كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

جهن
الجَهْنُ غِلَظُ الوجه وجُهَينة أَبو قبيلة من العرب منه وفي المثل وعند جُهَينة الخبرُ اليقين وهي قبيلة قال الشاعر تنادَوْا يالَ بُهْثةَ إذ رَأَوْنا فقلنا أَحْسِني مَلأً جُهَيْناً وقال ابن الأَعرابي والأَصمعي وعند جُفَيْنة وقد ذكرناه في جفن قال قطرب جاريةٌ جُهانةٌ أَي شابّة وكأَنَّ جُهَيْنة ترخيمٌ من جُهانة قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى جُهَيْنة تصغير جُهْنة وهي مثل جُهْمة الليلِ أُبدلت الميم نوناً وهي القِطْعةُ من سواد نِصْف الليل فإِذا كانت بين العِشاءَين فهي الفَخْمة والقَسْوَرة وجَيْهانُ اسم

جهمن
جَهْمَن اسم

جون
الجَوْنُ الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ والأُنثى جَوْنة ابن سيده الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً وقيل هو النباتُ الذي يَضْرِب إلى السواد من شدّة خُضْرتِه قال جُهَيْناءُ الأَشجعيّ فجاءت كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِيجُه والثامِرُ المُتناوِحُ القَسْوَرُ نبتٌ وبَجَّها عساليجُه أَي أَنها تكاد تَنْفَتِق من السِّمَن والجونُ أَيضاً الأَحمَرُ الخالصُ والجَوْنُ الأَبيض والجمع من كل ذلك جُون بالضم ونظيرُه ورْدٌ ووُرْدٌ ويقال كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ من بعيدٍ وكلُّ لَوْن سواد مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ أَو سوادٍ يُخالِط حمرة كلون القطا قال الفرزدق وجَوْن عليه الجِصُّ فيه مَريضةٌ تَطَلَّعُ منها النَّفْسُ والموتُ حاضِرُه يعني الأَبيضَ ههنا يَصِفُ قَصْرَه الأَبيض قال ابن بري قوله فيه مريضة يعني امرأَة مُنَعَّمةً قد أَضَرَّ بها النَّعيم وثقَّل جِسْمَها وكسَّلَها وقوله تَطَلَّعُ منها النفس أَي من أَجلِها تخرجُ النفسُ والموتُ حاضرُه أَي حاضرُ الجَوْن قال وأَنشد ابن بري شاهداً على الجَوْن الأَبيض قولَ لبيد جَوْن بِصارةَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده وخَلا له السُّوبانُ فالبُرْعوم قال الجَوْنُ هنا حمارُ الوَحش وهو يوصَفُ بالبياض قال وأَنشد أَبو علي شاهداً على الجَوْن الأَبيض قول الشاعر فبِتْنا نُعِيدُ المَشْرَفِيَّةَ فيهمُ ونُبْدِئ حتى أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَدا قال وشاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشاعر تقولُ خَليلَتي لمَّا رأَتني شَرِيحاً بين مُبْيَضٍّ وجَوْنِ وقال لبيد جَوْن دجُوجِيّ وخَرْق مُعَسِّف وذهب ابن دريد وحْدَه إلى أَن الجَوْن يكون الأَحْمَرَ أَيضاً وأَنشد في جَوْنةٍ كقَفَدانِ العطَّارْ ابن سيده والجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت قال وقد يكون لبَياضِها وصَفائِها وهي جَوْنة بيّنة الجُونةِ فيهما وعُرِضَت على الحجَّاج دِرْعٌ وكانت صافيةً فجعل لا يَرى صَفاءها فقال له أُنَيْسٌ الجَرْمِيّ وكان فَصِيحاً إن الشمسَ لَجَوْنةٌ يعني أَنها شديدةُ البريقِ والصَّفاءِ فقد غلبَ صفاؤُها بياضَ الدِّرع وأَنشد الأَصمعي غيَّرَ يا بِنْتَ الحُلَيْسِ لَوْني طُولُ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِ وسَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ يريد النهار وقال آخر يُبادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِيبا وهو من الأَضدادِ والجُونةُ في الخَيْل مثل الغُبْسة والوُرْدة وربما هُمز والجَوْنةُ عين الشمس وإنما سُمّيَت جَوْنةً عند مغيبها لأَنها تَسْوَدُّ حين تغيب قال الشاعر يُبادر الجونة أَن تغيبا قال ابن بري الشعر للخَطيم الضَّبابيّ
( * قوله « للخطيم الضبابي » في الصاغاني للأجلح بن قاسط الضبابي ) وصواب إنشاده بكماله كما قال لا تَسْقِه حَزْراً ولا حَليباً إن لم تَجِدْه سابحاً يَعْبوبا ذا مَيْعةٍ يَلْتَهِمُ الجَبُوبا يترك صَوَّان الصُّوَى رَكوبا
( * قوله « الصوى » رواية التكملة الحصى )
بِزَلِقاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا يَتْرك في آثارِهِ لهُوبا يُبادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُوبا وحاجبَ الجَوْنة أَن يَغِيبا كالذِّئْب يَتْلُو طَمَعاً قريبا
( * قوله « كالذئب إلخ » بعده كما في التكملة على هراميت ترى العجيبا أن تدعو الشيخ فلا يجيبا )
يَصِفُ فرساً يقول لا تَسْقِه شيئاً من اللَّبن إن لم تَجِدْ فيه هذه الخصالَ والحَزْرُ الحازِرُ من اللبن وهو الذي أَخذ شيئاً من الحُموضة والسابحُ الشديدُ العَدْوِ واليَعْبوبُ الكثيرُ الجَرْي والمَيْعةُ النَّشاطُ والحدَّة ويَلْتَهم يَبْتلع والجَبوبُ وجهُ الأَرض ويقال ظاهرُ الأَرض والصَّوَّانُ الصُّمُّ من الحجارة الواحدة صَوَّانة والصُّوَى الأََعْلامُ والرَّكوبُ المذلَّلُ وعنى بالزالِقات حَوافِرَه واللُّهوبُ جمعُ لِهْبٍ وقوله يبادر الأثْآرَ أن تؤوبا الأَوْبُ الرجوع يقول يبادر أَثْآرَ الذين يطلبُهم ليُدْرِكَهم قبل أَن يرجعوا إلى قومِهم ويبادر ذلك قبْل مغيب الشمس وشبَّه الفرسَ في عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ في شيء يَصِيده عن قُرْبٍ فقد تناهى طمَعُه ويقال للشمس جَوْنة بيّنة الجُونةِ وفي حديث أَنس جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بُردةٌ جوْنِيَّة منسوبة إلى الجَوْن وهو من الأَلوان ويقع على الأَسْود والأَبيض وقيل الياء للمبالغة كما يقال في الأحْمر أَحْمَرِيٌّ وقيل هي منسوبة إلى بني الجَوْنِ قبيلة من الأَزْد وفي حديث عمر رضي الله عنه لما قَدِم الشأْم أَقْبَل على جَمَلٍ عليه جِلْدُ كَبْشٍ جُونيٍّ أَي أَسْود قال الخطابي الكَبْشُ الجُونِيّ هو الأَسود الذي أُشْرِب حُمْرةً فإذا نسبوا قالوا جُونِيّ بالضم كما قالوا في الدَّهْري دُهْرِيّ قال ابن الأَثير وفي هذا نظر إلا أَن تكون الروايةُ كذلك والجُونِيّ ضربٌ من القَطا وهي أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْن وهنَّ سُودُ البطونِ سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ قصارُ الأَذناب وأَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الكُدْرِيّ وفي الصحاح سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة وهو أَكبرُ من الكُدْرِيّ ولَبانُ الجُونِيَّة أَبيضُ بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ وظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ وهو كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً تَعْلوه صُفْرةٌ والجُونِيَّة غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما تُغَرْغِرُ بصوْت في حَلْقِها قال أَبو حاتم ووجدت بخط الأَصمعي عن العرب قَطاً جُؤنيٌّ مهموز قال ابن سيده وهو عندي على توهم حركة الجيم مُلْقاة على الواو فكأَن الواوَ متحركةٌ بالضمة وإذا كانت الواوُ مضمومة كان لك فيها الهمزُ وتركُه في لغة ليست بتلك الفاشِية وقد قرأَ أَبو عمرو عاداً لُّولَى وقرأَ ابن كثير فاسْتَغْلَظَ فاستوى على سُؤْقِه وهذا النَّسَبَ إنما هو إلى الجمع وهو نادِرٌ وإذا وصَفوا قالوا قطاةٌ جَوْنةٌ وقد مَرَّ تفسير الجُونيِّ من القَطا في ترجمة كدر والجُونةُ جُونةُ العطَّارِ وربما هُمِزَ والجمع جُوَنٌ بفتح الواو وقال ابن بري الهمز في جؤْنة وجُؤَنٍ هو الأَصل والواوُ فيها منقلبةٌ عن الهمزة في لغة من خفَّفها قال والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ للآكام قال القُلاخ على مَصاميدٍ كأَمثالِ الجُونَ قال والمصاميدُ مثل المَقاحيد وهي الباقياتُ اللبن يقال ناقة مِصْمادٌ ومِقْحادٌ والجُونةُ سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تكون مع العطَّارين والجمع جُوَن وهي مذكورة في الهمزة وكان الفارسيُّ يَسْتَحسن تَرْكَ الهمزة وكان يقول في قول الأَعشى يَصِف نساءً تَصَدَّين للرجال حالِياتٍ إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ وكان المِصاعُ بما في الجُوَنْ ما قاله إلاّ بطالع سعد قال ولذلك ذكرته هنا وفي حديثه صلى الله عليه وسلم فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وريحاً كأَنما أَخْرَجَها من جُونة عطَّارٍ الجُونة بالضم التي يُعدُّ فيها الطيبُ ويُحْرز ابن الأَعرابي الجَوْنةُ الفَحْمةُ غيره الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بالقار قال الأَعشى فقُمْنا ولمَّا يَصِحْ دِيكُنا إلى جَوْنةٍ عند حَدَّادِها ويقال لا أَفعله حتى تَبْيضَّ جُونةُ القار هذا إذا أَردت سوادَه وجَوْنةُ القار إذا أَردت الخابية ويقال للخابية جَوْنة وللدَّلْو إذا اسودَّت جَوْنة وللعرَق جَوْنٌ وأَنشد ابن الأَعرابي لماتحٍ قال لماتِحٍ في البئر إن كانتِ امّاً امَّصَرت فصُرَّها إن امِّصارَ الدَّلْو لا يضُرُّها أَهْيَ جُوَيْنٌ لاقِها فبِرَّها أَنتَ بخَيْرٍ إن وُقِيتَ شرَّها فأَجابه وُدِّي أُوَقَّى خيرَها وشرّها قال معناه على ودّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها
( * قوله « فأَضمر الصفة وأعلمها » هكذا في الأصل والتهذيب ولعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم يكن في العبارة تحريف ) وقوله أَهي جوين أراد أخي وكان اسمه جُوَيناً وكل أَخ يقال له جُوَيْن وجَوْن سلمة عن الفراء الجَوْنان طرَفا القَوْس والجَوْنُ اسمُ فرس في شعر لبيد تَكاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها وعَجْلى والنَّعامةُ والخَيالُ وأَبو الجَوْن كُنْية النَّمِرِ قال القَتَّال الكلابيّ ولي صاحِبٌ في الغار هَدَّكَ صاحِباً أَبو الجَوْن إلا أَنه لا يُعَلَّل وابنة الجَوْن نائحة من كِنْدةَ كانت في الجاهلية قال المُثَقَّب العَبْدي نَوْح ابْنَةِ الجَوْنِ على هالِكٍ تَنْدُبُه رافعة المِجْلَدِ قال ابن بري وقد ذكرها المعرّي في قصيدته التي رَثى فيها الشريف الظاهر المُوسَوِيّ فقال من شاعر للبَيْن قال قصيدةً يَرْثي الشَّرِيفَ على رَوِيّ القافِ جَوْنٌ كبِنْتِ الجَوْن يَصْدَحُ دائباً ويَميسُ في بُرْدِ الجُوَيْن الضَّافي عقرتْ رَكائبك ابنُ دَأْيةَ عادياً أَيّ امْرِئٍ نَطِقٍ وأَيّ قَوافِ بُنِيَت على الإيطاءِ سالمةً من ال إقْواءِ والإكْفاءِ والإصْرافِ والجَوْنانِ مُعاوية وحسَّان بن الجَوْن الكِنْدِيّان وإيَّاهما عنى جريرٌ بقوله أَلم تَشْهَد الجَوْنَين والشِّعْبَ والغَضى وشَدَّاتِ قَيْسٍ يومَ دَيْر الجَماجِم ؟ ابن الأَعرابي التَّجَوُّن تَبْييضُ بابِ العَرُوس والتَّجوُّنُ تَسْويدُ باب الميت والأَجْؤُن أَرض معروفة قال رؤبة بَيْنَ نَقَى المُلْقَى وَبَيْنَ الأَجْؤُنِ
( * قوله « بين إلخ » صدره كما في التكملة دار كرقم الكاتب المرقن وضبط فيها دار بالرفع وقال فيها فتهمز الواو لأن الضمة عليها تستثقل )

حبن
الحَبَنُ داءٌ يأْخذ في البطن فيعظُم منه ويَرِمُ وقد حَبِنَ بالكسر يَحْبَنُ حَبَناً وحُبِن حَبْناً وبه حَبَنٌ ورجل أَحْبَنُ والأَحْبَنُ الذي به السِّقْيُ والحَبَنُ أَن يكون السِّقْيُ في شَحْم البطن فيعظم البطن لذلك وامرأَةٌ حَبْناء ويقال لمن سَقَى بطنُه قد حَبِنَ وفي الحديث أَن رجلاً أَحْبَنَ أَصاب امرأَةً فَجُلِدَ بأُثْكُولِ النخل الأَحْبَنُ المُسْتَسْقي من الحَبَن بالتحريك وهو عِظَمُ البطن ومنه الحديث تَجَشّأَ رجلٌ في مجلسٍ فقال له رجلٌ دَعَوْتَ على هذا الطعامِ أَحداً ؟ قال لا قال فجعله الله حَبَناً وقُداداً القُدادُ وجعُ البَطْن وفي حديث عروة أَن وَفْدَ أَهل النار يرجعون زُبّاً حُبْناً الحُبْنُ جمعُ الأَحْبَنِ وفي شعر جَنْدَل الطُّهَويّ وعُرّ عَدْوَى من شُغافٍ وجَبَنْ قال الحَبَنُ الماءُ الأَصْفَرُ والحَبْناءُ من النِّساء الضخمةُ البطنِ تشبيهاً بتلك وحَبِنَ عليه امتلأَ جوفُه غضباً الأَزهري وفي نوادر الأَعراب قال رأَيت فلاناً مُحْبَئِنّاً ومُقْطَئِرّاً ومُصْمَعِدّاً أَي ممتلِئاً غضباً والحِبْنُ ما يَعْتَري في الجسد فيقِيحُ ويَرِمُ وجمعُه حُبونٌ والحِبْنُ الدُّمَّلُ وسمِّي الحِبْنُ دُمَّلاً على جهة التفاؤل وكذلك سمّي السِّحْر طَبّاً وفي حديث ابن عباس أَنه رخَّصَ في دمِ الحُبونِ وهي الدَّمامِيل واحدُها حِبْنٌ وحِبْنةٌ بالكسر أَي أَن دَمَها معفُوٌّ عنه إذا كان في الثوب حالةَ الصلاة قال ابن بُزُرْج يقال في أَدْعية من القوم يَتَداعَوْن بها صَبَّ الله عليكَ أُمَّ حُبَيْنٍ ماخِضاً يَعْنونَ الدماميلَ والحِبْنُ والحِبْنةُ كالدُّمَّل وقَدَمٌ حَبْناءُ كثيرة لحمِ البَخَصةِ حتى كأَنها وَرِمةٌ والحِبْنُ القِرْدُ عن كراع وحَمامةٌ حَبْناءُ لا تَبيضُ وابن حَبْناءَ شاعرٌ معروف سمّي بذلك وأُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبَّة على خِلْقةِ الحِرْباء عريضةُ الصدر عظيمةُ البطن وقيل هي أُنثى الحِرْباء وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه رأَى بلالاً وقد خرج بطنُه فقال أُمُّ حُبَيْنٍ تَشْبيهاً له بها وهذا من مَزْحِه صلى الله عليه وسلم أَراد ضِخَمَ بطنِه قال أَبو ليْلى أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبَّة على قدر الخُنْفُساء يلعب بها الصبيان ويقولون لها امَّ حُبَيْنٍ انْشُرِي بُرْدَيْكِ إنَّ الأَميرَ والجٌ عليكِ ومُوجِع بسَوْطِه جَنْبَيْكِ فتنْشُر جَناحَيْها قال رجل من الجنّ فيما رواه ثعلب وأُمّ حُبَيْنٍ قد رَحَلْتِ لحاجةٍ برَحْلٍ عِلافِيٍّ وأَحْقَبْتِ مِزْوَداً وهُما أُمَّآ حُبَيْنٍ وهنّ أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ بإفراد المضاف إليه وقول جرير يقولُ المُجْتَلون عَروس تَيْم سَوىً أُمُّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فيل إنما أَراد أُمّ حُبَيْن وهي معرفة فزاد اللام فيها ضرورة لإقامة الوزن وأَراد سواء فقصر ضرورة أَيضاً ويقال لها أَيضاً حُبَيْنة وأَنْشد ابن بري طَلَعْتُ على الحَرْ بِيّ يَكْوي حُبَيْنةً بسَبْعةِ أَعْوادٍ من الشُّبُهانِ الجوهري أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبةً وهي مَعْرِفة مثل ابن عِرْس وأُسامةَ وابن آوى وسامِّ أَبْرَصَ وابن قِتْرة إلا أَنه تعريفُ جنسٍ وربما أُدْخِل عليه الأَلفُ واللام ثم لا تكون بحذف الأَلف واللام منها نكرةً وهو شاذٌّ وأَورد بيت جرير أَيضاً شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فِيل وقال ابن بري في تفسيره يقول شَواها شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُها رأْسُ فِيل قال وأُمُّ حُبَيْنٍ وأُمُّ الحُبَيْن مما تَعاقَب عليه تعريفُ العلمية وتعريفُ اللام ومثله غُدْوة والغُدْوة وفَيْنة والفَيْنة وهي دابَّة على قدر كف الإنسان وقال ابن السكيت هي أَعْرَضُ من الغَطاء وفي رأْسِها عِرَضٌ وقال ابن زياد هي دابَّة غَبْراء لها قوائمُ أَربعٌ وهي بقدر الضِّفْدَعة التي ليست بضَخْمة فإذا طَرَدها الصِّبْيان قالوا لها أُمَّ الحُبَيْنِ انْشُرِي بُرْدَيكِ إن الأَميرَ ناظرٌ إليكِ فيطردونها حتى يُدْرِكها الإعْياء فحينئذ تقف على رِجْلَيْها منتصبةً وتَنْشُر لها جَناحَيْن أَغْبَرَيْن على مِثْلِ لَوْنها وإذا زادُوا في طَرْدِها نشرت أَجنحة كُنَّ تحت ذَيْنِك الجناحين لم يُرَ أَحسَنُ لوناً منهن ما بين أَصْفَرَ وأَحْمَرَ وأَخْضَرَ وأَبْيَضَ وهنَّ طرائقُ بعضُهن فوق بعض كثيرة جدّاً وهي في الرِّقَّة على قدرِ أَجْنِحة الفَراشِ فإذا رآها الصبيان قد فعلت ذلك تركوها ولا يوجد لها ولد ولا فَرْخ قال ابن حمزة الصحيح عندي أَن هذه الصفة صفة أُمّ عُوَيْفٍ قال ابن السكيت أُمُّ عُوَيْفٍ دابَّةٌ صغيرةٌ ضخمةُ الرأْسِ مخضرَّة لها ذنبٌ ولها أَربعةُ أَجْنِحةٍ منها جناحان أَخْضَران إذا رأَت الإنسان قامت على ذنبها ونشَرت جَناحَيْها قال الآخر يا أُمَّ عَوْفٍ انْشُري بُرْدَيْكِ إنَّ الأَميرَ واقفٌ عليكِ وضاربٌ بالسَّوْطِ مَنْكِبَيْكِ ويروى أُمَّ عُوَيْفٍ قال وهذه الأَسماء
( * قوله « وهذه الأسماء إلخ » هكذا في الأصل ولم نعثر عليها في المحكم ولا التهذيب والصحاح ) التي تُكْتبُ بها هذه المعارف وأُضيفت إليها غير معرِّفة لها قال الطرماح كأُمّ حُبَيْنٍ لم ترَ الناسُ غيرَها وغابَتْ حُبَيْنٌ حينَ غابَتْ بنُو سَعْد ومثله لأَبي العلاء المعرِّي يَتَكَنَّى أبا الوَفاءِ رجالٌ ما وجَدنا الوَفاءَ إلاَّ طَرِيحا وأَبو جَعْدة ذُؤالةُ مَن جَعْ دةُ ؟ لا زال حاملاً تَتْرِيحَا وابنَ عِرْس عَرَفْتُ وابنَ بَريحٍ ثم عِرْساً جَهِلْته وبَريحا وأَما ابنُ مَخاضٍ وابنُ لَبُونٍ فنكرتان يتعرَّفان بالأَلف واللام تعريف جنس وفي حديث عقبة أَتِمُّوا صلاتكم ولا تصلُّوا صلاة أُمِّ حُبَيْنٍ قال ابن الأَثير هي دُوَيْبة كالحِرْباء عظيمةُ البطنِ إذا مَشَتْ تُطَأْطِئ رأْسَها كثيراً وترفعُه لعِظَم بطنها فهي تقعُ على رأْسها وتقومُ فشبَّه بها صلاتَهم في السجود مثل الحديث الآخر في نَقْرة الغراب والحَبْنُ الدِّفْلى
( * قوله « والحبن الدفلى » في القاموس والحبن بالفتح شجر الدفلى وضبط في التكملة والمحكم بالتحريك ) وقال أَبو حنيفة الحَبَنُ شجرة الدِّفْلى أَخْبر بذلك بعضُ أَعراب عُمانَ والحُبَيْنُ وحَبَوْنَنٌ وحِبَوْنَنٌ أَسماء وحَبَوْنَن اسمُ واد عن السيرافي وقيل هو اسم موضع بالبحرين وروى ثعلب حَبَوْنَى بأَلف غير منونة وأَنشد خَلِيلَيَّ لا تسْتَعْجِلا وتَبَيَّنا بِوادِي حَبَوْنَى هل لهنَّ زَوالُ ؟ ولا تَيْأَسا من رحمةِ الله وادْعُوَا بوادِي حَبَوْنَى أَن تَهُبَّ شَمالُ قال والأَصل حَبَوْنَنٌ وهو المعروف وإنما أَبدل النون أَلفاً لضرورة الشعر فأَعلَّه قال وَعْلة الجرمي ولقد صَبَحتُكُم ببَطْنِ حَبَوْنَنٍ وعلَيَّ إن شاء الإلهُ ثَناءُ وقال أَبو الأَخْزَر الحُمَّاني بالثَّنْيِ من بِئْشةَ أَو حَبَوْنَن وأَنشد ابن خالويه سَقى أَثْلَةٌ بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ من الصَّيفِ زَمْزامُ العشِيّ صَدُوق

حتن
الحَتْنُ والحِتْنُ المِثْلُ والقِرْنُ والمُساوِي ويقال هما حَتْنانِ وحِتْنانِ أَي سِيَّانِ وذلك إذا تَساويا في الرَّمْي وتَحاتَنُوا تساوَوْا وفي الحديث أَفَحِتْنُه فلانٌ الجَتْنُ بالكسر والفتح المِثْلُ والقِرْنُ والمُحاتَنةُ المُساواةُ وكلُّ اثْنَيْنِ لا يَتخالفانِ فهما حَتْنانِ وهما حَتْنان وتِرْبان مُسْتَوِيان وهم أَحْتانٌ أَتْنانٌ والمحاتَنةُ المسُاواةُ والتَّحاتُنُ التساوِي والتَّبارِي والقوم حَتَنى وحَتْنى أَي مُسْتَوونَ أَو مُتشابِهُون الأَخيرة عن ثعلب ووقَعَت النَّبْلُ حَتَنَى أَي متساوية وتحاتَنَ الرَّجُلان تَرامَيا فكان رَمْيهُما واحداً والاسم الحَتْنى وفي المثل الحَتَنَى لا خيرَ في سَهْم زَلَجْ وهو رجز والزالج من السهام الذي مَرَّ على وجه الأَرض حتى وقَع في الهدَف ولم يُصب القرطاس وهو مثَلٌ في تتميم الإحسان ومُوالاتِه ووقَعَت السِّهامُ في الهدَف حَتَنَى أَي مُتقاربة المَواقع ومُتساويَتَها أَنشد الأَصمعي كأَنَّ صَوْتَ ضَرْعِها تُساجِلُ هاتِيك هاتا حَتَنَى تُكايِلُ لَدْمُ العُجَى تَلْكُمُها الجَنادِلُ والحَتَنُ متابعةُ السِّهام المُقَرْطِسَة أَي التي تُصِيب القِرْطاس قال الشاعر وهل غَرَضٌ يبقى على حَتَن النَّبْل ؟ وحَتِنَ الحَرُّ اشتدَّ ويومٌ حاتِنٌ استوى أَوَّله وآخرُه في الحرّ وتحاتَنَ الدمعُ وقَعَ دَمْعَتَيْن دَمعَتَيْن وقيل تتابَع مُتساوياً قال الطِّرماح كأَنَّ العُيونَ المُرْسَلاتِ عَشِيَّةً شَآبيبُ دَمْعِ العَبْرَة المُتَحاتِن والحَتَنُ من قولك تحاتَنَت دُموعُه إذا تتابَعَت وتحاتَنَت الخِصال في النِّصال وقعت في أَصل القرطاس على تقَارُبٍ أَو تساوٍ الأَزهري الخَصْلةُ كل رَمِيَّةٍ لَزِمَت القرطاس من غير أَن تُصيبَه قال إذا وقعت خَصَلاتٌ في أَصل القِرْطاس قيل تَحاتَنَت أَي تتابَعَت قال وأَهلُ النِّضَال يحسبون كل خَصْلَتَيْن مُقَرْطِسةً قال وإذا تصارَع الرَّجُلان فصُرع أَحدُهما وَثَبَ ثم قال الحَتَنَى لا خَيْرَ في سَهْمٍ زَلَج وقوله الحَتَنَى أَي عاوِدِ الصِّراع والزّالجُ السَّهمُ الذي يقع بالأَرض ثم يُصِيبُ القِرْطاسَ قال والتَّحاتُنُ التَّبارِي قال النَّابغة يصف الرِّياح واختلافَها شَمال تُجاذِبْها الجَنُوبُ بعَرْضِها ونَزْعُ الصَّبَا مُورَ الدَّبُورِ يُحاتِنُ والمُحْتَتِنُ الشيءُ المستوي لا يخالف بعضُه بعضاً وقد احْتَتَنَ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها المُحْتانِ تحتَ الصَّقِيعِ جَرْشُ أُفْعُوانِ فإنه قال يعني اثنين اثنين قال ابن سيده ولا أَعرف كيف هذا إنما معناه عندي المُحْتَتِنُ أَي المستوي ثم حذف تاء مُفْتَعل فبقي المُحْتَن ثم أَشبع الفتحة فقال المُحْتان كقوله ومِن عَيْبِ الرِّجالِ بمُنتزَاحِ أَراد بمنتَزَحٍ فأَشْبَع واحْتَتَنَ الشَّيءُ استَوى قال الطِّرماح تِلْكَ أَحْسابُنا إذا احْتَتَنَ الخَصْ لُ ومُدَّ المَدَى مَدَى الأَعْراضِ احْتَتَنَ الخَصْلُ أَي استوى إصابةُ المُتَناضِلَيْن والخَصْلةُ الإصابةُ ويقال فلان سِنُّ فلانٍ وتِنُّه وحِتْنُه إذا كان لِدَتَه على سِنِّه وجيءْ به من حَتْنِك أَي من حيث كان وحَوْتَنان موضعٌ وقيل حَوْتَنانان وادِيانِ في بلاد قَيْس كلُّ واحد منهما يقال له حَوْتَنان وقد ذكرهما تميم بن مقبل فقال ثم اسْتَغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له من حَوْتَنانَيْن لا مِلْح ولا زَنَن ولا زَنَن أَي لا ضيِّق قليل ويقال رمى القومُ فوقعت سِهامُهم حَتَنَى أَي مستوية لم يَفْضُل واحدٌ منهم أَصحابَه ابن الأَعرابي رمى فأَحْتَن إذا وقعت سِهامُه كلُّها في موضع واحد

حثن
الحَثَنُ حِصْرِمُ العِنَب وقيل هو إذا كان الحبُّ كرؤُوس الذَّرِّ واحدتُه بالهاء وحُثُنٌ موضعٌ جاءَ في شعر هذيل وهو موضع معروف ببلادهم قال قيس بن خويلد الهذلي أَرى حُثُناً أَمْسَى ذَليلاً كأَنه تُراثٌ وخَلاَّه الصِّعاب الصَّعاتِر

حجن
حَجَنَ العُودَ يَحْجِنُه حَجْناً وحَجَّنَه عطَفَه والحَجَنُ والحُجْنةُ والتحَجُّن اعْوجاج الشيء وفي التهذيب اعوِجاجُ الشيء الأَحْجَنِ والمِحْجَنُ والمِحْجَنَةُ العَصَا المُعْوَجَّةُ الجوهري المِحْجَنُ كالصَّوْلَجانِ وفي الحديث أَنه كان يَسْتَلِم الرُّكْنَ بمِحْجَنَهِ المِحْجَنُ عَصاً مُعَقَّفة الرأْس كالصَّوْلجان قال والميم زائدة وكلُّ معطوف مُعْوجّ كذلك قال ابن مقبل قد صَرَّح السَّيْرُ عن كُتْمانَ وابتُذِلَت وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيَّةِ الذُّقُنِ أَراد وابتُذِلَت المَحَاجِنُ وأَنَّثَ الوَقْعَ لإضافته إلى المَحاجِن وفلانٌ لا يَرْكُضُ المِحْجَن أَي لا غَنَاءَ عنده وأَصل ذلك أَن يُدْخَلَ مِحْجَن بين رِجْلَي البعير فإنْ كان البعيرُ بَليداً لم يَرْكُض ذلك المِحْجَنَ وإن كان ذَكِيّاً رَكَض المِحْجَن ومضَى والاحْتِجانُ الفعلُ بالمِحْجَن والصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقارِ وصقرٌ أَحْجَنُ المَخالِب مُعَوَجُّها ومِحْجَنُ الطائِرِ مِنْقَارُه لاعْوِجاجِهِ والتَّحْجِينُ سِمةٌ مُعْوَجَّة اسْمٌ كالتَّنْبيتِ والتَّمْتين ويقال حَجَنْت البعيرَ فأَنا أَحْجِنُه وهو بَعِيرٌ مَحْجون إذا وُسِمَ بِسِمَة المِحْجَن وهو خَطٌّ في طرَفِهِ عَقْفة مثل مِحْجَنِ العصا وأُذُنٌ حجناء ماثلةُ أَحد الطرَفين من قِبَل الجبهة سُفْلاً وقيل هي التي أَقْبَل أَطراف إحداهما على الأُخرى قِبَل الجَبْهة وكلُّ ذلك مع اعْوِجاج الأَزهري الحُجْنةُ مصدرٌ كالحَجَن وهو الشعرُ الذي جُعودته في أَطرافه قال ابن سيده وشعر حَجِنٌ وأَحْجَنُ مُتَسَلْسِلٌ مُسْتَرْسِلٌ رَجِلٌ في أَطْرافه شيءٌ من جُعودةٍ وتكسُّرٍ وقيل مُعَقّف متداخلٌ بعضه في بعض قال أَبو زيد الأَحْجَنُ الشعَرُ الرَّجِلُ والحُجْنةُ الرَّجَلُ والسَّبِطُ الذي ليست فيه حُجْنة قال الأَزهري ومن الأُنوف أَحْجَنُ وأَنْف أَحْجَنُ مُقْبِل الرَّوْثةِ نحوَ الفمِ زاد الأَزهري واستأْخرت ناشِزتاه قُبْحاً والحُجْنةُ موضع أَصابه اعْوِجاجٌ من العصا والمِحْجَن عصاً في طرَفها عُقَّافة والفعل بها الاحْتِجان ابن سيده الحُجْنةُ موضعُ الاعْوِجاج وحُجْنةُ المِغْزَل بالضم هي المُنْعَقِفةُ في رأْسه وفي الحديث توضَع الرحِمُ يومَ القيامة لها حُجْنةٌ كحُجْنةِ المِغْزَل أَي صِنّارتِه المُعْوَجَّة في رأْسه التي يُعَلَّق بها الخيطُ يفتل للغَزْل وكلُّ مُتَعَقِّفٍ أَحْجَنُ والحُجْنةُ ما اختَزَنْتَ من شيء واخْتَصَصْتَ به نفسك الأَزهري ومن ذلك يقال للرجل إذا اختصَّ بشيء لنفسه قد احْتَجَنه لنفسه دون أَصحابه والاحْتِجانُ جمعُ الشيء وضمُّه إليك وهو افْتِعال من المِحْجَن وفي الحديث ما أَقْطَعَك العَقيقَ لتَحْتَجنَه أَي تتملَّكه دون الناس واحْتَجَن الشيءَ احْتَوَى عليه وفي حديث ابن ذي يَزَن واحْتَجَنّاه دون غيرنا واحْتَجَنَ عليه حَجَر وحَجِنَ عليه حَجَناً ضَنَّ وحَجِنَ به كحَجِيَ به وهو نحو الأَول وحَجِنَ بالدار أَقام وحُجْنَةُ الثُّمامِ وحَجَنَتُه خُوصتُه وأَحْجَنَ الثُّمامُ خرجت حُجْنَتُه وهي خوصه وفي حديث أُصَيْل حين قَدِمَ من مكة فسأَله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تركتُها قد أَحْجَنَ ثُمامُها وأَعْذَقَ إذْ خِرُها وأَمْشَرَ سَلَمُها فقال يا أُصَيْل دَعِ القلوبَ تَقِرُّ أَي بدا وَرَقُه
( * الضمير عائد إلى الثمان ) والثُّمام نبت معروف والحَجَنُ قَصَدٌ ينبُت في أَعراض عِيدان الثُّمام والضِّعةِ والحَجَنُ القُضْبانُ القِصَارُ التي فيها العنب واحدتُه حَجَنة وإنه لمِحْجَنُ مالٍ يَصْلُح المالُ على يديه ويُحْسِن رِعْيَته والقيامَ عليه قال نافع بن لقيط الأَسدي قد عَنَّتَ الجَلْعَدُ شَيْخاً أَعْجَفا مِحْجَنَ مالٍ أَينَمَا تَصَرَّفا واحْتِجانُ المالِ إصْلاحُه وجَمْعُه وضَمُّ ما انتشر منه واحْتِجانُ مالِ غيرِك اقتِطاعُه وسَرِقتُه وصاحبُ المِحْجَن في الجاهلية رجلٌ كان معه محجَن وكان يقْعُد في جادَّة الطريق فيأْخذ بمحْجنِه الشيء بعد الشيء من أَثاث المارَّة فإن عُثِرَ عليه اعْتَلَّ بأَنه تعلق بمحْجنه وقد ورد في الحديث كان يَسْرِقُ الحاجَّ بمحْجَنِه فإِذا فُطِنَ به قال تعلَّق بمِحْجَني والجمع مَحاجِنُ وفي حديث القيامة وجَعلَت المَحاجِنُ تُمْسِكُ رجالاً وحَجَنْت الشيءَ واحْتَجَنْتُه إذا جَذَبْتَه بالمِحْجَنِ إلى نَفْسِك ومنه قولُ قيس بن عاصم في وصيَّتِه عليكم بالمال واحْتِجانِه وهو ضمُّكَه إلى نفْسِك وإِمساكُكَ إياه وحَجَنَه عن الشيء صَدَّه وصَرَفه قال ولا بُدَّ للمَشْعُوفِ من تَبَعِ الهَوى إذا لم يَزَعْه من هَوَى النَّفْسِ حاجِنُ والغَزْوَةُ الحَجُونُ التي تُظهر غيرها ثم تخالف إلى غير ذلك الموضع ويُقْصَدُ إليها ويقال هي البعيدة قال الأَعشى ولا بُدَّ من غَزوةٍ في الرَّبيع حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكورا ويقال سِرْنا عقَبةً حَجُوناً أَي بعيدةً طويلة والحَجُونُ موضعٌ بمكة ناحية من البيت قال الأَعشى فما أَنتَ من أَهل الحَجُونِ ولا الصَّفا ولا لك حَقُّ الشِّرْبِ في ماء زَمْزَم قال الجوهري الحَجونُ بفتح الحاء جبلٌ بمكة وهي مَقْبُرة وقال عمرو بن الحرث بن مُضاض بن عمرو يتأَسَّف على البيت وقيل هو للحرث الجُرْهمي كأَنْ لم يكن بين الحَجونِ إلى الصَّفا أَنِيسٌ ولم يَسْمُر بمكَّة سامِرُ بَلى نحن كُنّا أَهلَها فأَبادَنا صُروفُ الليالي والجُدودُ العواثِرُ وفي الحديث أَنه كان على الحَجُون كَئيباً وقال ابن الأَثير الحَجُونُ الجبلُ المُشْرِف مما يَلي شِعْب الجَزَّارين بمكة وقيل هو موضع بمكة فيه اعْوِجاج قال والمشهور الأَوَّل وهو بفتح الحاء والحَوْجَنُ بالنون الوَرْدُ الأَحمر عن كراع وقد سمَّوْا حَجْناً وحُجَيْناً وحَجْناءَ وأَحْجَنَ وهو أَبو بَطْنٍ منهم ومِحْجَناً وهو مِحْجَن بن عُطارِد العَنْبَريّ شاعر معروف وذكر ابن بري في هذه الترجمة ما صورته والحَجِنُ المرأَةُ القليلةُ الطَّعْم قال الشمّاخ وقد عَرِقَتْ مَغابِنُها وجادَتْ بِدرَّتِها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ قال والقَتِينُ مثل الحَجِين أَيضاً أَراد بالحَجِن قُراداً وجعل عَرَق هذه الناقة قُوتاً له وهذا البيت بعينه ذكره الأَزهري وابن سيده في ترجمة جحن بالجيم قبل الحاء فإِما أَن يكون الشيخ ابن بري وجد له وجهاً فنقله أَو وَهم فيه

حذن
الحُذُنَّتان الأُذُنان بالضم والتشديد قال جرير يا ابنَ التي حُذُنَّتاها باعُ وتُفْرَد فيقال حُذُنَّة ورجل حُذُنَّة وحُذُنٌّ صغير الأُذنين خفيفُ الرأْسِ وحُذْنُ الرجُلِ وحُذْلُه حُجْزَتُه وفي الحديث مَن دخَل حائطاً فلْيأْكُلْ منه غيرَ آخذٍ في حُذْنِه شيئاً قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية وهو مثل الحُذْل باللام وهو طرفُ الإِزار أَو حُجْزةُ القميص وطرَفُه والحَوْذانةُ بَقْلة من بُقول الرياض قال الأَزهري رأَيتُها في رِياض الصَّمّان وقِيعانِها ولها نَوْر أَصفرُ رائحتُه طيبة وتجمع الحَوْذانَ

حرن
حَرَنتِ الدابةُ تَحْرُن حِراناً وحُراناً وحَرُنَتْ لغتان وهي حَرونٌ وهي التي إذا استُدِرَّ جَرْيُها وقَفَتْ وإنما ذلك في ذوات الحوافر خاصَّة ونظيرُه في الإِبل اللِّجانُ والخِلاءُ واستعمل أَبو عبيد الحِرانَ في الناقة وفي الحديث ما خَلأَت ولا حَرَنَتْ ولكن حَبَسَها حابِسُ الفِيل وفرس حَرُونٌ من خَيْل حُرُنٍ لا يَنْقادُ إذا اشتدّ به الجَرْيُ وَقَف وقد حَرَنَ يَحْرُنُ حُرُوناً وحَرُنَ بالضم أَيضاً صار حَرُوناً والاسم الحِرانُ والحَرُونُ اسم فرس كان لباهِلَة إليه تنسب الخيل الحَرُونِيَّة والحَرُونُ اسم فرس مُسْلم بن عمروٍ الباهليِّ في الإسلام كان يُسابِق الخيلَ فإِذا اسْتُدرَّ جَرْيه وقَف حتى تكادَ تسْبِقُه ثم يجري فيسبِقها وفي الصحاح حَرون اسمُ فرسِ أَبي صالح مُسْلم بن عمروٍ الباهلي والد قُتَيْبة قال الشاعر إذا ما قُريش خلا مُلْكُها فإِنَّ لخِلافةَ في باهِلَهْ لِرَبِّ الحَرونِ أَبي صالح وما ذاك بالسُّنَّة العادلَهْ وقال الأَصمعي هو من نَسْل أَعوج وهو الحَرون بن الأَثاثيّ بن الخُزَر بن ذي الصُّوفة بن أَعْوج قال وكان يسبِق الخيلَ ثمَ يَحْرُن حتى تَلْحَقَه فإِذا لَحِقَتْه سبَقها ثم حرَن ثم سبَقَها وقيل الحَرونُ فرسُ عُقبة بن مُدْلِجٍ ومنه قيل لحبيب بن المهلَّب أَو محمد بن المُهلَّب الحَرُون لأَنه كان يَحْرُنُ في الحرب فلا يبرح استعير ذلك له وإنما أَصله في الخيل وقال اللحياني حَرَنَت الناقةُ قامت فلم تَبْرَحْ وخَلأَت بركَتْ فلم تَقُمْ والحَرونُ في قول الشماخ وما أَرْوَى وإن كَرُمَتْ علينا بأَدْنَى من مُوَقَّفةٍ حَرونِ هي التي لا تبرح أَعلى الجَبل من الصَّيْد ويقال حَرَن في البيع إذا لم يَزِد ولم يَنْقُص والمَحارينُ من النَّحْل اللَّواتي يَلْصَقْنَ بالخَلِيَّة حتى يُنْتزَعْنَ بالمَحابِض وقال ابن مقبل كأَنَّ أَصْواتَها من حيث نسمَعُها نَبْضُ المَحابضِ يَنْزِعْنَ المَحارِينا قال ابن بري الهاءُ في أَصواتها تعودُ على النَّواقيس في بيتٍ قَبْله والمَحابضُ عِيدانٌ يُشارُ بها العسلُ قال والمَحارينُ جمع مِحْرانٍ وهو ما حَرُنَ على الشَّهْد من النحل فلا يَبْرَح عنه الأَزهري المَحارينُ ما يموتُ من النحل في عسله وقال غيره المَحارينُ من العسل ما لَزِقَ بالخلِيَّة فعَسُر نَزْعُه أُخذ من قولك حَرُن بالمكان حُرونة إذا لزمه فلم يُفارِقْه وكأَنَّ العسلَ حَرُن فعسُر اشتِيارُه قال الراعي كِناس تَنوفةٍ ظَلَّت إليها هِجانُ الوَحْشِ حارنةً حُرونا وقال الأَصمعي في قوله حارنة متأَخرة وغيره يقول لازِمة والمَحارينُ الشِّهادُ وهي أَيضاً حَبّات القُطن واحدتُها مِحْرانٌ وقد تقدم شرح بيت ابن مقبل يَخْلِجْنَ المَحارينا وحَرّان اسم بلد وهو فَعّال ويجوز أَن يكون فَعْلانَ والنسبة إليه حَرْنانيٌّ كما قالوا مَنانّي في النسبة إلى ماني والقياس مانَوِيّ وحَرّاني على ما عليه العامة وحُرَينٌ اسمٌ وبنو حِرْنَة بُطَين
( * قوله « وبنو حرنة بطين » كذا في الأصل والمحكم بكسر فسكون وفي القاموس والتكملة بكسر الحاء والراء وشد النون )

حردن
الحِرْدَوْنُ دُوَيْبَّة تُشبِه الحِرْباءَ تكون بناحية مصرَ حماها الله تعالى وهي مليحةٌ مُوشَّاة بأَلوانٍ ونُقَط قال وله نِزْكانِ كما أَنَّ للضَّبِّ نِزْكَيْن

حرذن
الحِرْذَوْنُ العَظَاءَةُ مَثَّلَ به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب وهي غير التي تقدمت في الدال المهملة والحِرْذَوْنُ من الإبل الذي يُرْكَبُ حتى لا تَبقى فيه بقيَّة الجوهري الحِرْذَوْنُ دُوَيْبَّة بكسر الحاء ويقال هو ذكرُ الضَّبِّ

حرسن
الحُرْسُونُ البعيرُ المهزول عن الهجري وأَنشد لعَمّار بن البَوْلانِيّة الكلبي وتابع غير متبوع حَلائلُه يُزْجِينَ أَقْعِدَةً حُدْباً حَراسِينا والقصيدةُ التي فيها هذا البيت مجرورةُ القوافي وأَولها وَدَّعْتُ نَجْداً وما قلْبي بمَحْزونِ وداعَ مَنْ قد سَلا عنها إلى حينِ الأَزهري عن أَبي عمرو إبِلٌ حَراسِينُ عِجافٌ مجهودة وقال يا أُمُّ عَمْروٍ ما هداكِ لِفِتْيةٍ وخُوصٍ حَراسينٍ شَديدٍ لُغوبُها أَبو عمرو الحراسيمُ والحراسينُ السِّنون المُقْحِطات

حرشن
حَرْشَنٌ اسم والحُرْشونُ جنسٌ من القطن لا ينْتَفِشُ ولا تُدَيّثُه المَطارِقُ حكاه أَبو حنيفة وأَنشد كما تَطايَر مَنْدُوفُ الحَراشينِ والحُرْشونُ حَسَكةٌ صغيرة صُلْبة تتعلَّق بصوف الشاة وأَنشد البيت أَيضاً

حزن
الحُزْنُ والحَزَنُ نقيضُ الفرَح وهو خلافُ السُّرور قال الأَخفش والمثالان يَعْتَقِبان هذا الضَّرْبَ باطِّرادٍ والجمعُ أَحْزانٌ لا يكسَّر على غير ذلك وقد حَزِنَ بالكسر حَزَناً وتحازَنَ وتحَزَّن ورجل حَزْنانٌ ومِحْزانٌ شديد الحُزْنِ وحَزَنَه الأَمرُ يَحْزُنُه حُزْناً وأَحْزَنَه فهو مَحْزونٌ ومُحْزَنٌ وحَزِينٌ وحَزِنٌ الأَخيرة على النَّسب من قوم حِزانٍ وحُزَناءَ الجوهري حَزَنَه لغةُ قريش وأَحْزَنه لغةُ تميم وقد قرئ بهما وفي الحديث أَنه كان إذا حَزَنه أَمرٌ صلَّى أَي أوْقَعه في الحُزْن ويروى بالباء وقد تقدم في موضعه واحْتزَنَ وتحَزَّنَ بمعنى قال العجاج بَكَيْتُ والمُحْتَزَن البَكِيُّ وإنما يأْتي الصِّبا الصّبِيُّ وفلانٌ يقرأُ بالتَّحْزين إذا أَرَقَّ صَوْتَه وقال سيبويه أَحْزَنَه جعله حَزِيناً وحَزَنَه جعلَ فيه حُزْناً كأَفْتَنَه جعله فاتِناً وفَتَنه جعلَ فيه فِتنَة وعامُ الحُزْنِ
( * قوله « وعام الحزن » ضبط في الأصل والقاموس بضم فسكون وصرح بذلك شارح القاموس وضبط في المحكم بالتحريك )
العامُ الذي ماتت فيه خديجةُ رضي الله عنها وأَبو طالب فسمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عامَ الحُزْنِ حكى ذلك ثعلب عن ابن الأَعرابي قال وماتا قَبْل الهِجرة بثلاث سنين الليث للعرب في الحُزْن لغتانِ إذا فَتَحُوا ثَقَّلوا وإذا ضَمُّوا خَفَّفوا يقال أَصابَه حَزَنٌ شديد وحُزْنٌ شديد أَبو عمرو إذا جاء الحزَن منصوباً فتَحوه وإذا جاء مرفوعاً أَو مكسوراً ضموا الحاء كقول الله عز وجل وابْيَضَّتْ عَيْناهُ من الحُزْنِ أَي أَنه في موضع خفض وقال في موضع آخر تَفِيضُ من الدَّمْعِ حَزَناً أَي أَنه في موضع نصب وقال أَشْكو بَثِّي وحُزْني إلى الله ضمُّوا الحاء ههنا قال وفي استعمال الفعل منه لغتان تقول حَزَنَني يَحْزُنُني حُزْناً فأَنا مَحْزونٌ ويقولون أَحْزَنَني فأَنا مُحْزَنٌ وهو مُحْزِنٌ ويقولون صوْتٌ مَحْزِنٌ وأَمرٌ مُحْزِن ولا يقولون صوت حازنٌ وقال غيره اللغة العالية حَزَنه يَحْزُنه وأَكثر القرَّاء قرؤوا ولا يَحْزُنْك قَوْلُهم وكذلك قوله قَدْ نَعْلم إِنَّه لَيَحْزُنُك الذي يقولون وأَما الفعل اللازم فإِنه يقال فيه حَزِنَ يَحْزَنُ حَزَناً لا غير أَبو زيد لا يقولون قد حَزَنَه الأَمْرُ ويقولون يَحْزُنُه فإذا قالوا أَفْعَلَه الله فهو بالأَلف وفي حديث ابن عمر حين ذَكَر الغَزْوَ وذَكَر مَنْ يَغْزو ولا نِيَّةَ له فقال إن الشيطانَ يُحَزِّنُه أَي يُوَسْوِس إليه ويُندِّمُه ويقول له لِمَ تَرَكْتَ أَهْلَكَ ومالَكَ ؟ فيقع في الحُزْنِ ويبْطلُ أَجْرُه وقوله تعالى وقالوا الحمدُ لله الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَن قالوا فيه الحَزَنُ هَمُّ الغَداءِ والعَشاءِ وقيل هو كُلُّ ما يَحْزُن مِنْ حَزَنِ معاشٍ أَو حَزَنِ عذابٍ أَو حَزَنِ موتٍ فقد أَذهبَ اللهُ عن أَهل الجنَّة كلُّ الأَحْزانِ والحُزَانةُ بالضم والتخفيف عيال الرجل الذين يَتَجَزَّنُ بأَمْرهم ولهم الليث يقول الرجلُ لصاحبه كيف حَشَمُك وحُزانَتُك أَي كيف مَنْ تَتَحَزَّن بأَمْرِهم وفي قلبه عليك حُزانةٌ أَي فِتْنةٌ
( * قوله « حزانة أي فتنة » ضبط في الأصل بضم الحاء وفي المحكم بفتحها ) قال وتسمى سَفَنْجقانِيَّةُ العرب على العجم في أَول قُدومهم الذي اسْتَحَقُّوا به من الدُّورِ والضياع ما اسْتَحَقوا حُزانةً قال ابن سيده والحُزانةُ قَدْمةُ العربِ على العجم في أَوّل قدومهم الذي اسْتَحَقُّوا به ما اسْتَحقُّوا من الدُّورِ والضِّياع قال الأَزهري وهذا كله بتخفيف الزاي على فُعَالة والسَّفَنْجَقانيَّة شَرْطٌ كان للعرب على العجم بِخُراسان إذا أَخذوا بلداً صُلْحاً أَن يكونوا إذا مرَّ بهم الجيوش أَفذاذاً أَو جماعاتٍ أَن يُنْزلوهم ويَقْرُوهم ثم يُزَوِّدوهم إلى ناحيةٍ أُخرى والحَزْنُ بلادٌ للعَربِ قال ابن سيده والحَزْنُ ما غلُظَ من الأَرض والجمع حُزُونٌ وفيها حُزُونةٌ وقوله الحَزْنُ باباً والعَقورُ كَلْباً أَجرى فيه الاسم مُجْرى الصفة لأَن قوله الحَزْنُ باباً بمنزلة قوله الوَعْر باباً والمُمْتَنِع باباً وقد حَزُنَ المكانُ حُزونةً جاؤوا به على بناء ضِدِّه وهو قولهم مكانٌ سَهْلٌ وقد سَهُل سُهولة وفي حديث ابن المُسَيَّب أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَراد أَن يُغَيِّرَ اسمَ جدِّه حَزْنٍ ويُسَمِّيَه سَهْلاً فأَبى وقال لا أُغيِّر اسماً سَمَّاني به أَبي قال فما زالت فينا تلك الحُزونةُ بَعْدُ والحَزْنُ المكانُ الغليظ وهو الخَشِنُ والحُزونةُ الخُشونة ومنه حديث المغيرة مَحْزون اللِّهْزِمة أَي خَشِنها أَو أَنَّ لِهْزِمَته تَدَلَّتْ من الكآبة ومنه حديث الشعبي أَحْزَنَ بنا المنزلُ أَي صار ذا حُزونةٍ كأَخْصَبَ وأَجْدَبَ ويجوز أَن يكون من قولهم أَحْزَنَ وأَسْهَلَ إذا رَكِبَ الحَزْنَ والسَّهْلَ كأَنَّ المنزلَ أَرْكَبَهم الحُزونةَ حيث نَزلوا فيه قال أَبو حنيفة الحَزْنُ حَزْنُ بني يربوعٍ وهو قُفٌّ غليظ مَسِيرُ ثلاثِ ليالٍ في مِثْلِها وهي بعيدةٌ من المياه فليس تَرْعاها الشاءُ ولا الحُمُر فليس فيها دِمَنٌ ولا أَرْواث وبعيرٌ حَزْنِيٌّ يَرْعَى الحَزْنَ من الأَرض والحَزْنةُ لغة في الحَزْنِ وقولُ أَبي ذؤيب يصف مطراً فَحَطَّ من الحُزَنِ المُغْفِرا تِ والطَّيْرُ تَلْثَقُ حتى تَصِيحا قال الأَصمعي الحُزَنُ الجبال الغلاظُ الواحدة حُزْنة مثل صُبْرةٍ وصُبَر والمُغْفِراتُ ذواتُ الأَغفار والغُفْرُ وَلَدُ الأُرْوية والمُغْفِرات مفعولٌ بِحَطَّ ومن رواه فأَنزلَ من حُزَنِ المُغْفِراتِ حذف التنوين لالتقاء الساكنين وتَلْثَق حتى تصيحا أَي ممَّا بها من الماء ومثله قول المتنخل الهذلي وأَكْسُوا الحُلَّة الشَّوْكاءَ خِدْني وبَعْضُ الخَيْرِ في حُزَنٍ وِراطٍ
( * قوله « وبعض الخير » أنشده في مادة شوك وبعض القوم ) والحَزْنُ من الدوابِّ ما خَشُنَ صفةٌ والأُنْثَى حَزْنةٌ والحَزْنُ قبيلةٌ من غَسَّانَ وهم الذين ذكرهم الأَخطل في قوله تَسْأَلُه الصُّبْرُ مِنْ غَسَّان إذْ حَضروا والحَزْنُ كَيْفَ قَراكَ الغِلْمةُ الجَشَرُ ؟ وأَورده الجوهري كيف قراه الغلمة الجشر قال ابن بري الصواب كيف قَراك كما أَورده غيره أَي الصُّبْرُ تسأَل عُمَيْر بنَ الحُباب وكان قد قُتِل فتقول له بعد موته كيف قَراكَ الغِلمةُ الجشَر وإنما قالوا له ذلك لأَنه كان يقول لهم إنما أَنتم جَشَرٌ والجَشَرُ الذين يَبِيتون مع إبلهم في موضع رَعْيِها ولا يرجعون إلى بيوتهم والحَزْنُ بلادُ بني يربوعٍ عن ابن الأَعرابي وأَنشد وما لِيَ ذَنْبٌ إنْ جَنُوبٌ تَنَفَّسَتْ بِنَفْحةِ حَزْنِيٍّ من النَّبْتِ أَخضرا قال هذا رجل اتُّهم بِسَرَق بَعِير فقال ليس هُوَ عندي إنَّما نَزَع إلى الحَزْن الذي هو هذا البَلَد يقول جاءت الجَنُوبُ بريحِ البَقْلِ فنَزَع إليها والحَزْنُ في قول الأَعشى ما رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الحَزْن مُعْشِبَةٌ خَضْراءَ جادَ عليها مُسْبِلٌ هَطِلُ موضعٌ معروف كانت تَرْعَى فيه إبِلُ المُلوك وهو من أَرض بني أَسَدٍ قال الأَزهري في بلاد العَرب حَزْنانِ أَحدهما حَزْن بني يَرْبوعٍ وهو مَرْبَعٌ من مَرابعِ العرَب فيه رياضٌ وقِيعانٌ وكانت العرب تقول مَنْ تَرَبَّعَ الحَزْنَ وتَشَتَّى الصَّمَّانَ وتَقَيَّظَ الشَّرَفَ فقد أَخْصَبَ والحَزْنُ الآخرُ ما بين زُبالة فما فوق ذلك مُصْعِداً في بلاد نَجْد وفيه غِلَظٌ وارتفاعٌ وكان أَبو عمرو يقول الحَزْنُ والحَزْمُ الغلَيظُ من الأَرض وقال غيره الحَزْمُ من الأَرض ما احْتَزم من السَّيْل من نَجَوات المُتُون والظُّهور والجمع الحُزُوم والحَزْنُ ما غَلُظ من الأَرض في ارْتفاعٍ وقد ذُكِرَ الحَزْم في مكانه قال ابن شميل أَوَّلُ حُزُونِ الأَرض قِفافُها وجِبالُها وقَواقِيها وخَشِنُها ورَضْمُها ولا تُعَدُّ أَرضٌ طَيِّبَةٌ وإن جَلُدَتْ حَزْناً وجمعُها حُزُون قال ويقال حَزْنَةٌ وحَزْن وأَحْزَن الرجلُ إذا صار في الحَزْن قال ويقال للحَزْن حُزُن لُغَتان وأَنشد قول ابنِ مُقْبل مَرَابِعُهُ الحُمْرُ مِنْ صَاحَةٍ ومُصْطَافُهُ في الوُعُولِ الحُزُنْ الحُزُن جمع حَزْن وحُزَن جبل وروي بيت أَبي ذؤيب المتقدّم فأَنْزَلَ من حُزَن المُغْفِرات ورواه بعضهم من حُزُن بضم الحاء والزاي والحَزُون الشاة السيِّئة الخُلق والحَزينُ اسم شاعر وهو الحزين الكِنانيُّ واسمه عمرو بن عبد وُهَيب وهو القائل في عبد الله بن عبد الملك ووفَد إليه إلى مصر وهو واليها يمدحُه في أَبيات من جملتها لمَّا وقَفْت عليهم في الجُموع ضُحىً وقد تَعَرَّضَتِ الحُجَّابُ والخَدَمُ حَيَّيْتُه بسَلامٍ وهو مُرْتَفِقٌ وضَجَّةُ القَوْمِ عند الباب تَزْدَحِمُ في كَفِّه خَيزُرانٌ رِيحُه عَبِق في كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى من مَهابَتِهِ فما يُكَلِّمُ إلاَّ حين يَبْتَسِمُ
( * روي البيتان الأخيران للفرزدق من قصيدته في مدح زين العابدين هذا الذي تعرف البطحاء وطأته )
وهو القائل أَيضاً يهجو إنساناً بالبُخل كأَنَّما خُلِقَتْ كَفَّاه منْ حَجَرٍ فليس بين يديه والنَّدَى عَمَلُ يَرَى التَّيَمُّمَ في بَرٍّ وفي بَحَرٍ مخافةً أَنْ يُرى كَفِّه بَلَلُ

حزبن
الحَيْزَبونُ العجوز من النساء قال القطامي إذا حَيْزَبونٌ تُوقِدُ النار بعدَما تَلفَّعتِ الظَّلْماء من كلِّ جانِبٍِ وناقة حَيزَبون شَهْمة حَديدة وبه فسَّر ثعلب قول الحذلميّ يصف إبِلاً تَلْبِطُ فيها كلٌّ حَيْزَبونِ قال الفراء أَنشدني أَبو القمقام يَذْهَب منها كلُّ حَيزَبونِ مانِعة بغيرها زَبونِ الحَيزَبون العجوز والحَيزَبون السيئة الخلق وهو ههنا السيئة الخُلق أَيضاً

حسن
الحُسْنُ ضدُّ القُبْح ونقيضه الأَزهري الحُسْن نَعْت لما حَسُن حَسُنَ وحَسَن يَحْسُن حُسْناً فيهما فهو حاسِنٌ وحَسَن قال الجوهري والجمع مَحاسِن على غير قياس كأَنه جمع مَحْسَن وحكى اللحياني احْسُنْ إن كنتَ حاسِناً فهذا في المستقبل وإنه لَحَسَن يريد فِعْل الحال وجمع الحَسَن حِسان الجوهري تقول قد حَسُن الشيءُ وإن شئت خَفَّفْت الضمة فقلت حَسْنَ الشيءُ ولا يجوز أَن تنقُل الضمة إلى الحاء لأَنه خبَرٌ وإنما يجوز النقْل إذا كان بمعنى المدح أَو الذَّم لأَنه يُشَّبه في جواز النَّقْل بنِعْم وبِئْس وذلك أَن الأَصل فيهما نَعِم وبَئِس فسُكِّن ثانيهما ونقِلتْ حركته إلى ما قبله فكذلك كلُّ ما كان في معناهما قال سهم بن حنظلة الغَنَوي لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي ما أَردتُ وما أُعْطِيهمُ ما أَرادوا حُسْنَ ذا أَدَبا أَراد حَسُن هذا أَدَباً فخفَّف ونقَل ورجل حَسَنٌ بَسَن إتباع له وامرأَة حَسَنة وقالوا امرأَة حَسْناء ولم يقولوا رجل أَحْسَن قال ثعلب وكان ينبغي أَن يقال لأَنَّ القياس يوجب ذلك وهو اسم أُنِّث من غير تَذْكير كما قالوا غلام أَمرَد ولم يقولوا جارية مَرْداء فهو تذكير من غير تأْنيث والحُسّان بالضم أَحسَن من الحَسَن قال ابن سيده ورجل حُسَان مخفَّف كحَسَن وحُسّان والجمع حُسّانونَ قال سيبويه ولا يُكَسَّر استغْنَوْا عنه بالواو والنون والأُنثى حَسَنة والجمع حِسان كالمذكر وحُسّانة قال الشماخ دارَ الفَتاةِ التي كُنّا نقول لها يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسّانةَ الجِيدِ والجمع حُسّانات قال سيبويه إنما نصب دارَ بإضمار أَعني ويروى بالرفع قال ابن بري حَسِين وحُسَان وحُسّان مثل كَبير وكُبَار وكُبَّار وعَجيب وعُجاب وعُجَّاب وظريف وظُراف وظُرَّاف وقال ذو الإصبع كأَنَّا يَوْمَ قُرَّى إِنْ نَما نَقْتُل إيّانا قِياماً بينهم كلُّ فَتًى أَبْيَضَ حُسّانا وأَصل قولهم شيء حَسَن حَسِين لأَنه من حَسُن يَحْسُن كما قالوا عَظُم فهو عَظِيم وكَرُم فهو كريم كذلك حَسُن فهو حَسِين إلا أَنه جاء نادراً ثم قلب الفَعِيل فُعالاً ثم فُعّالاً إذا بُولِغَ في نَعْته فقالوا حَسَنٌ وحُسَان وحُسّان وكذلك كريم وكُرام وكُرّام وجمع الحَسْناء من النساء حِسانٌ ولا نظير لها إلا عَجْفاء وعِجاف ولا يقال للذكر أَحْسَن إنما تقول هو الأَحْسن على إرادة التفضيل والجمع الأَحاسِن وأَحاسِنُ القوم حِسانهم وفي الحديث أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكنافاً وهي الحُسْنَى والحاسِنُ القَمَر وحسَّنْتُ الشيءَ تحْسيناً زَيَّنتُه وأَحسَنْتُ إليه وبه وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله تعالى في قصة يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام وقد أَحسَنَ بي إذ أَخرَجَني من السِّجن أَي قد أَحسن إلي والعرب تقول أَحسَنْتُ بفلانٍ وأَسأْتُ بفلانٍ أَي أَحسنت إليه وأَسأْت إليه وتقول أَحْسِنْ بنا أَي أَحسِنْ إلينا ولا تُسِئْ بنا قال كُثيِّر أَسِيئي بنا أَو أَحْسِنِي لا مَلومةٌ لَدَيْنا ولا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ وقوله تعالى وصَدَّقَ بالحُسْنى قيل أَراد الجنّة وكذلك قوله تعالى للذين أَحْسَنوا الحُسْنى وزيادة فالحُسْنى هي الجنّة والزِّيادة النظر إلى وجه الله تعالى ابن سيده والحُسْنى هنا الجنّة وعندي أَنها المُجازاة الحُسْنى والحُسْنى ضدُّ السُّوأَى وقوله تعالى وقولوا للناس حُسْناً قال أَبو حاتم قرأَ الأَخفش وقولوا للناس حُسْنى فقلت هذا لا يجوز لأَن حُسْنى مثل فُعْلى وهذا لا يجوز إلا بالأَلف واللام قال ابن سيده هذا نصُّ لفظه وقال قال ابن جني هذا عندي غيرُ لازم لأَبي الحسن لأَن حُسْنى هنا غير صفة وإنما هو مصدرٌ بمنزلة الحُسْن كقراءة غيره وقولوا للناس حُسْناً ومثله في الفِعْل والفِعْلى الذِّكْرُ والذِّكْرى وكلاهما مصدر ومن الأَول البُؤسُ والبُؤسى والنُّعْم والنُّعْمى ولا يُسْتَوْحَش مِنْ تشبيه حُسْنى بذِكرى لاختلاف الحركات فسيبويه قد عَمل مثلَ هذا فقال ومثلُ النَّضْرِ الحَسَن إلاَّ أَن هذا مُسَكَّن الأَوْسَط يعني النَّضْرَ والجمع الحُسْنَيات
( * قوله « والجمع الحسنيات » عبارة ابن سيده بعد أن ساق جميع ما تقدم وقيل الحسنى العاقبة والجمع إلخ فهو راجع لقوله وصدق بالحسنى ) والحُسَنُ لا يسقط منهما الأَلف واللام لأَنها مُعاقبة فأَما قراءة من قرأَ وقولوا للناس حُسْنى فزعم الفارسي أَنه اسم المصدر ومعنى قوله وقولوا للناس حُسْناً أَي قولاً ذا حُسْنٍ والخِطاب لليهود أَي اصْدُقوا في صفة محمد صلى الله عليه وسلم وروى الأَزهري عن أَحمد بن يحيى أَنه قال قال بعض أَصحابنا اخْترْنا حَسَناً لأَنه يريد قولاً حَسَناً قال والأُخرى مصدر حَسُنَ يَحسُن حُسْناً قال ونحن نذهب إلى أَن الحَسَن شيءٌ من الحُسْن والحُسْن شيءٌ من الكل ويجوز هذا وهذا قال واخْتار أَبو حاتم حُسْناً وقال الزجاج من قرأَ حُسْناً بالتنوين ففيه قولان أَحدهما وقولوا للناس قولاً ذا حُسْنٍ قال وزعم الأَخفش أَنه يجوز أَن يكون حُسْناً في معنى حَسَناً قال ومن قرأَ حُسْنى فهو خطأ لا يجوز أَن يقرأَ به وقوله تعالى قل هل ترَبَّصون بنا إلا إحدى الحُسْنَيَيْن فسره ثعلب فقال الحُسْنَيان الموتُ أَو الغَلَبة يعني الظفَر أَو الشهادة وأَنَّثَهُما لأَنه أَراد الخَصْلتَين وقوله تعالى والذين اتَّبَعوهم بإحسان أَي باستقامة وسُلوك الطريق الذي درَج السابقون عليه وقوله تعالى وآتَيْناه في الدنيا حَسَنةً يعني إبراهيم صلوات الله على نبينا وعليه آتَيناه لِسانَ صِدْقٍ وقوله تعالى إنَّ الحَسَنات يُذْهِبْنَ السيِّئاتِ الصلواتُ الخمس تكفِّر ما بينها والحَسَنةُ ضدُّ السيِّئة وفي التنزيل العزيز مَنْ جاء بالحَسَنة فله عَشْرُ أَمثالها والجمع حَسَنات ولا يُكسَّر والمَحاسنُ في الأَعمال ضدُّ المَساوي وقوله تعالى إنا نراكَ من المُحسِنين الذين يُحْسِنون التأْويلَ ويقال إنه كان يَنْصر الضعيف ويُعين المظلوم ويَعُود المريض فذلك إحْسانه وقوله تعالى ويَدْرَؤُون بالحَسَنة السيِّئةَ أَي يدفعون بالكلام الحَسَن ما وردَ عليهم من سَيِّءِ غيرهم وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل ثم آتينا موسى الكتابَ تماماً على الذي أَحْسَنَ قال يكون تماماً على المُحْسِن المعنى تماماً من الله على المُحْسِنين ويكون تماماً على الذي أَحْسَن على الذي أَحْسَنه موسى من طاعة الله واتِّباع أَمره وقال يُجْعل الذي في معنى ما يريد تماماً على ما أَحْسَنَ موسى وقوله تعالى ولا تَقْرَبوا مالَ اليتيم إلا بالتي هي أَحْسَن قيل هو أَن يأْخذَ من ماله ما سَتَرَ عَوْرَتَه وسَدَّ جَوعَتَه وقوله عز وجل ومن يُسْلِمْ وجهَه إلى الله وَهْو مُحْسِن فسره ثعلب فقال هو الذي يَتَّبع الرسول وقوله عز وجل أَحْسَنَ كُلَّ شيءٍ خَلْقَه أَحْسَنَ يعني حَسَّنَ يقول حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ نصب خلقََه على البدل ومن قرأَ خَلَقه فهو فِعْلٌ وقوله تعالى ولله الأَسماء الحُسنى تأْنيث الأَحسن يقال الاسم الأَحْسَن والأَسماء الحُسْنى ولو قيل في غير القرآن الحُسْن لَجاز ومثله قوله تعالى لِنُريك من آياتنا الكبرى لأَن الجماعة مؤَنثة وقوله تعالى ووَصَّيْنا الإنسانَ بوالِدَيه حُسْناً أَي يفعل بهما ما يَحْسُنُ حُسْناً وقوله تعالى اتَّبِعُوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إليكم أَي اتَّبعوا القرآن ودليله قوله نزَّل أَحسنَ الحديث وقوله تعالى رَبَّنا آتنا في الدنيا حسَنةً أَي نِعْمةً ويقال حُظوظاً حسَنة وقوله تعالى وإن تُصِبْهم حسنةٌ أَي نِعْمة وقوله إن تَمْسَسْكم حسَنةٌ تَسُؤْهمْ أَي غَنيمة وخِصب وإن تُصِبْكم سيِّئة أَي مَحْلٌ وقوله تعالى وأْمُرْ قوْمَك يأْخُذوا بأَحسَنِها أَي يعملوا بحَسَنِها ويجوز أَن يكون نحو ما أَمَرنا به من الانتصار بعد الظلم والصبرُ أَحسَنُ من القِصاص والعَفْوُ أَحسَنُ والمَحاسِنُ المواضع الحسَنة من البَدن يقال فلانة كثيرة المَحاسِن قال الأَزهري لا تكاد العرب توحِّد المَحاسِن وقال بعضهم واحدها مَحْسَن قال ابن سيده وليس هذا بالقويِّ ولا بذلك المعروف إنما المَحاسِنُ عند النحويين وجمهور اللغويين جمعٌ لا واحد له ولذلك قال سيبويه إذا نسبْتَ إلى محاسن قلت مَحاسِنيّ فلو كان له واحد لرَدَّه إليه في النسب وإنما يقال إن واحدَه حَسَن على المسامحة ومثله المَفاقِر والمَشابِه والمَلامِح والليالي ووجه مُحَسَّن حَسَنٌ وحسَّنه الله ليس من باب مُدَرْهَم ومفؤود كما ذهب إليه بعضهم فيما ذُكِر وطَعامٌ مَحْسَنةٌ للجسم بالفتح يَحْسُن به والإحْسانُ ضدُّ الإساءة ورجل مُحْسِن ومِحسان الأَخيرة عن سيبويه قال ولا يقال ما أَحسَنَه أَبو الحسن يعني منْ هذه لأَن هذه الصيغة قد اقتضت عنده التكثير فأَغْنَتْ عن صيغة التعجب ويقال أَحْسِنْ يا هذا فإِنك مِحْسانٌ أَي لا تزال مُحْسِناً وفسر النبي صلى الله عليه وسلم الإحسانَ حين سأَله جبريلٍ صلوات الله عليهما وسلامه فقال هو أَن تَعْبُدَ الله كأَنك تراه فإن لم تكن تراه فإِنه يَراك وهو تأْويلُ قوله تعالى إن الله يأُْمُر بالعدل والإحسان وأَراد بالإحسان الإخْلاص وهو شرطٌ في صحة الإيمان والإسلام معاً وذلك أَن من تلفَّظ بالكلمة وجاء بالعمل من غير إخْلاص لم يكن مُحْسِناً وإن كان إيمانُه صحيحاً وقيل أَراد بالإحسان الإشارةَ إلى المُراقبة وحُسْن الطاعة فإن مَنْ راقَبَ اللهَ أَحسَن عمَله وقد أَشار إليه في الحديث بقوله فإن لم تكن تراه فإِنه يراك وقوله عز وجل هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان أَي ما جزاءُ مَنْ أَحْسَن في الدُّنيا إلا أَن يُحْسَنَ إليه في الآخرة وأَحسَنَ به الظنَّ نقيضُ أَساءَه والفرق بين الإحسان والإنعام أَن الإحسانَ يكون لنفسِ الإنسان ولغيره تقول أَحْسَنْتُ إلى نفسي والإنعامُ لا يكون إلا لغيره وكتابُ التَّحاسين خلاف المَشْق ونحوُ هذا يُجْعَل مصدراً في المصدر كالتَّكاذِيب والتَّكاليف وليس الجمعُ في المصدر بفاشٍ ولكنهم يُجْرُون بعضه مُجْرى الأَسماء ثم يجمعونه والتَّحاسينُ جمعُ التَّحْسِين اسم بُنِيَ على تَفْعيل ومثلُه تَكاليفُ الأُمور وتَقاصيبُ الشَّعَرِ ما جَعُدَ مِنْ ذَوائِبه وهو يُحْسِنُ الشيءَ أَي يَعْمَلَه ويَسْتَحْسِنُ الشيءَ أَي يَعُدُّه حَسَناً ويقال إني أُحاسِنُ بك الناسَ وفي النوادر حُسَيْناؤُه أن يفعل كذا وحُسَيْناه مِثْلُه وكذلك غُنَيْماؤه وحُمَيْداؤه أَي جُهْدُه وغايتُه وحَسَّان اسم رجل إن جعلته فعَّالاً من الحُسْنِ أَجْرَيْتَه وإن جَعَلْتَه فَعْلاَنَ من الحَسِّ وهو القَتْل أَو الحِسِّ بالشيء لم تُجْرِه قال ابن سيده وقد ذكرنا أَنه من الحِسِّ أَو من الحَسِّ وقال ذكر بعض النحويين أَنه فَعَّالٌ من الحُسْنِ قال وليس بشيء قال الجوهري وتصغيرُ فعَّالٍ حُسَيْسِين وتصغيرُ فَعْلانَ حُسَيْسان قال ابن سيده وحَسَنٌ وحُسَيْن يقالانِ باللام في التسمية على إرادة الصفة وقال قال سيبويه أَما الذين قالوا الحَسَن في اسم الرجل فإنما أَرادوا أَن يجعلوا الرجلَ هو الشيءَ بعينه ولم يَجْعلوه سُمِّيَ بذلك ولكنهم جعلوه كأَنه وصفٌ له غَلَب عليه ومن قال حَسَن فلم يُدْخِل فيه الأَلفَ واللامَ فهو يُجْريه مُجْرَى زيدٍ وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعندَه الحَسَنُ والحُسَيْنُ رضي الله عنهما فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطمةَ رضوانُ الله عليها وهي تُنادِيهما يا حَسَنانِ يا حُسَيْنانِ فقال الْحَقا بأُمّكما غَلَّبَت أَحدَ الإسمين على الآخر كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر رضي الله عنهما والقَمَران للشمس والقمر قال أَبو منصور ويحتمل أَن يكون كقولهم الجَلَمانُ للجَلَم والقَلَمانُ للمِقْلامِ وهو المِقْراضُ وقال هكذا روى سلمة عن الفراء بضم النون فيهما جميعاً كأَنه جعل الاسمين اسماً واحداً فأَعطاهما حظ الاسم الواحد من الإعراب وذكر الكلبي أَن في طيِّء بَطْنَيْن يقال لهما الحسَن والحُسَيْن والحَسَنُ اسمُ رملة لبني سَعْد وقال الأَزهري الحَسَنُ نَقاً في ديار بني تميم معروف وجاء في الشعر الحَسَنانُ يريد الحَسَنَ وهو هذا الرملُ بعينه قال الجوهري قُتِل بهذه الرملة أَبو الصَّهْباء بِسْطامُ بنُ قيْس بنِ خالدٍ الشَّيْبانيِّ يَوْمَ النَّقَا قتَله عاصِمُ بن خَلِيفةَ الضَّبِّي قال وهما جَبَلانِ أَو نَقَوانِ يقال لأَحد هذين الجَبَلَيْن الحَسَن قال عبد الله بن عَنَمة الضَّبّيّ في الحَسَن يَرْثِي بِسْطَامَ بنَ قَيْس لأُمِّ الأَرضِ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ بحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ وفي حديث أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ وقيل له ما تَذْكُر ؟ فقال أَذْكُرُ مَقْتَلَ بِسْطام بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ هو بفتحتين جَبَل معروف من رمل وكان أَبو رجاء قد عُمِّر مائةً وثمانِياً وعشرين سَنَةً وإذا ثنّيت قلت الحَسَنانِ وأَنشد ابن سيده في الحَسَنين لشَمْعَلة بن الأَخْضَر الضَّبِّيّ ويوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ بَنُو شَيْبان آجالاً قِصارا شَكَكْنا بالأَسِنَّة وهْيَ زُورٌ صِماخَيْ كَبْشِهم حتى اسْتَدارا فَخَرَّ على الأَلاءةِ لم يُوَسَّدْ وقد كان الدِّماءُ له خِمارا قوله وهي زُورٌ يعني الخيلَ وأَنشد فيه ابنُ بري لجرير أَبَتْ عيْناكِ بالحَسَنِ الرُّقادا وأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ والبِلادا وأَنشد الجوهري في حُسَيْن جبل تَركْنَا بالنَّواصِف من حُسَيْنٍ نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُمانا فحُسَيْنٌ ههنا جبلٌ ابن الأَعرابي يقال أَحْسَنَ الرجلُ إذا جلس على الحَسَنِ وهو الكثيبُ النَّقِيّ العالي قال وبه سمي الغلام حَسَناً والحُسَيْنُ الجبَلُ العالي وبه سمي الغلام حُسَيْناً والحَسَنانِ جبلانِ أَحدُهما بإِزاء الآخر وحَسْنَى موضع قال ابن الأَعرابي إذا ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فمعها حَسْنَى وقال ثعلب إنما هو حِسْيٌ وإذا لم يذكر غيْقةَ فحِسْمَى وحكى الأَزهري عن علي ابن حمزة الحَسَنُ شجر الآَلاءُ مُصْطفّاً بكَثيب رمْلٍ فالحسَنُ هو الشجرُ سمي بذلك لِحُسْنِه ونُسِبَ الكثيبُ إليه فقيل نَقا الحَسَنِ وقيل الحَسَنةُ جبلٌ أَمْلَسُ شاهقٌ ليس به صَدْعٌ والحَسَنُ جمعُه قال أَبو صعْتَرة البَوْلانِيُّ فما نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْ به حَسَنُ الجُودِيّ والليلُ دامِسُ ويروى به جَنْبَتا الجُودِيِّ والجودِيُّ وادٍ وأَعلاه بأَجَأَ في شواهِقها وأَسفلُه أَباطحُ سهلةٌ ويُسَمِّي الحَسَنةَ أَهلُ الحجاز المَلقَة

حشن
الحَشَنُ الوسَخُ قال بِرُغَثاوَيْهِ مُبِيناً حَشَنُه والحَشَنُ أَيضاً اللَّزِجُ من دَسَمِ البدَنِ وقيل هو الوسخُ الذي يتَراكَبُ في داخل الوَطْبِ وقد حشِنَ السقاء يَحْشَنُ حَشَناً فهو حَشِنٌ أَنْتَنَ وأَحْشَنْتُه أَنا إحْشاناً إذا أَكْثَرْتَ استِعْمالَه بِحَقْنِ اللبن فيه ولم تَتَعَهَّدْه بالغَسْل ولا بما يُنَظِّفُه من الوَضَر والدَّرَن فأَرْوَحَ وتغيَّر باطنُه ولَزِق به وَسَخُ اللَّبَنِ أَنشد ابن الأَعرابي وإن أَتاها ذُو فِلاقٍ وحَشَنْ تُعارِض الكَلْبَ إذا الكلبُ رَشَنْ يعني وَطْباً تَفَلَّقَ لبنُه ووَسِخَ فَمُه وحُشِنَ عن الوطبِ كَثُر وَسَخُ اللَّبن عليه فقُشِر عنه هذه رواية ثعلب وأَما ابن الأَعرابي فرواه حُشِرَ وفي حديث أَبي الهيثم بن التَّيِّهان مِنْ حِشَانةٍ أَي سِقاءٍ مُتغيِّر الريح والحِشْنةُ الحِقْدُ أَنشد الأُمَوِيّ أَلا لا أَرَى ذا حِشْنةٍ في فؤادِه يُجَمْجِمُها إلاَّ سيَبْدُو دَفينُها وقال شمر ولا أَعرف الحِشْنةَ قال وأُراه مأْخوذاً من حَشِنَ السِّقاء إذا لَزِق به وَضَرُ اللبَنِ والمُحْشَئنُّ الغَضْبان والخاء لغة قال ابن بري والتَّحَشُّن الاكتساب وأَنشد لأَبِي مَسْلَمَة المُحاربيِّ تَحشّنْتُ في تلك البلاد لعلّني بعاقبةٍ أُغْني الضعيفَ الحَزَوَّرا قال وقال غيره التَّحَشُّنُ التوسُّخ والحَشَنُ الوسَخُ قال ولم يذكره الجوهري في هذا الفصل وفي الحديث ذكرُ حُشَّانٍ وهو بضم الحاء وتشديد الشين أُطُمٌ من آطام المدينة على طريقِ قُبورِ الشُّهداء

حصن
حَصُنَ المكانُ يَحْصُنُ حَصانةً فهو حَصِين مَنُع وأَحْصَنَه صاحبُه وحَصَّنه والحِصْنُ كلُّ موضع حَصِين لا يُوصَل إلى ما في جَوْفِه والجمع حُصونٌ وحِصْنٌ حَصِينٌ من الحَصانة وحَصَّنْتُ القرية إذا بنيتَ حولَها وتَحَصَّنَ العَدُوُّ وفي حديث الأَشعث تَحَصَّنَ في مِحْصَنٍ
( * قوله « في محصن » كذا ضبط في الأصل وقال شارح القاموس كمنبر والذي في بعض نسخ النهاية كمقعد ) المِحْصَنُ القصرُ والحِصْنُ وتَحَصَّنَ إذا دخل الحِصْنَ واحْتَمى به ودرْعٌ حَصِين وحَصِينة مُحْكمَة قال ابن أَحمر همُ كانوا اليَدَ اليُمْنى وكانوا قِوامَ الظِّهْرِ والدِّرعَ الحَصِينا ويروى اليدَ العُلْيا ويروى الوُثْقَى قال الأََعشى وكلُّ دِلاصٍ كالأَضاةِ حَصِينةٍ ترى فَضْلَها عن رَبِّها يَتَذَبْذَبُ
( * قوله « عن ربها » كذا في الأصل وفي التهذيب والمحكم عن ريعها ) وقال شمر الحَصِينة من الدروع الأَمينة المُتدانية الحِلَق التي لا يَحِيكُ فيها السِّلاح قال عَنْترة العَبْسيُّ فَلَقَّى أَلَّتي بَدَناً حَصِيناً وعَطْعَطَ ما أَعَدَّ من السِّهام وقال الله تعالى في قصة داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام وعَلَّمْناه صنعةَ لَبُوسٍ لكم لتُحْصِنَكم مِنْ بأْسِكم قال الفراء قُرئ لِيُحْصِنَكم ولِتُحْصِنَكم ولنحصنكم فمن قرأَ ليُحْصِنكم فالتذكير لِلَّبُوس ومن قرأَ لتُحْصِنَكم ذهب إلى الصنعة وإن شئت جعلته للدرع لأَنها هي اللبوسُ وهي مؤنثة ومعنى ليُحْصِنَكم ليمنعكم ويُحْرِزَكم ومن قرأَ لِنُحْصِنَكم بالنون فمعنى لنُحْصِنَكم نحنُ الفعلُ لله عز وجل وامرأَة حَصانٌ بفتح الحاء عفيفة بَيِّنة الحَصانةِ والحُصْنِ ومتزوِّجَةٌ أَيضاً من نسوة حُصُنٍ وحَصاناتٍ وحاصِنٌ من نِسْوَةٍ حَواصِنَ وحاصِنات وقد حَصُنَت تَحْصُنُ حِصْناً وحُصْناً وحَصْناً إذا عَفَّتْ عن الرِّيبة فهي حَصانٌ أَنشد ابن بري الحُصْنُ أَدْنى لو تآيَيْتِهِ مِنْ حَثْيِكِ التُّرْبَ على الرَّاكِبِ وحَصَّنَت المرأَةُ نفسَها وتَحَصَّنَتْ وأَحْصَنَها وحَصَّنها وأَحْصَنَت نفسها وفي التنزيل العزيز والتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها وقال شمر امرأَة حَصانٌ وحاصِنٌ وهي العفيفة وأَنشد وحاصِن منْ حاصِنات مُلْسِ مِنَ الأَذَى ومن قِرافِ الوَقْسِ وفي الصحاح فهي حاصِنٌ وحَصانٌ وحَصْناء أَيضاً بَيِّنة الحَصانةِ والمُحْصَنةُ التي أَحصنها زوجها وهن المُحْصَنات فالمعنى أَنهن أُحْصِنَّ بأَزْواجِهنَّ والمُحْصَنات العَفائِفُ من النساء وروى الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَنه قال كلامُ العرب كلُّه على أَفْعَلَ فهو مُفْعِل إلا ثلاثة أَحرف أَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ وأَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ وأَسْهَبَ في كلامِهِ فهو مُسْهَب زاد ابن سيده وأَسْهَمَ فهو مُسْهَم وفي الحديث ذِكْرُ الإحْصان والمُحْصَناتِ في غير موضع وأَصل الإحْصانِ المنعُ والمرأَة تكون مُحْصَنة بالإسلام والعَفافِ والحريّة والتزويج يقال أَحْصَنَت المرأَة فهي مُحْصَنة ومُحْصِنَة وكذلك الرجل والمُحْصَنُ بالفتح يكون بمعنى الفاعل والمفعول وفي شعر حسَّان يُثْني على عائشة رضي الله عنها حَصَانٌ رَازانٌ ما تُزَنُّ بِريبةٍ وتُصْبِحُ غَرْثَى من لُحومِ الغَوافِل وكلُّ امرأَةٍ عفيفةٍ مُحْصَنةٌ ومُحْصِنَةٌ وكلُّ امرأَة متزوِّجة مُحْصَنةٌ بالفتح لا غير وقال أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهم تلك أَفْعالُ القِزام الوَكَعهْ أَي زَوَّجُوا والوَكَعة جمع أَوْكَعَ يقال عبدٌ أَوْكَعُ وكان قياسُهُ وُكع فشُبِّه بفاعِل فجُمِع جَمْعَه كما قالوا أَعْزَل وعُزَّل كأَنه جمع عازِل وقال أَبو عبيد أَجمع القرَّاء على نصب الصاد في الحرف الأََول من النساء فلم يختلفوا في فتح هذه لأَن تأْويلها ذوات الأَزواج يُسْبَيْنَ فيُحِلُّهنَّ السِّباء لِمَنْ وطئِها من المالِكين لها وتنقطع العِصْمةُ بينهنَّ وبين أَزواجهن بأَن يَحِضْنَ حيضة ويَطْهُرْنَ منها فأَما سوى الحرف الأول فالقُرَّاءُ مختلفون فمنهم من يكسر الصاد ومنهم من يفتحها فمَنْ نَصَبَ ذَهَبَ إلى ذوات الأَزواج اللاتي قد أَحْصَنَهُنَّ أَزواجُهن ومَنْ كسَر ذهبَ إلى أَنهن أَسْلَمْنَ فأَحْصَنْ أَنفسهن فهنَّ مُحْصِنات قال الفراء والمُحْصَنات من النساء بِنَصْب الصاد أَكثر في كلام العرب وأَحْصَنَتْ المرأَةُ عَفَّت وأَحْصَنَها زَوْجُها فهي مُحْصَنة ومُحْصِنة ورجل مُحْصَنٌ متزوِّج وقد أَحْصَنَه التزوّجُ وحكى ابن الأَعرابي أَحْصَنَ الرجلُ تزوجَ فهو مُحصَن بفتح الصاد فيهما نادر قال الأَزهري وأَما قوله تعالى فإِذا أُحْصِنَّ فإِن أَتَيْنَ بفاحشةٍ فعليهنَّ نِصْفُ ما على المُحْصَناتِ من العذاب فإن ابن مسعود قرأَ فإذا أَحْصَنَّ وقال إِحْصانُ الأَمةِ إسلامُها وكان ابن عباس يقرؤها فإِذا أُحْصِنَّ على ما لم يسمَّ فاعله ويفسره فإِذا أُحْصِنَّ بِزَوْجٍ وكان لا يرَى على الأَمة حدّاً ما لم تزوّج وكان ابن مسعود يرى عليها نِصْفَ حدّ الحرَّة إذا أَسلمت وإن لم تزوّج وبقوله يقولُ فقهاء الأَمصار وهو الصواب وقرأَ ابن كثير ونافع وأَبو عمرو وعبد الله بن عامر ويعقوب فإِذا أُحْصِنّ بضم الأَلف وقرأَ حفص عن عاصم مثلَه وأَما أَبو بكر عن عاصم فقد فتح الأَلف وقرأَ حمزة والكسائي فإِذا أُحْصَنَّ بفتح الألف وقالَ شمر أَصلُ الحَصانةِ المنعُ ولذلك قيل مَدِينةَ حَصينة ودِرْعٌ حَصِينة وأَنشد يونس زَوْجٌ حصان حُصْنُها لم يُعْقَم وقال حُصْنُها تَحْصِينُها نفسَها وقال الزجاج في قوله تعالى مُحْصِنينَ غيرَ مُسافحِين قال مُتَزَوِّجين غير زُناةٍ قال والإحْصانُ إِحْصانُ الفرج وهو إِعْفافُه ومنه قوله تعالى أَحْصَنَتْ فَرْجَها أَي أَعفَّتْه قال الأَزهري والأَمة إذا زُوِّجَتْ جازَ أَن يقال قد أُحْصِنَت لأَن تزويجها قد أَحْصَنَها وكذلك إذا أُعْتِقَتْ فهي مُحْصَنة لأَن عِتْقَها قد أَعَفَّها وكذلك إذا أَسْلَمت فإِن إسْلامَها إِحْصانٌ لها قال سيبويه وقالوا بناءٌ حَصِينٌ وامرأَة حَصَان فَرقوا بين البِنَاء والمرأَةِ حين أَرادُوا أَن يخبروا أَن البناء مُحْرِز لمن لجأَ إليه وأَن المرأَة مُحْرِزة لفَرْجها والحِصَانُ الفحلُ من الخيل والجمع حُصُنٌ قال ابن جني قولهم فرَسٌ حِصانٌ بَيِّنُ التحصُّن هو مُشْتَقٌّ من الحَصانةِ لأَنه مُحْرِز لفارسه كما قالوا في الأُنثى حِجْر وهو من حَجَر عليه أَي منعه وتَحَصَّنَ الفَرسُ صارَ حِصاناً وقال الأَزهري تَحَصَّنَ إذا تَكَلَّف ذلك وخَيْلُ العرب حُصونها قال الأَزهري وهُمْ إلى اليوم يُسَمُّونها حُصوناً ذُكورَها وإناثَها وسئل بعض الحُكَّام عن رجلٍ جعل مالاً له في الحُصونِ فقال اشْتَرُوا خَيْلاً واحْمِلوا عليها في سبيل الله ذهب إلى قول الجعفي ولقد عَلِمْتُ على تَوَقِّي الرَّدَى أَن الحُصونَ الخَيْلُ لا مَدَرُ القُرى وقيل سُمِّيَ الفرسُ حِصاناً لأَنه ضُنَّ بمائه فلم يُنْزَ إلا على كريمة ثم كثُر ذلك حتى سَمَّوا كلَّ ذَكَر من الخيل حِصاناً والعرب تسمي السِّلاحَ كلَّه حِصْناً وجعل ساعِدةُ الهذليّ النّصالَ أَحْصِنة فقال وأَحْصِنةٌ ثُجْرُ الظُّباتِ كأَنَّها إذا لم يُغَيِّبْها الجفيرُ جَحِيمُ الثُّجْرُ العراضُ ويروى وأَحصَنه ثجرُ الظبات أَي أَحْرَزَه وقول زهير وما أَدْرِي وسَوْفَ إِخالُ أَدْرِي أَقومٌ آلُ حِصْنٍ أَم نِساءُ يريد حِصْنَ بنَ حُذَيْفَةَ الفزاريَّ والحَواصِنُ من النساء الحَبالى قال تُبِيل الحَواصِنُ أَبْوالَها والمِحْصَنُ
( * زاد في المحكم وأحصنت المرأة حملت وكذلك الأتان قال رؤبة
قد أحصنت مثل دعاميص الرفق ... أجنة في مستكنات الحلق
عدّاه لما كان معناه حملت والمحصن القفل إلخ ) القُفْلُ والمِحْصَنُ أَيضاً المِكْتلةُ التي هي الزَّبيلُ ولا يقال مِحْصَنة والحِصْنُ الهِلالُ وحُصَيْنٌ موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَقول إذا ما أَقلعَ الغَيْثُ عَنْهُمُ أَمَا عَيْشُنا يومَ الحُصَيْن بعائد ؟ والثعلبُ يُكْنى أَبا الحِصْنِ قال الجوهري وأَبو الحُصَيْن كنية الثعلب وأَنشد ابن بري لله دَرُّ أَبي الحُصَيْنِ لقدْ بَدَتْ منه مَكايِدُ حُوَّلِيٍّ قُلَّبِ قال ويقال له أَبو الهِجْرِس وأَبو الحِنْبِص والحِصْنانِ موضعٌ النسب إليه حِصْنيٌّ كراهية اجتماع إعرابين وهو قول سيبويه وقال بعضهم كراهية اجتماع النونين قال الجوهري وحِصْنانِ بلد قال اليَزِيديُّ سأَلني والكسائيَّ المهديُّ عن النِّسْبة إلى البحرين وإلى حِصْنَين لِمَ قالوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانِيٌّ فقال الكسائي كرهوا أََن يقولوا حِصْنانيٌّ لاجتماع النونين وقلتُ أَنا كرهوا أن يقولوا بَحْرِيٌّ فيُشْبه النِّسبةَ إلى البَحْر وبنو حِصْنٍ حَيٌّ والحِصْنُ ثَعْلبة بن عُكابَة وتَيْم اللاتِ وذُهْل ومِحْصَن اسمٌ ودارةُ مِحْصَن موضعٌ عن كراع وحُصَيْنٌ أَبو الراعي عُبَيْدُ بنُ حُصَيْنٍ النُّمَيْريّ الشاعر وقد سمَّت العربُ حِصْناً وحَصِيناً

حضن
الحِضْنُ ما دون الإِبْط إلى الكَشح وقيل هو الصدر والعَضُدان وما بينهما والجمع أَحْضانٌ ومنه الاحْتِضانُ وهو احتمالُك الشيءَ وجعلُه في حِضْنِك كما تَحْتَضِنُ المرأَةُ ولدها فتحتمله في أَحد شِقَّيْها وفي الحديث أَنه خرج مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه أَي حامِلاً له في حِضْنه والحِضْنُ الجَنْبُ وهما حِضْنانِ وفي حديث أُسيدِ بن حُضَير أَنه قال لعامر بن الطُّفَيل اخْرُجْ بِذِمَّتِك لئلا أُنْفِذَ حِضْنَيْك والمُحْتَضَنُ الحِضْنُ قال الأَعشى عَرِيضة بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْ هَضِيم الحَشا شَخْتة المُحْتَضَنْ البُوصُ العَجُزُ وحِضْنُ الضبُع وِجارُه قال الكميت كما خَامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ لَدَى الحَبْلِ حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها قال ابن بري حِضْنُها الموضعُ الذي تُصاد فيه ولَدى الحَبْل أَي عند الحَبْل الذي تصادُ به ويروى لِذِي الحَبْلِ أَي لصاحب الحَبْل ويروى عالَ بعين غير معجمة لأَنه يُحْكى أَن الضَّبُعَ إذا ماتَتْ أَطْعَمَ الذِّئْبُ جِراءَها ومَنْ روى غالَ بالغين المعجمة فمعناه أَكَلَ جراءَها وحَضَنَ الصبيَّ يَحْضُنُه حَضْناً وحَِضانةً
( * قوله « وحضانة » هو بفتح الحاء وكسرها كما في المصباح ) جعله في حِضْنِه وحِضْنا المَفازه شِقَّاها والفلاة ناحيتاها قال أَجَزْتُ حِضْنَيْها هِبَلاًّ وغْما وحِضْنا الليل جانباه
( * قوله « وحضنا الليل جانباه » زاد في المحكم والجمع حضون قال وأزمعت رحلة ماضي الهموم أطعن من ظلمات حضونا وحضن الجبل إلخ ) وحِضْنُ الجبل ما يُطيف به وحِضْنُه وحُضْنُه أَيضاً أَصْلُه الأَزهري حِضْنا الجبل ناحيتاه وحضْنا الرجل جَنْباه وحِضْنا الشيء جانباه ونواحي كل شيء أَحْضانُه وفي حديث علي كرم الله وجهه عَلَيْكُم بالحِضْنَيْنِ يريد بجَنْبَتَي العَسْكَر وفي حديث سَطِيح كأَنَّما حَثْحَثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ وحَضَنَ الطائرُ أَيضاً بَيْضَه وعلى بيضِه يَحْضُنُ حَضْناً وحِضانةً وحِضاناً وحُضوناً رَجَنَ عليه للتَّفْرِيخِ قال الجوهري حَضَنَ الطائرُ بَيْضَه إذا ضَمَّه إلى نفسه تحت جناحيه وكذلك المرأَة إذا حَضَنَتْ ولدها وحمامةٌ حاضِنٌ بغير هاء واسم المكان المِحْضَن
( * قوله « واسم المكان المحضن » ضبط في الأصل والمحكم كمنبر وقال في القاموس واسم المكان كمقعد ومنزل ) والمِحْضَنةُ المعمولة للحمامة كالقَصْعة الرَّوْحاء من الطين والحَضانةُ مصدرُ الحاضِنِ والحاضنة والمَحاضنُ المواضعُ التي تَحْضُن فيها الحمامة على بيضها والواحدُ مِحْضَن وحضَنَ الصبيَّ يَحْضُنه حَضْناً ربَّاه والحاضِنُ والحاضِنةُ المُوَكَّلانِ بالصبيِّ يَحْفَظانِهِ ويُرَبِّيانه وفي حديث عروة بن الزبير عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا العلم حتى إذا نالوا منه صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوكِ أَي مُرَبِّينَ وكافِلينَ وحُضّانٌ جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّي والكافِلَ يَضُمُّ الطِّفْلَ إلى حِضْنِه وبه سميت الحاضنةُ وهي التي تُرَبِّي الطفلَ والحَضانة بالفتح فِعلُها ونخلةٌ حاضِنةٌ خَرَجَتْ كَبائِسُها وفارَقتْ كَوافيرَها وقَصُرَت عَراجينُها حكى ذلك أَبو حنيفة وأَنشد لحبيب القشيري من كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها عنها وحاضِنة لها مِيقار وقال كراع الحاضِنةُ النخلةُ القصيرةُ العُذوقِ فهي بائِنة الليث احْتَجَنَ فلانٌ بأَمرٍ دوني واحْتَضَنَني منه وحَضَنَني أَي أَخْرَجَني منه في ناحية وفي الحديث عن الأَنصارِ يوم السَّقيفة حيث أَرادوا أَن يكون لهم شركةٌ في الخلافة فقالوا لأَبي بكر رضي الله عنه أَتُريدونَ أَن تَحْضُنونا من هذا الأَمرِ أَي تُخرِجونا يقال حَضَنْتُ الرجلَ عن هذا الأَمر حَضْناً وحَضانةً إذا نَحَّيْتَه عنه واسْتَبدَدْتَ به وانفردت به دونه كأَنه جعلَه في حِضْنٍ منه أَي جانبٍ وحَضَنْتُه عن حاجته أَحْضُنه بالضم أَي حَبَسْتُه عنها واحتَضَنته عن كذا مثله والاسم الحَضْنُ قال ابن سيده وحَضَنَ الرجلَ عن الأَمرِ يَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحْتَضَنه خَزَلَه دونه ومنَعَه منه ومنه حديث عمر أَيضاً يومَ أَتى سَقِيفةَ بني ساعدة للبَيْعة قال فإذا إخواننا من الأَنصار يُريدون أَن يَخْتَزِلوا الأَمرَ دونَنا ويَحْضُنونا عنه هكذا رواه ابن جَبَلَةَ وعَليُّ بن عبد العزيز عن أَبي عُبيد بفتح الياء وهذا خلاف ما رواه الليث لأَن الليث جعل هذا الكلام للأَنصار وجاء به أَبو عُبيد لعُمَر وهو الصحيح وعليه الروايات التي دار الحديثُ عليها الكسائي حضَنْتُ فلاناً عما يُرِيد أَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحتَضَنْتُه إذا منَعْتَه عما يريد قال الأَزهري قال الليث يقال أَحْضَنَني مِنْ هذا الأَمر أَي أَخرَجني منه والصواب حضَنَني وفي حديث ابن مسعود حين أَوْصَى فقال ولا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عن ذلك يعني امرأَتَه أَي لا تُحْجَبُ عن النظرِ في وصِيَّتِه وإنْفاذِها وقيل معنى لا تُحْضَنُ لا تُحْجَبُ عنه ولا يُقطَعُ أَمرٌ دُونها وفي الحديث أَن امرأَة نُعَيْم أَتَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن نُعَيْماً يُريدُ أَن يَحْضُنَني أَمرَ ابنتي فقال لا تَحْضُنْها وشاوِرْها وحَضَنَ عنّا هدِيَّتَه يَحْضُنها حَضْناً كَفَّها وصَرَفها وقال اللحياني حقيقتُه صَرَفَ معروفَه وهدِيَّته عن جيرانِه ومعارِفه إلى غيرهم وحكي ما حُضِنَت عنه المروءةُ إلى غيره أَي ما صُرِفَت وأَحْضَنَ بالرَّجُلِ إحْضاناً وأَحضَنَه أَزْرَى به وأَحْضَنْتُ الرجلَ أَبْذَيتُ به والحِضانُ أَن تَقْصُرَ إِحدى طُبْيَتَيِ العَنْزِ وتَطولَ الأُخرى جدّاً فهي حَضُونٌ بَيِّنة الحِضان بالكسر والحَضُون من الإبلِ والغنم والنساء الشَّطُورُ وهي التي أَحدُ خِلْفَيها أَو ثَدْيَيها أَكبرُ من الآخر وقد حَضُنَت حِضاناً والحَضونُ من الإبلِ والمِعْزَى التي قد ذهب أَحدُ طُبْيَيها والاسمُ الحِضانُ هذا قول أَبي عبيد استعمل الطُّبْيَ مكان الخِلْف والحِضانُ أَن تكونَ إحدى الخُصْيَتَينِ أَعظَمَ من الأُخرى ورجلٌ حَضونٌ إذا كان كذلك والحَضون من الفروجِ الذي أَحدُ شُفْرَيه أَعظم من الآخر وأَخذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه أَي قَسْراً والأَعنُزُ الحضَنِيَّةُ ضرْبٌ شديدُ السوادِ وضربٌ شديدُ الحُمْرة قال الليث كأَنها نُسِبَت إلى حَضَن وهو جبَل بقُلَّةِ نجدٍ معروف ومنه حديث عِمْرانَ بن حُصَينٍ لأَنْ أَكونَ عبداً حَبَشِيّاً في أَعنُزٍ حضَنِيّاتٍ أَرْعاهُنَّ حتى يُدْرِكَني أَجَلي أَحَبُّ إليَّ من أَن أَرميَ في أَحدِ الصَّفَّينِ بسهم أَصبتُ أَم أَخطأْتُ والحَضَنُ العاجُ في بعض اللغات الأَزهري الحضَنُ نابُ الفِيل وينشد في ذلك تبَسَّمَت عن وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةً وأَبرَزَتْ عن هِيجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ ويقال للأَثافيِّ سُفْعٌ حواضِنُ أَي جَواثِم وقال النابغة وسُفْعٌ على ما بينَهُنَّ حَواضِن يعني الأَثافيَّ والرَّمادَ وحَضَنٌ اسمُ جبل في أَعالي نجد وفي المثل السائر أَنْجَدَ منْ رأَى حَضَناً أَي مَن عايَنَ هذا الجَبَلَ فقد دَخل في ناحية نجدٍ وحَضَنٌ قبيلةٌ أَنشد سيبويه فما جَمَّعْتَ مِنْ حَضَنٍ وعَمْروٍ وما حَضَنٌ وعَمروٌ والجِيادا
( * قوله « فما جمعت » في المحكم بما جمعت وقوله والجيادا لعله نُصب على جعله إياه مفعولاً معه ) وحَضَنٌ اسم رجل قال يا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ ما تَبْغون قال ابن بري وحُضَينٌ هو الحُضَينُ بن المُنذِرِ أَحد بني عمرو بن شَيبان بن ذُهْلٍ وقال أَبو اليقظان هو حُضَيْنُ بن المنذر بن الحرث بن وَعلَة بن المُجالِدِ بن يَثْرَبيّ بن رَيّان بن الحرث بن مالك بن شَيبانَ بن ذُهل أَحد بني رَقَاشِ وكان شاعراً وهو القائل لابنه غَيّاظ وسُمِّيتَ غَيّاظاً ولَستَ بغائِظٍ عَدُوّاً ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُ عَدُوُّكَ مَسرورٌ وذو الوُدِّ بالذي يَرَى منكَ من غَيْظٍ عليكَ كَظِيظُ وكانت معه رايةُ عليّ بن أَبي طالبٍ رضوان الله تعالى عليه يوم صِفِّينَ دفعها إليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سنة وفيه يقول لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّها إذ قِيلَ قَدِّمْها حُضَينُ تَقَدَّما ؟ ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُزِيرَها حِياضَ المَنايا تَقطُر الموتَ والدَّما

حطن
التهذيب أَهمله الليث والحِطّانُ التَّيْسُ فإِن كان فِعّالاً مثل كِذّابٍ من الكَذِب فالنون أَصلية من حطن وإن جعلته فِعْلاناً فهو من الحطِّ والله أَعلم

حفن
الحَفْنُ أَخذُكَ الشيءَ براحة كَفِّكَ والأَصابعُ مضمومةٌ وقد حَفَنَ له بيده حَفْنةً وحَفَنْتُ لفلان حَفْنَةً أَعطيتُه قليلاً وملْءُ كلِّ كفٍّ حَفْنةٌ ومنه قول أَبي بكر رضي الله عنه في حديث الشَّفاعةِ إنما نحن حَفْنَةٌ من حَفَناتِ الله أَراد إنَّا على كَثرتِنا قليلٌ يوم القيامة عند الله كالحَفْنةِ أَي يسير بالإضافة إلى مُلْكِه ورحمته وهي مِلْءُ الكَفِّ على جهة المجاز والتمثيل تعالى الله عز وجل عن التشبيه وهو كالحديث الآخر حَثْية من حَثَياتِ رَبِّنا الجوهري الحَفْنةُ مِلْءُ الكَفَّين من طعام وحَفَنْتُ الشيء إذا جَرَفْتَه بكِلْتَا يديك ولا يكون إلا من الشيء اليابس كالدقيق ونحوه وحَفَن الماءَ على رأْسه أَلقاه بحَفْنَتِه عن ابن الأَعرابي وحَفَنَ له من ماله حَفْنةً أَعطاه إياها ورجل مِحْفَنٌ كثير الحَفْنِ قال ابن سيده يجوز أَن يكون من الأَول ومن الثاني واحتَفَنَ الشيءَ أَخذَه لنفسه ويقال حَفَنَ للقوم وحَفَا المالَ إذا أَعطى كل واحد منهم حَفْنةً وحَفْوَةً واحْتَفَنَ الرجلَ احتِفاناً اقْتَلَعه من الأَرض والحُفْنةُ بالضم الحُفْرَةُ يَحْفِرُها السيلُ في الغَلْظِ في مَجرَى الماء وقيل هي الحُفْرَةُ أَينما كانت والجمع الحُفَنُ وأَنشد شمر هل تَعْرِفُ الدارَ تعَفَّتْ بالحُفَنْ قال وهي قَلْتاتٌ يحتفرها الماء كهيئة البِرَك وقال ابن السكيت الحُفَنُ نُقَرٌ يكون الماء فيها وفي أَسفلها حَصىً وترابٌ قال وأَنشدني الإياديُّ لعديّ بن الرِّقاعِ العامِليِّ بِكْر يُرَبِّثُها آثارُ مُنْبَعِقٍ تَرَى به حُفَناً زُرْقاً وغُدْرانا وكان مِحْفَنٌ أَبا بَطْحاءَ نسب إليه الدوابُّ البَطْحاوِيَّة والحَفّانُ فِراخُ النعام وهو من المضاعف وربما سَمَّوا صغارَ الإبل حَفّاناً والواحدة حَفّانة للذكر والأُنثى جميعاً وأَنشد ابن بري والحَشْوُ من حَفّانِها كالحَنْظَلِ وشاهدُه لفِراخِ النعام قولُ الهُذَليِّ وإلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَه وطُغْياً مع اللَّهَقِ الناشِطِ وبنو حُفَينٍ بطن وفي الحديث أَن المُقَوْقِسَ أَهدَى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مارِيَةَ من حَفْنٍ هي بفتح الحاء وسكون الفاء والنون قرية من صعيد مصر ولها ذكر في حديث الحسن بن عليٍّ مع معاوية

حفتن
حَفَيْتَنٌ اسم موضع قال كُثيِّر عَزَّةَ فقد فُتْنَني لمَّا وَرَدْنَ حَفَيْتَناً وهُنَّ على ماءِ الحُراضَةِ أَبْعَدُ
( * قوله « الحراضة » في ياقوت هو بالفتح ثم التخفيف ماء لجشم وقد روي بالضم )

حقن
حَقَنَ الشَّيءَ يَحْقُنُه ويَحْقِنُه حَقْناً فهو مَحْقُونٌ وحَقِينٌ حَبَسه وفي المثل أَبَى الحَقِينُ العِذْرةَ أَي العُذْر يضرب مثلاً للرجل يَعْتَذِر ولا عذر له وقال أَبو عبيد أَصل ذلك أَن رجلاً ضافَ قوماً فاستَسْقاهم لبَناً وعندهم لبنٌ قد حَقَنُوه في وَطْبٍ فاعْتَلُّوا عليه واعْتَذَروا فقال أَبَى الحَقينُ العِذْرةَ أَي أَن هذا الحقينَ يُكَذِّبُكم وأَنشد ابن بري في الحَقين للمُخبَّل وفي إبلٍ ستِّينَ حَسْبُ ظَعِينة يَرُوحُ عليها مَخْضُها وحَقينُها وحَقَنَ اللبنَ في القِرْبة والماءَ في السقاء كذلك وحقَنَ البَوْلَ يَحقُنُه ويَحْقِنُه حَبَسه حَقْناً ولا يقال أَحْقَنه ولا حَقَنَني هو وأَحْقَنَ الرجلُ إذا جمع أَنواع اللبن حتى يَطِيب وأَحْقَنَ بولَه إذا حَبَسه وبعيرٌ مِحْقانٌ يَحْقِنُ البولَ فإذا بالَ أَكثرَ وقد عَمَّ به الجوهريُّ فقال والمِحْقانُ الذي يَحْقِنُ بوله فإِذا بالَ أَكثرَ منه واحْتَقَنَ المريضُ احتبَسَ بَوْله وفي الحديث لا رأْيَ لحاقِبٍ ولا حاقِن فالحاقِنُ في البول والحاقِبُ في الغائط والحاقنُ الذي له بولٌ شديد وفي الحديث لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وهو حاقِنٌ وفي رواية وهو حَقِنٌ حتى يتخفَّفَ الحاقِنُ والحَقِنُ سواءٌ والحُقْنةُ دواءٌ يُحْقَنُ به المريضُ المُحْتَقِنُ واحْتَقَنَ المريضُ بالحُقْنةِ ومنه الحديث أَنه كَرِه الحُقْنةَ هي أَن يُعطى المريضُ الدواءَ من أَسفلِه وهي معروفة عند الأَطِبّاء والحاقِنةُ المَعِدة صفة غالبة لأَنها تحْقِنُ الطعامَ قال المفضل كلَّما مَلأْتَ شيئاً أَو دَسَسْتَه فيه فقد حقَنْتَه ومنه سمِّيت الحُقْنة والحاقِنةُ ما بين التَّرْقُوة والعُنُق وقيل الحاقِنتانِ ما بين التَّرْقُوَتين وحَبْلَي العاتِق وفي التهذيب نُقْرَتا التَّرْقُوتين والجمع الحواقِنُ وفي الصحاح الحاقِنةُ النُّقْرَةُ التي بين الترقوة وحبل العاتِق وهما حاقِنتان وفي المثل لأُلْزِقَنَّ حَواقِنَكَ بذَواقِنِك حَواقِنُه ما حَقَن الطعامَ من بَطْنِه وذواقِنُه أَسفَل بَطْنه ورُكْبَتاه وقال بعضهم الحَواقِنُ ما سَفُلَ من البطن والذَّواقِنُ ما عَلا قال ابن بري ويقال الحاقِنَتان الهَزْمَتانِ تحت الترقوتين وقال الأَزهري في هذا المثل لأُلْحِقَنَّ حواقِنَك بذواقِنِك وروي عن ابن الأَعرابي الحاقِنةُ المَعِدة والذاقِنةُ الذَّقَنُ وقيل الذاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقوم وفي حديث عائشة رضي الله عنها تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحْرِي ونَحْري وبين حاقنتي وذاقنتي وبين شَجْري وهو ما بين اللَّحْيَين الأَزهري الحاقِنةُ الوَهْدة المنخفضة بين التَّرْقُوتين من الحَلْق ابن الأَعرابي الحَقْلَةُ والحَقْنةُ وجعٌ يكون في البطن والجمع أَحْقالٌ وأَحْقانٌ وحَقَنَ دَمَ الرجلِ حَلَّ به القتلُ فأَنْقذَه واحْتَقَنَ الدَّمُ اجتمع في الجوف قال المفضل وحقَنَ اللهُ دمَه حَبَسه في جلده ومَلأَه به وأَنشد في نعتِ إبل امتلأَتْ أَجوافُها جُرْداً تَحَقَّنَتْ النَّجِيلَ كأَنما بجلُودِهِنَّ مدارجُ الأَنْبار قال الليث إذا اجتمع الدمُ في الجوف من طَعْنةٍ جائفةٍ تقول احْتَقَنَ الدمُ في جوفه ومنه الحديث فحَقَنَ له دَمَه يقال حَقَنْتُ له دَمَه إذا مَنَعْتَ من قَتْلِه وإراقَتِه أَي جَمعْتَه له وحبَسْتَه عليه وحقَنْتُ دَمه منعتُ أَن يُسْفَك ابن شميل المُحْتقِنُ من الضُّروع الواسع الفَسيحُ وهو أَحسنُها قدراً كأَنما هو قَلْتٌ مجتمع مُتَصعِّد حسنٌ وإنها لمُحْتقِنةُ الضرعِ ابن سيده وحقَن اللبنَ في السِّقاء يَحْقُنُه حَقْناً صبَّه فيه ليُخرج زُبْدَتَه والحَقينُ اللبنُ الذي قد حُقِنَ في السِّقاء حَقنْتُه أَحْقُنُه بالضم جمعته في السقاء وصببت حليبَه على رائِبه واسم هذا اللبن الحَقينُ والمِحْقَنُ الذي يُجعل في فمِ السِّقاءِ والزِّقّ ثم يُصب فيه الشراب أَو الماء قال الأَزهري المِحْقن القِمَعُ الذي يُحْقَن به اللبنُ في السقاء ويجوز أَن يقال للسقاء نفسه مِحْقَن كما يقال له مِصْرَب ومِجزَم قال وكل ذلك محفوظ عن العرب واحْتَقنَتِ الرَّوْضةُ أَشرفت جوانبُها على سَرارِها عن أَبي حنيفة

حلن
الحُلاّنُ الجدْي وقيل هو الجَدْيُ الذي يُشَقُّ عليه بطن أُمه فيخرج قال الجوهري هو فُعّالٌ مبدل من حُلاَّم وهما بمعنى قال ابن أَحمر فِداكَ كلُّ ضَئِيلِ الجِسْمِ مُخْتَشِع وَسْطَ المَقامةِ يَرْعى الضَّأْنَ أَحياناً تُهْدَى إليه ذِراعُ الجَدْي تَكْرِمةً إمّا ذبيحاً وإمّا كان حُلاّنا يريد أَن الذراع لا تُهْدَى إلا لِمَهينٍ ساقطٍ لقلَّتها وحقارتها وروي إمّا ذكيّاً وإمّا كان حُلاّنا والذَّبيحُ الكبير الذي قد أَدرك أَن يُضَحَّى به وصلح أَن يُذْبح للنُّسك والحُلاَّن الجدْيُ الصغير ولا يصلح للنُّسُك ولا للذَّبْح وقيل الذَّكيُّ الذي ماتَ وإنما جاز أكله بعد موته لأَنه لما وُلِد جُعِل في أُذنه حَزٌّ على ما نشرحه قال الجوهري وإن جعلته من الحلال فهو فُعْلان والميم مبدلة منه وقال الأَصمعي الحُلاَّمُ والحُلاَّن بالميم والنون صِغار الغنم وقال اللحياني الحُلاَّن الحَمَل الصغير يعني الخروف وقيل الحُلاَّن لغة في الحُلاّم كأَنَّ أَحَدَ الحرفين بدلٌ من صاحبه قال فإِن كان ذلك فهو ثلاثيٌّ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه قَضى في فِداءِ الأَرنب إذا قتلَه المُحْرِم بِحُلاَّن هو الحُلاَّم وقد فُسِّر في الحديث أَنه الحَمَل الأَصمعي وَلد المعزى حُلاَّمٌ وحُلاَّن ابن الأَعرابي الحُلاَّم والحُلاَّن واحد وهما ما يُولد من الغنم صغيراً وهو الذي يَخُطُّون على أُذنه إذا وُلِدَ خَطّاً فيقولون ذَكَّيْناه فإن مات أَكَلوه وقال أَبو سعيد ذكر أَن أَهل الجاهلية كانوا إذا وَلَّدوا شاة عَمَدوا إلى السخلة فشَرَطوا أُذنَها وقالوا وهم يَشْرِطون حُلاَّن حُلاَّن أَي حَلالٌ بهذا الشَّرْط أَن تؤكل فإن ماتت كان ذكاتُها عندهم ذلك الشرْط الذي تقدَّم وهو معنى قول ابن أَحمر قال وسُمّي حُلاّناًإذا حُلَّ من الرّبْق فأَقبَل وأَدْبر ونونه زائدة ووزنه فُعْلان لا فُعّال وفي حديث عثمان رضي الله عنه أَنه قضى في أُم حُبَينٍ يقتُلها المُحْرِم بحُلاَّن والحديث الآخر ذُبِح عثمانُ كما يُذْبَح الحُلاَّنُ أَي أَن دمه أُبْطِل كما يُبْطَل دمُ الحلاَّن الجوهري ويقال في الضبّ حُلاَّنٌ وفي اليَرْبُوع جَفْرة وقال أَبو عبيدة في الحُلاَّن إن أَهل الجاهلية كان أَحدهم إذا وُلِد له جَدْيٌ حَزَّ في أُذنه حَزّاً وقال اللهم إن عاش فقَنيٌّ وإن مات فذَكِيٌّ فإن عاش فهو الذي أَراد وإن مات قال قد ذكيَّْتُه بالحُزِّ فاستجاز أَكله بذلك وقال مُهَلْهِل كلُّ قَتيلٍ في كُلَيبٍ حُلاَّنْ حتى يَنالَ القَتْلُ آلَ شَيْبانْ ويروى حُلاَّم وآلَ هَمَّام ومعنى حُلاَّن هَدَرٌ وفِرْغٌ وحُلْوان الكاهن من الحَلاوة نذكره في حلا

حلزن
الحَلَزُون دابة تكون في الرِّمْث بفتح الحاء واللام

حلقن
الحُلْقانةُ والحُلْقانُ من البُسْر ما بلغ الإرْطابُ ثلُثَيه وقيل الحُلْقانةُ للواحد والحُلْقان للجمع وقد حَلْقَن البُسْرُ وهو مُحَلْقِن إذا بلغ الإرْطابُ ثلثيه وقيل نونه زائدة ورُطَبٌ مُحَلقِمٌ ومحَلقِنٌ وهي الحُلقانةُ والحُلقامةُ وهي التي بدا فيها النضْجُ من قِبَل قِمَعها فإِذا أَرطبتْ من قِبَل الذَّنَب فهي التَّذْنوبةُ أَبو عبيد يقال للبُسْر إذا بدا فيه الإرْطاب من قِبَل ذنَبه مُذَنّب فإِذا بلغ فيه الإرْطابُ نصفه فهو مُجَزَّعٌ فإِذا بلغ ثلثيه فهو حُلْقان ومُحَلقِن

حمن
الحَمْن والحَمْنانُ صغار القِرْدان واحدته حَمْنة وحَمْنانة وأَرض مُحْمِنة كثيرة الحَمْنان والحَمْنانُ ضربٌ من عنب الطائف أَسود إلى الحمرة
( * قوله « إلى الحمرة » في المحكم إلى الغبرة ) قليل الحبّة وهو أَصغر العنب حبّاً وقيل الحَمْنانُ الحبُّ الصغار التي بين الحبّ العِظام وقال الجوهري الحَمْنانةُ قُراد وفي التهذيب القُراد أَول ما يكون وهو صغير لا يكاد يُرى من صغره يقال له قَمْقامة ثم يصير حَمْنانة ثم قراداً ثم حَلَمة زاد الجوهري ثم علٌّ وطِلحٌ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما كم قَتَلْتَ من حَمْنانةٍ هو من ذلك وحَمْنةُ بالفتح اسم امرأَة قيل هي أَحد الجائين على عائشة رضوان الله عليها بالإفك والحَوْمانةُ واحدة الحَوامين وهي أَماكن غلاظ مُنقادة ومنه قول زهير أَمِنْ آلِ أَوفى دِمْنةٌ لم تَكَلَّمِ بحَوْمانةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّم ولم يَرْوِ أَحدٌ بحَوْمانة الدُّرَّاج بضم الدال إلاَّ أَبو عمرو الشيباني والناس كلهم بفتح الدال والدُّرّاج الذي هو الحَيْقُطان مضموم عند الناس كلهم إلا ابن دريد فإِنه فتحها قال أَبو خَيرة الحَوْمانُ واحدتها حَوْمانة وجمعها حوامِين وهي شقائقُ بين الجبال وهي أَطيبُ الحُزونة ولكنها جَلَدٌ ليس فيها آكام ولا أَبارِق وقال أَبو عمرو الحَوْمان ما كان فوق الرَّمل ودونه حين تصعده أَو تَهبطه وحَمْنانُ مكّةُ قال يَعْلى بن مُسْلم بن قيس الشَّكْريّ فَليْتَ لنا مِنْ ماءِ حَمْنان شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيان والطَّهيَان خشبة يُبرَّد عليها الماء وشَكْرٌ قبيلة من الأَزد

حنن
الحَنّانُ من أَسماء الله عز وجل قال ابن الأَعرابي الحَنّانُ بتشديد النون بمعنى الرحيم قال ابن الأَثير الحَنَّانُ الرحيم بعبادِه فعّالٌ من الرحمة للمبالغة الأَزهري هو بتشديد النون صحيح قال وكان بعضُ مشايِخنا أَنكر التشديد فيه لأَنه ذهَب به إلى الحَنين فاسْتَوحش أَن يكون الحَنين من صفات الله تعالى وإنما معنى الحَنّان الرحيم من الحَنان وهو الرحمة ومنه قوله تعالى وحنَاناً مِنْ لَدُنَّا أَي رَحْمة منْ لَدُنّا قال أَبو إسحق الحَنَّانُ في صفة الله هو بالتشديد ذو الرَّحمة والتعطُّفِ وفي حديث بلال أَنه مَرَّ عليه ورقةُ ابن نوْفَل وهو يُعَذَّب فقال والله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً الحَنانُ الرحمةُ والعطفُ والحَنَانُ الرِّزْقُ والبركةُ أَراد لأَجْعَلَنَّ قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَي مَظِنَّةً منْ رحمة الله تعالى فأَتَمَسَّحُ به متبرّكاً كما يُتمسَّح بقبور الصالحين الذين قُتلوا في سبيل الله من الأُمَمِ الماضية فيرجع ذلك عاراً عليكم وسُبَّةً عند الناس وكان ورقةُ على دين عيسى عليه السلام وهلك قُبَيْل مَبْعَثِ النبي صلى الله عليه وسلم لأَنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم إِن يُدْرِكْنِي يَوْمُك لأَنْصُرَنَّكَ نَصْراً مُؤَزَّراً قال ابن الأَثير وفي هذا نظرٌ فإن بلالاً ما عُذِّب إلا بعد أَن أَسْلَمَ وفي الحديث أَنه دخل على أُمِّ سَلَمة وعندها غلامٌ يُسَمَّى الوليدَ فقال اتَّخَذْتُمْ الوليدَ حَناناً غَيِّرُوا اسمَه أَي تَتَعَطَّفُون على هذا الاسم فَتُحِبُّونه وفي رواية أَنه من أَسماء الفَراعِنة فكَرِه أَن يُسَمَّى به والحَنانُ بالتخفيف الرحمة تقول حَنَّ عليه يَحِنُّ حَناناً قال أَبو إسحق في قوله تعالى وآتَيْناه الحُكْمَ صَبِيّاً وحَناناً مِنْ لدُنَّا أَي وآتَيْناه حَناناً قال الحَنانُ العَطْفُ والرحمة وأَنشد سيبويه فقالت حَنانٌ ما أَتى بك هَهُنا ؟ أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَيِّ عارِفُ ؟ أَي أَمْرِي حَنانٌ أَو ما يُصيبُنا حَنانٌ أَي عَطْفٌ ورحمة والذي يُرْفَع عليه غير مستعمَل إظهارُه وقال الفَراء في قوله سبحانه وحَناناً مِنْ لَدُنَّا الرحمةُ أَي وفعلنا ذلك رَحْمةً لأَبَوَيْك وذكر عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية أَنه قال ما أَدْري ما الحَنانُ والحَنينُ الشديدُ من البُكاءِ والطَّرَبِ وقيل هو صوتُ الطَّرَبِ كان ذلك عن حُزْنٍ أَو فَرَحٍ والحَنِينُ الشَّوْقُ وتَوَقانُ النَّفس والمَعْنَيان متقاربان حَنَّ إليه يَحِنُّ حَنِيناً فهو حانٌّ والاسْتِحْنانُ الاسْتِطْرابُ واسْتَحَنَّ اسْتَطْرَبَ وحَنَّت الإِبلُ نَزَعَتْ إلى أَوْطانِها أَو أَوْلادِها والناقةُ تَحِنُّ في إِثْرِ ولَدِها حَنِيناً تَطْرَبَ مع صَوْت وقيل حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ وبغير يصوتٍ والأَكثر أَن الحَنين بالصَّوْتِ وتَحَنَّنَت النَّاقةُ على ولدِها تَعَطَّفَت وكذلك الشاة عن اللحياني الأَزهري عن الليث حنينُ الناقة على معنيين حَنِينُها صوْتُها إذا اشتاقت إلى وَلَدِها وحَنينُها نِزَاعُها إلى ولدها من غير صوت قال رؤبة حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ حِنِّي فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّي يقال حَنَّ قَلْبي إليه فهذا نِزاعٌ واشْتِياق من غير صوت وحَنَّت النّاقةُ إلى أُلاَّفِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ وكذلك حَنَّتْ إلى ولدها قال الشاعر يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَها قُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ تَرْجِيعُ زامِرِ ويقال حَنَّ عليه أَي عَطَف وحَنَّ إليه أَي نزَعَ إليه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في أَصل أُسْطُوانةِ جِذْعٍ في مسجده ثم تحوَّلَ إلى أَصلِ أُخرى فحنَّتْ إليه الأُولى ومالت نحوَه حتى رجَع إليها فاحْتَضَنها فسكنت وفي حديث آخر أَنه كان يصلِّي إلى جذْعٍ في مسجده فلما عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ عليه فحَنَّ الجِذْعُ إليه أَي نَزَع واشتاق قال وأَصلُ الحَنِينِ ترجيعُ الناقة صوْتَها إثْرَ ولدها وتحانَّت كحنَّتْ قال ابن سيده حكاه يعقوبُ في بعض شروحه وكذلك الحَمامَةُ والرجلُ وسمع النبي صلى الله عليه وسلم بِلالاً يُنشِد أَلا لَيْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ ؟ فقال له حَنَنْتْ يا ابنَ السَّوْداء والحَنَّانُ الذي يَحِنُّ إلى الشيء والحِنَّةُ بالكسر رقَّةُ القلبِ عن كراع وفي حديث زيد بن عَمْرو بن نُفَيل حَنانَيْكَ يَا رَبِّ أَي ارْحَمْني رحمة بعد رحمة وهو من المصادر المُثنَّاة التي لا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ وقالوا حَنانَك وحَنانَيْك أَي تَحَنُّناً عليَّ بعد تَحَنُّن فمعنى حَنانَيْك تَحَنَّنْ عليَّ مرَّة بعد أُخرى وحَنانٍ بعد حَناناٍ قال ابن سيده يقول كلَّما كنْتُ في رحمةٍ منك وخيرٍ فلا يَنْقَطِعنَّ ولْيَكُنْ موصولاً بآخرَ من رحمتِك هذا معنى التثنية عند سيبويه في هذا الضرب قال طرفة أَبا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا حَنانَيْكَ بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِ قال سيبويه ولا يُسْتَعْمل مُثَنّىً إلا في حَدِّ الإضافة وحكى الأَزهري عن الليث حَنانَيْكَ يا فلان افْعَلْ كذا ولا تفعل كذا يذكِّرُه الرَّحمةَ والبِرَّ وأَنشد بيت طرفة قال ابن سيده وقد قالوا حَناناً فصَلُوه من الإضافة في حَدِّ الإِفْراد وكلُّ ذلك بدلٌ من اللفظ بالفعل والذي ينتصب عليه غيرُ مستعمَلٍ إظهارُه كما أَنَّ الذي يرتفع عليه كذلك والعرب تقول حَنانَك يا رَبِّ وحَنانَيْك بمعنى واحد أَي رحمتَك وقالوا سبحانَ الله وَحَنانَيْه أَي واسْتِرْحامَه كما قالوا سبحانَ الله ورَيْحانَه أَي اسْتِرْزاقَه وقول امرئ القيس ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم مَعِيزَهُمُ حَنانَك ذا الحَنانِ فسره ابن الأَعرابي فقال معناه رَحمتَك يا رحمنُ فأَغْنِني عنهم ورواه الأَصمعي ويَمْنَحُها أَي يُعْطِيها وفسَّر حَنانَك برحمتك أَيضاً أَي أَنْزِلْ عليهم رحمتَك ورزقك فروايةُ ابن الأَعرابي تَسَخُّطٌ وذمٌّ وكذلك تفسيره وروايةُ الأَصمعي تَشكُّرٌ وحمدٌ ودعاءٌ لهم وكذلك تفسيره والفعل من كل ذلك تَحَنَّنَ عليه وهو التحنُّنُ وتَحَنَّنْ عليه ترحَّمْ وأَنشد ابن بري للحُطَيْئة تَحَنَّنْ عليَّ هَداك المَلِيك فإِن لكلِّ مقامٍ مقالا والحَنانُ الرحمةُ والحَنانُ الرِّزق والحَنانُ البركة والحَنانُ الهَيْبَةُ والحَنانُ الوَقار الأُمَوِيُّ ما نرى له حَناناً أَي هيبةً والتَّحنُّنُ كالحَنانِ وفي حديث عمر رضي الله عنه لما قال الوليد بن عُقْبةَ بنِ أَبي مُعَيْطٍ أُقْتَلُ من بَيْنِ قُرَيش فقال عمر حَنَّ قِدْحٌ ليس منها هو مَثَلٌ يضرب للرجل يَنْتَمي إلى نسبٍ ليس منه أَو يَدَّعي ما ليس منه في شيء والقِدْحُ بالكسر أَحدُ سِهام المَيْسِر فإِذا كان من غير جوهر أَخَواتِه ثم حرَّكها المُفيض بها خرج له صوتٌ يخالِف أَصواتَها فعُرِفَ به ومنه كتاب عليٍّ رضوان الله عليه إلى معاوية وأَما قولك كَيْتَ وكَيْتَ فقد حَنَّ قِدْحٌ ليس منها والحَنُونُ من الرياح التي لها حَنِينٌ كحَنِين الإِبِل أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها عند الحَنِين قال النابغة غَشِيتُ لها مَنازِلَ مُقْفِراتٍ تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ حَنُونٌ وقد حَنَّتْ واسْتَحَنَّتْ أَنشد سيبويه لأَبي زُبَيد مُسْتَحِنٌّ بها الرِّياحُ فمَا يَجْ تابُها في الظَّلامِ كلُّ هَجُودِ وسحابٌ حَنَّانٌ كذلك وقوله فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ جعل الحَنَّان للخِمْس وإنما هو في الحقيقة للناقة لكن لما بَعُد عليه أَمدُ الوِرْد فحنَّت نسَب ذلك إلى الخِمْسِ حيث كان من أَجْلِه وخِمْسٌ حَنَّانٌ أَي بائصٌ الأَصمعي أَي له حَنِينٌ مِن سُرْعَتِه وامْرأَةٌ حَنَّانةٌ تَحِنُّ إلى زوجها الأَول وتعطِفُ عليه وقيل هي التي تَحِنُّ على ولدها الذي من زوجها المُفارِقِها والحَنونُ من النساء التي تَتَزوَّج رِقَّةً على وَلَدِها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمرهم وفي بعض الأَخْبار أَنَّ رَجُلاً أَوْصى ابنه فقال لا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانة وقال رجل لابنه يا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغَضُوبَ الأَنَّانةَ الحَنَّانَةَ المنَّانةَ الحَنَّانةُ التي كان لها زوجٌ قبله فهي تَذْكُره بالتَّحَزُّنِ والأَنينِ والحَنينِ إليه الحرَّاني عن ابن السكيت قال الحَنونُ من النساءِ التي تَتَزَوَّج رِقَّةً على ولدها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمْرِهم وحَنَّةُ الرَّجل امرأَتُه قال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ ولَيْلة ذات دُجىً سَرَيْتُ ولم يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ ولم تَضِرْني حَنَّةٌ وبَيْتُ وهي طَلَّتُه وكَنِينتُه ونَهضَتُه وحاصِنته وحاضِنتُه وما لَهُ حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقة ولا شاةٌ والحَانَّةُ الناقةُ والآنَّةُ الشاةُ وقيل هي الأَمَةُ لأَنها تَئِنُّ من التَّعَب الأَزهري الحَنِينُ للناقة والأَنينُ للشاةِ يقال ما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ما لَه شاةٌ ولا بَعِيرٌ أَبو زيد يقال ما له حانَّة ولا جارَّة فالحانَّةُ الإِبلُ التي تَحِنُّ والجارَّةُ الحَمُولةُ تَحْمِلُ المتاعَ والطعامَ وحَنَّةُ البعيرِ رُغاؤُه قال الجوهري وما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقةٌ ولا شاةٌ قال والمُسْتَحِنُّ مِثْله قال الأَعشى تَرَى الشَّيخَ منها يُحِبُّ الإِيا بَ يَرْجُفُ كالشارِفَ المُستَحِنّ قال ابن بري الضميرُ في منها يعود على غزوة في بيت متقدم وهو وفي كلِّ عامٍ له غزْوةٌ تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ قال والمُسْتَحِنُّ الذي اسْتَحَنَّه الشوقُ إلى وَطَنِه قال ومثلُه ليزيدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعري لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك مُسْتَحِناً مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى وقالوا لا أَفْعلُ ذلك حتى يَحِنَّ الضبُّ في إثْرِ الإِبلِ الصَّادرة وليس للضبِّ حَنِينٌ إنما هُوَ مَثَلٌ وذلك لأَنَّ الضبَّ لا يَرِدُ أَبداً والطَّسْتُ تَحِنُّ إذا نُقِرَت على التشبيه وحَنَّت القوسُ حَنيناً صَوَّتَت وأَحَنَّها صاحِبُها وقوسٌ حَنَّانة تَحِنُّ عند الإِنْباضِ وقال وفي مَنْكِبَيْ حَنَّانةٍ عُودُ نَبْعَةٍ تَخَيَّرَها لِي سُوقَ مَكَّةَ بائعُ أَي في سوق مكة وأَنشد أَبو حنيفة حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تأْلَبِ قال أَبو حنيفة ولذلك سميت القوس حَنَّانةً اسم لها علم قال هذا قول أَبي حنيفة وَحْدَه ونحن لا نعلم أَنَّ القوس تُسَمَّى حَنَّانةً إنما هو صفة تَغْلِب عليها غَلَبة الاسم فإِن كان أَبو حنيفة أَراد هذا وإلاَّ فقد أَساءَ التعبيرَ وعُودٌ حَنَّانٌ مُطَرِّب والحَنَّانُ من السهام الذي إذا أُديرَ بالأَناملِ على الأَباهِيم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه والْتئامِهِ قال أَبو الهيثم يقال للسهم الذي يُصَوِّت إذا نَفَّزْته بين إصْبعيك حَنَّان وأَنشد قول الكميت يَصِف السَّهم فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله عند الإدامةِ حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ إدامتُه تَْنفِيزُه يُعَلِّلُه يُغَنِّيه بصوته حتى يَرْنُوَ له الطَّرِب يستمع إليه وينظر متعجِّباً من حُسْنِه وطريقٌ حَنَّانٌ بَيِّنٌ واضح مُنْبَسِط وطريق يَحِنُّ فيه العَوْدُ يَنْبَسِط الأَزهري الليث الحَنَّةُ خِرْقَةٌ تلبسها المرأَةَ فَتُغَطِّي رأْسها قال الأَزهري هذا حاقُّ التصحيف والذي أَراد الخْبَّة بالخاء والباء وقد ذكرناه في موضعه وأَما الحَنَّةُ بالحاء والنون فلا أَصل له في باب الثِّياب والحَنِينُ والحَنَّةُ الشَّبَهُ وفي المثل لا تَعْدَمُ ناقةٌ من أُمِّها حَنِيناً وحَنَّةً أَي شَبَهاً وفي التهذيب لا تَعْدَمُ أَدْماءُ من أُمِّها حنَّةً يضرب مثلاً للرجُل يُشْبِهُ الرجل ويقال ذلك لكل مَنْ أَشْبَه أَباه وأُمَّه قال الأَزهري والحَنَّةُ في هذا المَثَلِ العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطةُ وحَنَّ عليه يَحُنُّ بالضم أَي صَدَّ وما تَحُنُّني شيئاً من شَرِّكَ أَي ما تَرُدُّه وما تَصْرِفه عني وما حَنَّنَ عني أَي ما انثنى ولا قَصَّرَ حكاه ابن الأَعرابي قال شمر ولم أَسمع تَحنُنُّي بهذا المعنى لغير الأَصمعي ويقال حُنَّ عَنَّا شَرَّكَ أَي اصْرِفْه ويقال حَمَلَ فَحَنَّنَ كقولك حَمَلَ فَهَلَّلَ إذا جَبُنَ وأَثَرٌ لا يُحِنُّ عن الجِلْدِ أَي لا يزول وأَنشد وإِنَّ لها قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُ وإِلاَّ فجُرْحٌ لا يُحِنُّ عن العَظْمِ وقال ثعلب إنما هو يَحِنُّ وهكذا أَنشد البيت ولم يفسره والمَحْنُون من الحقِّ المنقوصُ يقال ما حَنَنْتُك شيئاً من حقِّك أَي ما نَقَصْتُكَ والحَنُّونُ نَوْرُ كلِّ شجرة ونَبْتٍ واحدتُه حَنُّونةٌ وحَنَّنَ الشجرُ والعُشْبُ أَخرج ذلك والحِنَّانُ لغة في الحِنَّآء عن ثعلب وزيت حَنِينٌ متغير الريح وجَوْزٌ حَنِينٌ كذلك قال عَبِيدُ بن الأَبرَصِ كأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ تَحِنُّ في وَكْرِهَا القُلُوبُ وبنو حُنٍّ حيٌّ قال ابن دُرَيْد هم بطنٌ من بني عُذْرَةَ وقال النابغة تَجَنَّبْ بني حُنٍّ فإِن لقاءَهُمْ كَرِيهٌ وإن لم تَلْقَ إلاَّ بِصابِرِ والحِنُّ بالكسر حيٌّ من الجن يقال منهم الكلابُ السود البُهْمُ يقال كلب حِنِّيٌّ وقيل الحِنُّ ضرب من الجن وأَنشد يَلْعَبْنَ أَحْواليَ مِنْ حِنٍّ وجِنٌّ والحِنُّ سَفِلَةُ الجِنِّ أَيضاً وضُعَفاؤُهم عن ابن الأَعرابي وأَنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ أَبيتُ أَهْوِي في شيَاطين تُرِنّ مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ وحِنّ قال ابن سيده وليس في هذا ما يدل على أَن الحِنَّ سَفِلَةُ الجِنِّ ولا على أَنهم حَيٌّ من الجن إنما يدل على أَن الحِنَّ نوعٌ آخر غير الجنّ ويقال الحِنُّ خَلْقٌ بَيْنَ الجن والإنس الفراء الحِنُّ كِلابُ الجِنِّ وفي حديث عليّ إنَّ هذه الكلاب التي لها أَربعُ أَعْيُنٍ من الحِنِّ فُسِّرَ هذا الحديث الحِنُّ حيٌّ من الجِنِّ ويقال مَجْنونٌ مَحْنونٌ ورجلٌ مَحْنونٌ أَي مجنون وبه حِنَّةٌ أَي جِنَّةٌ أَبو عمرو المَحْنون الذي يُصْرعُ ثم يُفيق زماناً وقال ابن السكيت الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعَيَّنة وفي حديث ابن عباس الكِلابُ من الحِنِّ وهي ضَعَفَةُ الجِنِّ فإذا غَشِيَتْكُم عند طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً جمعُ نَفْسٍ أَي أَنها تُصِيبُ بأَعْيُنِها وحَنَّةُ وحَنُّونةُ اسمُ امرأَة قال الليث بلغنا أَن أُمَّ مريم كانت تسمى حَنَّةَ وحُنَيْنٌ اسمُ وادٍ بين مكة والطائف قال الأَزهري حُنَيْنٌ اسمُ وادٍ به كانت وَقْعَةُ أَوْطاسٍ ذكره الله تعالى في كتابه فقال ويومَ حُنَيْنٍ إذْ أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم قال الجوهري حُنَيْنٌ موضع يذكر ويؤنث فإذا قَصَدْتَ به الموضع والبلَد ذكَّرْتَه وصَرفْتَه كقوله تعالى ويومَ حُنَيْنٍ وإن قصدْتَ به البلدةَ والبُقْعةَ أَنَّثْته ولم تصرفه كما قال حَسَّان بن ثابت نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه بِحُنَيْنَ يومَ تَواكُلِ الأَبْطال وحُنَيْنٌ اسمُ رجل وقولُهم للرجل إذا رُدَّ عن حاجتِه ورجَعَ بالخَيْبةِ رجع بخُفَّيْ حُنَيْنٍ أَصله أَن حُنَيْناً كان رجلاً شريفاً ادَّعَى إلى أَسدِ بنِ هاشمِ ابن عبدِ منافٍ فأَتى إلى عبدِ المُطَّلب وعليه خُفَّانِ أَحْمرانِ فقال يا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بن هاشمٍ فقال له عبدُ المطلب لا وثيابِ هاشمٍ ما أَعْرِفُ شمائلَ هاشم فيك فارْجِعْ راشداً فانْصَرَف خائباً فقالوا رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّية فصار مثلاً وقال الجوهري هو اسم إِسْكافٍ من أَهل الحيرةِ ساوَمه أَعْرابيٌّ بخُفَّيْن فلم يَشتَرِهما فغاظَه ذلك وعلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ في طريقه وتقدَّم وطرَحَ الآخَرَ وكَمَن له وجاءَ الأَعرابيُّ فرأَى أَحَدَ الخُفَّيْن فقال ما أَشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ لو كان معه آخرُ اشْتَرَيْتُه فتقدَّم ورأَى الخُفَّ الآخرَ مطروحاً في الطريق فنزلَ وعَقَلَ بعيرَه ورجع إلى الأوّل فذهب الإسكافُ براحِلتِه وجاءَ إلى الحَيِّ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ والحَنَّانُ موضعٌ ينسب إليه أَبْرَقُ الحَنَّانِ الجوهري وأَبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ قال ابن الأَثير الحَنَّانُ رمْلٌ بين مكة والمدينة له ذِكْرٌ في مَسِير النبي صلى الله عليه وسلم إلى بَدْرٍ وحَنَانةُ اسمُ راعٍ في قول طرفة نَعاني حَنَانةُ طُوبالةً تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ قال ابن بري رواه ابن القطاع بَغاني حَنَانةُ بالباء والغين المعجمة والصحيح بالنون والعين غير معجمة كما وقع في الأُصول بدليل قوله بعد هذا البيت فنَفْسَك فانْعَ ولا تَنْعَني وداوِ الكُلُومَ ولا تَبْرَقِ والحَنَّانُ اسمُ فحْلٍ من خُيولِ العرب معروف وحُنٌّ بالضم اسم رجل وحَنِينٌ والحَنِينُ
( * قوله « وحنين والحنين إلخ » بوزن أمير وسكيت فيهما كما في القاموس ) جميعاً جُمادَى الأُولى اسمٌ له كالعَلَم وقال وذو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضي نُذورَه لَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ وجمعُه أَحِنَّةٌ وحُنُونٌ وحَنَائِنُ وفي التهذيب عن الفراء والمفضل أَنهما قالا كانت العرب تقول لِجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ وصُرِفَ لأَنه عُني به الشهر

حنحن
الأَزهري ابن الأَعرابي حَنْحَنَ إذا أَشفق

حون
الحانةُ موضعُ بَيْعِ الخَمْر قال أَبو حنيفة أَظُنُّها فارسية وأَن أَصلها خانة والتَّحَوُّنُ الذُّلُّ والهَلاكُ

حين
الحِينُ الدهرُ وقيل وقت من الدَّهر مبهم يصلح لجميع الأَزمان كلها طالت أَو قَصُرَتْ يكون سنة وأَكثر من ذلك وخص بعضهم به أَربعين سنة أَو سبع سنين أَو سنتين أَو ستة أَشهر أَو شهرين والحِينُ الوقتُ يقال حينئذ قال خُوَيْلِدٌ كابي الرَّمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه حينَ الشتاءِ كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ والحِينُ المُدَّة ومنه قوله تعالى هل أَتى على الإنسان حينٌ من الدَّهِرِ التهذيب الحِينُ وقت من الزمان تقول حانَ أَن يكون ذلك وهو يَحِين ويجمع على الأَحيانِ ثم تجمع الأَحيانُ أَحايينَ وإذا باعدوا بين الوقتين باعدوا بإِذ فقالوا حِينَئذٍ وربما خففوا همزة إذا فأَبدلوها ياء وكتبوها بالياء وحانَ له أَن يَفْعَلَ كذا يَحِينُ حيناً أَي آنَ وقوله تعالى تُؤْتي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإِذن ربِّها قيل كلَّ سنةٍ وقيل كُلَّ ستة أَشهر وقيل كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة قال الأَزهري وجميع من شاهدتُه من أَهل اللغة يذهب إلى أَن الحِينَ اسم كالوقت يصلح لجميع الأَزمان قال فالمعنى في قوله عز وجل تؤتي أُكلها كل حين أَنه ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع نفعها البتة قال والدليل على أَن الحِينَ بمنزلة الوقت قول النابغة أَنشده الأَصمعي تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّها تُطَلِّقه حِيناً وحِيناً تُراجِعُ المعنى أَن السم يَخِفُّ أَلَمُه وقْتاً ويعود وقتاً وفي حديث ابن زِمْلٍ أَكَبُّوا رَواحِلَهم في الطريق وقالوا هذا حِينُ المَنْزِلِ أَي وقت الرُّكُونِ إلى النُّزُولِ ويروى خَيْرُ المنزل بالخاء والراء وقوله عز وجل ولَتَعْلَمُنَّ نبأَه بعد حِينٍ أَي بعد قيام القيامة وفي المحكم أَي بعد موت عن الزجاج وقوله تعالى فتَوَلَّ عنهم حتى حِينٍ أَي حتى تنقضي المُدَّةُ التي أَُمْهِلوا فيها والجمع أَحْيانٌ وأَحايينُ جمع الجمع وربما أَدخلوا عليه التاء وقالوا لاتَ حِينَ بمعنى ليس حِينَ وفي التنزيل العزيز ولاتَ حِينَ مَناصٍ وأَما قول أَبي وَجْزة العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ والمُفْضِلونَ يَداً إذا ما أَنْعَمُوا قال ابن سيده قيل إنه أراد العاطِفُونَ مثل القائمون والقاعدون ثم إنه زاد التاء في حين كما زادها الآخر في قوله نَوِّلِي قبل نَأْي دَارِي جُماناً وصِلِينا كما زَعَمْتِ تَلانا أَراد الآن فزاد التاء وأَلقى حركة الهمزة على ما قبلها قال أَبو زيد سمعت من يقول حَسْبُكَ تَلانَ يريد الآن فزاد التاء وقيل أَراد العاطفونَهْ فأَجراه في الوصل على حدّ ما يكون عليه في الوقف وذلك أَنه يقال في الوقف هؤلاء مسلمونهْ وضاربونَهْ فتلحق الهاء لبيان حركة النون كما أَنشدوا أَهكذَا يا طيْب تَفْعَلُونَهْ أَعَلَلاَ ونحن مُنْهِلُونَهْ ؟ فصار التقدير العاطفونه ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأْنيث فلما احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء كما تقول هذا طلحه فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت هذا طلحتنا فعلى هذا قال العاطفونة وفتحت التاء كما فتحت في آخر رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ وأَنشد الجوهري
( * قوله « وأنشد الجوهري إلخ » عبارة الصاغاني هو إنشاد مداخل والرواية
العاطفون تحين ما من عاطف ... والمسبغون يداً
إذا ما أنعموا
والمانعون من الهضيمة جارهم ... والحاملون إذا العشيرة
تغرم
واللاحقون جفانهم قمع الذرى ... والمطعمون زمان أين
المطعم )
بيت أَبي وجزة العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ والمُطْعِمونَ زمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ المُطْعِمُ قال ابن بري أَنشد ابن السيرافي فإِلَى ذَرَى آلِ الزُّبَيْرِ بفَضْلِهم نِعْمَ الذَّرَى في النائياتِ لنا هُمُ العاطفون تَحِينَ ما من عاطِفٍ والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنْعَمُوا قال هذه الهاء هي هاء السكت اضطر إلى تحريكها قال ومثله همُ القائلونَ الخيرَ والآمِرُونَهُ إذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما وحينئذٍ تَبْعيدٌ لقولك الآن وما أَلقاه إلا الحَِيْنَة بعد الحَِيْنَةِ أَي الحِينَ بعد الحِينِ وعامله مُحايَنَةً وحِياناً من الحينِ الأَخيرة عن اللحياني وكذلك استأْجره مُحايَنَةً وحِياناً عنه أَيضاً وأَحانَ من الحِين أَزْمَنَ وحَيَّنَ الشيءَ جعل له حِيناً وحانَ حِينُه أَي قَرُبَ وَقْتُه والنَّفْسُ قد حانَ حِينُها إذا هلكت وقالت بُثَيْنة وإنَّ سُلُوِّي عن جَميلٍ لساعَةٌ من الدَّهْرِ ما حانَتْ ولا حانَ حِينُها قال ابن بري لم يحفظ لبثينة غير هذا البيت قال ومثله لمُدْرِك بن حِصْنٍ وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِ ولا مُفْلِتاً من مِيتَةٍ حانَ حِينُها وفي ترجمة حيث كلمة تدل على المكان لأَنه ظرف في الأَمكنة بمنزلة حِينٍ في الأَزمنة قال الأَصمعي ومما تُخْطِئُ فيه العامَّةُ والخاصة باب حين وحيث غَلِطَ فيه العلماء مثل أَبي عبيدة وسيبويه قال أَبو حاتم رأَيت في كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يجعل حين حيث وكذلك في كتاب أَبي عبيدة بخطه قال أَبو حاتم واعلم أَن حين وحيث ظرفان فحين ظرف من الزمان وحيث ظرف من المكان ولكل واحد منهما حدّ لا يجاوزه قال وكثير من الناس جعلوهما معاً حيث قال والصواب أَن تقول رأَيت حيث كنت أَي في الموضع الذي كنت فيه واذْهَب حيث شئت أَي إلى أَي موضع شئت وفي التنزيل العزيز وكُلا من حيث شِئْتُما وتقول رأَيتك حينَ خرج الحاجُّ أَي في ذلك الوقت فهذا ظرف من الزمان ولا تقل حيث خرج الحاج وتقول ائتِني حينَ مَقْدَمِ الحاجِّ ولا يجوز حيثُ مَقْدَم الحاج وقد صير الناس هذا كله حيث فلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامه فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيُّ موضع فهو حيثُ لأَن أَيْنَ معناه حيث وقولهم حيث كانوا وأَين كانوا معناهما واحد ولكن أَجازوا الجمع بينهما لاختلاف اللفظين واعلم أَنه يَحْسُن في موضع حينَ لَمَّا وإذ وإذا ووقت ويوم وساعة ومتى تقول رأَيتك لما جئت وحينَ جئت وإذْ جئت وقد ذكر ذلك كله في ترجمة حيث وعَامَلْته مُحايَنة مثل مُساوَعة وأَحْيَنْتُ بالمكان إذا أَقمت به حِيناً أَبو عمرو أَحْيَنَتِ الإبلُ إذا حانَ لها أَن تُحْلَب أَو يُعْكَم عليها وفلان يفعل كذا أَحياناً وفي الأَحايِينِ وتَحَيَّنْتُ رؤية فلان أَي تَنَظَّرْتُه وتَحيَّنَ الوارِشُ إذا انتظر وقت الأَكل ليدخل وحَيَّنْتُ الناقة إذا جعلت لها في كل يوم وليلة وقتاً تحلبها فيه وحَيَّنَ الناقةَ وتَحَيَّنها حَلَبها مرة في اليوم والليلة والاسم الحَِينَةُ قال المُخَبَّلُ يصف إبلاً إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها وإن حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حَينُها وفي حديث الأَذان كانوا يَتَحَيَّنُون وقتَ الصلاة أَي يطلبون حِينَها والحينُ الوقتُ وفي حديث الجِمارِ كنا نَتَحَيَّنُ زوالَ الشمس وفي الحديث تَحَيَّنُوا نُوقَكم هو أَن تَحْلُبها مرة واحدة وفي وقت معلوم الأَصمعي التَّحَيينُ أَن تحْلُبَ الناقة في اليوم والليلة مرة واحدةً قال والتَّوْجِيبُ مثله وهو كلام العرب وإبل مُحَيَّنةٌ إذا كانت لا تُحْلَبُ في اليوم والليلة إلا مرة واحدة ولا يكون ذلك إلاَّ بعدما تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها وهو يأْكل الحِينةَ والحَيْنة أَي المرّة الواحدة في اليوم والليلة وفي بعض الأُصول أَي وَجْبَةً في اليوم لأَهل الحجاز يعني الفتح قال ابن بري فرق أَبو عمرو الزاهد بين الحَيْنةِ والوجبة فقال الحَيْنة في النوق والوَجْبة في الناس وكِلاهما للمرة الواحدة فالوَجْبة أَن يأْكل الإنسان في اليوم مرة واحدة والحَيْنة أَن تَحْلُبَ الناقة في اليوم مرة والحِينُ يومُ القيامة والحَيْنُ بالفتح الهلاك قال وما كانَ إِلا الحَيْنُ يومَ لِقائِها وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالكا وقد حانَ الرجلُ هَلَك وأَحانه الله وفي المثل أَتَتْكَ بحائنٍ رِجْلاه وكل شيء لم يُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ الأَزهري يقال حانَ يَحِينُ حَيْناً وحَيَّنَه الله فتَحَيَّنَ والحائنةُ النازلة ذاتُ الحَين والجمع الحَوائنُ قال النابغة بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها ولكِنَّ الحَوائنَ قد تَحِينُ وقول مُلَيح وحُبُّ لَيْلى ولا تَخْشى مَحُونَتَهُ صَدْعٌ بنَفْسِكَ مما ليس يُنْتَقَدُ يكون من الحَيْنِ ويكون من المِحْنةِ وحانَ الشيءُ قَرُبَ وحانَتِ الصلاةُ دَنَتْ وهو من ذلك وحانَ سنْبُلُ الزرع يَبِسَ فآنَ حصادُه وأَحْيَنَ القومُ حانَ لهم ما حاولوه أَو حان لهم أَن يبلغوا ما أَمَّلوه عن ابن الأَعرابي وأَنشد كيفَ تَنام بعدَما أَحْيَنَّا أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ والحانَةُ الحانُوتُ عن كراع الجوهري والحاناتُ المواضع التي فيها تباع الخمر والحانِيَّةُ الخمر منسوبة إلى الحانة وهو حانوتُ الخَمَّارِ والحانوتُ معروف يذكر ويؤنث وأَصله حانُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ فلما أُسكنت الواو انقلبت هاء التأْنيث تاء والجمع الحَوانيتُ لأَن الرابع منه حرف لين وإنما يُرَدُّ الاسمُ الذي جاوز أَربعة أَحرف إلى الرباعي في الجمع والتصفير إذا لم يكن الحرف الرابع منه أَحد حروف المدّ واللين قال ابن بري حانوتٌ أَصله حَنَوُوت فقُدِّمت اللام على العين فصارت حَوَنُوتٌ ثم قلبت الواو أَلفاً لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها فصارت حانُوتٍ ومثل حانُوت طاغُوتٌ وأَصله طَغَيُوتٌ والله أَعلم

خبن
خَبَنَ الثوبَ وغَيرَه يَخْبِنُه خَبْناً وخِباناً وخُباناً قلَّصَه بالخياطة قال الليث خَبَنْتُ الثوبَ خَبْناً إذا رفعتَ ذُلْذُلَ الثوبِ فخِطْتَه أَرْفَعَ من موضعه كي يتقلص ويَقْصُر كما يفعل بثوب الصبي قال والخُبْنةُ ثيابُ الرجل وهو ذُلْذُلُ ثوبه المرفوع يقال رفع في خُبْنَتِه شيئاً وقد خَبَنَ خَبْناً والخُبْنةُ الحُجْزة يتخذها الرجل في إزاره لأَنه يُقَلِّصُها والخُبْنة الوعاءُ يجعل فيه الشيء ثم يحمل كذلك أَيضاً فإِن جعلته أَمامك فهو ثِبانٌ وإن حملته على ظهرك فهو حالٌ والخُبْنَةُ ما تحمله في حِضْنِك وفي حديث عمر رضي الله عنه إذا مَرَّ أَحدُكم بحائطٍ فلْيأْكُلْ منه ولا يتخذْ خُبْنةً قال الخُبْنةُ والحُبْكةُ في الحُجْزَة حُجْزَةِ السَّروايل والثُّبْنةُ في الإِزارِ ويقال للثوب إذا طال فَثَنَيْتَه قد خَبَنْته وغبَنْته وكَبَنْته ابن الأَعرابي أَخْبَنَ الرجلُ إذا خَبَأَ في خُبْنة سَراويلِه مما يلي الصُّلْبَ وأَثْبَنَ إذا خَبَأَ في ثُبْنَتِه مما يلي البَطْنَ وعَنى بثُبْنَتِه إزارَه وفي حديث آخر من أَصابَ بفِيه من ذي حاجةٍ غيرَ مُتَّخِذٍ خُبْنةَ فلا شيء عليه أَي لا يأْخذ منه في ثوبه وخَبَنَ الشِّعْرَ يخْبِنه خَبْناً حذَف ثانيه من غير أَن يَسْكُنَ له شيء إذا كان مما يجوز فيه الزحافُ كحذْف السين من مُسْتَفعِلُن والفاء من مَفْعولات والأَلف من فاعِلاتن وكله من الخَبْنِ الذي هو التَّقْليصُ قال أَبو إسحق إنما سُمِّيَ مَخْبُوناً لأَنك كأَنك عطَفتَ الجُزْءَ وإن شئت أَتممتَ كما أَنَّ كلَّ ما خَبَنْتَه من ثوبٍ أَمكَنَكَ إِرْسالُه وإنما سمي خَبْناً لأَن حَذْفَه مع أَوَّله هذا قول أَبي إسحق وقول المُخبَّل أَنشده ابن الأَعرابي وكانَ لها مِنَ حوْضِ سَيْحانَ فُرْصةٌ أَراغَ لها نَجْمٌ من القَيْظِ خابنُ أَي خَبَنَها القيظُ وفسره ابن الأَعرابي فقال خابِنٌ خَبَنَ من طول ظِمئها أَي قَصَّر يقول اشتَدَّ القيظُ ويَبِسَ البَقْلُ فقَصُر الظِّمءُ ورجلٌ خُبُنٌّ مُتقَبِّضٌ ككُبُنٍّ وخَبَنَ الشيء يَخْبِنُه خَبْناً أَخفاه وخَبَنَ الطَّعامَ إذا غَيَّبَه واستَعَدَّه للشِّدَّة والخُبْنُ في المزادة ما بين الخَرَبِ
( * قوله « ما بين الخرب » بالتحريك آخره باء موحدة كما في المحكم والتكملة ) والفَمِ وهو دون المِسْمَع ولكل مِسْمَع خُبْنان ويقال خَبَنَتْه خَبُونُ مثل شَعَبَتْه شَعُوبُ إذا مات والخُبْنة موضعٌ وإنه لذو خَبَناتٍ وخَنَباتٍ وهو الذي يَصْلُحُ مرّةً ويَفْسُد أُخرى

خبعثن
الخُبَعْثِنة الناقةُ الحَريزة وتَيسٌ خُبَعْثِنٌ غليظ شديد قال رأَيتُ تَيْساً راقَني لكَني ذا مَنْبِتٍ يَرْغَبُ فيه المُقْتَني أَهْدَبَ مَعْقودَ القَرَى خُبَعْثِن والخُبَعْثِنُ أَيضاً من الرجال القويُّ الشديد أَبو عبيدة الخُبَعْثِنة من الرجال الشديدُ الخَلْق العظيمة وقيل هو العظيم الشديد من الأُسد الجوهري الخُبَعْثِنة الضخم الشديد مثل القُذَعْمِلَةَ وأَنشد أَبو عمرو خُبَعْثِنُ الخَلْقِ في أَخلاقه زَعَرٌ وقال أَبو زُبيدٍ الطائيّ في وصف الأَسد خُبَعْثِنةٌ في ساعِدَيهِ تَزايُلٌ تقولَ وعَى من بعدِ ما قد تكَسَّرا وقال الفرزدق يصف إبَلاً حُوَاساتُ العَشاءِ خُبَعْثناتٌ إذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشِّمَالا حُواسات أَكُولات يقال حاسَ يَحُوسَ حَوْساً أَكل والعَشاء بفتح العين الطعام بعينه أَي هي أَكولاتٌ مستوفياتٌ لعشائهن ومن روى العِشاء بكسر العين فمعنى حُواسات مجتمعات وقال الليث الخُبَعْثِنُ من كل شيء التارُّ البَدَنِ وهذه الترجمة ذكرها الجوهري بعد ترجمة ختن وكذلك ذكره ابن بري أَيضاً ولم ينتقده على الجوهري

ختن
خَتَنَ الغلامَ والجارية يَخْتِنُهما ويَخْتُنهما خَتْناً والاسم الخِتانُ والخِتانةُ وهو مَخْتون وقيل الخَتْن للرجال والخَفْضُ للنساء والخَتِين المَخْتُونُ الذكر والأُنثى في ذلك سواء والخِتانة صناعة الخاتن والخَتْنُ فِعْل الخاتن الغُلامَ والخِتان ذلك الأَمْرُ كُلُّه وعِلاجُه والخِتانُ موضع الخَتْنِ من الذكر وموضع القطع من نَواة الجارية قال أَبو منصور هو موضع القطع من الذكر والأُنثى ومنه الحديث المرويُّ إذا الْتَقَى الخِتانان فقد وجب الغسلُ وهما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية ويقال لقَطْعهما الإعْذارُ والخَفْضُ ومعنى التقائهما غُيُوبُ الحشفة في فرج المرأَة حتى يصير خِتانه بحذاء خِتَانِها وذلك أَن مدخل الذكر من المرأَة سافل عن خِتانُها لأَن ختانها مستعلٍ وليس معناه أَن يَمَاسَّ خِتانُه ختانها هكذا قال الشافعي في كتابه وأَصل الخَتْن القطعُ ويقال أُطْحِرَتْ خِتانَتُه إذا اسْتُقْصِيَتْ في القَطْعِ وتسمى الدَّعْوةُ لذلك خِتاناً وخَتَنُ الرجلِ المُتزوِّجُ بابنته أَو بأُخته قال الأَصمعي ابن الأَعرابي الخَتَنُ أَبو امرأَة الرجل وأَخو امرأَته وكل من كان من قِبَلِ امرأَته والجمع أَخْتانٌ والأُنثى خَتَنَة وخاتَنَ الرجلُ الرجلَ إذا تَزَوَّجَ إليه وفي الحديث عليٌّ خَتَنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي زوجُ ابنته والاسم الخُتُونة التهذيب الأَحْماءُ من قبل الزوج والأَخْتانُ من قبل المرأَة والصِّهْرُ يجمعهما والخَتَنة أُمُّ المرأَة وعلى هذا الترتيب غيره الخَتَنُ كل من كان من قبل المرأَة مثل الأَب والأَخ وهم الأَخْتانُ هكذا عند العرب وأَما العامَّةُ فخَتَنُ الرجل زوجُ ابنته وأَنشد ابن بري للراجز وما عَلَيَّ أَن تكونَ جارِيهْ حتى إذا ما بَلَغَتْ ثَمانِيَهْ زَوَّجْتُها عُتْبَةَ أَو مُعاوِيهْ أَخْتانُ صدقٍ ومُهورٌ عالِيَهْ وأَبو بكر وعمر رضي الله عنهما خَتَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل سعيد بن جبير أَيَنْظُر الرجل إلى شعر خَتَنَتِه ؟ فقرأَ هذه الآية ولا يُبْدِينَ زينتهن إلا لبعولتهن حتى قرأَ الآية فقال لا أَراه فيهم ولا أَراها فيهنَّ أَراد بخَتَنَتِه أُمَّ امرأَته وروى الأَزهري أَيضاً قال سئل سعيد بن جبير عن الرجل يرى رأْس أُم امرأَته فتلا لا جُناح عليهن إلى آخر الآية قال لا أَراها فيهن ابن المظفَّر الخَتَن الصِّهْر يقال خاتَنْتُ فلاناً مُخاتَنةً وهو الرجل المتزوّج في القوم قال والأَبوانِ أَيضاً خَتَنا ذلك الزوج والخَتَنُ زوجُ فتاة القوم ومن كان من قِبَلِه من رجل أَو امرأَة فهم كلهم أَخْتانٌ لأَهل المرأَة وأُمّ المرأَة وأَبوها خَتَنانِ للزوج الرجلُ خَتَنٌ والمرأَة خَتَنة قال أَبو منصور الخُتُونة المُصاهرة وكذلك الخُتون بغير هاء ومنه قول الشاعر رأَيتُ خُتونَ العامِ والعامِ قَبْلَهُ كحائضةٍ يُزْنى بها غيرَ طاهِر أَراد رأَيت مصاهرة العام والعام الذي كان قبله كامرأَة حائض زني بها وذلك أَنهما كانا عامَيْ جَدْبٍ فكان الرجل الهَجِينُ إذا كثر ماله يَخْطُبُ إلى الرجل الشريف الحسيب الصريح النسب إذا قلّ مالُه حَريمتَه فيزوّجه إياها ليكفيه مؤونتها في جدوبة السنة فيتشرف الهَجِينُ بها لشرف نسبها على نسبه وتعيش هي بماله غير أَنها تورث أَهلها عاراً كحائضة فُجِرَ بها فجاءها العار من جهتين إحداهما أَنها أُتيت حائضاً والثانية أَن الوطءَ كان حراماً وإن لم تكُن حائضاً والخُتونة أَيضاً تَزَوُّجُ الرجل المرأَةَ ومنه قول جرير وما اسْتَعْهَدَ الأَقوامُ من ذي خُتُونةٍ من الناسِ إِلا مِنكَ أَو من مُحاربِ قال أَبو منصور والخُتُونة تَجْمَعُ المُصاهرةَ بين الرجل والمرأَة فأَهلُ بيتها أَخْتانُ أَهل بيت الزوج وأَهلُ بيتِ الزوج أَخْتانُ المرأَةِ وأَهلِها ابن شميل سميت المُخاتَنَة مُخاتنةً وهي المصاهرة لالتقاء الخِتانَيْنِ منهما وروي عن عُيَيْنة بن حِصْنٍ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن موسى أَجَرَ نَفْسَه بعِفَّةِ فَرْجِهِ وشِبَعِ بَطْنِه فقال له خَتَنُه إن لك في غنمي ما جاءت به قالِبَ لَوْنٍ قالِبَ لَوْنٍ على غير أَلوان أُمهاتها أَراد بالخَتَنِ أَبا المرأَة والله أَعلم

خدن
الخِدْنُ والخَدِين الصديقُ وفي المحكم الصاحبُ المُحدِّثُ والجمع أَخْدانٌ وخُدَناء والخِدْنُ والخَدِينُ الذي يُخَادِنُك فيكون معك في كل أَمر ظاهر وباطن وخِدْنُ الجارية مُحَدِّثُها وكانوا في الجاهلية لا يمتنعون من خِدْنٍ يُحَدِّثُ الجارية فجاء الإسلامُ بهدمه والمُخادَنة المُصاحبة يقال خادَنْتُ الرجلَ وفي حديث عليّ عليه السلام إن احْتاجَ إلى مَعُونتهم فشَرُّ خليلٍ وأَلأَمُ خَدِينٍ الخِدْنُ والخَدِينُ الصديق والأَخْدَنُ ذو الأَخْدانِ قال رؤبة وانْصَعْنَ أَخْداناً لذاكَ الأَخْدَنِ ومن ذلك خِدْنُ الجارية وفي التنزيل العزيز مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافحاتٍ ولا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ يعني أَن يَتِّخِذْنَ أَصدقاء ورجل خُدَنةٌ يُخادِنُ الناسَ كثيراً

خذن
الليث الخُذُنَّتانِ الأُذُنانِ وأَنشد يا ابْنَ التي خُذُنَّتاها باعُ قال أَبو منصور هذا تصحيف والصواب الحُذُنَّتان هكذا روي لنا عن أَبي عبيد وغيره والخاء وهم

خذعن
الخُذْعُونة القِطْعَةُ من القَرْعة والقِثَّاءةِ أَو الشحم

خرطن
الخَراطِينُ دِيدانٌ طِوالٌ تكون في طِينِ الأَنهار قال الأَزهري ولا أَحْسَبُها عربية محضة والله أَعلم

خزن
خَزَنَ الشَّيءَ يَخْزُنه خَزْناً واخْتَزَنه أَحْرَزه وجعله في خِزانة واختزنه لنفسه والخِزانةُ اسم الموضع الذي يُخْزَن فيه الشيء وفي التنزيل العزيز وإنْ من شيء إلا عندنا خَزائنُه والخِزانةُ عَملُ الخازِن والمَخْزَن بفتح الزاي ما يُخْزَن فيه الشيء والخِزانةُ واحدة الخَزائن وفي التنزيل العزيز ولا أَقول لكم عندي خَزائن الله قال ابن الأَنباري معناه غُيوب علم الله التي لا يعلمها إلا الله وقيل للغُيوب خَزائنُ لغموضها على الناس واستتارها عنهم وخَزَن المالَ إذا غيَّبه وقال سفيان بن عيينة إنما آياتُ القرآن خزائن فإِذا دخلتَ خزانةً فاجتهد أَن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها قال شبَّه الآية من القرآن بالوعاء الذي يجمع فيه المال المخزون وسمي الوعاء خزانة لأَنه من سبب المخزون فيه وخِزانة الإنسان قلبه وخازِنه وخَزّانه لسانه كلاهما على المثل وقال لقمان لابنه إذا كان خازِنك حفيظاً وخِزانتك أَمينةً رَشدْتَ في أَمرَيْكَ دنياك وآخرتك يعني اللسان والقلب وقال إذا المَرْءُ لم يَخْزُنْ عليه لسانُه فليس على شيءٍ سِواه بخازِنِ وخَزَنتُ السِّرَّ واختزَنْتُه كتَمْتُه وخَزِنَ اللحمُ بالكسر يَخْزَنُ وخَزَنَ يَخْزُن خَزْناً وخُزوناً وخَزُنَ فهو خَزينٌ تغير وأَنتن مثل خَنِزَ مقلوب منه قالَ طرفة ثُمَّ لا يَحْزَنُ فينا لَحْمُها إنما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِر وعمَّ بعضهم به تغير الطعام كله وقال أَبو حنيفة الخَزَّانُ الرُّطَب تسْوَدُّ أَجوافه من آفة تصيبه اسم كالجَبّان والقَذّاف واحدته خَزّانة واختَزَنتُ الطريقَ واخْتَصرْتُه وأَخذنا مخازِنَ الطريق ومَخاصِرَها أَي أَخذنا أَقرَبها

خسن
أَهمله الليث وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَخسَنَ الرجلُ إذا ذَلَّ بعد عِزٍّ نعوذ بالله من ذلك

خشن
الخَشِنُ والأَخشَنُ الأَحرشُ من كل شيء قال والحجرَ الأَخْشَن والثِّنايه وجمعه خِشانٌ والأُنثى خَشِنة وخَشْناء أَنشد ابن الأَعرابي يعني جُلَّة التمر وقد لَفَّفا خَشْناءَ ليْسَتْ بوَخشةٍ تُوارِي سماءَ البيتِ مُشْرِفةَ القُتْرِ خَشُنَ خُشْنةً وخَشانة وخُشونة ومَخْشَنة فهو خَشِنَ أَخشَن والمُخاشنة في الكلام ونحوه ورجل أَخشن خَشِن والخُشونة ضد اللين وقد خَشُن بالضم فهو خَشِن واخشَوْشنَ الشيءُ اشتَدَّت خُشونتُه وهو للمبالغة كقولهم أَعشَبت الأَرضُ واعْشَوْشَبتْ والجمع خُشْنٌ قال الراجز تعَلَّمَنْ يا زَيْدُ يا ابنَ زَينِ لأُكْلَةٌ من أَقِطٍ وسَمْنِ وشَرْبتان من عكِيِّ الضَّأْنِ أَلْيَنُ مَسّاً في حَوايا البَطْنِ من يَثْرَبِيّاتٍ قِذاذٍ خُشْنٍ يَرْمي بها أَرْمى من ابنِ تِقْنِ يعني به الجُدُد وفي الحديث أُخَيْشِنُ في ذات الله هو تصغير الأَخشَنِ للخَشِن وتخَشَّنَ واخشَوْشَن الرجلُ ليس الخَشِن وتعوّده أََو أَكله أو تكلم به أَو عاش عَيشاً خَشِناً وقال قولاً فيه خُشونة وفي حديثه عمر رضي الله عنه اخشَوْشنوا في إحدى رواياته وفي حديث الآخر أَنه قال لابن عباس نِشْنِشة من أَخشَن أَي حجرٌ من جبَل والجبال توصف بالخُشونة وفي حديث ظَبْيان ذَنِّبوا خِشانَه الخِشانُ ما خَشُن من الأَرض ومعنى خَشُن دون معنى اخْشَوْشَنَ لما فيه من تكرير العين وزيادة الواو وكذلك كل ما كان من هذا كاعشَوْشَبَ ونحوه واستَخْشَنه وجده خَشِناً وفي حديث علي رضي الله عنه يذكر العلماء الأَتقياء واستَلانوا ما اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُون وخاشَنَه خَشُن عليه يكون في القول والعمل وفلان خَشِن الجانب أَي صَعْب لا يُطاق وإنه لذو خُشْنةٍ وخُشونة ومَخْشَنة إذا كان خَشِن الجانب وفي الثوب وغيره خُشونة ومُلاءَة خشْناء فيها خُشونة إما من الجِدَّة وإما من العمل والخَشْناء الأَرض الغليظة وأَرض خَشْناء فيها حجارة ورمل كخَشْاء وكَتيبة خَشْناء كثيرة السلاح وفي حديث الخروج إلى أُحُد فإِذا بكَتيبة خَشْناء أَي كثيرة السلاح خَشِنته ومعشَر خُشْنٌ ويجوز تحريكه في الشعر وأَنشد ابن بري إذاً لَقامَ بنَصْري مَعْشَرٌ خُشُنٌ عندَ الحفيظةِ إنْ ذو لُوثةٍ لانا قال هو مثل فَطِنٍ وفُطُن قال قيس بن عاصم في فُطُنٍ لا يَفْطِنُون لَعَيْبِ جارِهِم وهُمُ لحِفْظِ جِوارِه فُطُنُ وخاشَنْتُه خلاف لايَنْته وخَشَّنْت صدرَه تَخْشيناً أَوْغَرْتُ قال عنترة لعَمري لقد أَعْذَرْت لو تَعْذُرينني وخَشَّنْتُ صَدْراً جَيْبُه لك ناصِحُ والخُشْنة الخُشونة قال حكيم بن مُصعَب تشَكَّى إليَّ الكلبُ خُشْنةَ عَيْشِه وبي مثلُ ما بالكلب أَوْ بِيَ أَكثر وقال شمر اخْشَوْشَنَ عليه صدْرُه وخَشُن عليه صدْرُه إذا وَجَد عليه والخَشْناء والخُشَيْناء بقلة خضراء ورقها قصير مثل الرَّمْرام غير أَنها أَشد اجتماعاً ولها حبٌّ تكون في الرَّوْض والقِيعان سميت بذلك لخُشونتها وقال أَبو حنيفة الخُشَيناء بقلة تَنفَرش على الأَرض خَشْناء في المَسِّ لينة في الفم لها تَلزُّج كتَلزُّج الرِّجْلة ونَوْرتها صفراء كنَوْرة المُرّة وتؤكل وهي مع ذلك مرعى وخُشَيْنة بطن من بطون العرب والنسبة إليهم خُشَنيٌّ وبنو خَشْناء وخُشَين حَيّان وقد سَمَّوْا أَخْشَنَ ومُخاشِناً وخُشَيْناً وخَشِناً وأَخْشَنُ جبل وروى ابن الأََعرابي هذا المثل شِنْشِنة أَعرفها من أَخْشَنَ وفسره بأَنه اسم جبل قال ومن قال أَعرفها من أَخْزَم فهو اسم رجل

خصن
ابن الأَعرابي من أَسماء الفأْس الخَصِينُ والحَدَثانُ والمِكْشاح ابن سيده الخَصِينُ فأْسٌ ذاتُ خَلْفٍ واحد تذكر وتؤنث والجمع أَخْصُنٌ وثلاثُ أَخْصُنٍ لتأْنيثه وهو النَّاجَخُ
( * قوله « وهو الناجخ » كذا بالتهذيب والتكملة كهاجر ولم نرها في مادتها ) أَيضاً قال امرؤ القيس يَقْطَعُ الغافَ بالخَصِينِ ويُشْلي قد عَلِمْنا بمَنْ يُدِير الرَّبابا

خضن
خاضَنَ المرأَةَ خِضَاناً ومُخاضَنةً غازَلها والمُخاضَنَةُ التَّرامي بقول الفُحْشِ والمُخاضَنَةُ المُغازَلة قال الطِّرِمَّاحُ وأَلقتْ إليَّ القولَ منهنَّ زَوْلَةٌ تُخاضِنُ أَو تَرْنُو لقَوْلِ المُخاضِنِ
( * قوله « وألقت إليّ القول منهن » كذا في الصحاح وقال الصاغاني الرواية وأدّت إليّ القول عنهن إلخ ) وأَنشد ابن بري وبَيْضاءَ مِثْل الرِّيم لو شِئْتُ قد صَبَتْ إليَّ وفيها للمُخاضِنِ مَلْعَبُ الأَصمعي وغيره يقال خَضَنْت الهديةَ والمعروفَ إذا صَرَفها وكذلك إذا خَبَنها اللحياني ما خُضِنَتْ عنه المُروءَةُ إلى غيره أَي ما صُرِفَتْ ويقال خَضنَه وخَبَنَه إذا كَفَّه قال رؤبة تَعتَزُّ أَعْناقَ الصِّعابِ اللُّجَّنِ من الأَوابي بالرِّياضِ المِخْضَنِ اللُّجَّنُ جمع اللَّجُونِ
( * قوله « اللجن جمع اللجون إلخ » عبارة التكملة اللجن البطاء ) وهو الذي لا يَحْرُن ولا يَبْرَحُ مكانه وإن ضُرب من الأَوابي صلة للصعاب والمِخْضَنُ المُذِلُّ يقال خَضَنَه خَضْناً إذا أَذله ابن الأَعرابي المِخْضَن الذي يُذَلِّلُ الدوابَّ

خفن
الليث الخَفَّانُ رِئالُ النَّعامِ الواحدة خَفَّانَة وهو فَرْخُها قال أَبو منصور هذا تصحيف والذي أَراد الليث الحَفَّان بالحاء وهي رِئالُ النَّعام وقد ذكرناه في حرف الفاء قال والخاء فيه خطأ قال أَبو منصور وخَفَّانُ مأْسدة بين الثِّنْي وعُذَيْبٍ فيه غِياضٌ ونُزُوزٌ وهو معروف ابن الأَعرابي الخَفْنُ اسْتِرخاء البَطْن قال أَبو منصور هو حرف غريب لم أَسمعه لغيره الليث الخَيْفانُ الجَراد أَوَّلَ ما يطير جَرادةٌ خَيْفانة وكذلك الناقة السريعة قال أَبو منصور جعل خَيْفاناً فَيْعالاً من الخَفْنِ وليس كذلك إنما الخَيْفان من الجراد الذي صار فيه خُطوطٌ مختلفة وأَصله من الأَخْيَفِ والنُّون في خَيْفان نون فَعْلان والياء أَصلية وخَفَيْنَنٌ اسم موضع قريب من يَنْبُعَ بينها وبين المدينة قال كثيِّر فقد فُتْنَني لمَّا وردنَ خَفَيْنَناً وهُنَّ على ماء الخُراضَةِ أَبعدُ

خقن
خاقانُ اسم لكل ملك من ملوك الترك وخَقَّنُوه على أَنفسهم رأْسوهُ الليث خَاقانُ اسم يسمى به من يُخَقِّنُه التركُ على أَنفسهم قال أَبو منصور وليس من العربية في شيء

خمن
خَمَنَ الشيءَ يَخْمِنه خَمْناً وخَمَنَ يَخْمُنُ خَمْناً قال فيه بالحَدْسِ والتخمينِ أَي بالوهم والظن قال ابن دريد أَحْسِبه مولَّداً والتَّخْمِينُ القولُ بالحَدْسِ قال أَبو حاتم هذه كلمة أَصلها فارسية عرّبت وأَصلها من قولهم خُمَاناً على الظَّنِّ
( * قوله « من قولهم خمانا على الظن إلخ » هي عبارة التكملة بهذا الضبط ) والحَدْسِ وخَمَّانُ الناسِ خُشارَتُهم وخَمَّانُ المَتاعِ رديئة والخَمَّانُ من الرُّمْح الضعيف ورمح خَمَّانٌ ضعيف وقَناة خَمَّانة كذلك وهو خامِنُ الذكر كقولك خامِلُ الذِّكْرِ على البدل وأَنشد أَتاني ودُوني من عَتَادي مَعاقِلٌ وعيدُ مَلِيكٍ ذِكْرُه غيرُ خامِنِ فَعَلَّ أَبا قابُوسَ يَمْلِكُ غَرْبَهُ ويَرْدَعُه عِلْمٌ بما في الكَنَائِنِ ويروى عِلْماً قال والرفع أَحسن وأَجود

خنن
الخَنِينُ من بكاء النساء دون الانْتِحابِ وقيل هو تَرَدُّد البكاء حتى يصير في الصوت غُنَّةٌ وقيل هو رفع الصوت بالبكاء وقيل هو صوت يخرج من الأَنف خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً وهو بكاء المرأَةُ تَخِنُّ في بكائها وفي حديث عليّ أَنه قال لابنه الحَسَن رضي الله عنهما إنك تَخِنُّ خَنِينَ الجارية قال شمر خَنَّ خَنِيناً في البكاء إذا رَدَّد البكاء في الخَياشيم والخَنينُ يكون من الضحك الخافي أَيضاً الجوهري الخَنِينُ كالبكاء في الأَنف والضحك في الأَنف قال ابن بري ومن الخَنينِ كالبكاء في الأَنف قولُ مُدْرِكِ بن حِصْنٍ الأَسَديّ بكى جَزَعاً من أَن يموت وأَجْهَشَتْ إليه الجِرِشِّى وارمَعَلَّ خَنِينُها وفي الحديث أَنه كان يُسْمَع خَنينُه في الصلاة الخَنِينُ ضرب من البكاء دون الانتحاب وأَصلُ الخَنِين خروجُ الصوت من الأَنف كالحَنين من الفم وفي حديث أَنس فَغَطَّى أَصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجُوهَهم لهم خَنِينٌ وفي حديث خالد فأَخْبَرهم الخبرَ فَخَنُّوا يبكون وفي حديث فاطمة رضوان الله عليها قام بالباب له خَنِينٌ والخَنِينُ الضحك إذا أَظهره الإنسان فخرج خافياً والفعل كالفعل خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً فإذا أَخرج صوتاً رقيقاً فهو الرَّنينُ فإِذا أَخفاه فهو الهَنينُ وقيل الهَنِينُ مثل الأَنِينِ يُقال أَنَّ وهَنَّ بمعنى واحد قال ابن سيده والخَنَنُ والخُنَّةُ والمَخَنَّة كالغُنَّةِ وقيل هو فوق الغُنَّة وأَقبح منها قال المُبَرَّدُ الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوت الخَيْشوم والخُنَّة أَشدُّ منها التهذيب الخُنَّة ضرب من الغنة كأَنَّ الكلام يرجع إلى الخياشيم يقال امرأَة خَنَّاء وغَنَّاء وفيها مَخَنَّةٌ ورجل أَخَنُّ أَي أَغَنُّ مسدودُ الخياشيم وقيل هو الساقط الخَياشيم والأُنثى خَنَّاء وقد خَنَّ والجمع خُنٌّ قال دَهْلَبُ ابن قُرَيْعٍ جارية ليستْ من الوَخْشَنِّ ولا من السُّودِ القِصارِ الخُنِّ ابن الأَعرابي النَّشِيجُ من الفم والخَنِينُ من الأَنف وكذلك النَّخِير وقال الفَصِيحُ من أَعراب بني كلاب الخَنين سُدَدٌ في الخَياشيم والخُنانُ منه وقد خَنْخَن إذا أَخرج الكلام من أَنفه والخُنانُ داء يأْخذ في الأَنف والخَنْخَنة أَن لا يبين الكلام فيُخَنْخِن في خَياشيمه وأَنشد خَنْخَنَ لي في قوله ساعةً فقال لي شيئاً ولم أَسْمَعِ ابن الأَعرابي الرُّبّاحُ القِردُ وهو والحَوْدَلُ ويقال لصوته الخَنْخَنةُ ولضحكه القَحْقَحةُ والخُنَنةُ الثورُ المُسِنُّ الضَّخم والخُنَانُ في الإبل كالزُّكام في الناس يقال خُنَّ البعير فهو مَخْنُون وزمن الخُنَانِ زمن ماتت فيه الإبل عنه وقال ابن دريد هو زمن معروف عند العرب قد ذكروه في أَشعارهم قال ولم نسمع فيه من علمائنا تفسيراً شافياً قال والأَوَّل أَصح قال النابغة الجعدي في الخُنَّانِ للإِبل فمن يَحْرِصْ على كِبَري فإِني من الشُّبّانِ أَيّامَ الخُنانِ قال الأَصمعي كان الخُنَّانُ داءً يأْْخذ الإبلَ في مناخرها وتموت منه فصار ذلك تاريخاً لهم والخُنانُ داءٌ يأْخذ الناس وقيل هو داءٌ يأْخذ في الأَنف ابن سيده والخُنانُ داءٌ يأخذ الطير في حُلُوقها يقال طائر مَخْنُون وهو أَيضاً داءٌ يأْخذ العين قال جرير وأَشْفِي من تَخَلُّج كلِّ داءٍ وأَكْوي الناظِرَيْنِ من الخُنانِ والمَخَنَّةُ الأَنف التهذيب قال بعضهم خَنَنْتُ الجِذْعَ بالفأْس خَنّاً إذا قطعته قال أَبو منصور وهذا حرف مُريبٌ قال وصوابه عندي وجثَثْتُ العودَ جَثَاً فأَما خَنَنْتُ بمعنى قطعت فما سمعته اللحياني رجل مَجْنُون مَخْنُونٌ مَحْنُونٌ وقد أَجَنَّه اللهُ وأَحَنَّه وأَخنَّه بمعنى واحد أَبو عمرو الخِنُّ السفينة الفارغة ووَطِئَ مِخَنَّتَهم ومَخَنَّتَهم أَي حريمهم والمِخَنُّ الرجلُ الطويل والصحيح المَخْنُ وهو مذكور في موضعه وأَنشد الأَزهري لما رَآهُ جَسْرَباً مِخَنَّا أَقْصَرَ عن حَسْناءَ وارْثَعَنا أَي استَرْخَى عنها قال ويقال للطويل مَخْنٌ بفتح الميم وجزم الخاء وفلان مَخَنَّة لفلان أَي مأْكَلة ومَخَنَّةُ القوم حريمهم وخَنَنْتُ الجُلَّة إذا استخرجتَ منها شيئاً بعد شيءٍ التهذيب المَخَنَّة وسط الدار والمَخَنَّة الفِناءُ والمَخَنَّةُ الحرم والمَخَنَّة مَضِيقُ الوادي والمَخَنَّةُ مَصَبُّ الماء من التَّلْعَةِ إلى الوادي والمَخَنَّةُ فُوَّهَةُ الطريق والمَخَنَّة المَحجَّة البينة والمَخَنَّة طَرَفُ الأَنف قال وروى الشَّعْبي أَن الناس لما قدموا البصرة قال بنو تميم لعائشة هل لك في الأَحْنَفِ ؟ قالت لا ولكن كونوا على مَخَنَّتِه أَي طريقته وذلك أَن الأَحْنَف تكلم فيها بكلمات وقال أَبياتاً يلومها فيها في وقعة الجمل منها فلو كانتِ الأَكْنانُ دُونَكِ لم يَجِدْ عَليكِ مَقَالاً ذو أَداةٍ يَقُولُها فبلغها كلامُه وشِعْرُه فقالت أَلِي كان يَسْتَجِمُّ مَثابَةَ سَفَهِه ؟ وما للأَحْنفِ والعربية وإنما هم عُلُوجٌ لآلِ عُبَيْدِ الله سَكنوا الرِّيفَ إلى الله أَشكو عقوقَ أَبنائي ثم قالت بُنَيَّ اتَّعِظْ إنَّ المَواعِظَ سَهْلةٌ ويُوشِكُ أَن تَكْتانَ وَعْراً سَبيلُها ولا تَنْسَينْ في اللهِ حَقَّ أُمُومَتي فإِنك أَوْلى الناسِ أَن لا تَقُولُها ولا تَنْطِقَنْ في أُمَّةٍ ليَ بالخَنا حَنِيفيَّة قد كان بَعْلي رَسْولُها

خون
المَخانَةُ خَوْنُ النُّصْحِ وخَوْنُ الوُدِّ والخَوْنُ على محن شَتَّى
( * قوله « على محن شتى » كذا بالأصل بالتهذيب ) وفي الحديث المُؤْمِنُ يُطْبَع على كلِّ خُلُقٍ إلا الخِيانَةَ والكَذِب ابن سيده الخَوْنُ أَن يُؤْتَمن الإنسانُ فلا يَنْصَحَ خانه يَخُونُه خَوْناً وخِيانةً وخانَةً ومَخانَةً وفي حديث عائشة رضي الله عنها وقد تمثلت ببيت لبيد بن ربيعة يتَحَدَّثونَ مَخانَةً ومَلاذَةً ويُعابُ قائلُهم وإن لم يَشْغَبِ المَخانة مصدر من الخيانة والميم زائدة وقد ذكره أَبو موسى في الجيم من المُجُونِ فتكون الميم أَصلية وخانَهُ واخْتانه وفي التنزيل العزيز علم الله أَنكم كنتم تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُم أَي بعضُكم بعضاً ورجل خائنٌ وخائنة أَيضاً والهاء للمبالغة مثل عَلاَّمة ونَسّابة وأَنشد أَبو عبيد للكلابي يخاطب قُرَيْناً أَخا عُمَيْرٍ الحَنَفِيِّ وكان له عنده دم أَقُرَيْنُ إنك لو رأَيْتَ فَوارِسِي نَعَماً يَبِتْنَ إلى جَوانِبِ صَلْقَعِ
( * قوله « صلقع » هكذا في الأصل حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ ولم تَكُنْ للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإصْبَعِ وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ والجمع خانةٌ وخَوَنةٌ الأَخيرة شاذة قال ابن سيده ولم يأْت شيء من هذا في الياء أَعني لم يجئ مثل سائر وسَيَرة قال وإنما شذ من هذا ما عينه واو لا ياء وقومٌ خَوَنةٌ كما قالوا حَوَكَة وقد تقدم ذكر وجه ثبوت الواو وخُوَّانٌ وقد خانه العَهْدَ والأَمانةَ قال فقالَ مُجِيباً والذي حَجَّ حاتِمٌ أَخُونُكَ عهداً إنني غَيرُ خَوَّانِ وخَوَّنَ الرجلَ نَسَبه إلى الخَوْنِ وفي الحديث نهى أَن يَطْرُق الرجلُ أَهلَه ليلاً لئلا يَتَخَوَّنهم أَي يَطْلُبَ خِيانتَهم وعَثَراتِهم ويَتَّهِمَهُمْ وخانه سيفُه نَبا كقوله السيفُ أَخوك وربما خانَكَ وخانه الدَّهْرُ غَيَّرَ حالَه من اللِّين إلى الشدة قال الأَعشى وخانَ الزمانُ أَبا مالِكٍ وأَيُّ امرئٍ لم يخُنْه الزّمَنْ ؟ وكذلك تَخَوَّنه التهذيب خانه الدهرُ والنعيمُ خَوْناً وهو تغير حاله إلى شرٍّ منها وإذا نَبا سيفُك عن الضَّريبة فقد خانك وسئل بعضهم عن السيف فقال أَخوك وربما خانك وكلُّ ما غيَّرك عن حالك فقد تَخَوَّنَك وأَنشد لذي الرمة لا يَرْفَعُ الطَّرْفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ دَاعٍ يُنادِيهِ باسمِ الماء مَبْغُومُ قال أَبو منصور ليس معنى قوله إلا ما تَخَوَّنه حجةً لما احتج له إنما معناه إلا ما تَعَهَّده قال كذا روى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال التَّخَوُّنُ التعهد وإنما وصفَ وَلَدَ ظَبْيةٍ أَوْدَعْته خَمراً وهي تَرْتَع بالقُرْب منه وتتعهده بالنظر إليه وتُؤنسه ببُغامِها وقوله باسم الماء الماءُ حكاية دعائها إياه وقال داع يناديه فذكَّره لأَنه ذهب به إلى الصوت والنداء وتَخَوَّنه وخَوَّنه وخَوَّن منه نقَصه يقال تَخَوَّنني فلانٌ حقي إذا تنَقَّصَك قال ذو الرمة لا بَلْ هو الشَّوْقُ من دارٍ تخَوَّنَها مَرّاً سَحابٌ ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ وقال لبيد يصف ناقة عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي أَي تنَقَّص لحمَها وشَحْمَها والرُّدَافَى جمعُ رَدِيفٍ قال ومثله لعبْدَةَ بن الطَّبيب عن قانِئٍ لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ وفي قصيد كعب بن زهير لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ وخَوَّنه وتخَوَّنه تعَهَّدَه يقال الحُمَّى تخَوَّنهُ أَي تعَهَّدُه وأَنشد بيت ذي الرمة لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه يقول الغزال ناعِسٌ لا يرفع طرفه إلا أَن تجيءَ أُمه وهي المتعهدة له ويقال إلا ما تنَقَّصَ نومَه دُعاءُ أُمِّه له والخَوَّانُ من أَسماء الأَسد ويقال تخَوَّنته الدُّهورُ وتخَوَّفَتْه أَي تنَقَّصَتْه والتَّخوُّن له معنيان أَحدهما التَّنقُّصُ والآخر التَّعُهُّدُ ومن جعله تَعَهُّداً جعل النون مبدلة من اللام يقال تخَوَّنه وتخَوَّله بمعنى واحد والخَوْنُ فَتْرة في النظر يقال للأسد خائنُ العين من ذلك وبه سمي الأَسد خَوَّاناً وخائِنةُ الأَعْيُنِ ما تُسارِقُ من النظر إلى ما لا يَحِلُّ وفي التنزيل العزيز يَعْلَمُ خائنةَ الأَعْيُنِ وما تُخْفي الصُّدُور وقال ثعلب معناه أَن ينظر نظرةً بريبة وهو نحو ذلك وقيل أَراد يعلم خيانةَ الأَعين فأَخرج المصدر على فاعلة كقوله تعالى لا تسمع فيها لاغِيَةً أَي لَغْواً ومثله سمعتُ راغِيَةَ الإِبل وثاغِيَةَ الشاءِ أَي رُغاءها وثُغاءها وكل ذلك من كلام العرب ومعنى الآية أَن الناظر إذا نظر إلى ما لا يحل له النظر إليه نظر خيانةٍ يُسِرُّها مسارقة علمها الله لأَنه إذا نظر أَول نظرة غير متعمد خيانة غيرُ آثم ولا خائن فإِن أَعاد النظر ونيتُه الخيانة فهو خائن النظر وفي الحديث ما كان لنبيٍّ أَن تكونَ له خائنةُ الأَعْيُن أَي يضمر في نفسه غيرَ ما يظهره فإِذا كف لسانه وأَومأَ بعينه فقد خان وإذا كان ظهور تلك الحالة من قِبَل العين سميت خائِنَةَ العين وهو من قوله عز وجل يعلم خائنة الأَعين أَي ما يَخُونون فيه من مُسارقة النظر إلى ما لا يحل والخائِنةُ بمعنى الخيانة وهي من المصادر التي جاءت على لفظ الفاعلة كالعاقبة وفي الحديث أَنه رَدَّ شهادَةَ الخائن والخائنة قال أَبو عبيد لا نراه خَصَّ به الخِيانةَ في أَمانات الناس دون ما افترض الله على عباده وأْتمنهم عليه فإِنه قد سمى ذلك أَمانة فقال يا أيها الذين آمنوا لا تَخُونوا الله والرسولَ وتَخُونوا أَماناتكم فمن ضَيَّع شيئاً مما أَمر الله به أَو رَكِبَ شيئاً مما نَهى عنه فليس ينبغي أَن يكون عدلاً والخُوانُ والخِوَانُ الذي يُؤْكل عليه مََُعَرَّبٌ والجمع أَخْوِنة في القليل وفي الكثير خِونٌ قال عدِيٌّ لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ وزَمير قال سيبويه لم يحركوا الواو كراهة الضمة قبلها والضمة فيها والإخْوَانُ كالخِوانِ قال ابن بري ونظيرُ خُوَانٍ وخُونٍ بِوانٌ وبُونٌ ولا ثالث لهما قال وأَما عَوَانٌ وعُونٌ فإِنه مفتوح الأَول وقد قيل بُوانٌ بضم الباء وقد ذكر ابن بري في ترجمة بون أَن مثلهما إِوَانٌ وأُوانٌ ولم يذكر هذا القول ههنا الليث الخِوَان المائدة مُعرَّبة وفي حديث الدابة حتى إن أَهلَ الخِوَانِ ليجتمعون فيقول هذا يا مؤْمن وهذا يا كافر وجاءَ في رواية الإخوان بهمزة وهي لغة فيه وقوله في حديث أَبي سعيد فإِذا أَنا بأَخاوِينَ عليها لُحومٌ منتنة هي جمع خِوَانٍ وهو ما يوضع عليه الطعامُ عند الأَكل وبالإخوَانِ فسِّر قول الشاعر ومَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ حُوارُها ومَوْضِع إِخوانٍ إلى جَنْبِ إخوانِ عن أَبي عبيد والخَوَّانةُ الاسْتُ والعرب تسمي ربيعاً الأَوَّلَ خَوَّاناً وخُوَّاناً أَنشد ابن الأَعرابي وفي النِّصْفِ من خَوَّانَ وَدَّ عَدُوُّنا بأَنَّه في أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَى البَحْرِ
( * قوله بأنه هكذا في الأصل دون إشباع حركة الضمير ) قال ابن سيده وجمعه أَخْوِنة قال ولا أَدري كيف هذا وخَيْوَانُ بلد باليمن ليس فَعْلانَ لأَنه ليس في الكلام اسم عينه ياء ولامه واو وترك صرفه لأَنه اسم للبقعة قال ابن سيده هذا تعليل الفارسي فأَما رجاءُ بنُ حَيْوَة فقد يكون مقلوباً عن حيَّةٍ فيمن جعل حَيَّةً من ح و ي وهو رأْي أَبي حاتم ويُعَضِّدُه رجل حَوَّاء وحاوٍ للذي عَمَلُه جمع الحَيّاتِ وكذلك يُعَضِّدُه أَرض مَحْواة فأَما مَحْياةٌ في هذا المعنى فمُعاقِبَةٌ إِيثاراً للياء أَو مقلوب عن مَحْوَاة فلما نقلت حَيَّةُ إلى العلمية خُصَّت العلمية بإخراجها على الأَصل بعد القلب وسَهَّلَ ذلك لهم القلبُ إذْ لو أَََعَلُّوا بعد القلب والقَلْبُ علةٌ لتوالى الإِعْلالانِ وقد قيل عن الفارسي إن حَيَّة من ح ي ي وإِن حَوَّاءَ من باب لآْآءٍ وقد يكون حَيْوَة فَيْعِلَة من حَوَى يَحْوِي حَيْوِيَةً ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات ومثله حَيْيِيَة فحذفت الياء الأَخيرة فبقي حَيَّة ثم أُخرجت على الأَصل فقيل حَيْوَة فإذا كان حَيْوَةُ مُتَوَجِّهاً على هذين القولين فقد تَأَدَّى ضمانُ الفارسي أَنه ليس في الكلام شيء عينه ياء ولامه واو البتة والخَانُ الحانُوتُ أَو صاحب الحانوتِ فارسي معرّب وقيل الخانُ الذي للتِّجارِ

دبن
: الدَّبْنُ : حَظِيرة من قَصَب تعمل للغَنَم فإِن كانت من خشب فهي زرْب وإِن كانت من حِجارة فهي صِيرَة وكلٌّ مذكور في موضعه . وفي حديث جُندب بن عامر : أَنه كان يصلّي في الدِّبْن و الدِّبْن فارسيّ معرَّب ابن الأَعرابي : الدُّبْنة اللُّقْمة الكبيرة وهي الدُّبْلة أَيضاً قال ابن بري : وقول ابن أَحمر : خَلُّوا طَرِيقَ الدَّيْدَبُون فَقَد فات الصِّبا ونَفَاوت النَّجْرُ دَيْدَبُون فَيْعَلُول الياء زائِدة قال : وهذا في الرباعي مثل كَوْكب ودَيْدَن وسَيْسَبان وقَيْقَبان قال : ومثل الأَول الزَّيْزَفُون وزنه فَيْعَلول والياء زائدة و الدَّيْدَبُون : اللهو . ويقال : الدَّيدَبُون هنا الباطل والله أَعلم

دثن
دثَّن الطائرُ يُدَثِّن تَدْثِيناً إذا طار وأَسْرَع السُّقوطَ في مواضِعَ مُتقارِبة وواترَ ذلك ودَثَّن في الشَّجرة اتَّخَذَ فيها عُشّاً والدَّثِينة الدفينة عن ثعلب قال ابن سيده وأُراه على البدل والدَّثِينَة والدَّفينَة منزل لبني سُلَيم وحكاه يعقوب في المبدل قال الشاعر ونحن تَرَكْنا بالدَّثينة حاضِراً لآلِ سُلَيْمٍ هامةً غيرَ نائم الجوهري الدَّثينة موضع وهو ماء لبني سيّار بن عمرو قال النابغة الذبياني وعلى الرُّمَيْثةِ من سُكَينٍ حاضرٌ وعلى الدَّثِينةِ من بَني سَيّار ويقال إنها كانت تسمى في الجاهلية الدَّفينة ثم تطيَّروا منها فسمَّوْها الدَّثينة قال ابن بري الذي أَنشده الجوهري وعلى الدُّمَيْنة من سُكَين قال وهو بخط ثعلب وعلى الرُّمَيْثة من سُكَين وفي الحديث ذكر الدَّثينة وهي بكسر الثاء وسكون الياء ناحية قرب عَدَن لها ذكر في حديث أَبي سَبرة النخعي وفي الحديث ذكر غزوة داثِن وهي ناحية من غَزّة الشام أَوقع بها المسلمون بالروم وهي أَول حرب جرت بينهم

دجن
الدَّجْنُ ظلُّ الغيم في اليوم المَطير ابن سيده الدَّجْن إلباسُ الغَيم الأَرضَ وقيل هو إِلْباسُه أَقطارَ السماء والجمع أَدْجان ودُجون ودِجان قال أَبو صخر الهذلي ولذائذ مَعْسولة في رِيقةٍ وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ وقد أَدْجَن يومُنا وادْجَوْجن فهو مُدْجن إذا أَضَبَّ فأَظلم وأَدْجَنوا دخلوا في الدَّجْن حكاها الفارسي ابن الأَعرابي دَجَن يومُنا يَدْجُن بالضم دَجْناً ودُجوناً ودَغَن ويوم ذو دُجُنَّة ودُغُنَّة ويوم دَجْنٌ إذا كان ذا مطر ويوم دَغْنٌ إذا كان ذا غَيم بلا مطر والدَّجْن المطر الكثير وأَدْجَنت السماء دام مطرها قال لبيد من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ وعَشِيّةٍ مُتَجاوِبٍ إرْزامُها وأَدْجَن المطر دام فلم يُقْلع أَياماً وأَدجَنت عليه الحمّى كذلك عن ابن الأَعرابي والدُّجُنَّة من الغيم المُطَبّقُ تطبيقاً الرَّيان المُظْلم الذي ليس فيه مطر يقال يومُ دَجْنٍ ويومُ دُجُنَّة بالتشديد وكذلك الليلة على وجهين بالوصف والإضافة والدُّجْنة الظُّلمة وجمعها دُجُن
( * قوله « وجمعها دجن » بضمتين في المحكم وضبط في الصحاح بضم ففتح ونبه عليهما شارح القاموس ) مَثّل به سيبويه وفسره السيرافي وزاد الجوهري في جمعه دُجُنّات وفي حديث قُسٍّ يَجْلو دُجُنَّات الدَّياجي والبُهَم الدُّجُنَّات جمع دُجُنَّة وهي الظلمة والدياجي الليالي المُظلمة والفعل منه ادْجَوْجَن وأَنشد لِيَسْقِ ابنةَ العَمْريّ سلمى وإن نأَت كِثافُ العُلى داجي الدُّجُنَّةِ رائِحُ
( * قوله « داجي الدجنة » الذي في التهذيب واهي الداجنة ) والداجنة المطَرةُ المُطبقة نحو الدّيمة وقد جاء في الشعر الدُّجُون قال حتى إذا انجَلى دُجى الدُّجونِ وليلة مِدْجانٌ مُظلِمة ودَجَن بالمكان يَدْجُن دُجوناً أَقام به وأَلِفَه ابن الأَعرابي أَدْجَنَ مثله أَقام في بيته ودَجَن في بيته إذا لَزمِه وبه سميت دَواجن البُيوت وهي ما أَلِف البيتَ من الشاءِ وغيرها الواحدة داجِنة قال ابن أُمّ قعنب يهجو قوماً رأْسُ الخَنا منهُمُ والكفْر خامِسهُمْ وحِشْوةٌ منهُمُ في اللُّؤمِ قد دَجَنوا والمُداجَنَة حُسْن المخالطة وسحابة داجِنة ومدجنة وقد دَجَنتْ تَدْجُن وأَدجنَت ابن سيده دَجَنَت الناقةُ والشاةُ تَدْجُن دُجوناً وهي داجِن لزِمتا البُيوت وجمعها دَواجِن قال الهزلي رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ حتى كأَننا جِذالُ حِكاكٍ لوَّحَتْها الدَّواجِن وذلك لأَن الإبل الجرِبة تُحْبَس في المنزل لئلا تسرَح في الإِبل فتُعْدِيها فهي تحْتَكّ بأَصل ينصب لها لتُشْفى به في المَبْرك وإنما أَرادَ أَن نار الحرب قد لوَّحَتْنا فبِنا منها ما بهذا الجِذْل من آثار الإِبل الجرْبى وفي الحديث لعن اللهُ مَن مَثَّل بدواجنه هي جمع داجِن وهي الشاة التي تَعلِفها الناسُ في منازلهم والمُثْلة بها أَن يَجْدَعها ويخصِيَها والمداجنة حُسن المخالطة قال وقد تقع على غير الشاء من كل ما يأْلف البيوتَ من الطير وغيرها وفي حديث الإِفك تَدخُل الداجنُ فتأْكل عجينَها والدَّجون من الشاء التي لا تمنع ضرْعَها سِخالَ غيرها وقد دَجَنتْ على البَهْم تدجُنُ دُجوناً ودِجاناً وفي حديث عمران بن حُصين كانت العَضْباءُ داجِناً لا تُمْنَع من حَوْض ولا نبت هي ناقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلب دَجُون آلِفٌ للبُيوت الليث كلب داجِن قد أَلِف البيتَ الجوهري شاةٌ داجن وراجِن إذا أَلِفت البيوت واستأْنست قال ومن العرب من يقولها بالهاء وكذلك غير الشاة قال لبيد حتى إذا يَئِس الرُّماةُ وأَرسَلوا غُضُفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعصامُها أَراد به كلاب الصيد قال ابن بري وشاة مِدْجان تأْلف البَهْم وتحِبُّها وناقة مَدْجُونة عُوِّدت السِّناوة أَي دُجِنت للسِّناوة وجمَل دَجون وداجن كذلك أَنشد ثعلب لهميان بن قحافة يُحْسِنُ في مَنْحاتِه الهَمالِجا يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا والدُّجْنة في أَلوان الإِبل أَقبَحُ السواد يقال بعير أَدْجَنُ وناقة دَجْناء والدَّواجن من الحَمام كالدواجن من الشاء والإِبل والدُّجون الأَلَفانُ والدَّجَّانة الإِبل التي تحْمل المتاع وهو اسم كالجَبَّانة الليث الدَّيْدَجانُ الإِبل تحمل التجارة والمداجنة كالمُداهنة ودُجَيْنة اسم امرأَة وأَبو دُجانة كنية سِماك ابن خَرَشة الأَنصاريّ وفي حديث ابن عباس إنَّ الله مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء
( * قوله « بدجناء » ضبط في النهاية بفتح فسكون وفي القاموس ودجنا بالضم أو بالكسر وقد يمدّ وقوله « ويروى بالحاء » عليه اقتصر ياقوت وضبطه بفتح فسكون كالمحكم وسيأْتي قريباً ) هو بالمد والقصر اسم موضع ويروى بالحاء المهملة

دحن
الدَّحِنُ الخَِبُّ الخبيث كالدَّحِل وقيل الداهي وقيل الدَّحِن المسترخي البطن وقيل العظيمة وقيل الدَّحِن والدِّحَنُّ السمين المندلق البطن القصير والفعل من ذلك كله دَحِن يَدْحَن دَحَناً والدِّحَنَّة والدِّحْوَنَّة كالدَّحِن وأَنشد الأَزهري دِحْوَنَّة مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ إذا يُرادُ شَدُّه يُكَرْمِحُ ويروى يُكَرْدِح والكَرْمَحة والكَرْدَحة والكَرْبَحة بمعنى وهو عدْو القصير يُقَرْمِط والمُكَرْدَسُ الملَزَّز الخَلْق والبلندح القصير السمين وأَنشد ابن بري لحميد بن ثور في الدحن تَبْرِي لَكِيكَ الدَّحِن المِخْراجِ وبعير دِحِنَّة ودِحْوَنَّة عريض وكذلك الناقة والمرأَة عن أَبي زيد الأَزهري قيل لابنه الخُسّ أَيُّ الإِبل خَيْر ؟ فقالت خير الإِبل الدَّحِنَّة الطوِيلُ الذواع القصيرُ الكُراع وقلّما تَجِدَنَّه قال وقال الليث الدِّحَنَّة الكثير اللحْم الغليظُ قال الأَزهري يقال ناقة دِحَنَّة ودِحِنَّة بفتح الحاء وكسرها فمن كسرها فهو على مثال امرأَة عِفِرّة وضِبِرَّة ومن فتح فهو على مثال رجل عِكَبّ وامرأَة عِكَبَّة إذا كانا جافيي الخَلْق وناقة دِفَقّة سريعة وأَنشد ابن السكيت أَلا ارْحَلوا دِعْكِنةً دِحِنَّة بما ارتعَى مُزْهِية مُغِنّة ويروى
( * قوله « ويروى إلخ » فسره في التهذيب فقال أي جملاً ذا عكن من الشحم قال وهو أشبه لأنه وصفه بنعت الذكر فقال ارتعى ) أَلا ارْحَلوا ذا عُكْنة أَي تَعَكَّن الشحْمُ عليها قال وهذا أَجود والدِّجَنَّة الأَرض المرتفِعة عن أَبي مالك يمانية والدَّيْحانُ الجراد فَيْعال عن كراع ودَحْنا اسم أَرض وروي عن سعيد أَنه قال خلق الله تعالى آدمَ من دَحْناءَ ومسَح ظهرَه بِنَعْمانِ السَّحابِ وهو بين الطائف ومكة ويروى بالجيم وقد تقدّم

دخن
الدُّخْن الجَاوَرْس وفي المحكم حَبُّ الجاوَرْس واحدته دُخْنَة والدُّخَان العُثانُ دخان النار معروف وجمعه أَدْخِنة ودَواخِن ودَواخِينُ ومثل دُخَان ودواخِن عُثان وعواثِن ودَواخِن على غيرقياس قال الشاعر كأَنَّ الغُبارَ الذي غادَرَتْ ضُحَيَّا دَواخِنُ من تَنْضُبِ ودخن الدُّخانُ دُخوناً إذا سطَع ودَخَنتِ النارُ تَدْخُن وتَدْخِن
( * قوله « تدخن وتدخن » ضبط في الأَصل والصحاح من حد ضرب ونصر وفي القاموس دخنت النار كمنع ونصر ) دُخاناً ودُخُوناً ارتفع دُخانها وادَّخَنت مثله على افْتَعلت ودَخِنَت تَدْخَن دَخَناً أُلقِي عليها حطب فأُفْسِدت حتى هاج لذلك دُخان شديد وكذلك دَخِن الطعامُ واللحم وغيره دَخَناً فهو دَخِن إذا أَصابه الدخان في حال شَيّه أَو طبخه حتى تَغْلبَ رائحتُه على طعمه ودَخِن الطبيخ إذا تَدخّنت القدر وشراب دَخِن متغير الرائحة قال لبيد وفِتْيان صِدْقٍ قد غَدَوْتُ عليهِمُ بلا دَخِن ولا رَجِيع مُجَنَّبِ فالمُجَنَّب الذي جَنَّبَه الناس والمُجَنَّب الذي بات في الباطية والدَّخَن أَيضاً الدُّخان قال الأَعشى تُبارِي الزِّجاجَ مغاويرها شَماطِيط في رهَج كالدَّخَن وليلة دَخْنانة كأَنما تَغَشّاها دُخان من شدّة حَرّها ويوم دَخْنان سَخْنان وقوله عز وجل يوم تأْتي السماء بدُخان مبين أَي بِجَدْب بَيّن يقال إن الجائعَ كان يَرَى بينه وبين السماء دخاناً من شدّة الجوع ويقال بل قيل للجوع دُخان ليُبْس الأَرض في الجَدْب وارتفاع الغُبار فشبه غُبْرتها بالدخان ومنه قيل لسنة المَجاعة غَبْراء وجوع أَغْبَر وربما وضعت العرب الدُّخان موضع الشرّ إذا علا فيقولون كان بيننا أَمر ارْتفَعَ له دخان وقد قيل إن الدخان قد مضى والدُّخْنة كالذَّريرة يُدخَّن بها البيوتُ وفي المحكم الدُّخنة بَخُور يُدَخَّن به الثيابُ أَو البيت وقد تَدَخَّن بها ودَخَّن غيرَه قال آلَيْت لا أَدْفِن قَتْلاكُمُ فَدَخِّنوا المَرْءَ وسِرْباله والدَّواخِن الكُوَى التي تتخذ على الأَتُّونات والمَقالِي التهذيب الداخِنة كُوىً فيها إِرْدَبَّات تتخذ على المقالي والأَتُّونات وأَنشد
( * قوله « وأَنشد إلخ » الذي في التكملة وأَنشد لكعب بن زهير يثرن الغبار على وجهه كلون الدواخن )
كمِثْل الدَّواخِن فَوْقَ الإِرينا ودَخَن الغُبارُ دُخوناً سطع وارتفع ومنه قول الشاعر اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسائِها أَهْوجُ مِحضيرٌ إذا النَّقْعُ دَخَنْ أَي سطع والدَّخَن الكُدُورة إلى السواد والدُّخْنة من لون الأَدْخَن كُدْرة في سواد كالدُّخان دَخِن دَخَناً وهو أَدْخَن وكبش أَدْخَن وشاة دَخْناء بينة الدَّخَن قال رؤبة مَرْتٌ كظَهْر الصَّرْصَران الأَدْخَنِ قال صَرْصَران سمك بحريّ وليلة دَخْنانة شديدة الحرّ والغمّ ويوم دَخْنانٌ سَخْنانٌ والدَّخَن الحِقْد وفي الحديث أَنه ذكر فتْنَةً فقال دَخَنُها من تَحْت قَدَمَيْ رجل من أَهل بيتي يعني ظهورها وإثارتها شبهها بالدخان المرتفع والدَّخَن بالتحريك مصدر دَخِنَت النار تَدْخَن إذا أُلْقِي عليها حطب رَطْب وكثُر دخانها وفي حديث الفتنة هُدْنةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أَقْذاء قال أَبو عبيد قوله هُدْنة على دَخَن تفسيره في الحديث لا ترجع قلوبُ قوم على ما كانت عليه أَي لا يَصْفو بعضُها لبعض ولا ينْصَعُ حُبّها كالكدورة التي في لون الدابَّة وقيل هُدْنة على دَخَن أَي سكون لِعلَّة لا للصلح قال ابن الأَثير شبهها بدخان الحَطب الرَّطْب لما بينهم من الفساد الباطن تحت الصَّلاح الظاهر وأَصل الدَّخَن أَن يكون في لَوْن الدابة أَو الثوب كُدْرة إلى سواد قال المعطَّل الهذلي يصف سيفاً لَيْنٌ حُسامٌ لا يُلِيقُ ضَرِيبةً في مَتْنه دَخَنٌ وأَثْرٌ أَحلَسُ قوله دَخَن يعني كُدورة إلى السواد قال ولا أَحسبه إلا من الدُّخان وهذا شبيه بلون الحديد قال فوجْهه أَنه يقول تكون القلوب هكذا لا يَصْفو بعضُها لبعض ولا يَنْصَع حُبها كما كانت وإن لم تكن فيهم فتنة وقيل الدَّخَن فِرِنْدُ السيف في قول الهذلي وقال شمر يقال للرجُل إذا كان خبيث الخُلُق إنه لدَخِن الخُلُق وقال قَعْنَب وقد عَلِمْتُ على أَنِي أُعاشِرُهم لا نَفْتأُ الدَّهْرَ إلاَّ بيننا دَخَنُ ودَخِن خُلُقُه دَخَناً فهو دَخِن وداخِن ساءَ وفسَد وخَبُث ورجل دَخِن الحسَبَ والدِّين والعقل متغيرهُنَّ والدُّخْنَان ضرْب من العصافير وأَبو دُخْنة طائر يُشْبِه لونه لونَ القُبّرة وابنا دُخانٍ غَنِيّ وباهِلةُ وأَنشد ابن بري للأَخطل تَعُوذُ نساؤُهُمْ بابْنَيْ دُخانٍ ولولا ذاك أُبْنَ مع الرِّفاقِ قال يريد غنيّاً وباهلةَ قال وقال الفرزدق يهجو الأَصمَّ الباهلي أَأَجْعَل دارِماً كابْنَيْ دُخانٍ وكانا في الغَنيمةِ كالرِّكاب التهذيب والعرب تقول لغَنيّ وباهلة بنو دُخان قال الطرمَّاح يا عَجَباً ليَشْكُرَ إذا أَعدَّت لتنصُرَهم رُواةَ بَني دُخانِ وقيل سموا به لأَنهم دَخَّنوا على قوم في غار فقتلُوهم وحكى ابن بري أَنهم إنما سُمُّوا بذلك لأَنه غَزاهم ملِك من اليمن فدخل هو وأَصحابُه في كهف فنَذِرت بهم غنيّ وباهلةُ فأَخذوا بابَ الكهف ودخَّنوا عليهم حتى ماتوا قال ويقال ابنا دخان جبَلا غنيّ وباهلة ابن بري أَبو دخنة طائر يُشْبه لونه لونَ القُبّرة

دخشن
ابن سيده رجل دَخْشَن غليظ قال أَبو منصور ويقال الدَّخْشَم التَّهذيب الفراء الدَّخْشَن الحَدَبَةُ
( * قوله « الحدبة » بحاء ودال مهملتين مفتوحتين كما في الأصل والتهذيب والصاغاني ونسخة القاموس التي شرح عليها السيد مرتضى وهو المطابق للبيت لأن الحدبة واحدة الحدب محركاً نبات أو هو النصيّ فما في نسخ القاموس الطبع الخدبة بكسر الخاء المعجمة وفتح الدال وتشديد الباء الموحدة خطأ ) وأَنشد حُدْبٌ حَدابيرُ من الدَّخْشنِّ تَرَكْنَ راعِيهِنَّ مثلَ الشَّنِّ قال والدَّخْشَن في الكلام لا ينوَّن والشاعر ثقَّل نونَه لحاجته إليه

ددن
الدَّدانُ من السيوف نحو الكَهامِ وقال ثعلب هو الذي يُقْطَع به الشجر وهذا عند غيره إنما هو المِعْضَد وسيف كَهَامٌ ودَدَانٌ بمعنى واحد لا يَمْضِي وأَنشد ابن بري لطُفَيْل لو كنتَ سَيْفاً كان أَثْرُك جُعْرةً وكنتَ دَدَاناً لا يُغَيِّرك الصَّقلُ والدَّدَانُ الرجُل الذي لا غَنَاءَ عنده ونسب ابن برّيّ هذا القول للفراء قال لم يَجِئ ما عينه وفاؤُه من موضع واحد من غير فصل إلاَّ دَدَن وددان قال وذكر غيره البَبْر وقيل البَبْر أَعجميّ وقيل عربي وافق الأَعجمي وقد جاء مع الفصل نحو كَوْكَب وسَوْسَن ودَيْدَن وسَيْسَبان والدَّدَن والدَّدُ محذوف من الدَّدَن والدَّدا محوَّل عن الدَّدَن والدَّيْدَن كله
( * قوله « والديدان كله إلخ » كذا بالأصل مضبوطاً وفي القاموس الديدان محركة ) اللَّهْو واللعب اعْتَقَبت النونُ وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً كما اعتقبت الهاء والواو في سنة لاماً وكما اعتقبت في عِضاه قال ابن الأَعرابي هو اللهو والدَّيْدَبُون وهو ددٌ ودَداً ودَيْدٌ ودَيَدانٌ ودَدَنٌ كلها لغاتٌ صحيحة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما أَنا من ددٍ ولا الدَّدُ منِّي وفي رواية ما أَنا من دَداً ولا دَداً منِّي قال ابن الأَثير في تفسير الحديث الدَّدُ اللهو واللعب وهي محذوفة اللام وقد استعملت مُتَمَّمَة على ضربين دَداً كنَدىً ودَدَن كبَدَن قال ولا يخلو المحذوف من أَن يكون ياءَ كقولهم يد في يَدْيٍ أَو نوناً كقولهم لَدُ في لَدُنْ ومعنى تنكير الدَّدَ في الأُولى الشِّياعُ والاستغراقُ وأَن لا يبقى شيءٌ منه إِلاّ وهو منزَّه عنه أَي ما أَنا في شيءٍ من اللهو واللعب وتعريفُه في الجملة الثانية لأَنه صار معهوداً بالذكر كأَنه قال ولا ذلك النوعُ منِّي وإنما لم يقُل ولا هو منِّي لأَنَّ الصريح آكَدُ وأَبلغ وقيل اللام في الدَّدِ لاستغراق جنس اللعب أَي ولا جنس اللعب مني سواءً كان الذي قلته أَو غيرَه من أَنواع اللهوِ واللعب قال واختار الزمخشري الأَول وقال ليس يَحْسُن أَن يكون لتعريف الجنس ويخرج عن التئامه والكلام جملتان وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره ما أَنا من أَهلِ دَدٍ ولا الدَّدُ من أَشغالي وقال الأَحمر فيه ثلاث لغات يقال للهو ددٌ مثل يد ودَداً مثل قفاً وعصاً ودَدَنٌ مثل حَزَن وأَنشد لعديّ أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ إنَّ هَمِّي في سَماعٍ وأَذَنْ وقال الأَعشى أَتَرْحَلُ من لَيْلَى ولَمَّا تَزوّدِ وكنتَ كَمَنْ قَضى اللُّبانةَ من دَدِ ورأَيت بخط الشَّيخ رضي الدين الشَّاطبي اللغوي رحمه الله في بعض الأُصول دَدّ بتشديد الدال قال وهو نادر ذكره أَبو عمر المطرّزي قال أَبو محمد بن السيد ولا أَعلم أَحداً حكاه غيره قال أَبو علي ونظيرَ دَدَنٍ ودَداً ودَدٍ في استعمال اللام تارة نوناً وتارة حرف علة وتارة محذوفة لدُنْ ولَداً ولَدُ كلُّ ذلك يقال وقال الأَزهري في ترجمة دعب قال الطرمَّاح واستَطْرَقَتْ ظُعْنُهمْ لمَّا احزأَلَّ بِهِمْ مع الضُّحَى ناشِطٌ من داعِبات دَدِ
( * قوله « مع الضحى ناشط » كذا بالأصل وفي القاموس في مادَّة ددد آل الضحى ناشط قال يعني اللَّواتي يَمْزَحْن ويَلْعَبْن ويُدأْدِدْن بأَصابعهنَّ والدَّدُ هو الضرْب بالأصابع في اللعب ومنهم من يروي هذا البيتَ من داعِبٍ دَدِدِ يجعله نعتاً للداعب ويَكْسَعُه بدال أُخرى لِيَتِمّ النعت لأنَّ النَّعت لا يتمكن حتى يصير ثلاثة أَحرف فإِذا اشْتقوا منه فعلاً أَدخلوا بين الأُوليين همزة لئلا تتوالى الدالات فتثقل فيقولون دأْدَدَ يُدَأْدِدُ دأْددة قال وعلى قياسه قول رؤبة يَعُدّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا بَعْبَعَة مَرّاً ومَرّاٍ بَأْبَبَا
( * قوله « يعد » كذا بالأَصل مضبوطاً والذي في شرح القاموس في مادة زغدب ونسبه للعجاج يمد زأراً ) وإنما حكى خرساً شبه ببب فلم يستقم في التصريف إلأَ كذلك
( * قوله وإنما حكى إلخ هكذا في الأصل والكلام غامض ولعل فيه سقطاً ) وقال آخر يصف فحلاً يَسوقُها أَعْيَسُ هدَّارٌ بببْ إذا دَعاها أَقْبَلَتْ لا تَتَّئِبْ والدَّيْدنُ الدأْب والعادة وهي الدَّيْدانُ عن ابن جني قال الراجز ولا يَزال عندَهُمْ خَفَّانُهُ دَيْدانُهُمْ ذاك وذا دَيْدانُهُ والدَّيْدَبُون اللهو قال ابن أَحمر خَلُّوا طَريقَ الدَّيْدَبُونِ فَقَدْ فات الصِّبا وتَفاوَتَ البُجْر وفي النهاية وفي الحديث خَرَجْت ليلة أَطُوف فإِذا أَنا بامرأَة تقول كذا وكذا ثم عُدْتُ فوجدتُها ودَيْدانُها أَن تقولَ ذلك الدَّيْدانُ والدَّيْدَنُ والدِّين العادة تقول ما زال ذلك دَيدَنَه ودَيدَانه ودِينَه ودأْبَه وعادَتَه وسَدَمه وهِجِّيرَه وهِجِّيراه واهْجِيراه ودُرابَتَه قال وهذا غريب قال ابن بري ودد اسم رجل قال ما لِدَدٍ ما لِدَدٍ ما لَهْ

دذن
الدَّاذِينُ مَناورُ من خَشَب الأَرْز يُسْتَصبح بها وهو يتخذ ببلاد العرب من شجر المَظّ والله أَعلم

درن
الدَّرَنُ الوسَخ وقيل تَلَطُّخُ الوسخ وفي المثل ما كان إلا كَدَرنٍ بكَفِّي يعني دَرَناً كان بإحدى يديه فمسحها بالأُخرى يضرب ذلك للشيء العَجِل وقد دَرِنَ الثوبُ بالكسر دَرَناً فهو دَرِن وأَدْرَنُ قال رؤبة إن امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ سَلمت عِرْضاً ثَوبُه لم يَدْكَنِ
( * قوله « ثوبه لم يدكن » كذا في الأصل هنا وفي مادة دكن وتقدم في مادة دغمر لونه لم يدكن ) وأَدْرَنَه صاحبُه وفي حديث الصلوات الخمس تُذْهِبُ الخَطايا كما يُذهب الماءُ الدَّرَنَ أَي الوسخَ وفي حديث الزكاة ولم يُعطِ الهَرِمة ولا الدَّرِنة أَي الجرباء وأَصله من الوسخ وجل مِدْرانٌ كثير الدَّرَن عن ابن الأَعرابي وأَنشد مَدارِينُ إن جاعُوا وأَذْعَرُ مَن مَشى إذا الرَّوْضةُ الخضْراءُ ذَبّ غَدِيرُها ذَبَّ جَفّ في آخر الجَزْءِ والأُنثى مِدْرانٌ بغير هاء قال الفرزدق تَرَكُوا لتَغْلِبَ إذ رَأَوْا أَرماحَهُمْ بِأَرابَ كُلَّ لئيمة مِدْرانِ والدَّرينُ والدُّرانة يَبيسُ الحشِيش وكلّ حُطام من حَمْض أَو شجر أَو أَحرار البقول وذكورها إذا قَدُمَ فهو دَرِين قال أَوس بن مَغْراءِ السَّعدي ولم يَجِدِ السَّوامُ لَدَى المَراعِي مَساماً يُرْتَجَى إلا الدَّرِينا وقال ثعلب الدَّرِين النبت الذي أَتى عليه سنة ثم جفّ واليَبيسُ الحوليّ هو الدَرِِين ويقال ما في الأَرض من اليبيس إلا الدُّرانة الجوهري الدَّرين حُطام المَرْعى إذا قَدُم وهو ما بَلِيَ من الحشيش وقلَّما تنتفع به الإبلُ وقال عمرو بن كلثوم ونحن الحابِسُون بذِي أُراطَى تسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِينا وأَدْرَنَت الإِبلُ رعت الدَّرِين وذلك في الجدب وحطب مُدْرِنٌ يابس وفي حديث جرير وإذا سقط كان دَرِيناً الدَّرِينُ حُطام المرعى إذا تناثر وسقط على الأَرض ويقال للأَرض المجدبة أُمُّ دَرِين قال الشاعر تعالَيْ نُسَمِّطُ حُبَّ دَعْدٍ ونَغْتدي سَواءَيْن والمَرْعى بأُمّ دَرِينِ يقول تعالَيْ نلزمَ حُبِّنا وإن ضاق العيش وإِدْرَوْن الدابة آريُّه ورجع الفرس إلى إدْرَوْنة أَي آريّه والإدْرَوْنُ المَعْلَف والإدْرَوْن الأَصل قال القُلاخ ومثل عَتَّابٍ رددناه إلى إدْرَوْنه ولُؤم أَصَّه على أَلرّغْمَ مَوْطوءَ الحصى مُذَلَّلا
( * قوله « موطوء الحصى » الذي في التهذيب موطوء الحمى وقد قطع همزة الرغم مراعاة للوزن ) قال أَبو منصور ومن جعل الهمز في إِدرون فاء المثال فهي رباعية مثل فِرْعون وبِرْذون وخص بعضهم بالإدْرَوْن الخبيث من الأُصول فذهب أَن اشتقاقه من الدَّرَن قال ابن سيده وليس بشيء وقيل الإدْرَوْن الدَّرَن قال وليس هذا معروفاً ورجَع إلى إِدْرَوْنه أَي وطَنه قال ابن جني ملحق بِجِرْدَحْل إلى إِدْرَوْنه أَي وطَنه قال ابن جني ملحق بِجِرْدَحْل وحِنْزَقْر وذلك أَن الواو التي فيها ليست مدّاً لأَنَّ ما قبلها مفتوح فشابهت الأُصول بذلك فأُلحقت بها ابن الأَعرابي فلان إدْرَوْن شَرّ وطِمِرُّ شر إذا كان نهاية في الشر والدَّرَان الثعلب وأَهل الكوفة يُسمون الأَحمق دُرَيْنَة ودُرَّانة من أَسماء النساء وهو فُعْلانة قال الأَزهري النون في الدُّرّانة إن كانت أَصلية فهي فُعْلالة من الدَّرَن وإن كانت غير أَصلية فهي فُعْلانة من الدُّرّ أَو الدَّرّ كما قالوا قُرّان من القرى ومن القَرين ودَرْنا ودُرْنا بالفتح والضم موضع زعموا أَنه بناحية اليمامة قال الأَعشى حَلَّ أَهلي ما بَيْن دُرْنا فبادُو لي وحَلَّتْ عُلْوِيّةً بالسِّخالِ وقال أَيضاً فقلْتُ للشَّرْب في دُرْنا وقد ثَمِلُوا شِيمُوا وكيفَ يَشِيمُ الشارِبُ الثَّمِلُ ؟ وروي دَرْنا بالفتح والرجل دُرْنِيّ والمرأَة دُرْنيَّة وقال وإن طَحَنَتْ دُرْنِيّةٌ لِعيالِها تَطَبْطَب ثَدْياها فطارَ طَحِينُها ودارِينُ موضع أَيضاً قال النابغة الجعدي أُلْقِيَ فيه فِلْجانِ من مِسْك دا رِينَ وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ الجوهري ودارِينُ اسمُ فُرْضة بالبحرَيْن ينسب إليها المِسك يقال مسكُ دارينَ قال الشاعر مَسائحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبِغِلّةٌ جَرى مِسْكُ دارِينَ الأَحَمُّ خِلالَها والنِّسْبةُ إليها دارِيٌّ قال الفرزدق كأَنَّ تَرِيكةً من ماءِ مُزْنٍ ودارِيَّ الذَّكيِّ من المُدامِ وقال كُثَيِّر أُفِيدَ عليها المِسْكُ حتى كأَنَّها لَطِيمةُ دارِيٍّ تَفَتَّق فارُها
( * قوله « أفيد » كذا بالأصل مضبوطاً وأنشده شارح القاموس فيد وهو الموافق لما قالوا في مادة فيد وإن كان عليه مخروماً )

دربن
الدَّرْبان والدِّرْبانُ والدُّرْبانُ البوّابُ فارسية عن كراع والدَّرابنة البوّابون فارسي معرب قال المثقب العبدي يصف ناقة فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ منها كدُكّانِ الدَّرابِنةِ المَطينِ وقيل الدرابنة التُّجار وقيل جمع الدِّرْبان قال ودِرْبان قياسه على طريقة كلام العرب أَن يكون وزنه فَِعْلان ونونه زائدة ولا يكون أَصلاً لأَنه ليس في كلامهم فعْلال إلا مضاعفاً

درحمن
ابن بري الدُّرَحْمِينُ بالحاء غير المعجمة الرجل الثقيل عن الطوسي وقال أَبو الطيب هو بالخاء المعجمة لا غير قال وقال قوم الرجل الداهية يقال فيه دُرَخْمين بالخاء المعجمة وأَما الرجل الثقيل فبالحاء لا غير

درخبن
التهذيب أَبو مالك الدُّرَخْبيل والدُّرَخْبين الداهية

درخمن
الدُّرَخْمين بوزن شُرَحْبيل من أَسماء الداهية كالدُّرَخْميل قال الراجز أَنعَتُ من حَيّاتِ بُهْلٍ كُشُحينْ صِلَّ صفاً داهيةً دُرَخْمِينْ
( * قوله « أنعت إلخ » كذا بالأصل والصحاح مضبوطاً والذي في معجم ياقوت بهلكجين بالضم ثم الفتح وسكون اللام وفتح الكاف وكسر الجيم وياء ساكنة ونون موضع ) وأَنشد ابن الأَعرابي فقال تاحَ له أَعرَفُ ضافي العُثْنُون فزَلَّ عن داهيةٍ دُرَخْمِين حَتْف الحُبارَيات والكَراوِين والدُّرَخْمين الضخم من الإِبل عن السيرافي قال الراجز أَنعَتُ عَيْرَ عانةٍ دُرَخْمين

درقن
الدُّرَّاقِنُ الخَوْخ الشامي وقال أَبو حنيفة الدُّرّاقِنُ الخوخ بلغة أَهل الشام

دشن
داشِنٌ معرب من الدَّشْن وهو كلام عراقي وليس من كلام أَهل البادية كأَنهم يعنون به الثوب الجديد الذي لم يُلبس أَو الدار الجديدة التي لم تسكن ولا استعملت ابن شميل الداشِن والبُرْكة كلاهما الدَّسْتارانُ ويقال بُرْكة الطحان

دعن
الدَّعْن سَعَف يضم بعضه إلى بعض ويُرَمَّلُ بالشَّريط ويبسط عليه التمر أَزْديّة وقال أَبو عمرو في تفسير شعر ابن مُقبل أُدْعِنَت الناقةُ وأُدعن الجمل إذا أُطيل ركوبه حتى يَهْلِك رواه بالدال والنون

دعكن
الدِّعْكِنةُ الناقة الصلبة الشديدة وقيل السمينة وأَنشد أَلا ارْحَلُوا دِعْكِنةً دِحَنَّهْ بما ارْتَعى مُزْهِيةً مُغِنَّهْ الأَزهري قال وفي النوادر رجل دَعْكَنٌ دَمِثٌ حسن الخُلق وبِرْذون دَعْكَنٌ قَرودٌ أَلْيَسُ بَيِّن اللَّيَس إذا كان ذلولاً

دغن
دَغَنَ يومُنا كدَجَن عن ابن الأَعرابي قال وإنه ليوم ذو دُغُنَّة كدُجُنَّة ودُغَيْنة الأَحمق معرفة ودُغَيْنة اسم امرأَة الليث يقال للأَحمق دُغَة ودُغَيْنة ويقال إِنها كانت امرأَة حمقاء

دفن
الدَّفْن السَّتْر والمُواراة دَفَنِه يَدْفِنُه دَفْناً وادَّفَنه فاندَفَن وتَدَفَّن فهو مَدْفون ودَفِين والدِّفْن والدَّفينُ المدفون والجمع أَدفان ودُفَناء وقال اللحياني امرأَة دَفين ودَفينة من نِسوة دَفْنى ودَفائِن وركيَّةٌ دَفين مُنْدفِنة وكذلك مِدْفان كأَنَّ الدَّفْن من فعْلها وركية دَفين ودِفان إِذا اندفن بعضُها وركايا دُفُن قال لبيد سُدُماً قليلاً عَهْدُه بأَنِيسه من بَيْن أَصفَرَ ناصِعٍ ودِفان والمِدْفان والدِّفْن الرَّكِيّة أَو الحوض أَو المَنْهل يندفن والجمع دِفان ودُفُن وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما واجْتَهَرَ دُفُن الرَّواءِ الدُّفُن جمع دَفين وهو الشيء المدفون وأَرض دَفْنٌ مَدْفونة والجمع أَيضاً دُفُن وماء دِفان كذلك والدَّفْن والدِّفْنُ بئر أَو حوض أَو مَنهل سَفَت الريح فيه التراب حتى ادَّفَن وأَنشد دَفْن وَطامٍ ماؤه كالجِرْيال وادَّفن الشيءُ على افتعل واندفن بمعنىً وداء دَفين لا يُعْلم به وفي حديث علي عليه السلام قم عن الشمس فإِنها تُظهِر الداءَ الدفين قال ابن الأَثير هو الداء المستَتر الذي قهَرته الطبيعةُ يقول الشمس تُعينُه على الطبيعة وتُظهِره بحرِّها ودَفَن الميِّتَ واراه هذا الأَصل ثم قالوا دَفَن سِرَّه أَي كتمه والدَّفينة الشيء تَدْفِنه حكاها ثعلب والمِدْفن السِّقاء الخَلَق والمِدْفان السقاء البالي والمنهل الدفين أَيضاً وهو مِدْفان بمنزلة المَدْفون والمِدْفان والدَّفون من الإِبل والناس الذاهبُ على وجهه في غير حاجة كالآبق وقيل الدَّفون من الإِبل التي تكون وسَطهن إِذا وردَت وقد دَفَنَتْ تَدْفِن دَفْناً ابن شميل ناقة دَفون إذا كانت تغيب عن الإِبل وتركب رأْسها وحدها وقد ادَّفَنت ناقتكم وقال أَبو زيد حَسَب دَفونٌ إذا لم يكن مشهوراً ورجل دَفون الجوهري ناقة دَفون إذا كان من عادتها أَن تكون في وسط الإِبل والتَّدافن التَّكاتُم يقال في الحديث لو تكاشَفْتم ما تَدافَنْتم أَي لو تكَشَّف عيبُ بعضكم لبعض وبقرة دافِنة الجِذْم وهي التي انسحَقت أَضراسُها من الهرم الأَصمعي رجل دَفين المروءة ودَفْنُ المروءة إذا لم يكن له مروءة قال لبيد يُباري الرِّيحَ ليس بِجانِبِيٍّ ولا دَفْنٌ مُروءَتُه لَئيم والادِّفانُ إباقُ العَبد وادَّفن العَبْدُ أَبَق قبل أَن ينتهي به إلى المصر الذي يُباع فيه فإِن أَبَق من المصر فهو الإِباقُ وقيل الادِّفانُ أَن يَرُوغَ من مَوالِيه اليوم واليومين وقيل هو أَن لا يغيب من المصر في غيبته وعبد دَفون فَعُول لذلك وفي حديث شُريح أَنه كان لا يَرُدّ العبدَ من الادِّفان ويردّه من الإِباق الباتِّ وفسره أَبو زيد وأَبو عبيدة بما قدّمناه قبل الحديث وقال أَبو عبيد روى يزيد بن هرون بسنده عن محمد بن شريح قال يزيد الادِّفانُ أَن يأْبَق العبد قبل أَن يُنتهى به إلى المصر الذي يباع فيه فإِن أَبق من المصر فهو الإباق الذي يردّ منه في الحُكم وإن لم يَغِب عن المصر قال أَبو منصور والقولُ ما قاله أَبو زيد وأَبو عبيدة والحكم على ذلك لأَنه إذا غاب عن مواليه في المصر اليومَ واليومين فليس بإِباقٍ باتٍّ قال ولست أَدري ما أَوْحَشَ أَبا عبيد من هذا وهو الصواب وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث الإدِّفانُ هو أَن يَخْتفي العبدُ عن مواليه اليومَ واليومَيْن ولا يَغيبَ عن المصر وهو افتعال من الدَّفْن لأَنه يَدْفِن نفْسه في البلد أَي يكتُمُها والإِباقُ هو أَن يَهْرُب من المِصْر والباتّ القاطع الذي لا شُبْهة فيه والداء الدَّفِين الذي يظْهَر بعد الخفاء ويفشو منه شَرّ وعَرٌّ وحكى ابن الأَعرابي داء دَفِن وهو نادر قال ابن سيده وأُراه على النسب كرجل نَهِر وأَنشد ابن الأَعرابي للمُهاصر بن المحل ووقف على عيسى بن موسى بالكوفة وهو يكتب الزَّمْنى إن يَكْتبوا الزَّمْنى فإِنِّي لَطَمِنْ من ظاهِر الدَّاء وداءٍ مُسْتَكِنْ ولا يَكادُ يَبْرَأُ الدَّاءُ الدَّفِنْ والدَّاءِ الدَّفين الذي لا يُعلم به حتى يظهر منه شَرّ وعَرّ والدفائن الكنوز واحدتها دَفِينة والدَّفَنِيُّ ضرب من الثياب وقيل من الثياب المُخَطَّطة وأَنشد ابن بري للأَعشى الواطِئينَ على صُدورِ نعالهم يمشون في الدَّفَنِيِّ والأَبْرادِ والدَّفِينُ موضع قال الحَذْلَميّ إلى نُقاوى أَمْعَزِ الدَّفِين والدَّفِينة والدَّثِينةُ منزل لبني سليم والدَّفافين خشب السفينة واحدها دُفَّان عن أَبي عمرو ودَوْفَن اسم قال ابن سيده ولا أَدْري أَرجل أَم موضع أَنشد ابن الأَعرابي وعَلِمتُ أَني قد مُنِيتُ بِنئْطِلٍ إذ قيل كان منَ الِ دَوْفَنَ قُمَّسُ قال فإِن كان رجلاً فعسى أَن يكون أَعجَمياً فلم يَصْرفْه أَو لعل الشاعر احتاج إلى ترك صَرفه فلم يَصْرِفه فإِنه رأْيٌ لبعض النَّحويين وإن كان عنى قبيلة أَو امرأَة أَو بُقْعة فحكمه أَن لا ينصرف وهذا بيّن واضح

دقن
الدِّقْدانُ والدِّيقان أَثافي القدر

دكن
الدَّكْن والدَّكَن والدُّكْنة لون الأَدْكن كلون الخَزِّ الذي يضربُ إلى الغُبرة بين الحمرة والسواد وفي الصحاح يضرب إلى السواد دَكِن يَدْكَن دَكَناً وأَدْكَن وهو أَدْكَنُ قال رؤبة يخاطب بلال بن أَبي بُرْدة فالله يَجْزِيكَ جَزاءَ المُحْسِنِ عن الشرِيف والضعِيفِ الأَوْهَنِ سَلمتَ عرضاً ثوبُه لم يَدْكَن وصافياً غَمْرَ الحِبا لم يَدْمَنِ والشيءُ أَدْكَنُ قال لبيد أُغْلي السِّباءَ بكلّ أَدْكَنَ عاتِقٍ أَو جَوْنةٍ فُدِحَت وفُضّ خِتامُها
( * قوله « فدحت » بالحاء المهملة في الأصل والصحاح ولعلها بالخاء المعجمة أو الدال مبدلة من التاء المثناة من فوق ) يعني زِقّاً قد صَلَح وجاد في لونه ورائحته لعِتْقه وفي حديث فاطمة رضوان الله عليها أَنّها أَوْقَدت القِدْرَ حتى دَكِنَت ثِيابُها دَكِن الثوبُ إذا اتسخ واغبرَّ لونُه يَدْكَنُ دَكَناً ومنه حديث أُم خالد في القميص حتى دَكِن وفي قصيدة مُدح بها سيدنا رسول الله
( * قوله « مدح بها سيدنا إلخ » الذي في النهاية مدح بها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ) صلى الله عليه وسلم عليٌّ له فضلانِ فضلُ قرابةٍ وفضْلٌ بنَصْلِ السيف والسُّمُرِ الدُّكْلِ قال الدُّكْل والدُّكْن واحد يريدُ لونَ الرماح ودَكَن المتاعَ يَدْكُنه دَكْناً ودَكَّنه نَضّد بعضَه على بعض ومنه الدُّكان مشتق من ذلك قال وهو عند أَبي الحسن مشتق من الدَّكَّاء وهي الأَرض المُنبسطة وهو مذكور في موضعه والدُّكّان فُعّال والفعل التَّدْكِين الجوهري الدُّكَّان واحد الدكاكين وهي الحوانيت فارسي معرَّب وفي حديث أَبي هريرة فبَنَيْنا له دُكَّاناً من طين يجلس عليه الدُّكَّان الدّكَّة المبنِيَّة للجلوس عليها قال والنون مختلف فيها فمنهم من يَجْعلُها أَصلاً ومنهم مَن يجعلها زائدة ودَكَّن الدُّكَّانَ عَمِله وثريدة دَكْناء وهي التي عليها من الأَبزار ما دَكَّنها من الفُلْفُل وغيره والدُّكَيْناء ممدود دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض ودُكَيْن ودَوْكَن اسمان

دلن
دَلان من أَسماء العرب وقد أُميت أَصل بنائه

دمن
دِمْنةُ الدار أَثَرُها والدِّمْنة آثارُ الناس وما سَوَّدوا وقيل ما سَوَّدوا من آثار البَعَر وغيره والجمع دِمَن على بابه ودِمْنٌ الأَخيرة كسِدْرة وسِدْر والدِّمْن البَعَر ودَمَّنتِ الماشيةُ المكانَ بَعَرت فيه وبالت ودَمَّن الشاءُ الماء هذا من البَعَر قال ذو الرمة يصف بقرة وحشية إذا ما عَلاها راكِبُ الصّيْفِ لم يَزَلْ يَرَى نَعْجةً في مَرْتَع فيُثيرُها مُوَلَّعةً خَنْساءَ ليْستْ بنعْجة يُدَمِّن أَجْوافَ المِياه وَقِيرُها ودَمّن القومُ الموضعَ سوّدوه وأَثَّروا فيه بالدِّمْن قال عَبيد بن الأَبرص مَنْزِلٌ دَمّنه آباؤُنا ال مُورثُون المَجْدَ في أُولى اللَّيالي والماء مُتَدَمِّن إذا سقَطَت فيه أَبعار الغَنَم والإِبل والدِّمْن ما تَلَبَّد من السِّرقِينِ وصار كِرْساً على وجه الأَرض والدِّمْنة الموضع الذي يَلْتبدُ فيه السِّرقِين وكذلك ما اختلط من البعر والطين عند الحوض فتَلَبَّد الصحاح الدِّمْن البَعر قال لبيد راسِخُ الدِّمْن على أَعضادِه ثَلَمَتْه كُلُّ رِيحٍ وسَبَلْ ودمَنْتُ الأَرضُ مثل دَمَلْتها وقيل الدِّمْن اسم للجنس مثل السِّدْر اسم للجنس والدِّمَن جمع دِمْنة ودِمْنٌ
( * قوله « ودمن » بالرفع عطف على والدمن ) ويقال فلانِ دِمْنُ مالٍ كما يقال إزاءُ مالٍ والدِّمْنة الموضع القريب من الدار وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال إيّاكم وخَضْراءَ الدِّمَن قيل وما ذاك ؟ قال المرأَة الحسناء في المَنْبت السُّوء شبه المرأَة بما ينبت في الدِّمَن من الكلأِ يُرى له غَضارة وهو وَبيء المرْعى مُنْتِن الأَصل قال زُفَر بن الحرث وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَن الثَّرَى وتَبْقى حَزازاتُ النُّفوسِ كما هيَا والدِّمْنة الحقد المُدَمِّن للصدر والجمع دِمن وقيل لا يكون الحقد دِمْنة حتى يأْتي عليه الدهر وقد دَمِن عليه وقد دَمِنَت قلوبُهم بالكسر ودَمِنْت على فلان أَي ضَغِنْت وقال أَبو عبيد في تفسير الحديث أَراد فسادَ النَّسَب إذا خيف أَن تكون لغير رِشْدة وإنما جعلها خضراء الدِّمَن تشبيهاً بالبقلة الناضرة في دمنة البعر وأَصل الدِّمْن ما تُدَمِّنه الإِبل والغنم من أَبعارها وأَبوالها أَي تُلَبِّده في مرابضها فربما نبت فيها النباتُ الحسن النَّضِير وأَصله من دِمْنة يقول فَمَنظَرُها أَنيق حسن ومنه الحديث فيَنْبُتون نباتَ الدِّمْن في السيل قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية بكسر الدال وسكون الميم يريد البعر لسرعة ما ينبت فيه ومنه الحديث فأَتينا على جُدْجُد مُتَدَمِّن أَي بئر حولها الدِّمْنة وفي حديث النخعيّ كان لا يرى بأْساً بالصلاة في دِمْنة الغنم والدِّمنة بقية الماء في الحوض وجمعها دِمْن قال علقمة بن عَبْدَة تُرادى على دِمْن الحِياضِ فإِن تَعَفْ فإِنّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرُكوبُ والدَّمْن والدَّمان عَفَن النخلة وسوادُها وقيل هو أَن يُنسِغَ النخل عن عَفَن وسواد الأَصمعي إذا أَنْسَغَت النخلة عن عفن وسواد قيل قد أَصابه الدَّمَان بالفتح وقال ابن أَبي الزِّناد هو الأَدَمانُ وقال شمر الصحيح إذا انْشَقَّت النخلةُ عن عفن لا أَنْسَغَت قال والإِنْساغ أَن تُقْطَع الشجرةُ ثم تَنْبت بعد ذلك وفي الحديث كانوا يَتَبايَعُون الثِّمَار قبل أَن يَبْدُو صَلاحُها فإِذا جاء التقاضي قالوا أَصاب الثمرَ الدَّمانُ هو بالفتح وتخفيف الميم فساد الثمر وعفَنُه قبل إدراكه حتى يسودّ من الدِّمْن وهو السرقين ويقال إذا أَطلعت النخلة عن عَفَن وسواد قيل أَصابها الدَّمانُ ويقال الدَّمال أَيضاً باللام وفتح الدال بمعناه ابن الأَثير كذا قيده الجوهري وغيره بالفتح قال والذي جاء في غريب الخطّابي بالضم قال وكأَنه أَشبه لأَن ما كان من الأَدواء والعاهات فهو بالضم كالسُّعال والنُّحاز والزُّكام وقد جاء في هذا الحديث القُشام والمُراض وهما من آفات الثمرة ولا خلاف في ضمِّهما وقيل هما لغتان قال الخطابي ويروى الدَّمار بالراء قال ولا معنى له والدَّمان الرَّماد والدَّمان السّرْجين والدَّمان الذي يُسَرقِنُ الأَرضَ أَي يَدْبِلها ويَزْبِلُها وأَدْمَن الشرابَ وغيرَه لم يُقْلِعْ عنه وقوله أَنشده ثعلب فَقُلنا أَمِن قبَرْ خَرَجْتَ سَكَنْتَه ؟ لكَ الوَيْلُ أَم أَدْمَنْتَ جُحْرَ الثَّعالب ؟ معناه لزمتَه وأَدْمَنْت سُكناه وكأَنه أَراد أَدْمنْت سُكنى جُحْر الثعالب لأَن الإِدْمان لا يقع إلا على الأَعراض ويقال فلان يُدْمِنُ الشُّرب والخمر إذا لزِم شربها يقال فلان يُدْمِنُ كذا أَي يُديمه ومُدْمِن الخمر الذي لا يُقْلع عن شربها يقال فلان مُدْمن خمر أَي مُداومُ شربِها قال الأَزهري واشتقاقه من دَمْنِ البعر وفي الحديث مُدْمِن الخمر كعابد الوثَن هو الذي يُعاقِر شربها ويلازمه ولا ينفك عنه وهذا تغليظ في أَمرها وتحريمِهِ ويقال دَمَّن فلان فِناءَ فلان تَدْمِيناً إذا غشيه ولزمه قال كعب بن زهير أَرْعى الأَمانةَ لا أَخُونُ ولا أُرى أَبداً أُدَمِّن عَرْصَة الإِخْوانِ
( * قوله « عرصة الإخوان » كذا بالأصل والتهذيب والذي في التكملة عرصة الخوَّان ودَمَّن الرجلَ رخَّص له عن كراع والمُدَمَّن أَرض ودَمُّون بالتشديد موضع وقيل أَرض حكاه ابن دريد وأَنشد لامرئ القيس تَطاولَ الليلُ علينا دَمُّون دَمُّون إنَّا مَعشَرٌ يمانُونْ وإِنَّنا لأَهْلِنا مُحِبُّونْ وعبد الله بن الدُّمَيْنة من شعرائهم

دنن
الدَّنّ ما عَظُم من الرَّواقِيد وهو كهيئة الحُبّ إلا أَنه أَطول مُسْتَوي الصَّنْعة في أَسفله كهيئة قَوْنَس البيضة والجمع الدِّنان وهي الحِباب وقيل الدَّنُّ أَصغر من الحُبّ له عُسْعُس فلا يقعد إلا أَن يُحْفَر له قال ابن دريد الدَّنُّ عربيّ صحيح وأَنشد وقابلَها الرِّيحُ في دَنِّها وصلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ وجمعه دِنان قال ابن بري ويقال للدَّنِّ الإِقنيز عربية والدَّنَن انحناءٌ في الظهر وهو في العُنُق والصَّدر دُنُوٌّ وتطأْطُؤ وتطامُن من أَصلها خلقةً رجل أَدَنُّ وامرأَة دَنَّاء وكذلك الدابَّة وكلّ ذي أَربع وكان الأَصمعيّ يقول لم يَسْبِق أَدَنّ قطّ إِلا أَدَنَّ بني يَرْبوع أَبو الهيثم الأَدَنُّ من الدوابّ الذي يداه قصيرتان وعنقُه قريب من الأَرض وأَنشد بَرَّحَ بالصِّينيّ طُولُ المَنِّ وسَيْرُ كلِّ راكبٍ أَدَنِّ مُعْتَرضٍ مثل اعتراضِ الطُّنّ الطُّنّ العِلاوة التي تكون فوق العِدْلين وقال الراجز لا دَنَنٌ فيه ولا إخْطافُ والإِخْطاف صِغَر الجوف وهو شَرُّ عُيُوب الخيل ابن الأَعرابي الأَدَنّ الذي كأَن صُلْبَه دَنّ وأَنشد قد خَطِئَتْ أُمُّ خُثَيْمٍ بأَدَنْ بناتِئ الجَبْهة مَفْسُوءِ القَطَنْ قال والفَسأُ دُخول الصلب والفَقَأْ خروج الصدْر ويقال دَنُّ وأَدْنَنُ وأَدَنُّ ودِنَّانٌ ودِنَنَةٌ أَبو زيد الأَدَنُّ البعير المائِل قُدُماً وفي يديه قِصَرٌ وهو الدَّنَن وفرس أَدَنّ بيِّن الدَّنَن قصير اليدين قال الأَصمعي ومن أَسوإ العيوب الدَّنَنُ في كل ذي أَربع وهو دُنُوّ الصدر من الأَرض ورجل أَدَنُّ أَي مُنْحني الظهر وبيت أَدَنّ أَي متطامن والدَّنِين والدَّنْدِن والدَّنْدنة صو الذباب والنحل والزنابير ونحوها من هَيْنَمة الكلام الذي لا يُفهم وأَنشد كدَنْدنةِ النَّحلِ في الخَشْرَمِ الجوهري الدَّنْدَنة أَن تسمع من الرجل نَغْمة ولا تفهم ما يقول وقيل الدَّنْدنة الكلام الخفيّ وسأَل النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلاً ما تقول في التشهد ؟ قال أَسأَل الله الجنّة وأَعُوذُ به من النار فأَمَّا دَنْدنتك ودَنْدَنةُ معاذ فلا نحسنها فقال عليه السلام حولهما نُدَنْدِن وروي عنهما نُدَنْدِن وقال أَبو عبيد الدَّنْدنة أَن يَتكلَّم الرجل بالكلام تسمع نَغْمته ولا تفهمه عنه لأَنه يُخْفيه والهَيْنمة نَحْوٌ منها وقال ابن الأَثير وهو الدَّنْدنة أَرفع من الهيْنمة قليلاً والضمير في حولَهما للجنة والنار أَي في طلبهما نُدَنْدن ومنه دَنْدَن إذا اختلف في مكان واحد مجيئاً وذَهاباً وأَمّا عنهما نُدَنْدِن فمعناه أَن دَنْدَنتنا صادرة عنهما وكائنة بسببهما شمر طَنْطَن طَنْطَنة ودَنْدن دَنْدَنة بمعنى واحد وأَنشد نُدَنْدِن مِثْلَ دَنْدَنةِ الذُّباب وقال ابن خالويه في قوله حولهما ندندن أَي ندور يقال نُدَنْدِنُ حول الماء ونَحُوم ونُرَهْسِم والدِّندنة الصوت والكلام الذي لا يُفْهَمُ وكذلك الدَّنْدان مثل الدَّنْدنة وقال رؤبة وللبَعوضِ فوقنا دِنْدانُ قال الأَصمعي يحتمل أَن يكونَ من الصوت ومن الدَّوَران والدِّنْدِن بالكسر ما بَلِي واسودّ من النبات والشجر وخصّ به بعضُهم حُطام البُهْمَى إذا اسودّ وقَدُم وقيل هي أُصول الشجر البالي قال حسان بن ثابت المالُ يَغْشَى أُناساً لا طباخَ لهُم كالسَّيْل يَغْشَى أُصولَ الدِّنْدِن البالي الأَصمعي إذا اسْودَّ اليبيس من القِدَم فهو الدِّنْدِن وأَنشد مثل الدِّنْدِن البالي والدِّنْدِن أُصول الشجر ابن الفرج أَدَنَّ الرجلُ بالمكان إدْناناً وأَبَنَّ إِبْناناً إذا أَقام ومثله مما تعاقب فيه الباء والدال انْدَرَى وانْبَرَى بمعنى واحد وقال أَبو حنيفة قال أَبو عمرو الدِّنْدِن الصِّلِّبان المُحِيل تميمية ثابتة والدَّنَنُ اسم بلد بعينه

دهن
الدُّهْن معروف دَهَن رأْسه وغيره يَدْهُنه دَهْناً بلَّه والاسم الدُّهْن والجمع أَدْهان ودِهان وفي حديث سَمُرة فيخرجُون منه كأَنما دُهنوا بالدِّهان ومنه حديث قتادة بنِ مَلْحان كنت إذا رأَيته كأَنَّ على وجهه الدِّهانَ والدُّهْنة الطائفة من الدُّهْن أَنشد ثعلب فما رِيحُ رَيْحانٍ بمسك بعنبرٍ برَنْدٍ بكافورٍ بدُهْنةِ بانِ بأَطيبَ من رَيَّا حبيبي لو انني وجدتُ حبيبي خالياً بمكانِ وقد ادَّهَن بالدُّهْن ويقال دَهَنْتُه بالدِّهان أَدْهُنه وتَدَهّن هو وادَّهن أَيضاً على افْتعل إذا تَطَلَّى بالدُّهن التهذيب الدُّهن الاسم والدَّهْن الفعل المُجاوِز والادِّهان الفعل اللازم والدَّهَّان الذي يبيع الدُّهن وفي حديث هِرَقْلَ وإلى جانبه صورةٌ تُشبِه إلاَّ أَنه مُدْهانّ الرأْس أَي دَهِين الشعر كالمُصْفارّ والمُحْمارّ والمُدْهُن بالضم لا غير آلة الدُّهْن وهو أَحد ما شذّ من هذا الضرب على مُفْعُل مما يُستعمَل من الأَدوات والجمع مَداهن الليث المُدْهُن كان في الأَصل مِدْهناً فلما كثر في الكلام ضمّوه قال الفراء ما كان على مِفْعل ومِفْعلة مما يُعْتَمل به فهو مكسور الميم نحو مِخْرَز ومِقْطَع ومِسَلّ ومِخَدة إلا أَحرفاً جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي مُدْهُن ومُسْعُط ومُنْخُل ومُكْحُل ومُنْضُل والقياس مِدْهَن ومِنْخَل ومِسْعَط ومِكْحَل وتَمَدْهن الرجل إذا أَخذ مُدْهُناً ولِحْية دَهِين مَدْهونة والدَّهْن والدُّهن من المطر قدرُ ما يَبُلّ وجهَ الأَرض والجمع دِهان ودَهَن المطرُ الأَرضَ بلَّها بلاً يسيراً الليث الأَدْهان الأَمطار اللَّيِّنة واحدها دُهْن أَبو زيد الدِّهَان الأَمْطار الضعيفة واحدها دُهْن بالضم يقال دهَنَها وَلْيُها فهي مَدْهُونة وقوم مُدَهَّنون بتشديد الهاء عليهم آثار النِّعَم الليث رجل دَهِين ضعيف ويقال أَتيت بأَمر دَهِين قال ابن عَرَادة لِيَنْتَزعُوا تُراثَ بني تَمِيم لقد ظَنُّوا بنا ظنّاً دَهِينا والدَّهين من الإِبل الناقة البَكيئة القليلة اللبن التي يُمْرَى ضرعُها فلا يَدِرّ قَطرةً والجمع دُهُن قال الحطيئة يهجو أُمه جَزاكِ اللهُ شرّاً من عجوزٍ ولَقَّاكِ العُقوقَ من الَبنينِ لِسانُكِ مِبْرَدٌ لا عَيْبَ فيه ودَرُّكِ دَرُّ جاذبةٍ دَهينِ
( * قوله « مبرد لا عيب فيه » قال الصاغاني الرواية مبرد لم يبق شيئاً )
وأَنشد الأَزهري للمثقّب تَسُدُّ بمَضْرَحيِّ اللَّوْنِ جَثْلٍ خَوايَةَ فرْج مِقْلاتٍ دَهينِ وقد دَهُنت ودهَنَت تَدْهُن دَهانة وفحل دَهِين لا يَكاد يُلْقِح أَصلاً كأَنَّ ذلك لقلَّة مائة وإذا أَلقَح في أَول قَرْعِه فهو قَبِيس والمُدْهُن نقرة في الجبل يَسْتَنْقِع فيها الماء وفي المحكم والمُدْهُن مُسْتَنْقَع الماء وقيل هو كل موضع حفره سيل أَو ماء واكفٌ في حَجَر ومنه حديث الزهري
( * قوله « ومنه حديث الزهري » تبع فيه الجوهري وقال الصاغاني الصواب النهدي بالنون والدال وهو طهفة بن زهير ) نَشِفَ المُدْهُن ويبس الجِعْثِن هو نقرة في الجبل يَستنقِع فيها الماء ويَجتمع فيها المطر أَبو عمرو المَداهن نُقَر في رؤوس الجبال يستنقع فيها الماء واحدها مُدْهُن قال أَوس يُقَلِّبُ قَيْدوداً كأَنَّ سَراتَها صَفَا مُدْهُنٍ قد زَلَّقته الزَّحالِفُ وفي الحديث كأَنَّ وجهَه مُدْهُنة هي تأْنيث المُدْهُن شبّه وجهَه لإِشْراق السرور عليه بصفاء الماء المجتمع في الحجر قال ابن الأَثير والمُدْهُن أَيضاً والمُدْهُنة ما يجعل فيه الدُّهن فيكون قد شبَّهه بصفاء الدُّهْن قال وقد جاء في بعض نسخ مسلم كأَنَّ وجهَه مُذْهبَة بالذال المعجمة والباء الموحدة وقد تقدم ذكره في موضعه والمُداهَنة والإِدْهانُ المُصانَعة واللِّين وقيل المُداهَنة إِظهارُ خلاف ما يُضمِر والإدْهانُ الغِش ودَهَن الرجلُ إذا نافق ودَهَن غلامَه إذا ضربه ودهَنه بالعصا يَدْهُنه دَهْناً ضربه بها وهذا كما يقال مسَحَه بالعصا وبالسيف إذا ضربه برِفْق الجوهري والمُداهَنة والإِدْهان كالمُصانعة وفي التنزيل العزيز ودُّوا لو تُدْهِنُ فيُدْهِنون وقال قوم داهَنت بمعنى واريت وأَدْهَنت بمعنى غَشَشْت وقال الفراء معنى قوله عز وجل ودّوا لو تدهن فيدهنون ودُّوا لو تَكْفُر فيكفرون وقال في قوله أَفبهذا الحديث أَنتم مُدْهِنون أَي مُكَذِّبون ويقال كافرون وقوله ودُّوا لو تُدْهن فيُدهِنون ودّوا لو تَلِينُ في دِينك فيَلِينون وقال أَبو الهيثم الإِدْهان المُقاربَة في الكلام والتَّليين في القول من ذلك قوله ودُّوا لو تدهن فيدهنون أَي ودُّوا لو تُصانِعهم في الدِّين فيُصانِعوك الليث الإِدْهان اللِّين والمُداهِن المُصانع قال زهير وفي الحِلْمِ إِدْهان وفي العَفْوِ دُرْبةٌ وفي الصِّدْق مَنْجَاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ وقال أَبو بكر الأَنباري أَصل الإِدْهان الإِبْقاء يقال لا تُدْهِنْ عليه أَي لا تُبْقِ عليه وقال اللحياني يقال ما أَدهنت إلا على نفسك أَي ما أَبقيت بالدال ويقال ما أَرْهَيت ذلك أَي ما تركته ساكناً والإرهاء الإسكان وقال بعض أَهل اللغة معنى داهَن وأَدْهن أَي أَظهر خلاف ما أَضمر فكأَنه بيَّن الكذب على نفسه والدِّهان الجلد الأَحمر وقيل الأَملس وقيل الطريق الأَملس وقال الفراء في قوله تعالى فكانت وَرْدَة كالدِّهان قال شبَّهها في اختلاف أَلوانها بالدُّهن واختلافِ أَلوانه قال ويقال الدِّهان الأَديم الأَحمر أَي صارت حمراء كالأَديم من قولهم فرس وَرْدٌ والأُنثى وَرْدَةٌ قال رؤبة يصف شبابه وحمرة لونه فيما مضى من عمره كغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُ كأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ يُمْرَعُ لوْني ولو هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُ أَي يكثر دهنه يقول كأَنَّ لونه يُعْلى بالدُّهن لصفائه قال الأَعشى وأَجْرَدَ من فُحول الخيلِ طرْفٍ كأَنَّ على شواكِلِه دِهانا وقال لبيد وكلُّ مُدَمّاةٍ كُمَيْتٍ كأَنها سَلِيمُ دِهانٍ في طِرَاف مُطَنَّب غيره الدِّهانُ في القرآن الأَديمُ الأَحمر الصِّرفُ وقال أَبو إسحق في قوله تعالى فكانت ورْدَةً كالدِّهان تتلوَّنُ من الفَزَع الأَكبر كما تتلوَّن الدِّهانُ المختلفةُ ودليل ذلك قوله عز وجل يوم تكون السماءُ كالمُهْل أَي كالزيت الذي قد أُغلي وقال مِسْكينٌ الدَّارميُّ ومُخاصِمٍ قاوَمْتُ في كَبَدٍ مِثْل الدِّهان فكانَ لي العُذْرُ يعني أَنه قاوَمَ هذا المُخاصِمَ في مكانٍ مُزِلّ يَزْلَقُ عنه من قام به فثبت هو وزلِقَ خَصْمُه ولم يثبت والدِّهانُ الطريق الأَملس ههنا والعُذْرُ في بيت مسكين الدارمي النُّجْح وقيل الدهان الطويل الأَملس والدَّهْناء الفَلاة والدَّهْناء موضعٌ كلُّه رمل وقيل الدهناء موضع من بلاد بني تميم مَسِيرة ثلاثة أَيام لا ماء فيه يُمَدُّ ويقصَر قال لسْتَ على أُمك بالدَّهْنا تَدِلّ أَنشده ابن الأَعرابي يضرب للمتسخط على من لا يُبالى بتسخطه وأَنشد غيره ثم مالَتْ لجانِبِ الدَّهْناءِ وقال جرير نارٌ تُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا وقال ذو الرمة لأَكْثِبَة الدَّهْنا جَميعاً ومالِيَا والنسبة إليها دَهْناوِيٌّ وهي سبعة أَجبل في عَرْضِها بين كل جبلين شقيقة وطولها من حَزْنِ يَنْسُوعةَ إلى رمل يَبْرِينَ وهي قليلة الماء كثيرة الكلأِ ليس في بلادِ العرب مَرْبَعٌ مثلُها وإذا أَخصبت رَبَعت العربُ
( * قوله « ربعت العرب إلخ » زاد الأزهري لسعتها وكثرة شجرها وهي عذاة مكرمة نزهة من سكنها لم يعرف الحمى لطيب تربتها وهوائها ) جمعاء وفي حديث صَفِيَّة ودُحَيْبَةَ إنما هذه الدَّهْنا مُقَيَّدُ الجمَل هو الموضع المعروف ببلاد تميم والدَّهْناء ممدود عُشْبة حمراء لها ورق عِراض يدبغ به والدِّهْنُ شجرةُ سَوْءٍ كالدِّفْلى قال أَبو وَجْزَة وحَدَّثَ الدِّهْنُ والدِّفْلى خَبيرَكُمُ وسالَ تحتكم سَيْلٌ فما نَشِفا وبنو دُهْن وبنو داهنٍ حَيّانِ ودُهْنٌ حيٌّ من اليمن ينسب إليهم عمار الدُّهْنيُّ والدَّهْناء بنتُ مِسْحَل أَحد بني مالك بن سعد بن زيدِ مَناةَ بن تميم وهي امرأَة العجاج وكان قد عُنِّن عنها فقال فيها أَظَنَّتِ الدَّهْنا وظَنَّ مِسْحَلُ أَن الأَميرَ بالقضاءِ يَعْجَلُ
( * قوله « أظنت إلخ » قال الصاغاني الإنشاد مختل والرواية بعد قوله
يعجل
كلا ولم يقض القضاء الفيصل ... وإن كسلت فالحصان يكسل
عن السفاد وهو طرف يؤكل ... عند الرواق مقرب مجل )
عن كَسَلاتي والحِصانُ يَكْسَلُ
عن السِّفادِ وهو طِرْفٌ هَيْكَلُ ؟

دهدن
الدُّهْدُنُّ بالضم معناه الباطل قال لأَجْعَلَنْ لابنةِ عَمْروٍ فَنّاً حتى يكون مَهْرُها دُهْدُناً ويروى لابنة عَثْمٍ قال ابن بري الدُّهْدُنُّ كلام ليس له فعل قال الجوهري وربما قالوا دُهْدُرٌّ بالراء وفي المثل دُهْدُرَّْين وسَعْدُ القَيْن
( * قوله « وسعد القين » كذا بالأصل والصحاح بواو العطف وفي القاموس وموضع آخر من اللسان بحذفها ) يضرب للكذاب

دهقن
التَّدَهْقُنُ التَّكَيُّسُ قال سيبويه سأَلته يعني الخليل عن دُِهْقان فقال إن سميته من التَّدَهْقُن فهو مصروف وقد قال سيبويه إنك إن جعلت دِهْقاناً من الدَّهْق لم تصرفه لأَنه فعلان قال الجوهري إن جعلت النون أَصلية من قولهم تَدَهْقَنَ الرجلُ وله دَهْقَنةُ موضِع كذا صرَفْتَه لأَنه فِعْلال والدِّهْقان والدُّهقان التاجر فارسي معرَّب وهم الدَّهاقنة والدَّهاقين قال إذا شِئْتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْية وصَنّاجَةٌ تَجْذُو على كلِّ مَنْسِمِ قال ابن بري دِهْقان ودُهْقان مثل قِرْطاس وقُرْطاس قال ودِهْقانُ في بيت الأَعشى عربي وهو اسم واد قال فظَلَّ يَغْشى لِوَى الدِّهْقانِ مُنْصَلِتاً كالفارِسِيِّ تَمَشَّى وهو مُنْتَطِقُ والدُّهْقان والدِّهْقان القويّ على التصرف مع حِدَّة والأُنثى دِهْقانة والاسم الدَّهْقَنةُ الليث الدَّهْقنة الاسم من الدَّهْقانِ وهو نَبزٌ ودُهْقِنَ الرجلُ جُعِلَ دِهْقاناً قال العجاج دُهْقِنَ بالتاج وبالتَّسْويرِ ولِوَى الدِّهْقانِ موضع بنجد الأَزهري وبالبادية رملة تعرف بلِوَى دِهْقان قال الراعي يصف ثوراً فظَلَّ يَعْلو لِوَى دِهْقانَ مُعْترِضاً يَرْدي وأَظْلافُه خُضْرٌ من الزَّهَرِ ودَهْقَنَ الطعامَ أَلانَه عن أَبي عبيد الأَصمعي الدَّهْمَقةُ والدَّهْقَنة سواء والمعنى فيهما سواء لأَن لِينَ الطعام من الدَّهْقنة

دون
دُونُ نقيضُ فوقَ وهو تقصير عن الغاية ويكون ظرفاً والدُّونُ الحقير الخسيس وقال إذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء ويَقْنَع بالدُّونِ مَن كان دُونا ولا يشتق منه فعل وبعضهم يقول منه دانَ يَدُونُ دَوْناً وأُدِين إدانةً ويروى قولُ عديّ في قوله أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ وغيره يرويه لم يُدَنّ بتشديد النون على ما لم يسم فاعله من دَنَّى يُدَنِّي أَي ضَعُفَ وقوله أَنسل الذِّرْعانَ جمع ذَرَعٍ وهو ولد البقرة الوحشية يقول جري هذا الفرس وحِدَّتُه خَلَّف أَولادَ البقرة خلْفَه وقد علا الرَّبْرَبَ شَدٌّ ليس فيه تقصير ويقال هذا دون ذلك أَي أَقرب منه ابن سيده دونُ كلمة في معنى التحقير والتقريب يكون ظرفاً فينصب ويكون اسماً فيدخل حرف الجر عليه فيقال هذا دونك وهذا من دونك وفي التنزيل العزيز ووجَدَ من دُونهم امرأَتين أَنشد سيبويه لا يَحْمِلُ الفارسَ إلاّ المَلْبُونْ أَلمحْضُ من أَمامِه ومن دُونْ قال وإنما قلنا فيه إنه إِنما أََراد من دونه لقوله من أَمامه فأَضاف فكذلك نوى إضافة دون وأَنشد في مثل هذا للجعدي لها فَرَطٌ يكونُ ولا تَراهُ أَماماً من مُعَرَّسِنا ودُونا التهذيب ويقال هذا دون ذلك في التقريب والتحقير فالتحقير منه مرفوع والتقريب منصوب لأَنه صفة ويقال دُونُك زيدٌ في المنزلة والقرب والبُعْد قال ابن سيده فأَما ما أَنشده ابن جني من قول بعض المولَّدين وقامَتْ إليه خَدْلَةُ السَّاقِ أَعْلَقَتْ به منه مَسْمُوماً دُوَيْنَةَ حاجِبِهْ قال فإِني لا أَعرف دون تؤنث بالهاء بعلامة تأْنيث ولا بغير علامة أَلا ترى أَن النحويين كلهم قالوا الظروف كلها مذكرة إِلا قُدّام ووراء ؟ قال فلا أَدري ما الذي صغره هذا الشاعر اللهم إلا أَن يكون قد قالوا هو دُوَيْنُه فإِن كان كذلك فقوله دُوَيْنَةَ حاجبه حسن على وجهه وأَدخل الأَخفش عليه الباءَ فقال في كتابه في القوافي وقد ذكر أَعرابيّاً أَنشده شعراً مُكْفَأً فرددناه عليه وعلى نفر من أَصحابه فيهم مَن ليْسَ بدُونِه فأَدخل عليه الباء كما ترى وقد قالوا من دُونُ يريدون من دُونِه وقد قالوا دُونك في الشرف والحسب ونحو ذلك قال سيبويه هو على المثل كما قالوا إنه لصُلْبُ القناة وإنه لمن شجرة صالحة قال ولا يستعمل مرفوعاً في حال الإضافة وأَما قوله تعالى وإنا منا الصالحون ومنا دُون ذلك فإِنه أَراد ومنا قوم دون ذلك فحذف الموصوف وثوب دُونٌ رَدِيٌّ ورجل دُونٌ ليس بلاحق وهو من دُونِ الناسِ والمتاعِ أَي من مُقارِبِهِما غيره ويقال هذا رجل من دُونٍ ولا يقال رجلٌ دونٌ لم يتكلموا به ولم يقولوا فيه ما أَدْوَنَه ولم يُصَرَّف فعلُه كما يقال رجل نَذْلٌ بيِّنُ النَّذَالة وفي القرآن العزيز ومنهم دونَ ذلك بالنصب والموضع موضع رفع وذلك أَن العادة في دون أَن يكون ظرفاً ولذلك نصبوه وقال ابن الأَعرابي التَّدَوُّنُ الغنَى التام اللحياني يقال رضيت من فلان بمَقْصِر أَي بأَمر دُونَ ذلك ويقال أَكثر كلام العرب أَنت رجل من دُونٍ وهذا شيء من دُونٍ يقولونها مع مِن ويقال لولا أَنك من دُونٍ لم تَرْضَ بذا وقد يقال بغير من ابن سيده وقال اللحياني أَيضاً رضيت من فلان بأَمر من دُونٍ وقال ابن جني في شيءٍ دُونٍ ذكره في كتابه الموسوم بالمعرب وكذلك أَقَلُّ الأَمرين وأَدْوَنُهما فاستعمل منه أَفعل وهذا بعيد لأَنه ليس له فِعْلٌ فتكون هذه الصيغة مبنية منه وإنما تصاغ هذه الصيغة من الأفعال كقولك أَوْضَعُ منه وأَرْفَعُ منه غير أَنه قد جاء من هذا شيء ذكره سيبويه وذلك قولهم أَحْنَكُ الشاتَيْنِ وأَحْنَكُ البعيرين كما قالوا آكَلُ الشاتَيْنِ كأَنهم قالوا حَنَك ونحو ذلك فإِنما جاؤُوا بأَفعل على نحو هذا ولم يتكلموا بالفعل وقالوا آبَلُ الناس بمنزلة آبَلُ منه لأَن ما جاز فيه أَفعل جاز فيه هذا وما لم يجز فيه ذلك لم يجز فيه هذا وهذه الأَشياء التي ليس لها فعل ليس القياس أَن يقال فيها أَفعل منه ونحو ذلك وقد قالوا فلان آبَلُ منه كما قالوا أَحْنَكُ الشاتين الليث يقال زيدٌ دُونَك أَي هو أَحسن منك في الحَسَب وكذلك الدُّونُ يكون صفة ويكون نعتاً على هذا المعنى ولا يشتق منه فعل ابن سيده وادْنُ دُونَك أَي قريباً
( * قوله « أي قريباً » عبارة القاموس أي اقترب مني ) قال جرير أَعَيّاشُ قد ذاقَ القُيونُ مَراسَتي وأَوقدتُ ناري فادْنُ دونك فاصطلي قال ودون بمعنى خلف وقدّام ودُونك الشيءَ ودونك به أَي خذه ويقال في الإغراء بالشيء دُونَكه قالت تميم للحجاج أَقْبِرْنا صالحاً وقد كان صَلَبه فقال دُونَكُموه التهذيب ابن الأَعرابي يقال ادْنُ دُونك أَي اقترِبْ قال لبيد مِثْل الذي بالغَيْلِ يَغْزُو مُخْمَداً يَزْدادُ قُرْباً دُونه أَن يُوعَدا مُخْمد ساكن قد وَطَّن نفسه على الأَمر يقول لا يَرُدُّه الوعيدُ فهو يتقدَّم أَمامه يَغشى الزَّجْرَ وقال زهير بن خَبَّاب وإن عِفْتَ هذا فادْنُ دونك إنني قليلُ الغِرار والشَّرِيجُ شِعاري الغِرار النوم والشريج القوس وقول الشاعر تُريكَ القَذى من دُونها وهي دُونه إذا ذاقَها من ذاقَها يَتَمَطَّقُ فسره فقال تُريك هذه الخمرُ من دونها أَي من ورائها والخمر دون القذى إليك وليس ثم قذًى ولكن هذا تشبيه يقول لو كان أَسفلها قذى لرأَيته وقال بعض النحويين لدُونَ تسعة معانٍ تكون بمعنى قَبْل وبمعنى أَمامَ وبمعنى وراء وبمعنى تحت وبمعنى فوق وبمعنى الساقط من الناس وغيرهم وبمعنى الشريف وبمعنى الأَمر وبمعنى الوعيد وبمعنى الإغراء فأَما دون بمعنى قبل فكقولك دُون النهر قِتال ودُون قتل الأَسد أَهوال أَي قبل أَن تصل إلى ذلك ودُونَ بمعنى وراء كقولك هذا أَمير على ما دُون جَيحونَ أَي على ما وراءَه والوعيد كقولك دُونك صراعي ودونك فتَمرَّسْ بي وفي الأَمر دونك الدرهمَ أَي خذه وفي الإِغراء دونك زيداً أَي الزمْ زيداً في حفظه وبمعنى تحت كقولك دونَ قَدَمِك خَدُّ عدوّك أَي تحت قدمك وبمعنى فوق كقولك إن فلاناً لشريف فيجيب آخر فيقول ودُون ذلك أَي فوق ذلك وقال الفراء دُونَ تكون بمعنى على وتكون بمعنى عَلَّ وتكون بمعنى بَعْد وتكون بمعنى عند وتكون إغراء وتكون بمعنى أَقلّ من ذا وأَنقص من ذا ودُونُ تكون خسيساً وقال في قوله تعالى ويعملون عمَلاً دُون ذلك دون الغَوْص يريد سوى الغَوْص من البناء وقال أَبو الهيثم في قوله يَزيدُ يَغُضُّ الطَّرفَ دُوني أَي يُنَكِّسُه فيما بيني وبينه من المكان يقال ادْنُ دونك أَي اقترِبْ مني فيما بيني وبينك والطَّرفُ تحريك جفون العينين بالنظر يقال لسرعة من الطَّرف واللمْح أَبو حاتم عن الأَصمعي يقال يكفيني دُونُ هذا لأَنه اسم والدِّيوانُ مُجْتَمع الصحف أَبو عبيدة هو فارسي معرب ابن السكيت هو بالكسر لا غير الكسائي بالفتح لغة مولَّدة وقد حكاها سيبويه وقال إنما صحَّت الواو في دِيوان وإن كانت بعد الياء ولم تعتل كما اعتلت في سيد لأَن الياء في ديوان غير لازمة وإنما هو فِعّال من دَوَّنْتُ والدليل على ذلك قولهم دُوَيْوِينٌ فدل ذلك أَنه فِعَّال وأَنك إنما أَبدلت الواو بعد ذلك قال ومن قال دَيْوان فهو عنده بمنزلة بَيْطار وإنما لم تقلب الواو في ديوان ياء وإن كانت قبلها ياء ساكنة من قِبَل أَن الياء غير ملازمة وإنما أُبدلت من الواو تخفيفاً أَلا تراهم قالوا دواوين لما زالت الكسرة من قِبَل الواو ؟ على أَن بعضهم قد قال دَياوِينُ فأَقرّ الياء بحالها وإن كانت الكسرة قد زالت من قِبَلها وأَجرى غير اللازم مجرى اللازم وقد كان سبيله إذا أَجراها مجرى الياء اللازمة أَن يقول دِيّانٌ إلا أَنه كره تضعيف الياء كما كره الواو في دَياوِين قال عَداني أَن أَزورَكِ أُمَّ عَمروٍ دَياوِينٌ تُنَفَّقُ بالمِدادِ الجوهري الدِّيوانُ أَصله دِوَّانٌ فعُوِّض من إحدى الواوين ياء لأَنه يجمع على دَواوينَ ولو كانت الياء أَصلية لقالوا دَياوين وقد دُوِّنت الدَّواوينُ قال ابن بري وحكى ابن دريد وابن جني أَنه يقال دَياوين وفي الحديث لا يَجْمَعهم ديوانُ حافظٍ قال ابن الأَثير هو الدفتر الذي يكتب فيه أَسماء الجيش وأَهلُ العطاء وأَول من دَوَّنَ الدِّيوان عمر رضي الله عنه وهو فارسي معرب ابن بري وديوان اسم كلب قال الراجز أَعْدَدْتُ ديواناً لدِرْباسِ الحَمِتْ متى يُعايِنْ شَخْصَه لا يَنْفَلِتْ ودِرْباس أَيضاً كلب أَي أَعددت كلبي لكلب جيراني الذي يؤذيني في الحَمْتِ

دين
: الدَّيّانُ : من أَسماء الله عز وجل معناه الحكَم القاضي . وسئل بعض السلف عن علي بن أَبي طالب عليه السلام فقال : كان دَيّانَ هذه الأُمة بعد نبيها أَي قاضيها وحاكمها . و الدَّيَّانُ : القَهَّار ومنه قول ذي الإِصبع العدواني : لاهِ ابنُ عَمِّك لا أَفضَلْتَ في حَسَب فينا ولا أَنتَ دَيَّاني فتَخْزُوني أَي لست بقاهر لي فتَسوس أَمري . و الدَّيّانُ : الله عز وجل . و الدَّيَّانُ : القَهَّارُ وقيل : الحاكم والقاضي وهو فَعَّال من دان الناسَ أَي قَهَرَهم على الطاعة . يقال : دِنْتُهم فدانُوا أَي قَهرْتهم فأَطاعوا ومنه شعر الأَعشر الحِرْمانيّ يخاطب سيدنا رسولُا : يا سيِّدَ الناسِ ودَيَّانَ العَرَبْ وفي حديث أَبي طالب : قال له عليه السلام : أُريد من قريش كلمة تَدينُ لهم بها العرب أَي تطيعهم وتخضع لهم . و الدَّينُ : واحد الدُّيون معروف . وكلُّ شيء غير حاضر دَينٌ والجمع أَدْيُن مثل أَعْيُن و دُيونٌ قال ثعلبة بن عُبَيد يصف النخل : تُضَمَّنُ حاجاتِ العيالِ وضَيْفهمْ ومَهْمَا تُضَمَّنْ من دُيُونِهِمُ تَقْضِي يعني بالدُّيون ما يُنالُ من جَناها وإِن لم يكن دَيناً على النَّخْل كقول الأَنصاري : أَدِينُ وما دَيْني عليكم بمَغْرَم ولكنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ ابن الأَعرابي : دنْت وأَنا أَدِينُ إِذا أَخذت دَيناً وأَنشد أَيضاً قول الأَنصاري : أَدين وما ديني عليكم بمغرمٍ قال ابن الأَعرابي : القَراوِحُ من النخيل التي لا تُبالي الزمانَ وكذلك من الإِبل قال : وهي التي لا كَرَبَ لها من النخيل . و دِنْتُ الرجل : أَقْرَضْتُه فهو مَدِينٌ و مَدْيون . ابن سيده : دِنْتُ الرجلَ و أَدَنْته أَعطيته الدين إِلى أَجل قال أَبو ذؤيب : أَدَانَ وأَنْبَأَه الأَوّلُونَ بأَنَّ المُدانَ مَلِيٌّ وفِيْ الأَوْلون : الناسُ الأَوَّلون والمَشْيَخَة وقيل : دِنْتُه أَقْرَضْتُه و أَدَنْتُه اسْتَقْرَضته منه . و دانَ هو : أَخذَ الدَّيْنَ . ورجل دائنٌ و مَدِينٌ و مَدْيُون الأَخيرة تميمية و مُدانٌ : عليه الدينُ وقيل : هو الذي عليه دين كثير . الجوهري : رجل مَدْيونٌ كثر ما عليه من الدين وقال : وناهَزُوا البَيْعَ من تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ مُسْتأْرَبٍ عَضَّه السلطانُ مَدْيونِ و مِدْيانٌ إِذا كان عادته أَن يأْخذ بالدَّيْن ويستقرض . و أَدَان فلانٌ إِدانَةً إِذا باع من القوم إِلى أَجل فصار له عليهم دين تقول منه : أَدنِّي عَشَرة دراهم وأَنشد بيت أَبي ذؤيب : بأَن المدان مليٌّ وفيّ و المَدِينُ : الذي يبيع بدين : و ادَّانَ و اسْتَدَان و أَدانَ : اسْتَقْرَض وأَخذ بدين وهو افْتَعَل ومنه قول عمر رضي الله عنه : فادَّانَ مُعْرِضاً أَي استدان وهو الذي يَعْتَرِضُ الناسَ و يَسْتَدِين ممن أَمكنه . و تَدَايَنُوا : تبايعوا بالدين . و اسْتَدانوا : استقرضوا . الليث : أَدَانَ الرجلُ فهو مُدِين أَي مستدين قال أَبو منصور : وهذا خطأٌ عندي قال : وقد حكاه شَمِر لبعضهم وأَظنه أَخذه عنه . و أَدَانَ : معناه أَنه باع بدَيْن أَو صار له على الناس دين . وفي حديث عمر رضي الله عنه : إِن فلاناً يَدِينُ ولا مال له . يقال : دَانَ و اسْتَدَانَ و ادَّانَ مشدَّداً إِذا أَخذ الدين واقترض فإِذا أَعطَى الدين قيل أَدَانَ مخففاً . وفي حديثه الآخر عن أُسَيْفِع جُهَيْنة : فادَّانَ مُعْرِضاً أَي استدان معرضاً عن الوفاء . و اسْتَدانه : طلب منه الدين . و استدانه : استقرض منه قال الشاعر : فإِنْ يَكُ يا جَناحُ عليَّ دَيْنٌ فعِمْرانُ بنُ موسَى يَسْتَدِينُ و دِنْتُه : أَعطيته الدينَ . و دِنْتُه : استقرضت منه . و دَانَ فلانٌ يَدِينُ دَيناً : استقرض وصار عليه دَيْنٌ فهو دائن وأَنشد الأَحمر للعُجَيْر السَّلُولي : نَدِينُ ويَقْضي اللَّهُ عَنَّا وقد نَرَى مَصَارِعَ قومٍ لا يَدِينُون ضُيَّعَا قال ابن بري : صوابه ضُيَّع بالخفض على الصفة لقوم وقبله : فعِدْ صاحِبَ اللَّحَّامِ سيفاً تَبِيعُه وزِدْ درهماً فوقَ المُغالِينَ واخْنَعِ و تدايَنَ القومُ و ادَّايَنُوا : أَخَذُوا بالدَّين والاسم الدِّينَةُ . قال أَبو زيد : جئت أَطلب الدِّينةَ قال : هو اسم الدَّيْنِ . وما أَكثر دينَتَه أَي دَيْنه . الشيباني : أَدَانَ الرجلُ إِذا صار له دين على الناس . ابن سيده : و أَدَانَ فلان الناس أَعطاهم الدَّيْنَ وأَقرضهم وبه فسّر به بعضهم قول أَبي ذؤيب : أَدَانَ وأَنبأَه الأَولون وقال شمر في قولهم يَدِينُ الرجلُ أَمره : أَي يملك وأَنشد بيت أَبي ذؤيب أَيضاً . و أَدَنْتُ الرجلَ إِذا أَقرضته . وقد أَدَّانَ إِذا صار عليه دين . والقَرْضُ : أَن يقترض الإِنسان دراهم أَو دنانير أَو حبّاً أَو تمراً أَو زبيباً أَو ما أَشبه ذلك ولا يجوز لأَجل لأَن الأَجل فيه باطل . وقال شمر : ادَّانَ الرجلُ إِذا كثر عليه الدين وأَنشد : أَنَدَّانُ أَم نَعْتَانُ أَم يَنْبَرِي لَنا فَتىً مِثْلُ نَصْلِ السيفِ هُزَّتْ مَضَارِبُه نَعْتانُ أَي نأْخذ العِينة . و رجل مِدْيان : يُقْرِضُ الناسَ وكذلك الأُنثى بغير هاء وجمعهما جميعاً مَدايينُ . ابن بري : وحكى ابن خالويه أَن بعض أَهل اللغة يجعل المِدْيانَ الذي يُقْرِضُ الناسَ والفعل منه أَدَانَ بمعنى أَقْرَضَ قال : وهذا غريب و دَايَنْتُ فلاناً إِذا أَقْرَضته وأَقرضك قال رؤْبة : دايَنْتُ أَرْوَى والدُّيونُ تُقْضَى فماطَلَتْ بعضاً وأَدَّتْ بَعْضا و داينتُ فلاناً إِذا عاملته فأَعطيتَ ديناً وأَخذتَ بدَين و تدايَنَّا كما تقول قاتَلَه وتَقَاتَلْنا . وبعته بدِينَةٍ أَي بتأْخير و الدِّينَةُ جمعها دِيَنٌ قال رِداءُ بن منظور : فإِن تُمْسِ قد عالَ عن شَأْنِها شُؤُونٌ فقد طالَ منها الدِّيَنْ أَي دَيْنٌ على دَين . والمُدَّانُ : الذي لا يزال عليه دَين قال : و المِدْيانُ إِن شئت جعلته الذي يُقْرِض كثيراً وإِن شئت جعلته الذي يستقرض كثيراً . وفي الحديث : ثلاثةٌ حق على الله عَوْنُهم منهم المِدْيانُ الذي يُريد الأَدَاءَ المِدْيانُ : الكثير الدين الذي عليه الديون وهو مِفْعال من الدَّين للمبالغة . قال : و الدائن الذي يستدين و الدائن الذي يجري الدَّين . و تَدَيَّن الرجلُ إِذا استدان وأَنشد : تُعَيِّرني بالدَّين قومي وإِنما تَدَيَّنْتُ في أَشياءَ تُكْسِبُهم حَمْدا ويقال : رأَيت بفلان دِينَةً إِذا رأَى به سبب الموت . ويقال : رماه الله بدَينِه أَي الموت لأَنه دَين على كل أَحد . و الدِّين : الجزاء والمُكافأَة . و دِنْتُه بفعلِه دَيْناً : جَزَيته وقيل الدَّيْنُ المصدر و الدِّين الاسم قال : دِينَ هذا القلبُ من نُعْمٍ بِسَقَامٍ ليس كالسُّقْمِ و دَايَنه مُداينةً و دِيَاناً كذلك أَيضا . و يومُ الدِّين : يومُ الجزاء . وفي المثل : كما تَدِينُ تُدان أَي كما تُجازي تُجازَى أَي تُجازَى بفعلك وبحسب ما عملت وقيل : كما تَفْعَلَ يُفْعَل بك قال خُوَيلد بن نَوْفل الكلابي للحرث بن أَبي شمر الغَسَّاني وكان اغتصه ابنتَه : يا أَيُّها المَلِك المَخوفُ أَما تَرَى ليلاً وصُبْحاً كيفَ يَخْتَلِفانِ هل تَسْتَطِيعُ الشمسَ أَن تأْتي بها ليلاً وهل لك بالمَلِيكِ يَدانِ يا حارِ أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زائلٌ واعْلَمْ بأَنَّ كما تَدِينُ تُدان أَي تُجْزَى بما تفعل . و دانَه دَيْناً أَي جازاه . وقوله تعالى : { إِنَّا لمَدِينُون } أَي مَجْزِيُّون مُحاسَبون ومنه الدَّيَّانُ في صفة الله عز وجل . وفي حديث سَلْمان : إِن الله ليَدِين للجمَّاء من ذاتِ القَرْن أَي يقتص ويَجْزِي . و الدِّين : الجزاء . وفي حديث ابن عمرو : لا تَسُبُّوا السلطانَ فإِن كان لا بد فقولوا اللهم دِنْهم كما يَدِينُونا أَي اجْزِهم بما يُعامِلونا به . و الدِّين : الحسابُ ومنه قوله تعالى : { مالك يوم الدِّين } وقيل : معناه مالك يوم الجزاء . وقوله تعالى : { ذلك الدِّين القَيِّمُ } أَي ذلك الحسابُ الصحيح والعدد المستوي . و الدِّين : الطاعة . وقد دِنْته و دِنْتُ له أَطعته قال عمرو بن كلثوم : وأَياماً لنا غُرّاً كِراماً عَصَيْنا المَلْكَ فيها أَن نَدِينَا ويروى : وأَيامٍ لنا ولهم طِوالٍ والجمعُ الأَدْيانُ . يقال : دانَ بكذا ديانة و تَدَيَّنَ به فهو دَيِّنٌ و مُتَدَيِّنٌ . و دَيَّنْتُ الرجلَ تَدْييناً إِذا وكلته إِلى دِينه . و الدِّين : الإِسلام وقد دِنْتُ به . وفي حديث علي عليه السلام : محبةُ العلماءِ دِينٌ يُدانُ به . و الدِّينُ : العادة والشأْن تقول العرب : ما زالَ ذلك دِيني ودَيْدَني أَي عادتي قال المُثَقِّبُ العَبْدي يذكر ناقته : تقولُ إِذا دَرَأْتُ لها وَضِيني : أَهذا دِينُه أَبَداً ودِيني وروي قوله : دِينَ هذا القلب من نُعْمٍ يريد يا دِينَهُ أَي يا عادته والجمع أَدْيان . و الدِّينَةُ : كالدِّين قال أَبو ذؤيب : أَلا يا عَناء القلبِ من أُمِّ عامِرٍ ودِينَتَه من حُبِّ من لا يُجاوِرُ و دِينَ : عُوِّد وقيل : لا فعل له . وفي الحديث : الكيِّس من دانَ نَفْسَه وعَمِلَ لما بعد الموت والأَحْمَقُ من أَتْبَعَ نفسه هواها وتَمَنَّى على الله قال أَبو عبيد : قوله دانَ نفسه أَي أَذلها واستعبدها وقيل : حاسبها . يقال : دِنْتُ القومَ أَدِينُهم إِذا فعلت ذلك بهم قال الأَعشى يمدح رجلاً : هُوَ دانَ الرَّبابَ إِذْ كَرِهُوا الدَّي دِراكاً بغَزْوةٍ وصيالِ ثم دانت بعدُ الرَّبابُ وكانت كعذابٍ عُقُوبَةُ الأَقوالِ قال : هو دانَ الربابَ يعني أَذلها ثم قال : ثم دانت بعدُ الربابُ أَي ذلت له وأَطاعته و الدِّينُ من هذا إِنما هو طاعته والتعبد له و دانه ديناً أَي أَذله واستعبده . يقال : دِنْتُه فدان . وقولم دينٌ أَي دائنون وقال : وكان الناسُ إِلا نحن دِينا وفي التنزيل العز : { ما كان ليأْخُذَ أَخاه في دين الملك } قال قتادة : في قضاء الملك . ابن الأَعرابي : دانَ الرجلُ إِذا عَزَّ و دانَ إِذا ذل و دان إِذا أَطاع و دانَ إِذا عصى و دان إِذا اعْتَادَ خيراً أَو شَرّاً و دانَ إِذا أَصابه الدِّينُ وهو داء وأَنشد : يا دِينَ قلبِكَ من سَلْمى وقد دِينَا قال : وقال المفضل معناه يا داءَ قلبك القديم . و دِنْتُ الرجل : خدمته وأَحسنت إِليه . و الدِّينُ : الذل . و المِدَينُ : العبد . و المَدينةُ : الأَمة المملوكة كأَنهما أَذالهما العملُ قال الأَخطل : رَبَتْ ورَبا في حَجْرِها ابنُ مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاتِهِ يَتَرَكَّلُ ويروى : في كَرْمها ابن مدينة قال أَبو عبيدة : أَي ابن أَمة وقال ابن الأَعرابي : معنى ابن مدينة عالم بها كقولهم هذا ابن بَجْدَتها . وقوله تعالى : { إِننا لمَدينُون } أَي مملوكون . وقوله تعالى : { فلولا إِن كنتم غيرَ مَدِينين تَرْجِعُونها } قال الفراء : غير مَدِينِينَ أَي غير مملوكين قال : وسمعت غير مَجْزِيِّين وقال أَبو إِسحق : معناه هلاَّ تَرْجِعُون الروحَ إِن كنتم غير مملوكين مدَبَّرِين . وقوله : إِن كنتم صادقين أَن لكم في الحياة والموت قدرة وهذا كقوله : { قل فادْرَؤوا عن أَنفسكم الموت إِن كنتم صادقين } . و دِنْتُه أَدِينُه دَيْناً : سُسْته و دِنْتُه : مَلَكْتُه . و دُيّنْتُه أَي مُلِّكته . و دَيَّنْتُه القومَ : وليته سياسَتهم قال الحُطَيْئة : لقد دُيِّنْتِ أَمْرَ بَنيكِ حتى تَرَكْتِهِم أَدَقَّ من الطَّحِينِ يعني مُلِّكْتِ ويروى : سُوّسْتِ يخاطب أُمّه وناس يقولون : ومنه سمي المصر مَدِينةً . و الدَّيَّان : السائس وأَنشد بيت ذي الإِصبع العَدْواني : لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ يوماً ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزُوني قال ابن السكيت : أَي ولا أَنت مالك أَمري فَتَسُوسُني . و دِنْتُ الرجلَ : حملته على ما يكره . و دَيَّنْتُ الرجل تَدْييناً إِذا وكلته إِلى دينه . و الدِّينُ : الحالُ . قال النضر بن شميل : سأَلت أَعرابيّاً عن شيء فقال : لو لقيتني على دين غير هذه لأَخبرتك . و الدِّين : ما يَتَدَيَّنُ به الرجل . و الدِّينُ : السلطان . و الدِّين : الوَرَعُ . و الدِّين : القهر . و الدِّينُ : المعصية . و الدين : الطاعة . وفي حديث الخوارج : يَمْرُقُون من الدِّين مُروقَ السهم من الرَّمِيَّة يريد أَن دخولهم في الإِسلام ثم خروجهم منه لم يتمسكوا منه بشيء كالسهم الذي دخل في الرَّمِيَّةِ ثم نَفَذَ فيها وخرج منها ولم يَعْلَقْ به منها شيء قال الخطابي : قد أَجمع علماء المسلمين على أَن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين وأَجازوا مناكحتهم وأَكل ذبائحهم وقبول شهادتهم وسئل عنهم علي بن أَبي طالب عليه السلام فقيل : أَكفَّارٌ هم قال : من الكفر فرّوا قيل : أَفمنافقون هم قال : إِن المنافقين لا يذكرون الله إِلاَّ قليلاً وهؤلاء يذكرون الله بُكرة وأَصيلاً فقيل : ما هم قال : قوم أَصابتهم فتنة فعَمُوا وصَمُّوا . قال الخطابي : يعني قوله : يَمْرُقُون من الدين أَراد بالدين الطاعة أَي أَنهم يخرجون من طاعة الإِمام المُفْتَرَضِ الطاعة وينسلخون منها وا أَعلم . و دَيَّنَ الرجل في القضاء وفيما بينه وبين الله : صَدَّقه . ابن الأَعرابي : دَيَّنْتُ الحالف أَي نَوَّيته فيما حلف وهو التَّدْيين . وقوله في الحديث : أَنه عليه السلام كان على دين قومه قال ابن الأَثير : ليس المراد به الشرك الذي كانوا عليه وإِنما أَراد أَنه كان على ما بقي فيهم من إِرث إِبراهيم عليه السلام من الحج والنكاح والميراث وغير ذلك من أَحكام الإِيمان وقيل : هو من الدِّين العادة يريد به أَخلاقهم من الكرم والشجاعة وغير ذلك . وفي حديث الحج : كانت قريشٌ ومن دان بدينهم أَن اتبعهم في دِينهم ووافقهم عليه واتَّخذ دِينهم له دِيناً وعبادة . وفي حديث دُعاء السفر : أَستَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وأَمانتك جعل دينه وأَمانته من الودائع لأَن السفر يصيب الإِنسانَ فيه المشقَّةُ والخوف فيكون ذلك سبباً لإِهمال بعض أُمور الدين فدعا له بالمَعُونة والتوفيق وأَما الأَمانة ههنا فيريد بها أَهل الرجل وماله ومن يُخْلِفُه عن سفره . و الدِّين : الداء عن اللحياني وأَنشد : يا دِينَ قلبِك من سَلْمى وقد دِينا قال : يا دين قلبك يا عادة قلبك وقد دِينَ أَي حُمِل على ما يكره وقال الليث : معناه وقد عُوِّد . الليث : الدِّينُ من الأَمطار ما تعاهد موضعاً لا يزال يرُبُّ به ويصيبه وأَنشد : معهود و دِين قال أَبو منصور : هذا خطأ والبيت للطرماح وهو : عَقائلُ رملةٍ نازَعْنَ منها دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِ أَراد : دُفُوفَ رمل أَو كُثْبَ أَقاحِ معهودٍ أَي ممطور أَصابه عَهْد من المطر بعد مطر وقوله و دين أَي مَوْدُون مبلول من وَدَنْتُه أَدِنُه ودْناً إِذا بللته والواو فاء الفعل وهي أَصلية وليست بواو العطف ولا يعرف الدِّين في باب الأَمْطار وهذا تصحيف من الليث أَو ممن زاده في كتابه . وفي حديث مكحول : الدِّينُ بين يدي الذهب والفضَّة والعُشْر بين يدي الدَّين في الزرع والإِبل والبقر والغنم قال ابن الأَثير : يعني أَن الزكاة تقدم على الدَّين و الدَّين يقدم على الميراث . و الدَّيَّانُ بن قَطَنٍ الحارثي : من شرفائهم فأَما قول مُسْهِر بن عمرو الضَّبِّيِّ : ها إِنَّ ذا ظالِمُ الدَّيَّانُ مُتَّكِئاً على أَسِرَّتِهِ يَسْقِي الكوانِينَا فإِنه شبه ظالماً هذا بالدَّيان بن قَطن بن زياد الحارثي وهو عبد المُدانِ في نَخْوتِه وليس ظالم هو الدَّيَّان بعينه . و بنو الدَّيَّانِ : بطن قال ابن سيده : أَراه نسبوا إِلى هذا قال السَّمَوْأَلُ بن عادِياً أَو غيره : فإِنَّ بني الدَّيَّانِ قُطْبٌ لقومِهِم تدور رحاهم حولهم وتجول

ذأن
الذُّؤْنُونُ والعُرْجُون والطُّرْثُوث من جنس وهو مما ينبت في الشتاء فإِذا سَخُنَ النهار فسد وذهب غيره الذُّؤْنون نبت ينبت في أُصول الأَرْطى والرِّمْثِ والأَلاء تنشقُّ عنه الأَرض فيخرج مثل سواعد الرجال لا ورق له وهو أَسْحَمُ وأَغْبَر وطرفه مُحَدَّد كهيئة الكَمَرة وله أَكمام كأَكمام الباقِلى وثمرة صفراء في أَعلاه وقيل هو نبات ينبت أَمثال العراجين من نبات الفُطْرِ والجمع الذَّآنِينُ وقال أَبو حنيفة الذَّآنين هَنَواتٌ من الفُقُوع تخرج من تحت الأَرض كأَنَّها العَمَدُ الضِّخَام ولا يأْكلها شيء إِلا أَنها تُعْلَفُها الإِبلُ في السنة وتأْكلها المِعْزى وتسمن عليها ولها أَرُومة وهي تتخذ للأَدوية ولا يأْكلها إلا الجائع لمرارتها وقال مرة الذآنين تنبت في أُصول الشجر أَشبه شيء بالهِلْيَوْن إلا أَنه أَعظم منه وأَضخم ليس له ورق وله بُرْعُومة تتورَّد ثم تنقلب إلى الصفرة والذُّؤْنون ماء كله وهو أَبيض إلا ما ظهر منه من تلك البُرْعُومة ولا يأْكله شيء إلا أَنه إذا أَسْنَتَ الناس فلم يكن بها
( * الضمير في بها يعود إلى السنة المنويَّة ) شيء أَغنى واحدته ذُؤْنُونة وذَأْنَنَتِ الأرضُ أَنبتت الذآنين عن ابن الأَعرابي وخرجوا يَتَذأْنَنُون أَي يطلبون الذَّآنِين ويأْخذونها وأَنشد ابن الأَعرابي كلّ الطعامِ يأْكلُ الطَّائِيونا الحَمَضِيضَ الرَّطْب والذآنِينا قال الأَزهري ومنهم من لا يهمز فيقول ذُونون وذَوانين الجمع ابن شميل الذُّؤْنُون أَسمر اللون مُدَمْلَكٌ له ورق لازق به وهو طويل مثل الطُّرْثُوث تَمِهٌ لا طعم له ليس بحلو ولا مرّ لا يأْكله إلا الغنم ينبت في سهول الأَرض والعرب تقول ذُونون لا رِمْثَ له وطُرْثوث لا أَرطاة يقال هذا للقوم إذا كانت لهم نَجْدَة وفضل فهلكوا وتغيرت حالهم فيقال ذآنينُ لا رِمْثَ لها وطَراثيثُ لا أَرْطى أَي قد استُؤْصِلوا فلم تبق لهم بقية قال ابن بري هو هِلْيَوْنُ البر وأَنشد للراجز يصف نفسه بالرَّخاوة واللِّينِ كأَنني وقَدَمي تَهِيثُ ذُؤْنونَ سَوْءٍ رأْسُه نَكِيثُ قوله تَهِيثُ أَي تَهِيثُ الترابَ مثل هاث له بالعطاء ونَكِيثٌ متشعث وقال آخر غَداةَ توليتم كأَنَّ سيوفَكم ذَآنينُ في أَعناقِكم لم تُسَلَّلِ وفي حديث حذيفة قال لجُنْدُب بن عبد الله كيف تصنع إذا أَتاك من الناس مثلُ الوَتِد أَو مثل الذُّؤْنون يقول اتَّبِعْني ولا أَتبعك ؟ الذُّؤْنون نبت طويل ضعيف له رأْس مُدوَّر وربما أَكله الأَعراب قال وهو من ذأَنَه إذا حَقَّرَه وضَعَّف شأْنَه شبهه به لصغره وحداثة سنه وهو يدعو المشايخ إلى اتباعه أَي ما تصنع إذا أَتاك رجل ضالّ وهو في نحافة جسمه كالوَتِد أَو الذُّؤْنون لكدِّه نفسَه بالعبادة يخدعك بذلك ويستتبعك

ذبن
ابن الأَعرابي الذُّبْنةُ ذبول الشفتين من العطش قال أَبو منصور والأَصل الذُّبْلة فقلبت اللام نوناً

ذعن
قال الله تعالى وإن يكن لهم الحقُّ يأْتوا إليه مُذْعِنين قال ابن الأَعرابي مُذْعِنين مقرّين خاضعين وقال أَبو إسحق جاء في التفسير مسرعين قال والإذعان في اللغة الإسراع مع الطاعة تقول أَذعَن لي بحقي معناه طاوَعَني لما كنت أَلتمسه منه وصار يُسْرع إليه وقال الفراء مُذْعِنين مطيعين غير مستكرهين وقيل مذعنين منقادين وأَذْعَنَ لي بحقي أَقرّ وكذلك أَمْعَنَ به أَي أَقرّ طائعاً غير مستكره والإذعان الانقياد وأَذعَنَ الرجلُ انقاد وسَلِس وبناؤه ذَعِن يَذْعَن ذَعَناً وأَذْعَن له أَي خضع وذل وناقة مِذْعان سَلِسةُ الرأْس منقادة لقائدها

ذقن
الجوهري ذَقَنُ الإنسان مُجْتَمع لَحْيَيْه ابن سيده الذَّقَن والذِّقْنُ مجتمع اللَّحْيَين من أَسفلهما قال اللحياني هو مذكر لا غير قال وفي المثل مُثْقَلٌ استعان بذَقَنِه وذِقْنِه يقال هذا لمن يستعين بمن لا دفع عنده وبمن هو أَذل منه وقيل يقال للرجل الذليل يستعين برجل آخر مثله وأَصله أَن البعير يحمل عليه الحمل الثقيل فلا يقدر على النهوض فيعتمد بذَقَنه على الأَرض وصحَّفه الأَثرَمُ عليّ بن المغيرة بحضرة يعقوب فقال مُثْقَلٌ استعان بدَفَّيْه فقال له يعقوب هذا تصحيف إنما هو استعان بذَقَنه فقال له الأَثرم إنه يريد الرياسة بسرعة ثم دخل بيته والجمع أَذقان وفي التنزيل العزيز ويخِرُّون للأَذقان سجداً واستعاره امرؤ القيس للشجر ووصف سحاباً فقال وأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ عن كل فِيقةٍ يَكُبُّ على الأَذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبل والذَّاقِنةُ ما تحت الذَّقَن وقيل الذَّاقِنة رأْس الحلقوم وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحْري ونَحْري وحاقِنَتي وذاقِنَتي قال أَبو عبيد الذاقنة طرف الحلقوم وقيل الذاقِنة الذَّقَنُ وقيل ما يناله الذَّقَنُ من الصدر ابن سيده الحاقِنة الترْقُوة وقيل أَسفل البطن مما يلي السرَّة قال أَبو عبيد قال أَبو زيد وفي المثل لأُلْحِقَنَّ حَواقِنك بذَواقِنك فذكرت ذلك للأَصمعي فقال هي الحاقِنة والذاقنة قال ولم أَره وقف منهما على حدّ معلوم فأَما أَبو عمرو فإِنه قال الذاقنة طرفُ الحلقوم الناتئ وقال ابن جَبَلة قال غيره الذاقِنة الذَّقَنُ وذَقَنَ الرجلُ وضع يده تحت ذقنه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن عمران بن سَوادة قال له أَربع خصال عاتَبَتْكَ عليها رَعيَّتُك فوضع عُودَ الدِّرَّة ثم ذقَن عليها وقال هاتِ وفي رواية فذَقَن بسوطه يستمع يقال ذقَنَ على يده وعلى عصاه بالتشديد والتخفيف إذا وضعه تحت ذَقَنِه واتكأَ عليه وذَقَنه يَذْقنُه ذَقْناً أَصاب ذقنَه فهو مَذْقون وذقَنْتُه بالعصا ذَقْناً ضربته بها وذَقَنَه ذَقْناً قفَدَه والذَّقون من الإِبل التي تُميل ذقَنَها إلى الأَرض تستعين بذلك على السير وقيل هي السريعة والجمع ذُقُنٌ قال ابن مقبل قد صَرَّحَ السيرُ عن كُتمانَ وابتُذِلت وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْريَّة الذُّقُنِ أَي ابْتُذلتِ المهْرية الذُّقُن بوقع المحاجن فيها نضربها بها فقلب وأَنث الوَقع حيث كان من سبب المحاجن والذاقِنة كالذَّقون عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَحْدَثْتُ لله شُكْراً وهي ذاقِنةٌ كأَنها تحتَ رَحْلي مِسْحَلٌ نَعِرُ وذَقِنَت الدَّلوُ بالكسر ذَقَناً فهي ذَقِنة مالت شَفَتُها ودلو ذَقَنَى مائلة الشفة وأَنشد ابن بري أَنْعَتُ دَلواً ذَقَنَى ما تَعْتَدِلْ ودلو ذَقون من ذلك الأَصمعي إذا خَرَزْتَ الدلو فجاءت شفتها مائلة قيل ذَقَنَتْ تَذْقَن ذَقَناً وناقة ذَقون تُرْخي ذقَنها في السير وفي التهذيب تحرك رأْسها إذا سارت وامرأَة ذَقناء ملتوية الجهاز وفي نوادر العرب ذاقَنَني فلانٌ ولاقَنَني ولاغَذَني أَي لازَّني وضايقني والذِّقْنُ الشَّيْخ وذِقانُ جبل

ذنن
ذَنَّ الشيءُ يَذِنُّ ذَنيناً سال والذَّنِينُ والذُّنانُ المخاط الرقيق الذي يسيل من الأَنف وقيل هو المخاط ما كان عن اللحياني وقيل هو الماء الرقيق الذي يسيل من الأَنف عنه أَيضاً وقال مرة هو كل ما سال من الأَنف وذَنَّ أَنفُه يَذِنُّ إذا سال وقد ذَنِنتَ يا رجل تَذَنُّ ذَنناً وذَنَنْتُ أَذِنُّ ذنَناً ورجل أَذَنُّ وامرأَة ذَنَّاء والأَذَنُّ أَيضاً الذي يسيل منخراه جميعاً والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر والذي يسيل منه الذَّنينُ ابن الأَعرابي التَّذْنينُ سيلان الذَّنين والذُّناني شبه المخاط يقع من أُنوف الإِبل وقال كراع إنما هو الذُّناني وقال قوم لا يوثق بهم إنما هو الزُّناني والذَّنَنُ سَيَلان العين والذَّنَّاء المرأَة لا ينقطع حيضها وامرأَة ذَنَّاء من ذلك وأَصل الذَّنين في الأَنف إذا سال ومنه قول المرأَة للحجاج تَشْفَع له في أَن يُعْفَى ابنها من الغزو إنني أَنا الذَّنَّاءُ أَو الضَّهْياءُ والذَّنينُ ماء الفحل والحمار والرجل قال الشماخ يصف عَيراً وأُتُنَه تُواثِل من مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ بالذَّنِينِ هكذا رواه أبو عبيد ويروى حوالبُ أَسْهَرَيهِ وهذا البيت أَورده الجوهري مستشهداً به على الذَّنِين المخاط يسيلُ من الأَنف وقال الأَسهَران عِرْقانِ قال ابن بري وتُوائِلُ أَي تَنْجُو أَي تَعْدُو هذه الأَتانُ الحاملُ هَرَباً من حمار شديد مُغْتَلِم لأَن الحامل تمنع الفحل وحَوالِبُ ما يَتَحَلَّبُ إلى ذكره من المني والأَسْهَرانِ عرقان يجري فيهما ماء الفحل ويقال هما الأَبْلَدُ والأَبْلجُ وذَنَّ يَذِنُّ ذَنِيناً إذا سال الأَصمعي هو يَذِنُّ في مشيته ذَنيناً إذا كان يمشي مِشْيَة ضعيفة وأَنشد لابن أَحمر وإنَّ الموتَ أَدْنَى من خَيالٍ ودُونَ العَيْشِ تَهْواداً ذَنِينا أَي لم يَرفُقْ بنفسه والذُّنانةُ بقية الشيء الهالك الضعيف وإن فلاناً ليَذِنّ إذا كان ضعيفاً هالكاً هَرَماً أَو مَرَضاً وفلان يُذانّ فلاناً على حاجة يطلبها منه أَي يطلب إليه ويسأَله إياها والذُّنانة بالنون والضم بقية الدَّيْن أَو العِدَةِ لأَن الذُّبانةَ بالباء بقية شيءٍ صحيح والذُّنانةُ بالنون لا تكون إلا بقية شيء ضعيف هالك يَذِنُّها شيئاً بعد شيء وقال أَبو حنيفة في الطعام ذُنَيْناء ممدود ولم يفسره إلا أَنه عَدَله بالمُرَيْراء وهو ما يخرج من الطعام فيرمى به والذُّنْذُنُ لغة في الذُّلْذُلِ وهو أَسفل القميص الطويل وقيل نونها بدل من لامها وذَناذِنُ القميص أَسافِلُه مثل ذَلاذِله واحدها ذُنْذُن وذُلْذُل رواه عن أَبي عمرو وذكر في هذا المكان في الثنائي المضاعف الذَّآنِين نبت واحدها ذُؤْنُونٌ وأَنشد ابن الأَعرابي كلّ الطعامِ يأْكلُ الطائِيُّونا الحَمَصِيصَ الرّعطْبَ والذَّآنِينا قال ومنهم من لا يهمز فيقول ذُونُون وذَوانين للجمع

ذهن
الذِّهْنُ الفهم والعقل والذِّهْن أَيضاً حِفْظُ القلب وجمعهما أَذْهان تقول اجعل ذِهْنَك إلى كذا وكذا ورجل ذَهِنٌ وذِهْنٌ كلاهما على النسب وكأَنَّ ذِهْناً مُغيَّر من ذَهِنٍ وفي النوادر ذَهِنْتُ كذا وكذا أَي فهمته وذَهَنتُ عن كذا فَهِمْتُ عنه ويقال ذَهَنَني عن كذا وأَذْهَنَني واسْتَذْهَنَني أَي أَنساني وأَلهاني عن الذِّكْرِ الجوهري الذَّهَُ مثل الذِّهْنِ وهو الفِطْنة والحفظ وفلانُ يُذاهِنُ الناس أَي يُفاطنهم وذاهَنَني فذَهَنْتُه أَي كنت أَجْوَدَ منه ذِهْناً والذِّهْنُ أَيضاً القوَّة قال أَوس بن حَجَر أَنُوءُ بِرجْلٍ بها ذِهْنُها وأَعْيَتْ بها أُخْتُها الغابِرَه والغابرة هنا الباقية

ذون
الكسائي في الذَّآنين منهم من لا يهمز فيقول ذُونُون وذَوَانين للجمع قال والذُّونون في هيئة الهِلْيَوْن مسموع من العرب ابن الأَعرابي التَّذَوُّن النَّعْمة والذَّانُ والذَّيْنُ العيب

ذين
الذَّيْنُ والذَّانُ العيب وذَامَه وذَانه وذابَه إذا عابه وقال أَبو عمرو هو الذَّيْمُ والذَّامُ والذانُ والذابُ بمعنى واحد وقال قيس بن الخَطيم الأَنصاري أَجَدَّ بعَمْرَةَ غُنْياتُها فتَهْجُر أَم شأْنُنا شأْنُها ؟ ردَدْنا الكَتِيبةَ مَفلولةً بها أَفْنُها وبها ذَانُها وقال كِنازٌ الجَرْميّ رَدَدْنا الكتيبةَ مَفْلولةً بها أَفْنُها وبها ذابُها ولستُ إذا كنتُ في جانبٍ أَذُمُّ العَشيرةَ أَغْتابُها ولكنْ أُطاوِعُ ساداتِها ولا أَتَعَلَّمُ أَلْقابَها وفي شعره إقواءٌ في المرفوع والمنصوب والمُذانُ لغة في المُذال

رأن
ابن بري الأُرانَى نبت والبُوصُ ثمره والقُرْزُحُ حَبُّه هكذا وجدت في كتاب ابن بري وذكر في ترجمة أَرن الأَرانيةُ نبت من الحَمْض لا يطول ساقه والأُرانَى جَناةُ الضَّعَة وغير ذلك

ربن
الرَّبُونُ والأُربونُ والأُرْبانُ العَرَبُونُ وكرهها بعضهم وأَرْبَنه أَعطاه الأُرْبونَ وهو دخيل وهو نحو عُرْبون وأَما قول رؤبة مُسَرْوَل في آلِه مُرَبَّن ومُرَوْبَن فإِنما هو فارسي معرب قال ابن دريد وأَحسبه الذي يسمَّى الرَّانَ التهذيب أَبو عمرو المُرْتَبِنُ المرتفع فوق المكان قال والمُرْتَبِئُ مثله وقال الشاعر ومُرْتَبِنٍ فوقَ الهِضابِ لفَجْرةٍ سَمَوْتُ إليه بالسِّنانِ فأَدْبرَا ورُبّان كل شيء معظمه وجماعته وأَخذتُه برُبّانِه ورِبّانِه ورُبّانُ السفينة الذي يُجْرِيها ويجمع رَبابِين قال أَبو منصور وأَظنه دخيلاً

رتن
الرَّتْنُ الخلط ومنه المُرَتَّنَةُ ابن سيده الرَّتْنُ خلط العجين بالشحم والمُرَتَّنَةُ الخُبْزَة المُشَحَّمَة ونسب الأَزهري هذا القول إلى الليث وقال حَرَصْتُ على أَن أَجِدَ هذا الحرفَ لغير الليث فلم أجد له أَصلاً قال ولا آمن أَن يكون الصواب المُرَثَّنة بالثاء من الرَّثَانِ وهي الأَمطار الخفيفة فكأَنَّ تَرْثِينَها تَرْوِيَتُها بالدَّسمِ

رثن
الرَّثَانُ قِطَار المطر يفصل بينها سكونٌ وقال ابن هاني الرَّثَانُ من الأَمطار القِطار المتتابعة يفصل بينهن ساعات أقل ما بينهن ساعة وأَكثر ما بينهن يوم وليلة وأَرض مُرَثَّنَةٌ تَرْثِيناً ومُرَثَّمَة ومُثَرَّدةٌ كل ذلك إذا أَصابها مطر ضعيف وفي نوادر الأَعراب أَرض مَرْثُونة أَصابتها رَثْنَة أَي مَرْكُوكة وأَصابها رَثَانٌ ورِثامٌ وقد رُثِّنَتِ الأَرضُ تَرْثِيناً عن كراع قال ابن سيده والقياس رُثِنَتْ كطُلَّتْ وبُغِشَتْ ورُثِنَتْ
( * قوله « ورثنت » هكذا في الأصل ولعلها ورشت ) وطُشَّتْ وما أَشبه ذلك الأَزهري قال بعض من لا أَعتمده تَرَثَّنَتِ المرأَةُ إذا طلت وجهها بغُمْرة

رثعن
ارْثَعَنَّ المطرُ كثرَ قال ذو الرمة
( * قوله « ذو الرمة » الذي في المحكم قال رؤبة )
كأَنه بعدَ رياحٍ تَدْهَمُه ومُرْثَعِنَّاتِ الدُّجُون تَثِمُهْ الأَزهري المُرْثَعِنُّ من المطر المُسْتَرْسِل السائل قال وقال ابن السكيت في قول النابغة وكُلُّ مُلِثٍّ مُكْفَهِرٍّ سحابُه كَمِيش التَّوالي مُرْثَعِنِّ الأَسافِلِ قال مُرْثَعنّ متساقط ليس بسريح وبذلك يوصف الغيث وارْثَعَنَّ المطر إذا ثبت وجادَ وهو يَرْثَعِنُّ ارْثِعْنَاناً والمُرْثَعِنُّ السيل الغالب والمُرْثَعِنُّ الرجل الضعيف المسترخي وارْثَعَنَّ استرخى وكل مسترخ متساقط مُرْثَعِنّ ويقال جاء فلان مُرْثَعِنّاً ساقطَ الأَكتاف أَي مسترخياً والارْثِعْنانُ الاسترخاء قال ابن بري شاهده قول أَبي الأَسود العِجْلي لما رآه جَسْرباً مُجِنّاً أَقْصَرَ عن حَسْناء وارْثَعَنَّا والمُرْثَعِنُّ من الرجال الذي لا يَمضي على هَوْلٍ

رجن
رَجَنَ بالمكان وفي نسخة رَجَنَ الرجلُ بالمكان يَرْجُن رُجوناً إذا أَقام به والرَّاجِنُ الآلف من الطير وغيره مثل الداجِنِ وشاة راجنٌ مقيمة في البيوت وكذلك الناقة رَجَنَتْ تَرْجُن رُجُوناً وأَرْجَنَتْ ورَجَنها هو يَرْجُنها رَجْناً حبسها عن المرعى على غير عَلَف فإِن أَمسكها على علف قيل رَجَّنها تَرْجيناً ورَجَنَ الدابَّة يَرْجُنها رَجْناً فهي مرجونة إذا حبسها وأَساء علفها حتى تُهْزَل ورَجَنَتْ هي بنفسها رُجُوناً يتعدّى ولا يتعدّى ابن شميل رَجَنَ القومُ رِكابَهم ورَجَنَ فلانٌ راحلته رَجْناً شديداً في الدار وهو أَن يحبسها مُناخَةً لا يعلفها ورَجَنَ البعيرُ في النَّوى والبِزْرِ رُجُوناً ورُجُونُه اعْتلافُه الفراء رَجَنَت الإِبل ورَجِنَت أَيضاً بالكسر وهي راجنة الجوهري وقد رَجَنتُها أَنا وأَرْجَنْتُها إذا حبستها لتعلفها ولم تُسَرّحْها وارْتَجَنَ الزُّبْدُ طُبِخَ فلم يَصْفُ وفسد وارْتَجَنت الزُّبْدَةُ تفرّقت في المِمْخَض اللحياني رَجَن في الطعام ورَمَكَ إذا لم يَعَفْ منه شيئاً ورَجَنَ البعيرُ في العَلَف رُجوناً إذا لم يَعَفْ منه شيئاً وكذلك الشاة وغيرها وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كتب في الصدقة إلى بعض عُمَّاله كتاباً فيه ولا تَحْبس الناسَ أَوَّلهم على آخرهم فإِن الرَّجْنَ للماشية عليها شديدٌ ولها مُهْلِكٌ من الرَّجْنِ الإقامة بالمكانِ ورَجَنْتُ الرجلَ أَرْجُنه رَجْناً إذا استحييت منه وهذا من نوادر أَبي زيد وارْتَجَنَ عليهم أَمرهم اخْتَلَطَ أُخذ من ارْتِجانِ الزُّبْد إذا طُبِخ فلم يَصْفُ وفسد وأَصله من ارْتِجانِ الإذْوَابة وهي الزبدة تخرج من السقاء مختلطة بالرائب الخاثر فتوضع على النار فإِذا غلى ظهر الرائبُ مختلطاً بالسمن فذلك الارْتِجانُ قال أَبو عبيد وإياه عنى بِشْرُ بن أَبي خازم بقوله فكنتم كذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إذْ غَلَتْ أَتُنْزِلُها مذمومةً أَم تُذِيبُها ؟ وهم في مَرْجُونة أَي اختلاط لا يدرون أَيقيمون أَم يظعنون والرَّجَّانَةُ الإِبل التي تحمل المَتاعَ قال ابن سيده ولا أَعرف له فعلاً وعندي أَنه اسم كالجَبَّانة

رجحن
ارْجَحَنَّ الشيءُ اهتز وارْجَحَنَّ وقع بمرّة وارْجَحَنَّ مالَ قال وشَرَاب خُسْرَوانيّ إذا ذاقه الشيخُ تَغَنَّى وارْجَحَنّ وفي المثل إذا ارْجَحَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَداً أَي إذا مال رافعاً وسقط ورفع رجليه يعني إذا خضع لك فاكْفُفْ عنه الأَصمعي المُرْجَحِنُّ المائل قال الأَزهري وأَنشدتني أَعرابية بفَيْدَ أَيا أُخْتَ عَدَّ أَيا شبيهةَ كَرْمةٍ جَرَى السيلُ في قُرْيانِها فارْجَحَنَّت أَراد أَنها أُوقِرَتْ حتى مالت من كثرة حملها ويقال أَنا في هذا الأَمر مُرْجَحِنٌّ لا أَدري أَيَّ فَنَّيْه أَركب وأَيَّ صَرْعَيْه وصَرْفَيْه ورُوقَيْه أَركب ويقال فلان في دُنْيا مُرْجَحِنَّة أَي واسعة كثيرة وامرأَة مُرْجَحِنَّة إذا كانت سمينة فإِذا مشت تَفَيَّأَتْ في مِشْيتها وفي حديث علي عليه السلام في حُجُراتِ القُدُس مُرْجَحِنِّين من ارْجَحَنَّ الشيءُ إذا مال من ثِقَله وتحرَّك ومنه حديث ابن الزبير في صفة السحاب وارْجَحَنَّ بعد تَبَسُّقٍ أَي ثَقُل ومال بعد علُوِّه وهذا الحرف أَورده ابن سيده والأَزهري والجوهري جميعهم في حرف النون قال ابن الأَثير وأَورده الجوهري في حرف النون على أن النون أَصلية قال وغيره يجعلها زائدة من رَجَحَ الشيء يَرْجَحُ إذا ثقل وجيش مُرْجَحِنٌّ ورَحىً مُرْجَحِنَّة ثقيلة قال النابغة إذا رَجَفَتْ فيهِ رَحىً مُرْجَحِنَّةٌ تَبَعَّجَ ثَجَّاجاً غَزِيرَ الحَوافِلِ وليل مُرْجَحِنٌّ ثقيل واسع وارْجَحَنَّ السرابُ ارتفع قال الأَعشى تَدُرُّ على أَسْوُقِ المُمْتَرِينْ رَكَضْنا إذا ما السَّرابُ ارْجَحَنْ

رجعن
ارْجَعَنَّ أَي انبسط وارْجَعَنَّ كارْجَحَنَّ وقال اللحياني ضربه فارْجَعَنَّ أَي اضطجع وأَلقى بنفسه وفي المثل إذا ارْجَعَنَّ شاصِياً فارفع يداً يقال ذلك للرجل يقاتل الرجل يقول إذا غلبته فاضطجع ووقع ورفع رجليه فكُفِّ يدَك عنه وأَنشد اللحياني فلما ارْجَعَنُّوا واسْتَرَيْنا خيارَهُمْ وصارُوا جميعاً في الحَديدِ مُكَلَّدا أَي فلما اضطجعوا وغُلِبوا وحمل مكلداً على لفظ جميع لأَن لفظه مفرد وإن كان المعنى واحداً الأَصمعي اجَرَعَنَّ وارْجَعَنَّ واجْرَعبَّ واجْلَعَبَّ إذا صُرِعَ وامتدَّ على وجه الأَرض ويقال ضربناهم بقحازِننا فارْجَعَنُّوا أَي بعِصِيّنا

ردن
الرُّدْنُ بالضم أَصل الكُمّ يقال قميص واسع الرُّدْن ابن سيده الرُّدْن مقدّم كمّ القميص وقيل هو أَسفله وقيل هو الكمّ كله والجمع أَرْدانٌ وأَرْدِنَة وأَرْدَنْتُ القميصَ ورَدّنْته تَرْديناً جعلت له رُدْناً وفي المحكم جعلت له أَرْداناً قال قيس بن الخَطِيم الأَنصاري وعَمْرَةُ من سَرَواتِ النِّسا ءِ تَنْفَحُ بالمسكِ أَرْدانُها والأَرْدَنُ ضرب من الخز الأَحمر والرَّدَنُ بالتحريك القَزّ وقيل الخَزّ وقيل الحرير قال عدي بن زيد ولقد أَلْهُو ببِكْرٍ شادِنٍ مَسُّها أَلْيَنُ من مسِّ الرَّدَنْ وقال الأَعشى يَشُقُّ الأُمورَ ويَجْتابُها كشقِّ القَرارِيّ ثَوْبَ الرَّدَنْ القراري الخياط وقال الليث في تفسير البيت الرَّدَنُ الخز الأَصفر والرَّدَنُ الغزل يفتل إلى قدام وقيل هو الغزل المنكوس وثوب مَرْدُونٌ منسوج بالغزل المَرْدُونِ والمِرْدَنُ المِغْزَلُ الذي يغزل به الرَّدَنُ والمُرْدِنُ المُظْلم وليل مُرْدِنٌ مظلم وعَرَقٌ مُرْدِنٌ ومَرْدُون قد نَمَّسَ الجسدَ كله وأَما قول أَبي دُواد أَسْأَدَتْ ليلةً ويوماً فلما دخَلَتْ في مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ فإن بعضهم قال أَراد بالمردون المَرْدومَ فأَبدل من الميم نوناً والمُسَرْبَخ الواسع وقال بعضهم المَرْدُونُ الموصول وقال شمر المَرْدُونُ المنسوج قال والرَّدَنُ الغزل أَراد بقوله في مسربخ مردون الأَرض التي فيها السراب وقيل الرَّدَنُ الغزل الذي ليس بمستقيم وأَرْدَنَتِ الحُمَّى مثل أَرْدَمَتْ وقال الفراء رَدِنَ جلدُه بالكسر يَرْدَنُ رَدَناً إذا تقبض وتشنج وجمل رادِنيّ جَعْدُ الوَبر كريم جميل يضرب إلى السواد قليلاً والرَّادِنيّ أَيضاً من الإبل الشديدُ الحمرة قال الأَصمعي ولا أَدري إلى أَي شيء نسب قال أَبو الحسن وقد يكون من باب قُمْرِيّ وبُخْتِيّ فلا يكون منسوباً إلى شيء الأَصمعي وغيره إذا خالط حُمْرةَ البعير صفرةٌ كالوَرْسِ قيل أَحمر رادِنيّ وبعير رادنيّ وناقة رادِنيّة إذا خالطت حمرتها صفرة كالورس ويقال للشيء إذا خالط حمرته صفرة أَحمرُ رادِنيّ والرَّدَنُ الغِرْسُ الذي يخرج مع الولد في بطن أُمه تقول العرب هذا مِدْرَعُ الرَّدَنِ ورَدَنْتُ المَتاعَ رَدْناً نَضَدْتُه والرَّدْنُ صوتُ وَقْع السلاح بعضه على بعض وأَرْمَكُ رادِنيّ بالَغُوا به كما قالوا أَبيضُ ناصِعٌ عن ابن الأَعرابي ورُدَيْنة اسم امرأَة والرِّماحُ الرُّدَيْنِيَّةُ منسوبة إليها الجوهري القناةُ الرُّدَيْنيَّة والرمح الرُّدَيْنيُّ زعموا أَنه منسوب إلى امرأَة السَّمْهَرِيّ تسمى رُدَيْنة وكانا يُقَوِّمانِ القَنا بخَطِّ هَجَرَ قال وفي كلام بعضهم خَطِّيَّة رُدْنٌ ورماح لُدْنٌ والرَّادِنُ الزعفران وينشد للأَغلب وأَخَذَتْ من رَادِنٍ وكُرْكُمِ قال ابن بري صواب إنشاده بالفاء وهو فبَصُرَتْ بعَزَبٍ مُلأّمِ فأَخَذَتْ من رادِنٍ وكُرْكُمِ ابن السكيت الأُرْدُنُّ النُّعاس الغالب بالضم والتشديد قال الجوهري ولم يسمع منه فعل ونَعْسَةٌ أُرْدُنّ شديدة قال أَبّاقٌ الدُّبيري قد أَخْذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ قوله مُبز أَي قوي عليها يقول إن مَوْهَباً صبور على دفع النوم وإن كان شديد النعاس قال وبه سمي الأُرْدُنُّ البلدُ والأُرْدُنُّ أَحد أَجناد الشام وبعضهم يخففها التهذيب الأُرْدُنّ أَرض بالشام الجوهري الأُرْدُن اسم نهر وكُورةٍ بأَعلى الشام والله أَعلم

رذن
رَاذانُ موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد وقد عَلِمَتْ خيلٌ بِراذانَ أَنني شَدَدْتُ ولم يَشْدُدْ من القوم فارِسُ قال ابن سيده فإِن قلت كيف تكون نونه أَصلاً وهو في هذا الشعر الذي أَنشدته غير مصروف ؟ قيل قد يجوز أَن يُعْنى به البُقْعة فلا يصرفه وقد يجوز أَن تكون نونه زائدة فإِن كان ذلك فهو من باب رَوَذَ أَو رَيَ ذَ إِما فَعَلاناً أَو فَعْلاناً رَوَذان أَو رَوْذان ثم اعتلّ اعتلالاً شاذّاً

رزن
الرَّزينُ الثقيل من كل شيء ورجل رَزِينٌ ساكن وقيل أَصيل الرأْي وقد رَزُنَ رَزَانة ورُزوناً ورَزَن الشيءَ يَرْزُنه رَزْناً رازَ ثِقَله ورفعه لينظر ما ثِقَلُه من خفته وشيء رَزِين أَي ثقيل وقيل رَزَنَ الحجر رَزناً أَقَلَّه من الأَرض ويقال شيء رَزِين وقد رَزَنْتُه بيدي إذا ثقَلْته وامرأَة رَزانٌ إذا كانت ذات ثباتٍ ووَقارٍ وعفافٍ وكانت رَزِينة في مجلسها قال حسان بن ثابت يمدح عائشة رضي الله تعالى عنها حَصانٌ رَزانٌ لا تُزَنُّ بريبةٍ وتُصْبِحُ غَرْثى من لحوم الغوافِل والرَّزانةُ في الأَصل الثِّقَلُ والرَّزْن والرِّزْنُ أَكمة تمسك الماء وقيل نُقَرٌ في حَجَر أَو غَلْظٍ في الأَرض وقيل هو مكان مرتفع يكون فيه الماء والجمع أَرْزانٌ ورُزونٌ ورِزانٌ قال ساعدة بن جُؤَيَّة يصف بقر الوحش ظلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةً في ماحِقٍ من نهارِ الصيفِ مُحْتَرِقِ
( * قوله « محترق » الذي في مادة محق من الصحاح محتدم )
وقال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ أَحْقَبَ مِيفاءٍ على الرُّزُونِ حَدَّ الربيعِ أَرِنٍ أَرُونِ لا خَطِل الرَّجْعِ ولا قَرُونِ لاحِقِ بَطْنٍ بقَرىً سَمينِ وقال ابن حمزة هو الرِّزْنُ بالكسر لا غير قال ابن بري وبيت ساعدة مما يدل أَنه رِزْنٌ لأَن فَعْلاً لا يجمع على أَفعال إلا قليلاً وقد تَرَزَّن الرجل في مجلسه إذا تَوَقَّر فيه والرَّزانة الوقار وقد رَزُنَ الرجل بالضم فهو رَزِين أَي وَقُور والرِّزانُ مناقع الماء واحدتها رِزْنة بالكسر والرُّزُونُ بقايا السيل في الأَجْرافِ قال أَبو ذؤيب حتى إذا حُزَّتْ مياه رُزُونِه الأَصمعي الرُّزُون أَماكن مرتفعة يكون فيها الماء واحدها رَزْنٌ ويقال الرَّزْنُ المكان الصلب وقيل المكان المرتفع وقيل المكان الصُّلْبُ وفيه طُمأْنينة تمسك الماء وقال أَبو ذؤَيب في الرُّزُونِ أَيضاً حتى إذا حُزَّت مياهُ رُزُونِه وبأَيِّ حَزِّ مَلاوَةٍ يَتَقَطَّعُ والرَّزْنُ مكان مشرف غليظ إلى جنبه ويكون منفرداً وحده ويَقُود على وجه الأَرض للدَّعْوَةِ حجارةً ليس فيها من الطين شيء لا ينبت وظهره مستو والرَّوْزَنة الكُوَّة وفي المحكم الخرق في أَعلى السقْف التهذيب يقال للكُوَّة النافذة الرَّوْزَن قال وأَحسبه معرَّباً وهي الرَّوَازِن تكلمت بها العرب الليث الأَرْزَن شجر صُلْب تتخذ منه عِصِيٌّ صُلْبة وأَنشد ونَبْعَة تَكْسِر صُلْبَ الأَرْزَن وأَنشد ابن الأَعرابي إنِّي وجَدِّك ما أَقْضِي الغَرِيمَ وإِنْ حانَ القَضاءُ ولا رَقَّتْ له كَبدِي إلاَّ عَصَا أَرْزَنٍ طارت بُرَايَتُها تَنُوءُ ضرْبَتُها بالكَفّ والعَضُدِ وأَنشد ابن بري لشاعر أَعْدَدْتُ للضِّيفانِ كلْباً ضارِياً عندي وفَضْلَ هِراوَةٍ من أَرْزَنِ ومَعاذِراً كذباً ووجْهاً باسِراً وتَشَكّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ

رسن
الرَّسَنُ الحبل والرَّسَنُ ما كان من الأَزِمَّة على الأَنف والجمع أَرْسانٌ وأَرْسُنٌ فأَما سيبويه فقال لم يكسَّر على غير أَفعال وفي المثل مَرَّ الصَّعاليكُ بأَرْسان الخيل يضرب للأَمرْ يُسرع ويتتابع وقد رَسَنَ الدابَّة والفرس والناقة يرْسِنُها ويَرْسُنُها رَسْناً وأَرْسَنَها وقيل رَسَنَها شدَّها وأَرْسَنَها جعل لها رَسَناً وحَزَمْتُه شددت حِزامه وأَحْزَمْته جعلت له حِزاماً ورَسَنت الفرس فهو مَرْسُون وأَرْسَنْته أَيضاً إذا شددته بالرَّسَنِ قال ابن مقبل هَرِيتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجَامْ أَسِيلٌ طَوِيلُ عِذارِ الرَّسَن قوله قصير عذار اللجام يريد أَن مَشَقَّ شِدْقَيه مستطيل وإذا طال الشَّق قَصُر عذار اللجام ولم يصفه بقصر الخدّ وإنما وصفه بطوله بدليل قوله طويل عذار الرَّسَن وفي حديث عثمان وأَجْرَرْتُ المَرْسُونَ رَسَنَه المَرْسُون الذي جعل عليه الرَّسَن وهو الحبل الذي يقاد به البعير وغيره ويقال رَسَنْت الدابة وأَرْسَنْتها وأَجررته أَي جعلته يجرّه يريد خليته وأَهملته يرعى كيف شاء المعنى أَنه أَخبر عن مُسامَحته وسَجَاحَةِ أَخلاقه وتركه التضييق على أَصحابه ومنه حديث عائشة رضي الله عنها قالت ليزيد بن الأَصم ابن أُخت مَيْمونة وهي تُعاتِبه ذَهَبَتْ والله مَيْمونَةُ ورُمِي برَسَنِك على غاربك أَي خُلِّيَ سبيلك فليس لك أَحد يمنعك مما تريد والمَرْسِنُ والمَرْسَنُ الأَنف وجمعه المَراسِنُ وأَصله في ذوات الحافر ثم استعمل للإنسان الجوهري المَرْسِنُ بكسر السين موضعُ الرَّسَنِ من أَنف الفرس ثم كثر حتى قيل مَرْسِن الإنسان يقال فعلت ذلك على رغم مَرْسِنه ومِرْسَنه بكسر الميم وفتح السين أَيضاً قال العجاج وجَبْهةً وحاجِباً مزَجَّجا وفَاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا وقول الجَعْدِيّ سلِس المَِرْسَن كالسِّيِدِ الأَزَلّ أَراد هو سَلِس القِياد ليس بصلب الرأْس وهو الخُرْطوم والرَّاسَن نبات يشبه نبات الزنجبيل وبنو رَسْن حيّ

رسطن
الرَّساطون شراب يتخذ من الخمر والعسل أَعجمية لأَن فَعالُولاً وفَعالُوناً ليسا من أَبنية كلامهم قال الليث الرَّساطُونُ شراب يتخذه أَهل الشأْم من الخمر والعسل قال الأَزهري الرَّسَاطُونُ بلسان الروم وليس بعربي

رشن
الرَّشْنُ بسكون الشين الفُرْضَة من الماء والرَّاشِنُ الداخل على القوم الآتي ليأْكل رَشَنَ يَرْشُن رُشُوناً أَبو زيد رَشَنَ الرجلُ يَرْشُنُ رُشوناً فهو رَاشِنٌ وهو الذي يتعهد مواقيت طعام القوم فيَغْتَرُّهم اغتراراً وهو الذي يقال له الطُّفَيلي الجوهري الرَّاشِن الذي يأْتي الوليمة ولم يُدْعَ إليها وهو الذي يسمى الطُّفَيْلي وأَما الذي يَتَحَيَّنُ وقت الطعام فيدخل على القوم وهم يأْكلون فهو الوَارِشُ ويقال رَشَنَ الرجل إذا تَطَفَّل ودخل بغير إذن ويقال للكلب إذا ولغ في الإناء قد رَشَنَ رُشُوناً وأَنشد ليس بِقصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ عند البيوتِ راشِنٍ مِقَمِّ
( * قوله « حلسم » كذا بضبط الأَصل هنا وكذلك في المحكم وضبط في مادة ح ل س م بفتح اللام المشددة وسكون السين وتخفيف الميم عكس ما هنا ومثله في التكملة وغيرها )
ورَشَنَ الكلبُ في الإناء يَرْشُنُ رَشْناً ورُشُوناً أَدخل رأْسه فيه ليأْكل ويشرب أَنشد ابن الأعرابي تَشْرَبُ ما في وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ والرَّوْشَنُ الرَّفُّ أَبو عمرو الرَّفيفُ الرَّوْشَنُ والرَّوْشَنُ الكُوَّة

رصن
رَصُنَ الشيءُ بالضم رَصانَةً فهو رَصِين ثبت وأَرصَنه أَثبته وأَحكمه ورَصَنه أَكمله الأَصمعي رَصَنْتُ الشيءَ أَرْصُنه رَصْناً أَكْملته والرَّصِين المحكم الثابت أَبو زيد رَصَنْتُ الشيءَ معرفةً أَي علمته ورجل رصين كرَزِينٍ وقد رَصُنَ ورَصَنْتُ الشيءَ أَحكمته فهو مَرْصُون قال لبيد أَو مُسْلِم عَمِلَتْ له عُلْوِيَّةٌ رَصَنَتْ ظهورَ رَواجِبٍ وبَنانِ أَراد بالمسلم غلاماً وشَمتْ يده
( * قوله « وشمت يده إلخ » ومنه ساعد مرصون أي موشوم كما في التكملة قال والمرصن كمنبر حديدة تكوى بها الدواب )
امرأَة من أَهل العالية وفلان رَصِينٌ بحاجتك أَي حَفِيٌّ بها ورَصَنْتُه بلساني رَصْناً شتمته ورجل رَصِين الجوف أَي مُوجَع الجوف وقال يقول إني رَصِينُ الجوفِ فاسْقُوني والرَّصِينانِ في ركبة الفرس أَطرافُ القَصَب المركب في الرَّضْفَة

رضن
المَرْضونُ شِبْه المَنْضُود من الحجارة ونحوها يضم بعضها إلى بعض في بناء أَو غيره وفي نوادر الأَعراب رُضِنَ على قبره وضُمِدَ ونُضِدَ ورُثِدَ كله واحد

رطن
رَطَنَ العجميّ يَرْطُنُ رَطْناً تكلم بلغته والرَّطَانة والرِّطَانة والمُراطَنة التكلم بالعجمية وقد تَراطَنا تقول رأَيت أَعجمين يتراطَنان وهو كلام لا يفهمه العرب قال الشاعر كما تَراطَنَ في حافاتِها الرُّومُ ويقال ما رُطَّيْناك هذه أَي ما كلامك وما رُطَيْناكَ بالتخفيف أَيضاً وتقول رَطَنْتُ له رَطانة ورَاطَنْته إذا كلمته بالعجمية وتَراطَنَ القومُ فيما بينهم وقال طَرَفة بن العبد فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً أَصواتُهم كتَراطُنِ الفُرْسِ وفي حديث أَبي هريرة قال أَتت امرأَة فارسية فَرَطَنَتْ له قال الرَّطانة بفتح الراء وكسرها والتَّراطُنُ كلام لا يفهمه الجمهور وإنما هو مُواضَعةٌ بين اثنين أَو جماعة والعرب تخص بها غالباً كلام العجم ومنه حديث عبد الله بن جعفَر والنجاشي قال له عمرو أَما ترى كيف يَرْطُنون بِحزْب الله أَي يَكْنُونَ ولم يُصَرّحوا بأَسمائهم والرَّطَّانة والرَّطُون بالفتح الإِبل إذا كانت رِفاقاً ومعها أَهلوها زاد الأَصمعي إذا كانت كثيراً قال ويقال لها الطَّحّانة والطَّحُون أَيضاً ومعنى الرِّفاق أَي نَهَضوا على الإِبل مُمتارين من القُرى كلُّ جماعة رُفْقة وأَنشد الجوهري رَطَّانَة من يَلْقَها يُخَيَّب

رعن
الأَرْعَنُ الأَهْوَجُ في منطقة المُسْتَرْخي والرُّعُونة الحُمْقُ والاسْتِرْخاء رجل أَرْعَنُ وامرأَة رَعْناء بَيِّنا الرُّعُونة والرَّعَن أَيضاً وما أَرْعَنه وقد رَعُن بالضم يَرْعُن رُعُونة ورَعَناً وقوله تعالى لا تقولوا راعِنا وقولوا انْظُرْنا قيل هي كلمة كانوا يذهبون بها إلى سَبِّ النبي صلى الله عليه وسلم اشْتَقْوه من الرُّعُونة قال ثعلب إنما نهى الله تعالى عن ذلك لأَن اليهود كانت تقول للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا أَو راعونا وهو من كلامهم سَبٌّ فأَنزل الله تعالى لا تقولوا راعنا وقولوا مكانها انْظُرنا قال ابن سيده وعندي أَن في لغة اليهود راعُونا على هذه الصيغة يريدون الرُّعُونة أَو الأَرْعَن وقد قدَّمت أَن راعُونا فاعِلُونا من قولك أَرْعِنِي سَمْعَك وقرأَ الحسن لا تقولوا راعِناً بالتنوين قال ثعلب معناه لا تقولوا كَذِباً وسُخْريّاً وحُمْقاً والذي عليه القراءة راعنا غير منوَّن قال الأَزهري قيل في راعنا غير منوَّن ثلاثة أَقوال ذكر أَنه يفسرها في المعتل عند ذكر المراعاة وما يشتق منها وهو أَحق به من ههنا وقيل إن راعنا كلمة كانت تُجْرَى مُجْرَى الهُزءِ فنهي المسلمون أَن يلفظوا بها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أَن اليهود لعنهم الله كانوا اغتنموها فكانوا يسبون بها النبي صلى الله عليه وسلم في نفوسهم ويتسترون من ذلك بظاهر المُراعاة منها فأُمروا أَن يخاطبوه بالتعزيز والتوقفير وقيل لهم لا تقولوا راعنا كما يقول بعضكم لبعض وقولوا انظرنا والرَّعَنُ الاسترخاء ورَعَنُ الرحلِ استرخاؤه إذا لم يحكم شدّه قال خِطَامٌ المُجاشِعيّ ووجد بخط النيسابوري أَنه للأَغْلَب العِجْلي إنا على التَّشواقِ مِنَّا والحَزَنْ مما نَمُدُّ للمَطِيِّ المُسْتَفِنْ نسُوقُها سَنّاً وبعضُ السَّوْقِ سَنّ حتى تَراها وكأَنَّ وكأَنْ أَعْناقها مَلَزَّزاتٌ في قَرَنْ حتى إذا قَضَّوْا لُباناتِ الشجَنْ وكلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ قاموا فشَدُّوها لما يُشقي الأَرِنْ ورَحَلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ حتى أَنَخْناها إلى مَنٍّ وَمَنْ قوله رحلة فيها رَعَنٌ أَي استرخاءٌ لم يحكم شدّها من الخوف والعجلة ورعنته الشمسُ آلمت دماغه فاسترخى لذلك وغُشِيَ عليه ورُعِنَ الرجلُ فهو مَرْعُون إذا غُشِيَ عليه وأَنشد باكَرَهُ قانِصٌ يَسْعَى بأَكْلُبِه كأَن من أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ أَي مَغْشِيٌّ عليه قال ابن بري الصحيح في إنشاده مَمْلُول عوضاً عن مَرْعُون وكذا هو في شعر عَبْدة بن الطبيب والرَّعنُ الأَنف العظيم من الجبل تراه مُتَقَدِّماً وقيل الرَّعْنُ أَنف يتقدم الجبل والجمع رِعانٌ ورُعُون ومنه قيل للجيش العظيم أَرْعَنُ وجيش أَرْعَنُ له فُضول كرِعانِ الجبال شبه بالرَّعْن من الجبل ويقال الجيشُ الأَرْعَنُ هو المضطرب لكثرته وقد جعل الطِّرِمّاحُ ظلمةَ الليل رَعُوناً شبهها بجبل من الظلام في قوله يصف ناقة تَشُقُّ به ظلمةَ الليل تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ الليلِ عنها إذا طَرَقَتْ بمِرْداسٍ رَعُونِ ومغمضات الليل دَياجير ظُلَمِها بمرداس رَعُونٍ بجبل من الظلام عظيم وقيل الرَّعُون الكثيرة الحركة وجبل رَعْنٌ طويل قال رؤبة يَعْدِلُ عنه رَعْنُ كل صُدِّ وقال الليث الرَّعْنُ من الجبال ليس بطويل وجمعه رُعُون والرَّعْناء البَصْرة قال وسميت البصرة رَعْناء تشبيهاً برَعْنِ الجبل قال الفرزدق لولا أَبو مالِكِ المَرْجُوُّ نائِلُه ما كانت البصرةُ الرَّعْناء لي وَطنا ورُعَيْنٌ اسم جبل باليمن فيه حصن وذو رُعَيْن ملك ينسب إلى ذلك الجبل قال الجوهري ذو رُعَين ملك من ملوك حِمْيَر ورُعَيْن حصن له وهو من ولد الحرث بن عمرو بن حِمْيَر بن سبَإ وهم آلُ ذي رُعَيْن وشَعْبُ ذي رُعَيْن قال الراجز جاريةٌ من شَعْبِ ذي رُعَيْنِ حَيّاكةٌ تَمْشِي بعُلْطَتَيْنِ والرَّعْناء عنب بالطائف أَبيض طويل الحب ورُعَين قبيلة والرَّعْن موضع قال غَداةَ الرَّعْنِ والخَرْقاءِ نَدْعُو وصَرَّحَ باطلُ الظَّنِّ الكذوبِ خَرْقاء موضع أَيضاً وفي حديث ابن جُبَير في قوله عزَّ وجل أَخْلَدَ إلى الأَرض أَي رَغَنَ يقال رَغَنَ إليه وأَرْغَنَ إذا مال إليه ورَكَنَ قال الخَطَّابي الذي جاءَ في الرواية بالعين المهملة وهو غلط

رعثن
الأَزهري في الرباعي قال الليث وغيره الرَّعْثَنَةُ التَّلْتَلَة تتخذ من جُفّ الطَّلْعة فيشرب منها

رغن
: رَغَنَ إِليه و أَرْغَنَ : أَصْغَى إِليه قابلاً راضياً بقوله قال الشاعر : وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ سَريعٍ لَدَى الحَوْرِ إِرْغَانُها وفي حديث ابن جبير في قوله تعالى : { أَخلد إِلى الأَرض } أَي رَغَنَ . ويقال : رَغَنَ إِليه و أَرْغَنَ إِذا مال وَرَكَنَ قال الخَطَّابي : الذي جاءَ في الرواية بالعين المهلمة وهو غلط . و أَرْغَن إِلى الأَمر والصلح : مال إِليه وسكن قال الطّرمَّاح : مُرغِناتٌ لأَخْلَج الشِّدْقِ سِلْعا مٍ مُمَرَ مَفْتُولةٍ عَضُدُهُ قال : مُرغِنات مطيعات يصف كلاب الصيد . و الرَّغْنُ : الإِصغاءُ إِلى القول وقبوله و الإِرغانُ مثله . و الرَّغْنَة : السَّهْلة يمانية . ابن الأَعرابي : يومُ رَغْنٍ إِذا كان ذا أَكلٍ وشربٍ ونعيم ويومُ مُزْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العَدُوّ ويوم سَعْنٍ إِذا كان ذا شرابٍ صافٍ . قال الفراء : لا تُرْغِنَنَّ له في ذلك أَي لا تطعه فيه . اللحياني : تقول العرب لعلك ولَعَنَّك ورَعَنَّكَ و رَغَنَّك بمعنى واحد . وقال الكسائي : لَعَنَّ ولَغَنَّ ورَعَنَّ و رَغَنَّ بمعنى لعلَّ . ويقال : رَغَنَّه عند الله قال : يريد لعله عند الله . قال الفراء : لَوَنَّ بمعنى لعلَّ قال : وسمعتهم يقولون لَونَّها تركب يريدون لعلَّها تركب

رفن
فرس رِفَنٌّ كرِفَلٍّ طويل الذنب بتشديد النون وبعير رِفَنٌّ سابغ الذنب ذَيَّالُه قال النابغة الجَعْدي وهم دَلَفُوا بِهُجْرٍ في خَميسٍ رَحِيبِ السِّربِ أَرْعَن مُرْجَحِنّ بكلِّ مُجَرِّبٍ كالليثِ يَسْمُو
إلى أَوصالِ ذَيَّالٍ رِفَنِّ
( * قوله « وهم دلفوا إلخ » مثله في الصحاح قال الصاغاني وهو تصحيف
ومداخلة والرواية
وهم ساروا لحجر في خميس ... وكانوا يوم ذلك عند ظني
غداة تعاورته ثمّ بيض ... رفعن إليه في الرهج المكنّ
وهم زحفوا لغسان بزحف ... رحيب السَّرب أرعن مرجحنّ
ويروى مرثعن وحجر بضم فسكون والمكن بضم فكسر ) أَراد رِفَلاًّ فَحوَّل اللام نوناً ابن الأَعرابي الرَّفْنُ النَّبض والرَّافِنَة المتبخترة في بَطَرٍ الأَصمعي المُرْفَئِنُّ الذي نفر ثم سكن وأَنشد ضَرْباً وِلاءً غيرَ مُرْثَعِنِّ حتى تَرِنِّي ثم تَرْفَئِنِّي وارْفأَنَّ الرجلُ على وزن اطْمَأَنَّ أَي نفر ثم سكن يقال ارفَأَنَّ غَضَبِي وأَنشد ابن بري للعجاج حتى ارْفَأَنَّ الناسُ بعد المَجْوَلِ المَجْوَلُ مَفْعَل من الجَوَلان وفي الحديث أَنَّ رجلاً شكا إليه التَّعَزُّبَ فقال عَفِّ شعرَك ففعل فارْقَأَنَّ أَي سكن ما كان به يقال ارْفَأَنَّ عن الأَمر وارْفَهَنَّ قال ابن الأَثير ذكره الهروي في رفأَ على أَن النون زائدة وذكره الجوهري في حرف النون على أَنها أَصلية وقال ابن بري حَقُّ رُفَهْنِية أَن تذكر في فصل رفه في باب الهاء لأَنَّ الأَلف والنون زائدتان وهي ملحقة بخُبَعْثِنَة قال وليس لرفهن هنا وجه وذكرها في فصل رفه وقال هي ملحقة بالخماسي

رفغن
الأَزهري في الرباعي البُلَهْنِيَة والرُّفَهنِيَة سَعَةُ العَيش وكثرة الرُّفَغنِية

رفهن
قال الأَزهري في الرباعي البُلَهْنِيَةُ والرُّفَهنِيَةُ سعة العيش وكثرة الرُّفَغْنِية يقال هو في رُفَهنِية من العيش أَي في سعة ورَفَاغِية وهو ملحق بالخماسي بأَلف في آخره وإنما صارت ياء للكسرة قبلها

رقن
الرِّقَانُ والرَّقُونُ والإِرْقانُ الحِنَّاء وقيل الرَّقُون والرِّقَانُ الزعفران قال الشاعر ومُسْمِعَة إذا ما شئتَ غَنَّتْ مُضَمَّخَة الترائِب بالرِّقَانِ قال ابن خالويه الرِّقانُ والرَّقُونُ الزعفران والحنَّاء وفي الحديث ثلاثة لا تَقْرَبُهم الملائكة منهم المُتَرَقِّن بالزعفران أَي المتلطخ به والرَّقْنُ والتَّرَقُّنُ والارْتِقانُ التلطخ بهما وقد رَقَّنَ رأْسه وأَرْقَنه إذا خضبه بالحناء والرَّاقِنَة المختضبة وهي الحسنة اللون قال الشاعر صَفْراءُ راقِنَةٌ كأَنَّ سُمُوطَها يَجْرِي بِهِنَّ إذا سَلِسْنَ جَدِيلُ ويقال امرأَة راقنة أَي مختضبة بالحناء قال أَبو حَبِيبٍ الشَّيْباني جاءَت مكَمْثِرَةً تَسْعَى ببَهْكَنةٍ صَفْراءَ راقِنةٍ كالشَّمْسِ عُطْبُولِ ورَقَنَتِ الجاريةُ ورَقَّنَتْ وتَرَقَّنَتْ إذا اختضبت بالحناء وأَنشد ابن الأَعرابي غِياثُ إن مُتُّ وعِشْتُ بعدِي وأَشْرَفَتْ أُمُّكَ للتَّصَدِّي وارْتَقَنتْ بالزَّعْفرانِ الوَرْدِي فاضْرِبْ فِداكَ والدِي وجَدِّي بين الرِّعاثِ ومَناطِ العِقْدِ ضَرْبَةَ لا وانٍ ولا ابن عَبدِ وأَرْقَنَ الرجلُ لحيته والتَّرْقينُ مثله وتَرَقَّنَ بالطيب واسْتَرْقَنَ عن اللحياني كما تقول تَضَمَّخَ ورَقَّنَ الكتاب قارب بين سطوره وقيل رَقَّنَه نَقَّطَه وأَعجمه ليتبين والمَرْقُون مثل المَرْقُوم والتَّرْقِين في كتاب الحُسْبانات تسويد الموضع لئلا يتوهم أَنه بُيِّضَ كيلا يقع فيه حساب الليث التَّرْقِين تَرْقِين الكتاب وهو تزيينه وكذلك تزيين الثوب بالزعفران والورس وأَنشد دار كَرَقْمِ الكاتب المُرَقِّنِ والمُرَقِّنُ الكاتب وقيل المُرَقِّن الذي يُحَلِّق حَلَقاً بين السُّطور كتَرْقِين الخضاب ورَقَّن الشيءَ زينه والرُّقُون النُّقوش والرَّقِينُ بفتح الراء ورفع النون الدرهم سمي بذلك للتَّرْقِين الذي فيه يعنون الخَطَّ عن كراع قال ومنه قولهم وِجْدَانُ الرَّقِين يغطي أَفْنَ الأَفِين وأَما ابن دريد فقال وِجْدانُ الرَّقِين يعني جمع رِقَةٍ وهي الوَرِقُ

ركن
رَكِنَ إلى الشيءِ ورَكَنَ يَرْكَنُ ويَركُنُ رَكْناً ورُكوناً فيهما ورَكانَةً ورَكانِيَةً أَي مال إليه وسكن وقال بعضهم رَكَنَ يَرْكَن بفتح الكاف في الماضي والآتي وهو نادر قال الجوهري وهو على الجمع بين اللغتين قال كراع رَكِنَ يَرْكُنُ وهو نادر أَيضاً ونظيره فَضِلَ يَفْضُل وحَضِرَ يَحْضُر ونَعِمَ يَنْعُم وفي التنزيل العزيز ولا تَرْكَنُوا إلى الذين ظلموا قرئ بفتح الكاف من رَكِنَ يَرْكَنُ رُكوناً إذا مال إلى الشيء واطمأَنَّ إليه ولغة أُخرى رَكَنَ يَرْكُنُ وليست بفصيحة ورَكِنَ إلى الدنيا إذا مال إليها وكان أَبو عمرو أَجاز رَكَنَ يَرْكَنُ بفتح الكاف من الماضي والغابر وهو خلاف ما عليه
( * قوله « وهو خلاف ما عليه إلخ » أي لأن باب فعل يفعل بفتحتين أن يكون حلقيّ العين أَو اللام اه مصباح ) الأَبنية في السالم ورَكِنَ في المنزل يَركَنُ ركْناً ضَنَّ به فلم يفارقه ورُكْن الشيء جانبه الأَقوى والرُّكْنُ الناحية القوية وما تقوّى به من مَلِكٍ وجُنْدٍ وغيره وبذلك فسر قوله عز وجل فتَوَلَّى برُكْنِه ودليل ذلك قوله تعالى فأَخذناه وجنودَه أَي أَخذناه ورُكْنَه الذي تولى به والجمع أَرْكان وأَرْكُنٌ أَنشد سيبويه لرؤبة وزَحْمُ رُكْنَيْكَ شدِيدَ الأَرْكُنِ ورُكْنُ الإنسانِ قوّته وشدّته وكذلك رُكْنُ الجبل والقصر وهو جانبه ورُكْنُ الرَّجُل قومه وعَدَدُه ومادّته وفي التنزيل العزيز لو أَنَّ لي بكم قُوَّةً أَو آوِي إلى رُكْن شديد قال ابن سيده وأُراه على المثل وقال أَبو الهيثم الرُّكْنُ العشيرة والرُّكْنُ الأَمر العظيم في بيت النابغة لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاءَ له وقيل في قوله تعالى أَو آوِي إلى رُكْن شديد إن الرُّكْن القُوَّة ويقال للرجل الكثير العدد إنه ليأْوي إلى رُكْن شديد وفلان رُكْنٌ من أَركان قومه أَي شريف من أَشرافهم وهو يأْوي إلى رُكْن شديد أَي عز ومَنَعة وفي الحديث أَنه قال رَحِمَ الله لُوطاً إن كان لَيأْوي إلى رُكْن شديد أَي إلى الله عز وجل الذي هو أشد الأَركان وأَقواها وإنما ترحم عليه لسهوه حين ضاق صدره من قومه حتى قال أَو آوي إلى ركن شديد أَراد عز العشيرة الذين يستند إليهم كما يستند إلى الركن من الحائط وجبل ركِينٌ له أَركان عالية وقيل جَبَل رَكِينٌ شديد وفي حديث الحساب ويقال لأَرْكانه انْطقي أَي لجوارحه وأَركانُ كل شيء جَوانبه التي يستند إليها ويقوم بها ورجل رَكِين رَميز وَقُور رَزِينٌ بَيّنُ الرَّكانة وهي الرَّكانة والرَّكانِيَةُ ويقال للرجل إذا كان ساكناً وقوراً إنه لرَكِينٌ وقد رَكُنَ بالضم رَكانة وناقة مُرَكَّنَةُ الضَّرْع والمُرَكَّنُ من الضروع العظيم كأَنه ذو الأَركان وضرع مُرَكَّنٌ إذا انتفخ في موضعه حتى يَمْلأَ الأَرفاغ وليس بحَدّ طويلٍ قال طرفة وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ وقال أَبو عمرو مُرَكَّنَة مُجَمَّعَة والمِرْكَن شبه تَوْرٍ من أَدَمٍ يتخذ للماء أَو شبه لَقَن والمِرْكَنُ بالكسر الإجَّانة التي تغسل فيها الثياب ونحوها ومنه حديث حَمْنَةَ أَنها كانت تجلس في مِرْكَن لأُختها زينب وهي مستحاضة والميم زائدة وهي التي تخض الآلات والرَّكْنُ الفَأْرُ ويُسَمَّى رُكَيْناً على لفظ التصغير والأُرْكُون العظيم من الدَّهاقين والأُرْكون رئيس القرية وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دخل الشام فأَتاه أُرْكُونُ قَرْيةٍ فقال له قد صنعتُ لك طعاماً رواه محمد بن إسحق عن نافع عن أَسلم أُرْكُون القرية رئيسها ودِهْقانها الأَعظم وهو أُفْعُول من الرُّكُون السكون إلى الشيء والميل إليه لأَن أَهلها يَرْكَنُون إليه أَي يسكنون ويميلون ورُكَيْنٌ ورُكَانٌ ورُكانَةُ أَسماء قال ورُكانَة بالضم اسم رجل من أهل مكة وهو الذي طَلَّق امرأَته البتة فحلفه النبي صلى الله عليه وسلم أَنه لم يرد الثلاثَ

رمن
الرُّمَّانُ حَمْلُ شجرة معروفة من الفواكه واحدته رُمَّانة الجوهري قال سيبويه سأَلته يعني الخليل عن الرُّمان إذا سمي به فقال لا أَصرفه في المعرفة وأَحمله على الأَكثر إذا لم يكن له معنى يعرف به أَي لا يُدْرَى من أَي شيء اشتقاقه فيحمله على الأَكثر والأَكثر زيادة الأَلف والنون وقال الأَخفش نونه أَصلية مثل قُرَّاصٍ وحُمَّاض وفُعَّال أَكثر من فُعْلانٍ قال ابن بري لم يقل أَبو الحسن إن فُعَّالاً أَكثر من فُعْلان بل الأَمر بخلاف ذلك وإنما قال إن فُعَّالاً يكثر في النبات نحو المُرَّان والحُمَّاض والعُلاَّم فلذلك جعل رُمَّاناً فُعَّالاً وفي حديث أُم زرع يَلْعَبان من تحت خَصْرِها برُمَّانَتين أَي أَنها ذاتُ رِدْفٍ كبير فإِذا نامت على ظهرها نَبا الكَفَلُ بها حتى يصير تحتها مُتَّسَعٌ يجري فيه الرُّمان وذلك أَن ولديها كان معهما رُمَّانتان فكان أَحدهما يرمي برمانته إلى أَخيه ويرمي أَخوه الأُخرى إليه من تحت خصرها ورُمَّانة الفرس الذي فيه علفه قال ابن سيده وذكرته ههنا لأَنه ثلاثي عند الأَخفش وقد تقدم ذكره في رمم على ظاهر رأْي الخليل وسيبويه وذكره الأَزهري هنا أَيضاً وقوله في التنزيل العزيز في صفة الجنان فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورُمَّان دل بالواو على أَن الرمان والنخل غير الفاكهة لأَن الواو تعطف جملة على جملة قال أَبو منصور هذا جهل بكلام العرب والواو دخلت للاختصاص وإن عطف بها والعرب تذكر الشيء جملة ثم تخص من الجملة شيئاً تفصيلاً له وتنبيهاً على ما فيه من الفضيلة ومنه قوله عز وجل حافظوا على الصلوات والصلاة الوُسْطى فقد أَمرهم بالصلاة جملة ثم أَعاد الوسطى تخصيصاً لها بالتشديد والتأْكيد وكذلك أَعاد النخل والرمان ترغيباً لأَهل الجنة فيهما ومن هذا قوله عز وجل من كان عَدُوّاً لله وملائكته وكتبه ورسله وجبريل وميكال فقد علم أَن جبريل وميكال دخلا في الجملة وأُعيد ذكرهما دلالة على فضلهما وقربهما من خالقهما ويقال لمَنْبِتِ الرُّمان مَرْمَنة إذا كثر فيه أُصوله والرُّمانة تصغر رُمَيْمينة ورَمَّان بفتح الراء موضع وفي الصحاح جبل لطيِّءِ وإِرْمينِيَّةُ بالكسر كُورة بناحية الرُّوم والنسبة إليها أَرْمَنِيّ بفتح الهمزة والميم وأَنشد ابن بري قول سَيَّارة بن قَصِير فلو شَهِدَتْ أُمُّ القُدَيْدِ طِعانَنا بمَرْعَشَ خَيْلَ الأَرْمَنِيِّ أَرَنَّتِ
( * قوله « بمرعش » اسم موضع كما أَنشده ياقوت فيه )

رمعن
ارْمَعَنَّ الشيءُ كارْمَعلَّ قال ابن سيده يجوز أَن يكون لغة فيه وأَن تكون النون بدلاً من اللام الأَزهري ارْمَعَلَّ الدمعُ وارْمَعَنَّ سال فهو مُرْمَعِلّ ومُرْمَعِنّ

رنن
الرَّنَّةُ الصَّيْحَةُ الحَزِينةُ يقال ذو رَنَّةٍ والرَّنِينُ الصياح عند البكاء ابن سيده الرَّنَّةُ والرَّنِينُ والإرْنانُ الصيحة الشديدة والصوت الحزين عند الغناء أَو البكاء رَنَّت تَرِنُّ رَنيناً ورَنَّنَتْ تَرْنيناً وتَرْنِيَة وأَرَنَّتْ صاحت وفي كلام أَبي زُبَيْدٍ الطائي شَجْراؤُه مُغِنَّة وأَطيارُه مُرِنَّة قال الشاعر عَمْداً فَعَلْتُ ذاكَ بَيْدَ أَني أَخافُ إن هَلَكْتُ لم تُرِنِّي وقيل الرَّنِين الصوت الشَّجِيُّ والإرْنانُ الشديد ابن الأَعرابي الرَّنَّة صوت في فَرَحٍ أَو حُزْنٍ وجمعها رَنَّات قال والإرْنان صوتُ الشَّهيقِ مع البكاء وأَرَنَّ فلان لكذا وأَرَمَّ له ورَنَّ لكذا واسْتَرَنَّ لكذا وأَرْناه كذا وكذا
( * قوله « وأرناه كذا وكذا إلخ » ذكره المجد وغيره في المعتل ) أَي ألهاه وأَرَنَّت القوسُ في إنباضِها والمرأَةُ في نوحها والنساءُ في مَناحَتها والحمامةُ في سَجْعها والحمار في نَهيقه والسحابة في رعدها والماء في خَريره وأَرَنَّتِ المرأَة تُرِنّ ورَنَّتْ تَرِنّ قال لبيد كلّ يومٍ مَنَعُوا حامِلَهُم ومُرِنَّاتٍ كآرامٍ تُمَلّ وقال العجاج يصف قوساً تُرِنُّ إرْناناً إذا ما أُنْضِبا إِرْنانَ مَحْزونٍ إذا تَحَوَّبا أَراد أُنْبِضَ فقلب ورَنَّنْتها أَنا تَرْنيناً والمُرِنَّة القوسُ والمِرْنان مثله وقوس مُرِنٌّ ومِرْنانٌ وكذلك السحابة ويقال لها المِرْنانُ على أَنها صفة غلبت غلبة الاسم وقال أَبو حنيفة أَرَنَّتِ القَوْس وهو فوق الحنين وفي الحديث فَتَلَقَّاني أَهلُ الحي بالرَّنين الرَّنينُ الصوت وقد رَنَّ يَرِنّ رنيناً والرَّنَنُ شيء يصيح في الماء أَيام الصيف وقال ولم يَصْدَحْ له الرَّنَنُ والرَّنَنُ الماء القليل والرَّبَب الماء الكثير والرُّنَّاءُ الطَّرَبُ على بَدَلِ التضعيف رواه ثعلب بالتشديد وأَبو عبيد بالتخفيف وهو أَقيس لقولهم رَنَوْتُ أَي طَرِبْتُ ومددت صوتي ومن قال رَنَوْتُ فالرُّنَّاءُ عنده معتل ويوم أَرْوَنانٌ شديد في كل شيء أَفْوَعالٌ من الرَّنِين فيما ذهب إليه ابن الأَعرابي وهو عند سيبويه أَفْعَلانٌ من قولك كشف الله عنك رُونَةَ هذا الأَمر أَي غُمَّته وشدّته وهو مذكور في موضعه أَبو عمرو الرُّنَّى شهر جُمادى
( * قوله « الرنى شهر جمادى » الذي في القاموس ورنى بلا لام شهر جمادى )
وجمعها رُنَنٌ والرُّنَّى الخَلْقُ يقال ما في الرُّنَّى مثله قال أَبو عمر الزاهد يقال لجمادى الآخرة رُنَّى ويقال رُنَةُ بالتخفيف وأَنه قال يا آلَ زَيْدٍ احْذَرُوا هذي السَّنَهْ من رُنَةٍ حتى تُوافِيها رُنَهْ قال وأَنكر رُبَّى بالباء وقال هو تصحيف إنما الرُّبَّى الشاة النُّفَساء وقال قطْرُبٌ وابن الأَنباري وأَبو الطيب عبد الواحد وأَبو القاسم الزجاجي هو بالباء لا غير قال أَبو القسم الزجاجي لأَن فيه يعلم ما نُتِجَتْ حُرُوبُهم إذا ما انجلت عنه مأْخوذ من الشاة الرُّبَّى وأَنشد أَبو الطيب أَتَيْتُك في الحَنِين فقلتَ رُبَّى وماذا بين رُبَّى والحَنِينِ ؟ والحَنِينُ اسم لجمادى الأُولى

رهن
الرَّهْنُ معروف قال ابن سيده الرَّهْنُ ما وضع عند الإنسان مما ينوب مناب ما أُخذ منه يقال رَهَنْتُ فلاناً داراً رَهْناً وارْتَهنه إذا أَخذه رَهْناً والجمع رُهون ورِهان ورُهُنٌ بضم الهاء قال وليس رُهُن جمعَ رِهان لأَن رِهاناً جمع وليس كل جمع يجمع إلا أَن ينص عليه بعد أَن لا يحتمل غيرذلك كأَكْلُب وأَكالِب وأَيْدٍ وأَيادٍ وأَسْقِية وأَساقٍ وحكى ابن جني في جمعه رَهين كعَبْدٍ وعَبيدٍ قال الأَخفش في جمعه على رُهُنٍ قال وهي قبيحة لأَنه لا يجمع فَعْل على فُعُل إلا قليلاً شاذّاً قال وذكر أَنهم يقولون سَقْفٌ وسُقُفٌ قال وقد يكون رُهُنٌ جمعاً للرهان كأَنه يجمع رَهْن على رِهان ثم يجمع رِهان على رُهُن مثل فِراشٍ وفُرُش والرَّهينة واحدة الرَّهائن وفي الحديث كل غلام رَهينة بعقيقته الرَّهينة الرَّهْنُ والهاء للمبالغة كالشَّتيمة والشَّتْم ثم استعملا في معنى المَرْهون فقيل هو رَهْن بكذا ورَهِينة بكذا ومعنى قوله رهينة بعقيقته أَن العقيقة لازمة له لا بد منها فشبهه في لزومها له وعدم انفكاكه منها بالرَّهْن في يد المُرْتَهِن قال الخطابي تكلم الناس في هذا وأَجود ما قيل فيه ما ذهب إليه أَحمد بن حنبل قال هذا في الشفاعة يريد أَنه إذا لم يُعَقَّ عنه فمات طفلاً لم يَشْفَعْ في والديه وقيل معناه أَنه مرهون بأَذى شَعْره واستدلوا بقوله فأَمِيطُوا عنه الأَذى وهو ما عَلِقَ به من دم الرحم ورَهَنَه الشيءَ يَرْهَنَه رَهْناً ورَهَنَه عنده كلاهما جعله عنده رَهْناً قال الأَصمعي ولا يقال أَرْهَنتُه ورَهَنَه عنه جعله رَهْناً بدلاً منه قال ارْهَنْ بنيك عنهمُ أَرْهَنْ بَني أَراد أَرْهَن أَنا بني كما فعلت أَنت وزعم ابن جني أَن هذا الشعر جاهليّ وأَرْهَنته الشيء لغة قال هَمَّام بن مرة وهو في الصحاح لعبد الله بن همام السَّلُولي فلما خَشِيتُ أَظافيرَهُمْ نَجَوْتُ وأَرْهَنْتُهم مالكا غَريباً مُقِيماً بدار الهَوا نِ أَهْونْ علَيَّ به هالِكا وأَحْضَرتُ عُذْرِي عليه الشُّهُو دَ إنْ عاذراً لي وإن تاركا وقد شَهِدَ الناسُ عند الإِما مِ أَني عَدُوٌّ لأَعْدَائكا وأَنكر بعضهم أَرهنته وروي هذا البيت وأَرْهَنُهُم مالكا كما تقول قمت وأَصُكُّ عينه قال ثعلب الرُّواة كلهم على أَرْهَنْتُهم على أَنه يجوز رَهَنْتُه وأَرْهَنْته إلاَّ الأَصمعي فإنه رواه وأَرْهَنُهم مالكا على أَنه عطف بفعل مستقبل على فعل ماض وشبهه بقولهم قمتُ وأَصُكُّ وجهَه وهو مذهب حسن لأَن الواو واو حال فيجعل أَصُك حالاً للفعل الأَول على معنى قمت صاكّاً وجهه أَي تركته مقيماً عندهم ليس من طرق الرَّهْنِ لأَنه لا يقال أَرْهَنْتُ الشيء وإنما يقال رَهَنْتُه قال ومن روى وأَرهنتهم مالكاً فقد أَخطأَ قال ابن بري وشاهد رَهَنْته الشيءَ بيت أُحَيْحة بن الجُلاح يُراهِنُني فيَرْهَنُني بنيه وأَرْهَنُه بَنِيَّ بما أَقُولُ ومثله للأَعشى آلَيْتُ لا أُعطيه من أَبنائنا رُهُناً فيُفْسِدُهم كمن قد أَفْسَدا حتى يُفِيدَك من بنيه رَهِينةً نَعْشٌ ويَرْهَنك السِّماك الفَرْقدا وفي هذا البيت شاهد على جمع رَهْنٍ على رُهُنٍ وأَرْهَنْتُه الثوبَ دفعته إليه ليَرْهَنه قال ابن الأَعرابي رَهَنْتُه لساني لا غير وأَما الثوب فرَهَنْتُه وأَرْهَنْتُه معروفتان وكل شيء يُحْتَبَس به شيء فهو رَهِينه ومُرْتَهَنه وارْتَهَن منه رَهْناً أَخذه والرِّهانُ والمُراهَنة المُخاطرة وقد راهَنه وهم يَتَراهنُون وأَرْهَنُوا بينهم خَطَراً بَدَلُوا منه ما يَرْضى به القوم بالغاً ما بلغ فيكون لهم سَبَقاً وراهَنْتُ فلاناً على كذا مُراهنة خاطرته التهذيب وأَرْهَنْتُ ولَدي إرهاناً أَخطرتهم خَطَراً وفي التنزيل العزيز فرِهانٌ مقبوضة قرأَ نافع وعاصم وأَبو جعفر وشَيْبةُ فرِهان مقبوضة وقرأَ أَبو عمرو وابن كثير فرُهُنٌ مقبوضة وكان أَبو عمرو يقول الرِّهانُ في الخيل قال قَعْنَب بانت سُعادُ وأَمْسَى دُونها عَدَنُ وغَلِقَتْ عندَها من قَبْلِكَ الرُّهُنُ وقال الفراء من قرأَ فَرُهُن فهي جمع رِهانٍ مثل ثُمُرٍ جمع ثِمارٍ والرُّهُنُ في الرَّهْنِ أَكثر والرِّهانُ في الخيل أَكثر وقيل في قوله تعالى فرِهانٌ مقبوضة قال ابن عرفة الرَّهْنُ في كلام العرب هو الشيء الملزم يقال هذا راهِنُ لك أَي دائم محبوس عليك وقوله تعالى كلُّ نفْسٍ بما كَسَبَتْ رَهِينَة وكل امرئٍ بما كَسَبَ رَهِين أَي مُحْتَبَس بعمله ورَهِينة محبوسة بكسبها وقال الفراء الرَّهْن يجمع رِهاناً مثل نَعْلٍ ونِعال ثم الرِّهانُ يجمع رُهُناً وكل شيء ثبت ودام فقد رَهَنَ والمُراهَنَةُ والرهانُ المسابقة على الخيل وغير ذلك وأَنا لك رَهْنٌ بالرِّيّ وغيره أَي كَفيل قال إني ودَلْوَيَّ لها وصاحبِي وحَوْضَها الأَفْيَحَ ذا النصائبِ رَهْنٌ لها بالرِّيّ غير الكاذِبِ وأَنشد الأَزهري إن كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضا أَي أَنا كفيل لك ويدي لك رَهْنٌ يريدون به الكفالة وأَنشد ابن الأَعرابي والمَرْءُ مَرْهُونٌ فمن لا يُخْتَرَمْ بعاجِلِ الحَتْفِ يُعاجَلْ بالهَرَمْ قال أَرْهَنَ أَدامَ لهم أَرْهَنْتُ لهم طعامي وأَرْهَيْته أَي أَدمته لهم وأَرْهَى لك الأَمر أَي أَمْكنك وكذلك أَوْهَب قال والمَهْوُ والرَّهْوُ والرخَفُ واحد وهو اللِّينُ وقد رَهَنَ في البيع والقرض بغير أَلف وأَرْهَنَ بالسلْعة وفيها غالَى بها وبذل فيها ماله حتى أَدركها قال وهو من الغلاء خاصة قال يَطْوي ابنُ سَلْمَى بها من راكبٍ بُعُداً عِيديَّةً أُرْهِنَتْ فيه الدَّنانيرُ
( * قوله « من راكب » كذا في الأصل والذي في المحكم في راكب وفي التهذيب عن )
ويروى صدر البيت ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجيةٌ والعِيديّة إبل منسوبة إلى العيد والعيدُ قبيلة من مَهْرة وإِبلُ مَهْرة موصوفة بالنجابة وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً على قوله أَرْهَنَ في كذا وكذا يُرْهِنُ إِرْهاناً إذا أَسلف فيه ويقال أَرْهَنت في السلعة بمعنى أَسلفت والمُرْتَهِنُ الذي يأْخذ الرَّهْنَ والشيءِ مَرْهُونٌ ورهِين والأُنثى رَهِينة والراهِنُ الثابت وأَرْهَنه للموت أَسلمه عن ابن الأَعرابي وأَرْهَنَ الميتَ قبراً ضَمَّنه إياه وإنه لرَهِينُ قبرٍ وبِلىً والأُنثى رَهِينة وكل أَمر يُحْتبس به شيء فهو رَهِينة ومُرْتَهَنه كما أَن الإنسان رَهِينُ عمله ورَهَنَ لك الشيءُ أَقام ودام وطعام راهِنٌ مقيم قال الخُبْزُ واللَّحْمُ لهم راهِنٌ وقَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ وأَرْهَنه لهم ورَهَنه أَدامه والأَول أَعلى التهذيب أَرْهَنْتُ لهم الطعام والشرابَ إرهاناً أَي أَدمته وهو طعام راهِنٌ أَي دائم قاله أَبو عمرو وأَنشد للأََعشى يصف قوماً يشربون خمراً لا تنقطع لا يَسْتَفِيقُونَ منها وهي راهِنَةٌ إلاّ بهاتِ وإن عَلُّوا وإن نَهِلُوا ورَهَنَ الشيءُ رَهْناً دام وثبت وراهِنةٌ في البيت دائمة ثابتة وأَرْهَنَ له الشرَّ أَدامه وأَثبته له حتى كف عنه وأَرْهَنَ لهم ماله أَدامه لهم وهذا راهنٌ لك أَي مُعَدٌّ والراهِنُ المهزول المُعْيي من الناس والإِبل وجميع الدواب رَهَنَ يَرْهَنُ رُهُوناً وأَنشد الأُمَوِيّ إما تَرَيْ جِسْمِيَ خَلاًّ قد رَهَنْ هَزْلاً وما مَجْدُ الرِّجالِ في السِّمَنْ ابن شميل الرَّاهِنُ الأَعْجَفُ من ركوب أَو مرض أَو حَدَث يقال ركب حتى رَهَنَ الأَزهري رأَيت بخط أَبي بكر الإيادي جارية أُرْهُونٌ أَي حائض قال ولم أَره لغيره والرَّاهنة من الفرس السُّرَّة وما حولها والرَّاهُونُ اسم جبل بالهند وهو الذي هبط عليه آدم عليه السلام ورُهْنانُ موضع ورُهَيْنٌ والرَّهِينُ اسمان قال أَبو ذؤيب عَرَفْتُ الدِّيارَ لأُمِّ الرَّهِي نِ بَيْنَ الظُّباءِ فَوادِي عُشَرْ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88