قَتَّالٌ لغة في حَؤُوس عن ابن الأَعرابي واللَّه أَعلم

خبس
خَبَسَ الشيءَ يَخْبُسُه خَبْساً وتَخَبَّسَه واخْتَبَسَه أَخذه وغَنِمَه والخُباسَةُ الغنيمة قال عمرو بن جُوَيْنٍ أَو امرؤ القيس فلم أَرَ مثلَها خُباسَةَ واجدٍ ونَهْنَهْتُ نَفْسي بعدما كِدتُ أَفْعَلَهْ نصب على إِرادة أَن لأَن الشعراء يستعملون أَن ههنا مضطرين كثيراً والخُباساء كالخُباسَة والخُباسَة بالضم المَغْنَمُ الأَصمعي الخُباسَةُ ما تَخَبَّسْتَ من شيء أَي أَخذته وغنمته ومنه يقال رجل خَبَّاسٌ أَي غَنَّام والاخْتِباسُ أَخذ الشيءِ مُغالَبَةً وأَسَدٌ خَبُوس وخَبَّاسٌ وخابِسٌ وخُنابِسٌ يَخْتَبِسُ الفَريسَة وخَبَسه أَخذه وأَسَدٌ خُوابِسٌ وأَنشد أَبو مَهْدِي لأَبي زُبَيْدٍ الطائي واسمه حَرْمَلة ابن المنذر فما أَنا بالضَّعِيفِ فَتَزْدَرُوني ولا حَقِّي اللَّفاءُ ولا الخَسِيسُ ولكني ضُبارِمَةٌ جَمُوحٌ على الأَقْران مُجْتَرئٌ خَبُوسُ اللَّفاءُ الشيء اليسير الحقير يقال رضيت من الوفاء باللَّفاء ويقال اللَّفاءُ ما دون الحَقِّ والضُّبارِمَة المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الأُسْدِ وغيرها وجَمُوحٌ ماض راكبٌ رأْسَه والخَبْسُ والاخْتباسُ الظلم خَبَسه مالَه واخْتَبَسَه إِياه والخُباسَة الظُّلامَةُ خرس الخَرَسُ ذهاب الكلام عِيّاً أَو خِلْقَةً خَرِسَ خَرَساً وهو أَخْرَسُ والخَرَسُ بالتحريك المصدر وأَخْرَسَه اللَّه وجمل أَخْرَسُ لا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج منه هَدِيرُه فهو يُردِّدُه فيها وهو يُستحب إِرسالُه في الشَّوْلِ لأَنه أَكثر ما يكون مِئْناثاً وعَلَم أَخْرَسُ لا يسمع في الجبل له صَدًى يعني العَلَم الذي يهتدى به قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد وأَيْرَمٌ أَخْرَسُ فوق عَنْزِ والأَيْرَمُ العَلَم فوق القارَةُ يُهْتَدى به والأَحْرَس القديم
( * قوله « والأحرس القديم إلخ » كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً وكأَنه قال ويروى الأحرس بالحاء المهملة وهو إلخ وقد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س وليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلاً ) العادي مأْخوذ من الحَرْس وهو الدهْرُ والعنز القارة السوداء قال وأَنشدنيه أَعرابي آخر وأَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ قال والأَعْيَسُ الأَبيض والعَنْزُ الأَسْوَدُ من القُور قارة عَنْزٌ سوداء وناقة خَرْساء لا يسمع لها رُغاء وكتيبة خَرْساء إِذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّرُوعِ أَي لم يكن لها قَعاقِعُ وقيل هي التي لا تسمع لها صوتاً من وَقارِهِمْ في الحرب قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للبن الخاثر هذه لَبَنَة خَرْساء لا يسمع لها صوت إِذا أُريقت المحكم وشربة خَرْساء وهي الشربة الغليظة من اللبن ولبن أَخْرَسُ أَي خاثر لا يسمع له في الإِناء صوت لغلظه وقال أَبو حنيفة عين خَرْساء وسحابة
( * قوله « عين خرساء وسحابة إلخ » كذا بالأصل ولو قال كما قال شارح القاموس وعين خرساء لا يسمع لجريها صوت وسحابة إلخ لكان أحسن ) خَرْساء لا رعد فيها ولا برق ولا يسمع لها صوت رعد قال وأَكثر ما يكون ذلك في الشتاء لأَن شدة البرد تُخْرِسُ البَرَدَ وتُطفئ البَرْقَ الفراء يقال وَلاَّني عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ يريد أَعْرَضَ عني ولا يكلمني والخَرْساء الداهية والعِظامُ الخُرْسُ الصُّمُّ قال حكاه ثعلب والخَرْساءُ من الصخور الصَّمَّاء أَنشد الأَخفش قول النابغة أَواضِعَ البيتِ في خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ تُقَيَّدُ العَيْرَ لا يَسْري بها السَّاري ويروى تقيد العين وهو مذكور في موضعه والخُرْسُ والخِراسُ طعام الولادة الأَخيرة عن اللحياني هذا الأَصل ثم صارت الدعوة للولادة خُرْساً وخِراساً قال الشاعر كلُّ طعامٍ تَشْتَهي رَبيعَهْ الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ وخَرَّسْتُ على المرأَة تَخْريساً إِذا أَطعمت في ولادتها والخُرْسَةُ التي تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو ما يُصْنع لها من فَريقَةٍ ونحوها وخَرَسَها يَخْرُسُها عن اللحياني وخَرَّسَها خُرْسَتَها وخَرَّسَ عنها كلاهما عملها لها قال وللَّه عَيْنا مَنْ رَأَى مثلَ مِقْيَسِ إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ وقد خُرِّسَتْ هي أَي يجعلُ لها الخُرْسُ قال الأَعْلم الهُذَليُّ يصف حَدْبَ الزمان وعَدَمَ الكسب حتى إِن المرأَة النفساء لا تُخَرَّسُ والفَطِيم لا يُسْكَتُ بِحِتْرٍ وهو الشيء اليسير من الطعام وغيره إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها الحِتْرُ الشيء القليل الحقير أَي ليس لهم شيء يُطْعِمُون الصبي من شدّة الأَزْمَةِ وقوله غلاماً منتصب على التمييز فيكون بياناً للبِكْر لأن البِكْر يكون غلاماً وجارية وأَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كانت في النفوس آثَر والعنايَةُ بها آكَدَ فإِذا اطُّرِحَتْ دل ذلك على شدّة الجَدْب وعموم الجَهْدِ وفي الحديث في صفة التمر هي صُمْتَةُ الصبي وخُرْسَةُ مَرْيَمَ الخُرْسَة ما تَطْعَمُه المرأَةُ عند وِلادِها وخَرَّسْتُ النفساء أَطعمتها الخُرْسَة وأَراد قول اللَّه عز وجل وهُزّي إِليك بِجِذع النخلة تُساقِطْ عليك رُطَباً جَنِيّاً والخُرْسُ بلا هاء الطعام الذي يدعى إِليه عند الولادة وفي حديث حَسَّان كان إِذا دُعِيَ إِلى طعام قال إِلى عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ ؟ فإِن كان في واحد من ذلك أَجاب وإِلا لم يُجِبْ وأَما قول الشاعر يصف قوماً بقلة الخير شَرُّكُمْ حاضِرٌ وخَيْرُكُمُ دَ رُّ خَرُوسٍ من الأَرانِبِ بِكْرِ فيقال هي البِكْرُ في أَوّل حملها ويقال هي التي يعمل لها الخُرْسَةُ ومن أمثالهم تَخَرّسي لا مُخَرِّسَةَ لَكِ وقال خالد بن صفوان في صفة التمر تُحْفَةُ الكبير وصُمْتَةُ الصغير وتَخْرِسَةُ مَرْيم كأَنه سماه بالمصدر وقد تكون اسماً كالتَّنْهِيَةِ والتَّوْديَةِ وتَخَرَّسَت المرأَةُ عَمِلَتْ لنفسها خُرْسَة والخَرُوسُ من النساء التي يعمل لها شيء عند الولادة والخَرُوس أَيضاً البِكْر في أَول بطن تحمله ويقال للأَفاعي خُرْسٌ قال عنترة عليهم كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ كأَن قَتِيرَها أَعْيانُ خُرْسِ والخَرْسُ والخِرْسُ الدَّنُّ الأَخيرة عن كراع والصاد في هذه الأَخيرة لغة والخَرَّاسُ الذي يعمل الدّنانَ قال الجعدي جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْخَرَّاسُ لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ الناقس الحامض قال العجاج وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الأَزهري وقرأْت في شعر العجاج المقروء على شمر مُعَلِّقِينَ في الكلالِيبِ السُّفَرْ وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الخَرْسُ الدنّ قيده بالخاء والخَرَّاس أَيضاً الخَمَّار وخُراسانُ كُورَةٌ النسب إِليها خُراسانيٌّ قال سيبويه وهو أَجود وخُراسِيٌّ خُرْسِيٌّ ويقال هم خُرْسانٌ كما يقال هم سُودانٌ وبِيضانٌ ومنه قول بَشَّار في البيت من خُرْسان لا تُعابُ يعني بناته ويجمع على الخُرَسِينَ بتخفيف ياء النسبة كقولك الأَشْعَرين وأَنشد لا تُكْرِيَنَّ بعدها خُرَسِيَا

خرس
الخَرَسُ ذهاب الكلام عِيّاً أَو خِلْقَةً خَرِسَ خَرَساً وهو أَخْرَسُ والخَرَسُ بالتحريك المصدر وأَخْرَسَه اللَّه وجمل أَخْرَسُ لا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج منه هَدِيرُه فهو يُردِّدُه فيها وهو يُستحب إِرسالُه في الشَّوْلِ لأَنه أَكثر ما يكون مِئْناثاً وعَلَم أَخْرَسُ لا يسمع في الجبل له صَدًى يعني العَلَم الذي يهتدى به قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد وأَيْرَمٌ أَخْرَسُ فوق عَنْزِ والأَيْرَمُ العَلَم فوق القارَةُ يُهْتَدى به والأَحْرَس القديم
( * قوله « والأحرس القديم إلخ » كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً وكأَنه قال ويروى الأحرس بالحاء المهملة وهو إلخ وقد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س وليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلاً ) العادي مأْخوذ من الحَرْس وهو الدهْرُ والعنز القارة السوداء قال وأَنشدنيه أَعرابي آخر وأَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ قال والأَعْيَسُ الأَبيض والعَنْزُ الأَسْوَدُ من القُور قارة عَنْزٌ سوداء وناقة خَرْساء لا يسمع لها رُغاء وكتيبة خَرْساء إِذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّرُوعِ أَي لم يكن لها قَعاقِعُ وقيل هي التي لا تسمع لها صوتاً من وَقارِهِمْ في الحرب قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للبن الخاثر هذه لَبَنَة خَرْساء لا يسمع لها صوت إِذا أُريقت المحكم وشربة خَرْساء وهي الشربة الغليظة من اللبن ولبن أَخْرَسُ أَي خاثر لا يسمع له في الإِناء صوت لغلظه وقال أَبو حنيفة عين خَرْساء وسحابة
( * قوله « عين خرساء وسحابة إلخ » كذا بالأصل ولو قال كما قال شارح القاموس وعين خرساء لا يسمع لجريها صوت وسحابة إلخ لكان أحسن ) خَرْساء لا رعد فيها ولا برق ولا يسمع لها صوت رعد قال وأَكثر ما يكون ذلك في الشتاء لأَن شدة البرد تُخْرِسُ البَرَدَ وتُطفئ البَرْقَ الفراء يقال وَلاَّني عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ يريد أَعْرَضَ عني ولا يكلمني والخَرْساء الداهية والعِظامُ الخُرْسُ الصُّمُّ قال حكاه ثعلب والخَرْساءُ من الصخور الصَّمَّاء أَنشد الأَخفش قول النابغة أَواضِعَ البيتِ في خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ تُقَيَّدُ العَيْرَ لا يَسْري بها السَّاري ويروى تقيد العين وهو مذكور في موضعه والخُرْسُ والخِراسُ طعام الولادة الأَخيرة عن اللحياني هذا الأَصل ثم صارت الدعوة للولادة خُرْساً وخِراساً قال الشاعر كلُّ طعامٍ تَشْتَهي رَبيعَهْ الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ وخَرَّسْتُ على المرأَة تَخْريساً إِذا أَطعمت في ولادتها والخُرْسَةُ التي تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو ما يُصْنع لها من فَريقَةٍ ونحوها وخَرَسَها يَخْرُسُها عن اللحياني وخَرَّسَها خُرْسَتَها وخَرَّسَ عنها كلاهما عملها لها قال وللَّه عَيْنا مَنْ رَأَى مثلَ مِقْيَسِ إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ وقد خُرِّسَتْ هي أَي يجعلُ لها الخُرْسُ قال الأَعْلم الهُذَليُّ يصف حَدْبَ الزمان وعَدَمَ الكسب حتى إِن المرأَة النفساء لا تُخَرَّسُ والفَطِيم لا يُسْكَتُ بِحِتْرٍ وهو الشيء اليسير من الطعام وغيره إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها الحِتْرُ الشيء القليل الحقير أَي ليس لهم شيء يُطْعِمُون الصبي من شدّة الأَزْمَةِ وقوله غلاماً منتصب على التمييز فيكون بياناً للبِكْر لأن البِكْر يكون غلاماً وجارية وأَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كانت في النفوس آثَر والعنايَةُ بها آكَدَ فإِذا اطُّرِحَتْ دل ذلك على شدّة الجَدْب وعموم الجَهْدِ وفي الحديث في صفة التمر هي صُمْتَةُ الصبي وخُرْسَةُ مَرْيَمَ الخُرْسَة ما تَطْعَمُه المرأَةُ عند وِلادِها وخَرَّسْتُ النفساء أَطعمتها الخُرْسَة وأَراد قول اللَّه عز وجل وهُزّي إِليك بِجِذع النخلة تُساقِطْ عليك رُطَباً جَنِيّاً والخُرْسُ بلا هاء الطعام الذي يدعى إِليه عند الولادة وفي حديث حَسَّان كان إِذا دُعِيَ إِلى طعام قال إِلى عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ ؟ فإِن كان في واحد من ذلك أَجاب وإِلا لم يُجِبْ وأَما قول الشاعر يصف قوماً بقلة الخير شَرُّكُمْ حاضِرٌ وخَيْرُكُمُ دَ رُّ خَرُوسٍ من الأَرانِبِ بِكْرِ فيقال هي البِكْرُ في أَوّل حملها ويقال هي التي يعمل لها الخُرْسَةُ ومن أمثالهم تَخَرّسي لا مُخَرِّسَةَ لَكِ وقال خالد بن صفوان في صفة التمر تُحْفَةُ الكبير وصُمْتَةُ الصغير وتَخْرِسَةُ مَرْيم كأَنه سماه بالمصدر وقد تكون اسماً كالتَّنْهِيَةِ والتَّوْديَةِ وتَخَرَّسَت المرأَةُ عَمِلَتْ لنفسها خُرْسَة والخَرُوسُ من النساء التي يعمل لها شيء عند الولادة والخَرُوس أَيضاً البِكْر في أَول بطن تحمله ويقال للأَفاعي خُرْسٌ قال عنترة عليهم كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ كأَن قَتِيرَها أَعْيانُ خُرْسِ والخَرْسُ والخِرْسُ الدَّنُّ الأَخيرة عن كراع والصاد في هذه الأَخيرة لغة والخَرَّاسُ الذي يعمل الدّنانَ قال الجعدي جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْخَرَّاسُ لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ الناقس الحامض قال العجاج وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الأَزهري وقرأْت في شعر العجاج المقروء على شمر مُعَلِّقِينَ في الكلالِيبِ السُّفَرْ وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الخَرْسُ الدنّ قيده بالخاء والخَرَّاس أَيضاً الخَمَّار وخُراسانُ كُورَةٌ النسب إِليها خُراسانيٌّ قال سيبويه وهو أَجود وخُراسِيٌّ خُرْسِيٌّ ويقال هم خُرْسانٌ كما يقال هم سُودانٌ وبِيضانٌ ومنه قول بَشَّار في البيت من خُرْسان لا تُعابُ يعني بناته ويجمع على الخُرَسِينَ بتخفيف ياء النسبة كقولك الأَشْعَرين وأَنشد لا تُكْرِيَنَّ بعدها خُرَسِيَا

خربس
الخَرْبَسِيسُ الشيء اليسير وهي في النفي بالصاد

خرمس
ليل خِرْمِسٌ مظلم واخْرَنْمَسَ الرجل ذَلَّ وخضع وقيل سكت وقد وردت بالصاد عن كراع وثعلب والاخْرِنْماسُ السكوت والمُخَرْمِسُ الساكت الفراء اخْرَمَّسَ واخْرَمَّصَ سكت واخْرَمَّسَ الرجل إِذا ذَلَّ وخَضَع

خسس
الخَساسَةُ مصدرُ الرجل الخَسِيس البَيِّن الخَساسَة والخَسِيسُ الدنيء وخَسَّ الشيءُ يَخَسُّ ويَخِسُّ خِسَّةً وخَساسَةً فهو خسِيسٌ رَذُلَ وشيء خَسِيسٌ وخُساسٌ ومَخْسُوسٌ تافه ورجل مَخْسُوسٌ مَرْذُول وقوم خِساسٌ أَرذال وخَسِسْتَ وخَسَسَستْ تَخِسُّ خَساسة وخُسُوسَةً وخِسَّة صِرْتَ خَسِيساً وأَخْسَسْتَ أَتيت بخَسِيس وخَسِسْتَ بعدي بالكسر خِسَّةً وخَساسةً إِذا كان في نفسه خَسِيساً وخَسَّ نصيبَه يَخُسُّه بالضم أَي جعله خَسِيساً وأَخْسَسْتُه وجدته خَسِيساً واسْتَخسَّه أَي عدَّه خَسِيساً وخَسَّ الحظُّ خَسّاً فهو خَسِيسٌ وأَخَسَّه كلاهما قَلَّله ولم يُوَفِّرْه قال أَبو منصور العرب تقول أَخَسَّ اللَّهُ حَظَّه وأَخَتَّه بالأَلف إِذا لم يكن ذا جَدٍّ ولا حَظٍّ في الدنيا ولا شيءٍ من الخير وأَخسَّ فلان إِذا جاء بخَسِيس من الأَفعال وقد أَخْسَسْتَ في فعلك وأَخْسَسْتَ إِخْساساً إِذا فعلتَ فعلاً خسيساً وامرأَة مُسْتَخَِسَة وخَسَّاءُ قبيحة الوجه اشتقت من الخَسِيس وفي التهذيب امرأَة مُسْتَخَِسَّة إِذا كانت دميمة الوجه ذَرِبَةً مشتق من الخِسَّة والعرب تسمي النجوم التي لا تَعْزُبُ نحو بنات نَعْش والفَرْقَدَيْن والجَدْيِ والقُطْب وما أَشْبه ذلك الخُسَّان والخَسُّ بالفتح بقلة معروفة من أَحرار البقول عريضة الورق حُرَّة لَيِّنة تزيد في الدم والخُسُّ رجل من إِياد معروف وابنةٌ الخُسّ الإِيادِيَة التي جاءت عنها الأَمثال واسمها هِنْد وكانت معروفة بالفصاحة ويقال رَفَعْتُ من خَسِيسَتِه إِذا فعلت به فعلاً يكون فيه رِفْعَتُه قال الأَزهري يقال رفع اللَّه خَسِيسَةً فلان إِذا رفع حاله بعد انحطاطها وفي حديث عائشة أَن فتاةً دخلت عليها فقالت إِن أَبي زوَّجني من ابن أَخيهِ وأَراد أَن يَرْفَعَ بي خَسِيسَته الخَسِيسُ الدنيء والخَساسَةُ الحالة التي يكون عليها الخَسِيسُ ومنه حديث الأَحنف إِن لم يَرْفَع خَسِيسَتنا التهذيب الخَسِيسُ الكافر ويقال هو خَسِيسٌ خَتِيثٌ وخَسِيسةُ الناقة أَسنانها دون الإِثْناءِ يقال جاوزت الناقةُ خَسِيسَتَها وذلك في السنة السادسة إِذا أَلقت ثَنِيَّتَها وهي التي تجوز في الضحايا والهَدْي

خفس
خَفَسَ يَخْفِسُ خَفْساً وأَخْفَسَ الرجلُ قال لصاحبه أَقْبَحَ ما يكون من القول وأَقبَح ما قدَرَ عليه يقال للرجل خَفَسْتَ يا هذا وأَخْفَسْتَ وهو من سوء القول وشَرابٌ مُخْفِسٌ سريع الإِسكار واشتقاقه من القُبْح لأَنه يخرج به من سُكْرِه إِلى القبيح من القول والفعل وخَفَسَ له يَخْفِس قَلَّل له من الماء في شرابه يقال اخْفِسْ له من الماء أَي قَلِّلل الماءَ وأَكثر النبيذ قال ثعلب هذا من كلام المُجَّانِ والصواب أَعْرِقْ له يريد أَقْلِلْ له من الماء في الكأْس حتى يَسْكَرَ وأَخْفَسَ الشرابَ وأَخْفَسَ له منه أَكثر مَزْجَه وقال أَبو حنيفة أَخفس له إِذا أَقَلَ الماء وأَكثر الشرابَ أَو اللبن أَو السويق وكان أَبو الهيثم ينكر قول الفراء في الشراب الخَفِيس إِنه الذي أَكثر نبيذه وأَقَلَّ ماؤه أَبو عمرو الخَفْسُ الاستهزاء والخَفَْسُ الأَكل القليل

خلس
الخَلْسُ الأَخذ في نُهْزَةٍ ومُخاتلة خَلَسَه يَخلِسُه خَلْساً وخَلَسَة إِياه فهو خالِسٌ وخَلاَّس قال الهذلي يا مَيُّ إِن تَفْقِدي قوماً وَلدْتِهم أَو تَخْلِسِيهم فإِن الدَّهْرَ خَلاَّس الجوهري خَلَسْتُ الشيء واخْتَلَسْته وتَخَلَّسْته إِذا اسْتَلبته والتَّخالُسُ التَّسالُبُ والاخْتلاسُ كالخَلْسِ وقيل الاخْتلاسُ أَوْحى من الخَلْسِ وأَخص والخُلْسَة بالضم النُّهْزةُ يقال الفُرْصَةُ خُلْسَةٌ والفِرْنانِ إِذا تبارزا يَتَخالسان أَنفسَهما يُناهِزُ كلُّ واحد منهما قَتْل صاحبه الأَزهري الخَلْسُ في القتال والصِّراع وهو رجل مُخالِسٌ أَي شجاع حَذِرٌ وتَخالسَ القِرْنانِ وتخالَسا نَفْسَيْهما رام كلُّ واحد منهما اخْتِلاسَ صاحبه قال أَبو ذؤيب فَتَخَالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ كنَوافِذِ العُبْطِ التي لا تُرْقَعُ وخالَسَه مُخالَسَةً وخِلاساً أَنشد ثعلب نَظَرْتُ إِلى مَيٍّ خِلاساً عَشِيَّةً على عَجَلٍ والكاشِحُونَ حُضُورُ كذا مثلَ طَرْفٍ العينِ ثم أَجَنَّها رِواقٌ أَتى من دونِها وسُتُورُ وطَعْنة خَليسٌ إِذا اخْتَلَسَها الطاعنُ بِحِذْقِه وأَخذه خِلِّيسَى أَي اختلاساً ورجل خَلِيسٌ وخَلاَّسٌ شجاعٌ حَذِرٌ ورَكَبٌ مَخْلوس لا يرى من قلة لحمه وأَخْلَسَ الشَّعْرُ فهو مُخْلِسٌ وخَلِيسٌ استوى سواده وبياضه وقيل هو إِذا كان سواده أَكثر من بياضه قال سُوَيدٌ الحارثي فَتًى قَبَلٌ لم تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَه سِوَى خُلْسَةٍ في الرَّأْسِ كالبَرْقِ في الدُّجَى أَبو زيد أَخْلَسَ رأْسُه فهو مُخلِسٌ وخَلِيس إِذا ابيض بعضه فإِذا غلب بياضه سواده فهو أَغْثَم والخَلِيسُ الأَشْمط وأَخْلَسَتْ لحيته إِذا شَمَطَتْ الجوهري أَخْلَسَ رأْسُه إِذا خالط سوادُه البياضَ وكذلك النبت إِذا كان بعضه أَخْضَر وبعضه أَبيض وذلك في الهَيْج وخَّس بعضهم به الطريقة والصِّلِّيانَ والهَلْتَى والسَحَمَ وأَخْلَسَ الحَلِيُّ خرجت فيه خُضْرَةٌ طَرِيَّة عن ابن الأَعرابي وأَخْلَسَت الأَرضُ والنباتُ خالط يبيسُهما رَطْبَهما والخُلْسَةُ الاسم من ذلك وأَخْلَست الأَرضُ أَيضاً أَطْلَعَتْ شيئاً من النبات والخَليسُ النبات الهائج بعضُه أَصفر وبعضُه أَخضر وكذلك الخَلِيطُ يسمى خليساً والخِلاسِيُّ الولد بين أَبيض وسوداء أَو بين أَسود وبيضاء قال الأَزهري سمعت العرب تقول للغلام إِذا كانت أُمّه سوداء وأَبوه عربيّاً آدَمَ فجاءت بولد بين لونيهما غلام خِلاسِيٌّ والأُنثى خِلاسِيَّة ومنه الحديث سِرْ حتى تأْتي فَتَياتٍ قُعْساً ورجالاً طُلْساً ونساءً خُلْساً الخُلْسُ السُّمْرُ وفي الحديث نهى عن الخلِيسَة وهي ما تُسْتَخلَصُ من السبع فتموت قبل أَن تُذَكَّى من خَلَسْتُ الشيء واخْتَلَسْته إِذا سلبته وهي فَعِيلة بمعنى مفعولة ومنه الحديث ليس في النُّهْبَة ولا الخَلِيسة قطع وفي رواية ولا في الخُلْسَة أَي ما يؤخذ سَلْباً ومُكابَرَةً ومنه الحديث بادِرُوا بالأَعمال مَرَضاً حابساً أَو موتاً خالِساً أَي يَخْتَلِسُكم على غفلة والخِلاسِيُّ من الدِّيَكَةِ بين الدَّجاج الهِنْدِية والفارسية الخليل من المصادر المُخْتَلَس والمُعْتَمَدُ فالمُخْتَلَسُ ما كان على حَذْوِ الفعل نحو انصرَف انصرافاً ورجع رجوعاً والمعتمد ما اعتمدت عليه فجعلته اسماً للمصدر نحو المذهب والمَرْجِعِ وقولك أَجَبْتُه إِجابةً وهو المعتمد عليه ولا يعرف المعتمد إِلا بالسَّماع ومُخالِسٌ اسم حصان من خيل العرب معروف قال مزاحِمٌ يَقُودانِ جُرْداً من بناتِ مُخالِسٍ وأَعْوَجَ يُقْفَى بالأَجِلَّةِ والرُّسْلِ وقد سمت خَلاَّساً ومُخالِساً

خلبس
خَلْبَسَه وخَلْبَسَ قلبه أَي فتنه وذهب به كما يقال خَلَبه وليس يبعد أَن يكون هو الأَصل لأَن السين من حروف الزيادات والخُلابِسُ بضم الخاء الحديث الرقيق وقيل الكذب قال الكُمَيْت بما قد أَرَى فيها أَوانِسَ كالدُّمَى وأَشْهَدُ منهنَّ الحديثَ الخُلابِسا والخَلابيسُ الكَذِبُ وأَمرٌ خَلابُِيسُ على غير استقامة وكذلك خَلْقٌ خَلابِيسُ والواحد خِلْبيسٌ وخِلْباسٌ وقيل لا واحد له والخَلابِيسُ أَن تَرْوَى الإِبلُ فتذهب ذهاباً شديداً فَتُعْنِّي راعيها يقال أَكفِيكَ الإِبلَ وخَلابِيسَها والخَلابِيسُ المتفرّقون

خمس
الخمسةُ من عدد المذكر والخَمْسُ من عدد المؤَنث معروفان يقال خمسة رجال وخمس نسوة التذكير بالهاء ابن السكيت يقال صُمْنا خَمْساً من الشهر فَيُغَلِّبُون الليالي على الأَيام إِذا لم يذكروا الأَيام وإِنما يقع الصيام على الأَيام لأَن ليلة كل يوم قبله فإِذا أَظهروا الأَيام قالوا صمنا خمسة أَيام وكذلك أَقمنا عنده عشراً بين يوم وليلة غلبوا التأْنيث كما قال الجعدي أَقامتْ ثلاثاً بينَ يومٍ وليلةٍ وكان النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا ويقال له خَمْسٌ من الإِبل وإن عَنَيْتَ جِمالاَ لأَن الإِبل مؤنثة وكذلك له خَمْس من الغنم وإِن عنيت أَكْبُشاً لأَن الغنم مؤنثة وتقول عندي خمسةٌ دراهم الهاءُ مرفوعة وإِن شئت أَدغمت لأَن الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال وإِن أَدخلت الأَلف واللام في الدراهم قلت عندي خمسة الدراهم بضم الهاء ولا يجوز الإِدغام لأَنك قد أَدغمت اللام في الدال ولا يجوز أَن تدغم الهاء من خمسة وقد أَدغمت ما بعدها قال الشاعر ما زالَ مُذْ عَقدَتْ يداه إِزارَهُ فسَمَا وأَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ وتقول في المؤنث عندي خَمْسُ القُدُور كما قال ذو الرمة وهل يَرْجِعُ التسليمَ أَو يَكْشِفُ العَمَى ثلاثُ الأَثافي والرُّسُومُ البَلاقِعُ ؟ وتقول هذه الخمسة دراهم وإِن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت وكذلك إِلى العشرة والمُخَمَّسُ من الشِّعْرِ ما كان على خمسة أَجزاء وليس ذلك في وضع العَرُوض وقال أَبو إِسحق إِذا اختلطت القوافي فهو المُخَمَّسُ وشيء مُخَمَّسٌ أَي له خمسة أَركان وخَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً كان له خامساً ويقال جاء فلان خامساً وخامياً وأَنشد ابن السكيت للحادِرَة واسمه قُطْبةُ بن أَوس كم للمَنازِلِ من شَهْرٍ وأَعْوامِ بالمُنْحَنَى بين أَنْهارٍ وآجامِ مَضَى ثلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بها وعامُ حُلَّتْ وهذا التابع الحامِي والذي في شعره هذي ثلاث سنين قد خَلَوْنَ لها وأَخْمَسَ القومُ صاروا خمسة ورُمْح مَخْمُوسٌ طوله خمس أَذرع والخمسون من العدد معروف وكل ما قيل في الخمسة وما صُرِّفَ منها مَقُولٌ في الخمسين وما صُرِّفَ منها وقول الشاعر عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا ؟ مذ سَنَةٌ وخَمِسونَ عَدَدا بكسر الميم في خمسون احتاج إِلى حركة الميم لإقامة الوزن ولم يفتحها لئلا يوهم أَن الفتح أَصلها لأَن الفتح لا يسكن ولا يجوز أَن يكون حركها عن سكون لأَن مثل هذا الساكن لا يحرك بالفتح إِلا في ضرورة لا بد منه فيها ولكنه قدّر أَنها في الأَصل خَمَسُون كعشرة ثم أَسكن فلما احتاج رَدَّه إِلى الأَصل وآنَسَ به ما ذكرناه من عَشَرة وفي التهذيب كسر الميم من خَمِسُون والكلام خَمْسُون كما قالوا خَمْسَ عَشِرَةَ بكسر الشين وقال الفراء رواه غيره خَمَسون عدداً بفتح الميم بناه على خَمَسَة وخَمَساتٍ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي مَرْجَحٍ شَرِبْتُ هذا الكوزَ أَي خَمَسَة بمثله والخِمْسُ بالكسر من أَظْماء الإِبل وهو أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ اليومَ الخامسَ والجمع أَخْماس سيبويه لم يجاوز به هذا البناءَ وقالوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً يُكْنى عنه بغيره قال ابن الأَعرابي العرب تقول لمن خاتَلَ ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ وأَصل ذلك أَن شيخاً كان في إِبله ومعه أَولاده رجالاً يَرْعَوْنها قد طالت غربتهم عن أَهلهم فقال لهم ذات يوم ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً فَرَعَوْا رِبْعاً نحوَ طريق أَهلهم فقالوا له لو رعيناها خِمْساً فزادوا يوماً قِبَلَ أَهلهم فقالوا لو رعيناها سِدْساً ففَطَنَ الشيخُ لما يريدون فقال ما أَنتم إِلاَّ ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ ما هِمَّتُكم رَعْيُها إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم وأَنشأَ يقول وذلك ضَرْبُ أَخْماسٍ أَراهُ لأَسْداسِ عَسى أَن لا تكونا وأَخذ الكمَيْتُ هذا البيتَ لأَنه مَثَل فقال وذلك ضرب أَخماس أُريدَتْ لأَسْداسٍ عسى أَن لا تكونا قال ابن السكيت في هذا البيت قال أَبو عمرو هذا كقولك ششْ بَنْجْ وهو أَن تُظْهر خمسة تريد ستة أَبو عبيدة قالوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ يقال للذي يُقَدِّمُ الأَمرَ يريد به غيره فيأْتيه من أَوّله فيعمل رُوَيْداً رُوَيْداً الجوهري قولهم فلان يَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَي يسعى في المكر والخديعة وأَصله من أَظماء الإِبل ثم ضُرِبَ مثلاً للذي يُراوِغُ صاحبه ويريه أَنه يطيعه وأَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طيء اللَّهُ يَعْلَمُ لولا أَنني فَرِقٌ من الأَميرِ لعاتَبْتُ ابنَ نِبْراسِ في مَوْعِدٍ قاله لي ثم أَخْلَفَه غَداً ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسِ حتى إِذا نحن أَلْجَأْنا مَواعِدَه إِلى الطَّبِيعَةِ في رِفْقٍ وإِيناسِ أَجْلَتْ مَخِيلَتُه عن لا فقلتُ له لو ما بَدَأْتَ بها ما كان من باسِ وليس يَرْجِعُ في لا بَعْدَما سَلَفَتْ منه نَعَمْ طائعاً حُرٌّ من الناسِ وقال خُرَيْمُ بن فاتِكٍ الأَسَدِيُّ لو كان للقوم رأْيٌ يُرْشَدُونَ به أَهلَ العِراق رَمَوْكُم بابن عَبَّاسِ للَّه دَرُّ أَبيهِ أَيُّما رجلٍ ما مثلهُ في فِصالِ القولِ في الناسِ لكن رَمَوْكم بشيخٍ من ذَوي يَمَنٍ لم يَدْرِ ما ضَرْبُ أَخْماسٍ لأَسْداسِ يعني أَنهم أَخطأُوا الرأْي في تحكيم أَبي موسى دون ابن عباس وما أَحسن ما قاله ابن عباس وقد سأَله عتبة بن أَبي سفيان بن حرب فقال ما منع عليّاً أَن يبعث مكان أَبي موسى ؟ فقال منعه واللَّه من ذلك حاجزُ القَدَرِ ومِحْنَةُ الابتلاء وقِصَرُ المدّة واللَّه لو بعثني مكانه لاعْتَرَضْتُ في مَدارِج أَنفاس معاوية ناقِضاً لما أَبْرَمَ ومُبْرِماً لما نقض ولكن مضى قَدَرٌ وبقي أَسَفٌ والآخرةُ خير لأَمير المؤمنين فاستحسن عتبة بن أَبي سفيان كلامه وكان عتبة هذا من أَفصح الناس وله خطبة بليغة في ندب الناس إِلى الطاعة خطبها بمصر فقال يا أَهل مصر قد كنتم تُعْذَرُون ببعض المنع منكم لبعضِ الجَوْرِ عليكم وقد وَلِيَكم من يقول بفِعْلٍ ويفعل بقَوْلٍ فإِن دَرَرْتُم له مَراكم بيده وإِن استعصيتم عليه مراكم بسيفه ورَجا في الآخر من الأَجْر ما أَمَّلَ في الأَوَّل من الزَّجْر إِن البَيْعَة متابَعَةٌ فلنا عليكم الطاعة فيما أَحببنا ولكم علينا العَدلُ فيما ولينا فأَينا غَدَرَ فلا ذمة له عند صاحبه واللَّه ما نطقتْ به أَلسنتُنا حتى عَقَدَتْ عليه قلوبنا ولا طلبناها منكم حتى بذلناها لكم ناجزاً بناجز فقالوا سَمْعاً سَمْعاً فأَجابهم عَدْلاً عدلاً وقد خَمَسَت الإِبلُ وأَخْمَسَ صاحبها وردت إِبله خِمْساً ويقال لصاحب الإِبل التي تَرِدُ خِمْساً مُخْمِسٌ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لامرئ القيس يُثِيرُ ويُبْدِي تُرْبَها ويُهِيلُه إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ غيره الخِمْسُ بالكسر من أَظماء الإِبل أَن ترعى ثلاثى أَيام وتَرِدَ اليوم الرابع والإِبل خامسَة وخَوامِسُ قال الليث والخِمْسُ شُرْبُ الإِبل يوم الرابع من يوم صَدَرَتْ لأَنهم يَحْسُبون يوم الصَّدَر فيه قال الأَزهري هذا غلط لا يُحْسَبُ يومُ الصَّدَرِ في وِرْدِ النِّعم والخِمْسُ أَن تشرب يوم وِرْدِها وتَصْدُرَ يومها ذلك وتَظَلّ بعد ذلك اليوم في المَرْعى ثلاثة أَيام سوى يوم الصَّدَرِ وتَرد اليوم الرابع وذلك الخِمْس قال ويقال فلاة خِمْسٌ إِذا انتاط وِرْدُها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرابع سوى اليوم الذي شربت وصدرت فيه ويقال خِمْسٌ بَصْباصٌ وقَعْقاع وحَثْحاتٌ إِذا لم يكن في سيرها إِلى الماء وَتِيرَة ولا فُتُور لبُعده غيره الخِمْسُ اليوم الخامس من صَدَرها يعني صَدَر الواردة والسِّدْسُ الوِرْدُ يوم السادس وقال راويةُ الكميت إِذا أَراد الرجلُ سفراً بعيداً عَوّد إِبله أَن تشرب خِمْساً ثم سِدْساً حتى إِذا دَفَعَتْ في السير صَبَرَتْ وقول العجاج وإِن كُوي من قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ كحَبلِ الشَّعَر المُنْحَتِّ ما في انْطِلاقِ رَكْبه من أَمْتِ أَراد وإِن طُوي من إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ قال والخمس ثلاثة أَيام في المرعى ويوم في الماء ويحسب يوم الصَّدَر فإِذا صَدَرَت الإِبل حسب ذلك اليوم فيُحْسَب يومُ تَرِدُ ويومُ تَصْدُرُ وقوله كحبل الشعر المنحت يقال هذا خِمْسٌ أَجْرَدُ كالحبل المُنْجَرِدِ من أَمت من اعوجاج والتَخْمِيسُ في سقي الأَرض السَّقْيَةُ التي بعد التربيع وخَمَسَ الحَبْلَ يَخْمِسُه خَمْساً فتله على خَمْسِ قُوًى وحَبْلٌ مَخْموسٌ أَي من خَمْس قُوًى ابن شميل غلام خُماسِيٌّ ورُباعِيٌّ طال خمسَة أَشبار وأَربعة أَشبار وإِنما يقال خُماسِيٌّ ورباعي فيمن يزداد طولاً ويقال في الثوب سُباعيٌّ قال الليث الخُماسيُّ والخُماسِيَّةُ من الوصائف ما كان طوله خمسة أَشبار قال ولا يقال سُداسِيٌّ ولا سُباعي إِذا بلغ ستة أَشبار وسبعة قال وفي غير ذلك الخُماسيُّ ما بلغ خمسة وكذلك السُّداسِيُّ والعُشارِيُّ قال ابن سيده وغلام خُماسيٌّ طوله خمسة أَشبار قال فوقَ الخُماسِيِّ قليلاً يَفْضُلُهُ أَدْرَكَ عَقْلاً والرِّهانُ عَمَلُهْ والأُنثى خُماسِيَّةٌ وفي حديث خالد أَنه سأَل عمن يشتري غلاماً تامّاً سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ قال خذ مني غلامين خُماسِيَّين أَو عِلْجاً أَمْرَدَ قال لا بأْس الخُماسِيَّان طولُ كل واحد منهما خمسة أَشبار ولا يقال سداسي ولا سباعي ولا في غير الخمسة لأَنه إِذا بلغ سبعة أَشبار صار رجلاً وثَوب خُماسِيٌّ وخَمِيسٌ ومَخْموسٌ طوله خمسة قال عبيد يذكر ناقته هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً ومُذَرِّباً في مارِنٍ مَخْموسِ يعني رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع ومنه حديث معاذ ائتوني بخَمِيسٍ أَو لَبِيسٍ آخذه منكم في الصدقة الخَمِيسُ الثوب الذي طوله خمس أَذرع كأَنه يعني الصغير من الثياب مثل جريح ومجروح وقتيل ومقتول وقيل الخَمِيسُ ثوب منسوب إِلى مَلِكٍ كان باليمن أَمر أَن تعمل هذه الأَردية فنسبت إِليه والخِمْسُ ضرب من برود اليمن قال الأَعشى يصف الأَرض يوماً تَراها كشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْ خِمْسِ ويوماً أَدِيمَها نَغِلا وكان أَبو عمرو يقول إِنما قيل للثوب خَمِيسٌ لأَن أَول من عمله ملك باليمن يقال له الخِمْسُ بالكسر أَمر بعمل هذه الثياب فنسبت إِليه قال ابن الأَثير وجاء في البخاري خَمِيصٌ بالصاد قال فإِن صحت الرواية فيكون مُذَكَّرَ الخَمِيصَةٍ وهي كساء صغير فاستعارها للثوب ويقال هما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إِذا تقارنا واجتمعا واصطلحا وقوله أَنشده ثعلب صَيَّرَني جُودُ يديه ومَنْ أَهْواه في بُرْدَةِ أَخْماسِ فسره فقال قَرَّبَ بيننا حتى كأَني وهو في خمس أَذرع وقال في التهذيب كأَنه اشترى له جارية أَو ساق مهر امرأَته عنه قال ابن السكيت يقال في مَثَلٍ لَيْتَنا في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَي ليتنا تَقارَبْنا ويراد بأَخماس أَي طولُها خمسة أَشبار والبُرْدَة شَمْلَة من صوف مُخَطَّطَة وجمعها البُرَدُ ابن الأَعرابي هما في بُرْدَةٍ أَخماس يفعلان فعلاً واحداً يشتبهان فيه كأَنهما في ثوب واحد لاشتباههما والخَمِيسُ من أَيام الأُسبوع معروف وإِنما أَرادوا الخامِسَ ولكنهم خَصوه بهذا البناء كما خصوا النجم بالدَّبَرانِ قال اللحياني كان أَبو زيد يقول مَضى الخميسُ بما فيه فيفرد ويذكر وكان أَبو الجرَّاح يقول مضى الخميس بما فيهن فيجمع ويؤَنث يخرجه مخرج العدد والجمع أَخْمِسة وأَخْمِساء وأَخامِسُ حكيت الأَخيرة عن الفراء وفي التهذيب وخُماسَ ومَخْمَس كما يقال تُناءَ ومَثْنى ورُباعَ ومَرْبَع وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي لا تك خَمِيساً أَي ممن يصوم الخميس وحده والخُمْسُ والخُمُسُ والخِمْسُ جزء من خمسة يَطَّرِِدُ ذلك في جميع هذه الكسور عند بعضهم والجمع أَخْماس والخَمْسُ أَخذك واحداً من خمسة تقول خَمَسْتُ مال فلان وخَمَسَهم يَخْمُسُهم بالضم خَمْساً أَخذ خُمْسَ أَموالهم وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم بالكسر إِذا كنتَ خامِسَهم أَو كملتهم خمسة بنفسك وفي حديث عَدِيّ بن حاتم رَبَعْتُ في الجاهلية وخَمَسْتُ في الإِسلام يعني قُدْتُ الجيشَ في الحالين لأَن الأَمير في الجاهلية كان يأْخذ الرُّبُع من الغنيمة وجاءَ الإِسلامُ فجعله الخَمْسَ وجعل له مصارف فيكون حينئد من قولهم رَبَعْتُ القوم وخَمَسْتُهم مخففاً إِذا أَخذت رُبْع أَموالهم وخُمْسَها وكذلك إِلى العشرة والخَمِيسُ الجَيْشُ وقيل الجيش الجَرَّارُ وقيل الجَيْشُ الخَشِنُ وفي المحكم الجَيْشُ يَخْمِسُ ما وَجَدَه وسمي بذلك لأَنه خَمْسُ فِرَقٍ المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقةُ أَلا ترى إِلى قول الشاعر قد يَضْرِبُ الجيشَ الخَمِيسُ الأَزْوَرا فجعله صفة وفي حديث خيبر محمدٌ والخَمِيس أَي والجيش وقيل سمي خَمِيساً لأَنه تُخَمَّس فيه الغنائم ومحمد خبر مبتدإٍ أَي هذا محمد ومنه حديث عمرو بن معد يكرب هم أَعْظَمُنا خَمِيساً أَي جيشاً وأَخْماسُ البَصْرة خمسة فالخُمْس الأَول العالية والخُمْسُ الثاني بَكْر بن وائل والخُمْسُ الثالث تميم والخُمْسُ الرابع عبد القيس والخُمْسُ الخامس الأَزْدُ والخِمْسُ قبيلة أَنشد ثعلب عادَتْ تميمُ بأَحْفى الخِمْسِ إِذ لَقِيَتْ إِحْدى القَناطِرِ لا يُمْشى لها الخَمَرُ والقناطر الدواهي وقوله لا يمشي لها الخمر يعني أَنهم أَظهروا لهم القتال وابنُ الخِمْسِ رجل وأَما قول شَبِيبِ بن عَوانَة عَقِيلَةُ دَلاَّهُ لِلَحْدِ ضَريحِه وأَثوابُه يَبْرُقْنَ والخِمْسُ مائجُ فعقيلةُ والخِمسُ رجلان وفي حديث الحجاج أَنه سأَل الشَعْبيَّ عن المُخَّمَسَة قال هي مسأَلة من الفرائض اختلف فيها خمسة من الصحابة علي وعثمان وابن مسعود وزيد وابن عباس رضي اللَّه عنهم وهي أُم وأُخت وجد

خنس
الخُنُوس الانقباضُ والاستخفاء خَنَسَ من بين أَصحابه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ بالضم خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس انقبض وتأَخر وقيل رجع وأَخْنَسَه غيره خَلَّفَه ومَضَى عنه وفي الحديث الشيطان يُوَسْوِسُ إِلى العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ أَي انقبض منه وتأَخر قال الأَزهري وكذا قال الفراء في قوله تعالى من شر الوسواس الخناس قال إِبليس يوسوس في صدور الناس فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ وقيل إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثُمُ على القلب فإِذا ذكر اللَّه العبد تنحى وخنَسَ وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يوسوس نعوذ باللَّه منه وفي حديث جابر أَنه كان له نخل فَخَنَسَت النخلُ أَي تأَخرت عن قبول التلقيح فلم يؤثر فيها ولم تحمل تلك السنة وفي حديث الحجاج إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ الخُنَّسُ جمع خانس أَي متأَخر والضُمَّزٌ جمع ضامز وهو الممسك عن الجِرَّة أَي أَنها صوابر على العطش وما حَمَّلْتَها حَمَلَتْه وفي كتاب الزمخشري حُبُسٌ بالحاء والباء الموحدة بغير تشديد الأَزهري خَنَسَ في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً يقال خَنَسْتُ فلاناً فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر وقبضته فانقبض وخَنَسْته أَكثر وروى أَبو عبيد عن الفراء والأُمَوِيِّ خَنَسَ الرجل يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه بالأَلف وهكذا قال ابن شميل في حديث رواه يخرج عُنُقٌ من النار فَتَخْنِسُ بالجبارين في النار يريد تدخل بهم في النار وتغيبهم فيها يقال خَنَسَ به أَي واراه ويقال يَخْنِسُ بهم أَي يغيب بهم وخَنَسَ الرجل إِذا توارى وغاب وأَخنسته أَنا أَي خَلَّفْتُه قال الراعي إِذا سِرْتُمُ بين الجُبَيْلَيْنِ ليلةً وأَخْنَسْتُمُ من عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا الأَصمعي أَخنستم خَلَّفْتُم وقال أَبو عمرو جُزْتم وقال أَخَّرْتُمْ وفي حديث كعب فتَخْنِسُ بهم النارُ وحديث ابن عباس أَتيتُ النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو يصلي فأَقامني حذاءة فلما أَقبل على صلاته انْخَنَسْتُ وفي حديث أَبي هريرة أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لقيه في بعض طُرُق المدينة قال فانْخَنَسْتُ منه وفي رواية اخْتَنَسْتُ على المطاوعة بالنون والتاء ويروى فانْتَجَشْتُ بالجيم والشين وفي حديث الطُّفَيْل فَخَنَسَ عني أَو حَبَسَ قال هكذا جاء بالشك وقال الفراء أَخْنَسْتُ عنه بعضَ حقه فهو مُخنَسٌ أَي أَخَّرْته وقال البعِيثُ وصَهْباء من طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها وقد جَعَلَتْ عنها الأَخيرَةُ تَخْنِسُ قال الأَزهري وأَنشدني أَبو بكر الإِيادي لشاعر قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأَنشده من أَبيات وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ وهذا حجَّة لمن جعل خَنَس واقعاً قال ومما يدل على صحة هذه اللغة ما رويناه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه قال الشهر هكذا وهكذا وخَنَسَ إِصْبَعَه في الثالثة أَي قَبَضَها يعلمهم أَن الشهر يكون تسعاً وعشرين وأَنشد أَبو عبيد في أَخْنَسَ وهي اللغة المعروفة إِذا ما القَلاسي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ ففيهن عن صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ الأَصمعي سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْلٍ يقول لخادم له كان معه في السفر فغاب عنهم لِمَ خَنَسْتَ عنا ؟ أَراد لم تأَخرت عنا وغبت ولِمَ تواريْت ؟ والكواكبُ الخُنَّسُ الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ في مَجْراها وترجع وتَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء وهي زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً في مَجْراها حتى تخفى تحت ضوء الشمس وتَكْنِسُ أَي تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغارِ وهي الكِناسُ وخُنُوسها استخفاؤها بالنهار بينا نراها في آخر البرج كَرَّتْ راجعةً إِلى أَوّله ويقال سميت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم ويقال هي الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ في المَغِيب أَو لأَنها تخفى نهاراً ويقال هي الكواكب السَّيَّارة منها دون الثابتة الزجاج في قوله تعالى فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّسِ قال أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم وخُنُوسُها أَنها تغيب وتَكْنِسُ تغيب أَيضاً كما يدخل الظبي في كناسِهِ قال والخُنَّسُ جمع خانس وفرس خَنُوسٌ وهو الذي يعدل وهو مستقيم في حُضْرِه ذات اليمين وذات الشمال وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع خُنُسٌ والمصدر الخَنْسُ بسكون النون ابن سيده فرس خَنُوس يستقيم في حُضْره ثم يَخْنِسُ كأَنه يرجع الَقهْقَرى والخَنَسُ في الأَنف تأَخره إِلى الرأْس وارتفاعه عن الشفة وليس بطويل ولا مُشْرِف وقيل الخَنَسُ قريب من الفَطَسِ وهو لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ وقيل انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض الأَرنبة وقيل الخَنَسُ في الأَنف تأَخر الأَرنبة في الوجه وقِصَرُ اَلأنف وقيل هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأَرنبة والرجل أَخْنَسُ والمرأَة خَنْساءُ والجمع خُنْسٌ وقيل هو قِصَرُ الأَنف ولزوقه بالوجه وأَصله في الظباء والبقر خَنِسَ خَنَساً وهو أَخْنَسُ وقيل الأَخْنس الذي قَصُرَتْ قَصَبته وارتدَّت أَرنبته إِلى قصبته والبقر كلها خُنْسٌ وأَنف البقر أَخْنَسُ لا يكون إِلا هكذا والبقرة خَنْساءُ والتُّرك خُنْسٌ وفي الحديث تقاتلون قوماً خُنْسَ الآنُفِ والمراد بهم الترك لأَنه الغالب على آنافهم وهو شِبْهُ الفَطَسِ ومنه حديث أَبي المِنْهال في صفة النار وعقارب أَمثال البغال الخُنُسِ وفي حديث عبد الملك بن عمير واللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جَمْسٍ يغيب فيها الضَّرْسُ أَراد بالفُطْسِ نوعاً من التمر تمر المدينة وشبهه في اكتنازه وانحنائه بالأُنوف الخُنْسِ لأَنها صغار الحب لاطِئَة الأَقْماعٍ واستعاره بعضهم للنَّبْل فقال يصف درعاً لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً وتهْزَأْ بالمَعابِلِ والقِطاعِ ابن الأَعرابي الخُنُسُ مأْوى الظباء والخُنُسُ الظباء أَنفُسُها وخَنَسَ من ماله أَخذَ الفراء الخِنَّوسُ بالسين من صفات الأَسد في وجهه وأَنفه وبالصاد ولد الخنزير وقال الأَصمعي ولد الخنزير يقال له الخِنَّوْسُ رواه أَبو يعلى عنه والخَنَسُ في القدم انبساط الأَخْمَصِ وكثرة اللحم قَدَمٌ خَنْساء والخُناسُ داء يصيب الزرع فَيَتَجَعثَنُ منه الحَرْثُ فلا يطول وخَنْساءُ وخُناسُ وخُناسى كله اسم امرأَة وخُنَيْس اسم وبنو أَخْنَس حَيّ والثلاث الخُنَّس من ليالي الشهر قيل لها ذلك لأَن القمر يَخْنِسُ فيها أَي يتأَخر وأَما قول دُرَيْد بن الصِّمَّة أَخُناسُ قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ وأَصابه تَبْلٌ من الحُبِّ يعني به خَنْساء بنت عمرو بن الشَّرِيد فغيَّره ليستقيم له وزْنُ الشعر

خنبس
الخُنابِسُ القديم الشديد الثابت قال القطامي وقالوا عليكَ ابنَ الزُّبَيْرِ فَلُذْ به أَبَى اللَّهُ أَن أُخْزَى وعِزٌّ خُنابِسُ كان القطامي هجا قوماً من الأَزْدِ فخاف منهم فقال له من يشير عليه اسْتَجِرْ بابن الزبير وخذ منه ذمة تأْمن بها ما تخافه منهم فقال مجيباً لمن أَشار عليه بهذا أَبَى اللَّه أَن أُذلّ نفسي وأُهينها وعِزُّ قومي قديم ثابت وأَسد خُنابِسٌ جريء شديد والأُنثى خُنابِسَةٌ وينقال خُنابِسٌ غليظ وخَنْبَسَتُه ترارَتُه ويقال مِشْيَتُه والخُنابِسَة الأُنثى وهي التي استبان حملها والخُنابِسُ من الرجال الضَّخْمُ الذي تعلوه كراهة من رجال خُنابِسِين وأَنشد الإِياديّ ليثٌ يَخافُكَ خَوْفَه جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ والخُنابِسُ الكريه المَنْظَرِ وليل خُنابِسٌ شديد الظلمة والخَنَّبُوسُ الحجر القَدَّاح

خنبلس
الأَزهري في الخماسي الخَنْبَلُوسُ حَجَرُ القَدَّاحِ

خندرس
تمر خَنْدَرِيسٌ قديم وكذلك حِنْطَة خَنْدَرِيس والخَنْدَرِيسُ الخمر القديمة قال ابن دريد أَحسبه معرباً سميت بذلك لقدمها ومنه حِنْطَة خَنْدَريسٌ للقديمة

خندلس
ناقة خَنْدَلِسٌ كثيرة اللحم

خنعس
الخَنْعَسُ الضَّبُعُ قال ولولا أَمِيري عاصِم لتَثَوَّرَتْ مع الصُّبحِ عن قُورِ ابن عَيْساءَ خَنْعَسُ

خنفس
خَنْفَس عن الأَمر عَدَلَ أَبو زيد خَنْفَسَ الرجل خَنْفَسَةً عن القوم إِذا كرههم وعدل عنهم والخُنْفَسُ بالفتح والخُنْفَساء بفتح الفاء ممدود دُوَيْبَة سوداء أَصغر من الجُعَل منتنة الريح والأُنثى خُنْفَسَة وخُنْفَساء وخُنْفَساءة وضم الفاءِ في كل ذلك لغة والخُنْفَسُ الكبير من الخَنافِس وحكى ثعلب هؤلاء ذوات خُنْفَسٍ قد جاءني إِذا جعلت خُنْفَساً اسماً للجنس ولم يفسره قال وأَراه لقباً لرجل غيره الخُنْفَساءُ دُوَيبَّة سوداء تكون في أُصول الحيطان ويقال هو أَلَحُّ من الخُنْفُساء لرجوعها إِليك كلما رميت بها وثلاث خُنْفُسَاواتٍ أَبو عمرو هو الخُنْفَس للذكر من الخَنافِس وهو العُنْظُبُ والحُنْظُبُ الأَصمعي لا يقال خُنْفُساءة بالهاء وقال ابن كيسان إِذا كانت أَلف التأْنيث خامسة حذفت إِذا لم تكن ممدودة في التصغير كقولك خُنْفُساء وخُنَيْفِساء قال والذي أُسقط من ذلك حُبارى تقول حُبَيْر كأَنك صغرت حُبار قال وربما عوَّضوا منها الهاء فقالوا حُبَيْرَة ذكره في باب التصغير ويقال خِنْفِسٌ للخُنْفُساء لغة أَهل البصرة قال الشاعر والخِنْفِسُ الأَسْوَدُ من تَجُرُّه مَوَدَّةُ العَقْرَبِ في السِّرِّ وقال ابن دارَةَ وفي البَرِّ من ذئبٍ وسِمْعٍ وعَقْرَبٍ وثُرْمُلَةٍ تَسْعَى وخِنْفِسَةٍ تَسْري

خوس
التَخْوِيسُ التنقيص وهو أَيضاً ضُمُر البطن والمُتَخَوِّسُ من الإِبل الذي ظهر شَحْمُه من السِّمَنِ ابن الأَعرابي الخَوْسُ طعن الرماح وِلاءً وِلاء يقال خاسَه يَخُوسُه خَوْساً

خيس
الخَيْسُ بالفتح مصدر خاسَ الشيءُ يَخِيسُ خَيْساً تَغَيَّرَ وفَسَد وأَنْتَن وخاسَتِ الجيفة أَي أَرْوَحَتْ وخاسَ الطعامُ والبيع خَيْساً كَسَدَ حتى فسد وهو من ذلك كأَنه كَسَدَ حتى فسد قال الليث يقال للشيء يبقى في موضع فيَفْسُد ويتغير كالجوز والتمر خائسٌ وقد خاسَ يَخِيسُ فإِذا أَنتن فهو مَغِلٌ قال والزاي في الجوز واللحم أَحسن من السين وخَيَّسَ الشيءَ لَيَّنَه وخيَّسَ الرجلَ والدابة تَخْيِيساً وخاسَهما ذللهما وخاسَ هو ذَلَّ ويقال إِنْ فعل فلان كذا فإِنه يُخاسُ أَنْفُه أَي يُذَلُّ أَنفه والتَّخْيِيس التذليل الليث خُوسَ المُتَخَيِّسُ وهو الذي قد ظهر لحمه وشحمه من السمن وقال الليث الإِنسان يُخَيَّسُ في المُخَيَّسِ حتى يبلغ شدّة الغمّ والأَذَى ويذلّ ويهان يقال قد خاسَ فيه وفي الحديث أَن رجلاً سار معه على جمل قد نَوَّقَه وخَيَّسه أَي راضه وذلله بالركوب وفي حديث معاوية أَنه كتب إِلى الحسين بن علي رضوان اللَّه عليه إِني لم أَكِسْك ولم أَخِسْك أَي لم أُذِلَّكَ ولم أُهِنْكَ ولم أُخْلِفْكَ وَعْداً ومنه المُخَيَّسُ وهو سِجْنٌ كان بالعراق قال ابن سيده والمُخَيَّسُ السجن لأَنه يُخَيِّسُ المحبوسين وهو موضع التذليل وبه سمي سجن الحجاجك مُخَيَِّساً وقيل هو سجن بالكوفة بناه أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب رضوان اللَّه عليه وفي حديث علي أَنه بنى حَبْساً وسماه المُخَيَّسَ وقال أَما تَراني كَيِّساً مُكَيّسا بَنَيْتُ بعد نافِعٍ مُخَيَّسا باباً كبيراً وأَمِيناً كُيِّسا نافع سجن بالكوفة كان غير مستوثق البناء وكان من قَصَب فكان المحبوسون يَهْرُبُون منه وقيل إِنه نقب وأُفْلِتَ منه المُحَبَّسون فهدمه علي رضي اللَّه عنه وبنى المُخَيَّسُ لهم من مَدَرٍ وكل سجن مُخَيَّسٌ ومُخَيَّسٌ أَيضاً قال الفرزدق فلم يَبْقَ إِلا داخِرٌ في مُخَيَّسٍ ومُنْجَحِرٌ في غيرِ أَرْضِكَ في جُحْرِ والإِبل المُخَيَّسَةُ التي لم تُسَرَّحْ ولكنها خُيِّسَتْ للنحر أَو القَسْم وأَنشد للنابغة والأُدْمُ قد خُيِّسَتْ فُتْلاً مَرافِقُها مَشدودةً برحالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ وقال أَبو بكر في قولهم دَعْ فلاناً يَخِيسُ معناه دعه يلزم موضعه الذي يلازمه والسجن يسمى مُخَيَّساً لأَنه يُخَيَّسُ فيه الناس ويُلْزَمُون نزوله والمُخَيَّسُ بالفتح موضع التخييس وبالكسر فاعله وخاس الرجلَ خَيْساً أَعطاه بسِلْعَتِه ثمناً مّا ثم أَعطاه أَنقص منه وكذلك إِذا وعده بشيء ثم أَعطاه أَنقص مما وعده به وخاسَ عَهْدَه وبعهده نقضه وخانه وخاسَ فلانٌ ما كان عليه أَي غَدَرَ به وقال الليث خاسَ فلانٌ بوعده يَخِيسُ إِذا أَخلف وخاسَ بعهده إِذا غَدَر ونَكَثَ الجوهري خاسَ به يَخِيسُ ويَخُوس أَي غدر به وفي الحديث لا أَخِيسُ بالعهد أَي لا أَنقضه والخَيْسُ الخير يقال ما لَه قَلَّ خَيْسُه والخَيْسُ الغم يقال للصبي ما أَظرفه قَلَّ خَيْسُه أَي قل غمه وقال ثعلب معنى قَلَّ خَيْسُه قلت حركته قال وليست بالعالية والخِيْسُ الدَّرُّ قال أَبو منصور وروى عمرو عن أَبيه في قول العرب أَقَلَّ اللَّهُ خِيسَه أَي دَرَّه وعُرِضَ على الرياشي يدعو العربُ بعضُهم لبعض فيقول أَقَلَّ اللَّه خِيسَكَ أَي لَبَنَكَ فقال نعم العرب تقول هذا إِلا أَن الأَصمعي لم يعرفه وروي عن أَبي سعيد أَنه قال قَلَّ خَيسُ فلان أَي قَلَّ خَطَؤُه ويقال أَقْلِلْ من خَيسِك أَي من كذبك والخِيسُ بالكسر والخِيسَةُ الشجر الكثير الملتف وقال أَبو حنيفة الخِيسُ والخِيسَةُ المجتمع من كل الشجر وقال مرة هو الملتف من القَصَبِ والأَشاء والنَخْلِ هذا تعبير أَبي حنيفة وقيل لا يكون خيْساً حتى تكون فيه حَلْفاء والخِيسُ مَنْبِتُ الطَّرْفاء واَنواع الشجر وخِيسٌ أَخْيَسُ مستحكِم قال أَلْجأَهُ لَفْحُ الصِّبا وأَدْمَسا والطَّلُّ في خِيسِ أَراطى أَخْيَسا وجَمْعُ الخِيسِ أَخْياسٌ وموضع الأَسد أَيضاً خِيسٌ قال الصَّيْداويُّ سأَلت الرِّياشي عن الخِيسة فقال الأَجَمَة وأَنشد لِحاهُمُ كأَنها أَخْياسُ ويقال فلان في عِيصٍ أَخْيَسَ أو عددٍ أَخْيَسَ أَي كثير العدد وقال جَنْدَل وإِنَّ عِيصي عِيصُ عِزٍّ أَخْيَسُ أَلَفُّ تَحْمِيهِ صَفاةٌ عِرْمِسُ أَبو عبيد الخِيسُ الأَجَمَة والخِيسُ ما تَجَمَّع في أُصول النخلة مع الأَرض وما فوق ذلك الركائب ومُخَيَّس اسم صنم لبني القَيْنِ

دبس
الدَّبْسُ والدِّبْسُ الكثير ابن الأَعرابي الدَّبِْسُ الجمع الكثير من الناس ويقال مال دَِبْسٌ ورَبْسٌ أَي كثير بالراء والدِّبْسُ والدِّبِسُ عَسَلُ التمر وعُصارته وقال أَبو حنيفة هو عُصارة الرُّطَب من غير طبخ وقيل هو ما يسيل من الرطب والدَّبُوسُ خُلاصة التمر تلقى في السمن مطيبة للسمن والدُّبْسَةُ لونٌ في ذوات الشعر أَحمرُ مُشْرَبٌ والأَدْبَسُ من الطير والخيل الذي لونه بين السواد والحمرة وقد ادْبَسَّ ادْبِساساً والدُّبْسَةُ حُمْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سواداً وقد ادْباسَّ وهو أَدْبَسُ يكون في الشاء والخيل والدَّبْسُ الأَسْوَدُ من كل شيء وادْباسَّتِ الأَرضُ اختلط سوادُها بخُضْرَتها وقال أَبو حنيفة أَدْبَسَت الأَرض رؤي أَول سواد نبتها فهي مُدْبِسَةٌ والدُّبْسِيُّ ضرب من الحمام جاء على لفظ المنسوب وليس بمنسوب قال وهو منسوب إِلى طير دُبْسٍ ويقال إِلى دِبْسِ الرُّطَبِ لأَنهم يغيرون في النسب ويضمون الدال كالدُّهْريِّ والسُهْليِّ وفي الحديث أَن أَبا طلحة كان يصلي في حائط له فطار دُبْسِيٌّ فأَعجبه قال هو طائر صغير قيل هو ذكر اليمام وجاءَ بأُمور دُبْسٍ أَي دَواهٍ مُنْكَرَة وأَنكر ذلك على أَبي عبيد فقال إِنما هو رُبْس ويقال للسماء إِذا مَطَرَتْ وفي التهذيب إِذا خالت للمطر دُرِّي دُبَسُ عن ابن الأَعرابي ولم يفسره بأَكثر من هذا قال ابن سيده وعندي أَنه إِنما سميت بذلك لاسودادها بالغيم ودَبَّسَ الشيءَ واراه عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا رآه فَحْلُ قومٍ دَبَّسا وأَنشد أَيضاً لِرَكَّاضٍ الدُّبَيْريّ لا ذَنْبَ لي إِذ بِنْتُ زُهْرَةَ دَبَّسَتْ بغيرِك أَلْوَى يُشْبِهُ الحقَّ باطِلُهْ ودَبَّسْتُه وارَيْتُه والدَّبُّوس معروف والدِّبَاساتُ بتخفيف الباء الخلايا الأَهليةُ عن أَبي حنيفة والدَّبَاساءُ ممدود إِناث الجراد واحدتها دَِباساءَةٌ وقول لَقِيط بن زُرارَةَ لو سَمِعُوا وَقْعَ الدَّبابيسِ واحدها دَبُّوسٌ قال وأُراه معرَّباً

دبخس
الدُّبَّخْسُ الضخم مثل به سيبويه وفسره السيرافي

دحس
دَحَسَ بين القوم دَحْساً أَفسد بينهم وكذلك مَأَسَ وأَرَّشَ قال الأَزهري وأَنشد أَبو بكر الإِيادي لأَبي العلاء الحَضْرَميّ أَنشده للنبي صلى اللَّه عليه وسلم وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ قال ابن الأَثير يروى بالحاء والخاء يريد إِن فعلوا الشر من حيث لا تعلمه ودَحَسَ ما في الإِناء دَحْساً حَساه والدَّحْسُ التَدْسِيسُ للأُمور تَسْتَبْطِنُها وتطلبها أَخفى ما تقدر عليه ولذلك سميت دُودَةٌ تحت التراب دَحَّاسَةً قال ابن سيده الدَّحَّاسَة دودة تحت التراب صفراء صافية لها رأْس مُشَعَّب دقيقة تشدّها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير لا تؤْذي وهي في الصحاح الدَّحَّاسُ والجمع الدَّحاحِيسُ وأَنشد في الدَحْسِ بمعنى الاستبطان للعجاج يصف الحُلَفاءَ ويَعْتِلُونَ مَن مَأَى في الدَّحْسِ وقال بعض بني سُلَيم وِعاء مَدْحُوس ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ بمعنى واحد قال الأَزهري وهذا يدل على أَن الدَّيْحَسَ مثلُ الدَّيْكَسِ وهو الشي الكثير والدَّحْسُ أَن تدخل يدك بين جلد الشاة وصِفاقها فتَسْلَخَها وفي حديث سَلْخِ الشاة فَدَحَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ثم مضى وصلى ولم يتوضأْ أَي دَسَّها بين الجلد واللحم كما يفعل السَّلاَّخُ ودَحَسَ الثوبَ في الوعاء يَدْحَسُه دَحْساً أَدخله قال يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنْ كما دَحَسْتَ الثوبَ في الوِعاءَيْنْ والدَّحْسُ امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ وقد أَدْحَسَ وبيتٌ دِحاسٌ ممتلئ وفي حديث جرير أَنه جاء إِلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو في بيت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب أَي مملوء وكل شيء ملأْته فقد دَحَسْتَه قال ابن الأَثير والدَّحْسُ والدَّسُّ متقاربان وفي حديث طلحة أَنه دخل عليه داره وهي دِحاسٌ أَي ذاتِ دِحاسٍ وهو الامتلاء والزحام وفي حديث عطاء حَقٌّ على الناس أَن يَدْحَسُوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ أَي يَزْدَحِمُوا ويَدُسُّوا أَنفسهم بين فُرَجِها ويروى بالخاء وهو بمعناه والدَّاحِسُ من الوَرَم ولم يُحَدِّدُوه وأَنشد أَبو عليّ وبعض أَهل اللغة تَشاخَصَ إِبْهاماكَ إِن كنتَ كاذِباً ولا بَرِئا من داحِسٍ وكُناعِ وسئل الأَزهري عن الدَّاحِسِ فقال قَرْحَةٌ تخرج باليد تسمى بالفارسية بَرْوَرَهْ وداحِسٌ موضع وداحِسٌ اسم فرس معروف مشهور قال الجوهري هو لقَيْسِ بن زُهَير بن جَذِيمة العَبْسي ومنه حرب داحِسٍ وذلك أَنَّ قَيْساً هذا وحُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْياني ثم الفَزاري تراهَنا على خَطَرٍ عشرين بعيراً وجعلا الغابة مائة غَلْوَةٍ والمِضْمارَ أَربعين ليلة والمَجْرى من ذات الإِصادِ فأَجرى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ
( * وفي رواية أخرى أَنَّ داحساً لقيس والغبراء لحمل بن بدر ) وأَجرى حذيفة الخَطَّارَ والحَنْفاء فوضعت بنو فزارَة رَهْطُ حذيفة كَمِيناً على الطريق فردوا الغبراء ولَطَمُوها وكانت سابقة فهاجت الحرب بين عَبْس وذُبْيان أَربعين سنة

دحمس
الدَّحْسَمُ والدَّحْمَسُ العظيم مع سواد ودَحْمَسَ الليلُ أَظلم وليلٌ دَحْمَسٌ مظلم قال وادَّرِعِي جِلبابَ ليلٍ دَحْمَسِ أَسْوَدَ داجٍ مثلَ لَونِ السُّنْدُسِ الأَزهري ليال دَحامِسُ مظلمة وفي حديث حمزة ابن عمرو في ليلة ظلماء دَحْمَسَةٍ أَي مظلمة شديدة الظلمة أَبو الهيثم يقال لليالي الثلاث التي بعد الطُّلَم حَنادِسُ ويقال دَحامِسُ والدُحْمُسان الآدَمُ السمين وقد يقلب فيقال دُحْسُمانٌ وفي الحديث كان يبايع الناسَ وفيهم رجل دُحْسُمانٌ أَي أَسود سمين

دخس
الدَّخَسُ داءٌ يأْخذ في قوائم الدابة وهو وَرَمٌ يكون في أُطْرَةِ حافر الدابة وقد دَخِسَ فهو دَخِسٌ وفرس دَخِسٌ به عيبٌ والدَّخِيسٌ اللحم الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ والدَّخِيسُ باطن الكف والدَّخِيسُ من الحافر ما بين اللحم والعَصَب وقيل هو عظم الحَوْشَبِ وهو مَوْصِل الوَظِيفِ في رُسْغِ الدابة ابن شميل الدَّخِيسُ عظم في جوف الحافر كأَنه ظِهارَة له والحَوْشَبُ عُظَيْم الرسغ والدَّخْسُ والدَّخِيس الإِنسان التارُّ المكتنز غيرَ جدّ جسيمٍ وامرأَة مُدْخِسَةٌ سمينة كأَنها دَخْسٌ وكل ذي سِمَنٍ دَخِيسٌ قال ودَخِيسُ اللحم مُكْتَنِزه وأَنشد مَقْذُوفَةٍ بِدَّخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ والدَّخِيسُ اللحم المكتنز ودَخَسُ اللحم اكتنازه والدَّخَسُ امتلاء العظم من السمن ودَخَسُ العظمِ امتلاؤه والدَّخْسُ الكثير اللحم الممتلئ العظم والجمع أَدْخاسٌ وجمل مُداخِسٌ كذلك وفي التهذيب جمل مُدْخِسٌ والجمع مُدْخِسات والدَّخِيسُ من الناس العَدَدُ الكثير المجتمع قال العجاجُ وقد تَرَى بالدار يوماً أَنَسا جَمَّ الدَّخِيسِ بالثُّغُور أَحْوَسا والدَّخِيسُ العدد الجَمُّ وعددٌ دَخِيسٌ ودِخاسٌ كثير وكذلك نَعَم دِخاسٌ ودِرْعٌ دِخاسٌ متقاربة الحَلَقِ وبيتٌ دِخاسٌ ملآنُ وقد قيل بالحاء والدَّخْسُ انْدِساسُ الشيء تحت الأَرض والدَّواخِسُ والدُّخَّسُ الأَثافي من ذلك ويقال دَخَسَ فيه أَي دخل فيه وقال الطِّرِمَّاحُ فكُنْ دُخَساً في البحرِ أَو جُزْ وَراءَهُ إِلى الهِنْدِ إِن لم تَلْقَ قَحْطانَ بالهِنْدِ
( * قوله « فكن دخساً إلخ » أَي مثل هذه الدابة في الدخول في البحر ولو أَخر هذا البيت بعد قوله والدخس مثال الصرد إلخ كما فعل شارح القاموس حيث استشهد به على هذه الدابة لكان أَولى )
الليث الدَّخْسُ انْدساسُ شيء تحت التراب كما تُدْخَسُ الأُثْفِيَّة في الرماد وكذلك يقال للأَثافيّ دَواخِسُ قال العجاج دَواخِساً في الأَرضِ إِلا شَعَفا والدَّخْسُ الفَتِيُّ من الدَّبَبَةِ والدَّخْسُ ضرب من السمك وكَلأٌ دَيْخَسٌ كَثُرَ والتفَّ قال يَرْعى حَلِيّاً ونَصِيّاً دَيْخَسا قال أَبو حنيفة وقد يكون الدَّيْخَس في اليبيس والدَّخِيسُ من أَنْقاء الرمل الكثير والدُّخَسُ مثال الصُّرَدِ دابة في البحر تنجي الغريق تمكنه من ظهرها ليستعين على السباحة وتسمى الدُّلْفِينَ وفي حديث سلخ الشاة فَدَخَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ويروى بالخاء وهو مذكور في موضعه

دختنس
دَخْتَنُوسُ اسم امرأَة وقيل اسم لبنت حاجب بن زُرَارَة ويقال دَخْتَنُوس ودَخْدَنوس

دخدنس
دَخْتَنُوس اسم امرأَة ويقال دَخْدَنوسُ ودَخْدَنوس اسم بنتِ كِسْرى وأَصل هذا الاسم فارسي عرّب معناه بنت الهَنِيء قلبت الشين سيناً لما عُرِّبَ

دخمس
الدَّخْمَسَةُ والدَّخْمَسُ الخَبُّ الذي لا يبين لك معنى ما يريد وقد دَخْمَسَ عليه وأَمر مُدَخْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً وثناء مُدَخْمَسٌ ودِخْماسٌ ليست له حقيقة وهو الذي لا يُبَيَّنُ ولا يُجَدُّ فيه أَنشج ابن الأَعرابي يَقْبَلُون اليَسِيرَ منكَ ويُثْنُو نَ ثَناءً مُدَخْمَساً دِخْماسا ولم يفسره ابن الأَعرابي والدُّخامِسُ من الشيء الرديءُ منه قال حاتم الطائي شَآمِيَةٌ لم تُتَّخَذْ لِدُخامِسِ ال طَّبِيخِ ولا ذَمَّ الخَلِيطِ المُجاوِرِ والدُّخامِسُ الأَسْود الضخم كالدُّخامِسِ وهي قبيلة

دخنس
الدَّخْنَسُ الشديد من الناس والإِبل وأَنشد وقَرَّبوا كلَّ جُلالٍ دَخْنَسِ عند القِرَى جُنادِفٍ عَجَنَّسِ تَرى على هامَتِه كالبُرْنُسِ

درس
دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً عفا ودَرَسَته الريح يتعدَّى ولا يتعدَّى ودَرَسه القوم عَفَّوْا أَثره والدَّرْسُ أَثر الدِّراسِ وقال أَبو الهيثم دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً ودَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَي محَتْه ومن ذلك دَرَسْتُ الثوبَ أَدْرُسُه دَرْساً فهو مَدْرُوسٌ ودَرِيسٌ أَي أَخْلَقْته ومنه قيل للثوب الخَلَقِ دَرِيس وكذلك قالوا دَرَسَ البعيرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شديداً فَقُطِرَ قال جرير رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بعيراً دارساً في السَّوقِ أَفْصَح راكبٍ وبَعِيرِ والدَّرْسُ الطريق الخفيُّ ودَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَي أَخْلَقَ وفي قصيد كعب بن زهير مُطَّرَحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ الدِّرْسانُ الخُلْقانْ من الثياب واحدها دِرْسٌ وقد يقع على السيف والدرع والمِغْفَرِ والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّريسُ كله الثوب الخَلَقُ والجمع أَدْراسٌ ودِرْسانٌ قال المُتَنَخِّلُ قد حال بين دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ نِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ ودِرعٌ دَرِيسٌ كذلك قال مَضَى وَورِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضَةٍ وأَبْيَضَ هِنْدِيّاً طويلاً حَمائِلُهْ ودَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه داسَه يَمانِيَةٌ ودُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ دِراساً إِذا دِيسَ والدِّراسُ الدِّياسُ بلغة أَهل الشام ودَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها قال ابنُ مَيَّادَة هلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ سَمْراء مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ ودَرَسَ الناقة يَدْرُسُها دَرْساً راضها قال يَكفيكَ من بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ حَمْراءُ مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قيل يعني البُرَّة وقيل يعني الناقة وفسر الأَزهري هذا الشعر فقال مما دَرَسَ أَي داسَ قال وأَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء في لونها ودَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً ودِراسَةً ودارَسَه من ذلك كأَنه عانده حتى انقاد لحفظه وقد قرئ بهما وليَقُولوا دَرَسْتَ وليقولوا دارَسْتَ وقيل دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب ودارَسْتَ ذاكَرْتَهُم وقرئ دَرَسَتْ ودَرُسَتْ أَي هذه أَخبار قد عَفَتْ وامَّحَتْ ودَرُسَتْ أَشدّ مبالغة وروي عن ابن العباس في قوله عز وجل وكذلك نُصَرِّفُ الآيات وليقولوا دَرَسْتَ قال معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا إِنك دَرَسْتَ أَي تعلمت أَي هذا الذي جئت به عُلِّمْتَ وقرأَ ابن عباس ومجاهد دارَسْتَ وفسرها قرأْتَ على اليهود وقرأُوا عليك وقرئ وليقولوا دُرِسَتْ أَي قُرِئَتْ وتُلِيَتْ وقرئَ دَرَسَتْ أَي تقادمت أَي هذا الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرَّ بنا ودَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حفظه عليَّ من ذلك قال كعب بن زهير وفي الحِلم إِدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْسَةٌ وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ قال الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ ومنه دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها ويقال سمي إِدْرِيس عليه السلام لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالى واسمه أَخْنُوخُ ودَرَسْتُ الصَّعْبَ حتى رُضْتُه والإِذهانُ المذَلَّة واللِّين والدِّراسُ المُدارَسَةُ ابن جني ودَرَّسْتُه إِياه وأَدْرَسْتُه ومن الشاذ قراءة ابن حَيْوَةَ وبما كنتم تُدْرِسُونَ والمِدْراسُ والمِدْرَسُ الموضع الذي يُدْرَسُ فيه والمَدْرَسُ الكتابُ وقول لبيد قَوْمِ إلا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْ ْمَةِ إِلاَّ بَراءَةً واعْتِذارا والمُدارِسُ الذي قرأَ الكتب ودَرَسَها وقيل المُدارِسُ الذي قارَفَ الذنوب وتلطخ بها من الدَّرْسِ وهو الجَرَبُ والمِدْراسُ البيت الذي يُدْرَسُ فيه القرآن وكذلك مَدارِسُ اليهود وفي حديث اليهودي الزاني فوضع مِدْراسُها كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ كتبهم ومِفْعَل ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة ومنه الحديث الآخر حتى أَتى المِدْراسَ هو البيت الذي يَدْرسون فيه قال ومِفْعالٌ غريب في المكان ودارَسْت الكتبَ وتَدارَسْتُها وادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها وفي الحديث تَدارَسُوا القرآن أَي اقرأُوه وتعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ وأَصل الدِّراسَةِ الرياضة والتَّعَهُّدُ للشيء وفي حديث عكرمة في صفة أَهل الجنة يركبون نُجُباً أَلينَ مَشْياً من الفِراشِ المَدْرُوس أَي المُوَطَّإِ المُمَهَّد ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً جَرِبَ جَرَباً قليلاً واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ الأَصمعي إِذا كان بالبعير شيء خفيف من الجرب قيل به شيء من دَرْسٍ والدَّرْسُ الجَرَبُ أَوَّلُ ما يظهر منه واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ أَيضاً قال العجاج يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ من الأَذى ومن قِرافِ الوَقْسِ وقيل هو الشيء الخفيف من الجرب وقيل من الجرب يبقى في البعير والدَّرْسُ الأكل الشديد ودَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً وهي دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ حاضت وخص اللحياني به حيض الجارية التهذيب والدُّرُوس دُروسُ الجارية إِذا طَمِثَتْ وقال الأَسودُ بن يَعْفُر يصف جَواريَ حين أَدْرَكْنَ الَّلاتِ كالبَيْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِيرِ ودَرَسَتِ الجارية تَدْرُسُ دُرُوساً وأَبو دِراسٍ فرج المرأَة وبعير لم يُدَرَّسْ أَي لم يركب والدِّرْواسُ الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب والدِّرْواسُ الأَسد الغليظ وهو العظيم أَيضاً والدِّرْواس العظيم الرأْس وقيل الشديد عن السيرافي وأَنشد له بِتْنا وباتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا عند النَّدُولِ قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ يجوز أَن يكون واحداً من هذه الأَشياء وأَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا نبح درواس لأَن النبح إِنما هو في الأَصل للكلاب التهذيب الدِّرْواسُ الكبير الرأْس من الكلاب والدِّرْباسُ بالباء الكلب العَقُور قال أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدِْرباسِ الحُمُتْ قال هذا كلب قد ضَرِيَ في زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ له كلباً يقال له دِرْواسٌ وقال غيره الدِّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ الأَعناق واحِدها دِرْواسٌ قال الفراء الدِّرواسُ العِظامُ من الإِبل قال ابن أَحمر لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها ودِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ قال ابن السكيت ظن أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ وإِنما اليَرَنْدَج جلود سود وقوله ودِراسُ أَعوصَ أَي لم تُدارِس الناسَ عَويص الكلام وقوله دارس متخدد أَي يَغْمُضُ أَحياناً فلا يرى ويروى متجدد بالجيم ومعناه أَي ما ظهر منه جديد وما لم يظهر دارس

دربس
الدِّرْباسُ الكلب العقور قال الشاعر أَعْدَدْتُ دِرْواساً لدِرْباسِ الحُمُتْ وقالوا الدُّرابِسُ الضخم الشديد من الإِبل ومن الرجال وأَنشد لو كنتَ أَمسيتَ طَليحاً ناعِسا لم تُلْفِ ذا راوِيَةٍ دُرابِسا وتَدَرْبَسَ أَي تقدَّم قال الشاعر إِذا القومُ قالوا مَنْ فَتًى لمُهِمَّةٍ ؟ تَدَرْبَسَ باقي الرَّيْقِ فَخْمُ المَناكِبِ

دردبس
الدَرْدَبِيسُ خَرَزَةٌ سوداءٌ كأَن سوادَها لونُ الكبد إِذا رفعتها واستَشْفَفْتَها رأَيتها تَشِفُّ مثل لون العنبة الحمراء تَتَجَبَّبُ بها المرأَة إِلى زوجها توجد في قُبور عادٍ قال الشاعر قَطَعْتُ القَيْدَ والخَرَزاتِ عَنِّي فَمَنْ لي من عِلاجٍ الدَّرْدَبيسِ ؟ قال اللحياني هي من الخرز التي يُؤَخِّذ بها النساءُ الرجالَ وأَنشد جَمَعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسَةٍ والدَّرْدَبِيسِ مُقابلاً في المِنْظَم قال وهن يقلن في تأْخيذهن إِياه أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيسِ تُدِرُّ العِرْقَ اليَبِيس قال تعني بالعرق اليبيس الذِّكَرَ التفسير له والدَّرْدَبيسُ الفَيْشَلة الليث الدَّرْدَبيسُ الشيخ الكبير الهِمُّ والعجوز أَيضاً يقال لها دَرْدَبيسٌ وأَنشد أُمُّ عِيالٍ فَخْمَةٌ تَعُوسُ قد دَرْدَبَتْ والشيخُ دَرْدبيسُ العَوْسُ هو الطَّوَفانُ بالليل ودَرْدَبَت خَضَعَتْ وذلت وشاهد العجوز قول الآخر جاءَتْكَ في شَوْذَرِها تَمِيسُ عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيسُ أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبليسُ لطعاء تَحاتَّتْ أَسنانها من الكبر والدَّرْدَبيسُ الداهية والدَّرْدِبيس الشيخ بكسر الدال قال وهكذا كتبه أَبو عمرو الإِياديُّ قال ابن بري شاهد الداهية قول جُرَيّ الكاهلي ولو جَرَّبْتَني في ذاكَ يوماً رَضِيتَ وقلتَ أَنتَ الدَّرْدَبيسُ

دردقس
الدُّرْداقِسُ عظم القَفا قيل فيه إِنه أَعجمي قال الأَصمعي أَحسبه رُوميّاً قال وهو طرف العظم الناتئ فوق القفا أَنشد أَبو زيد مَنْ زال عن قَصْدِ السبيل تَزايَلَتْ بالسيفِ هامَتُه عن الدُّرْقاسِ قال أَبو عبيدة الدُّرْداقِسُ عظم يفصل بين الرأْس والعنق كأَنه رومي قال محمد بن المكرم أَظن قافية البيت الدُّرْداقِسُ واللَّه أَعلم

درطس
إِدْرِيطُوسُ دواء رومي فأُعْرب

درعس
بعير دِرْعَوْسٌ غليظ شديد عن ابن الأَعرابي وسيأْتي ذكرها في الشين

درفس
بعير دِرَفْسٌ عظيم والدِّرَفْسُ الضخم والضخمة من الإِبل والدِّرَفْسةُ الكثيرة لحم الجنبين والبَضِيع والدِّرَفْسُ الناقة السهلةُ السير وجملٌ دِرَفْسٌ الأُمَوِيُّ الدِّرَفْسُ البعير الضخم العظيم وناقة دِرَفْسَة والدِّرَفْسُ الحرير وقال شمر الدِّرَفْسُ أَيضاً العَلَمُ الكبير وأَنشد قول ابن الرُّقَيَّاتِ تُكِنُّه خِرْقَةُ الدِّرَفْس من الش مسِ كَلَيْثٍ يُفَرِّجُ الأَجَما الصحاح الدِّرَفْسُ من الإِبل العظيم وناقةٌ دِرَفْسَةٌ قال العجاج دِرَفْسَةٌ أَو بازٍلٌ دِرَفْسُ والدُرْفاسُ مثله قال ابن برِّي صواب إِنشاده دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ بالخفض وقبله كم قد حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْسِ كَبْداء كالقَوْسِ وأُخْرى جَلْسِ دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ دِرَفْسِ حسرنا أَتعبنا والعَنْسُ الناقة الصُّلْبَةُ القوية والعَلاةُ سَندانُ الحَدَّادِ وكَبْداء ضَخْمَةُ الوسط خِلقة وجعلها كالقوس لأَنها قد ضَمُرَتْ واعْوَجَّتْ من السير والجَلْس الشديدة ويقال الجسيمةُ والدِّرَفْسَةُ الغليظة والبازل من الإِبل الذي له تسع سنين ودخل في العاشرة

درمس
دَرْمَسَ الشيءَ ستره

درهس
الدُّراهِسُ الشديد من الرجال

دريس
الدِّرْيَوْسُ الغَبيُّ من الرجال قال ولا أَحسبها عربية محضة

دسس
الدَّسُّ إِدخال الشيء من تحته دَسَّه يَدُسُّه دَسّاً فانْدَسَّ ودَسَّسَه ودَسَّاه الأَخيرة على البدل كراهية التضعيف وفي الحديث اسْتَجِيدوا الخالَ فإِن العِرْقَ دَسَّاسٌ أَي دَخَّال لأَنه يَنْزِعُ في خَفاءٍ ولُطْفٍ ودسَّه يَدُسُّه دَسّاً إِذا أَدخله في الشيءِ بقهر وقوَّة وفي التنزيل العزيز قد أَفْلَحَ من زَكَّاها وقد خابَ من دَسَّاها يقول أَفلح من جعل نفسه زكية مؤمنة وخابَ من دَسَّسَها في أَهل الخير وليس منهم وقيل دَسَّاها جعلها خسيسة قليلة بالعمل الخبيث قال ثعلب سأَلت ابن الأَعرابي عن تفسير قوله تعالى وقد خابَ من دَسَّاها فقال معناه من دسَّ نَفْسَه مع الصالحين وليس هو منهم قال وقال الفراء خابت نفس دَسَّاها اللَّه عز وجل ويقال قد خاب من دَسَّى نَفْسَه فأَخْمَلَها بترك الصدقة والطاعة قال ودَسَّاها من دَسَّسْتُ بُدِّلَتْ بعض سيناتها ياء كما يقال تَظَنَّيْتُ من الظَنِّ قال ويُرَى أَن دَسَّاها دَسَّسَها لأَن البخيل يُخْفي مَنْزِله وماله والسَّخِيُّ يُبْرِزُ منزله فينزل على الشَرَفِ من الأَرض لئلا يستتر عن الضيفان ومن أَراده ولكلٍّ وَجْهٌ الليث الدَّسُّ دَسُّك شيئاً تحت شيء وهو الإِخْفاءُ ودَسَسْتُ الشيء في التراب أَخفيته فيه ومنه قوله تعالى أَم يَدُسُّه في التراب أَي يدفنه قال الأَزهري أَراد اللَّه عز وجل بهذا الموءُودة التي كانوا يدفنونها وهي حية وذَكَّرَ فقال يَدُسُّه وهي أُنثى لأَنه رَدَّه على لفظة ما في قوله تعالى يَتَوارى من القوم من سُوءِ ما بُشِّرَ به فردَّه على اللفظ لا على المعنى ولو قال بها كان جائزاً والدَّسِيسُ إِخفاء المكرِ والدَّسيسُ من تَدُسُّه ليأْتيك بالأَخبار وقيل الدَّسِيسُ شبيه بالمُتَجَسِّس ويقال انْدَسَّ فلان إِلى فلان يأْتيه بالنمائم ابن الأَعرابي الدَّسِيسُ الصُّنانُ الذي لا يَقْلَعُه الدواء والدَّسِيسُ المَشْوِيُّ والدُّسُسُ الأَصِنَّةُ الدَّفِرَةُ الفائحة والدُّسُسُ المُراؤُون بأَعمالهم يدخلون مع القُرَّاء وليسوا قُرَّاءً ودَسَّ البعيرَ يَدُسُّه دَسّاً لم يبالغ في هَنْئه ودُسَّ البعيرُ وَرِمَتْ مَساعِرُه وهي أَرْفاغُه وآباطه الأَصمعي إِذا كان بالبعِير شيء خفيف من الجرب قيل به شيء من جَرَب في مِساعِرِه فإِذا طلي ذلك الموضع بالهِناءِ قيل دُسَّ فهو مَدْسُوس قال ذو الرمة تَبَيَّنَ بَرَّاقَ السَّراةِ كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ دُسَّ منه المَساعِرُ قال ابن بري صواب إِنشاده فَنِيقُ هِجانٍ قال وأَما قريع هجان فقد جاء قبل هذا البيت بأَبيات وهو وقد لاحَ للسَّاري سُهَيْلٌ كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ عارَضَ الشَّوْلَ جافرُ وقوله تَبَيَّنَ فيه ضمير يعود على ركب تقدم ذكرهم وبَرَّاق السَّراةٍ أَراد به الثور الوَحْشِيُّ والسَّراةُ الظهر والفَنِيقُ الفحلُ المُكْرَمُ والهِجانُ الإِبل الكرامُ ودُسَّ البَعِيرُ إِذا طُليَّ بالهِناء طَلْياً خفيفاً والمساعِرُ أُصول الآباط والأَفخاذ وإِنما شبه الثور بالفنيق المَهْنُوءِ في أُصول أَفخاذه لأَجل السواد الذي في قوائمه والجافر المنقطع عن الضِّرابِ والشَّوْل جمع شائلَةٍ التي شالَتْ بأَذنابها وأَتى عليها من نتَاجها سبعة أَشهر أَو ثمانية فَجَفَّ لَبَنُها وارتفع ضَرْعُها وعارَضَ الشَّوْلَ لم يَتْبَعْها ويقال للهِناء الذي يُطْلَى به أَرْفاغُ الإِبل الدَّسُّ أَيضاً ومنه المثل ليس الهِناءُ بالدَّسِّ المعنى أَن البعير إِذا جَرِبَ في مَساعِرِه لم يُقْتَصَرْ من هِنائِه على موضع الجَرَبِ ولكن يُعَمُّ بالهِناءِ جميعُ جلده لئلا يتعدّى الجَرَبُ موضِعَه فَيَجْرَبَ موضعٌ آخرُ يضرب مثلاً للرجل يَقْتصِرُ من قضاء حاجة صاحبه على ما يَتَبَلَّغ به ولا يبالغ فيها والدَّسَّاسَةُ حَيَّة صَمَّاء تَنْدَسُّ تحت التراب انْدِساساً أَي تَنْدَفِنُ وقيل هي شحمة الأَرض وهي الغَثِمَةُ أَيضاً قال الأَزهري والعرب تسميها الحُلُكَّى وبناتِ النَّقا تَغُوصُ في الرمل كما يغوص الحوت في الماء وبها يُشَبَّه بَنانُ العَذارَى ويقال بنات النَّقا وإِياها أَراد ذو الرمة بقوله بَناتُ النَّقَا تَخْفى مِراراً وتَظْهَرُ والدَّسَّاسُ حَيَّة أَحمر كأَنه الدم مُحَدَّدُ الطرفين لا يُدْرَى أَيهما رأْسه غليظُ الجِلْدة يأْخذ فيه الضَّرْبُ وليس بالضخم الغليظ قال وهو النَّكَّازُ قرأَه الأَزهري بخط شَمِر وقال ابن دريد هو ضَرْبٌ من الحيات فلم يُحَلِّه أَبو عمرو الدَّسَّاسُ من الحيات الذي لا يدرى أَيُّ طرفيه رأْسه وهو أَخبث الحيات يَنْدَسُّ في التراب فلا يظهر للشمس وهو على لون القُلْبِ من الذهب المُحَلَّى والدُّسَّة لعبة لصبيان الأَعراب

دعس
دَعَسَه بالرمح يَدْعَسُه دَعْساً طعنه والمِدْعَسُ الرمح يُدْعَسُ به وقيل المِدْعَسُ من الرماح الغليظُ الشديدُ الذي لا ينثني ورمح مِدْعَسٌ والمَداعِسُ الصُّمُّ من الرماح حكاه أَبو عبيد والدَعْسُ الطعن والمُداعَسَةُ المُطاعَنَةُ وفي الحديث فإِذا دَنا العدوُّ كانت المُداعَسَةُ بالرماح حتى تُقْصَدَ أَي تُكْسَر ورجل مِدْعَسٌ طَعَّانٌ قال لَتَجِدَنِّي بالأَميرِ بَرَّا وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا إِذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا وسنذكره في الصاد وهو الأَعرف قال سيبويه وكذلك الأُنثى بغير هاء ولا يجمع بالواو والنون لأَن الهاء لا تدخل مؤَنثة ورجل دِعِّيسٌ كمِدْعَسٍ ورجل مُداعِسٌ مُطاعِنٌ قال إِذا هابَ أَقوامٌ تَجَشَّمْتُ هَوْلَ ما يَهابُ حُمَيَّاهُ الأَلَدُّ المُداعِسُ ويروى تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً يَهابُ وقد يكنى بالدَّعْسِ عن الجماع ودَعَسَ فلان جاريته دَعْساً إِذا نكحها والدَّعْسُ شدة الوطء ودَعَسَت الإِبل الطريقَ تَدْعَسُه دَعْساً وَطِئَتْه وَطْأً شديداً والدَّعْسُ الأَثَرُ وقيل هو الأَثر الحديثُ البَيِّنُ قال ابنُ مُقْبِلٍ ومَنْهَلٍ دَعْسُ آثارِ المَطِيِّ به تَلْقى المَحارِمَ عِرْنِيناً فَعِرْنِينا وطريق دَعْسٌ ومِدْعاسٌ ومَدْعُوسٌ دَعَسَتْه القوائمُ ووَطِئَتْه وكثرت فيه الآثارُ يقال رأَيت طريقاً دَعْساً أَي كثير الآثار والمَدْعُوسُ من الأَرضين الذي قد كثر به الناسُ ورعاه المالُ حتى أَفسده وكثرت فيه آثاره وأَبواله وهم يكرهونه إِلا أَن يجمعهم أَثَرُ سَحابة لا يجدون منها بُدّاً والمِدْعاسُ الطريق الذي لَيَّنَتْه المارَّةُ قال رؤْبة بن العجاج يصف حميراً وردت الماء في رَسْم آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَقْ يَرِدْنَ تحتَ الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ أَي مَمَرُّ هذه الحمير في رَسْم قد أَثرت فيه حوافرها والطريق الدُّعاقُ الذي كثر عليه المشي والسَّيَّاح الماء الذي يَسِيحُ على وجه الأَرض والدَّسَقُ البياض يريد به أَن الماء أَبيض ومُدَّعَسُ القوم مُخْتَبَزُهم ومُشْتَواهم في البادية وحيث توضَعُ المَلَّة وهومُفْتَعَلٌ من الدَّعْس وهو الحَشْوُ ودَعَسْتُ الوِعاء حَشَوْتُه قال أَبو ذؤَيب ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها يقول رُبَّ مُخْتَبَزٍ جعلتُ فيه اللحم ثم استخرجته قبل أَن يَنْضَجَ للعَجَلَةِ والخوف لأَنه في سفر وفي التهذيب والمُدَّعَسُ مُخْتَبَزُ المَلِيلِ ومنه قول الهُذَلي ومدَّعس فيه الأَنيض اختفيته بجرداء مثل الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها أَي لا يثبت الغراب عليها لملاستها أَراد الصحراء وأَرض دَعْسَةٌ ومَدْعُوسَةٌ سهلة وأَدْعَسَه الحَرُّ قتله والمِدْعاسُ اسم فرس الأَقْرَعِ بن سُفْيان قال الفرزدق يُعَدِّي عُلالاتِ العَبايَةِ إِذْ دَنا له فارِسُ المِدْعاسِ غيرِ المُعَمَّرِ وفي النوادر رجل دَعُوسٌ وغَطُوسٌ وقَدُوسٌ ودَقُوسٌ كل ذلك في الاستقدام في الغَمَراتِ والحروب

دعكس
الدَّعْكَسَةُ لعب المَجُوسِ يَدُورُون قد أَخذ بعضهم بيد بعض كالرقصِ يسمونه الدَّسْتَبَنْدَ وقد دَعْكَسُوا وتَدَعْكَسَ بعضُهم على بعض وهم يُدَعْكِسُونَ قال الراجز طافوا به مُعْتَكِسِينَ نُكَّسا عَكْفَ المَجُوسُ يَلعَبُون الدَّعْكَسا

دغس
حَسَبٌ مُدَغْمَسٌ فاسد مَدخُول عن الهَجَري قال أَبو تراب سمعت شَبانَةَ يقول هذا الأَمر مُدَغْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً

دفس
ابن الأَعرابي أَدْفَسَ الرجلُ إِذا اسودَّ وجهه من غير علة قال الأَزهري لا أَحفظ هذا الحرف لغيره

دفنس
الدَّفْنِسُ بالكسر المرأة الحمقاء وأَنشد أَبو عمرو بنُ العَلاء للفِنْدِ الزِّمَّانيِّ ويروى لامرئ القيس بن عابس الكِنْديِّ أَيا تَمْلِكُ يا تَمْلِ ذَريني وذَري عَذْلي ذَرِيني وسِلاحي ثُمَّ شُدِّي الكفَّ بالعُزْلِ ونَبْلي وفُقاها ك عَراقِيب قَطاً طُحْلِ وقد أَخْتَلِسُ الضَّرْبَ ةَ لا يَدْمى لها نَصْلي كجَيْبِ الدِّفْنِس الوَرْها ءِ ريعَتْ وهي تَسْتَفْلي وقد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَ ةَ تَنْفي سَنَنَ الرِّجْلِ تَمْلِكُ اسم امرأَة وتمل مرخم مثل يا حار يقول دعيني ودعي عَذْلَكِ لي على إِدامتي لُبْس السلاح للحرب ومقاومة الأَعداء والعُزْلُ جمع أَعْزَل وهو الذي لا سلاح معه يقول اصرفي همك إِلى من هو قاعد عن الحرب والرَّمِيَّةِ ولا تفارقيه وشُدِّي كَفَّك به وفُقاً جمع فُوقِ السهم وهو مقلوب من فُوَقٍ كما قال رؤبة كَسَّرَ من عَيْنَيْه تَقْويم الفُوَقْ الهاء في عينيه ضمير الصائد لأَنه إِذا نظر إِلى السهم أَبِهِ عِوَجٌ أَم لا كَسَرَ بَصَرَه عند نظره وقوله كعراقيب قَطاً طُحْلِ شبه أَفواقَ النَّبْلِ أَي الحُمْرَة التي تكون في الفُوقِ بعراقيب القطا والطُّحْلُ جمع أَطْحَل وطَحْلاء والطَّحَلُ لون يشبه الطِّحال شَبَّه بها رِيشَ السهم وقوله تَنْفي سَنَنَ الرجل أَي يخرج منها من الدم ما يمنع سَنَن الطريق وقيل الدِّفْنِسُ الرَّعْناءُ البَلْهاء وقال ابن دريد هي البلهاء فلم يزد على ذلك وأَنشد عَمِيمَةُ ضاحي الجِسمِ ليسَتْ بِغَثَّةٍ ولا دِفْنِسٍ يَطْبي الكِلابَ حِمارُها والدِّفْنِسُ والدِّفْناسُ الأَحمق وقيل الأَحمق البَذِيُّ والدِّفْناس البخيلُ وقيل المُنْدَفِقُ النَّوَّامُ وأَنشد ابن الأَعرابي إِذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَه فإِنَّ لنا ذَوداً ضِخامَ المَحالِبِ صَوَّى سَمَّنَ والدِّفْناسُ الراعي الكَسْلان الذي ينام ويترك الإِبل ترعى وحدها

دفطس
دَفْطَسَ ضَيَّعَ مالَه عن ابن الأَعرابي وأَنشد قد نامَ عنها جابرٌ ودَفْطَسا يَشْكو عُرُوقَ خُصْيَتَيْهِ والنِّسا قال أَبو العباس أَراه ذَفْطَسا قال وكذا أَحفظه بالذال قال ولكن لا نغيره وأُعَلِّمُ عليه

دقس
دَقَسَ في الأَرض دَقْساً ودُقُوساً ذهب فتَغَيَّب والدُّقْسَةُ دُوَيْبَّة صغيرة ودَقْيُوسُ اسم مَلِكٍ أَعجمية الليث الدقس ليس بعربي ولكن الملك الذي بنى المسجد على أَصحاب الكهف اسمه دَقْيُوسُ قال الأَزهري ورأَيت في نوادر الأَعراب ما أَدري أَين دَقَسَ ولا أَين دُقِسَ به ولا أَين طَهَسَ وطُهِسَ به أَي أَين ذهب وذُهب به

دمقس
: الدِّمَقْسُ و الدِّمْقاسُ و المِدَقْسُ : الإِبْرَيْسَم وقيل : القَزُّ وثوب مُدَمْقَسٌ وقالوا للإِبْرَيسَم : دَمَقْسٌ و دَقَمْسٌ وقال امرؤ القيس : وشَحْمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ قال أَبو عبيد : الدِّمَقْسُ من الكَتَّانِ وقال : دِمَقْسٌ و مَدَقْسٌ مقلوب . غيره : الدِّمَقْسُ الدِّيباج ويقال : هو الحرير ويقال الإِبْرَيْسَم

دكس
الدُّكاسُ ما يَغْشَى الإِنسانَ من النعاسِ ويتراكب عليه وأَنشد ابن الأَعرابي كأَنه من الكَرَى الدُّكاسِ باتَ بِكأْسَيْ قَهْوَةٍ يُحاسِي والدَّاكِسُ لغة في الكادِسِ وهو ما يُتَطَيَّرُ به من العُطاسِ والقَعِيدُ ونحوهما دَكَسَ الشيءَ حَشَاه والدَّاكِسُ من الظِّباء القَعِيدُ والدَوْكَسُ العدد الكثير ومالٌ دَوْكَس كثير عن كراع وَنَعَممٌ دَوْكسٌ ودَيْكَسٌ أَي كثير والدَّوْكَسُ من أسماء الأَسد وهو الدَّوْسَكُ لغة وقال أَبو منصور لم أَسمع الدَّوْكسَ ولا الدَّوسَكَ في أَسماء الأَسد والعرب تقول نَعَمٌ دَوْكَسٌ وشاء دَوْكَسٌ إِذا كثرت وأَنشد بعضهم مَن اتَّقَى اللَّهَ فلمَّا يَيْئَسِ من عَكَرٍ دَثْرٍ وشاءٍ دَوْكَسِ والدِّيَكْسا والدُيَكْساءُ القِطعة العظيمة من الغنم والنَّعام يقال غنمٌ دِيَكْساء وغَبَرَةٌ دِيَكْساءُ عظيمة ودَيْكَسَ الرجلُ في بيته إِذا كان لا يَبْرُزُ لحاجة القوم يَكْمُنُ فيه ودَوْكَسٌ اسمٌ

دلس
الدَّلَسُ بالتحريك الظُّلْمَة وفلان لا يُدالِسُ ولا يُوالِسُ أَي لا يُخادِعُ ولا يَغْدُِرُ والمُدالَسَة المُخادَعَة وفلان لا يُدالِسُك ولا يخادِعُك ولا يُخْفِي عليك الشيء فكأَنه يأْتيك به في الظلام وقد دَالَسَ مُدالَسَةٍ ودِلاساً ودَلَّسَ في البيع وفي كل شيء إِذا لم يبين عيبه وهو من الظُّلمة والتَّدْلِيسُ في البيع كِتْمانُ عيب السِّلْعَة عن المشتري قال الأَزهري ومن هذا أُخذ التدليس في الإِسناد وهو أَن يحدِّث المحدِّثُ عن الشيخ الأَكبر وقد كان رآه إِلا أَنه سَمِعَ ما أَسنده إِليه من غيره من دونه وقد فعل ذلك جماعة من الثقات والدُّلْسَةُ الظُّلْمة وسمعت أَعرابيّاً يقول لامرئٍ قُرِفَ بسوء فيه ما لي فيه وَلْسٌ ولا دَلْسٌ أَي ما لي فيه خيانة ولا خديعة ويقال دَلَّسَ لي سِلْعَةَ سَوْءٍ وانْدَلَسَ الشيُ إِذا خَفِيَ ودَلَّسْتُه فَتَدَلَّسَ وتَدَلَّسْتُه أَي لا تشعر به والدَّوْلَسِيُّ الذَّرِيعِةُ المُدَلَّسَةُ ومنه حديث ابن المسيَّب رحم اللَّه عُمَرَ لو لم يَنْهَ عن المتعة لاتخذها الناسُ دَوْلَسِيّاً أَي ذريعةً إِلى الزنا مُدَلّسةً والواو فيه زائدة والتَدْليسُ إِخفاء العيب والأَدْلاسُ بقايا النَّبْتِ والبقلِ واحدها دَلَسٌ وقد أَدْلَسَتِ الأَرضُ وأَنشد بَدَّلْتَنا من قَهْوَسٍ قِنْعاسا ذا صَهَواتٍ يَرْتَعُ الأَدْلاسا ويقال إِن الأَدْلاسَ من الرِّبَبِ وهو ضرب من النبت وقد تَدلّسَ إِذا وقع بالأَدلاسِ ابن سيده وأَدْلاسُ الأَرضِ بقايا عُشْبِها ودَلَّسَتِ الإِبلُ اتَّبَعَت الأَدْلاسَ وأَدْلَسَ النَّصِيُّ ظهر واخضرّ وأَدْلَسَتِ الأَرضُ أَصاب المالُ منها شيئاً والدَّلَسُ أَرض أَنبتت بعدما أُكِلَتْ وقال لو كان بالوادي يُصِبْنَ دَلَسا من الأَفاني والنَّصِيِّ أَمْلَسا وباقِلاً يَخْرُطْنَه قد أَوْرَسا والدَّلَسُ النبات الذي يُورِقُ في آخر الصيف وأَنْدُلُسُ جزيرة
( * قوله « وأندلس جزيرة إلخ » ضبطها شارح القاموس بضم الهمزة والدال واللام وياقوت بفتح الهمزة وضم الدال وفتحها وضم اللام ليس إلا ) معروفة وزنها أَنْفُعُلُ وإِن كان هذا مما لا نذير له وذلك أَن النون لا محالة زائدة لأَنه ليس في ذوات الخمسة شيء على فَعْلُلُلٍ فتكون النون فيه أَصلاً لوقوعها مع العين وإِذا ثبت أَن النون زائدة فقد بَرَدَ في أَنْدلس ثلاثة أَحرف أُصول وهي الدال واللام والسين وفي أَوّل الكلام همزة ومتى وقع ذلك حكمت بكون الهمزة زائدة ولا تكون النون أَصلاً والهمزة زائدة لأَن ذوات الأَربعة لا تلحقها الزائد من أَوائلها إِلا في الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مدحرج وبابه فقد وجب إِذاً أَن الهمزة والنون زائدتان وأَن الكلمة بها على وزن أَنفعل وإِن كان هذا مثالاً لا نظير له

دلعس
البَلْعَسُ والدَّلْعَسُ والدَّلْعَكُ كل هذا الضخمة من النُّوق مع استرخاء فيها ابن سيده الدِّلْعَوْسُ المرأَةُ الجَرِيئة بالليل الدائبة الدُّلْجَةِ وكذلك الناقة وجمَل دِلْعَوْسٌ ودُلاعِسٌ إِذا كان ذَلُولاً الأَزهري الدِّلْعَوْسُ المرأَة الجريئة على أَمرها العَصِيَّةُ لأَهلها قال والدِّلْعَوْسُ الناقة النَّشِزَةُ الجريئة بالليل

دلمس
دَلْمَسٌ اسم وليل دُلامِسٌ مظلم وقد ادْلَمَّسَ الليلُ إِذا اشتدّت ظلمته وهو ليل مُدْلَمِّسٌ

دلهمس
الدَّلَهْمَسُ الجريء الماضي على الليل وهو من أَسماء الأَسد والشجاع قال أَبو عبيد سمي الأَسد بذلك لقوّته وجراءته ولم يُفْصِح عن صحيح اشتقاقه قال الشاعر وأَسدٌ في غِيلِه دَلَهْمَسُ أَبو عبيد الدَّلَهْمَسُ الأَسد الذي لا يهوله شيء ليلاً ولا نهار وليل دَلَهْمَسٌ شديد الظلمة قال الكميت إِليكَ في الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَةِ ال طَّامِسِ مثلَ الكواكبِ الثُقُبِ

دمس
دَمَس الظلامُ وأَدْمَسَ وليلٌ دامسٌ إِذا اشتدّ وأَظلم وقد دَمَسَ الليل يَدْمِسُ ويَدْمُسُ دَمْساً ودُمُوساً وأَدْمَسَ أَظلم وقيل اختلط ظلامه وفي كلام مسيلمة والليل الدَّامِس هو الشديد الظلمة ودَمَسَه يَدْمُسُه ويَدْمِسُه دَمْساً دفنه ودَمَّسَ الخَمْرَ أَغلق عليها دَنَّها قال إِذا ذُقْتَ فاها قلتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ أُريدَ به قَيْلٌ فَغُودِرَ في سأْبِ والتدميس إِخفاء الشيء تحت الشيء ويقال بالتخفيف أَبو زيد المُدَمَّسُ المَخْبوء ودَمَسْتُ الشيء دفنته وخَبَأْته وكذلك التَّدْمِيسُ ودَمَّسَ الشيءَ أَخفاه ودَمَسَ عليه الخبرَ دَمْساً كَتَمَه البتة والدِّماسُ كل ما غَطَّاك أَبو عمرو دَمَسْت الشيء غطيته والدَّمَسُ ما غُطِّي وأَنشد للكميت بلا دَمَسٍ أَمرَ القَريبِ ولا غَمْلِ أَبو زيد يقال أَتاني حيث وَارى دَمَسٌ دَمْساً وحيث وارى رُؤْيٌ رُؤْياً والمعنى واحد وذلك حين يُظْلِمُ أَوَّلُ الليل شيئاً ومثله أَتاني حين تقول أَخوك أَم الذئب وروى أَبو تراب لأَبي مالك المُدَّمَّسُ والمُدَنَّسُ بمعنى واحد وقد دَنَّسَ ودَمَّسَ والدِّماسُ كساء يطرح على الزِّقِّ ودَمَسَ المرأَة دَمْساً نكحها كَدَسَمها عن كراع والدِّيماس والدَّيْماسُ الحَمَّامُ وفي الحديث في صفة الدجال كأَنما خَرَجَ من ديماس قال بعضهم الدِّيماسُ الكِنُّ أَراد أَنه كان مُخَدَّراً لم يَرَ شمساً ولا ريحاً وقيل هو السَّرَبُ المظلم وقد جاءَ في الحديث مفسراً أَنه الحَمَّام والدِّيْماسُ السَّرَب ومنه يقال دَمَسْتُه أَي قَبَرْتُه أَبو زيد دَمَسْته في الأَرض دَمْساً إِذا دفنته حيّاً كان أَو مَيِّتاً وكان لبعض الملوك حبس سماه دَيْماساً لظلمته والدِّيماسُ سجن الحجاج بن يوسف سمي به على التشبيه فإِن فتحتَ الدال جمع على دَياميسَ مثل شيطان وشياطين وإِن كسرتها جمعت على دَماميس مثل قِيْراطٍ وقَراريطَ وسمي بذلك لظلمته وفي حديث المسيح أَنه سَبْطُ الشَّعرِ كثيرُ خِيلان الوجه كأَنه خَرَجَ من دِيماس يعني في نَضْرَتِه وكثرة ماء وجهه كأَنه خرج من كِنٍّ لأَنه قال في وصفه كأَنَّ رأْسَه يَقْطُرُ ماءً والمُدَمِّسُ والمُدَمَّسُ السجن ويقال جاء فلان بأُمور دُمْسٍ أَي عِظام كأَنه جمعُ دامِسٍ مثل بازِلٍ وبُزْلٍ والدُّودَمِسُ الحيةُ وقيل ضرب من الحيات مُحْرَنْفِشُ الغَلاصِمِ يقال ينفخ نَفخاً فيُحْرِقُ ما أَصابه والجمع دَوْدَمِساتٌ ودَوامِيسُ وقال أَبو مالك المُدَمَّسُ الذي عليه وَضَرُ العَسَل وقال أَبو عمرو دَمَسَ الموضعُ ودَسَمَ وسَمَدَ إِذا دَرَسَ

دمحس
الدُّماحِسُ السيءُ الخُلُق والدُّماحِسُ مثل الدُّحْمُس وقد تقدم ذكره والدُّحْسُمُ والدُّماحِس الغليظان

دمقس
: الدِّمَقْسُ و الدِّمْقاسُ و المِدَقْسُ : الإِبْرَيْسَم وقيل : القَزُّ وثوب مُدَمْقَسٌ وقالوا للإِبْرَيسَم : دَمَقْسٌ و دَقَمْسٌ وقال امرؤ القيس : وشَحْمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ قال أَبو عبيد : الدِّمَقْسُ من الكَتَّانِ وقال : دِمَقْسٌ و مَدَقْسٌ مقلوب . غيره : الدِّمَقْسُ الدِّيباج ويقال : هو الحرير ويقال الإِبْرَيْسَم

دنس
الدَّنَسُ في الثياب لَطْخُ الوسخ ونحوه حتى في الأَخلاق والجمع أَدْناسٌ وقد دَنِسَ يَدْنَسُ دَنَساً فهو دَنِسٌ تَوَسَّخَ وتَدَنَّسَ اتَّسَخ ودَنَّسَه غيره تَدْنِيساً وفي حديث الإِيمان كأَن ثيابه لم يَمَسَّها دَنَسٌ الدَّنَسُ الوَسَخُ ورجل دَنِسُ المروءَةِ والاسم الدَّنَسُ ودَنَّسَ الرجلُ عِرْضَه إِذا فعل ما يَشِينُه

دنخس
الدَّنْخَسُ الجسيم الشديد اللحم

دنفس
الدُّنافِسُ السيء الخُلُقِ

دنقس
الدَّنْقَسَةُ تَطَأْطؤُ الرأْس وأَنشد إِذا رآني من بَعِيدٍ دَنْقسا والدَّنْقَسَةُ خَفْضُ البَصَر ذُلاًّ ودَنْقَسَ نظر وكَسَرَ عينيه وأَنشد يُدَنْقِسُ العينَ إِذا ما نَظَرا أَبو عبيد في باب العين دَنْقَسَ الرجلُ دَنْقَسَةً وطَرْفَشَ طَرْفَشَةً إِذا نظر فكسر عينيه قال شمر إِنما هو دَنْفَشَ بالفاء والشين وروى سَلَمة عن الفراء الدَّنْفَشَةُ الفساد رواه في حروف شينية مثل الدَّهْفَشَة والعَكْبَشَة والكَيْبَشَة والحَنبَشة ورواه بالقاف ورواه غير الفراء دَنْقَسَةً بالسين المهملة ودَنْقَسَ بين القوم أَفسد بالسين والشين جميعاً الأُمَوِيُّ المُدَنْقِس المفسدُ قال أَبو بكر ورأَيته في نسخة دَنْفَشْتُ بينهم أَفسدت والمُدَنْفِشُ المفسد قال الأَزهري والصواب عندي بالقاف والشين

دهس
الليث الدُّهْسَةُ لون كلون الرمال وأَلوان المعْزى قال العجاج مُواصِلاً قُفّاً بلَوْنٍ أَدْهَسا
( * قوله « بلون » في الصحاح ورملاً )
ابن سيده الدُّهْسَةُ لون يعلوه أَدنى سواد يكون في الرمال والمَعَزِ ورَمْل أَدْهَسُ بَيِّنُ الدَّهَسِ والدَّهَاسُ من الرمل ما كان كذلك لا يُنبت شجراً وتغيب فيه القوائم وأَنشد وفي الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ قوائِمُ وقيل هو كل لَيِّنٍ سَهْلٍ لا يبلغ أَن يكون رملاً وليس بتراب ولا طين قال ذو الرمة جاءت من البِيضِ زُعْراً لا لِباسَ لها إِلا الدَّهاسُ وأُمُّ بَرَّةٌ وأَبُ وهي الدَّهْسُ الأَصمعي الدَّهاسُ كل لَيِّنٍ جدّاً وقيل الدَّهْسُ الأَرض السَّهْلة يثقل فيها المشي وقيل هي الأَرض التي لا يغلب عليها لونُ الأَرض ولا لونُ النبات وذلك في أَول نباتها والجمع أَدْهاسٌ وقد ادْهاسَّتِ الأَرضُ وأَدْهَسَ القومُ ساروا في الدَّهْسِ كما يقال أَوْ عَثُوا ساروا في الوَعْث أَبو زيد من المِعْزَى الصَّدْآء وهي السَّوْداء المُشْرَبَة حُمْرَةً والدَّهْساء أَقل منها حُمْرَةً والدَّهْساء من الضأْن التي على لون الدَّهْسِ والدَّهْساءُ من المَعَزِ كالصَّدْآء إِلا أَنها أَقل منها حُمْرة وقال المُعَلَّى بن جَمال العَبْدي وجاءتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ والخِلْعَةُ خيار المال ويَصُورُ يُمِيلُ ويروى يَصُوعُ أَي يُفَرّقُ وعُنُوق جمع عَناقٍ والدَّهْسُ والدَّهاسُ مثل اللَّبْثِ واللَّباثِ المكانُ السهل اللين لا يبلغ أَن يكون رملاً وليس هو بتراب ولا طين ورمالٌ دُهْسٌ وفي الحديث أَقْبَلَ من الحُدَيْبية فنزل دَهاساً من الأَرض ومنه حديث دُرَيْد بنِ الصِّمَّة لا حَزْنٌ ضَرِسٌ ولا سَهْلٌ دَهِسٌ ورجل دَعاسُ الخُلُقِ أَي سهل الخلُق دَمِسُه وما في خُلُقِه دَهاسَةٌ

دهرس
الدّهارِيسُ الدواهي قال المُخَبَّلُ فإِن أَبْل لاقَيْت الدَّهارِيس منهما فقد أَفْنَيا النُّعْمانَ قَبْلُ وتُبَّعا واحدها دِهْرِسٌ ودُهْرُسٌ قال ابن سيده فلا أَدري لم ثبتت الياء في الدَّهاريس ابن الأَعرابي الدَّراهِيسُ أَيضاً والدَّهْرَسُ الخِفَّةُ وناقة ذات دَهْرَسٍ أَي ذات خفة ونشاط وأَنشد ذات أَزابِيٍّ وذات دَهْرَسِ وأَنشد الليث حَجَّتْ إِلى النَخْلَةِ القُصْوى فقلتُ لها حَجْرٌ حَرامٌ أَلا تِلْكَ الدَّهارِيس
( * قوله « وأَنشد الليث أَي لجرير وقوله حجت يروى حنت وقوله حجر يروى بسل وكل صحيح والحجر والبسل كالمنع وزناً ومعنى )
والدِّهْرِسُ والدُّهْرُسُ جميعاً الداهية كالدَّهْرَس وهي الدهارس أَنشد يعقوب مَعِي ابْنا صَرِيمٍ جازِعانِ كلاهُما وعَرْزَةُ لولاه لَقِينا الدَّهارِسا

دهمس
التهذيب قال أَبو تراب سمعت شَبانَةَ يقول هذا الأَمر مُدَغْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً

دوس
داسَ السيفَ صَقَلَه والمِدْوَسَةُ خَشَبة عليها سِنٌّ يُداسُ بها السيف والمِدْوَسُ المِصقَلَةُ قال الشاعر وأَبْيَضَ كالغَدِيرِ ثَوَى عليه قُيُونٌ بالمَدَارِسِ نِصْفُ شَهْرِ والمِدْوَسُ خشبة يُشَدُّ عليها مِسَنٌّ يَدُوسُ بها الصَّيْقَلُ السيفَ حتى يَجْلُوه وجمعه مَداوِسُ ومنه قوله وكأَنما هو مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ في الكفِّ إِلا أَنه هو أَضْلَعُ وداسَ الرجلُ جاريته إِذا علاها وبالغ في جماعها وداسَ الشيء برجله يَدُوسُه دَوْساً ودِياساً وَطِئَه والدَّوْسُ الدِّياسُ والبقر التي تَدُوسُ الكُدْسَ هي الدَّوائِس وداسَ الطعامَ يَدُوسُه دِياساً فانْداسَ هو والموضع مَداسَةٌ وداسَ الناسُ الحَبَّ وأَداسُوه دَرَسُوه عن أَبي حنيفة وفي حديث أُمِّ زَرْعْ ودائس ومنَقٍّ الدائس الذي يَدُوسُ الطعامَ ويَدُقُّه ليُخْرجَ الحَبَّ منه وهو الدِّياسُ وقلبت الواو ياء لكسرة الدال والدَّوائِس البقر العوامل في الدَوْس يقال قد أَلْقَوا الدَّوائِسَ في بَيْدَرهم والدَّوْسُ شدة وَطْءِ الشيء بالأَقدام وقولهم الدّوابّ حتى يَتَفَتَّت كما يتفتت قَصَبُ السَّنابل فيصير تبناً ومن هذا يقال طريق مَدُوسٌ وقولهم أَتتهم الخيلُ دَوائِسَ أَي يَتْبَعُ بعضهم بعضاً والمِدْوَسُ الذي يُداسُ به الكُدْسُ يُجرُّ عليه جَرًّا والخيل تَدُوسُ القَتْلَى بحوافرها إِذا وطئتهم وأَنشد فداسُوهُمُ دَوْسَ الحَصِيدِ فأَهْمَدُوا أَبو زيد يقال فلانٌ دِيسٌ من الدِّيَسَةِ أَي شجاع شديد يَدُوسُ كلَّ من نازله وأَصله دِوْسٌ على فِعْلٍ فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها كما قالوا رِيحٌ وأَصله رِوْحٌ ويقال نزل العدوُّ ببني فلان في الخيل فجاسَهُم وحاسَهُم وداسَهم إِذا قتلهم وتخلل ديارهم وعاث فيهم ودياسُ الكُدْسِ ودِراسُه واحد وقال أَبو بكر في قولهم قد أَخذنا في الدّوْسِ قال الأَصمعي الدّوْسُ تسوية الحديقة وترتيبها مأْخوذ من دِيَاسِ السيف وهو صَقْلُه وجِلاؤُه قال الشاعر صافي الحَدِيدَةِ قد أَضرَّ بصَقْلِه طُولُ الدِّياسِ وبَطْنُ طَيْرِ جائِعِ ويقال للحَجَر الذي يُجْلَى به السيفُ مِدْوَسٌ ابن الأَعرابي الدَّوْسُ الذُّلُّ والدُّوْسُ الصَّقْلة ودَوْسٌ قبيلة من الأَزْدِ منها أَبو هريرة الدَّوْسِي رحمة اللَّه عليه

دودمس
الدُّودَمِسُ حَيَّة تنفخ فتُحْرِق

رأس
رَأْسُ كلّ شيء أَعلاه والجمع في القلة أَرْؤُسٌ وآراسٌ على القلب ورُؤوس في الكثير ولم يقلبوا هذه ورؤْسٌ الأَخيرة على الحذف قال امرؤ القيس فيوماً إِلى أَهلي ويوماً إِليكمُ ويوماً أَحُطُّ الخَيْلَ من رُؤْسِ أَجْبالِ وقال ابن جني قال بعض عُقَبْل القافية رأْس البيت وقوله رؤسُ كَبِيرَيْهِنَّ يَنْتَطِحان أَراد بالرؤس الرأْسين فجعل كل جزء منها رأْساً ثم قال ينتطحان فراجع المعنى ورأْسَه يَرْأَسَه رَأْساً أَصاب رَأْسَه ورُئِسَ رَأْساً شكا رأْسه ورَأَسْتُه فهو مرؤوسٌ ورئيس إِذا أَصبت رأْسه وقول لبيد كأَنَّ سَحِيلَه شَكْوَى رَئيسٍ يُحاذِرُ من سَرايا واغْتِيالِ يقال الرئيس ههنا الذي شُدَّ رأْسه ورجل مرؤوس أَصابه البِرْسامُ التهذيب ورجل رئيسٌ ومَرْؤُوسٌ وهو الذي رَأْسَه السِّرْسامُ فأَصاب رأْسه وقوله في الحديث إِنه صلى اللَّه عليه وسلم كان يصيب من الرأْس وهو صائم قال هذا كتابه عن القُبْلة وارْتَأَسَ الشيءَ رَكب رأْسه وقوله أَنشده ثعلب ويُعْطِي الفَتَى في العَقْلِ أَشْطارَ مالِه وفي الحَرْب يَرْتاسُ السِّنانَ فَيَقْتُل أَراد يرتئس فحذف الهمزة تخفيفاً بدليّاً الفراء المُرائِسُ والرَّؤوسُ من الإِبل الذي لم يَبْقَ له طِرْقٌ إِلا في رأْسه وفي نوادر الأَعراب ارْتَأَسَني فلان واكْتَسَأَني أَي شَغَلَني وأَصله أَخذ بالرَّقَبة وخفضها إِلى الأَرض ومثله ارْتَكَسَني واعْتَكَسني وفحل أَرْأَسُ وهو الضَّخْمُ الرأْس والرُّؤاسُ والرُّؤاسِيُّ والأَرْأَسُ العظيم الرأْس والأُنثى رَأْساءُ وشاة رأْساءُ مُسْوَدَّة الرأْس قال أَبو عبيد إِذا اسْوَدَّ رأْس الشاة فهي رأْساء فإِن ابيض رأْسها من بين جسدها فهي رَخْماء ومُخَمَّرَةٌ الجوهري نعجة رأْساء أَي سوداء الرأْس والوجه وسائرها أَبيض غيره شاة أَرْأَسُ ولا تقل رؤاسِيٌّ عن ابن السكيت وشاة رَئِيسٌ مُصابة الرأْس والجمع رَآسَى بوزن رَعاسَى مثل حَباجَى ورَماثَى ورجل رَأْآسٌ بوزن رَعَّاسٍ يبيع الرؤوس والعامة تقول رَوَّاسٌ والرَّائِسُ رأْسُ الوادي وكل مُشْرِفٍ رائِسٌ ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ جَمَعَه قال ذو الرمة خَناطيلُ يَسْتَقرِبْنَ كلَّ قَرارَةٍ ومَرْتٍ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائِسُ وبعض العرب يقول إِن السيل يَرْأَسُ الغثاء وهو جمعه إِياه ثم يحتمله والرَّأْسُ القوم إِذا كثروا وعَزُّوا قال عمرو بن كلثوم بِرَأْسٍ من بني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ نَدُقُّ به السُّهُولَةَ والخُزونا قال الجوهري وأَنا أَرى أَنه أَراد الرَّئيسَ لأَنه قال ندق به ولم يقل ندق بهم ويقال للقوم إِذا كثروا وعَزُّوا هم رَأْسٌ ورَأَسَ القومَ يَرْأَسُهم بالفتح رَآسَةً وهو رئيسهم رَأَسَ عليهم فَرَأَسَهم وفَضَلهم ورَأَسَ عليهم كأَمَر عليهم وتَرَأَّسَ عليهم كَتَأَمَّرَ ورَأَّسُوه على أَنفسهم كأَمَّروه ورَأَسْتُه أَنا عليهم تَرْئِيساً فَتَرَأَّسَ هو وارْتَأَسَ عليهم قال الأَزهري ورَوَّسُوه على أَنفسهم قال وهكذا رأَيته في كتاب الليث وقال والقياس رَأَّسوه لا رَوَّسُوه ابن السكيت يقال قد تَرَأَّسْتُ على القوم وقد رَأَّسْتُك عليهم وهو رَئيسُهم وهم الرُّؤَساء والعامَّة تقول رُيَساء والرَّئِيس سَيِّدُ القوم والجمع رُؤَساء وهو الرَّأْسُ أَيضاً ويقال رَيِّسٌ مثل قَيِّم بمعنى رَئيس قال الشاعر تَلْقَ الأَمانَ على حِياضِ محمدٍ تَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ لا ذي تَخافُ ولا لِهذا جُرْأَة تُهْدى الرَّعِيَّةُ ما اسْتَقامَ الرَّيِّسُ قال ابن بري الشعر للكميت يمدح محمد بن سليمان الهاشمي والثَّوْلاء النعجة التي بها ثَوَلٌ والمُخْرِفَةُ التي لها خروف يتبعها وقوله لا ذي إِشارة إِلى الثولاء ولا لهذا إِشارة إِلى الذئب أَي ليس له جُرأَة على أَكلها مع شدة جوعه ضرب ذلك مثلاً لعدله وإِنصافه وإِخافته الظالم ونصرته المظلوم حتى إِنه ليشرب الذئب والشاة من ماء واحد وقوله تهدى الرعية ما استقام الريس أَي إِذا استقام رئيسهم المدبر لأُمورهم صلحت أَحوالهم باقتدائهم به قال ابن الأَعرابي رَأَسَ الرجلُ يَرْأَسُ رَآسَة إِذا زاحم عليها وأَراجها قال وكان يقال إِن الرِّياسَة تنزل من السماء فيُعَصَبُ بها رأْسُ من لا يطلبها وفلان رأَسُ القوم ورَئيس القوم وفي حديث القيامة أَلم أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ ؟ رَأَسَ القومَ صار رئيسَهم ومُقَدَّمَهم ومنه الحديث رَأْس الكفر من قِبَلِ المشرق ويكون إِشارة إِلى الدجال أَو غيره من رؤَساء الضلال الخارجين بالمشرق ورَئيسُ الكلاب ورائِسها كبيرها الذي لا تَتَقَدَّمُه في القَنَص تقول رائس الكلاب مثلُ راعِسٍ أَي هو في الكلاب بمنزلة الرئيس في القوم وكلبة رائِسَة تأْخذ الصيد برأْسه وكلبة رَؤوس وهي التي تُساوِرُ رأْسَ الصيد ورائس النهر والوادي أَعلاه مثل رائس الكلاب ورَوائس الوادي أَعاليه وسحابة مُرائس ورائِس مُتَقَدِّمَة السحاب التهذيب سحابة رائِسَةٌ وهي التي تَقَدَّمُ السحابَ وهي الرَّوائِس ويقال أَعطني رَأْساً من ثُومٍ والضَّبُّ ربما رَأَسَ الأَفْعَى وربما ذَنَبها وذلك أَن الأَفعى تأْتي جُحْرَ الضب فتَحْرِشُه فيخرج أَحياناً برأْسه مُسْتَقْبِلها فيقال خَرَجَ مُرَئِّساً وربما احْتَرَشَه الرجل فيجعل عُوداً في فم جَحْره فيَحْسَبُه أَفْعَى فيخرج مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً قال ابن سيده خرج الضَّبُّ مُرائِساً اسْتَبَقَ برأْسه من جحره وربما ذَنَّبَ ووَلَدَتْ وَلَها على رَأْسٍ واحدٍ عن ابن الأَعرابي أَي بعضُهم في إِثر بعض وكذلك ولدت ثلاثة أَولاد رأْساَ على رأْس أَي واحداً في إِثر آخر ورَأْسُ عَينٍ ورأْسُ العين كلاهما موضع قال المُخَبَّلُ يهجو الزِّبْرِقان حين زَوّجَ هَزَّالاً أُخته خُلَيْدَةَ وأَنكحتَ هَزَّالا خُلَيْدَةَ بعدما زَعَمْتَ برأْسِ العين أَنك قاتٍلُهْ وأَنكَحْتَه رَهْواً كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهابٍ أَوسَعَ الشَّقَّ ناجِلُهْ وكان هَزَّال قتل ابن مَيَّة في جوار الزبرقان وارتحل إِلى رأْس العين فحلف الزبرقان ليقتلنه ثم إِنه بعد ذلك زوّجه أُخته فقالت امرأَة المقتول تهجو الزبرقان تَحَلَّلَ خِزْيَها عَوْفُ بن كعبٍ فليس لخُلْفِهامنه اعْتِذارُ برأْسِ العينِ قاتِلُ من أَجَرْتُمْ من الخابُورِ مَرْتَعُه السَّرارُ وأَنشد أَبو عبيدة في يوم رأْس العين لسُحَيْم بنْ وثَيْلٍ الرِّياحِيِّ وهم قََتَلوا عَمِيدَ بني فِراسٍ برأْسِ العينِ في الحُجُج الخَوالي ويروى أَن المخبل خرج في بعض أَسفاره فنزل على بيت خليدة امرأَة هزال فأَضافته وأَكرمته وزَوَّدَتْه فلما عزم على الرحيل قال أَخبريني باسمك فقالت اسمي رَهْوٌ فقال بئس الاسم الذي سميت به فمن سماك به ؟ قالت له أَنت فقال واأَسفاه واندماه ثم قال لقد ضَلَّ حِلْمِي في خُلَيْدَةَ ضَلَّةً سَأُعْتِبُ قَوْمي بعدها وأَتُوبُ وأَشْهَدُ والمُسْتَغْفَرُ اللَّهُ أَنَّني كَذَبْتُ عليها والهِجاءُ كَذُوبُ الجوهري قَدِمَ فلان من رأْس عين وهوموضع والعامَّة تقول من رأْس العين قال ابن بري قال علي بن حمزة إِنما يقال جاء فلان من رأْس عين إِذا كانت عيناً من العيون نكرة فأَما رأْس عين هذه التي في الجزيرة فلا يقال فيها إِلا رأْس العين ورائِسٌ جبل في البحر وقول أُمية بن أَبي عائذ الهُذَلّي وفي غَمْرَةِ الآلِ خِلْتُ الصُّوى عُرُوكاً على رائِسٍ يَقْسِمونا قيل عنى هذا الجبل ورائِسٌ ورَئيسُ منهم وأَنت على رأْسِ أَمْرِكَ ورئاسهِ أَي على شَرَفٍ منه قال الجوهري قولهم أَنت على رِئاسِ أَمرك أَي أَوله والعامة تقول على رأْسِ أَمرك ورِئاسُ السيف مَقْبِضُه وقيل قائمه كأَنه أُخِذَ من الرأْسِ رِئاسٌ قال ابن مقبل وليلةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى تَعْرِفَ السَّدَفا ثم اضْطَغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضِها ومِرْفَقٍ كَرِئاسِ السيف إِذ سَشَفَا وهذا البيت الثاني أَنشده الجوهري إِذا اضطغنت سلاحي قال ابن بري والصواب ثم اضطغنت سلاحي والعنْسُ الناقة القوية وصُدْرَتُها ما أَشرف من أَعلى صدرها والسِّدَفُ ههنا الضوء واضْطَغَنْتُ سلاحي جعلته تحت حِضْني والحِضنُ ما دون الإِبطِ إِلى الكَشْحِ ويروى ثم احْتَضَنْتُ والمَغْرِضُ للبعير كالمَحْزِم من الفرس وهو جانب البطن من أَسفل الأَضلاع التي هي موضع الغُرْضَة والغُرْضَة للرحْل بمنزلة الحزام للسرج وشَسَفَ أَي ضَمَرَ يعني المِرْفَق وقال شمر لم أَسمع رِئاساَ إِلا ههنا قال ابن سيده ووجدناه في المُصَنَّف كرياس السيف غير مهموز قال فلا أَدري هل هو تخفيف أَم الكلمة من الياء وقولهم رُمِيَ فلان منه في الرأْس أَي أَعرض عنه ولم يرفع به رأْساً واستثقله تقول رُمِيتُ منك في الرأْس على ما لم يسمَّ فاعله أَي ساء رأْيُك فيَّ حتى لا تقدر أَن تنظر إِليَّ وأَعِدْ عليّ كلامَك من رأْسٍ ومن الرأْسِ وهي أَقل اللغتين وأَباها بعضهم وقال لا تقل من الرأْس قال والعامة تقوله وبيتُ رأْسٍ اسم قرىة بالشام كانت تباع فيها الخمور قال حسان كأَنَّ سَبِيئةً من بيتِ رأْسٍ يكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وماءُ قال نصب مزاجها على أَنه خبر كان فجعل الاسم نكرة والخبر معرفة وإِنما جاز ذلك من حيث كان اسْمَ جنس ولو كان الخبر معرفة محضة لَقَبُحَ وبنو رؤاسٍ قبيلة وفي التهذيب حَيٌّ من عامر ابن صعصعة منهم أَبو جعفر الرُّؤاسِي وأَبو دُؤادٍ الرُّؤاسِي اسمه يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رُؤاسِ بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وكان أَبو عمر الزاهد يقول في الرُّؤاسِي أَحد القراء والمحدّثين إِنه الرَّواسِي بفتح الراء وبالواو من غير همز منسوب إِلى رَوَاسٍ قبيلة من سُلَيْم وكان ينكر أَن يقال الرُّؤاسِي بالهمز كما يقوله المحدّثون وغيرهم

ربس
الرَّبْسُ الضرب باليدين يقال رَبَسَه رَبْساً ضربه بيديه والرَّبِيسُ المضروب أَو المُصابُ بمال أَو غيره والرَّبْسُ منه الارْتِباسُ وارْتَبَسَ العُنْقُودُ اكْتَنَزَ وعنقود مُرْتَبِس معناه انهضامُ حبه وتداخُلُ بعضه في بعض وكَبْش رَبِيسٌ ورَبيز أَي مكتنز أَعْجَر والارْتِباسُ الاكتناز في اللحم وغيره ومال رَِبْسٌ كثير وأَمر رَبْسٌ منكر وجاء بأُمُور رُبْسٍ يعني الدواهي كَدُبْس بالراء والدال وفي الحديث أََن رجلاً جاء إِلى قريش فقال إِن أَهل خيبر أَسروامحمداً ويريدون أَن يرسلوا به إِلى قومه ليقتلوه فجعل المشركون يُرْبِسُون به العباسَ قال ابن الأَثير يحتمل أَن يكون من الإِرْباس وهو المُراغَمَة أَي يُسْمِعُونه ما يُسْخطه ويَغِيظُه قال ويحتمل أَن يكون من قولهم جاء بأُمور رُبْسِ أَي سُود يعني يأْتونه بداهية ويحتمل أَن يكون من الرَّبِيس وهو المصاب بمال أَو غيره أَي يصيبون العباس بما يَسُوءُه وجاء بمال رَِبْسٍ أَي كثير ورجل رَبِيسٌ جَلْدٌ مُنْكرٌ دَاهٍ والرَّبيسُ من الرجال الشجاع والداهية يقال داهية رَبْساء أَي شديدة قال ومِثلِي لنُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ وتَرَبَّسَ طَلَبَ طَلَباً حَثيثاً وتَرَبَّسْت فلاناً أَي طلبته وأَنشد تَرَبَّسْتُ في تَطْلابِ أَرض ابنِ مالكٍ فأَعْجَزَني والمَرْءُ غيرُ أَصِيلِ ابن السكيت يقال جاء فلان يَتَرَبَّسُ أَي يمشي مشياً خفيّاً وقال دُكَيْن فَصَبَحَتْه سَلِقٌ تَبَرْبَسُ أَي تمشي مشياً خفيّاً وقال أَبو عمرو جاء فلان يَتَبَرْبَسُ إِذا جاء مُتَبَخْتِراً وارْبَسَّ الرجلُ ارْبِساساً أَي ذهب في الأَرض وقيل ارْبَسَّ إِذا غذا في الأَرض وارْبَسَّ أَمرُهم اربِساساً لغة في ارْبَثَّ أَي ضَعُفَ حتى تفرقوا ابن الأَعرابي البِرْباسُ البئر العَمِيقة ورَبَسَ قِرْبته أَي ملأها وأَصل الرَّبْس الضرب باليدين وأُمُّ الرُّبَيْسِ من أَسماء الداهية وأَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِيُّ من شعراء تَغْلِبَ

رجس
الرِّجْسُ القَذَرُ وقيل الشيء القَذِرُ ورَجُسَ الشيءُ يَرْجُسُ رَجاسَةً وإِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس وكلُّ قَذَر رِجْسٌ ورجل مَرْجوسٌ ورِجْسٌ نِجْسٌ ورَجِسٌ نَجِسٌ قال ابن دريد وأَحسبهم قد نالوا رَجَسٌ نَجَسٌ وهي الرَّجاسَةُ والنَّجاسَة وفي الحديث أَعوذ بك من الرَّجْسِ النَجْسِ الرِّجْسُ القذر وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر والمراد في هذا الحديث الأَول قال الفراء إِذا بدأُوا بالرَّجْسِ ثم أَتبعوه النِّجْسَ كسروا الجيم وإِذا بدأُوا بالنجس ولم يذكروا معه الرِّجْس فتحوا الجيم والنون ومنه الحديث نهى أَن يُسْتَنْجَى بِرَوْثَةٍ وقال إِنها رِجْسٌ أَي مُسْتَقْذَرَة والرِّجْس العذاب كالرِّجز التهذيب وأَما الرِّجْزُ فالعذاب والعمل الذي يؤدي إِلى العذاب والرِّجْسُ في القرآن العذاب كالرِّجْز وجاء في دعاء الوتر وأَنْزِلْ عليهم رِجْسَك وعذابك قال أَبو منصور الرجس ههنا بمعنى الرجز وهو العذاب قلبت الزاي سيناً كما قيل الأَسد والأَزد وقال الفراء في قوله تعالى ويَجْعَلُ الرِّجْسَ على الذين لا يعقلون إِنه العقاب والغضب وهو مضارع لقوله الرجز قال ولعلها لغتان وقال ابن الكلبي في قوله تعالى فإِنه رِجْسٌ الرجس المَأْتَمُ وقال مجاهد كذلك يجعل اللَّه الرجس قال ما لا خير فيه قال أَبو جعفر إِنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرِّجْسَ أَهلَ البيت ويُطَهِّرَكم قال الرجل الشك ابن الأَعرابي مرَّ بنا جماعى رَجِسُون نَجِسُون أَي كفار وفي التنزيل العزيز إِنما الخمر والميسر والأَنصابُ والأَزْلامُ رِجْسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه قال الزجاج الرِّجْسُ في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ اللَّه تعالى في ذم هذه الأَشياء وسماها رِجْساً ويقال رَجُسَ الرجل رَجَساً ورَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عملاً قبيحاً والرَّجْسُ بالفتح شدة الصوت فكأَنَّ الرِّجْسَ العمل الذي يقبح ذكره ويرتفع في القبح وقال ابن الكلبي رِجْسٌ من عمل الشيطان أَي مَأْثَمٌ قال ابن السكيت الرَّجْسُ مصدر صوتُ الرَّعد وتَمَخُّضُه غيره الرَّجْسُ بالفتح الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير ورجَسَت السماء تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ وتَمَخَّضَتْ وارتجَسَتْ مثله وفي حديث سَطِيح لما وُلِدَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ارْتَجَسَ إِيوان كِسْرَى أَي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت وفي الحديث إِذا كان أَحدكم في الصلاة فوجد رِجْساً أَو رِجْزاً فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أَو يَجِدَ ريحاً ورِجْسُ الشيطان وَسْوَسَتُه والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسانُ والارْتِجاسُ صوت الشيء المختلط العظيم كالجيش والسيل والرعد رَجَسَ يَرْجُسُ رَجْساً فهو راجِسٌ ورَجَّاسٌ ويقال سحاب ورعد رَجَّاسٌ شديد الصوت وهذا راجِسٌ حَسَن أَي راعِدٌ حسن قال وكلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُجَّسا من السُيولِ والسَّحاب المُرَّسا يعني التي تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف ما عليها وبعير رَجَّاس ومِرْجسٌ أَي شديد الهَدير وناقة رَجْساء الحَنِين متتابعته حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد يَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِين بَيْهَسا تَرى بأَعْلى فَخِذَيْها عَبَسا مثلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسا ورَجْسُ البعير هَديرُه عن اللحياني قال رؤبة بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَديرِ البَهْبَهِ وهم في مَرْجُوسَة من أَمرهم وفي مَرْجُوساء أَي في التباس واختلاط ودَوَرانٍ وأَنشد نحن صَبَحْنا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ بذاتِ خالٍ ليلةً الخَمِيسِ والمِرْجاسُ حجر يطرح في جوف البئر يُقَدَّر به ماؤها ويعلم به قَدْرُ قعر الماء وعُمْقه قاله ابن سيده والمعروف المِرْداسُ وأَرْجَسَ الرجلُ إِذا قدََّّر الماء بالمِرْجاس الجوهري المِرْجاسُ حجر يُشَدُّ في طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فتُمْخَض الحَمْأَة حتى تَثُور ثم يُسْتقى ذلك الماء فتنقى البئر قال الشاعر إِذا رَأَوْا كَريهةً يَرْمُونَ بي رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوي والنَّرْجِسُ من الرياحين معرّب والنون زائدة لأَنه ليس في كلامهم فَعْلِلٌ وفي الكلام نَفْعِل قاله أَبو علي ويقال النَّرْجِسُ فإِن سميت رجلاً بنَرْجِس لم تصرفه لأَنه نَفْعِلُ كنَجْلِسُ ونَجْرِس وليس برباعي لأَنه ليس في الكلام مثل جَعْفر فإِن سميته بًنِرْجِسٍ صرفته لأَنه على زنة فِعْلِلٍ فهو رباعي كهِجْرِس قال الجوهري ولو كان في الأَسماء شيء على مثال فَعلِل لصرفناه كما صرفنا نَهْشَلاً لأَن في الأَسماء فَعْللاً مثل جَعْفَرٍ

ردس
رَدَسَ الشيءَ يَرْدُسُه ويَردِسُه رَدْساً دَكَّه بشيء صُلْبٍ والمِرْداس ما رُدِسَ به ورَدَسَ يَرْدِسُ رَدْساً وهو بأَي شيء كان والمِرْدَسُ والمِرْداسُ الصخرة التي يرمى بها وخص بعضهم به الحجر الذي يرمى به في البئر ليعلم أَفيها ماء أَم لا وقال الراجز قَذَفَكَ بالمِرْداسِ في قَعْرِ الطَّوي ومنه سمي الرجل وقال شمر يقال رَدَسَه بالحجر أَي ضربه ورماه به قال رؤبة هناك مِرْدانَا مِدَّقٌّ مِرْداسْ أَي داقٌّ يقال رَدَسَه بحجر وندَسَه ورَداه إِذا رماه والرَّدْسُ دَكُّكَ أَرضاً أَو حائطاً أَو مَدَراً بشيء صُلْب عريض يسمى مِرْدَساً وأَنشد تعمد الأَعداء حَوْزاً مِرْدَسا ورَدَسْتُ القومَ أَرْدُِسُهم رَدْساً إِذا رميتهم بحجر قال الشاعر إِذا أَخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً فارْدُسْ أَخاكَ بعَبْءٍ مثلِ عَتَّابِ يعني مثل بني عَتَّاب وكذلك رادَسْتُ القومَ مُرادسَة ورجل رِدِّيسٌ بالتشديد وقولٌ رَدْسٌ كأَنه يرمي به خصمه عن ابن الأَعرابي وأَنشد للعُجَيْرِ السَّلوليّ بِقَوْلٍ وَراءَ البابِ رَدْسٍ كأَنه رَدى الصَّخْرِ فالمَقْلُوبةُ الصَّيدُ تَسْمَعُ ابن الأَعرابي الرَّدُوسُ السَّطوحُ المُرَخَّمُ ( قوله « السطوح المرخم » كذا بالأَصل وكتب السيد مرتضى بالهامش صوابه النطوح المرجم وكتب على قوله تشق مقمصار صوابه تشق مغمضات ) وقال الطرماح تَشُقُّ مقمصار الليلِ عنها إِذا طَرَقَتْ بِمِرْداسٍ رَعُونِ قال أَبو عمرو المِرْداسُ الرأْس لأَنه يُرْدَسُ به أَي يُرَدُّ به ويدفع والرَّعُونُ المتحرك يقال رَدَسَ برأْسه أَي دفع به ومِرْداسُ اسم وأَما قول عباس بن مِرْداسٍ السُّلَمِي وما كان حِصْنٌ ولا حابِسٌ يَفُوقانِ مِرْداسَ في المَجْمَعِ فكان الأَخفش يجعله من ضرورة الشعر وأَنكره المبرَّدُ ولم يجوّز في ضرورة الشعر ترك صرف ما ينصرف وقال الرواية الصحيحة يَفوقانِ شَيْخَيَّ في مَجْمَعِ ويقال ما أَدري أَين رَدَسَ أَي أَين ذهب ورَدَسَه رَدْساً كدَرَسَه دَرْساً ذَلَّلَه والرَّدْسُ أَيضاً الضرب

رسس
رَسَّ بينهم يَرُسُّ رَسّاً أَصلح ورَسَسْتُ كذلك وفي حديث ابن الأَكوع إِن المشركين راسُّونا للصلح وابتدأُونا في ذلك هو من رَسَسْتُ بينهم أَرُسُّ رَسّاً أَي أَصلحت وقيل معناه فاتَحُونا من قولهم بلغني رَسُّ من خَبَر أَي أَوَّله ويروى واسَونا بالواو أَي اتفقوامعنا عليه والواو فيه بدل من همزة الأُسْوةِ الصحاح الرَّسُّ الإِصلاح بين الناس والإِفسادُ أَيضاً وقد رَسَسْتُ بينهم وهو من الأَضداد والرَّسُّ ابتداء الشيء ورَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها واحدٌ بَدْؤُها وأَوّل مَسَّها وذلك إِذا تَمَطَّى المحمومُ من أَجلها وفَتَرَ جسمهُ وتَخَتَّرَ الأَصمعي أَوّل ما يجد الإِنسانُ مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه وتظهر فذاك الرَّسُّ والرَّسِيسُ أَيضاً قال الفراء أَخذته الحمى بِرَسٍّ إِذا ثبت في عظامه التهذيب والرَّسُّ في قوافي الشعر صرف الحرف الذي بعد أَلف التأْسيس نحو حركة عين فاعل في القافية كيفما تحرّكت حركتها جازت وكانت رَسّاً للأَلف قال ابن سيده الرَّسُّ فتحة الحرف الذي قبل حرف التأْسيس نحو قول امرئ القيس فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراته ولكن حديثاً ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ ففتحة الواو هي الرس ولا يكون إِلا فتحة وهي لازمة قال هذا كله قول الأَخفش وقد دفع أَبو عمرو الجرمي اعتبار حال الرس وقال لم يكن ينبغي أَن يذكر لأَنه لا يمكن أَن يكون قبل الأَلف إِلا فتحة فمتى جاءت الأَلف لم يكن من الفتحة بدّ قال ابن جني والقول على صحة اعتبار هذه الفتحة وتسميتها إِن أَلف التأْسيس لما كانت معتبرة مسماة وكانت الفتحة داعية إِليها ومقتضية لها ومفارقة لسائر الفتحات التي لا أَلف بعدها نحو قول وبيع وكعب وذرب وجمل وحبل ونحو ذلك خصت باسم لما ذكرنا ولأَنها على كل حال لازمة في جميع القصيدة قال ولا نعرف لازماً في القافية إِلا وهو مذكور مسمى بل إِذا جاز أَن نسمي في القافية ما ليس لازماً أَعني الدخيل فما هو لازم لا محالة أَجْدَر وأَحْجى بوجوب التسمية له قال ابن جني وقج نبه أَبو الحسن على هذا المعنى الذي ذكرته من أَنها لما كانت متقدمة للأَلف بعدها وأَول لوازم للقافية ومبتدأها سماها الرَّسَّ وذلك لأَن الرسَّ والرَّسِيسَ أَوّلُ الحُمَّى الذي يؤذن بها ويدل على ورودها ابن الأَعرابي الرَّسَّة الساريةُ المُحكمَة قال أَبو مالك رَسِيسُ الحمى أَصلها قال ذو الرمة إِذا غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينَ لم أَجِدْ رَسِيسَ الهَوَى من ذكرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ أَي أَثبتَه والرَّسِيسُ الشيء الثابت الذي قد لزم مكانه وأَنشد رَسِيس الهَوَى من طُول ما يَتَذَكَّرُ ورسَّ الهوى في قلبه والسَّقَمُ في جسمه رَسّاً ورَسيساً وأَرَسَّ دخل وثبت ورسُّ الحُبِّ ورَسِيسُه بقيته وأَثره ورَسَّ الحديثَ في نفسه يَرُسُّه رَسّاً حَدَّثها به وبلغني رَسٌّ من خبر وذَرْءٌ من خَبَر أَي طرف منه أَو شيء منه أَبو زيد أَتانا رَسٌّ من خبر ورَسِيسٌ من خبر وهو الخبر الذي لم يصح وهم يَتَراسُّون الخبر ويَتَرَهْمَسُونه أَي يُسِرُّونه ومنه قول الحجاج للنعمان بن زُرْعة أَمن أَهل الرَّسِّ والرَِّهْمَسَةِ أَنت ؟ قال أَهلُ الرَّسِّ هم الذين يبتدئون الكذب ويوقعونه في أَفواه الناس وقال الزمخشري هو من رَسَّ بين القوم أَي أَفسد وأَنشد أَبو عمرو لابن مُقْبل يذكر الريح ولِينَ هُبوبها كأَنَّ خُزامَى عالِجٍ طَرَقَتْ بها شَمالٌ رَسِيسُ المَسِّ بل هي أَطيَبُ قال أَراد أَنها لينة الهُبوب رُخاء ورَسَّ له الخَبَر ذكره له قال أَبو طالب هما أَشْركا في المَجْدِ مَن لا أَبا لَهُ من الناسِ إِلا أَن يُرَسَّ له ذِكْرُ أَي إِلا أَن يُذْكَر ذِكْراً خفيّاً المازني الرَّسُّ العلامة أَرْسَسْتُ الشيء جعلت له علامة وقال أَبو عمرو الرَسِيسُ العاقل الفَطِنُ ورسّ الشيءَ نَسِيَه لتَقادُم عهده قال يا خَيْرَ من زانَ سُروجَ المَيْسِ قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بلَيْسِ والرّسُّ البئر القديمة أَو المَعْدِنُ والجمع رِساس قال النابغة الجَعْدِي تَنابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرِّساسا ورَسَسْتُ رَسّاً أَي حفرت بئراً والرَّسُّ بئر لثمود وفي الصحاح بئر كانت لبَقِيَّة من ثمود وقوله عز وجل وأَصحاب الرسِّ قال الزجاج يروى أَن الرسَّ ديار لطائفة من ثمود قال ويروى أَن الرس قرية باليمامة يقال لها فَلْج ويروى أَنهم كذبوا نبيهم ورَسُّوه في بئر أَي دَسُّوه فيها حتى مات ويروى أَن الرَّسَّ بئر وكلُّ بئر عند العرب رَسٌّ ومنه قول النابغة تنابلة يحفرون الرساسا ورُسَّ الميتُ أَي قُبِرَ والرسُّ والرّسِيسُ واديان بنَجْدٍ أَو موضعان وقيل هما ماءَان في بلاد العرب معروفان الصحاح والرّسُّ اسم وادٍ في قول زهير بَكَرْن بُكُوراً واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ فهُنَّ ووَادي الرَّسِّ كاليَدِ في الفَمِ قال ابن بري ويروى لوادي الرس باللام والمعنى فيه أَنهن لا يُجاوزن هذا الوادي ولا يُخْطِئنه كما لا تجاوز اليدُ الفَمَ ولا تُخْطِئُه وأَما قول زهير لمن طَللٌ كالوَحْيِ عَفُّ مَنازِلُه عَفا الرَّسُّ منها فالرَّسِيسُ فَعاقِلُه ؟ فهو اسم ماء وعاقل اسم جبل والرَّسْرَسَة الرَّصْرصَة وهي تثبيت البعير ركبتيه في الأَرض ليَنْهَضَ ورَسَّسَ البعيرُ تمكن للنُّهوض ويقال رُسِّسَتْ ورُصِّصَتْ أَي أُثبتت ويروى عن النخعي أَنه قال إِني لأَسمع الحديث فأُحدِّث به الخادِمَ أَرُسُّه في نفسي قال الأَصمعي الرَّسُّ ابتداء الشيء ومنه رَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها حين تبدأُ فأَراد إِبراهيم بقوله أَرُسُّه في نفسي أَي أُثبِته وقيل أَي أَبتدئ بذكر الحديث ودَرْسِه في نفسي وأُحَدِّث به خادمي أَسْتَذكِرُ بذلك الحديثَ وفلان يَرُسُّ الحديثَ في نفسه أَي يُحَدِّث به نفسه ورَسَّ فلانٌ خبر القوم إِذا لقيهم وتعرّف أُمورهم قال أَبو عبيدة إِنك لَتَرُسُّ أَمراً ما يلتئم أَي تثبت أَمراً ما يلتئم وقيل كنت أَرُسُّه في نفسي أَي أُعاود ذكره وأُرَدِّدُه ولم يرد ابتداءه والرَّسُّ البئر المطوية بالحجارة

رطس
الأَزهري قال ابن دُرَيْد الرَّطْسُ الضربُ ببطن الكف قال الأَزهري لا أَحفظ الرَّطْسَ لغيره وقد رَطسَه يَرْطُسُه ويَرْطِسُه رَطْساً ضربه بباطن كفه

رعس
الرَّعْسُ والارْتِعاس الانْتِفاض وقد رَعَسَ فهو راعِسٌ قال الراجز والمَشْرَفيُّ في الأَكُفِّ الرُّعَّسِ بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فيه المُحْتَسِي بالقَلَعِيَّاتِ نِطافَ الأَنْفُسِ ورمح رَعَّاسٌ شديد الاضطراب وتَرَعَّس رَجَفَ واضطرب ورمح مَرْعُوس ورَعَّاس إِذا كان لَدْنَ المَهَزَّة عَرَّاصاً شديد الاضطراب والرَّعْسُ هَزُّ الرأْس في السير وناقة راعِسَة تَهُزُّ رأْسها في سيرها وبعير راعِسٌ ورَعِيسٌ كذلك قال الأَفوَه الأَوْديّ يَمْشي خِلالَ الإَِبْلِ مُسْتَسْلِماً في قِدِّهِ مَشْيَ البَعيرِ الرَّعِيسْ والرَّعَسانُ تحريك الرأْس ورَجَفانهُ من الكِبَر وأَنشد لنَبْهانَ سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائي أَنني أَريبٌ بأَكْنافِ النَّضِيضِ حَبَلْبَسُ أَرادوا جلائي يومً فَيْدَ وقَرَّبوا لِحًى ورُؤُوساً للشهادةِ تَرْعَسُ وفي التهذيب حَبَلَّسُ وقال الحَبَلَّسُ والحَلْبَسُ والحُلابسُ الشجاع الذي لا يبرح مكانه وناقة رَعُوسٌ وهي التي قد رَجَف رأَسُها من الكِبَر وقيل تحرَّك رأْسها إِذا عَدَتْ من نَشاطها الفراء رَعَسْتُ في المشي أَرْعَسُ إِذا مشيت مشياً ضعيفاً من إِعْياء أَو غيره والارْتِعاسُ مثلُ الارتِعاش والارْتِعادِ يقال ارْتَعَسَ رأْسه وارْتَعَشَ إِذا اضْطرب وارْتَعَدَ وأَرْعَسَه مثل أَرْعَشَة قال العجاج يصف سيفاً يَهُذُّ ضَريبَتَه هَذّاً يُذْري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤْتَلي خُضُمَّةَ الدَّارِع هَّذَّ المُخْتَلي ويروى بالشين يقول يقطع وإِن كان الضارب مُقَصِّراً مُرْتَعِشَ اليدِ يُذْري أَي يُطِير والإِرْعاسُ الارْتِجافُ والمُؤْتَلي الذي لا يبلغ جُهْدَه وخُضُمَّةُ كل شيء معظمُه والدَّارِعُ الذي عليه الدِّرْعُ يقول يقطع هذا السيفُ مُعْظَمَ هذا الدارع على أَن يمين الضارب به تَرْجُف وعلى أَنه غير مجتهد في ضربته وإِنما نعت السيف بسرعة القطع والمُخْتَلي الذي يَحْتَشُّ بمِخْلاه وهو مِحَشُّه ورَعَسَ يَرْعَسُ رَعْساً فهو راعِسٌ ورَعُوسٌ هَزَّ رأْسه في نومه قال عَلَوْت حين يَخْضَعُ الرَّعُوسا والمَرْعُوسُ والرَّعِيسُ الذي يُشدّ من رجاله إِلى رأْسه بحبل حتى لا يرفع رأْسه وقد فسر بيت الأَفوه به والمِرْعَسُ الرجل الخسيس القَشَّاشُ والقشَّاشُ الذي يلتقط الطعام الذي لا خير فيه من المزابل

رغس
الرَّغْسُ النَّماء والكثرة والخير والبركة وقد رَغَسَه اللَّه رَغْساً ووجهٌ مَرْغُوسٌ طَلْق مبارك ميمون قال رؤبة يمدح إِيادَ بنَ الوليد البَجَليّ دَعَوتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا دُعاءَ من لا يَقْرَعُ النَّاقُوسا حتى أَراني وَجْهك المَرْغُوسا وأَنشد ثعلب ليس بمَحْمُودٍ ولا مَرْغُوسِ ورجل مرغوس مبارك كثير الخير مرزوق ورَغَسَه اللَّهُ مالاً وولداً أَعطاه مالاً وولداً كثيراً وفي الحديث أَن رجلاً رَغَسَه اللَّه مالاً وولداً قال الأُمَويُّ أَكثر له منهما وبارك له فيهما ويقال رَغَسَهُ اللَّهُ يَرغَسُه رَغْساً إِذا كان ماله نامياً كثيراً وكذلك في الحَسَب وغيره والرَّغْسُ السَّعَةُ في النعمة وتقول كانوا قليلاً فرَغَسَهم اللَّه أَي كَثَّرهم وأَنْماهم وكذلك هو في الحسب وغيره قال العجاج يمدح بعض الخلفاء أَمامَ رَغْسٍ في نِصابٍ رَغْسِ خَلِيفةً ساسَ بغير تَعْسِ وصفه بالمصدر فلذلك نونَّه والنصاب الأَصل وصواب إِنشاد هذا الرجز أَمامَ بالفتح لأَن قبله حتى احْتَضَرنا بعد سَيْرٍ حَدْسِ أَمام رَغْسٍ في نِصابٍ رَغْسِ خليفةً ساسَ بغيرٍ فَجْسِ يمدح بهذا الرجز الوليد بن عبد الملك بن مروان والفَجْسُ الافتخار وامرأَة مَرْغُوسَة ولود وشاة مَرْغُوسَة كثيرة الولد قال لَهْفي على شاةِ أَبي السَّباقِ عَتِيقَةٍ من غَنَمٍ عِتاقِ مَرْغُوسَةٍ مأْمورةٍ مِعْناقِ معناق تلد العُنُوقَ وهي الإِناث من أَولاد المعز والرَّغْسُ النكاح هذه عن كراع ورَغَسَ الشيءَ مقلوبٌ عن غَرَسَه عن يعقوب والأَرْغاسُ الأَغْراسُ التي تخرج على الولد مقلوب عنه أَيضاً

رفس
الرَّفْسَة الصَّدْمَة بالرِّجْلِ في الصدر ورَفَسَه يَرْفُسُه رَفْساً ضربه في صدره برجله وقيل رَفَسَه برجله من غير أَن يخص به الصدر ودابة رَفُوسٌ إِذا كان من شأْنها ذلك والاسم الرِّفاسُ والرَّفِيسُ والرُّفُوسُ ورَفَسَ اللحمَ وغيره من الطعام رَفْساً دَقَّه وقيل كل دَقٍّ رَفْسٌ وأَصله في الطعام والمِرْفَسُ الذي يُدَقُّ به اللحمُ

ركس
الرِّكْسُ الجماعة من الناس وقيل الكثير من الناس والرِّكْسُ شبيه بالرَّجِيع وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أُتيَّ برَوْثٍ في الاستنجاء فقال إِنه رِكْسٌ قال أَبو عبيد الرِّكْسُ شبيه المعنى بالرجيع يقال رَكَسْتُ الشيء وأَرْكَسْتُه إِذا رَدَدْتَه ورَجَعْتَه وفي رواية إِنه رَكِيس فعيل بمعنى مفعول ومنه الحديث اللهم أَركِسْهما في الفتنة رَكْساً والرَّكْسُ قلبُ الشيء على رأْسه أَو ردُّ أَوله على آخره رَكَسَه يَرْكُسُه رَكْساً فهو مَرْكوس ورَكِيسٌ وأَرْكَسَه فارْتَكَس فيهما وفي التنزيل واللَّه أَرْكَسهم بما كسَبوا قال الفراء يقول رَدَّهم إِلى الكفر قال ورَكَسهم لغة ويقال رَكَسْتُ الشيء وأَرْكَسْتُه لغتان إِذا رَدَدْتَه والاْرتِكاسُ الارتداد وقال شمر بلغني عن ابن الأَعرابي أَنه قال المَنْكُوس والمَرْكُوس المُدْبر عن حاله والرَّكْسُ ردُّ الشيء مقلوباً وفي الحديث الفِتَنُ تَرْتَكِسُ بين جراثيم العرب أَي تَزْدَحِمُ وتتردد والرَّكِيسُ أَيضاً الضعيف المُرْتَكِسُ عن ابن الأَعرابي وارْتَكَسَتِ الجارية إِذا طلع ثَدْيُها فإِذا اجتمع وضَخُمَ فقد نَهَدَ والرَّاكِسُ الهادي وهو الثور الذي يكون في وَسَطِ البَيْدَرِ عند الدِّياسِ والبقر حوله تدور ويَرْتَكِسُ هو مكانه والأُنثى راكسة وإِذا وقع الإِنسان في أَمر ما نجا منه قيل ارْتَكَسَ فيه الصحاح ارْتَكَسَ فلانٌ في أَمر كان قد نجا منه والرَّكُوسِيَّةُ قوم لهم دين بين النصارى والصابئين وفي حديث عديّ بن حاتم أَنه أَتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم إِنك من أَهل دين يقال لهم الرَّكُوسِيَّة وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال هذا من نعت النصارى ولا يعرّب والرِّكْسُ بالكسر الجِسْرُ وراكِسٌ في شعر النابغة وعِيدُ أَبي قابُوسَ في غيرِ كُنْهه أَتاني ودوني راكِسٌ فالضَّواجِعُ اسم واد وقوله في غير كنهه أَي لم أَكن فعلت ما يوجب غضبه عليَّ فجاء وعيده في غير حقيقة أَي على غير ذنب أَذنبته والضواجع جمع ضاجعة وهو مُنْحَنَى الوادي ومُنْعَطَفُه

رمس
الرَّمْسُ الصوت الخَفِيُّ ورَمَسَ الشيءَ يَرْمُسُه رَمْساً طَمَسَ أَثَرَه ورَمَسه يَرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً فهو مَرْموس ورَمِيسٌ دفنه وسَوًى عليه الأَرضَ وكلُّ ما هِيلَ عليه التراب فقد رُمِسَ وكلُّ شيءٍ نُثِرَ عليه الترابُ فهو مَرْمُوس قال لقِيطُ بنُ زُرارَةَ يا ليتَ شِعْري اليومَ دَخْتَنُوسُ إِذا أَتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ أَتَحْلِقُ القُرُونَ أَم تَمِيسُ ؟ لا بَلْ تَمِيسُ إِنها عَرُوسُ وأَما قول البُرَيْقِ ذَهَبْتُ أَعُورُه فَوَجدْتُ فيه أَوَارِيّاً رَوامِسَ والغُبارا قد يكون على النسب وقد يكون على وضع فاعل مكان مفعول إِذ لا يُعرف رَمَسَ الشيءُ نَفْسُه ابن شُمَيْل الرَّوامِسُ الطير الذي يطير بالليل قال وكل دابة تخرج بالليل فهي رَامِسٌ تَرْمُس تَدْفِنُ الآثارَ كما يُرْمَسُ الميت قال إِذا كان القبر مُدَرَّماً مع الأَرض فهو رَمْس أَي مستوياً مع وجه الأَرض وإِذا رفع القبر في السماء عن وجه الأَرض لا يقال له رَمْسٌ وفي حديث ابن مغَفَّل ارْمُسُوا قبري رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرض ولا تجعلوه مُسَنَّماً مرتفعاً وأَصلُ الرَّمْسِ الستر والتغطية ويقال لما يُحْثَى من التراب على القبر رَمْسٌ والقبر نفسُه رَمْسٌ قال وبينما المرءُ في الأَحياءِ مُغْتَبِطٌ إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ أَراد إِذا هو تراب قد دُفِنَ فيه والرياح تُطَيِّره وروى عن الشعبي في حديث أَنه قال إِذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ في الماء أَجزأَه ذلك من غسل الجنابة قال شمر ارْتَمس في الماء إِذا انغمس فيه حتى يغيب رأْسه وجميعُ جسده فيه وفي حديث ابن عباس أَنه رامَسَ عُمَرَ بالجُحْفَة وهما مُحْرِمان أَي أَدخلا رؤوسهما في الماء حتى يغطيهما وهو كالغَمْس بالغين وقيل هو بالراء أَن لا يطيل اللبث في الماء وبالغين أَن يطيله ومنه الحديث الصائم يَرْتَمِس ولا يَغْتَمِسُ ابن سيده الرَّمْسُ القبر والجمع أَرْماسٌ ورُمُوس قال الحُطَيْئَةُ جارٌ لقَوْمٍ أَطالوا هُونَ مَنْزِله وغادَرُوه مُقِيماً بين أَرْماسِ وأَنشد ابن الأَعرابي لعُقَيْل بن عُلَّفَةَ وأَعِيشُ بالبَلَلِ القَلِيلٍ وقد أَرى أَنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْيانِ ابن الأَعرابي الرَّامُوسُ القبر والمَرْمَسُ موضع القبر قال الشاعر بِخَفْضٍ مَرْمَسي أَو في يَفاعٍ تُصَوِّتُ هامَتي في رَأْسِ قَبْري ورَمَسْناه بالتُّرْب كَبَسْناه والرَّمْسُ التُّرْبُ تَرْمُس به الريحُ الأَثَر ورَمْسُ القبر ما حُثِيَ عليه وقد رَمَسْناه بالتراب والرَّمْسُ تحمله الريح فَتَرْمُس به الآثار أَي تُعَفِّيها ورمَسْتُ الميت وأَرْمَسْته دفنته ورَمَسُوا قبر فلان إِذا كتموه وسَوَّوْه مع الأَرض والرَّمْسُ تراب القبر وهو في الأَصل مصدر وقال أَبو حنيفة الرَّوامِسُ والرَّامِساتُ الرياح الزَّافِياتُ التي تنقل التراب من بلد إِلى آخر وبينها الأَيام وربما غَشَّتْ وجْه الأَرض كُلَّه بتراب أَرض أُخرى والرَّوامِسُ الرياح لتي تثير التراب وتدفن الآثار ورَمَسَ عليه الخبرَ رَمْساً لواه وكتمه الأَصمعي إِذا كتم الرجلُ الخَبَرَ القومَ قال دَمَسْتُ عليهم الأَمرَ ورَمَسْته ورَمَسْتُ الحديثَ أَخفيته وكتمته ووقعوا في مَرْمُوسة من أَمرهم أَي اختلاط عن ابن الأَعرابي وفي الحديث ذكر رامِس بكسر الميم موضع في ديار محارب كتب به رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لعُظَيْمِ بنِ الحَرث المُحاربيّ

رمحس
الأَزهري أَبو عمرو الحُمارِسُ والرُّماحِسُ والفُداحِسُ كلُّ ذلك من نعت الجريء الشجاع قال وهي كلها صحيحة

رهس
رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْساً وَطِئَه وَطْأً شديداً الأَزهري عن ابن الأَعرابي تركت القوم قد ارْتَهَسُوا وارْتَهَشُوا وفي حديث عُبَادةَ وجَراثِيمُ العربِ تَرْتَهِسُ أَي تضطرب في الفتنة ويروى بالشين المعجمة أَي تَصْطَكُّ قبائلهم في الفتن يقال ارتهس الناس إِذا وقعت فيهم الحرب وهما متقاربان في المعنى ويروى تَرْتَكِسُ وقد تقدم وفي حديث العُرَنِيِّينَ عظُمَتْ بطوننا وارْتَهَسَتْ أَعْضادُنا أَي اضطربت ويجوز أَن يكون بالسين والشين وارْتَهَسَتْ رِجلا الدابة وارْتَهَشَتْ إِذا اصْطَكَّتا وضرب بعضهما بعضاً قال وقال شُجاع ارْتَكَسَ القومُ وارْتَهَسوا إِذا ازدحموا قال العجاج وعُنُقاً عَرْداً ورأْساً مِرْأَسا مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا عَضْباً إِذا دِماغُه تَرَهَّسا وحَكَّ أَنْياباً وخُضْراً فُؤُسا تَرَهَّسَ أَي تَمَخَّضَ وتحركَ فُؤُسٌ قِطَعٌ من الفَأْسِ فُعُلٌ منه حك أَنياباً أَي صَرِّفَها وخُضْراً يعني أَضراساً قد قَدُمَتْ فاخضرت

رهمس
رَهْسَمَ الخَبَرَ أَتى منه بطَرَفٍ ولم يُفْصِح بجميعه ورَهْمَسَه مثلُ رَهْسَمَه والرَّهْمَسَة أَيضاً السِّرارُ وأُتيَ الحجاجُ برجل فقال أَمِن أَهل الرَّسِّ والرَّهْمَسَة أَنت ؟ كأَنه أَراد المُسارَّةَ في إِثارة الفتنة وشق العصا بين المسلمين تَرَهْسَمَ وتَرَهْمَسَ إِذا سارَّ وساوَرَ قال شَبانَةُ أَمرٌ مُرَهْمَسٌ ومُنَهْمَسٌ أَي مستور

روس
رَاسَ رَوْساً تَبَخْتَر والياء أَعلى وراسَ السَّيْلُ الغُثاءَ جمعه وحَمَلَه ورَوائِس الأَودية أَعاليها من ذلك والرَّوائِسُ المتقدِّمة من السحاب والرَّوْسُ العيب عن كراع والرَّوْسُ كَثْرَةُ الأَكل وراسَ يَرُوسُ رَوْساً إِذا أَكل وجَوَّد التهذيب الرَّوْسُ الأَكل الكثير ورَواسُ قبيلة سميت بذلك ورَوْسُ بن عادِيَة بنت قَزَعَةَ الزُّبَيْرية تقول فيه عادِيَةُ أُمُّه أَشْبَهَ رَوْسٌ نَفَراً كِراما كانوا الذُّرَى والأَنْفَ والسَّناما كانوا لمن خالَطَهُمْ إِداما وبنو رُواسٍ بَطْنٌ وأَبو دؤَادٍ الرُواسِيُّ اسمه يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رُواس ابنِ كلابِ بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ وكان أَبو عمر الزاهد يقول في الرّواسِي أَحد القراء والمحدثين إِنه الرَّواسِي بفتح الراء وبالواو من غير همز منسوب إِلى رَواس قبيلة من سليم وكان ينكر أَن يقال الرُّؤَاسي بالهمز كما يقوله المحدِّثون وغيرهم

روذس
لها في الحديث ذكر وهي اسم جزيرة بأَرض الروم وقد اختلف في ضبطها فقيل بضم الراء وكسر الذال المعجمة وقيل بفتحها وقيل بشين معجمة

ريس
راسَ يَريسُ رَيْساً ورَيَساناً تَبَخْتر يكون للإِنسان والأَسد والرَِّيْسُ التبختر ومنه قول أَبي زُبَيْد الطائي واسمه حَرْمَلَةُ بن المنذر فباتوا يُدْلِجون وباتَ يَسري بَصيرٌ بالدُّجى هادٍ هَمُوسُ إِلى أَن عَرَّسوا وأَغَبَّ عنهم قريباً ما يُحَسُّ له حَسِيسُ فلما أَن رآهمْ قد تَدانَوْا أَتاهُمْ بين أَرْجُلِهِم يَريسُ الإِدْلاجُ سير الليل كله والادِّلاجُ السير من آخره وَصَفَ رَكْباً يسيرون والأَسَدُ يتبعهم لينتهز فيهم فُرْصَة وقوله بصير بالدجى أَي يدري كيف يمشي بالليل والهادي الدليل والهموس الذي لا يسمع مشيه وعرّسوا نزلوا عن رواحلهم وناموا وأَغَبَّ عنهم قَصَّر في سيره ولا يُحَسُّ له حَسِيسٌ لا يسمع له صوت ورِياسٌ فحل أَنشد ثعلب للطِّرِمَّاحِ كَغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه فُرُعٌ بين رِياسٍ وحام وذكر الأَزهري هذا البيت في أَثناء كلامه على رأْس وفسره فقال الغَرِيُّ النُّصُبُ الذي دُمِّيَ من النُّسُك والحامي الذي حَمى ظهره قال والرِّياسُ تُشَقُّ أُنوفُها عند الغَرِيِّ فيكون لبنها للرجال دون النساء ويقال رَيِّسٌ مثلُ قَيِّم بمعنى رئيسٍ وقد تقدم شاهده في رأَس ورَيْسانُ اسمٌ

ريباس
التهذيب في الرباعي قال شمر لا أَعرف للرِّيباسِ والكمأَى اسماً عربيّاً قال أَبو منصور والطُّرْثُوثُ ليس بالرِّيباس الذي عندنا

سجس
السَّجَسُ بالتحريك الماء المتغير قال ابن سيده ماء سَجَسٌ وسَجِسٌ وسَجِيسٌ كَدِرٌ متغير وقد سَجِسَ الماء بالكسر وقيل سُجِّسَ الماء فهو مُسَجَّسٌ وسَجِيسٌ أُّفسد وثُوِّرَ وسَجَّسَ المَنْهَلُ أَنْتَنَ ماؤُه وأَجَنَ وسَجَّسَ الإِبطُ والعِطْفُ كذلك قال كأَنهم إِذْ سَجَّسَ العَطُوفُ مِيسَنَةٌ أَبَنَّها خَرِيفُ ويقال لا آتيك سَجِيسَ الليالي أَي آخِرَها وكذلك لا آتيك سَجِيسَ الأَوْجَسِ ويقال لا آتيك سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي الدهر كله وأَنشد فأَقْسَمْتُ لا آتي ابنَ ضَمْرَةَ طائعاً سَجيسَ عُجَيْسٍ ما أَبانَ لساني وفي حديث المولد ولا تَضُرُّوه في يَقَظَةٍ ولا مَنام سَجِيسَ الليالي والأَيام أَي أَبداً وقال الشَّنْفَرى هُنالِكَ لا أَرْجُو حَياةَ تَسُرُّني سَجِيسَ الليالي مُبْسَلاً بالحَرائِر ومنه قيل للماء الراكد سَجِيسٌ لأَنه آخر ما يبقى والسَّاجِسِيَّة ضأْنٌ حُمْرٌ قال أَبو عارم الكِلابي فالعِذقُ مثل السَّاجِسِيِّ الحِفْضاج الحفضاج العظيم البطن والخاصرتين وكبش ساجِسيٌّ إِذا كان أَبيض الصوف فَحِيلاً كريماً وأَنشد كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا بين صَبِيَّيْ لَحْيه مُجَرْفَسا والسَّاجِسِيَّةُ غنم بالجزيرة لربيعةِ الفَرَسِ والقِهاد الغَنَم الحجازية

سدس
سِتَّةٌ وسِتٌّ أَصلها سِدْسَة وسِدسٌ قلبوا السين الأَخيرة تاء لتقرب من الدال التي قبلها وهي مع ذلك حرف مهموس كما أَن السين مهموسة فصار التقدير سِدْتٌ فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج أَبلدوا الدال تاء لتوافقها في الهمس ثم أُدغمت التاء في التاء فصارت سِتَّ كما ترَى فالتغيير الأَول للتقريب من غير إِدغام والثاني للإِدغام وسِتُّونَ من العَشَرات مشتق منه حكاه سيبويه وُلِدَ له سِتُّون
( * قوله « ولد له ستون إلخ » كذا بالأصل ) عاماً أَي وُلِدَ له الأَولاد والسُّدْسُ والسُّدُسُ جزءٌ من ستة والجمع أَسْداسٌ وسَدَسَ القومَ يَسْدُسُهم بالضم سَدْساً أَخذ سُدُسَ أَموالهم وسَدَسَهُم يَسدِسُهم بالكسر صار لهم سادساً وأَسْدَسُوا صاروا ستة وبعضهم يقول للسُّدُسِ سَدِيس كما يقال للعُشْرِ عَشِيرٌ والمُسَدَّسُ من العَروض الذي يُبْنى على ستة أَجزاء والسِّدْسُ بالكسر من الوِرْدِ بعد الخِمْس وقيل هو بعد ستة أَيام وخمس ليال والجمع أَسداس الجوهري والسِّدْسُ من الوِرْدِ في أَظماء الإِبل أَن تنقطع خَمْسَةً وتَرِدَ السادسَ وقد أَسْدَسَ الرجلُ أَي ورَدتْ إِبله سِدْساً وشاة سَدِيس أَي أَتت عليها السنة السادسة والسَّدِيس السِّنُّ التي بعد الرَّباعِيَة والسَّدِيسُ والسَدَسُ من الإِبل والغنم المُلْقِي سَدِيسَه وكذلك الأُنثى وجمع السَدِيس سُدُسٌ مثل رغيف ورُغُف قال سيبويه كَسَّروه تكسير الأَسماء لأَنه مناسب للاسم لأَن الهاء تدخل في مؤنثه قال غيره وجمع السَّدَسِ سُدْسٌ مثل أَسَد وأُسْدٍ قال منصور ابن مِسْجاح يذكر دية أُخذت من الإِبل متخَيَّرة كما يَتخيرها المُصَدِّقُ فطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها يُخَيَّرُ منها في البوازِل والسُّدْسِ وقد أَسْدَسَ البعيرُ إِذا أَلقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَةِ وذلك في السنة الثامنة وفي حديث العَلاء بن الحَضْرَمِي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثم ثَنِيّاً ثم رَباعِياً ثم سَدِيساً ثم بازلاً قال عمر فما بعد البُزُول إِلا النقصان السديس من الإِبل ما دخل في السنة الثامنة وذلك إِذا أَلقى السن التي بعد الرَّباعِيَة والسَّدَسُ بالتحريك السن قبل البازل يستوي فيه المذكر والمؤنث لأَن الإِناث في الأَسنان كلها بالهاء إِلا السَّدَس والسَّدِيس والبازِلَ ويقال لا آتيك سَدِيسَ عُجَيْسٍ لغة في سجِيس وإِزارٌ سَدِيس وسُداسِيُّ والسدُوسُ الطَّيْلَسانُ وفي الصحاح سُدُوسٌ بغير تعريف وقيل هو الأَخْضَرُ منها قال الأَفْوَه الأَوْدِي والليلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرُ من دونهِ لوناً كَلَوْنِ السُّدُوس الجوهري وكان الأَصمعي يقول السَّدُوسُ بالفتح الطَّيْلَسانُ شمر يقال لكل ثوب أَخضر سَدُوسٌ وسُدُوسٌ وسُدُوسٌ بالضم اسم رجل قال ابن بَرِّي الذي حكان الجوهري عن الأَصمعي هو المشهور من قوله وقال ابن حمزة هذا من أَغلاط الأَصمعي المشهورة وزعم أَن الأَمر بالعكس مما قال وهو أَن سَدُوس بالفتح اسم الرجل وبالضم اسم الطيلسان وذكر أَن سدوس بالفتح يقع في موضعين أَحدها سدوس الذي في تميم وربيعة وغيرهما والثاني في سعد ابن نَبْهانَ لا غير وقال أَبو جعفر محمد بن حبيب وفي تميم سَدُوسُ بن دارم بن مالك بن حنظلة وفي ربيعة سَدُوسُ بن ثعلبةً بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ فكل سَدُوسٍ في العرب فهو مفتوح السين إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بن أَبي عبيد بن ربيعة بن نَضْر ابن سعد بن نَبْهان في طيء فإِنه بضمها قال أَبو أُسامة السَّدُوسُ بالفتح الطيلسان الأَخضر والسُّدُوسُ بالضم النِّيلَجُ وقال ابن الكلبي سَدُوس الذي في شيبان بالفتح وشاهده قول الأَخطل وإِن تَبْخَلْ سَدُوسُ بِدِرْهَمَيْها فإِن الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ وأَما سُدُوسُ بالضم فهو في طيء لا غير والسُّدُوس النِّيلَنْجُ ويقال النِّيلَج وهو النِّيل قال امرؤ القيس مَنابته مثلُ السُّدوسِ ولونُه كَلَوْنِ السَّيالِ وهو عذبٌ يَفِيض
( * قوله « كلون السيال » أَنشده في ف ي ص كشوك السيال )
قال شمر سمعته عن ابن الأَعرابي بضم السين وروي عن أَبي عمرو بفتح السين وروى بيت امرئ القيس إِذا ما كنتَ مُفْتَخِراً ففاخِرْ ببيْتٍ مثلِ بيتِ بني سَدُوسِ بفتح السين أَراد خالد بن سدوس النبهاني ابن سيده وسَدُوسُ وسُدُوس قبيلتان سَدُوسُ في بني ذُهْل ابن شيبان بالفتح وسُدُوس بالضم في طيء قال سيبويه يكون للقبيلة والحي فإِن قلت وَلَدُ سَدوسٍ كذا أَو من بني سَدُوس فهو للأَب خاصة وأَنشد ثعلب بني سَدوسٍ زَتَّتوا بَناتِكُمْ إِنَّ فتاة الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ والرواية بني تميم زَهْنِعوا فتاتكم وهو أَوفق لقوله فتاة الحي الجوهري سَدُوس بالفتح أَبو قبيلة وقول يزيد بن حَذَّاقٍ العَبْدي وداوَيْتُها حتى شَنَتْ حَبَشِيَّةً كأَنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوسا السُّدُوس هو الطَّيْلَسانُ الأَخْضَرُ اه وقد ذكرنا في ترجمة شتت من هذه الترجمة أَشياء

سرس
السَّريس الكَيِّسُ الحافظ لما في يده وما أَسْرَسَه ولا فِعْلَ له وإِنما هو من باب أَحْنَكُ الشاتَيْن والسَّريسُ الذي لا يأْتي النساء قال أَبو عبيدة هو العِنِّينُ من الرجال وأَنشد أَبو عبيد لأَبي زُبيد الطائي أَفي حَقٍّ مُواساتي أَخاكُمْ بمالي ثم يَظلِمُني السَّرِيسُ ؟ قال هو العِنِّين وقد سَرِسَ إِذا عُنَّ وقيل السَّرِيسُ هو الذي لا يولد له والجمع سُرَساءُ وفي لغة طيء السَّرِيس الضعيف وقد سَرِسَ إِذا ساء خُلُقُه وسَرِسَ إِذا عَقَل وحَزَمَ بعد جَهْلٍ وفَحْلٌ سَرِسٌ وسَريسٌ بَيِّنُ السَّرَس إِذا كان لا يُلقِحُ

سرجس
مارُ سَرْجِس موضعٌ قال جرير لَقِيتُمْ بالجَزيرَة خَيْلَ قَيْسٍ فقلتُمْ مارَ سَرْجِسَ لا قِتالا تقول هذه مارُ سَرْجِسَ ودخلْت مارَ سَرْجِسَ ومررت بمارِ سَرْجِسَ وسَرْجِسُ في كل ذلك غير منصرف

سلس
شيء سَلِسٌ لَيّنٌ سهل ولرجلٌ سَلِسٌ أَي لَيِّنٌ منقاد بين السَّلَسِ والسَّلاسَةِ ابن سيده سَلِسَ سَلَساً وسَلاسَة وسُلُوساً فهو سَلِسٌ قال الراجز ممكورَةٌ غَرْثى الوِشاحِ السَّالِسِ تَضْحَكُ عن ذي أُشُرٍ عُضارِسِ وسَلِسَ المُهْرُ إِذا انقاد والسَّلْسُ بالتسكين الخيط ينظم فيه الخَرَزُ زاد الجوهري فقال الخَرَزٌ الأَبيضُ الذي تلبَسُه الإِماء وجمعه سُلُوسٌ قال عبد اللَّه بن مسلم من بني ثعلبة بن الدُّول ولقد لَهَوتُ وكلُّ شيء هالِكٌ بنَقاةِ جَيْبِ الدِّرْعِ غيرِ عَبُوسِ ويَزينُها في النَّحْرِ حَلْيٌ واضِحٌ وقَلائدٌ من حُبْلَةٍ وسُلُوسِ ابن بري النقاة النقية يريد أَن الموضع الذي يقع عليه الجيب منها نقيّ قال ويجوز أَن يريد أَن ثوبها نقي وأَنها ليست بصاحبة مَهْنَةٍ ولا خِدْمَة وقد يعبرون بالجيب عن القلب لأَنه يكون عليه كما يعبرون بمعْقِد الإِزار عن الفرج فيقال هو طيب معقد الإِزار يريد الفرج وهو نَقيُّ الجَيْب أَي القلب أَي هو نَقِيٌّ من غِشٍّ وحِقْد والواضح الذي يَبْرُق والدرع قميص المرأَة وقال المُعَطَّلُ الهذلي لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ وأَفَلُّ يَخْتَضِمُ الفَقارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارد سهاماً يشبه بعضها بعضاً وأَراد بقوله مُسَلَّسٌ مُسَلْسَلٌ أَي فيه مثل السَّلْسِلة من الفِرِنْدِ والسُّلُوس الخُمرُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد قد مَلأَتْ مَرْكُوَّها رُؤُوسا كأَنَّ فيه عُجُزاً جُلُوسا شُمْطَ الرُّؤُوسِ أَلْقَتِ السُّلُوسا شبهها وقد أَكلت الحَمْض فابيضت وجوهها ورؤوسها بعُجُزٍ قد أَلقين الخُمُر وشراب سَلِسٌ لَيِّنُ الانحدار وسَلِسَ بولُ الرجل إِذا لم يتهيأْ له أَن يمسكه وفلان سَلِسُ البول إِذا كان لا يستمسكه وكل شيء قَلِق فهو سَلِسٌ وأَسْلَسَت النخلةُ فهي مُسْلِسٌ إِذا تناثر بُسْرُها وأَسْلَسَتِ الناقةُ إِذا أَخرجت الولد قبل تمام أَيامه فهي مُسْلِسٌ والسَّلِسَةُ عُشْبَة قريبة الشبه بالنَّصًّيِّ وإِذا جَفَّتْ كان لها سَفاً يتطاير إِذا حُرِّكَت كالسهام يَرْتَدُّ في العيون والمناخر وكثيراً ما يُعْمِي السائمة والسُّلاسُ ذهاب العقل وقد سُلِسَ سَلَساً وسَلْساً المصدران عن ابن الأَعرابي ورجل مَسْلُوس ذاهب العقل والبدن الجوهري المَسْلُوسُ الذاهب العقل غيره المَسْلُوسُ المجنون قال الشاعر كأَنه إِذ راحَ مَسْلُوسُ الشََّمَقْ وفي التهذيب رجل مَسْلُوسٌ في عقله فإِذا أَصابه ذلك في بدنه فهو مَهْلُوسٌ

سلعس
سَلَعُوسُ بفتح اللام بلدة

سنبس
الجوهري سِنْبِسُ أَبو حَيّ من طَيِّء ومنه قول الأَعشى يصف صائداً أَرسل كلابه على الصيد فصَبَّحَها القانِصُ السِّنْبِسِي يُشَلِّي ضِراءٌ بإِيسادِها قال ابن بري القانص الصائد يُشَلِّي يدعو والضَّراء جمع ضِرْوٍ وهو الكلب الضاري بالصيد والإِبسادُ الإِغْراءُ

سندس
الجوهري في الثلاثيّ السُّنْدُسُ البُزْيُون وأَنشد أَبو عبيدة ليزيد بن حَذَّاق العَبْدِيّ أَلا هل أَتاها أَنَّ شَكَّةَ حازم لَدَيَّ وأَني قد صَنَعْتُ الشَّمُوسا ؟ وداويْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً كأَن عليها سُنْدُساً وسُدُوسا الشَّمُوس فرسه وصُنْعُه لها تَضْمِيرُه إِياها وكذلك قوله داويتها بمعنى ضمَّرتها وقوله حَبَشِيَّة يريد حبشية اللون في سوادها ولهذا جعلها كأَنها جُلِّلَتْ سُدُوساً وهو الطَّيْلَسان الأَخضر وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم بعث إِلى عمر رضي اللَّه عنه بجُبَّةِ سُنْدُسٍ قال المفسرون في السندس إِنه رَقيق الدِّيباج ورَفيعُه وفي تفسير الإِسْتَبْرَقِ إِنه غليظ الديباج ولم يختلفوا فيه الليث السُّنْدُسُ ضَرْبٌ من البُزْيون يتخذ من المِرْعِزَّى ولم يختلف أَهل اللغة فيهما أَنهما معرّبان وقيل السُّنْدُس ضرب من البُرود

سوس
السُّوسُ والسَّاسُ لغتان وهما العُثَّة التي تقع في الصوف والثياب والطعام الكسائي ساس الطعامُ يَساسُ وأَساسَ يُسِيسُ وسَوَّسَ يُسَوِّسُ إِذا وقع فيه السُّوسُ وأَنشد لزُرارة بن صَعْب بن دَهْرٍ ودَهْرٌ بطنٌ من كلاب وكان زُرارةُ خرج مع العامرية في سفر يَمْتارون من اليَمامة فلما امتاروا وصَدَروا جعل زُرارةُ بن صَعْب يأْخذه بطنُه فكان يتخلف خلف القوم فقالت العامرية لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيًّا يَمْشِي وَراء القوم سَيْتَهِيَّا كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيًّا تريد أَنه قد امتلأَ بطنه وصار كأَنه مُضْطَغِنٌ صبيّاً من ضِخَّمِه وقيل هو الجاعل الشيء على بطنه يَضُمُّ عليه يَدَه اليسرى فأَجابها زُرارة قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيَّا مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا الدقَلُ ضَرْبٌ رَديءٌ من التمر وحَجْرِيَّا يريد أَنه منسوب إِلى حَجْر اليمامة وهو قصبتها ابن سيده السُّوس العُثُّ وهو الدود الذي يأْكل الحبَّ واحدته سُوسة حكاه سيبويه وكل آكلِ شيء فهو سُوسُه دوداً كان أَو غيره والسَّوْس بالفتح مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ ويَسُوسُ عن كراع سَوْساً إِذا وقع فيه السُّوسُ وسِيسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ وتَسَوَّسَ وقول العجاج يَجْلُو بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ غُروبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ والمُفَصَّم المُكَسَّر والساسُ الذي قد ائتكَل وأَصله سائسٌ وهو مثل هائر وهارٍ وصائفٍ وصافٍ قال العجاج صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّغْ بالكَدَرْ ولم يُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ ساسُ النخر أَي أَكل النخر يقال نَخِرَ يَنْخَر نَخَراً وطعامٌ وأَرْْضٌ ساسَةٌ ومَسُوسَة وساسَت الشاة تَساسُ سَوساً وإِساسَةً وهي مُسِيسٌ كَثُرَ قملُها وأَساسَتْ مثله وقال أَبو حنيفة ساسَت الشجرةُ تَساسُ سِياساً وأَساسَتْ أَيضاً فهيَ مُسِيسٌ أَبو زيد الساسُ غير مهموز ولا ثقيل القادحُ في السنّ والسَّوَسُ مصدر الأَسْوَس وهو داءٌ يكون في عَجْزِ الدابة بين الورك والفخذُ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل ابن شميل السُّواسُ داء يأْخذ الخيل في أَعناقها فيُيَبِّسُها حتى تموت ابن سيده والسَّوَسُ داء في عَجُز الدابة وقيل هو داء يأْخذ الدابة في قوائمها والسَّوْسُ الرِّياسَةُ يقال ساسوهم سَوْساً وإِذا رَأَّسُوه قيل سَوَّسُوه وأَساسوه وسَاس الأَمرَ سِياسةً قام به ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسُوَّاس أَنشد ثعلب سادَة قادة لكل جَمِيعٍ ساسَة للرجال يومَ القِتالِ وسَوَّسَه القومُ جَعَلوه يَسُوسُهم ويقال سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بني فلان أَي كُلِّف سِياستهم الجوهري سُسْتُ الرعية سِياسَة وسُوِّسَ الرجلُ أُمور الناس على ما لم يُسَمَّ فاعله إِذا مُلِّكَ أَمرَهم ويروى قول الحطيئة لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك حتى تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِين وقال الفراء سُوِّسْت خطأٌ وفلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ وسِيسَ عليه أَي أَمَرَ وأُمِرَ عليه وفي الحديث كان بنو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياهم أَي تتولى أُمورَهم كما يفعل الأُمَراء والوُلاة بالرَّعِيَّة والسِّياسةُ القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه والسياسةُ فعل السائس يقال هو يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام عليها وراضَها والوالي يَسُوسُ رَعِيَّتَه أَبو زيد سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له وزَيَّنَ له وقال غيره سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه والسُّوسُ الأَصل والسُّوسُ الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة يقال الفصاحة من سُوسِه قال اللحياني الكرم من سُوسِه أَي من طبعه وفلان من سُوسِ صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق وسَوْ يكون وسَوْ يفعل يريدون سوف حكاه ثعلب وقد يجوز أَن تكون الفاء مزيدة فيها ثم تحذف لكثرة الاستعمال وقد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما يريدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِياه فهذا أَشذ من قولهم سَوْ نفعل والسُّوسُ حَشيشة تشبه القَتَّ ابن سيده السُّوسُ شجر ينبت ورقاً في غير أَفنان ويقال أَبو حنيفة هو شجر يغمى به البيوت ويدخل عصيره في
( * كذا بياض بالأصل ولعل محله في الأدوية كما يؤخذ من ابن البيطار )
وفي عروقه حلاوة شديدة في فروعه مرارة وهو ببلاد العرب كثير والسَّوَاسُ شجر واحدته سَواسَة قال أَبو حنيفة السَّواسُ من العضاه وهو شبيه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ وليس له شوك ولا ورق يطول في السماء ويُستظل تحته وقال بعض العرب هي السَّواسِي قال أَبو حنيفة فسأَلته عنها فقال السَّواسِي والمَرْخُ هؤلاء الثلاثة متشابهة وهي أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ يقتدح به ولا يَصْلِدُ وقال الطِّرِمَّاح وأَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ والواحدة سَواسَة وقال غيره أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ وأَراد بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَى وهي شجرة تنبت في جبل سلمى وقوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فيها أُخرجت شيئاً أَسود فينعفر في التراب ولا يَرِي لأَنه لا نار فيه فهو الولد المعفور النار فذلك الجنين الضَّرِمُ وذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلى أَبيه وهو الزند الأَعلى وسَوَاسُ موضع أَنشد ثعلب وإِنَّ امْرأً أَمسى ودُونَ حَبيبهِ سَواسٌ فَوادي الرَّسِّ والهَمَيانِ لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بعد اقْتِرابِه ومَعْذُورَةٌ عيناه بالهَمَلانِ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88