كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

فضض
فَضَضْتُ الشيءَ أَفُضُّه فَضّاً فهو مَفْضُوضٌ وفَضِيضٌ كسرتُه وفَرَّقْتُه وفُضاضُه وفِضاضُه وفُضاضَتُه ما تكسَّر منه قال النابغة تَطيِرُ فُضاضاً بَيْنَها كلُّ قَوْنَسٍ ويَتْبَعُها مِنْهُم فَراشُ الحَواجِبِ وفَضَضْت الخاتم عن الكتاب أَي كسرْتُه وكل شيء كسرْتَه فقد فضَضْتَه وفي حديث ذي الكِفْلِ إِنه لا يَحِلُّ لك أَن تَفُضَّ الخاتَم هو كناية عن الوطْءِ وفَضَّ الخاتَمَ والخَتْمَ إِذا كَسره وفَتَحه وفُضاضُ وفِضاضُ الشيء ما تفرق منه عند كسرك إِياه وانْفَضَّ الشيءُ انكسر وفي حديث الحديبية ثم جِئْتَ بهم لبَيْضَتِكَ تَفُضُّها أَي تَكْسِرُها ومنه حديث معاذ في عذاب القبر حتى يفض كل شيءٍ وفي الدعاء لا يَفْضُضِ اللّهُ فاكَ أَي لا يَكْسِرْ أَسنانك والفمُ ههنا الأَسنان كما يقال سقَط فوه يعنون الأَسنان وبعضهم يقول لا يُفْضِ اللّهُ فاك أَي لا يجعله فَضاء لا أَسنان فيه قال الجوهري ولا تقل لا يُفْضِضِ اللّه فاكَ أَو تقديره لا يكسر اللّه أَسنانَ فِيكَ فحذف المضاف يقال فَضَّه إِذا كسره ومنه حديث النابغة الجعدي لما أَنشده القصيدة الرائية قال لا يَفْضُضِ اللّه فاك قال فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقُط له سِنّ وللإِفْضاءُ سُقوطُ الأَسنانِ من أَعْلى وأَسفَل والقولُ الأَول أَكثر وفي حديث العباس بن عبد المطلب أَنه قال يا رسول اللّه إِني أُريد أَن أَمْتَدِحَك فقال قل لا يَفْضُضِ اللّهُ فاكَ ثم أَنشده الأَبيات القافيَّة ومعناه لا يُسْقِطِ اللّهُ أَسنانَكَ والفم يقوم مقام الأَسنان وهذا من فَضِّ الخاتَمِ والجمُوع وهو تَفْريقُها والمِفَضُّ
( * قوله « والمفض إلخ » كذا هو بالنسخ التي بأيدينا )
والمِفْضاضُ ما يُفَضُّ به مَدَرُ الأَرصِ المُثارةِ والمِفَضَّةُ ما يُفَضُّ به المَدَرُ ويقال افْتَضَّ فلان جاريَتَه واقْتَضَّها إِذا افْتَرَعَها والفَضَّةُ الصخْرُ المَنْثُورُ بعضُه فوق بعض وجمعه فِضاضٌ وتَفَضَّضَ القوم وانْفَضُّوا تَفَرَّقُوا وفي التنزيل لانْفَضُّوا من حوْلِك أَي تفرَّقوا والاسم الفَضَضُ وتَفَضَّضَ الشيء تفرَّقَ والفَضُّ تفريقُكَ حَلْقةً من الناس بعد اجتماعهم يقال فضَضْتُهم فانْفَضُّوا أَي فرَّقْتهم قال الشاعر إِذا اجْتَمَعُوا فضَضْنا حُجرَتَيهِمْ ونَجْمَعُهم إِذا كانوا بَدادِ وكلُّ شيءٍ تفرَّقَ فهو فَضَضٌ ويقال بها فَضٌّ من الناس أَي نفَر متفرِّقُون وفي حديث خالد بن الوليد أَنه كتب إِلى مروانَ بن فارس أَما بعد فالحمد للّه الذي فَضَّ خَدَمَتَكُم قال أَبو عبيد معناه كسَر وفرَّق جمعكم وكل مُنكسر متفرِّق فهو مُنْفَضٌّ وأَصل الخَدَمةِ الخَلْخالُ وجمعها خدامٌ وقال شمر في قوله أَنا أَولُ من فَضَّ خَدَمةَ العَجَم يريد كسرهم وفَرَّق جَمْعَهم وكلُّ شيءٍ كَسَرْتَه وفرَّقته فقد فضَضْتَه وطارَت عِظامُه فُضاضاً وفِضاضاً إِذا تطايَرَتْ عند الضرب وقال المؤرِّجُ الفَضُّ الكسْرُ وروى لخِداشِ بن زُهَيْر فلا تَحْسَبي أَنِّي تَبَدَّلْتُ ذِلَّةً ولا فَضَّني في الكُورِ بَعْدَكِ صائغُ يقول يأْبى أَن يُصاغَ ويُراضَ وتَمْر فَضٌّ متفرِّق لا يَلْزَقُ بعضه ببعض عن ابن الأَعرابي وفَضَضْتُ ما بينهما قَطَعْتُ وقال تعالى قَوارِيرَ قَوَارِيرَ من فِضَّةٍ قدَّرُوها تقديراً يسأَل السائلُ فيقول كيف تكون القَوارِيرُ من فضة وجَوْهرُها غير جوهرها ؟ قال الزجاج معنى قوله قوارير من فضة أَصلُ القَوارِيرِ التي في الدنيا من الرمل فأَعلم اللّه فَضْلَ تلك القوارِيرِ أَن أَصلها من فِضَّة يُرى من خارجها ما في داخلها قال أَبو منصور أَي تكون مع صَفاء قواريرها آمِنة من الكسر قابلة للجبر مثل الفضة قال وهذا من أَحسن ما قيل فيه وفي حديث المسيب فقبض ثلاثة أَصابع من فضة فيها من شعر وفي رواية من فضة أَو قُصَّة والمراد بالفضة شيء مَصُوغٌ منها قد ترك فيه الشعر فأَمّا بالقاف والصاد المهملة في الخُصْلةُ من الشعر وكلُّ ما انْقَطع مع شيءٍ أَو تفرَّق فَضَضٌ وفي الحديث عن عائشة رضي اللّه عنها قالت لمروان إِنَّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لَعَنَ أَباكَ وأَنتَ في صُلْبه فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه قال ثعلب معناه أَي خرجت من صُلْبه مُتَفَرِّقاً يعني ما انْفَضَّ من نُطْفَةِ الرجل وتَرَدَّدَ في صُلْبه وقيل في قولها فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه أَرادت إِنكَ قِطْعة منها وطائفة منها وقال شمر الفُضُضُ اسم ما انْفَضَ أَي تفرَّق والفُضاضُ نحوه وروى بعضهم هذا الحديث فُظاظةٌ بظاءين من الفَظِيظِ وهو ماءُ الكَرِشِ وأَنكره الخطابي وقال الزمخشري افْتَظَظْتُ الكَرِشَ اعْتَصَرْتُ ماءَها كأَنه عُصارةٌ من اللَّعْنَةِ أَو فُعالةٌ من الفَظِيظِ ماء الفحل أَي نُطْفَةٌ من اللَّعنةِ والفَضِيضُ من النَّوَى الذي يُقْذَفُ من الفم والفَضِيضُ الماءُ العَذْبُ وقيل الماءُ السائل وقد افْتَضَضْته إِذا أَصبته ساعةَ يخرج ومكان فَضِيض كثير الماء وفي حديث عمر بن عبد العزيز أَنه سئل عن رجل قال عن امرأَة خطبها هي طالق إِن نكَحْتُها حتى آكلَ الفَضِيضَ هو الطَّلْع أَولَ ما يظهر والفَضِيضُ أَيضاً في غير هذا الماء يخرج من العين أَو ينزل من السحاب وفَضَضُ الماء ما انتشر منه إِذا تُطُهِّرَ به وفي حديث غَزاةِ هَوازِنَ فجاء رجل بنُطْفةٍ في إِداوَةٍ فافْتَضَّها أَي صَبَّها وهو افْتِعالٌ من الفَضِّ ويروى بالقاف أَي فتح رأْسها ويقال فَضَّ الماءَ وافْتَضَّه أَي صَبَّه وفَضَّ الماءُ إِذا سالَ ورجل فَضْفاضٌ كثير العطاء شُبِّه بالماء الفَضْفاض وتَفَضْفَضَ بولُ الناقةِ إِذا انتشر على فخذيها والفَضَضُ المتفرِّق من الماء والعَرَق وقول ابن مَيّادةَ تَجْلُو بأَخْضَرَ من فُروعِ أَراكةٍ حَسَن المُنَصَّبِ كالفَضِيضِ البارِدِ قال الفَضِيضُ المتفرِّقُ من ماءِ المطرِ والبَرَدِ وفي حديث عمر أَنه رَمى الجَمْرَةَ بسبع حَصَياتٍ ثم مضَى فلما خرج من فَضَضِ الحَصى أَقبل على سُلَيْم ابن رَبيعةَ فكلَّمه قال أَبو عبيد يعني ما تفرَّق منه فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول وكذلك الفَضِيضُ وناقة كثيرةُ فَضِيضِ اللبن يَصِفُونها بالغَزارةِ ورجل كثير فَضِيض الكلام يصفونه بالكَثارة وأَفَضَّ العَطاءَ أَجْزَلَه والفِضَّةُ من الجواهر معروفة والجمع فِضَضٌ وشيءٌ مُفَضَّضٌ مُمَوَّه بالفضة أَو مُرَصَّعٌ بالفضة وحكى سيبويه تَفَضَّيْتُ من الفضة أَراد تَفَضَّضْت قال ابن سيده ولا أَدري ما عنَى به أَتخذْتُها أَم استعملتُها وهو من تحويل التضعيف وفي حديث سعيد بن زيد لو أَنَّ أَحدَكم انْفَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَ له أَن يَنْفَضّ قال شمر أَي يَنْقَطِعَ ويتفرّق ويروى يَنْقَضّ بالقاف وقد انْفَضَّتْ أَوصالُه إِذا تفرَّقت قال ذو الرمة تَكادُ تَنْفَضُّ منهنَّ الحَيازِيمُ وفَضّاضٌ اسم رجل وهو من أسماء العرب وفي حديث أم سلمة قالت جاءت امرأَة إِلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت إِن ابْنتي توُفِّيَ عنها زوجُها وقد اشْتَكَتْ عَيْنَها أَفَتَكْحُلُها ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا مرتين أَو ثلاثاً إِنما هي أَربعةَ أَشهر وعَشْراً وقد كانت إِحْداكنَّ في الجاهلية تَرْمي بالبَعَرة على رأْس الحول قالت زينبُ بنتُ أُم سلَمَة ومعنى الرمي بالبعرة أَنَّ المرأَة كانت إِذا توُفِّيَ عنها زوجها حِفْشاً ولَبِسَتْ شَرَّ ثِيابِها ولم تَمَسَّ طِيباً حتى تَمُرَّ بها سنةٌ ثم تُؤْتَى بدابّةٍ حمارٍ أَو شاةٍ أَو طائر فَتَفْتَضُّ بها فقَلَّما تَفْتَضُّ بشيءٍ إِلا ماتَ ثم تخرج فتُعْطَى بعرةً فَتَرْمي بها وقال ابن مسلم سأَلت الحجازيين عن الافْتِضاضِ فذكروا أَن المعتدَّة كانت لا تَغْتَسِل ولا تَمَسُّ ماء ولا تَقْلِمُ ظُفْراً ولا تَنْتِفُ من وجهها شعراً ثم تخرج بعد الحوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ ثم تَفْتَضُّ بطائر وتَمْسَحُ به قُبُلَها وتَنْبِذُه فلا يكاد يَعِيشُ أَي تكسِرُ ما هي فيه من العِدَّة بذلك قال وهو من فَضَضْتُ الشيءَ إِذا كسَرْتَه كأَنها تكون في عِدَّةٍ من زوجها فتكسر ما كانت فيه وتخرج منه بالدابة قال ابن الأَثير ويروى بالقاف والباء الموحدة قال أَبو منصور وقد روى الشافعي هذا الحديث غير أَنه روى هذا الحرف فَتَقْبِضُ بالقاف والباء المعجمة بواحدة والصاد المهملة وهو مذكور في موضعه وأَمرهم فَيْضُوضَى بينهم وفَيْضُوضاء بينهم وفَيْضِيضَى وفَيْضيضاء وفَوْضُوضَى وفَوْضُوضاء بينهم كلها عن اللحياني والفَضْفَضَةُ سَعةُ الثوبِ والدِّرْعِ والعَيْشِ ودِرْعٌ فَضْفاضٌ وفَضْفاضةٌ وفُضافِضَةٌ واسِعةٌ وكذلك الثوبُ قال عمرو بن مَعْدِ يكَرِب وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ فضْفاضةً كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ وقَمِيصٌ فَضْفاضٌ واسعٌ وفي حديث سطيح أَبْيَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ أَراد واسع الصدر والذراع فكنى عنه بالرداء والبدن وقيل أَراد كثرة العطاء ومنه حديث ابن سيرين قال كنت مع أَنَس في يوم مطر والأَرض فَضْفاضٌ أَي قد عَلاها الماء من كثرة المطر وقد فَضْفَضَ الثوبَ والدِّرْعَ وَسَّعَهما قال كثيِّر فنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيَّةً فأَعادَها غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ والفَضْفاضُ الكثيرُ الواسعُ قال رؤبة يَسْعُطْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ وعَيْشٌ فَضْفاضٌ واسعٌ وسَحابةٌ فَضْفاضةٌ كثيرة الماء وجارِيةٌ فَضْفاضة كثيرة اللحم مع الطُّولِ والجسم قال رؤبة رَقْراقةٌ في بُدْنِها الفَضْفاضِ الليث فلان فُضاضةُ ولد أَبيه أَي آخرهم قال أَبو منصور والمعروف فلان نُضاضةُ ولدِ أَبيه بالنون بهذا المعنى الفراء الفاضّةُ الدّاهِيةُ وهنّ الفواضُّ

فهض
فَهَضَ الشيءَ يَفْهَضُه كسَرَه وشَدَخَه

فوض
فَوَّضَ إِليه الأَمرَ صَيَّرَه إِليه وجعَلَه الحاكم فيه وفي حديث الدعاء فَوَّضْتُ أَمْري إِليك أَي رَدَدْتُه إِليك يقال فَوَّضَ أَمرَه إِليه إِذا ردّه إِليه وجعله الحاكم فيه ومنه حديث الفاتحة فَوَّضَ إِليَّ عَبْدي والتَّفْوِيضُ في النكاح التزويجُ بلا مَهْر وقَوْمٌ فَوْضَى مُخْتَلِطُون وقيل هم الذين لا أَمير لهم ولا من يجمعهم قال الأَفْوَهُ الأَوْدِي لا يَصْلُحُ القَوْمُ فَوْضَى لا سَراةَ لَهم ولا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادُوا وصار الناسُ فَوْضَى أَي متفرِّقين وهو جماعةُ الفائضِ ولا يُفْرَدُ كما يُفْرد الواحد من المتفرّقين والوحش فَوْضَى متفرّقة تتردّد وقوم فَوْضَى أَي مُتَساوُونَ لا رَئيسَ لهم ونَعامٌ فَوْضَى أَي مُخْتَلِطٌ بعضه ببعض وكذلك جاء القوم فَوْضى وأَمْرُهم فَيْضَى وفَوْضَى مختلط عن اللحياني وقال معناه سواء بينهم كما قال ذلك في فضا ومتاعُهم فَوْضَى بينهم إِذا كانوا فيه شركاء ويقال أَيضاً فَضاً قال طَعامُهُمُ فَوْضَى فَضاً في رِحالِهِمْ ولا يَحْسَبُونَ السُّوءَ إِلاَّ تَنادِيا ويقال أَمرهم فَيْضُوضا وفَيْضيضَا وفَوْضُوضا بينهم وهذه الأَحرف الثلاثة يجوز فيها المدُّ والقصر وقال أَبو زيد القوم فَيْضُوضا أَمرُهم وفَيْضُوضا فيما بينهم إِذا كانوا مختلطين فيَلْبَسُ هذا ثوبَ هذا ويأْكل هذا طعامَ هذا لا يُؤَامِرُ واحد منهم صاحِبَه فيما يَفْعَلُ في أَمره ويقال أَموالُهم فَوْضَى بينهم أَي هم شرَكاء فيها وفَيْضُوضا مثله يمد ويقصر وشَرِكةُ
( * قوله « وشركة » ككلمة ويخفف وهو الأَغلب بكسر أَوّله وتسكين ثانيه أفاده المصباح ) المُفاوضَةِ الشَّرِكةُ العامّةُ في كل شيء وتَفاوَضَ الشَّرِيكانِ في المال إِذا اشتركا فيه أَجمع وهي شركة المفاوضة وقال الأَزهري في ترجمة عنن وشارَكه شركة مفاوضة وذلك أَن يكون مالهما جميعاً من كل شيء يَمْلِكانه بينهما وقيل شَرِكةُ المفاوضة أَن يشتركا في كل شيء في أَيديهما أَو يَسْتَفِيئانِه من بعد وهذه الشركة باطلة عند الشافعي وعند النعمان وصاحبيه جائزة وفاوَضَه في أَمْره أَي جارَاه وتَفاوَضوا الحديث أَخذوا فيه وتَفَاوَضَ القوم في الأَمر أَي فاوَضَ فيه بعضُهم بعضاً وفي حديث معاوية قال لدَغْفَلِ بن حنظلة بِمَ ضَبَطْتَ ما أَرَى ؟ قال بمُفاوَضةِ العُلماء قال وما مُفاوَضةُ العلماء قال كنت إِذا لقِيتُ عالماً أَخذت ما عنده وأَعطيته ما عندي المُفاوَضةُ المُساواةُ والمُشارَكةُ وهي مُفاعلة من التفْويض كأَن كلَّ واحد منهما رَدّ ما عنده إِلى صاحبه أَراد مُحادَثة العلماء ومُذاكرتهم في العلم واللّه أَعلم

فيض
فاض الماء والدَّمعُ ونحوهما يَفِيض فَيْضاً وفُيُوضةً وفُيُوضاً وفَيَضاناً وفَيْضُوضةً أَي كثر حتى سالَ على ضَفّةِ الوادي وفاضَتْ عينُه تَفِيضُ فَيْضاً إِذا سالت ويقال أَفاضَتِ العينُ الدمعَ تُفِيضُه إِفاضة وأَفاضَ فلان دَمْعَه وفاضَ الماء والمطرُ والخيرُ إِذا كثر وفي الحديث ويَفيضُ المالُ أَي يَكْثُر من فاضَ الماء والدمعُ وغيرُهما يَفيض فَيْضاً إِذا كثر قيل فاضَ تدَفَّقَ وأَفاضَه هو وأَفاضَ إِناءه أَي مَلأَه حتى فاضَ وأَفاضَ دُموعَه وأَفاضَ الماءَ على نفسه أَي أَفْرَغَه وفاض صَدْرُه بسِرِّه إِذا امْتَلأ وباح به ولم يُطِقْ كَتْمَه وكذلك النهرُ بمائه والإِناء بما فيه وماءٌ فَيْضٌ كثير والحَوْضُ فائض أَي ممتلئ والفَيْضُ النهر والجمع أَفْياضٌ وفُيوضٌ وجَمْعُهم له يدل على أَنه لم يسمّ بالمصدر وفَيْضُ البصرةِ نَهرها غَلب ذلك عليه لِعظَمِه التهذيب ونهرُ البصرةِ يسمى الفَيْضَ والفَيْضُ نهر مصر ونهرٌ فَيّاضٌ أَي كثير الماء ورَجل فَيّاضٌ أَي وهّاب جَوادٌ وأَرض ذاتُ فُيوضٍ إِذا كان فيها ماء يَفِيضُ حتى يعلو وفاضَ اللّئامُ كَثُروا وفرَس فَيْضٌ جَوادٌ كثير العَدْو ورجل فَيْضٌ وفَيّاضٌ كثير المعروف وفي الحديث أَنه قال لطَلحةَ أَنت الفَيّاضُ سمي به لسَعةِ عَطائه وكثرته وكان قسَمَ في قومه أَربعمائة أَلف وكان جَواداً وأَفاضَ إِناءه إِفاضةً أَتْأَقَه عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَنه إِذا ملأه حتى فاض وأَعطاه غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلاً من كثير وأَفاضَ بالشيء دَفَع به ورَمَى قال أَبو صخر الهذلي يصف كتيبة تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ تُفِيضُ الحِصْن مِنها بالسِّخالِ وفاضَ يَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً مات وفاضَتْ نَفسُه تَفِيضُ فَيْضاً خرجت لغة تميم وأَنشد تَجَمَّع الناسُ وقالوا عِرْسُ فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وفاضَتْ نَفْسُ وأَنشده الأَصمعي وقال إِنما هو وطَنَّ الضِّرْس وذهبنا في فَيْض فلان أَي في جَنازَتِه وفي حديث الدجال ثم يكونُ على أَثَرِ ذلك الفَيْضُ قال شمر سأَلت البَكْراوِيّ عنه فقال الفَيْضُ الموتُ ههنا قال ولم أَسمعه من غيره إِلا أَنه قال فاضت نفسُه أَي لُعابُه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه وقال ابن الأَعرابي فاضَ الرجلُ وفاظَ إِذا مات وكذلك فاظت نفسُه وقال أَبو الحسن فاضَت نفسه الفعل للنفس وفاضَ الرجلُ يَفِيض وفاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيوظاً وقال الأَصمعي لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت وإِنما هو فاض الرجل وفاظ إِذا مات قال الأَصمعي سمعت أَبا عمرو يقول لا يقال فاظت نفسه ولكن يقال فاظ إِذا مات بالظاء ولا يقال فاض بالضاد وقال شمر إِذا تَفَيَّضُوا أَنفسهم أَي تَقَيَّأُوا الكسائي هو يَفِيظُ نفسه
( * قوله « يفيظ نفسه » أي يقيؤها كما يعلم من القاموس في فيظ ) وحكى الجوهري عن الأَصمعي لا يقال فاض الرجل ولا فاضت نفسه وإِنما يَفِيضُ الدمعُ والماء قال ابن بري الذي حكاه ابن دريد عن الأَصمعي خلاف هذا قال ابن دريد قال الأَصمعي تقول العرب فاظ الرجل إِذا مات فإِذا قالوا فاضت نفسُه قالوها بالضاد وأَنشد فقئت عين وفاضت نفس قال وهذا هو المشهور من مذهب الأَصمعي وإِنما غَلِطَ الجوهري لأَن الأَصمعي حكى عن أَبي عمرو أَنه لا يقال فاضت نفسه ولكن يقال فاظ إِذا مات قال ولا يقال فاضَ بالضاد بَتَّةً قال ولا يلزم مما حكاه من كلامه أَن يكون مُعْتَقِداً له قال وأَما أَبو عبيدة فقال فاظت نفسه بالظاء لغة قيس وفاضت بالضاد لغة تميم وقال أَبو حاتم سمعت أَبا زيد يقول بنو ضبة وحدهم يقولون فاضت نفسه وكذلك حكى المازني عن أَبي زيد قال كل العرب تقول فاظت نفسُه إِلا بني ضبة فإِنهم يقولون فاضت نفسه بالضاد وأَهل الحجاز وطيِّءٍ يقولون فاظت نفسه وقضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه وزعم أَبو عبيد أَنها لغة لبعض بني تميم يعني فاظت نفسه وفاضت وأَنشد فقئت عين وفاضت نفس وأَنشده الأَصمعي وقال إِنما هو وطَنّ الضِّرْسُ وفي حديث الدجال ثم يكون على أَثر ذلك الفَيْضُ قيل الفَيْضُ ههنا الموت قال ابن الأَثير يقال فاضت نفسُه أَي لُعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه وفاضَ الحديثُ والخبَرُ واسْتَفاضَ ذاعَ وانتشر وحَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ ذائعٌ ومُسْتَفاض قد اسْتَفاضُوه أَي أَخَذُوا فيه وأَباها أَكثرهم حتى يقال مُسْتَفاضٌ فيه وبعضهم يقول اسْتَفاضُوه فهو مُسْتَفاضٌ التهذيب وحديث مُسْتَفاضٌ مأْخوذ فيه قد استفاضُوه أَي أَخذوا فيه ومن قال مستفيض فإِنه يقول ذائع في الناس مثل الماء المُسْتَفِيض قال أَبو منصور قال الفراء والأَصمعي وابن السكيت وعامة أَهل اللغة لا يقال حديث مستفاض وهو لحن عندهم وكلامُ الخاصّ حديثٌ مُسْتَفِيضٌ منتشر شائع في الناس ودِرْعٌ فَيُوضٌ وفاضةٌ واسعةٌ الأَخيرة عن ابن جني ورجل مُفاضٌ واسِعُ البَطْنِ والأُنثى مُفاضةٌ وفي صفته صلّى اللّه عليه وسلّم مُفاض البطنِ أَي مُسْتَوي البطنِ مع الصَّدْرِ وقيل المُفاضُ أَن يكون فيه امْتِلاءٌ من فَيْضِ الإِناء ويُريد به أَسفلَ بطنِه وقيل المُفاضةُ من النساء العظيمة البطن المُسْتَرْخِيةُ اللحمِ وقد أُفِيضَت وقيل هي المُفْضاةُ أَي المَجْمُوعةُ المَسْلَكَيْنِ كأَنه مَقْلُوبٌ عنه وأَفاضَ المرأَةَ عند الافْتِضاضِ جعل مَسْلَكَيْها واحداً وامرأَة مُفاضةٌ إِذا كانت ضخمة البطن واسْتَفاضَ المكانُ إِذا اتَّسع فهو مُسْتَفِيضٌ قال ذو الرمة بحَيْثُ اسْتَفاضَ القِنْعُ غَرْبيَّ واسِط ويقال اسْتَفاضَ الوادي شجراً أَي اتَّسع وكثُرَ شجره والمُسْتَفِيضُ الذي يَسأَل إِفاضةَ الماء وغيره وأَفاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِه رَماها مُتَفَرِّقةً كثيرة وقيل هو صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه وقال اللحياني هو إِذا دَفَعَها من جَوْفِه قال الراعي وأَفَضْنَ بعْدَ كُظُومِهِنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذي الأَبارِقِ إِذْ رَعين حَقِيلا ويقال كظَمَ البِعيرُ إِذا أَمسك عن الجِرَّة وأَفاضَ القومُ في الحديث انتشروا وقال اللحياني هو إِذا اندفعوا وخاضُوا وأَكْثَروا وفي التنزيل إِذ تُفِيضُونَ فيه أَي تَنْدَفِعُونَ فيه وتَنْبَسِطُون في ذكره وفي التنزيل أَيضاً لَمَسَّكُمْ فيما أَفَضْتُم وأَفاضَ الناسُ من عَرَفاتٍ إِلى مِنى اندفعوا بكثرة إِلى مِنى بالتَّلْبية وكل دَفْعةٍ إِفاضةٌ وفي التنزيل فإِذا أَفضتم من عرفات قال أَبو إِسحق دلَّ بهذا اللفظ أَن الوقوف بها واجبٌ لأَنَّ الإِفاضةَ لا تكون إِلا بعد وُقُوف ومعنى أَفَضْتُم دَفَعْتم بكثرةْ وقال خالد بن جَنْبة الإِفاضةُ سُرْعةُ الرَّكْضِ وأَفاضَ الراكِبُ إِذا دفع بعيره سَيْراً بين الجَهْدِ ودون ذلك قال وذلك نِصْفُ عَدْوِ الإِبل عليها الرُّكْبان ولا تكون الإِفاضة إِلا وعليها الرُّكْبانُ وفي حديث الحج فأَفاضَ من عَرفةَ الإِفاضةُ الزَّحْفُ والدَّفْعُ في السير بكثرة ولا يكون إِلا عن تفرقٍ وجَمْعٍ وأَصل الإِفاضةِ الصَّبُّ فاستعيرت للدفع في السير وأَصله أَفاضَ نفْسَه أَو راحلته فرَفَضُوا ذكر المفعول حتى أَشْبه غير المتعدِّي ومنه طَوافُ الإِفاضةِ يوم النحر يُفِيضُ من مِنى إِلى مكة فيطوف ثم يرجع وأَفاضَ الرجلُ بالقِداحِ إِفاضةً ضرَب بها لأَنها تقع مُنْبَثَّةً متفرقة ويجوز أَفاضَ على القداح قال أَبو ذؤيب الهُذلي يصف حماراً وأُتُنه وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ وكَأَنَّه يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ يعني بالقِداحِ وحروفُ الجر يَنُوبُ بعضُها مَنابَ بعض التهذيب كل ما كان في اللغة من باب الإِفاضةِ فليس يكون إِلا عن تفرُّق أَو كثرة وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما أَخرج اللّهُ ذَرِّيَّةَ آدمَ من ظهره فأَفاضَهم إِفاضَةَ القِدْحِ هي الضرْبُ به وإِجالَتُه عند القِمار والقِدْحُ السهمُ واحدُ القِداح التي كانوا يُقامِرُونَ بها ومنه حديث اللُّقَطَةِ ثم أَفِضْها في مالِكَ أَي أَلْقِها فيه واخْلِطْها به من قولهم فاضَ الأَمرُ وأَفاضَ فيه وفَيّاضٌ من أَسماء الرجال وفَيّاضٌ اسم فرس من سَوابق خيل العرب قال النابغة الجعدي وعَناجِيج جِيادٍ نُجُبٍ نَجْلَ فَيّاضٍ ومن آلِ سَبَلْ وفرس فَيْضٌ وسَكْبٌ كثير الجَرْي

قبض
القَبْضُ خِلافُ البَسْط قَبَضَه يَقْبِضُه قَبْضاً وقَبّضَه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَرَكْتُ ابنَ ذي الجَدَّينِ فيه مُرِشَّةٌ يُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبانِ شَهِيقُها والانْقِباضُ خِلافُ الانْبِساط وقد انْقَبَضَ وتَقَبَّضَ وانْقَبَضَ الشيءُ صارَ مَقْبُوضاً وتَقَبَّضَتِ الجلدة في النار أَي انْزَوَتْ وفي أَسماء اللّه تعالى القابِضُ هو الذي يُمْسِكُ الرزق وغيره من الأَشياء عن العِبادِ بلُطْفِه وحِكمته ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عند المَمات وفي الحديث يَقْبِضُ اللّه الأَرضَ ويقبض السماء أَي يجمعهما وقُبِضَ المريضُ إِذا توُفِّيَ وإِذا أَشرف على الموت وفي الحديث فأَرْسَلَتْ إِليه أَن ابناً لي قُبِضَ أَرادت أَنه في حال القَبْضِ ومُعالجة النَّزْع الليث إِنه ليَقْبِضُني ما قَبَضَك قال الأَزهري معناه أَنه يُحْشِمُني ما أَحْشَمَكَ ونَقِيضُه من الكلام إِنه لَيَبْسُطُني ما بَسَطَك ويقال الخَيْرُ يَبْسُطُه والشرُّ يَقْبِضُه وفي الحديث فاطِمةُ بَضْعةٌ مني يَقْبِضُني ما قبَضها أَي أَكره ما تكرهه وأَنْجَمِعُ مما تنجمع منه والتَّقَبُّضُ التَّشَنُّجُ والملَكُ قابِضُ الأَرْواح والقبض مصدر قَبَضْت قَبْضاً يقال قبضتُ مالي قبضاً والقَبْضُ الانقباض وأَصله في جناح الطائر قال اللّه تعالى ويَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرحمن وقبَضَ الطائرُ جناحَه جَمَعَه وتَقَبَّضَتِ الجلدةُ في النار أَي انْزَوَتْ وقوله تعالى ويَقْبِضُون أَيديَهم أَي عن النفقة وقيل لا يُؤْتون الزكاة واللّه يَقْبِضُ ويبسُط أَي يُضَيِّقُ على قوم ويُوَسِّع على قوم وقَبَّضَ ما بين عينيه فَتَقَبَّضَ زَواه وقَبَّضْتُ الشيءَ تَقْبِيضاً جَمَعْتُه وزَوَيْتُه ويومٌ يُقَبِّضُ ما بين العَيْنَيْنِ يكنى بذلك عن شدة خَوْفٍ أَو حَرْب وكذلك يومٌ يُقَبِّضُ الحشَى والقُبْضةُ بالضم ما قَبَضْتَ عليه من شيء يقال أَعْطاه قُبضة من سَوِيق أَو تمر أَو كَفّاً
( * قوله « أو كفاً » في شرح القاموس أَي كفاً ) منه وربما جاء بالفتح الليث القَبْضُ جَمْعُ الكفّ على الشيء وقَبَضْتُ الشيءَ قبْضاً أَخذته والقَبْضة ما أَخذت بِجُمْعِ كفِّك كله فإِذا كان بأَصابعك فهي القَبْصةُ بالصاد ابن الأَعرابي القَبْضُ قَبُولُكَ المَتاعَ وإِن تُحَوِّلْه والقَبْضُ تَحْوِيلُكَ المَتاعَ إِلى حَيِّزِكَ والقَبْضُ التناوُلُ للشيءِ بيدك مُلامَسةً وقبَضَ على الشيء وبه يَقْبِضُ قَبْضاً انْحَنَى عليه بجميع كفه وفي التنزيل فَقَبَضْتُ قَبْضةً من أَثَر الرسول قال ابن جني أَراد من تراب أَثَر حافِر فرَس الرسول ومثله مسأَلة لكتاب أَنْتَ مِنِّي فَرْسخانِ أَي أَنْتَ مني ذُو مَسافةِ فَرْسَخَيْنِ وصار الشيءُ في قَبْضِي وقَبْضَتي أَي في مِلْكِي وهذا قُبْضةُ كفِّي أَي قدر ما تَقْبِضُ عليه وقوله عزّ وجلّ والأَرضُ جميعاً قَبْضَتُه يوم القيامة قال ثعلب هذا كما تقول هذه الدارُ في قَبْضَتي ويدِي أي في مِلْكِي قال وليس بقَوِيّ قال وأَجازَ بعض النحويين قَبْضَتَه يومَ القيامة بنصب قبضَتَه قال وهذا ليس بجائز عند أَحد من النحويين البصريين لأَنه مختص لا يقولون زيدٍ قبضتَك ولا زيد دارَك وفي التهذيب المعنى والأَرضُ في حال اجتماعها قَبْضَتُه يوم القيامة وفي حديث حنين فأَخذ قُبْضةً من التراب هو بمعنى المَقْبُوض كالغُرْفةِ بمعنى المَغْرُوف وهي بالضم الاسم وبالفتح المرّة ومَقبِضُ السِّكِّينِ والقَوسِ والسيف ومَقْبِضَتُها ما قَبَضْتَ عليه منها بجُمْع الكفّ وكذلك مَقْبِضُ كل شيءٍ التهذيب ويقولون مَقْبِضَةُ السِّكِّينِ ومَقْبِض السيف كل ذلك حيث يُقْبَضُ عليه بجُمع الكفّ ابن شميل المَقْبِضَةُ موضع اليد من القَناة وأَقْبَضَ السيفَ والسكين جعل لهما مَقْبِضاً ورجل قُبَضَةٌ رُفَضةٌ للذي يَتمَسَّكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ أَن يَدَعَه ويَرْفِضَه وهو من الرِّعاء الذي يَقْبِضُ إِبله فيسُوقُها ويَطْرُدها حتى يُنْهِيها حيث شاء وراعٍ قُبضَةٌ إِذا كان مُنْقَبِضاً لا يتفسَّح في رَعْي غنمه وقَبَضَ الشيءَ قَبْضاً أَخذه وقَبَّضَه المالَ أَعْطاهُ إِيّاه والقَبَضُ ما قُبِضَ من الأَمْوال وتَقْبِيضُ المالِ إِعطاؤه لمن يأْخذه والقَبْضُ الأَخذ بجميع الكف وفي حديث بلال رضي اللّه عنه والتمر فَجَعل يجيءُ به قُبَضاً قُبَضاً وفي حديث مجاهد هي القُبَضُ التي تُعْطى عند الحَصاد وقد روي بالصاد المهملة ودخلَ مالُ فلان في القَبَض بالتحريك يعني ما قُبِضَ من أَموال الناس الليث القَبَضُ ما جُمع من الغنائم فأُلقي في قَبَضِه أَي في مُجْتَمَعِه وفي الحديث أَن سعداً قَتَلَ يوم بدر قَتِيلاً وأَخذ سيفه فقال له أَلْقِه في القَبَضِ والقَبَضُ بالتحريك بمعنى المقبوض وهو ما جُمِع من الغنيمة قبل أَن تُقْسَم ومنه الحديث كان سلمان على قَبَضٍ من قَبَضِ المهاجرين ويقال صار الشيءُ في قَبْضِكَ وفي قَبْضَتِكَ أَي في مِلْكِكَ والمَقْبَضُ المكانُ الذي يُقْبَضُ فيه نادِرٌ والقَبْضُ في زِحافِ الشعر حذف الحرف الخامس الساكن من الجزء نحو النون من فعولن أَينما تصرفت ونحو الياء من مفاعيلن وكلُّ ما حُذف خامسه فهو مَقْبُوض وإِنما سمي مَقْبوضاً لِيُفْصَل بين ما حذف أَوله وآخره ووسطُه وقُبِضَ الرَّجل مات فهو مَقْبُوضٌ وتَقَبَّضَ على الأَمر توَقَّفَ عليه وتَقَبَّضَ عنه اشْمَأَزَّ والانْقِباضُ والقَباضةُ والقَبَضُ إِذا كان مُنْكَمِشاً سريعاً قال الراجز أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِيلُ المَشِيّا ماءً من الطَّثْرَةِ أَحْوَذِيّا يُعْجِلُ ذا القَباضةِ الوَحِيّا أَن يَرْفَعَ المئْزَرَ عنه شَيّا والقَبِيضُ من الدواب السرِيعُ نقلِ القوائِم قال الطِّرمّاح سَدَتْ بِقَباضةٍ وثَنَتْ بِلِين والقابِضُ السائقُ السرِيعُ السَّوْقِ قال الأَزهري وإِنما سمي السَّوْقُ قَبْضاً لأَنَّ السائق للإِبل يَقْبِضُها أَي يَجْمَعُها إِذا أَراد سوْقَها فإِذا انتشرت عليه تَعَذَّرَ سوْقُها قال وقَبَضَ الإِبلَ يَقْبِضُها قَبّضاً ساقَها سَوْقاً عَنيفاً وفرس قَبِيضُ الشدِّ أَي سَرِيعُ نقلِ القوائم والقَبْضُ السوْق السريع يقال هذا حادٍ قابِضٌ قال الراجز كيْفَ تَراها والحُداةُ تَقْبِضُ بالغَمْلِ لَيْلاً والرِّحالُ تَنْغِضُ
( * قوله « بالغمل » هو اسم موضع كما في الصحاح والمعجم لياقوت )
تَقْبِضُ أَي تسوق سَوْقاً سريعاً وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفقعسي هَلْ لَكِ والعارِضُ مِنْكِ عائضُ في هَجْمةٍ يَغْدِرُ منها القابِضُ ؟ ويقال انْقَبَضَ أَي أَسْرَع في السوْق قال الراجز ولو رَأَت بِنْت أَبي الفَضّاضِ وسُرْعتي بالقَوْمِ وانْقِباضِي والعَيْرُ يَقْبِضُ عانَته يَشُلَّها وعَير قَبّاضة شَلاَّل وكذلك حادٍ قَبَّاضةٌ وقَبَّاضٌ قال رؤبة قَبّاضةٌ بَيْنَ العَنِيفِ واللَّبِقْ قال ابن سيده دخلت الهاء في قَبّاضة للمبالغة وقد انْقَبَضَ بها والقَبْضُ الإِسْراعُ وانْقَبَضَ القومُ سارُوا وأَسْرَعُوا قال آذَنَ جِيرانك بانْقِباضِ قال ومنه قوله تعالى أَوَلم يَرَوْا إِلى الطير فوقهم صافّاتٍ ويَقْبِضْنَ والقُنْبُضةُ من النساء القصيرة والنون زائدة قال الفرزدق إِذا القُنْبُضات السودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى رَقَدْنَ عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ والرجل قُنْبُضٌ والضمير في رَقدن يعود إِلى نسوة وصفهن بالنَّعْمةِ والتَّرَفِ إِذا كانت القُنْبُضات السود في خِدْمة وتَعَبٍ قال الأَزهري قول الليث القَبِيضةُ من النساء القصيرة تصحيف والصواب القُنْبُضة بضم القاف والباء وجمعها قُنْبُضات وأَورد ببيت الفرزدق والقَبّاضةُ الحمار السريعُ الذي يَقْبِضُ العانةَ أَي يُعْجِلُها وأَنشد لرؤبة أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرّاعِي الحَمِقْ قَبّاضةٌ بين العَنِيفِ واللَّبِقْ الأَصمعي ما أَدري أَيُّ القَبِيضِ هو كقولك ما أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هو وربما تكلموا به بغير حرف النفي قال الراعي أَمْسَتْ أُمَيّةُ للاسْلامِ حائطةً ولِلْقَبِيضِ رُعاةً أَمْرُها الرّشدُ ويقال للرّاعِي الحسَنِ التدْبير الرَّفِيقِ برَعِيَّتِه إِنه لَقُبَضةٌ رُفَضةٌ ومعناه أَنه يَقْبِضُها فيسُوقُها إِذا أَجْدَب لها المَرْتَعُ فإِذا وقَعَت في لُمْعةٍ من الكلإِ رفَضَها حتى تَنْتَشِرَ فَتَرْتَعَ والقَبْضُ ضرب من السَّير والقِبِضَّى العَدْو الشديدُ وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي طالب أَنه أَنشده قولَ الشماخ وتَعْدُو والقِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى ولم تَدْرِ ما بالي ولم أَدْر ما لَها قال والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرْب من العَدْو فيه نَزْوٌ وقال غيره يقال قَبَضَ بالصاد المهملة يَقْبِضُ إِذا نزا فهما لغتان قال وأَحسَب بيتَ الشمّاخ يُروى وتعدو القِبِصّى بالصاد المهملة

قرض
القَرْضُ القَطْعُ قَرَضه يَقْرِضُه بالكسر قَرْضاً وقرَّضَه قطَعه والمِقْراضانِ الجَلَمانِ لا يُفْرَدُ لهما واحد هذا قول أَهل اللغة وحكى سيبويه مِقْراضٌ فأَفْرد والقُراضةُ ما سقَط بالقَرْضِ ومنه قُراضةُ الذَّهب والمِقْراضُ واحد المَقارِيض وأَنشد ابن بري لعدي بن زيد كلّ صَعْلٍ كأَنَّما شَقَّ فِيه سَعَفَ الشَّرْيِ شَفْرتا مِقْراضِ وقال ابن مَيّادةَ قد جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ مِمْطَرةً إِذا اسْتَوى مُغْفلاتُ البِيدِ والحدَب
( * قوله « مغفلات » كذا فيما بأَيدينا من النسخ ولعله معقلات جمع معقلة بفتح فسكون فضم وهي التي تمسك الماء )
وقال أَبو الشِّيصِ وجَناحِ مَقْصُوصٍ تَحَيَّفَ رِيشَه رَيْبُ الزَّمان تَحَيُّفَ المِقْراضِ فقالوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه قال ابن بري ومثله المِفْراصُ بالفاء والصاد للحاذِي قال الأَعشى لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِيِّ ملْحبا وابنُ مِقْرَضٍ دُوَيْبّة تقتل الحمام يقال لها بالفارسية دَلَّهْ التهذيب وابنُ مِقْرَض ذو القوائم الأَربع الطويلُ الظهرِ القَتالُ للحَمام ابن سيده ومُقَرِّضاتُ الأَساقي دُويبة تَخْرِقُها وتَقْطَعُها والقُراضةُ فُضالةُ ما يَقْرِضُ الفأْرُ من خبز أَو ثوب أَو غيرهما وكذلك قُراضاتُ الثوب التي يَقْطَعُها الخَيّاطُ ويَنْفِيها الجَلَمُ والقَرْضُ والقِرْضُ ما يَتَجازَى به الناسُ بينهم ويَتَقاضَوْنَه وجمعه قرُوضٌ وهو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ ومن إِساءة وهو على التشبيه قال أُمية ابن أَبي الصلت كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً أَو سَيِّئاً أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا وقال تعالى وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً ويقال أَقْرَضْتُ فلاناً وهو ما تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى به الناسُ فيما بينهم فهو من القُروضِ الجوهري والقَرْضُ ما يُعْطِيه من المالِ لِيُقْضاه والقِرْضُ بالكسر لغة فيه حكاها الكسائي وقال ثعلب القَرْضُ المصدر والقِرْضُ الاسم قال ابن سيده ولا يعجبني وقد أَقْرَضَه وقارَضَه مُقارَضةً وقِراضاً واسْتَقْرَضْتُ من فلان أَي طلبت منه القَرْضَ فأَقْرَضَني وأَقْرَضْتُ منه أَي أَخذت منه القَرْض وقَرَضْته قَرْضاً وقارَضْتُه أَي جازَيتُه وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله تعالى مَنْذا الذي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حسَناً قال معنى القَرْضِ البَلاء الحسَنُ تقول العرب لك عندي قَرْضٌ حَسَنٌ وقَرْضٌ سَيِّء وأَصل القَرْضِ ما يُعطيه الرجل أَو يفعله ليُجازَى عليه واللّه عزّ وجلّ لا يَسْتَقْرِضُ من عَوَزٍ ولكنه يَبْلُو عباده فالقَرْضُ كما وصفنا قال لبيد وإِذا جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِه إِنما يَجْزِي الفَتَى ليْسَ الجَمَلْ معناه إِذا أُسْدِيَ إِليكَ مَعْروفٌ فكافِئْ عليه قال والقرض في قوله تعالى منذا الذي يقرض اللّه قرضاً حسناً اسم ولو كان مصدراً لكان إِقْراضاً ولكن قَرْضاً ههنا اسم لكل ما يُلْتَمَسُ عليه الجزاء فأَما قَرَضْتُه أَقْرِضُه قَرْضاً فجازيته وأَصل القَرْضِ في اللغة القَطْعُ والمِقْراضُ من هذا أُخِذ وأَما أَقْرَضْتُه فَقَطَعْتُ له قِطْعَةً يُجازِي عليها وقال الأَخفش في قوله تعالى يُقْرِضُ أَي يَفْعَلُ فِعْلاً حسناً في اتباع أَمر اللّه وطاعته والعَربُ تقول لكل مَن فعلَ إِلَيه خَيْراً قد أَحْسَنْتَ قَرْضِي وقد أَقْرَضْتَني قَرْضاً حسناً وفي الحديث أَقْرِضْ من عِرْضِكَ ليوم فَقْرِكَ يقول إِذا نالَ عِرْضَكَ رجل فلا تُجازِه ولكن اسْتَبْقِ أَجْرَهُ مُوَفَّراً لك قَرْضاً في ذمته لتأْخذه منه يوم حاجتك إِليْهِ والمُقارَضةُ تكون في العَمَلِ السَّيِّء والقَوْلِ السَّيِّء يَقْصِدُ الإنسان به صاحِبَه وفي حديث أَبي الدرداء وإِن قارَضْتَ الناسَ قارَضُوك وإِن تركْتَهم لم يَتْرُكوك ذهَب به إِلى القول فيهم والطَّعْنِ عليهم وهذا من القَطْعِ يقول إِن فَعَلْتَ بهم سُوءاً فعلوا بك مثله وإِن تركتهم لم تَسْلَمْ منهم ولم يَدَعُوك وإِن سَبَبْتَهم سَبُّوكَ ونِلْتَ منهم ونالُوا منك وهو فاعَلْت من القَرْضِ وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه حضَرَه الأَعْرابُ وهم يَسْأَلونه عن أَشياء أَعَلَيْنا حَرَجٌ في كذا ؟ فقال عبادَ اللّهِ رَفَع اللّهُ عَنّا الحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً وفي رواية من اقْتَرَضَ عِرْضَ مُسْلِمٍ أَراد بقوله اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً أَي قطَعَه بالغِيبة والطّعْنِ عليه ونالَ منه وأَصله من القَرْض القطع وهو افْتِعالٌ منه التهذيب القِراضُ في كلام أَهل الحجاز المُضارَبةُ ومنه حديث الزهري لا تَصْلُحُ مُقارَضةُ مَنْ طُعْمَتُه الحَرامُ يعني القِراضَ قال الزمخشري أَصلها من القَرْضِ في الأَرض وهو قَطْعُها بالسيرِ فيها وكذلك هي المُضارَبةُ أَيضاً من الضَّرْب في الأَرض وفي حديث أَبي موسى وابني عمر رضي اللّه عنهم اجعله قِراضاً القِراضُ المضاربة في لغة أَهل الحجاز وأَقْرَضَه المالَ وغيره أَعْطاه إِيّاهُ قَرْضاً قال فَيا لَيْتَني أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبابَتي وأَقْرَضَني صَبْراً عن الشَّوْقِ مُقْرِضُ وهم يَتقارضُون الثناء بينهم ويقال للرجلين هما يَتقارَضانِ الثناءَ في الخير والشر أَي يَتَجازَيانِ قال الشاعر يتَقارَضُون إِذا التَقَوْا في مَوْطِنٍ نَظَراً يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ أَراد نَظَر بعضِهم إِلى بعض بالبَغْضاء والعَداوَةِ قال الكميت يُتَقَارَضُ الحَسَنُ الجَمِي لُ من التَّآلُفِ والتَّزاوُرْ أََبو زيد قَرَّظَ فلانٌ فلاناً وهما يَتقارَظانِ المَدْحَ إِذا مَدَحَ كلُّ واحد منهما صاحَبه ومثله يتَقارَضان بالضاد وقد قرَّضَه إِذا مَدَحَه أَو ذَمَّه فالتَّقارُظُ في المَدْحِ والخير خاصّةً والتَّقارُضُ إِذا مدَحَه أَو ذَمَّه وهما يتقارضان الخير والشر قال الشاعر إِنَّ الغَنِيَّ أَخُو الغَنِيِّ وإِنما يَتقارَضانِ ولا أَخاً للمُقْتِرِ وقال ابن خالويه يقال يتَقارَظانِ الخير والشرَّ بالظاء أَيضاً والقِرْنانِ يتقارضان النظر إِذا نظر كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه شَزْراً والمُقارَضةُ المُضاربةُ وقد قارَضْتُ فلاناً قِراضاً أَي دَفَعْتَ إِليه مالاَ ليتجر فيه ويكون الرِّبْحُ بينكما على ما تَشْتَرِطانِ والوَضِيعةُ على المال واسْتَقْرَضْتُه الشيءَ فأَقْرَضَنِيه قَضانِيه وجاء وقد قرَضَ رِباطَه وذلك في شِدَّةِ العَطَشِ والجُوعِ وفي التهذيب أَبو زيد جاء فلان وقد قَرَض رِباطَه إِذا جاء مجْهُوداً قد أَشْرَفَ على الموت وقرَض رِباطه مات وقرَض فلان أَي مات وقرَضَ فلان الرِّباطَ إِذا مات وقَرِضَ الرجلُ إِذا زالَ من شيءٍ إِلى شيء وانْقَرَضَ القومُ دَرَجُوا ولم يَبْقَ منهم أَحد والقَرِيضُ ما يَرُدُّه البعير من جِرَّتِه وكذلك المَقْرُوضُ وبعضهم يَحْمِلُ قولَ عَبيدٍ حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيضِ على هذا ابن سيده قرَض البعيرُ جِرَّتَه يَقْرِضُها وهي قَرِيضٌ مَضَغَها أَو ردَّها وقال كراع إِنما هي الفَرِيضُ بالفاء ومن أَمثال العرب حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيض قال بعضهم الجريض الغُصّةُ والقَرِيضُ الجِرَّة لأَنه إِذا غُصَّ لم يَقْدِرْ على قَرْضِ جِرَّتِه والقَرِيضُ الشِّعْر وهو الاسم كالقَصِيدِ والتقْرِيضُ صِناعتُه وقيل في قول عبيد بن الأَبرص حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيض الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْرُ وهذا المثل لعَبيد بن الأَبرص قاله للمُنْذِر حين أَراد قتله فقال له أَنشدني من قولك فقال عند ذلك حال الجريض دون القريض قال أَبو عبيد القَرْضُ في أَشياء فمنها القَطْعُ ومنها قَرْضُ الفأْر لأَنه قَطْعٌ وكذلك السيْرُ في البِلادِ إِذا قطعتها ومنه قوله إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِف ومنه قوله عزّ وجلّ وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ والقَرْضُ قَرْضُ الشعْر ومنه سمي القَرِيضُ والقَرْضُ أَن يَقْرِضَ الرجُلُ المالَ الجوهري القَرْضُ قولُ الشعْر خاصّةً يقال قَرَضْتُ الشعْرَ أَقْرِضُه إِذا قلته والشعر قرِيضٌ قال ابن بري وقد فرق الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ بين الرَّجز والقَرِيضِ بقوله أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا ؟ كِلَيْهِما أَجِدُ مُسْتَرِيضا وفي حديث الحسن قيل له أَكان أَصْحابُ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يَمْزَحُون ؟ قال نعم ويَتقارَضُون أَي يقولون القَرِيضَ ويُنشِدُونَه والقَرِيضُ الشِّعْرُ وقرَضَ في سَيرِه يَقْرِضُ قَرْضاً عدَل يَمْنةً ويَسْرَةً ومنه قوله عزّ وجلّ وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ قال أَبو عبيدة أَي تُخَلِّفُهم شِمالاً وتُجاوِزُهم وتَقْطَعُهم وتَتْرُكُهم عن شِمالها ويقول الرجل لصاحبه هل مررت بمكان كذا وكذا ؟ فيقول المسؤول قرَضْتُه ذاتَ اليَمينِ ليلاً وقرَضَ المكانَ يَقْرِضُه قرْضاً عدَل عنه وتَنَكَّبَه قال ذو الرمة إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْن أَجْوازَ مُشْرِفٍ شِمالاً وعنْ أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ ومُشْرِفٌ والفَوارِسُ موضعان يقول نظرت إِلى ظُعُن يَجُزْنَ بين هذين الموضعين قال الفراء العرب تقول قرضْتُه ذاتَ اليمينِ وقرَضْتُه ذاتَ الشِّمالِ وقُبُلاً ودُبُراً أَي كنت بحِذائِه من كلِّ ناحية وقرَضْت مثل حَذَوْت سواء ويقال أَخذَ الأَمرَ بِقُراضَتِه أَي بطَراءَتِه وأَوَّله التهذيب عن الليث التَّقْرِيضُ في كل شيء كتَقْرِيض يَدَي الجُعَل وأَنشد إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ هَوَى له مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ أَفْلَحُ قال الأَزهري هذا تصحيف وإِنما هو التَّفْرِيضُ بالفاء من الفَرْض وهو الحَزُّ وقوائِمُ الجِعْلانِ مُفَرَّضةٌ كأَنَّ فيها حُزوزاً وهذا البيتُ رواه الثِّقاتُ أَيضاً بالفاه مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ وهو في شِعْر الشمَّاخِ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال من أَسماء الخُنْفُساء المَنْدُوسةُ والفاسِياء ويقال لذكرها المُقَرَّضُ والحُوَّازُ والمُدَحْرِجُ والجُعَلُ

قربض
القُرُنْبُضةُ القصيرةُ

قضض
قَضَّ عليهم الخيلَ يَقُضُّها قَضّاً أَرْسَلها وانْقَضَّتْ عليهم الخيلُ انْتَشَرَتْ وقَضَضْناها عليهم فانْقَضَّتْ عليهم وأَنشد قَضُّوا غِضاباً عليكَ الخيلَ من كَثَب وانْقَضَّ الطائرُ وتَقَضَّضَ وتَقَضَّى على التحويل اخْتاتَ وهَوَى في طَيَرانه يريد الوقوع وقيل هو إِذا هوَى من طيرانه ليَسْقُط على شيء ويقال انْقَضَّ البازي على الصيْدِ وتَقَضَّضَ إِذا أَسْرَعَ في طيرانه مُنْكَدِراً على الصيْدِ قال وربما قالوا تَقَضَّى يَتَقَضَّى وكان في الأَصل تَقَضَّضَ ولما اجتمعت ثلاثُ ضادات قلبت إِحداهن ياء كما قالوا تَمَطَّى وأَصله تَمَطَّط أَي تمدَّد وفي التنزيل العزيز ثم ذهَب إِلى أَهله يَتَمَطَّى وفيه وقد خابَ من دَسّاها وقال العجاج إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ أَي كسَر جَناحَيْه لِشدَّة طَيرانِه وانْقَضَّ الجِدار تَصَدَّعَ من غير أَن يسقط وقيل انْقَضَّ سقَط وفي التنزيل العزيز فوجَدا فيها جِداراً يُريد أَن ينقضّ هكذا عدَّه أَبو عبيد وغيره ثنائيّاً وجعله أَبو علي ثلاثياً من نقض فهو عنده افْعَلَّ وفي التهذيب في قوله تعالى يُريد أَنْ يَنْقَضَّ أَي يَنْكَسِرَ يقال قَضَضْتُ الشيءَ إِذا دَقَقْتَه ومنه قيل للحَصى الصِّغار قَضَضٌ وانْقَضَّ الجدارُ انْقِضاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً إِذا تَصَدَّعَ من غير أَن يَسْقُط فإِذا سقَط قيل تَقَيَّض تَقَيُّضاً وفي حديث ابن الزبير وهَدْم الكَعْبةِ فأَخذَ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلَةَ فَعَتَلَ ناحِيةً من الرُّبْضِ فأَقَضَّه أَي جعله قَضَضاً والقَضَضُ الحصَى الصِّغار جمع قضّة بالكسر والفتح وقَضَّ الشيءَ يَقُضُّه قَضّاً كسره وقَضَّ اللُّؤْلؤة يَقُضُّها بالضم قَضّاً ثقَبها ومنه قِضّةُ العَذْراء إِذا فُرِغَ منها واقْتَضَّ المرأَة افْتَرَعَها وهو من ذلك والاسم القِضَّةُ بالكسر وأَخذ قِضَّتَها أَي عُذْرَتها عن اللحياني والقِضّةُ بالكسر عُذْرة الجارية وفي حديث هوازن فاقْتَضَّ الإِداوةَ أَي فتَح رأْسَها من اقْتِضاضِ البِكْر ويروى بالفاء وقد تقدم ومنه قولهم انْقَضَّ الطائر أَي هَوَى انْقِضاضَ الكَواكِب قال ولم يستعملوا منه تَفَعَّلَ إِلا مُبْدَلاً قالوا تَقَضَّى وانْقَضَّ الحائِطُ وقَع وقال ذو الرمة جدا قضّة الآساد وارْتَجَزَتْ له بِنَوْءِ السّماكَينِ الغُيُوثُ الرَّوائحُ
( * قوله « جدا قضة إلخ » وقوله « ويروى حدا قضة إلى قوله الاسد » هكذا فيما بيدنا من النسخ )
ويروى حدا قضة الآساد أَي تبع هذا الجداير الأَسد ويقال جئته عند قضّة النجم أَي عند نَوْئِه ومُطِرْنا بقضّة الأَسَد والقَضَضُ الترابُ يَعْلُو الفِراشَ قَضَّ يَقَضُّ قَضَضاً فهو قَضٌّ وقَضِضٌ وأَقَضَّ صار فيه القَضَضُ قال أَبو حنيفة قيل لأَعرابي كيف رأَيت المطر ؟ قال لو أَلْقَيْتَ بَضْعةً ما قَضَّتْ أَي لم تَتْرَبْ يعني من كَثْرَةِ العُشْبِ واسْتَقَضَّ المكانُ أَقَضَّ عليه ومكانٌ قَضٌّ وأَرض قَضَّةٌ ذاتُ حَصىً وأَنشد تُثِيرُ الدَّواجِنَ في قَضَّة عِراقِيّة وسطها للفَدُورْ وقضَّ الطعامُ يَقَضُّ قَضَضاً فهو قَضِضٌ وأَقَضَّ إِذا كان فيه حَصىً أَو تراب فوَقع بين أَضراسِ الآكِل ابن الأَعرابي قَضَّ اللحمُ إِذا كان فيه قَضَضٌ يَقَعُ في أَضْراسِ آكِلِه شِبْه الحصَى الصِّغار ويقال اتَّقِ القِضَّةَ والقَضَّةَ والقَضَضَ في طَعامِك يريد الحصى والتراب وقد قَضِضْت الطعام قَضَضاً إِذا أَكلْتَ منه فوقع بين أَضْراسِكَ حَصىً وأَرض قِضّةٌ وقَضَّة كثيرة الحجارة والتراب وطعامٌ قَضٌّ ولحم قَضٌّ إِذا وقع في حصى أَو تراب فوُجِد ذلك في طَعْمِه قال وأَنتم أَكلتم لحمه تراباً قَضّا والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر والقِضّة والقَضّةُ الحصى الصغار والقِضّة والقَضّة أَيضاً أَرض ذاتُ حَصى قال الراجز يصف دلواً قد وَقَعَتْ في قِضّةٍ مِن شَرْجِ ثم اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ وأَقَضَّتِ البَضْعةُ بالتُّراب وقَضَّتْ أَصابَها منه شيء وقال أَعرابي يصف خِصْباً مَلأَ الأَرض عُشْباً فالأَرضُ اليومَ لو تُقْذَفُ بها بَضْعةٌ لم تَقَضَّ بتُرْب أَي لم تَقَع إِلا على عشب وكلُّ ما نالَه ترابٌ من طعام أَو ثوب أَو غيرهما قَضٌّ ودِرْعٌ قَضَّاء خَشِنةُ المَسّ من جِدَّتِها لم تَنْسَحِقْ بَعْدُ مشتق من ذلك وقال أَبو عمرو هي التي فُرِغَ من عَمَلِها وأُحْكِمَ وقد قَضَيْتُها قال النابغة ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلّ قَضَّاء ذائل قال بعضهم هو مشتق من قَضَيْتُها أَي أَحكمتُها قال ابن سيده وهذا خطأٌ في التصريف لأَنه لو كان كذلك لقال قَضْياء وأَنشد أَبو عمرو بيت الهذلي وتَعاوَرا مَسْرُودَتَيْن قَضاهُما داودُ أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ قال الأَزهري جعل أَبو عمرو القَضَّاء فَعّالاً من قَضى أَي حكَمٍ وفَرغَ قال والقَضَّاء فَعْلاء غير منصرف وقال شمر القَضَّاء من الدُّرُوع الحَدِيثةُ العَهْدِ بالجِدّةِ الخَشِنةُ المَسِّ من قولك أَقَضَّ عليه الفِراشُ وقال ابن السكيت في قوله كلّ قَضَّاء ذائل كلُّ دِرْع حديثة العمل قال ويقال القضَّاء الصُّلْبةُ التي امْلاس في مَجَسَّتها قضة
( * قوله « ويقال القضاء إلخ » كذا بالأصل وشرح القاموس » )
وقال ابن السكيت القَضَّاء المَسْمُورةُ من قولهم قض الجَوْهرة إِذا ثَقَبَها وأَنشد كأَنَّ حصاناً قَضَّها القَيْنُ حُرَّةٌ لدى حيْثُ يُلْقى بالفِناء حَصِيرُها شَبَّهها على حَصِيرها وهو بِساطُها بدُرّة في صَدَفٍ قَضَّها أَي قَضَّ القينُ عنها صدَفها فاستخرجها ومنه قِضَّةُ العَذْراء وقَضَّ عليه المَضْجَعُ وأَقَضَّ نَبا قال أَبو ذؤيب الهذلي أَمْ ما لِجَنْبِكَ لا يُلائِمُ مَضْجَعاً إِلا أَقَضَّ عليكَ ذَاكَ المَضْجَعُ وأَقَضَّ عليه المَضْجَعُ أَي تَتَرَّبَ وخَشُنَ وأَقضَّ اللّهُ عليه المضجعَ يتعدَّى ولا يتعدَّى واستَقَضَّ مضجَعُه أَي وجدَه خَشِناً ويقال قَضَّ وأَقَضَّ إِذا لم ينَمْ نَوْمةً وكان في مضجَعِه خُشْنةٌ وأَقَضَّ على فلان مضجَعُه إِذا لم يَطْمَئِنَّ به النومُ وأَقَضَّ الرجلُ تَتَبَّع مَداقَّ الأُمور والمَطامعَ الدَّنِيئةَ وأَسَفَّ على خِساسِها قال ما كُنْتَ مِنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ والخُلُقِ العَفّ عن الإِقْضاضِ وجاؤوا قَضَّهم بقَضِيضِهم أَي بأَجْمَعهم وأَنشد سيبويه للشماخ أَتَتْني سُلَيْمٌ قَضَّها بِقَضِيضِها تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيعِ سِبالَها وكذلك جاؤوا قَضَّهم وقَضِيضَهم أَي بجمْعهم لم يدَعُوا وراءهم شيئاً ولا أَحَداً وهو اسم منصوب موضوع موضع المصدر كأَنه قال جاؤوا انْقِضاضاً قال سيبويه كأَنه يقول انْقَضَّ آخِرُهم على أَوَّلهم وهو من المَصادِر الموْضُوعةِ موضِع الأَحْوالِ ومن العرب من يُعْرِبه ويُجريه على ما قبله وفي الصحاح ويُجْرِيه مُجْرى كلِّهم وجاء القومُ بقَضِّهم وقَضِيضِهم عن ثعلب وأَبي عبيد وحكى أَبو عبيد في الحديث يؤْتى بقَضِّها وقِضِّها وقَضِيضِها وحكى كراع أَتَوْني قَضُّهم بقَضِيضِهم ورأَيتهم قَضَّهم بقَضِيضِهم ومررت بهم قَضَّهم وقَضِيضِهم أَبو طالب قولهم جاء بالقَضِّ والقَضِيض فالقَضُّ الحَصى والقَضِيضُ ما تكسَّر منه ودَقَّ وقال أَبو الهيثم القَضُّ الحصى والقَضِيضُ جمع مثلُ كَلْب وكَليب وقال الأَصمعي في قوله جاءتْ فَزارةُ قَضُّها بقَضِيضِها لم أَسمعهم يُنْشدون قَضُّها إِلا بالرفع قال ابن بري شاهد قوله جاؤوا قضَّهم بقضيضهم أَي بأَجمعهم قولُ أَوْس بن حَجَر وجاءتْ جِحاشٌ قَضَّها بقَضِيضِها بأَكثَر ما كانوا عَدِيداً وأَوْكَعُوا
( * قوله « وأَوكعوا » في شرح القاموس أي سمنوا ابلهم وقووها ليغيروا علينا )
وفي الحديث يُؤْتى بالدنيا بقَضَّها وقَضِيضِها أَي بكل ما فيها من قولهم جاؤوا بقَضِّهم وقَضِيضِهم إِذا جاؤوا مجتمعين يَنْقَضُّ آخِرُهم على أَوَّلهم من قولهم قَضَضْنا عليهم الخيلَ ونحن نقُضُّها قَضّاً قال ابن الأَثير وتلخيصه أَن القَضَّ وُضِع موضع القاضِّ كزَوْرٍ وصَوْمٍ بمعنى زائر وصائم والقَضِيض موضعَ المَقْضُوضِ لأَن الأَوّل لتقدمه وحمله الآخِر على اللِّحاق به كأَنه يقُضُّه على نفسه فحقيقتُه جاؤوا بمُسْتَلْحَقِهم ولاحقِهِم أَي بأَوّلِهم وآخِرهم قال وأَلْخَصُ من هذا كلّه قولُ ابن الأَعرابي إِنَّ القَضِّ الحصى الكِبارُ والقَضِيض الحصى الصِّغارُ أَي جاؤوا بالكبير والصغير ومنه الحديث دخلت الجنةَ أُمّةٌ بقَضِّها وقَضِيضِها وفي حديث أَبي الدحداح وارْتَحِلي بالقَضِّ والأَوْلادِ أَي بالأَتْباع ومَن يَتَّصِلُ بكِ وفي حديث صَفْوانَ بن مُحْرِز كان إِذا قرأَ هذه الآية وسَيعْلَمُ الذين ظلَموا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون بكى حتى يُرى لقدِ انْقدّ
( * قوله « انقد » كذا بالنهاية أَيضاً وبهامش نسخة منها اندق أي بدل انقد وهو الموجود في مادة قصص منها ) قَضِيضُ زَوْرِه هكذا رُوي قال القتيبي هو عندي خطأ من بعض النقَلةِ وأَراه قَصَص زَوْرِه وهو وسَطُ صَدْرِه وقد تقدم قال ويحتمل إنْ صحت الرواية أَن يُراد بالقَضِيضِ صِغارُ العِظام تشبيهاً بصِغارِ الحَصى وفي الحديث لو أَنَّ أَحدَكم انْقَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّانَ لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ قال شمر أَي يتقطَّع وقد روي بالقاف يكاد يَنْقَضُّ الليث القضَّةُ أَرْضٌ مُنْخَفِضةٌ ترابها رَمْل وإِلى جانِبِها متن مُرْتَفِعٌ وجمعها القِضُونَ
( * قوله « القضون » كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس عن الليث وجمعها القضض ا ه يعني بكسر ففتح كما هو مشهور في فعل جمع فعلة ) وقول أَبي النجم بلْ مَنْهل ناءٍ عن الغياضِ هامي العَشِيّ مُشْرِف القَضْقاضِ
( * قوله « هامي » بالميم وفي شرح القاموس بالباء )
قيل القِضْقاضُ والقَضْقاضُ ما اسْتَوى من الأَرض يقول يسْتَبينُ القِضْقاضُ في رأْي العين مُشْرِفاً لبعده والقَضِيضُ صوت تسمعه من النِّسْعِ والوتَر عند الإِنْباضِ كأَنه قُطِعَ وقد قَضَّ يَقِضُّ قَضِيضاً والقِضاضُ صَخْر يركَب بعضُه بعضاً كالرِّضام وقال شمر القضّانةُ الجبل يكون أَطباقاً وأَنشد كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيها إِذا وَجَفَتْ قَرْعُ المَعاوِلِ في قضَّانة قلَع قال القَلَعُ المُشْرِفُ منه كالقَلَعة قال الأَزهري كأَنه من قَضَضْتُ الشيءَ أَي دَقَقْتُه وهو فُعْلانة
( * قوله « فعلانة » ضبط في الأَصل بضم الفاء ومنه يعلم ضم قاف قضانة واستدركه شارح القاموس عليه ولم يتعرض لضبطه ) منه وفي نوادر الأَعراب القِضّةُ الوَسْمُ قال الراجز مَعْروفة قِضَّتها رُعْن الهامْ والقَضّةُ بفتح القاف الفَضَّةُ وهي الحجارة المُجْتَمِعةُ المُتَشَقِّقةُ والقَضْقَضَة كسْرُ العِظام والأَعْضاء وقَضْقَضَ الشيءَ فَتَقَضْقَضَ كسَّره فتكسَّر ودقَّه والقَضْقَضَةُ صوتُ كسْرِ العظام وقَضَضْتُ السويقَ وأَقْضَضْتُه إِذا أَلقيتَ فيه سكَّراً يابساً وأَسد قَضْقاضٌ وقُضاقِضٌ يحْطِم كلّ شيءٍ ويُقَضْقِضُ فَرِيسَتَه قال رؤْبة بن العجاج كمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ وأَسَدٍ في غِيلِه قَضْقاضِ وفي حديث مانِع الزكاة يُمَثَّلُ له كَنْزُه شُجاعاً فيُلْقِمُه يدَه فيُقَضْقِضُها أَي يُكَسِّرُها وفي حديث صَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب فأَطَلَّ علينا يَهُودِيٌّ فقمت إِليه فضرَبْتُ رأْسَه بالسيف ثم رميت به عليهم فتَقَضْقَضُوا أَي انْكَسَرُوا وتفرَّقُوا شمر يقال قَضْقَضْتُ جنبه من صُلْبِه أَي قَطَعْتُه والذئبُ يُقَضْقِضُ العِظام قال أَبو زيد قَضْقَضَ بالتَّأْبِينِ قُلَّةَ رأْسِه ودَقَّ صَلِيفَ العُنْقِ والعُنْقُ أَصْعَرُ وفي الحديث أَنَّ بعضهم قال لو أَن رجلاً انْفَضَّ انْفِضاضاً مما صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ قال شمر ينفض بالفاء يريد يَتَقَطَّع وقد انْقَضَّتْ أَوْصالُه إِذا تفرَّقَت وتقطَّعَت قال ويقال قَضَّ فا الأَبْعَدِ وفَضَّه والفَضُّ أَن يَكْسِر أَسنانَه قال ويُرْوى بيتُ الكُمَيْت يَقُضُّ أُصولَ النخلِ من نَخَواتِه بالفاء والقاف أَي يقْطَعُ ويرْمي به والقَضَّاء من الإِبل ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين والقَضَّاء من الناس الجِلَّةُ وإِن كان لا حسَب لهم بعد أَن يكونوا جِلَّةً في أَبْدانٍ وأَسنان ابن بري والقَضَّاء من الإِبل ليس من هذا الباب لأَنها من قضى يَقْضي أَي يُقْضى بها الحُقوقُ والقَضَّاء من الناس الجِلَّةُ في أَسنانهم الأَزهري القِضَةُ بتخفيف الضاد ليست من حدّ المُضاعَف وهي شجرة من شجر الحَمْضُ معروفة وروي عن ابن السكيت قال القضة نبت يُجْمع القِضِينَ والقِضُونَ قال وإِذا جمعته على مثل البُرى قلت القِضى وأَنشد بِساقَيْنِ ساقَيْ ذِي قِضِينَ تَحُشُّه بأَعْوادِ رَنْدٍ أَو أَلاوِيةً شُقْرا قال وأَما الأَرضُ التي ترابُها رمل فهي قِضَّةٌ بتشديد الضاد وجمعها قِضَّاتٌ قال وأَما القَضْقاضُ فهو من شجر الحَمْضِ أَيضاً ويقال إِنه أُشْنانُ أَهل الشام ابن دريد قِضَّةُ موضع معروف كانت فيه وَقْعة بين بَكْر وتَغْلِب سمي يوم قِضَّة شَدَّد الضادَ فيه أَبو زيد قِضْ خفيفةً حكايةُ صوتِ الرُّكْبة إِذا صاتَتْ يقال قالت رُكْبَته قِضْ وأَنشد وقَوْل رُكْبَتِها قِضْ حين تَثْنِيها

قعض
القَعْضُ عَطْفُك الخشبةَ كما تُعْطَفُ عُروشُ الكَرْم والهَوْدَج قَعَضَ رأْسَ الخشبة قَعْضاً فانْقَعَضَت عَطَفَها وخشبة قَعْضٌ مَقْعوضةٌ وقَعَضَه فانْقَعَضَ أَي انْحَنى قال رؤبة يخاطب امرأَته إِمّا تَرَيْ دَهْراً حناني حَفْضا أَطْرَ الصِّناعَيْنِ العَريشَ القَعْضا فقد أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضَّا القَعْضُ المَقْعُوضُ وُصف بالمصدر كقولك ماء غَوْرٌ قال ابن سيده عندي أَن القَعْضَ في تأْويل مفعول كقولك دِرْهم ضرْبٌ أَي مَضْروبٌ ومعناه إِن تَرَيْني أَيَّتُها المرأَة أَن الهَرَم حَناني فقد كنت أُفَدَّى في حالِ شبابي بِهِدايتي في المَفاوِز وقُوَّتي على السفَر وسقطت النون من تَرَيْن للجزم بالمُجازاة وما زائدة والصَّناعَيْن تثنيةُ امرأَةٍ صَناعٍ والعَرِيشُ هنا الهَوْدَجُ وقال الأَصمعي العريشُ القَعْضُ الضيِّقُ وقيل هو المُنْفَك

قنبض
القُنْبُضُ القصير والأُنثى قُنْبُضةٌ قال الفرزدق إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى رَقَدْنَ عليهِنّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

قوض
قَوَّضَ البناء نقَضَه من غير هَدْم وتَقَوَّض هو انْهَدَمَ مكانه وتقَوَّضَ البيتُ تقَوُّضاً وقوَّضْتُه أَنا وفي حديث الاعتكاف فأَمرَ ببنائه فقُوِّضَ أَي قُلِع وأُزِيلَ وأَراد بالبناء الخِباءَ ومنه تقْويضُ الخِيام وتقَوَّضَ القومُ وتقَوّضَتِ الحَلَقُ والصُّفوفُ منه وقوّضَ القومُ صُفوفَهم وتقَوَّضَ البيتُ وتقَوَّزَ إِذا انهدم سواء أَكان بيتَ مدَر أَو شعَر وتقوّضت الحَلَقُ انتقضتْ وتفرَّقتْ وهي جمع حَلْقةٍ من الناس وفي الحديث عن عبد اللّه بن مسعود قال كنا مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في سفَر فنزلنا منزلاً فيه قرْيةُ نَمل فأَحْرقناها فقال لنا لا تُعَذِّبوا بالنار فإِنه لا يُعذب بالنار إِلاَّ رَبُّها قال ومررنا بشجرة فيها فَرْخا حُمّرةٍ فأَخذناهما فجاءت الحُمّرةُ إِلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وهي تَقَوَّضُ فقال من فَجَعَ هذه بفَرْخَيْها ؟ قال فقلنا نحن قال رُدُّوهما فرددناهما إِلى موضعهما قال أَبو منصور تقَوَّضُ أَي تَجيء وتذْهَبُ ولا تَقَرُّ

قيض
القَيْضُ قِشرةُ البَيْضة العُلْيا اليابسةُ وقيل هي التي خرج فرْخُها أَو ماؤها كلُّه والمَقِيضُ موضِعُها وتَقَيَّضَتِ البيضةُ تَقَيُّضاً إِذا تكسرت فصارت فِلَقاً وانْقاضَت فهي مُنْقاضةٌ تَصدَّعَت وتشقَّقت ولم تَفَلَّقْ وقاضَها الفرْخُ قَيضاً شقها وقاضَها الطائرُ أَي شقها عن الفرخ فانقاضت أَي انشقّت وأَنشد إِذا شِئت أَن تَلْقَى مَقِيضاً بقَفْرةٍ مُفَلَّقةٍ خِرْشاؤها عن جَنِينِها والقَيْضُ ما تَفَلَّقَ من قُشور البيض والقَيْضُ البيض الذي قد خَرج فرْخُه أَو ماؤُه كله قال ابن بري قال الجوهري والقَيْضُ ما تفلَّق من قُشور البيض الأَعلى صوابه من قِشْر البيض الأَعلى بإفراد القشر لأَنه قد وصفه بالأَعلى وفي حديث عليّ رضوان اللّه عليه لا تكونوا كقَيْض بَيْضٍ في أَداحٍ يكون كسْرُها وِزْراً ويخرج ضغانها
( * قوله « ضغانها » كذا بالأَصل وفي النهاية هنا حضانها ) شرّاً القَيْضُ قِشْر البيض وفي حديث ابن عباس إِذا كان يوم القيامة مُدّتِ الأَرضُ مَدّ الأَديم وزِيدَ في سَعَتها وجُمع الخلقُ جِنُّهم وإِنْسُهم في صَعيدٍ واحد فإِذا كان كذلك قِيضَتْ هذه السماء الدنيا عن أَهلها فنُثِرُوا على وجه الأَرض ثم تُقاضُ السمواتُ سماء فسماء كلما قِيضَت سماء كان أَهلُها على ضِعْفِ مَن تحتَها حتى تُقاضَ السابعةُ في حديث طويل قال شمر قِيضَت أَي نُقِضَتْ يقال قُضْتُ البِناء فانْقاضَ قال رؤبة أَفْرخ قَيْض بَيْضِها المُنْقاضِ وقيل قِيضت هذه السماء عن أَهلها أَي شُقَّتْ من قاضَ الفرْخُ البيضةَ فانْقاضَتْ قال ابن الأَثير قُضْتُ القارُورةَ فانْقاضَت أَي انْصَدَعَت ولم تَتَفَلَّقْ قال ذكرها الهروي في قوض من تَقْوِيضِ الخِيام وأَعاد ذكرها في قيض وقاضَ البئرَ في الصخْرةِ قَيْضاً جابَها وبئر مَقِيضةٌ كثيرة الماء وقد قِيضَتْ عن الجبلة وتَقَيَّضَ الجِدارُ والكَثِيبُ وانْقاضَ تهدَّم وانْهالَ وانْقاضَت الرَّكِيَّةُ تكسَّرت أَبو زيد انْقاضَ الجِدارُ انْقِياضاً أَي تصدّع من غير أَن يسقط فإِن سقط قيل تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً وقيل انْقاضَت البئرُ انْهارَت وقوله تعالى جِداراً يُريد أَن يَنْقَضَّ وقرئ يَنْقاضَ ويَنْقاضَ بالضاد والصاد فأَمّا يَنْقَضَّ فيسقط بسرْعة من انقضاض الطير وهذا من المضاعف وأَما يَنْقاضَ فإِنَّ المنذري روى عن أَبي عمرو انْقاضَ وانْقاضَ واحد أَي انشقّ طولاً قال وقال الأَصمعي المُنْقاضُ المُنْقَعِرُ من أَصله والمُنْقاضُ المنشق طولاً يقال انْقاضَتِ الرَّكِيّةُ وانقاضَت السِّنّ أَي تشققت طولاً وأَنشد لأَبي ذؤيب فِراقٌ كَقَيْضِ السنّ فالصَّبْرَ إِنّه لكلِّ أُناسٍ عَثْرةٌ وجُبورُ ويروى بالصاد أَبو زيد انْقَضَّ انْقِضاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً كلاهما إِذا تصدّع من غير أَن يسقُط فإِن سقط قيل تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً وتقَوَّضَ تقَوُّضاً وأَنا قوّضْتُه وانْقاضَ الحائطُ إِذا انهدمَ مكانه من غير هَدْمٍ فأَمّا إِذا دُهْوِرَ فسقط فلا يقال إِلا انْقَضَّ انْقِضاضاً وقُيِّضَ حُفِرَ وشُقَّ وقايَضَ الرجلَ مُقايضةً عارضه بمتاع وهما قَيِّضانِ كما يقال بَيِّعانِ وقايَضَهُ مُقايضةً إِذا أَعطاه سِلْعةً وأَخذ عِوَضَها سِلْعةً وباعَه فرَساً بفرسَيْن قَيْضَيْن والقَيْضُ العِوَضُ والقَيْضُ التمثيلُ ويقال قاضَه يَقِيضُه إِذا عاضَه وفي الحديث إِن شئتَ أَقِيضُكَ به المُخْتارةَ من دُروعِ بدْر أَي أُبْدِلُكَ به وأُعَوِّضُكَ عنه وفي حديث معاوية قال لسعيد بن عُثمان بن عفّان لو مُلِئَتْ لي غُوطةُ دِمَشْقَ رِجالاً مِثْلَكَ قِياضاً بيَزِيدَ ما قَبِلْتُهم أَي مُقايَضةً به الأَزهريُّ ومن ذوات الياء أَبو عبيد هما قَيْضانِ أَي مِثْلان وقَيَّضَ اللّه فلاناً لفلان جاءه به وأَتاحَه له وقَيَّضَ اللّه قَرِيناً هَيَّأَه وسَبَّبَه من حيث لا يَحْتَسِبُه وفي التنزيل وقَيَّضْنا لهم قُرنَاء وفيه ومَن يَعْشُ عن ذِكر الرحمن نُقَيِّضْ له شَيْطاناً قال الزجاج أَي نُسَبِّبْ له شيطاناً يجعل اللّه ذلك جَزاءه وقيضنا لهم قُرناء أَي سبَّبْنا لهم من حيث لم يَحْتَسِبوه وقال بعضهم لا يكون قَيَّضَ إِلا في الشرّ واحتج بقوله تعالى نقيض له شيطاناً وقيضنا لهم قرناء قال ابن بري ليس ذلك بصحيح بدليل قوله صلّى اللّه عليه وسلّم ما أَكْرَم شابٌّ شَيْخاً لسِنِّه إِلاَّ قَيَّضَ له اللّه مَن يُكْرِمُه عند سِنِّه أَبو زيد تَقَيَّضَ فلان أَباه وتَقَيَّلَه تقَيُّضاً وتقَيُّلاً إِذا نزَع إِليه في الشَّبَه ويقال هذا قَيْضٌ لهذا وقِياضٌ له أَي مساوٍ له ابن شميل يقال لسانه قَيِّضةٌ الياء شديدة واقْتاضَ الشيءَ استأْصَلَه قال الطرمّاح وجَنَبْنا إِليهِم الخيلَ فاقْتِي ضَ حِماهم والحَرْبُ ذاتُ اقْتِياضِ والقَيِّضُ حجر تُكْوى به الإِبل من النُّحاز يؤخذ حجر صغير مُدَوَّر فيُسَخَّنُ ثم يُصْرَعُ البعيرُ النَّحِزُ فيوضع الحجر على رُحْبَيَيْهِ قال الراجز لَحَوْت عَمْراً مِثْلَ ما تُلْحَى العَصا لَحْواً لو انَّ الشَّيبَ يَدْمَى لَدَما كَيَّكَ بالقَيْضِ قدْ كان حَمَى مواضِعَ النّاحِزِ قد كان طنَى وقَيْضَ إِبله إِذا وسَمَها بالقَيِّضِ وهو هذا الحجر الذي ذكرناه أَبو الخطّابِ القَيِّضةُ حجَر تُكْوى به نُقَرةُ الغنم

كرض
الكَرِيضُ ضرْب من الأَقِط وصنعته الكِراضُ وهو جُبْن يَتحَلَّبُ عنه ماؤه فَيَمْصُلُ كقوله من كَرِيضٍ مُنَمِّس وقد كَرَضُوا كِراضاً حكاه العين قال أَبو منصور أَخطأَ الليث في الكَرِيضِ وصحَّفه والصواب الكَرِيصُ بالصاد غير المعجمة مسموعٌ من العرب وروي عن الفرّاء قال الكَرِيصُ والكَرِيزُ بالزاي الأَقط وهكذا أَنشده وشاخَسَ فاه الدَّهْر حتى كأَنه مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَرِيصِ الضَّوائن وثِيرانُ الكَرِيصِ جمع ثَوْر الأَقِط والضوائن البِيضُ من قِطَعِ الأَقِط قال والضاد فيه تصحيف مُنْكَر لا شك فيه والكِراضُ ماء الفحل وكَرَضَت الناقةُ تَكْرِضُ كَرْضاً وكُرُوضاً قَبِلَت ماء الفحل بعدما ضرَبَها ثم أَلْقَتْه واسم ذلك الماء الكِراضُ والكِراضُ في لغة طيِّء الخِداجُ والكِراضُ حَلَقُ الرَّحِم واحدها كِرْضٌ وقال أَبو عبيدة واحدتها كُرْضةٌ بالضم وقيل الكِراضُ جمع لا واحد له وقولُ الطِّرمَّاحِ سَوْفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسَ سَبَنْتا ةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ أَضْمَرَتْه عشرينَ يَوْماً ونِيلَتْ حِينَ نِيلَتْ يَعارَةً في عِراضِ يجوز أَن يكون أَراد بالكِراضِ حَلَقَ الرَّحِم ويجوز أَن يريد به الماء فيكونَ من إِضافة الشيء إِلى نفسه قال الأَصمعي ولم أَسمع ذلك إِلا في شعر الطرماح قال ابن بري الكِراضُ في شعر الطرماح ماءُ الفحل قال فيكون على هذا القول من باب إِضافة الشيء إِلى نفسه مثل عِرْقِ النِّسا وحبّ الحَصِيدِ قال والأَجودُ ما قاله الأَصمعي من أَنه حلَق الرحم ليَسْلَمَ من إِضافة الشيء إِلى نفسه وصَفَ هذه الناقةَ بالقوة لأَنها إِذا لم تَحْمِل كان أَقوى لها أَلا تراه يقول أَمارت بالبول ماء الكراض بعد أَن أَضمرته عشرين يوماً ؟ واليَعارةُ أَن يُقادَ الفحلُ إِلى الناقةِ عند الضِّرابِ مُعارَضةً إِن اشْتَهَت ضرَبَها وإِلا فلا وذلك لكَرَمِها قال الراعي قلائصَ لا يُلقَحْنَ إِلا يَعارةً عِراضاً ولا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا الأَزهري قال أَبو الهيثم خالَفَ الطرماحُ الأُمَويَّ في الكِراضِ فجعل الطرماحُ الكِراضَ الفحلَ وجعله الأُمَويُّ ماء الفَحْل وقال ابن الأَعرابي الكِراضُ ماءُ الفحل في رحم الناقة وقال الجوهري الكِراضُ ماءُ الفحل تَلْفِظُه الناقةُ من رَحِمِها بعدما قَبِلَتْه وقد كَرَضَتِ الناقةُ إِذا لَفَظَتْه وقال الأَصمعي الكِراضُ حلَقُ الرَّحِمِ وأَنشد حيثُ تُجِنُّ الحَلَقَ الكِراضا قال الأَزهري الصواب في الكِراضِ ما قاله الأُموي وابن الأعْرابي وهو ماء الفَحْل إِذا أَرْتَجَتْ عليه رَحِمُ الطَّروقةِ أَبو الهيثم العرب تدْعُو الفُرْضةَ التي في أَعْلى القَوْسِ كرُضةً وجمعها كِراضٌ وهي الفُرْضة التي تكون في طَرفِ أَعلى القَوْسِ يُلْقَى فيها عَقْدُ الوَتَرِ

لضض
رجل لَضٌّ مُطَّردٌ واللَّضْلاضُ الدَّلِيلُ يقال دلِيلٌ لَضْلاضٌ أَي حاذِقٌ ولَضْلَضَتُه التِفاتُه يميناً وشمالاً وتحَفُّظُه وأَنشد وبَلَدٍ يَعْيا على اللَّضْلاضِ أَيْهَمَ مُغْبَرِّ الفِجاجِ فاضي
( * قوله « وبلد يعيا » في الصحاح وبلدة تغبى )
أَي واسِعٍ من الفَضاء

لعض
لعَضَه بلسانه إِذا تناوله لغة يمانية واللَّعْوَضُ ابن آوَى يمانية

محض
المَحْضُ اللبنُ الخالِصُ بلا رَغْوة ولَبنٌ محْضٌ خالِصٌ لم يُخالِطْه ماء حُلْواً كان أَو حامضاً ولا يسمى اللبنُ مَحْضاً إِلا إِذا كان كذلك ورجل ماحِضٌ أَي ذُو مَحْضٍ كقولك تامِرٌ ولابِنٌ ومَحَضَ الرجلَ وأَمْحَضَه سَقاه لبناً مَحْضاً لا ماء فيه وامْتَحَضَ هو شَرِبَ المَحْضَ وقد امْتَحَضَه شارِبُه ومنه قول الشاعر امْتَحِضا وسَقِّياني ضَيْحَا فقد كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا ورجل مَحِضٌ وماحِضٌ يشتهي المحْضَ كلاهما على النسب وفي حديث عمر لما طُعِنَ شَرِبَ لبناً فخرج مَحْضاً أَي خالِصاً على جِهته لم يختلط بشيء وفي الحديث بارِكْ لهم في مَحْضِها ومَخْضِها أَي الخالِص والمَمْخُوض وفي حديث الزكاة فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمْتلِئةٍ شحْماً ومَحْضاً أَي سَمِينةٍ كثيرة اللبن وقد تكرر في الحديث بمعنى اللبن مطلقاً والمَحْضُ من كل شيء الخالِصُ الأَزهري كلُّ شيء خَلَصَ حتى لا يشُوبه شيء يُخالِطُه فهو مَحضٌ وفي حديث الوَسْوَسَةِ ذلك مَحْضُ الإِيمانِ أَي خالِصُه وصَرِيحُه وقد قدمنا شرح هذا الحديث وأَتينا بمعناه في ترجمة صرح ورجل مَمْحُوضُ الضَّرِيبةِ أَي مُخَلَّصٌ قال الأَزهري كلام العرب رجل ممْحُوصُ الضَّرِيبة بالصاد إِذا كان مُنَقَّحاً مُهَذَّباً وعربي مَحْضٌ خالِصُ النسب ورجل مَمْحوضُ الحسَب مَحْضٌ خالِصٌ ورجل محضُ الحسب خالِصُه والجمع مِحاضٌ قال تَجِدْ قوْماً ذَوِي حسَبٍ وحالٍ كِراماً حيْثُما حُسِبُوا مِحاضا والأُنثى بالهاء وفضة مَحْضةٌ ومَحْضٌ وممحوضةٌ كذلك قال سيبويه فإِذا قلت هذه الفضةُ مَحْضاً قلته بالنصب اعتماداً على المصدر ابن سيده وقالوا هذا عربي مَحْضٌ ومَحْضاً الرفع على الصفة والنصب على المصدر والصِّفة أَكثر لأَنه من اسم ما قبله الأَزهري وقال غير واحد هو عربي مَحْض وامرأَة عربية مَحْضَةٌ ومَحْضٌ وبَحْتٌ وبَحْتَةٌ وقَلْبٌ وقَلْبةٌ الذكر والأُنثى والجمع سواء وإِن شئت ثَنَّيْتَ وجمَعْتَ وقد مَحُضَ بالضم مُحُوضةً أَي صار مَحْضاً في حسَبه وأَمْحَضَه الودَّ وأَمْحَضَه له أَخْلَصَه وأَمْحَضَه الحديث والنصِيحةَ إِمْحاضاً صدَقَه وهو من الإِخْلاص قال الشاعر قل للغَواني أَما فِيكُنَّ فاتِكَةٌ تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه إِمْحاضُ ؟ وكل شيء أَمْحَضْتَه
( * قوله « وكل شيء أمحضته إلخ » عبارة الجوهري وكل شيء أخلصته فقد أمحضته ) فقد أَخْلَصْتَه وأَمْحَضْتُ له النُّصْحَ إِذا أَخلصتَه وقيل مَحَضْتُك نُصْحِي بغير أَلف ومَحَضْتُكَ مودَّتي الجوهري ومَحضْتُه الودَّ وأَمْحَضْتُه قال اين بري في قوله محضته الود وأَمحضته لم يعرف الأَصمعي أَمْحَضْتُه الود قال وعَرفه أَبو زيد والأُمْحُوضةُ النَّصيحة الخالصة

مخض
مَخِضَتِ المرأَةُ مَخاضاً ومِخاضاً وهي ماخِضٌ ومُخِضَت وأَنكرها ابن الأَعرابي فإِنه قال يقال مَخِضَتِ المرأَةُ ولا يقال مُخِضَتْ ويقال مَخَضْتُ لبنها الجوهري مَخِضَت الناقة بالكسر تَمْخَضُ مَخاضاً مثل سمع يسمع سماعاً ومَخَّضَت أَخذها الطلق وكذلك غيرها من البهائم والمَخاضُ وَجعُ الوِلادةِ وكلُّ حامل ضرَبها الطلْقُ فهي ماخِضٌ وقوله عزّ وجلّ فأَجاءها المَخاضُ إِلى جِذْعِ النخلةِ المَخاضُ وجَعُ الوِلادةِ وهو الطلْق ابن الأَعرابي وابن شميل ناقةٌ ماخِضٌ ومَخُوضٌ وهي التي ضربها المَخاضُ وقد مَخِضَت تَمْخَضُ مَخاضاً وإِنها لتَمَخَّضُ بولدها وهو أَن يَضْرِبَ الولدُ في بطنها حتى تُنْتَجَ فتَمْتَخِضَ يقال مَخِضَتْ ومُخِضَت وتَمَخَّضَتْ وامْتَخَضَت وقيل الماخِضُ من النساء والإِبل والشاء المُقْرِبُ والجمع مَواخِضُ ومُخَّضٌ وأَنشد ومَسَدٍ فَوْقَ مَحالٍ نُغَّضِ تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ وأَنشد مَخَضْتِ بها ليلةً كلَّها فجئْتِ بها مُؤْيِداً خَنْفَقِيقا ابن الأَعرابي ناقة ماخِضٌ وشاةٌ ماخِضٌ وامرأَةٌ ماخِضٌ إِذا دَنا وِلادُها وقد أَخذها الطلْقُ والمَخاضُ والمِخاضُ نُصَيْرٌ إِذا أَرادت الناقة أَن تَضَعَ قيل مَخِضَت وعامَّةُ قيس وتميم وأَسد يقولون مِخِضَتْ بكسر الميم ويفعلون ذلك في كل حرف كان قبل أَحد حروف الحلق في فِعِلْت وفِعِيل يقولون بِعيرٌ وزِئيرٌ وشِهِيقٌ ونِهِلَتِ الإِبِلُ وسِخِرْت منه وأَمْخَضَ الرجلُ مَخِضَت إِبلُه قالت ابنة الخُسِّ الإِيادِيّ لأَبيها مَخِضَت الفُلانِيّةُ لناقةِ أَبيها قال وما عِلْمُكِ ؟ قالت الصَّلا راجّ والطَّرْفُ لاجّ وتَمْشِي وتَفاجّ قال أَمْخَضَتْ يا بنتي فاعْقِلي راجٌّ يَرْتَجُّ ولاجٌّ يَلَجُّ في سُرعةِ الطرْف وتفاجُّ تُباعِدُ ما بين رِجْلَيْها والمَخاضُ الحَوامِلُ من النوق وفي المحكم التي أَولادُها في بُطونها واحدتها خَلِفةٌ على غير قياس ولا واحد لها من لفظها ومنه قيل للفَصِيل إِذا استكْمَل السنة ودخل في الثانية ابن مَخاض والأُنثى ابنة مخاض قال ابن سيده وإِنما سميت الحَواملُ مَخاضاً تفاؤُلاً بأَنها تصير إِلى ذلك وتسْتَمْخِضُ بولدها إِذا نُتِجَت أَبو زيد إِذا أَردت الحَوامِلَ من الإِبل قلت نُوق مخاض واحدتها خَلِفة على غير قياس كما قالوا لواحدة النساء امرأَة ولواحدة الإِبل ناقةٌ أَو بعير الأَصمعي إِذا حَمَلْت الفحلَ على الناقة فلَقِحَت فهي خَلِفة وجمعها مَخاض وولدُها إِذا استكمل سنة من يومَ ولد ودخول السنةِ الأُخْرى ابن مخاض لأَنَّ أُمه لَحِقَت بالمَخاض من الإِبل وهي الحَوامِلُ وقال ثعلب المَخاضُ العِشار يعني التي أَتى عليها من حملها عشرة أَشهر وقال ابن سيده لم أَجد ذلك إِلا له أَعني أَن يعبر عن المخاض بالعشار ويقال للفصيل إِذا لقحت أُمه ابنُ مَخاض والأُنثى بنت مخاض وجمعها بنات مخاض لا تُثَنَّى مَخاضٌ ولا تُجْمَعُ لأَنهم إِنما يريدون أَنها مضافة إِلى هذه السِّن الواحدة وتدخله الأَلف والأَلف للتعريف فيقال ابن المخاض وبنت المخاض قال جرير ونسبه ابن بري للفرزدق في أَماليه وجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً كفَضْلِ ابن المَخاضِ على الفَصِيلِ وإِنما سموا بذلك لأَنهم فضَلُوا عن أُمهم وأُلحقت بالمخاض سواء لَقِحَت أَو لم تَلْقَح وفي حديث الزكاة في خمس وعشرين من الإِبل بنتُ مَخاض ابن الأَثير المخاض اسم للنُّوق الحوامل وبنتُ المخاض وابن المخاض ما دخل في السنة الثانية لأَن أُمه لَحِقت بالمخاض أَي الحواملَ وإِن لم تكن حاملاً وقيل هو الذي حَمَلَت أُمه أَو حملت الإِبل التي فيها أُمُّه وإِن لم تحمل هي وهذا هو معنى ابن مخاض وبنت مخاض لأَنَّ الواحد لا يكون ابن نوق وإِنما يكون ابن ناقة واحدة والمراد أَن تكون وضعتها أُمها في وقتٍ مّا وقد حملت النوق التي وَضَعْنَ مع أُمها وإِن لم تكن أُمها حاملاً فنسَبَها إِلى الجماعة بحُكم مُجاوَرَتِها أُمها وإِنما سمي ابن مخاض في السنة الثانية لأَنّ العرب إِنما كانت تحملُ الفُحول على الإِناث بعد وضعها بسنة ليشتدَّ ولدُها فهي تحمل في السنة الثانية وتَمْخَضُ فيكون ولدُها ابنَ مخاض وفي حديث الزكاة أَيضاً فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمتلئةٍ مَخاضاً وشحْماً أَي نِتاجاً وقيل أَراد به المَخاضَ الذي هو دُنُوُّ الولادة أَي أَنها امتلأَت حَمْلاً وسمناً وفي حديث عمر رضي اللّه عنه دَعِ الماخِضَ والرُّبَّى هي التي أَخذها المخاض لتضَعَ والمَخاضُ الطلْقُ عند الولادة يقال مَخِضَتِ الشاةُ مَخْضاً ومِخاضاً إِذا دنا نتاجها وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه أَنّ امرأَة زارَتْ أَهْلَها فمخِضت عندهم أَي تحرَّك الولدُ عندهم في بطنها للوِلادةِ فضرَبَها المَخاضُ قال الجوهري ابن مَخاضٍ نكرة فإِذا أَرْدتَ تعْريفه أَدخلت عليه الأَلف واللام إِلا أَنه تعريف جنس قال ولا يقال في الجمع إِلا بناتُ مخاض وبناتُ لَبُون وبناتُ آوى ابن سيده والمَخاضُ الإِبلُ حين يُرْسَلُ فيها الفحلُ في أَوّل الزمان حتى يَهْدِرَ لا واحد لها قال هكذا وُجِدَ حتى يهدر وفي بعض الروايات حتى يَفْدِرَ أَي يَنْقَطِعَ عن الضِّراب وهو مَثَلٌ بذلك ومَخَضَ اللبنَ يَمْخَضُه ويَمْخِضُه ويَمْخُضُه مَخْضاً ثلاث لغات فهو مَمْخُوضٌ ومَخِيضٌ أَخذ زُبْده وقد تَمَخَّضَ والمَخِيضُ والمَمْخُوض الذي قد مُخِضَ وأُخذ زُبده وأَمْخَضَ اللبنُ أَي حانَ له أَن يُمْخَضَ والمِمْخَضةُ الإِبْرِيجُ وأَنشد ابن بري لقد تَمَخَّضَ في قَلْبي مَوَدَّتُها كما تَمَخَّضَ في إِبْرِيجه اللَّبَنُ والمِمْخَضُ السِّقاءُ وهو الإِمْخاضُ مثل به سيبويه وفسَّره السيرافي وقد يكون المَخْضُ في أَشياءَ كثيرة فالبعير يَمْخُضُ بشِقْشِقَتِه وأَنشد يَجْمَعْنَ زَأْراً وهَدِيراً مَخْضَا
( * قوله « يجمعن » كذا في الأَصل والذي في شرح القاموس يتبعن قاله يصف القروم )
والسَّحابُ يَمْخُضُ بمائه ويَتَمَخَّضُ والدهر يَتَمَخَّضُ بالفِتْنةِ قال وما زالتِ الدُّنْيا تخُونُ نَعِيمَها وتُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظيمِ تَمخَّضُ ويقال للدنيا إِنها تَتَمَخَّضُ بِفِتْنةٍ مُنكرة وتَمَخَّضَتِ الليلةُ عن يوم سَوءٍ إِذا كان صَباحُها صَباحَ سوء وهو مثَل بذلك وكذلك تمخَّضتِ المَنُونُ وغيرها قال تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلِّ حاملةٍ تَمامُ على أَنَّ هذا قد يكون من المَخاض قال ومعنى هذا البيت أَنَّ المَنِيَّةَ تَهَيَّأَتْ لأَن تَلِدَ له الموتَ يعني النعمانَ بن المنذر أَو كسرى والإِمْخاضُ ما اجتمع من اللبن في المَرْعَى حتى صار وِقْرَ بعير ويجمع على الأَماخِيضِ يقال هذا إِحْلابٌ من لبن وإِمْخاضٌ من لبن وهي الأَحالِيبُ والأَماخِيضُ وقيل الإِمخاض اللبنُ ما دام في المِمْخَضِ والمُسْتَمْخِضُ البَطِيءُ الرَّوبِ من اللبن فإِذا اسْتَمْخَضَ لم يَكَدْ يَرُوب وإِذا رابَ ثمَ مَخَضَه فعاد مَخْضاً فهو المُسْتَمْخِضُ وذلك أَطيبُ أَلبانِ الغنم وقال في موضع آخر وقد اسْتَمْخَضَ لبنُك أَي لا يكادُ يروب وإِذا استمخَضَ اللبنُ لم يكد يخرج زُبده وهو من أَطيب اللبن لأَن زُبده اسْتُهْلِكَ فيه واستمخضَ اللبنُ أَيضاً إِذا أَبْطأَ أخذه الطَّعْم بعد حَقْنِه في السِّقاء الليث المَخْضُ تحريكُك المِمْخَض الذي فيه اللبن المَخِيض الذي قد أُخِذَتْ زُبدته وتَمَخَّضَ اللبنُ وامْتَخَضَ أَي تحرَّك في المِمْخضة وكذلك الولد إِذا تحرَّك في بطن الحامل قال عمرو بن حسَّان أَحد بني الحَرِث بن هَمَّام بن مُرَّة يخاطب امرأَته أَلا يا أُمَّ عَمْروٍ لا تَلُومِي وابْقِي إِنَّما ذا الناسُ هامُ أَجِدَّكِ هل رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ اطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ ؟ وكِسْرَى إِذْ تَقَسَّمَه بَنُوه بأَسْيافٍ كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلِّ حاملة تَمامُ فجعل قوله تَمَخَّضَت يَنُوبُ مَنابَ قوله لَقِحَتْ بولد لأَنها ما تمخضت بالولد إِلاَّ وقد لَقِحت وقوله أَنَى أَي حانَ وِلادته لتمام أَيام الحمل قال ابن بري المشهور في الرّواية أَلا يا أُمَّ قيس وهي زوجته وكان قد نزل به ضَيْف يقال له إِسافٌ فعقَر له ناقة فلامَتْه فقال هذا الشعر وقد رأَيت أَنا في حاشية من نسخ أَمالي ابن برّيّ أَنه عقر له ناقتين بدليل قوله في القصيدة أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ تأَوَّهُ طَلَّتي ما إِنْ تَنامُ ؟ ومَخَضْتُ بالدَّلْوِ إِذا نَهَزْتَ بها في البئر وأَنشد إِنَّ لَنا قَلِيذَماً هَمُوما يَزِيدُها مَخْضُ الدِّلا جُمُوما ويروى مَخْجُ الدِّلا ويقال مَخَضْتُ البئرَ بالدلو إِذا أَكثرتَ النزْعَ منها بدِلائكَ وحرَّكتها وأَنشد الأَصمعي لتَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بالدُّليِّ وفي الحديث أَنه مُرَّ عليه بجنازةٍ تُمْخَض مَخْضاً أَي تُحَرَّكُ تحريكاً سريعاً والمَخِيضُ موضع بقرب المدينة ابن بزرج تقول العرب في أَدْعِيَة يَتداعَوْن بها صَبَّ اللّه عليك أُمّ حُبَيْنٍ ماخِضاً تعني الليل

مرض
المريض معروف والمَرَضُ السُّقْمُ نَقِيضُ الصِّحَّةِ يكون للإِنسان والبعير وهو اسم للجنس قال سيبويه المرَضُ من المَصادِرِ المجموعة كالشَّغْل والعَقْل قالوا أَمْراضٌ وأَشْغال وعُقول ومَرِضَ فلان مَرَضاً ومَرْضاً فهو مارِضٌ ومَرِضٌ ومَرِيضٍ والأُنثى مَرِيضةٌ وأَنشد ابن بري لسلامة ابن عبادة الجَعْدي شاهداً على مارِضٍ يُرِينَنَا ذا اليَسَر القَوارِضِ ليس بمَهْزُولٍ ولا بِمارِضِ وقد أَمْرَضَه اللّه ويقال أَتيت فلاناً فأَمْرَضْته أَي وجدته مريضاً والمِمْراضُ الرَّجل المِسْقامُ والتَّمارُض أَن يُرِيَ من نفْسه المرضَ وليس به وقال اللحياني عُدْ فلاناً فإِنه مَريضٌ ولا تأْكل هذا الطعام فإِنك مارِضٌ إِن أَكلْتَه أَي تَمْرَضُ والجمع مَرْضَى ومَراضَى ومِراضٌ قال جرير وفي المِراضِ لَنا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ قال سيبويه أَمْرَضَ الرجلَ جعله مَرِيضاً ومرَّضه تمْرِيضاً قام عليه وَولِيَه في مرَضه وداواه ليزول مرَضُه جاءَت فَعَّلْت هنا للسلب وإِن كانت في أَكثر الأَمر إِنما تكون للإِثبات وقال غيره التَّمْرِيضُ حُسْنُ القِيامِ على المريض وأَمْرَضَ القومُ إِذا مَرِضَت إِبلُهم فهم مُمْرِضُون وفي الحديث لا يُورِد مُمْرِضٌ عل مُصِحٍّ المُمْرِضُ الذي له إِبل مَرْضَى فنَهَى أَن يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَه مع إِبل المُصِحّ لا لأَجل العَدْوى ولكن لأَن الصِّحاحَ ربما عرَض لها مرَضٌ فوقع في نفس صاحبها أَن ذلك من قبيل العدوى فيَفْتِنُه ويُشَكِّكُه فأَمَرَ باجْتِنابِه والبُعْد عنه وقد يحتمل أَن يكون ذلك من قِبَل الماء والمَرْعى تَسْتَوْبِلُه الماشيةُ فَتَمْرَضُ فإِذا شاركها في ذلك غيرها أَصابه مثلُ ذلك الداء فكانوا بجهلهم يسمونه عَدْوَى وإِنما هو فعل اللّه تعالى وأَمْرَضَ الرجلُ إِذا وقَع في ماله العاهةُ وفي حديث تَقاضِي الثِّمار يقول أَصابها مُراضٌ هو بالضم داء يقع في الثَّمَرة فتَهْلِكُ والتَّمْرِيضُ في الأَمر التضْجيعُ فيه وتَمْرِيضُ الأُمور تَوْهِينُها وأَن لا تُحْكِمَها وريح مَريضةٌ ضعيفةُ الهُبُوب ويقال للشمس إِذا لم تكن مُنْجَلِيةً صافيةً حسنَةً مريضةٌ وكلُّ ما ضَعُفَ فقد مَرِضَ وليلة مريضةٌ إِذا تَغَيَّمَتِ السماء فلا يكون فيها ضَوء قال أَبو حَبَّة ولَيْلة مَرِضَتْ من كلِّ ناحِيةٍ فلا يُضِيءُ لهَا نَجْمٌ ولا قَمَرُ ورَأْيٌ مَرِيضٌ فيه انحِراف عن الصواب وفسر ثعلب بيت أَبي حبة فقال وليلة مَرِضَتْ أَظلَمت ونقصَ نورها وليلةٌ مريضةٌ مُظْلِمة لا تُرَى فيها كواكِبُها قال الراعي وطَخْياء مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَرِيضة أَجَنَّ العَماءُ نَجْمَها فهو ماصِحُ وقول الشاعر رأَيتُ أَبا الوَلِيدِ غَداةَ جَمْعِ به شَيْبٌ وما فَقَدَ الشَّبابا ولكِن تحْت ذاكَ الشيْبِ حَزْمٌ إِذا ما ظَنَّ أَمْرَضَ أَو أَصابا أَمْرَضَ أَي قارَبَ الصَّواب في الرأْي وإِن يُصِبْ كلَّ الصّواب والمَرْضُ والمرَضُ الشَّكُّ ومنه قوله تعالى في قلوبهم مَرَضٌ أَي شَكٌّ ونِفاقٌ وضَعْفُ يَقِين قال أَبو عبيدة معناه شك وقوله تعالى فزادهم اللّهُ مرَضاً قال أَبو إِسحق فيه جوابان أَي بكُفْرهم كما قال تعالى بلْ طبع اللّه عليها بكفرهم وقال بعض أَهل اللغة فزادهم اللّه مرضاً بما أَنزل عليهم من القرآن فشكُّوا فيه كما شكوا في الذي قبله قال والدليل على ذلك قوله تعالى وإذا ما أُنْزِلَتْ سُورة فمنهم من يقول أَيُّكم زادته هذه إِيماناً فأَما الذين آمنوا قال الأَصمعي قرأْت على أَبي عمرو في قلوبهم مرَض فقال مَرْضٌ يا غُلام قال أَبو إِسحق يقال المرَضُ والسُّقْم في البدَن والدِّينِ جميعاً كما يقال الصِّحةُ في البدَن والدين جميعاً والمرَضُ في القلب يَصْلُح لكل ما خرج به الإِنسان عن الصحة في الدين ويقال قلب مَرِيضٌ من العَداوةِ وهو النِّفاقُ ابن الأَعرابي أَصل المرَضِ النُّقْصانُ وهو بدَنٌ مريض ناقِصُ القوّة وقلب مَريضٌ ناقِصُ الدين وفي حديث عمرو بن معْدِ يكرِبَ هم شِفاء أَمْراضِنا أَي يأْخُذون بثَأْرِنا كأَنهم يَشْفُون مرَضَ القلوبِ لا مرَض الأَجسام ومَرَّضَ فلان في حاجتي إِذا نقَصَت حَرَكَتُه فيها وروي عن ابن الأَعرابي أَيضاً قال المرَضُ إِظْلامُ الطبيعةِ واضْطِرابُها بعد صَفائها واعْتدالها قال والمرَضُ الظُّلْمةُ وقال ابن عرفة المرَضُ في القلب فُتُورٌ عن الحقّ وفي الأَبدان فُتورُ الأَعضاء وفي العين فُتورُ النظرِ وعين مَريضةٌ فيها فُتور ومنه فيطْمعَ الذي في قلبه مرَضٌ أَي فُتور عما أُمِرَ به ونُهِيَ عنه ويقال ظُلْمة وقوله أَنشده أَبو حنيفة تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ يجوز أَن يكون في معنى مُمْرِضة عنى بذلك فَسادَ هَوائها وقد تكون مريضة هنا بمعنى قَفْرة وقيل مريضة ساكنة الريح شديدة الحر والمَراضانِ وادِيانِ مُلْتَقاهما واحد قال أَبو منصور المَراضان والمَرايِضُ مواضعُ في ديار تميم بين كاظِمةَ والنَّقِيرةِ فيها أَحْساء وليست من المرَضِ وبابِه في شيء ولكنها مأْخوذة من اسْتِراضةِ الماء وهو اسْتِنْقاعُه فيها والرَّوْضةُ مأْخوذة منها قال ويقال أَرْض مَرِيضةٌ إِذا ضاقت بأَهلها وأَرض مَريضةٌ إِذا كثُر بها الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ قال أَوس بن حجر تَرَى الأَرضَ مِنّاً بالفَضاءِ مَرِيضةً مُعَضِّلةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ

مضض
المَضُّ الحُرْقةُ مَضَّني الهَمُّ والحُزْنُ والقول يَمُضُّني مَضّاً ومَضِيضاً وأَمَضَّني أَحْرَقَني وشقّ عليّ والهمُّ يَمُضُّ القلبَ أَي يُحْرِقُه وقال رؤبة
( * قوله « وقال رؤبة من إلخ » كذا بالأَصل وعبارة القاموس مع شرحه والمضماض بالكسر الحرقة قال رؤبة من يتسخط ) مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإِلهُ راضِي عَنْكَ ومَنْ لَمْ يَرْضَ في مِضْماضِ أَي في حُرْقةٍ ومَضِضْتُ منه أَلِمْتُ ومَضَّني الجُرح وأَمَضَّني إِمْضاضاً آلمَني وأَوْجَعَني ولم يعرف الأَصمعي مَضَّني وقدّم ثعلب أَمَضَّني قال ابن سيده وكان من مضَى يقول مَضَّني بغير أَلف وأَمَضَّني جلدي فدَلَكْتُه أَحَكَّني قال ابن بري شاهد مَضَّني قول حَرِّيّ بن ضَمْرةَ يا نَفْسُ صَبْراً على ما كان مِنْ مَضَضٍ إِذْ لم أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانا قال وشاهد أَمَضَّني قول سِنان بن محرش السَّعْدي وبِتّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ راضِي يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقمِي تَغْماضِي من الحَلُوء صادِقِ الإِمْضاضِ في العينِ لا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ والتَّرْحاض الغَسل والمَضَضُ وجع المصيبة وقد مَضِضْتَ يا رجل منه بالكسر تَمَضُّ مَضَضاً ومَضِيضاً ومَضاضة ومَضَّ الكحلُ العينَ يَمُضُّها ويَمَضُّها وأَمَضَّها آلَمَها وأَحْرَقَها وكُحل مَضٌّ يُمِضُّ العين ومَضِيضُه حُرْقَتُه وأَنشد قد ذاقَ أَكْحالاً من المَضاضِ
( * قوله « قد ذاق إلخ » في شرح القاموس والمضاض كسحاب الاحتراق قال رؤبة قد ذاق إلخ )
وكَحَله كُحْلاً مَضّاً إِذا كان يُحْرِق وكحله بمُلْمُولٍ مَضٍّ أَي حارٍّ ومرأَةٌ مَضّةٌ لا تحتمل شيئاً يَسُوءُها كأَنَّ ذلك يَمُضُّها عن ابن الأَعرابي قال ومنه قول الأَعْرابية حين سُئلَتْ أَيّ الناس أَكرم ؟ قالت البيضاء البَضَّة الخَفِرةُ المَضّة التهذيب المضّة التي تؤلِمُها الكلمة أَو الشيء اليسير وتؤْذيها أبو عبيدة مَضَّني الأَمر وأَمَضَّني وقال أَمَضَّني كلام تميم ويقال أَمَضَّني هذا الأَمرُ ومَضِضْت له أَي بَلَغْتُ منه المشَقّةَ قال رؤبة فاقْني وشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضّا ومُضاضٌ اسم رجل وإِذا أَقر الرجل بحق قيل مِضِّ يا هذا أَي قد أَقررْت وإِن في مِضّ وبِضّ لَمَطْمَعاً وأَصل ذلك أَن يسأَل الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فيُعَوّجَ شَفَته فكأَنه يُطْمِعُه فيها الليث المِضُّ أَن يقول الإِنسان بطرف لسانه شبه لا وهو هِيجْ بالفارسية وأَنشد سأَلْتُها الوَصْلَ فقالَتْ مِضِّ وحرَّكَتْ لي رأَْسَها بالنَّغْضِ
( * قوله « سألتها الوصل » كذا بالأَصل والذي في الصحاح وشرح القاموس سألت هل وصل ؟ )
النَّغْضُ التحريكُ قال الفراء مِضِّ كقول القائل يقولها بأَضراسه فيقال ما علَّمَك أَهلُك إِلا مِضِّ ومِضُّ وبعضهم يقول إِلاَّ مِضّاً بوُقُوعِ الفعل عليها الفراء ما علّمك أَهلك من الكلام إِلا مِضّاً ومِيضاً وبِضّاً وبِيضاً الجوهري مِضِّ بكسر الميم والضادِ كلمة تستعمل بمعنى لا وهي مع ذلك كلمةُ مُطْمِعةٌ في الإِجابة أَبو زيد كثرت المَضائضُ بين الناسِ أَي الشرُّ وأَنشد وقدْ كَثُرَتْ بَين الأَعَمِّ المَضائضُ ومَضْمَضَ إِناءه ومَصْمَصَه إِذا حرّكه وقيل إِذا غَسلَه وتَمَضْمضَ في وضُوئه والمضمضةُ تحريك الماء في الفم ومضمضَ الماءَ في فيه حرَّكه وتَمَضْمَضَ به الليث المَضُّ مَضِيضُ الماء كما تَمْتَصُّه ويقال لا تَمُضَّ مَضِضَ العنْزِ ويقال ارْشُفْ ولا تَمُضَّ إِذا شرِبْتَ ومَضَّت العنزُ تَمُضّ في شُربها مَضِيضاً إِذا شرِبت وعَصَرَتْ شَفَتَيْها وفي الحديث ولَهم كلْب يَتَمضْمَضُ عَراقِيبَ الناسِ أي يَمَضُّ قال ابن الأَثير يقال مَضِضْتُ أَمَضُّ مثل مَصِصْتُ أَمَصُّ ومَضْمَضَ النعاسُ في عينه دَبَّ وتمضمضت به العينُ وتَمضْمَضَ النعاسُ في عينه قال الراجز وصاحِب نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا إِذا الكَرى في عَيْنِه تَمَضْمَضا ومَضْمَضَ نامَ نَوْماً طويلاً والمِضْماضُ النومُ وما مَضْمَضَتْ عيني بِنوْم أَي ما نامَتْ وما مَضْمَضْت عيني بنوم أَي ما نِمْتُ وفي حديث عليّ عليه السلام ولا تَذُوقُوا النوْمَ إِلا غِراراً ومَضْمَضةً لمّا جعل النوم ذَوْقاً أَمرهم أَن لا ينالوا منه إِلا بأَلْسِنَتِهم ولا يُسِيغُوه فشبهه بالمَضْمَضةِ بالماء وإِلقائِه من الفم من غير ابْتلاعٍ وتَمَضْمَضَ الكلبُ في أَثَره هَرَّ وفي حديث الحسَن خَباثِ كلَّ عِيدانِك قد مَضِضْنا فوجدْنا عاقِبَتَه مُرّاً خَباثِ بوَزْنِ قَطامِ أَي يا خَبِيثةُ يريد الدُّنيا يعني جَرَّبْناكِ واختبرناكِ فوجدْناك مُرّة العاقبة والمِضْماضُ الرجل الخَفيفُ السريع قال أَبو النجم يَتْرُكْنَ كُلَّ هَوْجلٍ نَغّاضِ فَرْداً وكُلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ ابن الأَعرابي مَضَّضَ إِذا شَرِبَ المُضاض وهو الماء الذي لا يُطاقُ مُلوحةً وبه سمي الرجلُ مُضاضاً وضدّه من المياه القَطِيعُ وهو الصافي الزُّلالُ وقال بعض بني كلاب فيما روى أَبو تراب تَماضَّ القوم وتَماصُّوا إِذا تلاجُّوا وعَضَّ بعضهم بعضاً بأَلسِنَتِهم

معض
مَعِضَ من ذلك الأَمرِ يَمْعَضُ مَعْضاً ومَعَضاً وامْتَعَضَ منه غَضِبَ وشَقَّ عليه وأَوْجَعَه وفي التهذيب مَعِضَ من شيء سمعه قال رؤبة ذا مَعَضٍ لوْلا تَرُدُّ المَعْضا وفي حديث سعد لما قُتل رُسْتم بالقادسية بعَث إِلى الناس خالدَ بن عُرْفُطةَ وهو ابنُ أُخته فامْتَعَضَ الناسُ امْتِعاضاً شديداً أَي شَقَّ عليهم وعَظُمَ وفي حديث ابن سيرين تُسْتأْمَرُ اليتيمةُ فإِن مَعِضَت لم تُنْكَحْ أَي شَقَّ عليها وفي حديث سُراقةَ تَمَعَّضَتِ الفرَسُ قال أَبو موسى هكذا روي في المعجم ولعله من هذا وفي نسخة فنَهَضَتْ قال ابن الأَثير ولو كان بالصاد المهملة من المَعَصِ وهو الْتِواء الرِّجْل لكان وجْهاً وقال ثعلب مَعِضَ مَعَضاً غَضِبَ وكلام العرب امْتَعَضَ أَراد كلام العرب المشهورَ وأَمْعَضه إِمْعاضاً ومَعَّضه تَمْعِيضاً أَنزل به ذلك وأَمْعَضَني الأَمرُ أَوجَعني وبنو ماعِضٍ قوم دَرَجُوا في الدهْر الأَول وقال أَبو عمرو المَعّاضةُ من الإِبل التي ترفع ذنَبها عند نِتاجِها

نبض
نَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبَاضاً تحرّك وضرَب والنّابِضُ العَصَبُ صِفةٌ غالبةٌ والمَنابِضُ مَضارِبُ القلب ونَبَضَتِ الأَمْعاء تَنْبِضُ اضْطَرَبَت أَنشد ابن الأَعرابي ثم بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها إِنْ مُتَغَنّاةً وإِنْ حادِيَهْ
( * قوله « ثم بدت » تقدم في مادة حرد ثم غدت )
أَراد إِنْ مُتَغَنِّيةً فاضْطُرَّ فحوّلَه إِلى لفظ المفعول وقد يجوز أَن يكون هذا كقولهم الناصاةَ في النّاصِية والقاراةَ في القارِيةِ يقْلِبون الياء أَلفاً طلباً للخفة وقوله وإِن حادية إِمَّا أَن يكون على النسب أَي ذاتُ حُداء وإِما أَن يكون فاعلاً بمعنى مفعول أَي مَحْدُوّاً بها أَو مَحْدُوّةً والنَّبْضُ الحركةُ وما به نَبَضٌ أَي حرَكةٌ ولم يستعمل مُتَحَرِّكَ الثاني إِلا في الجَحْد وقولهم ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ أَي حَراكٌ ووجع مُنْبِضٌ والنَّبْضُ نَتْفُ الشعَر عن كراع والمِنْبَضُ المِنْدَفةُ الجوهري المِنْبَضُ المِنْدَفُ مثل المِحْبَض قال الخليل وقد جاء في بعض الشعْر المَنابِضُ المَنادِفُ وأَنْبَضَ القوْسَ مثل أَنْضَبَها جذَبَ وتَرَها لتُصَوِّتَ وأَنْبَضَ بالوتَر إِذا جذَبَه ثم أَرسله ليَرِنّ وأَنْبَضَ الوترَ أَيضاً جذبَه بغير سهم ثم أَرسله عن يعقوب قال اللحياني الإِنْباضُ أَن تَمُدّ الوتر ثم تُرْسله فتسمعَ له صوتاً وفي المثل لا يُعْجِبُك الإِنْباضُ قبل التَّوتِيرِ وهذا مثل في استعجال الأَمر قبل بلوغه إِناه وفي المثلِ إِنْباضٌ بغير تَوْتِيرٍ وقال أَبو حنيفة أَنبض في قوسه ونَبَّضَ أَصاتها وأَنشد لئنْ نَصَبْتَ ليَ الرَّوْقَيْنِ مُعْتَرِضاً لأَرْمِيَنَّك رَمْياً غير تَنْبِيضِ أَي لا يكون نَزْعي تَنْبِيضاً وتَنْقِيراً يعني لا يكون توَعُّداً بل إِيقاعاً ونَبَضَ الماءُ مثل نَضَبَ سالَ وما يُعْرَفُ له مَنْبِضُ عَسَلةٍ كمَضْرِبِ عسَلةٍ

نتض
نَتَضَ الجلدُ نُتُوضاً خرج عليه داء كآثار القُوباء ثم تَقَشَّرَ طَرائقَ وفي التهذيب نَتَضَ الحِمارُ نُتُوضاً إِذا خرج به داء فأَثارَ القوباء ثم تَقَشَّر طَرائقَ بعضُها من بعض وأَنْتَضَ العُرْجُونُ من الكَمْأَةِ وهو شيء طويل من الكمأَة يَنْقَشِرُ أَعالِيهِ من جنس الكمأَة وهو يَنْتِضُ عن نفسه كما تَنْتِضُ الكمأَةُ الكمأَةَ والسِّنُّ السّنَّ إِذا خرجت فرفعَتْه عن نفْسِها لم يَجئ إِلا هذا قال الأَزهري هذا صحيح ومن العرب مسموع قال ولم أَجده لغير الليث وقال أَبو زيد في معاياة العرب قولهم ضأْنٌ بِذي تُناتِضةَ تَقْطَعُ رَدْغةَ الماء بعَنَقٍ وإِرْخاء قال يُسَكِّنون الردْغةَ في هذه الكلمة وحدها

نحض
النَّحْضُ اللحمُ نفْسُه والقِطْعةُ الضخْمةُ منه تسمّى نَحْضةً والمَنْحُوضُ والنَّحِيضُ الذي ذهَب لحمُه وقيل هما الكَثِيرا اللحْم والأُنثى بالهاء وكلُّ بَضْعة لحم لا عظم فيها لفئة نحو النَّحْضةِ والهَبْرَةِ والوَذْرةِ قال ابن السكيت النَّحِيضُ من الأَضْدادِ يكون الكثيرَ اللحْمِ ويكون القَليلَ اللحمِ كأَنَّه نُحِضَ نَحْضاً وقد نَحُضا نَحاضةً كثر لحمُهما ونَحَضَ لحمُه يَنْحَضُ نُحوضاً نقَص قال الأَزهري ونَحاضَتُها كثرةُ لحمِهما وهي مَنْحُوضةٌ ونَحِيضٌ ونَحَضَ اللحمَ يَنْحَضُه ويَنْحِضُه نَحْضاً قشَره ونَحضَ العظمَ يَنْحَضُه نَحْضاً وانْتَحَضَه أَخَذ ما عليه من اللحم واعْتَرَقه والنَّحْضُ والنحْضةُ اللحمُ المُكْتَنِزُ كلحم الفخذ قال عبيد ثم أَبري نِحاضَها فتراها ضامِراً بَعْدَ بُدْنِها كالهِلالِ وقد نَحُض بالضم فهو نَحِيضٌ أَي اكْتَنَزَ لحمه وامرأَة نَحِيضةٌ ورجل نَحِيضٌ كثير اللحم ونُحِضَ على ما لم يسمّ فاعله فهو مَنْحُوضٌ أَي ذهَب لحمُه وانْتُحِضَ مثلُه وفي حديث الزكاة فاعْمِد إِلى شاةٍ ممْتلئةٍ شحْماً ونَحْضاً النَّحْضُ اللحم وفي قصيد كعب عَيْرانةٍ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ أَي رُمِيت باللحم ونَحَضْتُ السِّنانَ والنَّصْلَ فهو مَنْحُوضٌ ونَحِيضٌ إِذا رَقَّقْتَه وأَحْدَدْته وأَنشد كمَوْقِف الأَشْقَرِ إِن تَقَدَّما باشَرَ مَنْحُوضَ السِّنانِ لَهْذَما وقال امرؤ القيس يصِفُ الخَدَّ وقال ابن بري إِن الجوهري قال يصف الجَنْبَ والصوابُ يصِفُ الخدّ يُبارِي شَباة الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ كحَدِّ السِّنانِ الصُّلَّبيّ النَّحِيضِ ونَحَضْتُ فلاناً إِذا تَلَحَّحْتَ عليه في السؤَال حتى يكون ذلك السؤالُ كنَحْضِ اللحم عن العظم قال ابن بري قال أَبو زيد نَحَضَ الرجلَ سأَلَه ولامَه وأَنشد لسلامة بن عبادة الجَعْديّ أَعْطى بِلا مَنٍّ ولا تَقارُضِ ولا سُؤالٍ مع نَحْضِ النَّاحِضِ

نضض
النَّضُّ نَضِيضُ الماء كما يَخرج من حجر نَضَّ الماءُ يَنِضُّ نَضّاً ونَضِيضاً سالَ وقيل سالَ قليلاً قليلاً وقيل خرج رَشْحاً وبئر نَضُوضٌ إِذا كان ماؤها يخرج كذلك والنَّضَضُ الحِسى وهو ماء على رَمْل دونَه إِلى أَسفل أَرض صُلْبة فكُلَّما نَضَّ منه شيء أَي رَشَحَ واجتمع أُخِذ واسْتَنَضَّ الثِّمادَ من الماء تَتَبَّعها وتَبَرَّضَها واستعاره بعضُ الفُصَحاء في العَرَضِ فقال يصف حالَه وتَسْتَنِضُّ الثِّماد من مَهَلي والنَّضِيضُ الماء القَلِيلُ والجمع نِضاضٌ وفي حديث عِمْرانَ والمرأَة صاحِبةِ المَزادةِ قال والمَزادةُ تكاد تَنِضُّ من الماء أَي تَنْشَقُّ ويخرج منها الماء يقال نَضَّ الماءُ من العين إِذا نَبَعَ ويُجْمَعُ على أَنِضَّةٍ وأَنشد الفراء وأَخْوَتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضّةً أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْرِي أَي ليس يَبُلُّ الثَّرى والنَّضِيضةُ المطر الضعيفُ القليل والجمع نَضائضُ قال الأَسدي وقيل لأَبي محمد الفقعسي يا جُمْل أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ والدِّيَمُ الغادِيةُ النَّضانِضُ في كلِّ عامٍ قَطْرُه نَضائضُ والنَّضِيضةُ السحابةُ الضعيفةُ وقيل هي التي تَنِضُّ بالماء تسيل والنَّضِيضةُ من الرِّياح التي تَنِضّ بالماء فتَسِيل وقيل الضعيفة ونضَّ إِليه من مَعْروفِه شيء يَنِضُّ نَضّاً ونَضِيضاً سالَ وأَكثرُ ما يُستعمل في الجَحْد وهي النُّضاضةُ ويقال نَضَّ من معروفك نُضاضةٌ وهو القليل منه وقال أَبو سعيد عليهم نَضائضُ من أَموالهم وبَضائضُ واحدتها نَضِيضةٌ وبَضِيضةٌ الأَصمعي نَضَّ له بشيء وبَضَّ له بشيء وهو المعروف القليل والنَّضِيضةُ صوتُ نَشِيشِ اللحم يُشْوى على الرَّضْفِ قال الراجز تَسْمَعُ للرَّضْفِ بها نَضائضا والنَّضائضُ صوت الشِّواء على الرَّضْف قال ابن سيده وأَراد للواحد كالخَشارِم وقد يجوز أَن يُعْنى بصوتِ الشِّواء أَصواتُ الشواء وتركتِ الإِبلُ الماءَ وهي ذاتُ نَضِيضةٍ وذاتُ نَضائضَ أَي ذاتُ عطَش لم ترْوَ ويقال أَنضَّ الراعي سِخالَه أَي سَقاها نَضيضاً من اللَبن وأَمْرٌ ناضٌّ مُمْكِنٌ وقد نَضَّ يَنِضُّ ونُضاضةُ الشيء ما نَضَّ منه في يدِك ونُضاضةُ الرجل آخِرُ ولده أَبو زيد هو نُضاضةُ ولدِ أَبويه يستوي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع مثل العِجْزةِ والكِبْرةِ وقيل نُضاضةُ الماء وغيره وكلِّ شيء آخِرُه وبَقِيَّتُه والجمع نَضائضُ ونُضاضٌ وفلان يَسْتَنِضُّ معروفَ فلان يَسْتَقْطِرُه وقيل يستخرِجُه والاسم النِّضاضُ قال يَمْتاحُ دَلْوِي مُطْرَبُ النِّضاضِ ولا الجَدَى من مُتْعَب حَبّاضِ
( * قوله « يمتاح دلوي » كذا ضبط في الأَصل والشطر الثاني ضبط في مادة حبض من الصحاح مثل ضبط الأَصل )
وقال إِن كان خَيْرٌ منكِ مُسْتَنَضّا فاقْني فَشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضّا ابن الأَعرابي استَنْضَضْتُ منه شيئاً ونَضْنَضْتُه إِذا حرَّكْته وأَقْلَقْتَه ومنه قيل للحية نَضْناضٌ وهو القَلِقُ الذي لا يَثْبت في مكانه لشِرَّتِه ونَشاطِه والنَّضُّ الدِّرهم الصامِتُ والناضُّ من المَتاعِ ما تحوَّل ورِقاً أَو عيناً الأَصمعي اسم الدراهم والدنانير عند أَهل الحجاز الناضُّ والنضُّ وإِنما يسمونه ناضّاً إِذا تحوّلَ عيناً بعدما كان مَتاعاً لأَنه يقال ما نضَّ بيدي منه شيء ابن الأَعرابي النَّضُّ الإِظهار والنضُّ الحاصل يقال خذ ما نَضَّ لك من غَرِيمِك وخذ ما نَضَّ لك من دَيْنٍ أَي تيَسَّر وهو يَسْتَنِضُّ حقه من فلان أَي يستنجزه ويأْخذ منه الشيءَ بعد الشيء وتَضْنَضَ الرجل إِذا كثر ناضُّه وهو ما ظهر وحصل من ماله قال ومنه الخبر خذ صدقةَ ما نَضَّ من أَمْوالهم أَي ما ظهر وحصل من أَثمان أَمْتِعَتهم وغيرها وفي حديث عمر رضي اللّه عنه كان يأْخذ الزَّكاةَ من ناضِّ المالِ هو ما كان ذهباً أَو فِضَّةً عيناً أَو وَرِقاً ووُصف رجل بكثرة المال فقيل أَكثر الناس ناضّاً وفي الحديث عن عِكْرِمةَ إِنَّ الشريكين إِذا أَرادا أَن يَتَفَرَّقا يقْتَسِمانِ ما نَضَّ من أَمْوالهما ولا يقتَسِمانِ الدَّيْنَ قال شمر ما نضَّ أَي ما صار في أَيديهما وبينهما من العين وكره أَن يُقْتَسَمَ الدَّينُ لأَنه ربما اسْتَوفاه أَحدُهما ولم يَسْتَوْفِه الآخر فيكون رِباً ولكن يقتسمانه بعد القبض والنَّضُّ الأَمْرُ المكروه تقول أَصابني نَضٌّ من أَمرِ فلان ونَضَّ الطائرُ حرَّك جناحَيْه ليَطير ونَضْنَضَ البعيرُ ثَفِناته حركها وباشَر بها الأَرضَ قال حميد ونَضْنَضَ في صُمِّ الحَصَى ثَفِناتِه ورامَ بسَلْمَى أَمره ثم صَمَّما ونَضْنَضَ لسانَه حرَّكه الضاد فيه أَصل وليست بدلاً من صاد نَصْنَصَه كما زعم قوم لأَنهما ليستا أُختين فتُبدلَ إِحداهما من صاحبتها وفي الحديث عن أَبي بكر أَنه دُخل عليه وهو يُنَضْنِضُ لسانَه أَي يحرِّكُه ويروى بالصاد وقد تقدَّم والنَّضْنَضةُ صوتُ الحيَّةِ والنَضْنَضةُ تحريك الحية لسانَها ويقال للحية نَضْناضٌ ونَضْناضةٌ وحيَّةٌ نَضْناضٌ تحرك لسانَها قال ابن جني أَخبرني أَبو عليّ يرفعه إِلى الأَصمعيّ قال حدثنا عيسى ابن عمر قال سأَلتُ ذا الرمَّةِ عن النَّضْناضِ فأَخرج لسانه فحرّكه وقيل هي المُصَوِّتةُ وقيل هي التي تقتلُ إِذا نَهشَتْ من ساعتها وقيل هي التي لا تَسْتَقِرُّ في مكان قال الرَّاعي يَبِيتُ الحَيَّةُ النَّضْناضُ منه مكَانَ الحِبِّ يَسْتَمِعُ السِّرارا الحِبُّ القُرْطُ وقيل الحَبيبُ وقيل النَّضْناض الحية الذكر وهو كله يرجع إِلى الحركة

نعض
النُّعْضُ بالضم شجر من العِضاه سُهْلِيٌّ وقيل هو بالحجاز وقيل له شوك يُسْتاك به قال رؤْبة في سَلْوةٍ عِشْنا بذاك أُبْضا خِدْنَ اللَّواتي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضا فقد أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضّاً إِما أَن يريد بقوله عشنا الجمع فيكون المعنى على اللفظ ويكون خِدْنَ اللواتي موضوعاً موضع أَخْدانِ اللواتي وإِما أَن يقول عشنا كقولك عِشْتُ إِلاَّ أَنه اختار عشنا لأَنه أَكمل في الوزن ويروى جَذْب اللواتي وروى الأَزهري ويقال ما نَعَضْتُ منه شيئاً أَي ما أَصَبْتُ قال ولا أَحُقُّه ولا أَدري ما صحته

نغض
نَغَضَ الشيءُ يَنْغُضُ نَغْضاً ونُغُوضا ونَغضَاناً وتَنَغَّض وأَنْغَض تحرَّك واضْطَرَبَ وأَنْغَضه هو أَي حرَّكه كالمتعَجِّب من الشيء ويقال نَغَضَ فلان أَيضاً رأْسَه يَتَعدَّى ولا يتعدَّى والنَّغَضانُ تَنَغُّضُ الرأْسِ والأَسنانِ في ارْتِجافٍ إِذا رَجَفَتْ تقول نَغَضَتْ ومنه حديث عثمان سَلِسَ بَوْلي ونَغَضَتْ أَسْناني أَي قَلِقَتْ وتحرَّكَت ويقال نَغَضَ رأْسَه إِذا تحرَّك وأَنْغَضَه إِذا حرَّكَه ومنه الحديث وأَخذ يُنْغِضُ رأْسه كأَنه يستفهم ما يقال له أَي يُحَرِّكه ويَمِيلُ إِليه وفي التنزيل العزيز فسَيُنْغِضون إِليك رُؤُوسهم قال الفراء أَنْغَضَ رأْسَه إِذا حرَّكَه إِلى فَوقُ وإِلى أَسفلُ والرأْس يَنْغُضُ ويَنْغِضُ لُغتان والثنية إِذا تحرَّكت قيل نَغَضَت سِنُّه وإِنما سُمِّي الظَّلِيمُ نَغْضاً ونَغِضاً لأَنه إِذا عَجِل في مشيته ارتفع وانخفض قال أَبو الهيثم يقال للرجل إِذا حُدِّثَ بشيء فحرَّك رأْسه إِنكاراً له قد أَنْغَضَ رأْسه ونَغَضَ رأْسُه يَنغُضُ ويَنْغِضُ نَغْضاً ونُغُوضاً أَي تحرَّك ونَغَضَ برأْسِه يَنْغُضُ نَغْضاً حرَّكه قال العجاج يصف الظليم واسْتَبْدَلَتْ رُسُومُه سَفَنَّجا أَصَكَّ نَغْضاً لا يَني مُسْتَهْدَجا وفي المحكم أَسَكَّ بالسين والنَّغْضُ الذي يُحَرِّك رأْسَه ويَرْجُف في مِشْيَتِه وصف بالمصدر وكلُّ حركة في ارْتِجافٍ نَغضٌ يقال نَغَضَ رَحْلُ البعير وثَنِيَّةُ الغلام نَغْضاً ونَغَضاناً قال ذو الرمة ولم يَنْغُض بهنَّ القَناطِر ونَغْضٌ ونِغْضٌ الظَّلِيمُ كذلك معرفة لأَنه اسم للنوْع كأُسامة وقال غيره النَّغْضُ الظليم الجَوَّالُ ويقال بل هو الذي يُنغِضُ رأْسَه كثيراً والنَّاغِضُ الغُضْرُوفُ ابن سيده ونُغْضُ الكَتِف حيث تذهَب وتجيء وقيل هو أَعلى مُنْقَطَع غُضْرُوفِ الكَتِف وقيل النُّغْضانِ اللّذان يَنْغُضان من أَصل الكتف فيتحَرَّكانِ إِذا مشَى وروى شُعبةُ عن عاصم عن عبد اللّه بن سَرْجِسَ رضي اللّه عنه قال نظرت إِلى ناغِضِ كتف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الأَيْمن والأَيسر فإِذا كهيْئةِ الجُمْعِ عليه الثآليلُ قال شمر الناغِضُ من الإِنسانِ أَصل العُنُق حيث يَنْغُضُ رأْسُه ونُغْضُ الكتِف هو العظم الرقيق على طَرَفها وفي حديث أَبي ذر رضي اللّه عنه بشِّر الكَنَّازِينَ برَضْفةٍ
( * قوله « برضفة » كذا بالأَصل والذي في النهاية في غير موضع برضف ) في النّاغِضِ أَي بحجر مُحْمىً فيوضع على ناغِضِه وهو فَرْعُ الكتف قيل له ناغض لتحرُّكه وأَصل النَّغْضِ الحركةُ وفي حديث ابن الزبير إِنَّ الكَعْبةَ لما احترقت نَغَضَتْ أَي تحرَّكت ووَهَتْ وفي حديث سَلْمانَ في خاتَمِ النبوة وإِذا الخاتَمُ في ناغِضِ كَتِفه الأَيسر وروي في نَغْضِ كتِفه النُّغْضُ والنَّغْضُ والنّاغِضُ أَعلى الكتِف وقيل هو العَظْمُ الرَّقِيقُ الذي على طرَفِه وغيم نَغّاضٌ ونَغَضَ السَّحابُ إِذا كثُفَ ثم مَخَض تراه يتحرّك بعضُه في بعض ولا يَسِيرُ قال رؤبة أَرَّقَ عَيْنيكَ عن الغِمَاضِ بَرْقٌ تَرَى في عارِضٍ نَغّاضِ قال ابن بري الذي وقع في شعره بَرْقٌ سرَى في عارِضِ نَهّاضِ الليث يقال للغَيْم إِذا كَثُفَ ثم تَمَخَّض قد نَغَضَ حيث تراه يتحرّك بعضُه في بعض مُتَحَيِّراً ولا يَسير ومَحالٌ نُغَّضٌ قال الراجز لا ماءَ في المَقْراةِ إِن لم تَنْهَضِ بمَسَدٍ فوقَ المَحالِ النُّغَّضِ قال ابن بري والنَّغْضةُ في شِعْر الطرماح يصف ثوراً باتَ إِلى نَغْضةٍ يَطُوفُ بها في رأْسِ مَتْنٍ أَبْزَى به جَرَدُهْ هو الشجرة فيما فسره ابن قتيبة وفسر غيره النَّغْضةَ في البيت بالنّعامةِ وفي صفته صلّى اللّه عليه وسلّم من حديث عليّ رضي اللّه عنه كان نَغّاضَ البطْنِ فقال له عمر رضي اللّه عنه ما نَغّاضُ البطنِ ؟ فقال مُعَكَّنُ البطن وكان عُكَنُه أَحْسَنَ من سَبائكِ الذهبِ والفِضّةِ قال النَّغْضُ ونُتوء عن مُسْتَوَى البطنِ قيل للمُعَكَّنِ نَغَّاضُ البطن

نفض
النَّفْضُ مصدر نفَضْتُ الثوبَ والشجَرَ وغيره أَنْفُضُه نَفْضاً إِذا حرَّكْتَه ليَنْتَفِضَ ونَفَّضْتُه شُدِّد للمبالغة والنَّفَضُ بالتحريك ما تَساقَط من الورق والثَّمَر وهو فَعَلٌ بمعنى مفْعُول كالقَبَضِ بمعنى المَقْبُوضِ والنَّفَضُ ما وقَع من الشيء إِذا نَفَضْتَه والنَّفْضُ أَن تأْخذ بيدك شيئاً فتَنْفُضَه تُزَعْزِعُه وتُتَرْتِرُه وتَنْفُضُ التراب عنه ابن سيده نَفَضَه يَنْفُضُه نَفضاً فانْتَفَضَ والنُّفاضةُ والنُّفاضُ بالضم ما سقط من الشيء إِذا نُفِضَ وكذلك هو من الورق وقالوا نُفاضٌ من ورق كما قالوا حالٌ من ورَق وأَكثر ذلك في ورق السَّمُرِ خاصة يُجْمَعُ ويُخْبَط في ثوب والنَّفَضُ ما انْتَفَضَ من الشيء ونَفَضُ العِضاهِ خَبَطُها وما طاحَ من حَمْلِ الشجرةِ فهو نَفَضٌ قال ابن سيده والنَفَضُ ما طاحَ من حَمْلِ النخل وتساقَط في أُصُولِه من الثمَر والمِنْفَضُ وعاء يُنْفَضُ فيه التمْر والمِنْفَضُ المِنْسَفُ ونَفَضَتِ المرأَةُ كَرِشَها فهي نَفُوضٌ كثيرة الولدِ والنَّفْضُ من قُضْبانِ الكَرْمِ بعدما يَنْضُرُ الورَق وقبل أَن تَتَعَلَّقَ حَوالِقُه وهو أَغَضُّ ما يكون وأَرْخَصُه وقد انْتَفَضَ الكَرْمُ عند ذلك والواحدة نَفْضةٌ جزم وتقول انْتَفَضَتْ جُلَّةُ التَّمْرِ إِذا نفضْتَ ما فيها من التَّمر ونفَضُ الشجرةِ حين تَنْتَفِضُ ثمرَتُها والنَّفَضُ ما تساقَط من غير نَفْضٍ في أُصُول الشجر من أَنْواع الثمَر وأَنْفَضَتْ جلةُ التمر نُفِضَ جميعُ ما فيها والنَّفَضَى الحركةُ وفي حديث قَيْلةَ مُلاءَتانِ كانتا مَصْبُوغَتَينِ وقد نفَضَتا أَي نصَلَ لونُ صِبْغِهما ولم يَبْقَ إِلا الأَثَرُ والنّافِضُ حُمَّى الرِّعْدَةِ مذكر وقد نَفَضَتْه وأَخذته حُمَّى نافِضٍ وحُمَّى نافِضٌ وحُمَّى بنافِضٍ هذا الأَعْلى وقد يقال حُمَّى نافِضٌ فيوصف به الأَصمعي إِذا كانت الحُمّى نافِضاً قيل نفَضَتْهُ فهو مَنْفُوضٌ والنُّفْضةُ بالضم النُّفَضاء وهي رِعْدةُ النّافِضِ وفي حديث الإِفك فأَخذتها حُمَّى بِنافِضٍ أَي برِعْدةٍ شديدةٍ كأَنها نفَضَتْها أَي حرَّكَتْها والنُّفَضةُ الرِّعدةُ وأَنْفَضَ القومُ نَفِدَ طعامُهم وزادُهم مثل أَرْمَلوا قال أَبو المُثَلَّم له ظَبْيَةٌ وله عُكَّةٌ إِذا أَنْفَضَّ القومُ لم يُنْفِضِ وفي الحديث كنا في سَفَرٍ فأَنْفَضْنا أَي فَنِيَ زادُنا كأَنهم نفَضُوا مَزاوِدَهم لِخُلُوِّها وهو مثْلُ أَرملَ وأَقْفَرَ وأَنْفَضُوا زادَهم أَنْفَدُوه والاسم النُّفاضُ بالضم وفي المثل النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ يقول إِذا ذهب طعامُ القومِ أَو مِيرتُهم قَطَّرُوا إِبلَهم التي كانوا يَضِنُّون بها فَجَلَبُوها للبيع فباعُوها واشْتَرَوا بثمنها مِيرةً والنُّفاضُ الجَدْبُ ومنه قولهم النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ وكان ثعلب يفتحه ويقول هو الجَدْبُ يقول إِذا أَجْدَبُوا جَلَبُوا الإِبل قِطاراً قِطاراً للبيع والإِنْفاضُ المَجاعةُ والحاجة ويقال نَفَضْنا حَلائبَنا نَفْضاً واسْتَنْفَضْناها استِنْفاضاً وذلك إِذا اسْتَقْصَوْا عليها في حَلبها فلم يَدَعُوا في ضُروعها شيئاً من اللبن ونفَضَ القومُ نَفْضاً ذهب زادُهم ابن شميل وقوم نَفَضٌ أَي نفَضُوا زادَهم وأَنْفَضَ القومُ أَي هَلَكَتْ أَموالُهم ونفَضَ الزّرْعُ سبَلاً خرج آخِر سُنْبُله ونفَض الكَرْمُ تَفَتَّحتْ عَناقِيدُه والنَّفَضُ حَبُّ العِنب حين يأْخذ بعضُه ببعض والنَّفَضُ أَغَضُّ ما يكون من قضبان الكرم ونُفُوضُ الأَرض نَبائِثُها ونفَض المكانَ يَنْفُضُه نَفْضاً واسْتَنْفَضَه إِذا نظر جميع ما فيه حتى يعرفه قال زهير يصف بقرة فقدت ولدها وتَنْفُضُ عنها غَيْبَ كلِّ خَمِيلةٍ وتخشَى رُماةَ الغَوْث من كلِّ مَرْصَدِ وتنفُض أَي تنظر هل ترى فيه ما تكره أَم لا والغَوْث قبيلة من طيِّءٍ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه والغار أَنا أَنْفُضُ لك ما حوْلَك أَي أَحْرُسُكَ وأَطُوفُ هل أَرى طَلباً ورجل نَفُوضٌ للمكان مُتَأَمِّلٌ له واسْتَنْفَضَ القومَ تأَمّلهم وقول العُجَيْر السَّلُولي إِلى مَلِك يَسْتَنْفِضُ القومَ طَرْفُه له فَوْقَ أَعْوادِ السَّرِيرِ زَئيرُ يقول ينظر إِليهم فيعرف من بيده الحق منهم وقيل معناه أَنه يُبْصِرُ في أَيّهم الرأْيُ وأَيّهم بخلاف ذلك واسْتَنْفَضَ الطريقَ كذلك واسْتِنْفاضُ الذكَر وإِنْفاضُه اسْتِبْراؤه مما فيه من بقية البول وفي الحديث ابْغنِي أَحْجاراً أَسْتَنْفِضُ بها أَي أَسْتَنْجي بها وهو من نَفْضِ الثوبِ لأَن المُسْتَنْجي يَنْفُضُ عن نفْسِه الأَذى بالحجر أَي يُزِيلُه ويَدْفَعُه ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما أَنه كان يَمُرُّ بالشِّعْبِ من مُزْدَلِفةَ فيَنْتَفِضُ ويَتوضأ الليث يقال اسْتَنْفَضَ ما عنده أَي اسْتخرجه وقال رؤبة صَرَّحَ مَدْحي لكَ واسْتِنْفاضِي والنَّفِيضةُ الذي يَنْفُضُ الطريقَ والنَّفَضةُ الذين يَنْفُضون الطريقَ الليث النفَضة بالتحريك الجماعة يُبْعثون في الأَرض مُتَجَسِّسين لينظروا هل فيها عدوّ أَو خوف وكذلك النفيضةُ نحو الطَّلِيعة وقالت سَلْمى الجُهَنِيّةُ ترثي أَخاها أَسْعد وقال ابن بري صوابه سُعْدى الجهنية يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةَّ ونَفِيضةً وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ يعني إِذا قصُر الظل نصف النهار وحَضِيرةً ونَفِيضةً منصوبان على الحال والمعنى أَنه يغزو وحده في موضع الحضِيرةِ والنفِيضةِ كما قال الآخر يا خالداً أَلْفاً ويُدْعى واحدا وكقول أَبي نُخَيْلةَ أَمُسْلِمُ إِنِّي يا ابْنَ كلِّ خَلِيفةٍ ويا واحِدَ الدُّنيا ويا جَبَلَ الأَرْضِ أَي أَبوك وحده يقوم مَقام كل خليفة والجمع النَّفائضُ قال أَبو ذؤَيب يصف المَفاوِزَ بِهنَّ نَعامٌ بَناه الرِّجا لُ تُلْقي النَّفائضُ فيه السَّرِيحا قال الجوهري هذا قول الأَصمعي وهكذا رواه أَبو عمرو بالفاء إِلا أَنه قال في تفسيره إِنها الهَزْلى من الإِبل قال ابن برّي النعامُ خشبات يُسْتَظَلّ تحتها والرِّجالُ الرَّجّالة والسَّرِيحُ سُيورٌ تُشدّ بها النِّعال يريد أَنّ نِعالَ النَّفائضِ تقطَّعت الفراء حَضيِرةُ الناسِ وهي الجماعة ونفِيضَتُهم وهي الجماعة ابن الأَعرابي حَضِيرةٌ يحضُرها الناسُ ونفِيضةٌ ليس عليه أَحَد ويقال إِذا تكلَّمت ليلاً فاخْفِضْ وإِذا تكلمت نهاراً فانْفُضْ أَي التَفِت هل ترى من تكره واسْتَنْفَض القومُ أَرْسلوا النِّفَضةَ وفي الصحاح النَّفِيضةَ ونفَضَتِ الإِبلُ وأَنْفَضَتْ نُتِجَتْ كلُّها قال ذو الرُّمّة ترى كَفْأَتَيْها تَنْفُضانِ ولم يَجِد لها ثِيلَ سَقْبٍ في النِّتاجَيْنِ لامِسُ روي بالوجهين تَنْفُضانِ وتُنْفِضانِ وروي كِلا كَفْأَتَيْها تُنْفَضانِ ومن روى تُنْفَضانِ فمعناه تُسْتَبْرآن من قولك نفَضْتُ المكانَ إِذا نظرت إِلى جميع ما فيه حتى تَعْرِفَه ومن روى تَنْفُضانِ أَو تُنْفِضانِ فمعناه أَن كلّ واحد من الكَفْأَتين تُلقي ما في بطنها من أَجنَّتها فتوجد إِناثاً ليس فيها ذكر أَراد أَنها كلَّها مآنيثُ تُنْتَجُ الإِناثَ وليست بمذاكير ابن شميل إِذا لُبس الثوبُ الأَحمر أَو الأَصفر فذهب بعض لونه قيل قد نفَضَ صِبْغُه نَفْضاً قال ذو الرمة كَساكَ الذي يَكْسُو المَكارِم حُلَّةً من المَجْد لا تَبْلى بَطِيئاً نُفوضُها ابن الأَعرابي النُّفاضةُ ضُوازةُ السِّواك ونُفاثَتُه والنُّفْضةُ المَطْرةُ تُصِيبُ القِطْعةَ من الأَرض وتُخْطِئُ القِطعة التهذيب ونُفوضُ الأَمْرِ راشانها وهي فارسية إِنما هي أَشْرافُها والنِّفاضُ بالكسر إِزارٌ من أُزُر الصِّبيان قال جارِية بَيْضاء في نِفاضِ تَنْهَضُ فيه أَيَّما انْتِهاضِ وما عليه نِفاضٌ أَي ثوب والنِّفْضُ خُرْء النَّحْل عن أَبي حنيفة ابن الأَعرابي النَّفْضُ التحْريكُ والنَّفْضُ تَبَصُّرُ الطريق والنَّفْضُ القراءةُ يقال فلان يَنْفُضُ القرآنَ كلَّه ظاهراً أَي يقرؤه

نقض
النَّقْضُ إِفْسادُ ما أَبْرَمْتَ من عَقْدٍ أَو بِناء وفي الصحاح النَّقْضُ نَقْضُ البِناء والحَبْلِ والعَهْدِ غيره النقْضُ ضِدُّ الإِبْرام نقَضَه يَنْقُضُه نَقْضاً وانْتَقَضَ وتَناقَضَ والنَّقْضُ اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم وفي حديث صوم التَّطَوُّع فناقَضَني وناقَضْتُه هي مُفاعَلةٌ من نَقْض البناء وهو هَدْمُه أَي يَنْقُضُ قولي وأَنْقُضُ قوله وأَراد به المُراجَعةَ والمُرادَّةَ وناقضَه في الشيء مُناقَضةً ونِقاضاً خالَفَه قال وكان أَبُو العَيُوفِ أَخاً وجاراً وذا رَحِمٍ فقُلْتُ له نِقاضا أَي ناقَضْتُه في قوله وهَجْوِه إِيّاي والمُناقَضةُ في القول أَن يُتَكَلَّم بما يتناقَضُ معناه والنَّقِيضةُ في الشِّعْرِ ما يُنْقَضُ به وقال الشاعر إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ وإِمرارِ أَي ما أَمَرَّ عادَ عليه فنقَضَه وكذلك المُناقَضةُ في الشِّعْر يَنْقُضُ الشاعرُ الآخرُ ما قاله الأَوّل والنَّقِيضةُ الاسم يجمع على النَّقائض ولذلك قالوا نَقائضُ جرير والفرزدق ونَقِيضُك الذي يُخالِفُك والأُنثى بالهاء والنَّقْضُ ما نَقَضْتَ والجمع أَنْقاض ويقال انْتَقَضَ الجُرْحُ بعد البُرْء وانتَقض الأَمْرُ بعد التِئامه وانتقَض أَمرُ الثغْرِ بعد سَدِّه والنِّقْضُ والنِّقْضةُ هما الجملُ والناقةُ اللذان قد هَزَلْتَهما وأَدْبَرْتَهما والجمع الأَنْقاضُ قال رؤبة إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَي نِقْضا والنِّقْضُ بالكسر البعير الذي أَنْضاه السفر وكذلك الناقة والنِّقْضُ المَهْزُول من الإِبل والخيل قال السيرافي كأَنَّ السفَرَ نقَض بِنْيتَه والجمع أَنْقاضٌ قال سيبويه ولا يُكَسَّر على غير ذلك والأُنثى نِقْضةٌ والجمع أَنْقاضٌ كالمذكر على توَهُّمِ حذْفِ الزائد والانْتِقاضُ الانْتِكاثُ والنَّقْضُ ما نُكث من الأَخبية والأَكْسِيةِ فغُزل ثانية والنُّقاضةُ ما نُقض من ذلك والنِّقْضُ المَنْقُوضُ مثل النِّكْث والنِّقْضُ مُنْتَقِضُ الأَرض من الكَمْأَةِ وهو الموضع الذي يَنتَقِضُ عن الكمأَة إذا أَرادت أَن تخرج نقَضت وجه الأَرض نَقْضاً فانْتَقَضت الأَرض وأَنشد كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ لأَوَّلِ جانٍ بالعَصا يَسْتَثِيرُها والنَّقّاضُ الذي يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ وحِرْفَتُه النِّقاضةُ قال الأَزهري وهو النَّكّاثُ وجمعه أَنْقاض وأَنْكاث ابن سيده والنِّقْضُ قِشْرُ الأَرض المُنْتَقِضُ عن الكَمْأَة والجمع أَنْقاض ونُقوضٌ وقد أَنْقَضْتُها وأَنقَضْت عنها وتَنقَّضَت الأَرض عن الكمأَة أَي تقطَّرَت وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونقَّض تَقَلْفَعَتْ عنه أَنقاضه قال ونَفَّضَ الكَمْءُ فأَبْدَى بَصَرَهْ
( * قوله « ونقض الكمء » تقدم انشاده في مادة بصر ونقض الكمء بالفاء ونصب الكمء تبعاً للأَصل والصواب ما هنا )
والنِّقْضُ العسَلُ يُسَوِّسُ فيؤخذ فيُدَقّ فيُلْطَخ به موضع النحل مع الآس فتأْتيه النحل فتُعَسِّلُ فيه عن الهَجَرِيّ والنَّقِيضُ من اَلأَصْواتِ يكون لِمفاصل الإِنسانِ والفَرارِيجِ والعَقْرَبِ والضِّفْدَعِ والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانى والبازِي والوبْرِ والوزَغ وقد أَنْقَض قال فلمَّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُه كما يُنْقِضُ الوُزْغانُ زُرْقاً عُيونُها وأَنْقَضت العُقابُ أَي صوَّتَت وأَنشد الأَصمعي تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقِيضَ العِقْبانْ وكذلك الدجاجةُ قال الراجز تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ والإِنْقاضُ والكَتِيتُ أَصوات صغار الإِبل والقَرْقَرةُ والهَديرُ أَصوات مَسانِّ الإِبل قال شِظاظٌ وهو لِصٌّ من بني ضَبّة رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَرهْ أَي أَسْمَعْتُها وذلك أَنه اجْتازَ على امرأَة من بني نُمير تَعْقِلُ بعيراً لها وتَتَعَوَّذُ من شِظاظٍ وكان شِظاظ على بكر فنزل وسرَق بعيرها وترك هناك بَكْرَه وتنَقَّضت عِظامُه إِذا صوَّتت أَبو زيد أَنْقَضْتُ بالعنز إِنْقاضاً دَعَوْتُ بها وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهرَه أَثقله وجعله يُنْقِضُ من ثِقَله أَي يُصَوِّتُ وفي التنزيل العزيز ووضَعْنا عنك وِزْرَك الذي أَنْقَض ظهرَك أَي جعلَه يُسْمَعُ له نَقِيضٌ من ثِقَلِه وجاء في التفسير أَثْقل ظهرك قال ذلك مجاهد وقتادةُ والأَصل فيه أَن الظهر إِذا أَثقله الحِمل سُمع له نَقِيض أَي صوت خفي كما يُنْقِض الرَّجل لحماره إِذا ساقَه قال فأَخبر اللّه عزّ وجلّ أَنه غفر لنبيه صلّى اللّه عليه وسلّم أَوزارَه التي كانت تراكمت على ظهره حتى أَثقلته وأَنها لو كانت أَثقالاً حملت على ظهره لسمع لها نقيض أَي صوت قال محمد بن المكرّم عفا اللّه عنه هذا القول فيه تسَمُّح في اللفظ وإغلاظ في النطق ومن أَين لسيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَوزار تتراكم على ظهره الشريف حتى تثقله أَو يسمع لها نقيض وهو السيد المعصوم المنزه عن ذلك صلّى اللّه عليه وسلّم ؟ ولو كان وحاش للّه يأْتي بذنوب لم يكن يجد لها ثِقَلاً فإِن اللّه تعالى قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأَخر وإِذا كان غفر له ما تأَخر قبل وقوعه فأَين ثقله كالشرِّ إِذا كفاه اللّه قبل وُقوعه فلا صُورة له ولا إِحْساسَ به ومن أَين للمفسِّر لفظ المغفرة هنا ؟ وإِنما نص التلاوة ووَضَعْنا وتفسير الوِزْر هنا بالحِمل الثقيل وهو الأَصل في اللغة أَولى من تفسيره بما يُخْبَر عنه بالمغفرة ولا ذكر لها في السورة ويحمل هذا على أَنه عزّ وجلّ وضع عنه وزره الذي أَنقض ظهره من حَمْلِه هَمَّ قريش إِذ لم يسلموا أَو هَمَّ المنافقين إِذ لم يُخْلِصوا أَو همّ الإِيمانِ إِذ لم يُعمّ عشيرته الأَقربين أَو همّ العالَمِ إذ لم يكونوا كلهم مؤمنين أَو همّ الفتح إِذ لم يعجَّل للمسلمين أَو هموم أُمته المذنبين فهذه أَوزاره التي أَثقلت ظهره صلّى اللّه عليه وسلّم رغبة في انتشار دعوته وخَشْيةً على أُمته ومحافظة على ظهور ملته وحِرْصاً على صفاء شِرْعته ولعل بين قوله عزّ وجلّ ووضعنا عنك وزرك وبين قوله فلعلك باخع نفسك على آثارهم إِن لم يؤمنوا بهذا الحديث أَسفاً مناسبةً من هذا المعنى الذي نحن فيه وإِلا فمن أَين لمن غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأَخَّر ذنوب ؟ وهل ما تقدَّم وما تأَخَّر من ذنبه المغفور إِلا حسنات سواه من الأَبْرار يراها حسنة وهو سيّد المقربين يراها سيئة فالبَرُّ بها يتقرَّب والمُقَرَّبُ منها يتوب وما أَوْلى هذا المكان أَن يُنْشَد فيه ومِنْ أَيْنَ للوجْهِ الجَمِيل ذُنوب وكل صوت لمَفْصِل وإِصْبَع فهو نَقِيضٌ وقد أَنْقَضَ ظهرُ فلان إِذا سُمع له نَقِيض قال وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ منه مُقِيم في الجَوانِحِ لنْ يَزُولا ونَقِيضُ المِحْجَمةِ صوتها إِذا شدَّها الحَجّامُ بمَصِّه يقال أَنْقَضَتِ المِحْجَمةُ قال الأَعشى زَوَى بينَ عَيْنَيْه نَقِيضُ المَحاجِم وأَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ قال ذو الرمة وشبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ بأَصوات الفراريج كأَنَّ أَصْواتَ من إِيغالِهِنَّ بِنا أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ الفَرارِيجِ قال الأَزهري هكذا أَقرأَنِيه المُنْذِري رواية عن أَبي الهيثم وفيه تقديم أُريد التأْخير أَراد كأَنَّ أَصواتَ أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ الفراريج إِذا أَوْغَلَت الرِّكابُ بنا أَي أَسْرَعَت ونَقِيضُ الرّحال والمَحامِل والأَدِيمِ والوَتَرِ صوتُها من ذلك قال الراجز شَيَّبَ أَصْداغي فَهُنَّ بِيضُ مَحامِلٌ لقِدِّها نَقِيضُ وفي الحديث أَنه سمع نَقيضاً من فوقه النَّقِيضُ الصوت ونَقِيضُ السقْفِ تحريك خشبه وفي حديث هِرَقْلَ ولقد تنقَّضَتِ الغُرفةُ أَي تشقَّقت وجاء صوتها وفي حديث هوازِنَ فأَنْقَضَ به دُرَيْد أَي نَقَرَ بلسانه في فيه كما يُزْجَرُ الحِمار فَعَله اسْتجهالاً وقال الخطابي أَنْقَضَ به أَي صَفَّق بإحدى يديه على الأُخرى حتى سُمع لها نَقِيضٌ أَي صوتٌ وقيل الإِنْقاضُ في الحَيوان والنَّقْضُ في المَوَتان وقد نقَض يَنْقُضُ ويَنْقِضُ نَقْضاً والإِنْقاضُ صُوَيْت مثل النَّقْرِ وإِنْقاضُ العِلْك تَصويته وهو مكروه وأَنْقَضَ أَصابعه صوَّت بها وأَنْقض بالدابة أَلصقَ لسانه بالغار الأَعلى ثم صوَّت في حافتيه من غير أَن يرفع طَرفه عن موضعه وكذلك ما أَشبهه من أَصوات الفراريج والرِّحال وقال الكسائي أَنْقَضْتُ بالعنزِ إِنْقاضاً إِذا دعوتها أَبو عبيد أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَى صَئِيّاً وقال الأَصمعي يقال أَنْقَضْتُ بالعَيْر والفرس قال وكلُّ ما نقَرْت به فقد أَنْقَضْتَ به وأَنْقَضَت الأَرضُ بدَا نباتُها ونَقْضا الأُذنين
( * قوله « وتقضا الأذنين » كذا ضبط في الأَصل ) مُسْتدارُهما والنُّقَّاضُ نَبات والإِنْقِيضُ رائحة الطِّيب خُزاعية وفي النوادر نقَّضَ الفرسُ ورَفَّضَ إِذا أَدْلَى ولم يَسْتَحْكِم إِنْعاظُه ومثله سيَا وأَسابَ وشَوَّلَ وسبَّح وسمَّل وانْساحَ وماسَ

نهض
النُّهوضُ البَراحُ من الموضع والقيامُ عنه نهَضَ يَنْهَضُ نَهْضاً ونُهوضاً وانْتَهَضَ أَي قامَ وأَنشد ابن الأَعرابي لرُوَيْشد ودون حدر وانْتِهاضٍ وربوة كأَنَّكما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ وأَنشد الأَصمعي لبَعْضِ الأَغْفال تَنْتَهِضُ الرِّعْدةُ في ظُهَيْري من لَدُنِ الظُّهْر إِلى العُصَيْرِ وأَنْهَضْتُه أَنا فانْتَهَضَ وانتهض القومُ وتناهَضوا نهَضُوا للقتال وأَنْهَضَه حَرَّكه للنُّهوض واسْتَنْهَضْته لأَمر كذا إِذا أَمرته بالنُّهوض له وناهَضْتُه أَي قاوَمْتُه وقال أَبو الجَهْم الجعفريّ نَهَضْنا إِلى القوم ونَغَضْنا إِليهم بمعنىً وتناهَضَ القومُ في الحرب إِذا نَهض كلُّ فريق إِلى صاحبه ونَهض النَّبْتُ إِذا استوى قال أَبو نخيلة وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي ورَثْيةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ قال ابن بري صوابه تنهَض في تشدُّد وأَنْهَضَت الرِّيحُ السَّحابَ ساقَتْه وحملَتْه قال باتَتْ تُنادِيهِ الصَّبا فأَقْبَلا تُنْهِضُه صُعْداً ويأْبَى ثِقَلا والنَّهْضةُ الطَّاقةُ والقوَّةُ وأَنهضه بالشيء قوَّاه على النُّهوضِ به والناهِضُ الفرْخُ الذي استَقَلَّ للنُّهوضِ وقيل هو الذي وفُرَ جَناحاه ونَهضَ للطَّيَران وقيل هو الذي نَشر جناحَيْه ليَطِيرَ والجمع نَواهِضُ ونهَض الطائرُ بسَط جناحيه ليطير والناهِضُ فرْخُ العُقاب الذي وفُرَ جناحاه ونَهضَ للطيران قال امرؤُ القيس راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ ثم أَمْهاهُ على حَجَرِهْ وقول لبيد يصف النَّبْل رقَمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّْ إِنما أَراد رِيشَ من فرْخٍ من فِراخِ النَّسْرِ ناهِضٍ لأَن السِّهامَ لا تُراشُ بالناهِضِ كلّه هذا ما لا يجوز إِنما تُراش برِيشِ الناهض ومثله كثير والنَّواهِضُ عِظامُ الإِبل وشِدادُها قال الراجز الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارضُ لا يَسْتَطِيعُ جَرَّه الغَوامِضُ إِلاَّ المُعيداتُ به النَّواهِضُ والغامِضُ العاجز الضَّعيف وناهِضةُ الرجل قومه الذين ينهَضُ بهم فيما يُحْزِنُه من الأُمور وقيل ناهِضةُ الرجل بنو أَبيه الذين يَغْضَبُون بغَضَبه فيَنْهَضُون لنَصْره وما لفلان ناهِضةٌ وهم الذين يَقُومون بأَمرِه وتَناهَضَ القومُ في الحرب نهَضُوا والناهِضُ رأْس المنكب وقيل هو اللحم المجتمع في ظاهر العضد من أَعْلاها إِلى أَسفلها وكذلك هو من الفرس وقد يكون من البعير وهما ناهِضانِ والجمع نَواهِضُ أَبو عبيدة ناهِضُ الفرس خُصَيْلةُ عضُدِه المُنْتَبِرَةُ ويُستحب عِظَمُ ناهِضِ الفَرس وقال أَبو دواد نَبِيل النَّواهِضِ والمَنْكِبَيْن حَدِيد المَحازِم ناتِي المَعَدْ الجوهري والناهِضُ اللحم الذي يلي عضُد الفرس من أَعلاها ونَهْضُ البعيرِ ما بين الكتف والمَنْكِبِ وجمعه أَنْهُضٌ مثل فَلْسِ وأَفْلُس قال هِمْيانُ ابن قحافة وقَرَّبُوا كلّ جُمالِيٍّ عَضِهْ أَبْقَى السِّنافُ أَثَراً بأَنْهُضِهْ وقال النضر نَواهِضُ البعير صدره وما أَقَلَّتْ يده إِلى كاهِلِه وهو ما بين كِرْكِرته إِلى ثُغْرةِ نَحْرِه إِلى كاهِلِه الواحد ناهِضٌ وطريق ناهِضٌ أَي صاعِدٌ في جبل وهو النَّهْضُ وجمعه نِهاضٌ وقال الهذلي يتابع نَقْباً ذا نِهاضٍ فوَقْعُه به صُعُدٌ لولا المَخافةُ قاصِد
( * قوله « يتابع نقباً إلخ » كذا في الأَصل وفي شرح القاموس يتائم )
ومكانٌ ناهِضٌ مرتفِعٌ والنَّهْضةُ بسكون الهاء العَتَبةُ من الأَرض تُبْهَرُ فيها الدابةُ أَو الإِنسان يَصْعَدُ فيها من غَمْضٍ والجمع نِهاضٌ قال حاتم بن مُدْرِك يهجو أَبا العَيُوفِ أَقولُ لصاحِبَيَّ وقد هَبَطْنا وخَلَّفْنا المَعارِضَ والنِّهاضا يقال طريق ذو مَعارِضَ أَي مَراعٍ تُغْنِيهم أَن يَتَكَلَّفُوا العَلَف لمواشيهم الأَزهريُّ النَّهْضُ العَتَبُ ابن الأَعرابي النِّهاضُ العَتَبُ والنهاض السرْعةُ والنَّهْضُ الضَّيْمُ والقَسْرُ وقيل هو الظُّلْم قال أَما تَرى الحَجّاجَ يأْبى النَّهْضا وإِناء نَهْضان وهو دون الشلثان
( * قوله « الشلثان » كذا بالأَصل بمثلثة بعد اللام وفي شرح القاموس بتاء مثناة بعدها ) هذه عن أَبي حنيفة وناهِضٌ ومُناهِضٌ ونَهّاضٌ أَسماء

نوض
النَّوضُ وُصْلةُ ما بين العَجُز والمتن وخَصَّصَه الجوهري بالبعير ولكل امرأَة نَوْضانِ وهما لَحمتان مُنْتَبِرتانِ مُكْتَنِفتانِ قَطَنَها يعني وسَط الوَرِك قال إِذا اعْتَزَمْنَ الدَّهْرَ في انْتِهاضِ جاذَبْنَ بالأَصْلابِ والأَنْواضِ
( * قوله « الدهر » كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس الزهو )
والنَّوْضُ شِبْهُ التَّذَبْذُبِ والتَّعَثْكُلِ وناضَ الشيءُ يَنُوضُ نَوْضاً تَذَبْذَبَ وناضَ فلان يَنُوض نَوْضاً ذهب في البلاد ونُضْتُ الشَّيءَ وناضَ الشيءَ يَنُوضُه نَوْضاً أَراغَه لينتزعه كالغُصْن والوَتدِ ونحوهما وناضَ نَوْضاً كناصَ أَي عدَل عن كراع وناضَ البرْقُ يَنُوضُ نَوْضاً إِذا تلألأ ويقال فلان ما يَنُوضُ بحاجة وما يَقْدِر أَن ينوض أَي يتحرّك بشيء والصاد لغة والمَناضُ المَلْجأُ عن كراع والصاد أَعلى وأَناضَ حَمْلُ النخلة إِناضةً وإِناضاً كأَقامَ إِقامةً وإِقاماً أَدرَك قال لبيد فاخِراتٌ ضُروعُها في ذُراها وأَناضَ العَيْدانُ والجَبّارُ قال ابن سيده وإِنما كانت الواو أَولى به من الياء لأَنَّ ض ن و أَشدّ انقلاباً من ض ن ي والإِناضُ إِدْراكُ النخل وإِذا أَدْرَكَ حَمْلُ النخلةِ فهو الإِناضُ أَبو عمرو الأَنْواضُ مَدافِعُ الماء والأَنْواضُ والأَناوِيضُ مواضع متفرّقة
( * قوله « متفرقة » في الصحاح مرتفعة ) ومنه قول لبيد أَرْوَى الأَناوِيضَ وأَرْوَى مِذْنَبَهْ والأَنْواضُ موضع معروف قال رؤبة غُرّ الذُّرى ضَواحِك الإِيماضِ تُسْقَى به مَدافِعُ الأَنْواضِ وقيل الأَنْواضُ هنا مَنافِقُ الماء وبه فسر الشعر ولم يذكر للأَنْواضِ ولا للمَنافِق واحد والأَنْواضُ الأَوْدِية واحدها نَوْض والجمع الأَناوِيضُ والنَّوْضُ الحرَكة والنَّوْضُ العُصْعُصُ قال الكسائي العرب تبدل من الصاد ضاداً فتقول ما لكَ من هذا الأَمر مَناضٌ أَي مَناصٌ وقد ناضَ وناصَ مَناضاً ومَناصاً إِذا ذهب في الأَرض قال ابن الأَعرابي نَوَّضْتُ الثوبَ بالصِّبْغ تَنْوِيضاً وأَنشد في صفة الأَسد في غِيلِه جِيَفُ الرِّجالِ كأَنَّه بالزَّعْفرانِ من الدِّماء مُنَوَّضُ أَي مُضَرَّج أَبو سعيد الأَنْواضُ والأَنْواطُ واحد وهي ما نُوِّطَ على الإِبل إِذا أُوقِرَتْ قال رؤبة جاذَبْنَ بالأَصْلابِ والأَنْواضِ

نيض
ابن الأَعرابي النَّيْضُ بالياء ضَربَان العِرْقِ مثل النَّبْضِ سواء

هرض
الهَرَضُ الحَصَفُ الذي يظهر على الجلد وهَرَضَ الثوبَ يَهْرضُهُ هَرْضاً مَزَّقَه

هضض
الهَضُّ والهَضَضُ كسْر دُونَ الهَدِّ وفوق الرَّضِّ وقيل هو الكَسْرُ عامّةً هَضَّه يَهُضُّه هَضّاً أَي كسَره ودقَّه فانْهَضَّ وهو مَهْضُوض وهَضِيضٌ ومُنْهَضٌّ والهَضْهَضةُ كذلك إِلا أَنه في عَجَلةٍ والهَضّ في مُهْلةٍ جعلوا ذلك كالمَدّ والترْجِيع في الأَصْوات واهْتَضَّه كسَره قال العجاج وكان ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا تَرُدُّ عنها رأْسَها مُشَجَّجا واهْتَضَضْتُ نفسي لفلان إِذا اسْتَزَدْتَها له والهَضْهَضَةُ الفَحْل الذي يَهُضُّ أَعْناقَ الفُحول تقول هو يُهَضْهِضُ الأَعْناقَ وفَحْل هَضّاضٌ يَهُضُّ أَعناقَ الفُحول وقيل هو الذي يَصْرَع الرّجل والبعير ثم يُنْحِي عليه بكَلْكَلِه وقيل هَضْهَضَها والهَضَضُ التكسر أَبو زيد هَضَضْتُ الحجرَ وغيره هَضّاً إِذا كسرْته ودقَقْتَه وجاءت الإِبل تَهُضُّ السيْرَ هَضّاً إِذا أسرَعت يقال لشَدَّ ما هَضَّتْ وقال رَكّاضٌ الدُّبَيْري جاءت تَهُضُّ المَشْيَ أَيَّ هَضِّ يَدْفَعُ عنها بعضُها عن بَعْضِ قال ابن الأَعرابي يقول هي إِبل غَزِيراتٌ فتدْفع أَلبانُها عنها قطعَ رُؤوسِها كقوله حتى فَدَى أَعْناقَهُنّ المَخْضُ وهَضَّضَ إِذا دَقّ الأَرض برجليه دقّاً شديداً والهَضَّاء الجماعةُ من الناس والخيل وهي أَيضاً الكَتِيبةُ لأَنها تهُضُّ الأَشياء أَي تكسرها الأَصمعي الهَضَّاء بتشديد الضاد الجماعة من الناس قال الطرمّاحُ قد تجَاوَزْتُها بهَضّاء كالجِنّ ة يُخْفُون بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ وهو فَعْلاء مثل الصحْراء حكاه ثعلب وأَنشد إِليه تَلْجَأُ الهَضّاءُ طُرّاً فليسَ بقائِلٍ هُجْراً لجارِ قال ابن بري البيت لأَبي دُواد يَرْثي أَبا بِجاد وصوابه هُجْراً لجادِي بالدال وأَول القصيد مصِيفُ الهَمِّ يَمْنَعُني رُقادي إِليَّ فقد تَجافى بي وِسادِي لفَقْدِ الأَرْيَحِيِّ أَبي بِجادِ أَبي الأَضْيافِ في السَّنة الجَمادِ ابن الفَرج جاء يَهُزُّ المَشْيَ ويَهُضُّه إِذا مشى مَشْياً حسناً في تَدافُعٍ أَنشد ابن الأَعرابي فيما رواه ثعلب عنه تَرَوَّحَتْ عن حُرُضٍ وحَمْضِ جاءتْ تَهُضُّ الأَرضَ أَيَّ هَضِّ يَدْفَعُ عنها بعضُها عن بَعْضِ مَشْيَ العَذارى شِمْنَ عَيْنَ المُغْضي قال تهُضُّ تدُقّ يقول راحَتْ عن حُرُض فجاءت تهُضُّ المشْيَ مَشْيَ العَذارى يقول العَذارى يَنْظُرْن إِلى المُغْضِي الذي ليس بصاحب رِيبة ويَتَوَقَّيْنَ صاحبَ الرِّيبة فشبَّه نظر الإِبل بأَعين العذارى تَغُضُّ عمن لا خيرَ عنده وشِمْنَ نظَرْن وهَضْهاضٌ وهُضاضٌ وهِضاضٌ جميعاً وادٍ قال مالك بن الحرث الهذلي إِذا خَلَّفْتُ باطِنَتَيْ سَرارٍ وبَطْنَ هُِضاضَ حيثُ غَدا صُباحُ أَنت على إِرادة البُقْعة وهَضّاضٌ ومِهَضٌّ اسْمانِ

هلض
هلَضَ الشيءَ يَهْلِضُه هَلْضاً انْتَزَعه كالنبت تَنْتَزِعُه من الأَرض ذكر أَبو مالك أَنه سمعه من أَعراب طيّء وليس بثَبَت

هنبض
الهُنْبُضُ العظيمُ البطْن وهَنْبَضَ الضَّحِكَ أَخْفاه

هيض
هاضَ الشيءَ هَيْضاً كسَره وهاضَ العظمَ يَهِيضُه هَيْضاً فانْهاضَ كسَره بعد الجُبور أَو بعدما كاد يَنْجَبِرُ فهو مَهِيضٌ واهْتاضَه أَيضاً فهو مُهْتاضٌ ومُنْهاضٌ قال رؤْبة هاجَك مِن أَرْوى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ لأَنه أَشد لوجعه وكلُّ وجَع على وجع فهو هَيْضٌ يقال هاضَني الشيءُ إِذا رَدَّك في مرَضِك وروي عن عائشة أَنها قالت في أَبيها رضي اللّه عنهما لما توُفِّيَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم واللّه لو نزل بالجبال الرّاسيات ما نزلَ بأَبي لهاضَها أَي كسَرها الهَيْضُ الكَسْرُ بعد جُبورِ العظْمِ وهو أَشدُّ ما يكون من الكسر وكذلك النُّكْسُ في المَرض بعد الانْدِمال قال ذو الرمة ووَجْه كقَرْنِ الشمسِ حُرّ كأَنَّما تَهِيضُ بهذا القَلْبِ لَمْحَتُه كَسْرا وقال القطامي إِذا ما قُلْتُ قد جُبِرَتْ صُدوعٌ تُهاضُ وما لِما هِيضَ اجْتِبارُ وقال ابن الأَعرابي في قول عائشة لَهاضَها أَي لأَلانَها والهَيْضُ اللِّينُ وقد هاضَه الأَمرُ يَهِيضُه وفي حديث أَبي بكر والنّسّابةِ يَهِيضُه حِيناً وحِيناً يَصْدَعُهْ أَي يكسِرُه مرة ويشُقُّه أُخرى وفي الحديث قيل له خَفِّضْ عليك فإِنَّ هذا يَهِيضُك وفي حديث عمر بن عبد العزيز اللهم قد هاضَني فَهِضْه والمُسْتَهاضُ الكَسِيرُ يَبْرَأُ فيُعْجَلُ بالحَمْلِ عليه والسَّوْق له فينكسر عظمه ثانية بعد جَبْر وتَماثُل والهَيْضةُ مُعاودةُ الهَمّ والحُزْنِ والمَرضِ بعد المَرض وقد تَهَيَّضَ قال وما عادَ قَلْبي الهمُّ إِلاَّ تَهَيَّضا والمُسْتَهاضُ المريض يبرأُ فيعمل عملاً فيشق عليه أَو يأْكل طعاماً أَو يشرب شراباً فيُنْكَسُ وكل وجع هَيْضٌ وهاضَ الحُزْنُ قلبَه أَصابه مرّة بعد أُخرى والهَيْضةُ انْطِلاقُ البطن يقال بالرجلَ هيْضة أَي به قُياء وقِيامٌ جميعاً وأَصابت فلاناً هَيْضةٌ إِذا لم يُوافِقْه شيء يأْكله وتغيَّرَ طَبْعُه عليه وربما لانَ من ذلك بطنُه فكثر اختلافه والهَيْضُ سَلْحُ الطائرِ وقد هاضَ هَيْضاً قال كأَنَّ مَتْنَيْه من النَّفِيِّ مَهايِضُ الطيرِ على الصفِيِّ والمعروف مَواقِعُ الطير قال ابن بري هيَّضه بمعنى هَيَّجه قال هِمْيانُ بن قُحافةَ فهَيَّضُوا القلبَ إِلى تَهَيُّضِه

وخض
الوَخْضُ الطَّعْنُ غير الجائِف وقيل هو الجائفُ وقد وخَضَه بالرُّمْح وخْضاً قال أَبو منصور هذا التفسير للوَخْضِ خطأٌ الأَصمعي إَذا خالطت الطعنةُ الجَوْفَ ولم تنفُذ فذلك الوَخْضُ والوَخْطُ وقال أَبو زيد البَجُّ مثل الوخْضِ وأَنشد قَفْخاً على الهام وبَجّاً وخْضا أَبو عمرو وخَطَه بالرمح ووخَضَه والوَخِيضُ المَطْعون قال ذو الرمة فكَرَّ يَمْشُقُ طَعْناً في جَواشنِها كأَنَّه الأَجْرُ في الإِقدامِ يُحْتَسَبُ وتارةً يَخِضُ الأَسْحارَ عن عُرُضٍ وخْضاً وتُنْتَظَمُ الأَسْحارُ والحُجُبُ

ورض
ورَّضَتِ الدَّجاجةُ رَخَّمَت على البيض ثم قامت فباضَتْ بمرّة وفي الصحاح قامت فذَرَقَتْ بمرّة واحدة ذَرْقاً كثيراً وكذلك التَّوْرِيضُ في كل شتيء قال أَبو منصور وهذا تصحيف والصواب ورَّصَتْ بالصاد وروى الأَزهري بسنده عن الفراء قال ورَّضَ الشيخُ بالضاد إِذا اسْتَرْخى حِتارُ خَوْرانِه فأَبْدى قال أَبو العباس وقال ابن الأَعرابي أَورَضَ ووَرَّضَ إِذا رَمى بغائطِه وأَخرجه بمرة وأَما التوْرِيص بالصاد فله معنى غير ما ذكره الليث ابن الأَعرابي المُوَرِّضُ الذي يرْتادُ الأَرض ويطلب الكلأَ وأَنشد لابن الرِّقاعِ حَسِبَ الرَّائدُ المُوَرِّضُ أَنْ قد دَرَّ منها بكلِّ نَبْءٍ صِوارُ دَرَّ أَي تفرّق والنَّبء ما نَبا من الأَرض ويقال نويت الصومَ وأَرَّضْتُه وورَّضْتُه ورَمَّضْتُه وبَيَّتُّه وخَمَّرْتُه ورَسَّسْتُه بمعنى واحد وفي الحديث لا صِيامَ لمن لم يُوَرِّضْ من الليل أَي لم يَنْوِ يقال ورَّضْتُ الصومَ إِذا عزمت عليه قال أَبو منصور وأَحسب الأَصل فيه مهموزاً ثم قلبت الهمزة واواً

وفض
الوِفاضُ وِقاية ثِفالِ الرَّحى والجمع وُفُضٌ قال الطرمّاح قد تجاوَزْتُها بهَضّاء كالجِنّ ةِ يُخْفُون بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ أَبو زيد الوِفاضُ الجلدة التي توضع تحت الرَّحى وقال أَبو عمرو الأَوْفاضُ والأَوْضامُ واحدها وفَضٌ ووَضَمٌ وهو الذي يُقطع عليه اللحم وقال الطّرماح كم عَدُوٍّ لنا قُراسِيةِ العِزِّ تَرَكْنا لَحْماً على أَوْفاضِ وأَوْفَضْتُ لفلان وأَوْضَمْت إِذا بسَطْتَ له بِساطاً يَتَّقي به الأَرضَ ثعلب عن ابن الأَعرابي يقال للمكان الذي يُمْسِك الماء الوِفاضُ والمَسَكُ والمَساكُ فإِذا لم يُمْسِكْ فهو مَسْهَبٌ والوَفْضةُ خَرِيطةٌ يَحْمِلُ فيها الرَّاعي أَداتَه وزاده والوَفْضةُ جَعْبةُ السِّهامِ إِذا كانت من أَدَمٍ لا خشبَ فيها تشبيهاً بذلك والجمع وِفاضٌ وفي الصحاح والوَفْضةُ شيء كالجَعْبةِ من أَدَمٍ ليس فيها خشب وأَنشد ابن بري للشَّنْفَرَى لها وَفْضةٌ فيها ثلاثون سَيْحَفاً إِذا آنَسَتْ أُولى العَدِيِّ اقْشَعَرّتِ الوَفضةُ هنا الجَعبة والسَّيْحَفُ النَّصْلُ المُذَلَّقُ وفَضَتِ الإِبلُ أَسرَعَت وناقة مِيفاضٌ مُسْرِعةٌ وكذلك النعامةُ قال لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِيفاضا خَرْجاءَ تَغْدُو تَطْلُب الإِضاضا
( * قوله « الاضاض » هو الملجأ كما تقدم ووضعت في الأصل الذي بأيدينا لفظة الملجأ هنا بازاء البيت )
وأَوْفَضَها واسْتَوْفَضَها طَرَدَها وفي حديث وائل بن حجر من زَنى مِنْ بِكْرٍ فأَصْقِعُوه كذا واسْتَوْفِضُوه عاماً أَي اضْرِبُوه واطْرُدُوه عن أَرضه وغَرِّبوه وانْفُوه وأَصله من قولك اسْتَوْفَضَتِ الإِبلُ إِذا تفرَّقت في رَعْيِها الفراء في قوله عزّ وجلّ كأَنهم إِلى نُصُب يوفضون الإِيفاضُ الإِسْراعُ أَي يُسْرِعُون وقال الليث الإِبل تَفِضُ وَفْضاً وتَسْتَوْفِضُ وأَوْفَضَها صاحبُها وقال ذو الرمة يصف ثوراً وحشيّاً طاوي الحَشا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجةٌ مُسْتَوْفَضٌ من بَناتِ القَفْرِ مَشْهُومُ قال الأَصمعي مُسْتَوْفَضٌ أَي أُفْزِعَ فاسْتَوْفَضَ وأَوْفَضَ إِذا أَسْرَع وقال أَبو زيد ما لي أَراكَ مُسْتَوْفَضاً أَي مَذْعُوراً وقال أَبو مالك اسْتَوْفَضَ اسْتَعْجَلَ وأَنشد لرؤبةً إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَو نِقْضا تَعْوِي البُرَ مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا تَعْوِي أَي تَلْوِي يقال عَوَتِ الناقةُ بُرَتها في سيْرها أَي لوتها بخِطامِها ومثل شعر رؤبة قولُ جرير يَسْتَوفِضُ الشيخُ لا يَثْنِي عمامَته والثلْجُ فوق رُؤوس الأُكْمِ مَرْكُومُ وقال الحطيئة وقِدْرٍ إِذا ما أَنْفَضَ الناسُ أَوْفَضَتْ إِليها بأَيْتامِ الشِّتاءِ الأَرامِلُ وأَوْفَضَ واسْتَوْفَضَ أَسرَع واسْتَوْفَضَه إِذا طَرَده واستعجله والوَفْضُ العجَلة واسْتَوْفَضَها استعجَلها وجاءَ على وفْض ووفَضٍ أَي على عجَل والمُسْتَوْفِضُ النافِرُ من الذُّعْرِ كأَنه طلَب وفْضَه أَي عدْوَه يقال وفَضَ وأَوْفَضَ إِذا عَدا ويقال لِقيتُه على أَوْفاضٍ أَي على عجَلةٍ مثل أَوْفازٍ قال رؤبة يَمْشِي بنا الجِدُّ على أَوْفاضِ قال أَبو تراب سمعت خليفة الحُصَيْنِي يقول أَوْضَعتِ الناقةُ وأَوْضَفَت إِذا خَبَّتْ وأَوْضَفْتُها فوضَفت وأَوْفَضْتها فوفَضَت ويقال للأَخلاط أَوْفاضٌ والأَوْفاضُ الفِرَقُ من الناس والأَخْلاطُ من قَبائلَ شَتَّى كأَصْحاب الصُّفّةِ وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه أَمَر بصدَقةٍ أَن توضَع في الأَوْفاضِ فُسِّرُوا أَنهم أَهلُ الصُّفّةِ وكانوا أَخْلاطاً وقيل هم الذين مع كل واحد منهم وَفْضةٌ وهي مثل الكِنانةِ الصغيرة يُلْقي فيها طعامَه والأَوّل أَجْودُ قال أَبو عمرو الأَوْفاضُ هم الفِرَقُ من الناس والأَخْلاط من وفضَتِ الإِبلُ إِذا تفرّقت وقيل هم الفقراء الضّعافُ الذين لا دِفاعَ بهم واحدهم وفض
( * دقوله « واحدهم وفض » كذا في الأَصل والنهاية بلا ضبط ) وفي الحديث أَن رجلاً من الأَنصار جاءَ إِلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقال مالي كلُّه صدَقةٌ فأَقْتر أَبواه حتى جلَسا مع الأَوْفاضِ أَي افتقَرا حتى جلسا مع الفقراء قال أَبو عبيد وهذا كله عندنا واحد لأَن أَهلَ الصُّفّة إِنما كانوا أَخلاطاً من قَبائل شتَّى وأَنكر أَن يكون مع كل رجل منهم وفْضةٌ ابن شميل الجَعْبةُ المُسْتديرةُ الواسعةُ التي على فمها طبَقٌ من فوقها والوَفْضةُ أَصغرُ منها وأَعْلاها وأَسفلُها مُسْتَوٍ والوَفَضُ وضَمُ اللحم طائيّةٌ عن كراع

ومض
ومَضَ البرْقُ وغيره يَمِضُ ومْضاً ووَمِيضاً ووَمَضاناً وتوْماضاً أَي لَمَعَ لمْعاً خفسًّا ولم يَعْتَرِضْ في نَواحي الغَيم قال امرؤ القيس أَصاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ ومِيضَه كلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ وقال ساعدة بن جؤية الهذلي ووصف سحاباً أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حابٍ له زَجَلٌ إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه خَلَجا وأَنشد في ومض تَضْحَكُ عن غُرِّ الثَّنايا ناصِعٍ مِثْلِ ومِيضِ البَرْقِ لَمّا عَنْ وَمَضْ يريد لما أن ومَضَ الليث الوَمْضُ والوَمِيضُ والوَمِيضُ من لَمَعانِ البرْقِ وكلِّ شيء صافي اللوْنِ قال وقد يكون الوَمِيضُ للنار وأَوْمَضَ البرقُ إِيماضاً كوَمَضَ فأَما إِذا لَمع واعْتَرَضَ في نواحِي الغيم فهو الخَفْوُ فإِن اسْتَطارَ في وسَط السماء وشقّ الغيم من غير أَن يَعْتَرِضَ يميناً وشمالاً فهو العَقِيقةُ وفي الحديث أَنه سأَل عن البرْقِ فقال أَخَفْواً أَمْ وَمِيضاً ؟ وأَوْمَضَ رأَى ومِيضَ بَرْق أَو نار أَنشد ابن الأَعرابي ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوِي الصَّدَى لعُوائِه رأَى ضَوْءَ ناري فاسْتَناها وأَوْمَضا اسْتَناها نظَر إِلى سَناها ابن الأَعرابي الوَمِيضُ أَن يُومِضَ البرقُ إِماضةً ضعيفة ثم يَخفى ثم يُومِض وليس في هذا يأْسٌ من مطر قد يكون وقد لا يكون وأَوْمَضَ لمع وأَوْمَضَ له بعينه أَوْمأَ وفي الحديث هَلاَّ أَومَضْتَ إِليَّ يا رسول اللّه أَي هلاَّ أَشَرْتَ إِليَّ إِشارة خفيَّة من أَوْمَض البرقُ ووَمَض وأَوْمَضَت المرأَةُ سارقَتِ النظَر ويقال أَوْمَضَتْه فلانة بعينها إِذا برَقت

وهض
التهذيب الأَصمعي يقال لما اطْمَأَنَّ من الأَرض وَهْضةٌ أَبو السَّمَيْدَع الوَهْضةُ والوَهْطةُ وذلك إِذا كانت مُدَوَّرة

يضض
أَبو زيد يَضَّضَ الجَرْو مثل جَصَّصَ وفقَّح وذلك إِذا فتح عينيه الفراء يقال يَصَّصَ بالصاد مثله قال أَبو عمرو يَضَّضَ ويَصَّصَ وبَضَّضَ بالباء وجَصَّصَ بمعنَى واحد لغات كلها

ط
الطاء حرف من حروف العربية وهي من الحروف المجهورة وأَلفها ترجع إِلى الياء إِذا هَجَّيْتَه جَزمْته ولم تعربه كما تقول ط د مُرْسلةَ اللفظ بلا إِعراب فإِذا وصفته وصيرته اسماً أَعربته كما تعرب الاسم فتقول هذه طاء طويلة لمَّا وصفته أَعْرَبْتَه والطاء والدال والتاء ثلاثة في حيز واحد وهي الحروف النَِّطَعِيَّةُ لأَنَّ مَبْدأَها من نَطبْعِ الغارِ الأَعْلى

أبط
الإِبْطُ إِبْطُ الرجل والدوابّ ابن سيده الإِبْطُ باطِنُ المَنْكِب غيره والإِبط باطن الجَناحِ يذكر ويؤَنث والتذكير أعْلى وقال اللحياني هو مذكر وقد أَنثه بعض العرب والجمع آباط وحكى الفراءُ عن بعض الأَعراب فرَفَع السوْطَ حتى بَرَقَتْ إِبْطُه وقول الهذلي شَرِبْتُ بجَمِّه وصَدَرْتُ عنه وأَبْيَضُ صارِمٌ ذَكَرٌ إِباطِي أَي تحت إِبْطِي قال ابن السيرافي أَصله إِباطِيٌّ فخفف ياء النسب وعلى هذا يكون صفة لصارم وهو منسوب إِلى الإِبط وتأَبَّطَ الشيءَ وضعَه تحت إِبطه وتأَبَّط سَيْفاً أَو شيئاً أَخذه تحت إِبطه وبه سمي ثابت بن جابر الفَهْمِيّ تأَبَّط شرّاً لأَنه زعموا كان لا يفارقه السيف وقيل لأَنَّ أُمه بَصُرَتْ به وقد تأَبَّط جَفِيرَ سِهام وأَخذ قَوْماً فقالت هذا تأَبَّط شرّاً وقيل بل تأَبط سِكِّيناً وأَتى نادِيَ قومِه فوَجَأَ أَحدَهم فسمي به لذلك وتقول جاءَني تأَبط شرّاً ومررْتُ بتأَبّط شرّاً تدَعُه على لفظه لأَنك لم تنقله من فعل إِلى اسم وإِنما سميت بالفعل مع الفاعل رجلاً فوجب أَن تحكيه ولا تغيره قال وكذلك كل جملة تسمي بها مثل برَق نَحْرُه وذَرَّى حَبّاً وإِن أَردت أَن تثني أَو تجمع قلت جاءَني ذَوا تأَبّط شرّاً وذَوو تأَبّط شرّاً أَو تقول كلاهما تأَبَّط شرّاً وكلُّهم ونحو ذلك والنسبة إِليه تأَبَّطِيٌّ يُنْسب إِلى الصدر ولا يجوز تصغيره ولا ترخيمه قال سيبويه ومن العرب من يفرد فيقول تأَبَّطَ أَقْبَل قال ابن سيده ولهذا أَلْزَمَنا سيبويه في الحكاية الإِضافةَ إِلى الصَّدْر وقول مليح الهذلي ونَحْنُ قَتَلْنا مُقْبِلاً غير مُدْبِرٍ تأَبَّطَ ما تَرْهَقْ بنا الحَرْبُ تَرْهَقِ أَراد تأَبَّط شرّاً فحذف المفعول للعلم به وفي الحديث أَما واللّه إِنَّ أَحدَكم ليُخْرِجُ بمسْأَلَتِه من يتأَبَّطُها أَي يجعلها تحت إِبْطِه وفي حديث عمرو بن العاص قال لَعَمْرُ اللّه إِني ما تأَبَّطَني الإِماء أَي لم يحْضُنَّني ويَتَوَلَّيْنَ تَرْبِيتي والتأَبطُ الاضْطِباع وهو ضرب من اللِّبْسة وهو أَن يُدْخِلَ الثوب من تحت يده اليمنى فيُلقِيَه على مَنْكِبِه الأَيسر وروي عن أَبي هريرة أَنه كانت رِدْيَتُه التأَبُّطَ ويقال جعلت السيف إِباطي أَي يَلي إِبطي قال وعَضْبٌ صارِمٌ ذكَرٌ إِباطي وإِبْطُ الرَّمْل لُعْطُه وهو ما رَقَّ منه والإِبْطُ اَسفلُ حَبْلِ الرمل ومَسْقَطُه والإِبْطُ من الرمل مُنْقَطَعُ معظمه واستأْبَطَ فلان إِذا حَفَر حُفْرة ضَيَّقَ رأْسَها ووسَّعَ أَسفلَها قال الراجز يَحْفِرُ نامُوساً له مُسْتأْبِطا ابن الأَعرابي أَبَطه اللّه وهَبَطَه بمعنىً واحد ذكره الأَزهري في ترجمة وبَط رأْيُه إِذا ضَعَف والوابِطُ الضعيفُ

أدط
الأَدَطُ
( * قوله « الأدط إلخ » هو هكذا في الأَصل بالدال المهملة مضبوطاً وكذا نقله شارح القاموس قال والصواب بالذال المعجمة )
المُعْوَجُّ الفكِّ قال أَبو منصور المعروف فيه الأَدْوَطُ فجعله الأَدَط قال وهما لغتان

أرط
الأَرْطَى شجر ينبُت بالرَّمْل قال أَبو حنيفة هو شبيه بالغَضَا ينبُت عِصِيّاً من أَصل واحد يَطولُ قدر قامة وله نَوْر مثل نور الخِلافِ ورائحته طيبة واحدته أَرْطاةٌ وبها سمي الرجل وكُنِّي والتثنية أَرْطَيانِ والجمع أَرْطَياتٌ وقال سيبويه أَرْطاةٌ وأَرْطَى قال وجمع الأَرْطَى أَراطَى قال ذو الرمة ومثل الحَمامِ الوُرْقِ مِمَّا تَوقَّدَتْ به من أَراطَى حَبْلِ حُزْوَى أَرِينِها قال ويجمع أَيضاً أَراطٍ قال الشاعر يصف ثَوْرَ وحشٍ فَضافَ أَراطِيَ فاجْتالَها له مِنْ ذَوائبِها كالحَطَرْ
( * قوله « كالحطر » كذا في الأَصل بالطاء وفي شرح القاموس بالضاد )
وقال العجاج أَلْجَأَه لَفْحُ الصَّبا وأَدْمَسا والطَّلُّ في خِيسِ أَراطِ أَخْيَسا فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي الجَوْفُ خَيْرٌ لك من لُغاطِ ومن أَلاءَاتٍ إِلى أَراطِ فقد يكون جمع أَرْطاة وهو الوجه وقد يكون جمع أَرْطَى كما قال التمران قال أَبو منصور والأَرْطاة ورَقُ شجرها عَبْلٌ مَفْتول مَنْبِتُها الرمالُ لها عُروق حُمْر يدبغ بورقها أَساقي اللبن فيَطِيب طَعْم اللبن فيها قال المبرد أَرْطَى على بناء فَعْلى مثل عَلْقَى إِلا أَن الأَلف التي في آخرهما ليست للتأْنيث لأن الواحدة أَرْطاةٌ وعَلْقاةٌ قال والأَلف الأُولى أَصلية وقد اختلف فيها فقيل هي أَصلية لقولهم أَدِيمٌ مأْرُوطٌ وقيل هي زائدة لقولهم أَدِيمٌ مَرْطِيٌّ وأَرْطَتِ الأَرْضُ إِذا أَخرجت الأَرْطَى قال أَبو الهيثم أَرْطَتْ لحن وإِنما هو آرَطَتْ بأَلفين لأَن أَلف أَرْطَى أَصلية الجوهري الأَرْطَى شجر من شجر الرمْل وهو فَعْلَى لأَنك تقول أَديم مأْرُوطٌ إِذا دبغ بذلك وأَلفه للإِلحاق أَو بني الاسم عليها وليست للتأْنيث لأَن الواحدة أَرطاةٌ قال يا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذِّئبُ إِليه واجْتَمَعْ لَمّا رأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْف فاضْطَجَعْ وفيه قول آخر إِنه أَفْعل لأَنه يقال أَديم مَرْطِيّ وهذا يذكر في المعتّل فإِن جعلت أَلفِه أَصلية نوَّنته في المعرفة والنكرة جميعاً وإِن جعلتها للإلحاق نونته في النكرة دون المعرفة قال أَعرابي وقد مَرِضَ بالشام أَلا أَيُّها المُكَّاء ما لَكَ ههُنا أَلاءٌ ولا أَرْطَى فأَيْنَ تَبِيضُ ؟ فأَصْعِدْ إِلى أَرضِ المَكاكيّ واجْتَنِبْ قُرى الشامِ لا تُصْبِحْ وأَنتَ مَرِيضُ قال ابن بري عند قوله إِن جعلت أَلف أَرْطَى أَصليّاً نوَّنته في المعرفة والنكرة جميعاً قال إِذا جعلت أَلف أَرْطى أَصْليّاً أَعني لام الكلمة كان وزْنُها أَفْعَل وأَفعلُ إِذا كان اسماً لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة وفي الحديث جِيءَ بإِبل كأَنها عُرُوقُ الأَرْطَى وبعير أَرْطَوِيٌّ وأَرْطاوِيّ ومأْرُوطٌ يأْكلُ الأَرْطَى ويلازمه ومأْرُوطٌ أَيضاً يشتكي منه وأَديم مأْرُوط ومُؤَرْطَى مدبوغ بالأَرْطَى والأَريطُ العاقِرُ من الرجال قال حميد الأَرقط ماذا تُرَجِّينَ من الأَرِيطِ حَزَنْبَلٍ يأْتِيكِ بالبَطِيطِ ليس بذي حَزْمٍ ولا سَفِيطِ ؟ والسَّفِيطُ السَّخِيُّ الطيب النفس وأُراطَى وذو أُراطَى وذو أُراطٍ وذو الأَرْطَى أَسماء مواضع أَنشد ثعلب فلو تراهُنَّ بذي أُراط وقال طرَفةُ ظَلِلْتُ بذي الأَرْطى فُوَيْقَ مُثَقِّبٍ بِبِيئَةِ سُوءٍ هالِكاً أَو كَهالِكِ

أسفط
الإِسْفِنْطُ والإِسْفَنْطُ المُطَيَّبُ من عصير العنب وقيل هو من أَسماء الخمر وقال أَبو عبيدة الإِسْفنْط أَعلى الخمر قال الأَصمعي هو اسم رومي قال الأَعشى وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ من الإِسْ فِنْطِ مَمْزُوجَةً بماءٍ زُلالِ قال أَبو حنيفة قال أَبو حزام العُكْلي فهو مما يمدح به ويعاب قال سيبويه الإِسْفِنْطُ والإِسْطَبْلُ خماسيان جعل الأَلف فيهما أَصلية كما يَسْتَعُور خماسيّاً جعلت الياء أَصلية

أصفط
الأَصمعي الإِصْفِنْط الخمر بالرومية وهي الإِسْفِنْطُ وقال بعضهم هي خمر فيها أَفاوِيهُ وقال أَبو عبيدة هي أَعلى الخمر وصَفْوَتُها وقيل هي خُمور مخلوطة قال شمر سأَلت ابن الأَعرابي عنها فقال الإِسفنط اسم من أَسمائها لا أَدري ما هو وقد ذكرها الأَعشى فقال أَو ِاسْفِنْطَ عانةَ بَعْدَ الرُّقا دِ شَكَّ الرّصافُ إِليها غَدِيرا

أطط
ابن الأَعرابي الأَطَطُ الطَّويل والأُنثى طَطاء والأُطُّ والأَطِيطُ نَقِيضُ صوت المَحامِل والرِّحال إِذا ثقل عليها الرُّكبان وأَطَّ الرَّحْلُ والنِّسْعُ يَئِطُّ أَطّاً وأَطِيطاً صَوَّتَ وكذلك كلُّ شيء أَشبه صوت الرحل الجديد وأَطِيطُ الإِبلِ صوتُها وأَطَّت الإِبلُ تَئِطُّ أَطِيطاً أَنَّتْ تَعَباً أَو حَنيناً أَو رَزَمةً وقد يكون من الحَقْلِ ومن الأَبديات الجوهري الأَطِيطُ صوت الرحل والإِبل من ثِقَل أَحْمالِها قال ابن بري قال علي بن حمزة صوت الإِبل هو الرُّغاء وإِنما الأَطِيطُ صوتُ أَجْوافِها من الكِظَّةِ إِذا شربت والأَطيط أَيضاً صوت النِّسْعِ الجديد وصوت الرَّحْل وصوت الباب ولا أَفعل ذلك ما أَطَّتِ الإِبلُ قال الأَعشى أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عن نَحْتِ أَثْلَتِنا ؟ ولَسْتَ ضائرَها ما أَطَّتِ الإِبلُ ومنه حديث أُمِّ زَرْع فجعَلَني في أَهلِ صَهِيل وأَطِيطٍ أَي في أَهل خَيْل وإِبل قال وقد يكون الأَطِيطُ في غير الإِبل ومنه حديث عُتبة بن غَزْوان رضي اللّه عنه حين ذكَر بابَ الجنة قال ليَأْتِينَّ على باب الجنة زَمانٌ يكون له فيه أَطِيطٌ أَي صوتٌ بالزِّحامِ وفي حديث آخر حتى يُسْمَعَ له أَطِيطٌ يعني بابَ الجنة قال الزجاجي الأَطِيطُ صوتُ تَمَدُّد النِّسْع وأَشْباهِه وفي الحديث أَطَّتِ السماء الأَطِيطُ صوتُ الأَقْتاب وأَطِيطُ الإِبل أَصواتها وحَنِينُها أَي أَن كثرةَ ما فيها من الملائكة قد أَثْقَلها حتى أَطَّت وهذا مثلٌ وإِيذان بكثرة الملائكة وإِن لم يكن ثَمَّ أَطِيط وإِنما هو كلام تقريب أُريد به تقريرُ عظمةِ اللّه عزّ وجلّ وفي الحديث العرشُ على مَنكِب إِسرافيل وإِنه لَيَئِطُّ أَطِيطَ الرَّحْل الجديد يعني كُوَ الناقة أَي أَنه لَيَعْجَزُ عن حَمْله وعَظَمته إِذ كان معلوماً أَنَّ أَطِيطَ الرَّحْل بالراكب إِنما يكون لقوة ما فَوْقَه وعجزِه عن احتماله وفي حديث الاسْتِسْقاء لقد أَتيناك وما لنا بعير يَئِطُّ أَي يحِنّ ويَصِيح يريد ما لنا بعير أَصلاً لأَن البعير لا بدَّ أَن يئطّ وفي المثل لا آتيك ما أَطَّت الإِبلُ والأَطَّاطُ الصيَّاحُ قال يَطْحِرْن ساعاتِ إِنا الغُبوقِ من كِظَّةِ الأَطّاطةِ السَّبُوقِ
( * قوله « السبوق » كذا في الأَصل بالموحدة بعد المهملة وفي هامشه صوابه السنوق وكذا هو في شرح القاموس بالنون )
وأَنشد ثعلب وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ يعني الطريقَ والأَطيطُ صوت الظَّهْر من شدّةِ الجوع وأَطيط البَطْن صوت يسمع عند الجوع قال هَلْ في دَجُوبِ الجُرَّةِ المَخِيطِ وَذِيلةٌ تَشْفِي من الأَطِيطِ ؟ الدَّجُوبُ الغِرارةُ والوَذِيلةُ قِطْعة من السَّنام والأَطِيطُ صوتُ الأَمْعاء من الجُوع وأَطَّتِ الإِبلُ مدّت أَصواتَها ويقال أَطِيطُها حَنِينُها وقيل الأَطِيطُ الجوعُ نفسُه عن الزجاجي وأَطَّتِ القَناةُ أَطيطاً صوَّتت عند التقْويم قال أَزُوم يَئِطُّ الأَيْرُ فيه إِذا انْتَحَى أَطِيطَ قُنيِّ الهِنْدِ حين تُقَوَّمُ فاستعاره وأَطَّت القَوْسُ تَئِطُّ أَطيطاً صَوَّتَتْ قال أَبو الهيثم الهذلي شُدَّتْ بكلِّ صُهابيّ تَئِطُّ به كما تَئِطُّ إِذا ما رُدَّت الفِيَقُ والأَطِيطُ صوت الجوفِ من الخَوا وحَنِينُ الجِذْع قال الأَغلب قد عَرَفَتْني سِدْرَتي وأَطَّتِ قال ابن بري هو للراهب واسمه زهرة بن سِرْحانَ وسمي الراهبَ لأَنه كان يأْتي عُكاظَ فيقوم إِلى سَرْحةٍ فيرجز عندها ببني سُلَيْم قائماً فلا يزال ذلك دأْبَه حتى يَصْدُر الناسُ عن عكاظ وكان يقول قد عَرَفَتْني سَرْحَتي فأَطَّتِ وقد ونَيْتُ بَعْدَها فاشْمَطَّتِ وأُطَيْطٌ اسم شاعر قال ابن الأَعرابي هو أُطيط ابن المُغَلِّس وقال مُرَّة هو أُطَيْطُ بن لَقِيطِ بن نَوْفَل بن نَضْلةَ قال ابن دريد وأَحسَب اشتقاقه من الأَطِيطِ الذي هو الصَّرِيرُ وفي حديث ابن سيرين كنت مع أنس بن مالك حتى إِذا كنا بأَطِيطٍ
( * قوله « كنا بأطيط » كذا بالأَصل وبهامشه صوابه بأطط محركة وهو كذلك في القاموس وشرحه ومعجم ياقوت )
والأَرضَ فَضْفاضٌ أَطِيطٌ هو موضع بين البصرة والكوفة واللّه أَعلم

أقط
الأقِطُ والإِقْطُ والأَقْطُ والأُقْطُ شيء يتخذ من اللبن المَخِيض يطبخ ثم يترك حتى يَمْصُل والقِطعةُ منه أَقِطةٌ قال ابن الأَعرابي هو من أَلبان الإِبل خاصّة قال الجوهري الأَقِطُ معروف قال وربما سكن في الشعر وتنقل حركة القاف إِلى ما قبلها قال الشاعر رُوَيْدَكَ حتى يَنْبُتَ البقْلُ والغَضَا فيَكْثُر إِقْطٌ عندهم وحَلِيبُ قال وأْتَقَطْتُ اتخذْتُ الأَقِطَ وهو افْتَعَلْتُ وأَقَطَ الطعامَ يأْقِطُه أَقْطاً عَمِلَه بالأَقط فهو مأْقُوطٌ وأَنشد الأَصمعي ويأْكلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتا ويَدْمُقُ الأَقْفالَ والتّابُوتا ويَخْنُقُ العَجوزَ أَو تَمُوتا أَو تُخْرِجَ المأْقُوطَ والمَلْتوتا أَبو عبيد لَبَنْتُهم من اللبن ولَبأْتُهم أَلْبَؤُهُمْ من اللِّبَإِ وأَقَطْتُهم من الأَقِط يقال أَقَطَ الرجلَ يأْقِطُه أَقْطاً أَطْعَمه الأَقِط وحكى اللحياني أَتيت بني فلان فخبزوا وحاسُوا وأَقَطُوا أَي أَطْعَموني ذلك هكذا حكاه اللحياني غير مُعَدّياتٍ أَي لم يقولوا خَبَزُوني وحاسُوني وأَقَطُوني وآقَطَ القومُ كثر أَقطهم عنه أَيضاً قال وكذلك كل شيءٍ من هذا إِذا أَردت أَطْعمْتَهم أَو وهبْتَ لهم قلتَه فعلتهم بِغير أَلف وإِذا أَردت أَنَّ ذلك قد كثر عندهم قلت أَفْعَلُوا والأَقِطةُ هَنَةٌ دون القِبَةِ مما يلي الكَرِشَ والمعروف اللاَّقِطةَ قال الأَزهري سمعت العرب يسمونها اللاَّقِطةَ ولعل الأَقِطةَ لغة فيها والمَأْقِطُ المَضِيقُ في الحرب وجمعه المَآقِطُ والمَأْقِطُ الموضع الذي يقتتلون فيه بكسر القاف قال أَوس جَوادٌ كَرِيمٌ أَخُو مأْقِطٍ نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ والأَقِطُ والمَأْقِطُ الثقيل الوَخِمُ من الرجال والمَأْقُوطُ الأَحمق قال الشاعر يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ لا وَرِعٌ جِبْسٌ ولا مأْقُوطُ وضربه فأَقَطَه أَي صرَعه كوَقَطهُ قال ابن سيده وأَرى الهمزة بدلاً وإِن قلّ ذلك في المفتوح قال ابن الأَثير قد تكرر ذكر الأَقط في الحديث وهو لبن مُجَفَّف يابس مُسْتَحْجِر يطبخ به

أمط
قال ابن بري الأُمْطِيُّ شجر طويل يحمل العِلْكَ قال العجاج
( * قوله « قال العجاج » في معجم ياقوت قال رؤبة وجعل بدل الدال المهملة الأَخيرة من فرنداد دالاً معجمة )
وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيّ

بأط
التهذيب أَبو زيد تَبَأَطَ الرجلُ تَبَؤُّطاً إِذا أَمْسى رَخِيَّ البال غير مهموم صالحاً

بثط
بَثِطَت شَفتُه بَثَطاً وَرِمَتْ قال وليس بثبت

برط
ابن الأَعرابي بَرِطَ الرجل إِذا اشتغل عن الحقّ باللهو قال أَبو منصور هذا حرف لم أَسمعه لغيره وأُراه مقلوباً عن بَطِرَ

بربط
البَرْبَطُ العود أَعجمي ليس من مَلاهي العرب فأَعربته حين سمعت به التهذيب البربط من ملاهي العجم شبه بصدر البَطّ والصدْرُ بالفارسية بَرْ فقيل بَرْبَطٌ وفي حديث علي بن الحسين لا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ فيها البَرْبَطُ قال البَرْبَطُ مَلْهاة تشبه العود فارسي معرَّب قال ابن الأَثير أَصله بَرْبَتْ فإِن الضارب به يضعه على صدره واسم الصدر بَرْ والبِرْبِيطياءُ ثياب والبِرْبِيطياء موضع ينسب إِليه الوَشْي ذكره ابن مقبل في شعره خُزامى وسَعْدانٌ كأَنَّ رِياضَها مُهِدْنَ بذي البِرْبِيطياء المُهَذَّبِ

برقط
تَبَرْقَطَت الإِبل اختلفت وجوهها في الرَّعْي حكاه اللحياني وتَبَرْقطَ على قفاه كَتَقَرْطَبَ والبَرْقَطةُ خَطْوٌ متقارب وبَرْقَطَ الرجلُ بَرْقَطةً فرّ هارباً وولَّى مُتَلَفِّتاً وبَرْقَطَ الشيءَ فرَّقَه والمُبَرْقَطُ ضرب من الطعام قال ثعلب سمي بذلك لأَن الزيت يُفَرَّق فيه كثيراً ابن بزرج الفَرْشَطةُ بَسْطُ الرجلين في الركوب من جانب واحد والبَرْقطة القعود على الساقين بتفريج الركبتين أَبو عمرو بَرْقَطَ في الجبل وبَقَّطَ إِذا صعَّد

بسط
في أَسماء اللّه تعالى الباسطُ هو الذي يَبْسُطُ الرزق لعباده ويوسّعه عليهم بجُوده ورحمته ويبسُط الأَرواح في الأَجساد عند الحياة والبَسْطُ نقيض القَبْضِ بسَطَه يبسُطه بَسْطاً فانبسَط وبَسَّطَه فتبَسَّط قال بعض الأَغفال إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفّاً غَلاّ بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاّ وبسَط الشيءَ نشره وبالصاد أَيضاً وبَسْطُ العُذْرِ قَبوله وانبسَط الشيءُ على الأَرض والبَسِيطُ من الأَرض كالبِساطِ من الثياب والجمع البُسُطُ والبِساطُ ما بُسِط وأَرض بَساطٌ وبَسِيطةٌ مُنْبَسطة مستويَة قال ذو الرمة ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَرِي غيرَ أَنه بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسِيل واسِعُ وقال آخر ولو كان في الأَرضِ البَسيطةِ منهمُ لِمُخْتَبِطٍ عافٍ لَما عُرِفَ الفَقْرُ وقيل البَسِيطةُ الأَرض اسم لها أَبو عبيد وغيره البَساطُ والبَسيطة الأَرض العَريضة الواسعة وتبَسَّط في البلاد أَي سار فيها طولاً وعَرْضاً ويقال مكان بَساط وبسِيط قال العُدَيْلُ بن الفَرْخِ ودُونَ يَدِ الحَجّاجِ من أَنْ تَنالَني بَساطٌ لأَيْدِي الناعجات عَرِيضُ قال وقال غير واحد من العرب بيننا وبين الماء مِيلٌ بَساطٌ أَي مِيلٌ مَتَّاحٌ وقال الفرّاء أَرض بَساطٌ وبِساط مستوية لا نَبَل فيها ابن الأَعرابي التبسُّطُ التنزُّه يقال خرج يتبسَّطُ مأْخوذ من البَساط وهي الأَرضُ ذاتُ الرَّياحين ابن السكيت فرَشَ لي فلان فِراشاً لا يَبْسُطُني إِذا ضاقَ عنك وهذا فِراشٌ يبسُطني إِذا كان سابِغاً وهذا فراش يبسُطك إِذا كان واسعاً وهذا بِساطٌ يبسُطك أَي يَسَعُك والبِساطُ ورقُ السَّمُرِ يُبْسَطُ له ثوب ثم يضرب فيَنْحَتُّ عليه ورجل بَسِيطٌ مُنْبَسِطٌ بلسانه وقد بسُط بساطةً الليث البَسِيطُ الرجل المُنْبَسِط اللسان والمرأَة بَسِيطٌ ورجل بَسِيطُ اليدين مُنْبَسِطٌ بالمعروف وبَسِيطُ الوجهِ مُتَهَلِّلٌ وجمعها بُسُطٌ قال الشاعر في فِتْيةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ عند الفِصالِ قدِيمُهم لم يَدْثُرِ ويد بِسْطٌ أَي مُطْلَقةٌ وروي عن الحكم قال في قراءة عبد اللّه بل يداه بِسْطانِ قال ابن الأَنباري معنى بِسْطانِ مَبْسُوطَتانِ وروي عن عروة أَنه قال مكتوب في الحِكمة ليكن وجْهُك بِسْطاً تكن أَحَبّ إِلى الناسِ ممن يُعْطِيهم العَطاء أَي مُتبسِّطاً منطلقاً قال وبِسْطٌ وبُسْطٌ بمعنى مبسوطَتَين والانْبِساطُ ترك الاحْتِشام ويقال بسَطْتُ من فلان فانبسَط قال والأَشبه في قوله بل يداه بُسْطان
( * قوله « بل يداه بسطان » سبق انها بالكسر وفي القاموس وقرئ بل يداه بسطان بالكسر والضم )
أَن تكون الباء مفتوحة حملاً على باقي الصفات كالرحْمن والغَضْبان فأَما بالضم ففي المصادر كالغُفْرانِ والرُّضْوان وقال الزمخشري يدا اللّه بُسْطانِ تثنيةُ بُسُطٍ مثل رَوْضة أُنُفٍ ثم يخفف فيقال بُسْطٌ كأُذُنٍ وأُذْنٍ وفي قراءة عبد اللّه بل يداه بُسْطانِ جُعل بَسْطُ اليدِ كنايةً عن الجُود وتمثيلاً ولا يد ثم ولا بَسْطَ تعالى اللّه وتقدس عن ذلك وإِنه ليَبْسُطُني ما بسَطَك ويَقْبِضُني ما قبَضَك أَي يَسُرُّني ما سَرَّك ويسُوءُني ما ساءك وفي حديث فاطمة رِضْوانُ اللّه عليها يبسُطُني ما يبسُطُها أَي يسُرُّني ما يسُرُّها لأَن الإِنسان إِذا سُرَّ انبسط وجهُه واستَبْشر وفي الحديث لا تَبْسُطْ ذِراعَيْكَ انْبِساطَ الكلب أَي لا تَفْرُشْهما على الأَرض في الصلاة والانْبِساطُ مصدر انبسط لا بَسَطَ فحمَله عليه والبَسِيط جِنْس من العَرُوضِ سمي به لانْبِساط أَسبابه قال أَبو إِسحق انبسطت فيه الأَسباب فصار أَوّله مستفعلن فيه سببان متصلان في أَوّله وبسط فلان يده بما يحب ويكره وبسَط إِليَّ يده بما أُحِبّ وأَكره وبسطُها مَدُّها وفي التنزيل العزيز لئن بسطْتَ إِليَّ يدك لتقتلني وأُذن بَسْطاء عريضة عَظيمة وانبسط النهار وغيره امتدّ وطال وفي الحديث في وصف الغَيْثِ فوقع بَسِيطاً مُتدارِكاً أَي انبسط في الأَرض واتسع والمُتدارِك المتتابع والبَسْطةُ الفضيلة وفي التنزيل العزيز قال إِنَّ اللّه اصطفاه عليكم وزاده بَسْطةً في العلم والجسم وقرئ بَصْطةً قال الزجاج أَعلمهم أَن اللّه اصطفاه عليهم وزاده بسطة في العلم والجسم فأَعْلَمَ أَن العلم الذي به يجب أَن يقَع الاخْتيارُ لا المالَ وأَعلم أَن الزيادة في الجسم مما يَهيبُ
( * قوله « يهيب » من باب ضرب لغة في يهابه كما في المصباح )
العَدُوُّ والبَسْطةُ الزيادة والبَصْطةُ بالصاد لغة في البَسْطة والبَسْطةُ السِّعةُ وفلان بَسِيطُ الجِسْمِ والباع وامرأَة بَسْطةٌ حسَنةُ الجسمِ سَهْلَتُه وظَبْية بَسْطةٌ كذلك والبِسْطُ والبُسْطُ الناقةُ المُخَلاَّةُ على أَولادِها المتروكةُ معها لا تمنع منها والجمع أَبْساط وبُساطٌ الأَخيرة من الجمع العزيز وحكى ابن الأَعرابي في جمعها بُسْطٌ وأَنشد للمَرّار مَتابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ كما رَجَعَت في لَيْلِها أُمُّ حائلِ وقيل البُسْطُ هنا المُنْبَسطةُ على أَولادها لا تنقبضُ عنها قال ابن سيده وليس هذا بقويّ ورواجعُ مُرْجِعةٌ على أَولادها وتَرْبَع عليها وتنزع إِليها كأَنه توهّم طرح الزائد ولو أَتم لقال مَراجِعُ ومتئمات معها حُوارٌ وابن مَخاض كأَنها ولدت اثنين اثنين من كثرة نَسْلها وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه كتب لوفْد كَلْب وقيل لوفد بني عُلَيْمٍ كتاباً فيه عليهم في الهَمُولةِ الرَّاعِيةِ البِساطِ الظُّؤارِ في كل خمسين من الإِبل ناقةٌ غيرُ ذاتِ عَوارٍ البساط يروى بالفتح والضم والكسر والهَمُولةُ الإِبل الراعِيةُ والحَمُولةُ التي يُحْمل عليها والبِساطُ جمع بِسْط وهي الناقة التي تركت وولدَها لا يُمْنَعُ منها ولا تعطف على غيره وهي عند العرب بِسْط وبَسُوطٌ وجمع بِسْط بِساطٌ وجمع بَسُوط بُسُطٌ هكذا سمع من العرب وقال أَبو النجم يَدْفَعُ عنها الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ خَمسون بُسْطاً في خَلايا أَرْبَعِ البساط بالفتح والكسر والضم وقال الأَزهري هو بالكسر جمع بِسْطٍ وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحن والقِطْفِ أَي بُسِطَتْ على أَولادها وبالضم جمع بِسْطٍ كظِئْرٍ وظُؤار وكذلك قال الجوهري فأَما بالفتح فهو الأَرض الواسعة فإِن صحت الرواية فيكون المعنى في الهمولة التي ترعى الأَرض الواسعة وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول والظُّؤار جمع ظئر وهي التي تُرْضِع وقد أُبْسِطَت أَي تُركت مع ولدها قال أَبو منصور بَسُوطٌ فَعُول بمعنى مَفْعولٍ كما يقال حَلُوبٌ ورَكُوبٌ للتي تُحْلَبُ وتُرْكَب وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحْن بمعنى المَطْحون والقِطْفِ بمعنى المَقْطُوفِ وعَقَبة باسِطةٌ بينها وبين الماء ليلتان قال ابن السكيت سِرْنا عَقبةً جواداً وعقبةً باسِطةً وعقبة حَجُوناً أَي بعيدة طويلة وقال أَبو زيد حفر الرجل قامةً باسِطةً إِذا حفَرَ مَدَى قامتِه ومدَّ يَدِه وقال غيره الباسُوطُ من الأَقْتابِ ضدّ المَفْروق ويقال أَيضاً قَتَبٌ مَبسوطٌ والجمع مَباسِيطُ كما يُجمع المَفْرُوقُ مفارِيقَ وماء باسِطٌ بعيد من الكلإِ وهو دون المُطْلِب وبُسَيْطةُ اسم موضع وكذلك بُسَيِّطةُ قال ما أَنْتِ يا بُسَيِّطَ التي التي أَنْذَرَنِيكِ في المَقِيلِ صُحْبَتي قال ابن سيده أَراد يا بُسَيِّطةُ فرخَّم على لغة من قال يا حارِ ولو أَراد لغة من قال يا حارُ لقال يا بُسَيِّطُ لكن الشاعر اختار الترخيم على لغة من قال يا حارِ ليعلم أَنه أَراد يا بسيطةُ ولو قال يا بُسَيِّطُ لجاز أَن يُظن أَنه بلد يسمى بَسيطاً غير مصغّر فاحتاج إِليه فحقّره وأَن يظن أَن اسم هذا المكان بُسَيّط فأَزال اللبس بالترخيم على لغة من قال يا حارِ فالكسر أَشْيَعُ وأَذْيَع ابن بري بُسَيْطةُ اسم موضع ربما سلكه الحُجّاج إِلى بيت اللّه ولا تدخله الأَلف واللام والبَسِيطةُ
( * قوله « والبسيطة إلخ » ضبطه ياقوت بفتح الياء وكسر السين ) وهو غير هذا الموضع بين الكوفة ومكة قال ابن بري وقول الراجز إِنَّكِ يا بسيطةُ التي التي أَنْذَرَنِيكِ في الطَّريقِ إِخْوتي قال يحتمل الموضعين

بصط
البَصْطةُ بالصاد لغة في البَسْطة وقرئ وزاده بَصْطةً ومُصَيْطِرٌ بالصاد والسين وأَصل صاده سين قلبت مع الطاء صاداً لقرب مخرجهما

بطط
بَطّ الجُرْحَ وغيره يَبُطُّه بَطّاً وبَجَّه بَجّاً إِذا شقَّه والمِبَطّةُ المِبْضَعُ وبَطَطْتُ القرْحةَ شَقَقْتها وفي الحديث أَنه دخل على رجلٍ به ورم فما بَرِحَ حتى بُطَّ البَطُّ شقّ الدُّمّل والخُراجِ ونحوهما والبَطّةُ الدَّبّةُ مكية وقيل هي إِناء كالقارُورةِ وفي حديث عمر بن عبد العزيز أَنه أَتى بَطّةً فيها زيت فصبّه في السّراج البطّة الدَّبّةُ بلغة أَهل مكة لأَنها تُعمل على شكل البطّة من الحيوان والبَطُّ الإِوَزُّ واحدته بطّة يقال بطّةٌ أُنثى وبَطّةٌ ذكر الذكر والأُنثى في ذلك سواء أَعجمي معرّب وهو عند العرب الإِوَزُّ صِغارُه وكباره جميعاً قال ابن جني سميت بذلك حكاية لأَصواتها وزيدُ بَطّة لقب قال سيبويه إِذا لقّبْت مفرداً بمفرد أَّضفته إِلى اللقَب وذلك قولك هذا قَيْسُ بطّةَ جعلت بطة معرفة لأَنك أَردت المعرفة التي أَردتها إِذا قلت هذا سعيد فلو نونت بطةَ صار سعيد نكرة ومعرفة بالمضاف إِليه فيصير بطة ههنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ثم أُضيف إِليه وقالوا هذا عبد اللّه بطةُ يا فتى فجعلوا بطة تابعاً للمضاف الأَوّل قال سيبويه فإِذا لقبت مضافاً بمفرد جرى أَحدهما على الآخر كالوصف وذلك قولك هذا عبد اللّه بطة يا فتى والبَطُّ من طير الماء الواحدة بطة وليست الهاء للتأْنيث وإِنما هي لواحد الجنس تقول هذه بطة للذكر والأُنثى جميعاً مثل حمامة ودجاجة والبَطْبَطةُ صوت البط والبَطِيطُ العَجب والكَذِبُ يقال جاء بأَمْر بَطِيطٍ أَي عجيب قال الشاعر أَلَمّا تَعْجَبي وتَرَيْ بَطِيطاً من اللاَّئينَ في الحِقَبِ الخَوالي ولا يقال منه فعَل وأَنشد ابن بري سَمَتْ للعِراقَيْنِ في سَوْمِها فَلاقَى العِراقانِ منها البَطِيطا وقال آخر أَلم تَتَعَجَّبي وتَرَيْ بَطِيطاً من الحِقَبِ المُلَوَّنةِ العنُونا
( * قوله « الملونة العنونا » هكذا هو في الأَصل )
ابن الأَعرابي البُطُطُ الأَعاجيبُ والبُطُطُ الأَجْواعُ والبُطُطُ الكَذِبُ والبُطُطُ الحَمْقَى والبَطِيط رأْس الخُفّ عِراقِيّة وقال كراع البَطِيطُ عند العامة خُفٌّ مقطوع قدَمٌ بغير ساقٍ وقول الأَعرابية إِنَّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط كأَثَرِ الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائِط
( * قوله « الغائط » هو بالأَصل هنا وفيما سيأْتي في مادة حطط بالغين المعجمة والذي في شرح القاموس هنا بالحاء المهملة )
قال ابن سيده أَرى بُطائطاً إِتباعاً لحُطائط قال وهذا البيت أَنشده ابن جني في الإِقْواء ولو سكن فقال بطائط وتَنكَّب الإِقواء لكان أَحسن ونهر بَطّ معروف قال لم أَرَ كاليَوْمِ ولا مُذْقَطِّ أَطْوَلَ من ليْلٍ بنَهْر بَطِّ أَبيت بين خلَّتي مُشْتطِّ من البَعُوضِ ومن التَّغَطِّي

بعط
البَعْطُ والإِبْعاطُ الغُلُوّ في الجَهْلِ والأَمْر القَبِيح وأَبْعَطَ الرجلُ في كلامه إِذا لم يُرْسِلْه على وجهه قال رؤبة وقُلْت أَقْوالَ امرِئٍ لم يُبْعِطِ أَعْرِضْ عن الناسِ ولا تَسَخَّطِ وأَبْعَطَ في السَّوْمِ تَباعَدَ وتَجاوَزَ القَدْرَ قال ابن بري شاهِدُه قولُ حسّان ونَجا أَراهِطُ أَبْعَطُوا ولَوَ أُنَّهم ثَبَتُوا لمَا رَجَعُوا إِذاً بسلام وكذلك طمَح في السَّوْمِ وأَشَطَّ فيه قال ابن الأَعرابي وكذلك المُعْتَنِزُ والمُبْعِطُ والصُّنْتُوتُ والفَرْدُ والفَرِدُ والفَرُودُ الذي يكون وحده والإِبْعاطُ أَن تُكَلِّفَ الإِنسانَ ما ليس في قوّته أَنشد ابن الأَعرابي ناجٍ يُعَنِّيهِنَّ بالإِبْعاطِ إِذا اسْتدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ ورواه ثعلب يُغَنِّيهِنّ بالإِبْعاطِ اسْتدى افْتَعَل من السَّدْو والإِبْعاطُ الإِبْعادُ قال ومشى أَعرابي في صلح بين قوم فقال لقد أَبْعَطُوا إِبْعاطاً شديداً أَي أَبْعَدُوا ولم يَقْرُبوا من الصلح وقال مجنون بني عامر لا يُبْعِطُ النَّقْدَ من دَيْني فيَجْحَدَني ولا يُحَدّثُني أَنْ سَوْفَ يَقْضِيني وروى سلمة عن الفراء أَنه قال يُبْدلون الدال طاء فيقولون ما أَبْعَطَ طارَك يريدون ما أَبعد دارك ويقولون بَعَطَ الشاةَ وشَحَطَها وذَمَطَها وبَذَحَها وذَعَطَها إِذا ذبحها والبَعْطُ والمِبْعَطةُ الاسْتُ

بعثط
البُعْثُطُ والبُعْثُوطُ سُرّةُ الوادي وخير موضع فيه والبُعْثُطُ الاسْتُ وقد تثقل الطاء في هذه الأَخيرة يقال أَلْزَقَ بُعْثُطَه وعُضْرُطَه بالصَّلَّةِ الأَرضِ يعني اسْتَه قال وهي اسْتُه وجِلْدة خُصْيَيْه ومَذاكِيرُه ويقال غَطِّ بُعْثُطَك وهو اسْتُه ومَذاكِيرُه ويقال للعالم بالشيء هو ابن بُعْثُطِها كما يقال هو ابن بَجْدَتِها وفي حديث معاوية قيل له أَخبرنا عن نَسبِك في قُريش فقال أَنا ابن بُعْثُطِها البُعْثُطُ سُرَّةُ الوادي يريد أَنه واسِطةُ قُريشٍ ومن سُرَّةِ بِطاحِها

بعقط
البُعْقُوط القصير في بعض اللغات والبُعْقُوطةُ دُحْرُوجةُ الجُعَل ابن بري البُعْقُوطةُ ضرب من الطير ورجل بُعْقُوطٌ وبُلْقُوطٌ قصير قال وقال بعضهم ليس البلقوط بثبت

بقط
في الأَرض بَقْطٌ من بَقْل وعُشْبٍ أَي نَبْذُ مَرْعىً يقال أَمْسَيْنا في بُقْطةٍ مُعْشِبةٍ أَي في رُقْعةٍ من كلإٍ وقيل البَقْطُ جمعه بُقوطٌ وهو ما ليس بمجتمع في موضع ولا منه ضَيْعةٌ كاملة وإِنما هو شيء متفرّق في الناحية بعد الناحية والعرب تقول مررت بهم بَقْطاً بَقْطاً بإِسكان القاف وبقَطاً بقَطاً بفتحها أَي متفرّقين وذهبوا في الأَرض بَقْطاً بَقْطاً أَي متفرقين وحكى ثعلب أَن في بني تميم بَقْطاً من ربيعة أَي فِرْقةً أَو قِطْعةً وهم بَقَطٌ في الأَرض أَي متفرّقون قال مالك بن نويرة رأَيتُ تَمِيماً قد أَضاعَتْ أُمورَها فهُم بَقَطٌ في الأَرض فَرْثٌ طَوائفُ فأَمّا بَنُو سَعْدٍ فبالخَطِّ دارُها فَبابانُ منهم مأْلَفٌ فالمَزالِفُ أَي منتشرون متفرقون أَُّو تراب عن بعض بني سليم تَذَقَّطْتُه تَذَقُّطاً وتَبَقَّطْتُه تَبَقُّطاً إِذا أَخذته قليلاً قليلاً أَبو سعيد عن بعض بني سليم تَبَقَّطْتُ الخبَر وتسَقَّطْتُه وتَذَقَّطْتُه إِذا أَخذته شيئاً بعد شيء وبَقَطُ الأَرض فِرْقةٌ منها قال شمر روى بعض الرواة في حديث عائشة رضي اللّه عنها فواللّهِ ما اختلفوا في بُقْطةٍ إِلا طارَ أَبي بحَظِّها قال والبُقْطةُ البُقْعةُ من بِقاعِ الأَرض تقول ما اختلفوا في بُقْعةٍ من البِقاع ويقع قول عائشة على البُقْطةِ من الناس وعلى البقطة من الأَرض والبُقْطةُ من الناس الفِرْقةُ قال ويمكن أَن تكون البُقطة في الحديث الفرقة من الناس ويقال إِنها النقطة بالنون وسيأْتي ذكرها وبَقَطَ الشيءَ فرّقه ابن الأَعرابي القَبْطُ الجمع والبَقْطُ التفْرِقةُ وفي المثل بَقِّطِيه بِطِبِّكِ يقال ذلك للرجل يؤمر بإحكام العَمَلِ بعلمه ومعرفته وأَصله أَن رجلاً أَتى هَوىً له في بيتها فأَخذه بطنُه فقَضى حاجتَه فقالت له ويْلَك ما صَنَعْتَ ؟ فقال بَقِّطِيه بِطِبِّك أَي فِرِّقيه برِفْقِكِ لا يُفْطَنُ له وكان الرجل أَحْمَقَ والطِّبُّ الرِّفْق اللحياني بَقَّطَ مَتاعَه إِذا فرَّقه التهذيب البُقَّاطُ ثُفْلُ الهَبِيدِ وقِشْرُه قال الشاعر يصف القانِصَ وكِلابَه ومَطْعَمَه من الهبيد إِذا لم ينل صيداً إِذا لم يَنَلْ منْهُنّ شيْئاً فقَصْرُه لَدى حِفْشِه من الهَبِيدِ جَرِيم تَرى حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقىً كأَنَّه غَرانِيقُ نخل يَعْتَلِين جُثوم والبَقْطُ أَن تُعطي الجنَّة على الثلُثِ أَو الرُّبع والبَقْطُ ما سقَط من التمر إِذا قُطع يُخْطِئُه المِخْلَبُ والمِخْلَبُ المِنْجَلُ بلا أَسنان وروى شمر بإِسناده عن سعيد بن المسيب أَنه قال لا يصلح بَقْطُ الجِنانِ قال شمر سمعت أَبا محمد يروي عن ابن المظَفَّر أَنه قال البَقْطُ أَن تُعطي الجِنانَ على الثلث أَو الربع وبَقَطُ البيتِ قُماشُه أَبو عمرو بَقَّطَ في الجبل وبَرْقَطَ وتَقَدْقَدَ في الجبل إِذا صَعَّدَ وفي حديث علي رضوان اللّه عليه أَنه حمل على عسكر المشركين فما زالوا يُبَقِّطُون أَي يتعادَوْن إِلى الجبال متفرّقين والبَقْطُ التفْرِقةُ

بلط
البَلاطُ الأَرضُ وقيل الأَرض المُسْتَوِيةُ المَلْساء ومنه يقال بالَطْناهم أَي نازَلْناهم بالأَرض وقال رؤبة لو أَحْلَبَتْ حَلائبُ الفُسْطاطِ عليه أَلْقاهُنّ بالبَلاطِ والبَلاطُ بالفتح الحجارة المَفْرُوشةُ في الدَّارِ وغيرها قال الشاعر هذا مَقامِي لَكِ حتى تَنْضَحي رِيّاً وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ وأَنشد ابن بري لأَبي دواد الإِيادِيّ ولقدْ كان ذا كَتائبَ خُضْرٍ وبَلاطٍ يُشادُ بالآجُرُونِ ويقال دار مُبَلَّطةٌ بآجُرٍّ أَو حجارة ويقال بَلَطْتُ الدارَ فهي مَبْلُوطةٌ إِذا فرَشْتَها بآجُرٍّ أَو حجارة وكلُّ أَرض فُرِشَتْ بالحجارة والآجُرِّ بَلاطٌ وبَلَطَها يَبلُطُها بَلْطاً وبَلَّطَها سَوَّاها وبَلَط الحائطَ وبَلَّطه كذلك وبَلاطُ الأَرضِ وجْهُها وقيل مُنْتَهى الصُّلْبِ من غير جَمْعٍ يقال لَزِمَ فلان بَلاطَ الأَرض وقول الراجز فبات وهو ثابتُ الرِّباطِ بمُنْحَنى الهائلِ والبَلاطِ يعني المُسْتَوِيَ من الأَرض قال فبات يعني الثوْرَ وهو ثابت الرِّباط أَي ثابت النفْس بمنحَنى الهائل يعني ما انْحَنَى من الرَّمل الهائل وهو ما تناثر منه والبَلاطُ المسْتَوِي والبَلْطُ تَطْيِينُ الطّانةِ وهي السطْح إِذا كان لها سُمَيْطٌ وهو الحائط الصغير أَبو حنيفة الدِّينَوَرِيّ البَلاطُ وجه الأَرض ومنه قيل بالَطَنِي فلان إِذا تركك أَو فرّ منك فذهب في الأَرض ومنه قولهم جالِدوا وبالِطُوا أَي إِذا لقيتم عدُوَّكم فالزَمُوا الأَرض قال وهذا خلافُ الأَوَّل لأَن الأَول ذهب في الأَرض وهذا لزم الأَرض وقال ذو الرمة يذكر رفيقه في سفر يَئِنُّ إِلى مَسِّ البَلاطِ كأَنَّما براه الحَشايا في ذواتِ الزَّخارِفِ وأَبْلَطَ المطرُ الأَرضَ أَصاب بَلاطَها وهو أَن لا ترى على متنها تراباً ولا غباراً قال رؤْبة يأْوِي إِلى بَلاط جَوْفٍ مُبْلَطِ والبلالِيطُ الأَرَضُون المستوية من ذلك قال السيرافي ولا يُعرف لها واحد وأُبْلِطَ الرجل وأَبْلَطَ لَزِقَ بالأَرض وأُبْلِطَ فهو مُبْلَطٌ على ما لم يُسَمّ فاعله افتقر وذهب مالُه وأَبْلَطَ فهو مُبْلِطٌ إِذا قلّ ماله قال أَبو الهيثم أَبْلَطَ إِذا أَفْلَس فلزِق بالبَلاط قال امرؤُ القيس نَزَلْتُ على عَمْرو بن دَرْماءَ بُلْطةً فيا كُرْمَ ما جارٍ ويا كُرْم ما مَحَلْ أَراد فيا كرم جار على التعجب قال واختلف الناس في بُلْطة فقال بعضهم يريد به حللت على عمرو بن دَرْماءَ بُلطة أَي بُرْهة ودَهراً وقال آخرون بلطة أَراد داره أَنها مُبَلَّطةٌ مفروشة بالحجارة ويقال لها البلاط وقال بعضهم بُلطة أَي مُفْلِساً وقال بعضهم بلطة قَرية من جبلي طيءٍ كثيرة التين والعنب وقال بعضهم هي هضبة بعينها وقال أَبو عمرو بُلطة فَجْأَة التهذيب وبُلطةُ اسم دار قال امرؤُ القيس وكنتُ إِذا ما خِفْتُ يَوْماً ظُلامةً فإِنَّ لها شِعْباً ببُلطةِ زَيْمَرَا وزَيْمَرُ اسم موضع وفي حديث جابرٍ عقلت الجملَ في ناحيةِ البَلاطِ قال البلاطُ ضرب من الحجارة تفرش به الأَرض ثم سمي المكان بَلاطاً اتِّساعاً وهو موضع معروف بالمدينة تكرر ذكره في الحديث وأَبْلَطهم اللِّصُّ إِبْلاطاً لم يدَعْ لهم شيئاً عن اللحياني وبالَطَ في أُموره بالغ وبالَط السَّابِحُ اجْتهد والبُلُط المُجّانُ والمُتَحَزِّمُون من الصُّوفيَّة الفراء أَبْلَطَنِي فلان إِبْلاطاً وأَخْجاني
( * قوله « وأخجاني » في شرح القاموس بفاء بدل الخاء المعجمة ) إِخجاء إِذا أَلَحّ عليك في السُّؤال حتى يُبْرِمَك ويُملَّك والمُبالَطةُ المُجاهَدةُ يقال نزلَ فبالِطْه أَي جاهِدْه وفلان مُبالِطٌ لك أَي مُجتهِدٌ في صَلاحِ شأْنك وأَنشد فهْو لَهُنّ حابِلٌ وفارِطُ إِنْ وَرَدَتْ ومادِرٌ ولائِطُ لحوْضِها وماتِحٌ مُبالِطُ ويقال تبالَطُوا بالسيوف إِذا تجالَدُوا بها على أَرجلهم ولا يقال تبالَطُوا إِذا كانوا رُكباناً والتَّبالُطُ والمُبالَطةُ المُجالدَةُ بالسيوف وبالَطَنِي فلان فرَّ مني والبُلُطُ الفارُّون من العسكر وبَلَّطَ الرجلُ تَبْلِيطاً إِذا أَعْيا في المَشْي مثل بَلَّحَ والتَّبْلِيطُ عِراقِيَّةٌ وهو أَن يَضرب فَرْعَ أُذن الإِنسان بطرَفِ سَبَّابته وبَلَّطَ أُذنه تَبْلِيطاً ضربها بطرف سبابته ضرباً يوجعه والبَلْطُ والبُلْطُ المِخْراطُ وهو الحديدة التي يَخْرُطُ بها الخَرَّاطُ عَرَبية قال والبلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ والبَلُّوطُ ثمر شَجر يؤْكل ويدبَغُ بقِشْره والبَلاطُ اسم موضع قال لولا رَجاؤُكَ ما زُرْنا البَلاطَ ولا كان البَلاطُ لَنا أَهلاً ولا وَطَنا

بلقط
البُلْقُوطُ القصير قال ابن دريد ليس بثبَت

بلنط
الليث البَلَنْطُ شيءٌ يشبه الرُّخامَ إِلا أَنَّ الرخام أَهش منه وأَرْخى قال عمرو بن كلثوم وسارِيَتَيْ بَلَنْطٍ أَو رُخامٍ يَرِنُّ خَشاشُ حَلْيِهِما رَنِينا

بنط
الأَزهري أَما بنط فهو مهمل فإِذا فصل بين الباء والنون بياء كان مستعملاً يقول أَهل اليمن للنّسَّاج البِيَنْطُ وعلى وزنه البِيَطْرُ وهو مذكور في موضعه

بهط
البَهَطُّ كلمة سِنْدية وهي الأَرُزُّ يطبخ باللبن والسمن خاصّة بلا ماء واستعملته العرب بالهاء فقالت بَهَطَّةٌ طيبة كأَنها ذهبت بذلك إِلى الطائفة منه كما قالوا لَبَنَةٌ وعسَلَةٌ وقيل البَهَطَّة ضرب من الطعام أَرُزُّ وماءٌ وهو معرب وبالفارسية بَتا وينشد تَفَقَّأَتْ شَحْماً كما الإِوَزِّ من أَكلها البَهطَّ بالأَرُزِّ وأَنشده الأَزهري من أَكلِها الأَرُزُّ بِالبَهَطِّ قال ابن بري ومثله قول أَبي الهندي فأَما البَهَطُّ وحِيتانُكم فما زِلْتُ منها كثيرَ السَّقَمْ قال أَبو تراب سمعت الأَشجعي يقول بَهَطَنِي هذا الأَمر وبَهَظَني بمعنىً واحد قال الأَزهري ولم أَسمعها بالطاء لغيره واللّه أَعلم

بوط
البُوطةُ التي يُذيب فيها الصائغُ ونحوه من الصُّنَّاع ابن الأَعرابي باطَ الرجلُ يَبُوطُ إِذا ذَلَّ بعد عِزٍّ أَو إِذا افتقر بعد غِنىً

تحط
الأَزهري قال تَحُوطُ اسم القَحْطِ ومنه قول أَوْس بن حجر الحافِظُ الناسِ في تَحُوطَ إِذا لم يُرْسِلُوا تحتَ عائذٍ رُبَعا قال كأَنَّ التاء في تحوط تاء فعل مضارع ثم جعل اسماً معرفة للسنة ولا يُجْرَى ذكَرها في باب الحاء والطاء والتاء

ثأط
الثَّأْطةُ دُوَيْبّة لم يحكها غير صاحب العين والثَّأْطةُ الحَمْأَةُ وفي المثل ثَأْطَةٌ مُدَّتْ بماء يضرب للرجل يشْتَدُّ مُوقُه وحُمْقُه لأَن الثأْطة إِذا أَصابها الماء ازدادت فَساداً ورُطوبة وقيل للذي يُفْرِطُ في الحُمْق ثأْطة مُدَّتْ بماء وجمعها ثَأْطٌ قال أُمية يذكر حمامة نوح على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام فجاءَتْ بَعْدَما رَكَضَتْ بقِطْفٍ عليه الثَّأْط والطِّينُ الكُبارُ وقيل الثأْطُ والثَّأْطةُ الطين حمأَةً كان أَو غير ذلك وقال أُمية أَيضاً بلَغَ المَشارِق والمَغارِبَ يَبْتَغِي أَسْبابَ أَمْرٍ من حَكِيمٍ مُرْشِدِ فأَتَى مَغِيبَ الشمْسِ عند مآبِها في عَيْنِ ذي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْمِدِ
( * قوله « فأتى إلخ » تقدم للمؤلف في مادة حرمد فرأى مغيب الشمس عند مسائها )
وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على الثأْطة الحمأَة فقال وأَنشد شمر لتُبَّع وكذلك أَورده ابن بري وقال إِنه لتُبَّع يصف ذا القَرْنَيْن قال والخُلُب الطين بكلامهم قال الأَزهري وهذا في شعر تُبَّع المروي عن ابن عباس والثأْطة دُوَّيْبَّة لَسَّاعةٌ والثأْطاء الحمقاء مشتقّ من الثأْطة وما هو بابن ثأْطاء وثأَطاء وثأْطانَ وثأَطانَ أَي بابن أَمة ويكنى به عن الحُمْق

ثبط
الليث ثَبَّطَه عن الشيء تَثْبِيطاً إِذا شغَلَه عنه وفي التنزيل العزيز ولكن كَرِه اللّهُ انْبِعاثَهم فثبَّطَهم قال أَبو إِسحق التثبيط ردّك الإِنسانَ عن الشيء يفعله أَي كره اللّه أَن يَخْرجوا معكم فردَّهم عن الخروج وثَبَطَه عن الشيء ثَبْطاً وثَبَّطَه رَيَّثه وثَبَّته وثَبَّطه على الأَمر فتَثَبَّط وقَّفَه عليه فتوَقَّف وأَثْبَطه المرَضُ إِذا لم يكد يُفارِقُه وثَبَطْتُ الرجلَ ثَبْطاً حبَسْتُه بالتخفيف وفي الحديث كانت سَوْدةُ امرأَةً ثَبِطةً أَي ثقِيلة بَطِيئةً من التَّثْبِيطِ وهو التعْوِيقُ والشَّغْلُ عن المُراد وقول لبيد وهُمُ العَشِيرةُ إِنْ يُثَبِّطْ حاسِد معناه إِنْ بَحَثَ عن مَعايِبِها بذلك فسره ابن الأَعرابي وفي بعض اللغات ثَبَطَتْ شَفةُ الإِنسانِ وَرِمَتْ وليس بثَبَت

ثرط
الثَّرْطُ مثل الثَّلْطِ لغة أَو لُثْغةٌ الجوهري والثَّرْطُ أَيضاً شيء تستعمله الأَساكِفةُ وهو بالفارسية شَرِيسْ ذكره النضر بن شميل ولم يعرفه أَبو الغوث والثَّرْطِئةُ بالكسر الرجل الأَحْمَقُ الضعيفُ قال والهمزة زائدة وثَرَطَه يَثْرُطُه ثَرْطاً زرَى عليه وعابَه قال وليس بثبَت قال الأَزهري الثَّرْطِئةُ بالهمز بعد الطاء الرجل الثقيل قال وإِن كانت الهمزة أَصلية فالكلمة رباعية وإِن لم تكن أَصلية فهي ثلاثية قال والغِرْقِئُ مثله

ثرعط
الثُّرْعُطةُ الحَسا الرَّقِيقُ الأَزهري الثُّرُعْطُطُ حَساً رقيق طبخ باللبن

ثرمط
الثُّرْمُطةُ والثُّرَمِطةُ على مثال عُلَبِطةٍ الأَخيرة عن كراع الطين الرَّطْبُ قال الجوهري لعل الميم زائدة الفراء وقع فلان في ثُرْمُطةٍ أَي في طين رطْب قال شمر واثْرَنْمَط السِّقاء إِذا انْتَفَخ وأَنشد ابن الأَعرابي تأْكلُ بَقْل الرِّيفِ حتى تَحْبَطا فبَطْنُها كالوَطْبِ حين اثْرَنْمَطا والاثْرِنْماطُ اطْمِحْرارُ السِّقاء إِذا راب ورَغا وكَرْثأَ إِذا ثَخُنَ اللبن عليه كَرْثَأَةً مثلَ اللِّبإِ الخَثِرِ أَبو عمرو الثُّرْمُوطُ الرجل العظيمُ اللُّقَمِ الكثير الأَكْل

ثرنط
قال الأَزهري قرأْت بخط أَبي الهيثم لابن بزرج اثْرَنْطَأَ أَي حَمُقَ

ثطط
رجل ثَطٌّ ثَقِيلُ البطن بَطِيء والثَّطُّ والأَثَطُّ الكَوْسَجُ رجل أَثَطُّ بيِّن الثَّطَطِ من قوم ثُطٍّ وقيل هو القليلُ شعر اللِّحْية وقيل هو الخفيف اللحية من العارِضَيْنِ وقيل هو أَيضاً القليل شعر الحاجِبَيْنِ ورجل ثَطُّ الحاجبين وامرأَة ثَطَّاء الحاجبين ولا يستغنى عن ذكر الحاجبين ابن الأَعرابي الأَثَطّ الرقيق الحاجبين قال والثُّطُطُ والزُّطُطُ الكَواسِجُ التهذيب وامرأَة ثَطَّةُ الحاجبين لا يستغنى فيه عن ذكر الحاجبين قال الشاعر وما من هوايَ ولا شِيمَتي عَرَكرَكةٌ ذاتُ لَحْمٍ زِيَمْ ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الحاجِبيْ نِ مُحْرَفةُ السَّاقِ ظَمْأَى القَدَمْ قوله مُحْرفة أَي مَهْزُولة ورجل ثَطٌّ بالفتح من قوم ثُطَّانٍ وثِطَطةٍ وثِطاطٍ بيِّن الثُّطُوطةِ والثَّطاطةِ وهو الكوسج قال ابن دريد لا يقال في الخفيف شعر اللحية أَثَطُّ وإِن كانت العامة قد أُولِعَتْ به إِنما يقال ثَطٌّ وأَنشد لأَبي النجم كلِحْيةِ الشيْخِ اليَماني الثَّطِّ وحكى ابن بري عن الجواليقي قال رجل ثَطٌّ لا غير وأَنكر أَثَطّ وأَورد بيت أَبي النجم أَيضاً قال وصواب إِنشاده كَهامةِ الشيخ وفي حديث عثمان وجيءَ بعامر بن عبد قَيْس فرآه أَشْغَى ثَطّاً وفي حديث أَبي رُهْمٍ سأَله النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عمن تخلَّف منِ غفار فقال ما فعل النفَرُ الحُمْرُ الثَّطاطُ ؟ هو جمع ثَطٍّ وهو الكوْسَجُ الذي عَرِيَ وجهُه من الشعر إِلاَّ طاقاتٍ في أَسفل حَنَكِه وروي هذا الحديث ما فعل الحمْر النَّطانِطُ ؟ جمع نَطْناطٍ وهو الطويل قال أَبو حاتم قال أَبو زيد مرة رجل أَثَطُّ فقلت له تقول أَثطّ ؟ قال سمعتها وجمع الثَّطِّ أَثْطاطٌ عن كراع والكثير ثُطٌّ وثُطّانٌ وثِطاطٌ وثِطَطةٌ وقد ثَطَّ يَثِطُّ ويَثُطُّ ثَطَطاً وثَطاطةً وثُطُوطةً فهو أَثَطُّ وثَطٌّ قال ابن دريد المصدر الثَّطَطُ والاسم الثَّطاطةُ والثُّطوطةُ قال ابن سيده ولعمري إِنه فرق حسن وامرأَة ثَطّاء لا إِسْبَ لها يعني شِعْرةَ رَكَبِها والثطّاء دُوَيْبَّة تَلْسَعُ الناس قيل هي العنكبوت

ثعط
الثَّعيطُ دُقاقُ رَمْل سَيّالٍ تنقله الريح والثَّعِطُ اللحم المتغيِّرُ وقد ثَعِطَ ثَعَطاً وكذلك الجلد إِذا أَنْتَنَ وتقطَّع قال الأَزهري أَنشدني أَبو بكر يأْكُل لَحْماً بائتاً قد ثَعِطا أَكْثَرَ منه الأَكْلَ حتى خَرِطا قال وخَرِطَ به إِذا غُصَّ به قال الجوهري والثَّعَطُ مصدر قولك ثَعِطَ اللحمُ أَي أَنتن وكذلك الماء قال الراجز ومَنْهَلٍ على غَشَاشٍ وفَلَطْ شَرِبْتُ منه بين كُرْهٍ وثَعَطْ وقال أَبو عمرو إِذا مَذِرَت البيضة فهي الثَّعِطةُ وثَعِطَتْ شفَتُه وَرِمَتْ وتشَقَّقت وقال بعض شعراء هذيل يُثَعِّطْنَ العَرابَ وهُنّ سُودٌ إِذا خالَسْنَه فُلُحٌ فِدامُ العَرابُ ثمَرُ الخَزَم واحدته عَرابةٌ يُثَعِّطْنَه يَرْضَخْنَه ويَدْقُقْنَه فُلُح جمع الفَلْحاء الشفة فِدامٌ هَرِماتٌ

ثلط
الثَّلْطُ هو سلْح الفِيلِ ونحوه من كل شيء إِذا كان رقيقاً وثلَط الثَّوْرُ والبعيرُ والصبيُّ يَثْلِطُ ثَلْطاً سَلَح سَلْحاً رقيقاً وقيل إِذا أَلقاه سهْلاً رقيقاً وفي الصحاح إِذا أَلقى بَعره رقيقاً قال أَبو منصور يقال للإِنسان إِذا رقَّ نَجْوُه هو يَثْلِطُ ثَلْطاً وفي الحديث فبالَتْ وثَلَطَتْ الثَّلْطُ الرقيق من الرجيع قال ابن الأَثير وأَكثر ما يقال للإِبل والبقر والفِيَلةِ وفي حديث علي كرم اللّه وجهه كانوا يَبْعَرُون بَعَراً وأَنتم تَثْلِطُون ثَلْطاً أَي كانوا يتغوَّطون يابساً كالبعر لأَنهم كانوا قليلي الأَكل والمآكل وأَنتم تثلِطون رقيقاً وهو إِشارة إِلى كثرة المآكل وتَنَوُّعِها ويقال ثَلَطْتُه ثَلْطاً إِذا رميتَه بالثَّلْطِ ولطَخْتَه به قال جرير يا ثَلْطَ حامِضةٍ تَرَبَّعَ ماسِطاً مِنْ واسِطٍ وتَرَبَّعَ القُلاَّما

ثلمط
الثَّلْمَطةُ الاسْتِرْخاء وطين ثَلْمَطٌ

ثمط
الثَّمْطُ الطين الرقيق أَو العجين إِذا أَفْرَط في الرِّقةِ

ثنط
الليث الثَّنْطُ خُروج الكمأَةِ من الأَرض والنباتُ إِذا صدَع الأَرضَ وظهر قال وفي الحديث كانت الأَرض تَمِيدُ فوقَ الماء فَثَنطها اللّهُ بالجبال فصارت لها أَوْتاداً ابن الأَعرابي الثنْطُ الشَّقُّ والنَّثْطُ التثقيل ومنه خبر كعب إِن اللّه تعالى لما مَدَّ الأَرضَ مادَتْ فثَنَطَها بالجبال أَي شقَّها فصارت كالأَوْتادِ لها ونَثَطها بالآكامِ فصارت كالمُثْقِلاتِ لها قال أَبو منصور فرق ابن الأَعرابي بين الثَّنْط والنَّثْط فجعل الثَّنْطَ شَقّاً وجعل النَّثْطَ إِثْقالاً قال وهما حَرفان غَريبان قال ولا أَدري أَعربيان أَم دخيلان قال ابن الأَثير وما جاء إِلا في حديث كعب قال ويروى بالباء بدل النون من التثبيط وهو التعويق

جحط
جِحِطْ زجر للغنمِ كجِحِضْ

جحرط
عجوز جِحْرِطٌ هَرِمة

جخرط
عجوز جِخْرِطٌ هَرِمةٌ قال الشاعر والدَّرْدَبِيسُ الجِخْرِطُ الجَلَنْفَعَه ويقال جِحْرِطٌ بالحاء المهملة

جرط
قال ابن بري الجَرَطُ الغَصَصُ قال نجاد الخيْبري لَمّا رأَيتُ الرَّجُلَ العَمَلَّطا يأْكل لحماً بائتاً قد ثَعِطا أَكثرَ منه الأَكل حتى جَرِطا

جلط
جَلَطَ رأْسَه يَجْلِطُه إِذا حلَقه ومن كلام العرب الصحيح جَلَط الرجلُ يَجْلِطُ إِذا كذَب والجِلاطُ المُكاذَبةُ الفراء جلَط سيفَه أَي اسْتَلَّه

جلحط
الجِلْحِطاء الأَرض التي لا شجر فيها وقيل هي الجِلْحِظاء بالظاء المعجمة وقيل هي الجِلْخِطاء بالخاء المعجمة والطاء غير المعجمة وقيل هي الحَزْنُ عن السيرافي

جلخط
الجِلْخِطاء الأَرض التي لا شجر فيها أَو الحَزْن لغة في جلحط

جلفط
التهذيب الجِلْفاطُ الذي يَسُدُّ دُروزَ السفينة الجديدة بالخُيوط والخِرَقِ يقال جَلْفَطَه الجِلْفاطُ إِذا سَوّاه وقَيَّرَه قال ابن دريد هو الذي يُجَلْفِطُ السفن فيُدخل بين مَسامِير الأَلواح وخُروزها مُشاقةَ الكَتّانِ ويمسَحُه بالزِّفْت والقارِ وفعله الجَلْفَطةُ

جلمط
جَلْمطَ رأْسَه حلَق شعره قال الجوهري والميم زائدة واللّه أَعلم

حبط
الحَبَط مثل العَرَبِ من آثارِ الجُرْحِ وقد حَبِطَ حَبَطاً وأَحْبَطَه الضرْبُ الجوهري يقال حَبِط الجرحُ حَبَطاً بالتحريك أَي عَرِب ونُكس ابن سيده والحَبَطُ وجع يأْخذ البعير في بطْنه من كَلإٍ يَسْتَوْبِلُه وقد حَبِطَ حَبَطاً فهو حَبِطٌ وإِبِل حَباطَى وحَبَطةٌ وحَبِطَت الإِبلُ تَحْبَطُ قال الجوهري الحَبَطُ أَن تأْكل الماشية فتُكْثِرَ حتى تَنْتَفِخَ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها ما فيها وحَبِطتِ الشاة بالكسر حَبَطاً انتفخ بطنها عن أَكل الذُّرَقِ وهو الحَنْدَقُوقُ الأَزهري حَبِطَ بطنُه إِذا انتفخ يحبَطُ حَبَطاً فهو حَبِطٌ وفي الحديث وإِنَّ ممّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ وذلك الدَّاء الحُباطُ قال ورواه بعضهم بالخاء المعجمة من التَّخَبُّطِ وهو الاضْطِرابُ قال الأَزهريّ وأَما قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلمّ فإِن أَبا عبيد فسر الحَبَطَ وترك من تفسير هذا الحديث أَشياء لا يَستغْني أَهلُ العلمِ عن مَعْرِفتها فذكرت الحديث على وجهه لأُفَسِّر منه كلَّ ما يحتاجُ من تفسيره فقال وذَكره سنده إِلى أَبي سعيد الخدري انه قال جلس رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المِنْبر وجَلسنا حولَه فقال إِني أَخاف عليكم بَعْدِي ما يُفْتَحُ عليكم من زَهرةِ الدنيا وزِينتِها قال فقال رجل أَوَيَأْتي الخيرُ بالشرّ يا رسول اللّه ؟ قال فسكت عنه رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورأَيْنا أَنه يُنْزَلُ عليه فأَفاقَ يَمْسَحُ عنه الرُّحضاء وقال أَين هذا السائلُ ؟ وكأَنه حَمِدَه فقال إِنه لا يأْتي الخيرُ بالشرّ وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يَقتل حبَطاً أَو يُلمّ إِلاّ آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَت خاصرتاها استَقْبَلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتَعَتْ وإِن هذا المال خَضِرةٌ حُلوةٌ ونِعْم صاحبُ المُسْلمِ هو لمن أَعْطى المِسْكينَ واليتيمَ وابنَ السبيلِ أَو كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وإِنه مَن يأْخذه بغير حقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة قال الأَزهري وإِنما تَقَصَّيْتُ رواية هذا الخبر لأَنه إِذا بُتِرَ اسْتَغْلَقَ معناه وفيه مثلان ضرَب أَحدَهما للمُفْرِط في جمع الدنيا مع مَنْعِ ما جمَع من حقّه والمثل الآخر ضربه للمُقْتَصِد في جمْعِ المال وبذْلِه في حقِّه فأَما قوله صلّى اللّه عليه وسلّم وإِنَّ مما يُنبت الربيعُ ما يقتل حبَطاً فهو مثل الحَرِيصِ والمُفْرِط في الجمْع والمنْع وذلك أَن الربيع يُنبت أَحْرار العشب التي تَحْلَوْلِيها الماشيةُ فتستكثر منها حتى تَنْتَفِخَ بطونها وتَهْلِكَ كذلك الذي يجمع الدنيا ويَحْرِصُ عليها ويَشِحُّ على ما جمَع حتى يمنَعَ ذا الحقِّ حقَّه منها يَهْلِكُ في الآخرة بدخول النار واسْتِيجابِ العذابِ وأَما مثل المُقْتَصِد المحمود فقوله صلّى اللّه عليه وسلّم إِلاَّ آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَتْ خَواصِرُها استقبلت عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتعت وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحْرارِ البقول التي تستكثر منها الماشية فتُهْلِكه أَكلاً ولكنه من الجَنْبةِ التي تَرْعاها بعد هَيْجِ العُشْبِ ويُبْسِه قال وأَكثر ما رأَيت العرب يجعلون الخَضِرَ ما كان أَخْضَرَ من الحَلِيِّ الذي لم يصفَرّ والماشيةُ تَرْتَعُ منه شيئاً شيئاً ولا تستكثر منه فلا تحبَطُ بطونُها عنه قال وقد ذكره طرَفةُ فبين أَنه من نبات الصيف في قوله كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذا أَنْبَتَ الصيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ فالخَضِرُ من كَلإِ الصيفِ في القَيْظِ وليس من أَحرارِ بُقولِ الرَّبيع والنَّعَمُ لا تَسْتَوْبِلُه ولا تَحْبَطُ بطونُها عنه قال وبناتُ مَخْرٍ أَيضاً وهي سحائبُ يأْتِينَ قُبُلَ الصيف قال وأَما الخُضارةُ فهي من البُقول الشَّتْوِيّة وليست من الجَنْبة فضرب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم آكِلةَ الخَضِرِ مثلاً لمن يَقْتَصِد في أَخذ الدنيا وجمْعِها ولا يُسْرِفُ في قَمِّها
( * قوله « قمها » أي جمعها كما بهامش الأصل )
والحِرص عليها وأَنه ينجو من وَبالِها كما نَجَتْ آكلةُ الخَضِر أَلا تراه قال فإِنها إِذا أَصابت من الخَضِر استقبلت عين الشمس فثَلطت وبالت ؟ وإِذا ثلطت فقد ذهب حبَطُها وإِنما تَحْبَطُ الماشيةُ إِذا لم تَثْلِطْ ولم تَبُلْ وأْتُطِمَت عليها بطونها وقوله إِلا آكلة الخضر معناه لكنَّ آكلة الخضر وأَما قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إِن هذا المال خَضِرةٌ حُلْوة ههنا الناعمة الغَضّةُ وحَثَّ على إِعطاء المِسكين واليتيم منه مع حَلاوتِه ورَغْبةِ الناس فيه ليَقِيَه اللّهُ تبارك وتعالى وبالَ نَعْمَتِها في دنياه وآخرته والحَبطُ أَن تأْكل الماشية فتكثر حتى تنتفخ لذلك بطونها ولا يخرج عنها ما فيها ابن سيده والحَبطُ في الضَّرْعِ أَهْونُ الورَمِ وقيل الحَبطُ الانْتِفاخُ أَين كان من داء أَو غيره وحَبِطَ جِلدُه وَرِمَ ويقال فرس حَبِطُ القُصَيْرَى إِذا كان مُنْتَفِخَ الخاصرتين ومنه قول الجعدي فَلِيق النَّسا حَبِيط المَوْقِفَيْ نِ يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعَبِ قال ولا يقولون حَبِط الفرسُ حتى يُضِيفُوه إِلى القُصَيْرَى أَو إِلى الخاصِرةِ أَو إِلى المَوْقِفِ لأَن حبَطَه انتفاخُ بطنِه واحْبَنْطَأَ الرجلُ انتفخ بطنه والحَبَنْطَأُ يهمز ولا يهمز الغَلِيظ القَصِير البطِينُ قال أَبو زيد المُحْبَنْطِئ مهموز وغير مهموز الممْتَلئ غضَباً والنون والهمزة والأَلف والباء زَوائدُ للإلحاق وقيل الأَلف للإلحاق بسفرجل ورجل حَبَنْطىً بالتنوين وحَبَنْطاةٌ ومُحْبَنْطٍ وقد احْبَنْطَيْتَ فإِن حَقَّرْتَ فأَنت بالخيار إِن شئت حذفت النون وأَبدلت من الأَلف ياء وقلت حُبَيْطٍ بكسر الطاء منوناً لأَن الأَلف ليست للتأْنيث فيفتح ما قبلها كما نفتح في تصغير حُبْلى وبُشْرى وإِن بقَّيت النون وحذفت الأَلف قلت حُبَيْنِطٌ وكذلك كل اسم فيه زيادتان للإلحاق فاحذف أَيَّتَهما شئت وإِن شئتَ أَيضاً عوَّضْتَ من المحذوف في الموضعين وإِن شئتَ لم تُعَوِّضْ فإِن عوَّضت في الأَوّل قلت حُبَيِّطٍ بتشديد الياء والطاء مكسورة وقلت في الثاني حُبَيْنِيطٌ وكذلك القول في عَفَرْنى وامرأَة حَبَنْطاةٌ قصيرة دَمِيمةٌ عَظيمةُ البطْنِ والحَبَنْطى المُمْتلئ غضَباً أَو بطنة وحكى اللحياني عن الكسائي رجل حَبَنْطىً مقصور وحِبَنْطىً مكسور مقصور وحَبَنْطأٌ وحَبَنْطَأَةٌ أَي مُمْتلئ غيظاً أَو بِطنة وأَنشد ابن بري للراجز إِني إِذا أَنْشَدْتُ لا أَحْبَنْطِي ولا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّي قال وقال في المهموز ما لك تَرْمِي بالخَنى إِلينا مُحْبَنْطِئاً مُنْتَقِماً علينا ؟ وقد ترجم الجوهري على حَبْطَأَ قال ابن بري وصوابه أَن يذكر في ترجمة حبط لأَن الهمزة زائدة ليست بأَصلية وقد احْبَنْطَأْت واحْبَنْطَيْت وكل ذلك من الحبَطِ الذي هو الورَمُ ولذلك حكم على نونه وهمزته أَو يائه أَنهما مُلْحِقتان له ببناء سَفَرْجل والمُحْبَنْطِئُ اللاَّزِقُ بالأَرض وفي الحديث إِن السِّقط ليَظَلُّ مُحْبَنْطِياً على باب الجنة فسروه مُتَغَضِّباً وقيل المُحْبَنْطِي المُتغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء وبالهمز العظيم البطن قال ابن الأَثير المُحْبَنْطِئُ بالهمز وتركه المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء وقيل هو الممتنِعُ امتِناعَ طلَبٍ لا امتناع إِباء يقال احبنطأْت واحْبَنْطَيْت والنون والهمزة والأَلف والياء زوائد للإلحاق وحكى ابن بري المُحْبَنطِي بغير همز المتغضِّبُ وبالهمز المنتفخ وحَبِطَ حبْطاً وحُبوطاً عَمِلَ عَملاً ثم أَفْسَدَه واللّه أَحْبَطه وفي التنزيل فأَحْبَطَ أَعمالَهم الأَزهري إِذا عمل الرجل عملاً ثم أَفْسَدَه قيل حَبِطَ عَمَلُه وأَحْبَطَه صاحبُه وأَحْبَطَ اللّه أَعمالَ من يُشْرِكُ به وقال ابن السكيت يقال حَبِطَ عملُه يَحْبَطُ حبْطاً وحُبُوطاً فهو حَبْطٌ بسكون الباء وقال الجوهري بطل ثوابه وأَحبطه اللّه وروى الأَزهري عن أَبي زيد أَنه حكى عن أَعرابي قرأَ فقد حبَط عملُه بفتح الباء وقال يَحْبِطُ حُبوطاً قال الأَزهري ولم أَسمع هذا لغيره والقراءة فقد حَبِط عملُه وفي الحديث أَحْبَط اللّه عمله أَي أَبْطَلَه قال ابن الأَثير وأَحْبَطه غيرُه قال وهو من قولهم حَبِطَت الدابةُ حَبطاً بالتحريك إِذا أَصابت مَرْعىً طيِّباً فأَفرطت في الأَكل حتى تنتفخ فتموت والحَبَطُ والحَبِطُ الحرث بن مازِنِ بن مالك بن عمرو بن تَميم سمي بذلك لأَنه كان في سفر فأَصابه مثل الحَبَط الذي يصيبُ الماشية فنَسَبُوا إليه وقيل إِنما سمي بذلك لأَن بطنه وَرِمَ من شيء أَكله والحَبِطاتُ والحَبَطاتُ أَبناؤه على جهة النسَب والنِّسْبة إِليهم حُبَطِيٌّ وهم من تميم والقياس الكسر وقيل الحَبِطاتُ الحرثُ بن عمرو بن تَميم والعَنْبَرُ بن عمرو والقُلَيْبُ بن عمرو ومازِنُ بن مالك بن عمرو وقال ابن الأَعرابي ولقي دَغْفَلٌ رجلاً فقال له ممن أَنت ؟ قال من بني عمرو بن تميم قال إِنما عمرو عُقابٌ جاثِمةٌ فالحبطات عُنُقُها والقُلَيْبُ رأْسها وأُسَيِّدٌ والهُجَيْمُ جَناحاها والعَنْبَرُ جِثْوتُها وجَثوتُها ومازنٌ مِخْلَبُها وكَعْب ذنبها يعني بالجثوة بدنها ورأَْسها الأَزهري الليث الحَبِطاتُ حيّ من بني تميم منهم المِسْوَرُ بن عباد الحَبَطِيُّ يقال فلان الحبطي قال وإِذا نسبوا إِلى الحَبِطِ قالوا حَبَطِيٌّ وإِلى سَلِمةَ سَلَمِيّ وإِلى شَقِرةَ شَقَرِيٌّ وذلك أَنهم كرهوا كثرة الكسرات ففتحوا قال الأَزهري ولا أَرى حَبْط العَمل وبُطْلانه مأْخوذاً إِلا من حبَط البطن لأَن صاحب البطن يَهْلِكُ وكذلك عملُ المنافق يَحْبَطُ غير أَنهم سكنوا الباء من قولهم حَبِطَ عمله يَحْبَطُ حبْطاً وحركوها من حَبِطَ بطنه يَحْبَطُ حَبَطاً كذلك أُثبت لنا عن ابن السكيت وغيره ويقال حَبِطَ دم القتيل يَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ وحَبِطَتِ البئر حبْطاً إِذا ذهب ماؤُها وقال أَبو عمرو الإِحْباطُ أَن تُذْهِب ماء الرّكيّة فلا يعود كما كان

حثط
الأَزهري قال أَبو يوسف السجزي الحَثَطُ كالغُدّةِ أَتى به في وصف ما في بُطونِ الشاء قال ولا أَدري ما صحته

حشط
الأَزهري خاصة عن ابن الأَعرابي الحَشْطُ الكَشْطُ

حطط
الحَطُّ الوَضْعُ حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ والحَطُّ وضْع الأَحْمالِ عن الدَّوابِّ تقول حَطَطْتُ عنها وفي حديث عمر إِذا حَطَطْتُمُ الرِّحالَ فشُدُّوا السُّروجَ أَي إِذا قضيتم الحَجَّ وحَطَطْتُم رِحالَكم عن الإِبل وهي الأَكْوارُ والمَتاع فشُدُّوا السُّروج على الخيل للغَزْو وحَطّ الحِمْلَ عن البعير يحُطُّه حَطّاً أَنزله وكلُّ ما أَنزله عن ظهر فقد حطه الجوهريّ حطّ الرحلَ والسرْجَ والقوْسَ وحَطَّ أَي نزَل والمَحَطُّ المَنْزِلُ والمِحَطُّ من الأَدواتِ وقال في مكان آخَر من أَدوات النَّطَّاعِينَ الذين يُجَلِّدون الدَّفاتر حديدة معطوفة الطرَف وأَدِيم مَحْطُوطٌ وأَنشد تُبِينُ وتُبْدي عن عُروقٍ كأَنَّها أَعِنّةُ خَرَّازٍ تُحَطُّ وتُبْشَرُ وحطَّ اللّهُ عنه وِزْرَه في الدعاء وضَعَه مَثَلٌ بذلك أَي خفَّفَ اللّه عن ظَهْرِكَ ما أَثْقَلَه من الوِزْر يقال حطّ اللّه عنك وزرك ولا أَنْقَضَ ظهرَك واستحَطَّه وِزْرَه سأَله أَن يَحُطَّه عنه والاسم الحِطَّةُ وحكي أَنَّ بني إِسرائيل إِنما قيل لهم وقولوا حِطَّة ليَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهم فتُحَطَّ عنهم وسأَله الحِطِّيطى أَي الحِطَّة قال أَبو إِسحق في قوله تعالى وقولوا حِطَّة قال معناه قولوا مسأَلتُنا حِطَّة أَي حطُّ ذنوبنا عنا وكذلك القراءة وارتفعت على معنى مَسْأَلتُنا حِطَّة أَو أَمْرُنا حِطَّةٌ قال ولو قرئت حِطَّةً كان وجهاً في العربية كأَنه قيل لهم قولوا احْطُطْ عنّا ذنوبَنا حِطّةً فحرَّفوا هذا القول وقالوا لفظة غير هذه اللفظة التي أُمِروا بها وجملة ما قالوا أَنه أَمر عظيم سماهم اللّه به فاسقِينَ وقال الفراء في قوله تعالى وقولوا حطة يقال واللّه أَعلم قولوا ما أُمرتم به حطةٌ أَي هي حطة فخالَفُوا إِلى كلام بالنَّبَطِيَّةِ فذلك قوله تعالى فبدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى وادْخُلُوا الباب سُجَّداً قال رُكَّعاً وقولوا حطةٌ مغفرة قالوا حِنْطةٌ ودخلوا على أَسْتاهِهم فذلك قوله تعالى فبدَّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم وقال الليث بلغنا أَن بني إِسرائيل حين قيل لهم قولوا حِطَّةٌ إِنما قيل لهم كي يسْتَحِطُّوا بها أَوزارهم فتُحَطّ عنهم وقال ابن الأَعرابي قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة شمقايا أَي حنطة جيدة قال وقوله عزّ وجلّ حطة أَي كلمة تَحُطُّ عنكم خطاياكم وهي لا إِله إلا اللّه ويقال هي كلمة أُمر بها بنو إِسرائيل لو قالوها لحُطَّت أَوزارهم وحَطَّه أَي حَدَرَه وفي الحديث من ابتلاه اللّه ببَلاء في جَسَده فهو له حِطَّةٌ أَي تُحَطُّ عنه خطاياه وذنوبُه وهي فِعْلةٌ من حَطَّ الشيءَ يَحُطُّه إِذا أَنزله وأَلقاه وفي الحديث إِن الصلاة تسمى في التوراة حَطُوطاً وحَطّ السِّعْرُ يَحُطُّ حَطّاً وحُطوطاً رَخُصَ وكذلك انْحَطَّ حُطوطاً وكسر وانكسر يريد فَتَر وقال الأَزهري في هذا المكان ويقال سِعْر مَقْطُوط وقد قَطّ السِّعْرُ وقُطّ السِّعْرُ وقَطّ اللّهُ السِّعْر ولم يزد ههنا على هذا اللفظ والحَطاطةُ والحُطائطُ والحَطِيطُ الصغير وهو من هذا لأَن الصغير مَحْطُوط أَنشد قطرب إِنّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط كأَثَر الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائط بُطائطٌ إِتباع وقال مليح بكلِّ حَطِيطِ الكَعْبِ دُرْمٌ حُجولُه تَرَى الحَجْلَ منه غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ وقيل هو القصير أَبو عمرو الحُطائطُ الصغير من الناس وغيرهم وأَنشد والشَّيْخُ مِثْل النَّسْر والحُطائطِ والنِّسْوةِ الأَرامِل المَثالِطِ قال الأَزهري وتقول صِبْيان الأَعراب في أَحاجِيهم ما حُطائطٌ بُطائط تَمِيسُ تحت الحائط ؟ يعنون الذّرةَ والحَطاطُ شِدّةُ العَدْوِ والكَعْبُ الحَطِيطُ الأَدْرَمُ والحِطَّانُ التَّيْسُ وحطّانُ من أَسماء العرب والحُطائطة بَثْرةٌ صغيرة حمراء وجارية مَحْطُوطةُ المَتْنَيْن ممدودَتُهما وقال الأَزهري ممدودة حسنَة مستوية قال النابغة مَحْطُوطةُ المَتْنَيْنِ غيرُ مُفاضةٍ وأَنشد الجوهري للقطامي بيْضاء مَحْطوطةُ المَتْنَيْنِ بَهُكَنةٌ رَيَا الرّوادِفِ لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ وأَلْيةٌ مَحْطوطةٌ لا مَأْكَمةَ لها والحَطُوطُ الأَكَمةُ الصَّعْبةُ الانْحِدار وقال ابن دريد الحطوط الأَكَمةُ الصعبة فلم يذكر ارتفاعاً ولا انحداراً والحَطُّ الحَدْرُ من عُلْو حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ وأَنشد كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ مِنْ عَلِ قال الأَزهري والفِعْل اللاّزم الانحطاط ويقال للهَبُوط حَطُوطٌ والمُنْحَطُّ من المَناكِب المُسْتَفِلُ الذي ليس بمُرْتَفِعٍ ولا مُسْتَقِلٍّ وهو أَحسنها والحَطاطةُ بَثْرة تخرج بالوجه صغيرة تُقَيِّحُ ولا تُقَرِّحُ والجمع حَطاطٌ قال المتنخل الهذلي ووجْهٍ قد رأَيْت أُمَيْمَ صافٍ أَسِيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذي حَطاطِ وقد حَطَّ وجهُه وأَحَطَّ وربما قيل ذلك لمن سَمِنَ وجهُه وتَهَيَّجَ والحَطاطةُ الجاريةُ الصغيرة تشبَّه بذلك وقال الأَصمعي الحَطاطُ البَثْر الواحدة حَطاطةٌ وأَنشد الأَصمعي لزياد الطَّمّاحِيِّ قامَ إِلى عَذْراء في الغُطاطِ يَمْشِي بمثل قائم الفُسْطاطِ بمُكْفَهِرِّ اللونِ ذي حَطاطِ قال ابن بري الذي رواه أَبو عمرو بمُكْرَهِفِّ الحُوقِ أَي بمُشْرفه وبعده هامَتُه مِثْلُ الفَنِيقِ السّاطِي نِيطَ بحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ فَبَكَّها مُوَثَّقُ النِّياطِ ذُو قوّةٍ ليس بذي وباطِ فداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ ليس كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ وقام عنها وهو ذُو نَشاطِ ولُيّنَتْ من شِدّةِ الخِلاطِ قد أَسْبَطَتْ وأَيّما إِسْباطِ وقال الراجز ثم طَعَنْت في الجَمِيش الأَصْفَرِ بذي حَطاطٍ مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ والواحدة حَطاطةٌ قال وربما كانت في الوجه ومنه قول المتنخل الهذلي ووجْهٍ قد جَلَوْت أُمَيْمَ صافٍ كَقَرْنِ الشمسِ ليس بذي حَطاطِ وقال أَبو زيد الأَجرب العين الذي تَبْثُر عينُه ويلزمها الحَطاطُ وهو الظَّبْظابُ والحُدْحُدُ قال ابن سيده والحَطاط بالفتح مثل البَثْر في باطن الحُوق وقيل حَطاطُ الكَمَرة حُروفُها وحَطّ البعيرُ حِطاطاً وانْحَطَّ اعتمد في الزِّمامِ على أَحد شِقّيْه قال ابن مقبل برَأْسٍ إِذا اشتدَّتْ شَكِيمةُ وجْهِه أَسَرَّ حِطاطاً ثم لانَ فبَغّلا وقال الشماخ وإِن ضُرِبَتْ على العِلاَّت حَطّتْ إِليكَ حِطاطَ هادِيةٍ شَنُونِ العِلاَّتُ الأَعْداء والهادِيةُ الأَتانُ الوَحْشِيّةُ المتقدمة في سيرها والشَّنُونُ التي بين السمينةِ والمَهْزُولة ونَجِيبةٌ مُنْحَطّةٌ في سيرها وحَطُوطٌ الأَصمعي الحَطُّ الاعتماد على السير والحَطُوطُ النَّجِيبةُ السريعة وناقة حَطُوطٌ وقد حَطَّتْ في سيرها قال النابغة فما وخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ حَطُوطٌ في الزِّمامِ ولا لَجُونُ ويروى في الزِّماعِ وقال الأَعشى فلا لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها تَخْدِي وسِيقَ إِليها الباقِرُ العَتِلُ
( * هكذا ورد هذا البيت في رواية أَبي عبيدة وهو في قصيدة الأَعشى مَرويّ على هذه الصورة
إني لَعمر الذي خطت مناسمُها ... له وسِيقَ إِليهِ الباقِرُ
الغُيُلُ )
حَطَّتْ في سيْرِها وانْحَطَّتْ أَي اعْتمدتْ يقال ذلك للنَّجِيبةِ السَّريعةِ وقال أَبو عمرو انْحَطَّتِ الناقةُ في سيرها أَي أَسرَعتْ وتقول اسْتَحَطَّني فلان من الثمن شيئاً والحَطِيطةُ كذا وكذا من الثمن والحَطاطُ زُبْدُ اللَّبَن وحُطَّ البعيرُ وحُطّ عنه إِذا طَنِيَ فالتَزَقَتْ رئتُه بجَنْبِه فخطَّ الرَّحْلَ عن جَنْبِه بساعِدِه دَلْكاً حِيالَ الطَّنَى حتى يَنْفَصِلَ عن الجَنْبِ وقال اللحياني حُطَّ البعيرُ الطَّنِيُّ وهو الذي لَزِقَتْ رئته بجنبه وذلك أَن يُضْجَعَ على جنبه ثم يؤخذ وَتِد فيُمَرَّ على أَضْلاعِه إِمْراراً لا يُحْرِقُ الأَزهري أَبو عمرو حَطَّ وحَثَّ بمعنى واحد وفي الحديث جلس رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إِلى غُصْن شجرة يابسةٍ فقال بيده فحَطَّ ورَقها معناه فحَتَّ ورَقها أَي نَثَره والحَطِيطةُ ما يُحَطُّ من جملة حَطائطَ يقال حَطَّ عنه حَطِيطةً وافية والحُطُطُ الأَبدان النّاعمة والحُطُطُ أَيضاً مَراتِبُ السِّفَلِ واحِدَتُها حِطَّةٌ والحِطَّةُ نُقْصانُ المَرْتَبة وحَطّ الجِلدَ بالمِحَطِّ يَحُطُّه حَطّاً سَطَرَه وصقَله ونقَشَه والمِحَطُّ والمِحَطَّةُ حديدة أَو خشبة يُصْقَلُ بها الجلد حتى يَلِينَ ويَبْرُقَ والمِحَطُّ بالكسر الذي يُوشَمُ به ويقال هو الحديدة التي تكون مع الخَرّازِين يَنْقُشون بها الأَدِيمَ قال النَّمر بن تَوْلب كأَنَّ مِحَطّاً في يَدَيْ حارِثِيّةٍ صَناعٍ عَلَتْ مِني به الجِلْدَ مِن عَل وأَما الذي في حديث سُبَيْعةَ الأَسلمية فحَطَّت إِلى الشاب أَي مالَتْ إِليه ونزلت بقلبها نحوه والحُطاطُ الرائحة الخَبيثةُ وحَطْحَطَ في مشيه وعمله أَسرع ويَحْطُوط وادٍ مَعْروف وعِمْرانُ بن حِطّانَ بكسر الحاء وهو فِعْلانُ وحُطائِطُ بن يَعْفُرَ أَخو الأَسْودِ بن يعفُرَ

حطمط
الأَزهري في الرباعي أَبو عمرو الحِطْمِطُ الصغير من كل شيء صبيٌّ حِطْمِطٌ وأَنشد لرِبْعِيٍّ الزبيري إِذا هَنِيَّ حِطْمِطٌ مِثلُ الوَزَغْ يضْرِبُ منه رأْسه حتى انْثَلَغْ

حطنط
الأَزهري حَطَنْطَى يُعَيَّرُ بها الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلى الحُمْقِ

حقط
الحَيْقَطُ والحَيْقُطانُ ذكر الدُّرَّاج قال الطرمّاح من الهُوذِ كَدْراء السَّراةِ وبَطْنُها خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ المُسَيَّحُ المُخَطَّطُ والخَصِيفُ لون أَبيض وأَسود كلون الرَّماد وقال ابن خالويه لم يفتح أَحد قاف الحَيْقطان إِلا ابن دريد وسائر الناس الحَيْقُطانُ والأُنثى حَيْقُطانةٌ والحَقَطُ خفة الجسم وكثرة الحركة والحَقْطةُ المرأَة الخَفيفة الجسم النَّزِقةُ

حلط
حَلَطَ حَلْطاً وأَحْلَطَ واحْتَلَطَ حَلَفَ ولَجَّ وغَضِبَ واجتهد الجوهري أَحْلَطَ الرجلُ في اليمين إِذا اجتهد قال ابن أَحمر وكُنّا وهُمْ كابْنيْ سُباتٍ تَفَرَّقا سِوًى ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيا فأَلقَى التِّهامي منهما بلَطاتِه وأَحْلطَ هذا لا أَعُودُ ورائِيا
( * قوله « لا أَعود ورائيا » في الأَصل بازاء البيت لا أريم مكانيا أ ه وهي رواية الجوهري )
لَطاتُه ثِقَلُه يقول إِذا كانت هذه حالَهما فلا يجتمعان أَبداً والسباتُ الدهر الأَزهري قال ابن الأَعرابي في قول ابن أَحمر وأَحْلَط هذا أَي أَقام قال ويجوز حَلَفَ قال الأَزهري والاحْتِلاطُ الاجتهادُ في مَحْلٍ ولَجاجةٍ الجوهري الاحْتِلاطُ الغضَب والضجَر ومنه حديث عبيد بن عمير إِنما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كشاتَيْنِ بين غَنَمَينِ فاحْتلَط عُبَيْدٌ وغَضِب وفي كلام عَلْقَمةَ بن عُلاثة إِن أَوَّل العِيِّ الاحْتِلاطُ وأَسْوَأ القوْلِ الإِفْراطُ قال الشيخ ابن بري يقال حَلَطَ في الخير وخَلَطَ في الشرّ ابن سيده وحَلِطَ عليَّ حَلَطاً واحْتَلَطَ غَضِب وأَحْلَطَه هو أَغضَبه الأَزهري عن ابن الأَعرابي الحَلْطُ الغَضَبُ من الحَلْطِ القسَمِ والحَلْطُ الإِقامة بالمكان قال والحِلاطُ الغَضَب الشديد قال وقال في موضعٍ الحُلُطُ المُقْسِمون على الشيء والحُلُط المُقِيمون في المكان والحُلُطُ الغَضابَى من الناس والحُلُط الهائمون في الصَّحارِي عِشقاً ابن سيده وأَحْلَطَ الرجل نزل بدار مَهْلكةٍ وفي التهذيب حَلَط فلان بغير أَلف وأَحْلَط بالمكان أَقام وأَحْلَط الرجلُ البعيرَ أَدخل قضيبه في حَياءِ الناقة والمعروف بالخاء معجمة

حلبط
شمر يقال هذه الحُلَبِطةُ وهي المائة من الإِبل إِِلى ما بلغت

حمط
حَمَطَ الشيءَ يَحْمِطُه حَمْطاً قشَره وهذا فِعْلٌ مماتٌ والحَماطةُ حُرْقةٌ وخُشونةٌ يجدُها الرجل في حَلْقِه وحَماطةُ القلب سَوادُه وأَنشد ثعلب ليتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبِه عَمْرٌو بأسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ وقولهم أَصَبْتُ حَماطةَ قلبِه أَي حَبَّةَ قَلبِه الأَزهري يقال إِذا ضَرَبْتَ فأَوْجِع ولا تُحَمِّطْ فإِن التَّحْميطَ ليس بشيء يقول بالِغْ والتحْمِيطُ أَن يُضْرَبَ الرجلُ فيقولَ ما أَوْجَعني ضرْبُه أَي لم يُبالِغْ الأَزهري الحَماطُ من ثَمَر اليمن معروف عندهم يُؤكل قال وهو يشبه التِّين قال وقيل إِنه مثل فِرْسِكِ الخَوْخِ ابن سيده الحَماطُ شجر التين الجبليِّ قال أَبو حنيفة أَخبرني بعض الأَعراب أَنه في مثل نبات التين غير أَنه أَصغر ورقاً وله تين كثير صغار من كل لون أَسود وأَملح وأَصفر وهو شديد الحلاوة يُحْرِقُ الفم إِذا كان رطباً ويَعْقِرُه فإِذا جَفَّ ذهب ذلك عنه وهو يُدَّخَر وله إِذا جَفَّ مَتانةٌ وعُلوكة والإِبل والغنم ترعاه وتأْكل نَبْتَه وقال مرّة الحَماط التين الجبليّ والحَماطُ شجر من نبات جبال السَّراةِ وقيل هو الأَفانَى إِذا يَبِسَ قال أَبو حنيفة هو مثل الصِّلِّيانِ إِلا أَنه خَشِنُ المَسِّ الواحدة منها حَماطةٌ أَبو عمرو إِذا يبس الأَفانَى فهو الحماط قال الأَزهري الحَماطةُ عند العرب هي الحَلَمةُ وهي من الجَنْبةِ وأَما الأَفانَى فهو من العُشْب الذي يَتناثَر الجوهري الحَماطُ يَبِيسُ الأَفانَى تأْلفه الحيات يقال شيطانُ حَماط كما يقال ذئبُ غَضاً وتَيْسُ حُلَّبٍ قال الراجز وقد شبه المرأَة بحَيَّةٍ له عُرْف عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ كمِثْل شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ الواحدة حَماطة الأَزهري العرب تقول لجِنْسٍ من الحيّاتِ شيطانُ الحَماط وقيل الحماطة بلغة هذيل شجر عِظامٌ تنبت في بلادهم تأْلفها الحيات وأَنشد بعضهم كأَمْثالِ العِصِيِّ من الحَماطِ والحَماطُ تبن الذُّرة خاصّة عن أَبي حنيفة والحَمَطِيطُ نبت كالحَماطِ وقيل نبت وجمعه الحَماطِيطُ قال الأَزهري لم أَسمع الحَمْطَ بمعنى القَشْر لغير ابن دريد ولا الحَمَطيِطَ في باب النبات لغير الليث وحَماطانُ شجر وقيل موضع قال يا دارَ سَلْمَى بحَماطانَ اسْلَمِي والحِمْطاطُ والحُمْطُوطُ دُوَيْبَّة في العشب منقوشة بأَلوان شتى وقيل الحَماطِيطُ الحيات الأَزهري وأَما قول المتلمس في تشبيهه وَشْيَ الحُلَل بالحماطيط كأَنما لونُها والصُّبْحُ مُنْقَشِعٌ قَبْلَ الغَزالةِ أَلْوانُ الحماطِيطِ فإِنَّ أَبا سعيد فقال الحَماطِيطُ جمع حَمَطيطٍ وهي دودة تكون في البقل أَيام الربيع مفصّلة بحمرة يشبّه بها تَفْصِيلُ البَنانِ بالحِنّاء شبَّه المُتَلَمِّسُ وَشْيَ الحلل بأَلوان الحَماطِيط وحَماط موضع ذكره ذو الرمة في شعره فلمّا لَحِقْنا بالحُمولِ وقد عَلَتْ حَماطَ وحرْباء الضُّحَى مُتَشاوِسُ
( * قوله « بالحمول » في شرح القاموس بالحدوج وقوله « وحرباء » كذا هو في الأصل وشرح القاموس بالحاء والذي في معجم ياقوت وجرباء بالجيم )
الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَنه ذكر عن كعب أَنه قال أَسماء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في الكتب السَّالِفةِ محمد وأَحمد والمتوَكِّلُ والمُختارُ وحِمْياطا ومعناه حامي الحُرَم وفارِقْلِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحقِّ والباطل قال ابن الأَثير قال أَبو عمرو سأَلت بعض من أَسلم من اليهود عن حِمْياطا فقال معناه يحْمي الحُرَمَ ويمنع من الحرام ويُوطِئ الحَلال

حمطط
الأَزهري في الرباعي الحَمَطِيطُ دُوَيْبَّةٌ وجمعها الحَماطِيطُ قال ابن دريد هي الحُمْطُوطُ

حنط
الحِنْطةُ البُرُّ وجمعها حِنَطٌ والحَنّاطُ بائعُ الحِنْطةِ والحِناطةُ حِرْفَته الأَزهري رجل حانِطٌ كثير الحِنْطةِ وإِنه لَحانِطُ الصُّرَّةِ أَي عظيمها يعنون صُرَّةَ الدراهم الأَزهري ويقال حَنَطَ ونَحَطَ إِذا زَفَرَ وقال الزَّفَيانُ وانْجَدَلَ المِسْحَلُ يَكْبُو حانِطا كَبا إِذا رَبا حانِطاً أَراد ناحِطاً يَزْفِرُ فقَلَبَه وأَهل اليمن يسمون النَّبْل الذي يُرْمى به حَنْطاً وفي نوادر الأَعراب فلان حانِطٌ إِليّ ومُسْتَحْنِطٌ إِليّ ومُسْتَقْدِمٌ إِليّ ونابِلٌ إِليّ ومُسْتَنْبِلٌ إِليّ إِذا كان مائلاً عليه مَيْلَ عَداوةٍ ويقال للبَقْل الذي بلغ أَن يُحْصَد حانِطٌ وحَنَطَ الزَّرْعُ والنبْتُ وأَحْنَطَ وأَجَزَّ وأَشْرَى حانَ أَن يُحْصَد وقوم حانِطون على النسَب والحِنْطِيُّ الذي يأْكل الحِنْطةَ قال والحِنطِئُ الحِنْطِيُّ يُمْ نَحُ بالعَظيمةِ والرَّغائِبْ الحِنْطِئُ القصيرُ وحَنِطَ الرَّمْثُ وحَنَطَ وأَحْنَطَ ابْيَضَّ وأَدْرَك وخرجت فيه ثَمَرة غبراء فبدا على قُلَلِهِ أَمثالُ قِطَعِ الغِراء وقال أَبو حنيفة أَحْنَطَ الشجرُ والعُشب وحَنَطَ يَحْنُطُ حُنوطاً أَدرك ثَمَره الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَوْرَسَ الرَّمْثُ وأَحْنَطَ قال ومثله خَضَبَ العَرْفَجُ ويقال للرمث أَوَّل ما يَتَفطَّر ليخرج ورقه قد أَقْمَل فإِذا ازداد قليلاً قيل قد أَدْبَى فإِذا ظهرت خُضرته قيل بَقَلَ فإِذا ابيضَّ وأَدرك قيل حَنِطَ وحَنَطَ قال وقال شمر يقال أَحْنَطَ فهو حانِطٌ ومُحْنِطٌ وإِنه لحسن الحانِطِ قال والحانِطُ والوارِسُ واحد وأَنشد تَبَدَّلْنَ بَعدَ الرَّقْصِ في حانِطِ الغَضا أَباناً وغُلاَّناً به يَنْبُتُ السِّدْرُ يعني الإِبل ابن سيده قال بعضهم أَحْنَطَ الرِّمْثُ فهو حانِطٌ على غير قياس والحَنُوط طِيب يُخلط للميت خاصّة مشتقّ من ذلك لأَن الرمث إِذا أَحنط كان لونه أَبيض يضرب إِلى الصفرة وله رائحة طيبة وقد حَنَّطَه وفي الحديث أَن ثَمُودَ لما استيقنوا بالعذاب تكَفَّنُوا بالأَنْطاع وتحَنَّطُوا بالصَّبِرِ لئلا يَجِيفُوا ويُنْتِنُوا الجوهري الحَنُوطُ ذَرِيرة وقد تَحَنَّطَ به الرجل وحَنَّطَ الميت تَحْنِيطاً الأَزهري هو الحَنُوطُ والحِناطُ وروي عن ابن جريج قال قلت لعَطاء أَيُّ الحِناطِ أَحَبُّ إِليكَ ؟ قال الكافور قلت فأَين يُجْعَلُ منه ؟ قال في مَرافِقِه قلت وفي بطنه ؟ قال نعم قلت وفي مَرْجِعِ رجليه ومَآبِضه ؟ قال نعم قلت وفي رُفْغَيْه ؟ قال نعم قلت وفي عينيه وأَنْفِه وأُذُنيه ؟ قال نعم قلت أَيابساً يُجْعَلُ الكافور أَم يُبَلُّ ؟ قال لا بل يابساً قلت أَتكره المِسْك حِناطاً ؟ قال نعم قال قلت هذا يدل على أَنَّ كل ما يُطَيِّبُ به الميت من ذَرِيرة أَو مِسْك أَو عنبر أَو كافُور من قصَبٍ هِنْدِيٍّ أَو صَنْدَلٍ مدقوق فهو كله حَنوط ابن بري اسْتَحْنَطَ فلان اجترأَ على الموت وهانَتْ عليه الدنيا وفي حديث ثابت بن قيس وقد حسَرَ عن فخذيه وهو يتحنط أَي يستعمل الحَنُوطَ في ثيابه عند خروجه إِلى القتال كأَنه أَراد به الاستعداد للموت وتَوْطِينَ النفس بالصبْر على القتال وقال ابن الأَثير الحَنُوطُ والحِناطُ هو ما يُخلط من الطِّيب لأَكفان الموتى وأَجْسامهم خاصّة وعَنْزُ حُنَطِئةٌ عريضة ضخمة وحَنَطَ الأَدِيمُ احمرّ فهو حانِطٌ

حنقط
الحِنْقِطُ ضرب من الطير يقال مثل الحَيْقُطانِ قال ابن دريد لا أَدري ما صِحَّتُه وقيل هو الدرّاجُ وجمعه حَناقِطُ وقالوا حَنْقُطانٌ وحَيْقُطان وحِنْقِطُ اسم

حوط
حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً وحِيطةً وحِياطةً حَفِظَه وتعَهَّده وقول الهذلي وأَحْفَظُ مَنْصِبي وأَحُوطُ عِرْضِي وبعضُ القومِ ليسَ بذِي حِياطِ أَراد حِياطة وحذف الهاء كقول اللّه تعالى وإِقامِ الصلاة يريد الإِقامة وكذلك حَوَّطه قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ عليَّ وكانُوا أَهلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ ومَجْدٍ إِذا ما حُوِّطَ المَجْدُ نائل
( * قوله « حوط المجد » وقوله « ويروى حوص » كذا في الأصل مضبوطاً )
ويروى حُوِّصَ وهو مذكور في موضعه وتَحَوَّطَه كَحَوَّطَه واحْتاطَ الرجلُ أَخذ في أُموره بالأَحْزَم واحْتاط الرجل لنفسه أَي أَخذ بالثِّقة والحَوْطةُ والحَيْطةُ الاحْتِياطُ وحاطَه اللّه حَوْطاً وحِياطةً والاسم الحَيْطةُ والحِيطة صانه وكَلأَه ورَعاه وفي حديث العباس قلت يا رسول اللّه ما أَغْنَيْتَ عن عمك يعني أَبا طالب فإِنه كان يَحُوطُك ؟ حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً إِذا حفظه وصانه وذبَّ عنه وتَوفَّرَ على مصالحِهِ وفي الحديث وتُحِيطُ دَعْوَتُه من وَرائهم أَي تُحْدِقُ بهم من جميع نَواحِيهم وحاطَه وأَحاط به والعَيْرُ يَحُوطُ عانَتَه يجمعها والحائطُ الجِدار لأَنه يَحُوطُ ما فيه والجمع حِيطانٌ قال سيبويه وكان قِياسُه حُوطاناً وحكى ابن الأَعرابي في جمعه حِياطٌ كقائمٍ وقِامٍ إِلا أَن حائطاً قد غلب عليه الاسم فحكمه أَن يكسّر على ما يكسر عليه فاعل إِذا كان اسماً قال الجوهري صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها قال ابن جني الحائط اسم بمنزلة السَّقْف والرُّكْنن وإن كان فيه معنى الحَوْط وحَوْطَ حائطاً عمله وقال أَبو زيد حُطْتُ قومي وأَحَطْتُ الحائطَ وحَوَّطَ حائطاً عمله وحَوَّطَ كَرْمَه تحْويطاً أَي بنَى حوْلَه حائطاً فهو كرم مُحَوَّط ومنه قولهم أَنا أُحَوِّطُ حول ذلك الأَمر أَي أدُورُ والحُوَّاطُ حَظِيرة تتخذ للطّعام لأَنها تَحُوطُه والحُوَّاطُ حظيرة تتخذ للطعام أَو الشيء يُقْلَعُ عنه سريعاً وأَنشد إِنّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ مَذْمُومةً لَئِيمةَ الحُوّاطِ والحُواطةُ حظيرة تتخَذ للطعام والحِيطةُ بالكسر الحِياطةُ وهما من الواو ومع فلان حِيطةٌ لك ولا تقل عليك أَي تَحَنُّنٌ وتعَطُّفٌ والمَحاطُ المكان الذي يكون خلف المالِ والقومِ يَسْتَدِير بهم ويَحُوطُهم قال العجاج حتى رأَى من خَمَرِ المَحاطِ وقيل الأَرض المَحاط التي علَيها حائطٌ وحَديقةٌ فإِذا لم يُحَيَّطْ عليها فهي ضاحيةٌ وفي حديث أَبي طلحة فإِذا هو في الحائط وعليه خَميصةٌ الحائطُ ههنا البُسْتانُ من النخيل إِذا كان عليه حائط وهو الجِدارُ وتكرَّر في الحديث وجمعه الحوائطُ وفي الحديث على أَهلِ الحَوائطِ حِفْظُها بالنهار يعني البَساتِينَ وهو عامٌّ فيها وحُوَّاطُ الأَمرِ قِوامُه وكلُّ من بلغ أَقْصَى شيء وأَحْصَى عِلْمَه فقد أَحاطَ به وأَحاطَتْ به الخيلُ وحاطَتْ واحْتاطَتْ أَحْدَقَتْ واحتاطت بفلان وأَحاطت إِذا أَحدقت به وكلُّ من أَحْرَز شيئاً كلَّه وبلَغ عِلْمُه أَقْصاه فقد أَحاطَ به يقال هذا الأَمْر ما أَحَطْتُ به عِلماً وقوله تعالى واللّه مُحِيطٌ بالكافرين أَي جامعهم يوم القيامة وأَحاطَ بالأَمر إِذا أَحْدَقَ به من جَوانِبِه كلِّه وقوله تعالى واللّه من ورائهم مُحِيطٌ أَي لا يُعْجِزُه أَحَدٌ قدرته مشتملة عليهم وحاطَهم قَصاهُم وبِقَصاهُم قاتَلَ عنهم وقوله تعالى أَحَطْتُ بما لم تُحِطْ به أَي علمته من جميع جهاتِه وأَحاطَ به عَلِمَه وأَحاطَ به عِلْماً وفي الحديث أَحَطْت به عِلماً أَي أَحْدَقَ عِلْمِي به من جميع جهاته وعَرفَه ابن بزرج يقولون للدَّراهم إِذا نقَصت في الفرائض أَو غيرها هَلُمَّ حِوَطَها قال والحِوَطُ ما تُتَمِّمُ به الدَّراهم وحاوَطْتُ فلاناً مُحاوَطةً إِذا داورْتَه في أَمر تُريدُه منه وهو يأْباه كأَنك تَحُوطُه ويَحُوطُك قال ابن مقبل وحاوَطْتُه حتى ثَنَيْتُ عِنانَه على مُدْبِرِ العِلْباء رَيَّانَ كاهِلُهْ وأُحِيطَ بفلان إِذا دَنا هلاكُه فهو مُحاطٌ به قال اللّه عزّ وجلّ وأُحِيطَ بثمره فأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كفَّيه على ما أَنفَق فيها أَي أَصابَه ما أَهْلَكَه وأَفْسده وقوله تعالى إِلا أَن يُحاطَ بكم أَي تؤْخَذُوا من جَوانِبِكم والحائط من هذا وأَحاطَتْ به خَطِيئته أَي مات على شِرْكِه نعوذ باللّه من خاتمةِ السُّوء ابن الأَعرابي الحَوْطُ خَيْطٌ مفْتول من لَوْنين أَحمر وأَسود يقال له البَرِيمُ تشدُّه المرأَة على وسَطها لئلا تُصيبها العين فيه خَرَزات وهِلالٌ من فضَّة يسمى ذلك الهِلالُ الحَوْطَ ويسمَّى الخَيْطُ به ابن الأَعرابي حُطْ حُطْ إِذا أَمرته أَن يُحَلِّيَ صِبْيةً بالحَوْط وهو هِلالٌ من فضَّة وحُطْ حُطْ إِذا أَمرته بصلة الرحم وحَوْطُ الحَظائر رجل من النَّمِر بن قاسط وهو أَخو المُنْذِر بن امرئ القيس لأُمه جدّ النعمان بن المنذر وتَحُوطُ وتَحِيطُ وتُحِيطُ والتَّحُوطُ والتَّحِيطُ كله اسم للسنة الشديدة

خبط
خَبَطَه يَخْبِطُه خَبْطاً ضربه ضرْباً شديداً وخبَط البعيرُ بيده يَخْبِطُ خبْطاً ضرب الأَرض بها التهذيب الخَبْطُ ضرب البعير الشيءَ بخُفِّ يدِه كما قال طرفة تَخْبِطُ الأَرضَ بِصُمٍّ وُقُحٍ وصِلابٍ كالملاطِيسِ سُمُرْ
( ) روي هذا البيت في قصيدة طرفة على هذه الصورة
جافلاتٍ فوقَ عُوج عجُل ... رُكِّبَتْ فيها مَلاطِيسُ
سُمُرْ )
أَراد أَنها تَضْرِبُها بأَخْفافِها إِذا سارَتْ وفي حديث سعد أَنه قال لا تَخْبِطُوا خَبْطَ الجمَل ولا تَمُطُّوا بآمِينَ يقول إِذا قام قدَّم رِجْلَه يعني من السُّجودِ نهاه أَن يُقَدِّمَ رِجْلَه عند القيامِ من السجود والخَبْطُ في الدَّوابِّ الضرْبُ بالأَيْدِي دون الأَرْجُلِ وقيل يكون للبعير باليد والرجل وكلُّ ما ضرَبه بيده فقد خبَطه أَنشد سيبويه فَطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ دَوامِي الأَبْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا أَراد الأَيْدي فاضْطُرَّ فحذف وتَخَبَّطَه كَخَبَطَه ومنه قيل خَبْطَ عَشْواء وهي الناقة التي في بَصرها ضَعْفٌ تَخْبِط إِذا مشت لا تتوَقَّى شيئاً قال زهير رأَيتُ المَنايا خَبْطَ عَشْواء مَنْ تُصِبْ تُمِتْه ومَنْ تُخْطِئُ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ يقول رأَيتها تَخْبِطُ الخَلْقَ خَبْطَ العَشْواء من الإِبل وهي التي لا تُبْصِرُ فهي تَخْبِطُ الكل لا تُبْقِي على أَحد فممّن خَبَطَتْه المَنايا من تُمِيتُه ومنهم من تُعِلُّه فيبرأُ والهَرَمُ غايتُه ثم الموت وفلان يَخْبِط في عَمْياء إِذا رَكِبَ ما ركب بجَهالةٍ ورجل أَخْبَطُ يَخْبِطُ برجليه وقوله عَنّا ومَدَّ غايَةَ المُنْحَطِّ قَصَّرَ ذُو الخَوالِع الأَخْبَطِّ إِنما أَراد الأَخْبَطَ فاضطر فشدد الطاء وأَجْراها في الوصل مُجْراها في الوقف وفرس خَبِيطٌ وخَبُوطٌ يخبِطُ الأَرض برجليه التهذيب والخَبُوطُ من الخيل الذي يَخْبِط بيديه قال شجاع يقال تَخَبَّطَني برجله وتخبَّزَني وخبَطَني وخبَزَني والخَبْطُ الوَطْء الشديد وقيل هو من أَيدي الدَّوابّ والخَبَطُ ما خَبَطَتْهُ الدوابُّ والخَبيطُ الحَوْضُ الذي خَبَطَتْه الإِبل فهدَمَتْه والجمع خُبُطٌ وقيل سمي بذلك لأَن طينه يُخبَطُ بالأَرجل عند بنائه قال الشاعر ونُؤْي كَأَعضاد الخَبِيطِ المُهَدَّمِ وخبَطَ القومَ بسيفه يَخْبِطُهُم خَبْطاً جلدَهم وخبَطَ الشجرة بالعَصا يَخْبِطُها خَبْطاً شدّها ثم ضرَبها بالعصا ونفَض ورَقها منها ليَعْلِفَها الإِبلَ والدوابَّ قال الشاعر والصَّقْع من خابِطةٍ وجُرْزِ قال ابن بري صواب إِنشاده والصقعِ بالخفض لأَن قبله بالمَشْرَفيَّات وطَعْنٍ وخْزِ الوخْزُ الطعْنُ غير النافذ والجُرْزُ عَمودٌ من أَعْمِدةِ الخِباء وفي التهذيب أَيضاً الخَبْطُ ضرْبُ ورق الشجر حتى يَنْحاتَّ عنه ثم يَسْتَخْلِف من غير أَن يَضُرّ ذلك بأَصل الشجرة وأَغْصانِها قال الليث الخَبَطُ خَبَطُ ورق العِضاهِ من الطَّلْحِ ونحوه يُخْبَطُ يُضْرَبُ بالعصا فيتناثر ثم يُعْلف الإِبل وهو ما خَبَطَتْه الدوابُّ أَي كسرَتْه وفي حديث تحريم مكة والمدينة نَهَى أَن تُخْبَطَ شجرُها هو ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها واسم الورق الساقطِ الخَبَطُ بالتحريك فَعَلٌ بمعنى مَفْعول وهو من عَلَفِ الإِبل وفي حديث أَبي عبيدة خرج في سرية إِلى أَرض جُهَينةَ فأَصابهم جوع فأَكلوا الخَبَطَ فسُمُّوا جيشَ الخَبَطِ والمِخْبَطةُ القَضِيبُ والعَصا قال كثيِّر إِذا خَرَجَتْ مِنْ بيتِها حالَ دُونَها بِمِخْطةٍ يا حُسْنَ مَنْ أَنت ضارِبُ يعني زوجها أَنه يخْبِطُها وفي الحديث فضَرَبَتْها ضَرَّتُها بمِخْبَط فأَسْقَطَتْ جَنِيناً المِخْبَطُ بالكسر العصا التي يُخبط بها الشجر وفي حديث عمر لقد رأَيْتُني بهذا الجبل أَحْتَطِبُ مرة وأَخْتَبِطُ أُخْرى أَي أَضرب الشجر لينتَثِرَ الورقُ منه وهو الخَبَطُ وفي الحديث سُئل هل يَضُرُّ الغَبْطُ ؟ قال لا إلا كما يَضُرُّ العِضاةَ الخَبْطُ الغبْطُ حسَدٌ خاصٌّ فأَراد صلّى اللّه عليه وسلّم أَن الغَبْطَ لا يضرّ ضَررَ الحَسَدِ وأَنّ ما يَلْحَقُ الغابِطَ من الضَّررِ الراجع إِلى نُقصان الثواب دونَ الإِحْباط بقدر ما يلحق العِضاهَ من خَبْط ورَقِها الذي هو دون قَطْعِها واسْتئصالها ولأَنه يعود بعد الخبْط ورقُها فهو وإِن كان فيه طرَفٌ من الحسَدِ فهو دونه في الإثم والخَبَطُ ما انْتَفَضَ من ورقها إِذا خُبِطتْ وقد اختبط له خبَطاً والناقةُ تَخْتَبِطُ الشوكَ تأْكله أَنشد ثعلب حُوكَتْ على نِيْرَيْن إِذ تُحاكُ تَخْتَبِطُ الشَّوْكَ ولا تُشاكُ
( * قوله حوكت هكذا ورد على قلب الياء واواً والقياس حيكت )
أَي لا يُؤذِيها الشوكُ وحُوكَتْ على نِيْرَيْنِ أَي أَنها شَحِيمةٌ قويّةٌ مُكْتَنِزة وخبَط الليلَ يَخْبِطُه خَبْطاً سار فيه على غير هُدىً قال ذو الرمة سَرَتْ تخْبِطُ الظَّلْماء من جانِبيْ قَسَا وحُبَّ بها من خابِطِ الليلِ زائر وقولهم ما أَدري أَي خابِطِ الليلِ هو أَو أَيُّ خابِطِ ليلٍ هو أَي أَيُّ الناس هو وقيل الخبط كلُّ سْيرٍ على غير هدى وفي حديث علي كرم اللّه وجهه خَبّاطُ عَشواتٍ أَي يخبط في الظّلام وهو الذي يمشي في الليل بلا مِصْباح فيتحير ويَضلّ فربما تَردّى في بئر فهو كقولهم يَخْبِط في عَمْياء إِذا ركب أَمراً بجَهالة والخُباطُ بالضم داء كالجُنون وليس به وخبَطَه الشيطانُ وتَخَبَّطَه مسَّه بأَذىً وأَفسَدَه ويقال بفلان خَبْطةٌ من مَسٍّ وفي التنزيل كالذي يَتَخَبَّطُه الشيطانُ من المَسِّ أَي يتوَطَّؤُه فيصْرَعُه والمَسُّ الجُنون وفي حديث الدعاء وأَعوذ بك أَن يَتَخبَّطَني الشيطانُ أَي يَصْرَعَني ويَلْعَبَ بي والخَبْطُ باليدين كالرَّمْح بالرّجْلَيْنِ وخُباطةُ معرفةً الأَحْمَقُ كما قالوا للبحر خُضارةَ وروي عن مكحول أَنه مر برجل نائم بعد العصر فدفَعَه برجله فقال لقد عُوفِيتَ لقد دُفع عنك إِنها ساعةُ مَخْرَجِهم وفيها يَنْتَشِرُون ففيها تكون الخَبْتةُ قال شمر كان مكحول في لسانه لُكْنةٌ وإِنما أَراد الخَبْطةَ من تَخَبَّطَه الشيطانُ إِذا مَسَّه بخَبْلٍ أَو جنُونٍ وأَصل الخَبْطِ ضرْبُ البعير الشيءَ بخُفِّ يده أَبو زيد خَبَطْتُ الرجلَ أَخْبِطُه خَبْطاً إِذا وصلْته ابن بزرج قالوا عليه خَبْطةٌ جَمِيلةٌ أَي مَسْحةٌ جميلةٌ في هيئته وسَحْنَتِه والخَبْطُ طَلَبُ المعروف خَبَطَه يَخْبِطُه خبْطاً واخْتَبَطَه والمُخْتَبِطُ الذي يَسْأَلُك بلا وسِيلة ولا قَرابةٍ ولا معرفة وخَبَطَه بخير أَعطاه من غير معرفة بينهما قال عَلْقَمةُ بن عَبْدةَ وفي كلِّ حَيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ فَحُقَّ لشَأْسٍ من نَداكَ ذَنُوبُ وشَأْسٌ اسم أَخي عَلْقَمةَ ويروى قد خَبَطَّ أَراد خَبَطْتَ فقلب التاء طاء وأَدغم الطاء الأُولى فيها ولو قال خَبَتَّ يريد خَبَطْتَ لكان أَقْيَسَ اللغتين لأَن هذه التاء ليست متصلة بما قبلها اتصال تاء افْتَعَلْتَ بمثالِها الذي هي فيه ولكنه شبه تاء خبطْتَ بتاء افتعل فقَلَبها طاء لوقوع الطاء قبلها كقوله اطَّلَعَ واطَّرَدَ وعلى هذا قالوا فحَصْطُ برجلي كما قالوا اصْطَبَرَ قال الشاعر ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ من دُونِنا كُفىً وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُها وقال لبيد لِيَبْكِ على النعْمانِ شَرْبٌ وقَيْنةٌ ومُحْتَبِطاتٌ كالسَّعالي أَرامِلُ ويقال خبَطَه إِذا سأَلَه ومنه قول زهير يَوْماً ولا خابِطاً من مالِه وَرِقا وقال أَبو زيد خَبَطْتُ فلاناً أَخْبِطُه إِذا وصلْتَه وأَنشد في ترجمة جزح وإِنِّي إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ برِفْدِه لمُخْتَبِطٌ من تالِدِ المالِ جازِحُ قال ابن بري يقال اخْتَبَطَني فلان إِذا جاءَ يَطْلُبُ المَعْروفَ من غير آصِرةٍ ومعنى البيت إِنّي إِذا بَخِل الرَّفُود برفْده فإِني لا أَبْخَلُ بل أَكون مخْتَبِطاً لمن سأَلني وأُعْطِيه من تالِدِ مالي أَي القديم أَبو مالك الاخْتِباطُ طلَبُ المعْروفِ والكسب تقول اخْتَبَطْت فلاناً واخْتَبَطْتُ مَعْرُوفَه فاختبطني بخير وفي حديث ابن عامر قيل له في مرضه الذي مات فيه قد كنت تَقْري الضيفَ وتُعْطِي المُخْتَبِطَ هو طالِبُ الرِّفْدِ من غير سابق معرفة ولا وَسِيلةٍ شُبّه بِخابطِ الورَقِ أَو خابِطِ الليل والخِباطُ بالكسرِ سمةٌ تكون في الفخذ طويلةٌ عَرْضاً وهي لبني سعد وقيل هي التي تكون على الوجه حكاه سيبويه وقال ابن الأَعرابي هي فوق الخَدّ والجمعُ خُبُطٌ قال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَني الديّانِ مُوضِحةً شَنْعاء باقِيةَ التَّلْحِيمِ والخُبُطِ ؟ وخَبَطَه خَبْطاً وسَمه بالخِباطِ قال ابن الرماني في تفسير الخِباط في كتاب سيبويه إِنه الوَسْمُ في الوجه والعِلاطُ والعِراضُ في العُنُق قال والعِراضُ يكون عَرْضاً والعِلاطُ يكون طُولاً وخبَطَ الرجلُ خبْطاً طرح نفسَه حيث كان ونام قال دبّاق الدُّبَيْرِيُّ قَوْداء تَهْدي قُلُصاً مَمارِطَا يَشْدَخْن باللّيلِ الشُّجاعَ الخابِطا المَمارِطُ السِّراعُ واحدتها مِمْرَطةٌ أَبو عبيد خبَطَ مثل هَبَغَ إِذا نامَ والخَبْطةُ كالزَّكْمةِ تأْخذ قبل الشّتاء وقد خُبط فهو مَخْبُوطٌ والخِبْطةُ القِطْعةُ من كل شيء والخِبْطُ والخِبْطةُ والخِبِيطُ الماء القليلُ يبقى في الحوْضِ قال إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْواءُ والضَّروطُ يُصْبِحْ لها في حَوْضِها خَبِيطُ والدَّفْواءُ والضَّرُوطُ ناقَتانِ والخِبْطة بالكسر اللبَنُ القليل يبقى في السقاء ولا فعل له قال أَبو عبيد الخِبْطةُ الجَرْعةُ من الماء تَبْقَى في قِرْبةٍ أَو مَزادة أَو حَوْضٍ ولا فعل لها قال ابن الأَعرابي هي الخِبْطةُ والخَبْطةُ والحِقْلةُ والحَقْلَةُ والفَرْسَة والفَراسة والسُّحْبةُ والسُّحابةُ كله بقية الماء في الغدير والحَوْضُ الصغير يقال له الخَبِيطُ ابن السكيت الخِبْطُ والرَّفَضُ نحو من النصف ويقال له الخَبِيطُ وكذلك الصَّلْصلةُ وفي الإِناء خِبْطٌ وهو نحو النِّصْفِ ويقال خَبِيطٌ وأَنشد يُصْبِحْ لها في حَوْضِها خَبِيطُ ويقال خَبِيطةٌ وأَنشد ابن الأَعرابي هَلْ رامَني أَحَدٌ يُرِيدُ خَبِيطتي أَمْ هَلْ تَعَذَّر ساحَتي ومَكاني ؟ والخِبْطةُ ما بقي في الوِعاء من طعام أَو غيره قال أَبو زيد الخِبْطُ من الماء الرَّفْضُ وهو ما بين الثلث إِلى النصف من السقاء والحوض والغدير والإِناء قال وفي القِربة خِبْطةٌ من ماء وهو مثل الجرْعة ونحوها ويقال كان ذلك بعد خِبْطةٍ من الليل أَي بعد صدْرٍ منه والخِبْطةُ القِطْعة من البيوت والناس تقول منه أَتَوْنا خِبْطة خِبْطة أَي قِطْعة قطعة والجمع خِبَطٌ قال افْزَعْ لِجُوفٍ قد أَتتك خِبَطا مِثل الظَّلام والنهار اخْتَلَطا قال أَبو الربيع الكلابي كان ذلك بعد خِبْطةٍ من الليل وحِذْفةٍ وخدمة
( * قوله « خدمة » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس خذمة ) أَي قِطْعة والخَبِيطُ لبن رائب أَو مَخِيضٌ يُصَبُّ عليه الحليب من اللبن ثم يضرب حتى يختلط وأَنشد أَو قُبْضة من حازٍرٍ خَبِيط والخِباطُ الضِّرابُ عن كراع والخَبْطةُ ضربة الفحلِ الناقةَ قال ذو الرمة يصف جملاً خَرُوجٌ من الخَرْقِ البعيدِ نِياطُه وفي الشَّوْلِ يُرْضَى خَبْطةَ الطَّرْقِ ناجِلُهْ

خرط
: الخَرْطُ : قَشْرُك الورَقَ عن الشجر اجْتِذاباً بكفّك وأَنشد : إِنَّ دُونَ الذي هَمَمْتَ به مِثْلَ خَرْطِ القَتادِ في الظُّلُمَهْ أَراد في الظُّلْمَةِ . و خَرَطْتُ العودَ أَخْرُطُه و أَخرِطُه خَرْطاً : قشرته . و خَرِطَ الشجرة يَخْرِطها خَرْطاً : انتزع الورقَ واللِّحاء عنها اجْتِذاباً . و خَرَطْتُ الورقَ : حَتَتُّه وهو أَن تَقْبِضَ على أَعلاه ثم تُمِرَّ يدك عليه إِلى أْسفله . وفي المثل : دُونه خَرْطُ القَتادِ . قال أَبو الهيثم : خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجتذبت حبّه بجميع أَصابعك وما سقط منه فهو الخُراطةُ . ويقال : خَرِط الرجلُ العُنْقُودَ و اخْتَرَطَه إِذا وضعه في فيهِ وأَخرج عُمْشُوشَه عارِياً . وفي الحديث : أَنه كان يأْكل العنب خَرْطاً يقال : خَرَط العُنقود واخترطه إِذا وضعه في فِيهِ ثم يأْخذ حبّه ويُخرج عُرجُونه عارياً منه . و الخَرُوط : الدابةُ الجَمُوحُ الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكِه ثم يَمْضي عائراً خارِطاً وقد خرطَه فانْخَرَطَ والاسم الخِراطُ . يقول بائع الدابة : بَرِئْت إِليك من الخِراط أَي الجِماحِ . وفرس خَروطٌ أَي جَمُوحٌ . ويقال للرجل إِذا أَذن لعبده في إِيذاء قوم : قد خَرَطَ عليهم عبدَه شبه بالدابة يُفْسَخُ رَسَنُه ويُرْسَلُ مهملاً . وناقة خَرَّاطةٌ و خَرَّاتةٌ : تَخْتَرِطُ فتذهب على وجهها . و خَرَطَ جارِيَتَه خَرْطاً إِذا نَكَحها . و خَرَطَ البازي إِذا أَرْسَلَه من سَيْرِهِ قال جَوّاسُ بن قَعْطَلٍ : يَزَعُ الجِيادَ بقَوْنَسٍ وكأَنَّه و انْخِراطُ الصقْرِ : انْقِضاضُه . و خَرِطَ الرجلُ خَرَطاً إِذا غَصَّ بالطَّعامِ قال شمر : لم أَسمع خَرِطَ إِلا ههنا قال الأَزهري : وهو حرف صحيح وأَنشد الأُموِيّ : يأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قد ثَعِطَا أَكْثَرَ مِنْهُ الأَكْل حَتَّى خَرِطَا و انْخَرَطَ الرَّجلُ في الأَمْر و تَخَرَّطَ : ركِب فيه رأْسَه من غير عِلم ولا معرفة . وفي حديث عليَ كرّم الله وجهه : أَنه أَتاه قوم برجل فقالوا : إِن هذا يَؤُمُّنا ونحن له كارهون فقال له عليّ رضيا عنه : إِنَّكَ لَخَرُوطٌ أَتَؤُمُّ قوماً وهم لك كارهون قال أَبو عبيد : الخَرُوط الذي يَتَهَوَّرُ في الأُمور ويركب رَأْسَه في كل ما يريد بالجهل وقلة المعرفة بالأُمور كالفرس الخَرُوط الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكه ويَمْضِي لوَجْهِهِ ومنه قيل : انْخَرَطَ علينا فلانٌ إِذا انْدَرَأَ عليهم بالقول السَّيِّء والفعل . و انْخَرَطَ الفَرسُ في سيره أَي لَجَّ قال العجاج يصف ثوراً وحشيّاً : فَظَلَّ يَرْقَدُّ مِنَ النَّشاطِ كالبَرْبَرِيِّ لَجَّ في انْخِراطِ قال : شبَّهه بالفرس البَرْبَريِّ إِذا لجّ في سيرِه . ورَجل خَرُوط : يَنْخَرِطُ في الأُمور بالجهْلِ . و انخَرط علينا بالقبيح والقَوْل السيِّء إِذا اندرأَ وأَقبل . و اسْتَخْرَطَ الرَّجُل في البكاء : لَجَّ فيه واشْتَدَّ والاسم الخُرَّيْطي . و الخارِطُ و المُنْخرِطُ في العَدْوِ : السَّريع عن ابن الأَعرابي وأَنشد : نِعْمَ الأَلوكُ أَلُوكُ اللحمِ تُرْسِلُه على خَوارِطَ فيها الليلَ تَطْرِيبُ يعني بالخوارِط الحُمُرَ السَّريعَةَ . و اخْتَرَطَ السيفَ : سَلَّه من غِمْدِهِ . وفي حديث صلاة الخَوْفِ : فاخْتَرَطَ سيفَه أَي سَلَّه من غِمْدِهِ وهو افْتَعَلَ من الخَرْطِ و خَرَطَ الفَحْلَ في الشَّوْل خَرْطاً : أَرْسَلَه و خَرَطَ الإِبلَ في الرِّعْي خَرْطاً : أَرْسَلَها و خَرَطَ الدَّلْوَ في البئر كذلك أَي أَلقاها وحَدَرها . وفي حديث عمر رضيا عنه : أَنه رأَى في ثوبه جَنابةً فقال : خُرِطَ علينا الاحْتِلامُ أَي أُرسَل علينا ومن قولهم خَرَطَ دَلوَه في البئر أَي أَرْسَلَها . و الخَرَطُ بالتحريك في اللبن : أَن تُصِيبَ الضَّرْعَ عَيْنٌ أَو داء أَو تَرْبُضَ الشاةُ أَو تَبْرُك الناقةُ على نَدىً فيخرج اللبَنُ مُتَعَقّداً كقِطَعِ الأَوْتارِ ويخرج معه ماء أَصفر وقال اللحياني : هو أَن يخرج مع اللبن شعْلةُ قَيْح وقد أَخْرَطت الشاةُ والناقةُ وهي مُخْرِطٌ والجمع مَخارِيطُ فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِخْراطٌ قال ابن سيده : هذا نص قول أَبي عبيد قال : وعندي أَن مَخارِيطَ جمع مِخْراط لا جمع مُخْرِط و الخِرْطُ : اللبَنُ الذي يُصِيبه ذلك قال الأَزهري : فإِذا احْمَرَّ لبنها ولم تُخْرِطْ فهي مُمْغِرٌ وأَنشد ابن برِّي شاهداً على المِخْراط : وسَقَوهُم في إِناء مُقْرِفٍ لَبَناً من درِّ مِخْراطٍ فَئِرْ قال : فَئِرٌ سَقَطَ فيه فأْرة . وقال ابن خالويه : الخِرْطُ لبن مُنْعقد يعلوه ماء أَصفر . و الخَرِيطةُ : هَنة مثل الكِيسِ تكون من الخِرَقِ والأَدَمِ تُشْرَجُ على ما فيها ومنه خَرائِط كُتب السلطانِ وعُمَّاله . و أَخْرَطَها : أَشْرَجَ فاها . ورجل مَخْرُوطٌ : قليل اللِّحْيةِ . و المَخْرُوطةُ من اللحاء : التي خفَّ عارضاها وسَبَطَ عُثْنُونُها وطالَ . ورجل مخروط الوجه : في وجهه طول من غير عِرَضٍ وكذلك مخروط اللحية إِذاكان فيها طول من غيرِ عِرَض وقد اخْرَوَّطَتْ لِحيتُه . و اخْرَوَّط بهم الطريقُ والسفَرُ : امتدَّ قال العجاج : مُخْرَوِّطاً جاء من الأَقْطارِ فَوْتَ الغِرافِ ضامِنَ السِّفارِ وقال أَعشى باهلة : لا تَأْمَنُ البازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَه بالمَشْرِفِيِّ إِذا ما اخْرَوَّطَ السَّفَرُ ومنه قوله : و اخْرَوَّطَ السفَر . ويقال للشَّرَكِ إِذا انْقَلَب على الصيد فَعَلِقَ بِرِجْلِهِ : قد اخْرَوَّطَ في رجله . و اخْرَوَّطَتِ الشَّركةُ في رجل الصَّيْدِ : عَلِقَتْها فاعْتَقَلَتْها و اخْرِوَّاطُها امْتِدادُ أُنْشُوطَتِها . و الأَخْرِوَّاطُ في السَّيْر : المضاءُ والسُّرْعةُ . و اخْرَوَّط البعيرُ في سيره إِذا أَسْرَعَ . و المُخْرَوِّطةُ من النُّوقِ : السريعة . و تَخَرَّطَ الطائرُ تَخَرُّطاً : أَخذ الدُّهْنَ من زِمِكَّاه . و المِخْراطُ : الحيّةُ التي من عادتها أَن تَسْلُخَ جلدها في كل سنة قال الشاعر : إِنّي كَسانِي أَبُو قابُوسَ مُرْفَلةً كأَنَّها سَلْخُ أَبْكارِ المَخارِيط و المَخارِيط : الحَيَّاتُ المُنْسَلِخَةُ . و الإِخْرِيطُ : نَباتٌ ينبُتُ في الجَدَدِ له قُرُون كقُرون اللُّوبياء وورقه أَصغر من ورق الرَّيحان وقيل : هو ضَرْب من الحَمْضِ وقال أَبو حنيفة : هو أَصفرُ اللَّوْنِ دقِيقُ العيدان ضخم له أُصول وخشب قال الرَّمّاحُ : بِحَيْثُ يَكُنَّ إِخْرِيطاً وسِدْراً وحَيْثُ عَنِ التَّفَرُّقِ يَلْتَقِينا التهذيب : و الإِخْرِيطُ من أَطْيَبِ الحَمْضِ وهو مثل الرُّغْل سمّي إِخْريطاً لأَنه يُخَرِّطُ الإِبلَ أَي يرقِّقُ سَلْحَها كما قالوا لبقْلة أُخرى تُسْلحُ المَواشِيَ إِذا رَعَتْها : إِسْلِيحٌ . و الخُراطُ و الخُرَّاطُ و الخُرَّيْطَى و الخُراطَى : شحمة تَتَمصَّخُ عن أَصْل البَرْدِيِّ واحدته خُراطةٌ . و خَرَطَ الرُّطْبُ البعيرَ وغيره : سَلَّحَه . وبعير خارِط : أَكل الرُّطب فخَرَّطَه قال : وهذا لا يصح إِلا أَن يكون بعير خارط بمعنى مَخْرُوط . و اخْتَرَطَ الفَصِيلُ الدَّابَّةَ و خَرَطَه و اخْتَرَطَ الإِنسانَ المَشِيُّ فانْخَرَطَ بطْنُه و خَرَطَه الدَّواءُ أَي مَشَّاهُ وكذلك خَرَّطَه تَخْرِيطاً . وحمار خارِطٌ : وهو الذي لا يَسْتَقِرُّ العلفُ في بطنه وقد خَرَطَه البقْلُ فخَرَطَ قال الجعديّ : خارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضامِرٌ أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الكَفَلْ مَشْطوب : قليل اللحم ويقال : في عَجُزه طَرائقُ أَي خُطوطٌ ويقال : طويل غير مُدَوَّر . و انخَرَطَ جِسْمُه أَي دَقَّ . و خَرَطْتُ الحديدَ خَرْطاً أَي طَوَّلْتُه كالعمود قال الأَزهري : قرأْت في نسخة من كتاب الليث : عَجِبْتُ لِخرْطِيطٍ ورَقْمِ جَناحِهِ وذَمّة طِخْمِيلٍ ورعْثِ الضَّغادِرِ قال : الخِرْطِيط فراشةٌ منقوشة الجناحينِ والطخميل الدِّيكُ والضَّغادِرُ الدَّجاجُ الواحدة ضُغْدُورةٌ قال أَبو منصور : ولا أَعرف شيئاً مما في هذا البيت

خطط
الخَطُّ الطريقةُ المُسْتَطِيلةُ في الشيء والجمع خُطُوطٌ وقد جمعه العجّاج على أَخْطاطٍ فقال وشِمْنَ في الغُبارِ كالأَخْطاطِ ويقال الكَلأُ خُطوطٌ في الأَرض أَي طَرائقُ لم يَعُمَّ الغَيْثُ البلادَ كُلَّها وفي حديث عبد اللّه بن عَمرو في صفة الأَرض الخامسةِ فيها حيّاتٌ كسلاسِلِ الرَّمْلِ وكالخطائط بين الشَّقائِق واحدتها خَطِيطةٌ وهي طرائقُ تُفارِقُ الشَّقائق في غِلَظِها ولِينِها والخَطُّ الطريق يقال الزَمْ ذلك الخَطَّ ولا تَظْلِمْ عنه شيئاً قال أَبو صخر الهذلي صُدُود القِلاصِ الأُدْمِ في ليلةِ الدُّجَى عن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لها الخَطِّ سارِبُ وخَطَّ القلَمُ أَي كتب وخَطَّ الشيءَ يَخُطُّه خَطّاً كتبه بقلم أَو غيره وقوله فأَصْبَحَتْ بَعْدَ خَطَّ بَهْجَتِها كأَنَّ قَفْراً رُسُومَها قَلَما أَراد فأَصبحت بعد بهجتها قفراً كأَنَّ قلماً خَطَّ رُسومَها والتَّخْطِيطُ التَّسْطِيرُ التهذيب التخْطيطُ كالتَّسْطِير تقول خُطِّطَت عليه ذنوبُه أَي سُطِّرت وفي حديث معاوية بن الحكم أَنه سأَل النبيَّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن الخَطِّ فقال كان نبيٌّ من الأَنبياء يَخُطُّ فمن وافَقَ خَطَّه عَلِمَ مثل عِلْمِه وفي رواية فمن وافَق خطَّه فذاكَ والخَطُّ الكتابة ونحوها مما يُخَطُّ وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال في الطَّرْقِ قال ابن عباس هو الخَطُّ الذي يَخُطُّه الحازِي وهو عِلْم قديم تركه الناس قال يأْتي صاحِبُ الحاجةِ إِلى الحازِي فيُعْطِيه حُلْواناً فيقول له اقْعُدْ حتى أَخُطَّ لك وبين يدي الحازي غُلام له معَه مِيلٌ له ثم يأْتي إِلى أَرْضٍ رخْوَةٍ فيَخُطُّ الأُسْتاذ خُطوطاً كثيرة بالعجلة لئلا يَلْحَقها العدَدُ ثم يرجِعُ فيمحو منها على مَهَلٍ خَطَّيْنِ خطين فإِن بقي من الخُطوط خَطَّانِ فهما علامة قضاء الحاجة والنُّجْح قال والحازِي يمحو وغلامه يقول للتفاؤل ابْنَيْ عِيان أَسْرِعا البَيان قال ابن عباس فإِذا مَحا الحازِي الخُطوطَ فبقي منها خَطٌّ واحد فهي علامة الخَيْبةِ في قضاء الحاجة قال وكانت العرب تسمي ذلك الخطّ الذي يبقى من خطوط الحازي الأَسْحَم وكان هذا الخط عندهم مشْؤُوماً وقال الحَرْبيُّ الخطُّ هو أَن يخُطّ ثلاثة خُطوط ثم يَضْرِب عليهن بشعِير أَو نَوىً ويقول يكون كذا وكذا وهو ضَرْبٌ من الكَهانة قال ابن الأَثير الخَطُّ المشار إِليه علم معروف وللناس فيه تَصانِيفُ كثيرة وهو معمول به إِلى الآن ولهم فيه أَوْضاعٌ واصْطلاحٌ وأَسامٍ ويستخرجون به الضمير وغيره وكثيراً ما يُصِيبُون فيه وفي حديث ابن أُنَيْسٍ ذهَب بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إِلى منزله فدَعا بطعام قليل فجعلت أُخَطِّطُ حتى يَشْبَعَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَي أَخُطُّ في الطعام أُرِيهِ أَني آكُل ولست بآكِلٍ وأَتانا بطعام فخَطَطْنا فيه أَي أَكَلْناه وقيل فحطَطْنا بالحاء المهملة غير معجمة عَذَّرْنا ووصف أَبو المَكارم مَدْعاةً دُعِيَ إِليها قال فحَطَطْنا ثم خَطَطْنا أَي اعتمدنا على الأَكل فأَخذنا قال وأَما حَطَطْنا فمعناه التَّعْذِيرُ في الأَكل والحَطُّ ضِدُّ الخَطِّ والماشي يَخُطُّ برجله الأَرضَ على التشبيه بذلك قال أَبو النجم أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ تَخطُّ رِجْلايَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لامَ أَلِفْ والخَطُوط بفتح الخاء من بقر الوحش التي تخُطُّ الأَرض بأَظْلافِها وكذلك كل دابّة ويقال فلان يخُطّ في الأَرض إِذا كان يفكِّر في أَمره ويدبّره والخَطُّ خَطُّ الزاجر وهو أَن يخُطّ بإِصْبَعِه في الرمل ويَزْجُر وخَطَّ الزاجِرُ في الأَرض يخُطُّ خطّاً عَمِلَ فيها خَطّاً بإِصْبَعِه ثم زَجَر قال ذو الرمة عَشِيّةَ ما لي حِيلةٌ غَيْرَ أَنَّنِي بَلَقْطِ الحصى والخَطِّ في التُّرْبِ مولَعُ وثوب مُخَطَّطٌ وكِساء مُخَطَّط فيه خُطوط وكذلك تمر مُخَطَّط ووَحْشٌ مُخَطَّطٌ وخَطَّ وجْهُه واخْتَطَّ صارَتْ فيه خُطوط واخْتَطَّ الغلامُ أَي نبتَ عِذارُه والخُطَّةُ كالخَطِّ كأَنها اسم للطريقة والمِخَطُّ بالكسر العود الذي يَخُطّ به الحائكُ الثوبَ والمِخْطاطُ عُود تُسَوَّى عليه الخُطوطُ والخَطُّ الطَّرِيقُ عن ثعلب قال سلامةُ بن جَنْدل حتى تركْنا وما تُثْنَى ظَعائننا يأْخُذْنَ بينَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ والخَطُّ ضَربٌ من البَضْعِ
( * قوله « البضع » بالفتح والضم بمعنى الجماع ) خَطَّها يَخُطُّها خَطّاً وفي التهذيب ويقال خَطَّ بها قُساحاً والخِطُّ والخِطَّةُ الأَرض تُنْزَلُ من غير أَن ينزِلها نازِلٌ قبل ذلك وقد خَطَّها لنَفْسِه خَطّاً واخْتَطَّها وهو أَن يُعَلِّم عليها عَلامةً بالخَطِّ ليُعلم أَنه قد احْتازَها
( * قوله « احتازها » في النهاية اختارها ) ليَبْنِيَها داراً ومنه خِطَطُ الكوفةِ والبصرةِ واخْتَطَّ فلان خِطَّةً إِذا تحَجَّر موضعاً وخَطَّ عليه بِجِدار وجمعها الخِطَطُ وكلُّ ما حَظَرْتَه فقد خطَطْتَ عليه والخِطّةُ بالكسر الأَرضُ والدار يَخْتَطُّها الرَّجل في أَرض غير مملوكةٍ ليَتَحجَّرها ويَبْنيَ فيها وذلك إِذا أَذِن السلطان لجماعة من المسلمين أَنْ يَخْتَطُّوا الدُّورَ في موضع بعينه ويتخذوا فيه مَساكِنَ لهم كما فعلوا بالكوفة والبصرة وبغداد وإِنما كسرت الخاء من الخِطَّة لأَنها أُخرجت على مصدر بُني على فعله
( * قوله « على فعله » كذا في الأصل وشرح القاموس بدون نقط لما بعد اللام وعبارة المصباح وإنما كسرت الخاء لأَنها أُخرجت على مصدر افتعل مثل اختطب خطبة وارتد ردّة وافترى فرية ) وجمع الخِطَّةِ خِطَطٌ وسئل إِبراهيمُ الحَربيّ عن حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه وَرَّث النساء خِطَطَهُنَّ دون الرِّجال فقال نَعَم كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَعْطَى نِساء خِطَطاً يَسْكُنَّها في المدينة شبْه القَطائِع منهنَّ أُمُّ عبد فجعلها لهنَّ دون الرِّجال لا حَظَّ فيها للرجال وحكى ابن بري عن ابن دريد أَنه يقال خِطٌّ للمكَان الذي يَخْتَطُّه لنفسه من غير هاء يقال هذا خِطُّ بني فلان قال والخُطُّ الطريق يقال الزَمْ هذا الخُطَّ قال ورأَيته في نسخة بفتح الخاء ابن شميل الأَرضُ الخَطيطةُ التي يُمْطَرُ ما حَوْلَها ولا تُمْطَر هي وقيل الخَطِيطةُ الأَرض التي لم تمطر بين أَرْضَين مَمْطورَتَين وقيل هي التي مُطِر بعضُها وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل جعل أَمْرَ امْرأَتِه بيدِها فقالت له أَنتَ طالق ثلاثاً فقال ابن عباس خطَّ اللّه نَوْءَها أَلاَّ طَلَّقَتْ نفسَها ثلاثاً وروي خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها بالهمز أَي أَخْطأَها المطر قال أَبو عبيد من رواه خَطَّ اللّه نوْءَها جعله من الخَطِيطةِ وهي الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين ممطورتين وجمعها خَطائطُ وفي حديث أَبي ذرّ في الخَطائطِ تَرْعَى الخَطائطَ ونَرِدُ المَطائطَ وأَنشد أَبو عبيدة لهميان بن قُحافةَ على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائطَا يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاطِ مائطا وقال البَعِيثُ أَلا إِنَّما أَزْرَى بحَارَك عامِداً سُوَيْعٌ كخطَّافِ الخَطِيطةِ أَسْحَمُ وقال الكميت قِلاتٌ بالخَطِيطةِ جاوَرَتْها فَنَضَّ سِمالُها العَيْنُ الذَّرُورُ القِلاتُ جمع قَلْتِ للنُّقْرة في الجبل والسِّمالُ جمع سَمَلةٍ وهي البقِيَّةُ من الماء وكذلك النَّضِيضةُ البقيةُ من الماء وسمالُها مرتفع بنَضَّ والعينُ مرتفع بجاورَتْها قال ابن سيده وأَما ما حكاه ابن الأَعرابي من قول بعض العرب لابنه يا يُنَيَّ الزم خَطِيطةَ الذُّلِّ مَخافةَ ما هو أَشدُّ منه فإِنَّ أَصل الخَطِيطةِ الأَرضُ التي لم تمطر فاستعارها للذلِّ لأَن الخطيطة من الأَرضين ذليلة بما بُخِسَتْه من حقّها وقال أَبو حنيفة أَرض خِطٌّ لم تُمْطَر وقد مُطر ما حولَها والخُطَّةُ بالضم شِبْه القِصَّة والأَمْرُ يقال سُمْتُه خُطَّةَ خَسْفٍ وخُطَّة سَوْء قال تأَبَّط شَرّاً هُما خُطَّتا إِمَّا إِسارٌ ومِنَّةٌ وإِمَّا دَمٌ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ أَراد خُطَّتانِ فحذف النون اسْتِخْفافاً وفي حديث الحديبية لا يَسْأَلوني خُطَّةً يُعَظّمون فيها حُرُماتِ اللّه إِلاَّ أَعطَيتهم إِيَّاها وفي حديثها أَيضاً إِنه قد عرَض عليكم خُطَّة رُشْدٍ فاقبلوها أَي أَمراً واضحاً في الهُدَى والاسْتِقامةِ وفي رأْسِه خُطَّةٌ أَي أَمْرٌ مّا وقيل في رأْسه خُطَّةٌ أَي جَهْلٌ وإِقدامٌ على الأُمور وفي حديث قيْلةَ أَيُلامُ ابن هذه أَن يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ من وراء الحَجَزة ؟ أَي أَنه إِذا نزل به أَمْرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِلٌ لا يُهْتَدى له إِنه لا يَعْيا به ولكنه يَفْصِلُه حتى يُبْرِمَه ويخرُجَ منه برأْيِه والخُطَّةُ الحالُ والأَمْرُ والخَطْبُ الأَصمعي من أَمْثالهم في الاعْتزام على الحاجة جاءَ فلان وفي رأْسه خُطَّةٌ إِذا جاءَ وفي نفسه حاجةٌ وقد عزَم عليها والعامَّةُ تقول في رأْسه خُطْيَةٌ وكلام العرب هو الأَول وخَطَّ وجهُ فلان واخْتَطَّ ابن الأَعرابي الأَخَطُّ الدَّقِيقُ المَحاسِنِ واخْتَطَّ الغُلامُ أَي نبتَ عِذارُه ورجل مُخطَّطٌ جَمِيلٌ وخَطَطْتُ بالسيفِ وسطَه ويقال خَطَّه بالسيف نِصفين وخُطَّةُ اسم عَنْز وفي المثل قَبَّحَ اللّه عَنْزاً خَيْرُها خُطَّةُ قال الأَصمعي إِذا كان لبعض القوم على بعض فَضِيلةٌ إِلاَّ أَنها خَسيسةٌ قيل قَبَّحَ اللّهُ مِعْزَى خيْرُها خُطَّةُ وخُطةُ اسم عنز كانت عَنز سَوْء وأَنشد يا قَومِ مَنْ يَحْلُبُ شاةً مَيِّتهْ ؟ قد حُلِبَت خُطَّةُ جَنْباً مُسْفَتهْ ميتة ساكنةٌ عند الحَلب وجَنْباً عُلْبةٌ ومُسْفَتةٌ مَدْبوغة يقال أَسْفَت الزقّ دَبَغَه الليث الخَطُّ أَرض ينسب إِليها الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ فإِذا جعلت النسبةَ اسماً لازماً قلت خَطِّيَّة ولم تذكر الرماحَ وهو خَطُّ عُمانَ قال أَبو منصور وذلك السِّيفُ كلُّه يسمى الخَطَّ ومن قُرى الخَطِّ القَطِيفُ والعُقَيْرُ وقَطَرُ قال ابن سيده والخَطُّ سِيفُ البَحْرَينِ وعُمانَ وقيل بل كلُّ سِيفٍ خَطٌّ وقيل الخَطُّ مَرْفَأُ السفُن بالبحرين تُنْسب إِليه الرماح يقال رُمْح خَطِّيٌّ ورِماح خَطِّيَّة وخِطِّيَّةٌ على القياس وعلى غير القياس وليست الخطّ بمنْبِتٍ للرِّماح ولكنها مَرْفَأُ السفُن التي تحْمِلُ القَنا من الهِنْدِ كما قالوا مِسْكُ دارِينَ وليس هنالك مسك ولكنها مرفأُ السفن التي تحمل المِسك من الهِند وقال أَبو حنيفة الخَطِّيُّ الرِّماح وهو نِسْبةٌ قد جرَى مَجْرى الاسم العلم ونِسْبته إِلى الخَطّ خَطِّ البحرين وإِليه ترفأُ الشفن إِذا جاءَت من أََرض الهند وليس الخَطِّيّ الذي هو الرماح من نبات أَرض العرب وقد كثر مجيئه في أَشْعارها قال الشاعر في نباته وهَل يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إِلاّ وشِيجهُ وتُغْرَسُ إلاَّ في مَنابِتِها النَّخْلُ ؟ وفي حديث أُمِّ زَرْع فأَخذ خَطِّيّاً الخَطِّيّ بالفتح الرمح المنسوب إِلى الخَطّ الجوهري الخَط موضع باليمامة وهو خَطُّ هَجَرَ تُنْسب إِليه الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ لأَنها تحمل من بلاد الهند فتُقوّم به وقوله في الحديث إِنه نام حتى تُسمع غَطِيطُه أَو خَطِيطُه الخَطِيطُ قريب من الغَطِيطِ وهو صوت النائم والغين والخاء متقاربتان وحِلْسُ الخِطاط اسم رجل زاجر ومُخَطِّطٌ موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِلاَّ أَكُنْ لاقَيْتُ يَوْمَ مُخَطِّطٍ فقد خَبَّرَ الرُّكْبانُ ما أَتَوَدَّدُ وفي النوادر يقال أَقم على هذا الأَمْرِ بخُطَّةٍ وبحُجَّةٍ معناهما واحد وقولهم خُطَّةٌ نائيةٌ أَي مَقْصِدٌ بعيد وقولهم خذ خُطّةً أَي خذ خُطة الانْتِصاف ومعناه انتصف والخُطَّةُ أَيضاً من الخَطِّ كالنُّقْطة من النَّقْطِ اسم ذلك وقولهم ما خَطَّ غُبارَه أَي ما شَقَّه

خلط
خَلَطَ الشيء بالشيء يَخْلِطُه خَلْطاً وخَلَّطَه فاخْتَلَطَ مَزَجَه واخْتَلَطا وخالطَ الشيءَ مُخالَطة وخِلاطاً مازَجَه والخِلْطُ ما خالَطَ الشيءَ وجمعه أَخْلاطٌ والخِلْطُ واحد أَخْلاطِ الطِّيب والخِلْطُ اسم كلّ نوع من الأَخْلاطِ كأَخْلاطِ الدّواء ونحوه وفي حديث سعد وإِن كان أَحدُنا ليَضَعُ كما تضعُ الشاةُ ما له خِلْطٌ أَي لا يَخْتَلِطُ نَجْوُهُم بعضُه ببعض لجَفافِه ويُبْسِه فإِنهم كانوا يأْكلون خبز الشعير وورقَ الشجر لفقرهم وحاجتهم وأَخْلاطُ الإِنسان أَمْزِجَتُه الأَربعة وسَمْنٌ خَلِيطٌ فيه شَحْم ولَحْم والخَلِيطُ من العَلَفِ تِبن وقَتٌّ وهو أَيضاً طين وتِبن يُخْلَطانِ ولبَن خَلِيطٌ مختلط من حُلو وحازِر والخَلِيطُ أَن تُحْلَب الضأْنُ على لبن المِعْزى والمِعزى على لبَن الضأْنِ أَو تحلب الناقةُ على لبن الغنم وفي حديث النبيذِ نهى عن الخَلِيطَيْنِ في الأَنْبِذة وهو أَن يجمع بين صِنْفين تمر وزبيب أَو عنب ورُطَب الأَزهري وأَما تفسير الخليطين الذي جاء في الأَشربة وما جاء من النهي عن شُرْبه فهو شَراب يتخذ من التمر والبُسْر أَو من العنب والزبيب يريد ما يُنْبَذُ من البسر والتمر معاً أَو من الزبيب والعنب معاً وإِنما نهى عن ذلك لأَن الأَنواع إِذا اختلفت في الانتباذ كانت أَسرَعَ للشدَّة والتخمير والنبيذُ المعمول من خَلِيطَيْن ذهب قوم إِلى تحريمه وإِن لم يُسكر أَخذاً بظاهر الحديث وبه قال مالك وأَحمد وعامّة المحدّثين قالوا من شربه قبل حدوث الشدّة فيه فهو آثمٌ من جهة واحدة ومن شربه بعد حدوثها فيه فهو آثمٌ من جهتين شربِ الخَلِيطيْن وشُربِ المُسْكِر وغيرُهم رَخَّص فيه وعللوا التحريم بالإِسْكار وفي الحديث ما خالَطَتِ الصدَقةُ مالاً إِلا أَهْلَكَتْه قال الشافعي يعني أَنّ خِيانةَ الصدَقةِ تُتْلِفُ المالَ المَخْلُوطَ بها وقيل هو تَحْذِير للعمَّال عن الخيانة في شيء منها وقيل هو حَثٌّ على تعجيل أَداء الزكاة قبل أَن تُخْلَطَ بماله وفي حديث الشُّفْعَةِ الشَّرِيكُ أَوْلى من الخَلِيطِ والخَلِيطُ أَولى من الجارِ الشرِيكُ المُشارِكُ في الشُّيوعِ والخَلِيطُ المُشاركُ في حُقوقِ المِلك كالشِّرْبِ والطريق ونحو ذلك وفي الحديث أَن رجلين تقدّما إِلى مُعاوِيةَ فادَّعَى أَحدهما على صاحبه مالاً وكان المُدَّعي حُوَّلاً قُلَّباً مِخْلَطاً المِخْلَطُ بالكسر الذي يَخْلِطُ الأَشْياء فيُلَبِّسُها على السامعين والناظرين والخِلاط اخْتِلاطُ الإِبِل والناسِ والمَواشي أَنشد ثعلب يَخْرُجْنَ من بُعْكُوكةِ الخِلاطِ وبها أَخْلاطٌ من الناس وخَلِيطٌ وخُلَيْطى وخُلَّيْطى أَي أَوْباشٌ مُجْتَمِعُون مُخْتَلِطُون ولا واحد لشيء من ذلك وفي حديث أَبي سعيد كنا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ على عَهْدِ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو الخِلْطُ من التمر أَي المُخْتَلِطُ من أَنْواعِ شَتَّى وفي حديث شريح جاءه رجل فقال إِنِّي طلقت امرأَتي ثلاثاً وهي حائض فقال أَما أَنا فلا أَخْلِطُ حَلالاً بحَرامٍ أَي لا أَحْتَسِبُ بالحَيْضةِ التي وقع فيها الطلاقُ من العِدّةِ لأَنها كانت له حلالاً في بعض أَيام الحيضة وحراماً في بعضها ووقع القومُ في خُلَيْطى وخُلَّيْطى مثال السُّمَّيْهى أَي اخْتِلاطٍ فاختلط عليهم أَمرُهم والتخْلِيطُ في الأَمْرِ الإِفْسادُ فيه ويقال للقوم إِذا خَلَطُوا مالَهم بعضَه ببعض خُلَّيْطى وأَنشد اللحياني وكُنَّا خُلَيطى في الجِمالِ فراعني جِمالي تُوالى وُلَّهاً من جِمالِك ومالُهم بينهم خِلِّيطى أَي مُخْتَلِط أَبو زيد اخْتَلَطَ الليلُ بالتُّرابِ إِذا اختلطَ على القوم أَمرهم واختلط المَرْعِيُّ بالهَمَلِ والخِلِّيطى تَخْلِيطُ الأَمْرِ وإِنه لَفي خُلَّيْطى من أَمرِه قال أَبو منصور وتخفف اللام فيقال خُلَيْطى وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه قال لا خِلاطَ ولا شِناقَ في الصدقة وفي حديث آخر ما كان من خَلِيطَيْنِ فإِنهما يتراجَعانِ بينهما بالسَّوِيّةِ قال الأَزهري كان أَبو عبيد فسّر هذا الحديث في كتاب غريب الحديث فَثَبَّجَه ولم يُفَسِّرُه على وجهه ثم جَوَّدَ تفسيره في كتاب الأَمْوالِ قال وفسره على نحو ما فسّره الشافعي قال الشافعيّ الذي لا أَشُكّ فيه أَن الخَلِيطَيْنِ الشريكان لن يقتسما الماشية وتراجُعُهما بالسويّة أَن يكونا خليطين في الإِبل تجب فيها الغنم فتوجد الإِبل في يد أَحدهما فتؤخذ منه صدقتُها فيرجع على شريكه بالسوية قال الشافعيّ وقد يكون الخليطان الرجلين يتخالطان بماشيتهما وإِن عرف كل واحد منهما ماشيته قال ولا يكونان خليطين حتى يُرِيحا ويُسَرِّحا ويَسْقِيا معاً وتكونَ فُحولُهما مُخْتَلِطةً فإِذا كانا هكذا صَدّقا صدقةَ الواحد بكل حال قال وإِن تفرَّقا في مُراحٍ أَو سَقْيٍ أَو فُحولٍ فليسا خَليطين ويُصَدِّقانِ صدقةَ الاثنين قال ولا يكونان خليطين حتى يحول عليهما حَوْلٌ من يومَ اخْتَلطا فإِذا حال عليهما حول من يومَ اختلطا زَكَّيا زكاةَ الواحد قال الأَزهري وتفسير ذلك أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَوجب على مَن مَلك أَربعين شاة فحال عليها الحولُ شاةً وكذلك إِذا ملك أَكثر منها إِلى تمام مائة وعشرين ففيها شاة واحدة فإِذا زادت شاةٌ واحدة على مائة وعشرين ففيها شاتان ولو أَن ثلاثة نفر ملكوا مائة وعشرين لكل واحد منهم أَربعون شاة ولم يكونوا خُلَطاء سنةً كاملة فعلى كل واحد منهم شاة فإِذا صاروا خلطاء وجمعوها على راع واحد سنة فعليهم شاة واحدة لأَنهم يصدّقون إِذا اخْتَلَطُوا وكذلك ثلاثة نفر بينهم أَربعون شاة وهم خلطاء فإن عليهم شاة كأَنّه ملكها رجل واحد فهذا تفسير الخلطاء في المواشي من الإِبل والبقر والغنم وقوله عزّ وجلّ وإِن كثيراً من الخلطاء ليَبْغي بعضُهم على بعض إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فالخُلَطاء ههنا الشُّرَكاء الذين لا يَتَمَيَّزُ مِلْكُ كل واحد من مِلْكِ صاحبه إِلا بالقِسْمة قال ويكون الخلطاء أَيضاً أَن يخلطوا العين المتميز بالعين المتميز كما فسر الشافعي ويكونون مجتمعين كالحِلَّةِ يكون فيها عشرة أَبيات لصاحب كل بيت ماشيةٌ على حدة فيجمعون مواشِيَهم على راعٍ واحد يرعاها معاً ويَسْقِيها معاً وكلّ واحد منهم يعرف ماله بسِمَته ونِجارِه ابن الأَثير وفي حديث الزكاة أَيضاً لا خِلاطَ ولا وِراطَ الخِلاطُ مصدر خالَطه يُخالِطُه مُخالَطةً وخِلاطاً والمراد أَن يَخْلِطَ رجل إِبله بإِبل غيره أَو بقره أَو غنمه ليمنع حق اللّه تعالى منها ويَبْخَسَ المُصَدِّقَ فيما يجب له وهو معنى قوله في الحديث الآخر لا يُجْمَعُ بين متفرِّقٍ ولا يُفَرَّقُ بين مُجتمع خشيةَ الصدقة أَما الجمع بين المتفرِّق فهو الخِلاط وذلك أَن يكون ثلاثة نفر مثلاً لكل واحد أَربعون شاة فقد وجب على كل واحد منهم شاةٌ فإِذا أَظَلَّهم المُصَدِّقُ جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إِلا شاةٌ واحدة وأَما تفريقُ المجتمع فأَن يكون اثنان شريكان ولكل واحد منهما مائة شاةٍ وشاةٌ فيكون عليهما في مالهما ثلاث شياه فإِذا أَظَلَّهما المصدِّق فرَّقا غنمهما فلم يكن على كل واحد إِلا شاة واحدة قال الشافعي الخطابُ في هذا للمُصدّقِ ولربِّ المال قال فالخَشْيَةُ خَشْيَتانِ خَشْيةُ السّاعي أَن تقلّ الصدقةُ وخشْيةُ ربِّ المال أَن يقلَّ مالُه فأُمر كلّ واحد منهما أَن لا يُحْدِثَ في المال شيئاً من الجمع والتفريق قال هذا على مذهب الشافعي إِذ الخُلْطةُ مؤثِّرة عنده وأَما أَبو حنيفة فلا أَثر لها عنده ويكون معنى الحديث نفي الخِلاطِ لنفي الأَثر كأَنه يقول لا أَثر للخُلْطةِ في تقليل الزكاة وتكثيرها وفي حديث الزكاة أَيضاً وما كان من خَليطَيْنِ فإِنهما يَتراجَعانِ بينهما بالسويَّةِ الخَلِيطُ المُخالِط ويريد به الشريك الذي يَخْلِط ماله بمال شريكه والتراجع بينهما هو أَن يكون لأَحدهما مثلاً أَربعون بقرة وللآخر ثلاثون بقرة ومالهما مختلط فيأْخذ الساعي عن الأَربعين مُسِنّةً وعن الثلاثين تَبِيعاً فيرجع باذِلُ المسنَّةِ بثلاثة أَسْباعها على شريكه وباذل التَّبيعِ بأَربعة أَسْباعه على شريكه لأَن كل واحد من السنَّين واجب على الشيوع كأَنَّ المال ملك واحد وفي قوله بالسوية دليل على أَن الساعيَ إِذا ظلم أَحدهما فأَخذ منه زيادة على فرضه فإِنه لا يرجع بها على شريكه وإِنما يَضْمَنُ له قِيمةَ ما يَخُصُّه من الواجب دون الزيادة وفي التراجع دليل على أَن الخُلطة تصح مع تمييز أَعْيان الأَموال عند من يقول به والذي فسره ابن سيده في الخلاط أَن يكون بين الخليطين مائة وعشرون شاة لأَحدهما ثمانون وللآخر أَربعون فإِذا أَخذ المُصَدِّقُ منها شاتين ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلثَ شاة فيكون عليه شاةٌ وثلث وعلى الآخر ثلثا شاة وإِن أَخذ المُصَدّق من العشرين والمائة شاةً واحدة ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلث شاة فيكون عليه ثلثا شاة وعلى الآخر ثلثُ شاة قال والوِراطُ الخديعةُ والغِشُّ ابن سيده رجل مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ بكسر الميم فيهما يُخالِطُ الأُمور ويُزايِلُها كما يقال فاتِقٌ راتِقٌ ومِخْلاطٌ كمِخْلطٍ أَنشد ثعلب يُلِحْنَ مِن ذِي دَأَبٍ شِرواطِ صاتِ الحُداء شَظِفٍ مِخْلاطِ وخلَط القومَ خَلْطاً وخالَطَهم داخَلهم وخَليطُ الرجل مُخالطُه وخَلِيطُ القوم مُخالطهم كالنَّديم المنادِمِ والجَلِيسِ المُجالِسِ وقيل لا يكون إِلا في الشركة وقوله في التنزيل وإِنّ كثيراً من الخُلَطاء هو واحد وجمع قال ابن سيده وقد يكون الخَليطُ جمعاً والخُلْطةُ بالضم الشِّرْكة والخِلْطةُ بالكسر العِشْرةُ والخَلِيطُ القوم الذين أَمْرُهم واحد والجمعُ خُلَطاء وخُلُطٌ قال الشاعر بانَ الخَلِيطُ بسُحْرةٍ فتَبَدَّدُوا وقال الشاعر إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْصَرَمُوا قال ابن بري صوابه إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا وأَخْلَفُوك عِدَى الأَمْرِ الذي وَعَدُوا ويروى فانْفَرَدُوا وأَنشد ابن بري هذا المعنى لجماعة من شعراء العرب قال بسَّامَةُ بن الغَدِير إِنّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البين فابْتَكَرُوا لِنِيَّة ثم ما عادُوا ولا انْتَظَرُوا وقال ابن مَيّادةَ إِن الخليط أَجدُّوا البين فانْدَفَعُوا وما رَبُوا قَدَرَ الأَمْرِ الذي صَنَعُوا وقال نَهْشَلُ بن حَرِّيّ إِن الخليط أَجدوا البين فابتكروا واهْتاجَ شَوْقَكَ أَحْداجٌ لها زُمَر وقال الحسين بن مُطَيْرٍ إِن الخليط أَجدوا البين فادّلَجُوا بانُوا ولم ينْظرُوني إِنهم لَحِجُوا وقال ابن الرَّقاعِ إِن الخليط أَجدوا البين فانْقَذَفُوا وأَمْتَعُوكَ بشَوْقٍ أَيّةَ انْصَرَفُوا وقال عمر بن أَبي ربيعة إِنَّ الخليط أَجدّ البين فاحْتَمَلا وقال جرير إِنّ الخَلِيطَ أَجدُّوا البين يومَ غَدَوْا مِنْ دارةِ الجأْبِ إِذ أَحْداجُهم زُمَرُ وقال نُصَيْبُ إِن الخليط أَجدّوا البين فاحْتَمَلُوا وقال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ في جمعه على خُلُطٍ سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ هَلْ جَنَيْتَ لهُمْ حَرْباً تُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ ؟ وإِنما كثر ذلك في أَشعارهم لأَنهم كانوا يَنْتَجِعُونَ أَيام الكَلإِ فتجتمع منهم قبائل شتى في مكان واجد فتقع بينهم أُلْفَةٌ فإِذا افْتَرَقوا ورجعوا إِلى أَوطانهم ساءَهم ذلك قال أَبو حنيفة يلقى الرجلُ الرجلَ الذي قد أَورد إِبله فأَعْجَلَ الرُّطْبَ ولو شاءَ لأَخَّرَه فيقول لقد فارَقْتَ خَليطاً لا تَلْقى مثلَه أَبداً يعني الجَزَّ والخَلِيطُ الزوجُ وابن العم والخَلِطُ المُخْتَلِطُ
( * قوله « والخلط المختلط » في القاموس والخلط بالفتح وككتف وعنق المختلط بالناس المتملق اليهم ) بالناس المُتَحَبِّبُ يكون للذي يَتَمَلَّقُهم ويتحَبَّبُ إِليهم ويكون للذي يُلْقي نساءَه ومتاعَه بين الناس والأُنثى خَلِطةٌ وحكى سيبويه خُلُط بضم اللام وفسره السيرافي مثل ذلك وحكى ابن الأَعرابي رجل خِلْطٌ في معنى خَلِطٍ وأَنشد وأَنتَ امرُؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرْسَلتْ يَمينُكَ شيئاً أَمْسَكَتْهُ شِمالُكا يقول أَنت امرؤ مُتَمَلِّقٌ بالمَقال ضنينٌ بالنَّوال ويمينُك بدل من قوله هي وإِن شئت جعلت هي كنايةً عن القِصّة ورفَعْت يمينك بأَرسلت والعرب تقول أَخْلَطُ من الحمَّى يريدون أَنها متحببة إِليه مُتَمَلِّقة بورُودها إِياه واعْتيادِها له كما يفعل المُحِبُّ المَلِقُ قال أَبو عبيدة تنازعَ العجاجُ وحُمَيْدٌ الأَرْقَطُ أُرْجُوزَتين على الطاء فقال حميد الخِلاطَ يا أَبا الشعْثاء فقال العجاج الفجاجُ أَوْسَعُ من ذلك يا ابن أَخي أَي لا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتي بأُرْجُوزَتِكَ واخْتَلَطَ فلان أَي فسد عقله ورجل خِلْطٌ بَيِّنُ الخَلاطةِ أَحْمَقُ مُخالَطُ العقْل عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي وقد خُولِطَ في عَقْلِه خِلاطاً واخْتَلَطَ ويقال خُولِط الرجلُ فهو مُخالَطٌ واخْتَلَطَ عقلُه فهو مُخْتَلِط إِذا تغير عقلُه والخِلاطُ مخالطةُ الداءِ الجوفَ وفي حديث الوَسْوَسةِ ورجَعَ الشيطانُ يَلْتمس الخِلاطَ أَي يخالِط قَلْبَ المصلي بالوَسْوَسةِ وفي الحديث يَصِف الأَبرار فظنَّ الناس أَن قد خُولِطُوا وما خُولِطُوا ولكن خالط قلْبَهم هَمٌّ عَظيمٌ من قولهم خُولط فلان في عقله مُخالَطة إِذا اختلَّ عقله وخالَطه الداءُ خِلاطاً خامره وخالط الذئبُ الغَنَمَ خِلاطاً وقَع فيها الليث الخِلاطُ مخالطةُ الذئبِ الغَنَم وأَنشد يَضْمَنُ أَهل الشاءِ في الخِلاطِ والخِلاط مخالَطة الرجلُ أَهلَه وفي حديث عَبِيدةَ وسُئل ما يُوجِبُ الغُسْلَ ؟ قال الخَفْقُ والخِلاطُ أَي الجِماعُ من المخالطة وفي خطبة الحجاج ليس أَوانَ يَكْثُر الخِلاط يعني السِّفادَ وخالَط الرجلُ امرأَتَه خِلاطاً جامَعها وكذلك مخالَطةُ الجملِ الناقةَ إِذا خالَط ثِيلُه حَياءَها واسْتخلط البعير أَي قَعا وأَخلط الفحْلُ خالط الأُنثى وأَخلطه صاحبه وأَخلط له الأَخيرة عن ابن الأَعرابي إِذا أَخطأَ فسدَّده وجعل قضيبه في الحَياء واسْتَخْلَطَ هو فعل ذلك من تلقاء نفسه ابن الأَعرابي الخِلاطُ أَن يأْتي الرجلُ إِلى مُراحِ آخر فيأْخذَ منه جمَلاً فيُنزِيَه على ناقته سِرّاً من صاحِبه قال والخِلاط أَيضاً أَن لا يُحْسن الجملُ القَعْو على طَرُوقَتِه فيأْخذَ الرجلُ قَضِيبَه فيُولجه قال أَبو زيد إِذا قَعا الفحلُ على الناقةِ فلم يَسْتَرْشِدْ لحَيائها حتى يُدخله الراعي أَو غيرُه قيل قد أَخْلطه إِخْلاطاً وأَلْطَفَه إِلْطافاً فهو يُخْلِطُه ويُلْطِفُه فإِن فعل الجمل ذلك من تلقاء نفسه قيل قد اسْتَخْلَطَ هو واسْتَلْطَفَ ابن شميل جمل مُختلِط وناقة مختلطة إِذا سَمِنا حتى اختلَط الشحم باللحم ابن الأَعرابي الخُلُط المَوالي والخُلَطاء الشركاء والخُلُطُ جِيران الصَّفا والخَلِيط الصاحِبُ والخَلِيطُ الجار يكون واحداً وجمعاً ومنه قول جرير بانَ الخَلِيطُ ولو طُووِعتُ ما بانا فهذا واحد والجمع قد تقدم الاستشهاد عليه والأَخْلاطُ الجماعة من الناس والخِلْطُ والخِلِطُ من السِّهام السهم الذي ينبُت عُودُه على عَوَج فلا يزال يتعوَّج وإِن قُوِّم وكذلك القوسُ قال المتنخل الهذلي وصفراءُ البُرايةِ غَيْر خِلْطٍ كوَقْفِ العاجِ عاتِكة اللياطِ وقد فُسِّر به البيتُ الذي أَنشده ابن الأَعرابي وأَنتَ امرؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرسلت قال وأَنت امرؤ خِلْط أَي أَنك لا تستقيم أَبداً وإِنما أَنت كالقِدْح الذي لا يزال يَتعوَّج وإِن قُوِّم والأَوّل أَجود والخِلْط الأَحمق والجمع أَخْلاط وقوله أَنشده ثعلب فلمّا دخَلْنا أَمْكَنَتْ من عِنانِها وأَمْسَكْتُ من بعض الخِلاطِ عِناني فسره فقال تكلَمت بالرفَثِ وأَمسكْتُ نفسي عنها فكأَنه ذهب بالخلاط إِلى الرفَثِ الأَصمعي المِلْطُ الذي لا يُعْرَفُ له نسب ولا أَب والخِلْطُ يقال فلان خِلْطٌ فيه قولان أَحدُهما المُخَتَلِطُ النسَبِ ويقال هو والد الزِّنا في قول الأَعْشَى أَتاني ما يقولُ ليَ ابنُ بَظْرا أَقَيْسٌ يا ابنَ ثَعْلبة الصَّباحِ لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ وخِلْطٌ رَجوفُ الأَصلِ مَدْخولُ النَّواحي ؟ أَراد أَقَيْسٌ لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ هَجا بهذا جِهنّاماً أَحد بني عَبْدانَ واهْتَلَبَ السيفَ من غِمْده وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه قال الجرجاني الأَصل اخْتَرَطَه وكأَنَّ اللامَ مبدلة منه قال وفيه نظر

خمط
قال اللّه عزّ وجلّ في قصة أَهل سبإٍ وبدَّلْناهم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وأَثْلٍ قال الليث الخَمْطُ ضرب من الأَراكِ له حَمْل يؤْكل وقال الزجاج يقال لكل نبت قد أَخَذَ طَعْماً من مَرارة حتى لا يمكن أَكلُه خَمْطٌ وقال الفراء الخمط في التفسير ثَمَرُ الأَراكِ وهو البَرِيرُ وقيل شجر له شوْكٌ وقيل الخَمْطُ في الآية شجر قاتل أَو سمّ قاتِل وقيل الخَمْط الحَمْل القليل من كل شجرة والخمط شجر مثل السِّدْرِ وحمله كالتُّوت وقرئ ذواتي أُكُلِ خَمْطٍ بالإِضافة قال ابن بري من جعل الخمْط الأَراكَ فحقُّ القراءَةِ بالإضافة لأَن الأَكل للجني فأَضافه إِلى الخمْط ومن جعل الخمط ثَمَرَ الأَراك فحق القراءَة أَن تكون بالتنوين ويكون الخمط بدلاً من الأُكُل وبكلٍّ قرأَتْه القرَّاءُ ابن الأَعرابيّ الخَمْطُ ثمر يقال له فَسْوةُ الضَّبُع على صورة الخَشْخاش يَتَفَرَّكُ ولا يُنْتفَعُ به وقد خَمَط اللحمَ يَخْمِطُه خَمْطاً فهو خَمِيطٌ شواه وقيل شواه فلم يُنْضِجْه وخَمط الحَمَلَ والشاةَ والجَدْيَ يَخْمِطُه خَمْطاً وهو خَمِيطٌ سلَخَه ونزع جِلْده وشَواه فإِذا نزَع عنه شَعَره وشواه فهو السَّمِيطُ وقيل الخَمْطُ بالنار والسَّمْطُ بالماء والخَمِيطُ المَشْوِيُّ والسَّمِيط الذي نُزع عنه شعرُه والخَمّاطُ الشَّوَّاء قال رؤْبة شاكٍ يَشُكُّ خَلَلَ الآباطِ شَكَّ المَشاوِي نَقَدَ الخَمَّاطِ أَراد بالمَشاوي السفافِيدَ تدخل في خَلَل الآباطِ قال والخُمَّاطُ السُّمَّاطُ الواحد خامِطٌ وسامِط والخَمْطةُ رِيحٌ نَوْرِ الكَرم وما أَشْبَهه مما له ريح طيبة وليست بشديدة الذّكاءِ طِيباً والخَمْطة الخمر التي أَخَذَت ريِحاً وقال اللحياني الخمْطة التي قد أَخذت شيئاً من الرِّيح كريح النَّبِق والتفَّاح يقال خَمِطَتِ الخَمْرُ وقيل الخمْطةُ الحامضةُ مع ريح قال أَبو ذؤَيب عُقارٌ كماءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بخَمْطةٍ ولا خَلّةٍ يَكْوِي الوُجوهَ شِهابُها ويروى يَكْوِي الشُّروبَ شِهابُها وقيل إِذا أُعْجِلَت عن الاسْتِحكام في دَنِّها فهي خَمْطةٌ وكلُّ طَرِيّ أَخَذ طعْماً ولم يَسْتَحْكِم فهو خَمْطٌ وقال خالد بن زهير الهذلي ولا تَسْبِقَنْ للناسِ منّي بخَمْطةٍ من السُّمِّ مَذْرورٍ عليها ذُرُورُها يعني طريّة حديثة كأَنها عنده أَحَدُّ وقال المتنخل مُشَعْشَعَةٌ كعَيْنِ الدِّيك فيها حُمَيّاها من الصُّهْبِ الخِماطِ اختارها حَدِيثةً واختارها أَبو ذُؤَيب عَتِيقةً ولذلك قال ليست بخَمْطَةٍ وقال أَبو حنيفة الخَمْطَةُ الخمرة التي أُعجلت عن استحكام ريحها فأَخذت ريح الإِدْراكِ كريح التُّفَّاح ولم تُدْرِكْ بعد ويقال هي الحامضةُ وقال أَبو زيد الخَمْطةُ أَوّلُ ما تَبْتَدئُ في الحُموضة قبل أَن تشتدَّ وقال السكّري في بيت خالد بن زهير الهذلي عَنى بالخمْطةِ اللَّوْمَ والكلامَ القَبيحَ ولبن خَمْطٌ وخامِطٌ طَيِّبُ الرِّيح وقيل هو الذي قد أَخذ شيئاً من الرِّيح كريح النبق أَو التُّفَّاح وكذلك سِقاء خامِطٌ خَمَطَ يَخْمُطُ خَمْطاً وخُموطاً وخَمِطَ خَمَطاً وخَمْطَتُه وخَمَطَتُه رائحتُه وقيل خَمَطُه أَن يَصِير كالخِطْمِيِّ إِذا لَجَّنَه وأَوْخَفَه وقيل الخَمْطُ الحامضُ وقيل هو المُرّ من كل شيء وذكر أَبو عبيدة أَن اللبن إِذا ذهب عنه حَلاوة الحَلب ولم يتغير طعمه فهو سامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من الرِّيح فهو خامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من طعْم فهو مُمَحَّلٌ فإِذا كان فيه طَعْمُ الحَلاوةِ فهو فُوّهةٌ اليزيدي الخامِطُ الذي يُشبه ريحُه ريحَ التُّفّاحِ وكذلك الخَمْطُ أَيضاً قال ابن أَحمر وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِيَّتِي ضَرِيبَ جِلادِ الشَّوْلِ خَمْطاً وصافِيا التهذيب لبن خَمْطٌ وهو الذي يُحْقَنُ في سِقاء ثم يوضَع على حشيش حتى يأْخُذَ من ريحه فَيكون خَمْطاً طَيِّبَ الريح طيبَ الطعم والخَمْطُ من اللبن الحامِضُ وأَرض خَمْطةٌ وخَمِطةٌ طيبةُ الرائحة وقد خَمِطَتْ وخَمَطَتْ وخَمَط السِّقاءُ وخَمِطَ خَمْطاً وخَمَطاً فهو خَمِطٌ تغيرت رائحتُه ضدّ سيبويه وهي الخَمْطةُ وتَخَمَّطَ الفحلُ هَدَرَ وخَمِطَ الرجلُ وتَخَمَّطَ غَضِبَ وتَكبَّرَ وثارَ قال إِذا تَخَمَّطَ جَبّارٌ ثَنَوْه إِلى ما يَشْتَهُونَ ولا يُثْنَوْن إِنْ خَمِطُوا والتَّخَمُّطُ التَّكَبُّرُ قال إِذا رأَوْا مِنْ مَلِكٍ تَخَمُّطا أَو خُنْزُواناً ضَرَبُوهُ ما خَطا ومنه قول الكميت إِذا ما تَسامَتْ للتخمطِ صِيدُها الأَصمعي التخمُّط الأَخذُ والقهْرُ بغَلبةٍ وأَنشد إِذا مُقْرَمٌ مِنّا ذَرَا حَدُّ نابِه تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ ورجل مُتَخَمِّطٌ شديدُ الغَضَبِ له ثَوْرةٌ وجَلَبة وفي حديث رِفاعةَ قال الماءُ من الماء فتخمَّطَ عمر أَي غَضِبَ ويقال للبحر إِذا التَطَمَتْ أَمواجُه إِنه لَخَمِطُ الأَمْواجِ وبحر خَمِطُ الأَمواج مُضْطَرِبُها قال سويد بن أَبي كاهل ذُو عُبابٍ زَبَدٍ آذِيَّه خَمِطُ التَّيّارِ يَرْمي بالقَلَعْ يعني بالقِلَعِ الصخْرَ أَي يرمي بالصخْرة العظيمةِ وتَخَمَّطَ البحرُ التطَم أَيضاً

خنط
خَنَطَه يَخْنِطُه خَنْطاً كَرَبَه الأَزهري الخَناطِيطُ والخَناطِيلُ مثل العَبادِيدِ جَماعاتٌ في تَفْرِقةٍ ولا واحد لها

خوط
الخُوطُ الغُصْنُ الناعِمُ وقيل الغُصن لِسَنةٍ وقيل هو كلُّ قَضِيبٍ ما كان عن أَبي حنيفة والجمع خِيطانٌ قال لَعَمْرُكَ إِنّي في دِمَشْقَ وأَهْلِها وإِن كنتُ فيها ثاوِياً لغَرِيبُ أَلا حَبَّذا صَوْتُ الغَضَا حِينَ أَجْرَسَتْ بِخِيطانِه بَعْدَ المَنامِ جَنُوبُ وقال الشاعر سَرَعْرَعاً خُوطاً كغُصْنٍ نابِت يقال خُوطُ بانٍ الواحدة خُوطةٌ والخُوطُ من الرجال الجسيمُ الخَفِيفُ كالخَوْطِ وجارية خُوطانِيَّةٌ مُشَبَّهة بالخُوط ابن الأَعرابي خُطْ خُطْ إِذا أَمرته أَن يَخْتِلَ إِنساناً برُمْحِه وفي النوادر تَخَوّطْتُ فلاناً وتَخَوَّتُّه تَخَوُّطاً وتَخَوُّتاً إِذا أَتيتَه الفَيْنةَ بعد الفينةِ أَي الحِينَ بعد الحِين

خيط
الخَيْطُ السِّلْك والجمع أَخْياطٌ وخُيوطٌ وخُيوطةٌ مثل فَحْلٍ وفُحولٍ وفُحولةٍ زادوا الهاء لتأْنيث الجمع وأَنشد ابن بري لابن مقبل قَرِيساً ومَغْشِيّاً عليه كأَنَّه خُيوطةُ مارِيٍّ لَواهُنَّ فاتِلُهْ وخاطَ الثوبَ يَخِيطُه خَيْطاً وخِياطةً وهو مَخْيوطٌ ومَخِيطٌ وكان حدّه مَخْيوطاً فلَيَّنُوا الياء كما لَيَّنُوها في خاطٍ والتقى ساكنان سكون الياء وسكون الواو فقالوا مَخِيط لالتقاء الساكنين أَلقوا أَحدهما وكذلك بُرٌّ مَكِيل والأَصل مَكْيُولٌ قال فمن قال مَخْيوط أَخرجه على التمام ومن قال مخيط بناه على النقص لنقصان الياء في خِطْتُ والياء في مَخِيط هي واو مفعول انقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وإِنما حرك ما قبلها لسكونها وسكون الواو بعد سقوط الياء وإِنما كسر ليعلم أَنّ الساقط ياء وناس يقولون إِنّ الياء في مخيط هي الأَصلية والذي حذف واو مفعول ليُعرف الواويّ من اليائيّ والقولُ هو الأَوّل لأَنّ الواو مزيدة للبناء فلا ينبغي لها أَن تحذف والأَصليّ أَحقُّ بالحذف لاجتماع الساكنين أَو علَّةٍ توجب أَن يحذف حرف وكذلك القول في كل مفعول من ذوات الثلاثة إِذا كان من بنات الياء فإِنه يجيء بالنقصان والتمام فأَما من بنات الواو فلم يجئ على التمام إِلا حَرْفان مِسْك مَدْوُوفٌ وثوب مَصْوُون فإِنَّ هذين جاءا نادرين وفي النحويين من يقيس على ذلك فيقول قَوْلٌ مَقْوُول وفرس مَقْوُودٌ قياساً مطرداً وقول المتنخل الهذلي كأَنَّ على صَحاصِحِه رِياطاً مُنَشَّرةً نُزِعْنَ من الخِياطِ إِما أَن يكون أَراد الخِياطةَ فحذف الهاء وإِما أَن يكون لغة وخَيَّطَه كخاطَه قال فهُنَّ بالأَيْدِي مُقَيِّساتُه مُقَدِّراتٌ ومُخَيِّطاتُه والخِياطُ والمِخْيَطُ ما خِيطَ به وهما أَيضاً الإِبرَةُ ومنه قوله تعالى حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِياطِ أَي في ثَقْبِ الإِبرة والمِخْيَطِ قال سيبويه المِخْيَطُ ونظيره مما يُعْتَمل به مكسورُ الأَول كانت فيه الهاء أَو لم تكن قال ومثل خِياطٍ ومِخْيَطٍ سِرادٌ ومِسْرَدٌ وإِزارٌ ومِئْزَرٌ وقِرامٌ ومِقْرَمٌ وفي الحديث أَدُّوا الخِياطَ والمِخْيَطَ أَراد بالخِياط ههنا الخَيْطَ وبالمِخْيَطِ ما يُخاطُ به وفي التهذيب هي الإِبرة أَبو زيد هَبْ لي خِياطاً ونِصاحاً أَي خَيْطاً واحداً ورجل خائطٌ وخَيَّاطٌ وخاطٌ الأَخيرة عن كراع والخِياطةُ صِناعةُ الخائِط وقوله تعالى حتى يتَبَيَّنَ لكم الخيْطُ الأَبيضُ من الخيطِ الأَسودِ من الفجر يعني بياضَ الصبحِ وسوادَ الليل وهو على التشبيه بالخَيْطِ لدِقَّته وقيل الخيطُ الأَسود الفجر المستطيل والخيط الأَبيض الفجر المُعْتَرِضُ قال أَبو دُواد الإِيادي فلمَّا أَضاءتْ لَنا سُدْفةٌ ولاحَ من الصُّبْحِ خَيْطٌ أَنارا قال أَبو إِسحق هما فَجْرانِ أَحدهما يبدو أَسود مُعْترضاً وهو الخيط الأَسود والآخر يبدو طالعاً مستطيلاً يَمْلأُ الأُفق فهو الخيط الأَبيض وحقيقته حتى يتبين لكم الليلُ من النهار وقول أَبي دواد أَضاءت لنا سدفة هي ههنا الظُّلمة ولاحَ من الصبح أَي بَدا وظهر وقيل الخيْطُ اللَّوْنُ واحتج بهذه الآية قال أَبو عبيد يدل على صحة قوله ما قاله النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في تفسير الخَيْطَيْنِ إِنما ذلك سوادُ الليلِ وبياضُ النهار قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصلت الخَيْطُ الأَبْيَضُ ضَوْء الصُّبْحِ مُنْفَلِقٌ والخِيْطُ الأَسْودُ لوْنُ الليلِ مَرْكُومُ ويروى مَكْتُومُ وفي الحديث أَنَّ عَدِيّ بن حاتم أَخذَ حَبْلاً أَسودَ وحبلاً أَبيضَ وجعلهما تحت وِسادِه لينظر إِليهما عند الفجر وجاء إِلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأَعلمه بذلك فقال إِنك لعَريصُ القَفا ليس المعنى ذلك ولكنه بياضُ الفجرِ من سوادِ الليلِ وفي النهاية ولكنه يريد بياضَ النهار وظلمة الليل وخَيَّطَ الشيبُ رأْسَه وفي رأْسِه ولِحْيَتِه صار كالخُيوطِ أَو ظهر كالخُيوطِ مثل وخَطَ وتَخَيَّطَ رأْسهُ كذلك قال بدر بن عامر الهذلي تاللّهِ لا أَنْسَى مَنِيحةَ واحدٍ حتى تَخَيَّطَ بالبَياضِ قُروني قال ابن بري قال ابن حبيب إِذا اتصل الشيبُ في الرأْس فقد خَيَّطَ الرأْسَ الشيبُ فجعل خَيَّطَ مُتعدِّياً قال فتكون الرواية على هذا حتى تُخَيَّطَ بالبَياضِ قُروني وجُعِل البياضُ فيها كأَنه شيء خِيطَ بعضُه إِلى بعض قال وأَمّا من قال خَيَّطَ في رأْسِه الشيبُ بمعنى بَدا فإِنه يريد تُخَيَّطُ بكسر الياء أَي خَيَّطَتْ قُروني وهي تُخَيَّطُ والمعنى أَن الشيب صار في السواد كالخُيوطِ ولم يتصل لأَنه لو اتصل لكان نَسْجاً قال وقد روي البيت بالوجهين أَعني تُخَيَّطُ بفتح الياء وتُخَيِّطُ بكسرها والخاء مفتوحة في الوجهين وخَيْطُ باطِلٍ الضَّوْء الذي يدخُل من الكُوَّةِ يقال هو أَدَقُّ من خَيْطِ باطِلٍ حكاه ثعلب وقيل خَيْطُ باطِلٍ الذي يقال له لُعابُ الشمس ومُخاطُ الشيطان وكان مَرْوانُ بن الحَكَمِ يُلَقَّب بذلك لأَنه كان طويلاً مُضْطَرِباً قال الشاعر لَحى اللّهُ قَوْماً مَلَّكُوا خَيْطَ باطِلٍ على الناس يُعْطِي مَن يَشاءُ ويَمْنَعُ وقال ابن بري خَيْطُ باطِل هو الخيط الذي يخرج من فَمِ العَنْكَبوتِ أَحمد بن يحيى يقال فلان أَدَقُّ من خَيْطِ الباطل قال وخَيْطُ الباطل هو الهَباء المَنْثور الذي يدخل من الكوّة عند حَمْي الشمس يُضْرَبُ مَثَلاً لمن يَهُون أَمرُه والخَيْطةُ خَيْطٌ يكون مع حَبْل مُشْتارِ العسل فإِذا أَراد الخَلِيَّةَ ثم أَراد الحبل جَذَبه بذلك الخيط وهو مَرْبُوط إِليه قال أَبو ذؤيب تَدَلَّى عليها بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ بجَرداء مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها وأَورد الجوهري هذا البيتَ مستشهداً به على الوَتدِ وقال أَبو عمرو الخَيْطةُ حبل لطيف يتخذ من السَّلَبِ وأَنشد في التهذيب تدلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطةٍ شَديدُ الوَصاةِ نابِلٌ وابنُ نابِلِ وقال قال الأَصمعي السِّبُّ الحبل والخَيْطةُ الوَتِدُ ابن سيده الخيْطة الوتِد في كلام هُذيل وقيل الحبل والخَيْطُ والخِيطُ جماعة النَّعامِ وقد يكون من البقر والجمع خِيطانٌ والخَيْطى كالخِيطِ مثل سَكْرى قال لبيد وخَيْطاً من خَواضِبَ مُؤْلَفاتٍ كأَنَّ رِئالَها ورَقُ الإِفالِ وهذا البيت نسبه ابن بري لشبيل قال ويجمع على خِيطانٍ وأَخْياطٍ الليث نَعامة خَيْطاء بَيِّنَةُ الخَيَطِ وخَيَطُها طُولُ قَصَبِها وعُنُقِها ويقال هو ما فيها من اخْتِلاطِ سوادٍ في بياض لازِمٍ لها كالعَيَسِ في الإِبل العِراب وقيل خَيَطُها أَنها تَتقاطَرُ وتَتَّابعُ كالخَيْطِ الممدود ويقال خاطَ فلان بعيراً ببعير إِذا قَرَن بينهما قال رَكّاضٌ الدُّبَيْرِي بَلِيدٌ لم يخِطْ حَرْفاً بعَنْسٍ ولكنْ كان يَخْتاطُ الخِفاء أَي لم يقْرُن بعيراً ببعير أَراد أَنه ليس من أَرْباب النَّعَم والخِفاء الثوبُ الذي يُتَغَطَّى به والخَيْطُ والخِيطُ القِطْعةُ من الجراد والجمع خِيطانٌ أَيضاً ونَعامةٌ خَيْطاء بَيّنةُ الخَيطِ طويلة العُنق وخَيْطُ الرَّقَبة نُخاعُها يقال جاحَش فلان عن خَيْطِ رقَبته أَي دافَع عن دََمِه وما آتِيك إِلا الخَيْطةَ أَي الفَيْنةَ وخاطَ إِليهم خَيْطةً مرّ عليهم مرّة واحدة وقيل خاط إِليهم خَيْطةً واخْتاطَ واخْتَطى مقلوب مرّ مَرّاً لا يكاد ينقطع قال كراع هو مأْخوذ من الخَطْوِ مقلوب عنه قال ابن سيده وهذا خطَأٌ إِذ لو كان كذلك لقالوا خاطَه خَوْطةً ولم يقولوا خَيْطةً قال وليس مثل كراع يُؤمَن على هذا الليث يقال خاط فلان خَيْطةً واحدة إِذا سار سَيْرة ولم يَقطع السير وخاطَ الحَيّةُ إِذا انساب على الأَرض ومَخِيطُ الحَيّةِ مَزْحَفُها والمَخيطُ المَمَرُّ والمَسْلَكُ قال ذو الرمة وبينَهما مَلْقى زِمامٍ كأَنّه مَخِيطُ شُجاعٍ آخِرَ الليلِ ثائر ويقال خاطَ فلان إِلى فلان أَي مرّ إِليه وفي نوادر الأَعراب خاط فلان خَيْطاً إِذا مَضى سريعاً وتَخَوَّطَ تَخَوُّطاً مثله وكذلك مَخَطَ في الأَرض مَخْطاً ابن شميل في البطن مَقاطُّه ومَخِيطُه قال ومخيطه مجتمع الصِّفاقِ وهو ظاهر البطن

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88